العدد 125

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 125‬‬

‫‪ 7 - 1‬أكتوبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫‪- ) 77‬‬ ‫العدد (‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫أكتوبر‪5 7-‬أكتوبر‬ ‫‪- 1 (30- )( 125‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬

‫برت‬ ‫ال‬

‫ول‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫خذ‬

‫وه‪.‬‬

‫‪.‬خ‬

‫ذوه‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫البرتول خذوه‪ ..‬خذوه‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫فى الس���تينات قام مواطن لييب مبحاولة إح���راق النفط احتجاجا على مواقف النظام امللكي‬ ‫آن���ذاك م���ن القضايا القومي���ة ‪ ،‬وقد حوكم آلج���ل ذاك الفعل اجلنائي ‪ ،‬وق���د طالب املدعى‬ ‫العام ‪ -‬الذي كان شاعرا ليبيا ‪ -‬باإلعدام هلذا املتهم على ذاك اجلرم ‪.‬‬ ‫فى الس���بعينات طالب صحفي لييب هو على ش���عيب‪ ،‬فى أكثر من مقالة حبرق أبار النفط‬ ‫ألسباب أخر ؛ أهمها أن النفط املسؤل األول عن اخلذالن الذي تعيشه األمة والتقاعس الذي‬ ‫يعيشه الش���عب ‪ ،‬وحالة التجاوز للبداوة األوىل العربية ‪ ،‬اليت يعيشها الشباب ‪.‬يف الثمانينات‬ ‫حتول لبضاعة رخيصة ‪ ،‬رخص بلدان النفط ‪ ،‬ومل يرغب فيه أحد فلقد اختم العامل وغص‬ ‫بالكمي���ات املأهول���ة اليت أعيد حقنها يف أرض أمريكا وما ش���ابهها من دول ‪ .‬فى التس���عينات‬ ‫سكب النفط العربي فى البحر ‪ ،‬هذا النفط زيت فتيل العدو الذي كنا ! نرغب فى أن نرمى‬ ‫ب���ه فى البح���ر ‪ .‬يف األلفية الثالثة قامت احلرب الثالثة من أج���ل عيون حبر قزوين ‪ ..‬ارتفع‬ ‫الثمن صار أمثن من املاء والدم هكذا إذا ومنذ ظهور القطران األسود وحنن حنك اجلرب‪.‬‬ ‫النف���ط خنبنا الذي حنرتق من اجرتاع���ه ؛ كل جرعة حرقة ‪،‬هو نار معاركنا منذ تفجرت‬ ‫ينابيعه بالصحراء العربية ‪ ،‬ومنذ هللنا نار نار يا استعمار ‪ ،‬هو برد دون سالم منذ طلع علينا‬ ‫خني���ل احلديد ال���ذي زين حبر الرمال العربي ‪ ،‬هو الكذب���ة احلارقة أكثر من كل حقائق‬ ‫حياتنا ‪.‬‬ ‫هكذا سلبنا وأسرنا بهذه الثروة البالون اليت فرقعت شعوبنا ورمدت عيوننا وحولتنا إىل بعري‬ ‫أجرب مطرود ومطارد يف كل حمفل حملى ودولي‪.‬‬ ‫لقد س���لبتنا ه���ذه الثروة راحة البال ؛ هذا حيس���د ه���ذا على هذه الث���روة وذاك يضايقه هذا‬ ‫احلس���د ‪ ..‬اخل من جوانب النفس والسياس���ة والتآمر والكيد‪.‬ويف بالد النفط ليس مثة نفط ؛‬ ‫مثة قروش ميلكها بعض الرجاالت ويصرفونها يف أي شيء وال شيء ‪.‬‬ ‫ث���م تأتى أمريكا من خالل وكالئها احملليني فتحدد األس���عار وحت���دد املصائر وال حول وال‬ ‫ق���وة إال ب���اهلل وما لنا غ�ي�ر أن جنتمع لنبص���م على الزي���ادة للمحافظة عل���ى قوانني الغرب‬ ‫الع���دو الضرائبية املرتفعة لكي نش���مت فيهم وحن���ن نتفرج على – يف التلف���از أو املرئية أو‬ ‫التلفزيون‪ -‬الشاحنات تنطح حمطات الوقود وفخار يكسر بعضه ‪.‬‬ ‫ويف عرفن���ا أن م���ن زرع حص���د ومن وجد أخ���ذ وان حاجة الوطى أي األرض م���ا تنعطى أي‬ ‫ال تعط���ى‪ .‬لذل���ك ب���دأ واضح���ا أن ال خري يف ه���ذا اخلري ‪ ،‬فقد نش���ر الفق���ر واجلهل واملرض‬ ‫واألنظمة الوراثية وترعرعت بفضله كل أوجاعنا وسلبياتنا و كسلنا ‪ ،‬ومما زاد الطني بله‬ ‫أنه استبيحت أرواحنا فصار املوت السريع – على طريقة شعب اهلل املستعجل – مطلبا وحلم‬ ‫؛ املالذ األخري من موت بطئ ويومي وتعددي ! وال عجب ‪.‬‬ ‫لق���د أحرق النفط الروح ولطخ النفس وأوهن اجلس���د فخذوه‪ ..‬خذوه عنا مرة واحدة وإىل‬ ‫األبد وجمانا ودون مجيل‪ ،‬خذوا عنا هذا اهلم الذي نعاقب كل صباح ومساء من أجله‪ ،‬خذوه‬ ‫فهو نفطكم أنتم من اكتشفه وأنتم من يستخرجه ‪،‬فقد طفح النفط وغرقنا فيه‪.‬‬ ‫خ���ذوا عنا ه���ذا الذي ثقب ال���روح كما ثقب األوزون خذوه والش���كر لكم س���لفا‪ .‬ه���ذه النار‬ ‫ال�ت�ي أعم���ى دخانها عيوننا دون أن تن�ي�ر طريقا أو تدفئ مقرورا ‪ ،‬خذوه بردا وس�ل�اما وحقا‬ ‫ل���ن نطال���ب باس�ت�رجاعه ولنا يف هذا األدل���ة الدامغ���ة ؛ مل نطالب من قبل بأس���كندرونة وال‬ ‫بعربستان وسبته ومليلية وهلم وجرا ‪ ،‬كما مل نطالب باحلياة الكرمية ‪.‬خذوه ‪ -‬مرة ثانية‬ ‫ لكي منوت على عجل ودون ضجيج ‪..‬‬‫خ���ذوه ‪ -‬خذوه مرة ثالثة ‪ -‬لكي تطلع الروح م���رة ونرتاح وترتاحون‪ ..‬خذوه مرة واحدة هو‬ ‫لكم أمس واليوم وغدا‪ ..‬عجلوا وخذوه ‪ ،‬وأنتم يف هذا أهل الكرم‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫*نش���ر باحلوار املتمدن‪-‬العدد‪ 11:20 - 12 / 3 / 2008 - 2218 :‬احملور‪ :‬كتابات س���اخرة ‪ /‬اعيد نش���ره دون تعديل أو اضافة‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫مبناس���بة ما حيدث من قبل زيدان صوان اجلضران ‪،‬ومبناس���بة وجود س���يدة كسفرية ألمريكا تتفس���ح يف البالد وتطلق الوعود‬

‫طباعة‬

‫‪،‬بعد أن اطلقت بالدها اهلوك مساهمة يف حتريرنا كما حدث يف الصومال والعراق وأفغانستان وسوريا اآلن واحلبل على اجلرار‬

‫دار النور للطباعة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫‪03‬‬

‫ليبيا يف اسبوع‬

‫أوباما ‪ :‬ليبيا بوجود القذايف كانت ستصبح يف حرب أكثر ضراوة ودموية‬ ‫أك���د الرئيس األمريك���ي "ب���اراك أوباما" أن‬ ‫مش���اركة بالده يف التحالف الذي قام بتفيذ‬ ‫قرار جملس األمن بش���أن محاية املدنيني يف‬ ‫ليبيا‪ ،‬ج���اءت ملنع من أضاع���وا األرواح وقتلوا‬ ‫الناس وطغوا عليهم من العودة إىل السلطة‪.‬‬ ‫ووج���ه "أوبام���ا" يف كلمت���ه أم���ام اجلمعي���ة‬ ‫العام���ة لألمم املتح���دة أمس الثالث���اء القول‬ ‫ لبع���ض املنتقدي���ن هلذا التدخل العس���كري‬‫واملش���اكل اليت تعاني منه���ا ليبيا واملواجهات‬ ‫والصعوبات اليت تواجهه���ا احلكومة املنتخبة‬ ‫دميقراطي���ا لتوف�ي�ر االم���ن واجملموع���ات‬ ‫املس���لحة واملتطرف�ي�ن وغريه���ا م���ن مظاهر‬ ‫التف���كك واالنقس���ام ‪" -‬ه���ل ميك���ن ألح���د أن‬ ‫يعتقد ب���أن الوض���ع يف ليبيا ميك���ن أن يكون‬ ‫أفض���ل بوجود الق���ذايف أو الس���ماح ل���ه بقتل‬ ‫وسجن وتعذيب ش���عبه‪ ،‬رمبا إن ليبيا كانت‬

‫س���تصبح يف ح���رب أكث���ر ض���راوة ودم���ارا‬ ‫ودموي���ة "‪ .‬وق���ال أوبام���ا "ال ميك���ن ألح���د أن‬ ‫يعتق���د أن ه���ذه املش���اكل ق���د مت���ر دون أي‬ ‫حس���اب أو أن األمريكي�ي�ن األربع���ة الذي���ن‬ ‫قتل���وا يف اهلج���وم عل���ى القنصلي���ة ببنغازي‬ ‫مبن فيهم السفري كريس ستيفنز قد راحوا‬ ‫هباء"‪ .‬وأض���اف "أوباما" أن���ه ال توجد خيارات‬ ‫مثالية يف هذا الع���امل وإن االمم املختلفة لن‬ ‫تتف���ق عل���ى ه���ذا العم���ل أو ذاك يف كل مرة‬ ‫وإن مب���دأ الس���يادة أم���ر حم���وري يف النظام‬ ‫الدول���ي‪ ،‬مش�ي�را إىل أن الس���يادة ال ميكن أن‬ ‫حتمي الطغاة من العقاب على جرمية القتل‬ ‫أو تس���تخدم كذريعة لع���دم تدخل اجملتمع‬ ‫الدولي أو إدارة ظهرها له‪.‬‬ ‫‪،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،‬‬ ‫املصدر‪ :‬وال‬

‫ليبيا تشارك االجتماع رفيع املستوى‬ ‫للجمعية العامةلألمم املتحدة‬

‫معرض الكتاب طرابلس‬

‫الربنامج العام لنشاط الصالون الثقايف هليئة دعم وتشجيع الصحافة‬ ‫الساعة من ‪7 – 2‬‬

‫‪2013/10/1‬‬

‫‪2013/10/3‬‬ ‫‪2013/10/4‬‬

‫أُتف���ق الس���يد رئي���س احلكومة املؤقت���ة خالل‬ ‫لق���اءة بوزي���ر اخلارجي���ة الوالي���ات املتح���دة‬ ‫األمريكي���ة جون كريي عل���ى تعزيز العالقات‬ ‫الثنائي���ة يف عدد من اجملاالت من ضمنها توفري‬ ‫فرص التدري���ب والتأهيل لعناصر من اجليش‬ ‫والش���رطة وبناء الق���درات‪ ،‬والعم���ل على عودة‬ ‫الشركات األمريكية ألس���تئناف مشاريعها يف‬ ‫ليبيا‪ ,‬إضافة إىل مواصلة احلوار والتشاور فيما‬ ‫يتعلق بالقضايا ذات اإلهتمام املشرتك‪.‬‬ ‫هذا وش���ارك الس���يد رئيس احلكومة االجتماع‬ ‫رفي���ع املس���توى للجمعي���ة العامة املعن���ى بنزع‬

‫السالح النووي‬ ‫ويف الس���ياق نفس���ه أكد الس���يد رئيس الوزارء‬ ‫د‪ .‬عل���ي زي���دان أن���ه قد ح���ان وق���ت العمل بعد‬ ‫تأخر طوي���ل‪ ،‬فقد كانت حمط���ة البداية منذ‬ ‫حواىل ‪ ٤٠‬عاماً هي قرار اجلمعية العامة بإخالء‬ ‫الش���رق األوسط من األس���لحة النووية‪ ،‬ونعود‬ ‫إليه���ا اليوم لتقوم بدوره���ا يف إعادة القطار إىل‬ ‫مساره‪ ،‬ومضاعفة س���رعته ليصل إىل مقصده‬ ‫اخلاص بإنش���اء املنطقة اخلالية من األس���لحة‬ ‫النووية يف الش���رق األوسط‪ ،‬مبا يساهم يف نزع‬ ‫السالح النووي على الصعيد العاملي‪.‬‬

‫حوار مفتوح مع األستاد ‪/‬علي العكرمي‬ ‫حول جتربته يف السجون الليبية إبان‬ ‫دكتاتورية حكم القذايف ‪.‬‬ ‫تقديم ‪ /‬خالد درويش‬ ‫يوم الطفل املفتوح‬ ‫لقاء حول رواية (زمن األخ القائد) للكاتب ‪/‬‬ ‫فرج العشة‪.‬‬ ‫تقديم ‪ /‬فرج العربي‬

‫‪2013/10/6‬‬

‫صحافتنا إىل أين ‪:‬‬ ‫فاطمة غندور– بشري زعبية– فاطمة‬ ‫حممود‪ -‬سليمة بن نزهة‬ ‫تقديم ‪ /‬ساملة املدني‬

‫‪2012/10/8‬‬

‫اإلعالم ودوره يف احلوار الوطين ‪:‬‬ ‫مجعة عتيقة ‪ -‬خليفة املقطف – عزالدين‬ ‫عبد الكريم ‪.‬‬ ‫تقديم ‪ /‬فرج العربي‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫شضمن صفقة مع جهاز االستخبارات الربيطانية‬

‫دايلي ميل‪ :‬بريطانيا حاولت تهريب القذايف سراً خالل الثورة‬ ‫كشف تقرير نش���ر يوم اجلمعة املاضية‬ ‫عن خط���ة أعدته���ا احلكوم���ة الربيطانية‬ ‫لتهريب معم���ر القذايف خ���ارج ليبيا بعيداً‬ ‫عن أنظ���ار احملاكم الدولي���ة‪ ،‬وذلك أثناء‬ ‫الث���ورة يف ليبي���ا ض���د نظ���ام حكم���ه ع���ام‬ ‫‪ ،2011‬حبس���ب صحيف���ة دايل���ي مي���ل‬ ‫الربيطانية‪.‬‬ ‫التقري���ر ج���اء ضمن سلس���لة مأخوذة من‬ ‫كت���اب "إن توغ���اذر" للكات���ب الربيطان���ي‬ ‫ماثيو دي أكونا‪ ،‬كش���ف فيه عن اإلعداد‬ ‫للخط���ة أثناء محل���ة القصف ال�ت�ي قادها‬ ‫حلف مشال األطلس���ي ضد نظام القذايف‪،‬‬ ‫وساعدت يف تسريع القضاء على نظامه‪.‬‬ ‫وتضمن���ت اخلط���ة إحال���ة الق���ذايف إىل‬

‫التقاعد ونقله إىل غينيا االستوائية اليت ال‬ ‫ختضع لقوانني حمكمة اجلرائم الدولية‪،‬‬ ‫واعت�ب�رت ح ً‬ ‫ال مناس���باً يضع ح���داً للدمار‬ ‫وإزه���اق األرواح خ�ل�ال الث���ورة ضد حكم‬ ‫القذايف اليت اندلعت يف ‪.2011‬‬ ‫وكان التقارب اللييب الربيطاني بدأ بلقاء‬ ‫رئيس ال���وزراء الربيطاني الس���ابق طوني‬ ‫بل�ي�ر بالق���ذايف يف ‪ ،2007‬وأثن���اء الث���ورة‬ ‫ض ّد نظام الزعيم اللييب زار وزير التنمية‬ ‫الربيطان���ي أندرو ميتش���يل ليبيا ملناقش���ة‬ ‫اخلي���ارات املتاح���ة أم���ام الق���ذايف‪ ،‬وحضر‬ ‫اجتماع���اً لالحت���اد اإلفريق���ي يف عاصمة‬ ‫غينيا االستوائية ماالبو يف ‪ 2011‬بالنيابة‬ ‫عن احلكوم���ة الربيطانية حلش���د التأييد‬

‫طوني بلري‬ ‫لسياسة التدخل يف ليبيا‪.‬‬ ‫ورف���ض الس���يد ميتش���ل يف اتص���ال م���ع‬ ‫صحيف���ة دايلي ميل التعليق على املوضوع‬ ‫فيما أنك���ر مصدر يف االس���تخبارات علمه‬ ‫مبا ورد يف التقرير من معلومات‪.‬‬ ‫وكان موكب الق���ذايف تعرض للقصف‬ ‫م���ن قبل مقاتلة فرنس���ية أثن���اء حماولته‬ ‫اهل���رب باجت���اه النيج���ر اجمل���اورة‪ ،‬قبل أن‬ ‫يلقى القب���ض عليه ويقتل من قبل الثوار‪،‬‬ ‫فيم���ا متك���ن أفراد م���ن عائلته م���ن اهلرب‬ ‫باجتاه اجلزائر‪.‬‬ ‫واس���تندت اخلطة الربيطانية إىل حوادث‬ ‫مماثل���ة‪ ،‬حي���ث س���بق إحال���ة الرئي���س‬ ‫األوغن���دي األس���بق عيدي أم�ي�ن للتقاعد‬ ‫ونفي���ه إىل اململك���ة العربي���ة الس���عودية‬ ‫ليقضي فيها بقية أيامه‪.‬‬

‫إدارة سوق املال تطالب بتشكيل‬ ‫هيئة رقابية على عملها‬ ‫طالب رئيس س���وق املال اللييب جنيب عبدالس�ل�ام‬ ‫عبي���دة‪ ،‬اليوم الس���بت‪ ،‬بتش���كيل هيئة لس���وق املال‬ ‫لإلشراف على سوق املال‪ .‬وأوضح عبيدة لـ "وكالة‬ ‫أنباء التضامن" أن إدارة سوق املال طالبت وال زالت‬ ‫تطال���ب بتش���كيل هيئ���ة للرقاب���ة عل���ى البورصة‪،‬‬ ‫وبغيابه���ا تراق���ب البورصة نفس���ها بنفس���ها وهذا‬ ‫يعد خل�ل�ا يف عملها‪ .‬وأضاف أن س���وق املال اللييب‬ ‫حتصل عل���ى الرتتيب ال���ـ‪ 137‬يف مؤمتر "دافوس"‬ ‫االقتصادي عام ‪ 2011‬من بني ‪ 139‬دولة بس���بب‬ ‫تش���ريعات سوق املال‪ ،‬معل ً‬ ‫ال ذلك إىل "غياب اهليئة‬ ‫عن الس���وق األم���ر الذي ال يتقبله الع���امل إطالقا"‪.‬‬ ‫ولف���ت إىل أن غي���اب اهليئ���ة الرقابية عن الس���وق‬ ‫غري مطمأن للمس���تثمرين عادة يف معظم الدول‪،‬‬ ‫موضح���اً أن البورصة تنش���أ رفق���ة الرقابة وإدارة‬ ‫إليداع األوراق املالية يف مؤسس���ة واحدة‪ ،‬وبعد أن‬ ‫يأخذ السوق شكله الطبيعي تنفصل هذه األجسام‬ ‫الثالثة عن بعضها البعض‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬وكالة أنباء التضامن‬

‫سفرية االحتاد األوربي‪:‬‬ ‫نسعى ملساعدة ليبيا‬ ‫يف االنتقال السلمي‬ ‫للسلطة‬ ‫أكدت سفرية االحتاد األوروبي يف ليبيا "ناتاليا‬ ‫ابوستولوفا"‪ ،‬اليوم الس���بت‪ ،‬أن االحتاد األوروبي‬ ‫يس���عى ملس���اعدة ليبي���ا يف االنتق���ال الس���لمي‬ ‫للس���لطة‪ .‬وقال���ت ابوس���تولوفا لـ "وكال���ة أنباء‬ ‫التضامن" أن االحتاد يسعى يف مساندة االنتقال‬ ‫الس���لمي والدميقراطي ملرحلة م���ا بعد الصراع‬ ‫يف ليبي���ا‪ ،‬يف ظ���ل حكوم���ة دس���تورية مس���تقرة‬ ‫ق���ادرة على ضم���ان األم���ن العام يف ظل س���يادة‬ ‫القانون واحرتام حقوق اإلنس���ان‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫أن االحت���اد األوروب���ي يس���عى إلجن���اح العملية‬ ‫السياس���ية يف ليبي���ا لتهيئة الظ���روف لتحقيق‬ ‫التق���دم االجتماع���ي واالقتص���ادي متش���ياً م���ع‬ ‫تطلع���ات ث���ورة ‪ 17‬فرباير‪ .‬وأض���اف أن االحتاد‬ ‫يدع���م تطوير األمن الوطين والش���رطة لتعزيز‬ ‫س���يادة القانون جنباً إىل جنب مع توطيد النظام‬ ‫القضائ���ي‪ ،‬وكذلك اجله���ود الرامية إىل نش���ر‬ ‫ثقافة الس�ل�ام واحل���وار واملصاحل���ة يف اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي‪ ،‬الفتة إىل أن إع�ل�ان املفوضية الوطنية‬ ‫العليا لالنتخابات البدء يف انتخاب جلنة صياغة‬ ‫الدستور إجناز مهم يحُ ّقق يف املرحلة االنتقالية‬ ‫يف ليبيا‪ .‬وتابعت ابوستولوفا "ألول مرة سيتمكن‬ ‫املواطن���ون الليبيون بأنفس���هم من تقرير ش���كل‬ ‫احلك���م الذي يودون لبالدهم‪ ،‬كما أنهم س���وف‬ ‫يعبرّ ون ع���ن هذا اخلي���ار من خالل االس���تفتاء‪،‬‬ ‫ويق���ع عل���ى عات���ق جلن���ة صياغ���ة الدس���تور‬ ‫مسؤولية كبرية تتعلق بصياغة مسودة دستور‬ ‫متكام���ل مقب���ول لغالبي���ة الس���كان"‪ .‬ولفتت إىل‬ ‫أن االحتاد األوروبي مس���تعد للمساعدة يف هذه‬ ‫العملية عرب تبادل املعلومات وأفضل املمارس���ات‬ ‫واخل�ب�رات ال�ت�ي يتمت���ع به���ا دول���ه األعض���اء الـ‬ ‫‪ ،28‬منوه���ة إىل أن االحتاد األوروبي س�ي�راقب‬ ‫االنتخاب���ات ويس���اعد اجلان���ب اللي�ب�ي بالتقنية‬ ‫احلديثة وتوعية الناخبني وإسداء النصح‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬وكالة أنباء التضامن‬

‫العروسي يلتقي‬ ‫اجمللس احمللي‬ ‫ومنظمات اجملتمع‬ ‫املدني ببنغازي‬ ‫طرابل���س (وال)‪ -:‬التق���ى وزي���ر النف���ط والغ���از‬ ‫الدكت���ور "عب���د الب���اري العروس���ى" مبق���ر‬ ‫ال���وزارة يف طرابلس مع أعض���اء اجمللس احمللي‬ ‫ومنظم���ات اجملتم���ع املدن���ي مبدين���ة بنغ���ازي‪.‬‬ ‫وترك���ز اللق���اء على مناقش���ة اعتم���اد ميزانية‬ ‫جه���از تطوي���ر وتنفي���ذ املناط���ق واملش���روعات‬ ‫النفطي���ة‪ ،‬واخلط���وات الفعلي���ة لنقل املؤسس���ة‬ ‫الوطنية للنف���ط إىل مدينة بنغ���ازي‪ ،‬ووضعية‬ ‫بعض املش���اريع األخرى املتوقفة‪ .‬وطالب الوزير‬ ‫من احلضور خالل هذا اللقاء بضرورة االهتمام‬ ‫بتأهي���ل الك���وادر الوطني���ة العامل���ة م���ن أبن���اء‬ ‫املنطقة يف هذه املش���اريع‪ .‬كما أوضح الوزير ان‬ ‫عملية نقل بعض اإلدارات األخرى كاملؤسس���ة‬ ‫الوطنية للنفط ‪ ،‬س���تأخذ وقتاً نظ���راً للظروف‬ ‫الراهنة اليت متر بها البالد‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫‪05‬‬

‫ترقبوا ‪ .....‬مؤمتر وطين للمرأة الليبية‬

‫يونس شعبان الفنادي‬ ‫ُ‬ ‫أش���دت بنش���اطات ومس���اهمات امل���رأة‬ ‫كم���ا‬ ‫ُ‬ ‫الليبي���ة يف اجملتم���ع وأثني���ت عل���ى دوره���ا‬ ‫الفاع���ل والداعم لثورة فرباير ضمن سلس���لة‬ ‫مقاالت���ي األس���بوعية بصحيف���ة فرباير اليت‬ ‫داومت على كتباتها ملدة سنة ونصف تقريباً‬ ‫ُ‬ ‫دون انقطاع‪ .‬ولع���ل أبرز عناوين تلك املقاالت‬ ‫ه���ي (ش���كراً عرائس ليبي���ا) و(ح���واء واألمل)‬ ‫و(امل���رأة الليبية واالنتخاب���ات)‪ ،‬وأيضاً مقالي‬ ‫(من���اذج م���ن تواصل ث���ورات الربي���ع العربي)‬ ‫ح���ول التواص���ل إب���ان ثورت���ي تون���س وليبيا‬ ‫مع الش���اعرة التونس���ية جناة املازني املنش���ور‬ ‫ُ‬ ‫أعددت‬ ‫بصحيف���ة ميادين األس���بوعية‪ .‬كما‬ ‫دراس���ات نقدية وق���راءات أدبية انطباعية عن‬ ‫ُ‬ ‫فنشرت‬ ‫األعمال اإلبداعية لش���اعرات ليبيات‬ ‫عل���ى صفح���ات الصح���ف الليبي���ة (ليبي���ا يف‬ ‫نصوص الش���اعرة فري���ال الدال���ي) و(يعربد‬ ‫ب���ك) ق���راءة يف ديوان الش���اعرة تهان���ي دربي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وأص���درت كتاب���ي (ث���ورة فرباي���ر يف األدب‬ ‫ً‬ ‫اللييب‪ ،‬قصص عزة كام���ل املقهور منوذجا)‪،‬‬ ‫وأيض���اً‬ ‫ُ‬ ‫كتبت نص الش���ريط املرئي (ليبيات‬ ‫ب�ل�ا مواطنة) ال���ذي يتناول قضي���ة املواطنات‬ ‫الليبي���ات املتزوج���ات م���ن غ�ي�ر الليبيني وهو‬ ‫م���ن إخ���راج املبدع���ة الليبية املخرج���ة نادية‬ ‫كرداش‪.‬‬ ‫ه���ذا إضافة إىل العديد م���ن األعمال األخرى‬ ‫اليت قام به���ا زمالئي وزميالت���ي اإلعالميني‬ ‫لتس���ليط الض���وء عل���ى النش���اط النس���وي يف‬ ‫ليبيا‪ ،‬والذي ال ميك���ن التقليل من أهميته يف‬ ‫مسرية هذا اجملتمع والنهوض به منذ بدايات‬ ‫تأسيس الدولة الليبية املبكرة‪.‬‬ ‫ويف بداي���ة ه���ذا االجتم���اع تداول���ت النق���اش‬ ‫س���يدات فضلي���ات حقوقي���ات وأكادميي���ات‬ ‫وناشطات وإعالميات من طرابلس‪ ،‬والزاوية‪،‬‬ ‫وغدام���س‪ ،‬ونالوت‪ ،‬ودرن���ة‪ ،‬ويفرن‪ ،‬وطربق‪،‬‬ ‫م���ن بينه���ن الدكت���ورة مربوكة الش���ريف‬ ‫الوزي���رة الس���ابقة للش���ئون االجتماعي���ة‪،‬‬ ‫والس���يدة وفاء الطاه���ر بوقعيقيص الوكيل‬ ‫املساعد للش���ئون السياسية بوزارة اخلارجية‪،‬‬ ‫وأدارت���ه مديرة الربامج مبكتب األمم املتحدة‬ ‫بطرابلس األس���تاذة أمال املغربي‪ ،‬مبشاركة‬ ‫الدكت���ورة ماي���ا مرس���ي املستش���ار اإلقليمي‬ ‫لسياس���ات الن���وع االجتماع���ي ومتك�ي�ن املرأة‬ ‫باملكت���ب االقليم���ي لل���دول العربي���ة بهيئ���ة‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫كرمي���ة من مكتب برنامج األم���م املتحدة اإلمنائي بطرابلس للمش���اركة يف لقاء حول املقرتح���ات العملية لدعم‬ ‫تلقي���ت دعو ًة‬ ‫ُ‬ ‫فكرت يف املش���اركة بصفيت‬ ‫املرأة الليبية ومناقش���ة ُس���بل تفعيل دورها يف مس�ي�رة التنمية وبناء الدولة الليبية احلديثة‪ .‬وحني‬ ‫اإلعالمية ُ‬ ‫رأيت أن أس���تعرض مس���اهماتي البسيطة يف تسليط الضوء على أنش���طة وأعمال املرأة الليبية يف العديد من اجملاالت‪،‬‬ ‫وال�ت�ي م���ن أبرزها أثناء ف�ت�رة إع���دادي وتقدميي للربنام���ج التلفزيوني املرئي (املش���هد الثق���ايف) حني قمت باس���تضافة كل من‬ ‫الس���يدات (أمساء األس���طى‪ ،‬امباركة عدال���ة‪ ،‬عزة كامل املقهور‪ ،‬فاطمة غن���دور‪ ،‬نعيمة الطاهر) بصفته���ن كاتبات وحقوقيات‬ ‫وإعالميات وجامعيات‪ ،‬ويف برناجمي (احلوار أوال ودائماً) و(ضيف وحوار) باإلذاعة املسموعة استضفت ك ً‬ ‫ال من السيدات (نادية‬ ‫بن جابر‪ ،‬وآسيا بن جابر‪ ،‬وآمال الزقعار‪ ،‬ونسرين القلهود‪ ،‬وجيهان الكريكشي‪ ،‬وأحالم بن طابون) بصفتهن عضوات وناشطات يف‬ ‫مؤسسات اجملتمع املدني‪ ،‬واألستاذتني (عواطف برشان وعواطف اخلبولي) بصفتهن مسئولتني وممثلتني عن املفوضية الوطنية‬ ‫العليا لالنتخابات‪ ،‬والس���يدات (فريال الدالي وس���املة الصغري املدني‪ ،‬وأحالم الكميش���ي‪ ،‬وربيعة عمار‪ ،‬ومفيدة جربان) باعتبارهن‬ ‫صحفيات وكاتبات وشاعرات ومؤلفات‪.‬‬ ‫األمم املتحدة‪ ،‬حي���ث تعرضن إىل العديد من‬ ‫القضاي���ا والصعوب���ات اليت تواج���ه عمل املرأة‬ ‫يف ليبي���ا حت���ت الظ���روف الراهن���ة اليت متر‬ ‫به���ا الب�ل�اد‪ ،‬كم���ا مت اس���تعراض التحديات‬ ‫والفرص املتاحة أمام املرأة الليبية لالستفادة‬ ‫منها يف املس���اهمة املثم���رة والفاعلة للنهوض‬ ‫باجملتمع‪ ،‬واليت من أبرزه���ا أهمية وضرورة‬ ‫أن تلعب امل���رأة دوراً أكث���ر فاعلية يف برامج‬ ‫املصاحل���ة الوطني���ة‪ ،‬واالس���تفادة م���ن كون‬ ‫امل���رأة الليبي���ة مل ترف���ع الس�ل�اح‪ ،‬ومل تزهق‬ ‫األرواح واألنف���س الليبي���ة‪ ،‬ودماءها الطاهرة‬ ‫الزكي���ة‪ ،‬وه���و األمر ال���ذي يتيح هل���ا القيام‬ ‫بدور وطين قيادي يف هذا اجلانب‪.‬‬ ‫كما متت مناقش���ة موضوع وس���ائل التمكني‬ ‫االقتص���ادي للم���رأة‪ ،‬والتع���رف عل���ى برامج‬ ‫محلة "نور" وجتربة "التاء املربوطة"‪ ،‬وعرض‬ ‫جوان���ب م���ن قص���ور التش���ريعات القانوني���ة‬

‫امل���رأة العربي���ة ‪ ..‬األم���ن والس�ل�ام) وظروف‬ ‫ومالبسات مش���اركة الوفد النس���ائي اللييب‬ ‫يف فعالي���ات مؤمت���رات املرأة العربي���ة‪ .‬ودعما‬ ‫لتفعي���ل توصي���ات ه���ذا التقري���ر وتعزي���زاً‬ ‫ملش���اركة املرأة الليبية وجهت األستاذة آمال‬ ‫املغربي دعوة للدكتورة مربوكة الش���ريف‪،‬‬ ‫اليت عرضت ه���ذا التقري���ر‪ ،‬لزيارتها مبكتب‬ ‫برنام���ج األم���م املتح���دة اإلمنائ���ي‪ ،‬مؤكدة‬ ‫الوق���وف معه���ا ومس���اعدتها‪ ،‬وتقدي���م كل‬ ‫اإلمكاني���ات الالزم���ة هل���ا م���ن أج���ل تنفي���ذ‬ ‫التوصي���ات ال�ت�ي وردت ب���ه واخلاص���ة باملرأة‬ ‫الليبية‪.‬‬ ‫ورغم مدة زيارتها القصرية‪ ،‬إال أن الدكتورة‬ ‫مايا مرسي متكنت من رصد وتسجيل العديد‬ ‫م���ن التوصي���ات اجلي���دة ال�ت�ي اس���تعرضتها‬ ‫وطرحته���ا خ�ل�ال ه���ذا االجتم���اع لرفعها يف‬ ‫تقري���ر خ���اص إىل اهليئ���ة األممي���ة لتقديم‬

‫العربي���ة يف محاي���ة وضم���ان وص���ون حقوق‬ ‫امل���رأة‪ ،‬مث���ل غي���اب توقيع عقوب���ات التحرش‬ ‫ً‬ ‫صراحة يف القوانني الوطنية‪،‬‬ ‫اجلنسي ضدها‬ ‫وس���رد بع���ض جت���ارب النس���اء يف مواجه���ة‬ ‫الظل���م االجتماعي‪ ،‬كما مت التعرض لبعض‬ ‫الفق���رات اليت وردت يف تقري���ر منظمة املرأة‬ ‫العربي���ة (اإلس�ت�راتيجية اإلقليمي���ة‪ :‬محاية‬

‫الدع���م واملس���اعدة للمرأة الليبي���ة‪ ،‬وقد نالت‬ ‫توصياته���ا الكث�ي�ر من االستحس���ان واملوافقة‬ ‫م���ن احلاض���رات‪ ،‬إال أنهن أضفن إليه���ا عدداً‬ ‫م���ن النق���اط األخ���رى اليت مت���ت مناقش���تها‬ ‫والتح���اور حوهلا‪ ،‬ومن بينه���ا اقرتاحي بوضع‬ ‫تص���ورات عملية ج���ادة‪ ،‬وتنفي���ذ برامج فنية‬ ‫مهارية حمددة لتدريب اإلعالميات الليبيات‪،‬‬

