العدد 117

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 117‬‬

‫عيد سعيد‬

‫‪ 12 - 6‬أغسطس ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫ملف العدد‬

‫رسالة مفتوحة ‪ ،‬اىل الشعب اللييب العظيم‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ُ‬ ‫دولة برقة خارطة الطريق ؟‬ ‫إعالن بنغازي مدينة منكوبة ‪ ...‬؟‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫ُ‬ ‫كل الطرق ُتؤدى إىل بنغازي ‪ ،‬كل الطرق ُتؤدى إىل استبعاد شرق البالد ‪،‬كما ال طريق ُتؤدى إىل‬ ‫ري االستبعاد من خارطة البالد ‪،‬عملية جراحية مُميتة قائمة على القدم والساق الستئصال‬ ‫درنة غ َ‬ ‫برقة ‪ ،‬اجلميع يُشارك يف هذه العملية ‪ ،‬ولو بالصمت عما حيدث كل ساعة يف بنغازي اليت صارت‬ ‫ه���ي ال���ـ ‪ " ...‬عاجل " وهي " اجملهول " ‪ ،‬والس���يد رئيس احلكومة املُؤقت���ة يريد احملافظة على األرواح‬ ‫فهل يعنى أرواح القتلة ؟‬ ‫ال أح���د يُصدق أن يف ليبيا مث���ة جهاز خمابرات ميزانيته ‪ 800‬مليون دين���ار و ال ميلك هذا اجلهاز‬ ‫مكتب���ا يف بنغ���ازي ‪ ،‬وأن ميزاني���ة اهليئ���ة العامة للصحاف���ة ‪ 50‬مليون دين���ار و ال متلك مطبعة يف‬ ‫بنغازي هلذا تطبع صحفها عند القطاع اخلاص ‪،‬و ال متلك سيارة تنقل موظفيها يف املدينة املنكوبة‬ ‫‪،‬وقس على ذلك مئات املليارات تصرف و ُتهدر‪ ،‬وش���رق ليبيا تس���تنجد مستشفياته باملواطنني لنقل‬ ‫اجلرحى واملرضى‪.‬‬ ‫فه���ل هذا حاصل ألن قرار تقس���يم البالد قد صدر لكن ُس���بل تنفيذه تس���تدعى ه���ذا اهلدر لألرواح‬ ‫واملُمتلكات واملال واجلهد والوقت ‪ ...‬؟ ‪،‬وإذا تابعنا األوضاع األمنية يف ش���رق ليبيا فنالحظ تفاقمها‬ ‫وغياب الدولة املطلق من س���رت حتى امس���اعد ‪،‬ويف مدينة مثل درنة وصل الوضع أن املدينة خارج‬ ‫التغطية حتى االخبارية منها‪.‬‬ ‫ويف أحوال كهذه غاب من مَسوا أنفسهم الثوار وكتائبهم وغابت حتى القبائل و مشاخيها واملساجد‬ ‫وأمتها وغاب اجملتمع املدني ‪،‬بدأ شرق البالد مسلوبا واجلميع حتت طائلة القتل ‪،‬واحلكومة املؤقتة‬ ‫بوزرائها يشجبون وينددون ‪،‬هكذا كل ما يظهر و ما يف اخلفاء يمُ هد لفصل برقة ‪،‬خاصة وأن غرب‬ ‫البالد قد هيمنت عليه القوى املسلحة وبات كاراكوز املؤمتر الوطين عروضه غري شيقة ومدعاة‬ ‫للس���خرية ‪،‬أما احلكومة فمجرد قناع كرتوني هلذه اهليمنة املسلحة ‪ ،‬وقد ذكر لي صديق ُرشح‬ ‫كوزي���ر أنه طل���ب منه زيارة زعي���م "كتيبة" ؟ للحصول عل���ى موافقته فأمتن���ع ‪،‬وبالتالي بقيت‬ ‫الوزارة دون وزير حتى اآلن‪.‬‬ ‫ولتأكي���د كل ذلك خ���رج علينا القوميون األمازيغ ( حزب البع���ث األمازيغي ) الذين هم جزء من‬ ‫احلركة األمازيغية الدولية ‪،‬خرج هؤالء عن البالد وثبتوا انفصاال على أرض الواقع ‪ :‬علم ودستور‪،‬‬ ‫وق���وى أمازيغية ضاربة ‪،‬وتعليم خاص حتى أغلقوا أنابيب الغاز ش���ريان البالد ‪،‬وبإعالن انفصاهلم‬ ‫هذا يقدمون "بروفة " إلقامة دولة االمازيغ الكربى من األطلس إىل نفوسة ‪ .‬ويف اجلنوب منطقة‬ ‫الشاطى دولة غري ُمعلنة لإلسالميني الذين جاءوا من ماىل ومن كل البقاع ‪.‬‬ ‫وه���ذا كله و غريه يتم حتت عي���ون املؤمتر الوطين واحلكومة املؤقتة ‪،‬وحتت نظر ومعاينة يومية‬ ‫لطائ���رات دون طي���ار‪ ،‬ورجال خمابرات أمريكي�ي�ن اهلل يعلم عددهم ‪،‬أما االحت���اد االوروبي فيبعث‬ ‫الرس���الة تلوى األخرى ‪ :‬أن احلدود الليبية خطرة على أوروبا ‪ .‬ليبيا ساهم قرار األمم املتحدة رقم‬ ‫‪ 1973‬أساسا يف اسقاط النظام ‪،‬وبالتاىل مسئولية ما حيدث اآلن وما سينتج عنه هي مسئولية‬ ‫التحالف ‪ ،‬والناتو خصوصا من ساهم يف تدمري البنية التحتية للجيش اللييب ‪.‬‬ ‫بدعم من احللفاء وخاصة بريطانيا العظمى مت دفع األمري ادريس السنوسي إىل اعالن امارة برقة‬ ‫الدول���ة العربي���ة الثامنة عام ‪ ، 1949‬أُقيم الربملان وصدر الدس���تور ُ‬ ‫وكون جيش برقة ‪ ،‬واعرتفت‬ ‫بريطانيا بهذا الكيان الوليد ‪ ،‬فهل تعمل دولة ليبيا وشعبها اليوم على اقامة دولة برقة ؟ ‪.....‬‬

‫بنغازي مدينة منكوبة‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫م���ن ُقت���ل يف بنغازي يف عهد حكوم���ة زيدان أكثر ممن ُقتل يف زلزال املرج وق���د أُعلنت املرج يومها‬ ‫مدين���ة منكوبة ‪ ،‬وأيضا أكثر ممن ُقتل يف عهد عدو الش���عب القذايف منذ ‪ 1‬س���بتمرب ‪ 1969‬حتى‬ ‫مقتله ‪ 20‬أكتوبر ‪2011‬م‪ .‬هلذا كله توجب اعالن بنغازي مدينة منكوبة ‪،‬وتوجيه نداءات للعامل‬ ‫من أجل املعونة ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫بنغازي‪ 900 :‬عنصر من القوات اخلاصة يف خطة‬ ‫(اجملاهرة باألمن)‬ ‫انطلقت منذ الس���اعات األوىل من فجر‬ ‫الس���بت املاضي عملية انتش���ار واس���عة‬ ‫مشل���ت ‪ 900‬فرد م���ن القوات اخلاصة‬ ‫يف مناف���ذ ومفرتق���ات بنغ���ازي ضم���ن‬ ‫خط���ة أطلق عليها "اجملاه���رة باألمن"‪.‬‬ ‫وتأتي اخلط���ة احلالية عق���ب موجات‬ ‫م���ن الفلت���ان األم�ن�ي باملدين���ة مشلت‬ ‫االغتي���االت والتفج�ي�رات وعملي���ات‬ ‫االختط���اف والس���لب وحج���ز الرهائن‬ ‫وإطالق القذائف‪ .‬وقال العقيد حممد‬ ‫احلج���ازي‪" :‬إن اخلط���ة تش���مل تأمني‬ ‫ش���وارع ومداخ���ل ومفرتق���ات الط���رق‬ ‫واملؤسس���ات العام���ة يف أرج���اء املدين���ة‬ ‫كافة‪ ،‬وأن عناصر من القوات اخلاصة‬ ‫وأخ���رى من االحتياط س���تلتحق بهذه‬ ‫القوة خ�ل�ال اليوم�ي�ن القادمني لدعم‬ ‫عملها"‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫ادانة حرق‬ ‫النفط اخلام‬ ‫ومصاحباته يف‬ ‫حقل الوفاء‬ ‫أدان مس���تخدمو حق���ل الوف���اء بش���ركة‬ ‫مليت���ة للنفط و الغاز ح���رق النفط اخلام و‬ ‫مصاحبات���ه يف احلق���ل‪ ،‬لليوم التاس���ع على‬ ‫التوال���ي وصل���ت قيمتها مخس���ة وعش���رون‬ ‫الف برميل يومي���ا و بقيمة تفوق ‪ 3‬ماليني‬ ‫دوالر‪ .‬ودع���ا املس���تخدمون أمس اجلمعة يف‬ ‫بيان تلقت وكالة ليبيان لألنباء صورة منه‪،‬‬ ‫اىل عقد ميثاق شرف يقضي بتجنيب قطاع‬ ‫النف���ط الصراع���ات واالجن���دات السياس���ية‬ ‫واحلزبية والقبلية واجلهوية والش���خصية‪،‬‬ ‫معبي���ن ع���ن االدان���ة لالض���رار مبق���درات‬ ‫رّ‬

‫العفو الدولية حتذر من استخدام القضاء‬ ‫اللييب أداة للثأر‬ ‫ح���ذرت منظمة العفو الدولية الس���لطات‬ ‫الليبي���ة م���ن خماط���ر اس���تخدام القضاء‬ ‫أداة "للث���أر" بعد احلكم باإلعدام على أحد‬ ‫الوزراء الس���ابقني يف نظام معمر القذايف‪.‬‬ ‫وقال���ت يف تقري���ر إن "آالف الس���جناء‬ ‫معتقلون يف إطار نزاع ‪ 2011‬بينهم جنود‬ ‫س���ابقون وأنصار للعقيد معم���ر القذايف‪،‬‬ ‫وق���د يدانون بعقوبة مماثل���ة"‪ .‬يذكر أن‬ ‫حمكم���ة التميي���ز يف مصرات���ة‪ ،‬حكم���ت‬ ‫األربع���اء باإلع���دام عل���ى أمح���د إبراهيم‬ ‫الذي كان م���ن أركان نظام القذايف مع‬ ‫مخس���ة أش���خاص آخرين بتهمة اإلساءة‬ ‫إىل أم���ن الدولة أثن���اء الن���زاع يف ‪.2011‬‬ ‫وش���غل أمح���د إبراهي���م وهو أح���د أقرباء‬

‫القذايف عدة مناصب مس���ؤولة يف النظام‬ ‫السابق‪ ،‬بينها وزير الرتبية يف الثمانينيات‬ ‫ونائب رئيس املؤمتر الشعيب العام‪ .‬وكان‬ ‫أيضا أحد مس���ؤولي اللج���ان الثورية اليت‬ ‫ش���كلت العمود الفق���ري للنظام الس���ابق‪.‬‬ ‫وق���ال فيلي���ب لوثر‪ ،‬مدير قس���م الش���رق‬ ‫األوس���ط ومش���ال إفريقي���ا يف املنظم���ة‬ ‫املدافعة عن حقوق اإلنس���ان‪" ،‬إن من حق‬ ‫ضحايا جرائم احلرب وانتهاكات حقوق‬ ‫اإلنس���ان إنصافهم بإحقاق العدل‪ ،‬العدل‬ ‫ال���ذي ال يق���وم عل���ى االنتق���ام"‪ .‬واعت�ب�ر‬ ‫"أن حماكم���ة موال�ي�ن س���ابقني للقذايف‬ ‫تش���كل اختبارا للنظام القضائي يف ليبيا"‪.‬‬ ‫كما أضاف���ت العف���و الدولي���ة أن "هناك‬

‫قلقا حقيقيا ميكن أن يش�ي�ر إىل حركة‬ ‫حنو استئناف عمليات اإلعدام"‪ ،‬مذكرة‬ ‫بإص���دار عدة أحكام بعقوب���ة اإلعدام منذ‬ ‫نهاي���ة الن���زاع املس���لح الذي أط���اح بنظام‬ ‫الق���ذايف يف ‪ .2011‬ودعا لوثر إىل "وجوب‬ ‫جتميد تنفيذ عقوبات اإلعدام على الفور‬ ‫كخط���وة أوىل حن���و إلغائه���ا‪ ".‬كذل���ك‬ ‫ع�ب�رت املنظم���ة ع���ن "قلق كبري م���ا زال‬ ‫قائم���اً جله���ة إج���راء حماكم���ة عادل���ة‬ ‫يف ليبي���ا بس���بب الوض���ع األم�ن�ي اهلش"‪،‬‬ ‫و"األخط���ار" احملدقة بـ"مؤسس���ات الدولة‬ ‫واحملاك���م واحملامني والقض���اة واملدعني‬ ‫العامني"‪.‬‬

‫االنتهاء من تشغيل مشروع الربط اإللكرتوني بني‬ ‫ليبيا ومصر‬ ‫ق���ال وزير الق���وى العاملة واهلج���رة املصرية‬ ‫كم���ال أب���و عيط���ة إن العالق���ات ب�ي�ن مصر‬ ‫وليبي���ا ستش���هد يف الفرتة املقبل���ة‪ ،‬مزيداً من‬ ‫التنس���يق والتع���اون خاصة يف جمال تش���غيل‬ ‫العمال���ة املصرية‪ .‬وأوضح أب���و عيطة‪ -‬خالل‬ ‫لقائه الس���فري اللي�ب�ي بالقاه���رة حممد فايز‬ ‫جربيل‪ ،‬أن االنتهاء من تشغيل مشروع الربط‬ ‫اإللكرتوني بني البلدين‪ ،‬سيس���هل كثرياً من‬ ‫عملي���ة تنقل العمالة املصرية للمس���اهمة يف‬ ‫إع���ادة إعم���ار ليبي���ا‪ ،‬إىل جانب االتف���اق على‬ ‫س���فر فري���ق ف�ن�ي م���ن وزارة الق���وى العاملة‬

‫واهلجرة املصرية إىل ليبي���ا‪ ،‬لتدريب الفريق‬ ‫اللييب على آليات تش���غيل هذا النظام‪ .‬وتسّلم‬ ‫أبو عيطة “‪ ”CD‬من الس���فري اللييب‪ ،‬حيتوى‬ ‫على أمس���اء الش���هداء املصريني الذي���ن ُقضوا‬ ‫خالل ف�ت�رة الث���ورة الليبية‪ ،‬متهي���داً لصرف‬ ‫التعويض���ات الالزم���ة طب ًق���اً مل���ا مت االتف���اق‬ ‫علي���ه م���ن قب���ل‪ .‬وأك���د أب���و عيط���ة أن���ه مت‬ ‫االنتهاء م���ن إعداد ملف كام���ل‪ ،‬للمصريني‬ ‫املتضرري���ن من الع���ودة أثناء الث���ورة الليبية‪،‬‬ ‫لبح���ث ص���رف مس���تحقاتهم‪ .‬م���ن جانب���ه‪،‬‬ ‫أك���د الس���فري الليبيبالقاه���رة حمم���د فاي���ز‬

‫جربيل‪ ،‬أن س���وق العمل اللييب م���ن املقرر أن‬ ‫يس���توعب عدداً كب�ي�راً من العمال���ة املصرية‬ ‫اجلدي���دة‪ ،‬كم���ا مت إعط���اء مهل���ة لتوفي���ق‬ ‫أوض���اع العمال���ة املصري���ة املوج���ودة حالياً يف‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬ومت متديد عملها حتى ‪ 15‬أغس���طس‬ ‫املقبل‪ .‬وأش���ار جربيل إىل أنه مت تشكيل جلنة‬ ‫لتلقي الشكاوى والتظلمات بالسفارة الليبية‬ ‫لبحثه���ا‪ ،‬وحماصرة التأش�ي�رات امل���زورة اليت‬ ‫ظه���رت مؤخ���راً واحلد منها‪ ،‬وذل���ك بالتعاون‬ ‫مع وزارة القوى العاملة واهلجرة املصرية‪.‬‬

‫الش���عب اللي�ب�ي وأهمه���ا الصناع���ة النفطية‬ ‫ال�ت�ي متثل الركي���زة األساس���ية لالقتصاد‬ ‫اللييب‪ّ .‬‬ ‫وأكد البي���ان ان عملية احلرق هذه‬ ‫هي اه���دار للمال العام س���يكون ل���ه انعكاس‬ ‫مباش���ر على دخل الدول���ة واقتصدها‪ ،‬منّبها‬ ‫من س���لبيات ذلك على البيئ���ة وتلوث اهلواء‪.‬‬ ‫وق���ال عب���د الفت���اح ش���اقان رئي���س جملس‬ ‫احملتج�ي�ن‬ ‫إدارة جمم���ع مليت���ه االح���د‪ ،‬إن‬ ‫ّ‬ ‫أغلق���وا صماما خبط أنابيب منذ يومني مما‬ ‫أوقف ض���خ املكثفات ‪-‬وهي ن���وع خفيف من‬ ‫اخلام‪ -‬منذ ذلك احلني‪ .‬وقال ش���اقان "أغلق‬ ‫احملتج���ون اخل���ط يف منطق���ة بالق���رب من‬ ‫نالوت"‪ .‬وأضاف " أن الش���ركة اضطرت إىل‬ ‫حرق حوال���ي ‪ 21‬ألف برميل (من املكثفات)‬ ‫يوميا لتحاشي وقف اإلنتاج‪ ".‬ويدير اجملمع‬ ‫القائ���م عل���ى مس���افة حن���و ‪ 100‬كيلومرت‬ ‫غرب���ي طرابلس مش���روع مش�ت�رك بني ايين‬ ‫واملؤسس���ة الوطنية للنفط‪ .‬وكان االمازيغ‬ ‫ق���د اعلن���وا االس���بوع املاضي حال���ة العصيان‬ ‫املدن���ي يف مدنهم‪ ،‬احتجاجا على تهميش���هم‬ ‫يف قانون جلنة انتخابات اهليئة التأسيس���ية‬ ‫لصياغة الدستور‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫مسية أكحيت ‪ :‬يف أول حضور اعالمي ‪:‬‬

‫أنا مع دسرتة كل اللغات الليبية و لكن األساس يف املشكلة ليس الدسرتة‬ ‫‪ ،‬نريد أن نصل إىل الدسرتة من خالل إعطاءنا حق التصويت بالتوافق‬ ‫مسي���ة ابوبك���ر أكحيت االس���م الثاني حل���زب القائم���ة الليبية‬ ‫للحري���ة و التنمي���ة ‪ ،‬وهي العضو النائب ع���ن مدينة أوباري يف‬ ‫املؤمتر الوطين العام ‪ ،‬و مت التحاقها مؤخرا (بتاريخ ‪4-6-2013‬‬ ‫) بعد أن اس���تبعد االسم األول من القائمة السيد إبراهيم حممد‬ ‫أدة بع���د قرار م���ن هيئة النزاهة و الوطني���ة اجريت هذه املقابلة‬ ‫معه���ا وه���ي األوىل واحلصرية إثر يوم من إع�ل�ان بيان حتالف‬ ‫االمازي���غ والتب���و والت���وارق تنديدا وش���جبا ‪ ،‬ودع���وة للمقاطعة‬ ‫وإيق���اف عضوي���ة املُرتش���حني (ع���ن تل���ك املكون���ات م���ن املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي العام) حتى يتم اعادة النظر يف آلية انتخاب املكونات يف‬ ‫جلنة الستني ‪.‬‬ ‫•ما هي املعايري‬ ‫اليت مت وضعها‬ ‫إلنتخاب جلنة الستني‬ ‫واليت اعرتضتم عليها ؟‬

‫وضع���ت معاي�ي�ر املرش���حني يف الرتش���ح‬ ‫خبص���وص العم���ر مث�ل�ا ‪ :‬أن يكون املُرش���ح‬ ‫مخسة و عشرون سنة ‪ ،‬و شهادة ثانوية ليس‬ ‫من املعقول أن يكتب دس���تور البالد ش���خص‬ ‫حيم���ل الش���هادة الثانوي���ة ‪ ،‬كيف س���يكون‬ ‫دس���تور وضعه حام���ل الش���هادة الثانوية هل‬ ‫سيدس�ت�ر حقوق الطال���ب ‪ ،‬أو حقوق العاطل‬ ‫ع���ن عمل ! أنا من رأي أن الطلبة و العاطلني‬ ‫ع���ن عمل لديه���م وزارات ‪ ،‬بغ���ض النظر عن‬ ‫من يأهله عمره كطالب الس���ابع من إبريل‬ ‫الذين حرموا من الدراس���ة يف النظام السابق‬ ‫ال مان���ع من أن يتقدموا بش���هاداتهم الثانوية‬ ‫‪ ،‬و ه���م اآلن ف���وق األربع�ي�ن و فوق الس���تني‬ ‫و اخلمس�ي�ن س���نة هل���ذا هم مؤهل�ي�ن حبكم‬ ‫أعماره���م ‪ .‬و لك���ن ال اعتقد م���ن هم يف عمر‬ ‫اخلامس���ة و العش���رين و حيملون الش���هادات‬ ‫الثانوية مؤهلني اليوم لكتابة دس���تور البالد‬ ‫‪ ،‬م���ن ش���روط هيئة صياغة الدس���تور وضع‬ ‫الفئات املعاق�ي�ن و األعمار املختلفة و الطلبة‬ ‫و غريه���ا ‪ ،‬بعض الن���اس يري���دون أن تتكون‬ ‫جلنة الس���تني من املتخصصني و بعضهم ال‬ ‫يريد أن تكون اللجنة من الفقهاء يف القانون‬ ‫الدس���توري و لديه���م فكر مع�ي�ن لبثه داخل‬ ‫جلنة الستني ‪.‬‬

‫•ماذا لو مت اختيار جلنة الستني‬ ‫بالتعيني و ليس باإلنتخاب ؟‬

‫س���بب عدم تعني جلنة الس���تني هو عدم ثقة‬ ‫الليبيني ببعض ‪ ،‬قرار انتخاب جلنة الس���تني‬ ‫ج���اء من عدم ثقة األط���راف ببعضها ‪ ،‬و ألن‬

‫أعضاء اجمللس الس���ابقني اختذوا موقف‬ ‫مع�ي�ن يف الث���ورة اليوم أصب���ح البعض‬ ‫يتهمه���م و ي���روا إنهم الي���وم يف قفص‬ ‫اإلته���ام و هل���ذا عليه���م تقدي���م ش���يء‬ ‫للش���عب اللييب و إن موقفهم يف الثورة كان‬ ‫فع�ل�ا ألجل ليبي���ا ‪ ،‬و انتخاب جلنة الس���تني‬ ‫كان ه���ذا الق���رار م���ن صالحي���ات اجمللس‬ ‫اإلنتقال���ي و لي���س م���ن صالحي���ات املؤمت���ر‬ ‫و أعط���ت ه���ذه الصالحي���ات للمؤمت���ر و مت‬ ‫انتخ���اب املُؤمت���ر و عل���ي ه���ذا األس���اس جاء‬ ‫الق���رار بإنتخ���اب جلنة الس���تني أيض���ا لكي‬ ‫ننتهي من مشكلة ختوين بعضنا البعض ‪ ،‬و‬ ‫عندما أعطيت الصالحيات للمؤمتر الوطين‬ ‫كانوا ال يريدون تغي�ي�ر التعيني باالنتخاب‬ ‫و اختلف���ت األحزاب به���ذا اخلصوص و لكن‬ ‫أخ�ي�را ق���رروا أن تك���ون انتخ���اب و أن تك���ون‬ ‫جلنة الس���تني م���ن انتخاب الش���عب ‪ ،‬فمثال‬

‫م���ا هي املعايري اليت س���توضع لتعيني اللجنة‬ ‫م���ن الصعب جدا أن نوف���ق يف التعيني و هلذا‬ ‫االنتخاب أفضل ‪.‬‬ ‫•هل ستخضع جلنة الستني ملقابلة مع‬

‫أعضاء املؤمتر الوطين العام ؟‬

‫ال مل أمس���ع به���ذا و لكن مسع���ت بأنه يوجد‬ ‫حل���ف ميني أم���ام املؤمتر ‪ ،‬ألنه بع���د انتخاب‬ ‫اللجن���ة ال توج���د مقابل���ة ألن ه���ذا اختي���ار‬ ‫الشعب ‪.‬‬

‫•ما هي خطط املؤمتر الوطين العام‬ ‫خبصوص متثيل املكونات يف اللجنة‬ ‫التأسيسية ؟‬

‫خط���ط املؤمتر الوطين خبص���وص التمثيل‬ ‫أنا مثال أريد متثيل للمكونات فقط و ال أريد‬ ‫ش���يئا آخر ‪ ،‬ال اتكلم عن مواصفات الشخص‬ ‫الذي س���يمثل املكونات و لكن من حيث املبدأ‬

‫اوباري ‪ -‬ميادين ‪:‬‬ ‫خدجية األنصاري‬ ‫أريد أن تشارك املرأة و تشارك كل املكونات‬ ‫الثقافية ‪.‬هنا يف املؤمتر القانونيني شكلوا لنا‬ ‫مش���كلة بتداخله���م يف التفاصي���ل القانونية‬ ‫‪ ،‬م���ع العل���م إن ه���ذا ليس م���ن صالحياتهم‬ ‫احرتم كونه���م قانونيني و لك���ن اجتاهاتهم‬ ‫ختتل���ف معنا يف الكثري ‪ ،‬و منهم من يتداخل‬ ‫يف االجتاه الذي سيستفيد منه !‬ ‫اآلن حن���ن من���ا م���ن يري���د ليبي���ا فق���ط ‪ ،‬و‬ ‫هن���اك م���ن يري���د ليبي���ا ( بنكه���ة ) خاص���ة‬ ‫أو بصف���ة معين���ة ‪ ،‬مث�ل�ا هن���اك م���ن يري���د‬ ‫ليبي���ا أن تك���ون إخواني���ة ‪ ،‬مقارن���ة بتجربة‬ ‫تركيا باحلك���م اإلخواني يف تركيا بالطبع‬ ‫جتربة اإلخ���وان كانت جيدة ألنها انعش���ت‬ ‫االقتص���اد الرتك���ي ‪ ،‬و لك���ن ه���ذه تبق���ي‬ ‫خصوصية الش���عب الرتكي و ال توجد هذه‬ ‫اخلصوصية عند الش���عب اللي�ب�ي ‪ ،‬و احلزب‬ ‫اإلس�ل�امي يف تركيا جنح ألنه���م كانوا يف‬ ‫يوم م���ا حمرومني من ق���راءة اللغة العربية‬ ‫‪ ،‬و حرم���وا من اللباس اإلس�ل�امي و كذلك‬ ‫ش���عائرهم الديني���ة ‪ ،‬و عن���د تقل���د ح���زب‬ ‫العدالة للحكم مل يتخ���ذوه علي إنه إخواني‬ ‫و لك���ن اخت���ذوه علي إنه إس�ل�امي ‪ ،‬و هلذا ال‬ ‫تسمع أحدا يف تركيا يقول كلمة ( إخواني‬ ‫) و اقص���د خبصوصي���ة الش���عب الرتكي أن‬ ‫ح���زب العدالة مس اجلانب الذي ظلمت فيه‬ ‫تركية و ه���و اجلانب الديين ‪ ،‬و البطالة مع‬ ‫إنهم محلة شهادات ‪.‬‬ ‫يف ليبي���ا ال يوجد أح���د ضد الدين هن���ا ‪ ،‬ملاذا‬ ‫تدع���و األح���زاب ألس���لمة الش���عب اللي�ب�ي و‬ ‫كأن اللييب إس�ل�امه ناقص ‪ ،‬ثانيا بالنس���بة‬ ‫لألحزاب كالتحالف مثال كثريا ما يقولوا‬ ‫حن���ن نريد تطوي���ر الب�ل�اد ‪ ،‬التطوير حيتاج‬ ‫ملهن���ة و س���لوك و أخ�ل�اق و تدري���ب ‪ ،‬كل‬ ‫األحزاب لديها مش���اريع و لكن ال نري ش���يئا‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫يف ليبيا ال يوجد‬ ‫أحد ضد الدين هنا ‪،‬‬ ‫ملاذا تدعو األحزاب‬ ‫ألسلمة الشعب‬ ‫اللييب و كأن اللييب‬ ‫إسالمه ناقص‬ ‫منه���ا علي أرض الواقع ‪ ،‬من���اخ تطوير البالد‬ ‫يف الوزارات متوفر و بالنسبة للتحالف ‪50%‬‬ ‫م���ن مفاص���ل الدولة تتبع���ه و يس���تطيع أن‬ ‫يفعل لديه ما يكفي م���ن امليزانيات للتدريب‬ ‫و التأهيل ‪ ،‬و لديه االتفاقيات الدولية ‪.‬‬

‫•أال تري أن حتالف القوي الوطنية‬ ‫يعمل جاهدا يف اجلنوب ؟‬

‫هو نش���ط دعائيا فع�ل�ا و لكن مل نر ش���يئا ال‬ ‫مستش���فيات و ال مدارس بعد ثالثة سنوات ‪،‬‬ ‫أنا ال اتكلم عن خطط بعيدة املدي كخطط‬ ‫بع���د س���نوات ‪ ،‬األح���زاب لديها الق���درة علي‬ ‫العمل و لديهم القوة العس���كرية اليت حتمي‬ ‫عمله���م يف كل املناط���ق و لكن مل نر ش���يئا ‪،‬‬ ‫العطب يف ليبيا ليس بس���بب املليشيات فقط‬ ‫‪ ،‬و ال توجد أي مش���كلة مع املليش���يات يف بناء‬ ‫امل���دارس و املستش���فيات و الطرق مل���اذا دائما‬ ‫نقول أن املليش���يات هي السبب يف عدم تقدم‬ ‫الب�ل�اد ‪.‬وزي���ر التعلي���م يتكلم معن���ا كلجنة‬ ‫تعلي���م و ق���ال لنا بأن���ه كلم���ا أراد أن يتكلم‬ ‫عن مش���كلة التعليم يف ليبيا يُس���كتين زيدان‬ ‫‪ ،‬و أراد أن يق���ول أن التعليم ه���و الدولة و إن‬ ‫مل يوج���د تعليم ال توجد دولة و لكن ألكثر‬

‫‪05‬‬

‫من مرة الس���يد زيدان ال يس���مح بالتكلم عن‬ ‫ه���ذه القضية ‪ ،‬و قال إن لديه خطة لتصفية‬ ‫الك���وادر ‪ ،‬فمثال وكيل وزارة التعليم تكلمت‬ ‫مع���ه خبصوص وضع التعلي���م يف اجلنوب و‬ ‫كأن���ه يقول مبا معناه أنا لن أس���اعدك فيما‬ ‫خي���ص اجلنوب ‪ ،‬أوض���ح من ه���ذا الكالم أن‬ ‫لي���س كل م���ن يعطل الب�ل�اد هو املليش���يات‬ ‫هناك ش���يء حيت���اج لتوقيع ورق���ة فقط من‬ ‫وزير ما ‪ ،‬بالنس���بة لألحزاب ال توجد خطط‬ ‫حزبية ناجحة ‪.‬‬ ‫•ما هو رأيك فيما خيص دسرتة اللغة‬

‫األمازيغية و لغة التبو و لغة الطوارق ؟‬

‫أن���ا م���ع دس�ت�رة كل اللغ���ات الليبي���ة و لكن‬ ‫األس���اس يف املش���كلة ليس الدسرتة ‪ ،‬نريد أن‬ ‫نص���ل إلي الدس�ت�رة من خ�ل�ال إعطاءنا حق‬ ‫التصوي���ت بالتوافق فيما خي���ص املكونات ‪ ،‬و‬ ‫إن التصويت فيما خيص األقليات و املكونات‬ ‫جي���ب أن يك���ون فق���ط بالتواف���ق و ال يك���ون‬ ‫مسية أكحيت و خدجية األنصاري‬ ‫التصوي���ت باألغلبي���ة كم���ا ه���و متعارف يف‬ ‫دس���اتري العامل ‪ ،‬و بقرار التصويت باألغلبية‬ ‫غات ‪ ،‬س���بها و بالتساوي تعطي أربعة مقاعد مقعد لكي يش���ارك يف الدستور ‪ ،‬يف الدستور‬ ‫سيتم اللعب باملعايري الدولية اليت مت وضعها‬ ‫ل���كل منطقة و لغدامس مقع���دان و مقعدان ال يراع���ى الس���كان ب���ل اجلغرافي���ا ‪ ،‬حنن يف‬ ‫للدس���اتري و يغالبونا باألغلبية ‪ ،‬و مت إسقاط‬ ‫للمكون���ات ‪ ،‬مقع���د للط���وارق ‪ ،‬و مقعد للتبو اجلن���وب لن نرتضي و نعطي س���بها مخس���ة‬ ‫م���ادة التواف���ق و قال���وا ه���ذا ( فيت���و ) ‪ ،‬ه���ذه‬ ‫‪ ،‬ه���ذا تص���وري و عندما قدمت���ه مل يعجبهم مقاعد ألن س���بها ليس���ت خليط من املكونات‬ ‫احلالة ال تسمي فيتو بل هي من أسس وضع‬ ‫و ( قع���دوا يضحك���وا ) ! ‪ ،‬إذا كان التخ���وف ‪ ،‬و العك���س يف املناط���ق املوج���ود فيها مكونات‬ ‫الدساتري ‪.‬‬ ‫من املش���اكل القبلية فهذه ليس���ت مشكلتك الذي���ن يعت�ب�روا يف أرضه���م األصلية كيف‬ ‫•ماهي خلفيات إصداركم للبيان‬ ‫أن���ت كواض���ع للدس���تور و أن تعط���ي ل���كل تعطيهم مقعد واحد يف أرضهم ؟‬ ‫االحتجاجي وملاذا علق أعضاء اجلنوب‬ ‫قبيل���ة مقعد هذا ( لعب ) ليس دس���تور ‪ ،‬ألن وحتفظن���ا التالي علي توزي���ع الدوائر علي‬ ‫عضويتهم ؟‬ ‫يف املقاب���ل منطقة غات فيها ع���دة قبائل ملاذا إنها نف���س الدوائر الي انتخب علي أساس���ها‬ ‫حنن أعضاء اجلنوب حمتجني علي التقسيم أعطي���ت غات مقع���د واح���د و مل تعطي عدة املؤمتر الوطين ‪ ،‬التقس���يم ج���اء بدائرتني يف‬ ‫ال���ذي خصصت فيه تس���عة مقاعد لس���بها و مقاع���د للقبائ���ل املوج���ودة فيها ‪ ،‬إذا تقس���يم اجلنوب و هذا يعين إخضاع الدستور للدولة‬ ‫الش���اطئ و التس���عة الباقية وزعت علي باقي املقاع���د علي أس���اس القبيلة بالتال���ي هذا ال ‪ ،‬ثاني���ا افرتاضه���م إن املنطق���ة اجلنوبية هي‬ ‫اجلن���وب ‪ ،‬و م���ن وجه���ة نظرن���ا أن س���بها و يعت�ب�ر دس���تور ‪ ،‬أعضاء املؤمت���ر وقفوا ضدي إقليم و هذا غ�ي�ر صحيح ‪ ،‬املنطقة اجلنوبية‬ ‫الشاطئ كغريها من املناطق اجلنوبية ‪ ،‬و يف أن���ا و الدكتورة زينب خبصوص هذا املقرتح فيه���ا ع���دة أقالي���م أوب���اري ‪ ،‬س���بها ‪ ،‬مرزق ‪،‬‬ ‫الدس���تور من املفرتض أن تراع���ي اجلغرافيا ‪ ،‬حماولة اللعب باملعايري جتعل من الدستور الش���اطئ ‪ ،‬غ���ات ‪ ،‬و املفرتض أن ت���وزع عليها‬ ‫فق���ط بعي���دا ع���ن احملافظ���ات و الوالي���ات ‪ ،‬فاش���ل ‪ ،‬حيت ل���و كان هناك ش���خص واحد املقاع���د بالتس���اوي ‪ ،‬و كذلك كوت���ا املكون‬ ‫اجلن���وب في���ه أوب���اري ‪ ،‬الش���اطئ ‪ ،‬م���رزق ‪ ،‬عل���ي احل���دود الليبي���ة م���ن حق���ه أن يأخ���ذ اليت ض���رت مبدينة غات و اعت�ب�رت منطقة‬ ‫غ���ات مكون واحد و أعطي هل���ا مقعد واحد و‬ ‫ه���م ليبيني و موجودي���ن يف منطقة حدودية‬ ‫حساس���ة جدا ‪ ،‬ل���و كان األمن من اهتمامات‬ ‫املؤمت���ر مل���ا أعطيت غ���ات مقعد واح���د و هي‬ ‫تعت�ب�ر ذات أهمي���ة حدودي���ة و أمني���ة إل���ي‬ ‫ليبي���ا ‪ ،‬املناط���ق املتواجد فيه���ا أغلبية عربية‬ ‫تعطي أكثر مقاعد و حيس���بوا إنهم ليبيني‬ ‫‪ ،‬و املناط���ق املتواج���د فيها أغلبي���ة من املكون‬ ‫حتسب كلها مكون و يعطي هلا مقعد واحد‬ ‫‪ ،‬و األه���م من ذلك ه���و موضوع التوافق الذي‬ ‫مت اسقاطه قصدا ألسباب ال نعرفها ‪.‬‬ ‫•ماذا عن اعرتاضكم علي املادتني رقم (‬

‫‪ ) 5‬و ( ‪ ) 6‬يف اإلعالن الدستوري ؟‬

‫أنا مشكليت يف املادة رقم مخسة و ال توجد أي‬ ‫إش���كالية بالنسبة لي يف املادة رقم ستة ‪ ،‬ألن‬ ‫التصويت الفردي ال يشكل مشكلة يف أوباري‬ ‫مث�ل�ا ‪،‬و ال داعي لوضع امل���رأة يف قائمة لكي‬ ‫تصل إلي اللجنة ‪ ،‬املادة رقم س���تة هي حسب‬ ‫املنطقة و ثقافتها ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬

‫رسالة مفتوحة ‪ ،‬اىل الشعب اللييب العظيم‬ ‫صالح نقاب‬ ‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫اىل كل م���ن ال يزال مقتنع���اً بالثورة وأ ّنها‬ ‫مل تفش���ل بعد‪ ،‬لكي نس�ي�ر حنو حل املعضل‬ ‫الضخ���م ال���ذي أوجلن���ا أنفس���نا في���ه بدون‬ ‫قص���د رمب���ا أو لرمب���ا حبس���ن الن ّي���ة ال�ت�ي‬ ‫دائم���اً ال ت���زال تف���رش الطري���ق اىل جه ّنم‬ ‫أم���ام الط ّيبني وما أكثره���م يف ليبيا‪ ،‬جيب‬ ‫أو ً‬ ‫ال تغي�ي�ر املعادل���ة القائمة الي���وم يف ليبيا‬ ‫وليبي���ا فق���ط وال�ت�ي تق���ول أن ‪ :‬واح���د زائد‬ ‫واحد ال تس���اوي ش���يئاً‪ ،‬فلقد انته���ى الربيع‬ ‫ي���وم واح��� ٍد وه���ذه حقيق��� ٌة ال ميك���ن أن‬ ‫يف ٍ‬ ‫نلقيه���ا على كتف احلكومة أو امليليش���يات‬ ‫أو األح���زاب الفاش���لة أو خطي���ب اجلمع���ة‪،‬‬ ‫ه���ذه مش���كلة الف���رد العاجز فين���ا والذي ال‬ ‫يهتم لشي ٍء حتى لو كان األمر هو احلديث‬ ‫ع���ن بقائه يضط���ر للقفز ف���وق احلفر أمام‬ ‫وزارة التخطيط والبنية التحتية بس���يارته‬ ‫متفاديا الوقوع فيها وهو يكيل السباب فقط‬ ‫لليبي���ا اليت ذنبها أنه موجو ٌد فيها‪ ،‬هذا الفرد‬ ‫ال���ذي حي���اول أن يك���ون مواطناً ومش���كلته‬ ‫احلقيق ّية ه���ي يف تعريفه هلذا الوطن‪ ،‬فم ّنا‬ ‫ٌّ‬ ‫مس���تعد لبيع���ه ألجل اخلب���ز‪ ،‬وم ّنا‬ ‫من ه���و‬ ‫من ه���و مس���تعد لبيع���ه بثمن أك�ب�ر‪ ،‬وم ّنا‬ ‫ٌّ‬ ‫مس���تعد ليهبه باجملان ملن خيربه أقصر‬ ‫من‬ ‫طري���ق للجن���ة أو اجلحيم ال ف���رق يف واقع‬ ‫ً‬ ‫مرحية‬ ‫األم���ر‪ ،‬فالدميقراطي���ة ال�ت�ي ب���دت‬ ‫أوصلت الكثريي���ن م ّنا اىل الكفر بها وإعالن‬ ‫ق���رار جتري���م احلزب ّية للم���رة الثانية‪ ،‬وهو‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫حقيق���ة ال تقوم ب���ه الدولة بل‬ ‫عم���ل س���ي ٌء‬ ‫يق���وم به الناس‪ ،‬ويف ليبي���ا الناس مل يعودوا‬ ‫يرون أنفس���هم كذلك منذ انتصرت الثورة‬ ‫وحتول اجلمي���ع اىل صنفني من الفقاريات‬ ‫والكائنات وحيدة اخلل ّية‪ ،‬وهنا يكمن اخلطأ‬ ‫األكرب يف ه���ذه الثورة املبارك���ة اليت بقي‬ ‫كل شيء فيها ملعوناً حاهلا حال سابقتها ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫إن احل���ل الوحي���د أمامن���ا ه���و الع���ودة اىل‬ ‫خطوات كثري ٍة بعد تالوة البس���ملة‬ ‫ال���وراء‬ ‫ٍ‬ ‫بالتأكيد واإلستعواذ من الشيطان وزمرته‬ ‫من رج���ال حكوماتن���ا املتعاقبة عل���ى امتداد‬ ‫قرن اىل يومنا ه���ذا‪ ،‬ودفن قرب قابيل‬ ‫نص���ف ٍ‬ ‫وإع���ادة هابي���ل اىل العائلة‪ ،‬جيب أن ننس���ى‬ ‫متام���اً ثوراتنا اليت نندم عل���ى فعلها‪ ،‬ونعيد‬ ‫حفر ش���وارعنا حبثاً عن صورتنا الشخصية‬ ‫عملي���ة ش���ديدة الدق���ة ويف‬ ‫الضائع���ة يف‬ ‫ٍ‬ ‫طريقن���ا حن���و إجي���اد ذواتن���ا الضائع���ة يف‬ ‫صخ���ب صراع األم���م من أجل آب���ار البرتول‬ ‫املتناث���رة يف صحرائن���ا الك�ب�رى‪ ،‬علين���ا أن‬ ‫بقوارب‬ ‫نق���وم بردم ه���ذه اآلبار وإس���تبداهلا‬ ‫ٍ‬ ‫لصيد الس���مك على طول الش���اطئ لتكفينا‬ ‫متاع���ب البح���ث ع���ن مرتب���ات موظف���ي‬ ‫مؤسس���ات الدول���ة العاطلة ع���ن العمل قبل‬ ‫التخلص منه���ا كّلها واإلبق���اء على قوارب‬ ‫الصي���د‪ ،‬فاإلس���تقالل مل جيل���ب لن���ا فوائد‬

‫مجة س���وى لعنة البرتول تلك ‪ ،‬فلقد أنفقنا‬ ‫دينار ومل‬ ‫م���ن مدخراتنا كل‬ ‫دره���م وكل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نتحص���ل عل���ى ش���ي ٍء البت���ة س���وى اعتق���ا ٍد‬ ‫كاذب كونن���ا أغنياء ليك���ون بقائنا نعتمد‬ ‫ٍ‬ ‫عمل سي ٍء قمنا‬ ‫على براميل البرتول أكثر ٍ‬ ‫به يف تارخينا املمتد ألكثر من سبعة آالف‬ ‫عام ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫إعلم���وا أن الدول���ة ال تبنيه���ا الص���دف‪ ،‬وال‬ ‫فوه���ات املداف���ع‪ ،‬وال الرصاص���ات الفارغة‪،‬‬ ‫وال نواي���ا الطامع�ي�ن‪ ،‬الدولة ليس���ت س���وى‬ ‫جه���ازاً إدارياً ال يهم أمساء املوظفينّ أو ألوان‬ ‫بش���رتهم أو مداومتهم على أداء الصالة من‬ ‫عدمه‪ ،‬ال وجود لش���ي ٍء امس���ه دولة املالئكة‪،‬‬ ‫وال وج���ود لش���ي ٍء امس���ه دول���ة الش���ياطني‪،‬‬ ‫إن حماول���ة تس���ويق مش���روع الع���زل حتت‬ ‫حج���ة إبع���اد األواح الش���ريرة ع���ن ملف���ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫قوائ���م املوظفني بعيدا عن صك���وك مرت ّبات‬ ‫صدفة‬ ‫هؤالء الش���هريّة ليس س���وى انتظار‬ ‫ٍ‬ ‫مس���تحيلة احل���دوث‪ ،‬النظ���ام الفاس���د ه���و‬ ‫ال���ذي خيل���ق الدول���ة الفاس���دة ال ّ‬ ‫املوظفني‬ ‫الفاس���دين‪ ،‬يف نهاي���ة املط���اف يف انتظ���ار‬ ‫جمموع���ة من الفتاوى العابرة اليت يتحدّث‬ ‫ٍ‬ ‫مقتضب يف أش���ياء‬ ‫حديث‬ ‫يف‬ ‫املفت���ى‬ ‫عربه���ا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خت���ص أحداً هن���ا‪ ،‬فلنجلس أم���ام التلفاز‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫متسمرين وحنن نرى فشلنا املدوّي‪ ،‬وحنن‬ ‫ّ‬ ‫سيل من كلمات‬ ‫عرب‬ ‫البعض‬ ‫بعضنا‬ ‫نش���نق‬ ‫ٍ‬

‫الس���باب والرصاص���ات الطائش���ة والبيانات‬ ‫امللتهبة عرب حناج�ي�ر املغلوبني على أمرهم‪،‬‬ ‫املخدوع���ون بفكرة الثورة ال�ت�ي تصنع دولة‬ ‫اهلل على األرض‪.‬‬ ‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬ ‫إنك���م فاس���دون ج���داً حت���ى النخ���اع‪ ،‬ل���ن‬ ‫تس���تطيعوا إطال���ة عمر الكذب���ة أكثر من‬ ‫عمر ثواراتكم س���يئة الصي���ت واليت أمساها‬ ‫العاقل���ون حرب���اً أهل ّي���ة ال غ�ي�ر‪ ،‬قوانينك���م‬ ‫ّ‬ ‫هش���ة ال ألنها س���يئة الصياغة بل ألنها غري‬ ‫ممكنة التفيذ‪ ،‬قانون العزل السياسي يعاني‬ ‫يف واق���ع األم���ر م���ن مش���كلتني‪ ،‬األوىل أن‬ ‫ع���زل الش���ياطني ال يعين مالئك ّي���ة الدولة‪،‬‬ ‫كم���ا أن السياس���ة ال ش���أن هل���ا بوظائ���ف‬ ‫الدول���ة وعدد املوظف�ي�ن أو أمسائهم ‪ ،‬الرأي‬ ‫السياس���ي ال عالق���ة ل���ه باملص���احل الكل ّي���ة‬ ‫للمواطنني‪ ،‬املوظ���ف دوره تقديم اخلدمات‬ ‫جلمي���ع املواطن�ي�ن‪ ،‬أم���ا السياس���ي فمهم ّته‬ ‫رس���م اإلجتاه���ات العام���ة لسياس���ة الدولة‬ ‫ً‬ ‫مناس���بة وفق وجه���ة نظره هو‬ ‫ال�ت�ي يراه���ا‬ ‫فقط‪ ،‬ومن هنا فإن قانونكم س���يء الس���معة‬ ‫واملليء بالنوايا الس���يئة لن يعزل أحداً سوى‬ ‫أنه س���يزيد اهل���وة بينكم مجيعاً‪ ،‬لتس���تمروا‬ ‫يف تصدي���ر الكراهية والبرتول والش���عارات‬ ‫النابية واألحالم غري ممكنة التحقيق ‪.‬‬ ‫أيّها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬ ‫أتف���ق معكم أو على األقل م���ع الكثري منكم‬

‫يف أن معم���ر الق���ذايف ش���خص ش���ري ٌر جداً‬ ‫وسيء الس���معة أيضاً‪ ،‬وأستطيع أن أضيف‬ ‫أ ّن���ه لعن ٌة حلت علين���ا دون أن يكون لنا ذنب‬ ‫حياهلا أو هكذا نعتقد‪ ،‬أقول هذا وفق حس���ن‬ ‫ن ّييت‪ ،‬لكين أستطيع القول أيضا أنكم مجيعاً‬ ‫دومن���ا اس���تثناء‪ ،‬املنتمون للكتائب املس���لحة‬ ‫واألحزاب الفاش���لة والصامت���ون الصابرون‬ ‫ً‬ ‫مسع���ة من���ه‪ ،‬فأنتم من‬ ‫أكثر ش��� ّراً وأس���وأ‬ ‫صنعتموه‪ ،‬املعزولون منكم والغري معزولون‬ ‫ح���د س���واء‪ ،‬املنتم���ون ألجه���زة النظام‬ ‫عل���ى ٍّ‬ ‫الس���ابق الذي انه���ار ألس���باب ال عالقة لكم‬ ‫مجيع���اً به���ا‪ ،‬حتى األم���وات منك���م‪ ،‬والذين‬ ‫اخت���اروا الفش���ل يف تس���لق جل���ان الق���ذايف‬ ‫الش���عبية وروابطه الش���باب ّية والصعود فوق‬ ‫صوامع مآذن اجلماهرييّة املرتفعة يف ليبيا‬ ‫وخارجه���ا‪ ،‬الصامتون من كان���وا يعتقدون‬ ‫أنفس���هم الصابري���ن‪ ،‬أنصحك���م باجلل���وس‬ ‫بعي���داً عن ملف���ات العامل الس���اخنة مبا فيها‬ ‫مل���ف الدس���تور اللي�ب�ي غري ممك���ن الكتابة‬ ‫ولنحاول اإلجابة على السؤال األهم والذي‬ ‫طرحه الزعيم س���يء الس���معة‪ ،‬من أنتم !؟ ‪،‬‬ ‫فمش���كلة ليبيا األوىل واأله���م واليت ال تزال‬ ‫تبحث عن حل‪ ،‬ه���ي أنكم كليب ّيني تنتمون‬ ‫لكل األوطان ما عدا هذا الوطن الكهل البالغ‬ ‫من العمر عمر اإلنسان نفسه ‪.‬‬ ‫أيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬ ‫إعلموا أن العامل مل يعد يكرتث بكم‪ ،‬لقد أقفل‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬

‫ال يس��تطيع أح � ٌد أن يهزمنا‪ ،‬ال األع��داء وال اجلراد أو انتش��ار الطاعون ‪،‬‬ ‫يوم آخر تطلع يف الشمس من الشرق‬ ‫أل ّننا منهزمون سلف ًا‪ ،‬غدا ٌ‬

‫الع���امل النافذة الصغرية ال�ت�ي كانت تدخل‬ ‫القليل م���ن الن���ور ناحيتكم‪ ،‬بع���د أن تأكد‬ ‫م���ن قفل الب���اب أم���ام صفاقتك���م‪ ،‬فلتنعموا‬ ‫بدولة املفيت‪ ،‬ومجهوريّة امليليش���يات‪ ،‬حيث‬ ‫ل���دى اجلمي���ع احل���ق يف جتاه���ل إش���ارات‬ ‫بس���رعة ال متناهية يف اجتاه‬ ‫املرور‪ ،‬والسري‬ ‫ٍ‬ ‫اهلاوي���ة‪ ،‬اعلموا أن اهلل أيض���ا مل يعد يكرتث‬ ‫بكم‪ ،‬فلقد مألمت سجالت خملوقاته بأرقام‬ ‫ضخم���ة م���ن الش���هداء‪ ،‬ال م���كان يف اجلن���ة‬ ‫للمزي���د منك���م‪ ،‬وكل من يقع لس���وء حظه‬ ‫العاث���ر يف قبض���ة أنص���ار ش���ريعة الغاب ال‬ ‫يس���تطيع أن يل���وم س���وى نفس���ه‪ ،‬كون مل‬ ‫ي ّتجه مشا ً‬ ‫ال عرب املتوس���ط حنو جنة اخللد‪،‬‬ ‫رغم اس���تحالة حصوله على تأش�ي�رة دخول‬ ‫هل���ا قب���ل مماته غرق���اً‪ ،‬فماليني ال���دوالرات‬ ‫القليلة اليت تتصارعون من أجل تقس���يمها‬ ‫بينكم وأنت تق ّيدون أمسائكم وأمساء بنيكم‬ ‫وأعضاء قبيلتكم وعصابات مرابيعكم املليئة‬ ‫بضجيج الس���باب وحلف اليمني املكذوب ‪ ،‬ال‬ ‫تعين شيئاً يف واقع األمر فليبيا ليست سوى‬ ‫صحراء تبكي دمعا أسود اللون‪ ،‬لدى العديد‬ ‫م���ن ال���دول الكثري الكث�ي�ر من���ه‪ ،‬ومجيعهم‬ ‫مس���تعدون لتقدميه باجملان ملن يس���تحقه‪،‬‬ ‫لضم���ان بقائك���م أيها الش���عب اللي�ب�ي خارج‬ ‫امل���كان والزم���ان‪ ،‬تبحث���ون بت���ؤدة والقلي���ل‬ ‫من الص�ب�ر رفقة دع���وات العجائز وأحجبة‬ ‫مش���ايخ وره���اب املراهق�ي�ن واملراهق���ات من‬ ‫يعتل���ون ج���ل مناصبك���م السياس��� ّية الي���وم‪،‬‬ ‫تنهال���ون بعص���ي م���ن كلم���ات نابي���ة على‬ ‫أعدائك���م الذي هم اآلخ���رون مجيعا‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذل���ك دولة اس���رائيل العظم���ى‪ ،‬ومجهورية‬ ‫إي���ران املرعب���ة‪ ،‬ودول حل���ف النات���و اللعنة‬ ‫ال�ت�ي احي���ت فيك���م عق���دة أودي���ب اىل أجل‬ ‫غ�ي�ر مس���مى وفنزوي�ل�ا وإفريقي���ا اجلائعة‬ ‫وآس���يا ببضائعه���ا منتهي���ة الصالحي���ة اليت‬ ‫تفد عليكم وتس���تقبلوها بصدر رحب فقط‬ ‫ألنك���م عاج���زون ع���ن فعل أي ش���يء س���وى‬ ‫شراءها وش���راء القليل من الدمم الرخيصة‬ ‫‪ ،‬وتنس���ون أن عدوك���م احلقيق���ي يف واقع‬ ‫األمر ‪ ،‬أيها الش���عب اللييب العظيم هو ‪ ،‬أنتم‬ ‫ببساطة ‪ ،‬ال أحد سواكم ‪.‬‬ ‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬ ‫أب���ارك لك صفقتك الناجحة اليت بعت فيها‬ ‫الوط���ن مقابل مرت���ب ش���هري والقليل من‬ ‫االمتيازات اليت جتعلك ش���خصية مشبوهة‬ ‫خ���ارج ح���دود وطن���ك‪ ،‬إعل���م أن الع���امل ال‬ ‫ي���راك وال ي���رد أن يفعل‪ ،‬لقد س���لط العامل‬ ‫ناحيتك أضواء اإلع�ل�ام املأجور فقط كون‬ ‫زعيمك األوح���د حينها أصب���ح بيدقا منهكاً‬ ‫أع���زل وكري���ه الرائحة يف رقعة ش���طرنج‬ ‫اللعب���ة الدول ّية‪ ،‬وم���ع القلي���ل والقليل من‬ ‫احلظ الس���يء ال ميكنكم أن تتوقعوا السماء‬ ‫تهطل عليكم تأش�ي�رات هج���رة اىل بلد آخر‪,‬‬ ‫كما ال تنتظروا قدوم أحد ناحيتكم بصفة‬ ‫املستتمر أو الغازي‪ ،‬لقد أصبحت اللعبة أسوأ‬ ‫م���ن أن يعاد تقليدها‪ ،‬كلك���م معزولون عن‬ ‫بعضكم البع���ض بفضل املس���افات الفارهة‪،‬‬ ‫كابوس مس���تحيل بينكم وأنتم‬ ‫واملصاحلة‬ ‫ٌ‬ ‫تتناحرون ألجل قضايا ومشاريع ال تهم ّ‬ ‫أي‬ ‫منكم ابتداء مبش���اريع اإلخوان والشركات‬

‫متعددة اجلنس���يات واألمم املتح���دة والغري‬ ‫متحدة وأجه���زة خمابرات الدول الصديقة‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬ومشاعر الكراهية املبثوثة بينكم عرب مآذن‬ ‫املس���اجد وطوابري املخابز وازدحام السيارات‬ ‫املركونة دومنا اهتم���ام أمام البنوك املليئة‬ ‫بالعمالت النقديّة س���هلة الصرف‪ ،‬ومن هنا‬ ‫عل���ى اجلميع أن يس���تمر يف النوم يف انتظار‬ ‫ف���راغ جيوبكم لتب���دأوا مرة أخرى مش���روع‬ ‫صفق���ة أخرى‪ ،‬تبيعون عربها الوطن مقابل‬ ‫ش���هري تنالون���ه وتنام���ون‪ ،‬وليحدث‬ ‫رات���ب‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫بعده���ا أي ش���يء ‪ ،‬حتى ل���و كّلفك���م األمر‬ ‫سقف غرفتكم اليت تنامون فيها ‪.‬‬

‫ه���ذه القرارات اليت قررنا تنفيذها هو القيام‬ ‫بثورة ال حتوي ثائراً واحداً ال يزال على قيد‬ ‫ً‬ ‫حقيقة ‪.‬‬ ‫احلياة‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫مكونة من األرقام‬ ‫لعبة‬ ‫الثورة غري‬ ‫ٍ‬ ‫ممكنة يف ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لعبة‬ ‫س���وى‬ ‫ليس‬ ‫ليبيا‬ ‫يف‬ ‫ح���دث‬ ‫فقط‪ ،‬فما‬ ‫ٍ‬ ‫سياسية استخدمت فيها اجلثتت بدل أوراق‬ ‫ٍ‬ ‫اللعب‪ ،‬فمن مشكلة الزواج بالزوجة الرابعة‬ ‫وصو ً‬ ‫ال اىل حقيقة ارتفاع عدد براميل النفط‬ ‫املباعة يوميا مروراً بالقرارات املتطرفة اليت‬

‫يتذكر عندم���ا أتانا ٌ‬ ‫ّ‬ ‫رجل أمسيناه‬ ‫مجيعنا‬ ‫القائ���د وأطل���ق عل���ى نفس���ه أمس���اء أخرى‬ ‫سلمناه حناجرنا وأقدامنا‬ ‫حتمل ذات املعنى‪ّ ،‬‬ ‫يس�ي�ر به���ا ع�ب�ر أحالم���ه ال�ت�ي هتف���ت هل���ا‬ ‫اجلماهري الغفرية املوحش���ة بوصفها هدفنا‬ ‫كشعب يستطيع حل كل مشاكل العامل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫لنكتشف أننا مل نس���تطع حل مشكلة املوقع‬ ‫السياحي اهلام الذي منتلكه لنفرط به كما‬ ‫ف ّرطن���ا بنعمة حبر الرمال وحبرية البرتول‬ ‫والق���ار حتته‪ ،‬وذهب الرجل م���ع القليل من‬ ‫الن���دم كونن���ا مل نس���تطع إزاحت���ه أو خلع‬ ‫ول���ي عه���ده إال مبعون���ة برامي���ل الب�ت�رول‬ ‫نفس���ها املنزوعة من رحم حجارة الصحراء‬ ‫الكربى وطائرات حلف الصليب غرياملعكوف‬ ‫ودع���وات فقهاء العرض والطلب‪ ،‬لنكتش���ف‬

‫أنتجت قانونا شبيها بشخصية فرانكشتاين‬ ‫مش���وها يصنف الليب ّيني مجيعا اىل مذنبني‬ ‫وجمرمني فق���ط كونهم مل ميلكوا س���وى‬ ‫الش���تم وهم يهادنون نظام الق���ذايف بالعنوة‬ ‫ليعمل���وا ف���وق أرضهم بغي���ة احلصول على‬ ‫املمك���ن من ق���وت يومه���م احملاص���ر برباثن‬ ‫جل���ان‬ ‫اللج���ان الثوري���ة ال�ت�ي حتول���ت اىل‬ ‫ٍ‬ ‫ثوري���ة بعد الث���ورة الثاني���ة‪ ،‬األرقام‬ ‫أكث���ر‬ ‫ٍ‬ ‫ال تعين ش���يئا عندم���ا يك���ون املواطن جمرد‬ ‫رق���م يف احصائات الس���جل املدن���ي وطوابري‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنتخابات اليت مل تعد تثري اهتمام الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي كام ً‬ ‫ال بعد أن أصب���ح يتم إخضاعه‬ ‫بقوة السالح بغية تفصيل القوانني واللوائح‬ ‫والدعوات والفتاوى خلدمة تسريع مهمتنا‬ ‫امللح���ة يف صناعة الدولة الفاش���لة اليت لن‬ ‫مثيلة يف‬ ‫أرق���ام‬ ‫تك���ون س���وى رقم���اً ضم���ن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫هذا العامل املوبوء بالق���رارات املتطرفة وأول‬

‫أنن���ا بل��� ٌد كاف ٌر جي���ب أن يتم جل���ده ليعلن‬ ‫التوب���ة‪ ،‬وليك���ون اجل�ل�اد ه���و جمموع���ة‬ ‫م���ن املراهق�ي�ن املتش���بعني بالفك���ر الث���وري‬ ‫ومشاعرالعداء لآلخرين مجيعا مبا يف ذلك‬ ‫جريانن���ا يف امل���دن املرتاصف���ة كأصابع اليد‬ ‫اليت ليس���ت مثل بعضها البعض وحنن نبدأ‬ ‫يف عدّه���ا بأصابع األي���دي‪ ،‬ولكي يس�ي�ر بنا‬ ‫هؤالء املراهقون يعيدون تكرار املسلسل لكن‬ ‫يف عص���ر آخر لن يقبله ول���ن يرضى القوى‬ ‫الدولي���ة ال�ت�ي س���تأتي تقل���ب الطاولة على‬ ‫تغيت ش���روطها‬ ‫رؤوس���هم لتعلن أن اللعبة رّ‬ ‫وأن خريط���ة الع���امل مل تع���د تقب���ل غيفارا‬ ‫مهووس بقتل الن���اس وجلد املعارضني‬ ‫آخر‬ ‫ٍ‬ ‫ل���ه حيث أن العدو حقيق���ة يكمن يف الداخل‬ ‫وال أح���د يف اخل���ارج يكرتث بق���رار الثوار يف‬ ‫إلغاء احتفال عاش���وراء أو نوع مالبس نس���اء‬ ‫هذا البلد الداخلية أو حجم الس���رقة املهولة‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫‪07‬‬ ‫من ميزانية الدول���ة األكثر فقرا يف العامل‬ ‫واليت يعتقد س���كانها أنهم يس���تطيعون مرة‬ ‫أخرى حل مشاكل العامل قاطبة ويف نفس‬ ‫الوقت ليس���وا قادري���ن على فك لغ���ز الثورة‬ ‫ال�ت�ي مل حتدث بعد رغ���م إعالنها مرتني يف‬ ‫قرن واح ٍد يف بل ٍد ال يزال س���كانه ال يؤمنون‬ ‫ٍ‬ ‫ب���ه وطن���ا هل���م خ���ارج قبائله���م املتناح���رة‬ ‫ومدنه���م ال�ت�ي مجعه���ا فقط احل���ظ العاثر‬ ‫جنبا إىل جنب ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫خسائرنا ال تزال طفيفة‪ ،‬ال نزال نقف على‬ ‫أقدامنا رغم كوننا ال نس���تطيع الذهاب اىل‬ ‫األمام‪ ،‬لك ّننا مس���تمرون يف تصدير براميل‬ ‫الب�ت�رول والكراهية‪ ،‬فلق���د انتهى الربيع يف‬ ‫ليلة واحد ٍة‪ ،‬وال نزال نتساقط على األرض‬ ‫ٍ‬ ‫كم���ا تتس���اقط أع���واد الثقاب‪ ،‬وبعد عش���ر‬ ‫سنوات فقط سيأتي أحد ال نعرفه وسيكتب‬ ‫ٍ‬ ‫تارخين���ا ال���ذي ال نعرفه أيضاً‪ ،‬س���يكتب أننا‬ ‫أقحمن���ا أنفس���نا يف مغام���ر ٍة غ�ي�ر حممودة‬ ‫العواق���ب وأعلن���ا الث���ورة‪ ،‬لكن م���ن اخلارج ‪،‬‬ ‫اس���تبدلنا كل ش���يء إال مالبس���نا الداخل ّية‬ ‫وقلبنا قصة الشعر املشهورة رأسا على عقب‪،‬‬ ‫لنعلن أننا اكتشفنا ديناً ووطناً والقليل من‬ ‫املصاحل املش�ت�ركة بينن���ا‪ ،‬لنك���ون يف نهاية‬ ‫ً‬ ‫جمموعة من األغبياء الصغار يف بل ٍد‬ ‫املطاف‬ ‫كبري يس���تحيل أن يسعنا وحنن نقف على‬ ‫ٍ‬ ‫قماش صفراء‬ ‫قطعة‬ ‫ف���وق‬ ‫احلافية‬ ‫أقدامنا‬ ‫ٍ‬ ‫ملطخة ببقعة كبرية من زيت احملركات‬ ‫كيس من‬ ‫جائ���ع بني يديه‬ ‫والقار كح ّف ٍار‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫الذهب ال يستطيع أكله أو بيعه ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫ٌ‬ ‫ومتخلف جداً‪ ،‬رغم صرخات‬ ‫ري‬ ‫إننا ٌ‬ ‫شعب فق ٌ‬ ‫أعضاء املؤمت���ر الوط�ن�ي ومؤتباتهم الوفرية‬ ‫ودموع األغنياء ودوام املدارس املفتوحة على‬ ‫مصراعيه���ا أم���ام أبنائنا مدخراتن���ا الوحيد‬ ‫اليت منلك ومل نعرف على امتداد اخلمسني‬ ‫عاما كيف نس���تثمرها‪ ،‬و بد ً‬ ‫ال من أن نفعل‬ ‫اس���تثمرنا يف إس���تخراج الق���ار والبنزي���ن‬ ‫الثقي���ل وغ���از قواري���ر املطاب���خ يف روم���ا‬ ‫صديقنا الل���دود على امت���داد تارخينا الذي‬ ‫قيل لن���ا‪ ،‬وهذا يف واقع األمر أكثر األعمال‬ ‫سوءاً قمنا به يف تارخينا املليء بالسواد‪ ،‬فلقد‬ ‫ردمن���ا ميزانيتنا العام���ة كل عام مبليارات‬ ‫األوراق التقدي���ة والكثري م���ن احلظ العاثر‬ ‫لتنتهي يف نهاي���ة املطاف يف أنابيب اجملارير‬ ‫تأكلها الصراص�ي�ر واجلرذان‪ ،‬فنحن دول ٌة‬ ‫ش���عب ال يع���رف‬ ‫ال متتل���ك ش���عباً‪ ،‬وحن���ن‬ ‫ٌ‬ ‫أ ّنه كذل���ك‪ ،‬نطارد اخلراف���ات واألكاذيب‬ ‫ونعي���د تس���ميتها كل ع���ام إمس���ا جدي���داً‪،‬‬ ‫اخلراف���ة األك�ب�ر كانت الث���ورة واألكرب‬ ‫منها كان اإلس���تقالل ‪ ،‬لكن يبقى الدستور‬ ‫وال���ذي نتن���دّر باحلديث عنه عل���ى أرصفة‬ ‫املقاه���ي اخلرافة األكثر إضحاكاً وبؤس���اً‬ ‫يف ذات اللحظة‪ ،‬ألنه ببس���اطة يس���تند على‬ ‫وجود ش���ي ٍء فقدناه منذ قديم الزمان إمسه‬ ‫[ إنسان ] ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫لقد خس���رنا مدخراتنا من أكياس األوراق‬ ‫النقديّ���ة يف مصارف أوروبا‪ ،‬وخس���رنا أيضاً‬ ‫املالي�ي�ن م���ن برامي���ل النف���ط يف مغامرات‬ ‫القذايف وعائلته‪ ،‬ومغامرة اجمللس اإلنتقالي‬ ‫واحلكوم���ات اإلنتقالي���ة املتعاقب���ة األكرب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وخسرنا ً‬ ‫مهولة من الليب ّيني باملقارنة‬ ‫نسبة‬ ‫بعدد سكان ليبيا ومس���احتها الضخمة اليت‬ ‫توازي مس���احة قارة بأكملها كأس�ت�راليا‪،‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬

‫هنيئ � ًا لك��م أنه ق��د بدأ بعض أبنائكم مس��رعني حن��و تطبيق الش��ريعة عرب ذبح أول عس��كر ّيني يف‬ ‫بنغازي‪ ،‬ومبباركة صمت املفتى سننطلق حنو اجلنة وحنن نقف يف مكاننا‪ ،‬فلقد فهم هؤالء املل ّثمون‬ ‫أن الشريعة ليست هي نشر العدل بل جز الرؤوس اليت ترتكب جرمية حلق اللحية‬ ‫لكن أكثر ما خس���رناه يف ه���ذه املعمعة هو‬ ‫اإلنس���ان ال���ذي ض���اع ب�ي�ن ملف���ات الكتائب‬ ‫الطيبة والش���ريرة‪ ،‬وأوراق الدولة املتناثرة‬ ‫بني مؤسساتها اليت استحوذت عليها القبائل‬ ‫الكربى وس���كان امل���دن املنتص���رة‪ ،‬ويف رحلة‬ ‫العودة حنو هذا اإلنس���ان جي���ب علينا إجابة‬ ‫الس���ؤال األزل���ي‪ ،‬مل���اذا حن���ن ال أح���د س���وانا‬ ‫موجودون هنا فوق بركة من النفط وغابة‬ ‫الرمل األصفر ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫لق���د بارك���ت اإلذاع���ات الرمسي���ة والغري‬ ‫رمسي���ة ومنابر املس���اجد ووس���ائل اإلعالم‬ ‫الصم���اء وطليقة اللس���ان حتو ّلكم الس���ريع‬ ‫واملبه���ر من دولة فاش���لة اىل أخ���رى أكثر‬ ‫ً‬ ‫فش�ل�ا‪ ،‬وتبدّل���ت األدوار ليبق���ى ضحاي���ا‬ ‫الث���ورة األوىل ه���م نفس���هم ضحاي���ا الثورة‬ ‫الثاني���ة‪ ،‬وليتح���ول ش���كل املس���تبد ولون���ه‬ ‫ورائحت���ه فق���ط ال غري‪ ،‬ليبقى ش���كله كما‬ ‫ه���و كري���ه الرائحة كجرح ش���ديد العمق‬ ‫يف جس��� ٍد آملته الضربات حتىٍ س���قط مغش ّياً‬ ‫علي���ه‪ ،‬فاملقهورون ال يس���تطيعون أب���داً بناء‬ ‫دول���ة أو القيام بثور ٍة‪ ،‬ب���ل فقط يك ّررون ما‬ ‫ٌفعل بهم بش���كل أس���وأ و أبش���ع يف اآلخرين‬ ‫مجيع���اً‪ ،‬ثورتك���م أكذوب���ة خيج���ل منه���ا‬ ‫التاري���خ واإلنس���ان‪ ،‬وتقس���يمكم جلريانكم‬ ‫وأخوانكم وأبناء جلدتكم والقبائل املتناحرة‬ ‫بينكم اىل صنفني من القوارض أو الكائنات‬ ‫وحيدة اخللية ال يعين ش���يئاً يف واقع األمر‪،‬‬ ‫فكلكم س���واء ‪ ،‬كلكم لستم سوى لعنة حّلت‬

‫على هذه األرض‪ ،‬مارس���تم العهر السياسي‬ ‫باس���م القومي���ة العربية‪،‬و اليوم متارس���ون‬ ‫الدعارة السياس��� ّية باس���م الدين وتعتقدون‬ ‫أنكم فقط املكلفون بتطبيق ش���رع اهلل الذي‬ ‫مل حي���دث على امت���داد التاري���خ أن جنا من‬ ‫براث���ن األفاق�ي�ن والزنادقة لتك���ون ثورتكم‬ ‫عابر يس���هل كش���طه‬ ‫اجملي���دة جمرد خطأ ٍ‬

‫من س���جل التاريخ البشري كما هو حالكم‬ ‫جائعة جملموعة‬ ‫أنتم مجيع���اً‪ ،‬جمرد أف���وا ٍه‬ ‫ٍ‬ ‫م���ن األنعام ب���ل أنتم‪ ،‬أض���ل س���بي ً‬ ‫ال ‪ ،‬وهذه‬ ‫حقيق ٌة خمجل ٌة ال يوجد من يستطيع قوهلا‬ ‫بشجاعة خمافة ثور ٍة تقوم ضدّه هو فقط ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫إعلموا أنه هنال���ك من األوثان يف هذا العامل‬ ‫أكث���ر مم���ا ميك���ن حتطيم���ه‪ ،‬وأنه ليس���ت‬ ‫اخلطاي���ا فق���ط توص���ل اىل اهلاوي���ة‪ ،‬أنت���م‬ ‫كم���ن يبص���ق يف وج���ه الري���اح العاتية‪ ،‬يف‬ ‫نهاي���ة املط���اف ال ميكنك���م تصدي���ق الكذبة‬ ‫اليت تكررونها رغ���م حماوالتكم املتكررة يف‬ ‫إضاف���ة اس���م اهلل جوارها‪ ،‬الث���ورة ال حتدث‬ ‫فقط بسبب الظروف‪ ،‬الثورة اليت ال حتدث‬ ‫يف العق���ول وتن�ي�ر الطري���ق أم���ام تصرفات‬ ‫يغي ش���يئاً‬ ‫الع���وام ليس���ت س���وى انقالب���ا ال رّ‬ ‫سوى إعالن أن إميانكم بالثورة واهلل والقوى‬ ‫ربر له س���وى أنك���م ضعفاء وال‬ ‫الدولية ال م ّ‬ ‫تستحقون الشفقة‪ ،‬فأنتم ال تف ّكرن يف شيء‬ ‫س���وى النق���ود والعالق���ات العاب���رة وتقديم‬ ‫املعون���ة ملن ال يهتم���ون بأمرك���م‪ ،‬فال يهم‬ ‫ً‬ ‫مقارنة بعدد الرجال يف جلانكم‬ ‫عدد النساء‬ ‫الش���عب ّية أو مقار أحزابكم البالية أو طوابري‬ ‫مدارس���كم س���يئة الصي���ت‪ ،‬فكلك���م ذكوراً‬ ‫وإناثاً لستم سوى صور ٍة واحد ٍة من اخلطايا‬ ‫اليت تعلقونها فوق مشاعة اهلل والشيطان ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫إن ح���وادث الس�ي�ر وح���االت التس���مم واملوت‬

‫غرق���ا يف اهلم���وم ومش���اعر اليأس‪ ،‬الس�ل�اح‬ ‫األكث���ر فتكاً يف ليبيا ه���ذه األيام رغم أنف‬ ‫رخص س���عر القناب���ل اليدويّ���ة والصواريخ‬ ‫احلراريّ���ة ومش���اعر احلس���د ولعن���ات‬ ‫اآلرام���ل واملش��� ّردين خ���ارج غ���رف نومه���م‬ ‫الصغ�ي�رة‪ ،‬باإلضاف���ة اىل تأخر س���ن الزواج‬ ‫بالنس���بة للش���باب والش���ابات البائيسن رغم‬

