العدد 100

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫أبريل‬ ‫‪15 - 9 30‬‬ ‫‪( -()-100‬‬ ‫السنة الثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫العدد((‪) 77‬‬ ‫الثانية‪-‬العدد‬

‫الصراع السياسي يف ليبيا‬

‫دستور زاهي املغريبي‬

‫صف‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫من تاري مفقودة‬ ‫خا‬ ‫حل‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ة‬ ‫ال‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ة‬

‫قزقيزة يف‬ ‫السجن‬

‫رائد حراس‬ ‫املرم‬ ‫ى‬ ‫يف‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ا‬

‫جرائم االغتصاب تعكس‬ ‫حالة تدهور األخالق يف‬ ‫بلدنا‬

‫الثمن ‪:‬‬ ‫ديناردينار‬ ‫الثمن ‪:‬‬

‫سنة ثالثة ميادين ‪ :‬بني‬ ‫انزعاج السلطة وهروبها‬

‫كذبة‪.....‬‬ ‫الن‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫حل‬ ‫ربي‬

‫هل ُهنا آخر‬ ‫َ‬ ‫أشعارك يا حبيب‬ ‫؟!!‬

‫من احلرب الساخنة إىل احلرب الباردة ‪:‬‬ ‫ك ٌل ُيغين على أمنه ‪..‬‬ ‫ك ٌل حُيب البالد ‪،‬‬ ‫و ال حُي ُب العباد أحد‪.‬‬

‫طنون‬

‫ال يق‬ ‫غرباء‬ ‫دينة‬ ‫ال‬ ‫امل‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫من احلرب الساخنة إىل احلرب الباردة ‪:‬‬ ‫ك ٌل ُيغين على أمنه ‪..‬‬ ‫ك ٌل حُيب البالد ‪،‬‬ ‫و ال حُي ُب العباد أحد‪.‬‬ ‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫•ك ٌل يهدر ‪،‬ك ٌل ُيهدرز‬

‫‪،‬كل ال يعجبه أح���د ٌ‬ ‫كل خيرج علينا الطبيب امل���داوي ٌ‬ ‫تص���ورات وحل���ول و فتاوى وتق���اوي ‪ٌ ،‬‬ ‫‪،‬كل عين ُه‬ ‫على الكرمة ‪،‬قلب ُه معنا وس���يف ُه معهم ٌ‬ ‫‪،‬كل منا له فم‪ ،‬وليس له حتى أذن واحدة ‪ ،‬كل هو األصح وكل‬ ‫ٌ‬ ‫اآلخري���ن باط���ل ‪ ،‬فت���اوى تنصب علين���ا من املفتى وم���ن الالمفتى ‪،‬م���ن الصاحل ومن الط���احل ‪،‬كل يهدر‬ ‫‪،‬كل يُه���درز‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫كل حيكى‪ ،‬وكلهم أبطال علماء يفقهون حتى يف الالش���يء ‪،‬هذر وكالم ‪،‬و ال أحد يكتب‬ ‫‪،‬فالكتابة مضيع ٌة للوقت كما القراء ُة مضيع ٌة للعقل‪ ،‬واجلهد ‪،‬والوقت ‪،‬وحتى املال ُ‬ ‫‪،‬كل املاليني الس���تة‬ ‫ُ‬ ‫الش���رارة‪،‬كل فر ٍد هو الش���عب‪ ،‬وما يُريد يريد ُه الش���عب‬ ‫ثوار وقادة ‪،‬ومن حررونا من الطاغية ومن كانوا‬ ‫‪،‬دون إرادة و ال عمل حني ينطق خيلق ‪ ،‬ما علينا إال أن ُنسبح ِبامسهِ‪.‬‬ ‫حتررت البالد كي تتحول بني س���اعة وضحاها اىل مكلمة ويكون اخلوارج – من هم باخلارج – ال ُنصاح‬ ‫أصحاب احلكمة ‪،‬ومن بالداخل أصحاب الطاعة ‪ُ ،‬سبحان مغري األحوال من مل ينطقوا عقودا أربع حتولوا‬ ‫‪،‬مضيعني وقتنا ووقتهم‪ ،‬والسالح على الرقاب‪ ،‬والبرتول‪،‬‬ ‫اىل س���ادة الكالم والرفض‪ ،‬واالعرتاض والكالم ُ‬ ‫والبنك الوطين املُراد‪.‬‬

‫•الكالشنكوف رئيس البالد‬

‫الس�ل�اح َ‬ ‫س���يد البالد ‪،‬وعلى الرقاب منذ ‪ 17‬فرباير ‪،‬اس���تبدلت البال ُد طاغية بطغاة ‪،‬هم حاملو س�ل�اح‬ ‫بدا‬ ‫ُ‬ ‫حيققون به مرادهم كما كان الطاغية ‪،‬يف يوم الس���بت ‪ 19‬فرباير ‪ 2011‬أمر حمامى يدعى رزق ش���ابا‬ ‫حيمل كالشنكوف باخراجى من مبنى حمكمة بنغازي ‪ ،‬اخرجت حتت تهديد السالح كان ُ‬ ‫ظن احملامني‬ ‫س���اعتها أن حمكمة بنغازي مقر رئاس���ة البالد ‪،‬وأنهم باستيالئهم عليه اس���تولوا على السلطة ‪،‬والسلطة‬ ‫سلطة الكالشنكوف‪.‬‬ ‫ومن س���اعتها ْ‬ ‫بدأت حرب ُمعلنة مل تنته حتى الس���اعة ‪،‬وبعد عامني من تلك احلادثة اليت قد تكون االوىل‬ ‫صار احلكم السالح ‪،‬وقد تورط يف ذلك كل املسلحني الذين هم محاة احلمى ‪،‬وهلذا مل يستوعب اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي و ال اجمللس التنفيذي أن كل س�ل�اح بطبعه ذو حدين ‪،‬كان���ت الكتائب ُتفرخ كتائبا‬ ‫‪،‬واملُس���لح ينشطر إىل مس���لحني حتت رعاية الدولة اليت تنشأ حتت محاية هذه الكتائب ‪،‬يف غمرة احلرب‬ ‫حتولت البالد الي ثكنة ملليشيات تتصارع على السلطة ‪،‬وال ُكل متواطئ يف هذا الصراع‪.‬‬

‫•احلرب الباردة ‪،‬ما بعد احلرب الساخنة‬

‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫الص���راع على الس���لطة يف أي صورة كان يس���تخدم القوة ‪،‬ويف حالنا الس�ل�اح هو الق���وة الفصل ‪،‬هلذا يتم‬ ‫استخدامه يف احلرب القائمة حاليا اليت هي حرب باردة متارس بني احلني واحلني اطالق النار أي تصري‬ ‫حربا س���اخنة كما أصلها ‪،‬ويف هذه احلرب يتم اس���تخدام كل الوس���ائل فالغاية تربر الوس���يلة ‪،‬ومدينة‬ ‫بنغ���ازي كم���ا كانت عاصمة الثورة هي حتى الس���اعة عاصم���ة هذه احلرب اليت تصه���د نريانها املؤمتر‬ ‫الوطين وحكومته ‪،‬ألن املتصارعني يتخذون من مؤسسات الدولة حمطات هلذا الصراع الناري‪.‬‬ ‫اذاً ما ُنش���اهده من تناحر ومن حالة التنافر والتنابز وهذه احلالة الصوتية هي مجيعها تعبري س���لمى عن‬ ‫احل���رب القائم���ة ‪،‬حتى على صفحات االنرتنت مثل الفيس���بوك وما الي ذلك ‪،‬هي حرب تتلبس لبوس���ها‬ ‫وتتقنع بالدين حينا ‪،‬وبالثورة ومصاحلها حينا ‪،‬وكثريا ما حترق األخضر كما حترق اليابس‪.‬‬

‫•كانت السعودية بسلفيها وحمدثيها طرفا مسكوتا عنه‬

‫وه���ي حرب كما ش���ارك فيه���ا اجلميع فإن البعد االقليمي يش���ارك فيها دون ه���وادة محاية له وملصاحله‬ ‫‪،‬وكم���ا كانت تون���س تفتح حدودها داعمة الثوار‪ ،‬كانت مصر تفعل ذل���ك بطريقتها أيضا ‪،‬أما اجلزائر‬ ‫فاحن���ازت علن���ا للط���رف الثاني ‪ :‬الطاغية ‪ ،‬وفيما بع���د عملت كل األطراف اىل تضخي���م الدور القطري‬ ‫كي تأخذ مكانة بارزة ومرحية يف الصراع ‪ ،‬وكذا كانت الس���عودية بس���لفيها وحمدثيها طرفا مسكوتا‬ ‫عنه نّ‬ ‫وبي يف هذه احلرب ‪،‬أما البعد الدولي فهو علين منذ الساعة وحتى الساعة ‪ :‬طائرات احللفاء مازالت‬ ‫ترتع يف مساء البالد ‪ ،‬وكذا روس���يا منذ جميء العب ش���طرجنها ومالعبته للقذايف وحتى زيارة حممود‬ ‫جربيل وما اثارتهُ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وإذا عدن���ا للخل���ف س���نجد أن الثورة يف تونس ومص���ر تدخل اجليش حلمايتها ‪،‬فيم���ا كانت محايتها يف‬ ‫ليبيا قد متت من احللفاء الدوليني ومن افراد الشعب الذين محلوا السالح ‪،‬ما مت يعين ان احلرب يف مشال‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫افريقي���ا كان���ت أرضه���ا ليبي���ا ‪،‬وإذا كانت‬ ‫الث���ورة مل تتحق���ق بع���د عل���ى أرض الواقع‬ ‫يف كل م���ن تون���س ومص���ر‪ ،‬فإنه���ا يف ليبيا‬ ‫كذلك ‪،‬وتس���تمر الثورة يف صراع يومي يف‬ ‫كل البل���دان ‪،‬ويف ليبيا كما كان الس�ل�اح‬ ‫دي���دن الث���ورة فإنه حتى الس���اعة هو احلكم‬ ‫‪،‬وليست سوريا خارج املشهد الذي مل يكتمل‬ ‫بعد والذي قد يستمر سنوات ‪.‬‬

‫•ما طال التاريخ والبنية‬ ‫االجتماعية السياسية قد يطول‬ ‫اجلغرافيا‬

‫حال���ة احل���رب ال�ت�ي عش���ناها ونعايش���ها يف‬ ‫املنطقة تهدد الكيانات ‪،‬وكما تعيد تش���كيل‬ ‫اجملتمع���ات والتاري���خ ق���د تط���ال اجلغرافيا‬ ‫‪،‬وهل���ذا مس���ئولية املس���ئولني املؤقت�ي�ن يف‬ ‫كل املنطق���ة ويف ليبي���ا عل���ى اخلص���وص‬ ‫مس���ئولية تارخيية ‪،‬ميارس���ها الكثري منهم‬ ‫بعبث قد يطاهلم ويرديهم ‪،‬وهذه املسئولية‬ ‫ال تنف���ع معه���ا جت���ارة التجزئ���ة و االنفراد‬ ‫بالس���لطة ويقتلها يف املكمن منطق املكاسب‬ ‫اآلني���ة والفردي���ة ‪،‬خاص���ة يف ه���ذا األف���ق‬ ‫امللب���د بالرص���اص والقناب���ل والتفج�ي�رات‬ ‫االنتحارية ‪،‬هذه املسرحة التى تظهر نوري‬ ‫املالكي رئي���س وزراء العراق كمهرج حرب‬ ‫طائ���ش ال يع���رف من أين جتيئه الطائش���ة‬ ‫من حرسه أم من بروتس ؟ ‪.‬‬

‫•ليس مثة خيارات غري خيار واحد‬ ‫‪،‬والواحد ليس خيارا‬

‫ليس أمام اجلمي���ع يف هذه احلرب اليت تعم‬ ‫املنطقة وبالدنا على اخلصوص من خوضها‬ ‫س���لميا ‪،‬س���لمية بالطريقة اليت متكن فيها‬ ‫الليبي���ون ‪ -‬يف ‪ 4‬اي���ام فق���ط ‪ -‬م���ن حتري���ر‬ ‫ثلثي البالد ( املنطقة الش���رقية من امساعد‬ ‫حتى س���رت ويف اجلنوب الشرقي ومصراته‬ ‫والزنت���ان والزاوي���ة وزوارة ) ‪،‬والذه���اب يف‬ ‫هذه احلرب الباردة حتى مداها ‪ ،‬مبشاركة‬ ‫دولية و اقليمية فمن شارك يف احلرب البد‬ ‫م���ن دفعه للمش���اركة يف ازال���ة اثارها ‪،‬وال‬ ‫يكون اخلارج فاع�ل�ا دون الداخل الذي البد‬ ‫ان يعق���د مؤمترات حوارات وطنية مفتوحة‬ ‫ومتع���ددة ‪،‬و ال جي���ب أن يكتف���ي جبلس���ات‬ ‫املؤمت���ر الوطين العام املخل���ة و ال باحلكومة‬ ‫وميزانيته���ا ال�ت�ي ه���ي اجنازه���ا الوحي���د‬ ‫امللموس منذ تشكيلها ‪.‬‬ ‫قد يب���دو للبعض أن احل���وار الوطين مهمة‬ ‫ق���د جتاوزاته���ا األح���داث ‪،‬لك���ن م���ن يراجع‬ ‫االس���تحقاقات س���يجدها حمل���ك س��� ّر ‪،‬أي‬ ‫م���ا دفعن���ا لعق���د ملتقي���ات احل���وار الوطين‬ ‫والتداع���ى لعقدها م���ا زال قائما فلم حتقق‬ ‫تلك االستحقاقات بعد ‪.‬‬ ‫ه���ذه املهم���ة الوطني���ة مهمتن���ا االف���راد‬ ‫واألح���زاب ‪،‬وم���ا تبق���ي من جمتم���ع مدني‬ ‫ومن بشر لديهم حس وطين ‪ ،‬ومن يعرفون‬ ‫أن احلي���اة ال تكون دون أمن م���ن جوع ومن‬ ‫خوف ‪.‬‬ ‫علينا أن خنوض حرب الس�ل�ام حتى مداها‬ ‫‪،‬ك���ي نبن���ى دول���ة الدميقراطي���ة والس���لم‬ ‫االجتماعي واألمان‪.‬‬

‫‪03‬‬

‫يف وداع احلبيب‬

‫السنوس���ي حبي���ب الذي ودعنا األس���بوع املاضى ‪ ،‬مل يرتكنا إال بعد أن اطمئن عنا وعن أحوالن���ا ‪،‬كان الروح املثابرة اليت يف‬ ‫مرضه انبثقت كزهرة تش���ق اهلروج ‪ ،‬ت���رك روحه تلك مبثوثة يف فضاء ميادين‬ ‫اليت ساهم يف تأثيثها جبدارة وجد وإخالص ‪،‬أتذكر كتبت مليادين كما كتبت‬ ‫يوميات باريس ‪.‬‬ ‫السنوس���ي حبي���ب كان الف�ل�اح ال���ذي ال يكل وال���كادح م���ن ال يفل ‪،‬اع���اد املدينة‬ ‫القدمية وأثاثها بفضاء مهرجان اخلريف ‪،‬وكما النخلة س���امقا كان و متجذرا‬ ‫يف ش���رايني ه���ون ‪ ..‬مل ينتظر غ���ودا بل جاء به م���ن أنفه كي يغ���رس احلياة فينا‬ ‫‪،‬وهلذا ش���غل حياته بأن تك���ون ليبيا فكان على املوع���د ومل يغادرها حتى كان ‪17‬‬ ‫فرباير ‪،‬وهو بعد سنتني من فربابر الذي ليس كمثله شيء يرفع منديل الوداع ‪.‬‬ ‫فسالما عليه يوم ولد ويوم يبعث حيا‪.‬‬ ‫ميادين ‪ -‬رئس التحرير ‪ :‬أمحد الفيتوري‬

‫قراءة يف حكم دائرة القضاء االداري يف قضية تسليم قذاف الدم‬ ‫مروان الطشاني‬ ‫قض���ت حمكمة القض���اء اإلداري مبجلس‬ ‫الدول���ة يف جلس���تها املنعق���دة األربع���اء ‪3‬‬ ‫إبري���ل‪ ،‬بوق���ف تنفي���ذ كاف���ة إج���راءات‬ ‫تس���ليم منس���ق العالقات املصري���ة الليبية‬ ‫الس���ابق أمحد قذاف ال���دم إىل ليبيا‪.‬وقالت‬ ‫احملكمة يف أس���باب حكمها إن جهة اإلدارة‬ ‫أق���رت باحتج���از قذاف ال���دم‪ ،‬وأن احملكمة‬ ‫رأت ه���ذا االحتج���از مرحل���ة م���ن مراحل‬ ‫التس���ليم‪ ،‬كم���ا أن���ه ثب���ت للمحكم���ة من‬ ‫واق���ع األوراق أن اجلرمية اليت حيقق معه‬ ‫بش���أنها مت ارتكابها على األراضي املصرية‬ ‫ووفق���ا للقان���ون فإن���ه جي���ب أن حياك���م‬ ‫مرتكبها أمام القضاء املصري‪ .‬وجاء احلكم‬ ‫يف جلس���ة خاصة يف بناء على الدعوى اليت‬ ‫كان قذاف الدم قد أقامها للمطالبة بعدم‬ ‫تس���ليمه إىل ليبيا ووقف كافة اإلجراءات‬ ‫اليت تتخذها النيابة العامة يف هذا الش���أن‪.‬‬ ‫ورأت احملكم���ة أن تس���ليم ق���ذاف الدم إىل‬ ‫الس���لطات الليبية يع���رض حياته للخطر‬ ‫وينتقص من حقوقه وحرياته‪ ،‬واس���تندت‬ ‫إىل أح���كام الش���ريعة اإلس�ل�امية‪ ،‬والت���ى‬ ‫أمرت املسلم إذا استجار به أحد املشركني‬ ‫أن جي���ره مصداقا لقوله تع���اىل‪" :‬وَِإ ْن أَ َح ٌد‬ ‫ِم َ لمْ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ني ْاس��� َت َجا َر َك َفَأ ِج ْ‬ ‫���ر ُه َح َّتى‬ ‫���ر ِ‬ ‫���ن ا ُش ِ‬ ‫هّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫���م أَ ْبِل ْغ��� ُه َم ْأ َم َن��� ُه َذ ِلكَ‬ ‫َ‬ ‫يْ‬ ‫الل ث َّ‬ ‫َس َ‬ ‫���م َع كال َم ِ‬ ‫ِبَأ َّنه ْ‬ ‫ُم َق ْو ٌم ال ي َْع َل ُم َ‬ ‫ون"‪.،‬‬ ‫وبقراءة مبدئية ألسباب احلكم وحيثياته‬ ‫جيعلن���ا بداي���ة نؤك���د أن احلك���م أس���تند‬ ‫عل���ى القواع���د العام���ة للج���وء السياس���ي‬ ‫ال�ت�ي ت���رد عام���ة يف دس���اتري ال���دول و هي‬ ‫الجمال للنقاش فيها النها تعطي احلق يف‬ ‫اللجوء لغري املوطن�ي�ن واملعززة تفصيال يف‬ ‫اتفاقية جنيف بشأن منع تسليم الالجئني‬ ‫السياس�ي�ن وهوم���ا نعت���ه احلك���م باللجوء‬ ‫االقليم���ي وفق���ا التفاقي���ة جني���ف ‪.‬اال انه‬ ‫احلك���م قد اغف���ل متعمدا القي���ود اليت ترد‬ ‫على هذا احل���ق بعدما جت���اوز احلكم على‬ ‫اج���راءات منح ه���ذا املرك���ز القانوني وهو‬ ‫مركز الالجئ السياس���ي ال���ذي جيب أن‬ ‫يص���در م���ن الدول���ة ذاته���ا وهو من���ح هذه‬ ‫الصف���ة لطالب اللجوء فف���ي الفرتة مابني‬ ‫طلب اللجوء السياسي‬ ‫ومنح ه���ذه الصفة ومن ث���م متتع الطالب‬ ‫به���ا وحصوله عل���ى هذا املركز اليكس���به‬ ‫صف���ة الالجئ السياس���ي ال يعطيه حقوقه‬ ‫ومل يبني يف اس���باب احلك���م أن احملكمة قد‬ ‫استظهرت متتعه بصفة الالجئ السياسي‬ ‫أو الالج���ئ االقليم���ي ويف احلالت�ي�ن ف���أن‬ ‫القاع���دة العام���ة ال�ت�ي متن���ع تس���ليم من‬

‫يتمت���ع بصف���ة الالج���ئ السياس���ي او‬ ‫الالج���ئ االقليم���ي حس���ب تعب�ي�ر احملكمة‬ ‫فهذه القاع���دة قد وردت عليها اس���تثناءات‬ ‫نظمته���ا أتفاقي���ة الري���اض العربي���ة‬ ‫للتعاون القضائي الصادرة س���نة ‪ 1983‬م‬ ‫واملص���ادق عليها من ليبي���ا ومصر يف اطار‬ ‫التع���اون القضائي ب�ي�ن دول جامعة الدول‬ ‫العربي���ة وال�ت�ي نص���ت يف امل���ادة‪ 38‬عل���ى‬ ‫تعهد كل ط���رف من االط���راف املتعاقدة‬ ‫(( اطراف االتفاقية )) أن يسلم االشخاص‬ ‫املوجودي���ن لدي���ه واملوج���ه الي���ه اته���ام من‬ ‫اجله���ات املختص���ة لدى أي م���ن االطراف‬ ‫املتعاق���دة االخرى بل انها ق���د اجازت حتى‬ ‫تس���ليم املواطنني يف املادة ‪ 39‬وحددت املادة‬ ‫‪ 40‬ش���روط وقواعد هذا التسليم هذا من‬ ‫زاوي���ة ماجتاهلته عم���دا احملكمة من قيود‬ ‫عام���ة ت���رد عل���ى ح���ق اللج���وء السياس���ي‬ ‫وجيب االلتزام بها أال ان هناك قيد أكثر‬ ‫خصوصية يف هذه املس���ألة متمثل العالقة‬ ‫ماب�ي�ن ليبيا ومص���ر و نص عليه���ا تعديل‬ ‫امل���ادة ‪ 69‬م���ن اتفاقي���ة الري���اض الص���ادر‬ ‫س���نة ‪ 1997‬م ح�ي�ن ق���رر (( الخت���ل هذه‬ ‫االتفاقية باالتفاقي���ات اخلاصة بني بعض‬ ‫الدول االعضاء)) ومن املعلوم للمحكمة ان‬ ‫م���ا بني ليبيا ومصر أتفاقية خاصة بش���أن‬ ‫تسليم املتهمني واجملرمني واملربمة بتاريخ‬ ‫‪ 1993 . 4 . 7‬م ومن ثم فأن احملكمة وهي‬ ‫تتكلم عن املس���تجري وتستند على أيات من‬ ‫الذكر احلكيم ك���ي تربر حكمها وكان‬ ‫هلا قبل كل ش���ئ أن تطبق ش���رع اهلل الذي‬

‫يلزمنا بااليفاء بالعه���ود و تطبيق العدل و‬ ‫مينعنا من أعانة الظامل وحيثنا على أعادة‬ ‫احلق���وق الصحابه���ا وتطبي���ق القصاص‬ ‫عليه فأن استناد احملكمة على أيات قرانية‬ ‫يع���د كذرالرم���اد يف العي���ون وتوظيف يف‬ ‫غ�ي�ر حمل���ه واساس���ه أس���تدرار العواط���ف‬ ‫والتش���ويش عل���ى ضع���ف اس���باب حكمه���ا‬ ‫وجي���ب أن ننوه أخ�ي�را ان احلك���م صدر يف‬ ‫الش���ق املستعجل بوقف التفيذ مؤقتا حلني‬ ‫الفص���ل يف موض���وع الدع���وى برمتها وهو‬ ‫تع���رض فقد حلالة االس���تعجال واجلدية‬ ‫ال�ت�ي تعد م���ن طبيعة قرار وق���ف التنفيذ‬ ‫وبعي���دا عن القان���ون والقض���اء فأين كان‬ ‫نش���طاء حقوق االنس���ان والقض���اء املصري‬ ‫م���ن ح���االت تس���ليم مواطن�ي�ن ليب�ي�ن يف‬ ‫جنح الظالم بع���د خطفه���م والتنكيل بهم‬ ‫ودون أتب���اع االج���راءات القانوني���ة املتبع���ة‬ ‫ولع���ل منص���ور الكيخي���ا وج���اب هلل مط���ر‬ ‫وع���زات املقريف خري دلي���ل على أزدواجية‬ ‫املعاي�ي�ر ‪ ،‬ولعل الكييخيا أفضل حاال حيث‬ ‫ذكرعلى أس���تحياء فى تقارير اجلمعيات‬ ‫املصري���ة لإلختف���اء القس���رى وأص���درت‬ ‫املنظم���ة العربية حلقوق اإلنس���ان كتاب‬ ‫عنه ( مس���افر ب�ل�ا وداع ) لألس���تاذ احملرتم‬ ‫حمسن عوض ‪.‬‬

‫حممود مشام ‪ :‬مصر‬ ‫تسلم أمحد قذاف‬ ‫الدم جثة !‬ ‫حسب قرائيت املتواضعة أن مصر لن تسلم أمحد قذاف الدم‪ ..‬قضية قذاف الدم قضية‬ ‫أمن قومي ملصر وليبيا على حد سواء ‪ ..‬واملستفيدين من سكوته أكثر من املستفيدين‬ ‫بنطقه فهو حيمل ملفات خطرية لعقود أمنية وسياس���ية ومالية متس ليبيا وجوارها‪..‬‬ ‫حت���ى يف ع���ز فرباير كان���ت تلفونات قذام ال���دم ال تهدأ حتى مع بع���ض من كانوا يف‬ ‫مرك���ب الثورة‪ ..‬وليس س���را أن���ه كان على اتص���ال ببعض من كان���وا يف قمة اختاذ‬ ‫الق���رار وان���ه يف إحدى املرات وصلت ب���ه الوقاحة أن يعرب عن رغبته يف تش���كيل حزب‬ ‫سياس���ي‪ ..‬بامكان ليبيا أن تس���تخدم قوتها " الناعمة" يف الضغط على مصر لكنها رمبا‬ ‫قد تنجح فقط يف احلصول على جثمانه‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫ورشة تدريبية حول ُحقوقها يف ‪ :‬االنتخابات ‪ ،‬جلنة الستني ‪ ،‬الدستور‬

‫ميادين‬ ‫فاطمة غندور ‪.‬‬

‫ه�����ي�����ئ�����ة دع������م‬ ‫مشاركة املراة يف صنع القرار منظمة غري حكومية تاسست‬ ‫مبكرا من داخ��ل مدينة الثورة بنغازي ومبشاركة قياديات نشطات تفاعلن وأدي��ن ادوارا‬ ‫محُ رضة على التغيري‪،‬وبعث ليبيا الدميقراطية وبتكافؤ الفرص بني اجلميع‪ ،‬وقد واصلت اهليئة نشاطاتها‬ ‫الداعمة والباعثة على التوعية يف أكثر من جمال مع ما تطلبته املرحلة االنتقالية والقادمة من ضرورة املشاركة الفاعلة‬ ‫للمرأة والشباب وكان للهيئة مشاركة مستحقة يف اول جتربة دميقراطية خاضتها ليبيا ما بعد الثورة بتحفيز املرأة‬ ‫والشباب على الوعي باملرحلة ناخبني ومنتخبني ‪ ،‬ومؤخرا قامت بتزويد املؤمتر الوطين بالسري الذاتية لسيدات كفؤ‬ ‫من خمتلف املدن الليبية ‪،‬وقامت أيضا بإجراء استفتاء عما يريده املواطن واملواطنة من الدستور‬

‫االس���بوع االخري من الش���هر املاض���ي (‪31-29‬‬ ‫م���ارس) بقاع���ة فن���دق الواح���ات ببنغ���ازي‪،‬‬ ‫ولثالث���ة أي���ام أقام���ت اهليئ���ة ووكال���ة‬ ‫كيمونك���س (‪ ) USAID‬ورش���ة عم���ل‬ ‫تدريبي���ة بعن���وان )دع���م اق���رار حق���وق امل���رأة‬ ‫يف التشريعات الليبية املستقبلية ( ‬ ‫‪ ،‬وبع���د االفتتاح وتقديم تعريف باملش���اركات‬ ‫كان���ت االعم���ال االوىل م���ع االس���تاذة اميان‬ ‫ب���ن يون���س يف املوضوع���ات التالي���ة ‪ :‬ليبيا بني‬ ‫القانون الوطين والتش���ريعات الدولية حلقوق‬ ‫االنس���ان ‪ ،‬نواق���ص حقوق املرأة يف التش���ريع ‪،‬‬ ‫حوار مفتوح حول وضع املرأة يف الدساتري ‪ ،‬أما‬ ‫اليومني الثاني والثالث فقد قام املدرب حممد‬ ‫حس�ي�ن النجار بتقديم ورش حول املوضوعات‬ ‫التالية ‪:‬مفهوم املدافعة ووضع اهداف احلملة‬ ‫( صياغة رس���الة احلملة وكتابة التعهدات )‬ ‫حتديد صن���اع القرار وكيفية الوصول إليهم‬ ‫‪ ،‬التش���بيك يف مح�ل�ات املدافع���ة ‪ ،‬التخطي���ط‬ ‫للمرحلة القادمة ‪.‬‬ ‫احلاضرات أش���دن باجلانب العملي الذي ميز‬ ‫ورش العم���ل والذي مح���ل العنوان الرئيس���ي‬ ‫للورش���ة التدريبية‪ :‬دعم إقرار حقوق املرأة يف‬ ‫التشريعات الليبية املستقبلية ‪،‬ووجود قانونية‬ ‫االستاذة اميان قدمت الوجه احمللي للموضوع‬ ‫الرئيس���ي للورش���ة ‪ ،‬إال أن هن���اك منه���ن م���ن‬ ‫إعت�ب�رن املركزي���ة ال�ت�ي س���ادت ‪ -‬وقادته���ا‬ ‫قانوني���ات من احلاضرات ‪ -‬يف عرض القوانني‬ ‫ال�ت�ي تتعل���ق حبق���وق املراة مم���ا اظه���ر اللقاء‬ ‫والورش���ة وكأنها معنية بع�ل�اج واصحاحات‬ ‫يف التش���ريع الليبيي الذي مي���س قضايا املرأة‬ ‫‪ :‬كالعن���ف ‪ ،‬وح���ق من���ح اجلمس���ية ألطفال‬ ‫الليبي���ة ‪ ....،‬يف الي���وم اخلتام���ي وعق���ب توزيع‬ ‫ش���هادات احلض���ور واملش���اركة كان مليادي���ن‬ ‫رص���د لصدى هذه الورش���ات م���ن خنبة ممن‬ ‫حضرن ‪.‬‬ ‫ورأينا أن نستهل الرصد باالستاذة وفاء بوقعيقيص‬ ‫رئيسة اهليئة ‪ -‬بنغازي ‪:‬‬ ‫سنعمل خطة تعتمد محلة موسعة يف املناطق‬

‫وامل���دن ونري���د م���ن االعالمي�ي�ن مواكبتن���ا‬ ‫واملساهمة معنا‬ ‫اتقدم بالشكر لكل احلاضرات ‪ ،‬وهذا يدل على‬ ‫التزامهن بقضايا املرأة ‪ ،‬بالنس���بة للهيئة هذه‬ ‫بداية للمشوار ‪،‬وليست نهايته رغم الصعوبات‬ ‫اليت تواجهنا هنا توفر املكان االمن بعد أن مررنا‬ ‫بتجربة قاس���ية ‪ ،‬ورشتنا الس���ابقة يف مجعية‬ ‫الدع���وة االس�ل�امية وق���د هامجن���ا مس���لحني‬ ‫(كتيبة كامل���ة) ودافعنا عن خياراتنا ‪ ،‬حنن‬ ‫نتطوع على حس���اب عائالتنا وبيوتنا وسنعمل‬ ‫خطة تعتمد محلة موس���عة يف املناطق واملدن‬ ‫ونريد م���ن االعالميني مواكبتنا واملس���اهمة‬ ‫معن���ا ركزنا يف هذه الورش���ة على الش���رحية‬ ‫القانوني���ة ‪ ،‬واملتخصص���ات يف الش���ريعة ويف‬ ‫االع�ل�ام حبثنا ع���ن جامعي���ات م���ن الطالبات‬ ‫واالس���تاذات‪ ،‬س���نقيم ذات الورش يف طرابلس‬ ‫(‪ 4 ،2،3‬أبري���ل ) علينا العمل واالس���تمرار يف‬ ‫حتقيق أه���داف هيئتن���ا اليت تص���ب يف العمل‬ ‫الوطين يف هذه املرحلة ‪.‬‬ ‫املدرب حممد حسني النجار ‪:‬‬

‫جئ���ت اىل ليبيا س���ابقا وكنت مدرب ملنظمات‬ ‫تشتغل اعالم يف‪ :‬سبها‪ ،‬الزنتان‪ ،‬درنة‪ ،‬مصراته‬ ‫‪ ،‬وانطباع���ي عن العمل املدني اللييب بالنس���بة‬ ‫للمنظمات ال�ت�ي قاربتها عمله���ا جيد‪،‬املُنتمني‬ ‫لتل���ك اجلمعي���ات لديه���م اس���تعداد للمعرفة‪،‬‬ ‫وه���م متحمس���ون للعم���ل ‪،‬صحي���ح الزالوا يف‬ ‫البداية ‪،‬و العمل املدني مازال خيلوا من قانون‬ ‫ُمعتمد حيكم العمل االهلي ‪،‬والزالت املسودات‬ ‫املُقرتحة واليت فيها خالف واختالفات ‪،‬وحول‬ ‫س���ؤالك عن ما حي���دث يف دول الربيع العربي‬ ‫يف هذه املرحلة االنتقالية ‪ ،‬املتشابه االحساس‬ ‫بع���د املرحل���ة االنتقالي���ة املناخ احل���ر واملفتوح‬ ‫ل���كل ذي رأي وتوج���ه ‪ ،‬الث���ورة نت���ج عنه���ا يف‬ ‫ليبي���ا ص���راع عس���كري ‪،‬واحل���ال املُختل���ف ‪:‬‬ ‫مصر وتونس متش���ابهات اىل حد ما ‪،‬الثورتان‬ ‫س���لميتان مل تص���ل اىل ش���كل مس���لح رغ���م‬ ‫الش���هداء أيضا ‪ ،‬مل تس���تمرا زمنيا فرتة طويلة‬ ‫كما الثورة الليبية ‪ ،‬ادارة الدول مابعد الثورة‬ ‫أثبت فش���لها يف املرحل���ة االنتقالي���ة رمبا هذا‬ ‫املتش���ابه أيض���ا ‪،‬واحلاص���ل الفاع���ل االن ه���و‬