‫وتنظي���م مؤمتر وطين للم���رأة الليبية خالل‬ ‫ش���هر م���ارس القادم عل���ى هام���ش االحتفال‬ ‫بي���وم األم���م املتحدة العامل���ي للم���رأة يناقش‬ ‫مجيع متطلبات ومشاكل املرأة الليبية‪ .‬وقد‬ ‫أثن���ت احلاضرات على ذل���ك االقرتاح وأعلنت‬ ‫الس���يدة وف���اء بوقعيقيص الوكيل املس���اعد‬ ‫للش���ئون السياس���ية بوزارة اخلارجي���ة تبنيها‬ ‫الرمس���ي لتنظي���م املؤمت���ر املق�ت�رح ودعمه���ا‬ ‫للكوادر النسائية اليت س���تعمل على التنسيق‬ ‫واإلعداد له وتنظيمه يف ليبيا‪.‬‬ ‫ال ش���ك أن قضي���ة امل���رأة هي إح���دى القضايا‬ ‫اليت كثرياً ما يث���ار اجلدل حوهلا وال ينتهي‪.‬‬ ‫ولك���ن يف تص���وري أن وضع امل���رأة الليبية ال‬ ‫خيتلف كثرياً عنه يف الدول العربية خاصة‬ ‫اجمل���اورة‪ ،‬حي���ث تقاس���م املعان���اة املش�ت�ركة‬ ‫واهلم���وم الواحدة اليت تتفاوت نس���بياً نتيجة‬ ‫للمس���تويات التعليمي���ة والثقافي���ة املتباين���ة‬ ‫لتل���ك اجملتمعات‪ ،‬ل���ذا أمل من امل���رأة الليبية‬ ‫أال تستس���لم للش���عور الوهم���ي بأنه���ا ضحية‬ ‫يف جمتمعه���ا‪ ،‬ب���ل أدعوه���ا الس���تثمار كل‬ ‫الضغوطات والتحديات‪ ،‬وجعلها فرصاً متاحة‬ ‫هلا‪ ،‬تس���خرها إلثبات قدراتها وبذل املزيد من‬ ‫العطاء لتعزيز حضورها االجتماعي الفعال‪.‬‬ ‫انته���ى اللق���اء القص�ي�ر بش���عور إجيابي غمر‬ ‫مجي���ع املش���اركني‪ .‬فالش���كر لكل الس���يدات‬ ‫الفضليات الالئي حضرن هذا اللقاء وأسهمن‬ ‫بآرائه���ن الس���ديدة يف إث���راءه‪ ،‬وكذل���ك‬ ‫االمتن���ان للس���يد هيثم هاش���م املدي���ر املكلف‬ ‫مبش���روع دع���م املش���اركة املدني���ة التاب���ع‬ ‫لربنامج األمم املتحدة اإلمنائي الذي استطاع‬ ‫تنظي���م اللق���اء يف ظ���روف زمني���ة صعب���ة‬ ‫مؤك���داً قوة ش���بكة عالقاته املتين���ة‪ ،‬وقدرته‬ ‫عل���ى العمل باإلمكانيات احمل���دودة يف حتدي‬ ‫لتلك اإلمكانيات ولس���ويعات الزمن املتطايرة‬ ‫س���ريعاً‪ .‬يظ���ل األم���ل معق���وداً عل���ى الت���زام‬ ‫كل األط���راف واجلهات الرمسي���ة الوطنية‬ ‫واألممي���ة مب���ا مت االتف���اق علي���ه وتفعي���ل‬ ‫كل التوصي���ات م���ن أج���ل مس���تقبل مبش���ر‬ ‫واعد وأكثر إش���راقاً للم���رأة الليبية خاصة‬ ‫والعربية عامة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪Fenadi@yahoo.com‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫مؤسسة املستقبل تصدر أول دراسة عن منظمات اجملتمع يف ليبيا‬

‫ميادين ‪:‬احلسني املسوري‬ ‫*األهداف‬ ‫‪ -1‬دع���م منظم���ات اجملتم���ع املدني واملب���ادرات‬ ‫اجملتمعي���ة األخ���رى اهلادف���ة لبن���اء وتنمي���ة‬ ‫اجملتمع اللييب‪.‬‬ ‫‪- 2‬تعزي���ز املش���اركة اجملتمعي���ة والسياس���ية‬ ‫ضمن إط���ار التحول الدميقراط���ي الذي حققه‬ ‫الشعب اللييب‪.‬‬ ‫‪ -3‬تعزي���ز ق���درة كافة األط���راف املهتمة‪ ،‬مبا‬ ‫فيه���ا مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي‪ ،‬للع���ب دور‬ ‫إجياب���ي يف عملي���ة التح���ول الدميقراطي وبناء‬ ‫الدولة وحتقيق اإلصالحات الضرورية‪.‬‬ ‫وج���اءت األهداف البحثية اليت تس���عى الدراس���ة‬ ‫لتحقيقها كما يلي‪:‬‬ ‫*تقدي���م ص���ورة أولي���ة ولك���ن ش���املة ألوضاع‬ ‫مؤسس���ات اجملتم���ع املدني م���ن حي���ث أوضاعها‬ ‫القانونية واإلدارية واملالية والبشرية‪.‬‬ ‫* تقدي���م حمل���ة ع���ن أه���داف ه���ذه املؤسس���ات‬ ‫وتوجهاتها وجماالت وآليات عملها‪.‬‬ ‫*التع���رف عل���ى وض���ع احلاكمي���ة القي���ادة يف‬ ‫مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي م���ن حيث األجس���ام‬ ‫اإلدارية وآليات إختاذ القرار‪.‬‬ ‫* التعرف على عالقة مؤسس���ات اجملتمع املدني‬ ‫يف ما بينها‪ ،‬والعالقة بينها وبني أطراف العملية‬ ‫التنموي���ة يف مؤسس���ات الدول���ة والفعالي���ات‬ ‫السياس���ية واحمللي���ة واملؤسس���ات الدولي���ة‬ ‫واإلقليمية‪.‬‬ ‫*التع���رف عل���ى أهم الف���رص والتحدي���ات اليت‬ ‫توجهها هذه املؤسسات‪.‬‬ ‫*التع���رف عل���ى اإلحتياج���ات املتعلق���ة ببن���اء‬ ‫الق���درات والتدري���ب والتطوي���ر اإلداري واملال���ي‬ ‫والبشري‪.‬‬ ‫*تقدي���م التوصي���ات يف جم���االت الدراس���ة‬ ‫املذك���ورة أع�ل�اه من أجل تطوي���ر برامج الدعم‬ ‫واإلصالح على كافة املستويات‪.‬‬ ‫‪ *.‬املنهجية‬ ‫ب���دأت ه���ذه الدارس���ة يف الي���وم الذي ب���دأت فيه‬ ‫ك���رة الثل���ج اإلنتخابي���ة بالتدح���رج يف األول‬ ‫من مايو س���نة‪2012‬م ‪ ،‬عندما ق���ررت املفوضية‬ ‫الوطني���ة العلي���ا لالنتخاب���ات يف ليبي���ا واليت مت‬ ‫إنشائها بقانون صادر‬ ‫ع���ن اجملل���س الوط�ن�ي اإلنتقال���ي رقم ‪ 3‬لس���نة‬ ‫‪ ، 2112‬أن يك���ون ه���ذا اليوم ه���و بداية عملية‬ ‫تس���جيل املواطنني يف سجل الناخبني إلنتخابات‬ ‫املؤمتر الوطين العام يف ليبي���ا وفقاً للقانون رقم‬ ‫‪ 4‬لسنة‬ ‫‪2012‬م وعملت منظم���ات اجملتمع املدني جنباً‬

‫بفندق كورنثيا بالعاصمة طرابلس وبدعوة من مؤسسة املستقبل حضر جمموعة من املسؤلني الليبيني من أعضاء املؤمتر الوطين‬ ‫ووزارة الثقافة والش���ؤون االجتماعية وبعض السفراء والدبلوماسيني ورؤساء وأعضاء منظمات اجملتمع املدني وبعض الشخصيات‬ ‫السياس���ة واحلقوقية حيث قدمت مؤسس���ة “املس���تقبل” دارس���ة وحبث من أجل االطالع على واقع منظمات اجملتمع املدني يف ليبيا‬ ‫ودورها ومش���اركتها يف احلراك احلالي اهلادف إىل بناء ليبيا ومؤسس���اتها وقالت الدكتورة نبيلة محزة رئيسة مؤسسة املستقبل((‬ ‫أنش���ئت مؤسس���ة املس���تقبل ومقرها عمان باألردن لدعم مبادرات منظمات اجملتمع املدني‪ ،‬ومس���اندة جهودها الرامية إىل ترس���يخ‬ ‫الدميقراطية والنهوض حبقوق اإلنس���ان‪ ،‬بهدف مس���اعدة ش���عوب املنطقة على توس���يع مش���اركتهم يف احلياة السياسية والعامة‪،‬‬ ‫والوص���ول إىل جمتم���ع يتمتع أفراده بكافة احلريات واحلقوق األساس���ية واالقتصادية واالجتماعية }} وقد تش���كل فريق البحث‬ ‫العلمي من خرباء املركز العامل العربي للبحوث والتنمية (أوارد) د‪ .‬نادر سعيد‪ ،‬رئيس الفريق والباحث الرئيسي‪ ،‬د‪ .‬وليد الصاحلي‪،‬‬ ‫خبري اجملتمع املدني‪ ،‬ريم زياد‪-‬غطاس‪ ،‬خبرية البحث‪ ،‬حممد الش���عييب‪ ،‬خبري البيانات‪ ،‬جويس قش���وع وسامر سعيد‪ ،‬إدخال وحتليل‬ ‫البيانات‪ ،‬أش���رف العجو‪ -‬باحث ميداني‪ ،‬حنان عون – باحث ميداني‪ ،‬املربوك عبد العزيز ‪ -‬باحث ميداني‪ ،‬عبدالس�ل�ام عامر ‪ -‬باحث‬ ‫ميدان���ي‪ ،‬حمم���د األزهر زقرية‪ -‬باحث ميداني ومت إجراء البحث امليداني يف الف�ت�رة الواقعة من ‪ 1‬مايو وحتى ‪ 11‬يوليو ‪ . 2112‬وقد‬ ‫جاءت هذه الدارسة من أجل حتقيق األهداف التالية‪:‬‬ ‫إىل جن���ب م���ع مركز دع���م منظم���ات اجملتمع‬ ‫املدني الذي مت تأسيس���ه منذ بداية عام ‪2012‬م‬ ‫يف وزارة الثقاف���ة واجملتم���ع املدن���ي‪ .‬وقد كلف‬ ‫ه���ذا املرك���ز بتوثيق وتس���جيل ه���ذه املنظمات‬ ‫والعمل على إشهارها بشكل منظم وضمن إطار‬ ‫قانوني مبين على القوانني املؤقتة السارية حاليا‬ ‫حلني صياغة الدستور والقوانني اجلديدة ‪.‬‬ ‫يرتاوح ع���دد منظم���ات اجملتمع املدن���ي حالياً ما‬ ‫بني ‪1800‬و‪ 1900‬منظمة ومجعية منتشرة يف‬ ‫كل ربوع ليبيا حبس���ب مدير ع���ام مركز دعم‬ ‫املنظمات‪ .‬وقد مت االستعانة بتجارب دول اجلوار‬ ‫من األش���قاء الع���رب وعقدت اللق���اءات والندوات‬ ‫واحملاض���رات واملؤمت���رات واحلم�ل�ات اخلاص���ة‬ ‫بالتوعي���ة االنتخابية‪،‬م���ن اج���ل مس���اعدة ه���ذه‬ ‫املنظمات وتسهيل عملها‬ ‫*معلومات عامة حول منظمات اجملتمع املدني‬ ‫تش�ي�ر معطيات البحث إىل أن معظم املؤسس���ات‬ ‫املدنية الليبية هي حديثة العهد كونها أنش���أت‬ ‫إثر الثورة الليبية اليت أطاحت بالنظام الس���ابق‪.‬‬ ‫أما املؤسس���ات الس���ابقة للثورة وهي قليلة جد اً‪،‬‬ ‫فل���م تس���جل قانونياً لدى اجله���ات املختصة مما‬

‫أنش���أت بعد الث���ورة‪ .‬لكن املش���كلة ال�ت�ي تواجهها‬ ‫ه���ذه املؤسس���ات اليوم هي يف كيفية التس���جيل‬ ‫يف الدوائ���ر الرمسية ويف حتدي���د اجلهة املعنية‬ ‫بتسجيل هذه املؤسس���ات قانوني وكان حلداثة‬ ‫عهد هذه املؤسس���ات تأثري إجيابي على املشرفني‬ ‫عليه���ا ك���ون معظ���م امل���دراء يف هذه املؤسس���ات‬ ‫م���ن الش���باب الذي���ن يق���ل عمره���م ع���ن ال���ـ ‪50‬‬ ‫س���نة ومن الالف���ت أن التمثيل النس���ائي اليزال‬ ‫متدني���اً ف���ان ‪ % 21‬فق���ط م���ن امل���دراء ه���م من‬ ‫النس���اء هذا وتعاني املؤسس���ات املدنية من نقص‬ ‫كب�ي�ر يف املوظف�ي�ن‪ ،‬حي���ث أفاد اقل م���ن ‪% 11‬‬ ‫من املستطلعني أن مؤسس���اتهم حتوي موظفني‬ ‫بدوام كامل ويبدو أن املؤسسات تسد هذا العجز‬ ‫باالعتماد على العشرات من املتطوعني‪.‬‬ ‫*منظمات اجملتمع املدني والكيانات السياسية‬ ‫كان ملنظمات اجملتمع املدني اليت نش���أت حديثاً‬ ‫يف ليبي���ا دو ا ًر هاماً يف والدة العديد من الكيانات‬ ‫السياس���ية ال�ت�ي تقدم���ت بالرتش���ح النتخاب���ات‬ ‫املؤمتر الوطين العام‪ ،‬واليت تش���كل نواة لألحزاب‬ ‫السياس���ة اليت تنتظ���ر إصدار القان���ون ناظم هلا‬ ‫بعد فرتة احلرمان السابقة ‪.‬‬

‫مؤسسة املستقبل تصدر أول دراسة عن منظمات اجملتمع يف ليبيا‬ ‫يش�ي�ر إىل صعوبة إنشاء وعمل املؤسسات املدنية‬ ‫قب���ل الثورة‪،‬بالرغم م���ن احلاجة امللحة ملثل هذه‬ ‫املؤسس���ات يف الف�ت�رة الس���ابقة‪ .‬وق���د ترمج���ت‬ ‫ه���ذه احلاجة بالع���دد الكبري من املؤسس���ات اليت‬

‫وق���د تع���ددت واختلف���ت أحج���ام وطبيع���ة هذه‬ ‫املنظمات حبس���ب الفئ���ات واملناط���ق اجلغرافية‬ ‫ال�ت�ي تس���تهدفها فقد تش���كلت مجعي���ات إغاثية‬ ‫إنس���انية وخريي���ة‪ ،‬ومنظم���ات حقوق اإلنس���ان‬

‫واحلوار والدميقراطية‬ ‫والش���فافية‪ ،‬ومنظم���ات ومنتدي���ات وملتقي���ات‬ ‫تعنى باملرأة والشباب والرجال وسيدات األعمال‪،‬‬ ‫والنقاب���ات العمالي���ة والصحفي�ي�ن واإلحت���ادات‬ ‫والتجمع���ات والتنس���يقيات اخلاص���ة مبنظمات‬ ‫اجملتمع املدني‬ ‫واملنظم���ات غ�ي�ر احلكومي���ة‪ ،‬والتجمع���ات‬ ‫القبلي���ة واملب���ادرات االجتماعي���ة والسياس���ية‪،‬‬ ‫واألكادمييني والناشطني السياسيني ‪.‬‬ ‫تزام���ن ال���دور ال���ذي لعبت���ه منظم���ات اجملتمع‬ ‫املدن���ي يف التأث�ي�ر عل���ى املش���اركة السياس���ية‬ ‫وحماولة رسم معامل النظام السياسي املستقبلي‬ ‫م���ع وج���ود العب�ي�ن آخري���ن هام�ي�ن م���ن الثوار‬ ‫والكتائب العس���كرية باإلضاف���ة إىل دور القبائل‬ ‫وجمل���س احلكم���اء واإلثني���ات العرقية األخرى‬ ‫مثل األمازيي���غ والتبو والط���وارق باإلضافة إىل‬ ‫الطبيعة اجلغرافية لليبيا ذات املس���احة الواسعة‬ ‫واملنبس���طة م���ا ب�ي�ن الش���رق والغرب والوس���ط‬ ‫واجلنوب‪ .‬وهذا الواقع اجلغرايف كان العباً آخر‬ ‫ألقى بظالل���ه على الواقع واجملتم���ع اللييب وبدا‬ ‫جليا أثناء إجراء هذه الدراس���ة والبحث والسيما‬ ‫يف ما يتعل���ق بقضايا املركزي���ة والالمركزية‬ ‫والفدرالية واإلدارة احمللية ‪.‬‬ ‫أما بالنسبة ألهم الالعبني يف الساحة السياسية‬ ‫مث���ل اجملل���س الوط�ن�ي اإلنتقال���ي‪ ،‬واحلكوم���ة‬ ‫الليبي���ة اإلنتقالية‪ ،‬فقد حتم�ل�ا إرثاً كبرياً من‬ ‫القضاي���ا التش���ريعية والتنفيذي���ة والقضائي���ة‬ ‫وكل ما يتعلق حبياة الليبيني منذ ‪ 42‬عاماً مع‬ ‫ض���رورة احرتام التعه���دات الدولي���ة واإلقليمية‬ ‫وحل القضايا احمللية الشائكة يف سبيل احملافظة‬ ‫على الس���لم األهل���ي وتعزيز املصاحل���ة الوطنية‬ ‫بدعم من جمالس احلكماء ‪.‬‬ ‫أما األمم املتحدة واإلحت���اد األوروبي ووكاالت‬ ‫التنمي���ة الدولي���ة املختلفة واملنظم���ات الدولية‬ ‫غ�ي�ر احلكومية فقد لعبت أيضاً دورا أساس���ياً يف‬ ‫عملية الدعم واإلس���ناد الفين وامله�ن�ي يف تنمية‬ ‫مهارات‬ ‫وقدرات قادة اجملتمع وبعض القادة السياسيني‪،‬‬ ‫والذين س���اهموا يف دفع عجلة املسرية السياسية‬ ‫واالنتخابية وتش���كيل منظم���ات اجملتمع املدني‬ ‫والكيانات السياسية املتعددة‪.‬‬ ‫*توصيات الدراسة‪:‬‬ ‫لق���د مت وض���ع التوصي���ات اخلتامي���ة بن���اء على‬ ‫نتائج املسح امليداني‪ ،‬وكذلك بناء على مقابالت‬ ‫معمق���ة م���ع جمموعة متمي���زة من املس���ؤولني‬ ‫والنخ���ب وأراء العامل�ي�ن يف املؤسس���ات املدني���ة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫مازال هناك ارتباك حول تس��جيل املؤسسات املدنية‪ ،‬وال بد من العمل على‬ ‫توحي��د مرجعيتها‪،‬آخذي��ن بع�ين االعتبار املؤسس��ات املس��جلة يف اجملالس‬ ‫احمللية وتشجيع تلك غري املسجلة‪،‬مع توضيح معامالت التسجيل‬ ‫كم���ا مت تنظيم ورش���ة عم���ل لتحلي���ل النتائج‬ ‫وتنضيده���ا وش���ارك فيها جمموع���ة ممثلة من‬ ‫املسؤولني والنخب واخلرباء ‪.‬‬ ‫إن النظ���رة املتفائل���ة ال�ت�ي يتش���ارك فيها ممثلو‬ ‫املؤسس���ات املدني���ة وغريه���م م���ن املس���ؤولني‬ ‫هل���ي بداي���ة مبش���رة لبناء مس���تقبل زاه���ر لليبيا‬ ‫وجمتمعه���ا املدن���ي‪ .‬لق���د ص���رح ‪ % 90‬م���ن‬ ‫املس���تطلعني بأنه���م متفائل���ون إزاء نظرته���م‬

‫احالم بن طابون مديرة مكتب ليبيا‬ ‫ملس���تقبل عم���ل منظم���ات اجملتم���ع املدن���ي يف‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬وص���رح ‪ %7‬بأنه���م حماي���دون‪ ،‬مقاب���ل‬ ‫‪ 3%‬صرح���وا بأنهم غري متفائل�ي�ن‪ .‬إن التفاؤل‬ ‫مبستقبل اجملتمع املدني اللييب هو جزء ال يتجزأ‬ ‫من التفاؤل مبس���تقبل ليبيا كدول���ة معاصرة‪.‬‬ ‫ولذل���ك ف���إن تطوي���ر دور وفاعلي���ة مؤسس���ات‬ ‫اجملتمع املدني يعتمد على الس���ياق العام املرتبط‬ ‫بالرؤي���ة السياس���ية والتنموي���ة والدميقراطية‬ ‫للمجتم���ع ككل‪ ،‬وم���دى مطابقت���ه م���ع العمل‬ ‫املش�ت�رك وتظاف���ر اجله���ود للنه���وض بليبي���ا‬ ‫املس���تقبل‪ .‬كما س���يعتمد تطور هذه املؤسس���ات‬ ‫على جديتها يف تطوي���ر رؤيتها أو التزامها بأطر‬ ‫احلاكمية يف ممارس���اتها‪ .‬كما أن أي دور فعال‬ ‫يتطلب االنتقال بهذه املؤسس���ات من العش���وائية‬ ‫والنوايا احلسنة إىل املهنية اإلدارية واملالية‪.‬‬ ‫أ‪ -‬توصيات للمؤسسات احلكومية الليبية‪:‬‬ ‫*جيب العمل بس���رعة على وضع قانون عصري‬ ‫يكرس اس���تقاللية اجملتمع املدن���ي لتفعيل دوره‬ ‫يف التنمي���ة والنه���وض يف اجملتم���ع مم���ا يؤم���ن‬ ‫استقاللية املؤسسات عن مؤسسات الدولة وعدم‬ ‫تبعيتها ألي جهة‪.‬‬ ‫*م���ن امله���م توحي���د آلي���ات تس���جيل املؤسس���ات‬ ‫املدنية يف الدوائر الرمسي���ة والعمل على توحيد‬ ‫مرجعيتها‪ ،‬وتشجيع املؤسسات غري املسجلة على‬ ‫التسجيل‪.‬‬ ‫*جي���ب العمل عل���ى إنش���اء مرجعي���ة خمتصة‬ ‫((وزارة خمتص���ة )) ذات ق���وة معنوي���ة وقانونية‬ ‫ومص���ادر بش���رية ومادي���ة للعم���ل عل���ى تنظيم‬ ‫وتطوي���ر عمل اجملتم���ع املدني اللي�ب�ي مبا خيدم‬ ‫مص���احل اجملتم���ع اللي�ب�ي وطموحات���ه املتعلق���ة‬ ‫باملشاركة والدميقراطية والتنمية املستدامة‪.‬‬ ‫*جيب العمل على حتديد رؤية تنموية مشولية‬ ‫قائمة على مفاهيم التنمية البشرية واالستدامة‬ ‫والشراكة احلقيقية الفعالة‪.‬‬ ‫*جيب إطالق برام���ج ودورات تدريب وحتفزيه‬

‫للتش���جيع املؤسس���ات عل���ى التوظي���ف مم���ا‬ ‫سيس���اعدها عل���ى حتس�ي�ن فعاليته���ا وحتس�ي�ن‬ ‫ً‬ ‫خاصة‬ ‫عالقتها م���ع اجملتمع وزيادة املش���اركة‪،‬‬ ‫يف ظ���ل االنعدام الش���به كامل للتوظي���ف حالياً‬ ‫واالعتماد على املتطوعني‪.‬‬ ‫*إن الش���راكة احلقيقي���ة واملثم���رة تتطل���ب‬ ‫جهودا حثيث���ة وخالقة لدعم دور اجملتمع املدني‬ ‫يف وض���ع ال���رؤى والسياس���ات العام���ة واخلطط‬ ‫القطاعية‪ .‬كم���ا يتطلب أن يقوم اجملتمع املدني‬ ‫ب���دوره الفاع���ل يف احلماية والدف���اع عن مصاحل‬ ‫ووجه���ات نظ���ر الفئ���ات ال�ت�ي ميثلها‪ ،‬مم���ا يعين‬ ‫أن يبق���ى اجمل���ال مفتوحا للمجتم���ع املدني كي‬ ‫يق���وم ب���دو ره يف جم���االت املدافع���ة واملناصرة (‬ ‫‪ ) Lobbying & Advocacy‬ورفع الوعي يف‬ ‫اجملتمع‪.‬‬ ‫*إن توفر قانون عصري وموات ملشاركة فعلية‬ ‫للمجتمع املدني مطلب رئيس���ي لتفعيل دوره يف‬ ‫التنمية والنهوض باجملتمع إن مثل هذا القانون‬ ‫جيب أن تتم صياغته على وجه الس���رعة وبشكل‬ ‫يؤمن اس���تقاللية املنظمات املدنية عن مؤسسات‬ ‫الدولة وعدم تبعيتها ألي جهة‪.‬‬ ‫*م���ازال هناك ارتباك حول تس���جيل املؤسس���ات‬ ‫املدني���ة‪ ،‬وال ب���د م���ن العم���ل عل���ى توحي���د‬ ‫مرجعيتها‪،‬آخذي���ن بع�ي�ن االعتب���ار املؤسس���ات‬ ‫املس���جلة يف اجملالس احمللية وتش���جيع تلك غري‬ ‫املسجلة‪،‬مع توضيح معامالت التسجيل‪.‬‬ ‫*ق���د يك���ون م���ن املفيد يف ه���ذه املرحلة تش���كيل‬ ‫جسم مس���تقل ذو قوة معنوية وقانونية ومصادر‬ ‫بش���رية ومادي���ة للعم���ل عل���ى تنظي���م وتطوير‬ ‫عم���ل اجملتم���ع املدن���ي اللييب مبا خي���دم مصاحل‬ ‫اجملتم���ع اللييب وطموحاته املتعلقة باملش���اركة‬ ‫والدميقراطية والتنمية املستدامة‪.‬‬ ‫ب‪-‬توصيات للمؤسسات الدولية واإلقليمية‬ ‫*م���ن املفيد االتف���اق على مدونة قواعد س���لوك‬ ‫‪ Code of Ethics‬م���ن خ�ل�ال اجتماع���ات‬ ‫موس���عة يتم من خالهل���ا وضع مق�ت�رح متكامل‬ ‫ينظ���م عالق���ات اجملتم���ع املدن���ي مع مؤسس���ات‬ ‫الدول���ة واملؤسس���ات الدولي���ة‪ ،‬واالتف���اق عل���ى‬ ‫املمارس���ات الفضل���ى واملتناس���بة م���ع احتياج���ات‬ ‫وظروف اجملتمع اللييب‪.‬‬ ‫* إنش���اء الشبكات التنسيقية اليت تضم املنظمات‬ ‫ال�ت�ي تتش���ارك يف الرؤي���ة وكذل���ك جمموعات‬ ‫العم���ل القطاعي���ة للمؤسس���ات ال�ت�ي تعم���ل يف‬ ‫نفس القطاعات‪ .‬باإلضافة إىل انفتاح املؤسس���ات‬ ‫املدنية الليبية على مثيالتها يف األقطار العربية‬ ‫األخرى ويف دول العامل‪.‬‬ ‫*متك�ي�ن املؤسس���ات م���ن خ�ل�ال التدري���ب وبناء‬ ‫القدرات يف جم���االت عديدة وطارئة مثل تنمية‬ ‫املهارات اإلدارية والتواصلية واإلبداعية‪.‬‬ ‫*على املؤسسات املدنية االهتمام مبجال األحباث‬ ‫واملعلوماتية من خالل مس���ح ش���امل للدراس���ات‬ ‫بدءاً بدراس���ات قطاعية وختصصية‪ ،‬ولذلك فإن‬ ‫توف�ي�ر اإلطار املعريف واملعلوماتي س���يكون له أثر‬ ‫يف اس���تكمال الص���ورة من أج���ل ختطيط أفضل‬ ‫واستهداف قطاعي وجغرايف أفضل‪.‬‬ ‫ج‪-‬توصيات للمنظمات الليبية‬ ‫*م���ن امله���م ج���داً تش���جيع املنظمات عل���ى زيادة‬ ‫نس���بة النس���اء م���ن موظفيه���ا وامل���دراء‪ ،‬ملعاجلة‬ ‫اخلل���ل احلال���ي‪ .‬وبنفس الوقت م���ن املهم إطالق‬ ‫دوارت تدريبي���ة وتثقيفية جلذب اكرب عدد من‬ ‫النس���اء إىل هذه املنظمات لتمكينها من لعب دور‬ ‫أكرب يف اجملتمع املدني‪.‬‬

‫*ومن املهم تش���جيع هذه املنظمات على توس���يع‬ ‫شبكاتها وشركاتها اإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫*م���ن املفيد معاجلة تش���كيك املؤسس���ات املدنية‬ ‫بأهمية دورها يف التنمية واالقتصاد وتعزيز قيم‬ ‫املساواة والعدالة االجتماعية لديها‪.‬‬ ‫*جيب االهتمام بتطوير احرتافية هذه املؤسسات‬ ‫وتنظيم هيكلتها على أسس علمية ودميقراطية‬ ‫لتش���جيع املش���اركة واحملاس���بة الش���عبية‪ ،‬مما‬

‫د‪.‬نبيلة محزة املدير االقليمي ملؤسسة املستقبل‬

‫يعزز من مصداقيتها وتأثريها يف اجملتمع‪.‬‬ ‫*من املهم العمل على تسهيل اطالع العامة على‬ ‫املعلوم���ات والدراس���ات والتقاري���ر املتعلقة بهذه‬ ‫املؤسس���ات لتفعي���ل دورها وتش���جيع املش���اركة‬ ‫واحملاسبة الشعبية‪.‬‬ ‫*تعزي���ز ق���درات املؤسس���ات على االعتم���اد على‬ ‫ال���ذات أو االكتف���اء الذات���ي وخصوصا يف اجملال‬ ‫املال���ي حيث ميكن أن تقوم امل مؤسس���ات جبباية‬ ‫رس���وم م���ن أعضاءه���ا وكذل���ك احلص���ول على‬ ‫مقاب���ل – ول���و رم���زي – خلدماته���ا وتش���جيع‬ ‫املش���اريع املدرة للدخل والتمويل احمللي وترشيد‬ ‫النفقات‪.‬‬ ‫*ض���رورة ب���ذل جه���ود حثيث���ة وخالق���ة لدعم‬ ‫دور اجملتم���ع املدني يف وضع الرؤى والسياس���ات‬ ‫العام���ة واخلط���ط القطاعي���ة‪ .‬وح���ث اجملتم���ع‬ ‫املدني على لعب دور فاعل يف محاية والدفاع عن‬ ‫مص���احل ووجهات نظ���ر الفئات ال�ت�ي ميثلها‪ ،‬ويف‬ ‫جم���االت املدافع���ة واملناص���رة ( & ‪Lobbying‬‬ ‫‪ ) Advocacy‬ورفع الوعي يف اجملتمع‪.‬‬ ‫*أهم عناصر جناح مؤسس���ات اجملتمع املدني هو‬ ‫يف مدى تفاعلها م���ع اجملتمع احمللي الذي يعترب‬ ‫مرجعية هل���ا ومصدر لقوتها‪ ،‬وكذلك دورها يف‬ ‫تلبي���ة احتياجات وأولويات الفئات الش���عبية اليت‬ ‫ته���دف خلدمتها‪ .‬كما أن الش���فافية واملس���اءلة‬ ‫يلعب���ان دو ا ر حيوي���ا يف تعزي���ز مصداقي���ة هذه‬ ‫املؤسس���ات على كاف���ة الصعد وذل���ك من خالل‬ ‫انفتاحها – إداريا وماليا – على اجلهات املختلفة‬ ‫مب���ا فيه���ا اجملتم���ع احملل���ي ووض���وح معامالتها‬ ‫املالية وموازناتها‪.‬‬ ‫* ميك���ن للمنظم���ات املدني���ة الليبي���ة أن تقطع‬ ‫أش���واطا من خالل االس���تفادة من جتارب الدول‬ ‫العربي���ة األخرى وخصوصا تلك اليت مرت ومتر‬ ‫بتح���والت ومراح���ل انتقالي���ة وتس���عى للخروج‬ ‫م���ن مرحل���ة الص���راع إىل الس���لم االجتماع���ي‪،‬‬ ‫وم���ن القم���ع إىل الدميقراطي���ة وم���ن اإلغاث���ة‬

‫‪07‬‬ ‫إىل التنمي���ة كما أن أي رؤية مس���تقبلية جيب‬ ‫أن ترك���ز عل���ى حمافظته���ا على اس���تقالليتها‬ ‫ورؤيته���ا الش���مولية م���ع احملافظة عل���ى املهنية‬ ‫واحلرفي���ة والتخص���ص‪ ،‬مب���ا يك���رس دوره���ا‬ ‫التكاملي مع مؤسسات الدولة والقطاع اخلاص‪.‬‬ ‫* متك�ي�ن املؤسس���ات من خ�ل�ال التدري���ب وبناء‬ ‫القدرات يف جماالت عديدة وطارئة على الش���كل‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬التنمية اإلدارية ملؤسسات اجملتمع املدني‪،‬‬ ‫‪ -2‬التنمي���ة والش���فافية املالية ومه���ارات إعداد‬ ‫املوازن���ات وحف���ظ الس���جالت املالية واحملاس���بة‬ ‫والتقارير املالية‪،‬‬ ‫‪ -3‬تنمي���ة مه���ارات التزوي���د واملش�ت�ريات‬ ‫‪، Procurement‬‬ ‫‪ -4‬مهارات إدارة املشاريع‪،‬‬ ‫‪ -5‬مهارات كتابة التقارير‪،‬‬ ‫‪ -6‬مهارات تنظيم النشاطات‪،‬‬ ‫‪ -7‬مهارات التنسيق والتشبيك‪،‬‬ ‫‪ -8‬مهارات وآليات العمل مع اجملتمع احمللي‪،‬‬ ‫‪ -9‬كتابة املقرتحات التمويلية وجتنيد األموال‪،‬‬ ‫‪ -10‬املعرفة القانونية‪،‬‬ ‫‪ -11‬مه���ارات التوعي���ة والدع���وة واملناص���رة‬ ‫‪، Advocacy and Lobbying‬‬ ‫‪ -12‬مهارات املراقبة والتقييم ‪. M & E‬‬ ‫أهمية هذه الدراسة‬ ‫ه���ذه الدارس���ة ه���ي األوىل م���ن نوعه���ا يف ليبي���ا‬ ‫خصوصاً بعد ثورة ‪17‬فربايراليت أحلقت نهضة‬ ‫غري مسبوقة يف جمال العمل املدني‪ .‬فتزايد عدد‬ ‫مؤسس���ات اجملتمع املدني بش���كل كب�ي�ر وأصبح‬ ‫من‬ ‫الصع���ب التع���رف بش���كل كام���ل وش���امل على‬ ‫كاف���ة أنواعه���ا وتفرعاته���ا خالل ه���ذه املرحلة‬ ‫االنتقالية‪.‬‬ ‫ولذلك فإنه جيب اعتبارها دراس���ة أولية ترس���م‬ ‫اخلارطة العامة وال تس�ب�ر غور كافة تشكيالت‬ ‫اجملتمع املدني‪.‬‬ ‫حتاول هذه الدراس���ة اخلارطي���ة ) ‪Mapping‬‬ ‫‪ ( study‬التوصل إىل نتائج وإجابات استداللية‬ ‫غ�ي�ر نهائية أو قاطعة‪ ،‬يف حماولة لرس���م صورة‬ ‫التوجه���ات والقضايا العام���ة‪ ،‬ولتقديم اقرتاحات‬ ‫وتوصي���ات اس���تعجاليه بغية ب���دء العمل اجلدي‬ ‫يف جمال دعم وتقوية أواصر مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫املدن���ي اللييب‪،‬وكذل���ك ب���دء تصمي���م برام���ج‬ ‫متكينيه تقوي قدرات هذه املؤسسات‪.‬‬ ‫كم���ا مته���د ه���ذه الدراس���ة لدراس���ات أكث���ر‬ ‫تفصيلية وختصصاً لرس���م ص���ورة أمشل لواقع‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي اللي�ب�ي من خ�ل�ال آليات املس���ح‬ ‫الش���امل وضم���ن هذا الواق���ع‪ ،‬فإن فري���ق البحث‬ ‫اختار منهجية تشاركيه واستداللية‪ ،‬بالتواصل‬ ‫م���ع العديد م���ن األط���رف ذات العالقة مبوضوع‬ ‫الدراس���ة مث���ل وزارة الثقاف���ة واجملتم���ع املدني‪،‬‬ ‫ومركز دعم مؤسس���ات اجملتم���ع املدني‪ ،‬ووزارة‬ ‫الش���ؤون االجتماعي���ة باإلضاف���ة إىل ممثل���ي‬ ‫مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي اللي�ب�ي واملؤسس���ات‬ ‫احلكومية والدولية واخلرباء يف هذا اجملال‪.‬‬ ‫منه���ج الدراس���ة يك���رس مفهوم البح���ث العلمي‬ ‫ولذل���ك َّ‬ ‫بالعين���ة‪ ،‬حيث مت‬ ‫مت اختيار أداة املس���ح ِّ‬ ‫عينة من املؤسس���ات متثل معظم املناطق‬ ‫اختيار ِّ‬ ‫اجلغرافية الليبية مثل طرابلس‪ ،‬بنغازي‪ ،‬درنة‪،‬‬ ‫الواحات‪ ،‬سبها‪ ،‬مصراتة‪ ،‬الزاوية‪ ،‬صرباتة‪ ،‬زوارة‪،‬‬ ‫نال���وت‪ ،‬وتغط���ي قطاع���ات عم���ل خمتلف���ة‪ .‬ومت‬ ‫إجراء مقابالت معمقة مع ممثلي ‪ 41‬مؤسس���ة‪،‬‬ ‫ومشل���ت االس���تمارة كاف���ة أه���داف البح���ث‬ ‫املذك���ورة أعاله وحرص���ا على أن تك���ون العينة‬ ‫ممثل���ة لكاف���ة املناط���ق الليبي���ة وكل مكوناتها‬ ‫فقد مت انتش���ار فري���ق البحث يف امل���دن واملناطق‬ ‫اجلغرافي���ة الليبي���ة التالية‪:‬طرابل���س –بنغازي‬ ‫– الواحات – درنة –سبها ‪-‬مصراته –الزاوية –‬ ‫صرباته – زوارة – نالوت ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫ميادين يف بروكسل‬

