العدد 130

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 130‬‬

‫‪ 11 - 5‬نوفمبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫العدد((‪) 77‬‬ ‫الثانية‪-‬العدد‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫‪11 - 5 30‬‬ ‫‪( -( )- 130‬‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫ملحق تالة‬

‫الزمن الطاغية‬

‫املؤمتر الوطين يتحدى الشعب اللييب‬

‫اللي ما يعرف تدابريه‬

‫الزواوي ‪:‬‬ ‫مُتعة‬ ‫السخرية‬ ‫ُ‬ ‫اليت‬ ‫تقو ُد‬ ‫إىل‬ ‫املعرفة‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫اللي ما يعرف تدابريه‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية تكتبها‬ ‫‪ :‬كريمة الفاسي‬

‫جارتي العراقية يف بريطانيا واليت تدعى (أم مروان) تقول عن (صدام حس�ي�ن) وقد عرضت قناة الــ(‪)BBC‬‬ ‫الربيطانية مسلس ً‬ ‫ال عن حياته من انتاجها‪ ،‬فيه الكثري من القسوة‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫ص���دام ينطب���ق عليه املثل العراقي الل���ي يقول اللي ما يُع���رف تدابريه حنطته توكل ش���عريه‪ ،‬احنا خبرينا‪،‬‬‫بنفطنا حبضارتنا بعلمنا‪ ،‬ليش اخلليجيني والس���عوديني يتعلموا أوالدهم يف أحسن جامعات ويشرتون أغلى‬ ‫املاركات ‪ ،‬وياكلون بأحس���ن املطاعم واحنا نش���وف ومنشي قلوبنا مكس���ورة‪ ،‬احنا بالدنا سنبنيها يف ‪ 30‬عام‪،‬‬ ‫اليابانيني بنوا اليابان يف ‪ 30‬عام والعراقيني يبنوا العراق يف ‪ 30‬عام‪.‬‬ ‫إنتهى كالم (أم مروان) أما (احلنطة) فهي (القمح)‬ ‫كان هذا حديثاً دار بيين وبينها عام (‪ ،)2008‬أعجبين إصرارها‪ ،‬أنهم سين ُفضون رماد احلرب‪ ،‬غري أنه وبعد‬ ‫مرور مخس س���نوات م���ن حديثنا ال أرى أن العراقيني يس�ي�رون على خطى اليابان‪ ،‬يف بن���اء دولتهم‪ ،‬بل على‬ ‫العكس هناك توأمة بني االجتاه العراقي واالجتاه الصومالي يف السري حثيثاً حنو مستنقع التخلف‪ ،‬بل وعلى‬ ‫ما يبدو أنها جتربة اس���تهوت غريهم فتوجهوا يطبقون نظرية "أم مروان"‪( :‬اللي ما يعرف تدابريه)‪ .‬وعلى ما‬ ‫يب���دو أيضاً‪ ،‬أنه ال العراقيني وال الصوماليني وال الليبيني بعقلياتهم الذكورية‪ ،‬اليت يعتزون بها اس���تطاعوا‬ ‫أن حيلموا حلم امرأة وأُ ٍم‪ ،‬ترى أن نهضة بالدها ال حتتاج أكثر من ‪ 30‬عاماً؟!‪.‬‬ ‫الي���وم مررت م���ن أمام مقر املؤمتر الوط�ن�ي‪ ،‬على ميني (فندق الريكس���وس) خميم نازح���ي تاورغاء ومقابل‬ ‫املؤمتر (خيمة) وبعض ش���باب ورجال‪ ،‬يرفعون الفتات من قبيل‪( :‬ارحل يا زيدان‪ ،‬يسقط زيدان‪ ،‬زيدان اترك‬ ‫الليبيني وش���أنهم‪ ،‬زيدان ما ميش���يش بروحه الزم ما نركوه بلوحه! )‪ .‬مشهد ليس باجلديد‪ ،‬ذات اخليمة يف‬ ‫متثيلية العزل السياسي لعبت ذات الدور‪ ،‬ومل تتنازل عنه منذ أكثر من أربعني عام !‪ .‬الرئيس (علي زيدان)‬ ‫الذي ُ‬ ‫اخ ُت ِطف ثم ظهر يف مش���هد هزلي له ألف وجه ‪ ،‬منها‪ :‬يقول الثائر (زكريا) وهو من الثوار احلقيقيني‬ ‫‪ :‬أن اللذين خطفوا زيدان هم من خرية رجال الوطن الش���رفاء وأنهم كانوا بصدد اس���تصدار مذكرة قبض‬ ‫عليه لكن س���وء التنس���يق فيما بينهم جعلهم يس���تعجلون مما أظه���ر العملية اليت نفذت مع س���اعات الفجر‬ ‫األوىل عملية إرهابية استنكرها الشارع‪.‬‬ ‫وجه آخر ظهر يف إلعالم يقول أن (يف س���يارته حش���يش) وج ٌه ثالث (مرتشي) و وجه رابع (حالنا حاله) ‪،‬وبناء‬ ‫وفس َ‬ ‫���د رأيك‪ ،‬فهذا الفساد سيأتي‬ ‫على نظرية (أم مروان)‪ ،‬فإنك وإن كنت ذا قمح وش���عري ورمبا نفط ومال ُ‬ ‫على نعمك ورزقك‪.‬‬ ‫أيه���ا اإلس���قاطيون‪ ،‬دع���وا الوط���ن وحاله‪ ،‬حاولتم س���حب الثق���ة من احلكوم���ة‪ ،‬خطفتم الرئي���س‪ ،‬هددمتوه‬ ‫وتوعدمت���وه‪ ،‬واآلن تلبس���ون جلباب التقوى وتعتصمون يف الش���ارع؟‪ .‬أنا ال أخش���ى إال عل���ى وطين‪ ،‬أن يأكل‬ ‫قمحه ش���عريه‪ ،‬نتيجة تدابريكم اهلوجاء‪ ،‬فتتحطم س���فينتنا غري املتماسكة أساس���اً‪ ،‬ونغرق مجيعاً بسببكم‪،‬‬ ‫رمب���ا وجب علين���ا اليوم أن نرميكم من على ظهر املرك���ب قبل أن تعيبوها أكثر مم���ا فعلتم‪ ،‬فإما التقمكم‬ ‫احلوت أو ابتلعكم اليم وقلنا (احلمد هلل)‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ثان له ‪.‬‬ ‫أخ‬ ‫لوفاة‬ ‫االفتتاحية‬ ‫كتابة‬ ‫عن‬ ‫التحرير‬ ‫رئيس‬ ‫يعتذر‬ ‫–‬ ‫لألسف‬ ‫•مرة ثانية يف أقل من شهر –‬ ‫ٍ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫عضو هيئة الرقابة الشرعية يف مصرف ليبيا املركزي‬

‫ال رجعة عن (أسلمة ) املصارف الليبية‬ ‫ق���ال عض���و هيئ���ة الرقاب���ة الش���رعية يف مص���رف ليبي���ا املركزي‬ ‫الدكت���ور ن���ادر السنوس���ي العمران���ي إن التجرب���ة اجلدي���دة اليت‬ ‫تنتهجه���ا ليبيا بتحويل كامل املص���ارف العاملة فيها إىل مصارف‬ ‫إس�ل�امية س���تكون فرصة ممتازة للمصارف اإلسالمية البحرينية‬ ‫واخلليجي���ة لدخ���ول الس���وق اللييب‪ ،‬مش�ي�را يف هذا الص���دد إىل أن‬

‫الس���وق اللييب متعط���ش ملش���روعات البنية التحتي���ة العمالقة وبه‬ ‫العدي���د من الفرص يف القطاعات املختلف���ة‪ ،‬وقال إن البنك األهلي‬ ‫املتحد البحريين واحد من البنوك اليت هلا نش���اط كبري يف الس���وق‬ ‫اللييب ويستحوذ على نسبة كبرية من أسهم البنك املتحد اللييب‪.‬‬ ‫وقال د‪ .‬السنوس���ي على هامش مؤمتر التدقيق الش���رعي للمصارف‬ ‫اإلس�ل�امية الذي استضافته املنامة مؤخرا أن ليبيا تتجه إىل أسلمة‬ ‫نظامه���ا املص���ريف بالكامل يف غضون األش���هر القليل���ة املقبلة وقبل‬ ‫حلول األول من يناير عام ‪ ،2015‬مش�ي�را إىل أن املصرف املركزي‬ ‫اللي�ب�ي منح البن���وك فرتة مساح لعملية التح���ول اليت من املفرتض‬ ‫أنه���ا جت���رى حاليا يف القطاع‪ ،‬مش�ي�را إىل أن ليبي���ا تعكف يف الوقت‬ ‫الراه���ن عل���ى إع���داد نظ���ام متكامل لتطبيق الش���ريعة اإلس�ل�امية‬ ‫على املصارف العاملة يف ليبيا‪ .‬وأكد د‪ .‬السنوس���ي أنه يتوجب على‬

‫املصارف حتى األجنبية أو التقليدية االلتزام بالضوابط الش���رعية‬ ‫اليت سيتم تطبيقها‪ ،‬إذ لن يكون هناك مكان للمصارف غري امللتزمة‬ ‫يف السوق املصرفية الليبية يف ما بعد‪.‬‬ ‫انتحار سياسي‬ ‫وح���ول الدوافع اليت أدت بليبيا إىل خ���وض هذه التجربة املصرفية‬ ‫ال�ت�ي قد يراه���ا البعض "مغام���رة"‪ ..‬قال السنوس���ي إن هناك عزوف‬ ‫كامل من غالبية الش���عب اللييب م���ن التعامل مع البنوك التجارية‬ ‫التقليدي���ة وهو م���ا أدى إىل أزمة أخرى تتعل���ق بتكدس األموال يف‬ ‫هذه البنوك من دون قدرة على استثمارها بشكل مربح وفق اآلليات‬ ‫واألدوات التقليدي���ة املتبعة‪ ،‬مؤكدا أن هذا العزوف الش���عيب الكبري‬ ‫كان الداف���ع األك�ب�ر للتحول جت���اه جتربة الصريفة اإلس�ل�امية‬ ‫بشكل كامل استجابة هلذه املطالب‪.‬‬ ‫وأكد السنوس���ي أنه من الصعب على أي نظام سياس���ي يف ليبيا أن‬ ‫يغام���ر ويرف���ض القانون اجلديد للمص���ارف الذي أق���ر فعال العام‬ ‫املاض���ي‪ ،‬مبينا أن الوقوف يف وجه التجربة االقتصادية اإلس�ل�امية‬ ‫يف ليبيا هو مبثابة «انتحار سياس���ي» ألن القرارات نابعة من أرضية‬ ‫شعبية صلبة وعريضة‪.‬‬ ‫ال انغالق‬ ‫وقال العمراني إن القانون اجلديد ألسلمة املصارف يف ليبيا ال يعين‬ ‫االنغالق على أنفسنا بل ستكون لالستثمارات اخلارجية دور كبري‬ ‫يف االقتص���اد اللييب ولكن وفق املعايري والضوابط اليت تضعها ليبيا‪،‬‬ ‫مبين���ا يف هذا الصدد أن الس���وق اللييب س���تكون مفتوح���ة للجميع‪،‬‬ ‫بش���رط أال تزيد حصة الش���ركاء األجانب يف املصارف الليبية على‬ ‫‪ .49%‬مؤكداً أنه س���يتم حتريم ومنع التعامل بالفوائد نهائياً يف‬ ‫ليبي���ا على أس���اس أن الفوائ���د حمرمة ش���رعاً‪ .‬وأض���اف أن النظام‬ ‫املصريف اللييب اجلديد سيتم إقراره بالتوافق اجملتمعي الكامل ومن‬ ‫دون تدخالت سياسية‪ ،‬وس���يتم تطبيق قرار التحول الكامل للنظام‬ ‫املص���ريف اإلس�ل�امي بداية م���ن أول يناير ‪ ،2015‬مطالب���اً املصارف‬ ‫بتوفيق أوضاعها قبل هذا التاريخ‪.‬‬ ‫وحول إمكانية حتقيق ذلك فعليا وفق املوعد املقرتح‪ ،‬قال السنوسي‬ ‫إن���ه حال تلقى املصرف املركزي طلبات مبد فرتة الس���ماح من قبل‬ ‫املص���ارف الليبي���ة العاملة يف الس���وق‪ ،‬م���ن املرجح أنه س���يتيح ذلك‬ ‫ويعطيه���م مهل���ة إضافية دون التط���رق من قري���ب أو بعيد للمبدأ‬ ‫الرئيس���ي وهو التحول الفعلي لالقتصاد اإلسالمي الشامل‪ .‬وأكد‬ ‫أن املص���ارف اإلس�ل�امية س���تكون هل���ا فرص���ة كربى لالس���تثمار‬ ‫والعم���ل يف ليبي���ا‪ ،‬واحتم���االت تعدي���ل القان���ون وتنفي���ذه تدرجيياً‬ ‫سيتمان بالتوافق مع املصارف‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫ليبيا تشارك يف‬ ‫اجتماعات وزراء‬ ‫الشؤون االجتماعية‬ ‫العرب‬ ‫ش���ارك وفد من وزارة الشؤون االجتماعية خالل‬ ‫الف�ت�رة املاضية يف أعم���ال الدورة العادي���ة الـ ‪62‬‬ ‫الجتماع���ات املكت���ب التننفي���ذي جملل���س وزراء‬ ‫الش���ؤون االجتماعية الع���رب‪ ،‬واليت اس���تضافتها‬ ‫األمانة العامة جلامعة الدول العربية بالعاصمة‬ ‫املصرية القاهرة‪.‬‬ ‫وض���م الوفد وكي���ل وزارة الش���ؤون االجتماعية‬ ‫الدكت���ور "ضو الرتهوني" ورئي���س جملس إدارة‬ ‫مرك���ز الدراس���ات االجتماعي���ة الدكت���ور عمر‬ ‫البن���داق‪ ،‬وعدد من اخلرباء واملختصني بالش���ؤون‬ ‫االجتماعية‪ .‬وأكد رئي���س جملس إدارة مركز‬ ‫الدراس���ات االجتماعي���ة الدكت���ور عم���ر البنداق‬ ‫أن االجتم���اع ناق���ش عدة بن���ود أهمه���ا الصندوق‬

‫بسبب الوضع األمين املتدهور‬

‫ليبيا تدرس بيع تسع شركات حكومية‬ ‫ميادين‪ -‬رويرت‬ ‫أعل���ن وزي���ر الصناع���ة س���ليمان الفيتوري‬ ‫أن ليبي���ا ت���درس بي���ع ش���ركة للحدي���د‬ ‫والصل���ب ومثاني ش���ركات حكومية أخرى‬ ‫يف إط���ار اجلهود الرامية إىل إصالح القطاع‬ ‫الصناع���ي الضعي���ف‪ .‬وأوض���ح الوزي���ر أن‬ ‫احلكوم���ة ش���رعت يف عملي���ة لتقدير قيمة‬ ‫وأداء تس���ع ش���ركات ميك���ن بيعه���ا يف أول‬ ‫خطوة ملموسة حنو اخلصخصة‪.‬‬ ‫وأضاف أن من بني هذه الشركات‪ ،‬شركة‬ ‫للصل���ب يف مصرات���ة وأخرى للمش���روبات‬ ‫الغازي���ة ومصنع���ا ملقط���ورات الش���احنات يف‬ ‫تاجوراء قرب طرابلس‪.‬‬ ‫وتاب���ع‪" :‬حنت���اج إىل التقيي���م أوال ثم نتخذ‬ ‫القرار‪ ،‬أعتقد أن التقييم سيس���تغرق بعض‬ ‫الوقت رمبا ثالثة أشهر"‪.‬‬ ‫وتع���د الش���ركة الليبية للحدي���د والصلب‬ ‫يف مصرات���ة من أكرب ش���ركات الصلب يف‬ ‫مش���ال إفريقيا وتبل���غ طاقتها الس���نوية يف‬ ‫الظروف العادية ‪ 1.6‬مليون طن‪.‬‬

‫وقال مس���ؤولون من الش���ركة يف س���بتمرب‬ ‫إن انقطاع���ات الكهرب���اء أج�ب�رت الش���ركة‬ ‫على خف���ض إنتاجها وإغالق أحد مصنعيها‬ ‫لصهر احلديد‪.‬‬ ‫وقال الفيتوري إن املس���تثمرين قد يشرتون‬ ‫مجي���ع الش���ركات املطروح���ة للبي���ع أو‬ ‫يتول���ون إدارته���ا مبوجب اتفاقات ش���راكة‬ ‫ب�ي�ن القطاع�ي�ن الع���ام واخلاص‪ .‬وأق���ر بأن‬ ‫املس���تثمرين األجانب حيجم���ون عن دخول‬ ‫ليبيا بس���بب الوض���ع األمين‪ ،‬مش�ي�را إىل أن‬ ‫بعضهم ما زال يبدي اهتماما‪.‬‬ ‫يذك���ر أن���ه من���ذ اإلطاح���ة بالق���ذايف‬ ‫الع���ام ‪ 2011‬تس���عى احلكوم���ة إىل إقن���اع‬ ‫املس���تثمرين احملليني واألجانب بضخ أموال‬ ‫وخ�ب�رات جدي���دة يف املنش���آت الصناعي���ة‬ ‫املتداعي���ة اليت أغل���ق بعضه���ا أو يعمل بأقل‬ ‫من طاقته بكثري‪.‬‬ ‫وحت���ى اآلن مل حت���رز احلكوم���ة جناح���ا‬ ‫يذكر ألسباب منها الوضع األمين املتدهور‬ ‫يف البالد‪.‬‬

‫وم���ن املقرر أن تدرس احلكومة أيضا إحياء‬ ‫اجله���ود الرامية لبي���ع مصنع أب���و كماش‬ ‫للبرتوكيماويات الذي مت إغالقه‪.‬‬ ‫وأض���اف الوزي���ر‪" :‬كان���ت هن���اك بع���ض‬ ‫اجل���والت لتقدي���م الع���روض م���ن أج���ل‬ ‫الش���راكة أو االس���تثمار الكام���ل ولكنها مل‬ ‫تكلل بالنجاح"‪.‬‬ ‫وأشار إىل أن احلكومة س���تعد قانونا جديدا‬ ‫لالس���تثمار لتوف�ي�ر احلماي���ة القانوني���ة‬ ‫وفق���ا للمعاي���ر الدولي���ة من أجل حتس�ي�ن‬ ‫األم���ن القانوني الذي يثري قلق الش���ركات‬ ‫األجنبية‪.‬‬ ‫ومن بني املشكالت األخرى اليت قد تواجهها‬ ‫خطط اخلصخصة الليبية أن املس���تثمرين‬ ‫ق���د يرغبون يف تقلي���ص الق���وى العاملة يف‬ ‫الش���ركات وه���ي خطوة حساس���ة سياس���يا‬ ‫وقد حتفها املخاطر بسبب األوضاع األمنية‬ ‫املضطربة‪.‬‬

‫العرب���ي للعمل االجتماعي‪ ،‬واإلع���داد والتحضري‬ ‫للقمة العربية التنموية االقتصادية الرابعة اليت‬ ‫س���تعقد بتون���س يناي���ر ‪ ،2015‬وكذل���ك برامج‬ ‫مشاريع وأنشطة اجمللس‪.‬‬ ‫وأض���اف "البن���داق" أن االجتم���اع تن���اول أيض���ا‪،‬‬ ‫كيفية تفعي���ل اإلس�ت�راتيجية العربية خلفض‬ ‫الفق���ر‪ ،‬ومتابع���ة وتنفي���ذ اإلع�ل�ان العرب���ي‬ ‫لألهداف التنموية لأللفية‪ ،‬وتطوير مش���روعات‬ ‫األس���ر املنتج���ة والصغرية‪ ،‬واملتناهي���ة يف الصغر‪،‬‬ ‫واملوضوع���ات ذات الصل���ة باألش���خاص ذوي‬ ‫اإلعاقة‪ ،‬وباألس���رة والطفولة‪ ،‬وأوض���ح أن الوفد‬ ‫اللي�ب�ي قد قدم عددا من املقرتحات املهمة املتعلقة‬ ‫بالنازح�ي�ن الع���رب‪ ،‬م���ع الرتكي���ز على مس���ألة‬ ‫الدعم النفسي واالجتماعي‪.‬‬ ‫كم���ا قدم الوفد اللييب مقرتحا الس���تضافة ليبيا‬ ‫ألعمال ندوة حول سياس���ات التعامل مع اإلعاقة‬ ‫ومش���كالتها وآفاقه���ا يف ال���دول العربي���ة يف ضوء‬ ‫االتفاقي���ة الدولي���ة حلق���وق األش���خاص ذوي‬ ‫اإلعاقة‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫اجمللس األعلى للمرأة الليبية‬

‫مبادرة اجملتمع املدني‬

‫برعاية بعثة األمم املتحدة للدعم يف ليبيا‬ ‫إن املرأة الليبية وعلي مدى احلقب التارخيية املختلفة س���عت إلي حتقيق ذاتها‪،‬‬ ‫وثابرت إلبراز منوذج متميز ملرأة ليبية فاعلة يف أسرتها وجمتمعها‪ ،‬واستطاعت‬ ‫أن تواج���ه الكثري من التحديات ال�ت�ي تعيق دورها يف العمل والبناء واملش���اركة‪.‬‬ ‫كما إنها كانت س���باقة يف حتقيق العديد من النجاحات ومنها تأسيس وقيادة‬ ‫منظمات جمتمع مدني ومن خالل املش���اركة االجيابي���ة يف صنع القرار حيث‬ ‫حتصل���ت على حقها يف االدالء بصوتها يف االنتخاب���ات الربملانية يف العام ‪1963‬‬ ‫وبه���ذا كان���ت من أوائل النس���اء يف العامل العربي الالتي مارس���ن حق التصويت‬ ‫متخطي���ة بذلك الع���ادات والتقاليد الس���لبية‪ ،‬وعلي���ه تقلدت بعض من النس���اء‬ ‫مناص���ب ووظائ���ف قيادية اداريه واعالمية وقضائية ويف الس���لك الدبلوماس���ي‬ ‫ومجيع اجملاالت يف احلياة العامة وعلي مدى العقود املختلفة‪.‬‬ ‫وقد س���اهم نضاهل���ا يف جناح ث���ورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫‪ 2011‬ومشاركتها املتميزة يف عملية التغيري‬ ‫واملطالبة باحلريات وحقوق اإلنسان‪ ،‬وانطالقاً‬ ‫م���ن ه���ذا ال���دور الفاع���ل للم���رأة الليبي���ة يف‬ ‫مرحلة التحول الدميقراطي باعتبارها املرتكز‬ ‫االساس���ي لبناء دولة ليبيا اجلديدة والذي من‬ ‫اجل���ه قام���ت الث���ورة‪ ،‬لضمان حتقي���ق العدالة‬ ‫واملساوة ودعم ومساندة املرأة الليبية لالندماج‬ ‫الفعلي يف املس���ار الدميقراط���ي‪ ،‬حيث أن املرأة‬ ‫الليبي���ة ق���ادرة علي االب���داع ملا هلا م���ن الكفاءة‬ ‫واخل�ب�رة لط���رح مفاهي���م جدي���دة لإلس���هام‬ ‫واملشاركة يف البناء والتنمية‪.‬‬ ‫هل���ذا آن االوان الن يك���ون للم���رأة الليبي���ة‬ ‫كيان رمس���ي يتمتع بالش���خصية االعتبارية‬ ‫والذم���ة املالي���ة املس���تقلة‪ ،‬يع�ب�ر عنه���ا وع���ن‬ ‫جمهوداتها ويعرتف بكفاحها ويليب طموحاتها‬ ‫وحقوقها الش���رعية واالجتماعية والدستورية‬ ‫والقانوني���ة وحيفظ هلا مكانتها ويعزز هويتها‬ ‫الوطنية ويس���اهم يف ابرازها يف الفضاء احمللي‬ ‫واالقليمي والدولي‪.‬‬ ‫رؤيتنا‪:‬‬ ‫شراكه فعالة متكافئة فى بناء الدولة‪.‬‬ ‫رسالتنا‪:‬‬ ‫تغي�ي�ر الص���وره النمطي���ة للم���رأة الليبي���ة‬ ‫و توعيته���ا حبقوقه���ا والنه���وض به���ا ودع���م‬ ‫مش���اركتها ف���ى التح���ول اإلجياب���ي و تعزيز‬ ‫مب���داء تكاف���وء الفرص من خ�ل�ال بناء خربات‬ ‫وقيادات نسائية لضمان وصوهلا ملراكز صنع‬ ‫الق���رار و مش���اركتها ف���ى صياغة السياس���ات‬ ‫العامة للدولة‪.‬‬ ‫املربرات‪:‬‬ ‫‪.1‬ض���رورة انش���اء كيان حكومى مس���تقل ذو‬ ‫صفة تنفيذي���ة وإمكانيات متكنه م���ن العناية‬ ‫بش���ؤون املرأة والتعبري عنها فعلياً ومتثيلها فى‬ ‫مفاصل الدولة املختلف���ة ويتمتع بصالحيات‬ ‫متكن���ه من التعاطى مع قضاي���ا املرأة فى حالة‬ ‫االزم���ات ويس���عى لدعمها اجتماعيا وسياس���يا‬ ‫واقتصادياً ‪.‬‬ ‫‪.2‬الرتاج���ع الواضح فى مكانة املرأة فى االونة‬ ‫االخ�ي�رة مع وجود تعزيز للنظ���رة الدونية هلا‬ ‫ف���ى اجملتم���ع ي���ؤدى اىل وج���ود حاج���ة ملحة‬ ‫للعم���ل م���ن خ�ل�ال كي���ان مس���تقل للحفاظ‬ ‫على احلقوق التى اكتس���بتها املرأة منذ انشاء‬

‫الدولة الليبية وعدم الس���ماح للمساس بها بل‬ ‫والعمل على تطويرها مبا يتناس���ب مع املراحل‬ ‫املختلفة التى متر بها ليبيا‪.‬‬ ‫‪.3‬اتساع الفجوة بني ما نصت عليه االتفاقيات‬ ‫الدولي���ه وواق���ع احل���ال فيما خي���ص التمكني‬ ‫السياس���ي للم���رأة ف���ى ليبيا وض���رورة وضع‬ ‫خط���ط وطني���ة لتضيي���ق وحتفي���ز اص���دار‬ ‫التشريعات الالزمة لتفعيل هذه االتفاقيات‪.‬‬ ‫‪.4‬اس���تعمال قضي���ة امل���رأة ضم���ن املس���اومات‬ ‫القائم���ة ب�ي�ن االح���زاب حالي���اً واس���تخدامها‬ ‫كج���زء م���ن اللعبه السياس���ية ف���ى صراعهم‬ ‫على السلطة‪.‬‬ ‫‪.5‬ع���دم وجود قاعدة بيانات للمرأة فى مجيع‬ ‫اجمل���االت الس���تخدامها كمرجع تس���تعني به‬ ‫الدوله‪.‬‬ ‫‪.6‬اقصاء املرأة وعدم متكينها من تقلد املناصب‬ ‫الرفيعة فى الدولة‪.‬‬ ‫‪.7‬اقص���اء وتهمي���ش امل���رأة بع���دم ادماجها فى‬ ‫الربام���ج الت���ى ترس���م اخلط���ط والسياس���ات‬ ‫العامة للدولة فى مجيع اجملاالت‪.‬‬ ‫‪.8‬التأث�ي�ر الس���لبى للم���وروث الثقاف���ى الذى‬ ‫يش���كل عائق ام���ام وص���ول امل���رأة لطموحاتها‬ ‫واهدافها ‪.‬‬ ‫‪.9‬عدم وعى املرأة حبقوقها مما جيعل هناك‬ ‫حاج���ة ملح���ة إلنش���اء كي���ان يأخ���ذ بيده���ا‬ ‫ويعمل على وضع اخلط���ط العملية والفعلية‬ ‫لتوعيته���ا لإلمل���ام به���ذه احلقوق ومس���اعدتها‬ ‫لالستفادة من هذه احلقوق فى حل مشاكلها‬ ‫وتطوير ذاتها‪.‬‬ ‫‪.10‬افتقاد املرأة الليبية لوجود كيان يش���مل‬ ‫مرك���ز متخص���ص او ادارة تعم���ل عل���ى‬ ‫النهوض بقضايا امل���رأة فى اخلطاب األعالمى‬ ‫و الثقافى‪.‬‬ ‫‪.11‬ع���دم وجود وع���ي فى اجملتمع���ات احملليه‬ ‫ح���ول أهمي���ة مش���اركة امل���رأة ف���ى حتقي���ق‬ ‫التنمية املستدامة‪.‬‬ ‫‪.12‬ضرورة انشاء كيان حكومى مستقل ميثل‬ ‫امل���رأة الليبية متثي ً‬ ‫ال فعلياً فى احملافل الدولية‬ ‫تس���تطيع من خالل���ه املش���اركة والتفاعل مع‬ ‫القضاي���ا امللح���ة اآلني���ة واملس���تقبلية ويك���ون‬ ‫أداة ذات مصدقي���ة تنق���ل للحكوم���ة التجارب‬ ‫واحللول التى قد تعرض فى هذه احملافل‪.‬‬ ‫‪ 13-‬تفعي���ل التش���ريعات حلماية حرية املرأة‬

‫و ضم���ان حقوقه���ا ومكانته���ا األجتماعي���ة‬ ‫ومحايته���ا م���ن العن���ف واألذى والع���ادات‬ ‫واألعراف العش���ائرية التى حتط من كرامة‬ ‫املرأة وشخصيتها فتنعكس سلبيا على اجملتمع‪.‬‬ ‫‪ 14‬عدم وجود عالقة مباشرة بني احلكومة‬‫و املؤسسات النسائية‪.‬‬ ‫‪ 15‬هن���اك متيي���ز قانون���ي وجمتمع���ي و‬‫اقتص���ادي ض���د امل���رأة مم���ا ادى اىل احباطه���ا‬ ‫وبالتال���ي احباط عملي���ة التنمية فلذلك نريد‬ ‫أن يك���ون هل���ا دور م���وازي ومش�ت�رك يف تنمية‬ ‫اجملتمع مع الرجل دون متييز‪.‬‬ ‫‪ 16‬التب���اس احلكومات جت���اه اخنراط املرأة‬‫سياسيا‪ ،‬وانعدام احلريات‪.‬‬ ‫األهداف‪:‬‬ ‫توحيد احلراك النس���ائي من خالل فتح قنوات‬ ‫تواصل بني كل نساء ليبيا‪.‬‬ ‫وضع اس�ت�راتيجية وطنية للمرأة الليبية تليب‬ ‫احتياجاته���ا و طموحه���ا ف���ى مجي���ع اجملاالت‬ ‫بالشراكة مع احلكومة و اجملتمع املدنى ‪.‬‬ ‫متابع���ة تنفيذ املعاه���دات واألتفاقيات الدولية‬ ‫والعمل على حتقيق األهداف التى نصت عليها‬ ‫مب���ا يتفق م���ع الش���ريعة االس�ل�امية وكتابة‬ ‫التقارير الدورية‪.‬‬ ‫مشاركة املرأة فى اللجان و اهليئات الرمسية‬ ‫الت���ى تش���كلها احلكوم���ة ف���ى كل م���ا يتعل���ق‬ ‫بالسياسات و برامج التشريعات الوطنية‪.‬‬ ‫ادم���اج احتياج���ات امل���رأة ف���ى كل الربام���ج‬ ‫اخلاص���ة بال���وزارات ذات العالق���ة م���ع توف�ي�ر‬ ‫الدع���م املال���ي والفين مبا خي���دم تطلعات املرأة‬ ‫الليبية‪.‬‬ ‫تس���خري األعالم خلدم���ة قضايا امل���رأة ةتغيري‬ ‫الصورة النمطية هلا‪.‬‬ ‫املشاركة الفاعله فى التحول الدميقراطى‪.‬‬ ‫العمل كمرصد وطن���ى لتحليل األليات التى‬ ‫تعمل فى جمال املرأة والس���عى حنو توثيقها و‬ ‫مأسس���تها ورصد ومتابعة تقييم أوضاع املرأة‬ ‫واحتياجاتها وفقا للمستجدات‪.‬‬ ‫التأكيد على مشاركة املرأة فى وضع خطط‬

‫السيس���ات األمنية وبرامج العدال���ة األنتقالية‬ ‫واملصاحلة الوطنية واحلوار الوطين‪.‬‬ ‫تفعي���ل التواص���ل و التش���ابك م���ع املنظمات و‬ ‫اهليئ���ات احمللي���ة واألقليمي���ة و الدولي���ة التى‬ ‫تتبين قضايا املرأة‪.‬‬ ‫احملافظ���ة عل���ى اهلوي���ة الوطني���ه وامل���وروث‬ ‫الثقاف���ى املتنوع االجيابي وال���دى يدعم قضية‬ ‫املرأة‪.‬‬ ‫بن���اء القدرة على رس���م خارط���ة طريق واليت‬ ‫تقود لإلستدامة يف قيادة املؤسسات النسائية‪.‬‬ ‫دع���م التطوي���ر املس���تمر وبناء اس���ترياتيجيات‬ ‫املرأة املس���تقبلية ملواجهة التحديات اليت تواجه‬ ‫القياديات والكوارد النسائية الشابة‪.‬‬ ‫أقامة ش���بكة من العالقات االقليمية والدولية‬ ‫بني القيادي���ات وتطوير إس�ت�راتيجيات متكني‬ ‫امل���رأة وتطوي���ر اخلط���ط واحلل���ول ملواجه���ة‬ ‫التحدي���ات وحتقي���ق التح���ول م���ن اإلدارة اىل‬ ‫القيادة ‪.‬‬ ‫تطوي���ر جس���ور التواص���ل ونق���ل املع���ارف‬ ‫واخل�ب�رات ب�ي�ن القيادي���ات يف املؤسس���ات‬ ‫احلكومية واخلاصة إقليمياً وعاملياً ومناقش���ة‬ ‫أه���م املوضوعات اليت تس���اهم يف اث���راء التبادل‬ ‫الفكري واإلطالع عل���ى كيفية تطبيق أليات‬ ‫الفكر القي���ادي ملواجهة التحدي���ات اليت تواجه‬ ‫املرأة بش���كل خاص وحتقي���ق التنمية االدارية‬ ‫املس���تدامة يف ظ���ل عل���م االدارة واإلقتص���اد‬ ‫الرقمي العاملي احلديث‪.‬‬ ‫إختصاصات‪/‬امله���ام اجملل���س األعل���ى للم���رأة‬ ‫الليبية‪:‬‬ ‫اقرتاح السياس���ة العام���ة يف جمال‬ ‫‪ .1‬‬ ‫تنمي���ة وتطوي���ر ش���ئون امل���رأة يف مؤسس���ات‬ ‫اجملتمع الدستورية واملدنية‪.‬‬ ‫‪ .2‬متابع���ة وتقييم تنفيذ السياس���ة العامة يف‬ ‫جم���ال املرأة والتق���دم مبا يكون ل���دى اجمللس‬ ‫م���ن مقرتحات ومالحظات للجه���ات املختصة‬ ‫يف هذا الشأن‪.‬‬ ‫‪.3‬إنشاء مركز توثيق جلمع املعلومات وإعداد‬ ‫قاع���دة بيان���ات إلج���راء الدراس���ات والبح���وث‬


‫‪05‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫توحيد احلراك النسائي من خالل فتح‬ ‫قنوات تواصل بني كل نساء ليبيا‬ ‫املتعلقة باملرأة يف كافة اجملاالت‪.‬‬ ‫‪.4‬إجراء دراس���ة شاملة للقوانني والتشريعات‬ ‫الناف���ذة‪ ،‬لبي���ان م���ا حيت���اج منه���ا لتعدي�ل�ات‬ ‫قانونية لتعزي���ز مكانة املرأة وضمان حقوقها‪،‬‬ ‫واع���داد قوان�ي�ن و تش���ريعات جدي���دة حتم���ي‬ ‫للمرأة حقوقها‬ ‫اس���تخدام االعالم لتغيري الصورة‬ ‫‪ .5‬‬ ‫النمطي���ة للم���رأة و ذل���ك بالقي���ام حبم�ل�ات‬ ‫توعية واصدار املطبوعات‬ ‫‪ .6‬إتاح���ة اجمل���ال للم���رأة للمش���اركة يف‬ ‫التنمية االقتصادي���ة للدولة ومنحها قروض‬ ‫اس���تثمارية‪ ،‬م���ن خ�ل�ال مش���اريع تنموية يف‬ ‫مجي���ع اجمل���االت االقتصادي���ة‪ ،‬وإدماجه���ا يف‬ ‫القطاع العام واخلاص‪.‬‬ ‫‪.7‬العم���ل علي توفري ف���رص متكافئة للمرأة‬ ‫يف تقلد املناصب القيادية يف مجيع اجملاالت‪.‬‬ ‫‪.8‬التمكني السياسي للمرأة من خالل دعمها‬ ‫يف االخن���راط يف اجمل���االت السياس���ية ع���ن‬ ‫طري���ق املش���اركة يف االنتخاب���ات و االحزاب‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫‪.9‬توف�ي�ر الرعاي���ة الصحية للم���رأة وتقديم‬ ‫اخلدم���ات الوقائي���ة والعالجي���ة م���ع مراع���اة‬ ‫االحتياجات اخلاصة للمرأة‪.‬‬ ‫‪.10‬توف�ي�ر اخلدم���ات التعليمي���ة والتدري���ب‬ ‫امله�ن�ي للنس���اء والتطوي���ر مب���ا فيها ال���دورات‬ ‫التدريبي���ة والبعث���ات الدراس���ية الداخلي���ة‬ ‫واخلارجية‪.‬‬ ‫العم���ل عل���ي توفري االم���ن للمرأة‬ ‫‪ .11‬‬ ‫ودع���م مش���اركتها يف بن���اء الس�ل�ام وح���ل‬ ‫النزاعات‪.‬‬ ‫إنش���اء آلي���ة داخلي���ة للتعام���ل مع‬ ‫‪ .12‬‬ ‫األزمات والطوارئ‪.‬‬ ‫متابع���ة تطبيق القوان�ي�ن واللوائح‬ ‫‪ .13‬‬

