العدد 112

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫رحل مانديال م ُ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬باق مانديال ُك َل الزمن‬ ‫ُنذ زمن ٍ‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫رحل مانديال م ُ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬باق مانديال ُك َل الزمن‬ ‫ُنذ زمن ٍ‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫اهلواء ثقيل كالرصاص‬ ‫وأنا أصرخ ‪،‬أصرخ ‘أصرخ ‪،‬أصرخ‬ ‫أن أكون سجينا ‪،‬ليس هذا السؤال‪.‬‬ ‫إمنا بيت القصيد أال أستسلم‪.‬‬ ‫• الشاعر الرتكي ‪ :‬ناظم حكمت‬ ‫الب�ل�اد اليت ليس هلا اس���م ‪،‬البالد اليت كش���مال افريقي���ا هي جنوب افريقيا ‪،‬البالد اليت ليس���ت أمة‬ ‫‪،‬الب�ل�اد ال�ت�ي هي أس���ود وأبيض وملون وم���ا ليس بينهم���ا ‪،‬املؤمنة والكاف���رة ‪ :‬املس���يحية واليهودية‬ ‫والوثنية واملس���لمة واهلندوس���ية والالدينية ‪،‬البالد اليت من كل ملة واليت ليس���ت من ملة ‪،‬البالد‬ ‫اليت حميط ‪،‬رأس الرجا الصاحل ‪،‬منبع األلوان بالد الظل املضيء ‪،‬اليت "س���تعرض بتباه ابتس���امتها‬ ‫اجلديدة "‪ :‬بالد نيلسون مانديال كذا ستكون‪.‬‬ ‫الب�ل�اد اليت س���يكون مولدها نيلس���ون هي ب�ل�اد املهامتا غاندي أيض���ا الذي ولد حمامي���ا فيها ‪،‬كذا‬ ‫س���يكون نيلس���ون ‪،‬ك���ذا كان غاندي عض���وا يف املؤمتر الوط�ن�ي يف هذا البالد ال���ذي ال حيمل امسا‬ ‫وليس أمة ‪،‬من هذا البالد س���تنبثق روح الالعنف وردة التس���امح وس���تظلل كل مكان من الواليات‬ ‫اهلندي���ة املتح���دة ( غاندي – نهروا ) اىل الواليات املتحدة االمريكية ( مارثن لوثر كنغ ) ‪،‬قبلة لكل‬ ‫‪ :‬احمليب السلم والسماحة ‪.‬‬ ‫يف الب�ل�اد اليت هي س���جينة األلوان املتعددة حتى التعتعة س���يولد نيلس���ون ماندي�ل�ا ‪،‬مانديال الذي‬ ‫سيكون منها وهلا كما االسم للبالد اليت ال اسم هلا ‪،‬كما انبثق االنسان من القارة ‪،‬قارة الضوء ‪،‬قارة‬ ‫الظلمة ‪،‬قارة املاء واالس���تواء القارة االولي ‪،‬كذا س���يكون نيلس���ون مانديال عالم���ة عصره ‪ :‬أيقونة‬ ‫التس���امح كما غاندي عالمة الالعنف كالهما انبثق من التنوع فردا فريدا ‪،‬عجينة وخالئط من‬ ‫كل شيء ‪ :‬من عنف اللون والالعنف الأللوان من الزولو واالفريكاني ‪،‬من القارات القدمية أفريقيا‬ ‫وآسيا وأوروبا ‪،‬من اجلنس البشرى كان نيلسون مانديال أخ كريم وأبن أخ كريم ‪.‬‬ ‫من االبرتايد حيث البالد عقيدتها ‪ " :‬كلنا خمتلفون ولذلك ينبغي ان جيرى الفصل بيننا " ستكون‬ ‫عقيدته ‪ " :‬ال استعباد للناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا متساوين " ‪،‬الناس كافة كأسنان املشط‬ ‫ال فرق بينهم ‪" :‬اننا مجيعا متماثلون وبالتاىل جيب أن نكون الشعب اخلاضع لدولة واحدة "‪.‬‬ ‫البالد اليت ال اسم هلا صار امسها أجبدية التسامح ولغة املقهورين واحلاملني ‪،‬جنوب أفريقيا اجلنوب‬ ‫املمكن ‪،‬األس���ود املضيء ‪،‬االختالف املتعايش ‪،‬نبذ االنتقام ‪،‬استطاعة العفو عند املقدرة ‪،‬غلبة التعقل‬ ‫وس���عة القلب ‪ :‬كذا جاء نيلس���ون مانديال بالنباء يسعى ‪،‬فكان املراد بإرادة كل الناس ‪،‬إرادة املظلوم‬ ‫من أصبح قادرا على الظلم وإرادة الظامل من أمسي خاو على عروشه‪.‬‬ ‫مل ي���أت م���ن وهن و ال على وهن ‪،‬مل يأت من ضنك و ال م���ن قهر بل من صحو الفكر ويقظة اإلرادة‬ ‫وقوة التفاؤل ‪،‬من معاناته سطع األمر وأفصح بيانه ونضاله من أجل أن ال تبلع ظلمات املنتصر نور‬ ‫النصر ‪ ،‬من أجل أن يكون اإلنسان الذي أنشأ‪.‬‬ ‫كان ي���درك أن الع���دو ال خيون ‪،‬وأن ارادته هي قهرك ‪،‬مرة بظلم���ه ‪،‬ومرة أخرى بأن جيعلك مثله‬ ‫ظاملا‪.‬‬ ‫مل يبنى البالد نيلسون مانديال إال باحلاملني مثله ‪،‬من ال يكلون و ال يستسلمون من تعب أو ضغينة‬ ‫‪،‬فناضل كي ال تتحول البالد اىل س���وبر ماركت للسالح وأدوات التعذيب ‪،‬مذياع للعويل والصراخ‬ ‫‪ ،‬شاشة للدماء ‪،‬ساحة القتلى والقاتلني املنتقمني‪.‬‬ ‫مدرك ساعة احلسم ‪ " :‬عندما ختتفي الدولة ‪،‬عندما خيتفي القانون ‪،‬عندما خيتفي املوظف ‪ ،‬تسد‬ ‫مسده ظاهرتان االكلريوس واملافيا ‪ .‬أي صقلية ‪ :‬أو كما قال الفرنسي رجييس دوبريه‪.‬‬ ‫مل يك���ن يقب���ل أن تكون البالد ‪ -‬بالده اليت ال اس���م هلا تكون صقلية ‪،‬فكانت جنوب أفريقيا نيلس���ون‬ ‫مانديال من أحب الناس كافة فبادلوه احملبة‪.‬‬ ‫أخ�ي�ر وليس أخرا ‪،‬لك أن تصدق ‪ :‬حمبوك ‪،‬من صنعوا جمدك يتدفقون يف الس���احات وكل املعابد‬ ‫‪،‬رافع�ي�ن اياديهم اىل الس���ماء يف دعوة واحدة لك بـ املوت ‪،‬علي���ك املوت لك الراحة يا من تعبت كثريا‬ ‫ألجلنا ‪،‬لتمت الساعة فقد أنهكنا جسدك أما روحك فلم ولن تكل س ُنبقيها معنا وأنت ترحل ‪ ..‬عليك‬ ‫السالم يوم بعث ويوم ترحل ويوم ُتبعث حيا‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫رئيس ليبيا املؤقت‬

‫هل يستطيع حتقيق آمال الليبيني؟‬ ‫خلود الفالح‬ ‫ي��وم الثالثاء امل��واف��ق ‪ 2013_6_25‬انتخب املؤمتر‬ ‫الوطين العام السيد ن��وري أب��و سهمني رئيسا جديدا‬ ‫ل����ه خ��ل��ف��ا ل��ل��رئ��ي��س‬ ‫امل���س���ت���ق���ي���ل حم��م��د‬ ‫املقريف‪.‬‬ ‫وك�����ان أب����و سهمني‬ ‫ض��م��ن ع��ش��رة أمس��اء‬ ‫ت���ق���دم���ت ل��ل��ت��ن��اف��س‬ ‫خل�����وض ال��ت��ص��وي��ت‬ ‫على منصب الرئيس‬ ‫وهـم أع��ض��اء املؤمتر‪:‬‬ ‫م�����وس�����ى ف��������رج م��ن‬ ‫أج����داب����ي����ا ‪ -‬ف�����وزى‬ ‫العقاب م��ن شحات ‪-‬‬ ‫ال��ش��ري��ف ال��واف��ى من‬ ‫امل�����رج ‪ -‬ع��ب��د امل��ن��ع��م‬ ‫الوحيشى من بنغازى‬ ‫ حممد ام��ع��زب من‬‫أج���داب���ي���ا ‪ -‬ص��ف��وان‬ ‫م��ي�لاد م��ن طرابلس‬ ‫ جن��م ال��دي��ن النمر‬‫م��ن س��ل��وق ‪ -‬إدري���س‬ ‫ب���و ف��اي��د م���ن غ��ري��ان‬ ‫ مجعة ال��س��اي��ح من‬‫ورش���ف���ان���ة ‪ -‬ن����ورى‬ ‫أبوسهمني من زوارة‪.‬‬ ‫وح��ص��ل أب���و سهمني‬ ‫يف االق�ت�راع على ‪ 96‬صوتا مقابل ‪ 80‬صوتا ملنافسه‬ ‫الشريف الوايف من أصل ‪ 184‬وامتناع مثانية‪.‬‬

‫•الرئيس بني العزل واالقتتال‬

‫وكانت استقالة املقريف قد ج��اءت يف أعقاب إق��رار‬ ‫قانون العزل السياسي بقوة السالح‪ ،‬هذا القانون الذي‬ ‫م��ازال��ت وج��ه��ات نظر ال��ش��ارع اللييب منقسمة اجت��اه‪،‬‬ ‫ويف الوقت ذاته جاء انتخاب أبوسهمني خلفا للمقريف‬ ‫يف وق��ت شهدت فيه طرابلس اقتتال بني اجملموعات‬ ‫املسلحة هذه املشاهد اليومية اليت تشهدها البالد تضع‬ ‫أي رئيس جديد يف وضع ال حيسد عليه‪.‬‬

‫•آمال ليبية‬

‫و يعلق الليبيون على الرئيس اجلديد آماال كثرية يف‬ ‫السري بالبالد إىل مناطق أكثر آمانا خاصة بعد العدد‬ ‫الكبري من الضحايا الذي يسقط يوميا بفعل امليليشيات‬ ‫املسلحة والذي اثار استياء الرأي العام العاملي‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل تصحيح العديد من اإلخفاقات اليت سجلها املراقبون‬ ‫السياسيون ألداء امل��ؤمت��ر‪ ،‬منها عجز املؤمتر الوطين‬ ‫وتأخره عن أداء مهامه األساسية وفق ما نصت عليه‬ ‫امل��ادة "‪ "30‬من اإلع�لان الدستوري املتمثلة يف اختيار‬ ‫هيئة تأسيسية لصياغة مشروع دستور البالد‪ ،‬تسمى‬ ‫اهليئة التأسيسية لصياغة الدستور واعتماد مشروع‬ ‫الدستور ومن ثم طرحه لالستفتاء من قبل الليبيني‪.‬‬ ‫وإج��راء انتخابات برملانية وتسليم السلطة إىل برملان‬ ‫منتخب يف فرتة زمنية ال تتجاوز ستة أشهر‪.‬‬ ‫وق��ال مجعة عتيقة ال��ذي توىل بصفة مؤقتة منصب‬ ‫رئيس املؤمتر الوطين بعد استقالة املقريف إن ما حدث‬ ‫يوم الثالثاء يبني ان ليبيا قادرة على ان تربهن للعامل‬ ‫بأنها قد اختذت من الدميقراطية مسارا ‪ ،‬وأنها ال تأخذ‬

‫يف االعتبار اي عوامل اقليمية عند اختاذ القرارات‪.‬‬ ‫وق��ال عضو امل��ؤمت��ر ال��وط�ني ال��ع��ام إبراهيم الغرياني‬ ‫ورئيس كتلة التحالف يف املؤمتر" إن أبو سهمني له‬ ‫ع�ل�اق���ات ط��ي��ب��ة بكل‬ ‫األط����راف وق��د يكون‬ ‫ال���ش���خ���ص امل���ن���اس���ب‬ ‫لقيادة املؤمتر الوطين‬ ‫يف الوقت احلالي"‪.‬‬ ‫وقالت ماجدة الفالح‬ ‫عضو كتلة العدالة‬ ‫وال���ب���ن���اء "ع���ل���ى أب���ي‬ ‫س��ه��م�ين تفعيل أداء‬ ‫املؤمتر الوطين العام‬ ‫وإق��رار قانون العدالة‬ ‫االنتقالية وحتسني‬ ‫العالقة مع احلكومة‬ ‫م�����ن أج�������ل ال����وط����ن‬ ‫وامل����واط����ن‪ ،‬وأك����دت‬ ‫ان حت����ق����ي����ق ه����ذه‬ ‫اإلجن��������ازات يتطلب‬ ‫وج��ود إرادة سياسية‬ ‫قوية"‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫أهالي مذحبة‬ ‫أبو سليم حييون‬ ‫الذكرى ‪ 17‬أمام‬ ‫ساحة التحرير يف‬ ‫بنغازي‬

‫•أبوسهمني ‪ :‬هديف‬ ‫بناء ليبيا‬

‫ويف أول ح���ض���ور‬ ‫اعالمي ق��ال الرئيس‬ ‫املنتحب أب���و سهمني‬ ‫"إن ه��ذه االنتخابات‬ ‫ال��دمي��ق��راط��ي��ة س�����ادت ف��ي��ه��ا روح امل�������ؤازرة واحل���ب‬ ‫واإلخ�لاص ملصلحة الوطن وأسأل اهلل تعاىل التوفيق‬ ‫للجميع يف املؤمتر الوطين العام وأن��ا على ثقة بأني‬ ‫سأكون عند حسن الظن‪ ،‬حيت تعهدت منذ البداية‬ ‫إن أنسب الفضل الذي شرفين به أعضاء املؤمتر الوطين‬ ‫العام وشرفو به مدينيت هلل‪ .‬و تعهدت بأن أكون ليبيا‬ ‫بامتياز وأن اخدم ليبيا وأال أخاف يف اهلل لومة الئم وأن‬ ‫يكون همي وهاجسي هو حتقيق أه��داف ث��ورة السابع‬ ‫عشر م��ن ف�براي��ر حيت ت��ذك��رن��ي بتضحيات الثوار‬ ‫النبالء وال ميكنين أيضا أن أنسى دماء شهدائنا األبرار‪،‬‬ ‫وال أعتقد أن��ي سأغفل عن اه��ات املظلومني والثكاىل‬ ‫واألرام��ل وسيكون هديف من خالل موقعي يف املؤمتر‬ ‫الوطين العام هو بناء ليبيا‪.‬‬ ‫و اطمئن اجلميع وحن��ن يف ه��ذه احلالة االستثنائية‬ ‫من مراحل بناء ليبيا ب��أن اهلل سبحانه وتعاىل كما‬ ‫كان راعيا أوال وأخرا هلذه البالد فإنه سريعاها بإذن‬ ‫اهلل مستقبال‪ ،‬ومن الواجب علينا إن نقابل ذلك بالشكر‬ ‫وال��ث��ن��اء هلل ت��ع��اىل وم��ن ث��م ال��وف��اء لشهدائنا األب���رار‪.‬‬ ‫والتمس من كل الليبيني وأطلب منهم إن يتجهوا إىل‬ ‫العمل وأن يفكروا يف الوطن ألننا يف مرحلة جيب إن‬ ‫نفعل فيها أكثر مما نقول‪.‬‬ ‫ن���وري أب��وس��ه��م�ين م��ن م��وال��ي��د زوارة اق��ص��ى ال��غ��رب‬ ‫اللييب‪ ..‬خترج من كلية احلقوق جامعة بنغازي‪..‬العام‬ ‫‪ 80-81‬درس العالقات الدولية بربيطانيا‪ ،‬ومن ثم‬ ‫اشتغل مبصنع بوكماش للبرتوكيماويات بالعاصمة‬ ‫طرابلس‪ ،‬ومنذ عام ‪ 2000‬تفرغ للعمل اخلاص‪ .‬ويف‬ ‫العام‪ 2013‬انتخب لرئاسة املؤمتر الوطين العام‪.‬‬

‫وكالة أنباء التضامن‬ ‫نظم أهالي ضحايا مذحبة س���جن أبو س���ليم يف بنغازي‬ ‫‪ ،‬يوم الس���بت ‪ ،‬وقفة تذكاري���ة إلحياء الذكرى ‪ 17‬من‬ ‫املذحبة أمام ساحة التحرير ‪.‬‬ ‫و ذكر مراسل وكالة أنباء التضامن أن أهالي الضحايا‬ ‫وقفوا إلحياء الذكرى ‪ 17‬خاصة و أن املذحبة جرت يف‬ ‫احلادية عش���رة و الربع من صباح السبت من عام ‪1996‬‬ ‫‪ ،‬رافعني ش���عارات تطالب بالتحقيق مع مرتكيب املذحبة‬ ‫و من ثم حماكمتهم‪.‬‬

‫أمريكا متنح اجلنسية‬ ‫لقرابة ‪ 11‬مليون مهاجر‬ ‫غري شرعي‬ ‫م ّرر جملس الش���يوخ االمريكي مشروع قانون اصالح اهلجرة‬ ‫الذي يشمل مسارا ملنح اجلنس���ية االمريكية لنحو ‪ 11‬مليون‬ ‫مهاجر غري ش���رعي بتصويت ‪ 68‬عضوا لصاحل القانون مقابل‬ ‫‪ 32‬عضوا ضده‪.‬‬ ‫ونق���ل موق���ع ارابي���ان بيزن���س أن الرئي���س االمريك���ي باراك‬ ‫اوباما اش���اد يف بيان ص���در الليلة املاضي���ة باخلطوة احلامسة‬ ‫اليت اختذها جملس الش���يوخ وس���هلت الطريق الصالح نظام‬ ‫اهلجرة يف الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫واكد ان مش���روع القانون الذي مرر كان مبثابة "حل وسط"‬ ‫الفتا اىل ان "جملس الشيوخ ادى مهمته على اكمل وجه"‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫تعليق على خرب‬

‫تعذيب شنيع‬ ‫واملؤمتر مل يكن‬ ‫يف املستوى!!‬

‫ليبيا – منع سكان تاورغاء النازحني من العودة‬

‫جيب أن تعمل السلطات على عودتهم ساملني‬

‫خدجية الورفلي‬ ‫املؤمت���ر العام الذي أقامته املنظم���ة العاملية ملناهضة‬ ‫التعذي���ب بالتع���اون م���ع اجمللس الوط�ن�ي للحريات‬ ‫وحقوق اإلنس���ان األربعاء املاض���ي بتاريخ ‪06- 26-‬‬ ‫‪ 2013‬م ببنغ���ازي مبناس���بة اليوم العاملي ملس���اندة‬ ‫ضحايا التعذيب ‪..‬‬ ‫خيب هذا املؤمتر أملي أنا وجمموعة من احلضور يف‬ ‫تناوله ملوضوع التعذيب مبا يتالئم مع وضع حقوق‬ ‫اإلنس���ان بليبي���ا ورصد االنتهاكات داخل الس���جون‬ ‫واملعتق�ل�ات وتس���ليط الض���وء على عقب���ات وصول‬ ‫الضحاي���ا للعدالة وعلى من تقع املس���ئولية يف هذا؟‬ ‫ومدى التزام الدولة بواجباتها إزاء ما حدث وحيدث‬ ‫اليوم ‪..‬‬ ‫هذا ما كنا نأمل طرحه السيما وأن ورقة الربنامج‬ ‫التفصيل���ي للمؤمت���ر العام ال�ت�ي مت توزيعه���ا علينا‬ ‫احتوت على ورق���ات عمل حتمل عناوين ذات أهمية‬ ‫قصوى إال أنه لألس���ف منها م���ا مت طرحه بطريقة‬ ‫مل تصل لالس���تفادة املرج���وة والكثري منها مل تدخل‬ ‫للربنامج العام ودون حتى تقديم االعتذار للحضور‬ ‫ومل نعرف سبباً لذلك ‪.‬‬ ‫وجيدر اإلش���ارة يف ه���ذا الص���دد إىل أن الورقة اليت‬ ‫تقدم بها األس���تاذ م���روان الطش���اني رئيس املنظمة‬ ‫الليبية للقضاة وورقة األس���تاذ منذر ش���رني رئيس‬ ‫املنظم���ة التونس���ية ملناهض���ة التعذي���ب كانت من‬ ‫أفضل الورقات من وجهة نظري الشخصية ‪.‬‬ ‫انتق���ادي للمؤمتر أن���ه مل يتناول موض���وع التعذيب‬ ‫كما جيب سيما حبجم القائمني عليه‪.‬‬ ‫فإىل متى س���نظل نتناول مس���ائل مهمة وجوهرية‬ ‫ومصريي���ة كالتعذيب بالعمومي���ات دون الولوج يف‬ ‫التفاصيل واس���تظهار احلقائق اخلطرية واس���تقراء‬ ‫الواقع واطالعنا على تقاريرحقيقية عما جيري يف‬ ‫بالدنا للمعتقلني من انتهاكات ‪.‬‬ ‫فجميعنا نعلم ما يتعرضون له من تعذيب بشع جداً‬ ‫بأفظع الوسائل حتى املوت وكذلك أوضاع السجون‬ ‫ووج���ود الس���جون الس���رية وم���دى قي���ام الدول���ة‬ ‫بواجباته���ا والتزاماتها وحماس���بة املتس���ببني يف هذه‬ ‫االنتهاكات ومرتكيب التعذي���ب وإحالتهم للجهات‬ ‫املختصة ملعاقبتهم قانوناً وما إىل ذلك ‪.‬‬ ‫حنتاج إىل الشفافية ‪ ..‬اجلرأة ‪ ..‬الشجاعة ‪ ..‬املهنية ‪..‬‬ ‫الواقعية ‪ ..‬يف طرح برامج مؤمتراتنا وندواتنا ‪.‬‬

‫يونيو ‪2013 ,27‬‬ ‫هناك جتمع سكاني كامل سقط رهينة‬ ‫جلرائ���م يُزعم أن قلة منه ق���د ارتكبتها‪.‬‬ ‫الع���بء اآلن عل���ى كاه���ل احلكومة‪ ،‬أن‬ ‫تنه���ي ه���ذا العقاب اجلماع���ي من خالل‬ ‫ضم���ان ق���درة س���كان تاورغ���اء‬ ‫على ممارس���ة حقهم كام ً‬ ‫ال يف‬ ‫العودة إىل ديارهم أخرياً"‪.‬‬ ‫إريك غولدس���تني‪ ،‬نائ���ب املدير‬ ‫التنفي���ذي لقس���م الش���رق‬ ‫األوسط ومشال أفريقيا‬ ‫(طرابل���س) – قال���ت هيوم���ن‬ ‫رايت���س ووت���ش الي���وم إن على‬ ‫الس���لطات الليبي���ة أن تس���مح‬ ‫لسكان مدينة تاورغاء النازحني‬ ‫بالع���ودة إىل دياره���م س���املني‪.‬‬ ‫قام���ت الس���لطات احمللي���ة يف‬ ‫أجدابي���ا بإع���ادة جمموع���ة م���ن س���كان‬ ‫تاورغ���اء يف ‪ 25‬يونيو‪/‬حزي���ران ‪2013‬‬ ‫م���ن حيث ج���اءوا‪ .‬غادر بعضه���م بنغازي‬ ‫يف قافلة من حوالي ‪ 40‬س���يارة متجهني‬ ‫إىل تاورغاء‪ ،‬اليت تقع على مس���افة ‪750‬‬ ‫كيلوم�ت�راً إىل الغ���رب‪ ،‬ث���م ُمنع���وا من‬ ‫امل���رور يف أجدابي���ا‪ ،‬عل���ى مس���افة ‪150‬‬ ‫كيلومرتاً من بنغازي‪.‬‬ ‫ف���ر س���كان تاورغ���اء م���ن بلدته���م يف‬ ‫أغسطس‪/‬آب ‪ 2011‬مع اقرتاب املقاتلني‬ ‫املس���لحني من مدينة مصرات���ة القريبة‬ ‫من تاورغاء‪ .‬هناك حنو ‪ 35‬ألف شخص‬ ‫من س���كان تاورغاء موزع�ي�ن على أحناء‬ ‫ليبي���ا وق���د منعته���م مجاعات مس���لحة‬ ‫من مصراتة من الع���ودة‪ .‬تتهم مجاعات‬ ‫مصرات���ة املس���لحة س���كان تاورغ���اء‬ ‫بالقت���ال يف صفوف قوات الق���ذايف أثناء‬ ‫ن���زاع ‪ 2011‬وبارت���كاب جرائم حرب يف‬ ‫مصراتة‪.‬‬ ‫قال���ت هيوم���ن رايتس ووتش إن���ه بينما‬ ‫م���ن املفه���وم أن بع���ض أهال���ي مصراتة‬

‫ق���د تكون لديهم رغبة يف إحقاق العدالة‬ ‫عل���ى جرائ���م ارتكب���ت حبقهم م���ن ِقبل‬ ‫بع���ض األفراد‪ ،‬فهذا ال يعطيهم احلق يف‬ ‫منع ح���ق العودة عن أش���خاص نازحني‪.‬‬ ‫إن النزوح القس���ري املمنه���ج أو املُمارس‬

‫على نطاق واس���ع الذي يُنفذ كسياسة‬ ‫– كما يف هذه احلالة – قد يرقى إىل‬ ‫كونه جرمية ضد اإلنسانية‪.‬‬ ‫وق���ال إري���ك غولدس���تني‪ ،‬نائ���ب املدي���ر‬ ‫التنفيذي لقسم الشرق األوسط ومشال‬ ‫أفريقيا يف هيومن رايتس ووتش‪" :‬هناك‬ ‫جتم���ع س���كاني كام���ل س���قط رهين���ة‬ ‫جلرائ���م يُزعم أن قلة منه ق���د ارتكبتها‪.‬‬ ‫الع���بء اآلن عل���ى كاه���ل احلكوم���ة‪،‬‬ ‫أن تنه���ي ه���ذا العق���اب اجلماع���ي م���ن‬ ‫خ�ل�ال ضمان قدرة س���كان تاورغاء على‬ ‫ممارس���ة حقه���م كام ً‬ ‫ال يف الع���ودة إىل‬ ‫ديارهم أخرياً"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عل���ى م���دار األس���ابيع األخ�ي�رة ح���ذرت‬ ‫احلكومة وحذرت قي���ادات دينية وقبلية‬ ‫وبعثة األمم املتحدة يف ليبيا من مبادرة‬ ‫أحادية معلنة من سكان تاورغاء بالعودة‬ ‫إىل ديارهم يف ‪ 25‬يونيو‪/‬حزيران‪ .‬قالت‬ ‫احلكوم���ة وآخ���رون إنه���م قلق���ون إزاء‬ ‫احتم���االت وقوع مواجه���ات مع مجاعات‬ ‫تعارض عودة أهل تاورغاء‪.‬‬

‫ق���رر جمل���س تاورغ���اء احملل���ي – وه���و‬ ‫اجله���ة األساس���ية املس���ؤولة عن س���كان‬ ‫تاورغ���اء النازح�ي�ن – أن يرج���ئ عملية‬ ‫العودة‪ .‬لكن جمموعة صغرية من سكان‬ ‫تاورغ���اء‪ ،‬مدفوع�ي�ن جزئي���اً بالقلق من‬ ‫وجود خط���ة يف ط���ور التحضري‬ ‫إلعادة توطينهم بشكل نهائي يف‬ ‫مكان آخ���ر غري تاورغاء‪ ،‬ش���رعوا‬ ‫يف الع���ودة‪ .‬مت منعه���م عل���ى ي���د‬ ‫الس���لطات احمللي���ة يف أجدابي���ا‪.‬‬ ‫يب���دو أن املس���ؤولني احملليني قد‬ ‫اخت���ذوا إجراءاته���م باالتفاق مع‬ ‫احلكومة املركزية‪ ،‬اليت خش���ت‬ ‫من وق���وع هجمات عل���ى القافلة‬ ‫من قبل جمموعات من مصراتة‪،‬‬ ‫على حد قول شخص من القافلة‬ ‫حض���ر اجتماعات مع الس���لطات‬ ‫احمللية لـ هيومن رايتس ووتش‪.‬‬ ‫زارت هيوم���ن رايت���س ووت���ش تاورغ���اء‬ ‫بانتظ���ام عامي ‪ 2011‬و‪ 2012‬وراجعت‬ ‫ص���ور قم���ر صناع���ي للدم���ار الالح���ق‬ ‫باملدين���ة يف عدة مراحل‪ .‬رصد الباحثون‬ ‫أعم���ال ح���رق موس���عة ونه���ب للبنايات‬ ‫الس���كنية والتجاري���ة يف أغل���ب مناط���ق‬ ‫املدينة‪ ،‬من إحراق عمدي وهدم للمباني‬ ‫بع���د القت���ال ال���ذي توق���ف أواس���ط عام‬ ‫‪ ،2011‬يف حماول���ة ظاهرة ملنع س���كان‬ ‫تاورغ���اء من الع���ودة إىل ديارهم‪ .‬كانت‬ ‫احلكومة غري مستعدة أو غري قادرة على‬ ‫التدخ���ل إلنهاء حالة رف���ض العودة اليت‬ ‫تبنته���ا ميليش���يات مصرات���ة‪ ،‬إزاء عودة‬ ‫أهل تاورغاء‪.‬‬ ‫وقال إريك غولدس���تني‪" :‬منع الناس من‬ ‫الع���ودة إىل بيوته���م هو مبثاب���ة احتجاز‬ ‫هل���م"‪ .‬وتابع‪" :‬على الس���لطات أال تدعهم‬ ‫يرجعون إىل ديارهم فحس���ب‪ ،‬بل عليها‬ ‫أيض���اً أن تضم���ن أمنه���م أثن���اء الرحلة‬ ‫وبعد العودة إىل هناك"‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ملاذا مل ترتشح املرأة الليبية ملنصب الرئيس؟‬ ‫_ ألنهن يدركن أنه لن يتم التصويت هلن‬ ‫بع���د ما ح���دث يف انتخابات املؤمت���ر الوطين‪،‬‬ ‫فالنساء املستقالت مل ترتشح أي منهن‬ ‫_ البعد القبلي واجلهوي عائق رئيس‬ ‫•ميادين خاص‬ ‫توقع الكثري ان تضم القائمة املرتشحة لنيل‬ ‫منصب رئيس املؤمتر الوطين خلفا للرئيس‬ ‫املس���تقيل حمم���د املقري���ف أمساء نس���ائية‬ ‫‪،‬خاصة بعد خوض النساء الليبيات جتربيت‬

‫‪،‬حي���ث النس���اء الالئي تقدمن مس���تقالت مل‬ ‫ترتش���ح أي منهن إال الدكتورة أمنة ختيخ‬ ‫ع���ن مدينة ب�ن�ي ولي���د"‪ ،‬وأضاف���ت الورفلي‬ ‫" حنت���اج لتوعي���ة كبرية يف جم���ال حقوق‬ ‫امل���رأة وبأهمي���ة مش���اركة امل���رأة يف احلياة‬ ‫السياس���ية ومس���اواتها مع أخيه���ا الرجل يف‬ ‫كافة احلقوق والواجبات"‪.‬‬ ‫•ما زال الكثري أمام املرأة الليبية‬ ‫وتؤك���د عضو هيئة التدريس جبامعة عمر‬

‫زينب الزئدي‬

‫الرتش���ح النتخابات اجمللس احمللي واملؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي ‪.‬وحن���ن بدورنا نتس���اءل أليس هذا‬ ‫كافيا خلوض جتربة الرتشح للرئاسة ؟ ‪.‬‬ ‫تقول احملامية خدجية الورفلي ‪ :‬رمبا ألنهن‬ ‫يدركن أنه لن يتم التصويت هلن سيما بعد‬ ‫أن رأينا ما حدث يف انتخابات املؤمتر الوطين‬

‫املختار الدكتورة مس���عودة بوعروش���ة ‪ :‬انه‬ ‫م���ازال الكثري ام���ام املرأة الليبي���ة للحصول‬ ‫على هذا املنصب‪ ،‬لي���س انتقاصا من قدرتها‬ ‫الذهني���ة أو حنكته���ا السياس���ية‪ .‬ولك���ن الن‬ ‫الوضع يف ليبيا غري مستقر‪..‬وكذلك ثقافة‬ ‫اجملتم���ع ال تزال مل تتقبل امل���رأة يف اماكن‬

‫حساس���ة كهذه‪،‬وأضافت بوعروشة "البعد‬ ‫القبلي واجله���وي جيعل كثري م���ن االمور‬ ‫تدار يف (املرابيع) بعيدا عن جمالس النساء"‪.‬‬ ‫وترى بوعروشة ان ما نراه اآلن جمرد عبث‬ ‫وواجه���ات سياس���ية ال قيمة هل���ا‪ ،‬من يصدر‬ ‫القرارات هم اصحاب السالح وأعضاء املؤمتر‬ ‫ال ميلكون اختاذ اي قرار‪ ،‬ولكنها ترى انه من‬ ‫ناحية اجملالس احمللي���ة رمبا خيتلف االمر‬ ‫قليال ‪...‬فهناك نوع من االس���تقرار السياسي‬ ‫داخ���ل بع���ض امل���دن خب�ل�اف مدن اخ���رى‪..‬‬ ‫وميك���ن للم���رأة يف ذل���ك احلني ان ترتش���ح‬ ‫لتل���ك اجملالس خلدم���ة منطق���ة جغرافية‬ ‫حم���ددة وبإمكاني���ات حم���ددة وبصالحيات‬ ‫حمددة ‪..‬وأيضا بدون ان تتدخل يف القرارات‬ ‫العلي���ا اليت متس ادارة الدول���ة ككل‪...‬وهذا‬ ‫ايض���ا يتوقف على قب���ول اجملتمع للمرأة يف‬ ‫املواق���ع السياس���ة‪ .‬وحت���ى من أي���ام القذايف‬ ‫مل تصل املرأة إىل رئيس���ة اللجنة الش���عبية‬ ‫لبلدي���ة ما ‪...‬تكتف���ي دائم���ا بالعضوية‪...‬ومل‬ ‫تصل املرأة إىل رئاسة املؤمتر العام وتكتفي‬ ‫ان تك���ون امينة إلح���دى ال���وزارات‪ ..‬وهذا مل‬ ‫خيتل���ف كثريا بعد الث���ورة فهي دائما تقف‬ ‫خطوت�ي�ن للخلف‪...‬حت���ى وان كان لديه���ا‬ ‫الق���درة على التق���دم امام عدد م���ن الرجال‬ ‫يقلون عنها خربة‪.‬‬ ‫•ملاذا ترضى املرأة ‪...‬؟‬ ‫وترى عضو هيئة التدريس جبامعة الزاوية‬ ‫األس���تاذة زين���ب عل���ي الزائ���دي ان عضوات‬ ‫املؤمتر الوطين العام ليس لديهن الش���جاعة‬ ‫للتق���دم وأيضا هن مرش���حات ضمن قوائم‬ ‫األح���زاب‪ .‬وه���ذه االح���زاب ال تضعه���ن يف‬ ‫املقدمة‪ ،‬وتضيف ملاذا ترضى املرأة بالتواجد‬ ‫يف الصفوف اخللفية؟‪.‬‬

‫الصحفية اهلولندية املختطفة ‪...‬أخاف على‬ ‫اليمنيني أكثر مما أخاف على نفسي‬ ‫قال���ت الصحفي���ة اهلولندي���ة املختطف���ة "‬ ‫يوديت اس���بيخل" إنها ختشى على اليمنيني‬ ‫أكث���ر مم���ا ختش���ى عل���ى نفس���ها‪ ،‬بس���بب‬ ‫معاناتهم املس���تمرة جراء احلروب واألزمات‬ ‫السياسية واالقتصادية‪.‬‬ ‫وأوضح مراس���ل إذاع���ة " هنا أمس�ت�ردام" أن‬ ‫"يودي���ت" أوضحت ل���ه يف إحدى امل���رات أنها‬ ‫تقيم يف اليمن مبح���ض إرادتها وأنها تعرف‬

‫متاماً ما هي املخاطر اليت ميكن أن تتعرض‬ ‫هلا‪.‬‬ ‫يأت���ي هذا بع���د يومني من تع���رض " يوديت"‬ ‫ال�ت�ي تعمل يف كتاب���ة التقاري���ر والقصص‬ ‫اإلخباري���ة لع���دد م���ن وس���ائل اإلع�ل�ام‬ ‫الغربي���ة لالختطاف م���ع زوجها "ب���و" الذي‬ ‫يعم���ل مديراً إلح���دى ش���ركات التأمني يف‬ ‫العاصم���ة صنع���اء‪ ،‬وذل���ك يف منطق���ة حدة‬

