العدد 115

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪23 ( - ) 115‬‬

‫ ‪ 29‬يوليو ‪)2013‬‬‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ليبيا‬ ‫ومصر‬ ‫‪ ...‬ظالل‬ ‫احلريق‬ ‫عبدالرمحن شلقم‬

‫ُ‬ ‫تفكيك‬ ‫الدولة الليبية‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وبيع البالد‬ ‫قطاعي !‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫عن‬ ‫األمازيغيّة‬ ‫والعدالة‬ ‫اجملحفة‬

‫عب‬

‫ل‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ات‬

‫دا‬ ‫لوها‬

‫صالح علي إنقاب‬

‫رئيس التحرير‬

‫زكر‬

‫نقك‬ ‫ع‬ ‫سيحمل ني ‪..‬؟‬ ‫م‬ ‫لليبي‬ ‫ك ماء ا‬ ‫من د‬ ‫قودي‬

‫ا العن‬ ‫ي‬

‫ت‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫س‬

‫ي‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫نب‬

‫ت‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...‬‬

‫م‬ ‫ص‬ ‫ر‬

‫ي‬ ‫ا‬ ‫هل‬

‫وى‬

‫بق‬

‫ق‬ ‫رت‬ ‫ب‬

‫ري‬ ‫نقو‬

‫؟!‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ُ‬ ‫الدولة الليبية ُ‬ ‫وبيع البالد قطاعي !‬ ‫تفكيك‬ ‫ِ‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬مطالباً بوزارة‬ ‫كتبت هازال يف‬ ‫كن���ت‬ ‫افتتاحية ميادين ‪ ،‬س���اعة كون الكيب حكومت���ه اجلهوية ُ‬ ‫ِ‬ ‫الدفاع للحي الذي ُو ُ‬ ‫لدت فيه ‪ :‬الصابري ( ومن ال يعرف الصابري عرجون الفل ) ‪،‬وعللت مطليب‬ ‫بأن الصابري صاحب الباع األكرب ومصنع " اجلولطينة – الديناميت " وقد زود بها شباب بنغازي‬ ‫منذ الساعات األوىل ثم مصراته وغريها‪.‬‬ ‫مل أظ���ن البته أن مثة ج ّد أش���ر من هزلي ‪،‬لكن كيف حت���ول اهلزل إىل جد جعل ليبيا هزيلة إىل‬ ‫هذا احلد وأكثر ألن ما خفى كان أعظم ؟‪.‬‬ ‫يف اللحظة االس���تثنائية متكنت بنغازي عاصمة الث���ورة من تكوين جملس انتقالي ‪،‬ما مل تتمكن‬ ‫الث���ورة الس���ورية من تكوينه ‪ ،‬وما هتفت مجاهري الثورة اليمني���ة جُ‬ ‫املهضة ُتطالب بتكوينه ‪ ،‬فيما‬ ‫كان اجليش يف تونس قد حسم أمره وهكذا تبعه اجليش املصري الذي مل يتمكن بعد من حسم‬ ‫األمر‪.‬‬ ‫كان جُ‬ ‫املتمع���ون يف مبنى اجلامعة الدولية وكنت منهم قد تدارس���وا األمر‪،‬وكان منهم من هو‬ ‫عضو يف اللجان الثورية للنظام الذي نطالب س���اعتها بإس���قاطه ‪،‬ساعة تكوين اجمللس مت اختيار‬ ‫وزي���ر العدل املستش���ار مصطف���ي عبد اجلليل يف النظ���ام الذي نعمل على اس���قاطه كرئيس لذا‬ ‫اجملل���س الذي اتفق أن يكون الناطق بامسه الرئيس الس���ابق لنقابة احملامني عبد احلفيظ غوقة‬ ‫‪،‬و م���ن ثم صار وزير الداخلية عبد الفتاح يونس رئيس���ا ألركان قوات ثورة ‪ 17‬فرباير ‪،‬ما حدث‬ ‫ساعتها حدث مثله يف الكثري من ثورات البشر‪.‬‬ ‫وبعدها وقد تش���كل اجمللس يف األراضي املحُ ررة من قبضة النظام الذي كنا نعمل على إس���قاطه‬ ‫‪ ،‬بدأ التفكري يف أن اجمللس البد أن يس���تكمل نفس���ه بأن يكون ممثال لكافة البالد ‪،‬هلذا كان يتم‬ ‫االلتفات لكل ركن حبثا عن أي كان ليكون عضوا يف اجمللس وممثال عن مدينته الغري حمررة‬ ‫بع���د ‪ ،‬ب���ذا دخل اجمللس من هو من س���رت أو العجي�ل�ات وحتى طرابلس وس���بها ‪ ...‬اخل ‪،‬جملرد أنه‬ ‫موج���ود يف بنغ���ازي عند تلك اللحظة االس���تثنائية ‪،‬ومن يف اخلارج وبقي هناك ش���ارك يف إدارة‬ ‫البالد ‪،‬ومن عاد كان يف ُمقدمتنا ‪ ،‬لقد تركنا الصفوف األمامية لكل من تقدم الصفوف ‪ ،‬وذلك‬ ‫ألن اهل���دف واح���د وواضح ومحُ دد ‪ :‬الش���عب يُريد إس���قاط النظ���ام ‪،‬مل َيدُر يف خل���د أحد أن أحدا‬ ‫س���يجيء س���اعة الفيء صارخا يف وجهنا مجيعا كممثل للثورة والشعب ‪ :‬يريد العزل السياسي ‪،‬‬ ‫فيصدر القانون ونكون مجيعا معزولني سياسيني‪.‬‬ ‫هكذا البالد كانت يف حرب لكنها ُموحدة وواحدة ‪،‬اآلن وقد حققنا اهلدف بتنا يف يد تفكك البالد‬ ‫حتت شعارات عدة ‪ :‬املصراتي مصراتي والزنتاني زنتاني ‪،‬أسف الشامي شامي والبغدادي بغدادي‬ ‫‪،‬واالمازيغ���ي س���يقيم دولته وكذا التبو والط���وارق واألوجلي وحتى الصرباوي نس���بة للصابري‬ ‫طبعا‪ ،‬وتوزعت البالد ريح وشربق أو كما يقول املثل‪.‬‬

‫بيع الريح للمراكب ‪:‬‬

‫صرن���ا بائ���ع الريح يف هذه البالد اليت ظننا أنها بالدن���ا ‪،‬يف البالد طغى وجترب رأس النظام عقودا‬ ‫على رؤوس النخبة خاصة ‪،‬أعدم وس���جن وأبعد وأقصى وقس���ى ‪،‬مل يكن عامل غريه و خبري غريه‬ ‫هو الناطق الفتق هو و ال أحد‪.‬‬ ‫من���ذ م���ارس ‪2011‬م صار عل���ى البالد رؤوس ع���دة ‪ :‬املستش���ار مصطفي عب���د اجلليل و حممد‬ ‫املقريف ‪،‬وبوس���همني ‪،‬وحممود جربيل ‪،‬وعبد الرحيم الكي���ب ‪،‬وعلى زيدان وكل يُقصى النخبة‬ ‫ويدنى الصحاب وصحاب الصحاب ‪ ،‬لس���ت هنا أعنى املناصب بل احلوار واالجتماع والتش���اور ‪،‬ما‬ ‫من مرة أحدهم مجعه مجع بهؤالء ‪.‬‬ ‫صاغري���ن مجع���وا آل الس�ل�اح وراغبني مل يلتقوا آل الفك���ر ‪ ،‬صاغرين حولوا البالد لقبائل وش���يع‬ ‫‪،‬وصاغرين اجتمعوا مبن يدعون أنهم رؤوس تلكم الشيع والقبائل ‪.‬‬ ‫فماذا حدث ‪ :‬تش���تت مشلهم وتصرم مجعهم ‪ :‬املؤمتر الوطين العام استقال منه غصبا من استقال‬ ‫‪ ،‬واس���تقال رغبة وطمعا من اس���تقال ‪،‬حتى بات املؤمتر العام للمس���تقيلني ‪،‬وكذا حال احلكومة‬ ‫ْ‬ ‫يس���تقل ‪ ،‬حتى كان حاهلا حال آل الكهف‪،‬‬ ‫املؤقتة ‪،‬منها املُس���تقيل ‪ ،‬ومن أُقيل ‪ ،‬ومن اس���تقال ومل‬ ‫وتسمع قعقعة و ال ترى طحينة ‪.‬‬ ‫وقبل حني جاء من جاء يسعى تدبروا أمرهم ورفعوا شعار الشباب ‪،‬هم الشيوخ والكهول ادعوا أنهم‬ ‫رس���ل القوى الش���ابة ‪،‬كانوا يف ذلك كحملة القرآن على أس���نة الرماح ‪،‬فما رأينا شبابا وإن رأينا‬ ‫وعشنا ونعيش اقصاء للعقل والتدبر والبحث والتفكري ‪ ،‬فكانوا كمن يُعيد انتاج املُنتج الذي ‪ :‬مل‬ ‫يكن عامل غريه و خبري غريه هو الناطق الفتق هو و ال أحد‪.‬‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫االمازيغ والتبو والطوارق وغريهم يطالبون بدسرتة لغاتهم‬ ‫خاص ميادين ‪ .‬طرابلس‬ ‫عق���ب ت�ل�اوة بيان احتج���اج وتندي���د واعالن‬ ‫املقاطعة للكيانات اليت متثل االمازيغ والتبو‬ ‫والطوارق يوم االربعاء ‪ 17‬يوليو جراء قانون‬ ‫أص���دره املؤمتر الوطين الع���ام والذي يقضي‬ ‫باختي���ار ‪ 60‬لعضوية جلنة وضع الدس���تور‪،‬‬ ‫عن طريق االنتخاب املباش���ر‪ ،‬حبجة أن هذه‬ ‫اللجن���ة لن متث���ل الس���كان متثي�ل�ا كامال‪،‬‬ ‫وق���ال مجع���ة كوس���ا م���ن اجملل���س الوطين‬ ‫للتبو ( قاريء البيان)‪ -‬إن إقرار مواد الدستور‬ ‫باألغلبية‪ ،‬ولي���س بالتوافق حي���رم االقليات‬ ‫م���ن أي ص���وت يف العملية‪ ،‬وجيع���ل حضور‬ ‫ممثليها رمزي���اً وخيصص قان���ون انتخابات‬ ‫اللجنة الدس���تورية‪ ،‬س���تة مقاع���د للكيانات‬ ‫الث�ل�اث يف اللجن���ة ال�ت�ي ستقس���م مقاعدها‬ ‫بالتساوي‪ ،‬على أقاليم ليبيا الثالثة طرابلس‬ ‫وبرقة وفزان‪.‬‬ ‫ميادين إلتقت ممثلني للكيانات الثالث أدلوا‬ ‫بتصارحيهم عقب البيان‪:‬‬ ‫•ن��وري الش��روي رئي��س اجملل��س االعل��ى‬ ‫لألمازيغ ‪:‬‬ ‫نري���د أن نق���ول أن امل���ادة ‪ 5‬وامل���ادة ‪ 6‬تن���ص‬ ‫عل���ى التواف���ق فيم���ا مي���س اخلصوصي���ة‬ ‫‪،‬قانون جلنة الس���تني ينص على مترير مواد‬ ‫الدس���تور بالتصوي���ت ( ثلث�ي�ن زائ���د واح���د)‬ ‫مبعن���ى ‪ 41‬ه���م من س���يعملون الدس���تور يف‬ ‫ليبي���ا ‪ ،‬املكون���ات ل���و أعطوه���ا ‪ 19‬عض���و لن‬ ‫يس���تطيعوا مترير أي ش���يء البد م���ن الثلث‬ ‫املعطل أو تعط���ى ألية معين���ة للعضو املكون‬ ‫لك���ي يُفعل‪،‬حن���ن اقرتحن���ا التواف���ق ‪،‬البد ان‬ ‫يت���م التواف���ق ح���ول مخس���ة م���واد رئيس���ة ‪:‬‬ ‫اس���م الدول���ة ‪ ،‬عل���م الدولة ‪ ،‬هوي���ة الدولة ‪،‬‬ ‫لغة الدولة ‪ ،....‬وس���أؤكد عل���ى أن التجربة‬ ‫أثبت���ت لنا أننا ال ميك���ن أن ندخل يف العملية‬ ‫الدميقراطية بدون ضمانات واضحة ‪ ،‬قولي‬ ‫لي ماهي الضمانة ال�ت�ي تعطى للمكونات يف‬ ‫اكتساب حقوقها مع ‪ 44‬عضو ‪ ،‬ست مقاعد‬ ‫ال تكف���ي ‪ ،‬املطل���وب ‪ ، 20‬حنن منثل ‪100%‬‬ ‫حنن س���كان ليبيا حنن ش���عب أصيل هذا هو‬ ‫ال���رد املنطق���ي مل���ا نواجهه كن���ا مضطهدين‬ ‫على م���دى العصور ليبيا لن���ا ‪ ،‬جيب أن ُتبنى‬ ‫ليبيا عل���ى التعددية ليس لن���ا مفر من ذلك‬ ‫‪ ،‬كم���ا انه ليس لن���ا مف���ر اال التوافق ‪ ،‬حنن‬ ‫جلس���نا وحتاورنا على مدار ي���وم وحاولنا أن‬ ‫نبح���ث عن صيغة لكنهم رفض���وا قلنا هلم ال‬ ‫نطلب عش���رين عضوا حن���ن نطلب أن يفعل‬ ‫دور عضون���ا يؤدي دوره كم���ا ينبغي عندما‬ ‫ينتخب ه���ذا العض���و يقدم ملنتخبي���ه ضمان‬ ‫حقوقه���م ‪ ،‬ال نريد متثيال ش���كليا ونعلن اننا‬ ‫ل���ن ندخ���ل يف اللجن���ة التاسيس���ة ‪ ،‬باالمس‬ ‫انسحب الطوارق واالمازيغ والتبو من جلسة‬ ‫املؤمت���ر ومل يعرنا أحد اهتماما حتى وس���ائل‬ ‫االعالم هل مسعيت خبرب خاص بانس���حابنا‬ ‫مل ينتب���ه لنا اعالمن���ا ( مت تكلفي���ت املوضوع‬ ‫حتى ال يكرب على قولتهم وهذا لن حيصل )‪.‬‬ ‫"•مجع��ة كوس��ة ممث��ل اجملل��س االعل��ى‬

‫للتبو ‪:‬‬

‫كان���ت خماوفنا م���ن ألي���ة انتخ���اب اهليئة‬ ‫التأسيس���ية وبالفعل ب���رزت قضايا خالفية ‪،‬‬

‫هن���ا حتالفنا تبو وط���وارق وأمازيغ وأن كل‬ ‫القضاي���ا حت���ل بالتواف���ق ‪ ،‬وأصال الدس���تور‬ ‫ال يق���وم بدون تواف���ق ‪ ،‬بعد وصول مش���روع‬ ‫القان���ون اىل أعض���اء النؤمت���ر الوطين حصل‬ ‫حذف يف املادة السادس���ة حتديدا ‪ ،‬لقد مررت‬ ‫كوتة املرأة والية انتخاب الفردي والقائمة‬ ‫مل يك���ن هن���اك أي تش���نج حياهلا وق���د اتفق‬ ‫‪ 140‬ص���وت وحنن نتخ���وف كمكونات مل‬ ‫يت���م التح���دث عن���ا لذل���ك الب���د أن حنتاط‬ ‫م���ن قبلن���ا وق���د حتالفن���ا للمطالب���ة بإعادة‬ ‫املادة السادس���ة كحق طبيعي ورئيس���ي لنا‬ ‫كمكون من مكونات جمتمعنا اللييب ‪.‬‬ ‫•د‪ .‬س��ليمان قجم ‪:‬عض��و املؤمتر الوطين‬

‫عن االمازيغ‬

‫وثيق���ة اإلع�ل�ان الدس���توري املؤق���ت ورد‬ ‫فيها امل���ادة ‪ 30‬اليت ُتش�ي�ر اىل وجوب احرتام‬

‫حقوقه���م ‪ ،‬عندم���ا حولت‬ ‫اىل املؤمت���ر الوطين العام‬ ‫رفض���وا كلم���ة التواف���ق‬ ‫قلن���ا نس���تبدهلا بصيغ���ة‬ ‫ثانية نضع الي���ة لضمان‬ ‫للمكون���ات‬ ‫احلق���وق‬ ‫وتفعيله���ا ب���دل التواف���ق‬ ‫صوتن���ا عليه���ا ومل تن���ل‬ ‫على الع���دد حتصلت على‬ ‫‪ 85‬صوت فق���ط فوجئنا‬ ‫حب���ذف ه���ذه الصيغ���ة‬ ‫س���واء كان���ت توافق���ا أو‬ ‫تفعي�ل�ا أو ضمان���ة مت‬ ‫حذفها متاما اصبحنا نعاني تهميشا ومازالت‬ ‫اتذك���ر تهمي���ش الق���ذايف وعانينن���ا كثريا‬ ‫م���ن ذلك ح�ي�ن قال ‪ :‬تك���ون عرب���ي أو تكون‬ ‫بومة ! االمازيغ مل يأتوا من الش���رق او الغرب‬ ‫االمازيغ شعب أصيل ‪.‬‬ ‫االن جمالس���نا ال ُعلي���ا طالبتن���ا باالس���تقالة‬ ‫أوبالتعلي���ق ومقاطع���ة اجللس���ات وحت���ى‬ ‫اللجنة الدس���تورية لن يك���ون لنا صوت فيها‬ ‫‪،‬والدستور ال حيصل إال بالتوافق ‪ ،‬الكثري من‬ ‫اعض���اء املؤمتر حديثي عه���د بالدميقراطية‬ ‫وغ�ي�ر مسيس�ي�ن واالج���ذر التأس���يس ملن���اخ‬ ‫االحرتام وان ال نتجاوز هذا االمر ‪.‬‬ ‫•مسي��ة كح�تي – عض��و ح��زب القائم��ة‬

‫الليبية للحرية والتنمية – أوباري‬

‫أهمية حدودية و أمنية إلي ليبيا ‪..‬‬ ‫بيان ثوار املناطق الناطقة باللغة االمازيغية‬ ‫نؤكد حنن ث���وار املدن الناطقة باالمازيغية‬ ‫ونش���طائها بأنن���ا نق���ف يداَواح���دة دعم���اَ‬ ‫واق���راراَ لش���رعية اجملل���س االعل���ى المازيغ‬ ‫ليبي���ا باعتب���ارة اجلس���م السياس���ى ال���ذى‬ ‫ميث���ل االمازيغ ويتابع اس���تحقاقاتهم ودعم‬ ‫بيانه���م الص���ادر بتاري���خ ‪ 10/7/2013‬و‬ ‫ال���ذى يعلن ع���ن مقاطعة انتخاب���ات اللجنة‬ ‫التاسيس���ية ترش���حاّ وانتخاباّ عل���ى أن يقوم‬ ‫كل االعض���اء املمثل�ي�ن للمناط���ق للناط���ق‬ ‫الناطق���ة باالنس���حاب م���ن املؤمت���ر الوطنى‬ ‫‪.‬حي���ث اننا نؤكد على ان ماج���رى اليوم من‬ ‫املؤمت���ر الوطن���ى م���ن رفضهم ملب���دأ التوافق‬ ‫والذى يعترب أساس���اّ الي دستور دميوقراطي‬ ‫حدي���ث ‪ .‬ماه���و االخط���وة اىل اخلل���ف ف���ى‬ ‫طريق الدميوقراطي���ة و و أد للهوية الليبية‬ ‫االصيل���ة ‪ .‬ومؤش���راّ خط�ي�را! عل���ى ضي���اع‬ ‫مكاس���ب ثوارتنا العظيمة وعل���ى ضياع دماء‬ ‫ش���هداء ليبيا االب���رار والتفافاّ عل���ى املبادى و‬ ‫االه���داف التى قاتلنا من أجله���ا ‪.‬وأننا نؤكد‬ ‫على التمس���ك مب���ا ورد فى البي���ان اخلتامى‬ ‫مللتقى االس���تحقاق الدستورى المازيغ ليبيا‬ ‫الص���ادر ‪ 12/1/2013‬و ال���ذى جاء فية بان‬ ‫الدس���تور الذي ال يعرتف بن���ا ‪.‬ال نعرتف به و‬ ‫ال باملؤسس���ات التى تبنى عليه ‪ .‬ونؤكد على‬ ‫أننا رهن اشارة اجمللس االعلى المازيغ ليبيا‬ ‫ولن نتوانى فى دفع الدماء فى سبيل احلقوق‬ ‫وفى سبيل الوطن‪.‬‬

‫اجمللس األعلى لألمازي��غ ُيهدد باالنفصال‬ ‫كإقليم مستقل‪.‬‬

‫سليمان قجم‬

‫مسية كحيت‬

‫املكونات اللغوي���ة والثقافية جملتمعنا‪ ،‬وكما‬ ‫تعرفني فق���د ضغط اخوتن���ا الفيدراليني يف‬ ‫اجت���اه انتخ���اب جلنة الس���تني ذلك‪،‬وش���كلنا‬ ‫جلنة لتتوىل إعداد قانون للهيئة التأسيسية‬ ‫للدستور اليت س���تنتخب قريبا وجئنا لوضع‬ ‫خارط���ة طريق ‪،‬ث���م جئنا هل���ذا البند كيف‬ ‫تكون هن���اك ضمان���ات او اح�ت�رام وضمانات‬ ‫هل يكون بالكوت���ا ‪،‬فاملنطقة الغربية مكتظة‬ ‫بالس���كان اربعة مليون وزيادة ‪ ،‬وال نستطيع‬ ‫أن نعطيها كوتا ‪ ،‬وأنا أعذرها يف ذلك ‪ ،‬اتفق‬ ‫‪ 16‬قاضي و‪ 3‬من اعضاء املؤمتر وهم اعضاء‬ ‫اللجنة برئاسة االستاذ سليمان زوبي ‪ ،‬اتفقوا‬ ‫عل���ى أن ال يت���م التصويت عل���ى حقوق هذه‬ ‫املكون���ات وإمنا تتم بالتواف���ق كالية لضمان‬

‫حتفظن���ا األول علي توزيع الدوائر علي إنها‬ ‫نفس الدوائر الي انتخب علي أساسها املؤمتر‬ ‫الوطين ‪ ،‬التقس���يم جاء بدائرتني يف اجلنوب‬ ‫و هذا يع�ن�ي إخضاع الدس���تور للدولة ‪ ،‬ثانيا‬ ‫افرتاضه���م إن املنطق���ة اجلنوبي���ة هي إقليم‬ ‫و هذا غ�ي�ر صحيح ‪ ،‬املنطق���ة اجلنوبية فيها‬ ‫عدة أقاليم أوباري ‪ ،‬س���بها ‪ ،‬مرزق ‪ ،‬الشاطئ‬ ‫‪ ،‬غ���ات ‪ ،‬و املف�ت�رض أن ت���وزع عليه���ا املقاعد‬ ‫بالتساوي ‪ ،‬و كذلك كوتا املكون اليت ضرت‬ ‫مبدين���ة غ���ات و اعتربت منطقة غ���ات قبيلة‬ ‫واح���دة و أعطي هلا مقعد واحد و هم ليبيني‬ ‫و موجودي���ن يف منطق���ة حدودي���ة حساس���ة‬ ‫ج���دا ‪ ،‬ل���و كان األمن من اهتمام���ات املؤمتر‬ ‫ملا أعطيت غ���ات مقعد واحد و هي تعترب ذات‬

‫عض���و اللجن���ة القانوني���ة باجملل���س األعلى‬ ‫لألمازي���غ هش���ام مح���ادي ألجواء لب�ل�اد يوم‬ ‫اجلمع���ة املاضى أن منطقة جبل نفوس���ة قد‬ ‫تعل���ن انفصاهل���ا كإقلي���م مس���تقل جبميع‬ ‫م���وارده الطبيعية ومكتس���باته الثقافية حال‬ ‫عدم استجابة املؤمتر الوطين ملطلبه القاضي‬ ‫بإع���ادة النظ���ر يف امل���ادة املتعلق���ة باهلوي���ة‬ ‫اللغوية والثقافية لقانون اهليأة التأسيس���ية‬ ‫لصياغة الدس���تور‪ .‬وعرب محادي عن اس���تياء‬ ‫اجمللس بش���أن اعتماد املؤمتر التصويت على‬ ‫احلق���وق اللغوية لألمازيغ يف جلنة الس���تني‬ ‫بنس���بة ثالثني زائ���د واحد‪ ،‬منوه���ا إىل عزم‬ ‫اجملل���س مطالب���ة األم���م املتح���دة بالتدخ���ل‬ ‫وصون احلق���وق اللغوية ملكون األمازيغ حال‬ ‫اس���تمرار املؤمتر الوط�ن�ي يف تهميش لغتهم‪،‬‬ ‫حس���ب قوله‪ .‬من جهته ‪ ،‬نف���ى رئيس اللجنة‬ ‫التش���ريعية والدس���تورية باملؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫العام سليمان زوبي إمكانية إدخال تعديالت‬ ‫عل���ى قانون اهليأة التأسيس���ية عقب اعتماده‬ ‫بتواف���ق ‪ 140‬صوت ‪ ،‬مش�ي�را إىل دخول عدد‬ ‫م���ن أعض���اء املؤمت���ر يف ح���وارات م���ع ن���واب‬ ‫املكون���ات الثقافي���ة واللغوي���ة به���دف إجياد‬ ‫حلول توافقية دون املس���اس بن���ص القانون‪.‬‬ ‫يذك���ر أن أعض���اء م���ن املؤمت���ر الوطين عن‬ ‫مك���ون األمازي���غ كانوا قد أعلن���وا يف مؤمتر‬ ‫صحفي األربعاء استقالتهم مطالبني املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي بإع���ادة النظ���ر يف الصيغ���ة الغ�ي�ر‬ ‫توافقية لقانون اهليأة‪ ،‬حسب رأيهم ‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫حفل التخرج الدفعة األولي يف ليبيا من املعهد الوطين الدميقراطي‬ ‫أحتفل يف ‪ 2013-7-2‬بفندق ودان طرابلس‬ ‫الدفعة االولي ألكادميية السياسية لشباب‬ ‫واملرأة ‪،‬وحبضور السيد مدير املعهد الوطنى‬ ‫الدميقراط���ى ومع���اىل الس���فريه االمريكية‬ ‫فى ليبيا ورؤساء واعضاء االحزاب السياسيه‬ ‫وخنب���ة م���ن الضي���وف واملهتمني ‪ .‬بأش���راف‬ ‫الس���يدة ‪ /‬انكوت���ا مدي���رة املعه���د ف���ى ليبي���ا‬ ‫وجمموعة ‪ NDI‬فى ليبيا ‪ .‬مت منح شهادات‬ ‫التخرج من األكادمييه السياس���يه للش���باب‬ ‫جملموعة املشاركني فى التدريب‪.‬‬ ‫وق���د ألق���ى الس���يد كارلوبنيدا املدي���ر العام‬ ‫للمعهد الوطين الدميقراطي كلمة وجاءت‬ ‫فيه���ا" أعتق���د بأن ه���ذا اجليل ه���و أول جيل‬ ‫يش���ارك يف العملي���ة الدميقراطي���ة يف ليبيا‬ ‫وكما أعتقد أن االكادميية السياس���ية هي‬ ‫الطريق���ة الوحيدة لبناء القدرات السياس���ية‬ ‫وخل���ق ط���رق جي���دة لتواصل م���ع االحزاب‬ ‫‪،‬وأضاف أن سعيد جدا ملشاركة يف التدريب‬ ‫ولو ببع���ض املعلومات اليت م���ن املمكن تفيد‬

‫الطالب األكادميية يف احلياة السياسية "‪.‬‬ ‫والقت معالي الس���فرية ديبورا جونز س���فرية‬ ‫الوالي���ات املتح���دة االمريكي���ة ل���دى ليبي���ا‬ ‫كلمة وجاءت فيها "أود أن أشكركم وأشكر‬ ‫‪NDI‬يف البداية ‪،‬فكل من يشاهد ‪TV‬ديرى‬ ‫ال���دور امل���رأة والش���باب يف ليبي���ا ه���ذا الدور‬ ‫البارز واملس���ؤولية العظيم���ة التى حتملونها‬ ‫وأنتم تتنافس���ون مع بعضكم لعطاء االفضل‬ ‫‪،‬وأش���ارت اىل مدى اهمي���ة مثل هذه الربامج‬ ‫لرف���ع م���ن الق���درات واالكتس���اب امله���ارات‬ ‫واملعارف لدي اجليل الناشئ حيت تصل ليبيا‬ ‫وب���كل قدرته���ا الكامن���ة وأمكانياتها ألفضل‬ ‫املستويات بني الدول‪".‬‬ ‫والقت السيدة السيدة اليزابيت عضو برملاني‬ ‫وقائد وناش���ط سياس���ي من كندا الربملانية‬ ‫وق���د علقت قائل���ة "هذه امل���رة الثانية لي هنا‬ ‫بليبيا وبالنس���بة لي العم���ل الربملاني حث مت‬ ‫انتخابي ملدة ‪ 4‬مرات وعملت كربملانية ملدة‬ ‫‪ 14‬سنة وانا مسرورة جدا لتدريبكم ‪،‬و أرى‬

‫مشاركتكم قيمة جدا حول مشاركة املرأة‬ ‫والش���باب ‪،‬وأستشف بان املعهد وفر لكم املناخ‬ ‫املناسب الكتساب عدة مهارات مما جيعلهم‬ ‫فعال�ي�ن ف���ى االح���زاب السياس���ية وأمتن���ى‬ ‫التعاضد والتكاثف ملصلح���ة البالد والقدرة‬ ‫عل���ى التواصل م���ع األف���راد املختلفة إلقامة‬ ‫صل���ة قوي���ة م���ع االح���زاب وه���ذه العالقات‬ ‫تساعدكم يف املستقبل "‪.‬‬ ‫وأك���د املدرب���ون عل���ي أهمي���ة دع���م امل���رأة‬ ‫والش���باب وإنش���اء جس���م مك���ون م���ن امل���رأة‬ ‫والش���باب ويكون هل���م صوت مس���موع وثقل‬ ‫سياس���ي وتوعي���ة امل���رأة والش���باب بأهمي���ة‬ ‫املشاركة الفعالة يف الدستور ودعم القيادات‬ ‫الش���بابية م���ن اجلنس�ي�ن (امل���رأة والش���باب )‬ ‫وتأهيلهم لالنتخابات القادمة ‪،‬كما أكدوا‬ ‫على ض���رورة مطالبة احلكومة على أنش���اء‬ ‫مراك���ز ون���وادي تع���زز دور املرأة والش���باب‬ ‫والتواص���ل معه���م من خ�ل�ال ط���رح األفكار‬ ‫جديدة ‪،‬وإنش���اء شبكات التواصل االجتماعي‬

‫كالفيس البوك والتويرت وتوفري مس���احات‬ ‫إعالمية تهتم وتلم بالش���باب وإلقاء الندوات‬ ‫واحملاض���رات وال���دورات التدريبي���ة يف كل‬ ‫املدن والقرى وإنشاء شبكات تبادل املعلومات‬ ‫وط���رح األف���كار وتطويرها واالس���تفادة من‬ ‫اخل�ب�رات وكل ذل���ك لتحقي���ق األه���داف‬ ‫الس���امية من أجلها أس���س األحزاب ‪،‬والدعم‬ ‫املس���تمر وإقام���ة املناظ���رات ب�ي�ن الش���باب‬ ‫والش���ابات (امل���رأة )وأصح���اب اخل�ب�رات‬ ‫السياس���ية ‪،‬وإنش���اء االحت���ادات السياس���ية‬ ‫الش���بابية واالحت���ادات السياس���ية النس���ائية‬ ‫‪،‬ودعم املشاريع واملواهب الشبابية ‪.‬‬ ‫ويف اخلتام مببادرة من اكادميية السياسية‬ ‫للم���رأة مت نق���ش ال���درع كعرب���ون صداقة‬ ‫وحمب���ة وت���ذكار اليه���م للمعه���د الوط�ن�ي‬ ‫الدميقراطي ليبيا نقشت عليه امساء مجيع‬ ‫االكادمييات ‪‎.‬‏‬

‫دارنس يبدأ برناجمه الثقايف الرمضاني‬ ‫ميادين خاص‬ ‫ق���ال األس���تاذ ع���ون الفريطي���س إن القس���م‬ ‫الثق���ايف بن���ادي دارنس اعد برناجم���ا ثقافيا‬ ‫متن���وع خالل ش���هر رمض���ان املب���ارك حيث‬ ‫حتض���ر القضاي���ا السياس���ية واالقتصادي���ة‬ ‫واالجتماعية والدينية واإلعالمية والفنية‬ ‫واألدبي���ة خ�ل�ال نش���اط هذه الس���نة خاصة‬ ‫بع���د من���اخ احلرية ال���ذي توفر عق���ب ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر وأض���اف الفريطيس إن دارنس‬ ‫من���ذ تاسيس���يه قب���ل أكثر م���ن نصف قرن‬ ‫وهو ش���عله ومنرب ثقايف مهم يف مدينة درنة‬ ‫ويشرف على نشاط هذا العام األستاذ حممد‬ ‫العوام���ي وط���ه الديبان���ي وحمم���د املنتصر‬ ‫‪.‬وه���ذا هو ج���دول الربنامج الكامل للنش���اط‬ ‫الثقايف بنادي دارنس‬ ‫الربنام���ج اخلاص بالنش���اط الثق���ايف بنادي‬ ‫دارنس خالل شهر رمضان املبارك‬ ‫‪6‬رمض���ان ن���دوة بعنوان املناط���ق التجارية‬ ‫احلرة يلقيها املهندس حممد العلواني‬ ‫‪7‬رمضان مسابقة اسئلة رياضية بني امال‬ ‫وبراعم االنيق‬

‫‪8‬رمض���ان ن���دوة بعن���وان عاش���ور ال���زروق‬ ‫ظاهرة تس���تحق الدراس���ة يلقيها االعالمى‬ ‫فيصل فخري‬ ‫‪9‬رمض���ان مع���رض مجعي���ة الس���لفيوم‬ ‫للتصوير الفوتوغرايف‬ ‫‪ 20-10‬رمضان رمض���ان مس���ابقة‬ ‫دارنس حلفظ وجتويد القران‬ ‫دارن���س‬ ‫‪ 20-11‬رمضان مس���ابقة‬ ‫لش���طرانج عل���ى مس���توى مدين���ة درن���ه‬ ‫وضواحيها‬ ‫‪22‬رمضان امللتقي االعالمي حواريه بعنوان‬ ‫دور االعالم بنهوض الكرة بليبيا‬ ‫‪23‬رمضان أمس���ية ش���عرية لش���عراء درنة‬ ‫وضواحيها‬ ‫‪24‬رمضان أمسية قصصيه لنادي القصة‬ ‫‪26‬رمض���ان احلف���ل اخلتام���ي للنش���اط‬ ‫الرياض���ي و الثق���ايف بن���ادي دارن���س خ�ل�ال‬ ‫شهر رمضان‬ ‫حيث س���تقام هذه الندوات واملسابقات بقاعة‬ ‫الن���دوات بن���ادي دارن���س على متام الس���اعه‬ ‫‪ 11:00‬مساء‬

‫أول وزير مسلم يف أسرتاليا يؤدي‬ ‫القسم على القرآن‬ ‫استلم النائب يف الربملان األسرتالي عن حزب العمل عيد هوسيتش منصبه كأول وزير‬ ‫مسلم يف أسرتاليا‪ ،‬وال��ذي‬ ‫أدى ال��ق��س��م ع��ل��ى ال��ق��رآن‬ ‫ال��ك��ري��م أم����ام احل��اك��م��ة‬ ‫ال��ع��ام��ة ألس�ت�رال���ي���ا‪ ،‬حيث‬ ‫ت����ع����ود أص�����ول�����ه ألب���وي���ن‬ ‫م��ه��اج��ري��ن م��ن ال��ب��وس��ن��ة‪،‬‬ ‫ووج����ه����ت ل����ه ان���ت���ق���ادات‬ ‫ع���ل���ى ش���ب���ك���ات ال���ت���واص���ل‬ ‫االج��ت��م��اع��ي ع��ل��ى خلفية‬ ‫إنتمائه للدين اإلسالمي‬ ‫حسب م��ا أف���ادت ب��ه شبكة‬ ‫(اي بي سي) اإلخبارية‪.‬‬ ‫وقال هوسيتش يف تصرحيه لوسائل اإلعالم َّ‬ ‫"إن إختالف اآلراء جزء ال يتجزأ من بنية‬ ‫مسلما وليس على االجنيل‪،‬‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬ومن البديهي أن أقسم على القرآن لكوني‬ ‫ً‬ ‫ولن ألقي باال لالستفزازات العرقية املتطرفة ولن تؤثر يف عملي"‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ملن حيارب وجود شرطة وجيش لليبيا ‪..‬‬