‫‪‎‬اثناء الورشة العملية‬

‫فاعلية اجملتمع املدني الذي يشتغل أكثرويف‬ ‫أكث���ر م���ن جبه���ة ‪،‬فه���و لي���س كاالح���زاب‬ ‫السياس���ية ه���و حر ومس���تقل ‪،‬وعن���ده فرصة‬ ‫جي���دة لتقدي���م تص���ورات منطقي���ة حملاول���ة‬ ‫اخل���روج من االزم���ات ‪،‬يف مص���ر لدينا خربات‬ ‫االن نتاج تراكم نضالي سابق وخربات قاربت‬ ‫املستوى الدولي ‪.‬‬ ‫س���ؤالك ع���ن انطباعي ع���ن حضور النس���اء يف‬ ‫ليبي���ا ‪ :‬كان افض���ل م���ن ختيل���ي عنه���ن وما‬ ‫محلت���ه يف ذه�ن�ي كان س���لبيا ‪ ،‬زرت ليبي���ا‬ ‫مخ���س م���رات بع���د الث���ورة ‪ ،‬وكان عن���دي‬ ‫انطب���اع ان اجملتم���ع حمافظ جدا ‪،‬وأن النس���اء‬ ‫ب�ل�ا دور اما ما اكتش���فته ان ذلك غري صحيح‬ ‫‪ ،‬النس���اء متحركات مث�ل�ا يف درنة ‪،‬مصراته ‪،‬‬ ‫س���بها ‪ ،‬مثال يف ش���بكة شاهد النس���اء من أدرن‬ ‫محالت املراقبة وبأعداد واضحة‪،‬االن املساعي‬ ‫االس���تباقية لرتس���يخ دور امل���رأة يف الدس���تور‪،‬‬ ‫والدفع بالقيادات النس���ائية يف جلنة الس���تني‬ ‫‪ ،‬واق�ت�راح الكوت���ا م���ن ‪ 35‬اىل ‪ ،%50‬وضمان‬ ‫املساواة يف الدستور‪ ،‬والسيدات الليبيات لديهن‬ ‫توجه ق���وي لتحقي���ق جناحات ‪،‬وس���أختم مبا‬ ‫ش���اهدته أيض���ا فاجمل���ال االعالم���ي مفت���وح ‪،‬‬ ‫اجلرائد اجلديدة تأخذ مس���احتها من احلرية‬ ‫‪،‬اعجبين النشاط الصحفي يف هذا املناخ خاصة‬ ‫وأن الصحفي�ي�ن لديكم مل يالق���وا اىل االن ما‬ ‫يش���هده مناخ دول الربيع العرب���ي من عذابات‬ ‫يعانيها الصحفيون االحرار واملستقلني ‪.‬‬ ‫مسية الش��ويب‪ :‬النس��اء جيب أن يعرف��ن حقوقهن‬ ‫نريد الوقاية قبل العالج قبل وقوع الفاس بالراس‪.‬‬ ‫صحفي���ة يف أخب���ار اجدابي���ا – حم���ررة اخبار‬ ‫‪،‬معدة برنامج قضايا املراة ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أم���ام امل���رأة عقب���ات‪ ،‬وف���ك ه���ذه العقب���ات ال‬ ‫يكفي���ه عبارات مطلبية خاصة يف هذه املرحلة‬ ‫االنتقالي���ة (اريد حق���ي) نق���در ناخذها بقوة‬ ‫القان���ون واس���طوانة الصرب للوصول ‪ ،‬النس���اء‬ ‫جي���ب أن يعرف���ن حقوقه���ن نري���د الوقاي���ة‬ ‫قبل الع�ل�اج قبل وق���وع الفاس بال���راس كما‬ ‫يقول���ون ‪،‬مل نص���ل يف الورش���ة كي���ف نصنع‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫عن��دي امل يف أن تتحقق نس��بة ‪ %100‬من حقوق النس��اء ‪ ،‬لكنن��ا نأمل أن حنقق ‪،‬‬ ‫ونعتربها نقطة البداية سنبقى على تواصل ‪ ،‬وضع املراة يف اجدابيا من ناحية االنتخابات‬ ‫اول شيء ‪ ،‬تصويت املراة للمراة كان غائبا مع االسف احلملة االعالمية والدعاية للنساء‬ ‫خارط���ة الطري���ق للوص���ول ل���كل النس���اء يف‬ ‫معرف���ة حقوقه���ن وواجباته���ن ‪ ،‬اىل االن مل‬ ‫نص���ل للطريق���ة ن���دوات ولق���اءات وورش ‪،‬‬ ‫اري���د ان اتواص���ل م���ع الس���يدات يف البي���وت‬ ‫‪ ،‬كي���ف يعرف���ن ويفهم���ن ويتحدث���ن ع���ن‬ ‫جلنة الدس���تور وع���ن االختي���ار ‪،‬اىل حد االن‬ ‫مل نش���تغل على املراة اليت س���تتواجد يف مكان‬ ‫اللجنة والدائرة االنتخابية‪ ،‬نريد ان نش���تغل‬ ‫على ربة البيت البس���يطة املوظفة العادية مل‬ ‫نكسبهن ونكسب ثقتهن يف املرأة ‪.‬‬ ‫عصران��ه أمح��د رجيعه‪ –-‬حمامي��ة أمام حماكم‬ ‫االستئناف ‪ -‬اجدابيا‬ ‫‪ :‬انتش���ار الس�ل�اح جع���ل كث�ي�ر من الش���غف‬ ‫واملثابرة (اثن���اء بدايات الثورة) يف تراجع االن‬ ‫بالنسبة للمرأة‬ ‫هي حج���رة يف امل���اء الراكد علينا أن ُنس���مع‬ ‫أصواتنا اىل جمتمعن���ا ‪،‬نريد تعلم الية الدفع‬ ‫باملرأة وفق خطة مرسومة ‪،‬حاولنا ان نتعلمها‬ ‫هنا ونتب���ادل االراء ألجل ذلك ‪ ،‬صحيح االيام‬ ‫قليل���ة ولكن هذا متهيد لكيفية اعداد برنامج‬ ‫متكامل جتاه الش���عب كله والنساء خصوصا‬ ‫‪ ،‬التحس���يس ب���دور املراة حبقوقه���ا ‪،‬وهو حق‬ ‫لدينا قناعة به ‪ ،‬االلية ش���يء غري واضح ألننا‬ ‫تعودنا العم���ل هكذا ( رغاطة ) الوس���يلة اليت‬ ‫جي���ب علينا االضطالع به���ا اخلطاب ‪ ،‬كيف‬ ‫نتوجه باخلطاب للش���عب فهو مركز االقناع‬ ‫وادراك دور النس���اء ‪ ،‬واريد ان أش�ي�ر لس���ؤالك‬ ‫ح���ول وض���ع امل���رأة يف اجدابي���ا ‪ ،‬حقيق���ة هو‬ ‫غري مرضي ش���اهدنا تقهقهر يف االقبال على‬ ‫العم���ل املدن���ي ‪ ،‬انتش���ار الس�ل�اح جعل كثري‬ ‫من الش���غف واملثاب���رة اثناء بداي���ات الثورة يف‬ ‫تراجع بالنس���بة للمرأة ‪ ،‬التخوف من السالح‬ ‫عط���ل كثري م���ن العم���ل ‪ ،‬االس���تقرار املادي‬ ‫موج���ود لكنه منع العمل ‪ ،‬أيض���ا الزواج املبكر‬ ‫حبكم االح���داث واخلوف االن ش���يء خمجل‬ ‫يف اجدابي���ا‪ ، ،‬نعان���ي ش���به اختفاء النس���اء من‬ ‫الش���ارع ثلت�ي�ن الوظائ���ف تعطل���ت ‪ :‬وزارة‬ ‫الش���ؤون االجتماعي���ة ‪ ،‬الزراع���ة الصناع���ة‪،‬‬ ‫أوراق يف ش���نطة عند املدير ‪،‬أو أحد املوظفني‬ ‫‪،‬ال احد يلزمك على العمل اال ضمريك االهل‬ ‫مس���لحني وخياف���ون م���ن تهدي���د االخر هلم‬ ‫‪،‬يف االح���داث مكاتبنا احرتق���ت نادينا بتفعيل‬ ‫القضاء وصيانة احملكمة ‪.‬‬ ‫هدى عبدالرمحن – معلمة ‪-‬وعملت باالعالم يف‬ ‫راديو الكفرة ‪ ،‬عضوة يف مجعية ذوي االحتياجات‬ ‫اخلاصة‪.‬‬ ‫أول م���رة أتنف���س خ���ارج الكفرة واش���ارك يف‬ ‫ورش���ة ‪،‬كنس���اء م���ن الكف���رة مش���اركاتنا‬ ‫اخلارجية قليلة‬ ‫كان اللق���اء جيد ‪ ،‬نتمنى للكفرة االس���تقرار‬ ‫الن هن���اك عائالت ب���دأت تهاجر أن���ا أقع بني‬ ‫ب�ي�ن (اخواني���ة ولن���ا وضعن���ا اخل���اص) ‪،‬أول‬ ‫مرة أتنفس خارج الكفرة واش���ارك يف ورش���ة‬ ‫‪،‬كنس���اء من الكفرة مش���اركاتنا اخلارجية‬ ‫قليل���ة رمب���ا احملافظ���ة والوض���ع االجتماعي‬ ‫مازال���ت املراة تعاني لتظهر وتش���ارك ‪ ،‬مازال‬ ‫هناك اجملتمع واالباء واالخوة ‪ ،‬شكرا لسيدات‬ ‫هيئة دعم املراة ‪،‬لدعمهن وتش���جيعهن وانهن‬

‫دعوننا للحضور‪ ،‬وقد رشحتين حنان عبداهلل‬ ‫املصراتي ‪،‬كانت فرصة جيدة ‪.‬‬ ‫ف�ي�روز يوس���ف القنب���ور – مرك���ز اخل�ب�رة‬ ‫القضائية والبحوث ‪ -‬طرابلس‪.‬‬ ‫نادين���ا يف ه���ذا اللق���اء مبجلس أعل���ى للمرأة‬ ‫يضمن حقوق املراة اليت قد تقع حتت الضيم‬ ‫والظلم االجتماعي ‪.‬‬ ‫اللقاء خطوة اوىل لكنها حتتاج اىل االستمرار‬ ‫يف العم���ل واملثاب���رة ‪ ،‬مث�ل�ا علين���ا أن ن�ب�رز‬ ‫نساءنا اخلبريات والقياديات ‪ ،‬عليهن اخلروج‬ ‫وتقديم أنفس���هن يف ه���ذه املرحلة حنتاجهن‬ ‫‪ ،‬علين���ا أن نضغ���ط عل���ى اجله���ات ذات‬ ‫االختص���اص بضرورة وجود امل���رأة يف اهليئة‬ ‫التأسيس���ية ‪ ،‬وعلينا أن نس���تفيد من قصورنا‬ ‫يف التجربة السياس���ية السابقة حيث املرأة مل‬ ‫ترش���ح املرأة ‪ ،‬علين���ا أن نقول هل���ن ونقنعهن‬ ‫ب���أن امل���رأة ستس���اند امل���رأة اذا م���ا وضعت يف‬

‫الس���تني ‪،‬بعزميتهن واصرارهن‪،‬ووضع املرأة‬ ‫يف درنة ممتاز‪.‬‬ ‫اللق���اء كان جي���دا للتع���ارف وتب���ادل‬ ‫االراء‪،‬لفت�ن�ي موض���وع ال���زواج بالعرب���ي‪،‬‬ ‫هن���اك س���يدات تزوج���ن بع���رب يف درن���ة من‬ ‫حقه���ن ضمان حقوقهن وه���ذه مهمة النخب‬ ‫والقيادي���ات يف اجملتمع‪ ،‬هذا اللقاء ألقى ضوء‬ ‫الن���ه كان يف اجللس���ة س���يدة تعان���ي نف���س‬ ‫املش���كلة ‪ ،‬بالنس���بة للجن���ة الس���تني أتوقع ان‬ ‫االنتخاب���ات االوىل كان���ت جترب���ة وعلين���ا‬ ‫أن نرصده���ا ألج���ل اص�ل�اح الق���ادم ‪،‬واتوق���ع‬ ‫ان تنج���ح النس���اء يف الرتش���ح للجنة الس���تني‬ ‫‪،‬بعزميته���ن واصراره���ن ‪ ،‬ووض���ع امل���رأة يف‬ ‫درنة ممتاز هي حتضر وتش���ارك ‪ ،‬واكاذيب‬ ‫القاع���دة واملوان���ع الديني���ة املتطرف���ة حديث‬ ‫مبال���غ فيه‪ ،‬حنن خن���رج يف االعتصامات بكل‬ ‫حرية وحيرتمنا اخوتن���ا الرجال‪ ،‬القذايف من‬

‫جلنة الس���تني س���تدعم حقوقها وكنا نادينا‬ ‫يف ه���ذا اللق���اء مبجلس أعلى للم���رأة يضمن‬ ‫حقوق املراة اليت قد تقع حتت الضيم والظلم‬ ‫االجتماع���ي ‪ ،‬واليت حتت���اج اىل توعية واقرار‬ ‫حبقوقها املشروعة ‪.‬‬

‫حرق وقصف ودمر ‪ ،‬حنن االن نعمل ونقاوم‬ ‫ولدينا احللم باملزيد للمراة وللمجتمع ‪.‬‬ ‫مسية ادريس العليقي – ناشطة مدنية ‪ -‬درنة‪.‬‬ ‫واملوضوع���ات اليت مت تناوهلا ه���ي موضوعات‬ ‫هام���ة مث���ل ح���ق اجلنس���ية ‪ ،‬وحق���وق ذوي‬ ‫االعاقة ‪ ،‬والعنف ضد املرأة‪.‬‬ ‫خطوة جريئة ومبشرة ‪ ،‬وهي دافعة لألكثر‬ ‫جتاه النساء وحقوقهن‪ ،‬وألني خضت جتربة‬ ‫االنتخابات للمجلس احمللي كأصغر س���يدة‬ ‫وم���رأة وحي���دة يف درن���ة‪ ،‬وضواحيه���ا ومب���ا‬ ‫يقارب‪ 13‬دائرة ‪،‬هي خطوة ناجحة ‪ ،‬وصداها‬ ‫س���يظهر كما كان يف اخلطوات االستباقية‬ ‫للتجرب���ة السياس���ية االوىل ‪ :‬ابس���ط مث���ال‬ ‫ح���راك امل���رأة يف املؤمت���ر الوطين ه���و حراك‬ ‫ُمرضي وش���جاع ‪ ،‬حنن االن جيب أن نعمل أن‬ ‫نوصل ربة البيت لفهم حقوقها يف الدس���تور ‪،‬‬ ‫ورشة هادفة واملوضوعات اليت مت تناوهلا هي‬ ‫موضوعات هامة مثل حق اجلنسية ‪ ،‬وحقوق‬ ‫ذوي االعاق���ة ‪ ،‬والعن���ف ضد امل���رأة ‪،‬اجملتمع‬ ‫والليبني احتف���ى باليوم العامل���ي للعنف وهذا‬ ‫فيه داللة على اهتمامنا بها كمواطنة ‪.‬‬ ‫بهيج��ة حمم��ود العاي��ب – ناش��طة حقوقي��ة ‪-‬‬ ‫طرابلس‪.‬‬

‫فرحي��ة جربيل البابا – مستش��ارة قانونية بوزارة‬ ‫االسكان واملرافق – اجدابيا ‪.‬‬ ‫م���ازال الوض���ع س���يء حيتاج محل���ة ‪،‬وحيتاج‬ ‫تب�ن�ي أو دع���م للنس���اء ‪،‬رمب���ا يأت���ي ذل���ك من‬ ‫القبيلة ! ‪.‬‬ ‫عن���دي ام���ل يف أن تتحق���ق نس���بة ‪%100‬‬ ‫م���ن حقوق النس���اء ‪ ،‬لكنن���ا نأم���ل أن حنقق ‪،‬‬ ‫ونعتربها نقطة البداية س���نبقى على تواصل‬ ‫‪ ،‬وضع املراة يف اجدابيا من ناحية االنتخابات‬ ‫اول ش���يء ‪ ،‬تصويت املراة للم���راة كان غائبا‬ ‫م���ع االس���ف احلمل���ة االعالمي���ة والدعاي���ة‬ ‫للنس���اء ‪،‬م���ازال الوض���ع س���يء حيت���اج محلة‬ ‫‪،‬وحيت���اج تبين أو دعم للنس���اء رمبا يأتي ذلك‬ ‫من القبيلة ! ‪.‬‬ ‫تهان��ي حلي��م – مس��ؤلة االع�لام يف مكتب أس��ر‬ ‫الشهداء واملفقودين – درنة‪.‬‬ ‫اتوق���ع ان تنج���ح النس���اء يف الرتش���ح للجن���ة‬

‫‪05‬‬ ‫امتن���ى ان تعمم هذه الورش على كافة املدن‬ ‫واجلماعات املدنية الكتس���اب اخل�ب�رة واداء‬ ‫العمل على اصوله ‪.‬‬ ‫اللق���اء مثم���ر لش���خصي ‪ ،‬واعتم���د أس���لوب‬ ‫التدري���ب العملي فنحن خالل ورش س���ابقة‬ ‫يس���يطر اجلان���ب النظ���ري فق���ط ‪ ،‬تعلم���ت‬ ‫م���ن ال���دورة كيفي���ة عم���ل املنظم���ة املدنية‬ ‫أيضا تعلم���ت ملا تتبنى اجلمعية مش���روع من‬ ‫املش���روعات فردية او مجاعية كيف حيصل‬ ‫التش���بيك ‪ ،‬والتنس���يق االجراءات التفصيلية‬ ‫‪،‬م���ن البداي���ة وحت���ى النهاي���ة ‪:‬خط���ة العمل‬ ‫‪،‬امليزانية ‪ ،‬وفيما يتعلق بلجنة الس���تني دعوت‬ ‫اىل تب�ن�ي كفاءات جيدة ويتم وضع ش���روط‬ ‫لذل���ك ‪ ،‬وامتن���ى ان تعم���م هذه ال���ورش على‬ ‫كاف���ة امل���دن واجلماعات املدنية الكتس���اب‬ ‫اخلربة واداء العمل على اصوله ‪.‬‬ ‫سناء الزوي – ناشطة مدنية‪ -‬الكفرة ‪.‬‬ ‫ح���ق املرأة املُغتصب���ة يف اجه���اض محلها ‪،‬مبا‬ ‫يتوافق مع الش���ريعة ‪،‬الن االغتصاب جرمية‬ ‫تدفع مثنها املراة‪.‬‬ ‫أول م���رة نش���ارك يف دورة خ���ارج مدين�ت�ي‬ ‫‪،‬واعتقد أن حتى النس���اء م���ن الكفرة قليالت‬ ‫املش���اركة يف النش���اطات لظ���روف خمتلفة‬ ‫‪ ،‬اللق���اء كان مفي���د ‪ ،‬أي س���يدة حتض���ر هنا‬ ‫س���تحمل فائ���دة كب�ي�رة كانت ثالث���ة ايام‬ ‫يف مثان س���اعات يوميا حصيلة من املعلومات‬ ‫وورش العم���ل ‪،‬كان عندي فكرة أو جزء عن‬ ‫حق���وق املرأة ‪،‬ولكن االن هناك حصيلة أكرب‬ ‫ع���ن كيفي���ة حصول���ي عل���ى ه���ذه احلقوق‬ ‫‪،‬وم���ن يعوق حصول���ي عليه���ا ‪،‬ومالذي جيب‬ ‫علينا فعله يف مرحل���ة التحول الدميقراطي‪،‬‬ ‫ناقش���نا موضوع���ات مل نك���ن نتوقعه���ا احل���ق‬ ‫يف التمثيل السياس���ي‪ ،‬حري���ة التعبري‪،‬العنف‬ ‫‪،‬وهن���اك نقطت�ي�ن اساس���ييتني ‪ :‬ح���ق امل���رأة‬ ‫املغتصب���ة يف اجهاض محلها مب���ا يتوافق مع‬ ‫الشريعة أي قبل الشهر الثاني الن االغتصاب‬ ‫جرمية تدف���ع مثنها املراة أكث���ر من الرجل‬ ‫ال���ذي يرتكب ه���ذا اجلرم ‪،‬وتس���هيل اجراءات‬ ‫وصول املرأة للوصول للقضاء يف حالة العنف‬ ‫االسري وتش���ديد العقوبة وهذا موضوع هام‪،‬‬ ‫أن نتح���دث يف ه���ذا يف جمتمعن���ا اجلدي���د ‪،‬‬ ‫حق امل���رأة يف ارثها حقها م���ع الورثة ‪ ،‬طرقنا‬ ‫موضوع���ات عدي���دة بالنق���اش وه���ذه خطوة‬ ‫أولية ستتلوها خطوات ‪.‬‬ ‫حنان السنوسي بومدين – حمامية‪-‬طرابلس ‪.‬‬ ‫املرأة املتعلمة الواعية جيب ان تكون ممثلة يف‬ ‫جلنة اعداد الدستور‪.‬‬ ‫اعجبت�ن�ي االس���تاذة امي���ان ب���ن يون���س كان‬ ‫طرحه���ا منظما وجيد ‪ ،‬الدس���تور هو القاعدة‬ ‫ال�ت�ي س���تحكمنا م���ن الض���روري أن يك���ون‬ ‫الربنام���ج مفتتح���ه التوعي���ة للم���راة ‪ ،‬امل���راة‬ ‫اليت اجنبت الشهداء واليت شاركت يف الثورة‬ ‫من اوهلا اىل منتهاه���ا ‪ ،‬املرأة املتعلمة الواعية‬ ‫جيب ان تكون ممثلة يف جلنة اعداد الدستور‪،‬‬ ‫هنا التقينا من أكث���ر من مدينة ليبية وهذا‬ ‫جيد للتقارب ومناقش���ة االراء اهلامة يف هذه‬ ‫املرحل���ة امامن���ا االنتخابات للجنة الس���تني ‪،‬‬ ‫امامنا جلنة صياغة الدس���تور ‪ ،‬امامنا حقوق‬ ‫املرأة ال�ت�ي س���يكفلها وينص عليها الدس���تور‬ ‫‪...‬مش���وار علين���ا أن ال نتوقف ولكي ال حتصل‬ ‫جت���اوزات ت���ؤدي اىل انتق���اص او ع���دم وجود‬ ‫ت���وازن يف املعاملة أو متيز ‪،‬ويقال ‪:‬ألنك إمرأة‬ ‫قفي عندك ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫صفحات مفقودة من تاريخ احلركة الطالبية‬

‫الشارف عبدالسالم‬ ‫الغريانى‬

‫لقد مرت احلركة الطالبية عرب تارخيها النضالي الطويل بعدة‬ ‫حمطات ُمضيئة وفى كامل إرجاء الوطن الغالي ‪،‬ولقد متت تغطية‬ ‫مجُ مل األح��داث فى العديد من املناسبات وص��در بشأنها العديد من الكتابات‬ ‫‪،‬والنشرات ‪،‬والدوريات‪..‬وأنا هنا لست بصدد إعادة طرح ما كتب عن هذه املراحل النضالية‪،‬‬ ‫إال اننى من خ�لال متابعيت ودراس�تي لكل ما مت نشره فى ه��ذا اخل��ص��وص‪..‬وج��دت نفسي ُمضطرا‬ ‫إلضافة اض��اءات أخرى وصفحات ُفقدت‪،‬ومل تتناوهلا تلك الكتابات‪،‬والنشرات ‪،‬والدوريات‪..‬ولقد تأخرت فى‬ ‫طرح هذا األمر ألنه خالل عدة سنوات من االنتظار مل يتطرق احد إىل ما سوف اطرحه عليكم هنا‪..‬والسبب الرئيسي فى‬ ‫عدم اإلقدام على الكتابة فى هذا الشأن هو أن األحداث التى سوف أتطرق إليها كنت أنا شخصيا احد العناصر املساهمة وبفاعلية‬ ‫فيها وذلك خشية مظنة إظهار الذات أو تزكيتها‪..‬إال اننى بعد استشارة احد األصدقاء املقربني ىل جدا مجعتين به حياة‬ ‫الغربة واملهجر‪،‬والذي أشار على بضرورة العمل على نشر هذه الصفحات املفقودة ملا هلا من أهمية تارخيية‬ ‫جيب تسطريها لألجيال القادمة وإنها ليست حكرا على احد ‪،‬وبأن اإلحداث املعنية قد مضى عليها‬ ‫أالن أكثر من ثالثني سنة وال بأس حتى من البوح بأمساء الطلبة الذين كانوا جزءا من‬ ‫تلك األحداث‪،،‬وهذا من حق التاريخ أن يذكرهم ولن يتم ذلك إال باإلشارة إليهم‬ ‫بكل فخر واعتزاز‪.‬‬

‫وهنا سوف أع��ود بكم إىل ثالث حمطات هامة‬ ‫فى حياة احلركة الطالبية اليت مل يتم اإلشارة‬ ‫إليها فيما مضى‪..‬وهى كما يلى‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التاريخ‪1970:‬‬ ‫امل��ك��ان‪ :‬مقر االحت��اد االشرتاكي(سابقا)‬ ‫مبيدان اجلزائر‪ /‬بنغازي‪.‬‬

‫املناسبة‪ :‬اخلطاب الثاني لقائد االنقالب الذى مت‬ ‫فى ملعب ‪ 24‬ديسمرب(( نادي النصر حاليا))‪.‬‬ ‫فى هذه السنة كنت مع بعض طلبة مدرسة‬ ‫صالح الدين الذين نشطوا آنذاك على مستوى‬ ‫م��دارس مدينة بنغازى وك��ان مدير املدرسة‬ ‫األستاذ املربى‪/‬فرج الشويهدى‪..‬ونائبه األستاذ‪/‬‬ ‫حممد احلضريى(احد أعضاء التنظيم املدني‬ ‫الن��ق�لاب سبتمرب))‪..‬وأتذكر ك��ان باملدرسة‬ ‫أي��ض��ا م���درس م��ص��ري مهتم ب��ال��وع��ي القومي‬ ‫الناصري يدعى األستاذ‪/‬ماهر‪..‬الذى ربطتنا به‬ ‫صداقة ومودة وأخوة لكونه ذي أخالق محيدة‬ ‫وب��ش��وش وحم��ب��وب م��ن قبل اجلميع‪..‬وكنت‬ ‫آنذاك رئيسا جمللة الرصيد اخلالد التى كانت‬ ‫تصدرها اللجنة الثقافية باملدرسة والتى كان‬ ‫األس��ت��اذ ف���رج ال��ش��وي��ه��دى ه��و م��ن وراء فكرة‬ ‫إصدارها‪.‬‬ ‫مت اخ��ت��ي��اري م��ع بعض الطلبة اآلخ��ري��ن من‬ ‫بينهم‪/‬عبدا ل���رازق املقصبى‪,,‬سليم ال��ب��درى‪..‬‬ ‫وك���ان معنا على م��ا اعتقد مقتاح احل��ارات��ى‬ ‫وم��ف��ت��اح ب����وك����ر‪..‬مت ت��وج��ي��ه��ن��ا مل��ق��ر االحت����اد‬ ‫االشرتاكي حيث يتواجد هناك العقيد معمر‬ ‫القذافى وباقي أعضاء جملس االنقالب‪..‬وهناك‬ ‫استلمنا الشاعر الشعيب( سامل ص�بره)‪..‬وال��ذي‬ ‫قام بتلقيننا بعض اإلرشادات خبصوص احلفل‬ ‫الذى سيقام بامللعب حيث ان القذافى سوف يلقى‬ ‫خطابا فى اجلماهري التى مت حشدها هناك‪..‬ومن‬ ‫ضمن تلك اإلرشادات قام بتزويدنا بورقة كتب‬ ‫عليها ع��دة ش��ع��ارات وهتافات م��ع مكرب صوت‬ ‫يدوى لكل واحد من الطلبة‪..‬وكان معنا طالب‬ ‫اخر من كلية اآلداب ال أتذكر امسه بالكامل‬ ‫أالن اال انه من عائلة(( بدر))‬ ‫وهنا كان احلدث الغري متوقع وفى هذه األثناء‬ ‫بالذات حيث اجلميع يستعد لالنطالق للملعب‬ ‫املذكور‪ ،‬ف��دار حديث بيين وبني الشاعر سامل‬ ‫صربه انطوى على احتجاجي على هذا األسلوب‬ ‫فى شحذ همم اجلماهري بهذه الكيفية ‪ ،‬وأخربته‬ ‫ب��ان ه��ذا األم��ر ينطبق عليه ما يعرف فى علم‬

‫االجتماع برأي الدهماء‪ ،‬وسلمته الورقة ومكرب‬ ‫الصوت وانسحبت من اجمللس‪ ،‬وعلى الفور خرج‬ ‫كال من عبدالرازق املقصبى ‪،‬والطالب اجلامعي‬ ‫((ب�����در)) أي��ض��ا م��ن اجمل��ل��س‪..‬وه��ن��ا ج��ن جنون‬ ‫سامل صربه من هذا املوقف وفى هذه اللحظات‬ ‫احلامسة ب��ال��ذات‪ ،‬ولقد هددني بقوله (( اللى‬ ‫علمك هذا علمك أشياء أخرى)) وكأنه يريد ان‬ ‫يقول بان هناك من دفعين اىل هذا املوقف‪،‬ولكنه‬ ‫ال يعلم بان املوقف كان شخصي ووليد الساعة‬ ‫‪..‬ومنذ ذلك التاريخ اختذت موقفا اعتربه اليوم‬ ‫موقفا سياسيا راف��ض��ا م��ع��ارض��ا‪ ،‬وختليت عن‬ ‫كافة مناشطى الثقافية‪ ،‬بل أوحيت لوالدي‬ ‫رمحه اهلل بان ينتقل بنا اىل مدينة طربق حيث‬ ‫كان يعمل آن��ذاك مديرا مليناء طربق البحري‬ ‫بالوكالة حيث ان امل��دي��ر االص��ل��ى امل��رح��وم ((‬ ‫عاشور ازقوقو)) فى إجازة سنوية‪..‬آنذاك كنت‬ ‫قد انتقلت من الصف األول ثانوي اىل الصف‬ ‫ال��ث��ان��ي(( ع��ل��م��ي)) ول��ك��ن ن��ظ��را لتأخر عملية‬ ‫ان��ت��ق��ال ال��وال��د فعليا اىل ط�برق وانتقلت اىل‬ ‫مدرسة طربق الثانوية وجدت نفسى عاجزا عن‬ ‫االستمرار فى الصف الثاني ثانوي علمي نتيجة‬ ‫لفوات عدة أشهر على بداية الدراسة‪ ،‬فدخلت‬ ‫القسم االدبى وهذه مشيئة اهلل عزوجل‪..‬‬ ‫وعندما تناقشت مع والدي باخلصوص أخربته‬ ‫ب��أن��ه مل يعد بامكانى ال��ب��ق��اء مبدينة بنغازى‬

‫خشية تعرضي للحرج من قبل بعض األصدقاء‪،‬‬ ‫واعادتى ملواصلة نشاطي الثقايف الذى اشتهرت به‬ ‫فى تلك الفرتة وقد يصل تأثريهم إىل أن أكون‬ ‫احد أعوان النظام كما هو احلال أالن بالنسبة‬ ‫ملفتاح بوكر واحلاراتى وغريهم من العناصر‬ ‫اليت شكلت اللجان الثورية فيما بعد حتى يومنا‬ ‫هذا‪ ..‬وكأن املوىل عزوجل قدر ملستقبلي الذى‬ ‫اوصلنى اليوم اىل غربيت وهجرتي بعيدا عن‬ ‫ارض الوطن واألهل واألحباب‪ .‬قدر اهلل وما شاء‬ ‫فعل ‪..‬‬

‫ثانيا‪ :‬التاريخ‪1973:‬‬ ‫املكان‪ :‬مدينة طربق‬ ‫املناسبة‪ :‬إس��ق��اط الطائرة الليبية فوق‬ ‫صحراء سيناء‪.‬‬

‫قبل اخل��وض فى ه��ذه الواقعة‪.‬ينبغي ان أبني‬ ‫م��رح��ل��ة ه��ام��ة وحم��ط��ة ف��اص��ل��ة ف���ى حياتي‬ ‫ال��ش��خ��ص��ي��ة‪..‬ح��ي��ث ان���ه مب��ج��رد ان��ت��ق��ال��ن��ا اىل‬ ‫مدينة ط�برق سنة‪ 1971‬والتحاقي مبدرسة‬ ‫ط�برق ال��ث��ان��وي��ة‪,,‬س��رع��ان م��ا ت��وط��دت عالقيت‬ ‫مع العديد من أبناء هذه املدينة التى أكن هلا‬ ‫وألبنائها الربرة كل التقدير واالحرتام والفخر‬ ‫واالعتزاز حيث قويت شوكيت وتصلب عودي‬ ‫وارت��ف��ع��ت معنوياتي ح��ي��ث وج���دت التعاطف‬

