العدد 103

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 103‬‬

‫‪ 30‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪WWW.miadeen.com)2013‬‬

‫ميادين سنة ثالثة‬ ‫ليبي��ا م��ن‬ ‫الفيدرالي��ة إىل‬ ‫الوح��دة‬ ‫حدي��ث التهمي��ش‪:‬‬ ‫دول��ة الق��ذايف‬ ‫و مركزي��ة‬ ‫طرابل��س وم��ا‬ ‫بينهم��ا‬ ‫تقري��ر دول��ي إىل‬ ‫من ّ‬ ‫يهم��ه األم��ر‬ ‫أمام اجلم��ال أن��ا‬ ‫كائ��ن ضعي��ف‬

‫الليبيون‬ ‫لديهم فم‬ ‫لكن ليس‬ ‫لديهم أذان ‪:‬‬ ‫من ُيريد‬ ‫َ‬ ‫افشال‬ ‫حكومة‬ ‫زيدان؟‬

‫‪)2013‬‬ ‫أبريل‪6 -5‬‬ ‫‪30 30( -( )- 103‬‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬ ‫مايو‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪-‬‬ ‫العدد (( ‪) 77‬‬ ‫الثانية‪ -‬العدد‬

‫الثمن ‪:‬‬ ‫ديناردينار‬ ‫الثمن ‪:‬‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫الليبيون لديهم فم لكن ليس لديهم أذان ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫افشال حكومة زيدان؟‬ ‫من ُيريد‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫رسوم الغالف‬

‫مجال دعوب‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫ً‬ ‫حادثة صغرية ُ‬ ‫مللت من تكرارها ‪ :‬كانت صحفية لبنانية تعمل يف الصحافة الفرنس���ية‬ ‫س���أُعيد عليكم‬ ‫‪،‬من���ذ االي���ام االول���ي للثورة ال�ت�ي بدأت س���لمية ثم تورطت يف ح���رب مل تض���ع أوزارها بعد ‪،‬‬ ‫يف بنغ���ازي ُ‬ ‫الصحفية هدى ابراهيم تزور ليبيا للمرة االولي وتابعت املعارك يف الربيقة ورأس النوف ‪ ..‬اخل ‪،‬ودخلت‬ ‫بيوت ووقفت يف س���احة احملكمة‪ ،‬وقابلت عدداً كبرياً من النس���اء والرجال ‪،‬وخرجت مع اخلارجني ليلة‬ ‫ُ‬ ‫أجري���ت ح���واراً معها يف العدد الثاني من جري���دة ميادين اليت صدرت يف ‪ 1‬مايو‬ ‫‪ 19‬م���ارس ‪2011‬م ‪،‬‬ ‫‪2011‬م ‪،‬سأل ُتها عن انطباعها عن الليبيني اللذين أذهلوا العامل ساعتها ‪،‬أجابتين باختصار وعفوية ودون‬ ‫متحيص ‪ :‬الليبيون لديهم فم لكن ليس لديهم أذان‪.‬‬ ‫هك���ذا اجاب���ة ُمكثفة جعلتين أنتب���ه أننا قد أطلقن���ا بفضل الثورة العنان أللس���نتنا ‪،‬وفقدن���ا املقدرة علي‬ ‫االس���تماع ‪،‬وكنا أصال فاقدين املقدرة على القراءة‪ .‬ومن ال يس���تمع و ال يقرأ فاقد التفكري‪ ،‬وبالتالي هو‬ ‫يفعل وينفعل مبا ال يعرف‪ ،‬لقد وقعنا يف فخ حنن من نصبه ‪،‬وفخ كهذا ُمتشابك وحماولة الفكاك منه‬ ‫ليست باألمر اهلني‪.‬‬ ‫تذك���رت ه���ذا وأنا اتابع عمل حكوم���ة زيدان ‪،‬وأش���اهدها يف مؤمترها الصحفي ‪،‬لق���د الحظت أنها وقد‬ ‫اس���تعارت من احلكوم���ة االملانية مثل هذا اللقاء الصحفي ‪،‬لكنها اس���تعارت فق���ط امليكرفون أي املصداح‬ ‫– كما ترمجت كلمة ميكرفون من قبل جممع اللغة العربية – ووقعت يف حبائل ما فعلت ‪ ،‬باتت‬ ‫احلكومة تتكلم ثم تتكلم ‪،‬وجعلت من االس���ئلة اليت توجه اليها جمرد ُعذر للحديث ‪،‬يف البدء تناهى اىل‬ ‫مسعى أن السيد رئيس احلكومة قد أصدر تعليماته بأن أيا من أعضاء احلكومة ال يُصرح و ال جُيرى اي‬ ‫لقاء اعالمي ‪،‬لكن مع الوقت أغرت الس���لطة الرابعة السلطة الثانية وأوقعتها يف حبائلها فأصبح وأمسي‬ ‫الوزراء كل ( على قبوعة رأسه ) ينفرد بالتصريح تلو التصريح ‪.‬‬

‫•سندان الداخلية ومطرقة الدفاع !‬

‫خرج علينا السيد وزير الداخلية بتصريح ال مثيل له ‪،‬و ال يأتي إال من ليبيا اليت يأتي منها اجلديد فقال‬ ‫مبا معناه ‪ :‬أن كل هواتف البالد مراقبة ‪،‬وأن هاتفه هو نفسه مراقب وأنه ال يعرف اجلهات املُراقبة ‪.‬‬ ‫ف���إذا كان ه���ذا قول وزير الداخلية وأن هاتفه مراقب فما الذي يفعله هذا الوزير إذا الذي مهمته محاية‬ ‫األمن الداخلي للبالد ؟ وهل يعتقد الس���يد الوزير أن تصرحيا كهذا ال ي ُب ُث الرعب يف النفوس و يوكد‬ ‫انعدام األمن يف البالد ‪،‬وأن ليس مبُكنت ِه محاية نفسه فما بالك البالد ؟‪.‬‬ ‫ثم خرج علينا بعدها مباش���رة الس���يد وزير الدفاع بتصريح مماثل – تقريبا ‪ -‬جلريدة الش���رق األوسط‬ ‫الس���عودية مف���اده ‪ :‬أن مث���ة تدخل من جهات خارجية يف ش���ئون الب�ل�اد الدفاعية ‪،‬وأن مث���ة من األجانب‬ ‫م���ن يدخل وخيرج من املعس���كرات دون رقيب ودون تصريح ‪،‬و مل يس���أل نفس���ه عن مهمت���ه ‪،‬وعن دوره‬ ‫واحلكومة اليت هو وزير دفاعها أينها من هذا وذاك ‪.‬‬ ‫وكان الس���يد وزي���ر اإلعالم قد اش���تكى للحائط بأن حمط���ة اإلذاعة املرئية الوطنية قد مت االس���تيال ُء‬ ‫عليها ‪ ،‬وأن ال َ‬ ‫حول و ال قو َة ل ُه عليها ‪ ،‬وال على غريها من شئون وزارته‪.‬‬ ‫تض���ارب يف التصرحيات حول التفجري الذى طال الس���فارة الفرنس���ية ‪،‬فهو مثله مثل‬ ‫أم���ا م���ا حدث من‬ ‫ٍ‬ ‫تس���تطع ُه دعك من الوعي ِد‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫أن‬ ‫عام‬ ‫ملبدأ‬ ‫مراع���اة‬ ‫دون‬ ‫اهلواء‬ ‫يف‬ ‫اطلقت‬ ‫اليت‬ ‫التصرحي���ات‬ ‫الكث�ي�ر من‬ ‫ِ‬ ‫حوله‪.‬‬ ‫هك���ذا تصرحي���ات تبدو وكأنها تصب يف ميزاب العاملني على افش���ال ه���ذه احلكومة فكل ُمرتبص صار‬ ‫عظمة لسانها ‪،‬وهي كما رأينا حكومة َ‬ ‫(طرشه) ‪ ،‬بهذا ُتفقد‬ ‫مبُكنت ِه االس���تدالل على فشل احلكومة من‬ ‫ِ‬ ‫نفسها َ‬ ‫َ‬ ‫ساعة التكوين‪.‬‬ ‫كل اجنازاتها اليت على رأسها اإلمجا ُع الشعيب الذي نالته‬

‫•السيد رئيس احلكومة ‪ :‬علي زيدان املُوقر‬

‫أكتب ما مُيلي��� ِه على ضم�ي�ري ‪،‬وكان حرصى أن تكون‬ ‫لق���د حرص���ت يف افتتاحية (ميادين) عل���ى أن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أحلظ‬ ‫تكونت فيهـا واإلمجاع الش���عيب الذي نالته ‪ ،‬لكنى‬ ‫اللحظة التارخيية اليت‬ ‫حكومتكم يف مس���توى‬ ‫ِ‬ ‫مالحظات من الش���ارع أن حكومتكم املوق���رة قد حاصرت‬ ‫وامس���ع‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫نفس���ها يف مقرها ومؤمترها الصحف���ي ‪،‬ومن مت التصرحيات اليت‬ ‫تطل���ع علينا ب�ي�ن احلني واألخ���ر ‪،‬تزيد ه���ذه التصرحي���ات البالد‬ ‫وأمل يف اس�ت�رجاعه‬ ‫أمن مفقود‪ٍ ،‬‬ ‫ارباكاً زياد ًة على ما هي فيه من ٍ‬ ‫مشوب بالقلق‪.‬‬ ‫ولقد كلفتم أنفسكم ‪ :‬أن من وأوليات حكومتكم األمن ثم األمن‬ ‫يب قب�ل�ا ‪ ،‬وهذا يعين مما‬ ‫ث���م األمن ‪،‬وهلذا حصدمت اإلمجا َع الش���ع َ‬ ‫َ‬ ‫ج���وع لكنه ال حيميها‬ ‫من‬ ‫النفوس‬ ‫البن���ك الوطين حيمى‬ ‫يعن���ى أن‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫من خوف ‪.‬‬ ‫بالدور الذي يقوم به السيد نائبكم عوض‬ ‫أحب أن أنو َه‬ ‫ويف اخلتام ُ‬ ‫ِ‬ ‫الربعص���ى ‪،‬ال���ذي خيرج ع���ن قلعة طرابل���س ( مق���ر ُحكومتكم )‬ ‫ويشارك الناس فيكون بينهم يف مدنهم ومنهم يف شوارعهم ‪،‬وبهذا‬ ‫الثقة للن���اس ‪،‬ألنها حكوم ٌة تثق يف قدراتها و ال ختاف يف احل���ق َ‬ ‫متن���ح احلكوم���ة َ‬ ‫َ‬ ‫تهديد‬ ‫لومة الئم ‪ ،‬و ال‬ ‫سلح طائش‪ ،‬و ال َ‬ ‫طامع ‪،‬وال فتوى ُمستبد‪.‬‬ ‫وعيد‬ ‫ٍ‬ ‫ُم ٍ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫السفـري األمريكي يف ليبـيا يزور حزب العدالة والبناء‬ ‫زار ال��س��ف�ير األم��ري��ك��ي‬ ‫اجل��دي��د يف ليبـيا ويليام‬ ‫ري�����ب�����وك‪ ،‬اإلث����ن��ي�ن ‪15‬‬ ‫أب�������ري�������ل‪ ،‬م����ق����ر ح����زب‬ ‫العدالة والبناء بالعاصمة‬ ‫ط��راب��ل��س‪ ،‬وذك���ر مدير‬ ‫اإلع��ل�ام حب���زب ال��ع��دال��ة‬ ‫وال��ب��ن��اء ل��ـ”وك��ال��ة ان��ب��اء‬ ‫ال���ت���ض���ام���ن” أن ال��س��ف�ير‬ ‫أجرى خالل لقائه رئيس‬ ‫احل�������زب حم���م���د ص����وان‬ ‫حواراً معمقاً حول القضايا‬ ‫ذات االهتمام املشرتك”‪.‬‬

‫سليمان زوبي رئيسا للجنة قانون انتخاب‬ ‫جلنة الستني‬ ‫شكل املؤمتر الوطين جلنة لإلعداد قانون‬ ‫انتخابات جلنة الستني وقد بدأت اللجنة‬ ‫املكلف���ة بإع���داد مش���روع قان���ون انتخاب‬ ‫اهليئ���ة التأسيس���ية لوض���ع الدس���تور‬ ‫بالعم���ل‪ ،‬وه���ي مكون���ة م���ن ‪ 18‬عضو‪3 ،‬‬ ‫من أعضاء املؤمتر و ‪ 15‬عضو من الدوائر‬ ‫االنتخابي���ة عل���ي مس���توي ليبي���ا ‪،‬و هذه‬ ‫قائمة بأمساء هذه اللجنة‪:‬‬ ‫‪ .1‬سليمان عوض زوبي ‪-‬رئيس اللجنة‬ ‫‪ .2‬شعبان علي ابوستة‬ ‫‪ .3‬حممد عبداهلل التومي‬ ‫‪ .4‬عطية عبدالرمحن عبدالرزاق‬ ‫‪.5‬عبدالرمحن السنوسي ميكائيل‬

‫‪ .6‬سعد أمحيدة فرج‬ ‫‪ .7‬ابوبكر علي معرف‬ ‫‪ .8‬حممد عبداهلل الغا‬ ‫‪ .9‬احممد عقيل الرببار‬ ‫‪ .10‬رمضان إبراهيم أبوغالية‬ ‫‪ .11‬سامل حممد كشالف‬ ‫‪ .12‬الصادق ابوعائشة سعد مشري‬ ‫‪ .13‬عبد الرمحن حسن املختار‬ ‫‪ .14‬مصطفي عيسي لندي‬ ‫‪ .15‬حممد امحد اخلري‬ ‫‪ .16‬نعيمة جربيل‬ ‫‪ .17‬خدجية عبدالكريم بركة‬ ‫‪ .18‬أمينة الغويل‬

‫‪03‬‬ ‫إعادة تشكيل‬ ‫املفوضية العليا‬ ‫لالنتخابات‬ ‫نوري العبار‬

‫املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام يواف���ق عل���ى األمس���اء‬ ‫ال�ت�ي تقدم���ت به���ا املفوضي���ة الوطني���ة العلي���ا‬ ‫لالنتخابات لعضوية املفوضية ويعيد تش���كيلها‬ ‫لتكون على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ .1‬السيد‪ /‬نوري العبار‬ ‫‪ .2‬السيد‪ /‬خالد الساحلي‬ ‫‪ .3‬السيد‪ /‬عماد السايح‬ ‫‪ .4‬السيد‪ /‬علي التواتي‬ ‫‪ .5‬السيد‪ /‬أبوبكر علي حممد‬ ‫‪ .6‬السيدة‪ /‬رباب حلب‬ ‫‪ .7‬السيد‪ /‬عبداحلكيم الشعاب باخلري‬

‫سليمان عوض زوبي‬

‫مسرح الشارع قريبا يف ليبيا‬ ‫اس���تقبل الوكي���ل املس���اعد للش���ؤون‬ ‫الفنية بوزارة الثقافة السيد عبد الرزاق‬ ‫العبارة وف���دا بريطان ّيا يتكون من بعض‬ ‫الش���خصيات املس���رحية‪ ،‬ويرتأسه السيد‬ ‫ستيفن ستيننغ‪ ،‬ملناقشة بعض املقرتحات‬ ‫املتعلقة باملس���رح‪ ،‬وذلك يف إطار الربامج‬ ‫الثقافي���ة ال�ت�ي تقدمه���ا وزارة الثقاف���ة‬ ‫بالتعاون مع املرك���ز الثقايف الربيطاني‬ ‫م���ن أج���ل تطوي���ر الثقاف���ة والفن���ون يف‬ ‫ليبيا‪.‬‬ ‫حبث االجتماع بع���ض اخلطط العملية‬ ‫ال�ت�ي قدمه���ا أح���د خمرج���ي املس���رح‬ ‫الربيطان���ي‪ ،‬وال�ت�ي تن���ص عل���ى وض���ع‬ ‫برنامج تقين‪ ،‬لعرض األعمال املسرحية‬ ‫الليبي���ة يف التجمع���ات واحلدائق العامة‬ ‫والن���وادي‪ ،‬فيم���ا يع���رف باس���م مس���رح‬ ‫الش���ارع‪ ،‬وهى ظاهرة مسرحية حديثة‪،‬‬

‫تنتقل باملس���رح من األماكن املغلقة إىل‬ ‫أماك���ن عام���ة ترتاده���ا كاف���ة أطياف‬ ‫اجملتمع‪.‬‬ ‫وأفاد (العبارة) بأن وزارة الثقافة ستدعم‬ ‫مش���روع التع���اون م���ع اخلبري املس���رحي‬ ‫الربيطان���ي‪ ،‬ال���ذي س���يخدم املس���رح‬ ‫اللي�ب�ي بالتقني���ات واألف���كار‪ ،‬وس���يتيح‬ ‫للش���باب تقدي���م إبداعاته���م يف اإلخراج‪،‬‬ ‫وق���ال مؤكدا‪" :‬س���وف ننقل املس���رح إىل‬ ‫الش���ارع‪ ،‬ألن���ه عندنا عزوف ع���ن متابعة‬ ‫املس���رح‪ ،‬نتيجة لظروف معينة مرتبطة‬ ‫بالثقاف���ة الس���ابقة‪ ،‬واآلن س���وف نعتمد‬ ‫على وس���ائل عرض حديثة حبيث نأخذ‬ ‫األف���كار ونن���زل للش���ارع‪ ،‬ولألماك���ن‬ ‫ال�ت�ي فيها جتمعات س���كانية باس���تخدام‬ ‫التقنية احلديث���ة بالتعاون مع اخلربات‬ ‫الربيطانية"‬

‫عبد الرزاق العبارة‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫يهمه األمر ‪:‬‬ ‫تقرير دولي إىل من ّ‬

‫واقع الوضع األمين وأسلوب عالجه‬ ‫ترمجة ‪ :‬مفتاح السيد الشريف‬ ‫ربعات‪ ،‬وتقوم برصد وحتليل ودراس���ة ما ينش���أ يف‬ ‫جمموعة رصد األزمات الدول ّية) منظمة غري رحب ّية مت ّول من الت ّ‬ ‫العامل من أزمات‬ ‫وتص���در عنه���ا دراس���ات‪ ،‬وتعقد ن���دوات ومناظرات‪ ،‬مب���ا يف ذلك املؤمت���رات العاجلة عن طري���ق اإلتصال اإللكرتون���ي بني األعضاء‬ ‫واملندوب�ي�ن يف مي���دان احلدث‪ ،‬ويش���ارك فيها طائفة واس���عة من الس���فراء واملس���ؤولني الس���ابقني واخلرباء ومندوب���ي حلف الناتو‬ ‫رئيس���ية يف كل‬ ‫األمريكي‪ .‬وقد اختذت هلا مقار‬ ‫واإلحتاد األوروبي ووزارة اخلارجية ووزارة الدفاع والبيت األبيض والكوجنرس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من واشنطن ونيويورك وبروكسل مع عشرين فرعا يف بلدان عديدة‪ ..‬وتستفيد من دراسات املنظمة وآرائها‪ ،‬احلكومات واهليئات‬ ‫والش���ركات واألفراد‪ ،‬يف تقييم – على حنو خاص‪ -‬املخاطر اجليوسياس��� ّية للبلدان موضوع الدراس���ة‪ .‬وقد أصدرت املنظمة عدّة‬ ‫دراس���ات عن األحداث يف بلدان الربيع العربي بالتحديد‪ .‬وبالنس���بة لبالدنا لييبيا رصدت وحّللت أحداث وتط ّورات ثورة ‪ 17‬فرياير‬ ‫منذ اندالعها‪ .‬وفيما يلي آخر دراسة عن الوضع الراهن‪ ،‬نقدم ترمجة كاملة هلا‪ ،‬لعل املسؤولني عندنا يقرأونها ويولونها اإلهتمام‬ ‫] الالزم‪ [ .‬م ‪ .‬ش‬ ‫احملاكم���ة اخلط���أ ‪ :‬العدال���ة يف ليبي���ا م���ا بعد(‬ ‫)مرحلة القذايف‬ ‫الش���رق األوس���ط ‪ /‬مشال أفريقيا التقرير رقم‬ ‫‪ 14017‬أبريل ‪2013‬‬

‫امللخص التنفيذي والتوصيات‬

‫هن���اك العديد من العالج���ات الضرورية النعدام‬ ‫األمن املتفش���ي يف ليبي���ا‪ ،‬ولكن بإحل���اح أقل من‬ ‫إص�ل�اح نظامه���ا القضائ���ي‪ .‬وألن ضحاي���ا عهد‬ ‫الق���ذايف‪ ،‬ال يثقون يف جه���از يعتربونه من البقايا‬ ‫املندس���ة‪ ،‬فق���د أخ���ذوا زم���ام األم���ور يف أيديهم‪.‬‬ ‫وبع���ض اجلماع���ات املس���لحة املش��� ّككة يف قدرة‬ ‫الدول���ة عل���ى حتقي���ق العدال���ة‪ ،‬قام���ت بأعمال‬ ‫اإلحتج���از التعس���في وتعذيب أو اغتي���ال املوالني‬ ‫املفرتض�ي�ن للق���ذايف‪ .‬والبعض اآلخر‪ ،‬مس���تفيدا‬ ‫من حال���ة اإلضط���راب‪ ،‬إرتكبوا العن���ف ألهداف‬ ‫سياس���ية أو جنائي���ة‪ .‬كل ه���ذا يو ّل���د املزيد من‬ ‫املظ���امل‪ ،‬ويقوّض أكث���ر الثق���ة يف الدولة‪ .‬وإن‬ ‫كسر هذه احللقة يتطلب عمال متعدد اجلوانب‬ ‫‪:‬يتم ّثل يف‬ ‫حتقي���ق العدال���ة لضحاي���ا النظ���ام الس���ابق من‬ ‫خالل إصالح القضاء‪ ،‬والبدء الس���ريع يف تطبيق‬ ‫العدالة اإلنتقالي���ة؛ وفحص املذنبني من املوالني‬ ‫للنظ���ام الس���ابق بارت���كاب جرائ���م‪ ،‬م���ع جت ّن���ب‬ ‫التحقي���ق بغ���رض التضيي���ق عل���ى املعارض���ة‬ ‫السياس ّية‪ ،‬وكبح مجاح اجلماعات املسلحة‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك تل���ك اليت تعمل حتت مظل���ة الدولة‪ ،‬ما‬ ‫مل تك���ن هناك رس���الة واضح���ة‪ .‬وعندما جيري‬ ‫إص�ل�اح نظ���ام العدالة س���وف لن يتم التس���امح‬ ‫جت���اه العن���ف أو اإلعتداء املق�ت�رف يف املاضي من‬ ‫قبل املس���ؤولني يف عه���د الق���ذايف‪ ،‬أو يف احلاضر‬ ‫م���ن قب���ل اجلماع���ات املس���لحة‪ ،‬حي���ث أن هناك‬ ‫خطرا حقيقيا من تصاعد اإلغتياالت املستهدفة‪،‬‬ ‫والعن���ف يف املناط���ق احلضري���ة‪ ،‬والصراع���ات‬ ‫‪.‬الطائفية‬ ‫لقد انقضى أكثر م���ن عام منذ االطاحة بنظام‬ ‫الق���ذايف‪ ،‬ومل يوجد بعد نظ���ام حمكمة مف ّعل يف‬ ‫أج���زاء عديدة م���ن البالد‪ .‬يف ح�ي�ن أن اجلماعات‬ ‫املسلحة تواصل تس���يري السجون وفرض أشكال‬ ‫خاصة بها للعدالة‪ .‬ومتت���د جذور أوجه القصور‬ ‫الش���ديدة للنظ���ام القضائ���ي احلال���ي‪ ،‬أوال وقبل‬ ‫كل ش���يء‪ ،‬إىل إخفاقات ذلك ال���ذي ّ‬ ‫حل حمّله‪،‬‬ ‫م���ن حي���ث املب���دأ‪ .‬فتح���ت حك���م الق���ذايف‪ ،‬عانت‬ ‫الس���لطة القضائي���ة م���ن تس���ييس التعين���ات‪،‬‬ ‫والفس���اد املستش���ري‪ ،‬واس���تخدام وس���ائل خارج‬ ‫نطاق القضاء الس���تهداف املعارضني السياسيني‪.‬‬

‫تعس���فية‪ ،‬كانت‬ ‫وأربعة عق���ود من هكذا عدالة ّ‬ ‫مبثاب���ة خلفية ثقيل���ة العبء عل���ى اجلهود اليت‬ ‫تبذهل���ا احلكوم���ة اجلديدة ال�ت�ي أصبحت تواجه‬ ‫خي���ارا ب�ي�ن؛ التس���ريح اجلماع���ي للمس���ؤولني‬ ‫القضائي�ي�ن الذي���ن خدم���وا حت���ت الق���ذايف‪ ،‬أو‬ ‫فحصهم تدرجييا واحد ا تلو اآلخر‪ .‬والس���لطات‬ ‫اجلديدة اختارت حتى اآلن احلل األخري‪ .‬وبينما‬ ‫كان ه���ذا ق���رارا صائب���ا‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال أنه س���اهم يف زيادة‬ ‫‪.‬شكوك الرأي العام بشأن مدى التغيري احلاصل‬ ‫وتعق���دت احلال���ة بس���بب انتش���ار اجلماع���ات‬ ‫املس���لحة‪ .‬فانعدام الثقة يف قضاء وش���رطة عهد‬ ‫القذايف‪ ،‬والش���عور باإلحباط بس���بب بطء وترية‬ ‫احملاكمات ضد املس���ؤولني السابقني‪ ،‬ومواجهة‬ ‫الفوضى يف قوى أمن الدولة اليت تشجعها القوّة‬ ‫اجلدي���دة‪ ،‬أو م���ا يس���مى الكتائ���ب الثورية‪ -‬ويف‬ ‫بع���ض األحيان عصاب���ات اجرامي���ة تنتحل هذه‬ ‫الصف���ة ‪ -‬كان���ت تعمل ف���وق القان���ون‪ ،‬معرقلة‬ ‫عم���ل احملقق�ي�ن والقض���اة‪ -‬كله���ا اضطلع���ت‪،‬‬

‫ضلوعهم مع النظام السابق‪ ،‬ويف بعض احلاالت‪،‬‬ ‫تشغيل مرافق اإلحتجاز اخلاصة بها يف مقارها‪،‬‬ ‫أو امل���زارع املعزولة أو املباني احلكومية الس���ابقة‬ ‫املغتصب���ة‪ .‬هن���اك االف األف���راد ط���وع أيديه���م‬ ‫خارج اإلطار القانوني الرمسي ودون االس���تفادة‬ ‫من املراجع���ة القضائية أو اإلج���راءات القانونية‬ ‫املتبع���ة‪ .‬واإلغتي���االت واهلجم���ات املتزاي���دة ضد‬ ‫‪.‬قوات األمن احلكومية تزيد الصورة سوادا‬ ‫كل هذا أضحى الس���مات املميزة حللقة مفرغة‬ ‫تتم ّث���ل يف‪ :‬نف���اد صرب م���ن وترية س�ي�ر العدالة؛‬ ‫وع���دم الثقة الش���املة لدى اجلماعات املس���لحة‬ ‫املنفلت���ة ال�ت�ي يق���وّض نش���اطها املتزاي���د ق���درة‬ ‫الدول���ة عل���ى أداء مهامه���ا‪ ،‬مب���ا يف ذلك املس���ائل‬ ‫ربر‬ ‫املتعلق���ة بالقان���ون والنظ���ام‪ .‬وهذا ب���دوره ي ّ‬ ‫لتل���ك اجلماع���ات اإلدعاء ب���أن م���ن واجبها ملء‬ ‫‪.‬الفراغ‬ ‫ويتضمن هذا الوضع نوعني من اآلراء املتضاربة‬ ‫ّ‬ ‫يف مص���در املش���كلة وطبيعة عالجه���ا؛ فالبعض‬

‫السفارة الفرنسية يف طرابلس عقب االنفجار‬

‫وعل���ى الفور‪ ،‬ب���أدوار الش���رطة واملدعني العامني‬ ‫والقضاة والس���جانني‪ .‬فاأللوية املس���لحة تنش���ئ‬ ‫وح���دات التحقي���ق واإلعتق���ال؛ وتض���ع قوائ���م‬ ‫األش���خاص املطلوب�ي�ن؛ وتقيم نق���اط التفتيش‬ ‫أو اقتح���ام بيوت الناس للقب���ض على اخلارجني‬ ‫ع���ن القانون املفرتضني‪ ،‬أو أش���خاص يش���تبه يف‬

‫–وم���ن بينه���م حكوم���ة رئي���س ال���وزراء عل���ي‬ ‫زي���دان – يرون يف اجملموعات املس���لحة الس���بب‬ ‫الرئيس���ي للعنف املتزايد‪ ،‬ويدعون إىل تسرحيها‬ ‫أو استيعابها يف األجهزة األمنية الرمسية‪ ،‬ونقل‬ ‫احملتجزي���ن حتت س���يطرتها إىل قض���اء الدولة‪.‬‬ ‫والبعض اآلخر مبا يف ذلك الكتائب نفسها‪ ،‬تعترب‬

‫نشاط اجلماعات املس���لحة كضرورة أمام خلل‬ ‫مؤسس���ات الدولة واستمرار س���يطرة املسؤولني‬ ‫يف عه���د القذايف‪ .‬هذه الروايات املتنافس���ة ترتجم‬ ‫إىل مناه���ج متباين���ة للمنظوم���ة القضائ ّية ‪ :‬أي‬ ‫بني نهج احلكومة احلذر الس���تئصال املس���ؤولني‬ ‫السابقني على أساس كل حالة على حدة‪ .‬وهذه‬ ‫السياس���ات احلكوم ّي���ة املتضاربة تدعو إىل فصل‬ ‫اجل���ذع عن اجلذر بالنس���بة للموالني املفرتضني‬ ‫(للق ّذايف)‪ .‬وبالنسبة لكثري من الليبيني املصابني‬ ‫باإلحب���اط بس���بب م���ا يرونه م���ن تغ�ّي�رّ قليل يف‬ ‫الوض���ع‪ ،‬ف���إن ه���ذا ال���رأي األخري يبدو بال ش���ك‬ ‫‪.‬أكثر جاذب ّية‬ ‫وه���ذه السياس���ات احلكومي���ة املتناقض���ة جت���اه‬ ‫اجلماع���ات املس���لحة‪ ،‬تفس���ر جزئي���ا إس���تقطاب‬ ‫مث���ل ه���ذه اآلراء‪ .‬فلق���د تعه���د اجملل���س الوطين‬ ‫اإلنتقال���ي‪ ،‬اهليئ���ة الليبية احلاكم���ة األوىل يف‬ ‫مرحلة م���ا بعد القذايف‪ ،‬ببناء نظ���ام جديد يقوم‬ ‫ش���جع يف الوقت نفس���ه‬ ‫على حكم القانون‪ ،‬بينما ّ‬ ‫ترس���يخ الكتائب‪ ،‬مبنح اإلع�ت�راف الرمسي لعدد‬ ‫كب�ي�ر م���ن اجلماع���ات املس���لحة اليت مارس���ت‬ ‫أنش���طتها البوليس��� ّية اخلاص���ة به���ا‪ .‬كم���ا أن���ه‬ ‫ق���دّم هل���ا احلصان���ة ع���ن اجلرائ���م ال�ت�ي جتادل‬ ‫بأنه���ا للدفاع ع���ن الثورة‪ .‬واملؤمت���ر الوطين العام‬ ‫املنتخب‪ ،‬الذي خل���ف اجمللس الوطين االنتقالي‪،‬‬ ‫إتبع جزئيا نف���س اخلطوات بإقراره اجلهود اليت‬ ‫تبذهل���ا اجلماع���ات املس���لحة التابع���ة للحكومة‬ ‫لإلستيالء على األفراد املش���تبه بهم دون مراعاة‬ ‫‪.‬إلجراءات التقاضي السليمة‬ ‫وبناء علي���ه‪ ،‬يرجع الفضل حلكوم���ة زيدان اليت‬ ‫ّع ّين���ت يف نوفم�ب�ر ع���ام ‪ ،2012‬يف أنه���ا حت���اول‬ ‫مقاوم���ة ه���ذا املد‪ .‬فه���و ووزير عدل���ه‪ ،‬أعلنا عدم‬ ‫التس���امح املطل���ق جت���اه اإلعتق���ال التعس���في أو‬ ‫اإلغتي���االت اإلنتقام ّي���ة‪ ،‬وجع�ل�ا األولويّة لنقل‬ ‫اآلالف م���ن احملتجزي���ن تعس���ف ّيا إىل س���جون‬ ‫الدول���ة‪ ،‬إذ قام���ت قوات أمن الدول���ة بإفراغ عدة‬ ‫مراك���ز احتج���از غ�ي�ر قانوني���ة يف العاصم���ة‪،‬‬ ‫وأق���رت اهليئ���ة التش���ريعية قانون���ا لتجري���م‬ ‫‪.‬التعذيب واالختطاف‬ ‫إنه حقا عمل يسري يف طريق التقدّم‪ ،‬ورغم ذلك‪،‬‬ ‫هو ال مييل بوضوح لص���احل احلكومة‪ ،‬إذا مل تتم‬ ‫إدارت���ه بعناية‪ ،‬وخباصة ما مل يعاجل تباطؤ س�ي�ر‬ ‫العدالة بالنسبة للمظامل املشروعة عن اجلرائم‬ ‫املرتكب���ة يف عهد القذايف‪ .‬وميك���ن لنهج املواجهة‬ ‫مع الكتائب أن يأتي بنتائج عكسية أيضا‪ .‬وهناك‬ ‫أدل���ة عل���ى ذلك بالفع���ل‪ :‬فوزارة الع���دل ومكتب‬