‫كم سيحمل عنقك من دماء الليبيني‬ ‫زكريا العنقودي‬ ‫للذين يعلم���ون وللذين ال يعلمون ايضا ‪..‬‬ ‫اوالد طرابل���س بالذات عاش���وا مع القدايف‬ ‫لعب���ة القط والف���ار طويال حت���ى أرهقوه‬ ‫جري���ا ( رمبا هلذا قال عنهم ش���ارع ش���ارع‬ ‫و زنق���ة زنقة ووصفهم باجل���رذان ) فبدأ‬ ‫يف خمط���ط ترحيله���م مبك���را لتخل���و له‬ ‫وقحوص���ه وكل حاش���يته وعبيده وكل‬ ‫للمشكك فلينظر‬ ‫مجاعة عظيم الش���أن ( ُ‬ ‫ملخطط املسح الرهيب الذي اجتاح املدينة‬ ‫يف عق���ده األخ�ي�ر وال���ذي كان يُعد كي‬ ‫تظه���ر القي���ادة كمجم���ع رهيب وس���ط‬ ‫هكتارات عظيمة من املس���احات اخلضراء‬ ‫) لكنه���م كانوا يرحبون���ه دائما واملباريات‬

‫ورضع احلي ‪ ..‬رمبا حنن نس���ينا أما أهالي‬ ‫الشارع فلم ينسوا بل كل ما تذكروه أنه‬ ‫ال فرق ب�ي�ن ما فعل هؤالء وبني ما كانت‬ ‫تفعله كتائب الق���دايف ايام كانت تبحث‬ ‫ع���ن كل (خمطط بينهم عن كل من يف‬ ‫قلب���ه جنمة وهالل ) ع���ن كل جريح عن‬ ‫م���ن له اخوة باجلبهات ع���ن الذين يعدون‬ ‫اجلم���ع لس���اعة الصف���ر اخل اخل إال أن‬ ‫األخ�ي�ر كان يداف���ع عن عنق���ه حني فعل‬ ‫هذا أما ه���ؤالء ففعلوا كل ه���ذه الفرقعه‬ ‫ليقبضوا على تاجر حش���يش واحد ‪ ..‬وبعد‬ ‫اش���تعال احلي ورؤية عجائزهن ينتفضن‬ ‫كمحتض���رات ومس���اع دعائه���ن ورؤي���ة‬

‫من دم���اء ش���بابها بع���د الث���ورة ومن كل‬ ‫األطراف ومع اختالف األحداث واملسببات‬ ‫‪ ..‬اهرب ألصيغ كما اس���لفت حبس���ن نية‬ ‫فتقودني الوقائع على األرض أنه ال يوجد‬ ‫عليها سوى سوء النوايا ‪.‬‬ ‫م���اذا ل���و حضر ب���دال ع���ن ه���ؤالء ضابط‬ ‫ش���رطة بنجوم���ه وهندام���ه م���ع رفاق���ه‬ ‫بكام���ل زيهم ماذا لو حضر مأمور للضبط‬ ‫القضائ���ي أو وكي���ل نياب���ة ه���ل كان‬ ‫سيحدث كل هذا أسوا ما كان سيحصل‬ ‫ه���و هروب املته���م وأهم ما كنا كس���بناه‬ ‫إن���ه مل تس���ل وال نقط���ة دم للي�ب�ي عل���ى‬ ‫االرض ‪.‬أم���ا املتهم الفار فالش���رطة علم (‬

‫الوحي���دة ال�ت�ي خس���روها كان���ت دائم���ا‬ ‫بس���بب حض���ور القانون وثب���وت التهمة (‬ ‫هذا ما يري���ده كل الليبي���ون اليوم انتهاء‬ ‫الق���دايف وحاس���بونا بالقان���ون م���ع اثب���ات‬ ‫التهم���ة وبهذا حناس���بكم أيض���ا ) ‪ ..‬أما ما‬ ‫حي���دث األن فس���أعطيكم اح���د مش���اهده‬ ‫م���ع أن اف�ت�راض حس���ن النوايا م���ع وقوع‬ ‫الضحاي���ا ام���را ال يصدقه حتى مس���يلمة‬ ‫الكذاب لكن على مث���ل هذا جرى احلديث‬ ‫وجرت الوقائع ‪ ....‬فقد حدث بأحد األحياء‬ ‫أن كتيب���ة ش���رعية أو تتدعي الش���رعية‬ ‫تالح���ق أحده���م بصفته تاج���ر خمدرات‬ ‫فأش���علت الن���ار يف احلي الذي يس���كن فيه‬ ‫وس���قط ضحايا تبع���ا هلذا ‪ ،‬منه���م قريب‬ ‫للمطل���وب ال عالق���ة له باملخ���درات بل ال‬ ‫يُع���رف عن���ه إال أنه من طري���ق اجلامع ال‬ ‫يع���رف إال ب���اب البيت س���قط قتي�ل�ا نابه‬ ‫نصيب���ا مما تيس���ر من ازي���ز الرصاص اما‬ ‫صفي���ق (األرب���ع تاش ون���ص ) فلم يرحم‬ ‫احل���ي فع���دا ع���ن س���قوط القتيل س���قط‬ ‫ضحايا أخ���رون وتصدع���ت اركان بيوت‬ ‫امنة ‪ ..‬حنن هنا نسينا أن نذكر العجائز‬ ‫اللوات���ي حاهلن ضغظ وس���كري و نس���ينا‬ ‫الش���يوخ ضع���اف القل���ب و نس���ينا أطفال‬

‫دموع اخواتهن على من سقط من جرحى‬ ‫وع���ن روح الفقي���د خرج أهال���ي احلي مبا‬ ‫ميلكنه حينه���ا ‪..‬خرجوا كله���م والصغار‬ ‫منه���م بال���ذات ملواجهة ه���ذا املعتدي على‬ ‫حيه���م فهو هن���ا مل يعد بطال���ب متهم بل‬ ‫أنقلب الس���حر على الس���احر وص���ار ذاك‬ ‫املطال���ب بتاج���ر حش���يش غازي���ا ومطلوبا‬ ‫ه���و األخر للقب���ض بتهمة القت���ل إضافة‬ ‫إىل م���ا أرتكب م���ن مجلة ته���م اقلها يقود‬ ‫لإلع���دام بينم���ا فر طري���ده يف الزحام أما‬ ‫الرق���م األخ�ي�ر للضحاي���ا فلم يحُ ���دد بعد‬ ‫خاصة بعد خروج صغار احلي للدفاع عن‬ ‫حيه���م فحينه���ا ارتفع ع���دد الضحايا من‬ ‫الطرف�ي�ن اما أوالد املنطق���ة فأغلب هؤالء‬ ‫وجدوا أنفسهم رغم جراحهم متاما كما‬ ‫زم���ن الق���دايف ع���ادوا للعبة الق���ط والفار‬ ‫م���ن جدي���د لكن ه���ذه املرة مع م���ن كان‬ ‫يف�ت�رض انهم كانوا حليفهم زمن الثورة‬ ‫قي���ل أن أحده���م مات نازفا رافضا تس���ليم‬ ‫نفس���ه ألي مش���فى ك���ي ال يتش���مت فيه‬ ‫أحد اولئك الطغاة اجلدد )‬ ‫كتب���ت ه���ذه املأس���اة ال�ت�ي حدث���ت مرار‬ ‫بش���وارع طرابل���س وبط���رق خمتلف���ة‬ ‫وملتبسة ألنبه كم سال على ارض ليبيا‬

‫مش اربع تاش ونص ) فلها وس���ائلها اليت‬ ‫تعلمتها لس���نوات على طاول���ة الدرس هلا‬ ‫وس���ائلها للقب���ض عل���ى عت���اة اجملرم�ي�ن‬ ‫ب���دون نقط���ة دم واح���دة واتفاقياته���ا مع‬ ‫ال���دول ‪ ..‬بالقانون اس���تلمنا املطلوب األول‬ ‫للعامل ( عبد اهلل السنوس���ي ) مع أن أعظم‬ ‫دول العامل كانت تطلبه فهل س���نحري يف‬ ‫أن جنل���ب مهرب خمدرات وحنفظ لليبيا‬ ‫أمنها بأن ال يس���يل كاملاء دم اوالدها على‬ ‫االرض ليص���ب يف جماري الطريق ‪ ...‬من‬ ‫م ّن���ا يرغب يف تك���رار هذا وحيارب بش���دة‬ ‫ع���ودة الش���رطة واجلي���ش وين���ام هانئ���ا‬ ‫ال كوابي���س ت���زوره وان كان يعل���م أن‬ ‫نتيج���ة غيابهما مزيدا من دم���اء الليبيني‬ ‫( واالطف���ال واملراهق�ي�ن منه���م بال���ذات )‬ ‫جت���ري جزاف���ا يف جم���اري االرض ‪..‬انهم‬ ‫أحالمن���ا وفلذات اكبادن���ا الذين حترمنا‬ ‫منه���م فق���م م���ن منام���ك وص���م وصل���ي‬ ‫ألخ���ر الدهر ليغفر لك ‪ ..‬لكن لألس���ف انا‬ ‫اثق بعدالة اهلل ف�ل�ا غفران ملن يتاجر بدم‬ ‫الليبيني انت مثل ابليس أوجدك اهلل بيننا‬ ‫( لتغوينا امجعني )‪..‬ولن حنقق لك ذلك ‪.‬‬

‫‪05‬‬ ‫تعليق علي خرب‬

‫أمازيغية‬ ‫انعزالية‬ ‫سلمى خطاب العريف‬ ‫ٌ‬ ‫ري جدا ح���ول اللغة‬ ‫م���ا أراه اليوم‬ ‫ج���دل كث ٌ‬ ‫األمازيغي���ة و األمازي���غ و دس�ت�رتها ‪ ،‬أخب���ار‬ ‫و ش���ائعات تنفط���ر هل���ا القل���وب ‪،‬و تهتز هلا‬ ‫األب���دان‪ ،‬و كالم ع���اري عل���ى الصح���ة‪...‬و‬ ‫أن م���ا يُث���ار حول دس�ت�رة اللغ���ة األمازيغية‬ ‫هل���و تضخي���م و ج���دل واس���ع ب�ي�ن الن���اس‬ ‫وأختالفات املؤمتر الوطين ‪.‬‬ ‫أن األمازيغ مل و لن يكون دعاة تقسيم لليبيا‬ ‫كما يش���اع بني الن���اس وهم اخوتن���ا و أبناء‬ ‫ليبيا احلبيبة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وال أرى ه���ذه اللغ���ة تف���رض عل���ى كل‬ ‫الليبي�ي�ن ‪..‬أمنا الناطقني بها فقط و اذا عدنا‬ ‫للتاريخ جند الكثري م���ن القبائل من أصول‬ ‫أمازيغية و هناك عالقات نس���ب و مصاهرة‬ ‫بينهم و بني العرب‪..‬‬ ‫هذا األمر ال حيتمل كل اجلحود و النكران‬ ‫و االقص���اء و التهمي���ش ‪...‬كم���ا أن ال جيوز‬ ‫حماربة األنس���ان يف ثقافته و لغته اليت و ال‬ ‫زال يتحدث بها ا ّ‬ ‫الف السنني ‪.‬‬ ‫هل���ذا أرج���وا م���ن جلن���ة الس���تني و كل‬ ‫االعالمي�ي�ن و وكل املواطنني أن يقفوا مع‬ ‫احلق و املطلب الذي أرى فيه أثراء حضاري‬ ‫لليبيا احلبيب���ة واليت حنل���م ان نعيش فيها‬ ‫أخوة متحابني عرب و أمازيغ ‪.‬‬ ‫عاش أخوتنا األمازيغ رمزاً للوحدة الوطنية‬ ‫و مفخرة لليبيا ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ليبيا ومصر ‪ ...‬ظالل احلريق‬ ‫•ليبيا البطن الرخوة للتمساح‪!.‬‬

‫عبد الرمحن شلقم‬

‫مجال الدين األفغاني‬

‫اجلغرافيا قدر‪ ،‬واجلغرافيا السياسية ‪،‬قضاء وقدرــ ‪.‬‬ ‫س���أل اجلنرال مونتيغمري القائد العس���كري اإل جنليزي ملعركة العلمني احلامسة يف احلرب العاملية الثانية ‪ ،‬سأل رئيس‬ ‫الوزراء الربيطاني األس���بق ونس���تون تشرشل عن س���ر إهتمامه بليبيا وإحلاحه الذي ال يتوقف على ضرورة سيطرة القوات‬ ‫الربيطاني���ة عليه���ا مهما كان الثمن ‪ .‬أجاب السياس���ي الداهية ونس���تون تشرش���ل ‪َّ :‬‬ ‫(‪-‬أن ليبيا هي البطن الرخوة للتمس���اح‬ ‫األوربي ) ‪ .‬هكذا شخص ذلك السياسي اجلغرافيا السياسية لليبيا من زاوية احلرب ‪ .‬وقد صدَّقت جمريات احلرب العامية‬ ‫الثاني���ة عمق وصحة ذلك التش���خيص فقد كانت معركة العلمني بني احللفاء واحملور ه���ي بداية النهاية جليوش أملانيا‬ ‫وإيطاليا‪.‬لكن جيوش بريطانيا وصلت اىل ليبيا البطن الرخوة ألوربا وصلت من الشرق وليس من الشمال‪.‬‬

‫حممد عبده‬

‫•ليبيا ومصر وجغرافيا الرتاب‬ ‫هن���اك جغرافيا أخرى مضافة تربط ليبيا مبصر‬ ‫إضافة إىل جغرافيا ال�ت�راب ‪،‬اجلغرافيا املركبة‬ ‫احلية ‪،‬تلك اجلغرافيا هلا حواس وأعضاء ‪،‬تس���مع‬ ‫َّ‬ ‫وتتكل���م ‪،‬هلا قلب وعق���ل ويد أيض���اً ‪ .‬هناك أيضا‬ ‫جغرافيا الزمان ‪ ،‬وجغرافيا الثقافة واإلجتماع‪.‬‬ ‫كل ه���ذه اجلغرافيات تنس���ج خيوطاً تربط بني‬ ‫القطرين املص���ري والللييب ‪ ،‬ولكن عندما يضاف‬ ‫إليه���ا اخليط السياس���ي قد يك���ون الصاعق الذي‬ ‫حيرق كل اخليوط ‪.‬‬ ‫كان األس���تاذ املرحوم ف���ؤاد الكعبازي املوس���وعة‬ ‫ًّ‬ ‫العالمة أحد خزائن التاريخ اللييب من مؤسس���ي‬ ‫اإلذاع���ة الليبية بعيد اإلس���تقالل وتوىل مناصب‬ ‫عدي���دة يف الدول���ة الليبي���ة الولي���دة ‪ .‬وحبك���م‬ ‫ثقافت���ه الواس���عة فق���د كان مس���كوناً بهاج���س‬ ‫أهمية اإلعالم والثقافة َّ‬ ‫‪،‬احل على ضرورة إنش���اء‬ ‫إذاع���ة ليبي���ة ترب���ط كل أحناء الوط���ن اللييب ‪.‬‬ ‫كانت ميزانية الدولة الليبية الفقرية حمدودة‪،‬‬ ‫وكل ش���خصية ليبية تقدم أولويات على أخرى‬

‫رفاعه الطهطاوي‬

‫امللك فاروق يف املنفى‬

‫‪ ،‬املرحوم حممود املنتصر كان يعتقد أن التعليم‬ ‫هو الرتياق الس���حري حلل مش���اكل ليبيا إعترب‬ ‫أن لي���س لليبيب���ا رفاهية الصرف على جس���م هو‬ ‫م���ن الكماليات‪ .‬لك���ن بعدما بدأ اإلع�ل�ام املصري‬ ‫يبث خطاباً أيدولوجياً ‪،‬إقتنع الكثري من الساس���ة‬ ‫صر‬ ‫الليبيني بضرورة إنشاء إذاعة وطنية ليبية‪ .‬أً َّ‬ ‫الكعبازي على أن يكون البث موحداً من طرابلس‬ ‫وبنغ���ازي ‪،‬القدرات التقنية يف ذلك الوقت قاهرة‪.‬‬ ‫مت التوص���ل اىل ان تس���جل كل الربامج مس���بقا‬ ‫وأن ترس���ل بالطائ���رة إىل بنغازي ك���ي تبث مع‬ ‫حمطة طرابلس يف نفس التوقيت وبالدقيقة‪.‬‬ ‫•حصان الناصرية‬ ‫بع���د س���ريان التيار الناص���ري يف العق���ل العربي‬ ‫كانت ليبيا من أكثر األقطار العربية إنش���داداً‬ ‫له ‪،‬أصب���ح ذلك هاجس���اً يقرع رأس زعم���اء ليبيا‬ ‫دون توق���ف ‪،‬أبدع رئيس الوزراء أألس���بق املرحوم‬ ‫عب���د احلميد البكوش فكرة ــ الش���خصية الليبية‬ ‫ـ���ـ كأطروح���ة وطنية ت�ب�رز اهلوي���ة الليبية غري‬ ‫املس���تلبة كم���ا كان يعتق���د من س���طوة التوجه‬

‫عبد‪-‬احلميد‪-‬البكوش‬

‫الناصري ‪.‬‬ ‫مل تن���زل فكرة البك���وش اىل القاعدة االجتماعية‬ ‫الليبية ‪،‬بقيت فك���رة حكومية طاف حوهلا بعض‬ ‫املثقفني املوظفني‪،‬وعارضها آخرون َّ‬ ‫بش���دة وشنوا‬ ‫عليه���ا حرب���اً ال ينكر أح���د أن معمر الق���ذايف قد‬ ‫رك���ب من���ذ بداي���ة طفولت���ه السياس���ية حصان‬ ‫الناصرية اليت كانت ترهب السياسيني الليبيني‬ ‫يف العهد امللكي ‪.‬‬ ‫أعت���ذر ع���ن اإلطالة‪..‬ولك���ن للموض���وع حكم���ه‬ ‫وأحكامه‪ .‬من���ذ والدة ليبيا اجلديدة كان التأثري‬ ‫املص���ري على مالحمه���ا بارزاً ‪،‬حبك���م حياة امللك‬ ‫املرحوم إدريس السنوس���ي يف مصر ‪،‬وعدد كبري‬ ‫من النخب���ة السياس���ية الليبية‪ ،‬فق���د منع العهد‬ ‫امللكي األحزاب السياسية يف ليبيا بعد منع مجال‬ ‫عبد الناصر هلا يف مصر‪.‬‬ ‫•اخوان مصر يف ليبيا‬ ‫ومل���ا تعرض االخ���وان املس���لمني للتضييق مبصر‬ ‫مسح امللك الراحل إدريس السنوس���ي لعدد منهم‬ ‫باإلقامة بليبيا حيث شرعوا يف نشر أفكارهم‪.‬‬ ‫بعد املاضي ‪،‬يلوح احلاضر اليوم حام ً‬ ‫ال رياح كل‬ ‫اجلغرافيات‪،‬مضافاً إليه���ا تضاريس إيديولوجية‬ ‫واقتصادية قد ال ختلو من العنف‪.‬‬ ‫ليبي���ا اليوم مل تعد البطن الرخ���وة ألوربا باملعنى‬ ‫العس���كري فق���ط‪ ،‬لك���ن م���ن املنظ���ور األم�ن�ي‬ ‫واإلجتماعي أيضا‪ ،‬ومن املنظور اإلقتصادي ميكن‬ ‫احلدي���ث عن أحش���اء أوربا ودمه���ا ‪،‬فاهلجرة غري‬ ‫الش���رعية اليت تتدفق من ليبيا أصبحت ضاغطاً‬ ‫ديقموغرافيا خميف���اً ‪،‬والنفط والغ���از اللييب هو‬ ‫لبعض ال���دول األوربية يف مقام األوكس���جني ‪.‬‬ ‫اجملموعات املسلحة اليت ال يعرف عددها أحد ‪،‬و ال‬ ‫يس���تطيع أن حيدد هويتها أي جهاز أمن يف الدنيا‬ ‫‪،‬واحملركات العقائدية هل���ا منها ما يطفو ومنها‬ ‫ما يغ���وص‪ .‬مأس���اة ليبي���ا جغرافيته���ا الطبيعية‬ ‫والسياسية ‪،‬اليوم يف اجلنوب هناك املتطرفون يف‬ ‫مالي اهلاربون من القوات الفرنسية واألممية ‪،‬ال‬ ‫مالذ هل���م إال االرض الليبية اليت ليس هلا جيش‬ ‫حيميه���ا ‪ ،‬ق���ل ذلك عن مجاع���ات بوكو حرام يف‬ ‫نيجرييا‪،‬وآخرون ال نعلمهم ‪.‬‬ ‫•تغريبة بين اإلخوان‬ ‫م���ا حدث يف األيام القليل���ة املاضية يف مصر متت‬

‫فؤاد الكعبازي‬

‫مأمون اهلضييب‬

‫قرأت���ه بعش���رات األع�ي�ن كل عني هلا س���طورها‬ ‫وحروفها ‪،‬م���ن الواليات املتح���دة وأوربا اىل دول‬ ‫اخلليج العربي ‪،‬يف ليبيا بأي عني س���نقرأ احلدث‬ ‫املص���ري ؟‪.‬يف مص���ر الي���وم هناك أس��� ُد أيدلوجي‬ ‫دي�ن�ي يرتع���د إحباطاً وخوف���اً وغضباً ‪.‬دف���ع عمراً‬ ‫يف ا لس���جون ‪،‬حتت العذاب ‪ ،‬واملالحقة و اإلقصاء‬ ‫وعند أول رشفة من كأس السلطة انتزعت منه‬ ‫الكأس ومل يتوقف األمر عند ذلك بل ُضرب على‬ ‫فمه ويده‪.‬‬ ‫اعتق���د االخ���وان املس���لمون َّ‬ ‫أن حقبته���م ق���د بزغ‬ ‫ربيعه���ا ‪ ،‬وأن الش���عب العرب���ي يقول هل���م ‪ :‬أخرياً‬ ‫‪،‬جئت���م أيه���ا املنق���ذون م���ن الض�ل�ال ‪.‬ومل يخُ ِف‬ ‫ق���ادة اإلخوان يف مصر و دعموهم من خارجها َّ‬ ‫أن‬ ‫املس���ألة جمرد وقت ‪،‬ووقت قصري حتى يتسيدوا‬ ‫مقالي���د األمة ‪،‬خاص���ة بعد وصول اإلس�ل�اميني‬ ‫للس���لطة يف تون���س واملغ���رب ‪ ،‬وجزئي���اً يف ليبي���ا‬ ‫ألول مرة يف التاريخ اإلس�ل�امي ستكون القاهرة‬ ‫عاصمة اخلالفة بعد دمشق وبغداد و إسطنبول‪.‬‬ ‫القاه���رة كان���ت عاصمة القومي���ة العربية على‬ ‫األق���ل نظرياً يف عهد مجال عبد الناصر ‪،‬وكانت‬ ‫ومل ت���زل هي العاصم���ة العقائدي���ة والتنظيمية‬ ‫واحلركي���ة لإلخ���وان املس���لمني ‪،‬كل ق���ادة‬ ‫األحزاب اإلس�ل�امية خارج مصر ه���م ــ مراقبون‬ ‫ـ���ـ الوحيد الذي حيمل اس���م املرش���د ــ ه���و الرجل‬ ‫الذي جيل���س يف مقر مكتب اإلرش���اد يف القاهرة‬ ‫وكل رئيس لإلخ���وان يف بالده ال يتجاوز درجة‬ ‫ــ املراقب ــ ‪.‬‬ ‫• معامل سيد قطب !‬ ‫من���ذ تأس���يس حركة اإلخ���وان س���نة ‪ 1928‬يف‬ ‫مصر على يد حس���ن البنا توشحت بلون [ الدعوة‬ ‫] ‪،‬إث���ر مالمح حركة اليقظة اليت أطلقها مجال‬ ‫الدين األفغاني والشيخ حممد عبده والطهطاوي‬ ‫وغريه���م ‪ .‬كان���ت اف���كاره تنطل���ق م���ن امل���وروث‬ ‫الديين الس�ن�ي ‪.‬يف أواخر أربعينيات القرن املاضي‬ ‫هبت على احلركة أنس���ام السياس���ة ‪،‬انزلقت يف‬ ‫العن���ف والتصفيات الدموية‪.‬دف���ع مثن ذلك عدد‬ ‫م���ن قي���ادات احلرك���ة ويف مقدمتهم مؤسس���ها‬ ‫حس���ن البنا‪،‬كان ذلك يف عهد امللك فاروق‪ .‬شكل‬ ‫ذل���ك نهاي���ة ‪،‬ولكن َّ‬ ‫دش���ن بداية أيض���اً ‪.‬يف مطلع‬ ‫مخس���ينيات الق���رن املاض���ي ‪،‬ب���رز منظ���ر جديد‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫حمم���ود املنتصر أول‬ ‫رئيس وزراء لييب‬

‫للحرك���ة هو ـ س���يد قط���ب ـ مل يركن‬ ‫اىل امل���وروث الديين الس�ن�ي املصري ‪ ،‬لقد‬ ‫غاص يف فك���ر العامل االس�ل�امي اهلندي‬ ‫أب���و األعلى امل���ودودي الذي أس���س فكره‬ ‫على قاع���دة احلاكمية ‪،‬ال�ت�ي قادته اىل‬ ‫إصدار كتاب ـ جاهلية القرن العش���رين‬ ‫ـ ومع���امل على الطريق ــ وتفس�ي�ر القرآن‬ ‫الكريم بعنوان يف ظالل القرآن ‪.‬‬ ‫أصب���ح للحرك���ة تي���اران ‪ ،‬إن مل نق���ل‬ ‫فكران ‪ .‬الفكر ( َّ‬ ‫البناوي) نسبة إىل حسن‬ ‫البن���ا والفكر ( القطيب ) نس���بة اىل س���يد‬ ‫قطب‪ ،‬الذي خرجت من عباءته حركات‬ ‫العن���ف اإلس�ل�امية فيما بع���د ‪،‬مل جيمع‬ ‫رموز االخوان املسلمني على خيار العنف‬ ‫والتكف�ي�ر ‪،‬فق���د أص���در مرش���د األخوان‬ ‫األسبق ‪-‬ـ مأمون اهلضييب ـ جمموعة من‬ ‫الفتاوى مجعت ونش���رت يف كتاب حتت‬ ‫عنوان ـ دعاة ال قضاة ـ ‪.‬‬ ‫•وليس ذلك سراً‬ ‫الق���وة اليت تس���يطر على قي���ادة االخوان‬ ‫الي���وم ليس���ت من التي���ار ـالبن���اوي ـالذي‬ ‫أرس���اه حس���ن البنا وال من تيار اإلصالح‬ ‫الذي ارتآه اهلضييب ‪،‬بله التيار القطيب ‪.‬‬ ‫قلت فيما س���بق أن األس���د األخوان الذي‬ ‫رأى ش���رعيته تفت���ك من���ه عن���وة عل���ى‬ ‫ي���د اجلي���ش بذريع���ة ـ التم���رد الش���عيب‬ ‫ـ ل���ن يستس���لم ‪،‬يعب���ئ أنص���اره مللحم���ة‬ ‫اجله���اد ‪ ،‬وبدأ ً‬ ‫فع�ل�ا باملواجه���ة مع قوات‬ ‫اجلي���ش املصري يف س���ينا وأعل���ن زعماء‬ ‫االخ���وان صراحة ‪:‬إما ع���ودة الرئيس إىل‬ ‫كرس���يه‪،‬و َّ‬ ‫إال املواجهة املس���لحة ‪،‬وليس‬ ‫ذلك سراً‪.‬‬ ‫•ما بني مصر وبني ليبيا‬ ‫إن ما جيري يف مصر جيب ان يشغلنا يف‬ ‫ليبي���ا قدر ما يش���غل املصريني لألس���باب‬ ‫اآلتية ‪:‬‬ ‫ االمت���داد العقائ���دي والتنظيم���ي ب�ي�ن‬‫جناحي االخوان املسلمني يف مصر وليبيا‪.‬‬ ‫ االمت���داد اجلغ���رايف الطبيع���ي ب�ي�ن‬‫البلدين دون عوائق‪.‬‬ ‫ التداخ���ل االجتماع���ي ب�ي�ن البلدين ما‬‫يهيئ حاضنة اجتماعية لبعض العناصر‬ ‫املصرية املتشددة فوق االرض الليبية‪.‬‬ ‫املال والسالح الذي تفيض به ليبيا دون‬‫حاكم او رقيب‪.‬‬ ‫ال أري���د أن أنتق���ل م���ن التحلي���ل إىل‬‫التهويل فأقول قد يرى را ٍء من املخططني‬ ‫االخ���وان املس���لمني املصري�ي�ن الغاضبني‬

‫احملبط�ي�ن ‪،‬أن ليبي���ا ‪،‬وهي ارض بس�ل�اح‬ ‫وم���ال ورج���ال ب���دون دول���ة أو حكوم���ة‬ ‫متثل القاع���دة اليت ميكن االنطالق منها‬ ‫لتحري���ر مص���ر م���ن قبض���ة املغتصبني‬ ‫العسكر يف القاهرة لس���لطتهم الشرعية‬ ‫‪،‬فق���د تنصرهم اجلغرافيا بعد أن خذهلم‬ ‫جيش���هم وش���عبهم‪،‬ففي اجلن���وب هلم يف‬ ‫ح���كام الس���ودان اإلس�ل�اميني نصري ‪،‬ويف‬ ‫الشمال ‪،‬هلم غزة ومحاسها ‪،‬أما يف الغرب‬ ‫ـ يف ليبيا ـ فهناك أ ُّم النصرة وأبوها‪.‬‬ ‫أمتن���ى أن تكون قراءتي فيها من التهويل‬ ‫قدر ما فيها م���ن التحليل أو حتى أكثر‬ ‫من ذلك ‪،‬لكن عندما يشتعل منزل جارك‬ ‫املتصل أرضاً وسقفاً مبنزلك ‪،‬فال تنتظر‬ ‫الظالل‪.‬‬ ‫أن تأتيك منه ألسنة ِ‬

‫سيد قطب‬

‫حسن البنا‬

‫أبو األعلى املودودي‬

‫‪07‬‬

‫الرئيس املؤقت يلتقي وفدا من الكتاب‬ ‫لتدارس احلالة السياسية والثقافية‬ ‫التق���ى الرئي���س املؤق���ت املستش���ار عدىل منص���ور خنبة‬ ‫من املثقفني واالدباء والش���خصيات العامة مبقر رئاسة‬ ‫اجلمهوري���ة مبص���ر اجلدي���دة ي���وم الثالث���اء املاض���ى‪.‬‬ ‫ض���م الوفد حممد س���لماوى رئيس احت���اد كتاب مصر‬ ‫ويوس���ف القعي���د ومج���ال الغيطان���ى وف���اروق شوش���ة‬ ‫والدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة االسبق والكاتب‬ ‫الصحفى إبراهيم عبد اجمليد وحممد املخزجني‪ .‬ويأتي‬ ‫اللق���اء فى إط���ار سلس���لة اللقاء ال�ت�ي يعقده���ا الرئيس‬ ‫املؤق���ت م���ع خمتلف أطي���اف اجملتمع املص���رى والرموز‬ ‫الوطنية لالستماع اىل وجهات نظرهم ملا متر به البالد‪.‬‬ ‫واعت�ب�ر االديب مجال الغيطان���ي يف تصرحيات له عقب‬ ‫اللق���اء ان االجتم���اع ب�ي�ن الرئيس واالدب���اء كان جديدا‬ ‫وكان لق���اء م���ع عدد م���ن االدب���اء وليس موس���عا حيث‬ ‫اتيح���ت الفرصة لكل من ش���ارك بع���رض وجهة نظره‬ ‫يف اطار املصارحة‪ .‬وأش���ار اىل انه مت خ�ل�ال اللقاء طرح‬ ‫التس���اؤالت ح���ول وض���ع املعتصم�ي�ن يف منطق���ة رابعة‬ ‫العدوي���ة وح���ول وض���ع الدس���تور وتنفي���ذ املصاحل���ة‬ ‫الوطنية‪.‬وأك���د الغيطان���ي ان الرئي���س منص���ور كان‬ ‫عدلي منصور‬ ‫صرحيا خالل اللقاء وهو شخصية واسعة الصدر وعلى‬ ‫دراية بالواقع الثق���ايف واللحظة التارخيية اليت متر بها‬ ‫مصر‪.‬وقال األديب يوس���ف القعيد ان املصاحلة ينبغي ان تكون مع من الحيمل سالحا واليقطع طريقا‪،‬‬ ‫مؤك���دا ان الرئيس املؤقت عدلي منص���ور كان حريصا خالل لقائه مع األدباء على ابرازأهمية حتقيق‬ ‫املصاحلة‪.‬وح���ول الدور املطلوب من املثقفني واألدباء خالل املرحل���ة القادمة قال القعيد ان دور املثقفني‬ ‫ينبغ���ي ان يرك���ز على توعية املواطن�ي�ن والتواصل مع من هلم اراء خمالف���ة والوصول اىل اماكنهم يف‬ ‫االقالي���م‪ .‬وأك���د ان هذا الدور ميكن القيام به بعد تش���كيل احلكومة اجلديدة من خ�ل�ال وزارة الثقافة‪،‬‬ ‫مش�ي�را اىل ان املثقف�ي�ن واالدب���اء كان���وا ممنوعني يف عص���ر االخ���وان وان عليهم حاليا اس���تعادة دورهم‬ ‫كام�ل�ا‪ ،‬حس���ب تعبريه‪.‬من جانبه‪ ،‬ق���ال االديب حممد املخزجن���ي ان «ما حدث منذ الثالث�ي�ن من يونيو‬ ‫انن���ا كنا مجيعا يف مهمة انقاذ للدين واس���تعادة مصر»‪ ،‬مؤك���دا ان «دور املثقف يف هذه املرحلة هو دعم‬ ‫ه���ذه املهم���ة النبيل���ة واجلليلة من خ�ل�ال ادوات املثقف مثل الكتاب���ة واي وس���ائل أخرى»‪.‬وأكد االديب‬ ‫ابراهي���م عبد اجمليد ان الرئيس منص���ور كان خالل اللقاء متفهما جدا واكد على اهمية املصاحلة وان‬ ‫تك���ون مجيع االبواب مفتوحة جلميع التيارات الوطني���ة‪ .‬واوضح ان دور املثقفني كبري يف حماولة رأب‬ ‫الصدع واملصاحلة‪ ،‬مشريا اىل ان الرئيس املؤقت اكد على خارطة الطريق اليت تتضمن الدستور واجراء‬ ‫انتخاب���ات برملاني���ة‪ ،‬وقال ان «املظاهرات احلالية س���تنتهي مع مرور الوق���ت»‪ ،‬مضيفا انه ال مصاحلة مع‬ ‫م���ن يرتكب���ون أعمال عنف وانه جيب ان نفرق بني من يبين وخيرب ويقوم باعمال عنف‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫م���ن جانبه قال عماد أبو غازي‪ ،‬وزير الثقافة االس���بق‪ ،‬إن اللقاء ناق���ش الوضع الراهن وتصورات املرحلة‬ ‫االنتقالي���ة وكيفية اخلروج من املأزق الراهن يف ظل حالة االس���تقطاب السياس���ي احل���اد اليت متر بها‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫وق���ال حممد س���لماوي رئي���س احتاد كت���اب مصر إن‬ ‫الرئي���س عدل���ي منص���ور كان مهتما بان يس���تمع اىل‬ ‫اراء الكت���اب واملثقف�ي�ن ورؤيتهم للمرحل���ة االنتقالية‪،‬‬ ‫والدس���تور‪ ،‬وتش���كيل الدس���تور‪ ،‬واملصاحلة‪ ،‬مشريا إىل‬ ‫أن الكت���اب املش���اركني يف اللقاء أعربوا عن اس���تيائهم‬ ‫الش���ديد مم���ا حي���دث يف بع���ض امليادي���ن‪ ،‬مث���ل ميدان‬ ‫رابع���ة العدوي���ة‪ ،‬ومي���دان النهض���ة‪ ،‬وتطلع���وا إىل‬ ‫مرحل���ة تبدأ فيها الدولة الدس���تورية‪ ،‬وتأخذ جمراها‪.‬‬ ‫وأض���اف س���لماوي أن الكتاب أك���دوا للرئي���س املؤقت‬ ‫أن الن���زول إىل امليادي���ن ال معن���ى ل���ه‪ ،‬بعد جن���اح ثورة‬ ‫‪ 30‬يوني���و‪ ،‬وطالب���وا حبظر االعتصام���ات اليت تعطل‬ ‫مص���احل الن���اس‪ ،‬وأن التظاه���ر الس���لمي ال غب���ار عليه‪،‬‬ ‫مش���ددين على ضرورة البدء يف بن���اء البلد بعد كل ما‬ ‫أصابها‪ .‬وأش���ار إىل أن اللقاء تطرق إىل ملف املصاحلة‬ ‫الوطني���ة‪ ،‬موضح���ا أن الكتاب أكدوا عل���ى ضرورة أن‬ ‫تق���وم املصاحلة على احملاس���بة‪ ،‬وأن تت���م معاقبة كل‬ ‫مجال الغيطاني‬ ‫من خرق القانون وس���فك الدم���اء‪ ،‬وانه التهاون يف حق‬ ‫الش���عب‪ ،‬الفتا إىل أنه اس���تعرض خ�ل�ال اللقاء جتربة‬ ‫جن���وب أفريقي���ا‪ ،‬حيث مل تب���دأ فيها املصاحل���ة إال بعد‬ ‫احملاس���بة‪.‬وأضاف سلماوي أن الرئيس أكد خالل اللقاء أنه يضع يف اعتباره األساس االنتقالي ملنصبه‪،‬‬ ‫واألس���اس املس���تقبلي‪ ،‬ويدرك أنه رئيس مؤقت‪ ،‬الجناز املرحلة‪ ،‬لكنه يف الوقت ذاته يتخذ قراراته وعينه‬ ‫على املس���تقبل وليس على املرحلة االنتقالية‪ ،‬مش�ي�را إىل أن الرئيس ش���دد على أن اإلعالن الدس���توري‬ ‫مؤقت‪ ،‬وانه البد من التعامل معه على هذا األساس‪.‬‬ ‫حضر اللقاء الدكتور مصطفى حجازي مستش���ار الرئيس للش���ئون السياس���ية والس���يدة س���كينة فؤاد‬ ‫مستشار الرئيس لشئون املرأة وأمحد املسلماني املستشار االعالمي للرئيس‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫زهرية كمال أول رئيسة حزب فلسطيين ( ِفدا ) تروي شيئا من سريتها‬