‫أن���ف فت���وى الزوج���ة الرابع���ة‪ ،‬وغياب كل‬ ‫عناصر اللعبة الش���ريفة يف عامل السياس���ة‬ ‫واإلقتصاد‪ ،‬والقطيع���ة املزمنة بني الليبيني‬ ‫وتارخيه���م‪ ،‬باإلضاف���ة اىل انتش���ار فك���رة‬ ‫احللول األس���هل كس���رقة الدقي���ق املدعوم‬ ‫م���ن خم���ازن احلكوم���ة وبيع���ه يف الس���وق‬ ‫الس���وداء‪ ،‬واإلس���تمرار يف ممارس���ة الع���ادة‬ ‫الس���ريّة للتأك���د م���ن إحتمال ّية اس���تمرار‬ ‫النسل‪ ،‬كل هذه املشاكل ميكن حّلها فقط‬ ‫عندما تق���ررون القيام حبرق آب���ار البرتول‬ ‫وبن���اء املصائف عل���ى طول الش���اطئ وقبول‬ ‫اس���تضافة الغرباء بصفتهم كس ّياح لديهم‬ ‫الكثري م���ن وقت الفراغ‪ ،‬والعودة اىل األرض‬ ‫للبحث عن خريطتنا اجلين ّية الضائعة فيها‬ ‫لنكتشف أن مشكلة ليبيا ليست كما يعتقد‬ ‫البعض أنها‪ ،‬مليئة بالليب ّيني ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫ال يس���تطيع أح ٌد أن يهزمن���ا‪ ،‬ال األعداء وال‬ ‫اجلراد أو انتش���ار الطاعون ‪ ،‬أل ّننا منهزمون‬ ‫س���لفاً‪ ،‬غ���دا يو ٌم آخ���ر تطلع يف الش���مس من‬ ‫الش���رق‪ ،‬جتلب معها من الش���رق أيضاً رياح‬ ‫األكاذيب وفتاوى العاطلني عن العمل اليت‬ ‫أصابت عقولنا بالصل���ع لدرجة إعتقدنا أن‬ ‫دور املف�ت�ي يف ليبي���ا هو اإلجاب���ة حبزم عن‬ ‫س���ؤال ‪ :‬هل الفيديرال ّية ح���را ٌم أم حالل !؟‪،‬‬ ‫وهل علينا إقامة صالة اإلستس���قاء لتهطل‬ ‫علينا الس���ماء باملستشفيات واملدارس املعل ّبة‬ ‫و غ���رف األطف���ال املليئ���ة بألع���اب القناب���ل‬ ‫اليدويّة واألسلحة اخلفيفة وشبه الثقيلة‪،‬‬ ‫واألرصف���ة ال�ت�ي ال ميكن رصف الس���يارات‬ ‫فوقه���ا‪ ،‬م���ع القلي���ل م���ن مش���اعر الوح���دة‬ ‫الوطن ّي���ة الزائفة املبن ّية على حس���اب س���عر‬ ‫برمي���ل البرتول ‪ ،‬وهل جي���ب أن يتم اختيار‬ ‫أعض���اء جلنة تأس���يس الدس���تور بن���اء على‬ ‫ط���ول اللح ّية أم ع���دد ال���والدات القيصريّة‬ ‫أو بنا ًء على لون البش���رة دون حس���اب تأثري‬ ‫أشعة الشمس احلارقة على وجوه الواقفني‬ ‫واملش���دوهني أم���ام أحالم الربي���ع املكذوب؟‪،‬‬ ‫لنتمك���ن يف نهاي���ة املط���اف م���ن متزيق هذا‬ ‫الوطن أش�ل�اء يف انتظار س���ايكس بيكو آخر‬ ‫ليخربن���ا امسائن���ا م��� ّرة أخرى ويق��� ّرر بد ً‬ ‫ال‬ ‫ع ّن���ا الوطن اجلدي���د الذي س���نقرر بيعه يف‬ ‫الس���وق الس���وداء مقابل احلفاظات وكم ّية‬ ‫من األس���لحة املس���تعملة و اك���وام الدقيق‬ ‫املغشوش وأشياء أخرى ال ميكننا بيعها‪ ،‬لكن‬ ‫ميكننا فقط إنش���اء نزاع حمموم بيننا حول‬ ‫تقامسه���ا كم���ا تقامسن���ا للوط���ن اجلديد‬ ‫كما كنا نتقاس���م قطعة الش���وكوالتة يف‬ ‫طفولتنا بناء على قوة األخ األكرب لكل م ّنا ‪.‬‬

‫أيها لشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫املنط���ق ال ينم���و ف���وق األش���جار‪ ،‬والنق���ود‬ ‫ليس���ت أكث���ر م���ن جم���رد أوراق‪ ،‬وبن���اء‬ ‫عليه عليك���م البدء بالبحث ع���ن القليل من‬ ‫املنط���ق يف أفعالكم وأفكارك���م البالية ألن‬ ‫ٌ‬ ‫حريق ينش���ب‬ ‫نقودك���م ميك���ن أن يلتهمها‬ ‫يف خض���م نزاعك���م احملم���وم ح���ول س���وق‬

‫برامي���ل النف���ط والكراهي���ة‪ ،‬لق���د أصبحنا‬ ‫بعد الثورة األوىل أفعى حتمل الس���م داخلها‬ ‫وبعد الثانية مل جتد هذه األفعى س���وى هذا‬ ‫الس���م لتش���ربه على معدة خاوي���ة معتقدة‬ ‫أن الس���م ال يقت���ل صاحب���ه‪ ،‬حن���ن جمتمع‬ ‫يدمن الكراهية وتدخني احلشيش ومراقبة‬ ‫قدم‬ ‫النساء واحلديث عن حكم الوضوء على ٍ‬ ‫واح���دة‪ ،‬املعركة القادم���ة ال ميكن تأجيلها‬ ‫وعاداتن���ا اليوم ّي���ة ابتداء من ص�ل�اة الفجر‪،‬‬ ‫التأخ���ر عن مواعيد العم���ل‪ ،‬عدم اإلكرتاث‬ ‫بإش���ارات امل���رور‪ ،‬ش���رب القهوة م���ع ملعقة‬ ‫من الس���كر الدعوم يوميا والقاء الكوب على‬ ‫قارع���ة الطري���ق‪ ،‬س���تتحول اىل كاب���وس‬ ‫مرعب منذ أبقتنا هذه العادات خارج العصر‬ ‫رغم أن���ف كم مش�ت�رياتنا باهظ���ة الثمنن‬ ‫ومشاعر احلسد املتناثر بيننا‪ ،‬ورياح القبلي‬ ‫ورغم أنف ميثاق األمم املتحدة أيضاً ‪.‬‬ ‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬ ‫ش���عب‬ ‫فرصكم يف النجاة قليلة جداً‪ ،‬فنحن‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كس���ول ج���داً ال يتقن ش���يئاً س���وى ترويج‬ ‫اإلش���اعات وتصديقها‪ ،‬فلقد روجنا إش���اعة‬ ‫قيام ث���ور ٍة قبل أرب���ع عق���و ٍد ‪ ،‬وصدّقنا هذه‬ ‫امللحة حينه���ا‪ ،‬وبطريقة عبث ّية‬ ‫األكذوب���ة ّ‬ ‫جداً قمنا بتصديق ذات الش���ائعة مر ًة أخرى‬ ‫لكن ه���ذه امل���رة أضفنا اىل ه���ذه األكذوبة‬ ‫املكّلف���ة أكاذي���ب أخ���رى فنح���ن جمتم���ع‬ ‫حماف���ظ‪ ،‬لك ّننا يف واقع األمر حنافظ فقط‬ ‫عل���ى عاداتن���ا البالي���ة وقدرتن���ا املرثية على‬ ‫نش���ر الكراهية بيننا‪ ،‬حتت ال نزال نس�ي�ر يف‬ ‫بإثق���ان حنو اهلاوي���ة‪ ،‬فلقد دفعتنا‬ ‫طريقنا‬ ‫ٍ‬ ‫بطريقة‬ ‫األخالقي‬ ‫فقرنا‬ ‫عن‬ ‫لنعل���ن‬ ‫املعاناة‬ ‫ٍ‬ ‫ال مثيل هل���ا يف العامل أمجع‪ ،‬لق���د أعّلنا أننا‬ ‫ش���عب مبهر وفري���د من نوعه وهذ ش���ائعة‬ ‫ٌ‬ ‫أخ���رى قمن���ا بتصديقه���ا بعد نش���رها بيننا‬ ‫رخيص���ة كنش���رات‬ ‫أدوات‬ ‫مس���تخدمني‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫األخب���ار وصح���ف اجمل�ل�ات ال�ت�ي ال يهت���م‬ ‫به���ا أحد حت���ى حنن‪ ،‬العامل أمج���ع ال يعنيه‬ ‫أمرنا‪ ،‬جنن كجموعة م���ن الال أخالقيني‪،‬‬ ‫مصابون بنزع���ة ختريب مفرطة‪ ،‬فنحن ال‬ ‫ن���زال دائم���ا يف انتظار زبون ما يش�ت�ري منا‬ ‫قطع���ة األرض القاحل���ة اليت نس���كنها رغم‬ ‫أنف التاريخ‪ ،‬كننا مل نكتشف بعد أننا رغم‬ ‫وثائ���ق األمم املتحدة واليونس���كو ومجعيات‬ ‫الرفق باحليوان ال منتلك احلق يف مواصلة‬ ‫احلياة فوق األرض‪ ،‬أو حتتها ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫هنيئ���اً لك���م أن���ه ق���د ب���دأ بع���ض أبنائك���م‬ ‫مس���رعني حنو تطبي���ق الش���ريعة عرب ذبح‬ ‫أول عس���كريّني يف بنغ���ازي‪ ،‬ومببارك���ة‬ ‫صم���ت املفتى س���ننطلق حن���و اجلنة وحنن‬ ‫نق���ف يف مكانن���ا‪ ،‬فلقد فهم ه���ؤالء املل ّثمون‬ ‫أن الش���ريعة ليست هي نش���ر العدل بل جز‬ ‫الرؤوس اليت ترتك���ب جرمية حلق اللحية‪،‬‬ ‫وأن رس���الة اهلل لعب���اده ليس���ت الرمح���ة بل‬ ‫كيل مجل السباب والبصق يف األوجه ونعت‬ ‫املخالفني بأبش���ع النعوت ع�ب�ر منابر خطبة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬

‫لق��د حتول��ت ليبي��ا بفض��ل محاق��ات الطامع�ين واألفاق�ين والسماس��رة‬ ‫والصعاليك اىل ساحة حرب‪ ،‬واحلرب لعبة ال منتصرين فيها‬ ‫اجلمع���ة واملطوي���ات اجملاني���ة يف املس���اجد‪،‬‬ ‫وهذه مشكلة لن نستطيع لوم التاريخ عليها‬ ‫كون���ه ال يؤم���ن باحل���ظ العاثر‪ ،‬ب���ل يؤمن‬ ‫باألفع���ال‪ ،‬و األفع���ال فق���ط‪ ،‬فه���ؤالء الذين‬ ‫يتجه���ون بنا حنو الرواء إلع���ادة إحياء دولة‬ ‫اخلالفة املس���تبدة واليت كانت جتز رؤوس‬ ‫الناس معلنة أنه قضاء اهلل فيهم لن يتو ّقفوا‬ ‫ع���ن فع���ل ذلك حت���ى نتوق���ف ع���ن متابعة‬ ‫مباريات ك���رة القدم ومتابع���ة أخبار بقية‬ ‫األمم عرب التلفاز‪ ،‬الذي ينش���ر بيننا الرعب‬ ‫من مش���اكل ال عالقة لنا بها مطلقاً‪ ،‬لنقوم‬ ‫باإللتف���ات حنو أماك���ن تفري���خ الكارهني‬ ‫للحي���اة ع�ب�ر التنقي���ب يف رؤوس هؤالء عن‬ ‫سبب العلة‪ ،‬كوننا جمتمع ال يرى أبعد من‬ ‫ذقنه‪ ،‬وهذه هي املشكلة ‪.‬‬ ‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬ ‫جن���ن نعي���ش خ���ارج العص���ر مس���تخدمني‬ ‫أدواته‪ ،‬وهذه جرمية جمحفة يف حق أبنائنا‬ ‫حقيقة من س���يجدون أنفسهم يستخدمون‬ ‫هذه االدوات دون دراية مسبقة مبضاعفتها‬ ‫اجلانب ّي���ة ال�ت�ي تنت���ج ع���ن اإلف���راط يف‬ ‫اإلس���تخدام اخلاط���ئ هل���ا‪ ،‬فباإلضاف���ة اىل‬ ‫املوعد الس���يء لتاريخ مولد هؤالء سيقومون‬ ‫بلومن���ا والدعاء علين���ا يف خامتة كل صالة‬ ‫جهريّ���ة‪ ،‬كونن���ا قررنا املس�ي�ر ع�ب�ر طريق‬ ‫موحل���ة بأق���دام حافية حن���و الدميقراطية‬ ‫وحنن نؤمن بالقبيلة وسلطة شيخ اجلامع‬ ‫األمي وعورة صوت مديرة املدرس���ة ونؤمن‬ ‫ّ‬ ‫أيض���اً بأ ّن���ه يف امل���ال الع���ام نصيب ل���كل من‬ ‫يس���تطيع بيع ضمريه للشيطان وخمابرات‬ ‫ال���دول الش���قيقة أيض���اً‪ ،‬وأن املس���اواة ب�ي�ن‬ ‫الرج���ل وامل���رأة يف احلق���وق واملواطنة وحق‬ ‫اخلروج اىل الش���ارع بأمان هو كفر ونش���ر‬ ‫للفاحش���ة‪ ،‬و أن العلماني���ة معناه���ا فت���ح‬ ‫أب���واب اخلم���ارات الس���رية املنتش���رىة يف‬ ‫ليبي���ا عل���ى امل�ل�أ ‪ ،‬و أن الليبريالي���ة تع�ن�ي‬ ‫املس�ي�ر ب���دون مالب���س يف جمتم���ع تع���رى‬ ‫م���ن أبس���ط القي���م األخالقي���ة أص�ل�ا ‪ ،‬وأن‬ ‫الطف���ل جمرد قرد جي���ب أن ال حيرج خارج‬ ‫كهفه مطيع���ا تقاليد اجملتم���ع البالية مبا‬ ‫يف ذل���ك عرب التصوي���ت يف االنتخابات إلبن‬ ‫الع���م فق���ط ألنه حيم���ل نفس اللق���ب‪ ،‬وأن‬ ‫احلزب ه���و جتمع قبلي أو جمرد ش���راكة‬ ‫بني جمموعة من أصح���اب رؤوس األموال‬ ‫جمهولة املصدر‪ ،‬لنتح���ول يف نهاية املطاف‬ ‫من دولة السماسرة باسم القوم ّية اىل دولة‬ ‫اللصوص باسم الدميقراط ّية ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫لق���د وصفتم القذايف بأبش���ع النعوت‪ ،‬وهي‬ ‫ج���رأة س���ببها الوحيد أنه م ّيت‪ ،‬أنا ش���خصيا‬ ‫ش���اهدت أس���واراً يف طرابل���س املدينة ش���به‬ ‫العاصم���ة اليوم بقيت نظيفة حتى بعد يوم‬ ‫وفاته املشهود له بالقداسة ألسباب أخرى ال‬ ‫ختصنا حنن أيضاً يف واقع األمر‬ ‫ختصه و ال ّ‬ ‫بثالثة أش���هر‪ ،‬ألقرأ أثناء م���روري بأحدها‬ ‫عبارة مفاده���ا أن الطاغية قد م���ات ملعونا‪،‬‬ ‫بفض���ل نش���اط أبن���اء ذل���ك احل���ي احملموم‬ ‫حبث���اً ع���ن احلري���ة‪ ،‬و أن ث���وار ه���ذا احل���ي‬ ‫س���يطاردونه داخل حفرته‪ ،‬وميكنين جبرأة‬

‫ال أحس���د عليها أن أنعت ما أمسيتموه بثورة‬ ‫بأبش���ع النعوت أيضاً ألقول أنها ثور ٌة قذرة‪،‬‬ ‫ألني لن أنتظر ‪ 42‬عاماً حتى أفعل وأنا أرى‬ ‫‪ 42‬ش���خصا ميوتون فقط ألنهم ميتلكون‬ ‫رأي���اً خمالف���اً جلمع ّي���ة خرييّ���ة مدجج���ة‬ ‫ش���خص مطلوب للعدالة‪،‬‬ ‫بالس�ل�اح يرأسها‬ ‫ٌ‬ ‫ه���ذه الثورة اليت باركه���ا الصادق الغرياني‬ ‫نفسه الذي بقي فاغراً فاه و هو يرى القذايف‬ ‫يغت���ال خربيش يف روما و خيفي النامي من‬ ‫طرابل���س و يس���مم حييى معم���ر يف نالوت‬ ‫ولق���د اخ�ت�رت ه���ذه األمس���اء الثالث���ة دون‬ ‫غريها م���ن األمساء اليت مل يكرتث بها مفيت‬ ‫الدي���ار وه���و يتحدث يف اذاع���ة اجلماهريية‬ ‫عن مبطالت الوضوء ويس���عى إلرس���ال ابنه‬ ‫عل���ى نفق���ة حكوم���ة الق���ذايف للدراس���ة يف‬ ‫بريطاني���ا‪ ،‬اخرتت هذه األمس���اء حتى أتد ّثر‬ ‫برداء القبيلة اليت اكتش���فتها حال اجلميع‬ ‫بع���د ثورة أعلنت أ ّنه ال وج���ود للقبيلة فيها‪،‬‬ ‫وأن الليبي�ي�ن الذي قامت بينهم حرب اهلية‬ ‫وس���تقوم أخرى فق���ط عندما تعلن أس���واق‬ ‫النف���ط إقفال الب���اب أمام س���لعتنا الوحيدة‬ ‫اليت نبيعه���ا دون جهد يف انتاجه���ا طبعاً‪ ،‬أن‬ ‫الليب ّيني أخوة مع وقف التنفيذ ‪.‬‬ ‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬ ‫إعلموا أنكم س���بب مش���اكلكم ال أحد آخر‪،‬‬ ‫أبنائك���م هم من يقرتفون األخطاء الطفيفة‬ ‫صحب���ة الك���وارث غ�ي�ر القابل���ة للتصديق‪،‬‬ ‫فع�ب�ر اكذوب���ة وج���ود جمتم���ع ومدني يف‬ ‫ذات اللحظ���ة يف ليبي���ا الي���وم ميكننا تكرير‬ ‫أفكار أخرى مفادها أن التجمعات املس���لحة‬ ‫املتكدّس���ة يف ربوع ليبيا مرتاكية األطراف‬ ‫مكون���ة من أبنائك���م‪ ،‬ليبيون حبك���م الوالدة‬

‫عاطلون ع���ن العمل حبكم التوقيت الس���يء‬ ‫للمي�ل�اد‪ ،‬وهذه التجمعات املس���لحة ليس���ت‬ ‫كتائ���ب ألنه���ا ال تنتم���ي جلي���ش وطين أو‬ ‫ش���به وطين حتى‪ ،‬وليس���ت ميليشيات ألنها‬ ‫ال متتلك مش���روعاً مقدس���اً أو شبه مقدّس‬ ‫مكتوب يف كتاب يتحدث بلغة براقة عن‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫مشروع أيديولوجيا غري ممكنة التطبيق يف‬ ‫جمتمع بش���ري مل���يء بالعق���د واملعضالت‬ ‫الغ�ي�ر م�ب�رّ ة حال كت���اب رأس امل���ال لكارل‬ ‫مارك���س عل���ى س���بيل املث���ال‪ ،‬ه���ي فق���ط‬ ‫عصابات مس���لحة ال تس���تحق إمس���اً آخر و‬ ‫أعضائه���ا مرتزق���ة ال يس���تطيعون تلمي���ع‬ ‫مرتبات‬ ‫صوتهم مهما حاولوا ألنهم يتلقون‬ ‫ٍ‬ ‫دون أن يعملوا شيئاً سوى إلقاء القبض على‬ ‫شخص مهم بغية إبتزازه أو تغيري أفكاره أو‬ ‫جعله يندم على ذات التوقيت السيء لتاريخ‬ ‫مولده ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫إنكم تعانون من مش���اكل ع���دّة‪ ،‬األوىل هي‬ ‫غي���اب مفه���وم امللكي���ة املش�ت�ركة لألرض‬ ‫اليت تس���كنونها‪ ،‬كل ش���يء فيها مبا يف ذلك‬ ‫الطرق���ات العام���ة واملستش���فيات واحلدائق‬ ‫ملهمل���ة ومش���اكل ضع���ف البني���ة التحتية‬ ‫كل ش���يء عدا غرف النوم طبعاً‪ ،‬واملش���كلة‬ ‫الثاني���ة انك���م ال تزالون تعامل���ون ليبيا على‬ ‫أ ّنها ج ّثة حتملونها فوق كتافكم مكرهني‪،‬‬ ‫فتقومون لغاية ختفيف وزنها بعد فش���لكم‬ ‫يف رميها أو دفنها او محل آخرين على محلها‪،‬‬ ‫تقومون بأكلها قطعة قطعة لتستمروا من‬ ‫املسري يف طريق نهايته قبوركم‪ ،‬وهذه هي‬ ‫املش���كلة احلقيق ّي���ة ‪ ،‬إن إعتمادك���م عل���ى‬

‫‪09‬‬ ‫آب���ار النف���ط املش���تعلة يف الصح���راء فق���ط‬ ‫وجتاهلكم ل���كل طريقة أخ���رى تتحصلون‬ ‫عربها على اللح���م دون اإلنقاص من حجم‬ ‫اجل ّثة س���يجعلكم تب���دأون يف أكل بعضكم‬ ‫البع���ض يف نهاي���ة املط���اف‪ ،‬لق���د اس���تفحل‬ ‫املرض اهلولندي بينكم وال طريقة لعالجه‬ ‫س���وى عرب س���ؤال أهل اإلقتص���اد يف البحث‬ ‫عن حل هلذه املش���كلة املوغلة يف الصعوبة و‬ ‫اليت أصابت قبلك���م دوال أخرى كالنرويج‪،‬‬ ‫أوغن���دا‪ ،‬الربازيل و جن���وب إفريقيا‪ ،‬واحلل‬ ‫جي���ب أن يتم بعيدا عن خراف���ة أيديولوجيا‬ ‫األح���زاب السياس���ية الفق�ي�رة‪ ،‬ودار اإلفتاء‪،‬‬ ‫وكتائ���ب الش���ريعة الناقص���ة‪ ،‬ول���ن يكون‬ ‫احلل س���وى عرب اإلعرتاف بانكم شركاء يف‬ ‫الوطن مجيع���ا وأن هذا الوطن ميلك أكثر‬ ‫م���ن القار والغ���از وبراميل الربن���ت ليعطينا‬ ‫يف ص���ورة بش���عة من ص���ور اإلف���راط الغري‬ ‫مربر يف حرث الصح���راء وزرعها باألرصدة‬ ‫الفارغة ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫اعلم���وا أن احلي���اة قص���ة أطول م���ن طابور‬ ‫الس���يارات املتكدّس���ة أمام حمط���ة البنزين‪،‬‬ ‫فه���ل ال تزال���ون يف انتظ���ار ش���ائعة نصفها‬ ‫حقيق���ي عل���ى اعتبارن���ا جمتم���ع تق���وده‬ ‫الش���ائعات وأس���عار اخلض���راوات مش���اعر‬ ‫الكس���د والكراهية وعني احلس���ود‪ ،‬ومفادها‬ ‫أن ليبي���ا أصبحت ضمن قائمة أس���وأ عش���ر‬ ‫دول يف الع���امل‪ ،‬ويف كل ش���يء ابت���دا ًء م���ن‬ ‫معدل هطول األمطار وتناقص عدد براميل‬ ‫النفط املباع���ة يوم ّياَ وعدد األحي���اء القابلة‬ ‫ألن تك���ون مأهول���ة بالبش���ر يف العاصم���ة‪،‬‬ ‫وس���وء خدم���ة األنرتن���ت‪ ،‬وأنن���ا يف انتظ���ار‬ ‫أن يأت���ي الري���ح ليحملن���ا بعي���داً عنها حال‬ ‫خرجيي اجلامعة الذين يرفضون العودة يف‬ ‫أس���وأ صورة من صور تدن���ي الوطن ّية وهذه‬ ‫األخ�ي�رة أيضا تضعنا يف قمة الدول العش���ر‬ ‫األس���وأ منذ جعلنا ليبيا بضاعة تاجر أصابه‬ ‫املل���ل يف انتظار عودة املس���يح كي يبيعها له‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬

‫إياكم أن تعتقدوا أن مكاس��بكم س��تتضاعف بتناقص عددكم‪ ،‬إنه حلم‬ ‫شبيه حبلم امليت بأن يستطيع فتح عينيه‬ ‫كّله���ا مقاب���ل ضمان دخوله اجل ّن���ة بعد أن‬ ‫مل حاله حال اجلميع هنا العيش يف جهنم‪،‬‬ ‫وجهن���م ليس���ت جم���رد قرية ق���رب مدينة‬ ‫س���رت ولد فيه���ا الق���ذايف وآخ���رون‪ ،‬بل هي‬ ‫اإلس���م الرمزي لليبيا يف سجالت املخابرات‬ ‫األجني���ة اليت مل تعد حتتاج ألن تأتيكم منذ‬ ‫خ���رج كل ش���خص منك���م يعرضه���ا للبيع‬ ‫هل���م مقابل ضم���ان عدم الوق���وف طويال يف‬ ‫طوابري حمطات البنزين ‪.‬‬ ‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬ ‫حل مشكلتك ميكن تلخيصه يف إخراج املرأة‬ ‫م���ن املطبخ وم���ن غرف النوم خ�ل�اف أوقات‬ ‫الن���وم طبعاً‪ ،‬ه���ذا هو احلل وه���ذه هي أيضا‬ ‫فزاع���ة قضيبكم املنتصب ‪ ،‬لتك���ون النتيجة‬ ‫دائماً غي���اب ثالثة أرباع عقولك���م‪ ،‬فمنذ أن‬ ‫ع���اش مجيعكم جترب���ة املرور ع�ب�ر الرحم‬ ‫وأنت���م تكره���ون كل م���ا مي���ت ل���ه بصل���ة‪،‬‬ ‫حتى أمهاتكم وبن���ات عمومتكم وزميالتكم‬ ‫يف فص���ول امل���دارس ومدرج���ات اجلامع���ات‬ ‫واحملروم���ات من طوابري الص�ل�اة اخللف ّية‪،‬‬ ‫فأصبحتمت كم���ا األعمى الذي يصر على‬ ‫ش���راء مرآة باهظة التمن‪ ،‬جمتمع ناقص ال‬ ‫بقدم واحد ٍة اىل األمام وال‬ ‫يس���تطيع الس�ي�ر ٍ‬ ‫الوق���وف مكانه م ّت ً‬ ‫���كأ على‬ ‫يس���تطيع حت���ى‬ ‫عص���اً مكس���ورة إمسه���ا فت���وى ال عالقة هلا‬ ‫قطيع‬ ‫بأحد س���وى قائلها‪ ،‬ولكي نتح ّول من‬ ‫تائ���ه اىل جمتمع إنس���اني جي���ب علينا أو ًٍ‬ ‫ال‬ ‫ٍ‬ ‫حماولة إعادة النظ���ر يف فكرة عدائنا الغري‬ ‫م�ب�رّ ر للرح���م‪ ،‬ولعد النظر اىل أجس���ادكم‬ ‫لتكتش���فوا أ ّنكم منذ ب���دء التكوين مجيعكم‬ ‫كنتم يف اجتاه أن تكونوا نس���ا ًء لوال ّ‬ ‫حظكم‬ ‫العاثر الذي جعل منكم جم ّرد أشباه رجال ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬ ‫أفكارك���م تثري الريّب���ة وبديه ّياتكم مثرية‬ ‫للش���فقة‪ ،‬إنها حتدث دائماً اىل درجة تؤذي‬ ‫البص���ر‪ ،‬وجه���ة النظ���ر املتعلق���ة برئي���س‬ ‫دولتكم اليت ال ت���زال داخل الرحم ال عالقة‬ ‫هل���ا ب���ه مطلقاً‪ ،‬مبق���دار عالقته���ا بنظرتكم‬ ‫املشوبة بالش���كوك قصر النظر أيضاً لكل ما‬ ‫حي���دث حولكم‪ ،‬فكون���ه يتحدث لغ���ة ثانية‬ ‫ال يع�ن�ي أ ّن���ه بالض���رورة منح���از ألصحاب‬ ‫ذات اللغ���ة مبق���دار يفوق إحني���از أي منكم‬ ‫ألف���راد عائلت���ه أو قبيلت���ه أو مدينت���ه أو يف‬ ‫أسوأ الظروف عصابته‪ ،‬فما حدث ال يتعدى‬ ‫كونه خطوة ش���جاعة تعكس فقط اختال ً‬ ‫ال‬ ‫يف ت���وازن مفاهيمك���م املوغل���ة يف الق���دم‪،‬‬ ‫املبج���ل لن حيت���اج مرتمج���اً لينقل‬ ‫رئيس���نا ّ‬ ‫لكم ما جيول يف خاطره كونه حال ممثلي‬ ‫امل���دن الناطقة باألمازيغي���ة ال يهتمون بهذا‬ ‫الف���ارق العمي���ق وال يكرتثون به���ذه الثروة‬ ‫اليت ميلكونها حتت س���قف احللق مباش���ر ًة‪،‬‬ ‫خماف���ة أن يتهمه���م اجلمي���ع مب���ا قع���ل‬ ‫الكث�ي�رون منكم اليوم على م���ا يبدو‪ ،‬األمرو‬ ‫يتغي ش���يء الب ّت���ة‪ ،‬ال نزال‬ ‫كم���ا ه���ي و مل رّ‬ ‫نتوج���س خيفة من بعضنا البعض وال نريد‬ ‫اإلع�ت�راف بأن حاصل مجع واحد زائد واحد‬ ‫ال يساوي واحد ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫فلنحاف���ظ عل���ى رباط���ة جأش���نا وليعل���م‬

‫مدينت���ه و ع���اد إليها كما هي وس���يرتكها‬ ‫م���رة أخ���رى كم���ا هي‪ ،‬حاهل���ا ح���ال مدننا‬ ‫الليبي���ة املرتامي���ة ع�ب�ر صح���راء الرم���ال‬ ‫الك�ب�رى‪ ،‬مليئة مبش���اعر الش���ك والكراهية‬ ‫واخلداع‪ ،‬لنبقى كما أطف���ال الصف األول‬ ‫نبكي طول مدة احلصص الستة ونستمر يف‬ ‫البكاء أثناء عودتن���ا اىل املنزل ألننا نعلم أننا‬ ‫س���نعود يف اليوم املوالي لذلك املكان يف الذي‬ ‫ال نعرفه ولن نفعل ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫حن���ن نعي���ش خ���ارج العص���ر مس���تخدمني‬ ‫أدواته‪ ،‬وهذه جرمية جمحفة يف حق أبنائنا‬ ‫حقيقة من س���يجدون أنفسهم يستخدمون‬ ‫هذه االدوات دون دراية مسبقة مبضاعفتها‬ ‫اجلانب ّي���ة ال�ت�ي تنت���ج ع���ن اإلف���راط يف‬ ‫اإلس���تخدام اخلاط���ئ هل���ا‪ ،‬فباإلضاف���ة اىل‬ ‫املوعد الس���يء لتاريخ مولد هؤالء سيقومون‬ ‫بلومن���ا والدعاء علين���ا يف خامتة كل صالة‬ ‫جهريّ���ة‪ ،‬كونن���ا قررنا املس�ي�ر ع�ب�ر طريق‬ ‫موحل���ة بأق���دام حافية حن���و الدميقراطية‬ ‫وحنن نؤمن بالقبيلة وسلطة شيخ اجلامع‬ ‫األمي وعورة صوت مديرة املدرس���ة ونؤمن‬ ‫ّ‬ ‫أيض���اً بأ ّن���ه يف امل���ال الع���ام نصيب ل���كل من‬ ‫يس���تطيع بيع ضمريه للشيطان وخمابرات‬ ‫ال���دول الش���قيقة أيض���اً‪ ،‬وأن املس���اواة ب�ي�ن‬ ‫الرج���ل وامل���رأة يف احلق���وق واملواطنة وحق‬ ‫اخلروج اىل الش���ارع بأمان هو كفر ونش���ر‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫لقد حتولت ليبيا بفضل محاقات الطامعني‬ ‫واألفاق�ي�ن والسماس���رة والصعالي���ك اىل‬ ‫س���احة ح���رب‪ ،‬واحلرب لعب���ة ال منتصرين‬ ‫فيه���ا‪ ،‬لك���ن الش���يء املش�ي�ن يف ه���ذه احلرب‬ ‫باإلضافة اىل قيادات األحزاب من صعاليك‬ ‫أس���واق األثاث املس���تعمل وقادة امليليش���يات‬ ‫خرجي���ي اإلحداثي���ات ومروج���وا املخدرات‬ ‫بني أعض���اء مجعياته���م اخلريي���ة املدججة‬ ‫بالس�ل�اح‪ ،‬األس���وأ ه���و حت���ول اجملتم���ع اىل‬ ‫جتم���ع م���ن البقال�ي�ن الذي���ن احنص���رت‬ ‫مس���تويات أخالقه���م فق���ط عن���د مس���توى‬ ‫احلظ فق���ط ال غري‪ ،‬فمف�ت�ي الديار صامت‬ ‫وصمت���ه م�ب�رر ك���ون وظيفت���ه تنتهي مع‬ ‫إع�ل�ان اليوم املتمم لش���هر ش���عبان‪ ،‬ورئيس‬ ‫احلكوم���ة أيض���اً صام���ت لك���ن صمت���ه غري‬ ‫مربر إال إذا كان موصوال بسلك كهربائي‬ ‫واح���د واملف�ت�ي‪ ،‬فف���ي الق���رن املنص���رم ب���دأ‬ ‫عصر العل���م ومع نهايته ب���دأ عصر الدولة‪،‬‬ ‫وال ن���زال مبيليش���ياتنا وق���رارات احلكوم���ة‬ ‫املعطلة وفت���اوى دار اإلفتاء الغري مفيدة‪ ،‬ال‬ ‫نزال خارج العصرين نبعد مس���افة مقدارها‬ ‫ً‬ ‫رط�ل�ا‪ ،‬وه���ي مس���افة يس���تحيل‬ ‫عش���رون‬ ‫قياس���ها حقيق���ة إلخت�ل�اف الوس���ائل ال�ت�ي‬ ‫نس���تعملها والوسائل اليت يس���تعملها العامل‬ ‫احلقيقي والذي ال نزال خارجه ‪.‬‬

‫هذه املرة ومع القلي���ل من التفائل احملفوف‬ ‫باملخاط���ر ميكن�ن�ي القول بأن األمور تس�ي�ر‬ ‫حنو األفضل على ما يبدو‪ ،‬فما دامت األمور‬ ‫تس�ي�ر برعاية اهلل وأمريكا فلنتوقع دائماً ّ‬ ‫أن‬ ‫األعمال الس���يئة ال ميك���ن أن تتك ّرر يف ذات‬ ‫الي���وم مرت�ّي�نّ ‪ ،‬لق���د انته���ى الربي���ع يف يوم‬ ‫واح���د‪ ،‬ه���ذا الي���وم ال���ذي أصبح أط���ول من‬ ‫املعتاد اس���تمر مع امتطاء اإلخ���وان للفرس‬ ‫اجلام���ع واس���تمر حت���ى وقوع���ه وال���ذي‬ ‫س���يلحقه بركة من الدم���اء يف مصر اجلار‬ ‫األق���رب وتون���س األكث���ر قرب���اً‪ ،‬وتواص���ل‬ ‫حت���ى وصولن���ا اىل نتيجة ال ت���زال يف ليبيا‬ ‫تس�ي�ر ببطء مبنظار املراقب مفادها أن ارادة‬ ‫الش���عب أق���وى م���ن خراف���ة الدميقراطي���ة‬ ‫الغ�ي�ر قابل���ة للتصديق‪ ،‬الس���يناريو يف ليبيا‬ ‫س���يكون خمالف���ا بنس���بة ال ميك���ن تصورها‬ ‫أو تصديقه���ا‪ ،‬لكن النتيجة س���تكون واحدة‪،‬‬ ‫مادامت األمور حتدث برعاية اهلل‪ ،‬و برعاية‬ ‫أمريكا أيضاً ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫أبارك لكم خطوتك���م اجلرئية اليت اجتزمت‬ ‫عربه���ا امل���كان والزمان حنو احلي���اة اآلخرة‬ ‫وأعلنتم عن إنش���اء وزارة حكومية تتصرف‬ ‫بوثائ���ق ي���وم القيام���ة وتتالع���ب ب���أوراق‬ ‫املالئك���ة وجن���ود اهلل كما تش���اء معلنة أ ّنها‬ ‫متتل���ك قوائم ال تقبل الش���ك حت���وي امساء‬ ‫دوام‬ ‫أناس ص ّنفه���م موظف يش���تغل نصف ٍ‬ ‫مرتب جمزي ال م�ب�رر له حاله حال‬ ‫مقابل‬ ‫ٍ‬ ‫كل دوائ���ر حكومتك���م املوغل���ة يف الفش���ل‪،‬‬ ‫ص ّنفهم ش���هداء عند ربه���م يرزقون‪ ،‬هم وال‬ ‫أحد س���واهم مم���ن ذهب���وا ضحي���ة حربكم‬ ‫الش���عواء بينك���م وبعضكم البع���ض‪ ،‬وهؤالء‬ ‫يف واق���ع األمر هم موظفون جديرون باملدح‬ ‫م���ادام األمر يتعلق مبرتب���ات أطفال املوتى‪،‬‬ ‫لكن يبدو أن هذا املوظف نفسه أغفل النظر‬ ‫يف مرتبات أبناء آخرين‪ ،‬هم مواطنون أيضاً‪،‬‬ ‫ألموات أيضاً‪ ،‬لكن األوامر الصدارة‬ ‫وهم أبنا ٌء‬ ‫ٍ‬ ‫م���ن دار اإلفت���اء أعلنت أن آبائهم ليس���وا من‬ ‫س���كان اجل ّنة‪ ،‬كونهم صد ّقوا فتاوى أخرى‬ ‫جائعة أخرى ك���ون تلك احلرب‬ ‫من أف���واه‬ ‫ٍ‬ ‫الكريهة كانت ضد أعداء اهلل واإلس���تعمار‬ ‫والق���وى اإلمربيال ّي���ة والصهيون ّي���ة وجتار‬ ‫برامي���ل النفط يف الس���وق الس���وداء فذهبوا‬ ‫ضحيةخدع���ة كلف���ت أبنائه���م أن يبحثوا‬ ‫كي���ف يس���دون رمقه���م بع���د أن أنك���رت‬ ‫الدولة انشاء وزارة موازية هلم تتكفل بوهب‬ ‫مر ّتبات ألبناء سكان النار أيضاً ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫اجلمي���ع أن األم���ر لي���س به���ذه الص���ورة‬ ‫اجلميل���ة رغ���م صي���اح س���كان مدينتن���ا‬ ‫الس���احلية اجلميل���ة بعل���و الص���وت وه���م‬ ‫خيرج���ون فرحني بقائد آخر ملرحلة أخرى‪،‬‬ ‫فنحن لن نستمع لكلمة أمازيغية واحدة يف‬ ‫جلس���ات املؤمتر الوطين رغ���م أنف اجلهوية‬ ‫اإلثني���ة املتفج���رة بيننا ع�ب�ر احتفال أمحر‬ ‫الل���ون والذي أمسين���اه رغم أن���ف احلقيقة‬ ‫ثورة‪ ،‬فشرف بناء دولة املواطنة لن يستطيع‬ ‫محله فوق كتفيه من يسري مضطرا حلمل‬ ‫قبيلته وأبناء عمومته وس���كان زقاقه الضيق‬ ‫فوق ذات الكتف‪ ،‬فلقد ترك الس���يد الرئيس‬

‫للفاحش���ة‪ ،‬وأن الطف���ل جم���رد ق���رد جيب‬ ‫أن ال حي���رج خ���ارج كهف���ه مطيع���ا تقاليد‬ ‫اجملتم���ع البالية مبا يف ذل���ك عرب التصويت‬ ‫يف االنتخاب���ات إلبن الع���م فقط ألنه حيمل‬ ‫نفس اللق���ب‪ ،‬وأن احلزب هو جتمع قبلي أو‬ ‫جمرد ش���راكة بني جمموعة من أصحاب‬ ‫رؤوس األم���وال جمهولة املص���در‪ ،‬لنتحول‬ ‫يف نهاي���ة املط���اف م���ن دول���ة السماس���رة‬ ‫باس���م القوم ّي���ة اىل دول���ة اللصوص باس���م‬ ‫الدميقراط ّية ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫إن مش���كلتنا احلقيق ّي���ة هي أ ّنن���ا نؤمن بأن‬ ‫أصابع اليد الواحدة متشابهة‪ ،‬وهذه مشكلة‬ ‫ميك���ن حّلها ببس���اطة فقط ع�ب�ر النظر اىل‬ ‫ه���ذه األصابع‪ ،‬جيب أن نتوقف عن احلديث‬ ‫أرواح متكدّسة فوق بعضها البعض‬ ‫وكأ ّننا ٌ‬ ‫يف جس���د إنس���ان عم�ل�اق‪ ،‬فكلن���ا يتح���دث‬ ‫بصف���ة اجلماعة‪ ،‬وكّلنا يدّع���ي أنه ميتلك‬ ‫املعرف���ة الكامل���ة يف نواي���ا ه���ذه اجلماع���ة‪،‬‬ ‫وكلنا يدّعي انه ينتم���ي للجماعة الطيبة‪،‬‬ ‫وأن األش���رار هم اآلخ���رون مجيعاً‪ ،‬حقائقنا‬ ‫منح���درة بدرج���ة ال ميك���ن معه���ا الوق���وف‬ ‫دون اإلتكاء على ش���خص آخر‪ ،‬لنبقى طول‬ ‫الرحلة نت ّكا على بعضن���ا البعض وكل منا‬ ‫ينتظر سقوط اآلخر يف حفر ٍة ال قرار هلا ‪.‬‬ ‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬ ‫مل يك���ن األم���ر يس���تحق كل ه���ذه اجللبة‬ ‫لنعل���ن أ ّنن���ا ش���عب ش���رير‪ ،‬كل أعمال���ه‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013)2013‬‬ ‫أغسطس‬ ‫‪12-2‬‬ ‫‪626‬ـ ‪-‬‬ ‫‪)( 117‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنةالسنة‬ ‫يوليو‬ ‫‪15‬‬ ‫‪- (9(- 59‬‬‫العدد ) ‪-‬‬ ‫‪113‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪11‬‬

‫إ ّنن��ا نعي��ش يف جمتمع تقوده الضباع‪ ،‬جمتمع ال مكان فيه للقديس�ين وأولي��اء اهلل الصاحلني حتى‬ ‫داخل القبور‪ ،‬وهذه حقيق ٌة ال يس��تطيع أحد إنكارها وحنن نزيل ركام القبور اليت مت نبش��ها داخل‬ ‫مذهب ساد لقرو ٍن عرب ذات اجملتمع‬ ‫مساجد املتصوفة حبث ًا عن حقيقة ٍ‬ ‫موجهة ضد اإلنس���ان وض���د اهلل أيضاً‪ ،‬رغم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املكتظ���ة وأص���وات‬ ‫أن���ف صل���وات اجلمع���ة‬ ‫التكبري يف الشوارع ّ‬ ‫املكتظة مبشاريع القتلى‬ ‫واملعتقل�ي�ن يف الس���جون الس���ريّة‪ ،‬األمر مل‬ ‫يك���ن حمتاج���اً لقت���ل الزعيم وخل���ق زعماء‬ ‫آخري���ن‪ ،‬فم���ا ح���دث يف بنغازي ليس س���وى‬ ‫انعكاس���اً حلقيقة مفاده���ا ا ّننا عاجزون أمام‬ ‫تطبي���ق حل���م الدول���ة‪ ،‬ألننا نستس���لم دائما‬ ‫ً أم���ام مطامعن���ا والرس���ائل املخادع���ة ال�ت�ي‬ ‫تردن���ا م���ن كل مكان‪ ،‬حنن ش���عب ش���رير‬ ‫‪،‬س���اذج وأمحق أيضاً‪ ،‬ال يعين موت العشرات‬ ‫ش���يئاً‪ ،‬ال تتوقع���وا اس���تقالة احلكوم���ة أو‬ ‫ش���عب شرير‬ ‫القاءالقبض على اجلناة‪ ،‬حنن‬ ‫ٌ‬ ‫خياف اجلميع انكشاف أمره فنقوم بصرف‬ ‫النظر عن احلديث حول سبب جنازة قوامها‬ ‫ثالثون شخصاً‪ ،‬لنتجه يف اليوم املوالي حول‬ ‫احلديث عن نصيبنا يف مبيعات آبار البرتول‬ ‫بع���د أن ق���ل عددن���ا الي���وم ثالثن ش���خصاً‪،‬‬ ‫والعدد يف زيادة مس���تمرة‪ ،‬مم���ا يعين زيادة‬ ‫دين���ار آخر جليوبنا امثقوفبة‬ ‫فرص إضافة‬ ‫ٍ‬ ‫كلما مات شخص من شعبنا الشرير ‪.‬‬

‫كع���ود ثق���اب يق���اوم الزم���ن ك���ي ي���ؤدي‬ ‫وظيفت���ه قب���ل أن يتحول اىل ع���ود حمرتق‬ ‫ال فائدة من���ه‪ ،‬البدوي يعتق���د أن املرأة اليت‬ ‫خت���رج يده���ا خ���ارج ناف���دة الس���يارة م���ادة‬ ‫مستباحة للتعبري عن احتقاره ألمه كونها‬ ‫متتلك رمحا‪ ،‬وأن احلف���رة والطريق املدمر‬ ‫أمام بيته حاله حال القمامة املتكدسة جوار‬ ‫بقالت���ه ال تعنيه مبق���دار ابتعادها عن موطأ‬ ‫قدم���ه‪ ،‬امللكية العامة أم���ر حمرم يف منطق‬ ‫البدو‪ ،‬والش���راكة على اساس املواطنة أمر‬ ‫ال س���بيل لتحقيق���ه لدرج���ة جتعل إنش���ار‬ ‫مس���رح أو دار للسينيما أومحام عموي ح ّتى‬ ‫أم���راً مس���تحيال تتم مقاومته بكل شراس���ة‬ ‫ليبقى البدو يف ركنهم البارد داخل منازهلم‬ ‫ال�ت�ي ال تكفي مجيعه���ا لبن���اء عاصمة رغم‬ ‫اكتظاظها بالبدو الذين عجزت إيطاليا يف‬ ‫متدينهم وجنح القذايف يف تغدتهم وانعاش‬

‫تأكي���د األخب���ار ال���واردة يف الصحيف���ة‬ ‫اليومي���ة وال�ت�ي تتح���دّث ع���ن غ�ل�اء س���عر‬ ‫اخلبز‪ ،‬كونهم ال ميكنهم س���وى معرفة ما‬ ‫حتوي���ه جيوبه���م املثقوبة أكث���ر من ثقب‪،‬‬ ‫وه���ذه هي املش���كلة‪ ،‬فالص���راع الدائ���ر اليوم‬ ‫ب�ي�ن املنتصري���ن يف احلرب األهلي���ة األوىل‬ ‫يف القرن الواحد والعشرين يف حال جتاهلنا‬ ‫حربكم الدائرة على امتداد اخلمس�ي�ن عاما‬ ‫عل���ى الطرقات الس���ريعة وبني أزق���ة املباني‬ ‫املتهالك���ة وال�ت�ي تك���رم اإلس���تعمار ببنائها‪،‬‬ ‫هذاالص���راع يهدف فقط لتغيري من يتناوب‬ ‫على حراس���ة احلفرة الكبرية تلك اليت دون‬ ‫ق���اع‪ ،‬وأمسيناه���ا ليبيا فقط بس���بب اتفاقية‬ ‫س���ايكس بيكو لنبقى ن���أكل ألس���نتنا ندما‬ ‫على تصديقنا أكذوبة تسمية هذه احلرب‬ ‫بالث���ورة‪ ،‬وأضفن���ا جواره���ا اس���م اهلل بس���ب‬ ‫عق���دة الذن���ب‪ ،‬ه���ؤالء احلراس لن يش���بعوا‬

‫ال ي���زال حمتدم���ا مع مي�ل�ان الكفة كثريا‬ ‫جلانب الداوة املوغلة يف الوحشية‪ ،‬واحلديث‬ ‫هن���ا ليس عن بداوة البادية بل عن غزو هذه‬ ‫العقلية املتحجرة للمدن الليبية اليت صعب‬ ‫متدينها يف وقت الطلي���ان وانهارت متاما يف‬ ‫عصر الق���ذايف‪ ،‬فالبدو ال يعرتفون مبفاهيم‬ ‫امللكية املشرتكة أو الشراكة مبطلقها مع‬ ‫أي كان خالف الشراكة املبنية على حلف‬ ‫الدم‪ ،‬وهذه هي املشكلة‪ ،‬ففي املدينة السكان‬ ‫يش�ت�ركون يف مقاعد الس���ينما و مدرجات‬ ‫اجلامع���ة والطرق���ات العام���ة واحلدائ���ق‬ ‫الفس���يحة وأماكن ركن السيارات وأشياء‬ ‫أخ���رى ختف���ف م���ن وط���أة رغب���ة التمل���ك‬ ‫واحل���وز ال�ت�ي تس���تحوذ عل���ى عقلي���ة أهل‬ ‫البادية من أجالف القرى و الباقع الصقيعة‬ ‫يف جغرافي���ا ليبي���ا املرتامية األط���راف‪ ،‬هذه‬ ‫ه���ي املش���كلة وما مل جت���دو هلا حال س���ريعا‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫إ ّنن���ا نعي���ش يف جمتم���ع تق���وده الضب���اع‪،‬‬ ‫جمتم���ع ال م���كان في���ه للقديس�ي�ن وأولياء‬ ‫اهلل الصاحل�ي�ن حت���ى داخ���ل القب���ور‪ ،‬وهذه‬ ‫حقيق��� ٌة ال يس���تطيع أح���د إنكاره���ا وحن���ن‬ ‫نزي���ل ركام القب���ور ال�ت�ي مت نبش���ها داخل‬ ‫مذهب‬ ‫مس���اجد املتصوفة حبثاً عن حقيقة‬ ‫ٍ‬ ‫لقرون عرب ذات اجملتمع‪ ،‬والذي حتكمه‬ ‫ساد‬ ‫ٍ‬ ‫مش���اعر احلس���د وكي���د النس���اء ومطام���ع‬ ‫األفاق�ي�ن اليوم والبارحة‪ ،‬منذ بقي الش���عب‬ ‫اللييب ينظر للعامل عرب مرآة تعكس صورته‬ ‫معتق���داً أن الع���امل س���جن كب�ي�ر ال حيوي‬ ‫سواه‪ ،‬وهذه هي املشكلة‪ ،‬الدلفني يتمكن من‬ ‫متيي���ز صورت���ه يف املرآة‪ ،‬وعل���ى صعي ٍد آخر‬ ‫ف���إن ذاكرة الذباب���ة ال متتلك مس���احة يف‬ ‫ذاكرتها ألحداث الليلة الس���ابقة‪ ،‬واملسافة‬ ‫شاسعة بني ذكاء الدلفني وذاكرة الذبابة‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫سأخاطب اليوم فقط الزاحفني من البادية‪،‬‬ ‫املتس���كعني يف ش���وراع العاصمة بصفيت ابن‬ ‫العاصمة‪ ،‬بعيداً عن تصنيفات اآلخرين اليت‬ ‫ال تعنيين‪ ،‬وأنا مستعد للقول بأنها تكرهكم‪،‬‬ ‫ال لش���خصكم طبعاً فأنت���م طيبون وميكنين‬ ‫رصف شهادات الش���كر يف حضرتكم طريقا‬ ‫تع���ودون عربه اىل حيث تنتس���بون كإجابة‬ ‫لس���ؤالكم املعت���اد وال���ذي تنكرون ع�ب�ره أن‬ ‫طرابل���س تعنيكم‪ ،‬ابدوي ال يؤم���ن بامللكية‬ ‫العام���ة وال يؤم���ن مبب���دأ الش���راكة م���ع‬ ‫اآلخرين يف حق احلياة املش�ت�ركة‪ ،‬لدرجة‬ ‫أنه عندما يس�ي�ر يف الطريق العام يعترب هذا‬ ‫الطريق ملكية خاصة‪ ،‬فال حيرتم إش���ارات‬ ‫امل���رور إذا كان يق���ود الس���يارة وال حي�ت�رم‬ ‫حياته و يعرب حتت كباري املش���اة إذا كان‬ ‫يسري على قدميه‪ ،‬املشكلة يف طرابلس أنكم‬ ‫الب���دو تعادونه���ا لدرج���ة أنك���م جعلتموه���ا‬

‫ف���رص اس���تمرار بقائه���م يف العاصمة اليت‬ ‫لن تك���ون ما مل تأت���ي الري���ح العاتية وتعيد‬ ‫هؤالء اىل حيث جي���ب أن يكونوان وقد قاهلا‬ ‫ابن خل���دون يف مقدمته قبلي‪ ،‬لس���ت أجلب‬ ‫اجلديد‪ ،‬فكما قال البريوبري ‪ :‬كل شيء قد‬ ‫قيل ‪ ،‬لكننا أتينا متأخرين فقط ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫إياكم أن تعتقدوا أن مكاسبكم ستتضاعف‬ ‫بتناق���ص عددك���م‪ ،‬إن���ه حلم ش���بيه حبلم‬ ‫امليت بأن يس���تطيع فتح عينيه‪ ،‬لقد حتولنا‬ ‫اىل جمتمع من العميان‪ ،‬من ال يس���تطيعون‬

‫حت���ى يش���بع الثعب���ان داخلنا حيث س���يكتب‬ ‫املؤرخ أننا ش���عب رس���م أكرب لوح���ة خيانة‬ ‫للوط���ن يف تاريخ مشال إفريقيا على األقل‪،‬‬ ‫حي���ث حت���ول اجلميع اىل بوخ���وس وحتول‬ ‫اجلميع اىل يوجرتان يف ذات اللحظة ‪.‬‬

‫أ ّيها الشعب اللييب العظيم ‪:‬‬

‫مشكلتكم مع القذايف مل تنته بعد‪ ،‬حتى بعد‬ ‫وفاته وطرد عائلته‪ ،‬املشكلة ال تزال راشخة‬ ‫جبذوره���ا يف ق���اع األرض الليبي���ة قاطب���ة‪،‬‬ ‫مش���كلتكم هي أن ص���راع البادي���ة واحلضر‬ ‫والذي اشتعل فتيله منذ ميالد قابيل وهابيل‬

‫فإن امليليش���يات املتشكلة حتت واع القبيلة و‬ ‫اجلهو واملدينة ستبقى راسخة فق العاصمة‬ ‫وامل���دن اجمل���اورة كم���ا البعي���دة متن���ع أي‬ ‫فرصة للمس�ي�ر حنو األمام يف اجتاه الدولة‬ ‫املدني���ة‪ ،‬احللم ال���ذي تراج���ع كثريا حتت‬ ‫س���طوة الس�ل�اح ومطامع األفاقني ومتاعب‬ ‫البدو اجلمة وهم يستكشفون شوارع امليدنة‬ ‫حبثا عن شيء حيوزونه هلم ‪ ،‬وهلم فقط ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثة ‪- 6 -‬‬ ‫‪( - ) 117‬‬ ‫‪ 12)2013‬أغسطس ‪)2013‬‬ ‫أغسطس ( ‪- 6‬‬ ‫‪- ) 117 12‬‬ ‫العدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (السنة‬

‫ملف العدد‬

‫صالح نقاب ‪ :‬كان علي أن ال احتيز لفئة دون فئة ‪،‬جيب أن ال أكون سنيا‬ ‫أو اباضيا أو شيعيا ‪،‬جيب أن أحبث عن مفهوم هذه الرسالة من لبها ‪...‬‬ ‫ص�ل�اح نق���اب منوذج لش���اب لييب مثق���ف ‪ ،‬مح���ال لوجهات نظ���ر نتاج معرف���ة واط�ل�اع ومثابرة عرب‬ ‫عنه���ا كتاب���ة حبثية ومقاالت يف عدة جماالت فلس���فة ‪،‬فك���ر ‪،‬أديان‪ ،‬اجتماع ‪،‬يكتب الش���عر بالعربية‬ ‫‪،‬واالمازيغية التى أعد كتابا منهجيا تعليما عنها لالطفال‪...‬أثار جدال يف بعض من كتاباته ومنها ما‬ ‫مت نشره مبيادين اليت تعاون معها مبكرا ‪ ،‬وسط ما اثري مؤخرا من قضايا دسرتة االمازيغية ‪،‬ومطالبة‬ ‫االقلي���ات يف ليبي���ا باحرتام حقوقه���م يف االخت�ل�اف والتنوع‪،‬يقدم صالح انقاب رؤيته للمش���هد اللييب‬ ‫عموما واالمازيغي خصوصا وهو الثنائي االنتماء بني املولد واالنتساب‪....‬‬ ‫حدثنا أوال عن سريتك ‪...‬الطفولة ‪...‬العائلة ‪...‬مشوار حياتك‪ ...‬عن البدايات كيف كانت ؟‬

‫لقد انتهى الربيع‬ ‫يف يوم واحد‬ ‫لألسف‪،‬املشكلة‬ ‫يف ليبيا أن الشعب‬ ‫اللييب أصبح‬ ‫جمبول على ثقافة‬ ‫العنف!‪.‬‬

‫طرابلس – ميادين‬ ‫فاطمة غندور ‪.‬‬

‫صالح على س���امل انقاب ‪،‬مواليد طرابلس واعترب نفسي طرابلسي‬ ‫رغم أنه حسب التقسيم اجلهوي اللييب أنا أمسى (جبالي ) فأصلي‬ ‫من جادو ( فس���اطو) عائليت لوالدي من ج���ادو ‪ ،‬انتمائي لطرابلس‬ ‫‪ ،‬وال���دي دكت���ور هندس���ة مدنية خترج م���ن جامعة بنس���لفانيا ‪،‬‬ ‫لدي���ه زمال���ة يف اهلندس���ة املدنية وهو اس���تاذ يف جامع���ة طرابلس‬ ‫‪،‬كان وال���دي يف واق���ع االم���ر دميقراطيا متنورا ف���كل ابنائه ترك‬ ‫هلم اجملال ومس���احة م���ن احلرية لتحدي���د واختيار مس���ار حياته‬ ‫وفق ميوله فوال���دي مل يقيد أحدا من ابناءه‪،‬كنا كأخوة لكل منا‬ ‫ميول���ه وتوجهات���ه ‪ ،‬لدي أخ طبيب اختار اهلج���رة ألمريكا ‪،‬وكنت‬ ‫يف اح���دى امل���رات ابارك للش���عب االمريك���ي عيد اس���تقالله حبكم‬ ‫ش���قيقي االمريكي ففي عصر العوملة املعاي�ي�ر اختلفت اصبح أخي‬ ‫من ابناء العم س���ام حبكم االقامة واحلياة !( يضحك )‪،‬عموما حنن‬ ‫عائل���ة وجهاتها علمية ش���قيقيت الطبيبة واحلائ���زة على الرتتيب‬ ‫الثاني يف الثانوية العامة على مس���توى البالد ‪،‬اخي طبييب اس���نان‬ ‫‪،‬أغلبن���ا عائلة طبية والدتي ربة بيت أنا أقرب اخوتي إليها ‪ ،‬حياتي‬ ‫التعليمية مرت بتفوق واحلمد هلل نتائجي وتراتييب دائما متقدمة‬ ‫‪ ،‬االبتدائي درس���ته مبدرس���ة الفيحاء ( النوفلي�ي�ن) ثم انتقلت اىل‬ ‫مدرس���ة التقدم ‪،‬ثم اىل ثانوية علي وريث ومنها اىل كلية الطب‬ ‫(يضحك ‪ :‬واليت مل أغادرها اىل االن!)تعرضت حلادث س�ي�ر دخلت‬ ‫على إثره اىل غيبوبة وفقدان ذاكرة لستة اشهر ‪ ،‬ثم عملت حادث‬ ‫مروري اصبت فيه ش���خصا بطريق اخلطأ وحكمت لس���نة (قصيت‬ ‫حزين���ة !)االن أح���اول التخرج هذه الس���نة حتى أع���وض مامر بي‬ ‫زمنيا ‪.‬‬ ‫سأبدأ معك من موضوعاتنا الشاغلة اليوم ليبيا الثورة وما بعد الثورة‬ ‫املرحلة االنتقالية ‪..‬كيف تراها ولك مقاالت حتليلية يف ذلك؟‬ ‫ق���د يراني البعض متش���ائما ولكين وصلت لقناع���ة ( بعد ما حدث‬ ‫لي من واقعة ش���خصية)حماولة اختط���ايف انا وزوجيت منذ ثالثة‬ ‫أس���ابيع جرمي���ة منظم���ة مط���اردة وحماص���رة ‪ ،‬أن���ا ل���دي مجلة‬ ‫أردده���ا ‪ :‬لقد انتهى الربي���ع يف يوم واحد لألسف‪،‬املش���كلة يف ليبيا‬ ‫أن الش���عب اللييب أصبح جمبول على ثقاف���ة العنف ‪،‬أيضا مفهوم‬ ‫امللكي���ة املش�ت�ركة غائب ‪،‬اجملتمع مل يُبنى عل���ى تراكم تارخيي ‪،‬‬ ‫نعترب أنفس���نا ضيوف على االرض وليبيا جمرد مكسب أربع عقود‬ ‫من إضاعة مفهوم الوطنية واالنتماء للجماعة ‪،‬كل ما سبق انتج‬ ‫جمتمع من الضباع التائهني ‪،‬سوء احلظ أيضا عندما قررنا القيام‬ ‫خبطوة جريئة هي الثورة ‪ ،‬حنن نس���ميها فق���ط ثورة ‪ ،‬العامل من‬ ‫حولن���ا والدول اليت حتم���ل وعيا وهلا نظرة واقعية تس���ميها حربا‬ ‫أهلي���ة وعلينا أن نغ�ي�ر نظرتنا حول ما حص���ل يف ليبيا ‪،‬هي حرب‬ ‫أهلية ‪....‬‬ ‫كيف نوضح هذا املصطلح الذي حتيله على الثورة الليبية اليت انطلقت‬ ‫من الشرق اللييب والذي استقل عن حكم الطاغية خالل اربعة أيام ؟‬ ‫ثورة وقعت بناء على قرار دولي حتت جمموعة من حسابات القوى‬ ‫الدولية لذلك ال ميكن تس���ميتها ث���ورة ‪ ،‬الثورة حتدث من الداخل‬ ‫‪،‬أنا اعترب أن الثورة يف ليبيا بدأت منذ اربعني س���نة قبل ‪ 17‬فرباير‬ ‫‪ ،‬يف بنغازي ‪،‬بين وليد ‪ ،‬س���رت ‪ ،‬الزاوية ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬س���بها ‪ ... ،‬كان‬ ‫فيه نقم عام ضد القذايف ‪ ،‬تدخل القوى الدولية وانقس���ام اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي اىل مؤي���د ومع���ارض نتيج���ة حس���ابات خمتلف���ة بعضهم‬ ‫نتيج���ة وازع ديين وهناك ملفهوم املؤمراة واالس���تعمار ‪،‬النظرة اىل‬ ‫االخر البعيد كانت مش���وهة ‪ ،‬انقسم الليبيون بني مؤيدين لالخر‬ ‫الق���ادم البعي���د ‪ ،‬وب�ي�ن معارضني ل���ه ‪ ،‬فتحولت ليبي���ا اىل قطبني ‪:‬‬ ‫قطب معارض وقطب مؤيد ‪،‬أو حس���ب التقس���يم اللييب ( الطريف‬ ‫) كائن���ات وحيدة اخلالي���ا ‪ ،‬وكائنات عددية اخلالي���ا ‪ ..‬طحالب‬ ‫وج���رذان‪ ،‬الثورة يف ليبيا على القذايف كانت تاريخ طويل قبل ‪17‬‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪12-2-12‬يونيو‪/‬‬ ‫‪626‬ـ‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫أغسطس‬ ‫أغسطس‬ ‫‪-(6(- 59‬‬‫‪)(117‬‬ ‫العدد) ‪-‬‬ ‫‪117‬‬ ‫العدد (‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنةالسنة‬

‫ملف العدد‬

‫حماولة اختطايف انا وزوجيت منذ ثالثة أسابيع جرمية‬ ‫منظمة مطاردة وحماصرة ‪!!.‬‬ ‫فرباي���ر كل يوم كان فيه ث���ورة ‪ ،‬لكن العوامل‬ ‫اليت اضيفت إليها حولتها اىل حرب أهلية وجيب‬ ‫أن نعاملها كحرب أهلية يف واقع االمر‪.‬‬ ‫هل تعترب أن لديك مشروع فكري نقدي اسالمي‬ ‫وخاصة وحنن نالحظ ونقارب نتاجك مؤخرا املُعلن‬ ‫املكتوب أو الشفاهي اخلافت ؟‬ ‫أنا أحتدث عن ش���يئني أوهلما ‪ :‬ه���و مفهوم القيم‬ ‫‪،‬وحدة القيم يف االسالم ‪ ،‬االسالم مشروع قيمي‬ ‫‪ ،‬املشكلة يف ليبيا هناك تناقض بني القيم املعلنة‬ ‫والقي���م املعم���ول بها بني الن���اس والقي���م املتبناة‬ ‫‪،‬هن���اك حال���ة تناق���ض ‪،‬ب���ل وحال���ة انفص���ام يف‬ ‫الشخصية الليبية ‪،‬اإلسالم مشروع قيمي أكثر‬ ‫منه مش���روع طقوس���ي ‪ ،‬حتى يف الن���ص القرآني‬ ‫نفسه حنن محلنا النص على اجتاهني أنا نفسي‬ ‫أقسم االسالم اىل ‪ :‬اسالم النص ( اسالم القرآن)‬ ‫واالس�ل�ام التارخي���ي أو بلغ���ة الص���ادق النيهوم‬ ‫اس�ل�ام ضد االس�ل�ام ‪ ،‬اس�ل�ام النص هو االسالم‬ ‫الذي يتحدث عن وحدة القيم واملفهوم االنساني‬ ‫املش�ت�رك وجمموع البش���رية كامل���ة باعتبارها‬ ‫رس���الة اىل عم���وم البش���ر اىل كل الن���اس لك���ن‬ ‫االس�ل�ام التارخيي حصر االسالم يف لغة وتاريخ‬ ‫وع���ادات جهوية انتهت بانتهاء املرحلة التارخيية‬ ‫أو مفه���وم الس���نن أو التاريخ االس�ل�امي برمته ‪،‬‬ ‫وانا عندي دراس���ة يف هذا املوض���وع بعنوان ‪ :‬حبثا‬ ‫ع���ن حمم���د يف الق���رآن ‪ ،‬فعندما نض���ع التاريخ‬ ‫االسالمي واالسالم التارخيي موضع التمحيص‬ ‫والتدقيق نكتش���ف أن���ه ُفرغ م���ن حقيقة كونه‬ ‫تاري���خ أص�ل�ا ‪،‬التاري���خ أكاذي���ب متف���ق عليه���ا‬ ‫‪،‬التاري���خ هو م���ا يكتبه امل���ؤرخ التاريخ مغروس���ة‬ ‫في���ه نوايا امل���ؤرخ ‪ ،‬ال وعي املؤرخ ‪ ،‬حبس���ن نية او‬ ‫بس���وء نية املؤرخ ما يدركه وما ال يدركه ‪،‬لكن‬ ‫مش���كلتنا يف االس�ل�ام عندما تداخلت ش���خصية‬ ‫امل���ؤرخ وش���خصية القديس ‪ ،‬صار املؤرخ قديس���ا‬ ‫فقيه���ا ‪ ،‬ال���ذي يكت���ب التاري���خ أصبح يس���ن دينا‬ ‫آخ���ر‪ ،‬أصب���ح التاريخ جزء م���ن الدي���ن ‪ ،‬التاريخ‬ ‫مرتب���ط بقاعدتني قاع���دة املواكبة أي مواكبة‬ ‫امل���ؤرخ لوق���وع الواقع���ة التارخيي���ة ‪،‬واقعة وجود‬ ‫الوثيق���ة يف حال���ة ع���د وج���ود املوث���ق ‪،‬مرهون���ة‬ ‫بني���ة املؤرخ من كت���ب الوثيقة ‪ ،‬حت���ى الوثيقة‬ ‫تارخييا مليئة باألكاذيب قصة س���يدنا موس���ى‬ ‫مل تذك���ر يف بردي���ة مطلق���ا ‪،‬فهل ُننكره���ا أبدا‬ ‫‪،‬التاري���خ االس�ل�امي يف مجُ مل���ه فالنأخ���ذ تاريخ‬ ‫الطربي كمرجعي���ة أو ابن كثري ونتحدث عن‬ ‫املؤرخ هم مؤرخون لكنه���م اخذوا صفة القديس‬ ‫أو االم���ام صفة دينية هي ال تنطبق عليهم أصال‬ ‫هذا املؤرخ عندما ج���اء ليؤرخ للعصر االول لعهد‬ ‫الرسول وثقه وهو خارجه بعد حوالي ‪ 200‬سنة‬ ‫من وفاة الرس���ول وصحابته ‪،‬ماكتبه ممكن أن‬ ‫يقب���ل كتوثيق تارخيي مبصادر ش���فهية ‪،‬كما‬ ‫لو أنن���ا نتكتب تاري���خ الفولكلور الش���عيب ونقبل‬ ‫ذلك هو مرس���وم ثقايف ش���عبوي وجمال التزوير‬ ‫في���ه ضئي���ل وغ�ي�ر م�ب�رر فنقبل���ه ولك���ن عندما‬ ‫نتح���دث عن نقل تاريخ بتلك االهمية كالصدر‬ ‫االول لألسالم ‪ ،‬املؤرخون مل يواكبوا هذا العصر‬ ‫مل حيض���روه اذ غ���اب عنهم ش���رط املواكبة وال‬ ‫توج���د لديهم وثيقة أص�ل�ا ‪ ،‬من أين هلم معرفة‬ ‫حقيق���ة ماحدث لكي يصري هذا التاريخ جزء من‬ ‫الدين ه���ذه املزاوجة بني التاريخ واالس�ل�ام ‪،‬بني‬ ‫الن���ص والن���ص البديل‪ ،‬ب�ي�ن الص���ورة واالصل ‪،‬‬ ‫بني الصورة والظل هذا ماحدث لإلسالم يف واقع‬ ‫االمر والنقطة االهم هي ابتعادنا عن روح النص‬ ‫‪،‬الص���ادق النيه���وم يق���ول اللعب بالن���ار ال جيعل‬ ‫النار لعبة ‪ ،‬الن���ص ( القرآن الكريم ) والذي نزل‬ ‫بلس���ان عرب���ي ‪،‬وه���و ال يع�ن�ي اللغ���ة العربية بل‬ ‫يعين البي���ان ‪ :‬عربا أترابا ‪ ،‬حكم���ا عربيا ‪ :‬مبعنى‬ ‫حكما واضحا بينا ‪،‬جذر عربي يف القرآن ال تعين‬ ‫اجلن���س او الع���رق او اللغة ‪ ،‬ب���ل الوضوح والبيان‬

‫ولو س���لمنا جدال أن املعنى يتقصد اللغة العربية‬ ‫‪ ،‬فاللغة ش���يء والنص شيء آخر ألن كل مفردة‬ ‫يف النص حمكومة بسياقاتها داخل النص ‪ ،‬وغري‬ ‫حمكومة مبعناه���ا املُعجمي ‪ ،‬وهنا حنن احتكرنا‬ ‫الن���ص القرآن���ي يف اللغة العربي���ة اليت ال عالقة‬ ‫هلا به ‪ ،‬احتكرنا االس�ل�ام نفس���ه يف جمموعة من‬ ‫الطقوس وابتعدنا عن القيم املش�ت�ركة ‪ :‬العدل‬ ‫‪ ،‬املس���اواة ‪ ،‬احلرية ‪...،‬املفهوم الرئيس���ي للرسالة‬ ‫احملمدي���ة إلغ���اء ش���يء امس���ه الكهنوت‪ ،‬تس���ليم‬ ‫االمانة اىل الفرد املس���تقل حبيث يصبح االسالم‬ ‫موجه اىل الفرد ال اىل اجلماعة االسالم مسؤلية‬ ‫مس���تقلة ‪،‬ق���ال تع���اىل ‪ :‬كل نفس مبا كس���بت‬ ‫رهين���ة ي���وم ال يس���أل محي���م محيم���ا ‪،‬الفك���رة‬ ‫الرئيس���ية يف اإلس�ل�ام أن الرس���ول حمم���د أتى‬ ‫لكي ينزع الس���لطة الدينية من أيدي القساوسة‬ ‫والرهب���ان ويعطيه���ا لإلنس���ان باعتب���ار‪ :‬أف�ل�ا‬ ‫يتدبرون الق���رآن أم على قلوب أقفاهلا ‪ ،‬اخلطاب‬

‫رس���الة يكلف بها الناس الناس هي املس���ؤلة عن‬ ‫فهم النص عن تفس�ي�ر النص والس���ؤال ال يكون‬ ‫لغ���رض إلقاء املهم���ة على كاهل ش���خص آخر‬ ‫لك���ي يصبح هو املس���ؤل عن املفيت ‪ ،‬واملش���كلة أن‬ ‫االفتاء كانت له مهمة يف مسائل خاصة تعبدية‬ ‫فقهي���ة االن أصب���ح ل��� ُه دخ���ل يف خصوصي���ات‬ ‫االنس���ان أصب���ح لديه س���لطة اكرب من س���لطة‬ ‫احلاكم نفسه ‪.‬‬ ‫هل لك أن تعرف قراءنا مبخطوطك (حبثا عن‬ ‫حممد يف القرآن) الن العنوان يلقي بدالالت ظاهرة‬ ‫وباطنة ؟‬ ‫ه���و خمطوط نش���رته يف موقع أه���ل القرآن عند‬ ‫امحد سيف النصر وهو صديق لي ‪،‬انا يف االساس‬ ‫ال احب���ث كما ه���و العن���وان املخ���ادع ‪،‬حممد هو‬ ‫الش���خص الذي جتل���ى فيه مفه���وم النص بعيدا‬ ‫عن الروايات التارخيي���ة ‪ ،‬انا من خلفية إباضية‬

‫هنا خطاب عام ‪ ،‬اهلل س���بحانه وتعاىل مل يقل أمل‬ ‫يتدبر الفقه���اء الق���رآن و ُي ُرو َن��� ُه للناس‪،‬وأيضا ‪:‬‬ ‫واس���ألوا أهل الذكر إن كنت���م ال تعملون وهنا‬ ‫(إن) الش���رطية تس���توجب علي���ك البح���ث ع���ن‬ ‫املعرف���ة قب���ل التوجه بالس���ؤال الس���ؤال املرتبط‬ ‫بع���دم املعرف���ة ‪،‬وم���ن هم أه���ل الذك���ر؟ عندما‬ ‫أصبح االس�ل�ام حزب واحد وتي���ار واحد الواضح‬ ‫م���ن النص الذي تبنته دولة ما وانتش���ر يف عصر‬ ‫من العصور ال يعين أن هذا هو النص االس�ل�امي‬ ‫احلقيق���ي هل ميكن أن نق���ول أن الفهم املعتزلي‬ ‫أو االش���عري أو الصويف أواملرتيدي هناك تفاسري‬ ‫خمتلفة للق���رآن هنالك رؤى خمتلفة ‪،‬نصوص‬ ‫س���نية خمتلف���ة االباضي���ة ‪ ،‬الش���يعة لديه���م‬ ‫احاديثه���م هناك تش���عب للجميع عن روح النص‬ ‫ع���ن روح القرآن ‪،‬الفكرة الرئيس���ية هي حماولة‬ ‫إع���ادة الن���ص اىل أصحاب���ه اىل الن���اس ليصب���ح‬

‫باعتب���ار جب���ل نفوس���ة ب���ل واغل���ب الناطق�ي�ن‬ ‫باالمازيغية يدينون باالباضية ألسباب تارخيية‬ ‫‪،‬ان���ا ولدت يف طرابل���س واحت���دث االمازيغية يف‬ ‫البي���ت ج���دي مس���عود (وال���د أمي) كان ش���يخا‬ ‫أباضي���ا عندما يصلي ال يرف���ع يديه واذكر أني‬ ‫س���ألته والني كنت صغريا فلم جيبين مبا يقنع‬ ‫وقته���ا ‪ ،‬وكم���ا قلت ل���ك احت���دث االمازيغية يف‬ ‫بيتن���ا وخارجه احتدث العربي���ة بطرابلس لدي‬ ‫خلفية عن االباضية والتفسري بسيط وان كان‬ ‫س���طحي جدا ‪،‬م���ن هنا تكون ل���دي مفهوم االخر‬ ‫منذ طفوليت هذا ما طرح لدي مبكرا س���ؤال ماذا‬ ‫يوج���د لدى االخر؟‪ ،‬ماذا يعين االخر ؟ الرتكيبة‬ ‫املتناقض���ة اليت بداخلي م���ع علو اخلطاب الديين‬ ‫نهاية التس���عينيات حتديدا مع ظهور الستاليت‬ ‫واالنرتن���ت وتراكم املعلوم���ات الدينية من كل‬

‫‪13‬‬ ‫حدب وصوب اجد نفسي يف كل مرة أخذ خطوة‬ ‫اىل اخللف كان علي ان ال احتيز لفئة دون فئة‬ ‫جيب أن ال أكون س���نيا أو اباضيا أو شيعيا جيب‬ ‫أن أحبث عن مفهوم هذه الرس���الة من لبها ومن‬ ‫الش���خص ال���ذي نزلت علي���ه ومن الن���ص الذي‬ ‫طل���ب منه تبليغ���ه ‪ ،‬ويف كتاب���ي (املخطوط) يف‬ ‫الباب االول عنوان ( أكثر من نص ) أحتدث عن‬ ‫النص���وص الفقهية الكث�ي�رة املعتزلة والصوفية‬ ‫واالش���عرية واملعتزلة واملرتيدية وعلى املس���توى‬ ‫الفقهي االباضية والزيدية واجلعفرية واملالكية‬ ‫واحلنبلية والش���افعية واحلنفية وعلى مس���توى‬ ‫الس���نن لدينا أكثر من س���نة ‪،‬أن���ا أمتلك كتاب‬ ‫حي ب���ن ربي���ع جام���ع صحي���ح االباضي���ة حياة‬ ‫الس���نن (الس���بعة أو التس���عة عل���ى م���ا أذك���ر) ‪،‬‬ ‫كتب الش���يعة الكايف والطوس���ي والقمي عندما‬ ‫قرأتها أحسست أني هناك أكثر من حممد وهو‬ ‫عن���وان الباب الثان���ي ألن كل فئة تظهر حممد‬ ‫بش���خصية خمالفة مل���ا ُتظهره الفئ���ة االخرى ‪:‬‬ ‫الذين تفرقوا شيعا كل حزب مبا لديهم فرحني‬ ‫عندم���ا أق���رأ عن حمم���د يف االباضي���ة أجد عنه‬ ‫أحادي���ث تناقض م���ا لدى االخرين عند الش���يعة‬ ‫مث�ل�ا ‪ ،‬إذا هن���اك أكث���ر م���ن حمم���د ‪....‬وأيض���ا‬ ‫كتب���ت حت���ت عنوان�ي�ن آخري���ن يف ه���ذا الكتاب‬ ‫(س���نة اهلل الواح���دة ) ثم (القرآن ه���و احلل ) وهو‬ ‫الباب الذي نشرت جزء منه يف ميادين ‪...‬‬ ‫يف رأيك ومع هذا املناخ الذي يعلن تطرفه وحتيزه‬ ‫الديين كما كان القذايف يتطرف ويقصي هل‬ ‫باالمكان طرح هكذا أراء فكرية تعيد القراءة‬ ‫وتالمس املقدس لدينا ؟‬ ‫مرجعي�ت�ي فيه���ا م���ا ق���رأت للص���ادق النيه���وم‬ ‫‪،‬مصطفى كمال امله���دوي ‪،‬جالل صادق العظم‬ ‫‪،‬نص���ر حامد أب���و زيد ‪ ،‬حممد أرك���ون ‪،‬عبد اهلل‬ ‫الع���روي ‪،‬عل���ي ع���زت بوغفيت���ش كتاب���ه رائع‬ ‫(االس�ل�ام يش���رق يف الغرب) بدا ل���ي جليا الفرق‬ ‫بني النظرة املش���رقية والغربية لالس�ل�ام ‪ ،‬فكرة‬ ‫العم���ق كما عن���د أرك���ون أو اجلاب���ري لديهم‬ ‫عم���ق يف ق���راءة الن���ص وب���دا ل���ي أن املش���ارقة‬ ‫لديه���م نظرة أبس���ط ول���ن اقول س���طحية ‪ ،‬وأنا‬ ‫االن تس���تحضرني مقول���ة لفريدري���ك نيتش���ه‬ ‫جواب���ا على س���ؤالك ‪ :‬إننا كمن يبص���ق يف وجه‬ ‫الري���ح ‪...‬هذا هو حالنا االن ‪ ،‬ويف واقع االمر املناخ‬ ‫واحلاصل واحلال لن يُثنينا ‪،‬فاملوضوع حيتاج اىل‬ ‫وق���ت ‪،‬حيتاج اىل صدمة معرفية ‪ ،‬احلرية جيب‬ ‫أن تك���ون مكفول���ة للجمي���ع وال حي���ق لطائف���ة‬ ‫بعينه���ا أن تتبن���ى احلدي���ث أو تفس�ي�ر الن���ص أو‬ ‫احلديث باسم الش���ريعة اإلسالمية دون خالفها‬ ‫م���ن الش���رائع ‪،‬ول���دي مق���ال نش���رته يف ميادين‬ ‫ُ‬ ‫ش���ريعة اهلل أم شر ُع الفقهاء ‪ ،‬وسألت أي‬ ‫عنوانه ‪:‬‬ ‫شريعة؟ أي نص؟ ال يعين أنكم االكثرية فأنتم‬ ‫عل���ى صواب ‪ ،‬الدولة الدينية هي دولة ُمس���تبدة‬ ‫يف واق���ع االم���ر تنح���ا ُز اىل طائف���ة دون أخرى ‪،‬‬ ‫تنحا ُز اىل حزب دون ح���زب هي إقصائية ‪ ،‬لدينا‬ ‫الس���عودية‬ ‫ثالثة من���اذج ع���ن الدول���ة الدينية ‪ُ :‬‬ ‫‪ ،‬اي���ران ‪ ،‬اس���رائيل ‪ ،‬اي���ران مث�ل�ا دول���ة ش���يعية‬ ‫‪،‬السعودية دولة دينية‬ ‫الس���نة ُ‬ ‫تضطهد املواطنني ُ‬ ‫تضطهد الشيعة ‪ ،‬اسرائيل دولة يهودية تضطهد‬ ‫املواطنني املس���لمني ‪،‬الفكرة الرئيسية هي عندما‬ ‫نص���ل اىل مفه���وم املواطن���ة أو كم���ا هو حس���ب‬ ‫التعريف الليبريال���ي للمواطنة أن الدولة تعامل‬ ‫الفرد باعتباره وحدة التعامل السياس���ي الفرد ال‬ ‫اجلماعة مبعن���ى أن الدولة تضمن حقوق الفرد‬ ‫بغ���ض النظ���ر عن انتمائ���ه أو لغت���ه أو ثقافته أو‬ ‫مذهب���ه بغ���ض النظر ع���ن حج���م اجلماعة اليت‬ ‫ميثله���ا أو ينتم���ي هلا ‪ ،‬الدولة تتعام���ل مع الفرد‬ ‫حنن االن خنوض يف موض���وع الكوتا وحق املرأة‬ ‫وحق االمازيغ هناك نظرة طفولية عندما نقول‬ ‫جيب أن تكون هناك كوتا للنس���اء أو (لألمازيغ)‬ ‫وس���أضعها بني قوس�ي�ن فليس هن���اك أمازيغ يف‬ ‫ليبيا هناك ليبيون ‪،‬هن���اك من يتكلم االمازيغية‬ ‫وهناك من ال يتكلمها وهناك من ال يتكلم أصال‬ ‫‪ ،‬ال ُنصن���ف الن���اس عل���ى ألس���نتهم ه���ذه نظرة‬ ‫س���اذجة ‪ ،‬هناك من الناطقني باالمازيغية أش���د‬ ‫قوجمي���ة وعروبية من عب���د الناصر ‪ ،‬هناك من‬ ‫النس���اء من هن أش���د كراهية حلقوق املرأة من‬ ‫الرجال أنفس���هم هذا املفهوم الضيق الذي يش���اع‬ ‫اليوم جيب أن ال نعامل احلقوق البديهية حقوق‬


‫‪14‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫الثالثة ‪( -‬العدد‪12 -( 6‬‬ ‫السنة ‪) 117‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‬ ‫‪ 29‬يوليو ‪)2013‬‬ ‫أغسطس‪- 23‬‬ ‫‪( - ) 115‬‬

‫ملف العدد‬

‫يف عصر العوملة املعايري اختلفت اصبح أخي من ابناء‬ ‫العم سام حبكم االقامة واحلياة !‪.‬‬ ‫املواط���ن ‪،‬باعتباره���ا حقوق فوق دس���تورية ‪ :‬حق‬ ‫التعب�ي�ر ‪ ،‬حق الكالم ‪ ،‬حق الكس���ب ‪ ،‬حق التنقل ‪،‬‬ ‫حق العبادة هذه حقوق فوق دس���تورية ال توضع‬ ‫موضع احلوار والنقاش يف جلنة الدس���تور واليت‬ ‫م���ن املفرتض أن تتح���دث عن ش���كل الدولة عن‬ ‫تراتبي���ة الس���لطات عن مدة احلك���م عن طريقة‬ ‫انتخ���اب م���ن س���يحكم ‪ ،‬ش���روط املواطن���ة م���ن‬ ‫عدمها أما احلقوق البديهية ‪،‬حتى أعضاء املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي ليس من حقهم احلدي���ث عنها حنن يف‬ ‫واق���ع االم���ر س���واء كسياس�ي�ن وأف���راد جمتمع‬ ‫عموما نعاني من حالة مراهقة سياسية نتحدث‬ ‫عن أش���ياء ال جيب التحدث عنها ونتجاهل أشياء‬ ‫جيب أن نتحدث عنها وهي يف جوهر القضايا ‪.،‬‬ ‫مسعت���ك تت���داول مصطل���ح أو مفه���وم امللكي���ة‬ ‫املشرتكة واليت اثارت بعض جدل مع حماوريك‬ ‫‪...‬مالذي تقصده وانعكاسا على احلال اللييب ؟‬ ‫أهم مفهوم غائب هو امللكية املشرتكة ‪ ،‬ليبيا من‬ ‫املس���تحيل أن تدار فيها دار سينما ألن كل لييب‬ ‫لديه دار س���ينما يف بيته ال يستوعب أن يشاركه‬ ‫طرف اخر (وهو ليس قريبه او ابن عمه )الفرجة‬ ‫واملش���اهدة ‪،‬كل لي�ب�ي يري���د أن يس���تحوذ على‬ ‫مكان بنفس���ه كما أكش���اك بيع الدخان مؤخرا‬ ‫‪ ،‬مش���كلتنا الرئيس���ية غياب هذا املفهوم ‪ ،‬ليس���ت‬ ‫مش���كلتنا يف الدس���تور ‪ ،‬واذا أردنا أن ننشيء دولة‬ ‫مواطنة واالن وحنن يف عصر العوملة لسنا نعيش‬ ‫يف جزيرة نائية أو معزولة لدينا جتارب سبقتنا‬ ‫حنن لن جنل���ب نظرية عاملية رابعة ‪ ،‬فالنظرية‬ ‫العاملية الثالثة فشلت ‪ ،‬هل سنخرتع حنن دستور‬ ‫جديد أو نظام سياس���ي جديد او مواطنة جديدة‬ ‫! املواطمة هي املواطنة يف الس���ويد يف النرويج يف‬ ‫جنوب افريقيا يف الس���ودان الدستور هو الدستور‬ ‫يف مص���ر او الدس���تور يف فنزوي�ل�ا لك���ن يف واقع‬ ‫االم���ر أن الدس���تور جمرد أواراق لن تعين ش���يء‬ ‫مامل تكن جزء من الواقع ‪...‬‬ ‫أنت أمازيغي االصل واجلد ! كيف ترى املطالب‬ ‫بدس�ت�رة االمازيغي���ة وم���ا حص���ل م���ن حتال���ف‬ ‫جملال���س التبو والط���وارق واالمازي���غ مؤخرا حد‬ ‫املقاطعة ونداء التقسيم؟‬ ‫امري���كا دول���ة دس���تورها ال حيم���ل لغ���ة رمسية‬ ‫مل���اذا ال يك���ون املوض���وع أم���را واقعا وس���ـأعطيك‬ ‫مثال ‪ :‬اللغة يف املستش���فى هي اللغة االجنليزية‬ ‫والوصف���ة الطبي���ة (الروش���يته) تكت���ب باللغ���ة‬ ‫االجنليزية النها لغة االمر الواقع يف املستش���فى‬ ‫ال حتت���اج اىل دس���تور وال ميكن لدول���ة ان متنع‬ ‫م���ن ممارس���ة ه���ذه اللغ���ة النه���ا لغ���ة عل���م وال‬ ‫حنت���اج لوضع اللغة االجنليزي���ة كلغة رمسية‬ ‫يف الدس���تور ‪ ،‬عندم���ا تتح���ول االمازيغي���ة اىل‬ ‫أم���ر واقع وان���ا ألومهم حقيق���ة وأمسع جعجعة‬ ‫وال أرى طحن���ا ‪ ،‬هن���اك حم���اوالت جملموعة من‬ ‫الناشطيني حلقوق االمازيغ وأذكرهم ‪ :‬حممد‬ ‫م���ادي ‪ ،‬مهن���د ش���نيب ‪ ،‬مهند بن نان���ه ‪،‬زكري ‪،‬‬ ‫الغاوي ‪ (،‬وأن���ا ال يعنيين اجمللس االعلى كما ال‬ ‫يعني�ن�ي الربملان وال اجمللس العاملي ) عندما قاموا‬ ‫بطباع���ة مناه���ج تدريس اللغ���ة ‪ ،‬وعملوا الفتات‬ ‫يف طرابل���س وجب���ل نفوس���ة وزوارة ‪...‬حتول���ت‬ ‫االمازيغي���ة اىل ش���أن معاش اىل عملية معاش���ة‬ ‫ه���ذه اللغ���ة اليت يبل���غ عمره���ا أكثر م���ن الف‬ ‫ومخسمائة سنة قبل ميالد املسيح عندما تتحول‬ ‫االمازيغية اىل ش���أن معاش وأيضا فلنرى صورة‬ ‫مقارب���ة للوض���ع اللييب وهي املغ���رب ‪ ،‬عندما مت‬ ‫دس�ت�رة اللغة االمازيغية مل حتدث مشاكل وال‬ ‫انقالبات وال عداوات على العكس حتول اجملتمع‬ ‫من جمتم���ع منغلق على ذات���ه ‪ -‬كما جمتمعنا‬ ‫اللييب الي���وم ال يعرتف بذات���ه وال باالخر البعيد‬ ‫أوالغري���ب ‪ -‬اىل جمتمع منفتح على مفهوم أخر‬ ‫عندما نقوم بدس�ت�رة اللغة االمازيغية ‪،‬ودس�ت�رة‬ ‫لغ���ة التب���و ( امسه���ا تاغودا ) دس�ت�رة لغ���ة الصم‬ ‫والبك���م لك���ي حنصل على دس���تور ميي���ل اىل أن‬

‫يكون دس���تورا إنس���انيا أكثر منه دس���تور مييل‬ ‫اىل طائف���ة أو يعظ���م طائف���ة دون أخ���رى مييل‬ ‫اىل أنس���نة الدس���تور اللي�ب�ي لدينا من���اذج عاملية‬ ‫ألكث���ر م���ن لغ���ة يف الدس���تور‪ ،‬يف الع���امل اليوم‬ ‫س���تة االف لغة لو ارادت كل أمة أن تتخلى عن‬ ‫لغاته���ا وتتجه اىل لغة واح���دة ( ومن أياته خلق‬ ‫السموات واالرض واختالف ألسنتكم وألوانكم )‬ ‫اية من ايات اهلل اختالف االلسن ‪،‬ملاذا هذا الشعور‬ ‫بالدوني���ة ربي خلقين يف ه���ذه البقعة من أرض‬ ‫ليبي���ا ولغ�ت�ي الليبية ش���ئت أن تتعلمه���ا تعلمها‬ ‫وان���ت حر‪،‬لكن ال متنع هذا احل���ق ملن يريده ‪ ،‬يف‬ ‫سويسرا لو فيه نصف يف املئة لو أربعة أشخاص‬ ‫! يتحدث���ون لغ���ة ه���ي مق���رة ولغ���ة رمسي���ة يف‬ ‫الدس���تور السويس���ري‪،‬وهي ليس���ت معضل���ة‬ ‫املوضوع أعط���ي أكثر من حقه رمب���ا لننصرف‬ ‫بعيدا عن مشاكل أكرب ‪،‬أنا ارى انه على الدولة‬ ‫ان تعام���ل الفرد على أس���اس أنه وح���دة التعامل‬ ‫السياسي الدولة تضمن حقوق الشخص املواطم‬ ‫ال���ذي لديه حقوق���ه اللغة الرمسي���ة ال تعين انها‬ ‫لغة س���وف تفرض على امل���دارس او يف البطاقات‬ ‫وحت���ى لو فرضت ما لض�ي�ر يف أن نكون جمتمع‬ ‫تع���ددي مالض�ي�ر يف جمتم���ع يع���ود اىل أص���ول‬ ‫ه���ذه اللغة امسه���ا اللغ���ة الليبية امس���ه احلرف‬ ‫اللييب يف كتب اللسانيات مل تدسرت يف الدستور‬ ‫اللي�ب�ي حاهلا كح���ال الدس���تور املغربي‪.‬ملاذا هذا‬

‫االكث���ر عمق���ا واالكثر نضج���ا م���ن التجربة‬ ‫الليبي���ة – أن���ا رئي���س حتريره���ا وال�ت�ي يص���در‬ ‫منها االن العدد الس���ادس ‪ ،‬الفكرة اساس���ا كانت‬ ‫للس���يد حممد مادي هو م���ن عرض الفكرة على‬ ‫هيئة دع���م وتش���جيع الصحافة واس���تاذ ادريس‬ ‫املس���ماري تبنى الفكرة ‪ ،‬االن حنن نلملم انفسنا‬ ‫كمجموع���ة عم���ل يف جمل���ة ثقافي���ة عام���ة‬ ‫وليس���ت للش���أن االمازيغ���ي فق���ط تتح���دث عن‬ ‫التب���ت ع���ن ترييزا ع���ن فالدلفي���ا ‪...‬أش���ياء عامة‬ ‫تكتب باللغة االمازيغية أسرة التحرير وكوني‬ ‫رئي���س التحري���ر تتك���ون م���ن ‪ :‬ب���ن نان���ة مدير‬ ‫حترير‪،‬م���ادي مش���رف ع���ام ‪ ،‬البك���وش مراج���ع‬ ‫لغوي ومرتجم وهو باحث واول ش���خص يرتجم‬ ‫رواية روس���ية اىل االمازيغية معنا ساسي حريب‬ ‫مص���ور الع���دد اس���راء هش���كل كاتبة مق���االت (‬ ‫وه���ي زوجيت ) ‪ ،‬هدفنا من ه���ذه اجمللة توجيهها‬ ‫اىل ال���رأي الع���ام فالناطقني باللغ���ة االمازيغية‬ ‫لديهم وع���ي عام بأن اللغ���ة االمازيغية لغة غري‬ ‫قادرة عل���ى أن تكون لغة نص مل نكن نس���توعب‬ ‫أن تكتب نصا املعجم الش���فهي ضئيل وأي معجم‬ ‫ش���فهي ألي أمة هو ضئيل واالوس���ع هو املكتوب‬ ‫باعتب���ار أن اللغة االمازيغية بقت خزينة ذاكرة‬ ‫الصح���راء وذاك���رة االحج���ار ‪،‬ثقاف���ة ش���فهية‬ ‫متناقل���ة العديد من املف���ردات بقيت عند مناطق‬ ‫‪،‬و ُفق���دت عند مناطق ‪ ،‬لكن جتميعها االن س���هل‬

‫جملة ارمادا‬

‫الش���عور بالعدائي���ة ومل���اذا اخلوف عل���ى العربية‬ ‫‪ ،‬ه���م مرجعي���ة ُعم���ان النامي أو حي���ي معمر أو‬ ‫الش���ماخي أو البارون���ي ه���م أفض���ل م���ن كت���ب‬ ‫باللغ���ة العربي���ة ‪ ،‬أن���ا نفس���ي ثنائ اهلوي���ة وقد‬ ‫أكون ثالثي رباعي ‪ ،‬ان اكون عربي وامازيغي‬ ‫وتباوي وبدوي وحضري ‪ ،‬ما يجَ م ُعنا هو االرض‬ ‫هو امل���كان أنا لييب ما جيمعنا لي���س اللغة وليس‬ ‫الدي���ن ‪،‬ما جيم ُعن���ا هو أنن���ا على ه���ذه االرض ‪،‬‬ ‫ليبي���ون ُمتفقون عل���ى االرض ‪ ،‬فقط أما خالفه‬ ‫فحق لنا أن خنتلف يف كل شيء ‪..‬‬ ‫بني يدي جملتكم ( أرمات) الناطقة باالمازيغية‬ ‫ومؤخرا رأست حتريرها وكنت قبال الكاتب الصحفي‬ ‫ومعد ومقدم برامج تلفزيونية الحقا حديثين عن‬ ‫عالقة بالصحافة واالعالم ؟‬ ‫جمل���ة أرم���ات ه���ي اول جمل���ة ليبي���ة ناطق���ة‬ ‫باالمازيغي���ة يف ليبي���ا أو أول جمل���ة أمازيغي���ة‬ ‫مئ���ة يف املئ���ة رمسي���ة وتص���در ع���ن الدول���ة يف‬ ‫مشال أفريقي���ا – مع مراع���اة التجربة املغاربية‬

‫جدا ‪ ،‬أرس���لنا رس���الة من خالل ه���ذه اجمللة وان‬ ‫اللغ���ة االمازيغي���ة لغ���ة أمازيغية وتس���تطيع أن‬ ‫تس���توعب أي نص ‪ ،‬ارسلنا اىل الدولة اىل النظام‬ ‫القائ���م أواىل املنظوم���ة السياس���ية القائمة االن‬ ‫على تأس���يس الدولة الليبية احلديثة ‪ :‬ان لديك‬ ‫مجاع���ة رب���ع ملي���ون او مئ���ة ألف او حت���ى مئة‬ ‫ش���خص بغض النظر عن عددهم يتحدثون لغة‬ ‫‪،‬ومنهم أميون مستويات القراءة للمجلة متدنية‬ ‫ع���دا نفوس���ة وزوارة الن اللغ���ة تعل���م لالطفال‬ ‫واالطف���ال الصغار مقبولون عليه���ا أكثر ولكن‬ ‫يف طرابلس باعتبارنا جمتم���ع أمي وفاتنا قطار‬ ‫تعل���م اللغ���ة ‪ ،‬االقب���ال عليه���ا جمل���رد اهلواي���ة أو‬ ‫كتشجيع أو كتجميع ‪ ،‬فالناطقني باالمازيغية‬ ‫غري مس���توعبني بأن اللغ���ة االمازيغية لغو نص‬ ‫وك���ون الدول���ة جي���ب أن تنظ���ر اىل مواطنيه���ا‬ ‫ُ‬ ‫األمي�ي�ن الذين ال يتقنون الكتاب���ة بلغتهم هاتني‬ ‫الرسالتني االكرب للمجلة ‪.‬‬ ‫فيما يتعلق باالعالم اللييب عموما فأنا ش���خصيا‬

‫ال اعترب نفسي صحفي وال اعالمي دخولي هلذه‬ ‫املعمعة لتحويل مش���روعي انسنة املواطن اللييب‬ ‫اىل جمتم���ع م���ن البش���ر كل ذات حي�ت�رم ذوات‬ ‫االخري���ن كل انس���ان ل���ه احل���ق يف التعبري عن‬ ‫نفس���ه ‪،‬املتاعب بالنس���بة للمجل���ة متاعب ادارية‬ ‫الغري ‪...‬‬ ‫•ختاما هل تريد االجابة عن سؤال مل أسأل ُه لك‪،‬‬ ‫وشعرت أنه من الضروري التحدث فيه لقراءنا ؟‬ ‫مفه���وم االمة الليبية أنا كن���ت أكتب يف موقع‬ ‫ليبي���ا وطننا وموقع ليبي���ا جيل منذ عهد القذايف‬ ‫كنت دائما أحتدث ع���ن االمة الليبية ‪،‬باعتبارنا‬ ‫يف عص���ر العومل���ة وحن���ن تأخرن���ا عن���ه خطوات‬ ‫كث�ي�رة ‪ ،‬االحت���اد االروبي هو الص���ورة االوضح‬ ‫ملفهوم العوملة االنس���ان قد يك���ون جنوب افريقي‬ ‫اجلنس���ية متزوجا من اس���بانية لدي���ه رأس مال‬ ‫يف بريطانيا ولديه مزرع���ة حبوب يف كوملبيا ال‬ ‫ميكن أن حتتكره يف جواز سفر واحد أو يف هوية‬ ‫واح���دة ‪،‬وهو ق���د يتح���دث الفرنس���ية ‪،‬االملانية‪،‬‬ ‫االجنليزي���ة وهو حر يتحدث مايش���اء فقد يكون‬ ‫يف فرنس���ا اجنليزي���ا وهك���ذا حس���ب ض���رورات‬ ‫احلياة ‪ ،‬مفهوم االنس���ان العاملي ال ميكن أن نقفز‬ ‫لالنس���ان العامل���ي قب���ل أن نكون مفهوم االنس���ان‬ ‫داخل وطنه ‪،‬كيف نقفز لالنسان العاملي وحنن‬ ‫مل نفه���م أنفس���نا ‪ ،‬دون ان نقبل انفس���نا ‪،‬اذا كنا‬ ‫نقس���م أنفسنا أمازيغ وتبو وعرب ومل نتفق على‬ ‫أنن���ا كلنا ليبني ‪ ،‬هذا مفه���وم االمة الليبية اليت‬ ‫فيه���ا املواطن له احلق���وق البديهي���ة كمواطن‪،‬‬ ‫ونتحصل على حقوقنا البديهية مفهوم املواطنة‬ ‫وأن نس���تفيد م���ن ث���روات ه���ذه االرض كلن���ا ‪،‬‬ ‫نتخل���ص م���ن ال���داء اهلولن���دي الذي ترس���خ يف‬ ‫اجملتمع اللييب وأصبح عالم���ة مرضية يف ليبيا‬ ‫‪،‬اجملتم���ع اللي�ب�ي جمتمع ريع���ي جمتمع حيلب‬ ‫يف الدول���ة حل���ب ‪،‬جمتمع يعتم���د ‪ 100%‬على‬ ‫مرتب���ات تأتي م���ن إرادات النف���ط حيث ال زارعة‬ ‫‪...‬لدين���ا ألف�ي�ن كيلوم�ت�ر س���احل لي���س لدين���ا‬ ‫رصي���ف حبري حمرتم ‪ ،‬حنن من يس���تورد النت‬ ‫من اندونس���يا لدين���ا جبل اخضر وجبل نفوس���ة‬ ‫ولدينا واحات اجلغبوب ونس���تورد الطماطم من‬ ‫تونس ( الذي���ن كان لديهم بورقيبة من أس���س‬ ‫ملفه���وم االم���ة التونس���ية )وعلى فكرة التونس���ي‬ ‫ش���خصية مندجمة تعمل يف أي مكان يذهب اىل‬ ‫فرنسا يأتي اىل ليبيا عامال ليس لديه مشكلة يف‬ ‫االندماج‪ ،‬ليس لديه مش���كلة يف الذات‪ ،‬كيف لنا‬ ‫قبل أن نندمج م���ع ذواتنا نطالب بدولة خالفة !‬ ‫لدينا مش���كلة مرضية هي العداء ‪ ،‬حنن جمتمع‬ ‫مص���اب بانفصام يف الش���خصية ‪،‬جمتم���ع لديه‬ ‫فاص���ل كبري بني قيم���ه املعلنة وقيم���ه املعمول‬ ‫بها وس���أحكي لك هذه احلادثة ‪ :‬ش���خص يسرق‬ ‫الكهرب���اء ( يعم���ل وصلة من كهرب���اء احلكومة‬ ‫) يف وض���ح النهار أمام أبنائ���ه ‪ ،‬أذن العصر طلب‬ ‫من إبن���ه أن يكمل املهمة وخرج للصالة ‪،‬تناقض‬ ‫مفض���وح يف القي���م املعلن���ة والقي���م املعم���ول بها‬ ‫‪،‬الس���ائد يف ليبي���ا يذكرن���ا مبفه���وم الغنيم���ة (‬ ‫ق���ام القذايف بتغلي���ب منطق الب���دو على احلضر‬ ‫يف املدينة اليت اس���تجلبهم إليه���ا ) البدو مكانهم‬ ‫البادية ولديهم منظومة اخالقية راقية تتماشى‬ ‫مع حميطهم ‪ ،‬يف البادية منط حياتهم اكتسحوا‬ ‫به املدينة ‪،‬انا أشاهد منظر طوابري لثوار يقبضون‬ ‫ام���وال متنحها حكومتنا جراء دور قاموا به اعترب‬ ‫ذل���ك فع�ل�ا ومنطق���ا قبيح���ا منطق االس���تجداء‬ ‫بطل���ب املقاب���ل ‪،‬عامل���وا الليب�ي�ن كمواط���ن ‪ ،‬يف‬ ‫النروي���ج مثال هناك تصنيف‪ ،‬العاطل عن العمل‬ ‫الدول���ة جمربة متنح���ه حقه اىل ح�ي�ن حصوله‬ ‫على عمل هو مواطنها وموضوعه خيصها ‪ ،‬حنن‬ ‫ن�ت�رك االمور مفتوح���ة على عواهنه���ا ‪ :‬الليبيون‬ ‫كله���م يس���تلموا أل���ف جني���ه ! لقاء م���اذا ؟ دون‬ ‫أفضلية دون تنافس حول العمل واالنتاج ‪ ،‬هناك‬ ‫م���ن حيتاج أنا ال أنك���ر ‪،‬ولكن علين���ا أن ال حنيل‬ ‫مواطننا اىل شبه شحاذ ‪،‬الننا جمتمع يقتات من‬ ‫مورد طبيعي استخرجه لنا الغرب الكافر ! فصار‬ ‫ما بعد االس���تقالل هو ما بعد نكبة البرتول لعنة‬ ‫النفط لعنة حياتنا االن كمواطنني ال نفي البلد‬ ‫حقه وال نؤدي واجباتنا كمواطنني جتاهه ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫‪15‬‬

‫قصائد أوىل‬ ‫•قليب‬ ‫يتكهن قليب اجلنون فأسكره رقصا‬ ‫وأثب على عتبة سكري فأنتشي نهدا‬ ‫الر ِب يلذع دمي‬ ‫بطعم‬ ‫فأتلذذه‬ ‫فأتكئ على نفسي بنية املوت املزيف‪..‬‬ ‫ُّ‬ ‫تغمز األضواء‬ ‫فأترجل ألربط قلوب أولئك اخلالدين الضائعني على نواصي املوج‬ ‫وهي تلتهب شوقا لرشفة فوضوية أخرى‪،‬‬ ‫كلما ابتعد مساء‪.‬‬

‫أوس البشيت‬

‫•‪12‬نوفمرب ‪2012‬‬

‫•أول قصيده‬ ‫بواقع ُمل ّقن بتهيؤات السالفني والباغني‬ ‫تبحث األحالم عن راع هلا‪ ،‬فترتامى بني حضن وعزاء‪.‬‬ ‫فقط هو اهلوى والبحر والعنفوان أفيونها‬ ‫يف زمن اللاّ عشق واللاّ حلم واللاّ صوت‬ ‫يتهيأ لنا أن العيب يف كفنا والكواكب‬ ‫وعمرنا الذي مل نسعفه بع ُد‬ ‫ُ‬ ‫وحنن‬ ‫يلعن ب(العن) زمانه‬ ‫أال تروننا متطفلني على زمن العوملة‪،‬‬ ‫نكفف عيوننا بعباءة مملوءة حبكم أزلية وحطام‬ ‫ُسفكت الرمال على أنصاف الشموس‬ ‫ففرشنا بني جناحات الضوء ووهج املوج‪ ،‬منزال لالنتظار‬ ‫أال تروننا وقد جتسد فينا العنفوان فعشقنـا‬ ‫أحتفنا املدائن والبوادي‬ ‫غزلنه الفتيات بالبساتني‬ ‫وسقينا حنن ترابه مباء زمردي‬ ‫فاكتبنا يا قدر على أبراجك‬ ‫حنن املعدودون يف جعبتك‬ ‫بعد تعويذة من دم ورمال وعشق‬ ‫الزلنا ننحتها على جدران القلوب‪ ،‬اليت ال تزال حية ‪.‬‬ ‫•‪ 3‬نوفمرب ‪2012‬‬

‫نصوص ‪..‬‬ ‫منرية نصيب‬ ‫كن هنا ‪..‬‬ ‫ألتوقف عن االدعاء لليلة بأنين على ما يرام ‪!!..‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫أحبك ‪..‬‬ ‫أأخربتك سابقا بذلك ‪..‬‬ ‫أتقول بأنين فعلت ‪..‬‬ ‫ق���ل لي أذن مل���اذا أحس بأنين ل�ل�آن مل أخربك بأي‬ ‫شيء بعد ‪..‬؟!‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫رأئحة‪!!..‬‬ ‫أتشمون رائحة شيء ما‬ ‫ركزوا شيء ما‬ ‫بالتأكيد حيرتق ‪..‬‬ ‫أتسمعون ‪..‬‬ ‫أنصتوا ‪..‬‬ ‫يطقطق ‪..‬‬ ‫ويبدو بأنه قريبا جدا ‪..‬‬ ‫أقرب مما قد تتخيلون ‪..‬‬ ‫أنظروا ‪..‬‬ ‫لكم الدخان ‪..‬‬ ‫أمل أخربكم بقربه ‪..‬‬ ‫أنه قليب على ما يبدو‪..‬‬ ‫وقد أحرقه االشتياق له‬ ‫وأنتهى األمر ‪!!..‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــ‬ ‫أقرتب ‪..‬‬ ‫أقرتب أكثر ‪..‬‬ ‫هات يدك ‪..‬‬

‫أششش ‪...‬‬ ‫أنصت فقط ‪..‬‬ ‫أتسمع ‪..‬‬ ‫أتعلم مصدر هذا الصوت ‪..‬؟‬ ‫أتعلم ماذا يوجد هناك ‪..‬؟‬ ‫" قلب حمـــــطم " هو كل ما تركت لي ‪..‬‬ ‫فامضي وال تزعج نفس���ك بسؤال أحدا أهي خبري ــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫صباح اخلري ‪..‬‬ ‫يا كل تفاصيل احلزن بداخلي ‪..‬‬ ‫يا آملي املنساب دومنا انتهاء ‪.‬‬ ‫يا كل أسباب الشقاء ‪..‬‬ ‫يا كل أسباب البكاء ‪..‬‬ ‫صباح اخلري أيها اخلري‬ ‫الذي ال قبله وال بعده ‪.‬‬ ‫أيها الفرح الذي لن أحلم‬ ‫حتى باملزيد منك‪!!..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫همس ‪!!..‬‬ ‫أتريد أن تعرف ماذا حيدث كلما همست أحبــــــــك‬ ‫‪..‬‬ ‫يلتفت كل رجال األرض إلي إال أنت‪!!..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫محاقة ‪..‬‬ ‫أتذكر أني قلت أحبك ‪..‬؟‬ ‫تلك كانت محاقة ‪..‬‬ ‫أتذكر كيف وقفت أنتظر ردك ‪..‬؟‬ ‫محاقة أخرى لن آتي على ذكرها‬

‫على األقل ‪ ..‬اآلن ‪!!..‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫اهمال‪!!..‬‬ ‫مل أعد أهتم ‪..‬‬ ‫ال بعدد رحالتك ‪..‬‬ ‫وال بأمساء املطارات اليت تقلع منها‬ ‫أو تهبط فيها ‪..‬‬ ‫مصري رس���ائلي اليت مل تتعود سوى صندوق بريد‬ ‫واحد ‪ ،‬و حبجر من ستقع كلما غريت عنوانك ‪..‬‬ ‫هو الشيء الوحيد الذي بات يشغل تفكريي ‪!!..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عنادك ‪!!..‬‬ ‫طوال هذه األعوام ‪..‬‬ ‫أشعر بأننا مل نفرتق ‪..‬‬ ‫كنت أنام كل ليلة معك ‪..‬‬ ‫وأصحو كل يوم معك ‪..‬‬ ‫عيناك ‪ ..‬ابتسامتك ‪..‬‬ ‫كانتا معي ‪..‬‬ ‫حتى عنادك اللعني مل يفارقين ‪..‬‬ ‫أحس بك يف كل شيء أفعله أو ال أفعله ‪..‬‬ ‫أمسع صوتك ينادي بامسي كثريا‬ ‫وألتفت ‪..‬‬ ‫ألتفت فقط وأنا أعلم بأنك لست هنا ‪!!..‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫سنتفق ‪..‬‬ ‫أعدك بأننا سنتفق ‪..‬‬ ‫كن هنا فقط ‪..‬‬ ‫كن دمعي النازل ‪..‬‬

‫كن نبضة بذات قليب احملرتق ‪..‬‬ ‫كن معجزتي الصغرية ذاتها ‪..‬‬ ‫كن ولو بسمة حبلم خمتلق ‪..‬‬ ‫كن أي شيء ‪..‬‬ ‫كن كل شيء ‪..‬‬ ‫فكل اخليارات ها قد سقتها لك ‪..‬‬ ‫إما أحبك أو أحبك أو أحبك ‪..‬‬ ‫وسنتفق ‪..‬‬ ‫أمل أعدك بأننا سنتفق ‪..‬‬ ‫سنتفق طاملا أن ليس مثة من خيار لنفرتق ‪!!..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫سوف أبقى ‪!!..‬‬ ‫وأبقى أحبه ‪..‬‬ ‫بذات الفؤاد الذي قد حطم ‪..‬‬ ‫وأبقى أحبه ‪..‬‬ ‫وأعلم أنه يعلم أني‬ ‫من احلب أبكي ‪..‬‬ ‫من احلب أسهر ‪..‬‬ ‫وأبقى أحبه ‪..‬‬ ‫بذات الغباء وذات التهور‬ ‫ورمبا أكثر ‪..‬‬ ‫وأبقى أحبه ‪..‬‬ ‫ويبقى حبييب ومسك اخلتام‬ ‫وزهر وعنرب ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫قصة قصرية‬

‫ترانزيت عربي‬ ‫باقر جاسم حممد‬ ‫لس���ت أدري أي���ن فقدت حقيب�ت�ي اليدوية اليت‬ ‫وضع���ت يف داخله���ا أه���م أوراقن���ا الش���خصية‪:‬‬ ‫جوازي س���فري أنا و زوجيت هند عبد اهلل‪ ،‬فضال‬ ‫ً عن مبلغ حوالي ثالمثائة دوالر‪ ،‬و مستمس���كات‬ ‫معامل���ة للهج���رة إىل اس�ت�راليا‪ ،‬و ص���ور أبنائي‬ ‫الذي���ن س���بقوني إىل تل���ك الب�ل�اد‪ .‬كنت أش���عر‬ ‫باإلحب���اط يتصاعد يف داخل���ي مع كل خطوة و‬ ‫أنا أجته إىل الشقة اليت استأجرناها منذ يومني‪.‬‬ ‫ترى ماذا ستقول زوجيت حني تعلم باألمر؟ ليتها‬ ‫كانت معي حلال���ت دون هذا الضياع و الفقدان‪،‬‬ ‫لكنها كانت تشكو من الصداع النصفي و فضلت‬ ‫البقاء يف الش���قة‪ .‬ترى أين أنا اآلن؟ أتذكر أنين‬ ‫يف ضحى هذا اليوم كنت أس�ي�ر يف س���وق عالية‬ ‫الس���قف مزدمحة بالناس يف هذه املدينة اليت مل‬ ‫أعد أعرف امسها‪ :‬أهي مدين���ة القاهرة أم عمان‬ ‫أم ب�ي�روت أم تون���س؟ ي���ا ت���رى هل أن���ا يف حلم؟‬ ‫لس���ت أدري‪ .‬ث���م فجأة ش���عرت بوخ���ز يف قدمي‬ ‫اليسرى‪ ،‬وضعت حافظة أوراقي و نقودي جانباً‪،‬‬ ‫و قمت بنزع فردة حذائي اليسرى فاكتشفت أن‬ ‫مس���ماراً صغرياً قد خرق احل���ذاء و أخذ ينخس‬ ‫يف حل���م قدمي‪ .‬نزع���ت اجل���ورب و نظفت مكان‬ ‫اجلرح الصغري‪ ،‬ثم نزعت املس���مار مبفتاح الشقة‬ ‫و ارتدي���ت ف���ردة احل���ذاء‪ .‬كان األمل حقيقي���اً و‬ ‫كذلك الدم الذي ما زالت بقاياه فوق منديلي‪.‬‬ ‫رمب���ا كن���ت أحل���م و اس���تفقت‪ ،‬أو رمبا كنت‬ ‫مستفيقاً و دخلت عامل احللم‪.‬‬ ‫ال أدري‪.‬‬ ‫رفع���ت رأس���ي فرأيت بعض الش���باب و الكهول‬ ‫و هم ينظرون إىل باس���تغراب‪ .‬شعرت باإلحراج‪.‬‬ ‫وأس���رعت بالس�ي�ر دون أن التفت‪ .‬مش���يت لفرتة‬ ‫ليست بالقصرية‪ .‬رمبا ملدة ربع ساعة‪.‬‬ ‫فجأة توقفت‪.‬‬ ‫كان���ت ي���داي فارغت�ي�ن‪ ،‬فصعق���ت‪ .‬ت���رى أين‬ ‫ترك���ت احلقيبة اليت حتت���وي أوراق���ي املهمة؟‬ ‫لس���ت أدري‪ .‬توقفت‪ ،‬التفت مينة و يس���رة‪ ،‬أردت‬ ‫أن أص���رخ و ما أعلم ما ال���ذي منعين من ذل‪ .:‬ثم‬ ‫تذك���رت آخر عه���دي باحلقيبة حني أحسس���ت‬ ‫باملسمار خيزني يف قدمي اليسرى‪ .‬لقد وضعتها‬ ‫جانب���اً‪ .‬عدت مس���رعاً و أن���ا أكاد أركض حتى‬ ‫وصلت املكان‪ .‬مل يكن هناك أثر حملفظيت‪ .‬سألت‬ ‫صاح���ب دكان قريب من م���كان توقفي ملعاجلة‬ ‫املس���مار عن احلقيبة‪ ،‬هز رأس���ه و ق���ال أنه كان‬ ‫مش���غوالً بالزبائ���ن و مل يلح���ظ وجوده���ا أو من‬ ‫أخذها‪ .‬ش���عرت أن�ن�ي أنزل يف قب���و معتم‪ .‬كيف‬ ‫س���أركب إىل الطرف اآلخر من املدينة و أنا من‬ ‫دون نق���ود؟ أعلى أن أواصل الس�ي�ر أم أن أتوقف؟‬ ‫فجأة رأيت على البعد صديقي أمحد مس���عود‪ ،‬و‬ ‫لكنه تظاهر بأنه مل يرني و أسرع يف الدخول إىل‬ ‫أحد األزقة املتفرعة من السوق‪ .‬أو لعله مل يرني‬ ‫فع�ل�اً‪ ،‬مل أتهم اآلخرين‪ .‬كنت أقف يف منتصف‬ ‫الس���وق اآلن دون أن أملك اجلرأة على احلركة‬ ‫و الس�ي�ر‪ .‬و إىل مييين حمل كبري يبيع بالونات‪.‬‬ ‫و كل بال���ون حيمل علم أح���د البلدان العربية و‬ ‫ق���د نفخ صاحب احملل أثنني و عش���رين بالوناً و‬ ‫علقها يف مقدمة احملل‪ .‬تذكرني هذه البالونات‬ ‫بطفول�ت�ي حني مل تك���ن الباونات به���ذا احلجم و‬ ‫ال به���ذه األلوان‪ .‬كان���ت ألوانه���ا ال تتعدى ألوان‬

‫الطيف الشمس���ي‪ .‬مسعت بائ���ع البالونات حيدث‬ ‫أحد الشارين الذي استعظم سعرها قائالً‪:‬‬ ‫ه���ذه البالون���ات صناع���ة أمريكي���ة‬ ‫ ‬‫مفتخ���رة و تدوم طويالً‪ .‬و هناك بالونات حتمل‬ ‫أعالم عربية مصنوعة يف بريطانيا و يف فرنسا و‬ ‫اآلن تتوفر لدينا أعالم صناعة إيرانية‪.‬‬ ‫قلب املش�ت�ري ش���فته‪ ،‬ثم أدار وج���ه و غادر املكان‪.‬‬ ‫يف األثن���اء ح���دث هرج و م���رج عند ظهور ش���اب‬ ‫متوس���ط القام���ة و مم���زق املالب���س‪ .‬كان قذرا‬ ‫ً كأن���ه مل يغتس���ل من���ذ ده���ر‪ .‬لقد انبث���ق فجأة‬ ‫يف الس���وق كأنه دخ���ل من أحد األزق���ة‪ .‬و كان‬ ‫ميس���ك بعصا ذات طرف حاد و مدبب مثل رمح‪،‬‬ ‫و ي���كاد طوهلا مياثل طوله‪ ،‬و ه���و يطوح بها مثل‬ ‫الفت���وات يف األفالم املصري���ة‪ .‬صاح أحد أصحاب‬ ‫احملالت التجارية‪:‬‬ ‫املخب���ل س���عيد م���رة أخ���رى! احذروا‬ ‫ ‬‫تصرفاته‪.‬‬ ‫قال واحد من املارة‪:‬‬ ‫يب���دو ه���ذا الش���اب مس���كيناً‪ .‬تعال يا‬ ‫ ‬‫ولدي‪ ،‬خذ هذه نصف لرية‪.‬‬ ‫ضحك اجملنون سعيد بضراوة و قد تألقت عيناه‬ ‫احلمراوان بشعاع أش���عرني باخلوف‪ .‬أخذ نصف‬ ‫اللرية م���ن الرجل و رماها خلفه‪ .‬ق���ال أحد املارة‬ ‫معقباً على حتذير صاحب احملل التجاري‪:‬‬ ‫أنه إنسان مس���امل‪ .‬أنا أعرفه‪ .‬و أمسه‬ ‫ ‬‫سعيد جربان ناجي‪.‬‬

‫ارجتف���ت ي���داي و ذهل���ت لس���ماع اس���م اجملنون‬ ‫ال���ذي كان منش���غال ً يف النظ���ر إىل واجه���ات‬ ‫احمل�ل�ات التجارية و أطالق ضحكته الوحش���ية‪.‬‬ ‫كان امس���ه مطابقاً ألمسي‪ .‬ث���م على حني غرة‬ ‫وقع���ت عين���اه عل���ى البالونات ال�ت�ي حتمل صور‬ ‫أع�ل�ام الدول العربي���ة‪ .‬توقف هنيه���ة‪ .‬ثم بدون‬ ‫تردد‪ ،‬توجه حنوها و أخذ خيز البالونات بالرأس‬ ‫املدبب لعصاته فتنفجر الواحد تلو اآلخر و ما أن‬ ‫أوش���ك أن خيز بالون علم فلس���طني حتى هجم‬ ‫عليه صاحب احملل و قال‪:‬‬ ‫ستخرب بييت يا جمنون‪.‬‬ ‫ ‬‫مل أحت���رك من مكاني و قد هيم���ن الذهول على‬ ‫حواس���ي‪ .‬ثم رأيت الن���اس يتجمعون و يتدخلون‬ ‫حلماي���ة اجملن���ون من صاحب احمل���ل و حيضونه‬ ‫على مس���احمته بينم���ا ظهر فج���أة بعض رجال‬ ‫األم���ن و تول���وا معاجلة األمر‪ .‬ف�ت�ر اهتمامي مبا‬ ‫حدث فأخذت بالس�ي�ر يف اجتاه موقع الش���قة يف‬ ‫منطق���ة العبدلي‪ .‬تذك���رت اآلن أننا يف عمان‪ ،‬و‬ ‫لي���س يف القاه���رة أو يف ب�ي�روت أو تونس‪ .‬و أثناء‬ ‫الس�ي�ر كنت أح���اول أن أجد طريق���ة لتخفيف‬ ‫وق���ع خ�ب�ر فق���دان احملفظ���ة و ما حتتوي���ه على‬ ‫زوج�ت�ي‪ .‬فك���رت أنين ق���د تركت بع���ض النقود‬ ‫معه���ا‪ .‬إذن ستس�ي�ر األمور عل���ى ما ي���رام لفرتة‬ ‫قصرية من الزمن‪ .‬و لكن املش���كلة أنين و زوجيت‬ ‫قد أمس���ينا ش���خصني ب���دون أوراق ثبوتية‪ .‬رمبا‬ ‫يهون من األمر أنين ما زلت أملك هوية األحوال‬

‫الش���خصية‪ ،‬و كذلك زوجيت‪ .‬ترى هل سنحقق‬ ‫حلم الرحيل إىل اس�ت�راليا بعد كل هذا العناء و‬ ‫االنتظار؟ أتذكر حني س���ألين املوظف املس���ؤول‬ ‫عن اهلجرة عن أس���باب رغبيت يف اهلجرة و أنا يف‬ ‫اخلمس���ينات من عمري‪ ،‬قلت ل���ه‪ :‬إذا كان على‬ ‫اإلنس���ان أن خيت���ار بني أن يكون قات�ل�اً أو قتيالً‬ ‫فأنين أرفض اخليارين مع���اً‪ ،‬و أحبث عن أرض‬ ‫تأويين ألعيش بس�ل�ام‪ .‬استمع إىل كالمي و مل‬ ‫يقل شيئاً‪.‬‬ ‫عل���ى أية ح���ال‪ ،‬ما زل���ت لدي بطاق���ة األحوال‬ ‫الشخصية‪ .‬لست أدري َ‬ ‫مل تذكرت قول ديكارت‬ ‫"أن���ا أفك���ر إذن أن���ا موج���ود"‪ .‬قلت يف نفس���ي‪" ،‬أنا‬ ‫أمحل هوي���ة‪ ،‬إذن أنا موج���ود‪ ".‬أخرجت البطاقة‬ ‫من جيب القميص و أعدت تفحصها لكي أتأكد‬ ‫من حقيق���ة أنين ما زلت أمحل ش���يئاً يدل على‬ ‫هوي�ت�ي‪ .‬كان���ت ص���ادرة م���ن وزارة الداخلي���ة‪،‬‬ ‫مجهوري���ة العراق‪ ،‬دائرة األحوال الش���خصية يف‬ ‫حمافظ���ة باب���ل‪ .‬و كان���ت صورت���ي امللونة اليت‬ ‫تظهرن���ي يف س���ن أكرب م���ن عم���ري احلقيقي‬ ‫حبوال���ي عق���د م���ن الس���نني و يف اس���فلها اخلتم‬ ‫الفس���فوري و إزاء اخلتم أمسي الثالثي‪ :‬س���عيد‬ ‫ج�ب�ران ناج���ي‪ .‬مح���دت اهلل‪ .‬وضع���ت البطاقة يف‬ ‫جيب القميص و أسرعت اخلطى حنو الشقة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•كلية اآلداب‪ /‬جامعة بابل‬


‫‪17‬‬

‫‪)2013)2013‬‬ ‫أغسطس‬ ‫يوليو ‪5 -‬‬ ‫العدد((‪116‬‬ ‫الثالثة‪--‬العدد‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬ ‫أغسطس‬ ‫‪12 -30‬‬ ‫‪6 ((--))117‬‬

‫جسر من االستفهامات‬ ‫مُقاربة ٍ‬ ‫حلدث عرب ٍ‬ ‫املزروعى البانوسى‬

‫الش���ك بأن���ه قد ش���دَانتباه البع���ض منا ‪ ،‬بل‬ ‫اس���تفز فهمه���م وتفكريه���م ‪ ،‬حركة تل���ك اليد‬ ‫ال�ت�ي خرجت من اجملهول ‪ ،‬لرتم���ى بطوٌف جناة‬ ‫‪ ،‬لل ٌقل���ة م���ن خ���دم اخليم���ة – فللخيم���ة خ���دم‬ ‫وحش���م – عندما حاصرت أم���واج وأفواج فرباير‬ ‫باب العزيزية خبيمته العتيدة ‪ .‬فقبل أن تكتسح‬ ‫األفواج احلصن احلصني يف طرابلس الغرب من‬ ‫مجي���ع اجليهات ‪ ،‬امتدت تل���ك اليد اليت خرجت‬ ‫من اجملهول ‪ ،‬لتلق���ى بطوف جناة ظهر يف هيئة‬ ‫طائ���رة جمهول���ة ‪ ،‬حت���ط عل���ى م���درج جانيب ‪،‬‬ ‫مبطار مهجور ‪ ،‬بالش���قيقة تونس ‪ .‬أنتش���لة أحد‬ ‫خدم اخليمة ‪ ،‬وأقلعت به إىل جيهة غري معلومة‬ ‫‪ .‬ث���م بعد أي���ام نعلم من تس���ربات إخبارية ‪ ،‬بأنه‬ ‫ب�ي�ن اي���ادى إالم ‪ .‬آي ‪ . 6 .‬حتتف���ظ ب���ه يف مكان‬ ‫س��� ٌرى و آمن بعاصمة الضباب ‪ .‬كل هذا التّلغيز‬ ‫حمم���ل بالكثري من االس���تفهامات‬ ‫‪ ،‬خل���ق من���اخ ّ‬ ‫‪ ،‬ال�ت�ي ص���ارت تتهاط���ل عل���ى تفكرين���ا ‪ ،‬تق���ول‬ ‫وتس���توضح عن ه���ذا الغم���وض ‪ ،‬ال���ذي رمسته‬ ‫مف���ردات ‪ .‬طائ���رة جمهول���ة ‪ .‬مط���ار مهج���ور ‪.‬‬ ‫وجهة غري معلومة ‪ .‬كل هذا ًخط بيداً ال نعرف‬ ‫كي���ف ومن أين أت���ت ‪ .‬ضف إىل ذل���ك ملاذا وقع‬ ‫االختيار على هذه الش���خصية دون سواها ؟ ‪ .‬هل‬ ‫ألنها كم���ا قال عنها أحد رف���اق األمس وأمساه‬ ‫مبل���ف امللف���ات ؟ ‪ .‬ولكن ملف امللف���ات هذا يضم‬ ‫بني دفت ّيه ملفات حرجة ‪ ،‬تتعلق مبرحلة حتوّل‬ ‫فيه���ا الوطن ليبيا وبفعلها إىل أتون حملرقة أتت‬ ‫على الكثري من الليبي�ي�ن ‪ ،‬واكتوى بها آخرين ‪،‬‬ ‫ففضل���وا االبتعاد إىل منايف بعيدة باتس���اع الكرة‬ ‫األرضي���ة ‪ ،‬والتهم���ت أيض���ا أم���وال طائل���ة تع ّد‬ ‫بأرق���ام فلكي���ة ال نع���رف كيف وأي���ن ذهبت ؟ ‪.‬‬ ‫فهو إذن ملف خي���ص الليبيني ولليبيني ‪ ،‬فلماذا‬ ‫اس���تبقت ه���ذه الي���د والتقطته قب���ل أن يقع بني‬ ‫ايادى الثوار ؟ وهل ختش���ى شيء على نفسها مما‬ ‫يضمه امللف بني دفتيه ؟ أم س���حبته لتوظفه من‬ ‫جدي���د مبا حيوى م���ن معلومات ‪ ،‬إلع���ادة إنتاج‬ ‫املاض���ي يف أدواته ‪ ،‬ولكن بصيغ���ة وبثوب جديد ‪.‬‬ ‫بعدما فشلت النسخة األوىل إلعادة إنتاجه يف ما‬ ‫مسيي مبشروع ليبيا الغد ‪.‬‬ ‫دعون���ي أق���ول ‪ ،‬اليهمن���ا مل���ف امللف���ات هذا يف‬ ‫شخصه ‪ ،‬بقدر مايهمنا ما جبوفه من وثائق ‪ .‬فهذا‬ ‫الغموض ال���ذي يلف هذا امللف ‪ ،‬بد ًء من طريقة‬ ‫سحبه و تهريبه ثم االحتفاظ به بعيدا عن ايادى‬ ‫الثوار ‪ ،‬وحماولة إس���دال س���تائر النس���يان عليه‪.‬‬ ‫كل ه���ذا جيعل تفكرينا يذه���ب بنا إىل أن جهة‬ ‫خارجية ما ‪ ،‬ختاف من كشف ملف امللفات عن‬ ‫حمتواه ‪ ،‬مم���ا قد يثبت تورطه���ا يف تأمني غطاء‬ ‫دولي سياسي ‪ .‬معلوماتي ‪ .‬استخبارتى ‪ .‬اعالمى ‪.‬‬ ‫لوجستى بوجه عام ‪ ،‬لنظام عبث بليبيا والليبيني‬ ‫أكثر من أربعة عقود من الزمان ‪ .‬خاصة بعدما‬ ‫كش���فت اللقطات املتلف���زة ‪ ،‬وقائ���ع اللحظات‬ ‫األخ�ي�رة من حياة صاحب اخليمة ‪ ،‬ظهر فيها ذا‬ ‫شخصية هش���ة جبانة ‪ ،‬نعتقد بأنها ال تستطيع‬ ‫وال تق���وى على فعل ما ارتكبت من أفعال ‪ ،‬إال إذا‬ ‫أطمأنت وضمنت سنداً يف غطاء خارجي حيميها‬ ‫ويس���تحثها ويش���جعها على فعل ما فعلت ‪ .‬فمن‬ ‫يات���رى ه���ذه اجلهة ال�ت�ي عملت وس���اعدت على‬ ‫إبق���اء الليبيني يف هذا األتون ط���وال هذه الفرتة‬ ‫من الزمان ؟ ومل���اذا؟ ‪ .‬ومن أين جاءت بهذا القدر‬ ‫من الكراهية جتاه شعب طيب بسيط يف جممله‬ ‫؟ ‪ .‬وهل يس���تطيع الليبيون تتبع أثرها والكش���ف‬ ‫عنها ‪ ،‬قبل أن تعبث بهم وبثورتهم ؟‪.‬‬ ‫طوّف جناة أخر ألقته يد جمهولة أيضا ‪ ،‬ولكن‬ ‫جاء هذه املرة حتت أضواء ساطعة ُمبهرة ‪ ،‬أعشت‬ ‫أبص���ار وبصائر اجلميع ‪ ،‬فل���م نتبني الطوّف وال‬

‫من تعّلق به ‪ .‬ظهر الطوّف أمامنا يف هيئة مشهد‬ ‫ُمتلف���ز ‪ ،‬نقلت���ه العدي���د من احملط���ات من داخل‬ ‫القاع���ة األممي���ة ‪ ،‬مل يرتك ش���ي للصدفة داخل‬ ‫املش���هد ‪ ،‬حت���ى م���ا ذرف فيه من دم���وع ‪ ،‬كانت‬ ‫ختض���ع حلس���اب دقي���ق ‪ ،‬تعمل لص���احل الطوّف‬ ‫وصاحب���ه ‪ .‬وعندما خفتت اإلضاءة قليال ‪ ،‬كان‬ ‫امل ّعنى قد متوّضع داخل خنادق فرباير ‪ ،‬بل و ُترك‬ ‫له أحيانا أن يتصدر املش���هد في���ه ‪ ،‬هل جاء كل‬ ‫هذا إلضف���اء صبغة ثورية علي صاحب احلظوة‬ ‫؟‪ ،‬وإلباس���ه جلب���اب ّ‬ ‫خمض���ب بتالوي���ن الوط���ن‬ ‫الث�ل�اث ‪ ،‬يُؤهل���ه ويس���اعده يف ما بع���د ‪ ،‬وعندما‬ ‫للتحش���يد والدعوة ( ملؤثر روما )‪،‬‬ ‫حيني الوقت ‪ّ ،‬‬ ‫الذي أجهضت���ه صيحات الثوار ‪ ،‬عندما رأت فيه‬ ‫التفاف على الثورة ‪ ،‬وحماولة لوأدها يف مهدها ‪.‬‬ ‫أم جاء ليتيح لصاحب احلظوة هذا ‪ ،‬ومي ّكنه من‬ ‫إص���دار مؤ ّلفه العتيد ‪ ،‬الذي جاء ليس ليتحدث‬ ‫في���ه عن ع���دد من رف���اق األمس ‪ ،‬وليس���وق فيه‬ ‫وم���ن خالله صحائف اته���ام يف حقهم ‪ ،‬ألن جل‬ ‫الليبي�ي�ن يعرف���ون الكث�ي�ر ع���ن تفاصي���ل حياة‬ ‫هؤالء ‪ ،‬فقد كانت هذه التفاصيل ‪ ،‬يف مفرداتها‬ ‫العملي���ة حينها ‪ ،‬الوقود املس��� ّعر واملف ّعل للس���فه‬ ‫والعبث الذي عصف حبياة الليبيني وليبيا خالل‬ ‫العق���ود الثالثة املاضية ‪ ،‬نعم الش���ك بان املؤ ّلف‬ ‫وكتاب���ه ‪ ،‬كان يعرف تفصي���ل التفاصيل عن‬ ‫حياة رفاقه ‪ ،‬فقد كاد يف بعض املرات ‪ ،‬أن يضع‬ ‫يده على مقبض باب غرف النوم للبعض منهم ‪،‬‬ ‫ويدخلنا معه يف تفاصيل ما يدور بداخلها ‪ .‬غري‬ ‫اننى اعتقد بان الكتاب وكاتبه جاء ليس ليقول‬ ‫ه���ذا ‪ ،‬بل ليقول لنا ويقنعنا ‪ ،‬تلميحا وتصرحيا ‪،‬‬ ‫ب���أن صاحب اخليم���ة ‪ ،‬كان ميتلك قدرات فوق‬ ‫العادة ‪ ،‬أهلته للتخطيط والتنظيم واالس���تيالء‬

‫عل���ى احلك���م بليبي���ا ‪ ،‬واالحتفاظ ب���ه يف قبضته‬ ‫طوال ه���ذه املدة ‪ .‬بل وليذهب فيه بالقول ‪ ،‬حتى‬ ‫يضع صاحب اخليم���ة ‪ ،‬على درجة واحدة حذو‬ ‫النعل بالنعل مع هتلر ‪ .‬وموس���يلينى ‪ .‬وستالني ‪.‬‬ ‫وصدام ‪ .‬ولكن وبقلي���ل من التدقيق يف مقومات‬ ‫شخصيات هؤالء ‪ ،‬جند باال قاسم مشرتك جيمع‬ ‫ه���ؤالء مع صاحب اخليمة ‪ ،‬والش���واهد كثرية ‪،‬‬ ‫فدعون���ا نذه���ب إىل أقربه���ا زم���ان وم���كان ‪ ،‬يف‬ ‫املشهد األخري حلياة صدام ‪ ،‬كما نقلته عدسات‬ ‫التلفزة ‪ .‬جند الرجل ‪ -‬س���وى اختلفن���ا أو اتفقنا‬ ‫مع���ه ‪ ، -‬يف حلظات���ه األخرية ‪ ،‬كان يقف وحبل‬ ‫املش���نقة بأنش���طته يتدىل أمامه وي���كاد يالمس‬ ‫وجه���ه ‪ ،‬إال أنه ضل صلبا متماس���كا حتى نهايته‬ ‫‪ ،‬وف���ى هذه دالالت ال نس���تطيع القفز من فوقها‬ ‫‪ .‬يف ح�ي�ن صاح���ب اخليم���ة ‪ ،‬ظه���ر يف مش���اهده‬ ‫األخرية املتلفزة ‪ ،‬باكيا مستجديا ‪ ،‬يف شخصية‬ ‫هشة جبانة ‪ ،‬مل تس���تطيع حتى اإلحياء لذاتها ‪،‬‬ ‫تس���تحثها عل���ى التماس���ك ‪ ،‬مم���ا يكس���بها ثبات‬ ‫وصالب���ة يف اللحظات احلرج���ة ‪ ،‬فكانت نهايتها‬ ‫خمجلة ‪ ،‬كما نقلتها عدسات التّلفزة ‪ .‬وأوحت‬ ‫تلك املش���اهد مبا ال يدع جمال للش���ك ‪ ،‬بأن هذه‬ ‫اهلش���ة اجلبانة ‪ ،‬ال تستطيع أن تقوم مبا ارتكبته‬ ‫يف ح���ق ليبي���ا والليبيني خ�ل�ال العق���ود األربعة‬ ‫املاضية ‪ ،‬إال إذا أطمأنة لسند يوأمن هلا احلماية‬ ‫و الغطاء االحيائى الذي حيثها على الفعل ‪ .‬فمن‬ ‫يات���رى هذه اجليه���ة اليت كانت تدعم وتس���ند‬ ‫هده الش���خصية اجلبانة ‪ ،‬بغطاء احيائى للفعل‬ ‫؟ ‪ .‬وهل جاء الكتاب وكاتبه ‪ ،‬ليصنع غشاوة على‬ ‫بصر وبصرية الليبيني وتفكريهم ‪ ،‬لتعيقهم عن‬ ‫امللح ؟ ‪.‬‬ ‫الوصول إىل هذا االستفهام والتساؤل ّ‬ ‫دعون���ي أق���ول يف النهاي���ة ‪ ،‬بأنن���ا ال نس���تطيع‬

‫إغماض عني عقلنا ‪ ،‬عن حدث تظهر فيه يد من‬ ‫اجملهول ‪ ،‬لتلتقط القّلة من خدم اخليمة ‪ ،‬وقبل‬ ‫وقتا قليل من وق���وع هذه على رأس من بداخلها‬ ‫‪ ،‬ثم تهيئ هلم س���بل متنوعة ‪ ،‬أحدهم لالختفاء‬ ‫بعيدا خلف س���تائر النس���يان ‪ ،‬وتوظف الظروف‬ ‫املتاحة إلدماج األخر مع ثوار فرباير ‪ .‬وجاء كل‬ ‫هذا بعدما أفنى – صاحب احلظوة هذا – أربعة‬ ‫عقود من الزم���ان يف خدمتها ‪ ،‬ومن مواقع مؤثر‬ ‫بداخله���ا ‪ ،‬فمنحته اخليم���ة خطوة متقدمة عن‬ ‫رفاقه ‪ ،‬أكس���بته قوة أكثر بكثري مما يكسبون ‪،‬‬ ‫بل ومما يكسب بقايا أعضاء جملس قيادة الثورة‬ ‫ كما قال يف كتابه ‪ . -‬ولكن دعونا نذهب إىل‬‫اس���تدرك لنقول ‪ ،‬بأننا ال نستطيع موافقة هذا‬ ‫الفاحل يف قوله ‪ ،‬بأن منحة اخليمة هذه ‪ ،‬جاءت‬ ‫للمثقف يف ش���خصه ‪ ،‬ألننا نعرف جيدا العالقة‬ ‫اليت كانت تربط اخليمة باملثقف‪ ،‬فهي عندما‬ ‫تسمع هذه كلمة ولو همساً ‪ ،‬تنهض من فورها‬ ‫لتتحس���س مسدس���ها ‪ .‬ورمبا زنازين البوس���لبم‬ ‫واحلصان والكويفية وغريها ‪ ،‬تش ّكل يف جمملها‬ ‫‪ ،‬عالم���ات دالة على نوعية العالقة البين ّية ‪ ،‬اليت‬ ‫كان���ت ترب���ط اخليم���ة باملثق���ف ‪ .‬وهلذا حنن‬ ‫نرج���ح ‪ ،‬أن منحة اخليمة ه���ذه ‪ ،‬جاءت للنديم‬ ‫ّ‬ ‫واجللي���س املطي���ع ‪ ،‬ال���ذي ظه���ر يف ش���خص‬ ‫صاح���ب احلظ���وة ه���ذا ال أكث���ر ‪ ،‬ألن���ه كان‬ ‫يروى هلا إش���عارا متى شاءت ‪ ،‬ويعزف هلا أوتاراً‬ ‫عن���د احلاجة ‪ ،‬كم���ا أملح أيضا يف بع���ض املواقع‬ ‫م���ن كتاب���ه ‪ .‬واخليمة كم���ا عهدناها ال متنح‬ ‫إال بقدر ما تأخذ ‪ ،‬وهذا يف أحس���ن حاالتها‪ .‬فهي‬ ‫أخذت مقدّرات البالد املادية والبش���رية بكاملها‬ ‫ومل متنحها سوى البؤس والبؤس فقط ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫املتوكل يكتمل يف “نصوص حنظلة”‬ ‫(ق���رأت يف العدي���د من ال���دول العربية إال ليبيا‪ ،‬وها أنا الي���وم أحس بأنين أكتمل‪ ،‬فش���كراً لليبيا)‪ .‬بهذه الكلمة‬ ‫القصرية اس���تهل الش���اعر الدكتور املتوكل طه سفري دولة فلسطني يف ليبيا قراءة نصوصه الشعرية الرقيقة‬ ‫أثناء حفل توقيعه لديوانه الصادر مؤخراً عن دار الرواد للنشر والتوزيع بطرابلس‪.‬‬ ‫الش���اعر الدبلوماس���ي املتوكل طه الذي يعد صوتاً من أصوات ديوان الش���عر الفلس���طيين‪ ،‬ال يبتعد كثرياً عن‬ ‫س���رب الس���يمفونية الش���عرية الفلس���طينية اليت حلق فيه مدوياً نش���يدها املميز "حممود درويش" فغ ّنى "فكر‬ ‫بغريك" و"س���جل أنا عربي" و"على هذه األرض ما يس���تحق احلياة"‪ ،‬وكذلك دبلوماس���يها األنيق معني بسيسو‬ ‫الذي ظل رمزاً لفلس���طني صامداً يف قاعات األمم املتحدة مؤكداً بأن "األش���جار متوت واقفة" والش���اعر الرائع‬ ‫مسي���ح القاس���م الذي ن���ادى يف إحدى روائعه متوعداً الصهاينة "تقدموا تقدم���وا ‪ ...‬كل مساء فوقكم جهنم ‪..,.‬‬ ‫وكل أرض حتتكم جهنم ‪ ...‬تقدموا تقدموا"‪.‬‬ ‫وقد أجاد الش���اعر املتوكل اختي���ار عنوان ديوانه‬ ‫(نص���وص حنظل���ة) ال���ذي أه���داه إىل الفن���ان‬ ‫الفلس���طيين الراحل ناجي العلي‪ .‬فف���ي الديوان‬ ‫جتمع���ت قصائ���د الش���عر وكتاب���ات النث���ر مع‬ ‫رس���ومات ناج���ي العل���ي وش���خصيته املمي���زة‬ ‫"حنظل���ة" ال�ت�ي أدارت وجهه���ا للواق���ع العرب���ي‬ ‫املرتدي ط���وال عقود م���ن الزمن‪ ،‬فنس���جت هذه‬ ‫النص���وص بانورام���ا (الش���عر والنث���ر والرس���م)‬ ‫ص���ورة جامع���ة للحي���اة الفلس���طينية ب���كل‬ ‫تفاصيلها وهمومها وآماهلا‪.‬‬ ‫والدكتور املتوكل أبدع خالل مسريته الشعرية‬ ‫مث���ل بقي���ة األص���وات الش���عرية الفلس���طينية‬ ‫األخ���رى يف توط�ي�ن مكون���ات هوي���ة الوط���ن‬ ‫الفلس���طيين حيث جند نصوص���ه زاخرة وثرية‬ ‫بزغاري���د األمه���ات ومعان���اة األس���رى وأهاليهم‬ ‫وجثام�ي�ن الش���هداء وأنس���ام الضيع���ات وامل���دن‬ ‫العتيقة ورائحة أشجار الزيتون‪ ،‬ومآذن املساجد‬ ‫وصلب���ان الكنائ���س وأل���وان الث���وب الفلس���طيين‬ ‫املزركش���ة واملط���رزة بالف���رح وأغان���ي الدبك���ة‬ ‫وامليجانا الفلس���طينية وأنغام الرقصات الشعبية‬ ‫امللتصقة فيها أقدام الراقصني والراقصات بقلب‬ ‫األرض يف ضرب���ات إيقاعي���ة موزون���ة متتالي���ة‬ ‫وقوية‪ ،‬لتؤكد التش���بت والعزمية على الصمود‬ ‫واألمل يف اخلالص‪.‬‬ ‫وإذا أضفن���ا جانباً آخ���ر تناوله الش���اعر املتوكل‬ ‫طه يف مس�ي�رته الش���عرية الزاخرة باإلبداع جند‬ ‫وف���اءه لرفاق���ه املناضل�ي�ن واألس���رى وتوثيقهم‬ ‫وختليده���م يف أدبيات وأش���عار مس�ي�رة القضية‬ ‫الفلس���طينية‪ ،‬ولع���ل أب���رز مث���ال عل���ى ذل���ك‬ ‫قصيدت���ه "م���روان" ال�ت�ي يهديه���ا إىل املناض���ل‬ ‫مروان الربغوثي أمني سر حركة "فتح" وعضو‬ ‫اجملل���س التش���ريعي‪ ،‬ومن من���ا ال يذكر صورة‬ ‫ً‬ ‫مكب�ل�ا بني قضب���ان احملكمة‬ ‫م���روان الربغوث���ي‬ ‫وه���و يرف���ع عالم���ة النص���ر وي���داه مقيدتان يف‬ ‫لقطة فوتوغرافية استحقت أن تكون بيانا ثورياً‬ ‫يتح���دى جربوت الظل���م والعنجهية الصهيونية‬ ‫وص���ورة تنصف وطن���اً يكابد معان���اة االحتالل‪.‬‬ ‫يقول املتوكل يف قصيدته‪:‬‬ ‫(أُمسيه مروان !‬ ‫َ‬ ‫أحب منادا َة هذا الغزال‪،‬‬ ‫إني ُ‬ ‫احلروف‪،‬‬ ‫بإيقاع هذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫إنسان‪ُ /‬رمان ‪/‬عنوان‪/‬‬ ‫هلا وزن‪:‬‬ ‫ديوان‪/‬ميدان‪/‬عينان‪..‬‬ ‫ثم توقف !‬ ‫قالوا له إكمل َ‬ ‫الوزن‬ ‫قال‪ :‬قضبان‪/‬جدران‪/‬سجان‬ ‫‪ ..‬ثم توقف!‬ ‫اذكر َ‬ ‫قالوا ُ‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫حسيب!‬ ‫القلب شيطانه يا‬ ‫ُ‬ ‫واٌب ِعد عن ِ‬ ‫فأردف‪ :‬فرسان‪/‬فرسان‪/‬فرسان‪)..‬‬

‫"نصوص حنظلة"‬ ‫يف الوق���ت ال���ذي تزين���ت في���ه واجه���ة الغ�ل�اف‬ ‫بأيقون���ة ش���خصية "حنظلة" اإلبداعي���ة املميزة‬ ‫ف���إن خلفية الكت���اب تضمن���ت بعض الش���هادات‬ ‫االنطباعي���ة ح���ول ه���ذه النص���وص قدمها كل‬ ‫م���ن الش���اعر "مسيح القاس���م" والناق���د "صبحي‬ ‫حدي���دي" والش���اعر "عل���ي اخلليل���ي" والناق���د‬ ‫والروائي "جاس���م عاصي" والشاعر الكبري "أمحد‬ ‫دحب���ور" الذي���ن أك���دوا عل���ى قيمة ه���ذا العمل‬ ‫اإلبداعي للدكتور املت���وكل‪ ،‬وأنه جاء مزدمحاً‬ ‫بالصور التعبريية اليت تضيف للمشهد الشعري‬ ‫الفلس���طيين خاص���ة والقوم���ي العرب���ي كافة‪.‬‬ ‫وال ش���ك أن ش���هادات ه���ؤالء الش���عراء واألدب���اء‬ ‫ً‬ ‫متنح النص���وص إثراء إضافياً‬ ‫ودلي�ل�ا قوياً على‬

‫تقامسها املش���اعر النبيلة واألحاسيس اإلنسانية‬ ‫الس���امية وعشق األرض والدفاع عنها مع حميب‬ ‫الش���عر والوط���ن‪ ،‬وتظل أبرزها ش���هادة الش���اعر‬ ‫الكب�ي�ر أمح���د دحبور اليت أكد فيها (أن رس���الة‬ ‫املتوكل هي أن يصل بفلس���طني إىل ما هي أهل‬ ‫له‪ ،‬ولكن بعد أن جيعله���ا رمزاً لكل ما هو مجيل‬ ‫ومضيء وعادل(‪.‬‬ ‫مح���ل الدي���وان مقدم���ة قص�ي�رة بقل���م الكاتبة‬ ‫الفلس���طينية زي���زي ع��� ّرام أش���ارت فيه���ا إىل‬ ‫جرمي���ة االغتي���ال الغ���ادر ال���ذي تع���رض ل���ه‬ ‫الفنان الفلس���طيين ناجي العلي مبدع ش���خصية‬ ‫"حنظلة" مش�ي�ر ًة إىل أن (‪ ...‬حنظل���ة بقى رمزاً‪،‬‬ ‫وكلمة السر لكل االنتفاضات وضمرينا احلي‪).‬‬

‫يونس شعبان الفنادي‬ ‫وأضاف���ت وه���ي ختاط���ب الفن���ان ناج���ي العل���ي‬ ‫(وأنت يا ناجي اليوم أكثر حياة‪ ،‬فلن يستطيعوا‬ ‫اغتيال���ك‪ ،‬ألن���ك تض���يء داخلن���ا ولن نقب���ل بأن‬ ‫يصل���وا إلي���ك مرة أخ���رى ‪ ...‬وس���تظل الباقي يف‬ ‫وجدان كل فلسطيين وعربي وإنسان حر)‪.‬‬ ‫ث���م يس���تقبلك الن���ص األول م���ن (نص���وص‬ ‫حنظل���ة) للش���اعر الدكتور املت���وكل طه وهي‬ ‫القصيدة اليت ألقاه���ا مفتتحاً بها حفل التوقيع‪،‬‬ ‫وهو مكتظ مبش���اعره الفياضة اليت غرقت فيها‬ ‫روحه وأنفاس���ه‪ ،‬منتش���ياً بدفقة البوح الشعري‪،‬‬ ‫فغنى للحض���ور بكل ح���رارة ومتعة وانبس���اط‪،‬‬ ‫مبال برمسيات الدبلوماس���ية وطقوس���ها‬ ‫وغ�ي�ر ٍ‬ ‫واتيكيتها الربوتوكول���ي‪ ،‬وظل هائماً بنصوصه‬ ‫وذائب���اً فيه���ا‪ ،‬فآس���ر بتألق���ه التعب�ي�ري كل‬ ‫احلاضرين وجذبهم إىل أجواء نصوصه املفعمة‬ ‫بعوامل احلب لإلنسان وللوطن وللشعر‪.‬‬ ‫(هذي مظلومة حنظلة‪،‬‬ ‫وريث األشجار‬ ‫وأسطورة ناصرة الشهداء‪.‬‬ ‫ناجي الكنعاني املخلوع‬ ‫من اجلنات إىل الظمأ الدهري‪،‬‬ ‫كأن به خيطاً نبو ّياً جيري‬ ‫يف دمه احلر من الزهراء)‬ ‫إثره���ا تت���واىل بقية نص���وص الدي���وان اليت بلغ‬ ‫عدده���ا اثن�ي�ن وعش���رين نصاً م���ن بينه���ا أربعة‬ ‫كتاب���ات نثرية بدون عناوي���ن فرعية‪ ،‬جتاورت‬ ‫مجيعه���ا مع أكثر م���ن مخس���ة وأربعني لوحة‬ ‫للفنان الراحل ناجي العلي فأشعت بريقاً إضافياً‬ ‫ومعان���ي خالدة جس���دها ظهور "حنظل���ة" الذي‬ ‫مل خيف���ت أو يرتاج���ع أم���ام متغريات السياس���ة‬ ‫العربية والدولية‪.‬‬ ‫ونكتش���ف من خ�ل�ال نص���وص هذا الدي���وان أن‬ ‫الص�ل�ات القوي���ة اليت جتم���ع الش���اعر املتوكل‬ ‫ب���كل من ناج���ي العل���ي وعش���قه وتضحياته من‬ ‫أج���ل فلس���طني وش���خصية "حنظل���ة"‪ ،‬الزال���ت‬ ‫حي���ة ومتقدة بق���وة‪ ،‬وحاضرة جبميع أش���كاهلا‬ ‫وصوره���ا وتداعياته���ا‪ ،‬ويف املقابل وبش���كل الفت‬ ‫يتوارى إحس���اس الغياب كلياً يف ه���ذه العالقة‬ ‫الوطيدة بني الثنائي املتوكل الش���اعر واإلنسان‬ ‫وناجي الفن���ان والرمز‪ ،‬تؤكده نداءات الش���اعر‬ ‫للفن���ان الراح���ل‪ ،‬وحيوي���ة روح ونس���ق احل���وار‬ ‫الثنائي بينهما‪ ،‬واملناجاة الوجدانية اليت تبوح بها‬ ‫النصوص وصورها البالغية وإحياءاتها العديدة‪،‬‬ ‫بل حتى موسيقاها السجعية والصامتة املنبعثة‬ ‫م���ن روح التعبري الرقيق اآلخاذ‪ .‬فأس���لوب النداء‬ ‫الصري���ح (يا ناج���ي) و(يا ابن احلق���ل) و(رضينا‬ ‫ي���ا ناج���ي أن ننجو بال���ذل) والتواص���ل البصري‬ ‫والرؤي���ة احلس���ية املباش���رة اليت نس���جها خيال‬ ‫الشاعر‪:‬‬ ‫(رأيتك يف امليدان متور‪،‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫وساحة حترير البسطاء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫رأيتك ترفع رسم الشمس‬ ‫وتعدو بالفرس الشقراء)‬ ‫كل ذلك يعززه الش���اعر بصف���ات اخللود والتتويج‬ ‫اليت يس���بغها عل���ى املنادى (أيها اخلال���د املتحرر من‬ ‫الفن���اء وامل���راوح والس���قوط املفاج���يء يف اجلدلي���ة‬ ‫املبتورة) و(أيه���ا املتوج على اليقظة‪ ،‬احلارس لبوابة‬ ‫اجملرات) و(يا ناجي املغسول بدمع الناس) هلو دليل‬ ‫يؤكد ما ورد آنفاً‪ ،‬كما يدعمه مبخاطبته مباشرة‬ ‫وتوجيه الدعوة إليه (تعال واشرب معنا) ثم يربر له‬ ‫بكل مبشاعر الفقدان املريرة دواعي نداءاته املتعددة‬ ‫واملتك���ررة وطلب���ه للمج���يء قائ ً‬ ‫ال بكل اس���تعطاف‬ ‫ورجاء (حنتاجك اآلن يا ناجي)‪.‬‬ ‫وهنا قد يربز س���ؤال يف ذهن املتلقي ما احلاجة اليت‬ ‫أحس بها الشاعر إىل "ناجي العلي"؟ وملا اآلن؟‬ ‫ويت���وىل املت���وكل ال���رد ه���ذه امل���رة بنص���ه النثري‬ ‫ألميانه بأن���ه ليس النص الش���عري فقط قادر على‬ ‫التعب�ي�ر عن درج���ة العالق���ة العميقة بني الش���اعر‬ ‫املت���وكل وناجي الرم���ز‪ ،‬الغائب احلاض���ر‪ ،‬الصوت‬ ‫املدوي باحلقيقة اليت أعلنها "حنظلة" عرب خطوطه‬ ‫ورسومات لوحاته احلبلى بآمال فلسطني كلها‪ ،‬بل‬ ‫تس���هم نصوص املت���وكل النثرية أيض���اً يف عرض‬ ‫تل���ك العالق���ة احلب ّي���ة حني تتدف���ق الكلم���ات بكل‬ ‫م���رارة وهي حتم���ل يف أعماقها ق���وة التحدي‪ ،‬حني‬ ‫ينق���ل إليه بكل آس���ى ما آل���ت إليه األم���ور‪ ،‬وجييب‬ ‫عن األس���ئلة املركبة بروح تفاؤلية مفعمة بالفرح‬ ‫(لق���د دخلن���ا يف التيه‪ ،‬لكننا لن ننتظر أربعني س���نة‬ ‫يف الرم���ل‪ ،‬ألنن���ا على موع���د مع امليجان���ا واملريمية‬ ‫والس���يدة العذراء‪ ،‬وألن الش���جاعة هي اليت تنتصر‬ ‫دائماً)‪.‬‬ ‫ويتواص���ل اإلبالغ واإلخب���ار والتفاعل الس���ردي يف‬ ‫حوار ثنائي بني الش���اعر والفنان (بعد موتك تصاحل‬ ‫الرجالن) ولك���ن ما هي نتائج هذا الصلح؟ هنا تأتي‬ ‫إجابة الشاعر املتوكل لتقول (‪ ..‬بقيت الكآبة نيشان‬ ‫الكتف الباهت‪ ،‬واحت���كاك الكفني حلظة التصفيق‪،‬‬ ‫وبقي���ت اهلزمي���ة جائزته���م‪ ،‬فليهن���أوا بالرذيل���ة)‪.‬‬ ‫ويس���تمر تصوير الش���اعر لسياس���ة التصاحل ورسم‬ ‫صورة نتائجها الباهتة حني يقول‪:‬‬ ‫(ارتج الكوكب‪،‬‬ ‫وانفض العرس‪،‬‬ ‫وبعثرت الغربة أقواس الدار‪،‬‬ ‫وغبنا يف العتمة)‬ ‫نتيج���ة الضي���اع الظالم���ي مل تس���تثين الالج���يء‬ ‫الفلس���طيين يف الش���تات على امتداد عواصم ومدن‬ ‫العامل فيستحضره الشاعر يف نصه‪:‬‬ ‫(وكان الالجيء يهجس بالوشم الناري‪،‬‬ ‫وأشرقت األغوار‬ ‫وأضواء الشام‬ ‫ونور األرزة يف بريوت‬ ‫ويف اهلامش يتسلل ليل الغرباء املشبوه‪،‬‬ ‫وطاووس العرش ومال النفط)‬ ‫ويعود الشاعر ليشيد بقيمة الفنان الراحل يف دورة‬ ‫تذك�ي�ر وانقالب بالنص م���ن حالة الواق���ع املزري‬ ‫واحملب���ط إىل معانقة مس���و ورفعة وطه���ارة ناجي‬ ‫العلي وس���قف مبادئ���ه الوطنية الثابت���ة‪ ،‬فيكيل له‬ ‫املدي���ح والثناء مع س���ابق اإلحس���اس بنهايت���ه املؤملة‬ ‫واملتوق���ع حدوثه���ا يف ظل ال�ت�ردي السياس���ي الذي‬ ‫طال مبادئ الثورة وأهداف الثوار‪:‬‬ ‫(كنت العنوان األطهر‬ ‫لسراج الفقراء‪،‬‬ ‫وأيام الشهداء‪،‬‬ ‫وعودة من عربوا يف املاء‪،‬‬ ‫فلم حيتمل املرتد أو القاتل‪،‬‬ ‫وانتبهوا أنك جترتح الثورة‬ ‫ً‬ ‫ثانية‪ ،‬يف الروح‪،‬‬ ‫فالبد متوت)‬ ‫ولك���ن هل حق���اً آمن الش���اعر املت���وكل يف نصوصه‬ ‫مب���وت ناج���ي الرم���ز املتدف���ق يف الدم الفلس���طيين‬ ‫الطاهر والكيان الفكري سياسياً وثقافياً؟ وهل فع ً‬ ‫ال‬ ‫استطاع كامت الصوت الغادر أن يكتم صوت املناضل‬

‫ناج���ي العل���ي وي���ردم معان���ي رس���الته يف جماه���ل‬ ‫النسيان والغياب؟‬ ‫(ولكنك ‪ ،‬كالنيزك‬ ‫تتشظى‪،‬‬ ‫وتبث نثارك يف كل الظلمات)‬ ‫ويضي���ف ب���كل إص���رار وتأكيد عل���ى بق���اء الفكر‬ ‫والرم���ز وخلود ال���روح وإصرارها عل���ى مبادئ عدم‬ ‫التفري���ط يف حقوقها ومترتس���ها يف خنادق النضال‬ ‫حت���ى حتقيق آماهل���ا الوطني���ة وانتصاره���ا املأمول‬ ‫واملنتظر‪:‬‬ ‫(ستبقى احلي الطاهر‬ ‫وإن افرتع الربق سحاب وسائده‬ ‫العسلية وحرير األفراس‪،‬‬ ‫وتبقى احلي الطاهر قبل زفافك للطري‪،‬‬ ‫السابح يف بلور املاس‪،‬‬ ‫‪ ..‬وتبقى يا حنظلة ‪ ..‬املرتاس)‪.‬‬ ‫إذاً يف نظر الش���اعر أن ناجي القيم���ة واملبدأ واملعنى‬ ‫والطه���ر والنض���ال الزال حي���اً يتوال���د يف أجي���ال‬ ‫فلس���طني األبية ويواصل إشعاعه الروحي يف جوف‬ ‫الليل الفلس���طيين املعتم‪ ،‬رغم االقتن���اع التام مبوته‬ ‫البش���ري الطبيع���ي وم���واراة اجلس���د الطاه���ر ثرى‬ ‫األرض اخلال���دة‪ ،‬لك���ن وج���ه الغراب���ة ال�ت�ي يعلنها‬ ‫الشاعر كان حول من قام بعملية غدر وقتل ناجي‬ ‫العلي‪ ،‬وفيه���ا يفجر توجيه تهم���ة االغتيال لبعض‬ ‫األصحاب دون أن يسميهم‪:‬‬ ‫(فال غرو إذا احرتق ال ّرسامُ‪،‬‬ ‫األصحاب‬ ‫ولكن األغرب أن يقتله‬ ‫ُ‬ ‫املبتهجون بنصر الوهم على الطاغوت)‬ ‫ويف جانب آخر من (نصوص حنظلة) يرسم الشاعر‬ ‫املت���وكل س���يناريو يصور في���ه الفنان ناج���ي العلي‬ ‫متأبط���اً لوحته الفني���ة وغارقاً يف إبداعات���ه اللونية‬ ‫م�ب�رزاً الكحل���ي املتداخل م���ع زرقة البحر ونس���ائم‬ ‫أمواجه ورمال ش���اطئه الناعم���ة‪ ،‬ومبيناً خصائص‬ ‫ومميزات لوحته وخطوطها وألوانها ومضامينها‪:‬‬ ‫(ألوانك الواضحات تعيد لنا ‪ ،‬اآلن ‪ ،‬كل‬ ‫البالد بأغنية يف الفضاء‪.‬‬ ‫رسوماتك البندقية واحلقل والثوب‬ ‫واملنجل احملتفي بالسنابل واألغنيات‪،‬‬ ‫وهذي الصحائف من روح جرحك‬ ‫متضي إىل ومشها يف اخللود‪،‬‬ ‫وحربك هذا الذي شف‪،‬‬ ‫كاخلنجر املستنري هو اسم البالد‬ ‫اجلديد‪ ،‬ورمسك يف عتمة الغافلني املضاء‬ ‫وإن أطلقوا النار يف صدرك املسرتيح‪،‬‬ ‫فإنهم قد أصابوا فلسطني يف القلب !‬ ‫ال حزن ‪ ..‬ال دمع ‪ ...‬ال شاهداً ‪ ...‬ال عزاء ‪)..‬‬ ‫وتفاجئن���ا (نص���وص حنظل���ة) باع�ت�راف الش���اعر‬ ‫املباش���ر بأن���ه ميل���ك العديد م���ن املش���اعر واملواقف‬ ‫والرؤى املش�ت�ركة مع الفنان الراح���ل ناجي العلي‬ ‫ولع���ل أبرزها ما صرح بها وه���ي التوافق على الندم‬ ‫حيث يقول‪:‬‬ ‫(كالنا على ندم يف املمات‬ ‫وحنن على ندم يف احلياة)‬ ‫ولكن ه���ذا الندم يف احلياة واملمات مل يقود الش���اعر‬ ‫للمساومة على املبادئ أو يبعث فيه اليأس من مولد‬ ‫غد مشرق باألمل املوعود ومزهر باملستقبل املنشود‪،‬‬ ‫ب���ل بالعكس جن���ده يؤكد ويص���ر عل���ى أن العودة‬ ‫للضيعة والبيت واألرض ستتحقق ال حمالة‪ ،‬كما‬ ‫يكرر إميانه بأن امل���وت املعنوي مل يقرتب من حبيبه‬ ‫الفنان ناجي العلي‪ ،‬بل هو كطفل وديع مس���افر يف‬ ‫إغفاءة حلمه اجلميل وسيفيق منه بعد حني‪.‬‬ ‫(نعم سنعود‪ ،‬غداً سنعودُ‪..‬‬ ‫وكررها‪ ،‬مثل طفل سيحفظ آياته‬ ‫أناشيد أمته الوارفة ‪..‬‬ ‫هذا صديقي الذي ّ‬ ‫مضه احلرب‬ ‫مل يربح اللعبة النازفة‬ ‫نام ‪..‬‬ ‫ما نام‪ ،‬سافر يف احللم ‪)..‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪Fenadi@yahoo.com‬‬

‫‪19‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫معر ْ‬ ‫املسماري َق ُ‬ ‫وف !!‬ ‫اتله ُ‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫انقالب ‪ 1969‬حتول اىل ثورة مزعومة‬ ‫!‬ ‫مل تتحول اىل دولة طيلة ‪ 42‬سنة ‪.‬‬ ‫ث���ورة ‪ 2011‬ث���ورة ش���عبية حتولت اىل‬ ‫انقالب‬ ‫واالن ‪ 2013‬ه���ي يف طريقه���ا اىل دولة‬ ‫انفالت أمين فاشلة ‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪ 16‬فرباي���ر‪ .. 2011‬ش���هيد اليوم بطل‬ ‫األمس " عبدالس�ل�ام املسماري " يتحدث‬

‫من بنغ���ازي اىل راديو هولندا وخيربهم‬ ‫ع���ن احلش���ود األوىل يف ث���ورة فرباي���ر‬ ‫���ذراً ومنبهاً حملاولة قوات‬ ‫ويتحدث محُ‬ ‫ِ‬ ‫امن النظام الغاش���م تصفيته جس���دياً ‪..‬‬ ‫مرت األيام وهاهي قوات أخرى ‪ /‬خفية‬ ‫ه���ذه املرة تنفذ ما فش���لت ب���ه قوات أمن‬ ‫زميلهم معمر !! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫أكثر من ‪ 63‬ضابط جيش وشرطة مت‬ ‫اغتياهلم يف بنغازي على مدى س���نتني ‪،‬‬ ‫ِض���ف اليه���م وقبله���م الش���هيد يون���س‬ ‫والي���وم الش���هيد املس���ماري أول اغتي���ال‬ ‫لناش���ط سياس���ي حقوق���ي ‪ ..‬املضح���ك‬ ‫املبك���ي ‪ :‬نقيب متحدث رمسي عن وزارة‬ ‫الداخلية يق���ول بأنهم ال يريدون إخبار‬ ‫الش���عب عن أي حقيق���ة أو أمساء جلناة‬ ‫حت���ى ال يفس���د ه���ذا االفش���اء تتبعه���م‬ ‫للش���بكة االجرامي���ة !!!! ‪ ..‬اىل مت���ى ي���ا‬ ‫س���يادة النقيب ؟؟ أبعد ‪ 5‬سنوات ؟ أم اىل‬ ‫أن يصل رقم الشهداء اىل ‪ 100‬؟!!! ‪ ..‬إىل‬ ‫متى الصمت أيتها احلكومة الفاشلة ؟ ‪.‬‬ ‫***‬ ‫هل هربت الثور ُة رمسياً‬ ‫حد‬ ‫عن‬ ‫حديق���ة حامليها وفاعليه���ا على ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫سواء ؟ ‪..‬‬ ‫هل آن األوان إلعالن الفشل ؟ ‪ ..‬وإىل أي‬ ‫مدى ليبيا خمطوفة ؟ ‪..‬‬

‫‪ . . . .‬يف ه���ذا األمل اس���توقفين رث���اء‬ ‫الدكت���ور ع���وض القوي���ري الناش���ط‬ ‫السياسي وأيضاً زميل الشهيد املسماري‬ ‫ُ‬ ‫يقول فيه ‪:‬‬ ‫اليوم بكينا املس���ماري ‪ ..‬بكينا كالنس���اء‬ ‫على ثورة مل حنافظ عليها كالرجال ‪.‬‬ ‫***‬ ‫القات���ل مع���روف ؟؟!! ‪ ..‬بع���د االفط���ار‬ ‫خرج���ت علين���ا القن���وات الفضائي���ة‬ ‫باألعاجي���ب وقبله���ا صفح���ات الفي���س‬ ‫ب���وك قد بدأت حفل���ة الزار ‪ :‬كل خصم‬ ‫سياس���ي يضع ك���رة االته���ام يف مرمى‬ ‫االخ���ر ‪ :‬الوطني���ون يتهم���ون االخ���وان‬ ‫وخلفه���م قط���ر ‪ ..‬غ�ي�ر تي���ارات يتهمون‬ ‫األزالم وخلفه���م فلول معم���ر يف مصر‬ ‫والنيج���ر ‪ ..‬و االخ���وان يتهمون أش���باحاً‬ ‫أخ���رى ‪ ..‬واحلقيق���ة ‪ :‬من���ذ أول اغتيال‬ ‫سياس���ي وقد راح ضحيته اللواء الشهيد‬ ‫عبد الفت���اح يونس ال معنى ألي حقيقة‬ ‫ما مل تظهر للشعب ويعاقب ُ‬ ‫اجلناة ‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪ 7‬ملي���ارات م���ا صرفته رئاس���ة الوزراء‬ ‫عل���ى ش���ئون الدف���اع دون أن يتضم���ن‬ ‫ه���ذا املبلغ الفاحش يف بذخه مش�ت�ريات‬ ‫س�ل�اح جدي���د جلي���ش البل���د م���ا يع�ن�ي‬ ‫أن امللي���ارات الس���بعة وزعت عل���ى أمور‬ ‫مش���بوهة من ضمنها مهايا أفراد ( جدد‬ ‫) طبع���اً وبالتأكيد ليس���وا نظاميني وال‬ ‫حيملون أرقاماً عسكرية وغري متعينني‬ ‫يف مؤسس���ة اجلي���ش الوط�ن�ي !!! ‪ ... ..‬إن‬ ‫كان " املال السايب ايعلم السرقة " َّ‬ ‫فأن‬ ‫الس���لطة الس���ائبة ُتعلم التغ���ول عليها ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ولسوف يقتلون اجلميع ! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫مل ينت���ه االغتي���ال املتسلس���ل لضب���اط‬ ‫اجليش والشرطة بل يتم تأكيده اليوم‬ ‫بالش���روع يف قتل النش���طاء السياس���يني‬ ‫‪ ،‬وال���دور الق���ادم عل���ى الصحفي�ي�ن !!‪..‬‬ ‫فهاهم يف ثال���ث مجعات رمضان املبارك‬ ‫يقتلون األس���تاذ عبدالس�ل�ام املس���ماري‬ ‫الناش���ط السياس���ي احلقوق���ي على باب‬ ‫اجلام���ع ‪ ..‬عالو ًة عل���ى اغتيال ضابطني‬ ‫وطني�ي�ن يف نفس اجلمعة !! والرس���الة‬ ‫‪ :‬إم���ا حيكموننا أو يقتل���ون ‪ ..‬اللهم اغفر‬ ‫للمس���ماري يف هذا اليوم املبارك ‪ ..‬اللهم‬ ‫َ‬ ‫اجلن���ة ولقاتلي���ه الع���ذاب ‪..‬‬ ‫اكت���ب ل��� ُه‬ ‫ً‬ ‫واجعله لنا مجيعا نقطة بداية إلنقاذ ما‬ ‫ميكن انقاذه من سيادة ليبيا ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمان " ‪ 26‬يوليو ‪ 2013‬م‬ ‫يف " َّ‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫زلزال اإلخوان مبصر ‪ ...‬وخشيتهم ‪ ...‬من ارتداداته فى ليبيا‬ ‫يوم ‪ 2013/06/30‬ضرب زلزال بقوة ثالثون مليون مواطن على مقياس احلقيقة مجاعة اإلخوان املسلمون‬ ‫املرك���ز الرئيس���ي فتصدع ‪ ....‬فخاف���ت واخنلعت فروع التنظيم الدولي من انعكاس���ات ذل���ك على كل الفروع‬ ‫ومنها ليبيا التى تعنيننا والتى بادر أحد ك ّتاب اإلخوان من التحذير لنا مبغبة اإلقتداء بطرح الشرعية‪.‬‬ ‫أنا لس���ت بصدد حبث تاريخ اإلخوان منذ املؤس���س ( حس���ن البنا ) أبن ذلك املغربي الذي ترك املغرب وأس���تقر‬ ‫مبصر فى مهنة تصليح الس���اعات ولن أدخل فى متاهة أن اإلجنليز هم وراء إنش���اءها األمر غري املستغرب على‬ ‫بريطانيا فهى التى خلقت اجلامعة العربية سنة ‪.1945‬‬ ‫وأن املنظم���ة الت���ى انطلقت كدعوة دينية مسحة س���نة ‪ 1928‬جذبها حب الس���يطرة والوصول للحكم لذلك‬ ‫نشأ داخلها التنظيم السري الذى قام باغتيال رئيس وزراء وقاضي مشهور فأنكشف األمر الذى أدى إىل اغتيال‬ ‫( حس���ن البنا ) املؤس���س والذى صرح قبل موته أن من قام بهذه األعمال (ليس���وا إخوان وليس���وا مسلمني ) وهو‬ ‫بالضبط ما يقوم به اإلخوان اليوم مبصر‪.‬‬ ‫ومن���ذ اغتي���ال النقراش���ي رئي���س ال���وزراء‬ ‫املص���ري يبدو أن اجلماعة فى س���بيل احلكم‬ ‫ختلت عن خدمة الديـّان وس���عت للس���لطان‬ ‫األم���ر الذى يتناقض من منطلقها الش���رعي‬ ‫املـُعل���ن وأصبح هذا ه���و ديدنها جس���ـّده فكر‬ ‫س���يد قط���ب ال���ذى كف���ر اجملتم���ع كل���ه‬ ‫وتواصل الس���عي للس���لطة حت���ى وصلنا إىل‬ ‫يناير ‪.2011‬‬ ‫اإلخوان مل يشاركوا فى الثورة عند اندالعها‬ ‫يوم ‪ 2011/01/25‬عندما تـُحسب الساعات‬ ‫ال األيام ولكن انتظ���روا حتى تأكد هلم بأن‬ ‫اجلي���ش املص���ري ق���رر الوقوف مع الش���عب‬ ‫فالتحقوا بالثورة ي���وم ‪ 2011/01/28‬وبدأ‬ ‫التحاقه���م جبرمية تفريغ الس���جون والذى‬ ‫يعنيه���م منه���ا س���جن وادي النط���رون حيث‬ ‫كان يـُعتق���ل ق���ادة اإلخوان وعلى رأس���هم (‬ ‫حممد مرس���ى ) وهك���ذا يظهر كم���ا تقول‬ ‫العرب ( أول القصيدة كفر )‪.‬‬ ‫اإلخ���وان خلص���وا إىل أن الوص���ول للحك���م‬ ‫ال يت���م إ ّ‬ ‫ال مبوافق���ة أمري���كا لذل���ك ج ّن���دوا‬ ‫الدكت���ور س���عد الدي���ن إبراهي���م صاح���ب‬ ‫العالق���ات الواس���عة م���ع واش���نطن ليصلهم‬ ‫بأمري���كا فقام مبا طـُلب من���ه وقبـِلت أمريكا‬ ‫طاملا اإلخوان مستعدون لتلبية مطالبها التى‬ ‫قبـِلها خريت الش���اطر وعصام العريان نيابة‬ ‫عن اجلماعة فى واشنطن وهى ‪:‬‬ ‫‪.1‬يقب���ل اإلخوان بوجود إس���رائيل دولة فى‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫‪.2‬احملافظ���ة عل���ى اتفاقي���ة ( كامب ديفيد‬ ‫) اتفاقي���ة الس�ل�ام واملس���اعدة ف���ى تأم�ي�ن‬ ‫إسرائيل ‪.‬‬ ‫‪.3‬يق���وم اإلخ���وان بتكوي���ن ح���زب سياس���ي‬ ‫كواجهة دميقراطية ‪.‬‬ ‫وهو ما نفذته اجلماع���ة بكل دقة متثل ذلك‬ ‫فى تصريح عصام العريان فى لندن بأن من‬ ‫ح���ق اليهود العودة إىل مص���ر وأن تـُدفع هلم‬ ‫تعويضات عن أمواهلم التى فقدوها‪.‬‬ ‫واحرتام إس���رائيل جسـّده ( الرئيس ) حممد‬ ‫مرس���ى عندما خاط���ب بعد انتخاب���ه رئيس‬ ‫الدولة العربية بالعبارة الش���هرية ( صديقي‬ ‫العزيز مشعون بريي���ز ) أما التأمني اإلضايف‬ ‫إلس���رائيل فق���د أكده االتف���اق بني محاس‬ ‫والع���دو اإلس���رائيلي ال���ذى رعت���ه مص���ر‬ ‫اإلخ���وان ال���ذى ن���ص بتعهد مح���اس ( على‬ ‫وقف العمليات العدائية ضد إس���رائيل ) فى‬ ‫ه���ذا اجل���و دخ���ل اإلخ���وان مب���آزره أمريكية‬

‫انتخابات جملس الشعب والشورى مرتفعني‬ ‫بإكتفائهم بـ ‪ % 35‬إىل ‪ % 60‬ثم االستيالء‬ ‫على اجمللس شبه الكامل وعندما حان موعد‬ ‫االنتخابات الرئاس���ية أعلن اإلخوان ووعدوا‬ ‫بأنهم لن يرتش���حوا فإذا بهم يرشحون اثنان‬ ‫واحد أصيل واآلخر احتياطي ‪.‬‬ ‫جن���اح حممد مرس���ى كرئي���س ليس حلب‬ ‫الشعب له وإ ّ‬ ‫ال كان جنح فى اجلولة األوىل‬ ‫كما جنح حس���ن روحاني فى إيران ‪ ...‬جناح‬ ‫مرسى سببه أن القوى األخرى مل تتفق على‬

‫اإلخوان بتوزيع س���كر وزيت وس���لع متوينية‬ ‫على الفقراء خاصة فى الصعيد ليست قربى‬ ‫هلل ولك���ن لش���راء أصوات ه���ؤالء الفقراء مما‬ ‫يـُعت�ب�ر متاجرة ببؤس الناس وطلب ش���هادة‬ ‫زور مدفوع���ة الثم���ن ورش���وة باإلضافة إىل‬ ‫التهديد حبرق مصر إذا مل ينجح مرسى‪.‬‬ ‫فأى دميقراطي���ة تلك الت���ى يتباكى عليها‬ ‫اإلخ���وان فى مص���ر وتركيا وليبي���ا ‪ ...‬اخل ‪...‬‬ ‫مت���ت مبوافق���ة أمري���كا وبالتزوير وبش���راء‬ ‫أصوات ذوى احلاجة من البؤساء والتهديد‪.‬‬

‫توقيع اتفاقية ( كامب ديفيد )‬ ‫مرش���ح واح���د األم���ر ال���ذى أدى إىل تش���تت‬ ‫األصوات كما أن املنافس له ( أمحد ش���فيق‬ ‫) هو جتس���يد لنظام ما قبل ‪2011/01/25‬‬ ‫ولذلك ف���ر املقرتعون إىل أخ���ف الضررين (‬ ‫القب���ول مبرس���ى ) وهو تقويم ثب���ت بطالنه‬ ‫وضرره وأصبح املس���تجري من أمحد ش���فيق‬ ‫مبحمد مرس���ى كاملس���تجري م���ن الرمضاء‬ ‫بالن���ار ‪ .‬هن���اك نقطة أخرى ه���ى حتت نظر‬ ‫القض���اء هى حقيقة التزوي���ر الذى قامت به‬ ‫محل���ة مرس���ى وهو أن جناحه مش���كوك فيه‬ ‫أص ً‬ ‫ال ‪.‬‬ ‫مرس���ى حص���ل عل���ى ‪ 13,230,131‬ص���وت‬ ‫وحص���ل ش���فيق عل���ى ‪ 12,347,380‬صوت‬ ‫أى أن مرس���ى فاز فقط ب���ـ ‪ 882,751‬صوت‬ ‫يض���اف إليها ش���ئ آخ���ر يـُعترب عار ه���و قيام‬

‫كان ًه���م اإلخ���وان هو التمكني هل���م ولذلك‬ ‫ش���نوا حرب���اً عل���ى اجلمي���ع من القض���اء إىل‬ ‫احملافظ�ي�ن ‪ ...‬وأكرب دليل عل���ى بؤس إدارة‬ ‫وسياس���ة حممد مرس���ى هو ذل���ك االجتماع‬ ‫الذى دعا له ملناقش���ة قضية سد النهضة فى‬ ‫أثيوبي���ا ونــُقل على اهلواء مباش���رة فى غفلة‬ ‫كشف عن ضحالة الداعي واملدعوين‪.‬‬ ‫لو كان اإلخوان وحممد مرسى واثقني من‬ ‫قبول املصريني هلم لقبلوا الذهاب مبكراً إىل‬ ‫انتخابات جديدة ولكنهم تش���بثوا بالكرس���ى‬ ‫الذى حصلوا عليه ‪ .....‬مل يقبلوا االحتكام إىل‬ ‫الش���عب مرة أخرى ولذلك الشرعية املدعى‬ ‫بها هى فى الواقع شرعية ملوثة‪.‬‬ ‫ق���د يتس���اءل البع���ض م���ا يعنيك ه���ذا وأنت‬ ‫لي�ب�ي‪...‬؟ وردي أن�ن�ي ق���رأت مق���ال لكات���ب‬

‫إبراهيم حممد الزغيد‬ ‫لي�ب�ي إخوان���ي حت���ى النخ���اع ت���كاد عين���اه‬ ‫تبي���ض م���ن احل���زن عل���ى مرس���ى وعل���ى‬ ‫س���قوط الدميقراطي���ة ف���ى مص���ر ويـُحذر‬ ‫م���ن أن يس���لك الليبي���ون مس���لك اإلطاح���ة‬ ‫بالدميقراطية الليبية وهو يقر لإلنصاف –‬ ‫بأن األداء سيئ ‪ ...‬ولكن هذا جيب أن ال يكون‬ ‫فى رأيه مربر للش���عب اللي�ب�ي ألن جيد حل‬ ‫ناجح هلذه الدميقراطية التى تـُصدر قوانني‬ ‫حتت الس�ل�اح وصناديق املوتى أمامهم إما ‪...‬‬ ‫وإما ‪....‬‬ ‫الدميقراطي���ة الليبي���ة انتهك���ت من���ذ اليوم‬ ‫األول ألنه عندما أف���رزت انتخابات ‪07/07‬‬ ‫أن حتال���ف القوى الوطنية حص���ل على ‪39‬‬ ‫مقع���داً وأن ح���زب العدال���ة والبن���اء ( ح���زب‬ ‫اإلخوان الذى جرى تأسيس���ه تطبيقاً للطلب‬ ‫األمريكي من القيادة العليا لتنظيم اإلخوان‬ ‫الدول���ي وليبي���ا ف���رع من���ه ) حص���ل فق���ط‬ ‫عل���ى ‪ 17‬مقع���داً ‪ ...‬كان مفهوم الش���فافية‬ ‫والدميقراطي���ة احل���ق أن أعل���ى الكت���ل هى‬ ‫التى تش���كل احلكومة ‪ ...‬إ ّ‬ ‫ال أن الس���يد صوان‬ ‫رئي���س العدال���ة والبن���اء ص���رح وه���و حت���ت‬ ‫ضغ���ط الغيظ بأن التحالف حصل على هذه‬ ‫النتيج���ة ألن األزالم صوت���وا له ف���إذا كانت‬ ‫نس���بة من صوت للتحالف من الناخبني هى‬ ‫‪ % 40.5‬والعدالة والبناء ‪ – % 8.6‬بالرغم‬ ‫م���ن جمهودات الغريانى الذى بح صوته وهو‬ ‫يدعو لإلخ���وان ضد قوى التحالف – يصبح‬ ‫الشعب اللييب كله أزالم‪.‬‬ ‫وأن السيد صوان تعهد بقلب النتيجة لصاحل‬ ‫اإلخوان وذلك بضم املس���تقلني الذين كانوا‬ ‫إما إخوان أص ً‬ ‫ال أو أنه مت شرائهم وفى كلتا‬ ‫ً‬ ‫احلالت�ي�ن خانوا ثقة ناخبيه���م أخالقيا الذى‬ ‫اختارهم كمستقلني‪.‬‬ ‫وكما قال الس���يد صوان س���ينقلب الس���حر‬ ‫على الساحر وفى الواقع الدميقراطي اللييب‬ ‫أنقلب الباطل على احلق‪.‬‬ ‫نتج عن إع���ادة تركيبة املؤمتر الوطين هذه‬ ‫أن أصب���ح ّه���م األط���راف هو ترص���د بعضها‬ ‫للبعض اآلخر أكثر م���ن اهتمامها بالوطن‬ ‫األم���ر ال���ذى جعلنا ف���ى الوضع ال���ذى حنن‬ ‫فيه اآلن وبهذا ينكشف أن الدميقراطية فى‬ ‫املسألة الليبية ملوثة كما هى الشرعية فى‬ ‫مصر ‪ ...‬اإلخوان فى البلدين ‪...‬‬ ‫وللتدلي���ل عل���ى الصراع���ات الت���ى أصبحت‬ ‫تعص���ف باملؤمت���ر أنه مل���ا قام حتال���ف القوى‬ ‫الوطنية بالتعليق اجلزئي حلضوره جلسات‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫املؤمت���ر وه���و إج���راء ف���ى تقدي���ري –‬ ‫مس���ج – ألنهم ال اس���تقالوا وال حضروا‬ ‫األم���ر املنطبق عليه املث���ل اللييب ( زامق‬ ‫وي���ده ف���ى القصع���ة ) ‪ ....‬س���ارع الس���يد‬ ‫صوان وأرس���ل هو اآلخ���ر ميني الطالق‬ ‫السياس���ي على أعضاء املؤمتر من حزب‬ ‫العدالة والبناء ‪ ....‬عموماً هؤالء األعضاء‬ ‫ال ال ً‬ ‫خرجوا ش���ك ً‬ ‫فع�ل�ا انطالقاً من مبدأ‬ ‫األساس���ي جلماع���ة اإلخ���وان ( الس���مع‬ ‫والطاعة والثقة فى الرئاسة )‪.‬‬ ‫الكات���ب احلريص على ش���رعية املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي الت���ى ثب���ت فش���لها باعرتاف���ه‬ ‫مـُص���ر عل���ى التمس���ك به���ا خماف���ة أن‬ ‫يذه���ب الليبي���ون إىل الف���راغ السياس���ي‬ ‫‪ ...‬وحي���ث لي���س لدين���ا جي���ش كمصر‬ ‫وأن التش���كيالت العس���كرية املوج���ودة‬ ‫تتب���ع ه���ذه األح���زاب أو فئ���ات أخ���رى‬ ‫خارجة عل���ى الوطن يصب���ح البديل هو‬ ‫‪ ......‬خ���روج الش���عب ال���ذى م���ل اخلروج‬ ‫‪ ...‬لذل���ك كان���ت مب���ادرة ملتق���ى املدن‬ ‫والقبائ���ل الليبي���ة هى البدي���ل املتاح فى‬ ‫الوقت املتبقي وهى املبادرة التى وصفها‬ ‫الكات���ب باجلهوية والقبلي���ة والرجعية‬ ‫وال يريده���ا أساس���اً ورغم حتفظي على‬ ‫طريق���ة وأس���اس اختيار م���ن مثـّل هذه‬ ‫امل���دن والقبائل وال أريد أن جند أنفس���نا‬ ‫أمام جسم كاجمللس الوطين االنتقالي‬ ‫الذى ثبت أنه مل يضم األكفاء واألدرى‬ ‫‪ ....‬ب���ل كان أكثره���م حت���ت املس���توى‬ ‫املطل���وب حي���ث مل نع���رف عدده���م وال‬ ‫أس���اس اختيارهم وكش���فت األيام بأن‬ ‫منهم فطاحل فى الكولسة واأليدلوجية‬ ‫واجلهوي���ة املقيت���ة ولوال ذل���ك ألعادوا‬ ‫العمل بدستور ‪ 63/51‬ولكن جهويتهم‬ ‫أفرزت لن���ا اإلعالن الدس���توري املبتذل‬ ‫والذى أوصلنا إىل ما حنن فيه اليوم‪.‬‬ ‫املؤمت���ر ال جي���ب أن يـم���دد لنفس���ه وإ ّ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫أس���تمر عش���رون س���نة وال يس���تطيع‬ ‫إجن���از الدس���تور واالنتخاب���ات قب���ل‬ ‫‪ 2014/02/08‬لذل���ك تصب���ح مبادرة‬ ‫امل���دن والقبائ���ل الليبي���ة ه���ى الطري���ق‬ ‫املمك���ن واملت���اح ش���ريطة أن تش���مل‬ ‫األصل���ح وأن تـُعل���ن أمسائهم واجلهات‬ ‫الت���ى ميثلونه���ا للكاف���ة وأن ال تنحصر‬ ‫اجتماعاتها فى مدينة واحدة‪.‬‬ ‫ع���ود عل���ى ب���دء ‪ ....‬اإلخ���وان املس���لمون‬ ‫الليبيون لألس���ف دائم���اً عنصر معرقل‬ ‫لتطلع���ات الش���عب اللييب ثب���ت هذا فى‬ ‫دورهم املخرب ملؤمت���ر املعارضة الليبية‬

‫حممد صوان‬

‫ف���ى لن���دن ‪ 2005‬عندما أعل���ن الناطق‬ ‫الرمسي هلم خب�ي�ر األزمات ناصر املانع‬ ‫انس���حابهم من املؤمتر ألن شعار املؤمتر‬ ‫إبعاد القذافى الذى كان ذكياً قدم هلم‬ ‫املعسول من الوعود مقابل خروجهم من‬ ‫وح���دة املعارضة وهذا اخلروج كش���ف‬ ‫ع���ن جهله���م الفاضح بنفس���ية القذافى‬ ‫وقدرات���ه وس���ابق تارخي���ه م���ع الليبيني‬ ‫من���ذ ‪ 1969/09/01‬إ ّ‬ ‫ال أنه���م مبج���رد‬ ‫اإلطاح���ة به ترك���وا مـُآزرتهم لس���يف‬ ‫اإلس�ل�ام القذافى وليبي���ا الغد‪ ..‬وركبوا‬ ‫الث���ورة وأصبح جـُل الوزراء واملس���ئولني‬ ‫ف���ى اجلهاز الذى يـُدي���ر ليبيا الثورة من‬ ‫اإلخ���وان وأصبح ناصر املانع الذى كان‬ ‫ضد خروج القذافى ‪ 2005‬حتول بقدرة‬

‫حسن البنا‬

‫حممد مرسي‬

‫أمحد شفيق‬

‫قادر إىل الناط���ق الرمسي جمللس وزراء‬ ‫الث���ورة ‪ 2011‬ناط���ق رمس���ي فى كلتا‬ ‫احلالتني وفى نفس الوس���ط العقائدي‬ ‫( إخوان )‪.‬‬ ‫دور اإلخ���وان واض���ح ف���ى لب���س عب���اءة‬ ‫الدين ومنهم خل���ق وظيفة املفيت الذى‬ ‫أدى وجوده إىل متزق اجملتمع والشواهد‬ ‫‪ ....‬ال حتصى ‪.....‬‬ ‫ملتق���ى امل���دن والقبائل جي���ب أن يكون‬ ‫هدفه���ا إل���زام املؤمت���ر الوط�ن�ي بإصدار‬ ‫البيان التالي‪:‬‬ ‫املؤمتر الوطين العام‬ ‫بع���د االط�ل�اع على اإلعالن الدس���توري‬ ‫املؤق���ت ال���ذى ح���دد ‪2014/02/08‬‬ ‫كآخر موعد إلعداد الدستور واالقرتاع‬ ‫علي���ه وإج���راء انتخابات جملل���س النواب‬ ‫وه���و غ�ي�ر املمك���ن ف���ى الزم���ن املتبق���ي‬ ‫وحي���ث ال حيق للمؤمتر الع���ام التمديد‬ ‫لنفسه قرر‪:‬‬ ‫م���ادة ( ‪ : ) 1‬يعاد العمل بدس���تور اململكة‬ ‫الليبية ‪.1963/1951‬‬ ‫م���ادة ( ‪ : ) 2‬يت���وىل املؤمتر الوطين العام‬ ‫صالحي���ات جمل���س الن���واب إىل ح�ي�ن‬ ‫انتخابات جملس نياب���ي باعتبار املؤمتر‬ ‫منتخب قانوناً‪.‬‬ ‫م���ادة ( ‪ : ) 3‬جي���رى إع���داد قان���ون‬ ‫انتخ���اب وتفوي���ض املفوضي���ة الوطنية‬ ‫لالنتخاب���ات بإج���راء االنتخاب���ات‬ ‫ومبساعدة األمم املتحدة ‪.‬‬ ‫م���ادة ( ‪ : ) 4‬يعت�ب�ر التنظي���م اإلداري‬ ‫( العش���رة حمافظ���ات ) ه���ى األس���اس‬ ‫ويعت�ب�ر عض���و واحد عن كل عش���رون‬ ‫ألف من السكان وجملس شيوخ مبعدل‬ ‫مثاني���ة أعض���اء ع���ن كل طرابل���س –‬ ‫برق���ة – ف���زان يعم���ل بهذا اعتب���اراً من‬ ‫‪.2013/10/07‬‬ ‫إذا وصلن���ا إىل ه���ذا نعترب أنن���ا جتاوزنا‬ ‫الفراغ الدستوري ‪.‬‬ ‫اخلالص���ة ال ف���ى مص���ر دميقراطي���ة‬ ‫صحيح���ة وال ف���ى ليبي���ا – رب العم���ل‬ ‫واحد – ولكن ما تقوم به مجاعة اإلخوان‬ ‫اآلن مبص���ر من تش���بت بالس���لطة ولو‬ ‫على حس���اب مص���ر وأن رابع���ة العدوية‬ ‫تكش���ف ك���ذب الس���لمية أم���ام ال���دم (‬ ‫صفوت حجازي ) وتشجيع التطرف فى‬ ‫س���يناء ( حممد البلتاج���ي – البلطجي )‬ ‫وهذا حتم���اً ال يصب فى صاحل اإلخوان‬ ‫لو كانوا يعقلون ولكنه حتماً يصب فى‬ ‫صاحل إس���رائيل وهو ما يقوم به اإلخوان‬ ‫ترضية للضامن األمريكي ‪.‬‬ ‫أما جماهرة إخ���وان ليبيا بنصرة إخوان‬ ‫مص���ر فه���و تص���رف أمحق س���ينعكس‬ ‫سلباً على مصاحل ليبيا مستقب ً‬ ‫ال خاصة‬ ‫عندم���ا اختطف بعض ن���واب فى املؤمتر‬ ‫صف���ة العضوية للتحدث بإس���م املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي وكذل���ك الص���ادق الغريان���ي‬ ‫الذى يدعى اإلفتاء – وما عالقة اإلفتاء‬ ‫– بش���أن داخلي مصري إ ّ‬ ‫ال إذا كان رد‬ ‫اجلميل لإلخوان الذين عينوه‪....‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫التاريخ ‪2013/07/21 :‬‬ ‫‪E-mail : i_elzughaid@yahoo.‬‬ ‫‪com‬‬

‫‪21‬‬ ‫القرافات‬ ‫سامل التوسكي‬ ‫بُح ُ‬ ‫صوت السؤال يف انتظار اجلواب العاق املُراوغ‬ ‫والس���اخر من بالهة إحلاحنا عليه حيث يدرك‬ ‫ه���ذا ألخ�ي�ر أنه (ل���ن يص���ح يف اإلفهام ش���ي إذا‬ ‫أحت���اج النه���ار إلي دليل) حقاً س���ؤال ال داعي أن‬ ‫يق���ض مضج���ع التكرار (م���ن وراء الذي حيدث‬ ‫وما س���يحدث ) القرافات متعددة أأللوان تعرف‬ ‫وتعرف من خاتل الش���ارع املش���دوه أمام إحصاء‬ ‫األرقام على صبورة املوتى وكروش (أكبارها)‬ ‫املنش���غلة بإجراء قرعة أفضل (عزومه) وتس���لل‬ ‫إىل غرف���ة مش���اعر الطيبني وق���دم هلم تذاكر‬ ‫الندم ملش���اهدة حفل احلنني على خش���بة البكاء‬ ‫على األطالل أمازال هلذا السؤال قلب ينبض يف‬ ‫جس���د الوطن الثمل يف لي���ل تغييبه عن حقه يف‬ ‫معرف���ة متى حيرتم اجلواب نفس���ه ويعتذر عن‬ ‫جعل احلقيقة كالراقصة على طاولة املواقف‬ ‫يف مزاد القرافات متعددة األلوان‪.‬‬ ‫‪ 2‬ال متتدح النهار حتى تشهد مساء ُه‪.‬‬‫يومن���ا ه���ذا املتثائ���ب يف حمط���ات الوعود‬ ‫حت���ى ُ‬ ‫والناش��� ُز ع���ن أحضان الف���رح وس���اعات ِه اليت ما‬ ‫عادة تقوى على املسري أمام بوابات امللل والطويل‬ ‫كش���تاء األيتام وحنن نس���تمع كاألسرى إلي‬ ‫ه���ذه اخلطاب���ات املعلب���ة يف دُكان االحتماالت‬ ‫بأن حيدث كذا وكذا وال ندري متى يأتي هذا‬ ‫(الك���ذا) ويف���رج عن أحالمنا باع�ت�راف عجزهم‬ ‫عن حتقيقها فقد مللنا من جتاعيد وجه النهار‬ ‫املتكرر وثقيل الظل كوعودكم الباس���لة على‬ ‫مائ���دة احلقيق���ة وحنن المنلك س���وى أن نردد‬ ‫أغنية يُس���معين حني يُراقصين كلمات ليس���ت‬ ‫كالكلم���ات ‪.‬نري���د نها ًر صادق الن���ور ال ينطبق‬ ‫عليه املثل أالس���كندنايف (ال متت���دح النهار حتى‬ ‫تشهد مساء ُه )‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫خليل العرييب‬

‫ليالي رمضان‬ ‫الثقافية‬ ‫ضمن فعاليات بنغازي عاصمة للثقافة‬ ‫الليبي���ة نظم مكتب الثقافة واجملتمع املدني‬ ‫مبدين���ة بنغ���ازي برناجم���ا ثقافي���ا ش���امال‬ ‫إحي���اءا لليال���ي ش���هر رمضان املب���ارك حتت‬ ‫ش���عار ( حنو فضاءات ثقافية تسع اجلميع )‬ ‫إحتوي هذا الربنامج علي عروض مسرحية‬ ‫ومع���ارض للفن���ون التش���كيلية والص���ور‬ ‫الفوتوغرافية والرتاث وسهرات فنية وإنشاد‬ ‫ديين وعروض س���ينمائية وأمسيات شعرية‬ ‫وقصصي���ة ‪ ،‬توزع���ت ه���ذه الفض���اءات ب�ي�ن‬ ‫بي���ت املدينة الثقايف وقصر املنار ومس���رحي‬ ‫الس���نابل والطف���ل وس���ينما الفي���ل بالقرية‬ ‫العائلية ‪.‬‬ ‫من بني العروض املس���رحية اليت مشلتها‬ ‫هذه الليالي الرمضانية ‪:‬‬ ‫•ع���رض ملس���رحية راك���م خ���وت لفرق���ة‬ ‫مسرح السنابل‪.‬‬ ‫•عرض ملسرحية احلجاالت لفرقة املسرح‬ ‫الوطين‪.‬‬ ‫•ع���رض ملس���رحية حائ���ط لفرقة املس���رح‬ ‫اجلامعي‪.‬‬ ‫•ع���رض ملس���رحية أحالم كس���ول لفرقة‬ ‫املسرح اجلوال ‪.‬‬

‫الفنانة درة‬

‫هند صربي‬

‫فنانات تونس وثورة اليامسني‬

‫الفنانة أحالم‬

‫فريال يوسف‬

‫الفنانة لطيفة‬

‫* الفنان���ة هن���د ص�ب�ري ‪ :‬متن���ت‬ ‫اإلس���تقرار لتونس ولكل الب�ل�اد العربية‬ ‫‪ ،‬وترمحت علي كل روح قدمت نفس���ها‬ ‫للم���وت من أجل احلري���ة ‪ ،‬مؤكدة علي‬ ‫أن���ه بالرغم من زوال الظل���م الذي كان‬ ‫يفرض���ه النظ���ام الس���ابق عل���ي الش���عب‬ ‫التونس���ي إال أنه ما زالت هناك بقايا البد‬ ‫للقض���اء عليها من أج���ل احلرية الكاملة‬ ‫للشعب التونسي ‪.‬‬ ‫* الفنانة درة ‪ :‬تتمين أن تس���تقر تونس‬ ‫وينعم شعبها باألمان وأن يواصل الشعب‬ ‫نضال���ه وأن يدفع بعجل���ة اإلنتاج لألمام‬ ‫وأن تع���ود تونس اخلض���راء قبلة الوطن‬ ‫العرب���ي والعامل كله يف اجلمال والذوق‬ ‫واحلضارة‪.‬‬ ‫* الفنان���ة س���اندي ‪ :‬متن���ت للش���عب‬ ‫التونسي أن يتخطي العقبات اليت تواجه‬

‫ثورت���ه اجملي���دة ‪ ،‬وأن يواص���ل طريق���ه‬ ‫للنهض���ة بب�ل�اده حيت تع���ود تونس وجه‬ ‫مجيل يف خارط���ة العامل العربي ‪ ،‬ودعت‬ ‫س���اندي أن يش���عر املواط���ن التونس���ي‬ ‫باإلس���تقرار واألم���ان وأن يتعلم احلكام‬ ‫ال���درس مما ح���دث للح���كام والطغاة يف‬ ‫عاملنا العربي ‪.‬‬ ‫* الفنان���ة أح�ل�ام التونس���ية ‪ :‬تق���ول‬ ‫الفنان���ة أح�ل�ام ب���أن تون���س ج���زء م���ن‬ ‫كياني‪ ،‬وكانت أحداث تونس تتخللين‬ ‫يف كل حلظ���ة ‪ ،‬فكنت أبك���ي لبكاء كل‬ ‫تونس���ي وأف���رح لفرح���ة كل تونس���ي ‪،‬‬ ‫لق���د كان���ت حلظ���ات خماض عس�ي�رة‬ ‫أجنبت دميقراطية وأجد نفس���ي سعيدة‬ ‫ومتفائل���ة به���ا ‪ ،‬وقدمت هدي�ت�ي للثورة‬ ‫أغني���ة ( دمي���ه ح���رة ) عرفان���ا مين هلذه‬ ‫الثورة املباركة ‪.‬‬

‫* الفنان���ة فري���ال يوس���ف ‪ :‬تق���ول بأنها‬ ‫س���عيدة ج���دا بث���ورة تون���س ومتفائل���ة‬ ‫للغاي���ة باملس���تقبل بالرغم م���ن املخاطر‬ ‫ال�ت�ي ال زالت حتي���ط به���ا ‪ ،‬إال أن القادم‬ ‫س���يكون أفض���ل بكث�ي�ر ‪ ،‬وس���أحتدث‬ ‫ألوالدي وأحف���ادي ع���ن أن�ن�ي كنت من‬ ‫اجليل الذي صنع الثورة‪.‬‬ ‫* الفنان���ة لطيفة ‪ :‬تق���ول بأنها ال تعترب‬ ‫تون���س ثورة يامس�ي�ن بل ث���ورة كرامة‬ ‫وع���زة نف���س ‪ ،‬البوعزي���زي حرق نفس���ه‬ ‫م���ن أج���ل تونس فهذا الش���يئ ال يس���مي‬ ‫باليامس�ي�ن ‪ ،‬وقد حرصت علي أن أمسي‬ ‫أول مولود ألخي بأس���م البوعزيزي وفاءا‬ ‫لرمز وش���هيد الثورة التونسية العظيمة‬ ‫اليت أنارت الطريق أمام الشعوب العربية‬ ‫لتتحرر من الظلم واإلستبداد ‪.‬‬

‫جنوم الفن يف مصر ضد اإلرهاب‬ ‫ضم���ن تظاهرة ( مجع���ة التفويض ) اليت دعا هلا‬ ‫وزير الدف���اع املصري حيث ف���وض عدد كبري من‬ ‫الفنانني املصريني وزير الدفاع املصري الفريق أول‬ ‫عبدالفتاح السيس���ي للقضاء عل���ي اإلرهاب ووضع‬ ‫نهاي���ة ألحداث العنف اليت تش���هدها البالد من بعد‬ ‫ع���زل الرئيس حممد مرس���ي عن احلك���م ‪ ،‬وكان‬ ‫الفنان���ون قد محلوا يف هذه املظاهرة الفتات حتمل‬ ‫العبارات ‪ :‬الش���عب واجليش ض���د اإلرهاب – جيش‬ ‫قوي دولة قوية – منوت منوت وحتيا مصر ‪.‬‬

‫الفنانة ساندي‬

‫وقال���ت الفنان���ة يس���را ال�ت�ي ش���اركت يف ه���ذه‬ ‫املظاهرة بأنها فخورة مبا فعله اجليش املصري من‬ ‫محاية مصر وسعيدة خبروج كل هؤالء املواطنني‬ ‫ليؤك���دوا أنهم علي قلب واح���د وأنهم متضامنون‬ ‫م���ع اجلي���ش والش���رطة ‪ ،‬يذكر أن الفنانة يس���را‬ ‫أغمي عليها من ش���دة اإلعياء أثناء مش���اركتها يف‬ ‫املظاه���رة ونقل���ت علي أثره���ا للمستش���في لتلقي‬ ‫اإلسعافات ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫حارس املرمى (علي بوعود)‬ ‫ملك ‪...‬السهل املمتنع‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الدوري املنتظر !!‬

‫فتحي الساحلي‬ ‫بدايت���ه الكروي���ة كانت يف منتصف‬ ‫مخسينيات القرن املاضي ‪ ..‬و كان حمبا‬ ‫لفريق االهلي كأغلبية سكان حي سوق‬ ‫احلش���يش مس���قط رأس االدباء و الكتاب‬ ‫و املوهوب�ي�ن حيث عاش الص���ادق النيهوم‬ ‫و خليف���ة الفاخ���ري و اب���و بك���ر اهلوني و‬ ‫الدلنسي و الرسام عوض عبيدة ‪.‬‬ ‫كان صاحبن���ا مييل اىل اللعب يف خط‬ ‫اهلج���وم و لكن���ه عندم���ا انض���م اىل فريق‬ ‫مدرس���ة االمري اختاره م���درس الرياضة‬ ‫احلاج خالد الغناي ليكون حارس���ا ملنتخب‬ ‫املدرسة بعد خروج ابراهيم املصري ‪.‬‬ ‫يف ع���ام ‪ 1957‬م و بع���د انضم���ام‬ ‫ابراهيم املصري اىل فريق االهلي نش���أت‬ ‫عالق���ة صداقة ب�ي�ن احلارس�ي�ن املصري‬ ‫و بوع���ود و كان م���ن هوايتهم���ا املفضلة‬ ‫بعد كرة الق���دم قيادة الدراج���ة النارية‬ ‫(موت���و الفيس���با)كان يتدرب���ان معا على‬ ‫يد املعجزة الكروية عب���د العالي العقيلي‬ ‫‪..‬و رمب���ا كان عب���د العال���ي يع���ده ليكون‬ ‫احل���ارس البديل إلبراهي���م املصري ‪..‬و ال‬ ‫ينك���ر اح���د ان عل���ي بوع���ود كان معجبا‬ ‫بإبراهيم املص���ري لكنهما كانا خيتلفان‬ ‫كثريا يف االسلوب‬ ‫و طريق���ة اللع���ب ‪ ..‬و ان اردت ان تق���ارن‬ ‫بينهما فالبد ان يكون لك معرفة بقدرات‬ ‫حارسي املنتخب االجنليزي يف مثانينيات‬ ‫الق���رن املاض���ي ش���يلتون و كليمن���س‬ ‫ف���األول يع�ن�ي االس���تعراض الك���روي و‬ ‫الثان���ي يعين الدق���ة و مبدأ الس�ل�امة ‪ ..‬و‬ ‫ه���ذا ما اش���تهر به احل���ارس عل���ي بوعود‬ ‫ملك السهل املمتنع ‪.‬‬ ‫ان اول االش���ياء الرائع���ة و املرتبط���ة‬ ‫مبوهبته حرصه الش���ديد على ان ال تهتز‬

‫و رمبا ه���ذا اهلدوء هو ال���ذي اعطاه ميزة‬ ‫و ق���درة التفكري يف تس���يري دقائ���ق املباراة‬ ‫و اخت���اذ الق���رارات اهلام���ة مث���ل اخلروج‬ ‫ملالقاة الك���رة او االرمت���اء او مترير الكرة‬ ‫للمهامجني ‪.‬‬ ‫عندم���ا كان املص���ري حارس���ا لفري���ق‬ ‫االهلي كان املدرب عبد العالي يعده لكي‬ ‫خيلفه فهو كان يعرف جيدا بأن املصري‬ ‫لن يس���تقر يف األهلي فف���ي عام ‪ 1959‬م‬ ‫و عندم���ا وقع املصري للنجمة كان علي‬ ‫بوعود ش���ابا ممتلئ باحليوية و النشاط و‬ ‫اعطاه امل���درب الثقة يف النفس و ش���جعه‬ ‫لك���ي حيم���ي عري���ن االهل���ي و ليصب���ح‬ ‫حارس القلعة االهالوية ‪.‬‬ ‫كان يتف���اءل بارت���داء الغاللة ذات اللون‬ ‫الرتكوازي اثناء اللعب و اليت كلما قفز‬ ‫عالي���ا اللتق���اط الك���رة يف اهل���واء كانت‬

‫الش���باك اليت حيرس���ها ‪ ..‬و م���ن اجل ذلك‬ ‫كان حريص���ا على االلت���زام بالتمرينات‬ ‫و االس���تعداد البدني اجليد و بناء عالقات‬ ‫صداقة مع خط الدفاع الذي يلعب امامه‬ ‫من اجل الوصول اىل اهلدف و هو حتقيق‬ ‫الف���وز ‪ ..‬و لع���ل افض���ل م���ن لع���ب امام���ه‬ ‫املداف���ع الصل���ب حممد العف���اس ابن حي‬ ‫س���يدي حس�ي�ن و كذلك ابراهيم كلفه‬ ‫و حممد الشريف و الرتهوني و غريهم ‪.‬‬ ‫كان ه���ادئ الطباع يف امللعب و خارجه‬

‫تظهر اجزاء من جسمه‪.‬‬ ‫ان بس���اطته اعطت���ه الكث�ي�ر م���ن ح���ب‬ ‫الن���اس فق���د كان صديق���ا للجمي���ع و‬ ‫اذكر ان���ه كان يأتي مع ح���ارس مرمى‬ ‫النجم���ة القدمي���ة مفت���اح ب���ن حريز اىل‬ ‫منزلن���ا يف ش���ارع ب���ن عيس���ى ليتس���امرا‬ ‫م���ع والدي احل���اج علي عثمان الس���احلي‬ ‫فجميعهم من سكان سوق احلشيش ‪.‬‬ ‫لع���ب علي بوع���ود لألهلي و للمنتخب‬ ‫اللي�ب�ي مباري���ات رائعة و فاز م���ع االهلي‬

‫فرج العقيلي‬

‫ببطولة بنغازي و احملافظات الش���رقية و‬ ‫بطول���ة ليبي���ا ‪ ..‬و مثل ليبي���ا يف الداخل و‬ ‫اخل���ارج ‪ ..‬و هو يعد اح���د افضل احلراس‬ ‫الذي���ن قدمته���م مدينة بنغ���ازي فهو من‬ ‫س�ل�الة عب���د اهلل فجري���ة و كوم�ب�ي و‬ ‫كوي���ري و ب���و الكريع���ات و العقيل���ي و‬ ‫املصري عمالقة حراسة املرمى و عطرها‬ ‫الفواح ‪.‬‬ ‫فه���ل كان علي بوع���ود يقي���س املباريات‬ ‫ال�ت�ي كان يلعبها بعقلي���ة جتاريه تنظر‬ ‫اىل املكسب و اخلسارة و نقاط املباراة ‪..‬؟‬ ‫و ملا ال فهي حسابات واردة هدفها حتقيق‬ ‫الف���وز يف املباري���ات و احلص���ول عل���ى‬ ‫النقاط كاملة ‪..‬ت���رك علي بوعود تاريخ‬ ‫ك���روي مش���رف يف حراس���ة املرم���ى و‬ ‫الذي مل يشاهد القمتني املصري و بوعود‬ ‫يف حراس���ة املرم���ى مل يش���اهد ح���راس‬ ‫حقيقيني ‪.‬‬ ‫اعجب���ت جدا بتل���ك اللقطة ال�ت�ي مل يكن‬ ‫ل���دي الة تصوي���ر ألوثقه���ا و احتفظ بها‬ ‫عندي و ذلك عندم���ا التقى فريق االهلي‬ ‫مع فريق الس���واحل يف س���بعينيات القرن‬ ‫املاض���ي و كان املص���ري حارس���ا لفري���ق‬ ‫الس���واحل و عل���ي بوع���ود حارس���ا لفريق‬ ‫و باعتبارهما رئيسني‬ ‫االهلي‬ ‫للفريق�ي�ن فق���د كان���ت حلظ���ة اج���راء‬ ‫القرع���ة حلظ���ة تارخيي���ة للصديق�ي�ن‬ ‫الذي���ن مجعتهم���ا اواص���ر الصداق���ة و‬ ‫ح���ب كرة الق���دم فق���د التقيا جم���ددا و‬ ‫رمب���ا ألخر م���رة كالعب�ي�ن و لكن ليس‬ ‫كصديق�ي�ن فصداقتهما كأحدى رموز‬ ‫مدينة بنغازي باقية اىل االبد ‪.‬‬ ‫حتية ح���ب و اعج���اب اىل احل���ارس علي‬ ‫بوع���ود مل���ك الس���هل املمتن���ع و احلارس‬ ‫ال���ذي لن ين���س و اح���د العمالق���ة الذين‬ ‫قدمه���ا املعج���زة الكروي���ة عب���د العال���ي‬ ‫العقيلي ‪.‬‬ ‫لقط���ة رائع���ة للح���ارس عل���ي ب���و ع���ود‬ ‫يف مب���اراة األهل���ي و اهل�ل�ال مبلع���ب ‪24‬‬ ‫ديسمرب عام ‪ 1966‬م ‪.‬‬ ‫صورة فريق االهلي مبلعب ‪ 24‬ديس���مرب‬ ‫يف املوسم الرياضي ‪ 1967‬م ‪.‬‬

‫يف البداية اعلن االحتاد العام لكرة القدم عن‬ ‫بداية الدوري يف ‪ 2013\7\12‬م من س���تة عشر‬ ‫فريقا ‪.‬‬ ‫احلائزون على الرتاتيب االربعة االوىل يف مرحلة‬ ‫الذهاب س���يمثلون ليبي���ا يف املس���ابقات العربية و‬ ‫االفريقية ‪.‬‬ ‫و يف نهاية الدوري قد حيرز البطولة فريق اخر‬ ‫و ال ميثل ليبيا يف أي بطولة عربية او افريقية !!‬ ‫بع���د ذل���ك مت حتدي���د موع���د اخ���ر النط�ل�اق‬ ‫املس���ابقة يف النص���ف االول من ش���هر س���بتمرب و‬ ‫تقس���يم الفرق اىل جمموعتني ألس���باب ندركها‬ ‫مجيعا عرفناه���ا من التجارب املاضية ملس���ابقاتنا‬ ‫الغابرة ‪.‬‬ ‫الفريق���ان الفائ���زان بالرتتي���ب االول يف كل‬ ‫جمموعة س���تجرى بينهما القرع���ة لتحديد من‬ ‫ميث���ل ليبيا افريقي���ا يف بطولة االندي���ة و بطولة‬ ‫الكأس ‪.‬‬ ‫هذه هي مالمح املس���ابقة اجلديدة لكرة القدم‬ ‫اليت يراها االحتاد العام ناجحة و مفيدة ‪.‬‬ ‫ان شاء (اهلل)خري !!‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 12 - 6 ( - ) 117‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫مقتل عبد السالم املسماري وانتصار اخلوف يف ليبيا‬ ‫حتت نري حكم القذايف كنا خناف من الدولة‪ ،‬و اآلن ضعف الدولة يهدد بضياع كل ما أجنزته ‪.‬‬ ‫الكاتب واألديب اللييب ‪ :‬هشام مطر ‪ /‬ترمجة ‪ :‬نافع الطشاني‬ ‫( صحيفة اجلارديان الربيطانية‬ ‫الثالثاء ‪ 30‬يوليو ‪) 2013‬‬ ‫كان القات���ل يرتبص يف س���يارة‬ ‫مقاب���ل الطري���ق‪ .‬يق���ع مس���جد‬ ‫بوغول���ة يف ح���ي الربكة القديم‬ ‫يف قلب مدينة بنغازي حيث كان‬ ‫يس���كن عب���د الس�ل�ام املس���ماري‬ ‫ذو األرب���ع و األربع���ون عاماً و أب‬ ‫لس���تة أبن���اء‪ .‬بع���د انته���اء صالة‬ ‫اجلمعة ظل املسماري جالساً مع‬ ‫صديق���ه يلفهم���ا الصم���ت الذي‬ ‫يعقب مغ���ادرة املصّلني املس���جد‪.‬‬ ‫طفق الرجالن يتجاذبان أطراف‬ ‫يهم���ان مبغادرة‬ ‫احلدي���ث و هم���ا ّ‬ ‫املس���جد إىل ضوء النهار خارجه‪.‬‬ ‫عندئذ اقرتبت الس���يارة اجملهولة‬ ‫ٍ‬ ‫و انطلق���ت منها رصاصة واحدة‪.‬‬ ‫نف���ذت الرصاص���ة إىل قل���ب‬ ‫املس���ماري‪ .‬نقل���ه صديق���ه إىل‬ ‫املستش���فى‪ .‬وم���ات املس���ماري يف‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫كونه حمامياً حلقوق اإلنس���ان‬ ‫واج���ه املس���ماري نظ���ام معم���ر‬ ‫الق���ذايف القمع���ي و االنتهازي���ة‬ ‫اإلجرامية للمليش���يات املس���لحة‬ ‫اليت ظلت حت���اول منذ اإلطاحة‬

‫بالدكتات���ور اللي�ب�ي اختط���اف‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬كان املس���ماري أح���د‬ ‫ق���ادة ث���ورة فرباي���ر األوائل‪ .‬و مت‬ ‫اختي���اره عن���د حتري���ر مدين���ة‬ ‫بنغ���ازي لت�ل�اوة بي���ان انتص���ار‬ ‫الثورة‪ .‬و جلجل صوته وهو يقرأ‬ ‫مطال���ب الدول���ة الدميقراطي���ة‬ ‫اليت يسودها حكم القانون‪.‬‬ ‫كي���ف تس���تطيع رصاص���ة‬ ‫يس���اوي مثنه���ا قيم���ة بضع���ة‬ ‫س���جائر القضاء عل���ى حياة رجل‬ ‫كعبدالس�ل�ام املسماري‪ ،‬البد أن‬ ‫يف هذا خمالف ٌة لقوانني الفيزياء‪.‬‬ ‫مبقت���ل عب���د الس�ل�ام املس���ماري‬ ‫يصل عدد االغتياالت السياس���ية‬ ‫يف بنغ���ازي من���ذ انته���اء احل���رب‬ ‫األهلي���ة إىل ‪ .61‬مبعن���ى أن‬ ‫م���ا ح���دث ي���وم اجلمع���ة املاضية‬ ‫ظل حي���دث باملتوس���ط كل ‪12‬‬ ‫يوم���اً‪ .‬و سيس���تمر ه���ذا الرقم يف‬ ‫االرتف���اع ما مل يتغري ش���يء‪ .‬لقد‬ ‫أصبح���ت ثاني مدين���ة يف ليبيا و‬ ‫مولد الث���ورة مكاناً خط�ي�راً جداً‪،‬‬ ‫كنت بط ً‬ ‫ً‬ ‫خاصة إذا َ‬ ‫ال من أبطال‬ ‫الدميقراطي���ة و اس���تقاللية‬ ‫مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي و‬ ‫بال���ذات إذا كن���ت مم���ن يدعون‬

‫إلنش���اء اجليش الوطين اخلاضع‬ ‫ملسائلة حكومة منتخبة‪.‬‬ ‫يف أول أي���ام الث���ورة مل يك���ن‬ ‫للحكوم���ة خي���ار س���وى االعتماد‬ ‫على امليليشيات حلراسة احلدود‬ ‫و املنش���آت‪ .‬و لك���ن س���رعان م���ا‬ ‫أصبحت هذه امليليشيات ضخمة‬ ‫و قوية بشكل غريب‪ ،‬حيث يفخر‬ ‫بعضها حبي���ازة مئات الدبابات‪ .‬و‬ ‫أخذت ه���ذه امليلش���يات يف فرض‬ ‫أجندته���ا اخلاص���ة‪ .‬و ألنه���ا ال‬ ‫ت���ود أن تفق���د الس���لطة الل�ت�ي‬ ‫اكتس���بتها فإن امليليشيات ظلت‬ ‫تعيق خطط احلكومة يف تدريب‬ ‫قوات اجليش‪ .‬س���يخربك العديد‬ ‫من املسؤلني س���راً أن خطط بناء‬ ‫اجلي���ش الوطين تعان���ي التخبط‬ ‫الشديد‪.‬‬ ‫و احلكومة عملياً لديها س���لطات‬ ‫حمدودة ج���داً فه���ي تعمل حتت‬ ‫ظ���روف بالغة الصعوب���ة‪ .‬فليس‬ ‫ً‬ ‫مث�ل�ا أن يق���وم‬ ‫م���ن املس���تغرب‬ ‫مس���لحون باهلجوم عل���ى مكتب‬ ‫وزي���ر م���ا للمطالب���ة بأم���وال أو‬ ‫ق���رار م���ا‪ .‬فالقيادة‬ ‫التأث�ي�ر على‬ ‫ٍ‬ ‫السياس���ية للب�ل�اد عالق���ة ب�ي�ن‬ ‫مطرق���ة تهدي���دات املليش���يات و‬

‫سندان الشعب احملبط و املرهق و‬ ‫ال َعجول الذي انتخبها‪.‬‬ ‫يع���ود س���بب ع���دم االنهي���ار التام‬ ‫للحكومة يف طرابلس إىل كون‬ ‫تأث�ي�ر املليش���يات ظ���ل إىل اآلن‬ ‫حمصوراً يف املناط���ق‪ .‬إال أنه مما‬ ‫زاد الط�ي�ن ِبل���ة أن ه���ذا الوض���ع‬ ‫ع���زز م���ن موق���ف الفيدرالي�ي�ن‬ ‫الذين يهدفون لتقسيم ليبيا إىل‬ ‫واليات إقليمية‪.‬‬ ‫ليس واضحاً من قتل عبد السالم‬ ‫املس���ماري‪ ،‬فق���د يك���ون الفاع���ل‬ ‫أي جمموع���ة م���ن اجملموع���ات‬ ‫العديدة اليت تقات���ل ضد املواقف‬ ‫اليت كان يدعو إليها املس���ماري‪.‬‬ ‫رمب���ا يك���ون القات���ل م���ن إحدى‬ ‫امليليش���يات أو م���ن بقاي���ا النظام‬ ‫الس���ابق اللذين يريدون االنتقام‬ ‫م���ن أحد أنوار الث���ورة‪ .‬مهما يكن‬ ‫القات���ل فاهل���دف مل يكن إس���كات‬ ‫املس���ماري فحس���ب ب���ل إخاف���ة‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي كذل���ك‪ .‬فبع���د‬ ‫االغتي���ال بس���اعات ق���ام جمهول‬ ‫بنش���ر قائمة بأمساء األش���خاص‬ ‫اللذي���ن س���يقع عليه���م دور‬ ‫االغتيال على شبكة اإلنرتنت‪.‬‬ ‫حتول���ت جن���ازة املس���ماري ي���وم‬

‫الس���بت إىل مظاهرة ضد العنف‬ ‫لك���ن احلض���ور مل يك���ن بالع���دد‬ ‫املتوق���ع‪ .‬لع���ل الس���بب كان‬ ‫اليأس‪،‬أو لعله اخلوف‪ .‬ويف اليوم‬ ‫التال���ي ح���دث ما زاد م���ن إحباط‬ ‫الوط���ن بأس���ره حي���ث تع���رض‬ ‫مبنى احملكمة يف بنغازي – املبنى‬ ‫ال���ذي صار رم���زاً من���ذ أن خاطر‬ ‫املسماري و جمموعة صغرية من‬ ‫احملامني حبياتهم يف شهر فرباير‬ ‫‪ – 2011‬تعرض للهجوم‪.‬‬ ‫كان اخلوف هو أول ضحايا ثورة‬ ‫فرباي���ر‪ .‬فق���د كان املتظاه���رون‬ ‫يهتف���ون "ما فيش خ���وف "‪ .‬كان‬ ‫الليبي���ون خياف���ون م���ن الدول���ة‬ ‫الغامش���ة فصاروا الي���وم خيافون‬ ‫من غياب الدولة‪ .‬فبدون اجليش‬ ‫و الشرطة اللذان حيميان الناس‬ ‫و حيرس���ان اس���تقالل و س���لطة‬ ‫موظف���ي الدول���ة و املس���ؤلني‬ ‫املنتخبني س���يربز صراع جديد‪ .‬و‬ ‫قد تنجر الب�ل�اد إىل حرب أطول‬ ‫و أشرس ِمن احلرب السابقة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.