العدد 129

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪129‬‬

‫) ‪ 29 ( -‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫نوفمبر‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‪45‬نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪-‬‬ ‫الثانية‪ -‬العدد ( ‪77‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫‪2930‬‬ ‫‪( -( )- )129‬‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫أمساء أعضاء جلنة الستني (جلنة صياغة دستور ‪:)1951‬‬ ‫‪1‬ـ السيد عمر فائق شنيب‬ ‫‪2‬ـ السيد حممد السيفاط بوفروة‬ ‫‪3‬ـ السيد عبداحلميد دالف‬ ‫‪4‬ـ السيد رافع بوغيطاس‬ ‫‪5‬ـ السيد امحيدة احملجوب‬ ‫‪6‬ـ السيد سامل األطرش‬ ‫‪7‬ـ السيد خليل القالل‬ ‫‪8‬ـ السيد الطايع البيجو‬ ‫‪9‬ـ السيد أمحد عقيلة الكزة‬ ‫‪10‬ـ السيد حممود بوهدمة‬ ‫‪11‬ـ احلاج عبد الكايف السمني‬ ‫‪12‬ـ السيد سليمان اجلربي‬ ‫‪13‬ـ السيد حممد بو رحيم‬ ‫‪14‬ـ السيد عبد اجلواد الفريطيس‬ ‫‪15‬ـ السيد املربوك اجليباني‬ ‫‪16‬ـ السيد الكيالني لطيوش‬ ‫‪17‬ـ السيد طاهر العسبلي‬ ‫‪18‬ـ السيد عبد اهلل بن عبد اجلليل سويكر‬ ‫‪19‬ـ السيد حسني جربوع‬ ‫‪20‬ـ السيد أبوبكر بو ذان‬

‫‪21‬ـ السيد أمحد عون سوف‬ ‫‪22‬ـ السيد عبد العزيز الزقلعي‬ ‫‪23‬ـ السيد منري برشان‬ ‫‪24‬ـ السيد علي تامر‬ ‫‪25‬ـ السيد أمحد السري‬ ‫‪26‬ـ السيد خمتار املنتصر‬ ‫‪27‬ـ السيد سامل املريض‬ ‫‪28‬ـ السيد حممد املنصوري‬ ‫‪29‬ـ السيد حممد اهلنقاري‬ ‫‪30‬ـ الشيخ حممد أبواألسعد العامل‬ ‫‪31‬ـ السيد علي الكالوش‬ ‫‪32‬ـ السيد عبداجمليد كعبار‬ ‫‪33‬ـ السيد عبداهلل بن معتوق‬ ‫‪34‬ـ السيد حممد اهلمالي‬ ‫‪35‬ـ السيد إبراهيم بن شعبان‬ ‫‪36‬ـ السيد حييى مسعود بن عيسى‬ ‫‪37‬ـ السيد أبوبكر بونعامة‬ ‫‪38‬ـ السيد حممود املنتصر‬ ‫‪39‬ـ السيد الطاهر القرمانلي‬ ‫‪40‬ـ السيد علي بن سليم‬

‫‪41‬ـ السيد السنوسي محادي‬ ‫‪42‬ـ السيد علي بديوي‬ ‫‪43‬ـ السيد الفيتوري بن حممد‬ ‫‪44‬ـ السيد الشريف علي بن حممد‬ ‫‪45‬ـ السيد طاهر القذايف بريدح‬ ‫‪46‬ـ السيد منصور بن حممد‬ ‫‪47‬ـ السيد املربوك بن علي‬ ‫‪48‬ـ السيد طاهر بن حممد‬ ‫‪49‬ـ السيد حممد بن عثمان الصيد‬ ‫‪50‬ـ السيد حممد األمري‬ ‫‪51‬ـ السيد علي عبداهلل القطروني‬ ‫‪52‬ـ السيد أبو القاسم بو قيلة‬ ‫‪53‬ـ السيد أمحد الطبولي‬ ‫‪54‬ـ السيد علي السعداوي‬ ‫‪55‬ـ السيد أبوبكر بن أمحد‬ ‫‪56‬ـ السيد سعد‬ ‫‪57‬ـ السيد األزهري بن علي‬ ‫‪58‬ـ السيد عبداهلادي بن رمضان‬ ‫‪59‬ـ السيد علي املقطوف‬ ‫‪60‬ـ السيد حممد البقلول العكرمي‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫دستورنا اآلن ‪ :‬من ‪ -7 7‬إىل الستني لن نغفل عنه‪...‬‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫هل تراجع الليبيون عن أحالمهم ؟ هل خرف الربيع العربي ؟ هل املوت هو كل ما نصبو اليه متى‬ ‫ولدن���ا ؟ ‪،‬أحيانا مثل هذه االس���ئلة عندى تش���كك يف آدميتنا ‪،‬وهي على حنو م���ا عنصرية ورجعية‬ ‫حتى ‪،‬فمنطلقها تشكيكي وعبثي وأحيانا عدائي أقول أحيانا وليس يف كل األحوال ‪،‬أليس كذلك‬ ‫؟‪.‬‬ ‫لكن من جهة أخرى نبدو مستسلمني ودون طموحاتنا ‪،‬وحتى أن على زيدان يسخر منا ويتصورنا‬ ‫غري قادرين بل حنن عاجزون على أن نأتي بغريه رئيس���ا حلكومتنا ‪،‬فبعده الطوفان أو كما كان‬ ‫يقول العقيد ‪،‬وأما رئيس املؤمتر الوطين العام اللييب فيبدي أس���فه الش���ديد وحزنه على حالنا يف‬ ‫بنغازي ‪،‬الدولة اجملاورة ‪،‬وما حيصل فيها من عنف وقتل ‪،‬وكاد أن يبكي حلالنا هذا لكنه كفكف‬ ‫الدمع فمقامه أعلى من املقال‪.‬‬ ‫كل ه���ذا واق���ع حال لكن ل���كل عملة وجهان ‪،‬فنحن م���ن انتفض يف فرباي���ر ‪2011‬م ولوينا رقبة‬ ‫العامل ‪،‬ويف مارس من نفس العام لوينا رقبة األمم املتحدة لتصدر قرارها رقم ‪ 1973‬وألول مرة‬ ‫مبوافقة الش���عوب والق���ادة وبإمجاع ال نظري ل���ه ‪،‬وأعدنا الك���رة يف ‪2012 – 7 – 7‬م ‪،‬حني خرجنا‬ ‫مجع���ا إىل صناديق االقرتاع لنقل كلمتنا الفصل ‪،‬وحنن الش���عب الذي مل ميارس انتخابات حرة‬ ‫ط���وال تارخي���ه ‪،‬البتة ‪،‬وهكذا فاجأنا العامل وجعلناه يعيد حس���اباته وينق���ض بديهياته املبنية على‬ ‫مقوالت ومعلومات بالية‪.‬‬ ‫حت���ى اآلن الك���رة يف مرمانا والكل يراهن عل���ى خروجنا من كبوتنا ‪،‬وما فعلن���اه خالل ‪– 2011‬‬ ‫‪ 2012‬م يؤهلنا لذلك ‪.‬‬ ‫يف الس���نة االوىل كان الليبي���ون يف عجلة من أمرهم أرادوا اس���تدراك ما فاته���م ‪،‬وما فاتهم عقود‬ ‫من الزمن ‪،‬يطلق السودانيون على الليبيني كنية ‪:‬شعب اهلل املستعجل ألنهم الحظوا االستعجال‬ ‫ومب���دأ ح���رق املراحل دون ج���دوى ‪.‬الليبيون حيمل���ون يف ذاكرتهم س���لوك الرحل ‪،‬الب���دو الذين‬ ‫يطاردون السحب أو ما خيل هلم أنه كذلك ‪.‬‬ ‫اآلن يريدون دس���تورا ‪،‬وهم قد أعطوا بظهرهم العمل من أجل هذا الدس���تور الذي عاشت الشعوب‬ ‫وعشنا فيما مضى كدا وسنوات مضنية كي يكون الدستور ‪،‬الذي هو نهاية البداية ‪.‬‬

‫•املرحلة القادمة قادمة !‬

‫انتخابات جلنة الس���تني على األبواب والعنف يزداد والقتل والعراك على البنك الوطين ‪،‬انتخابات‬ ‫جلنة الدس���تور غدا الذي يبدأ اليوم ‪،‬ومنا من يريد اس���قاط احلكومة واملؤمتر الوطين وكل ما له‬ ‫صلة بالش���رعية ‪،‬انتخابات جلنة الس���تني اآلن وحنن يف هلو بانتخابات عمداء البلديات الذين هم‬ ‫اش���خاص تنفيذيون كان ميكن تعيينهم من قب���ل جملس الوزراء ‪،‬حتى ال ترهقنا االنتخابات تلو‬ ‫االنتخابات اليت يتمظهر البعض بها كإجناز شخصي لتوطني الدميقراطية يف البالد ‪.‬‬ ‫لي���س يف صاحلنا ما يت���م صرفه يف النوافل وترك الفروض ‪،‬ليس من ب���د يف أن نتخذ من احلوار‬ ‫الوط�ن�ي س���بيال ‪،‬ومن انتخابات جلنة الس���تني مهم���ة أوىل ‪،‬فالطريق متش���عب وكل ختريط له‬ ‫دون ح���وار م���ع النخب واملختصني ومع كاف���ة عناصر املهمة التارخيية السياس���ية واالجتماعية‬ ‫والثقافية هو تضييع للوقت وصرف يف غري حمله ‪.‬‬ ‫الس���يد نوري بوس���همني رئيس املؤمتر الوطين والس���يد على زيدان رئيس احلكومة املؤقتة ‪،‬وكل‬ ‫من هو ش���ريك معهما يف كل جمال ‪،‬املهمة اآلن جلنة الس���تني واألهم احل���وار الوطين ‪،‬أما غياب‬ ‫األمن فيدلل عليه ‪ -‬ويسبب ‪ -‬أننا اآلن لسنا يف حال من يفكر فما بالك مبن يعمل ‪.‬وهذا لن يعين‬ ‫أنه ليس باإلمكان أبدع مما كان‪.‬‬

‫•باإلمكان أبدع مما كان باإلمكان‬

‫الغالف ورسومات داخلية‬ ‫حممود احلاسي‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫لق���د مرت ذك���رى التحرير يف صمت ‪ ،‬هذا الصم���ت مدعاة ملراجعة عند الن���اس كافة يف البالد‬ ‫كاف���ة ‪،‬وعن���د زيدان صوان اجلض���ران خاصة ‪،‬وخاصة عن���د كل من انربى من���ذ الوهلة االولي‬ ‫يطرح نفسه كقائد يف هذه األمة مثل ‪ :‬حممد املقريف ومجاعته ومثل حممود جربيل ومجاعته‬ ‫‪،‬ومث���ل الكبيت ومجاعته ‪،‬ومثل مصطف���ي عبد احلليل وعبد الرحيم الكي���ب وعبد احلفيظ غوقة‬ ‫وحممود مشام وعبد الرمحن ش���لقم وحسن األمني وحممد املفيت ومصطفي بوشاقور‪ ...‬وغريهم‬ ‫كثري‪،‬وكل من غنم وظيفة يف الدولة أو يف سفارة ‪،‬املهمة الوطنية ليست غنيمة لذا فهي مهمة‬ ‫ال تنتهى متى شاء املرء منا بل تتبعه إىل يوم احلساب ‪.‬‬ ‫وأنه باإلمكان أن نتخطأ أخطاءنا وأن نراجع ونرتاجع ‪،‬وأن نكثف اجلهود للخروج من مس���تنقعنا‬ ‫ما صنعنا مجيعا ‪،‬وأن تكون اخلطوة القادمة ‪:‬انتخابات جلنة الس���تني فرصتنا األخرية وليس أخر‬ ‫الف���رص فاللي�ب�ي الذي عاش لعقود أربعة يف حمن���ة وعقب احلرب العاملية الثانية أس���س الدولة‬ ‫مبكنت���ه أن يكون أبدع مم���ا كان ‪،‬وليس احلال كما احلال دائما لكن تفاؤل اإلرادة يغلب تش���اؤم‬ ‫العقل ‪،‬وهلذا كل عام وأنتم خبري يف الذكرى الثانية ليوم التحرير ‪،‬وان غدا لناظره لقريب‪.‬‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫ليبيا يف اسبوع‬

‫كريي جيدد التزام بالده بدعم املرحلة االنتقالية يف ليبيا‬ ‫ليبي���ا املس���تقبل ‪ -‬وكاالت‪ :‬ج���دد وزي���ر‬ ‫اخلارجي���ة األمريك���ى جون ك�ي�رى "التزام‬ ‫ب�ل�اده بالوق���وف إىل جان���ب الش���عب الليبى‬ ‫وس���لطاته االنتقالي���ة م���ن أج���ل بن���اء دولة‬ ‫دميقراطي���ة مزده���رة‪ .‬ج���اء ذل���ك ف���ى بيان‬ ‫صحفى نش���ر على موقع السفارة األمريكية‬ ‫بطرابل���س‪ ،‬أم���س األربع���اء‪ ،‬بالتزام���ن م���ع‬ ‫الذك���رى الثاني���ة إع�ل�ان التحري���ر وال�ت�ي‬ ‫تواف���ق ‪ 23‬اكتوب���ر م���ن كل ع���ام‪ .‬وأك���د‬ ‫ك�ي�رى ف���ى البي���ان "تقدي���ره واحرتام���ه"‬ ‫لليبيني من كافة األطياف السياس���ية التى‬

‫عملت على اإلطاحة حبك���م القذافى واصفاً‬ ‫إي���اه بـ"حكم الطاغي���ة"‪ ،‬معرباً ع���ن أمله فى‬ ‫"جتاوز املرحلة من قبل الش���عب الليبى الذى‬ ‫ق���دم التضحيات وبذل اجله���ود لبناء الدولة‬ ‫عل���ى أس���س دميقراطي���ة حت�ت�رم حق���وق‬ ‫اإلنس���ان والقانون"‪ .‬وهنأ الوزي���ر األمريكى‪،‬‬ ‫بالنياب���ة ع���ن الرئي���س األمريك���ى ب���اراك‬ ‫أوبام���ا والش���عب األمريكى‪" ،‬الش���عب الليبى‬ ‫بهذه املناس���بة‪ ،‬وحث على ضرورة اس���تكمال‬ ‫اجلهود ملواجهة الصعاب واملش���اكل فى بناء‬ ‫الدميقراطي���ة التى قال إنه���ا "تتطلب جهود‬ ‫جبارة‪.‬‬

‫رغم أحداث بنغازي اجليش األمريكي قد يدرب ليبيني‬ ‫•ليبيا املستقبل‬ ‫قال���ت صحيفة الـ”واش���نطن تامي���ز” األمريكية‬ ‫عل���ى موقعه���ا االلكرتون���ي أن إدارة الرئي���س‬ ‫األمريكي باراك أوباما قد وضعت قواعد املشروع‬ ‫الذي سينهي حظرا اس���تمر عقودا على الليبيني‬ ‫م���ن أجل احلصول عل���ى التدريب العس���كري يف‬ ‫الوالي���ات املتح���دة‪ ،‬وفق���ا لوثائ���ق حص���ل عليها‬ ‫اجلمهوريون يف جملس الن���واب األمريكي الذي‬ ‫ق���ال اخلمي���س املاضي إنه���ا خط���وة خاطئة بعد‬ ‫هجوم بنغازي العام املاضي‪.‬‬ ‫وتق���ول اإلدارة األمريكي���ة أن العالقات مع ليبيا‬ ‫لديها مبثابة “تطبيع”‪ ،‬وأن احلكومة الليبية هلا‬ ‫احل���ق االن يف احلصول عل���ى عالقات أفضل مع‬ ‫الوالي���ات املتحدة‪ ،‬ال�ت�ي فرضت ألول مرة حظرا‬ ‫على ليبيا يف عام ‪ 1983‬بعد موجة من اهلجمات‬ ‫اإلرهابية اليت تورط فيها النظام السابق‪.‬‬

‫لكن رئيس اللجن���ة القضائية يف جملس النواب‬ ‫األمريك���ي روب���رت دبلي���و غ���ودالت النائ���ب عن‬ ‫فرجينيا‪ ،‬والنائب اجلمهوري جايس���ون تشافتز‪،‬‬ ‫ق���اال “أن ليبي���ا ال ت���زال متث���ل ب���ؤرة خط�ي�رة‪،‬‬ ‫والتغاضي عن ذلك فكرة س���يئة‪.”..‬وقال غودالت‬ ‫“م���ا زلن���ا مل نص���ل بع���د إىل احل���د األدن���ى م���ن‬ ‫املعلوم���ات حول اهلجم���ات اإلرهابية اليت حدثت‬ ‫يف بنغازي‪ ،‬كما ان استمرار التهديدات اإلرهابية‬ ‫يتطل���ب مواجه���ة إضافي���ة من جانب الس���لطات‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬وم���ع ذل���ك ف���إن إدارة أوبام���ا تس���تعد‬ ‫لرف���ع احلظ���ر منذ ف�ت�رة طويل���ة لك���ن يتوجب‬ ‫علي���ه أوال أن حيمي األمريكي�ي�ن ومصاحلنا”‪.‬‬ ‫مضيف���ا أنه “جيب عل���ى إدارة أوبام���ا أن تركز‬ ‫اهتمامه���ا م���ن أجل احلصول عل���ى إجابات حول‬ ‫األس���ئلة العالقة احمليطة باهلجم���ات اإلرهابية‬ ‫يف بنغ���ازي والتأكد من ضمان ومحاية املصاحل‬

‫األمريكية”‪.‬‬ ‫وقال مسئول يف وزارة األمن الداخلي األمريكية‬ ‫حتدث شريطة عدم الكشف عن هويته قائال أنه‬ ‫لن يكون هن���اك أي تعليق عل���ى املقرتح الذي مل‬ ‫يت���م املوافقة عليه حت���ى اآلن‪ .‬على الرغم من إن‬ ‫الواليات املتحدة حتاول مساعدة ليبيا يف عملية‬ ‫التح���ول الدميقراط���ي‪ .‬وأضاف املس���ئول “حنن‬ ‫ملتزم���ون بالعم���ل م���ع ليبي���ا لبن���اء مؤسس���اتها‬ ‫الس���يادية ونعم���ل ع���ن كث���ب م���ع احلكوم���ة‬ ‫لتحقي���ق االس���تقرار يف ليبيا‪ .‬وكج���زء من هذا‬ ‫اجلهد‪ ،‬نستعرض سياسات الواليات املتحدة اليت‬ ‫كان���ت يف هذا البل���د منذ ما قبل الث���ورة الليبية‬ ‫لن���رى كي���ف ميكن حتديثها لتتماش���ى بش���كل‬ ‫أفضل مع مصاحل الواليات املتحدة”‪.‬‬ ‫وت���رى وزارة األمن الداخل���ي األمريكية أنه منذ‬ ‫تغي�ي�ر النظ���ام يف ليبي���ا ف���إن العالقات م���ع هذا‬

‫البلد قد حتس���نت مب���ا فيه الكفاية منذ س���قوط‬ ‫حكومة الديكتاتور معمر القذايف يف عام ‪،2011‬‬ ‫وتق���ول أن طرابلس تس�ي�ر يف خط���وات حنو بناء‬ ‫مؤسس���ات دميقراطية مس���تقرة فضال عن أنها‬ ‫حافظت على عالقة جي���دة مع الواليات املتحدة‬ ‫واألم���م املتحدة‪.‬وق���ال مس���ئول األم���ن الداخلي‬ ‫أيض���ا أن اإلدارة األمريكية تريد تقديم التدريب‬ ‫العس���كري لليبي�ي�ن حتى يتمكنوا من اس���تخدام‬ ‫ه���ذه املهارات إلع���ادة بن���اء القوات املس���لحة‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذل���ك التدري���ب يف جم���ال صيان���ة الط�ي�ران‬ ‫وعملي���ات الط�ي�ران والدراس���ات املتعلق���ة باملواد‬ ‫النووي���ة‪ .‬لك���ن يتم حظ���ر مجيع ذل���ك يف الوقت‬ ‫احلال���ي وفق���ا للقواع���د املتعلق���ة بليبيا‪.‬وتق���ول‬ ‫وزارة األمن الداخلي األمريكية أنها تريد مرونة‬ ‫من جان���ب الليبيني للس���ماح بتدريب كل حالة‬ ‫على حدة‪ ،‬والتعهد بابعاد أولئك الذين حياولون‬ ‫سرقة التكنولوجيا أو معلومات حساسة”‪.‬‬ ‫وكان���ت العالق���ات م���ع ليبي���ا معق���دة منذ ‪11‬‬ ‫س���بتمرب ‪ ،2012‬إث���ر االعت���داء اإلرهاب���ي عل���ى‬ ‫مقر القنصلية األمريكي���ة يف بنغازي حيث قتل‬ ‫الس���فري األمريك���ي وثالث���ة أمريكي�ي�ن آخرين‪.‬‬ ‫وكان رئي���س املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام الس���ابق‬ ‫حمم���د املقريف قد قال عل���ى الفور إن اهلجمات‬ ‫م���ن عم���ل إرهابي�ي�ن‪ ،‬ولك���ن إدارة أوبام���ا‪ ،‬ألقت‬ ‫بالل���وم عل���ى املظاه���رات الغاضبة بس���بب الفيلم‬ ‫املس���يء لالس�ل�ام يف منتص���ف محل���ة إع���ادة‬ ‫انتخابه‪ ،‬واليت تنازعت عليها مع اجلمهوريني يف‬ ‫ذل���ك الوقت‪ .‬قبل أن تعود وتعرتف يف وقت الحق‬ ‫ب���أن اهلج���وم الذي وقع ه���و هج���وم ارهابي‪.‬لكن‬ ‫مسؤولني يف وزارة اخلارجية األمريكية قالوا يف‬ ‫ذلك الوق���ت أن النزاع األولي مع املقريف قد ولد‬ ‫مش���اعر س���يئة‪ ،‬منعت احملققني األمريكيني من‬ ‫الوصول إىل موقع اهلجمات‪.‬واعتبارا من سبتمرب‬ ‫‪ 2011‬مل تتعاون احلكومة الليبية مع احملققني‬ ‫األمريكيني العتقال املش���تبه بهم يف اهلجوم‪.‬ويف‬ ‫وقت سابق من هذا الشهر اختطف رئيس الوزراء‬ ‫اللييب علي زيدان من قبل املتمردين‪ ،‬على الرغم‬ ‫من أطالق سراحه بعد ساعات‪.‬‬ ‫•املصدر‪The Washington Times :‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫مبادرة بشأن خارطة الطريق للمسار السياسي‬ ‫ إن م���ن أه���م م���ا تطل���ع إلي���ه الليبيون يف‬‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر أن تكون سياس���ة الش���أن‬ ‫اللي�ب�ي يف ي���د الش���عب اللي�ب�ي‪ ،‬وأن يتمك���ن‬ ‫هذا الش���عب م���ن حتقيق إرادت���ه‪ ،‬وأن يصل‬ ‫إىل تداول الس���لطة بس���لمية وسالسة‪ ،‬وأن‬ ‫ِّ‬ ‫يطل���ق االس���تبداد واالفتيات عل���ى حقه إىل‬ ‫غري رجعة‪ ،‬وأن يتجن���ب العنف واالحرتاب‪.‬‬ ‫وق���د ع�ب�ر الليبيون ع���ن تش���وقهم إىل كل‬ ‫ذلك بإقباهلم عل���ى انتخابات ‪،2012/7/7‬‬ ‫وإجناحهم هلا‪.‬‬ ‫ وال ب���د م���ن االعرتاف ب���أن هناك إش���كا ً‬‫ال‬ ‫دستوريًّا‪ ،‬ختتلف فيه األنظار‪ ،‬إذ إن اإلعالن‬ ‫الدستوري ناط باملؤمتر الوطين قيادة البالد‬ ‫إىل ح�ي�ن وضع دس���تور جدي���د‪ ،‬واالنتخاب‬ ‫على أساس هذا الدس���تور‪ ،‬وتسليم السلطة‬ ‫إىل اجلس���م اجلديد املنتخب‪ ،‬وه���ذا مع أنه‬ ‫قدَّر النتخ���اب اللجن���ة التأسيس���ية لوضع‬ ‫الدس���تور شه ًرا واحدًا‪ ،‬وهو غري ممكن‪ ،‬على‬ ‫حني أن الدائرة الدس���تورية باحملكمة العليا‬ ‫ق���د حكم���ت ببط�ل�ان التعديل ال���ذي أجراه‬ ‫اجملل���س الوط�ن�ي االنتقال���ي عل���ى اإلعالن‬ ‫الدستوري قبل االنتخابات بيومني‪ ،‬وقد دعا‬ ‫ذل���ك املؤمتر الوط�ن�ي إىل أن يعدّل اإلعالن‬ ‫الدس���توري‪ ،‬ويرده إىل االنتخاب‪ ،‬استجابة‬ ‫للتوج���ه الع���ام ال���ذي حتسس���ه املؤمتر عن‬ ‫طري���ق جلن���ة احل���وار اجملتمع���ي‪ .‬وكل‬ ‫ً‬ ‫طوي�ل�ا‪ .‬فهن���اك تقديران‬ ‫ه���ذا تطل���ب وق ًتا‬ ‫للموقف بني االعتماد على الغاية اليت جيب‬ ‫أن ينتهي إليها املؤمتر بال فراغ سياسي‪ ،‬من‬ ‫ناحي���ة‪ ،‬واالعتماد على مْالُدد اليت نص عليها‬ ‫اإلعالن الدستوري‪ ،‬من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫ وال ب���د م���ن االع�ت�راف ً‬‫أيض���ا ب���األداء غري‬ ‫املرض���ي للمؤمت���ر‪ ،‬واالس���تياء الواس���ع من‬ ‫حكومت���ه‪ ،‬وع���دم متكن���ه من حماس���بتها أو‬ ‫إقالتها أو محلها على أداء واجباتها‪.‬‬ ‫ وال ب���د من االعرتاف ثال ًث���ا بأننا يف حاجة‬‫إىل أوق���ات طويل���ة م���ن احلوار ب�ي�ن القوى‬ ‫السياس���ية ومجاع���ات ال���رأي والتأث�ي�ر يف‬ ‫اجملتم���ع‪ ،‬للتأس���يس اجلدي���د للدول���ة‪،‬‬ ‫ومعاجل���ة األزم���ات‪ ،‬ومكافح���ة الفس���اد‪،‬‬ ‫ومقاومة اس���تباحة الوطن وم���وارده‪ ،‬وبذل‬ ‫جهود يف حفظ سيادته وأمنه‪.‬‬ ‫ وال ب���د من االعرتاف راب ًع���ا بصعوبة خيار‬‫التواف���ق اآلن على العودة إىل دس���تور البالد‬ ‫مْالُ ْل َغ���ى اعتس���ا ًفا بانق�ل�اب س���بتمرب س���نة‬ ‫‪ ،1969‬واالنتخاب على أساسه‪ ،‬واالستفادة‬ ‫م���ن زم���ن دورة برملاني���ة يف حتصي���ل قدر‬ ‫من األجواء املناس���بة لصناعة دس���تور‪ ،‬إذ إن‬

‫هناك إش���كالت دس���تورية وواقعية تتطلب‬ ‫معاجلتها جرأة وقد ًرا من الثقة ال يتوفران‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫خامس���ا ب���أن هناك‬ ‫ وال ب���د م���ن االعرتاف‬‫ً‬ ‫تي���ا ًرا يف املؤمت���ر يعط���ل عمل���ه مبقاطع���ة‬ ‫جلس���اته وبالتحري���ض علي���ه‪ ،‬والدعوة إىل‬

‫حممد خليل الزروق‬ ‫إس���قاطه‪ ،‬وبدعم حكوم���ة (علي زيدان) مع‬ ‫ش���بهات الفس���اد الكث�ي�رة اليت تلبس���ت بها‪،‬‬ ‫وأنها غري ذات برنامج وال أولويات‪ ،‬وأنها مل‬ ‫تقدم اخلدمات املطلوب���ة للمواطنني‪ ،‬وأنها‬ ‫أس���همت يف االس���تياء من املؤمتر‪ .‬وإنه ما مل‬ ‫َّ‬ ‫يك���ف تيار النظ���ام واملص���احل اخلاصة ومن‬ ‫التح���ق به ول���ف لفه‪ ،‬عن املناكف���ة والكيد‬ ‫لث���ورة فرباير‪ ،‬وع���دم االحت���كام إىل احلوار‬ ‫الوطين الذي ال يس���تثين أحدًا‪ ،‬سيكون سب ًبا‬ ‫يف كثري م���ن املعاناة لليبي�ي�ن‪ ،‬ومن اهلزات‬ ‫للمسار السياسي‪ ،‬وللوضع األمين العام‪.‬‬

‫من أجل ذلك نتقدم‬ ‫بهذا املقرتح‬ ‫• يق���ر املؤمتر مب���دأ إجراء انتخاب جس���م‬ ‫جديد حيل حمله تكون مدة عمله سنتني‪.‬‬ ‫• يعدِّل املؤمتر اإلعالن الدس���توري ليوافق‬ ‫هذا الغرض‪.‬‬ ‫• يض���ع املؤمت���ر قانو ًنا لالنتخ���اب يف مدة‬ ‫أقصاها أربعة أش���هر‪ ،‬من أول شهر ‪ 11‬إىل‬ ‫آخر شهر ‪ ،2‬على أن يكون قانو ًنا عاد ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫• يكلف املؤمتر مفوضية لالنتخاب‪.‬‬ ‫• ُت ِع ُّ‬ ‫���د املفوضية لالنتخاب يف مدة أقصاها‬ ‫أربعة أش���هر من أول ش���هر ‪ 3‬إىل آخر شهر‬

‫‪.6‬‬ ‫• جي���ري االنتخ���اب يف أج���ل أقص���اه ي���وم‬ ‫‪.2014/7/7‬‬ ‫• جي���ري انتخ���اب اهليئ���ة التأسيس���ة‪ ،‬يف‬ ‫املوعد املقرر له‪ ،‬وهو آخر ش���هر ‪،2013/12‬‬ ‫عل���ى أن يك���ون عملها س���نتني ً‬ ‫أيضا‪ ،‬حبيث‬

‫عبد الرمحن الديباني‬ ‫تكم���ل عمله���ا قب���ل انته���اء م���دة اجلس���م‬ ‫اجلديد بس���بعة أش���هر‪ ،‬ليتمكن من اإلعداد‬ ‫لالنتخاب على أساس الدستور اجلديد‪.‬‬ ‫وال خيفى أن هذا االنتخاب للجسم اجلديد‬ ‫س���يكون عرض���ة للمخاطر‪ ،‬بس���بب الوضع‬ ‫األم�ن�ي والسياس���ي‪ ،‬ولك���ن هذه مس���ؤولية‬ ‫الليب�ي�ن مجي ًعا أن حيم���وا حقهم‪ ،‬وحيققوا‬ ‫إرادته���م‪ ،‬ويصححوا مس���ارهم‪ .‬وإن جتديد‬ ‫الدم���اء‪ ،‬وتبديل الوجوه‪ ،‬ومداولة الس���لطة‪،‬‬ ‫مما جيدد حياة العمل العام‪ ،‬ويعطيه دفعة‪،‬‬ ‫ويتيح للناخبني فرصة جديدة للتعبري عن‬ ‫تطلعاته���م‪ ،‬ولتح���ري الدق���ة يف اختيار من‬ ‫ميثلهم‪ ،‬ويعمل ملصاحلهم‪.‬‬ ‫إن ج���ذوة األمل مل خت���ب يف صدور الليبني‬ ‫عاما م���ن الظل���م والظلمات‪،‬‬ ‫م���دة أربع�ي�ن ً‬ ‫ول���ن ختبو‪ ،‬إن ش���اء اهلل‪ ،‬وإن ب���ركات ثورة‬ ‫فرباير وشهدائها وجرحاها‪ ،‬والرمحات اليت‬ ‫تنزلت أيامها م���ع قطرات الغيث‪ ،‬والعزمات‬ ‫الصادق���ة اليت جت���ردت يف أوائلها للمصاحل‬ ‫الوطني���ة العلي���ا‪ ،‬كفيل���ة بنف���ي اخلب���ث‪،‬‬ ‫وشحذ اهلمم‪ ،‬وتأليف القلوب‪.‬‬ ‫حممد خليل الزروق‬ ‫عبد الرمحن الديباني‬ ‫العضوان باملؤمتر الوطين العام‬

