العدد 126 و 127

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 127 - 126‬‬

‫‪ 21 - 8‬أكتوبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫عيد أضحى مبارك‬ ‫‪)2012)2013‬‬ ‫أكتوبرنوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫‪) 77‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪21 - 8 30‬‬ ‫‪( -() -127‬‬ ‫‪- 126‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫‪ ..‬ولكن يف زمن الفقد يفتقد الرجال‬

‫سرق عمرنا ‪...‬فال تسرقوا أحالمنا‬

‫بناء قطاع األمن يف ليبيا‬

‫أمحد العنيزي ‪..‬‬ ‫حكاية كاتب‬ ‫من املدينة‬

‫لوطن الزال موحداً !!‬ ‫شذرات متفرقة ٍ‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫سرق عمرنا ‪...‬فال تسرقوا أحالمنا‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫الغالف ورسومات داخلية‬ ‫حممود احلاسي‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫احلسني املسوري‬

‫حينما كان الدكتاتور املقبور القذايف يعبث ببالدنا احلبيبة ليبيا مل نكن منلك أي ش���يء س���وى حلم‬ ‫دائ���م بليبي���ا اجلميل���ة الرائعة ‪ .‬نع���م كان وال يزال لدينا حلم بدولة يتم فيها تداول الس���لطة س���لميا‬ ‫ويتمت���ع فيها املواطنني حبقوقهم السياس���ية ‪،‬وحترتم فيها حرية الرأي والتعددية السياس���ية بأحزاب‬ ‫وطنية وإعالم حر وصحافة تعمل كسلطة رابعة ‪.‬‬ ‫نع���م لدينا حلم بدولة املؤسس���ات اليت حتمي اللييب واألجنيب وفق القانون ‪،‬وحترتم اإلنس���ان وحقوقه‬ ‫وحرياته ‪،‬قد تكون هذه أحالم النخبة ‪،‬وقد يكون هم املواطن كان يف توفر مستش���فيات تقدم خدمات‬ ‫صحية ممتازة ومدارس راقية يتعلم فيها أبنائه ‪،‬ومرتب جيعله يعيش براحة ورفاهية ‪،‬وبنية حتتية‬ ‫تتوف���ر فيها الطرق الس���ريعة واملطارات العاملية ‪،‬واملرافق احلضارية اليت جتعل املواطن يش���عر بالرقي‬ ‫والتحضر ‪،‬لكن احللم واحد وليس ممكنا إال ببناء دولة املؤسسات اليت تبين اإلنسان والبالد ‪.‬‬ ‫لق���د ضي���ع الق���ذايف أربعة عقود كان ميك���ن فيها بناء اإلنس���ان اللييب وفق منظوم���ة أخالقية رائعة‬ ‫حتمل طيبة شعبنا وأخالق وقيم العائلة الليبية األصيلة ‪،‬ومساحة مبادئ الدين اإلسالمي احلنيف‬ ‫وتوعية املواطن ورقيه بالتعليم الراقي واملمتاز ‪.‬وكما اإلنس���ان دمر القذايف البالد فأصبحت ليبيا اىل‬ ‫جانب البرتول تنتج الفس���اد ‪،‬فال طرق صاحلة وال مستش���فيات تقدم العالج الكايف والمدارس تتوفر‬ ‫فيها أس���اليب التعلي���م املتطورة ومطارات ختجل م���ن الوقوف فيها مبا يف ذلك مط���ار طرابلس العاملي‬ ‫باالسم فقط ‪.‬‬ ‫من تونس عاد األمل من جديد وأصبح حتقيق احللم يلوح يف األفق لتنجح ثورة اليامسني يف تونس‬ ‫ويصل عبريها اىل مصر وليبيا ‪،‬ورغم أن الثمن كان كبريا فإن احللم قاد الناس اىل الشوارع وامليادين‬ ‫‪،‬والش���باب اىل س���احات املعارك و جبهات القتال ‪،‬وحتركت النخبة يف الداخل م���ع املعارضة الليبية يف‬ ‫اخل���ارج يف مج���ع التأييد الدولي لينج���ح الليبيون مبس���اعدة اجملتمع الدولي يف إس���قاط الدكتاتور‬ ‫املقبور القذايف ‪،‬نعم سقط الذي سرق عمرنا وعمر أجيال كثرية حلمت بليبيا اجلميلة‪.‬‬ ‫اليوم وبعد انتصار الثوار عس���كريا وإعالن التحرير رمسيا منذ عامني لألسف الزلنا يف مرحلة الفشل‬ ‫السياس���ي ‪،‬وبالتالي الفش���ل يف بناء الدولة اليت حلم بها الليبيون شعبا وخنبة وذلك بسبب عدم احرتام‬ ‫بعض الثوار لشرعية الدولة ‪،‬وعدم إخالص بعض السياسيني للشعب اللييب وثورته يف ‪ 17‬فرباير‬ ‫كم متنيت أن تبقى جرائم الدكتاتور القذايف هي األخرية يف ليبيا ‪.‬ولكن لألسف بعض الثوار حتولوا‬ ‫اىل مليشيات تسجن وحتقق وتعذب ومتارس ما كان ميارسه املقبور القذايف وعصاباته من امن داخلي‬ ‫وخارجي وجلان ثورية وحرس ثوري ‪.‬‬ ‫وحتول بعض السياس���يني وبعض املسؤلني اىل فاسدين كما أعضاء مكتب االتصال واملسؤلني يف عهد‬ ‫الق���ذايف ‪،‬فعلي زيدان املناضل تصرف كما البغدادي احملمودي وأصبح كاتبا يوقع ملن حيمل الس�ل�اح‬ ‫ويصادر القرار ‪،‬وخضع كما خيضع كتبت وموظفي القذايف ‪.‬‬ ‫زيدان الذي خذل الشعب املساند للشرعية عندما حاصرو وزارة اخلارجية ‪،‬كما خذل قبلهم الشهداء‬ ‫واملناضل�ي�ن عندم���ا أعلن تش���كيلته الوزاري���ة ‪،‬زيدان يتحمل مس���ؤولية بقائ���ه وعدم اس���تقالته وقوله‬ ‫احلقيق���ة للش���عب اللييب ‪،‬لكن املس���ؤولية الكاملة يتحملها ممثلي الش���عب اللي�ب�ي يف املؤمتر الوطين‬ ‫وخاصة حزب العدالة والبناء وحتالف القوى الوطنية وكتلة الوفاء للشهداء ‪.‬‬ ‫نعم لقد ارتكبنا الكثري من األخطاء والعديد من احلماقات ‪،‬وسقطت األقنعة عن بعض الوجوه يف فرتة‬ ‫قص�ي�رة ‪،‬وه���ذا أمر جيب أن نع�ت�رف به وننطلق منه لبن���اء ليبيا اجلديدة ‪،‬حيث جيب أن نس���تفيد من‬ ‫أخطائنا بعدم تكرارها ‪.‬‬ ‫كما متس���ك بعض الليبيني وخاصة تيار اإلس�ل�ام السياس���ي بأيدلوجيات وأجندات التس���تطيع ليبيا‬ ‫حتملها وال حتقيقها ‪،‬فليبيا دولة ال يتعدى عدد س���كانها ‪ 6‬مليون نسمة ‪،‬و ال متتلك القدرات البشرية‬ ‫والسياس���ية ‪،‬وال البنية التحتية واملالية لتدخل ضمن مشروع سياسي إقليمي أو دولي ‪،‬بالدنا حتاول‬ ‫النهوض ومن اخلطأ الزج بها يف صراعات دولية وايدولوجيا معينة ‪،‬وجيب أن نستفيد ونعترب من ضياع‬ ‫‪ 42‬سنة تارة باسم القومية العربية وأخرى باسم القيادة اإلسالمية وأخرى باسم ليبيا األفريقية‪.‬‬ ‫نع���م اليوم أصبحنا أم���ام كابوس الذهاب اىل نفق مظل���م ‪،‬وهذا األمر يتوقف على مدى وعي ش���بابنا‬ ‫ومدى املس���ؤولية الوطنية لقياداتهم ‪،‬فش���باب وقيادات يف خصام مع أهلهم وجمتمعهم ال ميكنهم أبدا‬ ‫أن يقودوا ال املسلمني وال العامل ‪،‬فال حتولوا بالدكم ليبيا اىل ساحة حلروب اآلخرين كما الصومال‬ ‫‪،‬ال احد يدفع الثمن إال الش���عب الصومالي ‪،‬ويف أفغانس���تان والعراق ال احد يدفع الثمن س���وى الش���عب‬ ‫األفغان���ي والعراق���ي ‪،‬من دمرت مدارس���هم ومستش���فياتهم وبيوتهم وقتل أطفاهلم ه���م الصوماليني‬ ‫والعراقيني واألفغان وليس السعودية وقطر واإلمارات و الواليات املتحدة أو إيران وروسيا ‪.‬‬ ‫ليبي���ا ليس���ت بالدهم ولكن ختس���رون انتم ومعكم أهلك���م وأطفالكم وجريانكم وبيوتكم وش���وارعكم‬ ‫وخنسر مجيعا بالدنا ليبيا ‪.‬‬ ‫نعم لقد سرق الدكتاتور القذايف عمرنا ‪...‬فالتسرقو أحالمنا بليبيا اجلميلة ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•يعتذر رئيس التحرير أمحد الفيتوري عن كتابة االفتتاحية النشغاله يف عزاء أخيه االصغر مصطفي ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫مراسلون بال حدود ‪-‬تصدربياناً صحافياً‬

‫مهنيو اإلعالم اللييب يتعرضون النتهاكات خطرية‬ ‫عبت منظمة مراسلون بال حدود عن قلقها‬ ‫رّ‬ ‫م���ن األج���واء املش���حونة اليت يعم���ل يف ظلها‬ ‫الصحفي���ون الليبي���ون‪ ،‬وهي أجواء يس���ودها‬ ‫غي���اب تام لألم���ن ونقص كب�ي�ر يف تطبيق‬ ‫سيادة القانون‪ .‬كما تدعو املنظمة السلطات‬ ‫الليبي���ة إىل عدم التس���اهل م���ع االنتهاكات‬ ‫اجلسيمة اليت تكاثرت مؤخراً وعدم تركها‬ ‫بدون عقاب‪.‬‬ ‫ففي يوم ‪ 29‬س���بتمرب ‪ ،‬عند الثامنة صباحاً‪،‬‬ ‫كان مق���ر إذاع���ة الزاوي���ة مبدين���ة الزاوية‬ ‫هدف���اً لع���دة طلق���ات ناري���ة‪ ،‬م���ا تس���بب يف‬ ‫أضرار مادية‪ .‬وحلس���ن احل���ظ‪ ،‬مل يصب أي‬ ‫م���ن العاملني يف املبنى يف ه���ذا االعتداء‪ ،‬غري‬ ‫أن مكتب مدير اإلذاعة عمر س���لطان أصيب‬ ‫بأضرار‪.‬‬ ‫ويوم ‪ 27‬س���بتمرب ‪ ،‬تع ّرض طاهر الرتكي‪،‬‬ ‫رئي���س حترير صحيف���ة رواس���ي الزنتاني‪،‬‬ ‫لالعت���داء عل���ى يد جمموعة مس���لحة بينما‬ ‫كان يق���ود س���يارته عل���ى طري���ق الس���واني‬ ‫باجت���اه مدين���ة الزنت���ان برفق���ة زوجت���ه‬ ‫وابنتهما وأخي���ه‪ .‬وقد أطلق املس���لحون النار‬ ‫عدة مرات على سيارة آل الرتكي‪ ،‬ما تسبب‬ ‫يف جرح الصحفي يف س���اقه‪ ،‬بينما تويف أخوه‬ ‫الحق���اً يف املستش���فى متأث���راً جبراحه‪ .‬وبعد‬ ‫إط�ل�اق الن���ار‪ ،‬اختطفت اجملموعة املس���لحة‬ ‫طاه���ر الرتك���ي وترك���ت زوجت���ه‪ ،‬اليت مل‬ ‫تصلها أية أخبار عنه حتى اليوم‪.‬‬ ‫ويوم ‪ 23‬س���بتمرب ‪ ،‬اع ُت ِقل الصحفي املستقل‬ ‫أمحد عبد احلكيم املش���اي‪ ،‬الذي يتعاون مع‬ ‫عدد من وس���ائل اإلعالم احمللي���ة والدولية‪،‬‬ ‫عل���ى يد دورية ش���رطية يف ح���ي اهلضبة يف‬ ‫طرابل���س‪ .‬ويب���دو أن ه���ذا الصحفي الش���اب‬ ‫كان مبحوث���اً عن���ه م���ن قبل اجلي���ش‪ ،‬فقد‬ ‫كّبل رجال الشرطة يديه ثم وضعوا عصابة‬ ‫عل���ى عينيه قب���ل اقتياده إىل أح���د املعتقالت‬

‫الس���تنطاقه‪ .‬كما يبدو أن اعتقاله التعسفي‬ ‫هذا ل���ه صلة مبداخلة هاتفية ل���ه مع القناة‬ ‫الفضائي���ة اخلاص���ة العاصم���ة يف الليل���ة‬ ‫الس���ابقة العتقاله‪ ،‬حيث انتقد حكومة علي‬ ‫زي���دان وحركة اإلخوان املس���لمني الليبيني‬ ‫والتأثري السليب للمليشيات املسلحة‪ ،‬والذين‬ ‫محله���م مجيعاً مس���ؤولية انع���دام األمن يف‬ ‫ّ‬ ‫ليبيا‪ .‬وكان هذا التدخل على اهلواء مباشرة‬ ‫يهم باخلصوص اختطاف عصابة مس���لحة‬ ‫ّ‬ ‫للناش���ط عز الدين الوحيش���ي قب���ل أيام من‬ ‫ذل���ك بينم���ا كان يش���ارك يف مظاه���رة يف‬ ‫ساحة الش���هداء بالعاصمة الليبية طرابلس‪.‬‬ ‫وخالل اعتقاله‪ ،‬تع��� ّرض أمحد عبد احلكيم‬ ‫لضغ���وط ش���ديدة حيث ُطِلب من���ه االتصال‬

‫هاتفي���اً بقن���وات ليبي���ة خمتلف���ة م���ن أجل‬ ‫تفنيد ما ص ّرح به س���ابقاً‪ ،‬وهو ما رفضه هذا‬ ‫ُ‬ ‫ف���رج عنه يف الي���وم املوالي‪.‬‬ ‫الصحف���ي حتى أ ِ‬ ‫وم���ازال يتلقى حت���ى اآلن رس���ائل ترهيبية‬ ‫وتهديدات بالقتل‪.‬‬ ‫وقب���ل ذل���ك بأي���ام‪ ،‬يف ‪ 14‬س���بتمرب ‪،2013‬‬ ‫تع��� ّرض الصحفي املس���تقل حممد اهلاش���م‪،‬‬ ‫ال���ذي يتع���اون م���ع صحيف���ة ش���روق ليبيا‬ ‫ووكالة األنب���اء تضامن‪ ،‬لالختطاف حوالي‬ ‫الس���اعة اخلامس���ة والنصف مس���ا ًء بالقرب‬ ‫من س���احة الش���هداء‪ .‬وكان ق���د أو ِقف عند‬

‫نقط���ة تفتي���ش عس���كرية لتحدي���د اهلوية‪.‬‬ ‫وبع���د أن كش���ف ع���ن هويت���ه الصحفي���ة‪،‬‬ ‫اقتي���د حمم���د اهلاش���م إىل معتق���ل س���ري‬ ‫تع��� ّرض في���ه للتعذي���ب حلوالي ‪ 12‬س���اعة‪،‬‬ ‫حيث مورس عليه الصعق بالكهرباء َ‬ ‫واجللد‬ ‫رغم على‬ ‫احلرق بأعقاب الس���جائر‪ .‬بعدها‪ ،‬أُ ِ‬ ‫االع�ت�راف حت���ت التعذي���ب بأن���ه ينتمي إىل‬ ‫النظام السابق‪ ،‬وهو اتهام ينفيه بشكل قاطع‪.‬‬ ‫ومل يت���م اإلف���راج عن���ه إال بعد م���رور أربعة‬ ‫أيام‪ ،‬يف ‪ 18‬سبتمرب‪.‬‬ ‫وعند نهاية ش���هر أغس���طس ‪ ،‬تع��� ّرض مقر‬ ‫صحيفة ليبي���ا اجلديدة للنه���ب والتخريب‬ ‫عل���ى ي���د جمموعة مس���لحة صبيح���ة أحد‬ ‫أي���ام اجلمع���ة‪ ،‬والذي يص���ادف عطلة نهاية‬ ‫األس���بوع يف ليبي���ا‪ ،‬حي���ث ُس���رقت ُمع���دّات‬ ‫الصحفيني‪ ،‬ومن بينها عدد من احلواس���يب‪.‬‬ ‫وكان املدي���ر التنفي���ذي للصحيف���ة فيصل‬ ‫عم���ار اهلمال���ي ومدي���ر التحري���ر حمم���ود‬ ‫املصرات���ي ق���د تلق ّي���ا س���ابقاً ع���دة تهديدات‬ ‫تستهدف شخصيهما وعائلتيهما‪.‬‬ ‫و ُت ّ‬ ‫ذك���ر منظم���ة مراس���لون بال ح���دود بأن‬ ‫ليبي���ا العهد اجلديد لديه���ا التزامات وطنية‬ ‫ودولية فيما خيص حرية التعبري واإلعالم‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬حتث املنظمة الس���لطات الليبية على‬ ‫تطبي���ق مجي���ع اإلج���راءات الضروري���ة اليت‬ ‫تس���مح للصحفي�ي�ن مبمارس���ة عملهم بكل‬ ‫حرية وأمان‪ .‬كما جيب على هذه السلطات‬ ‫القي���ام بكل ما يف وس���عها للتص���دي جلميع‬ ‫أش���كال االختطاف والتهدي���د واالعتداء اليت‬ ‫تس���تهدف مهني���ي اإلع�ل�ام يف ليبي���ا‪ .‬كم���ا‬ ‫جي���ب عليه���ا متابع���ة مرتكيب ه���ذه األفعال‬ ‫أم���ام العدال���ة م���ن أج���ل وضع حد ملسلس���ل‬ ‫العن���ف واإلفالت م���ن العقاب ال���ذي ما لبث‬ ‫خينق حرية مهنيي اإلعالم يف البالد‪.‬‬

‫منح شهرية لذوي اإلعاقة املستدمية أثناء حرب التحرير‬ ‫أص���در جملس ال���وزراء الق���رار رقم‬ ‫‪ 449‬لسنة ‪ 2013‬املتضمن الالئحة‬ ‫التنفيذي���ة لق���رار املؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫الع���ام رقم ‪ 4‬لس���نة ‪ 2013‬اخلاص‬ ‫بذوي اإلعاقة املستدمية أثناء حرب‬ ‫التحرير ‪.‬‬ ‫واش���تملت الالئح���ة عل���ى ‪ 14‬مادة‬ ‫تضمن���ت اخلدم���ات ال�ت�ي جي���ب‬ ‫توفريه���ا هل���ذه الفئ���ة م���ن اجملتمع‬ ‫خاص���ة اخلدم���ات العالجي���ة واملنح‬ ‫الش���هرية والنق���ل وغريه���ا م���ن‬ ‫اخلدمات‪.‬‬ ‫وتضمنت الالئحة منح من جتاوزت‬ ‫نس���بة العجز لديه ‪ 90‬يف املائة مبلغ‬ ‫‪ 5000‬دينار ش���هريا‪ ،‬ومنح ‪4500‬‬ ‫دينار ش���هريا كل من تتجاوز نسبة‬ ‫العجز لدي���ه ‪ 75‬يف املائة وحتى ‪90‬‬ ‫يف املائ���ة‪ .‬أما من بلغ عجزهم ‪ 50‬يف‬ ‫املائة فيمنحون ‪ 4000‬دينار‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫((حزب اجلبهة‬ ‫يطلق مبادرة‬ ‫سياسية جديدة))‬

‫ق���ال الدكتور عب���د اهلل الرفادي األم�ي�ن العام حلزب‬ ‫اجلبه���ة الوطني���ة إن ح���زب اجلبه���ة ق���دم مب���ادرة‬ ‫للمؤمتر الوطين حلل األزم���ة اليت تعاني منها البالد‬ ‫حاليا وجاءت املبادرة على النحو التالي‬ ‫‪1‬التأكي���د عل���ى ض���رورة اإلس���تمرار يف إج���راءات‬ ‫انتخاب اهليئة التأسيس���ية اليت س���تعقد خالل ش���هر‬ ‫ديس���مرب ‪ ،2013‬م���ع إضافة التصوي���ت عن تعديالت‬ ‫اإلع�ل�ان الدس���توري ليصبح دس���تور مؤق���ت للدولة‬ ‫والتصويت لقانون احلكم احمللى‬ ‫‪2- .‬االس���تفتاء على الدس���تور الدائم يف م���دة ال تزيد‬ ‫على ‪ 30‬شهراً من تاريخ انتخاب اهليئة التأسيسية‬ ‫‪3- .‬يتم تعديل اإلعالن الدس���توري مع اعتماد دستور‬

‫‪ 1951‬بتعديالته كأس���اس للدستور املؤقت للدولة‬ ‫حبي���ث ينص عل���ى انتخ���اب برمل���ان ورئي���س للدولة‬ ‫للمرحلة التأسيس���ية من الش���عب مباش���رة‪،‬وحتديد‬ ‫اختصاصات كل منهما معا لتأكيد على الفصل بني‬ ‫السلطتني التشريعية والتنفيذية‪،‬وأن يكون من مهام‬ ‫الرئي���س املنتخ���ب تش���كيل احلكومة برئاس���ته إلدارة‬ ‫الب�ل�اد يف املرحلة التأسيس���ية‪،‬على أن يت���وىل الربملان‬ ‫اعتماد أعضاء احلكومة اليت يرشحها الرئيس‬ ‫‪4- .‬عقد االنتخاب���ات الربملانية والرئاس���ية للمرحلة‬ ‫التأسيس���ية طبقاً للدس���تور املؤقت اجلدي���د يف أبريل‬ ‫‪.2014‬‬ ‫‬‫‪5‬إنه���اء عم���ل املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام يف ماي���و‬‫‪2014‬والتس���ليم للربمل���ان الوط�ن�ي ورئي���س للدولة‬ ‫املنتخبني‪6- .‬عقد االنتخابات البلدية طبقا للدس���تور‬ ‫املؤقت اجلديد يف يونيو ‪.2014‬‬ ‫‪- 7‬إنه���اء عم���ل اجملال���س احمللي���ة يف يولي���و‬ ‫‪2014‬والتسليم للمجالس البلدية املنتخبة‬ ‫‪ .‬خارطة الطريق‪* :‬‬ ‫*ديس���مرب ‪ :2013‬انتخ���اب اهليئ���ة التأسيس���ية‪،‬‬ ‫واالس���تفتاء على تعدي���ل اإلعالن الدس���توري وقانون‬ ‫احلكم احمللي‪* .‬‬ ‫*أبريل ‪ :2014‬انتخاب الربملان ورئيس الدولة‬ ‫‪ * .‬يونيو ‪ :2014‬انتخاب اجملالس البلدية‬ ‫‪ * .‬يوني���و ‪ :2016‬االس���تفتاء عل���ى الدس���تور الدائ���م‬ ‫للب�ل�اد‪ ،‬وإج���راء االنتخاب���ات الربملاني���ة والرئاس���ية‬ ‫وجمالس البلدية‬ ‫‪ * .‬يوليو ‪ :2016‬التسليم للسلطة الدستورية للبالد‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫جامعات أمريكا‬ ‫تقدم معاملة تفضيلية‬ ‫للطلبة املسلمني‬ ‫انضمت جامعة بوسطن األمريكية لعدد من اجلامعات‬ ‫األمريكي���ة األخ���رى مث���ل جامع���ة ميتش���جن وجامعة‬ ‫جورج واش���نطن يف إنش���اء أحواض خاصة للوضوء بدال‬ ‫من األحواض املرتفعة لكي تتناسب مع الطلبة املسلمني‬ ‫يف اجلامعة عند اغتساهلم ألداء الصلوات اخلمس يوميا‪.‬‬ ‫واهتم���ت "قن���اة بوس���طن" األمريكي���ة باخل�ب�ر وأوردت‬ ‫تقري���را‪ ،،‬قال���ت في���ه‪ ،‬إن مرك���ز اللغ���ة االجنليزي���ة‬ ‫والدراس���ات الش���رقية باجلامع���ة اليت ي���درس بها عدد‬ ‫كبري من املس���لمني م���ن كل أحناء الع���امل قامت ببناء‬ ‫أحواض وضوء منخفضة بدال من األحواض العالية‪.‬‬ ‫من جانبها قالت مدي���رة املركز‪ ،‬مارجوت فيلديفيا‪ ،‬إن‬ ‫اس���تخدام الطلبة املس���لمني لألحواض العادية املرتفعة‬ ‫يس���بب الفوضى وانتشار املاء على األرض‪ ،‬لذلك فعندما‬ ‫ق���رر املرك���ز بن���اء األح���واض اجلدي���دة‪ ،‬ف���ان الطالب‬ ‫املسلمني كانوا يف غاية السعادة واالمتنان"‪.‬‬ ‫وأضافت‪ :‬إنهم مل يطلبوا هذا‪ ،‬ولكننا تفهمنا احتياجاتهم‪،‬‬ ‫فكم هذا األمر ضروري بالنسبة هلم"‪.‬‬ ‫وتعليقا على هذا األمر‪ ،‬قال الطالب املس���لم عمر بياري"‬ ‫أنا س���عيد‪ ،‬لقد كنا جمربين على اس���تخدام األحواض‬ ‫املرتفعة"‪.‬‬

‫املرغين يبدي عدم ارتياحه من رسالة املؤمتر‬ ‫خبصوص ناجي خمتار‬ ‫أب���دى وزير الع���دل يف احلكوم���ة املؤقتة‬ ‫ص�ل�اح املرغ�ن�ي ع���دم ارتياحه للرس���الة‬ ‫املوجه���ة ل���ه من رئاس���ة املؤمت���ر الوطين‬ ‫الع���ام بش���أن طل���ب املدع���ي الع���ام برفع‬ ‫احلصان���ة ع���ن عض���و املؤمت���ر ناج���ي‬ ‫خمت���ار‪ .‬وأض���اف املرغ�ن�ي ألج���واء لبالد‬ ‫أن اخل�ل�اف لي���س يف رف���ع احلصان���ة‬ ‫وإمن���ا يف اإلج���راءات الصحيح���ة‪ ،‬واليت‬

‫جيب أن تتخذ وفق���ا للقانون وبعيدا عن‬ ‫الضغوطات السياس���ية‪ ،‬حبس���ب تعبريه‪.‬‬ ‫وأش���ار وزي���ر الع���دل إىل أن���ه يناق���ش‬ ‫املوض���وع انطالقا من صالحياته يف طلب‬ ‫رف���ع احلصانة مع النائ���ب العام مؤكدا‬ ‫أن ق���راره مس���تقل ووف���ق م���ا خيوله له‬ ‫القانون‪.‬يذك���ر أن وزير العدل كان قد‬ ‫رد على طل���ب رفع احلصانة على النائب‬

‫ناج���ي خمت���ار بالق���ول إن واقع���ة ناجي‬ ‫خمت���ار ال تش���كل جرمية عرض رش���وة‪،‬‬ ‫فيما اعترب املؤمتر أن النائب العام هو من‬ ‫حيدد الوقائع اليت تش���كل جرائم جنائية‬ ‫من عدمها‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬أجواء لبالد‬

‫من حق زوارة أن تقرأ‬ ‫ أقام���ت وزارة الثقاف���ة واجملتم���ع‬‫املدني يوم الس���بت ‪ 28‬سبتمرب ‪2013‬‬ ‫مبدين���ة زوارة‪ ،‬يوم���ا مفتوحا للقراءة‬ ‫ضم���ن فعالي���ات محلة (م���ن حقي أن‬ ‫أق���رأ)‪ ،‬وال�ت�ي ينظمه���ا مكت���ب تنمية‬ ‫ثقافة الطفل بالوزارة‪.‬‬ ‫يس���تهدف الربنام���ج فئ���ة األطف���ال‬ ‫ويه���دف إىل تنمي���ة ثقاف���ة الق���راءة‬ ‫لديهم‪ ،‬ويتضمن عدة أنشطة ثقافية‬ ‫مثل القراءة احلرة‪ ،‬ومسابقات الرسم‬ ‫والتلوي���ن‪ .‬وتقام احلمل���ة يف فضاءات‬ ‫مفتوح���ة كاملنتزه���ات واحلدائ���ق‪،‬‬ ‫حتى تتيح فرصة املش���اركة ألكرب‬ ‫عدد من األطفال‪.‬‬ ‫يشار إىل أن هذه احلملة انطلقت منذ‬ ‫ش���هر أبريل املاضي واس���تهدفت عدة‬ ‫مناط���ق من ليبيا م���ن بينها طرابلس‬ ‫والقلعة وصرباتة ومسالتة وبنغازي‪.‬‬

‫منظمة الرتاث ‪.....‬تطلق مبادرة حلماية أثار شحات‬ ‫ووفقا ملا ذكرته القناة يف تقريرها املصور من اجلامعة‪،‬‬ ‫فإن القضية تلقى اعرتاضات يف البداية‪ ،‬لكن يف النهاية‬ ‫يتم تنفيذ الفكرة‪.‬‬ ‫م���ن جانبها قال���ت مديرة املرك���ز‪ ،‬تعليقا عل���ى ما أثري‬ ‫ح���ول ه���ذه القضي���ة" إنن���ا ال ننظ���ر إىل القضي���ة بهذا‬ ‫الش���كل‪ ،‬فهم طالب من خمتلف أحناء العامل ويدفعون‬ ‫أموال للمركز‪ ،‬وحنن هنا من أجل ذلك"‪.‬‬ ‫معاملة تفضيلية‬ ‫وكان اجت���اه ع���دد متزاي���د م���ن اجلامع���ات وامل���دارس‬ ‫األمريكي���ة إىل ختصي���ص أماك���ن خاص���ة للص�ل�اة‬ ‫والوض���وء للطالب املس���لمني يف أوقات الص�ل�اة قد أدى‬ ‫إىل ب���روز انتق���ادات من مجاع���ات أخرى بأن املس���لمني‬ ‫حيصل���ون عل���ى معامل���ة تفضيلي���ة ال حيص���ل عليه���ا‬ ‫أصحاب الديانات األخرى‪.‬‬ ‫وتوج���د ‪ 17‬جامع���ة عل���ى األقل خصص���ت أو ختصص‬ ‫أماك���ن للوض���وء والصالة‪ ،‬مب���ا فيها جامعة بوس���تون‬ ‫وجامع���ة جورج واش���نطن وجامعة تيمب���ل‪ ،‬بينما توجد‬ ‫على األقل ‪ 9‬جامعات بها غرف صالة «للطالب املسلمني‬ ‫فق���ط» مبا فيه���ا جامعة س���تانفورد وامي���وري وجامعة‬ ‫فريجينيا‪..‬‬ ‫ويف جامع���ة ج���ورج ماس���ون‪ ،‬طلب���ت إدارة اجلامعة من‬ ‫الط�ل�اب غري املس���لمني اح�ت�رام التقاليد اإلس�ل�امية يف‬ ‫أماكن الصالة‪ ،‬مثل فصل الرجال عن النساء وخلع‬ ‫املصدر ‪:‬بوسطن تي يف‬

‫أطلق���ت منظم���ة ال�ت�راث للتعددي���ة‬ ‫الثقافي���ة محلة إلنقاذ اآلث���ار يف مدينة‬ ‫ش���حات حيث انطلق فري���ق املنظمة من‬ ‫بنغ���ازي اىل مدينة ش���حات حي���ث قاموا‬ ‫بعم���ل وقف���ة احتجاجي���ة عل���ى أعم���ال‬ ‫ج���رف لبع���ض األماك���ن األثري���ة اليت‬ ‫تش���هدها املنطقة وقد كان يف اس���تقبال‬ ‫الوف���د الدكت���ور فض���ل احلاس���ي ع���امل‬ ‫اآلث���ار املع���روف وع���دد م���ن الناش���طني‬ ‫واملهتم�ي�ن باآلث���ار وقالت الس���يدة نادية‬ ‫جع���ودة رئيس���ة منظم���ة التعددي���ة‬ ‫الثقافي���ة ((قورينا هي املس���تقبل ‪ ،‬الن ال‬ ‫مس���تقبل إال هلذه اآلث���ار اجلميلة و اليت‬ ‫ت���روي عنه���ا قصص و تاري���خ ‪ ،‬يعرفها و‬ ‫يرويها أهالي ش���حات و ش���بابها ‪ ،‬عدنا يف‬ ‫نهاي���ة الي���وم و القلب يهف���ت لإلطالة و‬ ‫البق���اء ‪ ،‬ودعنا اجلمي���ع و الوعود بالعودة‬ ‫‪ ،‬و القل���ب حين���و إل���ي الع���ودة ‪ ،‬ش���حات ليدرك أنه���ا املس���تقبل ‪ ،‬و ينهي صراعه الوطن و أنت مستقبل الوطن وعدا علينا‬ ‫هادئ���ة وديع���ة تنتظ���ر عل���ي أم���ل بن���اء لتفتح أبوابها للعامل و لتس���تقبل حمبيها يا قورين���ا أن نصونك و حنفظك لتنتقل‬ ‫الدول���ة ليحني دوره���ا و تأخ���ذ حقوقها و عش���اق اآلث���ار يف الع���امل ‪ ،‬أنت جزء من األمانة إلي األجيال القادمة ‪.‬‬ ‫‪ ،‬تأن به���دوء بدون صوت ‪ ،‬تنتظر ش���عب‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫‪05‬‬