‫جنوب العاصمة على أيدي مس���لحني كما‬ ‫أوضحت���ه صحيف���ة اليم���ن الي���وم التابع���ة‬ ‫للمخلوع‪.‬‬ ‫ووفق���اً إلذاعة هنا أمس�ت�ردام فإن الصحفية‬ ‫"يودي���ت" ب���دأت قبل ش���هر يف كتاب���ة فقرة‬ ‫إذاعية إلذاعة الش���باب اليمنية تبث يف إطار‬ ‫الربنامج املشرتك بني إذاعة " هنا أمسرتدام"‬ ‫وإذاع���ة الش���باب‪ ،‬كم���ا أن هلا ع���دة تقارير‬ ‫وقص���ص منش���ورة يف الصح���ف واملواق���ع‬ ‫اليمنية‪.‬‬ ‫وكان���ت مص���ادر دبلوماس���ية ق���د أك���دت‬ ‫اختف���اء صحفي���ة هولندي���ة وزوجه���ا م���ن‬ ‫العاصم���ة صنع���اء ‪ ،‬وه���و م���ا أكدت���ه وزارة‬ ‫اخلارجية اهلولندية‪ ،‬يف الوقت الذي رجحت‬ ‫مص���ادر اختطافهم���ا عل���ى ي���د جمموع���ة‬ ‫مس���لحة بعد مغادرتهما منزهلما يف منطقة‬ ‫حدة جنوبي العاصمة صنعاء ‪.‬‬ ‫وحبس���ب إذاع���ة هولن���دا العاملي���ة‪ ،‬أك���دت‬ ‫ال���وزارة اختط���اف رعاياها يف صنع���اء لكنها‬ ‫مل تعط���ي تفاصي���ل أكث���ر‪ ،‬وقال���ت إنها ال‬ ‫تريد التعلي���ق أو إعطاء مزيد من التفاصيل‬ ‫حلساسية املوضوع‪.‬‬

‫‪05‬‬ ‫قنيدي‪ :‬ما صرح به‬ ‫زيدان بشأن ميزانية‬ ‫اجليش ال أساس له‬ ‫من الصحة‬

‫ليبيا ل���كل األحرار‪ -‬نف���ى رئيس األركان‬ ‫العام���ة املكلف اللواء س���امل قنيدي‪ ،‬صحة‬ ‫ما ذك���ره رئي���س احلكوم���ة عل���ي زيدان‬ ‫خبص���وص األموال اليت صرف���ت للجيش‬ ‫خالل عامي ‪2013 2012-‬م‪.‬‬ ‫وأوضح قنيدي يف مكامل���ة هاتفية مع قناة‬ ‫العاصمة يوم اخلميس املاضى‪ ،‬أن ميزانية‬ ‫ع���ام ‪ 2012‬يس���ئل عنها رئي���س األركان‬ ‫الس���ابق يوس���ف املنقوش‪ ،‬أما ميزانية عام‬ ‫‪ 2013‬فيت���م الفصل فيه���ا من قبل مدير‬ ‫احلس���ابات العس���كرية‪ ،‬ألنه���ا ه���ي اجلهة‬ ‫اليت تستلم املبالغ بشكل رمسي‪.‬‬ ‫م���ن جه���ة أخ���رى‪ ،‬ق���ال رئي���س األركان‬ ‫املكل���ف إن اجملموع���ة املس���لحة اليت قامت‬ ‫باالعت���داء على ح���رس املنش���آت النفطية‪،‬‬ ‫واألخرى اليت اعتدت على منطقة بوسليم‬ ‫هي م���ن خ���ارج طرابلس قادم���ة من جهة‬ ‫اجلن���وب‪ ،‬مرجح���ا أنها نزلت م���ن منطقة‬ ‫ج���ار م���ع م���ن مت‬ ‫جبلي���ة‪ ،‬وأن التحقي���ق ٍ‬ ‫القبض عليهم‪.‬‬ ‫وأض���اف قنيدي أن���ه مت حتري���ك اجليش‬ ‫حلماي���ة مناف���ذ املدين���ة واملعس���كرات‪،‬‬ ‫مطالب���ا املواطنني مبس���اعدة اجليش نظرا‬ ‫إلمكانياته الضعيفة‪ -‬حسب قوله‪.‬‬ ‫يذك���ر أن رئي���س األركان املكلف س���امل‬ ‫قني���دي كان ق���د وجه���ه تهم���ا لرئي���س‬ ‫احلكوم���ة بالتدخ���ل يف اجلي���ش وع���دم‬ ‫صرف امليزانية‪ ،‬وذلك يف جلس���ة االستماع‬ ‫من قبل املؤمتر الوطين العام األحد املاضي‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫حوار بني اجملتمع املدني والعدالة والبناء‬ ‫ميادين ‪:‬خاص‬ ‫عقد النائبان عن كتلة العدالة والبناء السيد‬ ‫حمم���د ال���زروق والدكت���ور عب���د الرمحن‬ ‫الديبان���ي حوارا مع بعض ممثلي مؤسس���ات‬ ‫اجملتمع املدني من درنة وبنغازي وطرابلس‬ ‫وزوارة بفن���دق امله���اري بطرابل���س ح���ول‬ ‫مش���روع قانون انتخابات جلنة الستني حيث‬ ‫أجاب النائبان على أس���ئلة احلاضرين وقدما‬

‫أن الث���وار الذي���ن قاتل���و الق���ذايف يتعرضون‬ ‫حلملة تش���ويه كبرية وممنهج���ة على حد‬ ‫وصفه وأكد الزروق انه ال ينتمي جلماعة‬ ‫اإلخ���وان املس���لمني وانه فق���ط عضوا حبزب‬ ‫العدالة والبناء ‪.‬‬ ‫أم���ا الدكت���ور عب���د الرمح���ن الديباني فقد‬ ‫أوض���ح أن الص���راع يف ليبيا الي���وم بني ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر وبقاي���ا النظ���ام الق���ذايف ذوي‬

‫للعدال���ة االنتقالي���ة يتمث���ل يف القص���اص‬ ‫ثم املصاحل���ة الوطنية الن مش���روع القانون‬ ‫ال���ذي تق���دم به وزي���ر العدل ص�ل�اح املرغين‬ ‫فيه إجح���اف لضحايا كتائب القذايف خالل‬ ‫الثورة واملدن املقاومة ويساوي بني الضحية‬ ‫واجلالد لذلك أبدينا ختفضنا عليه وطالبنا‬ ‫بإج���راء تعدي�ل�ات مبا حيفظ حق���وق هؤالء‬ ‫مجيعا‪.‬‬

‫حممد الزروق ‪ :‬قدمنا مقرتح بالتعاقد مع شركات‬ ‫أمنية أجنبية حلماية احلدود واملنشات احليوية‬ ‫اقرتاحات ملبادرات ينوي حزب العدالة والبناء‬ ‫طرحه���ا خ�ل�ال األي���ام القادم���ة خبصوص‬ ‫األزمة السياسية الراهنة ‪.‬‬ ‫وقد ق���ال النائب حممد ال���زروق أنهم قدموا‬ ‫اقرتاحا للتعاقد مع ش���ركات أمنية أجنبية‬ ‫حلماية احلدود واملنش���ات احليوية وتقديم‬ ‫تكنولوجيا حديثة ومتقدمة يف املراقبة حيث‬ ‫أن وض���ع احل���دود خطري جدا ويت���م تهريب‬ ‫ودخ���ول املخدرات وامل���واد الغذائية الفاس���دة‬

‫عبد الرمحن الديباني‬ ‫واألدوي���ة الغري مطابق���ة للمعايري وكذلك‬ ‫يت���م تهري���ب العمل���ة مم���ا يض���ر باالقتصاد‬ ‫الوطين‬ ‫كم���ا اع�ت�رف النائب ال���زروق بأن���ه ضد ما‬

‫املص���احل املالية والذي���ن كانوا ينهب���ون املال‬ ‫الع���ام والزال���وا يري���دون مواصل���ة عملي���ات‬ ‫النه���ب ولألس���ف هن���اك م���ن يتب���ع ويدعم‬ ‫ه���ؤالء داخ���ل املؤمت���ر الوط�ن�ي م���ن ح���زب‬ ‫التحالف وكذل���ك من حزب العدالة والبناء‬ ‫نع���م األزالم اخرتقوا ح���زب والعدالة والبناء‬ ‫ومنه���م أعضاء يف املؤمتر الوطين بكل أس���ف‬ ‫لذل���ك قدمنا اع�ت�راض عل���ى امليزاني���ة اليت‬ ‫تق���دم بها رئيس احلكومة عل���ي زيدان وبعد‬ ‫استش���ارت اخلرباء املاليني وجدنا أن امليزانية‬ ‫يغيب عنها التفاصيل حيث أن املطلوب مبالغ‬ ‫ماليه وتقسيمها على الوزارات بدون أن تبني‬ ‫الوزارات تفاصيل والية صرف هذه امليزانية‬ ‫وم���اذا س���تنجز به���ذه األم���وال والن رئي���س‬ ‫احلكوم���ة يتحج���ج بتأخ���ر امليزاني���ة فق���د‬ ‫واف���ق املؤمتر مرغما على هذه امليزانية حتت‬ ‫ضغط الشارع‪.‬‬ ‫وأض���اف الديبان���ي أن حزب العدال���ة والبناء‬ ‫يس���عى خالل األي���ام القادمة لط���رح مبادرة‬ ‫احل���وار الوطين ودع���وة مجي���ع األطراف يف‬ ‫ليبيا اىل طاولة احلوار وس���وف نطرح خالل‬ ‫ه���ذا احل���وار العودة اىل دس���تور االس���تقالل‬ ‫الذي توق���ف العمل به يف ‪-1-9-1969‬م اثر‬ ‫انقالب س���بتمرب وذل���ك الن كتابة دس���تور‬ ‫جديد يف مثل ه���ذه الظروف أمر صعب جدا‬ ‫وباملقاب���ل وفق هذا الدس���تور ميك���ن انتخاب‬ ‫جمل���س ن���واب جدي���د خاص���ة وأنن���ا ننتظر‬ ‫انته���اء أعمال املؤمتر الوطين العام يف أس���رع‬ ‫وقت حي���ث أن العمل أصب���ح حمرقة يومية‬ ‫وكان اهلل يف عون اجلميع ‪.‬‬

‫كم���ا أك���د الديبان���ي عل���ى ح���ق الليبي���ات‬ ‫املتزوجات من غري ليبني أن متنح اجلنس���ية‬ ‫الليبي���ة ألبنائه���ا وخبص���وص املؤسس���ة‬ ‫العس���كرية ق���ال الديبان���ي أن بناء املؤسس���ة‬ ‫العسكرية أمر صعب جدا وبعيد املنال بسبب‬ ‫وج���ود من ش���ارك يف قت���ال الليبي�ي�ن خالل‬ ‫الث���ورة يف مفاصل املؤسس���ة العس���كرية ويف‬ ‫إجابة على احد احلاضري���ن أكد الدكتور‬ ‫عب���د الرمح���ن الديبان���ي انه يتش���رف بكونه‬

‫مسي جبمعة إنق���اذ بنغازي واعتربها إغراق‬ ‫بنغ���ازي حيث أكد أن املعلومات اليت توفرت‬ ‫لديه أن املقصود بهذه املظاهرة كان أحداث‬ ‫الفتن���ة ب�ي�ن أبناء بنغ���ازي وه���و ماحدث وان‬ ‫هناك بعض األشخاص تورطوا يف حتريض‬ ‫املتظاهري���ن للهج���وم عل���ى معس���كرات ‪17‬‬ ‫فرباير وراف اهلل الس���حاتي وكانوا يديرون‬ ‫اهلج���وم من احد البيوت كم���ا أكد الزروق‬

‫بعد الش���عر والكتابة السياس���ية يطل علينا األس���تاذ‬ ‫عبدالرمحن ش���لقم بكتاب جديد هو رواية ( حربوش‬ ‫) ‪ ..‬الرواي���ة س���تصدر يف ب�ي�روت ه���ذه األي���ام عن دار‬ ‫نش���ر الفرجان���ي ‪ ..‬يقول املؤل���ف عنها ‪ :‬ه���ذه الرواية‬ ‫" ح�ب�روش " كتبها أن���اس كث�ي�رون ‪ ،‬يف أكثر من‬ ‫حقب���ة م���ن حقب الزم���ن ‪ ،‬أن���اس عاش���وا يف أماكن‬ ‫شتى ‪ ،‬هاموا يف أنفسهم ‪ ،‬رحلوا ‪ ،‬وأقاموا ‪ ،‬غنوا وبكوا ‪،‬‬ ‫اجتهدوا و جاهدوا ‪ ،‬عصروا احلب وعصرهم ‪ ،‬سبحوا‬ ‫يف حبور اخليال والصوفية وطاروا يف فضاءات األمل‬ ‫‪ ،‬ه���وت أيامه���م إىل قاع املغام���رة ‪ ،‬لكنه���م مل يغادروا‬ ‫جم���رات ال���ذات اإلنس���انية الس���احبة يف آف���اق القوة‬ ‫والضعف ‪.‬‬ ‫كان���ت ح�ب�روش ‪ ،‬ه���ي العن���وان ال���ذي صحب�ن�ي يف‬ ‫الفص���ول األوىل ‪ ،‬لق���د عاش���ت ه���ذه امل���رأة بقري�ت�ي‬ ‫وأنا ياف���ع ‪ ،‬رأيته���ا ومسعتها ومسعت عنه���ا ‪ ،‬كانت‬ ‫صورتها لوحة للقبح العجيب ‪ ،‬قدر ما كانت روحها‬ ‫مكتبة فلس���فية ‪ ، ،‬إليها يهرع الش���باب من اجلنسني ‪،‬‬ ‫يبحث���ون عندها عن ترياق العش���ق ‪ ،‬وصفاتها جاهزة‬ ‫دائم���ا ‪ ،‬وه���ي ‪ ،‬مزي���د من احل���ب ‪ ،‬مزيد م���ن الصرب ‪،‬‬ ‫الوصل سينتصر ‪.‬‬

‫بريطانيا تنصح‬ ‫رعاياها بتفادي‬ ‫السفر إىل ليبيا‬ ‫حممد الزروق‬ ‫اح���د أعض���اء مجاع���ة اإلخ���وان املس���لمني‬ ‫وح���زب العدال���ة والبن���اء ويف اخلت���ام أك���د‬ ‫النائب حممد ال���زروق والنائب عبد الرمحن‬ ‫الديباني أنهم يدعمان وصول املرأة ومتثيلها‬

‫عبد الرمحن الديباني ‪ :‬األزالم اخرتقوا حزب العدالة‬ ‫والبناء والعودة اىل دستور االستقالل هو احلل األفضل‬ ‫وبالنس���بة لفضيل���ة املف�ت�ي الش���يخ الصادق‬ ‫الغريان���ي ق���ال الديبان���ي ان���ه بش���ر خيطئ‬ ‫ويصي���ب ولك���ن دعوت���ه بع���دم التظاه���ر يف‬ ‫مجعة ليبي���ا للجميع كانت بناءا على طلب‬ ‫وزير الداخلية آنذاك العميد عاش���ور شوايل‬ ‫الذي قابل املفيت وأوضح املخاطر والسلبيات‬ ‫اليت تسببها هذه املظاهرة‪.‬‬ ‫كم���ا أن حزب العدالة والبن���اء لديه مقرتح‬

‫شلقم روائيا‬

‫بش���كل عادل من خالل نظام القوائم املقرتح‬ ‫م���ن قبل مبادرة ((معا رجال ونس���اء س���نكتب‬ ‫دس���تورنا)) واليت تسلموا نس���خة منها وأنهم‬ ‫يف كتلة العدال���ة والبناء لن يصوتوا لصاحل‬ ‫إق���رار قان���ون انتخ���اب جلنة الس���تني بنظام‬ ‫الف���ردي إال إذا ما أعطى القان���ون حق الكوتا‬ ‫للمرأة ‪.‬‬

‫نصح���ت وزارة اخلارجية الربيطاني���ة رعاياها بعدم‬ ‫الس���فر إىل ليبي���ا إال يف حال���ة الض���رورة خاص���ة‬ ‫إىل م���دن طرابل���س والزاوي���ة ووزلي�ت�ن ومصراتة‪.‬‬ ‫وأضاف���ت وزارة اخلارجي���ة الربيطاني���ة ‪ -‬يف بي���ان‬ ‫رمسي صدر اجلمعة املاضية ‪ -‬أن على رعاياها عدم‬ ‫الس���فر نهائيا إىل باقي املدن على ساحل ليبيا خاصة‬ ‫مدين���ة بنغازي ومدينة رأس الن���وف وحتى احلدود‬ ‫املصري���ة ‪ .‬وأش���ارت ال���وزارة إىل خط���ر التع���رض‬ ‫هلجمات إرهابية ‪ ..‬مطالبة رعاياها بضرورة متابعة‬ ‫وس���ائل اإلع�ل�ام وموق���ع اخلارجية عل���ى اإلنرتنت‪.‬‬ ‫وطالب���ت اخلارجي���ة الربيطاني���ة رعاياه���ا يف ليبي���ا‬ ‫بض���رورة تفادي املظاهرات والتجمع���ات الكبرية من‬ ‫املواطن�ي�ن وأن���ه يف حالة علمه���م بوقوع أي���ة أحداث‬ ‫عن���ف يف املدينة ال�ت�ي يتواجدون بها فعليهم س���رعة‬ ‫مغادرتها‪.‬‬ ‫وذكرت الوزارة أنه منذ يوم الثالثاء املاضي ش���هدت‬ ‫مناطق صالح الدين وأبو س���ليم يف ليبيا اشتباكات‬ ‫ب�ي�ن مجاع���ات مس���لحة واليت وق���ع خالهل���ا قتيلني‬ ‫على األقل بينما أصيب العش���رات‪ .‬وأضاف البيان أن‬ ‫س���فارة اململكة املتح���دة يف طرابلس تق���دم خدماتها‬ ‫القنصلي���ة جلميع الربيطاني�ي�ن وأن مقر القنصلية‬ ‫الربيطاني���ة يف بنغازي متوقف ع���ن العمل‪ .‬وطالبت‬ ‫اخلارجي���ة الربيطانية من رعاياه���ا يف ليبيا ضرورة‬ ‫احلصول على التأش�ي�رة الصحيحة قبل الس���فر إىل‬ ‫ليبيا وإال تعرضوا للرتحيل‪.‬‬


‫‪07‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫الصريفة اإلسالمية ضمان لفائض السيولة يف ليبيا‬ ‫ميادين – خدجية األنصاري – أوباري‬ ‫بع���د إعالن اللجنة االستش���ارية للصريفة‬ ‫اإلس�ل�امية مبص���رف ليبي���ا املرك���زي ‪،‬‬ ‫بأنه���ا تعت���زم تنظي���م ورش���ة عم���ل ح���ول‬ ‫الصريف���ة اإلس�ل�امية يف ليبي���ا‪ ،‬ودورها يف‬ ‫حتقي���ق التنمي���ة‪ ،‬والتعري���ف باالقتص���اد‬ ‫اإلس�ل�امي بش���كل عام‪ ،‬أش���ار املكتب إىل أن‬ ‫ورش العم���ل س���تناقش ع���دة موضوع���ات‬ ‫م���ن بينه���ا الصريف���ة اإلس�ل�امية يف ليبي���ا‬ ‫ودوره���ا يف حتقيق التنمية ‪ ،‬والدفع بعجلة‬ ‫االقتصاد ‪ ،‬والواجبات واملسؤوليات الشرعية‬ ‫والوطني���ة ‪ ،‬ال�ت�ي تق���ع على عات���ق اجلميع‬ ‫مؤسس���ات وأفرادا لنجاح ه���ذه الصناعة يف‬ ‫ٍ‬ ‫ليبي���ا ‪ ،‬وع���رض جتربة ليبي���ا يف الصريفة‬ ‫اإلس�ل�امية ‪ ،‬باإلضاف���ة إىل رأي الش���رع يف‬ ‫أية عملية تتعلق باملنتجات اإلسالمية ‪ ،‬إىل‬ ‫جانب عدة موضوعات أخرى ذات الصلة‪.‬‬ ‫يش���ار إىل أن اللجنة االستشارية للصريفة‬ ‫اإلس�ل�امية مبص���رف ليبي���ا املرك���زي ‪،‬‬ ‫كان���ت ق���د نظم���ت ع���دة ورش عم���ل هلذا‬ ‫الغ���رض مشلت مدن طرابل���س ‪ ،‬بين وليد ‪،‬‬ ‫درنه ‪ ،‬يفرن ‪.‬‬ ‫أقيمت ورش���ة عمل ( للصريفة اإلس�ل�امية‬ ‫) ‪ 23-6-2013‬يف مدين���ة أوب���اري حت���ت‬ ‫إش���راف مصرف اجلمهورية ف���رع أوباري ‪،‬‬ ‫و بإستضافة اللجنة االستشارية للصريفة‬

‫اإلس�ل�امية مبص���رف ليبي���ا املرك���زي ‪،‬‬ ‫بالتع���اون م���ع اجلمعي���ة الليبي���ة للمالي���ة‬ ‫اإلس�ل�امية ( مجعي���ة ليبي���ة علمي���ة غ�ي�ر‬ ‫رحبية ) حتت شعار ‪..‬‬ ‫ال ربا ‪ ..‬اجتهاد و مناء‬ ‫و جاءت يف الورشة التوصيات التالية ‪-:‬‬ ‫أوال ‪ :‬دع���وة مص���رف ليبي���ا املرك���زي إلي‬ ‫الس�ي�ر قدم���ا يف تس���يري املنظوم���ة و وض���ع‬

‫التش���ريعات الكفيل���ة بتمك�ي�ن املص���ارف‬ ‫االس�ل�امية علي القيام بدوره���ا يف التنمية‬ ‫االقتصادي���ة يف الب�ل�اد و ح�ت�ي املص���ارف‬ ‫التجارية ‪ ،‬و اخلطوات حنو التحول جبدية‬ ‫و مبهنية ‪.‬‬ ‫ثاني���ا ‪ :‬دع���وة مص���رف ليبيا املرك���زي إلي‬ ‫تقديم ال���دورات املس���تحدثة األس���اليب ‪ ،‬و‬ ‫ال�ت�ي تتناس���ب و مفاهي���م العم���ل املص���ريف‬ ‫االس�ل�امي و تهي���ئ املص���ارف االس�ل�امية‬ ‫لتوظيف فوائض األموال يف السيولة لديها‬ ‫‪ ،‬علي شكل استثمارات قصرية األجل ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬النقطة الثالثة و األهم دعوة لوسائل‬ ‫االع�ل�ام املقروءة و املس���موعة إلي االس���هام‬ ‫يف نش���ر الوعي املصريف االسالمي ‪ ،‬و تبيان‬ ‫ال���دور الذي تق���وم به املصارف اإلس�ل�امية‬ ‫يف التنمي���ة االقتصادي���ة ‪ ،‬و ث���م دعوة كل‬ ‫الفعاليات االقتصادية و مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫املدن���ي و ق���ادة الرأي الع���ام إل���ي التعامل و‬ ‫التع���اون مع املصارف االس�ل�امية و خلدمة‬ ‫االقتصاد الوطين و اجملتمع الوطين ‪.‬‬ ‫ميادين اس���تطلعت أراء املشاركني بدانا مع‬ ‫األستاذ ‪ /‬عمر املهدي زيدان ‪ :‬أستاذ التمويل‬ ‫اإلس�ل�امي يف جامع���ة س���بها و عضو جلنة‬ ‫التدريب يف الصريفة االسالمية يف مصرف‬ ‫ليبيا املركزي ‪:‬‬ ‫اهل���دف م���ن هذه الورش���ة ه���و نش���ر الوعي‬ ‫الص�ي�ريف اإلس�ل�امية يف ربوع ليبي���ا ‪ ،‬أيضا‬ ‫التحض�ي�ر إلنط�ل�اق الصريفة االس�ل�امية‬ ‫يف ليبي���ا ‪ ،‬فه���ذه أح���د ورش العم���ل ضمن‬ ‫جمموع���ة م���ن ورش العمل علي مس���توي‬ ‫ليبيا ‪.‬‬ ‫ماهية الصريفة اإلسالمية ؟‬ ‫الصريف���ة اإلس�ل�امية فق���ط تتعام���ل‬ ‫بالشريعة اإلس�ل�امية و ال تتعامل بالربا ال‬ ‫أخذا و ال عطاء ‪ ،‬و تستثمر أمواهلا يف قنوات‬ ‫استثمارية متاحة شرعا ‪ ،‬و ال تتعامل بالربا‬ ‫‪ ،‬و جاءت فكرة الصريفة اإلسالمية إلجناد‬ ‫املواطن�ي�ن و القضاء عل���ي البطالة و القضاء‬ ‫عل���ي الكس���اد االقتص���ادي ‪ ،‬و اجي���اد فرص‬ ‫عمل جديدة للمواطنني ‪.‬‬ ‫ه���ل اس���تخدمت الصريفة اإلس�ل�امية من‬

‫قبل يف ليبيا ؟‬ ‫ال مل تس���تخدم الصريف���ة اإلس�ل�امية م���ن‬ ‫قب���ل حوالي ‪ 60‬عام ‪ ،‬و إمنا اآلن صدر قرار‬ ‫املؤمت���ر الوطين العام القرار رق���م ( ‪ ) 1‬عام‬ ‫‪ 2013‬إللغ���اء قانون الفائ���دة و تطلب هذا‬ ‫القان���ون من مصرف ليبيا املركزي إنش���اء‬ ‫جل���ان لتفعيل ه���ذا القان���ون و تنفيذه علي‬ ‫أرض الواق���ع و هلذا ه���ذه الورش من ضمن‬ ‫التفعي���ل ‪ ،‬و م���ن ضمن ه���ذا التفعيل أيضا‬ ‫ن���دوات التعري���ف بالصريفة اإلس�ل�امية و‬ ‫للتبشري بها ‪.‬‬ ‫بغض النظرعن كونها فكرة إس�ل�امية هل‬ ‫تعت�ب�ره نظاما مضمون���ا و ناجح���ا فعليا يف‬ ‫ظل تطور املعطيات االقتصادية والشراكة‬ ‫مع العامل؟‬ ‫تعترب ناجح���ة و بدليل هناك ‪ 500‬مصرف‬ ‫إس�ل�امي عل���ي مس���توي الع���امل ‪ ،‬و متتل���ك‬ ‫هذه املصارف االس�ل�امية ‪ 1000‬مليار ‪ ،‬مبا‬ ‫معين ‪ 1‬ترليون تديرها املصارف االسالمية‬ ‫‪ ،‬يع�ن�ي ل���و مل تكن ه���ذه الفك���رة ناجحة ملا‬ ‫استولت املصارف االسالمية علي هذا املبلغ‬ ‫يف السوق املصريف العاملي ‪.‬‬ ‫أمح���د حمم���د التلم���ودي ‪ :‬رئي���س قس���م‬ ‫الصريفة االسالمية فرع أوباري‬ ‫قمن���ا به���ذه الورش���ة للصريفة االس�ل�امية‬ ‫بالتع���اون م���ع اللجنة الفرعي���ة للتدريب و‬ ‫التطوي���ر للمس���اعدة عل���ي تنمي���ة املنطقة‬ ‫و مص���رف اجلمهوري���ة ف���رع أوب���اري ‪ ،‬و‬ ‫ورش���ة العم���ل هذه تس���اهم يف نش���ر الوعي‬ ‫ب�ي�ن الن���اس ‪ ،‬و حن���ن نس���عي به���ذا لعم���ل‬ ‫مصرف اجلمهورية كمصرف إس�ل�امي و‬ ‫ليس���ت نافذة إس�ل�امية فقط ‪ ،‬و مستقبليا‬ ‫لدين���ا الكث�ي�ر م���ن املش���روعات الصغ���ري و‬ ‫املتوس���طة الدماج الش���باب و توف�ي�ر العديد‬ ‫من ف���رص العمل ‪،‬و يعت�ب�ر نظام الصريفة‬ ‫االس�ل�امية من أكث���ر األنظم���ة ضمانات‬ ‫فح�ت�ي املص���ارف الغربي���ة بعد م���ا واجهت‬ ‫األزم���ة االقتصادي���ة كلها توجه���ت لنظام‬ ‫الصريفة االسالمية ‪ ،‬و هذا يدل علي ناجح‬ ‫هذه املصارف االسالمية ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ميادين – طرابلس ‪ :‬فاطمة غندور‬

‫ف���ور عودة الس���يد طارق مرتي من أمري���كا ُمقدما تقري���ر ُه عن األوضاع‬ ‫الليبي���ة امجاال جمللس االم���ن ‪ ،‬دعى مكتب االعالم مبق���ر االمم املتحدة‬ ‫بطرابل���س ( ‪ 23‬يوني���ه ‪ )2013‬خنبة من الصحفيني ومراس���لي (قنوات‬ ‫الرادي���و والتلفزي���ون احمللي���ة و العربي���ة والدولية ) لالس���تماع اىل بيان‬ ‫صحف���ي ملرتي ثم إتاحة الفرصة لإلجابة عن االس���ئلة املقدمة من قبل‬ ‫الصحفيني ‪ ،‬بدا مرتي وكانه يعقب على صدى بيانه يف الش���ارع اللييب‬ ‫ووس���ائل إعالمه أو كما اشار اىل ما جرى من أخذ ورد ‪ ،‬مشيدا بالنزاهة‬ ‫واملهني���ة يف نقل االف���كار من جه���ة ‪ ،‬وإن اظهر من جهة اخ���رى واعتربه‬ ‫واقعا مريرا من ان هناك حتامال وس���وء فهم وقع على االمم املتحدة مما‬ ‫أف���رز أقلية – حس���ب وصفه – تدعي دعوتن���ا اىل خطة للتدخل وفرض‬ ‫الوصاية كما وجه لوما على صفحات التواصل االجتماعي اليت شطحت‬ ‫بعيدا ظنا وجنوحا اىل اخللط حد خلق قصص تتعلق مبصاهرته للقذايف‬ ‫اىل دعمه للفيدرالية ‪...‬‬ ‫التقرير الصحفي الذي قرأه السيد مرتي وزع على احلضور عقب قراءته‬ ‫مباشرة ‪.‬‬ ‫وكان أن استهلت ميادين بطرح سؤاليها ‪:‬‬

‫ميادين تنفرد بنشر وقائع اللقاء الصحفي ملمثل األمني العام لألمم املتحدة بليبيا طارق مرتي‪:‬‬

‫ليبيا مازالت مهمة بالنسبة للعامل ‪ ،‬والفرصة امام ليبيا مازالت مفتوحة‬ ‫‪-1‬حيت���اج الليبيون اىل معرف���ة الدور الذي‬ ‫تؤدي���ه بعث���ة االمم املتح���دة يف ليبي���ا والذي‬ ‫يق���ع ب�ي�ن اللب���س والغم���وض فهن���اك م���ن‬ ‫يعتق���د أنك���م واجه���ة ملقدم���ة قد ت���ؤدي اىل‬ ‫ان���زال أصح���اب القبع���ات ال���زرق ‪ ،‬والبعض‬ ‫يعول عل���ى إنقاذكم للح���ال االمين بالبالد‬ ‫وانكم تتأخرون عن ذل���ك ‪ ،‬وبني من يرى أن‬ ‫وجودكم له واجهة استعمارية !!‬ ‫‪-2‬ي���ف تقرأ دعوة رئي���س احلكومة الليبية‬ ‫علي زيدان للتش���اور مع رؤس���اء قمة الثمان‬ ‫االخرية دونا عن رؤساء دول الربيع العربي‪.‬‬ ‫الس���يد م�ت�ري ‪ :‬دورن���ا ه���و دور استش���اري‬ ‫‪،‬وتنظيم وتقس���يم املس���اعدات التقنية ال أقل‬ ‫وال اكث���ر ‪ ،‬ال أكثر مبعنى دورها ليس دورا‬ ‫تنفيذي���ا ‪،‬وال أقل مبعن���ى دورها ليس جمرد‬ ‫كتاب���ة تقارير ُتقرأ أو ال ُتقرأ ‪ ،‬يُس���تعان بها‬ ‫أو ال يُس���تعان هو يف منزلة بني اثنتني ‪ ،‬حنن‬ ‫نعم���ل م���ع احلكوم���ة الليبية مع مؤسس���ات‬ ‫رمسي���ة أو ش���به رمسي���ة ‪،‬حن���ن عل���ى صلة‬ ‫بكل القوى السياس���ية بكل الناس على اساس‬ ‫ايدلوجي او سياسي ‪ ،‬ومهمتنا تقديم املشورة‬ ‫واملس���اعدة يف س���ياق العملي���ة السياس���ية‬ ‫االيل���ة اىل قي���ام دولة دميقراطي���ة عصرية‬ ‫‪،‬ومؤسس���ات ُتعل���ي س���يادة القان���ون فنعم���ل‬ ‫مث�ل�ا يف جم���ال مس���اعدة اهليئ���ات الليبي���ة‬ ‫املُختص���ة بإعداد وتنظي���م االنتخابات ‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر معروف ‪ ،‬نعمل أيضا يف مساعدة اهليئات‬ ‫الفني���ة املعني���ة بتعزي���ز بن���اء ثقاف���ة حقوق‬ ‫االنس���ان ‪ ،‬نق���دم املش���ورة املتعلقة مبش���اريع‬ ‫القوان�ي�ن ‪ :‬مناهض���ة التعذي���ب أواالخف���اء‬ ‫القس���ري ‪،‬نق���دم املس���اعدة يف بن���اء االجهزة‬ ‫القضائي���ة وش���به القضائي���ة ‪ :‬مث�ل�ا تدريب‬

‫الشرطة القضائية ‪،‬و ُننسق مساعدات دولية‬ ‫يف ه���ذا اجملال ‪،‬هناك أدوار أخرى يف جماالت‬ ‫ووزارات أخ���رى يصع���ب علي س���ردها كلها‬ ‫‪،‬لك���ن األهم هو أن ه���ذا الدور هو استش���اري‬ ‫‪ ،‬مس���اعدة استش���ارية تقنية ميعنى حنن ال‬ ‫ننف���ذ بأيدين���ا ‪،‬وتقين حنن ال نق���ول للدولة‬ ‫الليبية أي جيش عليكم أن تبنوا؟ مثال اعددنا‬ ‫ورقة تس���مى الورقة البيضاء حول الدفاع اذا‬ ‫أردمت هن���اك هذا اخلي���ار ‪ ،‬اخليار السياس���ي‬ ‫لديك���م أنت���م حن���ن ال عالقة لنا ب���أي جيش‬ ‫تري���د ُه ليبيا ‪ ،‬حنن نوفر لليب�ي�ن فيما يتعلق‬ ‫للشرطة او اجليش أو احلرس الوطين املادة‬ ‫اليت تس���مح هلم باختاذ الق���رار ‪ ،‬الليبيون هم‬ ‫أصح���اب القرار ‪،‬نعمل وف���ق اولويات يضعها‬ ‫الليبيون بأنفس���هم ‪ ،‬وحرصن���ا على ذلك اىل‬ ‫أخر درجة ‪ ،‬وأحيانا نتحمل انتقادات كثرية‬ ‫‪ ،‬يقول���ون لن���ا ‪ :‬أن���ت ناعم عليك���م بالضغط ‪،‬‬ ‫نق���ول هلم حنن يف خدم���ة ليبيا والضغط ال‬ ‫يقدم وال يؤخر جيب ان تتبع املسائل قناعة ‪.‬‬ ‫ما خيص دول الثمان الكربى انا ال عالقة لي‬ ‫به ‪،‬ولكن تقديري السياس���ي أن ليبيا مازالت‬ ‫ رغم ما قد يعتقده البعض – مازالت ُمهمة‬‫للع���امل ‪ ،‬الع���امل الذي نظ���ر اىل ليبي���ا نظرة‬ ‫ُمفعم���ة بالثقة – ال س���يما بع���د االنتخابات‬ ‫‪ -‬والن تل���ك النظ���رة كانت مفعم���ة بالثقة‬

‫اهت���زت الثقة عندم���ا مرت ليبي���ا باضطراب‬ ‫أم�ن�ي لل���دول ال�ت�ي تعرض���ت س���فاراتها‬ ‫ودبلوماس���يها يف طرابل���س وبنغ���ازي ‪،‬وه���ذا‬ ‫ح���ز تلك الثق���ة ‪،‬وانا كنت م���ن الناس ومن‬ ‫االمم املتحدة طبعا كنا نقول ‪ :‬ال بأس جيب‬ ‫ان ال تذهب���وا بعي���دا يف ه���ذا االهت���زاز ‪ ،‬ليبيا‬ ‫مازالت الفرصة أمامها مفتوحة ‪ ،‬وأعتقد ان‬ ‫اجملتم���ع الدولي أراد الس���باب تتعلق بالدول‬ ‫املعنية أن يعطوا اشارة أن ليبيا مازالت مهمة‬ ‫بالنس���بة هلم ‪ ،‬وان ليبي���ا مازالت امام فرصة‬ ‫للتق���دم رغم املش���كالت ‪ ،‬حنن قلن���ا هلم أنتم‬ ‫تدعم���ون ليبي���ا بال���كالم عليك���م ان ُتقرن���وا‬ ‫األفعال بالكالم ‪ ،‬يف دعوة زيدان لعلهم أرادوا‬ ‫أن يعطوا اشارة قوية أنهم مازالوا مهتمني با‬ ‫ليبيا ويرغبون برتمجة أقواهلم ‪.‬‬ ‫ث���م توال���ت اس���ئلة الصحفي�ي�ن ومراس���لي‬ ‫الش���بكات ولعدم وجود ناق���ل صوت متحرك‬ ‫يتيح فرص���ة االنتي���اه اىل الصحفي وصفته‬ ‫أكتفين���ا بتوثي���ق اجاب���ات م�ت�ري ‪ ،‬ووضعنا‬ ‫عناوين تقرتب كثريا من فحوى السؤال ‪.‬‬ ‫موقفكم من حقوق االنسان يف ليبيا وما ُيسمع‬ ‫عن أعمال التعذيب واالخفاء القسري واحللول‬ ‫اليت تقرتحونها؟‬ ‫أوال االم���م املتحدة ش���أنها ش���أن كل الناس‬ ‫ت���رى وتس���مع وال خيفى عليها م���ا جيول يف‬

‫ليبي���ا ‪ ،‬وان���ا إذا قل���ت ان هناك بع���ض الليبني‬ ‫تعرض���وا للتعذي���ب يف س���جون ال س���لطة‬ ‫للدولة عليها ال اذيع خربا ال يعرفه احد !‪،‬هذا‬ ‫م���ا يعرفه القاصي والداني ‪ ،‬حنن رمبا عندنا‬ ‫معلوم���ات ادق ‪ ،‬ولك���ن املعلوم���ات اليت عندنا‬ ‫تؤك���د ما يعرفه كل الناس لك���ن رمبا ‪ -‬اذا‬ ‫جاء على لساننا له وقعه املعنوي ‪ -‬رمبا لسوء‬ ‫احل���ظ ‪ -‬أكث���ر من وق���ع كالم ق���د تقوله‬ ‫مجعي���ة أو منظم���ة مدني���ة تعن���ى حبق���وق‬ ‫االنس���ان ‪ ،‬ولكن عندما يأت���ي من جهة االمم‬ ‫املتح���دة من وقفت مع ليبيا منذ االس���تقالل‬ ‫ولكن هل منلك وسائل تاثري أكرب من هذا ؟‬ ‫نعم وال ‪ ،‬وثانيا حنن لس���نا جهة قضائية وال‬ ‫منل���ك وس���ائل وال حتى ان ندل عل���ى الناس‬ ‫الذي���ن يرتكبون جت���اوزات ‪ ،‬فهن���اك من قال‬ ‫ل���ي ‪ :‬أنتم ُتعدون لوائح لتس���ليمها ! وأن كنا‬ ‫مثلنا مثل الليبني نعرف أنه يف املكان الفالني‬ ‫حصل���ت أعمال أو ح���وادث غ�ي�ر مقبولة هي‬ ‫أيضا غري مقبولة اصال عند الليبني ‪ ،‬وجمرد‬ ‫زيارتن���ا هل���م ال أقول حتميه���م حنن خنفف‬ ‫عنهم ‪ ،‬حن���ن ال نقوم بذلك بش���كل تصادمي‬ ‫مثال ال نزور أحد رغما عن الس���جانني ‪ ،‬حنن‬ ‫نعم���ل م���ع وزارة الع���دل ن���زور احملتجزي���ن‬ ‫وزيارتنا ختفف عنهم ‪ ،‬وال نطلب ذلك بشكل‬ ‫تصادمي بل بالتع���اون معهم فإذا أرادوا أن ال‬

‫هناك حتامل وسوء فهم وقع على االمم املتحدة ‪...‬وهناك أقلية‬ ‫تحُ دث ضجيجا وتدعي فرضنا خلطة تدخل ووصاية‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫مشاكل ليبيا ليست قليلة‪ ...‬أنتم ورثتم‬ ‫ركام ( ما من شيء ماشي )‬ ‫يسمحوا لنا بزيارة احملتجزين هذا من حقهم‬ ‫!‪ ،‬ولكن مبجرد ان نزورهم نس���هم يف محاية‬ ‫ه���ؤالء الناس م���ن التعذي���ب ‪ ،‬االم���ر الثالث‬ ‫املساعدة يف بناء االدوات الالزمة احملتجزون‬ ‫بعضه���م مل ينظر القض���اء يف امرهم اىل حد‬ ‫االن ملساعدة من احتجزوا على الشبهة فقط‬ ‫‪ ،‬العملية القضائية بطيئة ‪ ،‬القضاة خائفون‬ ‫‪،‬والقض���اة عددهم قليل قياس���ا باالحتياجات‬ ‫الفعلي���ة ‪،‬الش���رطة القضائي���ة ضعيف���ة ‪،‬‬ ‫وهناك مش���كلة يف القوانني فوجئت ذات مرة‬ ‫يف زيارة لوزير العدل بان اطلعين على قانون‬ ‫جتري���م التعذي���ب ‪ ،‬كانت ليبي���ا تفتقر اىل‬ ‫ادوات قوانني ملالحقة هذه املس���ائل ‪،‬واملؤمتر‬ ‫الوطين منذ فرتة وجي���زة أقر قانون جتريم‬ ‫التعذي���ب واالخفاء القس���ري ‪ ،‬ه���ذا ال حيل‬ ‫املش���كلة هذه مس���اهمة حمدودة ولكنها وإن‬ ‫كانت حمدودة تؤدي بع���ض الغرض الذي‬ ‫أراد ُه الليبني ألنفس���هم ‪ ،‬أن يكون بلدهم بلدا‬ ‫ال تنته���ك فيه حق���وق االنس���ان ‪ ،‬يف لقاءاتي‬ ‫بالن���اس يف م���دن ليبي���ة خمتلفة م���ع الثوار‬ ‫وغريهم وقلت ذلك يف مؤمتر حقوق االنسان‬ ‫يف البيضاء قلت هلم يا إخواننا حقوق االنسان‬ ‫ليس���ت اخرتاعا افرجنيا ‪ ،‬قلت هلم انتم ُثرمت‬ ‫على نظ���ام القذايف وهو نظام ظامل تعس���في‬ ‫ال يقيم وزنا لكرامة وحق االنس���ان ‪ ،‬ثورتكم‬ ‫عل���ى القذايف ث���ورة من اجل حقوق االنس���ان‬ ‫هذه قضيتكم ‪ ،‬ليس من اجتمعوا ( اخلواجات‬ ‫يف اروب���ا او امري���كا ) يف مكان م���ا وقالوا على‬ ‫ليبيا ذل���ك ‪ ،‬وحقيقة كلم���ا قابلت احدا هنا‬ ‫يري���دون ان تك���ون يف ليبيا ق���رارات الحرتام‬ ‫ادمي���ة وحق���وق ‪ ...‬نري���د ان تص���ان حق���وق‬ ‫االنسان ‪ ،‬مل امسع أحدا يقول حقوق االنسان‬ ‫يف ليبيا خبري مل امسع شخصا واحدا ‪ ،‬وحنن‬ ‫رمب���ا نس���تطيع بش���كل تراكم���ي أن نق���دم‬ ‫بعض الشيء كاقرتاحات وخطط ‪ ،‬ليس يف‬ ‫كل اجملاالت يف بعض االختصاصات ‪.‬‬ ‫عالقتكم باحلكومة واملؤمتر الوطين ؟‬ ‫التج���اوب املبدئ���ي م���ن املؤمت���ر واحلكوم���ي‬ ‫‪ ...‬املبدئ���ي دائما س���ريع وكبري أم���ا التنفيذ‬ ‫العمل���ي( حاج���ة ثاني���ة ) يإخ���ذ وق���ت ‪ ..‬فيه‬ ‫تقدم وتعثر ‪ ..‬خط���وة اىل االمام وخطوة اىل‬ ‫اخللف ‪ ،‬ليس السبب غياب االرادة السياسية‬ ‫بل هناك رغبة وهناك ارادة ‪ ،‬هناك مشكالت‬ ‫موضوعي���ة ال ع���د هل���ا وال حص���ر ‪ُ ،‬ق���درات‬ ‫االدارة الليبي���ة على العمل حمدودة‪ ،‬الش���ك‬ ‫واحلذر م���ازال عائقا ‪ ،‬أنتم ورثتم ركام (ما‬ ‫من ش���يء ماش���ي) ‪ ،‬عملية اعادة عملية بناء‬ ‫م���ن الصفر من حتت اىل ف���وق ‪ ،‬ليس هناك‬ ‫تقالي���د سياس���ية – اعذورون���ي عل���ى ه���ذه‬ ‫العب���ارة ‪ -‬اربعة عق���ود حمرومني من العمل‬ ‫السياسي العادي فما بالك بالعمل التشريعي‬ ‫‪،‬حت���ى املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام يت���درب على‬ ‫التش���ريع السياسي ليست لديه خربة يف هذه‬ ‫املس���ائل ‪،‬يصيغ مش���روع قانون ث���م يقره ثم‬ ‫يكتش���فوا انهم غري جاهزين ‪ ،‬ولكم هذا املثل ‪:‬‬ ‫من اسبوعني زرت نائيب املؤمتر الوطين العام‬ ‫للحديث ح���ول موض���وع قان���ون االنتخابات‬ ‫هليئ���ة صياغ���ة الدس���تور لتقديم املس���اعدة‬ ‫الفني���ة يع�ن�ي عندن���ا ش���يء نقول���ه الرقمنة‬

‫والتس���جيل محلت تقرير وسلمته للصديق‬ ‫مجع���ة عتيق���ة وللصدي���ق املخ���زوم ‪،‬م���ر‬ ‫اس���بوعني أو أكثر ومل حيصل شيء وكان‬ ‫املوع���د املص���رح ب���ه الثالث���اء وإذا م���ا تاخرنا‬ ‫وحن���ن تاخرن���ا ‪ ،‬فبع���د اس���بوعني رمض���ان‬ ‫‪..‬عملي���ا حنتاج من مخس���ة اىل س���تة اش���هر‬ ‫لإلعداد النتخاب���ات هيئة الدس���تور وممكن‬ ‫العملي���ة تتأجل ‪ ،‬هناك بطء ش���ديد ‪ ،‬ال أريد‬ ‫ان امح���ل احد مس���ؤلية ‪ ،‬ولك���ن كيف جتد‬ ‫ت���وازن ‪ :‬اذا كنت ليبيا او لبناني���ا تحُ ب ليبيا‬ ‫او صديق���ا عربيا لليبي���ا عليك ان جتد توازن‬ ‫بني أن تصرب على البطء أو ان تثور عليه ‪ ،‬أنا‬ ‫احاول عمل االثنني انا اجد نفسي أدافع جتاه‬ ‫الع���امل عن البطء اللييب تهم�ن�ي ليبيا وجتاه‬

‫واف���راد عائلت���ه والذي���ن س���افروا وبعضه���م‬ ‫يف الس���جن وبعضه���م ُقتل مازال ه���ذا االمر‬ ‫منصوص عليه ‪ ،‬ورئيس اللجنة قدم تقرير‬ ‫بعد تقريري مباشرة واشار اىل انتقال بعض‬ ‫من اسرة القذايف اىل سلطنة ُعمان واعترب ان‬ ‫ذلك خيالف هذا البند ‪..‬‬ ‫العقوب���ة الثاني���ة تتعل���ق بتجمي���د االم���وال‬ ‫وه���و اجراء يص���ب يف مصلح���ة ليبيا ألن أي‬ ‫م���ن االرص���دة الليبية يف اخل���ارج اليت تثبت‬ ‫ملكيته���ا للدول���ة الليبي���ة تس���تطيع ليبي���ا‬ ‫اس���تعادتها يف أي وق���ت وق���د اس���تعادت ليبيا‬ ‫بعض���ا م���ن االم���وال ‪ ،‬لك���ن الدول���ة الليبي���ة‬ ‫تفض���ل ان تبقى لتجم���د ارصدة أخرى ألنها‬ ‫مازال���ت الدولة الليبية حتق���ق فيها وتبحث‬ ‫ع���ن أدل���ة وبانتظ���ار اىل ان تصب���ح للدول���ة‬ ‫الليبي���ة معرف���ة دقيق���ة ولديه���ا وثائق بكل‬ ‫االرصدة تتمكن من االستعادة ‪.‬‬ ‫أم���ا حظر الس�ل�اح ف���إن اللجن���ة املكلفة اليت‬ ‫س���هرت على تطبي���ق ذلك ‪،‬تواف���ق على كل‬ ‫طلب���ات احلكوم���ة الليبي���ة م���ن اج���ل ش���راء‬ ‫الس�ل�اح من اجل اجهزتها املسلحة الشرعية‬

‫السيد طاروقمرتي وفاطمة غندور‬ ‫زمالئ���ي الليب�ي�ن ‪ ،‬أقول الب���طء غري مطلوب‬ ‫عليك���م ان تنجزوا االنتق���ال صلوا على النيب‬ ‫فالوق���ت ضدنا ‪ ،‬كلما كان االنتقال أس���رع‬ ‫كان ذلك افضل ‪ ،‬يعين تصوروا تتاخر عملية‬ ‫االنتخ���اب للجن���ة الدس���تور واالنتخاب���ات‬ ‫العامة اليت تليها س���تتاخر سنتني إضافيتني‬ ‫يع�ن�ي احلكوم���ة س���تكون مؤقت���ة ولس���نتني‬ ‫اضافيتني !!‪ ،‬االس���تقرار السياس���ي س���يتاخر‬ ‫‪ ،‬أحيان���ا املش���اكل كب�ي�رة لك���ن علي���ك ان‬ ‫ترب���ح الوقت ‪،‬انا من الن���اس الذين يعتقدون‬ ‫ان الوق���ت ال حيل املش���اكل ال نها تتفاقم إذا‬ ‫تركناها جانبا ‪،‬أنا أتفهم ما تقوله احلكومة‬ ‫واملؤمتر الوطين العام احداث بنغازي فرضت‬ ‫علينا التزامات فأهملنا سواه ‪.‬‬ ‫ماذا عن العقوبات اليت على ليبيا يف الفصل‬‫السابع ؟‬ ‫العقوبات هي ثالث ‪ :‬منع السفر عن القذايف‬

‫الع���ام املاض���ي قبل���ت كل الطلب���ات ‪ ،‬خالل‬ ‫الفرتة السابقة ال مش���كلة للسلطات الليبية‬ ‫يف اس���ترياد الس�ل�اح ‪ ،‬العقوب���ة ال تس���تهدف‬ ‫الدول���ة الليبي���ة ه���ي تس���تهدف جه���ة غ�ي�ر‬ ‫ش���رعية داخلي���ة او خارجية ُتصدر الس�ل�اح‬ ‫بصورة غري شرعية ‪ ،‬العقوبات ملصلحة ليبيا‬ ‫وليس���ت ضدها ‪ ،‬احلكومة الليبية مل تطالب‬ ‫بوق���ف العقوب���ات وهي قيد النق���اش ‪ُ ،‬تعدل‬ ‫الصيغ ‪ ،‬يف اخر جلس���ة جمللس االمن استثنوا‬ ‫االليات من االذن املس���بق تستطيع الدولة ان‬ ‫تس���تورد ما تش���اء من الي���ات دون أن تخُ طر‬ ‫وحسب رغبة احلكومة الليبية‬ ‫مشكلة املهجرين من بيوتهم يف تاورغاء وغريهم‬ ‫ماذا عن مساعدتكم يف عودتهم ؟‬ ‫فيما اعتقد اليوم س���يتعقد مستشارة رئيس‬ ‫جمل���س ال���وزراء لش���ؤون النازح�ي�ن ورئيس‬

‫‪09‬‬ ‫اجملل���س احملل���ي مبدين���ة تاورغ���اء مؤمت���را‬ ‫صحفي���ا ُمش�ت�رك ‪ ،‬ولك���ن س���أقول ل���ك ماذا‬ ‫فعلن���ا ؟ وماذا نرى حنن ‪ ،‬يف قضية النازحني‬ ‫بأمجعه���م ‪،‬فمن ح���ق أي مواطن ان يعود اىل‬ ‫بيته ‪ ،‬حق ال ميلك احد يف العامل انتزاعه منها‬ ‫‪،‬احقاق هذا احلق يتطلب نوع من القبول نوع‬ ‫من املصاحلة وأن ُ‬ ‫كنت افضل (القبول) من‬ ‫اجلهة اليت متنع عودة هؤالء النازحني ‪ ،‬فمن‬ ‫الناحية العملية ال تستطيع ان تفرض عودة‬ ‫بالق���وة ما مل يك���ن هناك بع���ض القبول من‬ ‫قب���ل اجلوار (امل���دن والبل���دات) ‪ ،‬ثانيا ‪ :‬هناك‬ ‫حاجة ملعرفة حقيقة ما جرى ‪ ،‬نسمع كالم‬ ‫ْ‬ ‫ارتكبت هذا صحي���ح ‪ ،‬ولكن هل‬ ‫عن فظائ���ع‬ ‫مجي���ع الناس يف هذه املدين���ة كلهم ارتكبوا‬ ‫اجلرائ���م ؟ هل تعاق���ب اجملموعة مبا اقرتفته‬ ‫الفئ���ة اجملرم���ة ؟ ال ت���زر وازرة وزر اخ���رى‬ ‫‪،‬فاليح���ال مرتكب���وا الفظائ���ع اىل احملاك���م‬ ‫‪ ،‬ودع���وا األطفال والنس���اء والعج���زة يعودوا‬ ‫لدياره���م جي���ب ان ال يُؤخ���ذوا جبري���رة‬ ‫املذنب�ي�ن نطالب باحلوار حنتاج جلنة تقصي‬ ‫ثم نطال���ب بهيئ���ة لتقص���ي كل احلقائق ‪،‬‬ ‫واالمر الثالث على الدولة حتمل املس���ؤولية‬ ‫يف تقديم الدعم اإلنس���اني هل���ؤالء الناس انا‬ ‫زرت خمي���م تاورغ���اء مل اك���ن اتوقع هذا يف‬ ‫بلد غ�ن�ي ل���و زرت���ه يف الس���ودان او الصومال‬ ‫ممك���ن ولك���ن يف ليبي���ا ‪.‬أعتق���د انن���ا بص���دد‬ ‫االعالن ع���ن اتفاق حول بعض املس���ائل اليت‬ ‫تسمح بتاجيل العودة يوم ‪ 26‬اىل موعد أخر‬ ‫‪ ،‬مسعته���م يقول���ون ‪ :‬واهلل العظيم س���نرجع‬ ‫ولو قتلونا كلنا ‪ ،‬قلت هلم أنا أفهم معاناتكم‬ ‫ولك���ن اجملازف���ة ال ختدم أح���دا أعطونا وقت‬ ‫فالظروف مل تنضج بعد لتلك العودة ‪.‬‬ ‫قلت أن الفيس بوك خيرتع قصص ‪ :‬موضوع برقة‬ ‫‪ ،‬ومصاهرتك لوزير يف حكومة القذايف ؟‬ ‫يف الفيس بوك يحُ دثون ضجيجا ‪ ،‬يسألونين‬ ‫بعضه���م عما يكتب ‪ ..‬يكتب���ون اني زوج البنة‬ ‫وزي���ر يف حكوم���ة الق���ذايف ؟؟ س���أخربكم‬ ‫أن زوج�ت�ي لبناني���ة ! وعن موض���وع تأييدي‬ ‫جملل���س برقة والس���يد الزبري كي���ف ذلك ؟‬ ‫هناك اقلية تكتب ‪ ،‬بالنسبة لي عندي لساني‬ ‫ولس���ت حباجة إليهم ‪...‬اخذن���ا بعني االعتبار‬ ‫وجوده���ا ( الفيس فيس م�ي�ن ؟) انا ال اعريها‬ ‫أي اهتم���ام ‪ ،‬لك���ن ان���ا ال أعفيه���م م���ن املاخذ‬ ‫واشعر ان هناك ليبيون طيبون يصدقون هذا‬ ‫ال���كالم ‪...‬ومرة اتص���ل بي نائب م���ن الربملان‬ ‫ق���رأ عل���ى الفيس ب���وك كالما قلت ل���ه ‪ :‬انا‬ ‫كالم���ي موثق لي���س ل���ي قبع���ة االختفاء ‪،‬‬ ‫ولألس���ف هناك من يضع كالمه على افواه‬ ‫سواه ‪.‬‬ ‫املراة يف هيئة صياغة الدستور؟‬ ‫كان للم���رأة يف انتخاب���ات ‪ 2012‬حض���ور‬ ‫ومثاع���د حي���ث انتخب���ت ‪ 33‬م���راة الن���ه مت‬ ‫ختصي���ص حص���ص للم���رأة ‪،‬الي���ة مس���ودة‬ ‫جلنة الستني اقرتحت دوائر فردية ‪ ،‬من حق‬ ‫امل���راة املطالبة بهذا احلق ‪ ،‬والزم تاخذوا ذلك‬ ‫بعني االعتيار ‪ :‬إما كوتا او ختصيص مقاعد‬ ‫معينة ‪ ،‬الناس كانوا متجاوبني اقصد بعض‬ ‫من اعضاء املؤمتر ولكن مش���روع القانون الي‬ ‫مت اع���داده ال يضم���ن ‪ ،‬نرجوا من النس���اء أن‬ ‫يعلو صوتهم لضمان مقاعدهن ‪.‬‬

‫مل امسع شخصا واحدا يقول ان أحوال حقوق االنسان يف ليبيا خبري‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ميادين تستطلع أحوال واحة اقصى اجلنوب ‪:‬القطرون‬

‫ميادين – القطرون ‪:‬‬ ‫عائشة صوكو‬

‫هذه الواحة اليت كان هلا الفضل يف احتضان الثورة والثوار يف اجلنوب اليوم أصبحت خارج خارطة الطريق للحكومتني االنتقاليتني‬ ‫‪ ،‬هكذا يردد أغلب من قابلتهم يف جولة ميادين فقد ظلت ُتعاني أوضاعا معيش���ية يُرثى هلا من بينها أو على رأس���ها ثقافة التجهيل‬ ‫واالقصاء وتردي األوضاع الصحية والتعليمية واالقتصادية السيئة ‪،‬اليت سادت ومازالت ‪ ،‬وليس اخرها ازدياد أعداد املهاجرين من‬ ‫دول اجلوار ومشاكل التهريب اليت تهدد السكان‪.‬‬ ‫فبالرغ���م م���ن إصدار قرار اجمللس الوطين االنتقالي على اعتبارها (القطرون) جملس���ا مس���تقال إال أن أغل���ب إداراتها الزالت تتبع‬ ‫للمجل���س احملل���ي مرزق أدارياً ومالي���اً ‪،‬فهل يا ترى س���تنظر احلكومة املوقرة ألوضاعهم وتس���خر اإلمكانيات املمكن���ة لعودة األمن‬ ‫واألمان يف اجلنوب اللييب وتضع خططها لتنخفض معدالت التهريب واهلجرة الغري الشرعية ‪.‬‬ ‫محلنا العديد من األسئلة حول ظروف املنطقة وتأخر تفعيل قنوات التواصل مع الوزارات املختلفة اليت مازالت عالقة ‪ ،‬حضرنا ملقر‬ ‫اجمللس وبعد انتظار دام س���اعة ونصف ُمعتذرا بانش���غاله بأمور االنتخابات البلدية وجلنة الستني ‪ ،‬التقينا السيد حسن علي عمورة‬ ‫نائب رئيس اجمللس التسيريي القطرون ‪.‬‬

‫حسن علي عمورة نائب رئيس اجمللس التسيريي (القطرون) ‪ :‬ميزانية القطرون مقطرة تقطري !‬

‫حسن علي عمورة‬

‫بداية عرفنا مبا يشمله جملسكم جغرافيا؟‬ ‫اجملل���س احملل���ي القط���رون يش���مل مخس���ة‬ ‫مناط���ق أداري���ة تابع���ة هل���ا وه���ي منطق���ة‬ ‫(قصر مس���عود) ومنطقة (البخي) ومنطقة‬ ‫(لكركنمي) ومنطقة (املدروس���ة ) ومنطقة‬ ‫(التجره���ي) و(اللويغ) وهذه كلها يش���ملها‬ ‫اجمللس احمللي القطرون "‪.‬‬ ‫حت��دث الن��اس ع��ن عوائ��ق وصعوب��ات يواجهونها‬ ‫مردها للمجلس كيف تردون على ذلك ؟‬ ‫حن���ن من نواج���ه العوائ���ق أه���م العوائق اليت‬ ‫تواجهن���ا ه���و العائق امل���ادي نظرا لع���دم توفر‬ ‫إمكانيات أو الس���يولة املادية املخصصة هلذه‬ ‫املنطق���ة وان وج���دت فه���ي ُمقط���رة تقط�ي�ر‬ ‫وبنسبة ضئيلة جدا مقارنة باجملالس آخري‬ ‫كاجمللس احمللي مرزق أو الشاطئ أو أوباري‬ ‫‪...‬اخل الذي���ن تص���رف هل���م امليزاني���ة بكميات‬ ‫يستطيعون حل أغلب املشاكل ‪،‬ولكن عندما‬ ‫تأت���ي اىل اجمللس احمللي القط���رون فبالنظر‬ ‫إلي املس���احة اجلغرافية ال�ت�ي هي أكرب من‬ ‫مرزق كما و يصل التعداد السكاني لقطرون‬ ‫حوال���ي ‪ 70-80‬ال���ف نس���مة ‪،‬وأضيفي إلي‬ ‫ذلك اجملالس التس�ي�رية إل���ي تتبع هلا بكامل‬ ‫مرافقها من مستش���فيات ومراكز تعليمية‬ ‫وخدمية واليت حتتاج اىل الكثري من السيولة‬ ‫املادية ‪.‬‬ ‫ه��ل قدم��ت احلكوم��ة أو املؤمت��ر أي��ة مقرتح��ات‬

‫حللول لكم ؟‬ ‫سأعود الذكر أنه قد أصدر اجمللس الوطين‬ ‫االنتقال���ي يف ش���هر ‪ -2012 5‬ق���رار بش���أن‬ ‫فصل القط���رون عن منطقة م���رزق وبذلك‬ ‫تصبح ذات جملس مس���تقل ولكن هذا القرار‬ ‫مل ينف���ذ ‪ ،‬واىل غاي���ة هذه الس���اعة مل حيظ‬ ‫اجملل���س مبيزانية تس�ي�رية كباق���ي املناطق‬ ‫‪،‬وأغل���ب القطاع���ات الزال���ت تتب���ع أداريا اىل‬ ‫اجملل���س احملل���ى م���رزق ويص���رف هل���ا م���ن‬ ‫خمصصات بلدية أو (ش���عبية مرزق!) ‪،‬كما‬ ‫أنه من الصعب على املواطن تكبد عناء السفر‬ ‫اىل مرزق الستكمال معامالته أو أية أغراض‬ ‫مس���تعجلة يف احل�ي�ن ‪ ،‬ورقي���ا حس���ب ق���رار‬ ‫اجمللس االنتقالي القطرون منطقة مستقلة‬ ‫أما ميزانيها فغري معروف ملن تصرف يف ظل‬ ‫هذه األوضاع اإلدارية املتشابكة ‪.‬‬ ‫وألك���ون صادق���ا فبالنس���بة للميزانية فقد‬ ‫من���ح لن���ا كمجل���س تس���يريي ‪ 4,000‬ألف‬ ‫دين���ار واملنطقة حتت���اج اىل املاليني ! وحاولنا‬ ‫صرفه���ا يف أولوي���ات االحتياج���ات وأغلبه���ا‬ ‫متثل���ت يف مش���كلة املي���اه والص���رف الصحي‬ ‫‪،‬توصي���ل املي���اه اىل املراك���ز الصحية وجلب‬ ‫كرسي أسنان وس���يارة إسعاف واحدة فقط‬ ‫تعم���ل يف املنطق���ة وأجهزة التكي���ف واإلنارة‬ ‫لعدة مراكز يديرها اجمللس ‪.‬‬ ‫ماذا ع��ن تعاون الفاعلني ومنظمات جمتمع مدني‬

‫عندما تقاعست احلكومة عنكم ؟‬ ‫بع���د أن أجتمعت العناصر الش���بابية الفاعلة‬ ‫والكفاءات م���ن الثوار اتفقوا عل���ى توىل ذوى‬ ‫الكف���اءة والنزاهة والق���درة املناصب اإلدارية‬ ‫واملراك���ز يف املنطق���ة هكذا بدأنا يف تش���كيل‬ ‫اإلدارات واملكات���ب وتش���كيل اجملل���س احملل���ي‬ ‫القطرون بعد التحرير ‪،‬ويرى معظم الناس‬ ‫أن اجملل���س احملل���ى القط���رون أول جس���م‬ ‫شرعي بعد تش���كيلة اجمللس العسكري لثوار‬ ‫اجلنوب ‪،‬وقد مت االعتماد عليه يف حل العديد‬ ‫من األم���ور العالقة واملش���اكل اليت متر بها‬ ‫املنطقة من نزاعات واخرتاقات وأي ش���خص‬ ‫عندم���ا يتع���رض ملش���كلة معين���ة يأت���ى الينا‬ ‫حلله���ا حتى ول���و كانت أمنية نظ���را لوجود‬ ‫ال ُعق�ل�اء او جلن���ة احلكماء باملنطق���ة ومنهم‬ ‫أعضاء باجمللس ‪،‬ونعتربها حلقة تواصل بني‬ ‫الن���اس وبينن���ا ‪،‬وكما س���عت بق���در اإلمكان‬ ‫تلبي���ة وتوفري بع���ض اخلدم���ات واحلاجيات‬ ‫الضرورية للسكان كإمداد وصالت "الكوابل‬ ‫الكهربائية" والتغري الشبكة املائية فقد ازداد‬ ‫نس���بة ملوح���ة املياه اآلب���ار وط���ال االنقطاع‬ ‫بعض املناطق ‪.‬‬ ‫بالتع���اون واملس���اندة يعم���ل اجملل���س احمللي‬ ‫القط���رون عل���ى توف�ي�ر كاف���ة اإلمكاني���ات‬ ‫واملس���تلزمات يف جم���االت التعلي���م والصحة‬ ‫والكهرب���اء و الزراعة واملواص�ل�ات ‪...‬إخل ‪ ،‬من‬

‫خمصصات امليزانية جمللس القطرون ‪.‬‬ ‫ففي الفرتة املاضية ومل يتجاوز شهر فقد مت‬ ‫فص���ل التعليم والصحة ع���ن اجمللس احمللى‬ ‫م���رزق والقط���رون وأصبحت���ا مس���تقالتان‬ ‫تتبع���ان اىل اإلدارة العلي���ا بطرابلس إداريا ‪،‬و‬ ‫لكن اخلدمات االخري الزالت كما هي نظرا‬ ‫لقل���ة اخل�ب�راء يف اجمل���ال املالي وع���دم وجود‬ ‫الكوادر اإلدارية ‪.‬‬ ‫من اجمللس اىل املدرسة ثم املستشفى‬ ‫يف جول���ة ميادين وبعد مغادرتنا ملقر اجمللس‬ ‫احمللي القطرون توجهنا اىل مدرس���ة البخي‬ ‫للتعلي���م األساس���ي وال�ت�ي تبعد ع���ن منطقة‬ ‫القط���رون ‪ 18‬ك���م وس���ألنا ع���ن أحواهل���ا‬ ‫التعليمية ‪،‬وكان لقاءنا االول مع ‪:‬‬ ‫محد حممد صاحل مدير املدرسة‬ ‫هذه املدرس���ة تعاني بش���كل الكبري من ازدياد‬ ‫أع���داد الط�ل�اب وقل���ة الفص���ول الدراس���ية‬ ‫‪،‬فاملبن���ى قديم مت تأسيس���ه س���نة ‪ 1976‬بناء‬ ‫على كثافة سكانية حمدودة يف تلك الفرتة‬ ‫‪،‬وم���ع مرور الوق���ت ازداد عدد الس���كان ولكن‬ ‫املب�ن�ي الزال عل���ى حال���ه ويس���توعب الفصل‬ ‫الواح���د حوال���ي ‪ 35‬طال���ب وطالب���ة ‪،‬ووزارة‬ ‫التعلي���م مل متدن���ا اىل غاي���ة اللحظ���ة ب���أي‬ ‫دعم مادي نوس���ع به أو ُتبنى مدرسة جديدة‬ ‫‪،‬وبالنس���بة للمدرس�ي�ن فه���م حيتاج���ون اىل‬ ‫دورات تأهيلي���ة تحُ س���ن من ادائه���م ‪،‬وقد مت‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫زم��زم حمم��د (ممرض��ة ) ‪ :‬هن��اك ميزانية‬ ‫مرصودة ملنطقة حمسوبة علينا وال يصل ولو‬ ‫‪ % 1‬منها يف وضع يسوده السرقة والنصب‪.‬‬ ‫تقديم الطلبات بهذا اخلصوص ‪.‬‬ ‫وكان ان إلتقين��ا باألس��تاذة أجنما صاحل عيس��ى‬ ‫( ُمعلمة باملدرسة)‬ ‫برغم الظ���روف الصعبة اليت مرين���ا بها منذ‬ ‫بداية التحرير واىل غاية اآلن فأننا اس���تطعنا‬ ‫بتكاث���ف اجله���ود واألي���ادي التغل���ب عليه���ا‬ ‫وجنحنا يف ع���دم عرقلة العملي���ة التعليمية‬ ‫لطالب املدرسة يف البخي ‪ ،‬ومل نسمح بتوقف‬ ‫الدراس���ة ‪ ،‬وكل الصعوبات جتاوزناها س���واء‬ ‫ان كان���ت باإلش���ارة او التوجي���ه او اجمله���ود‬ ‫الذاتي‪،‬واملدرس���ة ينقصها الفصول الدراسية‬ ‫نظ���را لزي���ادة إع���داد الط�ل�اب واحلج���رة او‬ ‫الفصل الواحد مقاس���ها ‪ ، 6×4‬كما خصصنا‬ ‫حجرة للنش���اط ‪ ،‬واملكتب���ة لإلطالع ‪،‬الطالب‬ ‫مل خي���ب أملنا بهم ‪،‬هؤالء الطالب هلم قدرات‬ ‫خارق���ة وإمكاني���ات هائل���ة ومواه���ب مبدعة‬ ‫قد اس���تطاعوا جتهي���ز معرض للمش���غوالت‬ ‫اليدوي���ة باخلام���ة الطبيعي���ة م���ن الس���عف‬ ‫والط�ي�ن والقم���اش وصنع مش���غوالت رائعة‬ ‫وغاية يف اجلمال‪،‬ولألسف مل يتسن لنا إقامة‬ ‫املع���رض اخلتام���ي لنهاي���ة العام نظ���را لقلة‬ ‫اإلمكانيات املادية‪،‬ووزارة التعليم مل ختصص‬ ‫مصروفات هلذه املدرسة اىل هذه اللحظة ‪،‬أذ‬ ‫حتتاج اىل صيان���ة كاملة وتعانى من نقص‬ ‫يف األثاث والكراس���ي الدراس���ية املدرسة فعال‬ ‫حتتاج اىل صيانة كاملة‪.‬‬ ‫غ���ادرت مدرس���ة التعليم االساس���ي وتوجهت‬ ‫اىل ثانوية البخي وكان يف استقبالنا ‪:‬‬ ‫األس��تاذ عل��ي يون��س (أداري مبدرس��ة البخ��ي‬ ‫الثانوية)‬ ‫حنن نعاني من قلة الفصول الدراسية وأيضا‬ ‫ضع���ف الكهرباء باألح���رى انقط���اع الكهرباء‬ ‫بشكل شبه دائم وفجائي مما سبب يف تعطيل‬ ‫األجه���زة الكرتوني���ة واملكيف���ات ‪،‬كما حنتاج‬ ‫اىل معامل حاس���وب ‪.‬ولدينا أع���داد هائلة من‬ ‫اخلرجي�ي�ن وه���م مدرس�ي�ن يفوق���ون القدرة‬ ‫االس���تيعابية للمدرس���ة و تنقصه���م الق���درة‬ ‫على العطاء ‪،‬وأغلب املدرس�ي�ن يأتون للتوقيع‬ ‫وم���ن ث���م ينصرف���ون دون ب���ذل أي جمه���ود‬ ‫ويتقاض���ون مرتباهم وهناك فئ���ة يتقاضون‬ ‫رواتبه���م وه���م يف منازهل���م ‪،‬ه���ذا ه���و ح���ال‬ ‫الليبيني مجيعا "‪.‬‬ ‫وأضاف" بالنسبة ملس���توي التعليمي ملدرسني‬

‫فه���ي متدني���ة وال يصلح بأن يك���ون مدرس‬ ‫وخاص���ة ح�ي�ن يفق���د الق���درة عل���ى العط���اء‬ ‫‪،‬أي أن���ه حاف���ظ على ظه���ر قلب كم���ا يقال‬ ‫وناجح من الدراس���ة باحلفظ ولكن ال ميلك‬ ‫مي���زة العط���اء أو توصيل املعلوم���ة ‪،‬وأما أوليا‬ ‫األم���ور مقصرون ج���دا بتتب���ع أبنائهم وعدم‬ ‫احلضور عند االستدعاء لالجتماع أو حلاالت‬ ‫استثنائية – بسالمتهم عندما تسأله أبنك يف‬ ‫أى صف فهو ال يعلم – "‪.‬‬ ‫وأختتم قائ�ل�ا "ال يوجد لدين���ا مكتب املتابعة‬ ‫والتفتي���ش لي���س باملدرس���ة وأغل���ب املدارس‬ ‫سواء أن كانت يف البخي أو املدروسة أو قصر‬ ‫املس���عود أو لكركنمي وجتره���ى والقطرون‬ ‫املرك���ز مجيعها ال يوجد به���ا مكاتب املتابعة‬ ‫والتفتيش ‪،‬فهذه أكرب مشكلة بنظري وزارة‬ ‫التعليم والرتبية عندما تعني ش���خصا ليكون‬ ‫مدرس���ا لألجي���ال فه���ل تعلم هذا امل���درس ما‬ ‫يعلم أو يعطى من الدروس لتالميذ فالتعليم‬ ‫العال���ي مقص���ر يف أداء امله���ام املف�ت�رض م���ن‬ ‫خالل التفتيش واملتابع���ة وأيضا من الناحية‬ ‫التعليمية معظم املواد الدراس���ية يس���تطيعوا‬ ‫التالمي���ذ م���ع أولي���اء األم���ور إدراكها حتى‬ ‫ولو كانت املدرس���ة مل توصل املعلومة ولكن‬ ‫املش���كلة األصع���ب ه���ي اللغ���ة االجنليزي���ة‬ ‫عندم���ا يطل���ب م���ن الطال���ب فهمه���ا لوحدة‬ ‫واملدرس���ة أيضا غري فاهمة ‪،‬كم���ا نعاني من‬ ‫الط���رق الرملي���ة ب�ي�ن زنقة وأخ���ري‪ ،‬نعترب‬ ‫مدينتنا مدين���ة الرمال فوزارة ش���ؤون النقل‬ ‫واملواصالت والط���رق مل تقوم بأي عمل هلذه‬ ‫املدينة حيت ول���و بإزاحة الرم���ال عن الطرق‬ ‫القدمي���ة ‪...‬م���ن األخ�ي�ر نعي���ش يف الصحراء‬ ‫القاحلة الليبية ‪.‬‬ ‫ويف جولة سريعة الحد املستشفيات باملنطقة‬ ‫ولألسف كان الوضع س���يئا جدا فاملستشفي‬ ‫وس���ط كوم���ة أو حمي���ط رم���ال متح���رك‬ ‫عندما تتوقف أي س���يارة يف الكراج أو س���احة‬ ‫املدخ���ل تث�ي�ر الغب���ار ال���ذي ينس���حب اىل‬ ‫الغ���رف‪،‬و ال يوج���د صيدلي���ة ذات مواصفات‬ ‫حلف���ظ األدوي���ة فق���ط ع���دد ‪ 2‬م���ن األطباء‬ ‫باملنطقة واليت تش���مل مخسة مناطق ‪،‬ولفت‬ ‫انتباهن���ا أع���داد ال ب���أس به���ا م���ن العناص���ر‬ ‫ الطبي���ة والطبي���ة املس���اعدة (أي ممرض�ي�ن‬ ‫وممرضات )‪.‬‬

‫الس��يدة زه��رة س��ليمان وه��ي أداري��ة حتدثت عن‬ ‫أوض��اع املستش��في (البخي) قائل��ة " حنن نعمل‬ ‫مب���ا لدين���ا م���ن إمكاني���ات أي م���ا ه���و متوفر‬ ‫وهمن���ا هو توصي���ل اخلدم���ة للمواطن الذي‬ ‫يعان���ي كث�ي�را م���ن النق���ص يف املس���تلزمات‬ ‫الطبية والدكاترة واألدوية الالزمة والكادر‬ ‫اإلداري املتمكن واملسعفني بصراحة حنن نود‬ ‫أن نرف���ع املس���توي الصحي بكل ما نس���تطيع‬ ‫فعله ‪ ،‬املستش���في حتت���اج اىل احملاليل الطبية‬ ‫فاملخترب متوقف بس���بب عدم وجود احملاليل‬ ‫واألجهزة املتوفرة واملوجودة مل تستخدم بعد‬ ‫‪،‬هناك دكت���ور عام ودكت���ورة الوالدة فقط‬ ‫باملنطق���ة وال يوج���د أطب���اء يف التخصصات‬ ‫اآلخ���ري كالعيون أو األعص���اب أو اجلراحة‬ ‫‪،‬يوجد لدينا سيارة إسعاف واحدة "‪.‬‬ ‫املمرض���ة زم���زم حمم���د قالت ‪ :‬س���بحانه اهلل‬ ‫يقول���ون الع�ي�ن حتكي قب���ل الفم طبع���ا أنيت‬ ‫رأيت���ى الوضع بعين���ك‪ ،‬املستش���فى واألوضاع‬ ‫املرتدي���ة ‪،‬هن���اك نقص م���ن مجي���ع النواحي‬ ‫وأهم شئ الكهرباء فنحن حباجة اىل املولدات‬ ‫ليتم تش���غيله عقب انقطاع الكهرب���اء ‪،‬وأيضا‬ ‫البني���ة التحتية الداخلية ملستش���في متهالكة‬ ‫جدا واخلراطيم املياه املتصدية ودورات املياه‬ ‫املنتهي���ة كل ذلك حيت���اج اىل صيانة مع أنه‬ ‫ق���د مت ب���دء يف عملي���ة الصيان���ة اال انه بطئ‬ ‫جدا نعاني من نقص يف التحاليل وأن وجدت‬ ‫حتت���اج اىل درج���ة م���ن التكي���ف والظ���روف‬ ‫التخزين الس���يئة ‪ ،‬والذي ه���و مرتبط بعامل‬ ‫الكهرباء ‪،‬وأن وجدنا تلك التحاليل س���ينحل‬ ‫املشاكل بنسبة ‪، % 20‬واإلدارة تسعي جاهدة‬ ‫لنق���ل طلباتن���ا وم���ا حتت���اج إليها املستش���في‬ ‫للوزارة الصحة بطرابلس لتلبية االحتياجات‬ ‫الضرورية ‪،‬هناك ميزاني���ة مرصودة ملنطقة‬ ‫حمس���وبة علين���ا وال يصل ول���و ‪ 1%‬منها يف‬ ‫وضع يسوده السرقة والنصب "‪.‬‬ ‫فاطمة حممد صيدالنية‬ ‫الصيدلي���ة صغ�ي�رة وهل���ذا املرض���ى ال يأتون‬ ‫إلينا لعلمه���م بعدم وج���ود األدوية وال يوجد‬ ‫إمكاني���ات وكل ش���ئ ناق���ص ‪،‬حن���ن نعيش‬ ‫فى أقصى اجلن���وب اللييب حنتاج اىل التكيف‬ ‫األدوي���ة وحنت���اج اىل ه���واء نق���ى خال���ي من‬ ‫الغبار حلفظ األدوية " ‪.‬‬ ‫زينب حممد علي‬ ‫أنك عايش���ة‬ ‫املنطقة بصفة عامة توحي لكي ِ‬ ‫يف دول���ة أفريقية فقرية جدا ‪ ،‬وليس���ت ليبيا‬ ‫الدولة النفطية والنفط يتدفق من عندنا يف‬ ‫اجلن���وب ومل حنصل على أبس���ط اإلمكانيات‬ ‫من بينه���ا اخلدمي���ة والصحي���ة والتعليمية‬ ‫‪،‬القمام���ة عارم���ة يف كل م���كان تقتلن���ا من‬ ‫الرائح���ة الكريهة وكأنها كربي���ت املنبعثة‬ ‫منه���ا وأيض���ا املبي���دات احلش���رية ال�ت�ي يت���م‬ ‫رش���ها يف املنطقة الزراعي���ة أو أماكن حرق‬

‫‪11‬‬

‫ووضع القمامة قاتلة جدا والعقارب الس���امة‬ ‫والرباغيث واألفاعي اليت لسعت أعداد كبري‬ ‫م���ن الناس‪،‬واملستش���فى ال متل���ك األدوي���ة‬ ‫الالزم���ة مم���ا يضط���ر املواط���ن الس���فر اىل‬ ‫س���بها وطرابلس األلف كيلوم�ت�رات لعالج‬ ‫م���ن لدغ���ة األفاعي أو من أج���ل حالة الوالدة‬ ‫القيصري���ة ال يوج���د طاق���م ط�ب�ي لتوليد أو‬ ‫غرفة عمليات حنن نعاني كثريا جدا‪.‬‬

‫زمزم حممد أبوبكر‬

‫علي يونس‬

‫اجلمة‬


‫‪12‬‬

‫‪( - )( 112‬‬ ‫السنة الثالثة‬ ‫‪)2013)2013‬‬ ‫يوليو‪ 7‬يوليو‬ ‫‪- 2 7 (- - 2) 112‬‬ ‫العدد ‪ (-‬العدد‬ ‫السنة ‪-‬الثالثة‬

‫تصوير ( أمحد العرييب )‬

‫بداية رجل شجاع‬ ‫حكاييت مع مصطفى عبداجلليل‬ ‫كان امل���كان ليبيا ‪ ،‬أرض شاس���عة تلتهم جزءا كبريا من مشال إفريقي���ا‪ ،‬وتطل على حارة البحر‬ ‫املتوسط بساحل طوله ‪ 2000‬كم ‪ ،‬انبثقت فيها مع بداية الستينيات ثروة نفطية هائلة‪ ،‬جعلتها‬ ‫حم���ل صراع���ات داخلي���ة وخارجية‪ ،‬حت���ى اختطفه���ا بثروتها عس���كري جاء من هام���ش تارخيها‬ ‫وجغرافيتها‪ ،‬ثروة هائلة جعلت نظاما قمعيا وجمنونا يستمر ألكثر من أربعة عقود ‪.‬‬ ‫وكان الزم���ان نهاية التس���عينيات ‪ ،‬وليبيا تتقاذفها صراعات داخلي���ة وخارجية‪ ،‬عالقة الناس بها‬ ‫كونهم ضحايا هادئني غري منظورين لعزلتهم وصمت العامل‪ ،‬وكانت أدبيات اإلصالح قد بدأت‬ ‫تتواتر يف أرض ماحلة وغري خصبة ألية بذور إصالحية ‪.‬‬

‫سامل العوكلي‬ ‫م���ع بداية األلفي���ة الثالثة ظهرت مش���اهد تلفزية‬ ‫مع�ب�رة ش���كلت خميل���ة جدي���دة للعامل وللش���رق‬ ‫األوس���ط خصوصاً؛ مش���هد احرتاق برجي التجارة‬ ‫وانهيارهم���ا‪ ،‬مش���هد س���قوط متثال صدام حس�ي�ن‬ ‫‪ ،‬ومش���هد القب���ض علي���ه يف حفرة وطبيب أس���نان‬ ‫أمريكي يكشف مبصباح يدوي عن أسنانه وكأن‬ ‫هذا املشهد يقول هل هلذا األسد اهلرم الذي طاملا زأر‬ ‫يف املنطقة أني���اب؟ أم أن الزئري وحده كان كافيا‬ ‫لنش���ر كل هذا اخلوف؟ ‪ .‬كانت هذه املشاهد جزءاً‬ ‫من فيلم ملحمي بدأ بانهيار سور برلني‪.‬‬ ‫خيال التاريخ جت���اوز خيال الطغ���اة‪ ،‬وكان العامل‬ ‫بعد هذه املشاهد قد تغري فعال ‪ ،‬خصوصا مع مشهد‬ ‫إعدام أقوى وأش���رس طاغية يف املنطقة‪ ،‬ارتعش���ت‬ ‫كراسي الطغاة اآلخرين ودب الرعب يف حصونهم‬ ‫ال�ت�ي ش���يدوها على م���دى عق���ود‪ ،‬فظه���رت ألعاب‬ ‫جديدة حملاولة ترويض خميلة التاريخ اليت غدت‬ ‫مرعب���ة‪ ،‬والتقاء ش���ر الوح���ش األمريك���ي اهلائج‬ ‫الذي بدأ يتسكع يف املنطقة ‪.‬‬ ‫بدأت أدبيات اإلصالح السياسي واالقتصادي تظهر‬ ‫يف املنطق���ة برمته���ا‪ ،‬ويف ليبي���ا ال�ت�ي كان امسه���ا‬ ‫حمرم���ا حس���ب تعليم���ات مؤسس���ة الرقاب���ة على‬ ‫املطبوعات‪.‬‬ ‫وكان الس���يناريو اجلدي���د املعتم���د يف املنطقة هو‬ ‫التوريث ‪ ،‬وأبناء الطغاة متأهبون للعب دور البطولة‬ ‫يف هذا الس���يناريو ‪ ،‬ومازالت الشعوب املقهورة تلعب‬ ‫دور الكومب���ارس بامتياز‪ .‬أحت���اج التوريث إىل قوى‬

‫سياس���ية جديدة ومناضلة ومتس���ربة إىل وجدان‬ ‫الن���اس‪ ،‬فذه���ب اخلي���ال األمريك���ي إىل إمكاني���ة‬ ‫وص���ول اإلس�ل�ام املعت���دل إىل الس���لطة كملحق‬ ‫بسياس���ة التوري���ث‪ ،‬وكانت مجاعة اإلخ���وان اليت‬ ‫ناضل���ت لعق���ود ه���ي اخلي���ار األمريك���ي األمثل‪.‬‬ ‫ش���كل اإلخوان كتل���ة مهمة يف انتخاب���ات الربملان‬ ‫املصري عام ‪ ،2005‬يف الفرتة نفس���ها اليت بدأ جنم‬ ‫راش���د الغنوش���ي يف تونس يلمع من جديد‪ ،‬وطّبع‬ ‫اإلخ���وان يف ليبيا العالقات مع النظام الس���ابق عام‬ ‫‪ 2004‬ليدخلوا بقوة مشروع اإلصالح الذي يقوده‬ ‫اب���ن القذايف املفضل آنذاك ل���دى الليبيني‪ .‬باعتباره‬ ‫أفضل الشرور املتوقعة‪.‬‬ ‫كانت شعبية سيف اإلسالم ‪ ،‬الذي بدأ يتحدث عن‬ ‫الدميقراطي���ة واألحزاب واجملتمع املدني ‪ ،‬ويش���ن‬ ‫حربه على رموز اللجان الثورية والقطط السمان‪،‬‬ ‫تزداد باطراد ‪ ،‬خصوصا بني فئة الشباب الذي أعلن‬ ‫أنهم ذخرية مش���روعه‪ ،‬فش���كل منهم منظمات تعد‬ ‫مبئ���ات األلوف يف املدن املختلف���ة‪ .‬ومعلنا يف الوقت‬ ‫نفس���ه ثوابت املرحلة أو خطوطها احلمراء الثالث‪:‬‬ ‫والده‪ ،‬ووحدة ليبيا ‪ ،‬واإلسالم‪.‬‬ ‫اخ�ت�رع مش���روع ليبي���ا الغ���د‪ ،‬وليبي���ا اليت س�ي�رثها‬ ‫حتتاج إىل وجوه جديدة هل���ا مسعتها ومنبثقة من‬ ‫وج���دان الناس‪ ،‬حيث كان مش���روع تنظيف البالد‬ ‫م���ن امللفات العالقة قد بدأ على أش���ده‪ ،‬من أجل أن‬ ‫يستلم األبناء ليبيا جديدة مفروشة ومتناغمة مع‬ ‫ضغوط العامل اجلديد ‪.‬‬

‫بداية عام ‪ 2007‬كنت برفقة الصديق أمحد بللو‬ ‫يف مط���ار األب���رق‪ ،‬ح�ي�ن التقينا بالس���يد مصطفى‬ ‫عبداجللي���ل حامال حقيبة صغري‪ ،‬متنقال حبيويته‬ ‫املعتادة ومش���يته الرياضية‪ ،‬كن���ا مجيعا متجهني‬ ‫تس���م بع���د عاصمتنا األبدية‬ ‫إىل العاصمة اليت مل َ‬ ‫‪ ،‬وكان الس���ؤال التقلي���دي ال���ذي توجهن���ا ب���ه إىل‬ ‫الس���يد مصطفى ‪ :‬إن ش���اء اهلل خري ش���نو عندك يف‬ ‫طرابل���س؟ ‪ ،‬كن���ا نتوق���ع أن يك���ون الس���بب مباراة‬ ‫لالع�ب�ي ك���رة الق���دم القدام���ى‪ ،‬خصوص���ا وه���و‬ ‫حيمل حقيبة رياضية صغرية ‪ ،‬لكن اجلواب كان‬ ‫خمتلفا‪ ،‬وبه شحنة كبرية من االرتباك ‪.‬‬ ‫كانت معرفيت بالس���يد مصطفى عبداجلليل عرب‬ ‫ما مسعته عنه كقاض ش���جاع ونزيه ومشاكس‪،‬‬ ‫وكان لقائ���ي األول به حني نظم لنا نادي األخضر‬ ‫أمس���ية ش���عرية وقصصية ‪ :‬أمحد يوس���ف عقيلة‬ ‫وعبداهلل هارون وعبدالسالم العجيلي وأنا ‪ ،‬كانت‬ ‫األمس���ية مقامة يف صالة تش���به املربوعة بفرشات‬ ‫عل���ى األرض ‪ ،‬ووق���ف عبداجلليل ليعت���ذر لنا عن‬ ‫ع���دم جميء مجه���ور بس���بب أن األمس���ية تزامنت‬ ‫مع عودة احلج���اج‪ .‬فعال مل يكن هناك مجهور لكن‬ ‫نقلها املباشر يف راديو اجلبل واسانا ‪.‬‬ ‫بعد األمس���ية استضافنا الكاتب سعد احلمري على‬ ‫وجبة عش���اء يف بيته‪ ،‬وكان عش���اء عمل بالنس���بة‬ ‫للمستش���ار مصطفى‪ ،‬حي���ث حدثنا عن م���ا يعانيه‬ ‫القض���اء م���ن ضغ���وط‪ ،‬وأطلعنا على أح���كام مهمة‬ ‫حك���م فيه���ا‪ ،‬ووزع علين���ا نس���خا من ه���ذه األحكام‬

‫اجلريئة ‪ ،‬كان حيب ال ُك ّتاب‪ ،‬خصوصا املشاكسني‬ ‫منه���م‪ ،‬ويس���عى للتع���رف عليه���م ‪ ،‬وكان توزي���ع‬ ‫أوراقه على الكتاب يشكل حالة وعي بالتاريخ لدى‬ ‫هذا القاضي الذي يسبح ضد التيار ‪.‬‬ ‫سألناه يف املطار عن سبب سفره ‪ ،‬فقال دعوة ملحة‬ ‫من س���يف اإلس�ل�ام ويب���دو أن���ه يريدن���ي أن أتقلد‬ ‫منص���ب النائب الع���ام ‪ ،‬قلنا له وما رأي���ك ‪ ،‬رد بثقة‬ ‫ودون تردد‪ :‬ال ميكن أن أعمل مع هذا الوسخ‪.‬‬ ‫كانت فكرة الرفض ثابتة يف داخله وأحسس���ت أن‬ ‫تل���ك احليوية اليت يتنقل بها نابعة من هذه الفكرة‬ ‫نفسها ‪ ،‬رفض منصب كبري يتمناه أي أحد يشكل‬ ‫بداية نش���وة حقيقية جتعل���ه متقد النظرة وهو يف‬ ‫ذروة الوعي أن كل ذلك سيكون جزءا من التاريخ‬ ‫كان التوج���ه يف تلك الفرتة إلقح���ام كفاءات ليبية‬ ‫ووطنية هل���ا صداها يف الش���ارع يف مناصب الدولة‬ ‫جزء من إس�ت�راتيجية نظام حي���اول أن يكون جزءا‬ ‫م���ن امل���زاج العامل���ي اجلديد‪ .‬وكان���ت ني���ة القيادة‬ ‫السياس���ية هي تصفي���ة امللفات العالق���ة وختفيف‬ ‫االحتق���ان‪ ،‬وإنق���اذ بع���ض املؤسس���ات املتهالك���ة‪،‬‬ ‫والتجاوب م���ع تقارير املنظمات العاملية خبصوص‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬من أجل خلق بيئ���ة خمتلفة لتوريث اجليل‬ ‫الثاني من العائلة القذافية ‪.‬‬ ‫الكث�ي�ر م���ن الليبيني م�ت�رددون رغ���م التصرحيات‬ ‫املعسولة‪ ،‬وغري واثقني أصال يف هذه الساللة ‪ ،‬لكن‬ ‫األفق ألي تغيري كان مس���دودا أمامهم‪ ،‬ما جعلهم‬ ‫يف النهاية راضني ب���أي تغيري خصوصا مع يقينهم‬


‫‪)2013‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪)112‬‬ ‫الثانية‪112‬‬ ‫العدد‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪-- 2(259‬‬‫العدد)‪((--‬‬ ‫العدد((‬ ‫الثالثة‪--‬‬ ‫يوليو ‪)2012‬‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪726‬ـ‪-2 7‬‬ ‫السنة‬

‫بأن ال مثة ما هو أسوأ مما عاشوه خالل هذه العقود‬ ‫ع��ام ‪ 2008‬كن���ت برفق���ة الصدي���ق جني���ب‬ ‫احلص���ادي‪ ،‬التقينا يف دبي باملع���ارض اللييب العنيد‬ ‫ن���وري الكيخيا‪ ،‬عندما اس���تضافنا يف أح���د املطاعم‬ ‫عل���ى وجبة مس���ك‪ ،‬حدثنا مب���رارة ع���ن ليبيا وعن‬ ‫عدم إميانه بكل اإلجراءات اإلصالحية اليت حتدث‪،‬‬ ‫وإن م���ا حي���دث جمرد لعب���ة أخرى م���ن ألعاب هذا‬ ‫النظ���ام الذي اختط���ف ليبيا‪ ،‬فس���ألناه‪ ،‬وما البديل‬ ‫ال���ذي ت���راه؟ ‪ ،‬فش���رد بعيني���ه وفك���ر وق���ال بهدوء‪:‬‬ ‫ممكن انقالب عس���كري‪ ،‬ضحكنا وقلنا له هذا خيار‬ ‫مستبعد بعد تصفية اجليش واملؤسسة العسكرية‪،‬‬ ‫وحت���ى لو حص���ل مثل هذا البديل ش���به املس���تحيل‬ ‫فم���اذا نك���ون اس���تفدنا؟ ‪ ،‬عس���كري آخر س���يخطف‬ ‫ليبي���ا‪ .‬فضحك وقال س���أحكي لكم���ا حكاية ‪ .‬كان‬ ‫أحد املوقوفني يف س���جن تركي شرس قد أجلسوه‬ ‫عل���ى خ���ازوق‪ ،‬وكان يص���رخ باس���تمرار‪ ،‬فج���اءه‬ ‫الس���جان ليعرف ماذا يري���د‪ ،‬فقال ل���ه انقلين على‬ ‫ذلك اخلازوق الشاغر‪ ،‬واستمر يف الصراخ‪ ،‬استغرب‬ ‫الس���جان ونقل���ه على اخل���ازوق اآلخر‪ ،‬ث���م قال له‪:‬‬ ‫وماذا اس���تفدت؟ فقال‪ :‬استفدت هذه اخلطوات بني‬ ‫اخلازوقني ‪.‬‬ ‫فه���ل كان���ت تل���ك اخلط���وات ب�ي�ن خازوق�ي�ن هي‬ ‫مرحل���ة التق���اط األنف���اس ال�ت�ي جعل���ت معظ���م‬ ‫الليبيني يتحمسون ملشروع سيف ؟؟!‬ ‫قلن��ا للمستش���ار مصطفى ‪ :‬إذا رف���ض كل وطين‬ ‫منصب���ا يف ه���ذه الب�ل�اد فم���ن س���يملؤه‪ ،‬والناس يف‬ ‫النهاي���ة هم من س���يدفعون الثمن‪ .‬مث���ة الكثري من‬ ‫املظ���امل والكث�ي�ر م���ن األبري���اء يف الس���جون الذين‬ ‫ينتظ���رون من ينقذه���م وهذا املنص���ب إذا مل تقبله‬ ‫ُ‬ ‫وأردف���ت مبزاح‪ :‬يف‬ ‫فكم من س���فاح متعطش ل���ه ‪...‬‬ ‫مجيع األحوال حنن كتاب وعادة ما نش���طح ورمبا‬ ‫س���نجدك مالذاً يوم���ا ما‪ .‬كان مص���را على رفضه‬ ‫وواثقا بأن ه���ذه املنظومة الفاس���دة غري قابلة ألي‬ ‫إص�ل�اح وكما ق���ال بالضب���ط‪" :‬ما ينف���ع يف البايد‬ ‫ترقي���ع" ‪ ،‬وكان آخر ما قلته له قبل إقالع الطائرة‪،‬‬ ‫يا أستاذ مصطفى أفضل من يتقلد منصبا هو الذي‬ ‫ال يرغب���ه‪ ،‬ألنه س���يفعل ما يف رأس���ه وم���ا يؤمن به‪،‬‬ ‫وإذا أقال���وه فهذا ما يريده يف النهاية‪ ،‬ألن التمس���ك‬ ‫باملنص���ب هو الذي يؤدي إىل التنازالت والتناغم مع‬ ‫املنظومة ‪.‬‬ ‫قب���ل أن نف�ت�رق يف صال���ة االنتظ���ار ق���ال ‪ :‬أي���ن‬ ‫س���تقيمون ‪ .‬فن���دق الواح���ات ‪ .‬حس���نا س���آتيكم بعد‬ ‫نهاية املقابلة اليت س���تبدأ الساعة الواحدة والنصف‬ ‫ظهراً‬ ‫يف الطائ���رة كان احل���وار بيين وبللو ع���ن ما حدث‬ ‫وحي���دث‪ ،‬كن���ا نتح���دث ع���ن اإلصالح م���ن جانب‬ ‫آخر‪ ،‬ليس اإلصالح مش���روعا يف حد ذاته لكن فكرة‬ ‫تقرتحها األنظمة االس���تبدادية ديك���ورا ثم تتورط‬ ‫فيه���ا‪ ،‬مبعن���ى إن أي نظ���ام مشول���ي مغل���ق عندما‬ ‫ال أم آج ً‬ ‫يفتح هوا ًء لإلصالح سينهار عاج ً‬ ‫ال ‪ .‬النظام‬ ‫الشمولي مثل الصخرة الصلبة ال ميكن تفتيتها إال‬ ‫بعد أن حيدث فيها صدع ‪ ،‬والصدع هو هذا اإلصالح‬ ‫حتى وإن كان مزيفاً‪ ،‬ألن اهلواء الذي يدخل عربه‬ ‫ليس مزيفاً‪ ،‬واخلطأ اجلس���يم الذي ترتكبه النظم‬ ‫الش���مولية هو فتح هامش لإلص�ل�اح‪ ،‬هذا ما حدث‬ ‫لإلحتاد الس���وفياتي م���ع الربيس�ت�رويكا‪ ،‬وما حدث‬ ‫يف روماني���ا وغريها من التج���ارب التارخيية ‪ .‬فكل‬

‫وط�ن�ي يُدخل إىل هذه املنظومة يصبح مثل حصان‬ ‫ط���روادة‪ .‬كما أن اإلصالح ه���و الذي مسح بدخول‬ ‫تقني���ات الثورة املعلوماتية اليت ال ميكن أن يس���مح‬ ‫به���ا نظ���ام مشولي مغل���ق حيتكر املعلوم���ة واخلرب‬ ‫ووسائل النشر واإلعالم ‪.‬‬ ‫حتدثن���ا عن كل ه���ذا يف فرتة صفى فيه���ا النظام‬ ‫جل ملفاته العالقة م���ع الغرب‪ ،‬وأصبح قادة أكرب‬ ‫الدول يتسابقون على زيارة خيمته يف باب العزيزية‬ ‫‪ ،‬املعارض���ة يف اخل���ارج ه���دأ هديره���ا‪ ،‬والن���اس يف‬ ‫الداخ���ل بدؤوا يتس���اءلون برعب ع���ن مصري البالد‬ ‫ل���و مات القذايف‪ ،‬ألن الدكتات���ور يصل إىل مرحلة‬ ‫جيعل فيها فكرة موته كابوس���ا ملن كانوا يتمنون‬ ‫موته‪ ،‬النفط أس���عاره ترتفع وامللي���ارات تتكدس يف‬ ‫خزائنه لش���راء ذمم الناس والدول الكربى‪ ،‬اجليش‬ ‫انته���ى وحتول إىل كتائب يقودها أبناؤه ‪ .‬هذه هي‬ ‫املعطي���ات فه���ل كان حديث���ي وبللو جم���رد خيال‬ ‫شاعرين يتحدثان فوق السحاب ؟ ‪.‬‬ ‫بعد نهاية احلديث وبعد أن نام بللو سألين الراكب‬ ‫جبانيب ‪ :‬ما عليش يا أس���تاذ أنت بدري قلت حصان‬ ‫ط���روادة دائم���ا امس���ع ه���ذه العب���ارة فم���ا املقصود‬ ‫حبص���ان طروادة ‪ ،‬ش���رحت ل���ه ما أع���رف‪ ،‬وعندما‬ ‫عرف أني شاعر أخرج من حقيبته بعض حماولته‬ ‫الش���عرية ليقرأه���ا بصوت هام���س ‪ ،‬كانت قصائد‬ ‫بس���يطة تتغنى بالوطن وباحلرية‪ ،‬وال أعرف س���ر‬ ‫الثق���ة ال���ذي تول���د بينن���ا يف وط���ن ص���ار فيه كل‬ ‫شخص خياف من الذي جبانبه ‪.‬‬ ‫أراج���ع اآلن حديثن���ا يف تلك الرحل���ة إىل طرابلس‬ ‫وأتساءل هل كانت أحالم شاعرين فقط؟‬ ‫وأدرك اآلن أنه���ا كان���ت ح���دوس ش���خصني هلما‬ ‫معرف���ة بالتاري���خ ومبصائر نظم مشولية س���ابقة‬ ‫مسحت بدخول بعض الضوء إىل أنفاقها ‪.‬‬ ‫كان��ت برام���ج اإلص�ل�اح حم���اور ج���ل احل���وارات‬ ‫السياس���ية‪ ،‬فرض���ت عل���ى املنطق���ة بع���د أح���داث‬ ‫احل���ادي عش���ر من س���بتمرب‪ ،‬والنهاي���ة الرتاجيدية‬ ‫ألش���رس دكتات���ور يف املنطق���ة س���قط حببل���ه يف‬ ‫حف���رة ليبتلع���ه عامل النس���يان‪ ،‬فكانت ه���ذه الكوى‬ ‫ال�ت�ي فتحت وراء خ���روج مظاه���رات يف تونس أدت‬ ‫يف النهاية إىل هرب بن علي‪ ،‬ووراء س���قوط مبارك‬ ‫ال���ذي فت���ح هوامش للتعب�ي�ر وللتظاهر ولتش���كيل‬ ‫منظمات مدنية كان أهمها بروز حركة كفاية‬ ‫وم���ن ثم حركة الس���ادس من أبري���ل‪ ،‬وكان أهم‬ ‫م���ا متخض عن اإلصالح دخول الث���ورة املعلوماتية‬ ‫بقوة لتفت���ح هوامش للتعبري وخترج عن س���يطرة‬ ‫النظ���م االس���تبدادية ال�ت�ي تصدع���ت قداس���اتها‬ ‫السياس���ية بفعل ه���ذه الثورة ‪ ،‬لتفض���ي يف النهاية‬ ‫إىل ث���ورة الفيس ب���وك اليت هي م���ن أطاحت بهذه‬ ‫األنظمة‪ ،‬ومل يكن غريبا مش���هد علم مصر جبواره‬ ‫علم الفيس بوك يرفرفان يف أعلى سارية يف ميدان‬ ‫التحرير‪.‬‬ ‫تقوض���ت ه���ذه األنظم���ة بع���د أن أدخل���ت بع���ض‬ ‫األكسجني لكهفها املعتم‪ ،‬ومن يهامجون اإلصالح‬ ‫اآلن ه���م من ينظرون إليه جمرد تكتيك سياس���ي‪،‬‬ ‫وال ينظرون إليه بعني التاريخ اليت تقول أن اخلطأ‬ ‫اجلس���يم ال���ذي ترتكبه النظ���م الش���مولية هو فتح‬ ‫هامش لإلصالح حتى وإن كان ديكوراً‪.‬‬ ‫لق���د أُس���قط النظ���ام اللي�ب�ي وه���و يف ذروة قوت���ه‪،‬‬ ‫واملفصل األساس���ي يف هذا ظه���ور بطل من اهلامش‬

‫مل حيس���ب حس���ابه الس���يناريو الذي رمسته القوى‬ ‫الك�ب�رى للمنطق���ة ‪ ،‬س���يناريو ال���زواج املرتقب بني‬ ‫التوري���ث ومجاع���ة اإلخ���وان‪ ،‬كانوا أبط���ال الفلم‬ ‫املنتق�ي�ن‪ ،‬لك���ن ظه���ور بطل آخ���ر خارج الس���يناريو‬ ‫وه���و حمم���د بوعزي���زي قل���ب الفلم وس���ط ذهول‬ ‫املنتج واملخرج ‪ .‬ماذا فع���ل بوعزيزي بالضبط؟ هذا‬ ‫الش���اب الذي ال حيل���م يف وطنه س���وى بنصف مرت‬ ‫مربع لعربة خض���اره اليت يعيش منه���ا؟‪ .‬إنه أحال‬ ‫مفه���وم االنتح���ار إىل منطقة أخرى لي���س انتحارا‬ ‫م���ن أجل برنامج سياس���ي أو من أج���ل جنة اخللد‪،‬‬ ‫لكنه من أجل الكرامة‪ .‬هذه املفردة اليت اس���تيقظت‬ ‫يف خي���ال الش���باب عل���ى الفيس بوك لتنق���ل الثورة‬ ‫إىل كل امل���دن‪ ،‬ولتنتج هتافا جديدا على الش���وارع‬ ‫العربي���ة ‪ :‬الش���عب يريد إس���قاط النظ���ام ‪ ،‬لينتقل‬ ‫إىل مصر ث���م إىل ليبيا‪ .‬الكرامة اإلنس���انية كانت‬ ‫حمرك هذا الربيع وجيب أن تبقى هدفه الرئيسي‬ ‫‪ ،‬وذل���ك الدخان الذي تصاعد من جس���د بوعزيزي‬ ‫جتاوز الدخ���ان الذي تصاعد من أعلى برجني فوق‬ ‫األرض ‪.‬‬ ‫وص��ل املستش���ار عبداجللي���ل إىل فن���دق الواح���ات‬ ‫الس���اعة الرابع���ة والنص���ف مس���اء ليحدثن���ا ع���ن‬ ‫م���ا حص���ل‪ ،‬حبض���ور أمحد بلل���و‪ ،‬رضا بن موس���ى‪،‬‬ ‫السنوس���ي حبيب ومنصور بوش���ناف ‪ ،‬ق���ال‪ ،‬عندما‬ ‫دخل���ت علي���ه وقف مرحب���ا‪ :‬أهال خالي ‪ ،‬وأنا لس���ت‬ ‫خال���ه وال يش���رفين ذل���ك‪ ،‬س���ألين م���ا رأي���ك يف ما‬ ‫دعوناك م���ن أجله‪ ،‬فقلت أنا لدي مش���اغل كثرية‬ ‫وأعي���ل عائالت وال أس���تطيع تقلد منص���ب النائب‬ ‫العام‪ ،‬فقال‪ ،‬ومن قال لك أننا نريدك ملنصب النائب‬ ‫الع���ام ‪ ،‬دعون���اك م���ن أج���ل أن تك���ون أمين���ا للجنة‬ ‫الش���عبية العامة للع���دل‪ ،‬فقلت‪ ،‬وهو نفس الش���يء‬ ‫ال أستطيع لظرويف الصعبة أن انتقل إىل طرابلس‬ ‫وأيض���ا ال أس���تطيع أن أعم���ل يف منص���ب حس���اس‬ ‫مثل ه���ذا دون ضمانات‪ ،‬فحدثه س���يف عن التوجه‬ ‫اجلديد وعن الرغبة يف إص�ل�اح القضاء وغري ذلك‬ ‫مما كان يطلقه يف خطاباته‪.‬‬ ‫خ���رج عبداجللي���ل دون أن حيس���م األم���ر ‪ ،‬وحثن���ا‬ ‫وه���و م���ازال مص���را عل���ى رفض���ه ‪ ،‬ه���ذا الرف���ض‬ ‫ال���ذي م���ازال ميده حبيوية ال تغي���ب ‪ .‬بعدها حضر‬ ‫الدكت���ور مجعة عتيقة وانفرد ب���ه يف حوار ثنائي‬ ‫مش���جعا إي���اه عل���ى قب���ول املنص���ب ‪ ،‬كان عتيق���ة‬ ‫ق���د خرج م���ن الس���جن‪ ،‬ورأى هناك م���ا رأى وترك‬ ‫أصدقا ًء يف جحيمه‪ ،‬حريصا على أن يبذل أي جهد‬ ‫إلخراجه���م من هذا الس���جن ‪ ،‬من أج���ل ذلك عمل‬ ‫يف مجعية حقوق اإلنس���ان‪ ،‬وم���ن أجل ذلك رأى يف‬ ‫جميء ش���خص مثل مصطف���ى عبداجلليل فرصة‬ ‫لتخفي���ف األمل عن من تركهم خلفه يف س���جن ال‬ ‫يرحم ‪.‬‬ ‫عندم���ا أجرين���ا م���ع عبداجللي���ل ح���واراً جلري���دة‬ ‫ميادي���ن يف بداية انتفاضة فرباير‪ ،‬باعتباره رئيس���ا‬ ‫للمجلس االنتقالي‪ ،‬حدثنا عن أش���خاص عديدين‬ ‫وأصدقاء س���اهموا بإص���رار يف قبوله هل���ذا املنصب‪،‬‬ ‫اس���تلم املنصب وبعد شهر اتصل بي وقال‪ :‬كلمتك‬ ‫مازال���ت ب�ي�ن عيون���ي ‪ ،‬عندم���ا قلت ل���ي أفضل من‬ ‫يتقل���د منصب���ا ه���و ال���ذي ال يرغبه‪ ،‬أن���ا اآلن أعمل‬ ‫ب���كل م���ا ميليه علي ضم�ي�ري ولن أخ���ذل بإذن اهلل‬ ‫أصدقائ���ي الذي���ن راهن���وا علي‪ ،‬وس���تكون إقاليت أو‬ ‫استقاليت هي رغبيت ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫دخل الس���يد عبداجلليل يف معارك إدارية وقانونية‬ ‫شرس���ة‪ ،‬حرك عجلة القضاء‪ ،‬وفتح ملفات ملغمة‪،‬‬ ‫وسعى إلخراج األبرياء من السجن‪ ،‬شارك يف ندوة‬ ‫ع���ن قان���ون العقوبات اجلدي���د الذي أقامت���ه نقابة‬ ‫احملام�ي�ن بطرابلس وقال ‪ :‬قانون العقوبات فيه ‪21‬‬ ‫عقوبة إعدام مبا فيه ش���غب املالع���ب‪ ،‬وأنا ال أوافق‬ ‫عل���ى اإلع���دام إال يف حال���ة القتل املتعم���د ‪ .‬كانت‬ ‫آراؤه صرحية وش���جاعة ‪ ،‬إىل أن وصل إىل كلمته‬ ‫الشهرية يف جلس���ة مؤمتر الشعب العام اليت استفز‬ ‫به���ا الطاغية ليأت���ي معرتفا بأنه هو م���ن أفرج عن‬ ‫القتلة احملكومني باإلعدام‪ ،‬وعطل مس���ألة اإلفراج‬ ‫عن األبرياء‪ ،‬هاذيا بأسبابه اجملنونة ‪.‬‬ ‫عربت كلمات السيد مصطفى اليت بدأها بالصالة‬ ‫عل���ى س���يدنا حممد (قائدن���ا األوحد) ع���ن رجل ال‬ ‫عالق���ة ل���ه بالنظام ‪ ،‬رج���ل ينتم���ي إىل احلق ‪ ،‬إىل‬ ‫الليبيني‪ ،‬إىل مبادئه اخلاصة ‪ .‬وقدم اس���تقالته اليت‬ ‫مل تقبل ألن الطاغي���ة ال حيب ألعدائه أن خيرجوا‬ ‫مرتفع���ي ال���رأس‪ ،‬كان جيهز ألمر إقالته بش���كل‬ ‫مهني يف جلس���ة املؤمتر القادم���ة يف مارس ‪،2011‬‬ ‫لكن انتفاضة فرباير س���بقت ذلك ليكون مصطفى‬ ‫عبداجللي���ل يف م���ارس نفس���ه رئيس���ا للمجل���س‬ ‫الوطين االنتقالي بإمجاع لييب ‪.‬‬ ‫كس���ب ع�ب�ر عمله يف ه���ذا املنص���ب ح���ب الليبيني‬ ‫الذين أمجعوا عليه يف فرتة حرجة ‪.‬‬ ‫بع���د أن ج���اء املقرتح م���ن مجاعة الدعم واملش���ورة ‪،‬‬ ‫اتصل ب���ي الش���اعر ربيع ش���رير م���ن الزاوية وهي‬ ‫حت���ت القص���ف‪ ،‬ليق���ول لق���د خرجن���ا اآلن م���ن‬ ‫اجتم���اع ويطلب م�ن�ي إخبار مصطف���ى عبداجلليل‬ ‫أن ث���وار الزاوية يريدونه رئيس���ا للمجلس الوطين‬ ‫وعبدالرمح���ن ش���لقم عض���وا في���ه ‪ .‬مل أس���تطع‬ ‫االتصال بالسيد مصطفى فاتصلت بالشاعر مفتاح‬ ‫ميلود إليصال الرسالة ‪.‬‬ ‫أن يعمل ش���خص يف منصب يف دولة حيكمها نظام‬ ‫مس���تبد بهذه الروح املقاومة ومببادئه وحبه لوطنه‬ ‫هلو أصع���ب من أن تكون خارج هذه الدولة أو خارج‬ ‫الب�ل�اد أو متفرجاً ‪ .‬من هن���ا كانت دعوتي لتحديد‬ ‫مفهوم النظام يف مقاليت عن قانون العزل السياسي‬ ‫‪ ،‬حت���ى ال يُظل���م أناس عمل���وا إبان النظام الس���ابق‬ ‫بقل���ب ينب���ض بليبيا وبي���د نظيفة وتعرض���وا لكل‬ ‫املضايق���ات وحاولوا إنق���اذ ما ميكن إنق���اذه ‪ .‬رجال‬ ‫ونساء ال تغريهم املناصب وال صخب املرحلة ألنهم‬ ‫من معدن أصيل ‪ ،‬ينتمون إىل ضمائرهم وما متليه‬ ‫عليهم أخالق النزاه���ة أو أخالق املعرفة‪ ،‬واملفارقة‬ ‫أن م���ن كيفوا قانونا إلقص���اء عبداجلليل وآخرين‬ ‫ه���م يف الواق���ع الوجه اآلخ���ر لثقافة النظ���ام عزلوا‬ ‫رج�ل�ا كان طيلة حياته املهني���ة يعمل ضد ثقافة‬ ‫النظ���ام ‪ .‬من هذا املنطلق س���تكون مقال�ت�ي القادمة‬ ‫عن حكاييت القصرية والعميقة مع الس���يد حممود‬ ‫جربيل مدير أول مش���روع علمي إلس���قاط النظام‬ ‫بأدوات املعرفة ‪.‬‬ ‫* حتدث املستش���ار مصطفى عبداجلليل عن لقائنا‬ ‫يف املط���ار يف أكثر من لقاء تلفزيون���ي‪ ،‬حاولت أن‬ ‫أكتب حوله ما أسعفتين به الذاكرة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* ص���ور لتقط���ت يف م���ارس ‪ 2011‬يف بنغ���اي مبق���ر‬ ‫اجمللس الوطين االنتقالي جبليانة تنشر الول مرة‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫قصة قصرية مرتمجة‬