‫وااللتفاف‪..‬اإلخوة والصداقة احلميمة‪ ..‬عرفت‬ ‫معنى ان تكون صديقا وفيا جتد نفسك خملصا‬ ‫لآلخرين وجتد اآلخرين جبانبك عندما حتيط‬ ‫بك املصائب واألزمات‪..‬ومل اخفي على احد سبب‬ ‫انتقالنا اىل مدينة طربق حيث اكتسبت بذلك‬ ‫إعجاب الكثريين منهم‪..‬ومن هنا بدأت تتكون‬ ‫ع�لاق��ات ذات طبيعة نضالية تتحني الفرص‬ ‫للتعبري عنها فى اية حلظة‪ ..‬من هنا كان ىل‬ ‫شرف االنتساب الحتاد الطلبة مبدرسة طربق‬ ‫الثانوية‪..‬وكان ىل الشرف حبضور ذاك اللقاء‬ ‫الذى مت مبدرج امحدرفيق املهدوى بكلية االداب‬ ‫باجلامعة القدمية ال��ذى تناولنا فيه مشكلة‬ ‫تشكيل االحت���اد ال��ع��ام لطلبة ليبيا ف��ى الوقت‬ ‫التى ظهرت فيه نعرات ش��اذة ت��ن��ادى بتشكيل‬ ‫احتاد الطلبة الناصريني‪..‬وكنت مع العديد من‬ ‫الزمالء من الرافضني هلذه الفكرة التى سوف‬ ‫تؤدى اىل تصدع وحدة صف الطلبة عن طريق‬ ‫تفتيت احتادنا املعتمد من مجاهري الطلبة آنذاك‪.‬‬ ‫ومن هذا املنطلق كان ىل رأى مسموع وجتاوب‬ ‫من قبل أولئك األصدقاء املقربني الذين سيأتي‬ ‫ذكرهم والذين اثبتوا بأنهم فعال آهل لكل عمل‬ ‫وطين خملص للوطن وألبناء الوطن‪.‬‬ ‫ف��ك��ان أول ح���دث جيمعنا ع��ل��ى ه���ذا الطريق‬ ‫النضالي‪..,‬واحملك العملي ملصداقية توجهاتنا‪..‬‬ ‫عندما مت إسقاط الطائرة الليبية فوق صحراء‬ ‫سيناء‪..‬وهنا لنا قصة‪:‬‬ ‫بينما كنت فى منزلي بشارع فلسطني مسعنا‬ ‫نبأ فاجعة الطائرة التى راح ضحيتها أبرياء‪..‬‬ ‫واليت أسقطت بصواريخ العدو الصهيونى‪..‬بعد ان‬ ‫مت تغيري مسارها حتت مسع ومرأى برج املراقبة‬ ‫وال��س��ل��ط��ات األم��ن��ي��ة مب��ص��ر وال��ت��ى مل حت��رك‬ ‫ساكنا آن��ذاك‪..‬ف��ش��ع��رت ب��ان ف��ى االم��ر خيانة‬ ‫وه���ذا إح��س��اس طبيعي م��ن ش��اب متحمس‪....‬‬ ‫ليلتها مل يغمض ىل جفن‪..‬وفى الصباح الباكر‬ ‫خرجت من منزىل قاصدا املدرسة دون ان امحل‬ ‫معي الكتب املدرسية‪..‬الننى عزمت على ضرورة‬ ‫اخل��روج فى مظاهرة للتنديد بهذه اجلرمية‪..‬‬ ‫وفى طريقي اىل املدرسة الكائنة فى قصر امللك‬ ‫ال��راح��ل‪..‬م��ررت مبركز شرطة املدينة ال��ذى‬ ‫ك��ان يرأسه ان��ذاك النقيب(حممد الرتهونى)‬ ‫رمحه اهلل وغفر له واسكنه فسيح جناته‪ ..‬وكان‬ ‫مبثابة األب العطوف الودود وتربطين به عالقة‬ ‫طيبة‪..‬فدخلت عليه فى مكتبه وأخربته بأننا‬ ‫أى طلبة الثانوية س��وف خن��رج ف��ى مظاهرة‬ ‫ف��ان��ده��ش م��ن األم����ر م��ت��س��ائ�لا ع��ن امل��ن��اس��ب��ة‪.‬‬ ‫فأخربته بواقعة سقوط الطائرة وبأنها السبب‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫مت القبض أيضا على كال من‪ :‬فوزى اغريبيل‪ ,‬عثمان املقريحى ‪ ,‬ياسني العربي ‪ ,‬عيسى‬ ‫اجملربى ‪ ,‬حممد خمزوم ‪ ,‬منصور سامل احد طلبة الثانوية املشاركني فى املظاهرة‪..‬‬ ‫وهناك شخص أخر مل اعد أتذكر امسه بالكامل يدعى حممود‪ .‬أما عن رحليت مقبوضا‬ ‫على من طربق إىل بنغازى مرورا مبدينة درنة‪..‬فلها حكاية أخرى‬

‫ال��ذي من اجله سنخرج مبظاهرة تنديد بهذه‬ ‫اجلرمية‪..‬وطلبت منه ان يأمر ع��دد من رجال‬ ‫الشرطة ملساعدتنا فى حفظ النظام‪..‬فما كان‬ ‫منه رمحه اهلل اال ان ابتسم ضاحكا وطلب منى‬ ‫ال��ذه��اب اىل امل��درس��ة ف��ورا‪..‬وع��ن��دم��ا وصلت اىل‬ ‫مدخل املدرسة‪.‬استقبلين األستاذ‪/‬سامل نبوس‬ ‫مدير املدرسة آنذاك‪ ..‬وسالنى ملاذا مل احضر معى‬ ‫الكتب املدرسية‪..‬واستشفيت من األم��ر بأنه قد‬ ‫تلقى مكاملة هاتفية من رئيس املركز واخربه‬ ‫مبا عزمت القيام ب��ه‪..‬اال اننى وبعد نقاش حاد‪.‬‬ ‫وبصفيت عضو احت��اد الطلبة باملدرسة طلبت‬ ‫منه اإلذن بالدخول حتى أمتكن من دعوة الطلبة‬ ‫للخروج فى هذه املظاهرة وعلى مسئولية احتاد‬ ‫الطلبة‪.‬فأذعن هلذا األمر‪..‬وفعال دخلت حلجرة‬ ‫اإلذاعة املدرسية وطلبت من اجلميع اخلروج اىل‬ ‫ساحة املدرسة‪..‬وطلبت من احد الطلبة األصدقاء‬ ‫املقربني جدا وهو رسام وخطاط ماهر‪..‬ورياضي‬ ‫مشهور فى نادي الصقور‪..‬آخى وزمليى((( عثمان‬ ‫سليمان املقريحى)) ب��أن ينزل حلجرة الرسم‬ ‫وخيط بعض الالفتات املعربة عن هذه املأساة‪..‬‬ ‫وخرجنا فعال فى مظاهرة صامتة بعد مرورنا‬ ‫على ع��دة م��دارس إع��دادي��ة أخ��رى‪..‬وف��ى نهاية‬ ‫امل��س�ير رجعنا اىل م��ي��دان امل��ل��ك حيث امل��درس��ة‬ ‫وألقيت كلمة ارجتالية باملناسبة وطلبت من‬ ‫اح��د املدرسني على ما اعتقد األس��ت��اذ( إبراهيم‬ ‫ال��ع��ب��د)) م��درس اللغة العربية ضمن البعثة‬ ‫التعليمية املصرية‪..‬حيث طلبت منه إلقاء كلمة‬ ‫تأبني امتنع فى بادئ األمر باعتبار االمر يتعلق‬ ‫جبمهورية مصر العربية وهو احد أعضاء بعثتها‬ ‫التعليمية ف��ى ليبيا ث��م بعد ذل��ك وج��د نفسه‬ ‫مرغما ال مفر من األمر‪..‬وهنا ال انسي التذكري‬ ‫بتلك ال ُثلة التى كانت وراء جناح هذه املظاهرة‬ ‫ب��اإلض��اف��ة اىل عثمان املقريحى‪..‬فهيم احل��داد‬ ‫‪.‬ح��س�ين ع��ب��داهلل ي��اس�ين امح���د م��راج��ع امل��ه��دى‬ ‫منصور سامل توفيق اجعوده‪..‬حممد ريبت‪.‬جنيب‬ ‫بورقيعة‪..‬وغريهم مل اعد أتذكرهم‪ .‬وفى نفس‬ ‫الفرتة اندلعت أعمال شغب فى مقربة سيدى‬ ‫أعبيد مبدينة ب��ن��غ��ازى ق��ام بها طلبة املدينة‬ ‫وسكانها عند دف��ن الضحايا بعد وص��وهل��ا اىل‬ ‫هناك وكان حاضرا آنذاك(مصطفى اخلروبى)‬ ‫وبعض احملسوبني على النظام الذين فروا هربا‬ ‫م��ن غ��ض��ب اجل��م��اه�ير‪..‬وه��ذه اح���دي ال��وق��ف��ات‬ ‫التارخيية لشباب طربق انذاك واليت تعد احدي‬ ‫صفحات احلركة الطالبية املفقودة ال�تي مل‬ ‫يتم تدوينها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التاريخ‪1976/1975:‬‬ ‫املكان‪:‬مدينة طربق‬ ‫املناسبة احداث يناير‪.‬‬

‫ب��ع��د واق��ع��ة االع���ت���داء ع��ل��ى طلبة ج��ام��ع��ة ق��ار‬ ‫يونس وحت��دي��دا أع��ض��اء احت��اد الطلبة‪ ..‬رضى‬ ‫بن موسى وخالد الرتمجان‪.‬ومصطفى اجلهاني‬ ‫(الفار)وتوالت االضطرابات مبدينة بنغازى اثر‬ ‫مواجهات مسلحة داخل احلرم اجلامعي‪..‬فكان‬ ‫صدى هذه األحداث قد وصل اىل مدينة طربق‪..‬‬ ‫ح��ي��ث جتمعنا حن���ن وش��ك��ل��ن��ا خ��ل��ي��ة ل�لإع��داد‬ ‫للمظاهرة وك��ان مكان اللقاء بيننا فى املعهد‬ ‫العالي للنفط حيث أت��اح لنا آن���ذاك املرحوم‬ ‫األس��ت��اذ‪/‬مج��ع��ه اجل����ازوى امل��س��ت��ش��ار القانوني‬ ‫للمعهد فرصة االجتماع يف هذا املكان بعيدا عن‬ ‫اعني رجال املباحث وكان فى صحبتى كال من‬ ‫فوزى اغريبيل وعثمان املقريحى وياسني العربي‬

‫امحد حيث مت التخطيط واإلع��داد للمظاهرة‬ ‫ال��ت��ى ان��ط��ل��ق��ت ب��ت��اري��خ ‪ 8‬ي��ن��اي��ر ‪ 1976‬فى‬ ‫ش��وارع مدينة طربق مبشاركة طلبة الثانوية‬ ‫واإلعدادية‪..‬وهنا لفتة جيب التطرق إليها لكى‬ ‫يتذكر اجلميع احل��دث بصورته احلقيقية‪..‬‬ ‫كنت آنذاك عائدا من القاهرة بعد إجراء عملية‬ ‫جراحية على الكلية األم��ر ال��ذى مينعين من‬ ‫املسري مسافة طويلة على قدمي ‪..‬فتحركت‬ ‫بسيارتي(( التويوتا ك���وروال)) التى اشتهرت‬ ‫آنذاك وكانت حتمل رقم اللوحة‪/35535‬ب‪/‬‬ ‫خاصة ذهبية اللون‪ .‬ومن غرائب الصدف كانت‬ ‫ص��ورت��ي جب��وار ه��ذه السيارة برفقة الشهيد‪/‬‬ ‫م�لازم أول امح��د اذي���اب عبدالرمحن ال��ذى مت‬ ‫إعدامه رميا بالرصاص فى قاعدة العدم بطربق‬ ‫بتاريخ‪2‬أبريل‪.1977‬كان الشهيد صهرى زوجا‬ ‫لشقيقيت‪..‬وهذه السيارة يعرفها شباب وشيب‬ ‫مدينة ط�برق ألن��ه��ا ك��ان��ت تسري ف��ى مقدمة‬ ‫املظاهرة ومت تصويرها من قبل املباحث العامة‪..‬‬ ‫ويعرفها جيدا املالزم أول حممد بوشوال((الذى‬ ‫كان احد رجال املباحث العامة وكذلك رئيس‬ ‫عرفاء جاب اهلل الذى قام بالقبض علي فيما بعد‬ ‫وترحيلي اىل مدينة درن��ه ومنها اىل بنغازى‪.‬‬ ‫( سيأتي تفصيل ذل��ك فيما بعد) وهنا حادثة‬ ‫اشتهرت بها املظاهرة تتمثل فى وجود(( ((محار‬ ‫وجحش‪ )).‬علقت على احلمار يافطة فى جنبها‬ ‫كتب عليها االحت��اد االش�تراك��ي وف��ى اجلانب‬ ‫األخر عبارة (ص‪.‬ش) كان املقصود منها العقيد‬ ‫املقبور إدريس الشهيبى الذى كان وراء جتميع‬ ‫سكان الصحراء الشرقية وإحضارهم اىل ليبيا‪..‬‬ ‫أما اجلحش فتمت كتابة اسم سليمان حممود‬ ‫باعتباره املساهم فى قمع تظاهرة مدينة بنغازى‬

‫مبيدان الشجرة‪))..‬علما ب��ان اجلحش قمنا أنا‬ ‫وف���وزى اغ��ري��ب��ل ب��إح��ض��اره ف��ى س��ي��ارة ملواطن‬ ‫م��ن ط�برق ي��دع��ى ال���زوى حيث قمنا باحظار‬ ‫اجلحش من منطقة جب��وار املستشفى احلرية‬ ‫وهناك شاهدنا بعض رجال املخابرات العسكرية‬ ‫وحن��ن نقوم ب��إدخ��ال اجلحش فى السيارة من‬ ‫اخللف((بيجو ق��ل��ع))‪..‬واألط��رف ف��ى األم��ر ان‬ ‫ف���وزى اغريبيل ومب��ي��دان البلدية ق��ام بربط‬ ‫احلمار واجلحش واحضر هلما وجبة دمسة من‬ ‫الشعري‪..‬‬ ‫مالحظة جديرة بالذكر‪ :‬اثناء انطالق املظاهرة‬ ‫من ميدان امللك‪..‬كان جبوارنا املالزم أول بقسم‬ ‫مرور طربق‪:‬عبدالسالم احلاسي"طلبت منه ان‬ ‫يتقدم املظاهرة بسيارة املرور لتنظيم السري‪,,‬اال‬

‫انه بعد حني تنحى جانبا بسيارته‪ .‬ولقد اخربني‬ ‫ب��ع��د خ��روج��ن��ا م��ن االع��ت��ق��ال ب��ان��ه ق��د تعرض‬ ‫لالستجواب من قبل املباحث العامة بسبب ذلك‬ ‫املوقف ال��ذي ك��اد ان ي��ؤدي حبياته ومستقبله‬ ‫لوال لطف اهلل وسرته‪..‬‬ ‫وبعد انتهاء املظاهرة من املسري جتمعنا مبيدان‬ ‫البلدية وجلس اجلميع على األرض ‪،‬وكنت‬ ‫واقفا جبوار ياسني امحد وعيسى اجملربى‪ ،‬والقى‬ ‫ياسني كلمة باملناسبة وكان ادريس الشهيبى‬ ‫وأعوانه وقوف بيننا ‪ ،‬فطلبت منه مغادرة املكان‬ ‫وقام بعض الشباب مبحاولة االشتباك معه ومع‬ ‫أعوانه اال انه الذ بالفرار‪....‬ثم تفرقت املظاهرة‬ ‫السلمية‪..‬ولقد محلنا فى هذه املظاهرة تابوت‬ ‫كتب عليه شهداء يناير‪، 64‬وشهداء يناير‪76‬‬ ‫‪،‬وفى نفس اليوم حاولت مغادرة مدينة طربق‬ ‫صحبة والدتي واحدي شقيقاتي متوجهني اىل‬ ‫مدينة بنغازي‪.‬أال آن حالة الطوارئ عرقلت هذا‬ ‫السفر لعدة ساعات حيث مت ايقافى فى بوابة‬ ‫املدينة الغربية مبعرفة امل�لازم حممد بوشوال‬ ‫ال��ذى اف��ادن��ى بصدور تعليمات بعدم مغادرتي‬ ‫للمدينة‪ ,,‬وبعد إحل��اح وم��ش��ادة كالمية معه‬ ‫نتيجة للعالقة التى كانت تربطين ب��ه منذ‬ ‫أي��ام ال��دراس��ة بالثانوية قبل التحاقه بالكلية‬ ‫العسكرية‪..‬قام باستدعائي اىل داخل املقر االدارى‬ ‫للبوابة فوجدت بها رئيس عرفاء جاب اهلل الذى‬ ‫استجوبين ملعرفة سبب سفري اىل بنغازى‪..‬‬ ‫وات��ص��ل هاتفيا بعدة جهات وم��ن بعد اخربني‬ ‫بإمكانية السفر‪ .‬وفعال غ���ادرت مدينة طربق‬ ‫وغ���ادرت معى س��ي��ارة بيجو ‪ 404‬زيتية اللون‬ ‫تابعة للمباحث العامة للمراقبة واملتابعة‪..‬‬ ‫ه��ذا وف��ى خضم ه��ذه االح����داث قمت شخصيا‬

‫بكتابة وطباعة منشور ضد النظام بتوقيع شباب‬ ‫الثورة املضادة وقمت بسحبه على آلة ((استنسل)‬ ‫مبيناء ط�برق ووزع��ت��ه فى ش��وارع املدينة التى‬ ‫انقلبت رأس���ا ع��ل��ى ع��ق��ب ح��ي��ث ان��ت��ش��ر رج��ال‬ ‫املباحث جيمعون املناشري‪ ،‬وال اح��د يعلم بهذه‬ ‫الواقعة اال اثنني فقط من األص��دق��اء(( حسني‬ ‫ع��ب��داهلل وع��ث��م��ان امل��ق�يرح��ى)) حيث أخربتهما‬ ‫باملنشور وكانا فى نادى الصقور آنذاك‪ .‬وهناك‬ ‫انتشر خرب املنشور بني الشباب‪ ..‬وهل��ذا املنشور‬ ‫قصة طريفة أيضا‪..‬وذلك عندما مت التحقيق‬ ‫معي فى مبنى املباحث العامة مبدينة بنغازى‬ ‫ف���ى ابريل‪ 1976‬م���ن ق��ب��ل ك�ل�ا م��ن‪/‬ن��ق��ي��ب‬ ‫ابراهيم الصابر واملالزم اول على هويدى(كاتب‬ ‫التحقيق)) وامل��ق��دم‪/‬س��امل امل��ق��روس((امل��ش��ه��ور‬

‫‪07‬‬ ‫بصاكو)) وال���ذي مت قتله ف��ى إح��دى محالته‬ ‫مبدينة مصراته عندما ح��اول مداهمة العيادة‬ ‫ال��ت��ى ك���ان خمتبئ فيها اح���د امل��ط��ل��وب�ين من‬ ‫اجل��م��اع��ات اإلس�لام��ي��ة املسلحة ان��ذاك‪..‬ف��ك��ان‬ ‫املقروس معربدا مزجمرا حماوال اخذ اعرتافاتي‬ ‫باننى صاحب هذا املنشور وقد احضر ىل نسخة‬ ‫منه وأكد باننى قمت بطباعته فى إدارة ميناء‬ ‫ط�برق وب��ان��ن��ى وزع��ت��ه باملدينة آن����ذاك‪ ..‬وهل��ذا‬ ‫املنشور قصة اخ��رى طريفة هى ان��ه بعد ان مت‬ ‫القبض على يوم ‪8‬ابريل‪ 1976‬من قبل مباحث‬ ‫طربق وبينما انأ فى السيارة الفولكس البيضاء‬ ‫التابعة للمباحث وعند الساعة السابعة والنصف‬ ‫صباحا‪,,‬مرت بنا السيارة جب��وار معرض إميان‬ ‫للمالبس حيث كان بعض األصدقاء فى انتظار‬ ‫إح��دى احل��اف�لات لنقلهم اىل أماكن عملهم‪..‬‬ ‫ف��ك��ان م��ن بينهم الصديق((مصطفى مسعود‬ ‫امللقب آنذاك جبكسا)) فعرف باننى مقبوضا علي‬ ‫فرجع على الفور اىل بيتنا ودخ��ل اىل حجرتي‬ ‫ال��ش��خ��ص��ي��ة مب��ع��رف��ة ص��ه��رى ووال���دت���ى وق��ام‬ ‫بتفتيشها فعثر حت��ت س��ري��رى على جمموعة‬ ‫اخ��رى من املنشور املذكور فقام حبرقها فوق‬ ‫األس��ط��ح‪..‬ث��م ق��ام بلف اآلل��ة الطابعة((صغرية‬ ‫احلجم نوع اوليفييت)) فى قطعة قماش كبرية‬ ‫وخ��رج بها اىل ال��ش��ارع ف��ح��اول تسليمها ألحد‬ ‫األص��دق��اء((ص�لاح ال��دم��ن��ه��ورى)) ال���ذى خشي‬ ‫على نفسه من مغبة الشك فيه‪..‬فقام صحبة‬ ‫مصطفى مسعود بإتالف اآللة الطابعة ورميها‬ ‫بالبحر‪..‬انتهت القصة‪.‬‬ ‫م�لاح��ظ��ة ه��ام��ة‪ :‬ف��ى ش��ه��ر اب��ري��ل ‪ 1976‬مت‬ ‫القبض أيضا على ك�لا م��ن‪ :‬ف��وزى اغريبيل‪,‬‬ ‫عثمان املقريحى ‪ ,‬ياسني العربي ‪ ,‬عيسى اجملربى‬ ‫‪ ,‬حم��م��د خم����زوم ‪ ,‬م��ن��ص��ور س���امل اح���د طلبة‬ ‫الثانوية املشاركني فى املظاهرة‪..‬وهناك شخص‬ ‫أخر مل اعد أتذكر امسه بالكامل يدعى حممود‪.‬‬ ‫أم���ا ع��ن رح��ل�تي مقبوضا ع��ل��ى م��ن ط�ب�رق اىل‬ ‫بنغازى مرورا مبدينة درنة‪..‬فلها حكاية أخرى‪..‬‬ ‫ملا مت اقتيادي اىل مكتب املباحث العامة مبدينة‬ ‫طربق مبعرفة رئيس عرفاء‪-‬جاب اهلل‪,‬فى تلك‬ ‫الفولكس ف��اج��ن‪..‬مت ترحيلي اىل مدينة درنه‬ ‫فى سيارة بيجو ‪ 404‬زيتية اللون التى سبق‬ ‫اإلش��ارة اليها عندما غ��ادرت مدينة ط�برق اىل‬ ‫بنغازى عقب املظاهرة مباشرة‪..‬وهناك مبدينة‬ ‫درن��ه مت حجزي ل��دى املباحث العامة فى شقة‬ ‫بعمارة خلف سوق اخلضرة‪..‬حيث التقيت بزميل‬ ‫الدراسة مصطفى بدر مقبوضا عليه هو األخر‪..‬‬ ‫وبعد حلظات مت نقلنا فى سيارة(( الندروفر))‬ ‫حيث ك��ان م��ت��واج��دا بها السيد وال���د الطالبة‬ ‫ٌ‬ ‫مقبوض عليها‬ ‫زكيه القاضى‪..‬التى عرفت بأنها‬ ‫وحمجوزة لدى احلرس اجلمهوري‪.‬وكان هذا‬ ‫السيد فى غاية األسى واحلزن للموقف املوجود‬ ‫به فهو شبه مقبوضا عليه أيضا‪.‬‬ ‫أم��ا باقي اإلح��داث وم��ا تعرضنا له فى احلرس‬ ‫اجلمهوري واملباحث العامة مبدينة بنغازى ومن‬ ‫بعد سجن اجلديدة بطرابلس‪,,‬فهذه األح��داث‬ ‫مت تغطية أج��زاء منها فى العديد من املناسبات‬ ‫وس���وف أق���وم ب���إذن اهلل ت��ع��اىل بتسجيل بعض‬ ‫وقائعها الحقا‪.‬‬ ‫هنا فقط أردت توضيح ه��ذه امل��واق��ف للطلبة‬ ‫األح���رار مبدينة ط�برق ومواقفهم التارخيية‬ ‫التى مل تسجل فى ذاك��رة احلركة الطالبية‬ ‫فى ليبيا‪.‬‬ ‫راجيا من املوىل عزوجل ان يتقبل منا كل هذه‬ ‫األعمال خالصة لوجهه الكريم‪..‬‬ ‫املانيا‪ :‬ابريل ‪2013‬‬ ‫امل���رف���ق���ات‪ /‬ص�����ورة م���ن امل���ن���ش���ور ‪ +‬ال���ص���ورة‬ ‫الفوتوغرافية التى جتمعنى مع الشهيد مالزم‬ ‫اول امح��د ذي���اب ع��ب��دال��رمح��ن جب���وار السيارة‬ ‫املعنية‪ +‬احدى صور مظاهرة ‪ 73‬بطربق‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫عامل االجتماع اللييب الدكتور ‪ :‬مصطفى التري‬

‫جرائم االغتصاب تعكس حالة تدهور األخالق يف بلدنا‬ ‫الشك أن املشاكل السياسية اليت‬ ‫تشهدها ال��ب�لاد ه��ي نتيجة ومرتبطة‬ ‫بالعامل االجتماعي وال��دك��ت��ور مصطفى التري‬ ‫ه��و م��ن اب��رز علماء االجتماع ال��ع��رب والليبيني التقينا من‬ ‫اجل حتليل بعض التصرفات والسلوكيات املشينة‬ ‫والبشعة اليت جتتاح الشارع اللييب ‪.‬‬

‫ميادين احلسني املسوري‬

‫س ‪1‬هل توقعت أن تقوم ثورة شعبية يف ليبيا‬ ‫قبل انطالق الثورة يف تونس ؟‬ ‫حت���دث كثري م���ن املعلق�ي�ن والباحثني بأن‬ ‫انتفاضات الربيع العربي بدأت بذلك الفعل‬ ‫الذي قام به ش���اب تونس���ي من عامة الناس‬ ‫عندما ضاقت به الدنيا‪ ،‬بعد أن عانى شظف‬ ‫العيش وظل���م النظام الرمس���ي ‪ .‬لكن فكرة‬ ‫التظاهر يف موعد الس���ابع عش���ر من فرباير‬ ‫تداوهل���ا ش���باب الفي���س ب���وك يف ليبي���ا قبل‬ ‫أح���داث تون���س‪ .‬وميك���ن الق���ول أن ما حدث‬ ‫يف تون���س كان عامال مس���اعدا ‪ ،‬إىل جانب‬ ‫مظاهر القمع الوحش���ي الذي رد بها النظام‬ ‫الرمسي‪ ،‬وأدى إىل رفع سقف املطالب أوال ‪،‬‬ ‫و انضمام فئات أخرى من الشعب ثانيا ‪.‬‬ ‫س‪2-‬رغم أن زين العابدين هو أول من وقعت‬ ‫عليه ثورة فقد رحل بسرعة ودون أن حيول البلد‬ ‫اىل جحيم بينما القذايف وبشار فإنهما مل يقرا‬ ‫بأنه حانت نهايتهم وحول كلن منهم البالد اىل‬ ‫جحيم مباذا تفسر ذلك أليس مجيعهم عرب ؟‬ ‫نعم مجيعهم ع���رب ‪ ،‬ونال كل واحد منهم‬ ‫لقب دكتاتور بامتي���از‪ ،‬لكن الدكتاتورية‬ ‫درج���ات ‪ ،‬ويب���دو لي أن الدرج���ة اليت ميكن‬ ‫أن س���يخصصها التاري���خ فيما بعد للقذايف‬ ‫وبش���ار س���تكون األعل���ى عل���ى مقي���اس‬ ‫للدكتاتورية‪،‬‬

‫التفاس�ي�ر اخلاصة للدين أو اعتمادها على‬ ‫مصادر أخ���رى ‪ .‬وعموما عاش الليبيون منذ‬ ‫أن وصل اإلس�ل�ام هذه الديار كمس���لمني‪،‬‬ ‫ويب���دو ل���ي أن الليبي�ي�ن يف معظمه���م ال‬ ‫يوافق���ون عل���ى املتاج���رة أو املزاي���دة باس���م‬ ‫الدي���ن ‪ .‬وميكن أن تكون درجة عدم املوافقة‬ ‫ق���د تقوت بس���بب متابعة ما جي���رى اآلن يف‬ ‫مصر ‪.‬‬ ‫س‪4-‬مباذا تفسر ظاهرة حتالف القوى‬

‫س‪5-‬ملاذا مل تتوقف األعمال االنتقامية من‬ ‫قبل الثوار اىل اآلن هل هناك عوامل نفسية‬ ‫متنع ذلك ؟ وهل ميكن وقف هذه األعمال‬ ‫باالستنجاد باملدرسة النفسية ؟‬ ‫ال ش���ك أن توظي���ف املعرف���ة العلمي���ة يفيد‬ ‫يف التعام���ل م���ع الظواه���ر االجتماعية غري‬ ‫الس���وية ‪ .‬لقد أدى األس���لوب الدم���وي الذي‬ ‫اتبعه النظام الس���ابق يف التعام���ل مع الرأي‬

‫املصاحل��ة الوطني��ة س��تنجح ولك��ن الطري��ق لي��س‬ ‫مفروشا بالورود‬ ‫س‪3-‬مباذا تفسر سخط ونفور الشارع اللييب‬ ‫من مجاعة اإلخوان املسلمون وأصبح الشارع‬ ‫اللييب يرفض كل ما يقدمه اإلخوان ألنه مقدم‬ ‫من اإلخوان املسلمون أوال وأخريا ؟‬ ‫مل تتاح لي فرصة دراس���ة ردة فعل الش���ارع‬ ‫اللي�ب�ي عل���ى تصرف���ات اإلخ���وان املس���لمني‬ ‫ألص���در حكم���ا ‪ ،‬لكن�ن�ي أق���ول أن غالبي���ة‬ ‫الليبيني مع الوسطية يف كل شيء ‪ .‬يشمل‬ ‫ه���ذا الدي���ن كم���ا يش���مل خمتل���ف أمناط‬ ‫الس���لوك بغ���ض النظر عل���ى اتكاءه���ا على‬

‫الوطنية بقيادة الدكتور حممود جربيل‬ ‫االنتخابية وحصوله على أكثر أصوات الليبيني‬ ‫رغم انه مل يكن مقنعا خالل قيادته للمكتب‬ ‫التنفيذي؟‬ ‫يض���م التحال���ف مجاعات متع���ددة‪ ،‬مجعت‬ ‫بينه���ا رغب���ة قوي���ة يف إقامة دول���ة حديثة‬ ‫تنتش���ر فيها قي���م الدميقراطية س���لوكا و‬ ‫ونظاما سياسيا ‪ .‬يبدو لي أن هذه اجلماعات‬ ‫وجدت أن حممود جربيل جييد التعبري عن‬ ‫هذا اهلدف العام ‪.‬‬

‫املخال���ف إىل جت���ذر الرغب���ة يف االنتق���ام‬ ‫بنفس األس���لوب ‪ ،‬وبالطبع س���اعد االنتشار‬ ‫الواس���ع للس�ل�اح من لديه هذه الرغبة على‬ ‫تنفيذها ‪.‬‬ ‫س‪6-‬الشك أن مشكلة عودة نازحي تاورغاء‬ ‫أمر مرتبط بقرار أهالي ضحاياهم وقرار أهالي‬ ‫الضحايا يتوقف على احلالة النفسية اليت‬ ‫يعيشونها منذ ارتكاب االنتهاكات و اجلرائم‬ ‫حبقهم السؤال ما هي اإلجراءات اليت جيب‬ ‫اختاذها من الناحية النفسية ألهالي الضحايا‬