‫االعالميون عليهم أن ال ينتظروا أي طرف ليمنحهم احلرية‬ ‫مل تغب حوارات وسجاالت مستقبل الصحافة واالعالم ويف راهن املرحلة عن ما تداوله احلضور من العرب والعجم‬ ‫يف لقاء اجلوار اإلعالمي الذي نظمته ميديا اليب بي سي داخل مبنى االحتاد االروبي بربوكسل طوال االيام الثالث‬ ‫(‪ 16-18‬سبتمرب ‪،)2013‬فالنقاشات املُستفيضة وجدت هلا هامشا وسط زمحة الربنامج االروبي وكذا املشاركة‬ ‫الشرق أروبية واليت يلتقى خالهلا ما يقارب السبعني صحفي واعالمي بأعضاء بارزين مبكاتب االحتاد االروبي ‪.‬‬ ‫جتاذبات يف الرأي عمقت من ظالل االختالف طالت عرب الثورات و من مل تهب رحيها عليهم فكل يتصدى برأيه‬ ‫مدافع���ا عن مش���هده !‪ ،‬ميادي���ن قاربت بعضا من تلك املماح���كات ولعلها صوبت عينها على اجله���ة املغاربية ‪ ،‬هؤالء‬ ‫كانوا يف بروكسل وسجلوا أراءهم هنا ‪....‬‬ ‫فاطمة غندور‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬كيف ترى األوض��اع يف تونس فيما‬ ‫يتعلق بالصحافة واالعالم ؟‬ ‫•مراد التايب ‪ -‬رئيس حترير قناة شبكة تونس‬ ‫االخباري��ة التلفزيوني��ة ( تونس��يا بع��د عام من‬ ‫الثورة ‪ -‬بث جترييب ) ‪: -‬‬ ‫هن���اك نظريت���ان متناقضت���ان للصحافة يف‬ ‫تون���س ‪،‬وكل اعالم���ي ينظ���ر للمش���هد من‬ ‫زاويته ‪ ،‬احلقيقة اليت ال ميكن انكارها أنه قد‬ ‫حتقق هامش كبري من احلرية منذ ‪2011‬‬ ‫‪ ،‬لكن بعض اإلعالميني فهموا احلرية وذلك‬ ‫اهلامش بطريق اخلطأ وع���وض أن يتحملوا‬ ‫مس���ؤولياتهم وواجباتهم كإعالميني فأنهم‬ ‫س���قطوا يف ف���خ االث���ارة اجملاني���ة والثل���ب‬ ‫واخت�ل�اق األكاذي���ب وس���رقة االخب���ار م���ن‬ ‫االنرتن���ت وتصفية احلس���ابات السياس���ية يف‬ ‫وس���ائل االعالم وهذا مؤس���ف ج���دا ‪ ،‬هذا من‬ ‫ناحي���ة ‪ ،‬وم���ن ناحية أخرى هن���اك من يري‬ ‫أن هن���اك تضيق على احلريات ‪ ،‬أنا ش���خصيا‬ ‫ال أرى ذل���ك ‪ ،‬مل أرى أن هناك تضيق من أي‬ ‫جان���ب عل���ى احلريات لك���ن هذا ال يع�ن�ي أننا‬ ‫ال نك���ون حذري���ن وحت���ى ال يرتاج���ع هامش‬ ‫احلري���ة حتى ولو في���ه مبالغة يف اس���تغالل‬ ‫احلري���ة املوج���ودة حالي���ا ‪ ،‬فالب���د أن نص�ب�ر‬ ‫حت���ى يتعل���م اإلعالمي���ون أن يوظف���وا تل���ك‬ ‫احلرية من الناحية اإلجيابية ‪ ،‬واالعالميون‬ ‫ه���م من تتعل���ق بهم مس���ؤلية احلف���اظ على‬ ‫مكتس���باتهم انا ال أؤمن كث�ي�را بالقوانني أو‬ ‫بالس���لط أو أن هناك قوانني ماحنة للحرية‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬االعالميون عليهم أن ال ينتظروا أي طرف‬ ‫ليمنحه���م احلرية ومن ث���م ال يفرض عليه‬ ‫قيود ‪،‬ألنين إش���تغلت يف هذا الوس���ط وطوال‬ ‫مس�ي�رتي يف تون���س كان عن���دي هامش من‬ ‫احلري���ة صحي���ح أنه كان يف نظ���ام بن علي‬ ‫الديكتات���وري واع���رف أن جم���ال احلرية به‬ ‫ح���دود اليت ال ميك���ن جتاوزه���ا ‪ ،‬فكنت واعي‬ ‫باخلطوط احلم���راء السياس���ية وغريها ومل‬ ‫يكن هن���اك من داع الن أجت���اوز تلك احلدود‬ ‫واخلط���وط احلم���ر ‪،‬طامل���ا أن اهلام���ش املتاح‬

‫ويبقى الصراع الذي لن ينتهي مع السياسني مبختلف مشاربهم‬ ‫‪ ،‬يف أن يتقبلوا واقع اعالمي تونسي جديد‬

‫‪‎‬احلضور شرق وجنوب اروبا لربنامج اجلوار االعالمي‬ ‫يكفي�ن�ي لتبليغ عديد الرس���ائل وأداء مهميت‬ ‫‪ ،‬صحيح أنه تع���رض صحفيون ألذى كبري‬ ‫م���ن النظ���ام البائ���د يف تون���س وكان هن���اك‬ ‫إع�ل�ام فاس���د وأم���ن فاس���د يس���يطران على‬ ‫الب�ل�اد لكن لكي أوضح موقف���ي حتى يف ظل‬ ‫الديكتاتوري���ة حاول���ت رغ���م ذلك اس���تغالل‬ ‫هامش احلرية ‪.‬‬ ‫االن ال ميكنن���ا أن ن�ت�رك الن���اس يف املناص���ب‬ ‫الرمسي���ة تفتك من���ا هامش احلري���ة ما بعد‬ ‫الث���ورة ‪ ،‬فبي���د اإلعالم���ي أن يتج���ه بذل���ك‬ ‫اهلام���ش يف الطري���ق الصحيح ‪،‬وبي���ده أيضا‬ ‫كأعالمي أن يفس���د ويؤيد مناخ ممارس���ات‬ ‫الفساد واالخنراط يف املعارك السياسية كل‬ ‫شيء بيد اإلعالمي نفسه ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬م��اذا ع��ن بن��ود االعالم يف الدس��تور‬ ‫التونس��ي املرتق��ب م��ا الضمان��ات وأي��ن تص��ب‬

‫جهودكم اليوم باجتاه ذلك ؟‬ ‫جيار رياح التغيري بعد‬ ‫قطاع االعالم اليوم مل ِ‬ ‫‪ ،‬ف���ـ ‪ 90%‬من رجال االعالم اليوم فاس���دون‬ ‫يس���يطرون عل���ى املش���هد ومي���ررون األفكار‬ ‫اليت ترحيهم‪ ،‬حد ش���يوع ظاه���رة اإلضرابات‬ ‫والتعديات أنا ضد أن يشتم اعالمي أو سياسي‬ ‫عون أمن ثم يقول اعتدوا على حرية التعبري‬ ‫‪،‬لألس���ف الذي���ن مي�ل�أون املناب���ر اإلعالمية‬ ‫والتلفزيوني���ة والذين يقودون اجلرائد اليوم‬ ‫‪ 90%‬منه���م بقايا اعالم ب���ن علي ورجاالته‬ ‫‪ ،‬إذن الب���د م���ن االحتياط ‪ .‬مدون���ة القوانني‬ ‫وحتدي���د الخالقي���ات املهن���ة دع���وات جي���دة‬ ‫وميكنن���ا اتب���اع خط���ى بع���ض م���ن التجارب‬ ‫العربي���ة ‪ ،‬ولكن حذاري مم���ن يوظفون ذلك‬ ‫مث�ل�ا لدينا مؤسس���ات مدنية تنش���ط يف هذا‬ ‫اجمل���ال مث���ل (منظم���ة م���ادة ‪ ) 19‬عملوا مع‬

‫نظ���ام بن عل���ي فهذه املفارقة جي���ب أن ننتبه‬ ‫هل���ا ‪،‬احلريات والقوانني يف ح���د ذاتها ممتازة‬ ‫‪ ،‬ولك���ن الناس اليت تش���رف عليه���ا وتوظفها‬ ‫ميينا ويس���ارا وهي اليت البد من احلذر منها‬ ‫‪ ،‬اىل ح���د االن املواط���ن التونس���ي ال يث���ق يف‬ ‫االعالم ‪ ،‬كل سرب اآلراء الذي وقع يف تونس‬ ‫يب�ي�ن أن املواط���ن ال يثق باالع�ل�ام العمومي‬ ‫واجلرائ���د العمومي���ة ويطال���ب باإلص�ل�اح ‪،‬‬ ‫ويش���عر أنه مل يتغري ش���يء مازال���ت مراكز‬ ‫الق���وى الس���ابقة واالثري���اء ج���دا ه���م أعوان‬ ‫النظ���ام الس���ابق‪ ،‬وك���ذا الصحفي�ي�ن ‪ -‬وهم‬ ‫اليوم احملللون السياس���يون – (واإلعالميون)‬ ‫ه���م أنفس���هم م���ن كان���وا ميج���دون النظام‬ ‫الس���ابق ي���وم ‪ 13‬يناي���ر ‪ ، 2011‬يف ي���وم ‪14‬‬ ‫يناي���ر اصبحوا يعطون دروس���ا للتونس�ي�ن يف‬ ‫احلري���ات والنضال ‪ ،‬عندما تق���ول لي اليوم ‪:‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫املش��هد اإلعالم��ي اجلزائري عرف انفتاحا قب��ل الثورات ( ما‬ ‫عرف بالربيع العربي ) كان لدينا نقلة يف ‪ 5‬أكتوبر ‪1988‬‬

‫‪‎‎‬شامة دارشول ‪ -‬املغرب‬ ‫اهليئ���ة التعديلية لإلع�ل�ام ‪ ،‬املادة ‪ 19‬حقوق‬ ‫االنس���ان‪ ،‬مرس���لون بال ح���دود ‪ ،‬لك���ن الناس‬ ‫الذي���ن يعملون بها من ه���م ؟ أين كانوا قبل‬ ‫‪ 2011‬؟ احملتوى للمادة ‪ 19‬جيد لكن الناس‬ ‫الذين يقودونها عليهم استفهامات ‪ ،‬البد من‬ ‫احلذر ليس كل واحد يتكلم باس���م القانون‬ ‫واحلري���ات وحق���وق االنس���ان عل���ى الن���اس‬ ‫أن تصدق���ه ! جي���ب أن يعلم���وا أن الن���اس لن‬ ‫تصدقهم ‪ ،‬الناس هم من أحاطوا بالديكتاتور‬ ‫وأس���قطوه ‪ (،‬كلم���ا خرج���ت م���ع صاح���ب‬ ‫تاكسي اراه يستمع اىل حمطة موزايك واىل‬ ‫احملللني فيها ثم يش���تمها ويشتم الصحفيني‬ ‫وهذه حقيقة فليس لديه خيار أخر ) حنن يف‬ ‫حمطة تونس اإلخباري���ة اجلماعة اجلديدة‬ ‫ج���زء منها ارمت���ى يف أحضان م���ن يف احلكم‬ ‫اليوم ‪،‬وهذا غري مقبول ‪،‬حنن ننتقد اخلطاب‬ ‫املوروث من العهد البائد ونرفض أن ينخرط‬ ‫االعالم اجلديد يف ذات النهج ‪..‬‬ ‫•مخي��س العرفاوي رئيس حترير مس��اعد جريدة‬ ‫الصحافة التونسية ‪:‬‬ ‫ويبقى الصراع الذي لن ينتهي مع السياسني‬ ‫مبختل���ف مش���اربهم ‪ ،‬يف أن يتقبل���وا واق���ع‬ ‫اعالمي تونسي جديد‬ ‫اإلعالم���ي التونس���ي قض���ى س���نوات م���ن‬ ‫التدجني ‪...‬والصحفي التونسي ابتعد كثريا‬ ‫ع���ن ممارس���ة دوره كإعالم���ي دميقراطي‬ ‫مس���تقل س���نوات النظ���ام الس���ابق ‪ ،‬فج���اءت‬ ‫الثورة والش���عب التونس���ي هو من منحه هذه‬ ‫احلري���ة اليت تس�ي�ر كادر حت���رر الصحافة‬ ‫االنتقالي���ة اليوم ‪..‬أكيد أن س�ي�رتكب بعض‬ ‫األخط���اء ولك���ن هذا ال مين���ع أن لديه اإلرادة‬ ‫لإلجن���از ولتحقي���ق اع�ل�ام مه�ن�ي مس���تقل‬ ‫حقيقي ‪ ،‬االعالم التونسي بعد الثورة يعيش‬ ‫طفرة من احلرية ‪ ،‬وهذا املشوار لن خيلو من‬ ‫العيوب ومن النقائض ‪ ،‬ولعدة أس���باب ‪ :‬سبب‬ ‫ذات���ي يف داخ���ل القط���اع ‪،‬ابتعدنا س���نوات عن‬ ‫املمارس���ة املهنية ‪ -‬غري متعودين بهذا احلجم‬

‫‪‎‎‬رباب علوي‪-‬تونس‪.‬‬

‫‪‎‎‬يزيد أية حمي الدين‬ ‫من احلرية ‪ -‬وهناك اجلانب االخر هو اجلانب‬ ‫التكوي�ن�ي ما يتعل���ق باملؤسس���ة أو اجلامعة ‪،‬‬ ‫اجلان���ب التأطريي للصحفيني ‪ ،‬وس���بب أخر‬ ‫ألن ميارس بعض األخطاء يف مشهد انتقالي‬ ‫ش���دة الضغوط وخاصة السياسية ومن كل‬ ‫األط���راف عل���ى االع�ل�ام ‪ ،‬اإلعالم���ي أصبح‬ ‫متهم‪ ،‬متهم حتى تثيت براءته ‪ ،‬عكس القول‪:‬‬ ‫أن املته���م بريء حتى تثبت ادانته ‪ ،‬ولكن رغم‬ ‫كل ذل���ك وأنا كأعالمي ولي جتربيت أبقى‬ ‫متفائ���ل مادام هناك نب���ض يف مواقف وحياة‬ ‫االعالمي�ي�ن التونس���يني احلقيقي���ون فه���م‬ ‫مازالوا متمس���كني حبريتهم بالقيام بدورهم‬ ‫الذي وجدوا ألجله كصحفيني مس���تقليني‬ ‫يف تقدي���م م���ادة إعالمي���ة متط���ورة وجيدة‬ ‫تستجيب لتطلعات املواطن وتساهم يف إرساء‬ ‫وجناح أسس الدميقراطية ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬مب��اذا تطالب��ون م��ن ضمان��ات يف‬ ‫دستوركم كصحفيني ؟‬ ‫حن���ن خن���وض معرك���ة م���ن أج���ل أن ال‬ ‫مت���س حري���ة الصحف���ي وحتى ال نع���ود اىل‬ ‫الوراء ‪،‬ع�ل�اوة على تأثري وضغط املؤسس���ات‬ ‫والقان���ون كهيئ���ات تضم���ن ه���ذه احلري���ة‬ ‫ويبقى الصراع الذي لن ينتهي مع السياسني‬

‫مبختل���ف مش���اربهم ‪ ،‬يف أن يتقبل���وا واق���ع‬ ‫اعالم���ي تونس���ي جدي���د ‪ ،‬حن���ن االعالميون‬ ‫الع���رب ال تنقصن���ا الكف���اءات واالن من���اخ‬ ‫التغي�ي�ر واحلري���ات فرص���ة ألن نك���ون قدر‬ ‫هذا املش���هد ‪ ،‬فكلم���ا توف���رت اإلرادة والكفاءة‬ ‫كلم���ا وجدت الف���رص لنثبت أننا نس���تحق‬ ‫أن نكون اعالمي�ي�ن وذلك مثبت ولك منوذج‬ ‫ه���ذا اللقاء الكب�ي�ر ولكن لألس���ف حنتاج اىل‬ ‫نث���ق يف بعضن���ا البعض ‪ ،‬ألنن���ا متفوقون عن‬ ‫السياسني‪ -‬ورمبا على املواطنني أيضا ‪ -‬ألننا‬ ‫تفاعلنا مباش���رة مع هذا الواقع اجلديد ولكن‬ ‫التفكري القديم عند السياس�ي�ن م���ازال ثابت‬ ‫هم ال يقبلون احلقيقة كاملة ومن الصعب‬ ‫أن يقب���ل أن تقول له أنت خمطيء ‪ ،‬أما حنن‬ ‫فنقوهلا ونقول أيضا أنا حمايد وأنا مس���تقل‬ ‫وسأنقل الصورة كما هي من كل األطراف‬ ‫‪..‬لقد سبقنا السياسني بهذا الوعي وأمتنى أن‬ ‫يلتحقوا بنا ‪!...‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬كي��ف يب��دو االع�لام اجلزائ��ري بعد‬ ‫الث��ورات العربية هل ألق��ت بظالهلا عليه لتحدث‬ ‫بعضا من التغيري واالنفتاح الدميقراطي ؟‬ ‫•يزي��د أي��ة حم��ي الدين م��ن القن��اة الفضائية‬ ‫اجلزائرية ‪:‬‬ ‫املش���هد اإلعالم���ي اجلزائري ع���رف انفتاحا‬ ‫قب���ل الث���ورات ( ما ع���رف بالربي���ع العربي )‬ ‫كان لدين���ا نقل���ة يف ‪ 5‬أكتوب���ر ‪ 1988‬ثم‬ ‫كان���ت االنتفاض���ة وج���اءت حكوم���ة قامت‬ ‫بفت���ح األب���واب للمش���هد اإلعالم���ي خاص���ة‬ ‫الصحاف���ة املكتوب���ة وكان هن���اك تفت���ح‬ ‫وتعددي���ة يف اآلراء ‪...‬ولك���ن حطت العش���رية‬ ‫الس���وداء بقتامتها اليت أودت مبوت أكثر من‬ ‫‪ 200‬ألف مواطن جزائري وخاصة االس���رة‬ ‫اإلعالمية اليت فقدت أكثر من ‪ 55‬صحفي‬ ‫م���ن ط���رف اإلره���اب االس�ل�اموي ‪ ،‬وكان‬ ‫بعد س���نني اجلمر تلك أن عرف���ت الصحافة‬ ‫انتكاس���ة وكان���ت حت���ت قبض���ة الس���لطة‬ ‫وهيمنته���ا مل يك���ن يف االع�ل�ام الس���معي‬ ‫البص���ري تعددي���ة الله���م بع���ض التج���ارب‬ ‫‪...‬الي���وم لي���س لدين���ا يف اجلزائ���ر صحاف���ة‬ ‫متع���ددة حزبي���ة هن���اك صحاف���ة وقن���وات‬ ‫إعالمي���ة متفتح���ة اىل ح���د م���ا ‪ ،‬يف بعضه���ا‬ ‫مساحة رمبا انفتحت قليال ولكن سلطة املال‬ ‫تتحكم يف املشهد السمعي البصري ‪،‬وبالرغم‬ ‫من ان هناك قن���وات متعددة تبث من اخلارج‬ ‫تتمتع بانفتاح اعالم���ي وتطور تقين وحظها‬ ‫كب�ي�ر النه لي���س هناك قانون يس���مح بفتح‬ ‫القنوات من الداخل ‪ ،‬مثال ال يسمح بالربامج‬ ‫عل���ى اهلواء مباش���رة ح�ي�ن تبث م���ن اخلارج‬ ‫لن تس���تطيع ‪ ،‬وحن���ن االن بانتظ���ار القانون‬ ‫الس���معي البصري الذي مل يت���م إصداره بعد‬ ‫‪،‬وهو قانون يس���مح بتنظيم مهنة الصحفي ‪،‬‬

‫‪‎‬زهور محيش ‪ -‬املغرب‬

‫‪‎‬حممد أكينو رفقة شامة وزهور‬

‫‪‎‬مخيس العرفاوي‬

‫‪‎‬مراد التايب‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫اعتقد أن املغرب مل يكن بعيدا عن تداعيات الربيع العربي خصوصا‬ ‫يف اجلانب اإلعالمي وأكثر على الصعيد االلكرتوني‪.‬‬ ‫حن���ن اىل اليوم ليس لدين���ا بطاقة الصحفي‬ ‫مازلن���ا ننتظر ‪ ،‬وكذلك قانون االش���هار فهو‬ ‫ُمسري بطريقة سلطوية غري منظمة ‪.‬‬ ‫•حمم��د أكين��و ‪ -‬اعالم��ي م��ن املغ��رب م��ن حركة‬ ‫‪ 24‬فرباي��ر‪ ،‬النس��خة املغربي��ة حل��راك الربيع‬ ‫العربي‪:-‬‬ ‫اعتق���د أن املغرب مل يكن بعي���دا عن تداعيات‬ ‫الربيع العربي خصوصا يف اجلانب اإلعالمي‬ ‫وأكث���ر عل���ى الصعي���د االلكرتون���ي فأثن���اء‬ ‫الربي���ع العرب���ي ظه���ر م���ا يش���به االنفج���ار‬ ‫عل���ى الصعي���د االلكرتون���ي فامت���د بزح���ف‬ ‫هائ���ل من قب���ل النش���طاء ( صحاف���ة املواطن‬ ‫) والصحفي�ي�ن‪ ،‬وكان���ت هن���اك مح�ل�ات‬ ‫ون���داءات للتظاه���ر م���ع حرك���ة ‪ 24‬فرباير‬ ‫النس���خة املغربي���ة حل���راك الربي���ع العربي ‪،‬‬ ‫وم���ازال يتمت���ع االنرتنت بهام���ش كبري من‬ ‫احلرية ‪ ،‬وبالنس���بة للصحافة املكتوبة هناك‬ ‫مقوم���ات نع���رف ان باملغ���رب هام���ش حرية‬ ‫ولك���ن اهلام���ش يف املكتوبة مل يصل ملس���توى‬ ‫الصحاف���ة االلكرتوني���ة ( االنرتن���ت ) ويف‬ ‫املغرب تلفزيونيا ليس���ت هناك قنوات خاصة‬ ‫مازالت حكومية ‪ ،‬هن���اك اذاعات خاصة ‪ ،‬اذن‬ ‫اجلان���ب االلكرتوني ه���و الذي س���اير الربيع‬ ‫العربي يف املغرب ‪..‬‬ ‫•زه��ور محي��ش‪ -‬صحفي��ة ‪ -‬إذاعي��ة – منتج��ة‬ ‫برام��ج بيئي��ة ‪ -‬الوس��يط اإلعالم��ي باالذاع��ة‬ ‫والتلفزة املغربية ‪:-‬‬ ‫احتف���ظ عل���ى ش���يئني ‪ :‬مص���ادر االخب���ار و‬ ‫مصداقي���ة املص���ادر ‪ ،‬أقص���د م���ن أي���ن نأت���ي‬ ‫باخلرب ؟ وهل هذا اخلرب هو خرب موثوق منه؟‬ ‫يف اآلونة األخرية نشط االعالم الذي نسميه‬ ‫اعالم عموم���ي (الش���ركة الوطنية لإلذاعة‬ ‫والتلف���زة ) ال�ت�ي تض���م قناة وطني���ة أرضية‬ ‫‪،‬وفضائي���ة ‪،‬وس���ت قن���وات تلفزي���ة فضائية‪،‬‬ ‫واربع اذاعات وطنية ‪ :‬بالعربية ‪،‬واالمازيغية‬ ‫‪،‬والدولي���ة ‪،‬وإذاع���ة حممد الس���ادس للقران‬ ‫الكري���م ‪ ،‬و‪ 11‬إذاع���ة جهوي���ة إقليمية وهي‬ ‫حمطات مسموعة مبدن خمتلفة من املغرب‬ ‫‪ ،‬االع�ل�ام يف اآلون���ة األخ�ي�رة تق���دم بتق���دم‬ ‫التكنولوجيا احلديثة عندنا اذاعات على النت‬ ‫ومواقع اجتماعية لدينا اعالم مكتوب واعالم‬ ‫مرئي وهو ما فتح فضاء كبري وشاسع لعمل‬ ‫الصحف���ي ‪ ،‬لكنين احتفظ على ش���يئني على‬ ‫مص���ادر االخب���ار وعل���ى مصداقي���ة املصادر ‪،‬‬ ‫أقصد م���ن أين نأتي باخل�ب�ر وهل هذا اخلرب‬ ‫هو خ�ب�ر موثوق منه ‪ ،‬فم���ع تصاعد االحداث‬ ‫وم���ع ظه���ور الربي���ع العرب���ي ليس���ت كل‬ ‫االخب���ار اليت روج هل���ا صادق���ة ‪ ،‬فمثال أخبار‬ ‫واح���داث خضعت للرتوي���ج وللرتويع وهناك‬ ‫اخبار مل تكن صحيحة أنا ش���خصيا احتفظ‬ ‫عليه���ا االع�ل�ام اليوم صحيح ان���ه قفز ولغته‬

‫طازجة لكن على اإلعالميني أن يتحروا وأن‬ ‫يتعاملوا مع املعلومة حبذر ‪ ،‬واحلمد هلل اليوم‬ ‫التكنولوجي���ا أصبحت جتعلنا أس���رع معرفة‬ ‫كما نكش���ف ع���ن كثب ما حي���دث يف داخل‬ ‫ال���دول ولس���نا حمتاج�ي�ن أن نذه���ب لقنوات‬ ‫اجنبي���ة حتى نع���رف اخلرب ‪ ،‬حري���ة التعبري‬ ‫أيض���ا مهم���ة جدا ح���ق الول���وج اىل املعلومة ‪،‬‬ ‫س�ل�امة الصحفي واإلعالمي عند حبثه عن‬ ‫اخلرب ‪ ،‬التش���اركية مابني االعالم الس���معي‬ ‫والبص���ري والرقمي مهم ج���دا وقد ال يتوفر‬ ‫يف غي���اب قان���ون صريح حول حري���ة التعبري‬ ‫‪ ،‬قان���ون ح���ول الول���وج اىل املعلوم���ة ‪،‬وح���ول‬ ‫صيان���ة ام���ن وس�ل�امة الصحف���ي أظ���ن أن‬ ‫االعالم س���لطة رابعة – ولعله اصبح س���لطة‬ ‫أوىل – أن الش���عوب وج���دت نفس���ها يف اعالم‬ ‫ح���ر متمي���ز اطلق عنانه���ا ‪ ،‬ش���عوبنا العربية‬

‫صحاف��ة رقمي��ة وق��د درب��ت يف بنغ��ازي و محلت‬ ‫انطباعا مجيال لن تنساه حسب قوهلا ‪:-‬‬ ‫كان بداي���ة أي���ام الربي���ع العرب���ي باعتق���ال‬ ‫أكرب واش���هر كاتب عمود يف املغرب رش���يد‬ ‫ميمي ‪-‬‬ ‫املش���هد اإلعالم���ي يف املغ���رب قب���ل الربي���ع‬ ‫العرب���ي مل خيتل���ف عن���ه بع���د الربي���ع حنن‬ ‫نعترب أن ربيعنا املغربي ابتدأ منذ سنة ‪1997‬‬ ‫حيث قبل هذه السنة كان هناك رقابة قوية‬ ‫وشديدة على املشهد اإلعالمي يف املغرب لكن‬ ‫ابتداء من هذه الس���نة أعطي���ت حرية أكرب‬ ‫وش���هدنا انفتاحا إعالمي���ا وخاصة الصحافة‬ ‫املكتوب���ة يف ‪ 2006‬مت حتري���ر القط���اع‬ ‫الس���معي البص���ري أصب���ح بإم���كان انش���اء‬ ‫اذاع���ات خاص���ة ‪ ،‬لكن التلفزي���ة كلها تابعة‬ ‫للدولة رغم طابعا اخلاص ( تش���كيلة غريبة‬

‫‪07‬‬ ‫( لكم ) بتهمة انه نش���ر فيديو موجود مسبقا‬ ‫على اليوتيوب ‪ ،‬بالنس���بة لي شخصيا أرى ان‬ ‫هن���اك رقاب���ة ذاتية ميارس���ها الصحفي على‬ ‫نفس���ه ‪ ،‬وميارس���ها النظام عل���ى الصحافة ال‬ ‫توج���د صحافة او اعالم مبعن���ى مهين وقوي‬ ‫وموضوع���ي يف املغرب فهن���اك خطوة لالمام‬ ‫وعش���ر خط���وات للخل���ف ‪ ،‬الن���اس يطالبون‬ ‫بتطبي���ق م���ا جاء يف الدس���تور هن���اك تالعب‬ ‫واالده���ى عندما يدخل صحفي���ون يف اللعبة‬ ‫يتدخ���ل النظام خلدمة مصاحله���م ‪ ،‬وهناك‬ ‫ش���يء اخر يف املغرب اخ���ذوا يتعاملون بطرق‬ ‫أخ���رى من قبيل ‪ :‬حس���نا ل���ن نعتقل صحفيا‬ ‫لن نسجنه ‪ ،‬نفرض عليه غرامة مالية سوف‬ ‫نضغ���ط على مص���ادر التمويل ‪،‬ول���ن يتمكن‬ ‫م���ن نش���ر إعالنات عل���ى صحفه���م فتضطر‬ ‫الصحيف���ة أن تقف���ل ‪ ،‬نظ���ام يعطي���ك وج���ه‬ ‫أن���ه دميقراط���ي لكن اس���اليبه تضغط عليك‬ ‫كصحفي بدليل هناك صحفيني هربوا من‬ ‫املغرب للعيش بعد ان يأس���وا من املناخ‪..‬ذهبوا‬ ‫اىل أمري���كا وهم صحفيون ش���باب فقدناهم‬ ‫ولديه���م خ�ب�رة وهل���م ص���وت وراي ‪ ،‬وارادوا‬ ‫املش���اركة بتجرب���ة صحفي���ة متمي���زة بعد‬ ‫تولي امللك احلكم لكنهم احبطوا بشكل رهيب‬ ‫فبع���د اعطائهم االمل مت غل���ق األمور عليهم‬ ‫بتجفيف منابع الدخل باالعالنات ‪.‬‬ ‫•رباب علوي م��ن تونس ‪-‬مقدمة عش��رين دقيقة‬ ‫ثقاف��ة – وتكت��ب ريبورتاجات سياس��ية وتغطي‬ ‫اعم��ال اجملل��س الوط�ني التأسيس��ي بإذاع��ة‬ ‫اكسربيس أف أم‪:-‬‬ ‫بالنس���بة لدس���تورنا يف تونس عام ‪ 1951‬لن‬ ‫جند ضمانات لنا مثله‬ ‫الصحاف���ة مت���ر مبرحل���ة انتقالي���ة م���ا م���ن‬ ‫انتقال سياسي او اقتصادي دون ان يطرأ ذلك‬ ‫عل���ى االع�ل�ام والصحافة يف تون���س كانت‬ ‫مكبوتة ومنغلقة ‪ ،‬يف مش���هدنا هناك مبالغة‬ ‫من اطراف يف التماه���ي مع حرية الصحافة‬ ‫‪ ،‬هناك من يريد العودة بنا اىل مش���هد س���ابق‬ ‫ثرن���ا علي���ه ‪ ،‬أي بني انف�ل�ات وحرية مطلقة‬