‫الشأن اللييب واحللول األمنية يف أجندة االحتاد االروبي‬ ‫فاطمة غندور‬

‫مبركز االحتاد االروبي ( بروكسل ) كان اللقاء الثاني ملرشدي الـ ( بي بي سي ) يف بلدانهم ‪،‬من ‪ 16‬اىل‬ ‫‪ 19‬سبتمرب ‪ 2013‬ضمن برنامج اجلوار اإلعالمي لدول شرق وجنوب أروبا والذي يستمر لثالث سنوات‬ ‫يقوم فيه املرش���دون باملتابعة واالش���راف على املتدربني كل يف بلده ‪ ،‬ما ميز هذا اللقاء هو التقاء صحفي‬ ‫واعالمي شرق وجنوب أروبا ما يقارب السبعني مرشدا ‪ ،‬يوم إطالق املوقع االلكرتوني ملشروع اجلوار ( يوم‬ ‫األربعاء) ففي االجتماع السابق ‪ -‬أول هذه السنة ‪ -‬كان جلسات العمل األوىل بني أعضاء برملانيني من االحتاد‬ ‫االروبي مع مرش���دي جنوب أروبا ‪ ،‬ثم أعقبه جلس���ات عمل على حدة مع مرش���دي شرق أروبا ومل تتح فرصة‬ ‫التق���ارب بني اجملموعتني ‪ ،‬ورغم تكرار بعض اللق���اءات ‪ -‬يف برنامج اللقاء الثاني ‪ -‬مع أعضاء برملانيني‬ ‫يف جل���ان متعددة كمكافح���ة اإلرهاب ‪ ،‬واملقر الس���معي بصري إال أن بعض اللق���اءات كانت فرصة‬ ‫للمرش���دين الصحفيني واإلعالميني ( صحافة – راديو – تلفزيون – انرتنت ) لطرح أسئلتهم حول‬ ‫املس���ائل والقضايا الش���ائكة واليت هلا عالئق بدول االحتاد االروبي وإن أب���دى بعض أعضاء الربملان‬ ‫االروبي حتفظهم حول توثيق وتسجيل املعلومات املسربة منسوبة إليهم وفضلوا االستناد يف نشر‬ ‫االخبار ‪ :‬اىل مصادر مطلعة بالربملان ورأوا يف ذلك حفاظا على حساس���ية العالقات الدبلوماسية‬ ‫اليت تالمس بعضا من األوضاع العربية وعلى رأسها سوريا ‪ ،‬ولبنان ‪ ،‬وفلسطني ‪.‬‬ ‫•صباح االفتتاح ‪:‬األثنني‬ ‫•أس��يا كف��ر كوف��ا ‪:‬مدي��رة برنام��ج بي��ت املواطنني‬ ‫االروبي�ين قبل حماضرتها متنحنا علب الش��يكوالته‬ ‫ملقاومة برد ومطر بروكسل !‬ ‫بع���د إفط���ار مش�ت�رك وتع���ارف ب�ي�ن بع���ض من‬ ‫املرش���دين امللتحق�ي�ن ُ‬ ‫اجل���دد والس���ابقني اجت���ه‬ ‫اجلمي���ع اىل قاع���ة اجتماع���ات فن���دق اإلقام���ة‬ ‫( ش���رملان اجلدي���د ) حي���ث مت تقدي���م تعري���ف‬ ‫بس�ي�رتهم ث���م احاط���ة باجلولة الدراس���ية أليام‬ ‫اللق���اء األربعة من قبل كل من ‪ :‬جان ميتش���ال‬ ‫‪ :‬قائد فريق برنامج اجلوار اإلعالمي – روس���ال‬ ‫بيس���قود ‪ :‬رئي���س قس���م التدري���ب للمراس���لة‬ ‫الصحفي���ة – بيتك���و جورجي���ف ‪ :‬رئي���س قس���م‬ ‫التدري���ب لإلدارة اإلعالمية ‪ ،‬وقد متت اإلش���ارة‬ ‫اىل وج���ود كام�ي�را تس���جيلية مل���ن يرغ���ب يف‬ ‫تقديم مراس���لة مس���جلة لبلده مبعي���ة مصورة‬ ‫أش���ار اىل أنه���ا تكمل الثال���وث الربتغال���ي يف هذا‬ ‫الربنام���ج ( ميتش���ال وبيتكو واملص���ورة ) وعقب‬ ‫اس�ت�راحة ش���اي قصرية ب���دأ الربنامج الدراس���ي‬ ‫بعرض قدمته السيدة (أسيا كفر كوفا ) وهي‬ ‫م���ن أهم الفاعلني يف سياس���ة االحت���اد االوروبي‬

‫‪‎‬‬

‫اخلارجي���ة لبلدان جنوب أروبا ومديرة برنامج (‬ ‫بيت املواطنني االروبيني ) وقد رحبت باملرشدين‬ ‫عل���ى طريقتها وكانت علبة الش���يكوالته ملنحنا‬ ‫بعضا من السعرات احلرارية يف شتاء بروكسل‬ ‫الغائم املمطر ‪،‬وبدأت حديثها بأنها تقود منظمة‬ ‫تن���ادي فيها حبق���وق املواطن�ي�ن االروبيني ( رغم‬ ‫أنه���ا الزال���ت تبح���ث عن مكت���ب ) ويعم���ل معها‬ ‫كمتعاون�ي�ن ما يق���ارب ‪ 30‬ألف جه���ة ضغط ‪،‬‬ ‫فهن���اك اع�ت�راض مقدم م���ن املواطن�ي�ن نتج عن‬ ‫سرب أراءهم أشاروا فيه ( ما نسبته ‪ ) %78‬اىل أن‬ ‫أصواتهم غري مسموعة عند اختاذ القرار االروبي‬ ‫يف بروكس���ل ‪ ،‬كما مت مج���ع مليون توقيع يلح‬ ‫عل���ى مب���ادرة للتس���ريع بتطبيق م���ا يرغبون به‬ ‫وم���ا يتطلعون له بل أن هناك من ينتقد سياس���ة‬ ‫االحت���اد االروبي اليت تفعل الق���رارات اخلارجية‬ ‫وتهمل قرارات السياسة الداخلية ‪ ،‬وختمت قوهلا‬ ‫أن االحت���اد االروب���ي يعاني عدة صعوب���ات منها‬ ‫االزم���ة االقتصادي���ة وعلي���ه أن ال يضي���ف إليها‬ ‫عجزا دميقراطيا بعدم اش���راكه لرأي املواطنني‬ ‫االوروبي�ي�ن عند تطبيق سياس���اته الداخلية اليت‬ ‫ميثلها ‪ 28‬مفوضا من دوله‪.‬‬

‫جان ميشال قائد املشروع مع مرشدات لبنان االردن لبنان مصر‬

‫•م��ن قاع��ة ش��ومان اىل‬ ‫مقر هيئة العمل باالحتاد‬ ‫األروبي ‪.‬‬ ‫وكان أن غادرن���ا قاع���ة‬ ‫الفن���دق‬ ‫اجتماع���ات‬ ‫واجتهن���ا اىل مقر االحتاد‬ ‫‪‎‬كريستيان برقار مدير الشرق االوسط والشمال االفريقي‬ ‫االوروب���ي مش���يا عل���ى‬ ‫االق���دام ناحي���ة منعط���ف‬ ‫شومان ( املس���افة تستغرق‬ ‫بواس���طة األخضر اإلبراهيمي ‪،‬وفرض عقوبات‬ ‫وكالع���ادة‬ ‫)‬ ‫الربنام���ج‬ ‫تس���ع دقائ���ق ‪ -‬حس���ب‬ ‫ض���د النظام الس���وري كحظر التأش�ي�رات على‬ ‫التوقيع‬ ‫علينا‬ ‫وكان‬ ‫املدخ���ل‬ ‫وجدن���ا أمساءنا يف‬ ‫األف���راد املتورطني يف جرائ���م القتل ضد املدنيني‬ ‫املعرب‬ ‫لفتح‬ ‫(‬ ‫ممغنطة‬ ‫الكرتونية‬ ‫واستالم بطاقة‬ ‫‪،‬وحاليا سنشارك يف عملية التخطيط فيما بعد‬ ‫داخل‬ ‫ككل‬ ‫للتفتي���ش‬ ‫اخلضوع‬ ‫ثم‬ ‫الزجاج���ي )‬ ‫يوم احلسم ملساعدة سوريا على االنتعاش وإعادة‬ ‫اخلارجي‬ ‫العمل‬ ‫هيئة‬ ‫قاعة‬ ‫اىل‬ ‫صعدنا‬ ‫للمكان ‪،‬‬ ‫االعمار والبنى التحتية ‪.‬‬ ‫املدير‬ ‫منقاريلي)‬ ‫(هيوقس‬ ‫األول‬ ‫احملاضر‬ ‫وكان‬ ‫وفيما يتعلق بالشأن املصري فإن االحتاد االروبي‬ ‫والعراق‬ ‫األوسط‬ ‫والشرق‬ ‫افريقيا‬ ‫لش���مال‬ ‫العام‬ ‫يدعم ما يقوم به الس���يد عمرو موسى مع جلنة‬ ‫لدقائق‬ ‫بتأخرن���ا‬ ‫ذل���ك‬ ‫معلال‬ ‫غ���ادر‬ ‫ق���د‬ ‫واي���ران‬ ‫الس���تني وسنعاود مناقش���ة االحتياجات يف مصر‬ ‫‪،‬وقدم مدير الش���رق األوس���ط ومش���ال أفريقيا وإن كان تدف���ق األم���وال م���ن إح���دى البل���دان‬ ‫واخلليج العربي كريس���تيان برقار حماضرته اخلليجية س���اهم اىل حد ما يف انتعاش االقتصاد‬ ‫( بع���د رفضه للتس���جيل ) بس���ؤاله ‪ :‬ه���ل ال زلتم املص���ري ‪ ،‬ويظ���ل الش���أن الس���ياحي لألس���ف‬ ‫تس���مون الثورات العربية ربيعا ؟ ثم اس���تعرض األكث���ر تأث���را يف األوض���اع االنتقالية وس���وف‬ ‫تارخييا ب���دء العالقات العربية االروبية مش�ي�را ن���رى مس���توى أداء احلكوم���ة بع���د االنتخاب���ات‬ ‫اىل عملية برشلونة ( السالم يف الشرق األوسط وس���وف نطب���ق جتاهها قاع���دة املش���روطية من‬ ‫) ومن ث���م منطق���ة التجارة احلرة بني الش���رق اج���ل دعم امليزاني���ة فاملش���روطية االروبية تلزم‬ ‫األوس���ط ومشال أفريقيا واليت شابها كثري من اجلانب املص���ري مبكافحة الفس���اد لنقدم منحا‬ ‫التقطعات ‪ ،‬ومع الربيع العربي بدأت أفاق تعاون للحكوم���ة يف ش���كل برامج تدريبي���ة للموظفني‬ ‫جدي���دة مع دول مث���ل ليبيا ال�ت�ي مل يكن يرغب يف خمتل���ف القطاع���ات ‪ ،‬وكان���ت براجمن���ا قد‬ ‫نظامها الس���ابق يف عديد م���ن أوجه التعاون ‪ ،‬أما دعمت احلركات الش���بابية منذ بداي���ات الثورة‬ ‫م���ع بقية الدول فهناك جهود تتمثل يف مواصلة ومتثل ذلك أيضا يف اجتماعات كاثرين أش���تون‬ ‫تس���هيل بق���اء منت���ج البل���دان داخ���ل األس���واق ملد جس���ور الدعم املعن���وي واملادي م���ع منظمات‬ ‫االروبية ‪ ،‬والتعاون من أجل تيس�ي�ر الس���فر اىل اجملتمع املدني‪.‬‬ ‫دول االحت���اد األوربي ‪ ،‬وجديدنا هو املش���روطية •أوغس��تينو مي��وزوا املدي��ر التنفي��ذي هليئ��ة ح��ل‬ ‫( املزي���د م���ن أجل املزي���د ) حيث يت���م التعهد من االزمات‪:‬أدخل��ت مفه��وم ( الوق��ت الواقع��ي ) وعلينا‬ ‫قب���ل البل���دان بتحقيق تق���دم يف جم���ال حقوق ان ال نكث��ر م��ن التنس��يق والتش��اور والتوافق ونرتك‬ ‫األنس���ان ‪ ،‬والدميقراطي���ة ‪ ،‬ويت���م تقديم الدعم االخرين يتوترون ويتاملون‪.‬‬ ‫اإلضايف ‪ ،‬سياس���تنا مؤخ���را جتاه قضاي���ا التوتر توجه املرشدون رفقة مديري الربنامج ميتشال‬ ‫واالنقالب���ات السياس���ية ومنها االزمة الس���ورية ‪،‬ووالدرب�ي�ن روس���ال ‪ ،‬وبيتك���و اىل تن���اول وجبة‬ ‫فق���د أطلق���ت كاترين أش���تون تصرحيها حول الغ���ذاء مبطع���م ( كافين���وا – ال تزي���د املس���افة‬ ‫الصفقة اليت أبرمت بني جون كريي والفروف ع���ن عش���ر دقائق ) ال���ذي جيم���ع يف وجباته بني‬ ‫‪ ،‬وللعلم فإن االحت���اد االروبي أكرب مانح دولي الطع���ام الرتك���ي والغرب���ي كم���ا أن ديك���ور‬ ‫لسوريا مبا نس���بته ‪ 1،2‬مليارومازلنا ندعو حلل املطع���م مبس���احته الصغ�ي�رة اليت تش���يع الدفء‬ ‫سياس���ي س���لمي كما ه���و نه���ج األم���م املتحدة‬


‫‪09‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫العدد‪) 125‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبريوليو‬ ‫‪ 26( (- 59‬ـ‪7-2- 1‬يونيو‪/‬‬‫الثانية‬ ‫السنةالسنة‬

‫جون ميتشال يف وقفة احتجاجية وسوار عوادي ترفض نشر صورتها يف ميادين‬ ‫تون��س متلك مؤسس��ات مدنية قوي��ة بإمكانها صنع الق��رار والضغط باجتاه احللول ‪ ،‬التونس��يون‬ ‫جمهزون للتعاطي مع املؤثرات احمليطة‬ ‫أنا قوميس( جلنة االعمال اخلارجية) ‪ :‬كنت يف بنغازي وجبهة اجدابيا ألعاين األمور ‪ ،‬ومل يكن‬ ‫بإمكاننا التقدم حيال أي شيء لو مل يكن الليبيون حياربون‬ ‫يُقارب املعمار اإلس�ل�امي كاألقواس وبعضا من‬ ‫اجملسمات املطعمة باخلش���ب ‪،‬واأللوان الزاهية ‪،‬‬ ‫كان على اجلميع العودة مش���يا اىل مقر االحتاد‬ ‫ومكتب هيئ���ة العمل وقد غابت احملاضرة األوىل‬ ‫بيانكا بوم�ل�ار املوظفة ب���إدارة التوعية واملعرفة‬ ‫باهليئ���ة األوروبي���ة للدميقراطي���ة ‪ ،‬ومت انتظار‬ ‫احملاض���ر كريس���تيان ه���وان من هيئ���ة االحتاد‬ ‫االروب���ي ملقاوم���ة الفس���اد وال���ذي بدأ بس���عادته‬ ‫بالتق���اء صحف���ي واعالم���ي اجلن���وب األوروب���ي‬ ‫ث���م وصف عم���ل هيئته ال�ت�ي يقودها ش���بكة من‬ ‫اخلرباء يعملون من حيث املبدأ على نهج الوقاية‬ ‫أوال خاص���ة فيم���ا يتعل���ق باملش���اكل والظروف‬ ‫ال�ت�ي تطرأ على املنطقة فقد أنش���أت ش���بكة ضد‬ ‫التط���رف ‪ ،‬ث���م قوان�ي�ن مش�ت�ركة ملذك���رات‬ ‫التوقي���ف ‪ ،‬خط���ط مراقب���ة احل���دود وأش���ار اىل‬ ‫أن هن���اك بعض���ا م���ن النتائ���ج اليت يت���م رصدها‬ ‫م���ن قبي���ل تدهور نف���وذ القاع���دة وكان لتنفيذ‬ ‫أطروح���ة إذا أردت ان تقاوم الفس���اد وفر تعليما‬ ‫جيدا وف���رص عمل مضمونة وأيض���ا مناخا من‬ ‫العدال���ة وحقوق اإلنس���ان وقد حظ���ي برناجمنا‬ ‫يف إصالح القطاع األمين خبطط اس���تباقية ‪،‬ويف‬ ‫ليبي���ا بدأنا خنطو يف هكذا جه���ود ومنها خارطة‬ ‫تقوده���ا بعثة ملراقبة احلدود يف ليبيا ‪،‬كما ننفذ‬ ‫اس�ت�راتيجية االحت���اد األروبي لالم���ن والتنمية‬ ‫‪ ،‬مؤخ���را افتت���ح وبرعاية م���ن االحت���اد االروبي‬ ‫ثانوي���ة أروبية مدنية يف ش���رق افريقيا يف إطار‬ ‫مكافحة اإلرهاب ‪.‬‬ ‫وكان ان من���ح بعض من الوقت لطرح األس���ئلة‬ ‫من املرش���دين فيم���ا تعلق حب���زب اهلل كتنظيم‬ ‫إرهاب���ي وق���د مت تصنيف���ه مؤخرا م���ن قبل دول‬ ‫االحت���اد ‪ ،‬وع���ن م���ا يس���مى بالضب���ع االفريقي (‬ ‫مصطلح للقاعدة يف بالد اإلسالم ) ‪.‬‬ ‫كان���ت احملاض���رة املس���ائية الثانية ملدي���ر هيئة‬ ‫العمل اخلارجي األوروب���ي ووحدة التنفيذ حلل‬ ‫األزم���ات االيطالي(أوغس���تينوا مي���وزوا ) وه���و‬ ‫اللقاء الثاني له باملرش���دين فقد سبق وان حاضر‬

‫‪ ‎‬مرشدو شرق وجنوب اروبا‬

‫‪‎‬حماضر البارومرت من هيئة االحباث‬

‫وقدم معلوماته يف اللق���اء األول لبداية الربنامج‬ ‫أول ه���ذا الع���ام ‪ ، 2013‬ومداعبا ضاحكا صاح يف‬ ‫الصحفي�ي�ن أرحب مبن يتعامل���ون مع املعلومات‬ ‫وأن كان أعدائ���ي الصحفي�ي�ن !! وس���أبوح لك���م‬ ‫بهذا الس���ر فاخلالفات موجودة بني دول االحتاد‬ ‫ولكن ليس بالضرورة ان تكون هلم نفس وجهات‬ ‫النظر فاخت�ل�اف املصاحل هو احلاض���ر أوال رغم‬ ‫جهود حثيتة من الس���يدة كاثري���ن لتحقيق ما‬ ‫هو مأمول من التوافق ‪ ،‬ودائما نرفع ش���عار نريد‬ ‫أن ننس���ق فاالجتماع���ات كلها تنس���يقية وزراء‬ ‫الداخلي���ة ينس���قون ووزراء اخلارجية ينس���قون‬ ‫‪ ،‬بالنس���بة ل���ي أدخلت مفهوم ( الوق���ت الواقعي )‬ ‫علينا ان ال نكثر من التنس���يق والتشاور والتوافق‬ ‫ون�ت�رك االخرين يتوت���رون ويتأملون يف حميطنا‬ ‫يف ه���ذا العامل مايقارب ‪ 190‬صراعا ولكن عليك‬ ‫أن تضع أولويات ويف مثل اوضاعنا أرى ان سوريا‬

‫كذل���ك ‪،‬ف�ل�ا اخفيك���م مل ار وضع���ا أعق���د م���ن‬ ‫الوضع يف س���وريا عاص���رت وقدت هيئ���ة أزمات‬ ‫وعملت لسنوات للتخطيط حلاالت الطواريء يف‬ ‫العراق احلرب األوىل والثانية ‪ ،‬منذ فرتة ليس���ت‬ ‫بالبعي���دة كان���ت ليبيا ومالي وه���ي اليت خصت‬ ‫بع�ي�ن ف���رض االس���تقرار ‪ ،‬اليوم س���وريا وضعها‬ ‫كارثي ومأساوي فاحلرب مازالت مشتعلة واذا‬ ‫اس���تمر احلال سيبدو املس���تقبل كارثيا جاراتها‬ ‫لبن���ان يف مرحلة حرجة جدا هناك اجهاد حاد يف‬ ‫قدرات هذا البلد ‪.‬‬ ‫•الش��أن اللي�بي واحلل��ول األمنية يف أجن��دة االحتاد‬ ‫االروبي‪.‬‬ ‫وواصل اغوس���تينوا عارضا رأيه الشخصي مشريا‬ ‫اىل أن���ه كمواط���ن أروب���ي وهو ي���رى بعضا من‬ ‫األوض���اع املقلق���ة يف بل���دان الربي���ع ويف ظنه أن‬ ‫االحتاد واجه أو س���اند تغيريا ل���ه وجهتني ‪ :‬وجه‬ ‫اجلماه�ي�ر اليت تري���د التحول بع���د صربها على‬ ‫الديكتاتوري���ات املقيت���ة ‪ ،‬ووج���ه تفكرينا بفرض‬ ‫توجي���ه االنتق���ال بنم���ط أوروب���ي وهن���اك عيب‬ ‫يف ه���ذه الوجه���ة األخرية فالظ���روف واملتغريات‬ ‫ومن���ط تل���ك اجلماه�ي�ر مل يق���ع حت���ت أنظارنا‬ ‫بالش���كل العمي���ق واملطل���وب ‪ ،‬هناك عيب���ا يطال‬ ‫فهمنا ‪...‬اتذكر يف بنغ���ازي وكنت هناك مبكرا‬ ‫وقد أمتلئت فخرا بأبطال تلك الثورة من ش���باب‬ ‫ليبي���ا كن���ت أصغ���ي إليه���م معبئ�ي�ن باألمل يف‬ ‫مس���تقبلهم ‪ ،‬ولك���ن الرتك���ة وم���اض ليس فيه‬ ‫ما يعول عليه للبدء بعد جتربة نضالية عس�ي�رة‬ ‫‪...‬تركناه���م آمن�ي�ن ‪...‬اليوم خلقن���ا الفجوة وقد‬ ‫تركن���ا بنغ���ازي ‪...‬أما ما يتعلق بأم���ر الناتو فقد‬ ‫أدى عمله العس���كري ضد عدو الشعب وال دور له‬ ‫بع���د هذا الدور‪ ،‬احلمل���ة حققت غرضها وهدفها‬ ‫يف محاية املدنيني وبأمثان دفعها الش���عب اللييب‬ ‫‪ ،‬ال اخفيكم لس���ت واثقا من أن الوضع سيتحسن‬ ‫ما مل تتجمع وتتكاثف جهود الليبني مع بعضهم‬ ‫البعض جتاه اولوياتهم ‪.‬‬ ‫•ج��ون ميتش��ال يف وقف��ة احتجاجي��ة وس��وار عوادي‬ ‫ترفض نشر صورتها يف ميادين ‪.‬‬ ‫كنت وأثن���اء حضوري ورش���ة تدريب متدربني‬ ‫ليب�ي�ن يف تون���س ح���ول املراس���لة الصحفي���ة‬ ‫والتلفزيوني���ة ‪ ،‬ق���د ابدي���ت احتجاجا ح���ول ملاذا‬ ‫مل يك���ن تدري���ب الليبني يف بالده���م ؟ كما وقع‬ ‫تدريب العرب يف بلدانه���م يف اكثر من موضوع‬ ‫‪ - ،‬وكن���ت ق���د مررت بنف���س التجربة يف مصر‬ ‫وتدرب���ت كمدرب���ة متعاون���ة م���ع قس���م ميديا‬ ‫اكش���ن مبؤسس���ة بي بي س���ي حينما وقع علي‬ ‫كمش���رفة وموجهة لتمارين املتدربني‬ ‫االختيار ٌ‬ ‫الليبني ‪ -‬وقدمت ذلك االحتجاج اىل املٌشرفة من‬ ‫تونس س���وار عوادي فردت بانها س���تحيل سؤالي‬ ‫اىل ج���ون ميش���ال قائ���د فري���ق برنام���ج اجلوار‬ ‫األع�ل�ام ‪ ،‬وكتب���ت متابعة صحفي���ة جبريدتي‬ ‫ميادي���ن وعنونتها بهذا التعج���ب ‪ BBC :‬تدرب‬ ‫الليب�ي�ن يف تون���س ‪ ،‬مرفق���ة بص���ور املتدرب�ي�ن‬ ‫الليب�ي�ن ب���ل إنين عق���دت ح���وارا صحفي���ا حول‬ ‫رأيهم يف املش���هد اإلعالمي اللييب وهم جزء منه‬ ‫وق���د أج���اب صحفي���ون واعالميون م���ن بنغازي‬ ‫وس���بها واجدابي���ا وطرابل���س ‪ ،‬والتقط���ت صورا‬

‫‪ ‎‬ملياء بونكراف‬ ‫هلم رفقة املش���رفة سوار عوادي ‪ ،‬وارسلت نسخة‬ ‫إلكرتوني���ة للع���دد ولك�ن�ي مل اتل���ق ردا من جون‬ ‫ميتشال لسؤالي الذي احلته اىل سوار رغم مضي‬ ‫أس���بوع كامل قبل نش���ر تلك املتابع���ة ‪ ،‬فوجئت‬ ‫بع���د أس���بوعني م���ن نش���ر املتابع���ة باتص���ال من‬ ‫جون ميتش���ال حيتج حولي إثارتي هلذا الس���ؤال‬ ‫وم���ن ثم ال حي���ق لي قول ذلك يف قاعة الورش���ة‬ ‫يف تونس أمام املدرب روس���ال بيسقود واملتدربني‬ ‫اللييب اثارهم مجيعا وأثر على س�ي�ر الورشة ‪ ،‬يف‬ ‫بروكسل أيضا أستاذنت جون ميشال يف إيضاح‬ ‫االمر وحتى يتم اس���تيعاب ما قصدته يف الورشة‬ ‫طلبت منه ان حيضر مرتجم الربنامج لكي ينقل‬ ‫دوفعات���ي عن ما كتب���ت ‪ ،‬وبالفع���ل وقفنا جانبا‬ ‫أنا وميش���ال وروس���ال واملرتجم فيما بدا زمالئي‬ ‫يغ���ادرون قاعة االحت���اد االروبي هليئ���ة العمل ‪،‬‬ ‫تفاجأت صدقا حبدة وعلو صوت ميشال كما انه‬ ‫وصف تعليقي يف ورشة تونس بانه انتقامي وأنه‬ ‫لي���س لي أن اطرح هكذا س���ؤال ! فهم يعرفون ما‬ ‫عليهم فعله وان هلم ظروفهم وال يريدون البوح‬ ‫بربناجمهم الذي سيبد ُؤونه يف ليبيا ! وباعتباري‬ ‫مرشدة فكيف لي أن أخالف شروط عملي معهم‬ ‫وأن���ي مل اكن أحترى الدق���ة واملوضوعية ‪ ،‬وان‬ ‫س���وار ارتبكت م���ع املتدربني الليب�ي�ن ( مع العلم‬ ‫ان سوار مل تس���مع احتجاجي ‪ ،‬فقط دخلت اثناء‬ ‫التقاط���ي للص���ور ) وانه���ا أيضا أحرج���ت عندما‬ ‫نش���رت صورته���ا دون إذن منها ‪ ،‬م���ر الوقت وأنا‬ ‫اس���تمع مندهش���ة وبانتب���اه ش���ديد وبادرته ‪ :‬هل‬ ‫متت ترمجة متابعيت الصحفي���ة لكم وللمدرب‬ ‫ال���ذي القيت وجهة نظ���ري يف حضوره ؟ قال لي‬ ‫ال تلقين���ا مالحظات من س���وار مبكتبنا بتونس ‪،‬‬ ‫قلت ل���ه كون���ي ليبية وأعم���ل لس���نوات يف هذا‬ ‫اجمل���ال وكان اختي���اري هلذا الربنام���ج من قبل‬ ‫مراس���لة من السيد طارق كفالة مدير مؤسسة‬ ‫اليب بي سي اإلعالمية وكنت تعرفت عليه أول‬ ‫التحري���ر يف فندق املهاري بطرابلس ‪ ،‬ومن هكذا‬ ‫موقع ودور كإعالمية من حقي أن أطرح فكرة‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫عضو الربملان للجنة األمنية والدفاعية ‪ :‬خنش��ى ضعف املعارضة الس��ورية ورمبا بدأت تتشتت من‬ ‫االن ‪ ،‬وسأش�ير هنا اىل مكس��ب املعارضة الليبية ال�تي جعلتنا نعرتف بها مبك��را كانت معارضة ذات‬ ‫مصداقية واطرافها أصاحب رأى موحد‪.‬‬ ‫دعوتكم اىل ليبيا خاصة وأن مؤسس���ات إعالمية‬ ‫عريقة مثلكم هلا أكثر من س���نة تزاول نش���اطا‬ ‫على أكثر م���ن صعيد حكومي وخاص ( ‪D W‬‬ ‫) وهي مؤسس���ة املانية تعاونت معها وكذا االنرت‬ ‫نيوز وفرانس ‪ ، 24‬وفيما تعلق بتصوير املش���رفة‬ ‫س���وار فقد كنت يف وضح النهار ! أمحل األي باد‬ ‫خاص�ت�ي وألتقط الص���ور التوثيقي���ة ومل أمسع‬ ‫اي���ة مالحظ���ة أو إش���ارة تنبيه منه���ا خبصوص‬ ‫التصوي���ر وال اعتقد انه س���يوحى إل���ي أو أن اخذ‬ ‫احتياط���ا ألقدم ورقة يت���م التوقيع به���ا موافقة‬ ‫عل���ى التصوي���ر ! وكوني م���ن عائلة املرش���دين‬ ‫لربنامج اجلوار فقد اعتق���دت ان جهدا من هكذا‬ ‫نوع يؤدي غرضني مهمني بالنسبة لزمالئي من‬ ‫املتدربني الليبني ‪ ،‬ولل���كادر الداعم والراعي هلذا‬ ‫الربنامج ‪ ،‬وانا اغ���ادر ( بعد ان غادر كل زمالئي‬ ‫قاع���ة هيئ���ة العم���ل األورب���ي) دارت يف رأس���ي‬ ‫اس���تفهامات كثرية وأنا اتعلم ال���ف باء صحافة‬ ‫حرة والش���فافية وح���ق منح املعلوم���ة للجمهور‬ ‫يف جترب�ت�ي املتواضع���ة م���ع ميادين الث���ورة ‪ ،‬مل‬ ‫أش���عر ان ما مت من وقفة احتجاج قائد الربنامج‬ ‫ورئيس���ي جون ميش���ال يصب فيم���ا اتعلمه فيها‬ ‫وداخل ليبيا االنتقالية ‪ ،‬كان علي ان أخفف من‬ ‫صدمتين واس���وح يف مس���اء بروكس���ل فرتافقت‬ ‫مع س���يدتني مجيلتني ُمش���اركتني يف الربنامج‬ ‫‪ :‬اإلعالمية املستش���ارة هال���ة زريقات من األردن‬ ‫‪ ،‬واخلبرية املُدربة اميان مشص من لبنان فشكرا‬ ‫هلما ‪.‬‬ ‫•الثالث��اء ‪:‬لق��اءات ‪ :‬قس��م االتص��االت واملعلوم��ات‬ ‫‪ ،‬وحم��رري وحمللي وس��ائل االعالم باملركز الس��معي‬ ‫بصري االوروبي‬ ‫ب���دأ يومن���ا ه���ذا بلقائنا داخ���ل قاع���ة اجتماعات‬ ‫شومان وحضر إلينا – وإن حصل بعض التأخري‬ ‫– من بدا مرتبكا يف اول االمر إال انه استعان بالة‬ ‫الع���رض فظهر ملم���ا بأساس���يات حماضرة من‬ ‫تغي���ب لظرف طاريء وهو (أنتون���ي الني ) مدير‬ ‫األحباث مبرك���ز معلومات االحت���اد املعلومات ‪،‬‬ ‫احملاضر عرف مركزه بأنه كباروميرت لقياس‬ ‫واستقصاء رأي اجلوار االروبي ويتم ذلك لثالث‬ ‫مرات يف السنة ومنها ‪ 1000‬مقابلة وجها لوجه‬ ‫وهناك أس���ئلة يتم تكرار قياس���ها مثل مس���توى‬ ‫الثقة ‪ ،‬مستوى الرضا والسعادة‪ ،‬وكنموذج كنا‬ ‫طرحنا مستوى الرضا عن األوضاع احلالية فيما‬ ‫تعل���ق باجلرمية والبطالة فف���ي ليبيا ‪ %71‬من‬ ‫األمور تذهب يف االجتاه الصحيح ‪ %82 ،‬تذهب‬ ‫يف االجت���اه اخلاط���يء كم���ا نس���تخدم وس���ائل‬ ‫االع�ل�ام كمؤش���ر قياس���ي ألكثر من مش���كلة‬ ‫حنددها ‪.‬‬ ‫وكان���ت احملاض���رة الثاني���ة ( فيون���ا برلين���ت )‬ ‫املديرة التنفيذية للبحوث اليت س���لمتنا منوذجا‬ ‫لاللتح���اق باملوقع الذي مين���ح املعلومات الكاملة‬ ‫حول االحتاد األوروبي ‪ :‬صور ومقابالت وقس���م‬ ‫خيص الكتب والوثائق الرمسية ‪ ،‬والتقارير اليت‬ ‫تصدرها املفوضية واتفاقيات الشراكة ‪ ،‬واملوقع‬ ‫هو ‪:‬‬ ‫‪ ) EU Neighbourhoodpost‬وهن���اك‬ ‫فرصة للمدونني لوض���ع أرائهم ومقاالتهم بعد‬ ‫الدخول بالرقم السري الذي متنحه إدارة املوقع‬ ‫وق���د تس���لمنا إص���دارا دوري���ا باللغ���ات العربي���ة‬ ‫واالجنليزي���ة والفرنس���ية حي���وي أه���م االخبار‬ ‫والتقارير الشهرية ‪.‬‬ ‫•عض��و الربمل��ان للجنة األمني��ة والدفاعية ‪ :‬خنش��ى‬