‫سيكون العامل بني يديها‬ ‫ترمجة‪ :‬ساسي محام‬

‫‹‹ أضواء ›› صاح املخرج ‪...‬‬ ‫أشتعل أكثر من عشرين كاشفا ‪...‬‬ ‫‹‹ موسيقى ››‬ ‫رنت اإلشارة وبدأ مكرب الصوت يردد أغنية ‪...‬‬ ‫‹‹تصوير››‪...‬‬ ‫وفورا ش���رعت يف العمل ‪ ...‬حركت ش���فتيها‬ ‫متظاه���رة برتدي���د األغني���ة املس���جلة ‪ ...‬أط���رت‬ ‫عينيه���ا بأصابعه���ا املنفرج���ة ووقفت أم���ام مرآة‬ ‫كب�ي�رة تنقل نظراتها بطريقة مثرية ‪ ...‬وضعت‬ ‫يده���ا عل���ى خاصرته���ا ‪ ...‬ه���زت أردافه���ا مرتني‬ ‫ودارت ح���ول نفس���ها ‪ ...‬انتهى املقط���ع األول من‬ ‫األغني���ة فاندفع���ت بصدرها إىل األم���ام وكأنها‬ ‫تريد مالمس���ة املرآة على أنغام املوسيقى املنبعثة‬ ‫وبع���د ذل���ك دارت على أط���راف أصابعها مقرتبة‬ ‫شيئا فشيئا من اخلزانة اخلشبية ‪ ...‬فتحت الباب‬ ‫بغنج وأخرجت ‹‹س���اري››وضعته على كتفيها‬ ‫ونظرت إىل نفسها بإعجاب ‪...‬‬ ‫‹‹كفى ‪ ...‬أوقفوا املوسيقى ››‬ ‫صم���ت كل ش���يء متام���ا‪ .‬نظ���رت ش���زرا اىل‬ ‫املخرج الذي جيلس مغلق العينني على كرسي‬ ‫‪ ...‬ه���و نفس���ه املنت���ج للفيل���م لذل���ك كان كل‬ ‫فري���ق العمل يرتقب حركاته وإش���اراته الكبرية‬ ‫والصغرية ‪...‬قال حمركا‬ ‫رأسه ‪ ‹‹ :‬يعاد تصوير املشهد ‪ ››...‬ظهرت عالمات‬ ‫االرتي���اح على احلاضرين ورج���ع كل واحد مع‬ ‫آلته إىل مكانه األصلي ‪ ...‬تقدمت خطوة ووقفت‬ ‫أمام املرآة ‪ ...‬ش���عرت أنها ستنفجر غيضا ‪ ...‬وأنها‬ ‫س���تثور يف وج���ه كل م���ن خياطبه���ا ‪ ...‬ق���ال هلا‬ ‫املخ���رج ‪‹‹...‬أنت أيته���ا الفتاة ‪ ,..‬جي���ب أن تكوني‬ ‫أكثر حيوية ‪ ...‬يظهر أنك ش���ربت شيئا ‪ ...‬جيب‬ ‫أن تكون���ي أكثر حيوي���ة ‪ ››...‬مل تثر ومل تنفجر‬ ‫بل حاولت أن تكون أكثر حيوية ‪...‬‬ ‫تس���اءل املخ���رج ع���ن مدى اس���تعداد الفريق‬ ‫‪ ...‬قال املش���رف على الكالكي���ت ‪ ‹‹ :‬مهال ‪ ...‬من‬ ‫فضل���ك س���يدي ›› كتب بس���رعة رقم���ا جديدا‬ ‫على الكالكيت ‪ ...‬استغل املساعد الفرصة وغري‬ ‫كلم���ة وقال ‪‹‹:‬آنس�ت�ي مجايال جي���ب عليك أن‬ ‫تكون���ي أكث���ر حيوي���ة ‪ ...‬س���تتزوجني األس���بوع‬ ‫القادم ‪...‬إذن من املفروض أن تكوني س���عيدة وأن‬ ‫تغين بغبطة ‪ ...‬قلي�ل�ا من احليوية من فضلك ‪...‬‬ ‫هي التريد أن تسمع هذه املالحظات وخاصة من‬ ‫ط���رف هذا املس���اعد الذي يفقد احليوية بس���بب‬ ‫زواجه على األرجح ‪....‬‬ ‫اس���تعد املش���رف على الكالكيت مثل بقية‬ ‫الفريق وأعيد كل ش���يء ‪ ...‬أنهت مشهد العينني‬ ‫وعندما وصلت اىل مش���هد األرداف صاح املخرج‬ ‫دون تري���ث ‪‹‹:‬يكف���ي ‪ ...‬يكف���ي ‪ ...‬وزجمر غاضبا‬ ‫تبا لك ‪ ...‬من أم���رك بوضع يدك على خصرك ؟‬

‫مل تتذكر من أمرها بذلك ولكنها وضعت يدها‬ ‫على خصرها يف املش���اهد الس���بع السابقة وقامت‬ ‫بنفس احلركة يف املش���هد الثام���ن ‪ ...‬رجع كل‬ ‫الفريق بآالت���ه اىل نقطة البداية ‪ ...‬وضع املخرج‬ ‫يديه على خاصرتيه وأغمض عينيه ‪...‬‬ ‫فج���أة تدحرج���ت نقط���ة ع���رق م���ن جبينها‬ ‫ووقف���ت عل���ى أنفه���ا تنه���دت فانتف���خ صدره���ا‬ ‫فضغط���ت عليه���ا س�ت�رتها الضيق���ة ‪ .‬يوج���د‬ ‫مروحت���ان عل���ى ‹‹البالتو››ولكنهم���ا مل يوجه���ا‬ ‫حنوه���ا أو حنو أبيه���ا الواقف يف رك���ن قصي أو‬ ‫حنوأمه���ا اجلالس���ة يف رك���ن آخ���ر‪ ،‬لق���د قدموا‬ ‫كرس���يا ألبيها ث���م أخ���ذوه منه عندم���ا جاءهم‬ ‫زائرمه���م ‪ ،‬حاولت إبعاد جمموعة من املتطفلني‬ ‫مينعون عنها الرؤية بصوت منخفض ولكن دون‬ ‫جدوى ‪.‬‬ ‫بقي���ت واقفة أمام املرآة حائرة متس���ائلة عما‬ ‫س���تفعله ثم خاطب���ت املخرج خبجل ‹‹س���يدي‪..‬‬ ‫أين أضع يدي هذه املرة ؟ ››‪...‬‬ ‫فاج���أ س���ؤاهلا املخ���رج فقال هلا ‪‹‹:‬م���اذا قلت ؟‬ ‫ماه���ي احلرك���ة ؟ ›› بقي���ت وامج���ة فمس���اعد‬ ‫املخرج يعرف ومس���اعد املشرف على الكالكيت‬ ‫يع���رف ‪ ...‬كل الفريق يعرف أنه���ا أمرت بوضع‬ ‫يدها على خصرها وبهز أردافها ‪ ...‬قالت للمخرج‬ ‫‪ ‹‹:‬أغين‪ (....‬أنظر إليك ش���زرا وأغين) ‪ ...‬أغين ‪(...‬‬ ‫ه���ل تظن أن���ي أصدق كالمك املعس���ول ؟) أقوم‬ ‫بهذا العمل اآلن ؟‪››...‬حاولت أن تقوم باحلركة‬ ‫دون أض���واء أوموس���يقى أو تكتك���ة الكام�ي�را‬

‫فتفاج���أت بأنه���ا مل تس���تطع غريتقلي���د ركيك‬ ‫للحركة‪ ..‬س���أهلا املخرج قلق���ا ‪‹‹ :‬ماذا فعلت يف‬ ‫املرات السابقة ؟ ››‬ ‫‹‹ نف���س الش���يء س���يدي ››‪ ‹‹...‬حق���ا ؟ ››‪‹‹ ...‬‬ ‫نعم س���يدي ›› هذه املرة أكد املس���اعد قائال ‪‹‹ :‬‬ ‫نعم س���يدي ‪ ...‬ولكن أعتقد أنك���م تريدون تغيري‬ ‫احلركة ؟ ››‪...‬‬ ‫ـ طيب ‪ ...‬طيب ابدأوا بسرعة ‪...‬‬ ‫اش���تعلت األضواء ‪ ،‬ارتفعت املوسيقى ‪ ،‬ارمتت‬ ‫يف ف���رح الزواج املزعوم ‪ ...‬ش���عرت فجأة أن ش���يئا‬ ‫وقع ‪ ...‬رأت وهي تدفع صدرها حنو املرآة اخلامت‬ ‫الكبريال���ذي كان���ت تضعه يف اصبعه���ا معلقا يف‬ ‫طرف الس���اري ‪ ...‬هي تقوم بدور قروية بسيطة‬ ‫تلفظ أنفاس���ها يف املقط���ع الثالث م���ن الفيلم ‪...‬‬ ‫وعليه���ا أن تلبس هذه اخل���وامت واحللي ‪ ...‬هي ال‬ ‫تتجرأ على الوقوف من تلقاء نفسها فحاولت ان‬ ‫تواص���ل بقدر اس���تطاعتها ‪ ...‬لن تس���تطيع البقاء‬ ‫طوي�ل�ا ‪ ....‬فلم���ا فتح���ت اخلزانة تعلق الس���اري‬ ‫بيدها وكش���ف كل عنقه���ا ــ هذا لي���س مهما ــ‬ ‫وانكس���ر اخل���امت الرخيص الثم���ن وكاد يقطع‬ ‫اصبعها نصفني ‪...‬‬ ‫كان���ت تق���ف أم���ام امل���رآة ‪ ...‬تش���عر بأمل حاد‬ ‫يف اصبعها ويف بعض األحيان تس���ري يف جسدها‬ ‫قش���عريرة وال تستطيع أن تش���كو لغري امها اليت‬ ‫جتل���س بعيدة عنها ‪ ...‬حاول���ت أن تلتحق بابنتها‬ ‫ولك���ن أحده���م نهربص���وت مرتف���ع املتفرج�ي�ن‬ ‫الذين حتلق���وا على البالتو فرجع���ت إىل مكانها‬

‫‪.‬وبق���ي األب واقف���ا ذليال صامت���ا يف ركنه ‪ ...‬أما‬ ‫الزائر املهم فله غاية أخرى غري مشاهدة تصوير‬ ‫الفيلم ‪...‬‬ ‫ق���ال املخرج بلهجة حازمة ‪ ‹‹:‬اليعاد تصوير‬ ‫هذا املشهد إال مرة واحدة فقط وبعد ذلك الأريد‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ُ‬ ‫مدينتنا‬ ‫*أشوخاميرتان ‪ -‬اهلند‬

‫عمر عبدالدائم‬ ‫أن أمس���ع به���ذا املش���هد ‪››...‬اس���تعد اجلمي���ع‬ ‫للتصوي���ر ‪ ...‬مس���حوا ال���دم الذي يس���يل من‬ ‫اصبعها ووضعوا عليه مرهما سبب هلا حرقانا‬ ‫يف العظم ‪ ...‬أصلح امللبس فس���تانها رغم عدم‬ ‫احلاج���ة لذل���ك النه���ا ال تس���تطيع الرف���ض‬ ‫او االحتجاج‪...‬ه���ذا الرج���ل اليضي���ع فرص���ة‬ ‫إصالح ثوبها ‪ ...‬تغمرها رائحته الكريهة جدا‬ ‫وميرر يدها على صدرها مرات عديدة ويضع‬ ‫أصابعه حتت نطاقها ويقرصها ‪...‬‬ ‫انته���ى امللب���س من عمل���ه فأخذ مكان���ه املزين‬ ‫فوض���ع عل���ى وجهه���ا طبق���ة مسيك���ة م���ن‬ ‫املساحيق بسبب‬ ‫الع���رق الغزي���ر ‪ ...‬انتش���رت رائح���ة العط���ر‬ ‫الرخي���ص الثم���ن ‪ ...‬وض���ع على وجهه���ا ماء‬ ‫ال���ورد فتصل���ب املس���حوق (م���واد التجمي���ل‬ ‫اهلندي���ة الرخيص���ة الثمن هل���ا وملثيالتها أما‬ ‫املواد املهربةمن هوليود للنجمات )‬ ‫هي مازالت ش���ابة مل تبدا العمل االمنذ ثالث‬ ‫س���نوات فقط فنال���ت التقدي���ر وعاملها كل‬ ‫أعض���اء الفري���ق باح�ت�رام هل���ذه االس���باب ال‬ ‫تس���تطيع أن تس���تمتع حبري���ة ممثل���ة أدوار‬ ‫ثانوية ‪ ...‬عليه���ا ان ترتدي خارج البالتو ثيابا‬ ‫أنيق���ة وأن تتجم���ل وأن متلك س���يارة تش���به‬ ‫س���فينة حربي���ة قدمي���ة وأن تك���ون مرفق���ة‬ ‫بأبيها وأمها عندما تأتي اىل االس���توديو حتى‬ ‫جتلب التقدير واالح�ت�رام ‪ ...‬لون املزين حول‬ ‫عينيه���ا ‪ ...‬ش���عرت ب���أمل ولكنه���ا مل تس���تطع‬ ‫إغم���اض عينيها ‪ ...‬نظرت أمامه���ا فرأت أمها‬ ‫يف ركنها بعيدة عنها ‪...‬‬ ‫بع���د ذل���ك ج���اء دور الش���فتني فغلفهم���ا‬ ‫بطبقة مسيكة من األمح���ر القاني ‪ ...‬حاولت‬ ‫أن تركز حتى تتذكر الكلمات واحلركات‬ ‫ال�ت�ي س���تقوم به���ا ‪ ...‬قدم هل���ا املزي���ن مناديل‬ ‫ورقية ملس���ح بعض األمحر من على ش���فتيها‬ ‫‪ ...‬انته���ى املزين من عمل���ه فحاولت الرتكيز‬ ‫ثاني���ة لبعض الدقائق ولكن أش���عل الكاش���ف‬

‫الرئيسي فحاولت أن تنغمس يف دورها ولكن‬ ‫شيئا آخر كان يقلقها ‪ ...‬لقد رأت الزائر املهم‬ ‫ال���ذي جيلس عل���ى كرس���ي أبيه���ا يلتهمها‬ ‫بنظراته ‪ ...‬حاول���ت أن تتجاهله ‪ ...‬طلب منها‬ ‫املص���ورأن متي���ل اىل اليس���ار قليال‪...‬فعلت ما‬ ‫طلب���ه منه���ا ‪...‬طلب منها من جدي���د أن متيل‬ ‫أكثر‪ ...‬انصاعت المره‪...‬حاولت‬ ‫من جديد ‪ ...‬أغلق املساعد باب اخلزانة بعنف‬ ‫‪ ...‬خاف���ت أن تعج���ز ع���ن فتح���ه ‪...‬وقفت أمام‬ ‫اخلزان���ة دون تركي���ز أو دع���اء ‪...‬كل ش���يء‬ ‫جاهز األضواء‪...‬املوسيقى ‪ ...‬دارت حول نفسها‬ ‫م���رات عدي���دة‪ ...‬رأت أمه���ا من جدي���د ‪...‬ازداد‬ ‫ع���دد الرجال الذين حيجب���ون عنها الرؤية ‪...‬‬ ‫ه���ذا أحس���ن ‪...‬لوال أمه���ا ما كان���ت تغين أو‬ ‫ترق���ص هل���ؤالء أو تعيد تصوير املش���اهد دون‬ ‫انقطاع ‪ ...‬أمها ‪ ...‬أمها الحترك ساكنا عندما‬ ‫يتعامل���ون مع ابنتها حبري���ة ‪...‬رجال مهمون‬ ‫‪...‬رج���ال أق���ل أهمي���ة ‪ ...‬رج���ال متعط���رون‪...‬‬ ‫رجال هلم رائحة فقط ‪.‬‬ ‫نظ���رت اىل املخ���رج ش���زرا ‪...‬مل تص���دق‬ ‫كلماته املعس���ولة ‪...‬حرك���ت أردافها ورمت‬ ‫صدرها حنو املرآة اليت عكس���ت صورة املخرج‬ ‫ال���ذي ينظ���ر اليه���ا بامشئ���زاز واحتقار‪...‬ه���و‬ ‫كذل���ك م���ن ه���ؤالء الرج���ال ‪.‬عندم���ا ذهبت‬ ‫صحب���ة أمها اىل منزله إلمضاء العقد عاملها‬ ‫وكأنه���ا وحي���دة ‪...‬مكثت أمها س���اعة تتأمل‬ ‫االش���ياء املتناثرة على املكتب ‪ ...‬هذه حال أمها‬ ‫ـ لقد تع���ودت على هذه األعمال اليت تتعرض‬ ‫هل���ا ابنتها ـ وهي تقول دائما أنها التريد ش���يئا‬ ‫لنفس���ها وسيأتي اليوم الذي تصبح فيه ابنتها‬ ‫مشهورة وسيكون العامل بني يديها ‪...‬‬ ‫كان���ت واقف���ة عل���ى أط���راف أصابعه���ا ‪...‬‬ ‫دارت ح���ول نفس���ها م���رة ثاني���ة ف���رأت أمه���ا‬ ‫م���ن جدي���د م���ادة عنقها وق���د ظه���رت عليها‬ ‫عالم���ات القلق واحل�ي�رة ‪ ...‬أبوها هناك يدعو‬ ‫للشفقة ‪ ...‬الزائر يرتقب بفارغ الصرب سقوط‬ ‫الساري مرة أخرى‪ ...‬نظرات املساعد التفارق‬ ‫املخرج ‪ ...‬مكرب الصوت القديم يرس���ل أصواتا‬ ‫متنافرة ‪...‬األضواء ختطف األبصار ‪...‬الكامريا‬ ‫يف دوران متواصل ‪...‬ش���عرت أنها فقدت وزنها‬ ‫‪ ...‬أمه���ا مازالت جتلس يف مكانها قلقة حائرة‬ ‫‪ ...‬التأبه اآلن للمتفرجني الذين مينعون عنها‬ ‫الرؤية‪...‬‬ ‫صاح املخرج ‪ «:‬أوقفوا املوسيقى ‪...‬اسرتاحة‬ ‫لش���رب الش���اي » ثم نظر اليها قائال ‪ «:‬ما هي‬ ‫األسباب اليت جعلتك تفقدين احليوية؟»‬ ‫ش���عرت حباج���ة ملس���ح أنفه���ا ‪...‬التقط���ت‬ ‫منديل أمها فوجدته مبلال ‪...‬‬ ‫*أش���وخاميرتان هو االسم املستعار للكاتب‬ ‫اهلن���دي ج‪.‬ثياقاراج���ان املولودس���نة ‪.1931‬‬ ‫انقطع عن دراسته اجلامعية وعمل يف أكرب‬ ‫س���توديوهات اهلن���د ث���م س���افر اىل الوالي���ات‬ ‫املتحدة نش���ر مخس روايات وعدة جمموعات‬ ‫قصصية ونال ع���دة جوائز تدورأحداث أغلب‬ ‫أعمال���ه حول صناعة الس���ينما اهلندية االهم‬ ‫يف العامل ‪.‬‬

‫َ‬ ‫األصف ْر‬ ‫ّس َمو َتها‬ ‫َمنا ‪..‬‬ ‫مدين ُتنا ُت َقد ُ‬ ‫أ َل ْي َ‬ ‫س البحر من د ِ‬ ‫و َت ْن َح ُر َ‬ ‫حتت ِرجلي ِه صبايا‬ ‫أدم ِعنا ؟‬ ‫و ُ‬ ‫ُ‬ ‫يس ال ّر ُ‬ ‫ِمن َج َنى ال َكو َث ْر‬ ‫والبرتول‬ ‫مل‬ ‫أ َل َ‬ ‫َق َر ِابي َنا ‪..‬‬ ‫ِمنح ُتنا ‪ ..‬ومحِ َن ُتنا‬ ‫وهذا ال ّن ُ‬ ‫قرابينا‬ ‫صدورنا يكبرُ ْ ؟‬ ‫خل وسط‬ ‫ِ‬ ‫يس ال َغيم ِمن آها ِتنا ي ْ‬ ‫ِل َكي يرضى ‪ِ ..‬ل َكي يَش ُكر‬ ‫ُع َص ْر؟‬ ‫أ َل َ‬ ‫وما يرضى ‪ ..‬وال يَش ُكر‬ ‫**‬ ‫وأطفا ً‬ ‫ال ‪..‬‬ ‫مدينت ُنا‬ ‫مر اليامسني َغ َدوا‬ ‫أراها اليو َم‬ ‫ِب ُع ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِبال َق َلم ‪ ..‬وال َدفترَ‬ ‫ً‬ ‫نائمة فال َتصحو‬ ‫ٍ‬ ‫ففيها َ‬ ‫أمل ‪..‬‬ ‫الفج ُر ال يُس ِفر‬ ‫ِبال ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُر ِاود ُ‬ ‫ُه ْم ‪..‬‬ ‫‪..‬وحاضر ًة ‪..‬‬ ‫وغائبة‬ ‫وال ُحُل ٍم ي َ‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪ ..‬ال ُت َ‬ ‫يمه ممُ ِط ْر‬ ‫ذك ْر‬ ‫بيوم َغ ُ‬ ‫ويف احلا َل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ومذ ِن ً‬ ‫وأسأل دائماً نفسي ‪:‬‬ ‫بة ‪ِ ..‬بال َذن ٍب‬ ‫ُ‬ ‫لمِ ���اذا يف مدينتن���ا أرى األمط���ا َر وهذا ال ّذ ْن ُب ‪ ..‬ال ي َ‬ ‫ُغف ْر‬ ‫حمبوسه؟‬ ‫عكس ِقبل ِتها‬ ‫ُتصّلي َ‬ ‫الغيم ال يمُ ِط ْر؟‬ ‫وته ُر ُب من ُطفول ِتها‬ ‫ملاذا ُ‬ ‫ِب َ‬ ‫رغ ِم ال ّرع ِد ‪..‬‬ ‫أر ‪..‬‬ ‫ياب ال ّث ِ‬ ‫و َتر ُف ُل يف ِث ِ‬ ‫رغم الوعد ‪..‬‬ ‫واألحقا ِد ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫الغيم ال يمُ ِطر‬ ‫والفوضى ‪..‬‬ ‫هذا ُ‬ ‫ْ‬ ‫ملاذا اس���تكثروا فينا بُ���ذو َر ُ‬ ‫ْ‬ ‫أكثر‬ ‫احل ِّب أن وال‬ ‫تنمو ‪..‬‬ ‫***‬ ‫داخِلنا ‪..‬‬ ‫طرابلس‬ ‫ِب ِ‬ ‫ْ‬ ‫زه ْر؟‬ ‫وأن ُت ِ‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫نكون أو ال نكون‬ ‫نسرين عامر‬ ‫شعور من نساء ليبيا بأن إعادة بناء ليبيا واجملتمع البد أن تكون‬ ‫على أس���س سليمة‪ .‬حجر األس���اس فيها احلقوق واحلريات بال‬ ‫تفاض���ل بينهم���ا وال متايز فاحلق���وق السياس���ية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية لكل الليبيني جوهر الثورة وروحها‪.‬‬ ‫وملا كانت تركة االس���تبداد ثقيلة وثقاف���ة التمايز الذكوري‬ ‫متجذرة يف اجملتمع وملا كانت املرأة دافعة ضريبة االستقطاب‬ ‫السياسي يف املشهد اللييب علي حساب حقوقها السياسية‪.‬‬ ‫وملا كان اخلطاب الديين األصولي املتصدر اآلن ديدنه الالفتات‬ ‫علي حريات املرأة وحقوقها‬ ‫ومل���ا كان ما تقدم أفصح عن نفس���ه بطريق���ة جلية واضحة ال‬ ‫لبس فيها يف أهم اس���تحقاق سياس���ي وتأسيس���ي مبصادرة حق‬ ‫املرأة يف املش���اركة يف جلنة الس���تني اليت تتولي وضع الدستور‬ ‫بأن ضرب عرض احلائط بنظام الكوتا للنس���اء حبجة ظاهرها‬ ‫التمسك باملس���اوة وباطنها إقصاء املرأة واستفراد الرجل بكتابة‬ ‫العقد االجتماعي ذلك أن املساوة اجملردة اليت ال تستقرئ الواقع‬ ‫ه���ي كلمة ح���ق أريد بها باط���ل فثقافة اجملتم���ع الذكوري‬ ‫وتقالي���ده اليت تهبط باملرأة إلنس���ان من الدرج���ة الثانية تفرغ‬ ‫حق املساواة بني الرجل واملرأة من حمتواه‪.‬‬ ‫فاملساواة يف هذا السياق اجملتمعي وفى ظل املوروث الديين املشوه‬ ‫مساواة صورية ورقية تضاريها املرأة وتنتهك بها حقوقها‪.‬‬ ‫ولع���ل كيفي���ة تعامل املش���رع اللييب يف هذه املس���الة س���تدرس‬ ‫كث�ي�را للمفارقة غري املتفق���ة مع الدميقراطي���ة حيث انتصر‬ ‫املش���رع التوافق���ي حل���ق املس���اوة احلقيقي���ة يف قان���ون انتخاب‬ ‫املؤمت���ر الوطين بتخصيصه كوتا للنس���اء و لواله���ا ملا فازت يف‬ ‫االنتخاب���ات يف ح�ي�ن ص���ادر املش���رع املنتخب حق مس���اواة املرأة‬ ‫بالرجل بأن متس���ك حبرفي���ة النص الدس���توري دون أن يكلف‬ ‫نفسه عناء البحث عن مضمون ‪.‬‬ ‫فاإلعالن الدستوري يف مادته السادسة اليت مل تكن يوما عصية‬ ‫عل���ى التعدي���ل حني تكلم الس�ل�اح ق���رن حق املس���اواة باحلق يف‬ ‫تكافؤ الفرص وحنن ش���عب ال نريد أن خنرتع العجلة فالتمييز‬ ‫اإلجياب���ى للم���رأة ح�ي�ن يفرز واق���ع اجملتم���ع كم���ا هائل من‬ ‫املعوقات اليت جتد زادها يف العيب والتابو وامليتافيزيقيا‬ ‫أصبح عالمة فارقة يف مفهوم حقوق اإلنسان سواء علي صعيد‬ ‫أمس‬ ‫املعاهدات الدولية أو القوانني الوطنية‪ ,‬عالمة تفصل بني ٍ‬ ‫كان نصف البش���رية معطال وكما مهمال وبني حاضر تس�ي�ر‬ ‫فيه املرأة رافعة رأسها لتأخذ موقعها يف مراكز صنع القرار‪.‬‬ ‫وبالعودة إىل احلاضر اللييب اآلس���ف جنح من حين إىل طفولة‬ ‫البش���رية اليت ال تعرف سيدا إال الرجل يف مترير نظام انتخابي‬ ‫يقصي املرأة عن االستحقاق الدستوري‪.‬‬ ‫وأميانا من املرأة الليبية بأن احلاضر ال ميلك زمامه هؤالء وإال‬ ‫كانوا اس���تطاعوا أن ترتفع هامته���م دون معاونتها ووقوفها يف‬ ‫فك األسر وكسر القيد‪.‬‬ ‫ويقين���ا منها بعدال���ة مطالبها بالتمييز اإلجيابي يف اس���تحقاق‬ ‫انتخ���اب جلن���ة الس���تني؛ احت���دت جهوده���ا واحت���دت كلمتها‬ ‫مبطالب���ة املؤمت���ر الوطين بإقرار نظ���ام الكوتا للنس���اء يف قانون‬ ‫انتخاب جلنة الس���تني ونهجها يف ذلك يرس���ى سوابق حضارية‬ ‫دميقراطي���ة يق���اس عليها فجم���ع التوقيعات ورف���ع العرائض‬ ‫للس���لطة العامة وإنارة الرأي العام مبفهوم الكوتا وحقوق املرأة‬ ‫بصف���ة عامة فال إرهاب معنوي وال مصادرة لإلرادة السياس���ية‬ ‫فالتاريخ س���جل من س�ل�احه الكلم���ة ومن بضاعته االس���تبداد‪.‬‬ ‫والتاريخ علمنا ملن ينتصف‪ .‬فيا نساء ليبيا كفاكم بذلك سبقا‬ ‫واعلمن يقينا أننا سنكن‪.‬‬ ‫‪.............‬‬ ‫س���فري املرك���ز العرب���ي األوروب���ي حلق���وق اإلنس���ان والقانون‬ ‫الدولي يف ليبيا‪.‬‬

‫العالج املفقود وا‬ ‫أمحد حممد جاللة‪.‬‬

‫البد أن يكون األم���ر مهما ـــــ إن مل يكن‬ ‫خطريا ـــ���ـ ليتج���رأ مثلي عل���ى الكتابة‬ ‫الصحفي���ة‪ .‬ال لش���يء ولك���ن لش���عوري‬ ‫دائما بثقل مس���ؤولية الكلمة ‪ ،‬واعرتايف‬ ‫ل���كل م���ن يتحم���ل مس���ؤولية الكتاب���ة‬ ‫بالش���جاعة‪ .‬األم���ر مه���م وخطري (على‬ ‫األقل م���ن وجه���ة نظري) مم���ا دفعين‬ ‫إىل اختاذ قرار بضرورة س���رد ما حدث‬ ‫لشقيقيت اليت تعاني من مرض عضال‬ ‫يف القلب أثن���اء وجودها باحد مصحات‬ ‫إس���طنبول برتكيا للعالج على حساب‬ ‫الدول���ة الليبية ‪ ،‬وما ح���دث لي مرافقا‬ ‫هل���ا‪ .‬أفعل ذل���ك حت���ى يع���رف املواطن‬ ‫اللي�ب�ي حقيقة ما جي���ري ‪ ،‬ولعل بعضا‬ ‫من أولي األمر الشرفاء بالدولة الليبية‬ ‫ممن هل���م عالق���ة باملوضوع يس���ارعون‬ ‫إىل تصحيح األوضاع‪.‬‬ ‫بع���د دخ���ول ش���قيقيت إىل العناي���ة‬ ‫املركزة مبستشفى طرابلس املركزي‬ ‫ع���دة م���رات وبع���د مراجعات ع���دة مع‬ ‫املختص�ي�ن الليبي�ي�ن يف املستش���فيات‬ ‫والعي���ادات اخلاص���ة يف طرابل���س مب���ا‬ ‫يف ذل���ك تاج���وراء ‪ ،‬أمج���ع األطباء على‬ ‫ض���رورة إيفاده���ا إىل دول���ة متقدم���ة‬ ‫إلج���راء جراح���ة عل���ى القل���ب ‪ ،‬فقلبها‬ ‫يق���ع على اجلان���ب األمين م���ن الصدر‬ ‫أو مايع���رف طبيا (‪.)Dextrocardia‬‬ ‫ه���ذا لي���س مش���كلة يف ح���د ذات���ه ‪ ،‬لكن‬ ‫املش���كلة يف أنه���ا تعان���ي م���ن مش���اكل‬ ‫يف الصم���ام وعضل���ة القل���ب‪ .‬ونظ���راً‬ ‫لعي���وب خلقي���ة أخ���رى يف القل���ب فإن‬ ‫اجلراحة من الصعوبة مبكان وتتطلب‬ ‫عناي���ة خاص���ة والب���د م���ن إجراءه���ا‬ ‫يف أح���د املستش���فيات املتخصص���ة يف‬ ‫دول���ة متقدمة‪ .‬ه���ذا ال���رأي ليس رأي‬

‫املختص�ي�ن الليبيني فق���ط ‪ ،‬لكنه أيضاً‬ ‫رأي بع���ض األطب���اء يف األردن والذي���ن‬ ‫فحصوا حالتها أثن���اء تواجدنا يف عمان‬ ‫للعالج على حسابنا اخلاص‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كتب���ت التقاري���ر وجمُ ع���ت وأُرس���لت‬ ‫إىل اجلف���رة فكتيب العائل���ة صادر من‬ ‫ودان ‪ ،‬وبالتال���ي ال ميك���ن أن يوف���د إال‬ ‫م���ن املنطق���ة اليت ص���در منه���ا كتيب‬ ‫العائلة‪ .‬ورغم أن التقارير الطبية تشري‬ ‫إىل ضرورة إج���راء جراحة على القلب‬ ‫يف دول���ة متقدمة ‪ ،‬إال أن���ه مت التوجيه‬ ‫إىل تركيا‪ .‬راودنا الشك يف مدى تقدم‬ ‫تركي���ا يف هذا اجملال وس���ألنا إن كان‬ ‫م���ن املمكن اإليف���اد إىل دول���ة متقدمة‬ ‫مثل أملانيا أو بريطانيا ‪ ،‬وكانت اإلجابة‬ ‫أنه ال ميكن يف الوقت احلاضر وأعلمونا‬ ‫أن املصح���ة املوف���د إليه���ا باس���طنبول‬ ‫متخصصة وعلى مس���توى عال‪ .‬حاولنا‬ ‫أن حنص���ل عل���ى ص���ورة م���ن الق���رار‬ ‫رمب���ا أمكننا ع���ن طري���ق املختصني يف‬ ‫طرابلس تغيري بل���د العالج من تركيا‬ ‫إىل أملاني���ا أو أي���ة دول���ة أخ���رى ب���ذات‬ ‫املس���توى ‪ ،‬لكن دون فائدة فاإليفاد يتم‬ ‫جملموعات من املنطقة وليس���ت قرارات‬ ‫فردية هكذا أبلغونا‪ .‬مل يكن أمامنا خيار‬ ‫سوى السفر إىل اسطنبول‪.‬‬ ‫أس���لمنا أمرن���ا هلل وحزمن���ا حقائبن���ا‬ ‫وس���افرنا إىل إس���طنبول وكان ي���وم‬ ‫اثن�ي�ن‪ .....‬اس���تقبلنا يف املط���ار من���دوب‬ ‫املصح���ة (‪ )MEDIPOL‬الواقع���ة يف‬ ‫منطقة باتشيلري يف إسطنبول ‪ ،‬وكانت‬ ‫األمور على ما يرام ‪ ....‬وصلنا املستشفي‬ ‫طلبوا جوازات الس���فر وتذاكر الس���فر‬ ‫وس���لمناها هل���م ‪ ..‬ثم ب���دأت املأس���اة ‪.....‬‬ ‫وضعت ش���قيقيت حبجرة يف املستشفى‬