‫‪05‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫رئيس الوزراء تع ّرضا للهجوم‪ ،‬واجلماعات املس���لحة تهدد باإلس���تيالء على‬ ‫‪.‬السجون الواقعة حاليا حتت سيطرة احلكومة‬ ‫ووض���ع األم���ور عل���ى الوجه الصحيح‪ ،‬س���ينطوي على ش���كل متع���دّد املهام‬ ‫السياس��� ّية‪ .‬وعلى احلكومة تقديم إش���ارات واضحة على أنها عاكفة على‬ ‫معاجل���ة أوجه القص���ور املوروثة م���ن املاضي‪ ،‬م���ن أجل اس���تعادة الثقة يف‬ ‫النظ���ام القضائي وقوى األمن‪ .‬واملالحقات اجلنائية ضد املس���ؤولني رفيعي‬ ‫املستوى يف عهد القذايف تش ّكل خطوة هامة‪ ،‬لكنها لن تكون كافية‪ .‬وما هو‬ ‫مطلوب هو عملية عدالة إنتقالية أكثر مشوال‪ .‬باإلضافة إىل حماكمات‬ ‫تتضمن آليات التدقيق املناس���بة للموالني للنظام الس���ابق‪ ،‬وجلان‬ ‫جنائي���ة‬ ‫ّ‬ ‫تقصي احلقائق‪ .‬ويف الوقت نفس���ه‪ ،‬مساءلة اجلماعات املسلحة ‪ -‬حتى تلك‬ ‫ّ‬ ‫املعت�ب�رة بطلة اإلنتفاض���ة ‪ -‬عن أفعاهلا كذلك؛ فالعدال���ة لضحايا جرائم‬ ‫‪.‬األمس‪ ،‬جيب أن تسري جنبا إىل جنب مع حتقيق العدالة لضحايا اليوم‬ ‫التوصيات‬ ‫‪،‬أوال‪ :‬الستعادة الثقة يف النظام القضائي وضمان املساءلة‬ ‫‪:‬املطلوب من‬ ‫‪:‬جملس القضاء األعلى‬ ‫إع���ادة النظر يف مش���روع قانون الس���لطة القضائية‪ ،‬لضم���ان أن آليات ‪1.‬‬ ‫الفح���ص ال تت���م على أس���اس اإلنتم���اء السياس���ي‪ ،‬وذلك بالن���ص – ضمن‬ ‫‪:‬مجلة أمور‪ -‬على‬ ‫أ‌) أن تتوىل جلنة مستقلة مع أعضاء آخرين فحص اجلهاز القضائي؛‬ ‫ب‌) أن العملية شفافة‪ ،‬ومن حق القضاة املستبعدين االستئناف‪ ،‬و‬ ‫ج) أن القضاة إس���تبعدوا على أساس مراجعة منصفة ألدائهم ومؤهالتهم‪،‬‬ ‫‪.‬وليس جملرد أنهم خدموا يف احملاكم اخلاصة يف عهد القذايف‬ ‫‪:‬املطلوب من وزارة العدل‬ ‫القي���ام‪ ،‬عل���ى وج���ه اإلس���تعجال‪ ،‬بعملي���ة ف���رز إلنه���اء اإلعتق���االت ‪2 -‬‬ ‫‪.‬التعسفية‬ ‫تنش���يط احملاكم غري االفاعلة حالي���ا‪ ،‬ويف املناطق حيث الضجر من ‪3 -‬‬ ‫عدم الثقة جتاه الس���لطة القضائية للدولة هو السبب يف إغالقها‪ ،‬التواصل‬ ‫مع اجلماعات املس���لحة احمللية والوجهاء واجملالس احمللية‪ ،‬لتشجيع املزيد‬ ‫‪.‬من احلوار حول النظام القضائي للدولة‬ ‫التواص���ل م���ع املواطنني العاديني من خالل وس���ائل اإلعالم ومنظمات ‪4.‬‬ ‫اجملتمع املدني‪ ،‬لش���رح النظام القضائي احلالي‪ ،‬واستعادة الثقة يف ما يزال‬ ‫‪.‬الكثريون يعتربونه من بقايا عهد القذايف‬ ‫‪:‬املطلوب من املؤمتر الوطين العام‬ ‫متري���ر الئحة معدّلة عن الس���لطة القضائية‪ ،‬كما هو موضح أعاله‪5. ،‬‬ ‫حبيث يتم فحص القضاة من قبل جلنة مس���تقلة‪ ،‬ليستخدم هذا األسلوب‬ ‫بدال من قانون اإلس���تبعاد السياس���ي واإلداري‪ ،‬كوسيلة رئيسية للتخلص‬ ‫‪.‬من العناصر الفاسدة وامللوثة يف السلطة القضائية‬ ‫املوافق���ة عل���ى مش���اريع قوان�ي�ن بش���أن العدال���ة اإلنتقالي���ة‪ ،‬وتقيي���د ‪6.‬‬ ‫‪.‬اختصاص القضاء العسكري ألفراد القوات املسلحة‬ ‫‪:‬املطلوب من مكتب املدعي العام‬ ‫التأكد من أن مجيع التحقيقات واحملاكمات اجلنائية‪ ،‬مبا يف ذلك ‪7 -‬‬ ‫تلك اليت جرت ملس���ؤولي النظام الس���ابق‪ ،‬قد احرتمت اإلج���راءات القانونية‬ ‫‪.‬الواجبة‪ ،‬وأنها جرت مبا يتفق مع قانون اإلجراءات اجلنائية‬ ‫املطلوب من احلكومات اليت تعهدت بتقديم الدعم لسيادة القانون والعدالة‬ ‫‪ (UN‬اإلنتقالي���ة يف برام���ج ليبي���ا‪ ،‬وبعثة األم���م املتحدة للدع���م يف ليبيا‬‫واالحتاد األوروبي واملنظمات غري احلكومية الدولية العاملة يف ‪SMIL)،‬‬ ‫‪:‬البالد‬ ‫تقديم املس���اعدة التقنية والتدريب للجنة تقصي احلقائق واملصاحلة ‪8.‬‬ ‫وجلانه���ا الفرع ّي���ة احمللية‪ ،‬ودعم جه���ود منظمات اجملتم���ع املدني لتوثيق‬ ‫‪.‬اإلنتهاكات املاضية واألخرية‬ ‫‪:‬ثانيا‪:‬للمساعدة يف كبح مجاح اجلماعات املسلحة‬ ‫‪:‬املطلوب من املؤمتر الوطين العام‬ ‫تعديل القانون ‪ 38/2012‬لتوضيح أن مرتكيب اجلرائم مثل التعذيب ‪9.‬‬ ‫والقت���ل واالغتص���اب اليت ارتكبت خالل وبعد حرب ‪ ، 2011‬س���وف لن يتم‬ ‫‪.‬منحهم احلصانة القانونية‬ ‫‪:‬املطلوب من مكتب املدعي العام‬ ‫تقديم أعضاء اجلماعات املس���لحة للمس���اءلة عن أفعاهلم‪ ،‬وال س���يما ‪10.‬‬ ‫‪.‬أولئك الذين تو ّرطوا يف عمل ّيات التعذيب والوفاة يف احلجز‬ ‫‪:‬املطلوب من وزارة الداخلية والدفاع‬ ‫حرم���ان األف���راد واجلماع���ات املس���لحة املس���ؤولة عن ارت���كاب جرائم‪11.‬‬ ‫‪.‬خطرية‪ ،‬من املناصب القيادية يف جهاز أمن الدولة‬ ‫التأك���د م���ن أن وح���دات اللجن���ة األمن ّي���ة العلي���ا ودرع ليبيا وغريها‪12.‬‬ ‫م���ن اجلماعات املس���لحة اليت نال���ت موافقة احلكومة‪ ،‬قد أوقفت ممارس���ة‬ ‫اعتق���ال األفراد واقتحام املن���ازل أو املكاتب‪ ،‬دون أوام���ر أو أدلة على ارتكاب‬ ‫‪.‬خمالفات‬ ‫التأك���د من أن وح���دات األمن الرمسية فقط ‪ ،‬جي���وز هلا اعتقال ما‪13.‬‬ ‫يس���مى باألف���راد املطلوب�ي�ن‪ .‬وأن مثل هذه الوح���دات تلت���زم إلتزاما صارما‬ ‫‪.‬باإلجراءات القانونية الواجبة‬ ‫طرابلس ‪ /‬بروكسل‪ ،‬يف ‪ 17‬أبريل ‪2013‬‬

‫ميادين سنة ثالثة‬

‫جتري حواراً مطوال مع الكاتب واملفكر اللييب ابراهيم‬ ‫الكوني وسينشر كامال ‪،‬وهذه هي اسئلة جريدة ميادين‬

‫س ‪ : 1‬تتش���رف ميادين بإجراء حوار مع الروائي واملفكر‬ ‫اللي�ب�ي ابراهيم الكوني وقبل لقد نش���رمت مؤخرا اجلزء‬ ‫االول من مذكراتكم ‪،‬واجلزء الثاني حتت النشر وكما‬ ‫نستسمحكم أوال ‪ :‬أن‬ ‫علمنا ستكون املذكرات على اجزاء‬ ‫ً‬ ‫نعطي القارئ دوافعكم لنشرها يف هذه املرحلة وأنتم يف‬ ‫قم���ة عطائكم وعادة ما خيتتم الكتاب ش���غلهم االبداعي‬ ‫بكتاب���ة املذك���رات كم���ا فعل مث�ل�ا ماركي���ز الروائي‬ ‫الكولوم�ب�ي ‪ ،‬ثاني���ا هل ميك���ن أن تقدم للق���ارئ العجول‬ ‫قارئ الصحف حملات من هذه املذكرات خاصة مرحلة‬ ‫التكوين األول واملرتكزات الرئيسة يف هذا التكوين ؟ ‪.‬‬ ‫س ‪ : 2‬س���أبدأ مبش���روع م���ا ق���ام ب���ه أحد من قب���ل ‪،‬ولن‬ ‫يق���در غريي – فيما بعد على تك���راره ‪،‬أرغب بكل صدق‬ ‫الطبيع���ة للق���ارئ ‪ .‬إىل أن يق���ول ‪ :‬أغام���ر بالق���ول إن���ه‬ ‫لي���س هن���اك مثي���ل ىل على قي���د احلياة ‪،‬وه���ذا ال يعنى‬ ‫أنن���ى أفضل بالض���رورة ‪،‬بل إننى من نوع آخر فحس���ب ‪.‬‬ ‫لعلكم تذكرمت أن هكذا يقدم جان جاك روسو نفسه يف‬ ‫مذكرات���ه اليت عرفت باالعرتاف���ات ‪ .‬يقول نقاد ومنهم‬ ‫خليفة التليس���ي أن ليس مبكنتنا كتابة املذكرات ألن‬ ‫الشرقي جمبول على الكتمان وليس كالغربي املسيحي‬ ‫‪ ،‬ويذك���ر غريه���م مبا كتب���ه الغزالي ع���ن حمنته من‬ ‫الشك الي االميان ‪،‬هل واجهتم هذه املسألة يف كتابتكم‬ ‫للمذكرات وهل ما كتبتم يقع حتت االعرتافات أم أنه‬ ‫ذود ع���ن النفس ‪،‬أم غري ذلك باعتب���ارك روائيا والرواية‬ ‫فيها ش���يء أو هي نوع من كتابة السرية الذاتية باملعنى‬ ‫الفلسفي للذات ؟‬ ‫س‪ :3‬ي���دور لغط مل يهت���م به نق���اد األدب الذين تناولوا‬ ‫عملك���م األدب���ي ح���ول بانورام���ا كتاباتك���م الروائي���ة‬ ‫(الصح���راء) اليت كثريا م���ا مت اعتبارها امل���كان الروائي‬ ‫دون الغ���وص يف دالالته���ا الفني���ة يف الس���رد وتأويالتها‬ ‫الفكري���ة والفلس���فية ‪ ،‬ه���ل ميك���ن أن نتم���اس مع���ك‬ ‫وه���ذه الصحراء اليت هي عامل روائ���ي جديد ابتدعته يف‬ ‫ االبداع االنس���اني أن تكون هي املنبع الرئيس لكل عملك‬ ‫الروائي ؟‪.‬‬ ‫س‪ :4‬أثار الروائي التش���يكي كونديرا مس���ألة أن يكون‬ ‫املبدع مما مساه البلدان الصغرية هو التشيكي الذي يعلق‬ ‫على رقبته هذا اجلرس ‪،‬أنت اللييب واملواطن السويسري‬ ‫الذي درس يف االحتاد السوفييت ماذا يعين لك ذلك ؟‬

‫أنت لييب معينك الروائي الصحراء الكربى‪.‬‬‫درست يف االحتاد السوفييت ربطك البعض باملاركسية‪.‬‬‫أنت مواطن سويسري وتشيد بهذه املواطنة ما تفاصيل‬‫مواطنتك هذه ؟‬ ‫م���ا ال���ذي يش���كل ُه ه���ذا يف عامل���ك الس���ردي وكتاباتك‬‫الروائية ؟‬ ‫هل أنك يف سويسرا يساهم يف ترمجتك مثال ؟‬‫ليبيتك يربطه���ا البعض ببزوغ���ك ككاتب وبعالقتك‬‫بالنظ���ام السياس���ي ‪ ،‬القذايف هل هل���ذا أي أثر يف كونك‬ ‫الروائ���ي ابراهي���م الكوني وم���ا حقيقة ذلك ‪ ،‬ومل���اذا هذا‬ ‫اللغ���ط حول ه���ذه العالقة وم���ا دواف���ع الالغطني كما‬ ‫ترى؟‬ ‫س ‪ : 5‬م���ا بني الروائي والسياس���ة والرواية والسياس���ة‬ ‫‪،‬أين ابراهيم الكوني من السياس���ة ؟ وملاذا دخلت املعرتك‬ ‫السياس���ي عقب ما ع���رف بالربيع العرب���ي ‪،‬خاصة عرب‬ ‫االع�ل�ام وه���ذه التصرحي���ات املث�ي�رة م���ا دوافعه���ا ؟م���ا‬ ‫أهدافه���ا؟ ‪،‬مل���اذا فج���اءة كن���ت الي جان���ب عب���د البارى‬ ‫عط���وان و أدوني���س وهيكل م���ن منتقدي ه���ذا الربيع ؟‬ ‫وماذا يكون الذي مل يفهم من تصرحياتك ؟‬ ‫س‪ : 6‬م���ا عالقة ابراهيم الكون���ي‪ :‬بليبيا ما بعد القذايف ‪،‬‬ ‫بث���ورة فرباير ‪ ،‬بالدولة الليبية احلالي���ة ‪،‬وما ردك على‬ ‫من يتقولون حول موقفك من ثورة شعبك ‪.‬‬ ‫س ‪ : 7‬ش���اركت أنا يف الندوة اليت كانت حول أعمالك‬ ‫الروائية اليت اقامتها جامعة س���بها منذ سنوات‪،‬حتدثت‬ ‫عن مصادرة كتبك من قبل النظام يف تلك الندوة ‪،‬هذه‬ ‫الكت���ب مل تكن تذكرها ‪ :‬ما عالقتك مباضيك االبداعي‬ ‫والشخصي ‪.‬‬ ‫س ‪ : 8‬ان���ت كن���ت دائما حت���ب الصادق النيه���وم وعلى‬ ‫عالق���ة ب���ه منذ ب���زغ كعل���م لييب وحت���ى ان���ك رافقت‬ ‫جثمان���ه والتقي���ت بك يف بنغازي ‪،‬ث���م كتبت ما كتبت‬ ‫عنه وشاركت يف الندوة اليت اقامتها دار الكتب الوطنية‬ ‫زم���ن حممد الش���ويهدى ‪،‬ما عالقتك بالص���ادق النيهوم‬ ‫ه���ل تذكر لن���ا خصيصا بعض من وقائ���ع هذه العالقة‬ ‫الشخصية والفكرية؟‬ ‫س‪ :9‬ه���ل تري���د توجيه كلم���ة ألهلك يف ليبي���ا ولقراء‬ ‫ميادين خصوصا ؟‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫املؤمتر الطارئ لوزير الداخلية بشأن‬ ‫تفجري السفارة الفرنسية‬

‫بريطانيون وأمريكيون دخلوا‬ ‫معسكرات تابعة للجيش من دون‬ ‫علم الدفاع‬

‫موجودي���ن يف وح���دة م���ن الوح���دات‬ ‫التابع���ة حل���رس احل���دود يف املنطق���ة‬ ‫الش���رقية ومت إبالغن���ا به���م م���ن قب���ل‬ ‫إدارة االس���تخبارات العس���كرية وأبلغنا‬ ‫الس���فارة وامللحق العسكري األمريكي‬ ‫ومل يكن لديهم علم بذلك»‪.‬‬ ‫وتاب���ع‪« :‬حن���ن س���ألنا ع���ن هوي���ة‬ ‫األمريكي�ي�ن الثالث���ة وع���ن العم���ل‬ ‫القائم�ي�ن ب���ه ومل حنص���ل عل���ى أي‬ ‫إجابات حتى اآلن»‪.‬‬

‫خاص – ميادين – طرابلس‬ ‫نأس���ف ملا حصل‪ ...‬بهذه اجلملة اس���تهل عاشور‬ ‫ش���وايل وزي���ر الداخلي���ة املؤمت���ر الصحف���ي‬ ‫الط���اريء مبق���ر رئاس���ة ال���وزراء وال���ذي ُعقد‬ ‫ظهرية الثالثاء ‪ 23‬أبريل يوم انفجار الس���يارة‬ ‫املفخخة خلف الس���فارة الفرنسية بطرابلس (‬ ‫قرقارش) ‪ ،‬وق���دم ملخصا ألهم مامت البث فيه‬ ‫عق���ب الواقع���ة من تواص���ل مع رئي���س الوزراء‬ ‫زيدان ال���ذي وافق على ما مت اختاذه من تدابري‬ ‫الزم���ة ويف مقدمتها ما قررت���ه وزارة الداخلية‬ ‫من تش���كيل جلنة مركزية تتوىل التحقيقات‬ ‫رفقة جلنة التحقيقات من اخلرباء الفرنس�ي�ن‬ ‫بهك���ذا عملي���ات واللجن���ة الليبي���ة مكونة من ‪:‬‬ ‫رئيس املباحث – مديرية أمن طرابلس – إدارة‬ ‫أم���ن املعلومات‪ -‬عض���و من املخاب���رات – مدير‬ ‫محاي���ة البعث���ات الدبلوماس���ية ‪ -‬وعض���و م���ن‬ ‫اللجن���ة االمني���ة ف���رع طرابلس ‪ ،‬كم���ا جرى‬ ‫االمر بتش���ديد احلراس���ة والتحوطات االمنية‬ ‫على مقرات السفارات والبعثات الدبلوماسية‪.‬‬ ‫ش���وايل الذي أكد أن االصابات البشرية جرى‬ ‫التعام���ل معه���ا عل���ى عج���ل فعض���وي احلرس‬ ‫االم�ن�ي للس���فارة احدهم���ا إصابت���ه بس���يطة (‬ ‫اللي�ب�ي ) واالخ���ر تعرض اىل إصاب���ة يف الظهر‬ ‫والرأس ( الفرنسي) وقد جتاوز مرحلة اخلطر‬ ‫بعد س���اعات من مغادرته لغرفة العناية ‪ ،‬كما‬ ‫مت نق���ل فتاة وقع عليها باب اىل تونس وكانت‬ ‫تقطن وعائلتها باملنزل املقابل للس���فارة ‪ ،‬كما‬ ‫جرى نق���ل ما يقارب ‪ 15‬عائلة لفندق وجيرى‬ ‫حتويله���م فيما بعد اىل مس���اكن جاهزة نظرا‬ ‫لالضرار املادية اجلسيمة اليت حلقت مبنازهلم‬ ‫وسيارتهم والعمل جاري لتقدير تلك اخلسائر‬ ‫‪.‬‬ ‫اإلخ�ت�راق االم�ن�ي ش���يء وارد يف‬ ‫• ‬ ‫الظروف الليبية‪.‬‬ ‫كان س���ؤال ميادين نقال عن مايس���ود الش���ارع‬ ‫اللييب م���ن غياب بعض التحوط���ات االمنية يف‬ ‫النق���اط املركزية من ش���وارع رئيس���ة يف أهم‬ ‫امل���دن ال�ت�ي متث���ل حالة م���ن احلراك الش���عيب‬ ‫واالقتص���ادي كمدين�ت�ي طرابل���س وبنغ���ازي‬ ‫‪ ،‬خاص���ة وأن تعليق���ات تط���ال مش���اهد أمني���ة‬ ‫مش���ددة يرونه���ا تط���ال حت���ركات الرئاس���ة‬ ‫وأعض���اء من املؤمت���ر ‪ ،‬وق���د رد ش���وايل من أنه‬ ‫على الش���ارع اللييب أن يق���در من يعملون يوميا‬ ‫من الشرطة واللجان االمنية واجليش الوطين‬ ‫فمازلنا نعاني نقصا يعود بعضه يف تغيب بعض‬ ‫العناص���ر ع���ن وظائفه���ا حت���ى ه���ذه اللحظة ‪،‬‬ ‫ولكي نع���زز االمن يف كل النقاط اليت تش���كل‬

‫مص���در خطر حنتاج اعداد كوادر واس���تقطاب‬ ‫عناص���ر جديدة وه���ي خطة تدريبي���ة قصرية‬ ‫وطويل���ة االج���ل نعم���ل عليه���ا حالي���ا لنغطي‬ ‫االحتياج االمين لكل املدن الليبية ‪.‬‬ ‫ويف مع���رض اجابت���ه عل���ى أس���ئلة الصحفيني‬ ‫وإعالم���ي القن���وات أعلن ش���وايل ع���ن توقعات‬ ‫أمنية تش�ي�ر اىل اخرتاق أمين وارد يف أي ساعة‬ ‫حيث الس�ل�اح اخلفي���ف والثقيل م���ازال بأيدي‬ ‫جمموعات مس���لحة رغ���م اجلهود ال�ت�ي بذلت‬ ‫من الوزارة مؤخ���را وقد مت االعالن عن تفكيك‬ ‫أكثر من مليش���يا مسلحة على مستوى البالد‬ ‫بل أن هناك من تقدم وسلم أسلحته للحكومة‬ ‫كواج���ب وحس وط�ن�ي باملرحل���ة ‪ ،‬وحول أول‬ ‫الرتجيح���ات ع���ن مرتكيب ه���ذه اجلرمية فيما‬ ‫له صلة بعمليات انتقامية ضد فرنسا وتدخلها‬ ‫العسكري يف مالي ‪ ،‬أو عن مدى عالقة حماولة‬ ‫اخ�ت�راق الس���فارة بطرابلس باقتحام الس���فارة‬ ‫االمريكية ومقتل السفري ببنغازي علق شوايل‬ ‫أن���ه م���ن الصع���ب االن تس���ريب أي���ة تلميحات‬ ‫خبص���وص مرتكيب الفعل ولي�ت�رك ذلك حتى‬ ‫ساعة اعالن تفاصيل التحقيقات من الطرفني‬ ‫الفرنسي واللييب‪.‬‬

‫فج���ر حمم���د الربغث���ى وزي���ر الدف���اع‬ ‫اللي�ب�ي مفاج���أة كب�ي�رة أم���س عندما‬ ‫كش���ف النقاب عن ت���ورط بريطانيني‬ ‫وأمريكي�ي�ن فيم���ا وصف���ه مبحاوالت‬ ‫الخرتاق معس���كرات اجلي���ش اللييب يف‬ ‫شرق ليبيا‪.‬‬ ‫وق���ال الربغثى يف تصرحي���ات له أمس‬ ‫مبناس���بة ختري���ج دفع���ة جدي���دة من‬ ‫عناص���ر االس���تخبارات العس���كرية إن‬ ‫املعس���كرات الليبية تتعرض لالخرتاق‪،‬‬ ‫الفت���ا إىل دخ���ول بريطاني�ي�ن إىل أحد‬ ‫املعس���كرات لرتكيب أجه���زة اتصاالت ومل يوض���ح الربغث���ى م���ا إذا كان ق���د‬ ‫دون علم وزارة الدفاع الليبية باإلضافة مت اعتق���ال الربيطانيني واألمريكيني‬ ‫إىل ثالث���ة أمريكيني دخل���وا إىل أحد اخلمس���ة كم���ا مل يكش���ف النقاب عن‬ ‫معس���كرات احلدود التابعة للجيش يف م�ب�ررات دخوهلم إىل معس���كرات تابعة‬ ‫املنطقة الش���رقية من دون علم س���فارة للجي���ش اللييب دون احلصول على إذن‬ ‫مسبق من السلطات الليبية أو الرتتيب‬ ‫بلدهم‪.‬‬ ‫وفى تصرحيات إضافي���ة قال الربغثى معها يف هذا الصدد‪.‬‬ ‫لقناة العاصمة الليبية الفضائية‪« :‬على ‪.‬‬ ‫س���بيل املث���ال كان ثالث���ة أمريكيني‬

‫بيان حزب الوطن بشأن تفجري السفارة الفرنسية‬ ‫إننا يف حزب الوطن ‪ ،،‬إذ نعرب عن إدانتنا لالعتداء اآلثم الذي يعرض س�ل�امة املش���روع السياس���ي الوطين ومكوناته‬ ‫للخط���ر ؛ فإنن���ا ندين وبش���دة ح���ادث التفجري املروع الذي طال اآلمنني واملس���تأمنني يف مبنى الس���فارة الفرنس���ية‬ ‫بطرابلس وما حوهلا ‪ ،‬ونعرب عن تضامننا وخالص مواساتنا لكافة املصابني ؛ ونؤكد على ما يلي ‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال ‪ :‬ض���رورة فت���ح ب���اب التحقيق يف مالبس���ات وتوقي���ت ودالالت احلادثة ‪ ،‬ملعرف���ة اجلهة اليت وقف���ت وراء هذه‬ ‫اجلرمية النكراء ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬نطالب بتعزيز االجراءات واالحرتازات األمنية يف العاصمة ‪ ،‬ومبنع جتوال العربات جمهولة اهلوية‬ ‫ثالثاً ‪ :‬نطالب احلكومة بضرورة التعجيل يف إعادة بناء وتأهيل مؤسسات الدولة األمنية والعسكرية واالستخباراتية‬ ‫على أسس وطنية صرفة ‪.‬‬ ‫رابعاً ‪ :‬حنذر أي جهة خارجية كانت أو داخلية من املساس بأمن ليبيا وسيادتها والضيوف الذين حيلون بها ‪.‬‬ ‫خامس���اً ‪ :‬نذكر اجملتمع الدولي بضرورة االس���تمرار يف دعم دولة ليبيا ‪ ،‬حتى يش���تد عودها ‪ ،‬ويكون سلمها جزء ال‬ ‫يتجزأ من السلم االقليمي والدولي ‪ ،‬لتساهم يف دعم ورخاء وسالم املنطقة واجلوار ‪.‬‬ ‫واهلل أكرب وهلل احلمد ‪..‬‬ ‫املكتب السياسي‬ ‫حزب الوطن‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫وثيقة‬

‫‪07‬‬

‫النشاط احلزبي يف بنغازي منذ سبعة عقود مضت‬

‫مفتاح السيد الشريف يكشف عن وثيقة أمريكيّة تروي‬ ‫نشأة وأفول (رابطة الشباب اللييب يف برقة)‬ ‫اجلزء األخري‬ ‫قليلة توقفت عن الصدور بسبب تو ّقف متويلها‪.‬‬ ‫وأس���هم هذا التو ّق���ف‪ ،‬وكون الرابط���ة معتربة‬ ‫يف وضع "ش���بيبة" املؤمتر الوط�ن�ي الربقاوي‪ ،‬يف‬ ‫ّ‬ ‫ش���ل نش���لط الرابطة وجعلها يف وقت ما ُتذكر‬ ‫كإس���م فق���ط‪ .‬عل���ى أن الضرب���ة النهائية اليت‬ ‫وجه���ت للرابط���ة كان���ت س���وء التفاه���م الذي‬ ‫ّ‬ ‫حدث بني رئيسها منري البعباع وعبد ربّه الغ ّناي‪،‬‬ ‫فاإلثن���ان ختاصما حول رئاس���ة املنظمة‪ .‬وعلى‬ ‫األث���ر إنس���حب البعباع وأصب���ح الغناي رئيس���ا‪.‬‬ ‫كما انس���حب غالبي���ة األعضاء ووج���د عبد ربّه‬ ‫نفس���ه مع قّلة من املؤيّدين‪ .‬ومن خالل مساعدة‬ ‫بويصري الذي س���اعده عبد ربّه يف حترير "برقة‬ ‫اجلديدة"‪ ،‬أصدر عبد ربّه جريدة أسبوع ّية باسم‬ ‫"صوت الش���عب"‪ .‬وعلى أيّة حال تو ّقفت هذه عن‬ ‫الصدوربع���د ش���هور قليل���ة بس���بب اإلفتقار إىل‬ ‫امل���ال‪ ،‬وأدى ه���ذا إىل انع���دام وج���ود الرابطة إ ّ‬ ‫ال‬ ‫باإلس���م فقط‪ .‬إىل أن ج���رى إحياؤها من جديد‬ ‫يف نهاية ‪ ،1949‬حال تكوين أول وزارة برقاويّة‪.‬‬ ‫د)إحياء الرابطة‪ :‬يف ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،1949‬وعقب‬ ‫اعتق���ال عب���د ربّ���ه الغ ّن���اي م���ن قبل الس���لطات‬ ‫يف مص���ر وذل���ك كاحتج���اج على من���ح اللجوء‬ ‫السياس���ي م���ن الس���لطات الربقاويّ���ة لثالث���ة‬ ‫من أعض���اء منظمة اإلخ���وان املس���لمني‪ ،‬عقدت‬ ‫الرابطة اجتماعاعام���ا جرت فيه عمل ّية انتخاب‬ ‫اآلتية أمساؤهم كأعضاء يف اللجنة التنفيذيّة‪:‬‬ ‫رجب النيهوم ‪ -----‬رئيسا وأمينا للصندوق‬ ‫أمحد شعبان ‪ -----‬نائبا للرئيس‬ ‫يوسف زيو‪ -----‬سكرتريا‬ ‫منري البعباع ‪ -----‬عضوا‬ ‫إبراهيم امنينه ‪ -----‬عضوا‬ ‫السنوسي كدّوم‪ -----‬عضوا‬ ‫س ّيد عبد اجمليد ‪ -----‬عضوا‬ ‫حممد بن دردف ‪ -----‬عضوا‬ ‫ويف ‪ 23‬اكتوب���ر ‪ 1949‬تقدم���ت الرابط���ة‬ ‫بالتماس اىل األم�ي�ر ليمنحها اإلذن باس���تئناف‬ ‫النش���اط السياس���ي‪ .‬وقد منح هذا اإلذن ش���فه ّيا‬ ‫م���ن الس���يد الصديق الرضا السنوس���ي مس���اعد‬ ‫رئيس املؤمتر الوطين‪ ،‬الذي طلبت منه الرابطة‬ ‫ي���وم ‪ 24‬أكتوب���ر ‪ 1949‬مس���اعدة مال ّي���ة م���ن‬ ‫ميزان ّي���ة املؤمت���ر الوطين لغرض إع���ادة إصدار‬ ‫"اإلس���تقالل"‪ .‬وقد اس���تجاب املؤمتر ودفع مبلغ‬ ‫‪ 20‬جنيه���ا عل���ى قس���طني‪ ،‬أعط���ي األول يف‬ ‫أغس���طس والثاني بعد ش���هر تقريبا‪ .‬بتاريخ ‪23‬‬ ‫نوفمرب‪ ،‬أي بعد أس���بوعني من تأليف وزارة عمر‬ ‫باشا‪ ،‬تس���ّلمت الرابطة إذنا بإصدار "اإلستقالل"‬ ‫وأن تطبعه���ا مبطبع���ة احلكوم���ة‪ .‬ويف ‪ 26‬من���ه‬ ‫صدرت وي���رأس حتريرها يوس���ف زي���و إمس ّيا‪،‬‬ ‫بينما التحرير الفعلي قام به منري البعباع وس ّيد‬ ‫عب���د اجملي���د‪ ،‬كم���ا س���اعد يف التحري���ر عوض‬ ‫انضم إىل الرابط���ة‪ ،‬وكان يرئس‬ ‫زاقوب ال���ذي ّ‬ ‫حتري���ر "برق���ة اجلديدة" ّ‬ ‫حمل ص���احل بويصري‬ ‫الذي أرغم على اإلستقالة منها فور تعيني عمر‬ ‫باشا رئيسا للوزارة‪ .‬وأصبحت "اإلستقالل" تتبع‬

‫عندما وصل أعضاء اجلمع ّية وعلى رأس��هم الكوايف وخملوف واملطردي متأخرين نصف ساعة‪ ،‬ق ّدم‬ ‫هل��م منري البعباع القرارات املتخ��ذة اليت وجدها الكوايف ورفاقه مت ّثل منته��ى العبث‪ ،‬وأوضحوا أن‬ ‫�جلني‬ ‫الرابطة مبا فيها جلنتها التنفيذ ّية وجملس��ها اإلستش��اري‪ ،‬عليهم أوال أن يكونوا أعضاء مس� ّ‬ ‫عاديني يف النادي‬ ‫أسلوب "برقة اجلديدة" الناطقة الرمس ّية باسم‬ ‫احلكومة يف تأييد املؤمتر الوطين العام وحكومة‬ ‫برق���ة‪ .‬على الرغم م���ن أن "اإلس���تقالل" كانت‬ ‫أكثر محاس���ا يف مناصرة عمر باش���ا وحكومته‪،‬‬ ‫وكان���ت ت���ر ّد بقوّةعل���ى املق���االت املعادي���ة ل���ه‬ ‫املنشورة يف "الوطن" الناطقة بلسان مجع ّية عمر‬ ‫املخت���ار‪ .‬وإضاف���ة إىل ذلك أخذت "اإلس���تقالل"‬ ‫تهاج���م بقوّة ص���احل بويصري الذي انس���حب من‬ ‫الرابطة وباش���ر التعاون م���ع اجلمع ّية الوطن ّية‬ ‫(وه���و اإلس���م اجلدي���د جلمع ّي���ة عم���ر املختار)‬ ‫بالكتاب���ة يف "الوطن"مق���االت معادي���ة للرابطة‬ ‫ولعم���ر باش���ا‪ .‬يف ‪ 15‬يناي���ر ‪ 1950‬وعقب ّ‬ ‫س���ن‬ ‫قان���ون اجلمع ّي���ات رقم ‪ 3‬لس���نة ‪ ،1950‬إجتمع‬ ‫أعضاء الرابطة وصاغ���وا مذكرة وقواعد طبقا‬ ‫لنص���وص القانون‪ ،‬وح���دّدوا أهدافه���ا يف اآلتي‪:‬‬ ‫“إن هدف هذه اجلمع ّية هو املساهمة يف التطوّر‬ ‫السياس���ي واإلقتص���ادي والثق���ايف واإلجتماعي‬ ‫لليبي���ا"‪ .‬وتو ّقع���ا منه���ا لص���دور قان���ون اخلدمة‬ ‫املدن ّي���ة ال���ذي مينع ّ‬ ‫موظف���ي احلكوم���ة من أن‬ ‫يكون���وا أعضاء يف املنظمات السياس��� ّية‪ ،‬فإن عبد‬ ‫العاط���ي النيهوم وس���ليمان بوخنيلة ومصطفى‬ ‫اخلوجة‪ ،‬حّل���وا كأعضاء يف اللجن���ة التنفيذيّة‬ ‫حمل‪ :‬منري البعباع والسنوسي كدّوم وإبراهيم‬ ‫امنينه‪ .‬وبدع���م احلكومة ظه���رت الرابطة على‬ ‫الس���طح أكثر نش���اطا‪ ،‬وأضافت الفروع التالية‬ ‫إىل أقسامها الثقافية واملس���رح ّية األصل ّية‪)1( :‬‬ ‫حماربة ش���رب اخلمر (أي أحياء هذا القسم من‬ ‫جديد) (‪ )2‬قس���م للنقاب���ات العمال ّية (‪ )3‬قس���م‬ ‫الحتاد الش���بيبة السودان ّية (‪ )4‬قسم للمحاربني‬ ‫القدم���اء املتقاعدين (‪ )5‬قس���م لإلتصاالت (بني‬ ‫احلكوم���ة والرابط���ة)‪ .‬ومل يق���م أي م���ن ه���ذه‬ ‫األقسام بأي نش���اط فعلي‪ ،‬فأنشطة الفروع اليت‬ ‫افتتحت يف املدن ومراكز القبائل‪ ،‬كانت فقط‬ ‫الختاذ قرارات تؤيّد أو تنتقد احلكومة يف قضايا‬ ‫مع ّين���ة‪ .‬وم���ع ذلك اس���تمر النظ���ر إىل الرابطة‬ ‫كمنظم���ة فاعل���ة حت���ى ربي���ع ‪ ،1951‬عندما‬ ‫تو ّقف���ت "اإلس���تقالل" عن الص���دور‪ .‬فبدونها مل‬ ‫تع���د للرابطة أية قض ّية تتواج���د من أجلها‪ ،‬وال‬ ‫يُسمع عنها اليوم إ ّ‬ ‫ال القليل‪.‬‬ ‫‪ – 3‬الرابطة وحكومة برقة‪:‬‬ ‫يعت�ب�ر من�ي�ر البعب���اع الرئي���س الفعل���ي ّ‬ ‫واملنظم‬ ‫املؤ ّثر للرابطة‪ ،‬وتربطه أواصر متينة بعمر باشا‬ ‫املؤيّد للرابطة والذي منحها الفرصة الستئناف‬ ‫نش���اطها‪ .‬وبذلك صارت الرابط���ة مناصرةبقوّة‬

‫لعمر باشا‪ ،‬ومن ثم ناصرت "اإلستقالل" جريدة وانع���دام التعاون بني األعض���اء املتواجدين‪ ،‬كل‬ ‫الرابطة حكومة برقة عندما ترأس���ها عمر باشا‪ .‬ذلك حال بينها وبني إصدار اجلريدة‪.‬‬ ‫واس���تم ّرت كذل���ك عندم���ا ك���وّن الس���اقزلي الرابطة والنظام اإلحتادي‪:‬‬ ‫أمحد بن بله مع أعضاء من مجعية عمر املختار‬

‫حكومت���ه القائم���ة حالي���ا‪ ،‬حيث أصب���ح معروفا‬ ‫أن الس���اقزلي يدين بالفضل يف ذلك لعمر باشا‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فبعد بضعة شهور من تأليف حكومة‬ ‫الس���اقزلي‪ ،‬ح���دث س���وء تفاه���م بني عمر باش���ا‬ ‫والساقزلي‪ ،‬وبالتالي غيرّ ت "اإلستقالل" موقفها‬ ‫م���ن الس���اقزلي‪ ،‬وأثاره���ذا غضب الس���اقزلي‪ ،‬إذ‬ ‫أبل���غ رئي���س الرابط���ة ي���وم ‪ 22‬م���ارس ‪1951‬‬ ‫م���ن مدي���ر املطبعة ب���أن "اإلس���تقالل" أصبحت‬ ‫خاضع���ة للرقاب���ة قب���ل طبعه���ا وتوزيعه���ا‪ .‬ويف‬ ‫مس���اء نفس اليوم عقدت الرابطة إجتماعا عاما‬ ‫ق ّررت فيه التقدّم بعريضة إىل األمري إحتجاجا‬ ‫عل���ى موقف احلكومة جتاه "اإلس���تقالل"‪ ،‬كما‬ ‫ق ّررت أن تنشر بيانا على اجلريدة حول املوضوع‬ ‫يف عدده���ا بتاريخ ‪ 24‬م���ارس ‪ .1951‬وقد طبع‬ ‫البي���ان يف نف���س الع���دد‪ ،‬ولكن احلكوم���ة قامت‬ ‫مبصادرت���ه قب���ل توزيع���ه‪ ،‬فاضط��� ّر احمل��� ّرر إىل‬ ‫تغيري هلجته لك���ي يعاد نش���ره‪( .‬برق ّينا رقم ‪46‬‬ ‫بتلري���خ ‪ 5‬مايو ‪ .)1951‬وأخ�ي�را ويف ‪ 28‬أبريل‪،‬‬ ‫ُحرمت "اإلستقالل" من التس���هيالت احلكوم ّية‬ ‫املمنوحة للصحاف���ة‪ .‬ومنذ ذلك احلني أصبحت‬ ‫الرابطةغ�ي�ر ف ّعال���ة (برق ّيتن���ا رق���م ‪ 49‬بتاريخ‬ ‫‪ 16‬مايو ‪ .)1951‬وحاولت الرابطة إس���تئنالف‬ ‫ص���دور اجلري���دة‪ ،‬ولك���ن غياب من�ي�ر البعباع يف‬ ‫طرابلس كعضو يف جلنة التنس���يق (للحكومة‬ ‫اإلحتاديّة‪ )،‬ونقص املال لدفع تكاليف الطباعة‪،‬‬

‫لقد أيّدت الرابطة النظام اإلحتادي كما ق ّررته‬ ‫اجلمع ّية التأسيس��� ّية (مجع ّية الس���تني)‪ .‬وهو ما‬ ‫يتف���ق م���ع آراء مجع ّية عمر املخت���ار يف بنغازي‪،‬‬ ‫ويع���ارض آراء الس���عداوي وف���رع مجع ّي���ة عمر‬ ‫املختار يف درنة‪..‬‬ ‫الرابطة واألمري‬ ‫تعت�ب�ر الرابط���ة نص�ي�را قويّ���ا لألم�ي�ر والعائلة‬ ‫السنوس��� ّية‪ ،‬وه���و ما كان يدافع عنه عمر باش���ا‬ ‫بقوّة‪.‬‬ ‫الرابطة والقوى األجنب ّية‬ ‫عل���ى الرغ���م م���ن أن الرابط���ة مل تك���ن عل���ى‬ ‫صل���ة مبص���ر واجلامع���ة العرب ّي���ة‪ ،‬وجريدته���ا‬ ‫"اإلستقالل" انتقدت يف مناس���بات متعدّدة عزام‬ ‫باش���ا ومصر لسياس���تهما جتاه القض ّية الليب ّية‪،‬‬ ‫ف���إن الرابط���ة ّ‬ ‫تفض���ل أن تك���ون ليبي���ا عضوا يف‬ ‫اجلامع���ة العرب ّية ‪،‬وليس���ت هلا سياس���ة مق ّررة‬ ‫بالنس���بة للق���وى الغرب ّي���ة م���ع أن لس���ان حاهلا‬ ‫جريدة " االس���تقالل " تنتقد أحيان���ا هذه القوى‬ ‫‪،‬وخاصة بريطانيا وفرنسا متهمة إياهما بأنهما‬ ‫إمربياليتان وأنهم���ا تضعان العراقيل أمام تقدّم‬ ‫القض ّي���ة الليب ّي���ة‪ .‬ويف هذا الصدد ف���إن الرابطة‬ ‫تتبع ما يطرأ من ش ّد وجذب يف املوقف السياسي‪.‬‬ ‫التوقيع (ماريون ج‪ .‬رايس)‬ ‫نائب القنصل األمريكي ‪ -‬بنغازي‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫ملف العدد ‪ :‬فهيم احلصادي‬

‫أمام اجلمال أنا كائن ضعيف‬ ‫( رسالة من فهيم احلصادي إىل أخيه جنيب احلصادي )‬ ‫رحيل فهيم‬ ‫يقام يوم اخلميس‬ ‫القادم ‪ 2‬مايو‬ ‫حفل تأبني فهيم‬ ‫احلصادي يف درنة‬ ‫‪،‬وميادين تشارك‬ ‫هنا بهذا امللف الذي‬ ‫يوضح أن انشغال‬ ‫فهيم باحلياة جعله‬ ‫يتخذ العلم نهجا‬ ‫وبالتالي التؤدة‬ ‫مسلكا ‪،‬كان‬ ‫يرتشف الفكر‬ ‫متأمال وجيعل‬ ‫اجلمال نرباسا‬ ‫كما جنمة الصبح‬ ‫‪،‬هو ليس حباجة‬ ‫لالقتناص واللهاث‬ ‫خلف ظله بل كان‬ ‫على الظل أن يتبعه‬ ‫‪،‬كما نرى يف‬ ‫وريقاته القليلة أنه‬ ‫مل يكن صاحب مغنم‬ ‫‪،‬العلم للعلم كما‬ ‫احلياة للحياة ‪.‬‬ ‫هذا امللف كما فهيم‬ ‫احلصادي الذي‬ ‫اغتنم الشيء برتكه‬ ‫كما يقول الشيخ‬ ‫الصويف الزروق‪.‬‬

‫أم���ام اجلم���ال أنا كائ���ن ضعي���ف ‪ ..‬اعرتف ‪..‬‬ ‫ذل���ك مينع�ن�ي على ال���دوام من إب���داء أية أراء‬ ‫نقدية من شأنها أن تفسد البهجة اليت أحسها‬ ‫إزاء اجلم���ال ‪ ..‬أي���اً كان���ت ماهي���ة اجلم���ال ؛‬ ‫اخل ْلقي أو اجلم���ال ُ‬ ‫اجلم���ال َ‬ ‫اخل ُلقي ‪ ..‬مجال‬ ‫الطبيع���ة ‪ ..‬مجال املوس���يقى ‪ ..‬مجال العبارات‬ ‫‪ ..‬هناك مجل رش���يقة يأسرني مجاهلا ‪ ،‬بغض‬ ‫النظ���ر ع���ن مكتناه���ا ‪ ..‬وعبارات���ك مجيل���ة ‪,‬‬ ‫مس���بوكة وحمبوك���ة ‪ ,‬رش���يقة وطبيعي���ة‬ ‫‪ ،‬حت���ى لكأن���ك ختش���ى أن حت���ذف ه���ذا ‪ ،‬أو‬ ‫تس���تبدل ذاك ‪ ،‬فينقش���ع عنها اجلمال ‪ ..‬وهي‬ ‫من هذا امليزان تتميز بالرهافة واحلساسية ‪..‬‬ ‫واجلمال به���ذا املنحى غري قابل للنقد ‪ .‬أرأيت‬ ‫أمج���ل اجلمي�ل�ات‪ ،‬إن زدت ط���ول أنفها بضع‬ ‫ملليمرتات أو تنقصها‪ ،‬ماذا عساها ان تكون ؟‬ ‫تق���ول النظ���رة القدمي���ة ع���ن اجلم���ال ‪( :‬أنه‬ ‫أمر ش���خصي ال وج���ود له يف الواق���ع) ويقول‬ ‫اس���بينوزا ‪( :‬اجلم���ال لي���س صف���ة يف الش���يء‬ ‫امل���دروس بق���در م���ا هو األث���ر الذي ينش���أ يف‬ ‫اإلنس���ان نفس���ه ال���ذي ي���درس ذلك الش���يء)‬ ‫ويق���ول داروي���ن ‪( :‬م���ن اجللي أن اإلحس���اس‬ ‫باجلمال يتوقف على طبيعة العقل ‪ ،‬بصرف‬ ‫النظر عن أية صفة حقيقية يف الشيء حمل‬ ‫اإلعجاب) ‪ ..‬وتص���ور النظرة القدمية "العلوم‬ ‫على أنها باردة املشاعر ‪ ،‬ولكنها واقعية ‪ ..‬بينما‬ ‫الفنون دافئة املش���اعر ومجيلة ‪ ،‬لكنها هوائية‬ ‫املضم���ون" حبي���ث يتوقع من عامل احلش���رات‬ ‫أن يس���كت عن مجال الفراشة سكوت الشاعر‬ ‫عن أنزمياته���ا اهلاضمة ‪ ...‬أمام اجلمال يلجم‬ ‫العق���ل‪ ،‬وتتعطل أدواته التقليدية ‪ ..‬وبذا يبدو‬ ‫اجلمال كأنه خملوق ضعيف وا ٍه ‪..‬من فرط‬ ‫حبنا وتوهلنا به نشفق عليه حتى من أنفسنا ‪.‬‬ ‫يقول العق���ل اجلديد إن األمر ليس كذلك ‪،‬‬ ‫فاجلمال ليس أمراً ش���خصياً لدرجة أنه غري‬ ‫قاب���ل للمعاجلات املوضوعية ‪ ،‬ب���ل هو ـ أكثر‬ ‫من ذلك ـ قد يكون مقياس���اً للحقيقة العلمية‬ ‫‪ .‬يف ميكانيكا الكم ثبتت نظريات على أس���اس‬ ‫النظ���رة اجلمالية فحس���ب "النظرية مقنعة‬ ‫بفضل كماهلا ومجاهل���ا التجريدي" ‪ ..‬يقول‬ ‫الفيزيائ���ي بول ديراك ‪" :‬إن وجود اجلمال مع‬ ‫مع���ادالت العامل أهم من جعل ه���ذه املعادالت‬ ‫تنطب���ق عل���ى التجرب���ة " ‪ ..‬به���ذا املعن���ى فإن‬ ‫اجلم���ال ليس رهافة ورقة فحس���ب ‪ ,‬إنه قوة‬ ‫وإمكانية أيضاً ‪.‬‬ ‫لق���د دأب���ت عل���ى االمتن���اع ع���ن اخل���وض أو‬ ‫النق���د فيم���ا أو مل تكت���ب ‪ ..‬إذ أن هناك عوامل‬ ‫متشابكة متنع ذلك ‪ ..‬ليس أقلها أن من يكتب‬ ‫الن���ص هو أنت ‪ ..‬مبا تعنيه أنت لي ‪ ..‬إن نصك‬ ‫هو جزء من نفس���ك ‪ ،‬وم���ن أخطائي اخلفية ـ‬ ‫رغم ادعائ���ي بعكس ذلك ـ أن�ن�ي ال أفصل وال‬ ‫أمي���ز ـ كم���ا ينبغ���ي ـ ب�ي�ن القائ���ل واملقولة ‪..‬‬ ‫هن���اك عامل آخر ‪ ،‬هو هذه اخللطة واملزج بني‬ ‫الفن والعلم فيما تقوله ‪..‬‬

‫جنيب احلصادي وفهيم احلصادي‬

‫قواعد منطقية رصينة على جناحي فراش���ة‬ ‫زاهي���ة األل���وان ‪ ،‬وعندها يقف العق���ل مرتبكاً‬ ‫أم���ام هذا النموذج اهلجني ‪ ..‬رمبا لو كتبت ما‬ ‫كتبت بصي���غ مألوفة رتيبة على هيأة ‪ ..‬أو ً‬ ‫ال‬ ‫‪ ..‬ثاني���اً ‪ ..‬وثالث���اً ‪ ..‬لكان ل���ي ولغريي رأي آخر‬ ‫يف املوضوع ‪ ،‬ضف إىل ذلك البعد الش���خصي ـ‬ ‫وكما أسلفت ـ والذي قد ال يقتصر علي ‪ ،‬بل‬ ‫يتعداه إىل كل من يعرفك ويعرف سجاياك‬ ‫وخاللك ‪ ..‬وما يشكله ذلك من حاجز فوالذي‬ ‫مسي���ك أمام أية حماولة خل���دش أو نقد هذا‬ ‫الكائ���ن اجلمي���ل البس���يط ‪ ..‬وال���ذي تفي���ض‬ ‫نفسه بأحاس���يس اجلمال ‪ ،‬حتى لرتاه حيجم‬ ‫ع���ن إب���داء رأيه ح�ي�ن يتب���دى ل���ه أن ذلك قد‬ ‫يس���يء أو حي���رج أحده���م ‪ ..‬وال يفت���أ جيامل‬ ‫هذا وذاك حتى إذا بلغ السيل مداه يبدي رأيه‬ ‫مش���فوعاً بعب���ارة "زي ما قلت أن���ت ‪ "..‬أما عن‬ ‫نفسي ومن يعرفك فال تتوقع أية أراء نقدية‬ ‫مكين���ة ‪ ..‬إذ من يس���تطيع أن يغم���ض عينيه‬ ‫عنك وه���و يطالع ما تكتب ‪ ..‬هذه اخللطة من‬ ‫املوانع اليت تدرأ عنك كل س���هام النقد ‪ ..‬وهو‬ ‫أمر ال ينتقص البته م���ن موضوعية وأصالة‬ ‫م���ا تكتب ‪ ،‬والقدرات الفكري���ة اهلائلة البينة ‪،‬‬ ‫اليت جتعل القارئ مبهوراً وعاجزاً عن املتابعة‬ ‫‪.‬‬ ‫أم���ر آخر ـ علي أن اعرتف به ـ إن عدم خوضي‬ ‫يف النق���د رمبا ص���ادر عن ضع���ف وقلة حيلة‬ ‫وع���دم دراي���ة يف فه���م رطان���ة كث�ي�ر م���ن‬ ‫املواضي���ع ال�ت�ي تتناوهل���ا ‪ ..‬دعن���ا ال نغفل هذا‬ ‫األمر أيضاً ‪.‬‬ ‫بناؤك ي���ا أخي مجيل ومتناس���ق ‪ ..‬وال يهمين‬ ‫كث�ي�راً إن كان مبني���اً بالط���وب اجمل���وف أم‬ ‫الط���وب املصم���ت ‪ ..‬م���ن ورق مق���وى ملون أم‬ ‫م���ن ألياف جمدولة م���ن الصل���ب ‪ ..‬رمبا هذا‬ ‫ش���أن اآلخري���ن ‪ ..‬عموم���اً ليس هو من ش���ان‬ ‫م���ن يعرف���ك ويفهم���ك ‪ ،‬وبالتال���ي حيب���ك‬ ‫ويتعاط���ف معك ‪ ..‬فذلك أم���ر عصي وصعب‬ ‫املن���ال ‪ .‬يق���ول هايرن�ب�رج ع���ن نظري���ة الكم ‪:‬‬

‫(لق���د أتض���ح على الف���ور أنها مقنع���ة بفضل‬ ‫كماهل���ا ومجاهل���ا التجري���دي) وحت���ى وإن‬ ‫راودت�ن�ي نفس���ي ع���ن إب���راز بع���ض املعاي���ب‬ ‫تذكرت مقول���ة الرياضي الفيزيائي هرمان‬ ‫فيل ‪( :‬إن نظري�ت�ي يف القياس ال تنطبق على‬ ‫اجلاذبية ‪ ,‬ولكنها نظراً لكماهلا الفين جيب أن‬ ‫تنطبق) وصدقت نبوءته بعد حني وبنا ًء على‬ ‫نظرة مجالية حمضة ‪ ..‬أنا اعرتف وأعرف أن‬ ‫أدواتي التش���رحيية ناقصة إىل حد بعيد دون‬ ‫أن ينقص ذلك متعيت الغامرة مبطالعة هذه‬ ‫النص���وص اجلميلة ‪ ..‬وقد تكون بالنس���بة لي‬ ‫مس���احة حري���ة ‪ ،‬وفرصة س���احنة للتحليق‬ ‫قلي ً‬ ‫ال يف هذه الس���ماوات ‪ ،‬وأن���ا امتهن ـ وكما‬ ‫تعرف ـ حرفة التشبث اللصيق باألرض ‪ ،‬ومل‬ ‫أس���تطع الفكاك من ذلك أب���داً ‪ ..‬وكيف ذلك‬ ‫وأنا أرى م���ا أرى وأعايش ما أعايش من واقع‬ ‫يعج���ز القلم األري���ب عن وصفه ‪ ،‬من بؤس���ه‬ ‫واحنطاطه وعبثيته القاتلة ‪ ..‬فاس���تكثر على‬ ‫نفسي من نفس���ي هذه اهلوينات أحياناً ‪ ..‬تلك‬ ‫اليت ت���كاد قدماي فيها أن تنفصال عن ملمس‬ ‫األرض اخلش���نة ‪ ..‬نعم يا أخ���ي ‪ ..‬الروح تواقة‬ ‫واجلس���د ضعي���ف‪ ، ...‬ولك���ن دع�ن�ي رغماً عن‬ ‫كل ما سبق أحاول ان أقول شيئاً ‪..‬‬ ‫يف التأصي���ل اللغوي لكلم���ة الوجاهة ال أدري‬ ‫ملاذا أغفلت أص���ل الكلمة ـ الوجه ـ يقول باتاي‬ ‫يف كتاب���ه "العقل العربي" الذي وددت قدر ما‬ ‫فشلت يف ترمجته ‪ :‬إن مسألة الوجه ـ الوجاهة‬ ‫ـ مس���ألة جوهرية عند العرب ‪ ..‬وإن من يفقد‬ ‫م���اء وجهه مرادف ملن يفق���د كرامته وعزته‬ ‫واحرتام���ه لذات���ه ‪ ..‬وإن ه���ذا التعب�ي�ر عرب���ي‬ ‫صرف ‪ ،‬إذ هو مرتبط بعادات وأعراف خاصة‬ ‫باجملتمع���ات العربية ‪ ..‬وإنها تعبري عن كثري‬ ‫م���ن امللكات اليت متكن حاملها من أن يكون له‬ ‫وج���ه الئق يقابل به الناس عن ثقة واعتزاز ‪..‬‬ ‫وأنا اعتقد أن الوجاهة تعين الرزانة واالحرتام‬ ‫والكربي���اء واللياقة ‪ ..‬والعقل ‪ ..‬بالضبط تعين‬ ‫كل م���ا حنس���به أخالقي���اً مش���فوعاً ومؤطراً‬


‫‪09‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫ملف العدد ‪ :‬فهيم احلصادي‬

‫يف التأصيل‬ ‫اللغوي لكلمة‬ ‫الوجاهة ال أدري‬ ‫ملاذا أغفلت أصل‬ ‫الكلمة ـ الوجه‬ ‫ـ‬

‫وملجوم���اً بالعقل ‪ ..‬وبالقوة واإلمكانية ‪ ،‬وال‬ ‫ميك���ن ان يكون ألح���د رأي وجيه مبعزل عن‬ ‫دوره يف اجملتم���ع ‪ ،‬مب���ا يعنيه م���ن إمكانياته‬ ‫وقدرات���ه املالي���ة أيض���اً ‪ ..‬ويف جملس األمن‬ ‫ً‬ ‫مث�ل�ا يعت�ب�ر رأي م���ا وجيه���اً إذا ص���در ع���ن‬ ‫ً‬ ‫من���دوب الواليات املتحدة مث�ل�ا ‪ ..‬لكنه مثري‬ ‫للس���خرية إذا ص���در ع���ن من���دوب الكنغو‪...‬‬ ‫والع���رب كانت تطل���ق عل���ى ذوي األخالق‬ ‫احلميدة مشفوعة باإلمكانيات املادية بأنهم‬ ‫"وجهاء الق���وم" وعلى من تك���ون له األخالق‬ ‫احلميدة دون إمكانيات مادية تشد من أزرها‬ ‫باملس���تضعفني ‪ ..‬ورمب���ا ه���ذا األم���ر صحيح‬ ‫إذا اعتربن���ا حالة الش���غال املص���ري إزاء البيه‬ ‫سيده وولي نعمته ‪ ...‬أدب جم وحياء منقطع‬ ‫النظري ‪ ..‬ونش���اط وهمة موص���والن ‪ ،‬ولكنها‬ ‫مي���زات ال يعتد به���ا يف ميزان األخ�ل�اق ‪ ..‬إذ‬ ‫ه���و ال ميلك إال أن يكون كذلك ‪ ..‬كما أنين‬ ‫اعتق���د ـ بدون جزم ـ أنه لي���س هناك مرادف‬ ‫ملفه���وم الوجاه���ة لغ�ي�ر الع���رب ‪ ،‬الرتباطه���ا‬ ‫بعوامل وثيقة الصلة بالعقلية والش���خصية‬ ‫العربية ‪ ..‬وظروفه���ا وتكوينها ‪ ..‬وهي لفظة‬ ‫مش���حونة بال���دالالت املادي���ة عل���ى وج���ه‬ ‫اخلصوص ‪..‬‬ ‫كما أنين ال أش���اطرك الرأي يف قولك ‪" :‬إن‬ ‫دراسات يف علوم اهلندس���ة اجلينية بينت أن‬ ‫التكوي���ن اجليين للبش���ر متش���ابه يف أصوله‬ ‫ح���د التماه���ي ‪ ..‬مم���ا يش���كك يف خمتل���ف‬ ‫النزع���ات العرقية ومذاهب االمتياز‪ " ..‬وذلك‬ ‫من وجه���ة نظر مشبانزية حبت���ه ‪ ..‬إذ بذاك‬ ‫تعطي احلق للشمبانزي والذي يتشابه معنا‬ ‫يف ‪ %98‬م���ن جينومن���ا البش���ري ‪ ،‬بان يكون‬ ‫له ذات احلقوق البش���رية ‪ ..‬بل رمبا حاججنا‬ ‫بأفضليته عنا بسبب احتواء جينومه على ‪24‬‬ ‫زوج كروموزوم ‪ ،‬بزيادة كروموزوم واحد‬ ‫عن جينومنا ذي الثالثة وعشرين زوجاً‪.‬‬ ‫على أية ح���ال ‪ ،‬ال تنتقص دعاباتي هذه بأي‬ ‫صفة من أهمية البناء الفكري اجلميل الذي‬ ‫تطرح���ه ‪ ،‬وأقص���د ب���ه مش���روعك التنويري‬ ‫الذي أق���در متاماً ق���دره ‪ ..‬كما أنين س���عيد‬ ‫ألنك ب���دأت تكتب نفس���ك بد ً‬ ‫ال م���ن الكتابة‬ ‫عن اآلخرين ‪ ..‬إذ أجدك يف كتاباتك أكثر‬ ‫م���ن ترمجات���ك ال�ت�ي ال تكش���ف الكث�ي�ر عن‬ ‫مكنونات نفسك ‪ ،‬وإن كانت تشي بها‪...‬‬ ‫فهيم‬

‫اجلهاز املركزي الوطين لإلحصاء‬ ‫أ) تقديم‪:‬‬ ‫يعت�ب�ر ه ��ذا اجلهاز املص ��در الرمسي جلمع العين ��ات واملعلومات اإلحصائية ش ��امال إعدادها وجتهيزها ونش ��رها وإعطاء‬ ‫الطاب ��ع الرمسي لألرقام اإلحصائية عن ليبيا‪ ،‬كما أنه املعين بتنفيذ عمليات اإلحصاء ومجع البيانات مبختلف أنواعها‬ ‫وختصصها ومستوياتها ويقوم بكثري من التعدادات العامة‪ ،‬واملسوحات االقتصادية والسكانية‪.‬‬ ‫كما يعترب أكثر املصادر املعلوماتية وثوقا ومصداقية إلمداد مجيع أجهزة الدولة أيضا واهليئات واجلامعات ومراكز‬ ‫البحوث احمللية واخلارجية بالبيانات واإلحصاءات والتقارير‪.‬‬ ‫وه ��و يف النهاي ��ة ميثل بنك للمعلومات الواقعية عن كافة مرافق الدولة وب ��ه معلومات عن امليزانية التقديرية واملوازنة‬ ‫املالية العامة مع اخلارج ومعدالت النمو والتضخم والبطالة أو ما يسمي بعناصر االقتصاد اجلمعي ‪.‬‬ ‫ب) تبعية اجلهاز اإلدارية واملالية‪:‬‬ ‫ميكن أن تكون تبعية إلي رئاسة جملس‬ ‫ال��وزراء كسلطة تنفيذية إسوة بعديد‬ ‫من الدول مثل مجهورية مصر العربية‬ ‫أو ق��د ي��ك��ون مناسبا ألن يتبع اجلهاز‬ ‫التشريعي كمصدر للمعلومات املوثوقة‬ ‫تأكيدا على حياديته واستقالله عن‬ ‫األجهزة التنفيذية‪ ،‬ومعلوماته متوفرة‬ ‫للجميع وح��ت��ى على الشبكة العاملية‬ ‫للمعلومات ويكون له رئيس أو حمافظ‬ ‫إس�����وة مب��ح��اف��ظ امل���ص���رف امل���رك���زي‬ ‫وتتميز والي��ت��ه ب��ال��ث��ب��ات واالس��ت��ق��رار‬ ‫ع��دا األح���وال االستثنائية الناجتة عن‬ ‫التقصري الوظيفي ‪.‬‬ ‫جـ) أهداف اجلهاز ‪:‬‬ ‫لعل من أب��رز أهدافه تقديم املعلومات‬ ‫األك���ث���ر دق���ة إل���ي األداة التنفيذية‬ ‫والتشريعية الخت��اذ ال��ق��رارات األكثر‬ ‫صواباً وذلك بتقديم العمل اإلحصائي‬ ‫امل��وح��د وال��ش��ام��ل مل��واك��ب��ة ال��ت��ط��ورات‬ ‫واألوض�������اع وال���ت���ع���اري���ف ال���راه���ن���ة يف‬ ‫خمتلف ن��واح��ي احل��ي��اة الفاعلة أيضا‬ ‫توحيد امل��ع��اي�ير وامل��ف��اه��ي��م والتعاريف‬ ‫واملصطلحات اإلحصائية وتطوير نظام‬ ‫امل��ع��ل��وم��ات ال��ش��ام��ل��ة ال����ذي ي��س��اع��د يف‬ ‫أعمال التخطيط والتطوير والتقييم‬ ‫ورسم السياسات واخت��اذ القرارات اليت‬ ‫تأخذها السلطة التنفيذية والتشريعية‬ ‫ك��م��رج��ع وط�ن�ي ل��ل��م��ع��ل��وم��ات ‪ ،‬أيضا‬ ‫خ��ل��ق م���ن���اخ م���ع���ريف ع��ل��م��ي ي��س��ه��م يف‬ ‫االرتقاء باحلديث اليومي إلي مستوي‬

‫ناضج اجي��اب��ي‪ ،‬كما أن��ه يعترب مدخل‬ ‫للمستقبل والبعيد وإعطاء األرقام حقها‬ ‫يف كونها األقرب إلي احلقيقة كما أنها‬ ‫تدفع بالتخصصات العلمية الرياضية‬ ‫واإلحصائية عاليا من خالل مشاركة‬ ‫الطلبة واخل��رجي�ين واملتخصصني يف‬ ‫أعمال ج��ادة لتطوير جمتمعاتهم مع‬ ‫إمكانية حتصيل ال��دراس��ات العليا من‬ ‫املراكز املتخصصة أيضا أينما وجدت‬ ‫يف كافة أحناء املعمورة ‪.‬‬ ‫د) ع��رض لبعض املناشط املمكنة هلذا‬ ‫اجل��ه��از وخ��اص��ة ال��دوري��ات وال��ن��ش��رات‬ ‫ ‪Bu l‬‬ ‫واملؤشرات ‪:‬‬ ‫‪letins- Periodicals- Indices‬‬ ‫د ‪ :1 -‬مؤشر اإلتاحة الرقمية‪:‬‬ ‫ويهدف إلي قياس قدرة الدولة يف جمال‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت وقدرة‬ ‫أف���راد اجملتمع على ال��وص��ول لوسائل‬ ‫ال��ت��ك��ن��ول��وج��ي��ا احل��دي��ث��ة للمعلومات‬ ‫واالت��ص��االت واستخدامها وه��ي تشمل‬ ‫عادة مؤشرات فرعية مثل‪ :‬مؤشر البنية‬ ‫التحتية لالتصاالت ومؤشر االستطاعة‬ ‫املادية ومؤشر املعرفة وغريها ‪.‬‬ ‫د ‪ :2 -‬مؤشر الفساد اإلداري‪:‬‬ ‫وي���ه���دف إل����ي ق���ي���اس درج�����ة ال��ف��س��اد‬ ‫اإلداري ل��دي امل��واط��ن�ين وم���دي تغلغل‬ ‫الفساد وان��ت��ش��اره يف املؤسسات العامة‬ ‫والقطاعات احلكومية مثل ( الصحة ‪-‬‬ ‫التعليم ‪ -‬املصارف ‪ -‬الصناعة ‪ -‬وغريها‬ ‫) باإلضافة إلي تقييم خلربات املسئولني‬

‫وامل��ه��ن��ي�ين الخت����اذ ال���ق���رار م��ن ناحية‬ ‫ش��خ��ص��ي��ة م���ن ح��ي��ث ال��ت��ع��رض ألح��د‬ ‫مظاهر الفساد والتصرف يف املال العام‪.‬‬ ‫د ‪ :3 -‬نشرات التجارة اخلارجية‪:‬‬ ‫وهي عادة إص��دارات ربع سنوية وتعرب‬ ‫عن حركة التدفقات املالية من والي‬ ‫ليبيا من خالل بناء أرقام قياسية ألسعار‬ ‫وعمليات وقيمة ك��ل م��ن ال��ص��ادرات‬ ‫والواردات ‪.‬‬ ‫د ‪ :4 -‬نشرات املؤشرات اإلسكانية‪:‬‬ ‫وه��ي نشرة رب��ع سنوية تصدر بهدف‬ ‫توفري املعلومات األساسية ال�تي تسمح‬ ‫مبناقشة القضايا السكانية بشكل دوري‪،‬‬ ‫كما يساعد يف التقييم املستمر لألهداف‬ ‫السكانية والتعرف على طرائق الوصول‬ ‫إلي حتقيق تلك األهداف‪.‬‬ ‫ج‬ ‫د ‪ :5 -‬نشرات املشاريع اإلسكانية‪:‬‬ ‫وهي تشمل النشاطني األهلي واحلكومي‬ ‫وت��ك��ون رب��ع سنوية وت��ق��وم على رصد‬ ‫ومتابعة االستثمار العقاري واإلسكاني‬ ‫حبيث يعكس أداء النشاط االقتصادي‬ ‫لقطاع التشييد والبناء واالستثمار يف‬ ‫هذا اجملال ‪.‬‬ ‫د ‪ :6 -‬نشرة الغذاء الوطين‪:‬‬ ‫وه���ي ن��ش��رة رب���ع س��ن��وي��ة ت��ص��در عن‬ ‫مصدر الغذاء الوطين لرصد ومتابعة‬ ‫أح��وال الغذاء وامل��واد األساسية والسلع‬ ‫التموينية وأسعار احلبوب يف األس��واق‬ ‫احمل��ل��ي��ة وال��ع��امل��ي��ة وي��ه��دف إل���ي رص��د‬ ‫ومتابعة الواقع احللي واألزمات احمللية‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫ملف العدد ‪ :‬فهيم احلصادي‬

‫إذا ُقدر للكادر البشري ان يكون جاهزا يف خالل عامني فإنه سيشارك‬ ‫فعليا يف األعمال التكنولوجية (التجهيزات) أثناء قيام الشركات‬ ‫املتخصصة برتكيبها وبرجميتها وخاصة احلاسبات املركزية‬

‫والعاملية من أسعار احملاصيل الزراعية‬ ‫خاصة يف األسواق العاملية ‪.‬‬ ‫د ‪ :7 -‬نشرة مناخ األعمال (االستثمار)‬ ‫يف ليبيا‪:‬‬ ‫وه��ي نشرة رب��ع سنوية تهدف ملتابعة‬ ‫أداء االق��ت��ص��اد ال��ق��وم��ي وذل���ك ملعرفة‬ ‫مدي التحسن أو التدهور يف أدائه‪ ،‬كما‬ ‫تستعرض تطور النشاط االقتصادي‬ ‫على املستوي اإلمجالي وعلى مستوي‬ ‫القطاعات االقتصادية بغرض املتابعة‬ ‫املوصولة لألداء االقتصادي ‪.‬‬ ‫د ‪ :8 -‬نشرة متابعة أداء أس���واق امل��ال‬ ‫احمللية والعربية والعاملية‪:‬‬ ‫حيث ترصد هذه النشرة أداء أسواق املال‬ ‫الربع السنوية ملتابعة األزم��ات املالية‬ ‫ال�تي تنتج مثال ع��ن زي���ادة ال��ق��روض‬ ‫العقارية أو التوسع يف عمليات البيع‬ ‫على املكشوف وغريها‪.‬‬ ‫د ‪ :9 -‬نشرة البيانات الوطنية‪:‬‬ ‫وه��ي ن��ش��رة رب��ع سنوية ع���ادة تصدر‬ ‫بالتعاون مع ممثلي ال��وزارات القومية‬ ‫امل���ت���م���ي���زة ب���ه���دف ت���وح���ي���د وإت���اح���ة‬ ‫ونشر قيمة البيانات القومية لزيادة‬ ‫امل��ص��داق��ي��ة وال��وث��وق��ي��ة للمعلومات‬ ‫والبيانات الوطنية‬ ‫د ‪ :10 -‬نشرة مركز استطالع الرأي‬ ‫العام‪:‬‬ ‫ويكون دوري��ا وتصدر عن هذا املركز‬ ‫وت��ه��ت��م مبختلف ال��ق��ض��اي��ا املرتبطة‬ ‫ب��اس��ت��ط�لاع��ات ال�����رأي ال���ع���ام احمل��ل��ي‬ ‫وخ���اص���ة ال��ق��ض��اي��ا امل��ه��م��ة املتعلقة‬ ‫بالكيان السياسي والثقايف واالقتصادي‬ ‫واالجتماعي للوطن ‪.‬‬ ‫د ‪ :11 -‬نشرة املستقبل يف عيون العامل‪:‬‬ ‫وهي نشرات مستقبلية متعلقة بالعامل‬ ‫؟؟؟؟؟ موحدة كما يراها املختصون يف‬ ‫جم��االت احلياة املختلفة لفتح أبصار‬

‫امل��ط��ل��ع�ين ع��ل��ى ال��غ��د‬ ‫الذي يعرب عن حاضر‬ ‫أطفالنا وشبابنا ‪.‬‬ ‫ج‬ ‫د ‪ :12 -‬ن����ش����رات‬ ‫دورية متعددة خاصة‬ ‫مبجاالت حيوية‪:‬‬ ‫‪)1‬متابعة ال��ت��ج��ارب‬ ‫الناجحة يف التنمية‬ ‫يف دول ع��دي��دة مثل‬ ‫جت�����رب�����ة م���ال���ي���زي���ا‬ ‫وجتربة تركيا‪.‬‬ ‫‪)2‬متابعة ال��ق��ط��اع‬ ‫ال�����زراع�����ي م����ن دول‬ ‫مهمة لبالدنا وخاصة‬ ‫ذات اإلمكانيات املالية‬ ‫العالية مثل السودان‬ ‫ومصر ‪.‬‬ ‫‪)3‬متابعة ال��ن��ش��رات‬ ‫االق��ت��ص��ادي��ة العاملية‬ ‫م��ث��ل ص��ح��ي��ف��ة ال��ف��اي��ن��ن��اش��ي��ل ت��امي��ز‬ ‫االجنليزية‪.‬‬ ‫‪)4‬مؤشرات األسعار العاملية‪.‬‬ ‫‪)5‬متابعة دساتري العامل والتطورات‬ ‫احلاصلة بها‪.‬‬ ‫‪)6‬متابعة اهلياكل القضائية يف العامل‬ ‫لالستفادة منها يف هيكلية القوانني‬ ‫القضائية احمللية‪.‬‬ ‫‪)7‬متابعة امور الفقر والتضخم والنمو‬ ‫والبطالة يف معظم دول العامل‪.‬‬ ‫‪)8‬متابعة قضايا الشفافية وخ�برات‬ ‫الدول السابقة فيها‪.‬‬ ‫‪)9‬األداء االق��ت��ص��ادي للجهاز املعريف‬ ‫والتفاعل مع العامل اخلارجي‪.‬‬ ‫البنية التحتية والتجهيزات واإلع��داد‬ ‫البشري للجهاز املركزي ‪:‬‬ ‫إن ه��ذا اجل��ه��از مب��ادي��ات��ه وبرجمياته‬ ‫وأطقمه البشرية ميثل واجهة وتوجه‬ ‫حن��و املستقبل ومي��ك��ن اق�ت�راح اخلطة‬ ‫امل��ب��دئ��ي��ة ال��ت��ال��ي��ة ل��وض��ع اخل��ط��وط‬ ‫الرئيسية إلنشاء هذا اجلهاز ‪:‬‬ ‫‪)1‬جيب ع�����رض امل����وض����وع جب��م��ي��ع‬ ‫أب��ع��اده على استشاريون وبيوت خربة‬ ‫متخصصة إلع��داد املواصفات الفنية‬ ‫الدقيقة جلميع التجهيزات واملباني‬ ‫الالزمة مع اإلمكانية الدائمة لألخذ‬ ‫يف االعتبار تطور التكنولوجيا املستمر‪،‬‬ ‫وه��ذا االستشاري سيضع يف حسابات‬ ‫ك���ل األم������ور ال��ع��م��ل��ي��ة وال��ن��ظ��ري��ة‬ ‫واالف�ت�راض���ي���ة إلن���ش���اء ه���ذا اجل���ه���از ‪،‬‬ ‫مي��ك��ن ع��م��ل م��ن��اق��ص��ة ع��امل��ي��ة وطلب‬ ‫عروض من بيوت اخلربة املختلفة يف‬ ‫ال��دول املتقدمة من مثل ‪ :‬بريطانيا ‪/‬‬ ‫فرنسا ‪ /‬أملانيا ‪ /‬السويد ‪ /‬الدمنارك‬ ‫وغريها إلرس��اء التخطيط والتعميم‬ ‫للمشروع على اجل��ه��ات ال�تي نطمئن‬ ‫على قدرتها الفعلية لوضع أسس هذه‬

‫املنظومة (مثال جتربة اإلمارات وقطر‬ ‫يف ال��ت��ع��ام��ل م��ع ب��ي��وت خ�ب�رة عريقة‬ ‫اجنليزية)‪.‬‬ ‫‪)2‬يتم بعد االنتهاء من التصميمات‬ ‫ال�ل�ازم���ة ع���رض امل���ش���روع كمشروع‬ ‫تسليم م��ف��ت��اح ع��ل��ى ش��رك��ات عاملية‬ ‫للبناء والتجهيزات والتدريب وإع��داد‬ ‫الكوادر البشرية املؤهلة‪.‬‬ ‫‪)3‬مواكبة ملا ذكر أعاله يصدر قرار‬ ‫عن رئاسة ال���وزراء بعد إق��رار املشروع‬ ‫م��ن امل��ؤمت��ر ال��وط�ني م��ث�لا (كسلطة‬ ‫ت��ش��ري��ع��ي��ة) ي��ض��م ال���ك���ادر ال��رئ��ي��س��ي‬ ‫إلدارة ه��ذا امل��ش��روع وي��ت��م اختيارهم‬ ‫بطرق غاية يف الشفافية وبعد النظر‬ ‫واستشراف املستقبل ومصلحة الوطن‬ ‫وه��ذا اجمللس أو اهليئة تبدأ يف إع��داد‬ ‫الكوادر احمللية اليت ستتلقى تدريباتها‬ ‫العالية الحقا بعد اجتياز فرتات إعداد‬ ‫مبدئية حملية أو خارجية ‪.‬‬ ‫‪)4‬يتم ط��ل��ب خ��رجي��ي ج��ام��ع��ات يف‬ ‫خت��ص��ص اإلح���ص���اء ‪ /‬ال��ري��اض��ي��ات ‪/‬‬ ‫االل��ك�ترون��ي��ات ‪ /‬االت���ص���االت لتقديم‬ ‫ط��ل��ب��ات��ه��م يف م��واع��ي��د حم����ددة وب��ع��د‬ ‫امل��ق��اب�لات الشخصية يتم ختصيص‬ ‫كادر هلذا اجلهاز جبميع فروعه كما‬ ‫سيبني الحقا ‪.‬‬ ‫‪)5‬لتخطي حاجز اللغة ‪ ،‬يتم بداية‬ ‫التدريبات ببعض ال��دول العربية ذات‬ ‫م��راك��ز التدريب املتطورة ك��األردن‬ ‫ومصر ‪ -‬وخاصة مع مصر اليت لديها‬ ‫جهاز مركزي مشابه يسمي اجلهاز‬ ‫امل��رك��زي للتعبئة العامة واإلح��ص��اء‬ ‫ويتبع رئاسة جملس ال���وزراء بربامج‬ ‫واضحة وذات هدف ورؤي��ة ألع��داد قد‬ ‫تصل إل��ي ‪ 200‬متقدم لكافة أحن��اء‬ ‫ليبيا ‪)6.‬للمتفوقني ول���ذوي اخل�برة‬ ‫ال��س��اب��ق��ة وب��ع��د اإلع����داد ال��ل��غ��وي يتم‬ ‫إع���داده���م ن��ظ��ري��ا وع��م��ل��ي��ا يف ال���دول‬ ‫السابقة يف هذا اجملال‪.‬‬ ‫‪)7‬إذا ُق��در للكادر البشري ان يكون‬ ‫جاهزا يف خالل عامني فإنه سيشارك‬ ‫ف��ع��ل��ي��ا يف األع����م����ال ال��ت��ك��ن��ول��وج��ي��ة‬ ‫(ال��ت��ج��ه��ي��زات) أث��ن��اء ق��ي��ام الشركات‬ ‫املتخصصة برتكيبها وبرجميتها‬ ‫وخاصة احلاسبات املركزية (‪Main‬‬ ‫‪ )frame company‬ل��ل��ت��آل��ف‬ ‫‪ ))Familiarization‬م��ع امل��ع��دات‬ ‫واألثاث املتطورة ‪.‬‬ ‫جيب أن تتم متابعة املشروع‬ ‫‪ )8‬‬ ‫من السلطتني التنفيذية والتشريعية‬ ‫إمي��ان��ا م��ن اجل��م��ي��ع ب���ال���دور احل��ي��وي‬ ‫هلذه املنظومة يف تنمية حقيقية تأخذ‬ ‫يف اعتبارها نضوب املصادر الطبيعية‬ ‫احل��ال��ي��ة ل��ل��ث��روة وجي���ب خ��ل��ق ب��دائ��ل‬ ‫خالل عقدين على األكثر ‪.‬‬

‫(( هل قيض لــــــــــــــــــــ‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية ارتأت األمر علي هذا النحو ‪---‬‬ ‫أنشأت أوال هيئة متخصصة يف طاقة الرياح حتت مسمي‬ ‫‪ AWEA‬وهي احلروف األولي من هيئة طاقة الرياح‬ ‫األمريكي���ة وهي واحدة من هيئات كث���ر همها الطاقة يف‬ ‫العموم والطاقة املتجددة علي وجه اخلصوص ‪rene w‬‬ ‫‪ able‬ومسيت كذلك ألنها تتجدد وال تنضب والرتباطها‬ ‫مبنظومات معقده وضخمة وأهمها الشمس املسئول األول‬ ‫عن طاقة الرياح والطاقة الشمس���ية بطريقة مباشرة ‪---‬‬ ‫اهليئ���ات يف مث���ل هذه ال���دول هي منظوم���ات متكاملة من‬ ‫حباث وعلماء وأصحاب رؤوس أموال وسياس���يني وهي ال‬ ‫تنشأ هدرا وإمنا ملعاجلة مواضيع حساسة وبالغة األهمية‬ ‫‪ --‬م���ا خطب ه���ذه الدول ال�ت�ي متلك كل أن���واع الطاقة‬‫م���ن أحفوري���ة ‪ ( fossil fuel‬الوق���ود والفحم احلجري )‬ ‫ونووي���ة من أن تتوجه بهكذا عنفوان حن���و الطاقة البديلة‬ ‫النظيف���ة واملتج���ددة والصديقة للبيئ���ة واخلضراء وكل‬ ‫ه���ذه الصف���ات ال�ت�ي ال ينكره���ا عاق���ل حتى أن مث���ل هذه‬ ‫الدولة ختص���ص ميزانية قدرها ‪ 70‬بلي���ون دوالر يف عام‬ ‫‪ 2009‬لعمليات االستثمار من أجل الطاقة املتجددة – ملاذا‬ ‫تعت�ب�ر هيئة الطاق���ة األمريكية أن تلك���ؤ الواليات املتحدة‬ ‫يف الدخ���ول لس���وق اس���تخدام وصناع���ة طاق���ة الرياح هو‬ ‫أم���ر جل���ل ويهدد األم���ن القومي هلا ‪ ---‬م���ا باهلم يغلقون‬ ‫علي أبواب مناجم فحمهم وحيدون من اس���تخراج النفط‬ ‫م���ن أراضيهم طاملا أن هناك بدائل س���هلة م���ن دول العامل‬ ‫الثالث ليس هلا من األمر ش���يئا سوي ما اختزنته أراضيهم‬ ‫م���ن نفط صنعته األرض يف ماليني الس���نني وتنفقه هذه‬ ‫ال���دول يف بضع���ة عق���ود ‪ ---‬مل���ا ه���ذه احلساس���ية البالغة‬ ‫إزاء كل م���ا يتعل���ق بالطاقة حت���ى أنهم – وه���م ميلكون‬ ‫املعرف���ة – يتالعبون كيفما ش���اءوا باألرق���ام اليت ختص‬ ‫احتياطي���ات ال���دول املنتج���ة للنف���ط فهم يرفعونه���ا تارة‬ ‫وخيفضونها تارة أخري حسب الظروف وإن كانوا يدرون‬ ‫جي���دا إن الوقود األحفوري ال حم���ال يف طريقه إلي الفناء‬ ‫يف بضع عقود وليس أكثر وبذا هم حساسون جدا لكل ما‬ ‫يتعلق بالطاقة ولنرتكها أسئلة معلقة وإن إلي حني ‪---‬‬ ‫وملس���توي أقل لننظر إلي بعض الدول االسكندينافية وقد‬ ‫أضح���ت رائدة يف جمال اس���تخدام وتصني���ع طاقة الرياح‬ ‫الكهربائية ‪ ----‬حتى أن الدمنارك يش���ار هلا بالبنان حاليا‬ ‫يف الري���ادة وه���ي دولة صغ�ي�رة – رمبا ال تزيد مس���احتها‬ ‫ع���ن بنغ���ازي – وق���د اس���تطاعت الوص���ول بطاق���ة الرياح‬ ‫الكهربائي���ة إل���ي معدالت عالية ويف ع���ام ‪ 2005‬م كانت‬ ‫ه���ذه الطاقة متث���ل ‪ 25%‬من إمجالي إنت���اج الطاقة وهم‬ ‫يس���عون إلي االس���تغناء الكامل عن الطاقة االحفورية بعد‬ ‫‪ 20‬ع���ام ‪ ،‬أي أن طاق���ة الرياح قد تكون هي املصدر األول‬ ‫والدائم للطاقة الكهربائية تاركني دول األوبك النفطية‬ ‫تتالعب باألس���عار كما تش���اء فلم يعد األمر مهما هذا إذا‬ ‫بقي نف���ط أصال وإذا مل تت���داع تلك ال���دول ذات االقتصاد‬ ‫الريع���ي الواحد كما تتداعي املبان���ي باالنزلقات األرضية‬ ‫وال�ت�ي تضع كامل بيضها يف س���لة واح���دة دون أي دراية‬ ‫عن احلسابات املعقدة اليت حيتاجها املستقبل ‪ ---‬وملستوي‬ ‫آخ���ر م���ن دول العامل الثال���ث كانت الربازيل اليت أنش���أت‬ ‫سلس���لة حمط���ات إلنت���اج طاق���ة الري���اح الكهربائي���ة مبا‬ ‫يسمي مزارع أو حقول الرياح ‪ wind farms‬ولعل أهمها‬ ‫حمطة أوسوريو ‪ OSORIO‬وبها ‪ 75‬برجا لعدد مماثل‬ ‫م���ن املول���دات الكهربائية ومن يتابع أعم���ال هذه احملطات‬ ‫س���يبهر بالدراس���ات املصاحبة خاصة بالبيئ���ة فقد كانت‬ ‫هن���اك فرق من علم���اء النبات واحلي���وان ‪ ---‬فرق حبثية‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫ملف العدد ‪ :‬فهيم احلصادي‬

‫طاقة الرياح الكهربائية ‪ --‬إلي أين ؟‬

‫ــــــــــــــــــــنا مرة أخري بأن نغــــــلق باب احلظرية بعد أن ولي احلصـــان فرارا )) ‪.‬‬ ‫مدعوم���ة بش���بكة مع���ارف عاملي���ة ملعرف���ة‬ ‫تأثري هذه الطاقة علي شركاؤنا يف البيئة‬ ‫ونعين بهم احليوانات والطيور واحلش���رات‬ ‫والنباتات وكل من ب���ه خلية حية تتنفس‬ ‫وكانت نتائج اجيابي���ة مذهلة عن نظافة‬ ‫هذه الطاقة وصداقتها امللحمية مع البيئة‬ ‫‪ ---‬ولق���د أنتج���ت الربازي���ل حت���ى ع���ام‬‫‪ 2006‬حمط���ات طاقة ري���اح بقدرة ‪250‬‬ ‫ميجا وات وهي باملناس���بة جمموع الطاقات‬ ‫اليت ميكن احلصول عليها من جممل إنتاج‬ ‫حمط���ات درنة وط�ب�رق وتس���عي الربازيل‬ ‫إل���ي مضاعفة إنتاجها أربع���ة مرات بنهاية‬ ‫ع���ام ‪ 2010‬م فما بال هذه ال���دول وملا هذا‬ ‫الس���عي احلثيث حنو الطاقة اخلضراء بهذا‬ ‫العزم والتصميم ؟ السؤال عن مزايا وعيوب‬ ‫طاقة الرياح سؤال ختصصي وهناك بعض‬ ‫اإلجاب���ات عنه���ا يف مقال���ة الدكت���ور فتح‬ ‫اهلل بوش���رتيلة ميكن الرج���وع إليها لزيادة‬ ‫املعرفة ‪ ---‬وما يهمين هو العيوب وهو أمر‬ ‫ن�ب�رع ع���ادة يف الرتكيز علي���ه ولعل أهمها‬ ‫األصول املالية املرتفعة اليت حتتاجها البين‬ ‫التحتية واإلنش���اءات ملثل هذه املش���اريع –‬ ‫وهو أمر يسري خاصة للدول ذات االقتصاد‬ ‫الريعي اليت تفيض خزائنها باألموال األمر‬ ‫الذي يؤدي إلي وضعه���ا كودائع وأرصدة‬ ‫يف املص���ارف األجنبي���ة أو ع���ن طري���ق‬ ‫االس���تثمارات اخلارجي���ة بس���بب العجز يف‬ ‫توظي���ف ه���ذه األم���وال بالداخ���ل بالطرق‬

‫الصحيح���ة وخاصة م���ع آفة الفس���اد اليت‬ ‫أكلت ال���زرع والضرع يف مث���ل هذه الدول‬ ‫وال�ت�ي أصبح���ت ال يق���وم هلا مش���روع وان‬ ‫كان اس�ت�راجتيا إال بع���د أن يتحس���س‬ ‫مس���ئوليها جيوبهم ويعدون احلاصل الذي‬ ‫يعود عليهم بعد ضربها يف النس���بة املقررة‬ ‫وهو أمر أصبح سهال وبإمكان رجل الشارع‬ ‫القي���ام به ببس���اطة م���ع أن بعضهم رس���ب‬ ‫يف امتحان احلس���اب سنة سادس���ة ابتدائي‬ ‫بس���بب صعوبة دروس النس���بة والتناس���ب‬ ‫ولك���ن الظ���روف ق���د تصنع املعج���زات ‪---‬‬ ‫دعون���ا نتحدث ع���ن العي���وب االخري وهي‬ ‫مث�ل�ا أن أبراج امل���راوح ال تش���كل تناغم مع‬ ‫األشجار والغابات الفسيحة ! أو أنها تصدر‬ ‫بعض األص���وات اليت قد تزع���ج احليوانات‬ ‫والطي���ور أو أنها قد ت���ؤذي الطيور املهاجرة‬ ‫وإذا نظرنا إلي كل الدعاوي – واليت حلها‬ ‫العلم وأدواته األمبرييقية بطريقة حامسة‬ ‫ونهائي���ة – فس���نجد أن من نع���م اهلل علينا‬ ‫أنن���ا ال منتلك م���ا خناف عليه فال أش���جار‬ ‫وال غاب���ات وال طيور وال ش���ئ ‪ ---‬وبالتالي‬ ‫تس���قط مثل هذه الدعاوي بالنس���بة لنا –‬ ‫لغياب الشواهد – يف طرفة عني ‪.‬‬ ‫الس���ؤال الذي يتوج���ب طرح���ه اآلن ‪ -:‬هل‬ ‫ه���و أمر جي���د أن نتوجه حنو طاق���ة الرياح‬ ‫لألس���باب ال�ت�ي مت ذكره���ا فاإلجابة عنه‬ ‫بديهية ؟ الس���ؤال احلقيقي ملاذا نتلكأ حتى‬ ‫اآلن يف التوج���ه حن���و ه���ذه الطاق���ة وحنن‬

‫منتلك األراضي الواسعة الفسيحة والرياح‬ ‫متوف���رة يف كل األوق���ات ‪ ،‬إن مل تكن رياح‬ ‫مشالية ش���رقية طوال العام فهناك الرياح‬ ‫العكس���ية ش���تاءا ‪ ،‬وهناك الري���اح احمللية (‬ ‫القبل���ي ) اجلنوبي���ة ‪ ،‬وه���ي كله���ا تضمن‬ ‫طاق���ة ري���اح دائم���ة حي���ث أن املنظوم���ات‬ ‫املنتج���ة لطاق���ة الري���اح به���ا األدوات ال�ت�ي‬ ‫متكنه���ا م���ن مواجه���ة الري���اح أوتوماتكي���ا‬ ‫حبسب س���رعة واجتاه الرياح ‪ ---‬ولنجعل‬ ‫الس���ؤال أكث���ر محيمي���ة ‪ ---‬مل���اذا حنارب‬ ‫اس���تخدام طاق���ة الري���اح يف مدينتن���ا درنة‬ ‫وق���د مت اختبارها كأفض���ل موقع يف ليبيا‬ ‫إلنت���اج طاق���ة الري���اح ؟؟ مل���اذا نلج���أ لغ�ي�ر‬ ‫املختص�ي�ن يف نق���اش ه���ذه املواضيع ‪ ،‬حتى‬ ‫أن احده���م ق���د حذر م���ن خط���ورة املوجات‬ ‫الكهرومغناطيس���ية ال�ت�ي س���تضر بالبيئة‬ ‫‪ --‬األم���ر املضح���ك وإن ش���ئت املبكي وإن‬‫توخي���ت الدق���ة أكث���ر العبثي أن���ه مل يكن‬ ‫يدري م���ا هي املوجات الكهرومغناطيس���ية‬ ‫وكيفي���ة قياس���ها وم���ا هي حدوده���ا اليت‬ ‫نس���تطيع بعدها اجلزم بأنها مضرة أو غري‬ ‫مضرة ‪ ---‬وكنت أتساءل كيف أن هوالء‬ ‫الن���اس أصواته���م عالي���ة ومس���موعة ؟ مع‬ ‫أنهم ليس لديهم أي معرفة عما يتحدثون‬ ‫عن���ه ! ب���ل أحيان���ا أق���ول أنه ولرمبا بس���بب‬ ‫ع���دم معرفته���م أصبحت أصواته���م عالية‬ ‫ومسموعة ‪.‬‬ ‫ال مف���ر م���ن اإلق���رار بأنن���ا حباجة ماس���ة‬

‫لكل مش���اريع إنتاج املياه احملاله إن مل يكن‬ ‫بس���بب ن���درة املي���اه اجلوفي���ة فليكن ألجل‬ ‫إعطاء فس���حة من الزمن ليسرتد خمزوننا‬ ‫من املياه اجلوفية أنفاسه ويستعيد حالوته‬ ‫بعد أن انضبناه أو علي وشك أن نفعل ذلك‬ ‫‪ ،‬وإنت���اج امل�ت�ر املكعب م���ن املياه باس���تخدام‬ ‫وقود النفط هو أمر غري اقتصادي وال بديل‬ ‫ع���ن اس���تخدام الطاقة املتج���ددة من طاقة‬ ‫مشسية أو طاقة رياح أو غريها إلنتاج املياه‬ ‫احملاله من البحر اقتصاديا ‪.‬‬ ‫بق���ت كلم���ة أخ�ي�رة ‪ ---‬يف بداي���ات‬ ‫الس���بعينات وعندم���ا اجته���ت بالدن���ا‬ ‫العزي���زة إلنت���اج املي���اه احمل�ل�اه م���ن مي���اه‬ ‫البح���ر وكن���ا قد س���بقنا مبراح���ل معظم‬ ‫دول اخللي���ج خ�ب�ره واس���تخداما يف ه���ذه‬ ‫الصناع���ة اجلديدة وكنا حنن املهندس���ون‬ ‫الصغ���ار – نتطل���ع إل���ي أن ال تكتفي بالدنا‬ ‫باس���تخدام ه���ذه التقني���ة اجلدي���دة وإمنا‬ ‫متنين���ا لو حت���ول األم���ر إلي صناع���ة ‪---‬‬ ‫ليس اس���تخداما فقط وإمن���ا تصنيع أيضا‬ ‫ل���كل مكوناتها وروي���دا رويدا كن���ا نعتقد‬ ‫أنن���ا بذل���ك سننش���أ صناع���ة حقيقية علي‬ ‫األرض م���ن أجل ش���بابنا ومس���تقبلهم ‪---‬‬ ‫وحيث أنن���ا فضلن���ا أن نكون مس���تخدمني‬ ‫فقط فإن���ه وبعد مرور ما يزيد علي ثالثة‬ ‫عقود انتقلت هذه الصناعات لدول اخلليج‬ ‫وص���دق أو ال تص���دق أن معظ���م وح���دات‬ ‫التحلي���ة اجلديدة علي ط���ول بالدنا قد مت‬ ‫تصنيعها وخاصة املكونات األساسية هلا يف‬ ‫ورش أبو ظيب وبعض دول اخلليج األخرى‬ ‫– ياحسرتاه ‪ !!--‬بل ياويلتاه !! أنكرر األمر‬ ‫ثاني���ة ؟ ‪ ---‬هل ندع مش���اريع طاقة الرياح‬ ‫مت���ر علينا مر الس���حاب تاركني اآلخرين‬ ‫يأخ���ذون زمام األمور م���ع أننا منتلك كل‬ ‫ما من ش���أنه إقامة هذه الصناعة اجلديدة‬ ‫وعل���ي أصوهل���ا ‪ ---‬إنن���ا ندعو باس���م كل‬ ‫م���ن عش���ق ه���ذه األرض وأحله���ا يف حنايا‬ ‫قلب���ه أن ننظر لكل ما يتعل���ق بهذه الطاقة‬ ‫صناع���ة واس���تخداما جبدية بالغ���ة وأن ال‬ ‫نض���ع العراقيل أمامه���ا ‪ ---‬ولنقل خريا أو‬ ‫لنصم���ت ولنعطي فرصة ألوالدن���ا وبناتنا‬ ‫مم���ن يتقاضون من رواتب الق���وي العاملة‬ ‫وه���م كث���ر يف أن جي���دوا قيم���ة حقيق���ة‬ ‫ألنفس���هم من خالل اإلنتاج والصناعة فال‬ ‫قيمة للشخص بدون إنتاج وأنت ال حتسن‬ ‫للش���خص حني تعطيه راتبا ويظل قابعا يف‬ ‫بيته أو متجوال يف الشوارع ‪ ،‬إننا بذلك نقتل‬ ‫فيه روح العم���ل واإلبداع وحنيل���ه إلي نوع‬ ‫جديد من املتس���ولني ‪ ،‬أرب���أ بأبنائنا وبناتنا‬ ‫أن يكونوا كذلك ‪ ---‬ولنا أن نتساءل ثانية‬ ‫(( ه���ل قيض لنا مرة أخ���ري بأن نغلق باب‬ ‫احلظرية بعد أن ولي احلصان فرارا ))‬ ‫فهيم احلصادي‬


‫‪12‬‬

‫‪6 - 30‬‬ ‫‪(30‬أبريل‬ ‫‪( - )(103‬‬ ‫‪)2013)2013‬‬ ‫مايو‪ 6‬مايو‬ ‫أبريل ‪-‬‬ ‫‪- ) 103‬‬ ‫العدد‪(-‬العدد‬ ‫الثالثة ‪-‬الثالثة‬ ‫السنة السنة‬

‫الفنان التشكيــــــــ‬

‫املكان يؤثر على تكوين شخصية اإلنسان والف‬ ‫الفنان الص���ادق هو الذي يص���ل بتعبريه اىل‬ ‫س‪ 1‬ـ كيف يرسم الفنان التشكيلي مجال‬ ‫املتلق���ي ويفهم���ه الن���اس أم���ا األعم���ال اليت‬ ‫دعوب بداياته للقارئ ‪.‬؟‬ ‫يكون فهمها جمهول فان���ا متأكد بأن حتى‬ ‫البداي���ة دائما بس���م اهلل واحلم���د هلل و حتية الذي رمسها ال يفهمها‪.‬‬ ‫ل���كل املش���رفني عل���ى جمل���ة ميادي���ن عل���ى‬ ‫ه���ذا االهتم���ام بالف���ن والفنان�ي�ن والبداي���ة س ‪ 7-‬املعرض املشرتك للفنانني والفنانات‬ ‫يف عالق�ت�ي بالرس���م كان���ت من���ذ الطفولة يضع الفنان حتت املقارنة والتقييم‬ ‫ورمست كل م���ا حولي واس���تمرت عالقيت املباشرين مع باقي الفنانني‪ ،‬فهل املشاركة‬ ‫بالرسم واحلمد هلل‬ ‫يف املعارض املشرتكة هو من باب تسجيل‬

‫مجال دعوب‬

‫س ‪2-‬من هم األشخاص اللذين هلم دور‬ ‫مؤثر يف مسريتك الفنية ؟‬

‫ميادين‪ :‬احلسني املسوري‬

‫الفن���ان مجال دع���وب هو احد الفنانني التش���كيلني الليبيني ل���ه جتربة رائعة‬ ‫وغني���ة فتجد لوحاته حاضرة على جدران املدينة القدمية يف أزقتها الضيقة بباب‬ ‫البحر حيث الروح الطرابلسية حاضرة يف املكان بوجود دار الفقيه حسن وهي مبنى‬ ‫خص���ص إلقامة املع���ارض الفنية والس���ياحية وإقامة الن���دوات الفكرية والثقافية‬ ‫وه���ذا املبنى كان س���ابقا القنصلي���ة الفرنس���ية وجبانبه فندق زمي���ت وبنك روما‬ ‫س���ابقا ودار كريستة لألطفال وجامع قرجي وقوس ماركوس اوريلوس واخلان‬ ‫الطرابلسي وعندما تزور الفنان مجال دعوب يف مرمسه يف زنقة الفرنسيس فانك‬ ‫جتد املكان حاضراً يف لوحات الفنان مجال دعوب الذي التقيناه وكان هذا احلوار‬

‫األش���خاص الذين اثروا يف مس�ي�رتي الفنية‬ ‫أوهل���م كان وال���دي رمح���ه اهلل فه���و م���ن‬ ‫ش���جعين ووف���ر ل���ي كل الس���بل م���ن اج���ل‬ ‫مواصل���ة هواي�ت�ي واالس���تمرار حتى وصلت‬ ‫اىل ما أنا علي���ه اآلن ومازلت أتعلم وكذلك‬ ‫ال أنس���ى رواد الفن التش���كيلي يف ليبيا ممن‬ ‫س���بقوني فلقد تعلمت منه���م وأخذت منهم‬ ‫النصيح���ة واذك���ر منه���م الفن���ان فري���د‬ ‫الدوس والفنان عبد الس�ل�ام النطاح والفنان‬ ‫حممد البارودي رمح���ه اهلل وكانت البداية‬ ‫دائم���ا فيه���ا صعوبات ولكن ال أنس���ى اهتمام‬ ‫صاح���ب رواق غدامس عمي مصطفى قعيم‬ ‫احلض�ي�ري ال���ذي اش�ت�رى م�ن�ي أول لوح���ة‬ ‫زيتي���ة ارمسه���ا وش���جعين عل���ى مواصل���ة‬ ‫الرسم‪.‬‬

‫احلضور أم من باب تسجيل التنافس؟‬

‫ال بالعكس فاملعرض اجلماعي أشبه ببستان‬ ‫أو حديق���ة تتن���وع فيه���ا األزه���ار وال���ورود‬ ‫واألل���وان ول���كل منه���ا م���ن يتذوقه���ا الن يف‬ ‫اخت�ل�اف األذواق يكون اجلم���ال ومن فوائد‬ ‫املش���اركة يف املع���ارض اجلماعي���ة يك���ون‬ ‫التق���ارب بني الفنانني وفرصة االطالع على‬ ‫التج���ارب الفنية وهذه فائ���دة للفنان وإثراء‬ ‫للحركة التشكيلية‪.‬‬

‫أن الفنان العاملي(بابلو‬ ‫س‪- 8‬من املعروف َّ‬ ‫بيكاسو) يعارض املدرسة التعبريية فهو يرى‬ ‫أن الفن ينبغي أن يتحرر من استبداد التعبري‬ ‫أن الفن‬ ‫عن الذات‪ ،‬بينما يرى بعض النقاد َّ‬ ‫الراقي ينعش نفسه إذا تبنى لغة‪ ،‬يفهمها‬ ‫أغلب الناس‪ ،‬يف أي جانب جند مجال‬ ‫دعوب ؟‬

‫س‪- 3‬عناصر لوحتك كيف ختتارها و كيف أن���ا مع كيف اعرب عن ما يف نفس���ي فأحيانا‬ ‫تنظر إىل اللون‪ ،‬وما أحب األلوان إليك اليت أجد التعبري بالواقعي���ة وأحيانا بالتجريدية‬ ‫أو االنطباعي���ة ه���ي تنوع أس���اليب ومدارس‬ ‫تظهر أكثر من سوا ها يف لوحاتك؟ وملاذا؟‬ ‫عناصر اللوحة دائما ترب���ط باملوضوع الذي لك���ن اهل���دف ه���و التعب�ي�ر ع���ن اإلحس���اس‬ ‫ارغب بتنفيذه فهي تأخذ مين الوقت لتتكون اإلنساني‬ ‫كلوح���ة يف خميل�ت�ي ث���م تأت���ي مرحل���ة س‪- 9‬ما هي الرسائل واألفكار اليت حتاول‬ ‫التنفي���ذ واألل���وان األق���رب لي فه���ي األلوان إرساهلا من خالل لوحاتك؟ وخصوص ًا أن‬ ‫الدافئة كاللون األمحر واألصفر وما ينتج الكثري من الفنانني يبحثون عن اجلمال‬ ‫عنها ألنها األلوان األقرب لبيئتنا‪.‬‬

‫فقط؟‬

‫س‪ 4-‬هل هناك مدرسه فنيه تنتمي إليها‬ ‫ الرسائل دائما ختتلف مع مضمون اللوحة‬‫أو تفضلها ؟‬ ‫وهناك اللوحة اجلمالي���ة هلا أيضا مضمون‬ ‫كل امل���دارس الفني���ة أحبه���ا وتعلم���ت منها قد يكون تراثي أو تثقيفي‪.‬‬ ‫ولك���ن تظ���ل املدرس���ة الواقعية ه���ي األقرب‬ ‫ألعمالي‪.‬‬ ‫س ‪10-‬الفنون التشكيلية بليبيا‪ ،‬هي‬

‫س‪ 5-‬يقال أن املسرح أبو الفنون كيف‬ ‫تصف عالقة الفن التشكيلي مع بقية‬ ‫الفنون األخرى ‪ -‬كاألدب – السينما –‬ ‫الف���ن التش���كيلي يف ليبيا قدي���م متجدد الن‬ ‫املسرح – الشعر – وهل هذه العالقة متنافرة‬ ‫أم متداخلة ‪ ،‬أم ماذا ‪.‬؟‬ ‫امتداد للفنون التقليدية أم استعارة من‬ ‫الغرب؟‬

‫كل الفن���ون هل���ا ارتب���اط ببعضه���ا والف���ن‬ ‫التش���كيلي يدخ���ل يف املس���رح م���ن ناحي���ة‬ ‫الديكور وتصميم املالب���س ويف القصة يأتي‬ ‫برس���م الغ�ل�اف أو القصة حت���ى التلفزيون‬ ‫والسينما يكون الرسم حاضرا‪.‬‬

‫س‪ 6-‬البعض يعتقد أن بعض اللوحات الفنية‬ ‫ال يفهمها أحد‪ ،‬وكأن الفنان يقول «املعنى يف‬ ‫قلب الرسام»‪ ،‬ملاذا يصر الفنان على تقديم‬ ‫عمل ال يفهمه أغلب الناس؟‬


‫‪)2012)2013‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪626‬ـ‬ ‫‪(3059-30‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫أبريل ‪-‬‬ ‫الثانية‪-‬‬ ‫‪) 103‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫مايو مايو‬ ‫‪6-2‬‬ ‫أبريل ‪-‬‬ ‫العدد‪( -‬‬ ‫‪) (103‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنةالسنة‬

‫ــــــــلي مجال دعوب‬

‫فنان طبيعي أن يعكس هذا التكوين يف أعماله‬ ‫الليبيون القدماء تركوا رس���ومات على جدران الكهوف‬ ‫ووثق���وا حياته���م اليومي���ة بلوح���ات جداري���ه وترك���وا‬ ‫لن���ا تاري���خ يوثق مرحل���ة من مراح���ل احلياة أم���ا الفن‬ ‫التش���كيلي املعاص���ر فأن���ه يتأث���ر بالتجارب اإلنس���انية‬ ‫املختلفة ‪.‬‬

‫س‪11-‬هل تناول النقد جتربة الفنان مجال دعوب‬ ‫بالشكل الكايف واملطلوب؟‬

‫النقد دائما موجود أحيانا يكون موضوعي وبناء وأحيانا‬ ‫جملرد النقد ولكن الفنان يستفيد من النقد مهما كان‬

‫س‪12-‬كيف أثرت البيئة على أعمال الفنان مجال‬ ‫دعوب وملاذا املكان عنصر أساسي يف لوحات مجال‬ ‫دعوب ؟‬

‫امل���كان يؤث���ر عل���ى تكوي���ن ش���خصية اإلنس���ان والفنان‬ ‫طبيعيا يعكس ه���ذا التكوين يف أعماله والبيئة احمليطة‬ ‫بالفنان ترتك طابعها على أعمال الفنان والبيئة بكل ما‬ ‫حتويه هي ذاكرة يستفيد منها الفنان‬

‫س‪13-‬ما هي أقرب اللوحات إليك؟ وما هي اللوحة‬ ‫اليت مل تكتمل يف أعمال الفنان مجال دعوب ؟‬

‫كل اللوح���ات الفنية قريبة لنفس���ي ألنها نتاج جتربة‬ ‫وع���رق وجهد وعم���ل واللوح���ة الفنية يعتربه���ا الفنان‬ ‫دائما حباجة للمزيد من العطاء الفين‪.‬‬

‫س‪ 14-‬عقب الثورة أقيمت العديد من املعارض للفن‬ ‫التشكيلي من هو املوهبة الذي ترى أن مستقبله واعد ؟‬

‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر اجملي���دة أب���رزت كث�ي�ر م���ن املواهب‬ ‫والفنان�ي�ن وهذا ظهر بوضوح بأعم���ال فنية رائعة تعرب‬ ‫عن احلرية والثورة ونهاي���ة الطاغية و اجلداريات اليت‬ ‫رمس���ت رمسها الفنانون بكل عفوية وصدق ألنها تعبري‬ ‫لإلحس���اس وكثري من املواهب هلا مس���تقبل واعد بأذن‬ ‫اهلل‪.‬‬

‫س‪ 15-‬كيف تقيم مسرية الفن التشكيلي يف ليبيا ؟‬ ‫وما املشكالت اليت تعرتض الفنانني التشكيليني‬ ‫الليبيني ؟‬

‫الف���ن التش���كيلي يف ليبيا مل حيظى باهتمام يف الس���ابق‬ ‫ونتمن���ى م���ن وزارة الثقاف���ة أن تول���ي اهتم���ام بالف���ن‬ ‫والفنان�ي�ن بإقام���ة املعارض و تش���جيع الفن���ان باقتناء‬ ‫األعم���ال واملش���اركات الدولي���ة وأيضا إنش���اء متاحف‬ ‫وقاعات عرض للفنون وأمتنى أن يوفق اهلل اجلميع الن‬ ‫ليبيا غنية باملواهب والفنانني‪.‬‬

‫كلمة أخرية ‪:‬‬

‫أمتنى لصحيفة ميادين كل التوفيق و نرى ليبيا دولة‬ ‫متقدمة يف كل اجمل���االت ووفق اهلل اجلميع اىل اخلري‬ ‫والبناء‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫ليبيا من الفيدرالية اىل الوحدة‬ ‫حمي الدين الكريكشي‬ ‫إن ليبيا هي الدول���ة الوحيدة يف ذلك الوقت اليت‬ ‫نال���ت اس���تقالهلا بقرار م���ن األمم املتح���دة رقم‬ ‫(‪ )289‬الصادر يف ‪ 21‬نوفمرب ‪ 1949‬ثم تاله قرار‬ ‫آخ���ر صدر يف ‪ 17‬نوفمرب ‪ 1950‬ويعرف بالقرار‬ ‫املعزز وفيه توضيحات خلارطة طريق اخلطوات‬ ‫املطلوبة إلمتام االس���تقالل‪ ،‬وعني السيد أدريان‬ ‫بيل���ت نائب األمني الع���ام لألمم املتح���دة مندوبا‬ ‫هل���ا يف ليبيا لتطبيق هذه القرارات وعني جملس‬ ‫استشاري ملساعدته على ذلك حيتوي على عشرة‬ ‫أعضاء وهم س���ت دول وممث���ل األقاليم الثالثة ‪:‬‬ ‫طرابل���س الغرب‪،‬وبرق���ة ‪ ،‬وف���زان ‪ ،‬وممث���ل عن‬ ‫األقليات ومسي مبجلس ليبيا باألمم املتحدة ‪.‬‬ ‫أول مش���كلة واجه���ت الس���يد بيلت ه���ي كيفية‬ ‫تطبي���ق قرار األمم املتحدة عل���ى الواقع امللموس‬ ‫أي عل���ى ع�ي�ن امل���كان إال أن خ�ب�رة بيل���ت وه���و‬ ‫السياس���ي اهلولندي املخضرم ظهرت جلية حني‬ ‫بدأ عمله بتكوين جلنة الواحد والعشرين ( سبعة‬ ‫ل���كل إقليم )واليت بدورها ش���كلت جلنة الس���تني‬ ‫(‪ 20‬ع���ن كل إقلي���م ) وهي اجلمعي���ة الوطنية‬ ‫التأسيس���ية الليبية وبدأت أعماهلا يف ‪ 25‬نوفمرب‬ ‫‪ 1950‬عقدت فيها ثالثة وأربعني جلسة وأنهت‬ ‫أعماهل���ا يف ‪ 6‬نوفمرب ‪ 1951‬وأصدرت قرار بأنها‬ ‫يف عم���ل متواص���ل حتى موعد االس���تقالل ونتج‬ ‫عن هذه االجتماعات إقرار ش���كل الدولة الليبية‬ ‫ومعامله���ا (أقرت النظ���ام االحت���ادي) وبايعت يوم‬ ‫‪ 2‬ديس���مربامللك إدري���س ملكا عل���ى ليبيا ويف ‪7‬‬ ‫أكتوبر ‪1951‬أقرت الدستور اللييب الذي تكون‬ ‫من إثين عش���ر فصال (‪ 213‬مادة)وشكلت يف ‪29‬‬ ‫م���ارس ‪ 1951‬احلكومة املؤقتة برئاس���ة الس���يد‬ ‫حممود املنتصر اليت س���تقوم باس���تالم السلطات‬ ‫م���ن الدولت�ي�ن القائمت�ي�ن عل���ى ليبي���ا وهم���ا ‪:‬‬ ‫بريطانيا وفرنسا ‪.‬‬ ‫االسباب اليت أدت اىل إلغاء النظام الفيدرالي ‪.‬‬ ‫بتاري���خ ‪ 17.12.1950‬انتقل���ت اجلمعي���ة‬ ‫الوطني���ة التأسيس���ية الليبي���ة ( جلنة الس���تني)‬ ‫اىل برقة ‪،‬وقدم���ت وثيقة املبايعة للملك إدريس‬ ‫السنوس���ي وقرارها باختياره ملكا لليبيا حبضور‬ ‫(حمم���د الس���اقزلي)رئيس وزراء إم���ارة برق���ة‬ ‫‪،‬وبش�ي�ر الس���عداوي زعيم حزب املؤمت���ر الوطين‬ ‫الطرابلس���ي العام ‪،‬وع���دد من االعي���ان ‪ ،‬ويف هذا‬ ‫اللقاء أك���د امللك إدريس وه���و اجتماع تارخيي ‪،‬‬ ‫بأن الوحدة التامة هي اهلدف النهائي للجميع ‪.‬‬ ‫وعندم���ا ق���دم الس���يد عبدالعزي���ز الزقلعي عضو‬ ‫جلن���ة الس���تني اس���تقالته احتجاج���ا عل���ى ع���دم‬ ‫قي���ام الوحدة ولكنه بايع املل���ك ‪ ،‬ووعده امللك بأن‬ ‫الوح���دة س���تاتي يوما م���ا ‪ ،‬واحلقيق���ة أن النظام‬ ‫االحت���ادي الفيدرال���ي أظه���ر عند بداي���ة تكوين‬ ‫الدول���ة الليبية ميزة حيث أنه س���اهم يف حتقيق‬ ‫التالحم السياس���ي واإلداري بني الواليات الثالث‬ ‫‪ ،‬ولك���ن مع م���رور الزمن ظهرت عي���وب عدة يف‬ ‫النظام االحتادي وهي ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬قضي���ة الن���زاع ب�ي�ن احلكوم���ة االحتادي���ة‬ ‫واجملل���س التش���ريعي لوالي���ة طرابل���س ‪،‬حي���ث‬ ‫أصدر امللك (أمر ملكي) حبل اجمللس التش���ريعي‬ ‫لوالية طرابلس ولكن الس���يد علي الديب رئيس‬ ‫اجمللس طع���ن يف االمر أمام احملكم���ة االحتادية‬ ‫العلي���ا برئاس���ة الس���يد عل���ي منص���ور (مص���ري‬ ‫اجلنسية) وكسب الطعن ‪ ،‬وذلك ألن االمر البد‬ ‫أن حيم���ل توقيع رئيس الوزراء ‪ ،‬م���ا معنى هذا ؟‬ ‫يعين وجود تنازع يف االختصاصات بني احلكومة‬ ‫االحتادي���ة وحكومات الواليات ح���ول صالحيات‬ ‫كل منهما ‪.‬‬

‫ثاني��ا ‪ :‬إش���تكت حكومة مصطفى ب���ن حليم عدة‬ ‫م���رات بس���بب اختالط الس���لطات ب�ي�ن احلكومة‬ ‫االحتادية وحكومة الواليات ‪.‬‬ ‫ثالث��ا ‪ :‬تعدد هيئات ه���ذا النظام جعل من الصعب‬ ‫القيام بالرقابة املالية ‪.‬‬ ‫رابع��ا ‪ :‬اس���تنزفت ميزاني���ة الدولة وذلك حس���ب‬ ‫كثرة املصاريف لوجود العدد الكبري من اهليئات‬ ‫واجملالس االدارية وموظفي الدولة االحتادية ‪.‬‬ ‫خامس��ا ‪ :‬كان���ت توج���د نزاع���ات إقليم���ة مت���ت‬ ‫تغذيتها ‪.‬‬ ‫سادس��ا ‪ :‬معظ���م الش���عب كان يطال���ب بالوحدة‬ ‫‪،‬وإلغاء النظام االحتادي ‪.‬‬ ‫س��ابعا ‪ :‬ش���كاوى ش���ركات النفط وذلك بس���بب‬ ‫تعامله���ا م���ع ع���دد م���ن اجله���ات ( احلكوم���ة‬ ‫االحتادي���ة‪ ،‬وزارة الب�ت�رول ‪،‬جلن���ة الب�ت�رول ‪،‬‬ ‫وحكومات الواليات بأجهزتها احمللية) مما س���بب‬ ‫صعوبات وتعقيدات يف ظل النظام االحتادي‪.‬‬ ‫ثامن��ا ‪ :‬عربت الصحافة الوطني���ة عن رغبتها يف‬ ‫إنه���اء احلكم االحت���ادي لكثرة عيوبه واس���تبداله‬ ‫بنظام الوحدة ‪.‬‬ ‫تاس��عا ‪ :‬تقري���ر البنك الدولي لإلنش���اء والتعمري‬ ‫واالنعكاس���ات السلبية على العملية التخطيطية‬

‫ش���خصية وطنية خمضرمة يف اجملال احلقوقي‬ ‫والسياس���ي وه���و الدكت���ور حمي الدي���ن فكيين‬ ‫لتولي الوزارة وحتقيق الوحدة‪ ،‬ود‪.‬فكيين حاصل‬ ‫عل���ى الدكت���وراة ‪ 1953‬من جامعة الس���وربون‬ ‫بفرنسا وش���غل عدة مناصب وهي ‪ :‬نظارة العدل‬ ‫‪ ،‬ونظ���ارة الداخلي���ة‪ ،‬ورئيس اجملل���س التنفيذي‬ ‫لوالي���ة طرابل���س‪ ،‬ث���م وزير مفوض ومستش���ار‬ ‫باخلارجي���ة ووزي���ر ب���دون وزارة ‪ ،‬ووزارة العدل‬ ‫يف حكومة مصطف���ى بن حليم وعام ‪ 1958‬عني‬ ‫سفريا يف القاهرة ثم س���فريا يف الواليات املتحدة‬ ‫االمريكي���ة ‪،‬وش���غل هن���اك أيض���ا من���دوب ليبيا‬ ‫يف االم���م املتح���دة ‪ ،‬وبداية ش���هر م���ارس ‪1963‬‬ ‫استدعاه امللك لتشكيل احلكومة ‪.‬‬ ‫مشلت الوزارة مخس���ة عش���ر وزي���را ‪،‬منهم عدد‬ ‫ستة وزراء كانوا من محلة الشهادات وهذا حدث‬ ‫ألول مرة منذ احلكومة األوىل سنة ‪.1952‬‬ ‫قدمت احلكومة يوم ‪ 14‬أبريل ‪ 1963‬مشروعها‬ ‫( التعدي���ل الدس���توري) ال�ت�ي وعدت ب���ه الربملان‬ ‫فتم���ت املصادقة عليه باإلمج���اع من قبل جملس‬ ‫النواب أوال ‪ ،‬وأحيل اىل جملس الشيوخ وكذلك‬ ‫ن���ال املوافق���ة باإلمج���اع وه���ذا دلي���ل كاف على‬ ‫رغبة نواب وممثلو الش���عب على التغري ‪ ،‬كذلك‬

‫حمى الدين فكيين رئيس الوزراء فرتة الوحدة‬

‫وتنفيذ املشروعات‪.‬‬ ‫يف ‪ 7‬ديس���مرب ‪ 1962‬بقص���ر الروض���ة ص���در‬ ‫التعدي���ل الدس���توري يف حكومة حمم���د عثمان‬ ‫الصيد اليت اس���تمرت من سنة ‪ 1960‬حتى سنة‬ ‫‪ 1963‬وهو أول تعديل دستوري لدستور ‪1951‬‬ ‫حي���ث غري اس���م اجملل���س التنفي���ذي اىل جملس‬ ‫إداري يرأس���ه الوال���ي ( اجملل���س اإلداري ب���دل‬ ‫اجملل���س التنفيذي ) ويكون مس���ؤال أمام اجمللس‬ ‫التشريعي للوالية وبهذا قلصت مهام الوالي ‪.‬‬ ‫وكان بإم���كان حكوم���ة حمم���د عثم���ان الصيد‬ ‫القيام باس���تبدال النظام االحتادي اىل الوحدة إال‬ ‫أن���ه ختوف م���ن معارضة كل م���ن والييت برقة‬ ‫وفزان فلم يتسنى له إقامة مشروع الوحدة ‪.‬‬ ‫اس���تبدلت حكوم���ة حممد عثمان الصيد بس���بب‬ ‫م���ا أش���يع وقته���ا ع���ن فس���اد مال���ي ‪ ،‬ومت اختيار‬

‫وافق���ت اجملال���س التش���ريعية الث�ل�اث ( برملانات‬ ‫الوالي���ات) طرابل���س الغ���رب وبرقة وف���زان على‬ ‫مشروع التعديل الدستوري يف ‪ 22‬أبريل ‪.1963‬‬ ‫ي���وم ‪ 20‬أبري���ل ‪ 1963‬وافق اجمللس التش���ريعي‬ ‫لوالي���ة برق���ة باالمجاع عل���ى مش���روع التعديل‬ ‫الدستوري‪ ،‬ونالحظ هنا أن االباء واالجداد الذين‬ ‫وضعوا دستور ‪ 7‬أكتوبر ‪ 1951‬بالرغم من عدم‬ ‫ختصصهم وعدم حصزهلم على مؤهالت علمية‬ ‫إال أنهم كانوا ذوي نظرة ثاقببة ومسقبلية تدل‬ ‫على النضج وبعد النظر والوطنية فوضعوا مادة‬ ‫يف الدستور وهي املادة (‪ )199‬جاء فيها ‪ " :‬يف حالة‬ ‫تنقيح األحكام اخلاصة بش���كل احلكم االحتادي‬ ‫وجب زيادة على االحكام املقررة يف املادة السابقة‬ ‫موافقة مجيع الواليات التش���ريعية على التنقيح‬ ‫املقرتح وتتم ه���ذه املوافقة بقرار يصدره اجمللس‬ ‫التش���ريعي لكل والية يف هذا الش���أن قبل عرض‬

‫التنقيح على امللك للتصديق عليه "‬ ‫امل���ادة (‪ : )198‬ألجل تنقيح هذا الدس���تور يصدر‬ ‫كل من اجمللس�ي�ن باألغلبي���ة املطلقة ألعضائه‬ ‫مجيع���ا ق���رارا بض���رورة حتدي���د موضوع���ه ‪ ،‬ثم‬ ‫بعد حبث املس���ائل اليت هي حمل للتنقيح يصدر‬ ‫اجمللس���ان قرارهما يف ش���أنه ‪ ،‬وال تصح املناقش���ة‬ ‫واالقرتاع يف اجمللس�ي�ن إال إذا حض���ر ثالثة أرباع‬ ‫ع���دد أعضائ���ه ويش�ت�رط لصح���ة الق���رارات أن‬ ‫تصدر بأغلبية ثالثة أرب���اع األعضاء احلاضرين‬ ‫يف كل من اجمللسني وأن يصدق عليها امللك ‪.‬‬ ‫( إذا نالح���ظ أن واضع���ي دس���تور ‪ 1951‬توقعوا‬ ‫ح���دوث تغ�ي�ر يف النظام االحت���ادي فوضعوا مادة‬ ‫تنص على التنقيح )‬ ‫بتاري���خ ‪ 25‬أبري���ل ‪ 1963‬ص���در مرس���وم ملكي‬ ‫حيم���ل رق���م (‪ )1‬لس���نة ‪ : 1963‬يلغ���ي النظ���ام‬ ‫االحتادي باململكة الليبية ويستعاض عنه بنظام‬ ‫الدولة املوحدة على الوجه املبني بالدس���تور وهذا‬ ‫القانون ‪.‬‬ ‫ومشل التنقيح الدس���توري املادة (‪ )40‬واملادة (‪)3‬‬ ‫وغريهما ‪.‬‬ ‫فيما خي���ص امل���رأة الليبية نالت الش���رف يف هذا‬ ‫التعدي���ل حبي���ث وضع���ت م���ادة ختصه���ا وهي ‪:‬‬ ‫" االنتخاب حق لليبني البالغني إحدى وعش���رين‬ ‫سنة ميالدية على الوجه املبني يف القانون وجيوز‬ ‫للمرأة أن متارس هذا احلق وفقا للش���روط اليت‬ ‫يضعه���ا القان���ون" ومبوج���ب امل���ادة (‪ )162‬مت���ت‬ ‫االج���ازة للمرأة الليبية ممارس���ة حق االنتخاب ‪،‬‬ ‫وقدمت هذه احلكومة أول خطة مخس���ية لليبيا‬ ‫‪ 1963-1968‬مبيزاني���ة ق���درت ‪ 169‬ملي���ون‬ ‫جنيه لييب وكان ذلك يف شهر يونيو ‪. 1963‬‬ ‫وهنا جزء من خطاب امللك يف تلك الليلة ليلة ‪26‬‬ ‫أبريل ‪:1963‬‬ ‫" يس���رني غاية الس���رور أن أعلن للش���عب اللييب‬ ‫الكري���م انته���اء العم���ل بش���كل احلك���م االحتادي‬ ‫ولنب���دأ رمسيا يف نظام الوحدة الش���املة الكاملة‬ ‫تطبيق���ا للتعديل الدس���توري ال���ذي وافقت عليه‬ ‫اجملال���س النيابي���ة والتش���ريعية باإلمج���اع واني‬ ‫ألمح���د اهلل تع���اىل كث�ي�ر احلم���د وأتوج���ه إليه‬ ‫بالش���كر العظي���م والثن���اء اجلمي���ل ال���ذي من به‬ ‫س���بحانه وتع���اىل علي م���ن نعمة حتى ش���اهدت‬ ‫والدة هذا األمل الكبري‪.‬‬ ‫ويضي���ف امللك إدري���س ‪ " :‬إن الوح���دة هي هدف‬ ‫وطين ضحى من أجلها ش���عبنا فهي مثرة جهادنا‬ ‫الوطين ووفاء للصابرين " ‪.‬‬ ‫ومبوجب امل���ادة (‪ )176‬خبصوص اإلدارة احمللية‬ ‫يف الدس���تور قس���مت اململكة الليبي���ة اىل وحدات‬ ‫إداري���ة وجي���وز أن تش���كل فيها جمال���س حملية‬ ‫وجمالس بلدية وذلك حس���ب م���ا جاء يف القانون‬ ‫رقم (‪ )1‬لس���نة ‪ ،1963‬وهكذا يتم التقسيم على‬ ‫أس���اس احملافظ���ات وه���ي عش���رة ‪ 1- :‬حمافظة‬ ‫طرابل���س ‪ --2‬حمافظة الزاوي���ة ‪ --3‬حمافظة‬ ‫اجلب���ل الغرب���ي – ‪ 4-‬حمافظ���ة اخلم���س ‪--5‬‬ ‫حمافظ���ة مصراته ‪ --6‬حمافظ���ة بنغازي – ‪7-‬‬ ‫حمافظ���ة اجلبل األخض���ر – ‪ 8-‬حمافظة درنة‬ ‫‪ --9‬حمافظة سبها – ‪ 10-‬حمافظة أوباري ‪.‬‬ ‫تارخيي���ا ألول م���رة تتوح���د ليبي���ا ‪ ،‬وأن يوم ‪26‬‬ ‫أبريل هو عي���د للوحدة ويأمل الش���عب اللييب أن‬ ‫يع���اد االحتفال به لنأخذ العرب من املاضي وبذلك‬ ‫نق���در ماضينا وحنرتم ذاتنا وهويتنا الليبية ‪ ،‬وان‬ ‫تبقى ليبيا موحدة أبد الدهر ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫اخلروج من زمن الزيت‬

‫وح ِدي ُ‬ ‫ألوك اجلو َع ُعرياناً كمائد ِة الف ِق ْ‬ ‫ري‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أمس َي املشنوق من منفى إىل منفى‬ ‫ُمبعث ُر‬ ‫األحالم أمحل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫خت ُّ‬ ‫ْ‬ ‫الرجوع‬ ‫مواعي ُد‬ ‫زم‬ ‫يف‬ ‫تل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫نيِ‬ ‫َ‬ ‫الرما ِد موا ِقدي األوىل‬ ‫وختت ِفي حتت َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الصقيع‬ ‫فألتحف‬ ‫ُموزعاً قل كأمواج على الوجع القديمْ‬ ‫ِْ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ بيِ‬ ‫يح الطريق‬ ‫وجهي‬ ‫مصاب ُ‬ ‫أنكرت ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعر ْ‬ ‫شت َّ‬ ‫األحبة‬ ‫باب‬ ‫كفي‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كدالية على ِ‬ ‫واألحبة غائبونْ‬ ‫ُ‬ ‫وأن َك ْ‬ ‫ْ‬ ‫الديار‬ ‫مزاليج‬ ‫رت صو ِتي‬ ‫ُ‬ ‫أسراب البيوتْ‬ ‫توغ ْ‬ ‫َّ‬ ‫لت يف األف ِق‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫اهلشيمْ‬ ‫وخلفت قلبيِ كنا ِفذ ٍة تطل على ِ‬ ‫حتى ُ‬ ‫الطوار‬ ‫فعا َفين َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شيج‬ ‫كان يف قليب ن ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫باب النهارْ‬ ‫وبقايا بسمة ماتت على ِ‬ ‫َ‬ ‫كان يف جيبيِ رغي ِفي‬ ‫للصغارْ‬ ‫وهدايا ِّ‬ ‫َّ‬ ‫شقنيِ َنصلاُ لتسا ُئ ِل‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫من ترى هذا الغريب ؟‬ ‫املؤب ِد ال جُييبْ‬ ‫ُ‬ ‫صوتي املعجون‬ ‫بالصمت َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫القريب‬ ‫للحان‬ ‫اإلنهاك‬ ‫جيرني‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫كان َّ‬ ‫جارحاً َ‬ ‫الوجوه‬ ‫التنك ُر يف‬ ‫ْ‬ ‫الغريب ؟‬ ‫من ُترى هذا ِ‬ ‫نحُّ‬ ‫تر ِ ي‬ ‫ُ‬ ‫العشرون ايضاً ال تجُ ْ‬ ‫َ‬ ‫يب‬ ‫ولفافتيِ‬ ‫االقداح يف ْ‬ ‫ني اللهيبْ‬ ‫جويف براك َ‬ ‫تفج ُر‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫فتنتشي َغي ُبوبَيت‬ ‫ِ‬

‫مــدينتـي ‪....‬‬ ‫جنم الدين بوشيحة‬

‫إبراهيم الزليتين‬ ‫ْ‬ ‫مل ي ُك ْن موتاً ْ‬ ‫ولكن َ‬ ‫كان ُحلماً ال جيئ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫مزامري الفناءْ‬ ‫للريح ماتت يف‬ ‫وشهقة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دمع ٌة َّ‬ ‫ُ‬ ‫اجلنون ِوثا َقها‬ ‫حل‬ ‫فتمد ْ‬ ‫َّدت حجراً على قلب‬ ‫رحيلْ‬ ‫وجهي ِ‬ ‫ويف ِ‬ ‫كان احلن ُ‬ ‫عود ٌة َ‬ ‫ني مذا َقها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يبسط َّ‬ ‫حنوي‬ ‫والليل‬ ‫كف ُه ِ‬ ‫عظمي‬ ‫الريح‬ ‫ُ‬ ‫وهذي ُ‬ ‫تسفح َ‬ ‫كأسها الثلجي يف ِ‬ ‫ومتنحين َضباباً يف ال ُع ْ‬ ‫يون‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫صيف ِوسادَتي‬ ‫حجر َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫أمد من ِ‬ ‫ُ‬ ‫واحلزن َمرسا ٌة َت ُّ‬ ‫راكيب‬ ‫شد َم ِ‬ ‫املسي ِج باألسى واإلن ِك ْ‬ ‫سار‬ ‫ُ‬ ‫للقاع َّ‬ ‫فأغوص ِ‬ ‫فراش ٌ‬ ‫الريح‬ ‫بقلب‬ ‫قليب‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫الليل يُس ِقيها ِشفا َه الور ِد‬ ‫ال روض ِبهذا ِ‬ ‫ْ‬ ‫جنم ي ُ‬ ‫َ‬ ‫األلوان‬ ‫بهجة‬ ‫ُغازل‬ ‫ال ٌ‬

‫‪15‬‬

‫ْ‬ ‫ُلهب ظهر ُه ُ‬ ‫ُ‬ ‫النزيف‬ ‫سوط‬ ‫رح ي ُ‬ ‫واجل ُ‬ ‫ُ‬ ‫والكأس والسا ِقي الك ِئيبْ‬ ‫وغربيت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الكلمات يف حل ِقي‬ ‫وحرقة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الوداع‬ ‫مناديل‬ ‫ويف عيين‬ ‫واملكان بال ْ‬ ‫ُ‬ ‫زمان‬ ‫والزمان بال مكانْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫كان ُّ‬ ‫ُموجعاً َ‬ ‫موازين اهلوى‬ ‫التقل ُب يف‬ ‫ِ‬ ‫مية ماهلا ِم ْ‬ ‫والقلب ُعمل ُت ُه الق ِد ُ‬ ‫يزان‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الغناء ش ّق ْت ثوبَها‬ ‫يق‬ ‫وح ِد ْ تيِ‬ ‫للس ْ‬ ‫ٌ‬ ‫حاب‬ ‫صارت‬ ‫ناطحات َّ‬ ‫لة على خ ِّد َّ‬ ‫الن ْ‬ ‫سيم‬ ‫مل ت ُع ْد تغفو ُ‬ ‫كسن ُب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫كحمامة‬ ‫الشروق فتن َت ِشي‬ ‫يض ُّمها صد ُر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫جناحها َثغ ُر الوليفْ‬ ‫يرتا ُد دف َء َ‬ ‫ْ‬ ‫ياب‬ ‫طارت ِ‬ ‫براع ُم صد َرها حن َو ال ِغ ِ‬ ‫حِلي ُبها َّاللوزي غاد َر لونهُ‬ ‫العصر بنزيناً ْ‬ ‫ونار‬ ‫كلون‬ ‫أضحى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واملُ ِّ‬ ‫غنى‬ ‫ليس بُوقاً يف نشي ِد اإلن ِكسارْ‬ ‫َ‬ ‫يس ُ‬ ‫يل مع ُّال ْ‬ ‫لعاب‬ ‫كاف ٌر صو ِتي ِبإنشا ٍد ِ‬ ‫فط ْ‬ ‫زيت َّ‬ ‫مل ُت َ‬ ‫ده ْن‬ ‫الن ِ‬ ‫وأغ ِنيتيِ ِب ِ‬ ‫وال ل ِع ْ‬ ‫اجلالدْ‬ ‫َّ‬ ‫قت ُحرويف َجزمةَ‬ ‫َّ‬ ‫يم‬ ‫كاف ٌر قليب ِبصحرا ِء الن ِع ِ‬ ‫عارية على ِّ‬ ‫كبقية ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫اجلحيم‬ ‫شط‬ ‫الشعرا ِء‬ ‫وجنيت‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫حيب‬ ‫وشع ُرها نه ٌر يفض اآلن أختا َم الن ِ‬ ‫فأستج ْ‬ ‫يب‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الشوارع‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫ُّني‬ ‫يشد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً ْ ِ‬ ‫وظل‬ ‫نلت ِقي وهما ِ‬ ‫العيون‬ ‫اص ُر يف‬ ‫ُع ِّشي الحمُ َ‬ ‫ِ‬ ‫وجهي‬ ‫ط ُفولتيِ َت ِ‬ ‫همي على ِ‬ ‫ُ‬ ‫دمي‬ ‫تهمي األزقة يف ِ‬ ‫كما ِ‬ ‫ُ‬ ‫اخلريف‬ ‫ضاج َعها‬ ‫وح ِديقتيِ العذرا ُء َ‬ ‫َ‬ ‫فأوصد ْت دو ِني َنوا ِف َذها‬ ‫ْ‬ ‫فمي‬ ‫ونامت كاملرار ِة يف ِ‬ ‫خطوي الر ِتيبْ‬ ‫عبثاً ِّ‬ ‫يكد ُر َ‬ ‫نومها ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫فؤادُها االمسنت ال يصحو‬ ‫ْ‬ ‫حديد‬ ‫وعي َناها‬ ‫ْ‬ ‫جرد ّْتنيِ ِمن ِدما ِئي‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫نبضي الو ِليدْ‬ ‫صادرت ِ‬ ‫أخرج ّْتين ِم ْن ِدماها‬ ‫الص ِد ْ‬ ‫يد‬ ‫ونف ّْتنيِ يف َّ‬ ‫َّ‬ ‫راب‬ ‫َوصليت الش ُ‬ ‫وحدي وب َ‬ ‫َّ‬ ‫الت ُ‬ ‫ودفيت َّ‬ ‫الرخ ْ‬ ‫يص‬ ‫بغ ِ‬ ‫متر بال َسالم أو ِعناقْ‬ ‫َ‬ ‫وخل َو ِتي األوىل بفا ِتنتيِ ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫َق ٌ‬ ‫ُعرب ُد يف املدى‬ ‫لق يْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫أصرخ‬ ‫الصدى‬ ‫فيصف ُعنيِ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ِضحكة ُّ‬ ‫ور يف أن ِفي‬ ‫التن ِ‬ ‫بوح َّ‬ ‫وال ُ‬ ‫الن ِخ ِ‬ ‫يل ِبراحتيِ‬ ‫َّ‬ ‫ساح‬ ‫ُّث‬ ‫ُلو‬ ‫ي‬ ‫حولي‬ ‫من‬ ‫فط‬ ‫الن‬ ‫د‬ ‫ودو‬ ‫وحدي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫تيِ‬ ‫ْ‬ ‫فأعو ُد ُ‬ ‫َ‬ ‫الطويل‬ ‫الليل‬ ‫أنهش‬ ‫وحشة ِ‬ ‫و ُز ُ‬ ‫اخلمر األخري ِة‬ ‫جاجة‬ ‫ِ‬ ‫تغسيل الق ِتيلْ‬ ‫مل ْ‬ ‫تعد تكفي ِل ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اآلن ي ُ‬ ‫ُعلن مايلي صوت القتيل ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫أو ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هويت‬ ‫عرفت وال‬ ‫املدينة ما‬ ‫ال هذي‬ ‫زرعت وال رويتْ‬ ‫ُ‬ ‫هذي ما‬ ‫أزها ُرها َّ‬ ‫السودا ُء ِ‬ ‫الوحشي هذا ما اش َت ْ‬ ‫هيت‬ ‫لي ُلها‬ ‫ُ‬ ‫غاب الرفاقْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ثانياً هذي املدينة مل تعد أمي وقد َ‬ ‫حلمِ ال ُزقاقْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املدينة ُغول ٌة‬ ‫هذي‬ ‫تقتات يف سهرا ِتها َ‬ ‫َتتبادلاُ‬ ‫َمنا‬ ‫َ‬ ‫ألخناب من د ِ‬ ‫الن ْ‬ ‫يب ِّ‬ ‫فاق‬ ‫وتسج ُد يف حمار‬ ‫ُ‬ ‫املدينة ال ُتِ ِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫طاق‬ ‫هذي‬

‫طرابلس ‪ /‬سجن احلصان األسود‬ ‫‪1982‬م‬

‫مساء اخلري يا مدينيت‬ ‫صفيت األمور على انتباه ليبى‬ ‫للسيارة حني تنقاد‬ ‫للجزارين حني يكافئ النسيان بالنسيان‬ ‫للصيدالنيات احملميات بصيدالنيني‬ ‫وللمطاعم قرب املستشفيات‬ ‫للمحالت الكبرية تغرق يف املنافسة‬ ‫للتفاؤل بعيداً عن رقصة العملة املعدنية‬ ‫للمساعدين وفرقهم املفضلة‬ ‫ناهيك عن قناعتهم السياسية‬ ‫صباح اخلري يا مدينيت‬ ‫الطوابري الطويلة تصلح للنساء‬ ‫هنالك احلديث عن قرب املال‬ ‫هنالك الصرب والتصنت‬ ‫أما الرجال‬ ‫فاألمر أشبه بدخول محام مشرتك‬ ‫فلنسمه معا‬ ‫بيت األدب‬ ‫طابور‬ ‫أو ع���راك وزحام ينتصر في���ه القوي على‬ ‫الضعيف‬ ‫وال تقل لي أنا ضيف‬ ‫مل تأت بهدية‬ ‫ومل تغادر بعد الثالثة األيام األوىل‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫“شعرية الفكرة” يف ديوان ميسون صقر ( مجالي يف الصور )‬ ‫ثالثة مستويات للقراءة‬ ‫امسيه���ا "محيمي���ة التعاطف"‪ ..‬فالث���ورة مل تكن‬ ‫يف امليادي���ن وحدها وإمنا امت���د هليبها إىل فضاء‬ ‫الن���ص‪ ،‬حت���ى وه���و حم���ض نقطة خرس���اء‬ ‫تتلمس سطح الكتابة‪.‬‬ ‫يف ه���ذا املس���توى األول م���ن ثالث���ة‬ ‫مس���تويات حكم���ت م���دار قراءت���ي‬ ‫للدي���وان‪ ..‬أتص���ور أن قصائ���د ه���ذا‬ ‫القس���م انش���غلت بـ "فك���رة الثورة"‬ ‫عل���ى حس���اب التفك�ي�ر بالث���ورة‪..‬‬ ‫وهو م���ا انعكس بش���كل أساس���ي‬ ‫عل���ى س���كونية اللغ���ة يف بعض‬ ‫القصائ���د‪ ،‬ومراوح���ة الص���ورة‬ ‫الش���عرية يف منطق���ة وصفية‬ ‫حماي���دة‪ ،‬يف مقاب���ل ح���دث‬ ‫مجال القصاص‬ ‫متفج���ر‪ ،‬مس���كون مبفاجآت‬ ‫واحتم���االت وحتوالت ش�ت�ي‪،‬‬ ‫ينفت���ح ديوان ميس���ون صقر اجلديد “مجال���ي يف الصور”‬ ‫حدث استثنائي كسر متاهة‬ ‫عل���ى م���ا ميك���ن أن امسي���ه” ش���عرية الفك���رة “‪ ،‬ويعتم���د‬ ‫التاري���خ واللغ���ة والرؤي���ة‬ ‫عليه���ا كمح���ور لإليق���اع ‪ ،‬ويف تنويع مناخاته الش���عرية‬ ‫واخليال والوج���دان‪ ،‬وفرض‬ ‫وحراك���ه الفين والدالل���ي‪ .‬والالفت أن هذه الش���عرية ال‬ ‫لغته وإيقاع���ه اخلاصني على‬ ‫تتماث���ل يف الدي���وان كمعطى فك���ري أو قيمة فلس���فية‬ ‫نسيج املشهد كله‪ ..‬تربز هذه‬ ‫جمردة‪ ،‬منغلقة على أس���وار العق���ل واحلواس‪ ،‬وإمنا هي‬ ‫املفارقة‪ ،‬وعلى سبيل املثال يف‬ ‫حالة ش���عرية بامتياز‪ ،‬مس���كونة بهموم الواقع والوجود‪،‬‬ ‫قصيدة بعنوان "احلرية" حيث‬ ‫ومش���اغل الروح واجلس���د‪ ،‬ويف الوقت نفسه‪ ،‬مفتوحة‬ ‫تقول الشاعرة‪:‬‬ ‫حبيوي���ة عل���ى حلظ���ات احلض���ور والغي���اب‪ ،‬تلمل���م‬ ‫" سننتظر متلهفني‬ ‫غبارهما من عباءة املاضي واحلاضر ‪ ،‬وتنس���ج من‬ ‫غدا ستأتي مع الصوت العالي‬ ‫ظلهما مس���ارا جلدلية النص الش���عري‪ ..‬فاحلياة‬ ‫ُ‬ ‫جديلة‬ ‫مع الث���ورة اليت َت ْع ِقصه���ا‬ ‫فك���رة‪ ،‬وكذلك املوت واحلب‪ ،‬الثورة واحلرية‪،‬‬ ‫االنتظار‬ ‫األمل والفقد‪ ،‬بل إن القصيدة نفسها فكرة‪،‬‬ ‫تس���لب ل���ب الني���ل ال���ذي أدرك���ه‬ ‫يول���د من رمحها أزمن���ة وأمكنة ووقائع‬ ‫الصمم‬ ‫وش���خوص‪ ،‬ليصبحوا على حد قول‬ ‫تسلب مالمح الغريب‬ ‫الش���اعرة نفس���ها يف إح���دى‬ ‫وتهدي العابرين إىل حياة جديدة "‪.‬‬ ‫القصائد “ أوالد الفكرة “‪.‬‬ ‫بي���د أن ه���ذا ال�ت�راوح ب�ي�ن غواي���ة الث���ورة‬ ‫وي���ب���دو‬ ‫كقيم���ة وحل���م ‪ ،‬وب�ي�ن حتوهل���ا إىل ش���كل‬ ‫ل�����������ي أن‬ ‫وطريقة يف التفكري واإلبداع سرعان ما حتسمه‬ ‫مج�������ال�������ي�������ة‬ ‫الش���اعرة لص���احل النص الش���عري‪ ،‬وحتديدا يف‬ ‫ال���دي���وان تتشكل يف‬ ‫قصيدت�ي�ن مفارقت�ي�ن‪ ،‬أرى أن���ه جي���ب االلتفات‬ ‫املسافة ما بني وعي الفكرة ووعي النص‪ ،‬ورغم حنوهم���ا بعم���ق‪ .‬حي���ث تتخذ م���ن تيم���ة تتالي‬ ‫أن الوعيني يكمل كالهما اآلخر ويفيض عنه‪ ،‬التك���رار مقوم���ا فنيا لتكثي���ف املش���هد وتصعيد‬ ‫إال أن ال��ذات ال تنخرط يف امل��وض��وع أو املشهد توتره دراميا ومجاليا‪ ،‬يف ش���كل ضربات ش���عرية‬ ‫بشكل مباشر ‪ ،‬وإمنا تراقبه وحتتويه وتدل عليه موجزة وواخ���زة‪ .‬إن النص يف هاتني القصيدتني‬ ‫حبدس الفكرة وقوة التأمل‪ ،‬وتستعيده كحالة حييل إىل نفس���ه‪ ،‬إىل غضبه وس���خطه ومترده‪،‬‬ ‫قابلة إلع��ادة القراءة والرؤية وط��رح األسئلة ويتحول إىل م���رآة‪ ،‬ختتزل تداعيات املش���هد يف‬ ‫من جديد‪ .‬ومن ثم ليس مثة فكرة منتهية أو إيقاعه اخلارجي الصاخب‪ ،‬وحتوله إىل ما يشبه‬ ‫مكتفية بذاتها‪ ،‬وإمنا تنبع حيويتها وطزاجتها الوثيقة الشعرية‪ ..‬فعلى هذا النحو من السالسة‬ ‫من قدرتها على التعايش والوجود داخل النص والعفوية تطالعنا القصيدة األولي وهي بعنوان "‬ ‫الشعري نفسه‪.‬‬ ‫كان النظام يسقط"‪:‬‬ ‫ن���رى ذلك على حن���و جلي يف القس���م األول من " كان التصفيقُ جيذب الصراخ‬ ‫الدي���وان "عيون تتبع�ن�ي يف املنام "‪ ،‬حيث تطالعنا كان الصراخ جيذب رجال الشرطة‬ ‫قس���مات ومالمح م���ن تداعيات ث���ورة ‪ 25‬يناير كان رجال الشرطة يضربون املتظاهرين‬ ‫يف مص���ر ‪ .‬وس���وف نالح���ظ أن الث���ورة حتض���ر كان املتظاهرون جيذبون نغماتهم إىل امليدان‬ ‫يف الن���ص بق���وة الفك���رة‪ ،‬بينم���ا يتح���ول النص كانت النغمات مصدرا جلذب الرصاص‬ ‫إىل ع�ي�ن حمايدة‪ ،‬تراقب وترص���د وتنفعل بكل كان الرصاص جزءا من أشيا َء أخر‪..‬‬ ‫تقاطع���ات وتش���ابكات احلدث‪ ،‬ورغ���م أن النص وكان موتى‬ ‫ال يلتص���ق فعلي���ا باحلدث ويعايش���ه على أرض كانت ُ‬ ‫قنابل غاز ودموع‬ ‫الواق���ع ‪ ،‬إال أن���ه بق���وة الفك���رة يكتس���ب فعالية كان جرحى‬ ‫املشاركة يف املش���هد‪ .‬ورمبا حييلنا هذا إىل آلية وكان "بلطجية" ينحازون إىل النظام‬ ‫أخ���رى من آلي���ات التواص���ل والتلق���ي‪ ،‬ميكن أن وكان النظام يسقط ‪ ،‬يسقط‬

‫يسقط النظام "‪.‬‬ ‫ويف قصي���دة " مث���ة ام���رأة" ينج���ح إيق���اع تتالي‬ ‫التك���رار يف التق���اط املش���هد م���ن زاوي���ة أخ���رى‪،‬‬ ‫ويعيد بناءه كحالة مفتوح���ة بتوترها اخلاص‬ ‫على البدايات والنهايات‪ ،‬يف الوقت نفس���ه؛ تش���ف‬ ‫ش���عرية الفك���رة ع���ن حواري���ة ح���ارة توم���ض‬ ‫خيوطها خبف���ة يف تضاعيف النص بني اخلاص‬ ‫والعام‪ .‬ومع تتالي التوتر يف حركة املشهد تبدو‬ ‫هذه الشعرية وكأنها مبثابة املفتاح الذي مينح‬ ‫اخل���اص صف���ة الع���ام والعك���س صحي���ح أيضا‪،‬‬ ‫تقول القصيدة‪:‬‬ ‫" مثة امرأة تعوي من األمل‬ ‫مثة خوف يف قلبها‬ ‫مثة جوارح تنزف يف الطريق‬ ‫يف األسفل مثة رجال حمممون‬ ‫ونساء حممومات‬ ‫وأطف���ال دون الصخ���ب يرتمج���ون أجس���ادهم‬ ‫صراخا‬ ‫مثة شوارع وأسفلت‬ ‫وينابيع دماء تتفجر بعروق الطرقات‬ ‫مثة من يقول أن وطنا حت ّرر من مأزق"‪.‬‬ ‫ومن الالفت أيضا يف هذه القصيدة هذا التخفي‬

‫الشفيف للذات الشاعرة يف أجواء النص‪ ،‬وكأنها‬ ‫راو يربط بني خيوط الوصل والقطع يف نس���يج‬ ‫ٍ‬ ‫املشهد‪ ،‬ويشدها إىل النقطة الفاصلة بني قوس‬ ‫البداي���ة والنهاي���ة‪ ،‬س���واء يف الداخل الش���خصي‬ ‫املثق���ل بنث���ار من العواط���ف واالنفع���االت ‪ ،‬أو يف‬ ‫اخل���ارج امل���وّار بص���راخ الث���وار واجلم���وع ‪ ،‬حيث‬ ‫تتابع القصيدة ‪:‬‬ ‫" وأنت جبانب نافذتك تكرين العامل مرة واحدة‬ ‫ترمني احلاضر يف ملة يدٍ‬ ‫عاملي وت ٌد ٌ‬ ‫قلت‬ ‫راسخ ‪ِ ،‬‬ ‫وعاملك حركة يف الكون‬ ‫ِ‬ ‫ستكونني يف براءة الدم إذن‬ ‫دليال على وضوح الرؤية‬ ‫ستش���بكني وطنك حني تس���معني رج�ل�ا يصرخ‬ ‫أمامك‬ ‫وأنت يف النافذة‪ :‬الشعب يريد ‪".‬‬

‫فهك���ذا ‪ ،‬عن قرب ‪ ،‬عن بعد‪ ،‬من الداخل واخلارج‬ ‫‪ ،‬من الش���خصي والع���ام يرتاءى املش���هد‪ ،‬وكأنه‬ ‫لوحة تتشكل فوق جدار زمن يولد للتو من براءة‬ ‫الدم ورحم الصراخ ‪ ،‬ويصبح يف الوقت نفسه‪ ،‬هو‬ ‫يقني النص ويقني الفكرة معا‪.‬‬ ‫ويرتك���ز املس���توى الثان���ي ال���ذي حك���م قراءت���ي‬ ‫للديوان على ما ميكن أمسيه أيضا" فكرة املعرفة‬ ‫"‪ ،‬وهي معرفة ال تنش���غل كث�ي�را باليقني‪ ،‬وإمنا‬ ‫تغامر بالسؤال كعتبة أساسية للفهم واإلدراك‬ ‫والرؤي���ة‪ ،‬فالقصائ���د ‪ -‬مثلم���ا تش�ي�ر عناوينه���ا‬ ‫ ختاط���ب الك���ون‪ ،‬وتبح���ث ع���ن ش���كله ومعناه‪،‬‬‫وس���نة ال���كالم‪ ،‬وتفتش‬ ‫تبح���ث عن س���لم الوعي ُ‬ ‫عن نقطة النور يف رونق احلكاية ومعنى احلال‪..‬‬ ‫متهد الش���اعرة لكل ه���ذا بالتس���اؤل عرب ومضة‬ ‫ش���عرية خاطفة ح���ول حقيقة الوج���ود‪ ..‬وكما‬ ‫تصعد‬ ‫تقول"وجودن���ا ملغ���ز‪ ،‬أم أننا نتوه���م "‪ ،‬ثم ِّ‬ ‫التوت���ر وحماولة زعزعة اليق�ي�ن بومضة أخرى‬ ‫تربط فيها ‪ -‬بش���كل مضم���ر‪ -‬فكرة إدراك الكون‬ ‫بفكرة إدراك اإلنس���ان لنفس���ه‪ .‬قائلة " هل الكون‬ ‫ُم َف ّس��� ٌر دونن���ا"‪ .‬ثم توس���ع فض���اء الس���ؤال برؤى‬ ‫تتنوع من قصيدة ألخرى ‪ ..‬ففي قصيدة بعنوان"‬ ‫كعبارة عميقة " تقول‪:‬‬ ‫" كمالك أبيض السريرة‬ ‫ضال يف الربية‬ ‫كمالك صغري ٍ‬ ‫أحترق ملعين ال تتعقبه الشرور‬ ‫أملس األشياء‬ ‫أسكن األماكن‬ ‫أستنشقها كعبارة عميقة‬ ‫منها‬ ‫تتكون غريزة البقاء والشهوات‬ ‫وال تتوقف عند خلق اإلنسان‪.‬‬ ‫م���ن امله���م هنا‪ ،‬أن نتأم���ل جليا "كاف التش���بيه"‬ ‫فه���ي تلع���ب دورا جوهريا يف التخف���ف من ثقل‬ ‫اليقني‪ ،‬وحماولة زحزحته إىل منطقة الس���ؤال‪،‬‬ ‫حي���ث مت���ام املعرفة ه���و النقص نفس���ه‪ ،‬وأنه يف‬ ‫الك���ون‪ ،‬مثلم���ا يف العاطف���ة واحلب ‪ ،‬ويف الش���عر‬ ‫ال إجاب���ات مكتملة‪ ،‬بل هناك س���عي دائما إىل أن‬ ‫نلمس األش���ياء يف ذاتها‪ ،‬ولي���س كما تدل عليها‬ ‫خربة البش���ر والس���نني‪ ..‬ورمبا لذلك حتدِّد لغويا‬ ‫املش���به به‪ ،‬وترتك العالقة‬ ‫كاف التش���بيه صفة َّ‬ ‫املش���به مفتوحة على مش���اغل الذات‬ ‫بين���ه وبني َّ‬ ‫ونوافذ التأويل ‪.‬‬ ‫أما املستوي الثالث من مستويات قراءتي للديوان‬ ‫فأمسي���ه " فكرة ال���ذات عن نفس���ها"‪ ..‬وهنا يقفز‬ ‫بقوة العنوان الذي وس���م الديوان‪ ،‬طارحا السؤال‬ ‫جم���ددا حول وعي األص���ل والص���ورة‪ ،‬وما الذي‬ ‫حيدد ماهي���ة العالق���ة بينهما‪ ،‬هل ه���و التطابق‬ ‫أم املوازاة‪ ،‬أما التش���ابه‪ ،‬أم���ا الظل والنور‪ ،‬أم فكرة‬ ‫اجلم���ال حبد ذاته���ا كمطلق يصعب اإلمس���اك‬ ‫جبوه���ره‪ ..‬إن "مجال���ي يف الصور" يق�ي�ن يكتمل‬ ‫بالس���ؤال‪ ،‬وه���و أيض���ا س���ؤال يكتم���ل باليق�ي�ن‪..‬‬ ‫وكالهما ( اليقني والس���ؤال ) يف الشعر اشتباك‬ ‫ال ينته���ي إىل ضفة حمددة ‪ ،‬حي���ث تتعدد صور‬ ‫األن���ا‪ ،‬يف تعارضات اجلس���د وال���روح‪ ،‬ويف خربة‬ ‫الوج���ود واحلي���اة‪ ،‬ويف متاهة احلض���ور والغياب‪،‬‬ ‫وكأنه ال شيء يبقى سوى ظل الصورة ‪ ،‬يومض‬ ‫كأثر ‪ ،‬يفتش عن ش���يء يش���بهه أو ي���دل عليه‪،‬‬ ‫حت���ى ول���و كان زفرة أمل ووج���ع ‪ ..‬وكما تقول‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫الشاعرة ‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫"يدي تؤنث سقوطي‬ ‫‪...... .....‬‬ ‫‪ "..‬قدمي ال مكان هلا‬ ‫تسقط يف املخدر ردحا‬ ‫تستفيق على من حيبس صوتها يف األمل‪".‬‬ ‫هنا يبلغ الوجع ذروته أو نقطته الفاصلة‪ ،‬حني يصبح مؤنثا‪،‬‬ ‫أو ح�ي�ن يصبح ظال لفراغ آخر يش���به الفقد واحلنني لش���يء‬ ‫م���ا‪ ،‬وهو فقد ال تفص���ح عنه الصورة وإمنا يبقى مس���ترتا يف‬ ‫اخللفية‪ ،‬ملتبسا مبحنة املرض والوجود‪.‬‬ ‫وألن فكرة الذات املبدعة عن نفس���ها دائما ملتبس���ة وشائكة‪،‬‬ ‫فإنه���ا تتوس���ل للوصول إىل ذل���ك حتت ظ�ل�ال التماثل مع‬ ‫األش���ياء اليت حتبها؛ أو األش���ياء اليت فقدته���ا وتفقدها‪ ،‬فمن‬ ‫خالهل���ا ت���رى مالحمه���ا مبثوث���ة وخمطوف���ة ومش���تتة يف‬ ‫العناص���ر واألش���ياء‪ ،‬وتعي الش���اعرة أن ه���ذا التماثل جمرد‬

‫هنا َّ‬ ‫تنزه وضحك‬ ‫مرآة الغرفة األوىل التقطت صورا له مبالبس خمتلفة‬ ‫مرآة الغرفة الثانية ظلت صور ُت ُه فيها‬ ‫هنا كانت صورته تتكاثر‬ ‫ظل ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ظل الصورة يتحرك‬ ‫مل خيترب رحيقها حني خرج‬ ‫َّ‬ ‫ظل صوته يرتدد هنا‪:‬‬ ‫املكان ُّ‬ ‫يشل حركة املفاصل‬ ‫يف ذروة احلب"‪.‬‬ ‫ويف إط���ار " فكرة الذات عن نفس���ها" ي�ب�رز يف هذه القصيدة‬ ‫وغريه���ا من قصائد الديوان ملمح مهم‪ ،‬يتجس���د يف التعامل‬ ‫م���ع مواضع���ات امل���كان‪ ،‬حي���ث جت���رده الش���اعرة م���ن قناعه‬ ‫كجغرافيا وحيز ومس���احة‪ ،‬وتستدعيه من ختوم الذاكرة‬ ‫واحلل���م كومض���ات ولطش���ات وجداني���ة ذات وق���ع خاص‪.‬‬ ‫فامل���كان هو وعاء الروح واجلس���د‪ ،‬وتتعامل معه الذات كأثر‬ ‫‪ ،‬مسكون بروائح البشر وخطى اإلنسان‪ ،‬لذلك أحيانا يرتاءى‬ ‫امل���كان يف الديوان كعالم���ة أو أيقونة‪ ،‬مل يزل ظلها قابعا يف‬ ‫حركة العناصر واألش���ياء‪ ،‬وأحيانا أخرى حتنو عليه الذات‬ ‫كراو أو ش���اهد يرقب حركتها‪ ،‬ويعينها على مللمة جراحها‬ ‫ٍ‬ ‫وأسرارها‪ .‬والالفت هنا أن الديوان‪ ،‬ال يتوقف عند مركزية‬ ‫م���ا للم���كان‪ ،‬فه���و من���داح يف خت���وم املاض���ي واحلاض���ر ‪ ،‬يف‬ ‫ش���ظايا احللم واخلرافة واألسطورة‪ ،‬يف وجع الذات واحلياة‬ ‫والوجود‪ ،‬يف وجع الش���عر واللغة واألسئلة‪ .‬ويصل املكان إىل‬ ‫ذروت���ه الدرامية واجلمالية ح�ي�ن يتماهي مع الصورة‪ ،‬حني‬ ‫يتب���ادالن معا لعبة الظل والن���ور ‪ ،‬وكأنهما كتلة يف لوحة‬ ‫ُ‬ ‫س���هوت‪/‬‬ ‫تتع���دد فيها األش���كال واألل���وان واخلطوط ‪ "..‬مر ًة‬ ‫ً‬ ‫فجاء ُ‬ ‫املوت يف إثري‪ /‬كانت األصداء ترهقين‪ /‬مشرعة على‬ ‫أرتفع وال‬ ‫أع�ب�ر وال أنتظ ُر‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫األف���كار وعالمات األثر‪ /‬كنت ُ‬ ‫ُ‬ ‫أسقط‪ /‬سهوا بالغت يف الغياب "‪.‬‬

‫جرس ونقطة الس���تثارة ال���ذات حتى تس���تعيد جدل احللم‬ ‫"الصورة‬ ‫والذاك���رة يف فض���اء الزمان واملكان ‪ ،‬وكم���ا تقول ُّ‬ ‫غ�ي�ر الواق���ع‪ ..‬مجاهلا منه���ا ال م�ن�ي"‪ .‬لكن بعي���دا عن مظان‬ ‫التكرار أو االجرتار أو إعادة إنتاج املشهد‪ ،‬فإن حيوية الصورة‬ ‫لي���س يف كونها ش���اهدا على تغ�ي�رات الزم���ن‪ ،‬أو هي معول‬ ‫حم���و وإثبات‪ ،‬وإمنا تظ���ل مبثابة خزنة أس���رار وذكريات‪،‬‬ ‫وعالم���ة عل���ى أن مث���ة كائنا م���ا كان هن���ا‪ ،‬لك���ن ابتعد أو‬ ‫اخنطف بقوة اجملهول؛ أو تعري حتت وطأة النكوص‪ ،‬وعدم‬ ‫القدرة على املواجهة‪ ،‬حتى ال يبقى منه سوى "ظل الصورة"‪..‬‬ ‫ففي قصيدة بالعنوان نفسه تقول‪:‬‬ ‫" هنا جلس على الكرسي‬

‫هذه التعامل مع املكان ال ينفصل عن مراودة الذات لنفس���ها‪،‬‬ ‫ونظرتها لآلخر والواق���ع والعامل من حوهلا‪ .‬كما ال تنفصل‬ ‫املستويات القرائية الثالثة عن بعضها بعضا يف الديوان‪ ،‬فهي‬ ‫تتقاط���ع وتتجاور يف فضاء لغوي س���لس‪ ،‬يوائم بني التمويه‬ ‫عل���ى طاقة اجمل���از بنس���قه البالغي املباش���ر ‪ ،‬وإيقاع املش���هد‬ ‫مبحموالته الداللية واملعرفية املتباينة‪ ،‬وهو ما ينعكس على‬ ‫بنية الصورة واجلملة الشعرية فتتميز حبيوية خاصة سواء‬ ‫يف تراكبه���ا الفين والنفس���ي‪ ،‬بينما تنح���ل مركزية املكان‪،‬‬ ‫وتصبح مبثابة حائط وهمي‪ ،‬أو غري مرئي تستند إليه الذات‬ ‫وهي تطل���ق صرختها ونزقها ومتردها الوجودي‪"..‬أنا امللكة ‪..‬‬ ‫أنا األرض‪..‬أنا الثورة ‪ ..‬أنا األبد"‪.‬‬

‫التعام��ل مع املكان ال ينفصل عن‬ ‫مراودة الذات لنفسها‪ ،‬ونظرتها‬ ‫لآلخ��ر والواق��ع والع��امل م��ن‬ ‫حوهلا‪ .‬كما ال تنفصل املستويات‬ ‫القرائي��ة الثالث��ة ع��ن بعضه��ا‬ ‫بعضا يف الديوان‪.‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫شذرات غري مرتبة ؟!‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬ ‫(‪)1‬‬ ‫أيها الدمع املكابر‬ ‫عليك اللعنة‬ ‫كم أنت جبان حتب القفص‬ ‫كنت شهماً‬ ‫أخرج إن َ‬ ‫غادر وجه اهليكل‬ ‫و تسرسب يف جنح العتمة ‪..‬‬ ‫واذا رأيت كلبا يطاردك يف املنام‬ ‫فاعلم أخي االنسان أن سفيهاً يف الواقع‬ ‫‪ . . . . . . . . . . . . .‬ال يريد أن ينأى عن مسا ِئك ! ‪..‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الثورة ‪ ..‬الثورة ‪ ..‬الثورة ‪ ..‬عشنا وشفنا ‪ ..‬الثورة ‪ ..‬و يا هلا من غربال‬ ‫كبري !!‬ ‫‪ ..‬يا هلا من يد نزيهة نزعت أقنعة كثرية ‪ ..‬كم من أصدقاء كنا‬ ‫نعتق���د بهم ‪ ،‬كنا جنلهم أو ن���كاد ‪ ..‬بعد الثورة بانوا على حقيقتهم‬ ‫‪ ..‬ك���م يث�ي�رون امشئزازنا ‪ ،‬بل ش���فقتنا اليوم بع���د ان كانوا زمان‬ ‫خلف أقنعة متقنة الصنع واالرتداء يظهرون لنا كمالئكة أطهار‬ ‫وكبشر أحرار ‪ ..‬فشكراً ثورة فرباير ‪ ..‬شكراً شهداء حرب التحرير‬ ‫‪ ..‬شكراً اجملتمع الدولي ‪ ..‬شكراً لكل من ساهم يف اجناح الثورة اليت‬ ‫أسقطت األقنعة عن زيف األصدقاء ‪ ..‬الكثري من " األعدقاء " !! ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الوطن ينقصه الكثري من الرقي ‪..‬‬ ‫هل نرتك ُه ً‬ ‫ثانية هلؤالء كما تركنا ُه أمس ألولئك ؟!!‬ ‫ً‬ ‫‪ .‬أم نصرب وحنرث يف البحر ثانية ؟!!! ‪ ..‬املشكلة أن العمر واحد‬ ‫(‪)4‬‬ ‫كان صديق���اً وأكث���ر ‪ ..‬لدرج���ة أنه كاد أن يك���ون الواحد لآلخر‬ ‫اخلل الويف أحد أضالع املس���تحيالت األربعة ولكنه منذ دهور صار‬ ‫ِ‬ ‫يبتع���د ‪ ..‬يبتعد ‪ ..‬يبتعد ‪ ،‬خلف حيط���ان الغموض ‪ ..‬هو الذي يبتعد‬ ‫ومعه الكثري من الكتب املستعارة اليت مل يرجعها !! ‪..‬‬ ‫ال يري���د مواصلة الصداق���ة هو حر ‪ -‬وس���يبدله اهلل مبن هو أفضل‬ ‫ عل���ى أنه مثة وفرة من األصدقاء ‪ -‬ولكن فليرُ ِجع الكتب القيمة‬‫ال�ت�ي أعرته���ا ل���ه ‪ ،‬رغم املقول���ة الش���هرية ‪ :‬املغفل من يع�ي�ر كتبه‬ ‫لالخرين واملغفل أكثر ذاك الذي يرجعها ‪.‬‬

‫‏‬ ‫(‪)5‬‬ ‫ُهم ‪ ،‬ال ِسواهم ‪ ،‬يربرون انبطاحهم باألمس ‪،‬‬ ‫أطماعهم باألمس وقد عادت اليوم و تسلقهم اليوم ! ‪..‬‬ ‫أنت األش���رف األطهر الي���وم وأمس ‪ ..‬ولكن ‪ ،‬علي���ك دائماً أن تكون‬ ‫عند احلافة ! ‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫أال يكفي املوت ‪ /‬الفقد ‪ ،‬أن نتعلم كيف حنب أكثر ؟!‬ ‫لمِ َ صرن���ا خن���اف أن نفرح ‪ ..‬وال زلن���ا إن ضحكنا م���ن القلب نزفر‬ ‫تنهي���دة بعد اخنم���اد ‪ ..‬ألي���س النحيب والعويل هو صدى الش���رور‬ ‫واملكروه من الوقائع ‪ /‬التفاصيل ؟! ‪..‬‬ ‫لمِ َ ال نبتسم مهما قست صروف الدهر ؟! ‪.‬‬

‫(‪)7‬‬ ‫مر أكثر ‪ ،‬أو حتى مثل الذي مضى‬ ‫من يضمن أن يتبقى ل ُه من ال ُع ِ‬ ‫؟!‪..‬‬ ‫لن أمسح يف دربي إال للورود والعصافري واألخيار وامللذات ‪. .‬‬ ‫من يضمن أكثر ؟! ‪..‬‬ ‫اعتمر إال قبعات الرقي ‪ ..‬لن اصاحب إال اجلميلني ‪..‬‬ ‫لن‬ ‫َ‬ ‫ل���ن أضع يف يدي إال خ���وامت البهاء ‪ ..‬ولن اق���رأ إال ما ينعش العقل‬ ‫والقلب ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫إذا كان التصويت للعزل السياسي فرض كفاية‬ ‫( يصبح عزل املفتى فرض عني )‬

‫إبراهيم حممد الزغيد‬

‫بداي ��ة انق ��ل فق ��رة أعجبت�ن�ي بإحدى صفح ��ات املعرف ��ة على‬ ‫االنرتنت لصيقة باملوضوع تقول‪:‬‬ ‫“ الغرياني شغل منصبه وفق قانون أثار جدال حول مدى قانونيته‪ ،‬أصدره اجمللس‬ ‫الوطين االنتقالي املؤقت يف فرباير ‪ 2012‬حتت الرقم ‪ 15‬والذي ينص على إنش ��اء (دار اإلفتاء)‬ ‫ومنح صالحيات اعتربت “واسعة” وحصانة قضائية للمفيت “املؤقت” من قبل جملس “مؤقت” غري منتخب‬ ‫كم ��ا أن هذا القانون ينص على عدم جواز مناقش ��ة الفتاوى يف وس ��ائل اإلعالم وهو أمر يع ��د تعديا على حرية اإلعالم‬ ‫وال ��رأي حس ��ب رأي الكثريين‪ .‬يُنتقد الص ��ادق الغرياني من عدة جهات يف ليبيا حيث يراه البعض امتدادا ملش ��روع‬ ‫“ليبيا الغد” الذي كان يروج له س ��يف اإلس�ل�ام الق ��ذايف جنل ديكتاتور ليبيا الس ��ابق معمر القذايف‬ ‫ضم ��ن اعالم ليبيا الغد آنذاك‪ .‬فيما يعتربه البعض أحد رموز مجاعة اإلخوان املس ��لمني‬ ‫‪ -‬فرع ليبيا‪.‬‬

‫يف ي��ول��ي��و ‪ 2012‬وق��ب��ي��ل أول ان��ت��خ��اب��ات‬ ‫ع��ام��ة ت��ش��ه��ده��ا ليبيا م��ن��ذ حن��و ‪ 46‬عاما‬ ‫طالب الصادق الغرياني الناخبني الليبيني‬ ‫املتوجهني إىل االق�تراع يف انتخابات املؤمتر‬ ‫ال���وط�ن�ي ال���ع���ام ط��ال��ب��ه��م ب��ع��دم ال��ت��ص��وي��ت‬ ‫لتحالف ال��ق��وى الوطنية ال��ذي ف��از الحقاً‬ ‫يف االن��ت��خ��اب��ات‪ ،‬وع���دم ال��ت��ص��وي��ت حملمود‬ ‫جربيل باعتباره "مناصراً لليربالية"‪ .‬ليثري‬ ‫الغرياني لغطاً يف فرتة الصمت االنتخابي‪.‬‬ ‫كما أن بعض الفتاوى واآلراء اليت تتدخل‬ ‫يف العديد من شؤون الدولة اليت تعد خارج‬ ‫اختصاصات امل��ف�تي حسب رأي الكثريين‪،‬‬ ‫كما ح��دث يف خطابه ب��ش��ان مجعة إنقاذ‬ ‫ليبيا ودع��وت��ه الناس لعدم التظاهر ورأي��ه‬ ‫بشأن أح��داث مدينة بين وليد و حماوالته‬ ‫لفرض رؤية خاصة حول ما يتعلق بكتابة‬ ‫الدستور اجلديد لليبيا بعد ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫كل ما سبق جعل منه تهديدًا ملدنية الدولة‬ ‫يف رأي العديد من نشطاء اجملتمع املدني‬ ‫واملهتمني بقضايا احلريات يف ليبيا‪".‬‬ ‫ثم أقول ‪:‬‬ ‫خرج علينا الصادق الغريانى حبكم يقضى‬ ‫باعتبار التصويت لقانون العزل السياسي‬ ‫هو ( فرض ) كفاية جعله كصالة اجلنازة‬ ‫على أموات املسلمني بالضبط !!! وبالتأكيد‬ ‫لن جند سند شرعي هلكذا حكم فى مذهيب‬ ‫مالك وأبن عبد الوهاب الذى يراوح بينهما‬ ‫معاليه وك��ذل��ك امل��ذه��ب االي��ب��اض��ي ال��ذى‬ ‫يتبعه أشقائنا فى غرب ليبيا مما ال يقل عن‬ ‫‪ %15‬من سكان تلك املنطقة ‪ ....‬هذا اإلدعاء‬ ‫ال عالقة ل��ه بالدين أص� ً‬ ‫لا ألن��ه مل��ا ح��اول (‬ ‫اإلخ��وان املسلمون ) فى مصر ال��زج بالدين‬ ‫فى انتخابات الرئاسة هناك باعتباره فرض‬ ‫شرعي تصدى األزهر الشريف لألمر وأفتى‬ ‫بأن موضوع التصويت ال عالقة له بالدين‬ ‫ال تأييداً وال رفضاً !!! وال يشك ذو عقل بأن‬ ‫فخامة الصادق الغريانى ال يساوى شيئاً‬ ‫أم��ام األزه��ر الشريف ‪ ....‬بالرغم من اهلالة‬ ‫التى يدعيها أو تدعى له‪.‬‬ ‫�اال‬ ‫�‬ ‫وب‬ ‫�ان‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫والسياسة‬ ‫اخللط بني الدين‬ ‫ً‬ ‫على اإلسالم منذ رفع املصاحف على الرماح‬ ‫فى صفني عندما ُرفع شعار ( ال حكم إال هلل‬ ‫) اخلدعة التى ابتكرها عمرو بن العاص‬

‫ملؤازرة معاوية ابن ابى سفيان الراغب‬ ‫ف��ى ال��دن��ي��ا ال���ذى جعل‬ ‫ل�����ع�����م�����رو ب���ن‬ ‫ال�����ع�����اص‬ ‫نصيباً‬

‫ف��ي��ه��ا‬ ‫وال�����ت�����ى‬ ‫ق�������س�������م�������ت‬ ‫امل��س��ل��م�ين إىل سنة‬ ‫وشيعة وخوارج يعانى املسلمون‬ ‫منها حتى اليوم‪...‬‬ ‫أنا أجزم بأن موضوع العزل السياسي مل يرد‬ ‫به وجه اهلل على اإلطالق ولكن يريده حفنة‬ ‫ُ‬ ‫وكل‬ ‫من األفراد يسري الشيخ فى ركابهم‬ ‫بثمنه ‪....‬ي����رون ف��ى وج��ود أش��خ��اص حائل‬ ‫بينهم وبني التفرد مبستقبل ليبيا والداعني‬ ‫للعزل السياسي يفرتون على اهلل الكذب بأن‬ ‫هذا مطلب مجيع الليبيني كما لو أن األمر‬ ‫جرى عليه استفتاء حقيقي وأن املطالبني به‬ ‫موكلون من الشعب اللييب ‪ ( ....‬ما أقسى أن‬ ‫يكون الواعظ لصاً وأن يكون الك ّذاب داعية )‪.‬‬ ‫العزل ال حاجة له أص ً‬ ‫ال ولست خائفاً منه‬ ‫ألن م��ن ُي��دع��ى أن��ه��م خطر على ليبيا من‬ ‫ال��ن��ظ��ام ال��س��اب��ق م��ن ك��ب��ار امل��ت��ورط�ين فى‬ ‫دم��اء الليبيني وأمواهلم هم إما فى سجون‬ ‫الدولة القاصرة أو سجون الكتائب اخلارجة‬ ‫عن الشرعية حتى اآلن أو هم هاربون فى‬ ‫اخلارج نساوم على اسرتدادهم باملال ‪ ....‬أما‬ ‫من بقى فى ليبيا سواء كان مقيد فى جلان‬ ‫ث��وري��ة أو جل��ان شعبية اقتضتها ظ��روف‬ ‫املعيشة أو ال��دراس��ة أو تصادف ليكون من‬ ‫م��وال��ي��د سبتمرب ( ال��ف��ات��ح ) ليحصل على‬

‫سيارة !!! والليبيون مجيعاً يعرفون بأنه‬ ‫البد أن تكون لك بطاقة‬ ‫م����ؤمت����ر ش��ع��ب��ى‬ ‫ح��ت��ى تبقى‬ ‫ف���������������ى‬

‫وظيفتك ‪.‬‬ ‫ول��������ن��������ك��������ون‬ ‫صرحاء مع أنفسنا ‪...‬‬ ‫إن ال��ث��ورة ق��ام بها الشباب بدون‬ ‫إذن أو فتوى من أحد ولكن من أق��ام جسم‬ ‫ال��ث��ورة حتى اع�ت�رف بها ال��ع��امل ه��م رج��ال‬ ‫العهد السابق !!! أليس مصطفى عبد اجلليل‬ ‫أم�ي�ن اللجنة الشعبية ل��ل��ع��دل ف��ى نظام‬ ‫القذافى وامل��رح��وم عبد الفتاح يونس أمني‬ ‫اللجنة الشعبية للداخلية وحممود جربيل‬ ‫مسئول التخطيط وعلى العيساوى سفري‬ ‫ليبيا فى اهلند وعبد الرمحن شلقم مندوب‬ ‫ليبيا فى األمم املتحدة ‪ ...‬وبالتأكيد هؤالء‬ ‫ومن على شاكلتهم هم املطلوب إخراجهم‬ ‫من املشهد ‪ ...‬ليتسنى ملن دعموا مشروع ليبيا‬ ‫ال��غ��د وان��ش��ق��وا على امل��ع��ارض��ة سنة ‪2005‬‬ ‫خدمة لسيف ليصبح الوطن خاىل هلم‪.‬‬ ‫وب��ص��راح��ة أك��ث��ر أي���ن س��ي��ذه��ب ال��ص��ادق‬ ‫ال��غ��ري��ان��ى م��ن ق��ان��ون ال��ع��زل السياسى إذا‬ ‫كان هذا القانون شفافاً ألن الغريانى من‬ ‫ض��ي��وف خيمة ( ال��دك��ت��ور سيف اإلس�لام‬ ‫ال��ق��ذاف��ى ) وث��اب��ت ب��ال��ص��وت وال��ص��ورة فى‬ ‫بعض املواقع االلكرتونية ومنها ( الرابط‬ ‫‪http://islamtoday.net/salman/‬‬ ‫‪ ) htm.134022-78-artshow‬قيامه‬ ‫ي����وم ‪ 2010/06/02‬ب��اع��ت��م��اد ك��ت��اب‬

‫امل���راج���ع���ات ال����ذى أع����ده ع��ل��ى م���ا أع��ت��ق��د (‬ ‫وس��وق‬ ‫ال��دك��ت��ور الشيخ على ال��ص�لاب��ى ) ُ‬ ‫ونـُسب إىل فطاحل علماء اجلماعة الليبية‬ ‫املقاتلة التى أق��ر فيها ه��ؤالء بأنهم كانوا‬ ‫على خطأ واع���ت���ذروا للقائد ال���ذى طلبوا‬ ‫أن يكون رده عليهم ك��رد نبى اهلل يوسف‬ ‫ألخوته‪ ،‬والغريب أن بعض هؤالء ( أصحاب‬ ‫املراجعات ) رجعوا مرة أخرى بعد ‪ 17‬فرباير‬ ‫وهلم يد فى ما جيرى فى سوريا وسيصيبهم‬ ‫جزء من دم العالمة حممد سعيد رمضان‬ ‫البوطى ألن احل��رب ف��ى س��وري��ا أك�بر من‬ ‫إدراك هؤالء وله مكان آخر‪.‬‬ ‫الغريانى اعتمد ه��ذه امل��راج��ع��ات وباركها‬ ‫وهى كانت مطلوبة للنظام والغريانى مل‬ ‫يكن يوماً ضد مشروع ليبيا الغد ولو كان‬ ‫مناقضاً لنظام بو منيار للقي مصري الشيخ‬ ‫البشتى والدكتورعمرو النامي رمحهما اهلل‬ ‫ولكن سالمته من عسف القذافى أكرب دليل‬ ‫على أنه مل خياصمه أبداً ‪.....‬‬ ‫وق��د ضخم البعض دوراً منسوباً للصادق‬ ‫ال��غ��ري��ان��ى ف��ى دع���م ال���ث���ورة ول��ك��ن ال��واق��ع‬ ‫يـّكذب ذلك ألن نصف الوطن حترر خالل‬ ‫األرب��ع��ة األي���ام األوىل م��ن ال��ث��ورة قبل أن‬ ‫يأخذ الغريانى موقف ومل ينتقل إىل بنغازى‬ ‫حيث الثورة واجمللس االنتقالي وإن قال شئ‬ ‫هناك مل يكن له صدى حيث ظلت مظاهرات‬ ‫التأييد املليونية للعقيد حتى أواخ��ر شهر‬ ‫يوليو ‪ 2011‬وإن ك��ان ل��ه دور ال يساوى‬ ‫حقيقة واحد إىل مليون من أهمية دور عبد‬ ‫الرمحن شلقم على املستوى احمللى والدوىل‬ ‫وح��ت��ى اآلن دوره غ�ير ذى ب��ال وم��ا جيرى‬ ‫من قتال باملدن ح��ول طرابلس دون توقف‬ ‫واخلمور املغشوشة واجليدة ‪ ...‬اخل ختتصر‬ ‫هذا الدور فى (من دارى بيك ياغماز الليل )‪.‬‬ ‫قبل قضية ( فرض الكفاية ) هذه خرج علينا‬ ‫املفتى بقصة أخرى هى ( منع زواج الليبيات‬ ‫من األجانب ) وفى هذه أيضاً إساءة للشرع‬ ‫الذى ليس فيه جنسية ( إمنا هذه أمتكم أمة‬ ‫واح��دة ) وه��و مساكم املسلمني وم��ن نص‬ ‫حلديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم الذى‬ ‫قال (" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه‬ ‫ف��زوج��وه إال تفعلوه تكن فتنة يف األرض‬ ‫وفساد كبري " ومل��ا أح��دث ه��ذا األم��ر بلبلة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫لنكون صرحاء مع أنفسنا ‪ ...‬إن الثورة قام بها الشباب بدون إذن أو فتوى من أحد ولكن‬ ‫من أقام جسم الثورة حتى اعرتف بها العامل هم رجال العهد السابق !!! أليس مصطفى‬ ‫عبد اجلليل أمني اللجنة الشعبية للعدل فى نظام القذافى واملرحوم عبد الفتاح يونس‬ ‫أمني اللجنة الشعبية للداخلية وحممود جربيل مسئول التخطيط وعلى العيساوى سفري‬ ‫ليبيا فى اهلند وعبد الرمحن شلقم مندوب ليبيا فى األمم املتحدة ‪...‬‬ ‫فى الشارع اللييب صرح نائب املفتى بأننا مل‬ ‫نصدر قانون ولكن نصيحة والفتوى غري‬ ‫ملزمة ولكن الغريب بأن وزارة العدل أُبلغت‬ ‫بوجوب عدم تثبيت عقود الزواج هذه ‪....‬‬ ‫ثم قيل بأن املفتى خياف من زواج شيعة من‬ ‫ليبيات وفى هذه احلالة هو مطالب بأن يعلن‬ ‫هل يعترب الشيعة كفاراً أو مشركني ؟؟؟‬ ‫وكيف يسمح إمامه عبد اهلل بن عبد العزيز‬ ‫آل سعود للشيعة باحلج والطواف بالبيت ؟؟؟‬ ‫إن كانوا كذلك ‪ ....‬أتباع املذهب الوهابى‬ ‫يعادون الشيعة والغريانى منجذب إليهم‬ ‫ولكن يبدو أنه مل يسمع بأن ملك السعودية‬ ‫ف��ت��ح م��رك��ز ف��ى ال���ري���اض للتقريب بني‬ ‫املذاهب ( الشيعة والسنة ) وأنه عني مخسة‬ ‫وثالثون ام��رأة فى جملس الشورى مبعنى‬ ‫أن قبضة التعصب ضد الشيعة وضد املرأة‬ ‫بدأت تلني ‪ .....‬وأن االنتخابات غري املعرتف‬ ‫بها فى السعودية ستجد طريقها إليها ألن‬ ‫التعيني تسلط مل يعد مقبو ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫فى مقابلة تلفزيونية قال الغريانى أن من‬ ‫عينه هو اجمللس الوطنى االنتقالي فقبل‬ ‫التعيني وهنا البد أن أقول بأن الشيخ يريد‬ ‫إيهامنا بأنه مل يسعى هل��ذه الوظيفة ومل‬ ‫يقم حوارييه باهلرولة إلصدار قانون الدار‬ ‫قبل إصدار قانون األحزاب األكثر ضرورة‬ ‫‪ .....‬من يقرأ القانون ويستشرف الظروف‬ ‫جيد أن الغريانى هو من صاغ القانون بذاته‬ ‫أو بإمالئه وإ ّ‬ ‫ال كيف ينص على أن مركز‬ ‫املفتى ومرتبه يطابق مركز ومرتب رئيس‬ ‫وزراء ؟؟؟ علماً بأن مسئوليات املفتى مهما‬ ‫عظمت ال ميكن أن تقارن مبسئوليات رئيس‬ ‫وزراء الذى رمبا يؤدى تقصريه إىل تقدميه‬ ‫للمحاكمة ‪ ....‬وإذا ك��ان امل��رت��ب مقابل‬ ‫اجلهد واملسئولية فإن من يأخذ مرتب بدون‬ ‫مسئولية ودون أن��ت��اج يصبح ي��أك��ل امل��ال‬ ‫بالباطل ‪...‬‬ ‫ك��م��ا أن ك���ون ه���ذا التعيني م��ن اجمللس‬ ‫ال��وط��ن��ى االن��ت��ق��ال��ي ه��ى ليست اخلطيئة‬ ‫الوحيدة هلذا اجمللس ( ال شكر اهلل – سعيه‬ ‫) هناك م��ا أك�بر منها وه��ى ع��دم إرجاعه‬ ‫للشرعية الدستورية ( دستور ‪1963/1951‬‬ ‫) ألن كل العقالء يعلمون أن انقالب ‪1969‬‬ ‫خ��ي��ان��ة ع��ظ��م��ى ال ت��ل��غ��ى ال��ش��رع��ي��ة ولكن‬ ‫األفاعي باجمللس الوطين االنتقالي أصحاب‬ ‫األجندات اخلاصة تركوا احلق وذهبوا إىل‬ ‫اإلع�لان الدستوري املؤقت وه��ل ما تعانيه‬ ‫ليبيا اليوم إ ّ‬ ‫ال من هذه املكيدة ؟؟؟‬ ‫أن��ا متأكد م��ن أن بعض أع��ض��اء اجمللس‬ ‫ال��وط�ني االنتقالي سعى إلج��ه��اض الثورة‬ ‫ي���وم ‪ 2011/02/04‬ح��ت��ى ال ت��ق��وم فى‬ ‫‪ 2011/02/17‬وع��ن��دم��ا ق���ام���ت سعى‬ ‫إلف��ش��اهل��ا ف��ى شهر م��اي��و ‪ 2011‬ومل��ا فشل‬ ‫كذلك وجهها الوجهة التى تبقى كل شئ‬ ‫كما هو إداري�اً ومالياً وحكماً ‪ ...‬اخل ويعترب‬

‫غ��ي��اب ملك م��ل��وك أفريقيا كما ل��و كان‬ ‫حادث سيارة!!!‬ ‫وم��ن ب�لاوي اجمللس ال��وط�ني االنتقالي –‬ ‫باملناسبة – ال تعيينه للمفتى فقط ولكن‬ ‫لرئيس االركان أيضاً ‪ .....‬الذى مل يفلح فى‬ ‫أى شئ فما زالت تتشكل تشكيالت عسكرية‬ ‫– يقال – أنها تتبع اجليش وفى كل مدينة‬ ‫جملس عسكري وجملس أعلى للثوار ‪ ...‬اخل‬ ‫وآخر مهزلة القرار رقم ‪ 2012/32‬بإعادة‬ ‫ضباط للجيش اللييب تضمنت أربعة عن‬ ‫أع��ض��اء ان��ق�لاب ‪ 1969‬مم��ا يفضح ليس‬ ‫رئيس االرك��ان فقط ولكن القائد األعلى‬ ‫الذى هو حممد املقريف الذى يفرتض أنه‬ ‫دكتور فى املراجعة ‪ ( ....‬ال تعليق ) !!!‬ ‫اجمللس الوطين االنتقالي عني الصادق عبد‬

‫وأن احلكم جيب أن يكون جمللس شورى ‪...‬‬ ‫وفى ذهنه أهل احلل والعقد ‪...‬وغاب عنه أن‬ ‫مثل هؤالء توقف دورهم منذ مقتل عثمان‬ ‫رض��ي اهلل عنه وف��ى احلقيقة ب��أن الصادق‬ ‫الغريانى ضد االنتخابات التى نعرفها ميكن‬ ‫باعتبارها حسب فهمه من إف��رازات الغرب‬ ‫وال توجد ف��ى ب�لاد املسلمني كالسعودية‬ ‫وقطر ( مثله األعلى ) ‪ ....‬ولكنه ال يستطيع‬ ‫اجلهر بهذا‪.‬‬ ‫مل يعجبه كذلك وج��ود هيئة علماء ليبيا‬ ‫وأعترب ال مربر لوجودها طاملا هو يعني من‬ ‫يريد فى الدار بعقود كباحثني ومن خيرج‬ ‫عن رأي��ه تـُنهى خدماته ليصبح هو مفتى‬ ‫مفيت ليبيا بال منازع‪.....‬‬ ‫عود على بدء‪:‬‬

‫مصطفى عبداجلليل‬

‫عبدالفتاح يونس‬

‫ال��رمح��ن الغريانى مفتياً لليبيا فهل قام‬ ‫الغريانى بعمل ( املفتى ) املتعارف عليه ً‬ ‫لغة‬ ‫وشرعاً ‪...‬؟‬ ‫ً‬ ‫لغة املفتى هو من يُستفتئ فيفتى أى يــُسأل‬ ‫ً‬ ‫أوال فيجيب وش��رع �اً ف��ى م��س��ائ��ل احل�لال‬ ‫واحلرام ‪....‬فهل الصادق الغريانى يقوم بهذا‬ ‫؟؟؟ الغريانى جتاوز ذلك عندما قال ( كل‬ ‫قرار أو قانون يصدر دون موافقته هو يـُعترب‬ ‫إنقاص لشرع اهلل ) ثم تدخله فى االنتخابات‬ ‫والتصويت حبيث اعترب أن منها ما هو فرض‬ ‫كفاية واملسريات املرخصة اعتربها خروج‬ ‫على الدولة ‪....‬اخل أنتقل من منصب املفتى‬ ‫إىل منصب امل��رش��د ومل��ا ك��ان هناك الكثري‬ ‫ممن تلبسوا بالدين هم كذلك مرشدون‬ ‫يصبح ل��زام �اً أن يصبح ال��غ��ري��ان��ى املرشد‬ ‫األعلى وأن الليبيني قصر هو من يصلح أن‬ ‫يكون وصياً عليهم ‪ ..‬يهديهم سبل الرشاد‪.‬‬ ‫فى تلك املقابلة ق��ال الغريانى بأنه يؤمن‬ ‫بالدميقراطية التى هى الشورى وإن كان‬ ‫سبق وأن قال الغريانى بأن اجلمهور ينخدع‬ ‫مبعسول الكالم وأن الليبيني فى انتخابات‬ ‫‪ 2012/07/07‬انتخبوا من ال يعرفون ‪....‬‬

‫الصادق الغريانى عــُني ً‬ ‫أص�لا كمفتى مل‬ ‫يلتزم بصحيح اختصاصات اإلفتاء بل ادخل‬ ‫السياسة فى الدين وحت��ول من مفتى إىل‬ ‫م��رش��د أع��ل��ى واع��ت��ق��د أن وج���وده ض��روري‬ ‫إلق��ام��ة ال��دي��ن وه��و بالضبط ف��ك��رة والي��ة‬ ‫الفقيه وبهذا أصبح تعيينه باط ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫الغريانى يقول ليس ألح��د أن مينعه من‬ ‫الكالم فى السياسة وهو من حقه ولكن ليس‬ ‫من خالل املنصب فال جيب أن يتمرتس وراء‬ ‫املنصب واهليبة التى كانت للمفتى والتى‬ ‫تآكلت كثرياً ملا يقوم به‪ .‬عليه أن يستقيل‬ ‫وي��ت��ح��دث ف��ى السياسة وف��ى املنطق وفى‬ ‫احلداثة وما بعد بعد احلداثة إذا أراد‪.‬‬ ‫املؤمتر الوطين مطالب بتصحيح هذا األمر‬ ‫وط��امل��ا أن ه��ن��اك وزارة حب��اهل��ا ل�لأوق��اف‬ ‫والشؤون اإلسالمية – واإلفتاء شأن إسالم‬ ‫أص��ل� ً‬ ‫ا – جي���ب إل���غ���اء ق���ان���ون دار اإلف��ت��اء‬ ‫واالك���ت���ف���اء ب�����إدارة ع��ام��ة ل�لإف��ت��اء داخ���ل‬ ‫وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية توحيداً‬ ‫لالختصاص ومنعاً للتضارب خاصة وأن‬ ‫ال��ق��وان�ين الليبية ال تنص على أخ��ذ رأى‬ ‫املفتى على أحكامها وهنا أعنى مثال اإلعدام‬

‫‪19‬‬ ‫اإلجراء املوجود فى مصر حبكم قوانينها‪.‬‬ ‫أخرياً ‪ :‬السيد احلاج الصادق الغريانى حر فى‬ ‫آخرته التى إليها معاده ولكن ال يفسد علينا‬ ‫( دنيانا التى فيها معاشنا ) وليعلم هو وغريه‬ ‫ب��أن نقد الغريانى ال��ذى أخن��دع ف��ى نفسه‬ ‫معتقداً بأنه مبعوث العناية اإلهلية لليبيا‬ ‫ليس ن��ق��داً ل�لإس�لام فهو ال ميثل اإلس�لام‬ ‫ومن يقوده غباءه إىل الربط بني الغريانى‬ ‫واإلسالم حيتاج إىل احلجر عليه‪.‬‬

‫حممود جربيل‬

‫عبدالرمحن شلقم‬

‫علي العيساوي‬ ‫وهلل األمر من قبل ومن بعد ( وما اهلل بغافل‬ ‫عما تعملون )‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫التاريخ ‪2013/04/18 :‬‬ ‫‪i_elzughaid@yahoo.com‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫حدي��ثالتهميش‪:‬دول��ةالق��ذايفومركزي��ةطرابل��سوم��ابينهم��ا‬ ‫قضية التهميش من القضايا اليت َّ‬ ‫اهلوة بني بعض شرائح املتحاورين‬ ‫يتجلى فيها مدى اتساع َّ‬ ‫َّ‬ ‫“إ َّنا َو َج ْد َنا آ َباء َنا‬ ‫حوهلا‪ .‬وس���يبدو ح���وار ذلك البعض كما لو َّأنه يدور بني ُطرش ينتمون إىل فئ���ة ِ‬ ‫الس���ابقة‪ .‬وما نس���عى إليه يف هذه املقالة هو القطع مع أولئك‬ ‫َع َلى أُ َّم ٍة” اليت كانت موضوع املقالة َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫الطرش‪,‬عل���ى َّ‬ ‫ومتعلقاته‪.‬‬ ‫ضف�ت�ي احلوار‪ ,‬والتأس���يس حلوار يق���وم على حتدي���د مفهوم التهمي���ش‬ ‫لننطلق تالياً يف حوار عقالني منفتح ينبذ األفكار املُسبقة اليت تنسف كل قواعد االنطالق الفكرية‬ ‫للمتحاورين‪.‬‬ ‫أبوالقاسم اشتيوي‬ ‫لتكن البداية بإيضاح بعض املس���ائل ِّ‬ ‫املتعلقة‬ ‫مبفهوم التهميش وأوَّهلا َّأنه مفهو ٌم عالئقي‬ ‫ال يق���وم بذات���ه‪ ,‬مبعن���ى َّأن���ه ال يُفه���م َّ‬ ‫إال يف‬ ‫إط���ار العالق���ة باآلخ���ر أو عن���د مقارنته به‪.‬‬ ‫فإذا حبثنا عن هذا اآلخ���ر يف احلالة الليبية‬ ‫لوجدنا ش���به إمجاع بني "الليبي�ي�ن" على َّأنه‬ ‫"طرابلس"‪ .‬أي َّأنه���م يقولون بتهميش كل‬ ‫ً‬ ‫نس���بة إىل‬ ‫امل���دن والبل���دات والق���رى الليبية‬ ‫"كيان" طرابلسي غري محُ دَّد املعامل‪.‬‬ ‫ثاني املسائل املتعلقة بهذا املفهوم نلحظها يف‬ ‫وج���وب أن يكون فع ً‬ ‫ال قصدياً‪ .‬أي َّأنه ال ي ُّ‬ ‫ُعتد‬ ‫َّ‬ ‫بالتهمي���ش تهميش���اً إال إذا كان بفعل جهة‬ ‫تتقصد تطبيق سياساتها القائمة على‬ ‫قادرة َّ‬ ‫تقوية مركز اختارته على حس���اب أطراف‬ ‫عدي���دة أخرى‪ .‬وكما يف املس���ألة األوىل‪ ,‬إذا‬ ‫أردن���ا معرفة هذه اجلهة الق���ادرة يف احلالة‬ ‫الليبي���ة لقالت "فئة من الليبيني"‪ ,‬تكاد تكون‬ ‫غالب���ة‪ ,‬إنه���ا دولة الق���ذايف وم���ا أفرزته من‬ ‫حكومات متتالية‪.‬‬ ‫وجت���در اإلش���ارة يف ه���ذا الش���أن إىل َّ‬ ‫إن‬ ‫التهمي���ش ال���ذي ي���دور يف أذه���ان عم���وم‬ ‫الليبي�ي�ن ينصرف يف جممل���ه إىل التهميش‬ ‫أم���ا صنوفه األخ���رى املرتبطة‬ ‫االقتص���ادي‪َّ .‬‬ ‫بالسياسة واالجتماع والثقافة‪ ,‬وهي األخطر‬ ‫أثراً على النسيج الوطين‪ ,‬فال تقاربها َّ‬ ‫إال فئة‬ ‫قليل���ة متنورة كانت هدف���اً دائماً لردع أذرع‬ ‫الدول���ة األمني���ة‪ .‬م���ن امله���م أيضاً ذك���ر َّ‬ ‫أن‬ ‫التهمي���ش يف حال���ة ليبيا تفصي���ل ثانوي يف‬ ‫اإلطار األمشل للعالقة بني طرابلس ودولة‬ ‫الق���ذايف‪ .‬وه���ي العالقة اليت س���تكون حمور‬ ‫احلديث يف هذه املقالة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فه���م التهمي���ش‪ ,‬تأسيس���ا عل���ى‬ ‫ويتطل���ب َ‬ ‫العالق���ة س���الفة الذك���ر‪ ,‬االنط�ل�اق م���ن‬ ‫عق���د الثمانينيات الذي ش���هد انفراد القذايف‬ ‫بالس���لطة حاكم���اً بأم���ره م���ن طرابل���س‪.‬‬ ‫فالتهميش‪ ,‬جبمي���ع صنوفه‪ ,‬ينمو أفضل ما‬ ‫يك���ون النمو يف تربة س���لطة مطلقة ُتفس���د‬ ‫عق���ل من حيتازه���ا‪ .‬ويف حال���ة القذايف جند‬ ‫َّأنه مل يعد خيشى منازعة أي كان لسلطته‬ ‫ِّ‬ ‫بتخطي���ه العتب���ة الزمنية ملنتصف‬ ‫املطلق���ة‬ ‫عق���د الثمانيني���ات‪ .‬فم���ذاك احل�ي�ن ت���وارت‬

‫البقية الباقية من رفاق ثورته يف ظله‪ ,‬قانعة‬ ‫مبا ي َ‬ ‫ُ���وكل إليها من مهام ش���رفية وببعض‬ ‫املكاس���ب املادية هلا وللمحسوبني عليها‪ .‬ويف‬ ‫سياق املنازعة ذاتها جاء اغتيال حسن اشكال‬ ‫ليقطع الطريق على أي صراع حمتمل على‬ ‫السلطة بني أفراد "القبيلة املالكة"‪.‬‬ ‫بوصول الق���ذايف إىل هذه املرحلة التارخيية‬ ‫من حكم���ه وجد نفس���ه يف مواجهة الس���ؤال‬ ‫التال���ي‪ :‬م���ا املكان األنس���ب ليك���ون العاصمة‬ ‫رد عليه‬ ‫"األبدية" لدولته؟ هذا الس���ؤال رمبا َّ‬ ‫قراء ذلك الزمان بصوت واحد‪ :‬س���رت‪.‬‬ ‫أغلب َّ‬ ‫ْ‬ ‫وقرر‬ ‫ولك���ن الق���ذايف مل "يُت ِبع نفس���ه هواها" َّ‬ ‫االعتم���اد على حس���ابات العقل الب���اردة اليت‬ ‫أملت عليه اس���تبعاد سرت واختيار طرابلس‬ ‫عاصم���ة حلكم���ه‪ .‬وهن���ا جن���د أنفس���نا أمام‬ ‫ثان يفرض نفسه‪ :‬لمِ َ َّ‬ ‫فضل طرابلس‬ ‫س���ؤال ٍ‬ ‫َّ‬ ‫عل���ى س���رت؟ ولعل أفض���ل مقارب���ة إلجابة‬ ‫السؤال الثاني تكون من الزاويتني التاليتني‪:‬‬

‫‪.1‬طبيعة انتماءات أركان النظام األمين‪.‬‬ ‫‪.2‬اإلع���داد للتوري���ث انطالق���اً م���ن وس���ط‬ ‫دميغ���رايف مغاير يقطع كل صل���ة للوريث‬ ‫باحلرس القديم‪.‬‬ ‫وس���يجد املُ ِّ‬ ‫دقق يف زاوي���ة املقاربة األوىل َّأنه‬ ‫ريت س���رت عاصمة سياس���ية للحكم‬ ‫لو ْاخ ِت َ‬ ‫لتعمق إحس���اس الليبيني بوط���أة نري قبيلة‬ ‫َّ‬ ‫حاكم���ة اس���تحوذت عل���ى كل مق���درات‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬ولي���س هذا باألم���ر املُ‬ ‫س���تغرب إذا ما‬ ‫َ‬ ‫ربطن���ا ب�ي�ن االنتم���اءات القبلي���ة ألركان‬ ‫النظ���ام ومض���ارب القبيل���ة ال�ت�ي أضح���ت‬ ‫مركز الس���يادة عل���ى عموم الب�ل�اد‪ .‬وهكذا‬ ‫يص�ي�ر صرحي���اً م���ا كان ضمني���اً‪ :‬ليبي���ا‬ ‫مس���تعمرة قذافي���ة موضوع���اً‪ ,‬وال ينقصه���ا‬ ‫ال َّ‬ ‫ش���ك ً‬ ‫إال تغي�ي�ر االس���م إىل اجلماهريي���ة‬ ‫الليبية القذافية أس���وة باململكتني السعودية‬ ‫واهلامشية‪.‬‬ ‫ويف سياق متصل لن جنا َ‬ ‫يف احلقيقة إذا قلنا‬

‫َّ‬ ‫إن القذايف مل يكن يوماً مرتاحاً إىل فكرة قيام‬ ‫نظام���ه على ما أمس���اه "الش���رعية الثورية"‪.‬‬ ‫ففي قرارة نفس���ه كان ي���رى نظامه دخي ً‬ ‫ال‬ ‫على "الس���لطة الش���رعية" غاصباً هل���ا‪ ,‬ومن‬ ‫ُس���مى "معايري‬ ‫ثم فاقداً للش���رعية وفق ما ي َّ‬ ‫دولي���ة" دارج���ة‪ .‬وهو م���ا نلحظ���ه يف دفاعه‬ ‫الدائم املس���تميت عن ش���رعية ذل���ك النظام‬ ‫وش���عبيته بالرتويج حلكم الشعب ونظريته‬ ‫اجلماهريية‪ .‬لق���د كانت نظرته إىل نظامه‬ ‫ومكتسباته املادية نظرة زعيم عصابة امتلك‬ ‫ث���روة طائلة بوس���ائل غري مش���روعة‪ ,‬ومن‬ ‫كانت ه���ذه حاله حيتاج إلضفاء الش���رعية‬ ‫عل���ى نظامه إىل الس�ي�ر على ُخط���ا عصابات‬ ‫اجلرمية املُ َّ‬ ‫نظمة يف "تبييض" أمواهلا‪.‬‬ ‫أهمي���ة طرابل���س وتركيبته���ا‬ ‫وهن���ا ت�ب�رز َّ‬ ‫الدميغرافية‪ ,‬فكما َّ‬ ‫أن األموال غري الشرعية‬ ‫بي���ض بإع���ادة تدويره���ا ضم���ن مش���اريع‬ ‫ُت َّ‬ ‫ضخم���ة هل���ا واجه���ات ش���رعية‪ ,‬لمِ َ ال يع���اد‬ ‫تدوي���ر نظامه غري الش���رعي ضمن عاصمة‬ ‫دنية ختتزل "ش���رعية تارخيية" مصدرها‬ ‫َم َّ‬ ‫العدي���د م���ن ال���دول واحلض���ارات املتعاقبة؟‬ ‫فضم���ن ه���ذه الرتكيب���ة الدميغرافي���ة‬ ‫كما ونوع���اً‪ ,‬ميكن ألركان دولة‬ ‫الطاغي���ة‪َّ ,‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫الق���ذايف التخف���ي وممارس���ة التس���لط على‬ ‫الب�ل�اد م���ن وراء واجه���ة عاصم���ة ش���رعية‬ ‫ُمعرتف بها‪ .‬وهك���ذا ْاح ُتَّلت طرابلس باملعنى‬ ‫احل���ريف للكلم���ة‪ْ ,‬‬ ‫وأق ِص���ي أهله���ا ُ‬ ‫وه ِّمش���وا‬ ‫ضمن محلة ممنهجة هدفها االس�ت�راتيجي‬ ‫تغيري دميغرافيتها وثقافتها السائدة‪.‬‬ ‫ه���ذا الس���رد ال ش���ك س���يدفع الق���ارئ إىل‬ ‫عما إذا كان���ت ُتوجد أيَّة ش���واهد‬ ‫التس���اؤل َّ‬ ‫تبينِّ بعض جوانب هذه احلملة‪ .‬وهلذا القارئ‬ ‫أقول َّ‬ ‫إن كل م���ا يلزمه هو العودة بذاكرته‬ ‫إىل املاض���ي القري���ب ليتب�َّي�نَّ التغ�ُّي�رُّ ات اليت‬ ‫طرأت على جزء من ا ُ‬ ‫هلويَّة الثقافية الليبية‪.‬‬ ‫فبانقض���اء عق���د التس���عينيات ُه ِّمش���ت كل‬ ‫املوس���يقى احلضرية‪ ,‬ش���رقاً وغرب���اً وجنوباً‪,‬‬ ‫لتخل���ي الس���احة إليق���اع املنطقة الوس���طى‬ ‫وما ش���اكله‪ .‬لقد هيمن جنع علي الكيالني‬ ‫ومش���اريع عب���داهلل منص���ور املوازي���ة عل���ى‬ ‫الكلمة والنغم الليبيني‪.‬‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫قطار التوريث حترك‬ ‫فع ً‬ ‫ال وبدأ صفريه يعلو‬ ‫يف آذان الليبيني‬ ‫وال يهم يف هذا الش���أن م���ا إذا كان الغناء للقائد أو للحبيب‬ ‫طامل���ا كان العزف على أوتار املنطقة الوس���طى‪ .‬ولكن ما ال‬ ‫جي���ب أن يغيب ع���ن بالنا َّ‬ ‫���وق من‬ ‫أن هذا القبيل من الفن ُس ِّ‬ ‫بأص���وات وطنية وعربية‪ .‬لقد‬ ‫العاصمة الوطنية طرابلس‬ ‫ٍ‬ ‫بأن م���ا يُقدَّم له ِّ‬ ‫���وق على هذا النح���و إليهام ِّ‬ ‫املتلقي َّ‬ ‫ميثل‬ ‫ُس ِّ‬ ‫"مش�ت�ركة" إن مل تكن جامع���ة‪ .‬وعلى املنوال‬ ‫ُهويَّ���ة ليبي���ة ُ‬ ‫مخُ‬ ‫ُ‬ ‫سوق كل رجات النظام احلاكم‪.‬‬ ‫بيض" وت َّ‬ ‫ذاته "س ُت َّ‬ ‫زاوي���ة التوريث غريبة بعض الش���يء بالنظر إىل مواصفات‬ ‫الوريث وعالقته بطرابلس‪ .‬ووجه الغرابة َّ‬ ‫أن سيف اإلسالم‪,‬‬ ‫ال���ذي وق���ع علي���ه االختي���ار‪ ,‬يأت���ي يف الرتتي���ب الثاني وفق‬ ‫الس���ائدة‪ .‬فما ال���ذي حدا بالقذايف إىل‬ ‫كل أعراف التوريث َّ‬ ‫استبعاد "الوريث األول" حممد؟ أليس حممد‪ ,‬ابن طرابلس‪,‬‬ ‫هو األفضل بني أخوته لتس���ويق مش���روع التوريث؟ أال يبدو‬ ‫اس���تبعاده مناقضاً لفكرة إعادة تدوي���ر النظام اليت حتدثنا‬ ‫عنها؟‬ ‫ال وج���ود لتناق���ض يف الطرح‪ ,‬وكل ما هنالك َّ‬ ‫أن حس���ابات‬ ‫القذايف لتأمني مس���تقبل دولته جعلت أوراق اعتماد حممد‬ ‫فر وتس���قط سريعاً من ش���جرة التوريث‪.‬‬ ‫الطرابلس���ية َت ْص ُّ‬ ‫لقد تربَّى االبن البك���ر يف كنف والدته اليت مل يدم زواجها‬ ‫من أبيه َّ‬ ‫إال بضعة أش���هر‪ ,‬وهي الرتبية اليت صبغته بصبغة‬ ‫حضري���ة تتناقض مع الوالء القبلي ال�ل�ازم مرحلياً إلدامة‬ ‫حك���م األس���رة‪ .‬و ُت ِّ‬ ‫عزز ه���ذا الس���بب الرئي���س جمموعة من‬ ‫األس���باب الفرعية مثل ضمانة التفاهم األفضل بني األخوة‬ ‫يتعلق ب���األدوار اليت س���يؤدِّيها ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫كل منهم يف‬ ‫األش���قاء فيما‬ ‫دولة املستقبل‪.‬‬ ‫عل���ى أيَّ���ة ح���ال‪ُ ,‬ش���رع يف تنفي���ذ خمط���ط التوري���ث وفق‬ ‫اخلطوط العريضة اليت أتينا على ذكرها‪ .‬ويف هذا السياق‬ ‫صار اس���م س���يف اإلس�ل�ام ي�ت�ردد بصفت���ه وري���ث الواجهة‬ ‫َّ‬ ‫بقي���ة املناصب‬ ‫السياس���ية‪ ,‬يف الوقت الذي س�ي�رث‬ ‫األش���قاء َّ‬ ‫املرتبطة بأمن الدولة‪ ,‬وس���يتم ذل���ك يف ظل واجهة جديدة‬ ‫ب���دأت مالحمه���ا تتض���ح يف دولة "ليبي���ا الغد" (ال�ت�ي مازال‬ ‫تبينه يف رف���ض البعض‬ ‫لبع���ض رموزه���ا دور فاعل ميك���ن ُّ‬ ‫املُتشدِّد ألي قانون عزل سياسي عادل وفاعل)‪.‬‬ ‫قط���ار التوري���ث حت���رك فع ً‬ ‫ال وب���دأ صف�ي�ره يعل���و يف آذان‬ ‫الليبي�ي�ن‪ .‬فالق���ذايف كان يعمل جاهداً ِل ُي ِّ‬ ‫س���لم ورثته دولة‬ ‫تس���تلهم م���ن النظام الس���وري بنيت���ه األمنية وم���ن النظام‬ ‫املص���ري بينته السياس���ية ومن جملس التع���اون اخلليجي‬ ‫اقتص���اده الريع���ي‪ .‬لقد كان يس���عى يف العمق إىل ترس���يخ‬ ‫مفه���وم "الدول���ة العميق���ة" املع���روف يف أدبي���ات السياس���ة‬ ‫الرتكي���ة‪ ,‬ولكن أحداث الس���ابع عش���ر م���ن فرباي���ر َب َغ َت ْته‬ ‫وأخرج���ت قط���ار التوري���ث عن س���كته‪ ,‬لتعلو ف���وق صفريه‬ ‫همش�ي�ن‪ ,‬ولعل صوت بنغازي‬ ‫أصوات من قالوا َّإنهم كانوا املُ َّ‬ ‫كان األعل���ى بني كل تل���ك األصوات‪ .‬فكي���ف جاء طرحها‬ ‫لقضية التهميش‪ ,‬الذي ال ميكن نكرانه‪ ,‬وكيف سار ما دار‬ ‫َّ‬ ‫من حوار بش���أنه؟ هذا ما س���نحاول تبيانه يف املقالة القادمة‬ ‫إنشاء اهلل‪ ,‬وستكون البداية مبحاولة رسم حدود ذلك الكيان‬ ‫الطرابلسي غري محُ دَّد املعامل الذي ي َْن ِسب إليه البعض كل‬ ‫التهميش‪.‬‬ ‫‪ashtaiwie@gmail.com‬‬

‫عن املرأة والصحافة النسائية‬ ‫فوزية بريون‬ ‫عرف العقد األخري من القرن التاسع عشر نشأة الصحافة‬ ‫النسائية كأداة فاعلة إلبراز دور املرأة ومناقشة قضاياها‪،‬‬ ‫واليت كانت يف جوهرها جزءا من إشكاليات عصر النهضة‬ ‫آنذاك‪ .‬وما لبثت تلك الصحافة أن أصبحت أحد مرتكزات‬ ‫الرؤية النهضوية لتلك احلقبة؛ ذلك أنه ال ميكن أن يقوم‬ ‫أي مش���روع للتطور والتقدم دون أن تكون املرأة فيه طرفا‬ ‫أساسيا‪.‬‬ ‫أسس���ت اللبنانية هند نوفل ع���ام ‪ 1892‬جملة "الفتاة" يف‬ ‫القاه���رة‪ ،‬وفيها أيضا أسس���ت مواطنتها لبيبة هاش���م عام‬ ‫‪ 1906‬جملة "فتاة الش���رق"‪ ،‬اليت أصب���ح مقرها صالونا‬ ‫أدبيا حيضره كبار الكتاب من أمثال الش���يخ علي يوسف‬ ‫صاح���ب "املؤيد"‪ ،‬وأمحد لطفي الس���يد صاحب "اجلريدة"‪،‬‬ ‫اليت نش���رت مللك حف�ن�ي ناصف‪ ،‬كما نش���رت م���ي زيادة‬ ‫يف جري���دة والده���ا "احملروس���ة" ع���دة مق���االت أش���هرها‬ ‫"مذك���رات فت���اة"‪ .‬وتوالت الصح���ف واجملالت النس���ائية‬ ‫بع���د ذل���ك لتش���هد يف مصر تط���ورا ملحوظا بع���د احلرب‬ ‫العاملية الثانية‪ ،‬وبالتحدي���د بعد ثورة ‪ 1919‬اليت تفتقت‬ ‫فيها الش���خصية الوطنية املصري���ة‪ ،‬فظهرت عدة صحف‬ ‫نس���ائية جبهود نس���اء ورؤية نس���وية‪ ،‬كما ظه���رت عدة‬ ‫أمساء لكاتبات أُخريات يف صحف عامة‪ ،‬فحفلت "األهرام"‬ ‫مثال بعش���رات األمساء لكاتبات يدلني بآرائهن يف خمتلف‬ ‫القضاي���ا اإلجتماعية والسياس���ية‪ ،‬أمثال مجيلة العاليلي‬ ‫ومل���ك طرازي ووداد س���كاكيين وس���هري القلماوي وبنت‬ ‫الشاطيء وغريهن‪.‬‬ ‫وامللفت للنظر أن الصحافة النسائية مل تقتصر يف حدودها‬ ‫اجلغرافية على القاهرة واإلس���كندرية‪ ،‬أو دمش���ق وحلب‪،‬‬ ‫أو ب�ي�روت وبغداد؛ وإمنا امتدت إىل نيويورك وس���ان باولو‬ ‫باألمريكت�ي�ن‪ ،‬حيث أظه���رت خنبة واعية م���ن املهاجرات‬ ‫العربيات استجابة ذاتية لبحث القضايا واإلشكاليات اليت‬ ‫تتحكم يف حيوات النس���اء العربيات؛ خاصة وأن اجملتمعات‬ ‫العربي���ة قد ب���دأت خترج تدرجيي���ا‪ ،‬بعد احل���رب العاملية‬ ‫الثاني���ة‪ ،‬من ش���رنقة التقليدية املنغلق���ة‪ ،‬حبيث صار هذا‬ ‫النوع من الصحافة رافدا من روافد التوجه النهضوي آنئذ‪.‬‬ ‫وليس املقام هنا مناس���با ملناقشة الوضع الراهن للصحافة‬ ‫النسائية يف العامل العربي‪ ،‬على الرغم من أهمية املوضوع‬ ‫وض���رورة رصد التوجه���ات الفكري���ة والرؤى الفلس���فية‬ ‫والثقافي���ة للم���رأة‪ ،‬ك���ذات إنس���انية واجتماعي���ة‪ ،‬عن���د‬ ‫القائم�ي�ن على ه���ذه الصحافة‪ ،‬واليت تب���دو لي مغرقة يف‬ ‫الش���كلية‪ ،‬ومتورطة يف تكريس النظ���رة النمطية للمرأة‪،‬‬ ‫وإن كان يف إط���ار عص���ري ب���راق!‪ ..‬ولكن ع���دم مالءمة‬ ‫املق���ام ال مينع م���ن توجيه انتب���اه الدارس�ي�ن والباحثني يف‬ ‫اإلجتم���اع واألنثربلوجيا إىل أهمية حبث ه���ذه الظاهرة‪،‬‬ ‫وتبيان أثرها على األسرة واجملتمع‪ ،‬وعلى مستقبل األمة‬ ‫يف ضوء طموحاتها التارخيية‪.‬‬ ‫وباملث���ل‪ ..‬فإن موضوع الكتابة النس���ائية يف ليبيا هو اآلخر‬ ‫ّ‬ ‫ح���ري بالبح���ث والدراس���ة والتحلي���ل‪ .‬وقد‬ ‫جم���ال بك���ر‬ ‫قامت األس���تاذة والقاصة ش���ريفة القيادي جبهد توثيقي‬ ‫رائد يف س���بعينيات القرن املاضي‪ ،‬تبل���ور يف حبثها املعنون‬ ‫"رحل���ة القلم النس���ائي يف ليبيا"‪ .‬ولكن حم���اوالت الكتابة‬ ‫النس���ائية يف بالدن���ا امتدت يف الواق���ع إىل الثالثينيات من‬ ‫الق���رن املاضي‪ ،‬أي إب���ان عهد اإلس���تعمار اإليطالي؛ وذلك‬ ‫عل���ى الرغم من تفش���ي األمي���ة يف تلك احلقب���ة بني أبناء‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي‪ ،‬وبني النس���اء منهم خاصة‪ ..‬فلقد نش���رت‬ ‫جمل���ة "ليبي���ا املص���ورة" لصاحبها عمر فخري احمليش���ي‪،‬‬ ‫حماوالت معدودة وخجولة ألمس���اء أذكر منها خدجية‬ ‫اجلهم���ي وبديع���ة فليفلة‪ .‬أم���ا يف بداية عهد اإلس���تقالل‬ ‫فقد احتضنت جمل���ة "طرابلس الغرب" يف اخلمس���ينيات‬ ‫حماوالت كل من فطيطيمة حواص‪ ،‬وعائش���ة الغنيمي‪،‬‬ ‫وفري���دة عب���د اهلل؛ واحتضن���ت جمل���ة "ص���وت املربي" يف‬ ‫نف���س الفرتة حماوالت كل من زعيمة الباروني وبهيجة‬

‫املشريقي و "بنت املستقبل"‪.‬‬ ‫ومل تظه���ر يف ليبي���ا صحافة نس���ائية متخصصة إال عام‬ ‫‪ ،1964‬حني رأى األس���تاذ خليفة التليسي وزير اإلعالم‬ ‫والثقافة يف تلك الفرتة‪ ،‬إنشاء جملة خاصة بشؤون املرأة‪،‬‬ ‫واختار لرئاسة حتريرها اإلذاعية الشهرية السيدة خدجية‬ ‫اجلهم���ي‪ .‬وأذك���ر جي���دا كيف كان���ت اجملل���ة حاضنة‬ ‫للعنص���ر النس���ائي واإلب���داع النس���ائي يف كل جماالت���ه‪،‬‬ ‫وكي���ف كانت أبل���ة خدجية فخورة بالرباع���م املتفتحة‬ ‫حت���ت بصرها وعلى صفحات جملتها دون تردد أو خوف‪..‬‬ ‫و عندم���ا اضط���ررت للهجرة يف منتصف الس���بعينيات مل‬ ‫أمتكن من تتبع مس�ي�رة هذه اجمللة وكاتباتها‪ ،‬وال أعرف‬ ‫ملاذا حتول إمسها إىل جملة البيت‪ ،‬وكيف أصبح وضعها‬ ‫يف س���نوات اجلمر ومع برامج اإلفس���اد املمنهج لكل مجيل‬ ‫يف ربوع الوطن‪.‬‬

‫لق���د كان جيلي يف س���تينيات الق���رن املاضي وم���ا بعدها‬ ‫منفتحا على مفاهيم النهضة والثقافة واحلرية امللتزمة‪،‬‬ ‫مقدرا للنخبة النسائية اليت كانت تكتب وتعرب وتنخرط‬ ‫يف العم���ل اإلجتماع���ي عرباجلمعي���ات النس���ائية املعدودة‬ ‫آن���ذاك ومثمنا لعقلها وجهده���ا وطموحاتها ‪ ..‬ولقد كان‬ ‫آباؤنا وإخواننا وأقاربنا الرج���ال يقدرون فينا هذا التوجه‪،‬‬ ‫ويدعم���ون تطلعاتن���ا العصرية للعلم والعم���ل واإلنصاف‬ ‫بل واملس���اواة‪ ..‬ومل تكن نفوس���هم الكرمي���ة لتنكر علينا ما‬ ‫كرمن���ا ب���ه خالقنا وما حبانا به من ش���خصية مس���تقلة‪،‬‬ ‫وتفك�ي�ر منطقي‪ ،‬وحماكمة عقلي���ة‪ ،‬وقدرة على املثابرة‬ ‫واإلبتكار واإلضافة ‪ ..‬جمس���دين اإلشارة النبوية الكرمية‬ ‫إىل أن " ما أكرمه���ن إال كريم وما أهانهن إال لئيم"‪ .‬أما‬ ‫اآلن ‪ ..‬وحنن يف العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين‬ ‫فكثري مما نراه ونلمس���ه ينضح باملؤشرات السلبية املعيقة‬ ‫ملسرية املرأة‪..‬‬ ‫فه���ل سنس���مح يف عص���ر احلري���ات والتطور الس���ريع بأن‬ ‫يهني نساءنا اللئام ؟ حتما ال!‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫تكريم عزالدين‬ ‫املهدي يف القاهرة‬

‫خليل العرييب‬

‫صور ملطربة متأل شوارع العراق‬ ‫دون قي���د أو ش���رط أو حتري���م‬ ‫ودع���وة ملن���ع التصوي���ت ع�ب�ر اهلوات���ف‬ ‫للمتس���ابقة العراقية الكردي���ة ( برواس‬ ‫حس�ي�ن ) املش���اركة يف مس���ابقة ( آراب‬ ‫ي���دول ‪ ) Arab Idol‬حي���ث إمت�ل�أت‬ ‫ش���وارع العاصمة العراقية بغ���داد بصور‬ ‫ه���ذه املطرب���ة املوهبة املش���اركة يف هذا‬ ‫الربنام���ج اجلماه�ي�ري ال���ذي يتابع���ه‬ ‫املش���اهدين باملالي�ي�ن يف الب�ل�اد العربية‬ ‫وخارجه���ا ‪ ،‬ويأت���ي ه���ذا اإلهتم���ام دعما‬ ‫ملوهبتها الرائعةاليت أش���اد به���ا اجلمهور‬ ‫املتابع وجلنة التحكيم أيضا ‪.‬‬ ‫وإعتربها الشعب العراقي والكردستاني‬ ‫بأنها أيقونة وطنية متثل شعب بأكمله‬ ‫وجناحه���ا يعت�ب�ر جن���اح وإنتش���ار للف���ن‬ ‫العراق���ي ‪ ،‬وبن���اء عليه إنتش���رت صورها‬ ‫يف الش���وارع وعل���ي اللوح���ات اإلعالني���ة‬ ‫كطريق���ة لدع���وة اجلماه�ي�ر العراقية‬ ‫للتصويت هلذه املوهبة الكردية العراقية‬ ‫( برواس حسني ) ‪.‬‬

‫أخبار فنية متفرقة‬ ‫ضمن فعاليات املهرجان العربي للمس���رح‬ ‫ال���ذي أقي���م يف القاهرة األس���بوع املاضي مت‬ ‫في���ه تكريم ع���دد م���ن الفنانني املس���رحيني‬ ‫العرب الذي���ن كانت هلم إس���هامات مميزة‬ ‫يف مس�ي�رة املسرح العربي بش���كل عام وعلي‬ ‫مس���توي بلدانه���م بش���كل خ���اص وكان‬ ‫م���ن ب�ي�ن ه���ؤالء املكرم�ي�ن الفن���ان واملخرج‬ ‫اللي�ب�ي عزالدي���ن امله���دي أح���د مؤسس���ي‬ ‫املس���رح احلدي���ث يف مدين���ة البيض���اء وأحد‬ ‫املخرجني الليبيني املتميزين الذين س���اهموا‬ ‫يف التأس���يس حلرك���ة مس���رحية نش���طة‬ ‫وأس���لوب إخراج���ي متط���ور ‪ ،‬وهو مؤس���س‬ ‫مهرجان املس���رح التجرييب يف ليبيا ‪،‬وس���بق‬ ‫للمخ���رج عزالدي���ن امله���دي أن حتصل علي‬ ‫العدي���د م���ن اجلوائزعل���ي الصعي���د احمللي‬ ‫والعرب���ي وحصيل���ة أعمال���ه املس���رحية‬ ‫كمخرج جتاوزت العشرين مسرحية ‪.‬‬ ‫م���ن منا خاص���ة الذين يتجاوزون اخلمس�ي�ن‬ ‫عام���ا م���ن العمر ال يتذك���رون األف�ل�ام اهلندية‬ ‫العمالق���ة اليت ش���اهدناها يف س���نوات الس���تينات‬ ‫والس���بعينيات م���ن الق���رن املاض���ي مث���ل فيل���م‬ ‫م���ن أج���ل أبنائ���ي وفيل���م س���نجام وفيلم ماس���ح‬ ‫األحذي���ة وغريه���ا من اإلنت���اج الضخ���م لألفالم‬ ‫اهلندية ‪ ،‬وكنا س���اعتها خنرج م���ن هذه األفالم‬ ‫والدم���وع مت�ل�أ عيونن���ا م���ن التأث���ر مل���ا تتضمنه‬ ‫هذه الفالم من قضايا مأس���اوية وإنس���انية كنا‬ ‫نتعاطف مع أبطاهلا وبطالتها ‪ ،‬ونظل بالساعات‬ ‫الط���وال نش���اهد هذه األف�ل�ام دون كلل وال ملل‬ ‫مس���تمتعني بالرق���ص والغن���اء واإلس���تعراضات‬ ‫واملناظ���ر الطبيعي���ة اخلالب���ة والتمثي���ل الب���ارع‬ ‫إضاف���ة إل���ي مضامني ه���ذه األف�ل�ام اليت حتمل‬ ‫قضايا إنس���انية تؤثر يف مش���اعرنا وأحاسيس���نا ‪،‬‬ ‫كم���ا أنن نتذكر أبطال تل���ك األفالم أمثال راج‬

‫•منع���ت الس���لطات الروس���ية الفنان���ة‬ ‫واملطرب���ة األمريكي���ة مادون���ا م���ن‬ ‫دخ���ول أراضيه���ا حبجة دعمه���ا لبعض‬ ‫اجملموع���ات املعارض���ة وألنه���ا مجع���ت‬ ‫ماليني ال���دوالرات من حف�ل�ات أقامتها‬ ‫يف الس���ابق ب���دون تصري���ح رمس���ي من‬

‫السلطات املختصة يف روسيا ‪.‬‬ ‫•مت إختيار اإلذاعي واإلعالمي املصري‬ ‫باسم يوس���ف صاحب برنامج ( الربنامج‬ ‫) الس���اخر مت إختياره ضمن قائمة أبرز‬ ‫مائة ش���خصية مؤثرة يف العامل حس���ب‬ ‫إختي���ارات جمل���ة ( تاي���م ) وق���د ضمت‬ ‫نفس القائمة اإلذاعي األمريكي الساخر‬ ‫جون إستيوارت ‪.‬‬ ‫•ص���رح املط���رب اللبنان���ي راغب عالمة‬ ‫بان ترش���يحة إلحدي الوزارات اللبنانية‬ ‫ه���و مطلب ش���عيب ولي���س سياس���ي وأن‬ ‫الن���اس يرون أنه يس���تحق ش���غل إحدي‬ ‫ال���وزارات يف احلكومة اجلدي���دة ( يرتدد‬ ‫ترشيحة لشغل وزارة السياحة )‪.‬‬ ‫•إحتضن���ت مدين���ة القاه���رة األس���بوع‬ ‫املاض���ي فعالي���ات املهرج���ان الدول���ي‬ ‫للطب���ول والفن���ون الرتاثيه مبش���اركة‬ ‫أكثر م���ن ‪ 25‬فرقة عربي���ة وإفريقية‬ ‫وأوروبي���ة ‪ ،‬ويه���دف املهرج���ان إل���ي‬ ‫نش���ر الوعي بالفلكلور وال�ت�راث العاملي ‪،‬‬

‫السينما اهلندية حتتفل مبئويتها‬ ‫كابور وشاروخان وبيتشام وغريهم ‪.‬‬ ‫ه���ذه الس���ينما اهلندية أو كما يس���مونها اآلن‬ ‫بوليود الشرق واليت تعترب من أشهر مدن السينما‬ ‫يف العامل حيت أصبحت تنافس هوليود األمريكية‬ ‫بل تنتج أفالما سنوية أضعاف ما تنتجه السينما‬ ‫األمريكية واألوروبية والصينية واليابانية ‪،‬‬ ‫وتعت�ب�ر الس���ينما اهلندي���ة ال�ت�ي حافظ���ت علي‬ ‫هويته���ا وقضايا اإلنس���ان يف اهلن���د بأفالمها اليت‬ ‫تالمس مش���اعر اإلنس���انية واحلب الرومانس���ي‬ ‫العفي���ف ‪ ،‬وكان���ت الس���ينما اهلندي���ة ق���د بدأت‬ ‫صامتة كبقية السينمات العاملية ولكنها أنتجت‬

‫أول فيل���م ناطق الع���ام ‪ 1931‬والذي يعترب ثورة‬ ‫يف ع���امل الس���ينما اهلندي���ة ال�ت�ي إنطلق���ت بعده‬ ‫بق���وة حمافظة عل���ي التقاليد والع���ادات اهلندية‬ ‫األصيلة وجس���دت الرتاث اهلن���دي بكافة أطيافه‬ ‫ولغات���ه ومحته م���ن اإلندثار ‪ ،‬ومتيزت الس���ينما‬ ‫اهلندي���ة بأنه���ا حافظ���ت عل���ي مش���اعر األس���رة‬ ‫اهلندية فال توجد بها مش���اهد تعري وال مش���اهد‬ ‫جنس���ية س���افرة وال قبالت مثرية بل تعتمد علي‬ ‫قضاي���ا اإلنس���ان اهلن���دي ومش���اكله احلياتي���ة‬ ‫وتقدم له فنونه املوسيقية وتراثه وأزيائه اهلندية‬ ‫احملتش���مة يف أمج���ل ص���ورة ‪ ،‬وتعتم���د الس���ينما‬

‫ويق���ام عل���ي هامش هذا املهرجان س���وق‬ ‫للمنتج���ات الرتاثي���ة ومتح���ف ل�ل�آالت‬ ‫الش���عبية املوس���يقية واإليقاعي���ة م���ن‬ ‫خمتلف دول العامل ‪ ،‬وس���تربز خالل هذا‬ ‫املهرجان فرق قارعي الطبول اإلفريقية‬ ‫الشهرية ‪.‬‬

‫اهلندي���ة عل���ي التقني���ات احلديثة املتط���ورة اليت‬ ‫تنافس ك�ب�ري الش���ركات العاملي���ة األمر الذي‬ ‫دفع بكثري من الش���ركات السينمائية األمريكية‬ ‫واألوروبية لتنفيذ الكث�ي�ر من أفالمها يف مدينة‬ ‫الس���ينما اهلندي���ة ( بولي���ود ) لرخ���ص التكاليف‬ ‫ووجود تقنية متطورة وإمكانية سرعة التسويق‬ ‫واإلنتشار بسوق السينما يف اهلند اليت جتاوز عدد‬ ‫س���كانها املليار مواطن ووجود عشرات اآلالف من‬ ‫دور السينما يف اهلند ‪.‬‬ ‫ومبناس���بة م���رور مائ���ة س���نة عل���ي تأس���يس‬ ‫الس���ينما اهلندية إحتفلت العديد من املهرجانات‬ ‫العاملي���ة به���ذه املناس���بة ومت تكري���م العدي���د من‬ ‫جن���وم الس���ينما اهلندي���ة وم���ن ه���ذه املهرجانات‬ ‫مهرج���ان كان الس���ينمائي ومهرج���ان القاه���رة‬ ‫الدولي ومهرجان مراكش الدولي للسينما ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫سامل بن حليم‬

‫كلمة العدد‬

‫حارس املرمى الذي اهداه احتاد درنة اىل فريق‬ ‫النجمة القدمية‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫ولد س���امل بن حليم يف مدينة درنة‬ ‫ع���ام ‪ 1935‬م ‪..‬وكان وال���ده العبا يف‬ ‫منتخ���ب مدين���ة درن���ة يف ثالثينيات‬ ‫الق���رن املاضي ‪ ..‬احب حراس���ة املرمى‬ ‫من���ذ صغره و كان ميارس���ها يف ازقة‬ ‫مدين���ة درن���ة العتيقة ‪ ..‬و م���ن ثم يف‬ ‫مدرسة مدينة درنة االبتدائية ‪.‬‬ ‫و يف ع���ام ‪ 1950‬م انظ���م اىل فريق‬ ‫احت���اد درنة الذي كان يف ذلك الوقت‬ ‫الفري���ق الوحي���د املوج���ود يف املدينة و‬ ‫كان ذلك برفق���ة الالعبني الرائعني‬ ‫خلفي���ة الب���اح – فرج الب���اح – حممد‬ ‫الباح – الغيزواني و غريهم ‪.‬‬ ‫و يف ع���ام ‪ 1953‬م حض���ر م���ع‬ ‫اس���رته اىل مدينة بنغازي و انظم اىل‬ ‫فري���ق املخت���ار و يف املوس���م الرياضي‬ ‫‪ 1955-1954‬م فاز مع فريق املختار‬ ‫ببطول���ة الدرج���ة الثاني���ة و كان‬ ‫ذل���ك برفق���ة كل من دمي���س الكبري‬ ‫– السنوس���ي الدغيل���ي ‪ -‬الصاحل�ي�ن‬ ‫الفرجاني ‪ -‬حسني كمرباكي – عبد‬ ‫القادر الشعايف – عاشور االسكندراني‬ ‫– احممد الشريف و غريهم ‪.‬‬ ‫و بع���د صعود الفريق اىل الدرجة‬

‫على اعارة س���امل بن حلي���م اىل فريق‬ ‫النجم���ة القدمية و مل يرج���ع اتعولة‬ ‫م���ن درن���ة اىل بع���د ان وقع س���امل بن‬ ‫حلي���م عل���ى اس���تمارة فري���ق النجمة‬ ‫القدمية ‪.‬‬ ‫و يف موسم ‪ 1958 – 1957‬م استطاع‬ ‫فريق النجمة حبارس���ه اجلديد سامل‬ ‫بن حليم الفوز ببطولة برقة للدرجة‬ ‫االوىل ‪ ..‬كان ذل���ك برفق���ة كل‬ ‫م���ن مفت���اح االصفر ‪ -‬خمت���ار الغناي‬

‫الس�ل�ام جويلي – حمم���د اجلهاني –‬ ‫يوسف الكبيت – عمر الفالح (بوذينة)‪.‬‬ ‫و بع���د هذا املوس���م رجع س���امل بن‬ ‫حلي���م اىل فريق احت���اد درن���ة بعد ان‬ ‫حتص���ل عل���ى ش���هرة كب�ي�رة و قدم‬ ‫مومس�ي�ن رائع�ي�ن م���ع فري���ق املختار‬ ‫و م���ع فري���ق النجم���ة و ف���از معهم���ا‬ ‫ببطولت�ي�ن اضاف���ة اىل م���ا قدم���ه اىل‬ ‫فري���ق احتاد درن���ة من جمه���ودات ال‬ ‫تنسى ‪.‬‬ ‫انه مشوار كروي طويل ‪..‬و تاريخ‬ ‫مش���رف هلذا احل���ارس الرائع الذي ال‬ ‫تزال مجاه�ي�ر مدينيت بنغازي و درنة‬ ‫تتذك���ر مبارياته الرائع���ة اليت لعبها‬ ‫فوق مالعب املدينتني ‪.‬‬ ‫الص���ورة االوىل للح���ارس س���امل ب���ن‬ ‫حليم مع فريق املختار عام ‪ 1954‬م ‪.‬‬ ‫الص���ورة الثاني���ة للح���ارس س���امل بن‬ ‫حليم مع فريق النجمة عام ‪ 1955‬م ‪.‬‬ ‫الصورة الثالثة للحارس سامل بن مع‬ ‫فريق احتاد درنة عام ‪ 1959‬م ‪.‬‬ ‫حتية حب و اعجاب ألسرة بن حليم‬ ‫الرياضية اليت قدمت اكثر من العب‬ ‫لكرة القدم و خاصة يف جمال حراسة‬ ‫املرم���ى ‪..‬و للح���ارس الرائع س���امل بن‬ ‫حليم على ما قدمه حلراس���ة املرمى و‬ ‫كرة القدم من عطاء ‪.‬‬

‫ بوبكر االش���هب ‪ -‬بوبكر مشيس���ة ‪-‬‬‫االوىل اراد فريق احتاد درنة ان يسرتد‬ ‫مبارك البس���يوني صاحل السنوسي –‬ ‫حارسه الرائع خاصة ان الفريق كان‬ ‫عاشور االسكندراني – حممد احلداد‬ ‫يف ام���س احلاجة اىل ح���ارس مرمى و‬ ‫بن عيسى اجلربي – فرج مناع – عبد‬ ‫هل���ذا انتقل س���امل بن حلي���م اىل درنة‬ ‫لينظ���م جم���ددا اىل فريق���ه االول ‪ ..‬و‬ ‫لكن عبد املتعال ش���توان الشهري بلقب‬ ‫(اتعولة)ال���ذي كان يش���رف عل���ى‬ ‫تدريب���ات النجم���ة القدمي���ة يف ذل���ك‬ ‫الوق���ت كانت عينه على هذا احلارس‬ ‫موعدك���م م���ع امللحق الرياضي الثال���ث يف العدد القادم من‬ ‫املتأل���ق و هل���ذا ذه���ب اىل مدينة درنة‬ ‫صحيفة ميادين ‪..‬و س���يكون امللحق من ‪ 16‬صفحة يسهم فيها‬ ‫و التقى باملس���ئولني يف جمل���س ادارة‬ ‫ن���ادي احت���اد درن���ة و اخربه���م برغبة‬ ‫ع���دد من اب���رز االعالميني املتميزي���ن الذين هلم ب���اع يف اجملال‬ ‫نادي النجمة القدمية بإنظمام س���امل‬ ‫الرياضي و االجتماعي ‪.‬‬ ‫ب���ن حليم اليه و لو ملوس���م واحد فقط‬ ‫و تقديرا لألسطورة (اتعولة)و مكانته‬ ‫الرائع���ة يف عامل كرة الق���دم الليبية‬ ‫انتظروا امللحق الثالث و ترقبوه ‪.‬‬ ‫واف���ق املس���ئولون بن���ادي احت���اد درنة‬

‫انتظروا امللحق الثالث‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫خاطرة‬ ‫اذا كان السكوت من ذهب كما يقول البعض‬ ‫و يبقى الكالم من فضة كما يقول اخرون ‪..‬و يف‬ ‫ه���ذه احلالة يفض���ل الس���كوت ألن الذهب أكثر‬ ‫قيمة واغلى من الفضة ‪.‬‬ ‫و لكن الصحيح و املهم هو ان يكون الس���كوت‬ ‫عندم���ا يكون حيقق غاي���ة ‪ ..‬او يتجاوز حمنة ‪..‬و‬ ‫ال يكون الس���كوت م���ن منطلق اخل���وف و التملق‬ ‫‪..‬و يك���ون ال���كالم يف وقت���ه عندم���ا يواج���ه ظلما‬ ‫او يتص���دى الحن���راف او مدافع���ا عن احل���ق ‪..‬اذا‬ ‫ليس الس���كوت من ذه���ب اال عندما يكون يف وقته‬ ‫‪ ..‬و ال���كالم ال ميك���ن ان يكون مفي���دا اال اذا كان‬ ‫من اج���ل غاية نبيلة ‪ ..‬مثل الدف���اع عن احلق ‪ ..‬و‬ ‫مواجهة الظلم ‪ ..‬اما اذا كان كالما فارغا اهوجا‬ ‫يعتم���د التهريج و يص���در عن االنفع���ال ‪ ..‬او من‬ ‫اجل مصلحة خاصة على حس���اب املنطق احلق و‬ ‫شرع (اهلل)و قوانني احلياة الفاضلة ‪.‬‬

‫َم ْو َس ْم ُمِث ْري !!‬

‫فرج العقيلي‬ ‫انه موسم ‪ 84\83‬اقيم من جمموعتني و قبل‬ ‫نهاية املوسم فاجأ االحتاد العام االندية بقرار مفاده‬ ‫‪(-:‬يف حالة تس���اوي فريقني بالنقاط يتم اللجوء اىل‬ ‫الفارق يف االهداف)‬ ‫و كان االهلي بنغازي صاحب االفضلية حيث كان‬ ‫يتقدم عل���ى االهل���ي طرابلس بفارق مري���ح ولكن‬ ‫حدث ما يلي ‪ :‬تغيب فريقا الش���باب و الش���رارة عمدا‬ ‫يف مباراتيهم���ا امام االهلي بنغازي يف مدينة بنغازي‬ ‫خوف���ا م���ن ان يزيد االهل���ي نصيبه م���ن االهداف يف‬ ‫حالة اقامة هاتني املباراتني ‪.‬‬ ‫و كان���ت اخر مباراة لألهلي طرابلس امام فريق‬ ‫االفريق���ي م���ن مدينة درن���ة و انتهت بف���وز االهلي‬ ‫طرابل���س ‪ 6‬مقاب���ل ‪ 1‬مبدينة طرابل���س و قد حرم‬ ‫حك���م املب���اراة فري���ق االفريق���ي م���ن ركل���ة ج���زاء‬ ‫صحيح���ة كان هل���ا تأثريه���ا الس���ليب عل���ى العيب‬ ‫االفريقي و هكذا وص���ل االهلي طرابلس اىل املباراة‬ ‫النهائي���ة اليت جرت على ملعبه و الذي كان يدعى‬ ‫‪ 11‬يونيو امام النصر و الذي اصيب يف الربع الساعة‬ ‫االوىل م���ن املب���اراة العبه ف���وزي العيس���اوي و الذي‬ ‫يعترب احد العوامل الرئيس���ية يف حرمان النصر من‬ ‫نيل البطولة يف ذلك املوسم ‪.‬‬ ‫لق���د لعب النصر مب���اراة تارخيية و كان الفريق‬ ‫االج���در بالف���وز إال ان املباراة انتهت لص���احل االهلي‬ ‫طرابلس بهدف س���جله الالعب ابراهي���م املعداني و‬ ‫هكذا انتهت حكاية ذلك املوسم املثري ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 103‬أبريل ‪ 6 -‬مايو ‪)2013‬‬

‫شركة فاوس احملدودة واملعتمدة من ‪ ISO 9001‬و من ‪OHSAS‬‬ ‫‪ 18001‬تقدم خدمات صيانة وبناء وهندسة يف جمال صناعات النفط والغاز‬ ‫والبرتوكيماويات داخل ليبيا ‪ ،‬وهي يف حاجة ماسة الي‪:‬‬ ‫موظف ( ضابط ) صحة‬ ‫و‬ ‫سال‬ ‫مة‬ ‫و‬ ‫جو‬ ‫دة‬ ‫ا‬ ‫لبي‬ ‫ئة‬ ‫ح‬ ‫ول‬ ‫م‬ ‫سا‬ ‫ئل تتعلق بالصحة والسالمة وجودة البيئة‪.‬‬ ‫( ناطق بالعربية)‪.‬‬ ‫املؤهالت‪:‬‬ ‫•يقدم التقارير الي من‬ ‫سق‬ ‫ا‬ ‫لص‬ ‫حة‬ ‫وال‬ ‫سال‬ ‫مة‬ ‫و‬ ‫جو‬ ‫دة‬ ‫•ش‬ ‫ها‬ ‫دة‬ ‫جملس الفحص الوطين يف السالمة والصحة‬ ‫البيئة وسيكون املرشح‬ ‫ال‬ ‫ذي‬ ‫سي‬ ‫تم‬ ‫ا‬ ‫ختي‬ ‫اره‬ ‫م‬ ‫سؤ‬ ‫وال‬ ‫امل‬ ‫هن‬ ‫ية‬ ‫أو‬ ‫ما يعادهلا‪.‬‬ ‫عن التالي‪:‬‬ ‫•ا‬ ‫الس‬ ‫عاف‬ ‫ات االولية وغريها من مؤهالت الصحة‬ ‫•احلفاظ علي درجة‬ ‫عال‬ ‫ية‬ ‫من‬ ‫م‬ ‫عا‬ ‫يري‬ ‫و‬ ‫إج‬ ‫راء‬ ‫ات‬ ‫وال‬ ‫سال‬ ‫مة‬ ‫والبيئة‪.‬‬ ‫الصحة والسالمة وجودة‬ ‫ا‬ ‫لبي‬ ‫ئة‬ ‫بامل‬ ‫شار‬ ‫يع‬ ‫وامل‬ ‫واق‬ ‫ع‪.‬‬ ‫•‬ ‫مه‬ ‫ارة‬ ‫جي‬ ‫دة لتواصل باللغة االجنليزية ( حمادثة‬ ‫•وضع خطط االستجا‬ ‫بة للطوارئ وتنسيق التدريبات‪ .‬وكتابة)‪.‬‬ ‫•إجراء تقييمات املخا‬ ‫طر‬ ‫وت‬ ‫طب‬ ‫يق‬ ‫تدا‬ ‫بري‬ ‫ال‬ ‫رقا‬ ‫بة‬ ‫•‬ ‫درا‬ ‫ية‬ ‫با‬ ‫حلاسوب‪.‬‬ ‫الالزمة علي موفع العم‬ ‫ل‪.‬‬ ‫•‬ ‫لد‬ ‫ية‬ ‫رخ‬ ‫صة قيادة ليبية سارية املفعول‪.‬‬ ‫•إجراء تدريبات توعية‬ ‫ع‬ ‫لي‬ ‫ا‬ ‫لص‬ ‫حة‬ ‫وال‬ ‫سا‬ ‫مة‬ ‫وا‬ ‫لبي‬ ‫ئة‬ ‫•م‬ ‫ست‬ ‫عد‬ ‫لتنقل من موقع الي أخر داخل ليبيا‪.‬‬ ‫وحوارات حول املعدات بال‬ ‫شر‬ ‫كة‬ ‫و‬ ‫عم‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ملش‬ ‫رو‬ ‫ع‪.‬‬ ‫•خ‬ ‫ربة‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫قل عن سنتني (‪ )2‬يف جمال الصحة‬ ‫•ضمان تنفيذ واحلفاظ‬ ‫ع‬ ‫لي‬ ‫مج‬ ‫يع‬ ‫مت‬ ‫طلب‬ ‫ات‬ ‫وال‬ ‫سال‬ ‫مة‬ ‫و‬ ‫جودة البيئة ‪ ،‬ويفضل من العمل يف جمال‬ ‫مستندات الصحة السال‬ ‫مة‬ ‫و‬ ‫جو‬ ‫دة‬ ‫ا‬ ‫لبي‬ ‫ئة‬ ‫امل‬ ‫تعل‬ ‫قة‬ ‫ال‬ ‫نف‬ ‫ط‬ ‫وال‬ ‫غاز أو البناء والتشييد‪.‬‬ ‫باملشروع‪.‬‬ ‫•ال‬ ‫ي‬ ‫قل‬ ‫عمره عن ‪ 25‬سنة‪.‬‬ ‫•تقد‬ ‫يم النصائح واملساعدة ملشريف املشروع واملخيم‬ ‫حزمة منافع ممتازة مبا يف ذلك خدمة الطعام واالقامة والنقل اجملانية اليت تنتظر املرتشح الفائز ‪ ،‬واملكافأة تتالءم مع املؤهالت‬ ‫واخلربة‪.‬‬ ‫اذا كنت تعتقد بآن لديك املؤهالت املذكورة أعاله ومستعد لتحدي يف جمال صناعة النفط والغاز داخل ليبيا ‪ ،‬يرجي أرسال طلبك وسريتك‬ ‫الذاتية الي الربيد اإللكرتوني‪ patrick.parnis@vaos.com‬يف موعد ال يتجاوز ‪ 1‬مايو‪.‬‬

‫دعوة لتلوين احلياة‬

‫اخلميس ‪ 2‬مايو ‪ 2013‬يوم ميدان البلدية ‪ -‬بنغازي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.