‫واملنظم���ات العربي���ة والدولية املعنية بش���ئون‬ ‫امل���رأة والدخ���ول معه���ا يف اتفاقي���ات تع���اون‬ ‫وبرامج مشرتكة‪.‬‬ ‫التشريع واآللية التنفيذية‪:‬‬ ‫عليه اس���تصدار قرار رئاس���ي من دولة رئيس‬ ‫ال���وزراء لتكوين جمل���س أعلى للم���رأة يكون‬ ‫تابع مباشرة اىل رئاس���ة جملس الوزراء وذات‬ ‫ذمة مالية مستقلة يتكون من قيادات وكوادر‬ ‫وطني���ه ذو خ�ب�رة واس���عة يف مجي���ع اجملاالت‬ ‫ش���خصيات نس���ائية خالق���ة وديناميكية غري‬ ‫منح���ازة ألي فئة او جه لرتس���م خطه وطنية‬ ‫ش���امله للنهوض بامل���رأة الليبية لتك���ون املرأة‬ ‫الليبية عنصرا اساسيا ومكون رئيسي يف البناء‬ ‫والتطوير‪.‬‬ ‫املوارد‪:‬‬ ‫‪.1‬ميزانية الدولة‪.‬‬ ‫‪.2‬مش���اريع اس���تثمارية ت���در دخ���ل للمجلس‬ ‫(اآللية)‪.‬‬ ‫‪.3‬التربعات واهلبات الغري مشروطة‪.‬‬ ‫م���ع مراع���اة الش���فافية يف توضي���ح مص���ادر‬ ‫التمويل‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫امساء منظمات اجملتمع املدنى املشاركة ‪:‬‬ ‫التواصل احلر التنمويه‬ ‫حركة معا نبنيها‬ ‫هيئة دعم مشاركة املرأة فى صنع القرار‬ ‫مجعية النصر‬ ‫مجعية عطا اخلري‬ ‫منظمة منرب املرأة الليبية للتمكني‬ ‫مؤسس���ة الس�ل�ام لتحقيق العدال���ة والتنمية‬ ‫والتطوير‬ ‫االحتاد النسائي اللييب طرابلس‬

‫والق���رارات واالتفاقي���ات الدولي���ة ذات الصلة‬ ‫بامل���رأة للتأك���د من تنفيذها مب���ا حيقق عدم‬ ‫التميي���ز ض���د امل���رأة ومتابعة تنفي���ذ الربامج‬ ‫ال�ت�ي ج���رى تبنيه���ا يف اخلط���ط والربام���ج‬ ‫احلكومية اخلاصة باملرأة‪.‬‬ ‫متثي���ل امل���رأة الليبي���ة يف احملاف���ل‬ ‫‪ .14‬‬

‫اجلمعي���ة الليبي���ة للدراس���ات االس�ت�راتيجية‬ ‫واملستقبلية‬ ‫منتدى نساء ليبيا‬ ‫باالضافة الي ناشطات حقوقيات‬ ‫منتدى املوارد البشرية للمرأة والشباب‬

‫جتمع ليبيا الدميقراطية [ت ل د]‬ ‫البيان رقم (‪)23‬‬

‫حول احلراك القائم لتصحيح مسار‬ ‫املؤمتر الوطين‬ ‫تابعنا يف جتمع ليبيا الدميقراطية احلراك الذي شهدته قاعة وأروقة املؤمتر الوطين‬ ‫العام‪ ،‬ومتثل يف قرار جمموعة من أعضاء املؤمتر‪ ،‬بلغ عددهم أربعة وتسعني عضواً أو‬ ‫يزيد‪ ،‬التوقف عن املشاركة يف أعمال املؤمتر‪ ،‬ما مل يتم االستماع إىل مجلة مطالب‬ ‫قدموها وطالبوا بإدراجها يف جدول أعمال املؤمتر‪.‬‬ ‫اختذه إخواننا يف جمموعة الـ ‪ ،94‬كما‬ ‫وإننا إذ حنيي هذا املوقف الشجاع الذي‬ ‫يف مجيع املطالب اليت طالبوا‬ ‫أصبحت ت��ع��رف‪ ،‬ونؤيدهم‬ ‫يف أنها مطالب جوهرية‬ ‫بها‪ ،‬ونشاركهم الرأي‬ ‫ت���ص���ح���ي���ح م���س���ار‬ ‫وعاجلة‪ ،‬يف اجت��اه‬ ‫شابه الكثري من‬ ‫امل����ؤمت����ر ال����ذي‬ ‫وال�����ق�����ص�����ور‪،‬‬ ‫التعثر والعجز‬ ‫أن ي���ط���وروا‬ ‫ف��إن��ن��ا ن��أم��ل‬ ‫ه����������������ذا‪ ،‬يف‬ ‫م���وق���ف���ه���م‬ ‫رؤية شاملة‬ ‫اجت��اه بلورة‬ ‫مسار البالد‬ ‫ل��ت��ص��ح��ي��ح‬ ‫مسار املؤمتر‬ ‫ك����ل����ه����ا‪ ،‬ال‬ ‫ف����������ق����������ط‪،‬‬ ‫ال��������وط����ن���ي‬ ‫نعيشها هي يف‬ ‫فاألزمة اليت‬ ‫م���س���ار ال���ث���ورة‬ ‫تقديرنا أزم��ة‬ ‫املؤمتر الوطين أو‬ ‫والوطن‪ ،‬ال مسار‬ ‫احلكومة املؤقتة‪.‬‬ ‫ن��أم��ل أن يكثف إخواننا‬ ‫ويف ه������ذا اخل���ص���وص‬ ‫من إخواننا يف املؤمتر الوطين‬ ‫يف ه���ذه اجمل��م��وع��ة‪ ،‬وغ�يره��م‬ ‫العام‪ ،‬الذين يشاركوننا الشعور بأن الوطن كله يف خطر‪ ،‬خمتلف اجلهود للتوافق حول‬ ‫رؤية وطنية شاملة‪ ،‬حول اآللية املناسبة حلل األزمة واخلروج من املأزق‪ ،‬وأن يعكفوا‬ ‫على تدارس خمتلف املبادرات املطروحة يف الساحة يف هذا الصدد‪ ،‬بالتعاون والتنسيق‬ ‫مع منظمات اجملتمع املدني واألحزاب السياسية‪ ،‬بهدف اخلروج برؤية مشرتكة حول‬ ‫األهداف املبتغاة وآليات التنفيذ‪..‬‬ ‫وإننا نعرب يف هذا البيان عن تأييدنا يف جتمع ليبيا الدميقراطية للرؤية اليت تدعو للعودة‬ ‫إىل الشرعية الدستورية‪ ،‬من خالل استئناف العمل بدستور دولة االستقالل‪ ،‬من النقطة‬ ‫اليت انتهى إليها يف ‪ 31‬أغسطس سنة ‪ ،1969‬واخت��اذ هذا القرار خطوة أوىل ضمن‬ ‫خطوات حمددة جبدول زمين ملرحلة انتقالية جديدة‪ ،‬قد نتفق على أن تكون مدتها أربع‬ ‫سنوات‪ ،‬نعكف خالهلا على إجناز اآلتي‪:‬‬ ‫‪-1‬تشكيل حكومة إنقاذ وطين (حكومة أزمة)‪ ،‬تتكون من عدد ال يزيد على ‪ 10‬حقائب‬ ‫وزارية‪ ،‬وحتدد مهامها يف ما يلي‪:‬‬ ‫‌أ‪-‬اختاذ اإلجراءات الالزمة حلل املسألة األمنية‪ ،‬انطالقاً من إطالق خطة وطنية إلعادة‬ ‫بناء املؤسستني العسكرية واألمنية وتفعيل جهاز القضاء‪.‬‬ ‫‌ب‪-‬اخت��اذ إج���راءات عاجلة من شأنها التخفيف من االنعكاسات السلبية للمركزية‬ ‫اإلداري��ة‪ ،‬من خالل استكمال إج��راءات انتخابات جمالس اإلدارة احمللية‪ ،‬وختويل تلك‬ ‫اجملالس صالحيات وإمكانات تقديم اخلدمات للمواطنني يف مواقع سكناهم‪.‬‬ ‫‌ج‪-‬وضع خطط إلحراز تقدم ملموس يف اجتاه حتقيق املصاحلة الوطنية‪ ،‬وإنهاء كل‬ ‫مظاهر العداوة واحلساسيات اليت نشأت بني بعض املناطق والقبائل بسبب حرب التحرير‪.‬‬ ‫‪-2‬تكليف احلكومة بوضع قانون ينظم االنتخابات الربملانية‪ ،‬وعرضه على املؤمتر‬ ‫الوطين إلقراره‪.‬‬ ‫‪-3‬تنظيم االنتخابات العامة الختيار أعضاء جملسي الربملان (جملس النواب وجملس‬ ‫الشيوخ)‪.‬‬ ‫‪-4‬تسليم السلطة إىل الربملان املنتخب‪ ،‬واإلعالن عن بدء املرحلة االنتقالية الثالثة‪.‬‬ ‫‪-5‬تنظيم استفتاء عام يعرض على املواطنني حتديد خياراتهم فيما يتعلق بنظام‬ ‫احلكم‪ ،‬واختاذ اخلطوات املرتتبة على نتيجة االستفتاء‪.‬‬ ‫‪-6‬ثم إطالق عملية حوار وطين شاملة حول أية قضايا ما زالت حباجة إىل توافق‬ ‫وطين حوهلا‪ ،‬متهيداً القرتاح أية تعديالت تدخل على الدستور‪.‬‬ ‫وفق اهلل إخواننا يف املؤمتر الوطين الختاذ القرار التارخيي الذي نتطلع إليه إلنقاذ بالدنا‬ ‫وثورتنا من حالة التأزم اليت تعيشها‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫وزير الزراعة د‪ .‬صاحل حامد حمجوب يف لقاء حصري وموسع مليادين ‪:‬‬

‫وارد جداً فقدان البالد للمياه !!‬ ‫•طرابلس – فاطمة غندور‬

‫ميادي���ن تتق���دم أوال باالعت���ذار اىل معال���ي وزير الزراع���ة والث���روة احليوانية‬ ‫والبحري���ة د‪ .‬ص���احل حامد حمجوب عن التأخري يف نش���ر هذا اللقاء ألس���باب‬ ‫فنية وقعت وخارج ارادتنا ‪ ،‬فقد حظينا برتحيب وسعة صدر وبقسط وافر من‬ ‫الوقت رغم املواعيد واالنشغاالت اليت ازدمحت صبيحة موعدنا معه ‪.‬‬ ‫هنا جييب عن اسئلتنا وعن أسئلة تلقيناها من بعض قراء ميادين ‪.‬‬

‫•ميادين ‪ :‬مرحبا بك وامسح لنا أن نعرف قرائنا‬ ‫بسيادتكم ؟‬ ‫صاحل حامد حمجوب من مواليد ‪ 1965‬مدينة‬ ‫الكفرة ‪ ،‬درس���ت االبتدائية واالعدادية يف الكفرة‬ ‫ثم انتقلت للدراس���ة مبعهد ش���ؤون املياه والرتبة‬ ‫‪ 1983‬بطرابل���س ث���م اىل جامع���ة عمر املختار‬ ‫بالبيض���اء – كلي���ة الزراع���ة وكان التخصص‬ ‫اقتص���اد زراعي وخترج���ت يف ‪ 1992-1993‬ثم‬ ‫ُ‬ ‫عمل���ت يف مش���روع الكف���رة الزراع���ي وقبله���ا يف‬ ‫جهاز تنس���يق احلدائق ومحاي���ة البيئة ‪ ،‬وكنت‬ ‫م���ن أوائل م���ن اجنزوا مش���تل وباجته���اد خاص‬ ‫وبع���د زيارت���ي ألكثر من مش���تل وأسس���ت نواة‬ ‫أوىل للمش���تل ومازال موجود وهو مشتل لزراعة‬ ‫األش���جار الظلي���ة أش���جار البنس���يانه والفيكس‬ ‫‪ ،‬وحاول���ت عم���ل مش���تل خ���اص ب���ي وجاءت�ن�ي‬ ‫الفك���رة ألم�ل�أ وقتا من فراغ���ي ‪ ،‬وجهزت كتابا‬ ‫( م���ازال خمطوط���ا ) متواضع���ا عنوان���ه ‪ :‬الدليل‬ ‫املصور لالش���جار االس���توائية يف الكفرة وتازربو‬ ‫واس���تخداماتها الطبية واالقتصادي���ة ‪ ،‬واجتهت‬ ‫اىل زراع���ة بع���ض األش���جار االس���توائية اليت مل‬ ‫تك���ن موج���ودة يف ليبي���ا وس���اهمت يف تكاثره���ا‬ ‫‪،‬وكم���ا عملت أيضا مبركز البح���وث الزراعية‬ ‫ث���م التس���ويق الزراعي ‪ ،‬وكان���ت فرصة اإليفاد‬ ‫اىل اخلارج (إيطاليا ) حي���ث متنح دكتوراة بعد‬ ‫البكالوريوس ش���رط أن تدرس م���واد تؤهلك اىل‬ ‫الدكت���وراة ‪ )،‬وق���د حتصل���ت عل���ى الدكتوراة‬ ‫البحثي���ة يف ‪ 2006‬وع���دت اىل الكف���رة للعمل ‪،‬‬ ‫وكم���ا تعينت كعضو هيئ���ة تدريس يف جامعة‬ ‫املرق���ب ث���م جامع���ة الزيتون���ة وحالي���ا وقب���ل‬ ‫االضط�ل�اع مبهم���ة ال���وزارة كنت عض���و هيئة‬ ‫تدري���س بكلي���ة الزراع���ة و الط���ب البيط���ري –‬ ‫ترهونة ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬هل ما يش��اع عن املعاناة من مش��كلة‬ ‫املياه جتاوزتها ليبيا مبش��روع النهر الصناعي ام انه‬ ‫كان جمرد مش��روع دعائ��ي ؟ و ما موقعنا من العامل يف‬ ‫مواجهة مشكلة املياه ؟‬ ‫دعيين اشرح لك مفهومي ‪ :‬املياه ‪ ،‬ومشروع النهر‬ ‫الصناع���ي ‪ ،‬يف ليبي���ا لدينا نوعان م���ن اخلزانات‬ ‫هن���اك خزان���ات جوفي���ة مغلقة ألمط���ار قدمية‬ ‫ومازال���ت مغلق���ة وه���ذه عندم���ا تس���حب منه���ا‬ ‫املياه ال تع���ود مرة ثانية ولدين���ا خزانات كبرية‬ ‫نتش���ارك فيه���ا حن���ن واملصري�ي�ن والتش���اديني‬ ‫وتسمى احلوض النووي وهو حوض كبري اغلب‬ ‫الدراس���ات تش�ي�ر اىل أن هن���اك تغذي���ة من عند‬ ‫النيل وعند حبرية تشاد ‪ ،‬ولكن لألسف اخلزانات‬ ‫املوج���ودة بالوس���ط ال�ت�ي تعام���ل معه���ا الطاغية‬ ‫كمشروع سياسي عسكري مثل خزانات منطقة‬ ‫السرير ومنطقة جبل احلساونة ‪ ،‬خزانات ممكن‬ ‫أن تنض���ب يف أي وقت ألنها ليس���ت لديها تغذية‬ ‫‪ ،‬وألش���رح ل���ك اكثر لو ل���دي كوبني م���ن املاء‬ ‫كوب خيصين واألخرى اش�ت�رك يف ش���ربها مع‬ ‫ابن عم���ي وجاري ‪ ،‬علي ان اس���تنزف كوبي مع‬

‫االخري���ن ثم اج���يء اىل كوبي ‪ ،‬املش���كلة أنه اىل‬ ‫ح���د الي���وم مل تت���ح دراس���ة اجل���دوى احلقيقية‬ ‫ملش���روع النهر املرت املكعب الواحد من املياه املدفوع‬ ‫ب���ه م���ن تازرب���و اىل عن���د الس���احل يكل���ف ‪، 1.4‬‬ ‫أربع���ة ق���روش يع�ن�ي األفض���ل ان اعلب���ه وابيعه‬ ‫للجمه���ور كل ل�ت�ر يعطي�ن�ي ‪ 50‬ق���رش ‪ ،‬امل�ت�ر‬ ‫املكعب ب���ه ألف لرت ‪ ،‬االلف لرت ل���و علبتها ‪...‬مثال‬ ‫ه���ذه العلبة تكلفتها ربع دينار ‪ ،‬يف ليبيا مت اجناز‬ ‫مشاريع غري جمدية ‪ ،‬حنن بصدد دراسة جدوى‬ ‫كافة املش���اريع الزراعي���ة ومعرفة مدى جدوى‬ ‫اس���تمراريتها وقد ش���كلنا جلنة وهي قائمة على‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫وأضي���ف أن هن���اك خزان���ات جوفي���ة س���طحية‬ ‫على بعد مئة مرت كحد اعلى بالنس���بة لس���طح‬ ‫األرض وخزان���ات جوفية عميق���ة من ‪ 300‬مرت‬ ‫اىل ‪ ، 1000‬النهر مشروع اعتمد خزانات اجلويف‬ ‫العمي���ق ‪ ،‬اخلزان���ات الس���طحية حبك���م كث���رة‬ ‫استهالكها تقل ألنها من األساس قليلة ‪ ،‬ومياه‬ ‫النه���ر كان���ت ‪ 62%‬منه���ا اىل الزراع���ة و‪38%‬‬ ‫كان للش���رب ‪ ،‬اليوم أمتنى ان يوقف ما خصص‬ ‫للزراع���ة ع���دا مناط���ق املنب���ع ‪ ،‬وي�ت�رك الباق���ي‬ ‫والنصيب االكرب للش���رب اىل ح�ي�ن البحث عن‬ ‫مص���ادر أخرى غري املياه اجلوفية ‪ ،‬علينا ان نفكر‬ ‫يف تنمية مس���تدامة ‪ ،‬نش���رب حنن ونفكر أيضا‬ ‫فيما سيشربه ابين وابن ابين ‪.‬‬ ‫بالنس���بة خلطر فق���د املياه بالتأكي���د ذلك وارد‬ ‫فعندم���ا ال توج���د حل���ول متمثل���ة يف مش���اريع‬ ‫التحلية والرتش���يد خبصوص زيادة االستنزاف‬ ‫احلاص���ل للمخ���زون البس���يط ج���دا ‪ ،‬فمنطق���ة‬ ‫تازرب���و مث�ل�ا به���ا مس���احات كث�ي�رة اخنفضت‬ ‫نتيج���ة الس���حب ‪ ،‬ن���زل مس���تواها عن مس���توى‬ ‫س���طح األرض ‪ ،‬نتيج���ة للف���راغ ال���ذي حص���ل‬ ‫‪،‬واغل���ب املناطق القريبة من منابع خزانات النهر‬ ‫س���يحصل هلا ذلك ‪،‬لذل���ك علينا أن نس���تثمر يف‬ ‫املي���اه بالش���كل األمث���ل ‪ ،‬وانا أرى بدال من س���وق‬ ‫وس���حب املياه كل هذه املس���افة أح���اول ان ازرع‬ ‫ذات املنطق���ة اىل ح�ي�ن اس���تجالب حمط���ات‬

‫منطقة تازربو ‪-‬‬ ‫مثال ‪ -‬بها مساحات‬ ‫كثرية اخنفضت‬ ‫نتيجة السحب ‪ ،‬ونزل‬ ‫مستواها عن مستوى‬ ‫سطح األرض ‪ ،‬نتيجة‬ ‫للفراغ الذي حدث‬

‫للتحلية طبعا بعد دراس���ات للجدوى واس���تثمر‬ ‫املياه للش���رب فقط ‪ ،‬يف س���رت متت زراعة األرز‬ ‫وه���ذه جرمي���ة الس���تنزاف املي���اه ال�ت�ي تواجهنا‬ ‫مش���كلة مس���تقبلية فيه���ا ‪ ،‬األرز لي���س منتوج���ا‬ ‫اقتصاديا ‪.‬‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬ما حقيقة الوضع الزراعي واإلنتاج‬ ‫احليواني يف ليبيا قبل وبعد الثورة ‪...‬؟‬ ‫وزارة الزراع���ة بها مؤسس���ات كث�ي�رة او أجهزة‬ ‫وادارات كث�ي�رة لألس���ف ُمعيق���ة وال تعم���ل‬ ‫وألوضح لك أكث���ر لدينا جمموعة كبرية من‬ ‫جممع���ات دواج���ن ‪ ،‬ابق���ار ‪.... ،‬من���ذ اربع ‪ ،‬مخس‬ ‫س���نوات ال تعمل وموظفيها يس���تلمون مرتباتهم‬ ‫ب�ل�ا ادن���ى خدم���ات يقدمونه���ا ‪ ،‬املش���كلة حتتاج‬ ‫اىل إع���ادة النظ���ر ‪ ،‬حتتاج الية ‪،‬حتت���اج جتديد ‪،‬‬ ‫حنت���اج وعي���ا ثقافيا ‪ ،‬وق���د حنتاج الدف���ع بدماء‬ ‫جدي���دة ‪ ،‬بالنس���بة هلم رمبا ميل���ك بعضهم روح‬ ‫العم���ل لكن ظروف احل���رب والتحرير‪ ،‬مسحت‬ ‫هلم باس���تغالل الظ���روف وتعليق كل اخطائهم‬ ‫وتس���يبهم عليه���ا ‪،‬لدين���ا جممع���ات كب�ي�رة ال‬ ‫تعم���ل ‪،‬حنن االن بصدد عم���ل كتيب للتعريف‬ ‫بظروف هذه املش���اريع من اج���ل جتديد او إعادة‬ ‫اس���تثمارها ونفض���ل ان يك���ون حملي���ا ‪ ،‬وحن���ن‬ ‫حالي���ا بصدد التعاق���د مع ش���ركات اجنبية ‪ ،‬لو‬ ‫هذه الش���ركة جاءت ووفرت الس���لعة يف السوق‬ ‫وتش���غل موظف�ي�ن ‪ ،‬يف نهاي���ة العق���د ت�ت�رك لنا‬ ‫األصول ش���غالة ‪ ،‬واكس���ب منها تدريب وتأهيل‬ ‫املوظفني ‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬دعنا حندد املشاكل اليت يعاني منها‬ ‫قط��اع الزراع��ة والث��روة البحرية يف ليبي��ا ‪...‬فيما‬ ‫جُنملها ؟‬ ‫أوال الكم اهلائل من املوظفني فإداراتنا ممتلئة يف‬ ‫كل احن���اء ليبي���ا كل منطقة فيها منس���ق وهو‬ ‫حيتاج اىل ‪ :‬خمتص الوقاية واىل خمتص تنمية‬ ‫املراعي ‪ ،‬من ناحية ثانية تنقصنا املهنية ونعاني‬ ‫ضعف التقييم ‪ ،‬وسأحكي لك هذه احلادثة حيث‬ ‫تق���دم جمموعة من املهندس�ي�ن بطلب الدراس���ة‬ ‫اىل اخل���ارج طلب���وا لغة اجنليزية وحاس���وب ومل‬ ‫يطلب���وا حتس���ينا يف ختصصه���م ‪ ،‬لذل���ك عملنا‬ ‫جلن���ة لتقييم ‪ :‬األوضاع ل���دى موظفينا ما الذي‬ ‫حيتاج���ه املوظف ل���دي ألع���رف كي���ف اوجه ُه‬ ‫للدراسة باخلارج تأهيال او تنشيطا او مزيدا من‬ ‫اخلربة واملواكبة ملا حيصل يف العامل اخلارجي ‪،‬‬ ‫الزراعة ختصص هام ‪ ،‬انت قد تذهب اىل الطبيب‬

‫يف حاالت معينة وقد ال تذهب اليه لسنة كاملة‬ ‫ولك���ن العالق���ة ب���األرض ومنتوجه���ا وخبريها ‪،‬‬ ‫وبالف�ل�اح القائ���م عل���ى خدمتها وم���ا يقدمه لنا‬ ‫يومي���ا هو خبزن���ا وحليبن���ا و‪..‬اخل تعام���ل الناس‬ ‫م���ع املنتجات ه���ي اكلنا اليومي جي���ب االهتمام‬ ‫بالوقاي���ة والتوعية والثقاف���ة وكل ذلك حيتاج‬ ‫دعم من الليبيني واجملالس احمللية كما حنتاج‬ ‫دعم اجملتمع املدني ‪..‬‬ ‫قصة العامل�ي�ن يف قطاع الزراعة حنتاج فيها اىل‬ ‫إعادة ترتيب بيتنا بالتأكيد باستحداث مشاريع‬ ‫جدي���دة ‪ ،‬وعندك مثال االعداد الكبرية يف جمال‬ ‫الش���رطة الزراعي���ة لدينا ‪ 250‬ش���رطي معتمد‬ ‫وكفؤ ‪ ،‬وهناك ‪ 750‬مدنيني بعضهم كهربائي‬ ‫و‪..‬و‪ ...‬وه���م من مت���ت اضافتهم الكم���ال موقع‬ ‫عم���ل لي���س إال كم���ا يف الكث�ي�ر م���ن ال���وزارات‬ ‫وكحل���ول حنت���اج مث�ل�ا اىل تش���جيع اهلج���رة‬ ‫العكس���ية وخاصة يف جمال الزراعة والذي لديه‬ ‫ميول هلكذا جمال ستكون فرصة متاحة ونقدم‬ ‫فيها مشروعات استثمار وخاصة االن الفرق بني‬ ‫املدينة والقرية ش���به متالش���ي فتوفر اخلدمات‬ ‫واالحتياج���ات واالتصاالت جعلت من كثري من‬ ‫الن���اس ينزع���ون اىل التحول اىل امل���دن الصغرى‬ ‫مث�ل�ا اليت يقل فيه���ا االزدحام وضجي���ج املدينة‬ ‫األكرب‪.‬‬ ‫بالنس���بة للث���روة البحري���ة حن���ن أوال نعان���ي‬ ‫مش���كلة اننا ال نتحكم يف س���احلنا ‪ ،‬رغم الثروات‬ ‫ال�ت�ي يزخ���ر بها حبكم أنن���ا ال نعاني م���ن الصيد‬ ‫اجلائ���ر املوجود بص���ورة كبرية عن���د دول جارة‬ ‫لن���ا ‪ ،‬وأيضا مدى املي���اه لدينا ‪ 72‬مي���ل ‪ ،‬حنن ال‬ ‫منل���ك القدرة عل���ى التحكم بها ‪ ،‬هناك دراس���ات‬ ‫تس���تهدف ذلك عرب األقم���ار الصناعية للتحكم‬ ‫يف كل م���ا مير ويعرب ‪ ،‬ويتم توف�ي�ر املراقبة من‬ ‫خالل وزارة الدفاع والداخلية نستطيع ان حنقق‬ ‫اإلحاطة وبالتالي تأمني ما يتم إجنازه ‪.‬‬ ‫ولدين���ا مش���اكل حم���دودة نامجة ع���ن اضرار‬ ‫احل���رب ال�ت�ي أث���رت ببع���ض مم���ا تركت���ه من‬ ‫مواد ترس���بت اثناء القصف وهن���اك جهة معينة‬ ‫خمولة بتقييم تلك االضرار ‪.‬‬

‫•ميادين ‪ :‬ماذا ع��ن فتح اجملال للقطاع اخلاص‬ ‫يف خمتلف مش��موالت وزارتك��م ‪ :‬زراعي��ة وحيوانية‬ ‫وحبرية ؟‬ ‫هناك أش���ياء هلا اس���بقية م���ا دمنا منل���ك الدعم‬ ‫والتش���جيع يف جم���ال تش���جيع امل���زارع بأخ���ذ‬ ‫منتوجه ونس���هل له خط���وات العملي���ة الزراعية‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪07‬‬

‫م��ن العي��ب علينا كاليبيني ولدين��ا كل هذه النعم اإلهلية ارض وم��اء ومشس ‪ ،‬وقد جئت إىل‬ ‫ال��وزارة وفوجئ��ت مبا مسعته اننا حُنضر بذورا من دولة جم��اورة ‪،‬و لدينا ظروف طبيعية افضل‬ ‫حتى مما لدى جرياننا‬ ‫اليت جتعله منتجا جيدا ‪ ،‬حنن لدينا مش���كلة يف‬ ‫ع���دم القدرة على اس���تيعاب املنت���وج اللييب ليس‬ ‫لدينا صناعات غذائية مثال تس���توعب ما ينتجه‬ ‫‪ ،‬وجترب���ة (ش���ركاء ال اج���راء ) أس���أت وأهلكت‬ ‫كث�ي�ر مما بدا يف اإلعالن���ات والربامج انه اجناز‬ ‫الق���ذايف ‪ ،‬الن معاقب���ة متت ل���كل جتربة حاولت‬ ‫ان تنه���ض ‪ ،‬وظل���ت اخللفي���ة اإلعالمي���ة تظهر‬ ‫أول التجرب���ة وال تظه���ر البؤس ال���ذي آلت إليه‬ ‫‪ ،‬وهذه األش���ياء مثبتة والزال���ت دالئلها موجودة‬ ‫‪ ،‬االن االم���ن الغذائ���ي الذي يش���تغل العامل عليه‬ ‫مؤخ���را ب�ي�ن املطلق والنس�ب�ي ‪ ،‬حن���ن مل جيري‬ ‫تطبي���ق أي معيار م���ن معاي�ي�ره ‪ ،‬أوال االكتفاء‬ ‫الذات���ي ‪،‬عل���ى األق���ل ازرع األساس���يات وأوفرها‬ ‫مادامت لدي إمكانيات لذلك وال يكون كل ذلك‬ ‫مس���توردا من جرياننا علي ان أنتج واس���تهلك ما‬ ‫انت���ج ‪ ،‬وليس بالضرورة ان أكون مصدرا ‪ ،‬حنن‬ ‫حتى االكتفاء النسيب ليس لدينا رغم انه لدينا‬ ‫ميزة انت���اج النخيل والزيتون‪ ،‬التمور مثال تقوم‬ ‫علي���ه صناع���ات خاص���ة وانه لدين���ا أج���ود أنواع‬ ‫التمور ولكن الية التس���ويق بس���يطة جدا ‪ ،‬ولدي‬ ‫ثقة ان منتوجنا س���يكون مرغ���وب ‪ ،‬فقط حيتاج‬ ‫ألية تس���ويق وتصني���ع ‪ ،‬حتويل املنتوج ‪ :‬غس���يله‬ ‫‪،‬تنظيفه ‪،‬جتفيفه ‪،‬تعليبه ‪ ،‬ويتم تعقيمه ووضع‬ ‫العالمة الليبية باملواصفات املعمول بها ‪،‬ومن ثم‬ ‫يت���م تس���ويقه ‪ ،‬هناك مش���اريع صغ���رى تتوالها‬ ‫وزارة االقتصاد ولدينا استعداد يف وزارة الزراعة‬ ‫لعمل ذلك يف املناطق اليت يوجد فيها الكم اهلائل‬ ‫من اإلنتاج ‪ ،‬وقد فعلنا ذلك يف بعض املناطق اليت‬ ‫بها التمور حيث خصصنا ميزانية القامة مصنع‬ ‫لتعليب التمور و لنهت���م باملنتوج تنظيفا وتغليفا‬ ‫وبيعا ‪.‬‬

‫•ميادين ‪ :‬ماذا عن حاالت التعدي على األراضي‬ ‫الزراعي��ة وإقام��ة املبان��ي بدي�لا عنه��ا (الزح��ف‬ ‫االمسنيت ) ؟ كيف ترصدون تلك التجاوزات ؟‬ ‫لقد مت رصد م���ا يقارب ‪ 340‬حالة تعدي على‬ ‫األراضي ‪ ،‬مت رصدها على مس���توى البالد ‪ ،‬مثال‬ ‫يف املنطق���ة الغربية وال�ت�ي وصلها أنب���وب النهر‬ ‫يرتفع س���عرها ويت���م التكال���ب عليها ‪ ،‬به���ا مياه‬ ‫مثال مس���تهدفة للزراعة تتحول بالتعدي عليها‬ ‫ويتم تقس���يمها وبيعه���ا ‪ ،‬ولدينا جهاز الش���رطة‬ ‫الزراعي���ة وهو مفع���ل ولديه صعوب���ات يف عمله‬ ‫وه���و يق���دم خدم���ة وحت���ى لو تس���لح سيتس���لح‬ ‫ببندقي���ة واألوضاع األمنية ليس���ت خبافية على‬ ‫احد ‪ ،‬ومع ذلك ه���م يقدمون خدمة وحيتاجون‬ ‫اىل مس���تلزمات ‪ ،‬ولدين���ا أعضاء منه���م يكملون‬ ‫القضاي���ا ويداومون يف أماكن عملهم ويقدمون‬ ‫خدماته���م باتق���ان ولدينا ثق���ة يف احلكومة انها‬ ‫ستفعل االمن بإذن اهلل ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬نتابع من حني ألخر ش��كوى الفالحني‬ ‫م��ن مزامح��ة منت��ج مس��تورد أو م��ن تك��دس منت��وج‬ ‫اىل ح��د ال حيق��ق فيه امل��زارع عوائد م��ن منتجه كيف‬ ‫تضطلعون مبهمة مساعدته ووفق اية الية؟‬ ‫املش���كلة غي���اب املعلوم���ات ورمبا ذل���ك أيضا من‬ ‫ضم���ن مش���اكلنا ‪ ،‬ال نعرف كمي���ة انتاجنا من‬ ‫الطماطم من الفواكه ال منلك ( داتا بيز ) نقص‬ ‫املعلومة اليت من املفرتض ان نستلمها من جهات‬ ‫ثاني���ة كاالقتص���اد مثال يك���ون مهتم بالس���وق‬ ‫هناك الي���ة يتبعها عادة املزارعني البس���طاء وهم‬ ‫خرباء بأرضهم ومنتوجهم عندما يدخل الس���وق‬ ‫وجيد ان حمصوال معينا بيعه راكد س���يقرر ان‬

‫ال يزرعه املوس���م الق���ادم ‪ ،‬وهك���ذا ‪ ...‬ولكن علينا‬ ‫ان ننتب���ه ان املنت���وج ال���ذي توفر بقلة يف الس���وق‬ ‫س���وف يرتف���ع س���عره الع���ام الق���ادم ‪ ،‬لذل���ك لو‬ ‫اتفق املزارعون على زراعة الطماطم الن س���عره‬ ‫مرتفع هذا املوسم وحمصوله أقل فسيقوم كل‬ ‫الفالح�ي�ن بزراع���ة الطماط���م يف املوس���م القادم‬ ‫وبالتالي سيتكدس وجيربون على انزال السعر ‪،‬‬ ‫املفرتض من إدارة التس���ويق ان تقدم الية معينة‬ ‫وخاص���ة من االقتص���اد حيث يتم من���ح املعلومة‬ ‫وحتدي���د كل مربع او منطق���ة لو حتى مجاعة‬ ‫الفالح�ي�ن ما ل���ذي يزرعه بالضب���ط ‪ ،‬االكتفاء‬ ‫الذات���ي الذي خيص املنطقة حت���ى ال تزرع كل‬ ‫املناط���ق منت���وج واح���د يغ���رق الس���وق وخيس���ر‬ ‫الف�ل�اح ‪ ،‬مؤخرا تعرض خنيل اجلفرة وحتديدا‬ ‫ودان اىل ن���وع م���ن اآلفات تس���مى (الغب���اش ) ما‬ ‫يش���به ش���بكة العنكبوت تظهر بعد عقل الثمرة ‪،‬‬ ‫حتيط بعرج���ون الثمرة بالكامل ‪ ،‬املفروض يتم‬ ‫ال���رش وقائيا قب���ل حصول هذه االفة من ش���هر‬

‫لنوفره���ا يف ليبي���ا ‪ ،‬أيض���ا انتاج التم���ور جيب ان‬ ‫ينق���ل اىل مرحل���ة تس���ويقية متقدم���ة يناف���س‬ ‫بها متور الب�ل�اد األخرى ‪ ،‬ودعي�ن�ي اضيف لدينا‬ ‫بعض املزارعني ميارس���ون الية ليست صحيحة‬ ‫فلو نقارن دول اخلليج ستجدي يف كل منطقة‬ ‫سوق زراعي ملنتجات البلد الزراعية وهذا يشجع‬ ‫وحي���رك االقتصاد الف���ردي والوطين ‪ ،‬لألس���ف‬ ‫الزال لدينا من يس���تقل بنفس���ه ويبيع بس���يارته‬ ‫ويغل���ق الش���ارع بطريق���ة تضر حت���ى مبنتوجه‬ ‫حينم���ا ال يراع���ي الظ���روف البيئي���ة اليت حتفز‬ ‫على س�ل�امة وأم���ان منتوجه من مش���س واتربة‬ ‫وع���وادم ‪..‬اخل ‪ ،‬وقد ش���اهدت منت���ج زيت الزيتون‬ ‫يباع على الطريق الس���احلي يف علب غري صحية‬ ‫ويظ���ل لف�ت�رة زمنية طويل���ة عرضة للش���مس‬ ‫ق���د تؤث���ر يف جودته وتنقله م���ن حالة اىل أخرى‬ ‫‪،‬علينا ان نس���تعني بتجارب جريانن���ا وليس عيبا‬ ‫ان نقوم بذلك ورمبا نطرح ذلك مع س���يادة وزير‬ ‫االقتصاد ‪.‬‬

‫فاطمة غندور وصاحل حمجوب‬ ‫ثالثة اىل شهر ستة ‪ ،‬املشكلة عندما تظهر االفة‬ ‫ال ميك���ن معاجلتها ‪ ،‬وعندما حصل ذلك خاطبنا‬ ‫مرك���ز الوقاي���ة للذه���اب اىل هن���اك وتقدي���م‬ ‫املساعدة الالزمة ‪.‬‬

‫•ميادين ‪ :‬اش��رت أكثر من مرة اىل دور االقتصاد‬ ‫يف الرص��د ومتكينك��م م��ن املعلوم��ات البياني��ة كم��ا‬ ‫وكيفا ‪ ...‬ولكن ماذا عن رصدكم داخل الوزارة ؟‬ ‫حن���ن يف إدارة التوثي���ق واملعلوم���ات مؤخ���را‬ ‫(وقد اس���تلمت ال���وزارة من ثالثة اش���هر فقط )‬ ‫وكان���ت من اولوياتي االهتمام مبركز التوثيق‬ ‫واملعلوم���ات م���ن اجل معرف���ة واقع احل���ال وبناء‬ ‫عل���ى تل���ك املعلومات ان���ا اس���تطيع خل���ق القرار‬ ‫الس���ليم ولدين���ا مي���زة نس���بية لبع���ض املنتجات‬ ‫الزراعي���ة وخاص���ة الطماط���م يف منطقيت جالو‬ ‫واوجلة وال���ذي يف مرحلة من املراحل فاض عن‬ ‫املتوق���ع وش���هد عطب���ا ‪ ،‬لعدم وجود الية تس���ويق‬ ‫وتصني���ع أيض���ا االن لدين���ا مصن���ع يف بنغ���ازي‬ ‫حاول���ت الربط بني اجمللس احملل���ي جلالوا وبني‬ ‫أصح���اب املصن���ع يف بنغ���ازي من خ�ل�ال معالي‬ ‫وزي���ر االقتص���اد مصطف���ى أبو فن���اس ‪ ،‬واملصنع‬ ‫لألس���ف حيضر مواده من اخلارج وحتدثنا معه‬ ‫كي���ف لنا ان نوفر املزايا ال�ت�ي حتددها يف الثمار‬