‫‪2013/10/22‬‬

‫رئيس احلكومة‬ ‫يلتقي وزير تقييم‬ ‫االداء واملتابعة يف‬ ‫جنوب افريقيا‬ ‫ليبيا املس���تقبل‪ :‬اس���تقبل رئيس احلكومة املؤقتة‬ ‫الس���يد " عل���ي زيدان " ي���وم الس���بت املاضي وزير‬ ‫تقيي���م االداء واملتابع���ة بالرئاس���ة يف مجهوري���ة‬ ‫جن���وب افريقي���ا الس���يد " اوم كولن���ز ش���ابين "‪.‬‬ ‫واس���تعرض اللقاء الذي حضره وزير اخلارجية‬ ‫والتع���اون الدولي " حممد عبدالعزيز " العالقات‬ ‫الثنائي���ة بني البلدين وس���بل دعمه���ا وتطويرها‪.‬‬ ‫كم���ا مت خالل اللق���اء التأكيد على املش���اورات‬ ‫ال�ت�ي جرت بني رئيس احلكومة املؤقته والرئيس‬ ‫" جاكوب زوما " عل���ى هامش اجتماعات الدورة‬ ‫الـ ‪ 86‬للجمعية العامة لألمم املتحدة بنيويورك‪.‬‬ ‫إضاف���ة إىل الرتتيب���ات الالزم���ة لزي���ارة رئيس‬ ‫احلكومة املؤقت���ة إىل مجهورية جن���وب أفريقيا‬ ‫األيام القادمة وحبث العالقات بني البلدين‪.‬‬

‫الذكرى االربعون‬

‫يف العدد القادم ‪:‬‬

‫تالة – ميادين املرأة ‪ -‬ملحق ميادين ‪130‬‬

‫•هاجر القايد ‪ :‬انا على نهج والدي وارفض اإلسالم السياسي‬ ‫•من زوارة – فدوى كامل‬ ‫•سرية فطيطمة بوحلقة قرينة عبد الرمحن اجلنزوري‬ ‫•عائشة حسني صوكو من طرابلس‬ ‫•خدجية األنصاري من أوباري ‪ :‬آزجر وفروعه بليبيا بقيادة نسائية !‬ ‫•رواية رقية دومة‬ ‫•بر الزهر واحلنة وقرنفل صابر الككلي‬ ‫•مسرية العجيلي والعدالة تعزز االنتماء‬ ‫•‪ ...‬ومواد أخر‬

‫اخلمي���س املواف���ق ‪ 31‬اكتوب���ر ‪ 2013‬م ‪،‬مت���ر‬ ‫الذكري االربعون لوفاة املغفور بش�ي�ر عطا اهلل‬ ‫حممد الفيت���وري للمرحوم املغف���ور له وألهله‬ ‫السلوان‬ ‫سامل حممد الفيتوري‬ ‫و أمحد حممد الفيتوري‬


‫‪05‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫العربية حلقوق‬ ‫اإلنسان تطالب‬ ‫ليبيا بوضع حد‬ ‫لالغتياالت‬ ‫ببنغازى‬ ‫•طرابلس ‪ -‬أ ش أ‬ ‫طالب���ت املنظم���ة العربي���ة حلقوق‬ ‫اإلنس���ان احلكومة الليبية بضرورة‬ ‫وض���ع ح���د لعملي���ات االغتي���االت‬ ‫املمنهجة ضد أفراد وضباط اجليش‬ ‫الليب���ى مبدين���ة بنغ���ازى‪ .‬وأكدت‬ ‫املنظم���ة فى بي���ان هلا أنها س���تبقى‬ ‫تراق���ب وترصد األوض���اع فى ليبيا‪،‬‬ ‫ولن يكون هن���اك إفالت من العقاب‬ ‫لكل جم���رم يعت���دى عل���ى املدنيني‬ ‫واحلق���وق املصون���ة للش���عب الليبى‬ ‫ومؤسسات الدولة الشرعية‪ .‬وأدانت‬ ‫املنظم���ة عملي���ة اغتي���ال العقي���د‬ ‫املهن���دس ع���ادل الطواحن���ى ال���ذى‬ ‫مت اغتيال���ه أمس مبدين���ة احلدائق‬ ‫ببنغ���ازى على ي���د جمه���ول‪ ،‬وذلك‬ ‫بع���د رمي���ه بواب���ل م���ن الرص���اص‪.‬‬ ‫يذكر أن العقي���د “الطواحنى” هو‬ ‫أحد ث���وار ‪ 17‬فرباير بقاع���دة بنينا‬ ‫اجلوي���ة وأح���د املس���اهمني فى غلق‬ ‫املهبط مبط���ار بنينا لص���د طائرات‬ ‫“الليوشن” احململة بكتائب القذافى‬ ‫واملتجه���ة لبنغازى لض���رب الثورة‪،‬‬ ‫وأحد من أس���هم فى جلب األسلحة‬ ‫وال���دورات التدريبية للثوار بقاعدة‬ ‫بنينا اجلوية‪.‬‬

‫سفري فلسطني يف‬ ‫ليبيا حيمل األمم‬ ‫املتحدة مسؤولية‬ ‫غرق الالجئني‬ ‫محل س���فري دولة فلس���طني‬ ‫وكاالت‪َّ :‬‬ ‫يف ليبي���ا د‪ .‬املتوكل ط���ه‪ ،‬األمم املتحدة‬ ‫مسؤولية غرق الالجئني الفلسطينيني‬ ‫يف البح���ر األبي���ض املتوس���ط قبال���ة‬ ‫س���واحل إيطالي���ا ألنه���ا املس���ؤولة ع���ن‬ ‫حياته���م‪ ،‬وعن توفري كل ما حيتاجونه‬ ‫من م���أكل وملب���س ومس���كن وغريه"‪.‬‬ ‫وأك���د ط���ه أن أوض���اع الالجئ�ي�ن‬ ‫الفاري���ن م���ن س���وريا إىل ليبي���ا صعبة‬ ‫مش�ي�را إىل أن "الالجئني تفاجؤوا‬ ‫ج���دًا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خبروجهم من جحيم ليقعوا يف جحيم‬ ‫آخ���ر‪ .‬وأض���اف أن أوض���اع الالجئ�ي�ن‬ ‫االقتصادي���ة واألمني���ة يف ليبي���ا صعبة‬ ‫ج���دًا األمر ال���ذي دفعهم ملغ���ادرة البالد‬ ‫والبح���ث ع���ن ق���وت يومه���م والتفك�ي�ر‬ ‫بالس���فر إىل جن���وب أوروب���ا‪ ،‬وايطالي���ا‬ ‫وغريها‬

‫ميادين تقيم حفل توقيع كتاب “ سرية فرباير‪ :‬جتربة شخصية”‬

‫سرية حلظة وليس سرية املؤلف‬

‫خلود الفالح‬ ‫صور‪ :‬فاتح مناع‬ ‫نظم���ت جري���دة ميادي���ن بالتع���اون م���ع دار‬ ‫النهضة اللبنانية حفل توقيع كتاب " سرية‬ ‫فرباي���ر‪ :‬جتربة ش���خصية" للكات���ب إدريس‬ ‫املسماري يوم اخلميس املوافق‪_24‬أكتوبر‪.‬‬ ‫أفتت���ح األمس���ية رئي���س حتري���ر جري���دة‬ ‫ميادين األس���تاذ أمحد الفيت���وري الذي قال‪:‬‬ ‫"س�ي�رة فرباي���ر" س�ي�رة جتمع�ن�ي بإدري���س‬ ‫املس���ماري من���ذ الس���بعينيات ولي���س من���ذ‬ ‫فرباير_‪ ، 2011‬هذا الكتاب هو س�ي�رة نضال‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي من���ذ عق���ود ط���وال‪ ،‬مجيعنا‬ ‫ش���اركنا يف كتابة هذه امللحمة‪ .‬هي سرية‬ ‫نضال ش���خصي‪ ،‬وأضاف الفيت���وري‪ :‬أهم ما‬ ‫مييز هذه الس�ي�رة هو عالقتها مبا هو ثقايف‪،‬‬ ‫قد ال أكون قد انتهيت من قراءة الكتاب بعد‬ ‫ولكين أجزم مبعرفة تفاصيلها ألني عشتها‬ ‫ع���ن ق���رب حبك���م الصداق���ة ال�ت�ي مجعتين‬ ‫باملسماري‪.‬‬ ‫أن ص���دور كت���اب يف مث���ل ه���ذه الظ���روف‬ ‫القاس���ية اليت متر بها بالدنا ما هو إال صوت‬ ‫احلق الذي يواجه الرصاص‪.‬‬ ‫بنغازي يف القلب‬ ‫وعن "س�ي�رة فرباي���ر" يقول الكات���ب إدريس‬ ‫املس���ماري‪ :‬ال اعترب ما ورد يف الكتاب سريتي‬ ‫الش���خصية ورغ���م ذل���ك أحتمل مس���ئولية‬ ‫كل ما تضمنته من كلمات وآراء ومواقف‪،‬‬ ‫وأض���اف املس���ماري‪ :‬ه���ي ج���زء بس���يط من‬

‫مس�ي�رة ش���عبنا وهذه املدينة" بنغ���ازي" اليت‬ ‫أحبها وأنتم���ي إليها لذلك كنت حريصا أن‬ ‫يكون أو حفل توقيع لكتابي هذا يف بنغازي‪.‬‬ ‫وخ�ل�ال حديثه ع���ن الكتاب قال املس���ماري‪:‬‬ ‫يق���ول صديق���ي زاه���ي املغربي ه���ذه الثورة‬ ‫حن���ن ال نكت���ب تارخيه���ا ولكنن���ا حلظ���ة يف‬ ‫صنعه���ا وهذا الكتاب حلظ���ة يف صنعها ومن‬ ‫الطبيعي أن تكون هناك أشياء يف هذا الكتاب‬ ‫قد وفق���ت يف صنعها وأخ���رى مل أوفق وهذا‬ ‫ما مل حنك���م عليه يف هذه اللحظ���ة الراهنة‬ ‫بل سنرتك احلكم للتاريخ‪.‬‬

‫وع���ن الكت���اب يق���ول الق���اص مجع���ة‬ ‫بوكليب‪:‬س�ي�رة فرباير هذه سرية املسماري‬ ‫اإلنس���ان والكاتب واملناضل كتبها بشجاعة‬ ‫وص���دق املناض���ل الوط�ن�ي به���دف أن يوث���ق‬ ‫للتاريخ مس���ار أح���داث انتفاض���ة فرباير يف‬ ‫مرحلة مهمة يف مس���ار انطالقتها وجناحها‬ ‫يف اإلطاح���ة بنظ���ام عس���كري قبل���ي‪ .‬ه���ذه‬ ‫السرية رغم مرارتها وآالمها تستحق القراءة‬ ‫ومتيزه���ا الواض���ح عن غريها مم���ا صدر من‬ ‫كتابات وروايات عن ‪ 17‬فرباير‪.‬‬ ‫وخ�ل�ال حف���ل التوقي���ع قدم رئي���س حترير‬ ‫جملة رؤى األس���تاذ ن���وري املاقين ورقة قال‬ ‫فيها‪ :‬إن السرد يف هذه السرية ممتع وقريب‬ ‫م���ن النفس‪ ،‬مل���يء باملش���اعر واألحاس���يس‬ ‫اإلنس���انية املفعم���ة‪ ،‬ع���وامل الكت���اب مليئ���ة‬ ‫بالتفاصي���ل الصغ�ي�رة ولكنها ترتب���ط دائما‬ ‫بوشائج خفية باللحظة التارخيية الراهنة‘‬ ‫حي���ث ثورات الربي���ع العربي مب���ا متثله من‬ ‫تطلع���ات وطموح���ات للتحرر م���ن األنظمة‬ ‫املس���تبدة‪ ،‬وأض���اف املاق�ن�ي‪ :‬لق���د اس���تخدم‬ ‫املس���ماري رؤي���ة منهجي���ة وفني���ة مغاي���رة‬ ‫لألس���لوب املتب���ع يف كتابة الس�ي�رة املألوفة‬ ‫حي���ث احلي���اة بوقائعه���ا املختلف���ة منتظمة‬ ‫يف خط س���ردي وفقاً لتتابع زمين ومنطقي‬ ‫يعم���ل عل���ى إنت���اج معقولي���ة مس���تهدفة‬ ‫لتفاصي���ل تل���ك احلياة ال�ت�ي عاش���ها الكاتب‬ ‫بعيداً عن الذات النرجسية املتضخمة وإدعاء‬ ‫البطوالت‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫تعليق على ما حيدث‬

‫عندما حلت حلظة انتزاع ليبيا من ذراع القذايف‬ ‫بكر عويضة‬ ‫تقول صفحة يوم الثالثاء ‪ 27‬أكتوبر (تش���رين‬ ‫األول) م���ن مفكرت���ي لع���ام ‪ ،2009‬إن�ن�ي خ�ل�ال‬ ‫غداء مجع�ن�ي والكاتب الروائي اللي�ب�ي الدكتور‬ ‫أمح���د إبراهيم الفقيه مع خليف���ة بازيليا‪ ،‬رمحه‬ ‫اهلل‪ ،‬مبطعم غري بعيد عن مكتبة الس���اقي بش���ارع‬ ‫«ويستبورن غروف» اللندني‪ ،‬مسعت الدبلوماسي‬ ‫اللييب يقول إنه مسع بنفسه معمر القذايف حيذر‬ ‫ويتوع���د بلهج���ة ليبية دارجة م���ا خالصته‪« :‬آني‬ ‫خدي���ت ليبي���ا بدراع���ي‪ ،‬والل���ي يبيها م���ا ياخدها‬ ‫م�ن�ي إال بال���دراع»‪ .‬تعري���ب ذل���ك‪ ،‬باختص���ار‪ ،‬هو‬ ‫إق���رار ديكتات���وري بانت���زاع حك���م ليبيا بس���طوة‬ ‫ذراع عس���كرية‪ ،‬وم���ن ث���م ف�ل�ا ختل ع���ن حكمها‬ ‫االس���تبدادي إال بقوة الذراع أيض���ا‪ .‬وهكذا كان‪.‬‬ ‫بعد سنتني على ذلك الغداء‪ ،‬وعلى وجه التحديد‬ ‫ي���وم اخلمي���س ‪ 20‬أكتوب���ر ‪ ،2011‬قبض ثوار‬ ‫فرباي���ر (ش���باط) عل���ى معم���ر خمتبئ���ا يف ذل���ك‬ ‫األنب���وب‪ ،‬اقت���ادوه‪ ،‬عذب���وه ‪ -‬وه���و أم���ر مرفوض‬ ‫أخالقي���ا بص���رف النظ���ر عن بش���اعة م���ا ارتكبه‬ ‫القذايف نفسه من فظاعات ‪ -‬ثم أعدموه‪.‬‬ ‫قبل القذايف‪ ،‬للرئيس العراقي صدام حسني قول‬ ‫مش���ابه مع���روف كثريا ما ت���ردد داخ���ل العراق‪،‬‬ ‫بقصد إش���اعة اخلوف‪ ،‬وخارجه لغرض إضعاف‬ ‫وإحب���اط أي نش���اط مع���ارض مدعوم م���ن قوى‬ ‫خارجي���ة‪ ،‬حتى صار يضرب ب���ه املثل على إصرار‬ ‫كل حكم انتزع الس���لطة بانقالب عس���كري على‬ ‫التش���بث بها آلخر نفس ومهم���ا كلف األمر من‬ ‫أنفس‪ ،‬خالص���ة ذلك البيان الصدامي املعلن أمام‬ ‫اجتم���اع لقيادات ح���زب البعث‪ ،‬ه���و التالي‪ :‬باقون‬ ‫يف احلك���م حتى الق�ب�ر‪ .‬وهك���ذا كان‪ .‬باعتبار أن‬ ‫صدام حس�ي�ن غادر احلياة واقفا يس���تقبل تنفيذ‬ ‫حك���م الش���نق‪ ،‬مصرا عل���ى أنه الرئيس الش���رعي‬ ‫املنتخب للعراق‪ ،‬وكان ذلك يوم أضحى ‪،2006‬‬ ‫مل���اذا بالتحدي���د نه���ار عي���د؟ حس���نا‪ ،‬تل���ك قصة‬ ‫أخ���رى‪ ،‬لكن االختي���ار يف حد ذاته أت���اح ملناصري‬ ‫الديكتات���ور فرص���ة اس���تحضار ذك���راه‪ ،‬يف يوم‬ ‫حاضر يف روزنامة كل عام‪ ،‬ومن ثم هي فرصة‬ ‫لتجدي���د مراث���ي متجيد زمنه ال���ذي وىل‪ ،‬وذلك‬ ‫حقهم‪ ،‬وتأكيد اعتقاده���م – وهو أيضا حق هلم‬

‫– أن العراق بال صدام «ما يسوى شي»‪ ،‬باللهجة‬ ‫الدارجة‪.‬‬ ‫كذل���ك ح���ال ليبيا‪ ،‬إذ بش���كل ما يب���دو أن هناك‬ ‫من ل���ن يهدأ هلم بال إال بإثبات أن «البالد مش���ت‬ ‫يف داهي���ة»‪ ،‬منذ إعدام قائد الفات���ح امللهم‪ .‬آمل أن‬ ‫يس���مح أه���ل االعتق���اد باملؤامرة يف تفس�ي�ر ما آل‬ ‫إلي���ه الوض���ع اللييب‪ ،‬وه���و أمر مش���روع يف فضاء‬ ‫يتس���ع لكل رأي‪ ،‬بوضع النظري���ة جانبا للحظة‪،‬‬ ‫وحماولة اإلجابة عن الس���ؤال‪ :‬ملاذا يفسح اجملال‬ ‫أم���ام الديكتاتوري���ات لي���س فق���ط ك���ي تعيش‬ ‫سنوات على حساب موت اآلخرين‪ ،‬بل أن تنتعش‬ ‫ط���وال عق���ود لدرج���ة أن اخلالص منه���ا يصبح‬ ‫أق���رب للمس���تحيل‪ ،‬ويغ���دو تلخي���ص الوط���ن‬ ‫كل���ه بش���خص الديكتات���ور ه���و األم���ر املقبول؟‬ ‫إن���ه س���ؤال يعيدن���ي إىل الغ���داء أع�ل�اه‪ ،‬إذ تداول‬ ‫ثالثتن���ا يومه���ا عالقة النخ���ب بأنظم���ة احلكم‪،‬‬ ‫وعلى وج���ه اخلصوص الطبق���ة املثقفة‪ ،‬ذلك أن‬ ‫املرح���وم خليفة بازيلي���ا كان أق���رب إىل احلقل‬

‫الثق���ايف منه للس���لك الدبلوماس���ي‪ ،‬ومل يكن من‬ ‫الصعب تش���خيص حالة كثريا ما يتفق بش���أنها‬ ‫أغل���ب املثقف�ي�ن الع���رب‪ :‬العج���ز بس���بب اخلوف‪،‬‬ ‫أو بالعك���س‪ :‬اجل�ب�ن الوظيف���ي يولد االستس�ل�ام‬ ‫للحكم السلطوي‪.‬‬ ‫حب���ق‪ ،‬م���ا أكث���ر العامل�ي�ن يف قطاع���ات تدوير‬ ‫ماكين���ة تس���ويق الديكتاتورية عل���ى الرغم من‬ ‫إحس���اس القهر املكت���وم يف النف���وس‪ ،‬ينتظرون‪،‬‬ ‫هم وهن‪ ،‬حلظة انفج���ار جترفهم معها‪ ،‬ومع أن‬ ‫االنتظ���ار يط���ول‪ ،‬فإنها تأت���ي‪ ،‬ويف أغلب األحوال‬ ‫يفجرها بسطاء الناس‪ ،‬أولئك الذين مل يتأدجلوا‬ ‫وم���ا غرقوا يف متاهات التنظري يف كيفية تفجري‬ ‫الث���ورات‪ ،‬لكنه���م اكت���ووا بنار الظل���م حتى صار‬ ‫س���عريها بردا وس�ل�اما إذا ما ألقوا بأنفسهم فيها‬ ‫طاملا أنها ستجرف معها أصنام الطواغيت‪ .‬وهكذا‬ ‫كان‪.‬‬ ‫مل تك���ن بداي���ة ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر أم���ام حمكمة‬ ‫بنغ���ازي احتجاجا على حمرقة س���جن بوس���ليم‬

‫س���وى حلظة تنتظر حلظيتها‪ ،‬فلما جاءت‪ ،‬خاب‬ ‫اجلبار العنيد يف فهمها وظ���ن العقيد أنها زوبعة‬ ‫عابرة يف فنجان جربوته‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬يبقى الس���ؤال ينتظر إجابة ما‪ ،‬من كل‬ ‫معين بأحوال الطغي���ان العربي‪ .‬من جهيت‪ ،‬بدأت‬ ‫مبقالة لي يف هذه اجلريدة اخلميس ‪ 5‬س���بتمرب‬ ‫(أيل���ول) ‪ 2013‬مش���روع إجاب���ة‪ ،‬إذ ختمته���ا مبا‬ ‫يلي‪« :‬لس���ت أتردد اآلن‪ ،‬بعد ‪ 44‬سنة‪ ،‬يف االعتذار‬ ‫لليبي���ا وأهلها الطيبني‪ ،‬عن اإلس���هام‪ ،‬ولو مبجرد‬ ‫التغطي���ة الصحافية‪ ،‬يف التغطي���ة على الطغيان‬ ‫ع���ددا م���ن الس���نني»‪ ،‬ذل���ك أن ليبيا بالنس���بة لي‬ ‫أكثر من بلد عش���ت فيه‪ ،‬فبنغازي ش���هدت مولد‬ ‫احرتايف العمل الصحايف يف بواكري ش���بابي‪ ،‬فيها‬ ‫ُ‬ ‫انطلقت أج���وب اجلبل‬ ‫حب���ا بك���ر أوالدي‪ ،‬ومنه���ا‬ ‫األخض���ر‪ ،‬أحب���ث ع���ن التحقي���ق الصح���ايف يف‬ ‫البيضاء ودرنة‪ ،‬أنطلق من طرابلس إىل غدامس‬ ‫حي���ث مع هزيع آخر اللي���ل أمسع طبول أفريقيا‪،‬‬ ‫وأحب���ر يف صحراء س���بها كي أص���ل أم األرانب‪،‬‬ ‫فأن���ى لي نس���يان مكان ليبي���ا الوط���ن واألهل يف‬ ‫القلب والعق���ل‪ ،‬ال الصحافة فقط؟ ذلك موضوع‬ ‫آخر يستحق العودة إليه حني أنفض غبار الكسل‬ ‫فأب���دأ بتحرير مادة اس���تغرقت من وق���ت الكاتب‬ ‫اجمل���د يف االجته���اد‪ ،‬الصدي���ق مش���اري الذايدي‪،‬‬ ‫س���ت س���اعات يف تس���جيل ذكرياتي عن املش���هد‬ ‫اللي�ب�ي صحافي���ا يف خواتي���م عه���د املل���ك الراحل‬ ‫حمم���د إدري���س السنوس���ي وأوائل س���نوات حكم‬ ‫الق���ذايف‪ .‬آم���ل أن أمتكن من ذل���ك بأقرب اآلجال‪.‬‬ ‫إمنا لن يفوتين‪ ،‬وق���د أثقلت باحلديث الذاتي‪ ،‬أن‬ ‫أنهي باإلش���ارة إىل أنين نهار ذل���ك الغداء‪ ،‬بعدما‬ ‫ودعت كال من خليفة بازيليا‪ ،‬والدكتور أمحد‬ ‫إبراهي���م الفقي���ه‪ ،‬وإذ كن���ت أق�ت�رب من حمطة‬ ‫«بيزووتر» تلقيت اتصاال من أنس خيربني بوالدة‬ ‫ثالث���ة حفيداتي‪ .‬آمل أن يكون جيل لال نور‪ ،‬كما‬ ‫اقرتح���ت امسه���ا‪ ،‬يف ليبي���ا وكل بقع���ة عربي���ة‪،‬‬ ‫أكثر أمنا وراحة ب���ال من أجيال ما قبل «الربيع‬ ‫العربي»‪ ..‬وما بعده‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪bakir@hotmail.co.uk‬‬

‫عمر محيدان ‪ :‬انهم يستغلون ضيق الناس باحلكومة وأنها مل تؤد هلم مطالبهم فقط ‪!..‬‬ ‫•صحيفة الشرق االوسط‬ ‫* هل صحي���ح أن ليبيا تعي���ش هاجس ثورة‬ ‫جديدة على املؤمتر واحلكومة؟‬ ‫ هن���اك اس���تياء وع���دم رض���ا بس���بب ت���ردي‬‫الوض���ع األمين واملواطن���ون حيتاجون لألمن‬ ‫واالطمئن���ان‪ ،‬والليبي���ون يصع���ب تأس���يس‬ ‫مؤسسة كاملؤمتر الوطين يتوافقون عليها ‪..‬‬ ‫* هل لو مت إس���قاط املؤمتر أو اخلروج عليه‬ ‫ستدخل ليبيا مرحلة جديدة من الفوضى؟‬ ‫ أكي���د‪ ..‬هن���اك احتم���ال كب�ي�ر‪ ،‬وكل‬‫املؤش���رات والبوادر تش�ي�ر إىل ذلك‪ ،‬فالس���بب‬ ‫األم�ن�ي م���رده أن هن���اك جه���ات ال ترض���ى‬ ‫بصندوق االق�ت�راع وبنصيبها الش���رعي فهي‬ ‫اآلن إما أن خترج على تلك الشرعية وتطالب‬ ‫باألكثر ‪..‬‬ ‫* هل نتحدث هنا عن اإلخوان بشكل خاص؟‬

‫ حقيق���ة ال���كل يري���د أن حي���دث ه���ذا لعدم‬‫رضاهم ومطالبتهم باألكثر ‪..‬‬ ‫* كيف ترى إعالن ما يس���مى بإقليم برقة‬ ‫تشكيل حكومته اخلاصة؟‬ ‫ هذه جمموعة حتاول تقول‪ :‬إن هلا سيطرة‬‫ووصاي���ة عل���ى اإلقلي���م‪ ..‬وه���و كالم غ�ي�ر‬ ‫منطقي وال شرعي‪ ،‬هم ليست لديهم شرعية‬ ‫عل���ى أهالي اإلقليم‪ ،‬وهذه املنطقة بها أعضاء‬ ‫منتخب���ون يف املؤمت���ر الوط�ن�ي‪ ،‬وه���م فق���ط‬ ‫من يعتد بهم ش���رعا يف التعب�ي�ر عن اإلقليم‪،‬‬ ‫وكذلك أعضاء اجملال���س احمللية‪ ،‬أؤكد أن‬ ‫إدارة األزمة التقت أعضاء ‪ 17‬جملسا حمليا‬ ‫باملنطقة الشرقية وكلهم منتخبون ‪..‬‬ ‫وأؤكد أن ال شرعية هلم وال مشروعا حسب‬ ‫املواثيق واإلعالنات وما اتفق عليهم الليبيون‬ ‫وال شرعية بالنس���بة ملا اتفق عليه املواطنون‪،‬‬

‫وهم فقط يس���تفيدون ويس���تغلون ويتغنون‬ ‫مبعارضته���م والثغ���رات األمني���ة‪ ،‬وب���دل أن‬ ‫يكونوا م���ع الوطن وحياولون إجي���اد األعذار‬ ‫ويقول���ون إنه���ا ظ���روف اس���تثنائية يق���وون‬ ‫باس���تخدام ذل���ك ملكاس���ب سياس���ية‪ ،‬وعندما‬ ‫حي���دث أي خط���أ أو تهمي���ش يف منطق���ة‬ ‫يقومون باس���تغالل ذلك‪ ،‬وسياسيا ال أحد يف‬ ‫تل���ك املنطقة يقتن���ع بأفكاره���م وال يريدها‪،‬‬ ‫ولكنهم يس���تغلون املطال���ب احلياتية وضيق‬ ‫الن���اس بهذا الوضع وباحلكوم���ة وأنها مل تؤد‬ ‫هلم مطالبهم وفقط ‪..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•عمر محيدان الناطق الرمسي بسم املؤمتر‬ ‫الوطين العام‬


‫‪07‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫عندما يصبح الشعب اللييب (ملطشة )‬ ‫عزالدين عبد الكريم‬ ‫تابعت ج���زءاً مهماً من لق���اء قناتي "الوطنية"‬ ‫و "النبأ" مع الس���يد أبوس���همني رئيس املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي ‪ ،‬وم���ا كن���ت ألهت���م وأكت���ب فيما‬ ‫إذا كان اللق���اء جم���رد ع���رض ألف���كار أو‬ ‫حماول���ة االنتص���ار لفكرة أو توج���ه أو حصر‬ ‫الل���وم يف ش���خص أو جه���ة ‪ ،‬أو حتى تس���ويق‬ ‫مل���دى مالئكي���ة املتح���دث وقدس���ية زمالئ���ه‬ ‫‪ ...‬فلق���اءات القن���وات م���ع اجلمي���ع ( غالب���اً ما‬ ‫تص���ب يف هكذا اجتاه���ات ) ‪ ....‬وقد مللنا هكذا‬ ‫أحاديث وتشعرنا بالتقزز وتعمق فرضية أنه‬ ‫ال ح���ل يف األفق ‪ ،‬وعادة ما يعود الضحك على‬ ‫الذقون املس���وق من قب���ل املتحدثني الكثريين‬ ‫‪ ،‬اىل ش���عور بالش���فقة عليهم من تصديقهم (‬ ‫وحده���م ) أن كالمهم ل���ه تأثري على املتلقي‬ ‫أو حيقق اإلقناع ‪ ....‬وقد استثين هنا قليل جدا‬ ‫من اللقاءات مع اساتذة ذات الطابع التثقيفي‬ ‫التوعوي ( إن صحت التسمية )‪...‬‬ ‫لك���ن ‪ ....‬م���ا أث���ار ( غضيب ) ه���و كيف أصبح‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي ( ملطش���ة ) على ق���ول أخينا‬ ‫املصري ( للرايح واللي جاي ) ويُنعت بصفات‬ ‫م���ن قب���ل رمسي�ي�ن كان م���ن املف�ت�رض أن‬ ‫يقوموا بوزن كلماتهم مبيزان أشد حساسية‬ ‫من ميزان الذهابني ‪ ...‬قال الس���يد أبوسهمني‬ ‫أنه ال خياف على ليبيا من اإلخوان املس���لمني‬ ‫بل خي���اف عليها من "اإلخوان غري املس���لمني"‬ ‫‪!!!!...‬؟؟؟؟‬ ‫ومل ينورنا الس���يد أبوس���همني بأش���كال هؤالء‬ ‫الليبيني الغري مس���لمني ‪ ،‬ومل أفلح يف أن أجد‬ ‫حتليال هلوي���ة هؤالء ‪ ،‬لعلم���ي او ( العتقادي‬

‫) أن كل الليبيني مس���لمني وال توجد ديانات‬ ‫أخ���رى يعتنقها الليبي���ون ‪ ...‬علي���ه أتصور أن‬ ‫ه���ذه الفلت���ة اللس���انية ميك���ن أن نضعه���ا يف‬ ‫خمترب نظرية ( قلب املرء خمبوء حتت لسانه‬ ‫) ‪ ...‬أو أننا ً‬ ‫فع�ل�ا نعيش مع أناس كما يصف‬ ‫‪ ،‬وس���كوته عن أمر كهذا وهو على سدة حكم‬ ‫ليبي���ا ‪ ،‬إمنا يوقعه يف املس���اهمة يف اس���تغفال‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي ‪ ،‬م���ن ك���ون ديان���ات أخ���رى‬ ‫تعي���ش بيننا وال نعرفه���ا ‪ ...‬أما إذا كان األمر‬ ‫متعلق بالص���راع و االرتياح اىل تيار سياس���ي‬ ‫دون غريه رغم ما هو س���ائد يف الش���ارع اللييب‬

‫م���ن قناعات ‪ ،‬فإن وصف أي تيار كان بالغري‬ ‫مس���لم ‪...‬أمر فيه أقوال كثرية ‪ ....‬وال يهمين‬ ‫أن يؤي���ده كائن م���ن كان ‪ ،‬حتى وإن كان‬ ‫مفتياً لديار املسلمني قاطبةً ‪....‬‬ ‫ولنفرتض أن النعت تعبري مبالغ فيه ومشتط‬ ‫‪ ،‬ويس���تهدف فريق بعينه ( قد ) نتفق معه يف‬ ‫اخت���اذ موقف مض���اد له ‪ ،‬فإن ع���دم تعريفه (‬ ‫الصري���ح ) ل���ه لدليل على ضع���ف ‪ ،‬وانعكاس‬ ‫لعدم الق���درة على املواجهة ‪ ....‬وس�ي�را يف هذا‬ ‫اإلجت���اه ‪ ،‬فإن قناع���ات الكثريي���ن تفضي اىل‬ ‫أن م���ا من أحد فاعل بعرقلت���ه وجرائمه على‬

