ﺃ
ﻤﻘﺩﻤﺔ :
ﺔ ﺍﻹﺭﺴﺎل ﺨـﻼل ﺍﻟـﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠـﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻴﺔ ﺤﺩﺙ ﺘﻘﺩﻡ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻻﺘﺼﺎﻻﺕ ﻭ ﺨﺎﺼ ﹰ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨـﻲ ،ﺍﻟـﺫﻯ ﻴﻌﺩ ﻋﺎﻟﻤﺎﹰ ﻤﺜﻴﺭﺍﹰ ﻟﺨﻴﺎل ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴـﺭ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﻏﺩﻩ ﻭﺃﺴﺭﺘﻪ ﻭﻭﻁﻨﻪ ﺒل ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﺄﺴﺭﻩ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﺭﻗﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﺃﻋﻤﺎل ﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ ﺠﻴﺩﺓ ﺘﻭﺍﻜﺏ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ. ﻭﻟﻘـﺩ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺙ
ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﺒﺭ ﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺁﻓﺎﻗﹰﺎ ﺇﻋﻼﻤﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﻜﺒﺭ
ﺍﻷﺜـﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ،ﻓﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺠﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺸﺘﻰ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺴﻘﻁﺕ ﺃﻤﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺍﻹﻋﻼﻤﻲ ﺒﻼ ﻗﻴﻭﺩ ﻤﻤﺎ ﻜـﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺜﺎﺭﻩ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺘﺘﺠﻠـﻰ ﻓـﻴﻤﺎ ﻴﻌـﺭﻑ ﺒﺎﻟﻘﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻻﺘﺼﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﻤﺤﻘﻘﺔ ﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻻﺘﺼﺎل " ﻤﺎﺭﺸﺎل ﻤﺎ
ﻜﻠـﻭﻫﺎﻥ Marshall Mcluhan
" ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺩﺍﺭﺕ ﺤﻭل ﻓﻜﺭﺓ ﺠﻌل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ )
ﻗـﺭﻴﺔ ﻭﺍﺤـﺩﺓ ( .ﻭﻴـﺘﺤﻘﻕ ﺫﻟـﻙ ﺍﻵﻥ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺤﻴﺙ ﺃﻟﻐﻴﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻭﺘﻼﺸﺕ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺒﺎﻹﺤﺩﺍﺙ ﻓﻭﺭ ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ. ﻤﻤـﺎ ﺠﻌـل ﺍﻟﺒﺙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﺒﺭﻴﻘﺎﹰ ﻻ ﻴﻘﺎﻭﻡ ﻓﻬﻭ ﻨﺎﻓﺫﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﺜﻘﺎﻓﺎﺘﻪ ﻭﺭﺅﺍﻩ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﺨـﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘـﻰ ﺘﺨـﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻭﺍﻗﻌﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ،ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻠﻤﺱ ﺒﻪ ﺍﻟﻤـﺸﺎﻫﺩ ﺍﻟﻤﻌـﺭﻓﺔ ﺍﻟﻔـﻭﺭﻴﺔ ﻟﻜل ﻤﺎ ﻴﺠﺭﻱ ﺤﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺤﺎل ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ .ﺍﻟﺸﻴﺊ ﺍﻟﺫﻯ ﺠﻌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨـﻰ ﻴﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﻟﻠﺴﺒﺎﻕ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻗﻭﻤﻴﺔ ﻭﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺒﺎﻗﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ١
ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ ﺘﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﻭﻋﻴﺔ . ﻭﻜﻨﺘـﻴﺠﺔ ﻟﻠـﺒﺙ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻅﻬﺭ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ " ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ " ﻭﻫﻲ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻅﻬﺭﺕ ﻓﻲ ١٩٨٠ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " ﺃﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺇﻤﻜﺎﻥ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﺃﻭ ﺸﺭﻜﺔ ﺘﻤﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟـﻼﺯﻡ ﺃﻥ ﺘﻁﻠـﻕ ﻗﻤﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ " ﻭﺘﻼﻗﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺭﻭﺍﺠﹰﺎ ﺤﺎﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﺠﻤﻊ ﻭﻜﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬـﺫﻩ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﺔ ﺃﺼـﺒﺤﺕ ﺃﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺨﺎﺼﺔ .ﺃﻀﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢
ﺍﻟﻤـﻨﻘﻭﻟﺔ ﻻ ﺘﺨـﻀﻊ ﻷﻱ ﺭﻗﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﻗﻴﻭﺩ ؛ ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌل ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﻓﺭﻴﻕ ﻴﺅﻴﺩ ﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨـﻲ ؛ ﻷﻥ ﻤﺤـﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨـﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤـﻨﻊ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﺙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﺴﻭﻑ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺒﺎﻟﻔﺸل ،ﻭﻓﺭﻴﻕ ﺃﺨﺭ ﻤـﺘﺨﻭﻑ ﻤـﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺙ ﺴﻴﺤﻤل ﻗﻴﻤﹰﺎ ﻭﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻤﻐﺎﻴﺭﺓ ﻭﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺸﻜﻼﹰ ﻭﻤﻀﻤﻭﻨﹰﺎ ﻋﻥ ﻗﻴﻡ ﻭﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ. ١
ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ :ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭﺍﻟﺒﺚ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﱐ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻋﱪ ﺃﻗﻤﺎﺭ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ،ﳎﻠﺔ ﻋﻠﻮﻡ ﻭﻓﻨﻮﻥ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﲝﻮﺙ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠﻮﺍﻥ ،ﺹ ﺹ ٣١-٢٨ ٢
ﺟﻼﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ :ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ ،ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺹ ١٥
ﺏ
ﻭﻗﺩ ﺤﺴﻤﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺤﻴﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻓﺽ ﻟﻠﺒﺙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭﻤﻌﻅﻡ ﺩﻭل ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﻤﺩﻯ ﻗﺩﺭﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﺒﺙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻪ ﺒل ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻫﻭﻴﺘﻨﺎ
ﻭﺜﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﻭﺤﻀﺎﺭﺘﻨﺎ ﻤﺤﻠﻴﺎﹰ ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺎﹰ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﻨﻘﺩﻤﻪ ﻟﻨﻭﺍﺠﻪ ﻤﺎ ﺘﺤﻭﻴﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻤﻐﺎﻴﺭﺓ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻨﺎ ﻭﺘﻅﻬﺭ ﺠﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ . ﺇﻥ ﺍﻟـﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﻼ ﻤﺒﺎﻻﺓ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻻﺘﺼﺎل ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻴﺤﻤـل ﻤﻌـﻪ ﻤﺨﺎﻁـﺭ ﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﻠﺘﻭﺍﺼل ﻤﻊ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻻﺴﺘﺴﻼﻡ ﻟﻪ ﻓﻜﺭﻴﺎﹰ. ﻭﻻﺒـﺩ ﻟﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﺒﺤﺠﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺜﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﻓﺎﻟﻭﺍﻗﻊ ﻴﻘﻭل ﺇﻥ ﺜﻘﺎﻓﺘـﻨﺎ ﻟﻴـﺴﺕ ﻫـﺸﺔ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻔﻅ ،ﻟﻜﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﻜﻴﻑ ﻤﻊ ﻼ ﻴﺸﺒﻊ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﻨﺎ ﻭﻨﺘﻌﺎﻭﻥ ﺇﻋﻼﻤﻴﹰﺎ ﻟﻜﻲ ﻨﻭﻓﺭ ﻤﻀﻤﻭﻨﹰﺎ ﻭﺸﻜ ﹰ ﻓﻌـﻼﹰ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﻭﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﺴﻭﺍﺩ ﺍﻷﻋﻅﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻭﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺤﻀﺎﺭﺘﻪ ﻭﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ؛ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ١
ﻭﺃﻴﻀﹰﺎ ﻟﻜﻲ ﺘﺘﻭﺍﺼل ﻓﺘﺅﺜﺭ ﻭﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ . ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻟﺩﻴﻜﻭﺭ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﻪ ﻴﻌﺩ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻜﻭﻨﻪ :
·
ﻴﻤﺜل ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺩﻭﺭ ﻓﻴﻪ ﺃﺤﺩﺍﺙ
ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ)(Location
·
ﻴﻌﻜﺱ
·
ﻴﺒـﺭﺯ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺘﺒﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻁﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻨﺎﻩ
ﻓﻜﺭﺓ ﻭﻫﺩﻑ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ
ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﻪ. ﻟـﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨـﻪ )ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻟﺩﻴﻜﻭﺭ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﻪ( ﻴﻌﻨﻲ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﺃﻜﺜﺭ ﻭﺃﺒﻌﺩ ﻤﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺘﺠﻤـﻴل ﺃﻭ ﺍﻟﺯﺨـﺭﻑ ﺃﻭ ﺠﻌـل ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭ ﻤﺭﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﺨﻼﺒﺔ .ﻓﻬﻭ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻭﺃﺩﺍﻩ ﻟﻠﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻰ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻔﻨﻰ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺼﻤﻴﻤﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻋﻪ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻪ .
١
ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ :ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ ،ﺹ ﺹ ٣٧ - ٣٥
ﺝ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ: ﺇﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻁﺭﺩﺓ ﻓﻰ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻘﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﻪ –ﺴﻭﺍﺀ ﺃﺭﻀﻴﻪ ﺃﻭ ﻓﻀﺎﺌﻴﻪ -ﻗﺩ ﺃﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺯﻴﺎﺩﻩ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﻪ ﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻨﻭﺍﺕ ،ﻤﻤﺎ ﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻅﻬﻭﺭ ﻤﺠﻤﻭﻋﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻓﻰ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺨﺎﺼﻪ ﺒﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺍﻟﺩﻴﻜﻭﺭ. ﻭﺘﻜﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﻐﺎﻀﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺩﻴﻜﻭﺭ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻰ ؛ ﺤﺘﻰ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺠﻰ ﻭﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻨﻪ.
ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ:
·
ﺇﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺒﺸﻜل ﻀﻌﻴﻑ ﺒﻌﻴﺩ ﻜل ﺍﻟﺒﻌﺩ ﻋﻥ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻲ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺼﻤﻤﻭﺍ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﻭﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺨﺒﺭﺓ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻤﻠﻜﻭﻥ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻤل ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻤﺸﺎﻜل ﺍﻹﺨﺭﺍﺝ ﺘﺤل ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭﺍﻟﺨﻁﺄ.
·
ﻋﺩﻡ ﺩﺭﺍﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻤﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻭﻑ ﺘﺴﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻤﻴﺭﺍ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﻤﻨﺎﻅﺭﻩ ﻨﻅﺭﺍﹰ ﺇﻟﻲ ﻀﻴﻕ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ ﻭﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻤﺨﺭﺠﻴﻥ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﺩﻭﻥ ﺒﺭﻭﻓﺎﺕ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻭﺩﻭﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻟﻠﻌﺩﺴﺎﺕ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼﹰ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﻭﻟﺫﺍ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻤﻡ ﻴﺭﺴﻡ ﻤﻨﻅﺭﺍﹰ ﺃﻜﺒﺭ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻤﺎ ﺘﺩﻋﻭ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﻅﻬﺭ ﺤﻭﺍﺌﻁ ﺍﻷﺴﺘﻭﺩﻴﻭ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﺇﻫﺩﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ.
·
ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻟﻠﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻅﻬﺭ ﻤﻤﺴﻭﺨﺔ ﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺘﻤﻴﺯﺕ ﻓﻲ ﺒﻼﺩﻫﺎ ﺒﺎﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﻬﺎ ) ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ(.
·
ﻋﺩﻡ
ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ
ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ
–
ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ
ﻭﺍﻷﺴﺱ
ﻤﻥ ﺤﻴﺙ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻟﻠﺘﺼﻤﻴﻡ
ﺍﻟﺸﻜل ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ
Texture ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ
Style
ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ
Form
ﻭﺍﻟﻠﻭﻥ
ﻭﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻔﻨﻲ.
ﻓﻲ
ﺘﺼﻤﻴﻡ
Colour
ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﻭﺍﻟﻤﻠﻤﺱ
ﺩ
ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺒﺤﺙ : (١ﻤﺤﺎﻭل ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻷﺴﺱ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻻﺴﺘﻭﺩﻴﻭﻫﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ. (٢
ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻟﻠﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﺭﺍﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭ ﻭﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻭﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.
(٣ﺘﺄﻜﻴﺩ
ﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ
ﻓﻲ
ﺍﺒﺘﻜﺎﺭ
ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ
ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ
ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ
ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ
ﻟﻠﺒﺭﺍﻤﺞ
ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ ﺘﺘﻴﺢ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭ ﻤﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻷﺴﺘﻭﺩﻴﻭ. (٤
ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻲ ﻓﻬﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻟﻠﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺼﻭﻴﺭ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ ﻭﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻬﺎ ﺒﻌﻤل ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻜﺱ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﻭﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ .
ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ : ﻴﻘـﻭﻡ ﺍﻟـﺒﺤﺙ ﻓﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻻﺴﺘﻭﺩﻴﻭ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻰ ﻤﻊ ﺍﺴـﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻷﻋﻤـﺎل ﺍﻟﺩﺭﺍﻤﻴﻪ ﻭﺍﻷﻏﺎﻨﻰ ﺍﻟﻤﺼﻭﺭﻩ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺨﺎﺭﺝ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺤﺎﺠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ﻤﻥ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺠﻰ ﺍﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺨﺎﺼﻪ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻤﺴﺘﻔﻴﻀﺔ.