‫•ميادين ‪ :‬هل متكنتم من اختاذ أول خطواتكم‬ ‫إلجناز بعض من املشاريع رغم ان اغلب الوزارات حُتمل‬ ‫احلكومة واملؤمتر تأخر ميزانية هذه السنة ؟‬ ‫حقيق���ة وزارة جتم���ع االنش���غاالت الكب�ي�رة‬ ‫والواس���عة حتت مظلتها وه���ي ‪ :‬الثروة الزراعية‬ ‫‪ ،‬والث���روة احليواني���ة والثروة البحري���ة‪ ،‬اكيد‬ ‫س���يحصل اهتم���ام بواحدة على حس���اب األخرى‬ ‫تبعا للمش���اكل األكثر ال�ت�ي تواجهنا ( فقوتك‬ ‫س���تندثر بينه���م ) رغ���م ع���دم انكارن���ا حل���االت‬ ‫التق���ارب بينه���م ‪ ،‬فكله���م ينتج���ون لن���ا طعامنا‬ ‫الس���لعة النهائية‪ ،‬واحلم���د هلل الوكالء يقومون‬ ‫بأدوارهم بش���كل جي���د لدينا وكيل�ي�ن ويبذالن‬ ‫قص���ارى جهدهم���ا كال يف مهمته املكل���ف بها ـ‪،‬‬ ‫كم���ا اننا نتواصل ونتعاون معا إلكمال مهمتنا‬ ‫يف بع���ض م���ن املواضيع اليت تتطل���ب الربط بني‬ ‫االختصاصات ‪.‬‬ ‫وكن���ا مؤخرا وبالرتتيب م���ع وزارة االقتصاد قد‬ ‫اش���رفنا عل���ى اس���تجالب االضاح���ي مبواصفات‬ ‫صحية جيدة بالتأكد من خلوها من االمراض‬ ‫‪ ،‬وبالنس���بة لإلنت���اج البح���ري حنن حنت���اج اىل‬ ‫إرس���اء بنية حتتية ل���كل املرايفء ‪ ،‬وان���ا انظر اىل‬ ‫املرفأ كمعل���م س���ياحي يف كل مدينة ‪ ،‬خاصة‬ ‫عندم���ا يتوفر على ش���روط اجلذب م���ن نظافة‬

‫ومجاليات جتتذب الزوار من داخل وخارج البالد‬ ‫ولألس���ف اغلب مرافينا مهملة لعقود من الزمن‬ ‫سواء من النظام السابق او من املتساكنني حوهلا‬ ‫‪ ،‬مرف���أ اخلم���س رغم متتعه بكث�ي�ر من اجلوانب‬ ‫اإلجيابية إال انه وكمثال ‪ :‬االصطياط فيه يتم‬ ‫م���ن اكواخ مهمل���ة معيبة ‪ ،‬وكذلك الوس���ائط‬ ‫املس���تعملة ‪ ،‬مازالوا حباجة اىل دعم واىل تنسيق‬ ‫اجلهود ملساعدتهم‬ ‫م���ن العيب علين���ا كاليبي�ي�ن ولدين���ا كل هذه‬ ‫النع���م اإلهلية ارض وماء ومشس ‪ ،‬وقد جئت اىل‬ ‫ال���وزارة وفوجئ���ت مبا مسعته انن���ا نحُ ضر بذورا‬ ‫م���ن دولة جم���اورة ‪،‬وحنن لدينا ظ���روف افضل‬ ‫حتى مما لدى جرياننا ‪ ،‬وهذا مؤشر خطري حيث‬ ‫انن���ا نس���تهلك كل منتوجن���ا وال ن�ت�رك حتى ما‬ ‫نبدأ به مومسا جديدا ‪ ،‬لس���ت عبقريا يف الزراعة‬ ‫لكين وبكل تواضع اس���تغربت من بعض اإلدارات‬ ‫املوج���ودة كي���ف مل يت���م معاجلة ذل���ك ‪ ،‬عموما‬ ‫بإذنه تعاىل العام املقبل س���تكون كل البذور من‬ ‫ليبي���ا ‪ ،‬مث�ل�ا ب���ذور القمح والش���عري يفرتض ان‬ ‫ال تس���تهلك بأمجعها ‪ ،‬نرتك ما نب���دأ به مومسنا‬ ‫الق���ادم ‪،‬هناك جناحات يف بعض املش���اريع فمثال‬ ‫إدارات هيئ���ة تنمي���ة ف���زان – وهيئ���ة تنمي���ة‬ ‫الكف���رة والس���رير – ومش���روع احلب���وب خ���اص‬ ‫ب���إدارة احلبوب كله���ا تقدم البذور لكل موس���م‬ ‫‪،‬وبالنس���بة للعيب يف منح القروض الزراعية ان‬ ‫مش���غليها ومس���تثمريها حيضرون كل موادهم‬ ‫من اخلارج وما من مب���ادرة تعول على البدء مما‬ ‫لدين���ا من مواد خام ‪ ،‬فما الذي س���يقدمه صاحب‬ ‫هذا القرض اذا مل يس���تثمر بنسبة ما فيما لدينا‬ ‫من مواد ‪.‬‬

‫•ميادين ‪ :‬ه��ل قمتم بزيارات ملواقع املش��اريع‬ ‫اليت تتب��ع وزارتكم‪ ،‬اقصد هل تقرتبون من مش��اكل‬ ‫املنتمني للقطاع وتستمعون اىل أصواتهم ؟‬ ‫بالتأكي���د زرت بعض���ا م���ن املش���روعات ولك ان‬ ‫تقاربي ذلك باالش���هر القليلة اليت استلمت فيها‬ ‫املهم���ة ‪ ،‬وال اخفيك اس���تقبل يومي���ا مجهورا من‬ ‫مناطق خمتلفة رغم ان اغلب اسئلتهم بإمكانهم‬ ‫ان يتلق���وا اجاباته���ا من اإلدارات املس���ؤلة ‪ ،‬ورغم‬ ‫ذلك فقد زرت ميناء الزاوية (مرس���ى ديلة ) وهو‬ ‫مين���اء حي���وي خي���دم الصيادين وزرت���ه ملوضوع‬ ‫يتعل���ق بانه م���ازال مل يكتمل اجن���ز منه ‪، 70%‬‬ ‫ولديهم مش���اكل وهو ميناء للصيادين البحري‬ ‫‪،‬زرت مصرات���ه ‪ ،‬حي���ث زرت الطويش���ة ‪،‬وجممع‬ ‫اهل�ي�رة ومازل���ت بص���دد زي���ارات اس���تطالعية‬ ‫األس���ابيع القادم���ة تس���تهدف املنطق���ة اجلبلية‬ ‫‪ :‬غري���ان وم���ا حوهل���ا ‪ ،‬وكنت ق���د زرت اجلنوب‬ ‫ووصلت الكفرة و تازربو فاملشاريع فيهما حتتاج‬ ‫نظ���رة خاص���ة وتازربو ه���ي منبع املي���اه املنقولة‬ ‫لذل���ك ‪،‬ولدى تازربو بعض االب���ار حتتاج صيانة‬ ‫وإقامة بعض املزارع ‪.‬‬ ‫ميادي���ن ‪ :‬ترك���ت الس���يد الوزي���ر ملوع���د ابرمته‬ ‫معه حمطة مس���موعة ليقدم مداخلة مباشرة ‪،‬‬ ‫وتوجهت بعد ذلك ملكتب إدارة التعاون واإلرش���اد‬ ‫واالعالم الزراعي والبحري والذي عاود نش���اطه‬ ‫بإص���دار جملة الفالح ومطبوعات متنوعة تعنى‬ ‫بالش���أن الزراع���ي واحليوان���ي والبح���ري‪ ،‬وق���د‬ ‫أوضح لي السادة باملكتب ان هناك بعض املعوقات‬ ‫ال�ت�ي حتافظ عل���ى دوام نش���ر اجملل���ة وكذلك‬ ‫إيصال امللصقات والكتيبات االرش���ادية اىل كل‬ ‫احناء ليبيا ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫السخرية اليت تقو ُد إىل املعرفة‬ ‫الزواوي ‪ :‬مُتعة ُ‬ ‫ابراهيم الكوني‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الس���خرية يف ّ‬ ‫ف���ن ال���زواوي ليس���ت جم ّرد‬ ‫فلس���فة ‪ ،‬ولك ّنها رس���الة ‪ .‬فهو ال يسخر من‬ ‫مناذج���ه الدنيويـة لكي ين ّفر ‪ ،‬أو لكي يك ّفر ‪،‬‬ ‫أو لكي يُدين ‪ ،‬ولك���ن لكي يُن ّبه ‪ ،‬كي يحُ ّذر‬ ‫‪ ،‬لك���ي يق���رع نواقي���س اخلطر ‪ .‬وه���و عندما‬ ‫يفع���ل ال يفع���ل م���ن موقف س���لطة ‪ ،‬س���واء‬ ‫أكانت سياس���ية أو أخالقي���ة ‪ ،‬ولك ّنه يفعل‬ ‫م���ن موق���ف ُ‬ ‫���ب ‪ .‬يفع���ل كأ ّنه يش���ارك‬ ‫احل ّ‬ ‫إنس���انه اللي�ب�ي س��� ّيئاته ‪ .‬كأ ّن���ه يتضام���ن‬ ‫م���ع منوذج���ه يف خطاي���اه الصغ�ي�رة ‪ .‬إنه يف‬ ‫الواق���ع عندما يكش���ف لنا عن س���لب ّياتنا إنمّ ا‬ ‫يتعاط���ف معن���ا يف س���لب ّياتنا ويق���ول لنا أنه‬ ‫ٌ‬ ‫قري���ن لنا يف هذه اخلطايا ‪ ،‬ب���ل أنه ال حي ّبنا‬ ‫إّ‬ ‫ال لوج���ود هذه اخلطايا فينا ‪ ،‬ألن اإلنس���ان‬ ‫مل يكن ليكون إنس���اناً لومل يعرتف باخلطايا‬ ‫ً‬ ‫إنس���انأ‬ ‫‪ .‬اإلنس���ان ب�ل�ا خطايا م�ل�اك وليس‬ ‫‪ .‬وه���و هل���ذا ي���كاد يدعونا لك���ي نتباهى بهذه‬ ‫اخلطاي���ا ‪ ،‬ألنه���ا الربه���ان عل���ى إنس���انيتنا ‪.‬‬ ‫م���ن هنا وُج���دت نزعة ال���زواوي اإلنس���انية‬ ‫ّ‬ ‫خيت���ط م���ن فصول هي ليس���ت‬ ‫يف كل م���ا‬ ‫بفص���ول ولك ّنها يف الواقع وصايا ‪ .‬ففي ّ‬ ‫كل‬ ‫بصم���ة حرب يعلن ه���ذا الكاهن ع���ن إمياءة ‪،‬‬ ‫يتعم���د صن���ع النم���وذج إ ّ‬ ‫ال لتأكيد‬ ‫وه���و ال ّ‬ ‫ً‬ ‫رؤي���ا ‪ :‬رؤي���ا دوما وجودي���ة إىل جانب بعدها‬ ‫الفلس���في ‪ .‬وه���ي العبقري���ة ال�ت�ي تضف���ي‬ ‫محيمية على املوقف الكاريكاتريي نستطيع‬ ‫أن نق���ول أنه فتح ال���زواوي املب�ي�ن يف تاريخ‬ ‫ه���ذا ّ‬ ‫الف���ن عل���ى مس���توى الع���امل كس�ل�اح‬ ‫ً‬ ‫أس��� ُتخدم دوم���ا لتنفي���ذ وخ���زة إذا مل تك���ن‬ ‫مباش���رة فهي بالضرورة مس���تبطنة ‪ .‬ولكن‬ ‫احلب هذا مزحة‬ ‫الس�ل�اح يتح ّول بيد مريد ّ‬ ‫ً‬ ‫يس���تجيب هلا صاحبها بضحكة أيضا بسبب‬ ‫احلب أو ً‬ ‫ال ‪ ،‬ولس ّر العفوية ثانياً ‪ .‬هنا يرتاجع‬ ‫ّ‬ ‫ب ُْعد الس���خرية ليتح ّول سري ًة شعرية ‪ ،‬لئالّ‬ ‫يس���تعري هوية تربوي���ة أو أمثولة أخالقية ‪.‬‬ ‫فالتلقني هو اليقني الذي يستنكره الزواوي‬ ‫‪ ،‬ألن���ه يضري بال���روح الش���عرية اليت كانت‬

‫حك���راً على ف ّن���ه وحده بني ّ‬ ‫كل م���ن عرفنا‬ ‫من كهنة هذا اجملال ‪.‬‬ ‫ولكن ‪ ،‬ويا للعجب ‪ ،‬تلك الروح الش���عرية مل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جمبولة بروح‬ ‫عاري���ة ‪ ،‬ولكنها تن ّزل���ت‬ ‫تولد‬ ‫ملحمية ‪.‬‬ ‫فم���ا أ ِلفن���اه يف ّ‬ ‫ف���ن الكاريكاتري ه���و اللوحة‬ ‫ال�ت�ي ترتج���م موقف���اً وحس���ب ‪ ،‬ولك���ن م���ا‬ ‫فاجأن���ا ب���ه ال���زواوي ه���و اللوحة ال�ت�ي تعبرّ‬ ‫عن س�ي�رة ‪ .‬رواي���ة كامل���ة متكاملة حتكي‬ ‫جترب���ة متعدّدة أفق ّياً يف اجلوانب ‪ ،‬وعميقة‬ ‫وجودي���اً يف املضم���ون ‪ .‬فلنحتك���م إىل تل���ك‬ ‫اللوحات األث�ي�رة والنموذجي���ة واألع ّز على‬

‫نف���س ال���زواوي ال�ت�ي يرص���د فيه���ا ب���روح‬ ‫ّ‬ ‫يش���خص‬ ‫الع���امل النفس���اني ال���ذي ينوي أن‬ ‫مرض���اً يف مناذجه احمل ّببة ال�ت�ي يذهب فيها‬ ‫أبطال���ه للنزه���ة يف رح���اب الطبيع���ة ‪ .‬هن���ا‬ ‫الب ّد أن ننبه���ر بالتفاصيل اليت كانت دوماً‬ ‫ش���عرة مشش���ون الزواوي ‪ .‬تفاصي���ل الغزوة‬ ‫اجلماعي���ة (وال نق���ول اهلمج ّي���ة) للس���احل‬ ‫حبج���ة التباه���ي‬ ‫بدع���وى اإلصطي���اف ‪ ،‬أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احل���ق الذي ميارس���ه ال���كل يف غزو‬ ‫بإنت���زاع‬ ‫البحر يف الصيف !‬ ‫ً‬ ‫نزه���ة إذاً بقدر ما ه���ي غزوة ‪.‬‬ ‫وه���ي ليس���ت‬ ‫بل���ى ! ه���ذه أوّل نب���وءة يف خطاب ال���زواوي ‪:‬‬

‫حش���ود جلي���وش بش���رية تتل ّبس الش���اطيء‬ ‫جة ّ‬ ‫مدج ً‬ ‫بكل األس���لحة ال�ت�ي ال ختطر على‬ ‫ّ‬ ‫بال ‪ .‬فنحن ال نتخ ّيل الذهاب لتأدية الصالة‬ ‫طبيعة كالبح���ر يف حافلة من‬ ‫يف حم���راب‬ ‫ٍ‬ ‫املخصص لش���حن البضائع ! ليس هذا‬ ‫النوع ّ‬ ‫وحس���ب ‪ ،‬ولك ّنه���ا مت ّوجة خبيم���ة حقيق ّية‬ ‫أم���ا الفحوى‬ ‫لوقاي���ة فحواها من الش���مس ‪ّ .‬‬ ‫فمفاج���أة أخ���رى ‪ .‬ها هي تلف���ظ من جوفها‬ ‫أطفا ً‬ ‫ال بع���دد اجلراء ورج���ل تقرفص حتت‬ ‫َ‬ ‫بطيخ���ة هائل���ة ‪ ،‬وم���واد‬ ‫عجالته���ا ليلته���م‬ ‫غذائية تكفي إلطعام قبيلة ‪ ،‬وحوائج تصلح‬ ‫ملرافق���ة عائلة ترحت���ل نهائي���اً إىل اجملهول‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫كاريكاتري الزواوي ال يكتفي بأن ّ‬ ‫يسلينا ‪ ،‬ولكن‬ ‫ليدعونا كي نعرف أنفسنا‬ ‫! فه���ل هذا كل ش���يء ؟ ك ّ‬ ‫ال بالطبع ! ففي‬ ‫داخ���ل اخليم���ة املنصوبة يف جوف الش���احنة‬ ‫يتبدّى ش���بح تقلي���دي يف فلس���فة الزواوي ‪.‬‬ ‫إنها ربّة األس���رة اليت ال جيب أن تتم ّرد على‬ ‫قدرها كش���بح فال يتبدّى منها س���وى جزء‬ ‫من ج���رم ‪ :‬ي ٌد مغلول ٌة باخلالخ���ل ‪ ،‬أو كو ٌم‬ ‫يتخ ّف���ى وراء ال���رداء التقلي���دي ّ‬ ‫املخط���ط ‪،‬‬ ‫إمي���ا ًء ماكراً هلوي���ة إس���تمرارية حضورها‬ ‫مما لو كان حقيق ّياً‬ ‫ّ‬ ‫الوجودي‬ ‫رمزي أكثر ّ‬ ‫‪ .‬أي أنها ّ‬ ‫ظل إلنس���ان يلعب دور اخللفية يف‬ ‫ديكور املس���رحية حس���ب ‪ ،‬برغم أنها ال تقف‬ ‫مكتوف���ة األيدي ‪ ،‬والدليل أنها تس���تنزل من‬ ‫وراء حجابه���ا األب���دي املس���تغلق ذاك ش���أناً‬ ‫تتوس���طه صلع���ة‬ ‫‪ .‬تس���تنزل وع���ا ًء فس���يحاً ّ‬ ‫مهيبة سوف لن يصدّق من مل يولد يف ربوع‬ ‫اجملتم���ع اللييب أنها أكلة ! بل���ى هذه الق ّبة‬ ‫تتوس���ط الوع���اء والعائمة يف‬ ‫الفاتن���ة ال�ت�ي ّ‬ ‫حب�ي�رة الس���ائل الرجراج هي أكلة ش���عبية‬ ‫ذات أص���ول بربري���ة إمسه���ا “البازي���ن” هي‬ ‫أم���ة الليبي�ي�ن حبي���ث يرفض���ون‬ ‫تعوي���ذة ّ‬ ‫ّ‬ ‫التخّل���ي عنها حتى يف الرحل���ة إىل الطبيعة‬ ‫‪ ،‬كأ ّنها الربهان الوحيد الدّال على اهلوية !‬ ‫وه���ا ه���ي اللقم���ة املس���تن َزلة يف األعل���ى‬ ‫تتضعض���ع يف ي���د الولي���د ال���ذي يت���ولىّ‬ ‫إس���تالمها يف األس���افل فيندل���ق م���ن الوعاء‬ ‫امل���رق ليهوي عل���ى رأس األب املس���تغرق يف‬ ‫معان���دة البطيخة الفظيع���ة ! فهل هذا كل‬ ‫م���ا يف الوليمة ؟ ك ّ‬ ‫ال بالطب���ع ! فالداهية ال‬ ‫ينس���ى نوايا منوذجه اخلبيئة ‪ .‬فالوليمة لن‬ ‫تكتم���ل بدون وج���ود متيمة ليبي���ة تقليدية‬ ‫أخ���رى وهي ‪ :‬اخل���روف ! وبرغ���م أن الفنان‬ ‫حيج���م هن���ا بال���ذات ع���ن موافاتنا مبس���رح‬ ‫ً‬ ‫رمحة مبش���اعرنا ‪ ،‬ولكنه ال ينس���ى‬ ‫املذحبة‬ ‫ً‬ ‫(عرض���ا) رأس ه���ذا‬ ‫أن يُلق���ي يف وجوهن���ا َ‬ ‫الش���قي كأ ّن���ه س���قط م���ن جوف‬ ‫احلي���وان‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ���ر ُد هنا كـ تفصيل‬ ‫احلافل���ة مصادفة ‪ .‬إنه ي ِ‬ ‫‪ ،‬ألن التفصيل هو تقنية هذا الكاهن العظيم‬ ‫للتدلي���ل عل���ى ص���واب نظرية تال�ي�ران عن‬ ‫اللغ���ة اليت مل تخُ لق لتعري���ة أفكارنا ‪ ،‬ولكن‬ ‫إلخفاء األفكار !‬ ‫فالتفاصي���ل اجلانبية تلع���ب يف مالحم هذا‬ ‫الفن���ان دور التوري���ة ‪ .‬دور اإلمي���اء ‪ ،‬ولك ّن���ه‬ ‫كث�ي�راً م���ا ينتص���ب كره���ان يف اللوح���ة ‪.‬‬ ‫كحج���ة ال غنى عنها إلس���تكمال‬ ‫ينتص���ب‬ ‫ّ‬ ‫الرسالة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مظ�ل�ات املصطاف�ي�ن‬ ‫فف���ي اجل���وار تنتش���ر‬ ‫بس���خاء‪ .‬املظ�ل�ات تضيق بالبش���ر من رجال‬ ‫ونس���اء وأطف���ال ‪ .‬يف الف���راغ ب�ي�ن املظ�ل�ات‬ ‫يتقاط���ع اخللق أيض���اً ‪ .‬ولك���ن يف كل هذه‬ ‫الق ّيامة يسرتعي إنتباهنا أم ٌر واحد يف غاية‬ ‫األهمي���ة وه���و ‪ :‬اإلحتف���اء ! لي���س اإلحتفاء‬ ‫ّ‬ ‫بالطبيعة اليت نس���ي هؤالء أنه���م أتوا ليتلوا‬ ‫الصل���وات يف حمرابه���ا ‪ ،‬ولك���ن اإلحتف���اء‬

‫باملعن���ى احلريف ‪ .‬أي الوليم���ة ! هذه الوليمة‬ ‫ال�ت�ي كان م���ن األنس���ب أن مت���ا َرس يف ِّ‬ ‫أي‬ ‫م���كان بعيداً عن ه���ذا املكان ‪ ،‬ولكن اإلنس���ان‬ ‫ٍ‬ ‫اللييب ال���ذي مل يتعّلم بع���د التعامل مع هذا‬ ‫املعب���د ك���ـ مج���ال يأبَ���ى إ ّ‬ ‫ال أن حيم���ل هذه‬ ‫املعب���ودة األبدي���ة (الوليمة) مع���ه إىل املكان‬ ‫اللاّ مناس���ب ‪ .‬ألن يف حض���رة اجلم���ال فقط‬ ‫جيب أن حن���رم بالتج ّرد م���ن الطعوم كما‬ ‫احل���اج إىل بي���ت اهلل م���ن املخي���ط ‪.‬‬ ‫حي���رم‬ ‫ّ‬ ‫وه���و تأكي ٌد عل���ى اهلوية البدوي���ة للنموذج‬ ‫اللي�ب�ي ‪ .‬اهلوي���ة اليت ال تذه���ب إىل الطبيعة‬ ‫لتس���تمتع باجلمال ‪ ،‬ولك ّنها حتمل للطبيعة‬ ‫وباء الواقع اجلدي���د املهووس بالقوت ‪ .‬وهلذا‬ ‫ال تسيء لنفسها وحس���ب بالنتيجة ‪ ،‬ولك ّنها‬ ‫توجه ً‬ ‫لطبيعة هي أ ّم ‪.‬‬ ‫إهانة‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫اللوحة ال تكتمل بهذا احملفل ‪ ،‬ولكنها تقتحم‬ ‫البح���ر لتجع���ل منه يف املعركة ش���ريكاً ‪ ،‬أو‬ ‫خصماً ‪ .‬فاملظالت محلة تزحف حثيثاً حتى‬ ‫تتواصل يف الغمر ‪ .‬هنا تنتش���ر القوارب على‬ ‫ط���ول الس���احل ‪ ،‬ويف البح���ر تتبدّى الس���فن‬ ‫أم���ا يف الق���رب فنس���تطيع أن نتل ّذذ‬ ‫أيض���اً ‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫مبالبس���هن‬ ‫برؤية النس���اء الالئي يس���بحن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حوهلن س���دّا ال يأتيه الباطل‬ ‫رجاهلن‬ ‫ليك ّون‬ ‫خلف ‪ .‬يف متناول الرؤية‬ ‫من‬ ‫وال‬ ‫أمام‬ ‫م���ن‬ ‫ال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫داخل املاء بالوس���ع أن نبصر رج ً‬ ‫ال مغموراً يف‬ ‫املاء مت ّوج الرأس بالطاقية التقليدية ‪ ،‬يدفع‬ ‫أمام���ه قارباً ّ‬ ‫مطاطي���اً ترتبع يف قلب���ه إمرأة‬ ‫ملفوف���ة يف اللح���اف التقلي���دي ‪ ،‬جياوره���ا‬ ‫طف���ل ‪ .‬إنها نزه���ة حبرية مث�ي�رة للفضول‬ ‫‪ ،‬ألن احل���دس وح���ده حيدّثن���ا خبط���ورة‬ ‫ه���ذه املغام���رة اليت ق���د تكّلف ه���ذا الفارس‬ ‫اجملب���ول ب���روح دونكيش���وتية حيات���ه وحياة‬

‫ال يلمس ذهباً إ ّ‬ ‫ال إستحال هبا ًء ؟‬ ‫جيس���د لنا ه���ذه املفارقة‬ ‫ولك���ن ال���زواوي ال ّ‬ ‫باحل���ب ‪ .‬ال ألن���ه‬ ‫دون أن يش���فع جتس���يده‬ ‫ّ‬ ‫مزب���ور حب�ب�ر الش���عر ‪ ،‬ولكن ألن���ه مضفور‬ ‫ب���روح التعاط���ف أيض���اً ‪ .‬إنه ال يس���تحي أن‬ ‫ينتح���ل ألبطاله األعذار ال لش���يء إ ّ‬ ‫ال ألنهم‬ ‫س�ل�الة خطيئ���ة ‪ .‬ليس هذا وحس���ب ‪ ،‬ولكنه‬ ‫يضيف إعرتافاً آخر وهو هويّته هو املستعارة‬

‫عائلته ! والواقع أن الروح الدونكيش���وتية هو‬ ‫ماش���اء الزواوي أن خيربنا ب���كل هذه اللوحة‬ ‫امللحمية ‪ .‬فاإلنسان يريد أن يستعيد عالقته‬ ‫املفقودة مع فردوسه الضائع ‪ .‬ولكنه ال يفعل‬ ‫إّ‬ ‫ال لكي يلحق الضرر بهذا الفردوس ‪ .‬إنه ال‬

‫م���ن هويته���م ‪ ،‬واجملبول���ة م���ن روحه���م ‪،‬‬ ‫واجملّلل���ة بعالم���ة قابيل ذاتها ‪ .‬وهو تس���امح‬ ‫عميق يف زمن تراجيدي تغرتب فيه أبس���ط‬ ‫الق َي���م األخالقي���ة ليص�ي�ر هو وح���ده عنقاء‬ ‫العصر اليت تتجاس���ر على تبنيّ هذا الصليب‬

‫يعدم حس���ن الن ّية يف رغبته تل���ك ‪ ،‬ولكنه ال‬ ‫يضمن النتيجة أبداً ‪ .‬فحياته سري ٌة معكوس ٌة‬ ‫احملصلة‬ ‫م���ن أمثول���ة “مي���داس” برغ���م أن ّ‬ ‫إنس���ان ال‬ ‫النهائي���ة واح���دة ‪ .‬فما الفرق بني‬ ‫ٍ‬ ‫يلمس ش���يئاً إ ّ‬ ‫إنسان‬ ‫وبني‬ ‫ال إس���تحال ذهباً ‪،‬‬ ‫ٍ‬

‫‪09‬‬ ‫اجلسيم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫والزواوي ليس ثر ّيا يف وسم رسومه وحسب‬ ‫‪ ،‬ولكنه ٌّ‬ ‫ثري يف موضوعه أيضاً ‪ .‬وهو موضوع‬ ‫ّ‬ ‫نش���اط‬ ‫يتكش���ف يف موهب���ة املالحظ���ة لكل‬ ‫ٍ‬ ‫منطي يف مس���لك منوذجه اللي�ب�ي ‪ .‬فاهلندام‬ ‫دوماً تقلي���دي ‪ :‬طاقية وث���وب وفرملة ثم ‪..‬‬ ‫ثم احلذاء الذائع الصيت املثقوب من أس���فل‬ ‫ّ‬ ‫بالضرورة تعبرياً عن حثاثة السعي ‪ ،‬وإصبع‬ ‫القدم الذي يربز دوماً من اجلورب !‬ ‫ولكن ماذا عن الس���يماء ؟ السيماء منوذجية‬ ‫أيض���اً مت ّوجة ب���ـ عفوية ورثه���ا الزواوي عن‬

‫أس�ل�افه واحتفره���ا وس���اماً جّل���ل ب���ه وج���ه‬ ‫منوذجه األبدي الذي يبدو محيماً وحمبوباً‬ ‫ح ّتى يف تكشريته ‪ ،‬فكيف بإبتسامته ؟‬ ‫إنه���ا احلميم ّي���ة النابع���ة م���ن روح الزواوي‬ ‫واحل���ب ال���ذي يفي���ض ب���ه قلب���ه ليغمر به‬ ‫‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫منوذجه ‪.‬‬ ‫وهو يف س���فره املهي���ب ال ينس���ى الصغار ‪ .‬ال‬ ‫ينس���ى األطفال ال بوصفه���م ذ ّرية هي رأس‬ ‫م���ال منوذج���ه التقلي���دي وحس���ب ‪ ،‬ولك���ن‬ ‫ألنهم اجليل البديل أيضاً ‪ .‬وهم هلذا الس���بب‬ ‫حمف���ل ال يبخ���ل علي���ه ال���زواوي بالوفرة ‪.‬‬ ‫طابور طويل‬ ‫إنهم قافلة ‪ ،‬يس�ي�رون دوماً يف‬ ‫ٍ‬ ‫وراء األ ّم امللفوف���ة يف الرداء التقليدي ‪ .‬ولكن‬ ‫ه���ؤالء األش���قياء ال يلبث���وا أن يتح ّول���وا إىل‬ ‫ِفرق ش���ياطني ما أن حيّل���وا يف بيوت األغيار‬ ‫َ‬ ‫الش���يطنة ال تنف���ي عنه���م‬ ‫أضياف���اً ! ولك���ن‬ ‫هويّتهم كصغار ‪ .‬فالطفولة وحدها ش���فيع‬ ‫‪ ،‬ألنها الطفولة اليت تس���كن الزواوي نفسه ‪.‬‬ ‫وهلذا فرسوم الزواوي ال تستدعي سخريتنا‬ ‫تأملن���ا ‪ .‬فهنا نتو ّقف طوي ً‬ ‫ال‬ ‫بقدر ما تس���تف ّز ّ‬ ‫لنتجّلى ‪ .‬أمام رس���وم الزواوي نواجه أنفسنا‬ ‫لنس���تنطق م���ا غاب ع ّن���ا يف مس���لكنا ‪ .‬نواجه‬ ‫أنفس���نا لنع���رف أنفس���نا ‪ .‬وه���و م���ا يعين أن‬ ‫كاريكات�ي�ر الزواوي ال يكتفي بأن يس���ّلينا ‪،‬‬ ‫ولكن ليدعونا كي نعرف أنفسنا ‪.‬‬ ‫والدع���وة ملعرفة النفس ه���ي الدعوة ملعرفة‬ ‫الرب ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فكم ه���ي جليلة تلك املتعة اليت تس���تدرجنا‬ ‫الرب !‬ ‫للمثول يف ملكوت ّ‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫( يف رثاء حممود الفيتوري )‬

‫هذا هو حممود الذي ذهب عين ‪..‬‬ ‫•أمحد الفيتوري‬

‫عند الساعة الرابعة بعد الظهر وافته املنية‬ ‫أخي حممود الذي ولد يف بنغازي ‪ -‬دكاكني‬ ‫محيد ‪ -‬الصابري عام ‪ . 1958‬ساعة واحدة‬ ‫بعد اصابته جبلطة ويف املستشفي كان قد‬ ‫رجع الي ربه راضيا مرضيا عليه ‪،‬كنت يف‬ ‫بيته منذ اي��ام اق��ل من اصبع اليد الواحدة‬ ‫احتفاء بالعيد دعاني ألكلة بازين رفقة‬ ‫احل���اج س���امل س��وي��ك��ر ال��ق��ائ��د الكشفي ج��ار‬ ‫العمر ‪،‬تغذينا معا ‪،‬فيما بعد التقطت له‬ ‫بعض ال��ص��ور مل اع���رف أن��ه سيرتكين هو‬ ‫صديقي قبل أن ي��ك��ون أخ��ي ورف��ي��ق درب��ي‬ ‫‪،‬اثناء مظاهرات ‪1976‬م الطالبية كان الي‬ ‫جانيب يهتف ‪ :‬احل��ري��ة احل��ري��ة ال حكومة‬ ‫عسكرية ‪ ،‬كتف لكتف كنا وح�ين عشت‬ ‫س��ن��وات ال��س��ج��ن ال��ع��ش��ر ‪1988 - 1978‬م‬ ‫ك��ان ال يكل متابعا القضية عند احملامي‬ ‫زائ����را يف ال��س��ج��ن ‪،‬ك���ان يعتربها قضيته‪،‬‬ ‫قضية الصحافة – كما مسيت قضيتنا‬ ‫حنن ‪ 18‬املتهمني بتكوين حزب والعمل على‬ ‫اسقاط النظام ‪.‬‬ ‫بعد ذلك هو الويف مل يناء عين عن اصدقائي‬ ‫ع��ن ب�ل�اده وع��ن أم��ه ‪،‬بيته بيت اصدقائي‬ ‫وقلبه قلبهم وقليب‪ .‬يف سرية فرباير كتاب‬ ‫ادريس املسماري يذكر املسماري كيف انه‬ ‫ج��اء بييت حلظة اس��ق��اط نظام ب��ن علي يف‬ ‫تونس ووجد أن حممود سبقه ‪،‬كانا فرحني‬ ‫بانتصار الشعب التونسي يقول املسماري انه‬ ‫وحممود اردا اخلروج الي الشارع يف بنغازي‬ ‫لالحتفال بهذا االنتصار وسقوط بن على‬ ‫لكين منعتهما ‪،‬هكذا هو حممود يف فرباير‬ ‫‪ 2011‬نهضت ب��ن��غ��ازي فنهض ومل يعد من اسبوعني ‪ ،‬ومل ترتكه وحيدا ‪ ،‬ولكنك‬ ‫ال��ي البيت سكن الساحة وعمل دون جهده تركتين ‪ ،‬س�لام��ا عليك ي��وم ول���دت وي��وم‬ ‫م��ن اج��ل تلك ال��ث��ورة ال�تي م��ات متيقنا من عشت ويوم تبعث حيا ‪.‬‬ ‫انتصارها وانتصار ليبيا‪.‬‬ ‫وال‬ ‫��ق‬ ‫ي‬ ‫��د‬ ‫ص‬ ‫��‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫��س‬ ‫ي‬ ‫��‬ ‫ل‬ ‫حم��م��ود ل��ي��س األخ ‪ ،‬و‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ترجال عن جواد‬ ‫•شهادة على إستشهاد ال ّ‬ ‫الرفيق العضيد فحسب حممود ان��س��ان مل‬ ‫يعش لنفسه فحسب بل ع��اش من أج��ل أن اإلستبسال‬ ‫•ابراهيم الكوني‬ ‫يكون اإلنسان ‪.‬‬ ‫أخى مل أكن يتيما يوم تويف أبي أو أمي أنا عزيزي أمحد‬ ‫اليوم ال ُيتم بذاته ‪،‬لقد غادرنا اخي مصطفي آمل�ن�ي ج��رح��ك يف ف��ق��د خ ّ‬ ‫���ل ال���زم���ان ال��ذي‬

‫املرحوم حممود وأمحد الفيتوري وصالح نقاب وبدر الدين الورفلي‬

‫•يا حممود قم بتوزيع احللوى و املسك‬ ‫على األطفال يكفي‬

‫كتب الشيخ أش��رف إم��ام مسجد معاذ بن‬ ‫جبل بالزريريعية‪:‬‬ ‫و ال��ي��وم ودع��ن��ا حبيبا آخ���را السيد حممود‬ ‫حممد الفيتوري من رواد مسجدنا (معاذ بن‬ ‫جبل) بالصابري ‪ ..‬الزريريعية‪.‬‬ ‫أحد املؤذنني املالزمني للجماعة و رمبا كان‬ ‫َي ُؤوم الناس يف صالة الظهر خاصة‪.‬‬ ‫ال يتخلف عن صالة الفجر ‪ ..‬ال صيفا و ال‬ ‫شتاء ‪ ،‬من احملبني الصادقني بإذن اهلل‪.‬‬ ‫لقيين يوما و قد عال وجهَه البشر و البهجة‬ ‫إلي برؤيا رآها لرسول اهلل صلى اهلل‬ ‫و أسر ّ‬ ‫عليه و سلم (ال أستحضرها) و قال ‪ :‬أريد أن‬ ‫أع�بر عن س��روري دون أن أب��وح للناس فبم‬ ‫تنصحين؟‬ ‫و لعلمي بأنه من مستوري احلال و ليس من‬ ‫امليسورين أجرى اهلل على لساني ‪ :‬قم بتوزيع‬ ‫احللوى و املسك على األطفال يكفي‪...‬‬ ‫ففعل لوقته‪.‬‬

‫أكرم َمثواه!!!!‬ ‫•رمح ُه اهلل و َ‬ ‫أم العز الفارسي‬

‫راف��ق رحلة كفاحك ال��وج��ودي والسياسي‬ ‫زمن تهيمن‬ ‫واإلنساني كمريد حقيقة يف ٍ‬ ‫عليه روح املنفعة ‪ ،‬ليكون رحيله املفاجيء‬ ‫��رج ً‬ ‫�لا ع��ن ج��واد‬ ‫ش��ه��اد ًة على إستشهاد ال ت ّ‬ ‫اإلستبسال ‪ ،‬وأمثاله ال ميوتون فهم‬ ‫إذا كانوا شهداء وهم على‬ ‫قيد احلياة فكيف بهم‬ ‫وهم يف عداد األموات‬ ‫؟ وه���و حي��ي��ا فيك‬ ‫وس��ي��ب��ق��ى حييا‬ ‫ف���ي���ك ال ألن���ه‬ ‫أخ������وك ول��ك��ن‬ ‫ألن������ه ُم���ري���د‬ ‫ح�����ق�����ي�����ق�����ة‬ ‫وم����������ري����������د‬ ‫احل����ق����ي����ق����ة‬ ‫حي���������ي���������ا يف‬ ‫ق�����ل�����ب ك ّ‬ ‫�����ل‬ ‫م��ري��د حقيقة‬ ‫ورح��ي��ل��ه ليس‬ ‫خ���س���ارة لعائلة‬ ‫أو لقبيلة ولك ّنه‬ ‫خ��س��ارة لإلنسانية‬ ‫ك����ّل����ه����ا وه���������ذا ه��و‬ ‫ع��زاؤك ‪..‬ال أفقدك اهلل‬ ‫عزيزا بعد اليوم ‪ ...‬إكباري‬ ‫‪.‬‬