‫األرض الليبي���ة ‪ ،‬إال وه���و بي���دق آلخرين ‪،‬ال‬ ‫يوجد بط���ل بينهم وإن كذب���وا عليهم بذلك‬ ‫‪ ،‬والفع���ل ال حيتاج إلخراج اإلنس���ان من ملته‬ ‫لوصف جرمه فذلك ش���أنه مع اهلل ‪ ،‬بل يكفي‬ ‫إخراج���ه م���ن انتمائه الوطين باثب���ات خيانته‬ ‫ألبناء جلدته وأرضه ‪...‬‬ ‫آس���ف للب���وح ‪..‬لكن���ك س���يادة رئي���س املؤمتر‬ ‫أهنت�ن�ي كلي�ب�ي ‪ ،‬ولعلك أهن���ت آخرين ‪ ،‬فال‬ ‫أتكلم نيابة عن أحد ‪...‬‬ ‫مالحظات إعالمية تلفزيونية ‪:‬‬ ‫عل���ى عكس ما ذه���ب اليه البعض م���ن انتقاد‬ ‫للمذي���ع و املذيعه ‪ ،‬كانا موفقني ( يف العموم‬ ‫) وليس من عادت���ي توجيه املالحظات لزميل‬ ‫قدي���م أو جديد يف العلن حت���ى وإن وُجدت ‪...‬‬ ‫لك���ن كان واضحاً أن اللق���اء مدروس بعناية‬ ‫فائق���ة م���ن حيث أن الس���يد بوس���همني كان‬ ‫يعرف األسئلة مجيعها ‪ ،‬ولعل الشئ املربك و‬ ‫اخلارج عن النص تعقيب املذيع املتألق ( خالد‬ ‫س���عيد ) حول كيفية وضعه اللوم كله على‬ ‫احلكومة ‪ ...‬فقد كان واضحا ما أوقعه السؤال‬ ‫من إحراج للس���يد رئيس اجمللس ‪ ،‬وكون أن‬ ‫األس���ئلة معروفة ‪ ،‬هذه من أخالقيات العمل‬ ‫الصحفي الواجبة كما أراها ‪ ،‬لكن هذا اللقاء‬ ‫ظهر كحصة ( التس���ميع ) مع تلميذ وليس‬ ‫حواراً تلقائياً ‪ ،‬عليه أنصح املس���ؤولني يف ترك‬ ‫األمور تس�ي�ر بسالس���ة ‪ ،‬وم���ن حقهم معرفة‬ ‫مواضيع األسئلة ‪...‬‬ ‫‪2013/10/25‬‬

‫بوسهمني و ازعيط وامعيط‬

‫هنيئا لكم بركسوس‬

‫شعبان عوض‬

‫حممود العريف‬

‫األس���تاذ نوري بو س���همني ‪ ،‬عندم���ا انتخبت‬ ‫رئيس���اً للمؤمت���ر فرح���ت كث�ي�راً وقلت يف‬ ‫نفس���ي انتخاب ه���ذا الرج���ل عالمة صحية‬ ‫فه���و يع�ن�ي ضمن م���ا يع�ن�ي أن ه���ذا املؤمتر‬ ‫مؤمتر متحضر ألنه أثبت أنه ضد التهميش‬

‫‪ ،‬فاألس���تاذ ن���وري بوس���همني م���ن األخ���وة‬ ‫األمازي���غ الذي���ن دائم���اً يش���كون التهميش ‪،‬‬ ‫لكن عندما مسعت���ك تتحدث من خالل قناة‬ ‫النب���أ الفضائية ندمت على هذه الفرحة وال‬ ‫س���يما عندما س���ألك املذيع ‪ :‬هل ختاف على‬ ‫ليبي���ا من اإلخوان املس���لمني ؟ فقلت ‪ :‬أخاف‬ ‫على ليبيا من اإلخوان غري املسلمني ‪ .‬عندها‬ ‫َّ‬ ‫توهجت أمام���ي كل املصابيح احلمراء ‪ .‬هل‬ ‫هذه اإلجابة مقصودة ؟ فإذا كانت مقصودة‬ ‫فماذا يقص���د باإلخوان غري املس���لمني ؟ وإذا‬ ‫كانت غري مقصودة ( إخوان غري مسلمني )‬ ‫فه���ل هي جمرد رصف لفظي مثل ( ازعيط‬ ‫وامعي���ط ) أيًّا م���ا كان األمر ال يصدر ممن‬ ‫يكون على رأس السلطة التشرعية ‪.‬‬

‫مل حتتف���ل بنغ���ازى وال باق���ى م���دن ليبي���ا بعيد‬ ‫التحرير‪...‬كان���ت رس���اله قوي���ة اللهجه لس���كان‬ ‫ركس���وس‪.‬تلك الوج���وه الت���ى خذلتن���ا ولوثن���ا‬ ‫اصابعنا من اجلها فى يوم ما‪.‬‬ ‫لقد اغتلن���م الفرحه فى عيون اطفالنا‪...‬واطفأمت‬ ‫مشوعنا‪.‬‬ ‫اللعن���ه ستطاردكم‪.....‬اس���تمتعتم بالكراس���ى‬ ‫القذره وتركتم الوطن يتأكل‪.‬‬ ‫لف���د طفت هذه املدينه فل���م تقابلنى نلك الوجوه‬ ‫البامسه وال الشوارع املكتضه‬ ‫بالس���يارات وال خ���دود االطف���ال امللوت���ه بعل���م‬ ‫االستقالل ومل نوزع احللوى وال التحايا‬ ‫كان املوت واحلزن والعب���وس‪..‬كان يوم احلزن‬ ‫ولي���س التحرير ‪.‬فهنيئا لكم بركس���وس وهنيئا‬ ‫لركس���وس بكم فانتم اس���قطكم التاريخ وتبول‬ ‫عليكم‪.‬فلم نعد حباجة لكم‪(....‬انتلفو‪)....‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫ليبيا اجلديدة بعيون أملانيّة‬ ‫النزاعات حول العدالة واملصاحلة‬ ‫(احللقة ‪)11‬‬

‫مقدمة وترمجة ‪:‬‬ ‫مفتاح السيد الشرف‬

‫كثري من الصراعات احلالية والتو ّترات السياس���ية ترتبط مبس���ائل العدالة واحملاكمة عن اجلرائم‪ .‬وتربز هنا‬ ‫ثالثة جوانب‪ :‬عواقب انهيار النظام القضائي؛ الصراع على السلطة من أجل إعادة بنائها ؛ واملناقشة حول كيفية‬ ‫التعامل مع إرث إجرام االنظام لقديم‪ .‬إ ّ‬ ‫ال أن انهيار النظام القضائي له أقوى صلة بالصراعات احلالية‪ .‬فالقضاة‬ ‫واملدعون العموم ّيون تش���وهت مسعتهم بس���بب دورهم يف ظل نظام القذايف وجيدون أنفس���هم مهدَّدين فعليا من‬ ‫قبل عدد ال حيصى من اجلماعات املسلحة‪.‬‬

‫وباختص���ار ف���إن النظ���ام القضائي مش���لول‬ ‫وضحايا العنف وأس���رهم غ�ي�ر قادرين على‬ ‫الوص���ول إىل العدال���ة من خ�ل�ال احملاكم‪.‬‬ ‫وحي���ث يك���ون مرتكبو اجلرمي���ة املفرتضون‬ ‫أو الفعل ّي���ون م���ن جمموع���ة ختتل���ف ع���ن‬ ‫جمموع���ة الضح ّي���ة‪ ،‬ف���إن األس���ر وامل���دن‬ ‫والقبائل تتق���ارب فيما بينها‪ ،‬وغالبا ما تأخذ‬ ‫العدالة بأيديها‪ .‬وقد ساهمت هذه الدينامية‬ ‫يف تصعي���د كل الصراع���ات احمللي���ة من���ذ‬ ‫س���قوط النظام‪ .‬وكث�ي�رون ه���م أيضا على‬ ‫صلة باإلعتقاالت اليت جتري يف الغالب من‬ ‫قبل الكتائب الثوري���ة أو بالوحدات اجلديدة‬ ‫اليت تهيمن عليها‪ .‬وهناك اآلالف من األفراد‬ ‫املتهمني بارت���كاب جرائم‪ ،‬كأعضاء يف قوات‬ ‫القذايف العس���كريّة أو األمن ّية حمتجزون يف‬ ‫سجون يف معظمها تس���يطر عليها احلكومة‬ ‫إمسي���اّ فقط ‪ . 109‬وينتمي هؤالء الس���جناء‬ ‫يف الغال���ب إىل امل���دن والقبائ���ل ال�ت�ي كانت‬ ‫يف اجلان���ب اخلاس���ر م���ن الث���ورة‪ .‬ومل تب���دأ‬ ‫بالفعل س���وى حفنة م���ن حماكمات كبار‬ ‫املس���ؤولني الس���ابقني‪ ،‬وأحرزت تقدما بطيئا‬ ‫ّ‬ ‫حب���ق املنظم���ات‬ ‫حت���ى اآلن‪ .‬وق���د أش���ارت‬ ‫الدولي���ة حلق���وق اإلنس���ان وحمام���ون م���ن‬ ‫احملكم���ة اجلنائي���ة الدولي���ة‪ ،‬إىل أن ق���ادة‬ ‫النظ���ام القديم ال ميكنهم حالي���ا أن يتو ّقعوا‬ ‫حماكمة عادلة من احملاكم الليبية‪ .‬ولكن‬ ‫م���ا يش��� ّكل العواق���ب األك�ب�ر على اس���تقرار‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬س���وف تك���ون الطريقة ال�ت�ي يتم بها‬ ‫التعام���ل م���ع الصراع���ات احمللي���ة‪ .‬وعدال���ة‬ ‫املنتصرين هي إمكانية واضحة‪ ،‬فعلى سبيل‬ ‫املث���ال أن يحُ اكم اجلناة م���ن تاورغاء ولكن‬ ‫لي���س اجلن���اة من مصرات���ة‪ .‬وحال���ة إغتيال‬ ‫اللواءعب���د الفت���اح يون���س يف يولي���و ‪، 2011‬‬ ‫توضح املش���اكل‪ .‬فقبيلته العبيدات‪ ،‬سرعان‬ ‫ما ب���دأت الضغ���ط عل���ى القيادة السياس���ية‬ ‫ملالحقة اجلناة‪ .‬وعائلة يونس إتهمت أعضاء‬ ‫بارزي���ن يف اجمللس الوطين االنتقالي وقضاة‬ ‫وأعض���اء من الكتائ���ب الس���لفية بالضلوع يف‬ ‫احتج���از الل���واء واغتيال���ه الحق���ا ‪ .110‬وقد‬ ‫بدأت حمكمة عس���كريّة يف بنغازي حتقيقا‪.‬‬ ‫ويف نوفم�ب�ر ‪ 2011‬نش���ر املدع���ي الع���ام‬ ‫للدولة قائمة س���بعة عشر من املشتبه فيهم‪،‬‬ ‫وكان واح���د فق���ط منهم عض���وا يف القيادة‬ ‫السياس���ية‪ .‬وبع���د ع���دة حم���اوالت إغتي���ال‬ ‫فاش���لة‪ُ ،‬قت���ل أح���د املش���تبه فيه���م يف يونيو‬ ‫‪ .2012‬ويف الوق���ت نفس���ه ق���ررت احملكمة‬ ‫العس���كرية توس���يع التحقي���ق ليش���مل قادة‬

‫سياسيني سابقني‪ .‬ويف هذ الصدد فإن واحدا‬ ‫فقط من املش���تبه فيه���م أع ُتقل‪ ،‬يف حني ظل‬ ‫الباقون مطلقي الس���راح ‪ . 111‬ويف ديسمرب‬ ‫‪ 2012‬إندلع���ت االحتجاج���ات يف عدة مدن‬ ‫بع���د أن ح ّقق���ت احملكم���ة العس���كريّة م���ع‬ ‫رئي���س اجمللس اإلنتقالي الس���ابق مصطفى‬ ‫عبد اجللي���ل حول احل���ادث‪ .‬وحتت الضغط‬ ‫الش���عيب – ولك���ن رمب���ا لتتخّل���ص من هذه‬ ‫املس���ألة – أعلنت احملكمة أنها غري خمتصة‬ ‫بالنظر يف القض ّي���ة‪ ،‬وتركتها دون إحالتها‬ ‫إىل حمكمة مس���ؤولة ‪ . 112‬وأقسمت قبيلة‬ ‫العبيدات باإلنتقام‪ ،‬وج���رت حماولة اغتيال‬ ‫أخرى ضد واحد من املش���تبه فيهم يف يناير‬ ‫‪. 113 2013‬‬ ‫إن التق���دم يف مالحق���ة اجلرائ���م‪ ،‬ال يتوقف‬ ‫فقط على إنش���اء جهاز أم�ن�ي حمايد‪ ،‬ولكن‬ ‫أيض���ا عل���ى إص�ل�اح نظ���ام العدالة نفس���ها‪.‬‬ ‫وقد ظهرت اخلالفات يف هذه املس���ألة أيضا‪.‬‬ ‫وتق�ت�رح املس��� ّودة بش���أن اإلص�ل�اح القانوني‬ ‫ال�ت�ي وضعها جملس القض���اء األعلى أن يتم‬ ‫اإلستغناء عن خدمة مجيع القضاة يف البالد‪،‬‬ ‫وأن تق���وم جلنة من مخس���ة أعضاء بفحص‬ ‫س���جالتهم‪ ،‬قب���ل اخت���اذ ق���رارات بإإع���ادة‬ ‫تعيينه���م أو إحالته���م عل���ى التقاع���د ‪. 114‬‬

‫وليس من املس���تغرب أن يقاب���ل هذا اإلقرتاح‬ ‫مبعارض���ة ش���ديدة من القض���اء‪ ،‬وقد ُرفض‬ ‫أيضا من قبل أنصار مبادرة اإلصالح‪ ،‬كونه‬ ‫مكيدة دبّرها (األزالم) ‪ . 115‬ويرى املراقبون‬ ‫أن عم���ل اللجنة يف إطار من الس���رية‪ ،‬ميثل‬ ‫دع���وة مفتوح���ة للتأث�ي�ر السياس���ي عل���ى‬ ‫تعيين���ات القض���ا ء ‪ .116‬ويش���تبه كثريون‬ ‫يف أن املفيت‪ ،‬الذي دعم بقوة االقرتاح‪ ،‬س���وف‬ ‫يس���عى إىل الس���يطرة عل���ى العمل ّي���ة ‪117‬‬ ‫‪ .‬وم���ن جانب���ه يس���عى وزي���ر الع���دل صالح‬ ‫املرغ�ن�ي إىل تفادي ه���ذا التدخل السياس���ي‪.‬‬ ‫وهكذا فمش���روع القانون أحرز تقدما ضئيال‬ ‫حن���و اعتماده‪ .‬ومع تو ّق���ف مالحقة اجلرائم‬ ‫اخلط�ي�رة إىل حد كب�ي�ر‪ ،‬جل���أت احلكومة‬ ‫إىل بدائ���ل واضح���ة للعم���ل من خ�ل�ال إرث‬ ‫نظام الق���ذايف واحلرب األهلي���ة‪ .‬إذ أنه وفقا‬ ‫لقان���ون العدالة اإلنتقالي���ة لفرباير ‪،2012‬‬ ‫ع�ّي�نّ اجملل���س الوط�ن�ي االنتقال���ي يف ماي���و‬ ‫‪ 2012‬جلنة للحقيقة واملصاحلة الوطنية‪.‬‬ ‫يتضمن إج���راء أي أحكام‬ ‫ولك���ن القان���ون مل‬ ‫ّ‬ ‫حم���دّدة للمالحق���ات اجلنائي���ة‪ ،‬حي���ث أن‬ ‫القس���م املتعّل���ق بإنش���اء احملاكم ق���د ُحذف‬ ‫أثناء عمل ّية الصياغة ‪ . 118‬وبصرف النظر‬ ‫عن إنش���اء الفروع احمللية‪ ،‬فقد ظلت اللجنة‬

‫إعداد‪ :‬فولفرام الخري‬ ‫الباح���ث يف املعهد األملاني‬ ‫للشؤون الدول ّية واألمن‬

‫خامل���ة‪ .‬و بدال من ذلك‪ ،‬أخ���ذ زعماء القبائل‬ ‫زم���ام املب���ادرة لتحقي���ق تقدم يف الوس���اطة‬ ‫واملصاحل���ة‪ .‬ولك���ن يف غي���اب ق���وات األم���ن‬ ‫ونظ���ام قضائ���ي إلنفاذه���ا‪ ،‬ف���إن االتفاق���ات‬ ‫اليت توص���ل إليها زعماء القبائل س���رعان ما‬ ‫ُخرق���ت يف كثري من األحيان بس���رعة‪ .‬وقد‬ ‫تقدّم وزي���ر العدل املرغين بنس���خة من ّقحة‬ ‫لقان���ون عدالة إنتقال ّية يف ديس���مرب ‪.2012‬‬ ‫ولكن املناقش���ات اليت ط���ال أمدها يف املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي‪ ،‬أوقف���ت تق���دّم العمل ّي���ة‪ .‬وكان‬ ‫م���ن بني أهم اخلالفات مس���ألة م���ا إذا كان‬ ‫ينبغ���ي عل���ى القان���ون أن ّ‬ ‫يغط���ي اجلرائ���م‬ ‫ال�ت�ي ارتكبه���ا النظ���ام حت���ى زوال���ه – وه���و‬ ‫م���ا يطال���ب ب���ه املعس���كر الث���وري يف املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي ‪ -‬أوتلك اليت ارتكبت من قبل مجيع‬ ‫األطراف حتى نهاية الفرتة اإلانتقالية ‪119‬‬ ‫‪ .‬ومث���ة طرق أخرى للتوص���ل اىل تفاهم مع‬ ‫املاض���ي قد مشل���ت حماوالت ملن���ع املوظفني‬ ‫يف عه���د الق���ذايف م���ن ممارس���ة السياس���ة‬ ‫واإلدارة والعم���ل يف القطاع الع���ام‪ .‬وحتقيقا‬ ‫هل���ذه الغاية‪ ،‬قام اجمللس الوط�ن�ي اإلنتقالي‬ ‫بتعري���ف سلس���لة م���ن املعاي�ي�ر ال�ت�ي جيب‬ ‫عل���ى املوظفني العموميني الوفاء بها‪ ،‬وأنش���أ‬ ‫يف يناي���ر ‪ 2012‬م���ا يس���مى بلجن���ة النزاهة‬


‫نوفمبر‪)2012‬‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو‬ ‫‪-2 29‬‬ ‫‪ 26( -( )59‬ـ‬‫الثانية‬ ‫السنة السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫أكتوبر ‪4‬‬ ‫العدد‪129‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬

‫طاملا س��اد هذا املناخ‪ّ ،‬‬ ‫وظلت العملية القضائية احملايدة‬ ‫مس��تحيلة‪ ،‬فإن املب��ادرات من أجل املصاحل��ة الوطنية‬ ‫ستكون حظوظها من النجاح قليلة‬ ‫‪ . 120‬وق���د فعل اجمللس ذلك يف اس���تجابة‬ ‫لضغ���وط ش���ديدة م���ن ال���رأي الع���ام ح���ول‬ ‫وجود مس���ؤولني يف عهد القذايف السابق من‬ ‫بني أعضائها‪ ،‬وعودة كب���ار البريوقراطيني‬ ‫الس���ابقني‪ .‬ولك���ن ق���رارات جلن���ة النزاه���ة‬ ‫أث���ارت أيضا جدال س���اخنا‪ ،‬خاص���ة وأنها مل‬ ‫تكش���ف ع���ن أس���باب رف���ض أف���راد معينني‪.‬‬ ‫وبعض هؤالء جتاهلوا ببس���اطة القرار لعدة‬ ‫أش���هر‪ ،‬يف ح�ي�ن ُنقضت أح���كام أخ���رى من‬ ‫قبل حماكم اإلس���تئناف ‪. 121‬و من ناحية‬ ‫أخرى‪ ،‬فإن أنش���طة جلنة النزاهة‪ ،‬بالنس���بة‬ ‫للمعس���كر الث���وري‪ ،‬مل تذهب بعي���دا مبا فيه‬ ‫الكفاي���ة‪ ،‬ما أدّى إىل التح���ركات املذكورة‬ ‫آنف���ا حول متري���ر "قانون العزل السياس���ي"‪.‬‬ ‫وم���ع تطبي���ق القان���ون األخري ال���ذي اعتمد‬ ‫بتاريخ ‪ 5‬مايو ‪ ،2013‬س���يتم استبدال هيئة‬ ‫النزاهة‪ ،‬وس�ي�رأس أعضاؤه���ا املع ّينون هيئة‬ ‫تأسس���ت لكي ُتش���رف عل���ى تفعيل‬ ‫جدي���دة ّ‬ ‫القان���ون‪ .‬ومبوج���ب القانون‪ ،‬ف���إن جمموعة‬ ‫واس���عة من املس���ؤولني الس���ابقني سيمنعون‬ ‫من تو ّلي املناصب العامة واحلياة السياسية‪،‬‬ ‫أكثر مما أملته املعايري املستخدمة من قبل‬ ‫هيئ���ة النزاهة ‪-‬ال س��� ّيما أن القانون اجلديد‬ ‫ال جيعل اس���تثناءات للمس���ؤولني الس���ابقني‬ ‫الذي���ن انضم���وا إىل الثورة‪ .‬وم���ن املرجح أن‬ ‫ي���ؤدي ه���ذا اىل موج���ة م���ن الق���رارات ض���د‬ ‫أعضاء يف املؤمتر الوطين وغريهم من كبار‬ ‫املس���ؤولني‪ ،‬وأن يث�ي�ر املزي���د م���ن اخلالفات‪.‬‬ ‫ونظ���را إىل ع���دم إح���راز تق���دم يف النظ���ام‬ ‫القانوني‪ ،‬واملناقش���ات املط ّولة حول "اإلقصاء‬ ‫السياس���ي"‪ ،‬فقد بدأت الق���وى الراديكالية يف‬ ‫أخ���ذ األم���ور بأيديه���ا‪ ،‬خصوص���ا يف بنغازي‬ ‫ودرنة حيث العش���رات من أعضاء سابقني يف‬ ‫اإلستخبارات احملل ّية وجلان الق ّذايف الثورية‬ ‫وقع���وا ضحية ملوج���ة من اإلغتي���االت ‪122‬‬ ‫‪ .‬ويف بع���ض احل���االت‪ ،‬فإن ه���ذه اإلغتياالت‬ ‫رمبا كانت أعمال إنتقام ش���خصي ألعمال‬ ‫القم���ع عل���ى ي���د النظ���ام‪ ،‬واليت عان���ي منها‬ ‫اإلس�ل�اميون وغريهم من أعض���اء املعارضة‬ ‫يف الثمانينات والتسعينات من القرن املاضي‪،‬‬ ‫ويف ح���االت أخ���رى‪ ،‬م���ن احملتم���ل أن متثل‬ ‫التطه�ي�ر السياس���ي للمعس���كر الث���وري من‬ ‫جانب واحد‪ .‬ويرى املعسكر الثوري– خاصة‬ ‫اجلن���اح اإلس�ل�امي من���ه – يف ع���دم كفاية‬ ‫اإلجراءات ضد عناصر النظام الس���ابق‪ ،‬سببا‬ ‫رئيسا لعمليات القتل هذه‪ ،‬حبجة أن جمرد‬ ‫وجود مس���ؤولي النظام السابق من شأنه أن‬ ‫يفاق���م التو ّت���رات ‪ . 123‬وإن موجة عمليات‬ ‫اخلطف يف طرابل���س ومصراتة وغريها من‬ ‫امل���دن من���ذ أواخر ع���ام ‪ ، 2012‬تش�ي�ر أيضا‬ ‫إىل بداي���ة دورة إنتقام ّي���ة ‪ . 124‬يف حني أن‬ ‫بعض عمليات اإلختطاف هي بدافع الكس���ب‬ ‫اإلجرام���ي‪ ،‬وبعضها اآلخر يب���دو أنه يتعّلق‬ ‫مباش���رة بالبح���ث ع���ن األزالم أو القصاص‬

‫جلرائم ‪. 125‬‬ ‫وطامل���ا س���اد ه���ذا املن���اخ‪ ،‬وظّل���ت العملي���ة‬ ‫القضائية احملايدة مس���تحيلة‪ ،‬فإن املبادرات‬ ‫من أجل املصاحلة الوطنية ستكون حظوظها‬ ‫من النجاح قليلة‪.‬‬ ‫اهلوامش‪:‬‬ ‫‪ 109‬وفقا جملموعة األزم���ات الدولية‪ ،‬فإن‬ ‫س���بعة ألف ش���خص متهمني باإلرتباط مع‬ ‫للنظام الس���ابق‪ ،‬م���ا زال���وا حمتجزين‪ ،‬ومن‬ ‫بينه���م ثالث���ة آالف يف مراف���ق ه���ي رمسيا‬ ‫حت���ت س���يطرة الدولة (غالب���ا إمس ّيا فقط)‪.‬‬ ‫أنظر دراس���ة "احملاكمة اخلطأ‪ :‬العدالة يف‬ ‫مرحلة ما بعد القذايف يف ليبيا" (بروكس���ل‬ ‫‪.)2013‬‬ ‫‪ 110.‬أنظر"جرمي���ة قتل اجلن���رال يونس‪:‬‬

‫إما مالحقة‬ ‫‪" 113‬عائلة عبد الفتاح يونس‪ّ :‬‬ ‫جنائ ّي���ة ‪ -‬أو الث���أر "‪ ،‬قورين���ا‪ 5 ،‬ديس���مرب‬ ‫‪ .2012‬و ‪":‬مقتل رجل يف س���يارة مفخخة‪،‬‬ ‫حماول���ة إغتي���ال ألح���د اإلس�ل�اميني يف‬ ‫بنعازي"‪ ،‬ليبيا هريالد‪ 7 ،‬يناير ‪.2013‬‬ ‫‪ 114‬اجملل���س الوط�ن�ي اإلنتقال���ي يع�ّي�نّ‬ ‫جملس القضاء األعلى اجلديد بعد س���قوط‬ ‫النظ���ام؛ رئيس���ه هو رئي���س احملكم���ة العليا؛‬ ‫واالعضاء االخرون هم ‪ :‬النائب العام للدولة‬ ‫ورؤس���اء حماكم االستئناف‪ .‬مشروع قانون‬ ‫إعادة تنظيم السلطة القضائية‪ .‬ينظر موقع‬ ‫وزارة العدل‪.‬‬ ‫‪ 115‬قضاة ومستش���ارون مبحكمة بنغازي‬ ‫حياولون منع القانون إع���ادة تنظيم القضاء‬ ‫اللي�ب�ي "‪ ،‬املن���ارة‪ 17 ،‬أكتوب���ر ‪ ،2012‬و‬

‫مؤام���رة ضم���ن الدول���ة " ‪correspon d ،‬‬ ‫‪( ents.org‬باللغ���ة العربية)‪ 25 ،‬س���بتمرب‬ ‫‪ ،2012‬على شبكة االتصاالت العاملية‪.‬‬ ‫‪" 111‬املدع���ي الع���ام للدول���ة يكش���ف ع���ن‬ ‫أمساء املش���تبه فيه���م يف اغتيال عب���د الفتاح‬ ‫يون���س ومس���اعديه "‪ ،‬صحيف���ة برنيق‪28 ،‬‬ ‫نوفم�ب�ر ‪ ،2011‬و "التحقي���ق يف دور كب���ار‬ ‫قادة اجملل���س االنتقالي يف مقتل عبد الفتاح‬ ‫يون���س "‪ ،‬صحيفة الوطن الليبي���ة‪ 31 ،‬مايو‬ ‫‪ ،2012‬و"إغتيال مسؤول رمسي يف بنغازي‬ ‫عل���ى صلة باغتبال يونس"‪ ،‬ليبيا هريالد‪21 ،‬‬ ‫يونيو ‪.2012‬‬ ‫‪" 112‬قض ّي���ة عب���د الفتاح يون���س‪ :‬حمكمة‬ ‫ليب ّية تنس���حب وس���ط مش���اجرة ح���ول عبد‬ ‫اجللي���ل"‪ ،‬ب���ي ب���ي س���ي ني���وز‪ 20 ،‬ديس���مرب‬ ‫‪.2012‬‬

‫"القض���اة واملستش���ارون يف احملكم���ة العلي���ا‬ ‫وحماك���م االس���تئنافريفضون مش���روع‬ ‫قان���ون جمل���س القض���اء األعل���ى ع���ن إعادة‬ ‫تنظيم السلطة القضائية "‪ ،‬صحيفة الوطن‬ ‫الليب ّية‪ 18 ،‬نوفمرب ‪. .2012‬‬ ‫‪ 116‬مناقش���ة م���ع أس���تاذ القان���ون اهلادي‬ ‫بومحره‪ ،‬طرابلس‪ ،‬نوفمرب ‪.2012‬‬ ‫‪" 117‬الغرياني حيذر من التوسع الشيعي يف‬ ‫ليبيا‪ ،‬ويناقش عددا م���ن القضايا مع أعضاء‬ ‫يف املؤمت���ر الوط�ن�ي "‪ ،‬وكالةالتضامن‪28 ،‬‬ ‫أبريل ‪.2013‬‬ ‫‪ 118‬مناقشة مع صالح املرغين الذين عمل‬ ‫عل���ى مش���روع القان���ون‪ ،‬ث���م أصب���ح يف وقت‬ ‫الح���ق وزير العدل‪ ،‬طرابل���س‪ ،‬يونيو‪2012‬؛‬ ‫كما ينظ���ر القانون ‪ 17/2012‬من اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي "ح���ول حتدي���د مب���ادئ‬