‫من كانوا ميجدون النظام السابق يوم ‪ 13‬يناير ‪ ، 2011‬يف يوم‬ ‫‪ 14‬يناير اصبحوا يعطون دروسا للتونسيني يف احلريات والنضال‬ ‫حباجة اىل أن تستفيد من التجارب القدمية‬ ‫واخلربات يف اعداد الشباب الصحفيني اجلدد‬ ‫مهنيا وانا أش���د على املهنية واملصداقية ‪ ،‬ومع‬ ‫جترب���ة الربيع العربي وال�ت�ي تدين لالعالم‬ ‫يف دفع الش���عب أن يصرخ كف���ى ذال ‪،‬كفى‬ ‫إرهاب���ا ‪،‬كفى تعامل مه�ي�ن مقصي للكرامة‬ ‫اإلنس���انية ‪..‬ايض���ا كف���ى تعام���ل مه�ي�ن من‬ ‫املس���ؤلني احلكوميني جتاه الصحفيني حنن‬ ‫نرف���ض ه���ذا ض���روري أن يك���ون اإلعالم���ي‬ ‫مص���ون الكرامة ويدافع ع���ن كيانه دون أن‬ ‫يلجا اىل الرش���وة ‪ ،‬واملعامالت الرخيصة اليت‬ ‫تتعامل به���ا املخابرات ‪...‬فحرية الش���عب من‬ ‫حرية االعالم‪...‬‬ ‫•ش��امة دارش��ول م��ن املغ��رب ‪ -‬صحفي��ة ‪ -‬مدربة‬

‫) ربيعنا اذن عش���ناه قبل ‪ 2011‬شهور الربيع‬ ‫العرب���ي واليت أيام انطالقها يف تونس كانت‬ ‫هن���اك أوام���ر بإعط���اء حري���ة أك�ب�ر للناس‬ ‫واحلدي���ث بص���ورة اكث���ر انفتاح���ا لدرج���ة‬ ‫صدم���ت املواطن مثال ! ولكن بعد االس���تفتاء‬ ‫على الدس���تور وخطاب يوليو الذي اعلن عن‬ ‫إصالحات دس���تورية وإعادة كتابة دس���تور‬ ‫والتصويت بش���أنه لكنه رغم كل ذلك وفورا‬ ‫بع���د ان اس���تقرت األوض���اع وتب�ي�ن أن املغرب‬ ‫اس���تطاع أن يفلت من الربي���ع العربي وعادت‬ ‫رمي���ا اىل عادتها القدمي���ة ‪ ،‬وكان بداية أيام‬ ‫الربيع العربي باعتقال أكرب واش���هر كاتب‬ ‫عمود يف املغرب رشيد ميمي ملدة سنة وفقط‬ ‫منذ يومني مت اعتق���ال صحفي ولديه موقع‬

‫وب���دون أي���ة ح���دود وبني م���ن يري���د تكبيلنا‬ ‫ووض���ع احلدود ‪ ،‬البد من حالة وس���ط نوفر‬ ‫حري���ة اع�ل�ام وحرية صحافة م���ع االحرتام‬ ‫لالخر واحرتام قوانني الصحافة واخالقياتها‬ ‫خاص���ة احلياة الش���خصية لالخري���ن ينبغي‬ ‫أن ال متس ‪..‬بالنس���بة لدس���تورنا عام ‪1951‬‬ ‫ل���ن جن���د ضمانات لن���ا مثل���ه ولك���ن املهم ان‬ ‫الضمان���ات ليس���ت يف النص���وص ب���ل فيم���ن‬ ‫س���يطبق ويلت���زم بتلك املواد فل���دي ختوفات‬ ‫ال يكف���ي م���ا نكتب���ه او ُنق���ره يف القوانني هي‬ ‫تظل نظرية ‪ ،‬التطبيق واالمتثال هو الس���ؤال‬ ‫‪ ،‬االع�ل�ام يف تونس مل يص���ل اىل التوازن بعد‬ ‫بني حميب احلرية املطلقة وهي صعبة وبني‬ ‫من يرفع الءات احلد من كل شيء ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫عزالدين عناية ‪:‬‬ ‫الربيع العربي كالفرس اجلموح تعيش غليانا حمتدما ومتواصال‬ ‫حاوره ‪ :‬عبدالسالم سكية‬ ‫قبل سنتني‪ ،‬اخ��ت��ارت شعوب "الربيع العربي" اإلسالميني‬‫حلكمها‪ ،‬و بعد عامني يسعون لطردهم ملاذا هذا التحول؟‬ ‫الشعوب اليت شهدت الربيع العربي هي كالفرس اجلموح‬ ‫طبيعي يف‬ ‫تعيش غليانا حمتدما وم��ت��واص�لا‪ ،‬وه��و أم��� ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫سوسيولوجيا ال��ث��ورة‪ .‬حيث تنظر الشعوب املنتفضة إىل‬ ‫املؤسسات واألح��زاب والقادة‪ ،‬مبثابة الوسائل‪ ،‬لبلوغ أهداف‬ ‫منشودة بأسرع وقت ممكن‪ .‬وعادة تكون تطلعاتها رومانسية‬ ‫وتعوزها الواقعية‪ ،‬وأي إخالل باهلدف‪ ،‬مهما كانت مربراته‪،‬‬ ‫من شأنه أن يبدّد رصيد تلك الثقة‪ .‬فعندما يستحكم فريوس‬ ‫الثورة بشعب ّما يغدو إرضاؤه صعبا‪ .‬واحلالة الثورية كما‬ ‫متنح الثقة بشكل عفوي تنزعها بشكل سريع أيضا‪ ،‬وهو ما‬ ‫عاشته مصر مع من ص ّعدتهم للسلطة وما تشهده تونس‬ ‫راه��ن��ا‪ .‬وبالتالي‪ ،‬اإلس�لام��ي��ون أو غ�يره��م‪ ،‬سيلقون املصري‬ ‫نفسه‪ ،‬إىل ح�ين تهدأ األوض���اع‪ .‬هناك معادلة اجتماعية‬ ‫َّ‬ ‫معقدة وشائكة‪ ،‬صعب أن يدركها ساسة مبتدئون‪ ،‬بعضهم‬ ‫لفظتهم ال��س��ج��ون‪ ،‬وآخ����رون ق��دم��وا م��ن امل��ن��ايف‪ ،‬وغريهم‬ ‫استقلوا قطار التحول بانتهازية فائقة‪ ،‬ليجدوا أنفسهم يف‬ ‫موضع الصدارة‪.‬‬ ‫فالتعاطي مع السياسة يف األوضاع الثورية‪ ،‬خصوصا منها‬ ‫موحدا‪ ،‬غري التعاطي مع‬ ‫اليت مل تستبطن توجها إيديولوجيا َّ‬ ‫األوضاع العادية‪ .‬واألحزاب اليت ص ِعدت للسلطة يف تونس‬ ‫ومصر‪ ،‬ع ّولت على الشرعية االنتخابية وحسبتها سدرة‬ ‫املنتهى‪ ،‬وغفلت عن أن البنية االجتماعية عقب الثورات هي‬ ‫بنية مضطربة‪ ،‬كل يوم هي يف شأن‪ .‬هذه املرحلة حساسة‬ ‫ينبغي التعاطي معها حبكمة ومرونة‪ ،‬ومن مل ميتثل لذلك‬ ‫يكون عرضة للسقوط‪ ،‬وم��ن ه��ذا الباب تأكل "ال��ث��ورات"‬ ‫أبناءها وتقول هل من مزيد‪.‬‬ ‫وقد كان تراجع منسوب مواالة اإلسالميني يف مصر ناجتا‬ ‫عن عوامل عدة‪ّ ،‬‬ ‫أخلصها بإجياز‪ :‬بدءا ينبغي أن نق ّر أن مصر‬ ‫مل حتصل فيها ثورة‪ ،‬وأن ما حدث هو جتييش هائل للناس‬ ‫إلسقاط نظام فاسد‪ ،‬فالشعب ما كان مهيأ أصال للثورة‪.‬‬ ‫وما حصل هو تقليد ملا جرى يف تونس‪ ،‬ومغامرة المتطاء‬ ‫حصان التاريخ الذي ّ‬ ‫أطل من بالد املغرب‪ .‬والثورات ما مل‬ ‫تندلع حبافز داخلي‪ ،‬فهي سرعان ما تتعثر‪ .‬وما نشهده يف‬ ‫مصر اليوم هو انهيار حللم الثورة ّ‬ ‫وتبخر لرومانسية الثوار‪.‬‬ ‫فاحلنجرة اليت صدحت بالرحيل على مبارك تستصرخه‬ ‫اليوم للعودة إلنقاذ البالد !‬ ‫ذلك أن من عوامل تراجع اإلسالميني يف مصر أو "طردهم"‬ ‫كما قلتم‪ -‬وه��و س��وء قراءتهم للواقع‪ ،‬من حيث تقدير‬‫ثقل املؤسسة العسكرية املستحكمة ببنية الدولة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يعين عمى سياسيا ْ‬ ‫ومه َلكة من قبل مرسي وحكومته؛ فضال‬ ‫عن اإلصرار والتعنت على املضي ُقدما يف مسارات سياسية‬ ‫خاطئة‪ :‬إمالء اإلعالن الدستوري‪ ،‬واالستفتاء على الدستور‪،‬‬ ‫ومناطحة القضاء‪ ،‬وجمابهة املثقفني واإلعالم‪ .‬األمر الذي‬ ‫ج ّر إىل َش ِّق الطبقة السياسية برمتها ِّ‬ ‫وفك اإلمجاع الشعيب‪،‬‬ ‫ولعل ذلك ما أدى إىل اإلطاحة باإلسالميني يف مصر‪.‬‬ ‫هل بقاء رموز النظام السابق يف تونس ومصر‪-‬رجاالت بن علي‬ ‫ومبارك‪ -‬هلا يد فيما اصطلح عليه ب"شيطنة اإلخ��وان" واليت‬ ‫انتهجها اإلعالم خصوصا؟‬

‫هناك طرف يف الواقعني التونسي واملصري ال ميكن تغييبه‪،‬‬ ‫وال ميكن استبعاده حتت أي مربر‪ ،‬ونعين به اجلزء الوطين‬ ‫الصاحل وغري الفاسد من النظام القديم‪ .‬فالنظام السابق‬ ‫ُصور ً‬ ‫خطأ‪ .‬وبناء على هذا‬ ‫ليس برمته ش ّرا حمضا كما ي َّ‬ ‫اإلدراك املوضوعي لواقع ما قبل الثورة‪ ،‬نتفطن أيضا إىل‬ ‫حي ي��رزق‪ ،‬وال ميكن طمسه بني عشية‬ ‫أن النظام السابق ٌّ‬ ‫وضحاها‪ .‬كما أن النظام القديم ليس أشخاصا فحسب‪ ،‬بل‬ ‫هو عقلية وسلوك وثقافة؛ وبالتالي السبيل األسلم للتعامل‬ ‫معه وهو الفرز واحملاسبة واالستيعاب‪ ،‬ال كما‬ ‫يقول املثل إلقاء الرضيع مع املاء العفن‪.‬‬ ‫فقبل ت��و ّل � ِد ظ��اه��رة "شيطنة اإلخ���وان"‬ ‫هناك أخطاء ارتكبها اإلسالميون‪ ،‬لعل‬ ‫أب��رزه��ا التعامل مبنطق الغنيمة مع‬ ‫السلطة‪ .‬ف��ك��ان التعويل على املُ��وال��ي‬ ‫والتابع للتنظيم واحلزب والغفلة عن‬ ‫تشريك األكفأ واألقدر واألعلم‪ ،‬وهو‬ ‫ما ّ‬ ‫شل قدرتهم على التحكم بالواقع‬ ‫وع� ّ‬ ‫�ط��ل عملية اإلص�ل�اح وأصابها‬ ‫بالتعثر‪ .‬ف��ل��و أخ��ذن��ا ع��ل��ى سبيل‬ ‫امل��ث��ال م��ا ح���دث يف ت��ون��س‪ ،‬لقد‬ ‫حشرت أحزاب الرتويكا احلاكمة‬ ‫–النهضة وال��ت��ك��ت��ل وامل���ؤمت���ر‪-‬‬ ‫اجمللس الوطين التأسيسي‪َّ ،‬‬ ‫املكلف‬ ‫بكم هائل‬ ‫أساسا بصياغة الدستور‪ّ ،‬‬ ‫م��ن احل��ش��و‪ ،‬م��ن املنخنقة وامل��وق��وذة‬ ‫وامل�تردّي��ة والنطيحة‪ ،‬مم��ن ال تتوفر‬ ‫فيهم ال��ك��ف��اءة‪ .‬وأب���رز مظاهر ذلك‬ ‫ال��ع��ور أن اجمل��ل��س التأسيسي ملا‬ ‫دفع مبسودة الدستور للشعب‬ ‫كانت عمال فاضحا‪ ،‬ح َوت‬ ‫زهاء الستني خطأ لغويا‪.‬‬ ‫جيهل م��ن صاغها –أو‬

‫م��ا واق��ع��ي��ة أن والء اإلخ���وان‬ ‫للتنظيم العاملي أكرب من الوالء‬ ‫للوطن‪ ،‬وه��ل هنالك شواهد‬ ‫متلكها على ذلك؟‬ ‫ال أود النظر لألمور على غرار‬ ‫نظر العقل العربي الكسول يف‬ ‫تهومياته املزمنة‪" :‬التنظيم‬ ‫ال��������ع��������امل��������ي‬

‫مص��ر مل حتصل فيها ثورة‪ ،‬وأن ما ح��دث هو جتييش هائل‬ ‫للناس إلس��قاط نظام فاسد‪ ،‬فالش��عب ما كان مهيأ أصال‬ ‫للثورة‪ .‬وما حصل هو تقليد ملا جرى يف تونس‬ ‫من كلفوا بتدبيجها واملصادقة عليها‪ -‬قواعد العدد واملعدود‬ ‫واملمنوع من الصرف‪ ،‬وغريها من البديهيات النحوية‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن ثغرات الصياغة القانونية والركاكة اللغوية‪.‬‬ ‫من جانب آخ��ر‪ ،‬أرى أن "شيطنة اإلخ��وان" نابعة عن عامل‬ ‫رئ��ي��س��ي‪ .‬ه��ن��اك ف��ئ��ة م��ه��م��ة يف اجمل��ت��م��ع ل��ي��س��ت يف صف‬ ‫اإلسالميني‪ ،‬وه��ي فئة واسعة متكونة من رج��ال الثقافة‬ ‫واإلع��ل�ام وال��ف��ن��ان�ين‪ .‬وق���د مت ال��ت��ع��ام��ل معها ب�����ازدراء أو‬ ‫باستعداء‪ ،‬وهو ما أجج عش الدبابري وح� ّرض شرائح عدة‬ ‫كر فهذه الفئة لديها حساسية مفرطة من‬ ‫ضدهم‪ .‬ولل ّذ ِ‬ ‫اإلخوان ومن فكر اإلخوان ومن تاريخ اإلخوان‪.‬‬

‫للصهيونية"‪ ،‬و"التنظيم العاملي للماسونية" و"التنظيم‬ ‫العاملي لإلخوان"‪ ،‬وغريها من املبالغات الوهمية والساذجة‪.‬‬ ‫هناك إخفاق حلزب سياسي ينشط داخل حيز اجتماعي وهو‬ ‫الساحة املصرية‪ ،‬أخطأ يف التحكم بلعبة السلطة نتيجة‬ ‫صبيانيته السياسية‪ ،‬وليس نتيجة أن والءه للتنظيم العاملي‬ ‫أك�بر من والئ��ه للوطن‪ .‬لقد فشل اإلخ���وان يف مصر ألن‬ ‫ْ‬ ‫الوهم استبد بهم‪ ،‬أنهم قوة ضاربة‪ ،‬ومل يقدّروا وزن غريهم‬ ‫ّ‬ ‫حق قدره‪ .‬فتنظيم يفتقر يف صفه إىل املثقف واملفكر وعامل‬ ‫االجتماع وع��امل السياسة وإىل الشاعر وال��روائ��ي‪ ،‬وحمش ّو‬


‫‪)2013‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫يونيو‪21/‬‬ ‫‪) 26‬ـ ‪- 8 (-2-‬‬ ‫‪127( 59‬‬‫العدد‪- 126‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫الثانية‬ ‫السنةالسنة‬

‫اإلخواني‪ ،‬الذي ينحو منحى متزنا ومساملا‬ ‫يف التعاطي مع الواقع املصري هو املرشح‬ ‫ليكون الطرح البديل يف الساحة املصرية‪.‬‬ ‫وأم��ا اإلس�لام السياسي السلمي يف تونس‪،‬‬ ‫وع��ل��ى رأس���ه ح��رك��ة النهضة‪ ،‬ف��إن الفوز‬ ‫بذاته واخل��روج من عنق الزجاجة مرهون‬ ‫بتجنب احتكار السلطة‪ ،‬وتقديم الكفاءات‬ ‫ال��ت��ون��س��ي��ة ال امل���وال���ي���ة‪ ،‬وجت��ن��ب تهميش‬ ‫املثقفني‪ ،‬واإلنصات للصوت املخالف‪ .‬وأما‬

‫وجراء ما حصل من تضرر ملصداقية حركة‬ ‫النهضة‪ ،‬فهي غ�ير ق���ادرة على ّ‬ ‫مل الطيف‬ ‫السياسي التونسي املتناثر يف الراهن‪ .‬فهناك‬ ‫ثالث قوى رئيسية تتحكم باملشهد السياسي‬ ‫التونسي‪ :‬النهضة وخمتلف األح��زاب ذات‬ ‫املنحى احملافظ واإلسالمي؛ واالحتاد العام‬ ‫التونسي للشغل وجممل األحزاب اليسارية‬ ‫واالشرتاكية؛ وح��زب ن��داء تونس وش��راذم‬ ‫البورقيبيني وبقايا النظام السابق‪ .‬وهذه‬

‫إص�لاح��ات اجتماعية واقتصادية داخلية‪.‬‬ ‫وال���دول���ة اجل��زائ��ري��ة ال��ث��اب��ت��ة يف خطاها‪،‬‬ ‫ليست مرتبصة ب��ال��ث��ورة التونسية‪ ،‬كما‬ ‫يريد بعض الغالة ترويج ذل��ك‪ ،‬على غرار‬ ‫ما أدىل به حممد العربي زيتوت من حديث‬ ‫إىل جريدة "الصباح األسبوعي" التونسية يف‬ ‫يتوجه سياسيون‬ ‫شهر جويلية الفارط‪ .‬فأن ّ‬ ‫تونسيون إىل اجل��زائ��ر‪ ،‬وبشكل دوري‪ ،‬هو‬ ‫ميس تونس‬ ‫إدراك من كال الطرفني أن ما ّ‬ ‫م��ن أذى مي��س اجل���زائ���ر‪ ،‬وال��ع��ك��س أي��ض��ا‪.‬‬ ‫واجل��زائ��ر هي أول بلد يلجأ إليه التونسي‬ ‫حني تداهمه الشدائد‪ ،‬وهل ينكر األخ أخاه‬ ‫عند اش��ت��داد احمل��ن؟ م��ع ذل��ك أق���دّر أن حل‬ ‫األزم��ة السياسية احلالية يف تونس هو يف‬ ‫تونس‪ ،‬وأخشى أن يؤدي التصلب بالنهضة‬ ‫إىل ما أدى مبرسي ومجاعته‪ ،‬والعاقل من‬ ‫استقرأ واقعه بعني فاحصة واتعظ بغريه‬ ‫قبل فوات األوان‪ .‬ولكن هذا التشاور بني قادة‬ ‫الدولتني ال يلغي ما للبلدين من انشغاالت‬ ‫مشرتكة‪ ،‬بشأن ما يعرتي الواقع السياسي‬ ‫يف ت��ون��س‪ ،‬وم���ن ح��ق اجل���زائ���ر أن ختشى‬ ‫من االرت���دادات السلبية للثورة التونسية‪.‬‬ ‫فهناك فضاء حريات يف تونس منفلت وغري‬ ‫معهود‪ ،‬ال تعضده سلطات قضائية وأمنية‬ ‫قوية وح��ازم��ة‪ ،‬ما ميكن أن يستغله بعض‬ ‫ّ‬ ‫املتنطعني إلحلاق الضرر بأمن البلدين‪.‬‬

‫اإلس�لام السياسي العنيف –الذي بدأ يطل‬ ‫ب��رأس��ه‪ -‬ف�لا مستقبل ل��ه يف ت��ون��س‪ ،‬وه��و‬ ‫إس�لام كارثي على اإلس�لام وعلى نفسه‪.‬‬ ‫أنصح أهله وأنصاره بقراءة التاريخ واالتعاظ‬ ‫مبا جرى يف جمتمعات أخرى‪.‬‬ ‫ما هي خمارج األزمة يف تونس؟‬ ‫أقدّر أن حركة النهضة اليت تتزعم الرتويكا‬ ‫احلاكمة يف تونس قد تضررت مصداقيتها‬ ‫ال��س��ي��اس��ي��ة‪ ،‬ل��ك��ن ذل���ك ال ي��ع�ني خ��روج��ه��ا‬ ‫م��ن اللعبة السياسية أو ع��دم إمساكها‬ ‫مب��ج��ري��ات��ه��ا‪ .‬وب��ش��ك��ل ع���ام‪ ،‬حت���وز حركة‬ ‫النهضة يف تونس شعبية بني العامة‪ ،‬بني‬ ‫الشرائح االجتماعية ذات التكوين الدراسي‬ ‫املتد ّني واملتوسط‪ ،‬وهلا شعبية بني مستبطين‬ ‫الثقافة احملافظة ذات الطابع القروي‪ .‬فهي‬ ‫تعرب عن رؤاه��م وخطابهم وتطلعاتهم‪ .‬يف‬ ‫حني بني النخبة وأوس��اط الطبقة املثقفة‪،‬‬ ‫ذات التكوين اجلامعي‪ ،‬فهي ترتاجع بشكل‬ ‫الفت‪.‬‬

‫التكتالت الثالثة ال ميكن إلحداها أن تنفي‬ ‫األخرى‪ .‬يف إدراكهم معا خلطورة الظرف‬ ‫الذي متر به تونس‪ ،‬وتعاليهم عن مصاحلهم‬ ‫الضيقة‪ ،‬باإلمكان إخ��راج البلد من األزمة‬ ‫اليت يتخبط فيها‪.‬‬

‫ما توقعاتك من اإلسالميني يف اجلزائرر قبيل‬ ‫أشهر من االنتخابات الرئاسية؟‬ ‫اجل���زائ���ر ك���دول���ة ذات س��ي��اس��ة معتدلة‬ ‫وواق���ع���ي���ة ح��س��م��ت م��وق��ف��ه��ا م���ن اإلس��ل�ام‬ ‫السياسي منذ م���دة‪ ،‬ف��ك� ّ�ل ت��وج��ه إسالمي‬ ‫فوضوي وغري ناضج اسرتاتيجيا هو خارج‬ ‫اللعبة السياسية‪ .‬واإلسالميون يف اجلزائر‬ ‫ينبغي أن يدركوا أن ال جم��ال للعنرتيات‬ ‫الصبيانية‪ ،‬ألن اإلس�ل�ام السياسي إم��ا أن‬ ‫يكون دميقراطيا وعقالنيا يف توجهاته‪ ،‬ويف‬ ‫طروحاته‪ ،‬أو ال يكون‪ ،‬واحلالتان املصرية‬ ‫والتونسية ماثلتان أمامه‪.‬‬ ‫ك��م��ا أن���ه آن األوان للتيار اإلس�لام��ي أن‬ ‫ي��ت��وج��ه إىل ال��ع��م��ل ال��ف��ك��ري امل��ب�ني على‬ ‫الطروحات العقالنية والعلمية‪ ،‬وأن يتحرر‬ ‫م��ن اخل��ي��ار السياسوي ال��ص��رف ال��ذي ج ّر‬ ‫ال��وي�لات‪ ،‬ألن اإلس�ل�ام العظيم أوس���ع من‬ ‫أن ختتزله السياسة‪ .‬فالعمل على جتييش‬ ‫ال��ن��اس خب��ط��اب دي�ن�ي مح��اس��ي‪ ،‬ال ج��دوى‬ ‫منه‪ ،‬ألن مشكلة اإلس�ل�ام السياسي اليوم‬ ‫داخ��ل��ي��ة‪ ،‬ينبغي أن حت��دث فيه مراجعات‬ ‫تعيد النظر يف التجربة اإلسالموية اليت‬ ‫أمتنا منذ مطلع ال��ق��رن املنصرم‬ ‫شهدتها ّ‬ ‫إىل اليوم‪ .‬فما عادت الشعارات كافية حلل‬ ‫مشاكل الشعوب‪ ،‬بل يتطلب ختطيها رؤية‬ ‫عقالنية‪ .‬وم��ن ه��ذا ال��ب��اب اإلس�لام��ي��ون يف‬ ‫اجلزائر مدعوون إىل التعامل مع واقعهم‬ ‫ب��أع�ين ج��زائ��ري��ة‪ ،‬وبعقل ج��زائ��ري‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن أي اهتداء أو تقليد للخارج‪ .‬فالتجارب‬ ‫اإلسالموية املستو َردة عادة ما تكون جتارب‬ ‫َ‬ ‫مسقطة وكارثية‪.‬‬

‫مس��ألة التنظيم العاملي لإلخوان املسلمني أقول إنها أسطورة كبرية‬ ‫أحلقت ضررا بأهلها قبل أن تلحق ضررا خبصومها‪ .‬وتلك عاقبة من‬ ‫ال يؤسس رؤاه ومساره على نهج عقالني سديد‬ ‫واملتحمس واملتنطع‪،‬‬ ‫بشبه الواعظ والفقيه‬ ‫ّ‬ ‫ه���و ت��ن��ظ��ي��م أج����وف وأع������رج‪ .‬ل��ذل��ك عجز‬ ‫اإلخ��وان عن التنبه إىل الواقع منذ إص��دار‬ ‫مرسي اإلع�ل�ان ال��دس��ت��وري وم��ا الق��اه من‬ ‫رفض يف أوساط النخبة‪.‬‬ ‫وقد زاد صلف حكومة مرسي بعد أن ص ّوت‬ ‫يف اخلامس والعشرين من ديسمرب ‪2012‬‬ ‫عشرة ماليني على دستور‪ ،‬انفرد اإلخ��وان‬ ‫ب��ص��ي��اغ��ت��ه‪ ،‬وع���ارض���ه س��ب��ع��ة م�لاي�ين من‬ ‫تضمن حشرا للدين بشكل معيب‬ ‫املصريني‪ّ .‬‬ ‫مبا يشجع على تأويله مبا‬ ‫ي��ن��ايف مطلب م��دن��ي��ة ال���دول���ة‪ ،‬وم���ا يسهّل‬ ‫استدعاء الدين املُ� َ�د ْس�َت�رَ خل��وض معركة‬ ‫نص دستور اإلخوان‬ ‫ليست معركته‪ .‬فمثال ّ‬ ‫فج على املذهبية‬ ‫(الدستور املصري) بشكل ّ‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬يف املادة ‪ 219‬من الفصل الثاني‪:‬‬ ‫"م��ب��ادئ الشريعة اإلسالمية تشمل أدلتها‬ ‫الكلية‪ ،‬وق��واع��ده��ا األص��ول��ي��ة والفقهية‪،‬‬ ‫ومصادرها املعتربة‪ ،‬يف مذاهب أه��ل السنة‬ ‫واجلماعة"‪ ،‬واحلال أن عدم التنصيص يكفل‬ ‫للشريعة علويتها وانفتاحها أك��ث��ر مما‬ ‫يضمنه التنصيص‪ .‬فإدخال الدين يف باطن‬ ‫الدساتري كان جملبة ملشاكل‪ ،‬الشعوب يف‬ ‫غنى عنها‪ ،‬ومدعاة لتضييق واسع‪.‬‬ ‫وعودة إىل مسألة التنظيم العاملي لإلخوان‬ ‫املسلمني أقول إنها أسطورة كبرية أحلقت‬ ‫ضررا بأهلها قبل أن تلحق ضررا خبصومها‪.‬‬ ‫وتلك عاقبة من ال يؤسس رؤاه ومساره على‬ ‫نهج عقالني سديد‪.‬‬ ‫بعد األزمة يف تونس وعزل مرسي‪ ،‬ماذا بقي من‬ ‫اإلسالم السياسي؟‬ ‫ال ميكن احلديث عن انهيار اإلسالم السياسي‬ ‫أو ت���واري���ه‪ ،‬ك��م��ا ت��س��ارع ب��ع��ض حتليالت‬ ‫"الفاست فود" اإلعالمي غري الرصينة‪ ،‬ولكن‬ ‫هناك ارتطام بالواقع‪ .‬فاإلسالم السياسي مل‬ ‫برتو‪ ،‬بل بتساهل مفرط‬ ‫يتعاط مع الواقع ٍّ‬ ‫إىل حد السذاجة أحيانا‪ ،‬ما ج ّره إىل الصدام‬ ‫السياسي يف مصر وإىل ال�تر ّن��ح يف تونس‪.‬‬ ‫ولعل ذلك عائد باألساس إىل ضعف التكوين‬ ‫العلمي يف اجملال السياسي والسوسيولوجي‬ ‫أله��ل��ه وأن���ص���اره‪ .‬ف��ل��ي��س ه��ن��اك اس��ت��ق��راء‬ ‫موضوعي للواقع وللعناصر الفاعلة فيه‪ ،‬بل‬ ‫هناك عواطف جياشة متقاسمَ ة بني شرائح‬ ‫واسعة من األنصار‪ ،‬عادة ما تكون مضّللة‪.‬‬ ‫وأق���دِّر أن اإلس�ل�ام السياسي اإلخ��وان��ي يف‬ ‫مصر ق��د وض��ع نفسه يف مواجهة خاطئة‬ ‫مع املؤسسة العسكرية وم��ع ال��دول��ة‪ ،‬وهي‬ ‫معركة غري مأمونة العواقب‪ ،‬ال خيوضها‬ ‫إال ح��امل سياسي‪ ،‬ال يتعاطى مبوضوعية‬ ‫م��ع ال��واق��ع‪ ،‬وال م��ع ال��وض��ع اإلقليمي‪ ،‬وال‬ ‫مع الوضع الدولي‪ .‬اإلس�لام السياسي غري‬

‫‪09‬‬

‫ه��ل ميكن أن ي��ك��ون مفتاح احل��ل الوساطة‬ ‫اجلزائرية‪ ،‬و ملاذا تبدي األط��راف التونسية‪-‬‬ ‫النهضة و نداء تونس‪ -‬حتفظا يف تأكيد وجود‬ ‫وساطة جزائرية؟‬ ‫ال ب��د أن نق ّر أن ال��ث��ورة التونسية كانت‬ ‫م��ت��خ� ّوف��ة يف ب��داي��ة جن��اح��ه��ا م��ن ال��ن��ظ��ام‬ ‫اجل��زائ��ري أش��د ال��ت��خ��وف‪ ،‬لكن ال��ن��ظ��ام يف‬ ‫ه��ذا البلد اجل��خ��اور أب��دى رص��ان��ة وحكمة‬ ‫عاليتني قل نظريهما‪ ،‬يف التعاطي مع الشأن‬ ‫التونسي‪ .‬واحلمد هلل أن عنصر الثقة دب بني‬ ‫الطرفني وت��ب�دّدت تلك اهل��واج��س‪ ،‬فالثورة‬ ‫التونسية ليست تهديدا للجار اجلزائري‪،‬‬ ‫ألن ب��وص��ل��ت��ه��ا ب���األس���اس ب���اجت���اه إرس����اء‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫أمحد العنيزي ‪ ..‬حكاية كاتب من املدينة‬

‫حممد العنيزي‬

‫من أدب���اء مدينة بنغازي الكاتب والقاص أمحد حممد‬ ‫العنيزي الذي تأثر بالواقعية اإلجتماعية الس���ائدة يف‬ ‫حقب���ة اخلمس���ينيات من القرن املاض���ي ‪ ..‬فكانت مثرة‬ ‫نتاج���ه األدب���ي جمموعت�ي�ن قصصيت�ي�ن هم���ا حديث‬ ‫املدينة واملدينة املفتوحة‪ ..‬واللتني رصد فيهما تفاصيل‬ ‫احلياة اليومية والواق���ع املعاش يف مدينة بنغازي أثناء‬ ‫احلرب ومابعدها من مظاهر الفقر والبؤس واملعاناة ‪..‬‬ ‫وبذلك أرخ إجتماعيا للواقع البنغازي يف تلك الفرتة ‪.‬‬ ‫ســــرية وأحداث ‪:‬‬

‫يف من���زل اجل���د امساعي���ل العني���زي الكائن‬ ‫بش���ارع بومخس�ي�ن يف ح���ي ( اخريبي���ش ) ‪..‬‬ ‫ولد القاص والكات���ب أمحد حممد العنيزي‬ ‫ع���ام ‪ ..1929‬وهو نفس املنزل الذي ولد فيه‬ ‫والده حممد العنيزي أيضا ‪.‬‬ ‫ترع���رع أمح���د العني���زي يف بيئ���ة ش���عبية‬ ‫مثل غ�ي�ره م���ن أبناء جيل���ه الذي���ن تفتحت‬