‫ضع��ف املعارض��ة الس��ورية ورمبا ب��دأت تتش��تت من‬ ‫االن ‪ ،‬وسأش�ير هنا اىل مكس��ب املعارضة الليبية اليت‬ ‫جعلتنا نعرتف بها مبكرا كانت معارضة ذات مصداقية‬ ‫واطرافها رأيها موحد‬ ‫مس���اء مت االجتاه وبعد الغذاء مباش���رة اىل قاعة‬ ‫هيئة العمل األوروب���ي ومت االلتقاء مع (أرنولت‬ ‫داجن�ي�ن ) عض���و برملان���ي يف اللجن���ة األمني���ة‬ ‫والدف���اع وه���و خب�ي�ر يف ش���ؤون الدف���اع واالم���ن‬ ‫بفرنس���ا ‪،‬وخ���اض جترب���ة عم���ل يف كوس���وفو‬ ‫ومص���ر وس���وريا والش���رق األدن���ى ‪ ،‬قدم نفس���ه‬ ‫بكونه فرنس���ي معت���دل وحمايد ‪ ،‬واع�ت�رف بأنه‬ ‫لي���س خب�ي�را يف ش���ؤون الع���امل العرب���ي ‪ ،‬ولكنه‬ ‫وبع���د متابعت���ه ألح���داث الث���ورات العربية علق‬ ‫بأنه ح���دث تفاجأ بتل���ك التغريات ل���دول اجلوار‬ ‫االوروب���ي وباملقابل بدا وأن هناك جهال من قبلنا‬ ‫بديناميت اجملتمعات العربية ‪ ،‬ويبدو أن إفراطنا‬ ‫يف التوقع���ات نت���ج عن���ه اف���راط يف ردود افعالن���ا‬ ‫فب���دت مثالي���ة كان علينا أن نتمعن يف املش���هد‬ ‫وأن ن���درك أن م���ا ح���دث يف تونس ال يس���اوي ما‬ ‫حصل يف اليمن هناك تباينات ‪ ،‬يف املشهد املصري‬ ‫هناك تباين يف اآلراء م���ن منظور أوروبي القرار‬ ‫يف يد املصريني جتاه االخوان املسلمني ‪ ،‬يف سوريا‬ ‫هناك مق�ت�رح حلل سياس���ي للنزاع ب���أن حيضر‬ ‫اجلميع اىل طاول���ة املفاوضات وإال ففي املنظور‬ ‫احلال���ي كلما ط���ال أمد احل���رب كلما ضعفت‬ ‫املعارضة الس���ورية ورمبا بدأت تتش���تت من االن‬ ‫‪ ،‬وسأش�ي�ر هنا اىل مكس���ب املعارضة الليبية اليت‬ ‫جعلتن���ا نع�ت�رف بها مبكرا كان���ت معارضة ذات‬ ‫مصداقي���ة واطرافه���ا رأيه���ا موح���د‪ ،‬وكنت قد‬ ‫زرت بنغازي مؤخرا واس���تغربت ش���خصيات من‬ ‫قابلتهم فقد ب���دو مدنيون متدينون هم األكثر‬ ‫واالنش���ط تفاعال ‪ ،‬وكانت بنغازي سابقا املدينة‬ ‫األكث���ر ليبريالية يف ليبيا واكتش���فت أن فتورا‬

‫‪‎‬حفل العشاء وحتية مليادين‬

‫حلق مبن نشطوا يف املؤسسات املدنية ‪.‬‬ ‫•أن��ا قوميس( جلن��ة االعمال اخلارجي��ة) ‪ :‬كنت يف‬ ‫بنغ��ازي وجبه��ة اجدابي��ا ألعاي��ن األم��ور ‪ ،‬ومل يكن‬ ‫بإمكاننا التقدم حيال أي ش��يء ل��و مل يكن الليبيون‬ ‫حياربون‪.‬‬ ‫وكان اللق���اء التال���ي م���ع أن���ا قومي���س عض���وة‬ ‫يف الربمل���ان للجن���ة االعم���ال اخلارجي���ة وه���ي‬ ‫برتغالية وقد عملت س���فرية لبلدها يف جاكرتا‬ ‫‪ ،‬وقاربت املشهد يف محص سوريا وزارت املنطقة‬ ‫احلدودية بني تركيا وس���وريا ‪ ،‬ودعت اىل املزيد‬ ‫م���ن احلماي���ة لألبري���اء النازح�ي�ن ‪ ،‬وكانت قد‬ ‫زارت ليبي���ا وقابلت القذايف وناقش���ته عندما أراد‬ ‫ابعاد االريتريي���ن ومعاقبتهم ‪ ،‬وعملها مؤخرا يف‬ ‫االحتاد االوروبي كمنس���قة و راعية لش���راكة‬ ‫متوس���طية تعمل على تأطري أس���س السالم بني‬ ‫الفلسطينني واالس���رائيلني خلربتها ومتكنها يف‬ ‫جمال العالقات اخلارجية ‪.‬‬ ‫وأدلت بأرائها يف الشأن املصري معولة على حراك‬ ‫اجملتم���ع املدني والنخب لتحقي���ق الدميقراطية‬ ‫املقبلة بعد تس���ليم اجليش وخ���وض االنتخابات‬ ‫‪ ،‬ويف مع���رض إجابتها عن س���ؤال خيص الش���أن‬ ‫اللي�ب�ي ردت كنت س���عيدة عندما ث���ار الليبيون‬ ‫وقم���ت رفق���ة أعض���اء برملاني�ي�ن م���ن زمالئ���ي‬ ‫بصياغة قرار املس���اعدة وطلب التدخل ويف مايو‬ ‫‪ 2011‬ذهب���ت لبنغازي وجبه���ة اجدابيا ألعاين‬ ‫االم���ور ومل يكن باإلمكان التقدم يف أي ش���يء لو‬ ‫مل يك���ن الليبيون حياربون ‪ ،‬أب���دو اليوم حمبطة‬ ‫مم���ا أمسعه حي���دث من انف�ل�ات أم�ن�ي وضعف‬ ‫أداء حكوم���ي‪ ،‬ورغ���م أنن���ا ش���اركنا يف العملي���ة‬ ‫العسكرية ‪ ،‬كان علينا أن نواصل بالدعم يف بناء‬ ‫املؤسسات من الصفر‪ ،‬لكننا تركنا األمور جتري‬ ‫ومل حنافظ على أداءنا كما كان يف بدء االزمة‬ ‫كانت بعثتنا مستوفية العدد ‪.‬‬

‫•تونس متلك مؤسس��ات مدنية قوي��ة بإمكانها صنع‬ ‫القرار والضغط باجتاه احللول ‪ ،‬التونس��يون جمهزون‬ ‫للتعاطي مع املؤثرات احمليطة‬ ‫وأضاف���ت قومي���س ‪ :‬اأغلقن���ا مكتبن���ا يف بنغازي‬ ‫ورغم أني كنت يف نوفمرب وبعد مقتل الس���فري‬ ‫يف بنغ���ازي إال أن�ن�ي مل أتش���جع لزي���ارة أخرى ‪،‬‬ ‫رؤس���اء البعث���ات يف طرابل���س تغ�ي�روا أكثر من‬ ‫م���رة وهذا الوضع مل يكن مناس���با هلكذا تطورات‬ ‫يف الش���أن اللي�ب�ي ‪ ،‬علينا أن نكون أحس���ن أداء يف‬ ‫ليبيا كاحت���اد أوروبي ‪ ،‬وأعل���م أن دوال منفردة‬ ‫كربيطانيا وفرنسا وإيطاليا يعملون للحصول‬ ‫على امتيازات يف بل���د مهم كاليبيا ‪ ،‬اليت حتتاج‬ ‫اليوم حلل مش���كالتها األمني���ة حتتاج اىل جيش‬ ‫وش���رطة ‪ ،‬لو عملنا كمؤسس���ات موحدة اهلدف‬ ‫ف���إن ليبيا بإمكانها أن تصبح مثاال للتغري ونعول‬ ‫عل���ى الس���فرية اجلدي���دة لالحت���اد األوروب���ي‬ ‫لتصحيح بعض من األخطاء اليت ارتكبناها ‪.‬‬ ‫وع���ن األوضاع يف تونس ردت قوميس بأن تونس‬ ‫متل���ك مؤسس���ات مدني���ة قوي���ة بإمكانه���ا صنع‬ ‫الق���رار والضغ���ط باجتاه احلل���ول ‪ ،‬التونس���يون‬ ‫جمهزون للتعاطي م���ع املؤثرات احمليطة وحنن‬ ‫مس���تعدون ملس���اعدتهم يف قضاياهم الرئيس���ية‬ ‫املتعلق���ة بالدميقراطية ‪ ،‬ومحاي���ة حرية املرأة ‪،‬‬ ‫واستقاللية القضاء واالعالم ‪.‬‬ ‫وختم���ت حديثه���ا ع���ن الش���أن الفلس���طيين‬ ‫وبالتأكيد على دعم السلطة الفلسطينية ‪ ،‬رغم‬ ‫اس���تغالل إس���رائيل ملس���ألة تناقض اآلراء لدول‬ ‫االحت���اد االوروبي واليت حتاول أن تكون حامسة‬ ‫يف مسألة انهاء حالة الصراع بشكل سلمي ‪.‬‬ ‫•األربعاء ‪ :‬حدث التش��بيك ملرشدي اجلوار اإلعالمي‬ ‫لبلدان اجلنوب والشرق وتدشني املوقع االلكرتوني ‪.‬‬ ‫مت صب���اح ه���ذا الي���وم اللق���اء الرمسي ب�ي�ن قائد‬ ‫فريق برنامج اجلوار اإلعالمي واملدربني روسال‬ ‫وبيتكو ‪ ،‬ومت تقديم تعريف مبجموع الصحفيني‬ ‫واإلعالميني من ش���رق وجنوب اروبا مبا يقارب‬ ‫الس���بعني صحفي���ا واعالمي���ا ‪ ،‬وق���د أش���ار جون‬ ‫ميش���ال قائ���د الربنام���ج ( انض���م بتاري���خ ‪-5-7‬‬ ‫‪ )2013‬اىل تأخ���ر إنش���اء املوقع وق���د طلب من‬ ‫املرش���دين العناية باملتدربني يف بلدانهم كال يف‬ ‫جماله وق���د مت تكليفهم بإعداد ثالثة تقارير يف‬ ‫حبر ثالثة اش���هر يف موضوعات حقوق االنس���ان‬ ‫والعنف والبطالة ومحاية احلدود ‪.‬وبعد اإلجابة‬ ‫عل���ى عدي���د األس���ئلة م���ن املرش���دين لالقرتاب‬ ‫م���ن حتدي���د مهمته���م م���ع املتدرب�ي�ن ‪ ،‬وكان‬ ‫ج���ون ميتش���ال قد اس���تاذن املرش���دين يف االدالء‬ ‫بانطباعهم يف ش���ريط وثائقي س���يجري حفظه‬ ‫وعرضه عرب املوقع ‪.‬‬ ‫ومتت اس���تضافة (ميش���ال مان) املتحدث باس���م‬ ‫كاترين اشتون والذي كان دبلوماسيا جمامال‬ ‫يف حديثه ‪ ،‬وركز على الش���أن السوري معلنا أنه‬ ‫مت مجع ملي���ون يورو للرد عل���ى عواقب الصراع‬ ‫املأساوي وس���تصرف داخل سوريا ودول جماورة‬ ‫وم���ا مت صرفه االن حوالي مليار يورو من طرف‬ ‫وكاالت أممي���ة ‪ ،‬وق���د ك���رر ألكث���ر من مرة‬ ‫اذك���روا املعلوم���ات دون أن تذك���روا األمس���اء‬ ‫ألعض���اء الربمل���ان م���ن منحوك���م املعلوم���ات‪.‬‬ ‫وتش���ارك اجلمي���ع عش���اء توديعي���ا ومت جت���اذب‬ ‫االحاديث بني مجيع املش���اركني من دول ش���رق‬ ‫وجنوب اروبا كما مت التقاط الصور التذكارية‬ ‫على أمل لقاء قريب ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫احملرر املسؤول ‪:‬‬ ‫بدرالدين الورفلي‬

‫طرابلس بعيين صحفي‬ ‫مصري سنة ‪1938‬‬

‫توفي���ق حبي���ب صحفي مصري ‪ ،‬ع���رف برحالته‬ ‫اليت يدون فيها مش���اهداته يف دول أوروبا والشرق‬ ‫‪ ،‬واش���تهر بلقب " الصحايف العجوز " بعد أن كرب‬ ‫‪ ،‬ويب���دو أن���ه كان حمبوبا عند العامة ‪ ،‬لبس���اطة‬ ‫عبارت���ه قياس���ا إىل أس���اليب تل���ك احلقب���ة ‪ ،‬ومن‬ ‫مقدم���ة أحد علماء األزهر الش���ريف هل���ذا الكتاب‬ ‫ُغضب‬ ‫نعل���م أن���ه ‪ -‬أي الصحفي العج���وز ‪ -‬كان ي ِ‬ ‫علم���اء العربي���ة يف جممع اللغ���ة إليث���اره أحيانا‬ ‫اس���تعمال الكلم���ات اإلفرجني���ة برغ���م وج���ود ما‬ ‫يقابلها يف العربية ‪.‬‬ ‫س���نة ‪ ١٩٣٨‬زار الصحفي العجوز لبن���ان واليونان‬ ‫وإيطاليا وختم رحلته بزيارة طرابلس وبنغازي ‪،‬‬ ‫فوضع كتابا عن هذه الرحلة بهذا العنوان ‪:‬‬ ‫شهران يف لبنان وبالد اليونان وإيطاليا وطرابلس‬ ‫الغرب ‪pastedGraphic.pdf‬‬ ‫م���ن خامت���ة هذا الكت���اب نعرف أن أح���داث رحلة‬ ‫طرابلس جرت يف ش���هر س���بتمرب من سنة ‪، ١٩٣٨‬‬ ‫وال ش���ك يف أن عناية اإلدارة اإليطالية بطرابلس‬ ‫كانت قد بلغت أوجها يف تلك الفرتة ‪ ،‬فقد مضى‬ ‫على إنهاء الكفاح اللييب املس���لح حنو س���بع سنني ‪،‬‬ ‫فرغت بعدها إيطاليا للبناء يف أرض كانت تعدها‬ ‫جزءا من اإلمرباطورية ‪ ،‬وإذا علمنا أن موسوليين‬ ‫كان ق���د زار طرابل���س قبل رحل���ة توفيق حبيب‬ ‫بع���ام وني���ف ‪ ،‬وعرفن���ا تفاصي���ل التجهي���ز لتلك‬ ‫الزي���ارة من املراجع اليت تكلم���ت عنها ( ذكريات‬ ‫اهلادي املش�ي�رقي مثال ) فإننا نس���تطيع فهم سبب‬ ‫إعج���اب حبيب بطرابلس اليت وصفه���ا بأنها أبدع‬ ‫مدن الشمال اإلفريقي بعد اإلسكندرية ‪.‬‬ ‫قضى حبيب يف طرابلس مخس���ة أيام ‪ ،‬يقول إنها‬ ‫ واليوم�ي�ن اللذين قضاهم���ا يف بنغازي ‪ -‬مل تكن‬‫كافية ملعرفة " لوبيا " واإلملام بقدميها وحديثها ‪.‬‬ ‫س���تلمس يف حدي���ث حبي���ب ثن���اء واضح���ا عل���ى‬ ‫إيطالي���ا وعلى احلاك���م العام لليبي���ا إيتالو بالبو‬ ‫يتك���رر خالل احلدي���ث ‪ ،‬يص���ل إىل درجة وصفه‬

‫‪11‬‬ ‫العدد األول‬

‫مبنش���ئ لوبيا احلديث���ة ‪ ،‬وين���در أن يذكر امسه‬ ‫دون أن تسبقه عبارة " فخامة املاريشال " ‪.‬‬ ‫يبدأ حبيب احلكاية باحلديث عن أخذ جواز سفره‬ ‫من���ه يف املطار ‪ ،‬وع���دم قبول حجة أن���ه مصري ال‬ ‫حيت���اج تأش�ي�رة دخ���ول إىل إيطالي���ا ‪ ،‬قائ�ل�ا ‪ :‬إن‬ ‫طرابل���س ج���زء م���ن إيطالي���ا ‪ .‬يرفض الش���رطي‬ ‫اإليطال���ي حجته ويأخ���ذ جواز س���فره ويقول إنه‬ ‫ل���ن يس�ت�رده إال يف مركز الش���رطة يف الس���راي‬ ‫احلمراء ‪ ،‬أو " الكاستيلو " كما سيحلو له تسميتها‬ ‫يف كتابه ‪.‬‬ ‫ين���زل حبي���ب يف فندق امله���اري ( يس���ميه مهاري‬ ‫دون أل���ف والم ) ويقول عنه ‪ " :‬من فنادق الدرجة‬ ‫األوىل ‪ ،‬يف دوري���ن ‪ ،‬مب�ن�ي عل���ى الط���راز املغرب���ي‬ ‫‪ ،‬وفي���ه س���ت حدائق صغ�ي�رة تتوس���ط كال منها‬ ‫ناف���ورة حتيط به���ا البوائك وتنثر فيها الكراس���ي‬ ‫املرحي���ة إىل جانب موائد صغ�ي�رة لتناول الفطور‬ ‫صباحا والشاي بعد الظهر "‬ ‫ويصف غرفه بأنها فرش���ت فرش���ا أنيقا برغم أنها‬ ‫صغ�ي�رة ‪ ،‬ث���م يصف س���ردابا يص���ل ب�ي�ن الفندق‬ ‫والبح���ر حيث مطعم���ه وحانته وقاع���ات الرقص‬ ‫والسهر ‪.‬‬ ‫ويذك���ر أن الغلم���ان والصبي���ان الذي���ن يتول���ون‬ ‫اخلدم���ة يف املطعم هم م���ن الوطني�ي�ن ( الليبيني‬ ‫) بلباس���هم وطرابيش���هم املغربي���ة ذات األزرار‬ ‫الطويلة ( البس���كل ) ‪ ،‬ويثنى على حس���ن خدمتهم‬ ‫ويصفهم بالظرف والذكاء ‪.‬‬ ‫ومل يذكر املؤلف جامع س���يدي الش���عاب ‪ ،‬ورمبا‬ ‫س���يأتي من مؤرخي القرون القادمة من سيشكك‬ ‫يف وجوده ‪ ،‬بعد أن حماه اليوم من حماه ‪ ،‬وستكون‬ ‫رحلة هذا الصحفي العجوز ش���اهدا قويا ! وبرغم‬ ‫أن���ه ال ين���زل يف الفن���دق العظي���م (كما يس���ميه‬ ‫) إال أن���ه يذكر ما ش���اهده م���ن " تصليح وتعمري‬ ‫استعدادا الستقبال السياح يف فصل الشتاء "‬ ‫ويصف���ه بأنه عمارة كب�ي�رة عدي���دة األدوار ‪ .‬ثم‬ ‫يذك���ر "كازين���و" ال���ودان ويبدو أن���ه مل يدخله ‪،‬‬ ‫ذلك أنه يقول ‪ " :‬يدل ظاهره على فخامته واتساع‬ ‫جوانب���ه ‪ ،‬وهو مقفل مثل الفندق الكبري ‪ ،‬وقيل لي‬ ‫أنه حيوي من القاعات واملراس���ح ( يعين املس���ارح )‬

‫واملالعب ما ال مثيل له يف بالد أفريقيا كلها " ‪.‬‬ ‫ويذكر كذلك قصر احلاكم العام (قصر اخللد‬ ‫) وكاتدرائي���ة طرابلس ومبن���ى املعرض الدولي‬ ‫ومتحف التاريخ الطبيعي يف السراي احلمراء ‪.‬‬

‫الشيخ أبو بكر ساسي‬ ‫املغربي‬

‫يلتق���ي حبيب يف دائرة الدعاي���ة والصحافة رجال‬ ‫يدع���ى بنيام�ي�ن ركاح ‪ ،‬وبعد أن يث�ن�ي على دقته‬ ‫واس���تنارته ‪ ،‬يقول أنه الحظ ش���ابا طرابلس���يا بدا‬ ‫من لباس���ه وكالمه أنه أزهري ‪ ،‬ويصدق حدس���ه‬ ‫فيخ�ب�ره الفت���ى أن���ه يدعى أب���ا بكر ساس���ي ‪ ،‬وأنه‬ ‫يدرس يف األزهر الشريف وجاء لزيارة أهله ‪.‬‬

‫هذا الفتى س���يصبح فيما بعد أس���تاذ خط ش���هريا‬ ‫ال يكاد جيهل���ه أحد من أهل طرابلس ‪ ،‬وس���يكتب‬ ‫مصحف ليبيا ( مصح���ف اجلماهريية ) ومعظم‬ ‫خطاط���ي طرابل���س الكب���ار اليوم م���ن تالميذه ‪،‬‬ ‫وبالرج���وع إىل تاري���خ ميالده نس���تنبط أنه كان‬ ‫يوم لقي الصحفي العجوز يف احلادية والعشرين ‪.‬‬ ‫جيلس���ان يف " قه���وة فيكتوري���ا " ال�ت�ي يق���ول عنها‬ ‫حبي���ب ‪ " :‬قه���وة خمتلطة يف أول القس���م الوطين‬ ‫( ويقصد بالقسم الوطين ما كان حماطا بالسور‬ ‫القدي���م أو بأثره مما يصطلح على تس���ميته اليوم‬ ‫املدين���ة القدمية ) خل���ف الكاس���تيلو ‪ ،‬زبائنها من‬ ‫املس���تعمرين اإليطالي�ي�ن ‪ ،‬والن���زالء املالطي�ي�ن ‪،‬‬ ‫واألهال���ي املس���لمني واإلس���رائيليني ‪ ،‬وجبواره���ا‬ ‫مطعم ‪ ،‬وفوقها فندق من الدرجة الثالثة "‬ ‫وهنا أستغرب إهماله ذكر برج الساعة الذي يقع‬ ‫يف نفس املكان ‪ ،‬ويبدو أن الشيخ مل يكن مطمئنا يف‬ ‫البداي���ة إىل حبيب الذي الحظ حذره واحتياطه ‪،‬‬ ‫قبل أن " يطمئنه " بأنه ال يريد البحث يف السياسة‬ ‫أو عالقة الطليان بالعرب ‪ ،‬وأن غرضه مشاهدة ما‬ ‫يف البلد من معامل قدمية وحديثة ‪ ،‬والوقوف على‬ ‫حال األدب والصحافة والرتبية والتعليم ‪.‬‬ ‫كان حبي���ب يتتب���ع كالم الن���اس يف طرابل���س‬ ‫واع�ت�رف بأنه مل يفه���م العامة وأبن���اء الريف ألن‬

‫يف كالمه���م " رطان���ة خاص���ة مش���وبة بكلم���ات‬ ‫إيطالي���ة " ‪ ،‬بينم���ا فه���م أبن���اء املدين���ة خصوصا "‬ ‫من ترب���وا يف األزهر وامل���دارس الوطنية وحفظوا‬ ‫الق���رآن الش���ريف أو بع���ض أجزائه " ويق���ول أنها‬ ‫قريب���ة م���ن اللهج���ة املصري���ة ممزوج���ة بألفاظ‬ ‫عربي���ة صحيحة ‪.‬وقد كان ه���ذا رأي حبيب قبل‬ ‫أن يزور طرابلس ‪ ،‬وقد عارضه يف هذا الرأي على‬ ‫صفحات األهرام أديب طرابلسي مل يسمه ‪.‬‬

‫ملهى يف قلب طرابلس‬ ‫القدمية ‪:‬‬

‫يف حديث���ه عن س���وق املش�ي�ر ‪ ،‬يقول إنه س���أل عن‬ ‫قه���وة املش�ي�ر إذ مس���ع أنها صال���ة رق���ص وغناء ‪،‬‬ ‫ولكن���ه وج���د أبوابها مغلق���ة ألنها ال تفت���ح إال يف‬ ‫الشتاء ‪.‬‬ ‫يس���أل حبي���ب ع���ن الراقص���ات ‪ ،‬فيجيبون���ه ب���أن‬ ‫الراقص���ات إما مصريات وإما تونس���يات ‪ ،‬وأن من‬ ‫اإلس���رائيليات ( يقص���د يهودي���ات طرابلس ) من‬ ‫يس���مح هلا ذووها بالرقص والغناء ‪ ،‬ثم خيتم هذا‬ ‫اجلزء بهذه الكلمة اللطيفة ينقلها عمن أجابوه ‪:‬‬ ‫" أم���ا املرأة الطرابلس���ية فق���د رأيت أنها ال تس�ي�ر‬ ‫يف الطري���ق حبك���م التقاليد ‪ ،‬فإذا جتاس���رت على‬ ‫الظهور يف مرس���ح يكون نصيبها تقطيع جس���دها‬ ‫إربا "‬ ‫ويقول حبيب ‪ " :‬إن العربيات ال يظهرن يف الشارع‬ ‫ف�ل�ا ت���رى إال اخلادم���ات الس���ودانيات “ خب�ل�اف‬ ‫اليهوديات اللواتي رآهن مؤتزرات بأزر من احلرير‬ ‫األبيض ‪.‬‬ ‫وم���ن اللطائ���ف ذك���ره لوج���ود مق�ب�رة لضباط‬ ‫وجنود وقادة س���يارات إيطاليني قضوا حنبهم يف "‬ ‫فتح " املدينة ‪ ،‬قريبة قوس ماركوس ‪.‬‬ ‫ويدل هذا الفصل الذي أفرده لطرابلس على إملام‬ ‫جي���د بالتاريخ الع���ام للمدينة ‪ ،‬رمبا ج���اء نتيجة‬ ‫إلع���داد الرحلة بعناي���ة ‪ ،‬أو من خالل املنش���ورات‬ ‫اليت تناولت ليبيا وقد قال إن احلكومة اإليطالية‬ ‫كانت توزعها جمانا ‪.‬‬ ‫اخلالص���ة ‪ ،‬أب���دع الصحف���ي العج���وز يف وص���ف‬ ‫طرابل���س ‪ ،‬فل���م يرتك ش���يئا يتعل���ق بس���كانها أو‬ ‫مبكتباته���ا أو مبقاهيها أو بصحافتها واملش���تغلني‬ ‫بها ‪ ،‬أو الدقائق اليت كان ينتبه إليها أثناء جتواله‬ ‫إال أثبته بوجه يس���تحق الثن���اء واإلعجاب ‪ ،‬برغم‬ ‫مبالغته يف نس���بة كل ماهو إجياب���ي إىل إيطاليا‬ ‫وحده���ا ‪ ،‬وطرابلس مدينة مأهولة بالس���كان منذ‬ ‫قرون ‪ ،‬ومل يبدأ تارخيها مع غزو إيطاليا ‪ ،‬ولنا يف‬ ‫كتب الرحالت القدمية دليل على أن هذه املدينة‬ ‫مل تك���ن يوم خالية من حياة ‪ ،‬ولوال أننا س���نضطر‬ ‫إىل جعل هذه املقالة نس���خة ع���ن الفصل ألوردنا‬ ‫تفاصي���ل تل���ك الرحل���ة كاملة ‪ ،‬ولك���ن يكفي أن‬ ‫تك���ون هذه اللمح���ة دافع���ا إىل قراءة ه���ذا الكتاب‬ ‫ال���ذي أثرى هذا اجلانب من تاريخ طرابلس حتت‬ ‫حكم املستعمر اإليطالي ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪( - ) (125‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫‪)2013)2013‬‬ ‫أكتوبرأكتوبر‬ ‫‪7 - 1 7 (- -1) 125‬‬ ‫العدد‪( -‬العدد‬ ‫الثالثة‬ ‫السنة السنة‬

‫العشق ‪4‬‬

‫املواسم‬

‫عبد الرمحن شلقم‬ ‫ق��ال ال��رك��ن ‪ :‬ه��ل ت��رى اجل���وف ؟‪ .‬ضحك‬ ‫املوسم ‪،‬إلتفت إىل ال��زاوي��ة القريبة ‪.‬ق��ال ‪:‬‬ ‫أنا أراك هناك ‪،‬قل لي كم عالمة إستفهام‬ ‫فوق رأسك ؟‪.‬عيين خط شفق أمحر ‪،‬ورأسي‬ ‫مكان ‪.‬أهبط ‪ .‬هنا لوحة ُّ‬ ‫تنز حشاشة التكوين‪،‬‬ ‫هناك شهقة املفارقة ‪.‬أنا أنشودة الدمع‪ .‬بني‬ ‫اخل��ط��وات قطرة القدم ‪،‬لكنين أسبح‪ .‬ماذا‬ ‫تريد ؟‪ .‬قال ‪:‬عند شهقة الغروب يلمع نور‪ .‬ال‬ ‫تسأل عن إمسه ‪ ،‬أألمساء ُمغا ِلطة‪ ،‬واألشياء‬ ‫أحجية العبارات‪ ،‬الزوايا ستهبك قطرات من‬ ‫وه��م اليقني‪ .‬إنتبه‪ ،‬فاملسافات حل��ن م��ات‪،‬‬ ‫وال��ض��ح��ى جت��رب��ة ض��وء‪.‬إن��ت��ب��ه ‪،‬ه��ل تعرف‬ ‫ضربات لونك على طبل الغواية ؟‪ .‬هل رأيت‬ ‫الغريد حشرجة ال��ض��وء على أطياف‬ ‫أيها ِّ‬ ‫حلمك ؟‪.‬‬ ‫أ ِن� ْ‬ ‫���خ جمِ � َ‬ ‫���ال ال��ض��وء ح��ي��ث رأي��ت‪.‬ال��ش��م��س‬

‫املنفرجة‪،‬تشع تنهداً‪ ،‬يأتي متصابياً منتصباً نزقاً‪ ،‬تأللئ باذخ يقرتب‪ ،‬يرسم‬ ‫هذه أنفاسنا ترسم مداها‪،‬من الزاوية القريبة‬ ‫ُّ‬ ‫بعينيه دائرة وردية تنضح بلون يغازل أل ـ هنا ـ يقرتب ‪ ،‬يتسرب ‪ ،‬ينتفخ ‪.‬‬ ‫لكل موس���م حلم ‪،‬ولكل مكان لغة روح ‪.‬األحالم أرواح تنداح يف األجس���اد ويف النفوس ‪،‬هي تكوين مش���ارك مواز‪.‬لكل جس���د‬ ‫حلم���ه ‪ ،‬ول���كل روح رؤيتها‪ .‬الغضب‪ ،‬والقلق ‪ ،‬واألمل‪،‬وأثقال الواقع املعاش‪،‬تكوينات الُترى ‪،‬لكنها األقوى يف داخلنا‪،‬نعطيها‬ ‫وتأخ���د منا‪.‬النف���وس تصنع حدَّها وحدودها‪ ،‬ترفع أنفاس���ها‪.‬تفلق دورة احلد‪،‬جيهش املكان‪ ،‬يتفرس ‪،‬ميد خيوط أملش���اعر‪،‬‬ ‫يعرف الغادي والقادم‪ ،‬األقوال فرسان متتطي ذاتها‪،‬هلا مواقيت تصارع فيها املضمار‪،‬األنفاس تنتبه ‪،‬الزمان حمراب حيضن‬ ‫الصالة‪ ،‬والدعاء شقفة لوح تشق فضاءها اىل إرتفاع الروح‪،‬هناك تسيل تيارت التجريد‪ ،‬يصري الصمت تعويذة الثمالة‪.‬إذا‪،‬‬ ‫سيقرع جرس السؤال‪ ،‬أين أجنحة املواسم؟‪.‬‬ ‫مركبنا ال��ع��ج��وز‪ ،‬واألرض أم ال��واه��م�ين‪،‬‬ ‫فالحتمل أمنياتك على قوافل ضحاك‪،‬ال‬ ‫تعطي دموعك للمكان‪ .‬إحدر فإن زناد الوقت‬ ‫م� ّي��ت‪ .‬إح��در فلكل ق�بر ن���اره‪ ،‬وحفر ألفناء‬ ‫يسكنها مكان‪.‬‬ ‫أنت تسري‪ ،‬فإذن أنت تصري بني حلق القول‬ ‫ونعش املصري‪ .‬قف فالزوايا سكرة األضغاث‪.‬‬ ‫ما إس� ُ�م الطريق ؟‪ .‬أن��ت بني الفج والوجع‬ ‫العتيق‪ ،‬قف فالزوايا صاعق‪،‬كلما دحرجتها‬ ‫غامر الغائب فيك‪.‬لطم الغرائب فيك بقبضة‬ ‫الكذب فيك ‪.‬‬ ‫أمل أق��ل ل��ك أن��ك تستطيع هنا ذك���راً؟‪.‬أمل‬ ‫أنبس وأهمس وأنبش وأرقص كي أعصر‬ ‫الكلمات فوق الذكر ذكراً؟‪ .‬أنظر إىل‬ ‫نزق الغصون امليتات‪.‬أنظر إىل ظهر قد حنى‬ ‫الظهر آله يف ال��ش��ت��ات‪.‬إس��ت��م��ع إلمس��ك إذ‬

‫يغنيك بإسم غريه‪ .‬إرفع مساك إىل مداك‪.‬‬ ‫احل��ل��م ال ي��ك��ذب‪ ،‬ف��ال��ك��ذب إب���ن الشفتني‪.‬‬ ‫تشرب من الوهم اللعني ‪ ،‬لكن هاتف الغسق‬ ‫احملصن باجلواب يرش أسراب الغناء ُّ‬ ‫وخط‬ ‫م��ن حولك فلقة ال��رؤي��أ ال�تي تقرأ أم��رك‪.‬‬ ‫هنا يتعانق س��رك امليت مع ن�يران صربك‪.‬‬ ‫م��ن ت���ودع أي��ه��ا ال��س��اري وق��د سطع الكامن‬ ‫ب�ين ال��ظ��ل وامل��خ��ب��ؤ م��ن��ك؟ ‪ .‬كلما إشتعل‬ ‫الصامت َّ‬ ‫غلته دمو ُع أغرقت آهاتها يف ترانيم‬ ‫خرساء‪،‬لكنها تسمع التقول‪.‬‬ ‫سأعطيك يداً‪ ،‬متتد حنو أفق الفجر الفضى‬ ‫كي ترى لونها‪.‬‬ ‫اآلن قد هتف الضحى‪ ،‬وتغنى لونه الذهيب‬ ‫بلحن اليوم‪ ،‬هذا املوسم موسم احللم الذي‬ ‫يسكن ذاته كي يُول ُد فيه‪.‬‬ ‫أكتب بلون صوت احلبيب‬