‫‪09‬‬ ‫املصاحل���ة الوطني���ة و العدال���ة اإلنتقالية "‪،‬‬ ‫طرابلس‪ 26 ،‬فرباير ‪.2012‬‬ ‫‪ 119‬مناقشات مع أعضاء يف املؤمتر الوطين‪،‬‬ ‫طرابلس‪ ،‬أبريل ‪.2013‬‬ ‫‪ 120‬االس���م الكام���ل ه���و "اهليئ���ة العلي���ا‬ ‫لتطبيق معايري النزاهة والوطنية "‪ ،‬واهليئة‬ ‫ب���دأت العم���ل يف أبري���ل ‪ .2012‬اطل���ع على‬ ‫القانون املختص رقم‪ 26/2012‬الصادرعن‬ ‫اجملل���س الوط�ن�ي االنتقال���ي‪ ،‬طرابل���س‪4 ،‬‬ ‫أبري���ل ‪2012‬؛ "اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي‬ ‫حيدّد معايري النزاهة لتعيينات املسؤولني يف‬ ‫الدولة "‪ ،‬املنارة‪ 17 ،‬ديسمرب ‪.2011‬‬ ‫‪" 121‬بي���ان هليئ���ة تنفي���ذ معاي�ي�ر النزاهة‬ ‫والوطني���ة‪ :‬بعض الق���رارات جيري جتاهلها‬ ‫"‪ ،‬املنارة‪ 1 ،‬يونيو ‪.2012‬‬ ‫‪ 122‬احلوادث كثرية جدا ويتعذر إدراجها‬ ‫بالتفصي���ل‪ .‬بع���ض األمثل���ة‪" :‬يف بنغ���ازي‬ ‫انفجار س���يارة ملغومة يقتل القائد الس���ابق‬ ‫لإلس���تخبارات احملل ّي���ة "‪ ،‬قورين���ا‪ 13 ،‬يونيو‬ ‫‪،2012‬؛ و "مقت���ل ضاب���ط خماب���رات عالي‬ ‫الرتب���ة‪ ،‬و إصاب���ة الثان���ي يف انفجار س���يارة‬ ‫مفخخ���ة ببنغ���ازي"‪ ،‬قورين���ا‪ 3 ،‬س���بتمرب‬ ‫‪ .2012‬و "إطالق النار على عضو س���ابق يف‬ ‫جهاز االستخبارات احملايّة يف درنه "‪ ،‬وكالة‬ ‫التضامن‪ 5 ،‬س���بتمرب ‪2012‬؛ و "إغتيال قائد‬ ‫اللج���ان الثوريّ���ة يف درن���ه"‪ ،‬التضام���ن‪31 ،‬‬ ‫أكتوب���ر ‪2012‬؛ و "إغتي���ال الل���واء املتقاعد‬ ‫عب���د الكريم الورفل���ي "‪ ،‬وكالة التضامن‪6 ،‬‬ ‫نوفم�ب�ر ‪،2012‬؛ و "بنغازي‪ :‬هجمات جديدة‬ ‫تس���تهدف امواطنني لديهم اتصاالت جبهاز‬ ‫إس���تخبارات الق���ذايف الداخلي���ة"‪ ،‬املن���ارة‪8 ،‬‬ ‫نوفم�ب�ر‪ ،2012‬و "إغتي���ال رئي���س اللج���ان‬ ‫الثوري���ة يف درن���ه"‪ ،‬وكال���ة التضام���ن‪19 ،‬‬ ‫ديس���مرب ‪2012‬؛ و "إغتيال عقيد يف مديرية‬ ‫أمن بنغازي"‪ ،‬التضامن‪ 8 ،‬أبريل ‪.2013‬‬ ‫‪ 123‬ص ّرح عضو سابق يف كتيبة إسالم ّية‬ ‫يف بنغ���ازي مبا يلي‪" :‬جيب أن خيتفي أعضاء‬ ‫األجه���زة األمني���ة الس���ابقة‪ .‬إنه���م قتل���ة‪ ،‬و‬ ‫وجوده���م زعزع���ة لإلس���تقرار‪ .‬حن���ن يف‬ ‫حاج���ة إىل الع���زل السياس���ي‪،‬وبعد ذلك يتم‬ ‫إيق���اف القت���ل“‪ .‬حس���ب مناقش���ة ج���رت يف‬ ‫نوفم�ب�ر ‪ .2012‬وحل���زب العدال���ة و البن���اء‬ ‫وجه���ة نظ���ر مماثل���ة إذ يقول‪ " :‬مش���اركة‬ ‫أعضاء النظام الس���ابق ايف العملية السياسية‬ ‫يعطل اإلمجاع الوطين "‪ ،‬املنارة ‪ 12‬ديس���مرب‬ ‫‪.2012‬‬ ‫‪ 124‬أنظ���ر دراس���ة " احملاكم���ة اخلط���أ (‬ ‫احلاشية ‪.)109‬‬ ‫‪ 125‬وأوض���ح قي���ادي يف اللجن���ة األمن ّي���ة‬ ‫العلي���ا طرابلس إن عمليات اخلطف ترتبط‬ ‫مباش���رة باإلف���راج ع���ن أعض���اء س���ابقني يف‬ ‫جي���ش القذايف‪ ،‬وق���ال "يف الش���هور اليت تلت‬ ‫سقوط طرابلس‪،‬ألقينا القبض على العديد‬ ‫م���ن كتائ���ب الق���ذايف وأعض���اء خمايرات���ه‪.‬‬ ‫وعندم���ا س���ّلمناهم إىل املدّع���ي الع���ام ‪ ،‬مت‬ ‫اإلف���راج عنهم ف���ورا دون حتى دون النظر يف‬ ‫مل ّفاته���م‪ ،‬وذل���ك ألن الطريقة ال�ت�ي مت بها‬ ‫القب���ض عليهم اعت�ب�رت غري قانون ّي���ة‪ .‬وقد‬ ‫خلق هذا إستياء عميقا جتاه نظام العدالة‪ .‬و‬ ‫قد حاولنا إعتقاهلم رمسيا مرة أخرى‪ ،‬ولكن‬ ‫قيل لنا من قبل وزارة الداخلية إن الش���رطة‬ ‫فق���ط ميكن ان نفعل ذلك‪ .‬غري أن الش���رطة‬ ‫بطبيع���ة احل���ال‪،‬مل تفعل ألنه���ا خائفة‪ .‬وقد‬ ‫أدى ذل���ك إىل موج���ة من عملي���ات اخلطف‬ ‫"‪.‬مناقشة‪ ،‬طرابلس‪ ،‬أبريل ‪.2013‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫من الشعر الكندي املعاصر‬

‫الـليـل‬

‫آن هـيبـري‬ ‫ترمجة ‪ :‬ساسي محام‬ ‫هذا الـليـل‬ ‫سكونه‬ ‫يلفين‬ ‫مثل تيارات مائية عميقة‬ ‫أمتدد يف جوف املاء األزرق الساكن‬ ‫فأمسع قليب‬ ‫يضيء وينطفئ‬ ‫مثل منارة‬ ‫إيقاع أخرس‬ ‫شفرة سرية‬ ‫أنا عاجزة عن فهم هذا الغموض‬ ‫عند كل ملعة ضوء‬ ‫أغمض عيين‬ ‫ليتواصل الليل‬ ‫ليدوم هذا الصمت‬ ‫حيث أغرق‬ ‫الـثلج‬ ‫الـثلـج يدعـونا للحلم‬ ‫على سهول شاسعة‬ ‫دون آثار أوألـوان‬ ‫لتسـهر يا قـلبـي‬ ‫فـالـثلج يسـرجـنـا‬ ‫على جــياد من زبـد‬ ‫معلنا الطفولة املتوجة‬ ‫الثلج يدفعنا اىل أعماق البحار‬ ‫يف حلـم‬ ‫ناشرا كل األشرعة‬ ‫الثـلج يلقينا يف أجواء سحرية‬ ‫بياض ممتد‬ ‫رياش لينة‬ ‫مـدى رؤيـة هذا العصفـور‬ ‫قليب‬ ‫خيوط من نار حتت سعف من جليد‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•آن هيبري ش���اعرة وروائية وقاصة وسيناريست‬ ‫كندي���ة ول���دت يف ‪1‬أوت ‪ 1916‬بقري���ة تبع���د‬ ‫‪ 35‬كل���م ع���ن كيبيك أي���ن واصل���ت تعليمها‪.‬‬ ‫ب���دأت تنش���ر قصائده���ا س���نة ‪ 1939‬ومل تنقطع‬ ‫عن النش���ر اىل أن توفيت ي���وم ‪ 22‬جانفي ‪2000‬‬ ‫‪ .‬ونش���رت ع���دة جمموع���ات ش���عرية ورواي���ات‬ ‫وجمموع���ات قصصي���ة ونال���ت ع���دة جوائ���ز من‬ ‫كندا وفرنسا‪.‬‬

‫هكذا‪..‬أنت‪..‬أحلي‪......‬‬ ‫فارس برطوع‬ ‫هكذا يصفح عنك‬ ‫هذا املهزوم‬ ‫واهب العشق والرؤى‬ ‫مغدق ري‬ ‫زهور موشكة الذبول‬ ‫من تبكيه نظرة احلزن‬ ‫يف عيون البسطاء‬ ‫ومن اكتشف مؤخرا‬ ‫أنه أدار ظهره لألحبة‬ ‫هكذا سأنفذ‬ ‫عرب وجنتيك‬ ‫حبقائب ذاكرتي‬ ‫املنتفخة‬ ‫بدراما املشهد‬ ‫ومرارة الدهشة‬ ‫لسقف مل ميهل‬ ‫تواضع أمنيات‬ ‫أُ ُسر باخلري*‬ ‫غابات حترتق‬ ‫حبرفية‬ ‫موانيء تلفظ حبارة‬ ‫ال يعودون‬ ‫َّ‬ ‫مالح ال يتعثر‬ ‫إال يف مهابط الوطن‬ ‫علميين‬ ‫كيف أعود‬ ‫قرمانلي صغري‬ ‫يستبد باألبهات‬ ‫يكابر بعظمة محاقته‬ ‫ال يأبه باألحالم الضائعة‬ ‫و بعزلته حني تصبح‬ ‫مثن أيام بال ضعف‬

‫متاح للجميع‬ ‫متعدد األمزجة‬ ‫قانع بشهادة خربة‬ ‫يف القوي العاملة‬ ‫أخبئ خيبيت‬ ‫وراء دخان رديء‬ ‫شراب مغشوش‬ ‫و صرخة حممومة‬ ‫يف املدرجات‬ ‫تطالب بإنصاف‬ ‫النادي األفريقي‬ ‫متجاهال‬ ‫الشارع الثمل‬ ‫بضجيج شب‬ ‫يف اجلهل‬ ‫وبوسرتات أحزاب‬ ‫تعوض الدكتاتورية‬ ‫أفواه تغتال احلياة‬ ‫بضائع مهربة‬ ‫أرصفة لبيع‬ ‫الرصاص الرخيص‬ ‫هكذا سأغلق‬ ‫شرفات االنتظار‬ ‫وأصغي لصمت‬ ‫يصدح يف أعماقي‬ ‫تغريدة أخرى‬ ‫إشرقة أخرى‬ ‫لنطفئ‬ ‫هذا الليل‪.‬‬ ‫‪................‬‬ ‫*أحد أحياء طرابلس‬

‫موت بطئ‪............‬‬ ‫إىل أرواح الشرفاء القتلى غدراً‬ ‫عبد املنصف احلصادي‬

‫يبهت احلرف يف الذاكرة‬ ‫وتش���يخ الكلمات اليافعة من خوف الغد‬ ‫اجملهول‬ ‫والطلقة الغادرة‬ ‫ومتتهن الروح‬ ‫ال معنى للون والكلمات‬ ‫وتصري الفتوى حبرمة اللحن مشاع‬ ‫ل���كل عاب���ر ميتطيه���ا من دون س���رج أو‬ ‫هوية‬ ‫تطاردن���ا اللعنات وحتاصرنا عند حدود‬ ‫التذكر يف حميط كان السافرة‬ ‫وأخواتها احملجبات‬ ‫وتعل���ن التكبريات الواف���دة كفرنا أمام‬ ‫املساجد ويف الصلوات‬ ‫هل اهلل ترك أمرنا هلم‬ ‫سبحانه الذي خلق ‪.‬‬ ‫روحنا ماتت يف كل شيء‬ ‫ومات كل شيء فينا‬ ‫مل يعد يف العزاء موعظة‬

‫ألن املوت صار باجملان‬ ‫بطلقة متوت‬ ‫وحينها يقول أخر‬ ‫فالن"ميت ميت "‬ ‫كأن يقول يوماً ما سيموت‬

‫وغريه يقول سيبعث على نيته‬ ‫بينما يقول األخر نهاية طاغوت‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫درنة ‪2013/9/24 -‬‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫احملرر املسؤول ‪:‬‬ ‫بدرالدين الورفلي‬

‫العدد الثاني‬

‫عشر سنوات يف بالط طرابلس‬ ‫اجلزء األول ‪:‬‬ ‫إذا جعل���ت البح���ر و ق���وس ماركوس‬ ‫وراء ظه���رك متجه���ا حن���و ش���ارع‬ ‫األكواش واحلارة الكبرية ستجد بعد‬ ‫أمتار قليلة مبن���ى قدميا على شمِ الك‬ ‫‪ ،‬يدع���ى الي���وم ‪ :‬بيت نوجي���ي للثقافة‬ ‫‪ ،‬ه���ذا املبن���ى ه���و امل���كان الذي عاش���ت‬ ‫في���ه الكاتب���ة ‪ -‬أخ���ت ريتش���ارد توللي‬ ‫( القنص���ل اإلجنلي���زي يف طرابل���س )‬ ‫ك���ر يف مقدمة الطبعة األوىل‬ ‫كما ُذ ِ‬ ‫عام ‪ ، 1816‬أو أخت زوجته كما ذكر‬ ‫يف الطبع���ات التالية ‪ -‬أثناء إقامتها مع‬ ‫ريتشارد ‪ ،‬ويسميها املعرب مس توللي‬ ‫‪ ،‬وس���نتكلم يف أج���زاء متتالي���ة ع���ن‬ ‫رس���ائلها ح���ول طرابلس طوال عش���ر‬ ‫سنني ؛ بني ‪ 1783‬و ‪. 1793‬‬ ‫الغريب يف ه���ذا الكتاب الذي بني ّ‬ ‫يدي‬ ‫ وه���و م���ن مطبوع���ات دار الفرجاني‬‫يف تاريخ غ�ي�ر مذكور يف الكتاب رغم‬ ‫أن���ه حديث الطباعة وبيعت نس���خه يف‬ ‫مع���رض الكتاب األخري قب���ل أيام ‪ -‬أنه‬ ‫كت���اب غ�ي�ر حمق���ق ‪ ،‬فال تس���تطيع‬ ‫أن تع���رف م���ن هو عم���ر الدي���راوي ‪-‬‬ ‫ناقل���ه إىل العربية ‪ -‬من���ه ‪ ،‬وال حياول‬ ‫اإلجاب���ة عن حقيقة قرابة مس توللي‬ ‫وريتش���ارد توللي ‪ ،‬وال من هو س���يتون‬ ‫دي���ردن الذي اس��� ُتهل الكت���اب بتمهيد‬ ‫منس���وب إليه ويذك���ر أن���ه َ‬ ‫ك َت َبه يف‬ ‫بغداد ‪ ،‬وال م���ن َ‬ ‫ك َت َب مقدمة الطبعة‬ ‫األوىل ال�ت�ي ال نع���رف ‪ -‬م���ن مطالعة‬ ‫الكت���اب ‪ -‬إال أنها كتب���ت يف لندن عام‬ ‫‪. 1816‬‬ ‫حبثت عن عم���ر الديراوي يف " جوجل‬ ‫" ف���إذا هو مؤرخ فلس���طيين ولد يف دير‬ ‫اس���تيا جنوبي غرب نابل���س ‪ ،‬عام ‪١٩٢٨‬‬ ‫‪ ،‬وكان امس���ه عمران أب���و حجلة ‪ ،‬ثم‬ ‫مسى نفس���ه عمر الديراوي بعد نكبة‬ ‫فلس���طني ‪ ،‬نس���بة إىل م���كان مول���ده ‪.‬‬ ‫وليس هناك اتفاق يف هذه املواقع على‬ ‫تاري���خ ترجمَ َ ت���ه هل���ذا الكت���اب ‪ ،‬فنجد‬ ‫التاريخ عام ‪ 1964‬ت���ارة ‪ ،‬وجنده عام‬ ‫‪ 1965‬تارة أخرى ‪.‬‬ ‫ويثبت موقع مؤسسة القدس للثقافة‬ ‫والرتاث ألب���ي حجلة ترمجة كتابني‬ ‫آخري���ن عن ليبيا ‪ " :‬مع���ارك طرابلس‬ ‫" جليلني تكر وهو عن حرب الس���نوات‬ ‫األربع���ة ب�ي�ن األس���طول األمريك���ي‬ ‫ووالي���ة طرابلس ‪ ،‬و" السنوس���يون يف‬ ‫برق���ة " إليفان���ز بريتش���ارد ‪ ،‬ويق���ول‬ ‫موق���ع اجلبهة الدميقراطية للس�ل�ام‬ ‫واملساواة أن هذا الكتاب أحرق يف ليبيا‬ ‫بع���د س���بتمرب ‪ 1969‬ومل تت���م إع���ادة‬ ‫طبع���ه وقد تويف الدي���راوي يف نوفمرب‬ ‫م���ن عام ‪ . 2007‬مل أجد ش���يئا يفس���ر‬ ‫اهتم���ام ه���ذا الكاتب بليبي���ا بني عامي‬

‫‪ 64‬و ‪ 67‬إال أن���ه ‪ -‬باس���تقراء قائم���ة‬ ‫الكت���ب ال�ت�ي ترمجه���ا ‪ -‬كان قومي���ا ‪،‬‬ ‫خيدم بهذه األعمال جزءا من " الوطن‬ ‫العربي الكبري " الذي يؤمن بوجوده ‪.‬‬ ‫ه���ذا م���ا خي���ص املرتج���م ‪ ،‬فم���ن هو "‬ ‫سيتون ديردن " صاحب التمهيد الذي‬ ‫يقول عن مس توللي ‪:‬‬ ‫واحل���ق أن املرك���ز الذي وج���دت فيه‬ ‫م���س تولل���ي هل���و م���كان رائ���ع جلمع‬ ‫املعلومات ‪ ،‬فقد كان���ت دار القنصلية‬ ‫مرك���زا الس���تقبال الزائري���ن م���ن‬ ‫مجيع الفئات ‪ ،‬وم���ن وظيفة القنصل‬

‫أن يظ���ل على اط�ل�اع متصل مبجرى‬ ‫األحداث يف املدينة ‪ ،‬فهل هناك أيس���ر‬ ‫على امرأة تتصرف بوقتها كما تش���اء‬ ‫من أن تظل تس���تمع إىل حديث ونوادر‬ ‫صديقاتها العربيات وثرثرة اخلدم ؟‬ ‫ال جييب أي جزء من الكتاب عن ذلك ‪.‬‬ ‫أم���ا العي���ب األك�ب�ر يف الكت���اب ‪ ،‬فهو‬ ‫كتابة اس���م " ريتش���ارد تولل���ي " على‬ ‫غالفه ‪ ،‬وقد اطلعنا على صورة غالف‬ ‫طبع���ة " الناش���رون دارف احمل���دودة ‪،‬‬ ‫لندن ‪ ،‬اململكة املتحدة " س���نة ‪، 1984‬‬ ‫فوجدنا اسم ريتشارد توللي كذلك !‬

‫وال يذك���ر الكت���اب الش���خص ال���ذي‬ ‫أرس���لت إليه هذه الرسائل اليت كانت‬ ‫يومي���ات غ�ي�ر منتظم���ة ‪ ،‬فل���م ُتكت���ب‬ ‫كل يوم ‪ ،‬وليس���ت بني توارخيها ثبات‬ ‫مط���رد ‪ ،‬فقد يتباعد ما بني التارخيني‬ ‫وقد يتقارب ‪.‬‬ ‫جتري معظم أح���داث الكتاب يف فرتة‬ ‫والي���ة علي باش���ا الق���ره مانل���ي الذي‬ ‫حكم بني عامي ‪ 1754‬و ‪. 1793‬‬ ‫وبذلك فإن مس توللي تشهد الطاعون‬ ‫الفظي���ع ال���ذي أصاب طرابلس س���نة‬ ‫‪ ، 1785‬وهو الذي قتل يف أشد فرتاته‬ ‫ض���راوة أكثر من ‪ 1100‬ش���خص يف‬ ‫يوم واح���د كما يذكر كونس���تازيو‬ ‫برني���ا يف كتبه " طرابل���س بني عامي‬ ‫‪ 1510‬و ‪ ، "1850‬وجن���د أث���ر ذل���ك‬ ‫واضحا يف رس���ائل تولل���ي حبيث تغدو‬ ‫مص���درا عظيما من مص���ادر تفاصيل‬ ‫ه���ذا الوب���اء ‪ ،‬نلم���س فيه���ا اجلان���ب‬ ‫اإلنس���اني واالجتماع���ي ال���ذي كانت‬ ‫تراقب���ه وتكتب عنه ‪ ،‬وكذلك ش���هدت‬ ‫ثورة سيف النصر زعيم أوالد سليمان‬ ‫على س���لطة الوالي���ة ‪ ،‬والقض���اء على‬ ‫َ‬ ‫وتن���ازل علي باش���ا عن‬ ‫ه���ذه الث���ورة ‪،‬‬ ‫احلك���م البنه األكرب حس���ن ب���ي ‪ ،‬ثم‬ ‫تش���هد توللي تلك احملنة اليت تعرضت‬ ‫هل���ا العائل���ة الق���ره مانلي���ة ملجئ���ة‬ ‫إياه���ا إىل اهلج���رة إىل تونس ‪ ،‬بس���بب‬ ‫ختلص يوس���ف ابن‬ ‫األحداث اليت تلت‬ ‫َ‬ ‫علي األصغر من أخيه األكرب حس���ن‬ ‫ب���ي ع���ام ‪ ، 1790‬وه���و م���ا س���تحكيه‬ ‫بالتفصي���ل ‪ ،‬وس���تعود األس���رة الق���ره‬ ‫مانلية لتحكم ليبيا س���نة ‪ ١٧٩٥‬يعتلي‬ ‫س���دتها يوسف باش���ا ‪ ،‬بعد أن يستولي‬ ‫عليها علي برغل وحيكمها بقسوة بني‬ ‫عام���ي ‪ 1793‬و ‪ ، 1795‬ولكن بعد أن‬ ‫تغ���ادر توللي البالد فال يش���هد الكتاب‬ ‫عل���ى يوم واحد من فرتة حكم يوس���ف‬ ‫باشا ‪ ،‬أو س���يدي يوسف كما تسميته‬ ‫يف الكتاب ‪.‬‬ ‫الكت���اب ممت���ع ويص���ور تل���ك الف�ت�رة‬ ‫تصوي���را أس���لوبه ش���بيه بأس���اليب‬ ‫الروائي�ي�ن ‪ ،‬إذ أن في���ه تركي���زا على‬ ‫التفاصي���ل ‪ ،‬ولك���ن يعي���ب الكت���اب يف‬ ‫طبعته ه���ذه أن���ه يفتق���ر إىل تفصيل‬ ‫األماكن ال�ت�ي تذكرها توللي ‪ ،‬وهي‬

‫تذك���ر قدرا ال ب���أس به من املس���اجد‬ ‫والزوايا ومعابد غري املسلمني واألزقة‬ ‫والش���وارع واألسواق ‪ ،‬وتذكر كذلك‬ ‫أعالم���ا يعي���ب الكت���اب ع���دم وج���ود‬ ‫هام���ش يرتجم هل���م تراجم خمتصرة‬ ‫‪ ،‬وال يس���تثنى م���ن ذل���ك حت���ى كبار‬ ‫ش���خصيات الكت���اب ‪ ،‬وال نلوم املعرب ‪-‬‬ ‫خاص���ة يف ما خيص األماك���ن ‪ -‬فهو‬ ‫فلس���طيين مل يع���ش يف طرابلس ‪ ،‬بل‬ ‫نل���وم الكتاب الليبي�ي�ن الذي وضع بني‬ ‫أيديهم هذا املصنف التارخيي اخلطري‬ ‫‪ ،‬فلم يهتم���وا بتحقيق���ه ‪ ،‬اللهم إال إن‬ ‫كان للكت���اب طبعات أخرى حمققة ‪،‬‬ ‫وهنا أس���تغرب عدم استعانة الدار اليت‬ ‫طبع���ت الكتاب هذه الطبع���ة احلديثة‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫ه���ذه مقدمة مل���ا سنس���تمده م���ن هذا‬ ‫الكت���اب يف الفص���ول التالي���ة لتكوي���ن‬ ‫ص���ورة واضحة ع���ن طرابلس يف تلك‬ ‫الف�ت�رة ‪ ،‬س���نتكلم فيها ع���ن األماكن‬ ‫والع���ادات واملناس���بات والطق���وس‬ ‫واألع�ل�ام واملبان���ي ال�ت�ي يذكره���ا ‪،‬‬ ‫وس���نحاول ‪ -‬ق���د َر اإلم���كان ‪ -‬إزال���ة‬ ‫الغم���وض ع���ن بعض مواض���ع الكتاب‬ ‫مس���تعينني بكتب أخ���رى ‪ ،‬أو بروايات‬ ‫ش���فهية ع���ن بعض كب���ار الس���ن ‪ ،‬أو‬ ‫مبعرفتن���ا اليس�ي�رة بطرابل���س وه���ي‬ ‫عل���ى حاهلا هذا ‪ ،‬وفيه���ا كثري مما مل‬ ‫تغ�ي�ره األيام ال�ت�ي تلت تل���ك احلقبة ‪.‬‬ ‫ولن يكون هذا عم�ل�ا كبريا وال إتيانا‬ ‫جبدي���د ‪ ،‬ب���ل هو ‪ -‬يف أحس���ن أحواله ‪-‬‬ ‫مج���ع ملا تفرق ب�ي�ن الكتب ال�ت�ي ألفت‬ ‫بع���د ه���ذا الكت���اب وترمج���ت وحققت‬ ‫وش���رحت ‪ ،‬خصوص���ا يومي���ات الفقيه‬ ‫حس���ن واحلوليات الليبية لشارل فريو‬ ‫‪ ،‬ومل يك���ن األول حقق بعد ‪ ،‬وال ترجم‬ ‫الثاني عن الفرنس���ية ‪ ،‬يف الس���نة اليت‬ ‫ترجم فيها الديراوي عش���ر سنوات يف‬ ‫بالط طرابلس‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ع���ن كتاب ‪ :‬عش���ر س���نوات يف بالط‬ ‫طرابلس‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫دار الن��ور للطباع��ة يف بنغ��ازي هي إحدى‬ ‫األنش��طة اإلعالمي��ة و الطباعية اليت ال‬ ‫غنى عنه��ا يف طباعة الصح��ف واجملاالت‬ ‫والكت��ب املدرس��ية ودورات املس��تندية‬ ‫للمؤسس��ات والش��ركات واملنظم��ات‬ ‫الس��تمرارها يف عملها وأدائها لرسالتها‪.‬‬ ‫دار الن��ور فن يتطور تطوراً ذاتي ًا بالتطور‬ ‫التق�ني ال��ذي نصل علي��ه ‪ ،‬فم��ع التطور‬ ‫الكب�ير الذي احدثته احلواس��يب يف عامل‬ ‫الطباعة الي��وم ‪ ،‬انعكس ذلك بدوره على‬ ‫ع��امل الدعاي��ة و االع�لان ويف دار الن��ور‬ ‫فنح��ن لي��س الوحدي��ن ولكنن��ا األفض��ل‬

‫‪12‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫مكتبة التلميذ ‪ -‬ابوس���ليم طرابلس نورى دخيل ‪ -‬ميزران طرابلس (‪ )41‬س���وق زقالم طرابلس املكتبة العربية طرابلس (‪) 42‬سوق القماطي‬ ‫طرابل���س مكتب���ة أفريقيا طرابلس (‪ ) 43‬س���وق بدر طرابلس ناصر اللموش���ى طرابلس ‪ - 44‬كش���ك احلديقة طرابلس حممد امليس���اوى ‪-‬‬ ‫ميزران طرابلس‪ - 45 -‬كش���ك دياب مطار طرابلس مكتبة املقرى طرابلس‪ - 46 -‬كش���ك الطيب مطار طرابلس مكتبة اجلس���ر طرابلس‬ ‫‪ - -47‬مكتب���ة املهن���دس جن���زور مكتبة املنارة طرابلس‪ - 48 -‬مكتبة أمحد قنابة الزاوية املعارف ش���ارع الزاوية طرابلس‪ - 49 -‬مكتبة األمل‬ ‫صرباتة وليد خمتار طرابلس ‪ - -50‬كتبة سندس زوارة كشك جامع الصقع طرابلس‪ - 51 -‬مكتبة التلميذ اجنيلة كشك اجلوازات‬ ‫طرابل���س ‪ 52‬مكتب���ة الن���ور العجيالت مكتب���ة ذات العماد طرابلس ‪ - -53‬مكتبة الراش���دى الق���ره بوللي مكتبة‬ ‫املختار‪-‬الظه���رة طرابل���س ‪ 54‬مكتبة أب���و طالب قصر األخيار مكتب���ة املختار‪ -‬بنى عاش���ور طرابلس ‪- -55‬‬ ‫مكتب���ة اخلم���س اخلمس مكتبة املختار ‪-‬الربج طرابلس ‪ 56‬مكتبة أويا زلينت كش���ك املختار طرابلس ‪57‬‬ ‫مكتبة أم النخيل زلينت كش���ك س���وق اجلمعة طرابلس ‪ 58‬مكتبة بن محودة زلينت مصوراتي الش���رقية‬ ‫طرابلس ‪ 59‬مكتبة زلينت الش���عبية زلينت مكتبة الوس���يلة ‪ -‬عرادة طرابلس ‪ 60‬مكتبة الشعب مصراتة‬ ‫مكتبة العامرى ‪ -‬أبوس���ليم طرابلس ‪ 61‬اجلعيدى مصراتة كش���ك فندق الس���رايا طرابلس ‪ 62‬يوسف‬ ‫الش���اوش مصراتة اونيس ‪ -‬بنى عاش���ور طرابلس ‪ 63‬س���عد كحيل قصربن غش�ي�ر عبدالس�ل�ام خمتار‬ ‫طرابل���س ‪ 64‬مكتب���ة القل���م بين وليد حممد مس���عود طرابلس ‪ 65‬قاع���ة ليبيا ‪ -‬ترهون���ة ترهونة املختار‬ ‫ح���ى األندلس طرابل���س ‪ 66‬مكتبة االحت���اد غريان خالد عبدالس�ل�ام طرابلس ‪ 67‬مكتبة الش���املة غريان‬ ‫حممد اللموش���ى طرابلس ‪ 68‬مكتبة يفرن يفرن مكتبة أريج طرابلس ‪ 69‬مكتبة الشاطى سبها مكتبة النصر‬ ‫طرابلس ‪ 70‬مكتبة أفريقيا س���بها مكتبة أريج ‪ -‬احلش���ان طرابلس ‪ 71‬مكتبة مرزق مرزق مكتبة احلشان طرابلس‬ ‫كشك الغزالة طرابلس مكتبة السراج طرابلس ‪ -‬مكتبة فندق باب البحر طرابلس ‪ -‬مكتبة املختار ‪ -‬ابو سليم طرابلس‬ ‫مالحظة ‪:‬‬

‫كشف بقائمة ملراكز التوزيع لشركة املختار ‪ -‬هنا ميكنك احلصول من نسختك من جريدة ميادين‬ ‫مكتبة املعارف طرابلس (‪ -)39‬كشك مستشفى اخلضراء طرابلس ‪ -‬مكتبة اإلحتاد العربي طرابلس (‪)40‬‬

‫شركة املختار للخدمات اإلعالمية‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪-2 29‬‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر ‪4‬‬ ‫‪)59‬‬‫‪129‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر ‪4‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪ 26‬ـ(‬ ‫‪- )( -(129‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫مؤسسة املستقبل‬ ‫مؤسس��ة املس��تقبل هي مؤسس��ة دولية غري حكومية و غ�ير هادفة للربح‬ ‫مس��جلة لدى وزارة الثقافة و اجملتمع املدن��ي يف ليبيا حتت رقم (‪.)32‬‬ ‫تهدف املؤسسة اىل دعم مبادرات منظمات اجملتمع املدني يف دول الشرق‬ ‫األوسط ومشال افريقيا‪.‬‬ ‫عمال بالتش��ريعات و القوانني املعمول بها يف الدولة الليبية و بالتعاون و‬ ‫التشاور مع وزارة الثقافة و اجملتمع املدني الليبية تعلن مؤسسة املستقبل‬ ‫عن دعمها اللوجسيت الكامل إىل‪:‬‬ ‫منظمة األمان ملناهضة التمييز العنصري‬ ‫واملسجلة لدى وزارة الثقافة واجملتمع املدني بتاريخ ‪2.10.2011‬‬ ‫لتنفيذ مشروع ملدة أربعة أشهر بعنوان‪:‬‬

‫( توعية شباب أقلية التبو حبقهم يف دسرتت القوانني‬ ‫املناهضة للتمييز العنصري )‬ ‫بهدف معاجلة إش��كالية قلة وعي ش��باب أقلية التبو حبقهم يف دس�ترت‬ ‫القوانني املناهضة لتمييز العنصري يف منطقة مرزق‪.‬‬ ‫ملزيد من املعلومات يرجى مراسلتنا على‪:‬‬ ‫‪grants@foundationforfuture.org‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫معزوفة احلنث‬ ‫عبد الرمحن شلقم‬

‫أمل تشبع من الكالم؟‬ ‫مذ ب���دأت َّ‬ ‫تعد احل���روف بأصابع يدي���ك ‪،‬وتكيل‬ ‫القول مبي���زان اهلواء‪ ،‬وحتلف واضعاً يديك على‬ ‫املصح���ف ‪،‬أن تكتب اس���م الوطن خب���ط الرقعة‪،‬‬ ‫وأن حتاف���ظ عل���ى ال�ت�راب‪ ،‬أن تع���ض عل���ى نور‬ ‫الش���رف بالنواجد‪ .‬هل تذك���ر؟‪ .‬مذ ذاك خرمت‬ ‫جب���ل الكالم‪ ،‬ف���اح م���ن الثقب خ���وار‪ .‬مل تصمت‬ ‫عندم���ا عزف���ت جوق���ة البخ���ور نش���يد الرفع���ة‪.‬‬ ‫همس���ت ش���فتاك‪ .‬كان���ت أذن���اك يف رأس آخ���ر‬ ‫‪،‬وقلبك يف اجليب األمين ‪.‬هل تذكر ؟‪.‬‬ ‫عند أراد الضحى جذب الدراويش ‪،‬ضحك الضوء‬ ‫‪،‬أنت متخض البخور‪ ،‬وترفع يديك بالدعاء‪ .‬ماذا‬ ‫قلت؟‪ .‬هل تذكر ؟‪.‬‬ ‫كان الدع���اء س���لم الرم���اد‪ ،‬ومعزوف���ة الظ�ل�ام‬ ‫األج�ي�ر‪ .‬الن���ار مس���بحة خب���ور الق���ول‪ .‬ت���روي‬ ‫ش���هقات اخل���روج لألوث���ان وتفتح ثق���ب اخلواء‬ ‫يف ع���ام الزيت‪.‬كانت محلة القس���م‪ .‬س���ال كل‬ ‫شئ‪.‬غيض الوطن‪ .‬طفح القول ‪.‬‬ ‫يف ع���ام ال�ت�راب ‪،‬غاص���ت الباخ���رة يف الرب���ع‬ ‫اخلال���ي ‪،‬أُصيبت حروف القس���م بالس���ل ‪،‬محلت‬ ‫الص���دور أثقاهلا ‪،‬إكتض النفق األخضر بفروج‬ ‫األش���باح‪،‬مدَّت أل ِعَّن ُة حباهل���ا‪ .‬كان النفق أطول‪.‬‬ ‫الليل نس���ي مكانه ‪،‬نام حتت حائط النفق‪ .‬غاص‬ ‫القمر يف أجملرة التائهة‪ ،‬واس���توى على الطوفان‬ ‫َ‬ ‫ربطت حرف ــ ألباء‬ ‫اخلواء‪ .‬هل تذك���ر ؟‪ .‬عندما‬ ‫َ‬ ‫‪،‬وغطيت ح���رف ــ الراء ـ���ـ بعباءة‬ ‫ـ���ـ حببل الش���عر‬ ‫اجلاري���ة‪ ،‬رشش���ت الرتاب ف���وق ــ قل ـ���ـ ‪ .‬عصرت‬ ‫صديد املومياء يف أنف أالس���م فانفج���ر التاريخ‪.‬‬ ‫هل تذكر؟!‪.‬‬ ‫جتمد قطيع األيام‪ .‬رؤوس���ه حجارة من سيوف‬ ‫تش���ع‪ ،‬املعزوف���ة حافي���ة القدمني ‪.‬ل���ن تركض‬ ‫ف���وق زمن احلج���ارة‪ .‬ه���ذا وق���ت اهلروب‪.‬الثقب‬ ‫برزخ النار‪ .‬اخلواء شظايا ‪.‬الكالم سيل الربكان‪.‬‬