‫عيونهم على حياة مليئ���ة بالفقر والبؤس ‪..‬‬ ‫وعاشوا طفولتهم وصباهم يف شوارع املدينة‬ ‫القدمية ‪.‬‬ ‫التح���ق أمحد العني���زي وعمره ‪ 10‬س���نوات‬ ‫للدراس���ة مبدرسة األمرية اإلبتدائية ( وهي‬ ‫مدرسة اجملاهد حاليا )‪..‬‬ ‫درس أمحد العنيزي ملدة ‪ 3‬س���نوات وأثناء‬ ‫انتقاله إىل السنة الدراس���ية الرابعة أغلقت‬ ‫املدرسة أبوابها بسبب اشتعال احلرب العاملية‬ ‫الثاني���ة ب�ي�ن احللف���اء واحمل���ور ‪ ..‬وانتقل���ت‬ ‫أس���رة العنيزي من ش���ارع ( بومخسني ) إىل‬

‫التأمني ‪ ..‬وقد أس���س الرابطة جمموعة من‬ ‫ش���باب املدين���ة ومنه���م منري البعب���اع ورجب‬ ‫النيهوم وأمحد الفلفال ويوسف زيو ‪.‬‬ ‫درس أمح���د العني���زي اللغ���ة اإلجنليزي���ة‬ ‫مل���دة ‪ 6‬أش���هر عل���ى ي���دي األس���تاذ حمم���د‬ ‫الربيع���ي ‪ ..‬ليتمك���ن فيما بعد م���ن التحدث‬ ‫والكتاب���ة باللغ���ة اإلجنليزي���ة مبواصل���ة‬ ‫اجته���اده ومثابرته حتى اس���تطاع أن يرتجم‬

‫منطق���ة ( اللثام���ة ) تفاديا للغ���ارات اجلوية‬ ‫ال�ت�ي كانت تق���وم به���ا الق���وات الربيطانية‬ ‫على األه���داف احليوية وس���ط املدينة ‪..‬وقد‬ ‫أصيب منزل العائلة يف ش���ارع (بومخس�ي�ن )‬ ‫بقذيفة أثناء إحدى الغارات فتهدم س���قفه ‪..‬‬ ‫ومل يكن به أحد ‪ ..‬وبعد أن انتهت احلرب عاد‬ ‫أف���راد العائلة إىل منزهلم الذي كان مهدما‬ ‫وأقاموا به ( براكة ) صغرية للسكن فيها ‪.‬‬ ‫ع���اش أمح���د العني���زي طفول���ة صعب���ة‬ ‫واضطرت���ه الظ���روف اإلجتماعي���ة للعم���ل‬ ‫س���عيا وراء لقم���ة العي���ش إذ وج���د نفس���ه‬ ‫مسؤال عن أسرته املكونة من والدته وأخوين‬ ‫وأخت�ي�ن بع���د أن ت���ويف والده إث���ر مرض مل‬ ‫ميهله طويال ‪.‬‬ ‫وتنقل من خ�ل�ال خدمته كعامل من مكان‬ ‫الخر س���اعيا وراء كس���ب قوته اليومي مما‬ ‫اضط���ره للعمل يف رص���ف الطرق والنظافة‬ ‫ويف ورشة جنارة وعامل يف امليناء ويف املطار‬ ‫وغريها من املهن األخرى ‪.‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ 1946‬التح���ق للعم���ل بال���ورش‬ ‫التابع���ة إلدارة األش���غال العام���ة ( اجلينو )‪..‬‬ ‫وه���ي جمموع���ة ورش مت افتتاحه���ا يف عهد‬ ‫اإلدارة العس���كرية الربيطاني���ة يف منطقة (‬ ‫راس عبي���دة ) وكان الغ���رض منه���ا تأهيل البع���ض من القص���ص العاملي���ة وينقلها من‬ ‫األف���راد واإلس���تفادة منهم للعم���ل يف حرف اإلجنليزية إىل العربية ‪.‬‬ ‫ال���زواق وامليكاني���كا والس���مكرة والنج���ارة ويف ع���ام ‪ 1950‬تلق���ى الدراس���ة مبدرس���ة‬ ‫واللحام والكهرباء واخلراطة ‪.‬‬ ‫العم���ال الليلية مل���دة عامني وكان األس���تاذ‬ ‫وقد عم���ل أمحد العنيزي يف ورش���ة الزواق حممد التونسي أحد الذين قاموا بتدريسه ‪.‬‬ ‫خطاطا فكان يقوم بأعمال الطالء وكتابة‬ ‫الالفت���ات وذلك يف أثناء أعمال الصيانة اليت وأثن���اء عمل���ه يف ورش األش���غال العامة بدأ‬ ‫تتم يف املرافق احلكومية واإلدارات ‪.‬‬ ‫أمحد العنيزي ميارس نش���اطه النقابي عام‬ ‫ويف نف���س الع���ام التح���ق لدراس���ة اللغ���ة ‪ 1950‬حيث أس���س بالتع���اون مع عدد من‬ ‫اإلجنليزية يف دورة مس���ائية أقامتها رابطة زمالئه نقابة النجارين والزواقني اليت كان‬ ‫الشباب اللييب آنذاك وكان مقرها يف عمارة أمينا هلا ‪ ..‬وكانوا جيتمعون يف مقر نقابات‬

‫العمال ( كان يقع يف شارع عمرو بن العاص‬ ‫فوق مقهى دمش���ق )‪ ..‬مع نقيب امليكانيكيني‬ ‫ابراهيم سامل بن عامر ‪ ..‬وانفصلت بعد ذلك‬ ‫نقابة الزواقني واستأجر أعضاؤها مقرا هلم‬ ‫يف ش���ارع ( العقي���ب )‪ ..‬ثم انضم���وا فيما بعد‬ ‫إىل نقاب���ة البحارة اليت كان يرأس���ها رجب‬ ‫النيهوم ‪.‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ 1954‬أس���س أمح���د العني���زي يف‬ ‫صحيف���ة الزمان ركن العم���ال وبدأ بكتابة‬ ‫املق���االت ال�ت�ي تن���اول فيه���ا قضاي���ا العم���ال‬ ‫ومش���اكلهم حت���ى مت إيقاف���ه م���ن قب���ل‬ ‫السلطات املسؤلة يف والية برقة ‪.‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ 1956‬عم���ل موظف���ا مبحكم���ة‬ ‫اإلستئناف لوالية برقة وملدة ‪3‬سنوات انتقل‬ ‫بعدها عام ‪ 1959‬للعمل موظفا يف اجلامعة‬ ‫الليبية حيث أمضى بها ‪ 14‬عاما ‪ ..‬ليتم نقله‬ ‫إىل وزارة التعليم عام ‪ 1973‬موظفا ملدة ‪16‬‬ ‫عاما ‪.‬‬ ‫عالقة أمحد العنيزي بالكتابة واألدب ‪:‬‬ ‫بدأت عالقة أمحد العنيزي باألدب والثقافة‬ ‫من خ�ل�ال اطالع���ه املكث���ف عل���ى الصحف‬ ‫واجمل�ل�ات والكت���ب ال�ت�ي كان يقتنيه���ا من‬ ‫مكتب���ة بوقعيقي���ص يف مي���دان ( احل���دادة‬ ‫)‪ ..‬وكان يطال���ع اجمل�ل�ات األدبي���ة مث���ل‬ ‫جمل���ة اآلداب ال�ت�ي كان ي���رأس حتريرها‬ ‫س���هيل ادري���س ‪ ..‬وكان أمح���د العنيزي يف‬ ‫ع���ام ‪ 1955‬يبع���ث بقيم���ة اش�ت�راكاته إىل‬ ‫هذه اجملل���ة ‪ ..‬فتصله أعداده���ا بانتظام على‬ ‫العنوان التالي ‪:‬‬

‫أمحد حممد العنيزي‬

‫ص ‪ .‬ب ‪104‬‬ ‫‪ 26‬شارع بومخسني ــ حي اخريبيش‬ ‫بنغازي ــ ليبيا‬ ‫اطل���ع أمحد العنيزي عل���ى الروايات العاملية‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫أس��س أمحد العنيزي يف صحيف��ة الزمان ركن‬ ‫العم��ال وب��دأ بكتابة املقاالت ال�تي تناول فيها‬ ‫قضايا العمال ومشاكلهم‬ ‫ألب���رز الكت���اب العاملي�ي�ن مث���ل هيمنج���واي‬ ‫وجيمس جويس وسومرست موم وتشيخوف‬ ‫وجان دي موباسان ‪ ..‬وقرأ للعديد من الكتاب‬ ‫الع���رب مثل جني���ب حمفوظ وإحس���ان عبد‬ ‫القدوس وحممود عبداحلليم عبداهلل وسعد‬ ‫مكاوي وعبداحلميد جودة السحار وابراهيم‬ ‫املازني وغريهم ‪.‬‬ ‫ومن خالل اطالعه اكتس���ب ثقافة واس���عة‬ ‫وامتل���ك أدوات الكتابة إضاف���ة إىل موهبته‪..‬‬ ‫وقد نش���ر يف ع���ام ‪ 1951‬أول مقالة كتبها‬ ‫يف جملة فن املصرية ‪ ..‬ثم بدأ بكتابة القصة‬ ‫القص�ي�رة حيث نش���ر ع���ام ‪ 1953‬أول قصة‬ ‫ل���ه بعنوان ( الش���معة الذائب���ة ) يف صحيفة‬ ‫طرابلس الغرب ‪.‬‬ ‫واستمر أمحد العنيزي يف نشر نتاجه األدبي‬ ‫ال���ذي تنوع ب�ي�ن القص���ة القص�ي�رة واملقالة‬ ‫وكان م���ن رواد القص���ة الليبي���ة القص�ي�رة‬ ‫الذي���ن أحدث���وا نقل���ة فيها حس���ب معطيات‬ ‫ذلك الوقت الذي س���اد فيه مذهب الواقعية ‪..‬‬ ‫ونشر نتاجه يف كل من ‪:‬‬ ‫صحيف���ة طرابلس الغرب ـ���ـ صحيفة برقة‬ ‫اجلديدة ــ صحيفة الزمان ــ صحيفة العمل‬ ‫ــ صحيفة الرقيب ‪.‬‬ ‫جملة إذاعة طرابلس الغرب ــ جملة الضياء‬ ‫ــ جملة النور ــ جملة الرواد ‪.‬‬ ‫ومبثابرته املستمرة أتقن اللغتني اإليطالية‬ ‫واإلجنليزي���ة واس���تطاع أن ينق���ل بع���ض‬ ‫القصص العاملية من اإليطالية واإلجنليزية‬ ‫إىل اللغ���ة العربي���ة ‪ ..‬وقد نش���رالبعض منها‬ ‫أخريا يف جملة الثقافة العربية‬

‫‪11‬‬

‫ملتق���ى القصاص�ي�ن املغارب���ة ال���ذي حضره‬ ‫العدي���د م���ن كت���اب القص���ة القص�ي�رة من‬ ‫تون���س واجلزائ���ر واملغ���رب ‪ ..‬ويف ذات الع���ام‬ ‫حضر امللتقى األول للكتاب واألدباء الليبيني‬ ‫ال���ذي عق���د يف طرابل���س بتاري���خ ‪. 9 . 11‬‬ ‫‪ ..1968‬ليتوقف بعدها عن الكتابة والنشر ‪.‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ 2005‬ص���درت ل���ه أول جمموعة‬ ‫قصصي���ة ع���ن مطبوع���ات جمل���ة املؤمت���ر‬ ‫بعنوان‬

‫من اليمني أمحد العنيزي ــ سليمان الوحيشي ــ عوض الشريف‬ ‫كم���ا أضاف اإلس���تماع لإلذاعة املس���موعة‬ ‫إىل ثقافته جانبا سياس���يا ‪ ..‬فهو متابع جيد‬ ‫ألخبار العامل‬ ‫وأخب���ار الوط���ن العرب���ي بصف���ة خاص���ة ‪..‬‬ ‫فكان يتاب���ع يوميا برامج وأخبار إذاعة لندن‬ ‫وحتليالتها السياس���ية ويراسل برنامج بني‬ ‫السائل واجمليب ‪.‬‬ ‫وكان يتاب���ع أخب���ار امل���د القوم���ي العرب���ي‬ ‫معجب���ا بأفكار الزعيم عبد الناصر ‪ ..‬متطلعا‬ ‫إىل خالص األم���ة على يدي���ه‪ ..‬لكنه أصيب‬

‫خبيبة أمل كبرية بعد نكسة عام ‪. 1967‬‬ ‫ارتب���ط أمح���د العني���زي بعالق���ات صداق���ة‬ ‫ومودة مع الكثريي���ن من أبناء جيله وخاصة‬ ‫م���ن الطبقة املثقفة ‪ ..‬وكانت له مراس�ل�ات‬ ‫م���ع الق���اص كامل املقه���ور والش���اعر علي‬ ‫الرقيع���ي ‪ ..‬حيث كان اإلثن���ان يبعثان إليه‬ ‫بالرسائل من مدينة طرابلس ‪.‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ .. 1968‬س���افر برفق���ة الق���اص‬ ‫كام���ل املقه���ور والكات���ب الص���ادق النيهوم‬ ‫والقاص بش�ي�ر اهلامشي إىل تونس حلضور‬

‫( حدي���ث املدين���ة ) بع���د أن مت مج���ع إنتاجه‬ ‫القصص���ي من الصحف واجمل�ل�ات الصادرة‬ ‫يف اخلمس���ينيات من القرن املاضي ‪ ..‬إضافة‬ ‫إىل القص���ص األخ���رى ال�ت�ي كتبه���ا ومل‬ ‫ينش���رها ‪ ..‬حي���ث ص���درت ع���ام ‪ 2008‬ع���ن‬ ‫جملس الثقاف���ة الع���ام يف جمموعة أخرى‬ ‫بعنوان ( املدينة املفتوحة ) ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪) 127‬‬ ‫‪- 126‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪2121‬‬ ‫‪- 8- 8( -()-127‬‬ ‫‪- 126‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫عشق ‪5‬‬

‫إستنساخ رؤيا‬ ‫عبد الرمحن شلقم‬

‫صباح يوم خريفي ‪:‬‬ ‫األشجار تلون ما بقي من أوراِقها‪ ،‬األمحر الباهت‬ ‫‪ ،‬يدافع األخضر املس���ود‪،‬زرافة طيور تعاند الريح‬ ‫الش���رقية‪ .‬الضوء يتثاقل ‪ ،‬البحرية تشاغل نفسها‬ ‫بهدؤ صامت‪ .‬ا ِلظالل ُّ‬ ‫متد ألسنتها فوق األطراف‬ ‫‪ .‬الزم���ن يتخثر‪ ،‬ي���راوغ ‪،‬هو هناك ‪.‬ن���راه إطاللة‬ ‫تس���رى ف���وق امت���داد البحرية‪.‬الرج���ل العج���وز ‪،‬‬ ‫يلقي خيط الس���نارة الطوي���ل ‪،‬اىل جانبه حقيبة‬ ‫صغ�ي�رة ‪.‬يف فمه غليونه القدي���م‪ .‬خيوط الدخان‬ ‫تتلوى يف تثاقل‪،‬ترتفع‪ ،‬تتالشى يف اهلواء‪.‬‬ ‫ن���زع قبعت���ه الرمادي���ة ‪.‬أطل���ق من فمه آه���ة ‪.‬بدأ‬ ‫يغنيِّ ‪:‬‬ ‫إنزعي نارك ياعروس الغاب‬ ‫أنا شجرة أجلنون‬ ‫طريقنا واحد لكنك فاتنة‬ ‫وأنا أقتات بإغنية املاء‬ ‫أرجوك أرجوك‬ ‫أسقين رشفة الصمت‬ ‫كي أمسع ضحكة نهديك‬ ‫ُ‬ ‫شفة َّ‬ ‫السمك َ‬ ‫سنارتي‪.‬‬ ‫ويقّبل‬ ‫ُ‬ ‫الوق���ت ف���وق صفح���ة البحرية‪،‬انتص���ب‬ ‫تس���رب‬ ‫الزوال‪ ،‬غاب الظل‪،‬س���حب العجوز سنارته‪ .‬أطلق‬ ‫من فمه صفرياً أخرساً‪ ،‬فاألسنان ترجلت‪.‬إبتسم‬ ‫‪،‬ع���اود الغناء‪ .‬س���حب قنينة النبيذ م���ن حقيبته‪.‬‬ ‫إمتص جرعة ‪،‬مس���ح ش���فتيه بطرف ردنه‪،‬عاود‬ ‫َّ‬ ‫الغناء‪ ،‬سحب السنارة بهدوء‪ .‬الشيء‪.‬‬

‫أرجوك‬ ‫أرجوك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إسقين رشفة الصمت‬ ‫نهديك‬ ‫كي أمسع ضحكة‬ ‫ِ‬ ‫شفة َّ‬ ‫ويقّبل السمك َ‬ ‫سنارتي‪.‬‬

‫جلست الفتاة الطويلة الشقراءهناك على صخرة‬ ‫س���وداء تالمس حافة البحرية‪ .‬بدأت تداعب أوتار‬ ‫قيثارتها‪ .‬النس���يم يس���رع‪،‬يرفع ش���عرها األس���ود‬ ‫الطويل‪،‬يكدس���ه عل���ى وجهها‪.‬تدفع���ه إىل الوراء‪.‬‬ ‫بدأت تعزف حلناً رتيباً بطيئاً‪ .‬شرعت تعدل أوتار‬ ‫ألقيث���ارة‪ .‬عاودت العزف‪ .‬ب���دأ العجوز يغنيِّ على‬ ‫أنغ���ام أحلانها‪.‬القى ألس���نارة مرة أخ���رى بعد ما‬ ‫غي الطعم‪ .‬نظرت إليه مبتهجة‪.‬هو يغنيَّ ‪ .‬نهض‬ ‫رّ‬ ‫يرق���ص‪ .‬بدأت تغنيّ ‪ .‬إقرتب منه���ا ‪.‬يغنيّ ويصفق‬ ‫ويرقص‪.‬نهضت تعزف وترقص‪.‬‬ ‫إرتفت امواج البحرية‪.‬حامت الطيور فوق ألس���نة‬ ‫املوج‪،‬إنفع���ل النسيم‪.‬وشوش���ت األش���جار ‪.‬وض���ع‬ ‫العج���وز ف���م قنينته على ش���فيت الفت���اة‪ .‬رضعت‬ ‫نفساً طوي ً‬ ‫ال‪.‬نظرت مبتس���مة إىل عيين العجوز‪.‬‬ ‫قبلته‪ .‬أدخلت لس���انها يف فمه‪ .‬أخذت القنينة من‬ ‫َّ‬ ‫يده‪ .‬سقته جرعة‪ ،‬قالت ‪:‬‬ ‫لست مسكة‪ .‬نزعت‬ ‫ماأل ّذ س���نارتك ‪ !.‬قال ‪ :‬لكنك ِ‬ ‫مالبس���ها‪ .‬إنس���ابت اىل امل���اء‪ .‬طفحت ف���وق املوج‬ ‫الراق���ص‪ .‬قالت ‪ :‬أنا الس���مكة‪ .‬مسك���ة ترتاقص‪.‬‬ ‫رآها يف الظالم‪ .‬طفق يغنيِّ ‪:‬‬

‫‪ ٠‬الوج���ود‪ ،‬ثق���ب يف إمت���داد ‪.‬الوج���ود واحد ولكل‬ ‫ثقب���ه فيه‪ .‬تل���ك تربة احلي���اة ‪.‬الن���اس فيها منل‬ ‫كل واحد حيفر ثقبه ثم يزول‪.‬‬ ‫‪٠‬اآلتي فيك‪ ،‬هالله القلق‪.‬‬ ‫‪٠‬احلق فيك‪،‬تعصره حرقة الندم‪.‬‬ ‫‪٠‬ما التراه فيك ‪،‬تسمعه روحك ‪ ،‬فلكل حاسة روح‪.‬‬ ‫‪٠‬األسرار حواس الطموح‪.‬‬ ‫‪٠‬األضرار شهود الطمع‪.‬‬ ‫‪٠‬احلق صرخة صامتة يف حمكمة الضمري‪.‬‬ ‫‪٠‬القوة ‪ ،‬عنف اخلوف‪.‬‬ ‫‪٠‬النور نار نفهمها فنرى بها ‪.‬‬ ‫‪٠‬الظالم ‪،‬غياب نتغطى بألوانه‪.‬‬ ‫‪٠‬الصفاء ‪ ،‬احلواس يف وضع إستطراق‪.‬‬ ‫‪٠‬الفناء رحلة ال حيددها املكان‪.‬‬ ‫‪٠‬الكتب خرساء ‪،‬لسانها فم القارئ‪.‬‬ ‫‪٠‬اجلسد يكون بالفعل‪ ،‬الروح تكون بالرؤية ‪  .‬‬ ‫أشيا ُء تطوف‬ ‫أعط نفسك ما جيود به القلق ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ق���ل للرؤي���ة ‪،‬م���ن َّ‬ ‫من���ا يك���ون األول أمام س���ؤال‬ ‫الضوء؟‪.‬‬

‫قبيل الغروب‬

‫جبال أألرواح‬

‫ـ���ـ الحتاول أن تغازل إم���رأة ال تالمس أكاذيبك‬ ‫‪ ،‬فتل���ك ه���ي احلواس ال�ت�ي تفتل حب���ل التواصل‬ ‫السري‪.‬‬ ‫" ليس للرحلة مسافة إن كان احلب مقياسها ‪.‬‬ ‫"ه���ذا هو الي���وم األول أم���ام حائ���ط الفرحة ‪ .‬هو‬ ‫التوأم الغائب حلائط املبكى ‪ ،‬إنه احلائط املنتظر‪.‬‬ ‫هن���ا ‪،‬النور دع���اء ‪،‬واألمل ش���علة الغيبوبة ‪،‬احللم‬ ‫خيال اليقظ���ة اهلاربة اىل غابة الش���بق النوراني‬ ‫‪.‬العشق خيط األمنيات الذي مل يفتل بعد ‪ ،‬فأين‬ ‫أنت أيها القلب ؟‪.‬‬ ‫‪ +‬إذا خرج���ت ‪ ،‬أي���ن تدخ���ل ؟ ‪ .‬الفج���اج بوابة لن‬ ‫تراه���ا َّ‬ ‫إال إذا صعق الصام���ت يف مدرج اخلطوات‬ ‫وأنفجر الزمان ‪.‬‬ ‫السر‬ ‫‪ +‬أصرب‪ ،‬أصرب ‪ ،‬أيها العجوز عصاك صليب ِّ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ +‬نع���م ‪ ،‬أع���اود الق���ول لك ‪،‬ل���ن أم���ل ترديد هذه‬ ‫األغنية‪ ،‬أغنية (‬ ‫روحي شفاه األذن ‪ ،‬والنور وتر ) ‪.‬‬ ‫ـــ اإلعص���ار يفلق املاء ‪،‬حيمل نفس���ه فوق البحر‪،‬‬ ‫يلط���م الربك���ي تهت���ز ومضة الذاك���رة يف ليل‬ ‫الغرور ‪.‬‬ ‫ــ���ـ أش���كوك ياحبي�ب�ي اىل القاض���ي اجلال���س يف‬ ‫حمكمة مجالك ‪.‬‬ ‫ـــ أنت العني وأنا الغروب ‪ ،‬فأين حنن ؟‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الراه ِب ‪ ،‬إس���تيقظ‬ ‫ــ���ـ كلم���ا أذن للفجر‬ ‫ص���وت ِ‬ ‫ناقوس الزمان ‪.‬‬ ‫ك���و ٍة تعيده���ا إىل رحم‬ ‫ــ���ـ ُحبيِّ آه���ة تبحت عن َّ‬

‫العدم ‪.‬‬

‫سأصعد زمان ٍا‬

‫ُ‬ ‫غسلت قا َع اهلاجس األول بالرضاب‬ ‫إرتفعت سحابة اإلنتظار‬ ‫ُ‬ ‫أطلت اخلط َو ‪،‬أسرتق اهلاجس الثاني‬ ‫َ‬ ‫مضيت إىل حيث أنت ‪ ،،‬سألتك ‪:‬‬ ‫يف أي مدار َ‬ ‫أنت ؟‬ ‫العطر ‪،‬قال ‪ :‬ال ‪..‬ال تعرب‬ ‫نفس من‬ ‫أجابين ُ‬ ‫ِ‬ ‫هناك أزمان يظللها مصري‬ ‫ليلها ريق يزجمر‬ ‫ُ‬ ‫خرقة من نسج احلواس‬ ‫صبحها‬ ‫ما ُ‬ ‫عربت ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫العصر‬ ‫يوم أطوي القرطاس قبل‬ ‫ِ‬ ‫كل ٍ‬ ‫الرأس وأرحلُ‬ ‫ُ‬ ‫أمحل حزمة الوقت على‬ ‫ِ‬ ‫يف كالم من دعاء‬ ‫تعص ُر خطوة‬ ‫خطو ُة ُ‬ ‫الحت النجمة الصفرا ُء‬ ‫ُ‬ ‫متيمة العقل وجوهرة أإلشارة‬ ‫تلك‬ ‫ُّ‬ ‫ضؤ من زمان‬ ‫الحق ُتها ‪،‬أهش على‬ ‫ِ‬ ‫شذرات ٍ‬ ‫ُ‬ ‫المست ختوماً من عجني‬ ‫الريح‬ ‫سالت النجمة فوق‬ ‫ِ‬ ‫جعجعة ِ‬ ‫القلب على درج اخلطى‬ ‫إستوى ُ‬ ‫إرتفع املسار‬ ‫قالت النجمة الصفرا ُء ‪ :‬قف ‪ .‬هنا‪ ،‬جبل السؤال‬ ‫الشهب‪  ..‬‬ ‫فوق قرن‬ ‫ِ‬


‫‪13‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪) 127‬‬ ‫‪- 126‬‬ ‫الثانية (‬ ‫الثالثة ‪-‬العدد‬ ‫السنة‪-‬‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪2121‬‬ ‫‪)-26‬ـ (‪- 8- 8(-2-‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪- 126‬‬ ‫العدد (‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪( 59‬‬‫العدد‬

‫ميدان السؤال‬

‫لوطن الزال موحداً !!‬ ‫شذرات متفرقة ٍ‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬ ‫(‪)1‬‬ ‫عن الشعب العنيف‬ ‫حائط من أثري‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫قال أحدهم ‪ :‬احلكومة فاشلة ‪.‬‬ ‫فرددت عليه ‪ :‬والشعب ناجح ؟!! ‪.‬‬ ‫÷÷÷‬ ‫العنف قبل الس�ل�اح مشكلة ليبيا الكأداء !! ‪ ..‬ولكن‬ ‫أليس الس�ل�اح حمفزاً عل���ى العن���ف ؟ ‪ ..‬لو أخذنا‬ ‫باالعتبار املثل اللييب ‪ ( :‬القوه اتعلم الصراع ) ‪.‬‬ ‫÷÷÷‬ ‫من خط���ف املدع���وة " العنود عبداهلل السنوس���ي "‬ ‫ومن أقفل حنفيات املاء الصحراوي عن طرابلس‬ ‫عاصم���ة ليبيا !! كالهما ال يس���تحي من نفس���ه‬ ‫‪ ..‬ال حيرتمه���ا وال خي���اف اهلل ‪ ..‬كالهم���ا عل���ى‬ ‫باطل ‪ ..‬وبالنس���بة لطرابل���س املفرتض أن ترجع‬ ‫مبصادرها للمياه ‪ ..‬أومل نسمع أيام العهد السابق‬ ‫األثي���م أن رأس النظ���ام أعط���ى أوام���ره إلفس���اد‬ ‫الكثري م���ن آب���ار طرابل���س وخلطها مب���اء البحر‬ ‫لينجح النهر الصناعي املثري للجدل ؟! ‪..‬‬ ‫ومن���ذ زمن بعي���د وحتى الثمانينات أليس���ت مياه‬ ‫الفرناج وعني زارة وم���ا جاورهما من أعذب مياه‬ ‫ليبيا ؟! ‪.‬‬ ‫÷÷÷‬ ‫اخل���وف ‪ ،‬بل الذعر يبدو أنه م���ن مؤهالت العمل‬ ‫السياس���ي الدبلوماس���ي يف الداخ���ل واخل���ارج ‪..‬‬ ‫لن خنرج م���ن النفق مادام كي���ان الدولة ديدنه‬ ‫اخلوف م���ن البلطجي���ة واجملرم�ي�ن ! ‪ ،‬فخرجيو‬ ‫الس���جون وخرجيو اجلبال البعيدة خلف احلدود‬ ‫يف قار ٍة جم���اورة يتجمعون فيتحدون فيتحدون‬ ‫الس���لطة والقانون ‪ ..‬فيما الش���عب وحيداً مذعوراً‬ ‫مل يع���د يفه���م ش���يئاً ال م���ا خيبئ��� ُه ل ُه مس���تقبل ُه‬ ‫املشوش ‪ ..‬وال ما يُريد ! ‪.‬‬ ‫÷÷÷‬ ‫يبدو أننا شعب مؤس���س على العنف هاهو العنف‬ ‫ظهر عل���ى حقيقته أكث���ر عندما غ���اب القانون‬ ‫فغاب���ت هيب���ة الدول���ة والس���لطات ! ‪ ..‬ه���ل يب���دو‬ ‫العنف صناعة ليبية ؟! ‪.‬‬ ‫÷÷÷‬ ‫حن���ن الليبي���ون نق���ول مف���ردة ( كث�ي�راً ) بعدة‬ ‫هلجات ‪:‬‬ ‫هلب���ه ‪ -‬واج���د ‪ -‬دني���ا ‪ -‬ياس���ر ‪ ..‬وكذل���ك أداة‬ ‫االستفهام ( ملاذا ) ‪ :‬خريك أو كنك ‪.‬‬ ‫الحظوا الكلمة املوحدة لليبيني تدل على العنف‬ ‫‪ ( :‬عركة )‬ ‫‪ ..‬ومجعه���ا ‪ :‬عرايك ‪ ..‬ومنها ‪ :‬تعاركو و عاركته‬ ‫وعاركوهم وتعاركوا معاهم ! ‪.‬‬ ‫÷÷÷‬ ‫الس���ادية مرض نفسي ‪ ..‬و مش���كلة كبرية حني‬ ‫تنتش���ر أفقي���اً فتتفش���ى ب�ي�ن الن���اس وحتدي���داً‬

‫الش���باب كأدوات صرحية أكث���ر وقادرة أكثر‬ ‫على فعل العن���ف ! ‪ ..‬ففي الدوامة حيتاجون ألي‬ ‫( منق���ذ ‪ /‬م�ل�اذ ) قد يك���ون حاق���داً ‪ /‬جاه ً‬ ‫ال ميأل‬ ‫قلبهم باحلماس���ة ويثري بينهم الشقاق واهليجان‬ ‫فيضرب���ون و يبتهجون ! ‪ ..‬لألس���ف ه���ذا ما يبدو‬ ‫عليه األمر لشرائح واس���عة من شباب اليوم ومن‬ ‫مجيع األعمار ‪.‬‬ ‫÷÷÷‬ ‫اخل���وف عل���ى البالد أن الش���عب بعنف���ه الفرداني‬ ‫والقبل���ي واجله���وي واأليديولوج���ي ص���ار ه���و‬ ‫شعب يطغى على نفسه ‪ ..‬و كي‬ ‫الطاغية االن !! ‪ٌ ..‬‬ ‫ال ي���ؤول كالمي – وما أكثر تأويل الكالم هذه‬ ‫َ‬ ‫أولئك‬ ‫األي���ام ‪ -‬طبعاً أقص���د جزء من الش���عب !!‪..‬‬ ‫املؤسس�ي�ن على العنف والغوغائية ‪ ..‬ولكن أليست‬ ‫احلكومة افراز من هذا اجلزء من الشعب ؟! ‪ ..‬ملاذا‬ ‫ال تفاج���أ العنيفني ببعض العن���ف إلحقاق احلق‬ ‫ونش���ر األمن واآلمان الذي طاملا انتظره الش���عب‬ ‫بش���قيه اللطيف و العني���ف ؟ ‪ ..‬املضحك املبكي أن‬ ‫حكومتن���ا املوق���رة يف غاية اهل���دوء والذهول رغم‬