‫وأقرأُ ما بني حرارة أجلوانح‬ ‫أمشي على أرض يظللها الرتاب‬ ‫أمحل حرقيت ناراً تضئ النار‬ ‫لكنها حتمل أنوارها بني سحابات السماء‬

‫وزغاريد األرض‬

‫ُ‬ ‫اصمت فيك‪.‬همسي يراك فأودع كف‬ ‫أنا لك‪،‬‬ ‫وداع الوداع يف بداية الرحلة‪ .‬إنا أمسعك‪،‬أنت‬ ‫دقة الوجع اللذيذ‪.‬الساعات شغاف فأرسم‬ ‫على دمعي َّ‬ ‫دقات لوعة‪.‬ماأجلمال إن مل يكن‬ ‫أغنية الغمام‪ .‬إرسم كالمك أيهاالراهب‪ .‬قل‬ ‫لي ‪،‬هل سنرحل بني أف��واج الشفاه؟‪ .‬هناك‬ ‫يصلبنا اجلنون‪،‬هناك سنكون‪.‬‬ ‫أيها املبتهل‪،‬إستمع ماذا تقول النسمات اليت‬ ‫حتمل إمسك‪.‬‬ ‫سأكون كلمة النار اليت تشعل بني اجلوانح‬ ‫وشم حلنك‪ ،‬أعاند كلمات الغور فيك‪.‬لقد‬ ‫كنت جنوني فهل أحبك ؟‪.‬‬

‫دموع سامة‬

‫يبك‬ ‫بعد والدته مل ِ‬ ‫ْ‬ ‫حبرقة الرعب واليأس‬ ‫أم ُه‬ ‫بكت ُ‬ ‫ِ‬ ‫يبك املولود فسيموت‪ ،‬فالبكاء‬ ‫قالوا هلا ‪ :‬إذا مل ِ‬ ‫بيان احلياة‬ ‫الصراخ يطرد ملك املوت‬ ‫الصرخة َّ‬ ‫فزاعة األقدار‬ ‫متنع طيور امل��وت من النزول على أغصان‬ ‫شجرة الوليد‬ ‫ْ‬ ‫مألت األ ُم َ‬ ‫البيت بالعويل‬ ‫املولود يبتسم ال يبكي‬ ‫ُ‬ ‫العرافة ‪ :‬تلك أضوا ُء الرحيل‬ ‫قالت‬ ‫ال ترضعيه‪ ،‬سيصرخ جوعاً‪.‬‬ ‫بدأ يضرب صدر أمه ويضحك‪ .‬نظر إليها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قطرات دمع من عينيه‬ ‫نزلت‬ ‫فرحت لكن متى الصرخة األوىل ؟‪.‬‬ ‫رفعته إىل أعلى‬ ‫إنهمرت الدموع من عينيها‪ّ .‬‬ ‫غطت وجه األم‬ ‫سقطت مغشياً عليها‬ ‫صرخ الوليد‪.‬‬


‫‪)2013‬‬ ‫‪ 26(7(- -59‬ـ‪- 1‬‬‫العدد(‪) 1125‬‬ ‫الثالثة( ‪-‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبريوليو‬ ‫‪7-2‬يونيو‪/‬‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫العدد) (‪-‬‬ ‫‪125‬‬ ‫السنة العدد‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬

‫‪13‬‬

‫العشق ‪4‬‬

‫املواسم‬

‫الشروط‬

‫امل��ش��اع��ر‪،‬ف��روع يف ش��ج��رة ال���ذات‪ ،‬أغصانها‬ ‫أصابع‪ .‬أوراق��ه��ا ح��روف‪ .‬تتنفس بنا ومعنا‬ ‫‪ ،‬تتكون فينا ‪ ،‬ونكون بها‪ .‬أين مكان املشاعر‬ ‫يف داخلنا؟‪ .‬هل هي يف العقل أم يف القلب أم‬ ‫يف املوروث الفكري ؟ال أدري إن كان هناك‬ ‫مايقابلها يف اللغات األخرى‪.‬‬ ‫قال اهلل تعاىل ‪ :‬ـ َّ‬ ‫والبصر والفؤا َد‬ ‫السمع‬ ‫إن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ك ُّل أُلئك كان عنه مسئوال ‪ .‬اإلس��راء ‪36‬‬ ‫‪.‬وق��ال يف سورة ‪،‬القصص ــ وأصبح ف��ؤا ُد أُ ِّم‬ ‫موسى فارغاً‪ .‬القصص‪ 10‬ويف سورة النجم‬ ‫ــ ما كذب الفؤاد م��ارأى ـ‪.‬النجم‪ . 11‬وقال‬ ‫نقص عليك من أنبا ِء‬ ‫يف سورة هود ــ وكال ُّ‬ ‫الرسل ما ُ‬ ‫نثبت به فؤادك ‪.‬هود ‪. 120‬‬ ‫ج���اء يف م��وس��وع��ة مصطلحات ال��ت��ص� ّوف‬ ‫اإلسالمي للدكتور رفيق العجم ‪ ( :‬الفؤاد‬ ‫يف القلب‪ ،‬وهو املقام الثالث‪ ،‬كمثل احلدقة‬ ‫يف س��واد العني‪،‬وكمثل املسجد احل��رام يف‬ ‫داخ���ل مكة وكمثل امل��خ��دع واخل��زان��ة يف‬ ‫البيت‪ ،‬وكمثل الفتيلة يف موضعها وسط‬ ‫القنديل‪ ،‬وكمثل اللب يف داخل اللوز‪ .‬وهذا‬ ‫ال��ف��ؤاد م��وض��ع امل��ع��رف��ة وم��وض��ع اخل��واط��ر‬ ‫وم��وض��ع ال��رؤي��ة‪،‬وك��ل��م��ا يستفيد الرجل‬ ‫يستفيد فؤاده أو ً‬ ‫ال‪ ،‬ثم القلب‪ .‬والفؤاد وسط‬ ‫القلب كما أن القلب وس��ط الصدر مثل‬ ‫اللؤلؤة يف الصدف‪،..‬يضيف ‪ :‬إعلم َّ‬ ‫أن الفؤاد‪،‬‬ ‫وإن كان موضع الرؤية‪ ،‬فإمنا يرى الفؤاد‬ ‫ويعلم القلب)‬ ‫ل��ق��د أس��ه��ب ال��ك��ات��ب وأط���ن���ب‪ .‬ط����اف بني‬ ‫التوصيف والتشبيه ‪،‬لكن ال أظن أنه وصل‬ ‫أو أوص��ل‪ ،‬فمفهوم ال��ف��ؤاد غامض ‪،‬ف�لا هو‬ ‫إسم لعضلة يف داخل اجلسم البشري ‪.‬لقد‬ ‫ح���اول ب��ع��ض اجمل��ت��ه��دي��ن املسلمني ال��ذي��ن‬ ‫المي��ل��ون م��ن إدخ���ال ك��ل ماينتجه العقل‬ ‫ال��ب��ش��ري م��ن ع��ل��وم وإخ�ت�راع���ات يف دورق‬ ‫ال��دي��ن وال��ث��راث ‪.‬ع��ل��م البيوجليا ت��وس��ع يف‬ ‫حبث كل مايتعلق باإلنسان جسداً ونفساً‬ ‫وعق ً‬ ‫ال‪ .‬فسر بعض املتقولني ماوصلت إليه‬ ‫البحوث العلمية‪،‬بنفس املنهج‪ .‬ال��دراس��ات‬ ‫والبحوث العلمية اليت تسابق نفسها توصلت‬ ‫اىل حتديد تفاصيل دقيقة لوظائف أملخ‬ ‫البشري‪ ،‬فككت التضاريس ِّ‬ ‫املخية ال�تي ال‬ ‫تكاد ُترى‪،‬وحددت مهام كل جزئية ادوارها‬ ‫التحكمية يف أعضاء اجلسم ‪،‬يف احل��واس‪،‬‬ ‫وامل��ش��اع��ر‪ .‬ق���ال ب��ع��ض املتفقهني َّ‬ ‫أن تلك‬ ‫الدراسات َّ‬ ‫أكدت أن الفؤاد يقع يف أملخ‪.‬الشيخ‬ ‫امل��ت��ص��وف الكبري حميي ال��دي��ن ب��ن عربي‬ ‫أبدع معمله اللغوي الروحي‪ ،‬صاغ الكلمات‬

‫مبداد الروح والرؤية‪،‬يف أعماله الكبرية ويف‬ ‫مقدمتها كتاب ـ الفتوحات املكية ‪،‬وتفسري‬ ‫أحلكم ‪،‬وعني األعيان‬ ‫إبن عربي ‪ ،‬وفصوص ِ‬ ‫‪،‬وغريها‪.‬قال عن الفؤاد يف تفسريه للقرآن‬ ‫ب��اجل��زء األول ـ اآلية‪ 120‬م��ن س���ورة هود‬ ‫(وك� ً‬ ‫�ص عليك م��ن أن��ب��اء ال��رس��ل ما‬ ‫ل�ا ن��ق� ُّ‬ ‫ُ‬ ‫نثبت ب ِه فؤادك‪ .) .‬فسرها إبن عربي باآلتي‬ ‫‪ [ :‬ملا اطلعناك على مقاماتهم الشدائد من‬ ‫أمتهم مع ثباتهم يف مقام االستقامة وعدم‬ ‫مزلتهم عنه وعلى عند تلويناتهم وظهور‬ ‫شئ من بقياتهم كما يف قصة نوح من سؤال‬ ‫إجناء الولد وعلى قوة ثباتهم وشجاعتهم يف‬ ‫يقينهم وتوكلهم كما يف قصة ه��ود من‬ ‫ق��ول��ه إن��ي أش��ه��د اهلل وأش��ه��د أن��ي ب��رئ مما‬ ‫تشركون إىل قوله على ص��راط مستقيم‬ ‫وعلى كمال كرمهم وفضيلتهم يف العتو‬ ‫كما يف قصة لوط من تفدية البنات حلفظ‬ ‫األضياف من السوء ثبت قلبك يف ذلك كله‬ ‫واس��ت��ح��ك��م��ت اس��ت��ق��ام��ت��ك وق����وي متكينك‬ ‫ب��ذه��اب آث��ار التلوين عنك وق��وي توكلك‬ ‫ورضاك ويقينك وشجاعتك وكمل خلقك‬ ‫وكرمك [ وجاءك يف هذه ] السورة [ احلق ]‬ ‫أي ما يتحقق به إعتقاد املؤمنني [ وموعظة]‬ ‫هلم حيتزون بها عما أهلك به األمم وتذكري‬ ‫ملا جيب أن يتدينوا به وجيعلوه طريقهم‬

‫وسريتهم واهلل أع��ل��م‪ ].‬يقصد إب��ن عربي‬ ‫ان تلك ال��دروس اإلهلية للرسول صلى اهلل‬ ‫عليه وس��ل��م ه��ي تكوين إهل��ي ل��ه لتصليب‬ ‫وتثبيت ـ ف��ؤاده ـ ليواجه إمتحان الرسالة‪.‬‬ ‫إذن الفؤاد هو بيت القوة‪ ،‬وحلقة اإلرادة اليت‬ ‫تصمد وتقاوم وتواجه‪ .‬ويف اجلزء الثاني من‬ ‫تفسريه‪،‬يقوم إبن عربي بالتوقف عند معنى‬ ‫ـ الفؤاد ـ حماو ً‬ ‫ال تعريفة من داخل مفرداته‬ ‫ورؤيته الفلسفية الصوفية‪.‬فسر اآلية ‪11‬‬ ‫من سورة النجم ( ماكذب الفؤاد ما رأى)‪.‬‬ ‫بالقول ‪ :‬ـ الفؤاد هو القلب املرتقي إىل مقام‬ ‫ال��روح يف الشهود املشاهد للذات مع مجيع‬ ‫الصفات امل��وج��ودة بالوجود احلقاني وهذا‬ ‫اجل��م��ع ه��و مج��ع ال��وج��ود ال مج��ع ال��وح��دة‬ ‫ال��ذي الف���ؤاد فيه والع��ب��د لفناء الكل فيها‬ ‫املسى باصطالحهم عني مجع ال��ذات وأما‬ ‫هذا اجلمع فيسمى الوجه الباقي أي الذات‬ ‫املوجودة مع مجيع الصفات ــ‪.‬‬ ‫نقتنع أو النقتنع مبا قدمه إب��ن عربي يف‬ ‫تفسريه ملفردة الفؤاد‪ ،‬إال أنه يساعد املتأمل‬ ‫على اإللتفات لوجهة أخرى غريى تلك اليت‬ ‫تقود اىل العضلة ‪،‬مثل القلب أو املخ وغريها‪.‬‬ ‫إبن عربي يف تعريفه للفؤاد مسا إىل ـ مقام‬ ‫ال��روح ـ إىل ـ الشهود املشاهد للذات ـ إلي‬ ‫‪،‬مج��ع ال��وج��ود ‪...‬إن��دف��ع إىل أعماق الرؤية‬

‫املتعالية ال�ت�ي تفيض ب��إس��ت��غ��راق اللفظ‬ ‫يف [ مجع ال��وج��ود ال مجع ال��وح��دة ]‪..‬ال���ذات‬ ‫املوجودة مع مجيع الصفات‪.‬‬ ‫ال��ف��ؤاد ال يوجد يف مكان ما يف اجلسد ‪،‬هو‬ ‫يف كل كيان ال���ذات‪ .‬يف القلب يف العني ‪،‬‬ ‫يف املخ ويف الشرايني ‪،‬يف ال��دم ويف العروق‪.‬‬ ‫منبث يف الكينونة الوجودية لإلنسان‪ .‬يف‬ ‫الفؤاد تتجمع عصارة التجربة املستخلصة‬ ‫من يوميات احلياة املرتاكمة‪ .‬الفؤاد خيزنها‬ ‫يف مستودع سحري س��ري‪ ،‬يوجد يف كل‬ ‫م��ك��ان جب��س��د اإلن���س���ان‪ ،‬والي��س��ك��ن م��ك��ان�اً‬ ‫حمدداً فيه‪.‬هو خزانة املشاعر اليت راكمتها‬ ‫مسرية احل��ي��اة بنسيمها وغبارها ‪،‬األرب���اح‬ ‫واخل��س��ائ��رت��دخ��ل مجيعها م��ع��م��ل ال��ف��ؤاد‬ ‫‪،‬يعيد إنتاجها يف سلوك اإلنسان اليومي يف‬ ‫مشاعره‪ ،‬إنفعا ً‬ ‫ال ‪،‬غضبا ‪،‬وفرحا‪ .‬تساحماً أو‬ ‫حقدا وانتقاما ‪.‬‬ ‫الفؤاد هوـــ جممع ــ اجلينات اليت ال ميكن‬ ‫إخضاعها لقوانني وأج��ه��زة امل��ع��ام��ل‪ .‬بلغة‬ ‫التقنية‪ ،‬ميكننا القول ــ أن الفؤاد هو الدائرة‬ ‫ألكهرومغنطيسية األساسية يف منظومة‬ ‫األح��اس��ي��س وامل��ش��اع��ر اإلنسانية ‪،‬تستقبل‬ ‫ال��ذب��ذب��ات وتفككها وتعيد تركيبها كي‬ ‫واع‪.‬‬ ‫تتحول اىل سلوك إنساني ٍ‬ ‫ـ��ـ ه��ل مي��ك��ن ال��ق��ول أن ال���ف���ؤاد ه��و مصنع‬ ‫املشاعر؟‪ .‬أقول نعم‪.‬من خالل ماتقدم‪ .‬لكن‬ ‫لكل شعور ش��روط وعوامل‪ ،‬خاصة عندما‬ ‫تتحول تلك املشاعر إىل فعل أو أكثر ‪.‬عندما‬ ‫تتحول كيمياء ال�تراك��م��ات املختزنة يف‬ ‫وعاء الفؤاد إىل دوافع فاعلة ‪.‬‬ ‫لنبدأ باحلب‪ .‬كيف يتكون احل��ب يف فؤاد‬ ‫اإلنسان وكيف يكون و‬ ‫كيف يفعل ؟‪.‬‬

‫ا ُ‬ ‫حل ْب‬

‫احل�����ب ه���وال���ش���رط األس����اس����ي ل��ل��ت��ك��وي��ن‬ ‫اإلجتماعي ‪.‬ليس اإلنساني فقط بل لكل‬ ‫أن���واع ال��وج��ود اجلمعي مب��ا فيها احليواني‬ ‫‪.‬فالقطعان احليوانية تتعايش مع أبناء وبنات‬ ‫نوعها ‪،‬والي��وج��د ن��وع يأكل أويفرتس من‬ ‫قطعان نوعه َّ‬ ‫إال يف حاالت شاذة وحمدودة‪.‬‬ ‫س��أل��ن��ا‪،‬أو تساءلنا‪،‬كيف يتكون ـ ُ‬ ‫��ب ـ‬ ‫احل� ُّ‬ ‫�ب اخللقي‪ ،‬ال��ذي يتأسس مع‬ ‫؟‪.‬ه��ن��اك احل� ُّ‬ ‫نطفة ال��وج��ود األوىل‪ ،‬مثل ح��ب األم��وم��ة‬ ‫واألبوة‪ .‬ذاك تكوين تأسيسي يف النوع احلي‪،‬‬ ‫مبعنى أنه يوجد يف األنسان واحليوان ويف‬ ‫النبات أيضاً‪.‬فمثلما يرضع الكائن احلي‬ ‫صغريه ‪،‬يقوم النبات بتغدية أبنائه‪ ،‬يعطيه‬ ‫من سيولته‪،‬أي يرضعه دون توقف ودون‬ ‫م��ق��اب��ل‪.‬ه��ن��اك أش��ج��ار مت���وت ك��ي تعطي‬ ‫احلياة ألوالدها ‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫قصة ‪:‬‬

‫الكتابة بــــــ‬

‫معليش انت ياخويا‪..‬‬ ‫أسامة الطشاني‬ ‫دارت ال���روؤس وانقطعت الدردش���ة وخ���ف الصخب‪ ،‬حتى ص���وت ماكينة القهوة‬ ‫توقف حني دخلت زينب مقهى الفرطاسي يف الربكة‪.‬‬ ‫مل تكن زينب حمجبة ولكن مالبسها كانت يف حدود احلشمة املتوقعة من الشارع‬ ‫اللي�ب�ي‪ ،‬نزعت نظارتها الشمس���ية وتوجهت يف مش���ية ثابتة وبثقة ن���ادرة من فتاة‬ ‫تعكر صفو رجال وش���باب مقاهي بنغ���ازي التقليدية‪ .‬توجهت زينب إىل ركن خال‬ ‫نسبياً وأشارت إىل اجلرسون معلنة أنها تريد طلباً‪.‬‬ ‫قال احلاج جلليس���ه الش���اب الذي يالعب���ه الطاولة يف صوت اقرب للوشوش���ة منه‬ ‫للمحادثة” البنات معاش‬ ‫يتحش���من هااليام‪..‬ش���نو اتديرهلا توة هذي بس” رد الش���اب مبتسما ويف هلجة تنم‬ ‫عن فرحة بدخول زينب ” العب زهرك ياحاج‬ ‫بلك���ي حتصل س���تات‪ ،‬ارقام يع�ن�ي مش صبايا وف���وت البنت يف حاهل���ا‪ ..‬ليبياحرة”‪.‬‬ ‫بدأت أصوات الرواد ترتفع من جديد ونسوا او تناسواوجود أنثى يف حميطهم‪ ،‬حتى‬ ‫الن���ادل الذي مل يتعود على خدمة النس���اء صاح للقهواجي‪ ،‬كبتش���ينو وكرواس���ا‬ ‫بالعس���ل‪ ،‬مرددا طلب زين���ب‪ .‬وحينها قال جليس احلاج كأنه حيدث نفس “عس���ل‬ ‫طالب عس���ل” فوخب���ه احلاج ماكرا “اس���كت والعب دورك ‪..‬ش���كلك عين���ك منها”‪.‬‬ ‫جلس���ت زينب حتتسي مشروبها الس���اخن ببطء وكل تركيزها على نقال حديث‬ ‫يف يدها ويبدو أنها مستمتعة بتدنيسها حلرم املقهى الذكوري‪.‬‬ ‫وبعد نصف س���اعة م���ن وجودها جتراء أح���د الرواد وصاح “معلي���ش ياأخيت‪..‬املكان‬ ‫هضا مش للصبايا‪..‬ممكن توكلي على اهلل وتطلعي”‪ .‬ابتسمت وردت” معليش انت‬ ‫ياخويا‪..‬أنا صاحبة امللك هنا‪..‬أنا إشرتيت املقهى أمس من احلاج امحيدة الفرطاسي‪..‬‬ ‫يتقع���د س���اكت ياأنت اللي توكل عل���ى اهلل ‪..‬القهاوي واجدات”‪ .‬صاح الش���اب وهو‬ ‫يضع احلجر االخري يف الطاولة معلنا انتصاره “حمبوسة ياحاج حمبوسة”‪.‬‬

‫عبده وازن‬

‫ش���يء من احل���رج يع�ت�ري الكات���ب يف حقل‬ ‫الصحاف���ة الثقافي���ة العربي���ة إزاء ح���ال‬ ‫االضطراب اليت يتخبط فيها العامل العربي‬ ‫اليوم‪ .‬العامل العربي وليس فقط س���ورية أو‬ ‫مص���ر أو العراق وليبيا واليم���ن ولبنان‪ ...‬ما‬ ‫تعاني���ه ه���ذه البل���دان يعانيه الع���امل العربي‬ ‫كله‪ ،‬مش���رقاً ومغرب���اً وخليج���اً‪ .‬واملثقفون‬ ‫الع���رب يعيش���ون األزم���ة نفس���ها وإن كان‬ ‫بعضهم بعيداً يف اجلغرافيا أو مغرتباً‪.‬‬ ‫يش���عر م���ن يعم���ل يف الصحاف���ة الثقافي���ة‬ ‫ْ‬ ‫مبقدار من اإلحراج عندما جيد نفسه يكتب‬ ‫عن قضايا وش���ؤون ال عالقة هلا مبا حيصل‬ ‫من حوله‪ ،‬م���ن مآس رهيبة وجمازر‪ ،‬قضايا‬ ‫لي���س هذا زمنها‪ ،‬وش���ؤون تفرتض فس���حة‬ ‫م���ن احلي���اة والطمأنين���ة‪ّ .‬‬ ‫كأن الكتابة عن‬ ‫لوح���ة مجيلة أو عن عرض مس���رحي باهر‬ ‫أو ع���ن كت���اب فري���د وقطع���ة موس���يقية‬ ‫وأغنية‪ ،‬إمن���ا هي ضرب من ال�ت�رف الثقايف‬ ‫يف زمن القتل اجلماعي واهلجرة القس���رية‬ ‫واالقت�ل�اع واجل���وع وامل���رض واخل���وف‪...‬‬

‫يش���عر الكاتب كما الق���ارئ «املتواطئ» وفق‬ ‫روالن ب���ارت‪ ،‬بال ج���دوى الكتاب���ة والقراءة‪،‬‬ ‫فما حيدث أش���د ه���و ً‬ ‫ال من الواق���ع واملخ ّيلة‪،‬‬ ‫بل أش���د مأس���وية من دراما احلي���اة واألدب‪.‬‬ ‫باطل األباطيل‪ ،‬كل شيء باطل أمام مشهد‬ ‫أطف���ال خيتنقون يف هبوب غاز الس���ارين‪ ،‬أو‬ ‫أن���اس يُذحب���ون ويمُ ّزق���ون إرباً‪ ،‬أم���ام صور‬ ‫أحياء تس���قط بأحيائها وموتاه���ا‪ ،‬أمام قرى‬ ‫تباد بأهلها ومعاملها‪.‬‬ ‫ماذا يف وسع الكاتب أن يكتب حيال ما يفوق‬ ‫الكتابة نفس���ها‪ ،‬ما يف���وق الوصف والتعبري‪،‬‬ ‫ما يف���وق التص��� ّور والتخ ّي���ل؟ أي لغة تقدر‬ ‫عل���ى احتواء عنف ه���ذا العنف الذي يس���ود‪،‬‬ ‫بش���اعة هذه البشاعة اليت تش���يع وسع املدن‬ ‫والقرى؟ ه���ل ميكن كاتباً عربي���اً أن يكتب‬ ‫اليوم حبماس���ة عن مجال الطبيعة يف لوحة‬ ‫مهرج���ان‬ ‫انطباعي���ة؟ ه���ل ميكن���ه أن‬ ‫بنغازي لفيلم اهلاتف النقال‬ ‫جت���ري اإلس���تعدادات إلقام���ة فعالي���ات‬ ‫مهرج���ان بنغ���ازي لفيل���م اهلات���ف النق���ال‬

‫أنت احلــل !‬ ‫إيناس امليالدي ‪..‬‬

‫عندما حيرتم اجلار جاره و يس���تأذنه قبل أن يقفل الش���ارع ‪ ،‬حينما تعاتب أبنك و‬ ‫توب���خ أبنت���ك ليكون للخطأ نهاي���ة ! بدال من أن يكون جملاملت���ك البداية ‪ ،‬أخلص‬ ‫نيتك لتحلل قوتك حتى ال تأتي الس���اعة لتأكل النار أحشائك فاألخالص يولد‬ ‫اخلالص ‪ ،‬ال تكون جمحف حبق نفس���ك وال جتعل نفس���ك جتحف حبق غريك‬ ‫‪ ،‬يف كل مرة‬ ‫ختط���ئ فيه���ا أعرتف ال تكابر ‪ ،‬واج���ه ال متاطل ‪ ...‬كثرياً ما تتداول بني أوس���اط‬ ‫العامة (العلة يف الش���عب) الش���عب هو أنا و أنت و هي و هــو ‪ ..‬أنت احلل فـ صغائر‬ ‫أفعال���ك هي م���ا تنتج كبائرهــا ‪ ...‬هلذا التراقب البش���ر ال تهتم فيما هو ش���ائع فـ‬ ‫لي���س كل ش���ائع جائ���ز لوم نفس���ك قبل لوم غريك ق���م بواجبك قب���ل أن تطالب‬ ‫حبقك ؟‬ ‫ُ‬ ‫كن أنت ‪ ،‬فقط حاول أن تكون انت ‪..‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫‪15‬‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُفسدة‬ ‫جاذبة وأخرى‬ ‫طاردة أو م ِ‬

‫ـــال حرج‬

‫نور الدين السيد الثلثي‬

‫يف دورت���ه األول���ي وه���و مهرج���ان‬ ‫خمصص لألفالم امللتقطة باهلاتف‬ ‫النقال ‪ ،‬ه���ذا املهرجان الذي س���يقام‬ ‫بقاعة عرض س���ينما الفيل بالقرية‬ ‫الس���ياحية خالل الفرتة من ‪ 22‬إلي‬ ‫‪ 24‬أكتوب���ر ‪ 2013‬برعاي���ة وزارة‬ ‫الثقاف���ة واجملتم���ع املدن���ي وضم���ن‬ ‫فعالي���ات بنغ���ازي عاصم���ة للثقافة‬ ‫الليبية ‪.2013‬‬ ‫املهرجان فكرة املخرج فتحي داوود‬ ‫ال���ذي بدوره أنش���ا موقع���ا إلكرتونيا‬ ‫بإسم املهرجان ليس���هل التواصل مع‬ ‫املشرتكني من خارج مدينة بنغازي‬ ‫‪ ،‬وكانت إدارة املهرجان قد باش���رت‬ ‫بإس���تقبال األعم���ال املش���اركة اليت‬ ‫بدأت تصل تباعا وبش���كل كبري ومت‬ ‫فت���ع قاع���ة مونت���اج مبق���ر املهرجان‬ ‫لتشجيع ومس���اعدة اهلواة من تنفيذ‬ ‫أعماهلم ‪.‬‬ ‫يكتب حبب���ور عن احلنني يف قصيدة‬ ‫رومنطيقي���ة أو ع���ن الغرابة يف نص‬ ‫س���وريالي؟ أم عن قصة حب عاصف‬ ‫يف رواية ش���به إباحية؟ أم عن صورة‬ ‫جتريدية باألسود واألبيض؟‪.‬‬ ‫يش���عر الكاتب يف الصحافة الثقافية‬ ‫ّ‬ ‫أن ما يكتبه اآلن على هامش «احلالة»‬ ‫العربية الراهنة أو بعيداً منها‪ ،‬غريب‬ ‫ومستهجن‪ ،‬يشعر كأنه يكتب رغماً‬ ‫عنه‪ ،‬وعن مش���اعره ووجدانه‪ .‬يكتب‬ ‫من غري محاس���ة‪ ،‬وإن كان ما يكتبه‬ ‫عل���ى ْ‬ ‫قدر من الفرادة والتم ّيز‪ .‬يكتب‬ ‫ما يكتب يف زمن ليس زمن ما يكتبه‪.‬‬ ‫الكتابة متل���ك زمنها‪ ،‬ولعلها ال تكون‬ ‫يس���مي‬ ‫خارج ه���ذا الزمن‪ .‬وبعضهم ّ‬

‫الزم���ن ج��� ّواً ومناخ���اً‪ .‬ومهم���ا حاول‬ ‫الكات���ب خباص���ة يف الصحاف���ة‪ ،‬أن‬ ‫عم���ا جي���ري من أح���داث يف‬ ‫يبتع���د ّ‬ ‫السياسة وعلى األرض‪ ،‬يظل عاجزاً‬ ‫عن إجن���از فعل االبتعاد هذا‪ .‬اهلروب‬ ‫هن���ا مس���تحيل ول���و كان بريئ���اً أو‬ ‫أوتوب ّي���اً‪ .‬إن املأس���اة عندم���ا تك���ون‬ ‫مجاعية ال ميكن تالفيها والتحاشي‬ ‫عنه���ا‪ .‬جيد املرء نفس���ه يف وس���طها‪،‬‬ ‫جس���داً أو روح���اً‪ ،‬ال ف���رق‪ .‬يرم���ي‬ ‫األدب الكات���ب يف «املعرك���ة» كم���ا‬ ‫يع�ّب�رّ س���ارتر‪ ،‬الفيلس���وف الوجودي‬ ‫يف كالم���ه ع���ن االلت���زام‪ .‬والكات���ب‬ ‫هذا‪ ،‬كما كل كاتب‪ ،‬ال بد أن جيد‬ ‫نفس���ه على منت «السفينة الشراعية‬ ‫احلربية» تتقاذفه أمواج البحر‪ ،‬وفق‬ ‫تعبري ألبري كامو‪ .‬ال حياد هنا بتاتاً‪.‬‬ ‫لعل هذا الشعور باإلحراج دفع كثرة‬ ‫من الك ّتاب يف الصحافة الثقافية إىل‬ ‫اإلغراق يف الكتابة السياسية‪ .‬بعض‬ ‫منه���م جعل���وا زاويته���م األس���بوعية‬ ‫سياس���ية بامتي���از‪ ،‬وبع���ض آخ���ر‬ ‫انتقل���وا إىل الكتاب���ة السياس���ية يف‬ ‫صفح���ات أخرى‪ ،‬على أن قلة راحت‪،‬‬ ‫مرغم���ة‪ ،‬تقارب احل���دث الثقايف من‬ ‫وجه���ة سياس���ية‪ .‬وكان ال بد للبعد‬ ‫السياس���ي أن يطغ���ى عل���ى الكتاب���ة‬ ‫الثقافية‪ ،‬ناهيك أص ً‬ ‫ُس���مون‬ ‫ال مبن ي ّ‬ ‫ك ّت���اب األف���كار والقضاي���ا‪ ،‬وه���ؤالء‬ ‫انته���زوا املرحل���ة الش���ائكة ليم�ل�أوا‬ ‫الصحافة املكتوبة واإلكرتونية مبا‬ ‫تفيض به قرائحه���م‪ ،‬وبعضها مفيد‬ ‫حقاً‪.‬‬ ‫ماذا يكت���ب أهل الصحاف���ة الثقافية‬ ‫ه���ذه األيام؟ إنهم ملزم���ون مواصلة‬ ‫عملهم الثقايف مهما ش���عروا باحلرج‬ ‫إزاء املش���هد املأس���وي الكب�ي�ر ال���ذي‬ ‫حياصره���م‪ .‬إنه���م جم�ب�رون عل���ى‬ ‫الكتابة عن أمور يش���عرون أن الوقت‬ ‫لي���س مواتي���اً للكتاب���ة عنه���ا‪ّ .‬‬ ‫لك���ن‬ ‫الكتابة هذه ليس���ت بقس���ريّة البتة‪.‬‬ ‫إنه���ا الكتاب���ة اليت تص ّر عل���ى احلياة‬ ‫وس���ط أنق���اض املش���هد العرب���ي‪.‬‬ ‫الكتاب���ة ال�ت�ي تبح���ث ع���ن الن���ور يف‬ ‫غم���رة ه���ذا الظ�ل�ام الكب�ي�ر‪ .‬الكتابة‬ ‫ال�ت�ي تص���ر على األم���ل مهما اش���تد‬ ‫الي���أس وصع���دت أم���واج التش���اؤم‪.‬‬ ‫وقد يكون هذا اإلصرار هو من أش���د‬ ‫أح���وال التح���دّي‪ ،‬التح���دّي امل���زدوج‬ ‫يف مواجه���ة االغرتابَ�ي�ن‪ ،‬اخلارج���ي‬ ‫والداخلي‪.‬‬

‫"ال تسأل ماذا تستطيع بالدُك أن تقدم لك‪ ،‬ولكن‬ ‫اسأل ما الذي تستطيع أن تقدمه أنت لبالدك"‪.‬‬ ‫تبدو هذه املقولة جلون كيندي يف حفل تنصيبه‬ ‫ري قابلة للنقاش‪ ،‬ولكنها يف الواقع‬ ‫س���نة ‪ 1961‬غ َ‬ ‫تنطلق من َ‬ ‫ومس���لمات قد ال تكون كذلك‬ ‫ثوابت‬ ‫ٍ‬ ‫يف ّ‬ ‫آخر س���تكون‬ ‫زمن َ‬ ‫كل البل���دان‪ .‬يف بل ٍد َ‬ ‫آخر أو ٍ‬ ‫غري‬ ‫ه���ذه املقولة من قبي���ل الرتف والرومانس���ية ِ‬ ‫ً‬ ‫موعظة يف غري حمّلها متاماً إذا‬ ‫املربرة‪ ،‬وس���تكون‬ ‫َّ‬ ‫ما خوطبت بها طبقة املنبوذين (الداليت) يف اهلند‬ ‫مث ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫فخر‬ ‫ش���عور الف���رد وعاطفت���ه جتاه ب�ل�اده‪ ،‬م���ن ٍ‬ ‫ومباه���ا ٍة ْ‬ ‫غربة وإن‬ ‫خجل أو‬ ‫انكس���ار أو ٍ‬ ‫���و‪ ،‬أو ٍ‬ ‫وزه ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫حد بعي ٍد طبيعةُ‬ ‫ري‬ ‫كان غ َ‬ ‫مفارق هلا‪ ،‬تشكله إىل ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫العقد الذي ينظم العالقات بني املواطنني وبينهم‬ ‫وب�ي�ن الدول���ة‪ ،‬دين���اً‬ ‫َ‬ ‫وقوان�ي�ن و ِقــ َيــم���اً حاكمة‪.‬‬ ‫وتتباين البلدان‪ ،‬وفقا لذلك العقد ومدى االلتزام‬ ‫به‪ ،‬يف حتقيقها لألمن ْ‬ ‫وصونها للكرامة وإقامتها‬ ‫للع���دل واملس���اواة ب�ي�ن املواطن�ي�ن‪ ،‬ب���ل إن البلدان‬ ‫تتف���اوت حت���ى يف درج���ات قبوهلا مبب���دأ َ‬ ‫املواطنة‬ ‫على قدم املساواة بني مجيع مواطنيها‪.‬‬