‫‪ ....‬س���ألت عن ترتيبات اإلقامة بالنسبة‬ ‫إل���ي ‪ ....‬أبلغون���ي أنين مراف���ق جيب أن‬ ‫أنام على الكرس���ي يف حجرة ش���قيقيت‬ ‫باملستش���فى‪ !!!...‬رفضت ذلك وأعلمتهم‬ ‫أن أي���ة مصح���ة حمرتم���ة ال ميك���ن‬ ‫أن تقب���ل مبراف���ق للمريض ين���ام معه‬ ‫يف داخ���ل املستش���فى وأنه م���ن واجبهم‬ ‫احلف���اظ عل���ى املري���ض والس���هر على‬ ‫راحت���ه ولي���س املرافق ال���ذي ال يعرف‬ ‫أي ش���يء ع���ن الط���ب والتمري���ض ‪....‬‬ ‫لك���ن ال فائدة ‪ ...‬تكلم���ت عن احتماالت‬ ‫الع���دوى ‪ ...‬وع���ن املس���ؤولية الطبية ‪....‬‬ ‫لك���ن ال فائ���دة ‪ .....‬يف كل مرة أحتدث‬ ‫إىل ش���خص خمتلف وكله���م أصروا‬ ‫أن التعليم���ات م���ن ليبي���ا تقضي بذلك‬ ‫‪ ....‬صدقتهم وطلبت جواز س���فري لكي‬ ‫أقيم على حسابي اخلاص يف فندق ‪.....‬‬ ‫رفضوا تس���ليمي جواز سفري واكتفى‬ ‫املس���ؤول بتس���ليمي ص���ورة م���ن ج���واز‬ ‫السفر ‪ ....‬بلغ مين التعب واجلوع مبلغه‬ ‫فق���د وصلنا إىل املستش���فى عند حوالي‬ ‫الواح���دة بع���د الظهر واس���تمر نقاش���ي‬ ‫وحواري معهم إىل مابعد السادسة بعد‬ ‫الظهر دون أن آكل أو أرتاح ‪......‬‬ ‫يف األثن���اء ج���اء إىل ش���قيقيت (كم���ا‬ ‫أبلغت�ن�ي يف الي���وم التال���ي) جمموع���ة‬ ‫وس���حبت عين���ات الدم‬ ‫م���ن املمرض���ات ُ‬ ‫إلج���راء االختب���ارات املختلف���ة ‪ ......‬ومل‬ ‫تس���تطع املمرض���ات القي���ام بتخطيط‬ ‫للقلب ‪ ،‬وتطلب األمر استدعاء شخص‬ ‫من قس���م آخر باملصحة ‪ ....‬ثم جاء عدد‬ ‫ثالثة أطب���اء وأبلغوها أنه���ا حتتاج إىل‬ ‫جراح���ة عل���ى القل���ب يف الي���وم التالي‬ ‫وعليه���ا أن تس���تعد لذلك ‪ .....‬ش���قيقيت‬ ‫جتيد اللغة اإلجنليزي���ة وطلبت منهم‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫احلق األصيل‪....!!..‬‬

‫املال املهدور‪....‬‬ ‫وموقع���ا قب���ل إج���راء‬ ‫تقري���را مكتوب���ا ُ‬ ‫العملية يوضح نسبة جناح العملية وما‬ ‫هي االجيابيات والسلبيات احملتملة ‪.....‬‬ ‫قالوا إنها حتتاج إىل عملية قس���طرة ‪....‬‬ ‫طلبت منهم أيض���اً تقريرا مكتوبا يبني‬ ‫دواعي إجراء القسطرة وما هي الفائدة‬ ‫املتوقع���ة ‪ ......‬كل ذلك ومل يكش���ف أي‬ ‫من األطباء على ش���قيقيت سريرياً ‪......‬‬ ‫مم���ا أث���ار خماوفه���ا وأبلغته���م بذل���ك‬ ‫فقال���وا إن كل املعلومات اس���تقوها من‬ ‫التحالي���ل والص���ور ‪ .....‬أجابته���م بأنها‬ ‫ل���و كان���ت تعل���م ب���أن األم���ر كذلك‬ ‫لت���م إرس���ال كل نتائ���ج االختب���ارات‬ ‫والتحالي���ل إىل تركي���ا م���ن طرابلس‬ ‫دون تكبد عناء السفر ‪........‬‬ ‫يف الي���وم الثان���ي جئ���ت إىل املستش���فى‬ ‫وق���د حزم���ت أمري عل���ى تس���لم جواز‬ ‫س���فري أو الذهاب إىل مركز الشرطة‬ ‫‪ ....‬حتدث���ت مع املس���ؤول أبلغت���ه أنه ال‬ ‫ميل���ك احل���ق يف احتجاز جواز س���فري‬ ‫وأني ال أقيم على حسابه وال ألية جهة‬ ‫ميثلها بل على حس���ابي اخلاص وليس‬ ‫لدي���ه س���بب وجي���ه واحد حلج���ز جواز‬ ‫الس���فر ‪ .....‬رف���ض ‪ .....‬وعندم���ا أبلغت���ه‬ ‫أن�ن�ي ع���ازم عل���ى االتص���ال بالش���رطة‬ ‫أب���دى ع���دم االهتمام يف البداي���ة ‪ ،‬لكنه‬ ‫عندما استشف أني جاد يف األمر ابلغين‬ ‫أنه سيس���لمين ج���واز س���فري ‪ .....‬وهذا‬ ‫مافعله‪......‬‬ ‫يف األثناء زار األطباء الثالثة ش���قيقيت‬ ‫وأبلغوه���ا أنه���م اجتمع���وا وق���رروا ان‬ ‫اجلراح���ة متث���ل خط���راً عل���ى حياته���ا‬ ‫وأنه���م س���ضعون برناجم���ا عالجيا هلا‬ ‫وس���يخرجونها من املستش���فى للفندق‬ ‫على أن تأت���ي يومياً لتلق���ى العالج ‪......‬‬ ‫حاولت أن أقابل أحدا من األطباء ولكن‬ ‫دون فائدة فاألطباء مش���غولون بش���كل‬ ‫كبري ‪!!!...‬‬ ‫يف الي���وم الثال���ث ــــــــــ األربع���اء ـــــ زارها‬ ‫نفس اجملموع���ة من األطب���اء وأبلغوها‬

‫‪17‬‬ ‫حممد عمر حسني بعيو‬

‫أن���ه م���ن املمك���ن أن جت���رى عملي���ة‬ ‫جراحي���ة لك���ن ال يعرف���ون إن كان���ت‬ ‫س���تفيدها أم ال ‪ .....‬فـــ���إن كان���ت تقبل‬ ‫أن جت���رى اجلراحـــة على مس���ؤوليتها‬ ‫ه���ي (‪ )At her own risk‬فإنه���م‬ ‫على اس���تعداد الجراء العملية ‪!!!!!!!!......‬‬ ‫غضب���ت ش���قيقيت وأبلغته���م أنه���ا ل���و‬ ‫كانت تع���رف ما جيب فعل���ه ملا قدمت‬ ‫إىل تركي���ا أساس���اً ‪ ....‬قال���ت هل���م إذا‬ ‫وصلت القضية لدرجة أنكم تريدوا أن‬ ‫تتعلموا إجراء العملية اجلراحية لي ‪....‬‬ ‫(أوالد بالدي ـــــ تقصد األطباء الليبيني‬ ‫ــــــــ أوىل بالتعلم يف جسدي منكم أنتم)‪.‬‬ ‫بقت ش���قيقيت يف املستش���فى حتى يوم‬ ‫السبت دون كشف سريري أو أي شيء‬ ‫يذكر س���وى اختبار سيولة الدم يومياً‬ ‫‪ .....‬يف يوم الس���بت طل���ب منها االنتقال‬ ‫إىل الفن���دق ‪ ....‬كن���ت معه���ا وانتقلن���ا‬ ‫إىل الفندق ‪ ....‬فوجئت أن املس���ؤول من‬ ‫املصح���ة وه���و مرتج���م أيض���اً حيتفظ‬ ‫بص���ورة جل���واز س���فري وج���واز س���فر‬ ‫ش���قيقيت أثن���اء التس���جيل ‪ .....‬س���ألته‬ ‫ماذا تفعل صورة جواز س���فري هنا وأنا‬ ‫أقي���م يف فن���دق آخر يف منطق���ة أخرى‬ ‫عل���ى حس���ابي اخل���اص ‪ .....‬أجابين أنها‬ ‫إج���راءات إداري���ة وال ب���د للفن���دق أن‬ ‫يع���رف من ه���و املراف���ق ‪ .....‬كالم غري‬ ‫مقن���ع عل���ى اإلط�ل�اق ولك���ن مل يك���ن‬ ‫بوس���عي فعل ش���يء ‪ .....‬راودتين شكوك‬ ‫أنهم س���يحملونا احلكومة الليبية مثن‬ ‫إقام�ت�ي ‪ ....‬وال أع���رف ه���ل فعل���وا ذلك‬ ‫أم ال ‪ .....‬وال أع���رف ه���ل محل���وا الدولة‬ ‫الليبي���ة تكالي���ف إقاميت ط���وال الفرتة‬ ‫أم ال ‪ .......‬عل���ى كل ح���ال طوال الفرتة‬ ‫كن���ت أقيم عل���ى حس���ابي اخلاص يف‬ ‫فندق آخر ‪.......‬‬ ‫حاول���ت ق���در اإلمكان حج���ز موعد مع‬ ‫أخصائي قلب على حس���ابنا اخلاص يف‬ ‫مستش���فى آخر ‪ ...‬ووفق���ت يف احلصول‬ ‫على موعد يف أحد املصحات املتخصصة‬

‫(فلورنس نايتنجيل) يوم االثنني مسا ًء‪.‬‬ ‫رافق���ت ش���قيقيت إىل املستش���فى ي���وم‬ ‫االثن�ي�ن صباح���اً ملعرف���ة األدوي���ة اليت‬ ‫جي���ب أن تأخذه���ا ومواعيده���ا وما إىل‬ ‫ذلك ‪ ....‬خ���رج أحد املرتمج�ي�ن بوصفة‬ ‫طبي���ة وقال ه���ذا الدواء وه���ذه طريقة‬ ‫االستعمال وستس���افرون إىل طرابلس‬ ‫غ���داً ‪ .....‬أعلمته أننا ال خنتطف األطباء‬ ‫األت���راك وننقله���م عن���وة إىل ليبي���ا ‪....‬‬ ‫كنت يف أشد حاالت الغضب ‪ ....‬وأبلغته‬ ‫أنه من حقنا أن نقابل الطبيب ليش���رح‬ ‫لنا التش���خيص النهائي وماذا يتوقع يف‬ ‫املستقبل وماذا جيب أن نفعل ‪....‬اخل ‪.....‬‬ ‫قال إن الطبيبة مش���غولة وال تستطيع‬ ‫مقابلتك���م !! وبع���د دخول وخ���روج من‬ ‫مكتب الطبيبة رضخ لالمر ودخلنا إىل‬ ‫مكت���ب الطبيب���ة ‪ .....‬خاطبتها مباش���رة‬ ‫باإلجنليزية مبينا حقوقنا ‪ ....‬وحتدثت‬ ‫عن التش���خيص النهائ���ي (والذي كان‬ ‫نف���س التش���خيص ال���ذي توص���ل إليه‬ ‫األطباء الليبيني) ‪ ،‬وكيفية أخذ الدواء‬ ‫وأجابت على األس���ئلة اليت وجهناها هلا‬ ‫‪ .....‬سألتها كيف ميكنكم أن تصلوا إىل‬ ‫كل ه���ذه النتائ���ج ومل جي���ري طبيب‬ ‫واحد فحص سريري ملريض قلب مثل‬ ‫ش���قيقيت؟ أجابت نفس اإلجابة الغبية‪:‬‬ ‫كل املعلوم���ات اس���تقيناها م���ن الصور‬ ‫ونتائج التحاليل‪ !!..‬طلبت منهم حتديد‬ ‫موعد الس���فر ليكون ي���وم األربعاء بدل‬ ‫الثالث���اء نظ���را الرتباطن���ا مبوع���د مع‬ ‫طبيب خمتص يف مستشفى آخر‪.‬‬ ‫قابلن���ا الطبي���ب املخت���ص ي���وم االثنني‬ ‫مس���ا ًء ‪ ....‬تكلف���ة الزي���ارة تف���وق ‪300‬‬ ‫دوالر أمريك���ي ‪ .....‬لكن���ه واحل���ق يقال‬ ‫أمضى ما يزيد عن الساعة مع شقيقيت‬ ‫بني أسئلة ‪ ،‬ومراجعة للتقارير السابقة‬ ‫‪ ،‬وفحص سريري استمر ما يقارب ‪20‬‬ ‫دقيقة ‪ .....‬س���أل متى سنس���افر؟ أبلغناه‬ ‫يوم األربعاء فأج���اب أن الوقت ال يكفي‬ ‫لكن���ه طل���ب بع���ض نتائ���ج التحالي���ل‬ ‫م���ن ميديبول عل���ى أن نوافي���ه بها يوم‬ ‫الثالث���اء بع���د الظهر‪ .‬كان تش���خيصه‬ ‫خيتلف نوعاً ما عن التشخيص السابق‬ ‫وأعطاه���ا أدوي���ة خمتلف���ة ع���ن ال�ت�ي‬ ‫وصفت هلا يف مستشفى ميديبول ‪......‬‬ ‫يوم األربعاء عدنا إىل طرابلس ‪......‬‬ ‫وحتى اآلن وضع ش���قيقيت مل يتحسن‬ ‫‪..........‬‬ ‫أخاف أن تكون تكلفة كل هذه الرحلة‬ ‫العالجي���ة باهض���ة الثم���ن ‪ ........‬أخاف‬ ‫أن تك���ون الدول���ة الليبي���ة ق���د حمُ ل���ت‬ ‫إقاميت يف فندق وأنا أقمت على حسابي‬ ‫اخلاص ‪ .....‬أخاف وأخاف وأخاف ‪....‬‬ ‫وإذا ماصدق���ت خماويف فق���د هدر مال‬ ‫الليبي�ي�ن ‪ ،‬ومل حنص���ل عل���ى الع�ل�اج‬ ‫املرجو ‪......‬‬

‫يف املرك���ز اللييب لالستش���ارات والتنمية البش���رية ‪ ،‬وبرعاية‬ ‫منظم���ة الرتاث والتعددية الثقافية ‪ ،‬اس���تمرت ورش���ة العمل‬ ‫عـــن " الديبلوماسيــــة و احلــــــوار جملموعـــــات الضغـــــــط " ملدة‬ ‫ثالثة أيام حتت إش���راف امل���درب " حنـــــا زيـــ���ادة " ‪ ،‬اخلبيــر يف‬ ‫شؤون الشرق األوســـط والتابــع للمعهد الدامنركي حلقـــوق‬ ‫اإلنســـان ‪..‬‬ ‫موضوع الورشة حول ( حق املرأة الليبية يف جتنيس أبنائها ) ‪..‬‬ ‫القضي���ة عادل���ة بامتياز ‪ ،‬لكنها حباجة إىل حم���ام قدير ‪ ..‬لقد‬ ‫فقدن���ا الكث�ي�ر يف العاصف���ة اهلوج���اء ‪ ..‬تش���وهت ثقاف���ة جيل‬ ‫ً‬ ‫قلي�ل�ا ‪ ،‬وق���د أصبح الكثريون منا يش���كلون حجر‬ ‫بأكمل���ه إال‬ ‫عث���رة دون حق���وق الليبيات ‪ ،‬ويف أحس���ن الظ���ن بريوقراطية‬ ‫قاتلة تنال من حقوق أبنائنا وبناتنا ‪!..‬‬ ‫لقد أوصى رس���ول الرمحة صلوات اهلل وس�ل�امه عليه بالنساء‬ ‫خرياً ومساهن الشقائق ‪،‬‬

‫وعل���ى الرغم م���ن أن امل���رأة الليبية ش���ريك أصي���ل يف املعاناة‬ ‫والص�ب�ر والثورة والنصر ‪ ،‬إال أن ش���رحية تقدر ب‪ 75000‬أم‬ ‫تنتهك وتس���لب حقوقهن ‪ ،‬ويكدر عيشهن ‪ ،‬ويصر بعضنا على‬ ‫معاملتهن كغريبات يف أوطانهن وبني أهلهن ‪!..‬‬ ‫املرأة الليبية نصف اجملتمع ‪ ،‬والنصف اآلخر " ابناً وزوجاً وأخاً‬ ‫" يأوي إىل حضنها ‪ ،‬فهل نستكثر على بناتنا أن مينحن فلذات‬ ‫أكبادهن حق االنتماء لوطن يس���ع اجلميع خبرياته وأرحامه‬ ‫ومودته ‪..‬؟‬ ‫ه���ل يصل بن���ا اهل���وان ‪ -‬بعد ث���ورة فرباي���ر اجملي���دة ‪ -‬إىل حد‬ ‫املن���اداة بتفعيل قانون ‪ 2010 / 24‬املع���روف بقانون البغدادي‬ ‫؛ الذي أعطى احلق لكل ليبية أن متنح أبناءها جنس���يتها ‪ ،‬وأن‬ ‫حتتضن دولتنا أبناء بناتنا مبنطق وأنفاس احلقوق واحلريات‬ ‫والتكريم الالئق باإلنسانية السوية ‪..‬؟‬ ‫وهل سنحتاج لالستعانة بركام الطاغية وخملفاته لنحفظ‬ ‫كرامة وحقوق املرأة الليبية ‪..‬؟‬ ‫إن مس���و الش���ريعة الرباني���ة اخلامت���ة ال�ت�ي ج���اءت بالتكريم‬ ‫وحفظ احلقوق ‪ ،‬وأرث من القوانني والتش���ريعات النافذة ؛ لن‬ ‫حت���ول بني ح���ق يطالب به أهله ‪ ،‬إال بق���در ضياع معامل ثقافة‬ ‫الوع���ي بهوامش احلقوق اليت ترس���خت يف أنفس���نا ‪ ،‬وامتألت‬ ‫به���ا جنبات ديارن���ا ‪ ،‬وأصبح هلا ثقل األم���ر الواقع يف االنتهاك‬ ‫واالستالب والقهر لكل ذي كبد رطبة ‪!..‬‬ ‫أال خيطر ببال أحدنا أن خطر بالبال أن يس���أل أحدنا نفس���ه ‪،،‬‬ ‫ع���ن عدد الش���هداء الذين قدموا أرواحهم عل���ى أكفهم نصرة‬ ‫ً‬ ‫وفزعة يف وجه الباط���ل ‪ ،‬من أبناء الليبي���ات املتزوجات‬ ‫للح���ق‬ ‫من غري الليبيني ‪..‬؟؟!‬ ‫إننا لن نعدم أماً ترضع أبناءها حب اهلل ورسوله ‪ ،‬وأن يكون وفياً‬ ‫ألرض تربى على أفضاهلا وأرحام موصولة بالرب واإلحسان ‪.‬‬ ‫فيا قوم ‪ ،،‬تعالوا إىل كلمة سواء ‪..‬‬ ‫َما ْاخ َت َل ْف ُت ْم ِفي ِه ِمن َش ْي ٍء َف ُح ْك ُم ُه ِإلىَ‬ ‫قال سبحانه وحبمده { و َ‬ ‫ْ‬ ‫الل َذ ِل ُك ُم َهُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يب } الشورى ‪10‬‬ ‫الل َر ِبّي َع َل ْي ِه َت َوكل ُت وَِإلي ِه أ ِن ُ‬ ‫َهّ ِ‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫الطريق حنو بناء جيش وطين حقيقي‬

‫احلسني املسوري‬

‫تعرتض العديد من العراقيل عملية بناء املؤسس���ة العس���كرية يف ليبيا ألس���باب كثرية منها غياب الثقة بني الثوار الس���ابقني الذين محلوا‬ ‫الس�ل�اح ضد املقبور القذايف وبني العسكر كما السياس���يني الذين لألسف حياولون السيطرة على املؤسسة العسكرية ويتحالفون مع الثوار‬ ‫الس���ابقني الذي���ن الزالوا حيتفظون بالس�ل�اح وكذلك بقاء الضباط الذين ضل���وا مع القذايف إىل حترير طرابلس يف مناصبهم العس���كرية‬ ‫وبنس���بة أقل وجود الصراعات املناطقية واجلهوية والقبلية كما أن الفجوة أصبحت تتس���ع بني الش���ارع اللييب وبني الثوار السابقني بسبب‬ ‫تصرفاتهم غري املقبولة والتهديد بالسالح للسلطة الشرعية املنتخبة كما حتول بعض الثوار املقاتلني إىل عصابات تسجن وحتقق وتعذب‬ ‫كما أن االستهداف الواضح ملنتسيب اجليش الوطين الذين قاتلوا مع الثوار وذلك بتهديدهم واغتياهلم واختطافهم من قبل تيارات متطرفة‬ ‫ال تؤمن بالدولة وال مؤسساتها وتصف اجليش بالطواغيت أمر دعا الشارع اللييب إىل االلتفاف حول اجليش ومطالبة احلكومة حبل كل‬ ‫الكتائب واملليش���يات وال ميكننا أن نلج إىل مناقش���ة أمر اجليش اللييب واملؤسسة العس���كرية دون أن منر على أوضاع هذا اجليش قبل وأثناء‬ ‫وبعد ثورة فرباير ‪.‬‬ ‫خالل حكم القذايف تعرض اجليش اللييب إىل التدمري كغريه من مكونات الدولة الليبية اليت دمرها املقبور القذايف فاملؤسس���ة العس���كرية‬ ‫مت القض���اء عليه���ا بإدخاهل���ا يف حروب‬ ‫ألج���ل هزميته���ا وحتطي���م معنوي���ات‬ ‫رجاهل���ا وحتويله���ا م���ن مؤسس���ة إىل‬ ‫جمرد م���كان لتجمع جزء من الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي دون عم���ل يقوم���ون ب���ه س���وى‬ ‫احلض���ور واالنصراف حي���ث مت اغتيال‬ ‫خرية رجاهلا يف حرب تشاد بعد أن تآمر‬ ‫املقبور القذايف عليها هناك وتنكر حتى‬ ‫لوجودهم هناك أصال‪.‬‬

‫وأنش���أ بالتال���ي كتائ���ب خاص���ة مث���ل كتائ���ب‬ ‫مخي���س حي���ث الل���واء ‪ 32‬املع���زز ال���ذي كان‬ ‫ينعم بكل ش���يء م���ن تدريب وإمكاني���ات وحوافز‬ ‫تغيب ع���ن باقي مكونات اجلي���ش اللييب األخرى‬ ‫مم���ا جعل املؤسس���ة العس���كرية مثله���ا مثل باقي‬ ‫مؤسس���ات الدول���ة األخ���رى ال�ت�ي تعم���د املقبور‬ ‫القذايف تدمريها لتبقى ليبيا رهينة لدى عصابة‬ ‫ألكثر من أربعة عقود ‪.‬‬ ‫هذا هو وضع املؤسس���ة العس���كرية قبل ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير اليت كانت يف حاجة ماس���ة إىل مؤسس���ة‬ ‫عس���كرية تق���وم بدوره���ا الوط�ن�ي كم���ا فعل���ت‬ ‫نظريتها يف كل من تونس ومصر حيث حس���مت‬ ‫املؤسس���ة العس���كرية املوق���ف بتنفيذه���ا مطالب‬ ‫الش���عب وفرضت على الرئيس التونسي الرحيل‬ ‫وعل���ى الرئيس املصري التنح���ي أما يف ليبيا فقد‬ ‫افتقدنا مؤسسه عس���كريه تقول للحاكم توقف‬ ‫واحزم حقائبك وارحل أو تنحي ولألس���ف الزلنا‬ ‫نفتقده���ا إىل اآلن رغم أن حترير بنغازي يرجع‬ ‫الفض���ل في���ه النضمام ق���وات الصاعقة للش���عب‬ ‫والشباب حيث مت االستيالء على كتيبة الفضيل‬ ‫كما ال ميكن نسيان رجال القوات اجلوية الذين‬ ‫رفض���وا ضرب بنغازي وهم الرائ���د علي الرابطي‬ ‫م���ن طرابل���س والصاحل�ي�ن عب���د اهلل من س���بها‬ ‫كذل���ك نذك���ر ب���كل فخ���ر م���ن تص���دوا لرتل‬ ‫الطاغية على مش���ارف بنغازي قب���ل تدخل الناتو‬ ‫وعلى رأس هؤالء األبطال الشهداء املهدي السمني‬ ‫وفخ���ري الصالبي وامب���ارك العقيل���ي وغريهم‬ ‫ومل تتوقف بطوالت رجال القوات املسلحة الذين‬ ‫انظم���وا للثوار س���واء يف درنة وط�ب�رق والبيضاء‬

‫والزاوي���ة وجبل نفوس���ة والزنتان ومصراته على‬ ‫رأسهم الشهيد على حدوث العبيدي‪.‬‬ ‫أثناء الثورة كان وضع العس���كر يف ليبيا مقس���م‬ ‫على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ج���زء انظ���م للثورة والتح���ق جببهات القتال‬ ‫وكان���وا من عوامل جناح ثورة فرباير وانتصارها‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬جزء لألس���ف احناز للمقب���ور القذايف وقاتل‬ ‫الشعب اللييب وارتكب جرائم يف حق ليبيا ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ج���زء س���ليب بق���ى يف منازهل���م وبيوتهم ومل‬ ‫يهبوا لنجدة شعبهم وأهلهم ‪.‬‬ ‫هذا التوصيف البد منه من أجل أن نبدأ يف وضع‬ ‫احلل���ول لبناء مؤسس���ة عس���كرية وطنية حتمي‬ ‫الدس���تور والش���عب ومؤسس���ات الدول���ة ألن���ه ال‬ ‫ميكن أبدا حل إش���كالية بناء املؤسس���ة العسكرية‬ ‫مبعزل ع���ن أوض���اع اجلي���ش اللييب قب���ل وأثناء‬ ‫وبعد ثورة فرباير ‪.‬‬ ‫وأول خط���وة لبن���اء صحي���ح وس���ليم للمؤسس���ة‬ ‫العس���كرية ه���و التعامل م���ع الث�ل�اث الفئات اليت‬ ‫حددناها يف البداية وذلك باآلتي ‪:‬‬ ‫‪-1‬أما من قاتل مع القذايف فالقضاء هو الفيصل‬ ‫ولك���ن فصله من اجليش أمر مهم لبناء مؤسس���ه‬ ‫عسكريه علي أساس وطين‪.‬‬ ‫‪ -2‬أم���ا املتفرج�ي�ن فم���ا عليه���م إال أن حيرتموا‬ ‫زمالءه���م العس���كريني ودماء الش���هداء وذلك بأن‬ ‫يقدم���وا اس���تقالتهم أو يتقدم���وا بطل���ب التقاعد‬ ‫االختي���اري ويتحول���وا إل���ي العم���ل املدن���ي فمن‬ ‫ختل���ي ع���ن واجبه وذل���ك بعدم محاي���ة أعراض‬ ‫الليبي���ات م���ن مرتزق���ة الق���ذايف هو غ�ي�ر جدير‬

‫حبم���ل ب���ادج اجلي���ش الوط�ن�ي وال ارت���داء بزت���ه‬ ‫العس���كرية نع���م نقوهل���ا بصراحة إل���ي كل من‬ ‫فضل من العس���كريني البقاء يف بيته أو هرب من‬ ‫االلتحاق بنداء الوطن حلماية الشعب اللييب من‬ ‫كتائب القذايف ومرتزقته‪.‬‬ ‫‪ -3‬يبق���ى األبطال الش���جعان الذين احنازوا إىل‬ ‫ش���عبهم من جنود وضباط اجلي���ش اللييب وهما‬ ‫من جي���ب أن يت���م تعينيهم يف مفاصل املؤسس���ة‬ ‫العس���كرية م���كان من كانوا يقاتل���ون إىل جانب‬ ‫املقبور‬ ‫أزمــة ثـقـــة‬ ‫إن هن���اك غياب للثقة واضح بني الش���باب اللييب‬ ‫ال���ذي قاتل ض���د املقبور الق���ذايف واجليش اللييب‬ ‫نتيج���ة لتواج���د الضب���اط والق���ادة الذي���ن أدارو‬ ‫العمليات العس���كرية ضد الش���عب اللي�ب�ي الذين‬ ‫جي���ب حماكمتهم وفصلهم م���ن اجليش اللييب‬ ‫واآلن لدين���ا إش���كالية أخ���رى حي���ث انظم بعض‬ ‫العس���كريني مم���ن قات���ل م���ع الث���وار إىل تي���ارات‬ ‫سياس���ية وجهوي���ة وقبلي���ة وه���ؤالء أيض���ا جيب‬ ‫إحالته���م إىل العم���ل املدني وع���دم متكينهم من‬ ‫البقاء يف املؤسس���ة العس���كرية وجي���ب أن نعرتف‬ ‫أن الش���باب الثوار لألسف اليوم ال حيضون بثقة‬ ‫جزء كبري من الش���عب اللييب ألن الثوار لألسف‬ ‫أصبح���وا هل���م توج���ه سياس���ي واحني���از لط���رف‬ ‫سياسي أو جهوي أو قبلي وخصام مع طرف أخر‬ ‫وايدولوجيا معينة ال ميكن معها ألفرادها وقادتها‬ ‫أن يكون���وا مح���اة ل���كل الليبي�ي�ن فه���م يتدخلون‬ ‫بالسياس���ة وهلم فكره���م وحتالفاته���م وهذا أمر‬ ‫ال ميكن معه بناء مؤسس���ة عسكرية وطنية تقف‬

‫على مسافة واحدة من كل الليبيني لذلك جيب‬ ‫ع���دم إدخاهلم للجيش س���واء جمموعات أو حتى‬ ‫كما ه���و مطروح أالن فرادي بل جيب توجيههم‬ ‫للعم���ل املدن���ي والدراس���ة يف اخل���ارج ومنحه���م‬ ‫قروض لعمل مشاريع اقتصادية كما الربنامج‬ ‫الرائع هليئة احملاربني ‪.‬‬ ‫من نضم أذا للجيش اللييب ؟‬ ‫هذا هو الس���ؤال الذي يفرض نفس���ه بعد أن نرى‬ ‫األوضاع اليت عليها البالد اليوم سياسيا وعسكريا‬ ‫حيث السالح منتش���ر والكتائب واملليشيات أكثر‬ ‫م���ن امل���دارس لذل���ك أعتقد أن���ه جي���ب أن تقوم‬ ‫وزارة الدف���اع بعقد اتفاقات مع دول هلا تاريخ يف‬ ‫احرتام الدميقراطية ولديها مؤسس���ات عسكرية‬ ‫حترتم الدولة ومؤسس���اتها وذلك بتدريب شباب‬ ‫جدي���د لدي���ه من العمر ‪ 16‬س���نة و‪18‬س���نة أي‬ ‫أن���ه يف الث���ورة مل يكن يف الكتائ���ب وال حيمل أية‬ ‫ايدولوجي���ا أو توجه سياس���ي وبالتال���ي ال ميكنه‬ ‫أن يلتحق حبزب أو تيار أو تنظيم ألنه عس���كري‬ ‫وقانون املؤسس���ة العس���كرية مينع ذلك وأن تقوم‬ ‫وزارة الدفاع ورئاس���ة األركان بتعيني الضباط‬ ‫الذي���ن قاتل���و واحنازو للش���عب أثناء الث���ورة ومل‬ ‫ينح���ازو لطرف سياس���ي أو جه���وي أو قبلي بعد‬ ‫الثورة وما أكثرهم بتولي املسؤولية يف املؤسسة‬ ‫العسكرية وقيادة املعسكرات والثكنات‪.‬‬ ‫أخريا جي���ب أن نفهم مجيعا أننا الش���عب الوحيد‬ ‫الذي خرج للمطالبة بإقامة نظام لدولتنا وليس‬ ‫إس���قاطه لعدم وجود نظام أصال بل حكم عصابة‬ ‫املقبور القذايف وألننا نريد أن نبين دولة املؤسسات‬ ‫وال نريد دولة العصابات فان املؤسس���ة العسكرية‬ ‫هي مؤسس���ه حتكمها وتضبطه���ا القوانني لذلك‬ ‫جيب أن يضبط العس���كر تصرفاتهم وأن ينظموا‬ ‫معسكراتهم ويستخلصوا العرب من هذه األحداث‬ ‫وأن يس���تعدوا للدف���اع فقط عن ش���عبهم وتراب‬ ‫ليبيا احلبيب عندها فقط ال يبقي جمال ليعرينا‬ ‫احد بان اجليش غري قادر عن حتمل مس���ؤولياته‬ ‫وعاج���ز حيت ع���ن حراس���ة حدودن���ا وأن احلاجة‬ ‫إلي وجود الس�ل�اح خارج اجلي���ش الوطين اللييب‬ ‫أمر يفرضه الواقع ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫‪19‬‬

‫الرقيق ينفي ويبني احلقيقة‬ ‫حسن احممد الرقيق‬ ‫يف البداية أحييكم بتحية اإلسالم‬ ‫‪ ،‬ثم من خالل مقال مراس���لتكم يف‬ ‫العدد رق���م ‪ 107‬بتاريخ ‪ 28‬مايو –‬ ‫‪ 3‬يوني���و ‪2013‬صفح���ة رقم ‪4-5‬‬ ‫يف زاوي���ة ( الليبيني التبو املصارحة‬ ‫قبل املكاش���فة ) يف جريدتكم ‪ ،‬ذلك‬ ‫املقال امللي���ئ باملغالط���ات واألخطاء‬ ‫واليت من ش���أنها جتديد نار الفتنة‬ ‫ب�ي�ن أبن���اء األم���ة الليبي���ة والوطن‬ ‫الواحد ‪ ،‬ويتضح أن مراسلتكم ومن‬ ‫أشرف علي نش���ر مقاهلا دون تثبت‬ ‫أنهم يعيشون يف كوكب آخر غري‬ ‫الذي حن���ن فيه ألن مراس���لتكم مل‬ ‫تعي���ش احلدث ومل تواك���ب الواقع‬ ‫واألحداث واخلطوات اليت نس���جت‬ ‫عليه���ا صفحات ملف املصاحلة من‬ ‫أجل ليبيا األم أو أنها كلفت بذلك‬ ‫ملصلح���ة من يري���د عدم إس���تقرار‬ ‫الوطن ‪ ..‬واهلل املستعان ‪.‬‬ ‫فأول‪ :‬املغالطات أن املصاحلة بدات يف عهد‬ ‫حكومة الكيب والسيد علي زي���دان كان‬ ‫خري عون للمصاحلة ومل يكن ورقة ضغط‬ ‫بل إلتزم احلياد وإستكمل امللف بل الراعي‬ ‫مل��ل��ف امل��ص��احل��ة رئ���اس���ة أرك�����ان اجل��ي��ش‬ ‫اللييب وحكماء ليبيا بالعموم وجبل نفوسة‬ ‫باخلصوص ثم أن الشيخ غيث سيف النصر‬ ‫مت تفويضه من قبل أولياء الدم يف إجتماع‬ ‫سبها وكذلك السيد حممد سيدي فوض‬ ‫م��ن قبل األش��ق��اء التبو بعد لقائهم األول‬ ‫مب���ب���ادرة م��ن ال��س��ي��د ح��س��ن حم��م��د حسن‬ ‫املرابط املقرحي ‪ ،‬ومل تكن املصاحلة خداع‬ ‫أو ضغط علي طرف معني بل إتفاق وقناعة‬ ‫ورضي من مجيع ممثلي األطراف الليبية‬ ‫املتنازعة يف ف��زان يف تلك الفتنة اليائسة‬ ‫وكذلك مل تكن بني قبائل التبو الليبية يف‬ ‫فزان وقبيلة أوالد سليمان الليبيني بل إنها‬ ‫كانت بني أشقاء الوطن التبو وبعض قبائل‬ ‫العرب مبدينة سبها ‪ ،‬فواقع الفتنة واليت‬ ‫وقعت كانت أطرافها متعددة وخري دليل‬ ‫إختالف القتلي يف قبائلهم فحصيلة تلك‬ ‫الفتنة لعن اهلل من ك��ان سببها ‪ 96‬قتيل‬ ‫منهم ‪ 86‬من عرب سبها منهم ‪ 30‬فقط من‬ ‫قبيلة أوالد سليمان و‪ 106‬قتيل من األشقاء‬ ‫التبو فهذا دليل علي أن الفتنة كانت عامة‬ ‫ومل تكن مبيتة لكن السفهاء والشيطان هما‬ ‫السبب يف تلك الفتنة ‪ ،‬فاهلل نسأل أن جيعل‬ ‫مجيع القتلي يف جنات النعيم ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أن املصاحلة مت التوقيع عليها‬ ‫يأيدي ثابتة كرمية هلا إحرتام أصحابها‬ ‫يف وس��ط��ه��م اإلج��ت��م��اع��ي ن��اب��و ع��ن أول��ي��اء‬ ‫ال��دم ك��ان ذل��ك بعد مفاوضات إستمرت‬ ‫ألكثر م��ن عشرة أشهر ختللتها زي��ارات‬