‫شاركت يف مفاوضات مبدريد ثم يف واشنطن‬ ‫يف أول زي���ارة لليبي���ا بعد الثورة الس���يدة املناضل���ة زهرية كمال‬ ‫وهي اول امرأة فلسطينية ُرشحت لقيادة حزب سياسي فلسطيين‬ ‫منض���و يف اط���ار منظم���ة التحري���ر الفلس���طينية ج���اءت تعرض‬ ‫جتربته���ا وخربتها املمت���دة لعقود من‬ ‫الزم���ن ‪ ،‬خربة تع���ددت وتنوعت ريادة‬ ‫ونض���ال ‪ ،‬كل مش���وار قطعت���ه ملكت‬ ‫في���ه االرادة واليق�ي�ن بإمكانية النجاح‬ ‫رغ���م كل الظ���روف احمليط���ة ولعلها‬ ‫بالنس���بة هلا ماحنة االمل وأن ال يأس‬ ‫مع احلياة ‪.....‬‬

‫زهرية كمال‬

‫ميادين – طرابلس ‪:‬‬ ‫فاطمة غندور‬

‫•كان يرغب أن يكون املولود الذكر‬ ‫زهرية أمحد ب���دوي كمال موالي���د القدس ‪ ،‬أنا‬ ‫يف النصف االخري من العقد الس���تني امينة عامة‬ ‫حلزب فدا‪ ،‬وحض���رت للدنيا وكان لوالدي من‬ ‫العمر ‪45‬عام���ا كان يرغب وحيل���م بأن أكون‬ ‫املول���ود الذك���ر ‪ ،‬ذهب���ت اىل املدرس���ة وقبلها اىل‬ ‫روض���ة االطفال احلديثة كان���ت ُتعلمنا الكثري‬ ‫من القيم النبيلة ‪ :‬الفتنة اش���د من القتل ‪ ،‬وكنا‬ ‫اطف���اال فعلمون���ا ‪ :‬حب الخيك ما حتب لنفس���ك‬ ‫‪،‬والدي ف���رح لذلك وكان ذلك م���ا علمنا به ‪ :‬ال‬ ‫تق���ل اصل���ي وفصلي امن���ا اصل الفتى فعل���ه ‪ ،‬اذا‬ ‫عملت عمال فاتقن���ه ‪ ،‬الدين معاملة‪ ،‬جعلنا ذلك‬ ‫خن���رج كأجيال حنم���ل قيم يف بيوتن���ا وعملنا ‪،‬‬ ‫اصبحت حياتنا بتل���ك القيم ‪ ،‬ومع ذلك رافقتين‬ ‫ايض���ا احالم الطفولة حلم���ت باني اطري يف بيتنا‬ ‫القديم حيث الش���بابيك العالية كنت ارفع يدي‬ ‫واحل���م بالقفز والن���ط والط�ي�ران وفعلتها مرة ‪،‬‬ ‫من س���ور بيتنا قفزت ‪ ،‬من س���لم بيتن���ا مع أوالد‬ ‫احلارة ! باملدرس���ة فيما بعد اغرمت بالرياضيات‬ ‫ودرست الفيزياء باجلامعة فيما بعد ‪...‬‬ ‫•يف رأيك كيف ظهرت مالمح التجربة النضالية يف‬ ‫حياتك أقصد املقدمات ؟‬ ‫بالتاكيد أن دراسيت اجلامعية بالقاهرة فتحت‬ ‫ل���ي ذل���ك ‪...‬الع���وامل اجلدي���دة‪ ،‬السياس���ة مث�ل�ا‬ ‫كن���ت اش���ارك يف املظاهرات ‪،‬وقبلها بفلس���طني‬ ‫خرج���ت مبظاهرة وان���ا طالبة ب���أول ثانوي فتم‬ ‫التحقيق معي‪ ،‬وكان امسي بالالئحة الس���وداء‬ ‫ب���األردن ‪ ،‬كن���ت صديق���ة حلرك���ة القوميني‬ ‫العرب ودخل���ت احلركة واصبح���ت عضوة مع‬ ‫معظم القيادات املوجودة اليوم بفتح او باألحزاب‬ ‫السياس���ية االخ���رى مث���ل اجلبه���ة الش���عبية ‪،‬‬ ‫اجلبهة الدميقراطية اغلبهم عرفتهم وعرفوني‬ ‫‪،‬احلكيم مثال كنت أراه وأقابله بتونس‪ ،‬بسوريا‪،‬‬ ‫ب���األردن ‪ ،‬كن���ت أح���ب ش���خصيته‪ ،‬س���أعود اىل‬ ‫س�ي�رتي بالقاه���رة حيث اتي���ح لي ق���راءة الكتب‬ ‫واالطالع السياس���ي الذي مل يكن متاحا باالردن‬ ‫او فلس���طني ‪ ،‬قرأت لنوال س���عداوي مثال كنت‬ ‫اذه���ب واحض���ر حدي���ث االربع���اء لط���ه حس�ي�ن‬ ‫ومصطف���ى العق���اد كنت اس���تمع واذه���ب ايضا‬ ‫لن���ادي القص���ة عرفت الس���باعي ‪ ،‬واحس���ان عبد‬

‫القدوس يناقش���هم ال ُكتاب ‪ ،‬انا عشت يف هذا اجلو‬ ‫الثقايف أيضا كنت مش�ت�ركة يف نادي الس���ينما‬ ‫يف اجلامع���ة االمريكي���ة ‪ ،‬حيات���ي يف القاهرة مل‬ ‫تك���ن للدراس���ة والكت���ب فق���ط كن���ت متفاعلة‬ ‫ومش���اركة ادرس بالفيزي���اء ‪،‬واحضر واش���ارك‬ ‫برأي كلم���ا أتيح لي ذلك ‪ ،‬ثم حدثت حرب ‪67‬‬ ‫وأنا بالقاهرة طبعا الظلم حصل يف مواجهيت فأنا‬ ‫مضط���رة للرج���وع لبلدي بتصريح ال أس���تطيع‬ ‫الع���ودة اىل موطين االحتالل االس���رائيلي كان‬ ‫يعام���ل كل واحد خارج البل���د مبنعه من العودة‬ ‫‪،‬منه���ا بدأ وج���ود النازح�ي�ن ناس فلس���طينني ال‬ ‫حي���ق هلم الع���ودة للبل���د أثن���اء االحت�ل�ال إذا ما‬ ‫كانوا خ���ارج البلد يف عمل أو دراس���ة ‪ ،‬مت منعنا‬ ‫من العودة ‪ ،‬رغم اني كنت حمظوظة قليال فقد‬ ‫حصلت على تصريح ورجع���ت للبلد ‪،‬تصرحيي‬

‫كان ملدة ش���هر حتت بند ( تصريح زيارة لألهل‬ ‫) لكنين رفضت مغادرة بلدي وحصلت على عمل‬ ‫م���ع وكالة غ���وث الالجئ�ي�ن ‪،‬واش���تغلت معلمة‬ ‫فيزياء‪،‬وكذل���ك أس���اليب تدري���س العل���وم يف‬ ‫معهد املعلم���ات ‪،‬ثم عملت ماجس���تري يف الرتبية‬ ‫يف االردن ‪ ،‬حتولت من العلمي اىل االدبي ‪،‬املعهد‬ ‫ال���ذي عملت به معلمات كن الجئات‪ ،‬انا عش���ت‬ ‫بفلس���طني لكن�ن�ي مل أزر س���ابقا خمي���م الجئني‬ ‫عمل���ي فيما بع���د أتاح ل���ي الفرصة ب���أن أكون‬ ‫داخل املخيمات ‪.‬‬ ‫•بالتاكيد الظروف هنا تغريت وأنت تعودين للوطن‬ ‫يف تل��ك االح��وال ‪...‬كي��ف كان��ت التجرب��ة وخاصة‬ ‫أوضاع النساء ؟‬ ‫كانت جترب���ة عاصرها والدي واخواتي الس���ت‬ ‫كنت حتملت مس���ؤلية االس���رة يف وق���ت مبكر‬

‫عرفات وكلنتون ورابني‬

‫‪،‬عمل���ت يف ث�ل�اث وظائ���ف ودخل���ت مع�ت�رك‬ ‫السياس���ية يف أوق���ات كنت أنام س���اعتني باليوم‬ ‫فقط ومل أكن اش���عر بأني افتقد لش���يء كنت‬ ‫ناش���طة يف العم���ل االجتماع���ي ‪ ،‬قارب���ت واق���ع‬ ‫النس���اء م���ن بلدي ‪ ،‬امل���رأة هي االكثر تهميش���ا ‪،‬‬ ‫قاربت وضع املرأة حت���ت االحتالل بدأت نضالي‬ ‫السياس���ي وأنا على استيعاب ملا يطال نساء بلدي‬ ‫اصبحت لي رؤييت النس���وية وأعت�ب�ر أن النضال‬ ‫النسوي هو نضال سياسي أيضا‪ ،‬وبالتالي كانت‬ ‫ل���ي مس���اهمة يف تأس���يس ع���دد م���ن املؤسس���ات‬ ‫النسوية أوهلا احتاد جلان العمل النسائي كإطار‬ ‫‪ ،‬كان أول إطار نس���وي مجاهريي يعمل ويقدم‬ ‫ش���يء خمتلف ع���ن اجلمعي���ات اخلريي���ة كان‬ ‫يعمل م���ع امل���رأة يف موقعها ويل�ب�ي احتياجاتها ‪،‬‬ ‫حن���ن ال ننوب عنها ‪،‬عليها أن متثل نفس���ها كل‬ ‫موق���ع يتم فيه اختيار مندوبات لالحتاد ‪،‬وخلقنا‬ ‫نوع من العمل املختلف ‪ ،‬سأذكر هنا ان وجودي‬ ‫بالقاه���رة أفادني عند اطالع���ي املبكر على جتار‬ ‫النس���اء ما قرأت وش���اهدت وتابعت النساء الالتي‬ ‫ك���ن باملعهد كن أغلبهن متمي���زات كنت ارى‬ ‫مع���دالت عالي���ة ومع ذلك ه���ن يتوجه���ن ملعهد‬ ‫معلم���ات الس���بب أن أهله���م لك���ي ال يتجهن اىل‬ ‫جامع���ات ويدرس���وا مواضي���ع تقاب���ل معدالتهم‬ ‫وجهوا اخوتهم الذكور ملا يرغبون ومن هنا كان‬ ‫عل���ي أن أنتب���ه اىل التمي���ز هذه نقط���ة ‪ ،‬النقطة‬ ‫الثانية أن هؤالء البنات بعضهن لديهن مش���اريع‬ ‫زواج اهله���م قد يندفع���وا اىل ذلك لكي ال يتكفلوا‬ ‫ه���م مبصاريف دراس���تهن بل حتس���ب املصاريف‬ ‫على أه���ل الزوج املُقب���ل ‪ ،‬كانت وكال���ة الغوث‬ ‫ويف املعه���د حتديدا مينحوا االس���رة مقعد واحد‬ ‫‪،‬وس���يكون من حظ احدى بنات العائلة او االخوة‬ ‫لذلك تعمل األس���ر على تدبري مشروع زواج لكي‬ ‫حتمل اس���م العائلة االخ���رى حينها حتصل على‬ ‫مقع���د ‪ ،‬وت�ت�رك مقعدها الخته���ا أو أخيها ولكن‬

‫عملت يف ثالث وظائف ودخلت معرتك السياسية ويف أوقات كنت‬ ‫أنام ساعتني باليوم فقط ومل أكن اشعر بأني افتقد لشيء‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫اصبح��ت عضوة مع معظ��م القي��ادات املوجودة الي��وم (فت��ح) او باألحزاب‬ ‫السياسية االخرى مثل (اجلبهة الشعبية ‪،‬اجلبهة الدميقراطية)‬ ‫هنا تتعرض الفتي���ات اىل ظلم اجتماعي متمثل‬ ‫يف تلفيق وتدبري هذا الزواج االجباري واملصلحي‬ ‫يف معظم���ه ‪ ،‬هن���اك زجي���ات كانت ب�ي�ن فتيات‬ ‫ورجال يتجاوزه���م يف العمر بكثري‪ ،‬كانت كل‬ ‫هذه املس���ائل حتص���ل‪ ،‬ولكين انتبه���ت هلا أكثر‬ ‫عندم���ا عملت كمعلمة يف وكالة الغوث وصار‬ ‫هناك جمال للنضال ضد هذه السلبيات السائدة‬ ‫جتاه النس���اء‪ ،‬حت���ى املفاهي���م احلقوقية كانت‬ ‫غائب���ة ‪،‬كنت أذه���ب اىل مؤسس���ة معينة وأرى‬ ‫شغل النس���اء وأس���أل عن مرتباتهن أجده نصف‬ ‫مرتب الرجل وكنت أس���أل أصح���اب املكان ملاذا‬ ‫حيصل هذا التميز ‪ ،‬النس���اء كن يعملن جبدية‬ ‫كم���ا الرجال ‪ ،‬املرأة مس���ؤلة وتس���اعد أس���رتها‬ ‫مثل���ه ولك���ن كان فيه ظلم واس���تغالل للنس���اء‬ ‫‪،‬أول القضايا اليت تبنيتها هي الدعوة اىل األجور‬ ‫املتس���اوية ‪،‬اذك���ر ان���ه يف الوظائ���ف احلكومية‬ ‫هن���اك تس���اوي ولكن موضوع اخل�ل�اف كان يف‬ ‫القطاع اخل���اص املصانع والش���ركات وهي ذات‬ ‫الرواتب االعلى يقبضها الرجال عادة ‪،‬ش���اركت‬ ‫يف تأس���يس نقاب���ات مهني���ة للنس���اء يف جم���ال‬ ‫اخلياط���ة ‪،‬واالدوي���ة التمري���ض القطاعات اليت‬ ‫تعمل فيها نس���اء فكرنا يف مس���اندتهن بتأسيس‬ ‫نقابات خاص���ة ‪ ،‬وقد ب���دأن يف معرفة حقوقهن‬ ‫وواجباتهن ضمن تلك االطر واملؤسس���ات املدنية‬ ‫‪،‬يف مرحل���ة ما كان علينا من أج���ل التوعية أن‬ ‫نتبنى فك���رة توظيف الفنون ألجل وقد تأس���س‬ ‫عندن���ا بفلس���طني مس���رح ( املنرب احلر )اس���تنادا‬ ‫عل���ى حب���وث اجتماعي���ة ح���ول قضاي���ا الن���اس‬ ‫اهلام���ة مبش���اركة اجلمه���ور كن���ا ننطلق من‬ ‫الواق���ع ‪ ،‬واذك���ر زميالت نش���طن يف ذلك هناك‬ ‫س���يدة ناش���طة س���هام الربغوتي هي االن وزيرة‬ ‫ثقاف���ة وكذلك أمنة رمياوي حاليا عضو جلنة‬ ‫تنفيذية بإحدى النقابات العمالية‪ ،‬وتيسري بداع‬ ‫كان���ت امين���ة ملكتبة الب�ي�رة ‪،‬لطفية الش���ريف‬ ‫‪،‬كانت املمثلة منهن موهوبة ‪،‬ومل يكن االساس‬ ‫اتق���ان التمثيل بقدر م���ا كانت الفك���رة ايصال‬ ‫الرس���الة وتصحي���ح االوض���اع والوع���ي بعملية‬ ‫التغري لالفضل ‪ ،‬بعضهن كن يتعرضن للفصل‬ ‫من اعماهلن بس���بب نش���اطهن النقاب���ي ‪،‬كانت‬ ‫هناك سيدات نشطن يف نشر فكر نوعي خمتلف‬ ‫عرب اساليب فنية متنوعة ‪.‬‬ ‫•مهمات��ك القيادي��ة ‪ ..‬كي��ف ص��رت مس��ؤلة مدنية‬ ‫وسياسية ؟‬ ‫نهاي���ة الس���بعينيات اىل اول التس���عينيات كنت‬ ‫كث�ي�رة النش���اط وس���اهمت يف تأس���يس كثري‬ ‫من املؤسس���ات النس���وية غري اطار االحتاد العمل‬ ‫النس���ائي كان ‪ :‬مرك���ز الدراس���ات النس���وية ‪،‬‬ ‫مركز االرش���اد القانوني واالجتماعي ‪ ،‬مركز‬ ‫القدس للنس���اء ‪ ،‬عدة مؤسس���ات سأشري للفرتة‬ ‫اليت س���بقت هذا التأس���يس السبعينيات مثال اىل‬ ‫منتصف الثمانينات كنت من الذين تعاونوا مع‬ ‫جمموع���ات اخرى من النس���اء يف إحياء عدد من‬ ‫املؤسس���ات اليت أغلقتها الس���لطات االس���رائيلية‬ ‫مثل نادي املوظف�ي�ن ‪ ،‬ونادي اخلرجيني وكنت‬ ‫عض���و يف هيئته���ا االداري���ة ان���زل لالنتخاب���ات‬ ‫واش���ارك يف هيئاته���ا االداري���ة وه���ذا أكس���بين‬ ‫خ�ب�رة ومعرف���ة بأس���اليب العم���ل م���ع الرج���ال‬ ‫والش���راكة معه���م وط���رح قضايا امل���رأة ‪،‬ضمن‬ ‫برنام���ج ه���ذه املؤسس���ات ‪ ،‬املرحل���ة ال�ت�ي تلته���ا‬ ‫وظيفيا تركت وكالة الغوت وتفرغت س���نتني‬ ‫للعمل السياسي وكنت مشاركة بهيئة قيادية‬

‫على مس���توى املنطقة يف فلسطني وشاركت يف‬ ‫مفاوض���ات مبدريد ثم يف واش���نطن ‪،‬واش���تعلت‬ ‫م���ع ( ‪UNDP‬وأسس���ت منظم���ة دائ���رة تنمية‬ ‫املراة ‪،‬ثم أول تأس���س الس���لطة ذهب���ت اىل وزارة‬ ‫التخطي���ط والتع���اون الدول���ي وأسس���ت ادارة‬ ‫ختطي���ط وتطوي���ر مش���اركة امل���رأة وب���دأت‬ ‫بالربنام���ج النس���وي بعناوين���ه الواضح���ة تفتح‬ ‫اجملال لتطوير قدرات النساء يف هذه املسألة وقد‬ ‫أفادتين هذه التجربة واملمارس���ة ‪ ،‬ساعدت يف أن‬ ‫اس���توعب ظروف املرأة وقضاياها وصرت بعدها‬ ‫وزيرة لشؤون املرأة‬ ‫•كيف وجدتي ليبيا يف أول زيارة لك ؟‬ ‫هي اول زيارة ‪ ،‬وس���أصارحك بأني أول ما أخذت‬ ‫الدع���وة وفك���رت إذا ما كنت س���أقبل أن أكون‬ ‫مش���اركة يف مراجع���ة خطط وع���رض اراء يف‬ ‫العم���ل النس���ائي ‪ ،‬مس���بقا كان���ت الفك���رة لدي‬ ‫أن هن���اك بل���د خارج م���ن ث���ورة ووصلين صدى‬ ‫مشاركة النساء فيها ‪ ،‬ذلك فتح شغفي ورغبيت‬ ‫يف أن أواف���ق واق�ت�رب من جتربة امل���رأة يف ليبيا‬ ‫م���ا بع���د الث���ورة ‪ ،‬وب���دأت أيضا امج���ع معلومات‬ ‫ح���ول النظ���م ال�ت�ي عمله���ا النظام الس���ابق ففي‬ ‫تص���وري أن ليبيا بل���د غين وس���تتاح فيه فرص‬ ‫تنموية وتطويرية لصاحل النس���اء ‪ ،‬دعيين أقول‬

‫اجل���ارة لظروفها املادية ولكين ق���رأت أن جمال‬ ‫الزراع���ة أيضا لي���س فيه مش���اريع اكتفاء رغم‬ ‫توف���ر االراض���ي اخلصبة لديك���م واملي���اه ‪،‬وأرى‬ ‫ذلك غائب أيضا يف املس���احات الواسعة واملفتوحة‬ ‫للخض���ار واحلدائ���ق العام���ة يف طرابلس هناك‬ ‫زحف إمسن�ت�ي ملحوظ ‪،‬اصبحت أق���ارن ببلدي‬ ‫احملت���ل رغ���م ان املقارن���ة غ�ي�ر جائزة ولألس���ف‬ ‫املهتمني بتطوير البنية كلهم من األجانب حاليا‬ ‫‪ ،‬االن مه���م جدا وجود قانون اس���تثمار موجود يف‬ ‫ليبيا عل���ى األقل يضمن االس���تثمارات يش���ارك‬ ‫فيه���ا الليبي���ون وليس���ت كل م���وارد ليبي���ا تباع‬ ‫للخارج ضرورة ضغط املنظمات واألحزاب جتاه‬ ‫استفادة الشباب واملؤسسات الوطنية من مشاريع‬ ‫االستثمار‪ ،‬املسألة الثانية تفاجأت جبديد العمل‬ ‫احلزب���ي لديك���م مل يك���ن لديكم خ�ب�رة بالعمل‬ ‫السياس���ي وبالتال���ي هن���اك حاج���ة للتع���اون‬ ‫والب���دء ‪،‬وغياب النش���اط احلزب���ي يف بلدكم له‬ ‫جان���ب اجياب���ي وجانب س���لبيم فالس���لبية عدم‬ ‫وج���ود اح���زاب يف هكذا جترب���ة انتقالية حباجة‬ ‫اىل خن���ب وقيادي�ي�ن لالسرتش���اد بأرائه���م جتاه‬ ‫االنتخاب���ات والدس���تور ‪ ،‬جتربتك���م االنتقالي���ة‬ ‫حتت���اج عم���ل سياس���ي نوعي بعد حك���م مشولي‬ ‫اس���تبدادي ‪ ،‬وسأش�ي�ر اىل الناحي���ة االجيابي���ة‬

‫ل���ك عندما وصل���ت تفاجأت بزخم عمل النس���اء‬ ‫واندفاعهن واعجبين مس���توى تعليم النس���اء من‬ ‫محل���ة الش���هادات والتخصصات املهني���ة ‪ ،‬كان‬ ‫ذل���ك جي���دا وس���أذكر هن���ا ان أول م���راة ليبية‬ ‫تعرف���ت عليه���ا ه���ي باخل���ارج الس���يدة اخلبرية‬ ‫فري���دة العالقي ‪،‬وعندي معلوم���ة انها معارضة‬ ‫وزوجها كذلك تعرض���ه حملاولة قتل ‪،‬وتعرفت‬ ‫عليه���ا يف املؤمت���رات اخلارجية ‪،‬لف���ت نظري ان‬ ‫بلدكم غين ولكن ذلك ال يظهر يف وضع البنية‬ ‫التحتي���ة‪ ،‬ه���ي ضعيفة جدا ‪ ،‬حنن يف فلس���طني‬ ‫وحت���ت االحت�ل�ال وش���عب فق�ي�ر ولك���ن عندما‬ ‫تشاهدين املنظر العام تشاهدي مدنية وعصرية‬ ‫يف املكان مقومات املدني���ة ‪ ،‬كيفية بناء املدارس‬ ‫بش���كل حديث متطور وانا رأي���ت تونس واملغرب‬ ‫واجلزائ���ر وش���اهدت الفارق يف االبني���ة واملعمار‬ ‫الغري���ب انه���ا املفروض تك���ون أفضل م���ن دوهلا‬

‫ك���ون البدايات ه���ي بدايات للجمي���ع فأنتم لن‬ ‫حتتاج���وا اىل مقاوم���ة تراك���م س���ابق غالب���ا ما‬ ‫ينزع ومييل اىل السلطة القائمة ‪ ،‬لذلك اعجبين‬ ‫اخنراط النس���اء مع الرجال من���ذ البداية خطوة‬ ‫خبطوة وهذا ش���يء جيد ولصاحل النساء ‪ ،‬ثم أنه‬ ‫اذا االحزاب تستفيد من اخلربات املوجودة وليس‬ ‫املطل���وب منه���ا إال جتاوز عيوب واخط���اء املاضي‬ ‫‪ ،‬ولديك���م النخ���ب ال�ت�ي ع���ادت للب�ل�اد باالمكان‬ ‫االس���تفادة واالسرتش���اد خبربته���م وتفاعله���م‬ ‫السياس���ي يف مناخات عايش���وها وعاشوا بها ‪ ،‬ويف‬ ‫العمل السياسي لديكم ومن خالل ذهابي مرتني‬ ‫للمؤمتر الوطين ش���اهدت املناش���دات واليافطات‬ ‫املعلقة ال�ت�ي تطال���ب بالعزل السياس���ي وكنت‬ ‫ق���د التقي���ت مع عض���وات الربملان فعال ش���حنين‬ ‫بكثري من االمل من خالل وجهات نظر بعضهن‬ ‫‪ ،‬قابلت الس���يدات باللج���ان املختلفة ‪ ،‬وس���أقول‬

‫‪09‬‬ ‫رأي يف املطالبة بالعزل السياسي هو عمليا ليس‬ ‫ذو منحى عدلي بل في���ه انتقام وبالتالي انتم يف‬ ‫بلد خارج من الديكتاتورية نفى ماسبقه واصدر‬ ‫احكاما تقصي وتغتال من خالفه ومل يعمل معه‬ ‫اذا بدأن���ا بعملية الع���زل وهي عملي���ة انتقام لن‬ ‫نص���ل اىل العدال���ة وبالتال���ي ينبغي االسرتش���اد‬ ‫مبفه���وم العدال���ة االنتقالية القائم على اس���اس‬ ‫احملاس���بة وتوثي���ق القضاي���ا وجرب الض���رر على‬ ‫قاع���دة العدل ولي���س االقصاء ‪ ،‬كي���ف نكرر ما‬ ‫كنا حنتج عليه يف نظ���ام الديكتاتورية ‪ ،‬العزل‬ ‫السياس���ي جي���ب أن يقن���ن من نع���زل نذهب اىل‬ ‫القض���اء حنض���ر االثبات���ات واالدل���ة واالس���انيد‬ ‫ونقدمه���ا للقضاء وال ننص على العزل يف قانون‬ ‫خيص���ه ب���ل ال نضعه حت���ى يف الدس���تور ‪ ،‬حنن‬ ‫حباجة اىل بعضنا البعض حباجة اىل كل لييب‬ ‫يعمل يف بناء البلد فلنرتك القضاء يأخذ جمراه‬ ‫ونلتف���ت اىل القضاي���ا االساس���ية يف عملية بناء‬ ‫ليبيا اجلديدة ‪.‬‬ ‫•ما حصيل��ة زيارتك لوزارة العم��ل ووزارة التخطيط‬ ‫وقد قميت بزيارة ملكتب القوى العاملة أيضا؟‬ ‫يف وزارة العم���ل تفاج���أت أن ه���ذه ال���وزارة ه���ي‬ ‫ث�ل�اث وزارت ! يف بلد أخر ويف اغلب بلدان العامل‬ ‫دي���وان املوظف�ي�ن العام ه���و تابع ل���وزارة العمل ‪،‬‬ ‫أيض���ا ما خيص الش���باب جي���ب أن يفصل قطاع‬ ‫عمله���م ومكافح���ة البطال���ة ‪ 26%،‬فق���ط ه���ي‬ ‫نس���بة النس���اء العام�ل�ات لديكم ‪ ،‬النس���اء لديكم‬ ‫يتخرج���ن ويبق�ي�ن يف البي���وت ‪ ،‬مؤخرا س���جلن‬ ‫كباحث���ات ع���ن عم���ل والتقي���ت م���ع ع���دد من‬ ‫الراغب���ات بالعمل وفاجئين انهن ال ميلكن الرقم‬ ‫الوط�ن�ي ‪،‬كل مواط���ن حيم���ل بطاق���ة وله رقم‬

‫يف ال���وزارة حياولون الكش���ف ع���ن الرقم ملعرفة‬ ‫وظيفت���ه وحتديد حجم س���وق العمل ومس���ألة‬ ‫‪•.‬خضت نضاال من أجل النس��اء ما لنصيحة‬ ‫البطالة‬ ‫ِ‬ ‫اليت توجهينها لليبيات يف هذه املرحلة ؟‬ ‫ش���اهدت أن هن���اك تط���ور يف ح���راك امل���رأة بعد‬ ‫الث���ورة تس���عى ألداء دوره���ا ‪ ،‬عليه���ن مواصل���ة‬ ‫النض���ال ويف ج���زء من���ه مرجعي���ة هل���ا عالق���ة‬ ‫بالثقاف���ة الق���راءة املعرف���ة الكتاب���ة الرتكي���ز ‪،‬‬ ‫االخن���راط يف العمل السياس���ي والعم���ل االهلي‬ ‫كالهم���ا مكمل�ي�ن لبعضهما يف مرحل���ة انتقال‬ ‫دميقراطي مثلكم ‪ ،‬كأني شهدت نوع من العداء‬ ‫ماب�ي�ن املنظم���ات االهلي���ة واالحزاب السياس���ية‬ ‫بالرغ���م انه من الضروري ان يعمال مع بعضهما‬ ‫البع���ض ‪ ،‬يف ظين وثقيت بالليبيات كبرية رأيت‬ ‫ذلك يف أعينهن ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫حممود بريم التونسي‬

‫تونسي املنبت ‪.....‬مصري اهلوى‬ ‫تيت���م حممود بريم التونس���ي صب ّيا فانقط���ع عن التعليم مبكرا و إنربى مي���ارس مهنا خمتلفة ال‬ ‫عالقة هلا أصال بالفكر و الفن و الثقافة‪ ،‬عاش الرجل حياة ال تعرف االس���تقرار و إنتقل بني املنايف‬ ‫يف باريس و دمشق و تونس و عددا من املدن األخرى بعد إبعاده عن مصر نظرا ملهامجته للملك فؤاد‬ ‫حاكم مصر و والد آخر فراعنتها امللك فاروق‪.‬‬ ‫راس���ل العديد من الصحف يف تونس و مصر و س���ورية و حقق لنفس���ه شهرة واسعة مل يغنصها إال‬ ‫البعد عن األهل و اإلبعاد عن االسكندرية‪.‬‬ ‫ولد حممود بريم التونسي يف ‪ 23‬مارس ‪ 1893‬بشارع البوريين بالسيالة باالسكندرية ألب مهاجر‬ ‫من تونس إىل الديار املصريّة يف القرن التاس���ع عش���ر‪ ،‬مات والده وهو مل يتجاوز اإلثين عشرة سنة‬ ‫و تزوجت والدته بعد ذلك قبل أن تتوفى و بريم يف الس���ابعة عش���ر من عمره‪ ،‬عمل نس���اجا و جنارا‬ ‫و بق���اال و عان���ى من الغربة و االبتعاد عن األهل و األعزة‪ ،‬عاش بريم التونس���ي متش���ردا ملدة تقارب‬ ‫العشرين عاما بني موانئ البحر املتوسط بال مأوى و ال أهل و ال وطن (‪)1940/1920‬‬ ‫كزجال بأس���لوبه الالذع و صراحته‬ ‫إش���تهر‬ ‫ّ‬ ‫ال�ت�ي كان���ت تع��� ّري الواق���ع السياس���ي و‬ ‫اإلقتص���ادي يف مص���ر و قهره���ا و االحت�ل�ال‬ ‫اإلنقليزي القائم عليها بش���كل س���افر و رغم‬ ‫أنه كت���ب القصة و الش���عر إال أن فن الزجل‬ ‫هو الذي رفع صيته و امسه يف كل مكان‪...‬‬ ‫إخت���ار ب�ي�رم التونس���ي كتابة ال ّزج���ل حتى‬ ‫يك���ون أقرب إىل الناس ‪ ،‬فف���ي عصره كانت‬ ‫األم ّي���ة تلق���ي بظالهلا على ش���رحية كبرية‬ ‫من أبناء الش���عب فأوص���ل بالزجل أفكاره إىل‬ ‫الغالبي���ة العظم���ى م���ن الناس مرك���زا على‬ ‫املش���اكل اليوم ّي���ة و العادات الس���يئة و كان‬ ‫ينشرها أوال جبريدة "املسّلة" اليت صدر منها‬ ‫‪ 13‬ع���ددا و جريدة "اخل���ازوق" و اليت صدر‬ ‫الصدور‬ ‫منه���ا عدد واح���د و أوقفها امللك ع���ن ّ‬ ‫إثر نش���رها قصي���دة يف هج���اء زوج ابنة امللك‬ ‫(فوقي���ة) ‪،‬و ال���ذي كان يعمل حمافظا كما‬ ‫مل يكت���ف امللك بذل���ك بل ا ّتص���ل بالقنصل ّية‬ ‫الفرنس��� ّية لرتحيل بريم باعتباره تونس��� ّيا ال‬ ‫حيمل اجلنس��� ّية املصريّة‪ ،‬فينفى يف مرحلة‬ ‫أوىل إىل تون���س س���نة ‪ 1920‬فيلق���ى أقارب‬ ‫دون ترح���اب ‪،‬فريحل إىل فرنس���ا لكي ال جيد‬ ‫عمال و يعيش على وجبتني يف األس���بوع و من‬ ‫هن���اك يلجأ إىل تغي�ي�ر إمس���ه و تزوير جواز‬ ‫س���فر يعود به إىل االس���كندريّة س���نة ‪1923‬‬ ‫ويعيش متخف ّيا حتى ينكش���ف أمره ثم يعود‬ ‫إىل فرنس���ا بنفس���ية متدهورة لكن حياته يف‬