‫ح���د أدن���ي من‬ ‫م���ن ح���ق املواط���ن أن يتطّل���ع إىل ٍّ‬ ‫احلقوق يتمثل بالدرجة األوىل يف األمن والعدل‪،‬‬ ‫جنس أو‬ ‫ويف املس���اواة أمام القانون دون‬ ‫متييز من ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ل���ون أو قبيلة‪ ،‬ويف احلماية من س���لوك‬ ‫���رق أو ٍ‬ ‫ِع ٍ‬ ‫اخلارجني عن القانون‪ ،‬ويف االحرتام ِّ‬ ‫ميس‬ ‫لكل ما ّ‬ ‫كرامته وحقوقه كإنس���ان‪ .‬وما مل يتوفر شيء‬ ‫م���ن هذه احلق���وق يف حدودها الدنيا س���يكون من‬ ‫الطبيع���ي ـــ ب���ل من الواجب ـــ أن يتس���اءل املرء ‘ما‬ ‫الذي تستطيع أن تقدمه له بالده؟’‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مضطهَداً‬ ‫متدني ٌة هي قيم���ة املواطن الذي يعيش‬ ‫دائ���م من اجمله���ول يالقيه يف الش���ارع‬ ‫ويف‬ ‫ٍ‬ ‫خ���وف ٍ‬ ‫ضعف لكونه أعزل من‬ ‫وحتى يف بي���وت اهلل‪ ،‬أو يف‬ ‫ٍ‬ ‫الس�ل�اح‪ .‬وما أرخ���ص حياته ذلك ال���ذي ال يأمن‬ ‫حتى على مراقد موتاه‪ .‬ومتدنية أيضاً قيمة مثل‬ ‫ذلك اإلنسان لبالده‪.‬‬ ‫تس���اؤل املواطن عند ذلك عما "تس���تطيع بالده أن‬ ‫تقدمه له" لن يكون مشروعاً ومفهوماً وحسب‪ ،‬بل‬ ‫إن اإلجابة عليه هي اليت ستحمل يف طياتها بذور‬ ‫التغيري مبختلف أش���كاله‪ ،‬و س���تكون عند البعض‬ ‫دافع���اً هلج���ر ٍة ه���ي أيض���ا مش���روع ٌة ومفهوم���ة‪،‬‬ ‫فبقدر ما يضيق الوطن س���تبدو أرض اهلل واسعة‪.‬‬ ‫وحتم���ل اإلجابة أيضاً أس���باب متاي���ز البلدان بني‬ ‫جاذبة للغرباء وأخرى طارد ٍة ألبنائها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ري هذا وذاك؛ ال هم‬ ‫واألمر عند البعض س���يكون غ َ‬ ‫بكلمة صادقة‪ ،‬وال هم‬ ‫تغيري ولو‬ ‫ٍ‬ ‫عاملون من أجل ٍ‬ ‫مهاجرون إىل أرض اهلل الواسعة‪ .‬سيكون االختيار‬ ‫عن���د ذل���ك البع���ض ه���و البق���اء يف الوط���ن بروح‬

‫االرت���زاق‪ .‬غاية امل���راد عندهم س���تكون انت���زا َع ما‬ ‫مال أو س���لطة‪ ،‬وبكل‬ ‫ميكن أن تصل إليه اليد من ٍ‬ ‫الطرق؛ بالتحايل والتزوي���ر واالفرتاء والتدليس‬ ‫واالبتزاز واالرتشاء وباستعمال السالح واملتاجرة‬ ‫بالدين‪ .‬يكون الوط���ن عند هؤالء‪ ،‬بكل ما هو فوق‬ ‫ً‬ ‫غنيمة ال أكث���ر‪ .‬بئس‬ ‫األرض وم���ا ه���و حتته���ا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫عندئذ وبئس احلياة‪.‬‬ ‫الغنيمة‬ ‫ٍ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪nstulti@gmail.com‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫شيزوفرينيا البالد ‪ ..‬مكابدات الوطن‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬ ‫أيُّها الليبيون ‪..‬‬ ‫فليوحدنا فالش باك األمل ‪..‬‬ ‫ان مل يوحدنا جدل ما بعد ( التحرير ) ‪..‬‬ ‫***‬ ‫ كم لييب يا ُترى ال يُعاني من ازدواج شخصية ؟! ‪.‬‬‫ لينصل���ح ح���ال الوط���ن ولتنهض الب�ل�اد املرتبكة جي���ب مواجهة‬‫الذات ‪.‬‬ ‫***‬ ‫حمل���ل سياس���ي مبرتبة دكتور – ال أدري يف أي علوم ‪ -‬ش���اهدت ُه‬ ‫مرت�ي�ن يتحدث ع�ب�ر التلف���از بأفكار تب���دو مفيدة لسياس���ة البالد‬ ‫املرتبك���ة فأثنيت عليه أو ً‬ ‫ال ‪ -‬منذ أس���بوعني ‪-‬فراس���لين خبصوصه‬ ‫كاتب س���اخر مؤي���داً لتأييدي للدكتور !! وح�ي�ن رددت عليه أنين‬ ‫أكد لي جديته َّ‬ ‫أش���م رائحة تهكم َّ‬ ‫وأن ُه أيضاً حيرت ُم ذاك الدكتور‬ ‫!! ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ثاني���ة فانهالت عل���ي هذه املرة‬ ‫ثم نوه���ت بأف���كار ذاك (الدكتور)‬ ‫ً‬ ‫مغف�ل�ا ال أعرف ان‬ ‫رس���ائل عتاب واحتج���اج الكرتونية كيف انين‬ ‫عرابي‬ ‫ه���ذا الدكتور ديكتات���ور ‪ ..‬و م���ن املتملقني الس���ابقني ومن َّ‬ ‫مشروع توريث سيف سر أبيه !! ‪..‬‬ ‫كيف لي أن أعرفه ؟! أيها األصدقاء اللطفاء !‬ ‫وكأنه مكتوب على جبهة ذاك الدكتور ‪ُ " :‬متسلق " !! ‪.‬‬ ‫بالنسبة لصديقي القاص الساخر أحد أمرين ‪:‬‬

‫إما َّأن ُه يُعاني أو يسخر أو اخندع كما َ‬ ‫حد َث معي !! ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫***‬ ‫خرب رياضي عن مصاحلة بني األهليني البنغازي والطرابلسي ‪..‬‬ ‫وقد كان خالفاً نشب بينهما على خلفية تعاقد مع العب حمرتف‬ ‫! ‪..‬‬ ‫ ما أحوجنا ملصاحلة بني فرقاء األحداث والثورة والـــ ( حترير ) !! ‪.‬‬‫ ‪ . . .‬ب���ل ما أحوج مثقف���ي البالد إىل مؤمتر ‪ ،‬لن أقول مصاحلة بل‬‫لتب���ادل وجهات النظر وطرح مراجعات مل���ا حدث من ثورة وحيدث‬ ‫حبثاً عن قيام دولة ‪..‬‬ ‫جنم مستحيل ؟! ‪.‬‬ ‫هل هذا صعب أم حلم قريب أم ٌ‬ ‫***‬ ‫ك���م من روايات حتول���ت إىل أفالم وكم من مس���رحيات حتولت‬ ‫اىل مسلس�ل�ات أو أف�ل�ام وبالعكس ولكن حالن���ا يف واقع حياة البلد‬

‫يتماهى معه حالنا يف الفن فهس���ترييا احلرب وما بعد احلرب يبدو‬ ‫انه���ا جعل���ت كل ش���يء يف حياتنا ين���زع إىل التجه���م و "اجلديات"‬ ‫والنك���د !! ‪ ..‬فهاه���ي مس���رحية " ن��� َوّارة " البنغازي���ة البهي���ة ب�ي�ن‬ ‫كوميدي���ا أمس ونك���د اليوم ‪ ..‬ن���وَّارة من روائع املس���رح الكوميدي‬ ‫اللييب للمخ���رج الراحل علي اجلهاني ‪ ..‬والي���وم هاهي ‪ :‬تنقلب من‬ ‫مس���رحية كوميدية مجيلة من روائع املس���رح اللييب الفكاهي يف‬ ‫الثمانينات إىل مسلسل نكائدي حزين يثري القلق واألسى ويكدس‬ ‫الشجن على هموم املواطن ‪ ..‬واألنكى يف األمر هو تغيري العنوان من‬ ‫"ن َوّارة" إىل ‪ :‬حب وجنون !! ‪ ..‬هيا يا مسرحنا الضاحك يف بنغازي ويف‬ ‫طرابلس لديكم الكثري من أعمال الكوميديا الرائعة لتحولونها إىل‬ ‫مسلسالت حزينة !‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪ ..‬رغبة العقالء وأهل احلكمة بضرورة حل الربملان واحلكومة معاً‬ ‫أرج���و أال تلتق���ي هذه الرغب���ة مع رغب���ة الفيدرال���ي وبقية جوقة‬ ‫االنفصاليني ‪.‬‬ ‫‪ ..‬الفيدراليون س�ل�التان !! ‪ ..‬ساللة تدعو للفدرلة االدارية وساللة‬ ‫أخطر نواياها الفدرلة من أجل الكونفدرالية فاالنفصال ! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ي���ا من تس���عى وأنت تدري أو ال تدري إىل تقس���يم الب�ل�اد وقبلنتها‬ ‫وجهونته���ا ‪ /‬تفتيته���ا ‪ /‬متزيقه���ا ‪ ،‬اعل���م أن���ك تؤك���د أن النظ���ام‬ ‫الس���ابق أَحرص منك على وح���دة الرتاب اللي�ب�ي وإن كان النظام‬ ‫َ‬ ‫دخول���ك يف انتفاضة فرباير ليس‬ ‫املنهار فاس���داً واعلم انك تثبت ان‬ ‫ث���ورة على الظلم بل ألنك تريد أن تكون انت الفاس���د األفس���د منهُ‬ ‫و الالخب لثروات البالد واغاضك أن يس���رق معمر املستبد وأوالده‬ ‫َ‬ ‫ونواياك‬ ‫وج���زء م���ن قبيلته لوحده���م وأنت تتف���رج رغم رغبت���ك !‬ ‫الصادقة يف حب السيطرة ونهل املال والطغيان على الناس ‪.‬‬ ‫***‬ ‫طوئف���ة ليبيا ولبننته���ا ؟!! ‪ ..‬هل حنتاج ألم�ي�ركا وأطراف عربية‬ ‫لطائف جديد لننتظم كلبنان ؟!!‬ ‫أحنتاج‬ ‫لتصاحلن���ا فتوحدنا ؟!! ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ..‬ونتصارع برقي كلبنان ؟! ‪ ..‬ونتمزق بهدوء كما تتمزق لبنان ؟!‬ ‫‪ ..‬وخنتل���ف يف الفضائيات يف دوامة ال تنتهي من اجلدل البيزنطي‬ ‫وأس���واق البالد تش���تعل بنار الغ�ل�اء والناس يف ع���وز كما ختتلف‬ ‫لبنان ؟!‪.‬‬ ‫***‬ ‫ما صحة هذه األخبار ؟ ‪:‬‬ ‫ احلكوم���ة تعط���ي عه���دة ملواطن لييب لقب���ه الس���اقزلي قيمتها ‪2‬‬‫مليار ؟‪.‬‬ ‫ مواطنة ليبية تتحصل على تفويض مالي للعالج قدره ‪ 2‬مليون‬‫؟‪.‬‬ ‫ اجلض���ران مفدرل النفط اللييب يتحصل على رش���وة بقيمة ‪30‬‬‫مليون ؟‪.‬‬ ‫ مكتب صحي بأحد السفارات الليبية لديه عهدة بــ ‪ 30‬مليون ‪.‬‬‫ويعرقل ‪ 260‬لييب و ليبية موجودين بتلك الدولة للعالج ؟!‪.‬‬ ‫‪ -‬تعي�ي�ن مطرب ش���عيب موظف���اً مبحلق ثق���ايف يف أحد الس���فارات‬

‫الليبية‬ ‫بعد فش���ل تعيينه كملحق ثقايف ‪ ،‬كسابق عهده يف النظام املنهار‬ ‫؟! ‪.‬‬ ‫‪ . . .‬يا إهلي أين كان خيتيبء كل هذا ؟!‬ ‫‪ ..‬ه���ل هي ذي الفوضى اليت تعقب عص���ر اجلماهري (خاصة معمر‬ ‫املغامر) ؟‬ ‫عاص���ر مجاهريه عصراً ففق���را ‪َ ..‬‬ ‫ذاك الذي يله���ب األبصار ويفتح‬ ‫النار !!‬ ‫ويس��� ّْد األعذار وتس���ود رياحه األمصار فتهيج األقطار ؟! ‪..‬اخنلطت‬ ‫ُ‬ ‫االمور! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫أيها االنفصاليون احذروا‬ ‫الشعب اللييب يتفرج على محاقاتكم ولكنه لن يصرب أكثر ‪.‬‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫يشمتون كل ما حلت بالبالد نازعة ‪،‬‬ ‫كم من لييب وليبية‬ ‫صغ���رت النازعة أم كربت وما أكثر ما حيل بنا من نوازع ونوائب‬ ‫وصروف دهر ‪..‬‬ ‫والذين يش���متون أليس���وا ليبيني ؟ ‪ ..‬و لو اش���تعلت الن���ار أكثر ألن‬ ‫تأكلهم أيضاً ؟‬ ‫ما هذه القلوب السوداء كعتمة احلاقدين ؟!!!‬ ‫***‬ ‫ُ‬ ‫عيادة " ‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ليبيا‬ ‫نار‬ ‫‪....‬‬ ‫شب ُه كثرياً أُغنية الفنانة الشعبية " َّ‬ ‫ِ‬ ‫( َّ‬ ‫مالنا ف الزين نصيب ‪..‬‬ ‫انطفوها وتزيد هليب ‪ ..‬انطفوها وتزيد هليب ) ‪.‬‬ ‫‪ . . .‬لمِ َ ال ؟ ‪ ..‬املنتحبون أكثر !! ‪..‬‬ ‫موجة هستريية من الكتابة ‪ /‬ليته الصراخ ‪ ..‬بل البكاء !! ‪..‬‬ ‫ولكن ‪ ،‬أال يكفي حنيب ؟ ‪ ..‬ان مل نقدر على العمل فلنقرتح‬ ‫واال نصمت ليعمل من لديه حل ‪ ............‬أقصد ‪ :‬هسترييا حبث عن‬ ‫حل ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ُ‬ ‫تذكرت أنين أكتب الش���عر فما الذي‬ ‫وأن���ا أمللم ش���ظايا هذا املقال‬ ‫ُ‬ ‫أت���ى بي إىل دهاليز السياس���ة وأش���واك خبثها ‪ ..‬واس���تدركت أنين‬ ‫ال أتكل���م يف السياس���ة بق���در ما أرص���د مكابدات الوط���ن ‪ ..‬ومفردة‬ ‫ً‬ ‫خاصة وأنه‬ ‫مكابدات أحالتين لش���اعرنا الراحل جيالني طريبش���ان‬ ‫يف ذات حلظ���ات الكتابة هلذا املقال تلتئم يف الرجبان قرية جيالني‬ ‫مفردات الدورة اخلامس���ة ملهرجان للش���عر احلدي���ث يخُ لد أثر ُه و‬ ‫ذكراه ‪..‬‬ ‫آ ٍه جيالني طريبشان ‪ ..‬شاعر األحالم العصية ‪..‬‬ ‫يف هذه الليبيا – االن ‪ -‬من حماسن القدر َ‬ ‫أنك جوار ربك ورمحته‬ ‫َ‬ ‫واال َّ‬ ‫فروحك الش���فيفة ل���ن حتتمل وأنت ترى تكس���ر‬ ‫مل���ت مرت�ي�ن‬ ‫ً‬ ‫األحال َم ثانية ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمان – سبتمرب – ‪ 2013‬م‬ ‫َّ‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫املشهد السياسي اللييب‪ :‬معامل على طريق احلل (‪)2‬‬ ‫أبوالقاسم اشتيوي‬

‫احلرب األهلية االسبانية‬ ‫ال وج���ود خل�ل�اف ب�ي�ن الليبي�ي�ن على مب���دأ بناء‬ ‫والس���بل‬ ‫الدول���ة وإنمَّ ���ا عل���ى تفاصي���ل ش���كلها ُّ‬ ‫املوصل���ة إليه���ا‪ .‬وبش���روع امل���رء يف التحلي���ل‬ ‫واالس���تقراء س���رعان ما يصل إىل نتيجة مؤدَّاها‬ ‫أننا حمكومون ابتدا ًء بأحد العنوانني التاليني‪:‬‬ ‫‪.1‬الليبي���ون عاج���زون ع���ن بن���اء دولته���م بدون‬ ‫رعاية خارجية‪.‬‬ ‫‪.2‬الليبي���ون ق���ادرون عل���ى بن���اء دولته���م بدون‬ ‫رعاية خارجية‪.‬‬ ‫واملقص���ود بالرعاي���ة َّ‬ ‫أن الق���وة اخلارجي���ة حتتاز‬ ‫ُق���درة إجب���ار الليبي�ي�ن عل���ى التح���اور واالتفاق‬ ‫ح���ل ضم���ن ُمه���ل محُ ���دَّدة‪ .‬ويت���م ذلك يف‬ ‫عل���ى ٍّ‬

‫إطار دميقراطية إجرائية أساس���ها اس���تفتاء عام‬ ‫عل���ى جمموعة من البدائل السياس���ية املطروحة‬ ‫موجه���ة إعالمياً يف الغالب‬ ‫ضم���ن بيئة انتخابية َّ‬ ‫األعم‪ .‬وبالعودة إىل العنوانني الس���ابقني س���نجد‬ ‫أن الليبي�ي�ن ال ميلكون يف حال ص���دق أوهلما َّ‬ ‫َّ‬ ‫إال‬ ‫القعود وانتظار الرعاية اخلارجية للحل‪.‬‬ ‫يف املقاب���ل‪ ,‬ميكنه���م باعتم���اد العن���وان الثان���ي‬ ‫االنطالق يف مس�ي�رة البحث عن حل أزمتهم من‬ ‫عط���ى أوَّلي ل���ن يعج���ب الكثريين ولن‬ ‫أرضي���ة ُم ً‬ ‫حيظ���ى بتأييده���م‪ .‬ولك���ن ال مناص مل���ن كانت‬ ‫غايت���ه بن���اء دول���ة املواطن���ة العادلة م���ن التفكري‬ ‫مبنط���ق "دول�ت�ي" براغمات���ي يض���رب ع���رض‬ ‫احلائ���ط بإعجاب تلك الكثرة وتأييدها‪ ,‬ألن مدار‬

‫احلرب األهلية اليونانية‬ ‫قضية وطنية ال حتتمل املواربة‬ ‫احلديث والبحث َِّ‬ ‫واملهادنة واختباء املرء وراء إصبعه‪.‬‬ ‫ه���ذا املُعطى األوَّلي الذي لن تق���وم الدولة بدونه‬ ‫يحُ ِّت���م إزالة ورم فكري خبيث منتش���ر يف جس���م‬ ‫الش���ارع السياس���ي اللي�ب�ي‪ ,‬وفح���واه َّ‬ ‫أن س���قوط‬ ‫قس���م الليبي�ي�ن إىل معارضني له‬ ‫حك���م الق���ذايف َّ‬ ‫منتصري���ن وموال�ي�ن ل���ه مهزوم�ي�ن‪ ,‬ومعس���كر‬ ‫املنتصرين هو من س���يكتب تاريخ املرحلة وحيدِّد‬ ‫ش���كل الدولة القادمة‪ .‬هذه الرؤية السرطانية ال‬ ‫تصلح أساس���اً النطالق أي مشروع سياسي غايته‬ ‫التأس���يس لدول���ة املواطن���ة‪ .‬فهي تس���تبطن فكراً‬ ‫قبلي���اً إقصائي���اً يرى يف املعس���كر امله���زوم‪ ,‬وكل‬ ‫م���ا ميثل على الصعيدين امل���ادي واملعنوي‪ ,‬جمرد‬ ‫أسالب وغنائم غزو حيق له أن يفعل بها ما يشاء‪.‬‬ ‫ومب���ا َّ‬ ‫مر بن���ا ال حتتمل املواربة‬ ‫أن‬ ‫َّ‬ ‫القضية مثلما َّ‬ ‫واملهادن���ة‪ ,‬يتع�َّي�نَّ عل���ى ال���رؤوس احلامي���ة اليت‬ ‫حتمل مثل هذا الفكر َّ‬ ‫أال ختتزل قبيلة القذاذفة‬ ‫عل���ى س���بيل املث���ال يف ش���خص الق���ذايف وأوالده‪.‬‬ ‫وح�ي�ن أذك���ر القبائ���ل الليبي���ة ال افع���ل ذل���ك‬ ‫اقتناع���اً م�ِّن�يِّ ب���أي دور ميك���ن أن تؤدِّي���ه القبائل‬ ‫يف الدول���ة احلديث���ة‪ ,‬ب���ل ألن توصي���ف الواق���ع‬ ‫يقتض���ي التصني���ف‪ .‬وعل���ى املنوال ذات���ه ال حيق‬ ‫لن���ا اخت���زال ورفلة يف أمث���ال "املهن���دس" معتوق‬ ‫وص���احل إبراهيم‪ .‬أو اخت���زال املقارحة يف عبد اهلل‬ ‫السنوس���ي وعبد الس�ل�ام جلود‪ ,‬وق���س على ذلك‬ ‫كل فئ���ات املعس���كر ال���ذي كان موالياً ملش���روع‬ ‫القذايف السياس���ي‪ .‬ويف س���ياق متصل‪ ,‬األنكى من‬ ‫ه���ذه الرؤي���ة املرضية َّ‬ ‫أن العق���ل القبلي اجلمعي‬ ‫للمعسكر الذي يزهو بانتصاره جتاوز عن جرائم‬ ‫أبن���اء "قبائل���ه" وس���يئاتهم‪ ,‬وذلك إبِّ���ان خدمتهم‬ ‫الوفية لعقود م���ن الزمن يف توطيد أركان دولة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫يتس���نى له تارة حتت غطاء‬ ‫القذايف‪ .‬وهو ما كان‬ ‫ورقة توت أمساها االنش���قاق ع���ن النظام‪ ,‬وطوراً‬ ‫م���ن دون أيَّة أوراق تس�ت�ر عورات م���ا ارتكبوه من‬ ‫كبائر!‬ ‫أن صورة ه���ذا املُعطى ال تكتم���ل َّ‬ ‫غ�ي�ر َّ‬ ‫إال باقتناع‬ ‫مكونات املعس���كر الذي كان موالي���اً للقذايف َّ‬ ‫بأن‬ ‫عليه���م خ���وض معرك���ة بن���اء الدولة بأس���لحة‬ ‫السياس���ة والفك���ر ال�ت�ي ال تس���تعمل أيَّ���ة ذخائر‬ ‫قبلي���ة‪ .‬عل���ى تل���ك املكون���ات أن تع���ي َّ‬ ‫أن نظ���ام‬ ‫التحال���ف القبل���ي للق���ذايف قد انته���ى وال جمال‬ ‫أن احلرب س���جال َّ‬ ‫للحدي���ث ع���ن َّ‬ ‫وأن اخلس���ارة‬ ‫كان���ت خس���ارة معرك���ة واح���دة فق���ط! فه���ذا‬ ‫املنط���ق ال خيتل���ف ع���ن منط���ق اإلقص���اء ال���ذي‬ ‫يعتمده املعس���كر الذي يرى َّأنه انتصر يف احلرب‪.‬‬ ‫وجر‬ ‫ونتيجت���ه املحُ َّتمة هي إطالة أم���د الفوضى َّ‬ ‫الب�ل�اد إىل مزي���د م���ن الفرقة واالح�ت�راب‪ .‬جيب‬ ‫على مكونات املعسكرين تنمية ثقافة َّ‬ ‫أن حسابات‬

‫احلرب األهلية األمريكية‬ ‫الرب���ح واخلس���ارة تتعل���ق مبش���اريع سياس���ية ال‬ ‫بأفراد أو جمموعات عصبية‪ .‬فجميعنا‪ ,‬مهما بلغ‬ ‫حج���م خالفاتنا‪ ,‬أبناء ه���ذا البلد لنا ما ألبنائه من‬ ‫حقوق وعلينا ما عليهم من واجبات‪.‬‬ ‫م���ا ِقيل حت���ى اآلن يكف���ي متهيداً‬ ‫عما‬ ‫للحدي���ث‬ ‫َّ‬ ‫ميكن اعتباره اخلطوة العملية األوىل يف الطريق‬ ‫إىل بن���اء دول���ة ليبي���ا احلديث���ة‪ .‬ويف هذا الش���أن‬ ‫مل خي���رج ط���رح املهتمني باملس���الة ع���ن ضرورة‬ ‫اإلس���راع يف حتقيق "املصاحلة الوطنية" بوصفها‬ ‫توطئة ضرورية للشروع يف مشروع بناء الدولة‪.‬‬ ‫وهن���ا أجد نفس���ي واقفاً عل���ى الط���رف النقيض‬ ‫لط���رح "املصاحل���ة الوطني���ة"‪ .‬وإليض���اح موقفي‬ ‫سأستعني ببعض أحداث التاريخ ذات العالقة‪.‬‬ ‫كلنا يعلم َّ‬ ‫أن الدولة األمريكية مرت يف تارخيها‬ ‫حبرب أهلية ض���روس حصدت مئات اآلالف من‬ ‫أرواح الش���عب األمريكي وانتهت بهزمية مشروع‬ ‫اجلن���وب السياس���ي‪ .‬هذه احلرب ق���د تكون بعيدة‬ ‫يف الزم���ان واملكان عن الواق���ع اللييب ولكنها تظل‬ ‫م���ع ذل���ك حرب���اً أهلي���ة باع�ت�راف كل املص���ادر‬ ‫التارخيي���ة‪ .‬ولك���ن م���اذا بش���أن احل���رب األهلية‬ ‫األس���بانية اليت أف���رزت دولة أس���بانيا احلديثة؟‬ ‫هذه احل���رب قريبة م���ن ليبيا مكان���اً ومن بعض‬ ‫ق���راء هذه املقالة زماناً‪ ,‬حيث أنها نش���بت يف العام‬ ‫َّ‬ ‫‪ .1939‬وإذا كان���ت احلرب األس���بانية ال تكفي‬ ‫س���نعززها باحلرب األهلية اليوناني���ة اليت قامت‬ ‫بعدها قرابة عقد من الزمان‪.‬‬ ‫القاسم املشرتك بني كل احلروب األهلية سالفة‬ ‫الذك���ر َّ‬ ‫أن أيًّا منه���ا مل تنته مبصاحل���ة وطنية!‬ ‫لقد كانت حروباً بني مش���اريع سياسية خاضها‬ ‫أي منهم‬ ‫أمريكيون وأس���بان ويونانيون مل خياجل ٍّ‬ ‫أدنى ش���ك يف انتمائه الوط�ن�ي وبالتالي مواطنته‪.‬‬ ‫وهل���ذا اس���تقرت أوضاع تل���ك الدول عق���ب انتهاء‬ ‫حروبها واس���تطاعت حتقيق م���ا خططت له على‬ ‫صعيد التقدم والبناء‪.‬‬ ‫الدروس املس���تفادة من التاريخ تقول َّ‬ ‫بأن الدولة‬ ‫توح���د منطل���ق‬ ‫احلديث���ة حتت���اج يف قيامه���ا إىل ُّ‬ ‫التأس���يس املُ ِّ‬ ‫تمثل يف ترس���يخ فك���ر املواطنة‪ ,‬وهو‬ ‫ما ال توف���ره منطلق���ات دولة النت���وءات اجلهوية‬ ‫والقبلي���ة والعرقية اليت حي���اول الليبيون متهيد‬ ‫طريقها بالرك���ون إىل فكرة املصاحلة الوطنية‪,‬‬ ‫تكرس هياكل القبيلة البالية وحكمائها يف‬ ‫اليت ِّ‬ ‫سياق حتقيق املصاحلة بني فرق البالد املتناحرة‪.‬‬ ‫القراء من يعتقد جازماً َّ‬ ‫أن هؤالء "الشيوخ‬ ‫هل بني َّ‬ ‫واحلكم���اء"‪ ,‬الذين كان���وا يبايع���ون "األخ القائد"‬ ‫صباح مس���اء‪ ,‬أق���در وأفضل م���ن جمموعة ملوك‬ ‫وأمراء ورؤس���اء دول رعوا أشهر مصاحلة وطنية‬ ‫يف بالد "األعراب"؟‬ ‫أمل خت���رج اجلمهوري���ة اللبناني���ة "الثاني���ة" م���ن‬

‫حتت عب���اءة الرعاية ال�ت�ي َّ‬ ‫وفرها مل���وك وأمراء‬ ‫ورؤس���اء "األع���راب" يف اتفاق الطائ���ف؛ الذي ي ُّ‬ ‫ُعد‬ ‫اتف���اق املصاحل���ة الوطني���ة األك�ب�ر ب�ي�ن أعراب‬ ‫العص���ر احلديث؟ ه���ل أنتج اتفاق الطائف س���لماً‬ ‫أهلياً ودولة حديثة يستظل اللبنانيون بظلها؟ قد‬ ‫القراء إذا علموا َّ‬ ‫أن لبنان‪ ,‬الذي مل‬ ‫يستغرب بعض َّ‬ ‫يسمى بالربيع العربي‪ ,‬يعيش وضعاً‬ ‫يزهر فيه ما َّ‬ ‫ً‬ ‫أمنياً وسياس���ياً واقتصاديا يفوق يف تردِّيه الوضع‬ ‫اللي�ب�ي! حتى جن���وب أفريقيا‪ ,‬اليت يستش���هد بها‬ ‫البعض يف مس���ائل العدالة االنتقالية واملصاحلة‬ ‫الوطنية‪ ,‬ما زالت تبين دولتها على فوهة بركان‬ ‫ميك���ن أن يثور يف أيَّ���ة حلظة‪ .‬فا ُ‬ ‫هلويَّ���ة الوطنية‬

‫لدول���ة جنوب أفريقيا مل تتبلور بعد ُهويَّة واحدة‬ ‫يف مفهوم البيض والسود من سكان تلك الدولة‪.‬‬ ‫عل���ى أيَّ���ة ح���ال‪ ,‬معارض���ة مفه���وم املصاحل���ة‬ ‫الوطنية يقودن���ا إىل رفض الرب���ط الذي أوجده‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام ب�ي�ن العدال���ة االنتقالية‬ ‫واملصاحل���ة الوطنية يف القانون الذي أصدره يوم‬ ‫األحد الفائت بتاريخ الثاني والعش���رين من شهر‬ ‫س���بتمرب العام ‪ .2013‬وهو الرفض الذي سيكون‬ ‫مدخلن���ا للحدي���ث ع���ن البدي���ل العمل���ي املمك���ن‬ ‫ملفهوم املصاحلة الوطنية‪.‬‬ ‫(يتب���ع) ‪ ...‬العدال���ة االنتقالي���ة واملصاحل���ة‬ ‫االقتصادية (‪.)3‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ashtaiwie@gmail.com‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫هوامش على دفرت النفط ‪!!!!.....‬‬ ‫عطية صاحل األوجلي‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م���ن كان يتوقع أن الفس���اد س���ينتهي مبوت‬ ‫الق���ذايف و اختف���اء اس���رته فه���و واهم ‪ .‬فالفس���اد‬ ‫استش���ري يف ليبي���ا و أزده���ر بفع���ل العصاب���ة‬ ‫اجملرم���ة اليت كان���ت حتكم ‪ ..‬و لألس���ف تغلغل‬ ‫داخل احناء اجملتمع وسيحتاج اىل سنوات طويلة‬ ‫من العمل و الصرب ‪ ...‬واألمل‪ ...‬إستئصال الفساد‬ ‫حيت���اج اىل خنبة تك���ون األمن���وذج و اىل إصالح‬ ‫إداري ش���امل و اىل تفعي���ل القض���اء واىل نش���ر‬ ‫ثقاف���ة احملاس���بة و املس���ائلة و الش���فافية ‪ ..‬وهو‬ ‫ب���كل تأكيد ال حيتاج اىل أن يتحول اىل قميص‬ ‫عثم���ان أخ���ر يتجاذبه اخلص���وم السياس���يون ‪....‬‬ ‫نهاي���ة القول أنه على األق���ل اآلن لدينا الفرصة‬ ‫للحديث حبرية عنه و معرفة حجمة و أساليبه‬ ‫والبح���ث عن حلول له ‪...‬هذا إن كنا حقا جادين‬ ‫يف حماربته‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫حتدث���ت البارح���ة م���ع ع���دد من أصدقائي‬ ‫دع���اة الفيدرالي���ة ح���ول ما جيري م���ن تطورات‬ ‫يف املوان���ي النفطي���ة و لق���د أث���ار إس���تغرابي أن‬ ‫غالبيتهم يؤي���دون ما قام به اجلض���ران و قيامه‬ ‫بإحتالل املواني بالقوة و فرض شروطه و إرادته‬ ‫بقوة الس�ل�اح بل إن البعض منهم رأي فيه عمل‬ ‫بطولي���ا وجريئ���ا‪ ...‬ه���ؤالء االصدق���اء يتمتع���ون‬ ‫حب���س وط�ن�ي و بدرج���ة عالي���ة م���ن التعلي���م‬ ‫وبالتالي ميثلون جزء من النخبة الليبية‪ ...‬وهذا‬ ‫هو ما أثار دهش�ت�ي وإستغرابي كما أثار العديد‬ ‫من التساؤالت داخلي ‪....‬‬ ‫هل م���ن حق الس���يد اجلضران أن حيت���ل املواني‬ ‫الليبية ؟‪....‬‬ ‫و إن كان م���ن حقه فه���ل من حق غريه أن يقوم‬ ‫بنفس العمل ؟‬ ‫و كيف س���يصبح مس���تقبل الب�ل�اد إذا ما متكن‬ ‫كل م���ن يس���تطيع حش���د ثالمثائ���ة مقاتل من‬ ‫فرض إرادته و سلوكه علينا ؟‬ ‫أليس هذا تكريساً لفسفة القوة واالغتصاب‪...‬؟‬ ‫أو لي���س هذا ه���و ما قام ب���ه البعض عن���د نقاش‬ ‫قانون العزل السياسي وجوبه برفض و إدانة من‬

‫إبراهيم جضران‬ ‫قبل الفيدراليني ؟‬ ‫مل���اذا يتح���ول الفعل من مس���تهجن وغري قانوني‬ ‫اىل قانوني و مستحب أذا ما مارسه حليف لنا؟‬ ‫هل جيب علين���ا أن نؤيد إي فعل جملرد أن فاعله‬ ‫يطرح شعارات تروق لنا ؟ ‪..‬‬ ‫ه���ل ميكن إص�ل�اح ما نعتق���د أنه خط���أ بإرتكاب‬ ‫أخطاء أخرى ‪..‬؟؟‬ ‫إن ج���زء م���ن مأس���اتنا ه���ي يف نس���بية االخالق‬ ‫لدينا و يف إزدواجية املعايري‪ ...‬حنن ننتقد وبقوة‬ ‫عمل ما إذا ما كان يهدد مكاس���بنا السياس���ية ‪...‬‬ ‫ونصفق و نهتف لنفس "العمل" إذا ماكان يعزز‬ ‫مكاسبنا السياسية‪ ...‬قد يكون مثل هذا التصرف‬ ‫مقبو ً‬ ‫ال من رجل الشارع ولكن أن يأتي من صفوة‬ ‫متعلمة وهلا تأثريها يف اجملتمع فهو أمر حمزن‬ ‫و مؤشر إلنهيارات قادمة‪.‬‬ ‫بالطبع هذا التصرف ال يقتصر على الفيدراليني‬ ‫وحدهم فكل اجملموعات السياسية بليبيا الزالت‬

‫علي زيدان‬ ‫متارس مثل هذا الس���لوك الذي ينطلق من رؤى‬ ‫ضيقة و آنية و مصلحية لقضايا الوطن و الذي‬ ‫يكرس االس���تقطاب و يعم���ق اخلالقات و يعجز‬ ‫عن تقديم احللول‪ .‬يستوي يف ذلك اجلميع‪ .‬لقد‬ ‫رأين���ا من كان ينتش���ي طربا لقي���ام جمموعات‬ ‫مس���لحة مبحاصرة وزارات الدول���ة أو مطاراتها‬ ‫أو إحت�ل�ال قاعات املؤمتر الع���ام‪ .‬و يف النهاية لن‬ ‫خيتل���ف مصرينا عن مصري غرينا ممن أحتكموا‬ ‫اىل السالح وأحالوا بالدهم اىل خراب و دمار‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫تابع���ت بذهول وقائ���ع املؤمتر الصحفي للس���يد‬ ‫ناج���ي خمت���ار وه���و يس���رد مغامراته م���ن أجل‬ ‫إنقاذ الب�ل�اد والعباد‪ ......‬م���ا أثارني هو أن الرجل‬ ‫يس���رد القصة علينا وكأنه خيربنا عن رحلة أو‬ ‫نزهة مدرس���ية مع غياب تام للشعور بالذنب أو‬ ‫لإلحساس بالورطة أو حبجمها أوتداعياتها‪ .‬لذا‬ ‫فإنين لن أعلق عليه أو على قوله‪.‬‬

‫األن يف املكتبات‬

‫ناجي خمتار‬

‫أود فق���ط أن اتس���اءل عل���ى أي أس���س و على إي‬ ‫قوانني أو قواع���د مهنية ميكن متكني رجل بهذه‬ ‫املواصفات والقدرات احملدودة من رئاس���ة جلنة‬ ‫الطاقة باملؤمتر ‪ ...‬اليت تتطلب التعامل مع خرباء‬ ‫ش���ركات النف���ط األجنبية و مع خط���ط بالغة‬ ‫التعقيد والصعوبة و مع دهاقنة مؤسسة النفط‬ ‫وم���ع مش���اكل احلق���ول واملوان���ي و امليزاني���ات‬ ‫ومع دول و س���فارات ومنظم���ات دولية وعقود و‬ ‫مش���اريع توس���عية ‪.....‬؟؟؟ كيف ميكن تس���ليم‬ ‫كل ذلك لرجل بهذه اإلمكانيات ‪!!!!!!.....‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫يبدو أن النفط و السالح و الفساد و السلطة هي‬ ‫جمرد تعابري خمتلفة ‪ ....‬ملعنى واحد‪.‬‬ ‫__________________‬ ‫‪Lawgali1@hotmail.com‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫‪19‬‬

‫حتديات بناء الدولة يف ليبيا‬ ‫تواجه ليبيا يف هذه الفرتة احلرجة‬ ‫م���ن تارخيه���ا جمموع���ة م���ن‬ ‫التحدي���ات ال�ت�ي يتع�ي�ن حتديدها‬ ‫بدق���ة حتى ميك���ن وض���ع احللول‬ ‫املناسبة هلا‪ .‬فبدون حتديد املشكلة‬ ‫وأبعاده���ا يصب���ح م���ن الصع���ب‬ ‫احلدي���ث ع���ن برام���ج وخط���ط‬ ‫ملواجهة التحدي���ات‪ .‬ومن أهم هذه‬ ‫التحديات‪:‬‬

‫زاهي بشري املغريبي‬ ‫أوال‪ -‬حتدى صياغة الدستور وبناء الدولة‬ ‫وه���ذا ه���و التح���دي األساس���ي ال���ذي يواجه‬ ‫الدولة الليبية‪ ،‬وهو املهمة الرئيسة للمؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام‪ .‬ولق���د تأخر املؤمت���ر الوطين‬ ‫الع���ام كث�ي�را يف إجن���از ه���ذا االس���تحقاق‬ ‫الوط�ن�ي‪ ،‬األمر ال���ذي أدى إىل تزايد احتقان‬ ‫الش���ارع وإىل تعاظم أزمة الثقة بني املواطن‬ ‫ومؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬التحدي األمين‬ ‫•احلكومة ال حتتكر استخدام القوة املسلحة‬ ‫يف أي جزء من البالد‪.‬‬ ‫•هن���اك أجزاء كث�ي�رة من البالد ال ختضع‬ ‫عمليا لسيطرة الدولة‪.‬‬ ‫•تدهور النظام العام وتدني مستويات األمن‬ ‫اإلنساني‪.‬‬ ‫•احت���دام النزاع حول كيفي���ة بناء اجليش‬ ‫والشرطة وحول دور تشكيالت الثوار‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬التحدي السياسي‬ ‫•تس���ارع تده���ور ش���رعية املؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫العام واحلكومة املؤقتة بس���بب عجزهما عن‬ ‫مواجه���ة حتدي���ات املرحل���ة االنتقالية وبناء‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫•افتق���اد املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام واحلكومة‬ ‫املؤقت���ة ل�ل�إرادة السياس���ة والق���درة عل���ى‬ ‫التواص���ل م���ع اجملتمع وبن���اء جس���ور الثقة‬ ‫معه‪.‬‬ ‫•عجز األحزاب والتيارات السياسية املختلفة‬ ‫ع���ن التوص���ل إىل توافق وبرامج مش�ت�ركة‬ ‫إلدارة املرحل���ة االنتقالي���ة والتأس���يس لبناء‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫رابعا‪ -‬التحدي االقتصادي‬ ‫•باس���تثناء قط���اع النف���ط‪ ،‬ف���إن النش���اط‬ ‫االقتصادي اإلنتاجي يكاد يكون متوقفا‪.‬‬ ‫•إنت���اج النف���ط ذات���ه وصادرات���ه يتعرضان‬ ‫للتوقف املس���تمر بس���بب اإلضرابات وحاالت‬ ‫االعتص���ام واس���تخدام الق���وة املس���لحة ملنع‬

‫التصدير‪ ،‬ناهيك عن املشاكل الفنية‪.‬‬ ‫•تكاث���ر التس���اؤالت ح���ول كيفي���ة إدارة‬ ‫احلكومة ملوارد الدولة‪ ،‬وحول انتشار الفساد‬ ‫املالي واإلداري‪.‬‬ ‫•غياب خطط وبرامج تأهيل البنية التحتية‬ ‫واخلدمات االجتماعية وتوفري فرص العمل‬ ‫وحتسني األوضاع املعيشية للمواطنني‪.‬‬ ‫كل ه���ذه التحديات واملش���اكل ه���ي عبارة‬ ‫ع���ن أع���راض ومظاه���ر ألزمة أكث���ر عمقا‬ ‫وخط���ورة‪ ،‬فجميعها ناجتة ع���ن غياب رؤية‬ ‫جمتمعية مش�ت�ركة ح���ول ما ال���ذي تعنيه‬ ‫ليبي���ا؟ وما جي���ب أن تكون علي���ه؟ وما الذي‬ ‫يعنيه مفهوم الدول���ة الدميقراطية املدنية؟‬ ‫وما هي مضامني حقوق املواطنة؟‬ ‫إن ح���ل ه���ذه املش���كالت ومواجه���ة ه���ذه‬ ‫التحدي���ات‪ ،‬وعل���ى رأس���ها التح���دي األمين‪،‬‬ ‫يتطل���ب أن يواج���ه الليبي���ون أزمة ش���رعية‬ ‫مؤسس���ات الدول���ة‪ ،‬وكيفي���ة التقلي���ل من‬ ‫س���خط املواطن�ي�ن‪ ،‬وبن���اء الثق���ة يف الدول���ة‬ ‫ومؤسس���اتها‪ .‬وه���ذا يتطلب اخت���اذ إجراءات‬ ‫بعضه���ا عاج���ل يتعل���ق مبعاجل���ة التحديات‬ ‫األمني���ة واالقتصادي���ة‪ ،‬وبعضه���ا يتعل���ق‬ ‫بقضية بن���اء الدولة ومؤسس���اتها وفق رؤية‬ ‫وطنية مشرتكة‪.‬‬ ‫وميث���ل مش���روع بل���ورة رؤية وطني���ة عامة‬ ‫وش���املة التح���دي األساس���ي ال���ذي يواج���ه‬ ‫الدول���ة الليبية‪ ،‬حيث إن غي���اب هذه الرؤية‬ ‫قد يؤدي إىل االنزالق إىل املزيد من الفوضى‬ ‫والتش���رذم والص���راع بني خمتل���ف التيارات‬ ‫واألحزاب واجلهات‪.‬‬ ‫تأسيسا على ذلك‪ ،‬يتعني على املؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام أن يدعو إىل عقد مؤمتر ع���ام للحوار‬ ‫الوط�ن�ي يض���م ممثل�ي�ن ع���ن كل مكون���ات‬ ‫وقطاع���ات اجملتم���ع اللي�ب�ي دون إقصاء‪ ،‬وأن‬ ‫يكون هدفه املعلن التوصل إىل عقد اجتماعي‬ ‫مش�ت�رك وتوافق���ي‪ .‬وينبغ���ي أن يتن���اول هذا‬ ‫العق���د قضايا العدال���ة االنتقالية واملصاحلة‬

‫الوطنية‪ ،‬وكيفية إحالل السلم االجتماعي‬ ‫ع�ب�ر التوصل إىل حلول مش�ت�ركة للعقبات‬ ‫والتحدي���ات ال�ت�ي تواج���ه الب�ل�اد‪ ،‬إىل جانب‬ ‫بل���ورة رؤي���ة ملا جي���ب أن تك���ون علي���ه ليبيا‬ ‫اجلديدة‪ ،‬وأن يكون هذا العقد أساس���ا تستند‬ ‫عليه اهليأة التأسيسية يف صياغتها للدستور‪.‬‬ ‫إىل جانب هذا االس���تحقاق األساسي‪ ،‬يتعني‬ ‫على احلكومة املؤقتة الرتكيز على اجملاالت‬ ‫املهمة التالية‪:‬‬ ‫•تأهي���ل البني���ة التحتي���ة للب�ل�اد‪ :‬الط���رق‪،‬‬ ‫الكهرباء‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬املياه وغريها‪.‬‬ ‫•إع���ادة هيكل���ة اإلدارة العام���ة للدول���ة‪،‬‬ ‫بص���ورة مؤقتة‪ ،‬حبيث تصب���ح أصغر حجما‬ ‫وأكث���ر كف���اءة‪ ،‬تتبن���ى نظام���ا المركزيا‬ ‫فع���اال مين���ح صالحي���ات فعلي���ة للوح���دات‬ ‫األدن���ى (احملافظات والبلدي���ات وغريها)‪ .‬أما‬ ‫الش���كل النهائ���ي للنظام السياس���ي واإلداري‬ ‫وتقس���يماته املختلف���ة فيتح���دد م���ن خالل‬ ‫الدس���تور اجلديد الذي يتع�ي�ن أن ينتج عرب‬ ‫تواف���ق جمتمع���ي يتبل���ور عن طري���ق حوار‬ ‫وطين عام وشامل‪.‬‬ ‫•مواجه���ة مش���اكل البطال���ة‪ ،‬خاص���ة بني‬ ‫الش���باب‪ ،‬وإش���عارهم ب���أن لديه���م فرص���ا‬ ‫متس���اوية للمشاركة يف احلياة االقتصادية‬ ‫للب�ل�اد‪ ،‬وأنه ال يتم تهميش���هم أو إقصاؤهم‪،‬‬ ‫والعم���ل عل���ى بن���اء قدراته���م وتدريبه���م‬ ‫وتأهيلهم مبا يتناس���ب م���ع متطلبات الدولة‬ ‫احلديثة‪.‬‬ ‫أخ�ي�را‪ ،‬لي���س م���ن املمك���ن إجن���از أي م���ن‬ ‫ه���ذه الربام���ج م���ا مل يتوف���ر املن���اخ األم�ن�ي‬ ‫الض���روري‪ .‬وه���ذا يتطل���ب أن يب���ذل املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام واحلكومة املؤقت���ة مزيدا من‬ ‫اجله���د للح���وار م���ع كل األط���راف املعنية‪،‬‬ ‫وأن يكون���ا منفتح�ي�ن أم���ام مناقش���ة كل‬ ‫البدائ���ل املطروح���ة مبوضوعي���ة وعلمي���ة‪،‬‬ ‫أخذا يف االعتبار أن بناء جيش حقيقي وقادر‬ ‫وش���رطة مؤهلة قد يس���تغرق ما ال يقل عن‬

‫مخس س���نوات األم���ر الذي يتطل���ب التفكري‬ ‫يف كيفي���ة ملء الفراغ األم�ن�ي‪ .‬وقد يتطلب‬ ‫األمر الدعوة إىل مؤمتر عام ملناقشة القضايا‬ ‫األمني���ة ويتم فيه وض���ع كل األطراف ذات‬ ‫العالقة أمام مسؤولياتها‪.‬‬ ‫وحبس���بان أهمية مش���روع احل���وار الوطين‪،‬‬ ‫فيتع�ي�ن أن يك���ون هناك تنس���يق كامل بني‬ ‫املؤمت���ر الوطين الع���ام واحلكوم���ة املؤقتة يف‬ ‫اإلع���داد ل���ه ورعايته حبي���ث ال يصبح‪ ،‬كما‬ ‫يبدو حاليا‪ ،‬وكأنه مش���روع تنافس���ي يس�ي�ر‬ ‫كل طرف فيه يف مس���ار خمتلف عن اآلخر‬ ‫م���ا ق���د خيل���ق تناقض���ات وصراع���ات حتيد‬ ‫مبش���روع احلوار عن مس���اره وتقوض هدفه‬ ‫األساسي‪ .‬كما ينبغي أن يقتصر دور املؤمتر‬ ‫الوطين العام واحلكوم���ة املؤقتة على تقديم‬ ‫التسهيالت املختلفة إلجناحه‪ ،‬وترتك إدارته‬ ‫لعناص���ر وطني���ة مس���تقلة تتمت���ع بقب���ول‬ ‫جمتمعي عام تشرف على احلوار يف جانبيه‪،‬‬ ‫السياسي واألمين‪.‬‬ ‫يف التحلي���ل النهائ���ي‪ ،‬إنن���ا حنت���اج إىل عقد‬ ‫اجتماعي يتش���كل عرب توافق مجيع مكومات‬ ‫اجملتم���ع اللي�ب�ي دون إقص���اء‪ ،‬يس���تند عل���ى‬ ‫رؤية وطنية شاملة ومشرتكة‪ ،‬وينتج عنه‬ ‫دس���تور يعكس حمتوي���ات العق���د ومضمون‬ ‫الرؤي���ة‪ ،‬وي���ؤدي إىل تأس���يس دول���ة تتمتع‬ ‫بشرعية حقيقية وقوية‪.‬‬ ‫إننا‪ ،‬حنن الليبيني‪ ،‬أمام أحد مسارين‪ :‬إما أن‬ ‫نستمر يف صراعاتنا الضيقة ويف لوم بعضنا‬ ‫البع���ض عن مآس���ي املاضي وآالم���ه‪ ،‬وإما أن‬ ‫نس���تمع لص���وت العق���ل ونرك���ز عل���ى بناء‬ ‫مس���تقبل أفضل وعلى تأس���يس دولة قائمة‬ ‫على سيادة القانون والتسامح وعدم اإلقصاء‪.‬‬ ‫بنغازي يف‪2013 /7 /17 :‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫جامعة الزيتونة كما الحت لي من روما‬ ‫مب��وج��ب ال��ف�ترة امل��ط� َّ�ول��ة ال�تي‬ ‫ّ‬ ‫قضيتها يف ج��ام��ع��ة الزيتونة‬ ‫ط���ال���ب���ا وب����اح����ث����ا‪ ،‬ع���ل���ى م���دى‬ ‫السنوات املرتاوحة بني منتصف‬ ‫ال���ث���م���ان���ي���ن���ي���ات وم���ن���ت���ص���ف‬ ‫التسعينيات من القرن املاضي‪،‬‬ ‫سيكون ج� ّ�ل اهتمامي يف هذه‬ ‫امل��ق��ال��ة منصّبا ع��ل��ى ال��ت��ع� ّرض‬ ‫إىل جتربة التحصيل العلمي‪،‬‬ ‫إض���اف���ة إىل اس��ت��ح��ض��ار واق���ع‬ ‫ال��ص��راع على الزيتونة‪ ،‬بقصد‬ ‫ال���ت���أم���ل يف م����س����ارات وم����آالت‬ ‫م��ؤس��س��ة دي��ن��ي��ة‪ ،‬ال ت���زال مثار‬ ‫جدل‪ ،‬السيما يف ظل التحوالت‬ ‫العميقة اليت يشهدها جمتمعنا‪.‬‬

‫عزالدّين عناية‬ ‫من الزيتونة إىل الغريغورية‬ ‫غدا مبثابة اليقني ّ‬ ‫لدي‪ ،‬أن اإلشكال الرئيس الذي‬ ‫يعاني منه الدرس الديين يف مؤسساتنا التعليمية‬ ‫يف تونس متلخص أساسا يف أمرين‪ :‬خضوع املق ّرر‬ ‫التعليمي إىل وصاية سياس���ية توجه مساراته‪ ،‬ما‬ ‫انعك���س عل���ى مضامين���ه وتطلعات���ه وآفاقه؛ ومن‬ ‫جانب آخر جمافاة منهج التعليم الديين للراهنية‬ ‫احلضاري���ة‪ ،‬وه���و م���ا يتجل���ى يف غي���اب عناص���ر‬ ‫الواقعية‪ ،‬والعلمية‪ ،‬واملعقولية‪.‬‬ ‫مل أك���ن قبل هجران���ي الزيتون���ة مقتنعا باملنهج‬ ‫التعليمي الس���ائد‪ ،‬لمِ ا ا ّتس���م به م���ن قدامة وتقليد‬ ‫وسطحية وافتقار إىل البعدين النقدي والعقلي‪،‬‬ ‫يف ّ‬ ‫جل مواد العلوم الشرعية اليت ك ّنا نتلقاها‪ .‬وقد‬ ‫بوس���ط‬ ‫تب�ي�ن لي جليا عقم هذا املنهج ملا التحقت َ‬ ‫أكادمي���ي كاثوليك���ي غرب���ي‪ ،‬أقص���د اجلامعة‬ ‫الغريغوري���ة‪ ،‬لف���ت انتباهي فيه تعاطي���ه املزدوج‬ ‫م���ع املس���ائل الديني���ة‪ ،‬وذل���ك ضم���ن مقاربتني‪،‬‬ ‫تنتهي كل منهما إىل احلرص على اإلملام بأبعاد‬ ‫"الكائن املتدين"‪ .‬حيث تتضافر الدراسة الالهوتية‬ ‫الداخلي���ة للدين مع الدراس���ة العلمية اخلارجية‬ ‫ل���ه‪ .‬وأع�ن�ي بالدراس���ة الداخلي���ة الرتكي��� َز على‬ ‫دراسة علم الالهوت املنهجي‪ ،‬وهو االجتهاد لفهم‬ ‫جممل احلقائق على ضوء تعاليم املس���يحية‪ ،‬مبا‬ ‫مياث���ل علم أص���ول الفق���ه لدينا؛ وعل���م الالهوت‬ ‫الرعوي‪ ،‬مبا يضاهي دراس���ات الدعوة يف جامعاتنا‬ ‫اإلس�ل�امية؛ فض�ل�ا ع���ن الاله���وت التارخي���ي‪،‬‬ ‫واله���وت اآلباء‪ ،‬والاله���وت الروح���ي وغريها من‬

‫عل���وم الوس���ائل‪ .‬تتضاف���ر مجيع���ا م���ع الدراس���ة‬ ‫الفلسفية ودراسة العلوم االجتماعية‪ ،‬مبا يسمح‬ ‫لل���دارس اإلحاطة مبنهجني يف معاجلة الظواهر‬ ‫الدينية‪ ،‬أحدهما الهوتي واآلخر علمي‪ ،‬ويتيح له‬ ‫قدرات أرحب للتحليل واالس���تيعاب والفهم‪ .‬فمن‬ ‫خاصي���ات املقاربة الالهوتية أنها معيارية حتتكم‬ ‫سياقاتها إىل ما يتمتع به اإلميان من صدق‪ ،‬وهي‬ ‫حتاول أن جتيب عن أسئلة على غرار‪ :‬ما الواجب‬ ‫علين���ا اإلميان ب���ه؟ وكيف نؤمن ب���اهلل؟ وضمن‬ ‫أي الس���بل يتحق���ق الف�ل�اح الدني���وي واخلالص‬ ‫األخ���روي؟ وبش���كل ع���ام تتمي���ز انش���غاالت ه���ذا‬ ‫املقارب���ة يف إقام���ة عالقة عمودية تصل اإلنس���ان‬ ‫ببارئ���ه‪ ،‬يتطل���ع فيها امل���رء إىل االنس���جام األمثل‬ ‫معه؛ وأما املقاربة العلمية واليت تستند باألساس‬ ‫إىل اإلناس���ة‪ ،‬وعل���م االجتم���اع‪ ،‬وعل���م النف���س‪،‬‬ ‫والتاري���خ‪ ،‬واملقارن���ة‪ ،‬والظواهري���ة وغريها‪ ،‬فهي‬ ‫تعن���ى بكل ما هو َ‬ ‫معتقد من ِقبل البش���ر‪ ،‬متطّلعة‬ ‫إىل فه���م أكثر حداثة وأوفى إحاطة‪ ،‬مبا يقدّمه‬ ‫كل دي���ن ألتباع���ه‪ ،‬وباحث���ة عن التق���اط معاني‬ ‫اللغ���ات الدّيني���ة ومفادها العمي���ق‪ .‬ولذلك كان‬ ‫عل���م األدي���ان يرص���د ويق���ارن ويوض���ح ويس�ب�ر‬ ‫األغ���وار‪ ،‬ويتفك���ر يف األم���ور بطريق���ة حتليلي���ة‬ ‫نقدي���ة توص���ل إىل توليف‪ ،‬متحوّال من مس���توى‬ ‫اختبار املقدّس املعيش إىل مستوى املفهمة‪.‬‬ ‫تصحيح منهج الدرس الديين‬ ‫غالب���ا م���ا ب��� ّرر التعليم الدي�ن�ي يف تون���س عجزه‬ ‫احلضاري ومخوله املع���ريف بوقوعه رهن مؤامرة‬ ‫ّ‬ ‫فرنكفوني���ة علماني���ة‪ ،‬اُ‬ ‫س���تهل مش���وارها م���ع‬ ‫االستعمار وتواصلت مع أعوانه‪ ،‬يف حني أن األزمة‬ ‫باألس���اس هي بنيوية معرفي���ة‪ .‬ويف ظل اختالط‬ ‫الس���بل‪ ،‬قنع احلريصون على التعليم الكالسيكي‬ ‫مبا كتب اهلل هلم‪ ،‬ومل تنش���أ يف أوساطهم عملية‬ ‫مراجعة تصحيحية داخلية‪ .‬إذ كان األوىل طرح‬ ‫س���ؤال جدوى املعارف الديني���ة يف االجتماع‪ ،‬وأية‬ ‫مس���اهمة حضارية ميكن أن تسهم بها‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫اإلجاب���ات اخللقية أو امليتافيزيقي���ة أو املؤامرتية‬ ‫اجلاه���زة‪ ،‬اليت تت���وارى خلف قول الن�ب�ي الكريم‪:‬‬ ‫"م���ن أراد اهلل به خ�ي�را ف ّقه���ه يف الدي���ن"‪ .‬إذ غالبا‬ ‫ُربر احلرص عل���ى املعرف���ة الدينية جبدوى‬ ‫م���ا ي َّ‬ ‫أنطولوجي���ة ضامن���ة حلس���ن امل���آل‪ ،‬وإن كان‬

‫مقاص���د العل���وم أن تس���تهدف باألس���اس تطوير‬ ‫املوج���ود‪ ،‬وحتري���ك الراك���د‪ ،‬وكش���ف املخب���وء‪،‬‬ ‫واإلحاطة باملاحول‪ ،‬ولكن سدنة املعارف الدينية‪،‬‬ ‫عل���ى وضعهم احلال���ي‪ ،‬يبدون غ�ي�ر قادرين على‬ ‫تول���ي هذا ال���دور املن���وط بعهدته���م‪ .‬فاملعارف يف‬ ‫ش���كلها التقلي���دي الس���ائد ه���ي عاجزة ع���ن بلوغ‬ ‫حاج���ات اجملتم���ع‪ ،‬وباملث���ل وكالؤها ه���م أعجز‬ ‫عن بل���وغ ذلك املراد‪ ،‬الفتقاره���م األدوات املوصلة‬ ‫إىل ذلك؛ وأما من ناحية ْ‬ ‫طرق مس���ارات نهضوية‬ ‫مس���تجدة‪ ،‬من خالل كشف املخبوء‪ ،‬فإن عدّتهم‬ ‫املعرفي���ة ال تس���مح هلم خب���وض غمار ش���غل هو‬ ‫أكرب من قدراتهم‪ ،‬ما جعلهم منفعلني باملاحول‪،‬‬ ‫وعاجزين عن الفعل‪.‬‬

‫م���ن هذا الب���اب‪ ،‬أقدّر أنه من غ�ي�ر اجملدي متابعة‬ ‫التلقني والش���حن للن���شء مبع���ارف ال تنفع‪ ،‬وال‬ ‫تتج���اوز صدقيته���ا عتب���ات املس���اجد أو دائرتن���ا‬ ‫َ‬ ‫املتواض���ع عليه���ا‪ .‬ولذلك يأت���ي إنهاك‬ ‫اإلمياني���ة‬ ‫امل���رء مبقوالت ال�ت�راث املرتاكم يف عل���وم القرآن‪،‬‬ ‫وعل���وم احلدي���ث‪ ،‬والتفس�ي�ر‪ ،‬واملقاص���د‪ ،‬وم���ا‬ ‫ش���ابهها من املعارف‪ ،‬حمدو َد األثر‪ .‬ويف احلقيقة‬ ‫م���ن أوكد ش���روط التصحيح‪ ،‬وهو بل���وغ الوعي‬ ‫بالبنى االجتماعية والتارخيية اليت و ّلدت علومنا‬ ‫الدينية اليت باتت تشكل وزرا علينا‪ .‬ألن أي تكرار‬ ‫ملنهج التعليم الس���الف هو تعطيل الندماج املرء يف‬ ‫جمتمع���ه‪ ،‬فضال عن صدّه عن بلوغ التعارف على‬ ‫مس���توى كوني‪ .‬ورمبا سؤال مباشر لكل منتسب‬ ‫للجامع���ات اإلس�ل�امية‪ ،‬وه���و م���ا الش���يء ال���ذي‬ ‫ميك���ن أن يضيف���ه للعاملني خارج نس���ق جمتمعه‬ ‫اإلس�ل�امي؟ لذلك أقدّر أن شرط استعادة الدرس‬ ‫الديين دوره‪ ،‬يبدأ من مراجعة قدرة املد ّرس على‬ ‫اإلس���هام احلض���اري‪ ،‬ف���إن كان امل���د ّرس ضنين���ا‬ ‫بذل���ك الدور‪ ،‬فهو أعجز عن م ّد يد العون للطالب‬ ‫ومرافقته حنو مدارج العلى املعريف‪.‬‬ ‫رمبا يع���ي كثريون ضيق أفق ال���درس اجلامعي‬ ‫لدينا‪ ،‬عند التطرق ملس���ألة اإلملام باآلخر‪ ،‬يف وقت‬ ‫م�ب�رر لذلك الضيق‪ .‬حني كنت طالبا‬ ‫ما عاد فيه ّ‬ ‫يف الزيتون���ة كان أح���د أس���اتذتنا األجالء‪ ،‬ممن‬ ‫ِّ‬ ‫كلف ب���أداء درس علم االجتم���اع الديين‪ ،‬وهو يف‬ ‫َ‬ ‫مس���قط على ه���ذا التخص���ص‪ ،‬يقرئنا‬ ‫احلقيقة‬ ‫القول اإلجنيلي املأثور‪" :‬ال يعيش اإلنسان باخلبز‬ ‫وحده بل بكلمة من فم الرب"‪ ،‬بطريقة مغلوطة‪:‬‬ ‫"ال يعيش اإلنس���ان باحلرب وحده‪ ،"...‬ثم يستدرك‬ ‫مصحح���ا‪" :‬ال يعي���ش اإلنس���ان باخلرب وح���ده‪"...‬‬ ‫فتضج القاعة باهلتاف والضحك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الصراع على الزيتونة‬ ‫حني التحقت بالتدريس يف جامعة "األورينتالي"‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫التحقت بالتدريس يف جامعة "األورينتالي" يف نابولي‪ ،‬يف مستهل جميئي إىل إيطاليا‪،‬‬ ‫هالتين احلفاوة البالغة اليت أحاطين بها كبار املستشرقني واملستعربني‪ ،‬مبا ُخ ّيل إلي‬ ‫أن احلجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية‬ ‫يف نابول���ي‪ ،‬يف مس���تهل جميئ���ي إىل إيطالي���ا‪،‬‬ ‫هالت�ن�ي احلف���اوة البالغة اليت أحاط�ن�ي بها كبار‬ ‫املستشرقني واملستعربني‪ ،‬مبا ُخ ّيل إلي أن احلجر‬ ‫الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية‪ ،‬وت ُعود‬ ‫تل���ك احلفاوة إىل أمر بس���يط‪ ،‬أني خريج جامعة‬ ‫ديني���ة‪ ،‬م���ا فتئت متث���ل يف املخيال االستش���راقي‬ ‫قلع���ة من ق�ل�اع املعرفة اإلس�ل�امية‪ .‬يف احلقيقة‬ ‫ما كن���ت أقدر عل���ى البوح لزمالئ���ي اإليطاليني‬ ‫مبآالت االنغ�ل�اق املعريف الذي آلت إليه الزيتونة‪،‬‬ ‫فقد كانت نظرتهم مأسطرة عن هذه اجلامعة‪،‬‬ ‫واردة م���ن قرون مض���ت‪ .‬واحلال أنه بع���د أن بات‬ ‫الصراع على أش���ده يف الزيتونة وعل���ى الزيتونة‪،‬‬ ‫عل���ى م���دار الثمانينيات والتس���عينيات من القرن‬ ‫املاض���ي‪ ،‬بني التيارات اإلس�ل�امية والس���لطة‪ ،‬آلت‬ ‫في���ه نتائج الصراع لصاحل هذه األخرية‪ .‬فش���هدت‬ ‫املعرف���ة والدراس���ة حينه���ا تورط���ا يف من���اورات‬ ‫سياسية ضارية‪ ،‬مبا خّلف تراجعا معرفيا فادحا‪.‬‬ ‫لكن رغم ابتع���ادي عن اجلامع���ة الزيتونية‪ ،‬بقي‬ ‫س���ؤال اس���تقاللية املعرف���ة الديني���ة وصوابي���ة‬ ‫ملح يف ذهين‪.‬‬ ‫مضامينه���ا العلمية حاضرا بش���كل ّ‬ ‫أتس���اءل ع���ن احلصيل���ة املعرفي���ة ال�ت�ي توفره���ا‬ ‫اجلامعة الدينية‪ ،‬وما تتيحه من قدرات لالندماج‬ ‫االجتماعي لطالب العلم‪ .‬غدا األمر مبثابة اليقني‬ ‫ل���دي أن املعرفة الديني���ة الغيبي���ة الطابع‪ ،‬واليت‬ ‫يعوزها التحاور مع املسارات احلداثية للمجتمع‪،‬‬ ‫ه���ي غري قادرة عل���ى العيش إال ضمن مؤسس���ات‬ ‫الس���لطان ويف ظل���ه‪ ،‬وتعجز عن التواج���د بذاتها‪،‬‬ ‫ج���راء الوه���ن املعريف ال���ذي تعان���ي من���ه‪ .‬وهو ما‬ ‫جعل اخلط���اب الديين لدينا تابعا‪ ،‬وغري قادر على‬ ‫العيش بذاته‪ .‬مع ذل���ك‪ ،‬كان ْ‬ ‫وهم احلضور لديه‬ ‫مس���تفحال وهو غائ���ب‪ ،‬وباملث���ل كان ْ‬ ‫وهم الفعل‬ ‫لديه شائعا وهو عاجز‪.‬‬ ‫اآلفات املزمنة للدرس الديين‬ ‫مث���ة آفات عدّة تس���تحكم بال���درس الديين لدينا‪،‬‬ ‫س���آتي الحق���ا على ذك���ر بعضه���ا‪ .‬عموم���ا الزم‬ ‫مطل���ب اإلصالح التعليم���ي تاري���خ ال ّزيتونة‪ ،‬مع‬ ‫ذلك مل تتبلور بش���أنه فلس���فة لإلص�ل�اح‪ ،‬ختّلف‬ ‫حت���وّال وتط���وّرا فاعل�ي�ن‪ .‬ولذلك تع���دّدت دعوات‬ ‫أث���ر يذك���ر‪ ،‬مل���ا وعى ب���ه العديد‬ ‫اإلص�ل�اح دون ٍ‬ ‫ً‬ ‫خط���أ‪ ،‬كونه���ا حّل���ة خارجي���ة ترتديها‬ ‫العملي���ة‬ ‫املؤسس���ة‪ ،‬عل���ى غرار الش���عار األج���وف "الزيتونة‬ ‫ّ‬ ‫أصال���ة وتف ّت���ح" ال���ذي ُرف���ع طيلة التس���عينيات‪.‬‬

‫يف ح�ي�ن يتم ّثل اإلصالح اجلوه���ري يف ما ينبغي‬ ‫أن يق���وم عليه الدرس من منه���ج عقلي تفكيكي‪،‬‬ ‫وأس���اس دي�ن�ي إنس���اني منفت���ح‪ ،‬مصهوري���ن يف‬ ‫الربجمة‪ .‬واملالحظ يف مس���ار طروحات اإلصالح‬ ‫تل���ك‪ ،‬أن ّ‬ ‫ط�ل�اب اجلامع���ة كانوا أكث���ر إدراكا‬ ‫لضرورته من شيوخهم‪ ،‬وهو أم ٌر عجزت هياكل‬ ‫اإلشراف عن ترمجته إىل فلسفة تربوية علمية‪،‬‬ ‫لتنا ُقض نتائج العملية مع والءاتهم السياسية أو‬ ‫م���ع أهدافهم ال ّنفعي���ة‪ .‬ومن اآلف���ات املزمنة اليت‬ ‫أحملت‪ ،‬أذكر‪:‬‬ ‫ آف���ة غي���اب ش���رط الواقعية يف ال���درس الديين‪،‬‬‫وه���و ش���رط حموري‪ ،‬ف�ل�ا ميكن ضم���ان فاعلية‬ ‫املعرف���ة الديني���ة يف االجتم���اع‪ ،‬م���ا مل تس���تجب‬ ‫للتحدي���ات وجتيب عن التس���اؤالت‪ .‬وبالتوازي ال‬ ‫ميك���ن للمعارف الديني���ة أن تك���ون واقعية ما مل‬ ‫تع أث���ر خطابها يف العامل‪ ،‬فاملعرف���ة الدينية اليت‬ ‫ال تس���توعب املعط���ى الكوني هي معرف���ة منغلقة‬ ‫وم���ن اليس�ي�ر احنرافه���ا وس���قوطها يف األوه���ام‪.‬‬ ‫وحت���ى تضم���ن املعرف���ة واقعيته���ا ل���زم أن تعيد‬ ‫النظر يف مفهوم العلمية بشكل دائم ومتكرر وفق‬ ‫تعاط���ي نقدي م���ع ال���ذات‪ .‬فس���ابقا كان مفهوم‬ ‫العلمي���ة يف املعرفة الدينية مس���تمدا من س���ياق‬