‫لنصل اىل مرحلة يستطيعوا فيها أن يكونوا‬ ‫متزنني يف اختاذ القرار حنو جالديهم ؟وما هو‬ ‫احلل األمثل من الناحية السياسية والنفسية‬ ‫واالجتماعية حلل هذه املشكلة حسب رأيك ؟‬ ‫املهجرون اليوم كثر‪ ،‬وينتسبون إىل أكثر‬ ‫م���ن منطق���ة‪ ،‬وهج���روا ألكثر من س���بب‬ ‫والتهجري عملية مدمرة للطرفني خصوصا‬ ‫وأنها ته���دد اللحمة الوطني���ة اليت يفرتض‬ ‫أن تكون اهلدف األهم ملن أراد أن يقيم نظاما‬ ‫جديدا خيتلف عن الذي س���اد خالل العقود‬ ‫الس���ابقة ووس���ائل تقوية اللحم���ة الوطنية‬ ‫متع���ددة وتب���دأ يف نظ���ري بتفعي���ل قان���ون‬ ‫للعدال���ة االنتقالي���ة يك���ون وس���يلة ملعاقبة‬ ‫كل من أذن���ب ويف حدود القانون‪ ،‬ومكافئة‬ ‫من عفى وسامح ماديا ومعنويا‪.‬‬ ‫س‪7 -‬وفق خربتك العلمية واالجتماعية هل‬ ‫ستنجح املصاحلة الوطنية يف ليبيا ؟‬ ‫نعم ‪ ،‬ولكن الطريق ليس مفروشا بالورود ‪.‬‬ ‫لق���د ارتكبت أعمال عنف متنوعة ‪ ،‬وجرائم‬ ‫بش���عة ‪ ،‬وظل���م كثريون ‪ ،‬ونتج���ت عداوات‬ ‫‪ ،‬وبعث���ت خالف���ات كان الزم���ن ق���د وض���ع‬ ‫عليها ستارة بالنسبة للجيل اجلديد ‪ .‬لذلك‬ ‫يتطل���ب النج���اح يف ه���ذا اجمل���ال إىل وض���ع‬ ‫برنام���ج واضح املع���امل يتم إع���داده من قبل‬ ‫خ�ب�راء‪ ،‬وال بأس من االس���تفادة من خربات‬ ‫شعوب سبق هلا أن جربت وجنحت ‪.‬‬ ‫س‪8-‬بالرغم م���ن أن منظومة قيم اجملتمع‬ ‫اللييب ترفض وتدين الس���رقة واالس�ت�رزاق‬ ‫م���ن امل���ال احل���رام وم���ع ه���ذا فس���رقة املال‬ ‫العام مس���تمرة ومنظم���ة وأصبحت ثقافة‬ ‫ميارس���ها مس���ؤلي الدول���ة يف عه���د القذايف‬ ‫وحت���ى اآلن وأصبح���ت القضي���ة ليس���ت‬ ‫استبدال األش���خاص بل إن فكرة االستيالء‬ ‫عل���ى املال الع���ام أصبحت موج���ودة وتنتقل‬ ‫من مس���ؤل اىل أخر كيف ميكن إنهاء هذه‬ ‫الثقافة اليت أصبح هلا جذور يف اجملتمع ؟‬ ‫جن���ح القذايف يف إح���داث تغي�ي�رات جذرية‬ ‫يف نس���ق القيم ‪ ،‬مت هذا وفق خطة واضحة‪،‬‬ ‫وبرام���ج متتابع���ة ‪ .‬كان خط���اب زواره يف‬ ‫الع���ام ‪ 1973‬البداي���ة ‪ ،‬تلت���ه األح���داث اليت‬ ‫ق���ادت مل���ا أصبح يعرف بالس���ابع م���ن إبريل‬ ‫‪ ،‬ث���م تكوي���ن مؤسس���ة اللج���ان الثوري���ة ‪،‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫القذايف جنح يف إحداث تغيريات جذرية يف نسق القيم واألخالق‬ ‫وتفعيل ما مسي بالش���رعية الثورية ‪ .‬نس���ق‬ ‫القي���م احلال���ي لي���س ه���و ذلك ال���ذي عرفه‬ ‫الليبي���ون خالل الزمن الذي س���بق االنقالب‬ ‫العس���كري ‪ .‬لذلك فإن اس���تباحة امل���ال العام‬ ‫واخل���اص أصبح ضمن األفع���ال اليت يقرها‬ ‫نس���ق القيم املعدل ‪ .‬ويتطلب أم���ر إلغاء هذا‬ ‫التعديل وإعادة تلك القيم واملعايري السامية‬ ‫ال�ت�ي كانت موجودة جمه���ودا كبريا وزمنا‬ ‫ليس بالقصري‪.‬‬ ‫س‪9-‬هل العزل السياسي سوف يساهم يف زرع‬ ‫الثقة لدى الناس بعدم عودة منظومة القذايف‬ ‫وهل سوف يساهم يف ثقة الناس يف احلكومة‬ ‫واملؤمتر ؟‬ ‫ال ‪ ،‬هي اإلجابة الس���ريعة ‪ ،‬وأمتنى أن يأخذ‬ ‫الليبي���ون بالق���ول ال���ذي ينادي ب���ه الرئيس‬ ‫التونس���ي املثقف املتمث���ل يف تقدميه لربامج‬ ‫تقوية اللحم���ة الوطنية ع���ن برامج تفعيل‬ ‫العدال���ة ‪ .‬يف كل زم���ان وم���كان توجد لدى‬ ‫احلكوم���ات ش���روط لتولي مناص���ب بعينها‬ ‫‪ ،‬وال ب���أس أن يض���ع الليبيون ش���روطا ‪ ،‬لكن‬ ‫العزل السياسي عبارة عن عملية إقصاء‬ ‫و إعادة إنتاج نس���ق للقيم يفرتض أن يكون‬ ‫العم���ل إلزالت���ه ق���د ب���دأ من���ذ الي���وم األول‬ ‫النتفاضة الس���ابع عش���ر من فرباير عندما‬ ‫رفع املنتفضون ش���عار ( ليبيا قبيلة واحدة )‬ ‫‪ .‬وإذا كان اهل���دف م���ن وراء م���ا حدث حتى‬ ‫اآلن ه���و إقام���ة نظ���ام سياس���ي دميقراطي‬ ‫‪ ،‬ف���إن برام���ج اإلقص���اء مبختل���ف أنواعه���ا‬ ‫وألوانها وتسمياتها تتعارض وأبسط مبادئ‬ ‫الدميقراطية ‪.‬‬ ‫س‪10-‬ملاذا استخدم رئيس احلكومة علي‬ ‫زيدان صفة ((السيد )) بدل املتهم على املتهم‬ ‫عبد اهلل السنوسي و((السيدة )) بدل املطلوبة‬ ‫للعدالة بالنسبة لزوجة القذايف رغم أن علي‬ ‫زيدان يشغل منصب يؤمتن من خالله على حقوق‬ ‫الليبيني وجيب أن يستخدم الوصف القانوني‬ ‫باعتبار انه مسؤل ورجل دولة هل كون الرجالن‬ ‫من اجلنوب فهذا كان له تأثري على السيد علي‬ ‫زيدان ؟‬ ‫ال أعتقد أن السبب ألن الرجلني من اجلنوب‬ ‫فاجلنوب منطقة واسعة والرجالن ينتميان‬ ‫إىل منطقت�ي�ن خمتلفتني ‪ .‬إمنا يبدو لي هو‬ ‫نوع من االلتزام بقواعد احرتام اآلخر بغض‬ ‫النظ���ر عن وضع اآلخ���ر وصفاته وظروفه ‪.‬‬ ‫ويف جمتمع���ات كثرية خياط���ب من ارتكب‬ ‫جرمي���ة وق���دم للمحاكم���ة بلفظ الس���يد‬ ‫والس���يدة مع احملافظة على االس���م ‪ .‬فاس���م‬ ‫الش���خص مل خيرته هو أو ه���ي وإمنا يرجع‬ ‫للوالدين‪ .‬ويبدو لي أن الس���يد زيدان حبكم‬ ‫ثقافت���ه وخربت���ه يف جمال حقوق اإلنس���ان‬ ‫ال يتوق���ع منه غري اس���تخدام لفظي الس���يد‬ ‫والس���يدة عن���د التح���دث إىل أش���خاص أو‬ ‫التحدث عنهم‪.‬‬ ‫س‪11-‬مباذا تفسر اجنذاب الشباب اللييب‬ ‫بالتيار الوهابي والتأثر به رغم احمليط‬ ‫االجتماعي الوسطى والتيار الصويف املتسامح‬ ‫ذو اجلذور التارخيية يف ليبيا واجملتمع‬ ‫اللييب ؟‬ ‫هلذا التيار تاريخ طويل‪،‬ويوجد به مسئولون‬

‫يهمهم نش���ره يف بقية بقاع األرض‪ . ،‬والذي‬ ‫لدي���ه مث���ل ه���ذا اهل���دف سيس���خر خمتلف‬ ‫الوس���ائل لتحقيقه ‪ .‬وتوج���د برامج معروفه‬ ‫وهلا تاريخ للخروج بهذا النمط من تفس�ي�ر‬ ‫الدي���ن م���ن املنطقة ال�ت�ي تواجد فيه���ا‪ .‬وقد‬ ‫جن���ح املروجون هل���اذ االجتاه يف اس���تقطاب‬ ‫أف���راد يف خمتل���ف اجملتمع���ات وم���ن بينه���ا‬ ‫اجملتمع اللييب ‪ .‬س���يكون يف هذا البلد تابعون‬ ‫للمذه���ب الوهابي‪،‬لكن�ن�ي ال أعتق���د أن هلذا‬ ‫املذهب مستقبل يف هذا البلد‪.‬‬ ‫س‪ 12-‬التحرش باملارة واالعتداء عليهم‬ ‫بالقول واأللفاظ البذيئة سواء كانوا رجال أو‬ ‫نساء وان كان األكثر تضررا هلذه االعتداءات‬ ‫هن النساء هل هناك شيزو فرينيا بني اإلنسان‬ ‫اللييب ومنظومة القيم اليت يقرها اجملتمع ؟‬ ‫الحظ���ت من���ذ زم���ن أن الش���ارع اللي�ب�ي يف‬ ‫املدين���ة ش���ارع غري نظيف‪،‬وذك���رت هذا يف‬ ‫أكثر من مناس���بة ‪ .‬كما ذكرت أن شوارع‬ ‫م���دن عربية أخرى غري نظيفة‪ ،‬ولو أجريت‬ ‫مقارنة بني هذه الشوارع قد متيل الكفة إىل‬ ‫ص���احل الش���ارع اللييب يف هذا اجمل���ال‪ .‬عوامل‬ ‫كث�ي�رة س���اهمت يف حت���ول الش���ارع اللييب‬

‫ال���ذي كان يوم���ا م���ا نظيف���ا يف أن يصب���ح‬ ‫بهذه الكيفية‪ .‬يأتي يف مقدمها التغيري الذي‬ ‫حدث يف نس���ق القيم حبي���ث أصبحت بعض‬ ‫األمن���اط الس���لوكية املس���تهجنة‪ ،‬وحت���ى‬ ‫املخالفة للقان���ون‪ ،‬متارس من قبل فئة من‬ ‫أف���راد اجملتمع نهارا جه���ارا‪ ،‬بل ويفاخرون‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫س‪13-‬مباذا تفسر تكرار حالة االغتصاب‬ ‫اليت نشهدها اآلن ؟‬ ‫ه���ذه جرائم ش���نيعة وتعكس حال���ة تدهور‬ ‫األخ�ل�اق يف بلدن���ا ‪ ،‬وعموما ه���ذه الظاهرة‬ ‫موج���ودة يف مجي���ع اجملتمع���ات ‪ .‬وختتل���ف‬ ‫األجهزة الرمسية يف كيفية التعامل معها‪،‬‬ ‫و يالحظ أن قوان�ي�ن دول كثرية ختصص‬ ‫عقابا قاسيا ملثل هذا النوع من اجلرائم ‪.‬‬ ‫س ‪14-‬مب���اذا تفس���ر إقب���ال ش���خص عل���ى‬ ‫اغتصاب مريضة وهي يف غرفة العناية ؟‬ ‫ال يقوم مبثل هذا العمل إال شخص مريض‬ ‫وصايد عافيته كم���ا يقولون حبيث ضرب‬

‫ع���رض احلائ���ط ب���كل القي���م اإلنس���انية ‪،‬‬ ‫ويف�ت�رض أن يعاقب عقابا يتناس���ب وحجم‬ ‫بشاعة الفعل‪.‬‬ ‫س‪15-‬مباذا تفسر تعرض العديد من‬ ‫الشخصيات اىل التحرش واالعتداء اللفضي من‬ ‫قبل رجال امن كما حدث مع الشاعرة عائشة‬ ‫املغربي واملذيعة سناء املنصوري ؟‬ ‫أرى أن مجيع هذه األفعال تقع ضمن أمناط‬ ‫الس���لوك املنح���رف ‪ .‬ومث���ل ه���ذه األمن���اط‬ ‫الس���لوكية موج���ودة يف بقي���ة اجملتمعات ‪،‬‬ ‫وبالطبع تقع حتت طائلة القانون ‪.‬‬ ‫س ‪16-‬قبل سنوات‪،‬نشرت كتاب عن ظاهرة‬ ‫الغش يف اجلامعات الليبية هل أخربتنا عن ذلك‬ ‫الكتاب وتلك الظاهرة ؟‬ ‫آخر ما نش���رت يف هذا اجمل���ال كتاب بعنوان‬ ‫‪ :‬التغ�ي�ر يف أنس���اق القي���م ووس���ائل حتقيق‬ ‫األه���داف ‪ :‬من���وذج الغ���ش يف االمتحان���ات ‪،‬‬ ‫نش���رت هذا الكت���اب بصحبة أحد طلبيت يف‬ ‫عام ‪.2003‬‬ ‫فس���رت ظاه���رة الغ���ش يف االمتحانات على‬ ‫ضوء نظرية األنومي أو ختلخل القيم ‪ ،‬على‬

‫اعتبار أن الغ���ش يف االمتحانات أحد أمناط‬ ‫الس���لوك ال�ت�ي انتش���رت يف اجملتم���ع نتيجة‬ ‫ختلخ���ل يف نس���ق القي���م بس���بب السياس���ة‬ ‫الرمسية الس���ائدة يف الب�ل�اد ‪ .‬وعند ختلخل‬ ‫القي���م يكث���ر ع���دد الذين ينظ���رون ألمناط‬ ‫س���لوكية غري س���ليمة وغري قانونية على‬ ‫أنه���ا أصبح���ت مقبول���ة ‪ .‬طب���ع الكت���اب يف‬ ‫ب�ي�روت‪ ،‬وقد دعي���ت من قب���ل اجلزيرة إىل‬ ‫الدوحة ملناقش���ة ما ج���اء فيه‪ ،‬وقد س���ئلت ‪:‬‬ ‫هل س���بب لي نشره مشكالت فأجبت بالنفي‬ ‫مس���تطردا أن املس���ئولني يف أجه���زة األم���ن‬ ‫ال يتابع���ون مثل ه���ذا النوع م���ن الكتب‪ ،‬وإذا‬ ‫افرتض أن احدهم اطلع على الكتاب فهنالك‬ ‫احتم���ال ق���وى يف أن���ه ل���ن يص���ل إىل إدراك‬ ‫املعن���ى امل���راد توصيل���ه إىل الق���ارئ من وراء‬ ‫احلديث عن س���لوك خمالف للقانون قام به‬ ‫طلبة املدارس أثناء تأديتهم لالمتحانات ‪.‬‬ ‫س‪17-‬ما هي قراءتك ملستقبل ليبيا‬ ‫االجتماعي بشكل عام ؟‬

‫‪09‬‬ ‫إذا فهم���ت املقص���ود من هذا الس���ؤال بكيف‬ ‫س���تكون علي���ه أوض���اع احلي���اة االجتماعية‪،‬‬ ‫فأق���ول أن املس���تقبل القريب ليس مش���رقا ‪.‬‬ ‫لقد وصف العقيد نس���ق القيم الس���ائد ـ منذ‬ ‫األي���ام األوىل لالنق�ل�اب العس���كري ـ بأن���ه‬ ‫رجع���ي ‪ ،‬وين���وى هدم���ه وإح�ل�ال م���ا مساه‬ ‫بالقي���م الثورية حمل���ه ‪ .‬تضمن���ت خطاباته‬ ‫ال�ت�ي ج���اءت بع���د خط���اب زواره الكث�ي�ر من‬ ‫صف���ات القي���م الثوري���ة ‪ .‬تك���ون البداي���ة‬ ‫باخلروج عن س���لطة الكبار‪ ،‬ويش���مل تعبري‬ ‫الكبار الوالدي���ن واألقرباء ‪ ،‬والرؤس���اء أينما‬ ‫كان���وا مبن فيه���م املدرس ومدير املدرس���ة‬ ‫‪ ،‬ومدي���ر املصلح���ة والرئي���س ‪ .‬ث���م تدم�ي�ر‬ ‫العالقة ب�ي�ن املالك واملس���تأجر بغض النظر‬ ‫عن طبيع���ة ما ميلك املالك ( س���يارة ‪ ،‬منزل‬ ‫‪ ،‬مزرعة ) ‪ ،‬ووصف كل من استطاع النجاح‬ ‫املادي يف جمال العمل احلر بأوصاف سلبية‬ ‫حبيث أصبح املالك مس���تغل والتاجر س���ارق‬ ‫وهك���ذا‪ .‬اس���تمر الربنام���ج املمنه���ج لتدمري‬ ‫مجي���ع العالقات ال�ت�ي كان���ت حتكمها قيم‬ ‫وعادات وتقاليد‪ ،‬واستبدهلا بأخرى خمالفة‬ ‫هلا بالكامل حبيث أصبح من ال يعرف رئيسا‬ ‫مل���ن يع���رف ‪ ،‬وهك���ذا تب���وأ كراس���ي رئيس‬ ‫اجلامعة وعميد الكلية وحتى رئيس القسم‬ ‫طال���ب ويف معظ���م األح���وال كان م���ن بني‬ ‫الطلبة الفاش���لني ‪ ،‬إال أنه حيمل لقب ثوري‬ ‫‪ ،‬وت���رأس الطال���ب الث���وري جهاز الس���فارة ‪،‬‬ ‫واملؤسس���ة ‪ ،‬كما توىل منصب الوزير ‪ .‬وبلغ‬ ‫هذا االس���تهتار مداه فيم���ا يعرف باحملاكم‬ ‫الثورية والش���رعية الثورية ‪ .‬ال حيتاج عضو‬ ‫احملكم���ة ألن يدخ���ل كلي���ة القان���ون‪ ،‬وأن‬ ‫يذاك���ر م���واد دراس���ية وينجح ‪ ،‬ب���ل يكفيه‬ ‫لق���ب ث���وري ليس���لهم يف أعم���ال حمكم���ة‬ ‫حتق���ق وتص���در أحكام���ا وتنفذه���ا ‪ ،‬وكان‬ ‫ه���ذا ما ح���دث مبا يف ذل���ك أح���كام باإلعدام‬ ‫وتنفيذه���ا يف س���احات امل���دارس واجلامعات‬ ‫والس���احات العام���ة ‪ .‬تس���بب ه���ذا الوضع يف‬ ‫انتش���ار مظاهر الظل���م‪ ،‬واالعت���داءات على‬ ‫امل���ال والع���رض‪ ،‬واخل���وف ‪ .‬تغي�ي�ر كل‬ ‫ه���ذا يتطلب وقت���ا وجهدا ‪ ،‬وف���وق هذا وذك‬ ‫تكاثف مجي���ع أبناء اجملتم���ع‪ .‬تكاثف يبتعد‬ ‫عن الكراهي���ة واحلقب واإلقص���اء ‪ ،‬ويعتمد‬ ‫على احلب وال���ود واالحرتام والتع���اون لبناء‬ ‫وطن يشعر كل فرد فيه أنه مواطن وليس‬ ‫رعية‪ ،‬وأن يكون الوالء األكرب لوطن وليس‬ ‫لف���رد مهم���ا كان���ت صفات���ه‪ ،‬وال جلماع���ة‬ ‫مهما كان ش���كلها ومس���ت طبيعة أهدافها‬ ‫‪ .‬أخ���اف أن أق���ول أن الطري���ق حن���و حتقيق‬ ‫مث���ل هذا اهل���دف مفروش بالش���وك ‪ ،‬ويعج‬ ‫بالعقب���ات واملطب���ات وب���كل ما خيط���ر على‬ ‫الب���ال م���ن مش���كالت‪ .‬لكن�ن�ي أخت���م بالقول‬ ‫بأن الش���عب الذي فاج���أ املثقفني والباحثني‬ ‫ورج���ال السياس���ة املتخصص�ي�ن يف رس���م‬ ‫مش���اهد مس���تقبلية باإلطاح���ة بواحدة من‬ ‫أعت���ى دكتاتوري���ات الق���رن العش���رين‪ ،‬قد‬ ‫يفاج���أ اجلميع م���ن جديد‪ ،‬وينج���ح يف بناء‬ ‫جمتمع متماسك ومتضامن‪ ،‬ويسكنه أفراد‬ ‫حيرتمون القانون ويتمسكون مببدأ املساواة‬ ‫أمامه‪.‬‬ ‫كلمة أخرية‬ ‫أشكر صحيفة ميادين اليت أقدرها كثرياً ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫َ‬ ‫أشعارك يا حبيب ؟!!‬ ‫هل ُهنا آخر‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬ ‫اه ياحيب الكبري‬ ‫و أينك ؟‬

‫(‪)1‬‬ ‫عمان و ُهناك باريس‬ ‫ُهنا َّ‬ ‫رح���ل " السنوس���ي حبي���ب " الش���اعر الصدي���ق‬ ‫ُ‬ ‫واألس���تاذ ‪ ..‬م���ا أصعب ال ُف���راق وما أش���د ُه وطأ ًة‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وحن���ن يف ال ُبع���اد ‪،‬‬ ‫اخل�ب�ر‬ ‫وحزن���ا ح�ي�ن يأتين���ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫االغرتاب أوجاعا‪ ..‬وه���ذا ما كان ‪..‬‬ ‫ص�ب�ر‬ ‫د‬ ‫فيزي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫رحل حبيب بعد صراع طويل ومرير مع املرض‬ ‫اق�ت�رب عراكه معه اىل م���ا يقرتب من‬ ‫ال ُعض���ال‬ ‫َ‬ ‫ثالثة أعوام ‪ ..‬يف ‪ 14‬فرباير ‪ 2011‬كانت عودته‬ ‫من رحلة العالج األوىل يف باريس وكان املوعد‬ ‫مع حفل متميز الستقباله وقد ارتأى صديقنا "‬ ‫أبوقصيص���ه عبداهلل " زميل���ه يف مجعية أصدقاء‬ ‫املدينة القدمي���ة أن يكون احلف���ل يف أحد أفنية‬ ‫املدينة القدمي���ة قريباً من دار الش���اعر وكانت‬ ‫حفلة مؤثرة ومبهجة يف آن رغم اضطرام البالد‬ ‫وترصدها النفجار وشيك لثورة فرباير ‪..‬‬ ‫الس���فر الثان���ي اىل باري���س كان يف فرباي���ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وصلت بدوري‬ ‫وقتئذ ق���د‬ ‫كنت‬ ‫‪ 2012‬حي���ث‬ ‫ٍ‬ ‫من ُذ أيام اىل العاصم���ة األردنية عمان وبرفقيت‬ ‫زوج�ت�ي للع�ل�اج ‪ ..‬قب���ل س���فره بأي���ام أتصل بي‬ ‫مرافقه صديقنا اإلنس���ان " أبوقصيصة عبداهلل "‬ ‫ليخربن���ي أن الرحل���ة " ترانزيت " عرب العاصمة‬ ‫ُ‬ ‫فمنيت النف���س بلقاء رمبا يكون‬ ‫عمان‬ ‫األردني���ة َّ‬ ‫اآلخ�ي�ر مع العزي���ز سنوس���ي ولكن تل���ك الليلة‬ ‫كانت لي�ل�اء بامتياز وعمان فيها أس�ي�رة للثلج‬ ‫وال�ب�رد العاص���ف ‪ ..‬وصل السنوس���ي ‪ ،‬ممتش���قاً‬ ‫عنف���ه الصام���ت كقصيدته " العاصف���ة " ‪ -‬أحد‬ ‫روائعه الش���عرية ‪ -‬كان السنوسي مي ُر بعمان !!‬ ‫ً‬ ‫كتابة‬ ‫وهذا ما كان ‪ . .‬و بعد أيام صرنا نتحاور‬ ‫عرب خاص الفيس بوك ‪..‬‬ ‫أم���ا س���فره الثاني ه���ذا الع���ام ‪ 2013‬فقد توجه‬ ‫السنوس���ي م���ن طرابل���س مباش���ر ًة اىل باري���س‬ ‫للمراجعة بعد أن حدثت له انتكاسات بعد شفاء‬ ‫تبني انه ق���د كان مؤقتاً ‪ ..‬وصل فدخل مش���فاه‬

‫الباريس���ي ‪ ..‬و مباشر ًة وبعد خضوعه للعالجات‬ ‫االخ�ي�رة خ���رج م���ن املش���فى اىل الش���قة فصرنا‬ ‫نتح���اور بالص���وت والصورة عرب موقع الس���كاي‬ ‫بي ‪ ..‬حكى ل���ي وأخرب مرافقه عن وجود عراقيل‬ ‫يف االقامة وما اىل ذاك القبيل من تلك القصص‬ ‫اليت بات���ت نكهة ليبية يف الع�ل�اج باخلارج فكان‬ ‫ذل���ك البيان ال���ذي حاول فيه املثقف���ون الليبيون‬ ‫رس���الة للس���فارة الليبي���ة يف باريس‬ ‫أن يوصلوا‬ ‫ٍ‬ ‫لتس���اعد ش���اعرنا أكثر ‪ ..‬انفرج���ت تلك األزمة‬ ‫ولك���ن يف اح���د احل���وارات اجلانبي���ة الحق���اً مع‬ ‫َ‬ ‫ش���ريطة أن يبق���ى األم ُر‬ ‫أبوقصيص���ة أخربن���ي‬ ‫ِس���راً أن امل���رض لألس���ف يف مراحل���ه األخ�ي�رة "‬ ‫خالص !" مس���ألة وقت ومل���ح " حبيب " لي الحقاً‬ ‫أنه س�ي�رجع وليس له سوى املس���كنات واملهدئات‬ ‫وحت���ى ح�ي�ن طلبت من���ه أن حي���اول اس���تكمال‬ ‫عالج���ه يف االردن ‪ ،‬أج���اب رمب���ا لمِ َ ال ‪ ..‬و م���ع‬ ‫كل واقعيته كان هذا الش���اعر االنسان يتشبث‬ ‫خبيوط األم���ل مهما كانت رفيع���ة ‪ ..‬يف املكاملة‬ ‫قب���ل االخرية معه بالص���وت والصورة طلب مين‬ ‫أن أقل���ع متام���اً ع���ن التدخ�ي�ن و يف آخ���ر مكاملة‬ ‫بع���د ‪ 15‬يوماً بش���رته برتكه وأن لي اس���بوعني‬ ‫مل أعرف فيهما ولو رش���فة من دخان فاستبش���ر‬ ‫خ�ي�راً وابتس���م ‪ ،‬جتاذبنا أط���راف احلديث لربع‬ ‫س���اعة وفج���أة ص���ار ُ‬ ‫يقول ِش���عراً واألغ���رب أنه‬ ‫طل���ب مين أن أس���جله عندي يف جه���ازي ‪ ،‬كان‬ ‫يتكلم بصعوبة فأخربني مرافقه ابوقصيصة أن‬ ‫السنوسي ال نسخة لديه من هذا القول الشعري‬ ‫وأنه ارجتله االن وهنا تدخل السنوسي بنزق ‪ :‬يا‬ ‫عبدالوهاب أكتب وبعدين ُقل َ‬ ‫أنت من ِش���عرك‬ ‫!! مل أفهم ‪ ..‬فأكد أبوقصيصة ‪ :‬سنوس���ي يقصد‬ ‫أن ت���رد عل���ى قوله الش���عري بش���عر م���ن عندك‬ ‫ولي���س بالضرورة الليل���ة أو يف الغد أو حتى بعد‬ ‫حني من الزمن ‪ ..‬املهم أن تكتب !! هنا ش���عرت أن‬ ‫حبيب ودني بأن أشاركه رمبا آخر ما كتب من‬ ‫ِشعر ‪ ..‬وهنا النص املشرتك كما أشتغلته يف ‪11‬‬ ‫م���ارس وأنش���ره االن يف اليوم الثان���ي من رحيل‬

‫شاعرنا حبيب ‪ ..‬اللهم اغفر له واسكنه جناتك ‪.‬‬ ‫هنا أرفق املدونة مع نص حبيب ‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫حوار الوجود‬ ‫* كن���ا يف مكامل���ة بالص���وت والص���ورة‬ ‫عمان األردنية والسنوس���ي‬ ‫عرباالنرتنيت ‪ ،‬أنا يف َّ‬ ‫م���ن مش���فاه يف باريس‪ ..‬كان جبانب���ه رفيقه يف‬ ‫رحل���ة الع�ل�اج واملعان���اة " ابوقصيص���ة عبداهلل "‬ ‫كنا نتح���دث ولكنه يتأمل ‪ ،‬ف���رح كثرياً عندما‬ ‫ع���رف أن�ن�ي ألتزم���ت بوع���دي ل���ه أن أقل���ع عن‬ ‫التدخ�ي�ن ه���ذا ألنين يف مكامل���ة متلفزة س���ابقة‬ ‫دخن بش���راهة وهو يراني فشاكسته ان‬ ‫كنت أُ ِ‬ ‫هل اش���تاق للتدخني ق���ال رمب���ا ولكنه هامجين‬ ‫بنصيح���ة اهتز هلا الكيان قائال ‪ :‬كن قويا كما‬ ‫اعرف���ك يا عبدالوهاب واهجر ه���ذا البالء وانظر‬ ‫كيف يأكلين الدخان ويقضي علي ‪ ..‬أرعبتين‬ ‫نصيح ُت��� ُه وم���ذاك مل ادخن البت���ة ! ‪ ..‬ويف مكاملة‬ ‫هذه القصيدة باغتين بطلب عجيب حني ارجتل‬ ‫ش���عراً وطلب مين ان اس���جل من فوري ما يُلقي‬ ‫عر ففعلت ‪ ،‬فاحتاً ملف وورد جوار السكاي‬ ‫من ِش ٍ‬ ‫بي ‪ ..‬وألن���ه يتكلم بصعوبة صار رفيقه خيربني‬ ‫َ‬ ‫يدع���وك إلكم���ال القصيدة وان‬ ‫موضح���اً ‪ :‬أنه‬ ‫َ‬ ‫بصفحتك على فيس بوك أو أي وسيلة‬ ‫تنشرها‬ ‫أريد " ‪:‬‬ ‫قال " حبيب " من باريس يف ‪ . 12‬فرباير ‪2013 .‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫منتعش هذا املساء‬ ‫طافح قليب‬ ‫ٌ‬ ‫احلب واالشواق‬ ‫مبا ِء ِّ‬ ‫اااااااااااه يا بكرة وبكرة‬ ‫وأينك‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ظفائر‬ ‫احللم‬ ‫تنشدين‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تتحلى بها مدينيت‬ ‫ُ‬ ‫ُك‬ ‫ويكون وجه ِ‬ ‫الليلة الفيحاء‬ ‫بد َر هذ ِه‬ ‫ِ‬

‫و قال " قرينقو " من عمان ‪ 11‬مارس ‪: 2013‬‬ ‫أن أكمل َ‬ ‫معك القصيد ؟‬ ‫ما عنيت بذاك أمراً يا " حبيب " ؟‬ ‫َ‬ ‫احلرية الذي ميضي ‪..‬‬ ‫كاهن‬ ‫يا‬ ‫ِ‬ ‫أم حنن قبلك سوف منضي ؟‬ ‫هكذا األيا ُم‬ ‫ال احد يعرف السابق‬ ‫ال احد يعرف الالحق‬ ‫شوق لـ ( املدينة )‬ ‫أنت يف ٍ‬ ‫نذوب من الغربة‬ ‫وحنن هنا ُ‬ ‫وال أدري ما عنيت بـــ " بكرة "‬ ‫أيها الصديق الطاعن يف النقاء‬ ‫ليس َ‬ ‫ملثلك أن يغادر املدينة‬ ‫ليس ملثلك أن تفوته أجماد البالد‬ ‫تلك السحرية اليت حتماً جتيء‬ ‫َ‬ ‫أنهكتك‬ ‫كم غنيت للبالد حتى‬ ‫وهاهم األشبا ُه‬ ‫من حو َلنا حيومون‬ ‫َ‬ ‫رحلت‬ ‫وان‬ ‫سيبكون مثلنا متاماً‬ ‫هو ذا‬ ‫عصر االختالط ‪ /‬املزج‬ ‫زمن الضياع العجيب‬ ‫ٌ‬ ‫زمان‬ ‫تعرف َ‬ ‫حق ُه من الباطل‬ ‫لن ِ‬ ‫ولكن ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫يعنيك أنت من أمرنا‬ ‫ما‬ ‫دعنا نتعارك‬ ‫مع " العاصفة * "‬ ‫يف " املفازة * "‬ ‫مع الليالي ‪ ..‬مع االشباه‬ ‫دعنا وال تندم على ما سيفوت‬ ‫فقد عشت حراً يف كل اشتياقاتك‬ ‫ماض إىل بكرة وحنن هنا يف انتظار ‪.‬‬ ‫أنت ٍ‬ ‫(‪)3‬‬ ‫وداع ًا‬ ‫وداعاً شاعرنا البهي ‪ ..‬األكثر عطا ًء واألقل حباً‬ ‫ُب���ق لك حب الن���اس وخدمة البالد‬ ‫لل���ذات ‪ ..‬مل ي ِ‬ ‫ش���يئاً للنف���س ‪ ..‬اىل جن���ات اخللد أيه���ا الصديق‬ ‫األروع واالنس���ان االنس���ان وداع���اً صديق���ي ‪ ..‬يا‬ ‫ُمله���م األصح���اب ‪ .. ..‬وداع���اً يا طائ���ر احلرية يا‬ ‫عاشق البالد‬ ‫‪ .‬ما أصعب الفراق حني ُ‬ ‫نكون يف ال ُبعاد ‪ . .‬حتياتي‬ ‫عمان‬ ‫وتعازيي للجميع من َّ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* " العاصف���ة " و " املف���ازة " ‪ :‬قصيدتان للش���اعر‬ ‫الراحل م���ن ضمن جمموعته الش���عرية الثالثة‬ ‫املعنونة بــ " املفازة " يسميهما " حبيب " مع بضعة‬ ‫قصائ���د أخرى باألمه���ات ‪ ،‬يقصد م���ن قصائده‬ ‫اليت يرى انها رئيسية ومفصلية يف مسريته مع‬ ‫كتابة الشعر احلديث ‪.‬‬


‫‪31‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫سنة ثالثة ميادين ‪ :‬بني انزعاج السلطة وهروبها‬

‫حسني املسوري‬

‫ك���م���ا ك���ان‬ ‫احللم بالثورة ك��ان م��ن الطبيعي أيضا أن‬ ‫يكون لدينا ُحلم بصحافة حـرة ‪ ،‬فكانت (ميادين) إحدى بنات ثورة‬ ‫فرباير اليت فتحت كل شيء أمام الليبيني حد االنفالت ظهرت (ميادين) كما‬ ‫ظهرت مئات الصحف خالل ثورة فرباير يف ظاهرة من ظواهر الثورة سرعان ما اختفت تلك‬ ‫الصحف لتبقى (ميادين) وبعض الصحف اليت ال يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة ‪،‬وهي ُمهددة‬ ‫كل يوم بالتوقف لكن (ميادين) تستمر رغم الصعوبات والعراقيل ‪،‬وانزعاج سلطة اليوم من اإلعالم‬ ‫احلر حلد إعادة وزارة اإلعالم رغم أن سلطة اليوم هي معارضة األمس اليت بشرتنا باحلرية ومحلت‬ ‫دكتاتورية املقبور مسؤولية إلغاء السلطة الرابعة وقمعها وحتويلها اىل جمرد أبواق للسلطة ‪،‬ومل‬ ‫تكتفي سلطة اليوم بانزعاجها بل قامت بالنصب على صحيفة (ميادين) عرب إنكار مستحقاتها‬ ‫عند مفوضية االنتخابات اليت أشرفت على انتخاب السلطة التأسيسية يف هروب‬ ‫واضح من السلطة جتاه التزامها أمام صحيفة (ميادين) يف مفارقة‬ ‫قلما جيود بها الزمان ‪.‬‬