‫أصفق بيدين خاليتني اال من ع��روق ودم‪،‬‬ ‫أتنهد بزفرة حارة من قلب ال تبصر له عني‬ ‫مغرورقة بالدموع‪ ،‬يا خسارتك يا حممود ‪،‬‬ ‫كم من أحالم مل تتحقق طويت عليها روح‬ ‫حاملة ورحلت بعيدا‪ ،‬حيث ال أمحد‪ ،‬وال هم‬ ‫حيزنون‪ ،‬ياخسارة‪ ،‬كبرية‪،‬‬ ‫يا لعجزي يا صديقي عن مقامستك حزن‬ ‫لوعة ف��راق من تقامست معه القلب‪ ،‬ليس‬ ‫ل��ي اال ان أق���ول " يف ال��ع��زا واح���د " ي��ا امحد‬ ‫الفيتوري يف وفاة صغريك الكبري حممود ‪....‬‬ ‫أعرف انها خسارة فادحة ولكنها إرادة اهلل‪ ،‬له‬ ‫ما أخذ وما اعطي ‪ ،‬وال إله اال هو‪.‬‬ ‫‪ ...‬خري حنن اآلن فى اشد احلاجة إليه‪.‬‬

‫•ادريس الطيب‬ ‫حم��م��ود ك���ان صديقا‬ ‫محيما‪،‬‬

‫انسانا ُمشرقا ‪،‬‬ ‫اجي���اب���ي���ا ف���ى اس���وأ‬ ‫الظروف‪.‬‬ ‫ك������ان رج���ل��ا ال‬ ‫يعرف الش ّر‪،‬‬ ‫وب��ذه��اب��ه انتقل‬ ‫����م ه��ائ��ل من‬ ‫ك ّ‬ ‫اخلري اىل رمحة‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫خ�ي�ر حن���ن اآلن‬ ‫ف��ى اش��د احلاجة‬ ‫اليه‪.‬‬ ‫رحم اهلل حممود‪،‬‬ ‫وع��وض��ن��ا ع���ن خ�يره‬ ‫خريا‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫ملحق‬

‫تالة ميادين املرأة‬

‫‪07‬‬ ‫‪11‬‬

‫رئيس التحرير‪ :‬فاطمة غندور‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبرنوفمبر‬ ‫أكتوبر‪11 - 5 -‬‬ ‫‪( - ) 130‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫العدد‪30 (( -‬‬ ‫الثالثة( ‪) 77-‬‬ ‫السنة العدد‬ ‫السنة الثانية‬

‫فطيطيم��ة بوحلق��ة ‪ :‬عندما ش��اهدت ومسع��ت أصوات النس��اء ضد الق��ذايف ال أعرف أية‬ ‫مشاعر انتابتين ‪ ،‬وكنت أمحل ُمسبقا احنياز لشجاعة أهل بنغازي‬

‫دينارالعدد‬ ‫الثمن ‪:‬ملحق‬


‫‪12‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫كلمة السيدة فطيطيمة بو‬ ‫حلقة يف الذكرى اخلامسة‬ ‫واخلمسني لوفاة املناضل بشري‬ ‫السعداوي‬ ‫السادة االفاضل السيدات الفاضالت الضيوف الكرام‬ ‫الس�ل�ام عليكم مجيعا وانتم جتلس���ون على مقاعد ه���ذه القاعة مبركز‬ ‫الدراس���ات والبحوث التارخيي���ة وإن كان هلذا اجلم���ع يف نفوس الليبني‬ ‫ذكريات تارخيية ونضالية وهو حفل تابني املناضل واجملاهد ‪ :‬بش�ي�ر بك‬ ‫السعداوي وهو يطوي العام اخلامس واخلمسني والذي يصادف اخلميس‬ ‫‪ 17‬يناير ‪ ،2013‬وبهذا سوف اتطرق اىل بعض املقتطفات حول األحزاب‬ ‫فيما بعد ‪.‬‬ ‫يس���رني وانا اعتل���ي منرب ه���ذه القاعة ( قاع���ة اجملاه���د ) النضالية حيث‬ ‫كانت أمس���ا لعنوان وتاريخ جماهدين ونضالي�ي�ن وأبطال َ‬ ‫صدر التاريخ‬ ‫كفاحه���م إزاء هذا الوط���ن الغالي وال اخفي على احلض���ور الكريم بأنين‬ ‫حني دعيت مع من دعوا من أدباء‬ ‫وكت���اب ومثقف�ي�ن وأصح���اب‬ ‫املعرف���ة والتاري���خ كان ب���ودي‬ ‫أن يق���ف مكاني ش���خص أعطى‬ ‫للوط���ن ح���ق الوطني���ة كام�ل�ا‬ ‫منذ صباه كم���ا أعطى اجلزائر‬ ‫وفلس���طني ب���رأي ح���ر ونض���ال‬ ‫وكفاح وقامة م���ا احننت طوال‬ ‫حياته رغم الس���جون واملعتقالت‬ ‫واملضايق���ات وابع���اده ع���ن اهل���ه‬ ‫وذوي���ه وال���ذي انعك���س عل���ى‬ ‫االسرة واالبناء ‪ ،‬وكانت القدرة‬ ‫اإلهلي���ة باملرص���اد واخذته حيث‬ ‫ينام الشرفاء من أبناء هذا الوطن‬ ‫الغال���ي فتحي���ة لعب���د الرمح���ن‬ ‫اجلنزوري ووعدته بانين س���وف‬ ‫اكمل املش���وار كزوجة صادقة‬ ‫وام حنون ألبنائه الثالث يف حقل‬ ‫هذا الوطن الغالي ليبيا ‪.‬‬ ‫لقد سبقين يف هذا اجلمع الكريم‬ ‫م���ن ه���م اكث���ر إملام���ا بالتاريخ‬ ‫واطالعا ولكنين حاولت أن اعطي حملة مبس���طة عن تاريخ األحزاب ليس‬ ‫كال ‪...‬ولكن القليل ‪.‬‬ ‫كان���ت هيئ���ة حتري���ر ليبي���ا اول من ب���ادر بالدع���وة اىل توحي���د صفوف‬ ‫األح���زاب ورأت ه���ذه القي���ادات ‪،‬أن الوحدة الوطنية هي ال���درع الواقي من‬ ‫االخطار يف املنطقة العربية قبل االس���تفتاء الذي أحرزته جلنة التحقيق‬ ‫الدولية واقتنعت بعض القيادات بهذه الفكرة ووافقت على تنفيذها ليس‬ ‫بتكوين جبهة تضمن أحزابا مس���تقلة بل حلها ودجمها يف تنظيم سياسي‬ ‫واحد ‪ ،‬مت االتفاق على عقد مؤمتر يضم األحزاب والش���خصيات املستقلة‬ ‫وق���د حدد موعد االنعقاد يف ‪ 12-8-1949‬وهو تاريخ له داللته ألن هيئة‬ ‫األمم املتحدة كانت على وش���ك النظر يف قضي���ة ليبيا من حيث الوحدة‬ ‫واالس���تقالل وذلك مما يس���تدعي قيام تنظيم سياس���ي موس���ع قادر على‬ ‫العم���ل الدول���ي وله تأثري على أعضاء هذه اهليئ���ة وأعلنوا رغبتهم يف حل‬ ‫منظماته���م وجعلها يف تكتل وتنظيم واحد ملواجه���ة املؤمرات االمربيالية‬ ‫اليت حتاك ضد هذا البلد الطيب ليبيا ‪.‬‬ ‫وقد تركز االهتمام على النضال ضد تقس���يم ليبيا وأعلنت القيادات حل‬ ‫احلزب الوط�ن�ي واجلبهة الوطنية املتحدة وتنظيمات أخرى واتفقوا على‬ ‫دجمه���ا يف تنظيم سياس���ي واح���د وأطلق���وا عليه املؤمت���ر الوطين واختري‬ ‫بشري بك السعداوي رئيسا له ‪ ،‬واختار املؤمتر موقعا ملركز ادارته يف قلب‬ ‫مدينة طرابلس وبالتحديد يف ش���ارع عمر املختار وأصبح جل إن مل يكن‬ ‫كل منتس�ب�ي هذا املؤمتر الذي اس���تقطب غالبية س���كان املنطقة الغربية‬ ‫( طرابل���س ) ون���ال تأييدا ش���عبيا مل حيظ به أي تنظي���م اخر بعد احلرب‬ ‫العاملي���ة الثانية ويعود ذلك يف جانب منه اىل تش���كيلته من عدة تنظيمات‬ ‫ويف جان���ب أخر اىل املقومات الش���خصية لقياداته وخاصة رئيس���ه بش�ي�ر‬ ‫بك الس���عداوي الذي حيفل تارخيه باملشاركة يف الكفاح املسلح والنضال‬ ‫السياس���ي طوال عش���رات الس���نني كما روى عنه يف كت���اب ليبيا والذي‬ ‫س���طر املؤلف سريته الذاتية ‪...‬رحم اهلل بش�ي�ر السعداوي وسالم عليه يوم‬ ‫مولده ويوم موته ويوم يبعث حيا ‪..‬‬

‫العدالة تعزز االنتماء‬ ‫األمن واألمان ‪ ....‬كلمتان يتداوهلما املواطن يف الش���ارع واملس���ؤول يف املؤسس���ات العامة و اخلاصة‪ ،‬واإلعالميون‬ ‫عل���ى شاش���ات الفضائيات وبني صفح���ات الصحف‪ .....‬اجلمي���ع يتمنى حتقيقهم���ا لكن اجلميع مل يقدم املش���روع‬ ‫العملي والواقعي والذي من خالله يتحقق هذا األمل البعيد القريب ‪.‬‬ ‫األم���ن هو احلالة اليت يكون فيها اإلنس���ان حممياً ضد خطر يهدده أو‬ ‫إحس���اس يتملك���ه بالتحرر من اخل���وف‪ ...‬وهلذا حترص بل���دان العامل‬ ‫عل���ى اإلهتمام باألم���ن بإعتباره من الواجبات الرمسي���ة اليت تقوم بها‬ ‫الدول وتسخر له كل اإلمكانات املادية والبشرية‪.‬‬ ‫واألم���ن اإلجتماع���ي يعترب م���ن مكونات األم���ن الوطين الذي تس���اهم‬ ‫يف حتقيق���ه مؤسس���ات اجملتمع ويعت�ب�ر األمن اإلجتماع���ي الركيزة‬ ‫األساسية لبناء اجملتمعات احلديثة وعام ً‬ ‫ال رئيسياً يف محاية منجزاتها‬ ‫والس���بيل إىل رقيه���ا وتقدمها ألنه يوف���ر البيئة اآلمن���ة للعمل والبناء‬ ‫ويبع���ث الطمأنينة يف النفوس ويش���كل حافزاً لإلب���داع واإلنطالق إىل‬ ‫آفاق املستقبل ‪.‬‬ ‫واألم���ن اإلجتماع���ي عن���د علم���اء اإلجتم���اع يع�ن�ي‪ :‬س�ل�امة األف���راد‬ ‫واجلماعات من األخطار الداخلية واخلارجية‪ ،‬وما يتعرض له األفراد‬ ‫مسرية العجيلي‬ ‫واجلماع���ات من القت���ل واإلضطهاد واإلعت���داء على املمتل���كات العامة‬ ‫واخلاصة بالتخريب والسرقة‪ ،‬يف حني يرى البعض األخر أن غياب أو‬ ‫تراجع معدالت اجلرمية يعرب عن حالة األمن اإلجتماعي وإن تفش���ي‬ ‫اجلرمية وزيادة عددها يعين حالة غياب لألمن اإلجتماعي‪.‬‬ ‫إن حتقق األمن للمواطن ليس���ت بالعملية الس���هلة واليت يعتقد أنها س���تتحقق من خالل اخلطاب السياس���ي عرب‬ ‫وسائل اإلعالم املختلفة‪ ،‬ألنه عملية معقدة هلا عدة أبعاد أبرزها‪:‬‬ ‫البعد السياس���ي‪ :.‬والذي يتمثل يف احلفاظ على الكيان السياس���ي للدولة ومحاية املص���احل العليا‪ ،‬وعدم اللجوء إىل‬ ‫طل���ب الرعاية م���ن جهات أجنبية أو العمل وفق أجندة غري وطنية مهما كانت املربرات ‪ ،‬و وممارس���ة حق التعبري‬ ‫وفق القوانني واألنظمة اليت تكفل ذلك ‪ ،‬وبالوسائل السلمية واليت تراعي آمن الوطن وإستقراره‪.‬‬ ‫البعد اإلقتصادي ‪ :‬والذي يهدف إىل توفري أس���باب العيش الكريم أو حتقيق وتلبية احلاجات األساس���ية للمواطن ‪،‬‬ ‫ورفع مستوى اخلدمات مع العمل على حتسني ظروف املعيشة وخلق فرص عمل للجميع مع العمل على تطوير‬ ‫القدرات واملهارات عرب برامج التأهيل والتدريب وفتح اجملال للعمل احلر حتت إطار تنظيمي وتشريعي ينظم هذا‬ ‫العمل ‪.‬‬ ‫البعد املعنوي ‪ :‬وهذا البعد يتطلب إحرتام الفكرواإلبداع واحلفاظ على العادات والتقاليد احلميدة املوروثة باإلضافة‬ ‫إىل القيم اليت أستقرت يف الوجدان اجلمعي‪.‬‬ ‫البع���د البيئ���ي ‪ :‬والذي يهدف إىل محاية البيئ���ة من األخطار اليت تهددها كتلوث اهل���واء واإلضرار بعناصر البيئة‬ ‫األخرىمن نبات ومياه وحيوان ‪.‬‬

‫إن األم���ن اإلجتماع���ي يعين حتقيق االس���تقرار ‪ ،‬كما إن���ه إحرتام حلقوق األخرين ‪ ،‬وص���ون احلرمات ‪ ،‬كحرمة‬ ‫النفس واملال واألعراض وخاصة إذا إنعدم الظلم وس���اد مي���زان العدل‪...‬ولكن أين حنن من هذا امليزان الذي أصبح‬ ‫مييل مييناً ويساراً ‪ ....‬واجلدير بنا كخطوة أوىل وضرورية واليت تسبق حتقيق األمن حتقيق العدالة اإلنتقالية‬ ‫بكل عناصرها واليت من أبرزها ‪ :‬املصاحلة الوطنية واليت البد أن تبدأ برد حقوق املظلومني وإنصافهم ‪ ،‬وحماكمة‬ ‫اجملرمني والقتلة وسارقي املال العام يف اإلطار القانوني بعيداً عن أسلوب اإلنتقام حتى ال يتحول الوطن إىل غابة‬ ‫البق���اء فيها لألقوى ‪...‬إن املصاحلة تع�ن�ي معاجلة العالقات املمزقة واملتصارعة ‪ ،‬والعم���ل على بناء عالقة إجيابية‬ ‫ترتكز على وجوب التوافق يف اجملتمع ‪ ،‬مع ضرورة حتقيق املصاحلة قبل عملية بناء الدولة ‪..‬األس���اس لبناء نظام‬ ‫دميقراطي قائم على املوازنة بني مطالب العدالة وإظهار احلقيقة ‪.‬‬ ‫وخالصة القول أن معيار حتقق األمن مرتبط بقدرة املؤسس���ات احلكومية ومؤسس���ات اجملتمع املدني يف احلد من‬ ‫اجلرمي���ة بكل اش���كاهلا والتصدي هل���ا ‪ ،‬وإن محاية املواطن من مس���ؤليات الدولة من خالل فرض النظام وبس���ط‬ ‫سيادة القانون بواسطة األجهزة القضائية والتنفيذية لتحقيق األمن والشعور بالعدالة اليت تعزز اإلنتماء‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫بيسيدا ‪ :‬مستوطنة مدفونة حتت الرمال‬

‫عمليات التنقيب يف املقابر جرت بطريقة غري منهجية‬ ‫فدوى كامل‬ ‫خاص ‪ :‬زوارة‬ ‫يف منطق���ة أبوكم���اش غربي مدين���ة زوارة‬ ‫مت مطلع العقد املاضي اكتش���اف مستوطنة‬ ‫أثرية يعود تارخيها للعصر الروماني‪ ،‬الزالت‬ ‫حتت���اج الكثري م���ن التنقي���ب لكتاب���ة قصتها‬ ‫كاملة‪،‬وال يزال عمران بن خليفة الدكتور‬ ‫الباحث يف جم���ال اآلثار عاكف���اً على إجناز‬ ‫حبث علمي مفصل حول مستوطنة "بيسيدا"‬ ‫األثري���ة‪ ،‬واليت مت اكتش���افها عام ‪ 2001‬يف‬ ‫منطقة أبي كم���اش التابعة ملدينة زوارة يف‬ ‫أقص���ى غرب ليبيا‪ ،‬عل���ى بعد حوالي ‪ 20‬كم‬ ‫من احلدود الليبية التونسية‪.‬‬ ‫ك���ون ب���ن خليفة أح���د أبن���اء املنطق���ة اليت‬ ‫تزخر باملعامل األثرية‪ ،‬فهو حيلم منذ الصغر‬ ‫بتس���جيل اكتش���افات مهمة يف ه���ذا اجملال‪،‬‬ ‫ما دفع���ه لدراس���ة اآلثار وخ���وض حماوالت‬ ‫عدي���دة للتنس���يق م���ع مصلح���ة اآلث���ار أيام‬ ‫الق���ذايف‪ ،‬بهدف احلصول عل���ى دعم ألحباثه‬ ‫دون جدوى‪.‬‬ ‫بع���د الثورة يستبش���ر ب���ن خليفة خ�ي�راً‪ ،‬فقد‬ ‫يتمكن أخرياً من اكتش���اف ما يشبع فضوله‬ ‫حول احلقائق التارخيية اليت تشغله وخاصة‬ ‫مب���ا يتعل���ق بهويت���ه األمازيغي���ة‪ ،‬وهل���ذا بدأ‬ ‫العمل يف "بيسيدا"‪.‬‬

‫لفرتة‪.‬‬ ‫يق���ول ري���اض اهلاميس���ي الباح���ث اقتصادي‬ ‫واملكل���ف حبماية املوقع "مت هذا االكتش���اف‬ ‫بالصدف���ة أثناء عمل إحدى الش���ركات على‬ ‫مش���روع باملنطقة‪ ،‬وق���د أس���فرت احلفريات‬ ‫عن اكتش���اف جمموعة من املدافن العائلية‬ ‫مبا حتويه م���ن مقتنيات أثرية متنوعة‪ ،‬رأت‬ ‫معها مصلحة اآلثار ضرورة إجراء حفريات‬ ‫مكملة لألوىل"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وه���ذا م���ا مت بالفعل حيث أجري���ت حفريات‬ ‫يف عامي ‪ 2003‬و ‪ ،2004‬وقد زارت املنطقة‬ ‫بعث���ات أوروبية هلا باع طوي���ل يف هذا اجملال‪،‬‬ ‫"إال أن سياسة النظام السابق لتظليل التاريخ‬ ‫وتزويره مل تفتح اجملال للتعريف واالهتمام‬ ‫مبثل ه���ذه الكنوز بالش���كل املطلوب‪ ،‬وخاصة‬ ‫أنه���ا دليل واض���ح على احلض���ارة األمازيغية‬ ‫اليت طاملا عمل على حموها" يقول اهلاميسي‪.‬‬ ‫فيم���ا يؤكد وائ���ل بأنه "إبان ف�ت�رة االحتالل‬ ‫اإليطالي مت العثور على العديد من األثريات‬ ‫يف املنطق���ة أهمه���ا متث���ال األس���د وع���دد من‬

‫وبع���د حترير املدينة مباش���رة وج���دت املوقع‬ ‫خال���ي م���ن أي محاي���ة‪ ،‬فتوجه���ت للمجلس‬ ‫احملل���ي مبدين���ة زوارة واجمللس العس���كري"‪.‬‬ ‫ويتابع اهلاميس���ي "مت تكليفي بتشكيل جلنة‬ ‫خمتص���ة للتوثيق واحلماي���ة‪ ،‬وبالتعاون مع‬ ‫ش���باب املدينة ودون أي مقاب���ل‪ ،‬بدأنا بتوثيق‬ ‫كل م���ا عثرن���ا علي���ه‪ ،‬ووثقن���ا احلال���ة اليت‬ ‫وجدنا عليها املس���توطنة‪ ،‬ولكن لألسف أثناء‬ ‫التوثيق وجدنا أن كل عمليات التنقيب اليت‬ ‫أجريت كانت بطرق غري منهجية‪ ،‬وخاصة‬ ‫عل���ى ع���دد م���ن املقاب���ر املعماري���ة باملق�ب�رة‬ ‫املركزية"‪.‬‬

‫سكانها ليبيون‬

‫يش���عر رياض باألس���ى بس���بب اخلراب الذي‬ ‫حلق بع���ض القبور باملس���توطنة‪ ،‬فه���و الذي‬ ‫طامل���ا كان ينظ���ر للموق���ع بأن���ه ج���زء م���ن‬ ‫تارخي���ه‪ ،‬ال���ذي يع�ب�ر ع���ن أصوله وج���ذوره‬ ‫األمازيغية الليبية‪ ،‬ويعت�ب�ره مورداً اقتصادياً‬ ‫مهماً للمنطقة وسكانها‪.‬‬ ‫متيزت بيس���يدا عموم���اً بالغالبية الس���كانية‬

‫تصوير أمين عاصم‬

‫مدينة اإلله بيسيدون‬

‫يقول د‪.‬عمران إن "موقع بوكماش يف الواقع‬ ‫هو مدينة بيسيدا اليت ذكرت يف العديد من‬ ‫املص���ادر التارخيي���ة اإلغريقي���ة والرومانية‪،‬‬ ‫فاألوىل تعرض بوض���وح ارتباط هذه البقعة‬ ‫اجلغرافية بـاألسطورة اإلغريقية حول مولد‬ ‫إله البحر (بيس���يدون)‪ ،‬واليت تؤكد مجيعها‬ ‫أصل���ه اللييب ووالدت���ه على جزي���رة صغرية‬ ‫ق���رب الس���احل الغرب���ي اللي�ب�ي‪ ،‬أم���ا املراجع‬ ‫الرومانية وحتديداً كتب املؤرخ بطليموس‪،‬‬ ‫فتؤك���د أن بيس���يدا ميناء جتاري ه���ام‪ ،‬يقع‬ ‫داخ���ل إط���ار خليج حمم���ي طبيعي���اً من قبل‬ ‫شبه جزيرة"‪.‬‬ ‫ويس���تنتج ب���ن خليف���ة ‪ " :‬بتتب���ع الكث�ي�ر من‬ ‫املخطوط���ات الروماني���ة نس���تطيع وبوضوح‬ ‫اس���تنتاج أن موقع بو كم���اش األثري هو يف‬ ‫الواقع مستوطنة بيس���يدا‪ ،‬فوضعها الطبيعي‬ ‫واجلغ���رايف ق���د مكنه���ا ب���ان تك���ون مرك���زاً‬ ‫جتاري���اً وثقافياً وإدارياً هام���اً باجلزء الغربي‬ ‫إلقلي���م تريبوليتاني���ا (طرابل���س الغ���رب )‪،‬‬ ‫ب���ل ومرف���أ رئيس���ياً هام���اً و آمناً لألس���طول‬ ‫العسكري الروماني إبان العصر الروماني"‪.‬‬

‫اجلرار الفخارية هي موجودة اآلن يف متحف‬ ‫طرابلس"‪.‬‬ ‫يق���ول د‪ .‬عم���ران ‪ :‬إن " إقلي���م طرابلس الذي‬ ‫تقع به مس���توطنة بيس���يدا كان ضمن إطار‬ ‫مس���تعمرات الدول���ة الروماني���ة إب���ان ف�ت�رة‬ ‫احلك���م اجلمه���وري‪ ،‬وقب���ل وق���ت قصري من‬ ‫الغ���زو الرومان���ي كان اإلقليم ضم���ن إطار‬ ‫الدول���ة البونيقي���ة‪ ،‬ال�ت�ي انه���ارت م���ع دم���ار‬ ‫عاصمتها قرطاج يف احلرب البونيقية الثالثة‬ ‫اكتشاف بالصدفة‬ ‫(‪ 146 149-‬ق‪.‬م)‪ ،‬وق���د ازده���رت بيس���يدا‬ ‫مع‬ ‫التارخيي‬ ‫الباح���ث‬ ‫فطي���س‬ ‫يتف���ق وائ���ل‬ ‫إب���ان القرن الثال���ث (فرتة حك���م االمرباطور‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫ويؤكد‬ ‫إلي���ه‪،‬‬ ‫ذهب‬ ‫فيما‬ ‫بن خليف���ة‬ ‫األمازيغي سبتيموس سفريوس)"‪.‬‬ ‫املس���توطنة "ذكرها بطليموس اإلسكندري‬ ‫ووص���ف خطوط الطول والع���رض املارة بها‪ ،‬محاها الشباب‬ ‫آمال الشباب‬ ‫وحددها كميناء جتاري"‪ ،‬وذكرت أيضا من أما بش���أن املخاوف األمنية حيال بيسيدا قال نه���ى كام���ل أصيل���ة زوارة طالب���ة ت���درس‬ ‫قب���ل عدد كبري من اجلغرافي�ي�ن واملؤرخني‪ ،‬اهلاميسي "على الرغم من الظروف العصيبة اهلندس���ة املعماري���ة وقد اخت���ارت رفقة عدد‬ ‫وقد مسيت حديثاً املنطقة باسم ابو كماش‪ ،‬التى مت���ر بها الب�ل�اد إال أننا كن���ا حريصني م���ن زمالئه���ا موض���وع مس���توطنة بيس���يدا‬ ‫وهو اس���م نوع من أنواع الكولريا انتش���ر هناك عل���ى محاي���ة املوق���ع أثن���اء ح���رب التحرير‪ ،‬ملش���روع خترجها‪ ،‬تقول نهى "هذه املستوطنة‬

‫ذات األص���ل الليبي���ي حبس���ب ب���ن خليف���ة‪،‬‬ ‫وس���رت فيها القوانني واألعراف احمللية إبان‬ ‫فرتة احلكم الروماني بش���مال أفريقيا‪ ،‬وذلك‬ ‫خبالف املستعمرات الرومانية كصرباتة أو‬ ‫لبدة ً‬ ‫مث�ل�ا‪ ،‬اللتان متيزتا بالتنوع الس���كاني و‬ ‫الثقايف (اللييب و الروماني)‪ ،‬وكانتا تس�ي�ران‬ ‫بالقانون الروماني فقط‪.‬‬ ‫كم���ا أن "قربها م���ن صرباتة جعله���ا تتمتع‬ ‫بأهمي���ة التب���ادل التج���اري‪ ،‬وه���ذا ماجع���ل‬ ‫السكان على مستوى بالغ من الثراء‪ ،‬ما يظهر‬ ‫جلياً م���ن املداف���ن املزخرفة واملبني���ة بصورة‬ ‫متقنة" يقول وائل‪.‬‬

‫تع���د واحدة من أروع وأمج���ل ما متتلكه ليبيا‬ ‫م���ن ت���راث‪ ،‬وحن���ن كش���باب املدينة نس���عى‬ ‫جاهدي���ن إلع���ادة توظيفه���ا بالش���كل ال���ذى‬ ‫يس���مح باالس���تفادة منها بصورة تتناسب مع‬ ‫قيمتها العمالقة"‪.‬‬ ‫وأثن���اء عمل نه���ى وزمالئها على ه���ذا املوقع‬ ‫تق���ول "وجدن���ا فيه���ا م���ن روع���ة التصامي���م‬ ‫والف���ن املعماري اخل���اص ال���ذي مل يوجد يف‬ ‫أماك���ن أخرى‪ ،‬ونأمل أن تك���ون نتائج عملنا‬ ‫خطوة من خط���وات البح���ث والتعريف بهذه‬ ‫املس���توطنة‪ ،‬لك���ي تك���ون هن���اك حلق���ات من‬ ‫التواص���ل‪ ،‬وإال ح���دث انفصال ش���ديد بني ما‬ ‫منتلكه م���ن تاريخ‪ ،‬وبني ما آل���ت إليه أحوالنا‬ ‫ف���ى الف�ت�رة احلالي���ة‪ ،‬وخاص���ة م���ا يتعل���ق‬ ‫باحلضارة األمازيغية"‪.‬‬

‫مدينة القبور‬

‫إذا أردت أن تزور مستوطنة بيسيدا عليك أن‬ ‫تقرأ عنه���ا قبل أن تصلها‪ ،‬حتى تس���توعب ما‬ ‫تزوره من مع���امل‪ ،‬وأبرز ما يظهر للعيان هي‬ ‫املقابر اليت متيزت بش���كل ع���ام‪ ،‬يقول رياض‬ ‫"املقابر خمتلفة ومتعددة األنواع واألش���كال‪،‬‬ ‫وق���د يرج���ع الس���بب يف ذلك إىل حال���ة امليت‬ ‫االقتصادي���ة واالجتماعي���ة‪ ،‬وإىل املعتق���دات‬ ‫الدينية واجلنائزية اليت كانت سائدة حسب‬ ‫كل ف�ت�رة من العص���ور التارخيية اليت مرت‬ ‫بها البالد"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويوض���ح قائ�ل�ا " لقد ُعث���ر عل���ى العديد من‬ ‫التحف واآلثار املهمة داخ���ل تلك القبور‪ ،‬من‬ ‫أهمه���ا دبابي���س عظمي���ة للزين���ة‪ ،‬ومصب���اح‬ ‫ت���اج كورنثييت م���زدوج‪ ،‬وقطع م���ن أرضية‬ ‫فسيفس���اء‪ ،‬ومرآة برونزية‪ ،‬وجرار رومانية‪،‬‬ ‫وهذا دليل على وجود معتقدات دينية خاصة‬ ‫كما يبدو"‪.‬‬ ‫ظل���ت بيس���يدا حامل���ة المسه���ا وطابعه���ا‬ ‫اخلاص‪ ،‬وأكرب دليل على ذلك ما اكتش���ف‬ ‫باملقابر مؤخراً حسب بن خليفة الذي يؤكد‬ ‫ب���أن "فن العمارة بها ليس رومانياً مطلقا‪ ،‬بل‬ ‫ه���ي ممي���زة بأس���لوب مل يوج���د إال يف مشال‬ ‫أفريقي���ا فق���ط‪ ،‬مما يثبت أن س���كان بيس���يدا‬ ‫ه���م الس���كان األصلي���ون‪ ،‬كم���ا أن طريق���ة‬ ‫بناء القب���ور مزودة بأبواب تفت���ح وتغلق‪ ،‬يعد‬ ‫ً‬ ‫دلي�ل�ا عل���ى أنها تس���تعمل ألكث���ر من جيل‬ ‫كقبور عائلية متسلسلة‪ ،‬ما يعكس الرتابط‬ ‫االجتماعي"‪.‬‬ ‫كل احلقائ���ق و األفرتاضات املعروضة حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬تظهر وبوضوح أهمية ودور هذه املدينة‬ ‫الليبي���ة ذات الطاب���ع البونيق���ي األمازيغ���ي‪،‬‬ ‫وال�ت�ي يأم���ل أهال���ي مدين���ة زوارة أن تنطلق‬ ‫البح���وث العلمية و املنهجية ال�ت�ي من املقرر‬ ‫تنفيذه���ا خ�ل�ال األعوام القادم���ة حوهلا‪ ،‬وأن‬ ‫يكون هذا االكتش���اف مصدر اهتمام للدولة‬ ‫اجلديدة وتعطيه حق���ه‪ ،‬وجيدون عم ً‬ ‫ال جاداً‬ ‫لإلجاب���ة عل���ى كل التس���اؤالت ح���ول ه���ذه‬ ‫املستوطنة‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫هاجر القايد ‪ :‬أنا على منهج والدي وارفض اإلسالم السياسي‬ ‫‪،‬وأخاف على اإلسالم من هبة الريح‬ ‫هن���اك من ادع���ى أن فيها حال���ة اس���تعراض وطلبا للنجومي���ة ‪،‬وهناك‬ ‫م���ن اعتربها تضحي بتاريخ والدها املس���امل وضحية القذايف ‪،‬وتقف يف‬ ‫وج���ه مدفع االخ���وان وتكتالتهم اليت مل ترمحه���ا واوصلتها اىل قضية‬ ‫عن���د النائب العام‪ ،‬يف لقائها مع ميادين ورغم حتفظها يف اإلجابة حول‬ ‫اكثر من س���ؤال ‪،‬حفاظا على سرية دعواها اليت قدمتها عرب حماميتها‬ ‫‪،‬إال أنه���ا بدت واثقة من أقواهلا ومبا متلكه من اس���انيد ‪،‬وصرحت بأنها‬ ‫ستستمر حتى نهاية املعركة وليكون القضاء العادل هو الفيصل ‪...‬‬

‫طرابلس ‪ :‬فاطمة غندور‬

‫ميادي��ن ‪:‬هل ل��ك ان تقدمي بطاق��ة تعريف‬ ‫بشخصك لقرائنا ؟‬ ‫هاج���ر حمم���د القاي���د ول���دت يف طرابل���س‬ ‫‪،‬كن���ا أربعة أوالد وبن���ت واحدة ‪ ،‬كنت بنت‬ ‫ابيه���ا ‪ ،‬وانا بن���ت طرابل���س وان كان والدي‬ ‫م���ن مدين���ة يف���رن ‪ ،‬وامي م���ن مصراته من‬ ‫اس���رة الس���وحيلي‪ ،‬وهناك فارق���ة يف حياتي‬ ‫فق���د ربيان���ي جد وج���دة تربي���ت على قصة‬ ‫امسعان���ي إياها وانا طفل���ة ‪ :‬يا امميت كانك‬ ‫تبي�ن�ي راك من الدحيه نهيتي�ن�ي ‪ ،‬اذاما كنا‬ ‫حن���ب واح���د فعلين���ا ان ال خنف���ي صغائ���ره‬ ‫ألننا حنب���ه ‪.‬والدي عم���ل يف مجعية الدعوة‬ ‫اإلسالمية وعاش يف افريقيا فرتة من الزمن‬ ‫عم���ل أيض���ا كصحف���ي وكان متخصص���ا‬ ‫يف دراس���ة الفك���ر اإلس�ل�امي مح���ل ش���هادة‬ ‫جامعي���ة كلي���ة االداب قس���م الصحافة من‬ ‫بنغ���ازي ‪ ، 1973‬تربيته العائلية خلقت منه‬ ‫شخصية مساملة مالئكية زمالئه يف السجن‬ ‫ومنهم حممد بوسدره يقولون لي انه كان‬ ‫حيم���ل اخ�ل�اق األنبياء ه���و داعي���ة ووكيل‬ ‫اعمال املفكر اإلس�ل�امي وحي���د الدين خان (‬ ‫حممود الناكوع لديه كتاب عن اجلماعات‬ ‫اإلس�ل�امية يذكر مجاعة وال���دي جبماعة‬ ‫وحي���د الدين خان وهو أس���تاذ والدي أس���تاذ‬

‫روحانيات وس�ل�ام واس���س مركز‬ ‫الس�ل�ام ‪ ،‬أتذك���ر ان معارض���ة‬ ‫والدي للقذايف كانت معارضة‬ ‫مس���املة حت���ى انه يف الس���جن‬ ‫كان مس���تفزا بتس���احمه‬ ‫للس���جانني قال يقول ‪ :‬ربنا‬ ‫يه���دي الق���ذايف أس���لوبه‬ ‫س���وف يدم���ر الب�ل�اد ‪،‬‬ ‫جدت���ي كان���ت تق���ول ‪:‬‬ ‫أمتن���ى ان أرى الق���ذايف‬ ‫وأق���ول ل���ه اب�ن�ي ال���ذي‬ ‫سجنته وقتلته كان طول‬ ‫عم���ره يدع���و ل���ك باخلري ‪،‬‬ ‫رغ���م ان والدي ه���و اول من‬ ‫حكى ل���ي عن ظلم القذايف‬ ‫‪،‬لك���ن ه���و يع���ارض وال‬ ‫يك���ره وه���ي مس���ألة‬ ‫صعبة إنس���انيا ‪،‬انا ال‬ ‫اس���تطيع ان أك���ون‬ ‫مثل وال���دي ‪ ،‬كان يقول عندما يس���مع من‬ ‫يدعو على القذايف يرد عليهم ويقول ادعوا له‬ ‫وال تدعوا عليه ‪،‬واذا ما اعرتضوا واس���تهجنوا‬ ‫ما يطلب منهم ‪ ،‬فكان جييب جازما ‪ :‬دعائكم‬ ‫له بالش���ر س���يزيد ش���ره على الليب�ي�ن عذابا‬ ‫وظلما ‪ ،‬ولكن دعائنا عليه باخلري لعل وعسى‬ ‫يصل���ح اهلل م���ن حاله وحال الب�ل�اد والناس ‪،‬‬ ‫وملا استش���هد والدي كنت باملرحلة الثانوية‬ ‫‪،‬رغم احساسي الداخلي الذي كان يشعرني‬ ‫انه على قيد احلياة ‪ ،‬ويف ‪ 2008‬جاءنا اخلرب‬ ‫رمسيا ‪ ،‬وال���دي كان ُمؤلفا للكتب وهو اول‬ ‫من اكتش���ف خط���ورة اإلس�ل�ام السياس���ي‬ ‫ه���و حممد س���ليمان القاي���د وكل كتبه يف‬ ‫ه���ذا اجملال هو م���ن اإلس�ل�اميني لكنه كان‬ ‫معارض���ا لإلس�ل�ام السياس���ي والس���تخدام‬ ‫العن���ف الح���داث التغي�ي�ر‪ ،‬مازل���ت احتف���ظ‬ ‫مبقالة امح���د بهجت عندما ُس���جن والدي ‪،‬‬ ‫ولدي لديه اش���رطة لتغيري فكر التكفرييني‬ ‫واجلهاديني كان يعد الش���باب الذيم كانوا‬ ‫ي�ت�رددون على بيتن���ا كجماعات يُس���معهم‬ ‫حماضرات عن الداعية احلق الذي هم ومن‬ ‫يدعو الناس و ال يشعر بأنه افضل منهم عند‬ ‫اهلل ب���ل يدعوه���م الن���ه حيبه���م مثلما حيب‬ ‫نفسه ‪ ،‬ويف موضوع احلاكمية يقول والدي‬ ‫ان احلاكمي���ة هلل ‪ ،‬هي حكم من يريدون ان‬