‫تهديده���ا ووعيده���ا ‪ ..‬اذاً ما احل���ل ؟!! ‪ ..‬احلل من‬ ‫يعلق اجلرس ‪ ..‬من حيمي َمن أو ً‬ ‫ال ؟! ‪.‬‬ ‫÷÷÷‬ ‫ُ‬ ‫حض���رت أح���د املالح���م الليبية يف‬ ‫من���ذ أس���ابيع‬ ‫الع���راك العني���ف باألي���دي واألرج���ل بال س�ل�اح‬ ‫أبي���ض وال أس���ود ‪ ..‬م���ع كي���ل هائل م���ن العنف‬ ‫السباب‬ ‫اللفظي من الش���تائم القبيحة وصراخات ُ‬ ‫املقذعة اليت ال تضاهيها شتائم أفالم هوليود من‬ ‫الدرجة الثالثة !!‪ ..‬كانت (العركه) لعدد كبري‬ ‫مم���ن تبقى م���ن جرح���ى ومريض مع���اجل واحد‬ ‫والعش���رات االخرين فضلوا أن يفضوا االش���تباك‬ ‫بعمان‬ ‫بال جدوى ‪ ..‬وأين ؟ يف حديقة سفارة ليبيا َّ‬ ‫عاصم���ة األردن ‪ ..‬وم���ن حس���ن احل���ظ وألطاف‬ ‫الق���در أن ( العرك���ة ) خ���ارج ليبي���ا وإال لدخ���ل‬ ‫السالح و لش���هدت املعركة ثالث قتلى على أقل‬ ‫تقدير !! ‪ ..‬أين أمن السفارة ؟ ‪ ..‬أين هيبة السفارة‬ ‫رأيت السفارة اختزا ً‬ ‫؟ ‪ ..‬تلك اللحظات ُ‬ ‫ال أو صورة‬ ‫و منوذجاً ملا حيدث يف الوطن البعيد هناك ! ‪.‬‬ ‫÷÷÷‬

‫ً‬ ‫ثاني���ة ‪ ..‬و هاهي أجيال‬ ‫هاه���و وقت الب�ل�اد يضيع‬ ‫أخ���رى ستفس���د إن مسحنا للعنف أن يستش���ري‬ ‫أكث���ر ولعلع���ة الرص���اص تنتش���ر كحل���ول‬ ‫وكانت���زاع حق���وق عل���ى حس���اب حتكي���م العقل‬ ‫واح�ت�رام العدال���ة والقانون ‪ ..‬هاهي ليبيا تس���مح‬ ‫للجهل���ة بإفس���اد حاضره���ا والق���ادم م���ن أيامها‬ ‫اجملهولة ‪.‬‬ ‫÷÷÷‬ ‫ختاماً وليس آخراً أيها اللييب ‪:‬‬ ‫ليس من شيم األوباش إال العاصفة ‪..‬‬ ‫اهلدوء يضجرهم ‪ ..‬الوقار يحُ رجُ عنطزتهم ‪..‬‬ ‫فلنذروهم لنار حقدهم تأكلهم ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫الوطن‬ ‫أيها اللييب ‪ :‬ال تكره ‪ ..‬وسرتى كيف تسو ُد‬ ‫املسرة ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمان – سبتمرب ‪2013‬‬ ‫يف َّ‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫وليال عشر‬ ‫ٍ‬ ‫عبد الكريم اهلاللي‬ ‫بدأ نزول الوحي على رس���ول اهلل ‪..‬و كانت‬ ‫االيات اخلم���س االوىل من س���ورة العلق أول‬ ‫الق���ران ن���زوال ‪..‬ثم تت���اىل نزول الس���ور حتى‬ ‫الوصول اىل السورة العاشرة (الفجر)‪.‬‬ ‫و كان املوض���وع ه���و ذات���ه ‪ -:‬التوحي���د –‬ ‫الرس���الة – املصري س���واء يف ه���ذه املرحلة او‬ ‫يف سورة النصر خامتة القران ‪..‬و هذه املرحلة‬ ‫من الدعوة تطلبت سرعة االيقاع االمر الذي‬ ‫ترتب علي���ه اختيار كلمات موزونة ذات وقع‬ ‫موسيقي مهمتها الوصول اىل االذن البشرية‬ ‫بأيس���ر الس���بل ‪..‬و قد ادى الق���ران تلك املهمة‬ ‫م���ن خالل اي���ات قصرية ذات فواص���ل تكفلت‬ ‫باملعنى نتج عنها هذه الس���ور القصرية و اليت‬ ‫س���وف تطول شيئا فش���يئا تبعا ملراحل الدعوة‬ ‫حت���ى الوصول اىل التش���ريع و بناء الدولة يف‬ ‫مرحلة ما بعد اهلجرة ‪.‬‬ ‫ان موض���وع الرس���الة موضوع���ا تارخيي���ا ‪..‬و‬ ‫نزل على اق���وام تارخيية اليض���اح موضوعي‬ ‫التوحيد و املصري و هلذا السبب كان الرسول‬ ‫م���ن البش���ر ‪ ..‬و يف هذه املرحل���ة كان اهتمام‬ ‫س���ورة الفج���ر منصبا عل���ى ايصال الرس���الة‬ ‫اىل كف���ار قريش م���ن خ�ل�ال وقوعهما بني‬ ‫منطقيت وادي القرى يف الشمال حيث كانت‬ ‫مث���ود قبله���م يف ماض���ي الزم���ان و منطقة‬ ‫االحقاف يف اجلنوب حيث كانت عاد ‪.‬‬ ‫وهي رس���الة مل تفصح يف ه���ذه املرحلة حتى‬ ‫عن ذكر االمساء الش���خصية للرس���ل و اليت‬ ‫متثلت هنا يف ش���خصية هود الذي ارس���ل اىل‬ ‫ع���اد وصاحل الذي ارس���ل اىل مثود ‪ ..‬فموضوع‬ ‫الرس���الة موضع���ا اعتباري���ا و ليس ش���خصيا‬ ‫و مهم���ة الرس���ول الب�ل�اغ و ال���ذي م���ن اه���م‬ ‫بيانات���ه احلديث عن املصري الذي حاق بهذين‬ ‫القوم�ي�ن او باحل���دث التارخي���ي الذي ش���كل‬ ‫مصريهما ف���وق ه���ذه االرض و الذي جاء يف‬ ‫س���ورة الفجر من خالل قسم على هذا النحو‬ ‫(ليال‬ ‫عم���ارة ذات ط���راز هرم���ي بش���به اجلزي���رة على الرغم من انتفاء عالقته بالقسم و ٍ‬ ‫ليال عشر)‪.‬‬ ‫(و ٍ‬ ‫الصفة البارزة الختي���ار االقوام التارخيية العربي���ة مم���ا يرجح وجهة النظ���ر يف انتقال عش���ر)اال ان صف���ة (ذي االوتاد)اليت منحتها‬ ‫ان‬ ‫له الس���ورة ذات داللة ختص العمارة الدينية‬ ‫يف س���ورة الفج���ر متث���ل يف اش�ت�راك تل���ك هذه الطرز املعمارية فيما بعد ‪.‬‬ ‫الش���خصيات يف ف���ن العم���ارة او اخل���روج ان وق���وع عم���ارة ع���اد حتت طائل���ة العذاب حيث حنت ع���ددا من اجلبال الختاذها معابد‬ ‫بوظائف تلك العمارة عن مهمتها االمر الذي االهل���ي االم���ر ال���ذي ترت���ب عليه دف���ن هذه يعب���د فيه���ا باعتباره اله و لعل اش���هرها املعبد‬ ‫العم���ارة حت���ت الرم���ال حت���ى االن و س���كوت الكب�ي�ر املوجود مبنطقة اب���ي مسبل يف جنوب‬ ‫وصفتهم السورة بأنهم قد طغوا يف البالد ‪.‬‬ ‫ان كلم���ة (ارم)يف اللغ���ات القدمي���ة الكت���اب املق���دس بع���دم تن���اول ه���ذا احل���دث مصر و حنن نعرف من القران ان االوتاد هي‬ ‫للمنطق���ة تع�ن�ي اجلب���ل اي االرامي���ون ه���م التارخيي نتج عنه فصل يف العالقة بني ش���به اجلبال ‪.‬‬ ‫ان ه���ذه االي���ات القص�ي�رة ذات االيق���اع‬ ‫اجلبليون و طراز عمارة املرتفعات قد اش���ارت اجلزي���رة العربي���ة و مص���ر حت���ى ان القارئ‬ ‫اليها الس���ورة من خالل صف���ة (ذات العماد)و للحض���ارة املصري���ة يعتق���د انه���ا ق���د هبطت الس���ريع تطلب���ت يف هذه املرحل���ة من الدعوة‬ ‫اليت س���وف يش���ار اليها باآلية ‪ 129‬من سورة مباش���رة م���ن الس���ماء و مل تكن هلا ج���ذور او مجع بدايات العذاب لع���اد و مثود بآية واحدة‬ ‫الش���عراء بأنه���ا ذات عالق���ة باعتقاده���م يف امتداد حلضارة عاد ال�ت�ي حتدث عنها القران فب���دال م���ن احلدي���ث التفصيلي بوج���ود عدد‬ ‫لي���ال ق���د خصصت لع���ذاب ع���اد و عدد‬ ‫موضوع اخللود و الذي عرف فيما بعد مبصر و خاصة موض���وع اخللود و ال���ذي يعترب اهم س���بع ٍ‬ ‫القدمي���ة وكانت وراء فكرة بن���اء االهرامات مرتكزات احلضارة املصرية القدمية و الذي ث�ل�اث ليال لع���ذاب مثود ثم احلدي���ث عن ان‬ ‫ه���ذه الليال العش���ر قد اخذت تس���ري عليهما‬ ‫خ�ل�ال االس���رة الرابع���ة و ال�ت�ي حكم���ت من انتج هذا الشكل من العمارة ‪.‬‬ ‫‪ 2680‬وحت���ى ‪ 2550‬قبل املي�ل�اد‪..‬و لعل ما و املوض���وع نفس���ه ينطب���ق عل���ى مث���ود ال�ت�ي ليلة بعد اخ���رى حتى قدوم الصيحة ‪ ..‬فبدال‬ ‫يع���زز ذل���ك وجود بع���ض اج���راءات الطقوس حنتت اجلبال بوادي القرى مشال غرب ش���به م���ن ذلك التفصيل ال���ذي مل يكن من طبيعة‬ ‫ه���ذه املرحلة فق���د مجعت تلك اللي���ال يف اية‬ ‫و ال�ت�ي متثل���ت يف مراكب الش���مس اليت مت اجلزيرة العربية ‪.‬‬ ‫اكتش���افها جبان���ب ه���ذه االهرام���ات و ال�ت�ي كما ان موضوع العمارة يف الس���ورة قد تناول واحدة ثم اقس���م بس���ريان ذلك اللي���ل يف اية‬ ‫كانت ختص���ص لرحلة الفرع���ون يف العامل ايض���ا ش���خصية فرع���ون و ال���ذي نرج���ح انه اخرى ‪.‬‬ ‫رمسيس الثاني الذي حكم مصر خالل الفرتة و به���ذا تك���ون الس���ورة ق���د تناول���ت موض���وع‬ ‫االخر ‪.‬‬ ‫كم���ا ان هن���اك نتائ���ج اثارية اثبت���ت وجود م���ن ‪ 1297‬و حتى ‪ 1223‬قبل امليالد و لكن و املص�ي�ر يف الدني���ا هلذين القوم�ي�ن من خالل‬

‫ه���ذه اللي���ال العش���ر ‪ ..‬و ه���و املوض���وع ال���ذي‬ ‫كانت الرس���الة قد ارسلته اىل كفار قريش‬ ‫من خالل منطقيت الشمال و اجلنوب الواقعة‬ ‫بينهما هذه القبيلة ‪.‬‬ ‫الرس���الة و يف ش���رحها لكف���ار قري���ش‬ ‫ع���ن املص�ي�ر او نوع العذاب ال���ذي قد طال عاد‬ ‫و مث���ود كان���ت تس�ي�ر يف اجتاه تعمي���م هذه‬ ‫الرس���الة النها لكل البشر ‪ ..‬فهي لذلك تتدرج‬ ‫باختي���ار الكلمات اليت تأت���ي باضافات جديدة‬ ‫لتلك (الليال العش���ر)‪..‬و كذلك لبقية الناس‬ ‫من خالل ذلك احلوار مع كفار قريش ‪.‬‬ ‫فف���ي االية رقم ‪ 19‬من س���ورة القمر س���وف‬ ‫تض���اف كلمات جدي���دة تعني عل���ى معرفة‬ ‫ج���زء من تل���ك (اللي���ال العش���ر)و ه���و اجلزء‬ ‫اخل���اص بع���اد كالري���ح الصرصر مث�ل�ا (‪...‬‬ ‫رحيا صرصرا يف يوم حنس مستمر)‪.‬‬ ‫ثم تأت���ي بعد ذل���ك االية رقم ‪ 16‬من س���ورة‬ ‫فصل���ت و جتم���ع اليوم ال���ذي ورد يف س���ورة‬ ‫القمر اىل ايام حيث تقول ‪ ...(-:‬رحيا صرصرا‬ ‫يف ايام حنسات ‪.)....‬‬ ‫و اخريا تأتي االية رقم ‪ 6‬من سورة احلاقة و‬ ‫تتحدث عن ه���ذه الريح الصرصر العاتية ثم‬ ‫يف االية رق���م ‪ 7‬و ألول مرة يف القران نعرف‬ ‫ان جزء العذاب اخلاص بعاد من (ليال عش���ر)‬ ‫هو (سبع ليال)‬ ‫حيث تقول االية ‪(-:‬سخرها عليهم سبع ليال‬ ‫و مثانية ايام حسوما ‪)...‬و من امللفت للنظر ان‬ ‫الس���ورة قد خصصت لألية الرقم ‪ 7‬و هو ذاته‬ ‫ميثل عدد سبع ليال عاد ‪.‬‬ ‫هذا التدرج يف تناول املصري و الذي بدأ بالريح‬ ‫الصرص���ر يف اول يوم و س���وف يس���تمر حتى‬ ‫احلس���م يف الي���وم الثام���ن قد اعطت���ه كلمة‬ ‫(مس���تمر)التواصل من جم���رد يوم وحيد اىل‬ ‫اس���تمرارية تل���ك الريح الصرص���ر لعدة ايام‬ ‫حتى نهاية املصري ‪.‬‬ ‫ث���م يف ت���درج اخر مت االس���تغناء ع���ن كلمة‬ ‫(مس���تمر)و مت االفص���اح عن ع���دد االيام من‬ ‫خالل مج���ع كلمة يوم اىل اي���ام اليت اعطت‬ ‫اس���تمرارية الريح الصرصر بدون اس���تخدام‬ ‫كلمة (مستمر)كما ان مجع كلمة حنس‬ ‫اىل حنسات اكدت هذه االستمرارية ‪.‬‬ ‫ثم افصح هذا التدرج عن عدد الليال اخلاصة‬ ‫ليال عش���ر و‬ ‫بع���ذاب عاد و اليت هي جزء من ٍ‬ ‫حددها بأنها (سبع ليال)و اليت حسمت بصباح‬ ‫اليوم الثامن ‪.‬‬ ‫ه���ذا مصري ع���اد و ه���ذه لياليه���م الس���بع اما‬ ‫مصري مثود فقد بدأ باالية رقم ‪ 65‬من سورة‬ ‫ه���ود و ذلك بعد ان عق���روا الناقة اليت كانت‬ ‫ايتهم املادية اليت طلبوها من رس���وهلم صاحل‬ ‫‪ ...‬بعد هذه احلادث���ة التارخيية توقف احلوار‬ ‫ب�ي�ن الطرفني حي���ث وعدهم رس���وهلم قائال‬ ‫هل���م ‪(-:‬متتع���وا يف داركم ثالثة اي���ام)‪..‬و هو‬ ‫التمتع الذي اش�ي�ر اليه و بشكل سريع باالية‬ ‫رقم ‪ 43‬من سورة الذاريات (و يف مثود اذ قيل‬ ‫هلم متتعوا حتى حني)‪ ...‬لقد كان هذا احلني‬ ‫ثالث ليال فقط ألن بتمامها سوف يواجهون‬ ‫املصري الذي قد جاء يف سورة احلاقة على هذا‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫الرتتيب ‪.‬‬ ‫اوال ‪ :‬مل���ا كان الوع���د لثم���ود بع���د‬ ‫عقرهم للناق���ة التمتع لعدد ثالثة‬ ‫ايام فقد جاءت كلمة احلاقة ثالث‬ ‫مرات ‪.‬‬ ‫ثاني���ا ‪ :‬احلاقة من احلق و احلقيقة‬ ‫و مل���ا رس���ول مث���ود وعده���م به���ذه‬ ‫احلقيق���ة و وصف الوع���د بأنه غري‬ ‫مك���ذوب فج���اءت كلم���ة احل���ق‬ ‫بصيغة احلاقة ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬ان ع���اد تأت���ي م���ن الناحي���ة‬ ‫التارخيي���ة متقدمة على مثود ففي‬ ‫االية رق���م ‪ 74‬من س���ورة االعراف‬ ‫يتح���دث رس���وهلم ص���احل ع���ن‬ ‫خالفتهم ل�ل�أرض بعد عذاب عاد و‬ ‫هالكهم‬ ‫ب – يف االي���ة ‪ 89‬م���ن س���ورة ه���ود‬ ‫جن���د ش���عيب رس���ول مدين يس���رد‬ ‫على قوم���ه االقوام اليت كانت قبله‬ ‫عل���ى هذا النحو قوم نوح – قوم هود‬ ‫– قوم صاحل ‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬و يف االي���ة رق���م ‪ 9‬م���ن س���ورة‬ ‫ابراهيم يس���تعرض موس���ى رسول‬ ‫بين اسرائيل االقوام التارخيية اليت‬ ‫كان���ت قبلهم و هم ق���وم نوح و عاد‬ ‫و مثود ‪.‬‬ ‫د ‪ -‬و يف س���ورة غاف���ر جن���د مؤم���ن‬ ‫ال فرع���ون باالية رق���م ‪ 31‬ي ّذكر‬ ‫قوم���ه باملصري ال���ذي ط���ال االقوام‬ ‫اليت كانت قبله���م و هم قوم نوح و‬ ‫عاد و مثود ‪.‬‬ ‫ه���ـ ‪ -‬يف س���ورة احلاقة يت���م تقديم‬ ‫مث���ود و تأخ�ي�ر ع���اد االم���ر ال���ذي‬ ‫جيعنا نرجع ذلك اىل وجود كلمة‬ ‫احلاقة ثالث مرات و اليت هلا عالقة‬ ‫بااليام الثالثة اليت وعدت بها مثود‬ ‫من قبل رسوهلم بعد عقر الناقة‪.‬‬ ‫و ق���د كان اس���لوب التقدي���م و‬ ‫التأخ�ي�ر اح���د وس���ائل الق���ران يف‬ ‫ايض���اح هذا املص�ي�ر ‪..‬مثل���ه يف ذلك‬ ‫كأس���لوب القس���م و ال���ذي كان و‬ ‫س���يلة اخرى اس���تخدمها القران يف‬ ‫نفس املوضوع ‪.‬‬ ‫رابع���ا ‪ :‬ان مثود كذب���ت بهذه االيام‬ ‫الثالثة و اليت جاءت يف ش���كل قسم‬ ‫بصيغ���ة (احلاقة)‪..‬ث���م اش�ت�ركت‬ ‫مثود مع عاد يف التكذيب بالقارعة ‪.‬‬ ‫من خالل هذا التدرج يف االستخدام‬ ‫و ال���ذي ب���دأ بأس���لوب القس���م يف‬ ‫ليال عش���ر) حتى‬ ‫س���ورة الفج���ر (و ٍ‬ ‫الوص���ول اىل اس���تخدام اس���لوب‬ ‫التقديم والتأخري يف س���ورة احلاقة‬ ‫اىل (ثالث���ة ايام)م���ن خ�ل�ال ورود‬ ‫كلمة احلاقة ثالث مرات و (س���بع‬ ‫ليال)اثناء احلديث عن عاد و بذلك‬ ‫نكون ق���د وصلنا اىل مجع ايام مثود‬ ‫الثالث���ة اىل س���بع ليال ع���اد فتكون‬ ‫ليال عشر)‪.‬‬ ‫احلصيلة (و ٍ‬

‫‪15‬‬

‫املشروع اللييب للرتمجة‬ ‫أمساء مصطفى األسطى‬ ‫الرتمجة من األعمال العلمية والثقافية األساسية يف تفاعل الثقافة ومنو‬ ‫العلم‪ ،‬فهي اجلس���ر الذي يصلنا بالنتاج الفك���ري يف اللغات األخرى‪ ،‬وهي‬ ‫الوس���يلة ال�ت�ي متكنا من نق���ل الفكر العرب���ي قدميه وحديث���ه إىل اللغات‬ ‫األخ���رى‪ ،‬ان االطالع على حوار الثقافات من خالل الرتمجة يعد وس���يلة‬ ‫هامة ملعرفة اآلخر‪ ،‬فالرتمجة قد التصقت بالتأليف ولقيت عناية كبرية‬ ‫عرب العصور‪ ،‬فحفظت البش���رية تراث العامل من الضياع؛ بعد ترمجته إىل‬ ‫اللغات املختلفة‪.‬‬ ‫الش���ك ان اس���تحداث مؤسس���ة ليبي���ة تت���وىل مه���ام النه���وض باملش���اريع‬ ‫الوطني���ة يف الرتمجة‪ ،‬ض���رورة تقتضيه���ا املرحلة‪ ،‬فاالهتم���ام بالرتمجة‬ ‫كحرك���ة تع�ي�ن على التطور العلم���ي مهما للغاية‪ ،‬وكنت قد تش���رفت‬ ‫بتكلي���ف من مركز البحوث واالستش���ارات يف جامعة بنغازي عام ‪2009‬‬ ‫تقريبا‪ ،‬بش���أن إع���داد رؤية إستش���رافية‪ ،‬حول مس���تقبل حركة التأليف‬ ‫والتحقيق والرتمجة والنش���ر يف ليبيا‪ ،‬وصرت أحبث عن دراس���ات سابقة‬ ‫ترصد وحتصر ماسبق حتققه؛ حتى ميكنين من وضع التصور املستقبلي‪،‬‬ ‫فالرؤي���ة هي اس�ت�رجاعية أوال ثم يأتي االستش���راف‪ ،‬لك���ن الواقع البائس‬ ‫م���ن اخلانات الفارغة أو األرق���ام اخليالية اليت جيانبها القبول‪ ،‬تعوق مبدأ‬ ‫االس���تناد اليها كمصادر للتوثيق‪ ،‬مادعا إىل احصاء النتاج املنش���ور يف أداة‬ ‫معياري���ة متثله���ا الببليوغرافيا الوطني���ة الليبية؛ مافتح عل���ي بابا يفضي‬ ‫إىل تراك���م مل يت���م إحصاؤه م���ن قبل‪ ،‬فيم���ا يتعلق حبرك���ة الرتمجة‪،‬‬ ‫األم���ر الذي س���يتحول الحقا اىل مؤل���ف منفصل؛ حلصر ودراس���ة النتاج‬ ‫الببليوغرايف للرتمجات يف ليبيا‪.‬‬ ‫لقد كشفت دراس�ت�ي االحصائية املبدئية جملموع الرتمجات طوال نصف‬ ‫قرن من الزم���ان يف ليبيا وخالل الفرتة من ‪ 1951-2000‬قد بلغت ‪360‬‬ ‫عنوانا ‪-‬باستثناء مؤلفات األطفال‪ -‬من اجملموع الكلي البالغ ‪ 5853‬عنوان‪،‬‬ ‫وه���ي نتيجة حمزنة من العد الكمي والنوعي‪ ،‬ألنه مل تقم أية مؤسس���ات‬ ‫وطنية مبشاريع للرتمجة من قبل‪ ،‬ما نتج عنه نقص فادح يف املعلومات‪.‬‬ ‫تأت���ي أهمي���ة منظمات اجملتم���ع املدني كراف���د وضرورة تدعم تأس���يس‬ ‫مجعي���ة للمرتمجني واللغويني الليبيني مبا قد حيقق لنا نهضة يف جمال‬ ‫الرتمج���ة‪ ،‬وتكوي���ن ك���وادر من املرتمج�ي�ن املؤهل�ي�ن ملواكب���ة التطورات‬ ‫العلمي���ة يف التخصصات‪ ،‬إىل جانب دعم التعاون م���ع اجلمعيات النظرية‬ ‫يف الوط���ن العربي والعامل‪ ،‬لعقد املوائد املس���تديرة اليت تتناول فيها قضايا‬ ‫الرتمجة إىل اللغة العربية‪ ،‬ونشر وترمجة الكتاب العربي للغات األخرى‪،‬‬ ‫ولعلها س���تكون دافع���ا للبدء يف وضع اخلطط ملش���اريع الرتمج���ة‪ ،‬باتاحة‬ ‫ف���رص التعلم جلميع اللغ���ات خارج املؤسس���ات التعليمي���ة‪ ،‬وعقد دورات‬ ‫لتعلم اللغات بأسعار خمفضة‪.‬‬ ‫لقد آن آوان رس���م السياسات الثقافية احلقيقية‪ ،‬واقرتاح آلية العمل الذي‬ ‫يه���دف إىل اجناز الرتمج���ات مبوازاة املؤلفات املنش���ورة يف لغاتها االصلية؛‬ ‫أو قبل مرور ‪ 10‬س���نوات ع���ن تاريخ صدوره���ا األول‪ ،‬والتطلع إىل تزامن‬ ‫ص���دور الرتمجة‪ ،‬قريبا من تاريخ التأليف والنش���ر يف اللغة األصل‪ ،‬كما‬ ‫يتطلب استش���راف املس���تقبل معرفة التجارب الس���ابقة‪ ،‬باع���داد البحوث‬ ‫والدراس���ات الراجعة ملعرفة حجم النقص يف األعمال الفكرية اليت جرت‬ ‫ترمجته���ا إىل اللغ���ات األخرى‪ ،‬مبا ميثل إضافة علمي���ة‪ ،‬تقي مغبة تكرار‬ ‫اجلهود العربية‪ ،‬ولتحقيق ذلك نقرتح مايلي‪:‬‬ ‫•حص���ر املؤسس���ات اليت قامت مبه���ام الرتمجة س���ابقا ودراس���ة نتاجها؛‬ ‫س���واء كانت حكومية أو خاصة أو مرتبطة جبمعي���ات مهنية أو احتادات‬ ‫علمية وأدبية‪.‬‬ ‫•إع���داد قاعدة بيان���ات حلصر املرتمج�ي�ن ومؤهالتهم وفق���ا للغات اليت‬ ‫يرتمج���ون منها وإليها‪ ،‬بتوزيع اس���تمارة بيانات عل���ى املرتمجني الليبيني؛‬ ‫وجتميع أعماهلم املرتمجة املخطوطة واملنشورة‪.‬‬ ‫•االس���تعانة مب���ن يرون يف أنفس���هم الق���درة على اخلوض يف مش���اريع‬ ‫الرتمج���ة به���دف االس���تعانة به���م إذا ما دع���ت احلاجة –بع���د خضوعهم‬ ‫لالختب���ار‪ -‬يف النهوض بأعمال الرتمجة مس���تقبال‪ ،‬مع األخذ يف االعتبار‬ ‫حصر املرتمجني العرب املقيمني يف ليبيا‪.‬‬ ‫•تهيئ���ة املن���اخ املناس���ب للمعرف���ة‪ ،‬ووض���ع اخلط���ط للتف���رغ االبداعي‪،‬‬ ‫وإجراء املس���ابقات العلمية واألدبية يف جم���ال الرتمجات من و إىل اللغات‬ ‫األخ���رى‪ ،‬ومنح اجلوائز التش���جيعية‪ ،‬ورفع املردود امل���ادي نظري الرتمجة‬ ‫بوصفها عمال خالقا‪.‬‬ ‫•النهوض بنش���ر سالسل تعيد نش���ر الطبعات القدمية النادرة والنافذة‪،‬‬ ‫دون املس���اس بأصوهلا‪ ،‬فتأتي طبق األصل‪ ،‬او إصدار سلسلة لتاريخ ليبيا‪،‬‬ ‫واألعمال املرتمجة عن الثقافات األخرى‪.‬‬ ‫•دع���م مجعيات املرتمجني واللغويني من مؤسس���ات اجملتم���ع املدني مبا‬ ‫حيق���ق نهضة يف جمال الرتمجة‪ ،‬وتكوين ك���وادر من املرتمجني املؤهلني‬

‫ومواكبة التطورات العلمية يف التخصصات املختلفة‪.‬‬ ‫•عق���د اللق���اءات ب�ي�ن الكت���اب اللليبي�ي�ن وغريه���م‪ ،‬حيث يلتق���ي الكاتب‬ ‫بنظ�ي�ره م���ن اجلان���ب اآلخ���ر‪ ،‬كلما ص���درت عناوي���ن مرتمج���ة ملؤلفات‬ ‫إبداعية هامة‪ ،‬واملشاركة باصدار ترمجات ألعمال احملتفى بهم عامليا‪.‬‬ ‫•التع���اون على ترمجة ونش���ر الكتاب اللي�ب�ي إىل الغات األخرى‪ ،‬مع دور‬ ‫النشر األجنبية املهتمة باألدب العربي املرتجم إىل العربية والعكس‪.‬‬ ‫•تشجيع مشاريع الرتمجة اهلادفة لروائع النتاج الفكري األدبي والثقايف‬ ‫املوجه لألطفال يف العامل‪ ،‬ومتابعة املطبوعات االجنبية الوافدة ‪.‬‬ ‫•التمت���ع حب���ق ترمج���ة الكت���ب الصادرة ع���ن الرابط���ة الدولي���ة لكتب‬ ‫األطفال‪ ،‬ذات املزايا اخلاصة بفئات ذوي االحتياجات اخلاصة‪.‬‬ ‫•تغطي���ة العج���ز بإصدار قواميس لغوية تش���مل اللغ���ات احلية؛ وأخرى‬ ‫مبسطة للناشئة‪ ،‬سواء الورقية منها او االلكرتونية‪.‬‬ ‫•تطوي���ر مناه���ج تعليم اللغات وطرق تدريس���ها يف املؤسس���ات‪ ،‬وارس���ال‬ ‫البعثات األكادميية لتعلم اللغات‪.‬‬ ‫•مد جسور التعاون مع املعاهد االستشراقية يف العامل وتقديم االستشارات‬ ‫الفنية والعلمية لكل مؤسس���ات النش���ر احمللية العام���ة واخلاصة يف ابداء‬ ‫الرأي واملشورة حول تقييم األعمال املستهدفة بالرتمجة‪.‬‬ ‫•عق���د امللتقيات الدولي���ة واملؤمترات املتعلقة حبرك���ة الرتمجة‪ ،‬وعقد‬ ‫الن���دوات العلمي���ة ملواجهة املش���كالت اليت تعرتض املرتمج�ي�ن واملراجعني‬ ‫وتذليل الصعاب بإقامة املوائد املستديرة ملا تعرتضها من قضايا ومعوقات‪،‬‬ ‫ونشرها يف كتاب‪ ،‬يصدر بعد االنتهاء من انعقادها‪.‬‬ ‫•االس���تفادة من االحباث القيمة والدراس���ات اليت متث���ل إضافة علمية‪،‬‬

‫والبدء يف إصدار سلسلة ليبية لألعمال املرتمجة عن الثقافات األخرى‪.‬‬ ‫•ت���وكل الرتمجات العلمية إىل أس���اتذة جامعيني متخصصني‪ ،‬ورعاية‬ ‫مش���اريع الرتمج���ة يف املراك���ز البحثي���ة املتخصصة مبا حيق���ق أهدافها‬ ‫ويعوض النقص يف التأليف‪ ،‬باالختيار املسؤول لألعمال املرتمجة‪.‬‬ ‫•االهتمام برتمج���ة مؤلفات الليبيني املكتوبة بلغات أجنبية مثل‪:‬س���عيد‬ ‫داود‪/‬اهلام���ي باكري‪/‬هش���ام مطر‪..‬اخل‪ ،‬مع اس���تضافة مؤلف���ي الكتب اليت‬ ‫القت النجاح على مستوى عاملي بهدف اجراء احلوارات حول اعماهلم‪.‬‬ ‫البد من نهضة علمية وثقافية يف ليبيا بالرتمجة‪ ،‬والعمل على املس���اهمة‬ ‫م���ع دول العامل العربي يف املش���روع القومي للرتمجة؛ كما يس���هم إصدار‬ ‫مطبوع لييب سنوي عن املؤسسات الرمسية وقنوات النشر األخرى‪ ،‬متضمنا‬ ‫أغلفة كل املنش���ورات من الرتمج���ات بعناوينها األصلي���ة واملرتمجة‪ ،‬مع‬ ‫امس���اء مؤلفيها ومرتمجيها وغريها من البيانات الببليوغرافية‪ ،‬مبا حيقق‬ ‫فرصا أكرب يف انتشار الكتاب احمللي عربيا‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫وقفية كارنيغي للسالم الدولي‬