‫أم كلثوم‬ ‫وبريم التونسي‬

‫فرنسا ال تستمر طويال ‪،‬إذ أن البطالة كانت‬ ‫وراء مغادرت���ه لألراض���ي الفرنس���ية جم���ددا‬ ‫حنو تونس و من هناك يس���مح له بالسفر إىل‬ ‫سوريا و لبنان يف أواخر ‪ 1927‬لكن السلطات‬ ‫الفرنس���ية س���تظل تتابعه هن���اك و تصدر يف‬ ‫النهاي���ة أم���را بط���رده‪ ،‬و يف طري���ق نفيه إىل‬ ‫غ���رب افريقيا و بينم���ا تتوق���ف الباخرة اليت‬ ‫تقله يف ميناء بور سعيد يتمكن من اهلروب‪...‬‬ ‫و يظل بريم التونسي يف مصر خمتفيا هاربا‬ ‫لك���ن أصدق���اءه و معارف���ه يبذل���ون املس���اعي‬ ‫إلص���دار عف���و عن���ه حت���ى يتمكنوا م���ن ذلك‬ ‫ليع���ود الرجل إىل ممارس���ة حيات���ه يف مصر‬ ‫ب���كل حرية قبل أن حيصل س���نة ‪ 1954‬على‬ ‫اجلنس���ية املصريّة و ينال سنة ‪ 1960‬جائزة‬ ‫الدول���ة التقديري���ة و يتوف���ى س���نة ‪1961‬‬ ‫بالدي���ار املصريّ���ة اليت أح ّبه���ا و تعّلق بها أميا‬ ‫تعّلق حت���ى ب���ات مواطنا مصريا رغم جش���ع‬ ‫الس���لطان و عي���ون الرقيب و املن���ايف و اجلوع‬ ‫و اإلبع���اد ‪ ،‬فلقد عانى الرجل ط���وال حياته و‬ ‫لكن���ه كان مش���دودا إىل مصر حبنني جارف كم للعيال و كم للمجلس البلدي‬ ‫كأن أُ ّمي أَ ّ‬ ‫ّ‬ ‫مل حي���د عنه ومل يقطع حبل الود بينه و بينها‬ ‫بل اهلل تربتها‬ ‫أي���ة ق ّوة كان���ت يف طريقه املليئ���ة بالفاقة و‬ ‫أوصت و قالت‪ :‬أخوك اجمللس البلدي‬ ‫احلرمان و القسوة وشظف العيش‪.‬‬ ‫كما كتب زجال حتت عن���وان (فراق) يبكي‬ ‫أح���ب اإلس���كندرية ال�ت�ي اختلط مع ناس���ها ‪ ،‬فيه االسكندريّة يقول فيه‪:‬‬ ‫وخرب دروبها ‪،‬وفيها كتب و عنها غ ّنى أمجل يا اسكندريّـة يالّلي زيــنة البــحر‬ ‫األغاني ال�ت�ي بقيت بعد حوال���ي ‪ 45‬عاما من‬ ‫يا نور غنية عالشباب و عليكي يعوض‬ ‫وفاته على ألسنة الناس و املولعني بشعره‪:‬‬ ‫كتمت ناري من نهار البني يف ضلوعي‬ ‫و فضل���ت أداري ع���ن عي���ون‬ ‫اخللق دموعي‬ ‫فراق يا ريته كان فراق املوت و عزاكي‬ ‫كما كان الشاعر متعلقا مبصر اليت إختذها‬ ‫وطنا رغم كل ما حصل له فيها‪ .‬فمصر البلد‬ ‫أما مصر السياس���يني‬ ‫كانت يف روحه و قلبه‪ّ ،‬‬ ‫الفاسدين و األدباء املخربين فكانت أمرا آخر‬ ‫يــا مصر تتحدّث األمــالك جبمــالك‬ ‫يف حي جربيل‬ ‫من قبل فرعون و موسى الشمس ضاحكا لك‬ ‫يف صفحة النيل‬ ‫حسنك لوحدك ال نسوانــك و ال رجالــك‬ ‫من جيل ورا جيل‬ ‫مل متنعه مشاغل احلياة الصعبة و املنايف من‬ ‫اط�ل�اق صرخ���ات وجدان ّية صادق���ة يف غزله‬ ‫عن جملسها البلدي املوقر قال‪:‬‬ ‫إذا ال ّرغيف أتى فالنصف آكله‬ ‫و النصف أجعله للمجلس البلدي‬ ‫يا بائع الفجل باملليم واحدة‬

‫ساسي جبيل ‪ /‬تونس‬

‫الرقيق ال ّذي يص ّور مبرح روحا خفيفة الظل‬ ‫تتغ ّنى باحلياة و احلب و احلريّة‪:‬‬ ‫يف زجــل النسوة يقول‪:‬‬ ‫" يف ّ‬ ‫كل عام للورد أوان‬ ‫إال النسوان‬ ‫بقدرتك نـابـتــيـن ألــوان‬ ‫أبيض و أمحر‪".‬‬ ‫قصة "جريان ْ‬ ‫بول ْ‬ ‫فار" يقول‪:‬‬ ‫و يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫" شـوف اخلفــة‪ -‬أم الشعــور فـوق اللفــة‬ ‫غــري أم الشـــعر طويــل‬ ‫و املقصوعـــة‪ -‬و رجلها فــوق أختها مرفوعة‬ ‫تستنــظر الطوموبيـــل‬ ‫و احلرانــــة‪ -‬من املعــاصم للكتـــاف عريـــانة‬ ‫ْ‬ ‫غاسله غسيــل‬ ‫زي الّلي‬ ‫و امللفــوفـة‪ -‬باين عصبهــا و النهــود مكشوفــة‬ ‫ما خّلت إال قليـــل"‪.‬‬ ‫عش���رون عاما من اإلبعاد تركت يف الرجل‬ ‫لوع���ة و خيبة و خوفا لكن���ه حتدّى كل هذه‬ ‫الظروف بالكلمة يف فرنسا و تونس و دمشق‪،‬‬ ‫فلم يكن املنفى بالنسبة له سوى بوابة لإلبداع‬ ‫و مو ّل���دا للمعاني اخلصبة و األزجال الرائعة‬ ‫اليت بقيت على أف���واه الناس يرددونها كلما‬ ‫تذكروا مبدعا امسه حممود بريم التونسي‪.‬‬ ‫كان ش���اعرا حيس���ن تصوي���ر واق���ع ال ّن���اس‬ ‫و آالمه���م لذل���ك كان الص���دق و الس���خرية‬ ‫الالذعة أهم م���ا م ّيز أزجاله االجتماع ّية اليت‬ ‫ص��� ّورت الواقع املص���ري يف النصف األول من‬ ‫القرن العشرين على حقيقته‪.‬‬ ‫كما تعرض إىل حي���اة الكادحني و املظلمون‬ ‫و الفقراء يف أكثر من نص و مقال‪.‬‬ ‫قال أمحد ش���وقي عن بريم التونسي‪" :‬إنين ال‬ ‫أخشى على مس���تقبل الشعر العربي الفصيح‬ ‫من أحد أو من شيء‪ ،‬و لكين أخشى عليه اآلن‬ ‫من بريم التونسي‪".‬‬ ‫فقد متيز الش���اعر مبكان���ة عظيمة يف احلياة‬ ‫األدب ّي���ة املصريّة و العرب ّية‪ ،‬و رس���خ إمسه يف‬ ‫األذه���ان بفضل صدق���ه و تعب�ي�ره عن أحالم‬ ‫الناس و آماهلم فمزج بني اجلديّة و السخرية‬ ‫مبتعدا عن تقليد ّ‬ ‫كل من سبقه‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪yahoo.fr@maisserrim2004‬‬


‫‪11‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪29 -2‬‬ ‫‪-1523‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪ 26‬ـ‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪- 9(( -59‬‬‫‪() -115‬‬ ‫العدد )‬ ‫‪113‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫متى تنشد مناراتنا الكمال مثل ستيف جوبز!‬ ‫كنت احبث عن إش���ارة تدلين على االجتاه الصحيح حنو طرابلس يف ضاحية‬ ‫أظ���ن أنها جن���وب جرجيس بتونس اخلضراء ‪،‬فجأة وجدت ما يس���ر يف إش���ارة‬ ‫مكت���وب عليها بن ق���ردان ‪..‬راس جدير‪..‬طرابلس‪..‬القاه���رة !! ‪،‬أثار هذا املكتوب‬ ‫انتباهي ومش���اعري وخاص���ة القاهرة !! جت���اه ذلك املعتم���د أو املوظف البلدي‬ ‫الشاعر الذي ملك قدرة االستشعار عن بعد ففكر و حدد وقرر ثم رسم االجتاه‬ ‫حنو القاهرة يف ضاحية ملدينة صغرية تقع يف جنوب تونس ‪.‬‬ ‫حممد الرحييب‬ ‫ستيف جوبز‬

‫•القاهرة من جرجيس!‬ ‫مازل���ت وس���أظل أمتن���ى أن اعرف اس���م ذلك‬ ‫املس���ئول ‪ ..‬وهل مت ذلك على وجه اخلصوص‪..‬يف‬ ‫عهد بورقيبة أم يف زمن الزين ‪..‬إال أن الذي اشعر‬ ‫ب���ه اآلن هو أن أل ‪ 16‬ملي���ون قاهري ال يعلمون‬ ‫أن هن���اك إش���ارة ت���دل إىل مدينته���م هن���اك يف‬ ‫جرجيس ‪..‬وان الذي ق���د يفقد االجتاه الصحيح‬ ‫للع���ودة إىل القاه���رة او الذه���اب اليه���ا من���ا حنن‬ ‫اي غ�ي�ر املصري�ي�ن علي���ه أن يأت���ي إىل جرجيس‬ ‫ليضم���ن صحة االجت���اه عودة وذهاب���ا إىل قاهرة‬ ‫املعز أعزكم اهلل!!‪.‬‬ ‫البح���ث عن االجت���اه الصحي���ح يف اي جمال البد‬ ‫أن يك���ون قد س���بقه التأك���د من االجت���اه الثابت‬ ‫والواض���ح يف التفكري ‪،‬والض���رورة واألولوية اليت‬ ‫تعين وتنفع الناس مجيعا ‪.‬‬ ‫لق���د ملس���ت يف هذه اإلش���ارة الدالة عدة أش���ياء‬ ‫أخ���رى ق���د ال تع���د وال حتصى يف صي���غ كثرية‬ ‫منها ما هو على ش���كل س���ؤال وإجاب���ة تفيد بأنك‬ ‫جبسدك هنا و بقلبك هناك ‪،‬وان حرف الكاف(يف‬ ‫هناك) يكون قد أضاف أالف الكيلومرتات إىل هنا‬ ‫‪،‬وه���ي نفس املس���افة اليت يقطعه���ا قلبك مبجرد‬ ‫رؤي���ة االس���م الذي تبح���ث عنه يف إش���ارة يؤكد‬ ‫ل���ك ابن���ك الصغ�ي�ر(‪ 10‬س���نوات )ال���ذي يرافقك‬ ‫يف الس���يارة أن اس���م م���ن حت���ب مكتوب‪..‬وألن���ك‬ ‫ال تعل���م الغي���ب عليه فان���ك ال تتوق���ع وال تعرف‬ ‫ان هن���اك ش���خص ما يلب���س مالب���س القانون و‬ ‫ميس���ك خبناق بوابة حدودية قادر على ان يفسد‬ ‫ويعبث ب���كل التفاصيل اجلميل���ة اليت تكمن فيها‬ ‫املالئكة واحل���ور العني إناثا وذك���ور منهم ‪،‬ذلك‬ ‫اإلنس���ي التونسي الذي رس���م إشارة يف جرجيس‬ ‫حنو الش���رق على اتس���اعه وبعده من هنا هو البد‬ ‫انه عل���ى صلة قرابة مع بريم (تونس���ي القاهرة)‬ ‫‪،‬ال���ذي الب���د ان���ه بالطبيع���ة (كم���ا يق���ول اغلب‬ ‫التوانس���ة ) قد رس���م إش���ارات أخرى ويف القاهرة‬ ‫حنو الش���رق ( حيث مناب���ع النور والن���ار) ‪،‬وحيث‬ ‫تق���ع عل���ى مرم���ى بص���ر وبص�ي�رة كل املؤمنني‬ ‫‪ ..‬مك���ة املكرمة واملدين���ة املنورة والق���دس ‪..‬بغداد‬ ‫والبصرة عمان وصنعاء ‪،‬والذاكرة تس���ع ألكثر‬ ‫م���ن ذل���ك املدى حي���ث ال م���اال نهاي���ة إال إىل اهلل‬

‫‪،‬اهلل ال���ذي ال تدركه األبص���ار أو تتصوره عقول‬ ‫البش���ر مهما كانت دقة دالالتهم وأرقامهم وقوة‬ ‫تشفريها وتفسريها عند اللزوم ‪.‬‬ ‫•مشلته عظمة وعبقرية املكان‬ ‫ليس���ت املرة األوىل ال�ت�ي اذهب فيها إىل تونس‬ ‫‪،‬واىل جام���ع الزيتون���ة بال���ذات فلق���د س���بق وان‬ ‫حييته من اخلارج وسلمت عليه من خالل نوافذه‬ ‫املوصدة وأبوابه املغلقة أيام بورقيبة وبن علي ‪،‬إال‬ ‫أنها املرة األوىل اليت أحظ���ى فيها بتحية أعمدته‬ ‫وجدران���ه م���ن الداخل وعلى حصائ���ره‪ .‬البد انين‬ ‫ق���رأت الفاحتة فيه ترمحا عل���ى كل من مشلته‬ ‫عظمة وعبقري���ة املكان ‪،‬وبهاء وصم���ود األعمدة‬ ‫واجل���دران ‪،‬وكل من كتب وقرأ فيه مس���تفيدا‬ ‫ومفي���دا كالش���يخ الفاض���ل حمم���د الطاهر بن‬ ‫عاش���ور وغ�ي�ره كثر‪..‬الب���د أنه���م كان���وا م���ن‬ ‫جنس���يات ش���تى ‪،‬منهم العديد من الليبيني‪ .‬ومن‬ ‫هؤالء الش���يخ عاش���ورهبو الذي ج���اء ليعزيين يف‬ ‫والدي (عام ‪ ) 97‬من مدينة درج (قرب غدامس) ‪.‬‬ ‫واليت ال ادري اذا ما كانت فيها إش���ارة تشري حنو‬ ‫تونس جامع الزيتونة ‪،‬باس���تثناء الش���يخ عاش���ور‬ ‫نفس���ه كإش���ارة متش���ي على قدمني ‪.‬نهل���ت نورا‬ ‫من مصباح جامع الزيتونة الذي يوقد من شجرة‬ ‫مبارك���ة مصفوفة دائم���ا ال ش���رقية وال غربية‬ ‫زيته���ا يضيء اآلن ‪،‬بعد ان فتح���ت أبوابه ونوافذه‬ ‫للهواء والعلم والعمل النافع إن ش���اء اهلل بعد ثورة‬ ‫‪ 14‬يناير‪.‬‬ ‫كان لقائ���ي بالش���يخ هو األول واألخري حتى‬ ‫اآلن !! ‪،‬ولق���د كان���ت الصال���ة تغ���ص باملعزي���ن‬ ‫واملصلني مبسجد القرية ألنها (أي الصالة) جزء‬ ‫ل���ن يتج���زأ من املس���جد مث���ل برقة متام���ا ‪،‬برقة‬ ‫ال�ت�ي لن تتجزأ من ليبيا أب���دا ‪،‬وهذه إحدى بنيات‬ ‫االجتاه غ�ي�ر الصحيح على اإلطالق !! فيما أرى‬ ‫واكتب ! ‪ .‬اذن س���أعود إىل ما بعد وصول الش���يخ‬ ‫عاش���ور إىل الرحيبات بدقائق ‪،‬عندما اسر لي ابن‬ ‫ش���قيقه ان الش���يخ ينوي ويرغب يف إعطاء درس‬ ‫مبناس���بة انتقال والدي (صاح���ب عائلة هبو) إىل‬ ‫رمح���ة اهلل ‪ .‬وألن�ن�ي ال اعرفه وال ادري ش���يئا عن‬ ‫م���دى متكنه وإملام���ه وعلمه‪..‬و‪..‬وقبل كل ش���يء‬ ‫كن���ت خائف���ا عليه م���ن احلضور‪،‬ومما س���يقوله‬

‫ل���ي بعض هؤالء على األقل بعد أن ينتهي الش���يخ‬ ‫من ال���درس أو بع���د مغادرت���ه اذا مل يك���ن موفقا‬ ‫فيما يك���ون قد قال ‪،‬مل يك���ن بإمكاني إن اعرتض‬ ‫وارف���ض مش���اركة ش���يخ ج���اء من م���كان قصى‬ ‫ليعزين���ا حبديث يس���تلزم انتب���اه اجلميع‪ .‬قدمته‬ ‫بكلمات مع���دودة ‪،‬ولقد كان ق���ادرا ومن البداية‬ ‫عل���ى لفت اهتم���ام اجلميع تقريبا ‪،‬وأش���ار بعقله‬ ‫وعلمه وثقافته وبكل م���ا تراكم يف أعماقه ‪،‬منذ‬ ‫ان كان ش���ابا حي���اول أن يفك احل���رف والكلمة ‪,‬‬ ‫اآلي���ة واحلديث عل���ى حصائ���ر جام���ع الزيتزنة‬ ‫‪،‬ولقد رسم وجس���م عالمة دالة إىل أو على منبع‬ ‫الذه���ب الس���ائل من جامع الزيتون���ة وهو يرد عل‬ ‫سؤالي ‪ :‬من أين لك كل هذا ؟ وأنا اشد على يديه‬ ‫ش���اكرا ومق���درا ‪،‬معربا ل���ه عن امتناني ‪،‬ش���اعرا‬ ‫بأنه قد س�ت�ر نفس���ه وس�ت�رني حبديثه أمام كل‬ ‫املعزي���ن ‪،‬وخاصة من بين قري�ت�ي أولئك الذين ال‬ ‫يرمح���ون حتى امليت ‪،‬يف حض���رة بيت احلي الذي‬ ‫ال مي���وت‪ .‬ب���كل ما قال كان وس���يظل يش�ي�ر إىل‬ ‫جامع الزيتونة‪ ،‬مثل تلك اإلش���ارة اليت تشري حنو‬ ‫القاهرة جنوب جرجيس‪.‬‬ ‫وداع���ي لعاش���ور درج وفيض من ن���ور الزيتونة‬ ‫مه���د للقائي ال���ذي لن ينقط���ع للش���يخ الفاضل‬ ‫حممد الطاهر بن عاشور ‪،‬والنور الذي أشاعه و لن‬ ‫تطمسه الرياح اليت مل ينقطع هبوبها على الوطن‬ ‫العرب���ي مهما كانت ش���دتها وقوته���ا ‪،‬فالتحرير‬ ‫والتنوي���ر الذي حرره طوال ‪ 39‬س���نة لن يتوقف‬ ‫مرة أخرى ‪،‬بعد أن فتح الش���عب التونسي بإرادته‬ ‫احل���رة اب���واب ونوافذ جام���ع الزيتونة ليس���تأنف‬ ‫دوره من جديد واىل األبد ‪،‬الن الش���عب التونس���ي‬ ‫أراد احلياة فاستجاب له اهلل‪.‬‬ ‫•مكتوب يف السماء ليقرأ على األرض‬ ‫لقد سبق وان قلت إن ضبط اجتاه التفكري يأتي‬ ‫أوال‪ .‬ولقد قال اهلل تعاىل اقرأ الن حكمته اقتضت‬ ‫أن يكون هناك شيء مكتوب يف السماء ليقرأ على‬ ‫األرض‪ .‬وق���رأ حممد (ص) وفه���م ونفع املؤمنني‬ ‫‪،‬ألنه س���يظل رمحة للعاملني ‪،‬ولقد قرأ الش���يخني‬ ‫عاش���ور تونس وعاش���ور ليبيا يف جامع الزيتونة ‪,‬‬ ‫قرأ األول وكتب ما سيظل ينفع الناس إىل األبد‬ ‫!!‪.‬‬

‫مجال عبدالناصر‬

‫إن ضب���ط اجت���اه تفك�ي�ر األم���ة وش���بابها بالذات‬ ‫يقتضي إن تكون هناك إش���ارة يف جامع الزيتونة‬ ‫حنو جامع األزهر ومؤسس���اته ‪،‬مثل تلك اإلشارة‬ ‫ال�ت�ي تش�ي�ر يف جرجي���س حن���و القاه���رة ‪ .‬حكمة‬ ‫اهلل اقتض���ت ان يت���م اس���تالم إش���ارة البوعزي���زي‬ ‫وش���عب تون���س بس���يدي بوزي���د يف مي���دان‬ ‫التحرير(والتنوي���ر) بالقاه���رة وع���دة ميادين يف‬ ‫م���دن مصرية أخرى ‪،‬ميدان الدين الواس���ع الذي‬ ‫حرره وأناره حممد الطاهر بن عاش���ور ‪،‬هو نفسه‬ ‫امليدان الذي يقع على اجلانب الشرقي منه جامع‬ ‫األزه���ر الذي ما فتئ (وهو األحس���ن حظا ألنه مل‬ ‫يقف���ل أبوابه‪ ..‬ين�ي�ر دروبا وحي���دد اجتاهات عدة‬ ‫وظل كوكبا دريا أدام اهلل نوره‪.).‬‬ ‫اإلش���ارة حنو األزه���ر وضبط اجتاه ش���باب األمة‬ ‫يقتض���ي أن يك���ون هناك تنس���يق وتع���اون معلن‬ ‫وشبه مطلق بني املنارتني ‪،‬وقد يتم اختزال بعض‬ ‫ذل���ك يف مؤمت���ر يعقد س���نويا يف األش���هر احلرم‬ ‫يع���رض فيه م���ا ميكن أن يك���ون قد توص���ل إليه‬ ‫ش���باب املنارتني (ومن���ارات أخرى ) ‪،‬ومل���اذا ال (وأنا‬ ‫ال اعل���م حبج���م التع���اون ب�ي�ن هذي���ن الصرحني‬ ‫الكبريين‪ .).‬عندما اش�ي�ر إىل أهمي���ة التعاون بني‬ ‫صرحني كاألزهر والزيتون���ة أعين التعاون بني‬ ‫ش���عبني ش���قيقني وخملوق�ي�ن عاقل�ي�ن مكلف�ي�ن‬ ‫متلكا ارادتهما احلرة‪ .‬وذكرت االزهر والزيتونة‬ ‫ألنهم���ا ميث�ل�ان كل م���ا يف الدني���ا ب���كل الكليات‬ ‫املتخصص���ة( واألزهر بالذات ) ويدالن على ما يف‬ ‫اآلخرة من نعيم وجحيم وقانا اهلل‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثة ‪( -‬العدد‪- (23‬‬ ‫السنة ‪) 115‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‬ ‫‪ 29)2013‬يوليو ‪)2013‬‬ ‫يوليو ‪- 23‬‬ ‫‪( - )29‬‬ ‫‪115‬‬

‫عندما كان الس�لام والتس��امح عربي��ا بامتياز مل يعهده اغلب تاريخ البش��ر‬ ‫‪،‬ومازال يتجلى على ارض تونس وخاصة يف جربة ‪،‬حيث يلعب الكبار والصغار‬ ‫من كل االديان على شواطئ جربة وتونس قاطبة‬ ‫•الزعيم اللييب التونسي احلبيب بورقيبة‬ ‫اإلشارة حنو القاهرة وجدتها أيضا يف املنستري‬ ‫‪،‬واليت زرتها خصيصا هذه امل���رة لقراءة الفاحتة‬ ‫عل���ى روح املغف���ور ل���ه الزعي���م اللييب التونس���ي‬ ‫احلبيب بورقيبة ‪،‬حبيب ج���ل أهل تونس وبعض‬

‫وكهل لييب وأبنائه القصر وأجانب من جنسيات‬ ‫خمتلف���ة ‪،‬أل���وان متباين���ة يض���ج به���م ضري���ح‬ ‫بورقيب���ة بص���وره م���ع عب���د الناص���ر والس���ادات‬ ‫يف حال���ة تس���امح ومصاحل���ة ب�ي�ن اجتاه�ي�ن‬ ‫متعاكس�ي�ن (أي���ام عب���د الناص���ر )‪ .‬التاري���خ قد‬

‫إال ملن يريد أن يعترب‪.‬‬ ‫والغري���ب أن هن���اك بع���ض الساس���ة يف تون���س‬ ‫وبعض رجال الصحافة والكتاب من هو غري قادر‬ ‫عل���ى غ���ض البص���ر ‪،‬أو اإلعراض ع���ن اللغو عند‬ ‫اإلشارة إىل األخر سواء كان ذلك زعيما أو حزبا‬

‫بورقيبة وبن علي‬

‫أهل ليبيا‪.‬‬ ‫حكم���ة اهلل اقتضت أن يكون له ضريح يزوره‬ ‫الناس والش���مس مش���رقة ‪،‬وخاصة أه���ل تونس‬ ‫وأطفاهل���ا بال���ذات الذي���ن كانوا مي�ل�اؤن املكان‬ ‫ب���كل ش���يء ب���ريء وصغ�ي�ر يف حجم���ه كبري يف‬ ‫معناه ‪،‬يف حالة انسجام إنساني بني طفل تونسي‬

‫يت���وىل ضبط االجتاه الصحيح حن���و قاهرة املعز‬ ‫من تون���س احلبيب ‪،‬ذل���ك الزعيم ال���ذي متكنت‬ ‫ش���خصيا من غض بصري عن بعض عيوب أدائه‬ ‫كرئي���س م���ن كبار قادة ه���ذه األم���ة ‪،‬والدليل‬ ‫على ذل���ك ان له ضريح يزار وتش���د إليه الرحال‬ ‫م���ن أرجاء تونس ‪،‬بينما هناك من عمر يف احلكم‬ ‫أط���ول منه وذهب بعده وال يوج���د له اثر يذكر‬

‫أو كاتب���ا أو صحفيا وس���يلة إعالم أو ساس���ة أو‬ ‫سياس���ة دولة أخرى ‪،‬أي ع���دم توفر احلد األدنى‬ ‫من التس���امح واملصاحلة مع األخر فيما بني أهل‬ ‫تون���س أو فيما ب�ي�ن التوانس���ة واآلخرين ‪،‬س���واء‬ ‫كان���وا يف قط���ر أو مص���ر ‪،‬باريس أو موس���كو أو‬ ‫نيوي���ورك ‪.‬تونس كش���عب أو دولة يف حاجة إىل‬ ‫عالق���ة طيبة بني اجلمي���ع ‪،‬وهذا م���ا أكد عليه‬

‫حممد الطاهر بن عاش���ور وعاش���ور درج وش���يخ‬ ‫جامع جربة (حومة السوق) والدي أكد على أن‬ ‫دين اإلسالم هو دين الس�ل�ام الذي حيرم العنف‬ ‫باملطلق‪.‬ولق���د ملس���ت عنفا يف ما يق���ال ويكتب يف‬ ‫بعض الصحف التونس���ية ‪،‬والعنف ال يش�ي�ر إىل‬ ‫رغبة أو ق���درة على الفهم والتفاهم أو التس���امح‬ ‫ث���م التعاون ‪،‬وال يدل على طريق يف اي اجتاه مبا‬ ‫يف ذلك االجتاه حنو طرابلس فمبال بالقاهرة‪.‬‬ ‫•يقول لنا شالوم أنا يهودي!‬ ‫الس�ل�ام الذي أش���ار إليه ش���يخ جرب���ة يف خطبة‬ ‫اجلمع���ة ‪، 2013/6/7‬ي���دل علي���ه ذل���ك الطفل‬ ‫ال���ذي كان يلع���ب (بزربوطه ) ‪،‬على بع���د أمتار‬ ‫قليلة من احد املس���اجد القريبة من حارة اليهود‬ ‫(جبربة) ‪،‬يلعب وهو يضع (قلنس���وة) على رأس���ه‬ ‫ليق���ول لنا‪ :‬ش���الوم أنا يهودي‪ ،‬بالرغ���م من انه ال‬ ‫ي���دري انه بذلك يش�ي�ر م���ن جربة حن���و قرطبة‬ ‫وغرناط���ة وكل األندل���س‪ .‬يش�ي�ر أيض���ا إىل‬ ‫الق���دس واخللي���ل وكل فلس���طني ‪،‬وينعت حنو‬ ‫كل ح���ارات اليه���ود يف اغلب العواص���م العربية‬ ‫‪،‬عندما كان الس�ل�ام والتسامح عربيا بامتياز مل‬ ‫يعه���ده اغلب تاريخ البش���ر ‪،‬وم���ازال يتجلى على‬ ‫ارض تونس وخاصة يف جربة ‪،‬حيث يلعب الكبار‬ ‫والصغ���ار من كل االدي���ان على ش���واطئ جربة‬ ‫وتونس قاطبة ‪،‬بينما ساسة الصهاينة املتعصبني‬ ‫ما زالوا يسوقون ويبيعون فكرة ان دولة إسرائيل‬ ‫الناش���ئة والصغ�ي�رة تقع يف حمي���ط عربي معاد‬ ‫هلا ‪،‬ولذل���ك فهي يف حاجة إىل دعم ومس���اعدات‬ ‫ال���دول العظمى وإال فان أهلها س���يواجهون املوت‬ ‫بأي���دي اإلرهابي�ي�ن من امة الس�ل�ام ذل���ك الذي‬ ‫ينع���م به أطفال اليه���ود يف تونس احملبة للجميع‬ ‫!! ‪.‬‬ ‫•حنن نعمل بالقانون مش كيفكم‪.‬‬ ‫اإلش���ارة حنو القاه���رة يف جرجيس تذكر راس‬ ‫جدي���ر إال أنها ال تفيد بأن���ه هناك عليك أن تقف‬ ‫على راسك وملدة ثالث ساعات كاملة ‪،‬يف انتظار‬ ‫الس���ماح لك باجتياز البوابة التونس���ية ‪،‬ال لش���يء‬ ‫إال ألنك ترغب يف العبور بس���رعة مراقبة برادار‬ ‫ال يعم���ل !! (بينما االنتظار ال يراق���ب برادار امام‬ ‫البواب���ات احلدودي���ة )‪.‬و الب���د م���ن إضافة نصف‬ ‫س���اعة مثن���ا خلط���أ كان ق���د وقع عن���د دخولك‬ ‫األراضي التونس���ية دون تس���جيل لوحة السيارة‬ ‫على جواز السفر‪،‬مع تكرار التهديد بقوة القانون‬ ‫بأنه عليك أن تس���تقل وأسرتك تاكسي ‪،‬وترتك‬ ‫الس���يارة الغري مس���جلة هناك على احلدود حتى‬ ‫ي���وم االثن�ي�ن ‪، 2013/6/9‬ال���ذي س���يأتي حتما‬ ‫لنجدت���ك بع���د ي���وم األح���د مباش���رة !!ألن���ك ما‬ ‫زلت يف س���بت ذلك الطفل اليهودي الذي يس���مح‬ ‫ل���ه باللعب فق���ط يف أيام الس���بت‪ .‬حي���ث تتوقف‬ ‫اإلجراءات يف البوابة التونس���ية وحس���ب القانون‬ ‫ال���ذي يفهمه ذل���ك الضابط للح���دود واجلوازات‬


‫‪)2013‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪- ((23‬‬ ‫العدد‪( -‬‬ ‫‪)(115‬‬ ‫العدد‪(-‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪29‬‬ ‫‪- 29‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪-59‬‬‫‪) 115‬‬ ‫العدد‬ ‫الثالثة‬ ‫السنة السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪ 26‬ـ‬ ‫الثانية‬ ‫الثالثة ‪-‬السنة‬

‫ألنين سبق وان قررت أن أغض البصر عن بعض اجلاهلني لبواطن األمور قررت‬ ‫أن اشعر دائما بأنه ما هي إال ساعات اذا صدقت النوايا ‪..‬نوايا اجلميع‪....‬‬ ‫يف احلكم واملعارضة ‪..‬سيتم ضبط األمور واليت البد إن تعود ملساراتها‬ ‫وكتيبات السيارات ‪((،‬حنن نعمل بالقانون مش‬ ‫كيفك���م‪ ..‬املكتب مقف���ل اآلن‪..‬ارجع يوم االثنني‬ ‫ه���ز س���يارتك)) ‪:‬ه���ذا بعض م���ا قاله ل���ي بعد أن‬ ‫وضع اجلواز والكتيب يف جيبه والتفت إىل اجتاه‬ ‫أخر‪.‬‬ ‫كان���ت الري���ح مبا كان���ت حتمله م���ن غبار قد‬ ‫س���اعدته وأعطته مربرا على فعل ذلك ‪،‬وأعطى‬ ‫لشيطاني فرصة أن يقول لي سرا ملاذا ال تضربه‬ ‫من اخللف ضربة قاضية ‪ ..،‬وقبل أن ادع الشيطان‬ ‫يكمل بالفعل تذكرت ذلك الش���اب الذي دعاني‬ ‫قب���ل أن انتظ���م يف طابور الس���يارات مب���ودة‪ :‬أن‬ ‫أجتنب عناء االنتظار وانه بإمكانه أن يس���اعدني‬ ‫يف عب���ور البوابة بس���رعة مقابل ثالث���ون دينارا‬ ‫تونس���يا ‪ .‬قلت يف خاطري دفع الرش���وة حرام !!‪..‬‬ ‫وض���رب الضابط من اخلل���ف( وأنا عربي أصيل‬ ‫ال يض���رب م���ن اخللف ‪..‬ح�ل�ال !! ) ‪،‬مل أمتاس���ك‬ ‫أمام رغبة الش���يطان يف مواصلة حديثه إال أنين‬ ‫مل أك���ن ق���ادرا على الفعل ‪،‬ومتس���كت بالصمت‬ ‫الذي ه���و اكرب صعوبة أحيانا م���ن القدرة على‬ ‫ض���رب الناصي���ة او م���ن اخلل���ف !!‪ .‬لي���س ذل���ك‬ ‫الضابط التونس���ي هو الوحيد ال���ذي اضطر إىل‬ ‫االلتفات جانبا ‪،‬كل اإلش���ارات واملؤش���رات تدل‬ ‫على أن هناك حالة قد يصعب توصيفها ‪،‬واجتاه‬ ‫قد يتعذر حتديده لدى املواطن التونسي العادي‬ ‫أي س���ائق التاكس���ي وبائع الفواك���ه وصاحب‬ ‫ال���دكان والن���ادل يف مقهى أو مطع���م حالق أو‬ ‫"ح���وات" طال���ب أو اس���تاذ ‪،‬أي واح���د م���ن أولئك‬ ‫الذي���ن س���تلتقي بهم وتتحدث معه���م بالصدفة‬ ‫وتتحدث معهم يف موضوع واحد فقط س���تلمس‬ ‫ومن البداية أن هناك حالة واجتاه تفكري خطري‪.‬‬ ‫ش���يء يدل على عدم الرضا ‪،‬قلق ‪،‬غضب يقرتب‬ ‫من العنف ‪،‬وعندما يش���عر اإلنسان العادي بعدم‬ ‫الرض���ا وامللل البد أن األمر جلل ‪،‬وخاصة عندما‬ ‫يؤك���د بعض ه���ؤالء عل���ى أن بعض املس���ئولني‬ ‫فاسدين ويكذبون (يف تونس) ‪.‬‬ ‫•طعن الثقة يثري الفزع !!‬ ‫ذل���ك يث�ي�ر يف خاطر من يرى ويس���مع إش���ارات‬ ‫وأمارات أخرى غري تلك اليت تش�ي�ر إىل القاهرة‬ ‫يف جرجي���س‪ ..‬ولك���ن ألنين س���أظل أحب ش���عب‬ ‫تون���س قررت أن اش���عر أن تونس وأهلها ما زالت‬ ‫تعيش يف الزمن الذي يلي العرس العربي األول‬ ‫‪،‬وم���ا يعقبه م���ن تعب أه���ل العري���س والعروس‬

‫وإرهاق وفوضى وعبث ‪،‬أوراق ومناديل ‪،‬شعارات‬ ‫وبيان���ات ‪،‬وإعالن���ات خمتلف���ة وأف���كار متباينة‬ ‫‪،‬وبقاي���ا وجب���ات ‪،‬صح���ون ومالع���ق ملق���اة هنا‬ ‫وهن���اك ‪،‬صدى أص���وات املغن�ي�ن واملغنيات وآالت‬ ‫املوسيقى ‪،‬سهر يرتنح ونوم يتمطى بني اجلميع‬ ‫‪،‬ق���وى العدي���د م���ن أهل الف���رح خائ���رة ‪،‬نظرات‬ ‫بعضهم زائغة حائرة ‪،‬خطواتهم صغرية مبعثرة‬ ‫بني اجتاه���ات وميول عدة بس���بب وأحيانا بدون‬ ‫مربر‪.‬‬ ‫وألن�ن�ي س���بق وان ق���ررت أن أغ���ض البصر عن‬ ‫بعض اجلاهلني لبواطن األمور قررت أن اش���عر‬ ‫دائم���ا بأنه ما هي إال س���اعات اذا صدق���ت النوايا‬ ‫‪..‬نواي���ا اجلمي���ع‪....‬يف احلك���م واملعارضة ‪..‬س���يتم‬ ‫ضبط األمور واليت البد إن تعود ملس���اراتها ‪،‬مثل‬ ‫ما فع���ل الضابط التونس���ي األخر الذي أحس���ن‬ ‫تقدي���ر موقف���ي (طبع���ا) مبتس���ما ‪،‬وطل���ب م���ن‬ ‫الضاب���ط الذي يعمل حس���ب القانون! أن يس���لم‬ ‫لي جوازي وكتيب سيارتي‪.‬‬ ‫•ما عادش أتعاود صنعتك!‬