‫حيكم���وا باس���م اهلل ‪ ،‬وانا على منه���ج والدي‬ ‫وارف���ض اإلس�ل�ام السياس���ي ‪،‬واخ���اف عل���ى‬ ‫اإلسالم من هبة الريح ‪.‬‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬س��نعود اىل اس��تعراض مراح��ل‬ ‫تعليمك ؟‬ ‫درس���ت املرحلة االبتدائي يف مدرسة اجلالء‬ ‫االبتدائي���ة ‪ ،‬درس���ت الثانوي���ة مبدرس���ة‬ ‫طرابلس الثانوية ‪ ،‬درس���ت جامعيا يف كلية‬ ‫الط���ب اع���دادي عام ث���م انتقل���ت اىل كلية‬ ‫التقنية لألس���نان ‪ ،‬ثم تزوج���ت وتوقفت عن‬ ‫العمل واكمال دراس�ت�ي يف الطب ‪ ،‬رفيقات‬ ‫طفول�ت�ي م���ن االبتدائ���ي اىل يومن���ا ه���ذا‬ ‫صديقاتي وحنن مجيع���ا بأزواجنا وأطفالنا‬ ‫‪ ،‬ملياء العالقي ورش���ا حبحب ‪ ،‬وأمرية عاشور‬ ‫تربطين بها عالقة اخوة ولدي خاالتي أيضا‬ ‫هن صديقات لي ‪،‬االنسان عندما يكون نشط‬ ‫ول���ه حض���ور فاع���ل متن���وع هي ال�ت�ي تصنع‬ ‫ش���خصيته ‪ ،‬بالنسبة لي مل اترك نشاطا ومل‬ ‫أشارك به واحصل على تراتيب أوىل يف قيادة‬ ‫الفري���ق املوس���يقي مثال م���ن الس���نة الثالثة‬ ‫االبتدائ���ي اىل أوىل ثان���وي ومش���اركيت يف‬ ‫فريق رياضة اجلمباز باإلضافة اىل االشغال‬ ‫اليدوية والرسم واملسابقات كنت امجع بني‬ ‫اجتهادي يف الدراس���ة والنش���اطات األخرى ‪،‬‬ ‫وأتذك���ر ان والدي كان ميأل حياتي بوجود‬ ‫الق���دوة من الس���يدة خدجي���ة ‪ ،‬اىل الس���يدة‬ ‫عائشة اىل السيد فاطمة الزهراء ‪ ،‬ومعاصرة‬ ‫كان يتمنى ان اقتدي بالس���يدة فريدة ابنة‬ ‫وحي���د خ���ان وهي طبيب���ة متفرغ���ة للدعوة‬ ‫اإلس�ل�امية ثم د‪.‬عواش���ة حقيق واس���تغربت‬ ‫ذلك فضحك والدي حني اجبت بأنها مل تكن‬ ‫حمجب���ة وقال ل���ي ما عالق���ة حجابها بأنها‬ ‫قدوة جيدة ‪...‬احلجاب فرضه اهلل علينا ‪ ،‬وما‬ ‫ينقصه اجر احلجاب لن ميس القيم األخرى‬ ‫م���ن إقامة الصالة والص���دق واالمانة ولكل‬ ‫اج���ره وحس���ابه ‪ ...‬كان وال���دي يك���ن هل���ا‬ ‫احرتاما كبريا‪...‬‬

‫•ميادين‬

‫‪ :‬متى كانت اخر مرة ش��اهدت فيها‬

‫والدك؟‬ ‫يف نهاي���ة ‪ 1992‬بعد س���جنه بس���نة ‪ ،‬زيارات‬ ‫كان���ت خاصة حي���ث كان الق���ذايف حيظر‬ ‫علين���ا م���ا مس���ح ب���ه للغ�ي�ر م���ن الزي���ارات‬

‫األس���بوعية ‪ ،‬كن���ا نبح���ث ع���ن عالقاتن���ا‬ ‫العائلية لكي نس���تثمرها يف س���بيل احلصول‬ ‫عل���ى زي���ارة لوال���دي الرافض ملبدأ اإلس�ل�ام‬ ‫السياس���ي ‪،‬وق���د عرض الق���ذايف على والدي‬ ‫الدع���وة لفك���ره حت���ت مظلت���ه لك���ن والدي‬ ‫رف���ض ذل���ك وبش���دة وقال ل���ه ‪ :‬ل���ن أكون‬ ‫إال حت���ت مظل���ة اهلل ‪ ،‬واع���رف ان بعضا من‬ ‫مجاعة سجنت مع والدي متاهوا مع القذايف‬ ‫وغ�ي�روا حتى أفكارهم ليخرجوا من س���جنه‬ ‫‪،‬والدي كان صاحب فكر إس�ل�امي تواق هلل‬ ‫يبح���ث ع���ن منظومة اص�ل�اح ‪ ،‬يف اخر زيارة‬ ‫لوال���دي يف س���جنه قال لي باحل���رف الواحد‬ ‫ومازالت كلماته ترن يف اذني ‪ :‬تغري القذايف‬ ‫بالق���وة س���يجعل م���ن بديل���ه أيض���ا حاكما‬ ‫علين���ا بالقوة ‪...‬قال له كي���ف ذلك ؟ رد علي‬ ‫‪ :‬جيب ان يكون همنا اخرتنا وليس���ت دنيانا‪...‬‬ ‫هدد عبد اهلل السنوس���ي وال���دي بأنه لن يرى‬ ‫أبنائ���ه ابدا فرد عليه صغاري هلم رب كريم‬ ‫‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬س���نصدر امرا بإعدامك ‪ ،‬قال هلم‬ ‫إن سجين عبادة وقتلي شهادة ونفي سياحة‬ ‫‪ ،‬والدي اخر مرة شاهدته فيها قابلين حملقا‬ ‫ويبدوا انهم فعلوا ذلك بقس���وة شديدة فعلى‬ ‫مالبس���ه دم ‪ ،‬فس���معته يقول كانت حلييت‬ ‫طويلة يف السجن فحلقوها بسرعة وكأني‬ ‫اقاد اىل س���احة اإلعدام ‪ ،‬قل���ت لوالدي اخرج‬ ‫لنا وق���ل ماتري���ده حتى ولو حت���ت مظلتهم‬ ‫امله���م ان تق���ول نف���س كالم���ك ‪...‬ق���ال ل���ي‬ ‫يومها ‪ :‬ملا تكربي س���تعريف معنى كالمي ‪....‬‬ ‫والعلم���اء ال يقولون بالتقية أي انهم يقولون‬ ‫كالمه���م ول���و على قط���ع رقبتهم ل���و قالوا‬ ‫بالتقية لضاعت االمة ‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬دخولك ملعرتك السياسة وانت مل‬ ‫تكملي دراستك ومل تعملي أيضا لظروف زواجك‬ ‫املبكر مثال ‪...‬مالذي جعلك ترتشحني النتخابات‬ ‫املؤمتر الوطين العام ؟‬ ‫من صغري كانت لدي اهتمامات سياس���ية‬ ‫‪ ،‬والدي مفكر إس�ل�امي وهناك حديث دائما‬ ‫ي���دور يف بيتن���ا ع���ن ح���ال الب�ل�اد م���ن كل‬ ‫النواحي وخالي عمر الس���وحيلي أيضا كان‬ ‫مش���اركا يف ما ظنه ثورة وظهر انه انقالب‬ ‫خال���ي كان م���ن أول الناس الذي���ن نبهوني‬ ‫يأت‬ ‫اىل أن نظام القذايف نظام منافق وانه مل ِ‬ ‫من أجل اإلصالح وليس صحيحا ما ميأل به‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫اآلن اشخاص اعتباريني يف حزبهم هم من رفعوا ضدي القضية‬ ‫وليس حزب العدالة والبناء‬ ‫مناهج���ه من مثالية القي���م اليت اجربنا على‬ ‫تش���ربها كان���ت عائل�ت�ي القريب���ة معارضة‬ ‫للنظ���ام ‪ ،‬صحي���ح كن���ا نتب���ادل ذل���ك بيننا‬ ‫كان خالي يقول ‪ :‬انا ال أش���ك يف نوايا الثورة‬ ‫والتغي�ي�ر عند بعض ممن انضم���وا النقالب‬ ‫الق���ذايف ال اح���د ينك���ر ذل���ك ‪ ،‬وأيض���ا نظ���ام‬ ‫امللك كان���ت به الكثري من املعاي���ب رغم انها‬ ‫دولة مؤسس���ات وحماوالت اإلصالح ظاهرة‬ ‫ولك���ن كان البد م���ن التغيري واألي���ام دول ‪،‬‬ ‫خالي من أوائل من اكتش���ف تلك اخلديعة‬ ‫وظل جندي عادي باجليش اللييب مل يتقدم‬ ‫صفوف القيادة ومل يطلب جاه او مال ‪،‬وخالي‬ ‫ه���ذا فارقة يف حياتي وش���خصية مميزة وله‬ ‫األثر يف تكوين شخصييت هو قابل بالرفض‬ ‫وبش���جاعة ن���ادرة م���ا طل���ب منه م���ن نظام‬ ‫الق���ذايف ‪ ،‬وس���افر اىل بريطاني���ا لك���ي يتعلم‬ ‫وكان ان كل���ف مبهم���ة اغتيال ش���خصية‬ ‫هن���اك فرف���ض املهمة وكان لزام���ا عليه ان‬ ‫يع���ود وحيرم م���ن اكم���ال تعليم���ه يف تلك‬ ‫البعثة ضحى ببعثته م���ن اجل حياة مواطن‬ ‫من بلده ‪ ،‬مل يس���تطيعوا اخرتاقه انتبه للعبة‬ ‫القذايف مبكرا ‪ ،‬ق���رر خالي احلياة كمواطن‬ ‫عادي ويف ظين انهم كان���وا يعرفون من هو‬ ‫عمر الس���وحيلي قيم���ه واخالقه ‪ ،‬مرض اىل‬ ‫أن ب�ت�رت س���اقه ومل يتق���دم أح���د ملس���اعدته‬ ‫والوق���وف جبانب���ه حماولة البع���اده ونفيه ‪،‬‬ ‫حتى ان أصدقائه فش���لوا يف حماولة اسعافه‬ ‫مبكرا ‪ ،‬خالي اعطاني اكرب مثال على قيمة‬ ‫املب���اديء واألخ�ل�اق وحت���ى يف ثورتن���ا االن‬ ‫علين���ا ان نتمس���ك مببادئن���ا الث���وار بش وقد‬ ‫خيطئ���وا ولكن امله���م ان يعرتف���وا بأخطائهم‬ ‫النهم ثاروا ضد الظلم فعليهم ان ال يظلموا‬ ‫غريهم ‪ ،‬صديقك من صدقك ال من صدقك‬ ‫يعين علينا ان ال ننافق بعضنا البعض ‪.‬‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬الن��اس تش�ير بأصاب��ع االتهام‬ ‫للمؤمت��ر واحلكوم��ة وتعتربهم��ا مل يكون��ا‬ ‫حبج��م املرحلة ما رأيك كعض��وة من داخل املؤمتر‬ ‫وموجودة ضمن جلانه ؟‬ ‫ال ميك���ن اإلق���رار بذلك هناك ف���ارق بني أن‬ ‫يق���ول الن���اس ان أداء املؤمت���ر ضعي���ف وأن‬ ‫احلكوم���ة ضعيفة ‪ ،‬فاملؤمتر ظل يش���جب ما‬ ‫حيص���ل من جت���اوزات ومل يباركها ‪ ،‬كنت‬ ‫ضم���ن م���ن صرخ���وا ان ق���رارات حذفت من‬ ‫قانون العزل السياسي ‪ ،‬وحتى عند التصويت‬ ‫على رف���ع احلصانة مت التصوي���ت يف الفرتة‬ ‫الصباحي���ة اغلبي���ة األص���وات مل تك���ن م���ع‬ ‫قراره���م فتم تغيري املوض���وع وأنزلوا أيديهم‬ ‫بعد ان رفعوها واحسوا انها مل حترز النصاب‬ ‫ال���ذي توقعوه وردوا بأنهم يرغبون يف احلوار‬ ‫واإلص�ل�اح ‪..‬والغ���رض ه���و متديد اجللس���ة‬ ‫اىل مابعد دوام اجللس���ات وعندها س���يكونون‬ ‫مرتبطون مبواعيد وسيغادروا ‪ ،‬كنت أمتنى‬ ‫ان ال حي���دث منه���م هذا التالع���ب ‪ ،‬تتكلمون‬ ‫باس���م الدين ينبغي ان تكون���وا األكثر نقاوة‬ ‫‪...‬اذك���ر ان احده���م رد عل���ي وق���ال ‪ :‬حن���ن‬ ‫أصحاب مصلحة ‪...‬‬ ‫ان���ا كن���ت ال أرى يف من���ح الث���وار أم���واال أي‬ ‫مان���ع ولك���ن لق���وال لس���يدة جعلت�ن�ي اق���ف‬

‫ضد التعويضات والس���يدة الوق���ورة فاجأتين‬ ‫بالق���ول وس���اهمت يف انتباه���ي وتغيري راي ‪،‬‬ ‫قالت ‪ :‬كيف س���أعلم ابنائ���ي ان يناضلوا من‬ ‫أجل اوطانهم وهم يرون مشهد ثوار يطلبون‬ ‫األموال وحيملون سالحهم يف وجه احلكومة‬ ‫واملؤمتر إن مل يوافقوا على منحهم ‪.‬‬

‫صرحت به‬ ‫•ميادين ‪ :‬اال تعتربين نفسك مبا‬ ‫ِ‬ ‫أعالميا تدخلني منطقة حمظورة ال قبل لك بها ؟‬ ‫أن���ا فعلت م���ا فعلت بدافع ش���خصي ووطين‬ ‫‪،‬وانا ال أحبث عن النجومية ولو كنت احبث‬ ‫عنه���ا لكن���ت عندم���ا رفع���ت ع�ن�ي احلصانة‬ ‫لظهرت يف وس���ائل االعالم احتدث عن ذلك‬ ‫‪ ،‬وانا تكلمت عن س���لطة القرار داخل املؤمتر‬ ‫وس���أقول كلم�ت�ي ال�ت�ي اعتقد انه���ا كلمة‬ ‫ح���ق ومتنيت انهم راجعوا انفس���هم وطرحوا‬ ‫أسئلتهم حول نقاط كثرية تتطلب إجابات‬ ‫‪ ،‬ي���وم رفعت ع�ن�ي احلصان���ة بادرته���م بأني‬ ‫س���عيدة بذل���ك لس���بب واح���د النه���م عندما‬ ‫رفع���وا احلصانة ع���ن عضو مؤمت���ر ‪ ،‬النائب‬ ‫الع���ام رف���ع احلصان���ة للتحقي���ق ‪،‬وانتم من‬

‫م���ن ميلك حياتنا هو اهلل والدي علمين درس‬ ‫يف وج���ه الق���ذايف قال رب���ي هو من يش���اء لي‬ ‫احلياة او املوت ولن يضيف القذايف لس���نوات‬ ‫عم���ري س���اعة ‪ ،‬كان مؤم���ن ان احلياة عند‬ ‫اهلل مهما تكلمت مهما عارضت ما س���يحصل‬ ‫ما يرده اهلل س���بحانه ‪ ،‬والدي كان يقول لي‬ ‫ان���ا أمحل ثالثة ك���روت ‪ :‬الص���دق ُمنجي ‪،‬‬ ‫اخالص الني���ة ‪،‬والعم���ل هلل ‪ ،‬واي توفيق هو‬ ‫من عند اهلل ‪.‬‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬تنتم�ين اىل حتال��ف الق��وى‬ ‫الوطني��ة ‪ ،‬وع�بره مت ترش��حك ‪ ،‬م��ا موق��ف‬ ‫التحالف من قضيتك ؟‬ ‫االن اش���خاص اعتباري�ي�ن يف حزبهم هم من‬ ‫رفعوا ضدي القضي���ة وليس حزب العدالة ‪،‬‬ ‫كتل���ة العدالة والبناء يف املؤمتر الوطين هي‬ ‫من رفعت ض���دي القضية وهن���اك عضوين‬ ‫س���قطت عضويتهم���ا ( س���يد وس���يدة ) رفعا‬ ‫أيض���ا قضي���ة ض���دي باعتب���ار ان القضي���ة‬ ‫مرفوع���ة اس���تنادا اىل األمس���اء املوج���ودة يف‬ ‫الورقة اليت ظهرت عل���ى صفحات التواصل‬

‫فاطمة غندور وهاجر القايد‬ ‫حصنتم عضو املؤمتر ! واالن عندما ترفعون‬ ‫احلصان���ة عن���ه ( تس���تدرك فب���ل أن تكم���ل‬ ‫) فالقضي���ة اجلنائي���ة عندم���ا تك���ون حال���ة‬ ‫تلب���س الالئحة الداخلية تتي���ح للنائب العام‬ ‫ان يص���در امر بالقبض يع�ن�ي ال حيتاج امرا‬ ‫من املؤمتر الوطين ومع ذلك املؤمتر الوطين‬ ‫حص���ن العضو ‪ ،‬قضييت معه���م قضية عادية‬ ‫ج���دا هي قضي���ة رأي ع���ام ‪ ،‬رأي جتاه حزب‬ ‫العدال���ة والبن���اء ان لديهم س���لطة القرار يف‬ ‫املؤمتر الوطين ولديهم الق���رار النهائي ‪ ،‬هم‬ ‫اعتربوا ذلك تشهريا وقذفا ‪...‬‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬إمسح��ي ل��ي ان اعي��د س��ؤالي ‪:‬‬ ‫�ت خائفة م��ن مص�ير قضيتك وان كان��ت رأيا‬ ‫ألس� ِ‬ ‫عام��ا ‪-‬كم��ا اعتربته��ا ‪ -‬النه��م كط��رف ض��دك‬ ‫قلت يف بنود اتهامك ؟‬ ‫يقولون اكثر مما ِ‬ ‫علمين وال���دي من جتربته عاش واستش���هد‬

‫االجتماع���ي وعندم���ا س���ألت ‪ :‬االثنان ليس���ا‬ ‫عضوي���ن يف املؤمت���ر الوط�ن�ي قال���وا ل���ي ان‬ ‫أمسيهما موجودان بالورقة فقط ‪.‬‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬ه��ل انت من نش��ر تل��ك الصفحة‬ ‫اليت أثارت لغطا ‪...‬؟‬ ‫هم من عليهم إثب���ات ذلك ‪ ،‬ماعالقة الورقة‬ ‫بهاج���ر القاي���د ؟ ال اع���رف ؟ عندما حتدثت‬ ‫حت���دث ع���ن الش���أن السياس���ي وكي���ف ان‬ ‫املؤمتر يس�ي�ر قراراته ‪ ،‬قلت ما انا على قناعة‬ ‫ب���ه ‪ ،‬وقل���ت ذل���ك يف مس���مع وقاع���ة املؤمتر‬ ‫الوطين ‪ ،‬قولي جعلهم يرفعون ضدي قضية‬ ‫‪ ،‬ه���م يتحدث���ون عن���ا قال���وا أنن���ا ‪ :‬الليربالني‬ ‫والعلماني�ي�ن وم���ن يص���وت لنا كف���رة ومل‬ ‫نرف���ع ضده���م قضاي���ا بالتش���هري ‪..‬حنن من‬ ‫رأى يف ذلك حرية رأي وتعبري دميقراطيني‬ ‫‪ ،‬من���اخ سياس���ي وحيتم���ل التن���وع ‪،‬اعتربن���ا‬ ‫االخت�ل�اف مع حزبن���ا مؤش���ر لبيئة صحية‬

‫‪15‬‬ ‫نرغبه���ا ونتبناه���ا ولنتناف���س وم���ن لدي���ه‬ ‫املشروع األفضل خيتاره الشعب‪.‬‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬ه��ل توجه�ين لوم��ا عل��ى ع��دم‬ ‫توافر ردود ومواجهة شجاعة داخل املؤمتر ‪ ،‬وهل‬ ‫حبثت عن من يعاض��دك ويقف معك من األعضاء‬ ‫والعضوات ؟‬ ‫هن���اك ارتب���اك يف الرأي حاص���ل عند بعض‬ ‫األعض���اء والعض���وات ‪ ،‬أتص���ور ان االنطالق‬ ‫من مب���اديء وقناعات ال جتعل من االنس���ان‬ ‫متخبطا يف رأيه واتص���ور انه اغلب من دخل‬ ‫كعضو يف املؤمتر رش���ح وطنيا عن منطقته‬ ‫لكن هو غري حممل بقيم وثوابت يدافع عنها‬ ‫وال يرض���ى ببديل عنها ‪ ،‬لدي قيمي وعندما‬ ‫تتجاوز تلك القرارات اثن���اء التصويت عليها‬ ‫قيمي ال أصوت لصاحلها ‪ ،‬حفاظا على قيمي‬ ‫‪ ،‬ان���ا مثال قيمي اليت امحلها ‪ :‬دينك – وطنك‬ ‫– عرض���ك – مالك – نفس���ك لو تعارضت‬ ‫مصلحة وطين مع ديين س���أحناز اىل ديين و‬ ‫هك���ذا ‪...‬بعضهم ال ينطلق م���ن قواعد قيمية‬ ‫ثابتة ‪...‬هناك خلل حاصل عندهم ‪...‬امسعهم‬ ‫يقولون هذه سياسة!! ‪...‬السياسة فيها اخالق‬ ‫ي���ا اخ���ي قال���وا ‪ :‬ال تلومون���ا عل���ى جناحن���ا‬ ‫لوموا أنفس���كم على فش���لكم ‪ ،‬وان التحالف‬ ‫واالخرين فاش���لون ‪...‬قلت هل���م ‪ :‬انا قلت لكم‬ ‫انكم جنحتم يف س���لطة الق���رار داخل املؤمتر‬ ‫فاخروا بذلك اذن ‪...‬مل���اذا تلمون هاجر القايد‬ ‫عندم���ا صرحت بذلك ورفعتم قضية ضدها‬ ‫‪ ،‬ان���ا قلت هل���م باحلرف الواح���د ‪ :‬اعدكم ان‬ ‫اعلمكم السياس���ة بشرف واخالق ودين ولن‬ ‫اتن���ازل ع���ن جرام واح���د من ديين يف س���بيل‬ ‫السياسة لن اكذب يف س���بيل السياسة ولن‬ ‫ازور يف س���بيل السياس���ة ‪ ...‬ال اع���رف حك���م‬ ‫الناس علي ولكن التوفيق من عند اهلل ‪..‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬ه��ل ل��ك رس��الة توجهينه��ا مل��ن‬ ‫انتخب��وك وان��ت م��ن س��يتوحه االن اىل س��احة‬ ‫القض��اء بانتظار الفصل يف قضيت��ك مع العدالة‬ ‫والبناء باملؤمتر؟‬ ‫انا استطيع حضور جلسات املؤمتر احلصانة‬ ‫ال ترف���ع كلي���ة ولكنها س���تعرقل حضوري‬ ‫للجلس���ات وعمل���ي يف اللج���ان ‪ ،‬سأنش���غل‬ ‫بقضييت واعد ملفات���ي وعلى فكرة الالئحة‬ ‫الداخلي���ة تن���ص عل���ى من���ع رف���ع احلصانة‬ ‫للمصلح���ة احلزبي���ة ‪ ،‬يع�ن�ي ل���و م���ن رفعوا‬ ‫ض���دك القضي���ة ه���م ح���زب مقاب���ل ل���ك‬ ‫والغ���رض ه���و عرقلتك عن عمل���ك املنتخبة‬ ‫م���ن أجل���ه ‪ ،‬مينع رف���ع احلصانة ‪،‬وس���جلي‬ ‫حرفيا لقراءك ما يل���ي ‪ :‬عندما يكون اخلطأ‬ ‫من عضو مؤمت���ر من العدال���ة والبناء او من‬ ‫احملس���وبني جتم���د كل اللوائ���ح والقوان�ي�ن‬ ‫والدي���ن اإلس�ل�امي حت���ى االخ�ل�اق والقيم‬ ‫جتمد !!!‪...‬ه���ذا ما أراه وهو رأي ومثال لذلك‬ ‫موض���وع لعضو مؤمتر رفع���ت عنه احلصانة‬ ‫م���ن النائب الع���ام يف قضية تلب���س وحصنه‬ ‫املؤمت���ر الوطين مبادة من عن���ده واملادة وقت‬ ‫تعدي���ل االئحة الداخلية وق���د مت إقرار مادة‬ ‫إضافي���ة ‪...‬وبإمكان أي متاب���ع ادراك الفارق‬ ‫بني الالئح���ة الداخلية األوىل وبني الالئحة‬ ‫الداخلي���ة الثاني���ة بينم���ا ملا املوض���وع يتعلق‬ ‫بفرقائه���م تفع���ل الالئحة وتفع���ل القوانني‬ ‫وكل الش���رائع ‪...‬انا مل اس���يء الخالقهم وال‬ ‫اىل دينن���ا ‪...‬ه���م يعمل���ون مبب���دأ الضرورات‬ ‫تبيح احملظورات ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫بر الزهر واحلنة‬ ‫وفاء احلسني‬

‫•القرنفل ‪...‬‬ ‫تأخ���ذ أي زه���رة خصوصيته���ا م���ن عطره���ا أوال‬ ‫ثم من هيئتها ومن س�ي�رة حياته���ا ‪ ،‬فلغة الزهور‬ ‫ليس���ت جمرد صفات وانطباعات تلصق بالزهرة‬ ‫ب���دون س���بب ‪ ،‬بل تس���تند لتاري���خ النبت���ة ( دورة‬ ‫حياته���ا وتطوره���ا وخصائصه���ا والبيئ���ة ال�ت�ي‬ ‫تناس���بها ) ‪ ،‬وعالقته���ا مع اإلنس���ان ع�ب�ر التاريخ‬ ‫فضال ع���ن بعض اإلش���ارات النابعة من أس���اطري‬ ‫تارخيية عاملية ‪.‬‬ ‫ويف لغ���ة الزه���ور القرنف���ل رم���ز البق���اء والثبات‬ ‫وعدم التحول ‪ ..‬وملا كان للقرنفل رائحة مميزة‬ ‫ال ميك���ن اخللط بينه���ا وبني زه���رة أخرى كان‬ ‫رم���ز للصراح���ة والوض���وح ‪ ...‬وكان إهداء زهرة‬ ‫قرنف���ل رس���الة لعاطفة ثابتة ومش���اعر واضحة‬ ‫وثقة كبرية‪.‬‬ ‫واملع���روف أن الروائح الصرحية أكث���ر الروائح‬ ‫ق���درة على بعث األم���ان وأعمقها اثر يف الذاكرة‬ ‫‪ ..‬وم���ن هن���ا كان للقرنف���ل باب مفت���وح ليرتبع‬ ‫عل���ى ع���رش التوابل ويوق���ع بالثق���ة على مالمح‬ ‫األطعمة ‪.‬‬ ‫لع���ل ش���ركة ( كارنيش���ن ) كان���ت موفقة يف‬ ‫اختي���ار زه���رات القرنفل الثالث كرم���ز ملنتجها‬ ‫م���ن احلليب فزهرة القرنفل رم���ز البقاء األطول‬ ‫‪ ..‬اذ ميك���ن ان حتاف���ظ عل���ى مجاهل���ا وتألقه���ا يف‬ ‫املزهري���ة ملدة ش���هر كام���ل ‪ ،‬كم���ا ان القرنفل‬ ‫يزه���ر يف معظ���م املواس���م وه���ذا رم���ز للدميومة‬ ‫‪ ...‬كم���ا ال ختف���ى العالق���ة بني القرنف���ل وطرد‬ ‫احلش���رات واجلراثي���م ‪ ..‬وكل ه���ذه ال���دالالت‬ ‫تناسب جدا منتج كاحلليب احملفوظ ‪.‬‬ ‫أما نس���اء ب�ل�ادي فلهن م���ع القرنفل حكاي���ات ‪...‬‬ ‫نبدأها حبكاية ( ال ُغريّبة ) ‪ ..‬حلوى العيد األش���هر‬ ‫يف ليبي���ا خ�ل�ال مخ���س ق���رون وأكث���ر ( وه���ذا‬ ‫خبالف معظم احللويات االخرى تركية األصل‬ ‫يف املطبخ اللي�ب�ي )‪ .‬اذ تتوج حبة الغريبة بتاج من‬ ‫القرنفل ‪ ..‬و( الغريبة ) رسالة حب حتملها النساء‬ ‫توقيع النعومة و التماهي مع سعادة من يطعمنه‬ ‫احلل���وى ‪ ..‬وهذا االختيار مل يكن صدفة بل انبعث‬ ‫م���ن خاصي���ة القرنف���ل يف حف���ظ امل���ادة الزيتية‬ ‫م���ن التزنخ واحت���واءه على مادّة مطهّ���رة مضادة‬ ‫للبكترييا والفريوسات والفطريات ‪.‬‬ ‫وجيتم���ع القرنف���ل مع الش���يبة والفلفل األس���ود‬ ‫والعن�ب�ر والقرف���ة والزجنبي���ل ليك���ون خلط���ة‬ ‫التوابل الليبية ( احلرارات الليبية )‬ ‫وه���ي توقي���ع امل���رأة الليبية عل���ى مائدته���ا وعلى‬ ‫ذاك���رة أبناءه���ا يف نف���س الوق���ت ‪ ...‬فيبقى االبن‬ ‫أسري تلك النكهة متتبعا هلا يف كل املوائد ‪ ...‬ومن‬ ‫أش���هر مالم���ح اهتم���ام الزوج���ات حرصهن على‬ ‫معرفة نس���ب خلط ( احلرارات) اخلاصة بوالدة‬ ‫الزوج ‪.‬‬ ‫لك���ن ح���ب الليبي���ات للقرنف���ل جت���اوز احلل���وى‬ ‫والطع���ام ‪ ...‬اذ مل يغ���ب عليه���ن أهمي���ة العط���ر‬ ‫الصريح يف الش���عر ‪ ..‬فحض���رت الليبية ( املرون )‬ ‫وهو نوعان ‪/‬‬ ‫االول ‪ /‬مزيج من القرنفل وماء الزهر ‪ ..‬لتعطري‬ ‫الشعر ‪.‬‬ ‫والثان���ي ‪ /‬خلطة من القرنفل و احلناء واحمللب و‬ ‫السدر والعنرب والرحيان للعناية بالشعر ‪.‬‬ ‫ورش���حت الرائح���ة وخاصي���ة حف���ظ الزي���ت‬ ‫والتطه�ي�ر القرنفل ليكون اه���م مكون يف صناعة‬ ‫زيت الزيتون اخلاص بالش���عر (الزي���ت املعطر أو‬ ‫املقط���ر ) اىل جان���ب إضافات أخرى كاملس���تكة و‬ ‫العنرب و أوراق الورد و احمللب ‪.‬‬ ‫•أما يف اخلطاب البصري ‪/‬‬ ‫ف���كان ألل���وان القرنف���ل املتع���ددة مكان���ة كبرية‬ ‫يف لغ���ة الزه���ور عاملي���ا ففض�ل�ا عن رم���زه للثقة‬

‫والصراح���ة أض���اف مع���ان أخ���رى حبس���ب اللون‬ ‫‪ ..‬ه���ي يف ليبي���ا تتفق م���ع كل م���كان يف العامل ‪..‬‬ ‫حيث يرم���ز االبيض لإلخالص وال���وردي للثقة‬ ‫والصداق���ة واملخطط لالح�ت�رام واالمحر للحب‬ ‫والعشق ‪.‬‬ ‫يف طفول�ت�ي الحظ���ت انتش���ار القرنف���ل الوردي‬

‫أفريقيا ‪ ..‬وانتقل بني دول أوربا عالقا يف الصخور‬ ‫ال�ت�ي كانت تنقل من مكان ملكان لتش���ييد القالع‬ ‫والقص���ور ‪ ....‬م���ن هن���ا اخ���ذ القرنف���ل رمزيت���ه‬ ‫املعماري���ة ‪ ..‬وه���ي إش���ارته لذكري���ات الوطن ‪...‬‬ ‫وه���ذه ه���ي رمزيت���ه املتف���ق عليها يف فن تنس���يق‬ ‫احلدائ���ق ايضا ‪ ..‬مم���ا يربر احل���رص على زراعة‬

‫للمكان مبن خالل كلمة واحدة ( مقعدي ) ‪ ..‬أما‬ ‫خصوصي���ة القرنفل من بق���اء وصراحة هى اليت‬ ‫جتعل من املكان ( شهري ) ‪.‬‬ ‫‪-2‬اغنية للفنان مصطفى طالب ‪/‬‬ ‫حبي���ت م���رة‪ ..‬قرنفل���ة خطفوه���ا‪ ..‬بع���د م���ا روت‬ ‫مبحبيت رفعوها‬

‫واملوش���ح باألمح���ر يف إطراف���ه والزه���ري‬ ‫والربتقال���ي يف افني���ة ومداخ���ل البي���وت ‪..‬اكث���ر‬ ‫من األمح���ر واألبي���ض‪ ..‬وعندما ك�ب�رت عرفت‬ ‫ان هذه األلوان تناس���ب عالقات الصداقة واجلرية‬ ‫وترم���ز لالح�ت�رام ‪ ..‬اما األمحر فل���ه خصوصيته‬ ‫الرومانسية اليت اخفته عن انظار الضيوف ‪.‬‬ ‫حتك���ي كت���ب التاري���خ ان القرنفل مع���روف يف‬ ‫مش���ال أفريقي���ا من���ذ ألفي ع���ام بعكس ما يش���اع‬ ‫عن أن اندونيس���يا والفلبني ه���ي موطنه األصلي‬ ‫اذ يكش���ف تاريخ العم���ارة ارتباط قدي���م جدا بني‬ ‫القرنف���ل وح���وض املتوس���ط ‪ ..‬وحتك���ي أيضا انه‬ ‫انتق���ل اىل أورب���ا كتاب���ل برفق���ة جت���ار مش���ال‬

‫القرنف���ل يف أح���واض حجرية برغم ع���دم تأثري‬ ‫هذا زراعيا ‪.‬‬ ‫يف ادبنا اللييب الكثري من األمثال لتوظيف رمزية‬ ‫القرنفل ‪ ..‬ومنها ‪:‬‬ ‫‪ -1‬غن���اوة عل���م تش���ي بأصال���ة لغ���ة الزهور يف‬ ‫ثقافة املرأة الليبية ‪/‬‬ ‫" قرنفل نبت حيضان ‪ ..‬شهري مقعدي إنا وغاليا "‬ ‫وهن���ا نالح���ظ إش���ارتها للعالق���ة بني ( اإلنس���ان‬ ‫وامل���كان والفاعلي���ة ) فمكان اللق���اء كان حماطا‬ ‫بأح���واض القرنفل وهي بهذا تع���ول على وصول‬ ‫كل الدالالت م���ن خالل ِذكر أحواض القرنفل‬ ‫‪ ..‬وتش�ي�ر للفاعلية ( اجللسة او املوعد )باالضافة‬

‫***‬ ‫ريته���ا يف اجن�ّي�نّ ‪ ..‬أمفتح���ة نوارها كي���ف بينّ ‪..‬‬ ‫سبحان ربي ما خلق وزيّن‬ ‫حتى الزهور يف جنبها حسدوها‬ ‫***‬ ‫الزهور حس���دتها‪ ..‬يف زينه���ا ومجاهلا وبهجتها‪ ..‬يا‬ ‫خسارها قداش روح هوتها‬ ‫توا عيوني شبحها اشتاقوا‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫من كتابي ‪ /‬بر الزهر واحلنة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪17‬‬

‫شهادة ذاكرة ‪....‬‬

‫الرائدة املعلمة فطيطيمة بوحلقة تكشف عن تفاصيل ووقائع اعتقاالت‬ ‫زوجها القانوني عبد الرمحن اجلنزوري‬ ‫هي من ضمن رائدات ليبيات يف طرابلس يف جمال التعليم املبكر‪ ،‬والكتابة الصحفية‬ ‫‪ ،‬والعم��ل املدن��ي ‪ ،‬قابلتها ش��خصيا أثناء تقدي��م واجب الع��زاء يف زوجها احملامي‬ ‫املع��روف عبد الرمحن اجلن��زوري ‪ 2006‬حينها وهي امل��رأة املكلومة يف زوجها كانت‬ ‫تتح��دث جبرأة واضح��ة عن نظام ظل��م زوجها واذاق��ه عذابات االعتقال والس��جن‬ ‫وتنكر له يف احلك ساعات مرضه ‪ ...‬واليوم وهي املستبشرة خريا مبجايلتها لثورة‬ ‫تغ�ير من نظام ديكتات��وري مشولي حُتمل جيل الثورة مس��ؤلية الوص��ول بها اىل بر‬ ‫األم��ان والك��ف عن ممارس��ة التناطح م��ن اجل األم��وال واملناصب فل��و نفعت وكتبت‬ ‫تارخي��ا ل��كان للطاغية القذايف من أش��بع نفس��ه أم��واال وألقابا ‪...‬حني جالس��تها‬ ‫لتجيب عن أس��ئليت أطلقت سيال من روحها احلية املُتفائلة والواثقة بشعبها ‪ ،‬بدأت‬ ‫حدي ُثه��ا ع��ن اعجابها بنموذج النس��اء يف بنغ��ازي وعززت ذل��ك الرأي أي��ام الثورة‬ ‫وقالت ‪ :‬انا ابنة طرابلس القدمية لكنهن مصدر اعتزازي و فخري ‪...‬‬