‫بناء قطاع األمن يف ليبيا‬ ‫فريدريك ويهري وبيرت كول‬

‫ترمجة‪ :‬زاهي املغريبي‬

‫التوصيات‪:‬‬ ‫•الس���عي حن���و املصاحل���ة السياس���ية ع�ب�ر حوار‬ ‫وط�ن�ي موس���ع يش���مل كل األط���راف واألقاليم‬ ‫ويتوص���ل إىل أهداف واضح���ة ومكتوبة لتوحيد‬ ‫قطاع األمن‪.‬‬ ‫•بناء هيكلية فعالة للقطاع األمين على شاكلة‬ ‫جمل���س األمن القوم���ي األمريكي للتنس���يق بني‬ ‫املؤسسات واجلهود األمنية املتعددة‪.‬‬ ‫حتديث وتوضيح وظائف وتسلسل سلطة األمر‬‫ل���كل من وزي���ر الدف���اع ورئي���س هي���أة األركان‬ ‫واملناطق العسكرية‪.‬‬ ‫•إع���ادة الت���وازن لنظام األفراد العس���كريني عرب‬ ‫تطبيق خطة تقاع���د تدرجيية لتخفيض طبقة‬ ‫كبار الضب���اط املتضخمة تدرجييا وتطوير فئة‬ ‫أمري الفصائل وضباط الصف‪.‬‬ ‫•زي���ادة مرتب���ات اجلي���ش النظام���ي والش���رطة‬ ‫حبيث تتس���اوى مع مرتبات أفراد اللجنة األمنية‬ ‫العليا وقوات درع ليبيا أو تتجاوزها‪.‬‬ ‫•بن���اء احل���رس الوط�ن�ي بوصف���ه ق���وة تطوعية‬ ‫ش���املة تدم���ج عناص���ر اللجن���ة األمني���ة العلي���ا‬ ‫وقوات درع ليبيا بشكل فردي وملدة سنتني‬ ‫حتدي���د مهمتها وخطوط الس���لطة وتسلس���لها‬‫بش���كل دقي���ق‪ ،‬وتنوي���ع قاع���دة التجني���د‪ ،‬وإلغاء‬ ‫التعارض بني مس���ؤولياتها ومس���ؤوليات اجليش‬ ‫النظامي‪.‬‬ ‫حتويل معظم وظائفه���ا للجيش وحتويلها إىل‬‫قوات احتياط بعد املرحلة االنتقالية‪.‬‬ ‫•تعزيز عمليات تدريب قوات اجليش والشرطة‬ ‫الليبي���ة م���ن قب���ل الوالي���ات املتح���دة واجملتم���ع‬ ‫الدولي‬ ‫االختي���ار الدقي���ق للمجندي���ن‪ ،‬والرتكيز على‬‫تدريبه���م عل���ى حقوق اإلنس���ان‪ ،‬واإلص���رار على‬ ‫املض���ي يف مس���اري اإلص�ل�اح املؤسس���ي واحل���وار‬ ‫السياسي‪.‬‬ ‫عدم نشر قوات أو أي شكل من التواجد العسكري‬‫األجنيب على األراضي الليبية‪.‬‬

‫امللخص‬ ‫يزداد الوضع األمين يف ليبيا سوءا‪ .‬وتواجه احلكومة املركزية‪ ،‬رغم مبادرات االندماج اجلديدة‪ ،‬صعوبات يف السيطرة على اجلماعات‬ ‫املس���لحة الكثرية يف البالد‪ ،.‬واليت تتجاوز أعدادها وأس���لحتها أعداد وأس���لحة اجليش النظامي وقوات الشرطة بدرجة كبرية‪ .‬لقد‬ ‫ق���ام كل من احلكومة وه���ذه اجلماعات خبلق عدد كبري من الكيانات األمنية اهلجني‪ ،‬أكربه���ا اللجنة األمنية العليا وقوات درع‬ ‫ليبيا‪ ،‬واللتان تتميزان بعدم وضوح تسلس���ل الس���لطة‪ ،‬وتذبذب الوالء للحكومة املركزية‪ ،‬والصراعات الداخلية‪ .‬من أجل حتقيق‬ ‫س�ل�ام دائم وضمان استقرار عملية االنتقال الدميقراطي‪ ،‬يتعني على احلكومة الليبية‪ ،‬وبدعم من اجملتمع الدولي‪ ،‬تأسيس قطاع‬ ‫أمين شامل وخاضع للمسألة‪.‬‬

‫فريدري���ك ويه���ري‪ :‬عض���و بربنام���ج الش���رق‬ ‫األوس���ط بوقفي���ة كارنيغ���ي للس�ل�ام الدول���ي‪.‬‬ ‫كتب دراس���ة‪ ":‬الصراع من أجل األمن يف ش���رق‬ ‫ليبي���ا" وش���ارك يف كتاب���ة‪" :‬الصح���راء اخلطرة‪:‬‬ ‫انعدام األمن يف الصحراء"‪ .‬عمل ملحقا عس���كريا‬ ‫يف الس���فارة األمريكية يف طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ .‬أجرى‬ ‫مقابالت مع ش���خصيات سياس���ية ليبية‪،‬ونشطاء‬ ‫يف اجملتم���ع املدني‪ ،‬وزعماء قبائل‪ ،‬وثوار مقاتلني‪.‬‬ ‫ونش���رت تعليقاته يف نيويورك تاميز وواشنطون‬ ‫بوست وفينانشيل تاميز وجملة شؤون خارجية‪.‬‬ ‫بيرت كول‪ :‬عمل حملال حول ليبيا مع اجملموعة‬ ‫الدولي���ة لألزم���ات م���ن يولي���و ‪ 2011‬إىل يوليو‬ ‫‪ ،2012‬حي���ث كان الكات���ب الرئيس لتقريرين‪:‬‬ ‫"احلف���اظ على ليبي���ا موحدة‪ :‬التحدي���ات األمنية‬ ‫بعد الق���ذايف" و"نق���ف منقس���مني‪:‬صراعات ليبيا‬ ‫املس���تدمية"‪ .‬وأع���د ورقة م���ع وقفي���ة كارنيغي‬ ‫ح���ول قضاي���ا احل���دود يف ليبيا عنوانه���ا‪ " :‬فوضى‬ ‫احل���دود؟ العمل على اس���تقرار التخ���وم الليبية"‪.‬‬ ‫وأكم���ل حديثا عم�ل�ا استش���اريا م���ع مفوضية‬ ‫األمم املتحدة لدعم ليبيا‪.‬‬ ‫نص املقالة‬ ‫بعد مرور أكثر من س���نتني على الثورة الليبية‪،‬‬ ‫ال تزال ليبيا تعان���ي من عدد كبري من املصاعب‪.‬‬ ‫فاحلكوم���ة املركزية الضعيف���ة تصارع من أجل‬ ‫فرض سلطتها‪ .‬وش���هد اإلقليم الشرقي املتململ‬ ‫حلق���ة عن���ف متزايدة‪.‬ونت���ج عن كرب مس���احة‬ ‫احلدود وسوء محايتها إىل تزايد تهريب األسلحة‬ ‫وجتارة املخ���درات وتدفق املتش���ددين املس���لحني‬ ‫عرب أفريقيا والش���رق األوس���ط‪ .‬والقائمة تطول‬ ‫وتطول‪.‬‬ ‫وعلى خلفية كل ذلك‪ ،‬تتصارع ليبيا مع املشكلة‬ ‫األمنية‪ .‬وعادة ما يُعزى ذلك إىل قوة واستقاللية‬ ‫اجلماعات الثورية املس���لحة يف الب�ل�اد ( املعروفة‬ ‫يف التعبري احمللي‪،‬حس���ب حجمها‪ ،‬باسم "الكتائب"‬ ‫أو "الس���رايا" أو "الفصائ���ل")‪ ،‬وإىل ضعف اجليش‬ ‫الرمسي والش���رطة النظامية‪ .‬إال أن هذا التفسري‬

‫يتجاه���ل حقيق���ة أن املش���اكل احمليط���ة بقطاع‬ ‫األمن يف ليبيا هي مش���اكل سياسية يف األساس‬ ‫وجي���ب معاجلته���ا عرب مس���اري احل���وار الوطين‬ ‫والش���مول‪ ،‬ولي���س ع���ن طري���ق تس���رع احلكومة‬ ‫املركزية يف استخدام القوة‪.‬‬ ‫حتت���اج ليبي���ا إىل بناء قطاع أمين ش���امل وخاضع‬ ‫للمس���ألة‪ .‬واملس���ار الذي ختتاره احلكومة س���وف‬ ‫حيدد‪ ،‬بش���كل كبري‪ ،‬ما إذا كان مس���تقبل البالد‬ ‫السياس���ي س���وف يتجه حن���و التش���رذم والصراع‬ ‫واحلك���م التس���لطي‪ ،‬أو يتجه حنو ت���وازن صحي‬ ‫يف العالق���ات املدني���ة والعس���كرية يس���هل عملية‬ ‫االنتق���ال الدميقراط���ي‪ .‬يتع�ي�ن أن تتحم���ل‬ ‫احلكوم���ة الليبي���ة معظم ع���بء بناء قط���اع أمين‬ ‫ق���وي‪ ،‬إال أن أصدق���اء ليبيا يف اجملتم���ع الدولي‪-‬‬ ‫س���واء كان ذل���ك الواليات املتح���دة األمريكية أم‬ ‫أوروبا أم دول عربية‪ -‬يستطيعون القيام بالكثري‬ ‫لدعم جهود احلكومة الليبية‪.‬‬ ‫قطاع األمن اهلجني واملتشرذم‬ ‫يعي���ش القطاع األم�ن�ي يف ليبي���ا يف حالة فوضى‬ ‫ومت���زق‪ .‬لق���د حاولت احلكوم���ة املركزي���ة بعد‬ ‫الث���ورة‪ ،‬بدرجة ضئيل���ة من النجاح‪ ،‬أن تس���يطر‬ ‫عل���ى اجلماع���ات الثوري���ة املس���لحة العدي���دة‬ ‫وتنظمها‪ .‬ونتج عن هذه احملاولة املرتددة تش���كيل‬ ‫كيانات أمنية جديدة هجني تتميز برتكيبة من‬ ‫الفاعلني الرمسيني وغ�ي�ر الرمسيني‪ ،‬وخبطوط‬ ‫س���لطة وأم���ر غ�ي�ر واضح���ة‪ ،‬وب���والء متذب���ذب‬ ‫للحكوم���ة املركزي���ة‪ .‬وتتأثر فعالية واس���تدامة‬ ‫ه���ذه الرتتيب���ات األمني���ة اهلجني س���لبا بتخبط‬ ‫التسلس���ل القيادي والصراعات الشخصية واملهام‬ ‫اإلضافية املتع���ددة والنزاعات البريوقراطية على‬ ‫املوارد‪.‬‬ ‫ولقد ُنظمت الغالبية العظمى من هذه اجلماعات‬ ‫املس���لحة حتت مظل���ة ائتالفني‪ ،‬اللجن���ة األمنية‬ ‫العلي���ا ودرع ليبي���ا (اللت���ان تأسس���تا بوصفهم���ا‬ ‫ق���وات أمني���ة مؤقت���ة)‪ ،‬خيضعان امسيا لس���لطة‬ ‫وزي���ر الداخلي���ة ورئي���س األركان ومتويلهم���ا‬

‫عل���ى التوالي‪ .‬بينم���ا أصبحت أقلي���ة كبرية من‬ ‫اجلماعات املسلحة جزءا من جهاز األمن الوقائي‪،‬‬ ‫وه���و جه���از اس���تخباراتي حت���ت قي���ادة رئي���س‬ ‫األركان أو حرس احلدود (مع وجود قوة فرعية‬ ‫حلماية املنشآت احليوية)‪.‬‬ ‫يفرتض م���ن الناحية النظرية‪ ،‬أن هذه الوحدات‪،‬‬ ‫خاصة اللجن���ة األمنية العلي���ا ودرع ليبيا‪ ،‬تدعم‬ ‫اجليش النظامي والش���رطة‪ .‬إال أنها تتصرف‪ ،‬يف‬ ‫الواق���ع‪ ،‬بدرجة عالية من االس���تقاللية‪ .‬فبعضها‬ ‫له أجندة إيديولوجية وسياسية‪ ،‬والبعض اآلخر‬ ‫ل���ه توجه���ات جهوي���ة أو ش���خصية أو‪ ،‬يف بع���ض‬ ‫األحيان‪ ،‬إجرامية‪ .‬وكانت ه���ذه الدينامية بينة‬ ‫جبالء من خالل قيام عناصر من اللجنة األمنية‬ ‫العلي���ا ودرع ليبي���ا حبص���ار ال���وزارات احلكومية‬ ‫يف ماي���و ‪ ،2013‬حي���ث ش���ارك يف ه���ذا احل���دث‪،‬‬ ‫وبطريقة غري معت���ادة‪ ،‬عدد من الكيانات األمنية‬ ‫املختلف���ة والكتائب اإلقليمية ال�ت�ي تضافرت معا‬ ‫من أجل هدف سياس���ي مشرتك‪ .‬ولقد طالبت يف‬ ‫البداية بسرعة إقرار قانون العزل السياسي‪ ،‬وهو‬ ‫إجراء شامل يهدف إىل منع مسؤولي عهد معمر‬ ‫القذايف من تولي مناصب حكومية‪ ،‬ثم سرعان ما‬ ‫دعوا إىل استقالة رئيس الوزراء علي زيدان‪.‬‬ ‫وب���دأت وزارة الداخلية يف تنفي���ذ خطة للتدقيق‬ ‫يف أعض���اء اللجن���ة األمني���ة العلي���ا ودجمه���م يف‬ ‫الش���رطة‪ .‬وكان م���ن املخطط أن تحُ ���ل اللجنة‬ ‫األمني���ة العليا يف وقت مبك���ر‪ ،‬إال أن التقدم جتاه‬ ‫ه���ذا اهلدف تفاوت حس���ب املكان‪ .‬فف���ي طرابلس‪،‬‬ ‫على س���بيل املث���ال‪ ،‬عارضت بعض ف���روع اللجنة‬ ‫األمني���ة العليا عملية االندماج؛ واس���تمر البعض‬ ‫اآلخ���ر يف التص���ادم م���ع الش���رطة واجلماع���ات‬ ‫املس���لحة األخ���رى م���ن اجلب���ل الغرب���ي‪ .‬و ُتعزى‬ ‫معظ���م صعوب���ات الربنام���ج االنتقال���ي إىل أن‬ ‫مرتب���ات رج���ال الش���رطة غ�ي�ر تنافس���ية؛ وإىل‬ ‫اس���تمرار ع���دم الثق���ة يف وزارة الداخلي���ة؛ وإىل‬ ‫االختالف���ات الظاه���رة ح���ول مس���تقبل برام���ج‬ ‫اللجن���ة األمني���ة العلي���ا املتعلقة باالس���تخبارات‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫تدري���ب اجلن���ود الليبيني‪ .‬وتعهدت ع���دة دول من‬ ‫أعض���اء حل���ف األطلس���ي بتدريب قوة مس���لحة‬ ‫"عمومي���ة" تتك���ون م���ن حواىل تس���عة عش���ر ألفا‬ ‫ومخ���س مائة جندي‪ .‬والتزم���ت الواليات املتحدة‬ ‫بتدريب ما بني مخسة آالف ومثانية آالف جندي‬ ‫لييب حتت إش���راف القيادة األفريقي���ة‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫يظ���ل هن���اك كثري م���ن القل���ق داخ���ل احلكومة‬ ‫األمريكية ح���ول األدوار احملددة للقوة العمومية‪،‬‬ ‫والرقاب���ة عليه���ا وتسلس���لها القي���ادي‪ ،‬وعالقتها‬ ‫باألجه���زة األمني���ة األخرى‪ ،‬ورمبا أه���م من ذلك‬ ‫كل���ه‪ ،‬درج���ة تقبله���ا م���ن اجلماع���ات املس���لحة‬ ‫والزم���ر السياس���ية يف ليبيا‪ .‬باإلضاف���ة إىل ذلك‪،‬‬

‫تطبي���ق برنام���ج للح���وار الوط�ن�ي حي���دد أهدافا‬ ‫واضح���ة ومكتوبة لتوحيد قط���اع الدفاع واألمن‪.‬‬ ‫وينبغ���ي أن ينت���ج عن ه���ذا الربنامج املل���ح اتفاق‬ ‫بااللتزام بإصالح اجليش اللييب وتوحيده ونفس‬ ‫األمر بالنس���بة لقطاعي الداخلية واالستخبارات‪.‬‬ ‫وجي���ب أن يتضم���ن الربنام���ج مراجع���ة ش���فافة‬ ‫ومفتوح���ة لس���جالت خدم���ة الذي���ن عمل���وا مع‬ ‫القذايف خالل ثورة ‪ 2011‬ووضع‪ ،‬بقدر اإلمكان‪،‬‬ ‫"خارط���ة طري���ق" واضح���ة حل���ل التش���كيالت‬ ‫املس���لحة املؤقت���ة‪ .‬وميك���ن االس���تعانة بتج���ارب‬ ‫مش���ابهة‪ -‬مثل جنوب أفريقيا‪ -‬وخبربة ونصائح‬ ‫ودع���م املؤسس���ات الدولي���ة مثل مفوضي���ة األمم‬ ‫املتحدة لدعم ليبيا‪.‬‬ ‫بناء هيكلية فعالة لقطاع األمن‬ ‫•وض���ع اللمس���ات األخ�ي�رة على كت���اب أبيض‬ ‫يقرتح هيكلية لألم���ن الوطين على منط جملس‬ ‫األم���ن القوم���ي األمريك���ي يق���وم بالتنس���يق بني‬ ‫اجله���ود املتفرقة‪ .‬وتع���د هذه الوثيق���ة التكوينية‬ ‫أم���را جوهري���ا يف حتدي���د الس���لطات وخط���وط‬ ‫املس���ؤولية بني ال���وزارات والقطاع األم�ن�ي‪ .‬حاليا‪،‬‬ ‫تتبع الوزارات واملؤسسات األمنية برامج منفصلة‬

‫قد تق���وم الوالي���ات املتح���دة األمريكي���ة بتدريب‬ ‫سريتني من وحدات القوات اخلاصة الليبية‪.‬‬ ‫كل ذل���ك ي���دل على وج���ود قطاع أم�ن�ي يف ليبيا‬ ‫يتس���م بالفوض���ى يف حاجة ماس���ة لإلص�ل�اح إذا‬ ‫أُريد للدولة أن تس���تقر ولالنتق���ال الدميقراطي‬ ‫أن يتجذر‪.‬‬ ‫مقاربة جديدة‬ ‫للمض���ي قدما‪ ،‬يتع�ي�ن على احلكوم���ة الليبية أن‬ ‫ت���درب املؤسس���ات األمني���ة وتس���لحها وتصلحها‪،‬‬ ‫وأن تتغلب على صورة ارتباطها بالنظام الس���ابق‪.‬‬ ‫كم���ا جي���ب عليه���ا أن تف���كك وتنزع س�ل�اح تلك‬ ‫العناص���ر ال�ت�ي ال ميك���ن دجمه���ا ضم���ن كي���ان‬ ‫موح���د دون خلق عملية اس���تقطاب داخل القطاع‬ ‫األمين املتش���رذم أص�ل�ا‪ .‬من أج���ل أن حتقق ليبيا‬ ‫سالما دائما‪ ،‬ينبغي التحرك على هذين املسارين‬ ‫بطريقة متس���قة بدال م���ن العمل ض���د بعضهما‬ ‫وفق قواعد اللعبة الصفرية‪.‬‬ ‫حت���ى اآلن‪ ،‬تبنى اجملتمع الدول���ي يف ليبيا ما بعد‬ ‫الثورة فلسفة تسمح بتولي الليبيني قيادة عملية‬ ‫تش���كيل مس���تقبلهم‪ ،‬واالكتفاء باملساعدة عندما‬ ‫تطلب منهم ذلك السلطات السياسية املعرتف بها‪.‬‬ ‫هلذا السبب‪ ،‬جيب علي احلكومة الليبية أن تتوىل‬ ‫القي���ادة حن���و املس���تقبل‪ .‬ويف الوق���ت نفس���ه‪ ،‬فإن‬ ‫ع���دد الكيانات الدولي���ة والوطني���ة اليت اقرتحت‬ ‫دعم إص�ل�اح قطاع األمن اللييب ق���د تزايد‪ ،‬إال أن‬ ‫بع���ض جوان���ب مهامها ودعمه���ا مل يُقرر بش���أنها‬ ‫بعد‪ .‬تتطلب األوضاع احلالية مقاربة منسقة بني‬ ‫مجي���ع الفاعلني املنخرط�ي�ن يف عملية بناء قطاع‬ ‫األمن يف ليبيا‪.‬‬ ‫الدفع حنو املصاحلة السياسية‬

‫وخمتلفة فيما يتعل���ق بتطوير القوات والتدريب‬ ‫والتس���ليح ودم���ج اجلماعات املس���لحة‪ .‬بل وداخل‬ ‫كل وزارة عل���ى ح���دة توج���د منافس���ة وتداخ���ل‬ ‫بني اإلدارات املختلفة‪ .‬وس���وف ي���ؤدي وجود هيأة‬ ‫على ش���اكلة جمل���س األمن القوم���ي األمريكي‬ ‫تق���وم مبهام التخطيط والتواصل والتنس���يق إىل‬ ‫معاجلة هذا العجز‪.‬‬ ‫•حتديث وظائف وس���لطة األم���ر غري الواضحة‬ ‫لكل من وزارة الدف���اع ورئيس األركان واملناطق‬ ‫العس���كرية‪ .‬وال ي���زال هناك الكثري م���ن الفوضى‬ ‫والغم���وض ح���ول س���لطات وصالحي���ات ه���ذه‬ ‫الكيان���ات‪ .‬وينبغ���ي س���ن تش���ريعات حت���دد ه���ذه‬ ‫التمايزات بشكل واضح‪.‬‬ ‫•تفكي���ك جه���از األمن الوقائ���ي وعناصر اللجنة‬ ‫األمني���ة العلي���ا املتبقي���ة ونق���ل وظائفهم���ا إىل‬ ‫الش���رطة وجه���از االس���تخبارات‪ .‬ويق���وم جه���از‬ ‫األم���ن الوقائي‪ ،‬أح���د نواتج مرحلة الث���ورة‪ ،‬بأداء‬ ‫نفس املهام اليت يؤديها يف الظروف العادية جهازا‬ ‫الش���رطة واالس���تخبارات‪ .‬لذل���ك جي���ب تفكيك���ه‬ ‫ونق���ل ع���دد خمت���ار م���ن اجله���از إىل الش���رطة‬ ‫واالس���تخبارات بع���د فحص ومتحي���ص دقيقني‪.‬‬ ‫وباملثل‪ ،‬لقد تالش���ت فوائد اللجن���ة األمنية العليا‬ ‫ويتعني تفكيكها‪.‬‬ ‫إع���ادة الت���وازن لنظ���ام إدارة األف���راد العس���كري‬ ‫وترشيد نظام املرتبات‬ ‫•تنشيط هيأة ش���ؤون احملاربني ومتويلها ضمن‬ ‫جه���از جديد وش���امل لدع���م جهود إص�ل�اح قطاع‬ ‫األم���ن بتوف�ي�ر بيان���ات صحيحة ودقيق���ة‪ .‬ولقد‬ ‫كان���ت هي���أة ش���ؤون احملارب�ي�ن اجله���ة األكثر‬ ‫نش���اطا يف مجع البيانات بعد الثورة الليبية‪ .‬ومن‬

‫تأس��يس هيأة شؤون احملاربني حماولة واعدة للدمج أثناء إدارة عبد الرحيم‬ ‫الكيب‪ ،‬الذي كان رئيس��ا للوزراء يف احلكومة االنتقالية الليبية‪ .‬وكان هدف‬ ‫اهليأة تسجيل مقاتلي الكتائب وسرب نواياهم وتطلعاتهم‬ ‫ومكافحة املخدرات والسجون؛ وإىل غياب عملية‬ ‫حوار أوسع‪.‬‬ ‫ولق���د كان تأس���يس هي���أة ش���ؤون احملارب�ي�ن‬ ‫حماول���ة واعدة للدم���ج أثناء إدارة عب���د الرحيم‬ ‫الكي���ب‪ ،‬ال���ذي كان رئيس���ا لل���وزراء يف احلكومة‬ ‫االنتقالي���ة الليبي���ة‪ .‬وكان هدف اهليأة تس���جيل‬ ‫مقاتلي الكتائب وسرب نواياهم وتطلعاتهم‪ .‬ولكنها‬ ‫مل جت���د إال تعاونا حمدودا‪ ،‬خاصة من اجلماعات‬ ‫املتمرك���زة يف مصراتة وطرابل���س ومن وزارتي‬ ‫الداخلية والدفاع‪.‬‬ ‫طرح مكتب زيدان مؤخ���را فكرة احلرس الوطين‬ ‫بوصف���ه طريق���ة لوضع أعض���اء ق���وات درع ليبيا‬ ‫حتت س���يطرة الدولة بشكل أكثر وضوحا‪ .‬وفقا‬ ‫هل���ذا التصور‪ ،‬س���وف يتكون احل���رس الوطين من‬ ‫مخس���ة وثالثني ألف متط���وع ويتوىل ع���ددا من‬ ‫وظائ���ف حفظ األم���ن داخليا ملدة س���نتني‪ ،‬ينضم‬ ‫بعده���ا من يرغب من أفراده إىل القوات املس���لحة‬ ‫النظامي���ة وتوف�ي�ر ف���رص عم���ل مل���ن ال ينض���م‪.‬‬ ‫وبع���د نهاية مدة الس���نتني‪ ،‬تصب���ح قوات احلرس‬ ‫الوط�ن�ي املتبقي���ة ق���وة احتياطية‪ .‬ولك���ن يبدو أن‬ ‫أعضاء اجلماعات املس���لحة الذين يرغبون العمل‬ ‫يف القط���اع األم�ن�ي يفضلون انتظ���ار اإلصالحات‬ ‫السياسية وإصالحات قطاع األمن قبل االنضمام‬ ‫إىل كي���ان ثال���ث غامض مثل احل���رس الوطين‪.‬‬ ‫وبالنظر إىل أن خط���ة احلرس الوطين ال تتناول‬ ‫صراحة هذه االنش���غاالت السياس���ية‪ ،‬كما يبدو‬ ‫أنها وُضعت بدون مش���اورات موسعة‪ ،‬فإن املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي العام عارض ه���ذه اخلطة وش���كك فيها‬ ‫بصورة متكررة‪.‬‬ ‫ويرج���ع س���بب ق���وة اجلماعات املس���لحة وختبط‬ ‫القط���اع األم�ن�ي جزئي���ا إىل حال���ة العج���ز ال�ت�ي‬ ‫تعان���ي منه���ا القوات املس���لحة النظامي���ة‪ .‬ال تزال‬ ‫الق���وات املس���لحة الليبية‪ ،‬اليت كان���ت مهملة يف‬ ‫عه���د القذايف الذي كان خيش���ى احتم���ال قيامها‬ ‫بانقالب���ات‪ ،‬تعان���ي س���وء التس���ليح والتدري���ب‬ ‫وتضخ���م ع���دد الرت���ب العليا‪ .‬ويف بع���ض مناطق‬ ‫البالد‪ ،‬ال يس���يطر اجليش حتى على معس���كراته‪.‬‬ ‫وي���كاد أن يك���ون التنس���يق معدوما ب�ي�ن كتائبه‪،‬‬ ‫إىل جان���ب تذبذب جهود التجنيد وعدم اتس���اقها‪.‬‬ ‫إضافة إىل ذلك‪ ،‬اتس���مت عالقات القوات املسلحة‬ ‫م���ع درع ليبي���ا وبقي���ة الكتائ���ب بالع���داء يف غالب‬ ‫األحي���ان‪ .‬كم���ا أن وض���ع ق���وات الش���رطة ليس‬

‫أفض���ل من ذل���ك‪ ،‬كما أنها غري جمه���زة ملواجهة‬ ‫بع���ض امله���ام األمني���ة الصعب���ة واخلط���رة (على‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬جهود مكافحة املخدرات)‪.‬‬ ‫وهكذا تراجعت القوات املس���لحة وقوات الش���رطة‬ ‫خل���ف درع ليبي���ا واللجن���ة األمنية العلي���ا وبقية‬ ‫الكتائب املس���لحة – وللمفارقة‪ ،‬ف���إن هذا الوضع‬ ‫يعك���س نف���س الرتتيبات ال�ت�ي كانت س���ائدة يف‬ ‫السنوات األخرية من حكم القذايف‪ .‬يف ذلك الوقت‪،‬‬ ‫ختلى اجليش والش���رطة عن مهامهم���ا لكل من‬ ‫الكتائ���ب األمني���ة اليت كان���ت حتت قي���ادة أبناء‬ ‫الق���ذايف وجهاز األمن الداخلي املس���ؤول مباش���رة‬ ‫ملكتب القذايف‪.‬‬ ‫وإىل جانب ختبط هيكلية القوات‪ ،‬تعاني املؤسسة‬ ‫األمني���ة يف ليبي���ا م���ن قص���ور إداري خطري‪ .‬ففي‬ ‫عهد القذايف‪ ،‬مل يكن لوزارة الدفاع ومكتب رئيس‬ ‫األركان قاع���دة مؤسس���ية وال وظائ���ف حمددة‬ ‫لألركان‪ .‬وبس���بب ع���دم وجود مثل ه���ذا اإلطار‪،‬‬ ‫ف���إن أداء ه���ذه املؤسس���ات يعتمد اآلن بق���وة على‬ ‫العوامل السياس���ية الش���خصية وعلى املس���اومات‬ ‫والتفاهم���ات يف احلجرات اخللفي���ة مع خمتلف‬ ‫اجلماع���ات املس���لحة ‪ .‬وه���ذا ال يؤس���س لنظ���ام‬ ‫رش���يد لتوفري املع���دات وتطوير الق���وات وتدريبها‬ ‫وتوزيعها‪.‬‬ ‫وب���دون وجود توجه اس�ت�راتيجي واض���ح‪ ،‬وبغياب‬ ‫الش���فافية يف ختصي���ص امل���وارد‪ ،‬أصب���ح الث���وار‬ ‫يتش���ككون من أن قطاع الدف���اع ووزارة الداخلية‪-‬‬ ‫ورمب���ا أفرع حكومي���ة أخرى‪ ،‬مث���ل وزارة العدل‪-‬‬ ‫تعم���ل على خدم���ة مصاحل م���ن كان���وا يعملون‬ ‫مع نظ���ام القذايف‪ .‬ويعتق���د قادة كتائ���ب الثوار‪،‬‬ ‫الذي���ن يرغب���ون يف تش���كيل مس���تقبل قطاع���ات‬ ‫الدف���اع والش���رطة واالس���تخبارات‪ ،‬أن تضخ���م‬ ‫ع���دد الرت���ب العالي���ة يف اجلي���ش ال مينحه���م إال‬ ‫فرص���ا حم���دودة لتول���ي مناص���ب س���لطوية يف‬ ‫اجلي���ش‪ .‬كذل���ك‪ ،‬فإنه���م ال ي���ودون التخلي عن‬ ‫مص���ادر ضغطهم وقوتهم وهم يرون أن العمليات‬ ‫السياسية األساسية يف البالد (الدستور والربملان)‬ ‫مل حتدد بشكل واضح‪ ،‬وإما أنها عاجزة أو معطلة‬ ‫أو مش���لولة بسبب الصراعات‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬فإن‬ ‫الضب���اط الكب���ار يف اجلي���ش قاوم���وا عملية دمج‬ ‫الث���وار الذي���ن يعتربونه���م مسيس�ي�ن أكث���ر من‬ ‫الالزم أو إسالميني أو غري منضبطني‪.‬‬ ‫ضمن إطار هذه اخللفية‪ ،‬حياول اجملتمع الدولي‬