‫بعض أس���باب قراري تش���به قرار ذل���ك الضابط‬ ‫ال���ذي حس���م ق���راره بابتس���امة أثلج���ت صدري‬ ‫مثل طف���ل صغري قبل بش���رط‪(.‬ماعادش أتعاود‬ ‫صنعت���ك‪ ) !!..‬إن ش���اء اهلل ‪.‬إال إن�ن�ي س���أذهب‬ ‫إىل تون���س اذا كان يف العم���ر بقي���ة كافي���ة‬ ‫لالنتظ���ار م���ن جدي���د ‪،‬تونس اليت احبه���ا و اليت‬ ‫ال ميك���ن اختزاهلا يف س���لوك ضاب���ط و االنتظار‬ ‫بال م�ب�رر يف بواب���ة ‪،‬ومش حا نع���اود صنعيت إن‬ ‫ش���اء اهلل ‪.‬مربرات ضبط االم���ور اليت تثلج صدر‬ ‫التونس���ي الع���ادي منه���ا ‪،‬إن جام���ع الزيتونة قد‬ ‫عاد له دوره وأدرك اجتاهه حنو الش���رق والغرب‬ ‫‪،‬واليت ينبغي أن تكون أندلس���ية الطابع واإليقاع‬ ‫‪،‬عندم���ا متكن الش���رق م���ن تنوير الغ���رب الذي‬ ‫كانت تس���وده عتمة حالكة لفت املكان والزمان‬ ‫األوروب���ي‪ .‬نعم ق���ررت أال اعد س���اعات االنتظار‬ ‫امام البوابة التونس���ية حتى يس���مح ل���ي بالعودة‬ ‫لبالدي (ليبي���ا) ‪،‬ألنين يف ب�ل�ادي تونس بالرغم‬ ‫م���ن أن ذل���ك الضابط الذي وضع جواز س���فري‬ ‫وكتي���ب س���يارتي جبيب���ه (وعطان���ي بظه���ره)‬

‫‪13‬‬

‫مل يقدر آس���رتي وأبنائ���ي القصر وتل���ك القبعة‬ ‫اليت جلله���ا البياض على رأس���ي‪ .‬وق���ررت أيضا‬ ‫أن انس���ى ‪،‬أنين ش���خصيا يف عام ‪ 1980‬مل اتبني‬ ‫إن�ن�ي اجتزت احل���دود ب�ي�ن بلجي���كا وهولندا إال‬ ‫بعد وصولي ألمس�ت�ردام ْ‬ ‫‪،‬الن اإلش���ارة الضوئية‬ ‫على احلدود دائما خض���راء وليس بالضرورة ان‬ ‫تكون س���رعتك اقل من ‪ 120‬يف الس���اعة ‪،‬وليس‬ ‫مثل تلك السرعة اليت مكنتين من قراءة اإلشارة‬ ‫املكتوبة يف جنوب جرجيس وتشري حنو القاهرة‬ ‫‪،‬او الوقوف يف حمطة سيارات ! البوابة التونسية‬ ‫والليبي���ة‪ .‬وهذه االش���ارة ال تقول ل���ك تورية ‪:‬ان‬ ‫ثالث ساعات ونصف انتظار يف رأس جدير امام‬ ‫البوابة التونس���ية كافية وزيادة لوصول س���ائح‬ ‫بلجيك���ي او هولن���دي اقلعت طائرت���ه من مطار‬ ‫جرب���ة ‪ -‬عندم���ا كان اب�ن�ي يق���رأ االش���ارة حنو‬ ‫القاهرة ‪ -‬قد وصل بيته يف ضواحي بروكس���ل‬ ‫او الهاي ‪،‬بينما حنن ما زلنا يف حمطة س���يارات‬ ‫البواب���ة التونس���ية يتالعب بأعصابن���ا االنتظار‪.‬‬ ‫وبع���د أن يتأك���د اب�ن�ي ان الس���هم يش�ي�ر حن���و‬ ‫القاه���رة يقول ج���ادا ملاذا ال نواص���ل رحلتنا حنو‬ ‫مص���ر ‪،‬ابين ال يعرف ش���يئا عن حمم���د الطاهر‬ ‫ب���ن عاش���ور وال ع���ن عاش���ور هبو ‪،‬رمبا س���يظل‬ ‫يذك���ر القلي���ل عن جام���ع الزيتونة ألن���ه حياه‬ ‫معي ‪،‬وهناك احتمال كبري انه لديه القليل عن‬ ‫جام���ع األزهر ‪،‬إال أن ال���ذي أمتناه هو أن يتمكن‬ ‫عندم���ا حيصل عل���ى رخصة (هو يف العاش���رة )‬ ‫قي���ادة وكتيب س���يارة ال يضطر إىل تس���جيلها‬


‫‪14‬‬

‫الثالثة ‪( -‬العدد‪- (23‬‬ ‫السنة ‪) 115‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‬ ‫‪ 29)2013‬يوليو ‪)2013‬‬ ‫يوليو ‪- 23‬‬ ‫‪( - )29‬‬ ‫‪115‬‬

‫ل��وال خماف��ة الس��لفيني لقلت يا ‪ .......‬عبد الس�لام لس��مر‪ .‬برا (امش��ي) لتونس ومر وأن��ت مروح من‬ ‫البوابة التونس��ية ‪،‬وأنسى عاد تسجيل س��يارتك على جواز سفرك ‪ ..‬وخلي الريح الي هبت على الضابط‬ ‫التونس��ي أتردك لزلينت ورينا يا س��يدي هي !! ‪..‬وأنا بهذا ال أتصور أن عبد الس�لام لسمر سيقبل بدفع‬ ‫الرشوة ليعرب البوابة‬ ‫عل���ى ج���واز س���فره ‪،‬ويعرف ان���ه اجت���از احلدود‬ ‫التونس���ية ‪،‬عائدا عندما يص���ل زوارة ‪،‬ألنه على‬ ‫موع���د مت حتدي���ده صب���اح ‪ 2022/1/14‬م���ع‬ ‫ابراهيم بشري فطيس يوم‪ 2022/2/17‬يف متام‬ ‫الس���اعة العاش���رة صباح���ا ‪،‬اذا مل يتأخر بس���بب‬ ‫ق���وة قاهرة كال�ت�ي كان ميثلها ضاب���ط ايقاع‬ ‫حركة احلدود بني دولتني لشعب واحد ‪،‬وهذا‬ ‫حتى االن ش���عر غري موزون او مقفى باحلقيقة‬ ‫!!‪.‬ولسبب هذا االرتباط واملوعد السابق والالحق‬ ‫ومواعي���د االف���راح يف الدولتني ‪،‬س���أظل امتنى‬ ‫ان يكون الزيتونة واألزهر رأس�ي�ن يف ( شاش���ية‬ ‫واحدة) ‪،‬والقدم اليمنى وال ُيس���رى لنور اهلل على‬ ‫االرض ‪.‬ألن�ن�ي عل���ى ثق���ة ان���ه اذا ما جلس���ا معا‬ ‫‪..‬االزه���ر والزيتونة (ومنارات اخرى) س���يكونان‬ ‫اخوي���ن ش���قيقني ‪،‬وس���يبحثان ع���ن س���بب هذا‬ ‫العن���ف يف القول والعمل وال���ذي جيتاح املنطقة‬ ‫منذ س���نوات ‪،‬واغل���ب ضحاياه من خرية ش���باب‬ ‫االمة ‪،‬وان هناك سبل إليقافه عند حده ملصلحة‬ ‫املنطقة والعامل امجع‪ .‬البد ان جهدهما املشرتك‬ ‫سيس���اعدنا يف االمساك بعقولنا ‪،‬وأنسنة اعدائنا‬ ‫‪،‬ودعوتن���ا للتعامل معهم بلغ���ة املصاحل واألرقام‬ ‫اليت يفهمها اجلميع واليت ال تغضب احدا ابدا‪.‬‬ ‫•من اجليزة الي جرجيس بطريقة ستيف!‬ ‫ك���م يتمن���ى ناس مثل���ي ان تكون هناك اش���ارة‬ ‫يف اجليزة تش�ي�ر اىل االجتاه حن���و جرجيس او‬ ‫سوس���ة ليبي���ا او تون���س ‪،‬وكم أمتن���ى ان يفكر‬ ‫بع���ض الناس وبعض الساس���ة والفقه���اء مثلما‬ ‫فكر شلتوت االزهر وبن عاش���ور الزيتونة وبكل‬ ‫ما حرروه لنا س���ينفعنا يف دنيان���ا واخرتنا ‪..‬كم‬ ‫نتمن���ى ان املس���افر ال���ذي يبح���ث ع���ن االجت���اه‬ ‫الصحي���ح يف حب���ر العل���م واملعرف���ة الثقاف���ة‬ ‫والتقني���ة يف كل اجملاالت مبا فيه���ا املواصالت‬ ‫واالتصاالت ‪،‬ان يفكر مثلما كان يفكر (ستيف‬ ‫جوبز)ال���ذي انتق���ل اىل رمح���ة اهلل وه���و يصدع‬ ‫بنشيد الكمال يف كل ش���يء تقريبا ‪..‬وأنا اشعر‬ ‫االن ان�ن�ي اترح���م علي���ه ادا مسح بع���ض اخوتي‬ ‫السلفيني ‪ .‬واليفوتين ان اذكر انين اعلم ان اهلل‬ ‫تعاىل ق���ال (والدين كفروا اعماهلم كس���راب‬ ‫حيسبه الضمان ماء حتى اذا جاءه مل جيده شيئا‬ ‫) ‪،‬ومع ان ذلك يف الذاكرة إال انين س���أظل ادعو‬ ‫له بالرمحة واملغفرة ‪،‬ليس الن يف طينته ش���يء‬ ‫م���ا من الش���رق بعد خصم ش���رف ابي���ه ! ‪،‬ولكن‬ ‫ألن�ن�ي اعتق���د ان جوبز من���ارة لوح���ده حاول ان‬ ‫يصعد بعلم���ه وعقله اىل الع�ل�ا ‪،‬ألنه كان بكل‬

‫ما كان يقوم ويفعل ينش���د الكم���ال ذلك الذي‬ ‫ينبغ���ي ان تطلبه كل مناراتنا ويف كل اجملالت‬ ‫‪،‬وتبدأ يف رسم اش���ارات وعالمات فيما بينها ‪،‬قد‬ ‫جتس���د لنا عندما تتوح���د عالمة دالة تضع حدا‬ ‫لتناس���ل الضحاي���ا من ش���بابنا يف كل نش���رات‬ ‫االنب���اء ال�ت�ي تبثه���ا الفضائيات صباح مس���اء‪ .‬أم‬ ‫أن ساس���ة االنقالبات هم نفسهم ساسة الثورات‬ ‫الش���عبية ‪،‬س���يعيدون تفس�ي�ر احالمن���ا كم���ا‬

‫ربن���ا انن���ا مسعن���ا منادي���ا ين���ادي للقض���اء على‬ ‫ضب���اط البواب���ات يف الوطن كله فاس���تجبنا له‬ ‫حنن الش���عب ‪ .‬اال ان الساس���ة هم الساس���ة حتى‬ ‫االن ‪،‬وكأن الذي قضى على البوابات يف اوروبا‬ ‫ليس من البش���ر ! ‪،‬وكأن انتظارن���ا قضاء وقدر‬ ‫! ‪،‬وكأنن���ا بال اس���تثناء منثل اخلط���ر ! ‪،‬وكأننا‬ ‫اذا عربن���ا فجأة بوابة حيرس���ها الغجر يف تونس‬ ‫س���يارة مفخخة يف القاهرة ستنفجر !‪ .‬اىل متى‬

‫الشيخ بن عاشور ‪ -‬تونس‬

‫راشد الغنوشي‬

‫يش���اءون ‪،‬وحس���ب القانون كما يدعون يف كل‬ ‫البواب���ات الداخلية واحلدودية ‪،‬وان تظل اجيالنا‬ ‫اجيال غضب وعنف وفنت فيما بيننا وبني الناس‬ ‫اىل يوم الدين ‪.‬‬ ‫بالنس���بة لي ‪..‬وغ�ي�ري كثر‪ ..‬س���أظل احلم بأن‬ ‫ابين ال���ذي اثبت عمليا ان االش���ارة يف جرجيش‬ ‫تش�ي�ر حنو القاهرة وانه يتمنى ان نواصل املسري‬ ‫حنو مصر ‪،‬نعم سأظل امتنى انه سيعرب احلدود‬ ‫‪..‬اي ح���دود يف الوطن الكب�ي�ر ‪..‬ذات يوم ليس له‬ ‫عالقة بذلك اليوم ال���ذي مقداره ‪ 50000‬الف‬ ‫س���نة مما نعد ‪،‬من ش���دة وقس���وة االنتظار امام‬ ‫البوابات املغلقة ‪،‬وان االشارة ستكون خضراء قد‬ ‫اس���تمدت خضرتها من خض���رة تونس ‪،‬واجلبل‬ ‫االخض���ر ال���ذي ظل ق���ادرا على االنتظ���ار حتى‬ ‫وص���ول نصر اهلل اىل مي���دان التحرير بالقاهرة‬ ‫ليقيم االذان يف بنغازي معلنا عن فجر ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير‪.‬‬ ‫•دعاء مستجاب انشاء اهلل !‬

‫س���يواصل اعداء االمة واهلل م���ن ضباط يعملون‬ ‫(حس���ب القان���ون املوضوع) كم���ا يقولون (انا ال‬ ‫اعين بوابة امن وبكل ما تعنيه ) ‪ .‬امتنى ان تشكل‬ ‫جلن���ة دائمة تعاجل كل املش���اكل على احلدود‬ ‫حت���ى تصل بن���ا اىل بر االمان يف ما ب�ي�ن بواباتنا‬ ‫وديارنا ويتم اخلالص من عنف االنتظار‪.‬‬ ‫يا ث���ورة جانف���ي يف تون���س ومص���ر وفرباير يف‬ ‫ليبيا اىل متى س���يظل القتل متواصال فيما بيننا‬ ‫‪،‬مبا يف ذلك يف االش���هر احل���رم يف كل البوابات‬ ‫واملناف���ذ ‪، !.‬يارب الطف بعب���ادك املؤمنني ألطف‬ ‫بالن���اس مجيعا ‪..‬عل���ى جان�ب�ي كل احلدود يف‬ ‫ه���ذه الدنيا ال�ت�ي خلقتها ب�ل�ا حدود‪..‬فال حدود‬ ‫لرمحتك وانك يارب اعلم انك لن تنس���ى س���كان‬ ‫خميم "ابو شوش���ة" ولياليهم الطنيشة وأيامهم‬ ‫الس���ود والزرق والصف���ر ‪،‬ولياليهم احلرف تلك‬ ‫الليال���ي ال�ت�ي قضاها وم���ا زال بعضه���م فيها يف‬ ‫ابوشوشة حتى انهم لو خريوا الختاروا الطغيان‬ ‫على كل شيء سواه ‪ .‬فهل سيجري ذلك اللييب‬ ‫والتونس���ي واملص���ري الع���ادي املُفاضلة نفس���ها‬ ‫وخيتارون الطغيان ام ان ش���بابنا س�ي�رفضون ان‬ ‫يكون���وا اوالد ابوشوش���ة ‪،‬واالمم املتح���دة راقدة‬ ‫على قفاها على حسابنا ‪.‬‬ ‫لوال خمافة السلفيني لقلت يا ‪ .......‬عبد السالم‬ ‫لسمر‪ .‬برا (امشي) لتونس ومر وأنت مروح من‬ ‫البوابة التونس���ية ‪،‬وأنس���ى عاد تسجيل سيارتك‬ ‫على جواز س���فرك ‪ ..‬وخلي الريح الي هبت على‬ ‫الضابط التونسي أتردك لزلينت ورينا يا سيدي‬ ‫هي !! ‪..‬وأنا بهذا ال أتصور أن عبد السالم لسمر‬ ‫سيقبل بدفع الرش���وة ليعرب البوابة ‪،‬إال اذا عمل‬ ‫بفت���وى الضرورة تبيح احملظورة ‪،‬وانتم تعلمون‬ ‫أن الفقه���اء خيرج���ون بفت���اوى خترجه���م من‬ ‫كل ضيق قد يشعرون به وما أكثر فتاويهم !!‬

‫‪،‬وليعلم الس���لفيون (بعضهم ) أنين أعلم أن عبد‬ ‫الس�ل�ام لس���مر س���ينتظر مثلنا متاما ‪،‬إال انه قد‬ ‫ال ينسى تس���جيل سيارته جبواز س���فره ‪،‬اذن أنا‬ ‫مل أجت���اوز حدودي يف االجتاهني ! ‪،‬واحلدود ما‬ ‫زالت هي احلدود بني بوابتني حيرسها االنتظار‬ ‫!‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫هامش ‪:‬‬ ‫س���تيفن بول "س���تيف" جوبز ‪ 24‬فرباير‪1955‬‬ ‫ ‪ 5‬أكتوب���ر ‪، 2011‬خم�ت�رع وأح���د أقط���اب‬‫األعمال يف الواليات املتحدة‪ُ .‬عرف بأنه املؤسس‬ ‫واملدي���ر التنفي���ذي الس���ابق ثم رئي���س جملس‬ ‫إدارة ش���ركة أبل وهو ً‬ ‫أيضا الرئيس التنفيذي‬ ‫لش���ركة بيكس���ار ثم عض���وًا يف جمل���س إدارة‬ ‫ش���ركة وال���ت ديزني بع���د ذلك وحت���ى وفاته؛‬ ‫وأثناء إدارته للش���ركة استطاع أن خيرج للنور‬ ‫كً‬ ‫ال م���ن جه���از املاكنت���وش (م���اك) بأنواع���ه‬ ‫وثالث���ة م���ن األجه���زة احملمول���ة وه���م (آيبود)‬ ‫و(آيف���ون) و(آي ب���اد)‪.‬يف أواخ���ر الس���بعينيات‪،‬‬ ‫قام جوبز مع ش���ريكيه س���تيف وزني���اك ومايك‬ ‫ماركيوال‪،‬وآخرون بتصميم وتطوير وتس���ويق‬ ‫واحد من أوائل خطوط إنتاج احلاسب الشخصي‬ ‫التجاري���ة الناجحة‪ ،‬واليت ُتعرف باس���م سلس���ة‬ ‫أب���ل ‪ .II‬فيم���ا بع���د ويف أوائ���ل الثمانينات كان‬ ‫جوب���ز م���ن أوائ���ل م���ن أدرك���وا اإلمكاني���ات‬ ‫التجاري���ة لفأرة احلاس���وب وواجهة املس���تخدم‬ ‫الرسومية األمر الذي أدى إىل قيام أبل بصناعة‬ ‫حواس���يب ماكنتوش‪ .‬بعد خسارة الصراع على‬ ‫الس���لطة مع جملس اإلدارة يف ‪ ،1985‬اس���تقال‬ ‫جوب���ز م���ن أب���ل وق���ام بتأس���يس نكس���ت وه���ي‬ ‫ش���ركة تعمل على تطوير منصات احلواس���يب‬ ‫يف التعليم العالي واألسواق التجارية‪ .‬ثم قامت‬ ‫أبل باالس���تحواذ على نكست يف عام ‪ 1996‬وعاد‬ ‫جوب���ز إىل أب���ل وأصب���ح املدير التنفي���ذي هلا يف‬ ‫‪.1997‬على جانب آخر‪ ،‬قام جوبز يف عام ‪1986‬‬ ‫بش���راء قس���م رس���وميات احلاس���وب يف شركة‬ ‫لوكاس فيلم القسم الذي عرف فيما بعد باسم‬ ‫َم ِف َّنات بيكسار للرسوم املتحركة‪ .‬وبقي مديراً‬ ‫تنفيذياً لبيكس���ار حتى صفقة االس���تحواذ اليت‬ ‫متت من قبل ش���ركة والت ديزني وانتقل على‬ ‫إثرها ليكون عضوًا يف جملس إدارة األخرية‪.‬‬ ‫عان���ى جوبز وقبيل عدة س���نوات م���ن وفاته‪ ،‬من‬ ‫مش���اكل صحية بعدما أصيب عام ‪ 2004‬بنوع‬ ‫نادر من س���رطان البنكرياس‪ .‬وخضع يف ‪2009‬‬ ‫لعملية لزراعة كب���د‪ ،‬ومنذ يناير وحتى وفاته‬ ‫ع���ام ‪ 2011‬كان جوبز يف عطلة مرضية أعلن‬ ‫خالهل���ا يف ‪ 24‬أغس���طس ‪ 2011‬عن اس���تقالته‬ ‫م���ن منصبه كمدير تنفيذي لش���ركة أبل مع‬ ‫انتقاله للعمل كرئيس جمللس اإلدارة‪ .‬حرص‬ ‫جوبز يف رس���الة استقالته بالتوصية على وضع‬ ‫تيم ك���وك يف منصبه الش���اغر‪.‬يف اخلامس من‬ ‫أكتوب���ر ‪ ،2011‬وقرابة الس���اعة الثالثة ظهراً‬ ‫بتوقي���ت كاليفورني���ا (منتصف اللي���ل بتوقيت‬ ‫الش���رق األوس���ط)‪ ،‬ت���ويف جوبز مبنزل���ه يف بالو‬ ‫ألتو‪ ،‬عن ‪ 56‬عاماً‪ ،‬بعد ستة أسابيع من تقدميه‬ ‫اس���تقالته كمدي���ر تنفي���ذي ألبل‪ .‬نس���خة من‬ ‫ش���هادة وفات���ه ح���ددّت س���بب الوفاة بأن���ه كان‬ ‫توق���ف التنفس ما س���بب مفارقة جوب���ز للحياة‬ ‫بش���كل ف���وري‪ ،‬و"ورم البنكري���اس اهلرمون���ي‬ ‫العصيب املنتش���ر" كس���بب تابع‪ .‬أعلنت شركة‬ ‫"آبل" عن خرب الوفاة‪ ،‬وقالت أن رئيس���ها الراحل‬ ‫الذي كان "نابغة رؤيوي���اً ومبدعاً قد رحل بعد‬ ‫صراع طويل مع املرض"‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫خنتلف ‪ ..‬ونلتقي يف الوطن‬

‫ابراهيم عثمونه‬

‫عمر عبدالدائم بشري‬

‫ُ‬ ‫قابل���ت صديقي ال���ذي اختلف معه‬ ‫ُفس���د‬ ‫يف‬ ‫كثري من اآلراء ـ دون أن ي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لل���و ّد قض ّي ً‬ ‫���ة بيننا ـ‬ ‫اإلختالف‬ ‫ه���ذا‬ ‫ِ‬ ‫وقبل أن أكمل أس���ئليت عن أحواله‬ ‫حب���دّة ‪ :‬ي���ا أخي‬ ‫قاطع�ن�ي محُ ّ‬ ‫تج���اً ِ‬ ‫حيرّ تون���ا !! إذا واكبن���ا مس�ي�رة ‪17‬‬ ‫فرباير قاصدين أن نبين مجيعاً هذا‬ ‫الوطن قلتم هؤالء "متسّلقون" جيب‬ ‫إبعاده���م ‪ ,‬وإذا ابتعدن���ا واكتفين���ا‬ ‫بالفرج���ة وال ّنقد ملا هو موجود قلتم‬ ‫هؤالء أزال ٌم و"‪ ".....‬متكّلسون وجيب‬ ‫إبعادهم بل القضاء عليهم ‪,‬ماهذا؟!!‬ ‫‪.‬‬ ‫مسع���ت صوت���اً‬ ‫ُ‬ ‫ال أكتمك���م أ ّن�ن�ي‬ ‫ُ‬ ‫يهت���ف " واهلل عندك احلق"‬ ‫بداخلي‬ ‫‪ ,‬ول���وال تل���ك العقدة النفس��� ّية اليت‬ ‫بصح���ة ما‬ ‫متن ُعن���ا م���ن اإلع�ت�راف ّ‬ ‫ُ‬ ‫جلاه���رت بكلم�ت�ي‬ ‫يق���ول اخلص���م‬ ‫هذه ‪ ,‬لك ّنين ّ‬ ‫فض ُ‬ ‫لت أن أتكلم بأكثر‬ ‫ً‬ ‫"ديبلوماس��� ّية" فقل���ت ‪ :‬أوال يا أخي‬ ‫ُ‬ ‫لس���ت وص ّي���اً على‬ ‫أن���ت تعرف أ ّنين‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباي���ر ليكون احتجاجك‬ ‫َ‬ ‫ث���م ا ّن���ك‬ ‫ه���ذا بضم�ي�ر‬ ‫املخاط���ب ‪ّ ,‬‬ ‫تع���رف أيض���اً أ ّن�ن�ي ال أح ّب���ذ ه���ذه‬ ‫األلفاظ اليت ذكرت ومل اس���تعملها‬ ‫ق���ط حت���ى يف أوج الص���راع والثورة‬

‫رغ���م اختاليف معك وم���ع الكثريين‬ ‫مم���ن ال ي ّتفق���ون مع���ي يف ال���رأي ‪,‬‬ ‫ثم ّ‬ ‫أن اجملال‬ ‫ف ِل َم ُتق ّولين مامل أقل ؟ ّ‬ ‫مفت���وح للجميع فليش���ارك يف بناء‬ ‫ٌ‬ ‫الوطن من أراد ذلك ‪.‬‬ ‫ر ّد صديق���ي ‪ :‬ه���ذا قولك أن���ت ّ‬ ‫لكن‬ ‫الواق���ع غري ذلك ي���ا صاحيب ‪ ,‬مازال‬ ‫عندنا إقص���اء اآلخر ‪ ,‬وما زال عندنا‬ ‫املتن ّفذون سأعرتف لك بأ ّنين ُ‬ ‫كنت‬ ‫مخُ طئ���اً أيّام الثورة ل ِكن أقس���م لك‬ ‫مافعل���ت ذل���ك إ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ال خوف���اً على‬ ‫أ ّن�ن�ي‬ ‫ُ‬ ‫كن���ت أصدّق ما يُقال‬ ‫هذا الوطن ‪,‬‬ ‫عن احتالل البالد ‪ ,‬و تش���ريد العباد‬ ‫ّق���ت ّ‬ ‫‪ ,‬وصد ُ‬ ‫كل ما قيل عن التقتيل‬ ‫ّ‬ ‫صحيح أنين مل أقاتل مع‬ ‫والرتويع ‪,‬‬ ‫ٌ‬ ‫ال ّنظام لك ّنين ُ‬ ‫كنت خائفاً جداً على‬ ‫الوطن مما ستأتي به األيام ‪ ,‬كانت‬ ‫علي‬ ‫الصورة جداً مش ّوشة و اختلط ّ‬ ‫األمر فما ُ‬ ‫كنت ُمصدّقاً إال ما يقال‬ ‫‪ ..‬وبع���د أن ظه���رت احلقيقة و تبينّ‬ ‫زي���ف م���ا كان ي���روّج يف اإلذاعات ‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫السابق‬ ‫أفقت ‪..‬فإذا سّلمنا أن النظام ّ‬ ‫كان ديدن���ه إقصاء اآلخرهل يُعقل‬ ‫أن نك���ون اآلن بنف���س الطريق���ة يف‬ ‫التفكري ؟!!‪.‬‬ ‫قل���ت ‪ :‬نعم يا أخي أعرف ّ‬ ‫ُ‬ ‫أن املوجود‬

‫بطن أمي‬

‫اآلن لي���س وضع���اً مثال ّي���اً ‪ ,‬وأن‬ ‫األخط���اء كث�ي�رة ‪ ,‬وم���ن ب�ي�ن هذه‬ ‫األخط���اء ب���ل م���ن أكربه���ا غي���اب‬ ‫وتعس���ف بع���ض الفئ���ات‬ ‫القض���اء‬ ‫ّ‬ ‫اجلهويّة والفكريّة وعرقلتها لقيام‬ ‫الدول���ة ‪ ,‬لكن جيب أن نع���ي ّ‬ ‫أن هذا‬ ‫ً‬ ‫الوضع استثنائي ‪ ,‬وعلينا مجيعا أن‬ ‫نعمل لتس���ريع قيام دولة القانون و‬ ‫احلريّات والعدالة ‪ ,‬وهذا لن يتم إ ّ‬ ‫ال‬ ‫بتكاث���ف جهود كل أبن���اء الوطن و‬ ‫وعيه���م بضرورة حتقي���ق ذلك ‪ّ .‬‬ ‫إن‬ ‫أمج���ل ماقلت يا أخ���ي أ ّنك مل تفعل‬ ‫ما فعل���ت إ ّ‬ ‫ال ُحّبا هلذا الوطن وخوفاً‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫الوطن ‪ ..‬ليبي���ا ‪ ..‬اليت نلتقي مجيعاً‬ ‫يف حم ّبته���ا ‪ ,‬حت���ى وإن اختلفن���ا يف‬ ‫الطريقة اليت حن ّبها فيها ‪ ,‬فإ ّنها وال‬ ‫شك ستجمعنا يف ح ّبها ذات يوم ‪.‬‬ ‫يف النهاي���ة ‪ ..‬و َع ْو ٌد عل���ى بدء املقال‬ ‫‪ ,‬أآل ت���رون مع���ي ّ‬ ‫ان عالق�ت�ي م���ع‬ ‫صديق���ي هذا وال���ذي اختل���ف معه‬ ‫كث�ي�ر م���ن اآلراء ‪ ,‬م���ن املمك���ن‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫أن ُت ّتخ���ذ ِمثا ً‬ ‫ال ِل َتق ّب���ل اآلخر ‪ّ ,‬‬ ‫وأن‬ ‫ال���رأي املختل���ف جيب أن ال يُفس���د‬ ‫ُفس��� ُد‬ ‫لل���و ّد قض ّي���ة ‪ ,‬فلماذا جنعله ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫بيننا ُ‬ ‫ك ّل شيء ؟؟!! ‪.‬‬

‫يف منتصف املسافة بني البشر والرسل توجد أمي‪.‬‬ ‫نعم يف منتصف املسافة او تزيد قلي ً‬ ‫ال‪ ...‬رأيتها هناك‪ .‬رأيتها‬ ‫متطي طوهلا لتالمس بيدها ق���دم أحدهم‪ ،‬كانوا قريبني‬ ‫منه���ا‪ .‬كله���م م���ن س���يدنا آدم إىل س���يدنا حمم���د كانوا‬ ‫ُ‬ ‫وكنت يومها جنيناً يف داخلها وجس���دها يتمطى‬ ‫قريب�ي�ن‪،‬‬ ‫بي من حني آلخ���ر ليالمس قدم واحد منهم‪ ,‬وكان قلبها‬ ‫يدق قريباً مين‪ ,‬ورئتاها ينتفخان ويعودان‪ ،‬وكبدها أيضاً‬ ‫قريب���ة م�ن�ي‪ ,‬وكان كل ش���يء فيه���ا قريب م�ن�ي ويعمل‬ ‫على مدار الس���اعة ألجل راحيت‪ ,‬وكانت أحشاؤها مضاءة‬ ‫ُ‬ ‫خرجت إىل احلياة الدنيا مل‬ ‫بن���ور ال مثيل له‪ ,‬حتى بعد أن‬ ‫ُ‬ ‫س���ألت كل الناس‪ ،‬كل األطباء‪ ،‬كل‬ ‫ارى مثل هذا النور‪.‬‬ ‫العلماء‪ ،‬كل املش���ايخ‪ ،‬وكلهم أخربوني إن كان ما أقوله‬ ‫صحيح���اً‪ ،‬فذل���ك رمب���ا يكون نفخ���ات اهلل يف بطنه���ا‪ .‬أمي‬ ‫ُ‬ ‫وكنت أنا آخرهم‪ ،‬وذلك النور رمبا‬ ‫اجنبت جمموعة أبناء‬ ‫يك���ون من نفخات اهلل املتك���ررة يف فجوة بطنها‪ ،‬وال أعرف‬ ‫إن كان ذلك صحيحاً أم ال‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫بعيين هاتني‬ ‫لك���ن الذي أعرفه أنها يف يوم من األيام رأيتها‬ ‫تالمس أقدام كل الرس���ل‪ ،‬ليس واحد منهم بل مجيعهم‪.‬‬ ‫كان���ت أط���ول م���ن كل البش���ر‪ ،‬وأمجل من كل البش���ر‪،‬‬ ‫وأق���وى م���ن كل البش���ر‪ ،‬وكانت متر بس���كرات مش���ابهة‬ ‫لس���كرات املوت‪ ,‬وتل���ك كانت آخ���ر األيام والس���اعات اليت‬ ‫قضيته���ا يف بط���ن امي‪ ،‬حني خرج���ت واس���تلمتين القابلة‬ ‫ُ‬ ‫وتركت نور اهلل ُمش���عاً يف داخلها‪ ،‬وأخذوني ووضعوني يف‬ ‫صندوق زجاجي بعيد عنها‪ ،‬يف غرفة مكتوب عليها "غرفة‬ ‫احلضانه"‪ُ ،‬‬ ‫حملت اسم الغرفة وأنا بني يدي القابلة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كن���ت أص���رخ بأعلى صوت وي���د أمي متت���د لتعيدني هلا‪,‬‬ ‫لك���ن القابل���ة كانت حلظتها اس���رع من أم���ي‪ ,‬وفاتت بي‪،‬‬ ‫ودس���تين خلف الزج���اج‪ ،‬ومسعتها تق���ول لزميلتها املناوبة‬ ‫أن الوق���ت جتاوز منتص���ف اللي���ل‪ ،‬وكان يف الغرفة معي‬ ‫موالي���د آخرين‪ ،‬وكنا مجيع���اً نبكي عس���اهم يُعيدونا إىل‬ ‫بط���ون أمهاتنا‪ ،‬والبد أنين أقواه���م صراخاً ألني أظن بطن‬ ‫امي األكثر راحة‪ ،‬واألكثر إن���ارة‪ ،‬األكثر روعة يف هذا‬ ‫الكون‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2013/6/30‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫مطالب الثورات ‪ .....‬دور جديد للدولة‬ ‫•مبادرات التغيري يف اجهزة الدولة و املرياث السلطوي‬

‫سلوى الدغيلي‬

‫لع���ل م���رد ما نواجهه من صعوبات يرجع يف جزء كبري منه إىل ماض يأبى االندثار‪ ,‬ومس���تقبل تتعس���ر والدته‪ ,‬بس���بب حاضر مرتبك بني إزاحة‬ ‫الركام وبدء البناء‪.‬‬ ‫إننا ال نستطيع القفز على الزمن‪ ،‬وال مناص من مواجهة الواقع‪ ,‬الذي يتواجه فيه فهمان‪ ،‬إن مل نوائم بينهما بشكل أخالقي وواقعي وعملي‪ ,‬فقد‬ ‫نفقد الكثري من الوقت واجلهد‪ ،‬ونهدر حلظة تارخيية ال جيود بها التاريخ بسهولة‪.‬‬ ‫هذان الفهمان هما‪ :‬السياس���ة والثورة‪ ,‬و كما يقول الدكتور عالء األس���واني‪“ :‬السياس���ة هي فن املمكن‪ ،‬والثورة هي عش���ق املستحيل”‪ .‬واملطروح‬ ‫أمامنا هو‪ :‬كيف لنا أن نوائم بني هذين املفهومني لبناء الدولة‪.‬‬ ‫لقد قمنا بثورات‪ ،‬قدمنا فيها الكثري من التضحيات؛ ثورات جاءت لتهدم صروحاً لالستبداد‪ ،‬استمرت لعقود‪ ،‬خلفت فيها دماراً على مجيع الصعد‪،‬‬ ‫ابتداء من الفرد‪ ،‬مروراً باجملتمع‪ ،‬و ما مت تسميته زوراً دولة‪ ,‬وصو ً‬ ‫ال إىل عالقات هذه الكيانات املستبدة مع خارج استغل احتكار طغاتها وارتهانهم‬ ‫إلرادة األم���ة‪ ،‬وحتكمه���م يف ثرواتها ملصاحله؛ هذه املص���احل اليت مل تنب يوماً على مفاهيم الدميقراطية‪ ،‬وما متثله من قيم‪ ،‬بل على أس���س مادية‬ ‫صرفة‪ ،‬ربطت عالقاتهم مع هذه الكيانات‪ .‬وبالتأكيد لن يكون من الس���هل فض هذه العالقة غري الس���وية وصياغتها من خالل مفاهيم وأس���س‬ ‫جدي���دة‪ ،‬ال تره���ن إرادة الش���عب لق���رار منفرد من طاغ مس���تبد‪ ،‬بل ترجع يف ذل���ك إىل إرادة متثيلية أكرب‪ ،‬قد ال يكون هلا حتكم وس���يطرة عليها‬ ‫كسالفتها‪.‬‬