‫األنفاس محم‪ ،‬واجملرات جبال الدم‪.‬‬ ‫تيبست املعزوفة يف حلق الصريورة‪ ،‬الإبتالع وال‬ ‫إنت���زاع‪ .‬تدورت مناجل احلصاد ‪،‬إلتفت أألس���نان‬ ‫احلجري���ة عل���ى الس���يقان‪،‬أين ألقس���م ؟‪.‬ه���ل‬ ‫تذكر؟‪.‬‬ ‫أليوم ال يأكل الكال ُم ألس���نته ‪،‬وال يصم البخور‬ ‫م���ن الن���ار‪ .‬تق ّي���ح الص���راخ يف األوداج‪ .‬تصلب���ت‬ ‫أنفاس احلنث‪ .‬غرق���ت احلناجر يف طوفان الدم‪.‬‬ ‫ردم���ت أحلفرة قاعها‪ .‬جتمدت املعزوفة يف وريد‬ ‫الوهم‪  .‬‬

‫دموع سامة‬

‫ْ‬ ‫حبرق���ة الرعب‬ ‫أم ُه‬ ‫يب���ك‬ ‫‪،‬بك���ت ُ‬ ‫بع���د والدته مل ِ‬ ‫ِ‬ ‫واليأس‬ ‫يب���ك املولود فس���يموت‪ ،‬فالبكاء‬ ‫قال���وا هل���ا ‪ :‬إذا مل ِ‬ ‫بيان احلياة‬ ‫الص���راخ يط���رد مل���ك امل���وت ‪،‬الصرخ���ة َّ‬ ‫فزاع���ة‬ ‫األقدار‬ ‫متنع طيور املوت من النزول على أغصان شجرة‬ ‫الوليد‬ ‫ْ‬ ‫مألت األ ُم َ‬ ‫البيت بالعويل ‪،‬املولود يبتسم ال يبكي‬ ‫ُ‬ ‫العراف���ة ‪ :‬تلك أضوا ُء الرحيل ‪،‬ال ترضعيه‪،‬‬ ‫قالت‬ ‫سيصرخ جوعاً‪.‬‬ ‫بدأ يضرب صدر أمه ويضحك‪ .‬نظر إليها‪.‬نزلت‬ ‫ُ‬ ‫قطرات دمع من عينيه‬ ‫فرحت لكن متى الصرخة األوىل ؟‪.‬‬ ‫رفعت���ه إىل أعلى ‪،‬انهم���رت الدموع م���ن عينيها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غطت وجه األم سقطت مغشياً عليها‬ ‫صرخ الوليد‪.‬‬

‫هذا رقم السماء‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضحكت‬ ‫‪،‬غني���ت ‪،‬وانا‬ ‫قرع���ت بابي‬ ‫الغريب‬ ‫أن���ت‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫طوي�ل�ا َ‬ ‫رأس���ك‪،‬‬ ‫‪،‬قل���ت أن���ك حتمل الق���را َر فوق ِ‬

‫وأطلق���ت زغرودة تغل���ي ‪،‬فيها أطي���اف من بكاء‬ ‫َ‬ ‫المس���ت إنتف���اخ احلرية وخبطات‬ ‫وزفرات فرح ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الي���أس ‪،‬يالك من ج���ان يعظ ‪ ،‬العي���ون نه ُر تيه ‪،‬‬ ‫وماب�ي�ن النه���ود ش���ريان ن���ار‪ ،‬من يش���تهي أقدار‬ ‫اجلم���ال علي���ه أن يغف���ر لوعي���ه‪ ،‬ف���كل عاش���ق‬ ‫يغام���ر باللعب مع خرائط احلنني ‪،‬لعنت األقدار‬ ‫أالعيب���ه‪ ،‬من يقدر على رش املاء على نار اجلان؟‬ ‫تل���ك ه���ي لعبة اجلن���ون مع جس���د اجل���ان‪ .‬ماذا‬ ‫ُ‬ ‫تلعب لعبة حتت‬ ‫تعطيه ؟ ماذا س���يعطيك‪،‬‬ ‫لعب���ة ُ‬ ‫اجلف���ون ‪ ،‬الحت���اول أن ت���رى حتت الن���ار لعبة‪،‬‬ ‫التأم���ل أن تتص���دق عليك الغافي���ات من األقدار‬ ‫عبق احلياة ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫رشات من ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لعب���ة األرض ‪،‬هم���ز ُة ملزه ‪ ،‬و‬ ‫قل���ت ‪ ،‬يا حبي�ب�ي ‪،‬‬ ‫الس���ماء تعرفن���ا أكث���ر مم���ا نعرفها‪،‬ح���ام حول‬ ‫الرؤس سرب من اللهب ‪ .‬هلب النفور ‪ ،‬والتوجس‬ ‫‪ ،‬واألحاس���يس الغاضبة ‪.‬ك���م تكنيت أن أحتدث‬ ‫م���ع األمان���ي ‪ ،‬أن أقدح يف س���طورها زند أس���ئلة‬ ‫الغي���ب ال���ذي يش���علين اإلرتقاب والتع���رف إليه‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬غام���رت ب�ي�ن الس���ائرات ‪ ،‬والواقف���ات‬ ‫‪،‬غام���رت‬ ‫الصم���ت والتأم���ل ‪،‬أطلق���تُ‬ ‫ُ‬ ‫قدح���ات‬ ‫أش���علت‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫محام���ات النظ���ر يف كل إجت���اه ‪،‬مل حي���ط م���ن‬ ‫كل م���ا ط���ار طائر َّ‬ ‫‪،‬ح���ط كائن وحي���د‪ ،‬قليب‬ ‫ترجل َ‬ ‫فوق ــ مسائي ــ فوق مسائي ! فوق مسائي‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫؟‪.‬م���ن حيط فوق الس���ماء ؟! أيه���ا الواهم العتيد !‬ ‫الس���ماء ف���وق اجلميع فم���ن أن���ت ؟‪ .‬إين جتلس‬ ‫جبها؟‪ُ .‬‬ ‫قلت ‪ :‬الس���ما ُء شيء مثل‬ ‫فوق الدنيا أم يف ِّ‬ ‫قسم عليها‬ ‫كل شيء ‪ ،‬حنن من رفعها‪،‬حنن من َّ‬ ‫األرقام ورفع درجاتها ‪،‬وزرع املعنى السحري بني‬ ‫فراغها ‪ .‬مت���ى تريد تس���تطيع أن ختلق مساءك‬ ‫‪،‬تعطي���ه رقماً ترف���رف فيه ‪ .‬هل الس���ماء األوىل‬ ‫ه���ي بغيتك ؟‪ .‬هل تعلم ماذا به���ا؟ غبار من حنان‬ ‫الندي���ف األبي���ض ‪،‬تعرف ملاذا؟ ألن رق���م ـ واحد ـ‬ ‫رقم م���راوغ َّ‬ ‫‪،‬فت���ان ‪،‬يفيض بالغواي���ة ‪،‬له مجال‬ ‫فات���ن ‪،‬له القدرة على اإلقتياد ‪ ،‬هذا على األرض‬ ‫‪،‬ف���إذا إرتفع يف الس���ماء صار قاس���ياً غالب���اً ‪ ،‬رقم‬ ‫واحد على األرض هو معنى الطغيان والتس���لط‬ ‫ويف الس���ماء ه���و ينب���وع كل مان���زل م���ن الظلم‬ ‫ْ‬ ‫إرتفع ‪ .‬إىل أين‬ ‫والظلم���ات ‪ ،‬دعك من���ه ‪ ،‬إرتفع ‪،‬‬ ‫ال���روح أرهقه���ا العلو والتفكري احل���ار ‪ ،‬هل من‬ ‫؟‬ ‫ُ‬ ‫التصع���د ؟ ‪.‬اآلن صار من املس���تحيل‬ ‫ق���درة على‬ ‫َّ‬ ‫العودة ‪ .‬هناك مس���رب واح���د ‪ ،‬أن تعود إىل مساء‬ ‫أخ���رى‪ .‬هل هناك مساء أخرى غ�ي�ر تلك اليت يف‬ ‫األعلى ؟! ‪ .‬ماهذا العبث واهلذيان ؟! ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قلت نعم ‪،‬هناك الس���ماء رق���م ـ صفر ـ ‪ .‬نعم رقم‬ ‫صفر ‪ .‬فغر فمه ‪،‬زفر بفمه وتأوه بعقله ‪ .‬السماء‬ ‫رقم ــ صفر ـ !!!‪.‬‬ ‫أين تكون هذه األعجوبة ‪ ،‬هل هي األرض ؟ ‪.‬‬ ‫قل���ت ‪ :‬هي أنت‪ ،‬الس���ما ُء ال�ت�ي ُّ‬ ‫ُ‬ ‫يدق فيه���ا قل ُبك‬ ‫تصن���ع يف غيومه���ا ‪،‬يف فضائه���ا ‪،‬يف‬ ‫باحل���دس ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫تصن���ع‬ ‫زف���رات رعده���ا ‪،‬م���ن ضجي���ج آهاته���ا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تفتل َ‬ ‫حرقات حبك ‪ُ ،‬‬ ‫األفراح واحلزن‪ ،‬متأل‬ ‫حبال‬ ‫ِ‬ ‫مابني اجلوانح بنغم من أغاني احلياة ‪،‬للسماوات‬ ‫رقم‬ ‫أرقامها ‪ ،‬ولس���مائك رقمه���ا ‪ ،‬هو رقم حبك ‪ُ ،‬‬ ‫القل���ب َّ‬ ‫دقات���ه اليت‬ ‫ن���ارك ‪،‬ون���ور أش���جانك ‪ ،‬لن‬ ‫ُ‬ ‫تعش���ق ‪،‬وتبدع ‪ ،‬وتغنيِّ إذا مل تعرف رقم مسائها‪.‬‬ ‫رقم مسائك‪.‬‬ ‫هل تعرف َ‬

‫مَ ْ‬ ‫فالصبح عل ِي ُل‬ ‫ن‬ ‫ُ‬

‫ْ‬ ‫من رق���د ٍة ُ‬ ‫القلب‬ ‫الس���كون‪ ،‬ترتع���ر ُع يف‬ ‫تنبت يف‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫جتمع‬ ‫ملحم���ة اخلل���ق‪،‬‬ ‫وق���دات احلي���اة ‪ ،‬الن���و ُم‬ ‫ُ‬ ‫الس���حر الصامت‪،‬العيون تغفو‬ ‫العاديات يف غمر ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف�ت�رى غرائبها ‪ ،‬جتتمع م���ع ماجتلى يف كونها‬ ‫ث���م صم���ت ك���ي يتك���ون م���رة أخ���رى‪ ،‬غمرته‬ ‫اهل���دأة حبلم التكوين‪ ،‬العيون هي مصنع الوجود‬ ‫الثاني ‪ ،‬يف خضم التحرر من قمع العقل ‪ ،‬تنبش‬ ‫األنظ���ار الغافي���ة كنوز رؤاه���ا ‪ ،‬تنهض األضواء‬ ‫الس���اكنة م���ن ملك���وت الصم���ت ‪ ،‬يت�ل�أأل ملك‬ ‫الغيب يف حضرة الغيبوبة الناعمة احلريرية ‪. .‬‬ ‫العق���ل كتلة النكد واألوجاع اليت يعصرها فوق‬ ‫الذات اليقظة‪ ،‬يغرس فيها س���هام الوعي السامة‬ ‫‪،‬يعج���ن خرائ���ط الدني���ا ‪ ،‬يلقيه���ا ب�ي�ن ال���رأس‬ ‫واجلس���د يفس���د مقايي���س الوج���ود ‪ ،‬يرب���ط يف‬ ‫املواقيت حبال اخليال يسرتد ماكان من عشرات‬ ‫ثوان وهمي���ة ‪ ،‬يف قم���ة الزهو يرفع‬ ‫الس���نني يف ٍ‬ ‫جب���ال الك���در ‪ ،‬يف جمال الصفو ميدد س���حابات‬ ‫الغم وينش���ر الس���حاب الكظيم ‪ ،‬العقل هو اجلان‬ ‫اجلاني ‪ ،‬ال قاهر له َّ‬ ‫إال اجلربوت احلميم ‪ ،‬النوم ‪.‬‬ ‫القلب ‪ ،‬وما تعل���م من لعنات القلب ؛ هو يف داخل‬ ‫اهل ْ‬ ‫البدن الطاغية ِّ‬ ‫ني ‪ ،‬يأمر الدم ويستعبد اللحم‬ ‫خنضع‬ ‫‪ ،‬حيك���م ويتحك���م يف صم���ت جمه���ول ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ل���ه يف إذع���ان وإستس�ل�ام ق���دري ‪،‬عندم���ا يعاف‬ ‫أجس���ادنا يس���كت الس���كتة القاضية ‪ ،‬يرافقنا يف‬ ‫نف���اق إس���تثنائي ‪،‬يذهب م���ع اجلس���د العبد اىل‬ ‫حفرة النهاية ‪ ،‬يقامس���ه حفلة الدود يف الظلمة‬ ‫األبدي���ة ‪ ،‬هل خي�ب�ر حاكم الظلمة ع���ن تاريخ‬ ‫إمرباطوريت���ه ؟‪ .‬النوم هو احلاكم الذي ال يعري‬ ‫خضوع���اً للقل���ب ‪،‬فالغي���اب اللذيذ ه���و من يقدر‬ ‫على تغييب الس���طوة القهرية للطاغية الصغري‬ ‫ــ القلب ــ ‪ .‬من اليعرف العقاب ال خيشاه ‪.‬‬ ‫احلي���اة متتل���ك الس���وط األكث���ر أمل���ا‪،‬يف كل‬ ‫ي���وم هلا قائمة م���ن املطالب ال�ت�ي جتلد اجليوب‬ ‫وتقه���ر القل���وب ‪ ،‬جتع���ل اليقظة مس�ي�رة إذالل‬ ‫تتوالد ‪ ،‬تعصر الس���اعات إحتياج���اً يتقاطر على‬ ‫ريح التعقل وال ترى‬ ‫الرأس‪،‬حتيل اخلط���ى إىل ٍ‬ ‫‪ ،‬تس���ابق ذاته���ا م���ن أمجل مج���ع ماميكن مجعه‬ ‫كي تطع���م البطون ‪،‬تتحول زوبع���ة احلياة إىل‬ ‫ركض من أجل عجينة ــ الروث ــ اليومي ‪.‬‬ ‫الن���وم ه���و البط���ل ال���ذي يقه���ر عب���ث املطلوب ا‬ ‫ملطلوب العبثي اليومي ‪.‬‬ ‫احلل���م ‪ ،‬هو جوهرة املنته���ى ‪ ،‬من اليرى األمجل‬ ‫‪ ،‬واألعظ���م هو صورة مايف األحالم ؟‪ .‬الش���يء يف‬ ‫الوجود يرحل بنا إىل املتخيل األمسى غري احللم‬ ‫‪،‬م���اال تصله أيدينا ‪،‬تصل���ه أحالمنا‪ .‬أين نصافح‬ ‫روائع املنى ؟‪ .‬يف رحاب الفراش ‪ ،‬وعلى وسائده‪.‬‬ ‫النوم ‪،‬هو الكون الذي ينقذنا كل يوم من قبضة‬ ‫احلقائ���ق الطاغية املس���تبدة ‪ ،‬لو مل يك���ن النوم ‪،‬‬ ‫لكان���ت احلياة عذاباً خالداً لعينا اليس���تحق غري‬ ‫الصباح ُ‬ ‫بداية احلساب ‪،‬حساب احلقائق‬ ‫اللعنة ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬ومن قال ّ‬ ‫أن احلقائق هي اجلنان ‪ ،‬أو هي املغامن‬ ‫احلس���ان ُّ‬ ‫‪،‬جلها كوارث ‪ ،‬وخبائث ‪،‬ال يؤمل س���وى‬ ‫ماه���و ثقيل ثق���ل األقدار ‪،‬الذي الم���رد له بيدي‬ ‫الن���اس ‪.‬العواص���ف حقائ���ق طبيعي���ة ‪ ،‬وك���ذا‬ ‫الزالزل والطوفان وكذلك األمراض ‪ ،‬وسيدها‬ ‫األس���يد ـ���ـ املوت ـ���ـ الذي اليغي���ب ع���ن أذاهننا َّ‬ ‫إال‬ ‫وحنن على ف���راش النوم أو فوق ف���راش النعش‬ ‫يف تلك الرحلة األوح���د اىل قصر الضيق ‪ ،‬قصر‬ ‫الظالم‪،‬‬ ‫ـ���ـ القرب ـ���ـ حيث احلل���م األبدي الذي ال يفس���ده‬ ‫ضوء أي صباح ‪...‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫دراسة عن األفكـــــار‬

‫الفكـرة فى ذاتها‬

‫‪15‬‬

‫احلوار الوطين مصلحة‬ ‫اجلميع‬

‫(أنا أفكـر ‪...‬إذا أنا موجـود) فقط للتذكيـر‬ ‫فوزي عمار اللولكي‬

‫أنـس الفقــــى‬ ‫عب���ارة أن الفك���رة وليدة اللحظ���ة عبارة‬ ‫مقبول���ة كخاط���رة لس���هولة ه���ذا النوع‬ ‫م���ن الكتاب���ات لكنه���ا ف���ى الوقت نفس���ه‬ ‫غ�ي�ر واضح���ة املعامل ‪ ,‬ناقص���ة ‪،‬ألن والدة‬ ‫الفك���رة فى احلقيقة مثل والدة اإلنس���ان‬ ‫نفس���ه تس���بقها أطوار احلم���ل البطيئة و‬ ‫املعروف���ة س���لفاً‪ ,‬ولكنه���ا ال ت���رى بالعني‬ ‫اجمل���ردة ‪ ,‬و لك���ن والدة و خل���ق اإلنس���ان‬ ‫احلقيقي���ة البد أن تكون مرتبطة أساس���اً‬ ‫بفكرة ‪ ,‬فلكى يقال لإلنس���ان كن فيكون‬ ‫الب���د من وج���ود حكم���ة م���ن وراء خلقه‪,‬‬ ‫ف���اهلل مل خيل���ق اإلنس���ان عب ًثاً‪ ,‬ق���د يكون‬ ‫الس���ر م���ن وراء خلقه ألعم���ار األرض أو‬ ‫ليفسد فيها كما توجست املالئكة خيفة‬ ‫م���ن ذلك أو قد يكون ألى حكمة أخرى ال‬ ‫داعى فى هذه املقال���ة للتوغل فى معرفة‬ ‫أس���بابها‪.‬والدة اإلنس���ان احلقيقية ليست‬ ‫الوالدة الطبيعية املعروفة‪ ,‬والدة اإلنسان‬ ‫احلقيقية مرتبطة بوالدة فكرة ما بداخله‬ ‫تعطى تأثرياً فعاال للوس���ط احمليط به‪ ,‬و‬ ‫تعطيه الثقة بنفس���ه ‪ ,‬وبالتاىل حتقق له‬ ‫وج���وده ‪ ,‬وإلثبات حقيقة والدة اإلنس���ان‬ ‫فى حياته مرة أخرى البد من إثبات خلق‬ ‫أو والدة ش���ئ آخر أال وه���ي والدة الفكرة‬ ‫نفس���ها ‪ ,‬والبد من طرح هذا الس���ؤال فى‬ ‫البداي���ة إذا كان���ت الفك���رة تول���د فه���ل‬ ‫الفكرة خملوق مثل أى خملوق أخر ؟‬ ‫اإلجاب���ة عل���ى هذا الس���ؤال نع���م ‪ ,‬الفكرة‬ ‫خملوق ‪ ,‬فاملفكر الفرنسى (دينس ديدرو‬ ‫‪ )Denis Diderot‬ي���رى ب���أن ي���دع‬ ‫الش���خص نفس���ه يُغوى باألف���كار ‪ ,‬ويتبع‬ ‫أى واح���دة تقب���ض عليه���ا خميلته حتى‬ ‫تأت���ى الفك���رة األفض���ل) و مجيع���ا نعلم‬ ‫إن اإلغ���واء ه���و أحد اس���اليب الش���يطان ‪,‬‬ ‫يؤكد عل���ى تل���ك اخلاصية أي���ة قرآنية‬ ‫على لس���ان الش���يطان نفس���ه حيث يقول‬ ‫{ق���ال رب مبا أغويتن���ى ألزينني هلم فى‬ ‫األرض و ألغوينه���م أمجع�ي�ن} واملعروف‬

‫أن الش���يطان خمل���وق ‪ ,‬ق���د يك���ون غ�ي�ر‬ ‫م���رئ‘ و لكنن���ا نقر بوج���وده بينن���ا ‪ ,‬بل و‬ ‫بش���كل أوض���ح الش���يطان جي���رى داخلنا‬ ‫جمرى ال���دم فى العروق ‪ ,‬فكذلك األفكار‬ ‫فهى خملوقات غري مرئي���ة لكنها تعيش‬ ‫داخلن���ا ‪ ,‬بل إن مفهوم الفكرة أوس���ع من‬ ‫مصطل���ح الش���يطان نفس���ه ‪ ,‬فالش���يطان‬ ‫كمصطل���ح حيم���ل مفه���وم الش���ر ب���كل‬ ‫معاني���ه ‪ ,‬يس���تخدم كل األس���اليب و‬ ‫الط���رق إلغ���واء اإلنس���ان و حث���ه عل���ى‬ ‫الرذيل���ة ‪ ,‬و لكن الفكرة ف���ى ذاتها حتمل‬ ‫مفه���وم اخلري و الش���ر و خليط من هذا و‬ ‫ذاك ‪ ,‬وبكل درجات ألوان الطيف املتفاوتة‬ ‫‪ ,‬و تنتشر فى كل مكان‪ .‬أقرب مثال على‬ ‫ذل���ك فكرة الطاق���ة النووية هى فكرة فى‬ ‫حد ذاتها قد تستخدم فى إستهالك طاقة‬ ‫كهربائي���ة نظيف���ة ‪ ,‬وق���د تنس���ف مدن‬ ‫بس���كانها ف���ى رمش���ة عني‪ ,‬الفك���رة كما‬ ‫قلنا أوس���ع انتشارا فهى حتل فى اإلنسان‬ ‫كم���ا حي���ل اهلل فى اإلنس���ان ف���ى بعض‬ ‫الديانات و املذاهب و الفلسفات مبا يعرف‬ ‫بـــ(احللولي���ة) ‪ ,‬وق���د خنتلف م���ع عقائد‬ ‫تل���ك الديان���ات وتلك املذاه���ب الباطنية و‬ ‫الفلس���فات‪ ,‬لكن عن���د احلديث عن حلول‬ ‫الفكرة فى اإلنس���ان ‪ ,‬ف���أن املوضوع يأخذ‬ ‫منح���ن أخ���ر‪ ,‬فالفك���رة أينم���ا نضجت و‬ ‫حلت باإلنس���ان تصري هلا أتباع خيضعون‬ ‫هل���ا و يتبع���ون تلك اهلال���ة املطبوعة عند‬ ‫صاحبه���ا بانبهار‪ ,‬هذا اخلضوع باألس���اس‬ ‫هو حصيلة تفاعالت حلت بداخله ناجتة‬ ‫عن قراءات و جت���ارب وعرب‪ ..‬إخل ‪ ,‬و كما‬ ‫قل���ت حتم���ل مفاهيم تنتش���ر ف���ى مجيع‬ ‫االجتاه���ات ‪ ,‬جتعله���م أنص���ار يضح���ون‬ ‫ف���ى س���بيل نش���رها و ال خيرج���ون عنه���ا‬ ‫قي���د أمنلة حت���ى بعد حتلل عظام جس���م‬ ‫صاح���ب الفك���رة‪ ,‬هكذا حدث م���ع طائفة‬ ‫الباكئيني من بعد وفاة س���افوناروال فى‬ ‫فلورانس���ا أيام عصر النهض���ة اإليطالية ‪,‬‬

‫وكما حدث مع طائفة الشيعة بعد موت‬ ‫احلس�ي�ن فى كرب�ل�اء و انطالقة حمفل‬ ‫العزاء احلسيين ‪.‬‬ ‫الفك���رة تتش���ابه م���ع املخلوق���ات احلي���ة‬ ‫من حي���ث دورة احلم���ل فيه���ا ‪ ,‬لكن وجه‬ ‫االخت�ل�اف ميك���ن ف���ى أن الفك���رة داخ���ل‬ ‫الرحم (الفكرة اجلن�ي�ن) ترتبط بأكثر‬ ‫م���ن فكرة أم ‪ ,‬ع���ن طريق أكثر من حبل‬ ‫أفكار (حبل املش���يمة ) ميدها مبا حتتاجه‬ ‫من جتارب و قراءات و إثباتات و براهني و‬ ‫أمثلة و عرب ‪....‬اخل و يس���تمر هذا الرابط‬ ‫بني الفكرة اجلدي���دة (اجلنني ) و الفكرة‬ ‫األم حتى بعد والدة الفكرة اجلديدة ‪ ,‬فال‬ ‫تقطعوا حبل األفكار ‪!...‬‬ ‫وجود األنسان يقره وجود فكرة حتل به و‬ ‫دونه���ا يتحول إىل جمرد جرذ‪ ,‬هذا بغض‬ ‫النظر عن مصطلح ( اجلرذان ) الوارد فى‬ ‫خط���اب الــــطاغية القذاف���ى فى خطابه (‬ ‫زنقه‪ ..‬زنق���ه) و املعلوم للجميع‪ ,‬فحس���ب‬ ‫املدل���ول اإلجنلي���زى العص���رى ( س���باق‬ ‫اجلرذ( ‪ rat-rac‬فأن األنسان ينزل إىل‬ ‫مرتبة جرذ صغري جيرى داخل اسطوانة‬ ‫جموف���ة الطرف�ي�ن‪ ,‬و نظ���راً للضغوط و‬ ‫تأث�ي�رات النفس���ية الس���لبية النامجة عن‬ ‫منط احلياة العصرية املتس���ارع النس���ق و‬ ‫املتوافق مع التعبري الليبى الشعبى ( فالن‬ ‫جيرى و ال يدرى )‬ ‫فه���و يتح���ول إىل جم���رد ج���رذ جيرى‬ ‫داخ���ل حي���ز ضيق فى ش���كل مك���رر الهثاً‬ ‫وراء الكس���ب ف���ى هلع و جش���ع ش���ديدين‬ ‫‪ ,‬أى كان���ت الوس���يلة مش���روعة أو غ�ي�ر‬ ‫مش���روعة‪ ,‬تهمه فقط املصلحة اخلاصة‬ ‫بد ً‬ ‫ال من الصاحل العام‪ ,‬خالل ذلك السباق‬ ‫يفقد ه���ذا اجلرذ وعيه و خاصية التفكري‬ ‫لدي���ه و يُس���تغل بس���هولة و ف���ى مقاب���ل‬ ‫زهي���د فى أغلب األحيان‪ .‬وحتى عند فوزه‬ ‫بالسباق فأنه يبقى جرذ فى تصنيفه على‬ ‫أى حال‪ ,‬و تكمن الطريقة الوحيدة لعالج‬ ‫ه���ذه الظاهرة النفس���ية املس���تعصية فى‬ ‫حماول���ة إيق���اف هذا اجل���رذ عن اجلري‬ ‫داخل االس���طوانة كى تس�ت�رجع حاس���ة‬ ‫التفكري لديه و من بعد ذلك وعيه أيضاً‪.‬‬ ‫فقط عند توقف اجلرذ عن احلركة فى‬ ‫النمط املتكرر داخل أى وعاء كان‪ ..‬تنمو‬ ‫ظاهرة حلول الفكرة فى اإلنس���ان‪ .‬حلول‬ ‫الفكرة فى اإلنسان كظاهرة و اسبابها‪-‬‬ ‫حال���ة العزل���ة و التجرب���ة و أثاراها على‬ ‫الظاهرة س���نتناوهلا فى سلس���لة مقاالت‬ ‫ع���ن األف���كار و صلتها بواقعن���ا املعاش فى‬ ‫ليبي���ا ب���إذن اهلل‪ .‬حت���ى ذلك الوق���ت علينا‬ ‫مجيع���ا إدراك أن الفك���رة ف���ى مواجه���ة‬ ‫الفك���رة هو إث���راء و غناً للعقل فى س���بيل‬ ‫تنمي���ة جمتمعنا‪ ..‬الرصاص فى مواجهة‬ ‫الرصاص هو تبذير فى األرواح و الدماء و‬ ‫إزكاء لثارات و احقاد مستدمية‪ ,‬و إهدار‬ ‫ملوارد و ثروات نابض���ة‪ ..‬لذلك ال تقطعوا‬ ‫حبل االفكار‪..‬‬

‫عندم���ا اندلعت ث���ورة فرباير كان الذين خرج���وا ضد النظام هم‬ ‫املدنيون أوال‬ ‫كثريا منهم مازالوا مدنيني و البعض حتول الي محل السالح ‪.‬‬ ‫اذا للث���ورة جناح���ان جن���اح مدن���ي و جن���اح عس���كري ‪ ،‬و ال جمال‬ ‫للمزايدة هنا من احد على ثورة فربايرفهي ثورة ش���عبية بامتياز‬ ‫‪ ،‬الي���وم و بعدما اختل���ط االمر و اصبح كل يدع���ي وصل بليلي ‪،‬‬ ‫حيت فاق عدد املس���جلني ضم���ن دائرة الث���وار (‪ )200‬الف بالرغم‬ ‫أن السجالت تبني أن الثوار احلقيقيني هم ثالثون الف حيت ليلة‬ ‫حترير طرابلس ‪.‬‬ ‫لقد اصبح اليوم من املعيب علي البعض االدعاء بأن الثوار هم من‬ ‫محل السالح فقط‬ ‫‪ ،‬كما اصبح من املس���تهجن يف الشارع اللييب كثرة هذا السالح و‬ ‫الذي مل حيمي املدنيني من القتل بل كان الس�ل�اح الذي قتل به‬ ‫رموز من ثورة فرباير ‪.‬‬ ‫لقد وصل الش���ارع الي كره حقيقي إىل كل من حيمل السالح‬ ‫و اخل���روج عليه���م بص���دور عارية مث���ل خروجه���م أول مرة ضد‬ ‫القذايف و بالسالح ايضا و أحداث بنغازي األخرية دليل علي ذلك‬ ‫فمن يضمن أن ال يتكرر هذا املش���هد و يسقط املزيد من الضحايا‬