‫الزال��ت (ميادين) تصدر من عاصمة الثورة‬ ‫ومهدها بنغازي اليت أصبحت اليوم يف خطر‬ ‫‪،‬وتسجل كل أسبوع نكسة تلو األخ��رى من‬ ‫اخ��ت��ط��اف اىل اغ��ت��ص��اب اىل ق��ت��ل واغ��ت��ي��االت‬ ‫باجلملة نعم بنغازي يف خطر كما كتب‬ ‫األس��ت��اذ امح��د الفيتوري منذ ع��ام تقريبا يف‬ ‫افتتاحية العدد ‪ 71‬بصحيفة (ميادين) ُمنبها‬ ‫لوضع بنغازي ال�تي استقبلت ال��ع��ام اجلديد‬ ‫بافتتاحية أخ���رى للفيتوري يف ال��ع��دد ‪86‬‬ ‫بصحيفة (ميادين) بعنوان ‪(( :‬قبل أن تتحول‬ ‫بنغازي اىل بنغازيستان )) وه��و م��ا سجلته‬ ‫لنا األي��ام حيث مغادرة س��ارك��وزي لبنغازي‬ ‫بعد وصولة ينصف ساعة ألنها غري أمنه ثم‬ ‫اهلجوم وح��رق الكنيسة القبطية يف اعتداء‬ ‫يسجل ألول مرة يف تاريخ بنغازي وليبيا لتحل‬ ‫ال��ك��ارث��ة ب��االع��ت��داء وال��ت��ح��رش واالغ��ت��ص��اب‬ ‫والتهديد لناشطات القافلة مرمره ‪،‬وقبلها ال‬ ‫ننسى اهلجوم على مقر قناة ليبيا احلرة‪ ،‬و‬ ‫االعتداء اللفظي من قبل رجل امن يف مطار‬ ‫بنينة على اإلعالمية (سناء املنصـوري)‬ ‫وحم��اول��ة اختطاف الصحفية ( إميـان‬ ‫الطيـرة )‪.‬‬ ‫تصدر (ميادين) والعاصمة طرابلس‬ ‫تتصارع فيها شرعية الدولة مع شرعية‬ ‫ال��ث��ورة وال��س�لاح ه��و احل��ك��م ‪،‬عاصمة‬ ‫مي��وت فيها ال��ن��اس الن املستشفيات‬ ‫امل��رك��زي��ة يف ع��اص��م��ة امل��رك��زي��ة‬ ‫ه���ي ك��ذب��ه ك��ب�يرة ‪،‬وع���ب���ارة عن‬ ‫الف���ت���ات ل���رف���ع ال��ع��ت��ب ال أك��ث��ر‬ ‫‪،‬وجم��رد مكان إلط�لاق الرصاص‬ ‫‪،‬وترهيب األطباء وحتى االعتداء‬ ‫عليهم يف ظ��اه��رة مل ُتسجل إال‬ ‫يف مستشفياتنا‪ ،‬فالعالج ال يزال‬ ‫يف مستشفيات تونس ومصر منذ أكثر من‬ ‫عقدين والتسمم الكحولي اسقط ورقة التوت‬ ‫عن هذا اجملتمع املحُ افظ وعن وزارة الصحة‬ ‫ال�تي تعمل يف ب�لاد ه��ي يف مرحلة ط���واريء‬ ‫سياسيا واقتصاديا واجتماعيا رغم ذلك ليس‬ ‫لديها خطة أو استعداد حلالة الطوارئ لكن‬ ‫وزير صحتها نورالدين دوغمان مستعد الن‬ ‫خيتزل حق وشرف الفتاة الليبية يف ‪ 30‬ثانية‬ ‫فقط ‪ ،‬بينما مدينة درنة تنتظر ماذا ستكون‬ ‫عليه البالد ؟ وهل تستطيع الدولة اجلديدة‬ ‫إن��ق��اذه��ا ومحايتها ؟ ف��درن��ة ال��ي��وم ال وج��ود‬ ‫للشرطة واجليش فيها ‪،‬وغياب كامل هليبة‬

‫خاصة وعناية فائقة لغياب‬ ‫ال���ت���ن���م���ي���ة‬

‫الدولة‬ ‫‪،‬واألم��������ن ي��ع��ت��م��د‬ ‫أوال وأخريا على سلوك وأخالق أهلها‬ ‫‪،‬ولألسف فان املشهد يزداد قساوة حيث صوت‬ ‫اجلنوب الغائب عن املسؤلني والليبيني‪ ،‬يبقى‬ ‫حاضرا يف صفحات (ميادين) عرب حتقيقات‬ ‫وم���راس�ل�ات الصحفيتان ‪ :‬ع��ائ��ش��ة صوكو‬ ‫ُ‬ ‫م��ن سبها‪ ،‬وخ��دجي��ة األن��ص��اري م��ن اوب���اري‪،‬‬ ‫واحلقيقة انك تصاب بالذهول والدهشة من‬ ‫أوضاع الليبيني يف اجلنوب مبكوناتهم املختلفة‬ ‫من عرب وتبو وطوارق‪ ،‬فرغم أن حال الليبيني‬ ‫م��ن ب��ع��ض��ه ل��ك��ن اجل��ن��وب حي��ت��اج اىل نظرة‬

‫وك���ل‬ ‫أس��ب��اب‬ ‫ا لتطو ر‬ ‫يف‬ ‫ال�����وق�����ت‬ ‫ال���������������ذي‬ ‫يشكل فيه‬ ‫اجل������ن������وب‬ ‫م��������ص��������درا‬ ‫ل�����ل�����ث�����روات‬ ‫ال���ط���ب���ي���ع���ي���ة‬ ‫‪،‬وج�������زء م��ه��م‬ ‫وح�����������ي�����������وي‬ ‫ل��ض��م��ان األم���ن‬ ‫ال��ق��وم��ي اللييب‪،‬‬ ‫ج����زءاً م��ن شعبنا‬ ‫وقبل هذا وذاك فان‬ ‫يف اجلنوب يعيش حياة صعبة ومرهقة أكثر‬ ‫صعوبة وآالم �اً من باقي الليبيني يف املناطق‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫قبل صدور العدد مائة يرحل الشاعر السنوسي‬ ‫حبيب بعد صراع مع الدكتاتورية واملرض‪،‬‬ ‫فقد سقطت دكتاتورية الفرد لكنه يبدو انه‬ ‫فضل الرحيل كي ال يكون شاهدا على صعود‬

‫دكتاتورية اجلماعة‪،‬والسالح ‪،‬وعند رحيل‬ ‫الشاعر السنوسي حبيب تذكرنا ميادين أنها‬ ‫سجلت ذك��ري��ات وم��ذك��رات ه��ذا الشاعر‬ ‫لنجد مرجعا يوثق مسرية ُمناضل وشاعر‬ ‫وإنسان يف زمن يرحل فيه املبدعون وال جند‬ ‫إال روايات شفهية يتناقلها األصدقاء سرعان‬ ‫ما ختتفي باختفاء الرواة ‪،‬وإعالم ال يهتم إال‬ ‫مبن ميلك السلطة والسالح كما عادته منذ‬ ‫أربعة عقود وأكثر‪.‬‬ ‫يصدر العدد مائة وميادين الزال��ت ختوض‬ ‫م��ع��رك��ت��ه��ا ال��رئ��ي��س��ي��ة أال وه����ي م��ع��رك��ة‬ ‫((ال��دس��ت��ور )) ال���ذي فتحت ملفه صحيفة‬ ‫م��ي��ادي��ن م��ن��ذ ع����ام ت��ق��ري��ب��ا ع�ب�ر صفحاتها‬ ‫حيث نشرت العديد من امل��ق��االت وال��دراس��ات‬ ‫واملُقرتحات والرؤى للكتاب من كافة اجملاالت‬ ‫وامل��خ��ت��ص�ين يف جم���ال ال��ق��ان��ون ال��دس��ت��وري‬ ‫والعلوم السياسية ‪ ،‬كما قامت ميادين بعمل‬ ‫العديد من االستطالعات يف خمتلف أحناء‬ ‫ليبيا ل��ط��رح وإي��ص��ال م��ط��ال��ب وط��م��وح��ات‬ ‫الليبيني وكيف ي��ري��دون دستورهم العتيد‬ ‫ك��ل ه��ذا اجل��ه��د ي��أت��ي وس��ط ع��زل��ة غريبة‬ ‫يعيشها ممثلي ال��ش��ع��ب م��ن أع��ض��اء املؤمتر‬ ‫الوطين عن الدستور وشؤونه لكننا رغم ذلك‬ ‫مازلنا على يقني ‪ :‬أن الدستور أوال ‪.‬‬ ‫تستمر ميادين ويف األول من مايو القادم تكمل‬ ‫ميادين عامها الثاني ميادين ال�تي انطلقت‬ ‫كصحيفة هي اليوم مشروع إعالمي وثقايف‬ ‫ف��ل��م ي��ت��وق��ف احل��ل��م ع��ن��د إص����دار الصحيفة‬ ‫فقط بل أصبحت تنظم امللتقيات والندوات‬ ‫السياسية والثقافية كما أقامت العديد من‬ ‫ورش التدريب للصحفيني ومنظمات اجملتمع‬ ‫املدني يف سبها والبيضاء ومصراته وطرابلس‬ ‫وبنغازي كما أصدرت ميادين كتابها الذي‬ ‫يصدر فصليا يف حم��اول��ة لتشجيع ومتكني‬ ‫الكتاب م��ن النشر بأبسط ال��ط��رق وأسهلها‬ ‫كما ملحقها الرياضي املميز الذي ينهل من‬ ‫زمن الكرة والرياضة اجلميلة يف ليبيا وبعد‬ ‫ه��ذا كله بالتأكيد سيكون مليادين عيدها‬ ‫لكن عيدنا األكرب سيكون هو إنشاء الدستور‬ ‫وان نرى ليبيا دولة القانون واملؤسسات وهذا‬ ‫لن يكون إال إذا جعل الليبيون من الدستور‬ ‫قضيتهم األوىل ومرة أخرى الدستور أوال ‪.‬‬


‫‪32‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫الدستور‪ :‬احملتوى والعملية‬

‫زاهي بشري املغريبي‬

‫م���رت ليبيا احلديثة‬ ‫بتجرب���ة دس���تورية غنية ؛ فقب���ل إعالن اس���تقالل ليبيا يف ‪24‬‬ ‫ديس���مرب ‪ ،1951‬قامت هيأة تأسيس���ية‪ ،‬مكونة من ممثلني عن برقة وطرابلس وفزان ومبساعدة‬ ‫األمم املتحدة‪ ،‬بوضع الدس���تور اللييب الذي صدر يف الس���ابع من أكتوبر عام ‪ .1951‬وتأس���س مبوجب هذا الدستور‬ ‫نظ���ام ملكي دس���توري يتبنى الش���كل الفيدرالي للدولة‪ .‬وعدل الدس���تور بالقانون رقم ‪ 28‬لس���نة ‪ 1962‬الص���ادر يف األول من‬ ‫ديس���مرب ع���ام ‪ 1962‬الذي أعاد تنظي���م االختصاصات بني احلكومة االحتادي���ة وحكومات الواليات‪ ،‬ثم ع���دل مرة أخرى مبوجب‬ ‫القان���ون رقم ‪ 1‬الصادر يف اخلامس والعش���رين من ش���هر أبريل عام ‪ 1963‬الذي نص على إلغاء النظ���ام الفيدرالي‪ .‬واآلن‪،‬‬ ‫وبعد ثورة ‪ 17‬فرباير ‪ ، 2011‬يعكف الليبيون على صياغة دس���تور جديد يدش���ن ملرحلة جديدة بعد القضاء‬ ‫على النظام االس���تبدادي الذي قضى على احلياة الدس���تورية والدميقراطية يف ليبيا‬ ‫ألكثر من أربعني عاما‪.‬‬

‫تهتم ه���ذه الورقة باس���تعراض األبعاد املختلفة‬ ‫للعملي���ة الدس���تورية واس���تحقاقاتها يف ليبي���ا‪.‬‬ ‫وتع�ن�ي بوج���ه خ���اص بالتفري���ق ب�ي�ن ماهي���ة‬ ‫الدس���تور وحمتواه‪ ،‬من جان���ب‪ ،‬وعملية صنعه‪،‬‬ ‫من جانب آخر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ماهية الدستور وحمتواه‬

‫ميكن حتديد ماهية الدستور من خالل حتديد‬ ‫املهام اليت يقوم بها‪ ،‬وهى تتعني يف ‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬تأس���يس جمتم���ع سياس���ي جدي���د أو‬ ‫تعزي���ز جمتمع سياس���ي قائ���م‪ ،‬فوجود دس���تور‬ ‫دميقراطي يعين ضمنياً وجود جمتمع سياسي‪،‬‬ ‫مبعنى أن خمتلف اجلماع���ات واألفراد املكونني‬ ‫لذلك اجملتمع جتمعهم قيم مش�ت�ركة وهوية‬ ‫حم���ددة وأنه���م توصلوا إىل تواف���ق حول تكوين‬ ‫جمتمع سياسي لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم‬ ‫املشرتكة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬حتديد القواعد اليت يتم من خالهلا توزيع‬ ‫س���لطات الدولة وعملية اختاذ القرار وكيفية‬ ‫ممارسة هذه السلطات‪.‬‬ ‫إذن الدس���تور ه���و القانون األساس���ي‪ ،‬أو اإلطار‬ ‫العام الذي يتم من خالله تطبيق قوانني الدولة‬ ‫وسياس���اتها‪ .‬حتدي���داً‪ ،‬ف���إن الدس���تور يتضم���ن‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫•توكيد اهلويات والقيم املش�ت�ركة للمجتمع‬ ‫السياس���ي‪ ،‬وحتدي���د قواع���د االنتم���اء إلي���ه‬ ‫“املواطنة”‪.‬‬ ‫•منح الدولة حق احتكار االس���تخدام الشرعي‬ ‫للق���وة يف اجملتم���ع‪ .‬بعب���ارة أخ���رى‪ ،‬جي���ب أن‬ ‫حيدد الدستور س���لطات الدولة‪ ،‬ويعطيها احلق‬ ‫يف اس���تخدام الق���وة لفرض القوان�ي�ن والقواعد‬ ‫املختلفة‪ ،‬وبذلك يوفر األمن واألمان اجلس���دي‬ ‫والنفس���ي والعاطف���ي للمواطن�ي�ن‪ ،‬ألن عملي���ة‬ ‫اس���تخدام القوة ليس���ت يف يد فرد أو ميليشيات‪،‬‬ ‫إمنا يف ي���د الدولة ال�ت�ي تكون مهمته���ا احلفاظ‬ ‫على األفراد ومصاحلهم املختلفة‪.‬‬ ‫•حتدي���د اختصاص���ات الس���لطات املختلف���ة‬ ‫يف الدول���ة وكيفي���ة ممارس���ة كل س���لطة‬ ‫الختصاصاتها‪.‬‬ ‫•ضمان مش���اركة املواطنني يف ش���ؤون الدولة‬ ‫وكيفيته���ا‪ ،‬فح���ق املواط���ن يف املش���اركة‬ ‫السياس���ية يضمن���ه الدس���تور وحي���دده وفق���اً‬ ‫إلجراءات وأس���اليب حمددة‪ .‬م���ن ناحية أخرى‪،‬‬ ‫ف���إن ح���ق املواطن���ة له جانب���ان‪ :‬جان���ب إجيابي‪،‬‬ ‫مبعنى متك�ي�ن املواطن م���ن املش���اركة والفعل‬ ‫االجتماع���ي‪ ،‬وجان���ب س���ليب يتضم���ن محاي���ة‬ ‫حق���وق املواطن���ة ع�ب�ر حتدي���د وتقيي���د أفع���ال‬ ‫وتصرفات الدولة‪.‬‬

‫•حتدي���د قواعد التغيري الس���لمي للس���لطة يف‬ ‫الدول���ة‪ ،‬وضم���ان أال تك���ون توجه���ات الدول���ة‬ ‫وتصرفاته���ا عش���وائية واعتباطي���ة‪ ،‬بل حتكمها‬ ‫قواعد دس���تورية معينة حتدد تل���ك التصرفات‪،‬‬ ‫مب���ا مي ّك���ن م���ن التنبؤ مب���ا ميك���ن أن تق���وم به‬ ‫مؤسسات الدولة وسلطاتها املختلفة‪.‬‬ ‫•ضمان احلماية القانونية للتعامالت اخلاصة‬ ‫ب�ي�ن األف���راد م���ن خ�ل�ال نظ���ام قانون���ي ينظم‬ ‫العالق���ات ب�ي�ن أف���راد اجملتم���ع وتعامالته���م‬ ‫اخلاص���ة‪ ،‬يت���م وفق���اً ل���ه تس���وية النزاع���ات‬ ‫واخلالف���ات ب�ي�ن األف���راد واجلماع���ات داخ���ل‬ ‫اجملتمع‪.‬‬ ‫•حتديد قواع���د وإجراءات تعديل الدس���تور أو‬ ‫استبداله بغريه‪.‬‬ ‫الدس���تور‪ ،‬إذن‪ ،‬ه���و أس���اس م���ا نس���ميه “العقد‬ ‫االجتماع���ي”‪ ،‬أي أنن���ا نك���وّن هوي���ة واح���دة‬ ‫وقيم���اً وآما ً‬ ‫ال وطموحات مش�ت�ركة‪ ،‬ونؤس���س‬ ‫عق���دا اجتماعي���ا م���ع س���لطة معين���ة نفوضه���ا‬ ‫للقي���ام بأعم���ال معين���ة يف إدارة ه���ذا اجملتمع‪،‬‬ ‫وفق���اً لقواع���د وقوانني حمددة يت���م من خالهلا‬ ‫ممارس���ة الس���لطة‪ ،‬وتقويم مؤسس���ات الدولة‪،‬‬ ‫أي ضمان ممارس���ة الس���لطة داخل هذا اجملتمع‬ ‫السياس���ي حبي���ث تتم وف���ق ط���رق دميقراطية‬ ‫ويش���ارك فيها اجلمي���ع‪ .‬وتارخيياً جن���د أن بناء‬ ‫اجملتمع السياسي سبق وضع الدساتري بأبعادها‬ ‫الدميقراطية‪ .‬املش���كلة اليت تقاب���ل معظم دول‬ ‫الع���امل يف وقتن���ا احلال���ي‪ ،‬أن هذه ال���دول تواجه‬ ‫املهمت�ي�ن اللت�ي�ن يقوم بهم���ا الدس���تور يف وقت‬

‫ً‬ ‫أص�ل�ا لتأس���يس جمتمع‬ ‫واح���د‪ ،‬فه���ي حتت���اج‬ ‫سياس���ي غري موجود‪ ،‬وتأس���يس مؤسسات حكم‬ ‫تتميز بالدميقراطية‪.‬‬ ‫وفيم���ا يتعل���ق باالهتم���ام الراه���ن بوض���ع‬ ‫الدس���اتري وإعادة النظر فيه���ا‪ ،‬فنلحظ أن عقد‬ ‫التس���عينيات ش���هد اهتمام���اً متزاي���داً ونش���اطاً‬ ‫بارزاً وحت���ركاً ملحوظاً؛ خالل ‪2000 1990-‬‬ ‫قام���ت حوالي ‪ 17‬دول���ة أفريقية و‪ 14‬دولة من‬ ‫أمري���كا الالتينية ومعظم بل���دان أوربا واالحتاد‬ ‫الس���وفييت س���ابقاً‪ ،‬بإع���ادة النظر يف دس���اتريها‪،‬‬ ‫إما بتعديلها‪ ،‬أم بوضع دس���اتري جديدة‪ ،‬بدوافع‬ ‫خمتلف���ة‪ ،‬بعضه���ا كان تعبرياً ع���ن وجود تغري‬ ‫يف اجملتم���ع السياس���ي يف ح���د ذاته‪ ،‬م���ن حقبة‬ ‫إىل حقب���ة أخ���رى ب���رزت فيها ق���وى اجتماعية‬ ‫جديدة‪ ،‬وه���و ما حدث يف أوربا الش���رقية‪ ،‬حيث‬ ‫صع���دت ق���وى اجتماعي���ة جدي���دة دفع���ت حنو‬ ‫إجياد دس���تور جدي���د‪ ،‬وناضلت م���ن أجل تغيري‬ ‫نظ���ام احلكم وصياغة “عق���د اجتماعي” جديد‪.‬‬ ‫أما يف بعض الدول األخرى كأمريكا الالتينية‬ ‫ً‬ ‫مث�ل�ا أو الدول األفريقية‪ ،‬جن���د أن الدافع حنو‬ ‫التغيري إىل دس���اتري جدي���دة كان نتاجاً خليبة‬ ‫األم���ل من النظم اليت كانت قائمة س���واء نظام‬ ‫احلزب الواحد‪ ،‬أو النظم العسكرية‪ ،‬مثلما حدث‬ ‫يف األرجنت�ي�ن‪ ،‬ويف الربازي���ل‪ ،‬ويف موزمبي���ق‪،‬‬ ‫وتايالند‪.‬‬ ‫الداف���ع الثال���ث حنو التح���ول الدس���توري‪ ،‬لدى‬ ‫العديد من البلدان‪ ،‬هو تسوية النزاعات القائمة؛‬ ‫هناك جمتمعات مليئ���ة بالصراعات والنزاعات‬

‫ب�ي�ن أطراف خمتلف���ة‪ ،‬ويف حلظ���ة معينة رأت‬ ‫ه���ذه األط���راف أنه ليس م���ن املمكن ألي طرف‬ ‫منه���ا أن ينتص���ر عس���كرياً‪ ،‬وأن تكاليف الصراع‬ ‫أصبحت عالية ج���داً‪ ،‬وبصورة ال ميكن حتملها‪،‬‬ ‫فتم اللجوء – ويف أغلب هذه احلاالت مبس���اعدة‬ ‫خارجي���ة‪ -‬إىل التف���اوض ب�ي�ن ه���ذه األط���راف‬ ‫للخ���روج بصيغ���ة جدي���دة‪ ،‬وبدس���تور جدي���د‬ ‫جيمع هذه األطراف من خالل تعزيز التفاوض‬ ‫واملش�ت�ركات أساس���ا حلل هذا الصراع‪ ،‬وجنوب‬ ‫أفريقي���ا مث���ال رئيس���ي عل���ى ذل���ك‪،‬إىل جان���ب‬ ‫ايرلندا الشمالية‪ ،‬والبوسنة واهلرسك‪.‬‬ ‫ه���ذه هي النواحي التارخيية اليت تبني لنا دوافع‬ ‫الزخ���م املوج���ود‪ ،‬واالهتم���ام املتزايد بالدس���اتري‬ ‫ضمن اإلطار العام لالهتمام بقضية الدمقرطة‬ ‫والتح���ول حن���و الدميقراطي���ة يف بل���دان العامل‬ ‫املختلف���ة‪ ،‬لصن���ع جمتمع���ات دميقراطية عرب‬ ‫الدستور واملكونات الرئيسية فيه‪.‬‬ ‫وم���ن القضاي���ا األساس���ية املتعلق���ة مبحت���وى‬ ‫الدس���تور قضية الفصل بني الس���لطات الثالث‪-‬‬ ‫التش���ريعية والتنفيذي���ة والقضائية‪ -‬وكيفية‬ ‫توزي���ع املس���ؤوليات واالختصاص���ات القانونية‪،‬‬ ‫لكل س���لطة على ح���دة‪ .‬ويتع�ي�ن توضيح نقطة‬ ‫مهم���ة‪ .‬فالقضي���ة ال تتع�ي�ن يف أن الفص���ل بني‬ ‫الس���لطات هو أس���اس النظ���ام الدميقراطي‪ ،‬بل‬ ‫املهم وضوح العالقات بني الس���لطات وش���فافية‬ ‫ه���ذه العالق���ات‪ .‬مبعن���ى أننا ال نس���تطيع القول‬ ‫إن وج���ود فصل واض���ح وكامل بني الس���لطات‬ ‫يعرب عن وجود دس���تور دميقراط���ي‪ ،‬وغري ذلك‬ ‫ال‪ .‬األم���ر امله���م أن يتضم���ن الدس���تور حتدي���داً‬ ‫واضحاً لوظائف هذه الس���لطات والعالقة بينها‪.‬‬ ‫وهناك م���دارس خمتلفة يف هذا اإلطار‪ ،‬إال أنها‬ ‫تتفق مجيعها على ضرورة اس���تقالل الس���لطة‬ ‫القضائية يف العضوية واالختصاصات‪.‬‬ ‫الدس���تور األمريك���ي‪ ،‬عل���ى س���بيل املث���ال‪ ،‬يقوم‬ ‫عل���ى مبدأ الفصل بني الس���لطات‪ ،‬إال أن الفصل‬ ‫ه���و فص���ل يف العضوي���ة‪ ،‬مبعن���ى ال جي���وز أن‬ ‫يك���ون الفرد عض���وا يف الس���لطتني التش���ريعية‬ ‫والتنفيذي���ة يف ذات الوق���ت‪ ،‬إال أن هناك كثرياً‬ ‫من التعاون والتداخل يف العمل اليومي والفعلي‬ ‫ب�ي�ن الس���لطتني‪ ،‬رئي���س اجلمهوري���ة يق���وم‬ ‫ب���دور تش���ريعي‪ ،‬حي���ث إن لدي���ه ح���ق “الفيتو”‬ ‫أو االعرتاض عل���ى إصدار تش���ريع معني‪ .‬وهذا‬ ‫يع�ن�ي تدخ ً‬ ‫ال يف الس���لطة التش���ريعية‪ ،‬كما أن‬ ‫جمللس الش���يوخ احلق يف اعتماد تعيينات رئيس‬ ‫اجلمهورية للمناصب العليا‪ ،‬وميكن أن يرفض‬ ‫تعيني الرئي���س لوزير الدف���اع أو أي من الوزراء‬ ‫ال مما يعين تدخ ً‬ ‫مث ً‬ ‫ال يف الس���لطة التنفيذية‪ ،‬ما‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫م��ن القضايا األساس��ية املتعلق��ة مبحتوى الدس��تور قضي��ة الفصل بني الس��لطات الثالث‪ -‬التش��ريعية‬ ‫والتنفيذية والقضائية‪ -‬وكيفية توزيع املس��ؤوليات واالختصاصات القانونية‪ ،‬لكل س��لطة على حدة‪.‬‬ ‫ويتعني توضيح نقطة مهمة‪ .‬فالقضية ال تتعني يف أن الفصل بني السلطات هو أساس النظام الدميقراطي‬ ‫ي���دل على أن هن���اك تداخ ً‬ ‫ال حت���ى يف النصوص‬ ‫التش���ريعية إىل جان���ب التداخ���ل العمل���ي ب�ي�ن‬ ‫الس���لطات من خالل املمارس���ة‪ ،‬ولي���س باملقدور‬ ‫عملي���ا الفصل بني الس���لطات‪ ،‬ألن���ه ليس هناك‬ ‫بد م���ن وجود تع���اون على األقل يف ه���ذا اإلطار‪.‬‬ ‫كذلك ال نس���تطيع أن نته���م النظام الربيطاني‬ ‫بأن���ه نظام غ�ي�ر دميقراطي ألن���ه ال يطبق مبدأ‬ ‫الفصل بني الس���لطات‪ ،‬فرئيس الوزراء هو عضو‬ ‫يف جملس العموم‪ ،‬ويصبح رئيس الوزراء رئيساً‬ ‫للس���لطة التنفيذية‪ ،‬ويف الوقت نفس���ه هو عضو‬ ‫يف السلطة التشريعية‪ ،‬فهو يشارك يف التصويت‬ ‫عل���ى إقرار القوانني ومش���اريعها املطروحة على‬ ‫اجملل���س‪ .‬كذلك يف النظ���ام السويس���ري مث ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫أي نظ���ام اجلمعي���ة الوطنية‪ ،‬جند أن الس���لطة‬ ‫التنفيذي���ة عب���ارة ع���ن جلن���ة ال دور هل���ا‪ ،‬ألنها‬ ‫ختض���ع بالكامل للجمعي���ة الوطنية‪ ،‬اليت متثل‬ ‫الس���لطة التش���ريعية يف سويس���را‪ ،‬وتنف���ذ م���ا‬ ‫تقرره هذه اجلمعية‪ .‬إىل جانب ذلك فإن النظام‬ ‫املختلط أو النظام شبه الرئاسي‪ ،‬ومثاله فرنسا‪،‬‬ ‫فيجم���ع بني بع���ض خصائص النظام الرئاس���ي‬ ‫وبع���ض خصائ���ص النظ���ام الربملان���ي‪ ،‬القضية‬ ‫يف هذه األمثلة األربعة ليس���ت فصل الس���لطات‬ ‫أو هيمن���ة س���لطة عل���ى أخ���رى‪ ،‬فامله���م هنا هو‬ ‫الش���فافية والوض���وح واالس���تقرار يف العالق���ة‬ ‫ب�ي�ن خمتل���ف الس���لطات يف الدول���ة الواح���دة‪،‬‬ ‫ع�ل�اوة على اح�ت�رام هذه العالق���ة‪ ،‬وهو ما مينح‬ ‫للدستور مصداقيته وش���رعيته‪ ،‬وحيمي النظام‬ ‫الدميقراطي‪.‬‬ ‫م���ن ناحية أخرى‪ ،‬إن وجود وثيقة حقوق ضمن‬ ‫الدس���تور أم���ر مه���م‪ ،‬كم���ا أن وض���ع اآللي���ات‬ ‫ال�ت�ي تضمن احرتام ه���ذه احلقوق أم���ر غاية يف‬ ‫األهمي���ة‪ ،‬ألن الدس���تور يف النهاية هو عبارة عن‬ ‫ورق���ة ميكن ع���دم احرتامها هي األخ���رى بدون‬ ‫وجود اآلليات اليت تضمن احرتام الدستور‪ ،‬وأهم‬ ‫هذه اآلليات غ���رس ثقافة التس���امح والتعددية‬ ‫وقب���ول اآلخر عرب القوان�ي�ن والقواعد القانونية‬ ‫لدى املس���ؤولني واملواطنني على حد س���واء‪ .‬هذه‬ ‫م���ن األساس���يات اليت جي���ب أن تتوف���ر‪ ،‬أال وهي‬ ‫اح�ت�رام القاع���دة القانوني���ة‪ .‬وإذا مل يك���ن هناك‬ ‫احرتام هلذه القواعد وخباصة من قبل املسؤولني‬ ‫يف الدولة ومن املؤسس���ات ال�ت�ي يُفرتض فيها أن‬ ‫تش���رع وحتم���ى ه���ذه القواع���د‪ ،‬فل���ن حيرتمه���ا‬ ‫تفش���ي ظاهرة‬ ‫املواط���ن هو اآلخ���ر‪ ،‬وبالنظر إىل‬ ‫ّ‬ ‫ع���دم اح�ت�رام القواعد والقوان�ي�ن يف كل نواحي‬ ‫حياتن���ا واملعام�ل�ات اليومي���ة‪ ،‬يتع�ي�ن أن يك���ون‬ ‫للقض���اء دور مس���تقل يف محاي���ة ه���ذه القواعد‬ ‫والقوان�ي�ن والتش���ريعات‪ ،‬ع�ب�ر ح���ق املراجع���ة‬ ‫القضائي���ة‪ ،‬أو املراجعة الدس���تورية‪ ،‬أي أن يكون‬ ‫هن���اك جملس أو هيئ���ة‪ ...‬اخل‪ -‬احملكمة العليا أو‬ ‫احملكمة الدس���تورية‪ -‬يكون له احلق يف املراجعة‬ ‫القانوني���ة والدس���تورية للقوان�ي�ن املختلف���ة‬ ‫والتأكد من اتفاقها مع الدستور وعدم تناقضها‬ ‫مع���ه‪ ،‬وحق املواطن يف أن يرفع هذه القضايا إىل‬ ‫احملكم���ة عندما يش���عر فعلي���اً بأن أح���د حقوقه‬ ‫الدس���تورية‪ ،‬قد ان ُتهك أو مت التعدي عليه‪ .‬وهنا‬ ‫أيضاً جي���ب تعزيز ثقاف���ة اح�ت�رام القانون لدى‬ ‫الش���رائح االجتماعية املختلف���ة ولدى القائمني‬ ‫على السلطة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عملية صنع الدستور‬

‫تؤث���ر إج���راءات وقواع���د عملية صنع الدس���تور‬ ‫بش���كل حاس���م عل���ى حمت���وى الدس���تور ومدى‬

‫قبول مكونات اجملتمع له وإحساس���ها بشرعيته‪.‬‬ ‫وه���ى عملية معق���دة وصعبة ومكلف���ة‪ ،‬ومثرية‬ ‫للخ�ل�اف أحيان���ا‪ ،‬إال أنه���ا عملي���ة ضروري���ة‬ ‫وواجبة‪ .‬ولق���د حددت األدبي���ات املهتمة بقضايا‬ ‫العملي���ة الدس���تورية أربع���ة مب���ادئ أساس���ية‬ ‫لضم���ان صياغ���ة دس���تور دميقراط���ي حيظ���ى‬ ‫بقب���ول خمتل���ف فئ���ات اجملتم���ع ويع�ب�ر ع���ن‬ ‫احتياجاتهم وطموحاتهم‪ .‬وهذه املبادئ هي‪:‬‬ ‫مبدأ الش���مول‪ :‬مبعنى أن هيأت صنع الدس���تور‬ ‫تك���ون ممثل���ة ل���كل فئ���ات اجملتم���ع وأطياف���ه‬ ‫املختلف���ة وأن���ه ال يت���م إقص���اء أي���ة مجاعة من‬ ‫هذه العملية بقصد أو بدون قصد‪ .‬وبالنظر إىل‬ ‫التعريف التقليدي للدس���تور عل���ى أنه انعكاس‬ ‫واقع���ي لت���وازن القوى داخ���ل أي جمتم���ع‪ ،‬فإنه‬ ‫س���وف يتضم���ن مزاي���ا للط���رف األق���وى داخ���ل‬ ‫مثل هذه التوازنات‪ ،‬س���واء جتس���دت ه���ذه املزايا‬ ‫بطريق���ة مباش���رة أم غ�ي�ر مباش���رة‪ ...‬وبهك���ذا‬ ‫تعريف‪ ،‬يعرب الدس���تور‪ ،‬أي دس���تور‪ ،‬ع���ن توازن‬ ‫اجتماعي سياسي‪ ،‬واقتصادي يف فرتة معينة‪ ،‬ما‬