‫•التحديات اليت نواجهها‬ ‫ولعلنا هنا حنن حباجة إىل تقسيم التحديات‬ ‫اليت نواجهها يف بن���اء الدولة بعد الثورات إىل‪:‬‬ ‫حتديات داخلي���ة وخارجية م���ن ناحية‪ ,‬ومن‬ ‫ناحية أخرى إىل تقس���يم التحديات الداخلية‬ ‫إىل‪ :‬سياس���ية وقانوني���ة وأمني���ة واقتصادية‬ ‫واجتماعي���ة‪ .‬وكل منها مرتبط خبصوصية‬ ‫املرحل���ة االنتقالي���ة‪ ،‬ال�ت�ي مت���ر بها الش���عوب‬ ‫وال���دول بع���د انهي���ار األنظمة االس���تبدادية‪،‬‬ ‫وحماولة صياغ���ة مفهوم جديد للعالقة بني‬ ‫الفرد والدولة‪ ،‬وتأكيد دور ومفهوم املواطنة‬ ‫يف النظام املرتقب‪.‬‬ ‫•التحديات السياسية‪:‬‬ ‫جي���ب أن نفه���م أن املرحل���ة االنتقالي���ة ال�ت�ي‬ ‫تلي س���قوط األنظم���ة االس���تبدادية ال ميكن‬

‫نت���درب عل���ى منط���ق وفلس���فة التن���ازل من‬ ‫أج���ل املصلحة العليا للوط���ن‪ ,‬بد ً‬ ‫ال من منطق‬ ‫املنافس���ة واالس���تفراد بالس���لطة يف املفه���وم‬ ‫الدميوقراط���ي‪ ،‬وإعط���اء احل���زب املنتص���ر‬ ‫يف االنتخاب���ات احل���ق يف تطبي���ق برناجم���ه‬ ‫االنتخابي‪ ,‬الش���يء الذي حي���دث يف الظروف‬ ‫العادية واملستقرة‪.‬‬ ‫التجرب���ة الليبي���ة تع���د جتس���يداً مثالي���اً‬ ‫خلصوصي���ة ه���ذه املرحل���ة‪ ،‬ال�ت�ي تقتض���ي‬ ‫ض���رورة تغلي���ب التواف���ق عل���ى املنافس���ة‬ ‫واحملاصص���ة احلزبي���ة‪ ,‬فق���د رأين���ا كي���ف‬ ‫متكن اجملل���س الوطين االنتقالي من تش���كيل‬ ‫حكومة الس���يد الكيب بس���هولة كبرية‪ ،‬نظراً‬ ‫لتغليب���ه مفه���وم التواف���ق وانتف���اء مفه���وم‬ ‫احملاصص���ة والتنافس احلزبي‪ ،‬الش���يء الذي‬ ‫رأيناه يف املؤمتر الوطين‪ ،‬وبسببه أخفق السيد‬

‫وحتدياته���ا الت���ى ق���د ال توج���د يف الث���ورات‬ ‫األخرى‪ .‬إن الثورة يف ليبيا هلا مس���ار خمتلف‬ ‫متام���اً عن الث���ورات األخرى‪ ،‬عل���ى الرغم من‬ ‫االتفاق مع مجيع الثورات يف صعوبة املرحلة‬ ‫االنتقالية‪ ,‬فقد أنش���أنا دولة جديدة من رحم‬ ‫دولة االستبداد والظلم‪ ,‬من رحم دولة معرتف‬ ‫به���ا دولياً‪ ,‬هلا ممثلوه���ا وعالقاتها ومصاحلها‬ ‫وحلفاؤه���ا واملنتفع���ون منه���ا‪ ,‬هل���ا حدوده���ا‬ ‫وقيادته���ا وحكومتها وجيش���ها ومرتزقتها‪ ,‬يف‬ ‫ح�ي�ن أن الص���راع يف تونس ومص���ر كان بني‬ ‫ش���عب وسلطة مس���تبدة‪ ,‬ومل يكن صراعاً من‬ ‫أج���ل خلق مفه���وم جدي���د وش���رعية جديدة‬ ‫لدولة جديدة‪ ,‬فق���د جلأ إخوتنا يف تونس إىل‬ ‫الدس���تور القائ���م‪ ،‬وفاضلوا ب�ي�ن املادتني ‪ 56‬و‬ ‫‪ ,57‬أي من يس���تلم مهام رئيس اجلمهورية‬ ‫يف غياب الرئيس‪ ,‬أهو رئيس الوزراء أم رئيس‬

‫ب���أي ح���ال م���ن األح���وال تس���ميتها باملرحلة‬ ‫الدميقراطي���ة‪ ،‬بل تس���مى مرحل���ة (الطريق‬ ‫إىل الدميقراطي���ة)‪ .‬ه���ذا التميي���ز يف منتهى‬ ‫األهمي���ة‪ ،‬نظ���راً لض���رورة تغلي���ب مفاهي���م‬ ‫ملمارس���ة الفع���ل السياس���ي يف ه���ذه املرحلة‪،‬‬ ‫ليس���ت هي بالضرورة املفاهي���م التى متارس‬ ‫يف مرحل���ة األنظمة املس���تقرة الدميقراطية‪,‬‬ ‫فف���ي الطري���ق إىل الدميقراطي���ة جندن���ا‬ ‫ملزم�ي�ن بإع�ل�اء وتغلي���ب منط���ق التواف���ق‪،‬‬ ‫ال منط���ق املنافس���ة‪ ،‬ال���ذي تقتضي���ه وتق���وم‬ ‫علي���ه الدميقراطي���ة‪ .‬مبعن���ى آخ���ر‪ ,‬جيب أن‬

‫أبوش���اقور يف تش���كيل احلكوم���ة مرت�ي�ن‪ ،‬ومل‬ ‫يتم اعتماد حكومة الس���يد زيدان إال بصعوبة‬ ‫وبعد مساومات سياس���ية‪ ،‬ال تتماشى باملطلق‬ ‫م���ع خصوصي���ة املرحل���ة‪ .‬ولع���ل ع���دم تفهم‬ ‫خصوصية ه���ذه املرحل���ة وإدارته���ا بآليات ال‬ ‫تتواف���ق معها ق���د لع���ب دوراً مهماً فيم���ا نراه‬ ‫حي���دث يف تون���س ويف مص���ر م���ن ارتباك يف‬ ‫العملية السياسية كما هو احلال يف ليبيا‪.‬‬ ‫وم���ع اش�ت�راك مجي���ع الث���ورات يف خصائص‬ ‫كث�ي�رة إال أن ل���كل منه���ا خصوصيته���ا‬

‫الربمل���ان‪ ،‬ليس���تقر األمر على رئي���س الربملان‪.‬‬ ‫ويف مص���ر مت الرج���وع إىل الدس���تور وتعديل‬ ‫بعض املواد فيه واستفتاء الناس عليها‪.‬‬ ‫وبغ���ض النظر عن تقييم ه���ذه اخلطوة‪ ,‬ففي‬ ‫ليبي���ا كان لزام���ا علين���ا ن���زع الش���رعية عن‬ ‫النظام الفاشي املستبد‪ ,‬وخلق شرعية جديدة‪،‬‬ ‫باس���م جدي���د‪ ،‬وعل���م جدي���د‪ ،‬ونش���يد وطين‬ ‫جديد‪ ،‬لدولة جديدة امسها ليبيا احلرة‪ ,‬بد ً‬ ‫ال‬ ‫عن مجاهريية االس���تبداد والفاشية‪ ,‬ثم كان‬ ‫علين���ا الس���عي إلقناع الع���امل بهذه الش���رعية‬

‫اجلدي���دة‪ ,‬وأنه���ا املمث���ل الوحيد لكل الش���عب‬ ‫ال حضاري���اً وأخالقياً‬ ‫اللي�ب�ي‪ ،‬وأنها متث���ل بدي ً‬ ‫حقيقياً إلرادة الشعب‪.‬‬ ‫ه���ذه اخلصوصي���ة وضعتن���ا أم���ام حتدي���ات‬ ‫عظيم���ة‪ ،‬تتمث���ل يف االنهي���ار الت���ام ملفه���وم‬ ‫الدولة ومجيع مؤسس���اتها‪ ،‬مبا فيها املؤسسة‬ ‫األمني���ة والعس���كرية‪ ،‬إضاف���ة إىل املواجه���ة‬ ‫العسكرية على مدى مثانية أشهر‪ ،‬وما خلفته‬ ‫من تداعيات‪ ،‬س���واء من خالل الس�ل�اح املنتشر‬ ‫أو الصدامات بني بعض املدن‪.‬‬ ‫•التحديات الداخلية اآلن‬ ‫إن من أهم الصعوب���ات التى نواجهها‪ ،‬يف إطار‬ ‫التحدي���ات الداخلية اآلن‪ ،‬بعد إس���قاط رأس‬ ‫النظام‪ ,‬هي صياغة العقد اجلديد بني الشعب‬ ‫وممثلي���ه ممن ينتم���ون إىل من ق���ام بالثورة‪،‬‬ ‫وب�ي�ن ترك���ة النظام الس���ابق ورم���وزه‪ ،‬ومن‬ ‫كان ي���دور يف فل���ك الس���لطة م���ن أصح���اب‬ ‫نفوذ ومس���تفيدين‪ ،‬ومن قد يكون هلم عالقة‬ ‫جبه���ات خارجية‪ ،‬تس���عى ألن تك���ون هلا يد يف‬ ‫اختاذ القرار‪ ،‬وإعادة تشكيل مؤسسات الدولة‬ ‫اليت انهارت متاماً‪.‬‬ ‫ولالنط�ل�اق يف مرحل���ة التأس���يس والبن���اء و‬ ‫القطيع���ة م���ع مرحل���ة االس���تبداد كان من‬ ‫الض���روري العمل على حماول���ة إعادة اإلطار‬ ‫السياس���ي للدول���ة‪ .‬وق���د ب���دأت هذه املس�ي�رة‬ ‫يف ث���ورة ‪ 17‬فرباير من خالل تكوين جس���م‪،‬‬ ‫اعرتف له بالش���رعية كممثل للثورة‪ ،‬وأعلن‬ ‫قبوله من قبل الشعب وأغلبية القوى الفاعلة‬ ‫على األرض‪ ،‬هو (اجمللس الوطين االنتقالي)‪،‬‬ ‫ال���ذي أعل���ن ب���دوره انته���اء حقبة االس���تبداد‬ ‫املتمثل���ة يف النظام الس���ابق‪ ،‬و نزع الش���رعية‬ ‫عن���ه بإص���دار بي���ان إلغاء الس���لطة الس���ابقة‬ ‫املس���ماة س���لطة الش���عب‪ ،‬وإعالن املبادئ اليت‬ ‫س���يقوم عليه���ا النظ���ام اجلدي���د‪ ،‬ليلي���ه فيما‬ ‫بع���د إصدار اإلعالن الدس���توري‪ ،‬الذي رس���م‬ ‫خارط���ة طري���ق ملرحل���ة االنتق���ال الس���لمي‬ ‫والدميقراط���ي للس���لطة‪ ،‬وأك���د مجي���ع‬ ‫احلقوق يف ممارسة العمل السياسي‪ ،‬ليجسد‬ ‫فيما بع���د ذلك من خالل إنش���اء اهليئة العليا‬ ‫لالنتخاب���ات‪ ،‬اليت عملت عل���ى إجناز العملية‬ ‫االنتخابي���ة بش���كل اع�ت�رف بنزاهت���ه مجي���ع‬ ‫املراقبني‪ ،‬ولتسلم السلطة بشكل سلمي‪ ،‬ألول‬ ‫م���رة يف تاريخ ليبي���ا‪ ،‬إىل جس���م منتخب من‬ ‫قبل الش���عب‪ ،‬يناط به كتابة الدستور الدائم‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫‪17‬‬

‫أهم الصعوبات التى نواجهها‪ ،‬يف إطار التحديات الداخلية اآلن‪،‬‬ ‫بع��د إس��قاط رأس النظام‪ ,‬ه��ي صياغة العقد اجلديد بني الش��عب‬ ‫وممثليه ممن ينتمون إىل من قام بالثورة‪،‬‬ ‫للدولة‪ ،‬واإلش���راف على االنتخابات النيابية‬ ‫والرئاسية القادمة‪ ,‬الشيء الذي يؤكد املسار‬ ‫السليم يف اجملال السياسي لالنتقال من حكم‬ ‫الفرد إىل احلكم التعددي‬ ‫وعلى الرغم من كل الصعوبات اليت واجهته‪,‬‬ ‫فق���د عم���ل اجملل���س االنتقالي عل���ى تأكيد‬ ‫ثالث���ة مب���ادئ مهم���ة‪ ،‬عل���ى أن م���ن ش���أنها‬ ‫أن تؤص���ل للمس���ار الدميقراط���ي‪ ،‬أال وه���ي‬ ‫تأكي���د مب���دأ التعددي���ة‪ ،‬من خ�ل�ال إصدار‬ ‫قانون للكيان���ات السياس���ية‪ ،‬بالرغم مع عدم‬ ‫توافقه مع األس���س التى جيب أن تبنى عليها‬ ‫مرحل���ة الطري���ق إىل الدميقراطية‪ ،‬وقد قام‬ ‫بذلك اس���تجابة للح���راك السياس���ي‪ ،‬ورغبة‬ ‫العديد من مؤسسات اجملتمع املدني وضغوط‬ ‫الش���ارع‪ ,‬ومبدأ االنتخابات النزيهة من خالل‬ ‫إنش���اء اهليئ���ة املس���تقلة لالنتخاب���ات‪ ,‬ومبدأ‬ ‫التس���ليم السلمي للسلطة‪ ,‬الشيء الذي يبشر‬ ‫باالنتق���ال من حال���ة حكم الفرد واالس���تبداد‬ ‫إىل ارتضاء اجلميع ملبادئ التعددية وااللتزام‬ ‫ب���إرادة الش���عب‪ ,‬ويبق���ى عل���ى م���ن انتخبهم‬ ‫الشعب إكمال املسرية وااللتزام باملبادئ التى‬ ‫أسس هلا الشعب واجمللس االنتقالي‪.‬‬ ‫وبعد أن أجرين���ا أول انتخابات حرة للمؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي‪ ،‬وفق ما جاء يف اإلعالن الدس���توري‪،‬‬ ‫وذل���ك بع���د ع���دة عق���ود مل يع���رف خالهل���ا‬ ‫الليبي���ون االنتخابات‪ ،‬وهي انتخابات أش���ادت‬ ‫به���ا مجيع املنظم���ات الدولي���ة واملراقبون من‬ ‫مجي���ع أحن���اء الع���امل‪ .‬وبع���د القيام بتس���ليم‬ ‫الس���لطة بش���كل س���لمي ألول م���رة يف تاريخ‬ ‫ليبي���ا‪ ,‬بدأنا نرى تعثراً يف أداء املؤمتر الوطين‪،‬‬ ‫ب���رز بش���كل واض���ح من خ�ل�ال تعثر تش���كيل‬ ‫احلكومة‪ ,‬يف خمالفة للمدة املنصوص عليها‬ ‫يف اإلعالن الدستوري‪ .‬والسبب األساس كان‬ ‫تنافس التكتالت السياسية داخل املؤمتر‪ ،‬من‬ ‫أج���ل تش���كيل احلكومة وتعي�ي�ن ممثلني لكل‬ ‫كيان داخلها‪ ,‬الش���يء الذي مل يك���ن موجوداً‬

‫اإلجن���از‪ .‬وبس���بب اخت���اذ املؤمت���ر العديد من‬ ‫الق���رارات الت���ى مل جتد قب���و ً‬ ‫ال لدى الش���ارع‪،‬‬ ‫وبس���بب التأخر يف إجناز العدي���د من امللفات‪،‬‬ ‫وعلى رأسها تش���كيل اللجنة املختصة بكتابة‬ ‫ً‬ ‫متلم�ل�ا يف الش���ارع‪ ،‬و‬ ‫الدس���تور‪ ,‬بدأن���ا ن���رى‬ ‫فقدان���اً للثقة يف املؤمتر‪ ،‬الش���يء الذي ترجم‬ ‫من خالل س���حب حق تش���كيل وتعيني جلنة‬ ‫كتاب���ة الدس���تور م���ن املؤمت���ر‪ ،‬واملطالب���ة‬ ‫بانتخابها مباش���رة من قبل الش���عب‪ ،‬وفرض‬ ‫ذل���ك عليه‪ .‬وحن���ن اآلن بصدد اإلع���داد هلذه‬ ‫االنتخابات يف تأخر واضح يف البدء يف كتابة‬ ‫الدس���تور‪ ،‬ويف خمالف���ة صرحي���ة للتواري���خ‬ ‫املنصوص عليها يف اإلعالن الدستوري‪.‬‬ ‫•التحديات القانونية‪:‬‬ ‫نفه���م م���ن ه���ذا ض���رورة س���ن القوان�ي�ن‬ ‫والتش���ريعات وإنش���اء اهليئ���ات واملنظم���ات‬ ‫واملؤسس���ات احلقوقية التى حتتاجها املرحلة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬اليت تنظم وتضع حجر األس���اس‬ ‫للمؤسس���ات اجلدي���دة‪ ،‬وجترم كل أش���كال‬ ‫االنتهاكات حلقوق اإلنسان‪ ،‬وتضمن مجيع‬ ‫احلق���وق اليت تكفله���ا املواثي���ق الدولية‪ ،‬التى‬ ‫حت���ول دون تك���رار االنته���اكات التى حدثت‬ ‫سابقاً‪ .‬و يف هذا اإلطار أصدر اجمللس الوطين‬ ‫االنتقال���ي العديد من التش���ريعات والقوانني‪،‬‬ ‫على رأس���ها اإلع�ل�ان الدس���توري‪ ،‬الذي نظم‬ ‫املرحل���ة االنتقالية‪ ،‬ورس���م خارط���ة الطريق‬ ‫هل���ا‪ ,‬إضاف���ة إىل العديد م���ن القوان�ي�ن‪ ،‬مثل‬ ‫قانون العدالة االنتقالية‪ ،‬الذي تعثر لألس���ف‬ ‫بس���بب ع���دم ص���دور الئحت���ه التنفيذية من‬ ‫احلكوم���ة‪ .‬إضاف���ة إىل ذل���ك أنش���ئت هيئ���ة‬ ‫للمصاحل���ة الوطنية‪ ,‬اجمللس األعلى حلقوق‬ ‫اإلنس���ان‪ ,‬ووض���ع قانون إلج���راء تعديالت يف‬ ‫القض���اء وتطه�ي�ره من العناص���ر التى كانت‬ ‫أداة م���ن أدوات الس���لطة يف ارت���كاب ه���ذه‬ ‫االنته���اكات‪ .‬غري أن ه���ذه القوانني واهليئات‬ ‫مل تف ّع���ل واقعي���اً عل���ى األرض‪ ،‬ناهي���ك ع���ن‬

‫أثن���اء ف�ت�رة اجمللس الوط�ن�ي االنتقال���ي‪ ,‬فلم‬ ‫تكن هناك تكتالت سياسية داخل اجمللس‪ ،‬بل‬ ‫كان العم���ل يتم من منطل���ق وطين صرف‪،‬‬ ‫مب�ن�ي عل���ى التواف���ق‪ ،‬دون التحي���ز إىل تكتل‬ ‫سياس���يي بعينه‪ ،‬م���ا جعله أكثر ق���درة على‬

‫قلته���ا وع���دم اس���تجابتها ملتطلب���ات املرحل���ة‬ ‫والتحدي���ات اليت متر بها‪ .‬والس���بب األس���اس‬ ‫يف ه���ذا يرج���ع إىل عدم اس���تعادة املؤسس���ات‬ ‫املن���اط بها تطبي���ق األمن والقان���ون والعدالة‬ ‫املتمثلة يف مؤسسة القضاء ومؤسسة اجليش‬

‫والشرطة‪ ،‬إضافة إىل انتش���ار السالح‪ ،‬وعدم‬ ‫احت���كار الدولة حلق اس���تخدام القوة والعنف‬ ‫لتطبي���ق العدالة والقانون‪ ,‬الش���يء الذي أدى‬ ‫إىل ع���دم القي���ام بالقطيعة م���ع املاضي املؤمل‬ ‫النته���اكات حق���وق اإلنس���ان‪ ،‬ال�ت�ي نراه���ا‬ ‫لألس���ف تتكرر حتى وقتنا هذا‪ ،‬وذلك بس���بب‬ ‫غياب الدولة ومؤسساتها‪.‬‬ ‫•التحديات االقتصادية‪:‬‬ ‫لعل املفارق���ة هنا ال تكمن يف ضي���ق ذات اليد‬ ‫وع���دم وج���ود الدخل املناس���ب للدول���ة‪ ،‬وإمنا‬ ‫املش���كلة هنا سياسية قانونية‪ ،‬تتمثل يف غياب‬ ‫اإلرادة احلقيقي���ة للقطيع���ة م���ع مؤسس���ات‬ ‫النظ���ام الش���مولي واملركزي���ة املقيت���ة‪ ,‬فقد‬ ‫مت اعتم���اد أك�ب�ر ميزاني���ة عرفته���ا ليبيا يف‬ ‫تارخيه���ا يف ع���ام ‪ ،2012‬وصل���ت ‪ 68‬ملي���ار‬ ‫دوالر‪ ,‬غ�ي�ر أن تعث���ر ص���دور قان���ون احلك���م‬ ‫احملل���ي‪ ،‬ال���ذي يتم مبوجبه تقس���يم ليبيا إىل‬ ‫حمافظ���ات وبلدي���ات‪ ،‬ويعطي ب���دوره الكثري‬ ‫م���ن الصالحي���ات اإلداري���ة واملالي���ة هل���ذه‬ ‫الس���لطات‪ ،‬ويقط���ع مع اهليمن���ة التى كانت‬ ‫حتتك���ر كل الق���رارات يف ي���د جه���ة واحدة‪،‬‬ ‫عكس عدم وج���ود ارادة حقيقية يف التخلص‬ ‫م���ن إرث املركزي���ة املقيت م���ن ناحية‪ ،‬ومن‬ ‫ناحي���ة أخ���رى رفض بع���ض امل���دن واملناطق‬ ‫التقس���يم اإلداري للمحافظ���ات يف حماول���ة‬ ‫للمس���اومة والتفاوض م���ع الدولة للحصول‬ ‫على أكرب حصة ممكنة‪.‬‬ ‫لق���د كان ممكناً أن يك���ون االقتصاد يف ليبيا‬ ‫ه���و القاط���رة ال�ت�ي متك���ن ليبي���ا م���ن جتنب‬ ‫الكثري م���ن صعوب���ات املرحل���ة االنتقالية‪ ،‬لو‬ ‫أنه مت اس���تغالل اخلريات ال�ت�ي حبانا بها اهلل‪,‬‬ ‫غ�ي�ر أن انهي���ار املؤسس���ات والنظ���ام اإلداري‬ ‫واملال���ي الفاس���د إىل درج���ة رهيب���ة‪ ,‬وغي���اب‬ ‫اإلدارة اجلي���دة واإلرادة احلقيقي���ة‪ ،‬كان���ت‬ ‫وراء إضاعة س���نة حامس���ة ومفصلية‪ ،‬كان‬ ‫باإلمكان‪ ،‬لو أننا اس���تغليناها اس���تغال ً‬ ‫ال جيداً‪،‬‬ ‫أن نكون يف وضع أفضل من هذا‪.‬‬ ‫•التحديات االجتماعية‪:‬‬ ‫تتمث���ل لدين���ا يف ترك���ة احل���رب بالدرج���ة‬ ‫األوىل‪ ،‬وم���ا خلفت���ه من إرث بغي���ض من آثار‬ ‫الصدام���ات الت���ى كان هل���ا مكان إب���ان حرب‬ ‫التحري���ر‪ ,‬يتطلب الكثري م���ن اجلهد والعمل‬ ‫م���ن أجل رأب الصدع‪ ،‬ال���ذي حدث بني بعض‬ ‫امل���دن وبع���ض القبائ���ل بس���بب الدم���اء ال�ت�ي‬ ‫س���فكت واألرواح ال�ت�ي أزهق���ت‪ .‬وه���ذا جي���ب‬ ‫أن يت���م م���ن خ�ل�ال مش���روع ش���امل للعدالة‬ ‫االنتقالي���ة‪ ،‬ترعى فيه كل ش���روط العدالة‬

‫م���ن أجل مصاحلة وطنية صادقة‪ ،‬تقطع مع‬ ‫املاضي جبميع أوجاعه‪.‬‬ ‫التحديات اخلارجية‪:‬‬ ‫تتمث���ل يف التدخالت اليت ال ميك���ن إنكارها‪/‬‬ ‫س���واء على الصعيد االقليمي أو على الصعيد‬ ‫الدول���ي يف الدول التى عرف���ت الثورات‪ ,‬رغبة‬ ‫من ه���ذه الدول املتدخلة يف أن تكون سياس���ة‬ ‫األنظم���ة اجلدي���دة تتماش���ى ومصلحته���ا‪,‬‬ ‫الش���يء الذي ق���د يدفعه���ا إىل عرقلة املرحلة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬وإضعاف حكوماتها‪ ،‬حتى يس���هل‬ ‫التأث�ي�ر عليها وف���رض أجندته���ا‪ ,‬و ما العنف‬ ‫وارتب���اك األمن يف العديد م���ن الدول إال نتاج‬ ‫يف جزء منه هلذه التدخالت‪.‬‬ ‫•اخلالصة ‪:‬‬ ‫إن للمرحل���ة االنتقالي���ة خصوصيته���ا الت���ى‬ ‫جي���ب أن تراعى‪ ،‬واليت تقوم على التوافق بني‬ ‫القوى السياس���ية وض���رورة تغليب مصلحة‬ ‫الوطن‪ ،‬وترك املنافس���ة احلزبية والسياسية‪،‬‬ ‫والعم���ل عل���ى إرس���اء دعائ���م الدول���ة‪ ،‬وف���ق‬ ‫أه���داف الث���ورة وقيمه���ا‪ ،‬وإح���داث القطيعة‬ ‫التامة م���ع نظام االس���تبداد ورموزه‪ ,‬الش���يء‬ ‫الذي يتطلب إعادة صياغة العالقة بني الفرد‬ ‫والدولة‪ ،‬التى جيب أن تقوم على أساس عقد‬ ‫جدي���د‪ ،‬يتم في���ه توزيع اإلرادة على الش���عب‪،‬‬ ‫من خ�ل�ال مكونات تقطع جذري���اً مع النظام‬ ‫الش���مولي االس���تبدادي‪ ،‬وذل���ك م���ن خ�ل�ال‬ ‫تقاسم الس���لطة وموارد الدولة بنظام إداري‪،‬‬ ‫ينه���ي مع مركزي���ة القرار واهليمن���ة عليه‪،‬‬ ‫وكذلك من خالل ترس���يخ مبادئ التعددية‬ ‫وهيكل���ة وبناء مؤسس���ات الدولة على أس���س‬ ‫سليمة تؤصل لدولة القانون‪.‬‬ ‫إن الرتك���ة ثقيلة‪ ،‬وإرث االس���تبداد ال ميكن‬ ‫التخلص منه من خالل التغيريات السياس���ية‬ ‫والقانوني���ة وإع���ادة هيكلة املؤسس���ات فقط‪،‬‬ ‫إنه���ا ثقاف���ة ووعي حيت���اج إىل ف�ت�رة طويلة‬ ‫لتجاوزه‪.‬‬ ‫لق���د قمنا بثورات عظيم���ة‪ ،‬وقدمنا تضحيات‬ ‫جس���اماً‪ ،‬وحنن نس�ي�ر يف الطري���ق الصحيح‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من كل التحديات والصعوبات‪,‬‬ ‫فإننا ال منلك ت���رف اليأس‪ ,‬وال حق اإلحباط‬ ‫واالنكس���ار‪ .‬حن���ن جم�ب�رون عل���ى االنتصار‬ ‫والنج���اح‪ ,‬فه���ذا لي���س خي���اراً‪ ،‬بل ق���در جيب‬ ‫االمتث���ال له‪ .‬لقد أردنا أن حنيا وسيس���تجيب‬ ‫الق���در‪ ،‬ش���اء أم أب���ى‪ .‬وكما نقول يف نش���يدنا‬ ‫الوط�ن�ي ال���ذي كتبه ش���اعر تونس���ي وحلنه‬ ‫ملحن مص���ري‪ :‬لن نعود للقي���ود قد حتررنا‬ ‫وحررنا الوطن‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫‪ 22‬يوليو ‪)2013‬‬ ‫‪29 - 16‬‬ ‫‪23 ( - ) 114‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪115‬‬

‫عن األمازيغيّة والعدالة اجملحفة‬ ‫‪ ... .‬يف أملانيا عندما اعتقلوا الش���يوع ّيني مل أبالي أل ّنين لس���ت ش���يوع ّياً‪ ،‬وعندما إضطهدوا اليهود مل أبال أل ّنين لس���ت يهود ّياً‪ ،‬ثم‬ ‫العمال ّية مل أبال أل ّني مل أكن منهم‪ ،‬بعدها عندما ّ‬ ‫عندم���ا ّ‬ ‫اضطهدوا الكاثوليك مل أبالي أل ّني بروتس���تانيت‪،‬‬ ‫اضطهدوا النقاب���ات ّ‬ ‫وباملقابل عندما ّ‬ ‫اضطهدوني مل يبق أح ٌد ليدافع عنيّ ! ‪ ] ..‬مارتن نيمولر ‪.‬‬ ‫ش���عبنا اللييب ش���عب يتكلم مس���تخدماً نصف لس���انه وربع ذاكرته‪ ،‬وهذه حقيق ٌة ال يعلمها الكثريون ‪،‬وباإلضافة‬ ‫أقل قلي ً‬ ‫اىل ذل���ك فإن���ه يعيش يف ربع وطن أو ّ‬ ‫ال منذ قرر ق���ادة القبائل املتناحرة واملدن املتصارعة بقيادة قادة اجلمعيات اخلرييّة‬ ‫املدججة بالس�ل�اح بيع املس���احة اليت ال ميلكونها ملن يدفع أكثر‪ ،‬وقبل الغوص يف التفاصيل اليت أوصلتنا هلذه النتائج القاس���ية‬ ‫ّ‬ ‫علين���ا أوال أن نتح���دث ع���ن النظرة الض ّيقة اليت يرى عربها الليبي���ون بعضهم البعض‪ ،‬وهي نظرة جتعلهم خ���ارج الزمان بعيداً‬ ‫ج���دا عن فكرة الدولة أص ً‬ ‫ال‪ ،‬فالتقس���يم االرجتالي لليب ّيني كعرب وأمازي���غ وآخرين وكل هؤالء مل يكن أحد يكرتث بوجودهم‬ ‫بس���بب علو س���طوة الوعي القومي العنصري على الشعور الوطين املتالش���ي أص ً‬ ‫ال واملدعوم بدكتاتوريّة الرجل الواحد املصاحب‬ ‫للوعي القومي البكائي‪ ،‬هذا التقسيم يفتقد اىل الواقع ّية أو ً‬ ‫ال ‪ ،‬ويفتقد أيضاً للربهان‪ ،‬فهذا التقسيم أصال غري حقيقي عرب كل‬ ‫املس���تويات العرقية أو اللغوية باإلضافة اىل أن هذا التقس���يم يلغي فكرة الدولة املدن ّية احلديثة أص ً‬ ‫ال وجيعل الليب ّيني يغوصون‬ ‫أعمق وأعمق يف وحل الكراهية املبنية على رفض اإلختالف‪ ،‬وهذه هي املشكلة يف واقع األمر ‪.‬‬ ‫احلريّ���ة يف الدول���ة احلديث���ة جي���ب‬ ‫ّة خاصة‪ ،‬حرية‬ ‫ّة دس���توري ٍ‬ ‫أن حتظى حبماي ٍ‬ ‫تداول اللغة والتعبري بها بالنس���بة للمواطن‬ ‫الف���رد‪ ،‬و ال���ذي ه���و أداة التعام���ل السياس���ي‬ ‫بالنسبة للدولة‪ ،‬ال يهم عدد من يشاركونه‬ ‫احلقوق كي تصبح أمراً واجباً محايته على‬ ‫الدول���ة‪ ،‬ك���ي تس���تمر الدول���ة يف النمو اىل‬ ‫األمام‪ ،‬ويستمر املواطن يف التفاعل عرب كل‬ ‫األط���راف واالجتاهات دون ش���عور باإلهمال‬ ‫مس���تقل له‬ ‫او اإلنق���اص م���ن قيمته كفر ٍد‬ ‫ٍ‬ ‫حرية مراقبة ضمريه والتعبري عن ذاته عرب‬ ‫اإلجت���اه حن���و العي���ش املس���تقل أو ً‬ ‫ال وأخرياً‪،‬‬ ‫ووض���ع نص واض���ح يبينّ احلق���وق املكفولة‬ ‫لغة بعينها‬ ‫للمواطن مبا يف ذل���ك حق رعاية ٍ‬ ‫وضم���ان احل���ق يف تدوهلا‪ ،‬من أج���ل إحرتام‬ ‫مس���تقلة‪ ،‬فاحرتام حق‬ ‫كذوات‬ ‫األش���خاص‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ت���داول اللغ���ة اللغة لي���س إحرتام���ا للغة يف‬ ‫حد ذاتها بالنس���بة للدول���ة املدن ّية‪ ،‬كما هو‬ ‫ح���ال احرتام ح���ق مزاول���ة الدي���ن عموماً أو‬ ‫املذه���ب باخلصوص‪ ،‬ب���ل هو اح�ت�را ٌم للذات‬ ‫ٌ‬ ‫س���ابق‬ ‫مهم���ا كانت لغتها أو ديانتها‪ ،‬فاحلق‬ ‫على املصلحة أو الفائدة‪ ،‬فغياب التمييز بني‬ ‫املواطنني من أهم مبادئ قيام وثبات الدولة‪،‬‬ ‫فال جيوز للدول���ة التمييز بني احلقوق على‬ ‫أس���اس ع���دد أصحابه���ا أو نس���بتهم الكل ّي���ة‬ ‫يف اجملتم���ع‪ ،‬مفه���وم األقل ّي���ة واألكثرية ال‬ ‫جيوز تطبيقه على مسألة احلقوق البديه ّية‬ ‫ألن ه���ذه املفاهيم يف واقع األمر هي مفاهيم‬ ‫تقس���يم سياس��� ّي ٍة بالدرج���ة األوىل وه���ذه‬ ‫ٍ‬ ‫مرتبطة بالوقائع املتغ�ّي�رّ ة‪ ،‬والظروف الغري‬ ‫ثابت���ة يف املطلق خ�ل�اف احلق���وق البديه ّية‬ ‫كح���ق ال���كالم‪ ،‬التعب�ي�ر ‪ ،‬العب���ادة‪ ،‬التنق���ل‬ ‫و الكس���ب الغ�ي�ر قابل���ة للتأوي���ل أو إع���ادة‬ ‫احلسابات‪.‬‬ ‫الدولة تتعامل والفرد على اعتبارة‬ ‫اداة التعام���ل السياس���ي‪ ،‬ع�ب�ر مب���دأ احلي���اد‬ ‫اإلجيابي الذي يوصل اىل احلريّة املس���تقلة‬ ‫وتكوين ثنائية يف التعامل بني املواطن الفرد‬ ‫جانب آخ���ر والغري‬ ‫م���ن جان���ب والدولة م���ن ٍ‬ ‫ألي من الظ���روف العاب���رة‪ ،‬بدون‬ ‫خاضع���ة ٍ‬ ‫ً‬ ‫ثال���ث أيّ���ا كان‪ ،‬مادامت هذه‬ ‫ط���رف‬ ‫تدخل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫احلريّ���ات املس���تقّلة ال توص���ل اىل العنف أو‬ ‫التعبري ع���ن اآلراء واألفع���ال العنصريّة بأي‬ ‫ش���كل من األش���كال‪ ،‬على أس���اس أن العدالة‬ ‫ٍ‬