‫لكل األطراف ومقابالت وإعتذارات وتقديم‬ ‫مساعدات للمتضررين مجيعا عربا وتبو‬ ‫بوساطة اخل�يري�ين يف ه��ذا ال��وط��ن بوفود‬ ‫متعددة حت��ت إش���راف احلكومة السابقة‬ ‫واحلالية وحيت إعداد الوثيقة كان برضي‬ ‫اجلميع بعد عرضها عليهم من قبل الوسطاء‬ ‫حكماء جبل نفوسة وغ�يره��م م��ن حكماء‬ ‫ليبيا برعاية رئاسة أركان اجليش اللييب‬ ‫ومت��ت مراجعتها امل��ب��اش��رة أم���ام مندوبي‬ ‫ك���ل األط������راف وب��ت��وق��ي��ع ب��ع��ض ش��ي��وخ‬ ‫األط��راف ‪ ،‬وكان ذلك أمام اجلميع يف‬ ‫حفل كبري ولعل صورة وثيقيت‬ ‫امل���ص���احل���ة ت���وض���ح أمس����اء‬ ‫امل��وق��ع�ين يف الوثيقتني‬ ‫امل���رف���ق���ة وه������ذا خ�ير‬ ‫جواب كايف للقارئ‬ ‫الكريم ‪ ،‬ولكن يا‬ ‫سيدتي ويا إدارة‬ ‫اجلريدة عندما‬ ‫ي��غ��ي��ب التثبت‬ ‫ويطلق العنان‬ ‫ل���ك���ل ال���ن���اس‬ ‫ن���ن���س���ي ق��ول��ه‬ ‫تعالي ‪ ( :‬يأيها‬ ‫الذين آمنوا إن‬ ‫ج��اءك��م فاسق‬ ‫بنبأ فتبينوا ‪ )..‬أما‬ ‫موضوع القاعة مت‬ ‫اإلت��ف��اق علي إحالة‬ ‫ملفها للعدالة وأنا معك‬ ‫ب��ك��ل ق���وة للتحقيق يف ه��ذا‬ ‫املوضوع حسب اإلتفاق املربم بني املتنازعني‬ ‫ألن احلق رفع السموات عن األرض ولعل‬ ‫يف أح��د وثيقيت املصاحلة املرفقة جتدي‬ ‫وال���ق���ارئ ال��ك��ري��م اجل����واب ال��ش��ايف يف ه��ذا‬ ‫اجلانب إذا نشرت ومن جانب آخر فتحملت‬ ‫قبيلة أوالد سليمان دية ست نساء وطفلني‬ ‫م���ع ع����دم ت���ورط���ه���م يف ج���رمي���ة ال��ن��س��اء‬ ‫والطفلني وال�تي حصلت يف قرية حجارة‬ ‫‪ ،‬فاحلقيقة مل يكن هناك أي شخص من‬ ‫قبيلة أوالد سليمان يف ذلك اليوم املشئوم‬ ‫ولكن من أجل ليبيا ووح��دة الصف ورضا‬

‫األشقاء حتملت هذه القبيلة وزر غريها ‪.‬‬ ‫ث��ال��ث��ا ‪ :‬حن��ن ال ننكر أن ه��ن��اك بعض‬ ‫امل��ع��ارض�ين للصلح م��ن ب��ع��ض األط����راف‬ ‫وهم قلة وبعالقات أخري وألسباب قد مت‬ ‫اإلتفاق علي عالجها اللهم إال أن تكون هناك‬ ‫أسباب مل تكن مرئية هدفها إفشال الصلح ‪،‬‬ ‫ف��امل��ص��احل��ة ق��د ت��ك��ون ل��ي��س م��ن مصلحة‬ ‫البعض وقد تكون قنوات تلفزيونية كتلك‬ ‫القناة اليت بثت لقاء بعيد احلفل مع بعض‬ ‫األشخاص الذين إدعوا أنهم ميثلون بعض‬ ‫األط��������راف وه�����م ي��رف��ض��ون‬ ‫امل��ص��احل��ة وه���ذه القناة‬ ‫ل��ي��س ب��غ��ري��ب عنها‬ ‫ب������ث ال����ف����ت����ن����ة يف‬ ‫ب���ع���ض األح���ي���ان‬ ‫وخ��اص��ة عندما‬ ‫ت��ن��ح��از لبعض‬ ‫األش������خ������اص‬ ‫وت�����������س�����������وق‬ ‫ب������رام������ج م��ن‬ ‫شأنها زعزعة‬ ‫اإلستقرار ‪ ،‬أما‬ ‫اإلعتصام الذي‬ ‫ح��ص��ل يف امل��ط��ار‬ ‫ي�����وم ‪ 19‬إب���ري���ل‬ ‫‪ 2013‬ف���ل���م ي��ك��ن‬ ‫سلميا ب��ل حتريضيا‬ ‫مسلحا بأسلحة خفيفة‬ ‫م����ن ق���ب���ل ال���ب���ع���ض إف���ش���اال‬ ‫للمصاحلة طعن علي أث��ره أحد‬ ‫األشقاء التبو ‪.‬‬ ‫زيدان ليس بعديل عبداجلليل‬ ‫أم���ا ع��ن م��وض��وع ال��س��ي��د ع��ل��ي زي���دان‬ ‫وأنه عديل السيد عبداجلليل سيف النصر‬ ‫أي زوجاتهما شقيقتان فهذا غري صحيح‬ ‫فزوجة السيد علي زي��دان إبنة عمه أبيها‬ ‫ي��دع��ي ال��س��ن��وس��ي ب��احل��اج مح��د الشريف‬ ‫وزوج���ة السيد عبداجلليل سيف النصر‬ ‫أبيها يدعي بدرالدين مصباح عثمان املياسي‬ ‫والسيد علي زيدان والسيد عبداجلليل أرقي‬ ‫من ذل��ك فأتقي اهلل يف نفسك يا خاله ويا‬ ‫إدارة جريدة ميادين ‪.‬‬

‫أنا مل أفيت ضد أحد‬ ‫أنا مل أفيت قط يف املاضي واحلاضر ضد‬ ‫أي قبيلة وما نقلته مراسلتكم علي لسان‬ ‫السيد علي حممد فهو مردود عليه وعليها‬ ‫( قوله إن قتل ت��ب��اوي كمن قتل ثعبان)‬ ‫فعليها أن تتأكد م��ن م��ص��ادره��ا وس��وف‬ ‫أقاضيها علي ذل��ك ه��ي م��ن ص��رح بذلك ‪،‬‬ ‫فالتبو أخوال لوالدتي رمحها اهلل وكذلك‬ ‫هم من البشر وم��ن خليفة اهلل يف األرض‬ ‫ومن بين آدم الذي كرمه اهلل بقوله تعالي‬ ‫( ول��ق��د كرمنا ب�ني آدم ومح��ل��ن��اه يف الرب‬ ‫والبحر ) ‪ ،‬فنحن نرتفع عن هذه األخالق‬ ‫فلم نرتبي عليها فأنا خطيب وواع��ظ منذ‬ ‫‪ 1984‬وأعتقلت عشرات املرات لقولي احلق‬ ‫‪ ،‬فأين الدليل وأين الشهود وهل يستطيعون‬ ‫مقابليت ب��ع��د حتليفهم ع��ل��ي ك��ت��اب اهلل‬ ‫ب��ق��ول احل����ق وم��ت�ي ويف أي ق��ن��اة ‪ ،‬وه��ل‬ ‫تستطيعي اإلستناد علي شاهد واحد فمن‬ ‫ي��ردد اإلش��اع��ة يكون م��ن أهلها ‪ ،‬تذكري‬ ‫قول الرسول صلي اهلل عليه وسلم يا خالة‬ ‫( كفي باملرء كذبا أن حيدث مبا مسع )‪.‬‬ ‫وأنتم يا صحيفة ميادين حنن ال نريد‬ ‫إستبدال ظامل بآخر من ظلم القذايف إلي‬ ‫ظ��ل��م صحيفتكم أي���ن أخ�ل�اق امل��ه��ن��ة أي��ن‬ ‫األمانة إني أتوكل علي اهلل ضد إتهامكم‬ ‫ف��ه��ذا ل��ي��س ب���اإلف�ت�راء األول ع��ل��ي فنحن‬ ‫ك��ال��ن��خ��ل ي��رم��ي حب��ج��ر ف�يرم��ي ال��رط��ب‬ ‫وكما قال الشاعر ‪:‬‬ ‫ك��ن كالنخيل ع��ل��ي األح��ق��اد مرتفعا‬ ‫يرمي حبجر فريمي أطيب الثمر‬ ‫فيا صحيفة ميادين إتقوا اهلل يف األبرياء‬ ‫وتبينوا وإستعدوا أنتم والكاتبة فلدينا ما‬ ‫نقول يف هذا املوضوع بالوثائق لكننا حنن‬ ‫علي العهد باقون ونرتفع عن ذلك فاحلكم‬ ‫بيننا القضاء واحملاكم وس��وف تتحملون‬ ‫أنتم والكاتبة أي س��وء نتعرض ل��ه أن��ا أو‬ ‫أح��د املذكورين يف صحيفتكم ج��راء هذا‬ ‫املقال املعيب ‪ ،‬كما أطلب منكم نشر مقالي‬ ‫كامال م��ع ص��ور وث��ائ��ق املصاحلة ‪ ..‬واهلل‬ ‫املستعان‪.‬‬ ‫محي اهلل ليبيا من كل فتنة‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ليبيا اجلديدة بعيون أملانيّة‬ ‫القوى احمللية واجلهو ّية‪:‬‬ ‫ترمجة ‪:‬‬ ‫مفتاح السيد الشريف‬ ‫وبص���رف النظر عن احلركات اإلس�ل�امية‪،‬‬ ‫ف���إن العناصر الفاعلة أكثر سياس��� ّيا اليوم‪،‬‬ ‫تتحدّد وتنظم نفس���ها على أس���اس املستوى‬ ‫احملل���ي أو اإلقليم���ي (اجله���وي)‪ .‬وأس���باب‬ ‫ذلك تكم���ن يف مس���ار احلرب األهلي���ة وقوة‬ ‫الوالءات احمللية والقبلية‪ .‬ففي األيام األوىل‬ ‫للث���ورة‪ ،‬تك ّونت اجملالس احمللية يف الش���مال‬ ‫الش���رقي للب�ل�اد‪ ،‬ويف جب���ال نفوس���ة ويف‬ ‫مصراتة‪ ،‬حلماية السكان وضمان اإلمدادات‬ ‫م���ن الض���رورات احليوي���ة‪ .‬وع�ب�ر مس�ي�رة‬ ‫الصراع تش��� ّكلت وحدات صغ�ي�رة للدفاع عن‬ ‫اجملتمع���ات احملل ّي���ة ضد ق���وات النظام‪ ،‬ومن‬ ‫ث���م تط��� ّورت إىل ع���دد واف���ر م���ن الكتائ���ب‬ ‫ّ‬ ‫الثوري���ة واجملال���س العس���كرية‪ ،‬وكله���ا‬ ‫ترتكز على املس���توى احمللي‪ .‬وبعد أن س���قط‬ ‫النظام و ُنهبت مستودعاته املسّلحة‪ ،‬انتشرت‬ ‫اجلماعات املس���لحة اليت تطلق على نفس���ها‬ ‫كتائب ثورية‪ ،‬حت���ى يف املدن واملناطق مثل‬ ‫ضواح���ي كثرية من طرابلس‪ ،‬حيث مل يكن‬ ‫هن���اك قت���ال يذك���ر‪ .‬واجملالس العس���كرية‬ ‫احمللي���ة ش���كلت يف كل م���كان تقريب���ا‪.‬‬ ‫واحليويّ���ة احمللية ختتلف م���ن منطقة إىل‬

‫اجملالس احمللية‪،‬القبائل وامليليشيات‬ ‫أخ���رى‪ .‬واهلي���اكل الثوري���ة احملل ّية ظهرت‬ ‫قوي���ة يف مراكز الش���مال الغرب���ي‪ ،‬فريطت‬ ‫بش���كل وثيق بني اجملال���س املدني���ة وزعماء‬ ‫القبائل والوحدات العسكرية‪ .‬بينما يف مشال‬ ‫غرب طرابلس الغرب‪ ،‬جلب س���قوط النظام‬ ‫الصراع���ات ب�ي�ن املعاق���ل الثوري���ة و أعض���اء‬ ‫القبائل الذين ش���كلوا العمود الفقري جلهاز‬ ‫أمن القذايف‪ .‬وهنا‪ ،‬نش���أت هي���اكل مدن ّية ‪/‬‬ ‫عس���كريّة حت���ى يف املدن اليت اخت���ذت جانب‬ ‫النظ���ام أو امتنع���ت ع���ن الكفاح‪ ،‬لك���ي تدافع‬ ‫ضد اهلجمات اليت تش���نها الكتائ���ب الثورية‪.‬‬ ‫ويف م���دن الش���مال الش���رقي‪ ،‬وال�ت�ي مل تكن‬ ‫حت���ت التهديد العس���كري من���ذ بداية تدخل‬ ‫حل���ف النات���و يف م���ارس ‪ ،2011‬مل تظه���ر‬ ‫هياكل حملية ميكن مقارنتها يف التماسك‬ ‫الداخل���ي‪ ،‬ومل تنش���ب الصراع���ات ب�ي�ن املدن‬ ‫الفردي���ة أو القبائ���ل‪ .‬وق���د نش���أت التوت���رات‬ ‫أساس���ا ب�ي�ن معس���كر اإلس�ل�اميني الث���وري‪،‬‬ ‫وأفراد القوات املسلحة واألجهزة األمنية‪.‬‬ ‫لكن املصاحل احمللية واإلقليمية ال تزال تلعب‬ ‫دورا مهم���ا للتعبئ���ة السياس���ية يف املنطق���ة‪.‬‬ ‫وتشمل هذه املطالب لتحقيق الالمركزية‪،‬‬

‫واحلرك���ة م���ن أج���ل الفيدرالي���ة واحلك���م‬ ‫الذات���ي اإلقليمي‪ .‬أم���ا اجلنوب (ف���زان) فقد‬ ‫انضم إىل الثورة يف ش���هرها األخري‪ ،‬ودون أن‬ ‫يقاتل على نطاق واسع‪ .‬وبعد سقوط النظام‪،‬‬ ‫اندلع���ت صراعات خط�ي�رة بني امليليش���يات‬ ‫القبلية املش���كلة حديثا‪ .‬ومل يتم التغّلب على‬ ‫هذه الصراعات بعد‪ .‬كما أن اجملالس املدنية‬ ‫والعسكرية يف اجلنوب غالبا ما يسيطر عليها‬ ‫فصيل واحد‪ .‬بينما اجلماعات احمللية تع ّرف‬ ‫نفس���ها‪ ،‬قبل كل ش���يء ‪ ،‬باهلويّة العرقية أو‬ ‫القبل ّية‪.‬‬ ‫يف أماكن كثرية ظل���ت اجملالس منتديات‬ ‫هام���ة للسياس���ة احمللية‪ ،‬والقناة الرئيس���ية‬ ‫مل���ن ميثلون املص���احل احمللية ل���دى احلكومة‬ ‫املركزي���ة‪ ،‬على الرغم من اخنفاض نفوذها‬ ‫من���ذ نهاية احلرب – إذ لي���س لديها (اعتبارا‬ ‫م���ن ماي���و ‪ )2013‬قواعد مؤسس��� ّية رمس ّية‪،‬‬ ‫وبالتال���ي ال ميزان ّي���ة هل���ا ‪ . 45‬وأش���كال‬ ‫تنظيمها وش���رعيتها ختتلف من مدينة إىل‬ ‫أخ���رى‪ .‬وع���دد قلي���ل فق���ط من امل���دن عقد‬ ‫يؤجل‬ ‫انتخابات حمل ّية مببادرة منها قبل أن ّ‬ ‫املؤمتر الوط�ن�ي يف نوفمرب ‪ 2012‬مزيدا من‬

‫فولفرام الخري‬ ‫(احللقة السادسة)‬ ‫االنتخابات‪ ،‬إىل أن يق ّر قانون اإلدارة احملل ّية‪.‬‬ ‫ويف كل مكان ما عدا مدن الش���مال الغربي‪،‬‬ ‫زاد ظهور املؤسسات احمللية من أهمية زعماء‬ ‫القبائ���ل‪ .‬و"جمال���س "احلكم���اء" ال�ت�ي تضم‬ ‫كال من زعماء القبائل واجملتمع احلضري‪،‬‬ ‫أصبح���ت مرجع���ا‪ ،‬وظه���رت يف مجي���ع املدن‬ ‫تقريب���ا أثناء وبع���د الثورة‪ .‬ولكنه���ا مل تظهر‬ ‫م���ن العدم‪ ،‬ألن زعماء القبائل جرى دجمهم‬ ‫مؤسس���يا حتت القذايف‪ .‬ومل يك���ن قليال عدد‬ ‫أعض���اء املؤسس���ات اجلدي���دة الذي���ن خدموا‬ ‫بالفع���ل يف وظائ���ف مماثل���ة حت���ت قي���ادة‬ ‫نظام���ه ‪ . 46‬وق���د أدّت التح��� ّركات إلنش���اء‬ ‫هيئ���ة وطني���ة للمجال���س اجلدي���دة ‪ ،‬إىل‬ ‫مبادرات تنافس��� ّية ‪ . 47‬فق���ادة هذه املنظمات‬ ‫الوطنية واجملالس احمللية سعوا إىل التوسط‬ ‫يف الصراع���ات ال�ت�ي اندلع���ت يف العدي���د من‬ ‫األماك���ن‪ ،‬ولكن جناح ه���ذه اجلهود كانت‬ ‫حم���دودة‪ .‬واملش���كلة غالب���ا ه���ي ع���دم قدرة‬ ‫الدول���ة على دعم االتفاق���ات املتفاوض عليه‬ ‫ب�ي�ن زعم���اء القبائ���ل‪ ،‬عن طريق نش���ر قوات‬ ‫األمن وتنظيم حماكمات للجرائم ‪.48‬‬ ‫معاقل الثورية‬ ‫إن امل���دن اليت كانت معاق���ل النضال الثوري‬ ‫أصبح���ت مراكز القوى احمللي���ة يف مرحلة‬ ‫ما بعد احلرب ‪ .‬والثقل السياسي والعسكري‬ ‫يف هذا الصدد هي مصراتة املدينة الساحلية‬ ‫يف مشال غرب البالد‪ ،‬حيث يتواجد ‪40،000‬‬ ‫عنص���ر م���ن الكتائ���ب الثوري���ة املس���جّلة يف‬ ‫مدين���ة تعداده���ا ‪ 300،000‬نس���مة ‪. 49‬‬ ‫وخالل األش���هر األخرية من احلرب األهل ّية‪،‬‬ ‫س���يطرت كتائ���ب مصرات���ة عل���ى كم ّيات‬ ‫كبرية من مستودعات اجليش من األسلحة‬ ‫والذخائ���ر م���ا ب�ي�ن طرابلس وس���رت‪ .‬وعرب‬ ‫أش���هر من القت���ال ضد قوات النظ���ام‪ ،‬خلقت‬ ‫مؤسس���ات مدني���ة وعس���كرية متماس���كة‪.‬‬ ‫ومباش���رة يف فرتة ما بعد الثورة‪ ،‬فإن غالبية‬ ‫هذه الكتائب أصبحت حتت سيطرة اجمللس‬ ‫العس���كري احملل���ي و "إحتاد ث��� ّوار مصراته"‪،‬‬ ‫اللذي���ن تعاون���ا بش���كل وثي���ق م���ع بعضه���ا‬ ‫البع���ض ‪ . 50‬وعل���ى الرغم م���ن عدم وضوح‬ ‫الصالح ّي���ات بينهم���ا ف���إن اجملل���س احملل���ي‬ ‫امتلك يف البداية ش���رعية واسعة من خالل‬ ‫االنتخابات ال�ت�ي أجنزتها مصرات���ه مببادرة‬ ‫منها يف فرياير ‪.2012‬‬ ‫على أن���ه منذ ذل���ك احلني‪ ،‬اخنف���ض الدعم‬ ‫املوج���ه للمجل���س احملّل���ي‪ ،‬كم���ا فقد كال‬ ‫ّ‬ ‫اجمللس واإلحتاد الكثري من نفوذهما السابق‪،‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫‪21‬‬

‫كم��ا تك ّونت هياكل حملية مرتابطة بش��كل وثي��ق بني املدنيني‬ ‫والقيادات العسكرية يف معاقل ثورية أخرى‬ ‫إذ أن االنقس���امات داخ���ل النخب���ة السياس���ية‬ ‫ورج���ال األعم���ال يف املدين���ة‪ ،‬ظه���رت عل���ى‬ ‫الس���طح وتدهورت احلالة األمني���ة‪ . 51‬ومع‬ ‫ذل���ك‪ ،‬فممثلو املدين���ة يف احلكوم���ة واملؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي واصل���وا الدف���ع مبص���احل املعس���كر‬ ‫الثوري‪ .‬وقد لعب ق���ادة مصراتة دورا حامسا‬ ‫يف إنش���اء املؤسس���ات األمني���ة بالت���وازي م���ع‬ ‫اهلياكل القدمية‪ ،‬يف هيئ���ة" اللجنة األمن ّية‬ ‫العلي���ا" و "درع 'ليبي���ا"‪ ،‬إذ أن رئي���س األركان‬ ‫يوس���ف املنق���وش وف���وزي عب���د الع���ال وزير‬ ‫داخلي���ة حكومة الكي���ب اللذي���ن ظهرت هذه‬ ‫الوح���دات حتت إمرتهما‪ ،‬كان���ا من مصراته‪.‬‬ ‫واملدين���ة تهيم���ن عل���ى الش���عبة املركزيّ���ة‬ ‫ل���درع ليبيا‪ ،‬اليت ج ّند فيها حنو س���بعة آالف‬ ‫مصرات���ي‪ . 52‬ل���ذا فهجوم الفرق���ة ضد بين‬ ‫وليد يف أكتوبر ‪ ، 2012‬أعطاها بعدا حمل ّيا‬ ‫قويّ���ا‪ .‬م���ا جع���ل كال اجلانب�ي�ن يس���تحضر‬ ‫ذك���رى الصراعات التارخيي���ة بني مصراتة‬ ‫وقبيل���ة ورفل���ة بب�ن�ي ولي���د يف أوائ���ل القرن‬ ‫العشرين‪ .‬وهذا االستيالء على بين وليد ّ‬ ‫أكد‬ ‫القوة العس���كرية ملصراته ودورها الريادي يف‬ ‫املعسكر الثوري‪ ،‬بينما الزنتان يف مشال غرب‬ ‫ليبيا‪ ،‬واليت يعترب قادتها أنفس���هم منافس�ي�ن‬ ‫ملصراته‪ ،‬تأخذ املركز الثاني‪.‬‬ ‫وعلى النقي���ض من مصراتة احلضريّة‪ ،‬فإن‬ ‫التماسك الداخلي القوي الذي حدث هنا لديه‬ ‫بع���د قبل���ي‪ ،‬ألن الزنت���ان هي قبيل���ة ومدينة‬ ‫عل���ى ح���د س���واء‪ .‬وزعم���اء القبائ���ل يلعب���ون‬ ‫دورا مركزي���ا يف اختاذ القرارات السياس���ية‬ ‫والعس���كرية‪ ،‬وجملس الشورى الذي ك ّونوه‬ ‫حت���ول إىل مثل أعل���ى‪ ،‬ترجع إلي���ه اجملالس‬

‫ويعتق���دون أن القت���ال أهل���ك خمزون���ات‬ ‫الذخائ���ر لدى الزنت���ان‪ .‬كما عان���ت الزنتان‬ ‫أيضا من الس���معة الس��� ّيئة من ج ّراء ما قامت‬ ‫به من اعتقاالت تعسفية وجتاوزات أخرى يف‬ ‫طرابل���س‪ .‬وأن طموحاتها إىل توطيد نفوذها‬ ‫ع�ب�ر وزي���ر الدف���اع أس���امة اجلويل���ي ممثلها‬ ‫يف حكوم���ة الكي���ب‪ ،‬مل يتحق���ق‪ .‬ولك���ن بينما‬ ‫كان اجلويل���ي م���ؤازرا إىل ح���د كب�ي�ر م���ن‬ ‫قب���ل رئي���س األركان املنق���وش ونائب وزير‬ ‫الدفاع املربوك ‪ ، 56‬فقد استطاع أن ينجح يف‬ ‫حتويل عدد م���ن الكتائب الثورية من الزنتان‬ ‫إىل وحدات رمس ّية يف اجليش‪ ،‬وإس���ناد مهام‬ ‫إليها ‪ . 57‬وهذا يعكس تطلعات قادة الزنتان‬ ‫لتأم�ي�ن غلب���ة مدينته���م عل���ى أج���زاء جنوب‬ ‫غربي ليبيا‪ .‬وخ�ل�ال احلرب األهلية تك ّون يف‬ ‫املدينة "جملس عسكري للمنطقة الغربية "‬ ‫مؤ ّلف إىل حد كبري من الزنتانيني‪ .‬وعندما‬ ‫فق���د النظام ف���زان‪ ،‬ج ّندت الزنت���ان كتائب‬ ‫م���ن الط���وارق والتبو‪ ،‬وس���يطرت على حقول‬ ‫نفط ّي���ة ومواق���ع حدوديّ���ة يف املنطقة‪ .‬وهي‬ ‫ال ت���زال موج���ودة يف نق���اط إس�ت�راتيجية يف‬ ‫اجلنوب الغربي‪.‬‬ ‫كما تك ّونت هياكل حملية مرتابطة بشكل‬ ‫وثي���ق بني املدني�ي�ن والقيادات العس���كرية يف‬ ‫معاق���ل ثورية أخ���رى‪ ،‬مبا يف ذل���ك الزاوية ‪،‬‬ ‫ونواحي سوق اجلمعة وتاجوراء يف طرابلس‪،‬‬ ‫وامل���دن الرببرية يف جبال نفوس���ة‪ .‬ويف مجيع‬ ‫املدن الثورية‪ ،‬نشأت خنبة سياسية وعسكرية‬ ‫تزعم أنه���ا تدافع ع���ن املص���احل احمللية‪ .‬هذه‬ ‫النخب���ة الثوري���ة تضم قادة كتائ���ب مدنية‪،‬‬ ‫فض�ل�ا عن ضب���اط اجليش الذين انش���قوا يف‬

‫املدنية والعس���كرية احمللية ‪ . 53‬ومثلها مثل‬ ‫ثوار مصراتة‪ ،‬جنح���ت كتائب الزنتان أيضا‬ ‫يف كس���ب الس���يطرة عل���ى ع���دد كب�ي�ر من‬ ‫مس���تودعات الس�ل�اح ‪ . 54‬و يف صيف ‪2012‬‬ ‫ش��� ّنت هذه الكتائ���ب عدة هجم���ات باملدفعية‬ ‫على قرى قريبة من قبيلة (املشايشة) إلجبار‬ ‫أفراده���ا على الفرار أو ملنعه���م من العودة ‪55‬‬ ‫‪ .‬ويعترب بع���ض املراقبني الليبيني فش���ل هذه‬ ‫اجله���ود عالم���ة عل���ى الضع���ف العس���كري‪،‬‬

‫بداية الثورة‪ ،‬مثل زعي���م إحتاد ث ّوار مصراته‬ ‫العقيد س���امل جحا‪ ،‬وزعيم اجمللس العسكري‬ ‫للمنطقة الغربية العقيد خمتار فرنانة‪ .‬ويف‬ ‫مصراتة‪ ،‬املدينة ذات امليناء البحري والنخبة‬ ‫التجارية الراسخة‪ ،‬يضطلع ممثلو العائالت‬ ‫الب���ارزة ب���دور ه���ام‪ .‬فق���د ق���ام فيه���ا أعض���اء‬ ‫عائالت الس���وحيلي وفورت ّيه والض ّراط وبيت‬ ‫املال واألس���ر الرائدة األخرى بتمويل النضال‬ ‫الثوري خالل األشهر األوىل‪ ،‬وعملوا ممثلني‬

‫سياس���يني للمدينة‪ .‬كما لعبت ش���بكة رجال‬ ‫األعم���ال يف طرابل���س باملث���ل دورا هام���ا يف‬ ‫متويل الكتائب اليت س���يطرت على العاصمة‪.‬‬ ‫أما يف جبال نفوس���ة فقد كانت أدوار رجال‬ ‫القبائ���ل حامس���ة‪ ،‬بينم���ا اكتس���ب ممثل���و‬ ‫مجاعة اإلخوان املس���لمني والت ّيارات السلف ّية‬ ‫الش���هرة يف الزاوي���ة وطرابل���س‪ .‬وبالتال���ي‬ ‫ف���إن النخب���ة الثوريّ���ة مدينة يف مس���اهمتها‬ ‫يف الكف���اح‪ ،‬لثروته���ا ومسعته���ا التقليدية‪ ،‬أو‬ ‫ملزي���ج م���ن ه���ذه العوام���ل‪ .‬ونفوذه���ا احلالي‬ ‫مرتبط ارتباطا وثيقا بالقوة العسكرية ملدنها‬ ‫وكتائبها‪.‬‬ ‫اهلوامش‪:‬‬ ‫‪ )45‬إن قان���ون اإلدارة احمللي���ة ال���ذي أق���ره‬ ‫اجملل���س االنتقال���ي يف ع���ام ‪ ، 2012‬مل يت���م‬ ‫تنفي���ذه بع���د‪ ،‬إذ فض���ل اجملل���س ت���رك هذه‬ ‫املس���ؤولية للمؤمت���ر الوط�ن�ي‪ ،‬واحلكوم���ة‬ ‫املنتخب���ة‪ .‬ولك���ن املؤمت���ر الوط�ن�ي انش���غل‬ ‫طوي�ل�ا يف تش���كيل احلكوم���ة‪ .‬وق���د أبط���ل‬ ‫املؤمتر حماول���ة يف أوائل عام ‪ 2013‬إلدخال‬ ‫تعدي���ل جوهري يف القان���ون يدعو إىل تعيني‬ ‫احملافظ�ي�ن وعم���داء البلديّ���ات ب���دال م���ن‬ ‫انتخابه���م من قب���ل املؤمتر الوط�ن�ي ‪ .‬إضافة‬ ‫إىل أن تنظي���م االنتخابات احمللي���ة‪ ،‬وتطبيق‬ ‫القان���ون‪ ،‬م���ن املرج���ح أن يتطلب���ا املزي���د من‬ ‫املفاوض���ات‪ ،‬ألن احلكومة الت���زال تصر على‬ ‫أن���ه ينبغ���ي للس���لطة التنفيذي���ة احمللي���ة أن‬ ‫تكون مسؤولة أمام احلكومة املركزية‪ ،‬اليت‬ ‫ستزود بامليزانيات احمللية‪.‬‬ ‫‪ )46‬ولف���رام الخ�ي�ر "صع���ود السياس���ات‬ ‫القبلي���ة"‪ ،‬يف ع���ام ‪“ 2011‬االنتفاض���ات‬ ‫اجلماهريي���ة والنضال من أجل مس���تقبل ما‬ ‫بع���د الق���ذايف" ‪( ed.، Jason Pack‬لن���دن‬ ‫‪( )2013‬حتت الطبع)‪.‬‬ ‫‪“ )47‬جملس حكماء ليبيا" و "احتاد جمالس‬ ‫احلكماء والش���ور”‪ .‬هي حماولة إلنش���اء بنية‬ ‫مش�ت�ركة يف مؤمت���ر يف مدين���ة ترهون���ه يف‬ ‫نوفمرب ‪ ،2012‬فشلت يف حتقيق نتائج‪.‬‬ ‫‪ )48‬جمموع���ة األزم���ات الدول ّي���ة "حن���ن‬ ‫منقس���مون‪ :‬حمن���ة الص���راع يف ليبي���ا"‪-‬‬ ‫بروكسل ‪.2012‬‬ ‫‪ ) 49‬ب ‪" ،Brian McQuinn‬بع���د‬ ‫الس���قوط‪ :‬نشأة اجملموعات املسلحة يف ليبيا"‪،‬‬ ‫ورقة عم���ل عن (حصرلألس���لحة الصغرية)‪،‬‬ ‫‪ 12-‬جنيف‪.13 ،2012 ،‬‬

‫‪ ) 50‬املرجع نفسه‪.20-21 ،‬‬ ‫‪)51‬ملناقش���ات للكات���ب يف مصرات���ة‪ ،‬أبري���ل‬ ‫‪.2013‬‬ ‫‪ ) 52‬بريان ماكوين‪" ،‬بعد السقوط “ (انظر‬ ‫احلاشية ‪12 ،)49‬‬ ‫‪ ) 53‬مناقش���ات مع أعضاء جملس الش���ورى‬ ‫و اجملل���س احملل���ي‪ ،‬الزنتان‪ ،‬نوفم�ب�ر ‪2012‬؛‬ ‫‪" ،Lacher‬صعود السياس���ات القبلية "(انظر‬ ‫احلاشية ‪.)46‬‬ ‫‪ ) 54‬يف أواخر مايو ‪ 2012‬ضبطت كتائب‬ ‫م���ن الزنت���ان عش���رين دباب���ة و جلبته���ا إىل‬ ‫املدين���ة‪" .‬مص���در عس���كري‪ :‬الث���وار أخ���ذوا‬ ‫عش���رين مص���ادرة خزان���ات الزنت���ان "‪ ،‬موقع‬ ‫قورينا اإلليكرتوني‪ 28 ،‬مايو ‪،2012‬‬ ‫‪ )55‬الزنتان تتهم "املشايشه"بأنهم قاتلوا إىل‬ ‫قصروا يف تس���ليم‬ ‫اجلان���ب الق���ذايف‪ ،‬وأنه���م ّ‬ ‫املش���تبه فيهم املتهمني باملش���اركة يف جرائم‬ ‫النظام‪ . .‬وأصول النزاع بني الزنتان واملشايشه‬ ‫ترجع إىل املنازع���ات على احلقوق يف األرض‬ ‫ال�ت�ي أدت بالفعل إىل املناوش���ات املتكررة بني‬ ‫القبيلت�ي�ن يف أوائ���ل الق���رن العش���رين‪.‬وقد‬ ‫ازداد التوت���ر حتت حكم القذايف عندما أعطت‬ ‫الدولة هذه احلق���وق اليت يطالب بها الزنتان‬ ‫للمشايش���ه ‪ .‬أنظ���ر جريدة قورين���ا ‪ 14‬يونيو‬ ‫‪ "2012‬حت���ت عن���وان "قرار جدي���د من قبل‬ ‫(الش���قيقة)‪ :‬زعي���م الزنت���ان يطالب بتس���ليم‬ ‫املشتبه فيهم إىل مدعي عام الدولة "وكتبت‬ ‫‪ Libya Herald‬يف عدده���ا بتاري���خ ‪14‬‬ ‫يوني���و ‪ 2012‬تقول ‪ ”:‬ن���زوح اآلالف يف جبل‬ ‫نفوس���ة" ‪:‬وكذلك املؤل���ف ‪" ،Lacher‬صعود‬ ‫السياسات القبلية" (انظر احلاشية ‪.)46‬‬ ‫‪ ) 56‬وأع���رب اجلويل���ي م���رارا عن اس���تيائه‬ ‫بش���أن ه���ذا‪ .‬انظ���ر ل���ه مذكرة غ�ي�ر مؤرخة‬ ‫ح���ول الوض���ع يف ب�ن�ي ولي���د و "وزي���ر الدفاع‬ ‫اجلويل���ي ّ‬ ‫يش���ن هجوم���ا الذعا عل���ى اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي"‪ ،‬ليبيا هريال���د‪ 27 ،‬يونيو‬ ‫‪.2012‬‬ ‫‪ ) 57‬ويشمل هذا حراسة جنل القذايف سيف‬ ‫اإلس�ل�ام املعتقل يف الزنتان‪ ،‬والسيطرة على‬ ‫مس���تودعات األس���لحة وأج���زاء كب�ي�رة من‬ ‫احلدود الغربية‪ .‬تنظر مراس���يم وزارة الدفاع‬ ‫‪ ،189/2012 188 ،168‬طرابل���س‪21 ،‬‬ ‫يوليو و ‪ 2‬أغسطس ‪2012‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫خليل العرييب‬

‫مسلسالت ليبية يف رمضان‬

‫غادة عبدالرازق‬ ‫وحكاية حياة‬ ‫بعد أن متيزت الفنانة املصرية غادة‬ ‫عبدالرازق من خالل مسلس���لها ( مع سبق‬ ‫اإلص���رار )يف ش���هر رمض���ان الع���ام املاضي‬ ‫تع���ود ه���ذا الع���ام مبسلس���ل جدي���د بعنوان‬ ‫(حكاي���ة حياة ) يش���اركها البطولة الفنان‬ ‫طارق لطفي والفنانة رزان مغربي وأمحد‬ ‫زاهر وروجينا ‪ ،‬املسلس���ل م���ن تأليف أمين‬ ‫سالمة ومن إخراج حممد سامي ‪.‬‬ ‫وتؤك���د الفنان���ة غادة عبدال���رازق بأنها‬ ‫ستقدم يف هذا املسلسل الرمضاني اجلديد‬ ‫دراما خمتلفة جديدة فيها تش���ويق وإثارة‬ ‫وستكون األحداث خمتلفة شكال وموضوعا‬ ‫ع���ن أدوارها الس���ابقة فهي س���تقدم يف هذا‬ ‫املسلسل ش���خصية مغايرة ملا قدمته طيلة‬ ‫مشوارها الفين ‪.‬‬