‫•مرابع الطفولة ‪...‬‬

‫•يف كل بداية صعوبات ‪ ....‬كان الرباح حمدودا‬ ‫‪...‬لكنن���ا عملن���ا م���ا نس���تطيع كجي���ل اقت���دى‬ ‫مبعلماته املُؤسسات‬ ‫فطيطيمة علي بو حلقة مواليد ‪ 1942‬طرابلس‬ ‫‪ ،‬ولدت يف شارع ميزران ‪ ،‬يف البداية سكن اهلي يف‬ ‫ش���ارع الس���اعدية وقريبا منه اىل وسعاية التوغار‬ ‫كان س���كننا التالي ‪ ،‬اذكر كوشة عمي الرايس‬ ‫م���ن اجلنوب اللييب كانت أم���ي – اهلل يرمحها –‬ ‫تعج���ن اخلبز ونقوم برفعها طاجينا اىل كوش���ة‬ ‫الرايس‪ ،‬لألسف الشديد وليس طعنا يف كل أهل‬ ‫املدينة القدمية حاشا وكال ولكنين شعرت ايامها‬ ‫ومن خالل معاشرتنا أن أخالق أهل اجلنوب ظلت‬ ‫مفارقة يف كثري من النواحي نبل اخالقهم وعلو‬ ‫همته���م واخالصهم يف عمله���م ‪ ،‬صيتهم معروف‬ ‫انهم أهل ثقة كبرية ال ش���ك فيه���ا ‪ ،‬بقينا لفرتة‬ ‫زمنية ال بأس بها يف وس���عاية التوغ���ار ثم انتقلنا‬ ‫اىل الش���ارع الرئيس مليزران ( قوس البدوي ) بنى‬ ‫والدي عمارة انتقلنا اليها كعائلة بالنسبة لي مل‬ ‫أعي���ش بها طويال ‪ ،‬غادرت عائليت ال تزوج وانتقل‬ ‫اىل بي���ت ال���زوج عبدالرمح���ن اجلن���زوري رمحه‬ ‫اهلل ‪ ،‬كن���ت طالبة ومعلمة أش���ارك يف املظاهرات‬ ‫واهتف م���ع زميالتي صحيح كانت النظرة ألينا‬ ‫مندهش���ة ومس���تغربة وبعضه���ا ُمعيب���ة ألفعالنا‬ ‫ومشاركتنا اجلريئة يف الشأن العام ‪ ،‬بالنسبة لي‬ ‫ووس���ط تلك األجواء من املش���احنات كان سندي‬ ‫ومش���جعي األك�ب�ر واملداف���ع عين وال���ذي حتمل‬ ‫كث�ي�ر من املس���ؤلية جتاه���ي وقد كنت حس���ب‬ ‫املفه���وم االجتماع���ي ايامه���ا اصن���ف كمتم���ردة‬ ‫ومغام���رة قياس���ا بكثريات من بن���ات جيلي ‪ ،‬كان‬ ‫ش���قيقي األكرب من خرجيي املؤسسة العسكرية‬ ‫بالعراق (كانوا مخس���ة تقريبا أول دفعة سافرت‬ ‫اىل الع���راق )‪...‬كانوا من اخلمس���ة األوائل الذين‬ ‫جنح���وا م���ن الثانوي���ة ‪ ،‬ه���م اول مخس���ة ضباط‬ ‫أوف���دوا يف عهد امللك ادري���س – رمحه اهلل – اخي‬

‫كان رئيس���ا للكلي���ة العس���كرية ببنغ���ازي وليلة‬ ‫انقالب القذايف – كنت متزوجة وأس���كن جبادة‬ ‫االس���تقالل – أتذكر حظر جتول وحدث اطالق‬ ‫للرص���اص وكان���ت رفقتن���ا بالعم���ارة س���يدتني‬ ‫يهوديتني وأخرى إيطالية يف الفجر خفنا وصرنا‬ ‫ننظ���ر م���ن النوافذ ومخن���ا أنه���ا غ���ارة لليهود مل‬ ‫نك���ن نتصور ان اجلي���ش يف الش���وارع وان القذايف‬ ‫يق���ود انقالبا عس���كريا ‪ ،‬كان اجليش يصيح فينا‬ ‫‪ :‬اغلقوا الش���بابيك اغلقوا الشبابيك ‪...‬اذكر كان‬ ‫ذل���ك لس���اعات قليل���ة فق���ط وانتهى كل ش���يء‬ ‫وب���دا وكأن ش���يئا ما ج���رى ترتيبه ب���كل هدوء !!‬ ‫‪ ،‬اذك���ر ان اخ���ي الضاب���ط الكب�ي�ر ( عقيد ركن‬ ‫) وه���و م���ن كان تالمي���ذه يف الكلية العس���كرية‬ ‫ببنغ���ازي أعض���اء م���ن قي���ادي االنق�ل�اب األس���ود‬ ‫الق���ذايف وجل���ود ‪ ،‬صبيحة انقالبه���م كان مكلفا‬ ‫برفع املرتبات اىل الطلبة العسكريني ومت القبض‬ ‫عليه فأخربهم مبسؤليته عن إيصال تلك األمانة‬ ‫اىل أهله���ا ‪ ،‬فطلبوا منه ان يرتكها يف بيت العائلة‬ ‫اىل ح�ي�ن ‪ ،‬بع���د حوالي أس���بوع جاءت رس���الة مع‬ ‫من سيس���تلمون املرتبات من بيتنا لتس���ليمها اىل‬ ‫عس���كري بنغازي ‪،‬وقد مت حج���ز اخي والتحقيق‬ ‫معه رمبا ش���فع له أنه كان أستاذا ومعلما هلم يف‬ ‫أيام الكلية العسكرية ‪.‬‬

‫•دراسيت‪...‬وأول املشوار‬ ‫درس���ت االبتدائي���ة مبدرس���ة جام���ع املغارب���ة ثم‬ ‫انتقلت اىل مدرس���ة املدينة القدمي���ة ( داخل باب‬ ‫احلري���ة ) كانت م���ن معلماتنا الس���يدة صاحلة‬ ‫ظافر وشقيقاتها ندمية وفاطمة يف أول عودتهن‬ ‫من املهجر ‪ ،‬ثم انتقلت اىل كلية املعلمات القس���م‬ ‫الع���ام وكانت يف الظهرة تتك���ون من ثالثة أدوار‬ ‫وبها مس���توصف ومطعم وجامع ( مدرسة الكوت‬ ‫قريبة من شركة ايين اليوم ) قضينا أياما وشهورا‬ ‫مجيل���ة فاملعلمات والطالبات ك���ن يف عالقة جد‬ ‫ونش���اط درس���ت كطالبة مع زهرة الس���وكين ‪،‬‬ ‫وفاطم���ة املريض وش���قيقتها جاءتا م���ن الزاوية ‪،‬‬ ‫واثنت���ان جاءتا م���ن اجلبل رميا عيس���ى واألخرى‬

‫نسيت لقبها ‪ ،‬ولن أنس���ى طالبات القسم الداخلي‬ ‫والالت���ي جئ���ن من امل���دن البعيدة يدرس���ن ويبنت‬ ‫بالقس���م ثم يع���دن مع أهاليهن ملُدنه���ن مع نهاية‬ ‫األس���بوع ‪ ،‬طبعا اجلمعة فق���ط عطلة ومع صباح‬ ‫الس���بت يكن يف الكلية ‪ ،‬رفيقاتي من بنات املريض‬ ‫يف بع���ض املرات ومع نهاية ال���دوام ليوم اخلميس‬ ‫ادعوهما اىل بيتنا للضيافة والزيارة ‪ ،‬ونش���عر انه‬ ‫من واجبن���ا أن نكرم وفادتهن كطالبات مغرتبات‬ ‫عن مدنه���ن ‪،‬ارجع اىل مش���واري التعليمي انهيت‬ ‫دراس�ت�ي بكلية املعلمات القس���م العام واشتغلت يف‬ ‫س���لك التدري���س ُعينت معلمة يف مدرس���ة جامع‬ ‫املغاربة ثم يف مدرسة العهد الثوري ‪ ،‬ثم عن ببالي‬ ‫زميل���ة لي امسها مناني بن بية قالت لي‪ :‬مارأيك‬ ‫ي���ا فطيطيم���ة أن حنس���ن م���ن مس���توى تعليمنا‬ ‫‪،‬وكن���ت قبله���ا ادرس مس���اء ألك���ون بالقس���م‬

‫اخلاص الذي يؤهل لدخول اجلامعة ‪ ،‬كان ُمتاح‬ ‫لنا حتى بالدراسة كمنازل ( دراسة عن بعد ) ثم‬ ‫نتق���دم لالمتحانات لنتحصل على إجازة التعليم‬ ‫اخلاصة ‪ ،‬الن شهادة كلية املعلمات متكنك فقط‬ ‫ُ‬ ‫وافقت‬ ‫من تدري���س املرحل���ة االبتدائية ‪ ،‬وهك���ذا‬ ‫زميليت مناني وتقدمنا لالمتحان وجنحنا ‪ ،‬ولكن‬ ‫لظ���روف اجتماعية قاهرة مل اس���تطع ان أكمل‬ ‫مش���واري واحقق حلمي بدخ���ول كلية احلقوق‬ ‫كذلك ش���قيقيت الكربى مل تكم���ل اىل اجلامعة ‪،‬‬ ‫شقيقتاي األصغر مين واحلمد هلل دخلتا اجلامعة‬ ‫فيما بعد ‪.‬‬

‫•فطيطيمة الصحفية ‪....‬‬

‫استعيد بذاكرتي االن ميولي ورغبيت بالكتابة يف‬ ‫ذاك الزمن اجلميل يف منتصف الستينيات كتبت‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫مت اته��ام اجلنزوري بعالقته مع املعارض عمر احمليش��ي وانه‬ ‫من يكتب املادة اإلعالمية اليت تبث يف قناة املعارضة‬ ‫يف جري���دة (ف���زان) والغري���ب اني انتبه���ت اىل أن‬ ‫الطاغية الق���ذايف كان يكتب أيضا وقتها مقاالت‬ ‫قليل���ة ‪ ،‬كنت محُ���ررة عمود اذك���ر اني احنزت‬ ‫للكتابة عن القضية الفلس���طينية والطريف اني‬ ‫كن���ت اتقاضى ب�ي�ن احلني واألخ���ر مبلغا وقدره‬ ‫مخس���ة جنيهات ‪ ،‬األستاذ الش���يخ حممد املاعزي‬ ‫كان لدي���ه مكتب يف ش���ارع ‪ 24‬ديس���مرب وكان‬ ‫لدي ش���قيقي األصغر كوالي���د ‪ 1948‬من يقوم‬ ‫باملهمت�ي�ن ‪ :‬إيصال املقال ‪ ،‬واس���تالم اجري كان‬ ‫التليف���ون األرض���ي الوس���يلة يتصل���ون بن���ا يف‬ ‫البي���ت فيذهب اخي الصغري عبد القادر الس���تالم‬ ‫اخلمس���ة جنيه���ات مكافأت���ي طبع���ا كن���ت اوزع‬ ‫املكاف���أة كالتالي ‪ :‬جني���ه لصالح ( مدير مصرف‬ ‫الي���وم ) وجني���ه لعب���د الق���ادر ( يف ش���ركة اي�ن�ي‬ ‫وش���خصية قدي���رة ومعروفة ) يذهبان للس���ينما‬ ‫مع اصدقائهم رب���ع جنيه التذكرة ‪...‬ايام كانت‬ ‫هل���ا طعمه���ا ‪ ،‬كتب���ت أيض���ا يف جري���دة (الرائد)‬ ‫رأس���ها األس���تاذ عبد القادر بوهروس وكان عبد‬ ‫الس�ل�ام دنف املس�ل�اتي حمررا أيضا ‪ ،‬وكتبت يف‬ ‫جريدة طرابلس الغرب ‪ ،‬وكان يذاع لي بالراديو‬ ‫احمللي مق���ال بامسي يف كل ‪ 15‬مايو يف ذكرى‬ ‫النكب���ة ‪ ،‬الزل���ت أتذكر اجتم���اع عائليت مقابلني‬ ‫للجهاز املسموع الراديو وتشجيعي وتقدير عملي‬ ‫واالشادة به والدي وإخوتي ‪.‬‬

‫•للمسرح أيضا حكاية معها ‪...‬‬ ‫أيام الث���ورة اجلزائرية ‪...‬جمموع���ة من املعلمات‬ ‫‪ :‬ام اخل�ي�ر العجيل���ي ‪ ،‬عائش���ة الغنيم���ي ‪،‬عملن���ا‬ ‫فك���رة الن���ص املرجتل���ة وس���اعدنا الصحفي عبد‬ ‫الس�ل�ام دنف املسالتي كان متحركا ومتحمسا‬ ‫معن���ا ‪ ،‬وكن���ت ذك���رت ان ش���قيقي كان‬ ‫ضابط���ا كبريا م���ن عولت علي���ه يف تأمني البدل‬ ‫العس���كرية اليت س���نرتديها يف العرض املتحمس‬ ‫للقضي���ة اجلزائرية والذي عن طريقه س���نجمع‬ ‫التربع���ات ‪ ،‬ت���ردد اخي وابدى ختوف���ه من حتمل‬ ‫مسؤلية س���حب البدل لنا كممثالت من املخازن‬ ‫العسكرية ‪ ،‬قمت باالستنجاد بزمالئه من الشرق‬ ‫– بنغ���ازي – وكان���وا ضيوفا عندن���ا فقلت هلم‬ ‫لدينا عرض مس���رحي بس���ينما احلمرا وجيب ان‬ ‫نوفر الزي الرئيسي للممثالت ‪ ،‬وافقوا ومحلوني‬ ‫مس���ؤلية احلفاظ على ما سأستلمه حتى ارجاعه‬ ‫إليهم ‪ ،‬ورغم كرب تلك املس���ؤلية إال ان محاسيت‬ ‫واحنيازي حلملة التربع جعلتين اتش���جع واجزم‬ ‫بقدرت���ي عل���ى حتم���ل املس���ؤلية يف ذل���ك‪ ،‬اذكر‬ ‫وقته���ا واكماال لل���زي العس���كري وضعت لريات‬ ‫املكها لتحل مكان الرتب العس���كرية والنياش�ي�ن‬ ‫وأيض���ا ام اخل�ي�ر العجيلي فعلت مثل���ي بلرياتها ‪،‬‬ ‫حضرت س���يدات اجملتمع ‪ ،‬وكان عرضا نس���ائيا‬ ‫صرفا ‪ ،‬حصلنا على تشجيع منقطع النظري ‪.‬‬ ‫كن���ا أيضا نذه���ب اىل س���ينما الغزال���ة واتذكر‬ ‫كم���ا نطل���ب م���ن مديرتن���ا ومعلمتن���ا الس���يدة‬ ‫صاحلة ظافر يف مدرسة املدينة القدمية ‪ ،‬تعلمنا‬ ‫ان خنص���ص وقت���ا للق���راءة ‪،‬يف الرش���يد كان���ت‬ ‫هن���اك س���ينما خصص ي���وم االحد للنس���اء ‪ ،‬كنا‬ ‫نطل���ب منها انا وناجية بن عزي���زة وملعان القريو‬ ‫وفاطم���ة الس���وكين وودي���دة وعزيزة ش���قيقات‬ ‫أن تس���مح لنا بأن حنضر ولو س���اعة م���ن الفيلم‬ ‫املعروض الس���اعة العاش���رة صباحا ‪ ،‬بعد احلصة‬ ‫األوىل والثاني���ة ‪،‬كان���ت تث���ق بنا حنضر س���اعة‬ ‫ونرجع للمدرسة كما وعدناها‪...‬‬

‫مقب���ول يف جمتمعنا حيث كانت النظرة قاصرة‬ ‫للمرأة وتريد منها البقاء يف البيت فقط !!‬ ‫األس���تاذ الفاضل حسن ظافر بركان كان وزير‬ ‫االنباء واإلرش���اد من الذين اقرتحوا وحفاظا على‬ ‫مش���روعنا كي يس���تمر وبالدرجة األوىل يظهر‬ ‫‪ ،‬أش���ار لنا باس���م املركز الثقايف للمرأة الليبية ‪،‬‬ ‫استعنا بقانونيني لكي يضعوا لنا اللوائح وحنصل‬ ‫على الرتخيص بالقانون األساسي ‪ ،‬ساعدنا وقتها‬

‫عبدالرمحن اجلنزوري‬

‫• ُمؤسسة للمركز الثقايف للمرأة الليبية‬

‫•النادي ‪...‬حرام ! املركز حالل ‪...‬‬ ‫مربوك���ة ح���دود ‪ ،‬ليل���ى الع���رادي ‪ ،‬وام اخل�ي�ر‬ ‫العجيلي ‪ ،‬وعائش���ة الغنيمي ‪ ،‬وخدجية الكيالني‬ ‫‪ ،‬وخدوج���ة القله���ود ‪،‬وكانت أكربنا س���نا وهي‬ ‫قريب���ة والدت���ي ‪ ،‬كان���ت لنا اجتماع���ات من اجل‬ ‫تأس���يس نادي للمرأة والس���يدة نعيمة البيزنطي‬ ‫هي من تربعت لنا بشقتها وكنا نسرتشد بأرائها‬ ‫خلربته���ا وجتربته���ا ‪ ،‬الطريف وقته���ا يف ‪1961‬‬ ‫ت���ردد أن اختي���ار مس���مى ن���ادي يش�ي�ر اىل نوادي‬ ‫اجتماعي���ا غ�ي�ر مرغوبة وح���رام ! فم���ا كان منا‬ ‫ولك���ي نكم���ل حلمن���ا يف مركز خيص امل���رأة ان‬ ‫حن���ول امس���ه اىل املرك���ز ‪ ،‬كنا اعددنا ما يش���به‬

‫املذك���رة واتبعناه���ا بتوقيع املؤسس���ات للمركز‬ ‫‪ ،‬قابلن���ا ش���خصيات مس���ؤلة حكومي���ة وعرضن���ا‬ ‫مش���روعنا ودافعن���ا عنه م���ن أمثال ‪ :‬عب���د اجمليد‬ ‫كعب���ار‪ ،‬وحممود املنتص���ر حممود ب���و قويطني‬ ‫(قائ���د قوة دفاع برقة ) يف ش���ارع البلدية ‪ ،‬حظينا‬ ‫برتحيبه���م وال أنس���ى مرونتهم وس���هولة لقائهم‬ ‫‪ ،‬وكان���ت عباراته���م ‪ :‬انطلقن وهذه مش���روعات‬ ‫جي���دة ‪ ،‬األصع���ب يف املوض���وع كان ردود أفع���ال‬ ‫الش���ارع ‪ ،‬مل يرمحون���ا م���ن تعليقاته���م ‪ :‬معلمات‬ ‫ش���ابات غري متزوجات انيق���ات ومجيالت يؤجرن‬ ‫ش���قة ت�ت�ردد عليه���ن س���يدات يرغ�ب�ن يف حم���و‬ ‫أميتهن ‪ ،‬وتعلم الطباع���ة ‪ ،‬واحلياكة والتطريز‬ ‫‪ ،‬والتدبري املنزلي ‪ ،‬و يطالعن يف املكتبة‪....‬هذا غري‬

‫القانون���ي عبد الرمح���ن اجلن���زوري‪ ،‬وكنت قد‬ ‫س���لمت مذك���رة القان���ون األساس���ي للمرك���ز‬ ‫لألس���تاذ ب���ركان وكان معه ال�ل�ايف باخلري من‬ ‫غريان كان مكتبهما يف ميدان الشهداء ‪،‬‬

‫•سريتي واجلنزوري‬

‫كان عب���د الرمح���ن اجلن���زوري مل���ا يرتاف���ع يف‬ ‫احملاك���م يربط بني قضية موكله وبني الش���أن‬ ‫السياس���ي ال���ذي تعيش���ه الب�ل�اد ‪ ،‬اذك���ر ان���ه يف‬ ‫اح���دى امل���رات وه���ي األوىل أبري���ل ‪ 1973‬رج���ع‬ ‫للبيت وقتها كسروا زجاج النافذة وبعد حلظات‬ ‫مسعنا م���ن يطرق الباب كان ‪ -‬ضابطا كبريا ال‬ ‫اذك���ر امسه االن ‪ -‬ويطلب���ه للذهاب معه لدقائق‬ ‫الس���تجوابه ثم يرتكونه يف حال���ه ‪ ،‬لكنه مل يعد‬ ‫اىل ابريل ‪ 1974‬كنت اس���تنجد بأخوي واش���كو‬ ‫ألم���ي ‪ ،‬اتض���ح فيم���ا بعد ان���ه س���جن يف احلصان‬ ‫األس���ود ( برتابينيتو) اذكر ان رئي���س املخابرات‬ ‫الليبية وكان من اجلنوب اجلاج إحممد الغزالي‬ ‫(ت���ويف اهلل يرمح���ه ) كان مكتب���ه جب���وار جامع‬ ‫موالي حممد كان حياول أن يطمئن اخوتي عن‬ ‫عبد الرمحن ‪ ،‬س���جن معه عب���د اللطيف الكيخيا‬ ‫‪،‬وجمموع���ه من احملامني ‪ ،‬كن���ت أما لصغريتني‬ ‫وكان صعبا علي أن أظل بدونه وحاتي النفسية‬ ‫سيئة فالتجئت اىل بيت أهلي وصرت ابيت عندهم‬ ‫وكان أخواي عندما اعود من حني اىل اخر لبييت‬ ‫يؤانس���اني مبرافق�ت�ي واملبيت م���ع صغريتي رغم‬ ‫انشغاالتهما الوظيفية اليت تستلزم السفر أحيانا‬ ‫كان���ت ظرويف صعبة‪ ،‬اذك���ر انهم االمن اتصلوا‬ ‫بن���ا لزيارت���ه‪ ،‬يف س���جن احلصان األس���ود كانت‬ ‫تهمته رأيه الذي جياهر به ويدونه يف حماضره ‪،‬‬ ‫كن���ت اخذ معي صغريتي واحاول ان اخربهما ان‬ ‫والدهم���ا ضيف بهذا الن���ادي ومعه أصدقائه رغم‬ ‫اني كنت اش���عر انهما ادركت���ا مقر والدهما مبا‬ ‫يش���ي به من ظروف وتفاصيل عند الدخول إليه‬ ‫‪ ،‬الس���يد الغزالي يف احدى امل���رات واعتقد انه رأف‬ ‫حبالي وقال لي ‪ :‬عبد الرمحن مريض وس���يكون‬ ‫يف املستش���فى بش���ارع الزاوي���ة للع�ل�اج وبإمكانك‬ ‫رؤيته م���ع بناتك عندما يأت���ي اىل مكتيب ‪ ،‬كنت‬ ‫اجه���ز البن���ات واقط���ع الطري���ق راجلة م���ن بييت‬ ‫اىل مكت���ب املخاب���رات العامة الطمئ���ن على عبد‬ ‫الرمحن ‪ ،‬عندما اتصلوا بنا بعد اش���هر الس���تالمه‬ ‫وق���د ق���رروا اط�ل�اق س���راحه ‪ ،‬وتص���ورت انه���م‬ ‫سيرتكونه يف حالي لكن مناوشاتهم ومباغثتهم‬ ‫لبيتنا كانت ال تتوق���ف ‪،‬عمله يف نقابة احملامني‬ ‫فت���ح بابا للس���ؤال األمين عن���ه من جدي���د فكلما‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪19‬‬

‫عندما ش��اهدت ومسعت أصوات النساء واهلتافات ضد الطاغية القذايف ال اعرف اية‬ ‫مش��اعر انتابتين كما لو أن قليب يطري مبشاعره معهم وكنت امحل ُمسبقا احنيازا‬ ‫لفعل وإرادة وشجاعة أهل بنغازي‬

‫حض���ر اجتماع���ا أو التق���ى يف مج���ع م���ع زمالئه‬ ‫ليتدارس���وا ش���أن البالد كانت تقاريرهم األمنية‬ ‫ترصد كل ش���يء ‪ ،‬اذكر يف اح���دى املرات وعند‬ ‫منتص���ف الليل متاما رجع من لقاء كان قد متت‬ ‫استضافة أعضاء مهمني من األمم املتحدة ويبدو‬ ‫ان اجلن���زوري أخ���ذ راحت���ه يف بع���ض التعليقات‬ ‫الش���فافة عن أوض���اع البالد ‪ ،‬جاءت الس���يارة عند‬ ‫ب���اب البيت ونزل هو من س���يارته ب���روب احملاماة‬ ‫ويف يده ملف���ات رأيت اثنني منهم���ا يلتفان حوله‬ ‫وبدا لي انهما يس���حبانه وما مع���ه فصلرت انادي‬ ‫من الشباك على جارنا ‪ :‬ياحاج صاحل ياحاج صاحل‬ ‫ش���وف ش���ن صاي���ر لعب���د الرمح���ن ‪..‬؟؟ وبالفعل‬ ‫صراخ���ي واجت���اه جارن���ا ناحيتهم���ا ث���م اتس���عت‬ ‫الدائ���رة ليطل بعض من اجل�ي�ران أيضا ! فارتبك‬ ‫الرج�ل�ان االمني���ان يف ذلك الش���تاء الليلي وغادرا‬ ‫بهدوء ‪...‬‬ ‫ش���هدنا بعض���ا م���ن اهل���دوء والس���كينة وترك���وا‬ ‫عبد الرمحن لش���أنه وعمل���ه القانوني ‪ ،‬وحصلت‬ ‫حادثة بع���د اذ دعا القذايف تلة م���ن رجال القضاء‬ ‫واحملام�ي�ن الليبني مع ضيوف ع���رب اخرين من‬ ‫احت���اد احملام�ي�ن الع���رب ف���كان م���ن الق���ذايف ان‬ ‫انتب���ه للجن���زوري وطلب منه ان يوضح بالش���رح‬ ‫والتفصي���ل نقط���ة أراد الق���ذايف ان مين���ح أفكاره‬ ‫ذاك الضجيج اإلعالمي وس���ط احلض���ور فبادره‬ ‫اجلنزوري بلطف وأدب ‪ :‬يا اخ القائد ان هذا املقام‬ ‫( املأدب���ة ) ال ميك���ن ان يتيح اجملال لش���رح يطول‬ ‫وباإلم���كان تأجي���ل ذل���ك اىل حدي���ث خنصهم به‬ ‫عقب ه���ذه املأدبة‪ ،‬قال لي زوجي اجلنزوري فيما‬ ‫بعد كنت س���أبدو كما املناف���ق للضيوف فهؤالء‬ ‫زمالئ���ي م���ن اجلزائر وتون���س واملغ���رب وكنت‬ ‫ازوره���م يف بلدانه���م واكش���ف هل���م اوضاعن���ا‬ ‫البائس���ة حقوقي���ا يف ظ���ل نظام���ه الديكتاتوري ‪،‬‬ ‫فكي���ف لي أن أق���ول كلمة م���دح يف نظامه او ان‬ ‫اش���رح هل���م تنظريات���ه احلمق���اء والكاذب���ة ‪،‬كان‬ ‫عب���د الرمحن م���ن مناص���ري الث���ورة اجلزائرية‬ ‫وعم���ل يف اذاعته���م وعرفوه مناض�ل�ا منحازا هلم‬ ‫‪ ،‬مل يك���ن الق���ذايف ليغف���ر للجن���زوري زلته تلك‬ ‫يف حضرته ‪،‬بعد ش���هر تقريبا عل���ى تلك احلادثة‬ ‫ط���رق بابن���ا رج���ال االم���ن يطلب���ون اجلن���زوري‬ ‫ومازالت أتذكر ش���قيقيت ال�ت�ي واجهتهم قائلة ‪:‬‬ ‫يف كل مرة تأت���ون العتقاله حبجة وبغري حجة‬ ‫وتدع���ون انه مجع معلومات خلمس دقائق ويعود‬ ‫‪..‬لكنه يبقى لديكم واسرته تأكلها احلسرة مللنا‬ ‫منكم مللنا زياراتكم املباغتة ‪....‬اندلقت ش���قيقيت‬ ‫يف قرعه���م ورغ���م كل ذلك اخ���ذوه واعتقلوه يف‬ ‫ماي���و ‪ ، 1976‬واذكر اننا فقدن���ا أثره ومل نعرف‬ ‫م���كان اعتقال���ه ظل اخوت���ي وانا أيض���ا احل عليهم‬ ‫بالبحث عنه ‪ ،‬وصادف مرة ان شاهدت زوجة عبد‬ ‫العاط���ي العبيدي وكانت غ�ي�ر بعيدة عن منزلنا‬ ‫فخمنت انها قد ترأف حبالي وتساعدني بواسطة‬ ‫زوجه���ا ملعرفة مكان اعتقال عبد الرمحن ‪ ،‬رأيتها‬ ‫تدخل البيت بل انها حملتين لكنها رفضت مقابليت‬ ‫او حتى الس�ل�ام علي وحتييت كج���ارة ‪..‬خنقتين‬ ‫عربتي وانطلقت يف البكاء وقلت يف نفسي حسيب‬ ‫اهلل هو نعم الوكيل يف الظامل ومن يتبعه ‪...‬‬ ‫اىل ماي���و ‪ 1977‬فوجئت بتليفون يف الليل ‪ :‬اليس‬

‫هذا من���زل عبد الرمحن اجلنزوري ؟ اجبته ‪ :‬نعم‬ ‫‪ ،‬قال لي ه���ا هو بإمكانك التح���دث معه يف مصر‪،‬‬ ‫مت اته���ام اجلن���زوري بعالقته م���ع املعارض عمر‬ ‫احمليش���ي وانه من يكتب املادة اإلعالمية اليت تبث‬ ‫يف قناة املعارضة ‪ ،‬شعرت ان اجلنزوري يف موقف‬ ‫من ُلبس ُتهمة ُمفصلة عليه عن عمد وتقصد ‪....‬‬ ‫صغرت بي احلياة وكانت األمور تسري من سيء‬ ‫اىل أس���وء ‪...‬بالرغم من وقويف اسرتي معي طوال‬ ‫تع���رض عب���د الرمحن لالعتق���ال واالس���تجواب‬ ‫لكن�ن�ي ق���ررت ان يك���ون لبنات���ي حقه���م يف راتب‬ ‫والده���م الطبيع���ي اىل ح�ي�ن عودت���ه ‪ ،‬ف���كان أن‬ ‫اجته���ت اىل رجلي االمن س���عيد راش���د وعبد اهلل‬ ‫البش���اري كان���ا يف مكت���ب االمن بطريق الس���كة‬ ‫على ما اذكر دخلت عليها بل قطعت اجتماعهما‬ ‫وصرخت يف وجوههم كيف لكم ان تقطعوا رزق‬ ‫اطفال���ي ‪..‬اتقوا اهلل انا مرأة من اين اجد ما اعيلهم‬ ‫به ؟؟ رد راش���د زوجك خائن ومد لي أوراق وصاح‬ ‫هذا ما يكتبه زوج���ك ؟ رميت األوراق بطول يدي‬ ‫يف وج���ه البش���اري وضرب���ت بي���دي عل���ى طاولة‬ ‫اجتماعه���م ‪ ،‬واش���رت اىل بناتي وقلت له ‪ :‬س���أبيع‬ ‫ما أملك الجل بناتي وقد امس���ح وانظف الدرج يف‬ ‫بيوت الناس وإما اني سأس���لك طريقا ال اعرف ما‬ ‫نهايته ‪...‬خرجت ال أرى امامي شيئا ‪..‬وكان العيد‬ ‫على األبواب ‪...‬بعد أيام كان عز الدين اهلنشريي‬ ‫امام بييت ومد بشيك وقال لي اكتيب املبلغ الذي‬ ‫تريدينه ‪ ،‬قلت له ‪ :‬أرجع هذا الشيك ملن أعطاه لك‬ ‫وق���ل له بارك اهلل فيك ‪ ،‬لن أقبل إال مرتب زوجي‬ ‫‪...‬افرجوا عن مرتبات زوجي ‪...‬‬ ‫س���جن عب���د الرمح���ن احلن���زوري م���ن ‪1984‬‬ ‫وحتى ‪ 1988‬فيما بعد متت تس���وية مرتباته بعد‬ ‫السيدة فطيطيمة يف شبابها‬ ‫خروجه من الس���جن ‪ ،‬كانوا قد فصلوه لس���نوات‬ ‫لغيابه ‪ ،‬تس���مى اس���تقالة اعتبارية ذهبت ملس���ؤل وكان رفق���ة زوج���ي ثالث���ة رج���ال م���ن عائل���ة‬ ‫الداخلي���ة ‪ ،‬وقلت له ‪ :‬ه���ل كنتم تعرفون أين هو االبشات ‪،‬وسيد اخر حمامي كانت وجوههم ُتنبأ‬ ‫اجلنزوري لتنفذوا يف حقه اس���تقالة اعتبارية ؟‪ ...‬عن معاملة س���يئة جدا ‪ ،‬تصوري فيما بعد كنت‬ ‫أزور ُه وعندم���ا اغ���ادر ُه أجد اإلط���ارات بأمجعها (‬ ‫هل سألتم عنه ؟‬ ‫ُ‬ ‫مفشوش���ة ) عدا العبارات البذيئة واملُهينة يف حق‬ ‫اذك���ر أن اجلن���زوري ربطت���ه عالقة باحمليش���ي‬ ‫وكان ق���د دع���اه حلض���ور انفصال���ه ع���ن زوجته زوجي عبد الرمحن اجلنزوري رمحه اهلل ‪.‬‬ ‫وكان���ت املخاب���رات الليبية ق���د رصدته هناك يف •يف بنغ��ازي الث��ورة متني��ت أن��ي معه��م‬ ‫‪ 1977‬واتصل���وا بنا وطلبت منهم ان أحلق‬ ‫يرجع���وهبهإليانا هناك حلظة بلحظة ‪...‬‬ ‫وبنات���ي فأخ���ذوا جواز س���فري ومل‬ ‫أول مشاهد الثورة عرب القنوات العربية واألجنبية‬ ‫لألس���ف ‪ ،‬إال بعد فرتة طويلة ‪ ،‬ثم كانت الطامة‬ ‫الك�ب�رى ‪ 1984‬مت القبض علي���ه ظل لدى االمن ومن مدينة بنغازي وخاصة ليلة ‪ 14‬من فرباير ‪،‬‬ ‫لس���تة أشهر ومل نعلم عنه شيء ‪ ،‬حتى أني وأخي وعندما شاهدت ومسعت أصوات النساء واهلتافات‬ ‫خرجنا اىل س���جن بوسليم لنس���أل عنه فقالوا لنا ضد الطاغية القذايف ال اعرف اية مشاعر انتابتين‬ ‫أن���ه غري موجود بالس���جن ‪ ،‬يف يوم من األيام وقد كم���ا لو أن قل�ب�ي يطري مبش���اعره معهم وكنت‬ ‫كنت معلمة يف مدرسة جامع املغاربة ومديرتنا امحل ُمس���بقا احنيازا لفعل وإرادة وشجاعة أهل‬ ‫الس���يدة صاحلة عراب بن عمران ‪ ،‬تصوري كان بنغازي ومقارعتهم للطاغية أثناء حكمه األس���ود‬ ‫ي���وم مخيس جاءني احد رجال االمن يف املدرس���ة ‪ ،‬وال اخفي���ك أوم���ن باملثل القائل م���ادار الذيب ما‬ ‫وكانت مديرتنا قد هدأت من روعي وبأنها معي ك���ره الراعي ‪ ،‬فهناك م���ن تبع الق���ذايف وعبيده‬ ‫وعل���ي أن ال أخاف ‪...‬رجل االمن قال لي ويف إدارة م���ن متاه���وا مع���ه يف طغيان���ه ومل حياول���وا حتى‬ ‫املدرسة ‪ :‬جهزي نفسك انت وبناتك وستمر عليك النأي بأنفس���هم عن تطبيق نذالت���ه وأوامره ضد‬ ‫س���يارة االمن ألخذك لرؤية زوجك عبد الرمحن شعبه فال أعتقد ان القذايف كان بإمكانه ان تكون‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وجه���زت ابن�ت�ي الصغ�ي�رة‬ ‫رجع���ت اىل البي���ت ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫عيونه الف ع�ي�ن او مسعه يصل اىل عقر ديار من‬ ‫والكب�ي�رة رفض���ت الذهاب ‪ ،‬ط���وال الطريق الذي‬ ‫يعذبونهم وحيطمون نفس���ياتهم ‪ ،‬أمتنى ان نفكر‬ ‫مل اعرف���ه اىل أين س���يؤدي بنا ؟ كان رجل االمن‬ ‫يكث���ر م���ن الوصاي���ا واالوامر وصلنا اىل الس���جن يف ليبي���ا الي���وم وأن نتصاحل وان نتح���اور ونلتقي‬

‫عل���ى طاولة النق���اش وتقرير مصرين���ا يكفي ما‬ ‫ذقن���ا من مر خ�ل�ال األربعني عام تعاس���ة وخراب‬ ‫م���ا بعده خراب مازلنا حنصد نتائجه حتى اليوم ‪،‬‬ ‫الليبني عليهم ان يعتربوا مما عشناه مع الطاغية‬ ‫عليه���م ان يتكاثف���وا لبن���اء بلده���م ويتغاضوا عن‬ ‫أخطائه���م وال يقف���وا عند التفاصي���ل اليت تقطع‬ ‫وصلنا بعد س���نني الفرقة والف�ت�ن ‪ ،‬وأريد توجيه‬ ‫رس���الة اىل وس���ائل االعالم امجع���وا وال تفرقوا ‪،‬‬ ‫النصيحة والدعوة للم الش���مل ال ترفعوه ش���عارا‬ ‫دون أن جتعل���وا براجمك���م وضيوفك���م حمملني‬ ‫بالدع���وة الرصين���ة واملدعوم���ة بق���راءة تارخينا‬ ‫الوط�ن�ي ال���ذي مثل من���اذج خرية ممثل���ة لذلك ‪،‬‬ ‫حنت���اج اعالم مس���ؤول وليس تابع أو مس���يء اىل‬ ‫طرف ‪ ،‬اس���تعدنا ليبيا من براثن الظلم والطغيان‬ ‫وعلين���ا ان ال نعيد تارخينا تاريخ العنف واالقصاء‬ ‫والس���حق واحمل���ق من واح���د أوحد مل ي���درك ان‬ ‫حلظ���ة ما يق���رر ش���عبه نهايته لن ينفع���ه تعاليه‬ ‫وتكربه وتابعيه ‪ ،‬الش���عب اللي�ب�ي فعل ذلك مؤمنا‬ ‫بغ���د يصنعه البن���اءه أفض���ل من أمس���ه البغيض‬ ‫وعلينا ان نتعب الجل ذلك ‪...‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫ورش عمل ألعداد مرتشحات جلنة الستني‬ ‫مع صدور القانون الذي يرتب الية انتخابات جلنة الس���تني ومع ختصيص املقاعد الس���ت لكوتا املراة املش���اركة يف صياغة‬ ‫الدس���تور نش���طت جمموعة من املؤسس���ات الوطنية والدولية لرعاية أنشطة توعوية من جهة وترش���يدية من جهة أخرى‬ ‫ملن تفكر يف ترش���يح نفس���ها خلوض االنتخابات ‪ ،‬ومن ذلك ما رعاه واش���رف عليه املعهد الوطين الدميقراطي ( ( ‪ NDI‬يف‬ ‫األس���بوع األول من أكتوبر ‪ 2013‬بفندق املهاري بطرابلس والذي اس���تهدف إقامة ورش عمل لنخبة من الناش���طات على‬ ‫مستوى البالد والراغبات يف الرتشح للجنة الدستور ‪ .‬ميادين تابعت الورش ورصدت أراء بعض من املرتشحات الليبيات ‪.‬‬ ‫طرابلس – عائشة حسني صوكو ‪.‬‬

‫األس��تاذة جني��ة جن��م عض��و هيئ��ة التدري��س جامع��ة‬ ‫طرابلس ‪:‬‬ ‫تأت جبديد نفس احملاور السابقة!‬ ‫هذه الورشة مل ِ‬ ‫لق���د حضرت ع���دة ورش���ات عم���ل وهذه الورش���ة‬ ‫ت���أت جبدي���د نفس احملاور الس���ابقة ‪،‬أنا أس���عي‬ ‫مل ِ‬ ‫لرتش���ح جلن���ة ‪ 60‬الن هن���اك قضاي���ا مهم���ة جداً‬ ‫لليبيني م���ن بينها قطاع التعلي���م ‪،‬فالبد من وضع‬ ‫قواع���د مقنن���ة وصارم���ة وحديثة لرفع مس���توي‬ ‫العملية التعليمية خلل���ق املواطن الصاحل ‪،‬فهنالك‬ ‫عق���ول والي���ات ال�ت�ي تس���اهم يف أجن���اح العملي���ة‬ ‫العلمية يف امل���دارس وكيفية تطبيق تلك اآلليات‬ ‫‪،‬م���ع احرتامي للذين يبذلون جه���داً لتقديم أفضل‬ ‫م���ا لديه���م ‪،‬ولك���ن تبق���ى العملي���ة التعليمية دون‬ ‫املس���توى يف كل يوم مآسي هذا ما الحظناه فيمن‬ ‫خرجوا م���ن الثانويات والذين يلتحق���ون بالكليات‬ ‫العليا ‪،‬وأيضاً أمتنى أن أشارك يف وضع أو بناء لبنة‬ ‫لقانون املرور أو قواعد املرور (الس�ي�ر والقيادة ) فال‬ ‫يوجد أخالقيات فأنا كنت أعيش لفرتة طويلة يف‬ ‫اخلارج يف دولة أوربية حوالي ‪ 12‬س���نة مل حيدث‬ ‫ً‬ ‫ح���ادث س�ي�ر واحد يف تل���ك الدولة نظ���راً لتقيدهم‬ ‫بأخالقي���ات القي���ادة الصحيحة ‪،‬وتطبي���ق القانون‬ ‫‪.‬وأمتنى أن يعم األمن والسالم لبالدنا ‪.‬‬ ‫فريوز يوسف ‪ -‬رئيس مجعية نداء طفل طرابلس‬ ‫ادعو النساء للثقة بأنفسهن والتقدم للرتشح ‪.‬‬ ‫الربام���ج ال�ت�ي تقدمه���ا ‪ ndi‬ناجح���ة إىل ح���د ما ‪،‬‬ ‫حي���ث ميكن تكوي���ن ش���بكات التواصل بني النس���اء‬ ‫من خمتلف ربوع ليبيا ‪،‬وأنا ش���خصياً أستفدت من‬ ‫النقاشات واآلراء املطروحة من النساء داخل الورشة‬ ‫أكثر م���ن ما يوزع م���ن تقارير مكتوب���ة ‪،‬حيث أن‬ ‫طرح املعلومات يف وج���ود جتارب وتدريبات عملية‬ ‫تعطينا طاقة اكرب لنستوعب املواضيع واآلراء من‬ ‫فئ���ات خمتلفة االهتمام���ات واخلربات‪،‬وأمتنى من‬ ‫أي م���رأة ليبي���ة ترى يف نفس���ها الكف���اءة الناجحة‬ ‫واخل�ب�رة يف جم���االت املختلف���ة أن تدفع بنفس���ها‬ ‫س���واء أن كان���ت صغرية يف العم���ر أو كبرية املهم‬ ‫اخل�ب�رة إلجي���اد احلل���ول وصياغ���ة الدس���تور اليت‬ ‫سيكون مرجع وأساس لسنوات القادمة ‪.‬‬ ‫ربيع��ة قاج��وم ‪ :‬أذا أردت أن تع��رف م��دى رقي ش��عب ما‬ ‫فانظروا إىل نسائهم‬ ‫الدورة ممتازة ولقد حضرت عدة دورات يف جمال‬ ‫السياس���ة مثل ه���ذه الدورات والربام���ج اليت غالبا‬ ‫م���ا تزيد الوع���ي عند املرأة الليبي���ة ‪ ،‬فاملرأة جديدة‬ ‫العهد وقد كانت بعيدة جداً عن ممارسة السياسة‬ ‫يف أج���واء دميقراطية ‪،‬علما ب���أن أي تطور جملتمع‬

‫يكون بالنساء ‪،‬وهنالك مثل يقال أذا أردت أن تعرف‬ ‫مدى رقي شعب ما فانظروا إىل نسائهم ‪،‬يعين رقي‬ ‫اجملتمع���ات برق���ى امل���رأة ‪،‬فل���و كانت ح���دود كل‬ ‫النس���اء بيوته���ن وأوالده���ن فقط فمن س���يضمن‬ ‫حق���وق األجي���ال القادم���ة م���ن بناتن���ا ‪ ،‬وأمتنى أن‬ ‫تعطي امل���رأة صوتها للمرأة ويك���ون هناك ثورة يف‬ ‫ذل���ك بعكس ماجرى يف انتخاب���ات املؤمتر الوطين ‪،‬‬ ‫فصناديق االقرتاع اليت تش���كل النس���اء جزء كبريا‬ ‫ممن يضعن اصواتهن ‪ ،‬وهلا الدور الكبري يف حتديد‬ ‫مي���ل مي���زان القوى للتغ�ي�ر لالفض���ل يف اجملتمع ‪،‬‬

‫ودعمها للوصول إلي جلنة الس���تني ‪،‬وأهم القضايا‬ ‫ال�ت�ي تدافع عنها املرآة بقوة هي احلقوق واحلريات‬ ‫بصف���ة عامة ملا هلذه القضايا م���ن أهمية يف تعزيز‬ ‫املواط���ن وخل���ق االس���تقرار فمن خالهلا نس���تطيع‬ ‫حتقي���ق التنمي���ة ‪ ،‬فمش���كلة املرآة هي قل���ة الوعي‬ ‫وهذا الدستور سوف يس���تمر ألجيال وعلينا وضع‬ ‫دستور شامل وكامل ‪.‬‬ ‫مسرية بو خطوة ‪ُ :‬مذ أوقف الطاغية س���نوات انقالبه‬ ‫دستور البالد فقدنا معنى احلياة السياسية‪.‬‬ ‫حنن منر مبرحلة تأس���يس حي���اة الجيالنا املقبلة‬

‫فه���ي نص���ف اجملتم���ع ونس���بة كبرية من النس���اء‬ ‫متعلمات ولكن نظراً لطبيع���ة اجملتمع الذكوري‬ ‫وس���يطرته فتجده���ا ربة بيت و بش���هادة دكتوراة‬ ‫معلقة على جدران املنزل وهي غري فاعلة وطنيا ‪.‬‬ ‫عواط��ف أمح��د رئيس��ة وح��دة متابع��ة مكت��ب التعليم‬ ‫وادماج الفئات اخلاصة (ذوي اإلعاقة)‪:‬‬ ‫جيب ان تشارك املرأة يف صياغة بنود الدستور‬ ‫أش���كر ‪ ndi‬ال�ت�ي تتي���ح الف���رص لتواج���د النس���اء‬ ‫م���ن رب���وع ليبي���ا برغ���م اخت�ل�اف وجه���ات النظ���ر‬ ‫والتوجه���ات والثقاف���ات ‪،‬وامل���رأة الب���د أن يكون هلا‬ ‫اخل�ب�رة والدراية التام���ة بكافة األمور اليت س�ت�رد‬ ‫يف دس���تور البالد ‪ ،‬فبنوده جيب ان تش���ارك املرأة يف‬ ‫صياغتها واملصادقة عليها ‪ ،‬وتدافع بقوة عن حقوق‬ ‫املرأة يف التعلي���م والصحة واالمن واملواطنة خالل‬ ‫املرحلة القادمة ‪.‬‬ ‫ثريا عبد السالم سبها عضو مجعة مافو‬ ‫هذه الورش���ة تستهدف املرش���حات للجنة الستني ‪،‬‬ ‫هي جد قيمة وطبعا عملية التوعية واليت تستفيد‬ ‫منه���ا النس���اء األخري���ات الغ�ي�ر املرش���حات حينما‬ ‫ننقل هل���ن ما نتعلمه هنا لتوعيته���ن ملناصرة املرآة‬

‫ألول م���رة من���ذ أوق���ف الطاغي���ة س���نوات انقالبه‬ ‫دس���تور البالد فقدن���ا معنى احلياة السياس���ية اليت‬ ‫تق���ف عل���ى اس���انيد دميقراطية ‪ ،‬يف هذه الورش���ة‬ ‫تق���دم لن���ا التوعي���ة واملعلوم���ات ال�ت�ي تق�ت�رب من‬ ‫الدساتري ‪ ،‬وتعمل ‪ndi‬علي تثقيف النساء وختص‬ ‫بنش���اطها الراغبات يف الرتش���ح وأنا أشجع واناصر‬ ‫املراة لدخول جلنة الس���تني ويكون هلا دور أساسي‬ ‫يف صياغة الدستور ‪.‬‬ ‫حن��ان الفخاخ��ري – درن��ة ‪ :‬أرغب بالرتش���ح للجنة‬ ‫الستني بدافع احلفاظ علي حقوقي كمرأة ليبية‬ ‫أرغب بالرتش���ح للجنة الستني بدافع احلفاظ علي‬ ‫حقوقي كم���رأة ليبية وأيضا للمس���اهمة يف بناء‬ ‫الدولة عرب الدس���تور ‪،‬وهذا الدستور يضعه أعضاء‬ ‫جلن���ة الس���تني ‪،‬ال نري���د أن جنل���س يف املتاهة بعد‬ ‫الي���وم ‪،‬ومير الوقت دون أي أجناز ‪،‬فلجنة الس���تني‬ ‫مهمة ج���داً‪ ،‬امل���رأة ال تناصر هذا ما رأيت���ه والواقع‬ ‫وأمنا جتدي���ن الرجال يصوتون ويس���اعدون املرأ ة‬ ‫أكثر من النساء جتاه بعضهن ‪ ،‬ومثل هذه الورش‬ ‫ال�ت�ي تقدمه���ا ‪ ndi‬مهمة جداً لتوعي���ة والتثقيف‬ ‫ويف كل مرة تأتي جبديد يف غاية األهمية ‪.‬‬ ‫فتحية حممد أدم ‪ -‬سبها مجعية بشائر اخلري‬ ‫أن���ا أول م���رة أت���ي واتعلم م���ن مثل ه���ذه امللتقيات‬ ‫فلجنة الس���تني اس���تحقاق املرحلة القادمة ‪ ،‬وهلذا‬ ‫كان تركيز ه���ذه املنظمة علي اجلانب النس���وي‬ ‫يف املوضوع احلق���وق واحلريات اليت جيب ان توثق‬ ‫للنس���اء ‪ ،‬فالبد لعضو جلنة الس���تني ان يكون ُملما‬ ‫بالوض���ع الراهن لليبي���ا فمثل ه���ذه الربامج تعمل‬ ‫على رفع كفاءة السيدات ملس���توى االملام والعناية‬ ‫مبا حيمله الدستور من أهمية ‪.‬‬ ‫مسية فرج )طبيبة( ‪ :‬مواطنة املرأة تتهدد يف كل يوم ‪.‬‬ ‫أهت���م أكث���ر للش���أن الع���ام ‪ ،‬ومث���ل ه���ذه الربامج‬ ‫والن���دوات ترفع م���ن كفاءتن���ا وأهتماماتنا وتزيد‬

‫م���ن معارفن���ا وخربتن���ا يف الثقاف���ة الدس���تورية‬ ‫والدميقراطي���ة فم���واد الدس���تور متع���ددة وان‬ ‫كان اساس���ياتها ش���ريعة الب�ل�اد وش���كل نظ���ام‬ ‫احلك���م واحلقوق واحلريات ورغ���م ميولي الطبية‬ ‫والصحية أال أن���ه يهمين أن ابادر بالرتش���ح حفظا‬ ‫وضمان���ا ملا نس���عى لصياغت���ه يف الدس���تور لصاحل‬ ‫مواطنة املرأة اليت تتهدد حريتها اليوم ‪.‬‬ ‫الزهراء أمحد (مجعية أحرار ليبيا ) سبها‪.‬‬ ‫اريد أن اضمن حياة وصحة شبابنا‬ ‫كل أهل اجلنوب يشكون من جتار املخدرات واليت‬ ‫أصبح���ت منتش���رة و يتعاطها األطف���ال باملدارس‬ ‫االبتدائي���ة والذي���ن أعمارهم ال تتجاوز ‪ 14‬س���نة‬ ‫فهذه كارثة أصبحت تهدد ش���بابنا بناة املس���تقبل‬ ‫‪ ،‬فبوج���ود الدس���تور ال���ذي يصوغها أعض���اء جلنة‬ ‫الس���تني والنساء منهن نس���تطيع القضاء على هذه‬ ‫الظاهرة وخصوصا لو ش���اركت املرآة وبقوة فأنها‬ ‫أكث���ر حرص���ا ومتابع���ة ألبنائه���ا وأكث���ر فهم���اً‬ ‫ملتطلباتهم ‪.‬‬ ‫وفاء أمح��د احلصادي (نائبة ومنس��قة لرابطة ثوار‪17‬‬ ‫فرباي��ر درن��ة ) ‪:‬س���ادفع واناص���ر امل���رأة لتنتحب يف‬ ‫جلنة الستني‬ ‫أمتنى أن أترش���ح للجنة ‪ 60‬وأك���ون قدوة ولكن‬ ‫الظ���روف ال تس���مح لي ومع ذلك س���أدفع وأناصر‬ ‫امل���رأة الليبي���ة أكثر م���ن الرجل س���أدعمها بكافة‬ ‫الط���رق ‪،‬فحن نعان���ي وال زلن���ا نعان���ي العديد من‬ ‫املش���اكل أوهلما مشكلة البيئة واملتعلقة بالنفايات‬ ‫ومش���كلة البطالة والفس���اد اقتصادي أمتنى إجياد‬ ‫حل جدري هلذه املشاكل ‪.‬‬ ‫مجيلة منري ناش���طة سياس���ية (مدير التنس���يقية‬ ‫لرياض األطفال) (عضو يف االحتاد النسائي )‪ :‬أري‬ ‫األمن ومجع السالح هي أولويات املرحلة القادمة‬ ‫أري األم���ن ومجع الس�ل�اح ه���ي أولوي���ات املرحلة‬ ‫القادم���ة ألن���ه بوج���ود األم���ن نس���تطيع احل���راك‬ ‫حبرية لبن���اء وتطوير البالد ‪،‬وأمتنى من احلكومة‬ ‫القادمة االهتمام بالش���باب ‪،‬هذه احلكومة الفاشلة‬ ‫مل تقدم أي بوادر حتسن ألوضاع الشباب الذين هم‬ ‫أس���اس لبناء الدولة ‪،‬لو فكرنا بالش���باب هلم دور يف‬ ‫مجع الس�ل�اح من الش���ارع اللييب ‪،‬فالشباب يف ليبيا‬ ‫أصبحوا يعانون من البطالة وعدم وجود التعيينات‬ ‫وحت���ى العقود مقيدة ‪،‬وأصبح الش���اب اللييب يأخذ‬ ‫ما يريده بقوة السالح والسرقة ‪ ،‬ولو وفرت الدولة‬ ‫هل���م إالمكانيات وخلقت هلم ف���رص العمل ألرتاح‬ ‫الشباب نفسيا ‪،‬وكذلك البد من االهتمام بالطفل‬ ‫كونه اجليل الصاعد وأس���اس بالد وشعب مثقف‬ ‫وواعي ‪.‬‬ ‫أميمة حممد البشري ‪،‬معلمة وناشطة (سبها ) ‪:‬‬ ‫م���ن الصعب إجي���اد مثل ه���ذه الورش���ات التوعوية‬ ‫والربامج الثقافية بسهولة يف مناطقنا‪.‬‬ ‫الورش���ات اليت تقدمها ‪ ndi‬أس���تفدت منها كثرياً‬ ‫فهي تس���اعدني عل���ى أخذ اخلط���وات لبن���اء الذات‬ ‫ً‬ ‫فمث�ل�ا تعرفن���ا عل���ى ط���رق الرتش���ح واالنتخ���اب‬ ‫ومفاهيم الدميقراطية ‪،‬وتقبل الرأي والرأي األخر‬ ‫‪،‬وكم���ا أنه من الصعب إجياد مثل هذه الو رش���ات‬ ‫التوعوي���ة والربامج الثقافية بس���هولة يف مناطقنا‬ ‫أن مل تقدمها لنا ‪ ndi‬بإمكاناتها كمؤسسة دولية‬ ‫داعم���ة للعم���ل املدن���ي الدميقراطي���ة يف املرحل���ة‬ ‫االنتقالية الليبية ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪21‬‬

‫حياتي‬ ‫رقية دومة‬ ‫تس���مرت عيونها على س���قف احلجرة عسى‬ ‫أن جتد فيه إجابة عجزت لسنوات أن جتدها‬ ‫‪ .‬طيل���ة التس���ع عش���رة س���نة املاضي���ة ظلت‬ ‫هي الزوجة احملظوظ���ة بنظر اجلميع ‪ ،‬هي‬ ‫فقط كانت تعلم أنه ال ّ‬ ‫يكن هلا حباً بالقدر‬ ‫الذي يظنون ‪ .‬كان حيرص على أن يبتس���م‬ ‫يف وجهه���ا صباح���اً وحيتم���ل كل مزاجاتها‬ ‫املتقلبة وال ينس���ى أن يذكره���ا بأنه حيبها‬ ‫ويطل���ب منه���ا أن تهتم بنفس���ها وه���و خارج‬ ‫للعم���ل ‪ .‬وكان دوم���اً بطريقة آلية ميس���ك‬ ‫يده���ا يف كل األماكن املزدمحة ‪ ،‬ويتذكر‬ ‫كل مناس���باتها حت���ى ال�ت�ي تنس���اها ه���ي ‪.‬‬ ‫يرحيه���ا يف كل أم���ور احلي���اة وه���ي تعرف‬ ‫متاماً أنه يفديها بأغلى ما ميلك س���وى قلبه‬ ‫فهو ال ميلكه لكي يعطيها إياه ‪.‬‬ ‫كل ه���ذه الس���نني وهو ال���زوج املثالي احملب‬ ‫العط���وف الطيب الكريم ولكن���ه أبداً مل يكن‬ ‫العاش���ق ‪ .‬وكانت هي تتمن���ى أن تزول كل‬ ‫ه���ذه الصفات اليت حتس���دها عليها النس���ــاء‬ ‫مقابل حلظة عشــق واحدة ‪ .‬كانت تنظر يف‬ ‫عيونه حبــثاً عن ومضة حب ‪ ،‬ش���وق ‪ ،‬هلفة ‪،‬‬ ‫أو حتى شك ‪ ،‬شيء آخر غري االهتمام األبوي‬ ‫ال���ذي حاصره���ا به طيل���ة س���نوات زواجهم‬ ‫‪ .‬مل تس���تطع حت���ى أن تتضاي���ق منه لس���بب‬ ‫وجيه خ�ل�ال كل هذه الف�ت�رة ‪ ،‬فهو بصربه‬ ‫وحنان���ه كان يغيظها أكثر ‪ .‬كانت تنفعل‬ ‫وتتضاي���ق منه كثرياً فه���و مل جيرحها ومل‬ ‫خينها وحتى مل يغفل عن مغازلتها باستمرار‬ ‫وعندم���ا يالطفها ويس���أهلا عم���ا بها تغضب‬ ‫أكث���ر ولكنه���ا تع���رف أنه���ا ال تس���تطيع أن‬ ‫تلوم���ه ‪ ،‬فليس بيده حيلة ‪ .‬تعرف أنه يتمنى‬ ‫أن حيبه���ا كما تريد أكث���ر مما تتمنى هي‬ ‫لك���ن قلبه لي���س بأمره ‪ ،‬لقد أقف���ل بابه منذ‬ ‫زم���ن ‪ .‬رغ���م كل مجاهل���ا وأنوثته���ا وحبها‬ ‫الكبري له مل تس���تطع أن جتعله ينسى مريم‬ ‫‪ .‬مريم اليت كانت حبيبتها وحبيبته ‪ ،‬مريم‬ ‫اليت كانت حتبها ألنها أختها وأقرب إنسانة‬

‫لقلبها ‪ ،‬أليس���ت توأمها اليت تعلمت معها أول‬ ‫خطوات مش���يهما ‪ ،‬توأمها اليت حفظت معها‬ ‫أول ح���رف يف األجبدية ‪ ،‬توأمه���ا اليت تأملت‬ ‫ألمله���ا وفرح���ت لفرحها ‪ ،‬توأمه���ا اليت نبض‬ ‫قلبها معها لنفس الشخص ‪.‬‬ ‫كانت مرحلة الدراس���ة الثانوية من أكثر‬ ‫س���نوات عمرهم���ا قرب���اً ‪ ،‬تل���ك الف�ت�رة ال�ت�ي‬ ‫من���ت فيه���ا أفكارهم���ا وأجس���ادهما فكانت���ا‬ ‫نس���خة واح���دة ‪ ،‬حت���ى اختي���ار مالبس���هما‬ ‫وألوانه���ا كان متطابقاً ‪ .‬كانت الطريق إىل‬

‫مدرس���تهما مت ّر بدكان والده الذي تعودت‬ ‫مريم أن تش�ت�ري منه قطع الكيت كات اليت‬ ‫تستعملها للمحافظة على مستوى السكر يف‬ ‫جسمها وكي ال حتدث معها غيبوبة السكر‬ ‫ال�ت�ي رافقتها منذ أن كانت يف الس���ابعة من‬ ‫عمره���ا ‪ .‬تل���ك احلادث���ة اليت ما زال���ت زمزم‬ ‫تلوم نفس���ها عليها فلو كانت موجودة معها‬ ‫وقته���ا ملا نامت حتت س���يارة والدهما وحدث‬ ‫ذاك املوقف املرعب الذي أجفل أباهما عندما‬ ‫انتبه لوجود مريم قريبة من عجلة الس���يارة‬ ‫فص���رخ عليها بقوة وأيقظه���ا بغضب أرعبها‬ ‫فأغم���ي عليه���ا ‪ .‬ومن���ذ ذاك الوق���ت ومري���م‬ ‫تتع���رض لنوبات اخنفاض مس���توى الس���كر‬ ‫يف جس���مها ‪ .‬مل تك���ن تعل���م أن مري���م تتعمد‬ ‫أن تش�ت�رى من ه���ذا احملل خاص���ة ألجل أن‬ ‫تتصب���ح ب���ه بل بالعك���س ظنت أنه���ا هي من‬ ‫حايل عل���ى مريم لتدخل حملل وال���ده يومياً‬ ‫دون سواه ‪.‬‬ ‫كان ش���اباً يف س���نته األخ�ي�رة يف اجلامع���ة‬ ‫جمتهداً خلوقاً وعلى ق���در كبري من الرقي‬ ‫وال���ذوق وحب���اه اهلل بوج���ه مالئك���ي يش���عر‬ ‫الناظ���ر إلي���ه باالطمئنان حتى بدون س���ابق‬ ‫معرف���ة ‪ .‬يف بداي���ة األمر ظن���ت كل واحدة‬ ‫منهم���ا أن تواجده صدفة ثم بدأ األمر يتغري‬ ‫حت���ى أصبح ع���ادة ثابت���ة ال تتغ�ي�ر حتى يف‬ ‫األي���ام املاط���رة ‪ .‬كان ه���ذا الش���يء الوحي���د‬ ‫ال���ذي مل يتحدث���ا فيه ‪ ،‬مل تع���رف أي منهما‬

‫ألج���ل م���ن كان يأت���ي ‪ ،‬فهما نس���خة طبق‬ ‫األص���ل حت���ى نظ���ارة مريم الطبي���ة كانت‬ ‫زمزم تس���تعمل نظارة عادية مطابقة هلا يف‬ ‫الش���كل ك���ي ال يفرق أح���د بينهم���ا ‪ .‬هو مل‬ ‫يتح���دث معهما ‪ ،‬بل مل ميع���ن النظر إليهما‬ ‫‪ ،‬فقط جيه���ز الكيت كات قب���ل حضورهما‬ ‫ليقدمه���ا ملريم ويأخذ منه���ا النقود ويضعها‬ ‫بطريقة آلية يف الدرج املواجه للباب ‪.‬‬ ‫ج���اء صوت عب���د اهلل عالياً مبتهج���اً كعادته‬ ‫وه���و ين���ادي عليه���ا لريجعه���ا لعامله���ا الذي‬ ‫اعتادت���ه وأحبته ولكن أب���داً مل تكن هي فيه ‪.‬‬ ‫كانت حتيا حياة غريها بكل تفاصيلها حتى‬ ‫أنها هي نفسها تنسى أحياناً كثرية من هي ‪.‬‬ ‫نهضت من فراش���ها وحاولت أن ترتب نفسها‬ ‫قلي ً‬ ‫ال ‪ .‬وقفت أمام املرآة ورمست على وجهها‬ ‫تلك االبتسامة اليت أصبحت تعرف طريقها‬ ‫لوجهها يومياً دون أن تتجرأ أن تتقدم خطوة‬ ‫واحدة جتاه قلبها ‪.‬‬ ‫"احلم���د هلل على الس�ل�امة ‪ ،‬مل���اذا مل ختربني‬ ‫أنك ستأتي طرابلس اليوم كنت جهزت لك‬ ‫أكالت���ك املفضل���ة" ‪ .‬قالت ه���ذا وهي تغمره‬ ‫حبنانها الذي عش���قه دائماً فهو مل يشعر أبداً‬ ‫أنه���ا خالته بل ه���ي أمه حت���ى عندما كانت‬ ‫أمه ما تزال حية ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫جزء من رواية بنفس العنوان مل تصدر بعد‬


‫‪22‬‬

‫نوفمبر‬ ‫الثانية‪11 -‬‬ ‫السنة (‬ ‫السنة) ‪-‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪130‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪29‬يونيو‪/‬‬ ‫‪-2)2013‬‬ ‫العدد (‪59-‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر ‪4‬‬ ‫‪ 26‬ـ(‬ ‫‪- ) (129‬‬ ‫الثالثة‪-5‬‬

‫مؤسسة املستقبل‬ ‫مؤسسة املستقبل هي مؤسسة دولية غري حكومية و غري هادفة‬ ‫للربح مس���جلة ل���دى وزارة الثقافة و اجملتم���ع املدني يف ليبيا‬ ‫حتت رق���م (‪ .)32‬تهدف املؤسس���ة اىل دعم مب���ادرات منظمات‬ ‫اجملتمع املدني يف دول الشرق األوسط ومشال افريقيا‪.‬‬ ‫عمال بالتش���ريعات و القوانني املعمول به���ا يف الدولة الليبية و‬ ‫بالتعاون و التش���اور مع وزارة الثقافة و اجملتمع املدني الليبية‬ ‫تعلن مؤسسة املستقبل عن دعمها اللوجسيت الكامل إىل‪:‬‬ ‫منظم���ه فال للدفاع ع���ن حريه الفكر واالبداع واملس���جلة لدى‬ ‫وزارة الثقافة واجملتمع املدني حتت رقم (‪)184‬‬

‫لتنفيذ مشروع ملدة أربعة شهران بعنوان‪:‬‬ ‫( دعم ومتكني املرأة )‬ ‫به���دف التعريف مبفه���وم الن���وع االجتماعي و حق���وق املرأة و‬ ‫أهمية املش���اركة لتفعيل دور املرأة و مش���اركتها السياسية و‬ ‫االجتماعية و ايضا استخدام وسائل االعالم احلديث و التواصل‬ ‫االجتماعي للدفاع عن حقوق املرأة و ايصال صوتها‬ ‫ملزيد من املعلومات يرجى مراسلتنا على‪:‬‬ ‫‪grants@foundationforfuture.org‬‬

‫‪13‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫الكاتبة ( ربيعة رحيان ) تقلب تضاريسه يف ( طريق الغرام )‬

‫‪23‬‬

‫جغرافيا احلب‪ ..‬يف رواية مغربية‬ ‫تبدو رواية “طريق الغ���رام” للمغربية‬ ‫ربيع���ة رحي���ان مهووس���ة مب���ا ميك���ن‬ ‫أن أمسي���ه” جغرافي���ا احل���ب”‪ ..‬تتبل���ور‬ ‫مالمح ه���ذه اجلغرافيا هذا عرب زمانني‬ ‫يتج���اوران ويتقاطعان ويتصارعان من‬ ‫أج���ل زمن واحد‪ ،‬هو زمن احلب نفس���ه‪،‬‬ ‫زمن ش���جنه وهلفته وحريت���ه املفتقدة‬ ‫املثقلة بتساؤالت الروح واجلسد‪.‬‬ ‫فمنذ البداي���ة تفصح الرواية عن وجهني للحب‪،‬‬ ‫أحدهم���ا ميثل الزم���ن الواقعي ب���كل حمموالته‬ ‫االجتماعية وإرثه العاطفي والوجداني املرتاكم‬ ‫يف عباءة العادات واألع���راف والتقاليد‪ ،‬وهو زمن‬ ‫ضاغ���ط مثق���ل بامل���رارات واخليبات‪ .‬أم���ا الزمن‬ ‫اآلخ���ر فهو زمن ه���ارب منفلت‪ ،‬يل���وح كاحللم‬ ‫أحيانا‪ ،‬وأحيانا أخ���رى يرتاءى كومضات حانية‬ ‫خاطفة‪ ،‬ش���ديدة القرب والبعد معا‪ ،‬تلملم شتات‬ ‫ذات مكسورة‪ ،‬منطوية على نفسها وجراحها‪.‬‬ ‫وبينم���ا تب���دو حرك���ة الزمن يف املس���توى األول‬ ‫ثقيل���ة وبطيئ���ة‪ ،‬جترت مس���احة أفقي���ة كابية‬ ‫م���ن األمل والذكري���ات املرة‪ ،‬فهو زم���ن اخليانة‬ ‫واجل���رح العاطف���ي الغائ���ر‪ ،‬يتدف���ق الزم���ن يف‬ ‫املستوى الثاني حبيوية وتلقائية جارفة‪ ،‬وتتناثر‬ ‫قطراته يف م���رآة الذات كصانع بهجة وأمل‪ ،‬إال‬ ‫أن الذات الس���ادرة (البطلة) ترتدد ‪ -‬مع ذلك ‪ -‬يف‬ ‫خ���وض مغام���رة افرتاضي���ة‪ ،‬خش���ية أن يتك���رر‬ ‫مش���هد االنكس���ار نفس���ه ال�ت�ي واجهت���ه يف فضاء‬ ‫الزم���ن األول وال ت���زل تعاني م���ن تداعياته على‬ ‫كل املستويات‪.‬‬ ‫به���ذه الروح املنكس���رة اآلس���يانة‪ ،‬تلع���ب الرواية‬ ‫على وتر الذاكرة واحللم‪ ،‬تس���تنهضهما وتهرب‬ ‫منهما‪ ،‬وجتعل منهما قناعني ش���فيفني ملناورات‬ ‫الس���رد‪ ،‬وحركة الضمائر املتنوعة حتت ظالل‬ ‫هاذين القناع�ي�ن‪ ،‬حيث يتب���ادل الزمنان موقعي‬ ‫املنت واهلامش على مدار الرواية‪.‬‬ ‫تقف بطل���ة الرواية "فوزية" عل���ى عتبة جرحها‬ ‫الن���ازف‪ ،‬إثر عالق���ة عاطفية آس���رة بزميلها يف‬ ‫اجلامعة‪ ،‬ختطت فيها اعرتاضات األهل الطبقية‬ ‫على االرتباط بش���اب من طبق���ة أدنى اجتماعيا‪،‬‬ ‫لتكتش���ف بعد عدة أش���هر من ال���زواج أنه خامل‬ ‫عاطفي���ا‪ ،‬وأن أناقته ونظافته جمرد س�ت�ر عورة‬ ‫ل���زوج "لوط���ي"‪ ،‬يتفن���ن يف امل���داراة والتخف���ي‪،‬‬ ‫حت���ى يس���تطيع التلذذ بعامل���ه اخل���اص‪ ،‬غري آبه‬ ‫باإلنس���انة اليت أحبته وضحت ألجله‪ ،‬وأسس���ت‬ ‫ل���ه ع���ش الزوجية‪ ،‬ك���ي ينعم���ا حبياة أس���رية‬ ‫دافئ���ة‪ .‬وحني تفض���ح أمره أمام���ه‪ ،‬ال يعتذر‪ ،‬بل‬ ‫ميع���ن يف عصبيته وهمجيت���ه‪ ،‬موصدا أية نوافذ‬ ‫للحل والعالج‪ ،‬فال جتد الزوجة س���وى الطالق‪،‬‬ ‫للتخل���ص من ه���ذه اجلرح اليت فاح���ت عفونته‪،‬‬ ‫وأصبح���ت تش���ل قدرتها عل���ى مواصل���ة العيش‬ ‫واحلياة‪.‬‬ ‫ته���رع "فوزي���ة" بطل���ة الرواي���ة إىل كن���ف بيت‬ ‫جدتها العتيق‪ ،‬ملتمس���ة يف جوه اهل���ادئ‪ ،‬وقربه‬ ‫من البحر يف مدينة أخ���رى‪ ،‬جرعات من الونس‬ ‫وال���دفء‪ ،‬لتس���تعيد عافيته���ا النفس���ية‪ ،‬وعب���ق‬ ‫من أي���ام طفولتها عاش���تها يف هذا البي���ت‪ ،‬بعيدا‬ ‫ع���ن أس���ئلة أهله���ا وثرث���رة األصدقاء‪ ،‬عن س���ر‬ ‫طالقه���ا املباغت‪ ،‬واليت أصرت عل���ى أن حتتفظ‬

‫‪:‬مجال القصاص‬

‫به لنفس���ها‪ ،‬وحتى ال ختدش صورة رجل كانت‬ ‫تظن أنه سيشكل حمطة سعادتها يف يوم ما‪.‬‬ ‫ويف بي���ت اجلدة ال�ت�ي تعيش مبفرده���ا‪ ،‬جتد يف‬ ‫حكمته���ا نوع���ا م���ن امل�ل�اذ اآلم���ن‪ ،‬تتق���وى به يف‬ ‫مواجهة ذكريات زواجها الفاشل‪ ،‬واليت ال تكف‬ ‫عن مطاردتها والتس���لل إليها بني احلني واألخر‪،‬‬ ‫مش���كلة أحيانا طوقا من احلص���ار‪ ،‬عليها وحدها‬ ‫أن خترتقه‪ ،‬وتضعه فوق رف النسيان‪.‬‬ ‫يف الوقت نفسه تنفتح بطلة الرواية على حصار‬ ‫آخ���ر‪ ،‬نقيض وض���د بدأ ينس���ج خيوط���ه حوهلا‪،‬‬ ‫خمرتقا هواجس���ها وأحالمها وعزلتها مبش���اعر‬ ‫عاطفي���ة فياض���ة وملتاع���ة‪ ،‬ه���ي يف مس���يس‬ ‫احلاج���ة إليه���ا لتعي���د ترتي���ب ذاته���ا وهمومها‪،‬‬ ‫وتصف���و لعاملها األدب���ي كقاصة جذب���ت الكثري‬ ‫من قصصها املنشورة على االنرتنت أنظار الكثري‬ ‫جتس َ‬ ‫���د هذا‬ ‫من الكت���اب واملختص�ي�ن واملعجبني‪ّ .‬‬ ‫احلصار يف "يوس���ف"‪ ،‬ش���اعر عراقي ش���اب‪ ،‬هرب‬ ‫من بغداد‪ ،‬خوفا من بطش النظام‪ ،‬وبعد تسكع يف‬ ‫عدد من املنايف اس���تقر به املقام يف لندن‪ ،‬مكتسبا‬ ‫بقوة املنفى صفة الناشط السياسي املعارض‪.‬‬ ‫خيرتق "يوسف" عزلة فوزية مبهارة استثنائية‪،‬‬

‫وحياصره���ا برس���ائله الغرامي���ة امللتهب���ة‬ ‫املنهمرة عل���ى صفحة "الش���ات" مبوقع التواصل‬ ‫بالفيسبوك‪ ،‬وينجح بش���اعريته وخياله اجلامح‬ ‫يف أن حي���ول هذا الفضاء االفرتاضي إىل ضرورة‬ ‫وج���ود وحي���اة‪ ،‬وإىل إدم���ان يوم���ي ال تس���تطيع‬ ‫البطلة أن تتخلى عنه‪ ،‬بل تنتظره بلهفة جارفة‪،‬‬ ‫خاص���ة بع���د أن ب���دأت رس���ائله املكثف���ة املكتوبة‬ ‫بعفوية ومجال خترتق مش���اغل الروح واجلس���د‬ ‫معا‪ ،‬وتكسر أقنعة احلرية والرتدد والصدود اليت‬ ‫تنتابه���ا أحيانا‪ ،‬ح���ول عاش���ق افرتاضي ال حتس‬ ‫رائحته وتتلمس صورته عن قرب‪.‬‬ ‫خي���رج يوس���ف برس���ائله العاصف���ة "فوزية" من‬ ‫زم���ن الضحي���ة االبت���زازي األج���وف‪ ،‬إىل زم���ن‬ ‫العاش���قة املفتوح على البداي���ات والنهايات‪ ،‬حتى‬ ‫إنه���ا ح�ي�ن أصبح���ت تهرب من���ه إليه لتث���ق فيه‬ ‫أكث���ر‪ ،‬خاصة بعد أن تب���ادال باالمييالت الكثري‬ ‫م���ن الص���ور اخلاص���ة وتهاتف���ا أكثر م���ن مرة‪،‬‬ ‫واختص���را يف مس���احة صوتيهم���ا الكث�ي�ر م���ن‬ ‫اهلواجس والظنون‪.‬‬ ‫وي���زداد تعلقه���ا به خاص���ة بعد تفج�ي�رات لندن‬ ‫اإلرهابية على يد متشددين إسالميني‪ ،‬وختشى‬ ‫علي���ه م���ن عملي���ة املالحق���ة األمني���ة للع���رب‬ ‫املقيمني هن���اك‪ ،‬بينما يت���وارى يف اخللفية زمن‬ ‫"مس�ي�ر" ال���زوج الش���اذ مبثليته املق���ززة‪ ،‬ويتبدى‬ ‫كفقاع���ة باهت���ة يف حب���ر احل���ب بش���واطئه‬ ‫اجلديدة وزمنه املتالطم األمواج‪ ..‬تصف الكاتبة‬ ‫كل هذا يف فصل بعنوان "جذوة االنتظار" قائلة‪:‬‬ ‫"لق���د ش���جعتين تلك الرس���ائل احلامل���ة الرقيقة‬ ‫على أن أس���بح يف اخليال وأحث نفس���ي بنفس���ي‬ ‫على اجتياز ذلك الفراغ املهول اليت أوقعتين فيه‪،‬‬ ‫غاضة الطرف‪ ،‬بل ناسية كل شيء كان يعترب‬ ‫مجيال ورائقا يف حياتي‪ ،‬مبا يف ذلك حلمي املؤجل‬ ‫بإنهاء رساليت واحلصول على الدكتوراه"‪.‬‬ ‫ويف موض���ع آخ���ر تص���ف رس���ائل يوس���ف‪" :‬لقد‬ ‫جعلتين مثل هذه االمييالت أال أفكر يف أي شيء‬ ‫كئيب‪ .‬كان ذلك يف البدايات‪ ،‬حبيث اس���تطعت‬