‫بالنس���بة للدول���ة أولويّة أخالق ّي���ة ال تدخل‬ ‫خم���اض الص���راع السياس���ي‪ ،‬وم���ا حدث يف‬ ‫ليبي���ا عرب الدخ���ول يف م���أزق الدميقراط ّية‬ ‫فك���ري ناض���ج يوصل‬ ‫قب���ل خ���وض ص���راع‬ ‫ٍّ‬ ‫العامة‬ ‫اىل اتف���اق على الثوابت من احلق���وق ّ‬ ‫جعل ما حيرك الش���ارع فقط مش���اعر الشك‬ ‫واإلش���اعات الساريّة مس���رى الدم يف الوريد‬ ‫بني طبقات اجملتمع املكرتث���ة بقصة الدولة‬ ‫و احتم���ال حدوثها ‪ ،‬ومن���ذ أصبحت ظروف‬ ‫ً‬ ‫يهمه���م‬ ‫ضائع���ة ب�ي�ن‬ ‫العدال���ة‬ ‫أش���خاص ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫أم���ر العدالة مبق���دار اهتمامهم أم���ر املنافع‬ ‫املكتسبة وضياعها ‪.‬‬ ‫بلغة‬ ‫اللغة األمازيغ ّية أو الليب ّية ٍ‬ ‫أص���ح هي لغ��� ٌة منبعه���ا الوحيد ومس���تق ّرها‬ ‫التارخيي مشال إفريقيا مع اس���تمرار غياب‬ ‫ظاهري للدولة اليت تعرتف مبواطنيها على‬ ‫حد سواء‪ ،‬وهو أمر ال حيتاج اىل شهادة مؤرخ‬ ‫ٍّ‬ ‫للجن���ة حكوم ّي���ة أو دول ّية‪ ،‬وعرب‬ ‫وثيق���ة‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫نظ���رة موضوع ّي���ة أو ذات ّي���ة أيض���اً ال ميكن‬ ‫النظ���ر هلا عل���ى خالف حقيق���ة كونها لغ ٌة‬ ‫خت���ص الليب ّي�ي�ن مجيع���اً دومن���ا متييز وفق‬ ‫مفهوم امللك ّية املش�ت�ركة لألرض والتاريخ‪،‬‬ ‫واحلديث عن ترس���يمها يف الدستور املرتقب‬ ‫وش���يك الوالدة أم ٌر جي���ب أن يبتعد عن مبدأ‬ ‫الطائف ّي���ة اللغوية أو التناطح السياس���ي ألن‬ ‫وهم���ي بينما الثان���ي غري ثابت‪ ،‬كون‬ ‫األول‬ ‫ٌّ‬ ‫احلق يف ضمان ممارس���ة التعبري باللغة األم‬ ‫أم��� ٌر ال يدخل يف حس���ابات التفس�ي�ر النفعي‬ ‫بديه���ي‪ ،‬و احلق���وق البديه ّي���ة ال‬ ‫أل ّن���ه ح���ق‬ ‫ٌّ‬ ‫تعتم���د عل���ى املنفع���ة أو الكث���رة أو املصلحة‬ ‫الزائل���ة‪ ،‬وهن���ا مربط الف���رس‪ ،‬فاألمازيغ ّية‬ ‫لغ���ة قاوم���ت ري���اح القبل���ي مبع���زل عن من‬ ‫تكلم���وا به���ا أو حماولتهم عزل أنفس���هم يف‬ ‫ال���دول املتالحقة عرب تاري���خ مشال إفريقيا‪،‬‬ ‫وال ميكن حتديد وجودها يف الدستور اللييب‬ ‫تارخي���ي بالوقائع‪ ،‬النس���ب واألرقام‬ ‫كح���ق‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬

‫صالح علي إنقاب‬

‫الي���وم وال�ت�ي ه���ي جم���رد نتائ���ج لظ���روف‬ ‫قاهرة غري ثابتة يف املطلق‪ ،‬إن إعالن اعتماد‬ ‫من���ح احلق على نس���بة عدد من يس���تحقونه‬ ‫بالنس���بة للعدد الكل���ي لعم���وم املواطنني هو‬ ‫إع�ل�ان لنهاي���ة التاري���خ أو ً‬ ‫ال وإع�ل�ان مليالد‬ ‫ّ���ة ترت���دي ردا ًء دميقراطياً‬ ‫دول���ة دكتاتوري ٍ‬ ‫زائفاً لن تدوم حاهلا حال سابقتها‪.‬‬ ‫هنال���ك من���اذج كث�ي�رة ميك���ن‬ ‫احلديث عنها لل���دول اليت متتلك أكثر من‬ ‫لغة رمس ّي ٍة يف دستورها‪ ،‬وهي مناذج ال مربر‬ ‫بطريقة ممّل ٍة وعش���وائ ّي ٍة يف واقع‬ ‫لتعدادها‬ ‫ٍ‬ ‫األم���ر مادمنا مل نفهم بع���د كليب ّيني معنى‬ ‫أن الش���راكة يف الوط���ن تع�ن�ي الش���راكة‬ ‫يف احلق���وق‪ ،‬لك ّن���ه ال يعين مطلق���ا تطابقها‬ ‫كنس���خ كربون ّي ٍة لص���ور ٍة واح���د ٍة جتعلنا‬ ‫ٍ‬ ‫انعكاس���ات لبعضن���ا البع���ض‪ ،‬فكلن���ا‬ ‫جم���رد‬ ‫ٍ‬ ‫مواطن���ون جي���ب أن تعاملن���ا الدول���ة عل���ى‬ ‫بطريقة واح ٍد كما يعتقد‬ ‫مس���توى واحد ال‬ ‫ٍ‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫ليبيا تقرتب ؟!‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫البع���ض‪ ،‬فاحلق���وق حتددّه���ا القي���م املش�ت�ركة‬ ‫مجاعة على حدة‪ ،‬من أجل الرقي‬ ‫والس���ائدة لكل‬ ‫ٍ‬ ‫باحلق���وق املدن ّي���ة اليت تكون قاع���دة التعامل بني‬ ‫الدول���ة واملواطن املرتكزة على املص���احل والغايات‬ ‫اليت ميكن للذات املس���تقلة اختيارها عرب احلقوق‬ ‫الغري قابلة للنقاش‪ ،‬ويأتي أو ً‬ ‫ال حق تعامل الدولة‬ ‫للفرد املواطن يف مؤسساتها الرمسية باللغة اليت‬ ‫يتحدّثها يف بيته وبيئته‪ ،‬أي لغته األم‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ينطبق بالتس���اوي يف احلال���ة الليب ّية على اللغات‬ ‫العرب ّي���ة‪ ،‬الليب ّي���ة بفرعيها تامازغت وتاماش���قت‬ ‫وتاك���ودا التاباوي���ة ولغة الصم والبك���م أيضاً يف‬ ‫اتجّ ���اه أنس���نة الدس���تور الّلييب بغ���ض النظر عن‬ ‫النظرة اإلقتصادية القاصرة واليت تضع يف عني‬ ‫احلساب التكلفة املاديّة متجاهلة التكلفة األغلى‬ ‫أال وهي خس���ارة املواطن نفس���ه حلق���ه يف احلياة‬ ‫عرب قرارات���ه وخياراته وحق التعامل مس���تخدماً‬ ‫لغت���ه األم‪ ،‬ع�ب�ر التش���ديد عل���ى مب���دأ احلريّ���ة‬ ‫الفرديّ���ة قبال���ة عس���ف قي���م أو إرادة اجلماع���ة‬ ‫كحالة ظرف ّي ٍة‬ ‫األكرب عدداً‪ ،‬واليت نتجت فقط‬ ‫ٍ‬ ‫مرتبطة حبركة التاريخ اىل األمام‪ ،‬ويف حقيقة‬ ‫ٍ‬ ‫األمر ف���إن احلق���وق الفردية تتجه دائم���اً ناحية‬ ‫غلب���ة اخلري الع���ام ك���ون العدالة غ�ي�ر مرهونة‬ ‫جان���ب آخ���ر يعت�ب�ر‬ ‫مب�ب�ررات ظرف ّي���ة‪ ،‬وعل���ى‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫احلديث ع���ن التكلفة املاديّ���ة الناجتة عن احرتام‬ ‫خيارات املواطن الفرد يف طريقة تعامله والدولة‬ ‫مزاحاً ثقي ً‬ ‫ال ونكتة ال تضحك أحداً عند مقارنته‬ ‫وقيمه املليارات املنهوبة من خزينة الشعب اللييب‬ ‫منذ اإلس���تقالل الذي مل حت���دث نتائجه بعد اىل‬ ‫يومنا ه���ذا مروراً بعص���ر تبذير الق���ذايف الذهيب‬ ‫والعصر املاسي الذي أتى بعده أيضاً ‪.‬‬ ‫السؤال األعمق يف واقع األمر والذي‬ ‫يق���ف اجلميع خيفون���ه وراء ظهورهم هو س���ؤال‬ ‫اهلوية يف واقع األمر‪ ،‬وهذه هي القصة احلقيق ّية‬ ‫وراء معضل غري حقيقي وهو معضل إعالن اللغة‬ ‫األمازيغي���ة لغة رمس ّي���ة يف الدس���تور اللييب‪ ،‬يف‬ ‫حالة من حاالت الفوضى والعش���وائية يف تقديم‬ ‫امل�ب�ررات والعل���ل الواهي���ة ال�ت�ي تس���قط مجيعها‬ ‫ّ‬ ‫أم���ام مب���دأ حق���وق املواطن���ة ومش���روع الدول���ة‬ ‫املدنية املعلن‪ ،‬الس���ؤال الذي سيظهر مباشرة بعد‬ ‫إق���رار االمازيغية كلغة رمس ّي���ة والذي خيجل‬ ‫الكثريون من إجابته ألس���باب دغمائ ّية مع ظهور‬

‫الس���ؤال عن مفه���وم األصالة والعم���ق التارخيي‬ ‫للمواط���ن اللييب قب���ل اإلس�ل�ام بالدرجة األوىل‬ ‫وقبل احلقبة الناصريّة بالدرجة الثانية هل ليبيا‬ ‫ح ّق���اً عرب ّي���ة ؟‪ ،‬أم أن هذه العروبة ليس���ت س���وى‬ ‫ضيقة من تاريخ‬ ‫مرحل���ة‬ ‫حال���ة طارئة تعرب عن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ليبيا نفس���ها واملمتد ألكثر من س���بعة آالف عام‬ ‫ومع بداية التاريخ نفسه‪ ،‬وهي مرتبطة بعالمات‬ ‫فارق���ة ال متيز الش���عوب عن بعضه���ا البعض وال‬ ‫تك���ون هوية دول���ة إال وفق منطق س���كان جزير ٍة‬ ‫نائ ّي���ة عن هذا الع���امل الذي أصب���ح أصغر من أن‬ ‫تدّعي ال���ذات العروب ّية املتعالي���ة اإلختفاء خلفه‪،‬‬ ‫فالنظ���رة األكث���ر عمق���اً يف واق���ع األم���ر واليت‬ ‫خلصها املرحوم س���عيد سيفاو احملروق يف مجلته‬ ‫ّ‬ ‫‪ . . [ :‬ال وج���ود لرببر على ح���دة وعرب على حدة‪،‬‬ ‫إ ّن���ه تصور ال أس���اس له‪ ،‬كلنا ليب ّي���ون بالوطن ]‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫منطق‬ ‫فمنط���ق كون من حت���دّث العربية عربي‬ ‫ً‬ ‫ال يقبل���ه إال روبنس���ون كروزو رمب���ا‪ ،‬وحيدا يف‬ ‫جزيرته النائية‪ ،‬فه���ذه القاعدة اليت جتعل اللغة‬ ‫هوي���ة بذاته���ا تس���قط عن���د وضعه���ا أم���ام حالة‬ ‫مش���ابهة أخرى‪ ،‬فغرب إفريقي���ا مبا يف ذلك دول‬ ‫ٍ‬ ‫املغرب‪ ،‬اجلزائر وتونس هي دول ش���عوبها ناطقة‬ ‫بالفرنس���ية‪ ،‬بل أن الفرنس���ية يف الكثري من هذه‬ ‫الدول���ة هي اللغة األم لس���كانها‪ ،‬فه���ل هذا جيعل‬ ‫هذا س���كان س���احل العاج مث�ل�ا فرنس��� ّيني ؟‪ ،‬لقد‬ ‫جت���اوز العصر فك���رة اهلوية اللغوي���ة أو الدين ّية‪،‬‬ ‫ويف واقع األمر فإن اإلس�ل�ام نفس���ه جت���اوز هذه‬ ‫النظرة منذ مي�ل�اده قبل الف وأربعمائة عام بعد‬ ‫غض الطرف على النظرة الطفولية أموية املنشأ‬ ‫وال�ت�ي جعلت اإلس�ل�ام دولة هلا حدوده���ا ولغتها‬ ‫ونظامه���ا السياس���ي‪ ،‬األم���ر ال���ذي ين���ايف ك���ون‬ ‫قيم عامة ل���كل الناس‬ ‫اإلس�ل�ام نفس���ه منظومة ٍ‬ ‫قاموس‬ ‫لغة‬ ‫حتتويه‬ ‫ال حت���دّه جغرافيا دول���ة وال‬ ‫ٍ‬ ‫أو كم���ا قال الص���ادق النيه���وم ‪ ... [ :‬اللعب بالنار‬ ‫ال جيع���ل النار لعبة ] ‪ ،‬و هن���ا مربط الفرس‪ ،‬هنا‬ ‫جيب علينا الع���ودة خطوات اىل الوراء يف حماولة‬ ‫لتغيري حقيقة كون ش���عبنا اللييب ش���عب يتكلم‬ ‫مس���تخدماً نص���ف لس���انه ورب���ع ذاكرت���ه كما‬ ‫أسلفنا الذكر ‪.‬‬ ‫‪ . . ...‬يتبع ‪.‬‬

‫الغربة أيضاً سجن ! ‪..‬‬ ‫وكتابات���ي ع���ن بل���دي يف " ميادي���ن "‬ ‫حتررني كل أسبوع من هذا السجن ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ترو ش���غف‬ ‫مل‬ ‫إن‬ ‫ما قيمة ثورة فرباير‬ ‫ِ‬ ‫الشعب اللييب باحلرية ‪..‬‬ ‫حري���ة اللغ���ة ‪ /‬التفك�ي�ر ‪ /‬وحري���ة‬ ‫وحقوق االنسان رجل كان أو امرأة ؟‬ ‫***‬ ‫ش���عب على قلق أبدي وضيق‬ ‫يا لنا من‬ ‫ٍ‬ ‫بال شديد ‪..‬‬ ‫نري��� ُد أن يكون الدس���تور نهائياً ونريد‬ ‫أن نض���ع ‪ /‬حنش���ر في���ه كل ش���يء‬ ‫وعلى َع َج���ل وكأن الدس���اتري نهائية‬ ‫‪ ..‬وكأنن���ا ال نع���رف ع�ب�ر التاري���خ أن‬ ‫الدس���اتري ممك���ن أن يت���م تعديله���ا‬ ‫عندما تقتض���ي ضرورات األمة أو تلح‬ ‫تغيريات بعي ِنها ‪ ..‬من هنا كان األنسب‬ ‫لو اعتمدت ليبيا دستور اململكة ‪1951‬‬ ‫م���ع التعديالت الش���هرية وانطلقنا !! ‪..‬‬ ‫ولكن حظنا العاثر وأش���ياء أخرى رمبا‬ ‫أريدت لنا ومل ُن ِرد ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ليبيا السهل املمتنع ؟! ‪..‬‬ ‫أم ارتباك يسبق االستعمار ؟!! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ري���ح أحيان���اً االت���كاء عل���ى حائ���ط‬ ‫ُم ٌ‬ ‫نظرية املؤامرة ! ‪:‬‬ ‫َف َش َل خمطط حكومة العامل اخلفية ‪،‬‬ ‫املس���ماة بــ " جيش مالطا " باللعب على‬ ‫وتر القبلية واجلهوية ‪ ،‬لتشتيت جهود‬ ‫قيام دولة مؤسسات يف ليبيا ! ‪ ،‬فلجأت‬ ‫املخطط���ات اىل مش���روع الفيدرالي���ة‬ ‫بثالث واليات ففش���لت مؤقت���اً وهاهي‬ ‫" حكوم���ة العامل اخلفي���ة " تعمل على‬ ‫تقسيم البلد عرقياً " عرب وأمازيغ " !‪..‬‬ ‫فهل تنجح الفتنة القومية ؟!! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ لكل فعل ردة فعل ؟!! ‪.‬‬‫ ويقول املثل " الكثرة حترم الود " ‪..‬‬‫ ولكن ليبيا ‪ " :‬حارتني وفرد "‬‫ تصور ‪ ..‬عدد سكان ليبيا يعادل سكان‬‫حي بالقاهرة امسه " ُشربا " ‪.‬‬ ‫ ليبي���ا ال تنبت البش���ر ‪ ..‬اجلميع جاء‬‫اليه���ا م���ن غ�ي�ر مط���ارح عل���ى مراحل‬ ‫زمنية متباعدة وأخ���رى متقاربة ومت‬ ‫التالقح والتجانس يف َر َغد احلياة ويف‬ ‫ضنكه���ا ‪ ..‬وبالتال���ي ال ينبغي ألحد أن‬ ‫يغي���ض آخر بأنه وصل قبل���ه ! ‪ ..‬أو أنه‬ ‫أصل���ي واآلخ���ر غري���ب ! ‪ ..‬وغ�ي�ر ذلك‬ ‫من أوهام نق���اء الدم ‪ /‬العرق ‪ ..‬وأوهام‬ ‫الدميوغرافيا ‪.‬‬ ‫ وعل���ى كل ط���رف أن يعلم أن ليس‬‫لديه أرض أخرى يذهب اليها ‪..‬‬

‫ دعون���ا م���ن عنص���رة القومي���ات‬‫والنزاع���ات اليت لن تس���بب اال يف دمار‬ ‫البالد أكثر ‪..‬‬ ‫ ولندع احلرية ديدننا ولتحي مجيع‬‫لغات البالد ولنتف���ق حتى وحنن على‬ ‫اختالف ‪..‬‬ ‫ علينا أال ندع أش���ياء ال تنفع وال تضر‬‫ً‬ ‫أص�ل�ا بالتصدع‬ ‫تش���ق الص���ف امله���دد‬ ‫الكبري ‪.‬‬ ‫***‬ ‫عرب يرتابون يف أمازيغ ‪..‬‬ ‫أمازيغ يتوقعون األس���وأ وكائنات قد‬ ‫تكبت لغتهم ‪..‬‬ ‫اس�ل�اميون يكف���رون مس���لمون ال‬ ‫يتفقون مع ما يرون ‪..‬‬ ‫ليرباليون خيش���ون على البالد من مد‬ ‫ديين متطرف‬ ‫يقضي على احللم باحلداثة والنهضة‬ ‫‪..‬‬ ‫و فيدراليون يرون يف من خيالفهم ُه َو‬ ‫للثور ِة عدو ‪..‬‬ ‫واحتاديون خيو َ‬ ‫ِّنون فيدراليني !! ‪..‬‬ ‫أي���ن كان خيت�ب�ي ُء لن���ا كل ه���ذا (‬ ‫احلراك ) املخيف ؟!‬ ‫إما ُمس���تبد‬ ‫وهل قدر ليبيا أن حيكمها َّ‬ ‫أو ت ِعش يف فوضى ؟!‪.‬‬ ‫***‬ ‫ه���ل حتول���ت ث���ورة فرباي���ر اىل صراع‬ ‫السلطة ‪،‬‬ ‫مسلح ( موقوت ) على ُ‬ ‫يندلع يف أي حلظة ؟! ‪ ..‬صرا ٌع من أجل‬ ‫اإلقصاء ‪..‬‬ ‫اقص���اء اآلخ���ر ومن َثم ق���د تتطور اىل‬ ‫الغاء اآلخر ! ‪..‬‬ ‫نع���رف مجيعاً أن���ه لن تنج���ح املرحلة‬ ‫االنتقالية‬ ‫إال ع�ب�ر ه���ذه اخلارط���ة ( البديهية )‬ ‫فيما أرى ‪:‬‬ ‫ن���زع الس�ل�اح ‪ -‬تفكي���ك املليش���يات ‪-‬‬ ‫تفعي���ل اجلي���ش ‪ -‬املصاحل���ة الوطنية‬ ‫– الدس���تور ‪ ..‬واتسائل ‪ :‬ما دامت بنود‬ ‫اخلارطة بديهية‬ ‫فلم���اذا ال يراها َّ‬ ‫صناع الق���رار كذلك‬ ‫فينتهجونها لتنجو البالد ؟ ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ينقصن���ا الكث�ي�ر من ال���ود ‪ /‬التس���امح‬ ‫والنقاء ‪..‬‬ ‫ليبيا الس���هل املمتنع ل���و عرفنا كيف‬ ‫نكتب جمدها ‪..‬‬ ‫وان تكاس���لنا سيأتي ش���ئنا أم أبينا من‬ ‫ُدمر‬ ‫ُدمر ما مل ي َّ‬ ‫س���يكتب تارخياً آخراً ي ِّ‬ ‫فينا ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمان – ‪ 19‬يوليو ‪ 2013‬م‬ ‫َّ‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ماذا تعرف عن القهوة والشاي‬ ‫حممد قزيط‬ ‫فنجان من القهوة أو الش���اي ش���راب يس���تلذه املاليني من الناس يف كل مكان‬ ‫‪ ،‬فالعامل يس���تهلك مخس���ة باليني كيلوجرام من القه���وة كل عام ‪ ،‬والقهوة‬ ‫والش���اي والك���وال ‪ ،‬والش���يكوالتة ‪ ..‬كلها حتت���وي على مادة تس���مى الكافئني‬ ‫‪ .‬وق���د يك���ون الكافئني – كما تقول اجملل���ة الطبية الربيطاني���ة – من أكثر‬ ‫األدوية انتش���ارا يف العامل أمجع ‪ ،‬بسبب ما يستهلكه الناس من هذه املشروبات‬ ‫‪ ،‬وبالنظر إىل االنتش���ار الواسع الستعمال الكافئني ‪ ،‬فإن املخاطر النامجة عن‬ ‫ذلك تعترب قليلة نس���بيا ‪ .‬ولكن البعض قد هاجم الكافئني بسب وجود ارتباط‬ ‫والواق���ع أن كث�ي�را من تلك األش���باح اليت رمست حول الكافئني قد تالش���ت ‪،‬‬ ‫فقد زالت املخاوف اليت كانت ترتدد حول عالقة القهوة بسرطان البنكرياس‬ ‫واجله���از البولي ‪ ،‬وأما عن عالقة القهوة مبرض ش���رايني القلب التاجية فهي‬ ‫مث���ار جدل هذه األي���ام ‪ .‬وقد تنبه الناس حديثا يف أمريكا وأوروبا إىل حماذير‬ ‫اإلفراط يف ش���رب القهوة والش���اي ‪ ،‬فإن ‪ % 70‬من اإلجنليز كانوا يش���ربون‬ ‫القهوة يف عام ‪ ، 1982‬وأن ‪ % 86‬منهم كانوا يشربون الشاي‬

‫‪ ،‬إال أن اإلحصائيات احلديثة تشري إىل اخنفاض‬ ‫ه���ذه املع���دالت يف بريطانيا ويعت�ب�ر الفنلنديون‬ ‫أكثر الناس استهالكا للقهوة يف العامل ‪ ،‬يليهم‬ ‫س���كان السويد ‪ ،‬فالدامنارك ‪ ،‬فالنرويج ‪ ،‬فهولندا‬ ‫‪ ،‬فالواليات املتحدة ‪ ،‬فسويس���را ‪ ،‬فكندا ‪ ،‬فإيطاليا‬ ‫‪ ،‬فربيطاني���ا ‪ ،‬فاليابان ‪.‬ومل تتوفر لي إحصائيات‬ ‫ع���ن كمي���ة القه���وة ال�ت�ي يس���تهلكها العرب يف‬ ‫الع���ام الواحد ‪ ،‬يف حني نعل���م أن الفنلدني الواحد‬ ‫يس���تهلك س���نويا حوال���ي ‪ 12.9‬كيلوج���رام من‬ ‫ال�ب�ن األخض���ر ‪ ،‬أم���ا األمريك���ي فيس���تهلك ‪5.4‬‬ ‫كيلوج���رام ‪ ،‬واإلجنلي���زي ‪ 2.6‬كيلوج���رام‬ ‫وتارخيي���ا جيم���ع املؤرخ���ون عل���ى أن أول م���ن‬ ‫اكتش���ف ال�ب�ن كان راعي غنم عربي���ا منذ عدة‬ ‫ق���رون فق���ط ‪ ،‬وكان اليم���ن أول م���ن اس���تعمل‬ ‫القهوة كمش���روب يصنع من مثار شجرة النب ‪،‬‬ ‫ويف أوائل القرن الس���ادس عشر عرف املصريون‬ ‫القه���وة ‪ ،‬وعرفها الرتك خالل حروب الس���لطان‬ ‫س���ليمان الفاتح ‪ .‬وتقول الكاتبة " كلوديا رودين‬ ‫" مل تك���ن القه���وة معروف���ة لدين���ا يف الغ���رب إال‬ ‫من���ذ ثالثة ق���رون ‪ ،‬ومل يكن يس���مح قبل القرن‬ ‫السابع عش���ر بزرع حبة واحدة من القهوة خارج‬ ‫أفريقي���ا واجلزيرة العربية ‪ ،‬وقد بدأ اس���تعماهلا‬ ‫يف البندقي���ة ( فينس���يا ) ومنه���ا انتش���رت إىل‬ ‫كافة مدن أوروبا وأمريكا وكلمة " ‪" Coffee‬‬ ‫باإلجنليزية مش���تقة من الكلمة العربية " قهوة‬ ‫" وكان���ت كلم���ة " قه���وة " قد حترف���ت باللغة‬ ‫الرتكي���ة إىل كلم���ة " كافي���ه ‪Kabveba‬‬ ‫" واش���تق منها االس���م الفرنس���ي هل���ا " ‪" Cafea‬‬ ‫واإليطال���ي " ‪ " Caffea‬واألملاني " ‪" Kaffeea‬أما‬ ‫كلم���ة الش���اي " ‪ " Tea‬فقد اش���تقت من األصل‬ ‫الصي�ن�ي الذي يلفظ " ‪ " Taya‬واحتفظ باللفظ‬ ‫اإلجنلي���زي باللف���ظ الصيين تقريب���ا ‪ .‬ويقال إن‬ ‫إمرباط���ور الصني هو الذي اكتش���ف خصائص‬ ‫الش���اي حوال���ي ‪ 3200‬س���نة قب���ل املي�ل�اد ‪ .‬ومل‬ ‫يدخل الش���اي أوروبا إال يف القرن الس���ادس عشر‬ ‫‪ .‬وقد خلت من ذك���ره املعاجم العربية القدمية‬ ‫وكتب املفردات ‪ .‬وق���ال مايرهوف ‪ :‬إن البريوني‬

‫ذكر استعمال الصني للشاي وأما الكافئني فهو‬ ‫م���ادة كيميائية م���ن زمرة املنبه���ات اليت تدعى‬ ‫" ميثي���ل كزانث�ي�ن " ويوج���د الكافئ�ي�ن – كما‬ ‫ذكرن���ا – أساس���ا يف القه���وة والش���اي والك���وال‬ ‫وال���كاكاو ‪ ،‬وحتتوي القه���وة على ‪ % 2 – 1‬من‬ ‫الكافئني يف حني حتتوي أوراق الشاي على ‪4 – 1‬‬ ‫‪ %‬من الكافئني ‪ .‬وهو مادة منبهة للقلب والدماغ‬ ‫‪ ،‬فيس���رع القل���ب ‪ ،‬ويزي���د النش���اط الذهين كما‬ ‫يزيد إف���راز العصارة املعدية ‪ ،‬ويوس���ع القصبات‬ ‫يف الرئت�ي�ن ‪ ،‬ويزيد م���ن إدرار البول وبينما جند‬ ‫القه���وة والش���اي ذات تأث�ي�ر م���ؤرق ق���وي عل���ى‬ ‫البع���ض ‪ ،‬جن���د آخرين يتناوهل���ا بكميات كبرية‬ ‫‪ ،‬ث���م يس���لمون أجفانه���م للرقاد اهلينء بس���هولة‬ ‫تام���ة وختتلف كمي���ة الكافئ�ي�ن باختالف نوع‬ ‫ال�ب�ن‪ ،‬والنب القوي الذي يصن���ع منه عادة القهوة‬ ‫الفوري���ة ( مث���ل قهوة نس���كافيه وش���ابهها) حيث‬ ‫حيت���وي على أعلى نس���بة م���ن الكافئ�ي�ن ‪ ،‬كما‬ ‫تق���ل نس���بة الكافئني أثن���اء التحميص الش���ديد‬ ‫للنب ومن فوائ���د القهوة والش���اي جتمع املصادر‬ ‫احلديثة عل���ى أن الكميات الصغ�ي�رة أو املعتدلة‬ ‫م���ن الكافئ�ي�ن ( ‪ 200 – 30‬ملليجرام ) حتس���ن‬ ‫أداء امل���رء لعمل���ه اليومي ‪ .‬فالقه���وة مثال – كما‬ ‫تق���ول الباحث���ة األمريكي���ة جودي���ث وارمثان –‬ ‫تنش���ط اجلس���م ‪ ،‬إال أن القه���وة ق���د تع���وق أداء‬ ‫األعمال اليت تتطلب مهارة يف األصابع كإدخال‬ ‫خي���ط يف اإلب���رة ‪ ،‬أو تس���ديد األه���داف وغريه���ا‬ ‫‪.‬وميك���ن للقهوة والش���اي أن حتس���ن امل���زاج عند‬ ‫بعضا الن���اس ‪ ،‬وقد يلع���ب الكافئ�ي�ن دورا مضادا‬ ‫للهم���ود عن البع���ض اآلخ���ر وكمي���ة الكافئني‬ ‫املوج���ودة يف ‪ 180‬مل���غ من املنبه���ات ‪140 – 80‬‬ ‫مل���غ القه���وة األجنبي���ة ‪ 100 – 60‬مل���غ القهوة‬ ‫الفورية ( نس���كافيه )‪ 6 – 1‬ملغ القهوة املنـزوعة‬ ‫الكافئ�ي�ن ‪ 80 – 30‬ملغ أوراق الش���اي ‪75 – 25‬‬ ‫مل���غ أكي���اس الش���اي ‪ 60 – 30‬مل���غ الش���اي‬ ‫الف���وري ‪ 50 – 10‬ملغ ال���كاكاو ‪ 65 – 30‬ملغ‬ ‫الكوال والبيبسى كوال ( ‪ 350‬مل‪ 20‬ملغ قطعة‬ ‫الش���كوالته ( ‪ 60‬غم ‪ 60 – 20‬ملغ ش���رحية من‬ ‫جاتو الش���كوالته ويعرف املفرط يف شرب القهوة‬ ‫والش���اي بأنه الش���خص الذي يتن���اول أكثر من‬

‫‪ 300‬ملغ من الكافئني يوميا ‪ ،‬أي الذي يش���رب‬ ‫‪ 5‬فناجني من القهوة الفورية ( نسكافيه ) وكل‬ ‫فنج���ان حيتوي على ‪ 20 – 60‬ملغ من الكافئني‬ ‫‪ ،‬أو الذي يش���رب ‪ 10‬فناجني من الشاي العادي (‬ ‫وكل فنج���ان حيتوي على ‪ 30‬ملغ من الكافئني‬ ‫) ‪ ،‬وخيتلف تأثري القهوة والش���اي اختالفا شديدا‬ ‫ب�ي�ن الناس ‪ ،‬وقد حيدث االختالف يف الش���خص‬ ‫ذات���ه من ح�ي�ن آلخر ‪.‬ويبدو من أفرط يف ش���رب‬ ‫القهوة والش���اي متنبها ‪ ..‬قلق���ا ‪ ..‬متحفزا ويقظا‬ ‫‪ ،‬وتش���مل أعراض اإلفراط الش���ديد يف الكافئني‬ ‫( تن���اول م���ا يزيد ع���ن ‪ 500‬مل���غ م���ن الكافئني‬ ‫) القل���ق والتهي���ج والتملم���ل واألرق والش���عور‬ ‫باإلعي���اء ‪ ،‬وحيدث حيدث اخلفق���ان القليب عند‬ ‫ه���ؤالء املفرط�ي�ن و هن���اك دالئ���ل تش�ي�ر إىل أن‬ ‫اإلفراط الش���ديد يف ش���رب القهوة ق���د يزيد من‬ ‫مستوى الكولسرتول يف الدم ‪ ،‬ففي حني أظهرت‬ ‫ع���دة دراس���ات علمية وج���ود عالقة ب�ي�ن القهوة‬ ‫والكولس�ت�رول ‪ ،‬أك���دت دراس���ات أخ���رى ع���دم‬ ‫وجود تلك العالقة ‪ ،‬ومازال األمر مثار جدل بني‬ ‫العلماء ‪ ،‬ويبدو أن ش���رب القهوة باعتدال ال يؤثر‬ ‫على مس���توى الكولس�ت�رول تأث�ي�را ملحوظا ومل‬ ‫تصل األحب���اث العلمية اليت أجريت حول عالقة‬ ‫الكافئ�ي�ن بأمراض ش���رايني القل���ب التاجية إىل‬ ‫أي نتائ���ج حم���ددة ‪ ،‬بل كان���ت اآلراء متعارضة‬ ‫يف كث�ي�ر من األحي���ان ‪ ،‬وينصح بعض الباحثني‬ ‫الناس ذوي االس���تعداد حل���دوث جلطة يف القلب‬ ‫ب���أال يتناول���وا أكث���ر م���ن ‪ 4‬فناج�ي�ن يوميا من‬ ‫القهوة الفورية املنتش���رة يف الغ���رب ‪ ،‬أما كمية‬ ‫الكافئ�ي�ن يف القه���وة العربية والقه���وة الرتكية‬ ‫فتختلف حس���ب طريقة الصنع وشدة حتميص‬ ‫النب وام���ا اخلفقان فهو الش���عور بضربات القلب‬ ‫‪ ،‬أو اإلحس���اس بوجود ضربات س���ريعة وقوية يف‬ ‫القل���ب ‪ ،‬وقد يش���كو البعض من ح���دوث ضربات‬ ‫القل���ب مبك���را ‪ ،‬يعقبها فرتة س���كون قصرية ‪ ،‬ثم‬ ‫يع���ود القلب لضرباته العادية ‪.‬وكثريا ما حتدث‬ ‫تل���ك الضرب���ات املبكرة عن���د اإلف���راط يف تناول‬ ‫القهوة والش���اي أو املنبه���ات األخرى اليت حتتوي‬ ‫على الكافئني أو بعد ش���رب اخلم���ر ‪ ،‬أو اإلكثار‬ ‫م���ن التدخ�ي�ن ‪ ،‬ويف مث���ل تل���ك احل���االت ينصح‬ ‫بتجنب القهوة والشاي كما يوصى بالتوقف عن‬ ‫التدخني ‪ ،‬واالمتناع عن ش���رب اخلمور ‪ ،‬ال بسبب‬ ‫اخلفقان فحس���ب ‪ ،‬بل ملا فيها م���ن أضرار أخرى‬ ‫وبالنس���بة لضرر القهوة على احلمل فهناك عدد‬

‫م���ن التقارير الطبية تش�ي�ر إىل أن تناول القهوة‬ ‫بكميات كبرية أثن���اء احلمل ميكن أن يؤدي إىل‬ ‫والدة أطفال مصابني بعيوب خلقية ‪ ،‬أو صغريي‬ ‫احلج���م ‪ ،‬وهلذا تنص���ح إدارة األغذي���ة واألدوية‬ ‫‪ F.D.A‬يف الوالي���ات املتحدة احلوامل باإلقالل‬ ‫من تناول القهوة أثناء احلمل‬ ‫أم���ا بالنس���بة لإلرض���اع ‪ ،‬فليس���ت هن���اك دالئل‬ ‫علمية تثبت أن ش���رب املرض���ع لكميات معقولة‬ ‫من القهوة يعرض الرضيع ألي خماطر تذكر‬ ‫‪ ،‬وم���ع ذل���ك ف���إن العدي���د م���ن األطب���اء ينص���ح‬ ‫احلوام���ل واملرضع���ات واألطفال بتجن���ب القهوة‬ ‫‪ ،‬وإن مل يك���ن ذل���ك فينبغ���ي تن���اول كمي���ة من‬ ‫الكافئني تزيد عن ‪ 200‬ملغ يوميا كما أظهرت‬ ‫دراس���ة علمية حديثة أن شرب فنجان واحد من‬ ‫القه���وة األجنبي���ة مع الطعام ينق���ص امتصاص‬ ‫احلدي���د من وجبة هامربجر مثال مبقدار ‪% 39‬‬ ‫وينصح الذين يفضلون شرب القهوة والشاي مع‬ ‫الطعام أن يؤخروا ذلك بقدر س���اعة أو س���اعتني‬ ‫بع���د االنته���اء من وجب���ة الطع���ام واالس���تعمال‬