‫‪17‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫دور احلرس الوطين وخطوط الس��لطة وترتيبه��ا‪ ،‬وتنويع قاعدة جمنديه‪،‬‬ ‫وإزالة أي تعارض بني مسؤولياته وبني مسؤوليات اجليش النظامي‬ ‫املهم مش���اطرة املعلومات اليت مجعتها حول نوايا‬ ‫مقاتلي الكتائب مع املسؤولني الليبيني والشركاء‬ ‫الدوليني م���ن أجل دعم عملية وضع السياس���ات‬ ‫على أس���اس معلومات أكثر دق���ة‪ .‬وهناك حاجة‬ ‫ماس���ة لوج���ود هيأة ش���ؤون حمارب�ي�ن جديدة أو‬ ‫مطورة‪ ،‬وينبغ���ي‪ ،‬مثاليا‪ ،‬ربطه���ا صراحة بنظام‬ ‫املرتب���ات واس���تالمها للمس���اعدة يف إيقاف نزوع‬ ‫الكتائب لعدم املش���اركة يف الربنامج كما فعلت‬ ‫يف الس���ابق‪ .‬معظم الليبيني العامل�ي�ن يف الكتائب‬ ‫غري النظامي���ة ال يرغبون يف العمل يف اجليش أو‬ ‫الشرطة أو تنقصهم االنضباطية الالزمة للعمل‬ ‫بهم���ا‪ .‬ومن املتوقع أن تتغري طموحاتهم ونواياهم‬ ‫م���ع م���رور الوق���ت‪ .‬وال ميك���ن النظ���ر يف اخت���اذ‬ ‫إجراءات حم���ددة مثل برام���ج التدريب املهين إال‬ ‫بعد القيام ببحوث شاملة حول هذا املوضوع‪ .‬ومن‬ ‫الضروري دعم مثل هذه اجلهود‪.‬‬ ‫•تطبي���ق خطة تقاع���د يخُ فض‪ ،‬وفق���ا هلا‪ ،‬عدد‬ ‫الرت���ب العالية املتضخم والعم���ل يف نفس الوقت‬ ‫عل���ى تطوي���ر رت���ب الضب���اط وضب���اط الص���ف‬ ‫عل���ى مس���توى الفصائ���ل والوح���دات الصغ�ي�رة‪.‬‬ ‫ففي بس���اطة‪ ،‬يوجد عدد أكث���ر من املطلوب من‬ ‫الضباط برتبة ل���واء أو عميد أو عقيد‪ ،‬وعدد غري‬ ‫كاف م���ن الضب���اط برتبة نقي���ب أو مالزم ومن‬ ‫ضباط الصف يف القوات املس���لحة الليبية‪ .‬ينبغي‬ ‫أن يكون هناك تركيز على حترير كادر الرتب‬ ‫العليا من أجل تسهيل الرتقية إليها والستقطاب‬ ‫قادة كتائب الثوار‪.‬‬ ‫•إيق���اف حم���اوالت تطهري القوات املس���لحة من‬ ‫الضب���اط املتمرس�ي�ن ال���ذي عمل���وا أثن���اء حك���م‬ ‫الق���ذايف‪ .‬وتقوم هي���أة النزاهة وإص�ل�اح اجليش‬ ‫اللي�ب�ي برئاس���ة مكتب رئي���س األركان بعملية‬ ‫واس���عة وقوية لتطه�ي�ر القوات املس���لحة الليبية‬ ‫م���ن الضباط الذين يُعتقد أنه���م دعموا العمليات‬ ‫العس���كرية لنظ���ام القذايف خالل ص���راع ‪.2011‬‬ ‫وسوف يؤدي هذا عمليا إىل عزل مجيع الضباط‬ ‫الذين تزيد رتبه���م على رتبة عقيد‪ ،‬وبهذا حترم‬ ‫اجليش م���ن كثري من اخلربات املطلوبة‪ .‬إضافة‬ ‫إىل ذل���ك‪ ،‬ق���د ينت���ج ع���ن التطه�ي�ر عواق���ب غري‬ ‫متوقع���ة‪ .‬فمعظ���م كب���ار الضب���اط يف اجلي���ش‬ ‫ينحدرون م���ن قبائل مهمة‪ ،‬ورمبا تؤدي تأثريات‬ ‫عزهل���م الفوري إىل عدم اس���تقرار الب�ل�اد‪ .‬وهلذا‪،‬‬ ‫يتع�ي�ن التعامل م���ع العوامل السياس���ية اليت أدت‬ ‫إىل تشكيل اهليأة ضمن إطار حوار وطين‪.‬‬ ‫• إص�ل�اح إدارة املرتبات يف قط���اع األمن وإعادة‬ ‫تنظيمه���ا‪ .‬غالب���ا م���ا ُتدف���ع مس���تحقات أعض���اء‬ ‫الكتائ���ب ع���ن طري���ق صك باس���م قائ���د الكتيبة‪.‬‬ ‫ويش���كو العدي���د م���ن املقاتلني م���ن تأخ���ر الدفع؛‬ ‫بينم���ا س���جل آخ���رون أمساءهم مرت�ي�ن أو ثالث‬ ‫م���رات مع كيانات أمنية أخ���رى‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإنه ال‬ ‫ميكن تقدير مدى حجم مهمة الدمج والتسريح‬ ‫يف القطاع األمين بشكل دقيق ما مل يُطبق برنامج‬ ‫إلصالح نظام املرتبات‪.‬‬ ‫•رفع مرتبات اجليش والشرطة حبيث تتساوى‬ ‫مع مرتب���ات اللجن���ة األمني���ة العلي���ا ودرع ليبيا‬ ‫أو تزي���د عنها‪ .‬وه���ذه خطوة جوهري���ة الجتذاب‬ ‫الش���باب الذي���ن يعمل���ون حالي���ا م���ع اجلماع���ات‬ ‫الثوري���ة املس���لحة‪ .‬وبالنظ���ر إىل أن مرتب���ات‬ ‫اللجن���ة األمني���ة العلي���ا تزي���د عل���ى مرتب���ات‬ ‫الش���رطة النظامي���ة مبقدار الضع���ف‪ ،‬فإن جهود‬ ‫وزارة الداخلي���ة لتفكي���ك اللجنة األمني���ة العليا‬ ‫س���وف تواج���ه عراقي���ل عدة م���ا مل تحُ ���ل قضية‬ ‫املرتب���ات‪ .‬وباملث���ل‪ ،‬فإن مرتبات اجلي���ش اللييب ال‬ ‫تقارن مبرتب���ات درع ليبيا ما جيع���ل من الصعب‬ ‫اس���تقطاب جمندي���ن ذوي قدرة عالي���ة للجيش‬

‫النظامي‪.‬‬ ‫بناء احلرس الوطين بوصفه قوة انتقالية شاملة‬ ‫•تطبي���ق برنام���ج احل���رس الوط�ن�ي‪ .‬ففي ظل‬ ‫الظ���روف احلالي���ة‪ ،‬يُعد احل���رس الوطين اخليار‬ ‫األفض���ل لدم���ج اجلماع���ات الثوري���ة تدرجيي���ا‬ ‫يف مؤسس���ات الدف���اع الرمسي���ة‪ ،‬مع ض���رورة أن‬ ‫يصاحب هذا الربنامج حوار وطين وجهود واسعة‬ ‫النطاق لبناء اجليش النظامي‪.‬‬ ‫•توضيح دور احلرس الوطين وخطوط السلطة‬ ‫وترتيبه���ا‪ ،‬وتنوي���ع قاع���دة جمندي���ه‪ ،‬وإزال���ة‬ ‫أي تع���ارض ب�ي�ن مس���ؤولياته وب�ي�ن مس���ؤوليات‬ ‫اجلي���ش النظام���ي‪ .‬ونظ���را لعدم حتدي���د مهمة‬ ‫احل���رس الوط�ن�ي وتسلس���له القي���ادي ومكوناته‬ ‫حتدي���دا كام�ل�ا‪ ،‬أصبح املوضوع مص���درا جلدل‬ ‫سياس���ي ح���اد‪ .‬وختتل���ف التص���ورات املتع���ددة‬ ‫هل���ذه اخلط���ة يف رؤيتها لدور احل���رس الوطين‪-‬‬ ‫فبعضه���ا يقصر ه���ذا الدور على محاية املنش���آت‬ ‫اإلس�ت�راتيجية بينم���ا يش���بهه البع���ض اآلخ���ر‬ ‫بق���وات ال���درك ومينح���ه مس���ؤوليات أوس���ع يف‬ ‫محاية احلدود واألم���ن الداخلي‪ .‬ويكون احلرس‬ ‫الوطين‪ ،‬وفق���ا آلخر تصور‪ ،‬مس���ؤوال أمام مكتب‬ ‫رئي���س ال���وزراء‪ ،‬بينما يرغ���ب الث���وار يف أن يكون‬ ‫حتت سيطرة املؤمتر الوطين العام خالل املرحلة‬ ‫االنتقالي���ة وبعدها حت���ت س���يطرة وزارة الدفاع‪.‬‬ ‫ولتأمني تأييد الثوار‪ ،‬يتعني توضيح هذه القضايا‬ ‫وحله���ا‪ ،‬والتوكيد بصفة خاص���ة على خضوعه‬ ‫للرقابة املدني���ة للمؤمتر الوطين العام‪ .‬ولتوحيد‬ ‫قطاع األمن املتش���رذم بنجاح‪ ،‬ينبغي تنويع قاعدة‬ ‫التجني���د لضمان أن احلرس الوط�ن�ي يتكون من‬ ‫ضب���اط عس���كريني حمرتفني وم���ن مقاتلني من‬ ‫الثوار بغض النظر عن خلفيتهم العسكرية‪.‬‬ ‫•وض���ع خارطة طريق للقط���اع األمين تصاحب‬ ‫قانون تش���كيل احل���رس الوطين للحص���ول على‬ ‫تأيي���د املؤمت���ر الوطين الع���ام واجلي���ش النظامي‬ ‫ودرع ليبي���ا‪ .‬ولق���د ق���دم بع���ض ق���ادة درع ليبي���ا‬ ‫مقرتح���ا ببدي���ل للح���رس الوط�ن�ي‪ ،‬ولقد رفض‬ ‫املؤمتر الوطين العام‪ ،‬خالل إعداد هذه الدراس���ة‪،‬‬ ‫مش���روع قان���ون للح���رس الوطين‪ .‬كذل���ك‪ ،‬فإن‬ ‫ضب���اط اجلي���ش النظام���ي‪ -‬مب���ن فيه���م رئيس‬ ‫األركان املكل���ف احلال���ي‪ -‬يعارضونه ويعتربونه‬ ‫منافس���ا للجي���ش‪ .‬ويش���عر الكث�ي�رون أن فك���رة‬ ‫احل���رس الوط�ن�ي حماول���ة لتجن���ب مواجه���ة‬ ‫القضي���ة األكث���ر إحلاح���ا إلص�ل�اح اجلي���ش‪-‬‬ ‫ختفي���ض حج���م الرت���ب العالي���ة املتضخم���ة‪،‬‬ ‫وتطبي���ق قان���ون الع���زل السياس���ي عل���ى القوات‬ ‫املس���لحة‪ ،‬وتقص���ي س���جالت الذي���ن عمل���وا يف‬ ‫اجليش خالل الصراع عام ‪ 2011‬بش���كل حمايد‪.‬‬ ‫وال ميكن التعامل مع هذه االنش���غاالت إال ضمن‬ ‫س���ياق خارطة طريق تبني يش���كل واضح كيف‬ ‫أن الوض���ع النهائ���ي للح���رس الوط�ن�ي مرتب���ط‬ ‫بالقضايا األوسع املتعلقة بإصالح القطاع األمين‬ ‫والعدال���ة االنتقالي���ة‪ -‬ورمبا ضمن س���ياق حوار‬ ‫وط�ن�ي‪ .‬ويتع�ي�ن توضي���ح أدوار احل���رس الوطين‬ ‫ومس���ؤولياته‪ ،‬إىل جانب توضي���ح‪ ،‬يف الوقت ذاته‪،‬‬ ‫دور الش���رطة وحرس احلدود واجليش النظامي‬ ‫ومسؤولياتهم‪ ،‬لتجنب خلق "جيش مواز"‪.‬‬ ‫تعزي���ز برام���ج التدري���ب الدولي���ة لق���وات األمن‬ ‫الليبية‬ ‫•تطبي���ق برنام���ج استش���اري م���ع وزارة الدفاع‪.‬‬ ‫وتستطيع الواليات املتحدة على وجه اخلصوص‬ ‫القيام بالكثري عرب إرس���ال مستش���ارين إىل وزارة‬ ‫الدف���اع وإىل مكت���ب رئي���س األركان للمتابع���ة‬ ‫وللتش���اور مع العناصر الليبية‪ .‬وميكن أن تعطى‬ ‫األولوي���ة لقضاي���ا وض���ع امليزاني���ة والتخطي���ط‬

‫والتجني���د‪ ،‬ال�ت�ي كان���ت مهملة إىل ح���د كبري‬ ‫من قب���ل القذايف‪ .‬وميكن تطبي���ق ذلك من خالل‬ ‫مب���ادرة إص�ل�اح مؤسس���ة الدف���اع‪ ،‬وه���و برنامج‬ ‫لوزارة الدفاع مصمم ملساعدة البلدان الشريكة يف‬ ‫بناء مؤسسات دفاعية شفافة وخاضعة للمسألة‪.‬‬ ‫ولق���د ُطبق برنام���ج وليد ضمن ه���ذه املبادرة يف‬ ‫ليبي���ا ولكنه أوقف بع���د اهلجوم عل���ى القنصلية‬ ‫األمريكية يف مدينة بنغازي يف س���بتمرب ‪.2011‬‬ ‫وجي���ب الب���دء يف الربنام���ج م���ن جدي���د وتعزيزه‬

‫بربنامج وزارة الدفاع للمستش���ارين‪ -‬وهو مبادرة‬ ‫منفصلة ُطبقت يف العراق وأفغانستان‪.‬‬ ‫•املس���اعدة يف تدريب القوات العسكرية الليبية‪،‬‬ ‫ولك���ن م���ن الض���روري احل���رص عل���ى فح���ص‬ ‫اجملندي���ن والتدقي���ق يف اختياره���م‪ ،‬وتدريبه���م‬ ‫على حقوق اإلنس���ان‪ ،‬والعمل يف مسارات موازية‬ ‫عل���ى اإلص�ل�اح املؤسس���ي وتس���ريح اجلماع���ات‬ ‫املس���لحة واحل���وار السياس���ي‪ .‬ونظ���را إىل ن���درة‬ ‫الضب���اط م���ن الرتب املتوس���طة وضب���اط الصف‬ ‫يف الق���وات املس���لحة الليبي���ة‪ ،‬فينبغ���ي أن تعطي‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬كجزء من جهودها‬ ‫التدريبية‪ ،‬أولوية لتحديد األفراد الذين يتحلون‬ ‫بصف���ات القي���ادة وتدريبهم بش���كل س���ريع حتى‬ ‫يصبح���وا ضباط���ا‪ .‬ويتع�ي�ن بالض���رورة جتني���د‬ ‫بعضه���م م���ن ب�ي�ن صف���وف اجلماع���ات الثورية‬ ‫املس���لحة‪ .‬وجي���ب أن تص���ر الوالي���ات املتح���دة‬ ‫األمريكي���ة أيض���ا على وج���ود خط���وط واضحة‬ ‫للسلطة وعلى آليات الرقابة املدنية لضمان عدم‬ ‫هيمنة طرف سياس���ي أو فرد مع�ي�ن على القوات‬ ‫املسلحة‪.‬‬ ‫•تش���كيل ف���رق خمتلط���ة بالكام���ل وتتمي���ز‬ ‫بال���روح اجلماعي���ة واالنتم���اء الوط�ن�ي‪ .‬ويعان���ي‬ ‫اجلي���ش النظام���ي ودرع ليبي���ا واللجن���ة األمنية‬ ‫العلي���ا وح���رس احل���دود م���ن ع���دم وج���ود قوات‬ ‫خمتلط���ة بش���كل كاف‪ ،‬فالعدي���د م���ن كتائب‬ ‫اجلي���ش تتضم���ن جمندي���ن م���ن إقلي���م مع�ي�ن‬ ‫واح���د‪ ،‬مم���ا يقل���ل م���ن جاذبية اجلي���ش بوصفه‬ ‫قوة وطنية وش���املة حقا‪ .‬وبالنس���بة لدرع ليبيا‪،‬‬ ‫فإن جتنيد كتائب بالكام���ل وليس جتنيد أفراد‬ ‫منفصل�ي�ن أدى إىل تش���جيع االنقس���ام الداخل���ي‬ ‫والتناف���س‪ ،‬وعرقل الش���فافية‪ ،‬وأضع���ف القيادة‬

‫الداخلية والسيطرة‪ .‬وينبغي وضع خطة منسقة‬ ‫مركزيا‪ ،‬وبإدارة رئيس األركان‪ ،‬ملزج اجملندين‬ ‫اجل���دد واملش���اركني يف برام���ج تدري���ب دولي���ة‪،‬‬ ‫تس���تهدف التقليل م���ن تأث�ي�ر ال���والءات القبلية‬ ‫واجلهوية والسياس���ية‪ .‬ويتع�ي�ن التمعن بدقة يف‬ ‫دروس بن���اء اجليش يف البل���دان اليت خرجت من‬ ‫نزاعات ضروس‪ ،‬مثل لبنان‪ ،‬واالستفادة منها‪.‬‬ ‫•ع���دم نش���ر أي ق���وات أو تواجد عس���كري على‬ ‫األراض���ي الليبي���ة‪ .‬فيج���ب أن تق���وم الق���وات‬ ‫األجنبي���ة واملدرب���ون األجان���ب بتدري���ب وتعليم‬ ‫القوات الليبية خارج ليبيا‪.‬‬ ‫•زي���ادة ع���دد موظف���ي مكت���ب التع���اون األمين‬ ‫بالس���فارة األمريكية‪ .‬وجي���ب أن يقوم هذا املكتب‬ ‫بعملي���ات الفح���ص والتدقيق وتنس���يق التدريب‬ ‫حت���ى ميكن جتنب زيادة حجم الق���وة األمريكية‬ ‫يف ليبي���ا‪ .‬وه���ذا األم���ر لي���س جملرد محاي���ة هذه‬

‫الق���وات ولكنه ضروري لتجنب انتش���ار ش���ائعات‬ ‫على نطاق واس���ع يف البالد ب���أن الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية تسعى الستخدام ليبيا قاعدة لعمليات‬ ‫مواجهة اإلرهاب يف مشال أفريقيا‪.‬‬ ‫•تعزي���ز برام���ج التعلي���م والتدري���ب العس���كري‬ ‫الدولي يف ليبيا‪ ،‬وه���ى برامج مفيدة لبناء قدرات‬ ‫الضباط الليبيني ذوي الرتب العالية واملتوسطة‪.‬‬ ‫وجيب توسيع هذه الربامج حبيث تغطي احلاجة‬ ‫إىل تدري���ب جي���ل جديد م���ن القادة العس���كريني‬ ‫الليبي�ي�ن‪ .‬ويتعني أن ُتعط���ى األولوية للمجاالت‬ ‫اليت كان���ت مهملة يف عهد الق���ذايف‪ :‬التخطيط‬ ‫اإلس�ت�راتيجي والعقي���دة العس���كرية والعالق���ات‬ ‫املدنية‪-‬العسكرية ووظائف األركان األساسية‪.‬‬ ‫مستقبل دميقراطي وسلمي‬ ‫على الرغم من خط���ورة التدهور األمين يف ليبيا‪،‬‬ ‫فإن���ه قاب���ل للتغيري‪ .‬فم���ن أجل أن متض���ي البالد‬ ‫قدم���ا على طري���ق االنتقال الدميقراط���ي‪ ،‬فإنها‬ ‫حتتاج إىل بناء مؤسس���ات أمنية ش���املة وشفافة‬ ‫وخاضعة للمس���ألة‪ .‬ويتطلب القي���ام بذلك فهما‬ ‫صحيحا للجذور السياس���ية ملش���اكلها األمنية‪،‬‬ ‫وخارطة طريق لتنظيم القطاع األمين املتشرذم‪.‬‬ ‫وهى مهم���ة جيب أن يقوم بها الليبيون أنفس���هم‬ ‫ويس���تطيع اجملتم���ع الدولي أن يس���اعدهم فيها‪.‬‬ ‫وجيب عليه ذلك‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪Carnegie Endowment for Inter‬‬‫‪national Peace‬‬ ‫‪Building Libya’s Security Sector‬‬ ‫‪Frederic Wehrey and Peter Cole‬‬

‫أغسطس ‪2013‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫‪19‬‬

‫املتقاعدون يقرتحون حلوال لصندوق الضمان االجتماعي‬ ‫عبداهلل حممد حبواص‬ ‫بصف�ت�ي أح���د أق���دم موظف���ي الضم���ان‬ ‫االجتماع���ي بليبي���ا فإن���ي عاص���رت كل ما‬ ‫س���أورده لك���م يف ه���ذا املق���ال ‪،‬فف���ي صي���ف‬ ‫( يولي���و) ع���ام ‪ 1957‬مت���ت مناقش���ة انش���اء‬ ‫مؤسس���ة وطني���ة للتأم�ي�ن االجتماعي ومت‬ ‫تكلي���ف األس���تاذ املرحوم مصطفى الس���راج‬ ‫به���ذه املهمة من قب���ل رئيس ال���وزراء آنذاك‬ ‫الس���يد عب���د اجمليد كعب���ار بتقس���يم اداري‬ ‫‪ :‬مدي���ر ع���ام ورئي���س جمل���س إدارة كل‬ ‫مبدي���ر ورئيس���ه ‪ ،‬وجمل���س اإلدارة يتك���ون‬ ‫من العمال وأصحاب العمل والدولة واملدير‬ ‫العام ‪ ،‬هيكلية باس���تطاعتها مناقش���ة شؤون‬ ‫الضمان بط���رق علمية س���ليمة ووضعه يف‬ ‫املس���ار املنش���ود ومت فعال حتقي���ق ذلك ففي‬ ‫تاري���خ الضمان االجتماعي أن ليبيا تعد أول‬ ‫دولة عربية تس���تحدث مي���زات ومعايري ملن‬ ‫يشملهم الضمان االجتماعي بعد االستعانة‬ ‫خب�ب�راء دولي�ي�ن ‪ ،‬فليبي���ا اعتم���دت ثالث���ة‬ ‫مؤسسات إيطالية وهي ‪ :‬أي نام ‪ :‬ضد املرض‬ ‫‪ ،‬وان ب���س ‪ :‬للتقاعد ‪ ،‬واي ناب���ل ‪ :‬للحوادت ‪،‬‬ ‫وقد مت حل هذه املؤسس���ات الثالثة ملا كان‬ ‫يس���مى ‪ :‬التأمني االجتماع���ي يف ذلك الوقت‬ ‫ومت تعوي���ض هذه املؤسس���ات ومت نقل كل‬ ‫امالكه���ا الثابت���ة واملنقول���ة وكل م���ا هل���ا‬ ‫من أصول ‪ ،‬وكان من اختصاص املؤسس���ة‬ ‫ثالثة فروع رئيسية ‪ :‬عند املرض واالصابة‬ ‫– والتقاع���د عن���د بل���وغ الس���ن – أو تقدير‬ ‫العجز ‪.‬‬ ‫أكت���ب اليوم م���ا أكتب ألن أم���ورا كثرية‬ ‫حتص���ل يف قط���اع الضم���ان االجتماع���ي‬ ‫تس���توجب مناقش���تها واظهاره���ا باملقارن���ة‬ ‫مب���ا ج���رى وكان وم���ا س���بق وإن ذكرت ‪،‬‬ ‫فقد عان���ى هذا القطاع وتع���ذب املٌلحقني به‬ ‫مبج���رد أن دخل���وا س�ن�ي تقاعده���م ‪...‬فعلى‬ ‫الرغ���م م���ن أنن���ا ن���رى مراجع���ات قانوني���ة‬ ‫م���ا بعد الث���ورة وصلت ح���د ق���رارات بزيادة‬

‫مالي���ة طالت بعضا م���ن إدارات الدولة منها‬ ‫النف���ط (م���ا يش���اع منحه���م تأم�ي�ن صح���ي‬ ‫‪ 700‬أل���ف س���نوي ) واجليش ‪ ،‬والش���رطة‬ ‫‪،‬وأخريا الرقابة اإلدارية واملالية ‪ ،‬ولست هنا‬ ‫يف جم���ال املمانعة أو رفض تل���ك الزيادات ‪،‬‬ ‫ولكن هناك س���ؤال يطرح نفس���ه ويف خضم‬ ‫ما يقر وتفتح ملفاته ومذكراته عند جلان‬ ‫وجلسات املؤمتر الوطين ‪:‬‬ ‫مل���اذا الته���رب م���ن االضطالع مبهم���ة زيادة‬

‫احلاليـ���ة ال ميكن��� ُه أن ي���ؤدي دوره جتـ���اه‬ ‫ُمنتس���بيـه م���ن املواطن�ي�ن واملواطن���ات على‬ ‫مس���تـوى الب�ل�اد ‪ ،‬رغ���م أن حل���وال مقرتحـة‬ ‫بإمكانـه أن يستند إليها ومنها ‪:‬‬ ‫أن يقوم حبصر واستئجار أمالكه خاصة‬‫وأن بعضه���ا مؤخ���را طالت���ه االي���دي م���ن‬ ‫خ���ارج إدارة صن���دوق الضم���ان يف طرابلس‬ ‫ومصراته وغريها ‪.‬‬ ‫‪-‬املطالب���ة بس���داد م���ا للصن���دوق م���ن ديون‬

‫املعاش���ات التقاعدي���ة ال�ت�ي تعان���ي ظلم���ا‬ ‫واجحاف���ا مل���ن ق���دم وأدى دوره يف جم���االت‬ ‫متعددة أس���وة مبوظفي الدول���ة ووفق قرار‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي ؟ إن االم���ر يتطل���ب وقفة‬ ‫جدي���ة للتعاض���ى مع مقتضى احل���ال الذي‬ ‫وصل إليه املتقاعدون ‪.‬‬ ‫إن صن���دوق الضمان االجتماعي بسياس���تـه‬

‫من خمتل���ف اجلهات وعلى رأس���ها الدولة ‪،‬‬ ‫واجليش ‪،‬والسياحة ‪...‬وغريها ‪.‬‬ ‫االهتمام بإدارة التفتيش ‪.‬‬‫إن املتقاعدين ش���رحية من شرائح اجملتمع‬ ‫ه���م حامل���وا ش���هادات علمي���ة أو مهني���ة‬ ‫يف أكث���ر م���ن جم���ال ‪ ،‬أمض���وا حياته���م‬ ‫الوظيفي���ة ملتزم�ي�ن بأدوارهم كم���ا انهم‬

‫األن يف املكتبات‬

‫ش���اركوا يف دع���م ميزاني���ة الدول���ة مبا مت‬ ‫اقتطاع���ه م���ن ضرائ���ب ال حص���ر هل���ا م���ن‬ ‫مرتباتهم طوال س���نني الع���وز واحلاجة من‬ ‫عقود حك���م الطاغية لتك���ون احملصلة أثناء‬ ‫تقاعده���م مرتبا هزيال تتجس���د فيه صورة‬ ‫ان���كار اجله���د ونواي���ا العم���ل الصادق���ة اليت‬ ‫بذل���ت طوال س���نوات اخلدمة ‪ ،‬أال يس���تحق‬ ‫املتقاعد وبعضهم يتحمل مس���ؤلية معيشته‬ ‫وحي���دا يف ظ���ل اس���تقرار األبن���اء واالحف���اد‬ ‫وانشغاالتهم كل حياول أن يؤمن مستقبله‬ ‫‪ ،‬أال يس���تحق دعما وإكرام���ا معنويا وماديا‬ ‫من مثال ‪ :‬ختفيض بنس���بة مقدرة لفاتورة‬ ‫الكهرباء – ختفيض يف سعر تذاكر السفر‬ ‫‪ ،‬إقام���ة ن���ادي للمتقاعدين واس���رهم يوفر‬ ‫حدا من الراحة النفسية واجلسدية ‪.‬‬ ‫إن كل متقاع���د (ـ���ة) ميث���ل بي���ت خ�ب�رة‬ ‫وباالم���كان االس���تفادة من خربته استش���ارة‬ ‫وتش���اورا واق�ت�راح خط���ط وبرام���ج ‪،‬‬ ‫وبالنس���بة ل���ي أض���ع خربت���ي وزمالئ���ي يف‬ ‫رابط���ة املتقاعدي���ن ويف هكذا ظ���روف تبنى‬ ‫فيه���ا اساس���ات الب�ل�اد وبنيته���ا االقتصادية‬ ‫واالجتماعي���ة ‪،‬وننادي كل زمالئنا ورفاقنا‬ ‫بأن يس���اهموا كال جبهده وخربته لنساعد‬ ‫أبناءن���ا واحفادن���ا م���ا دمن���ا منل���ك الرغب���ة‬ ‫والطاقة للعم���ل والب���ذل وباختيارنا فوقتنا‬ ‫ملكنا االن وحنن احرار م���ن ربقة الوظيفة‬ ‫الشرطية واجلربية ‪ ،‬إننا نتطوع من أجل أن‬ ‫تقف ليبيا على أس���س صحيحة وتعوض ما‬ ‫فاتها لتكون دول���ة دميقراطية حيظى كل‬ ‫مواطن فيها بقيمته وكرامته ‪ ،‬وإننا حنتج‬ ‫ونرفض الزيادة املالية اليت صرح بها السيد‬ ‫زي���دان يف مؤمتره الصحفي مؤخرا (‪)20%‬‬ ‫ونطال���ب بتحس�ي�ن اداري ومال���ي ج���ذري‬ ‫تراعى فيه كل الش���رائح وال تظلم شرحية‬ ‫على حساب شرحية أخرى ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫يف الذكرى العاشرة لرحيل مصطفي املكي‬

‫مل يكن ذا سلطة‪ ،‬قد حيقق من خالهلا هلم مصلحة أو يقضي هلم حاجة ‪..‬‬ ‫ومل يكن الرجل ذا مال ‪! ...‬‬ ‫ولكن يف زمن الفقد يفتقد الرجال‬

‫أمحد بشون‬

‫صادف أمس األثنيني املوافق الس���ابع من هذا الش���هر مرور الذكرى العاشرة على رحيل الفنان املبدع مصطفى‬ ‫املكي بهذه املناس���بة ننشر كلمة األس���تاذ أمحد بشون اليت ألقيت يف حفل التأبني بقاعة الدعوة األسالمية بتاريخ‬ ‫‪ 17‬رمضان ‪ 1371‬هـ املوافق ‪ 11‬نوفمرب ‪ 2003‬م متر باإلنسان يف هذه الدنيا الفانية حلظات حيس فيها مبشاعر‬ ‫متناقضة تتنازع نفس���ه وتضعه يف حرية من أمره ‪ ..‬ففي الوقت الذي حيس فيه مبش���اعر احلزن واحلسرة واألمل‬ ‫يرتاءى له يف نفس هذا الوقت أن مش���اعراً من الفرح والس���عادة واألمل حتاول أن يكون هلا مس���احة يف هذه النفس‬ ‫‪ ..‬ولق���د كن���ت وأن���ا يف طريقي إىل هذه القاعة املوقرة أتذاكر مع نفس���ي وأس���أهلا ‪..‬هل أنا ذاهب للمش���اركة يف‬ ‫مناسبة مرور شهر أو يزيد على فقد إنسان كريم وصديق وأخ عزيز ‪..‬؟ ثم ماذا ميكنين أن أقول؟ بل أن مشاعري‬ ‫أوصلتين إىل سؤال أخر وهو هل حقاً مات املكي‪..‬؟‬

‫وأجب���ت بس���رعة وما ه���ي الغرابة يف ذلك إال يف ح���ق األم���وات ولكنين حض���رت ألقول‬ ‫وأنا أس���تحضر ق���ول اهلل س���بحانه وتعاىل (( كلم���ات أدرك مقدم���اً أنها عاج���زة وقاصرة‬ ‫كل نف���س ذائق���ة امل���وت )) وقول���ه س���بحانه على أن تويف املناس���بة حقه���ا وأن تعطي هلذه‬ ‫وتع���اىل وه���و خياط���ب س���يد اخلل���ق علي���ه الش���خصية الرياضي���ة الفري���دة حقها الذي‬ ‫الص�ل�اة والس�ل�ام (( أنك مي���ت وإنهم ميتون تستحق‪..‬حضرت ألقول كلمات لعلها تسهم‬ ‫)) وكنت أعل���م وأفهم وأدرك أن املوت نهاية يف ختفي���ف هذا األمل واحلزن الذي يس���يطر‬ ‫حتمي���ة ل���كل الكائن���ات وكنت دائم���اً أصور عل���ى النفس ‪..‬كلمات رمبا تس���هم يف إيقاف‬ ‫امل���وت وأش���بهه بالطري���ق ال���ذي نس�ي�ر في���ه ه���ذا النزيف الذي م���زق القلب والف���ؤاد نعم‬ ‫مجيع���اً وأن مثة ف���رق أو اخت�ل�اف فليس أال أنها ليست كلمات رثاء ألن (مصطفى املكي)‬ ‫يف س���رعة اخلطوات ‪ !..‬وم���ع ذلك فقد ذهبت رم���ز م���ن الرم���وز احلي���ة والباقي���ة وعالمة‬ ‫إىل أبعد من ذلك ألسأل سؤا ً‬ ‫ال آخر عن ما هو مضيئ���ة يف طريق قويم أمتنى أن يس�ي�ر فيه‬ ‫امل���وت ؟ هل املوت هو ه���ذه اللحظة اليت تغادر الرياضيون املعاصرون ‪..‬‬ ‫إنها ليس���ت مفارق���ة إن النجم الذي كان‬ ‫فيه���ا الروح اجلس���د ثم ي���وارى هذا اجلس���د‬ ‫ال�ت�راب ؟ أم أن للم���وت مفهوم���اً ومعن���اً أخر ق���ادراً عل���ى مج���ع الن���اس وحش���د اجلماهري‬ ‫ُ‬ ‫‪..‬أيقن���ت واقتنع���ت أن للموت مفهوم���اً ومعناً اليت متتلئ بها املالعب وهي مس���تمتعة بفنه‬ ‫أخ���ر وهو الذي يؤك���د أن الذي���ن يبقون يف ومنتش���ية بإبداعاته وأهدافه نعم أنها ليست‬ ‫ذاكرة الن���اس ‪..‬والتاريخ ليس���وا أمواتاً حتى مفارقة أنه أستطاع أن جيمع الناس وحيشد‬ ‫إذا ت���وارت أجس���ادهم يف ال�ت�راب ‪ !..‬وم���ن هذا اجلماه�ي�ر حت���ى بع���د أن صار ب�ي�ن يدي اهلل‬ ‫املنطل���ق حضرت ألق���ف أمامكم أيها الس���ادة سبحانه وتعاىل ‪..‬‬ ‫األفاض���ل ال ألقول كلمة (رث���اء ) وال ألنعى إنه���ا ليس���ت مفارق���ة ألن احل���ب كان ه���و‬ ‫أليك���م صديق���ي ورفيقي (مصطف���ى املكي ) الس���يد يف احلالت�ي�ن والقاس���م املش�ت�رك يف‬ ‫ألن كلم���ات الرثاء وعب���ارات النعي ال تكون املوقف�ي�ن وألن عالق���ة املك���ي باجلماه�ي�ر مل‬