‫مهم���ة وذات تأثري أو اإلعالء من ش���أن مجاعات‬ ‫على حساب مجاعات أخرى‪.‬‬ ‫مبدأ املش���اركة‪ :‬ويقصد بهذا املبدأ أن يطرح‬ ‫مش���روع الدس���تور للنق���اش الع���ام عرب وس���ائل‬ ‫اإلع�ل�ام ومنظم���ات اجملتمع املدني واملؤسس���ات‬ ‫األكادميي���ة والعلمي���ة إلب���داء ال���رأي وتقديم‬ ‫املقرتحات حول التعديل والصياغة‪.‬‬ ‫وإذا نظرن���ا إىل التج���ارب احلديث���ة يف بل���دان‬ ‫عدي���دة‪ ،‬كان هن���اك تركي���ز على املش���اركة‬ ‫الش���عبية وفتح نقاش ع���ام ذي طبيع���ة وطنية‬ ‫حرة‪ ،‬حبيث نضمن للدس���تور ش���رعيته بضمان‬ ‫مش���اركة العدد الكب�ي�ر من املواطن�ي�ن واألفراد‬ ‫والش���خصيات العامة يف هذا النق���اش أو احلوار‪.‬‬ ‫لق���د أصبح���ت ه���ذه مس���ألة أساس���ية إلضف���اء‬ ‫الش���رعية على عملية إصدار الدستور وإقراره‪،‬‬ ‫بعك���س م���ا كان س���ائداً تارخيي���اً‪ ،‬حي���ث كان‬ ‫التصور قدمياً أن الدستور ينبغي أن يناقشه عدد‬ ‫حمدود ج���داً م���ن األف���راد‪ ،‬دون أن يُفتح اجملال‬ ‫الع���ام للنقاش اجلماهريي الش���عيب‪ .‬والدس���تور‬

‫يعين وجود راحبني وخاسرين‪.‬‬ ‫وه���ذا ه���و منش���أ املطالب���ات احلديث���ة بتعدي���ل‬ ‫الدس���اتري أو تأس���يس دس���تور “عقد اجتماعي”‬ ‫جدي���د‪ .‬فعندم���ا جتد فئ���ات وطوائف وش���رائح‬ ‫معينة يف اجملتمع أن الرتتيبات القائمة ال ختدم‬ ‫قضاياه���ا أو مصاحله���ا تطال���ب بدس���تور جديد‬ ‫يعيد النظر يف طبيع���ة التوازنات املوجودة‪ ،‬وهي‬ ‫طبيعة متغرية تس���تدعي باملقابل ضرورة إعادة‬ ‫النظر يف القوان�ي�ن القائمة حبيث تصبح أكثر‬ ‫ق���درة عل���ى التعب�ي�ر املوضوع���ي ع���ن التوازنات‬ ‫املستجدة يف أي جمتمع من اجملتمعات‪.‬‬ ‫وعندم���ا نتحدث ع���ن اجملتم���ع‪ ،‬فإنن���ا نتحدث‪،‬‬ ‫يف الواق���ع‪ ،‬ع���ن جمموعة م���ن األف���راد والفئات‬ ‫واجلماع���ات املتع���ددة واملتفاوت���ة قبلي���اً ونوعياً‬ ‫واقتصادي���اً ومهني���اً‪ ،‬وكل فئ���ة‪ ،‬ومجاع���ة هل���ا‬ ‫مصاحله���ا ال�ت�ي ق���د تتقاط���ع‪ ،‬أو تتع���ارض مع‬ ‫مص���احل غريه���ا م���ن الفئ���ات األخ���رى‪ .‬والوضع‬ ‫الس���ليم دائماً بالنسبة ألي دس���تور دميقراطي‪،‬‬ ‫ه���و أن يكون معرباً ع���ن الطبيع���ة الفعلية هلذه‬ ‫الرتكيب���ة من كافة النواحي‪ .‬وهذا هو ش���رط‬ ‫الدس���تور اجليد الذي ال يق���وم بإقصاء مجاعات‬

‫ً‬ ‫مث�ل�ا‪ ،‬ال���ذي وض���ع يف “مؤمت���ر‬ ‫األمريك���ي‬ ‫فيالدلفي���ا” كان ع���دد األعض���اء واملندوب�ي�ن‬ ‫القائم�ي�ن عل���ى وضعه‪ ،‬حمدوداً ج���داً إىل درجة‬ ‫فرض الس���رية وع���دم كتابة حمضر جلس���ات‬ ‫رمس���ي‪ .‬أيضاً فالدس���تور األملاني ال���ذي أُقر بعد‬ ‫احل���رب العاملي���ة الثاني���ة مل يوضع ع�ب�ر نقاش‬ ‫مفت���وح‪ .‬أما اآلن ف���إن الصورة قد تغريت‪ ،‬يف ظل‬ ‫تعاظم احلاجة إىل املش���اركة الش���عبية يف شأن‬ ‫مهم كالدستور لكي يكتسب شرعيته‪.‬‬ ‫فف���ي البداية يتعني أن ينطل���ق النقاش واحلوار‬ ‫حول الدس���تور م���ن مس���ودة‪ ،‬أو ورق���ة عمل‪ ،‬أو‬ ‫جمموعة مبادئ أساس���ية حتدد الشكل اهليكلي‬ ‫واجلوان���ب الفنية املختلف���ة ملثل هذا الدس���تور‪،‬‬ ‫وه���ي خط���وة ضروري���ة وحتت���اج إىل اخل�ب�راء‬ ‫واملختص�ي�ن للقي���ام به���ا‪ .‬إذن ينبغ���ي أن تق���ام‬ ‫الندوات‪ ،‬وأن يفتح احلوار حوله‪ ،‬توس���يعاً لدائرة‬ ‫النقاش وإفس���اح اجملال للمشاركة فيه ملختلف‬ ‫املؤسس���ات واألط���راف والق���وى الوطني���ة‪ .‬ومن‬ ‫الض���روري هن���ا إجياد الت���وازن بني فت���ح اجملال‬ ‫للنقاش الش���عيب حول الدس���تور‪ ،‬وبني س���يطرة‬

‫‪33‬‬ ‫الغوغائية والش���عبوية‪ ،‬وهو ما يستدعي تعظيم‬ ‫دور اخل�ب�راء واملختص�ي�ن يف املرحل���ة املبدئي���ة‪،‬‬ ‫واعتب���ار املس���ودة أو ورق���ة العم���ل اهليكلية هي‬ ‫األس���اس ملثل هذا احلوار لكي يكون حواراً ناجعاً‬ ‫وحقيقي���اً ينطل���ق م���ن أرضية فقهي���ة واضحة‬ ‫املع���امل على األقل‪ ،‬أو ما أمسي���ه بورقة “مبادئ”‬ ‫عام���ة‪ ،‬ألن���ه ال ميك���ن أن يتم األمر ب���دون إطار‬ ‫أساس���ي وحم���دّد للنق���اش‪ .‬م���ن الض���روري أن‬ ‫يكون هناك نقاش رئيس���ي بني املثقفني والقوى‬ ‫السياسية الفاعلة املختلفة ‪ ،‬يطرح فيه اجلميع‬ ‫آماهل���م ورؤاه���م وتصوراته���م‪ ،‬عل���ى أن ينتظ���م‬ ‫يف ه���ذا احلوار الرئيس���ي املبدئي مجي���ع الفئات‬ ‫والشرائح املهنية والطوائف املختلفة يف اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي‪ ،‬يف مناقش���ات ج���ادة‪ ،‬حبي���ث ال يب���دو‬ ‫الدستور شيئاً مفروضاَ من أعلى‪.‬‬ ‫وم���ن الواج���ب توكي���د أن ش���رعية أي دس���تور‬ ‫مقرتح تس���تند على كون���ه صادرا ع���ن املواطن‬ ‫اللي�ب�ي بإرادت���ه احل���رة‪ .‬ل���ذا‪ ،‬ف���إن التحجج بأن‬ ‫الثقاف���ة السياس���ية للمواط���ن اللي�ب�ي ال متكنه‬ ‫م���ن املش���اركة الواعي���ة يف عملي���ة معقدة من‬ ‫قبيل مناقش���ة وإقرار دس���تور ق���د تفضي إىل أن‬ ‫يقتصر وضع الدس���تور على قل���ة خنبوية قد ال‬ ‫تعرب ع���ن قناعات واحتياجات املواطن العادي‪ .‬إن‬ ‫الثقافة والوعي السياس���ي حمصلة عملية تعلم‬ ‫وتربي���ة تتاح فيه���ا للمواطن فرصة املش���اركة‬ ‫احل���رة يتعل���م خالهل���ا قيم���ة احل���وار وثقاف���ة‬ ‫االخت�ل�اف والتس���امح‪ .‬إن العملية الدس���تورية‬ ‫بطبيعتها عملية تعلم وتدريب وتثقيف وتنمية‬ ‫وعي‪ .‬دعن���ا فقط نفس���ح اجملال أم���ام املواطنني‬ ‫واجلماع���ات واجلماع���ات والفئ���ات املختلف���ة‬ ‫للنقاش الدميقراطي احلر‪ ،‬وعندها س���وف نرى‬ ‫كي���ف أن املواطن يش���ارك بوع���ي يف بناء وطنه‬ ‫ورسم مستقبله‪.‬‬ ‫ويف املرحلة األخرية‪ ،‬تتم إعادة صياغة مش���روع‬ ‫الدس���تور وف���ق املقرتح���ات والتعدي�ل�ات ال�ت�ي‬ ‫تبل���ورت من خ�ل�ال النقاش الع���ام‪ ،‬ومن عرضه‬ ‫على الش���عب يف اس���تفتاء عام إلقراره يف صيغته‬ ‫النهائية‪.‬‬ ‫مب���دأ الش���فافية‪ :‬مف���اد ه���ذا املب���دأ ض���رورة أن‬ ‫تتس���م عملية وضع الدس���تور بالشفافية مبعنى‬ ‫أن تت���م بطريق���ة مفتوحة يتس���نى للمواطنني‪،‬‬ ‫م���ن خالهل���ا‪ ،‬إدراك م���ا حي���دث يف كل مرحلة‬ ‫م���ن مراح���ل ه���ذه العملي���ة‪ ،‬وحبي���ث يعرف���ون‬ ‫كي���ف يتم اخت���اذ الق���رارات وملاذا‪ .‬والش���فافية‬ ‫تقلل كذلك من ش���كوك املواطن�ي�ن حول وجود‬ ‫أجندات سياس���ية خفية لبعض األطراف وتزيد‬ ‫من ثقتهم يف العملية ونتائجها‪.‬‬ ‫مبدأ التوافق‪ :‬إن عملية وضع الدس���تور القائمة‬ ‫على أساس توافق اآلراء ووجهات النظر هي تلك‬ ‫ال�ت�ي يتم اختاذ الق���رار فيها من خالل املناقش���ة‬ ‫والتف���اوض واإلقن���اع‪ ،‬وليس من خ�ل�ال تطبيق‬ ‫غ�ي�ر مرن لقواعد األغلبي���ة‪.‬إن حتقيق توافق يف‬ ‫اآلراء ق���د يتطل���ب وقتا لبناء العالقات وكس���ب‬ ‫التفاه���م املتب���ادل‪ ،‬إال أن ذلك س���وف ي���ؤدي إىل‬ ‫صياغ���ة دس���تور تش���عر مجي���ع األط���راف‪ ،‬أو‬ ‫معظمها‪ ،‬بش���رعيته والرضا ب���ه واحرتامه‪ .‬كما‬ ‫أن ذلك يؤدي يف النهاية إىل عدم س���يطرة فكرة‬ ‫“ الراحب�ي�ن واخلاس���رين” ال�ت�ي تنتج ع���ادة عن‬ ‫عملي���ة التصويت‪ .‬إال أنه يف حال���ة عدم إمكانية‬ ‫التوص���ل إىل تواف���ق يف اآلراء ميك���ن اش�ت�راط‬ ‫نس���بة عالية من األص���وات ( ‪ 75%‬مثال) إلقرار‬ ‫الدس���تور‪ ،‬وه���ذا قد ي���ؤدي نف���س وظيفة صنع‬ ‫الق���رار بتواف���ق اآلراء ألنه يتطلب نس���بة عالية‬ ‫من األصوات املوافقة‪.‬‬


‫‪34‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫الغرباء ال‬ ‫يقطنون املدينة‬

‫ماجدة سيدهم‬ ‫" بالس���خرية حيتضر املرتبكون وهكذا يزول الغرباء‬ ‫عن أبواب املدينة "‬ ‫بس���م االحتق���ان والرتقب نفتتح س���فر الس���خرية "‬ ‫راء ‪..‬ف���اء ‪..‬ض���اد " وهي يف جمملها مبوس���وعة القمع‬ ‫املتصاع���د تعلن غضبا يث���ور إىل منته���ى التحطيم ‪،‬‬ ‫كل األس���لحة املتداولة ش���ديدة الكربياء وهي تقود‬ ‫إىل تب���ادل االنته���اكات غ�ي�ر املباح���ة بينم���ا س���هام‬ ‫السخرية يف كل زوايا الشوارع وعلى أسطح املنازل‬ ‫تس���حق امللوك باالرتباك والدراويش باهلزء والتلعثم‬ ‫فيص���ل معدل الس���لوك والقرار والفت���اوى إىل ذروة‬ ‫الضع���ة واحلماق���ة مع���ا ‪ ،‬بات���ت املدين���ة يف صبيحة‬ ‫كل اخت���زال مث���ل س���بيكة ش���عثاء م���ن رد الفع���ل‬ ‫‪،‬مجيعنا ردود أفع���ال ‪ ،‬عوراتانا هزيلة ‪،‬خزائنا هزيلة‬ ‫‪،‬أوهامنا هزيلة ‪،‬وأيضا كل االخرتاعات املمكنة نيئة‪،‬‬ ‫وس���احات التاري���خ ختلو م���ن التاري���خ واألمانة ‪ ،‬ألن‬ ‫أفعال احلكام مش���وبة بالغلظ���ة وعدم املعرفة ‪،‬كلها‬ ‫موش���اه بالعهر الفاش���ل ‪،‬ل���ذا ارتطم���ت احلنطة مع‬ ‫الزؤان قبل موس���م العتق ‪،‬والفوهات مشرعة بيقظة‬ ‫نذي���ر جوع‬ ‫الغب���ار والرص���اص ‪،‬طـَرق األب���واب بات‬ ‫َ‬ ‫‪،‬البي���ادر خاوي���ة من الكرام���ة واملاكينات تعرت من‬ ‫زي���ت الفرح ‪،‬الكراس���ات مثوى حمل���اوالت اللون ‪،‬وعن‬ ‫ش���غف األرصفة تس���قط االح�ل�ام اجلميل���ة يف رداء‬ ‫م���ن نزف حي ‪،‬وك���ذا املصابيح واألح���داق واجليوب‬ ‫ممتلئ���ة أيضا بالعتمة ‪،‬هن���ا فقط تقطن اخلفافيش‬ ‫وتتناسل بنهم الس���اقطني عن خارطة الضوء ‪،‬تعشق‬ ‫كل م���ن يش���بهها يف التورم وبالعكس تتش���بث بعنق‬ ‫االنكفاء فرتى كل املس���تقيمات معوجة وكل هامة‬ ‫أم���ام ناظريه���ا مقلوبة ‪ ،‬حتنق جدا ل���ذا تذهب لتعد‬ ‫من نفري اخلرافات ملحمة للجهاد ضد كل نس���مات‬ ‫املثابرة الس���تبقاء كرمة أو حليب أو خبز ‪،‬الستبقاء‬ ‫وطن وحياة ‪.‬‬ ‫لكنك خفاش رطب ‪،‬ما فلحت يف س���كنى املدينة وما‬ ‫فلح هل���وك يف زج احلض���ارة إىل كهوف الب���داوة‪ ،‬أو‬ ‫تظن أن ظلك يسود ‪ ،!..‬غريب األطوار أنت فأصبحت‬ ‫االضحوكة ‪،‬الغرباء ال يعرفون إىل أين تسري شوارع‬ ‫املدينة العتيقة ‪،‬وكيف هكذا يتدىل اخضرار النوافذ‬ ‫ك���ي يصاف���ح كل العابري���ن‪ ،‬ل���ذا ال ينس���جمون‬ ‫م���ع صوت الناي���ات والس���واقي والع���اب الصبية ‪ ،‬مع‬ ‫املع���اول والضحك وتفاح املقاهي ‪ ،‬م���ع أوراقنا وآالمنا‬ ‫وأجراس���نا‪ ،‬بينما يتناطحون على اختطاف األماكن‬ ‫املس���تقيمة ‪،‬كس���لطان بال فه���م تـُس���اق اهليبة إىل‬ ‫السقوط األخري و تكرار العنف هو مقاومة لالنتحار‬ ‫واخلوف معا ‪ -‬فيما بات إعالن نبأ الزوال وشيكا ‪..‬‬ ‫* يا بنات ش���عيب ال تهدأن‪ ،‬الوقت لنا ‪ ،‬ال تكف أيادينا‬ ‫عن نزع كل ورقات العار‪ ،‬أصرخن مع كل مفردات‬ ‫الرف���ض ولنطلق خمرزا حرا وصائبا يف عني خفاش‬ ‫املدين���ة ‪،‬فملكات مص���ر كم أحقن بالغرب���اء اهلزائم‬ ‫النبيلة ‪..‬‬ ‫*اللون األمحر رس���م عل���ى األعتاب درج���ا بلوريا ال‬ ‫يهب���ط ‪،‬ل���ذا بات الغن���اء فريضة الثائري���ن والعناق‬ ‫قدس أقداس احلاملني باألفضل ‪.‬‬ ‫مل ينته بعد ‪..‬‬

‫عن الدستور والشريعة‬ ‫عصام طرخان‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي ‪ ..‬أع�ن�ي مجي���ع قطاعاته‬ ‫املختلف���ة ‪ ..‬الخيتل���ف ب���أي ح���ال م���ن‬ ‫األحوال ‪ ،‬على أن‬ ‫الش���ريعة اإلس�ل�امية مص���در رئي���س‬ ‫لصياغة الدس���تور ‪ ،‬ب���ل إن البعض يرى‬ ‫بأن الشريعة ‪ ،‬البد‬ ‫وأن تك���ون املصدر الوحيد ل���ه ‪ ..‬لذا كان‬ ‫اهلل يف عون جلنة الصياغة ‪.‬‬ ‫فالش���عب اللي�ب�ي ‪ ..‬ش���عب مس���لم حت���ى‬ ‫النخ���اع ‪ ،‬هكذا يؤك���د اجلميع ‪ ،‬وهو أمر‬ ‫مثبت يف‬ ‫بطاقاتنا الش���خصية ‪ ،‬ويف باقي إجراءاتنا‬ ‫اإلدارية ‪ ..‬فنحن نصلي ونصوم ‪ ..‬لذا فإن‬ ‫الدستور املرتقب سوف حيوي بني طياته‬ ‫ما يؤكد إس�ل�امنا دون ش���ك أو ت���ردد ‪..‬‬ ‫فبنود‬ ‫الدستور ‪ ،‬والقوانني املنبثقة عن فقراته ‪،‬‬ ‫ستكون إسالمية الطابع واملضمون ‪.‬‬ ‫وليس���مح لي القارئ الكري���م ‪ ،‬مبحاولة‬ ‫متواضعة لصياغة نص القانون التالي ‪:‬‬ ‫ كل م���ن يتأخر يف الذه���اب لعمله ‪ ،‬أو‬‫خيرج قبل نهاية الدوام ‪ ،‬أو أثناء ساعات‬

‫خائناً‬ ‫لواجبه ولوطنه ‪.‬‬ ‫ كل م���ن يقوم بتعيني أح���د معارفه أو‬‫أقرب���اءه ‪ ،‬دون وج���ه ح���ق ‪ ،‬يعت�ب�ر خائناً‬ ‫لواجبه ووطنه ‪.‬‬ ‫“ ملحوظ���ة ‪ :‬عقوب���ة خيان���ة الوط���ن ‪،‬‬ ‫اإلعدام شنقاً حتى املوت “‬ ‫قانون جتاري ‪:‬‬ ‫ كل من يقوم بالغش يف أس���عار السلع‬‫أو اخلدم���ات ‪ ،‬فهو ليس من���ا ‪ ،‬أي مل يعد‬ ‫مسلماً ‪،‬‬ ‫وقد إرتد عن دينه ‪ ،‬فهو كافر ‪ “ .‬يستتاب‬ ‫ثالثة أيام ‪ ..‬فإن مل يعود فالواجب قتله “‬ ‫“ حديث ش���ريف ‪ ،‬عن صحيح البخاري ‪:‬‬ ‫من بدّل دينه فاقتلوه “ ‪.‬‬ ‫نص قانون عسكري ‪:‬‬ ‫ كل م���ن يق���وم خبط���ف أو حب���س أو‬‫تعذي���ب مس���لم ‪ ،‬دون وجه ح���ق ‪ ،‬يعامل‬ ‫باملثل ‪.‬‬ ‫ كل من يس���تعمل س�ل�احه ‪ ،‬من جيش‬‫أو ش���رطة أو غريه���ا م���ن القطاع���ات‬ ‫العسكرية واألمنية‬

‫الدوام الرمسي ‪ ،‬سارق للمال العام ‪.‬‬ ‫ كل م���ن يس���تعمل أدوات العم���ل ‪ ،‬من‬‫أجه���زه حاس���وب أو هوات���ف أو أدوات‬ ‫قرطاسية‬ ‫وأوراق وغريها ‪ ،‬إستعما ً‬ ‫ال خاصاً ‪ ،‬سارق‬ ‫للمال العام ‪.‬‬ ‫ كل م���ن يس���تخدم العرب���ات اخلاصة‬‫بالعم���ل ‪ ،‬يف الش���ركات أو القطاع العام‬ ‫‪ ،‬والقطاع‬ ‫اخلدمي أو اإلنتاجي ‪ ،‬أو القوات املسلحة‬ ‫واألم���ن جبمي���ع فروعه���ا ‪ ،‬إس���تخداماً‬ ‫خاصاً ‪،‬‬ ‫يعترب سارق للمال العام ‪.‬‬ ‫“ يتم تطبيق احلد ‪ ،‬لكل ما س���بق ‪ ،‬بقطع‬ ‫اليد “‬ ‫نص قانون آخر ‪:‬‬ ‫ كل م���ن يتقاض���ى م���ا ً‬‫ال أو هدي���ة أو‬ ‫خدمة ما ‪ ،‬كرشوة إلجناز عمله ‪ ،‬يعترب‬

‫يف غ�ي�ر حمل���ه ‪ ،‬أو ألغراضه اخلاصة يف‬ ‫املناس���بات املختلفة ‪ ،‬يعترب مب���ذر للمال‬ ‫العام ‪،‬‬ ‫ويعام���ل باعتباره أخ وش���قيق للش���يطان‬ ‫نفس���ه ‪ ،‬بالتالي يتم إرس���اله مباشرة إىل‬ ‫اجلحيم ‪.‬‬ ‫أم���ا فيم���ا يتعل���ق باجلرائ���م األخ���رى ‪..‬‬ ‫مثل الس���رقة ‪ ،‬واالحتيال ‪ ،‬واالغتصاب ‪،‬‬ ‫واالستيالء‬ ‫عل���ى ممتل���كات اجملتم���ع ‪ ،‬والتهري���ب ‪،‬‬ ‫وتن���اول املذهبات العقلية ‪ ،‬أو املتاجرة بها‬ ‫‪ ،‬واليت‬ ‫تت���م بش���كل مباش���ر ‪ ،‬فعقابه���ا مع���روف‬ ‫ومؤكد ‪ ،‬حيث ترتاوح فيها األحكام ‪ ،‬من‬ ‫اجللد‬ ‫والرجم ‪ ..‬وصو ً‬ ‫ال إىل اإلعدام ‪.‬‬ ‫كذل���ك جرائ���م التزوي���ر ‪ ،‬واخلروق���ات‬ ‫القانوني���ة األخ���رى ‪ ،‬كع���دم إح�ت�رام‬

‫إشارات املرور ‪،‬‬ ‫وال�ت�ي تصنف ش���روع يف القتل العمد مع‬ ‫سبق اإلصرار والرتصد ‪..‬‬ ‫عن الغرور ‪ ..‬والعياذ باهلل‬ ‫• ‬ ‫بع���د أن ق���دم أبطالن���ا دماؤه���م الزكية‬ ‫ف���داءاً لليبي���ا ‪ ،‬وبعد أن حتررن���ا وحررنا‬ ‫الوط���ن ‪ ،‬ق���دم لن���ا األصدق���اء النص���ح ‪،‬‬ ‫وطلبوا إرشادنا بطرق مجع السالح الذي‬ ‫انتشر بشكل غري مس���بوق ‪،‬وأوضحوا لنا‬ ‫بأن إنتش���ار السالح بهذه الكيفية ‪ ،‬سوف‬ ‫يس���بب لنا العدي���د من املش���اكل وطبعاً‬ ‫رفضنا بكل ما منلك من عنجهية ‪ ،‬وثقة‬ ‫زائ���دة يف قدراتنا املتواضعة ‪ ،‬وبإحس���اس‬ ‫غ�ي�ر ص���ادق يف إمكانياتن���ا ‪ ،‬رغ���م نقص‬ ‫اخل�ب�رة والتجربة يف مثل ه���ذه األمور ‪..‬‬ ‫وكانت النتيجة احلتمية هلذا الرفض ‪،‬‬ ‫واضحة وضوح الشمس يف أيامنا املشرقة‬ ‫دوماً ‪ ،‬واليت تش���بعت بأصوات الرصاص‬ ‫واالغتي���االت والس���رقة باإلك���راه ‪،‬‬ ‫والتظاهرات املس���لحة ‪ ،‬والتهديد بالدفع‬ ‫أو الفوضى العارمة واستخدام السالح ‪.‬‬ ‫بع���د ذل���ك ‪ ..‬طلب من���ا األصدق���اء ‪ -‬مرة‬ ‫أخ���رى ‪ -‬تقدي���م املس���اعدة يف تنظي���م‬ ‫مؤمترن���ا الوط�ن�ي ‪،‬وبيان كيفي���ة إدارة‬ ‫اجللس���ات ‪ ،‬وط���رق ترتي���ب األولوي���ات ‪،‬‬ ‫وتنس���يق ج���دول األعمال وم���رة أخرى‬ ‫‪ ،‬رفضن���ا تدخ���ل خرباته���م ‪ ،‬باعتب���ار أننا‬ ‫منلك من القدرات والكفاءات السياس���ية‬ ‫والتنظيمي���ة ‪ ،‬ما يؤهلن���ا إلدارة مؤمترنا‬ ‫بكل سالسة وإجيابية ووضوح ‪ ،‬وكانت‬ ‫النتيج���ة كم���ا ه���و متوقع ج��� ّراء نقص‬ ‫اخلربة ‪ ،‬وع���دم املعرفة مبجريات األمور‬ ‫‪ ..‬وكما يقال “ دخلنا على اجلبل بقادوم‬ ‫“ ‪ ..‬إن ص���ح التعب�ي�ر ‪ ..‬وحت���ى بعد مرور‬ ‫أكثر م���ن ع���ام ‪ ..‬الزال مؤمترن���ا املوقر‬ ‫على حاله ‪.‬‬ ‫م���رة ثالث���ة ‪ ..‬تق���دم إلين���ا األصدق���اء ‪،‬‬ ‫مبق�ت�رح عن كيفية صياغة الدس���تور ‪،‬‬ ‫وحتديد بنوده ‪،‬‬ ‫باعتبار أن املشورة واإلطالع على دساتري‬ ‫اآلخرين ‪ ،‬واإلس���تعانة باآلراء الصديقة‬ ‫‪ ،‬ال�ت�ي متتل���ك التجرب���ة واخل�ب�رة ‪ ،‬ل���ن‬ ‫يضرين���ا بقدر ما ينفعنا ‪ ..‬وللمرة الثالثة‬ ‫تدخلت األنا بوضوح ومتلكنا اإلحس���اس‬ ‫بقدرتن���ا عل���ى حتقي���ق املس���تحيل ‪،‬‬ ‫متناس�ي�ن النقص الواض���ح الذي منتلكه‬ ‫بكل جدارة ‪ ،‬يف معرفة مفهوم الدساتري ‪،‬‬ ‫ثم باشرنا على الفور يف صياغة القوانني‬ ‫واللوائ���ح والنظم ‪ ،‬دون دس���تور ؟!! هكذا‬ ‫وبكل بس���اطة ‪ ،‬فنحن ش���عب نعرف من‬ ‫أي���ن ت���ؤكل الكت���ف ‪،‬ولنا أل���ف طريقة‬ ‫وطريق���ة يف ق���راءة الكف وفت���ح املندل ‪،‬‬ ‫وطرد األرواح الش���ريرة ‪ ،‬والتخلص من‬ ‫العيون احلاسدة ‪.‬‬ ‫وف���ق اهلل مؤمترن���ا الوط�ن�ي الع���ام ‪..‬‬ ‫وحكومتنا الرش���يدة ‪ ..‬ونتمنى صادقني ‪،‬‬ ‫التوفيق لكل من يس���عى م���ن أجل رفعة‬ ‫ه���ذا الوط���ن املعط���اء ‪ ..‬حف���ظ اهلل ليبيا ‪،‬‬ ‫وجنبها كل مكروه ‪.‬‬


‫‪35‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫كذبة إبريل ‪!!..‬‬ ‫ك��ذب��ة إب��ري��ل‬ ‫حسب موسوعة ويكيبيديا تقليد أوروب��ي قائم على‬ ‫املزاج يف اطالق األكاذيب واإلشاعات ‪ ،‬ففي اليوم األول من الشهر الرابع من العام‬ ‫امليالدي حتدث مواقف تكاد تكون طريفة ‪ ،‬لعل اهلدف منها الضحك واإلضحاك ‪ ،‬على أن أول دولة‬ ‫تبنت كذبة إبريل هي فرنسا ‪ ،‬والسؤال احملري ‪ :‬من أكثر كذباً بني بين البشر؟ الرجل أم امل��رأة ؟ لكن‬ ‫احلكومات هي األخرى متارس الكذب بإتقان لتمرير أغراض أو قرارات سياسية أو للفت أنظار مواطنيها‬ ‫لشيء ما ‪ ..‬وقد يسبب ذلك ذعراً وخوفاً شديدين ‪ ،‬ويظل من يصدق هذه األكاذيب واإلشاعات‬ ‫ضحية لكذبة إبريل‪..‬‬ ‫صديقي " س���عد" هو اسم على مسمى فهو ممن‬ ‫حتتط���ب هل���م الري���ح م���ن دون ب���ذل أي جهد‬ ‫يذك���ر ‪ ..‬ح���دث ذات س���نة أن أودع كل أمواله‬ ‫يف املص���رف بناء على نصائ���ح بعض األصدقاء‬ ‫حتت بند احملافظة على مدخراته من الس���رقة‬ ‫أو صرفها بني احلني واآلخر يف مشاريع فاشلة‬ ‫‪..‬لكن���ه مل يك���ن مرتاح الب���ال فكث�ي�راً ما يقصد‬ ‫املصرف للسؤال عن املبالغ اليت ختصه وأودعها‬

‫به ‪ ..‬كان يس���أل الصرييف املخنوق برباط عنق‬ ‫يتيم شاحب الوجه خلف شباك صغري ‪..‬‬ ‫ كم يف حسابي ؟‬‫جيي���ب الصرييف وبعض االنقباض يعصر قلبه‬ ‫‪ ..‬فه���و يع���د كل ي���وم وحيس���ب اآلالف ‪ ..‬ب���ل‬ ‫املالي�ي�ن من أوراق العمالت ‪ ،‬لكنه يعجز أحياناً‬ ‫عن ش���راء قطعة حلم ألس���رته ‪ ..‬جييب حبنق‬ ‫قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ مائة وعشرون ألفا وبضعة دنانري ‪..‬‬‫بعد أيام يطل " س���عد" برأس���ه األشعث ‪ ..‬ينظر‬ ‫إىل الص�ي�ريف ال���ذي م���ازال حيتف���ظ بهيأت���ه‬ ‫نفس���ها ‪ ..‬يش���عر بغبط���ة جارفه عندما يس���مع‬ ‫أرقام ما حيتويه حسابه ‪..‬‬ ‫ويكرر السؤال نفسه ‪:‬‬ ‫ كم يف حسابي ؟‬‫يقط���ب الص�ي�ريف جبين���ه فيم���ا ي���رد مفتع�ل�اً‬ ‫انصرافه إىل توقيع بعض الصكوك وعد النقود‬ ‫للزبائن ‪..‬‬