ﻓﺭﻭﺽ ﺍﻟﺒﺤﺙ : ﻴﻔﺘـﺭﺽ ﺍﻟـﺒﺤﺙ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻨﻌﻜﺎﺱ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻟﻠﺒـﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔـﺯﻴﻭﻨﻴﺔ ) ﺍﻟﺤـﻭﺍﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﺨﺒﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻭﻋﺎﺕ( ﺤﻴﺙ ﻴﺅﺜﺭ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟـﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻲ ﻋﻠﻲ ﺃﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ ﻓﻲ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻭﺃﺴﻠﻭﺒﻪ.
ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﻊ ﻨﻭﻉ
ﻩ
ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺙ : ﺍﺨﺘﻼﻑ
ﻫﻨﺎﻙ
ﻜﺒﻴﺭ
ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ
ﻟﻬﺫﻩ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﻓﻔ ﻲ
“ set design” ﺃﻭ “Scenery design” ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻴﻁﻠﻕ
ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ “Décor”
ﻴﻁﻠﻕ
ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﻻ ﻋﺠﺏ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺃﺼﺒﺢ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺎﺌﻊ ﻭﺍﻟﻤﺘﺩﺍﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﺼﻤﻡ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫ ١
ﺍﻟﺩﻴﻜﻭﺭﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻲ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﻠﻘﺏ " ﻤﻬﻨﺩﺱ ﺍﻟﺩﻴﻜﻭﺭ ".
ﻭﻴﻤﻜـﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﻜﻠﻤﺔ " ﺩﻴﻜﻭﺭ " ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ ،ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺼﻨﻭﻉ ﺩﺍﺨل ﺍﻻﺴـﺘﺩﻴﻭ ﻭﺒﻜـل ﻤـﺎ ﻴـﺸﻤل ﻋﻠـﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ ﻭﻤﺴﺘﻠﺯﻤﺎﺕ ﻤﺜل ﻗﻁﻊ ﺍﻷﺜﺎﺙ ﻭﺍﻟﺴﺘﺎﺌﺭ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺸﻜﺎل.
٢
ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ : ﺘﺭﺘﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻠﻲ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : -١
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻰ ﻭﻴﺸﻤل:
·
ﺩﺭﺍﺴﻪ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﻪ ﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ ﻜﻭﺴﻴﻠﻪ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﺘﺼﺎل ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻯ .
·
ﺩﺭﺍﺴﻪ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﻪ ﻟﺘﻁﻭﺭ ﺩﻴﻜﻭﺭ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ. -٢
·
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻰ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻭﻴﺸﻤل:
ﻋﺭﺽ ﻷﻫﻡ ﺍﻷﺴﺱ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺍﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭ ﻟﻠﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺤﻠﻴل ﻟﺩﻴﻜﻭﺭﺍﺕ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﻪ.
·
ﻋـﺭﺽ ﻭﺘﺤﻠـﻴل ﻟﻠﻌـﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫ ﺩﻴﻜﻭﺭ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ.
·
ﻋـﺭﺽ ﻭﺘﺤﻠـﻴل ﻷﺴـﺎﻟﻴﺏ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ ﻭﺃﺜﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺩﻴﻜﻭﺭ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ.
·
ﻋـﺭﺽ ﻭﺘﺤﻠـﻴل ﺩﻭﺭ ﺃﺴـﺱ ﺍﻟﺘـﺼﻤﻴﻡ ﻓـﻰ ﻋﻤﻠـﻴﺔ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺩﻴﻜﻭﺭ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ.
1 Millerson Gerald: Tv. Scenic design hand book , Focal press, London & Boston, Second edition, 1989, p. 1. ٢ﻛﺮﻡ ﺷﻠﱯ :ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﱐ ﻭﻓﻨﻮﻥ ﺍﻹﺧﺮﺍﺝ ،ﺟﺪﺓ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ،١٩٨٨ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺹ .١٧٧
ﻭ
-٣
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻭﻴﺸﻤل :
ﺃ – ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ : ﻋـﺭﺽ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻻﺴﺘﻭﺩﻴﻭ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻜﻭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻰ. ﺏ -ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻪ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﻪ: ﻋﻤـل ﻤﻘﺎﺭﻨﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﻪ ﺒﺩﻴﻜﻭﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻭﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺎﺕ ﺒﻬﺎ ﺝ – ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ : ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺘﻁﺒﻴﻘﻰ ﻻﻋﺎﺩﺓ ﺼﻴﺎﻏﺔ
ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺩﻴﻜﻭﺭ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ "ﻫــﺭﻡ ﺍﻷﺤــﻼﻡ" ﻭﻫﻭ
ﻤﻥ ﺍﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻯ "ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ". ﺘﻁﺒـﻴﻕ ﺍﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘـﻴﻡ ﺍﻟﺘـﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻓﻰ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﻴﻜﻭﺭ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ .