العدد 108

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪4 ( - ) 108‬‬

‫‪ 10 -‬يونيو ‪WWW.miadeen.com)2013‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫‪510‬يونيو‬ ‫‪- 4 30‬‬ ‫‪( -()-108‬‬ ‫السنة الثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪-‬‬ ‫العدد((‪) 77‬‬ ‫الثانية‪-‬العدد‬

‫حكمة مؤسسي ليبيا‬ ‫زوبي ‪ :‬يثري غضب الليبيات‬

‫أمينة املغريبي ‪ :‬هذا جمتمع ذكوري ‪...‬‬ ‫نطالب بالعزل السياسي الرياضي‬

‫القذايف ينتصر ميتا !‬

‫الثمن ‪:‬‬ ‫ديناردينار‬ ‫الثمن ‪:‬‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫القذايف ينتصر ميتا !‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫لس���نوات طوال ومعمر القذايف مش���غول البال مبطاردة حمم���د املقريف ‪،‬أطلق علي���ه كل النعوت املزرية‬ ‫مثلم���ا أطلق عل���ى املعارضة الكالب الضال���ة ‪،‬وفعل واختذ كل الس���بل من أجل القب���ض عليه كما فعل‬ ‫املستحيل من أجل جلب عمر احمليشي الذي كان رأس املعارضة يف اخلارج آنذاك ‪،‬تذكر األخبار أنه دفع‬ ‫األم���وال الطائلة للملك احلس���ن الثاني ‪،‬وتنازل عن دعمه ملنظمة حترير الس���اقية احلمراء ووادي الذهب‬ ‫اليت ساهم يف انشائها ‪،‬وأقام مشروع وجدة الوحدوي كما مساه ‪،‬وقد روى لي يف السجن أحد العاملني مع‬ ‫عمر احمليش���ي قصة جلبهم من املغرب ‪،‬بأنه وعمر احمليش���ي كانا يغادران املغرب يف اجتاه بغداد حلضور‬ ‫لقاء للمعارضة الليبية‪ ،‬وكان امللك احلس���ن قد وفر هلم طائرة خاصة واعلموا أن رحلتهم ستكون فجرا‪،‬‬ ‫كان اجل���و ملبدا بالغيوم وش���ديد العتمة س���اعة ركوبه���م الطائرة اليت داخلها كان���ت األضواء مطفئة‪،‬‬ ‫بع���د الط�ي�ران بوقت قص�ي�ر مسعوا من ميكرفون���ات الطائ���رة وردة اجلزائرية تغ�ن�ي ‪ :‬ان كان الغال ينزاد‬ ‫‪ – ...‬األغنية الش���هرية من كلمات نوري احلميدي واحلان حممد حس���ن – واكتش���ف انه يف طائرة تتبع‬ ‫اخلطوط الليبية ‪،‬كان قد فصل والبس قناعا وكبلت يداه ‪،‬بعد ذلك وجد نفس���ه يف الس���جن ومنذها مل‬ ‫يلتق عمر احمليشي البتة‪.‬‬ ‫فيم���ا بع���د فعل القذايف املس���تحيل أيضا من أج���ل القبض على منص���ور الكيخيا الذي س���لمه له الرئيس‬ ‫حسين مبارك مكبال ‪،‬تفاصيل جلب منصور الكيخيا ‪ -‬الذي كان زعيما للمعارضة الليبية عند الكثري من‬ ‫االطراف الليبية والعربية واالجنبية حلظتها ‪ -‬غائبة حتى اآلن ‪،‬لكننا يف ميادين كنا أول من نشر اثبات‬ ‫اختطافه من قبل املخابرات الليبية بالوثيقة الدامغة واملكتوبة خبط منصور الكيخيا نفسه‪.‬‬ ‫مل يتمك���ن الق���ذايف من معارضه الب���ارز الثالث ‪ :‬حممد املقريف ‪،‬وإن اس���تطاع حتويل���ه إىل زعيم متقاعد‬ ‫‪،‬حيث تفككت جبهة انقاذ ليبيا واستقال املقريف من رئاستها ‪،‬وبدأ مشروعه الوطين بكتابة التاريخ اللييب‬ ‫املعاص���ر وجتميع وثائقه السياس���ية من املؤسس���ات الدولية ‪،‬ويف ذلك قدم للمكتب���ة العربية ما مل يقدمه‬ ‫غريه ‪.‬‬ ‫لس���ت يف حمل امل���ؤرخ و ال الباحث لكن أريد التذك�ي�ر أن القذايف قد متكن م���ن معارضيه الوطنيني عمر‬ ‫احمليش���ي ومنصور الكيخيا ‪،‬واألول كان ش���ريكه يف انقالبه وس���اهم يف جلبه إىل الس���لطة وكان عضوا‬ ‫جمللس قيادة الثورة " اجمللس العس���كري الذي قاد انقالب سبتمرب ‪1969‬م "‪ ،‬والثاني عمل معه منذ الفرتة‬ ‫األوىل لالنق�ل�اب وتب���وأ مناصب عدة منها اخلارجية ويف االمم املتح���دة وكان قريبا منه ‪،‬وأجد أنه كان‬ ‫يدرك جيدا خطورة الش���خصيتني اللتني انتقلتا لصف األعداء‪ ،‬وهلذا تابع ش���خصيا ملفهما ومل ينم حتى‬ ‫أغلقه‪.‬‬ ‫بقي امللف الثالث مفتوحا وصاحبه طريدا حتى ‪ 15‬فرباير ‪2011‬م ‪،‬ليبيا تغري موازينها وش���عبها ينتفض‬ ‫وينجح يف قرب القذايف ‪،‬وكش���ف للبش���رية صفحة س���وداء أخرى يف تارخيها ‪،‬وجنح ألول مرة يف تارخيه‬ ‫يف انتخاب���ات دميقراطي���ة أذهلت كل ذي عقل ومتابع ‪،‬ومن خالل ه���ذه االنتخابات النزيهة جنح املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام االنتقالي يف اج���راء انتخابات قيادته وانتخاب احلكومة‪ ،‬وهك���ذا مل يفلت املقريف من يدي‬ ‫القذايف اليت تطارده فحسب بل صار الرئيس األول للمؤمتر الوطين املنتخب ‪.‬‬ ‫لك���ن الب�ل�اد مل خترج من ثوب القوى املس���لحة اليت هيمن بها القذايف على الب�ل�اد‪ ،‬بل زادت البالد كتائب‬ ‫مس���لحة ال ترتض���ي بالصن���دوق بدي�ل�ا عن‬ ‫الس�ل�اح الذي تتخذه وسيلة لالقتصاص من‬ ‫كل خصومه���ا ‪.‬الغري���ب أن م���ا أق���ال حممد‬ ‫املقري���ف ه���و قانون يف ظاه���ره لكن م���ن اراد‬ ‫ف���رض ه���ذا القان���ون كان املس���لحون الذين‬ ‫حاصروا أوال وزارة اخلارجية ‪،‬حتى الس���اعة‬ ‫مل افهم رمزية حماص���رة اخلارجية لفرض‬ ‫قان���ون داخل���ي مم���ا يس���وغ حماص���رة وزارة‬ ‫الداخلي���ة مثال‪ ،‬هك���ذا فرض القان���ون وهكذا‬ ‫مت التصويت عليه ‪،‬ويف حال مؤمترنا الوطين‬ ‫الغالبي���ة يف ي���د م���ن يتض���رروا م���ن تطبي���ق‬ ‫ه���ذا القان���ون التعس���في وب���ذا كان بالعق���ل‬ ‫واحلساب االبتدائي س���يكون التصويت ضده‪،‬‬ ‫لك���ن جنح االخ���وان يف اجن���اح القانون كيف‬ ‫ذلك؟ االجابة من املستحيالت األربع حصول‬ ‫قان���ون العزل عل���ى النصاب القانون���ي لكنهم‬ ‫جنحوا‪!!....‬‬ ‫اس���تقالة حمم���د املقري���ف تق���ول أن القذايف‬ ‫جنح ميتا يف قتله سياسيا حتى اآلن ‪،‬وتوضح‬ ‫كيف مت ذلك!‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫‪03‬‬

‫خطبة وداع أو استقالة حممد املقريف‬ ‫لق���د اخذت العهد على نفس���ي ام���ام اهلل والوطن‬ ‫لكم من‬ ‫وامامكم الخ���دم الوطن والجياد‬ ‫ٍ‬ ‫حل���ول ٍ‬ ‫املشاكل‪.‬‬ ‫تولي ملنصيب‬ ‫أحس���ب انين بذلت ما يف وسعي من ّ‬ ‫كرئيس للمؤمتر الوطين العام‪.‬‬ ‫كش���عب‬ ‫واجبنا‬ ‫ابن���اء وبنات ليبيا املخلصني‪ ،‬من‬ ‫ٍ‬ ‫واحد مبختلف اعراقهم االلتفاف حول الشرعية‬ ‫املتجسدة حاليا يف املؤمتر واحلكومة‪.‬‬ ‫انهي���ار الش���رعية ودخ���ول الب�ل�اد يف حال���ة فراغ‬ ‫سياسي سريدنا إىل املربع األول‪.‬‬ ‫اناش���د ش���عبنا يف كافة مناطقه وبكافة مكوناته‬ ‫على العمل بعدم السماح للقذايف بان حيكمنا من‬ ‫قربه بالثارات والضغائن واحلساسيات‪.‬‬ ‫السيدات والسادة اعضاء املؤمتر عليكم باالهتمام‬ ‫بقضاي���ا عديدة أوهلا الش���رعية‪ ،‬كافة القرارات‬ ‫ينبغي ان تكون تعبري ضمري الشعب‪.‬‬ ‫حن���ن مجي���ع مدين���ون بالفض���ل هلل وث���ورة ‪17‬‬ ‫فرباي���ر وث���واره احلقيقي�ي�ن ش���هداء‪ ،‬جرح���ى او‬ ‫اصحاء‪.‬‬ ‫إستخدام السالح او التلويح به من خارج السلطة‬ ‫هو أمر ال يس���تقيم مع مقتضيات البناء والتحول‬ ‫الدميقراطي ‪.‬‬ ‫ك���م كب�ي�ر م���ن الس�ل�اح ه���و يف اي���ادي خ���ارج‬ ‫الشرعية يقدرون بعشرات االلف هم من مدّعني‬ ‫الثورية‪.‬‬ ‫هن���اك البعض من الث���وار احلقيقيني املس���لحني‬ ‫مع االس���ف احن���ازوا اىل مناطقه���م او قبائلهم او‬ ‫تياراتهم احلزبية‪.‬‬ ‫ال اس���تطيع ان اقب���ل بان يقوم هؤالء باالس���تقواء‬ ‫بكتائبه���م عل���ى زمالئه���م يف املؤمت���ر للضغ���ط‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫ال أس���تطيع أن أفه���م أو أقب���ل أن يق���وم عدد من‬ ‫أعض���اء املؤمتر الوطين الع���ام وأرتضوا أن يدخلوا‬ ‫للعملي���ة بأن يقوم بعضهم باإلس���تقواء بكتائبهم‬ ‫الذين كانوا ينتمنون إليها‬ ‫اذا كان ش���عبنا ق���د رض���ي باحلزبي���ة كآلي���ة‬ ‫للتح���ول الدميقراط���ي فه���ذا اليع�ن�ي ان توضع‬ ‫مصلحة احلزب فوق الوطن‪.‬‬ ‫التعص���ب األعم���ى للحزب ه���و مقي���ت ومذموم‪،‬‬ ‫ومص���در إفس���اد للدميقراطية ولي���س إثراء هلا‪.‬‬ ‫االنتم���اء لألح���زاب يف���وق االنتم���اء للوط���ن ‪..‬‬ ‫ومصلحة احلزب فوق وقبل مصلحة الوطن‬

‫التعين���ات االداري���ة يف خمتل���ف مناط���ق الدولة‬ ‫ينبغ���ي ان تبن���ى عل���ى الكف���اءة والنزاه���ة ال‬ ‫االنتماءات‪.‬‬ ‫لقد لعب االعالم دور اساسي يف انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير ولكن اختذ منحى اخر بعد انتصار الثورة‪.‬‬

‫أقوم بهذا من باب التذكري‪.‬‬ ‫اشري على السادة اعضاء املؤمتر االهتمام مبلفات‬ ‫احل���وار الوطين واملصاحل���ة الوطني���ة ومكافحة‬ ‫الفساد‪.‬‬ ‫احملافظ���ة عل���ى اس���تقالل الس���لطتني يف صالح‬

‫انطلق���ت قنوات م���ن اموال فاس���دة ولعب���ت دو ًرا‬ ‫ريا يف التشويش على املواطنيني‪.‬‬ ‫كب ً‬ ‫أعل���م بأنكم لس���تم يف حاج���ة إىل نصحي ولكين‬

‫للبالد‪.‬‬ ‫اطال���ب احلكوم���ة ب���ان تتأك���د م���ن ان مهمتها‬ ‫اس���تثنائية وعاجلة‪ ،‬وعلى رأسها ان حتقق االمن‬

‫ظهور حممود جربيل يف البيضاء‬ ‫بعد لغط واشاعات حول‬ ‫مغادرته الب�ل�اد حممود‬ ‫جربيل رئيس التحالف‬ ‫يظهر يف البيضاء ‪،‬حيث‬ ‫مت افتتاح مكتب حتالف‬ ‫الق���وى الوطنية ( اجلبل‬ ‫األخض���ر ) حبض���ور‬ ‫كل م���ن د‪.‬حمم���ود‬ ‫جربيل ورئي���س اللجنة‬ ‫التس�ي�رية العلي���ا أ‪.‬‬ ‫عب���د اجملي���د امليقط���ة‬ ‫واالستاذ ‪ :‬صالح الككلي‬ ‫مدي���ر ادارة الف���روع يف‬ ‫طاب���ع احتفالي بس���يط‬ ‫داخ���ل املكت���ب يف مدينة‬ ‫البيضاء ‪.‬‬

‫وترفع الغنب عن املواطنني‪.‬‬ ‫اناش���د احلكومة ان تولي اهمية قصوى للش���باب‬ ‫ومكافحة ظاهرة املخدرات‪.‬‬ ‫اطل���ب م���ن احلكوم���ة مكافح���ة الفس���اد‪ ،‬ال���ذي‬ ‫ورثن���اه م���ن النظ���ام املاضي فه���و الس���وس الذي‬ ‫ينخر الوطن‪.‬‬ ‫حتقيق الوئ���ام الوطين والصاحل���ة الوطنية هي‬ ‫االس���تحقاق االكرب واالوىل باهتمامن���ا مجي ًعا‪.‬‬ ‫ال ب���د من وضع خاطة ش���املة يعمل اجلميع من‬ ‫اجلها لتحقيق التآزر‪.‬‬ ‫اقول للش���باب انكم انت���م أمل االم���ة ودعوا عنكم‬ ‫سفاسف االمور فهي ال جتر إال اهلاوية‪.‬‬ ‫ال تكونوا مطية ألح���د وال تكونوا بيادق للبعض ‪،‬‬ ‫فكروا واشحذوا عقولكم فهي سالحكم‪.‬‬ ‫ايه���ا املناضلون ان اختيار التضحية ألجل الوطن‬ ‫هو اختيار طوعي غالبا ما ندفع عنه الثمن غال ًيا‪.‬‬ ‫ان الوط���ن ال ي���زال ينتظر الكث�ي�ر و الكثري ‪ ،‬ومع‬ ‫ذل���ك ف���ان التضحي���ة ال تف���رض ف���رض عل���ى‬ ‫سامي‪.‬‬ ‫االشخاص بل هي خيار‬ ‫ٍ‬ ‫ان جوه���ر الدين هو م���كارم األخالق‪ ،‬ومن امسى‬ ‫ص���وره ان حتب ألخيك ما حتب لنفس���ك احرتام‬ ‫كرامة االنسان هي التسامح‪.‬‬ ‫ابناء ش���عيب الك���رام ال اخفي عليك���م انين يف هذه‬ ‫املرحل���ة افتق���د ليبيا اليت عرفتها ليبيا التس���امح‬ ‫واالخاء القلب الواحد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ش���اخما ‪،‬‬ ‫س���تعود ليبيا بإذن اهلل وس���يبقى وطين‬ ‫فألف حتية للمخلصني‪.‬‬ ‫لقد ذكرت انين سأتكلم يف ما خيصين كرئيس‬ ‫للمؤمتر الوطين العام‪.‬‬ ‫يش���هد اهلل ان�ن�ي نفذ جه���دي ‪ ،‬وبذل���ت اقصى ما‬ ‫عن���دي وس���أكون اول من ميتثل لقان���ون العزل‬ ‫السياسي‪.‬‬ ‫ان�ن�ي اض���ع اس���تقاليت بني أيديك���م راف ًع���ا الراس‬ ‫فذم�ت�ي املالية نظيف���ة ومل يتبقى ل���ي اال قطعة‬ ‫ارض يف احلبيبة بنغازي‪.‬‬ ‫اس���جل اعتذاري جلميع ابناء وطين ان كنت قد‬ ‫خيبت اماهلم كرئيس للمؤمتر‪.‬‬ ‫مل يتب���ق لي إال ان ادعوا بان يلتئم بعون اهلل جرح‬ ‫هذا الوطن‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫“جلنة الستني” تثري غضب الليبيات‬

‫بيــان‬

‫ميادين‪-‬خاص‬

‫"دميقراطية ال تشمل حقوق‬ ‫النساء ستعيد انتاج‬ ‫الديكتاتورية من جديد"‬

‫أث���ار ق���رار املؤمت���ر الوط�ن�ي العام رق���م (‪)30‬‬ ‫لس���نة ‪ 2013‬بتش���كيل جلنة إلعداد مشروع‬ ‫قان���ون اهليئ���ة التأسيس���ية" جلن���ة "الس���تني"‬ ‫لصياغ���ة مش���روع الدس���تور الدائ���م‪ .‬غض���ب‬ ‫النس���اء الليبي���ات فخرجن يوم األح���د املوافق‬ ‫‪_26‬مايو_‪ 2013‬يف مجيع مناطق ليبيا على‬ ‫متام الساعة التاسعة صباحا معلنات الرفض‬ ‫ألي ق���رار م���ن ش���أنها إبعادهن ع���ن احلراك‬ ‫السياس���ي واملطالبة بنس���بة كوتا ال تقل عن‬ ‫‪ %35‬م���ن عضوي���ة جلنة الس���تني بدال من‬ ‫نسبة ال ‪.%10‬‬ ‫وقال���ت مديرة قس���م حقوق امل���رأة يف هيومن‬ ‫رايت���س ووتش اليزل غرينهولتز‪" :‬بلغت املرأة‬ ‫الليبية حلظ���ة مفصلية من تاريخ بلدها‪ ،‬مع‬ ‫صياغ���ة دس���تور جدي���د وبدء عملي���ة إصالح‬ ‫تش���ريعية‪ .‬إذا أضاع���ت ليبي���ا ه���ذه الفرص���ة‬ ‫لوضع األس���س القانونية حلق���وق املرأة؛ فقد‬ ‫ي���ؤدي هذا إىل وقوع انتهاكات جس���يمة على‬ ‫مدار األعوام القادمة"‪.‬‬ ‫غرينهولت���ز طالب���ت املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام‬ ‫بضمان إش���راك الس���يدات على قدم املس���اواة‬ ‫بالرج���ال يف كام���ل مراحل عملي���ة صياغة‬ ‫الدس���تور‪ ،‬مب���ا يف ذل���ك املش���اركة النس���ائية‬ ‫النش���طة والفعال���ة يف اجلمعي���ة التأسيس���ية‬

‫املنوط���ة حتض�ي�ر مس���ودة الدس���تور‪ .‬وقال���ت‬ ‫الناش���طة احلقوقية إميان بوقعقيص"كانت‬ ‫الث���ورة مبثابة زل���زال لوضع امل���رأة التقليدي‬ ‫يف ليبي���ا‪ .‬ال نري���د أن نفقد – حنن الس���يدات‬ ‫الليبيات – ما اكتسبناه بالفعل"‪.‬‬ ‫الكوتا النسائية‬ ‫" تعب�ي�ر التيين يع�ن�ي" نظام انتخاب���ي يهدف‬ ‫إىل ضم���ان حق���وق األقلي���ات يف االنتخاب���ات‬ ‫العام���ة للوص���ول إىل الس���لطة السياس���ية"‪.‬‬ ‫والكوتا تش ّكل تدخ ً‬ ‫ال إجيابياً لتحقيق املساواة‬ ‫والتقلي���ل م���ن التميي���ز ب�ي�ن فئ���ات اجملتم���ع‬ ‫وخصوص���ا ب�ي�ن الرج���ال والنس���اء‪.‬‬ ‫املختلف���ة‬ ‫ً‬ ‫تقضي الكوتا النسائية بتخصيص عدد حمدد‬ ‫من املقاعد يف اهليئات التش���ريعية للنس���اء أي‬ ‫يف اجملال���س النيابية‪ ،‬حبي���ث ال جيوز أن تقل‬ ‫عدد املقاعد اليت تش���غلها النس���اء عن النس���بة‬ ‫املق���ررة قانون���اً‪ ،‬أي أن هن���اك حصة نس���ائية‬ ‫حمددة البد من شغلها من قبل النساء‪.‬‬ ‫وتؤك���د الدراس���ات واألحب���اث أن أكث���ر‬ ‫م���ن مثان�ي�ن دول���ة تعتمد ه���ذا النظ���ام على‬ ‫امت���داد دول الع���امل؛ يف كل م���ن إفريقي���ا‬ ‫(جن���وب إفريقي���ا‪ ،‬إريتريي���ا‪ ،‬غان���ا‪ ،‬الس���نغال‪،‬‬ ‫رواندا‪ ،‬بوركينا فاس���و‪ )...‬وأمري���كا الالتينية‬ ‫(األرجنت�ي�ن‪ ،‬الربازي���ل‪ ،‬املكس���يك‪ )...‬وأوروب���ا‬

‫(إس���بانيا‪ ،‬بريطاني���ا‪ ،‬بلجي���كا‪ )...‬وآس���يا‬ ‫(بنغالدش‪ ،‬باكس���تان‪ ،‬س���ريالنكا‪ ،‬الفيلبني‪،‬‬ ‫أندونيسيا)‪.‬‬ ‫وتتش���كل "جلن���ة الس���تني" برئاس���ة عض���و‬ ‫املؤمت���ر الوطين العام الس���يد س���ليمان عوض‬ ‫زوب���ي‪ .‬وتض���م اللجن���ة يف عضويتها‪ :‬ش���عبان‬ ‫عل���ي ابوس���تة عض���و املؤمت���ر الوط�ن�ي العام‪،‬‬ ‫حممد عبد اهلل التومي عض���و املؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام‪ ،‬عطي���ة عب���د الرمح���ن‪ ،‬عب���د الرمحن‬ ‫السنوس���ي‪ ،‬س���عد امحي���ده‪ ،‬ابوبك���ر مع���رف‪،‬‬ ‫حممد الغا‪،‬احممد الرببار‪ ،‬رمضان ابوغالية‪،‬‬ ‫سامل كشالف‪،.‬الصادق كشري‪ ،‬عبد الرمحن‬ ‫حسن‪ ،‬مصطفى لندي‪ ،‬حممد امبارك‪ ،‬نعيمة‬ ‫جربيل‪ ،‬أمينة الغويل وخدجية بركة‪.‬‬ ‫وكل���ف الق���رار يف مادت���ه الثاني���ة اللجن���ة‬ ‫بإع���داد مش���روع قان���ون انتخ���اب اهليئ���ة‬ ‫التأسيس���ية لصياغ���ة الدس���تور الدائم للبالد‬ ‫املنصوص عليها يف االعالن الدستوري املؤقت‬ ‫وتعديالت���ه‪ ،‬والزمه���ا بتقدي���م املش���روع إىل‬ ‫املؤمت���ر الوطين الع���ام يف اجل اقصاه مخس���ة‬ ‫وأربع���ون يوما م���ن تارخي���ه‪ .‬واعط���ي القرار‬ ‫للجن���ة احل���ق يف مادت���ه الثالث���ة لالس���تعانة‬ ‫مبن ترى ضرورة االس���تعانة ب���ه من اخلرباء‬ ‫واملستشارين والفنيني وغريهم‪.‬‬

‫يف بيان ‪ :‬بعثة االمم املتحدة تدعو ملشاركة فاعلة‬ ‫للنساء الليبيات يف صياغة الدستور‬ ‫طرابلس ‪ 29‬مايو ‪- 2013‬‬ ‫ال خيفى على احد ان لصياغة الدستور واالعداد هلا اهمية خاصة‬ ‫يف التح���ول الدميقراط���ي يف ليبيا وانتقال البالد اىل االس���تقرار‬ ‫واالزدهار‪ .‬ومن شأن متثيل املرأة ومشاركتها اجملدية يف اهليئة‬ ‫التأسيس���ية لصياغ���ة الدس���تور ويف عملية صياغة الدس���تور ان‬ ‫يسهما اسهاماً كبرياً يف بناء ليبيا اجلديدة‪.‬‬ ‫فامل���رأة الليبية لعب���ت دوراً هام���اً يف ثورة ‪ 17‬فرباي���ر وخاطرت‬ ‫العديد من النس���اء بأرواحهن وقدمن امسى التضحيات يف سبيل‬ ‫احلري���ة‪ .‬وعملن دون كلل من اجل ترس���يخ قي���م الثورة جلهة‬ ‫بناء دولة القانون واملس���اواة واملش���اركة‪ .‬ويف اول انتخابات حرة‬ ‫ش���هدتها البالد منذ اكثر من اربعة عقود‪ ،‬برز دور املرأة الليبية‬ ‫على حنو الفت‪.‬‬

‫والي���وم‪ ،‬تواصل النس���اء الليبيات ‪ ،‬وال س���يما اهليئ���ات اليت تعمل‬ ‫من اج���ل تعزيز ّ‬ ‫دورهن يف احلياة العام���ة‪ ،‬جهودهن فيما جيري‬ ‫االعداد النتخابات اهليئة التأسيس���ية لصياغة الدس���تور متهيداً‬ ‫لصياغة دستور البالد واالستفتاء عليه‪.‬‬ ‫يف ه���ذا الس���ياق‪ ،‬ال ب���د م���ن التذك�ي�ر ان الليبي���ات اللوات���ي مت‬ ‫انتخابه���ن لعضوية املؤمتر الوطين ث�ل�اث وثالثني امرأة‪ ،‬ويعود‬ ‫ذل���ك بش���كل كب�ي�ر اىل التداب�ي�ر اخلاص���ة ال�ت�ي مت اعتماده���ا‬ ‫لالنتخاب���ات وال�ت�ي اتاح���ت الثنت�ي�ن وثالثني منه���ن ان ينتخنب‬ ‫لعضوي���ة املؤمتر الوطين الع���ام‪ .‬ان التدابري اخلاص���ة باملرأة‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذل���ك نظام احلص���ص‪ ،‬تعترب مبثابة تدابري فعالة للمس���اعدة‬ ‫يف زيادة املش���اركة السياس���ية للمرأة وهي تتماش���ى مع املعايري‬ ‫وااللتزام���ات الدولي���ة‪ .‬لقد ج���اءت انتخاب���ات ع���ام ‪ 2012‬مثا ً‬ ‫ال‬ ‫حيت���ذى به جله���ة االثر االجيابي للتداب�ي�ر اخلاصة على متثيل‬ ‫امل���رأة‪ ،‬ليس فقط يف ليبيا ولك���ن يف العامل كله‪ .‬لذلك فان بعثة‬ ‫االمم املتحدة للدعم يف ليبيا حتث اصحاب القرار وسائر املعنيني‬ ‫عل���ى النظ���ر يف اعتم���اد التداب�ي�ر اخلاص���ة يف انتخاب���ات اهليئة‬ ‫التأسيسية لصياغة الدستور‪.‬‬ ‫ان تعزيز حقوق امل���رأة من اولويات بعثة االمم املتحدة للدعم يف‬ ‫ليبيا‪ .‬وهي ستس���تمر يف سعيها لتقديم املساعدة والدعم للهيئات‬ ‫الوطنية املعنية مبش���اركة اوس���ع يف العملية السياس���ية‪ .‬كما‬ ‫ستواصل الدعوة اىل القضاء على كافة اشكال التمييز ضد املرأة‬ ‫بهدف حتقيق املس���اواة مع الرجل على صعيد احلقوق السياسية‬ ‫واحلريات‪.‬‬ ‫وتؤك���د االمم املتحدة التزامها الوقوف اىل جانب الش���عب اللييب‬ ‫يف عملي���ة التح���ول الدميقراط���ي ب���كل مقتضياتها‪ ،‬ال س���يما ما‬ ‫يتعلق منها مبشاركة املرأة يف احلياة العامة‪.‬‬

‫حنن نس���اء ليبي���ا من منظم���ات اجملتمع‬ ‫املدني وممثلني للتحالف املدني لدسرتة‬ ‫حقوق املرأة الليبية يف كل مناطق ليبيا‬ ‫الش���رقية والغربي���ة واجلنوبي���ة حنت���ج‬ ‫وبقوة على مس���ودة قانون انتخاب جلنة‬ ‫الس���تني ونعت�ب�ره اجحاف يف ح���ق املرأة‬ ‫الليبي���ة وتعم���د إقصائها من املش���اركة‬ ‫يف صناع���ة الدس���تور املرتقب واس���تبعاد‬ ‫مقصود للمرأة يف جلنة الستني‪.‬‬ ‫وحنمل مس���ؤلية عواق���ب املصادقة على‬ ‫هذه املسودة كما هي يف نسختها أالوىل‬ ‫من قبل املؤمتر الوط�ن�ي العام (الذين مت‬ ‫انتخابهم ليمثل���وا رأي ناخبيهم يف كل‬ ‫الب�ل�اد الليبي���ة وال�ت�ي متث���ل امل���رأة فيه‬ ‫أكثر من نصف س���كانها) نعتربه خيانة‬ ‫ألم الش���هيد والش���هيدة وكل النس���اء‬ ‫الالت���ي ش���اركن يف رفع الظل���م والقهر‬ ‫خالل ثورة ‪ 17‬فرباير األبيه‪.‬‬ ‫يانس���اء ليبيا اخرجن من بيوتكن لنصرة‬ ‫حقوقك���ن لبن���اء أجي���ال تدعو للمس���اوة‬ ‫والعدالة بني اوالدكم‪.‬‬ ‫وندع���و كل من يناصر حق���وق املرأة أن‬ ‫ينظ���م ال���ي الوقف���ة االحتجاجي���ة على‬ ‫مسودة قانون انتخاب جلنة الستني أمام‬ ‫مق���ر املؤمت���ر الوط�ن�ي العام صب���اح يوم‬ ‫الثالثاء املوافق ‪.2013/05/28‬‬ ‫عاشت ليبيا‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫‪05‬‬

‫اجمللس األعلى للثقافة يقيم احلفل التكرميي‬

‫للفنان التشكيلي الراحل فرج سعد جربيل مبدينة سوسة‬ ‫انطلقت مساء اخلميس ‪2013. 5. 31‬م مبدينة‬ ‫سوسة مراسم احلفل التكرميي للفنان التشكيلي‬ ‫الراحل فرج س���عد جربي���ل الذي ينظمه اجمللس‬ ‫األعلى للثقافة حبض���ور كوكبة من الفنانني‬ ‫التش���كيليني و املهتم�ي�ن بالفن���ون التش���كيلية و‬ ‫أس���رة الفنان الراحل‪ ،‬و كذل���ك رئيس اجمللس‬ ‫احملل���ي ملدينة ش���حات و أعضاء اجملل���س احمللي‬ ‫ملدينة سوسة‪.‬و عدد كبري من أبناء املدينة ‪.‬‬ ‫سوسة تتنفس فناً‬ ‫عن���د مت���ام الس���اعة اخلامس���ة مس���ا ًء افتتح���ت‬ ‫بقاع���ة االحتفاالت بفندق املنارة مراس���م احلفل‬ ‫التكرمي���ي للفنان التش���كيلي فرج س���عد جربيل‬ ‫‪،‬حبضور الس���يد رئيس اجملل���س األعلى للثقافة‬ ‫و الس���يد رئيس اجمللس احمللي ش���حات ‪،‬و أس���رة‬ ‫الفن���ان الراح���ل و كوكب���ة م���ن املثقف�ي�ن و‬ ‫املبدعني التشكيليني و أبناء املدينة‪.‬‬ ‫استهل احلفل بآيات بينات من القرآن الكريم ثم‬ ‫وقف احلاضرون إكباراً للنش���يد الوطين ‪.‬بعدها‬ ‫ب���دأت الكلم���ات بكلم���ة للس���يد رئي���س اجمللس‬ ‫احملل���ي ملدين���ة ش���حات رح���ب فيه���ا باحلضور و‬ ‫قدم الش���كر للمجلس األعلى للثقافة على ملس���ة‬ ‫الوفاء اليت قدمها لروح الفنان الراحل فرج س���عد‬ ‫جربيل ابن مدينة سوسة اليت رسم بني أحضانها‬ ‫لوحته األوىل و شاءت األقدار أن حتتضن لوحته‬ ‫األخ�ي�رة ‪ .‬ون���وه الس���يد رئي���س اجملل���س احمللي‬ ‫ش���حات إىل ختصي���ص م���كان إلقام���ة مرك���ز‬ ‫ذاكرة املدينة مبدينة سوس���ة هذا العمل أو هذا‬ ‫احللم الذي كان يراود خميلة الفنان الراحل ‪.‬‬ ‫ث���م حت���دث الس���يد رئي���س جمل���س الثقاف���ة‬ ‫الع���ام ال���ذي حي���ا احلاضري���ن يف هذه األمس���ية‬ ‫الثقافي���ة ال�ت�ي ينظمها اجملل���س تقدي���راً لقامة‬ ‫فنية تش���كيلية مرموقة أجزل���ت العطاء للوطن‬ ‫على مدى مس�ي�رته الزاخرة‪ .‬و اختتمت الكلمات‬ ‫بكلمة للفنان التش���كيلي علي العبان���ي حيا فيها‬ ‫روح الفنان الراحل‪.‬‬

‫رحل���ة راجل���ة للفنان�ي�ن و املش���اركني يف أزق���ة‬ ‫املدينة الفاتنة‬ ‫هذا وقد التقي الفنانون التشكيليون املشاركون‬ ‫يف احلف���ل التكرمي���ي بأبن���اء املدينة يف مس�ي�رة‬ ‫راجل���ة ‪،‬باجت���اه املرك���ز الثق���ايف سوس���ة حيث‬ ‫معرض املقتنيات الش���خصية للفنان التش���كيلي‬ ‫الراحل فرج س���عد جربيل ‪.‬ق���ام بافتتاح املعرض‬ ‫الس���يد رئيس اجملل���س األعلى للثقافة و الس���يد‬ ‫رئي���س اجمللس احملل���ي ش���حات و أس���رة الفنان‬ ‫الراحل فرج س���عد و كوكبة من املش���اركني و‬ ‫احلاضرين‪.‬‬ ‫جائ���زة الفن���ان ف���رج س���عد للطف���ل التش���كيلي‬ ‫املوهوب‬ ‫وذكر انه ضمن مراسم احلفل التكرميي يعلن‬ ‫اجملل���س األعلى للثقافة عن إطالق اس���م الفنان‬ ‫الراح���ل فرج س���عد جربيل على جائ���زة “للطفل‬ ‫التش���كيلي املوهوب”و هي جائزة سنوية ستشكل‬ ‫هل���ا جلن���ة متخصصة لوض���ع املعاي�ي�ر اخلاصة‬ ‫مبنحها و الشرائح العمرية املستهدفة بها ‪.‬‬ ‫شهادات يف املسرية الفنية لفرج سعد‬ ‫واثن���اء مراس���م احلف���ل قدم ع���دد م���ن الفنانني‬ ‫التشكيليني ش���هادات يف مسرية الفنان التشكيلي‬ ‫فرج سعد من خالل معايشتهم ملشروعه الفين و‬

‫‪‎‬الفنانة التشكيلية ريم حممد جربيل‬

‫عالقاتهم احلميمية به و الوش���ائج اليت تربطهم‬ ‫به���ذا الفن���ان اإلنس���ان ‪ .‬وق���د أمجعت الش���هادات‬ ‫املقدم���ة عل���ى القيمة الفني���ة للفن���ان الراحل و‬ ‫إنسانيته و نبل أخالقه و متيز مشروعه الشكيلي‬ ‫ووفائه هلذا الفن الرفيع حتى آخر رمق يف حياته‬ ‫‪.‬قدم الش���هادات كل من الفنانني التش���كيليني ‪:‬‬ ‫حممد سويسي و ريم حممد جربيل ابنة شقيق‬ ‫الفنان الراحل و علي العباني وعبد اجلواد العبد‪.‬‬ ‫و أدار جلس���ة الش���هادات الفنان املسرحي حممد‬ ‫الصادق‪.‬‬ ‫سرية اللون و اإلبداع‬ ‫ول���د الفنان فرج س���عد جربيل مبدينة سوس���ة‬ ‫س���نة ‪ 1945‬م و تلق���ى تعليم���ه األساس���ي يف‬ ‫أرجائه���ا اجلميلة ‪.‬أحب الفن منذ نعومة أظفاره‬ ‫و ب���دا ذل���ك واضحاً عل���ى تعلقه مبادة الرس���م و‬ ‫متي���زه الذي لفت مدرس���يه إليه ‪.‬تعل���ق باأللوان‬ ‫و الفرش���اة و خ���اض مغام���رة الرس���م حت���ى‬ ‫قادت���ه موهبت���ه إىل أكادميية الفن���ون اجلميلة‬

‫(بوكر) تفتح أبوابها للرواية الليبية‬ ‫أعل���ن يوم الثالث���اء ‪ 23‬أبريل على هام���ش معرض أبوظيب‬ ‫الدولي للكتاب‪ ،‬عن نتائج الدورة السادس���ة للجائزة العاملية‬ ‫للرواي���ة العربي���ة (بوك���ر) ‪ ،2013‬وال�ت�ي فازت به���ا رواية‬ ‫(ساق البامبو) للروائي الكوييت سعد السنعوسي‪.‬‬ ‫ووجهت منس���قة جائزة البوك���ر للرواية العربية الس���يدة‬ ‫ّ‬ ‫فل���ور مونتان���ارو‪ ،‬دع���وة إىل الروائي�ي�ن الليبي�ي�ن للتق���دم‬ ‫لرتش���يحات اجلائ���زة للع���ام اجل���اري ‪ ،2013‬ج���اء ذلك يف‬ ‫حدي���ث هلا م���ع وزير الثقافة الس���يد احلبي���ب األمني‪ ،‬كما‬ ‫أعربت ع���ن ترحيبها باملش���اركة الليبية وقال���ت‪" :‬أن الباب‬ ‫مازال مفتوحا الستقبال كتبهم حتى شهر يوليو القادم"‪.‬‬ ‫كما أب���دت (مونتانارو) رغبتها يف دعم التعاون مع املثقفني‬ ‫الليبي�ي�ن وااللتقاء به���م وبنتاجاتهم اإلبداعي���ة بعد حترير‬ ‫الورق واحلرب‪.‬‬ ‫جائ���زة بوكر من أهم اجلوائ���ز األدبية املرموق���ة يف العامل‬ ‫العربي‪ ،‬وتهدف إىل مكافأة التم ّيز يف األدب العربي املعاصر‪،‬‬ ‫ورفع مس���توى اإلقبال على قراءة هذا األدب عاملياً من خالل‬ ‫ترمجة الروايات الفائزة واليت وصلت إىل القائمة القصرية‬ ‫إىل لغات رئيسية أخرى ونشرها‪.‬‬

‫بفلورنس���ا بإيطالي���ا س���نة ‪1975‬م‪ .‬ش���ارك يف‬ ‫تأس���يس نادي الرس���امني بطرابل���س و هو عضو‬ ‫ب���ه منذ س���نة ‪1976‬م‪.‬و هو أيضاً عضو مؤس���س‬ ‫باملسرح احلديث بالبيضاء منذ عام ‪1981‬م و قد‬ ‫أس���س الفنان الراحل معرض “للجميع”للفنون‬ ‫التش���كيلية كذل���ك ت���رأس اجملم���ع الثق���ايف‬ ‫ش���حات‪.‬و يف جم���ال التعليم ق���ام بتدريس مادة‬ ‫التاري���خ الف���ن و الفن���ون التطبيقي���ة و مادت���ي‬ ‫التس���جيل و التوثيق باحلفري���ات النثرية بكلية‬ ‫اآلثار و الس���ياحة سوس���ة ‪1985‬م و ق���ام بإعداد‬ ‫منهج يف مادة التاريخ‪.‬‬ ‫ش���ارك الفنان الراحل يف عديد املهرجانات داخل‬ ‫ليبيا و خارجها ‪.‬‬ ‫أشرف ضمن كوكبة من التشكيليني الليبيني‬ ‫على ورش���ة رس���وم األطفال اليت نظمها اجمللس‬ ‫ضمن مش���اركته مطل���ع هذا الع���ام يف معرض‬ ‫القاهرة الدولي للكتاب‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫مراقب دولي يقول‪ 150 :‬ألف عدد أفراد الكتائب املسلحة يف ليبيا‬

‫ألن الليبيني يعارضون ّ‬ ‫يتحسس اجملتمع الدولي من دعم األمن‬ ‫التدخل اخلارجي‪ّ ،‬‬ ‫بتاريخ ‪ 24‬مايو ‪ 2013‬نش���رت صحيفة (إستعراض السياس���ات العامل ّية‪ )WPR‬األمريك ّية على‬ ‫موقعها األليكرتوني‪ ،‬احلديث التالي الذي أجرته مع (ويليام لورنس) مدير برنامج مشال أفريقيا‬ ‫مؤسسة (جمموعة األزمات الدول ّية) يف مقابلة عرب الربيد اإللكرتوني‪ ،‬أوضح فيه األرض ّية اليت‬ ‫يف ّ‬ ‫تق���ف عليها اجلماعات املس���لحة يف ليبيا والدور الدولي يف إصالح قط���اع األمن‪ .‬وقدّمت للحديث‬ ‫بالقول‪:‬‬ ‫ويليام لورانس‬ ‫“ش���هدت مدينة بنغازي الليبية سلس���لة من‬ ‫التفج�ي�رات يف وق���ت مبك���ر من هذا الش���هر‪.‬‬ ‫ولتس���ليط الضوء عل���ى التحدي���ات األمنية‬ ‫الداخلي���ة املتبقي���ة يف ليبي���ا بع���د عامني من‬ ‫عمر‬ ‫سقوط الدكتاتور معمر القذايف الذي ّ‬ ‫طويال يف احلكم‪ ،‬فيما يلي األس���ئلة وأجوبة‬ ‫ّ‬ ‫"املطلع العاملي" ويليام لورانس عليها‪:‬‬ ‫اجمللة ‪ :‬ما هي اجملموعات املسلحة الرئيسية‬ ‫اليت تعمل حاليا يف ليبيا‪ ،‬وما هي أهدافها؟‬ ‫ولي���ام لوران���س‪ :‬وفق���ا مل���ا أوردت���ه الدراس���ة‬ ‫اإلستقصائية لألسلحة الصغرية ويف تقرير‬ ‫جمموعة األزمات الدولية املعنون "احملافظة‬ ‫على وحدة ليبيا" و تقريرها اآلخر‪" :‬نقف معا‬ ‫منقسمني"‪ ،‬هناك أربعة أنواع من اجلماعات‬ ‫املس���لحة تنتظ���م أكث���ر م���ن ‪150،000‬‬ ‫لي�ب�ي هي‪ :‬كتائب ثوري���ة‪ --‬كتائب ما بعد‬ ‫الثورة‪ --‬كتائب غري منظمة‪ --‬وامليليشيات‪.‬‬ ‫وحنو ‪ 75‬يف املئة من هؤالء املقاتلني ينتمون‬ ‫إىل املئ���ات م���ن األلوية الثوري���ة اليت حاربت‬ ‫يف الث���ورة وه���ي منظم���ة للدف���اع عنه���ا‪.‬‬

‫وأقواه���ا ه���ي الكتائب املصراتي���ة والزنتانية‪،‬‬ ‫واليت تعمل كمس���اندة للحكوم���ة ومازالت‬ ‫حتتجز س���يف اإلسالم القذايف‪ ،‬جنل الراحل‬ ‫معم���ر الق���ذايف‪ .‬رمبا ‪ 15‬يف املئ���ة أخرى من‬ ‫املقاتل�ي�ن الليبييني املس���لحني منخرطون يف‬ ‫كتائ���ب م���ا بع���د الث���ورة اليت مت�ل�أ فجوات‬ ‫خّلفه���ا انهي���ار النظام‪ ،‬وال�ت�ي حتمي ملصاحل‬ ‫احمللي���ة‪ ،‬مب���ا فيها املناط���ق املوالي���ة للقذايف‪.‬‬ ‫يض���اف إليها‪ ،‬ورمبا ‪ 5‬يف املئة من مس���لحني‬ ‫ليبي�ي�ن يف كتائ���ب غ�ي�ر منظم���ة انفصلت‬ ‫ع���ن اجملال���س العس���كرية احمللي���ة‪ ،‬وبع���ض‬ ‫هذه اجلماع���ات متهمة بارت���كاب انتهاكات‬ ‫حلق���وق اإلنس���ان‪ .‬وم���ا تبقى وه���و ‪ 5‬يف املئة‬ ‫م���ن الليبيني املس���لحني‪ ،‬هم يف "امليليش���يات"‬ ‫املتورطة يف اجلرمية واإلرهاب‪.‬‬ ‫بالطب���ع هن���اك اجلماع���ات ال�ت�ي تتح���دى‬ ‫التصني���ف‪ .‬فأنص���ار الش���ريعة م���ن بنغازي‪،‬‬ ‫على س���بيل املثال‪ ،‬هم لواء ث���وري عاد مؤخرا‬ ‫للدف���اع ع���ن املبان���ي العام���ة ح���ول بنغ���ازي‪،‬‬ ‫ولك���ن أعضاء معارضني م���ن داخلها انفصلوا‬

‫لك���ي يهامجوا القنصلية االمريكية يف ش���هر‬ ‫سبتمرب ‪ ،2012‬ما تس ّبب يف هروب اجملموعة‬ ‫اىل خ���ارج بنغ���ازي منذ ش���هور عديدة‪ .‬وتلك‬ ‫اجملموع���ة املعقدة غالبا م���ا يتم اخللط بينها‬ ‫وبني أنصار الش���ريعة يف درن���ة اليت يديرها‬ ‫قمو‪،‬‬ ‫معتق���ل غوانتانامو الس���ابق س���فيان بن ّ‬ ‫واليت هلا موقف صامد مستقل وسلفي‪.‬‬ ‫اجملّل���ة‪ :‬إىل أي م���دى تس���تخدم امليليش���يات‬ ‫العنف للتأثري يف السياسات ؟‬ ‫لوران���س‪ :‬لي���س كث�ي�را‪ ،‬لكنه���ا تس���تخدم‬ ‫التهديد بالعن���ف‪ .‬ومعظم أعمال العنف اليت‬ ‫وقعت من���ذ الث���ورة كانت صراع���ا طائفيا‪..‬‬ ‫وم���ع ذل���ك‪ ،‬ف���إن التهدي���د بالعن���ف يفس���د‬ ‫السياس���ة الليبية‪ .‬فقانون "العزل السياس���ي"‬ ‫ال���ذي مين���ع أع���دادا كب�ي�رة من املس���ؤولني‬ ‫م���ن العمل يف احلكومة احلالي���ة على الرغم‬ ‫م���ن حمدودية امل���وارد البش���رية يف ليبيا‪ ،‬قد‬ ‫ج���رى متري���ره حت���ت التهدي���د باس���تعمال‬ ‫العنف‪ .‬واجلماعات املسلحة حاصرت وزارات‬ ‫رئيس ّية‪ ،‬كما وزعت رس���ائل مهددة بالقتل‬

‫يف برملان ليبيا‪.‬‬ ‫اجملل���ة‪ :‬ما هو العمل األكث���ر إحلاحا للقيام‬ ‫ب���ه من قبل اجله���ات احمللي���ة والدولية بغية‬ ‫حتسني الوضع األمين يف ليبيا؟‬ ‫لورانس‪ :‬كل شيء تقريبا‪ .‬إذ سوف يستغرق‬ ‫األمر ‪ 10‬س���نوات عل���ى األقل لبن���اء اجليش‬ ‫اللي�ب�ي والش���رطة م���ن حالتهم���ا احملتضرة‬ ‫احلالي���ة‪ .‬وم���ن املفه���وم أن أكث���ر الرتكيز‬ ‫ينص���ب على احلدود الليبي���ة‪ .‬وحتقيقا هلذه‬ ‫ّ‬ ‫الغاية حتاول ليبيا اغالق حدودها اجلنوبية‪،‬‬ ‫وقد وقع���ت اتفاقيات مهم���ة ملراقبة احلدود‪.‬‬ ‫ونش���ر االحت���اد األوروب���ي مؤخ���را املدرب�ي�ن‬ ‫للمس���اعدة يف الس���يطرة على احلدود‪ .‬ولكن‬ ‫ال ي���زال هناك الكثري الذي يتع�ي�ن القيام به‪.‬‬ ‫ف���إذا ما تده���ور الوضع‪ ،‬قد يضط���ر اجملتمع‬ ‫الدول���ي إىل التفك�ي�ر يف دعم األم���ن بأكثر‬ ‫ق���وة‪ ،‬ولك���ن هذا جي���ب أن يت���م التعامل معه‬ ‫باستخدام حساسية كبرية‪ ،‬طاملا ظل الكثري‬ ‫ّ‬ ‫االتدخل اخلارجي‪.‬‬ ‫من الليبيني يعارضون‬ ‫ترمجة‪ :‬م ‪ .‬ش‪.‬‬

‫انطالق محلة (حترق شجرة نغرس عشرة) يف مسالتة‬ ‫[ خاص‪ /‬موقع وزارة الثقافة ]‪-‬‬ ‫انطلقت صباح اليوم اجلمعة ‪ 31‬مايو ‪،2013‬‬ ‫محلة تش���جري واسعة مبدينة مسالتة حتت‬ ‫شعار (حترق ش���جرة‪ ،‬نغرس عشرة)‪ ،‬بدعم‬ ‫ورعاي���ة من وزارة الثقاف���ة واجملتمع املدني‪،‬‬ ‫وبالتعاون مع اجمللس احمللي مبسالتة‪.‬‬ ‫اس���تهدفت احلمل���ة حممي���ة الش���عافيني‬ ‫الطبيعي���ة‪ ،‬وال�ت�ي كان���ت ق���د تعرض���ت‬ ‫حلريق أتلف مس���احات واس���عة م���ن الغطاء‬ ‫النبات���ي‪ ،‬وأض���رارا أخ���رى بيئي���ة‪ .‬وحض���ر‬ ‫انطالق احلملة وزير الثقافة السيد احلبيب‬ ‫األمني‪ ،‬وعض���و املؤمتر الوطين العام الس���يد‬ ‫محي���د معم���ر الروميى‪ ،‬وعدد م���ن موظفي‬ ‫وزارة الثقاف���ة‪ ،‬وأعض���اء اجملل���س احملل���ي‬ ‫باملدينة‪ ،‬ومؤسس���ات اجملتم���ع املدني‪ ،‬وفرق‬ ‫م���ن الكش���افة مبس�ل�اتة واخلم���س‪ ،‬وجهاز‬ ‫محاي���ة البيئ���ة‪ ،‬ومتطوع�ي�ن م���ن الس���كان‪،‬‬ ‫وقام املشاركون بزراعة فسائل متنوعة من‬ ‫أشجار الزيتون‪ ،‬وأش���جار الغابات واألشجار‬

‫املثمرة‪.‬‬ ‫هذا وقد اس���تنكر (األم�ي�ن) العمل اإلجرامي‬ ‫ال���ذي تعرض���ت له كال م���ن غاب���ات اجلبل‬ ‫األخض���ر‪ ،‬واحملمي���ة الطبيعي���ة مبدين���ة‬ ‫مس�ل�اتة‪ ،‬م���ن حرائق تعترب تهديدا مباش���را‬ ‫للحي���اة الطبيعية‪ ،‬وللتوازن البيئي‪ ،‬وقال يف‬ ‫تصريح له حبس���ب وكالة أنب���اء ليبيا "جئنا‬ ‫إىل مس�ل�اتة لالط�ل�اع عل���ى ما ه���و موجود‬ ‫ومتابعة احلرائق اليت نشبت يف هذه احملمية‬ ‫عل���ى أيدي حفنة م���ن اجملرمني واخلارجني‬ ‫ع���ن القانون األمر الذي يع���د تهديدا للغطاء‬ ‫النبات���ي والث���روات الطبيعية ال�ت�ي تزخر بها‬ ‫بالدنا " وناشد يف تصرحيه كافة املسؤولني‬ ‫باملدينة و خارجه���ا للوقوف صفا واحدا ضد‬ ‫العابثني والذي���ن يريدون أن يرجعوا بعجلة‬ ‫البالد إىل الوراء ليتسنى هلم النهب والسرقة‬ ‫دون رقيب أو حسيب"‪.‬‬ ‫يذك���ر أن حريق���ا هائال كان ق���د اندلع يف‬ ‫حممي���ة الش���عافيني مبس�ل�اتة يوم الس���بت‬

‫‪ 25‬ماي���و املنص���رم‪ ،‬وكان قد أت���ي على ما‬ ‫يق���ارب من ‪ 120‬هكتارا م���ن الغطاء النباتي‪،‬‬

‫يف احملمي���ة الطبيعية واليت تعترب من أمجل‬ ‫احملميات الطبيعية يف الشمال األفريقي‪.‬‬ ‫صورة من حرائق اجلبل االخضر‬


‫‪07‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫‪‎‬اإلعالم يف ليبيا‬

‫بني تابوهات اجملتمع واملهنية وغياب املتلقي‬ ‫بعد عامني من ما قد نس���ميه اإلعالم اخلاص يستوجب السؤال‪ ،‬هل استطاع هذا‬ ‫اإلع�ل�ام االحتفاظ باس���تقالليته‪ ...‬أن يك���ون له صوته اخلاص؟ هل اس���تطاع ان‬ ‫يكون خمتلفا يف إنتاجه؟ هل هناك منافسة بينه وبني اإلعالم الرمسي؟‬ ‫خلود الفالح‬ ‫يق���ول عم���اد الع�ل�ام_ رئي���س حتري���ر جريدة‬ ‫ليبي���ا االخباري���ة‪" :‬أعتق���د ان اإلع�ل�ام اخلاص‬ ‫ال���ذي مل يك���ن ل���ه وج���ود باملفه���وم احلقيق���ي‬ ‫للكلمة قبل ثورة الس���ابع عش���ر م���ن فرباير قد‬ ‫أعل���ن عن نفس���ه بوضوح خ�ل�ال ه���ذه املرحلة‬ ‫االنتقالي���ة على األقل! وألول م���رة وبعد أربعة‬ ‫عق���ود وني���ف جي���د الق���ارئ اللييب نفس���ه أمام‬ ‫إع�ل�ام م���ن نوع جدي���د مل يألفه م���ن قبل حيث‬ ‫ظل لس���نوات طويل���ة رهني ما يتدف���ق إليه من‬ ‫جان���ب واحد فق���ط !! والن هذا املش���هد اجلديد‬ ‫ال���ذي بدأ يتش���كل بعد هذا الزل���زال الذي أطاح‬ ‫بأعت���ى دكتاتورية قبضت على أنفاس اإلعالم‬ ‫مثلم���ا أحكم���ت قبضته���ا عل���ى باق���ي مفاص���ل‬ ‫احلياة يف البالد استهوى حمرتيف مهنة اإلعالم‬ ‫وس���واهم من اهلواة فرأينا صحفا وقنوات راديو‬ ‫وتلفزي���ون خاصة فاق عدده���ا املتوقع ومن هنا‬ ‫بدأت الفوارق املهنية بني ماقدمته هذه الوسائل‬ ‫اإلعالمي���ة اخلاص���ة ف���كل وس���يلة إعالمي���ة‬ ‫خاصة حاولت ان ترس���م ش���خصيتها املس���تقلة‬ ‫وفق سياستها اليت رمسها هلا ممولوها فبعضها‬ ‫جنح إىل حد كبري والبعض األخر فشل بسبب‬ ‫افتق���ار اخل�ب�رة والتجرب���ة الالزم���ة‪ ..‬واملتلقي‬ ‫يس���تطيع ان يالحظ ذلك بوض���وح خاصة وان‬ ‫ه���ذه املرحل���ة االنتقالي���ة ق���د صاحبه���ا تقييم‬ ‫كب�ي�ر ألداء اإلعالم اللييب اخلاص والعام على‬ ‫حد س���واء كنوع م���ن احلرية وممارس���ة النقد‬ ‫الذي كان غري مسموح به يف السابق"‪.‬‬ ‫وأوض���ح اإلذاع���ي عم���اد ق���دارة ان���ه ال ميكنن���ا‬ ‫تس���مية املوجود عل���ى الس���احة االعالمية اليوم‬ ‫إع�ل�ام‪ ،‬مضيفا‪" :‬بصراحة تغي���ب عنه احلرفية‬ ‫ومبتابع���ة مع���دي ومقدمي الربام���ج واإلخراج‬ ‫س���نجد طريق���ة واح���دة يف العم���ل وبالتالي ال‬ ‫ميك���ن ان تقتين قن���اة معينة ملتابعته���ا"‪ .‬واعترب‬ ‫ق���دارة أن كلمة "إعالم خ���اص" يعين أن هناك‬ ‫رأس م���ال توف���ره الربامج املعروفة واملش���هورة‬ ‫الت���ى جت���ذب املعلن ولكن من وجه���ة نظري ان‬ ‫هذه القن���وات ميتلكها أناس ميتلكون رأس املال‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫مهنية مفقودة‬ ‫أم���ا فيما يتعلق بالفوارق ب�ي�ن اإلعالم اخلاص‬ ‫وإع�ل�ام الدول���ة فق���ال الع�ل�ام "أرى من خالل‬ ‫معايشيت للمشهد اإلعالمي اليومي أن اإلعالم‬ ‫املرئي اخل���اص قد تف���وق بالفعل عل���ى نظريه‬ ‫العام وخبطوات واس���عة ورمب���ا يرجع ذلك إىل‬ ‫الوض���ع الراهن الذي تعاني���ه القنوات الرمسية‬ ‫من مش���اكل ال حص���ر هلا إداريا وفني���ا ومهنيا‬ ‫فهذه القنوات مل تعرف االس���تقرار بعد بس���بب‬ ‫الوض���ع األم�ن�ي املتدهور وس���يطرة جمموعات‬ ‫مس���لحة عل���ى مقاره���ا واقتحامه���ا واالعت���داء‬ ‫عل���ى العامل�ي�ن به���ا يف أكثر من م���رة باملقابل‬

‫مؤقت لتسيري املرحلة وترتيب البيت اإلعالمي‬ ‫بش���كل أكثر جدية ومهنية‪ ،‬فتم تعيني الكاتب‬ ‫يوسف الش���ريف ألداء هذه املهمة والذي أوضح‬ ‫يف ع���دة لقاءات صحفي���ة‪ ،‬أن وزارت���ه لن تكون‬ ‫سيفا مس���لطا على الكلمة احلرة يف ليبيا‪ ،‬وأنها‬ ‫س���تقف دائما إىل جانب حري���ة اإلعالم وحرية‬ ‫التعبري عن الكلمة‪ ،‬وأضاف الشريف‪" :‬املخاوف‬ ‫م���ن وج���ود وزارة لإلع�ل�ام كان���ت منطقي���ة‬ ‫ومش���روعة بس���بب جترب���ة ليبيا الس���لبية مع‬ ‫وزارات اإلعالم يف النظام الس���ابق واليت أضرت‬ ‫بال���كل وخاص���ة العامل�ي�ن يف القط���اع"‪ ،‬وأكد‬ ‫الش���ريف على ضرورة إزالة أي خماوف تنتاب‬ ‫البع���ض‪ ،‬الفت���اً إىل أن م���ن ب�ي�ن مهام ال���وزارة‬ ‫األساس���ية حماولة تنظيم العش���وائية واحلالة‬ ‫اليت يعيشها قطاع اإلعالم حاليا‪.‬‬ ‫جنح اإلعالم املرئي اخلاص يف الظهور بالشكل‬ ‫الالئ���ق والتواص���ل مع املش���اهد معتمدا يف ذلك‬ ‫عل���ى اإلدارة اخلاص���ة واالس���تقرار اإلداري‬ ‫والتموي���ل اخلاص ورغم بع���ض العيوب املهنية‬ ‫إال ان���ه األفض���ل بدون من���ازع ‪ ..‬وعل���ى اجلانب‬ ‫األخر وفيما خي���ص الصحافة فاحلال خيتلف‬ ‫إىل ح���د ما فمع وجود صحف خاصة مس���تقلة‬ ‫جنح���ت وبرهن���ت كفاءته���ا وقدرته���ا املهني���ة‬ ‫برزت على الس���احة الصحفي���ة صحف خاصة‬ ‫فق�ي�رة احملت���وى ضعيف���ة مهني���ا مل ترت���ق إىل‬ ‫املس���توى الذي يؤهلها أن حتض���ى بثقة القارئ‬ ‫وباملقاب���ل كان أداء الصح���ف الرمسي���ة ال�ت�ي‬ ‫تتب���ع الدولة مرضيا اىل حد ما واس���تطاعت أن‬ ‫تثب���ت وجوده���ا وتفرض نفس���ها على الس���احة‬ ‫بعك���س القن���وات التلفزيوني���ة الرمسي���ة ال�ت�ي‬ ‫فش���لت يف ذلك ورمبا الصحف الرمسية أكثر‬ ‫حظ���ا كونه���ا ش���قت طريقه���ا بأقل مش���اكل‬ ‫وصراعات"‪.‬‬ ‫ويرى قدارة أن اإلعالم اخلاص ظاهرة جديدة‬ ‫يف ليبي���ا بالتالي أصب���ح موضة متوقع���ا إقفال‬ ‫العدي���د من القن���وات قريبا وإفالس���ها‪ .‬واملتوقع‬ ‫أن تس���عى هذه القن���وات وراء الس���بق الصحفي‬ ‫احلقيق���ي ولك���ن تفاجأ بأنها تب���ث يف اكاذيب‬ ‫وتسعى اىل الفرقة حسب وجهة نظر قدارة‪.‬‬ ‫الفكر الواحد‬ ‫حتدث���ت اإلذاع���ي أمح���د النايلي ع���ن جتربته‬ ‫بقناة ليبيا احلرة حيث قال‪":‬لقد قدمت ساعات‬ ‫تلفزيونية كثرية بعد فرباير حيث كان لدي‬ ‫يف بداية الثورة برنامج يومي بعنوان "مخس���ون‬ ‫دقيقة" ثم قدمت الحقا "بني قوسني" و"ذاكرة‬ ‫وطن"‪ .‬مل يكن هن���اك اي تأثريات للممول جتاه‬ ‫الرس���الة االعالمية اليت اقدمها س���واء يف راديو‬ ‫بنغازي أو تلفزيون ليبيا احلرة بل هناك اصرار‬ ‫من قن���اة ليبيا احلرة على احليادي���ة وان القناة‬

‫دائم���ا ختتارني للتغطي���ات اإلعالمي���ة نتيجة‬ ‫الني ال أمحل أية توجهات سياسية أو جهوية‪.‬‬ ‫ويضي���ف النايل���ي أن املش���كلة ال�ت�ي اتضح���ت‬ ‫تواجهه���م اآلن التابوه���ات اجملتمعي���ة البعي���دة‬ ‫عن املمول مبعنى اإلعالمي ال يس���تطيع انتقاد‬ ‫مجاعة دينية معينة أو كتيبة معينة أوغريها‬ ‫من القوى املس���يطرة اليوم ألنه يفتقد احلماية‬ ‫يف غياب الدولة‪.‬‬ ‫وأوضح النايلي" ال يوجد ما يسمى بتأثري املمول‬ ‫للوس���يلة االعالمية على سري خطة العمل إمنا‬ ‫التأثري الفعلي هو من خارج الوسيلة االعالمية‬ ‫أي م���ن طبيع���ة اجملتمع ال�ت�ي ال حتتمل اآلخر‬ ‫وجتي���د لغة التخوي���ن واإلقص���اء ويف ظل هذه‬ ‫الظروف الصعبة يصعب قيام إعالم مهين"‪.‬‬ ‫يف ظ���ل الفوضى اليت يعاني منها اإلعالم املرئي‬ ‫واملكت���وب طالب���ت أص���وات يف اجملتم���ع اللي�ب�ي‬ ‫بض���رورة إنش���اء وزارة لإلع�ل�ام تعم���ل بش���كل‬

‫عماد العالم_‬

‫أمحد النايلي‬

‫عماد قدارة‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫مدير مكتب اخلدمات الصحية مبدينة الكفرة إمساعيل حممد السنوسي ‪:‬‬

‫( مركز أبن سينا ) متوقف عن العمل منذ اكثر من أثنى عشر سنة‬ ‫لدخوله يف مشروع صيانة وتراكمت مشاكله بسبب الفساد اإلداري‬ ‫نداءات الناس بالرعاية واالهتمام والتحس�ي�ن عادة ما تطال أوال جمالي الصحة والتعليم ك ُبنية أساس���ية‬ ‫‪ ،‬حي���ث يش���عر املواطن أنه عانى االمرين يف س���بيل أجيال حتظى مبس���توى تعليمي جي���د وكذلك صحة‬ ‫تع�ي�ن على خلق أجيال قوية تتمكن من بناء بلدها وليس���ت عرضة لألمراض واالزمات كما تش�ي�ر الكثري‬ ‫من املش���اهد الصحية على مس���توى البالد ‪ ،‬يف الكفرة بدأت مالمح اعتناء باجملال الصحي كانت ش���هادات‬ ‫املواطن�ي�ن م���ن تتحدث عن ذلك رغم الظروف اليت مرت بها املدينة منذ انطالق ش���رارة الثورة بها إختارت‬ ‫ميادي���ن أإن تق���ارب الصورة من خالل إجراء حوار مع الس���يد ‪ /‬إمساعيل السنوس���ى العيضة مدير مكتب‬ ‫اخلدم���ات الصحي���ة مبدينة الكف���رة إمساعيل حممد السنوس���ي‪ ،‬احلامل لدبلوم صحي (خمتربات) س���نة‬ ‫‪ 1992‬وبكالوري���وس صحة عامة س���نة ‪2000‬م ش���غال موقع مدير املركز الوط�ن�ي ملكافحة األمراض‬ ‫السارية منذ العام ‪2006‬م‪ /‬ومدير مكتب اخلدمات الصحية باملدينة منذ شهر مارس ‪2013‬م‬ ‫الكفرة ‪ :‬ميادين ‪ /‬سناء الزوي ‪.‬‬ ‫لوحظ منذ توليكم هذا املوقع حدوث حتسينات فى‬ ‫قط��اع الصحة باملدين��ة بعد ركوده لس��نوات عجاف‬ ‫أثن��اء العه��د الس��ابق نتمنــــ��ى ان نتع��رف عل��ى‬ ‫اخلط��وات اليت اختذمتوها من أجل خدمات صحية‬ ‫أفضل؟‬ ‫ يف البداي���ة أتق���دم لك���م جبزي���ل الش���كر‬‫ولصحيفتك���م أما فيما خيص قط���اع الصحة‬ ‫بالكف���رة فق���د مت تكليفي مبوج���ب إقرتاح من‬ ‫رئي���س اجمللس احملل���ي الكفرة وقرار الس���يدة‬ ‫وزيرة الصحـــــــــة السابقة الدكتورة فاطمة‬ ‫احلمروش وذلك خالل ش���هر مارس ‪ 2012‬م‬ ‫وقته���ا كــــان���ت الكفرة تنزف وتش���هد أحداثا‬ ‫دامي���ة ‪ ......‬واحلقيق���ة حن���ن إس���تلمنا قطاعآ‬ ‫مثق�ل�آ باملش���اكل ال�ت�ي فرضته���ا مجل���ة من‬ ‫الظ���روف تراكم���ت فخلف���ت واقع���آ متخلفآ‬ ‫لكن�ن�ي ال ازع���م بأننــي أملك عصآ س���حرية أو‬ ‫ق���درات خارقة فق���ط أدركت ب���أن ما ينقص‬ ‫القطاع هو ثــــــالثة أش���ياء ( اإلرادة – التنظيم‬ ‫واإلدارة – احلواف���ز ) ومن هنا كانت البداية‬ ‫فأن���ا على ثق���ة م���ن أن العنص���ر اللي�ب�ي قادر‬ ‫عل���ى اإلب���داع يف ش���تى اجمل���االت ش���رط توفر‬ ‫الظـــــروف املناس���بة له ومن بينها اإلحس���اس‬ ‫ب���ه ومنح���ه الثقة واحلواف���ز املادي���ة واملعنوية‬ ‫وحبمـ���د اهلل وتوفيق���ه بدأن���ا بتنظي���م اإلدارة‬ ‫ث���م انطلقن���ا اىل معاجل���ة مش���اكل القط���اع‬ ‫ولع���ل أبرزهـــ���ا املراف���ق الصحي���ة املتناثرة يف‬ ‫ربوع الكفرة وم���ن بينها مركز صحي خيدم‬ ‫اكث���ر مــن أربعة آالف نس���مة وه���و( مركز‬ ‫أبن س���ينا ) متوقف عن العم���ل منذ اكثر من‬ ‫أثنى عش���ر س���نة لدخول���ه يف مش���روع صيانة‬ ‫وتراكمت مش���اكله بس���بب الفس���اد اإلداري‬ ‫والبريوقراطي���ة املقيت���ة هلذا حرم س���كان هذا‬ ‫احلي من خدماته طوال هذه الفرتة لذا سعينا‬ ‫للدخول يف مفاوضات مع املقاول السابق وقمنا‬ ‫بإجراء صيانة س���ريعة جلزء منه وتزويــــــــــده‬ ‫باألجه���زة والعناصر الطبية املس���اعدة ودخل‬ ‫العمل خ�ل�ال ش���هر ماي���و ‪2012‬م ‪ ......‬وهكذا‬ ‫احل���ال مع بقية املراكز س���واء داخل املدينة او‬ ‫يف الضواح���ي حي���ث كنا نبحث عن مش���كلة‬ ‫كل مرف���ق عل���ى ح���ده وإجي���اد احلل���ول هلا‬ ‫وطبع���آ كل ذلك مبعية فري���ق مــن املوظفني‬

‫إمساعيل‬ ‫حممد السنوسي‬

‫‪‎‬برامج‬ ‫مكثفة‬ ‫للصحة‬ ‫املدرسية‬

‫الوطني�ي�ن واملخلص�ي�ن وبدع���م م���ن وزارة‬ ‫الصحة اليت أدركت أنه بالفعــــل هناك جهود‬ ‫حقيقي���ة تب���ذل يف املنطق���ة ويف زم���ن قصري‬ ‫أس���تطعنا تفعي���ل مجي���ع املراك���ز الصحي���ة‬ ‫وأصبح املواطن حيصل عل���ى اخلدمة الطبية‬ ‫فى مكان سكنه دون احلاجــة للجوء اىل وسط‬ ‫املدينة أى املستشفى الرئيسي ‪.‬‬ ‫ه��ل من املمكن ان تذكر لنا بعض��ا من األعمال التى‬ ‫قدمها مكـــــــتب اخلدمات الصحية وما مت إنشاؤه‬ ‫م��ن عيادات و أقس��ام جدي��دة و م��ا مت صيانته من‬ ‫مبانى قدمية ؟‬ ‫ فيم���ا خي���ص الصيانة حن���ن مل ندخر جهدآ‬‫يف صيان���ة أي مرف���ق مــــن مرافقن���ا الصحية‬ ‫والبال���غ عددها ‪ 15‬مرفق صح���ي منها ما بني‬ ‫صيانـة خفيفة او صيان���ة كاملة ومنها على‬ ‫س���بيل املث���ال عي���ادة احلريــــــــــــ���ة باهلواري ‪/‬‬ ‫وعيادة سليمان بومطاري ‪ /‬وعيادة أبن سينا ‪/‬‬

‫كـــــــذل���ك صيانة املخازن الطبية اليت كانت‬ ‫تعيش فيها الفئ���ران وال توجــــد بها دورة مياه‬ ‫واح���دة ‪ /‬باإلضاف���ة اىل الش���روع يف صيان���ة‬ ‫عمارات س���كــن األطب���اء‪ ......‬أما اإلنش���اء فأنتم‬ ‫تعرف���ون أن ذلك يتطلب الدخــــول يف تعاقدات‬ ‫كبرية وهذا يقتضي إجراءات طويلة و خاصة‬ ‫منها موافقــة الوزارة لكن رغم ذلك ومبجهود‬ ‫ذاتي شرعنا يف إنش���اء مقر كـــــبري داخل فناء‬ ‫عيادة اهلوارية رمبا نس���تغله مس���تقبآل ليكون‬ ‫مرك���ز للنس���ــاء والوالدة ومكافحة س���رطان‬ ‫الث���دي باإلضاف���ة اىل عي���ادة أطف���ال ‪ ...‬لك���ن‬ ‫العم���ل األه���م يف نظ���ري ه���و جتهي���ز مجيع‬ ‫املراف���ق الصحي���ة مبعامــل للتحالي���ل الطبية‬ ‫تقدي���را لظ���روف أهلن���ا يف الضواح���ي خاصة‬ ‫من كبـار الس���ن فليس م���ن املقبول أن يذهب‬ ‫رج���ل مس���ن أو ام���رأة كل صبــــ���اح إلج���راء‬ ‫حتليل الس���كرى مث�ل�آ يف العي���ادة اجملمعة او‬

‫املستشفـــــــــى وبالقرب منه مركز صحي ‪.‬‬ ‫م��اذا عن املش��روع الذي مت اجن��ازه ‪ :‬مرك��ز العالج‬ ‫الطبيع��ي فى املدينة و ال��ذى يعترب األحدث و األول‬ ‫من نوعه فى اجلنوب الليبى و الذى أفتتح فى ش��هر‬ ‫‪ 9‬من عام ‪ 2012‬ميالدى حبضور وزيرة الصحة‬ ‫السابقة فاطمة احلمروش ؟‬ ‫ لألمان���ة حنن حنظى بدعم م���ادي ومعنوي‬‫م���ن اجمللس احملل���ي باملدينـــــ���ة وحني طرحنا‬ ‫فكرة إنش���اء مركز للع�ل�اج الطبيعي وجدت‬ ‫الفك���رة ترحيب���آ م���ن الس���يد رئي���س اجمللس‬ ‫احملل���ي املستش���ار حممد بوس���دينة خاصة يف‬ ‫ظــــــــل األحداث املؤس���فة التى مرت بها املدينة‬ ‫و خلف���ت ورائه���ا العش���ـــــــرات م���ن املعاق�ي�ن‬ ‫الذي���ن حيتاج���ون إىل إرتي���اد مرك���ز للعالج‬ ‫الطبيع���ي ورمبا ال يعـــــل���م الكثري من الليبيني‬ ‫أن املواطن يف الكفرة يدفع فاتورة باهظة جدآ‬ ‫خــــــالل الس���فر جوآ أو برآ فنح���ن ندفع أغلى‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫‪09‬‬

‫حنن حنظى بدعم مادي ومعنوي من اجمللس احمللي باملدينـــــة‬ ‫وحني طرحنا فكرة إنش��اء مركز للع�لاج الطبيعي وجدت‬ ‫الفكرة ترحيبآ من رئيس اجمللس احمللي خاصة خلفت ورائها‬ ‫العشـــــــرات من املعاقني‪.‬‬ ‫تذاكر للسفر وإذا تطلب املعاق مــــــــنا البقاء يف‬ ‫بنغازي مث�ل�ا عليه ان يدفع فات���ورة الفندق له‬ ‫وللمرافق والبقاء ف�ت�رة طويلة كل ذلك جعل‬ ‫حمور إهتمامنا إجياد ح���ل هلؤالء وغريهم من‬ ‫احملتاج�ي�ن للتأهي���ل والع�ل�اج الطبيع���ي كما‬ ‫ه���و احلال م���ع األطفال ‪ .‬وفع�ل�ا خصصنا جزء‬ ‫من عي���ادة بومط���اري وقمنا بصيانت���ه وتوريد‬ ‫وتركي���ب األجه���زة الالزم���ة لــــه كم���ا قمنا‬ ‫بتدريب العناصر الطبية املساعدة اليت تعمل به‬ ‫وقد أصـــــــــرت الس���يدة وزيرة الصحة السابقة‬ ‫ش���خصيآ إلفتت���اح ه���ذا املرك���ز إدراكآ منه���ا‬ ‫ألهميته ‪ .......‬وبفض���ل اهلل و توفيقه أبلغنا عدد‬ ‫من جرحى الكفرة الذين كانوا يتلقون عالجآ‬ ‫طبيعيآ يف دول أخــــ���رى مثل األردن إن املعدات‬ ‫الطبية املتطورة املوجودة لدينا ال وجود هلا فى‬ ‫تلك الدول ‪.‬‬ ‫إس��تقدام أطب��اء زائرين م��ن دولة تونس الش��قيقة‬ ‫ملدينـــــ��ة الكف��رة خاص��ة وأن هذه الزي��ارات تعترب‬ ‫األوىل م��ن نوعه��ا عل��ى مس��تــوى منطق��ة اجلن��وب‬ ‫الش��رقى بالكامل هل واجهتكم مشقات إلمتام هذه‬ ‫املهمة ؟‬ ‫ كم���ا ذكرت س���ابقا حنن نض���ع يف اولوياتنا‬‫حالة املواطن البس���يط الذي يعي���ش هنـــــا على‬ ‫بع���د ‪1000‬كم من الس���احل وال���ذي ال ميكنه‬ ‫دفع تذاكر السفر الباهظة وتكالـــــيف اإلقامة‬ ‫لذا كان هدفنا منها هو مس���اعدة اهاىل املدينة‬ ‫بتوفري مش���قة الس���فر و مصاري���ف العالج فى‬ ‫اخلارج عليه���م لذلك حبثنا إمكانية اس���تقدام‬ ‫أطب���اء م���ن بنغ���ازي ومنحـــــــهم حواف���ز مادية‬ ‫مهم���ة لتش���جيعهم للحض���ور اىل الكف���رة‬ ‫وكذل���ك إس���تجالب أطـــــــــب���اء م���ن تون���س‬ ‫وبالفع���ل مت تنفي���ذ ه���ذه اخلطة ومت الكش���ف‬ ‫والعالج على آالف احلاالت وأعتقــــد أن الفكرة‬ ‫وج���دت ترحــــيب���آ كب�ي�رآ يف الش���ارع أم���ا أبرز‬ ‫املعوق���ات فه���ي ع���دم وجــــ���ود أجه���زة متطورة‬ ‫قد حيتاجه���ا الطبيب مثل الرنني املغناطيس���ي‬ ‫وبعض أجهزة التحـــليل الدقيقة ‪.‬‬

‫تعان��ى عي��ادات املدين��ة م��ن نق��ص ش��ديد يف بعض‬ ‫األجهزة وتعترب من أكرب املعضالت التى تواجهها تلك‬ ‫العيادات ما هي جهودكم كمكتب صحي مسؤول ؟‬ ‫ وضعنا خطة إس�ت�راتيجية تس���تهدف تفعيل‬‫العي���ادات بالضواح���ي وختفي���ف الع���بء عل���ى‬ ‫املستش���فى وتقض���ي اخلط���ة بتوف�ي�ر األجهزة‬ ‫التش���خيصية والعالجي���ة املمكن���ة بـــــــــه���ذه‬ ‫العيادات ويف هذا اإلطار على سبيل املثال وليس‬ ‫احلصر ‪ ....‬قمنا بتوريد جهــــــاز أش���عة للكش���ف‬ ‫عن الفك واألسنان ‪ /‬وعدد ‪ 10‬أجهزة لتحاليل‬ ‫الكيمياء للدم ‪ /‬وعدد ‪ 10‬أس���رة كشف نساء ‪/‬‬ ‫وعدد ‪ 8‬أس���رة كهربائية ‪ /‬وعدد ‪ 8‬كراس���ي‬ ‫أس���نان ‪ /‬وعـــــ���دد ‪ 10‬أجهزة تعقي���م ‪ /‬وعدد ‪4‬‬ ‫أجهزة دجييتال لتصوير الفك واألسنان‪ /‬وعدد‬ ‫‪ 1‬جهــــــــ���از لتحلي���ل اهلرمون���ات ‪ /‬باإلضاف���ة‬ ‫اىل أجه���زة تولي���د األكس���جني ‪/‬وجمموع���ة‬ ‫مولـــــــــدات كهربائية لتاليف مشاكل إنقطاع‬ ‫الكهرب���اء ‪ /‬وجمموع���ة أجه���زة رس���م القل���ب‪/‬‬ ‫وأجهـــــ���زة الكش���ف اإلعتيادي���ة كالس���ماعات‬ ‫وأجه���زة قياس الضغ���ط وغري ذل���ك وبالطبع‬ ‫ف���إن هــــ���ذه األجهزة ب���دون عناص���ر طبية لن‬ ‫تك���ون هل���ا قيم���ة لذل���ك مت توفري ع���دد كبري‬ ‫من األطبــ���اء من دولة كوريا ودولة الس���ودان‬ ‫الش���قيق حيث وجدن���ا عند إس���تالمنا عدد ‪14‬‬ ‫طــــــبي���ب متخصص ال غري ولك���ن اآلن بفضل‬ ‫اهلل اصبح لدينا ‪ 72‬طبيب اختصاصي ‪.‬‬ ‫م��اذا ع��ن دورك��م كمكت��ب جت��اه جرح��ى الث��ورة و‬ ‫جرحــــ��ى األح��داث األخ�يرة التى مرت به��ا مدينة‬ ‫الكفرة ؟‬ ‫ نعم جرحانا يس���تحقون كل اهتمام وتقدير‬‫والتقص�ي�ر يف حقهم ه���و تقصري يف حق الوطن‬ ‫إال أن مكت���ب اجلرح���ى مل يع���د تابع���ا لن���ا ب���ل‬ ‫يتبـــــــ���ع وزارة الش���هداء واجلرح���ى واملفقودين‬ ‫لكنن���ا مل نبخ���ل عليهم مبا حيتاجونه حس���ـــــب‬ ‫اإلمكاني���ات املتوفرة لدين���ا ‪ ..‬أما زيارات جرحى‬ ‫الكف���رة فقد ش���عرت إنه من واج�ب�ي أن أكون‬ ‫جبانبه���م س���واء قب���ل الس���فر أو وه���م باخلارج‬

‫وفع�ل�ا قمــــــت بزيارة اجلرح���ى وحتى املرضى‬ ‫يف تركيا وتونس ‪ .....‬كم���ا إنتــــــــهزت فرصة‬ ‫حضوري وفق دعوة من شركة طبية باليونان‬ ‫وزرت بعض املرضى واجلرحى هناك ‪.‬‬ ‫يف الفرتة املاضية أعتصم عدد من الش��باب بالكفرة‬ ‫مطالبني بتغيري مجيع منسقي القطاعات باستثناء‬ ‫منس��ق قطاع الصحة يف رأيكم مل��اذا مل يطلكم طلب‬ ‫التغيري ؟!‬ ‫ أن���ا لس���ت يف موق���ع يؤهل�ن�ي ألن أطع���ن يف‬‫مصداقي���ة أي منس���ق أو مدي���ر فل���كل قط���اع‬ ‫ظروف���ه اخلاص���ة لك���ن م���ا أعرف���ه أن الن���اس‬ ‫يف كل م���كان تبح���ث عمن يقدم هل���ا اخلدمة‬ ‫وحي���ل مش���اكلها والكف���رة من امل���دن اليت هلا‬ ‫خصوصيـــــات كثرية نتيجة حقائق جغرافية‬ ‫وتارخيي���ة لذلك ينقصها الكث�ي�ر ‪ ..‬حنن فــــــــي‬ ‫قط���اع الصحة لدين���ا إرادة وإص���رار ورغبة يف‬ ‫تقدي���م ش���ئ وال ننكــــــــــر أن الظ���روف كانت‬ ‫معن���ا فعلى س���بيل املث���ال عندما تك���ون الوزارة‬ ‫داعما لك وعلى اتصال دائم بك الش���ك أن ذلك‬ ‫يدفعك للعمل حبماس وهذا جــــزء من أس���باب‬ ‫جناحن���ا إن كنا كم���ا يرى الناس ق���د حققنا‬ ‫جناحات تذكر ‪.‬‬ ‫م��ا ه��ى برأيك��م الصعوب��ات الت��ى يواجهه��ا قط��اع‬ ‫الصحة فى الوقت احلاىل فـــى ظل مامتر به املدينة‬ ‫من ظروف أمني��ة متدهورة وطريان متذبذب وطريق‬ ‫بــــري متهالك ؟‬ ‫ مش���كلة اجملال الصحي ان���ك مهما تفعل فلن‬‫تس���تطيع تلبي���ة احتياج���ات كل الن���اس فلكل‬ ‫مري���ض تقريب���آ ع�ل�اج وطبي���ب خ���اص ورمبا‬ ‫أجهزة خاصة وامل���وارد البش���رية لدينـــــــا نادرة‬ ‫ج���دآ ومش���كلة الكفرة البع���د اجلغ���رايف لذلك‬ ‫جن���د صعوب���ة بالغ���ة يف اس���تقدام أطبـــ���اء من‬ ‫الس���احل خاصة يف ظل ضعف احلوافز املقدمة‬ ‫هل���م ‪ ..‬باإلضاف���ة اىل مش���كلة نق���ص األجهزة‬ ‫املتط���ورة للتش���خيص والع�ل�اج فمث�ل�آ عندما‬ ‫اس���تضفنا الطاق���م التونس���ي واجهتنا مش���كلة‬ ‫بع���ض األجه���زة اخلاص���ة بإج���راء ختطيط أو‬ ‫تصوي���ر متق���دم للمريض ‪ .‬لذلك ف���إن الكفرة‬ ‫وغريها م���ن مناطق اجلنوب حتت���اج اىل نظرة‬ ‫خاص���ة واهتمام خ���اص عبـــــــر دراس���ة متأنية‬ ‫واسرتاتيجية الحتياجات هذه املناطق وتلبيتها‬ ‫مبا يكفل راحة املواطن وصحته وجتنبه مشاق‬ ‫السفر وتكاليفه ‪.‬‬ ‫ه��ل للمدين��ة احتياج��ات خدمي��ة صحية تس��تلزم‬ ‫خماطبة الوزارة لتوفريها لتحسني االداء ؟‬

‫ال أخف���ي عليك���م إنن���ا نطم���ح إىل أن نقلل من‬ ‫س���فر مرضانا بأن نوفر هلــــــم مقتضيات الطب‬ ‫احلدي���ث هن���ا بإس���تثناء احل���االت املس���تعصية‬ ‫وباملناس���بة حنن ال نطمح ملس���تحيل وبإمكاننا‬ ‫حتقيق ذلك ومن هنا فإن تفكرينا يف املستقبــل‬ ‫القري���ب توري���د أجهزة متط���ورة مث���ل الرنني‬ ‫املغناطيس���ي والتعاقد م���ع أطبــــاء متخصصني‬ ‫‪ ...‬أما اهلدف األكرب لدينا هو إجناز املستش���فى‬ ‫اجلديد باملدينة واحلمد هلل عادت اآلن الشركة‬ ‫التونسية املنفذة واس���تأنفت العمل به ونعتقـــد‬ ‫ان اإلنتهاء منه قريب ج���دآ‪ ...‬باإلضافة إىل إننا‬ ‫نطمح لزيادة أجه���زة العالج الطبيعي اخلاصة‬ ‫باألطف���ال وطبعا تطوي���ر مراكزن���ا الصحية‬ ‫بالضواحـــــــي وتزويدها بكل ما يلزمها لتقديم‬ ‫كافة اخلدمة الطبية للمواطن الكريم ‪.‬‬ ‫ماه��ى الكلم��ة الت��ى حت��ب ان توجهه��ا اىل أه��اىل‬ ‫مدينتك الكفرة ؟‬ ‫ حنن ننطلق من رؤية وطنية خالصة ونعمل‬‫لوج���ه اهلل وخدمة للوطن وأهلن���ا ومـــن خيدم‬ ‫وطنه وأهله عليه أن ال ينتظر تكريم إال من اهلل‬ ‫س���بحانه وتعاىل ‪ ......‬لكن حنن أو ً‬ ‫ال وأخريا بشر‬ ‫واإلنس���ان حياول أن يفعل م���ا يرضى اآلخرين‬ ‫وحيصل على ثنائهم وحتى اهلل سبحانه وتعاىل‬ ‫حيب الشكر‪ ...‬وبفضل اهلل قامت السيدة وزيرة‬ ‫الصحــــ���ة الدكتورة احلم���روش بتكريم عدد‬ ‫م���ن العامل�ي�ن معه���ا بال���وزارة عن���د مغادرته���ا‬ ‫للـــ���وزارة وكان لي الش���رف أن أكون الوحيد‬ ‫من ب�ي�ن مدي���ري اخلدمات الصحي���ة باملناطق‬ ‫ال���ذي مت تكرمي���ه بالرغ���م من أن�ن�ي مل أمتكن‬ ‫من حضور احلفل لكن زاد ش���ريف ب���أن حضــــر‬ ‫احلف���ل ن���واب الكف���رة باملؤمتر الوط�ن�ي العام‪...‬‬ ‫كما قام السيد الدكتور‪ /‬نورالديـــــــن دغمان‬ ‫وزير الصحة اجلديد بتوجيه رس���الة ش���كر لي‬ ‫ش���خصيا وهذا ما يزيدني شرفا وحبآ للعمل‪،‬و‬ ‫أق���ول ألهل���ي يف الكفرة إنن���ا ن���درك معاناتكم‬ ‫ونش���عر بها ولن ندخر جه���دآ يف إنهائها أو على‬ ‫األق���ل التخفيف منها وأنكم تس���تحقون أكثر‬ ‫مما نفع���ل ألنكـــــم أهل اجل���ود والكرم واجلهاد‬ ‫والتضحيات وإننا مهما فعلنا ألجلكم سنكــــــون‬ ‫مقصرين ‪.‬‬ ‫ل���ك كل الش���كر و التقدير على إجي���ادك وقتاّ‬ ‫لن���ا إلمتام هذه املقابل���ة و نتمنـــــى لكم و لكافة‬ ‫منسقى املدينة املزيد من التقدم و النجاح ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫رؤية “الصادق النيهوم” للعالقات الليبية املصرية القدمية‬

‫الناجي احلربي‬

‫وأك��د ذلك يف مقابلة صحفية( ) أجرتها‬ ‫معه صحيفة األس��ب��وع الثقايف يف عددها‬ ‫ال��ص��ادر ي��وم ‪ /1‬أغسطس‪ 1978/‬حيث‬ ‫ق��ال (( ‪ ...‬يصف الكتاب األول من سلسلة‬ ‫تارخينا احلرب اليت دارت بني الليبيني وبني‬ ‫املصريني على أنها حرب بني دولتني‪ ..‬وهذا‬ ‫ح��دث يف القرن األول وال��ق��رن الثاني قبل‬ ‫امل��ي�لاد‪ ..‬على أس��اس أ ّن��ه��ا م��ع��ارك حربية‪..‬‬ ‫لكن يف حقيقة األم��ر‪ ،‬إن ه��ذه احل��رب هي‬ ‫نوع من الصراع بني ناس ميلكون املاء وناس‬ ‫ال مي��ل��ك��ون��ه‪ ..‬ومل ت��ك��ن احل���رب ب�ين ليبيا‬ ‫ومصر‪ ..‬أي بني دولة ودول��ة‪ ..‬بل هو صراع‬ ‫بني أول دول��ة قامت يف التاريخ يف مصر‪..‬‬ ‫دولة منظمة حمدودة حدودها وبني النظام‬ ‫القبلي الذي كان سائداً يف ليبيا آنذاك‪)) ...‬‬ ‫لكن التاريخ يخُ ربنا ّ‬ ‫أن الصراع مل يكن من‬ ‫أج��ل امل���اء كما أوض���ح "ال��ص��ادق النيهوم"‬ ‫يف جممل ط��رح أف��ك��اره عن ه��ذه احلقبة‪..‬‬ ‫بالرغم من أن مصادر هذه الفرتة عبارة عن‬ ‫أخبار تمُ ثل وجهة نظر املصريني وقد يكون‬ ‫َم ْن كتبوا تاريخ ليبيا اعتمدوا على ما تروى‬ ‫هلم من أخبار ال ختلوا من املبالغات( )‪ ..‬وألنه‬ ‫مل يُعثر حتى اآلن على خملفات أث��ر ّي��ة‬ ‫تتعلق بتاريخ ليبيا قبل قدوم اإلغريق فإننا‬ ‫سنعتمد على الشواهد األثرية ال�تي تشري‬ ‫إىل الليبيني القدماء‪.‬‬ ‫يذكر "الصادق النيهوم" بأن الصراع بني‬ ‫ال��ط��رف�ين ج��رى يف ال��ق��رن األول وال��ق��رن‬ ‫الثاني قبل امل��ي�لاد ( ) لكن أول إش���ارة إىل‬ ‫الصدام بني الليبيني واملصريني جن��ده قد‬ ‫ٌنقش على أحد وجهي مقبض عاجي لسكني‬ ‫ع��ث��ر ع��ل��ي��ه جب��ب��ل ال��ع��رك��ي جت���اه جنع‬ ‫مح��ادي بالصحراء الشرقية يعود تارخيه‬ ‫إىل األلف الرابع ق‪.‬م‪) ( .‬‬ ‫أم���ا يف م��ا يتعلق ب���ان ال���ص���راع ك���ان بني‬ ‫أن��اس ميلكون امل��اء وآخرين ال ميلكونه( ) ‪،‬‬ ‫فإن ج��داول الغنائم اليت ذكرها الفراعنة‬ ‫تدل مبا ال يدع جما ً‬ ‫ال للشك على أن أرض‬ ‫الليبيني كانت على قدر وافر من اخلريات‬ ‫ل��درج��ة أ ّن��ه��ا ال حت��ت��اج إىل اإلغ����ارة على‬ ‫أرض املصريني من أج��ل امل��اء‪ ..‬حيث كان‬ ‫ملوقع ليبيا اجلغرايف األثر البالغ يف تكييف‬ ‫تارخيها‪ ،‬فهي تتوسط مشال قارة أفريقيا‪،‬‬ ‫ومتتد على شواطئ البحر املتوسط حتى‬ ‫مسافة بعيدة يف ال��داخ��ل م��ا جعلها على‬

‫وإمنا ختضع آلراء الصادق النيهوم‬ ‫سوعة لعدم اعتمادها على مصادر‬ ‫لة تارخينا ال ترقى إىل مستوى املو‬ ‫خيية‪ ..‬ومن اخلطأ إهمال كمية‬ ‫سلس‬ ‫ون هذه السلسلة مرجعاً ذا قيمة تار‬ ‫صية‪ ..‬كما ا ّنه من اجملحف أن تك‬ ‫الشخ ّ‬ ‫يتعلق بتأثر منطقة مشال أفريقيا‬ ‫ها‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ردة‬ ‫املعلومات الوا‬ ‫التاريخ اللييب القديم خا ّصة فيم���ا‬ ‫ك���زت اهتمامات الباحثني لدراس���ة‬ ‫خيية وشبه التارخيية اليت مازال‬ ‫تر‬ ‫إىل بعض النقاط واحلقائق التار َّ‬ ‫ريها يف األمم القدمية دومنا االلتفات‬ ‫نة ‪ ،‬ومنها العالقات الليبية املصرية‬ ‫وتأث‬ ‫ريا ومقار‬ ‫مبهمة وحتتاج إىل تناوهلا حبثاً وتفك ً‬ ‫اليت تناوهلا الصادق النيهوم ضمن‬ ‫زال‬ ‫يكتنفها الغموض‪ ،‬وال ت‬ ‫أي الفرتة املقابلة للعصر الفرعوني‪،‬‬ ‫بيا‪،‬‬ ‫لي‬ ‫ىل‬ ‫إ‬ ‫التجاور ووصفه للحروب اليت دارت‬ ‫القدمية قبل جميء اإلغريق‬ ‫حبثه يف التاريخ متكئاً على دميغرافية‬ ‫الل‬ ‫اهتمامات���ه باجملتمع اللييب خ‬ ‫كتب من وجهة نظر ظاملة‪..‬‬ ‫أن التاريخ اللييب ُ‬ ‫يبيني واملصريني ‪ ،‬موضحاً ّ‬ ‫بني الل‬

‫علي الفزاني والصادق النيهوم‬

‫اتصال مع جناحي القارة وأواسطها‪ ،‬األمر‬ ‫الذي هيأ هلا االتصال مع أعرق احلضارات‬ ‫القدمية؛وبهذا مل تكن منعزلة عن البيئات‬ ‫احمليطة بها بل تواصلت حضارياً واقتصادياً‬ ‫وسياسياً ( ) ‪ .‬والبد أن يكون هلذا التواصل‬ ‫عالقات وصالت ختتلف وتتباين من حني‬ ‫آلخ���ر‪ .‬وق��د ي���ؤدي ال��ت��ج��اور إىل ص��راع��ات‬ ‫دامية‪ ،‬أو وشائج ودية‪.‬‬ ‫كما ّ‬ ‫أن اإلغريق ( ) قسموا العامل إىل ثالث‬ ‫ق��ارات‪ ،‬وه��ي أورب��ا وآس��ي��ا وليبيا واعتربوا‬ ‫مصر ه��ي الدلتا وأن نهر النيل ه��و احلد‬ ‫ال��ف��اص��ل ب�ي�ن آس��ي��ا ول��ي��ب��ي��ا وأن ال��س��اح��ل‬ ‫الشمالي لقارة ليبيا يبدأ من حيث تنتهي‬ ‫مصر حتى رأس سولوجوس يف املغرب‪ ،‬وظل‬ ‫اس��م ليبيا أم��داً طوي ً‬ ‫ال على حنو ما عرفه‬ ‫اإلغريق‪ ،‬ولكن منذ القرن الثاني ق‪ .‬م بدأ‬ ‫اسم أفريقيا يف الظهور حتى أطلقه الرومان‬ ‫على امل��ن��اط��ق ال�تي خضعت لسلطانهم إذ‬ ‫عندما دمر الرومان قرطاجة سنة ‪ 146‬ق‪.‬م‬ ‫أطلقوا على املناطق اليت استولوا عليها اسم‬ ‫والية أفريقيا وقد أُشتق هذا اللفظ من اسم‬

‫إحدى القبائل الرببرية اليت تدعى قبيلة (‬ ‫أفري ) يف تونس ( ) ‪.‬‬ ‫ه����ذا وق����د س���اع���د ال��ل��ي��ب��ي�ين ع��ل��ى ك��ث��رة‬ ‫هجماتهم وإغارتهم على مصر االضطراب‬ ‫ال��س��ك��ان��ي ال���ذي أص���اب أورب����ا وأس��ف��ر عن‬ ‫تدافع الشعوب األوربية ونزول عدد منها يف‬ ‫الشمال اإلغريقي حيث بدأت تضغط على‬ ‫الليبيني ناحية الشرق إذ ُتشري أغلب املصادر‬ ‫املصرية نفسها إىل حتالف هذه الشعوب مع‬ ‫الليبيني يف غزو مصر ( ) ما حدا باملصريني‬ ‫إىل مقاومة هذا الزحف بشن محالت رادعة‬ ‫وإقامة سلسلة من احلصون لوقف زحف‬ ‫الليبيني وحلفائهم األوربيني‪.‬‬ ‫وي��ؤك��د ال��ص��ادق النيهوم ذل��ك يف كتابه‬ ‫سلسلة تارخينا اجلزء األول ( ) حيث يقول ‪:‬‬ ‫((‪...‬ظلت سفن املهاجرين من الشمال تتوارد‬ ‫على ليبيا واملغرب طوال األلف الثانية قبل‬ ‫امليالد يف قوافل صغرية متفرقة ما لبثت أن‬ ‫تصاعدت فجأة وأتسع مدها حتى حتولت‬ ‫إىل غزوات عسكرية شاملة يف القرن الثالث‬ ‫عشر قبل امليالد‪ ..‬وبذلك وقع سكان الشمال‬

‫اإلفريقي بني مطرقتني‪ :‬الصحراء القاحلة‬ ‫يف اجلنوب‪ ،‬وشعوب البحر يف الشمال‪ ،‬وقد‬ ‫اتفقوا س��ن��وات طويلة ش��اق��ة ج���داً قبل أن‬ ‫جيدوا منفذاً من الفخ احملكم‪.‬‬ ‫اجلفاف يدمر أرضهم ويزحف من اجلنوب‬ ‫وشعوب البحر تتدفق يف غزوات أكثر دماراً‬ ‫من الشمال والغرب‪ ،‬واملنفذ الوحيد املفتوح‬ ‫أمامهم هو الطريق إىل الشرق‪ ،‬لكن مشكلة‬ ‫هذا الطريق أنه يؤدي إىل مصر اليت كانت‬ ‫قد أصبحت وحدة سياس ّية تديرها حكومة‬ ‫منظمة ال تعني حدودها اجلغرافية فحسب‬ ‫ب��ل ت��داف��ع ع��ن��ه��ا خب��ط م��ن��ي��ع م��ن ال��ق�لاع‬ ‫واحلصون واجليوش النظامية‪))..‬‬ ‫ويظهر هذا ال��رأي واضحاً يف املقابلة اليت‬ ‫أشرنا إليها واليت أجرتها صحيفة األسبوع‬ ‫الثقايف عام ‪ ) ( 1978‬إذ أورد ‪ّ (( :‬‬ ‫إن القبائل‬ ‫ً‬ ‫الليبية ال ت��زح��ف ع��ل��ى م��ص��ر حب��ث�ا على‬ ‫نصر عسكري بل عن امل��اء والعشب ‪ ..‬أنها‬ ‫تريد أن تنقذ عياهلا ومواشيها من العطش‪،‬‬ ‫وإذا تصدى هل��ا اجليش تلتف لقتاله وإذ‬ ‫مل تستطع أن تهزمه تلجأ إىل التسلل‪ ،‬ال‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫األدل��ة اليت ُتش�ير إىل أن الليبيني قد انتظم��وا يف قبائل حيكمها‬ ‫قان��ون غ�ير مكتوب ما جاء يف أنش��ودة النص��ر من أن رئي��س الليبو‬ ‫ه��رب يف جن��ح الظ�لام والريش��ة ليس��ت عل��ى رأس��ه‪ ،‬وواض��ح أن‬ ‫املقصود برئيس الليب��و هو مري بن دد زعيم الليبو الذي كان الغرض‬ ‫من هجومه هو االستقرار مبصر‬ ‫ب��د أن تصل إىل م��ص��ادر امل���اء وال��ع��ش��ب‪))..‬‬ ‫غري أن املصادر املصريّة اليت تمُ ثل الطرف‬ ‫اآلخر تورد وبشكل مذهل قوائم الغنائم من‬ ‫املواشي واألغنام واملزروعات مبا يؤكد أن‬ ‫اهل��دف من مهامجة القبائل الليبية كان‬ ‫وراؤه أس��ب��اب أخ��ر غ�ير امل���اء وال��ع��ش��ب‪ ..‬يف‬ ‫حني ي��ورد الصادق النيهوم يف مقابلته مع‬ ‫صحيفة األس��ب��وع الثقايف ق��وائ��م األس��رى‬ ‫متناسياً ق��وائ��م امل��واش��ي وامل���زروع���ات اليت‬ ‫استوىل عليها املصريون من الليبيني مما‬ ‫يدل على وجود املاء يف أرض الليبيني‪ ..‬وإلاّ‬ ‫مبا نفسر كثرة هذه اخلريات‪.‬‬ ‫و قد جاء يف " أوديسة" الشاعر " هومريوس"‬ ‫يف أول إشارة إىل ليبيا‪ ،‬وباألخص يف الفقرة‬ ‫اخلامسة والثمانني من الفصل الرابع حديثاً‬ ‫جرى بني "مينالوس" و "تيليماخوس" يُلمح‬ ‫فيه حت��دي��داً إىل منطقة اجل��ب��ل األخضر‬ ‫ب��أن��ه��ا غ��ن� ّي��ة مب���وارده���ا احل��ي��وان��ي��ة‪ ،‬وع���دّد‬ ‫مينالوس البلدان اليت زاره��ا خالل رحلته‬ ‫الطويلة حبثاً عن أبيه ومنها ليبيا اليت تلد‬ ‫فيها النعاج ثالث مرات يف السنة وهي أرض‬ ‫ال جيوع فيها أح��د‪ ..‬وخرياتها كثرية منها‬ ‫اجلنب واللحم واللنب وأن شياهها ُتدر لبناً‬ ‫من دون توقف‪) ( .‬‬ ‫كما أش���ار ه�يرودوت��س إىل مث��ار اللوتس‬ ‫الذي يشبه مذاقه مذاق الرطب وأن آكلي‬ ‫اللوتس ويقصد بهم هنا القبائل اليت تقطن‬ ‫عند السواحل الغربية من ليبيا يصنعون من‬ ‫مثار اللوتس نوع من اخلمر‪) ( .‬‬ ‫كما أن هناك إشارة مصرية إىل الليبيني‬ ‫القدماء ج��اءت بلوحة األس��د والعقبان( )‬ ‫ترجع إىل أواخر عصر ما قبل األسرات بها‬ ‫ص��ور ل��ث�يران ومح�ير وخ���راف ويف الصف‬ ‫الرابع أسفل اللوحة ص��ور أشجار‪ .‬يُرجح‬ ‫أنها أشجار زيتون‪.‬‬ ‫وت��ع��د ه���ذه ال��ل��وح��ة أول إش����ارة صرحية‬ ‫للنصوص املصرية عن القبائل الليبية يف‬ ‫عصر ما قبل األس��رات حيث ُنقشت عالمة‬ ‫إىل ميني األشجار يظن أنها تعين كلمة "‬ ‫حتنو" ( ) وهي إحدى القبائل الليبية‪.‬‬ ‫كما امتألت ج��دران معبد امللك "سحورع"‬ ‫ومعبد امللك "ني اوسرع" بصور الغنائم اليت‬ ‫آلت إىل املصريني من التحنو‪) ( .‬‬ ‫فمن احملتمل أن قبائل املنطقة املمتدة إىل‬ ‫الغرب من مصر رأت أن مصر تعاني ضعفاً‬ ‫يف ال��دول��ة واجل��ي��ش أدى إىل تعديها على‬ ‫أمالكها وأراضيها‪.‬‬ ‫ويقول الصادق النيهوم يف حديثه لصحيفة‬ ‫األس��ب��وع ال��ث��ق��ايف‪ :‬مل تكن ه��ن��اك يف ليبيا‬ ‫دولة‪ ..‬وأن احلدود بني الطرفني هي حدود‬ ‫وهمية ولن تؤدي إىل شيء إلاّ إىل صراع‪،‬‬ ‫إنها كانت بالنسبة لليبيني أرض اهلل أرض‬ ‫الناس‪) ( .‬‬ ‫ويف هذا الصدد فإن األدلة التارخيية تؤكد‬ ‫لنا ّ‬ ‫أن القبائل الليبية كانت منظمة وختضع‬ ‫لسلطة رئيس القبيلة حتى ولو مل تنتظم‬

‫يف سياق دولة مثلها مثل الدولة املصريّة‪،‬‬ ‫ومنها‪ :‬اتفاق‬ ‫ال�����ق�����ب�����ائ�����ل‬ ‫الليبية على‬ ‫م�����ه�����امج�����ة‬ ‫م�������ص�������ر م����ا‬ ‫ُي����وح����ي ب���أن‬ ‫اجمل���م���وع���ات‬ ‫ال��ت��ي ت��س��ك��ن‬ ‫إىل ال���ش���رق‬ ‫م�������ن ل���ي���ب���ي���ا‬ ‫وإىل ال��غ��رب‬ ‫م��������ن م���ص���ر‬ ‫ع�����ب�����ارة ع��ن‬ ‫شعب واح���د‪..‬‬ ‫ويتضح ذلك‬ ‫م���ن ال��وث��ائ��ق‬ ‫املصرية‪) ( .‬‬ ‫كما أن جناح‬ ‫الزعماء الليبيون يف مجع القوى املشتتة من‬ ‫القبائل اهلندواوربية املختلفة حتت إمرتهم‬ ‫ومهامجة مصر يف زمن اإلزاح��ة السكانية‬ ‫وت��وج��ه��ه��م إىل ليبيا ب��غ��رض اإلق��ام��ة يف‬ ‫م��واط��ن ج��دي��دة إث��ر سقوط كريت على‬ ‫أي��دي اآلخيني فيما يعرف بشعوب البحر‪،‬‬ ‫ي���دل ع��ل��ى ح��س��ن تنظيمهم وإدراك���ه���م‬ ‫ألس��ل��وب القيادة وأن ال��داف��ع للتوجه حنو‬ ‫مصر ليس من قبيل البحث عن املاء والعشب‬ ‫كما يدعي ال��ص��ادق النيهوم وإمن��ا كان‬ ‫السبب يف تقديري هو الوصول إىل السلطة‬ ‫وهذا يدخل يف نطاق طبيعة البشر التواقة‬ ‫إىل اهليمنة والتسلط على اآلخرين‪.‬‬ ‫وم��ن األدل��ة ال�تي ُتشري إىل أن الليبيني قد‬ ‫انتظموا يف قبائل حيكمها قانون غري مكتوب‬ ‫ما جاء يف أنشودة النصر من أن رئيس الليبو‬ ‫هرب يف جنح الظالم والريشة ليست على‬ ‫رأسه‪ ،‬وواضح أن املقصود برئيس الليبو هو‬ ‫مري بن دد زعيم الليبو الذي كان الغرض‬ ‫م��ن هجومه ه��و االس��ت��ق��رار مبصر ( ) وأن‬ ‫للريشة داللة على سلطة الرئيس أو الشيخ‬ ‫أو قائد القبيلة‪ ،‬ذل��ك ّ‬ ‫أن القبائل الليبية‬ ‫كانت تعرف عنصر التنظيم والتكتيك‬ ‫احلربي‪ ،‬إذ أن��ه عندما ه��رب "م��رى بن دد"‬ ‫كما ت��ذك��ر امل��ص��ادر امل��ص��ري��ة‪ ،‬أسقطته‬ ‫قبيلته وعينت أخاه بد ً‬ ‫ال عنه ( ) مما يثبت‬ ‫أن الليبيني ي��ع��رف��ون أس��ل��وب حكم معني‬ ‫ُتسقط من تراه غري صاحل لقيادتها و ُتعني‬ ‫البديل حسب ما متليه ظروفهم‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل مكانتهم املرموقة لدرجة أ ّنهم تزعموا‬ ‫شعوب البحر القتحام أرض مصر‪ ،‬على أن‬ ‫البعض يُرجح أن أسباب هجمات الليبيني‬ ‫على مصر كانت بسبب تدخل "رمسيس‬ ‫الثالث" يف شؤونهم الداخلية ومساعدته‬ ‫ألحدهم ممن كان يعيش يف مصر ليكون‬ ‫حاكماً عليهم‪) ( .‬‬ ‫ول��ع��ل االج��ت��ي��اح امل��ص��ري ملعسكر الليبيني‬

‫وإشعال النريان يف خيامه واالستيالء على‬ ‫أمتعة األمري مبا فيها عرشه ( ) فيه ما ينم‬ ‫على ّ‬ ‫أن الليبيني يعرفون وينتظمون يف‬ ‫سياق قبلي منظم‪.‬‬ ‫ومتكن الليبيون حتقيق سلماً ما فشلوا يف‬ ‫حتقيقه حرباً بواسطة تسللهم إىل الدلتا‬ ‫ب��أع��داد صغرية واس��ت��ق��روا فيها على هيأة‬ ‫جاليات؛ واستطاعوا ارتقاء العرش املصري‬ ‫( ) وك����ان م���ن ب�ي�ن ه����ؤالء أس����رة "ي��وي��و‬ ‫واوا" ال�تي عملت يف اجليش املصري جنداً‬ ‫مرتزقة ووصل بعضهم إىل مناصب مهمة‬ ‫يف ال��ب�لاط امللكي‬ ‫وإىل م����راك����ز‬ ‫القيادة يف اجليش‬ ‫وال ي���س���ت���ب���ع���د‬ ‫أن����ه����م س����اع����دوا‬ ‫ب�ني جنسهم من‬ ‫امل������ش������وش ع��ل��ى‬ ‫احل�������ض�������ور إىل‬ ‫م��ص��ر واإلق���ام���ة‬ ‫ب��ه��ا يف ح��ام��ي��ات‬ ‫احل��دود على أقل‬ ‫ت���ق���دي���ر‪ ،‬ب����ل أن‬ ‫اجل��ي��ش امل��ص��ري‬ ‫أصبح اب��ت��دا ًء من‬ ‫ع����ص����ر األس�������رة‬ ‫ال��ع��ش��ري��ن مؤلفاً‬ ‫م�����ن ال��ل��ي��ب��ي�ين‪،‬‬ ‫وقد منحهم ملوك مصر هبات من األرض‬ ‫ك��أج��ر ع��ن خ��دم��ات��ه��م ب��اجل��ي��ش‪ ،‬وه��ك��ذا‬

‫‪11‬‬ ‫اس��ت��ط��اع��وا أن ي��ك � ّون��وا يف ال��ب�لاد ج��ال��ي��ات‬ ‫عسكرية‪ ،‬وكان يرأس كل حامية رئيس‬ ‫لييب حيمل لقب الرئيس الكبري لـ "ما" وبهذا‬ ‫اندجموا يف اجملتمع املصري دومن��ا نسيان‬ ‫ألمس��ائ��ه��م الليبية وع��ادات��ه��م م��ث��ل وض��ع‬ ‫الريشتني يف شعورهم ( ) وب��ذل��ك أصبح‬ ‫ألسرة "يويو واوا" شأناً يذكر يف مقاطعة‬ ‫"اهناسيه" حتى وصل منهم "شيشنق" إىل‬ ‫احلكم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫��ول‪:‬إن أغ��ل��ب النقوش ال�تي عثر‬ ‫يبقى ال���ق�‬ ‫عليها يف مصر وتتحدث عن الليبيني أشارت‬ ‫وبوضوح إىل غنى أراضي الليبيني‪ ،‬مبا ورد‬ ‫من األع���داد الضخمة ملاشيتهم وأنعامهم‬ ‫األم��ر ال��ذي يدل على أن مواطنهم كانت‬ ‫وفرية األعشاب واملراعي غنية باملياه‪ .‬وهكذا‬ ‫يتضح بأن أهدافهم يف مصر مل تكن سعياً‬ ‫للرزق بل طلباً للسلطات‪ ..‬فيما تظل آراء‬ ‫ال��ص��ادق النيهوم ع��ن ت��اري��خ ليبيا القديم‬ ‫ق��اب��ل��ة للبحث وال��ت��م��ح��ي��ص‪ ،‬وه���ي ليست‬ ‫نهائية لعدم العثور يف ليبيا على خملفات‬ ‫أث��ري��ة خت��ص ت��ارخي��ه��ا امل��ت��ع��ل��ق ب��ال��ف�ترة‬ ‫املقابلة للعصر الفرعوني‪.‬‬ ‫ك��م��ا أن س��ل��س��ل��ة ت��ارخي��ن��ا ال ت��رق��ى إىل‬ ‫م��س��ت��وى امل��وس��وع��ة ل��ع��دم اع��ت��م��اده��ا على‬ ‫مصادر وإمنا ختضع آلراء الصادق النيهوم‬ ‫الشخص ّية‪ ..‬كما ا ّنه من اجملحف أن تكون‬ ‫ه��ذه السلسلة مرجعاً ذا قيمة تارخيية‪..‬‬ ‫ومن اخلطأ إهمال كمية املعلومات الواردة‬ ‫بها‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫العدد‪4 ((-‬‬ ‫‪) 108‬‬ ‫السنةالعدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬ ‫يونيو ‪)2013‬‬ ‫يونيو ‪10‬‬ ‫‪- 4 10‬‬ ‫‪( - -) 108‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬

‫أمينة املغريبي ‪ :‬هذا جمتمع ذكوري وعـــ‬ ‫أمينة املغريبي برزت خالل ثورة ‪ 17‬فرباير كأحد القيادات النسائية للمجتمع‬ ‫املدني مبه���د الثورة بنغازي وعقب التحرير كان���ت ضمن املناضالت من اجل‬ ‫تعدي���ل قانون االنتخاب���ات ليكون أكثر عدال���ة للمرأة الليبية الس���يدة أمينة‬ ‫املغريبي ليس���ت غريبة عن أجواء العمل السياسي فهي ابنة املناضل والسياسي‬ ‫اللييب حممد بشري املغريبى الرجل الوطين واحد مؤسسي مجعية عمر املختار‬ ‫زمن مرحلة االستقالل توىل العديد من املناصب اهلامة يف الربملان واخلارجية‬ ‫الليبية اليوم أمينة املغريبي حتمل هموم مدينتها بنغازي وهموم املرأة الليبية‬ ‫وبرئاستها للجنة حقوق اإلنسان فإنها حتمل على عاتقها هموم كل الليبيني‬ ‫التقتها صحيفة ميادين فكان هذا احلوار‬

‫ميادين ‪:‬احلسني املسوري‬

‫حقوق املرأة هي جزء من حقوق اإلنسان والدستور اللييب‬ ‫جيب أن يتضمن هذه احلقوق‬ ‫مع الكتل األخرى‪.‬‬ ‫متى بدأت عالقتك بالعمل السياسي وهل‬‫ بعد ‪ 8‬أشهر من العمل يف املؤمتر الوطين‬‫توقعت أن تنجحي يف االنتخابات ؟‬ ‫ب���دأت عالق�ت�ي بالعمل السياس���ي من���ذ انتفاضة ما هو موقف أسرتك ؟‬ ‫الط�ل�اب يف س���نة ‪ 1976‬حيث كن���ت طالبة يف‬ ‫اجلامعة آنذاك ومن بعد ذلك شاركت يف تكوين‬ ‫احت���اد الطلبة املعارضني يف بداي���ة الثمانينات يف‬ ‫أمري���كا‪ .‬وابتعدت عن السياس���ة حت���ى قيام ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر‪ .‬وعندم���ا ش���اركت يف االنتخاب���ات‬ ‫كان���ت توقعات���ي اجيابي���ة م���ن أنين س���أجنح يف‬ ‫االنتخابات‪.‬‬

‫هل انضممت إىل حزب أم لتحالف القوى‬‫الوطنية مباشرة ؟‬

‫منذ البداية كان موقف أس���رتي ُمشجعا وداعما‬ ‫لي ولوال هذا التشجيع ملا تقدمت لرتشيح نفسي‬ ‫للمؤمت���ر الوط�ن�ي‪ ...‬وبالرغ���م م���ن الصعوب���ات‬ ‫ال�ت�ي أواجهها ش���خصياً من حي���ث اضطراري اىل‬ ‫التنقل أس���بوعيا ما بني طرابل���س وبنغازي حيث‬ ‫أن زوج���ي وأبنائ���ي يقيمون يف بنغ���ازي‪ ،‬إال أنهم‬ ‫مجيع���اً يس���اندونين ويتفهمون حجم املس���ؤولية‬ ‫امللق���اة على عاتقنا وخاصة بالنس���بة لنا عضوات‬ ‫املؤمتر الوطين‪.‬‬

‫انضمم���ت اىل حتالف الق���وى الوطنية مباش���رة ‪ -‬ما هو تقييمك ألداء املؤمتر الوطين بشكل‬ ‫عام و زميالتك يف املؤمتر الوطين بشكل‬ ‫كمستقلة وال أنتمي اىل أي حزب‪.‬‬ ‫خاص ؟‬ ‫ملاذا ي ظهر تكتل حتالف القوى الوطنية‬‫من الصعب احلكم على أداء املؤمتر الوطين عامة‬ ‫مبظهر الضعيف واملرتدد ؟‬ ‫مبعزل ع���ن املعطي���ات اخلارجية ال�ت�ي تؤثر فيه‬ ‫حتالف القوى الوطنية من���ذ اليوم األول النعقاد‬ ‫املؤمتر واجه حتدي���ات وعرقلة جملهوداته وحرب‬ ‫نفس���ية م���ن تكت�ل�ات معينة م���ن داخ���ل املؤمتر‬ ‫ولكن مع الوقت اس���تطاع أعض���اء التحالف إثبات‬ ‫وجودهم وهم اآلن يقومون بدور فاعل ومتوازي‬

‫بصورة مباش���رة‪ .‬لق���د مر املؤمتر خالل الش���هور‬ ‫الس���ابقة بصعوبات كثرية نتيجة لإلعتصامات‬ ‫واإلقتحم���ات ال�ت�ي أثرت س���لباً عل���ى أداء املؤمتر‬ ‫باإلضافة إل���ي عوامل أخرى س���اهم فيها املؤمتر‬ ‫ومنها التأخري يف البدء يف البث يف مس���ائل ختص‬

‫االستحقاق الرئيسي للمؤمتر وهو تشكيل هيئة‬ ‫صياغة الدس���تور ولقد طالبنا كثرياً بأن يس���رع‬ ‫املؤمت���ر يف أعمال���ه وإن ش���اء اهلل األم���ور تك���ون‬ ‫اآلن ق���د رجع���ت اىل نصابها وبدأن���ا نركز على‬ ‫االس���تحقاقات املهم���ة‪ .‬بالنس���بة ألداء زميالت���ي‬ ‫عض���وات املؤمت���ر فإن�ن�ي أؤك���د عل���ى أنه���ن قد‬ ‫اثبنت وجودهن ويس���اهمن بفاعلية داخل املؤمتر‬ ‫وخاصة من خالل اللجان التخصصية‪.‬‬

‫ ماهو تقييمك للمرأة الليبية كمسؤلة منذ‬‫اجمللس االنتقالي واملكتب التنفيذ وحكومة‬ ‫الكيب وزيدان ؟‬

‫كان متثي���ل امل���رأة خ�ل�ال ه���ذه الف�ت�رة ضعيفاً‬ ‫حي���ث مل يتج���اوز ع���دد الس���يدات يف أي من هذه‬ ‫املراحل س���يدتان وهذا يعت�ب�ر إجحافا حبق املرأة‬ ‫وأصابنا خبيبة أمل‪ ،‬علماُ بأن لدينا س���يدات على‬ ‫مس���توى عال من الكفاءة وهلن القدرة على قيادة‬ ‫ه���ذه املرحلة يف كل اجملاالت‪ .‬أما بالنس���بة ألداء‬ ‫ه���ؤالء الس���يدات‪ ،‬ف���إن تقييم���ي هلن عام���ة جيد‬ ‫بالرغ���م من أن أحدهن قد مت انتقادها وهذا ش���ئ‬ ‫طبيعي فاملرأة مثلها مثل الرجل قد تكون ناجحة‬ ‫وك���فء وقد يك���ون أختي���ار غري موف���ق وهذا ال‬ ‫حيط بتاتاً من قدرة املرأة يف اجملال السياسي‪.‬‬

‫ ما هي الوسائل اليت متكن املرأة الليبية من‬‫احلضور الفاعل يف احلياة السياسية ؟‬

‫حن���ن جمتمع ذك���وري وعن���د أختي���ار املناصب‬ ‫الس���يادية فاالختيار عامة يتوجه اىل الرجال أما‬ ‫إذا كان هن���اك أختيار باالقرتاع العام‪ ،‬فإن قانون‬ ‫االنتخابات قد يؤثر س���لباً أو أجياباً على النتائج‪.‬‬ ‫فامل���رأة فاعلة يف ش���تى اجملاالت ولك���ن الظروف‬ ‫احمليطة باملرأة عامة غري مشجعة وحتتاج وقفة‬ ‫حقيقية م���ن اجملتمع عامة لتذليل العقبات أمام‬ ‫مشاركة املرأة الفاعلة يف احلياة السياسية‪.‬‬

‫ما هي الطريقة اليت ترينها مناسبة‬‫لتكون مشاركة املرأة الليبية فاعلة يف كتابة‬ ‫الدستور ؟‬

‫الب���د أن يك���ون للم���رأة متثي���ل ع���ادل يف هيئ���ة‬ ‫وض���ع الدس���تور حتى تضم���ن حقوقه���ا وحقوق‬ ‫غريها‪.‬وهنا الب���د من اإلش���ارة اىل أهمية أختيار‬ ‫النظ���ام االنتخاب���ي ال���ذي يتيح للم���رأة أن يكون‬

‫امينة املغريبي يف جملس االمن‬

‫هلا نصيب عادل يف املش���اركة يف هيئة الدس���تور‬ ‫وه���و من خ�ل�ال القوائم املغلقة أو حتديد نس���بة‬ ‫مش���اركة للمرأة (نظ���ام الكوت���ا) وأيضا البد أن‬ ‫تقوم مؤسس���ات اجملتمع املدني بتوعية املواطنني‬ ‫وخاصة النس���اء ألهمية املش���اركة يف االستفتاء‬ ‫على الدستور والرتكيز على احلقوق اليت جيب‬ ‫أن يتضمنها‪.‬‬

‫ ما هو أهم حق للمرأة جيب أن يتضمنه‬‫الدستور حسب رأيك ؟‬

‫حق���وق امل���رأة ه���ي ج���زء م���ن حق���وق اإلنس���ان‬ ‫والدس���تور اللييب جيب أن يتضمن هذه احلقوق‬ ‫وينص عل���ى مس���اواة الرجل وامل���رأة يف احلقوق‬ ‫السياسية واإلجتماعية واالقتصادية وغريها من‬ ‫احلقوق األساسية‪.‬‬

‫ما هو رأيك من املطالبة بدسرتة اللغة‬‫االمازيغية يف ليبيا ؟‬

‫اللغ���ة األمازيغي���ة ه���ي ج���زء مه���م م���ن املوروث‬ ‫الثقايف اللييب حي���ث أنها لغة ليبية أصيلة ميكن‬ ‫تضمينها يف الدس���تور كلغ���ة وطنية مع مراعاة‬ ‫أن هن���اك ع���دد م���ن الليبيني م���ن غ�ي�ر األمازيغ‬ ‫يتحدث���ون لغته���م اخلاص���ة كالتب���و وبالتال���ي‬


‫‪13‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫يونيو‬ ‫‪- (4- 59‬‬‫‪) -108‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫يونيو‬ ‫‪10‬‬ ‫العدد( ‪4( -‬‬ ‫‪) 108‬‬ ‫السنة (‬ ‫العدد‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫يوليو ‪)2012‬‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪-210‬‬ ‫‪ 26‬ـ‬ ‫الثانية‬

‫ـند أختيار املناصب يتوجهون إىل أنفسهم‬ ‫ضرورة دراسة كيفية ضمان احلقوق الثقافية‬ ‫واللغوية لكل مكونات الشعب اللييب‪.‬‬

‫س‪ 12-‬ما هي رؤيتك للمصاحلة الوطنية‬ ‫والعدالة االنتقالية ؟‬

‫ألعدال���ة االنتقالي���ة ه���ي تداب�ي�ر يف مرحل���ة‬ ‫االنتق���ال م���ن احلرب اىل الس���لم أو م���ن مرحلة‬ ‫حك���م ديكتات���وري اىل حك���م دميقراط���ي‪ ...‬وهي‬ ‫ضرورة ملحة من أجل حتقيق العدالة وإنصاف‬ ‫الضحايا حتى نصل اىل السلم األهلي واملصاحلة‬ ‫الوطنية على أسس سليمة وعادلة‪.‬‬

‫س‪ 13-‬ما هي رؤيتك للعزل السياسي ؟‬

‫مفه���وم العزل السياس���ي هو نوع م���ن التدابري يف‬ ‫مرحل���ة م���ا بع���د الث���ورات كإج���راء وقائي ضد‬ ‫أي تس���رب يف املناصب السياس���ية واإلدارية ألي‬ ‫م���ن العناص���ر ال�ت�ي كانت ج���زء م���ن منظومة‬ ‫الفس���اد ما قبل الث���ورة‪ .‬ورأيي الش���خصي هو أن‬ ‫العزل السياس���ي م���ن املمكن تطبيق���ه من خالل‬ ‫قانون ع���زل متوازن أو من خ�ل�ال قانون العدالة‬ ‫االنتقالي���ة حيث يتضمن ه���ذا القانون اإلصالح‬ ‫املؤسس���ي وه���و إج���راء يقتض���ي مبراجع���ة كل‬ ‫املؤسسات املدنية والعس���كرية يف الدولة للقضاء‬ ‫على الفساد بأنواعه وهذا اإلجراء يشمل التدقيق‬ ‫عل���ى مجيع األف���راد العاملني يف هذه املؤسس���ات‬ ‫من رؤس���اء ومرؤوسني واس���تبعاد كل من كان‬ ‫يعمل ضمن منظومة الفس���اد‪ ،‬هذا باإلضافة اىل‬ ‫مراجع���ة القوانني يف تلك املؤسس���ات وغريها من‬ ‫اإلج���راءات اليت تس���اهم يف القضاء على الفس���اد‬ ‫بأنواعه‪ .‬وهذا هو اهلدف من العزل السياسي‪.‬‬

‫ ملاذا هذا التوتر األمين يف بنغازي وما هو‬‫احلل يف رأيك ؟؟‬

‫التوت���ر األم�ن�ي س���ببه ق���وى ظالمي���ة ال تري���د‬ ‫االس���تقرار وبن���اء الدول���ة الليبي���ة‪ .‬واحل���ل ه���و‬ ‫تش���جيع الث���وار لاللتح���اق بالش���رطة واجليش‬ ‫فرادى وبناء قوات من الشرطة واجليش حلماية‬ ‫املواطنني وليعم األمن واآلمان‪.‬‬

‫ بصفتك أستاذة جامعية ما هو احلل‬‫اجلذري ملشكلة التعليم يف ليبيا ؟ ما هو‬ ‫احلل ملشكلة تردي اجلامعات يف ليبيا ؟‬

‫التعلي���م حيت���اج أن ينطلق من رؤية وسياس���ات‬ ‫واضح���ة تبن���ى عل���ى أساس���ها خطط مدروس���ة‬ ‫تن�ي�ر الطري���ق أم���ام القائم�ي�ن عل���ى التعلي���م‬ ‫وتذلل الصعوبات وتكون نرباس���اً يفتدى به حلل‬ ‫مش���اكل التعليم أم���ا التعلي���م اجلامعي حيتاج‬

‫امينة املغريبي يف مظاهرة احتجاجا على‬ ‫مسودة قانون االنتخابات‬

‫امينة املغريبي تصافح ملكة السويد‬

‫أيض���ا أن ينطل���ق من رؤي���ة وسياس���ات واضحة‬ ‫تنطل���ق منه���ا خط���ط مدروس���ة وبه���ذا نرتق���ي‬ ‫مبس���توى اجلامعات على أس���س س���ليمة تضمن‬ ‫ع���دم التخب���ط يف اخت���اذ الق���رارات وال�ت�ي تؤثر‬ ‫س���لباً يف مس���توى الدراس���ة باجلامع���ات‪ .‬وم���ن‬ ‫الضروري أن تبنى السياس���ات العامة للجامعات‬ ‫على س���وق العمل واحتياج البل���د من القدرات يف‬ ‫اجملاالت املختلفة‪ .‬وحلل مش���كلة تردي األوضاع‬ ‫يف اجلامع���ات الب���د أن نس���عى حن���و اس���تقاللية‬ ‫اجلامعات أدارياً ومالياً و يكون دور وزارة التعليم‬ ‫العالي وضع السياسات واإلسرتاتيجيات العامة‪.‬‬

‫ما هو شكل ونظام احلكم الذي تريه‬‫مناسب لليبيا ؟؟ وما هو أفضل نظام إداري‬ ‫لليبيا ؟‬

‫ه���ذا الق���رار يرج���ع اىل هيئ���ة صياغة الدس���تور‬ ‫ولق���رار الش���عب اللي�ب�ي ال���ذي س���يفيت علي���ه‪...‬‬ ‫وعموماً رأيي الش���خصي ه���و أن النظام الربملاني‬ ‫ه���و األفضل لليبي���ا أم���ا النظ���ام اإلداري‪ ،‬فنظام‬ ‫احملافظ���ات والبلدي���ات ه���و ال���ذي يضم���ن نظام‬ ‫إداري ال مرك���زي م���ع التأك���د أن حتض���ى‬ ‫احملافظات والبلديات باستقاللية إدارية ومالية‬ ‫للقضاء على املركزية‪.‬‬

‫الرواتب واملزايا ألعضاء املؤمتر الوطين‬‫أثارت سخط الشارع اللييب على املؤمتر‬ ‫الوطين ما رؤيتك هلذا املوضوع ؟‬

‫ما س���ّب ّب الس���خط الش���عيب هو اعتق���اد الكثريين‬ ‫أن أعضاء املؤمتر ب���دأوا يف نقاش املرتبات واملزايا‬ ‫اخلاص���ة به���م قبل الب���دء يف االس���تحقاقات اليت‬ ‫انتخ���ب من أجله���ا املؤمتر مع أن ه���ذه األمور مل‬ ‫تناقش أو يتخذ فيها قرار من قبل املؤمتر‪.‬‬

‫ ما هو أفضل قرار اختذه املؤمتر الوطين‬‫حسب رأيك ؟‬

‫هن���اك ع���دة ق���رارات مهم���ة أختذه���ا املؤمت���ر‬ ‫الوط�ن�ي منها املصادقة على اتفاقية األش���خاص‬ ‫ذوي اإلعاق���ة وإص���دار قان���ون جتري���م التعذيب‬ ‫واالختف���اء القس���ري وه���ذا القان���ون ينطلق من‬ ‫مب���ادئ ث���ورة ‪17‬فربايرألن هذه الث���ورة كانت‬ ‫ض���د الظل���م والقم���ع والطغي���ان وال نرض���ي أن‬ ‫تتكرر نفس املمارسات اليت ثرنا من أجلها‪ .‬واآلن‬ ‫املؤمتر يناقش يف قانون مهم جداً يف هذه املرحلة‬ ‫وهو قانون العدالة االنتقالية ومن املتوقع إقراره‬

‫قريباً‪.‬‬

‫نتمكن من التغلب على املركزية املقيتة‪.‬‬

‫هو التعديل الدس���توري األخري ال���ذي طال املادة‬ ‫السادسة من اإلعالن الدس���توري وهي أهم مادة‬ ‫ختص احلقوق الدس���تورية األساسية للمواطن‬ ‫حيث مسح هذا التعديل بوجود اس���تثناء من هذه‬ ‫احلقوق‪.‬‬

‫حكومة السيد زيدان مت احلكم عليها مسبقاً قبل‬ ‫أن تس���تلم امليزاني���ة وقبل أن تش���رع يف براجمها‬ ‫ويف رأي���ي أن احلكوم���ة اىل اآلن تس�ي�ر خبط���ى‬ ‫ثابتة وحتتاج منا مجيعاً اىل التش���جيع واملساندة‬ ‫حتى تستطيع اجناز مشاريعها وخططها‪.‬‬ ‫كلمة أخرية ‬ ‫أدع���و اهلل أن تتكاتف اجلهود من أجل بناء الوطن‬ ‫وترجع روح الوفاق الوطين ويعم األمن واألمان‬ ‫ربوع ليبيا احلبيبة ‪...‬‬

‫ما هو أسوا قرار اختذه املؤمتر الوطين‬‫ من حني ألخر ترتفع أصوات بسحب الثقة‬‫حسب رأيك ؟‬ ‫من حكومة زيدان ما هو تقييمك اىل اآلن‬ ‫القرار‬ ‫ه���ذا‬ ‫أن‬ ‫اعتقد‬ ‫حقوقي���ة‬ ‫نظر‬ ‫م���ن وجه���ة‬ ‫هلذه احلكومة ؟‬

‫‪-‬ما هي أهم مشاكل مدينة بنغازي اآلن ؟‬

‫مدينة بنغ���ازي متر يف هذه الفرتة مبرحلة فراغ‬ ‫إداري وسياسي مما سبب يف شلل واضح يف شتى‬ ‫اخلدم���ات احلياتية يف املدين���ة‪ .‬وحنث احلكومة‬ ‫اإلس���راع يف انتخ���اب عمي���د وجمل���س البلدي���ة‬ ‫وإعطائهم الصالحيات وامليزانية املس���تقلة حتى‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫السنوسي حبيب وأتذكر‬ ‫السنوس���ي حبيب بعد عالجه يف باريس كان يظن انه بعد العالج‬ ‫الكيماوي قد شفي من هذا املرض اخلبيث الذي عاوده من جديد‬ ‫عندم���ا وص���ل مدينته هون ومل ي���زل يعاني منه حت���ى انتقل الي‬ ‫جوار ربه بتاريخ ‪2013/4/3‬م يبقى كتابه‬

‫حسني نصيب املالكي‬ ‫الشاعر واملناضل السياسي السنوسي حبيب‬ ‫وامل��ع��روف مب��واق��ف��ه النضالية وامل��ع��ارض��ة‬ ‫للنظام اللييب السابق وقد أمضى يف السجن‬ ‫م��اي��ق��ارب ع���ن اح���د ع��ش��ر ع��ام��ا م���ن سنة‬ ‫‪1977‬م وحتى ‪1988‬م وه��و ينتمي الي‬ ‫جيل السبعينيات م��ن ال��ش��ع��راء عرفته يف‬ ‫التسعينيات ع��ن ط��ري��ق صديقي الشاعر‬ ‫ع��ب��د اهلل زاق������وب وق��ب��ل��ه��ا ك��ن��ت أع��رف��ه‬ ‫م��ن خ�لال ق��راءت��ي لقصائده ال�تي تتميز‬ ‫بالبساطة والعمق واألنتماء للقيم األنسانية‬ ‫كما ق��رأت مقاالته يف الصحف واجمل�لات‬ ‫الليبية وتوطدت عالقيت به أكثر عندما‬ ‫زرته مبدينة هون بعد خروجه من السجن‬ ‫بسنوات س��أل��ت عنه حتى دل�ني عليه احد‬ ‫سكان املدينة التقيت به تعانقنا كان ودودا‬ ‫طيبا وجدته يف حمله لبيع امل��واد الغذائية‬ ‫ومعه شخص آخر تشادي تركه يف احملل‬ ‫واستضافين يف بيته يف احلي الشعيب على‬ ‫وجبة غداء يف مربو عته كسكسى باللحم‬ ‫الوطين وشاي أخضر بالنعناع وحديث عن‬ ‫األدب واألدب���اء وعندما سألته عن عبد اهلل‬ ‫زاقوب اخربني انه يف األردن منذ أسبوع ثم‬ ‫بعد ذل��ك تواصلت لقاءاتنا من حني آلخر‬ ‫ع��ن��دم��ا دع��ان��ا جم��ل��س ال��ث��ق��اف��ة ال��ع��ام ال��ي‬ ‫حفل توقيع كتب ص���ادرة حديثا ألدب��اء‬ ‫منطقة هون وهم ‪ :‬صاحل عباس وعبد اهلل‬ ‫زاق���وب والسنوسي حبيب وحم��م��د زي��دان‬ ‫وعبد الوهاب قرينقو ولبيت تلك الدعوة‬ ‫للحضور ال��ي ه��ون مع العديد من الكتاب‬ ‫واألدب��اء من بنغازي واجدابيا ودرن��ة كان‬ ‫ال��س��ن��وس��ي حبيب يف استقبالنا م��ع غ�يره‬ ‫من ادب��اء هون ثم أتذكر انين التقينا مرة‬ ‫أخرى بعد سنوات يف مهرجان ثقايف مبدينة‬ ‫بنغازي قبل أن يلم به امل��رض ودعاني الي‬ ‫تناول كوب من اخللطة مبقهى يف شارع‬ ‫أإلذاع��ة كما أذكر انين قرأت له دواوينه‬ ‫اليت أهداها الي وهي ‪ :‬عن احلب والصحو‬ ‫وال��ت��ج��اوز‪ ،‬شظايا العمر امل��ب��اح ‪ ،‬وامل��ف��ازة‪،‬‬ ‫وقريبا من القلب ‪ ،‬ومن ذاكرة املكان وقرأت‬ ‫له عشرات املقاالت اليت نشرت يف الصحف‬ ‫واجمل�لات الليبية واملواقع اإللكرتونية ومل‬ ‫جتمع يف كتب بعد وعندما أمل به املرض‬ ‫اخلبيث وعلى عجل وك��أن��ه ك��ان يعرف‬ ‫ان املرض سيأخذه منا اسرع بكتابة سريته‬ ‫ال��ذات��ي��ه وه���و ي��ع��اجل يف م��ص��ح��ات ت��ون��س‬ ‫وف��رن��س��ا وك���ان ينشرها ع��ل��ى ح��ل��ق��ات يف‬ ‫صحيفة ميادين األسبوعية ثم صدرت تلك‬ ‫السرية الذاتية يف كتاب بعنوان أتذكر‬ ‫قبل وفاته عن هيئة دعم وتشجيع الصحافة‬ ‫يقول يف مقدمة الكتاب ( اآلن يف األسبوع‬

‫األول م��ن يناير ‪2009‬م وق��د بلغت العام‬ ‫الستني من عمري الذي أرجو أال يكون‬ ‫مديدا اذ انين ال أحب طول العمر الذي‬ ‫سيعين ضرورة طول املعاناة ويقول‬ ‫عن أتذكر ‪ :‬أتذكر هذه ليست‬ ‫بسرية ذاتية وال مذكرات وال‬ ‫كتابة ت��ارخي��ي��ة رمب��ا يكون‬ ‫ب���ه���ا ش�����يء م����ن ك����ل ه���ذه‬ ‫األجناس ولكنها بالنسبة‬ ‫لي هي تسجيل ملا يقبع‬ ‫يف ذاكرتي من أحداث‬ ‫ك����ان هل���ا ت���أث�ي�ر يف‬ ‫جم�������رى ح���ي���ات���ي‬ ‫وهي يف تقديري‬ ‫س���������������رد غ��ي�ر‬ ‫ت����راك����م����ي‬ ‫ب��ق��ل ي��ق��وم‬ ‫ع��������ل��������ى‬ ‫ف����ك����رة‬