‫ ثالمثائة ألف ومخسمائة ‪ ..‬وكذا دينار ‪..‬‬‫بعد مضي عام صار يطلب كش���ف احلس���اب ‪..‬‬ ‫فقد تضخم رصيده وأصبح باملاليني ‪..‬‬ ‫يف نهاية الثالث أشاعت احملطات املرئية حكاية‬ ‫أجهزة الكمبيوتر وحذرت من تعرضها ألخطاء‬ ‫قد تؤدي إىل خس���ائر وتداخ���ل يف األرقام جراء‬ ‫تغيري التاريخ من س���نة ‪ 1999‬إىل سنة ‪2000‬‬ ‫‪..‬‬ ‫استولت عليه الدهشة ‪ ..‬وخفق قلبه ‪ ..‬وتوجس‬ ‫خوف���اً م���ن تضي���ع ثروت���ه نتيج���ة ألخط���اء‬ ‫الكمبيوت���ر ‪ ..‬مل ين���م تل���ك الليل���ة ‪ ..‬أحس بأنه‬ ‫يتجمد متضائ ً‬ ‫ال‪ ..‬وأن اكتئاباً غريباً يغمره ‪..‬‬ ‫يف الصب���اح ‪ ..‬طف���ق جيه���ز حقائب���ه ‪ ..‬انطل���ق‬ ‫مسرعاً مغادراً البيت مقرراً سحب كل ما لديه‬ ‫من مبالغ مأهولة ‪..‬‬ ‫أين يدس���ها؟ أين خيفيه���ا؟ كان هذا ما يؤرقه‬ ‫‪ ..‬لكن���ه مل جي���د ب���داً م���ن أن يودعه���ا يف بيته ‪..‬‬ ‫فهو املكان اآلم���ن الذي يضمن له ثروته كلما‬ ‫عن���ت احلاجة ومن دون اللجوء إىل جتهم وجه‬ ‫الصرييف ‪..‬‬ ‫يف أواخ���ر ش���هر م���ارس أطم���أن عل���ى كل‬ ‫مدخرات���ه بس���حبها م���ن املص���رف ‪ ..‬وكاد أن‬ ‫يقهقه من خلو حسابه أول يوم من شهر إبريل‬ ‫‪..‬‬ ‫ذات ليل���ة داهمه امللل ‪ ..‬أحك���م قفل بيته وخرج‬ ‫كي يتس���لى م���ع أصدقائه يف املقه���ى املنزوي‬ ‫يف رك���ن الش���ارع ‪ ..‬وم���ا ه���ي إال دقائ���ق حتى‬ ‫تصاعدت األصوات وهاج س���كان احلي بالصراخ‬ ‫‪ ..‬حريق ‪ ..‬حريق ‪ ..‬حريق ‪.‬‬ ‫كان لش���دة تغ�ي�ر التي���ار الكهربائ���ي أن حدث‬ ‫حريق���اً يف بيته فاندفع هليب النار من أس�ل�اك‬ ‫الكهرب���اء يلتهم كل ش���يء مب���ا يف ذلك ثروته‬ ‫الطائلة ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وق���ف أمام الرم���اد منهارا ‪ ..‬يئن أنين���ا موجعا ‪..‬‬ ‫تتملكه خيبة م���رة ‪ ..‬بينما يتكاثر الناس حوله‬ ‫يواسونه بعطف وأسف ‪.‬‬ ‫بع���د م���رور ذل���ك الي���وم ب�ل�ا مش���اكل أعلنت‬ ‫احملط���ات الفضائي���ة أن حكاية ح���دوث أخطاء‬ ‫فادح���ة لألجه���زة اإللكرتوني���ة عب���ارة ع���ن‬ ‫أسطورة تندرج حتت كذبة إبريل و ال أساس‬ ‫هل���ا من الصحة فل���م يتغري ش���يء يف األرصدة‬ ‫باملصارف ‪ ..‬وكان سعد ضحية لكذبة صنعها‬ ‫مهرج���ون ‪..‬وضحي���ة هلاج���س الث���راء الذي ما‬ ‫فتئ يرافقه طيلة حياته ألنه من أولئك الذين‬ ‫حتتطب هلم الريح ‪!!..‬‬

‫الناجي احلربي‬

‫أزمة ليبيا‬ ‫•مسري بن على‬

‫ليبيا يف أزمة ‪ ،‬وينبغ���ى أن تدار مبنطق األزمة‬ ‫‪ ،‬واجلميع يبحث ع���ن حل‪ ،‬لكن معرفة األزمة‬ ‫نص���ف الع�ل�اج‪ ،‬وال منتل���ك توصيف���ا موح���دا‬ ‫لألزمة ‪ .‬وزمان ب���ؤس الليبيني مازال قائما مل‬ ‫ينتهى ‪ ،‬وسدنته باقون مل يرحلوا بعد ‪.‬‬ ‫الفش���ل يف وحدة التوصي���ف ادى اىل ارتباك يف‬ ‫ترتي���ب اولويات احلل‪ ،‬فما تراه انت اولوية يراه‬ ‫اآلخر اق���ل اهمية‪ ،‬النقد الذي يوجه ُه الساس���ة‬ ‫او االعالمي���ون أو املثقف���ون اىل الوض���ع القائم‬ ‫نقد مبعثر‪ ،‬كل ناقد ميلك جزء من احلقيقة‪،‬‬ ‫وكل منه���م اس���هم يف رس���م ج���زء م���ن صورة‬ ‫املأساة ومن جيمع تلك االجزاء سيخرج بصورة‬ ‫متكاملة واضحة بس���يطة املظهر مؤملة املخرب‪.‬‬ ‫م���ن يت���وىل ه���ذه املهمة علي���ه حتدي���د االطار‬ ‫اخلارج���ي قب���ل مجع االج���زاء‪ ،‬اط���ار افرتاضي‬ ‫ملخصه س���ؤال ‪ :‬هل ان ليبي���ا دولة حقيقية ام‬ ‫افرتاضية ملفق���ة ؟ ‪ ،‬يقول التعريف املختصر‬ ‫للدول���ة أنها تتكون م���ن ( وحدة االرض‪ ،‬وحدة‬ ‫الش���عب‪ ،‬وحدة الس���لطة‪ ،‬وح���دة الس���يادة ) اذا‬ ‫اثبتن���ا انن���ا كن���ا دول���ة يوم���ا م���ا ‪ ،‬وعش���نا فى‬ ‫مراح���ل تارخيية س���ابقة حال���ة الدولة ‪ ،‬ميكن‬ ‫اعتبار مشاكلنا مشاكل دولة قائمة والدولة‬ ‫تستخدم آلياتها الواضحة حلل مشاكلها‪ ،‬واذا‬ ‫اكتش���فنا إنن���ا مل نع���ش مرحلة دولة أساس���ا‬ ‫‪ ،‬ومازلن���ا نعيش مرحل���ة ما قب���ل الدولة فهذا‬ ‫يعين ان لدينا مشكلة واحدة هي اننا مل نؤسس‬ ‫دول���ة بع���د ‪ .‬اذن فلنس���تعرض عناص���ر الدولة‬ ‫املذك���ورة اع�ل�اه‪ ،‬ه���ل لدين���ا ارض موح���دة ؟‬ ‫عندم���ا تكون الوح���دة اجلغرافية مهددة وكل‬ ‫ي���وم يظهر طرف ين���ادي باالنفص���ال ‪ ،‬وهناك‬ ‫أجندة خارجية واضحة ‪ ،‬و العبني على املسرح‬ ‫السياس���ى الليب���ى حيركه���م ط���رف خارجى‬ ‫‪ ،‬وقرارن���ا الوطن���ى غري مس���تقل‪ ...‬فه���ذا يعين‬ ‫ان دولتن���ا تفتق���ر لوح���دة االرض ‪ ،‬ووحدته���ا‬ ‫الرتابي���ة قلقة‪ .‬هل لدينا ش���عب متجانس فعال‬ ‫؟ الش���عب لي���س جمموع���ة أناس يعيش���ون يف‬ ‫م���كان واحد ب���ل هي األم���ة املتماس���كة القادرة‬ ‫على بلورة اهداف موحدة وشخصية حضارية‬

‫موحدة واندماج تأرخيي ووحدة ثقافة ‪ .‬عندما‬ ‫يكون الش���عب متأثرا بهلوس���ة بع���ض اصحاب‬ ‫الطموح���ات ومس���تعدا لالنقس���ام ‪ ،‬والتش���ظى‬ ‫اىل ش���عوب كل منها يسري خلف رمز خمتلف‬ ‫وتطلع���ات خمتلف���ة فه���ذا يعين فق���دان وحدة‬ ‫اجملتم���ع ‪ .‬ه���ل لدين���ا حكوم���ة حماي���دة غ�ي�ر‬ ‫مسيس���ة كأه���م عنص���ر يف الدول���ة ‪ ،‬حكومة‬ ‫تتناف���ى وتتقاط���ع بالض���رورة م���ع منظوم���ة‬ ‫العهد اإلنقالبى الس���ابق بتشريعاته ‪ ،‬وهيكليته‬ ‫ورم���وزه ‪ ،‬وانص���اره ؟ حكوم���ة الدولة جيب ان‬ ‫تك���ون ق���ادرة عل���ى ‪ ،‬تفعيل س���يادة القض���اء ‪ ،‬و‬ ‫فرض القانون ‪ ،‬وحتقيق األمن واإلس���تقرار يف‬ ‫كل شرب من البلد لكن احلكومة اليت حتكم يف‬ ‫اماكن وتتخاذل وتنتهي س���طوتها يف اماكن‬ ‫أخرى ليست حكومة دولة ‪.‬‬ ‫أق���ول للس���يد رئي���س احلكوم���ة ‪ ،‬ال���ذى أصبح‬ ‫يدوس على معان س���امية كثرية ‪ ،‬أن الش���عب‬ ‫الليب���ى ينتظ���ر برناجم���ا حكومي���ا ‪ ،‬حيت���وى‬ ‫على الكثري من املش���اريع ‪ ،‬الت���ى ختدم املواطن‬ ‫إجتماعيا ‪ ،‬وإمنيا ‪ ،‬وإقتصاديا ‪ ،‬وتعليميا ‪ ،‬الناس‬ ‫ملت من عبث السياس���يني ‪ ،‬والتأزيم السياس���ى‬ ‫احلاص���ل مم���ن جيه���ل مف���ردات السياس���ة‬ ‫النظيفة الش���ريفة ‪ ،‬و ليست مسؤولة عن هذا‬ ‫الشد واإلستقطاب احلزبى الذى مسم ثورتهم‬ ‫الف���ارغ م���ن كل مضم���ون ‪ .‬وتري���د اخلالص‬ ‫م���ن تهدي���د ووعي���د محل���ة الس�ل�اح ‪ ،‬واآلمان‬ ‫من اجملرمني اخلارجني ع���ن القانون ‪ ،‬وتطلب‬ ‫كشف املفسدين الذين يسرقون لقمة عيشهم‬ ‫وحقوق ابنائهم ‪ ،‬وتتمنى عزل من يضع العصا‬ ‫امام مس�ي�رة التنمية واإلصالح داخل اجملتمع‬ ‫‪ ،‬فاليبيا ليست حباجة لترتك ملرضاها احملليني‬ ‫كى تنهار عل���ى كافة األصعدة ‪ ،‬ان هذا البلد‬ ‫حيتاج اىل حكومة قوي���ة واثقة مقدامة تواجه‬ ‫بالق���وة العادل���ة املقننة كل م���ن يريد متزيق‬ ‫الدول���ة ومص���ادرة س���يادتها والش���اعر يق���ول‪:‬‬ ‫(تع���دو الذئ���اب على من ال كالب ل���ه ‪ -‬وتتقي‬ ‫مربض املستنفر احلامي)‬ ‫‪.‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪Benghaziblue@yahoo.co.uk‬‬


‫‪36‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫الصراع السياسي يف ليبيا‬

‫حممد نوري الراعي‬

‫القسم األول‪ :‬ويتمثل يف املليشيات وأمرائها ‪.‬‬ ‫القسم الثاني‪ :‬ويتمثل يف االحزاب السياسية‪.‬‬ ‫القسم التالث‪ :‬ويتمثل يف النخب السياسية‪.‬‬ ‫ان تفصيلنا وتقس���يمنا هلده احملاور املسؤولة عن‬ ‫الصراع ال يعين انفصاهل���ا عن بعضها فاحللقات‬ ‫تتداخ���ل ‪ ،‬فما يقع يف دائرة املليش���يات قد تكون‬ ‫ل���ه أذرع بأح���د االح���زاب ‪ ،‬والعك���س صحي���ح‪،‬‬ ‫فاحللق���ات ُمتش���ابكة‪ ،‬وليس���ت ُمنفصل���ه وم���ا‬ ‫جتزئته���ا وحتليله���ا كل على ح���دة إال لغرض‬ ‫التحليل والرتكيب‪.‬‬ ‫احملور االول ‪:‬‬ ‫ويتمثل يف املليشيات العسكرية بأمرائها وادرعها‬ ‫يف املؤمتر الوطين ومراكز االمن والدولة واليت‬ ‫ميكن تصنيفها يف‪:‬‬ ‫‪ -1‬مليشيات ذات طابع ايديولوجي‪.‬‬ ‫‪ -2‬مليشيات ذات طابع قبلي أو جهوي ‪.‬‬ ‫‪ -3‬مليشيات تتبع اصاب اجلاه والسلطان‪.‬‬ ‫‪ -4‬عصابات مسلحة ال حتمل اي توجه ساسي‬ ‫بل همها النفود والكس���ب غري املش���روع ‪ ،‬والعمل‬ ‫على عدم االستقرار‪.‬‬ ‫بالرغ���م م���ن هذا التقس���يم ف���ان نظرة س���ريعة‬ ‫لرتكيب���ة هذه املليش���يات تقودن���ا اىل خصائص‬ ‫جتم���ع فيم���ا بينه���ا كم���ا ان هن���اك خصائص‬ ‫متيزها عن بعض ‪ .‬اخلصائص املشرتكة تشمل‬ ‫التمسك بعدم تسليم اسلحتها واالصرار علىى‬ ‫تركيبته���ا والتعامل معها من قبل الدولة على‬ ‫اعتبارها تكتالت وجمموعات ووحدات مستقلة‬ ‫تتبع امرائه���ا‪ ،‬كما ان لكل منه���ا اهداف تتحكم‬ ‫يف سلوكها ‪ ،‬فاملليشيات ذات الطابع االيدلوجي‬ ‫جممله���ا حتم���ل صبغ���ة االس�ل�ام السياس���ي‪-‬‬‫ويغلب على س���لوكها التمسك بشعارات تطبيق‬ ‫الش���ريعة حس���ب فهمهم هلا وهو ما يرونه املنهج‬ ‫الض���روري للتحول م���ن الث���ورة اىل الدولة‪ ،‬اما‬ ‫الوجه االخرمن املليش���يات كاملليشيات القبلية‬ ‫واجلهوي���ة فيغل���ب عليه���ا طاب���ع املصلح���ة ‪،‬‬ ‫ومنهجها يتمثل يف اس���تخدام التهديد والعنف‬ ‫والقوة العاري���ة لتحيق مطالبها يف احلفاظ على‬ ‫نفودها القبلية او مطالبها اجلهوية‪ ،‬ما مييزهده‬ ‫املليش���يات هو معيار القوة والس�ل�اح التى متلكه‬ ‫والت���زام اعضائه���ا باهدافها املعلنة وغ�ي�ر املعلنة‪،‬‬ ‫الطابع اجلهوي او القبلي هلده املليش���يات ما هو‬ ‫اال انع���كاس ملوروث���ات قدمية تتمث���ل يف النفود‬

‫ق���ب���ل‬ ‫ان نستهل يف ال��دخ��ول يف‬ ‫مناقشة حم��اور الصراع وجب التنويه اىل‬ ‫حقيقة مهمة وهي ان الثورة الليبية هي ث��ورة شعب‬ ‫بكامله ضد نظام مستبد‪ ،‬فلوال تدافع األجيال من اباء وامهات‬ ‫وشباب وشابات ملا انتصر هدا الشعب على أعتى دكتاتوريات هدا‬ ‫العصر‪ ،‬ولوال مناصرة الدول الصديقة والشقيقة والسند الدولي ملا كللت‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير بالنصر‪.‬اننا نقدر وحني دور الشباب باعتبارهم الطليعة اليت‬ ‫قادت الكفاح املسلح وحني ايضا دور املدن اليت كانت شرارة الثورة ‪ ،‬ويف نفس‬ ‫الوقت نؤكد على ان هده الثورة هي ثورة شعب باجياله نساءا ورجاال شيوخا‬ ‫وشبابا من قرى وب��وادي ومدن ليبيا جمتمعة امتدت من شرقها اىل غربها ‪،‬‬ ‫مشلت كل ساحات الوطن‪.‬‬ ‫بعد مرور عامني من انتصار الثورة ‪ ،‬والتحاق الكثري من الثوار احلقيقني‬ ‫باجليش الوطين وقوى االمن أو الرجوع اىل سابق اعماهلم ‪،‬ال بد‬ ‫ان نعرتف بان هناك صراع على النفود أصبح ظاهر للعيان‬ ‫يظهر باشكال خمتلفة ويتموضع حتت مظالت‬ ‫متعددة ميكن ان نقسمها اىل ثالت‬ ‫اقسام ‪:‬‬ ‫والتنازع القبلي الدي ميتد يف امده القصري اىل‬ ‫عه���د ما قبل االس���تقالل كما انه امتد ورس���خ‬ ‫يف عهد النظام املقبور‪ .‬ان اصرارهده املليش���يات‬ ‫القبلي���ة على االس���تمرار‪ ، ،‬ما ه���و اال حرص من‬ ‫اعيانها وش���يوخها عل���ى التمس���ك بنفودهم وما‬ ‫جين���وه م���ن مزاي���ا وهبات مادي���ة‪ ،‬هن���اك ايضا‬ ‫تكوينات مس���لحة اخرى مثل مليشيات اصحاب‬ ‫النف���وذ واملال واجلاه والس���لطان وهي عبارة عن‬ ‫مرتزق���ة وظفوا لغرض محاي���ة اصحاب النفود‬ ‫وامل���ال واملتطلعون اىل تولي مراكز أو احملافضة‬ ‫على مكتس���بات ‪ .‬كم���ا ميكننا ان نقول ان غياب‬ ‫الس���لطة املركزي���ة وقوته���ا الكاس���حة وفت���ح‬ ‫الس���جون وهروب الكثري م���ن اجملرمني مكن من‬ ‫تواج���د عصاب���ات ابت���زاز وس���طو عل���ى املمتلكات‬ ‫وسيطرة على احياء ومناطق بسم الثوار‪ ،‬وتعترب‬ ‫ه���ده االخرية عنصر مباش���ر لعدم االس���تقرار ‪،‬‬ ‫فه���ى ال تتقيد بقان���ون او قواعد للعبة سياس���ية‬ ‫بل همها هو ما تتحصل علية من مكاسب حبلول‬ ‫الظالم‪.‬‬ ‫ان تتبعنا منو قوة املليش���يات املس���لحة ميكننا ان‬ ‫نقول انها كانت نتيجة مباشرة حلرب التحرير‬ ‫ووليدة للفراغ السياسي يف حرب التحرير ولقد‬ ‫س���اهم يف متكنها غياب قيادة سياسية فاعلة من‬ ‫بداي���ات الثورة ودع���م دول هلا حتت بند مناصرة‬ ‫الثوار ‪ ،‬وبالرغم من مش���اركة الغالبية العظمى‬ ‫من الليب�ي�ن والتحامه���م بالث���ورة يف وقت مبكر‬ ‫اال ان نفود بعض املليش���يات واهدافها السياس���ية‬ ‫اصبح���ت ظاه���رة للعيان بع���د اغتيال ال���واء عبد‬ ‫الفت���اح يون���س وع���دم ق���درة اجملل���س االنتقالي‬ ‫عل���ى التحكم فيها او الس���يطرة عليه���ا وتقديم‬ ‫اجلن���اة للمحاكم���ة الس���ريعة واحلس���م يف‬ ‫قضي���ة االغتي���ال ‪ ،‬كما ميكنن���ا ان نق���ول ان ما‬ ‫ن���راه االن من تغ���ول للمليش���يات له ج���دوره يف‬ ‫البداي���ات االوىل للث���ورة وبتحال���ف م���ع بع���ض‬ ‫م���ن اعض���اء اجملل���س االنتقال���ي ظنا منه���م بأن‬ ‫دل���ك يضمن هل���م مكانا بع���د االس���تقرار‪ .‬هناك‬ ‫اخط���اء م���رت بها القي���ادة السياس���ية يف اجمللس‬ ‫االنتقالي وحكومته جتس���دت يف عدم الش���فافية‬ ‫وكش���ف املس���تور وع���دم االعالن ع���ن خارطة‬ ‫طري���ق تنهي وضع املليش���يات وتؤك���د على انه‬

‫ال شرعية خارج ش���رعية الدولة‪ .‬فغياب اخلربة‬ ‫السياسية والشفافية حولت خطبة التحرير اىل‬ ‫الدع���وة اىل خطب���ة تعدد للزوج���ات‪ ،‬اذ مل جيرأ‬ ‫رئي���س اجملل���س االنتقال���ي وال حكوم���ة الس���يد‬ ‫جربيل املس���تقيلة وال حكومة الكي���ب من بعدها‬ ‫اىل مصارحة ومكاش���فة الش���عب ب���ان الثورة قد‬ ‫تس���رق من قبل املليش���يات دات املي���ول املتطرفة‬ ‫‪ ،‬املُؤس���ف ايضا ه���و ظهور رئيس املؤمتر الوطين‬ ‫بعد مظاهرة بنغازي املليونية يف مؤمتر صحفي‬ ‫ليعل���ن وباس���تحياء بان بعض الكتائب املس���لحة‬ ‫هي حتت راية الش���رعية والدولة وبالتالي فوت‬ ‫على الوط���ن فرصة دهبية حلل هده املليش���يات‬ ‫‪ ،‬لق���د كان بامكان���ه ان يكاش���ف ويلتح���م مع‬ ‫الش���عب ويطال���ب املتظاهري���ن حبل املليش���يات‪.‬‬ ‫بالرغ���م من دلك كل���ه نرى ان الس���يد املقريف‬ ‫اختد قراره ليس ملكاس���ب سياس���ية أو شخصية‬ ‫ولكن���ه كان اجتهاد منه بدافع وطين اتبث االيام‬ ‫بان���ه كان على خطأ‪ .‬ما ن���ود ان نؤكد عليه ان‬ ‫حالة عدم االس���تقرار كانت وال زالت متصدرة‬ ‫الش���أن اللييب واملس���ؤول االول واالخ�ي�ر عنها هو‬

‫املليش���يات املس���لحة وامراء احلرب واليت انتهك‬ ‫بعضه���ا حرم���ة املؤمترالوط�ن�ي اكث���ر من مرة‬ ‫ومجدت اجتماعاته واخضعت بعض من قراراته‬ ‫لالبت���زاز واملس���اومة عل���ى املصلح���ة الوطني���ة‬ ‫والرض���وخ اىل األم���ر الواقع حتت قوة الس�ل�اح ‪،‬‬ ‫لقد اس���تندت املليش���يات املس���لحة يف جمموعها‬ ‫على مبدأ الش���رعية الثوري���ة واجنداتها الدينية‬ ‫وكأنه���ا بدل���ك متتل���ك الث���ورة وهل���ا احل���ق يف‬ ‫التح���دث بس���م الش���عب ‪،‬وه���و منهج اس���تبدادي‬ ‫اس���تخدمه املقبور مند خط���اب زوارة وجمازر ‪7‬‬ ‫ابريل وزحف اللجان الثورية ومدحبة بوس���ليم‪.‬‬ ‫ال يعين ما نقولة هو التش���كيك يف الثوار الشرفاء‬ ‫والدي���ن ينتم���ون اىل القاعدة الش���عبية جبميع‬ ‫مكوناته���ا واجتاهاتها واليت ش���اركت يف حترير‬ ‫الوط���ن‪ ،‬فلق���د فض���ل الكثري من ه���ؤالء الرجوع‬ ‫اىل اعماهلم بدون ان يطلبوا مكاسب شخصية او‬ ‫مردودا لنضاهلم فالكثري منهم التحق باجليش‬ ‫الوط�ن�ي او الش���رطة بش���كل ف���ردي وبطريق���ة‬ ‫مش���روعة ومتمش���ية م���ع القوان�ي�ن واالع���راف‬ ‫العس���كرية واالمني���ة وفضل االخ���ر الرجوع اىل‬ ‫س���ابق اعماله‪ .‬ان اس���تمرار املليشيات وبعض من‬ ‫تش���كيالتها ما هو اىل س���طو يف وضح النهار على‬ ‫حل���م الليبني لبناء دولة دس���توريه ذات مؤس���ات‬ ‫حيكمها القانون وتقوم على النهج الدميقراطي‪،‬‬ ‫عقبت جمل���ة " االهرام العربي " يف عددها ‪-4-1‬‬ ‫‪ 2013‬على املليشيات املتطرفة بالتالي‪:‬‬ ‫"عل���ى الرغم من أن حكام ليبي���ا اجلدد يواجهون‬ ‫صعوبات كب�ي�رة يف فرض س���لطتهم على عدد‬ ‫كب�ي�ر من امليليش���يات املس���لحة اليت ش���اركت‬ ‫يف اإلطاح���ة بالق���ذايف يف ‪ 2011‬واليت مل تتخل‬ ‫عن مح���ل الس�ل�اح إىل اآلن برغم م���رور أكثر‬ ‫من (عامني) على س���قوط نظ���ام القذايف‪ .‬فإنهم ـ‬ ‫قادة ليبيا اجلدد ـ يعتمدون على هؤالء يف بسط‬ ‫األم���ن وس���يطرة الدول���ة‪ .‬وتتك���ون غالبية هذه‬ ‫اجلماعات من تيارات متباينة يغلب عليها التيار‬ ‫الديين املتشدد‪ ،‬وحيظون يف ليبيا اجلديدة بدور‬ ‫مهم ورئيس���ي يف احلكم القائم‪ ،‬كما أن غالبية‬ ‫ه���ؤالء أصب���ح اآلن يف مواق���ع قيادي���ة وأمني���ة‬ ‫حساس���ة يف ليبيا اجلديدة‪ .‬ويشرف هؤالء أيضا‬ ‫عل���ى الس���جون ال�ت�ي يعتقل فيه���ا رم���وز النظام‬ ‫الس���ابق‪ ،‬وخصوصا من يتم ترحيلهم من الدول‬ ‫ال�ت�ي تس���لمهم إىل ليبي���ا‪ .‬حي���ث يت���م اعتقاهلم‬ ‫يف(سجون) بطرابلس‪ ،‬وهم من يقوم بالتحقيق‬ ‫واالعتق���ال ومجي���ع اإلجراءات األمني���ة‪ ،‬وهؤالء‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫"عل���ى الرغم م���ن أن حكام ليبيا اجل���دد يواجهون صعوب���ات كبرية يف فرض‬ ‫س���لطتهم على عدد كبري من امليليشيات املس���لحة اليت شاركت يف اإلطاحة‬ ‫بالقذايف يف ‪ 2011‬واليت مل تتخل عن محل السالح إىل اآلن برغم مرور أكثر‬ ‫من (عامني) على س���قوط نظ���ام القذايف‪ .‬فإنهم ـ قادة ليبي���ا اجلدد ـ يعتمدون‬ ‫على هؤالء يف بسط األمن وسيطرة الدولة‬ ‫نسبت إليهم أخريا تهم تتعلق بانتهكات حقوقية‬ ‫خطرية ووصفتها منظمات ليبية حقوقية بأنهم‬ ‫غري مؤهلني للعمل األمين خاصة املعتقالت"‪.‬‬ ‫القسم التاني‪ :‬األحزاب والنخب السياسية‪:‬‬ ‫مل تع���رف ليبي���ا اب���ان العه���د امللكي او الس���لطة‬ ‫املس���تبدة يف عه���د الق���ذايف اي نوع م���ن الصراع‬ ‫احلزب���ي املُعلن فلق���د صدر قرار مبنع تش���كيل‬ ‫االح���زاب السياس���ية يف العه���د امللك���ي مبك���را‬ ‫كم���ا ح���رم القدايف االح���زاب مبقولت���ة املعلنة‬ ‫" م���ن حت���زب خان" وش���ن ح���رب ال ه���وادة فيها‬ ‫عل���ى اصحاب ال���رأي والتنكي���ل والرمي بهم يف‬ ‫الس���جون او التخل���ص منه���م عرباالغتي���ال‪ .‬ان‬ ‫تش���كيل االح���زاب عالنية داخ���ل الوط���ن بقيام‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير وااللتحاق الكثري من النش���طاء‬ ‫السياس�ي�ن بتعدد اجتاهاتهم به���ا يعترب ظاهرة‬ ‫اجيابية عكس���ت التطل���ع الدميقراط���ي للكثري‬ ‫من الليبني رغم اختالف توجهاتهم وخلفياتهم‬ ‫السياس���ية ورغ���م ع���دم ص���دور قان���ون منظ���م‬ ‫لألح���زاب ‪ .‬لق���د تعددت االح���زاب وتش���كيالتها‬ ‫بع���د الث���ورة وميكن ان نق���ول ب���ان البعض منها‬ ‫تربطه عالقات وطيدة مع املليش���يات املس���لحة‬ ‫ذات التوجه االس�ل�امي كما ان البعض االخرهو‬ ‫واجهة لقبائ���ل او حتالفات قبلية أو جهوية ‪ ،‬اما‬ ‫البع���ض االخر فه���و يعكس النخ���ب الليبية ذات‬ ‫املطالب احلقوقية ‪.‬‬ ‫ميكنن���ا ان نلخص توجهات هده االحزاب من يف‬ ‫جناحني رئيسني ‪.‬‬ ‫‪ -1‬حمور االسالم السياسي‪.‬‬ ‫‪ -2‬حمور التحالف الوطين‪.‬‬ ‫‪ -3‬النخب السياسية‪.‬‬ ‫اوال ‪ :‬جناح األس�ل�ام السياس���ي وميثله مجاعات‬ ‫األس�ل�ام السياس���ي بتع���دد امسائه���م احلزبي���ة‬ ‫والسياس���ية وم���ن اهمها ح���زب العدال���ة والبناء‬ ‫واه���م ركائ���زه‪" :‬ع���دم خمالف���ة التش���ريعات‬ ‫والقوانني للش���ريعة االس�ل�امية‪ ،‬وان الش���ريعة‬ ‫االس�ل�امية صاحلة لكل زمان ومكان‪ ،‬ومقاصد‬ ‫الشريعة هي األسس العامة للمشروع السياسي‬ ‫للح���زب" املص���در "ويكيبيدي���ا"‪ .‬وان كان حزب‬ ‫العدال���ة والبن���اء يقبل املش���روع الدميقراطي يف‬ ‫بن���اء الدولة فهن���اك احزاب اخ���رى كاجلماعة‬ ‫االسالمية املقاتلة سابقا جتاهر بسعيها القامة‬ ‫الدولة االسالمية حسب منظورها‪.‬‬ ‫اح���زاب االس�ل�ام السياس���ي متيزت ع���ن غريها‬ ‫بتنظيماته���ا احملكم���ه وانظباطه���ا وس���رعة‬ ‫حتركه���ا ومتركز اعضائه���ا يف دائرة أو دوائر‬ ‫صن���ع الق���رار من���د ان���دالع الش���رارات االوىل‬ ‫للث���ورة ‪ .‬فلقد س���يطرت ه���ده اجملموعات عدديا‬ ‫عل���ى اجمللس االنتقال���ي احلاك���م واّليات صنع‬ ‫القرار في���ه ومتكن افرادها م���ن اعتالء املناصب‬ ‫احلساس���ة يف الدول���ة ع�ب�ر ادرعه���ا العس���كرية‬ ‫والقبلي���ة ‪ .‬مل ختفي ه���ده اجملموعات اجنداتها‬ ‫السياس���ية ‪ ،‬كم���ا ان تنفده���ا اتاح هل���ا يف وقت‬ ‫مبكر من اقصاء الكثريين من دائرة صنع القرار‬ ‫يف املراح���ل االوىل للث���ورة‪ .‬لق���د كان بام���كان‬ ‫جمموعات االسالم السياس���ي لو اتفقت فيما ما‬ ‫بينها وامتلكت رؤيا مس���تقبلية ان تسيطر على‬ ‫جمرى االمور يف الثورة الليبية ‪ ،‬ولكن وبالرغم‬ ‫م���ن قوته���ا ومتكنه���ا اثبتت مب���ا ال ي���دع جماال‬ ‫للش���ك عن عدم خربتها يف االدارة وقدرتها على‬ ‫قي���ادة مرحل���ة التحول م���ن الث���ورة اىل الدولة‬

‫وغي���اب رؤي���ا واضح���ة لتس�ي�ر ش���ؤون الدولة ‪،‬‬ ‫كم���ا برهن اتب���اع هدا التيار عل���ى قدرتهم على‬ ‫التمركز يف دائرة صنع القرار ولكنهم يف رأيي‬ ‫فشلوا يف ادارة التحول ‪ .‬احملصلة هي ان اصحاب‬ ‫هذ ا التيار مل حيرزوا تقدما كبريا على مستوي‬ ‫صناع���ة ال���رأي خصوصا بعد تولي الس���يد على‬ ‫زيدان رئاسة الوزارة الليبية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬حمور التحالف الوطين ‪:‬‬ ‫يتش���كل التحال���ف الوط�ن�ي م���ن العدي���د م���ن‬ ‫االح���زاب فضلت ان تتوحد حتت اس���م التحالف‬ ‫حت���ى يك���ون هل���ا تواج���د وحض���ور يف انتخابات‬ ‫املؤمت���ر الوطين الع���ام ‪ ،‬كما انه���ا ركزت على‬ ‫مب���ادئ عام���ة تش���كل ارضية مش�ت�ركة اتفقت‬ ‫عليها هده االحزاب ‪ .‬اكد التحالف يف منشوراته‬ ‫عل���ى الت���زام بالش���ريعة االس�ل�امية كمص���در‬ ‫اس���اس التش���ريع ولكنه مل يدهب بعي���دا لينادي‬ ‫بالدول���ة الدين���ة كم���ا ان منش���وراته اش���ارت‬ ‫اىل االلت���زام باملب���ادئ العام���ة حلقوق االنس���ان‬ ‫كاملساواة وتكافؤ الفرص وحقوق املرأة والتزام‬ ‫بالنه���ج واملس���ار الدميقراط���ي‪ .‬ما يلف���ت النظر‬ ‫ح���ول التحال���ف ه���و ش���خصية الس���يد حممود‬ ‫جربي���ل واراءه يف التحول م���ن الثورة اىل الدولة‬ ‫واألخد باملنهج العلمي واملعرفة ‪ ،‬اكثر مفردات‬ ‫الس���يد جربيل ش���يوعا هي الدعوة اىل" جمتمع‬