‫بعدما حصل من جتاوزات من محلة الس�ل�اح‪ ،‬لقد اصبح الش���ارع‬ ‫الي���وم ضد هؤالء ف�ل�ا جمال الي���وم اال اجللوس لطاول���ة حوار‪ ،‬و‬ ‫حتدي���د خارط���ة طريق بن���اء دولة امن���ة و مس���تقرة تنعم حبياة‬ ‫الرف���اه ان مل يك���ن من اج���ل فليكن م���ن اجل ابناء الوط���ن ‪ ،‬حوار‬ ‫وطين جيمع مكونات املشهد السياسي اللييب الثالث من احزاب و‬ ‫جمتمع مدني ‪ ،‬و ثوار حيملون الس�ل�اح و قبائل و مناطق علي ان‬ ‫ال نرفع س���قف التوقعات يف نتائج احلوار وليكن اهمها ثالث بنود‬ ‫وه���ي ‪:‬االتفاق علي وحدة ليبيا ‪ ،‬و س���لمية الصراع علي الس���لطة‬ ‫ونبد العنف ‪ ،‬و بناء املؤسسات‬ ‫ق���د يك���ون احلوار اللي�ب�ي ‪ -‬اللييب غ�ي�ر جمد فالبد من مس���اعدة‬ ‫فنية و لوجستية من اجملتمع الدولي كاألمم املتحدة و اجلامعة‬ ‫العربية ودراس���ة مناذج دول وش���عوب س���ابقة مثل جتربة جنوب‬ ‫افريقي���ا و البوس���نة و غريه���ا ‪،‬ألن البديل عن احل���وار هو احلرب‬ ‫األهلية او االنفصال او الثورة املضادة او كل ذلك معا ‪ ،‬وندخل يف‬ ‫فوضي عارمة و دوامة الرابح فيها خاسر‬ ‫أخريا اقول حيت ملن حيمل الس�ل�اح ‪ ،‬احلوار الوطين مصلحة لكم‬ ‫فبه جتددون شرعيتكم ‪،‬عندما يكون سالحكم حتت جيش وطين‬ ‫‪ ،‬وليس مليش���يا خارجة عن القانون وأن طال الزمن سوف يطاهلا‬ ‫القانون‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫خازن روح الوطن‬

‫إبراهيم الكوني‬

‫مل أح���دّث أح���داً بالرؤيا ‪ّ .‬‬ ‫كل م���ا فعلته هو قيامي مبفاحتة صديق���ي حممد اجل ّراري مدير مركز الدراس���ات التارخيية بن ّييت يف‬ ‫قط���ع حب���ل الس��� ّرة مع الدولة واإلنتقال إىل موس���كو ‪ .‬كنت قد عرفت هذا اإلنس���ان النبي���ل يف أحد أيام ع���ام ‪ 1976‬عندما إلتقيته‬ ‫يف مكتب خليفة التّليس���ي يف الفرتة اليت تولىّ فيها األخري رئاس���ة إحتاد الك ّتاب واألدباء يف بداية تأسيس���ه قبل أن تس���تكثر الس���لطة‬ ‫السياس���ية هذا اإلس���م على مّلة املثقفني فتس���تبدل اإلس���م إىل رابطة األدباء والك ّتاب ‪ .‬كان اجلراري يف تلك الفرتة قد عاد للتو من‬ ‫أمريكا ليتولىّ تأسيس “مركز الدراسات الليبية” الذي أُس ُتبدل أيضاً بإسم “مركز جهاد الليبيني ض ّد الغزو اإليطالي” تالياً ‪ .‬وقد‬ ‫ش���ارك اجلراري يف الندوة الفكرية اليت ّ‬ ‫نظمتها اجلمعية بوارس���و مبناس���بة حلول القرن اهلجري اخلامس عشر مبشاركة لفيف‬ ‫من األكادمييني البولنديني عام ‪ ، 1980‬حيث أوكل لي يف تلك الزيارة مهمة تزويد املركز بالوثائق التارخيية املتوفرة بإرشيف‬ ‫املراكز العلمية البولندية املتعّلقة باحلضارة اإلسالمية إمجا ً‬ ‫ال ‪ ،‬وباملسلمني البولنديني القاطنني بشرق بولندا خصوصاً ‪ .‬وقد قمت‬ ‫املهمة العلمية ‪ .‬وكان تواصلنا يف السنوات التالية سبباً‬ ‫بتكليف أحد الدارسني البولنديني املنتمني هلذه األقّلية الدينية للقيام بهذه ّ‬ ‫يف أن أعرف اجلراري ال كمري ٍد للتاريخ وحسب ‪ ،‬ولكن اجلراري اإلنسان أيضاً ‪.‬‬

‫حممد اجلراري وعيسى عبدالقيوم‬

‫•حمم��د عبد الكريم الوايف أو علي عبد‬ ‫اللطي��ف إمحيدة يتقدّمه��م عميد احلقل‬ ‫خليفة التليسي بالطبع ‪.‬‬

‫ويبدو أن اهلوس بالتاريخ قد غ ّذى فيه روحاً‬ ‫وطنية كانت خصلة كل مري ٍد هلذا اجملال‬ ‫أمثال حممد عب���د الكريم الوايف أو علي عبد‬ ‫اللطي���ف إمحي���دة يتقدّمه���م عمي���د احلقل‬ ‫خليفة التليس���ي بالطبع ‪ .‬وهي خصلة نادرة‬ ‫مسم‬ ‫يف زمن طغيان الش���عار السياسي الذي ّ‬ ‫احلي���اة الثقافية بعد أن س��� ّفه قضايا الوجود‬ ‫اإلنس���اني ‪ .‬أق���ول ن���ادرة ال ب ُب ْعده���ا الوط�ن�ي‬ ‫وحس���ب ‪ ،‬ولكن مبا جتود به ه���ذه الروح من‬ ‫مزايا أخالقي���ة كانت حتى ذل���ك الوقت قد‬ ‫إغرتب���ت م���ن واق���ع اجملتم���ع ‪ .‬فعندما كان‬ ‫التليس���ي يثين على ق َيم العدوس األخالقية‬ ‫(كما أوردنا يف اجلزء الثاني من هذا البيان)‬ ‫فاحلق أنه يقدم الدليل على قيمه األخالقية‬ ‫هو يف زم���ن إغرتاب الق َيم األخالقية ‪ ،‬ألن ما‬ ‫أمج���ع عليه رم���وز احلكمة هو إس���تحالة أن‬ ‫ٌ‬ ‫إنسان‬ ‫إنسان مبديح خصلة محيمة يف‬ ‫جيود‬ ‫ٍ‬ ‫ككن���ز خ�ب�يء ! لقد‬ ‫ه���و‬ ‫تس���كنه‬ ‫م���امل‬ ‫آخ���ر‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّن�يّ‬ ‫كان ه���ؤالء يف ظ� آخر جي���ل حتلى بروح‬ ‫العلم���اء الذي���ن مل يذهب���وا إىل الغ���رب لك���ي‬ ‫ينالوا الش���هادات العلمية ليكس���بوا من ورائها‬ ‫حط���ام دني���ا ‪ ،‬أو ينال���وا به���ا ت���رف إجتماعي‬ ‫كان آنذاك ً‬ ‫نزعة سائدة ‪ ،‬ولكنهم إغرتبوا يف‬

‫حممد اجلراري حلظة توقيع اتفاقية‬ ‫س���بيل احلقيقة العلمية وحدها ‪ .‬ولكن ليس‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫واقع كذاك ‪،‬‬ ‫بروح كتلك يف ٍ‬ ‫يسريا التحلي ٍ‬ ‫زمن كذاك ‪ .‬ملاذا ؟ ألن احلقيقة العلمية‬ ‫يف ٍ‬ ‫قاس‬ ‫قرين���ة ق���در إمسه الرهبن���ة ‪ .‬إنها ن���و ٌع ٍ‬ ‫تنس���كٍ الب ّد أن يدفع باملريد إىل املنفى ‪.‬‬ ‫من ّ‬ ‫إنهم املنف ّيون يف أوطانهم ‪ ،‬والغرباء بني ذوي‬ ‫القربى ‪ .‬وبرغ���م ذلك فإن الطقس الكهنوتي‬ ‫ه���و ما جيريه���م ع���اد ًة عندما يس���تنزل على‬ ‫وجوههم س���يماء قداس���ة ‪ .‬قداس���ة هي دوماً‬ ‫حصانة حتى يف ّ‬ ‫ظ���ل أعتى أجناس األنظمة‬ ‫اإلس���تبدادية ‪ .‬فسيماء هذا الطراز من الناس‬ ‫ٌ‬ ‫جمبول بتس���ليم ‪.‬‬ ‫تس���امح‬ ‫تنط���ق بتس���امح ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫تس���ليم يُس���قط الس�ل�اح يف يد أك�ب�ر عد ّو ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫بهذا السالح أس���قط اجلراري مؤامرات تلك‬ ‫الفئ���ة املعادي���ة ّ‬ ‫ألي جن���اح ‪ ،‬وأبط���ل مفعول‬ ‫حق���ل األلغام ال�ت�ي دأب اخلصوم م���ن جانب‬ ‫‪ ،‬وأبالس���ة كل قيم���ة إنس���انية أو وطنية أو‬ ‫ث���ان ‪ ،‬على إس���تزراعها‬ ‫جانب ٍ‬ ‫حضارية م���ن ٍ‬ ‫يف طريق مؤسس���ته العلمي���ة اليت هلا الفخر‬ ‫يف أن تك���ون احلص���ن الثق���ايف الوحي���د املعبرّ‬ ‫ع���ن روح ليبي���ا احلقيقي���ة ط���وال عش���رات‬ ‫الس���نني اليت ُغ ّيب���ت فيها الثقاف���ة من خالل‬ ‫اإللغ���اء املخج���ل واملك��� ّرر لوزارته���ا م���ن دون‬ ‫كل ال���وزارات األخ���رى ‪ .‬وه���و دو ٌر تب ّناه هذا‬ ‫حنو ضمين‬ ‫الراهب كواجب شخصي وعلى ٍ‬ ‫‪ .‬فاملرك���ز ه���و املن���ارة العلمي���ة الوحيدة يف‬ ‫الوط���ن ال�ت�ي مل توق���ف نش���اطاتها الثقافية‬

‫املس���مى حص���اراً ‪ ،‬ومل تتأ ّثر‬ ‫يف ع��� ّز الكابوس‬ ‫ّ‬ ‫حبم�ل�ات التش���ويش والتش���ويه يف براجمها‬ ‫يف إس���تعادة ذاك���رة الوط���ن من النس���يان ‪،‬‬ ‫ب���ل وبعثه���ا من الع���دم ‪ ،‬ليصري ه���ذا املركز‬ ‫زم���ن قص�ي�ر املرج���ع األول يف ذخ�ي�رة‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫خمطوطات ترج���ع بتارخيها إىل الثمامنائة‬ ‫حمج���اً ملري���دي املعرف���ة م���ن‬ ‫ع���ام ‪ ،‬ليغ���دو ّ‬ ‫كل البل���دان ‪ .‬وقد حدّثين م��� ّرة كيف زاره‬ ‫الس���فري األملاني ليقوم جبولة يف حمفل هذه‬ ‫الثروة من املخطوطات القدمية ‪ .‬وقد أدهشه‬ ‫حجم الثروة ‪ ،‬وأذهله أكثر حال القرطاس‬ ‫���دات حاربت الزمن‬ ‫وحض���ور األحبار يف جمّل ٍ‬ ‫حتفة ً‬ ‫ً‬ ‫فنية‬ ‫مئ���ات األعوام ‪ .‬لقد كانت تل���ك‬ ‫مجالية تنافس أبدع ما جنا من س���يف‬ ‫وآيات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ه���ذا املارد الذي ال يرحم (الزمان) يف متاحف‬ ‫أوروب���ا والع���امل كم���ا رأيتها عندم���ا قادني‬ ‫إليها اجلراري يوماً ‪ .‬وكان السفري على ّ‬ ‫حق‬ ‫عندما عبرّ للجراري عن دهشته لعدم وجود‬ ‫ح���رس لبنيان املركز مع وجود هذا الكنز يف‬ ‫جوفه !‪.‬‬ ‫•مفارز اللجان الثورية‬ ‫ومل يكن الس���فري املس���كني ي���دري أن يف ليبيا‬ ‫يف تل���ك األي���ام لصوصاً أس���وأ ألف م��� ّرة من‬ ‫لصوص الكنوز ‪ :‬أولئك كانوا مفارز اللجان‬ ‫ً‬ ‫طوي�ل�ا اإلنقضاض‬ ‫الثوري���ة الذين حاول���وا‬ ‫عل���ى هذه املن���ارة احلضاري���ة ‪ ،‬ألن ما أخذوه‬ ‫على عاتقهم يف أدب ّياتهم هو تدمري كل ما هو‬

‫ّ‬ ‫حضاري متهيداً لتشييد حضارتهم املزعومة‬ ‫ً‬ ‫بدي�ل�ا ! وها ه���م يعدّون الع���دّة للزحف على‬ ‫الص���رح فيس���تنجد الرج���ل بأح���د أعض���اء‬ ‫جمل���س الث���ورة الس���ابقني (وه���و اخل ّروبي)‬ ‫آم ً‬ ‫ال أن ّ‬ ‫يتدخل إلنقاذ ما ميكن إنقاذه ‪ .‬ولكن‬ ‫س���لطة اللج���ان يف ذلك الوق���ت كانت أقوى‬ ‫من األعض���اء ‪ ،‬بل وأقوى م���ن رأس األعضاء‬ ‫أيض���اً ‪ .‬وهلذا مل يكن اإلنس���ان الذي بنى هذا‬ ‫الكيان عش���رات األعوام (ال كفحوى مجعها‬ ‫أم���ة ال ّنحل الرحيق‬ ‫باحلنان الذي جتمع به ّ‬ ‫م���ن حق���ول الزه���ور وحس���ب ‪ ،‬ولكن���ه ش��� ّيد‬ ‫بني���ان أيضاً) ‪ ،‬أق���ول مل يكن‬ ‫ه���ذا الكيان كـ‬ ‫ٍ‬ ‫ليطمئن لنجدة يف مرحلة مل يعد أحد يع ّول‬ ‫فيه���ا على أية جندة ‪ ،‬وهلذا مل جيد ما يفعله‬ ‫إّ‬ ‫ال أن إس���تنجد بتالمذت���ه يف املرك���ز الذين‬ ‫ح���ب العلم من‬ ‫تربّ���وا عل���ى يدي���ه وتش��� ّربوا ّ‬ ‫أقداس إمسه الكتاب‬ ‫مسلكه يف معاملة قدس‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .‬مج���ع اجلراري فريق الباحثني والدارس�ي�ن‬ ‫باملرك���ز وصارحه���م مب���ا مل يتو ّقع���وا أن‬ ‫يسمعوه أبداً ‪ .‬قال هلم يف ذلك اليوم العصيب‬ ‫أن الطوف���ان على األب���واب وال يبقى له إ ّ‬ ‫ال أن‬ ‫األم���ة امله���دّدة بالفناء ‪ .‬قال‬ ‫يس���تودعهم روح ّ‬ ‫أيض���اً أنه يأذن هل���م بإختط���اف املخطوطات‬ ‫والوثائق وش���هادات الرواة حال هجوم اهلمج‬ ‫ومحله���ا معه���م إلخفائه���ا يف بيوته���م ‪ ،‬ألنه‬ ‫ع���ون يف زمن هيمنة‬ ‫لي���س ل���ه ان يع ّول على ٍ‬ ‫روح الغوغ���اء ‪ .‬ولك���ن روح الدروي���ش ال�ت�ي‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫مل يكن السفري املسكني يدري أن يف ليبيا يف تلك األيام‬ ‫لصوصًا أسوأ ألف م ّرة من لصوص الكنوز‬ ‫محلها هذا اإلنسان يف قلبه حققت اإلعجوبة‬ ‫‪ ،‬ألن الغيوب إس���تجابت لنداء اإلنس���ان الذي‬ ‫ال ح���ول ل���ه وال ق���وة فأبطلت مفعول الش��� ّر‬ ‫لتربه���ن أن نداء ال ُع��� ّزل دوماً س���لطة أقوى !‬ ‫ذلك اليوم يف املركز كان يوم عيد ‪.‬‬ ‫•‪ .‬لقد تعاطف معي هذا اإلنسان يوم هرع‬

‫لنجدتي بتلك الشهادة‬

‫فاجل���راري هو أح���د من���اذج ش���هداء الواجب‬ ‫الذي���ن وإن ظّلوا على قيد احلي���اة ‪َ ،‬ب ْي َد أنهم‬ ‫الش���هداء عل���ى قي���د احلي���اة كم���ا راقين أن‬ ‫أمسيه���م دائماً ‪ .‬فهل يبخل إنس���ان الش���هادة‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫قري���ن ل���ه يف آالم الصليب‬ ‫إنس���ان ه���و‬ ‫عل���ى‬ ‫ٍ‬ ‫بش���هادة جتريه م���ن بطش الصلي���ب ولو إىل‬ ‫ح�ي�ن ؟ ك ّ‬ ‫ال بالطبع ‪ .‬لق���د تعاطف معي هذا‬ ‫اإلنسان يوم هرع لنجدتي بتلك الشهادة اليت‬ ‫ممهور‬ ‫إداري‬ ‫ال تعدو أن تكون جم ّرد‬ ‫قرطاس ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بأية‬ ‫مدعومة‬ ‫غري‬ ‫وأنها‬ ‫وتوقيع س��� ّيما‬ ‫خبتم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مس���ئولية مال���ي ‪ .‬تعاطف ألنه كان ش���اهداً‬ ‫ٍ‬ ‫عل���ى عراك���ي الطوي���ل واملميت م���ع زبانية‬ ‫النظام�ي�ن اجلمهوري واجلماه�ي�ري ‪ ،‬برغم‬ ‫أنه مل يش���هد ش��� ّقه الثالث مع زبانية النظام‬ ‫امللك���ي ‪ .‬كان ذاك خطاب تعيني كمراس���ل‬ ‫موجهاً‬ ‫جملّلة "البح���وث التارخيية" مبوس���كو َّ‬ ‫إىل السفارة السوفييتية ليس سالحاً للحرب‬ ‫يُش�ت�رى زم���ن الس���لم ‪ ،‬ولكنه ّ‬ ‫قش���ة الروتني‬ ‫اليت مت ّكن إنس���اناً من إجي���اد موطيء قدم له‬ ‫ع���امل اليري���د منه ه���ذا الطريد س���وى أن‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫ليضمد جراحه يف سالم‬ ‫يدعه خيلو لنفس���ه‬ ‫ّ‬ ‫متناز ً‬ ‫ال عن ّ‬ ‫كل حقوقه الدنيوية واإلنسانية‬ ‫‪ .‬ولكن إذا كان اإلنس���ان كضحية يتنازل ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كج�ل�اد ال يتن���ازل ‪ .‬وها هي‬ ‫بي���د أن الع���امل‬ ‫الضجة اليت صاحبت نبأ حت ّرري من جحيم‬ ‫ّ‬ ‫النظامني احلليفني (البولندي واللييب) تقيم‬ ‫الدني���ا وتقود اجلراري إىل س���احة املس���اءلة‬ ‫بتهمة تقدي���م يد العون املادّي واملعنوي الذي‬ ‫م ّكن ش���خصي من الس�ي�ر يف س���بيل الضالل‬ ‫! والض�ل�ال هن���ا ه���و مصطل���ح األيديولوجيا‬ ‫اجلماهريية للتعبري عن حرية يراها النظام‬ ‫ش��� ّقاً لعص���ا الطاعة عل���ى مش���يئته وإنقالباً‬ ‫حد صار هو اإلس���م ّ‬ ‫الدال على كل‬ ‫عليه إىل ٍّ‬ ‫صاح���ب رأي ‪ ،‬ألن صاح���ب ال���رأي يف ش���رع‬ ‫العامل الثالث بالضرورة معارضة ‪ ،‬واملعارضة‬ ‫يف هذا اليقني ليس���ت تنفيساً للغليان يف ِقدر‬ ‫النظ���ام ‪ ،‬ولكنه���ا ع���داوة ‪ .‬والس�ي�رة كان���ت‬ ‫تتوجياً‬ ‫ملؤامرات للمس���خ القديم س���فري ليبيا‬ ‫ٍ‬ ‫ل���دى بولن���دا س���ليمان العري�ب�ي ض��� ّد اجملّلة‬ ‫وحلف���ه املريب ال مع أجه���زة الداخل األمن ّية‬ ‫وحس���ب ‪ ،‬ولك���ن مع أجه���زة بولن���دا األمنية‬ ‫أيضاً (كما س���بق اإليضاح) إىل جانب ضلوع‬ ‫العدوّت�ي�ن األبديّت�ي�ن اخلارجي���ة الليبي���ة‬

‫والبولنديّ���ة ‪ .‬وكانت جناتي من ش���راك هذا‬ ‫األخطب���وط مفاجأة للجميع ‪ .‬فمن الطبيعي‬ ‫إذاً أن تنش���ط التقارير س���واء يف وارس���و أو يف‬ ‫مرتع‬ ‫موس���كو أو يف طرابل���س ‪ .‬والبلبل���ة هنا ٌ‬ ‫خص���ب إلزدهار ه���ذه التقاري���ر اليت خلصت‬ ‫إس���تنتاج روّج ال لألكذوبة فقط ‪ ،‬ولكن‬ ‫إىل‬ ‫ٍ‬ ‫لألس���وأ من األكذوبة وهو ‪ :‬نصف احلقيقة‬ ‫‪ .‬فلجوئي إىل موسكو مل يكن فراراً من البالد‬ ‫إىل خارج البالد ‪ ،‬ولكنه فرا ٌر من اخلارج أيضاً‬ ‫‪ .‬ف���را ٌر من املفهوم الذي ب ّثت���ه اآللة الدعائية‬ ‫للنظام يف هذه الكلمة ‪ ،‬ألنه فرا ٌر إىل الداخل‬ ‫احلقيقي ‪ ،‬فرا ٌر إىل الذات املسكونة باجملهول‬ ‫ّ‬ ‫لغاية واحدة هي إكتش���اف لغز هذا اجملهول‬ ‫ال���ذي تتك ّت���م عليه ال���ذات ‪ .‬وهو م���ا يعين أ ّنه‬ ‫ليس جلوءاً إىل موس���كو أيض���اً ‪ ،‬ولك ّنه جلو ٌء‬

‫حممد عبد الكريم الوايف كما رسم نفسه‬

‫خليفة التليسي‬

‫‪17‬‬ ‫إىل امللك���وت ‪ .‬جل���و ٌء إىل الغي���وب ‪ .‬ول���و كان‬ ‫���رى أن يلجأ ح ّق���اً ل َل َجأ‬ ‫يف ن ّي���ة ع���دوس ُّ‬ ‫الس َ‬ ‫زم���ن بعيد كما‬ ‫لرحاب الغ���رب املعادي منذ ٍ‬ ‫فع���ل أغيار آخ���رون قبل���ي ‪ ،‬ألن ال البطوالت‬ ‫الكاذبة تس���تهويين ‪ ،‬وال الفروس��� ّيات املزيّفة‬ ‫أما اإلدّع���اء يف ّ‬ ‫حق‬ ‫كان���ت يوماً من ش���أني ‪ّ .‬‬ ‫اجل���راري ال���ذي س���اد األوس���اط السياس���ية‬ ‫والثقافي���ة والقائ���ل ب���أن الرج���ل س���اهم يف‬ ‫ً‬ ‫أكذوبة‬ ‫بدعم مادّي فكان‬ ‫بلوغي ب ّر األم���ان ٍ‬ ‫ف ّنده���ا اجل���راري باملس���تندات الرمسي���ة يف‬ ‫جلس���ة املس���اءلة اليت تو ّ‬ ‫الها أمح���د إبراهيم‬ ‫وزي���ر التعليم العالي كصاح���ب إختصاص‬ ‫لتبع ّية املرك���ز آنذاك هلذه الوزارة الش���قية‬ ‫‪ .‬وكان م���ن ح ّق���ه أن يس���تنكر إعتب���ار أم���ر‬ ‫ً‬ ‫جرمي���ة سياس���ية‬ ‫م���ن صمي���م إختصاص���ه‬ ‫وهو الذي يرتأس مؤسس���ة تص���در عنها عدّة‬ ‫جم ّ‬ ‫الت ثقافي���ة وعلمية ميلك ق���رار تعيني‬ ‫مراس���لني هلا ح ّتى مبقابل م���ادّي ‪ ،‬فكيف إذا‬ ‫كان األمر با ّ‬ ‫جملان مع إنس���ان هو أحد رموز‬ ‫الثقاف���ة الوطنية لن يعج���زه احلصول على‬ ‫مث���ل هذا املس���تند من أي صحيف���ة بريوتية‬ ‫ل���و ش���اء ؟ وكان املنط���ق يقض���ي أن يق���وم‬ ‫الرج���ل بإخطاري باألمر ك���ي أمت ّكن ال من‬ ‫الرتاف���ع عن نفس���ي أو عن���ه ‪ ،‬ولك���ن للرتافع‬ ‫ده���ر َق َد ُر َه���ا الدفاع‬ ‫ع���ن احلقيقة كيتيمة ٍ‬ ‫ع���ن النفس دوماً ألن س���لطة الكذب يف عاملنا‬ ‫ه���ي العملة املعتمدة ‪ .‬ولكن طبيعة اجلراري‬ ‫أبت إ ّ‬ ‫ال أن تكتم عنيّ ماحدث ألكون آخر من‬ ‫زمن طويل ‪ .‬وكم آملين أن تتع ّرض‬ ‫يعلم بعد ٍ‬ ‫روح ش��� ّفافة ك���روح اجلراري لإلس���اءة من‬ ‫أجلي بس���بب إج���راء إداري روتيين فال أملك‬ ‫الس���بيل لإلنتقام ل���ه كما يقض���ي الواجب ‪.‬‬ ‫ألن األقس���ى على النفس هو أن خن ّيب ظنون‬ ‫األخل���ة الذين إفتدون���ا ‪ .‬وال أملك إ ّ‬ ‫أولئك ّ‬ ‫ال‬ ‫أن أع�ّب�رّ ع���ن إمتنان���ي للعناي���ة اإلهل ّية اليت‬ ‫أمهلت�ن�ي ح ّتى ش���هد اجلراري مثار ش���هادته‬ ‫ي���وم ّ‬ ‫متخضت فس���حة احلرية ال�ت�ي أتاحتها‬ ‫ش���هادته فلفظت من جوفها املزموم ‪ ،‬اجملبول‬ ‫جمس���داً يف س�ي�رة‬ ‫بالنزيف ‪ ،‬باكورة نتاجها ّ‬ ‫ثم "الت�ب�ر" ‪ ،‬ثم "نزيف‬ ‫ب���دأت بـ "اخلس���وف" ‪ّ ،‬‬ ‫احلج���ر" ‪ ،‬ثم "اجملوس" ‪ ،‬ومل تنت ِه بسداس���ية‬ ‫"األخالف واألسالف" تلك األنشودة يف مديح‬ ‫حتم���س هل���ا اجل���راري عندما‬ ‫الوط���ن ال�ت�ي ّ‬ ‫���د ْت يوم���اً كفكرة فهرع ليض���ع بني َ‬ ‫ُو ِل َ‬ ‫يدي‬ ‫الوص���ي على روح‬ ‫املص���ادر التارخيية ب���روح‬ ‫ّ‬ ‫الوط���ن لتلعب ه���ذ املص���ادر دور القابلة اليت‬ ‫س���اعدت على ميالد هذا العمل التارخيي ذي‬ ‫أهم منعطف يف مس�ي�رة‬ ‫ال َن َفس امللحمي عن ّ‬ ‫أجيال هذا الوط���ن ‪ ،‬فلم أجد للتعبري للرجل‬ ‫عن إكب���اري س���وى أن أهديه اجل���زء األول‬ ‫م���ن السداس���ية مش���فوعاً بإمتنان���ي ال ع���ن‬ ‫إحسان ‪ ،‬ولكن عن روح اإلستجابة لنداء ذلك‬ ‫ٍ‬ ‫الواج���ب الذي يقول كانط أ ّنن���ا ال نأتي إىل‬ ‫الدنيا لكي ننال الس���عادة ‪ ،‬ولكن لكي نعتنقه‬ ‫كبديل للسعادة ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫واإلنتص���ار يف ن���داء الواج���ب ‪ ،‬يف ع���رف مّلة‬ ‫الدراويش أمثال اجل ّراري ‪ ،‬دوماً عي ٌد آخر !‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫ليبيا اليت ال نعرفها‬

‫دراسات منهجية يف التاريخ والثقافة واجملتمع األهلي‬ ‫‪1830-2011‬‬ ‫•إهــــداء‬ ‫أهدي هذا الكتاب إىل جيلي جيل الس���بعينات يف ليبيا وإىل القارئ العربي وخاصة األجيال الش���ابة اليت جتهل الكثري عن اجملتمع اللييب ومقاومته لالس���تعمار االس���تيطاني‬ ‫اإليطالي ونضاله من أجل تقرير املصري وحتقيق االستقالل من التدخل األجنيب وبعدها مقاومته للديكتاتورية ودولة االستبداد اليت سقطت بعد ثورة ‪ 17‬فرباير ‪2011‬‬ ‫إىل جي���ل الس���بعينات يف ليبيا الذي دفع مثنا باهظا حيث قتل بعض قياداته وس���جن آخرون واضطر املئ���ات للعيش يف املنفى كما‬ ‫ح���دث ل���ي ولغ�ي�ري‪ ،‬فيما آثر آخرون البقاء داخ���ل ليبيا إلنقاذ ما ميكن إنق���اذه من خالل الصرب والعديد من أس���لحة املقاومة غري‬ ‫املباش���رة ض���د التهميش والقمع واإلقص���اء‪ .‬وليعلم القارئ إن ثورة ‪ 17‬فرباير مل تـأت من فراغ ب���ل كانت نتاج تراكم هذا املرياث‬ ‫االحتجاج���ي املقاوم من أجل تبل���ور الدولة املدنية والدميقراطية املؤجلة واليت حترتم وحتمي حقوق اإلنس���ان واملواطنة والعيش‬ ‫الكريم وشرعية االختالف ومحاية القانون واملؤسسات ‪.‬‬ ‫إىل القارئ العربي وأملي أن جيد يف هذا الكتاب حماولة نقدية للتصحيح واالكتشاف‪ .‬أوال تصحيح النظرة النمطية واملغلوطة‬ ‫الس���ائدة عن ليبيا واليت تركز على تصورات غري تارخيية ضيقة ومضحكة تتمثل يف القبلية والنفط ومعمر القذايف‪ .‬ثانيا أملي‬ ‫أن يكتش���ف القاري العربي تاريخ وثقافة وحيوية هذا اجملتمع العربي الذي قدم قبل اجلزائر وفلس���طني نصف مليون ش���هيد يف‬ ‫مقاومة الفاش���ية االس���تعمارية اإليطالية‪ ،‬وأنشأ مؤسس���ات حديثة أهمها أول مجهورية يف العامل العربي يف عام ‪ .1918‬واحتضن‬ ‫أه���م حرك���ة إصالحية جتديدية يف العامل اإلس�ل�امي وهي احلركة السنوس���ية‪ .‬وأيضا أجنب أجياال م���ن املبدعني واملبدعات يف‬ ‫األدب والفكر والثقافة والفن واملوسيقى‪ .‬إنه جمتمع إسالمي وعربي ومغاربي حديث يتميز بأعلى نسبة تعليم للرجال والنساء يف‬ ‫علي عبد اللطيف امحيده العامل العربي وأفريقيا‪ .‬حنن العرب الزلنا حنتاج جتاوز األفكار النمطية عن بعضنا واكتشاف تارخيية اآلخر واستيعاب تعدديتنا‬ ‫ولكن كمصدر للتنوع وليس للفرقة والتشرذم‪.‬‬

‫•ملاذا هذا الكتاب ؟‬

‫ج���اءت فكرة هذا الكتاب م���ن مبادرة اثنني من‬ ‫أصدقائي الناق���د والكاتب إدريس املس���ماري‪،‬‬ ‫واإلعالمي والناشط السياسي رضا بن موسى‬ ‫فلقد س���بق وأن نشرت جل فصول هذا الكتاب‬ ‫يف اجملل���ة الليبي���ة عراج�ي�ن أوراق يف الثقافة‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬إب���ان صدوره���ا يف الف�ت�رة م���ا ب�ي�ن‬ ‫‪2009 2004‬‬‫س���اهمت ه���ذه اجملل���ة يف تعمي���ق احل���وار‬ ‫والتفك�ي�ر خ���ارج دائ���رة مؤسس���ات النظ���ام‬ ‫الش���عبوي اللي�ب�ي ذو النظ���رة الش���مولية‬ ‫واألحادي���ة للفكر والثقافة‪ ،‬واملعادي بطبيعته‬ ‫لش���رعية االس���تقالل واالخت�ل�اف يف الفك���ر‬ ‫والرأي واإلبداع‪ ،‬عداء جعله يرى يف املعارضة‬ ‫مرض���ا واالنتماء السياس���ي خيان���ة‪ .‬عراجني‬

‫إذن ه���ي إح���دى إجن���ازات املثقف�ي�ن واألدب���اء‬ ‫الليبي�ي�ن يف العقد األخري‪ ،‬وت�ب�رز أهميتها يف‬ ‫مرحلة ش���هدت تآكل وإفالس النظام اللييب‬ ‫وفش���ل حماولته البائس���ة بالتالع���ب بقضية‬ ‫اإلصالح السياس���ي اليت اتضح أنها جمرد أداة‬ ‫المتصاص الغليان الش���عيب ومتهيدا لتوريث‬ ‫احلكم البنه س���يف اإلس�ل�ام الق���ذايف‪ .‬لكن ما‬ ‫ه���و الس���ياق االجتماع���ي والسياس���ي لعالقة‬ ‫اجملتمع اللييب بهذه الدولة الشعبوية ؟‬ ‫واج���ه اجملتمع األهلي اللي�ب�ي وبالذات قادة‬ ‫األدب واالحتادات والروابط والنقابات املهنية‬ ‫حمن���ة التأميم والس���جن والرقابة القاس���ية‬ ‫منذ بداية السبعينيات ‪.‬‬ ‫م���ن امله���م أن يع���ي الق���اري ب���أن اجملتم���ع‬ ‫اللييب يف بداية الس���بعينيات استطاع أن يكون‬

‫نقاب���ات ورواب���ط مدني���ة مس���تقلة هي مثرة‬ ‫نضال استمر منذ مخس���ينيات القرن املاضي‪،‬‬ ‫أمكنه انت���زاع االعرتاف بها م���ن النظام امللكي‬ ‫وخاص���ة االحتاد الع���ام لطلبة ليبي���ا ورابطة‬ ‫الكت���اب واألدب���اء إضاف���ة إىل نقاب���ات العمال‬ ‫واحملام�ي�ن‪ .‬أزع���م ب���أن االحت���اد الع���ام لطلبة‬ ‫ليبي���ا وال���ذي اعرتف���ت ب���ه احلكوم���ة امللكي���ة‬ ‫بعد استش���هاد ثالثة طلبة يف بنغ���ازي عرفوا‬ ‫بش���هداء يناي���ر ‪ 1964‬رمبا كان���ت من أقوى‬ ‫احت���ادات الطلبة وأكثره���ا تنظيما يف العامل‬ ‫العرب���ي يف تلك الفرتة ‪ .‬هلذا كان الصدام مع‬ ‫القذايف شرسا وعنيفا انتهى مبذحبة ‪ 7‬أبريل‬ ‫‪ 1976‬عندما هجم النظام بعس���كره وأزالمه‬ ‫عل���ى احل���رم اجلامع���ي يف جامع�ت�ي بنغ���ازي‬ ‫وطرابلس وقتل بعض الطلبة وس���جن وطرد‬ ‫العديد من النش���طاء السياسيني يف احلركة‬ ‫الطالبي���ة وأدى لنف���ي العدي���د إىل ال���دول‬ ‫العربية وأوروبا والواليات املتحدة األمريكية‬ ‫أعرف ه���ذه املرحلة جيدا ألن�ن�ي كنت طالبا‬ ‫وعض���وا يف ف���رع االحت���اد الع���ام يف القاه���رة‬ ‫حيث قمنا بالتصويت واحتلينا موقع السفارة‬ ‫الليبية يف القاهرة احتجاجا على قمع زمالئنا‬ ‫يف القيادات الطالبي���ة يف ليبيا‪ .‬وكانت فروع‬ ‫االحت���اد العام قد قامت بعمل مماثل يف بلدان‬ ‫أوروبية وأمريكية‪.‬‬ ‫لق���د انتهى ه���ذا النضال بأن ف���رض النظام‬ ‫أعوانه على االحت���اد‪ ،‬لكن احتاد الطالب العام‬ ‫مل يك���ن اهل���دف الوحي���د ب���ل اس���تهدف أيضا‬ ‫الكتاب واألدباء املس���تقلني‪ .‬وبعد عامني فقط‬ ‫من هذه االحداث اعتقل ثالثة عشر أكادمييا‬ ‫وأديب���ا م���ن خ�ي�رة كتاب جي���ل الس���بعينيات‬ ‫واتهم���وا مبحاولة قلب نظام احلكم يف مدينة‬ ‫بنغ���ازي ع���ام ‪ 1978‬وحكم عليهم بالس���جن‬ ‫حت���ى ع���ام ‪ .1988‬لذل���ك ص���ار أح���د أه���م‬ ‫أهداف القي���ادات األدبي���ة والثقافية هو إعادة‬ ‫بناء صح���ف وجمالت خ���ارج نظام الس���لطة‬

‫الرمسي���ة ومؤسس���اتها‪ .‬ومن هنا ت�ب�رز قيمة‬ ‫عراجني كثمرة ناضج���ة للتفكري اجلماعي‬ ‫خ���ارج دائ���رة الس���لطة الش���مولية الرمسي���ة‪.‬‬ ‫متي���زت جملة عراجني بعمق ورصانة الطرح‬ ‫واالنفت���اح على قي���ادات متعددة داخ���ل الفكر‬ ‫والثقاف���ة الليبي���ة ومل يس���مح نظ���ام القذايف‬ ‫بتوزيع اجمللة داخل ليبيا رمسيا لذلك اقتصر‬ ‫التوزيع على التواصل الشخصي غري الرمسي‬ ‫وهو بال شك نوع من أنواع املقاومة يف تلك الفت‬ ‫‪.‬‬ ‫رة‪.‬‬ ‫لع���ب الصدي���ق املناض���ل والناق���د إدري���س‬ ‫املس���ماري وم���ن خلف���ه زوجت���ه الش���اعرة‬ ‫واألكادميية أم العز الفارس���ي دورا رياديا يف‬ ‫إص���دار اجمللة‪ .‬كان إدريس رئيس���ا للتحرير‬ ‫لك���ن وق���ف إىل جانب���ه جمموعه ممي���زة من‬ ‫الكتاب واألدب���اء واألكادمييني والسياس���يني‬ ‫الليبي�ي�ن‪ ،‬يف الداخ���ل واخل���ارج‪ ،‬عل���ى س���بيل‬ ‫املث���ال ال احلصر ‪ :‬الصدي���ق املناضل احلقوقي‬ ‫د‪ .‬مجع���ة عتيقة ‪ ،‬األس���تاذ يوس���ف الش���ريف‬ ‫‪ ،‬الناش���ط املل���يء بالطاق���ة والعط���اء رضا بن‬ ‫موس���ى‪ ،‬د‪.‬حممود جربي���ل ‪ ،‬د‪ .‬زاهي املغريبي‪،‬‬ ‫إدري���س بن الطيب‪ ،‬والش���اعر حمم���د الفقيه‬ ‫ص���احل‪ ،‬د‪ .‬جنيب احلص���ادي‪ ،‬د‪ .‬حممد املفيت‪.‬‬ ‫وال ننس���ى الدع���م املعن���وي واملادي لألس���اتذة‬ ‫فرج جنم‪ ،‬عيس���ى عبد القيوم‪ ،‬هاني الكيخيا‪،‬‬ ‫عل���ي الرتهون���ي‪ ،‬عل���ي بوزعك���وك وجم���دي‬ ‫الش���اعري‪ .‬كان إدري���س املس���ماري يطب���ع‬ ‫اجملل���ة يف القاه���رة وبعده���ا توزع بش���كل غري‬ ‫رمس���ي داخ���ل ليبي���ا‪ .‬لق���د حتم���ل صاح�ب�ي‬ ‫الكث�ي�ر من الضغوط مبا فيه���ا التحقيق الذي‬ ‫أجراه معه وزير الثقافة السابق نوري احلمي‬ ‫‪.‬‬ ‫دي‬ ‫أفتخ���ر بأنين كنت من كتاب هذه اجمللة‬ ‫ونش���رت فيها أربع دراسات يضمها هذا الكتاب‬ ‫وه���ي‪( :‬االقتص���اد السياس���ي للق���رن التاس���ع‬ ‫عش���ر)‪( ،‬املعتق�ل�ات الفاش���ية يف ليبيا الش���عر‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫هذا الكت��اب يعط��ي مفاتيح منهجي��ة ونقدية لفهم‬ ‫اجملتم��ع وعالقته بالدولة ولك��ن باألخذ يف االعتبار‬ ‫أن نقطة االنطالق هي اجملتمع وليس العكس‬ ‫الش���عيب اللييب كس�ل�اح ثق���ايف للمقاومة)‪،‬‬ ‫(االغ�ت�راب واهلوي���ة يف األدب اللي�ب�ي بع���د‬ ‫االس���تقالل) باإلضاف���ة إىل (ح���وار مط���ول‬ ‫ع���ن املنه���ج والتاري���خ والكولونيالي���ة) أجراه‬ ‫مع���ي الصدي���ق رض���ا ب���ن موس���ى واألس���تاذ‬ ‫يوس���ف الش���ريف‪ .‬رض���ا بن موس���ى ه���و أحد‬ ‫زعم���اء االحت���اد الع���ام لطلب���ة ليبيا املس���تقل‬ ‫الذين س���جنوا يف س���جون القذايف‪ .‬أما األستاذ‬ ‫يوسف الش���ريف فهو أحد أهم كتاب القصة‬ ‫القص�ي�رة يف الس���تينيات وحيظ���ى باح�ت�رام‬ ‫والتف���اف الكت���اب املس���تقلني وبال���ذات جي���ل‬ ‫السبعينيات ألنه كان شريفا وصلبا يف دفاعه‬ ‫عن قضايا احلرية وش���جب القمع واإلقصاء‪،‬‬ ‫و حتلى بالش���جاعة يف سلوكه العملي برغم‬ ‫وجوده داخل ليبيا ورغم أنه بلغ الس���بعني من‬ ‫العمر‪.‬‬ ‫أضفت للكتاب دراس���ة مهمة عن االستعمار‬ ‫الفرنس���ي يف تون���س واإليطال���ي يف ليبي���ا‬ ‫ودورهم���ا يف تكوين الدولة احلديثة‪ ،‬نش���رت‬ ‫ه���ذه الدراس���ة يف جملة املس���تقبل العربي يف‬ ‫ع���ام ‪ ،1999‬إال أن هذا العدد ص���ودر يف ليبيا‬ ‫حين���ذاك‪ ،‬هل���ذا وجدت م�ب�ررا إلعادة نش���ره‬ ‫يف ه���ذا الكتاب‪ .‬أيض���ا أضفت دراس���ة جديدة‬ ‫ع���ن دولة م���ا بعد االس���تعمار يف ليبي���ا أي ما‬ ‫بني ‪ 1951‬إىل ‪ .2010‬هذه الدراس���ة نش���رت‬ ‫حديث���ا يف جملة تبني اليت تصدر عن املركز‬ ‫العربي لألحباث السياسية بداية عام ‪.2013‬‬ ‫أضفت مقالي‪( :‬ملاذا سقط القذايف ال حمالة‬ ‫) والذي نشر باللغة االجنليزية يف الصحيفة‬ ‫األمريكي���ة املش���هورة عاملي���ا والبالغ���ة التأثري‬ ‫يف ال���رأي الع���ام األمريك���ي والغرب���ي يف يوم‬ ‫‪ 17‬مارس ‪ 2011‬بن���اء على اقرتاح صديقي‬ ‫الق���اص اللي�ب�ي مجع���ة بوكلي���ب املقي���م يف‬ ‫اململك���ة املتحدة ‪ .‬هذا املق���ال مل يكتب للقاري‬ ‫اللييب والعربي‪ ،‬بل للقاري األمريكي وللرأي‬ ‫العام العامل���ي يف أوج الصراع مع نظام القذايف‬ ‫وكتائب���ه ‪ .‬ليس هنا جم���ال التفصيل يف هذا‬ ‫املوض���وع ألنين أقوم اآلن بكتابة كتاب جديد‬ ‫عن جتربيت يف الوالي���ات املتحدة خالل ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير‪ .‬من املهم أن يعي القاري بأنين قد‬ ‫اخرتت عن وعي العمل يف الساحة األمريكية‬ ‫ألن اإلع�ل�ام والسياس���ة األمريكية ذات تأثري‬ ‫كبري على الرأي العام األمريكي الذي جيهل‬ ‫العامل العرب���ي وبالذات ليبيا اليت تصور دائما‬ ‫ضمن افرتاضات العنف االس�ل�امي واإلرهاب‬ ‫والثقاف���ة العربي���ة املعادي���ة للدميقراطي���ة‬ ‫‪ .‬نش���ر املق���ال يف صب���اح ‪ 17‬م���ارس وهو يوم‬ ‫ليس عاديا ألن جملس األمن اجتمع ملناقش���ة‬ ‫القضي���ة الليبي���ة‪ .‬اتص���ل ب���ي الس���فري اللييب‬ ‫الصدي���ق عبدالرمح���ن ش���لقم وهنأن���ي على‬ ‫كتاب���ة املقال وقال لي بأن املقال س���اعدنا يف‬ ‫إقناع وزيرة اخلارجية األمريكية والس���فرية‬ ‫األمريكي���ة ل���دى األم���م املتح���دة يف موضوع‬ ‫إص���دار ق���رار ‪ 1970‬و ‪ 1973‬ومبوجبهم���ا‬ ‫مجدت أرصدة نظام القذايف‪ ،‬وحظر الطريان‬ ‫الرمس���ي وأعط���ت تربي���را قانوني���ا حلماي���ة‬ ‫املدني�ي�ن الليبيني من كتائ���ب القذايف‪ .‬كان‬

‫مهم���ا أيضا أن نش���ر ه���ذا املقال يف العش���رات‬ ‫م���ن الصحف األمريكي���ة واألوروبي���ة ومنها‬ ‫األوقات اهلندية والصحف الكربى يف السويد‪.‬‬ ‫س���عدت حينه���ا مبراس�ل�ات ومكامل���ات مئ���ات‬ ‫الق���راء يف الوالي���ات املتح���دة و أوروب���ا‪ .‬وق���د‬ ‫ترج���م هذا املقال إىل اللغة العربية ونش���رته‬ ‫صحيفتا احلياة والشرق األوسط‬

‫•أخريا‬

‫أضفت دراس���تني أخريني‪ :‬األوىل دراس���ة عن‬ ‫املوضوع الش���ائك وغ�ي�ر الواضح وهو الس���ياق‬ ‫اإلقليمي والدولي لث���ورة ‪17‬فرباير‪ ،‬فكما يف‬ ‫الث���ورات العربية األخرى ف���إن الصراع ليس‬ ‫داخلي���ا ب�ي�ن الش���عوب وال���دول االس���تبدادية‬ ‫وحس���ب بل يش���مل أيضا دوال مقابل ش���عوب‬ ‫يف املنطق���ة العربية واحمليط���ة‪ ،‬و دور الدول‬ ‫الكربى وحل���ف الناتو‪ ،‬والث���ورة املضادة أيضا‪.‬‬ ‫وهذه دراسة جديدة س���وف تنشر يف التقرير‬ ‫االس�ت�راتيجي ملرك���ز الدراس���ات والبح���وث‬ ‫التابع هليئة دعم وتش���جيع الصحافة والذي‬ ‫يرأس���ه صديق���ي األكادمي���ي اللي�ب�ي عم���ر‬ ‫ابراهي���م العف���اس‪ .‬أم���ا خامت���ة الكت���اب فهي‬ ‫ورقة قدمته���ا للمؤمتر املهم‪ :‬حن���و بناء دولة‬ ‫مدنية دميقراطي���ة والذي عقد يف طرابلس‬ ‫بع���د حتريره���ا يف ‪22‬ديس���مرب ‪ .2011‬نظم‬ ‫ه���ذا املؤمتر من قبل جامع���ة طرابلس وكان‬ ‫م���ن الفاعل�ي�ن في���ه واملنظمني ل���ه األصدقاء‬ ‫األكادميي���ون‪ :‬مال���ك ب���و ش���هيوة وحمم���ود‬ ‫بوصوة وحممود خلف‪ .‬كان حبثي للمؤمتر‬ ‫حتت عن���وان ملاذا وكيف نفك���ر يف املصاحلة‬ ‫الوطني���ة؟‪ .‬ه���ذا املوض���وع اعتق���دت وال زل���ت‬ ‫أراه أهم التحدي���ات اليت تواجه الثورة الليبية‬ ‫والثورات العربية األخرى اآلن مبا فيها مصر‪.‬‬

‫• ما القصد من عنوان الكتاب ومغزاه ؟‬

‫أزع���م أن الق���اري العرب���ي وحت���ى قطاع���ات‬ ‫كب�ي�رة م���ن الش���باب اللي�ب�ي ال زال���ت جتهل‬ ‫تاري���خ اجملتم���ع املص���ادر واملغي���ب ألس���باب‬ ‫واضح���ة منها الرقاب���ة الفكرية والسياس���ية‬ ‫عل���ى اجلامع���ات والكتاب واألدب���اء والباحثني‬ ‫املس���تقلني وأيض���ا بس���بب توظي���ف التاري���خ‬ ‫االس���تعماري كما يف احلال���ة الليبية لتربير‬ ‫شرعية وسياسات النظام وأيديولوجيته الش‬ ‫‪.‬‬ ‫عبوية‪.‬‬ ‫لذل���ك هن���اك حاج���ة ملحة لفه���م التاريخ‬ ‫وعبئ���ه لي���س التاري���خ التقريري الس���طحي‬ ‫واألح���داث والزعامات ب���ل التاريخ الذي يؤثر‬ ‫على احلاضر ويفس���ره بدالالته ومؤسس���اته‬ ‫ومضامينه‪ ،‬أي األص���ول االجتماعية للقيادة‬ ‫والسياس���ات وردود الفع���ل م���ن وجه���ة نظ���ر‬ ‫الفئات الدنيا والوسطى للمجتمع األهلي‪ .‬لقد‬ ‫هيمن االستعمار األوروبي على العامل العربي‬ ‫ملدة قرنني أكثر من مناطق أخرى يف العامل‬ ‫وتعرضت ليبيا مع اجلزائر وفلسطني ألبشع‬ ‫أنواع االستعمار وهو االس���تعمار االستيطاني‬ ‫لذل���ك وج���ب أن ت���رى املرحلة االس���تعمارية‬ ‫ومابعده���ا بش���كل ال زال يؤث���ر يف البني���ة‬ ‫السياس���ية حت���ى اآلن‪ .‬لي���س فق���ط يف ليبي���ا‬

‫ولكن يف العامل العرب���ي بأكمله‪ .‬هنا أريد أن‬ ‫أك���ون واضحا مع الق���ارئ‪ ،‬أعلم بأن خيارات‬ ‫الشعب اللييب كانت حمدودة يف وجه النظام‬ ‫الس���ابق الذي كان مندفعا يف ارتكاب اجملازر‬ ‫وتدم�ي�ر مدين���ة بنغ���ازي‪ ،‬لك�ن�ي مل أقبل هذا‬ ‫التدخ���ل وال زل���ت أحاول فه���م تداعياته على‬ ‫ليبيا وعلى املنطقة العربية كلها‪.‬‬ ‫هذا الكتاب يعط���ي مفاتيح منهجية ونقدية‬ ‫لفهم اجملتمع وعالقته بالدولة ولكن باألخذ‬ ‫يف االعتب���ار أن نقطة االنط�ل�اق هي اجملتمع‬ ‫ولي���س العك���س ‪,‬كم���ا ان�ن�ي ال أرى احلداثة‬ ‫كم���ا ه���و ش���ائع يف الفك���ر العرب���ي تأتي من‬ ‫اخل���ارج فق���ط ب���ل أتص���ور ب���أن جمتمعاتن���ا‬ ‫العربي���ة تف���اوض األوربي���ة وهل���ا ج���ذور‬ ‫حداثته���ا وإبداعها أيض���ا‪ .‬ومن ه���ذه الزاوية‬ ‫فإننا مل نفهم تاري���خ جمتمعاتنا حلد كبري‪.‬‬ ‫لق���د س���بق و أن طرح���ت ه���ذه األس���ئلة يف‬ ‫كتابني س���ابقني األصوات املهمش���ة‪ ،‬و مابعد‬ ‫االستش���راق‪ ،‬وهي تعليقات وتطوي���ر لكتابي‬ ‫األول ع���ن اجملتمع والدولة واالس���تعمار‪ .‬مع‬ ‫ه���ذا فإنين أدعو القاري بأال يستس���هل الكتاب‬ ‫وأن يلتزم الق���راءة املتأنية فهو كتاب صعب‬ ‫حيت���اج إىل أكث���ر من ق���راءة وه���ذا هو حال‬ ‫الق���راءة الصحيح���ة والواعي���ة‪ .‬أذك���ر بهذه‬ ‫املناس���بة ما قاله صديق لي عن كتابي االول‬ ‫اجملتمع والدولة واالس���تعمار يف ليبيا‪ :‬قرأته‬ ‫أكثر من أربع مرات ويف كل مرة أكتشف‬ ‫شيئا جديدا‪ .‬ومن املؤسف أنه يف العامل العربي‬ ‫مبا يف ذل���ك اجلامعات ليس هن���اك جدية يف‬ ‫تعليم القراءة النقدية واجلادة‪.‬‬

‫دراس���ات هذا الكتاب تط���رح للقاري أهمية‬ ‫التفك�ي�ر النق���دي واملنهج���ي يف فه���م املاضي‬ ‫والكيفي���ات اليت يؤثر به���ا يف احلاضر ‪ .‬هناك‬ ‫أيضا جانب مه���م يف هذا الكتاب وهو ارتباطي‬ ‫وجدانيا وشخصيا جبذوري وأصولي يف ليبيا‬ ‫و برغ���م أن�ن�ي قضي���ت حت���ى اآلن أكثر من‬ ‫ثالثني س���نة يف املنفى االختي���اري بالواليات‬ ‫املتح���دة ال زل���ت أش���عر بارتباط���ي بأهل���ي‬ ‫ومعلم���ي وزمالئ���ي يف ليبي���ا ومص���ر حي���ث‬ ‫تعلمت وتربيت على قيم س���اعدتين يف حياتي‬ ‫العلمي���ة واالجتماعي���ة برغم س���نوات املنفى‬ ‫والغربة‪ .‬أعتقد جازما أن الثقافة االجتماعية‬ ‫اليت ربيت عليها يف ليبيا ودراس�ت�ي اجلامعية‬ ‫يف مص���ر تعك���س قيم���ا دميقراطي���ة مليئ���ة‬ ‫بالتس���امح والتعددية على املس���توى الش���عيب‬ ‫حي���ث يتعاي���ش الناس برغم اخت�ل�اف وتعدد‬ ‫جهاتهم وقراهم ومدنهم وإثنياتهم ‪.‬‬

‫•شكر وتقدير‬

‫أري���د أن أش���كر أصدقائ���ي الذي���ن اقرتحوا‬ ‫عل���ي وكان���وا وراء فك���رة نش���ر ه���ذا الكتاب‬ ‫وبالذات إدريس املس���ماري وأم العز الفارس���ي‬ ‫ورض���ا ب���ن موس���ى‪ .‬كان إدري���س رئيس���ا‬ ‫لتحري���ر عراجني وعقلها املتق���د فيما كانت‬ ‫أم الع���ز الفارس���ي الس���اعد األمي���ن إلدريس‬ ‫باإلضاف���ة إىل رضا بن موس���ى ال���ذي ال يكل‬ ‫ع���ن العمل ب���روح متفائلة وبامس���ة‪ .‬أريد أن‬ ‫أش���كر الصديق مجعة بوكليب الذي ترجم‬ ‫الفصل عن االغرتاب واهلوية يف االدب اللييب‪،‬‬ ‫والصدي���ق عم���ر الككلي ال���ذي ترجم الفصل‬ ‫عن الفاشية االيطالية‪ .‬وأخريا أود أن أعرب عن‬ ‫امتناني لصديقي االديب والدبلوماسي اللييب‬ ‫حممد الفقيه صاحل الذي قرأ الدراسات وقام‬ ‫بتصحيح بعض االخطاء يف اللغة واألس���لوب‬ ‫باإلضافة إىل إعطاء مالحظات قيمة وثاقبة‬ ‫يف قضاي���ا أدبي���ة وسياس���ية طرح���ت يف هذا‬ ‫الكت���اب‪ .‬لكين يف نهاية األمر مس���ؤول وحدي‬ ‫عن أي خطأ أو إهمال يف هذا الكتاب‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•‪ 14-‬يولي���و‪ - 2013‬مدينة س���اكو ‪ ،‬والية‬ ‫مني ‪،‬الواليات املتحدة األمريكية ‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫خواطر اليوم ‪ 23‬اكتوبر ‪2013‬م‬

‫( ذكرى إعالن التحرير بليبيا‪ ......‬إىل اين وصلت ثورة ‪ 17‬فرباير)‬

‫ناجي مجعه بركات‬ ‫االن س���نتان م���ن احلص���اد اجل���اف وم���ن‬ ‫األعاص�ي�ر القوية والعواص���ف الضاربة على‬ ‫ارض هذا الوطن‪ .‬م���ن يقوم بهذا كله‪ ،‬انهم‬ ‫الليبيون والليبيات انفسهم وال احد ينافسهم‬ ‫يف هذا‪ .‬كان والبد ان جند احد ضحية نلومه‬ ‫علي ه���ذا الفش���ل يف تكوي���ن دعائ���م الدولة‬ ‫الليبية اجلديدة واجته���ت يف البداية اصابع‬ ‫االتهام حنو قط���ر واألمارات ثم ال بديل غري‬ ‫ان نل���وم بعضن���ا وفعال هذا ما حي���دث اليوم‪.‬‬ ‫وقطر واالمارات ومند البداية هما من وقف‬ ‫م���ع الليبي���ون واحتضنوهم ولوالء مس���اعدة‬ ‫هؤالء وتس���خريهم م���ن اهلل ملس���اعدتنا‪ .‬لقد‬ ‫اقنع���وا دول اخلليج العرب���ي بأن تتواصل مع‬ ‫اجلامع���ة العربي���ة واقنعوا اعض���اء اجلامعة‬ ‫العربية بأن الش���عب اللييب حيتاج املس���اعدة‬ ‫ومنه���ا العامل كله وق���ف جبانبنا‪ .‬لكن حنن‬ ‫ننكر اجلميل وبسرعة وها هي قطر انسحبت‬ ‫واالمارات كذل���ك ومل جند احد نلومه على‬ ‫فشلنا يف ادارة الدولة‪ .‬صحيح ان قطر قامت‬ ‫بدعم االس�ل�امني يف ليبيا ماديا وعس���كرين‬ ‫وسياس���يا ومن بعد انسحبت‪ .‬الفشل والفنت‬ ‫واحلق���د والكراهية ‪ ،‬كل���ه لدينا ولن ننجح‬ ‫يف اقامة دولة اال اذا ابتعدنا عن هذه االش���ياء‬ ‫مجيعها‪ .‬اما اس���طوانة قطر واالمارات واالن‬ ‫محلة على فرنس���ا‪ ،‬ما هي اال لعبة سياس���ية‬ ‫ق���درة يرس���م فيها بع���ض االش���خاص حيت‬ ‫نوه���م اجلمي���ع ب���أن اخلط���ر م���ن اخل���ارج‪.‬‬ ‫اخلطر م���ن الداخل وم���ن داخلنا وم���ن ابناء‬ ‫ليبي���ا ومن جلدتن���ا ومن اهل ليبيا‪ .‬االس�ل�ام‬ ‫السياسي ينهش فيما تبقي من عظام الثورة‬ ‫وفنت االخوان املس���لمني تس���يطر على صنع‬ ‫القرار واملليشيات وليس���وا الثوار احلقيقيون‬ ‫يعبثون يف الدولة ويس���يطرون على كل ما‬ ‫ه���و حي���وي وال يعب���ون بأحد وهل���م قيادتهم‬ ‫داخل املؤمتر الوطين‪ .‬حنن من نس���اند وندع‬ ‫هؤالء يقوم���ون مبا يريدون خالل الس���نتان‬ ‫املاضيت�ي�ن‪ .‬اذا مل يق���ف الش���عب ام���ام كل‬ ‫هؤالء ‪ ،‬فلن تقوم دولة وما علينا اال ان نقول‬ ‫انه كانت هنالك ثورة شعبية بليبيا يوم ‪17‬‬ ‫فرباير ‪ 2011‬واستش���هد الكثريون وبرت عدد‬ ‫ال ب���اس به وهج���ر كثريون وهاج���ر اكثر‬

‫يف البداي���ة اهين الش���عب اللييب بهذا العيد وهو عيد النصر وي���وم ‪ 23‬اكتوبر ‪2103‬م هو يوم اعالن حترير الرتاب‬ ‫اللي�ب�ي وانتص���ار ثورة ‪ 17‬فرباير ‪ .‬االن س���نتان مضت عن ذلك االحتفال الكبري وال���ذي كان ببنغازي مهد الثورة ‪.‬‬ ‫لق���د كان يوم ف���رح للجميع والناس ال تعرف كيف تعرب عن فرحتها‪ .‬الزاغري���د تنطلق من حناجر امهات الثوار‬ ‫والش���هداء واصوات الرصاص مل تقف طوال اللييب والنهار وخرج معظم س���كان بنغ���ازي لذللك االحتفال ‪ .‬حضره‬ ‫اجلميع وكانت حالة من الفرح عند الش���عب واعضاء املكتب التنفيذي واجمللس االنتقالي ونش���وة النصر تراها يف‬ ‫عيون الثوار‪ .‬كانت صور علم االس���تقالل تبهر اجلميع وكان فعال يوم النصر‪ .‬احتفال اش���تهر بإعالن املستش���ار‬ ‫مصطف���ي عبداجلليل وهو رئيس اجمللس االنتقالي املؤق���ت الغاء قانون عدم تعدد الزوجات‪ .‬ال يعرف احد ملاذا فعل‬ ‫هذا وهذا يدل على عفوائيه وتس���امح هذا الرجل‪ .‬بع���د االحتفال رجع كل واحد اىل دياره وبدأت املؤامرات والفنت‬ ‫والتخطيط على من يكون رئيس احلكومة ومن حس���ن حظي انين كنت قريب من اجلميع وس���وف نتحدث عليه‬ ‫يف مناسبات اخري‪.‬‬ ‫من دي قبل من خرية ش���باب وش���ابات ليبيا‪.‬‬ ‫ال نري���د ه���ذا ان حيدث ومع بع���ض نريد ان‬ ‫نش���تغل من اجل هذه الثورة وحنتفل بالعيد‬ ‫الثال���ث لإلع�ل�ان التحري���ر لس���نة ‪2014‬م‬ ‫وحن���ن يف احس���ن حال وليس اس���وء مما فيه‬ ‫االن‪.‬‬ ‫الي���وم ‪ 23‬اكتوب���ر ‪2013‬م كن���ت اراج���ع‬ ‫تقري���ر ارس���ل اىل ألب���داء ال���رأي والتعلي���ق‬ ‫وهو عن اخلدمات الصحي���ة بليبيا مند قيام‬ ‫الث���ورة اىل ش���هر م���ارس ‪2013‬م‪ .‬تق���وم به‬ ‫جمموع���ة م���ن الباحث�ي�ن جبامع���ة هارفرد‬ ‫االمريكية‪-‬كلية الطب وكذلك جمموعة‬ ‫حلف الناتو‪ .‬يري���دون ان يعرفوا كيف متت‬ ‫عملي���ة تش���غيل اخلدم���ات الصحي���ة اثن���اء‬ ‫الث���ورة وبعدها وكي���ف كان فريق االزمة‬ ‫ايامات الثورة يشتغل ‪ .‬هذا لالستفادة منه يف‬

‫املستقبل هلذه الدول حيث كانت املشاركة‬ ‫الدولي���ة يف هذه الثورة ه���ي االكثر وبدون‬ ‫اس���تعمال جنود على االرض م���ن قبل الناتو‬ ‫ومل يقتل جن���دي واحد م���ن الناتو وكذلك‬ ‫مل يدم���ر مرف���ق صح���ي بليبي���ا‪ .‬ان���ه تقرير‬ ‫جي���د وسينش���ر قريب���ا ان ش���اء اهلل‪ .‬اري���د ان‬ ‫اق���ول بأن ادارة االزمة بوزارة الصحة كانت‬ ‫جيدة وهذا التقرير س���يكون شاهد على هذا‬ ‫وهو دراسة ممتازة وس���تكون مرجع للعديد‬ ‫م���ن الدارس�ي�ن يف حتليل جناح ه���ذه الثورة‬ ‫وكذل���ك جناح فريق االزم���ة بالصحة‪ .‬ملاذا‬ ‫االهتم���ام بليبي���ا وم���ا حص���ل بليبي���ا ونتائج‬ ‫ه���ذه الدراس���ة وال�ت�ي اس���تمرت ‪ 12‬ش���هر‬ ‫وبدعم من جامعة هارفرد والناتو وكان لي‬ ‫الشرف بأني اشارك معهم بإعطاء معلومات‬ ‫ومراجعة ه���ذا التقرير‪ .‬حتية للجنة االزمة‬