‫إميان���ي‪ ،‬ولك���ن يف ظل واق���ع معومل ما ع���اد ذلك‬ ‫يفي بالغ���رض‪ ،‬حيث غدا مفهوم العلمية أوس���ع‬ ‫وأمشل‪ .‬ما اس���توجب أن ينفتح في���ه الدرس على‬ ‫املنجز العلم���ي العاملي‪ ،‬أكان يف املتابعة الداخلية‬ ‫َ‬ ‫للظواه���ر الديني���ة‪ ،‬يف أدي���ان قريب���ة أو نائية‪ ،‬أو‬ ‫كذل���ك يف االنفت���اح عل���ى املتابع���ة اخلارجي���ة‬ ‫للظواه���ر الدينية‪ ،‬ضمن اإلملام بعلوم ش���تى باتت‬ ‫ملح���ة لإلحاطة بالكائن املتدي���ن‪ ،‬على غرار علم‬ ‫االجتماع���ي الدي�ن�ي واإلناس���ة الديني���ة وتاري���خ‬ ‫األديان‪.‬‬ ‫ آف���ة غي���اب ش���رط العقالني���ة‪ :‬إذ مث���ة تراج���ع‬‫هائ���ل ملطلب العقالنية يف الدرس الديين العربي‪،‬‬ ‫والس���يما يف كليات الش���ريعة‪ .‬فه���ل معارفنا هلا‬ ‫قيم���ة أو هلا حضور خ���ارج فضائن���ا املعريف؟ رمبا‬ ‫ع���دم احلضور عائد إىل عجزنا عن القيام بعملية‬ ‫نقدية خلطابنا الديين‪ .‬وهل التعليالت اليت نعلل‬ ‫بها ج���دوى معارفنا هي ّ‬ ‫حبق تعلي�ل�ات كونية؟‬ ‫وه���ل خطابن���ا جت���اه اآلخر ه���و خط���اب عقالني‬ ‫ومعقول؟ لذلك طرح س���ؤال ِصدقية املعرفة من‬ ‫ّ‬ ‫الش���روط الالزمة حلفظ الفكر الدّيين من ال ّزيغ‬ ‫والض�ل�ال‪ .‬فف���ي العصر الذي كان���ت فيه خيول‬ ‫اإلسبان تد ّنس حرم ال ّزيتونة‪ ،‬كان العقل الديين‬ ‫يتلهّى بفنطازيا الغيبيات وهو حيس���ب أ ّنه حيسن‬ ‫صنعا‪ .‬رمبا تعوزنا حتى الراهن الشجاعة الكافية‬ ‫للتطرق للزوايا املظلمة يف تارخينا الزيتوني ويف‬ ‫راهننا الزيتوني الفتقارنا لعقل ديين نقدي‪.‬‬ ‫فم���امل يك���ن دي���دن املعرف���ة االلت���زام بالنق���د‬ ‫وال ّتمحيص من جانب‪ ،‬واليقظة والتن ّبه لتبدالت‬ ‫االجتماع البش���ري من جانب آخر‪ ،‬فإنها توشك أن‬ ‫تتحوّل إىل فلس���فة إماتة للمجتمع‪ّ .‬‬ ‫لعل املعرفة‬ ‫اإلسالمية اليت سادت يف عصور االحنطاط واليت‬ ‫ختّل���ت عن هذي���ن ّ‬ ‫الس���الفني‪ ،‬العقلي‬ ‫الش���رطني ّ‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬كانت مما ش���ايع فلس���فة املوات ال‬ ‫فلس���فة احلياة‪ ،‬وهو ما ومسه���ا بالتن ّكر الرؤيوي‬ ‫لألسس اجلوهرية للمعرفة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ ْ‬‫وهم املعرفة املزيّفة‪ :‬عادة ما يقع‪ ،‬عند استدعاء‬ ‫التحج���ج بالقلة‬ ‫لدين���ا‪،‬‬ ‫الديين‬ ‫التدري���س‬ ‫جم���د‬ ‫ّ‬ ‫والكث���رة املتعلقة بأعداد الط�ل�اب‪ ،‬دون التنبه إىل‬ ‫اإلش���كاليات الكامن���ة يف م���ا وراء القل���ة والكثرة‪.‬‬ ‫مسع���ت كثريا من أف���واه أنص���ار التعليم الديين‪،‬‬ ‫أن الزواتن���ة كان���وا أكث���ر نف���را إب���ان العه���د‬ ‫االس���تعماري منه أثناء العه���د البورقييب‪ ،‬وباملثل‬

‫‪21‬‬ ‫غالبا ما جتري املقارنة بني أعداد طالب الزيتونة‪،‬‬ ‫يف مس���تهل عه���د املخل���وع وآخ���ره‪ ،‬واحلقيقة أن‬ ‫املس���اهمة احلضاري���ة واإلضاف���ة املعرفي���ة ال‬ ‫بالك���م ب���ل بالكي���ف‪ .‬فاإلش���كال الرئيس‬ ‫ترتب���ط‬ ‫ّ‬ ‫للدرس الديين متواجد حني س���ادت الكثرة وحني‬ ‫تراجع���ت إىل قل���ة‪ ،‬وه���و عائد إىل غياب األس���س‬ ‫العلمية للدرس الديين‪ .‬فاس���تدعاء مناهج العلوم‬ ‫الكالس���يكية اإلس�ل�امية لتدريس الدي���ن ما عاد‬ ‫كافي���ا بامل���رة‪ ،‬وما ع���ادت تل���ك العل���وم كفيلة‬ ‫بضم���ان تكوي���ن مت���وازن للمرء‪ .‬وم���ا مل نوفق يف‬ ‫تطعيمه���ا بعل���وم مس���تجدة فس���يبقى حديثنا يف‬ ‫فج���ا‪ .‬ولذا وجب طرح س���ؤال مدى‬ ‫الدي���ن تكرارا ّ‬ ‫ق���درة مضامني تلك العل���وم على وع���ي الظواهر‬ ‫الديني���ة‪ ،‬وعلى إفادة الفرد يف عيش���ه ويف وجوده‪.‬‬ ‫فليس���ت املع���ارف الدينية معارف غري مش���روطة‬ ‫بواقعها بل هي معارف لصيقة بواقعها باألساس‪،‬‬ ‫وإال حتول���ت االس���تعاذة منها "اللهم إن���ا نعوذ بك‬ ‫من علم ال ينفع" إىل شرط الزم‪.‬‬ ‫ آف���ة تس���ييس املعرف���ة الديني���ة‪ :‬يف التاري���خ‬‫املعاص���ر غالبا ما كان حش���ر اجلامعة الزيتونية‬ ‫ضم���ن خي���ارات س���لطوية أو إس�ل�اموية جملبة‬ ‫لكوارث مجة على املعرف���ة الدينية‪ .‬وحني ْ‬ ‫هلوَتت‬ ‫َ‬ ‫املع���ارف داخ���ل "كلي���ة‬ ‫الطروح���ات البورقيبي���ة‬ ‫الش���ريعة وأص���ول الدي���ن"‪ ،‬غدت النظ���رة للدين‬ ‫ش���عائرية س���طحية مبتذلة‪ .‬حتول الفكر الديين‬ ‫إىل تابع خ���دوم‪ ،‬جاهز عند الطل���ب‪ ،‬لتربير ّ‬ ‫خط‬ ‫سياس���ي‪ ،‬وغدا هامش���ا يف آل���ة س���لطوية مفتونة‬ ‫بقدراتها‪.‬‬ ‫والحق���ا ح�ي�ن حتول���ت اجلامع���ة الزيتوني���ة إىل‬ ‫معقل حلرك���ة "االجتاه اإلس�ل�امي" ال�ت�ي باتت‬ ‫"حركة النهض���ة" وإىل "االحتاد العام التونس���ي‬ ‫للطلب���ة"‪ ،‬ص���ارت اجلامع���ة مدفوع���ة دفعا حنو‬ ‫مقصد سياس���ي‪ ،‬احت��� ّد فيه الصراع مع الس���لطة‬ ‫عل���ى ه���ذا الفض���اء الرم���زي‪ ،‬كان���ت مآالت���ه‬ ‫كارثي���ة على الزيتون���ة‪ .‬وطيلة ف�ت�رة التجاذب‬ ‫ب�ي�ن األقنوم�ي�ن‪ ،‬اإلس�ل�اموي والس���لطوي‪ ،‬مت‬ ‫التغافل ع���ن املضمون املعريف‪ ،‬م���ع أن فيه مربط‬ ‫الف���رس للرس���الة اجلوهري���ة للزيتون���ة‪ .‬وكان‬ ‫حري���ا أن ّ‬ ‫يرتكز االش���تغال علي���ه‪ ،‬طلبا لنهوض‬ ‫فعلي‪ ،‬ولغرض صن���ع عقل ديين فاعل يف فضائه‬ ‫وحاضر يف كونه‪.‬‬ ‫الرهان على العلمي‬ ‫إبان حقبة الصراع الضاري بني السلطة و"حركة‬ ‫النهضة"‪ ،‬أي طيلة عشرية التسعينيات من القرن‬ ‫املاضي‪ ،‬حاولت السلطة الدفع مبن زعموا القراءة‬ ‫النقدي���ة والعلمي���ة للموروث الدي�ن�ي إىل واجهة‬ ‫الصراع الفكري‪ ،‬وتوظيفهم إىل مرادها ومبتغاها‪.‬‬ ‫وقد اس���تعمل ذلك الش���ق أدواته "العلمية" بش���كل‬ ‫مبتذل وممس���وخ‪ ،‬فما كان املقصد إرس���اء جذور‬ ‫مقارب���ة ترنو إىل إعادة الوع���ي الصائب مبوروثنا‬ ‫الدي�ن�ي‪ ،‬ب���ل كان���ت العملي���ة تتطل���ع إىل مغامن‬ ‫سياس���ية‪ ،‬وهو ما جعل املقاربة العلمية التونسية‬ ‫تولد مشوّهة وتفشل يف خلق أجواء معرفية نقية‪.‬‬ ‫ويف ه���ذا الزم���ن اجلديد الذي تعيش���ه تونس‪ ،‬لن‬ ‫يث�ن�ي ذلك الفش���ل املبكر الصادقني عن مس���عاهم‬ ‫اجلاد‪ ،‬فكما فطنوا إىل كلمات احلق اليت أريد بها‬ ‫باطل‪ ،‬يدركون باملث���ل أن الدرس الديين احلالي‬ ‫مطالب باخلروج من رهن الالتارخيية إىل رحابة‬ ‫الواق���ع احل���ي‪ ،‬وكل تفري���ط يف قضاي���ا الراهن‬ ‫والتلهّ���ي عنها بقضاي���ا ميتافيزيقية مغرتبة من‬ ‫ش���أنه أن يغ ّيب العقل عن اهتمامه التارخيي‪ .‬ألن‬ ‫ال���درس الديين يصنع عزلته بتغاضيه عن قضايا‬ ‫جمتمعه‪ .‬رمبا فرصة االنعتاق السياسي للدرس‬ ‫الدي�ن�ي ه���ي من أن���در الف���رص التارخيي���ة اليت‬ ‫نعيش���ها‪ ،‬حيث ال جيد املقول الديين نفس���ه رهينا‬ ‫أو مرا َقب���ا إال م���ن ذاته‪ ،‬ومن هذا الب���اب ينبغي أن‬ ‫يراجع مهمته باالحتكام إىل وعيه وشروطه‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫خليل العرييب‬

‫املهرجانات‬ ‫العربية بني‬ ‫الرفض والقبول‬

‫إقام���ة املهرجان���ات العربي���ة وس���يلة ل���كل بلد‬ ‫للمحافظ���ة علي تقاليدها وتراثه���ا الثقايف والفين‬ ‫والتعري���ف به ‪ ،‬وتعت�ب�ر املهرجان���ات متنفس ألهل‬ ‫الف���ن واإلب���داع واملظل���ة ال�ت�ي جتم���ع ب�ي�ن أجيال‬ ‫خمتلف���ة م���ن ثقاف���ات متنوع���ة لط���رح رؤاه���م‬ ‫وتوجهاته���م ‪ ،‬وهي أيضا وس���يلة للتواصل وتقارب‬ ‫املس���افات بني الش���عوب املختلفة ومس���احة للحوار‬ ‫وتبادل اخلربات ‪.‬‬ ‫ويصل عدد املهرجانات الس���نوية يف بعض البالد‬ ‫العربي���ة إلي املئ���ات ( املغرب – تون���س – اجلزائر )‬ ‫ومنه���ا ما يص���ل إل���ي العش���رات ( مص���ر‪ -‬لبنان –‬ ‫اإلم���ارات ) يف ح�ي�ن ال يتجاوز عدده���ا أصابع اليد‬ ‫الواحدة يف بقية البالد العربية‪.‬‬ ‫وتتف���اوت آراء وإنطباع���ات الن���اس ع���ن جدوي‬ ‫إقام���ة ه���ذه املهرجان���ات وموق���ف احلكوم���ات‬ ‫واملؤسس���ات الثقافية من دعم ه���ذه املهرجانات بني‬ ‫الرفض والقب���ول ‪ ،‬فمنهم من ي���ري أن إقامة هذه‬ ‫املهرجانات إذا ما نظمت بشكل جيد وراقي وإحتوت‬ ‫عل���ي مادة ثقافي���ة تفي���د املتلقي كان هل���ا مردود‬ ‫معن���وي وتثقيف���ي لتنمي���ة الوع���ي واملعرف���ة لدي‬ ‫الناس إضافة إلي مردودها الس���ياحي واإلقتصادي‬

‫مهرجان بنغازي لفيلم اهلاتف النقال‬

‫جت���ري اإلس���تعدادات إلقام���ة فعاليات‬ ‫مهرج���ان بنغازي لفيلم اهلات���ف النقال يف‬ ‫دورت���ه األول���ي وه���و مهرج���ان خمصص‬ ‫لألف�ل�ام امللتقط���ة باهلات���ف النق���ال ‪ ،‬هذا‬ ‫املهرجان الذي سيقام بقاعة عرض سينما‬ ‫الفيل بالقرية الس���ياحية خالل الفرتة من‬

‫‪ 22‬إلي ‪ 24‬أكتوبر ‪ 2013‬برعاية وزارة‬ ‫الثقاف���ة واجملتمع املدن���ي وضمن فعاليات‬ ‫بنغازي عاصمة للثقافة الليبية ‪.2013‬‬ ‫املهرجان فكرة املخرج فتحي داوود الذي‬ ‫بدوره أنشا موقعا إلكرتونيا بإسم املهرجان‬ ‫ليس���هل التواصل مع املشرتكني من خارج‬

‫مدين���ة بنغ���ازي ‪ ،‬وكان���ت إدارة املهرجان‬ ‫قد باش���رت بإس���تقبال األعمال املشاركة‬ ‫اليت ب���دأت تصل تباعا وبش���كل كبري ومت‬ ‫فتع قاعة مونتاج مبقر املهرجان لتش���جيع‬ ‫ومساعدة اهلواة من تنفيذ أعماهلم ‪.‬‬

‫جممع للموسيقي والرقص بتونس‬ ‫يف لق���اء موس���ع مج���ع الس���يد وزي���ر الثقاف���ة التونس���ي وعدد‬ ‫م���ن الفنان�ي�ن يف جم���االت املوس���يقي والفن���ون الش���عبية تدارس‬ ‫في���ه اجملتمعني العديد م���ن القضايا الفنية اليت تعرتض مس�ي�رة‬ ‫احلرك���ة الفني���ة يف تون���س ومن بينه���ا فكرة إس���تحداث جممع‬ ‫للموسيقي والرقص ‪.‬‬ ‫وحسب وكالة تونس أفريقيا لألنباء اليت أوردت هذا اخلرب فإن‬

‫للبل���د ‪ ،‬ومن جهة أخري يري البعض من املتتبعني‬ ‫أن ه���ذا احلش���د م���ن املهرجانات واألم���وال الطائلة‬ ‫ال�ت�ي تص���رف عليه���ا ي���رون أن���ه م���ن املفي���د لو مت‬ ‫صرفه���ا يف جم���االت إقتصادية تعود علي الش���باب‬ ‫والبلد بالفائدة أكثر ‪.‬‬ ‫غري أن الظروف السياسية املتالحقة يف كثري‬ ‫من الب�ل�اد العربية أدت إلي تأجي���ل أو إلغاء الكثري‬ ‫من ه���ذه املهرجانات العربية املهم���ة مثل مهرجان‬ ‫دمشق للفنون املسرحية ومهرجان بعلبك يف لبنان‬ ‫الذي كان مرتبطا مبدينة بعلبك وأضطرت إدارة‬ ‫املهرج���ان هذا الع���ام إلي نقل���ه إلي مدين���ة بريوت‬ ‫لدواع���ي أمني���ة ‪ ،‬وكذل���ك إلغ���اء مهرج���ان باب���ل‬ ‫بالعراق وتأجيل مهرجان القاهرة الدولي للسينما‬ ‫وإلغاء مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجرييب‬ ‫وغريها كثري ‪.‬‬ ‫ويف الوق���ت نفس���ه تش���هد فيه املهرجان���ات يف دول‬ ‫اخللي���ج العربي إنتعاش���ة وإس���تمرارية لتصبح يف‬ ‫الوقت احلاضر من أهم املهرجانات العربية تنظيما‬ ‫ومتويال وحضورا عامليا وعربيا ‪.‬‬

‫اجملتمعني إقرتح���وا إعادة الروح إلي الفرقة القومية للموس���يقي‬ ‫والفرق���ة القومية للفنون الش���عبية اللتني مثلت���ا علي مدي عقود‬ ‫م���ن الزمن منربا لدعم اإلنتاج الفين التونس���ي وس���اهمتا يف بروز‬ ‫العدي���د م���ن األمس���اء ال�ت�ي أث���رت الحقا احلق���ل الفين التونس���ي‬ ‫مؤكدين علي أهمية اإلس���راع يف سن القوانني األساسية لتنظيم‬ ‫عمل هذه الفرق وإحياء نشاطاتها ‪.‬‬

‫مهرجان لسينما حقوق اإلنسان بتونس‬

‫أفتت���ح بتون���س العاصم���ة األس���بوع‬ ‫املاض���ي مهرج���ان أف�ل�ام حقوق اإلنس���ان‬ ‫الذي نظمت���ه اجلمعي���ة الثقافية لإلدماج‬ ‫والتكوي���ن التونس���ية وبرعاي���ة م���ن وزارة‬ ‫الثقافة التونسية والس���فارة السويسرية ‪،‬‬ ‫أقيم حفل اإلفتتاح بقاعة الكوليزي وسط‬ ‫حضور مجاهريي كبري تعالت فيه أصوات‬ ‫اإلحتجاج حول ما يتعرض له املبدعني من‬ ‫فنانني وكتاب وصحفي�ي�ن من إعتقاالت‬ ‫ومالحقات قضائية ‪.‬‬ ‫ش���هد حف���ل اإلفتت���اح عرض ش���ريط (‬ ‫الشهيد الس���عيد ) عن س�ي�رة حياة الشهيد‬ ‫املناضل ش���كري بلعي���د والفيلم م���ن إنتاج‬ ‫نص���ري الس���هيلي وم���ن إخ���راج احلبي���ب‬ ‫املستريي ‪.‬‬ ‫تتواصلت عروض املهرجان علي مدي‬ ‫ثالث���ة أيام متواصلة واقيم���ت فعالياته يف‬ ‫ع���دة قاعات مث���ل قاع���ة املوندي���ال وقاعة‬

‫دار الثقاف���ة ابن خلدون ‪ ،‬وتش���ارك يف هذا‬ ‫املهرج���ان دول عربي���ة وأجنبي���ة بأكث���ر‬ ‫م���ن مخس�ي�ن فيلم���ا ‪ ،‬ومن أش���هر األفالم‬ ‫املش���اركة من تونس فيلم الشهيد السعيد‬

‫وفيلم نس���اء صحفيات وم���ن األردن فيلم‬ ‫ه���در ومن س���وريا فيلم دمش���ق حيب ومن‬ ‫لبنان فيلم عامل ليس لنا ومن فرنسا فيلم‬ ‫حيت الطائر حيتاج عشه ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫مرة اخرى‬

‫األخوان ‪..‬يونس و امحد منصور اخليف‬

‫عودة للتعليق‬ ‫الرياضي املستفز!‬

‫عاشقا النجمة القدمية‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫نشأنا معا يف شارع الشوخيات حيث اجلامع‬ ‫امل��ع��روف ب��ه��ذا االس���م و ال���ذي شيد يف نهاية‬ ‫العهد العثماني الثاني ‪..‬و على مصطبة هذا‬ ‫اجل��ام��ع او على ال��دك��ان��ة كما كنا نطلق‬ ‫عليها كنا نلتقي لنتسامر و حنكي عن كرة‬ ‫ال��ق��دم لعبتنا املفضلة ‪ ..‬كنا جن��ري بعض‬ ‫امل��ب��اري��ات يف ش���ارع ب��ن عيسى و احيانا كنا‬ ‫نذهب اىل ملعب القز حيث يوجد ضريح عمر‬ ‫املختار و احيانا كنا نذهب اىل امللعب البلدي‬ ‫القريب من الفندق البلدي ‪.‬‬ ‫يونس كان يكرب شقيقه امحد بسنوات قليلة‬ ‫و ألن��ه ك��ان مشاكسا ك��ان دائما يلعب يف‬ ‫مركز قلب الدفاع اما امحد فكان العبا متألقا‬ ‫و موهبا و لذلك كان جييد اللعب يف مركز‬ ‫قلب اهلجوم ‪.‬‬ ‫التقينا جمددا عام ‪ 1962‬م يف مدرسة االمري‬ ‫حيث تعّهدنا املدرب الفاضل مدرس الرياضة‬ ‫االس��ت��اذ حسني بوحليقة و اصبحنا مجيعا‬ ‫اع��ض��اء يف منتخب م��درس��ة االم�ي�ر برفقة‬ ‫عبد ال��ك��ري��م االوج��ل��ي و مصطفى ن��ب��وس و‬ ‫ميلود العجيلي و حسين و حممد الرتكي و‬ ‫الصاحلني بسيكري و بشكة الالعب املوهوب و‬ ‫محدي االرنأوطي و غريهم ‪.‬‬

‫اس��ت��م��را ك�لاع��ب�ين ب��ه س��ن��وات ط��وي��ل��ة و مل‬ ‫ينتقال اىل اي نادي اخر بالرغم من االغراءات‬ ‫ال�تي كانت تقابلهما خاصة امح��د الالعب‬ ‫املميز ‪ ..‬كنا جن��ري مباريات ودي��ة مع فرق‬ ‫م��ن ال��ص��اب��ري و سيدي حسني و ال�برك��ة و‬ ‫شكلنا فريقا قويا اطلقنا عليه فريق شارع بن‬ ‫عيسى كان يضم يونس راشد و بشكة و ميلود‬

‫و يف السنة ذاتها اختارهما االستاذ عبد احلميد‬ ‫معتوق ليلعبا ضمن فريق النجمة الثالث و‬ ‫ك��ون بهما فريقا رائعا استطاع ان يفوز به‬ ‫ببطولة الدرجة الثالثة و تألق رئيس الفريق‬ ‫امحد اخليف يف هذه البطولة و سجل هدف‬ ‫الفوز يف املباراة النهائية ‪.‬‬ ‫و ألن��ه��م��ا ك��ان��ا يعشقان النجمة القدمية‬

‫العجيلي ‪.‬‬ ‫ع��رف��ت االخ���وان ي��ون��س و امح��د م��دة طويلة‬ ‫ع��رف��ت فيهما ال��رج��ول��ة و االدب و االخ�لاق‬ ‫الفاضلة و كانا يعشقان النجمة كثريا ‪..‬‬ ‫قمنا معا برحالت كثرية يف الرب و يف البحر‬ ‫و كان احلاج يونس هو الذي جيمع منا قيمة‬ ‫االش��ت�راك و ه��و ال���ذي ي��ق��وم ب��ش��راء ك��ل ما‬

‫االداري الكفؤ‬

‫فرج العقيلي‬ ‫هو الذي ميتاز باملتابعة املس���تمرة و الدقيقة لرصد‬ ‫البطاق���ات الصف���راء و احلم���راء لفريق���ه و للف���رق‬

‫حنتاجه يف الرحلة و قد عرف عنه الفكاهة‬ ‫النادرة اليت تضفي جوا على املكان ‪.‬‬ ‫اما امحد فكان جديا يف حياته و يف لعبه للكرة‬ ‫فهو ه��داف من ال��ط��راز االول جييد اقتناص‬ ‫الكور يف املناطق احلية و تسجيل االه��داف ‪..‬‬ ‫كان دائم البحث يف امللعب عن ثغرة يصيب‬ ‫منها اهلدف كان مشروع العب كبري لو امد‬ ‫اهلل يف عمره و لكنه رح��ل كطائر السنونو‬ ‫رح��ل سريعا و مبنتهى االمل و احلسرة بكاه‬ ‫كل الذين عرفوه و مل يصدقوا انه رحل بكل‬ ‫تلك السرعة ‪..‬ك��ان��ت فاجعة حقا ملشجعي‬ ‫الرياضة يف مدينة بنغازي عامة و مشجعي‬ ‫فريق النجمة القدمية بصورة خاصة بكاه‬ ‫اجلميع و ودع��ه اجلميع حيث غافر الذنوب‬ ‫و اخلطايا ‪ ..‬ترك امحد ذكريات كروية ال‬ ‫تنس يف شارع الشوخيات و يف مدرسة االمري و‬ ‫َ‬ ‫يف نادي النجمة القدمية ‪.‬‬ ‫اما شقيقه االك�بر يونس فقد كان مدافعا‬ ‫صلبا و مشاكسا و جييد الرقابة الشخصية‬ ‫ع��ل��ى الع�ب�ي اخل��ص��م ل��ع��ب ل��ف��ري��ق ش���ارع بن‬ ‫عيسى و ل��ف��ري��ق م��درس��ة االم�ي�ر و لفريق‬ ‫النجمة القدمية الثالث و الثاني و فاز معهم‬ ‫ب��ع��دة ك���ؤوس ‪..‬و ت��رك لنا اي��ض��ا ذك��ري��ات‬ ‫رائ��ع��ة و ج��ي��دة فهما الع��ب��ان ك��ان��ا ي��أم�لان‬ ‫يف حتقيق اه���داف رياضية ك��ب�يرة و كانا‬ ‫حي��ل��م��ان ب��ال��وص��ول اىل ال���درج���ة االوىل و‬ ‫املنتخب اللييب و لكن ال��ق��در و امل���وت كانا‬ ‫اس��رع منهما فاختطفهما منا سريعا ‪..‬و لكن‬ ‫ذك��ري��ات��ه��م��ا ب��اق��ي��ة بيننا دائ��م��ا نذكرهما‬ ‫كلما مررنا على مدرسة االمري او على شارع‬ ‫الشوخيات او قمنا برحلة اىل اجلبل االخضر او‬ ‫مررنا على مصيف جليانة حيث كنا جنري‬ ‫املباريات على رماله يف ستينيات القرن املاضي ‪.‬‬ ‫رحم اهلل العبينا اللذان اسعدانا يوما و بكينا‬ ‫عليهما كثريا و لكن ذكرياتهما تبقى اىل‬ ‫االبد كنموذج رائع ألبناء مدينة بنغازي ‪.‬‬ ‫‪ 1‬رئيس فريق النجمة القدمية امحد اخليف‬ ‫يتسلم كأس البطولة يف املباراة النهائية اليت‬ ‫ف��از فيها فريق النجمة على االهلي ‪ 3-2‬يف‬ ‫املوسم الرياضي ‪ -63 62‬م ‪.‬‬ ‫‪ 2‬فريق النجمة الثاني يف املوسم الرياضي‬ ‫‪ 66-67‬وق����وف����ا م����ن ال���ي���م�ي�ن ‪..‬ف���ت���ح���ي‬ ‫الساحلي‪،‬حسن الفرجاني‪،‬حممد الزاوي‪،‬فرج‬ ‫ج��ي��ج��ي‪،‬ع��ب��د احل��ف��ي��ظ ب���ال���روي���ن ‪،‬حم��م��د‬ ‫الفسي‪،‬احلاج يونس اخليف‪.‬‬ ‫جلوسا من اليمني ‪..‬شرشر‪،‬الصويعي‪،‬حممد‬ ‫عبد اجلليل‪،‬الوراد الصغري ‪،‬بووذن ‪.‬‬

‫املنافس���ة ‪.‬و حي���رص عل���ى االط�ل�اع عل���ى القوانني و‬ ‫اللوائ���ح املنظمة للعب���ة و اخلاصة بالطع���ون و قيد و‬ ‫انتق���االت الالعبني تفاديا ألي اش���كال ق���د يقع او ألي‬ ‫جتاوز قد حيدث‪.‬و لألسف عودتنا ادارة النادي االهلي‬ ‫بنغازي يف السنوات االخرية على مثل هذه االخطاء !!‬ ‫لق���د لعب محد السنوس���ي باملخالف���ة ضد االخضر يف‬ ‫احد املواس���م و خس���ر االهلي الره���ان و ظفر االخضر‬ ‫بنتيج���ة املباراة ‪ .‬و ح���رم فريق االواس���ط على الرغم‬ ‫م���ن ف���وزه عل���ى النص���ر ‪ 2-0‬م���ن التأه���ل اىل املباراة‬ ‫النهائي���ة امام اهل�ل�ال املوس���م املاضي نتيجة اش���راك‬ ‫العب باملخالفة يف مباراة النصر ‪.‬ثم اللغط الذي اثري‬ ‫حول انتقال طارق اقطيط من خليج سرت اىل االهلي‬ ‫بنغازي و اصب���ح اخريا يف صفوف االهلي يف طرابلس‬ ‫على الرغم من تأكيدات ادارة االهلي بنغازي بصحة‬ ‫انتقال الالعب طارق اقطيط ‪.‬‬ ‫و حالي���ا اجل���دل القائ���م ح���ول انتق���ال الالع���ب على‬ ‫س�ل�امة اىل االهل���ي بطرابل���س و الغري���ب ان االهلي‬ ‫بطرابل���س كان الط���رف املض���اد املس���بب ل���كل ه���ذه‬

‫كتبنا يف ع��دد سابق ان بعض املعلقني الذين‬ ‫يعلقون على املباريات الرياضية خيرجون بتعليقاتهم‬ ‫عن احل��دود املنطقية الصحيحة و يذهبون ألمور‬ ‫جانبية و عبارات و الفاظ ليس هلا عالقة بالرياضة‬ ‫و ادابها ‪.‬‬ ‫حيث اشرنا اىل ما قام به املعلق البسكري يف تعليقه‬ ‫على م��ب��اراة فريقنا ال��وط�ني لكرة ال��ق��دم م��ع فريق‬ ‫الكامريون و اشرنا اىل تلك العبارات الصبيانية و‬ ‫كذلك اىل الصراخ و التهريج و االفتعال املتصنع و‬ ‫حتامله على احلكم بدون مربر‪.‬‬

‫و االن نعود مرة اخرى نتحدث عن التعليق الرياضي‬ ‫بعد ان استمعنا ل�لأخ خليل اعبيد يف تعليقه على‬ ‫مباراة تونس و مصر ضمن مباريات بطولة افريقيا‬ ‫للكرة الطائرة حيث هذا الصراخ و التهريج و االنفعال‬ ‫املتصنع يف كل لعبة و كل نقطة و كذلك استعماله‬ ‫لبعض اجلمل و العبارات و اليت يكررها عدة مرات و‬ ‫بصوت عالي مزعج مثل(نار يا حبييب نار)مما افسد‬ ‫متعة املشاهد و ضايق املتحمسني ‪.‬‬ ‫مرة اخرة ارمحوا املشاهد و اتركوه يستمتع و توقفوا‬ ‫عن هذا التهريج و استعمال العبارات اليت ال تفيد و‬ ‫ال تليق ‪.‬‬ ‫هذه نصيحة اخرى كم امتنى ان توضع يف االعتبار ‪.‬‬

‫االشكاالت !!‬ ‫و الس���ؤال املوجه إلدارة الن���ادي االهلي بنغازي كيف‬ ‫انتق���ل الالع���ب على س�ل�امة اىل فري���ق تلفونات بين‬ ‫سويف ؟‬ ‫و هل عن طريق االعارة ام ان الالعب كان حرا ؟‬ ‫و ماذا تقرر اللوائح الداخلية يف مثل هذه االمور ؟‬ ‫و هل هي متفقة مع لوائح الفيفا ام خمالفة هلا ؟‬ ‫و عل���ى اي اس���اس اك���د الس���يد طاطاناك���ي رئيس‬ ‫جمل���س ادارة االهل���ي انضم���ام الالعب على س�ل�امة‬ ‫رفقة الالعب امحد الزوي اىل صفوف االهلي بنغازي‬ ‫يف خرب ورد على شريط االخبار لقناة ليبيا اوال ؟‬ ‫و فج���أة طل���ع علين���ا الالعب عل���ي س�ل�امة يف مكاملة‬ ‫هاتفي���ة يب���دو انه���ا خمط���ط هل���ا مس���بقا عل���ى قناة‬ ‫ليبي���ا واح���د يف برنام���ج رياضي مس���اء ي���وم اجلمعة‬ ‫‪ 2013\9\13‬و قال صراحة ‪(-:‬انتقلت اىل االهلي‬ ‫بطرابل���س مبح���ض ارادتي دون ضغ���ط او اغراءات او‬ ‫طم���ع)و احلقيقة غري ذلك فكل هذه املؤثرات الثالثة‬ ‫كان���ت وراء انتق���ال الالع���ب عل���ي س�ل�امة لألهل���ي‬

‫بطرابلس‪..‬و لألس���ف مت اس���تدراج الالع���ب ليتحدث‬ ‫ع���ن تأجيل الدوري و عزاه اىل جماملة الس���يد رئيس‬ ‫االحتاد العام انور الطش���اني للن���ادي االهلي بنغازي و‬ ‫اخلش���ية من مجهوره كما انتقد تواجد السيد رئيس‬ ‫االحتاد العام يف اس���بانيا االمر الذي ال خيص الالعب‬ ‫على سالمة و مقدم الربنامج و ضيوفه الكرام ‪.‬‬ ‫على اية حال ليس علي سالمة فقط من يسيل لعابه‬ ‫لإلنتقال اىل االهلي بطرابلس او االحتاد الكل جيري‬ ‫وراء املبال���غ الضخم���ة و الكل يس���عى لتكون حظوظه‬ ‫وافرة يف تواجده باملنتخب ‪.‬‬ ‫اذا كان تأجيل الدوري بسبب موضوع انتقال الالعب‬ ‫علي س�ل�امة فهذا ش���ئ مؤس���ف ‪..‬فهو ال يس���تحق ان‬ ‫يؤج���ل الدوري م���ن اجله و ال يس���تحق ان تث�ي�ر ادارة‬ ‫النادي االهلي بنغازي هذا اجلدل من اجله !!‬ ‫االهلي بنغازي اكرب من اي العب ‪..‬و اخريا يقول املثل‬ ‫الشعيب ‪(-:‬اللي يبدلك بالفول بدله بقشوره)‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 125‬أكتوبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.