‫ب���ه الكثري م���ن الليبني عل���ى انه ضرورة ماس���ة‬ ‫للخروج من حقبات التخلف اليت ميكن ان نقول‬ ‫انها متتد اىل ق���رون عدة بينما الثاني أي الطرح‬ ‫االيديولوجي فيعتمد على منظومة من االفكار‬ ‫متماس���كة حت���اول ان تعط���ي تفس�ي�را للحي���اة‬ ‫االجتماعية والسياسية واالقتصادية للمجتمع‬ ‫كما حت���اول ان تطرح احللول احملكمة هلا‪ .‬من‬ ‫ه���دا الفه���م ميكنن���ا ان نق���ول ان الط���رح املعريف‬ ‫ليس مبغلق وال يقص���ي احدا بل مفتوح لكل ما‬ ‫يأت���ي به العل���م من حلول‪ .‬ق���د ال يتعمق املواطن‬ ‫العادي يف تقاصي���ل نظرية املعرفه ولكننا ميكن‬ ‫ان نقول ب���ان قبوهلا كان نتيج���ة لنفور العامة‬ ‫م���ن االيديولوجيات الس���ابقة واملطروحة واليت‬ ‫ش���هدتها املنطقة مبختلف انواعه���ا واليت تبنتها‬ ‫اح���زاب مث���ل األح���زاب الش���يوعية او االح���زاب‬ ‫القومي���ة او االس�ل�امية كما ان الش���عب اللييب‬ ‫عاش بعموم���ه ومشوله الكارثه اليت جلبها له ما‬ ‫مسي يف عهد النظ���ام املقبور "بالنظرية العاملية‬ ‫التالثة" و"الكتاب األخضر"‪.‬‬ ‫ان حاولنا البحث يف الس���ؤال مل���ادا جنح التحالف‬ ‫وفش���ل غريه يف احلصول على اكثر من مليون‬ ‫ص���وت يف انتخاب���ات املؤمت���ر الوط�ن�ي؟ اقول انه‬ ‫اس���تطاع من خالل احلضور االعالمي التعريف‬ ‫بنفس���ه عل���ى انه حزب وس���طي غ�ي�ر متزمت او‬

‫املعرفة" ونب���د االيديولوجي���ات واعتبارها افكارا‬ ‫ميت���ة‪ .‬قد ختتل���ف التعريفات الفلس���فية ملفوم‬ ‫املعرف���ه وال ارى ان اجملال خي���ص دلك ولكن ان‬ ‫حاولن���ا ان نفهم هدا املعين كما يطرحه الس���يد‬ ‫جربيل فيمكننا ان نقول بان املعرفة تعين االخد‬ ‫باملنهج العلمي يف التعامل مع مش���اكل اجملتمع‬ ‫واس���تخدام لغ���ة العقل واحملاجج���ة الفكرية يف‬ ‫حتليلها وتركيبها واجياد احللول الرقمية هلا‪.‬‬ ‫وميكننا ان نس���تخلص من دلك ان السيد جربيل‬ ‫مل يلجأ اىل الط���رح االيديولوجي الفكري الدي‬ ‫يقدم حلول ش���املة وكاملة ملا يواجهه الش���عب‬ ‫اللييب من مشاكل ورثت من قبل العهد السابق‬ ‫ب���ل فض���ل التعام���ل معه���ا عل���ى اس���اس معريف‬ ‫‪ .‬الف���رق ب�ي�ن املعرف���ة وااليديولوجي���ة شاس���ع‬ ‫فاالول يدعوا اىل العمل باملنهج وما توصلت اليه‬ ‫العل���وم التجريبي���ة ‪ ،‬كما انه يتضم���ن االنفتاح‬ ‫على عامل املعرفة والبحث العلمي وهو ما يش���عر‬

‫منغلق كما ان الس���يد جربي���ل اثبت قدرته على‬ ‫ان ل���ه خ�ب�رة يف جم���ال االدراة وبرنام���ج حمدد‬ ‫جن���ح يف تس���ويقه للن���اس‪ ،‬كم���ا ان خماطبت���ه‬ ‫لعدة ش���رائح من اجملتمع كالشباب ودورهم يف‬ ‫القيادة املس���تقبلية وتأكي���ده على حقوق مثل‬ ‫احلقوق االمازيغية وحقوق املرأة س���اعدت على‬ ‫قبول اطروحات���ه ‪ ،‬تكللت محلة الس���يد حممود‬ ‫جربي���ل حبص���ول التحالف على اص���وات اكثر‬ ‫من مليون ناخب وجين اكثر املقاعد يف القوائم‬ ‫احلزبي���ة‪ .‬بالرغم من دلك كله يعترب التحالف‬ ‫حتالف���ا رخ���وا غ�ي�ر متماس���ك كم���ا ان هن���اك‬ ‫مبادئ مثل تأكيده على الش���ريعة الألسالمية‬ ‫تضع���ه يف املنطق���ة الرمادي���ة يتجاذبه���ا اليمني‬ ‫واليس���ار‪ .‬ان احس���نا الظن بالتحال���ف فنقول انه‬ ‫ينتهج نهجا برامجاتيا وان اس���أنا الظن فسنقول‬ ‫ان توجهات���ه تتغ�ي�ر بتغري املش���هد السياس���ي وما‬ ‫يفرضه من جدب وطرد‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫النخب السياسية ‪:‬‬ ‫ومتثل هده الشرحية الواسعة من افراد اجملتمع‬ ‫واليت تتش���كل يف غالبيتها من الطبقة الوس���طى‬ ‫من كت���اب ومتقفني وموظف�ي�ن واعضاء هيئة‬ ‫التدري���س يف اجلامع���ات واملعاه���د وامل���دارس‬ ‫والفقه���اء وش���يوخ القبائ���ل والتج���ار ‪ .‬ميكننا ان‬ ‫نطل���ق لفظ الطبقة الوس���طى على ه���ده الفئة‬ ‫م���ن باب اجملاز فق���ط فهولي���س بالدقيق كون‬ ‫ه���ده الفئ���ة عرفت تارخيي���ا باس���تقالليتها عن‬ ‫الدول���ة من خ�ل�ال النش���اط التج���اري والعمل‬ ‫والكس���ب يف جماالت القطاع اخل���اص‪ ،‬أما هذه‬ ‫الفئ���ة ال�ت�ي نش�ي�رهلا بالنخ���ب السياس���ية فهي‬ ‫تكتس���ب يف غالبيته���ا م���ن الوظيف���ة احلكومية‬ ‫وامل���ال الع���ام‪ ،‬مثل���ت ه���ده الفئ���ة يف م���ا مس���ي‬ ‫باملس���تقلني يف املؤمت���ر الوط�ن�ي بالرغ���م م���ن‬ ‫ان بع���ض م���ن ه���ؤالء كش���فوا ع���ن انتمائاتهم‬ ‫احلزبي���ة الحقا‪ .‬ما نود الوصول اليه هو ان أغلب‬ ‫جمموع���ات هده النخبة ال تنطوى حتت تنظيم‬ ‫سياس���ي حمكم كما ينقصها الرتابط واالتفاق‬ ‫عل���ى مبادئ حمددة‪ ،‬وس���يظل الكثري منها هدفا‬ ‫للتجادبات السياسية ‪ ،‬بالرغم من دلك ميكننا ان‬ ‫نق���ول ان هده الفئة تتفق يف عمومها على اقامة‬ ‫دولة املؤسسات والقانون ‪ ،‬كما ان دورها سيظل‬ ‫مهم���ا يف االنتخاب���ات القادم���ة ورف���ع التوعي���ة‬ ‫واحل���س الوطين الغ�ي�ر مؤدجل‪ .‬ميك���ن ان يكون‬ ‫للنخ���ب السياس���ية دور هام يف حتريك مس���ألة‬ ‫الدس���تور ووض���ع بصمات وطني���ة غري مؤدجلة‬ ‫عل���ى موادة اال ان صوتها يف الش���ارع ال زال خافتا‬ ‫فه���ي تفتقر لرموز وطني���ة واضحة حتركها ‪،‬‬ ‫مبعن���ى اخر انها تفتقد اىل قي���اداة كارزمية هلا‬ ‫رؤي���ا وخطة طري���ق للمس���تقبل جتتمع حولة‬ ‫الناس وتتبناه كمطالب واستحقاقات وطنية‪.‬‬ ‫ميكننا ان نجُ مل حديتنا على ان حماور الصراع‬ ‫السياس���ى يف ليبي���ا هو صراع وان ب���دا يف ظاهره‬ ‫ره�ي�ن لصارعات االح���زاب السياس���ية اال انه يف‬ ‫واقعه متش���ابك حتكمه عوامل جغرافية تتمثل‬ ‫يف رقعة الوطن الشاسعة ودميوغرافية وتتمثل‬ ‫يف الغالبية من قطاع الش���باب العاطل عن العمل‬ ‫وعالق���ات قبلي���ة متيزت يف الس���ابق باحلصول‬ ‫على مكاس���ب حت���ت مظل���ة التوازن���ات القبلية‪.‬‬ ‫ص���راع عل���ى املكاس���ب يش���مل الفئ���ات املتطلعه‬ ‫اىل احلص���ول عل���ى حصته���ا م���ن ام���وال الثروة‬ ‫البرتولي���ة وبأقل جهد عرب ش���بكات معقدة من‬ ‫اصح���اب النفود‪ .‬احلقيقة البينة يف جمتمعنا ان‬ ‫الصراع السياس���ي بني الفئات املتصارعة يعكس‬ ‫ايض���ا دور الدول���ة الريعي���ة واليت يرتب���ط فيها‬ ‫زواج السياسة باالقتصاد ‪ ،‬اذ ليس هناك طبقات‬ ‫او فئات مس���تقلة تتمتع بس���تقالهلا عن الدولة‬ ‫بل ميكنن���ا ان نؤكد بان الغالبي���ة العظمى من‬ ‫حم���اور الص���راع تعتم���د يف دخله���ا عل���ى موارد‬ ‫ومش���اريع وروات���ب الدول���ة وم���ا صراعها على‬ ‫النف���ود اال انع���كاس حلرصه���ا عل���ى ان تكون يف‬ ‫مواق���ع متقدمة من صنع الق���رار واخد حصتها‬ ‫م���ن الكيكة البرتولي���ة‪ .‬هناك اس���تتناءات وال بد‬ ‫من التأكيد عليها تتمثل يف االصوات الوطنية‬ ‫داخل حماور الصراع‪.‬‬ ‫هن���اك نقط���ة اخ�ي�رة اراه���ا مهم���ة وه���ي ان‬ ‫التجاذب���ات احلزبية والقبلي���ة واجلهوية وتعقد‬ ‫مش���كلة املليش���يات س���اهمت يف بُ���طء مرحل���ة‬ ‫التحول م���ن الثورة اىل الدول���ة وخلق حالة من‬ ‫الفوض���ى ‪ ،‬بالرغم من ذلك كل���ه ارى ان موقع‬ ‫ليبي���ا اجلغ���رايف وموارده���ا البرتولي���ه ستش���كل‬ ‫عائقا كبريا مل���ن يريد صوملته���ا او اجلنوح بها‬ ‫اىل دول���ة مارق���ة ‪،‬او دول���ة ديني���ة متطرف���ة أو‬ ‫منقسمة على نفس���ها‪ ،‬فالقوى الوطنية ال زالت‬ ‫حاضرة‬ ‫وقرار جملس األمن وبالتحديد البند السابع ال‬ ‫زال ساريا ومصاحل الدول الكربى ال زالت قائمة‪.‬‬ ‫‪mnesfoodproducts@aol.com‬‬


‫‪38‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫فيلم األمل عن‬ ‫تهميش املرأة‬ ‫املسلمة‬ ‫تزامن���ا م���ع اإلحتف���االت بي���وم امل���رأة العامل���ي‬ ‫عرض���ت ع���دد م���ن دور الع���رض األوروبي���ة‬ ‫النس���خة األولي م���ن فيلم ( األم���ل) للمخرجة‬ ‫والفنان���ة اهلولندي���ة م���ن أصول عربي���ة ( رجاء‬ ‫املهن���دس ) حيث قدمت في���ه من خالل جتربتها‬ ‫اخلاصة صورة املرأة املس���لمة وم���ا تعلق بها من‬ ‫ص���ور منطي���ة قادمة م���ن الش���رق والغ���رب يف‬ ‫حماولة لبعث أمل جديد للمراة املسلمة ‪.‬‬ ‫والفنان���ة رج���اء املهندس م���ن أم جزائرية واب‬ ‫مغرب���ي تعي���ش بهولن���دا ت���روي يف ه���ذا الفيلم‬ ‫رؤيته���ا آلمال املرأة املس���لمة من حي���ث موقعها‬ ‫كمخرج���ة وفنانة يف ع���امل الغناء واملوس���يقي‬ ‫‪ ،‬وجتس���د التح���والت ال�ت�ي ج���رت ألحاسيس���ها‬ ‫وهويتها وما عايش���ته علي إمت���داد ‪ 18‬عاما بني‬ ‫الثقاف���ات املختلف���ة ‪ ،‬كما نقل الفيلم مش���اهد‬ ‫ت���روي دوره���ا يف صناع���ة املوس���يقي الروحي���ة‬ ‫واحلديث���ة حي���ث تس���عي إلب���راز واق���ع النس���اء‬ ‫املس���لمات مب���ا فيهن هي نفس���ها الألئ���ي ضللن‬ ‫خمفيات يف الظل ‪.‬‬ ‫وتعت�ب�ر رج���اء املهندس من ب�ي�ن قائمة ‪500‬‬ ‫مس���لم له تأثري يف العامل ‪ ،‬وتقول رجاء املهندس‬ ‫بأن اهلدف من إنتاج الفيلم هو اإلنتباه إلي حالة‬ ‫التهمي���ش املمنهجة أحيان���ا والعفوية يف أحيان‬ ‫أخ���ري اليت تتعرض هلا املرأة املس���لمة واملبدعة‬ ‫يف الش���رق والغرب مع���ا ‪ ،‬وقالت لقد حان الوقت‬ ‫ألن ندعم هذه الفئة من الفنانني الذين ميثلون‬ ‫مجهورا كبريا وتتجاهلهم مصانع اإلبداع ‪.‬‬ ‫ولق���د لق���ي الفيل���م ترحيبا كبريا واش���اد به‬ ‫النق���اد حيث تق���ول احملللة الثقافي���ة األمريكية‬ ‫املس���لمة ( ديون���ا كيلي ) بأنها معجب���ة بالفيلم‬ ‫وأن���ا كأمريكي���ة مس���لمة أج���د نفس���ي يف هذا‬ ‫الفيل���م ويبع���ث يف األم���ل وأن الفيل���م يس���تلهم‬ ‫اهلوي���ة ولكن���ه ال يتقوق���ع فيه���ا وان رس���الته‬ ‫قوي���ة تبع���ث األمل لدي امل���رأة يف ع���امل حياول‬ ‫حماصرتها لكونها فقط مسلمة أم إمرأة ‪.‬‬

‫إفتتاح فعاليات‬ ‫مهرجان اجلنادرية‬ ‫إنطلقت األسبوع املاضي فعاليات مهرجان‬ ‫اجلنادري���ة الوط�ن�ي لل�ت�راث والثقاف���ة ال���ذي‬ ‫تنظمه اململكة العربية الس���عودية بداية شهر‬ ‫أبري���ل م���ن كل عام حت���ت إش���راف احلرس‬ ‫الوط�ن�ي الس���عودي وبرعاية س���امية من قبل‬ ‫امللك ‪.‬‬ ‫ويف هذا العام أختريت الصني ضيف شرف‬ ‫املهرجان‪ ،‬وتش���مل فعاليات املهرجان أنش���طة‬ ‫متع���ددة تتمث���ل يف الش���عر الش���عيب واأللعاب‬ ‫والفنون الشعبية وسباقات الفروسية واهلجن‬ ‫وعروض موس���يقية غنائية وعروض لألزياء‬ ‫واملقتني���ات الش���عبية م���ن خمتل���ف مناط���ق‬ ‫اململك���ة ومعرض���ا للكت���اب وس���وقا ش���عبيا‬ ‫ومرك���زا للتوثي���ق ‪ ،‬باإلضاف���ة إل���ي ن���دوات‬ ‫ثقافي���ة يدعي هلا ع���دد من املثقف�ي�ن واألدباء‬ ‫والكت���اب واملفكري���ن والش���عراء والفنان�ي�ن‬ ‫واملصورين من عدة دول ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫اإلحتفاء بفيلم ‪60×50‬‬ ‫إحتضنت سينما املهاري مبدينة طرابلس‬ ‫إحتفالية ع���رض فيلم ‪ 60 × 50‬للمخرج‬

‫ربي���ع الطرابلس���ي ومتثيل ‪ :‬م���راد العريف‬ ‫– هن���د عم���ار – عل���ي األوجلي – حس���ام‬

‫الطابوني – حممد الناجم – موسي القرم‬ ‫‪ ،‬والسناريو للفنان أنيس بوجواري ‪ ،‬جضر‬ ‫الع���رض وزي���ر الثقاف���ة واجملتم���ع املدني‬ ‫ومدي���ر إدارة املهرجان���ات بهيئ���ة الس���ينما‬ ‫واملس���رح ولفيف من الفنانني واإلعالميني‬ ‫والنقاد واملهتمني بفن السينما ‪.‬‬ ‫يتحدث الفيلم عن فرتة الس���تينات حيث‬ ‫ينق���ل الفيل���م ص���ورة ع���ن حي���اة اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي يف تل���ك الف�ت�رة خاص���ة مدين���ة‬ ‫طرابل���س وضواحيه���ا ‪ ،‬الفيل���م م���ن إنتاج‬ ‫وزارة الثقاف���ة واجملتم���ع املدن���ي يف ب���ادرة‬ ‫منها لتش���جيع املواهب من الش���باب الواعد‬ ‫خل���وض غمار ه���ذه التجربة الس���ينمائية‬ ‫كخط���وة لتنش���يط ه���ذا اجمل���ال خاص���ة‬ ‫بع���د النجاح الكبري واحلضور الذي ش���هده‬ ‫مهرج���ان الس���ينما املس���تقلة ال���ذي أقي���م‬ ‫مبدينة بنغازي الشهر املاضي ‪.‬‬

‫إختتام مهرجان األقصر السينمائي‬ ‫يف إحتفال فين كبري أختتمت فعاليات‬ ‫مهرجان األقص���ر للس���ينما اإلفريقية يف‬ ‫دورت���ه الثانية ‪ ،‬ويعت�ب�ر مهرجان األقصر‬ ‫الس���ينمائي جدي���د يف فكرت���ه حي���ث تقام‬ ‫تظاه���رة ثقافي���ة س���ينمائية أفريقي���ة و‬ ‫ميثل هذا احلدث السينمائي عودة للهوية‬ ‫اإلفريقي���ة لتتالق���ي الثقاف���ة والفن���ون‬ ‫وأح�ل�ام الش���عوب اإلفريقي���ة يف بوتق���ة‬ ‫واح���دة ‪ ،‬كم���ا يتمي���ز مهرج���ان األقصر‬ ‫بإبتعاده ع���ن املركزية يف مدينة القاهرة‬ ‫ال�ت�ي تتك���دس به���ا األح���داث الثقافي���ة‬ ‫واملهرجان���ات ‪ ،‬كما يه���دف املهرجان إلي‬ ‫إس���تعادة مص���ر لدورها الثق���ايف يف القارة‬ ‫اإلفريقية ‪.‬‬ ‫وحتص���ل الفيل���م التونس���ي ( م���ا منوتش‬ ‫) للمخ���رج التونس���ي الكبري ن���وري بوزيد‬ ‫عل���ي جائزة أفض���ل فيل���م ويق���ول الناقد‬ ‫املص���ري مس�ي�ر فري���د ع���ن ه���ذا الفيلم ‪:‬‬ ‫( الفيل���م التونس���ي م���ا منوت���ش يعرب عن‬ ‫مطال���ب احلرية ال�ت�ي خرجت م���ن أجلها‬ ‫ش���عوب الربي���ع العرب���ي للتخل���ص م���ن‬

‫الديكتاتوري���ات وه���ي احلري���ة ال�ت�ي تعين‬ ‫اجلمي���ع مب���ا يف ذل���ك م���ا يس���مي بالتيار‬ ‫اإلس�ل�امي السياس���ي ‪ ،‬ولك���ن أنص���ار هذا‬ ‫التي���ار خرجوا م���ن الس���جون وال يريدون‬ ‫احلري���ة إال ألنفس���هم بإعتباره���م م�ل�اك‬ ‫احلقيق���ة املطلق���ة مم���ا يعي���د إنت���اج‬

‫ديكتاتوريه جديدة ‪).‬‬ ‫وكان مهرج���ان األقص���ر ق���د ك���رم يف‬ ‫حفل اإلفتتاح الناق���د املصري مسري فريد‬ ‫والناقد التونس���ي الطاهر شريعة والفنانة‬ ‫يس���را واملخرج النيجري مصطفي احلسن‬ ‫واملخرجة شويكار خليفة ‪.‬‬

‫قزقيزة يف السجن‬ ‫حكم���ت حمكم���ة إس���تئناف مدين���ة‬ ‫الزاوي���ة بالس���جن مخس س���نوات علي‬ ‫الفن���ان املمثل اللييب يوس���ف الغرياني‬ ‫الش���هري بقزقيزة بتهمة معاداته لثورة‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر وتقدي���م برام���ج باإلذاعة‬ ‫الليبية سابقا حترض ضد ثورة فرباير‬ ‫وتس���اند كتائب الطاغي���ة ‪ ،‬وكان قد‬ ‫س���بق القبض علي الفنان قزقيزة منذ‬ ‫س���نة ونصف تقريبا قضاها يف س���جن‬ ‫مبدين���ة الزاوي���ة وتتلخ���ص الته���م‬ ‫املوجه���ة إلي���ه يف ‪ :‬مع���اداة ث���ورة ‪17‬‬ ‫فرباي���ر واإلض���رار باملواطنني وتضليل‬ ‫الرأي العام ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫حممد دومه‬

‫كلمة العدد‬

‫رائد حراس املرمى يف ليبيا‬

‫املشاركات‬ ‫اخلارجية مسئولية‬ ‫وطنية‬

‫فتحي الساحلي‬ ‫ول���د هذا الالع���ب يف مدينة بنغازي‬ ‫عام ‪ 1900‬م و ه���ي املدينة اليت كانت‬ ‫متصرفية تابعة لألس���تانة حيث كان‬ ‫يطلق على تل���ك الفرتة من تاريخ ليبيا‬ ‫(العه���د العثمان���ي الثان���ي) و ذل���ك بعد‬ ‫القض���اء عل���ى (العه���د الق���ره مانلي) و‬ ‫اعادة السيطرة على البالد ‪.‬‬ ‫وبع���د االحت�ل�ال االيطال���ي س���نة‬ ‫‪ 1911‬م كان حارس���نا صغ�ي�ر الس���ن‬ ‫و كان تائه���ا كأبن���اء جيل���ه حبثا عن‬ ‫اهلوي���ة و االنتم���اء م���ا ب�ي�ن املطرق���ة و‬ ‫الس���ندان ‪ ..‬ما بني من يدعون بأنهم دار‬ ‫اخلالفة االس�ل�امية و من يدعون انهم‬ ‫رسل احلضارة اجلديدة ‪.‬‬ ‫يف ع���ام ‪ 1915‬م و كن���وع م���ن‬ ‫الرتفيه ع���ن اجلنود االيطاليني نش���أت‬ ‫كرة القدم يف احضان سبخة الصابري‬ ‫و ال�ت�ي كان يطل���ق عل���ى ملعبها لقب‬ ‫امللعب االبيض( (‪CAMBO BIA N‬‬ ‫‪ )CO‬و كان صغرين���ا يتل���ذذ هن���اك‬ ‫بالفرج���ة على الالعب�ي�ن االيطاليني و‬

‫هم ميارسون هذه البدعة اجلديدة اليت‬ ‫يطل���ق عليها كرة الق���دم ‪..‬حيث كان‬ ‫يق���ف وراء ح���ارس املرم���ى االيطال���ي‬ ‫و يراقب���ه يف كيفي���ة مس���ك الك���رة و‬ ‫يتعجب كيف يس���مح له ان يفعل ذلك‬ ‫خالف باق���ي الالعبني ه���ذا االمر لفت‬ ‫انتباه���ه و ب���دأ يف تقليد ذل���ك احلارس‬ ‫من التقاط للكرة يف اهلواء او قذفها اىل‬ ‫منتص���ف امللعب و احب حراس���ة املرمى‬ ‫وصن���ع لنفس���ه ك���رة م���ن اجل���وارب‬ ‫(الشخش�ي�ر)و بدأ يلعب به���ا و يتقاذفها‬ ‫م���ع اقرانه و اصدقائه يف ازقة وش���وارع‬ ‫احياء املدينة و كان يشاركه يف اللعب‬ ‫ش���قيقه مصطف���ى و اصدقائ���ه حممد‬ ‫الرق���اب و ف���رج الرقي���ق و عل���ي الديك‬ ‫وحس�ي�ن مضغي���ة و كان ذلك مفرحا‬ ‫جدا بالنسبة اليه ‪.‬‬ ‫و كما كان يقف الس���اعات الطوال‬ ‫وراء ح���ارس املرم���ى االيطال���ي يراقبه‬ ‫و حيض���ر الي���ه الك���رة عندم���ا يعج���ز‬ ‫ع���ن صده���ا وتتج���اوزه ‪ ..‬و ايضا كان‬ ‫االيطالي���ون يراقبون���ه و ه���و مي���ارس‬

‫لعب���ة ك���رة الق���دم م���ع اقران���ه ‪ ..‬ويف‬ ‫احدى االيام طلب منه ان يقف حارس���ا‬ ‫لفريقه���م بعد غي���اب حارس���هم ‪..‬و قد‬ ‫فعله���ا و كان ذل���ك الي���وم اس���عد اي���ام‬ ‫حيات���ه الرياضي���ة حي���ث حتصل على‬ ‫فرصة اللعب مع الفرق االيطالية ‪.‬‬ ‫و يف عام ‪ 1920‬م عندما قرر الس���يد‬ ‫(النديين)رئيس احتاد الكرة يف بنغازي‬ ‫اقامة اول بطولة لكرة القدم يف املدينة‬ ‫بني فرق الوحدات االيطالية العسكرية‬ ‫مس���ح لفري���ق واح���د م���ن بنغ���ازي‬ ‫للمش���اركة يف ه���ذه البطول���ة و اطلق‬ ‫عليه لقب املس���تعد دائما (‪SEMBRE‬‬ ‫‪ )BRONTO‬كم���ا اطلق عليه ايضا‬ ‫(املختل���ط)اذ تك���ون من اربع���ة العبني‬ ‫ليبي�ي�ن و هم حمم���د دومه و مصطفى‬ ‫دوم���ه و حمم���د الرقاب و ف���رج الرقيق‬ ‫و العب�ي�ن ايطاليني و الع�ب�ي يونايني و‬ ‫العبني من االرمن و العب يهودي ‪.‬‬ ‫هذا وقد جرت تلك البطولة مبلعب‬ ‫(النديين)ال���ذي ع���رف مبلعب(الل���وح)‬ ‫حي���ث االرض اليت انش���ات عليه���ا فيما‬ ‫بعد الكنيسة الكاثوليكية سنة ‪. 1920‬‬ ‫هكذا نش���ات و ترعرعت عش���ق و حمبة‬ ‫حراسة املرمى عند صغرينا الذي اصبح‬ ‫فيما بعد كبرين���ا و اول حارس مرمى‬ ‫لي�ب�ي مي���ارس ك���رة الق���دم يف عه���د‬ ‫االس���تعمار االيطالي للبالد كما تقول‬ ‫احلكاية ايضا انه لعب لفريق مؤسس���ة‬ ‫الرياض���ة (‪)ENTE SPORTIVO‬‬ ‫)الذي اسس���ه س���امل املكحل عام ‪1926‬‬ ‫م ‪ ..‬و لع���ب ايض���ا لفري���ق املس���تعمره‬ ‫(‪ )COLONA‬و لفري���ق (كوي���ري)‬ ‫الذي اسسه الباشا الصادق كويري‬ ‫عام ‪ 1931‬م ‪.‬‬ ‫كان حارس���نا طوي���ل القام���ة قوي‬ ‫البنية حاد البصر و كأنه صقر ش���جاع‬ ‫و مش���اكس و هذه هي صفات حراسة‬ ‫املرم���ى ال�ت�ي ينظ���ر اليه���ا كمش���روع‬ ‫حلراسة املرمى ‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫م���ن خ�ل�ال مناقش���ة يف احد اجتماع���ات اللجنة‬ ‫املش���كلة م���ن الس���يد وزي���ر الش���باب و الرياض���ة و‬ ‫اخلاصة بإعادة النظر يف الالئحة املوحدة لألندية‬ ‫الرياضي���ة وصل احلديث اىل موضوع اس���تعدادات‬ ‫الف���رق الوطني���ة و م���ا كان ي���ردده بعض رؤس���اء‬ ‫االحتادات عند قرب االشرتاك يف دورة من الدورات‬ ‫الرياضي���ة ح���ول رغبته���م يف املش���اركة به���دف‬ ‫التجربة و االحتكاك !‬ ‫هذا االمر جعلين اعود اىل س���نوات طويلة سابقة‬ ‫عندما كنا يف جلنة االعداد اليت وضعت الضوابط‬ ‫و القواع���د و الش���روط يف دورات البح���ر االبي���ض‬ ‫املتوس���ط يف اجلزائر ‪ 1975‬م و سبليت يوغسالفيا‬ ‫‪ 1979‬م و الدار البيضاء ‪ 1983‬م و كذلك الدورة‬ ‫العربية يف سوريا ‪ 1976‬م و غريها ‪..‬عندما حياول‬ ‫رؤس���اء االحتادات اقناع اللجن���ة باملوافقة هلم على‬ ‫املش���اركة من خالل مفهوم التجربة و االحتكاك‬ ‫كان رد اللجن���ة بأن ه���ذه الدورات ليس���ت جماال‬ ‫هل���ذا املفه���وم و لكنه���ا دورات للمنافس���ة وإلثب���ات‬ ‫ال���ذات و الدفاع عن راية الوطن رياضيا و اجتماعيا‬ ‫و اخالقي���ا ‪..‬و مل يكن هذا الرأي يعجب االحتادات و‬ ‫اذكر انين سجلت وجه نظري يف عدد من التقارير‬ ‫عن بعض الدورات اليت حضرتها‪.‬‬ ‫ان الذين حضروا و يتذكرون االن تلك املشاهد‬ ‫عندم���ا ترفع االع�ل�ام و تعزف االناش���يد للدول و‬ ‫يصع���د رياضيوها بكل فخر ف���وق منصات التتويج‬ ‫‪ ..‬و ترجع فرقنا و بعثاتنا حمبطة حتمل االس���ى و‬ ‫االمل ‪..‬و حنن نتذكر هذه املشاهد و نشري اىل هذه‬ ‫الرغبات حنذر من االنزالق يف طريق اجملامالت و‬ ‫فتح باب الرحالت الس���ياحية على حس���اب الوطن‬ ‫و مسعت���ه ‪ ..‬و نؤك���د عل���ى ضرورة توخ���ي احلذر‬ ‫و العم���ل عل���ى اعداد الف���رق و تقييمه���ا موضوعيا‬ ‫بع���د ان خن���وض التجارب حتى يتناس���ب مس���توى‬ ‫مشاركاتنا مع تطلعاتنا بعد ان ختلصنا من نظام‬ ‫العس���ف و الفس���اد و بدأنا نش���عر بطع���م احلرية و‬ ‫كفانا من رحالت النزهة و الفسحة ‪!.‬‬

‫الصورة االوىل حلارس���نا يف عام ‪1926‬‬ ‫م و ه���و يتح���رك يف املرمى لالمس���اك‬ ‫بالكرة بالقرب من القائم ‪.‬‬ ‫الص���ورة الثاني���ة لتش���كيلة الفري���ق‬ ‫املك���ون م���ن اعض���اء اهليئ���ة الرياضي���ة‬ ‫العلي���ا و جلنة كرة الق���دم يف مباراته‬ ‫ م���ع فري���ق املخت���ار و ال�ت�ي ج���رت يوم‬ ‫‪ 1955\4\22‬م ‪.‬‬ ‫وقوفا من اليمني ‪-:‬‬ ‫عب���د اجل���واد عم�ّي�رّ – هاش���م العبار –‬ ‫بوعجيل���ة الغريان���ي – و (حارس���نا)‬ ‫حمم���د دوم���ه – حمم���د السنوس���ي‬ ‫البيجو ‪.‬‬ ‫جلوسا من اليمني ‪-:‬‬ ‫سامل بالطيب – عمر العقوري ‪ -‬مفتاح‬ ‫الدراج���ي ‪ -‬حس���ن م���ادي ترب���ل‪ -‬عياد‬ ‫ادريزة ‪.‬‬ ‫الرمح���ة و الغفران لروادن���ا االوائل يف‬ ‫ذلك الزم���ن حيث كانت ك���رة القدم‬ ‫هواي���ة و حب وعش���ق ميارس���ها الناس‬ ‫لكي تذهب عنهم االحزان‬

‫همسة‬ ‫مجي���ل جدا ان يتم دعم االندية الرياضية‬ ‫و تطوير منشأتها و مساعدتها يف بناء البنية‬ ‫التحتية اليت متكنها من ممارسة نشاطاتها‬ ‫و تأدي���ة دورها ‪ ..‬عل���ى ان يكون ه���ذا الدعم‬ ‫من خالل مش���اريع و ليس���ت امواال (نقدية)‬ ‫تذه���ب اىل جي���وب بع���ض الالعب�ي�ن الذين‬ ‫ال يس���تحقونها او بع���ض املدرب�ي�ن الذين ال‬ ‫يقدمون ش���يئاً للنهوض باأللعاب الرياضية‬ ‫باإلضافة اىل جيوب (بزناسة العقود)‪.‬‬

‫و كذل���ك الب���د ان ال يت���م الدع���م إال بعد‬ ‫مراجعة حس���ابات االندية عن طريق جلان‬ ‫متخصص���ة يش���ارك فيه���ا حماس���بون و‬ ‫اداري���ون و قانوني���ون و التأكد من س�ل�امة‬ ‫ه���ذه احلس���ابات و اإلط�ل�اع عل���ى واقعه���ا‬ ‫االداري ايض���اً و كل م���ا يتعل���ق بش���ؤنها و‬ ‫حماس���بة من اس���اء هلا او ف���رط يف امواهلا و‬ ‫تارخيها ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 100‬أبريل ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.