‫ببنغ���ازي وال�ت�ي كان يقوده���ا ص�ل�اح جابر‬ ‫وابراهي���م حبيح والصه�ب�ي وطرابلس خالد‬ ‫املغبوب ونورالدين عرييب‬ ‫ي���وم ‪ 20‬اكتوب���ر ‪ 2013‬دك���ري مقت���ل‬ ‫القذايف اللعني ولق���د كانت الفرحة عارمة‬ ‫يف ليبي���ا ومل نص���دق هذا‪ .‬عندما ارس���لت لي‬ ‫ابن�ت�ي امي���ان ص���ورة الق���ذايف وه���و ميت مل‬ ‫اصدق وقالت االن يف اجلزيرة وبي بي س���ي‪.‬‬ ‫توجهنا اىل ميدان الش���هداء وكأن طرابلس‬ ‫كله���ا هنال���ك‪ .‬فرح���ة عارم���ة‪ .‬ال ميكن ان‬ ‫تصف ذلك الش���عور وكل اب وام بس���يارتهم‬ ‫وابنائه���م معه���م وفرح���ة ال ميك���ن وصفها‪.‬‬ ‫لقد س���رقت الفرحة من الناس خالل هاتان‬ ‫الس���نتان واصبحنا ننه���ش يف بعضنا البعض‬ ‫وال نعري اهتماما هلذا الوطن وكل ما نريده‬ ‫ه���و ش���راب اخ���ر قطرة م���ن ه���ذا الوطن وال‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪21‬‬

‫اس��تعمل اخلبت والده��اء مثل الثعلب ولكن وقع يف فخ الكيالن��ي والرتيكي واخرون وها هو‬ ‫الي��وم يتهمه��م وبدون دليل ونتم�ني أن يكونوا يف قفص االتهام ويف اق��رب وقت حيت يكونوا‬ ‫عربة لألخرين‬ ‫نريد ان نعطيه ش���يء باملقاب���ل‪ .‬ماذا حيصل‬ ‫االن وبع���د س���نتان‪ ،‬ال���ي اي���ن س���نصل وماذا‬ ‫قدمن���ا لليبي���ا‪ .‬الق���ذايف اللع�ي�ن م���ات جيفة‬ ‫ولك���ن ثقافت���ه ترس���خت يف عق���ول البعض‬ ‫وال يهمه���م الوطن اكثر م���ن مجع االموال‬ ‫والتكال���ب على الس���لطة والفتنه وابعاد كل‬ ‫م���ن س���اهموا يف قي���ادة واجناح ه���ذه الثورة‪,‬‬ ‫ه���ل فعال س���نقول ان���ه مل تك���ن ث���ورة وامنا‬ ‫ص���راع بني اطراف اخلري والش���ر‪ .‬بعض من‬ ‫اطراف اخل�ي�ر اصبحوا طماع�ي�ن ويريدون‬ ‫اخلري كله هلم وان شاء اهلل الشعب ينحرق‪.‬‬ ‫ال نس���تطيع ان نقول بأن���ه مل تكن ثورة‪ .‬انها‬ ‫ث���ورة ش���جاعة قادتها ش���جعان ومن ش���عب‬ ‫ش���جاع وبإرادة قوية‪ .‬جيب ان نتفكر كيف‬ ‫حاربن���ا القذايف وكيف ختلصن���ا منه وماذا‬ ‫فعلن���ا بع���د م���ا ختلصن���ا من���ه‪ .‬ليبي���ا تضيع‬ ‫بني ايدين���ا االن ولن يكون هنالك مس���تقبل‬ ‫لألوالدن���ا وبناتن���ا‪ .‬لنأخذ عربة م���ن العراق‬ ‫ولبنان واجلزائر والصومال‪.‬‬ ‫قبل ايام خرج الس���يد على زيدان من صمته‬ ‫وطرح امسني هم���ا الرتيك���ي والكيالني من‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي وعبداملنعم الصي���د وعادل‬ ‫الصيد والبلعزي من غرف���ة ثوار ليبيا وقال‬ ‫اخرون وهم م���ن اختطفه ‪ .‬يقول انه هنالك‬ ‫مثانية يكرهون���ه يف املؤمتر الوطين ويريدن‬ ‫اسقاطه وهو ال يعيب بهم وانه ابن الوطن‪ .‬مل‬ ‫يقدم أي دليل وامنا اتهامات فقط ونتمنى انه‬ ‫يع���رض دالئل حيت يتم القبض عليهم‪ .‬اىل‬ ‫هذه اللحظة مل يتجرأ الس���يد زيدان ويقول‬ ‫اس���م واحد مس���ؤول عن االغتياالت ببنغازي‬ ‫وكل مدن ليبيا‪ .‬مل يتجرأ ويقول اسم واحد‬ ‫مس���ؤول ع���ن تأخر اجلي���ش والش���رطة‪ .‬مل‬ ‫يتجرأ ويقول اس���م واحد عن مقتل الناشط‬ ‫احلقوقي عبدالس�ل�ام املس���ماري والذي قدم‬ ‫للث���ورة اكث���ر م���ا ق���دم زي���دان‪ .‬مل نش���اهد‬ ‫زي���دان كث�ي�را يف بنغ���ازي ايام الث���ورة ومل‬ ‫نسمع انه ادي دور كبري يف الثورة اال دخول‬ ‫علي العيس���اوي وجربي���ل اىل قصر اإلليزيه‬ ‫بفرنس���ا ومقابل���ة س���اركوزي‪ .‬ال نش���كك‬ ‫يف وطينت���ه ولك���ن نش���كك يف مصداقيته يف‬ ‫خدمة ليبيا والش���عب اللي�ب�ي‪ .‬لقد لعب عدة‬ ‫لعاب���ات ماك���رة وال يري���د ان يع�ت�رف بأنه‬ ‫افش���ل قيام الدولة وهو احد االسباب يف عدم‬ ‫قي���ام الدولة ولن تق���وم دولة ليبي���ا ولفرتة‬ ‫طويل���ة وش���كرا لزي���دان عل���ى املس���اهمة يف‬ ‫هذا‪ .‬لقد س���اهم يف اخراج عاشور شوايل من‬ ‫وزارة الداخلي���ة وهذا الرجل يعرف ما يفعل‬ ‫وهو ما يق���ال عنه يف قاموس السياس���ة الند‬ ‫العني���د وزي���دان يريد ارانب وال يريد اس���ود‬ ‫ترهبه عندما يقوم بأخطاء‪ .‬لقد دافع كثريا‬ ‫ع���ن االزالم واراده���م ان يبق���وا يف مناصبهم‬ ‫مثل حافظ قدور وس���فري ليبيا بأمريكا‪ .‬لقد‬ ‫اقصي مجي���ع من كانوا باملكت���ب التنفيذي‬

‫ومل يش���رك احده���م يف حكومت���ه رغ���م ان���ه‬ ‫كان يتش���وق ويتم�ن�ي مقابلته���م وخاصة‬ ‫بعد التحرير وكان ال يرتك رئاس���ة الوزراء‬ ‫والفن���دق ابدا يف التق���رب اليهم‪ .‬صحيح اننا‬ ‫دعمنا هذا الرجل يف البداية ورأينا فيه العني‬ ‫الصاحل���ة ولكن مبجرد اس���تالمه للكرس���ي‬ ‫سلط نفس���ه على اجلميع وقام بأفشال قيام‬ ‫الدولة الليبية وهذا شيء ال ميكن ان يغفره‬ ‫ل���ه‪ .‬الكيب كان ال يكذب وكان ضعيف وال‬ ‫حيب املواجهة‪ .‬زيدان بعكس هذا‪ ،‬يكذب علي‬ ‫الش���عب ويقول سنفعل وسنعمل وله القدرة‬ ‫علي املواجه���ة‪ .‬عرف مراكز القوة واغراهم‬ ‫باملال وتوس���ل اليه���م‪ .‬عرف منافد التس���لط‬ ‫واخده���ا كله���ا وابع���د كل م���ن س���يكون‬ ‫مناف���س له واخره���م د عل���ي الرتهوني‪ .‬لقد‬ ‫اس���تعمل اخلبت والدهاء مث���ل الثعلب ولكن‬ ‫وق���ع يف ف���خ الكيالن���ي والرتيك���ي واخ���رون‬ ‫وها ه���و اليوم يتهمهم وب���دون دليل ونتمين‬ ‫أن يكون���وا يف قفص االته���ام ويف اقرب وقت‬ ‫ح�ت�ي يكونوا عربة لألخري���ن ‪ .‬هؤالء خصوم‬ ‫لناس اخرون متش���ددون واالخرون يريدون‬ ‫ازاحته���م ووج���دوا عل���ي زي���دان احلص���ان‬ ‫االمث���ل لركوبه وركب���وا عليه وه���و ينفذ‬ ‫ما يريدونه‪ .‬هل س���تخرج اجلماهري وتنادي‬ ‫برحيل���ه واجياد البديل او س���نبقي علي هذه‬

‫احلالة ونستمر مع اال مصداقية واليت يقوم‬ ‫بها الس���يد علي زيدان وحياول ايهام الشعب‬ ‫اللي�ب�ي بأن���ه ضحي���ة م���ن ضحايا االس�ل�ام‬ ‫السياس���ي وه���و ابن الوط���ن ول���ن يرحل اال‬ ‫اذا طل���ب من���ه املؤمت���ر‪ .‬زيدان لع���ب أالعيبه‬ ‫السياس���ية ويريد ان خيرج بشيء ما يضمن‬ ‫له مستقبل ولكن هذا لن حيدث على حساب‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي وثورت���ه املبارك���ة وخاصة‬ ‫حن���ن حنتف���ل مب���رور س���نتان عل���ى اعالن‬ ‫النصر والتحرير‪ .‬دم الش���هداء لن يريح هباء‬ ‫واخل���زي والعار للجبناء وانه���م لكثريون يف‬ ‫هذه االيام‪.‬‬ ‫ي���وم ‪ 23‬اكتوب���ر ‪2011‬م كان االحتف���ال‬ ‫بانتص���ار الثورة وي���وم ‪ 23‬اكتوبر ‪2013‬م‬ ‫خي���رج الليبي���ون يطالبون بإقال���ة احلكومة‬ ‫واعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي ويقوم���ون بطلب‬ ‫بإيق���اف اعط���اء صالحيات لرئي���س املؤمتر‬ ‫الوطين العام‪ .‬حالة من الفوضى السياس���ية‬ ‫وحال���ة الب�ل�اد يرث���ي هل���ا‪ .‬املوان���ئ النفطية‬ ‫مقفلة وليبي���ا تصدر فقط ‪600‬الف برميل‬ ‫يوميا‪ ،‬واملس���اجني السياس���يني مل حياكموا‬ ‫وليبي���ا اصبحت يف اعل���ي القائمة من الدول‬ ‫وال�ت�ي ال تراعي حقوق االنس���ان‪ .‬االغتياالت‬ ‫كث�ي�رة واصبح اهدار امل���ال العام ال يضاهي‬ ‫أي دول���ة يف العامل‪ .‬املؤمت���ر الوطين يقول ان‬

‫‪ 41‬مليار من امليزانية مت صرفها ‪ ،‬ولكن ال‬ ‫ش���يء على ارض الواق���ع والكيب صرف ‪71‬‬ ‫ملي���ار دينارا هو ووزارت���ه وال درة علي ارض‬ ‫الواق���ع‪ .‬الكث�ي�ر والكث�ي�ر ولكن اصب���ح حالنا‬ ‫مث���ل ح���ال الع���راق والصومال‪ .‬لك���ن هذا ان‬ ‫ش���اء اهلل لن يدوم والليبي���ون ضحوا بالغالي‬ ‫والرخيص اي���ام االيطاليني وايامات القذايف‬ ‫اللع�ي�ن‪ .‬هنالك ناس وطنية تعمل وجبد من‬ ‫اجل هذا الوطن وان ش���اء اهلل ستكون النتائج‬ ‫احس���ن يف املس���تقبل وجتارب الس���نتان تعلم‬ ‫منها الكثريون وس���وف يصل���ون اىل الطريق‬ ‫الصحي���ح‪ 23 .‬اكتوب���ر ‪2014‬م س���يكون‬ ‫احسن حال من االن ‪ ،‬حيث اجلميع يعي بأن‬ ‫ليبيا جنح���ت يف ابعاد القذايف وس���وف يبعد‬ ‫وحيل هذا املؤمتر الوط�ن�ي اهلزيل وكذلك‬ ‫ابعاد حكومة زيدان واليت تس���اهم يف افش���ال‬ ‫قي���ام الدول���ة‪ .‬البديل موجود وس���وف يكون‬ ‫احس���ن وافضل مما هو علي���ه وكلنا امل يف‬ ‫ثوارنا وش���بابنا احلقيقيون والغيورون على‬ ‫هذا الوطن بأن يس���اهموا يف ابعاد املتس���لقني‬ ‫والفاسدين‪.‬‬ ‫ليبيا ستكمون حرة بعون اهلل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫وزير الصحة سابقا‬ ‫املكتب التنفيذي ‪ /‬ليبيا‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫خليل العرييب‬

‫فنان من بالدي‬ ‫إعداد ‪ :‬يوسف بن صرييت‬

‫الفنان حممد صدقي‬

‫•الفن���ان حمم���د صدق���ي م���ن موالي���د مدينة‬ ‫بنغازي الع���ام ‪ 1929‬ويعترب من أش���هر املطربني‬ ‫الليبي�ي�ن الذي���ن عرفوا يف الوس���ط الف�ن�ي يف تلك‬ ‫الف�ت�رة ‪ ،‬وكان أكثره���م غن���اء ولدي���ه أكث���ر‬ ‫من أربعمائة أغنية ما بني اإلذاعة واإلس���طوانات‬ ‫وتسجيالت الكاسيت ‪.‬‬ ‫•كان���ت بدايت���ه ع���ن طري���ق املوس���يقار حس���ن‬ ‫عرييب الذي إكتش���ف صوته وأقنعه بالغناء عرب‬ ‫اإلذاع���ة وقدمه يف أغنية ( كيف نوصفك للناس‬ ‫) ال�ت�ي كان���ت أول عم���ل غنائ���ي ل���ه وذلك س���نة‬ ‫‪ 1959‬حيث كان قبلها منشدا يف الزوايا الدينية ‪.‬‬ ‫•كان ظه���ور حمم���د صدقي يف الوس���ط الفين‬ ‫بصوت���ه الق���وي إضاف���ة جديدة مبس�ي�رة األغنية‬ ‫الليبية وجناحها وإنتشارها حمليا ‪.‬‬ ‫•عمل بقس���م املوس���يقي باإلذاعة لف�ت�رة طويلة‬ ‫ثم أنش���أ شركة لإلس���طوانات مع أحد املواطنني‬ ‫املهتم�ي�ن بالف���ن ث���م تفرد ب���إدارة هذه الش���ركة‬ ‫وقدم م���ن خالهلا جمموع���ة من األغاني لنفس���ه‬ ‫وع���دد من الفنانني الليبيني والعرب منهم الفنانة‬ ‫فائ���زة امح���د وحوري���ة حس���ن وع���ادل مأم���ون‬ ‫وشريفة ماهر ‪.‬‬ ‫•وكان من خالل حضوره الدائم بقسم املوسيقي‬ ‫باإلذاع���ة الليبي���ة حيث ق���ام بتس���جيل الكثري من‬ ‫األعم���ال الغنائية من أحلانه وأحل���ان العديد من‬ ‫امللحنني املعروفني واملشاركة يف حفالت اإلذاعة‬ ‫الغنائية وق���دم العديد من األصوات النس���ائية يف‬ ‫تل���ك الفرتة مث���ل الثنائي نزهة وس���عاد والثالثي‬ ‫اللييب وحلن هلن بعض األغاني ‪.‬‬ ‫•ت���رك اإلذاع���ة لفرتة حم���دودة متجه���ا للعمل‬ ‫احلر وأنش���أ فرقة إنش���اد ديين إنظم���ت فيما بعد‬ ‫لإلذاعة وقام باإلشراف عليها واإلنشاد معها ‪.‬‬ ‫•ش���ارك مع فرقة اإلذاعة املوسيقية يف مهرجان‬ ‫األغني���ة املغاربي���ة ال���ذي إنتظ���م باملغ���رب الع���ام‬ ‫‪ 1968‬وغ�ن�ي يف ه���ذا املهرج���ان أغني���ة ( إجيينا‬ ‫الليل ) والقت جناحا كبريا ‪.‬‬ ‫•م���ن أش���هر أغاني���ه ‪ :‬طريي���ن يف ع���ش الوفاء –‬ ‫ماض���ي زال – رم���ش الع�ي�ن – يا كاح���ل النظار‬ ‫– واج���د يا عني – عه���دي معاك – إجيينا الليل‬ ‫– كيف نوصفك للناس وغريها كثري ‪.‬‬ ‫•إنتقل الفنان حممد صدقي إلي رمحة اهلل يوم‬ ‫اجلمعة املوافق ‪. 1994 / 3 /18 :‬‬

‫أيام قرطاج املسرحية‬ ‫تناولت بعض وسائل اإلعالم فكرة تأجيل موعد إقامة‬ ‫أيام قرطاج املس���رحية نتيجة للظروف السياسية واألمنية‬ ‫ال�ت�ي متر به���ا تونس هذه الف�ت�رة ‪ ،‬غ�ي�ر أن إجتماعا عقد يف‬ ‫الفرتة القريبة املاضية إجتماع تنسيقي مبقر وزارة الثقافة‬ ‫التونس���ية لبحث اإلس���تعدادات اجلارية لتنظيم الدورة ‪16‬‬ ‫أليام قرطاج املسرحية ‪.‬‬ ‫اإلجتم���اع أش���رف علي���ه الس���يد مه���دي م�ب�روك وزي���ر‬ ‫الثقاف���ة وحبض���ور الس���يد وحيد الس���عفي مدي���ر املهرجان‬ ‫وعدد من مدراء اإلدارات الفني���ة بالوزارة ‪ ،‬وتناول اإلجتماع‬ ‫س���بل احل���رص والتأكيد عل���ي أهمية اإلع���داد اجليد هلذه‬ ‫التظاهرة الكربي وحسن إنتقاء األعمال املسرحية املشاركة‬ ‫بهدف احملافظة علي املستوي الفين إليام قرطاج املسرحية ‪.‬‬ ‫وكان وزير الثقافة يف إجتماع الحق مع عدد من مديري‬ ‫املراكز الوطنية واجلهوية للفنون الدرامية والركجية قد‬ ‫أكد بأن هذه املراكز س���تحتضن ج���زء من فعاليات الدورة‬ ‫‪ 16‬أليام قرطاج‬ ‫املس���رحية وذل���ك ضم���ن خطة ال���وزارة ملزيد تنش���يط هذه‬ ‫الفض���اءات وتنظي���م ن���دوة علمي���ة ضم���ن ه���ذه التظاه���رة‬ ‫لبحث واقع جتربة هذه املؤسس���ات الثقافية يف تونس وآفاق‬ ‫تطويرها ‪.‬‬

‫مترد صابر الرباعي‬ ‫متر هنا وإعتصم‬ ‫وإخترب صرب أم‬ ‫أتاها املخاض فجأة ليال‬ ‫تعلم معاني الرجولة من صرب أم‬ ‫وال ختشي عند املخاض املنية‬ ‫مترد وسر يف اجلنائز مثل العسكر‬ ‫حي الشهيد بيمناك‬ ‫وأمحل بيسراك نعشه ولتخلع النعل‬ ‫بعض املقابرقدس‬ ‫من القدس تستلهم امللحمية‬

‫يستعد الفنان التونسي صابر الرباعي‬ ‫لتس���جيل عمل وط�ن�ي جدي���د بعنوان‬ ‫( مت���رد ) وه���ي م���ن كلمات الش���اعر‬ ‫التونسي جنيب بن علي ‪ ،‬حيث سيقوم‬ ‫بتسجيل هذه األنش���ودة بإستوديوهات‬ ‫دبي أثناء لتس���جيله ألح���دث ألبوماته‬ ‫وال���ذي حيمل عن���وان ( إلل���ي بيتو من‬ ‫زجاج ) ‪.‬‬ ‫األغني���ة الوطني���ة اجلدي���دة تق���ول‬ ‫كلماتها ‪:‬‬

‫مهرجان أبوظيب يكرم حمفوظ وطاغور‬ ‫إنطلق���ت اخلمي���س املاض���ي فعاليات‬ ‫مهرجان أبوظيب السينمائي وسط حضور‬ ‫كب�ي�ر م���ن جن���وم الف���ن الع���رب والعامل‬ ‫ومبش���اركة أكثر م���ن مائ�ت�ي فيلم من‬ ‫أربع�ي�ن دول���ة موزعة ب�ي�ن أف�ل�ام روائية‬ ‫وأفالم وثائقية وأف�ل�ام قصيرية تتنافس‬ ‫علي جوائز قيمتها مليوني دوالر ‪.‬‬ ‫املهرج���ان يك���رم ه���ذا الع���ام الروائ���ي‬

‫املص���ري الراح���ل جنيب حمف���وظ احلائز‬ ‫علي جائزة نوبل مبناسبة مرور مائة عام‬ ‫علي ميالده وتعرض سلس���لة من األفالم‬ ‫املقتبس���ة م���ن أعمال���ه الروائي���ة ‪ ،‬ويكرم‬ ‫املهرج���ان أيضا الش���اعر البنغال���ي العظيم‬ ‫رابندران���ات طاغ���ور احلائ���ز أيض���ا عل���ي‬ ‫جائزة نوبل وتعرض عدد من األفالم اليت‬ ‫تناولت حياته ‪.‬‬

‫كم���ا يتمي���ز املهرجان يف ه���ذه الدورة‬ ‫بع���روض س���ينمائية لعدد م���ن املخرجات‬ ‫املتمي���زات أمثال ماري هاري���ن وفيلمها (‬ ‫يوميات فراش���ة ) وجولي بيناسرا وفيلمها‬ ‫( فليحف���ظ ال���رب حذائ���ي ) وكذل���ك‬ ‫املخرج���ة اإليراني���ة مرج���ان س���اترابي‬ ‫وفيلمها ( دجاج بالربقوق )‬ ‫أفتت���ح مهرج���ان أبوظ�ب�ي الس���ينمائي‬ ‫بالفيل���م الكندي ( الس���يد لزهر ) للمخرج‬ ‫فيليب ف���االردون ‪ ،‬هذا الفيلم الذي س���بق‬ ‫ترش���حه جلائزة اآلوسكار كأحسن فيلم‬ ‫أجن�ب�ي الع���ام ‪ 2013‬وه���و يص���ور هجرة‬ ‫معل���م جزائري إل���ي كندا لإلش���تغال يف‬ ‫جمال التعليم وتعوي���ض معلمة كندية‬ ‫أقدمت علي اإلنتحار ‪ ،‬والفيلم من بطولة‬ ‫املمثل اجلزائري حممد فالن ‪.‬‬ ‫وتتكون جلنة التحكيم الرئيسية من‪:‬‬ ‫األس�ت�رالية جاكي ويفر رئيسا للجنة‬ ‫والربيطاني ادريان ووتون والفلس���طينية‬ ‫هي���ام عب���اس والتونس���ية درة بوشوش���ة‬ ‫واهلولندية ساندرا دين هامر ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫عبد القادر رضوان‬

‫محورابي كرة القدم الليبية‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫احتاد الكرة و‬ ‫الضوابط املنسية‬

‫فتحي الساحلي‬ ‫هو احد طالب مدرس���ة املدرب عبد‬ ‫العال���ي العقيل���ي يف بداي���ة س���تينيات‬ ‫الق���رن املاض���ي ‪ ...‬تل���ك املدرس���ة ال�ت�ي‬ ‫قدمت افض���ل الالعب�ي�ن امثال حممد‬ ‫العف���اس ‪ ..‬امح���د بن صوي���د ‪..‬مخيس‬ ‫الف�ل�اح ‪..‬ناجي املعدان���ي ‪..‬الرتهوني ‪ ..‬و‬ ‫غريهم م���ن الالعبني الذين محلوا لواء‬ ‫الدف���اع ع���ن القلع���ة احلم���راء و احراز‬ ‫الرتاتيب املتقدمة يف الدوري اللييب ‪.‬‬ ‫كان عب���د القادر او قادر كما كنا‬ ‫ننادي���ه مش���روع العب كب�ي�ر و كان‬ ‫حبق من افضل العيب جيله ‪..‬و بالرغم‬ ‫من ضآلة جسمه اال انه كان هدافا من‬ ‫الطراز االول ‪..‬و كان جييد التحرك و‬ ‫املراوغة يف املناطق اخلطرة اليت ميكن‬ ‫منها اصابة مرمى اخلصم ‪.‬‬ ‫كان مجه���ور االهل���ي يراق���ب‬ ‫ذل���ك الالع���ب املوهوب بصم���ت و حذر‬ ‫ش���ديدين و كأن���ه كان يع���ي ان هذه‬ ‫املوهب���ة س���تصاب باحلس���د ‪ ..‬و يف‬ ‫كل املباري���ات ال�ت�ي كان يلعبها كان‬ ‫اب���رز العيب خط اهلج���وم حيث كانت‬ ‫عبدالقادر رضوان ( النائب العام احلالي )‬ ‫االنظ���ار تتجه حن���وه و ال ابالغ ان قلت‬ ‫و بالرغم من هذا االجناز اال انه و فجأة و انا كالعب كرة قدم اكثر اجلميع‬ ‫لك���م انه���م كانوا ينظ���رون الي���ه بأنه‬ ‫و ب���دون مقدمات او اصابة او مش���كلة تعجبا النين اعرف حب و عش���ق كرة‬ ‫مستقبل كرة القدم يف النادي االهلي‬ ‫ق���رر العبن���ا الصغ�ي�ران يعت���زل كرة القدم و كيف كنا ندخل اىل القس���م‬ ‫كن���ت اش���اهده و اعجب���ت ب���ه كثريا‬ ‫الق���دم ‪ ...‬و اصاب���ة اجلمي���ع الدهش���ة االدبي هروبا من القس���م العلمي الذي‬ ‫فنح���ن جي���ل واح���د ‪..‬كن���ت يومها يف‬ ‫ألن ه���ذا الالعب كان يبش���ر بالتفوق حيت���اج اىل كمي���ة حتصيل و دراس���ة‬ ‫اشبال النجمة القدمية و كنت احضر‬ ‫‪...‬البع���ض يقول انه ت���رك كرة القدم اك�ب�ر و كي���ف هربن���ا م���ن كلي���ة‬ ‫مباريات اشبال االهلي لكي اشاهده عن‬ ‫ليتفرغ اىل دراس���ة القان���ون يف كلية احلق���وق رغ���م االغ���راءات م���ن اجل ان‬ ‫كث���ب ‪ ...‬كانت ل���ه موهبة التس���ديد‬ ‫احلق���وق ‪...‬و البعض يق���ول انه اصيب ن���درس يف كلي���ة االداب و من���ارس‬ ‫االرضي القوي و بدقة و تركيز عالي‬ ‫مب���رض منعه من مواصلة بذل اجلهد اللعبة اليت كنا نعشقها ‪.‬‬ ‫جدا ‪.‬‬ ‫و لع���ب ك���رة الق���دم ‪...‬و لك���ن ال احد لكن اصرار الالعب عبد القادر رضوان‬ ‫و وصل عبد القادر اىل مصاف الدرجة‬ ‫ي���دري احلقيقة و احملصل���ة ان االهلي عل���ى االعت���زال و هو يف ع���ز النجومية‬ ‫االوىل و لعب اىل جانب الالعبني الكبار‬ ‫و الكرة الليبية فقدت شبل واعد كان جع���ل الكثري من عالمات االس���تفهام و‬ ‫امثال امح���د بن صويد ‪..‬مح���د بيوندو‬ ‫م���ن املمك���ن ان حيق���ق الكث�ي�ر للك���رة التعج���ب حتري اجلماه�ي�ر اليت كانت‬ ‫‪..‬مصطفى املكي ‪..‬طاه���ر خواجة ‪..‬عبد‬ ‫الليبية ‪.‬‬ ‫حتب مشاهدة هذا الالعب الرائع ‪.‬‬ ‫القادر اخلطيطي ‪..‬و غريهم ‪.‬‬ ‫فه���ل عش���ق العبن���ا امل�ل�ازم الكب�ي�رة و‬ ‫قان���ون محوراب���ي و االرواب الس���وداء و‬ ‫فضله���ا على صيحات اجلماهري عندما‬ ‫حيرز االهداف و يهز الشباك ؟‬ ‫الصور املرفقة‬ ‫‪ 1‬فريق االهلي يف مباراته مع االحتاد‬ ‫عام ‪ 1964‬م‬ ‫وقوفا من اليمني ‪:‬‬ ‫احلك���م العق���وري ‪ ..‬بيون���دو ‪..‬كلف���ه‬ ‫‪..‬بوع���ود ‪..‬بن صوي���د ‪..‬خواجه ‪..‬احممد‬ ‫الشريف ‪..‬سامل الربغثي ‪.‬‬ ‫جلوسا ‪:‬‬ ‫اخلطيط���ي ‪..‬مخي���س الف�ل�اح ‪..‬عب���د‬ ‫القادر رضوان ‪..‬املكي ‪.‬‬

‫عندم���ا اعل���ن احتاد ك���رة القدم عن اقامة‬ ‫مس���ابقة كرة القدم و اوضح ق���رار تنظيمها ان‬ ‫املباريات س���تكون بدون حض���ور اجلماهري ‪..‬و ان‬ ‫قاعدة اهلبوط للدرجة االدنى مل يتم تفصيلها ‪.‬‬ ‫كن���ت امتنى اال يق���ف القرار عند ه���ذا احلد بل‬ ‫كان م���ن الواجب ان يش���مل ضوابط و ش���روط‬ ‫اخ���رى منها ‪ ..‬عدم الس���ماح مبش���اركة العبني‬ ‫حمرتفني م���ن االجانب ‪ ..‬و كذل���ك ان يتضمن‬ ‫القرار ايضا ش���رط بضرورة مش���اركة عدد من‬ ‫العيب الفئات الس���نية بعدد معني يف كل مباراة‬ ‫‪ ..‬و ال���زام االندي���ة الرياضي���ة بااللت���زام به���ذه‬ ‫الضواب���ط ألن االندية ليس يف مقدورها اختاذ و‬ ‫وضع هذه القواعد من تلقاء نفسها ألنها ختشى‬ ‫اجلماهري و سطوتها ‪.‬‬ ‫هذه اجلماه�ي�ر اليت همها االساس���ي هو حتقيق‬ ‫النق���اط و الفوز املؤق���ت دون النظ���ر او االهتمام‬ ‫ببن���اء فري���ق جدي���د يكون له ش���أن يف مس���تقبل‬ ‫االيام ‪.‬‬ ‫ل���و ان االحت���اد املخت���ص وض���ع ه���ذه القواعد و‬ ‫الش���روط لقدّم خدمة فنية لك���رة القدم متكنها‬ ‫من اتاح���ة فرصة لالعب�ي�ن من الفئات الس���نية‬ ‫‪..‬و ايض���ا س���اعدها يف التخل���ص من دف���ع املبالغ‬ ‫الباهظة اليت تدفع لالعبني االجانب ايضا‪ ،‬بل ان‬ ‫هذه املبالغ ستشكل هاجسا طيلة املوسم الرياضي‬ ‫و بعد انتهاء املوسم الرياضي ايضا عندما يطالب‬ ‫ه���ؤالء الالعبني مبس���تحقاتهم و قد يصل االمر‬ ‫اىل ش���كاوي لإلحتاد الدولي و ما يرتتب عن هذا‬ ‫االمر من اجراءات و عقوبات و س���تغين املس���ؤلني‬ ‫يف األندي���ة الرياضية م���ن الوقوف ام���ام مكاتب‬ ‫وزارة الشباب و الرياضة متسولني ألجل تسديد‬ ‫هذه املستحقات ‪.‬‬ ‫ان ه���ذه الضوابط و الش���روط كانت س���تخفف‬ ‫الضغوط عل���ى االداريني و املدربني و الالعبني و‬ ‫س���يدفعون بالشباب الصاعد اىل املالعب بدال من‬ ‫ان يصيبهم االحباط من اجللوس فوق كراسي‬ ‫االحتياط ‪.‬‬ ‫امل يكن من االنس���ب ان يفكر االحتاد املختص يف‬ ‫هذه الضوابط ؟‬ ‫خاص���ة و انه ي���درك ان االندي���ة الرياضية ليس‬ ‫يف مقدوره���ا اختاذ مثل ه���ذا العمل ألنها رهينة‬ ‫لرغبات اجلماهري و متاش���يا لسطوتها و كسب‬ ‫لودها على حساب املستقبل و االمال املرجوة ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 129‬أكتوبر ‪ 4‬نوفمبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.