‫‪21‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪2922‬‬ ‫‪- 23‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪- 16( -()-115‬‬ ‫‪) 114‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫املعت���دل للقهوة والش���اي ال يأتي بضرر يذك���ر لدى عامة‬ ‫الن���اس ‪ ،‬بل إنها مش���روبات مقبولة ومفي���دة أحيانا ‪ ،‬إال أن‬ ‫اإلف���راط يف تناوهلا قد يس���بب بعض املش���اكل عند بعض‬ ‫الناس ‪.‬وتقول الدكتورة وارمتان من معهد ماسوتشوتيس‬ ‫األمريكي ‪ " :‬إن ش���رب املزيد من القهوة بعد فنجان الصباح‬ ‫( أي خ�ل�ال النهار ) يعين إدخ���ال املزيد من املواد الكيميائية‬ ‫إىل جسمك بال مربر كمثل الذي حياول أن جيعل سيارته‬ ‫تنطلق بس���رعة فيقف عند حمطة البرتول ‪ ،‬ليمأل سيارته‬ ‫‪ ،‬وخزانها ش���به ممتلئ أصال بالبرتول ‪ ،‬ولكن شرب فنجان‬ ‫آخر بعد الظهر ميكن أن ينشط الذهن لست ساعات أخرى‬ ‫‪ .‬‬ ‫يوج���د الكافي�ي�ن يف العدي���د م���ن املش���روبات واألطعم���ة‬ ‫والعقاقري الطبية‪ ،‬مثل القهوة والش���اي واملشروبات الغازية‬ ‫واملش���روبات األخ���رى الباعث���ة للطاق���ة مث���ل "ري���د ب���ول"‪،‬‬ ‫والش���كوالتة‪ ،‬والعقاق�ي�ر الطبي���ة املوصوف���ة‪ ،‬كما حتتوي‬ ‫بعض أقراص الصداع واملس���كنات وأدوية السعال وأقراص‬ ‫التخس���يس عل���ى الكافي�ي�ن أيض���اً و يتفق اخل�ب�راء على أن‬ ‫االس���تخدام املعت���دل للكافي�ي�ن ل���ن يك���ون مض��� ًرا لألفراد‬ ‫بص���ورة عام���ة‪ ،‬حيث جي���ب أن تك���ون أعلى نس���بة لتناول‬ ‫الكافيني هي ‪ 500‬ملجم يومياً‪ ،‬والنس���بة املتوس���طة ‪250-‬‬ ‫‪ 500‬ملجم‪ ،‬أما النسبة القليلة فهي أقل من ‪ 250‬ملجم‬ ‫وقد تظهر األعراض اجلانبية الس���لبية املذكورة حتى مع‬ ‫تناول كمية قليلة يبلغ معدهلا ‪ 100‬ملجم يومياً بالنسبة‬ ‫للبعض‪ ،‬فلكل منا نس���ب استجابة خمتلفة للمواد اليت يتم‬ ‫تناوهل���ا وهل���ذا جيب عل���ى الفرد أن يقوم باحتس���اب نس���بة‬ ‫الكافي�ي�ن ال�ت�ي يتناوهلا يومي���اً‪ ،‬واحتمالية زي���ادة الكافيني‬ ‫إثر بعض العقاقري الطبية اليت يتناوهلا‪ ،‬فتناول ‪ 3‬أقراص‬ ‫للص���داع س���يضيف ‪ 150‬ملج���م م���ن نس���بة الكافيني على‬ ‫م���دار الي���وم وتتضمن أع���راض الكافيني اجلانبية‪ :‬س���رعة‬ ‫وعدم انتظام ضربات القلب‪ ،‬األرق‪ ،‬العصبية وحدة الطبع‪،‬‬ ‫االرتعاش‪ ،‬الص���داع‪ ،‬آالم البطن‪ ،‬الغثيان والتقيؤ‪ ،‬اإلس���هال‬ ‫وزيادة إدرار البول‪ .‬كما أن هناك أثراً جانبياً آخر للكافيني‬ ‫أال وهو احتمال إدمانه واالعتياد عليه ويعمل الكافيني على‬ ‫زي���ادة ضغط الدم‪ ،‬حتى م���ع األفراد األصح���اء‪ ،‬لكنه يزيد‬ ‫بص���ورة أكرب مع كبار الس���ن على وج���ه اخلصوص‪ ،‬لذا‬ ‫جي���د األف���راد الذين يعان���ون فعلياً من ارتف���اع ضغط الدم‪،‬‬ ‫أن تن���اول كمي���ات كب�ي�رة م���ن الكافيني يزيد من نس���بة‬ ‫ارتفاع ضغط الدم لديهم إىل مس���تويات غري مقبولة‪ ،‬كما‬ ‫توصل حبث إىل أن النساء الالتي يتناولن كميات مفرطة‬ ‫م���ن الكافيني ال ترتفع لديهن نس���بة احلم���ل مقارنة مبن‬ ‫يتناولن نس���باً معتدلة من نفس امل���ادة ومن إحدى القضايا‬ ‫األخ���رى هي وج���ود مح���ض التاني���ك واملث�ي�رات املعوية يف‬ ‫الكثري من املش���روبات اليت حتتوي على الكافيني‪ .‬لذا‪ ،‬فعند‬ ‫اإلفراط يف ش���رب تلك املش���روبات فإنها تعوق االمتصاص‬ ‫املناس���ب للمواد املغذي���ة واملعادن اليت حيتاجها اجلس���م من‬ ‫أجل أداء وظائفه بالصورة املالئمة ‪.‬‬

‫نضج القهر قبل الفكر‬ ‫غضبى الدمشقي‬

‫ما حصل يف س���وريا وحيص���ل اآلن كما‬ ‫هو يف كل بلدان الربيع العربي هو حاله‬ ‫م���ن نض���وج القهر ولي���س نض���وج الفكر‬ ‫بف���ارق املرجعي���ات االيديولوجي���ه ل���كل‬ ‫نظ���ام من االنظم���ه البائده ‪،‬ال�ت�ي تلتقي‬ ‫يف اخلط���اب الواح���د من الف���رد احلاكم‬ ‫‪،‬وتلتق���ي يف املصلح���ه الواح���ده من نهب‬ ‫ث���روات الب�ل�اد ملصلحة النظ���ام وأزالمه‬ ‫‪،‬وختتلف اىل ح ّد ما يف الوس���يلة والنتاج‬ ‫وأقول اىل ح��� ّد ما ُ‬ ‫ألضيء عل���ى ما اتبعه‬ ‫ّ‬ ‫كل نظ���ام من قمع ملتظاهريه ولش���عبه‬ ‫‪،‬لذلك مل جند اىل االن من كل االنظمه‬ ‫اليت س���قطت واليت ستسقط مثا ً‬ ‫ال يُشابه‬ ‫م���ا اتبع���ه النظ���ام الس���وري م���ن تدم�ي�ر‬ ‫وتنكي���ل ومذابح وقتل ‪-‬حتى يف التاريخ‪-‬‬ ‫بدءاً م���ن مواجه���ة التظاهرات الس���لميه‬ ‫بالرص���اص وانته���اءاً حبال���ة االنتق���ام‬ ‫العش���وائي م���ن الش���عب األع���زل الذي ال‬ ‫ي���راه النظام أكث���ر من رع ّية ب���ل عبيد‬ ‫ال يس���تأهلون احلياة وه���و من ميلك حق‬ ‫اإلباده اجلماعيه(ملخلوقات) جترأت على‬ ‫إظهار مقتها له‪.‬‬ ‫"م���ن أنت���م ‪،‬م���ن أنت���م" الس���ؤال األش���هر‬ ‫للق���ذايف ال���ذي يُبط���ن اإلس���تهزاء م���ن‬ ‫شعبه‪".‬وفهمتكم فهمتكم" املقوله الشهريه‬ ‫لزين العابدين بن علي اليت ُتبطن التنبؤ‬ ‫بالكارث���ة والعقلي���ة اجلبان���ة املرتس���خة‬ ‫خلفها ‪،‬هذان املوقفان املختلفان بالقياس‬ ‫وامللتقي���ان باخل���وف ال يرق���ى ٌ‬ ‫أي منهما‬ ‫إىل حال���ة اإلج���رام واإلب���اده اجلماعي���ه‬ ‫لش���عب معتق���ل بأكمله ب���ل وخمتطف‬ ‫ٍ‬ ‫إما يُس���ّلم أو يُب���اد وذلك‬ ‫بطائ���رة الب�ل�اد ّ‬ ‫من ِقبل عصابة ال يوازيها سوى العصابة‬ ‫الكوني���ة ال�ت�ي وج���دت يف ه���ذا اإلقتت���ال‬ ‫السوري ضالتها املنشوده لتأتي يف النهايه‬ ‫ إن أت���ت‪ -‬وتلبس قفازها االبيض ‪،‬طبعاً‬‫بع���د أن يُنهيا الطرف���ان بعضهما البعض‬ ‫ويفكك���ون دولتهم‪،‬متارس ه���ي حينذاك‬ ‫دور اجل ّراح احلضاري ‪.‬‬ ‫لك���ن الس���ؤال ال���ذي يط���رح نفس���ه ه���ل‬ ‫س���يقبل الش���عب الس���وري ذاك اجل��� ّراح‬

‫الذئب الذي أكل جدة ليلى من قبل ؟!‬ ‫أدّعي أن الش���عب السوري ال ولن حتى لو‬ ‫يب���ق منه ثائ���راً واح���داً أو طف ً‬ ‫مل َ‬ ‫ال يمُ ثل‬ ‫مشروع ثائر ‪.‬‬ ‫أعود اىل نضوج الفكر ذاك الذي توضحه‬ ‫و ُتب ّينه خمرجات الثورات يف البلدان اليت‬ ‫عزلت ح ّكامها‪.‬طبع���اً ليس من املفروض‬ ‫ان نتوق���ع نظام���اً س���حرياً حيم���ل عص���ا‬ ‫موس���ى ولكن من الواض���ح أن ما أتى من‬ ‫أنظم���ه بعد الث���ورات قد أحب���ط الغالبية‬ ‫ال ُعظم���ى من الش���عب املتنور ال���ذي يعلم‬ ‫جي���داً أن املرحل���ة اإلنتقالي���ة ‪،‬مرحلة ال‬ ‫ّ‬ ‫تقل خط���ورة عن س���ابقتها ّ‬ ‫‪،‬لكن اإلجناز‬ ‫هو باخلطوة االوىل املتمثله بكسر حاجز‬ ‫اخل���وف وحاج���ز االس���تبداد وه���ذا ما ال‬ ‫مياثله سوى ذاك التوق اىل إجناز موعود‬ ‫باملدني���ة والدميقراطي���ة ‪.‬م���ن هن���ا جند‬ ‫أن نض���وج القهر قد س���بق نض���وج الفكر‬ ‫وذل���ك ب���دور ٍة زمني���ة كامل���ة والداللة‬ ‫على ذل���ك أن ّ‬ ‫منظري الث���ورات يف بلدان‬ ‫الربي���ع العرب���ي أو يف الوط���ن العرب���ي‬ ‫عموم���اً قل���ة "هائل���ه" مل يكن هل���ا دور يف‬ ‫الرياده والتنظري لث���ورات الربيع العربي‬ ‫كم���ا حص���ل يف ث���ورات الع���امل حيث أن‬ ‫تل���ك الث���ورات قاده���ا املفك���رون والنخبه‬ ‫ّ‬ ‫‪،‬نظ���روا وش��� ّرعوا هل���ا وأس���لموا قيادته���ا‬ ‫التنفيذية للش���عوب على عكس ما حصل‬ ‫متام���اً م���ن ث���ورات الربي���ع العربي حيث‬ ‫ّ‬ ‫نظر هلا وش��� ّرعنها ونفذها عموم الشعب‬ ‫ب���كل فئاته وخاصة فئة الش���باب ‪،‬أما دور‬ ‫النخب���ة واملفكري���ن واملثقف�ي�ن فلم يكن‬ ‫س���ابقاً للثوره بل الحقاً هلا وبها ‪.‬ما أدخل‬ ‫هذه الفئة ّ‬ ‫املنظرة أو قل املثقفة املتثاقفه‬ ‫يف حالة من الذهول ووضعها يف خيارات‬ ‫ً‬ ‫منتم‬ ‫حمدودة ج���دا ال مكان فيها لنصف ٍ‬ ‫أونص���ف مواط���ن أو نصف ثائ���ر ‪ ،‬لذلك‬ ‫أت���ت النتائ���ج أق���ل وضوح���اً واخلس���ائر‬ ‫أكثر مرارة ‪.‬‬ ‫االن ق���د يق���ول قائ���ل إننا نحُ ب���ط الثوره‬ ‫السوريه واجلواب قطعاً ال‪..‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال ‪:‬دفع���ت الث���ورة كلفته���ا وأكث���ر‬

‫‪،‬فالع���ودة اىل ال���وراء ضرب م���ن اجلنون‬ ‫واالس���تحالة ‪،‬فالش���عوب ال خت���رج م���ن‬ ‫عبودي���ة لتدخ���ل يف اس���وأ منه���ا ناهي���ك‬ ‫عن ش���عب كالش���عب الس���وري ال ميلك‬ ‫وعياً إستش���رافياً وحس���ب ب���ل قدرة على‬ ‫التحمل فاقت اخليال ‪،‬لذلك لن يعود اىل‬ ‫ّ‬ ‫ال���وراء حتى لو عاد الوراء بعينه اىل الوراء‬ ‫‪.‬فالثمن مدفوع سلفاً منذ‪ ٤١‬عام‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬ستمس���ك الث���ورة زم���ام ذاتها وإن‬ ‫طالت وس���تأتي املرحله اإلنتقاليه بأسرع‬ ‫منه���ا يف كل البل���دان ال�ت�ي أس���قطت‬ ‫أنظمته���ا ‪.‬وبالقي���اس‪ ،‬ث���ورة احتمل���ت‬ ‫أكث���ر م���ن س���نتني ودخل���ت يف الثالث���ه‬ ‫والع���امل بأكمل���ه تآمر عليه���ا فمن غري‬ ‫املس���تبعد أن ُتنج���ز ذاته���ا مبع���دل ّ‬ ‫يق���ل‬ ‫كثرياً عما أجنزت���ه بقية الثورات ويأتي‬ ‫التعايف أي نظام ما بعد الثوره بأسرع مما‬ ‫أتى علي���ه يف تلك البل���دان‪ ،‬وبأنضج مما‬ ‫أت���ت به بقية الثورات من أنظمه انتقاليه‬ ‫‪.‬أدّع���ي أ ن���ه مس���تفيداً اىل ح��� ّد م���ا م���ن‬ ‫نظرائ���ه إضاف���ة اىل الذهني���ة الناضجة‬ ‫وغ�ي�ر املتطرفة اليت يتمتع بها أبناؤه من‬ ‫وضوح للرؤية مل يتش ّكل حديثاً بل ظهر‬ ‫جلياً يف يُتم هذا الشعب الذي أدرك مبكراً‬ ‫تآم���ر الك���ون عليه م���ا زاده إص���راراً على‬ ‫موقفه وإجناز ثورته ‪.‬فاملواطن الس���وري‬ ‫ال خييف العدو الذي يربض على حدوده‬ ‫‪،‬هذا الذي حت��� ّزم الكون من أجل محايته‬ ‫‪،‬ب���ل يخُ يف أرب���اب ه���ذا الع���دو بانتمائه‬ ‫وفك���ره وأصالته‪.‬املطل���وب اذاً هو اجتثاث‬ ‫هذا العقل الس���وري الذي س ُيحدداهلوية‬ ‫العربية القادمة بعد الربيع ومن س ُينجز‬ ‫املش���روع العربي النهضوي القادم أو على‬ ‫االق���ل من س���يضع لبنت���ه االوىل ‪،‬بعد أن‬ ‫كان عيشه مس���تحيال ودخله ضئيال إذ‬ ‫ص���ك عملته اخلاص���ة من م���ادة صمته‬ ‫وحتمله ومعاناته ‪،‬فاغتنى بكرامته وف ُقر‬ ‫ّ‬ ‫حبريته وث���ار باإلثنتني ‪،‬فأخ���ذت ثورته‬ ‫لقبها جب���دارة كثورة للكرامة واحلريه‬ ‫‪..‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ورشة عمل‬ ‫لتطويراملسرح اللييب‬ ‫نظم���ت وزارة الثقاف���ة واجملتم���ع املدني‬ ‫ورش���ة عم���ل فني���ة مس���رحية دع���ت إليها‬ ‫عناصر متخصصة يف اجملال املس���رحي من‬ ‫خمتلف املدن الليبية للمش���اركة يف وضع‬ ‫خارط���ة طري���ق لتطوي���ر املس���رح اللي�ب�ي ‪،‬‬ ‫وكانت حماور هذه الورشة ملناقشة ‪:‬‬ ‫الوض���ع احلال���ي للمس���ارح الوطني���ة ‪-‬‬‫الوضع احلالي للمسارح األهلية‬ ‫‪-‬الوضع احلالي ملس���رح الطفل ‪ -‬تطوير‬

‫خليل العرييب‬

‫التحالف ينفي مقاضاة مسلسل فوبيا‬ ‫نف���ي املتحدث الرمسي بأس���م حتالف‬ ‫الق���وي الوطني���ة يف ليبي���ا أن التحال���ف‬ ‫سيقاضي فريق عمل والشركة املنتجة‬ ‫ملسلس���ل ( فوبي���ا ) ال���ذي تبث���ه بع���ض‬ ‫القن���وات الفضائي���ة الليبية خالل ش���هر‬ ‫رمضان املبارك ‪.‬‬ ‫وأك���د الس���يد توفي���ق الش���هييب‬ ‫املتحدث الرمس���ي باس���م التحالف علي‬ ‫أن حتالف الق���وي الوطنية داعم حلرية‬ ‫التعب�ي�ر واإلع�ل�ام والنق���د م���ع ضرورة‬ ‫مراع���اة ألخالق املهنة م���ن قبل القنوات‬ ‫اإلعالمية ‪.‬‬ ‫وكان���ت بع���ض املواق���ع اإللكرتونية‬ ‫وصفح���ات التواص���ل اإلجتماع���ي ق���د‬ ‫أش���ارت إلي أن التحال���ف الوطين بصدد‬ ‫رفع قضية ضد منتج وخمرج مسلس���ل‬ ‫فوبيا ‪.‬‬ ‫م���ن املعل���وم أن الفوبي���ا ه���ي م���رض‬ ‫نفس���ي ( خ���وف مرض���ي ) يصيب بعض‬ ‫األش���خاص مث���ل فوبي���ا اخل���وف م���ن‬

‫األماك���ن املرتفع���ة أو فوبي���ا األماكن‬ ‫املغلقة أو األماكن املظلمة ولكنه تطور‬ ‫اآلن حيث أصب���ح فوبيا التيارات الدينية‬ ‫املتطرفة أو فوبيا العلمانيني واللرباليني‬ ‫وفوبي���ا السياس���يني وفوبي���ا الثوري�ي�ن‬

‫وغريها من التسميات ‪.‬‬ ‫وأصبح���ت بعض القن���وات الفضائية‬ ‫كل حس���ب أجندته���ا تتخ���ذ م���ن ه���ذه‬ ‫التس���ميات م���ادة لرباجمه���ا ت���روج هل���ا‬ ‫حسب توجهاتها وإنتماء املشرفني عليها‪.‬‬

‫فنانوا مصر يرفضون مرسي‬

‫وحتديث املسرح اللييب‬ ‫إفتت���ح فعالي���ات الورش���ة ال�ت�ي أقيم���ت‬ ‫باملرك���ز العالي لتقني���ات الفن���ون من قبل‬ ‫الس���يد عبدال���رزاق العب���ارة وكي���ل الوزارة‬ ‫لش���ئون الفنون ال���ذي أكد ح���رص الوزارة‬ ‫علي اإلهتمام بالفنون بش���كل عام وباملسرح‬ ‫عل���ي وج���ه اخلص���وص مضيفا ب���أن اهلدف‬ ‫م���ن إقامة هذه الورش���ة هو وضع تصور من‬ ‫قب���ل اخل�ب�راء واملختصني يف جمال املس���رح‬ ‫م���ن أج���ل النه���وض باحلرك���ة املس���رحية‬ ‫يف بالدن���ا وتقيي���م وض���ع الفرق املس���رحية‬ ‫األهلية ومسرح الطفل واإلهتمام بالتدريب‬ ‫والتأهي���ل وبالبني���ة التحتية ونش���ر الوعي‬ ‫املس���رحي ‪ ،‬مش�ي�را بأن الوزارة س���وف تقيم‬ ‫ورش أخ���ري ح���ول الفن���ون التش���كيلية‬ ‫والس���ينما واملوس���يقي والفن���ون الش���عبية‬ ‫وس���تتناول كل ش���رحية من ه���ذه الفنون‬ ‫من خ�ل�ال اخل�ب�راء واملتخصص�ي�ن كل يف‬ ‫جمال���ه لوضع األس���س لتفعيله���ا وتطويره‬ ‫حنو األفضل‪.‬‬ ‫وخ�ل�ال يوم���ان م���ن احل���وار والنق���اش‬ ‫ودراس���ة األوراق ال�ت�ي قدم���ت خ�ل�ال ه���ذه‬ ‫الورش���ة خ���رج املش���اركون بتصور ش���امل‬ ‫للمشاكل والطموحات وضعت أمام الوزارة‬ ‫لدراستها ووضع آلية لتنفيذها ‪.‬‬

‫أعل���ن ع���دد كب�ي�ر م���ن الفنان�ي�ن‬ ‫املصريني عن ترحيبهم خبارطة الطريق‬ ‫ال�ت�ي أعلنتها الق���وات املس���لحة املصرية‬ ‫‪ ،‬وع�ب�ر كث�ي�ر م���ن ه���ؤالء الفنانني عن‬ ‫رفضهم لعودة الرئيس مرسي املعزول ‪.‬‬ ‫ويف ه���ذا اإلط���ار ع�ب�رت الفنانة إهلام‬ ‫ش���اهني بقوهل���ا ‪ :‬حتملن���ا عاما أس���ود يف‬ ‫ظ���ل حكم اإلخ���وان ‪ ،‬وقال املخ���رج خالد‬ ‫يوس���ف ‪ :‬إن نظام مرس���ي عامل الشعب‬ ‫كأنه بهائم مشريا بأن ماليني املصريني‬ ‫خرجوا للتظاهر مطالبني برحيله ألنهم‬ ‫شعروا بأن اإلخوان يستخفون بعقوهلم ‪،‬‬ ‫وعربت الفنانة يس���را عن حتيتها لرجال‬ ‫الق���وات املس���لحة املصرية الذي���ن وقفوا‬ ‫إلي جوار الش���عب املص���ري ‪ ،‬وقال الفنان‬ ‫الكومي���دي مسري غامن ‪ :‬أن السيس���ي هو‬ ‫البطل الذي عايزينوه ‪.‬‬

‫موسيقار أمريكي يقاطع الواليات املتحدة‬

‫أعلن املوس���يقار األمريكي عازف اجلاز الش���هري ( ستيف ووندر ) بأنه‬ ‫لن يقيم أي نشاط فين له يف أي من املدن األمريكية اليت تطبق القانون‬ ‫الظامل قانون حق الدفاع عن النفس حلني إبطال أو تعديل هذا القانون ‪.‬‬ ‫ج���اء ه���ذا القرار بعد أن حكمت حمكمة يف والي���ة فلوريدا األمريكية‬ ‫برباءة الشرطي املتطوع قاتل الصيب الزجني األعزل ( مارتني ) ‪.‬‬ ‫وكان الفنان س���تيف ووندر يقيم حف�ل�ا كبريا يف منطقة كيوبيك‬ ‫الكندي���ة حني خاطب مجاه�ي�ره معلنا ه���ذا القرار واعدا مجه���وره بأنه‬ ‫لن يقي���م أي حفل بعد اليوم يف أمريكا مؤك���دا أن معركة الدفاع عن‬ ‫العدال���ة قد س���قطت يف أمريكا ولن نتمك���ن من إس���تعادتها ‪ ،‬وجيب أن‬ ‫نصوت من أجل تغيري العامل ومن أجل املساواة بني اجلميع ‪.‬‬ ‫ويعترب الفنان واملوس���يقار الزجني س���تيف ووندر من مش���اهري الغناء‬ ‫والتلح�ي�ن يف امريكا إضافة إل���ي تأليفه األغاني وإنتاجه للموس���يقي ‪،‬‬ ‫وهو الذي عني سفريا للسالم التابع لألمم املتحدة العام ‪. 2009‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫دوري رمضان‬

‫االستحقاق االفريقي‬

‫كان ‪..‬ياما كان‪..‬يف قديم الزمان‬

‫و الفتور الغريب ‪ ..‬؟‬

‫فتحي الساحلي‬ ‫يف النص���ف االخ�ي�ر م���ن س���تينيات‬ ‫الق���رن املاضي انبثقت فك���رة اقامة دوري‬ ‫تنش���يطي يف مدين���ة بنغ���ازي اطلق عليه‬ ‫دوري رمض���ان كان���ت ليبي���ا يف ذل���ك‬ ‫الوقت تعيش زمن اململكة الليبية املتحدة‬ ‫و كان ه���دف احت���اد الك���رة و اللجن���ة‬ ‫االوملبي���ة من اقامة هذا الدوري اس���تعداد‬ ‫الفرق للبطولة و اعطاء الفرصة للصف‬ ‫الثاني و جتربته���م يف مباريات ودية لكي‬ ‫يكتسبوا اخلربة و الثقة يف النفس ‪.‬‬ ‫و كل الدوري���ات اليت اقيمت ش���اركت‬ ‫فيها مجيع الفرق وق���ام بتحكيمها حكام‬ ‫الدرج���ة االول���ي العمالق���ة امث���ال عم���ر‬ ‫العقوري و عبد اهلل باله و فتحي بو ختاله‬ ‫‪...‬و مس���ح ايض���ا لبع���ض ف���رق الدرج���ة‬ ‫الثانية باملشاركة يف هذا الدوري‪.‬‬ ‫و ال ننس���ى ايض���ا ان الصحافة كانت‬ ‫حمفزة ج���داً ال جناح هذا ال���دوري فكان‬ ‫الصحفي الرياضي عبد السميع خملوف‬ ‫يف جري���دة الزمان يرص���د الدوري بعني‬ ‫الناق���د املتم���رس و كان الرائ���ع منصور‬ ‫صربه يفرد هلذا الدوري صفحة كاملة‬ ‫يف الوق���ورة صحيف���ة احلقيق���ة و كان‬ ‫االس���تاذ امحد الرويع���ي يواكب يوميات‬ ‫ال���دوري و يص���در احكامه عل���ى الفرق و‬ ‫الالعبني و احل���كام بالصفحة الرياضية‬ ‫لصحيفة برقة ‪..‬‬ ‫ام���ا اجلمه���ور الرياض���ي ف���كان يف غاي���ة‬ ‫الس���عادة فهو يأتي صائما يف كل عش���ية‬ ‫ليتمت���ع بتل���ك املباري���ات و لرياق���ب ع���ن‬ ‫كثب اس���تعداد فريق���ه و الوجوه الواعدة‬ ‫اجلدي���دة ال�ت�ي س���يقدمها يف البطول���ة‬ ‫القادمة ‪.‬‬ ‫كان���ت هناك خط���ط مدروس���ة الدارات‬ ‫االندية و كان���ت هناك امال و طموحات‬ ‫ملدربيها و اهداف يسعون اىل حتقيقها ‪.‬‬ ‫كان الن���اس و من���ذ الس���اعة الثاني���ة‬ ‫ظهرا يتوجهون اىل ملعب ‪ 24‬ديس���مرب‬ ‫بالربك���ة و تس���تطيع مش���اهدة االعالم‬ ‫و البالون���ات و الش���عارات يف املدرج���ات يف‬ ‫هذه (الرتبونة)الش���عبية اخلاصة بفريق‬ ‫الشياطني احلمر تزدان باأللوان احلمراء‬

‫وه���ذه (تربونة)الظ���ل اخلاص���ة بالقلعة‬ ‫الزرق���اء و ه���ذه (تربونة)النجمة مزدانة‬ ‫بالبالون���ات الزرق���اء و احلم���راء يف ذل���ك‬ ‫الوقت مل نكن نعرف(اخلط ولوح)و كنا‬ ‫نتمت���ع مبس���احة كبرية م���ن االحرتام و‬ ‫التقدير للمنافس و للجمهور ‪.‬‬

‫بأنهم كان���وا مبدع�ي�ن و حريصني على‬ ‫تق���دم الرياض���ة و اس���تعداد الالع���ب و‬ ‫جتهي���ز الف���رق و اعطاء فرص���ة للحكام‬ ‫اجلدد ‪.‬‬ ‫لقد كان هناك تعايش و اشياء مشرتكة‬ ‫جتمعنا مجيعا رمبا احدها عشق اللعبة و‬

‫كان���ت املنافس���ات رياضي���ة صرفة و‬ ‫كان الف���وز للفري���ق االفض���ل و االكثر‬ ‫استعدادا و منهجية ‪.‬‬ ‫و يع���رف اجلمي���ع ان فري���ق النجم���ة‬ ‫القدمية فاز بأغلبية تلك الدوريات ‪.‬‬ ‫رمب���ا الن الفري���ق كان يف ذل���ك الوق���ت‬ ‫لدي���ه جمموع���ة كب�ي�رة م���ن الالعبني‬ ‫صغار السن و ميلكون املوهبة الكروية ‪.‬‬ ‫دوري رمض���ان كان رائع���اً بكل املقاييس‬ ‫و كان���ت نتائج���ه اجيابي���ة و ادرك كل‬ ‫االهداف اليت اقيم من اجلها مثل تنشيط‬ ‫الف���رق و اعط���اء فرصة للص���ف الثاني و‬ ‫امت���اع اجلمه���ور ‪ ..‬حي���ث كان اجلمهور‬ ‫جيد يف حض���وره لذلك ال���دوري املتعة و‬ ‫االثارة ‪.‬‬ ‫لقد اصاب رجاالت الرياضة يف مدينة‬ ‫بنغازي بتجسيد هذه الفكرة و اشعر االن‬

‫احرتام بعضنا للبعض االخر ‪.‬‬ ‫و اقوهل���ا صراح���ة لقد كن���ا رائعني حقا‬ ‫و ب���كل املقاييس و كانت هناك مس���احة‬ ‫كبرية م���ن االحرتام و ال���روح الرياضية‬ ‫و املنافس���ة الش���ريفة و مل نك���ن نع���رف‬ ‫االحق���اد و الكراهي���ة و اس���اءة معامل���ة‬ ‫االخرين بل كان جيمعنا الود و احملبة و‬ ‫صف���اء النية ‪..‬و مل نكن نعرف ايضا (خط‬ ‫و لوح)و ازعاج االخرين ‪.‬‬ ‫او باألح���رى تعم���د ازع���اج االخري���ن و‬ ‫اقالقهم ‪.‬‬ ‫حتي���ة ح���ب و اعج���اب الولئك الرجال‬ ‫الذين كانوا وراء فكرة دوري رمضان ‪.‬‬ ‫ملحوظة‬ ‫الصورة املرفق���ة لفريق النجمة القدمية‬ ‫يف دوري رمض���ان ‪ 1967‬و الذي فاز فيه‬ ‫فريق النجمة ببطولة ذلك الدوري ‪.‬‬

‫نادي بنغازي اجلديدة الرياضي الثقايف االجتماعي ‪..‬‬ ‫هذا النادي من بني االندية اليت اهتمت كثريا باجلانب االجتماعي و االنساني‬ ‫و ال ابال���غ ان قل���ت انه النادي الوحيد الذي اعتمد الئحة رمسية للتكريم و االعانة‬ ‫االجتماعي���ة‪..‬و هذا اكثر من ‪ 18‬مثانية عش���ر عاما ‪...‬و هذه الالئحة تهتم بتفقد‬ ‫منتس�ب�ي النادي من الرياضيني و املدربني و االداريني و العاملني بالنادي يف كافة‬ ‫اجملاالت و مد يد العون هلم يف حاالت املرض و املناسبات االجتماعية اليت تستوجب‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫و م���ا ي���زال مس���ئولو الن���ادي منذ ذلك الوق���ت و حتى يومنا ه���ذا ملتزمني بهذه‬ ‫الالئح���ة و حريص�ي�ن على تطبيقها على الرغم من بع���ض املصاعب اليت يواجهها‬ ‫هذا النادي من حني اىل اخر ‪.‬‬ ‫فتحية ملن قاد مس�ي�رة هذا النادي بدون اس���تثناء منذ تأسيسه و حتى يومنا هذا‬ ‫متمنيا هلم دوام التوفيق و النجاح ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫فرج العقيلي‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الق���رار املبدئ���ي لالحتاد االفريق���ي لكرة القدم‬ ‫املتعلق باملوافقة على تنظي���م ليبيا لبطولة افريقيا‬ ‫‪ 2017‬م ج���اء بع���د خماض عس�ي�ر اس���تغرق وقتا‬ ‫طويال ‪.‬‬ ‫ث���م جاء بع���ده القرار االخر املكمل و الذي مت فيه‬ ‫رفع احلظر على اللعب يف مالعبنا الليبية بالنسبة‬ ‫لفرق انديتنا الرياضية و لفريق الوطن ‪.‬‬ ‫بع���د الق���رار االول ش���كلت جلن���ة عليا برئاس���ة‬ ‫نائ���ب رئي���س جمل���س ال���وزراء و عضوي���ة عدد من‬ ‫ال���وزراء و عق���دت ع���دة اجتماع���ات و مسعنا انها‬ ‫بدأت يف وضع اس�ت�راتيجية العمل و االتصال بعدد‬ ‫من الشركات و املنظمات‪.‬‬ ‫و ظه���ر يف االف���ق من خالل ع���دد من الصحف‬ ‫و بع���ض القن���وات الرياضية برام���ج و لقاءات متهد‬ ‫لالهتمام بهذا االستحقاق و بدأ الليبيون يعيشون‬ ‫االمل يف النجاح بتنظيم هذا االستحقاق و اسهاما‬ ‫منا يف اداء دور و لو كان بسيطا قمنا بتوجيه رسالة‬ ‫اىل اللجنة املنظمة عن طريق السيد وزير الشباب و‬ ‫الرياضة احلنا مبوجبها نسخة من التقرير النهائي‬ ‫للجنة املنظم���ة جملموعة بنغ���ازي لبطولة افريقيا‬ ‫لكرة القدم الثالثة عشر و مرفقة بتقارير عدد من‬ ‫اللج���ان الفرعية و اليت اس���همت يف االش���راف على‬ ‫تلك الدورة و كذلك كشفا بأمساء اعضاء هذه‬ ‫اللجان ‪..‬بل حتى امساء مرافقي الفرق و الس���ائقني‬ ‫و االعالميني بغرض تنبيه اللجنة هلذه اللجان و‬ ‫قد اش���ارت الرس���الة اىل الفرق بل الفروق بني تلك‬

‫ال���دورة و بني ال���دورة القادمة اليت تتش���رف بالدنا‬ ‫بتنظيمها ‪ ..‬و اوضحنا ان النجاح الباهر الذي حتقق‬ ‫يف تلك الدورة رغم قلة االمكانيات و س���يطرة نظام‬ ‫فاس���د انهار بفعل ثورة الش���باب يف السابع عشر من‬ ‫فرباي���ر و اكدنا ان الفضل يرجع لش���بابنا الذين‬ ‫قدم���وا التضحيات و اكدوا حس���ن االنتماء للوطن‬ ‫و االرض ‪.‬‬ ‫و لكن االمر الذي اثار استغرابنا هذا الفتور الغريب‬ ‫ال���ذي بدأ يس���يطر على املوقف ‪..‬و ع���دم مساعنا اي‬ ‫ش���ئ عن هذا االس���تحقاق و ه���ذه اللجنة و كأننا‬ ‫نعتقد ان الوقت كافيا ‪.‬‬ ‫اال حيق لنا ان نسأل عن هذا الفتور الغريب‬ ‫العجيب ؟‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 - 23 ( - ) 115‬يوليو ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.