‫ال����ت����داع����ي مل��ا‬ ‫ي��ل��ح وي��ض��غ��ط على‬ ‫ه���ذه ال���ذاك���رة م���ن أح���داث‬ ‫وذك�����ري�����ات وم�����واق�����ف وع�ل�اق���ات‬ ‫وأم��اك��ن وم���دن وق���رى وش����وارع وأس���واق‬ ‫وسجون ومدارس وجامعات))ص‪3‬‬ ‫ف��أت��ذك��ر ه��و تسجيل وت���دوي���ن جمل��ري��ات‬ ‫أح��داث دام��ت يف ذاك��رة املرحوم السنوسي‬ ‫حبيب تتضمن مرحلة طفولته وكيف‬ ‫ولد يف هون يف سنة ‪1949‬م ويتذكر فيها‬ ‫شارعهم القديم واه��م الشخصيات يف تلك‬ ‫الفرتة ثم كيف انتقلت عائلته الي بنغازي‬ ‫وب��ال��ت��ح��دي��د ال���ي ال�برك��ة وب��ق��ي ب��ه��ا مل��دة‬ ‫عامني أمضاهما يف مدرسة ابتدائية قبل‬ ‫عودته وجزء من األس��رة الي هون وألتحق‬ ‫مب��درس��ة ه���ون األب��ت��دائ��ي��ة ح��ت��ى الصف‬ ‫ال��س��ادس وع��ن��دم��ا ت��ويف وال���ده مح��ل عبء‬ ‫احلياة وأشتغل يف عدة حرف منها احلالقة‬ ‫وعندما عاد أخاه الكبري من بنغازي ببعض‬ ‫امل��ال فتح مقهى بهون فعمل معه كصيب‬ ‫يف املقهى منذ الصبا ع��رف مشاق احلياة‬ ‫وك��ف��اح��ه��ا ومل ي��ع��رف ال��ل��ع��ب ومم��ارس��ة‬ ‫الرياضة يف ال��ن��ادي او احلركة الكشفية‬ ‫فبعد ان يعود من املدرسة يعمل يف مقهى‬ ‫اخ��ي��ه األك��ب�ر ف��ت��ع��رف ع��ل��ى ع���امل ال��ك��ب��ار‬

‫وقراءة الصحف وخاصة صحيفة احلقيقة‬ ‫ال��ت�ي ك���ان���ت ت��رس��ل��ه��ا ل���ه أخ���ت���ه بعد‬ ‫الدراسة اإلعدادية لكي يلف بها‬ ‫السندوتشات انتقل الي‬ ‫القسم الداخلي‬ ‫مب��درس��ة‬

‫سبها‬ ‫الثانوية‬ ‫ويف ت��ل��ك‬ ‫امل�������درس�������ة‬ ‫ك��ان يستعري‬ ‫ك���ت���ب ع��ب��اس‬ ‫حم���م���ود ال��ع��ق��اد‬ ‫وخ�������ال�������د حم���م���د‬ ‫خ���ال���د م���ن مكتبتها‬ ‫وب��دأ اهتمامه بالكتابة‬ ‫وألول م����رة ك��ت��ب عن‬ ‫ابراهيم الكوني الذي كان‬ ‫ينشر م��ق��االت��ه يف صحيفة‬ ‫البالد األسبوعية يف سبها‪.‬‬ ‫ثم دخل جامعة بنغازي يف بداية‬ ‫السبعينيات وبدأ يف نشر قصائده ومقاالته‬ ‫يف جملة امل���رأة وجيل ورس��ال��ة وصحيفة‬ ‫الكفاح اليومية وأصدر ديوانه األول عن دار‬ ‫احلقيقة عن احلب والصحو والتجاوز ‪.‬‬ ‫ثم يتطرق الي فرتة السجن بعد ان قبض‬ ‫عليه سنة‪1976‬م واتهامه هو وجمموعة‬ ‫م��ن رف��اق��ه ب��أن��ه��م يشكلون خلية احل��زب‬ ‫الشيوعي وي��ع��دد لنا السجون ال�تي دخلها‬ ‫يف ع��ه��د امل��ق��ب��ور ح��ي��ث ك���ان أول سجن‬ ‫دخ��ل��ه ك��ان ب��ال�برك��ة وه��و م��اع��رف فيما‬ ‫بعد بكتيبة الفضيل والسجن الثاني الذي‬ ‫دخله كان سجن الكويفية وثالث السجون‬ ‫كان سجن لألمن الداخلي يف طرابلس ثم‬ ‫سجن اجلديدة شرقي طرابلس ثم سجن‬ ‫احل��ص��ان األس����ود يف ط��راب��ل��س ث��م سجن‬ ‫بوسليم ال��س��يء السمعة وال���ذي نقل اليه‬ ‫مجيع السجناء السياسيني يف سنة ‪1984‬م‬

‫ثم خروجه من السجن سنة ‪1988‬م فيما‬ ‫مسى بأصبح الصبح ليبدأ حياته من جديد‬ ‫الصفر ((ح�ين خروجي من السجن عدت‬ ‫ال��ي ه��ون وبعد انقضاء أي��ام االحتفاء من‬ ‫قبل األهل واألق��ارب واألصدقاء كان علي‬ ‫انا اخلارج من السجن خال الوفاض الأملك‬ ‫من األشياء سو قليل من املالبس املستهلكة‬ ‫وك���ان علي أن أب���دأ حياتي مبتدئا من‬ ‫الصفر ورمب��ا حتته)) ص‪121‬حيث‬ ‫أعاد صيانة وتشغيل املقهى ثم الزواج‬ ‫من ابنة اجل�يران ثم ش��راء بيت شعيب‬ ‫صغريثم وف���اة اخ��ي��ه األك�ب�ر واختالفه‬ ‫مع أخيه وانفصاله عنه ثم اعتماده على‬ ‫نفسه يف احلياة من جديد وفتح حمل مواد‬ ‫غذائية ومشاركته يف املهرجانات الثقافية‬ ‫واألمسيات الشعرية الداخلية واخلارجية‬ ‫وسفرياته املتعددة ال��ي مصروهو املؤسس‬ ‫جلمعية ذاكرة املدينة ومهرجان اخلريف‬ ‫السياحي واهتمامه بصيانة املدينة القدمية‬ ‫يف ه��ون حتى امل به امل��رض اللعني وسافر‬ ‫للعالج أكثر من مرة الي تونس ثم كيف‬ ‫حتصل على موافقة للعالج يف فرنسا من‬ ‫خالل جهود األصدقاء من الكتاب واألدب��اء‬ ‫مبدينة بنغازي وكيف كان بعد جرعات‬ ‫الدواء يف املصحة يقوم بزيارة معامل باريس‬ ‫األث��ري��ة والتارخيية ويسردها يف كتابه‬ ‫أت��ذك��ر ب��ع��ن��وان ه��ن��ا ب��اري��س فحتى وه��و‬ ‫يعاجل مل ينس أن يعر فنا مبعامل باريس‬ ‫مثل زي��ارة متحف اللوفر الشهريومركز‬ ‫الفنون املعاصرة واحلديثة وزي���ارة شارع‬ ‫الشانزيليزيه وب��رج إيفل واحل��ي الالتيين‬ ‫وغريها ‪.‬‬ ‫السنوسي حبيب بعد عالجه يف باريس كان‬ ‫يظن ان��ه بعد ال��ع�لاج الكيماوي ق��د شفي‬ ‫م��ن ه��ذا امل���رض اخلبيث ال���ذي ع���اوده من‬ ‫جديد عندما وصل مدينته هون ومل يزل‬ ‫يعاني منه حتى انتقل الي جوار ربه بتاريخ‬ ‫‪2013/4/3‬م يبقى كتابه‬ ‫اتذكر فيه اشياء من طفولته وأخرى من‬ ‫صباه وغ�يره��ا م��ن أي��ام ال��دراس��ة الثانوية‬ ‫واجلامعية فيه حديث عن اجلامعة والشارع‬ ‫والبيت والسجن وسفرياته ال��ي بنغازي‬ ‫وط��راب��ل��س وس��ب��ه��ا وم��ص��رات��ه ورح�لات��ه‬ ‫اخلارجية الي مصر وتونس وبغداد وباريس‬ ‫ك��ت��ب ب��أس��ل��وب ال��س��ه��ل املمتنع رح���م اهلل‬ ‫السنوسي فقد عاش مكافحا مناضال عفيفا‬ ‫ومات عصاميا شريفا مبتسما دائما يف حياته‬ ‫حيب اجلميع وحيبه اجلميع‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫ليبيا اجلديدة بعيون أملانيّة‬

‫فلنهدأ مجيعًا لتنجو البالد‬

‫تواصل (ميادين)‬ ‫نشر حلقات الدراسة‬ ‫اليت أعدّها (فولفرام‬ ‫الخري) اخلبري يف املعهد‬ ‫اإلسرتاتيجي األملاني‬ ‫للشؤون الدول ّية واألمن ّية‬ ‫بربلني‪:‬‬

‫فولفرام الخري‬

‫ترمجة ‪:‬‬ ‫مفتاح السيد الشرف‬ ‫(‪)2‬‬ ‫مالمح العمل ّية اإلنتقال ّية‬ ‫خيضع املشهد السياسي يف ليبيا إلعادة‬ ‫تشكيل كاسحة وس��ط االض��ط��راب��ات‬ ‫الثورية‪ .‬وخ�لال ال��ث��ورة‪ ،‬إن��ه��ارت كل ّيا‬ ‫أو جزئيا إدارة الدولة القدمية وجهاز‬ ‫األم������ن‪ .‬وي���ت���م م�ل�أ ال����ف����راغ ب�ترت��ي��ب��ات‬ ‫م��ؤق��ت��ة أو غ�ير رمس��ي��ة إىل ح�ين س� ّ�ن‬ ‫دس��ت��ور وإق��ام��ة مؤسسات دائ��م��ة‪ .‬ولقد‬ ‫مت م��ب��دأي��ا حت��دي��د م��رت��ك��زات االنتقال‬ ‫م��ن ق��ب��ل (اجمل��ل��س ال��وط�ني االن��ت��ق��ال��ي)‬ ‫خالل إعالنه الدستوري يف ‪ 3‬أغسطس‬ ‫‪ .2011‬والتحول بدأ رمسيا مع إعالن‬ ‫حترير ليبيا يف ‪ 23‬أكتوبر ‪ ،2011‬أي‬ ‫بعد ثالثة أي��ام من قتل معمر القذايف‪.‬‬ ‫وق��د اتبعت العمل ّية ما ورد يف اإلع�لان‬ ‫الدستوري إىل أن انتخب (املؤمتر الوطين‬ ‫اإلن��ت��ق��ال��ي) ي��وم ‪ 7‬يوليو ‪ ،2012‬وب��دأ‬ ‫دورته اإلفتتاحية يف شهر الحق‪ .‬غري أن‬ ‫املفاوضات املطولة بشأن تشكيل احلكومة‬ ‫اجلديدة تع ّرضت لتأخري ملحوظ‪ .‬وبعد‬ ‫أن فشل مصطفى أبو شاقور يف تشكيل‬ ‫احلكومة‪ ،‬مت أخ�يرا جمللس وزراء علي‬ ‫زي���دان أداء اليمني يف ي��وم ‪ 14‬نوفمرب‬ ‫‪)1( 2012.1‬‬ ‫وان��دل��ع اجل���دل ح��ول إإلط���ار الرمسي‬ ‫للعملية ال��دس��ت��وري��ة‪ .‬فوفقا للجدول‬ ‫الزمين الذي حدّده اإلعالن الدستوري‪،‬‬ ‫ك����ان ي��ن��ب��غ��ي ع��ل��ى امل���ؤمت���ر ال��وط�ني‬ ‫اإلنتقالي يف غضون شهر واحد من دورته‬ ‫اإلفتتاحية‪ ،‬تعيني جلنة لكتابة دستور‬ ‫ج��دي��د‪ .‬وب���دوره���ا ك���ان عليها تقديم‬ ‫مسوّدة الدستور يف غضون شهرين‪ .‬ولكن‬ ‫حتت تهديد مقاطعة اإلنتخابات من قبل‬ ‫احلركة الفيدرال ّية يف الشمال الشرقي‬ ‫للبالد (ب��رق��ة)‪ ،‬ق��ام اجمل��ل��س اإلنتقالي‬ ‫ب��ش��ك��ل غ�ي�ر م��ت��وق��ع‪ ،‬ب��ت��ع��دي��ل ش���روط‬ ‫العمل ّية الدستورية قبل وقت قصري من‬ ‫ي��وم االق�ت�راع‪ ،‬وقضى التعديل بانتخاب‬ ‫اللجنة مباشرة من قبل الشعب‪ .‬وظل‬ ‫القرار مثريا للجدل ومل يؤكده املؤمتر‬ ‫الوطين رمسيا حتى أبريل ‪ .2013‬ومن‬ ‫امل��رج��ح أن إط���ار اإلن��ت��خ��اب��ات املزمعة‬ ‫ّ‬ ‫للجنة ستتطلب امل��زي��د م��ن املفاوضات‬ ‫املطوّلة‪)2(.‬‬ ‫ه���ذه ال��ت��أخ�يرات ت��ث�ير ت���س���اؤالت ح��ول‬ ‫أح��ك��ام أخ��رى م��ن اإلع�ل�ان ال��دس��ت��وري‪،‬‬ ‫مب��ا يف ذل��ك اجل���دول ال��زم�ني للموافقة‬ ‫على الدستور من قبل املؤمتر الوطين‪،‬‬ ‫وال��ذي م �دّده اجمللس الوطين االنتقالي‬

‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫اجلزء الثاني‬ ‫ب��ال��ف��ع��ل إىل أرب���ع���ة أش��ه��ر يف م���ارس‬ ‫‪ .2012‬والفواصل الزمنية اليت وضعت‬ ‫ل�لإس��ت��ف��ت��اء ال��دس��ت��وري واالن��ت��خ��اب��ات‬ ‫الالحقة هي أيضا ّ‬ ‫حمل شك (‪ . )3‬كما‬ ‫أن العملية اإلنتقالية م��ن امل��ؤك��د أن‬ ‫تطول إىل ما بعد عام ‪ ،2013‬ومع ذلك‬ ‫من غري املرجح أن تعقد أول انتخابات‬ ‫يف إط��ار الدستور اجلديد‪ ،‬قبل النصف‬ ‫الثاني من عام ‪ ،2014‬حتى إذا سار كل‬ ‫شيء بسالسة‪ .‬وإىل ذلك احلني سيمارس‬ ‫نشطاء ليبيا السياسيون مهامهم يف فراغ‬ ‫دستوري وفوضى مؤسساتية‪.‬‬ ‫وه��ن��اك ع�لاق��ة م��ب��اش��رة ب�ين الفوضى‬ ‫املؤسسات ّية والنزاعات املسلحة يف أجزاء‬ ‫ّ‬ ‫عديدة من البالد‪ .‬وإن القطاع األمين هو‬ ‫خليط من وح��دات تتألف من املدنيني‪،‬‬ ‫وبقايا القوات املسلحة اليت تقوم بتنمية‬ ‫مصاحلها اخل��اص��ة‪ .‬وم��ع��ظ��م الكتائب‬ ‫ال��ث��وري��ة‪ ،‬ف��ض�لا ع��ن امل��ي��ل��ي��ش��ي��ات ال�تي‬ ‫ظ��ه��رت بعد س��ق��وط ال��ن��ظ��ام‪ ،‬ه��ي اآلن‬ ‫حتت سيطرة الداخلية أو وزارة الدفاع‪.‬‬ ‫لكن السيطرة على ال����وزارات مشكوك‬ ‫فيها‪ ،‬ألن العديد من امليليشيات دُجمت‬ ‫ب��اجل��م��ل��ة م���ع اح��ت��ف��اظ��ه��ا بهياكلها‬ ‫اخلاصة بها‪ .‬فعندما يندلع القتال‪ ،‬جيد‬ ‫اخل��ص��وم أنفسهم تقريبا دائ��م��ا وسط‬ ‫طيف ض��ب��اب��ي‪ ،‬م��ا ب�ين ق��وى رمس��ي��ة أو‬ ‫شبه رمس ّية‪ .‬وال��ذي يساهم يف تصاعد‬ ‫ال���ص���راع‪ ،‬ال��ش��ل��ل يف ال��ن��ظ��ام ال��ق��ان��ون��ي‬ ‫وتعرضه لتهديدات العناصر املسلحة‪..‬‬ ‫ف��احل��ك��وم��ة ل��ي��س��ت ل��دي��ه��ا ق����وات أم��ن‬ ‫حمرتفة حمايدة‪ ،‬وال ميكنها أن حتيل‬ ‫املشتبه فيهم على القضاء‪.‬‬ ‫وهكذا فاملشاكل يف قطاع األمن ونظام‬

‫العدالة متثل التحديات األكثر إحلاحا‬ ‫لللمرحلة احل��ال��ي��ة‪ ،‬وق��د منحت وزن��ا‬ ‫خاصا يف التحليل القادم‪ .‬وع�لاوة على‬ ‫ذل���ك أع��ط��ي إه��ت��م��ام خ���اص للعناصر‬ ‫املسلحة‪ ،‬واحتمال تصاعد الصراعات‬ ‫السياسية إىل مواجهات عنيفة‬ ‫ب���س���ب���ب األح�������ك�������ام ال��ت�ي‬ ‫(‪ )1‬‬ ‫أص��درت��ه��ا جلنة ال��ن��زاه��ة والتحقيقات‬ ‫اليت ما تزال جتريها (انظر الفصل القادم‬ ‫“الصراعات حول العدالة واملصاحلة”)‪،‬‬ ‫وان��س��ح��اب م��رش��ح واح����د‪ ،‬ف��ق��ط ‪ ،‬أدى‬ ‫اليمني القانوت ّية اثنان وعشرون وزيرا‬ ‫م��ن جمموع واح��د وث�لاث�ين يف ي��وم ‪14‬‬ ‫نوفمرب ‪ .2012‬وح��ت��ى شهر م��اي��و عام‬ ‫‪ 2013‬ما يزال منصب وزير واحد شاغرا‪.‬‬ ‫‪ )2‬وتشمل املفاوضات القضايا احلدود‬ ‫وحت��دي��د ال��دوائ��ر االن��ت��خ��اب��ي��ة‪ ،‬ووض��ع‬ ‫م��ع��اي�ير ل��ق��ب��ول امل���رش���ح�ي�ن وم����ا هي‬ ‫احل��ص��ص ال�تي ينبغي أن ت��ك��ون لفئات‬ ‫معينة‪ ،‬مثل النساء أو األقليات العرقية‪.‬‬ ‫وزاد من تعقيد هذه القضايا ما يتطل ّبه‬ ‫اإلعالن الدستوري من أن جلنة الستني‪،‬‬ ‫ينبغي أن تشمل عشرين عضوا عن كل‬ ‫من مناطق ليبيا التارخيية الثالث‪ .‬وهذه‬ ‫حدودها ليست غري قابلة للجدال أيضا‪.‬‬ ‫(‪ )3‬وفقا لإلعالن الدستوري االستفتاء‬ ‫ك��ان م��ن امل��ق��رر عقده بعد شهر واح��د‬ ‫ق��ب��ول ال��دس��ت��ور م��ن ‪ .GNC‬انتخابات‬ ‫جديدة وفقا للدستور وكان من املقرر‬ ‫ملدة سبعة أشهر بعد االستفتاء‬ ‫• ‪Wolfram Lacher‬‬ ‫مؤلف الدراسة (ولفرام الخري)‬

‫هل البلد يدو ُر يف‬ ‫دوامة مرض رهاب مجعي‬ ‫رمبا نسميه " فوبيا ‪ 42‬سنة " ؟! ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 1‬الشك منهج تفكري وال يعين بالضرورة وسم صاحبه مبتبين نظرية املؤامرة ‪..‬‬ ‫م���ع هذا يمُ ارس علينا بعض حمتكري احلقيقة وصايته���م الديكتاتورية يف أحقية‬ ‫تقدي���ر األم���ور وتوصيف احلال ‪ ،‬متناس�ي�ن أن مثلما هلم احل���ق يف ذلك فلآلخرين‬ ‫ذات احلق ‪.‬‬ ‫ُلمح���ون إىل أن الدكتور " حممد‬ ‫( ‪ ) 2‬أي���ن قراء املس���تقبل األف���ذاذ الذين كانوا ي ِّ‬ ‫املقري���ف " رئيس الربملان اللييب املس���تقيل لتوه هو من ُطلاَّ ب الس���لطة ؟! ‪ ..‬ووصلت‬ ‫به���م درج���ة الضحال���ة والتجين اىل مقارنته مبعمر الفاش���ي املس���تبد الذي تش���بث‬ ‫بكرس���ي حكم البالد طيلة مراح���ل حياته ابتدا ًء من ش���اب مل يتجاوز الثالثني واىل‬ ‫شيخوخته اللعينة اليت جتاوزت السبعني صيفاً قائظاً جاع ً‬ ‫ال من ليبيا حقل جتارب‬ ‫ووك���راً للجرمي���ة والتس���لط ‪ ..‬ب���ل وتورم���ت تنبؤاته���م املضحك���ة إىل يقينهم بأن‬ ‫املقري���ف يف الطري���ق اىل ان يكون دكتات���ور ليبيا اجلديد ! ‪ ..‬كم���ا كانوا يتهمون‬ ‫املستشار " مصطفى عبد اجلليل " بذات التهم ! وأكثر ‪.‬‬ ‫( ‪ - ) 3‬حرب التلميحات ؟‪.‬‬ ‫ أجل ‪..‬‬‫ هيا لنختيبء خلف عبارة يف اخللف !! ‪.‬‬‫ اىل متى ؟ ‪.‬‬‫ اىل أن يظهر البساط األمحدي ! ‪.‬‬‫ ذاك النادر ؟ ‪.‬‬‫ ُقل املستحيل اخلرايف !!‪.‬‬‫* من املفرتض أن خطاب التلميح ذهب مع عهد اخلوف ! ‪ ..‬من املفرتض أن طريقة‬ ‫اهلمس والغمز واللمز راحت ! ‪ ..‬من املفرتض أننا منذ انكسار جدار اخلوف أن نسمي‬ ‫احل���وار والبحث وعلى مجيع‬ ‫م���ا يزعج البالد ‪ ..‬نضع مش���اكلنا بهدوء على طاولة ِ‬ ‫األصعدة سياسية ‪ ،‬أمنية ‪ ،‬اقتصادية ‪ ،‬اجتماعية وحتى ثقافية حني نهدأ ! ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 4‬ما أسهل الكالم ‪ ..‬ما أصعب الفعل ! ‪..‬‬ ‫كلنا نقرتح ونصرخ ونتأمل ونندب حظنا العاثر ‪..‬‬ ‫و لكن على صعيد الفعل واجلدوى ليت من ال يعرف يدع شئون البلد للذي يعرف ‪.‬‬ ‫أما على صعيد الكالم فما اكثر املتهس�ت�رين ال ينفكون يرددون عرب كل الوس���ائل‬ ‫االعالمية ‪ ( :‬أجندة خارجية ‪ ..‬عمالة ‪ ..‬خيانة وليبيا تتعرض ملشروع خطري ! )‬ ‫والسؤال اهلاديء ‪ :‬ما هو هذا املشروع اخلطري ؟!!‬ ‫الكل يلمح وال يذكر !! ‪ ..‬ملاذا ال يهدأ اجلميع ؟ ‪..‬‬ ‫أال يكف���ي اخاف���ة الناس البس���طاء ‪ ..‬وحت���ى املعقدين ؟! ‪ ..‬أال يكف���ي ارعاب املواطنني‬ ‫اآلمن�ي�ن – املُف�ت�رض أن يكونوا كذلك ‪ -‬الربيئني من كل ص���راع ‪ ..‬الطاهرين من‬ ‫كل أطماع أنانية آنية ‪.‬‬ ‫( ‪ - ) 5‬للفاشية أكثر من وجه ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ فتش َ‬‫أوراقك اليت يف اجليوب ‪ ،‬أصوات من حولك ! ‪ ،‬و من ُتعاشر ‪..‬‬ ‫قلبك ‪،‬‬ ‫ َّطهر الروح قبل أن متضي يف عمق البال َد ِلتصل ‪.‬‬‫ ما هذ ِه املتاهة ؟! ‪ ،‬هل يكفي شي ٌء من اهلدوء َّ‬‫علها تنجو البالد ؟! ‪.‬‬

‫احتجاج من هيئة تشجيع ودعم الصحافة‬ ‫السيد رئيس حترير جريدة ميادين‬ ‫بعد التحية‬ ‫يف الوق���ت الذي حن���ي فيه جهودكم املتمي���زة وما تبذلونه‬ ‫من جهد خلدمة املش���هد الصحفي املواك���ب لثورات الربيع‬ ‫العربي‬ ‫فإنن���ا ق���د فوجئنا بنش���ر خ�ب�ر يف جريدتكم بالع���دد (‪)105‬‬ ‫ الص���ادر بتاري���خ ‪14-5-2013‬م يفيد بأن نش���ر كتاب "‬‫خط���وط صغرية يف دفرت الغي���اب" للقاص مجعة بو كليب‬ ‫– املنشور ضمن سلسلة الكتاب العربي الصادرة عن جملة‬ ‫اهل�ل�ال املصرية ه���و من ضمن برنامج التع���اون الثقايف بني‬ ‫مؤسسة دار اهلالل املصرية ووزارة الثقافة واجملتمع املدني ‪.‬‬

‫والصحيح غري ذلك فإن هذا اإلصدار وغريه من اإلصدارات‬ ‫الثقافي���ة الليبية الش���هرية اليت ستنش���ر م���ع جملة اهلالل‬ ‫العربي���ة ه���و مث���رة التع���اون م���ا بني هيئ���ة تش���جيع ودعم‬ ‫الصحافة وبني مؤسسة اهلالل املصرية ‪.‬‬ ‫ويف الوق���ت الذي نس���تغرب فيه هذا اخلط���أ املهين يف صيغة‬ ‫اخلرب من جريدة متميزة مثل جريدتكم ‪.‬‬ ‫عليه نأمل منكم تصحيح اخلرب ‪.‬‬ ‫ادريس املس���ماري رئي���س اللجن���ة املؤقتة لتس���يري األعمال‬ ‫بهيئة تشجيع ودعم الصحافة ‪.‬‬ ‫‪ 2013 5- 26-‬اشاري ‪378/2013‬م‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫ُ‬ ‫(يعربد بك) ‪ ...‬موطن األسئلة‬

‫يونس شعبان الفنادي‬ ‫(يعربد بك) ‪ ...‬هات���ان الكلمتان رمستا عنوان‬ ‫الدي���وان الص���ادر ع���ن مرك���ز ليبي���ا الوطن‬ ‫لإلعالم والذي محل خالصة مشوار األستاذة‬ ‫تهان���ي دربي مع الش���عر كما تقر الش���اعرة‬ ‫نفسها بذلك من خالل إهدائها الذي يتصدر‬ ‫الديوان وتقول فيه (هذه خالصيت) وتقدمها‬ ‫هدية البنها األمجل (أهديها لك أسامة‪ .‬ابين‬ ‫األمجل)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثالث���ة ومخس�ي�ن نصا‬ ‫وق���د مح���ل الدي���وان‬ ‫كالتالي‪ :‬س���ارق الدف���ق‪ ،‬حماول���ة‪ ،‬مباحة‪،‬‬ ‫وه���ق‪ ،‬ف���راش الصمت‪ ،‬يس���رج عل���ى الريح‪،‬‬ ‫أس���تبيح كنهي‪ ،‬أنا هي ‪ ..‬هي أن���ا‪ ،‬طرابلس‪،‬‬ ‫غواي���ة‪ ،‬مقاوم���ة‪ ،‬نواف�ي�ر‪ ،‬غم���ام‪ ،‬برف���ق‪،‬‬ ‫أكذوبة‪ ،‬هطول‪ ،‬حلول‪ ،‬هذيان‪ ،‬يوسف‪ ،‬وتر‬ ‫املعت���اد‪ ،‬عن���اد‪ ،‬ثعبان‪ ،‬ذنب‪ ،‬حض���ور‪ ،‬خالص‪،‬‬ ‫وس���ادتي‪ ،‬غي���اب‪ ،‬يعرب���د ب���ك‪ ،‬؟؟؟؟؟؟؟؟‪،‬‬ ‫كالذئب‪ ،‬هاني‪ ،‬انشطار لتؤم قديم‪ ،‬مواربة‪،‬‬ ‫عط���ش‪ ،‬أرضك ي���ا زي���وس‪ ،‬متاهي الش���جر‪،‬‬ ‫ختتل���ف‪ ،‬أدران‪ ،‬أزرق‪ ،‬قصي���دة‪ ،‬حب���ر‪ ،‬ليلة‪،‬‬ ‫عش���ق‪ ،‬مقاومة‪ ،‬وطأة‪ ،‬الي���د‪ ،‬حتية‪ ،‬تراص‪،‬‬ ‫بكاء‪ ،‬لذة‪ ،‬املرايا‪ ،‬أحدهم‪ ،‬حنكة‪.‬‬ ‫وعن���د اس���تعراض ه���ذه العناوي���ن املتنوع���ة‬ ‫نالح���ظ أن���ه غلب���ت عل���ى تكوينه���ا البنائ���ي‬ ‫الكلم���ة املف���ردة ال�ت�ي تنوع���ت ب�ي�ن االس���م‬ ‫الش���خصي للمذك���ر املف���رد مثل (يوس���ف‪،‬‬ ‫هاني) واس���م امل���كان (طرابلس) وه���ي املدينة‬ ‫الوحي���دة اليت نالت ش���رف الس���كن بالديوان‪،‬‬ ‫وأيض���اً اختاذ الش���اعرة لعالمات االس���تفهام‬ ‫(؟؟؟؟؟؟؟) عنوان���اً صرحي���اً ألح���د نصوصها‪.‬‬ ‫كم���ا ج���اءت بع���ض العناوي���ن مركب���ة يف‬ ‫ش���كل مجلة فعلية مثل (يس���رج على الريح)‬ ‫وش���به مجلة مثل (كالذئب) ومجلة امسية‬ ‫مثل (انشطار لتؤم قديم)‪ ،‬وأخرى تستحضر‬ ‫األسطورة التارخيية اإلغريقية مثل (أرضك‬ ‫يا زيوس)‪ ،‬إال أن ما بدا غريبا أثناء استعراض‬ ‫ه���ذه العناوين ه���و تك���رار عن���وان (مقاومة)‬ ‫لقصيدت�ي�ن خمتلفت�ي�ن يف نصيهم���ا‪ ،‬حي���ث‬ ‫ج���اءت القصي���دة األوىل (مقاومة) املنش���ورة‬ ‫على الصفح���ة الثامنة والعش���رين يف أربعة‬ ‫سطور هي‪:‬‬ ‫(تلوذ بغضبها‬ ‫كي ال تفرش ضفريتها‬ ‫طريقاً‬ ‫ملروره العابر)‬ ‫والقصيدة الثانية (مقاومة) اليت نشرت على‬ ‫الصفحة التاسعة والثمانني وجاءت أيضا يف‬ ‫أربعة سطور هي‪:‬‬ ‫(تتعملق يف حضرتك املنغصات‬

‫تق���ودك الكاتب���ة والش���اعرة ال‬ ‫رقي‬ ‫قة‬ ‫األ‬ ‫س���ت‬ ‫اذة‬ ‫تها‬ ‫ني‬ ‫در‬ ‫بي‬ ‫ب‬ ‫داي‬ ‫���ة‬ ‫من‬ ‫عنوان‬ ‫الدي���وان إىل دروب وفض���اءات عدي‬ ‫دة‬ ‫ت‬ ‫س��‬ ‫�تو‬ ‫عب‬ ‫كل‬ ‫األ‬ ‫س���‬ ‫ئلة‬ ‫أو‬ ‫ال‬ ‫تس�‬ ‫��اؤ‬ ‫الت‬ ‫املرتاكم���ة يف أعم���اق القل���ب أو الد‬ ‫ائ���رة مبح���ركات العقل‪ ،‬مم���ا يتيح لك‬ ‫التحلي���ق على صهوتها‬ ‫بال‬ ‫ح‬ ‫دود‬ ‫ص‬ ‫وب‬ ‫كل‬ ‫ا‬ ‫ألم‬ ‫كنة‬ ‫وا‬ ‫لقل‬ ‫وب‬ ‫اليت ختتار‪ ،‬أو‬ ‫التفاعل مع م‬ ‫ضامني احلياة كافة بالصورة اليت حتب‪.‬‬ ‫حفلة طرد تقيمها‬ ‫على شرف‬ ‫عذوبتك)‬ ‫ونظ���راً لع���دم وج���ود تواري���خ كتاب���ة كل‬ ‫القصائ���د املنش���ورة بالدي���وان‪ ،‬وال�ت�ي هي بال‬ ‫ش���ك تتي���ح للق���ارئ أو الناق���د املتخص���ص‬ ‫متابعة تطور النص لدى الش���اعرة من خالل‬ ‫التع���رف عل���ى تواري���خ إنتاجه ونش���ره‪ ،‬فإننا‬ ‫ال نع���رف أي النصني هو األق���دم أو األحدث‪،‬‬ ‫إال إذا اتبعن���ا تسلس���ل ترقيمها على صفحات‬ ‫الديوان‪ .‬وحول هذا اجلانب البد من التأكيد‬ ‫عل���ى أن عتب���ات وتواريخ كتاب���ة النصوص‬ ‫الش���عرية متثل إضافة ثري���ة وأهمية بالغة‬ ‫يف الدراسات الش���عرية واألدبية عامة لكونها‬ ‫متن���ح الدارس أو الباحث مفاتيح عبور مهمة‬ ‫للول���وج إىل ع���وامل الن���ص اإلبداعي وس�ي�رة‬ ‫صانعه وظروف ومالبسات والدته‪.‬‬ ‫(يعربد بك)‬

‫يث�ي�ر العن���وان يف أعم���اق فك���رك –عزي���زي‬ ‫الق���ارئ‪ -‬الكث�ي�ر من األس���ئلة االس���تفزازية‬ ‫اجلميل���ة ال�ت�ي ق���د تفت���ح الش���هية للن���ص‪،‬‬ ‫وبالتال���ي تس���عى م���ن خالهل���ا إىل االق�ت�راب‬ ‫من���ه وحماولة فك طالمس���ه والتفاعل معه‪،‬‬ ‫فتواجهك عالمات االستفهام الكثرية وتنهال‬ ‫علي���ك م���ن كل صوب واجت���اه لتصرخ فيك‬ ‫‪ ..‬م���ن ذا الذي يعربد بك؟ ومل���اذا؟ وما عالقة‬ ‫الش���اعرة الرقيقة بالعربدة؟ وما هي أساليب‬ ‫العرب���دة وكي���ف تعرف���ت عليه���ا؟ وأساس���اَ‬ ‫مل���اذا العربدة؟ وغريها من أس���اليب األس���ئلة‬ ‫ال�ت�ي توقع���ك يف ش���باك متاهاته���ا العدي���دة‪.‬‬ ‫ولكن س���رعان ما تس���ري ب�ي�ن أعماقك راحة‬ ‫وجداني���ة ح�ي�ن تكتش���ف أن عن���وان الديوان‬ ‫ق���د اختارته الش���اعرة م���ن قصيدتها األطول‬ ‫املنش���ورة بالدي���وان (يعرب���د ب���ك)‪ ،‬وبالتال���ي‬ ‫ختلص���ك م���ن متاه���ات األس���ئلة املقلق���ة‬ ‫واحملرية وتسلمك لتلك القصيدة‪ ،‬وترتكك‬

‫تتاب���ع قراءت���ك االنطباعي���ة اليت س���رعان ما‬ ‫تقودك إىل التصريح بأن الش���اعرة مسكونة‬ ‫باألسئلة املربكة واملتوالدة أو املستنسخة من‬ ‫بعضها وهي إشارة إىل تفاعل قوي يدور بني‬ ‫أعماق قلبها وحمركات عقلها‪ ،‬يفتح أمامك‬ ‫فض���اءات شاس���عة ويدع���وك ملعانق���ة النص‬ ‫الشعري واالستمتاع به‪.‬‬ ‫وحن���ن إذا تتبعن���ا والدة األس���ئلة يف دي���وان‬ ‫(يعربد بك) لوجدنا أنها تبدأ منذ النص األول‬ ‫(س���ارقة الدفق) حني يفاجئك السؤال بشكله‬ ‫الصري���ح "كي���ف تن���ال الرض���ا وكبائره���ا‬ ‫ترقص وجداً؟؟"‪ ،‬ويتواصل يف (وهق) "كيف‬ ‫ميك���ن ل���ه أن يعان���ق؟" و"فما حاجتن���ا لوهق‬ ‫اجلب���ال الزاهق؟؟"‪ ،‬ويف "يس���رج عل���ى الريح"‬ ‫تتابع األس���ئلة بش���كل يوحي بقل���ق ميوج يف‬ ‫أعم���اق الش���اعرة "كي���ف تراك ترف���ل على‬ ‫ضفاف يم احملطات؟" و"ه���ل يتذاكى عليك‬ ‫احلنني فيحملك إىل هن���ا وأنت هناك" و"هل‬ ‫تقرأ خارط���ة وجهي وكأنك في���ه"‪ ،‬ويتوالد‬ ‫بغ���زارة "كيف ه���ي ال���دروب دون نبضي؟؟"‬ ‫و"كي���ف هي الصباح���ات دون فنج���ان قهوة‬ ‫يرتل نكهيت؟؟" لتنتهي يف هذا النص بثالثية‬ ‫"كيف؟ وكيف؟ وكيف؟"‪.‬‬ ‫وي���كاد ال خيل���و ن���ص بالدي���وان م���ن ظه���ور‬ ‫عالم���ات االس���تفهام ال�ت�ي تفنن���ت وتنوع���ت‬ ‫الش���اعرة يف اس���تخدامها فنجد ج���ل األدوات‬ ‫حاضرة بق���وة مثل (كيف‪ ،‬متى‪ ،‬هل‪ ،‬أليس‪،‬‬ ‫مل���اذا‪ ،‬ك���م ‪ ...‬وغريه���ا)‪ .‬وال يقتص���ر ظه���ور‬ ‫أدوات الس���ؤال عن���د الش���اعرة تهاني دربي يف‬ ‫منت النص أو وسطه أو بني ثناياه‪ ،‬بل جندها‬ ‫أحياناً تس���تهل به بعض نصوصها حيث يربز‬ ‫منذ السطر األول كمفتتح للدفقة الشعرية‬ ‫حلظة ميالده���ا األولية مثلم���ا يف قصيدتها‬ ‫(ذنب) ح�ي�ن تبدأها متس���ائلة‪" :‬كيف هلا أن‬ ‫تبعد ش���ياطينك عنه���ا ‪...‬؟" وقصيدة (غواية)‬ ‫ال�ت�ي تباغث القاريء متس���ائلة "أيهما؟" ومن‬ ‫خالل ذلك تس���بح الش���اعرة يف فض���اء الكالم‬ ‫مس���تندة عل���ى جتاذب���ات بوصل���ة املش���اعر‬ ‫الفياض���ة ورغب���ة الب���وح والتنفي���س من قبو‬ ‫الصمت إىل انهمار ال���كالم مما يوحي حبالة‬ ‫عط���ش وجوع وهوس حبثا عن حلظة صدق‬ ‫نقية إلط�ل�اق صرخ���ات التعب�ي�ر الوجداني‬ ‫بكل حرية‪.‬‬ ‫وبقدر ما لألس���ئلة من حضور باذخ يف ديوان‬ ‫(يعربد بك) نالحظ غياب موس���يقى اإليقاع‬ ‫الرن���ان املؤث���ر يف النف���س والوج���دان‪ ،‬س���واء‬ ‫ذاك الرنني املدوي املباش���ر املعزز باحملس���نات‬ ‫البديعي���ة كالس���جع والطب���اق‪ ،‬أو املع���زوف‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫اهلامس أو اخلاف���ت املتواري املنبعث من فيض الكلمات وروح‬ ‫العب���ارات العميقة الداللة‪ .‬كذلك جند أن معظم النصوص‬ ‫قد افتقدت صور اخليال اخلالبة اليت تشد وتتلبس القاريء‬ ‫فتس���تحوذ على عواطفه اجل ّياشة وأحاسيس���ه املفعمة‪ ،‬لكي‬ ‫يظ���ل أس�ي�راً هل���ا ومنتش���ياً بعوامله���ا الالمرئي���ة وحملق���اً يف‬ ‫فضاءاته���ا اجلميلة اآلخ���اذة‪ ،‬ونتيجة لذل���ك الفقدان غلبت‬ ‫على نصوص الش���اعرة اجلمل التقريري���ة املتتالية فظهرت‬ ‫كصف���وف مرتاص���ة م���ن الكلم���ات والرتكيب���ات النثري���ة‬ ‫اخلالية من اإلحياء والتش���ويق‪ ،‬إضاف���ة إىل كثرة األخطاء‬ ‫النحوية اليت أفس���دت كثرياً مناخات الشعر وأجواءه احلاملة‬ ‫الرقيقة‪.‬‬ ‫ب ّينت نصوص الديوان أن الش���اعرة تنح���از إىل عوامل العبارة‬ ‫الش���عرية القص�ي�رة املكثف���ة وال�ت�ي تع���رف بش���عر الومضة‬ ‫اخلاطفة‪ ،‬واليت هي يف نفس الوقت تكشف قصر وحمدودية‬ ‫النفس الش���عري مع االحتف���اظ مبوضوعي���ة النص كاملة‬ ‫مث���ل نصها (قصي���دة) اليت صاغتها بدفقة ش���اعرة عاش���قة‬ ‫لوطنها ومتيمة حبب قصيدتها‪:‬‬ ‫(جناحي قصيدة‬ ‫وطن احلرية‬ ‫حني يضيق الرباح‬ ‫على متنها نطري‬ ‫وعلى رؤوس أصابعها‬ ‫حنط)‬ ‫ولوال اخلطأ النحوي الذي وقعت فيه الشاعرة يف أول كلمة‬ ‫مبس���تهل النص ألعلنته أمج���ل النصوص اليت وثقت عالقة‬ ‫الوط���ن بقصائد الش���عر يف ديوانها‪ .‬وم���رة ثانية جند اخلطأ‬ ‫النحوي يف (يعربد بك) ومرة ثالثة يف (أزرق) يفسد مجالية‬ ‫شعرها وأحاسيسها الوطنية الصادقة‪.‬‬ ‫كم���ا ج���اء نس���يج بع���ض نص���وص الش���اعرة عل���ى هيئ���ة‬ ‫أقصوصة قص�ي�رة مكتملة األركان مث���ل (أحدهم) اليت مل‬ ‫تستطع التخلص من السؤال فازدانت نهايتها به‪:‬‬ ‫(كيف تهرب منه‬ ‫وهو كل اهلواء‬ ‫من حوهلا؟)‪.‬‬ ‫وأيضاً جند الش���اعرة تستخدم أس���لوب تكرار بعض الكلمات‬ ‫يف النص للتذكري والتأكيد على املكان كما ظهر يف نصها‬ ‫(وس���ادتي) الذي تكررت فيه كلمة (هنا) إحدى عش���رة مرة‬ ‫وسجلت اعرتافها يف خامتته‪:‬‬ ‫(هنا‬ ‫أصوغ جمدي حتى تهدر روحي رضا‬ ‫لعلي عندما أغادرها‬ ‫ال ترعبين حاجيت‬ ‫لكتف أبكي عليه‬ ‫نهاراتي الغائمة)‪.‬‬ ‫الش���ك أن صناع���ة الن���ص الش���عري ترتك���ز عل���ى مقوم���ات‬ ‫اللغ���ة واخليال واملوض���وع‪ ،‬وعند حضور وتدافع األس���ئلة يف‬ ‫فكر وعقل الش���اعر وتفاعلها بش���كل متدفق ومتسارع تصبح‬ ‫مالحقته���ا أم���راً مأم���و ً‬ ‫ال ل���والدة نص ش���عري ينق���ل بعض‬ ‫تداعياته���ا‪ .‬والش���اعرة تهاني درب���ي جتي���د إدارة حمركات‬ ‫أس���ئلتها على األصعدة كافة وكأنها موس���وعة ال تكل من‬ ‫طرح السؤال تلو اآلخر ونثره يف وجوه قصائدها ونصوصها‪،‬‬ ‫وإش���راك املتلق���ي أو توريطه يف ذل���ك‪ ،‬إال أن أدواته���ا الفنية‬ ‫والتعبريية الزالت تنش���د املزيد من العم���ل الدؤوب من أجل‬ ‫االرتق���اء به���ا وتطويرها حت���ى تفوح كل نصوصها بش���ذاها‬ ‫الس���احر برياحينه كما آس���رني يف (حتية) و(ب���كاء) و(لذة)‬ ‫و(مراي���ا) ال�ت�ي ج���اءت مكللة بالش���عر وال���دفء‪ .‬ولعل نصها‬ ‫اجلميل (ت���راص) خيتص���ر كل العربدة ليمطرنا بأس���ئلة‬ ‫الش���عر اللذيذة ويغادرنا وال يرتكنا بال عناء‪ ،‬حبثاً عن باقة‬ ‫من التحايا نزفها للش���اعرة الرقيقة وهي تش���د عقولنا حنو‬ ‫مدايات بعيدة وبكل عذوبة تباغثنا‪:‬‬ ‫(على األرض يرتاص جيش األسئلة‬ ‫فهل يف السماء من يلقى عليها سالم األجوبة ‪..‬؟؟)‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪Fenadi@yahoo.com‬‬

‫السلطة أم املسؤلية‬ ‫سليم احلجاجي‬

‫الس���لطة هذه الكلمة القاسية تس���تمد جذورها من العصر‬ ‫العثمان���ي موصول���ة ب الس���لطان ال���ذي كان مطل���ق‬ ‫الصالحي���ات خاص���ة أن جباية الضرائ���ب مل تكن مقتصرة‬ ‫على مواطين الس���لطنة بل مشلت كل الواليات اخلاضعة‬ ‫للحك���م العثمان���ي وكله���ا عربية غ�ي�ر أن���ه يف عصرنا هذا‬ ‫توج���د أنظم���ة حك���م خمتلف���ة ‪ :‬س���لطنة مملك���ة إم���ارة‬ ‫مجهورية حيث جرى العرف أن تصدر املراسيم فيها بصيغ‬ ‫خمتلفة مثل ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الس���لطنة ‪ :‬حن���ن الس���لطان ثم يذك���ر امسه كذلك‬ ‫حن���ن املل���ك رمسن���ا مبا ه���و آت ‪ ،‬مبعن���ى أن ما س���يقرأ بعد‬

‫ولن يقتنع وهذا طبيعي ومنطقي إال ما يسد حاجاته كافة‬ ‫وال�ت�ي يفرتض أن تك���ون على قاع���دة ويف حميط احلقوق‬ ‫االنسانية الواضحة والراسخة اليت أولوياتها ‪-:‬‬ ‫‪-1‬احلري���ة املس���ؤولة يف املمارس���ة الواضح���ة ومبس���ؤلية‬ ‫أكث���ر وضوح���ا ألن احلرية " اجمل���ردة وكذل���ك "احلرية‬ ‫الضبابي���ة" و"حري���ة الش���عارات" ل���ن تؤم���ن أي���ة متطلبات‬ ‫للن���اس حتى يف حدها االدني واملعق���ول ‪ ،‬والذي اكتب عنه‬ ‫هنا ليس " توزيع " االموال العامة وفق أسبقيات ألن هذا نوع‬ ‫من " الرتضية " نتجت عنه انعكاس���ات حادة يف ردود االفعال‬ ‫وصل بعضها حد تعرض مبنى جملس الوزراء اىل مداهمة‬

‫كتابته يصبح ملزما لكل مؤسس���ات الدولة الرمسية حال‬ ‫تعميمه عليها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬االنظمة اجلمهورية كذلك ويوقعه رئيس اجلمهورية‬ ‫‪.‬‬ ‫يت���م كل ه���ذا إلدارة ش���ؤون الدول���ة الداخلي���ة وعالقاتها‬ ‫اخلارجية وف���ق االختصاص الرمسي كتوجيه للسياس���ة‬ ‫الرمسي���ة للدول���ة مركزيا ‪ ،‬غري أن املس���ؤلية والصالحية‬ ‫ختتلفان يف الوطن العربي من دولة ألخرى بسبب اختالف‬ ‫االنظمة ونشؤها وتطورها فبعضها وراثي وبعضها انتقائي‬ ‫ب�ل�ا انتخ���اب ومنه���ا م���ا هو إرث ش���رعي اس���تمد ش���رعيته‬ ‫املس���ؤلون عنه وفيه مبوجب تغيري ش���امل ق���ادوه يف بالدهم‬ ‫مبا مل يتناقض مع ارادة الشعب ‪.‬‬ ‫هن���ا يف ليبيا نس���يج خمتلف ‪ ،‬وليد ملحم���ة كربى ونادرة‬ ‫رغم أن مؤسسات الدولة مل ترتسخ بعد فمنها ماهو انتقالي‬ ‫واالخر مؤقت ( اجملل���س واحلكومة) كتعبري عن حرصهم‬ ‫عل���ى جن���اح التجرب���ة ين���ادون مبا أمس���و " ض���رورة فصل‬ ‫الس���لطات الث�ل�اث ‪ :‬التش���ريعية والتنفيذي���ة ‪ ،‬والقضائية ‪،‬‬ ‫وهنا يف�ت�رض االنتب���اه اىل مضمون الطرح الذي يس���تنتج‬ ‫منه أن ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬اهليئات الثالث تعترب كل منها ( سلطة ) ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬املناداة لغرض " الفصل " وليس لتحديد الصالحيات‬ ‫وفق االختصاص حتى يتحمل املسؤلية بوضوح ‪،‬ويف وضوح‬ ‫كل من أو كلت إليه إزاء املسائلة العامة املشروعة أيضا ‪.‬‬ ‫ثالث���ا ‪ :‬كان ميك���ن ط���رح املق�ت�رح " املطالبة " على أس���اس‬ ‫التنس���يق بني تلك اهليئات املؤسس���اتية قبل اختاذ القرارات‬ ‫خاصة احليوية حتى تكون املس���ؤلية مش�ت�ركة يف النتائج‬ ‫ومبوجبها ووفقها ‪.‬‬ ‫الزلت أتذكر بأن الس���لطة مصطلح شامل يستمد جذوره‬ ‫من الس���لطان يف غري اعرتاف باملسؤلية ألن حكم السالطني‬ ‫" مطل���ق " وف���ق القانون واالع���راف العثماني���ة يف غياب أي‬ ‫دستور‪ ،‬أما املسؤلية فتعين تنوع االداء يف كل شؤون الدولة‬ ‫داخليا وخارجيا مع مبدأ التبعات ‪ ،‬فشعب أي دولة ال يرضى‬

‫مسلحة حمدودة حلس���ن احلظ ‪ ،‬غامضة دوافعها غموض‬ ‫الواقع ذاته‪.‬‬ ‫‪ -2‬إن جغرافية احلرية واضحة التضاريس وهنا املش���كلة‬ ‫حي���ث أن اخلرائ���ط هل���ا قياس���ات خمتلف���ة وألن من يقف‬ ‫عل���ى هضب���ة لي���س كم���ن يعتل���ي جب�ل�ا أو يتس���لل ع�ب�ر‬ ‫الودي���ان كذلك حال من يس���بح ضد التي���ار أو معه يف نهر‬ ‫درج���ات حرارت���ه متقلبة ‪.‬أيض���ا اجلائع ليس ح���را ومن ال‬ ‫يس���مح ل���ه بالكتاب���ة أو نش���رها _ إذا كان���ت صاحلة ليس‬ ‫حرا طاملا أنها مش���روطة بصدور ( فرمان ) ويف سياق أمثلة‬ ‫كثرية نس���تطيع إضافة قوائم أخرى منها ‪ :‬مثال ‪ :‬االحالة‬ ‫اىل التقاع���د ب�ل�ا ضوابط أو قوانني مقنع���ة ‪ ،‬وثال أخر منح‬ ‫صالحيات دس���تورية يف غياب الدس���تور‪ ،‬ومثل ثالث وليس‬ ‫أخري توجيه االتهامات خارج احملاكم الرمسية ‪ ،‬والتحقيق‬ ‫بعي���دا من مراكز االمن املخولة حتى ولو بش���رعية ثورية‬ ‫غ�ي�ر أنها قانونية بعيدا ع���ن الكهوف وحيضر الناس مجيعا‬ ‫هن���ا ‪ ،‬إن مدين���ة الزاوية قدم���ت امثولة رائع���ة وصادقة يف‬ ‫احملاكم���ة العلني���ة ال�ت�ي تس���مح حبضوره���ا ملن يش���اء بال‬ ‫شروط ‪ ،‬فجعلت الناس اللذين احبوا هذه املدينة كمقاتلة‬ ‫حيرتمونها أكثر كمدينة " عادلة "‬ ‫‪-3‬إن الس���ماح – ب���دون دراية – أو بقل���ة خربة من جهيت‬ ‫إختصاص حيويتني ‪ :‬الداخلية والدفاع ‪ ،‬بتس���يب أمنى نتج‬ ‫عنه خيبة أمل فيما كنا نعتقد أنه ضمانات فاعلة ‪.‬‬ ‫ليس أخ�ي�را أكتب باختصار ودقة ووض���وح أن ما حيتاجه‬ ‫ش���عب امللحمة الك�ب�رى وما أوصت به دماء الش���هداء اللذين‬ ‫مازال���ت أرواحه���م تراق���ب م���دى أمانتنا مل���ا ن���ذروا حياتهم‬ ‫ألجل���ه كذلك أعني اجلرحى وذويهم وحنن مجيعا ذويهم‬ ‫وأهلهم – ترصد ذلك أيضا ‪.‬‬ ‫يف�ت�رض وجيب ويتحتم علينا مجيعا مس���ؤلني ومس���ؤول‬ ‫عنه���م أن نع���ي انتص���ار " امللحم���ة الك�ب�رى " حيت���اج كل‬ ‫الطاق���ات الس���تثمار جناحات���ه يف كافة املفاص���ل احليوية‬ ‫للدولة ومجيع ماهو موصول بها ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫ليبيا لن حتكم إال‬ ‫بالتوافق‬

‫القصــــــــ‬ ‫كريت ديبوف‬

‫فوزي عمار اللولكي‬

‫حتدثت األخبار هذا األس���بوع عن س���يطرة ثوار الزنتان علي‬ ‫جمم���ع مليتة وخط األنابيب القادم من حوض مرزق اكرب‬ ‫خم���زون للنفط يف ليبيا يف املنطقة الغربية ‪ ،‬أيضاً عن رغبة‬ ‫لديه���م يف اس���تعادة مطار طرابل���س ‪ ،‬ثوار الزاوي���ة جاهزون‬ ‫للس���يطرة علي مصف���اة الزاوية و ثوار مصراتة مس���يطرون‬ ‫علي جممع احلديد والصلب بالفعل ‪،‬ثوار برقة س���يقطعون‬ ‫الش���رق مع الغرب يف ال���وادي األمحر اذا تده���ورت االمور يف‬ ‫غرب ليبيا ( قالوا هذا يف بيانهم بعد س���يطرة املس���لحني علي‬ ‫الوزرات‪) .‬‬ ‫ً‬ ‫الوضع احلالي هش جدا وليبيا ميكن ان تتحول الي ش���ظايا‬ ‫ل���و مل خيلق توافق س���لمي بعيدا عن لغة احلمق���ي الذين اذا‬ ‫فازوا يف جولة اعتقدوا انهم كسبوا احلرب ‪.‬فليبيا لن حتكم‬ ‫اال بالتوافق ‪..‬‬ ‫لق���د ش���اهدت الي���وم حلق���ة تلفزيونية عل���ي قن���اة العراقية‬ ‫تناقش التفجريات يف العراق اليت مل تقف يوما منذ س���قوط‬ ‫صدام حيت اليوم اكثر من عشر سنوات واصبح الدم العراقي‬ ‫رخيص���ا واللحم العراقي مش���ويا ال يثري أي ش���عور بالرفض‬ ‫لذي الساسة ‪،‬‬ ‫خيلص املتحدثون يف احللقة الي ان احلل سياس���ي بالدرجة‬ ‫االولي لس���بب بس���يط ان الش���رطة واألمن ليس���وا مستقلني‬ ‫كما يف الدول املتقدمة بل هلم انتماءاتهم القبلية والطائفية‬ ‫واحلزبي���ة وم���ا مل حيدث وفاق وطين سيس���تمر تقديم الدم‬ ‫واللحم املش���وي العراقي قربانا للسياس�ي�ن امللعونني وس���دنة‬ ‫اخلطاب الديين املتشظي بني سنة وشيعة وخوارج ‪....‬‬ ‫احلل سياس���ي يف العراق وعلي ليبيا ان تستفيد و تتعظ من‬ ‫ه���ذه التجرب���ة املري���رة و الن ليبي���ا اليوم ام���ام منوذجني أما‬ ‫العراقي االقصائي او اجلنوب أفريقي التصاحلي‬ ‫مصاحلة يقبض فيها كل جمروح علي مجر االنتقام من‬ ‫اجل مستقبل ابنائه وبناته‪ ،‬و ليكن أجره علي اهلل تعالي نعم‬ ‫املولي ونعم الوكيل ‪.‬‬

‫يف أح���د األي���ام القادم���ة س���يكون علي بع���ض أعضاء‬ ‫الربمل���ان اللي�ب�ي وبعض ال���وزراء وعل���ى األرجح حتى‬ ‫رئيس املؤمتر الوطين العام االس���تقالة‪ ،‬وذلك بسبب‬ ‫قانون العزل السياس���ي‪ .‬بعد أن مت التصويت على هذا‬ ‫القانون من قبل الربملان اللييب كتبت على التويرت‪( :‬‬ ‫مت استبعاد حممود جربيل من الرتشح يف االنتخابات‪.‬‬ ‫هذا الرجل الذي منع جمزرة بنغازي‪ ،‬فهل هذا عدل؟‬ ‫) كنت مندهش���ا جدا حول ردود الفعل اليت تلقيتها‪.‬‬ ‫ومل تكن ردودا من أناس غري مطلعني‪ .‬اجلميع وجدوا‬ ‫بيان���ي مبالغا في���ه كث�ي�را‪ .‬وقالوا إن ظه���ور جربيل‬ ‫كثريا على شاش���ة التلفزيون ال يعين انه فعل الشيء‬ ‫الكثري‪ .‬ه���ذا األمر جعلين أدرك أن���ه يف الواقع مل يتم‬ ‫رواية القصة احلقيقية وراء حظر الطريان يف ليبيا‪.‬‬ ‫الرواي���ة األكثر انتش���ارا حول ما ح���دث رواها برنار‬ ‫هن���ري ليفي‪ .‬روي كي���ف ذهب إىل ليبيا ‪ ،‬ثم كيف‬ ‫ع���اد إىل باري���س وأقنع س���اركوزي باملطالبة حبظر‬ ‫الط�ي�ران يف املنطقة ‪ .‬وانه هو‪ ،‬برنار ليفي‪ ،‬الذي أقنع‬ ‫حمم���ود جربي���ل أن يأت���ي إىل باريس وانه ه���و أيضا‬ ‫الذي دفع الرئيس س���اركوزي لإلع�ت�راف باجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي‪ .‬واحلقيق���ة أن ج���زءا صغريا من‬ ‫روايت���ه البطولية كان يف الغالب حقيقية‪ .‬وإذا كان‬ ‫ساركوزي هو أول من دعي حلظر الطريان يف ليبيا‪،‬‬ ‫وذلك بعد أس���بوع واحد فقط من قيام الثورة يوم ‪17‬‬ ‫فرباي���ر ‪ ،2011‬فأنا ال أش���كك يف أن برنار ليفي لعب‬ ‫هذا ال���دور ‪ .‬ولكن دور البطولة يف بقي���ة هذا التاريخ‬ ‫كان حملمود جربيل وليس لربنار ليفي‪.‬‬ ‫يف األس���بوع األول من ش���هر مارس اتصل أحد أعضاء‬ ‫املعارض���ة الليبي���ة يف بروكس���ل بلوي���س ميش���يل‬ ‫متس���ائال عن إمكاني���ة لقائه ببع���ض أعضاء اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي‪ .‬ميش���يل كان يف الس���ابق وزيرا‬ ‫خلارجية بلجيكا‪ ،‬واآلن عض���وا يف الربملان األوروبي‪.‬‬ ‫أول ش���يء فعله ميش���يل هو االتصال بفريهوفشتات‪،‬‬ ‫رئيس الوزراء الس���ابق لبلجيكا وحاليا رئيس حتالف‬ ‫الليربالي�ي�ن والدميقراطي�ي�ن يف الربمل���ان األوروب���ي‬ ‫‪ .‬إتف���ق كالهم���ا عل���ي أن���ه يتوج���ب عليه���م دع���وة‬ ‫ه���ؤالء الليبي�ي�ن إىل جمموع���ة حتال���ف الليرباليني‬ ‫والدميقراطيني يف الربملان األوروبي يف سرتاسبورغ‪.‬‬ ‫جلب الليبيني اىل سرتاس���بورغ مل يكن س���هال‪ .‬وكان‬ ‫اجتماع جمموعة حتالف الليرباليني والدميقراطيني‬ ‫يف الربمل���ان األوروب���ي يف ‪ 8‬م���ارس‪ ،‬وكان ميكننا أن‬ ‫نبدأ يف إجراءات التأش�ي�رة فقط يوم السبت ‪ 5‬مارس‪.‬‬ ‫قم���ت باالتص���ال برئي���س موظف���ي وزي���ر خارجي���ة‬ ‫بلجي���كا‪ .‬وبغض النظر عن أنه مل يك���ن متعاونا ‪ :‬من‬ ‫هم هؤالء الثوار الليبيني؟ ‪ ،‬أوضح لي أنه جيب إجراء‬ ‫تأشرية عاجلة‪ ،‬إال أن هذه التأشرية تكون فقط للبلد‬ ‫ال�ت�ي تصدرها وليس ملنطقة ش���نغن بأس���رها‪ .‬لذلك‪،‬‬

‫كان علينا أن نتصل باحلكومة الفرنس���ية‪ .‬حتصلنا‬ ‫علي إذن وتصريح أمين من وزير الداخلية الفرنسي‪.‬‬ ‫وألن���ه كان مستش���ارا س���ابقا للرئيس س���اركوزي‪،‬‬ ‫فإن���ه بالطبع أبلغ الرئيس الفرنس���ي ب���أن اثنني من‬ ‫أعضاء اجمللس الوطين االنتقالي سيأتون الي فرنسا‪:‬‬ ‫الدكتور حممود جربيل والدكتور علي العيساوي‪.‬‬ ‫وكان الش���يء الوحيد الذي كنا نعرفه عن الرجلني‬ ‫هو أن العيس���اوي كان الس���فري اللي�ب�ي يف اهلند وانه‬ ‫إنش���ق يف فرباي���ر املاض���ي ك���رد فع���ل لعن���ف معمر‬ ‫القذايف جت���اه الثورة‪ .‬أما حممود جربي���ل فتقريبا ال‬ ‫نعرف عن���ه ش���يئا‪ .‬وكان حلقة الوصل ال���ذي علينا‬ ‫االتص���ال ب���ه ملزيد م���ن الرتتيب���ات حم���ام يعيش يف‬ ‫جني���ف وكان امسه علي زي���دان ‪،‬وقد أدركت فقط‬ ‫قب���ل بضع���ة أس���ابيع أن نفس ه���ذا الش���خص هو يف‬ ‫الواقع رئيس الوزراء اللييب احلالي‪.‬‬ ‫يف اجتم���اع جمموع���ة حتال���ف الليربالي�ي�ن‬ ‫والدميقراطي�ي�ن يف الربملان األوروب���ي (والذي كان‬ ‫مفتوح���ا لألط���راف األخ���رى كذل���ك) يف ‪ 8‬مارس‪،‬‬ ‫فاج���أ حمم���ود جربي���ل اجلمي���ع‪ .‬ه���ذا الرج���ل غ�ي�ر‬ ‫املع���روف كان وصفه قص�ي�را ودقيقا حلال���ة الثورة‬ ‫الليبي���ة ويف مطالب���ه لالحتاد األوروب���ي‪ ،‬لدرجة انه‬ ‫كان م���ن املس���تحيل تقريب���ا أن ال يقتن���ع احلض���ور‬ ‫بكالم���ه‪ .‬حت���دث جربيل بق���وة واألهم من ذل���ك‪ ،‬انه‬ ‫أوضح للجميع بأنه ال خوف من س���قوط القذايف ألن‬ ‫البديل سيكون بديال جادا ‪.‬‬ ‫طلب جربيل ثالثة أشياء من اجملتمع الدولي‪:‬‬ ‫‪ .1‬االع�ت�راف باجملل���س الوطين االنتقال���ي باعتباره‬ ‫املمثل الشرعي للشعب اللييب‪.‬‬ ‫‪ .2‬ضم���ان إم���دادات املس���اعدات اإلنس���انية للش���عب‬ ‫اللي�ب�ي خاص���ة يف املناط���ق اليت يكون فيه���ا نقص يف‬ ‫الغذاء والدواء وعدم‬ ‫وجود خطوط هاتفية آمنة‪.‬‬ ‫‪ .3‬ف���رض حظر الط�ي�ران يف املنطقة ملنع املزيد من‬ ‫القتل (ولكن ال تدخل عسكري)‪.‬‬ ‫طلب مين فريهوفش���تات كتابة هذه املطالب حرفيا‬ ‫يف بي���ان صحفي مع نداء اىل اجملتم���ع الدولي لدعم‬ ‫كل طلب من هذه املطالب‪.‬‬ ‫حاولن���ا أيض���ا إقن���اع كاثي أش���تون‪ ،‬املمثل الس���امي‬ ‫لإلحت���اد األوروب���ي باالجتماع مع جربي���ل ‪ ،‬فرتددت‪.‬‬ ‫وقالت انها قبل أيام قليلة تلقت رسالة مشرتكة من‬ ‫مجيع السفراء األوروبيني يف طرابلس و ذكروا فيها‬ ‫أن���ه من األفض���ل لالحتاد األوروبي عدم مس���اندة أيا‬ ‫من اجلانبني يف الصراع‪ .‬يف النهاية ما الذي س���يفعله‬ ‫االحتاد األوروبي إذا انتصر القذايف ؟ ولكن بعد بضع‬ ‫س���اعات يف املقه���ى أبلغ�ن�ي متحدث أش���تون الرمسي‬ ‫بأنها مس���تعدة ملقابلة جربي���ل‪ ،‬علي أن يك���ون اللقاء‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫‪19‬‬

‫ـــة اليت مل ترو عن حممود جربيـل !‬ ‫س���ريا‪ .‬وعلى م���ا يب���دو أن االجتم���اع كان‬ ‫ناجح���ا ألنه اتصل ب���ي ليبلغين بأنه ال مانع‬ ‫من أن تعرف الصحافة باالجتماع‪.‬‬ ‫يف اليوم التالي ‪ ،‬أثناء املناقش���ة يف اجللس���ة‬ ‫العامة للربملان األوروبي رفضت أش���تون أن‬ ‫تعط���ي وع���دا بإمكانية االع�ت�راف باجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي ؛ عل���ى الرغ���م م���ن أن‬

‫مارس ‪.‬‬ ‫كنت أقود سيارتي يف بالدي عندما مسعت‬ ‫يف األخبار أن س���اركوزي اعرتف باجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي وبالطب���ع دعمه ملطليب‬ ‫جربي���ل اآلخري���ن‪ ،‬فق���د دعي س���اركوزي‬ ‫إىل حظ���ر الط�ي�ران م���ن قب���ل يف املنطقة ‪.‬‬ ‫مل يت���م إبالغ أح���د يف احلكومة الفرنس���ية‬

‫أحمل���ت جانب���ا إىل زميله���ا الفرنس���ي الذي‬ ‫طلب احلصول على الدعم " لن جترونا اىل‬ ‫حربكم القذرة "‪.‬‬ ‫قبل يومني من التصويت على القرار ‪1973‬‬ ‫يوم ‪ 17‬مارس ‪ ، 2011‬تغري موقف س���وزان‬ ‫رايس وبدأت‪ ،‬بنش���اط كب�ي�ر‪ ،‬إقناع الدول‬ ‫األخرى لتأيي���د القرار ‪ .‬يف ‪ 15‬مارس قالت‬

‫معظم املتحدثني يف اجللس���ة طالبوا بذلك‪.‬‬ ‫وقد ذهبت إليها باقرتاح حل وسط وعدتين‬ ‫بطرح���ه عل���ى طاول���ة اجملل���س األوروب���ي‬ ‫ولك���ن ألن أش���تون ال تتحرك قبل التش���اور‬ ‫م���ع وزراء الش���ؤون اخلارجي���ة اآلخري���ن‪،‬‬ ‫رفضت حتى التحدث عن االقرتاح‪.‬‬ ‫وعل���ي العكس ‪ ،‬ف���إن الرئيس س���اركوزي‬ ‫مل ي�ت�ردد يف االع�ت�راف‪ .‬كان���ت اخلطة يف‬ ‫األص���ل ‪ ،‬أن يذه���ب الوف���د اللي�ب�ي جلنيف‬ ‫بع���د املناقش���ة يف اجللس���ة العام���ة للربملان‬ ‫األوروب���ي يف سرتاس���بورغ ألن زيدان كان‬ ‫يع���رف طريقه هناك ‪ ،‬ويس���تطيع الرتتيب‬ ‫للق���اءات مهم���ة‪ .‬لك���ن اخلطة تغ�ي�رت ألنه‬ ‫مت���ت دعوتهم للحض���ور لإلليزي���ه ‪ :‬رئيس‬ ‫فرنس���ا يرغب يف لقائهم‪ .‬ساركوزي يعلم‬ ‫انه مل ي�ت�رك انطباعا جيدا م���ن خالل عدم‬ ‫دع���م الث���ورة يف تون���س‪ .‬إضاف���ة إل���ي ذلك‬ ‫اس���تطالعات ال���رأي الع���ام لالنتخاب���ات‬ ‫الرئاس���ية مل تكن جيدة‪ .‬ومبا انه عرف من‬ ‫وزي���ر داخليته أن املعارض���ة الليبية كانت‬ ‫يف فرنس���ا ويف الغال���ب ش���اهد أيض���ا البيان‬ ‫الصحف���ي جملموع���ة حتال���ف الليربالي�ي�ن‬ ‫والدميقراطي�ي�ن يف الربمل���ان األوروب���ي ‪،‬‬ ‫اغتن���م الفرص���ة ودعاه���م للقائ���ه ي���وم ‪10‬‬

‫وال ح�ت�ي وزي���ر خارجيت���ه آالن جوبي���ه‪.‬‬ ‫جوبيه ونظريه األملاني‪ ،‬غويدو فيس�ت�رفيله‬ ‫فق���ط أنهي���ا لقاءهما الثنائ���ي وذهبا باجتاه‬ ‫التجم���ع الصحف���ي ‪ .‬عل���ي بع���د أمت���ار من‬ ‫التجم���ع الصحف���ي ‪ ،‬ق���ام احد مستش���اري‬ ‫جوبي���ه بتس���ليمه ورقة صغرية؛ ولدهش���ته‬ ‫قرأ يف الرسالة أن الرئيس إعرتف باجمللس‬ ‫االنتقال���ي‪ .‬ح�ت�ي وإن مل يك���ن يع���رف ع���ن‬ ‫س���اركوزي ال�ت�ردد ‪ ،‬لكن���ه حتما ق���د اقتنع‬ ‫جدا من ما مسع ورأى من جربيل‪.‬‬ ‫على الرغم من أهمية كس���ب تأييد فرنسا‬ ‫‪ ،‬فه���و لن يكون كافيا إلقناع جملس األمن‬ ‫بإقرار حظر الط�ي�ران فوق ليبيا ‪ .‬و بالطبع‬ ‫س���اعد كث�ي�را ان اجلامع���ة العربية طلبت‬ ‫حظ���ر الطريان يف املنطقة ي���وم ‪ 12‬مارس‪،‬‬ ‫يف حلظ���ة فري���دة م���ن احلس���م والتواف���ق‪.‬‬ ‫ولكن لتمري���ر القرار كان���ت هناك حاجة‬ ‫للدع���م من الواليات املتح���دة‪ ،‬وهذه كانت‬ ‫مش���كلة‪ .‬فوجئ���ت الواليات املتح���دة كثريا‬ ‫بطل���ب جامعة ال���دول العربي���ة‪ ،‬ولكنها مل‬ ‫يكن لديها الرغبة علي اإلطالق يف الذهاب‬ ‫اىل ح���رب عربي���ة أخ���رى‪ .‬كت���ب كولوم‬ ‫لينش (تريتل بي���ي‪ 23،‬أكتوبر ‪ )2012‬أن‬ ‫سفرية الواليات املتحدة لدى األمم املتحدة‬

‫راي���س ( حنن نناقش جبدي���ة بالغة ونبذل‬ ‫اجلهود يف جملس االمن حول جمموعة من‬ ‫اإلجراءات اليت نعتق���د بأنها ميكن أن تكون‬ ‫فعال���ة يف محاية املدني�ي�ن ‪ -‬هذه االجراءات‬ ‫تش���مل مناقشة حظر الطريان ولكن أمريكا‬ ‫تري أن هناك حاجة لإلستعداد للتفكري يف‬ ‫خطوات تش���مل‪ ،‬ولكن رمب���ا تتجاوز‪ ،‬حظر‬ ‫الطريان‪ .‬يف ه���ذا الوقت‪ ،‬م���ع تفاقم الوضع‬ ‫عل���ى األرض ‪ ،‬واحلظ���ر اجل���وي ينط���وي‬ ‫على أوجه قص���ور من حيث محاية املدنيني‬ ‫املعرضني خلطر داهم) ‪ ..‬ماذا حدث؟‬ ‫كت���ب لين���ش أن "الوالي���ات املتحدة عقدت‬ ‫مؤمت���ر صحف���ي عل���ى مس���توى ع���ال م���ع‬ ‫كب���ار فريق األم���ن القوم���ي ألوباما‪ ،‬مبن‬ ‫فيهم رايس ووزيرة اخلارجية األمريكية‬ ‫هي�ل�اري كلينت���ون‪ ،‬وال�ت�ي كان���ت ق���د‬ ‫التقت للتو مع الق���ادة العرب‪ ،‬ووافقت على‬ ‫التدخ���ل‪ ".‬يف ‪ 15‬م���ارس‪ ،‬ذهب���ت كلينتون‬ ‫إىل القاهرة حيث التقت مع وزيراخلارجية‬ ‫املصري نبيل العربي وعمرو موسى‪ ،‬األمني‬ ‫الع���ام جلامع���ة الدول العربية‪ ،‬الذي ش���رح‬ ‫هلا ملاذا كان���ت الدول العربي���ة على قناعة‬ ‫بالتدخ���ل يف ليبي���ا‪ .‬لي���س س���را أن الق���ذايف‬ ‫مل يك���ن حمبوب���ا من جان���ب الق���ادة العرب‬

‫اآلخرين‪.‬‬ ‫ولكن قليل من الناس كان يعلم عن اللقاء‬ ‫الذي أجرت���ه كلينتون يوما واحدا قبل هذا‬ ‫الي���وم يف باري���س ي���وم ‪ 14‬م���ارس‪ ،‬كانت‬ ‫كلينت���ون هناك حلضور اجتم���اع الثمانية‬ ‫الكب���ار‪ ،‬ومن احملتمل أن يكون س���اركوزي‬ ‫ه���و الذي أقنعه���ا مبقابلة حمم���ود جربيل‪.‬‬ ‫بع���د لقائه���م بالرئيس الفرنس���ي‪ ،‬جربيل‪،‬‬ ‫العيس���اوي وزي���دان إس���تقلوا القط���ار إىل‬ ‫بروكس���ل‪ .‬ولكن كان علي جربيل العودة‬ ‫علي وجه الس���رعة إىل باريس يف مهمة قد‬ ‫تك���ون هي األه���م يف حياته‪ :‬إقن���اع الواليات‬ ‫املتح���دة لتأييد ق���رار جملس األم���ن الذي‬ ‫س��� ُي َم ِكن م���ن ف���رض احلظر اجل���وي على‬ ‫ليبي���ا‪ .‬كلينت���ون وجربي���ل إلتقي���ا ملدة ‪45‬‬ ‫دقيق���ة‪ .‬ولك���ن مل يص���در أي تصري���ح بعد‬ ‫اللقاء ومل تتس���رب أي معلومات وهذا يعين‬ ‫عادة أن هناك شيئا مهما قد حدث‪.‬‬ ‫بقي���ة القص���ة معروف���ة للجمي���ع‪ .‬جملس‬ ‫األم���ن تبن���ى الق���رار ‪ ،1973‬بع���د ضغوط‬ ‫مكثف���ة م���ن فرنس���ا‪ ،‬بريطاني���ا والوالي���ات‬ ‫املتح���دة‪ .‬م���ع بداي���ة االجتم���اع م���ع الدول‬ ‫ال�ت�ي وافق���ت عل���ى املش���اركة يف احلظ���ر‬ ‫اجل���وي‪ ،‬أرس���لت فرنس���ا مبقاتالته���ا ف���ورا‬ ‫إىل بنغ���ازي‪ .‬لي���س بأقل م���ن ‪ 16‬ميال من‬ ‫اآللي���ات العس���كرية كان���ت علي مش���ارف‬ ‫بنغازي‪ .‬بعض هذه اآلليات‪ ،‬حمملة جبنود‬ ‫ومرتزقة موالني للقذايف‪ ،‬كانت قد دخلت‬ ‫بالفع���ل للمدين���ة‪ .‬اهل���دف كان ببس���اطة‪:‬‬ ‫امس���حوا بنغ���ازي‪ ،‬اغتصب���وا أك�ب�ر ع���دد‬ ‫من النس���اء وحت���ى الرجال‪ ،‬أقتل���وا اجلميع‬ ‫وحطم���وا كل املبان���ي ‪ ،‬تنفي���ذا ألوام���ر‬ ‫القذايف‪ " :‬سنلحقكم أينما كنتم"‪.‬‬ ‫قان���ون العزل السياس���ي اجلديد حيول دون‬ ‫أن يصب���ح الدكتور حمم���ود جربيل حتى‬ ‫عض���وا يف الربمل���ان‪ ،‬ولك���ن األم���ر ال يتعل���ق‬ ‫جبربيل فقط‪ ،‬إنه يتعل���ق بأولئك الليبيني‬ ‫الش���جعان الذين إنش���قوا مبج���رد أن أمكن‬ ‫هل���م ذلك‪ ،‬م���ع الكثري م���ن الليبي�ي�ن الذين‬ ‫منحوا حياتهم وخاط���روا بها من أجل ليبيا‬ ‫أفض���ل‪ ،‬إنه���م أولئك أس���باب جن���اح الثورة‪،‬‬ ‫وعالوة على ذلك هم األنس���ب إلع���ادة بناء‬ ‫البل���د الذي دمره الق���ذايف يف املاضي‪ ،‬ويبدو‬ ‫أن قان���ون العزل السياس���ي ميك���ن أن يدمر‬ ‫مستقبل ليبيا أيضا‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* عضوالربملان االوروبي ومستش���ار س���ابق‬ ‫لرئيس الوزراء البلجيكي‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫“حتحات على ما فات”‬

‫حكمة مؤسسي ليبيا‬

‫سامل العوكلي‬ ‫غ��زا الطليان ليبيا‪ ،‬ث��م م��ا فتئت أن قامت‬ ‫الفاشية ل ُتصدر عنفها إىل ما وراء البحر أو‬ ‫ما يسمونه الشاطيء الرابع‪ ،‬ليبيا‪ .‬وألكثر‬ ‫م��ن ث�لاث�ين ع��ام �اً حكمت ال��ف��اش��ي��ة ليبيا‬ ‫ونكلت مبعارضيها وقتلت ونصبت املشانق‬ ‫وأقامت أعتى معتقالت مجاعية يف التاريخ‪،‬‬ ‫وع�بر كل ه��ذه احلقبة تعامل الكثري من‬ ‫الليبيني م��ع ه��ذه ال��ق��وة ال��واف��دة؛ البعض‬ ‫جم�برا‪ ،‬والبعض حبماس كبري‪ ،‬فحارب‬ ‫بعض الليبيني بعضهم‪ ،‬وأعلنت أج��زاء من‬ ‫قبائل أو قبائل بأكملها والءه��ا للفاشية‪،‬‬ ‫وطاردت كتائب ليبية املقاومني يف الصحرء‬ ‫وأحراش اجلبل ‪ ،‬العديد من الليبيني عملوا‬ ‫وشاة لصاحل الغزاة‪ ،‬والبعض نفذوا أحكام‬ ‫اإلعدام بإخوانهم الليبيني والبعض استولوا‬ ‫على أمالك ليست من حقهم ‪.‬‬ ‫انقضت هذه احلقبة بدخول جيوش احللفاء‬ ‫ل��ت�ترك إرث����ا ق��اس��ي �اً م��ن اآلالم واألح��ق��اد‬ ‫والثارات‪ ،‬تكفي لفناء ما تبقى من هذا الشعب‬ ‫البسيط والقليل العدد‪ ،‬وعلى مشارف هكذا‬ ‫خ��ط��ر يظهر احل��ك��م��اء وأص��ح��اب العقول‬ ‫وخ�براء التجربة االجتماعية الطويلة يف‬ ‫فحررت‬ ‫رأب الصدوع وإص�لاح ذات البني‪ُ ،‬‬ ‫املواثيق وجابت وفود املصاحلة أرج��اء ليبيا‬ ‫لتطفيء ن��ار الفتنة ‪ ،‬وم��ن أهمها امليثاق‬ ‫ال��وط�ني ال���ذي أب��رم��ت��ه اهل��ي��أة التأسيسية‬ ‫مبدينة بنغازي مبوافقة الوفد الدرناوي‬ ‫بالنيابة عن املنطقة الشرقية‪ ،‬وال��ذي‬ ‫متخض عنه ميثاق احل��راب��ي وأعيان‬ ‫درن����ة ال��ش��ه�ير ت��ل��ب��ي��ة ل���ن���داء األم�ي�ر‬ ‫إدريس السنوسي ‪:‬ـ‬ ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫ص��ل��ى اهلل ع��ل��ى س��ي��دن��ا حممد‬ ‫وعلى آله وصحبه وسلم تسليما‬ ‫أما بعد فإننا حنن ُعمد ومشايخ‬ ‫ق��ب��ائ��ل احل���راب���ي وأع���ي���ان م��دي��ن��ة درن���ة‬ ‫اجملتمعني يف املؤمتر الوطين املنعقد مبركز‬ ‫مجعية عمر بدرنة يوم اخلميس ‪ 15‬مجاد‬ ‫األوىل ‪ 1365‬ه��ج��ري‪ ،‬امل��واف��ق ‪ 18‬أبريل‬ ‫‪ 1946‬م لدرس املوقف احلاضر قد قررنا‬ ‫ما يأتي‪:‬ـ‬ ‫أو ً‬ ‫ال ـ إق���رار امليثاق ال��وط�ني ال���ذي أبرمته‬ ‫اهليأة التأسيسية مبدينة بنغازي مبوافقة‬ ‫الوفد الدرناوي بالنيابة عن امنطقة ليبيا‬ ‫الشرقية‪.‬‬ ‫ثانياً ـ عم ً‬ ‫ال بنداء مسو األمري املعظم السيد‬

‫يف ش���هر أبري���ل ‪ ، 2010‬ضم���ن فعالي���ات مهرجان األس���طى للفكر والفن���ون الذي تقيمه مجعي���ة بيت درنة‬ ‫الثقايف‪ ،‬أقمنا ندوة هامة حتت عنوان (نقد الكتابة التارخيية) مبحاور نظرية وتطبيقية‪ ،‬ش���ارك فيها خنبة‬ ‫من املفكرين واملثقفني الليبيني‪ ،‬تناولت مسألة تشويه السياسي لكتابة التاريخ‪ ،‬وتعرضت لنقد كتب التاريخ‬ ‫املنهجي���ة يف املراح���ل املختلفة م���ن التعليم اللييب ‪ ،‬وتش���ويه الرؤية السياس���ية واأليديولوجي���ة لتاريخ ليبيا‬ ‫املعاصر يف عقود ما قبل الـ‪. 1969‬‬ ‫انطلق���ت ه���ذه الندوة من خطورة الكتابة التارخيية حني تزيف لصاحل مش���روع سياس���ي أو أيديولوجي‪ ،‬وما‬ ‫يتمخض عنها من ردود أفعال راهنة أو مس���تقبلية مس���تجيبة للذاكرة املش���وهة‪ .‬ألن كتابة التاريخ بشكل‬ ‫مزي���ف من قبل الس���لطة احلاكمة ينتج ردود أفعال أجي���ال الحقة تعمل بدورها على إنت���اج راهن ملتبس‪.‬‬ ‫فتشويش الذاكرة يشوش الراهن الذي بدوره يعمي النظر إىل املستقبل ‪.‬‬ ‫حم��م��د إدري����س امل��ه��دي ال��س��ن��وس��ي نتعهد‬ ‫مجيعنا بإيقاف ك��ل خصومة وك�����������ل‬ ‫ن���زاع مهما ك��ان ن��وع��ه فيما‬ ‫بيننا‪ ،‬فال نسمح بإثارة فتنة‬ ‫قدمية أو جديدة وال نسمح‬ ‫باملطالبة حبق قديم سواء‬ ‫ك��ان ث���أراً أو دي��ة قتل‬ ‫أو دي����ة ج����رح أ ح��ق �اً‬ ‫ع��ق��اري�اً أو غ�ير ذلك‬ ‫رغ��ب��ة منا يف مجع‬ ‫ال��ك��ل��م��ة وت��أل��ي��ف‬ ‫القلوب وتوحيد‬ ‫اجمل��������ه��������ودات‬ ‫وت��وج��ي��ه��ه��ا‬ ‫م��ت��ظ��اف��رة‬ ‫م���ت���ح���دة‬ ‫ىل‬ ‫إ‬ ‫قضية‬ ‫البالد‬

‫ال��س��ي��اس��ي��ة‬ ‫وح��ده��ا ح��ت��ى يتقرر‬ ‫م��ص�ير ال���ب�ل�اد وت���ؤس���س فيها‬ ‫حكومة وطنية وتنظم أمورها وتستقر‬ ‫أحواهلا ‪.‬‬ ‫عندئذ فقط جيوز لكل صاحب حق‬ ‫ثالثاً ـ‬ ‫ٍ‬ ‫مشروع أن يطالب حبقه بالوسائل املشروعة‬ ‫وبواسطة حكومة البالد الشرعية ‪.‬‬ ‫راب��ع �اًـ ليس معنى ه��ذا التعهد أن��ن��ا ندعو‬

‫أصحاب احلقوق إىل التنازل عن حقوقهم‬ ‫ولكننا نطالبهم بإيقاف املطالبة بها مؤقتأ‬ ‫ليتفرغوا للمطالبة حبق األمة العام الذي‬ ‫له من األهمية الكربى ما جيعله أحق‬ ‫بالتقديم على حقوق األفراد‬ ‫والعائالت والقبائل‪.‬‬ ‫خ����ام����س����اـً‬

‫ك���ل‬ ‫م������������ن‬ ‫خي���ال���ف‬ ‫ه�������������������ذا‬ ‫ال����ت����ع����ه����د‬ ‫ي��������ع��������ت����ب���ر‬ ‫م�������ع�������رق� ً‬ ‫��ل���ا‬ ‫مل���س���اع���ي األم����ة‬ ‫ومثبطاً جلهادها‬ ‫أن ي��ك��ل��ل بالنجاح‬ ‫الذي نرجو‬ ‫التام يف إحراز احلرية واالستقالل إن شاء‬ ‫اهلل ‪.‬‬ ‫ومل���ا ك��ان��ت ه���ذه ال���ق���رارات ق��د اخت��ذت‬

‫ب��االمج��اع ف��إن��ن��ا ن��وق��ع ع��ل��ى ه���ذه الوثيقة‬ ‫بإمضاءاتنا اآلتية ‪:‬‬ ‫ورق��ة واحد\ة مكتوبة خبط اليد كانت‬ ‫كفيلة ب��أن ت��وق��ف ن��ه��را م��ن ال��دم��اء وأن‬ ‫جتعل هذا الشعب ينال استقالله الذي كان‬ ‫شبه مستحيل وأن يبين دولته اليت اعتربها‬ ‫الكثري من احملللني يف ذاك الوقت معجزة ‪،‬‬ ‫واملفارق أن أغلب املوقعني على هذه الورقة‬ ‫وقعوا ببصمة إبهامهم ( كانوا أميني)‬ ‫لكن احلكمة ال تؤتها اجلامعات‬ ‫وال ال������ش������ه������ادات‬ ‫األك�����ادمي�����ي�����ة وال‬ ‫ال���ك���ت���ب ‪ ،‬احل��ك��م��ة‬ ‫ه��ب��ة ال��ع��ق��ل وحصيلة‬ ‫ال��ت��ج��رب��ة وروح سامية‬ ‫ت���ن���ب���ذ ال���ع���ن���ف واحل���ق���د‬ ‫واإلق����ص����اء ك��ط��ري��ق إىل‬ ‫امل��س��ت��ق��ب��ل ‪ .‬ون���ت���س���اءل م���اذا‬ ‫فعلوا اآلن من صدعوا رؤوسنا‬ ‫ب��س�يره��م امل��ه��ن��ي��ة وش��ه��ادات��ه��م‬ ‫ال��ع��ل��ي��ا يف دع����اي����ات ت��رش��ي��ح��ه��م‬ ‫للمؤمتر الوطين واحلكومة؟ ماذا‬ ‫قدموا س��وى قانون للعزل السياسي‬ ‫ينضح باحلقد سيجهض كل تفكري‬ ‫يف املصاحلة الوطنية ويعرقل مساعي‬ ‫األم���ة ويثبط جهادها م��ن أج��ل النجاح‬ ‫التام يف بناء ليبيا ‪.‬‬ ‫احل��ك��م��ة ي��ؤت��ه��ا األمل وم���ن ي��ق��اس��ي األمل‬ ‫سيسعى ألن ال ي��ت��ك��رر ‪ ،‬ل��ذل��ك ن���رى من‬ ‫تضرروا فعال من هذا النظام من املثقفني‬ ‫الذين سجنوا لسنني طوال هم أكثر الدعاة‬ ‫إىل التسامح‪.‬‬ ‫ب��ع��د ه���ذا امل��ي��ث��اق مل تسجل ح��ال��ة اع��ت��داء‬ ‫أو اغتصاب للحق باليد‪ ،‬رغ��م أن اجل��راح‬ ‫ك��ان��ت م��ازال��ت مفتوحة‪ .‬اح�ت�رم اجلميع‬ ‫امليثاق على أن تؤجل املطالبة باحلقوق حتى‬ ‫يتقرر مصري البالد وتستقر أحواهلا‪ ،‬وألن‬ ‫الصلح واملساحمة كان من ضمن كوامن‬ ‫الشخصية الليبية ‪ ،‬مل تكتظ احملاكم بعد‬ ‫قيام الدولة ‪ ،‬فكان النسيان وصفة التقدم‬ ‫‪ ،‬وكان الشعار الذي رفعه امليثاق (حتحات‬ ‫ع��ل��ي م��ا ف���ات) ه��و حكمة الليبيني آن���ذاك‬ ‫ليمضون قدماً‪.‬‬ ‫ُط��وي��ت الصفحة املظلمة ونظر الليبيون‬ ‫إىل األمام ‪ ،‬فنالوا أول استقالل دولة تقره‬ ‫منظمة األم��م املتحدة ‪ ،‬والوطنيون الذين‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫‪21‬‬

‫ويأتي تفريغ‬ ‫املصاحلة من حمتواها‬ ‫السياسي واعتبارها‬ ‫شأنا اجتماعيًا‬ ‫مسألة مهمة‬ ‫ك��اف��ح��وا م��ن أج���ل ن��ي��ل االس��ت��ق�لال عمل‬ ‫معظمهم ضمن ك��ادر اإلدارة اإليطالية‬ ‫وتعلموا يف مدارسها ‪ ،‬ألن الوطنية والنزاهة‬ ‫ال تقيسها جل��ن��ة وال حي��دده��ا حم���ررون‬ ‫لقانون ع��زل‪ ،‬لكن التاريخ وح��ده هو الذي‬ ‫حيكم ‪.‬‬ ‫أقيمت دولة ليبيا ‪ ،‬ورغم كل االرتباكات‬ ‫إال أن��ه��ا حققت يف زم���ن ق��ي��اس��ي اجن���ازات‬ ‫مهمة تصلح كدروس ملفاهيم مثل النهضة‬ ‫والتنمية وامل��واط��ن��ة ودول���ة ال��ق��ان��ون ‪ ،‬ولو‬ ‫فكر أج��دادن��ا كما نفكر اآلن يف تصفية‬ ‫احلسابات املاضية ملا استقلت ليبيا وال قامت‬ ‫دولتها‪ ،‬ولتحولت إىل ميدان حروب طاحنة‪،‬‬ ‫مثل دول م��ازال ال��دم يسفك فيها وتصنف‬ ‫اآلن من الدول الفاشلة‪.‬‬ ‫لعبت القبيلة كبنية اجتماعية متجذرة‬ ‫دورا مهما يف هذه املصاحلة التارخيية اليت‬ ‫من املفرتض أن ت��درس يف مناهج الرتبية‬ ‫ال��وط��ن��ي��ة وال��ع��ل��وم السياسية ‪ ،‬مستعينة‬ ‫مب�يراث��ه��ا األخ�ل�اق���ي ال����ذي ع��م��ل ال��ن��ظ��ام‬ ‫لعقود على تلويثه وربطه برباجمه األمنية‬ ‫واأليديولوجية ‪ ،‬وعلى إلقاء بذور الفتنة يف‬ ‫تربة نسيجه املتالحم‪ ،‬والتالعب بالتحالفات‬ ‫القبلية املشبوهة م��ن أج��ل احل��ف��اظ على‬ ‫سلطته وهيمنته املطلقة ‪ ،‬ورغم االنتهازيني‬ ‫الذين تاجروا بالقبائل للتقرب من الطاغية‬ ‫أو احلصول على مناصب وغنائم ‪ ،‬ظل هذا‬ ‫اإلرث االجتماعي يقاوم طيلة هذه العقود‬ ‫كمظلة اجتماعية ت��ع��وض غ��ي��اب دول��ة‬ ‫ال��ق��ان��ون وغ��ي��اب أي��ة تشكيالت اجتماعية‬ ‫أخرى ‪ ،‬ظل يقاوم التجريف املتعمد للقيم‬ ‫والروابط االجتماعية حتى غدا املالذ الوحيد‬ ‫لفرتة ما بعد فرباير من أجل رأب ما ظهر‬ ‫من صدوع يف مناطق خمتلفة من البالد‪.‬‬ ‫ه��ذا اإلرث االج��ت��م��اع��ي ه��و م��ا جيعل اآلن‬ ‫ليبيا معجزة يف نظر احملللني السياسيني‬ ‫‪ ..‬جمتمع دون جيش ودون شرطة ودون‬ ‫م��ؤس��س��ات تستمر حياته ال��ي��وم��ي��ة‪ ،‬وحتل‬ ‫ب��س��رع��ة ال��ع��دي��د م��ن امل��ن��اوش��ات يف أقاليم‬ ‫خمتلفة ‪ ،‬جيري انتخابات نزيهة وينشيء‬ ‫الكثري م��ن املنظمات املدنية ‪ ،‬م��ع أن كل‬ ‫املعطيات حسب احملللني ُتنذر حبرب أهلية‬ ‫ال هوادة فيها‪.‬‬ ‫****************‬ ‫يف ح��وارات عن العدالة االنتقالية‪ ،‬وحينما‬ ‫كان يتحدث البعض عن استلهام جتربة‬ ‫جنوب إفريقيا أو أي��رل��ن��دا ‪ ،‬كنت أؤك��د‬ ‫على استحضار جتاربنا الليبية يف املصاحلة‬ ‫االجتماعية اليت تتمتع خبربة قرون كاملة‬ ‫‪ ،‬فتلك التجارب اليت تستظل بروح مسيحية‬ ‫تتمثل يف احلقيقة واملصاحلة انطالقا من‬ ‫االعرتاف وصك الغفران‪ ،‬تقابلها يف جتربتنا‬ ‫امل��ص��احل��ة امل��ع��ت��م��دة ع��ل��ى ق��ي��م اجتماعية‬

‫راسخة تتمثل يف العفو واملساحمة ‪ ،‬واحرتام‬ ‫الكبار يف السن‪ ،‬واخلجل حني تقابل الع ُ‬ ‫ني‬ ‫الع َ‬ ‫ني‪ ،‬وتقدير النخبة االجتماعية ‪ ،‬واحرتام‬ ‫ال��ض��ي��ف‪ ،‬وغ�يره��ا م��ن القيم ال�تي تستظل‬ ‫بديننا احلنيف ال��ذي ينتصر للصلح على‬ ‫حساب العقاب‪ ،‬وال��ذي يعترب ال��ع��داوة اليت‬ ‫تستمر ألك��ث��ر م��ن ث�لاث��ة أي���ام مكروهة‪،‬‬ ‫والذي حقق أحد النماذج اإلنسانية الكربى‬ ‫يف التسامح يف فتح مكة ‪.‬‬ ‫ميثاق احلرابي الذي يستقي نهجه من كل‬ ‫هذا الرتاث مل يتحدث عن العدالة االنتقالية‬ ‫لكنه كان منوذجا للمساحمة االنتقالية ‪.‬‬ ‫إن ه�����ذه امل���ن���ظ���وم���ة ال��ق��ي��م��ي��ة اخل���اص���ة‬ ‫مبجتمعنا هي الكفيلة بتحقيق املصاحلة‬ ‫‪ ،‬وه����ي م��ن��ظ��وم��ة ت��ع��ط��ي ح��س��اب��ا ل��ل��زم��ن‬ ‫كقاعدة أساسية هل��ذه اإلمكانية متمثلة‬ ‫يف مقولة "الغيظ غدير صيوره نزاح" لذلك‬ ‫كثريا ما يؤجل ميعاد الصلح فرتة كافية‬ ‫لتهدأ النفوس وينحسر الغيظ ‪ ،‬كما يعترب‬ ‫امل��ص��ارح��ة أس���اس امل��ص��احل��ة "امل��ش��ل��وح��ة ما‬ ‫تعفنش" و "واخلابية تكسر احملراث"‪.‬‬ ‫م����ن ه���ن���ا أف����ض����ل اص����ط��ل�اح امل���ص���احل���ة‬ ‫االجتماعية ب��دل املصاحلة الوطنية ‪ ،‬ألن‬ ‫املصاحلة الوطنية ترتبط إىل ح��د كبري‬ ‫باملفهوم السياسي ‪ ،‬وب��ص��راع��ات إثنية أو‬ ‫طائفية أو إقليمية‪ ،‬بينما اجملتمع اللييب‬ ‫يشكل نسيجا واحدا متداخ ً‬ ‫ال ‪ ،‬وكل قبيلة‬ ‫انقسمت فيه‪ ،‬عرب مراحل الفاشية املختلفة‪،‬‬ ‫إىل ضحايا وإىل م��وال�ين ‪ ،‬فقد جت��د أح��دا‬ ‫م��ن املقربني م��ن النظام أوالده ش��ه��داء يف‬ ‫حرب التحرير‪ .‬ويأتي تفريغ املصاحلة من‬ ‫حمتواها السياسي واعتبارها شأنا اجتماعياً‬ ‫مسألة مهمة‪ ،‬ستنأى بطابعها اإلنساني عن‬ ‫التناحر السياسي أو الصراع األيديولوجي‬ ‫أو األجندات الداخلية واخلارجية ‪ ،‬فالوطن‬ ‫مصطلح سياسي حديث بينما اجملتمع اللييب‬ ‫ع��ري��ق يف جتربته التعايشية‪ ،‬وع��ري��ق يف‬ ‫صياغة أعرافه وقوانينه التوافقية‪ ،‬مبا فيها‬ ‫عرفه فيما خيص حقوق اإلن��س��ان املنتمي‬ ‫له‪ ،‬ويتمثل هذا العرف يف مظاهر حقوقية‬ ‫مثل جتريم ضرب املرأة أو الطفل‪ ،‬واحرتام‬ ‫حق الفرد يف احلماية عندما يلوذ بقبيلة‬ ‫أخرى فيما ميكن أن يسمى جلوء اجتماعي‪،‬‬

‫واعتبار انتهاك حرمة البيت (اجل��ردة) من‬ ‫اجلرائم الكربى‪ ،‬والتشدد يف تغريم القاتل‬ ‫إذا ما صاحب جرميته حالة خطف أو متثيل‬ ‫باجلثة‪ ،‬أو اعتبار العنف جابا ملا قبله أو بعده‬ ‫(ال���دم غطى ال��ع��ي��ب)‪،‬وح��س��اب ك��ل طلقة‬ ‫رصاص بدية رجل حتى وإن مل تصب‪ ،‬بل‬ ‫وصل إىل حد أن قتل الكلب ميثل جرمية (ما‬ ‫تقتل الكلب نني تعرف صاحبه)‪.‬‬ ‫وه��ي يف جمملها تشكل منظومة حقوقية‬ ‫مهمة ميكن أن تستثمر يف صياغة قوانني‬ ‫احلقوق احمللية أو يف الدستور ‪.‬‬ ‫****************‬ ‫أع�����ود ألق�����ارن ب�ي�ن م���ا ح����دث ب��ع��د ان��ت��ه��اء‬ ‫ال��ف��اش��ي��ة األوىل وخ����روج ال��ط��ل��ي��ان ال��ذي��ن‬ ‫ارتكبوا اجمل��ازر وانتهكوا األع��راض وش��رودا‬ ‫الليبيني وساقوهم إىل ح��روب وحشية يف‬ ‫أفريقيا‪ ،‬مبعونة الكثري من الليبيني الذي‬ ‫جندوهم‪،‬وبني ما حدث بعد انتهاء الفاشية‬ ‫الثانية اليت قادها مواطنون ليبيون ارتكبوا‬ ‫اجملازر وانتهكوا األعراض وشرودوا الليبيني‬ ‫وس��اق��وه��م إىل ح���روب خ��اس��رة يف أفريقيا‬ ‫ب��أوام��ر طاغية حملي يصرخ يف اإلذاع���ات‬ ‫مثلما كان يفعل موسيليين ‪.‬‬ ‫املواثيق االجتماعية وطي صفحة املاضي يف‬ ‫التجربة األوىل ‪.‬‬ ‫وت��أج��ج روح االن��ت��ق��ام واألح��ق��اد وتصفية‬ ‫احلسابات يف التجربة الثانية‪.‬‬ ‫وفيم اختلف أج��دادن��ا عن‬ ‫فما هو ال��ف��رق؟ َ‬ ‫أحفادهم؟ وم��ا ال��ذي غ�ّي�رّ الليبيني يف هذه‬ ‫الستني ع��ام �اً؟ ه��ل ك��ان للثروة النفطية‬ ‫دور؟ أم تلويث القبيلة والقيم االجتماعية‬ ‫ال���ذي عمل ب��ه ال��ن��ظ��ام طيلة ه��ذه العقود‬ ‫كان له تأثريه البالغ؟ أم أن الضخ اإلعالمي‬ ‫املخدوم من ثورة املعلومات والتقنية جعل‬ ‫األمور خترج عن سيطرة الفعل االجتماعي‬ ‫الذي بطبيعته يبين جهوده يف املصاحلة على‬ ‫تهدئة اخل��واط��ر وإب��ع��اد ال��ف�تن ؟ أم ظهور‬ ‫األح���زاب األمية يف الثقافة الدميقراطية‬ ‫وارتهانها ملصاحل خاصة أو والءات أممية‬ ‫بدل الوطن له دور؟ أم غياب الشخصية ذات‬ ‫التأثري الروحي يف جمتمع مازال حيتاج إىل‬ ‫الزعامة هو السبب؟‬ ‫أم أن اع��ت��ق��اد النخبة ل��دي��ن��ا غ�ير الدقيق‬

‫ب��أن القبيلة ك��ان��ت إح���دى أدوات النظام‬ ‫للسيطرة‪ ،‬ووهمها بأننا جمتمع متحضر‬ ‫بلغ حدا من التقدم يفرض عليه أن يتجاوز‬ ‫هذه البنية املتخلفة كما يقول الكثريون‬ ‫سبب آخر؟؟؟؟‪.‬‬ ‫ه��ل ك��ل ذل���ك أو بعضه أو أك��ث��ر ه��و ما‬ ‫يعرقل جهود املصاحلة ‪ ،‬وجيعل من الغيظ‬ ‫نهرا ال ينزح ‪.‬‬ ‫***********‬ ‫أخرياً ‪:‬‬ ‫ق��ام تأسيس ال��دول��ة الليبية ألول م��رة يف‬ ‫ال��ت��اري��خ ع��ل��ى ال��ت��س��ام��ح امل��ط��ل��ق ال����ذي مل‬ ‫تصحبه حتى عدالة انتقالية مستلهما سنة‬ ‫النيب عليه ال��ص�لاة وال��س�لام ‪ ،‬وك��ان أول‬ ‫رئيس وزراء لييب السيد حممود املنتصر‬ ‫ال��ذي عمل ف�ترة ضمن اإلدارة اإليطالية ‪،‬‬ ‫وتوالت احلكومات اليت كان أساس تشكيلها‬ ‫ال��ك��ف��اءة ف��ق��ط ‪ ،‬ألن ال��وط��ن��ي��ة قيمة مثل‬ ‫اإلمي��ان ترسخ يف القلب وال يوجد جهاز أو‬ ‫هيأة ميكن أن ُتعيرّ ها‪.‬‬ ‫ومع انقالب الـ‪ 69‬العسكري ظهر النزوع إىل‬ ‫االنتقام وحماكمة املاضي‪ ،‬فو ّلد هذا النزوع‬ ‫الفاشية الثانية األكثر شراسة واليت دفعنا‬ ‫مثنها ألربعة عقود‪.‬‬ ‫واآلن إذا مل ن��روض هذا النزوع املستشري‬ ‫لالنتقام ‪ ،‬فإننا نؤسس لفاشية ثالثة ستكون‬ ‫أش���رس ألن دس��ت��وره��ا ق��ان��ون ال��ع��زل ال��ذي‬ ‫ُ‬ ‫ك��ت��ب حب�بر األح��ق��اد الشخصية وبعمى‬ ‫انتقائي ال يفرق‪ ،‬وشرع حتت ضغط السالح‬ ‫وبذهنية النظام السابق بعيدأ عن موروثنا‬ ‫االجتماعي واألخالقي ‪,‬‬ ‫وإلن��ق��اذ ليبيا علينا أن نستلهم وجداننا‬ ‫الديين وتراثنا االجتماعي الثري‪.‬‬ ‫ك��م حن��ن اآلن يف حاجة إىل ميثاق لييب‬ ‫شامل مثل ميثاق احلرابي املمهور ببصمات‬ ‫أنامل أجدادنا اليت تظهر كزهور أنبأت يف‬ ‫ذلك الوقت العصيب عن بزوغ ربيع لييب‪.‬‬ ‫ذل����ك ال���رب���ي���ع ال�����ذي اك��ت��س��ح��ه خ��ري��ف‬ ‫االس��ت��ب��داد ال���ذي بنى طغيانه على إقصاء‬ ‫املاضي (وتطهري البالد من املرضى) الذين‬ ‫هم كفاءات هذا الوطن ‪ ،‬فجعل من حاضرنا‬ ‫زمنا لقيطا ال أب ل��ه وم��ن مستقبلنا زمن‬ ‫خوف يرقبه الليبيون بفزع ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫املسرح‬ ‫والدميقراطية‬ ‫ال ميك���ن احلديث ع���ن نهضة ثقافية يف أي‬ ‫بل���د يف غياب أح���د األركان املهمة هلذه الثقافة‬ ‫أال وهو املس���رح ‪ ،‬فتقدم الدول يق���اس بثقافاتها‬ ‫مبوس���يقاها مبس���رحها مبعاهده���ا الفني���ة‬ ‫مبختلف إهتمامها بفنونها وتراثها ‪.‬‬ ‫ويعترب املس���رح م���ن أدوات الثقافة اليت جتذر‬ ‫احلس الوط�ن�ي وتقويه وحتمي التقاليد والقيم‬ ‫النبيلة يف اجملتمع ‪.‬‬ ‫ويتمي���ز املس���رح م���ن بني العديد م���ن الفنون‬ ‫مبي���زة التعددية واحلوارية ال�ت�ي جتعل منه فنا‬ ‫دميقراطيا بإمتياز‬ ‫ويف اجملتمعات الغري دميقراطية حيل املس���رح‬ ‫حمل الربملان ويتحول إلي س���احة حوار حيت لو‬ ‫ختفي يف اردية تارخيي���ة أو فنتازية أو رمزية ‪،‬‬ ‫فاملسرح يعين بتوجهه الذي يقوم علي اإلختالف‬ ‫والرفض واملقاومة والتحدي وتعرية اإلستبداد‬ ‫والطغيان والدفاع عن احلرية والتعددية ‪.‬‬ ‫وعند التفكري يف خطة لتطوير املس���رح ودعمه‬ ‫فه���ذا ل���ن يتحق���ق إال يف جمتم���ع دميقراطي ‪،‬‬ ‫فاملس���رح يف اجملتم���ع الدميقراط���ي هو املس���رح‬ ‫الذي يتي���ح الفرص للجمي���ع يف محاية حقهم‬ ‫يف اإلب���داع والتعبري ‪ ،‬مس���رح يكون منربا حلرية‬ ‫التعبري واإلبداع ومنتدي للحوار ‪.‬‬ ‫وعن���د مراجعتن���ا لتاري���خ املس���رح يف قدي���م‬ ‫الزمان ب���دءا م���ن اليونانيون القدامي مؤسس���ي‬ ‫املس���رح يف الع���امل س���نجد ان اجملتم���ع اليوناني‬ ‫يف ذل���ك الوقت ال���ذي ترعرع فيه املس���رح كان‬ ‫جمتمع���ا دميقراطي���ا يؤم���ن بالتعددية وحرية‬ ‫ال���رأي ويقتنع مبب���دأ اإلخت�ل�اف ومتثيل لروح‬ ‫احلوار البناء ‪.‬‬ ‫وجن���د أن املس���رح قد تراج���ع بعد ذلك خاصة‬ ‫يف العصور الوس���طي حني س���اد حكم التيوقراط‬ ‫وإس���تعباد الناس ومص���ادرة ال���رأي وحماصرة‬ ‫اإلبداع ‪ ،‬غري أنه عاد وإزدهر يف العصور احلديثة‬ ‫ال�ت�ي إس���تعاد فيه���ا العق���ل مكان���ه وإنتص���رت‬ ‫الدميقراطي���ة وإنفصل���ت الدول���ة ع���ن الدي���ن‬ ‫وس���قطت اإلمرباطوري���ات املقدس���ة وأصبح���ت‬ ‫حري���ة التفك�ي�ر والتعب�ي�ر واإلعتق���اد مكفول���ة‬ ‫للجميع ‪.‬‬ ‫وكان للمس���رح الفرنس���ي دور يف إنطالق���ة‬ ‫الثورة الفرنسية واإلطاحة حبكم النظام امللكي‬ ‫املس���تبد وكان املسرح الفرنسي منربا للمطالبة‬ ‫بالعدالة اجتماعية واملساواة واحلرية ‪.‬‬ ‫ويف الوط���ن العرب���ي ش���هد املس���رح س���نوات‬ ‫من تس���لط احلكام ومن الرقابة الش���ديدة علي‬ ‫األعمال املس���رحية ومنع���ت العديد من األعمال‬ ‫ومت إعتق���ال كث�ي�ر من الكت���اب الذي���ن كانوا‬ ‫ينددون بفس���اد الس���لطة ويطالبون وحيرضون‬ ‫علي احلرية ‪.‬‬ ‫وبع���د الث���ورات العربي���ة ال�ت�ي حطمت جدار‬ ‫اخل���وف ل���دي الن���اس بع���د س���نوات م���ن القهر‬ ‫والظل���م واإلس���تبداد حيث وجد املس���رح يف ظل‬ ‫هذه الثورات متنفسا للحرية وجتعل من املسرح‬ ‫العرب���ي فنا حيرض علي حتقي���ق احلرية وأداة‬ ‫لتعري���ة الواقع من خ�ل�ال إعادة إنتاجه بش���كل‬ ‫أكثر صدق���ا وحقيق���ة وواقعية‪ ،‬كما يس���عي‬ ‫املس���رح إلي حتقي���ق جمتم���ع دميقراطي يقوم‬ ‫عل���ي التعاي���ش واحل���وار ومش���روعية التع���دد‬ ‫واإلختالف ‪.‬‬ ‫فاملس���رح لق���اء إنس���اني مفت���وح ليتح���رر فيه‬ ‫اإلنس���ان باملس���رح وحيرر فيه املس���رح ‪ ،‬واملسرح‬ ‫يطال���ب بتحقيق املس���اواة بني البش���ر بإعتبارها‬ ‫أهم مبادئ الدميقرطية واملس���رح ينادي حبرية‬ ‫الرأي بإعتبارها هدف الدميقراطية األمسي ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫فوبيا يف رمضان‬ ‫تتنافس الكثري من ش���ركات اإلنتاج‬ ‫الدرام���ي وكذل���ك القن���وات الفضائي���ة‬ ‫الليبي���ة عل���ي تنفيذ مسلس�ل�ات ملوس���م‬ ‫شهر رمضان املبارك‪ ،‬ولقد بدأت بالفعل‬ ‫العدي���د م���ن ه���ذه الش���ركات بتصوي���ر‬ ‫احللق���ات األول���ي م���ن ه���ذه املسلس�ل�ات‬ ‫‪ ،‬وأصبح���ت قاع���ات التس���جيل يف كل‬ ‫من طرابل���س وبنغ���ازي ومصراته خلية‬ ‫حنل من املمثل�ي�ن واملمثالت واملخرجني‬ ‫والكت���اب والفني�ي�ن وب���دأت كام�ي�رات‬

‫التصوي���ر ت���دور مس���ابقة الزم���ن ح�ت�ي‬ ‫تكتمل حلقات هذه املسلسالت قبل قدوم‬ ‫الشهر الكريم ‪.‬‬ ‫م���ن ه���ذه املسلس�ل�ات ال�ت�ي تعترب‬ ‫من اإلنتاج الدرامي األضخم هلذا املوسم‬ ‫‪ ،‬مسلس���ل ( فوبي���ا ) وكلم���ة فوبيا تعين‬ ‫اخل���وف وهومسلس���ل يتناول املش���اكل‬ ‫والقضاي���ا اإلجتماعي���ة واألوض���اع‬ ‫السياس���ية يف ليبي���ا بأس���لوب جري���ئ‬ ‫وناقد للس���لبيات حماوال تسليط الضوء‬

‫علي احلل���ول اإلجيابية لكث�ي�ر من هذه‬ ‫املشاكل والعراقيل اليت تعرتض طريق‬ ‫بناء الدولة ‪.‬‬ ‫مسلس���ل فوبي���ا م���ن تألي���ف س���راج‬ ‫هوي���دي وم���ن إخ���راج أس���امة رزق ومن‬ ‫إنت���اج مش�ت�رك ب�ي�ن كل م���ن ش���ركة‬ ‫أرتي���ك لإلع�ل�ام والتكنولوجي���ا ب���إدارة‬ ‫وليد الاليف ومؤسس���ة الع�ي�ن للصحافة‬ ‫واإلع�ل�ام والدراس���ات ب���إدارة إمساعي���ل‬ ‫القريتلي‪.‬‬

‫السعفة الذهبية ملخرج من أصل تونسي‬

‫ف���از بالس���عفة الذهبي���ة ملهرجان كان‬ ‫السينمائي يف دورته السادسة والستني للعام‬ ‫‪ 2013‬الفيل���م الفرنس���ي ( حي���اة اديل ) أو‬ ‫األزرق أدفأ األلوان املأخوذ عن رواية (األزرق‬ ‫ل���ون داف���ئ ) للكاتب���ة جولي م���اروه وهو من‬ ‫إخ���راج عبداللطيف كش���يش فرنس���ي من‬ ‫أصول تونس���ية ‪ ،‬والفيلم جيس���د قصة حب‬ ‫بني فتات�ي�ن ( مثليتيني ) بطريقة مل يس���بق‬ ‫للس���ينما أن تتناوهلا بهذه اجل���رأة ‪ ،‬ويعكس‬

‫الفيل���م وجه���ة النظر الفرنس���ية بعد أن أقر‬ ‫قانون جواز املثليني يف فرنسا أخريا ‪.‬‬ ‫ويقول خمرج الفيلم السيد عبداللطيف‬ ‫كش���يش أن ه���ذه اجلائ���زة يهديها لش���باب‬ ‫فرنس���ا اجلميل الذي علم���ه الكثري من روح‬ ‫احلري���ة والتعاي���ش ‪،‬وكذلك إلي الش���با ب‬ ‫التونس���ي بسبب س���عيهم إلي العيش حبرية‬ ‫واحلب حبرية ‪.‬‬ ‫كم���ا ف���ازت املخرج���ة الس���عودية هيفاء‬

‫منصور جبائزة ‪ ( :‬صناع األفالم اجلدد ) عن‬ ‫فيلمه���ا ( وج���دة ) ‪ ،‬أما بقي���ة اجلوائز فكانت‬ ‫علي النحو التالي ‪:‬‬ ‫•أفضل خمرج املكسيكي آمات اسكالنت عن‬ ‫فيلم (هيلي ) ‪.‬‬ ‫•أفض���ل ممثل���ة برينيس بيجو ع���ن فيلم (‬ ‫املاضي ) ‪.‬‬ ‫•أفض���ل ممث���ل ب���روس دي���رن ع���ن فيل���م‬ ‫(نرباسكا)‪.‬‬

‫إعتقال الفنانة السورية مي سكاف‬

‫تعتربالفنانة الس���ورية مي سكاف من‬ ‫اوائل الفنانني السوريني املؤيدين للثورة‬ ‫منذ بدايتها وقادت جمموعة من الفنانني‬ ‫يف مظاهرات قبل أن تغادر س���وريا ‪ ،‬وبعد‬ ‫عودتها مؤخرا قامت الس���لطات السورية‬ ‫اخلميس املاضي بإعتقاهلا وإقتيادها إلي‬ ‫مكان جمهول ‪.‬‬ ‫وذك���ر احملام���ي والناش���ط احلقوق���ي‬ ‫السوري أنور البين أن إعتقال مي سكاف‬ ‫يؤكد بأن الس���لطات السورية وراء خنق‬ ‫كل ص���وت ثق���ايف وسياس���ي مناه���ض‬

‫للسلطات اجلائرة ‪.‬‬ ‫وكانت الس���لطات الس���ورية قد س���بق‬ ‫وأن وجهت تهم���ة التحريض علي القتل‬ ‫للفنانة مي سكاف ضمن قانون مكافحة‬ ‫اإلره���اب ‪ ،‬وس���بق للس���لطات الس���ورية‬ ‫أن إعتقل���ت الفنانة مي س���كاف يف بدية‬ ‫إنطالق���ة الثورة الس���ورية الع���ام ‪2011‬‬ ‫أثناء مش���اركتها يف مظاه���رة مناهضة‬ ‫للس���لطات الس���ورية يف ح���ي املي���دان‬ ‫بالعاصمة دمشق ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫نطالب بالعزل السياسي الرياضي‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫نع���م نطال���ب بذل���ك ‪ ..‬و لي���س لدينا‬ ‫اي���ة اغراض اخرى ‪ ..‬و لس���نا متزلفون او‬ ‫منافقون او وصوليون ‪ ..‬فنحن رياضيون‬ ‫فقط ‪ ..‬ونعش���ق الرياض���ة و نتمنى هلا ان‬ ‫حتقق اهدافها ‪.‬‬ ‫اجلمي���ع يعي كم ت���أذت الرياضة يف‬ ‫ايام الطاغي���ة املقب���ور ‪ ..‬و تعرفون الكثري‬ ‫ع���ن ما ح���دث يف ذل���ك الزمن اي���ام خالق‬ ‫الرياضة وراعيها ‪ ..‬و مهندس الرياضة و‬ ‫بانيها ‪..‬و نتائجنا يف الدورات الرياضية و‬ ‫ما حدث فيها ‪.‬‬ ‫كان اول مع���اول اهل���دم يف ص���رح‬ ‫الرياضة ابعاد اغنياء املدينة الذين كانوا‬ ‫ميول���ون االندية و يقدمون هل���ا املعونة و‬ ‫ذل���ك بتأمي���م امالكهم و قط���ع ارزاقهم‬ ‫و منعه���م م���ن الدخ���ول اىل االندية اليت‬ ‫اسس���وها و عش���قوها و جعله���م يصاب���ون‬ ‫باألم���راض و يهاج���رون و ينتح���رون و‬ ‫ميوتون ‪.‬‬

‫يقدم���ون له يف الس���جن حبوب اهللوس���ة‬ ‫عل���ى انه���ا حب���وب الضغ���ط لك���ي يصاب‬ ‫باجلنون و لكي ال خيرب العامل اننا نعيش‬ ‫زم���ن الطاغ���وت ‪ ..‬و قد حكى ل���ي يوما ان‬ ‫حممد اجملدوب (رس���ول الطاغية)احضر‬ ‫ل���ه يف زنزانت���ه ‪ 10000‬ورق���ة بيض���اء و‬ ‫‪ 100‬قل���م حرب و قال ل���ه ‪( -:‬ان اردت ان‬ ‫ترى ابن���اؤك و بنغازي امالء هذه االوراق‬ ‫ب���كل ما تعرف عن الرياضة و الرياضيني‬ ‫و ميوهل���م احلزبي���ة و اجتاهاته���ا حت���ى‬ ‫االم���وات منهم)‪ ..‬وهذه ش���هادتي للتاريخ‬ ‫ع���ن ه���ذا البط���ل ال���ذي س���جن وه���و يف‬ ‫الثمان�ي�ن من عم���ره ‪ ..‬و م���ن تارخيه انه‬ ‫ق���ارع االيطاليني ‪ ..‬و اس���س مجعية عمر‬ ‫املختار و النادي االهلي ‪ ..‬واحضر جثمان‬ ‫ش���اعرنا امحد رفيق املهدوي من اليونان‬ ‫لكي يواريه برتاب معشوقته بنغازي و اىل‬ ‫جانب عصاه مس���عودة اليت كان يناجيها‬ ‫دائما ‪( -:‬حيه عصاتي يا مسعودة )‪.‬‬

‫و ثان���ي مع���اول اهل���دم و منذ س���بعينيات‬ ‫القرن املاض���ي جرمي���ة (الدمج)اليت راح‬ ‫ضحيته���ا اعرق و اق���دم االندي���ة الليبية‬ ‫(النجم���ة القدمية)حبج���ة انه���ا م���أوى‬ ‫لألغني���اء و الرجعي�ي�ن و املندس�ي�ن و‬ ‫الرأمسالي�ي�ن امث���ال املرح���وم خليل قزح‬ ‫و املرح���وم حس�ن�ي ب���ي و املرح���وم صاحل‬ ‫الفرجان���ي ‪ ..‬فأقف���ل الن���ادي و منع أالف‬ ‫الالعب�ي�ن و املناصري���ن م���ن مزاول���ة‬ ‫نش���اطهم و هواياته���م و ه���ذا ادى بالتالي‬ ‫هلبوط مس���توى الرياض���ة و تراجعها اىل‬ ‫الوراء ‪.‬‬ ‫و ثال���ث مع���اول اهل���دم متث���ل يف ابعاد‬ ‫املثقفني و املتعلمني و ذوي امللكات االدبية‬ ‫و الش���عرية ع���ن االندي���ة و ذل���ك لع���دم‬ ‫غ���رس االف���كار التقدمي���ة و الوطنية يف‬ ‫عق���ول الع�ب�ي االندية و املرتددي���ن عليها‬ ‫‪ ..‬و اول الش���هداء املناض���ل املثق���ف رئيس‬ ‫نادي اهلالل االستاذ حممد محي و اسألوا‬ ‫التاري���خ كيف اع���دم و كيف قتل ش���ر‬ ‫قتله؟‬ ‫كذل���ك اس���الوا كي���ف عوم���ل رائ���د‬ ‫الرياض���ة يف زم���ن االحت�ل�ال االيطال���ي‬ ‫للمدينة الدكتور املهدي املطردي ؟‬ ‫وه���و ال���ذي س���جن وع���ذب و كان���وا‬

‫اس���ألوا ايه���ا الس���ادة ع���ن ت���ردي اوضعنا‬ ‫الرياضية و ضياع اهلوية الرياضية ؟‬ ‫اس���ألوا ع���ن بع���ض العبين���ا الكب���ار يف‬ ‫كرة القدم و املالكمة و كيف جعلهم‬ ‫الطاغية يتسولون و يهاجرون و يشتغلون‬ ‫على سياراتهم اخلاصة و جيففون اخلبز‬ ‫عن طريق الش���مس فوق اسطح منازهلم‬ ‫لكي يبعونه اىل ممولي املاشية و يشرتون‬ ‫بدخله كساء ألوالدهم ؟‬ ‫و قد بكيت ذات مرة اذ رأيت يف س���وق‬ ‫(جنيهني)اح���د الع�ب�ي املنتخ���ب يفرتش‬ ‫االرض و يبيع اخلردة و من بينها احذية‬ ‫ك���رة قدمية رمب���ا لعب ذات ي���وم بها يف‬ ‫املنتخب او مع ناديه ‪.‬‬ ‫املعاناة كبرية و احلكاية تطول و رمبا‬ ‫س���يقولون عين بأنين مصاب باجلنون لو‬ ‫انين ذهبت اىل احملكمة ألش���تكي يف زمن‬ ‫ذل���ك الطاغية الذي قت���ل حبيبيت (كرة‬ ‫القدم)و مثل جبثتها شر متثيل ‪.‬‬ ‫حن���ن نطالب بالع���زل الرياضي ليس‬ ‫م���ن اجلن���ا ألننا س���نرحل قريب���ا و يكفي‬ ‫انن���ا ش���هدنا ابنائنا خينق���ون الطاغوت و‬ ‫يشردون ابنائه و لكننا نطالب به من اجل‬ ‫اوالدن���ا و م���ن اجل رياضة حرة ش���ريفة‬ ‫ب���دون تأليه او قي���ود او موان���ع او حواجز‬

‫و مطب���ات حن���ن نطالب و بكل ق���وة ابعاد‬ ‫تل���ك الوجوه ال�ت�ي س���ئمناها و كرهناها‬ ‫يف االندي���ة ويف االحت���ادات و يف اللج���ان‬ ‫االوملبي���ة و يف التلفزي���ون و يف مالعبن���ا‬ ‫الرياضية ‪.‬‬ ‫و اس���ألوا ع���ن اغتي���ال العب االهلي‬ ‫الش���هيد ص���احل بوزي���د الش���طيطي الذي‬ ‫اغتال���ه الطاغي���ة يف اليون���ان ألن���ه كان‬ ‫جياه���د يف اخل���ارج ويق���دم االعان���ة اىل‬ ‫املعارضة ؟‬ ‫اس���ألوا ع���ن م���ا ح���دث لالع���ب االهلي‬ ‫صالح الزاوي و العب اهلالل عبد الكريم‬ ‫اهلالل���ي و كي���ف زج بهم���ا يف غياه���ب‬ ‫السجون بطرابلس و هما العبان خلوقان‬ ‫و متدين���ان البعد احل���دود بينما اصدقاء‬ ‫الساعدي الذين كانوا يعاقرون اخلمر و‬ ‫احلشيش كان لديهم حظوة عند النظام‬ ‫و اسالوا يهود مدينة (بريوجيا)عن ذلك ؟‬ ‫اسألوا عن الطريقة اليت قدم بها ملف‬ ‫كأس العامل اىل الفيفا و كيف منع من‬ ‫كان يس���تحق ه���ذا الش���رف ع���ن تقديم‬ ‫ذلك التصور و ذلك الطلب (املغشوش)؟‬ ‫اس���ألوا ع���ن الصحفي�ي�ن الذي���ن كان‬ ‫يتغزلون يف الساعدي و ضربة السد؟‬ ‫ويف عقلية االمري حممد معمر القذايف‬ ‫و تأهيل���ه لك���ي يق���ود اللجن���ة االوملبي���ة‬ ‫العربية؟‬ ‫اسألوا عن رؤساء االحتادات الذين كانوا‬ ‫ينتظ���رون الس���اعدي مخي���س عبق���ري‬ ‫اخلماسيات يف مطار بنينا من اجل نظرة‬ ‫او حفنة من الدينارات ؟‬ ‫ال نري���د كل ه���ؤالء املنافق�ي�ن ال‬ ‫يف تلفزيون���ات الدول���ة و ال يف االذاع���ات‬ ‫اخلاصة الن افكارهم ملطخة مبساحات‬ ‫غائ���رة م���ن النف���اق و التزل���ف و عقي���دة‬ ‫(الغاي���ة تربر الوس���يلة)و ألنه���م جيلبون‬ ‫لنا الش���عور باإلحب���اط و املعاناة و اجلذب‬ ‫اىل اخللف ‪.‬‬ ‫و اسألوا عن الرياضيني الذين عينوا يف‬ ‫املكاتب الش���عبية و زحفوا على املدارس و‬ ‫السفارات يف اخلارج ؟‬ ‫و اسألوا عن الرياضيني الذين حتصلوا‬ ‫عل���ى ال���دورات يف اخل���ارج بع���د غس���يل‬ ‫امل���خ يف امل���درج االخضر و مل���ا اظهروه من‬ ‫ح���ب للطاغية و تره���ات كتابه االخضر‬ ‫‪ ..‬و م���ا كان���وا يقدمون���ه م���ن معلوم���ات‬ ‫اس���تخباراتية عن رياضيين���ا يف الداخل و‬ ‫اخلارج ؟‬ ‫و حتي���ة ح���ب و اعج���اب لرياضيين���ا‬ ‫الذي���ن قال���وا كلم���ة (ال)يف زم���ن تقطع‬ ‫فيه االلسن و خيوزق فيه الرجال و دخلوا‬ ‫للس���جون و شردوا و عذبوا و اغتيلوا االف‬ ‫املرات ‪.‬‬ ‫حن���ن نطالب بإبعاد كل تلك الوجوه‬ ‫ال�ت�ي مل ِ(إ ْت َن ِّق ْ‬ ‫���د عل���ى نفس���ها)و نطال���ب‬ ‫بوضع كوادر رياضي���ة جديدة و خربات‬ ‫ش���ريفة و وج���وه ش���ابة واع���دة تعش���ق‬ ‫الرياض���ة و الوط���ن م���ن اج���ل اللح���اق‬ ‫برك���ب الرياض���ة ال���ذي ختلفن���ا عن���ه‬ ‫كثريا ‪.‬‬ ‫(وللموضوع بقية)‬

‫كلمة العدد‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫كلمة لألندية‬ ‫الرياضية‬ ‫بع���ض االندي���ة الرياضي���ة س���عت اىل دع���وة بعض رجال‬ ‫االعم���ال و اصحاب املاليني (مش���بوهة املصدر)و س���لمت هلم‬ ‫االندية الرياضية اليت بناها الرجال الش���رفاء من الرياضيني‬ ‫و غريهم ‪.‬‬ ‫و كان اهلدف من تس���ليم هؤالء الناس االندية الرياضية ان‬ ‫يسهموا‬ ‫بأمواهلم الوفرية يف حل مش���اكلها املادية املزمنة و التخلص‬ ‫م���ن ديونها املرتاكمة و اليت ذهبت اىل جيوب العبني اغلبهم‬ ‫ال يس���تحقونها و مدرب�ي�ن مل يقدموا ش���يئا و ج���زء منها اىل‬ ‫جيوب (بزناسة العقود)من احلذاق ‪.‬‬ ‫و لك���ن املؤس���ف ان ه���ذه االندية ليس هل���ا حديث االن اال‬ ‫ع���ن ع���دم توف���ر االموال و ع���دم وج���ود الدعم م���ن الدولة و‬ ‫يطالب���ون وزارة الش���باب و الرياض���ة بضرورة ان تس���لم هلم‬ ‫االم���وال م���ن ميزانية اجملتم���ع و ق���وت الش���عب اللييب حتى‬ ‫يستطيعون التنافس و دخول سوق الالعبني و احلصول على‬ ‫العبني بدأوا يستغلون الفرصة امام اجلهل يف رفع اسعارهم‬ ‫مس���تغلني الضع���ف الف�ن�ي لإلداري�ي�ن و الف���زع و اخلوف من‬ ‫اجلماه�ي�ر اليت بدأت تس���يطر عل���ى قرار االندي���ة الرياضية‬ ‫جبميع الوسائل و هنا يربز السؤال ‪.‬‬ ‫ماذا سيقدم لكم اصحاب املاليني اذا مل يدفعوا االموال ؟‬ ‫انه���م ال ميلك���ون ش���يأ اخ���را ألن الرياض���ة ليس���ت م���ن‬ ‫اختصاصاتهم و مل يعيشوا فيها او حيسوا بأهميتها و فوائدها‬ ‫هل وعيتم الدرس ؟‬

‫السيد فريغسون‬ ‫االسطورة !!‬

‫بعد عطاء دام ستة وعشرون عاما مع فريق مانشسرت يونايتد‬ ‫كمدرب قرر السيد فريغسون ان يتخلى عن هذه املهمة بعد‬ ‫رحلة مل تكن س���هلة حافلة باالجنازات و االنتصارات اخرها‬ ‫بطولة الدوري للموسم الرياضي ‪. 2012-2013‬‬ ‫قرار االستقالة كان مفاجئا للجميع الذين كانوا يتوقعون‬ ‫ان يستمر السيد فريغسون مع الفريق ملومسني قادمني على‬ ‫االقل ‪،‬لقد قرر الس���يد فريغس���ون االس���تقالة يف عام ‪2002‬‬ ‫لكن زوجته نصحته باالس���تمرار ليحرز العديد من االلقاب‬ ‫و الكؤوس ليبقى العالمة االبرز يف تاريخ مانشس�ت�ر يونايتد‬ ‫و ها هي نفس الزوجة تنصحه باالستقالة يف الوقت املناسب‬ ‫ليتف���رغ اىل حياته العائلية مع زوجته و اوالده و احفاده بعد‬ ‫مسرية رائعة ستبقى عنوانا للبذل و العطاء و االخالص عرب‬ ‫السنني !!‬ ‫ص���ورة رائعة لرجل س���يبقى قدوة و مث���اال حيتذى يف عامل‬ ‫املستديرة كمدرب ملدة طويلة من الزمن‪.‬‬ ‫فرج العقيلي‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 108‬يونيو ‪)2013‬‬

‫ُيعل���ن جهاز تنفيذ وإدارة مش���روع النه���ر الصناعي عن رغبته بإجراء مزاد علين لبيع الطائرة التابعة له نوع (جيت اس�ت�ريم ‪،)3200‬‬ ‫وفق اآلتي‪-:‬‬ ‫تت���م معاينة ملحقات الطائرة وقطع غيارها ومس���تنداتها مبقر اجلهاز بقصر بن غش�ي�ر كما تت���م معاينة الطائرة مبطار طرابلس‬ ‫الدولي ابتداء من تاريخ نش���ر هذا األعالن حتى تاريخ يوم األثنني املوافق ‪24/06/2013‬م بالتنس���يق مع إدارة منظومة احلساونة‪/‬‬ ‫سهل اجلفارة مبقر اجلهاز بقصر بن غشري (طريق وادي الربيع) مبدينة طرابلس‪.‬‬ ‫‪ -1‬آخر موعد الستالم طلبات االشرتاك باملزاد وتقديم العروض‬ ‫‪Aircraft Data‬‬ ‫يف مظاري���ف مغلقة بالش���مع األمحر س���يكون يوم األثن�ي�ن املوافق‬ ‫‪1. Aircraft Type: Jet Stream 3200‬‬ ‫‪2013/06/24‬م‪.‬‬ ‫‪2. Aircraft Registration Marks: 5A-DGR‬‬ ‫‪3. Constructor: British Aerospace‬‬ ‫‪ -2‬س���يتم فتح املظاريف املس���تلمة يف جلس���ة علنية مبقر اجلهاز‬ ‫‪4. Constructor Number (S/N): 945‬‬ ‫بقصر بن غش�ي�ر وذلك يوم األربعاء املواف���ق ‪2013/06/26‬م عند‬ ‫الس���اعة ‪ 12:00‬ظهراً حبضور مجيع املتقدمني املشاركني يف املزاد‬ ‫‪5. Date of Construction: 1991‬‬ ‫مع ضرورة إحضار وإبراز رس���الة ختويل بالنسبة ملندوبي اجلهات‬ ‫‪6. Owner: The Man-Made River Authority‬‬ ‫أو الشركات وإثبات هوية بالنسبة لألفراد‪.‬‬ ‫‪7. Aircraft Hours Since New: 3770‬‬ ‫‪ -3‬يلت���زم املتق���دم للمزاد بأن يرف���ق تأمني مالي بصك مصدق‬ ‫‪8. Aircraft Landing Since New: 2930‬‬ ‫علي���ه بقيمة ‪ %10‬م���ن قيمة عرضه داخل مظ���روف مغلق وكل‬ ‫‪9. There are some quantities of spare parts‬‬ ‫ع���رض غ�ي�ر مصحوب بقيم���ة التأمني ل���ن يلتفت إلي���ه وكل من‬ ‫‪(rotable / consumables) which would be sold‬‬ ‫يتخل���ف ع���ن املوعد احملددة جللس���ة فت���ح املظاريف يعت�ب�ر تأمينه‬ ‫‪along with the aircraft.‬‬ ‫مصادر ويتم البيع لغريه من املتقدمني‪.‬‬ ‫‪ُ -4‬تسلم العروض بظرف مغلق ومشمع بالشمع األمحر للسيد‪/‬‬ ‫‪10. Some other special equipment / tools for‬‬ ‫مدير عام منظومة احلس���اونة‪ /‬س���هل اجلفارة مبقر اجلهاز بقصر‬ ‫‪this aircraft will be included for this deal. These‬‬ ‫بن غشري طيلة مدة األعالن‪.‬‬ ‫‪are available for inspection in the warehouse.‬‬ ‫‪ -5‬يرجع التأمني للمزيد يف حالة عدم رسو املزاد عليه‪.‬‬ ‫‪11. Transport Category: Passenger‬‬ ‫‪ -6‬يلتزم من يرسو عليه املزاد بإيداع القيمة املالية حبساب اجلهاز‬ ‫‪This aircraft conforms to noise type certificate‬‬ ‫رق���م (‪ )4‬مبصرف الصحاري وكالة النه���ر الصناعي الكائن مبقر‬ ‫‪No. 110 issue 1 with modification.‬‬ ‫اجلهاز بقصر بن غش�ي�ر مبوجب رس���الة صادرة ع���ن إدارة اجلهاز‪،‬‬ ‫‪Aircraft specification book is available and‬‬ ‫خالل مخسة عشر يوماً من تاريخ رسو املزاد عليه‪ ،‬ويف حالة تأخره‬ ‫عن ذلك يُصادر منه قيمة التأمني‪.‬‬ ‫‪can be provided on demand.‬‬ ‫‪ -7‬يلتزم من يرس���و عليه املزاد بس���داد كافة الرسوم اليت ترتتب‬ ‫‪Complete aircraft log books for aircraft fly‬‬‫على البيع ونقل ملكية الطائرة‪.‬‬ ‫‪ing hours; aircraft engines and propellers and‬‬ ‫‪ -8‬إذا تأخ���ر م���ن رس���ي علي���ه امل���زاد يف إس���تالم ونق���ل الطائ���رة‬ ‫‪modification books. available‬‬ ‫وملحقاته���ا خ�ل�ال أس���بوعني م���ن تاري���خ آدائ���ه الثم���ن ومل يُقدم‬ ‫‪Since the manufacture of the aircraft; it has‬‬ ‫م�ب�ررات يقبله���ا اجله���از ُحصل���ت من���ه مصروفات ختزين حس���ب‬ ‫‪been used and operated as VIP aircraft. Also‬‬ ‫الئحة التعاقدات باجلهاز‪.‬‬ ‫‪VIP maintenance program approved by the‬‬ ‫‪ -9‬حي���ق للجه���از أن ميتن���ع ع���ن البي���ع يف حالة كون األس���عار‬ ‫املقدمة من قبل املتقدمني غري مناسبة ‪.‬‬ ‫‪Civil Aviation Authority.‬‬ ‫‪-10‬تعت�ب�ر الئح���ة التعاقدات جبه���از تنفيذ وإدارة مش���روع النهر ‪All inspection record and status available and‬‬ ‫الصناعي هي األساس يف فصل أي خالف بشأن املزاد‪.‬‬ ‫‪can be verified any time.‬‬ ‫‪-11‬فيما يلي بعض املعلومات األساسية عن الطائرة وملحقاتها‪-:‬‬

‫للمزيد من املعلومات أو األستفسارات يرجى األتصال باألرقام اهلاتفية التالية‪-:‬‬ ‫جلنة العطاءات‪0918288004 :‬‬ ‫إدارة منظومة احلساونة‪ /‬سهل اجلفارة‪0913807634 – 0917970331 :‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.