‫•مسلسل ( اهلائشة وخوته ) من إخراج‬ ‫حممد بلع���م ومتثيل ‪ :‬صالح الش���يخي‬ ‫وس���لوي املقصيب ويوسف خش���يم وأنور‬ ‫التري وشكري شكاب ‪.‬‬ ‫•مسلسل ( فوبيا ) تأليف سراج هويدي‬ ‫وإخراج أس���امة ال���زروق متثي���ل ‪ :‬ميلود‬

‫التمثيل سلوي املقصيب ومحد الغرباوي‬ ‫‪•.‬مسلس���ل ( ب���وذراع ) تألي���ف ومتثي���ل‬ ‫ف���رج عبد الكري���م ويش���ارك يف التمثيل‬ ‫خالد الفاضلي وطارق الشيخي ‪.‬‬

‫العمرون���ي – مج���ال زاي���د – حمم���د‬ ‫عثم���ان – واص���ف اخلويل���دي – ن���ادر‬ ‫اللول�ب�ي – مهيبة جني���ب – وفاء نبيل –‬ ‫رمضان املزداوي ‪.‬‬ ‫•مسلس���ل ( عامل دايخ ) تأليف ومتثيل‬ ‫الفن���ان ص���احل األبي���ض ويش���ارك يف‬

‫(أنا األستاذ‪ ..‬أنا املسرح)‬ ‫ينظم اجملل���س األعلى للثقافة مهرجان املس���رح‬ ‫العرب���ي بالعاصم���ة طرابل���س يف الف�ت�رة ما بني‬ ‫‪ 1‬يولي���و إىل ‪ 6‬يوليو ‪2013‬م‪ .‬حتت ش���عار "أنا‬ ‫األس���تاذ‪ ..‬أن���ا املس���رح"‪ ،‬وتق���ام مجي���ع فعالي���ات‬ ‫املهرجان بفندق ريدسون بلوو (املهاري سابقا)‪.‬‬ ‫يش���ارك يف املهرجان العديد من الفرق املسرحية‬ ‫العربي���ة والليبي���ة‪ ،‬جبان���ب مش���اركة خ�ب�راء‬ ‫ومس���رحيني خمتصني م���ن دول عربية يف إلقاء‬ ‫ندوات وإقامة ورش فنية‪.‬‬ ‫يتضمن املهرجان عروضا فنية‪ ،‬وندوات وورش���ا‪،‬‬ ‫ويكون الربنامج العام لفعاليته كاآلتي‪:‬‬ ‫االثنني (‪ )1/7‬االفتتاح الس���اعة ‪ 7:00‬مساء‪ ،‬ثم‬ ‫يليه عرض مسرحية‪ :‬امليت احلي الساعة ‪8:30‬‬ ‫الثالث���اء (‪ )2/7‬افتتاح الورش ‪11‬الفنية صباحاً‪،‬‬ ‫ن���دوة اهلي���أة العربي���ة – افتتاح مع���رض الكتاب‬ ‫املس���رحي ‪ ،5:30‬ث���م عرض مس���رحية‪ :‬دموع يف‬ ‫الكحل ‪ 8:30‬مساء‬ ‫األربع���اء (‪ )3/7‬ال���ورش ‪11‬صباح���اً‪ ،‬يليه���ا‬ ‫حماض���رة‪ :‬ع���ن املس���رح اللي�ب�ي يلقيها األس���تاذ‬ ‫ميل���ود العمرون���ي‪ ،‬وحماض���رة داود احلوت���ي‬ ‫جتربة مسرحية‪ ،‬ثم عرض مسرحية‪ :‬سنديانة‬

‫حممد عساف جنم أيدول‬

‫‪ 8:30‬مسا ًء‬ ‫اخلمي���س (‪ )4/7‬الورش‪11‬صباح���اً‪ ،‬ث���م‬ ‫ندوة‪:‬املسرح والربيع العربي مبشاركة‪:‬‬ ‫زه�ي�رة بن عم���ار‪ -‬البص�ي�ري عبداهلل ‪ -‬حس�ي�ن‬ ‫اخلطيب‪ ،5:30‬ثم عرض مس���رحية‪ :‬الكراس���ي‬

‫حتص���ل حممد عس���اف الفنان الفلس���طيين‬ ‫املتسابق يف برنامج ( أراب أيدول ) يف مومسه‬ ‫الثان���ي حتص���ل علي لقب جن���م أراب أيدول‬ ‫بع���د إعالن النتيج���ة يف احللقة األخرية من‬ ‫هذا الربنام���ج واليت حتصل فيها على أكرب‬ ‫نسبة تصويت من املعجبني من كافة البالد‬ ‫العربية ‪.‬‬ ‫وذك���ر حممد عس���اف يف لق���اء مجعه مع‬ ‫زميل���ه يف الربنام���ج الفنان املص���ري حممد‬ ‫مج���ال ‪ ،‬ذك���ر ب���أن الصدف���ة وحده���ا اليت‬ ‫س���اعدته عل���ى املش���اركة يف ه���ذا الربنامج‬ ‫من خالل حضوره إىل القاهرة للمش���اركة‬ ‫يف التصفي���ات األوىل حي���ث وص���ل متأخ���را‬ ‫للفن���دق الذي جتري في���ه التصفيات فوجد‬ ‫زحاما ش���ديدا وآالف املتسابقني أمام الفندق‬ ‫ينتظرون دورهم ووجد أن األرقام قد نفدت‬

‫‪ 8:30‬مسا ًء‪.‬‬ ‫اجلمعة (‪ )5/7‬الورش ‪ 5:30‬مسا ًء‪ ،‬يليها عرض‬ ‫مسرحية‪ :‬منزل النور‪.8:30‬‬ ‫الس���بت (‪ )6/7‬ال���ورش ‪11‬صباحاً‪..‬وأخريا حفل‬ ‫االختتام ‪ 7‬مسا ًء‪.‬‬

‫لكن���ه قفز من س���ور الفندق وش���رح ظروفه‬ ‫لرج���ال أمن الفندق بأنه قادم من فلس���طني‬ ‫وتنازل له أحد املتسابقني عن رقمه وبالفعل‬ ‫تقدم للجنة وجنح واستمر يف النجاح طيلة‬ ‫سهرات الربنامج والتصفيات يف بريوت حيت‬ ‫وص���ل إىل احللق���ة األخرية ال�ت�ي أعلن فيها‬ ‫جناحه ‪.‬‬ ‫وكان حممد عس���اف قد استقبل استقبال‬ ‫األبط���ال عن���د وصول���ه إىل مدين���ة غ���زة‬ ‫ومحل عل���ى األعناق واحتفل���ت كافة املدن‬ ‫الفلس���طينية بنجاحه ‪ ،‬كما منحه الرئيس‬ ‫الفلس���طيين لق���ب س���فري النواي���ا احلس���نة ‪،‬‬ ‫وه���و نفس اللقب ال���ذي منحته ل���ه منظمة‬ ‫ اإلغاث���ة التابعة لألمم املتحدة يف فلس���طني‬ ‫( األوروا ) ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫أشهر ثالثة مشجعني يف األندية‬ ‫الكبرية يف ستينيات القرن املاضي‬

‫لعبة املالكمة‪ ..‬إىل أين؟‬

‫فتحي الساحلي‬ ‫األول كن���ا نعرف���ه باس���م (أب���و‬ ‫ماضي)‪.ِ..‬وكان مش���جعا لفريق النجمة‬ ‫القدمي���ة ومتابع���ا لفريقه���ا الك���روي يف‬ ‫درنة وطربق وطرابلس‪.‬‬ ‫كان ل���ه صوت جه���وري وكان العبه‬ ‫املفضل الالعب بوبكر مشيسة جناح أيسر‬ ‫فريق النجمة القدمية‪.‬‬ ‫كان (أب���و ماضي) حي���رس الدراجات‬ ‫أمام ملعب ‪ 24‬ديسمرب بالربكة وعندما‬ ‫كان يطمئن على الدرجات اليت حيرسها‬ ‫كان يعتلي الس���ور املقابل ملكان حراس���ة‬ ‫الدرجات ويتفرج من هناك على امللعب ‪..‬‬ ‫فإذا كانت املب���اراة لفريقه النجمة كان‬ ‫يتل���ذذ مبش���اهدة العب���ه املفض���ل بوبكر‬ ‫مشيس���ة ‪ ..‬وعندما كان مشيسة جيري‬ ‫بالك���رة أو يراوغ به���ا منافس���ه كان (أبو‬ ‫ماض���ي) يصيح (حنا حنننا) وهو مش���هور‬ ‫به���ذه الصيح���ة بصوته اجله���وري الذي‬ ‫كان يهز أرج���اء امللعب وتصل إىل العبه‬ ‫املفضل فتجعل���ه يبدع أكثر ويقدم كل‬ ‫ما يف جهده‪.‬‬ ‫أما املش���جع الثاني فهو (ب���و عوصة) وهو‬ ‫كان مش���جعا ومتيم���ا لفري���ق األهل���ي‬ ‫وكان حيم���ل حب���ا خالص���ا لالع���ب‬ ‫مصطفى املكي ‪.‬‬ ‫ع���رف عل���ى (بوعوص���ة) أن���ه كان دائما‬ ‫حيم���ل عصا يتك���ئ عليه���ا فإذا م���ا تأخر‬ ‫األهل���ي يف تس���جيل األه���داف كان يلوح‬ ‫بعص���اه يف اهل���واء وكأن���ه حيف���ز الريح‬ ‫وحيثه���ا عل���ى أن تنحاز لفريق���ه األهلي‬ ‫لكي يسجل األهداف ويفوز باملباراة ‪.‬‬ ‫كان مجي���ع الع�ب�ي ومناصري فريق‬ ‫األهلي حيملون ل���ه كل احلب والتقدير‬ ‫حت���ى إن���ه كان إذا ما حض���ر إىل النادي‬

‫هذه الصورة لفريق اهلالل مبلعب وميبلي بلندن ومعهم (احلريف)‪.‬‬ ‫األهل���ي يتجم���ع حول���ه املناصري���ن‬ ‫والالعب�ي�ن ويدعون���ه ب���أن ال يتغي���ب يف‬ ‫املب���اراة القادم���ة‪ ..‬فق���د كان اجلمي���ع‬ ‫يتفاءل حبضوره للمباراة‪.‬‬ ‫املش���جع الثال���ث كان يع���رف باس���م‬ ‫(مصطفى الشومالي) وامللقب (احلريف)‬ ‫وكان مش���جعا لفري���ق اهل�ل�ال من���ذ‬ ‫تأسيس���ه يف بداي���ة اخلمس���ينيات وكان‬ ‫حيض���ر ل���ه مجي���ع املباري���ات ال�ت�ي تقام‬ ‫بدرنة وط�ب�رق وطرابلس ‪ ..‬وكان يدير‬ ‫املقه���ى ال���ذي بالنادي واش���تهر (بطاس���ة‬ ‫الش���اي بالكاكاوي���ة) ال�ت�ي كان حيبه���ا‬ ‫مجيع العيب اهلالل‪.‬‬ ‫كان حيضر هلم احلليب بعد التمرينات‬ ‫واملباري���ات ‪ ..‬وبلغ حبه للفريق أنه س���افر‬ ‫عل���ى حس���ابه اخل���اص إىل لن���دن برفقة‬

‫اطلعت يف األس���بوع املاضي على العدد رقم ‪13‬‬ ‫م���ن صحيفة الرياضة الليبية الصادر بتاريخ ‪30‬‬ ‫ماي���و ‪ 2013‬م عل���ى لق���اء أجرت���ه الصحيفة مع‬ ‫الس���يد رئيس نادي أهلي طرابل���س ‪..‬لفت نظري‬ ‫ودعان���ي لقراءت���ه كام�ل�ا وب���كل متع���ن بع���ض‬ ‫العناوين اجلميلة ال�ت�ي زين بها اللقاء واليت قاهلا‬ ‫السيد املذكور و هي أنه‪.‬‬ ‫ال يبيع األحالم ‪...‬وال يشرتي األوهام ‪.‬‬ ‫بدأ احلديث يف هذا اللقاء باإلشارة إىل أن عالقته‬ ‫بالن���ادي كانت قدمية ومنذ أن كان صغريا‪ ..‬ثم‬ ‫ق���ام باس���تعراض امكانيات���ه املادي���ة حي���ث أوضح‬ ‫أيضا أنه عندما اس���تلم النادي تب�ي�ن له أن للنادي‬ ‫حس���ابني يف مصرف�ي�ن خمتلف�ي�ن أحدهما مدين‬ ‫بثالث���ة ماليني واآلخر ب���ه رصيد يبل���غ مليوني‬ ‫دين���ارا‪ ..‬وأن الن���ادي يفتق���ر إىل البني���ة التحتية‬ ‫ب���ل إىل كل ش���يء األم���ر ال���ذي جعله يس���رع يف‬ ‫بن���اء ملع���ب لك���رة الق���دم ورص���ف أرض كانت‬ ‫غ�ي�ر صاحلة مؤكدا أن كل ه���ذه املصاريف من‬ ‫جيب���ه اخلاص ومل يقرتب من أم���وال النادي على‬ ‫االطالق ‪ ...‬وأنه صرف حتى اآلن ومرة أخرى من‬ ‫جيبه اخلاص ‪ 6‬ماليني دينار‪.‬‬ ‫و يف س���ؤال ع���ن مص���ادر أمواله اليت ق���ال أنه بعد‬ ‫ثورة الس���ابع عش���ر من فرباير أحضرها إىل ليبيا‬ ‫على عكس كثريين أخرج���وا أمواهلم بعد الثورة‬

‫الفريق ول���ه صورة تذكاري���ة مع فريق‬ ‫اهلالل مبلع���ب وميبلي بلن���دن ‪ ..‬له أيضا‬ ‫ص���ورة رائعة وه���و جيلس ف���وق مقدمة‬ ‫س���يارة كادي�ل�اك وحيمل ال���كأس الذي‬ ‫ف���از ب���ه فري���ق اهل�ل�ال ع���ام ‪ 1961‬م يف‬ ‫بطولة برقة ‪.‬‬ ‫رح���م اهلل الثالث���ة واس���كنهم فس���يح‬ ‫جناته لقد كانوا مش���جعني حقا لفرقهم‬ ‫وحمب�ي�ن للعبة كرة الق���دم اليت كانت‬ ‫يف ذلك الوقت تعيش عصرها الذهيب‪.‬‬ ‫وأين هؤالء املش���جعني من مشجعني زمن‬ ‫الطاغية الذين أسهموا يف ضياع الالعبني‬ ‫وكرة القدم وقتل���وا كل احلب واحملبة‬ ‫بني األندية وأشعلوا نار احلقد والكراهية‬ ‫حبج���ة التش���جيع ألنديته���م وعلى رأي‬ ‫أحدهم (خوذوه كأس العامل)‪.‬‬

‫لف���ت نظري فوز فريقنا للمالكمة الذي ش���ارك يف‬ ‫دورة عربية يف تون���س بالرتتيب األول بعد أن حصل‬ ‫الفريق على قالدتني ذهبيتني وقالدتني فضيتني‪.‬‬ ‫مل أك���ن أع���رف من هم املالكم�ي�ن الذين حققوا‬ ‫ه���ذه االنتص���ارات وال مدربهم وذلك ألن�ن�ي مل أتابع‬ ‫ه���ذه املش���اركة ال�ت�ي مل يعطيه���ا اإلع�ل�ام األهمية‬ ‫الالزم���ة ‪ ..‬باإلضافة إىل أن�ن�ي مل أتوقع ذلك وألنين‬ ‫ع�ب�رت من���ذ ف�ت�رة بس���يطة ع���ن وج���ه نظ���ري اليت‬ ‫تتلخ���ص يف ض���رورة اختي���ار أكف���أ املالكم�ي�ن‬ ‫الس���ابقني وال زال لدينا منهم ع���دد معقول ونكلفهم‬ ‫بتدري���ب جمموعات من الناش���ئني ‪ ..‬و على أن ميكن‬ ‫املكلف�ي�ن بذل���ك باالخن���راط يف دورات ليطلعوا على‬ ‫مس���تجدات املالكم���ة وتطوره���ا يف أحن���اء الع���امل‬ ‫حت���ى يتس���نى إعداد الناش���ئني عل���ى أس���س وقواعد‬ ‫متط���ورة لنصل بهم إىل املكانة الدولية ولنعيد جمد‬ ‫املالكم���ة اليت كانت من أق���وى رياضتنا وأكثرها‬ ‫حتقيقا لالنتصارات والبطوالت ‪.‬‬ ‫وأيضا ضرورة العمل على مساعدة األندية الرياضية‬ ‫لبناء قاعات التدري���ب للمالكمة وللمصارعة أيضا‬ ‫بدال م���ن صرف األموال إىل األندي���ة الرياضية اليت‬ ‫تذه���ب إىل بعض العيب كرة القدم وبعض املدربني‬ ‫الذين ال يستحقوها‪.‬‬ ‫ودفع�ن�ي إىل كتاب���ة ه���ذه الكلمة ه���و أن املهم ليس‬ ‫النتائج الس���ريعة اليت قد تأتي مرة وال تتحقق دائما‬ ‫لكن املهم أن تك���ون البداية س���ليمة ووفقا للرتتيبات‬ ‫ورؤية صحيحة تتوفر من خالهلا االمكانيات الفنية‬ ‫واملادي���ة لنعي���د املالكمة اجلميلة ال�ت�ي توصلنا إىل‬ ‫النتائج الطيبة املطلوبة‪.‬‬

‫الوعد املستحيل ‪!...‬‬ ‫إىل خارج ليبيا‪.‬‬ ‫وأوض���ح أن ه���ذه األم���وال ج���اءت م���ن خ�ل�ال‬ ‫اس���تثماراته يف أوربا من شركات أقامها وحققت‬ ‫جناحا كبريا ‪ ..‬وأنه مل يس���تثمر شيئا خالل عهد‬ ‫الفساد والطغيان ‪.‬‬ ‫كنت امتنى أن يوضح هذه االستثمارات مع من‬ ‫كانت بالتحديد ؟‬ ‫وم���ا ه���و حجمها وش���كلها ؟ لريد عل���ى األقل على‬ ‫م���ا ي���ردده البع���ض ع���ن عالقت���ه بالنظ���ام املنهار‬ ‫وكتائبه أثناء الثورة ‪ ..‬من أجل أن يطمئن الناس‬ ‫بعد أن يعرفوا احلقيقة ألنين شخصيا ال حيق لي‬ ‫أن أحتدث بهذا الشأن ألنين ال أملك دليال واضحا‬ ‫على احلديث فيه أو اتهامه ثم حتدث حديثا جيدا‬ ‫عن رغبته يف فتح باب االستثماريني خالل إقامة‬ ‫مش���اريع منها قرى س���ياحية وجممع���ات وفنادق‬ ‫وأب���راج ومطاعم ‪ ..‬وأنه بص���دد االتفاق مع بعض‬ ‫الش���ركات ولتكن هذه املنش���آت مص���درا لدخول‬ ‫نقود على النادي‪.‬‬ ‫بعد هذا الس���رد اجلميل يبدو أن احلماس قد أخذ‬

‫منه مأخذا حيث نسي ما قاله عندما ذكر أنه ‪.‬‬ ‫ال يبيع األحالم وال يشرتي األوهام‬ ‫حيث قال كالما يتناقض بش���كل سافر مع هذه‬ ‫العب���ارات وليس له من هدف إال دغدغة مش���اعر‬ ‫اجلماه�ي�ر عندما قال لو أن مجاهري النادي طلبت‬ ‫من���ه انت���داب (ميس���ي) فلن ي�ت�ردد يف دف���ع قيمة‬ ‫انتقال���ه م���ن برش���لونة ‪ ..‬ورغم أن مثل (ميس���ي)‬ ‫ل���ن يلع���ب يف دوري ال نع���رف متى يب���دأ وكيف‬ ‫ينته���ي ؟ وال تتوفر فيه مالع���ب صاحلة وكثري‬ ‫من األمور اليت تساعد على اللعب ولكن األهم من‬ ‫ذلك وال���ذي جيعلنا نكتب اآلن أنه ما كان جيدر‬ ‫ب���ك أن تقول هذا الكالم‪ ..‬إال إذا كان صاحب املال‬ ‫ال يعل���م أن مرت���ب (ميس���ي) الس���نوي ‪ 17‬مليون‬ ‫دوالر أي حوالي ‪ 23‬مليون دينارا ‪!..‬‬ ‫وأيضا ال يعلم أن الش���رط اجلزائي لفس���خ عقده‬ ‫‪ 270‬مليون دوالر أي حوالي ‪ 282‬مليون دينارا ‪!..‬‬ ‫نع���م كن���ا نتمن���ى أن يكتف���ي بالوع���ود املمكن���ة‬ ‫ال�ت�ي وعد به���ا اجلماهري خاص���ة ما يتعل���ق منها‬ ‫باالس���تتثمار وال يذه���ب إىل وعود مس���تحيلة ال‬

‫تفس�ي�ر هلا إال دغدغة مشاعر هذه اجلماهري ‪..‬ثم‬ ‫الب���د ل���ي أن أضي���ف كالما آخ���ر وه���و إذا كان‬ ‫(اهلل) ق���د حباك نصيب���ا من األموال فإن األنس���ب‬ ‫واألج���دى أن تس���تكمل منش���ات الن���ادي مثل بناء‬ ‫ح���وض للس���باحة أو نادي���ا اجتماعي���ا يلتقي فيه‬ ‫أعض���اء الن���ادي وأس���رهم و حدائ���ق لألطف���ال‬ ‫وكذلك بناء قاعات للمالكمة واملصارعة‪.‬‬ ‫بل أيضا ندعوك حتى اخلروج من حميط النادي‬ ‫إىل حمي���ط ليبي���ا احلبيب���ة بأن تقي���م مصنعا يف‬ ‫مدين���ة ليبية حتتاج ل���ه وتتاح في���ه فرصة عمل‬ ‫لعدد من الشباب الباحثني عن مثل هذه الفرصة‪.‬‬ ‫أو بناء مستشفى يهتم بنوع من األمراض السارية‬ ‫تتوف���ر فيه الرعاي���ة و العالج ألطفالنا أو نس���ائنا‬ ‫خاصة الفقراء منهم‪.‬‬ ‫مثل هذه املنش���آت اليت حتقق السعادة للمواطنني‬ ‫س���يكون لك األجر والثواب عن���د رب العاملني الذي‬ ‫ال يضيع أجر احملس���نني الشاكرين هذه األعمال‬ ‫تغني���ك ع���ن التفكري يف الوعود اليت ال تس���من وال‬ ‫تغين من ج���وع وال حتقق إال التكالب والصراعات‬ ‫املقيت���ة اليت ت���ؤدي إىل االحتقان ب�ي�ن اجلماهري‬ ‫وتس���هم يف زيادة الواق���ع الرياضي املتدن���ي توترا‬ ‫وتدنيا‪.‬‬ ‫هذه نصيحيت خملصة (هلل) آمل أن تتقبلها ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 2 ( - ) 112‬يوليو ‪)2013‬‬

‫جنوب أفريقيا ‪ :‬عظمة الكلب‬ ‫برينت بريتنباخ‬ ‫*عل���ي ال���ذي أنف���ه م���ن خش���ب أال يس���تهني‬ ‫بالفؤوس‬ ‫*عندم���ا تكون املع���زاة موجودة ‪،‬م���ن احلماقة‬ ‫الثغاء عوضا عنها‬ ‫* أمح���د هامبات���ي ‪،‬مؤل���ف وم���دون للحكاي���ا‬ ‫الشعبية ‪ /‬مالي‬

‫التارخيي���ة والتمايزات الثقافي���ة ‪،‬وحيث يبدو‬ ‫أن يف االم���كان ان تتق���دم الش���عوب يف ص���ورة‬ ‫تدرجيية صوب حلول فيدرالية‪.‬‬ ‫‪.4‬إن الفوض���ى الدموي���ة ملرحلتن���ا االنتقالية‬ ‫والتناقض���ات واخلالفات اليت تتفجر كالقيح‬ ‫يوم���ا بع���د ي���وم بص���ورة أكث���ر عنفا م���ن أي‬ ‫وق���ت مضى ال بد أن تك���ون اعراضا لتصدعات‬ ‫أعم���ق ‪ .‬كل األط���راف تنش���د ب���ورع القي���م‬ ‫األخالقي���ة األعلى ( هل ه���ي طريق اجللجلة‬ ‫) وتتحدث عن بص�ي�رة اهتدت إليها ‪،‬وتعرض‬ ‫بتب���اه ابتس���امتها اجلديدة ‪،‬وتتزل���ف و تتملق‬ ‫( أو تؤن���ب وحت���ذر ) ‪،‬و تتفلس���ف ع���ن حترك‬ ‫اجياب���ي واطالق���ة اقتصادي���ة مث���ل حل���م يف‬ ‫اخليال ‪،‬تواس���ي األغنياء الذين سيبقون أغنياء‬ ‫وتقدم الوعود للفقراء بأنهم هم أيضا سريثون‬ ‫األرض ‪،‬ويلوحون بعصا س���حرية ( تشبه على‬ ‫حنو مريب رشاشات كالشنيكوف ) ويوزعون‬

‫التعاي���ش س���لميا ‪،‬والتش���جيع على التس���امح‬ ‫على فهم لتنوع األصول والتعبري عن املش���اعر‬ ‫والعالق���ات ال�ت�ي م���ن دونها ال ميك���ن أن تكون‬ ‫هناك أمة ‪،‬ناهيك عن دميقراطية فعالة‪.‬‬ ‫‪.7‬علينا أن نتحاشى كالطاعون أن " نكون إىل‬ ‫جان���ب املالئكة " وأن ننبذ الغطاء االيديولوجي‬ ‫‪،‬وكما عبرّ باتي���س " أن نولد نابضني باحلياة‬ ‫‪،‬بعقول ال تركن إىل الس���كون " ‪،‬أن منتنع عن‬ ‫الكسل الذي حدده هنري جيمس بأنه " الشدة‬ ‫املتغيرّ ة للشيء نفسه "‪.‬‬ ‫الش���يء ال���ذي ال مف���ر من���ه أن‬ ‫‪ .8‬‬ ‫العدال���ة االجتماعي���ة ه���ي القان���ون األول‬ ‫للب�ل�اد ‪،‬لك���ن الوعي بهوي���ة ثقافية ه���و أيضا‬ ‫جترب���ة مش�ت�ركة ‪،‬وش���عور باالنتم���اء إىل‬ ‫اجلماع���ة‪ .‬لي���س م���ا يس���تدعى التأني���ب أن‬ ‫يك���ون املرء يف الوقت نفس���ه افريكانيا ومواطنا‬ ‫جن���وب أفريق���ي و افريقيا ‪،‬على س���بيل املثال‪.‬‬

‫‪.1‬ال أزال أفكر بهذه اجلنوب أفريقيا اجلديدة‬ ‫اليت جيرى االكثار م���ن التبجح بها ‪ .‬ميكنين‬ ‫فق���ط أن أب���ذل قص���ارى جهدي ‪،‬م���ع ّ‬ ‫تذكر‬ ‫البلد الذي حين إليه القلب ‪.‬‬ ‫عندم���ا يفت���ش الكل���ب ع���ن عظمت���ه يف أرجاء‬ ‫أرض كهذه فإنه يفعل ذلك بإحساس باملكان‬ ‫‪،‬بشعور بالزمن‪،‬وبعني الش���ك ازاء الكائنات‪ .‬ما‬ ‫ه���و القديم وما هو اجلدي���د يف هذا املكان حيث‬ ‫مضغت التيارات فجوات الزمن ؟ ‪.‬‬ ‫‪.2‬لكن االستمرار يف التحرك وإحداث ضوضاء‬ ‫يبقى اآلن ‪،‬أكثر من الس���ابق ‪،‬مبا أننا حشرنا‬ ‫يف مضائق وشعاب القلق ‪،‬شرطا مسبقا للبقاء‪.‬‬ ‫والتكاث���ف ‪ -‬يف مقاب���ل التميي���ز العنصري ‪،‬و‬ ‫ال جن���رؤ بع���د أن نتح���دث ع���ن الوح���دة ‪ -‬هو‬ ‫ّ‬ ‫تس���خر التن���وع إذ أن التكاثف الوطين‬ ‫حركة‬ ‫‪،‬كي ال يتفسخ إىل توتاليتارية ‪،‬جيب أن ميد‬ ‫جذوره ويتغذى على التنوع الثقايف ‪،‬فمن دون‬ ‫التباينات ال ميكن أن تكون هناك حركة‪.‬‬ ‫يف ه���ذا البل���د ال���ذي ال حيمل امس���ا – مبا انه‬ ‫وص���ف فق���ط مبفهوم جغ���رايف غام���ض مثل‬ ‫"جنوب أفريقي���ا " بتارخيها ال���ذي يهضم ذاته‬ ‫ يتوق���ف أي تق���دم ص���وب الطوباوي���ة ال�ت�ي‬‫تب���دو مس���تحيلة املنال ‪،‬عل���ى النم���و يف اجتاه‬ ‫جتس���يد الش���عور باالنتماء إىل جنوب أفريقيا‬ ‫‪،‬ومزي���د م���ن العدال���ة وحرية أك�ب�ر ‪،‬وقبول‬ ‫أعم���ق للتباين���ات ‪،‬واع�ت�راف أرحب بالس���مات‬ ‫اجلامع���ة‪ .‬ه���ذه جي���ب أن تبق���ى الطريق���ة‬ ‫الوحيدة للحد م���ن العنف والقتل‪ .‬إضافة إىل‬ ‫ذلك أن توس���يع آفاق رحلتنا قد يكون فرصتنا‬ ‫األخ�ي�رة ملن���ع هيمن���ة جدي���دة خانق���ة من أن‬ ‫حتل حمل اهليمن���ة القدمية العفنة ‪.‬فبالرغم‬ ‫من كل ش���يء ال ميكنن���ا أن نرتد على أعقابنا‬ ‫‪،‬خلف الكثب���ان متتد اجلثة املس���مومة للنظام‬ ‫العنص���ري ‪،‬هك���ذا نص���ل إىل قط�ب�ي املعادل���ة‬ ‫اللذين علينا توظيفهما ‪:‬املتشابهني ‪،‬املختلفني‪.‬‬ ‫‪.3‬مل���اذا يب���دو صعب���ا إىل ه���ذا احلد بالنس���بة‬ ‫لصانعي السياسة "الثوريني" أن يدخلوا اخليار‬ ‫الفيدرال���ي ضم���ن اعتبارات���ه ؟ هل الس���بب يف زي���ادات يف الرواتب ‪،‬ويغش���ون ويكذبون مبلء إن اإلدراك املره���ف والتكيفي���ة املطلوب���ة هي‬ ‫فع�ل�ا من بني التحديات املدهش���ة لبيئتنا ‪،‬و ال‬ ‫ذل���ك أن حتديد املقاطعات هن���ا ال يزال حيمل أفواههم‪.‬‬ ‫نتانة النظام العنصري؟ هل خيشى من تقاسم ‪.5‬يف الواقع ان كل هؤالء املمثلني متواضعي ري���ب يف ان التوتر اإلبداعي بني االنش���داد إىل‬ ‫غ�ي�ر ع���ادل للث���روة؟ أم ألنن���ا ‪،‬كمقاتلني من الق���درة يتآمرون لضمان احتكار الس���لطة من املرك���ز واالبتع���اد عن���ه ‪،‬وبني قومي���ة ملزمة‬ ‫أج���ل احلرية ‪،‬ال نزال نعترب أنفس���نا يف حلظة قب���ل الطبق���ة السياس���ية ‪،‬وه���م متفق���ون يف ولغات وعادات متعددة األش���كال ‪،‬بني املركزة‬ ‫ادراك غنيم���ة دول���ة موح���دة ج���اء اآلن دورنا ش���أن القاس���م املش�ت�رك األعظم ال���ذي يتعلق واإلقليمية ينبغى أن تكون مفيدة للوحدة‪.‬‬ ‫يف تولي س���لطتها – و اننا نفع���ل ذلك يف ذروة بامتالكه���م منف���ذا مفتوح���ا دون عائ���ق إىل ‪.9‬عندم���ا يغلي القدر م���ن الطبيعي أن تطفو‬ ‫املس���اواة عرب االندماج ‪،‬إذ حنس بنش���وة الدور خزائن الدولة – بينما تستمر اجملزرة حوهلم ‪ .‬الرغ���وة ‪،‬لك���ن ينبغ���ي أن نق���ف بثب���ات ض���د "‬ ‫القوى الذي ستلعبه الدولة كسلطة سياسية ‪ .6‬ي���دور حديث مهيب ع���ن تعابري عن تراث الرغبة يف اجلنون " ‪.‬‬ ‫واقتصادية مركزي���ة؟ الدولة ‪،‬آهلتنا الغيورة وط�ن�ي بينم���ا ال منل���ك ش���يئا يش���به أمة‪.‬لكن ‪.10‬ال يزال علينا أن نسرد صفات هذه البالد‬ ‫‪،‬آكلة حلوم البش���ر ‪ ....‬يزداد األمر غرابة اآلن م���ن أج���ل ادراك ال�ت�راث بالضب���ط نتطلع إىل ‪،‬خصوصا حتت الرعاي���ة الكئيبة لقرننا ‪،‬اآلن‬ ‫مع تعاظ���م الوعي يف باقي أرج���اء افريقيا بأن توضي���ح األحاس���يس الضرورية لبن���اء أمة – ‪،‬عندم���ا الس���ماء الغضوب���ة جتع���ل األش���جار‬ ‫الدول���ة القومي���ة املركزي���ة ه���ي بالتعري���ف املس���ائل املعقدة ال�ت�ي تدور ح���ول اهلوية ‪،‬على أثقل ‪،‬عندم���ا يتبدد الضباب ال ي���زال علينا أن‬ ‫غ�ي�ر دميقراطي���ة ‪،‬و انه���ا ال ميك���ن أن تنج���ح املستوى احمللي والوطين على السواء ‪،‬واحلاجة نذهب إىل البحر‪.‬جيب أن نستمع إىل حكايات‬ ‫ألن املفه���وم واملع���امل ال تتطابق م���ع احلقائق امللح���ة لقي���م أخالقي���ة مش�ت�ركة تتي���ح لنا اجلبل املخفي���ة ونفك رموز آث���ار أقدام أولئك‬

‫الذي���ن س���بقونا ‪،‬الذين اختف���وا تاركني فقط‬ ‫بقايا من ش���فراتهم الس���رية لتجس���د الشعور‬ ‫الطاغي بالفرح والرعب لطرد الروح الشريرة‬ ‫‪،‬بتحسس نفري الليل ‪،‬أولئك الذين اختاروا أال‬ ‫تش���لهم من اخلوف الس���لطة اليت تدمر ‪،‬كي‬ ‫حتافظ عل���ى عار احلكم ‪،‬ألن���ه ال يزال يتعينّ‬ ‫علينا أن نبطل الس���لطة ‪،‬ليس عرب قوة مضادة‬ ‫ما ‪،‬بل بالتدقيق الواعي وغري الواعي للتسامح‬ ‫والتناغم ‪.‬‬ ‫‪.11‬هن���اك ‪،‬بع���د االنتخاب���ات ‪،‬ش���عور مس���كر‬ ‫باالبته���اج يف اجل���و‪ .‬فقد تف���كك املركز ‪،‬فيما‬ ‫الل���ب اجلي���د مل يتح���دد بوض���وح بع���د ‪،‬لدينا‬ ‫االحس���اس بأننا نعيش حلظة من االستعجال‬ ‫التارخيي ‪،‬رمبا كان ذلك وهما‪.‬‬ ‫‪.12‬س���يتعني علين���ا أن نتعل���م كي���ف يصاغ‬ ‫الفك���ر يف املمارس���ة ‪،‬وبأن���ه حمك���وم علين���ا‬ ‫أن نس���تمر يف خل���ق أنفس���نا ‪،‬وأنه ل���ن ميكننا‬

‫التوق���ف ع���ن العودة م���رة بعد م���رة إىل فكرة‬ ‫الوحدة اجلوهرية ‪،‬املكونة من غنى الفروقات ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* ول��د برينت بريتنب��اخ يف ‪ 1939‬مبدين��ة بونيفال بإقليم‬

‫ال��كاب‪ ،‬وه��و ش��اعر وكات��ب مس��رحي ورس��ام‪ .‬ج��ذوره م��ن‬ ‫جن��وب إفريقي��ا‪ ،‬ويكت��ب بلغت��ه األصلي��ة (األفريكاني��ة)‬ ‫وباالنكليزية‪ .‬برز بس��رعة بإبداعات��ه اخليالية الغرائبية‪.‬‬ ‫ل��ه نص��وص س�ير ذاتي��ة مث��ل "االع�تراف احلقيق��ي إلرهابي‬ ‫أمهق"‪ .‬ينظم منذ ‪ 1996‬عروضا شخصية يف الرسم‪ .‬وبعض‬ ‫كتبه مرس��ومة خبط يده‪.‬من مؤلفاته‪ :‬نار ب��اردة‪ .‬اعرتافات‬ ‫حقيقي��ة إلرهابي أمهق‪ ،‬س�يرة ذاتية‪ .‬حالة حت � ّول‪ :‬قصائد‬ ‫من السجن‪ .‬تصوير ذاتي‪ .‬الغريب احلميم‪.‬‬ ‫* كتب املقال عام ‪1994‬م‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.