‫املكي يستلم وسام من املرحوم حسني غرور ورئيس اهليئة الرياضية العليا‬

‫تك���ن عالم���ة أعج���اب فق���ط ولكنه���ا كانت‬ ‫عالقة حب واحرتام للفن والشخصية نفسها‬ ‫وعندما ج���اء وقت الرحيل اجلس���دي أنفجر‬ ‫احلب والتهبت هذه املشاعر لتؤكد أنه الزال‬ ‫يف ع���داد األحي���اء ‪ ..‬والزال يف ذاك���رة الناس‬ ‫والتاريخ وسيظل ‪..‬‬ ‫أمسحوا لي أيها السادة الكرام أن أعود بكم‬ ‫إىل ي���وم اخلميس التاس���ع من ش���هر التمور‬ ‫املاضي أع���ود بكم إىل ذلك املش���هد التارخيي‬ ‫املهيب عندما هبت بنغازي الوفية اليت تعرف‬ ‫قدر أبنائها يف مش���هد تارخي���ي رائع وعظيم‬ ‫حيث اآلالف من خمتلف األعمار يتدافعون‬ ‫ويبكون وكلمة ( العزاء واحد ) على لسانهم‬ ‫مجيع���اً وكلهم يؤكدون أنه هلم وأنه أبنهم‬ ‫‪..‬أن���ه صديقه���م وأن���ه الفن���ان الذي عش���قوا‬ ‫فن���ه واحرتموا س���لوكه واس���تقامته وتأثروا‬ ‫بإنسانيه اليت فاتت احلدود ‪..‬‬ ‫مل يك���ن ذا س���لطة‪ ،‬ق���د حيقق من خالهلا‬ ‫هل���م مصلح���ة أو يقض���ي هل���م حاج���ة ‪..‬ومل‬ ‫يك���ن الرجل ذا مال لعل منهم من س���يحصل‬ ‫عل���ى نصيب منه ‪..‬كله���م يبكون ومن بينهم‬ ‫رج���ال كبار يف الس���ن وما أصع���ب وأمر أن‬ ‫يبك���ي الرج���ال ‪ !!..‬ولك���ن م���ا أعظ���م وأروع‬ ‫الب���كاء والدم���وع عندم���ا تك���ون جم���ردة عن‬ ‫الغ���رض ومتنزهة عن اهل���وى ‪..‬لقد حضرت‬ ‫بنغ���ازي الوفية حتييه ولقد خيل إلي يف تلك‬ ‫اللحظ���ة يف ذل���ك الي���وم التارخي���ي العظيم‬ ‫أن ه���ذه اجلماه�ي�ر املتدافعة‪ ،‬خي���ل إلي أنها‬ ‫تتداف���ع لدخ���ول امللعب وأنها تهت���ف بامسه ‪..‬‬ ‫أنه���ا تتدافع ألجل االس���تمتاع بفنه وبأهدافه‬ ‫وبإبداعاته ‪!!..‬‬ ‫لقد مر عل���ى اعتزال املكي أكثر من أربعة‬ ‫وثالث���ون س���نة حي���ث مت اعتزال���ه رمسياً يف‬ ‫مب���اراة تكرميي���ة مبش���اركة فري���ق اهلالل‬ ‫العري���ق أي أن���ه م���ر على التاري���خ أكثر من امللفت للنظر أن هذه األجيال اليت مل تشاهده‬ ‫ال من يف املالع���ب أحبته وعرفته رغ���م أن الكثريين‬ ‫ثالث���ة عقود م���ن الزم���ن أي أن أجي���ا ً‬ ‫املعاصري���ن مل تت���ح هلا فرصة مش���اهدته يف منه���م ال يعرفون أنه لعب لألهل���ي ما يقرب‬ ‫املالع���ب يصول وجي���ول ويبدع ولك���ن األمر ع���ن عش���رين مومس���اً رياضي���اً خملص���اً‪ ،‬مل‬ ‫تغري���ه كل املغري���ات عرف���وه وأحب���وه رغم‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫‪21‬‬

‫يا أخي لقد فقدتك ‪..‬واهلل‬ ‫لق��د فقدت��ك أخ � ًا ورفيق � ًا‬ ‫وصديق � ًا ‪..‬رفيق � ًا وفي � ًا‬ ‫خاصة يف أصعب الظروف‬ ‫أن الكثريي���ن منه���م ال يعرف���ون أنه لعب مع‬ ‫األهلي عشرات املباريات األخرى يف مواجهة‬ ‫ف���رق عربي���ة وأجنبي���ة متع���ددة ‪..‬عرف���وه‬ ‫وأحب���وه رغم أن الكثريين منه���م ال يعرفون‬ ‫أن���ه ق���اد منتخ���ب بنغ���ازي يف العدي���د م���ن‬ ‫املباريات يف دورات املعرض املتتالية‪ ،‬وكثري‬ ‫من املناس���بات األخرى‪ ،‬عرف���وه وأحبوه رغم‬ ‫أن الكثريي���ن منه���م ال يعرفون أن���ه الالعب‬ ‫اللييب الوحيد الذي ش���ارك يف ثالثة دورات‬ ‫عربي���ة وه���ي اإلس���كندرية س���نة‪1953‬‬ ‫وبريوت ‪ 1957‬الدار البيضاء ‪ ، 1961‬عرفوه‬ ‫وصول الفريق الوطين للمغرب سنة ‪1961‬‬ ‫وأحب���وه رغم أن الكثريين منه���م ال يعرفون‬ ‫ومل يش���اهدوه وهو رئيس لفريق األهلي يف‬ ‫ال ع���ن رئاس���ة الفريق ويعزيه���م ومي���ر عليه���م يف كل املناس���بات‬ ‫م���رات عدي���دة متناز ً‬ ‫لزمالئ���ه بكل روح رياضية يف مرات عديدة‪ ،‬ويذهب للمساعدة يف كل أي مشكلة عندما‬ ‫نعم الكث�ي�رون عرفوه وأحب���وه رغم أنهم مل حيض���رون ل���ه وال ي���رد أح���د منه���م‪ ..‬جاءوا‬ ‫يشاهدوا أهدافه ومل يستمتعوا بفنه وإبداعه مجيعاً ألن احلب غمره���م واحلزن أضناهم‬ ‫ومع ذلك فق���د جاءوا مجيعاً ليجس���دوا هذا فوجدوا يف مناس���بة الرحيل املؤقت ( مالذاً )‬ ‫املش���هد املهيب ‪ ..‬ألنه���م مل يأتوا فقط لالعب يظهرون احل���زن عليه يف نفس الوقت جاءوا‬ ‫من ه���ذا الوزن والتاريخ ولكنهم جاءوا وهبوا ليؤك���دوا معنا ومفهوم���اً أنه يف قلوبهم ويف‬ ‫لتحية هذا اإلنس���ان الذي كان يبادهلم هذا ذاكرته���م وبهذا املفهوم واإلحس���اس يرونه‬ ‫احل���ب ‪ ..‬هذا اإلنس���ان الذي كان يواس���يهم حياً بينهم ‪..‬‬ ‫أنين حريص كل احلرص على أال أطيل‬

‫عليك���م وأال أخذ من وقت غ�ي�ري فن الكالم‬ ‫وأن الت���زم بالوقت احملدد ‪ ..‬لذلك أس���تأذنكم‬ ‫يف إضافت�ي�ن خمتصرت�ي�ن ‪ ..‬أوىل هات�ي�ن‬ ‫اإلضافتني أنين أتوجه إىل األخوة املس���ئولني‬ ‫يف هذه الشعبية (بنغازي الوفية) أال يقتصر‬ ‫تكريم هذا الرائد املبدع على التكريم الشعيب‬ ‫بل يصاحبه التكريم الرمسي حبيث يشرف‬ ‫أمسه منجزاً من املنجزات الرياضية يف هذه‬ ‫املدينة وأن حتظى أس���رته وأبنائه باالهتمام‬ ‫والرعاية وليكون هذا األمر منطلقاً وأساس���اً‬ ‫لتكريم الرواد واملبدعني ‪..‬‬ ‫أما اإلضافة الثانية فهي إضافة شخصية‬ ‫وأرج���و أن تعذرون���ي فيه���ا ألخاط���ب روحه‬ ‫الطاهرة‪ ،‬فأقول يا أخ���ي وصديقي ورفيقي‬ ‫س���بعة وأربع�ي�ن عام���اً وحن���ن صديق�ي�ن‬ ‫ورفيق�ي�ن عاص���رت فيه���ا كل م���ا خيصك‬ ‫وكذل���ك أنت ثم ش���اءت إرادة اهلل أن نفرتق‬ ‫فكنت أنت الس���باق إىل لق���اء ربك ومن أحب‬ ‫لقاء اهلل فقد أحب اهلل لقائه فهنيئاً لك !!‬ ‫ي���ا أخي لق���د فقدت���ك ‪..‬واهلل لقد فقدتك‬ ‫أخ���اً ورفيق���اً وصديق���اً ‪..‬رفيقاً وفي���اً خاصة‬ ‫يف أصع���ب الظروف تأتي إىل البيت فتس���أل‬ ‫وتتاب���ع ونبك���ي ‪..‬نع���م واهلل نبك���ي ‪..‬فه���ل إذاً‬ ‫غلبت�ن�ي دموعي يف ه���ذه اللحظات س���يعيب‬ ‫عل���ى هذا اجلمع الكري���م ذلك أمل جيعل اهلل‬ ‫يف النف���س البش���رية مس���احة لل���ود وللحب‬ ‫‪..‬أمل جيعل اهلل يف النفس البش���رية مس���احة‬ ‫للس���عادة والف���رح ‪ !! ..‬ومس���احة للح���زن‬ ‫وللب���كاء وللدموع ‪ ..‬حتي���ة لروحك الطاهرة‬ ‫اليت ترفرف علينا اآلن فس�ل�ام عليك سالم‬ ‫عليك ‪ ..‬ثم س�ل�ام عليكم مجيعاً ورمحة اهلل‬ ‫وبركاته ‪..‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•كلمـــــ���ة القي���ت يف حف���ل تأب�ي�ن الراحل((مصـــــطف���ى‬ ‫املكـــــي))‪ -‬قاعة الدعــوة اإلس�ل�اميــة بنغــازي ‪ -‬الثالثاء ‪17‬‬ ‫رمضان ‪ 1371‬هـ ‪ -‬املوافق ‪ 11‬من شهر نوفمرب ‪ 2003‬م‪.‬‬

‫النجم مصطفى املكي مع أمحد بشون وأبنائه يف دورة الدار البيضاء ‪ 1983‬باملغرب‬

‫اجلماه�ي�ر ترف���ع مصطفى املكي على‬ ‫االكت���اف بع���د إنتهاء مب���اراة األعتزال‬ ‫سنة ‪1969‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫خليل العرييب‬

‫الفنانون‬ ‫يشاركون يف‬ ‫كتابة دستور مصر‬

‫حضر عدد كبري من جنوم الفن يف مصرإلي‬ ‫مقرجمل���س الش���وري لإلنضمام إل���ي إجتماع‬ ‫جلنة احلوار اجملتمعي برئاس���ة املستشار سامح‬ ‫عاش���ور ملناقش���ة أوضاع الفن والفنانني وحرية‬ ‫اإلب���داع والتعبري يف الدس���تور املص���ري اجلديد‬ ‫‪ ،‬وكان م���ن بني ه���ؤالء الفنان�ي�ن ‪ :‬ليلي علوي‬ ‫وإهلام ش���اهني وأمحد بدير وفاروق الفيشاوي‬ ‫وحممود ياس�ي�ن وعزت العاليلي واملخرج خالد‬ ‫يوس���ف واملطرب إيه���اب توفي���ق ورئيس إحتاد‬ ‫النقابات الفنية املوس���يقار هان���ي مهنا واملطرب‬ ‫هشام عباس وغريهم ‪.‬‬ ‫وكان ع���دد كب�ي�ر م���ن ه���ؤالء الفنان�ي�ن‬ ‫ق���د ش���اركو يف ث���ورة ‪ 30‬يونيو ال�ت�ي أطاحت‬ ‫بالرئيس مرس���ي إعرتاضا علي هيمنة اإلخوان‬ ‫املس���لمني علي كافة مؤسس���ات الدولة خاصة‬ ‫املؤسس���ات اإلعالمي���ة م���ن تلفزي���ون وإذاع���ة‬ ‫وصحاف���ة ووزارة الثقاف���ة ‪ ،‬وق���د س���بق هلؤالء‬ ‫الفنان�ي�ن واملثقفني يف عهد الرئيس مرس���ي قد‬ ‫إعتصموا بوزارة الثقافة السابقة ومل يغادروها‬ ‫حيت رح���ل الوزير الس���ابق مع رحي���ل الرئيس‬ ‫مرسي ‪.‬‬

‫الفنان حسن يوسف‬ ‫ينتقد القرضاوي‬ ‫ص���رح الفن���ان املصري حس���ن يوس���ف بأن‬ ‫الش���يخ يوس���ف القرضاوي رئيس اإلحتاد العاملي‬ ‫لعلماء املسلمني ‪ ،‬مات منذ زمن‬ ‫أما املوج���ود حاليا ال���ذي يهاجم اجلي���ش املصري‬ ‫ليس الش���يخ ال���ذي نعرفه وكنا نس���افر حلضور‬ ‫دروسه ‪.‬‬ ‫وأضاف حس���ن يوس���ف بأنه رمبا أن إسرائيل‬ ‫ق���د وضعت ش���رحية يف رأس القرض���اوي لتغيري‬ ‫سلوكه الذي كان معروفا به ‪.‬‬ ‫وع���ن حالقت���ه لذقنه قال حس���ن يوس���ف لقد‬ ‫حلق���ت ذق�ن�ي بس���بب الس���معة الس���يئة لإلخوان‬ ‫املس���لمني ‪ ،‬مؤك���دا بأنه يس���تعد اآلن للتمثيل يف‬ ‫مسلس���ل جديد جيس���د فيه دور رجل أعمال وأنه‬ ‫ب�ل�ا ذقن س���يكون مقنع���ا أكث���ر ‪ ،‬ويضي���ف بأنه‬ ‫يتمين جتس���يد ش���خصية البابا ش���نودة وكذلك‬ ‫دور الرئيس حممد مرسي ‪.‬‬

‫لقاء مع الشاعر الغنائي ‪ ...‬يوسف بن صرييت‬ ‫حاورته ‪ :‬ريم العبدلي‬ ‫م���ن من���ا ال يعرف���ه ملف���ه زاخ���ر م���ن‬ ‫االعم���ال الفني���ه متيز بوقفت���ه اجلادة‬ ‫مع رفاق دربة يعترب من ابراز ش���عراء‬ ‫االغني���ه الليبي���ه ذات احل���س الفنى ‪, ,‬‬ ‫طموحات���ه بس���يطة ‪ ,,‬وهدف���ه خدم���ه‬ ‫الف���ن واالهتمام ب���ه لراقى ب���ه ألعلى‬ ‫مس���توياته ‪ ,,‬اعماله ه���ى التى جعلتنى‬ ‫اجت���ه الي���ه ألج���رى مع���ه لق���اء ع�ب�ر‬ ‫صفحه فن���ون بصحيفة اخبار بنغازى‬ ‫وحني التقيته كان كما عهدته دوما‬ ‫جبديته فى احلديث فوجه اليه سؤاىل‬ ‫االول ‪.‬‬ ‫ـ حدتنا على مسرياتك الفنيه من خالل‬ ‫ما قدمت���ه االغنيه الليبيه ؟؟ جتريبتى‬ ‫بدأت مع الش���عر الغنائى حيت كانت‬ ‫جترب���ه طويل���ة امت���دت ألكث���ر من‬ ‫مخس���ه وأربع���ون عام���ا قدم���ت م���ن‬ ‫خالهل���ا ما اس���تطعت ان اقدمه فى هذا‬ ‫اجمل���ال وقد قدر ىل احلظ ان اتى بهذ ا‬ ‫اجملال وهو فى قمة ازدهاره مبا احتواه‬ ‫من فنانني مبدعني فى هذا اجملال ‪ ,,‬فا‬ ‫االغني���ه الليبيه حس���ب جتربتى معها‬ ‫ومعاصرتى جلزء منهم من مس�ي�رتها‬ ‫كانت رائعة وتبش���ر مبس���تقبل طيب‬ ‫ولكن بعض العابثني ممن تولوا امورها‬ ‫بغري دراي���ة او فهم او موهب���ة احالوها‬ ‫اىل جمرد اجماد ش���خصيه وحماكاة‬ ‫للوضع املس�ت�ردى الذى كنا حنيا مما‬ ‫اس���فو عن فقدان هوايته���ا وأصالتها ‪,,‬‬ ‫كذل���ك بعض املواهب ف���ى هذا اجملال‬ ‫كان���ت مبش���ره وكان���ت اس���تكماال‬ ‫مل���ا ترك���ه ال���رواد ولكن ه���ذه املواهب‬ ‫سرعان ما تالش���ت واندثرت وتركت‬

‫هذا اجملال الذى اس���توىل على مقاليد‬ ‫اموره ش���له من اصحاب السلطة العليا‬ ‫الذين افسدوهـ‬ ‫رأيك فى االع�ل�ام االن ؟؟ وخاصة مع‬ ‫تع���دد القن���وات االعالميه ه���ل جتدها‬ ‫جاءت فى صاحل الفن���ان واالعالمى؟؟‬ ‫رغم ان���ى ال املك تقيم م���ا يوجد االن‬ ‫فى س���احة االعالم من قن���وات مرئية‬ ‫خاص���ة وعام���ه وه���ى كث�ي�رة ولكن‬ ‫احلديث عما تقدمه ه���ذه القنوات من‬ ‫خدم���ات اجمل���ال الف���ن فانى اس���تطيع‬ ‫الق���ول بأنه���ا مل تقدم ما خي���دم الفن‬ ‫ودليل���ى عل���ى ذل���ك بأن���ه ال يوجد فى‬ ‫هذه القنوات برامج فنيه تهتم باملسرح‬ ‫والغناء والفنون الشعبيه وغريها‬ ‫ـ طموحات���ك على الصعيد الش���خصى‬ ‫؟؟ وعل���ى الصعيد املهن���ى ؟؟ طموحى‬

‫عل���ى الصعي���د الش���خصى ‪:‬ـ مل تع���د‬ ‫كث�ي�رة بع���د ه���ذه الرحل���ه الطويل���ة‬ ‫ولكن���ى ارى ان اهمها ه���و ان ارى ليبيا‬ ‫وه���ى مس���تقره صاع���ده اىل الع�ل�ا‬ ‫هانئة اما عل���ى الصعيد املهنى ‪:‬ـ امتنى‬ ‫ان خت���رج االغني���ة الليبي���ه االصيل���ه‬ ‫م���ن دائ���رة احمللي���ه وان تهت���م الدوله‬ ‫به���ذا املرفق اهل���ام ومتنح���ه مزيد من‬ ‫االهتم���ام والوس���ائل كث�ي�رة ولك���ن‬ ‫ينقصها مسئولني يتفهموا هذا اجملال‬ ‫ومينحون���ه ش���ئ م���ن االهتم���ام اناس‬ ‫يكونون على مستوى هذا اجملال‬ ‫ـ كلم���ه خنتم بها احلوار ؟؟ اقول هذه‬ ‫ليبي���ا اعطتك���م كل ش���ى فأعطوه���ا‬ ‫احلب وا المان‬

‫حسني فهمي ويسرا يقودان مظاهرة يف نيويورك‬ ‫الفنان املصري حس�ي�ن‬ ‫فهم���ي والفنان���ة يس���را‬ ‫إنته���زا فرص���ة وجودهما‬ ‫يف الوالي���ات املتح���دة‬ ‫األمريكي���ة ليقوما بقيادة‬ ‫مظاه���رة تأييدا لثورة ‪30‬‬ ‫يوني���و أم���ام مب�ن�ي األم���م‬ ‫املتح���دة يف نيوي���ورك‬ ‫بالتزام���ن مع إلق���اء وزير‬ ‫خارجي���ة مص���ر نبي���ل‬ ‫فهم���ي لكلمة مص���ر أمام‬ ‫اجلمعي���ة العام���ة لألم���م‬ ‫املتحدة ‪.‬‬ ‫وكان املتظاه���رون‬ ‫املؤي���دون للث���ورة يرفعون‬ ‫األع�ل�ام املصري���ة وص���ور‬ ‫الفري���ق أول عب���د الفت���اح‬ ‫السيس���ي مرددين األغاني‬ ‫الوطني���ة اجلدي���دة حول‬ ‫ثورة ‪ 52‬فرباير ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫عاشور خالد‬

‫ملك اخلطوات الطويلة‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫كان موفق���ا جدا فقد لعب ألفضل الفرق‬ ‫و اختري يف مناسبات عديدة للمنتخب ‪.‬‬ ‫جاء مع اسرته يف نهاية مخسينيات القرن‬ ‫املاضي اىل مدينة بنغ���ازي قادما اليها من‬

‫ق���وي حيث قررت ادارة النادي االس���تعانة‬ ‫ببعض الالعبني لتقوي���ة صفوف الفريق‬ ‫فضمت اليه املدافع عاش���ور خالد و املدافع‬ ‫عب���د الس�ل�ام الورفل���ي و الع���ب الوس���ط‬

‫مدينة سوسة او س���يزوزا او ابولونيا كما‬ ‫كان يطل���ق عليها االغري���ق و هي احدى‬ ‫امل���دن اخلم���س ال�ت�ي انش���أها االغريق يف‬ ‫اقليم كورينايكا يف القرن الس���ادس قبل‬ ‫املي�ل�اد و ه���ي مدينة صغرية على س���احل‬ ‫البح���ر االبي���ض املتوس���ط و تق���ع ما بني‬ ‫مدين���ة درنة يف الش���رق و بل���دة طلميثة‬ ‫يف الغ���رب و تبع���د ع���ن مدين���ة ش���حات‬ ‫(كورينا)ال�ت�ي تق���ع يف اجلن���وب حبوالي‬ ‫‪ 18‬كيلو مرتا ‪.‬‬ ‫التحق صاحبنا مبدرسة النهضة العريقة‬ ‫و عندم���ا تأس���س فري���ق النهض���ة كان‬ ‫عاش���ور خالد اح���د العبيه االساس���يني ‪..‬و‬ ‫كان ذل���ك برفق���ة الدكت���ور امراج���ع‬ ‫الغناي و اهالل امنيسي و يوسف بودجاجة‬ ‫و امح���د الكاديكي و خليل املقصيب و العبد‬ ‫بسيكري و حسني الدرسي و غريهم ‪.‬‬ ‫لعب لفريق النهضة عدة مواس���م و عندما‬ ‫دمج فريق النهضة مع فريق اهلالل ش���د‬ ‫الرح���ال اىل فري���ق االهل���ي حي���ث اصبح‬ ‫العب���ا اساس���يا يف ذلك الفري���ق الكبري مع‬ ‫العم�ل�اق مصطفى املك���ي و حممد اقعيم‬ ‫و غريهم ‪.‬‬ ‫و يف املوس���م الرياض���ي ‪ 63 – 62‬انتق���ل‬ ‫اىل فري���ق النجمة يف حماولة لبناء فريق‬

‫س���ليمان باله و حسني الدرسي اضافة اىل‬ ‫حممد احلداد و بوبكر مشيس���ة و عاش���ور‬ ‫االس���كندراني و فرج السنوس���ي و احممد‬ ‫شتوان‪.‬‬ ‫و يف املوس���م الذي تاله انتقل عاشور خالد‬ ‫اىل فريق اهلالل ليمضي فيه بقية حياته‬ ‫الرياضية حتى اعتزاله كرة القدم ‪.‬‬ ‫و بذلك نستطيع ان نقول انه لعب ألفضل‬ ‫ثالث���ة ف���رق رياضي���ة يف ذل���ك الزم���ن‬ ‫االهلي و النجمة القدمية و اهلالل اضافة‬ ‫اىل الفري���ق ال���ذي ظه���ر فيه و ه���و فريق‬ ‫النهضة ‪.‬‬ ‫كما اختري عاشور خالد يف مناسبات عدة‬ ‫حلمل غالل���ة املنتخ���ب اللي�ب�ي يف دورات‬ ‫معرض طرابل���س الدول���ي و يف املباريات‬ ‫الدولي���ة ال�ت�ي كان جيريه���ا املنتخ���ب‬ ‫م���ع الف���رق الزائ���رة ‪ ..‬وق���د كان تارخيه‬ ‫الرياض���ي مش���رفا جدا فق���د كان موفقا‬ ‫بكل املقاييس ‪.‬‬ ‫و يعت�ب�ر اختي���اره للمنتخ���ب اللي�ب�ي يف‬ ‫ال���دورة العربي���ة الرابع���ة ال�ت�ي ج���رت‬ ‫بالقاه���رة ع���ام ‪ 1965‬م اك�ب�ر اجن���از‬ ‫كروي بالنسبة اليه ‪.‬‬ ‫كان طوي���ل القامة و ه���ي ميزة للمدافع‬ ‫تس���اعده يف قطع الك���رات العالية برأس���ه‬

‫و كان���ت خطوات���ه طويلة بعك���س قصار‬ ‫القام���ة الذي���ن كان���ت خطواته���م قصري‬ ‫و متقارب���ة و تع���د ه���ذه الصفة بالنس���بة‬ ‫للمداف���ع س�ل�اح ذو حدي���ن حي���ث يعجز‬ ‫بع���ض املدافع�ي�ن م���ن ذوي اخلط���وات‬ ‫الطويل���ة يف اللح���اق باملهاج���م صاح���ب‬ ‫اخلط���وات القصرية لذلك كانت خطوات‬ ‫عاش���ور مدروس���ة و ه���ي وراء جناح���ه يف‬ ‫كرة القدم ‪.‬‬ ‫و من الناحية الفنية فعاش���ور خالد كان‬ ‫العبا مربجما يعرف جيدا دوره يف امللعب‬ ‫و واجب���ه ‪..‬و قد لعب الكرة حبب و جدية و‬ ‫قدم كل ما عنده من امكانيات ‪..‬و كانت‬ ‫ل���ه صداق���ات و عالقات رياضي���ة كبرية‬ ‫فق���د ح���زن ج���دا لوف���اة صديق���ه الالعب‬ ‫الكبري امحد االشهب و رأيته يبكيه حبرقة‬ ‫ش���ديدة ‪ ..‬ويعترب عوض خملوف من اعز‬ ‫و اق���رب االصدقاء اىل قلب���ه ‪..‬فلريحم اهلل‬ ‫العبينا و ليسكنهم فسيح جناته ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ص���ورة فري���ق النجم���ة القدمي���ة عام‬ ‫‪. 1962‬‬ ‫وقوفا من اليمني ‪:‬‬ ‫عاشور االس���كندراني ‪،‬فرج السنوسي‪،‬علي‬ ‫مرس���ال ‪،‬و احلارس عبد احلميد املقصيب‬ ‫‪،‬حممد احلداد ‪،‬س���ليمان باله ‪،‬عبد السالم‬ ‫الورفلي ‪.‬‬ ‫جلوسا ‪:‬‬ ‫بوبكر مشيس���ة ‪،‬احممد ش���توان ‪،‬حس�ي�ن‬ ‫الدرسي ‪،‬عاشور خالد ‪.‬‬ ‫‪ 2‬منتخب ليبيا عام ‪ 1965‬م ‪.‬‬ ‫وقوفا من اليمني ‪:‬‬ ‫مخيس الفالح ‪،‬عم���ران العريف ‪،‬امحد بن‬ ‫صويد ‪،‬فرج الس���وداني ‪،‬فرج ادوال ‪،‬عاشور‬ ‫خالد ‪،‬عاش���ور الزروق ‪،‬ع���وض عون ‪،‬علي‬ ‫بوعود ‪.‬‬ ‫جلوسا من اليمني ‪:‬‬ ‫ف���رج بال���ه ‪ ،‬ابراهي���م كلف���ة ‪،‬حمج���وب‬ ‫بوك���ر ‪،‬حمم���د املاق�ن�ي ‪،‬دمي���س الكب�ي�ر‬ ‫‪،‬حسن السنوسي ‪،‬احممد العفاس ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ملسة وفاء‬

‫ما جرى مس���اء الس���بت قبل املاضي املوافق ‪21‬‬ ‫من هذا الشهر مبقر اهلالل العريق و االنيق عندما‬ ‫اجتمع ع���دد كبري من خرية الرجال و النس���اء يف‬ ‫امس���ية مت فيه���ا تكري���م و تأب�ي�ن الراح���ل العزيز‬ ‫توفي���ق امح���د فالق اك���د حقيقة رائعة جس���دها‬

‫اهلاللي���ون تعب�ي�را ع���ن االنص���اف و الوف���اء هل���ذه‬ ‫الشخصية الرياضية و االدارية املميزة ‪.‬‬ ‫لق���د عش���ق توفي���ق اهل�ل�ال و ارتب���ط ب���ه ارتباطا‬ ‫وجداني���ا رائع���ا و قدم له جه���ده و وقته يف هدوء و‬ ‫بروح شفافة ‪.‬‬ ‫ثم انس���حب من ه���ذه الدنيا بكل ه���دوء ومل يرتك‬ ‫هل���ذا املرض اللعني لينال منه عذابا و االما فاس���لم‬ ‫ال���روح ت���اركا ورائه كثري من املعان���ي و العرب يف‬ ‫االخالص وحسن االنتماء ‪..‬ال تعصب ‪..‬و ال احقاد ‪..‬‬ ‫اجلمي���ع اصدقاء يف كل االندية الرياضية و كل‬ ‫الوسط الرياضي ‪.‬‬ ‫نعم كان توفي���ق علما يف مساء الرياضة و متألقا‬ ‫يف س���احة التحرير و من ابرز العاملني فيها خالل‬ ‫ثورتنا اجمليدة ‪.‬‬ ‫ال حي���ب الظه���ور و ال يتهافت م���ع املتهافتني على‬ ‫املنص���ة و مك�ب�ر الص���وت و ال جيي���د الظه���ور يف‬ ‫القنوات املرئية و الصحف ‪.‬‬ ‫حن���ن ال منل���ك اال ان ندع���و اهلل س���بحانه و تعاىل‬ ‫ان يتقبله قبوال حس���نا و ان يس���بغ عليه الرمحة و‬ ‫ان جيازي���ه احس���ن اجلزاء ‪..‬و ال منل���ك اال ان حني‬ ‫اهلالل العريق على هذه الوقفة و هذه اللمسة مع‬ ‫متنياتنا بدوام التوفيق و النجاح‪.‬‬

‫مربوك لطائرة االهلي‬ ‫ه���ذه اللعب���ة ختطو من جناح‬ ‫اىل جن���اح باألم���س حق���ق فريق‬ ‫االكاب���ر الف���وز ببطول���ة ليبي���ا‬ ‫للم���رة العاش���رة و الي���وم حيقق‬ ‫فريق االم���ال الفوز ببطولة ليبيا‬ ‫للتصفي���ات النهائي���ة اليت اقيمت‬ ‫مبدين���ة مصرات���ه خ�ل�ال ش���هر‬ ‫سبتمرب ‪.‬‬ ‫و ه���ذا دليل عل���ى النه���ج العلمي‬ ‫ال���ذي تتبع���ه ادارة االهل���ي‬ ‫للكرة الطائرة ب���كل الفئات ‪..‬الف‬ ‫م�ب�روك لطائ���رة االهل���ي يف فئة‬ ‫االم���ال ومزي���دا م���ن البطوالت و‬ ‫االجنازات‪.‬‬

‫فرج العقيلي‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 21 - 8 ( - ) 127 - 126‬أكتوبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.