‫أن أدير ظهري ألكثر املرارات حضورا‪ ،‬وأجتاوز‬ ‫الصم���ت والغضب واالس���تياء‪ ،‬وصممت أال أفقد‬ ‫ه���ذا اخلي���ط م���ن الن���ور الق���ادم إىل م���ن بعيد‪،‬‬ ‫فص���رت أحس بطاق���ة ال تضاه���ي بإمكانياتي يف‬ ‫اإلقبال على احلياة"‪.‬‬ ‫ورغ���م تب���دل املش���هد يف الرواي���ة ب�ي�ن زمن�ي�ن‬ ‫أحدهما يته���دم‪ ،‬وآخر ينهض على أنقاضه‪ ..‬ويف‬ ‫س���ياق لعبة سردية ش���فيفة‪ ،‬يتضافر فيها إيقاع‬ ‫الذاكرة باحلل���م‪ ،‬ويفيض كالهما عن اآلخر‪،‬‬ ‫يف تراس���ل س���ردي ش���جي حمف���وف بالرغبة يف‬ ‫البوح والتش���بث بطاقة األم���ل واحلياة‪ ..‬والالفت‬ ‫أن الكاتب���ة تن���وِّع جتلي���ات ه���ذا التضاف���ر خبلق‬ ‫زم���ن آخر ثالث‪ ،‬ميكن أن امسيه "زمن األش���ياء"‪،‬‬ ‫وه���و زمن يتم���وج بني حواف احلل���م والذاكرة‪،‬‬ ‫يقلبهم���ا يف نش���وة عاطفي���ة ويش���دهما ملنطقة‬ ‫الطفول���ة الدافئ���ة‪ ،‬حي���ث يصب���ح التعاط���ي مع‬ ‫مفردات ونثري���ات ووقائع هذه الطفولة العالقة‬ ‫يف امل���كان‪ ،‬ويف س�ي�ر الش���خوص وواق���ع املدين���ة‬ ‫بطبيعته���ا وجغرافيته���ا‪ ،‬وعاداته���ا وتارخيه���ا‪،‬‬ ‫مبثاب���ة حماول���ة محيم���ة خلل���ق نواف���ذ إدراك‬ ‫جديدة هل���ا‪ ،‬من ناف���ذة زمنية‪ ،‬أبعد يف املس���افة‪،‬‬ ‫لكنه���ا ال ت���زال طازج���ة وحي���ة يف طواي���ا الروح‬ ‫واجلس���د‪ ..‬هنا ينبغي أن أش�ي�ر إىل آلية الوصف‪،‬‬ ‫وه���و أحد املقومات الس���ردية الالفت���ة يف تكنيك‬ ‫الرواي���ة‪ ،‬حيث جنح���ت الكاتبة بسالس���ة لغوية‬ ‫وأناقة خميلة‪ ،‬يف أن تفرغ هذه اآللية من طاقتها‬ ‫التعريفي���ة اإلنش���ائية وحتوهلا وبش���كل تلقائي‬ ‫إىل قيمة توثيقية هلذه املفردات واألش���ياء‪ ،‬فهي‬ ‫ال تتوق���ف حياهل���ا كمح���ض ذك���رى عاب���رة‪،‬‬ ‫وإمن���ا تتأملها وتنفعل بها كأثر وش���اهد حي له‬ ‫امتداده اخلاص يف الزمان واملكان‪ ،‬وتتعامل معها‬ ‫كفضاء اجتماعي وحضاري يعج بدبيب البش���ر‬ ‫وروائحه���م يف امل���كان‪ ،‬وخرباته���م املرتاكم���ة يف‬ ‫احلي���اة‪ ،‬وما طرأ عليها من تغري وتبدل‪ ..‬يف مرآة‬ ‫هذا املش���هد ترصد الكات���ب تفصيلة حياتية على‬ ‫هذا النحو‪" ..‬عميت العانس كانت تظل مش���تعلة‬ ‫فق���ط بصيني���ة الش���اي‪ ،‬وبتفاصيله���ا الصغرية‪،‬‬ ‫ت���رص األك���واب وال�ب�راد بإتقان عل���ى مفارش‬ ‫أنيق���ة‪ ،‬وتعتين بصحون احلل���وى‪ ،‬خاصة الكعك‬ ‫األس���في ال���ذي كان���ت جتي���د نقش���ه مبنق���اش‬ ‫حناس���ي نادر‪ ،‬من حرصها عليه تدس���ه بني ثنايا‬ ‫ثوبها‪ ،‬يف خزانة غرفة نومها املغلقة"‪.‬‬ ‫وتع���ج الرواي���ة بالكث�ي�ر م���ن الوقائ���ع واملش���اهد‬ ‫العائلي���ة احلميم���ة‪ ،‬تعك���س واق���ع اجملتم���ع يف‬ ‫فرتات تارخيية معينة‪ ،‬تلتقطها الكاتبة من زوايا‬ ‫خاص���ة‪ ،‬وبعني طف���ل تذوِّبها يف عجينة الس���رد‪،‬‬ ‫مم���ا يفت���ح زم���ن الرواية عل���ى مس���احة أرحب‪،‬‬ ‫تغري املتلقي بأن يعايش أجواءها من الداخل‪ ،‬بل‬ ‫يتخيل أحيانا‪ ،‬أنه يتقمص دور البطلة أو البطل‪،‬‬ ‫ويتعاطف معهما‪.‬‬ ‫ومثلما اس���تهلت الرواية عاملها برسالة حاملة من‬ ‫"يوس���ف"‪ ،‬ختطفنا يف مش���هد اخلتام‪ ،‬مبجموعة‬ ‫من الرس���ائل منه‪ ،‬تقطعها مكامل���ة هاتفية يقول‬ ‫فيه���ا "أنا يف امل���كان ال���ذي وصفته لي م���ن قبل"‪،‬‬ ‫ف�ت�رد علي���ه فوزية وه���ي تلهث م���ن الف���رح‪" :‬أنا‬ ‫قريب���ة من���ك‪ ..‬انتظرن���ي يف الظ���ل"‪ ..‬لقد وصل‬ ‫يوس���ف إىل مراك���ش‪ ،‬ل�ي�رى حبيبت���ه‪ ،‬ت���اركا‬ ‫وراءه فض���اءه االفرتاض���ي كش���معة صغرية يف‬ ‫املم���ر‪ .‬وبذكاء فين ترتك الكاتبة املش���هد يتقلب‬ ‫يف بي���اض العتمة‪ ،‬منفتحا على خت���وم البدايات‬ ‫والنهايات معا‪ ،‬صانعا زمخا س���رديا غري مكتوب‪،‬‬ ‫على القارئ وحده أن يستشفه ويتخيله بدفء‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫الزمن الطاغية‬ ‫عبد الرمحن شلقم‬ ‫•مآسي شكسبري ‪،‬آهات وتنهيدات ال تفارق البشر‬ ‫امللك ــ���ـ لري ــ اليغادر الدنيا ‪ ،‬يعيش يف جتاويف‬‫كل نف���س بش���رية ‪،‬إم���ا مكب���ث فه���و العي���ون‬ ‫واملش���اعر ال�ت�ي ال تغف���و ‪.‬كل مآس���ي شكس���بري‬ ‫‪،‬آهات وتنهي���دات ال تفارق البش���ر ‪.‬صارع الزمن‬ ‫يف ـ���ـ عطي���ل ــ يف لعب���ة قدرية من نس���يج الغرية‬ ‫واجلن���ون ‪ ،‬كان الزم���ن ه���و الفاع���ل م���ن وراء‬ ‫األقدار ‪.‬ويف كل أعماله كان شكس���بري الشاعر‬ ‫واحلكيم الس���اخر والعاصف ‪ .‬لكن وعاء املس���رح‬ ‫كان يضيق على دفق الش���اعر الكبري ‪ ،‬إستدعى‬ ‫قالب���اً ش���عرياً فري���داً هو قال���ب ـ الس���ونيت ـ ‪the‬‬ ‫‪ ~ sonnet‬ال���ذي وُل���د يف القرون الوس���طى ‪،‬‬ ‫ل���ه قواع���ده اخلاص���ة يف التقفي���ة واملوازي���ن‪ .‬يف‬ ‫السونيت ‪ 16‬أعلن معركته مع الزمن‪:‬‬ ‫لكن ملاذا ال جتد سبي ً‬‫ال أقوى لتحارب‬ ‫هذا الطاغية َّ‬ ‫السفاك ( الزمن )‬ ‫وحتص ْن نفسك يف مسارك حنو الفناء‬ ‫ّ‬ ‫ بوس���ائل مبارك���ة أكث���ر م���ن ق���وايف‬ ‫ِّ العقيمة ؟‪*.‬‬ ‫لق���د إقتن���ع الش���اعر أن الص���راع م���ع املف���ردات‬ ‫املتنوعة م���ن ثروة وس���لطة ‪،‬ومؤامرات القصور‬ ‫‪ ،‬هل���ا تكوين غري مف���ردات الزمن اخل���ام ‪،‬الزمن‬ ‫ال���ذي مل يُدل���ق يف خض���م امل���دارات اإلنس���انية ‪،‬‬ ‫وهلذا ركض اىل ذلك القالب النادر ـ السونيت ـ ‪.‬‬ ‫يف هذا القالب حارب الشاعر الزمن الذي وصفه‬ ‫بالسفاك الطاغية ‪،‬حاربه على أكثر من جبهة‬ ‫‪ ،‬لكن���ه يف اخلتام إع�ت�رف بضعف اإلنس���ان أمام‬ ‫ه���ذا الطاغي���ة الغالب ال���ذي ال يُغل���ب ‪ ،‬مل يرفع‬ ‫يدي���ه مستس���لما‪ ،‬عن الس�ل�اح َّ‬ ‫"الفت���اك" القادر‬ ‫َّ‬ ‫الس���فاك ‪،‬وإمنا ط���اف بني‬ ‫عل���ى قه���ر الطاغي���ة‬ ‫اخلي���ال واجلم���ال ‪ ،‬إرتفع واخنف���ض مع العقل‬ ‫واحلل���م يطوف حول الطاغي���ة ( الزمان ) ‪،‬يضع‬ ‫أمامه عش���رات املرايا‪ ،‬كي يراه يف كل جتلياته‬ ‫الس���لطوية القاه���رة ؛ فعله يف اجلم���ال وكيف‬ ‫قبحا مرعبا ‪.‬‬ ‫يلتهمه وجيعله ً‬ ‫(*وليام شكس���بري‪ :‬الس���ونيتات الكاملة ‪..‬ترمجة‬ ‫كمال أبوديب)‬ ‫جترب���ة فري���دة يف حجم تف���رد وليام شكس���بري‬ ‫يف كل إبداع���ه وجتليات���ه‪ ،‬وضع مدارج البش���ر‬ ‫وصريوراته���م حتت أش���عة الزمان ال���ذي أعطاه‬ ‫رتبة ـ الطاغية ـ ‪ .‬يقول يف السونيت ‪ 30‬ـ ‪:‬‬ ‫ح�ي�ن أس���تدعى إىل خل���وات األف���كار احلل���وة‬ ‫الصامتة‬ ‫ذكريات ما مضى من أشياء‬ ‫ُ‬ ‫سعيت إليها ومل أنلها‬ ‫أحتسرعلى أشياء كثرية‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫غال‬ ‫كل‬ ‫قدمي���ة‪،‬‬ ‫وي�ل�ات‬ ‫وأندب وق���د جتددت‬ ‫ٍ‬ ‫علي دمره الزمن ‪.‬‬ ‫يطوف وليام شكس���بري ‪،‬يف سونيتاته بني غزوات‬ ‫الزم���ان ومعارك���ه ال�ت�ي ال يقهره فيه���ا قاهر ‪،‬‬ ‫يص���رع غرميه الوحيد الضعيف دائما أمامه وهو‬ ‫اإلنس���ان الضعيف‪ ،‬يالحقه بالدمار يقتطع منه‬ ‫يف كل ح�ي�ن ش���يئا م���ن كيانه ‪،‬مجال���ه ‪،‬قوته ‪،‬‬ ‫نظ���ره ‪ ،‬مسع���ه ‪ ،‬إىل أن يأخذه كل���ه اىل حفرة‬ ‫َّ‬ ‫الس���فا ح‬ ‫الظ�ل�ام األب���دي ‪.‬لكن أمام هذا الطاغي‬

‫الزمن كان وسيبقى العدو األبدي لإلنسان ‪،‬لكن عداوة الشعراء له هلا بداية بال نهاية ‪ .‬حاربوه خياال وحاربهم‬ ‫حمن���اً ومرض���اً وغربة ‪ ،‬ويف اجلولة اليت حددها ه���ذا الطاغية َّ‬ ‫‪،‬دق رقاب العظماء من أباطرة الس���لطة واإلبداع‬ ‫واملال واجلمال ‪.‬‬ ‫الش���اعر املغين شكس���بري ‪،‬غاص يف أزمان الناس ‪،‬كباره���م وصغارهم ‪،‬طاف يف دخائل امللوك ‪،‬تس���لل إىل ظالم‬ ‫حاش���ياتهم اىل هواجس أوالدهم وبناتهم ‪َّ ،‬‬ ‫س���لط عليهم س���يوف الزمن ورياح احلوادث ‪،‬مات من مات و ُقتل من‬ ‫ُقتل ‪ .‬كان الزمان هو اآلمر يف كل حكم ‪.‬كتب شكسبري املآسي الكبرية يف مسرحيات ال تتقادم وال تشيخ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الس���فاك ال���ذي ال يُقهر ( الزمان ) ‪،‬هل ال س���بيل‬ ‫َّ‬ ‫إال اإلستسالم ؟‪.‬‬ ‫•أطل���ق اب���و العالء املع���ري على املتن�ب�ي ِرفعة (‬ ‫الشاعر)‬ ‫قبل شكس���بري بق���رون عديدة خاض شكس���برينا‬ ‫العظيم ـ الش���اعر ـ معاركه مع الزمن‪ /‬الطاغية‬ ‫‪ . /‬لقب األجنليز وليام شكس���بري بالشاعر املغين‬ ‫املع���ري‬ ‫‪ ،‬وقبله���م ‪،‬أطل���ق اب���و الع�ل�اء‬ ‫على املتنيب ِرفعة ( الش���اعر) ‪ .‬فل���م يطلقها على‬ ‫أحد س���واه ‪،‬ومل يكن يذكر إسم املتنيب قبل هذه‬ ‫الرفعة أوبعدها ‪ .‬فهو يراه وحده من حيتكر هذه‬ ‫الرفع���ة ـ ‪ .‬ه���ل املعركة الكربي مع‬ ‫الصف���ة أو ـ ِ‬ ‫وحد هذين‬ ‫الطاغي���ة األكرب ــ الزمان ـ���ـ هي من َّ‬ ‫العمالق�ي�ن رغ���م البع���د الزماني واملكان���ي ؟‪.‬هل‬ ‫الزم���ان هو الع���دو األبدي للعظم���اء ؟! قد يكون‬ ‫األم���ر كذالك‪ ،‬فهؤالء يركب���ون الصعب دائما‪،‬‬ ‫الصع���ب الفك���ري واخليال���ي أيض���ا يبحرون يف‬ ‫أعماق األش���ياء والناس ‪ ،‬حياورون من ال حياور‬ ‫‪ ،‬جيوس���ون يف األنفس والكيانات ‪ ،‬والزمن دائما‬

‫شكسبري‬ ‫هن���اك يصهل ويفع���ل ‪ ،‬ميهل ويقت���ل ‪ ،‬املبدعون‬ ‫الكب���ار م���ن مفكرين وفالس���فة وش���عرا ء يرون‬ ‫َّ‬ ‫الس���فاك رأى العني ‪ ،‬ه���و يطلق‬ ‫ذل���ك الطاغي���ة‬ ‫عليه���م ن���اره العاتي���ة احلارق���ة ‪ ،‬وه���م يطلقون‬ ‫علي���ه رؤيته���م اخلارق���ة ‪ ،‬وتس���تمر املعرك���ة‬ ‫اخلاس���ر على أرض املعركة دائما هو األنسان ‪،‬‬ ‫هو الراحل والزم���ن هو الباقي املقيم ‪ .‬لكن األهم‬ ‫بالنسبة للمبدع ‪،‬أن ال إستسالم‪.‬‬ ‫املتنيب أعل���ن الصدام مبكراً م���ع الغريم األزلي ‪،‬‬ ‫بدأت املواجه���ة مع الزمن مع بداي���ة الرفقة مع‬ ‫الشعر‪ ،‬قال وهو فتى يافع ‪:‬‬ ‫إلي شخصاً‬ ‫ُ‬ ‫ولو برز‬ ‫الزمان َّ‬ ‫َّ‬ ‫شعر مفرقه ُحسامي‬ ‫خلضب َ‬ ‫وما بلغت مشيئتها الليالي‬

‫والسارت ويف يدها زمامي‬ ‫ومل تتوقف معارك املتنيب مع الزمان ‪ ،‬كان يراه‬ ‫يف كل ش���ئ ‪ ،‬هو عدوه الذي حرمه الوصول إىل‬ ‫حلمه وبغيته ‪ .‬‬ ‫خاط���ب املتن�ب�ي الزم���ان يف مناس���بات ش���تى‬ ‫‪،‬وبدرج���ات عالي���ة من ص���وت الصدام ‪،‬وبلس���ان‬ ‫احلكم���ة واحل���زن أو الش���جن أحيان���ا ‪ ،‬ويف كل‬ ‫ق���ول ومناس���بة ‪ ،‬كان يض���ع الزم���ان أمام���ه يف‬ ‫حلب���ة الع���داوة متع���ددة الوطيس ‪ .‬يلق���ي عليه‬ ‫بيانات العداوة ِحكمة أحياناً وأحياناً بلغة العتاب‬ ‫‪ ،‬وكث�ي�راً بلغ���ة غاضبة متحدية ‪ .‬ق���ال يف رثاء‬ ‫أخت سيف الدولة ‪:‬‬ ‫رب‬ ‫طوى اجلزيرة حتى جاءني خ ُ‬ ‫ُ‬ ‫فزعت فيه بآمالي إىل الكذب‬ ‫حتى إذا مل يدع لي صدقه أمالً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يشرق بي‬ ‫بالدمع حتى كاد‬ ‫شرقت‬ ‫ِ‬ ‫فال تنلك الليالي إن أيديها‬ ‫بالغرب‬ ‫إذا ضربن كسرن النبع‬ ‫ِ‬ ‫ورمبا إحتسب اإلنسان غايتها‬

‫ان الزمن تعب أن يتعبه ‪ .‬إذا ‪،‬حقق النصر ‪.‬‬ ‫رأيت دائما يف هذ البيت كتلة املتنيب‬ ‫ ‬ ‫النفس���ية العفوية احلقيقية ‪،‬ففيه من الرتميز‬ ‫والرتكيز م���ا جيعلنا نوقن أن ه���ذا البيت ليس‬ ‫من دفق���ات جتليات األنا العفوية اليت يفتتح بها‬ ‫املتنيب مدائحه ‪ .‬يف البيت األول ( من يهن يسهل‬ ‫اهلوان عليه) ‪،‬يضع الشاعرقاعدة عابرة ــ للزمن‬ ‫ــ تضع األساس ملا بعدها ‪.‬‬ ‫•لعنة العقل األبدية‬ ‫لق���د م���ات الكثري م���ن املبدع�ي�ن إنتح���اراً ‪ ،‬بقتل‬ ‫إنفس���هم بأيديهم أو كم���داً وغماً جراء اهلزمية‬ ‫يف معركته���م م���ع الزم���ن ‪ .‬املتنيب ق���ال ‪ :‬أنه مل‬ ‫ينه���زم ‪،‬أي مل ينتح���ر‪ .‬بل إنتصر مب���ا لقيه من‬ ‫تكري���م من علية الق���وم ألنه مل يهن ومل خيضع‬ ‫للزمن ‪ .‬كان هناك ش���به إمجاع من الفالس���فة‬ ‫واملفكري���ن إن الوع���ي أي ـ فعالي���ة العق���ل ـ ه���و‬ ‫احملن���ة األوىل لإلنس���ان ‪ ،‬والزم���ن ه���و املطرقة‬ ‫األضخم اليت تدق فوق رأس اإلنس���ان بال توقف‬ ‫‪ ،‬فيندفع ينظم سالس���ل األسئلة الطويلة ‪.‬تلك‬

‫املتنيب‬ ‫غريحمتسب‬ ‫وفاجأته بأمر‬ ‫ِ‬ ‫يف قصي���دة الرثاء هذه يقرأ املتنيب الزمان بعني ـ‬ ‫حكمة ـ القدر فيخاطب الزمان بلس���ان احلقيقة‬ ‫يصعد صوت‬ ‫القاهرة ‪.‬ولكن يف حمط���ات أخرى ِّ‬ ‫العل���و إىل ح���د الغل���و مرتفعاً على مل���ك األهوال‬ ‫قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫من يهن يسهل اهلوان عليه‬ ‫ما جلرح مبيت إيال ُم‬ ‫ضاق ذرعاً بأن أضيق به ذرعاً‬ ‫زماني واستكرمتين الكرا ُم‬ ‫هنا يلبس الش���اعر عدة حرب أخ���رى للمواجهة‬ ‫‪،‬أقص���د الرتفع عن ألزمن ‪ ،‬ال���ذي يراه قد إنهزم‬ ‫مس���بقا يف املواجه���ة ‪ ،‬فف���ي البي���ت األول يك���ون‬ ‫الزم���ان نداً ‪ ،‬لكن يف البي���ت الثاني ‪،‬يعلن املتنيب ‪،‬‬

‫محل ( هيجل‬ ‫كانت حلقة الشقاء األبدية ‪ .‬لقد َّ‬ ‫محل���ه لعن���ة‬ ‫) ذل���ك الكائ���ن الرهي���ب ـ الوع���ي ـ َّ‬ ‫املأس���اة اإلنس���انية األبدية‪ ،‬يف دراس���ته العميقة‬ ‫الرائ���دة ـــ فينو مينولوجياال���روح ـــ يقول هيجل‬ ‫‪ ( :‬أن الفن والدين والفلسفة ‪،‬هي األشكال العليا‬ ‫للوع���ي ـ لل���روح ـ ) ‪ .‬وه���ذا الوعي الش���قي ‪،‬كما‬ ‫يس���ميه هيجل هو الذي يوقع كبا ر املبدعني يف‬ ‫حبائل املواجهة مع الزمن يف معركة متواصلة‬ ‫التتوقف ‪،‬بل يزداد وطيس���ها إشتعا ً‬ ‫ال مع إرتفاع‬ ‫درجة حرارة الوعي الشقي واملشقي ‪.‬تلك كانت‬ ‫لعنة الكبار دائما ‪،‬كما صورها ـ وليام شكس���بري‬ ‫ـ وم���ن قبل���ه صورها ش���اعرنا الكب�ي�ر املتنيب بكل‬ ‫األلوان ‪ .‬قال شكسبرييف السونيت ‪: 63‬‬ ‫َّ‬ ‫ضد زمن سيكون فيه حبييب كما أنا اآلن‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫لقد مات الكثري من املبدعني إنتحاراً ‪ ،‬بقتل إنفسهم بأيديهم‬ ‫أو كمداً وغمًا جراء اهلزمية يف معركتهم مع الزمن‬ ‫بالياً ومسحوقاً بيد الزمن الفاتكة‬ ‫حني تكون الساعات قد امتصت دماءه ‪.‬‬ ‫•لعنة العقل األبدية‬ ‫احلوار الصارخ دائم���اً واخلافت أحياناً‬ ‫ ‬ ‫بني الكبار والزمن معزوفة حزن وفكر‪.‬الشقاء‪،‬هو‬ ‫لعنة العق���ل األبدية ‪ ،‬والزمان ه���و احلطب الذي‬ ‫ال يتح���ول اىل رماد أبداً ‪ ،‬لقد س���بق املتنيب هيجل‬ ‫عندما ربط الشقاء بالعقل ‪:‬‬ ‫ذو العقل يشقي يف النعيم بعقله‬ ‫ينعم‬ ‫وأخو اجلهالة يف الشقاو ِة ُ‬ ‫‪،‬خضم ثقيل ظامل ‪،‬الناس ال ترحم يدفعهم‬ ‫الدنيا‬ ‫ُ‬ ‫الزم���ان فيدفع���ون بعضهم عنوة ‪ ،‬وهكذا تش���تعل‬ ‫احل���روب الكب�ي�رة والصغ�ي�رة ‪ ،‬ميض���ي اجلمي���ع‬ ‫ويبقى الزمان ‪:‬‬ ‫الناس قبلنا ذا الزمانا‬ ‫صحب ُ‬ ‫وعناهم من أمره ما عنانا‬ ‫بغص ٍة كلهم منه‬ ‫وتولوا َّ‬ ‫سر بعضهم أحيانا‬ ‫وإن‬ ‫َّ‬ ‫رمبا حتسن الصنيع لياليه‬ ‫ولكن تكدر اإلحسانا‬ ‫وكأنامل يرض فينا بري���ب الدهرحتى أعانه من‬ ‫اعانا‬ ‫كلما أنبت الزمان قنا ًة‬ ‫َّ‬ ‫ركب املرؤ يف القنا ِة سنانا‬ ‫قال املتنيب هذه القصيدة يف مصر يف أيام حمنته‬ ‫اإلنس���انية العميق���ة ‪ .‬مل ينش���دها لكافور ‪،‬كانت‬ ‫املونولوج احلارق‪ ،‬فقد إنهارت آخر صروح أحالمه‬ ‫‪ ،‬كانت تلك بداية حلقة التنازل لس���طوة الزمن‬ ‫‪ .‬أنطلق يروض نفس���ه ‪،‬كانت تلك القصيدة منه‬ ‫ول���ه‪ ،‬مل تك���ن حلاكم أ و أمري ال م���دح وال هجاء‬ ‫وكأنن���ا أمام أب���و العالء املعري ‪،‬أو أب���و العتاهية ‪.‬‬ ‫لقد إختتم الش���اعر قصيدة احلكمة هذه ببيت ال‬ ‫يبلى ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ك ُل ما مل يكن من الصعب يف األنفس س���هل فيها‬ ‫إذا هوكانا‬ ‫يف الس���ونيت ـ ‪123‬ـ خياطب شكسبري الزمن بلغة‬ ‫املتح���دي املستس���لم ‪،‬املعرتف بس���طوة الزمن ‪ ،‬يف‬ ‫ه���ذه املعزوفة ( املونولوج ) امل���زدوج ‪ ،‬يقول للزمن‬ ‫أن���ه مل يتغ�ي�ر‪ ،‬لكن األمر لي كذل���ك‪ ،‬لقد إختار‬ ‫املرتج���م الش���اعر ـ���ـ كمال أبودي���ب ـ���ـ عنوانا هلذا‬ ‫َّ‬ ‫العنوان‪،‬شخص‬ ‫السونيت ‪ (،‬سأكون صادقاً ) هذا‬ ‫م���ايف أعماق الش���اعر‪ ،‬ومثلم���ا أب���دع املتنيب رؤية‬ ‫إقرتب حكيمة من الزمان والناس ‪ ،‬ساق شكسبري‬

‫‪،‬تأملية التحدي يف مقاربة حتدي وجودية ‪،‬لكنها‬ ‫بصوت إعرتاف ‪:‬‬ ‫ال ! أيها الزمن ‪،‬لن تتباهى بأنين قد تغريت‬ ‫أن أهرامك املبنية بقوة جديدة‬ ‫ليست بالنسبة لي شيئاً جديداً أو غريباً‬ ‫بل هى ُ‬ ‫أردية تكسو منظراً قدميا ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن آجالن���ا وجي���زة ‪ ،‬ولذل���ك نعجب مب���ا تطرحه‬ ‫علينا‬ ‫وهو عتيق ‪،‬‬ ‫ونفضل أن نعتربه وليداً لرغباتنا‬ ‫على أن نفكر أننا قد مسعناه يُروى من قبل ‪.‬‬ ‫إني ألحتدى سجالتك كما أحتداك‬ ‫دون أن أتعجب من احلاضر أو من أملاضي‬ ‫ألن سجالتك ‪ ،‬وما نراه‪ ،‬كلها تكذب‬ ‫وكلها تكاد تكون وليدة إستعجالك املستمر‬ ‫إنين ألقسم على هذا‪ ،‬وهذا سيكون إىل األبد‬ ‫سأكون صادقاً وفتياً رغم منجلك ورغمك ‪.‬‬ ‫كثرياً ما تأخ���ذ املفكرين واملبدعني والفالس���فة‬ ‫َّ‬ ‫وإث���م اخليال‪ ،‬لكن‬ ‫الوهم‬ ‫ع���ز ُة‬ ‫العق���ل إىل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك���و ِة ِ‬ ‫الزم���ن وس���طوته القاه���رة تضرب دائم���اً رؤوس‬ ‫اجلميع‪ ،‬فيع���ودون بنفس القوة يق���رأون حقائق‬ ‫الغريم كل ‪،‬بدرجة عقله ورؤيته ‪.‬‬ ‫املتنيب أعلن يف خضم س���با حته يف جلج املعركة‬ ‫بيان أو ــ مانفس���تو ــ الن���اس والزمان ‪ ،‬يف قصيدته‬ ‫اليت قاهلا مبكراً يف صباه ميدح أبا املنتصر ش���جاع‬ ‫ب���ن حممد ب���ن أوس ب���ن الرضى األس���دي ‪،‬أعلن‬ ‫قرأت���ه للق���ادم من الزم���ان ‪ ،‬ويكاد دارس���و املتنيب‬ ‫أن جيمع���وا على أن مطال���ع قصائده اليت ال تقف‬ ‫عل���ى األط�ل�ال ‪ ،‬ويتج���اوز فيها النس���يب املتكلف‬ ‫‪،‬تتدف���ق بفورات إعتزازه بنفس���ه ‪،‬وتعلن مفردات‬ ‫طموح���ه ويب���دع يف أخرى جواهر حكم���ه وأقواله‬ ‫الت���ى يردده���ا الع���رب وغريهم إىل الي���وم‪ .‬قال يف‬ ‫ه���ذه القصي���دة اليت تعي���ش معنا اىل الي���وم بقوة‬ ‫كلماتها ومضمونها ‪:‬‬ ‫وعذلت َ‬ ‫ُ‬ ‫ألعشق حتى ذق ُته‬ ‫أهل‬ ‫ِ‬ ‫فعجبت كيف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ميوت من ال يعشق‬ ‫أبين أبينا حنن أهل منازل‬ ‫أبدا غراب البني فيها ينعق‬ ‫معشر‬ ‫نبكي على الدنيا وما من‬ ‫ٍ‬ ‫مجعتهم الدنيا ومل يتفرقوا ‬ ‫أين األكاسر ُة اجلبابرة األىل‬ ‫كنزوا الكنوز فما بقني وما بقوا‬ ‫من كل من ضاق الفضاء جبيشه‬

‫حتى ثوى فحواه حل ُد ُ‬ ‫ضيق‬ ‫خرس إذا نودوا كأن مل يعلموا‬ ‫ٌ‬ ‫أن الكال َم هلم ُ‬ ‫ُ‬ ‫مطلق‬ ‫حالل‬ ‫ُ‬ ‫نفائس‬ ‫والنفوس‬ ‫آت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫واملوت ٍ‬ ‫واملست ِغ ُر مبا لديه األمحق‬ ‫نس���تطيع أن نق���ول أن املتن�ب�ي ب���دأ م���ن بالزمان‬ ‫وأنتهى ب���ه ‪ ،‬وكل قفزاته وتوهجاته الفلس���فية‬ ‫تتمح���ور حول الناس والزم���ن و وهل احلياة غري‬ ‫هذي���ن ؟‪ .‬ق���ال املستش���رق الفرنس���ي ــ���ـ رجييس‬ ‫بالش�ي�رـ يف كتاب���ه الفري���د ع���ن املتن�ب�ي ‪( :‬ومثة‬ ‫عنصر من أهم العناصر اليت أس���همت يف حتبيب‬ ‫ديوان املتنيب اىل الشرقيني ‪ ،‬وهو األقوال احلكمية‬ ‫اليت أحتواه���ا‪ ،‬وهذا لعمري لي���س جبديد‪ ،‬فيفي‬ ‫عبقري���ة الش���عر العرب���ي ‪،‬ذل���ك الش���عر املكث���ف‬ ‫واملوجز واملوقع أال حيتل فيه النوع احلكمي مكان‬ ‫الصدارة يف آثارسلف املتنيب ومعاصريه وخلفائه‪،‬‬ ‫ومل يس���تطع أح���د منهماخلضوع بس���هولة لذلك‬ ‫القان���ون األساس���ي يف الف���ن الش���عري العرب���ي‬ ‫كماخض���ع له أب���و الطي���ب‪ ،‬ذلك القان���ون الذي‬ ‫حي ّرم التضمني‪ ،‬ويلزم الشاعرتركيز الفكرة يف‬ ‫بيت واحد‪.‬‬ ‫أنه���ى أبو الطي���ب معركت���ه الطويلة م���ع عدوه‬ ‫األكرب ـ الزم���ن ـ الذي ظلمه ومل ينصفه‪ ،‬أنهاها‬ ‫مثلما بدأها حبكمة القبول بقانون الفناء والنهاية‬ ‫القدرية اليت ال مهرب منها ملن كرب أو صغر‪ ،‬ومل‬ ‫يكتب وصفة شعرية للمقا ومة ‪،‬إستسلم قاب ً‬ ‫ال ‪.‬‬ ‫وليام شكسبري ــ رأى أن املقاومة ممكنة بل واجبة‬ ‫كي���ف ؟ ‪.‬نع���م ‪ ،‬ق���ال ش���اعر الزم���ان وغرميه ‪،‬‬ ‫نستطيع أن نقاوم بقوتني هما ( احلب ) و ( النسل‬ ‫) ‪ ،‬يربطهما خيط اخللود األبدي ــالش���عر ـــ ‪...‬يف ــ‬ ‫السونيت رقم ‪ 56‬ـــ يقول ‪،‬شكسبري ‪:‬‬ ‫أيها احلب العذب‪ ،‬جدد قوتك ‪،‬لئال يقال‬ ‫إن تصلك أقل إرهافاً من الشبق‬ ‫الذي يرتوى حتى الثمالة اليوم‬ ‫لكنه يعود غدا‬ ‫مره���ف النص���ل ‪ ،‬متفج���را ق���وة كم���ا كان يف‬ ‫االمس‬ ‫ودع هذا الزمن الفاصل األسيان‬ ‫• الذي يقهر طغيان الزمن‬ ‫يقدم الش���اعر الكبري وصفته الثاني���ة ‪ ،‬للمقاومة‬ ‫وهي التناسل ‪ ،‬الذي يقهر طغيان الزمن وسطوته‬ ‫بإس���تمرار اخلل���ق يف الوج���ود تل���ك احلقيق���ة‬ ‫اإلنسانية املتدفقة دائماً ‪ ( ،‬التناسل ) ‪،‬يقول يف‬ ‫السونيت رقم‪: 11‬‬ ‫بالسرعة نفسها اليت بها تذوي ‪،‬ستنمو‬ ‫يف نسل منك‪ ،‬من ذلك الذي منه تنفصم‬ ‫وذلك الدم الطري الذي تهبه وأنت فتى‬ ‫بوس���عك أن تق���ول إنه لك ‪،‬حني تنح���در من ذرى‬ ‫شبابك‬ ‫وهنا تكمن احلكمة ‪ ،‬واجلمال‪ ،‬والنماء‬ ‫وم���ن دون ذل���ك‪ ،‬ال ش���يء س���وى احلم���ق‪ ،‬واهلرم‬ ‫‪،‬وبارد الفناء‪.‬‬ ‫لو كان اخللق كلهم مثلك النقطع الزمن‬ ‫وصفة اخللود‬ ‫• ‬ ‫لق���د صاغت���ك الطبيع���ة لتك���ون ختماً هل���ا ‪ ،‬وقد‬ ‫قص���دت به���ذا َّ‬ ‫‪،‬أن علي���ك أن تطبع نس���خاً أكثر‬ ‫‪ ،‬وأن الت���دع ذل���ك األصل يفن���ى ‪.‬تلك هي وصفة‬ ‫اخلل���ود ال�ت�ي ينتص���ر بها اإلنس���ان عل���ى غرميه‬ ‫األب���دي األزل���ي ‪ ،‬ـ احل���ب ـ���ـ والنس���ل لك���ن ‪،‬حتى‬ ‫تتح���ول الوصفة إىل [ رقي���ة ] حتتاج إىل حروف‬ ‫قدسية ختطها وهي الشعر ‪ .‬يف رقم ‪ 18‬يقول ‪:‬‬ ‫هل أُشبه َ‬ ‫ُك بيوم صيفي ؟‬ ‫أنت أكثر بها ًء وأسجى مزاجاً ‪:‬‬ ‫بل ِ‬ ‫إن الرياح العاتية لتعصف برباعم مايو الغالية‬

‫‪25‬‬ ‫وإن أجل الربيع لوجيز ‪ ،‬وجيز ‪،‬‬ ‫وحدقة السماء تشع أحيانا بشواظ الهبة‬ ‫وكثرياً ماتغلف بشرتها الذهبية غاللة كامدة‬ ‫وكل بهاء يفقد ذات يوم رونقه‬ ‫جتزه الصدفة ‪ ،‬أو جمرى الطبيعة املتغري‬ ‫يصوح‪،‬‬ ‫أنت لن ّ‬ ‫لكن ربيعك السرمدي ِ‬ ‫أو خيسر ذلك الرونق الذي هو ملك يديك‬ ‫ولن يتاح للموت أن يتبجح بانه يظلل خطاك‬ ‫وبهاؤك يزدهر مع الزمن يف أبيات خالدات‬ ‫ُ‬ ‫خيفق يف صدر ‪،‬وما ائتلق يف عني نور‬ ‫نفس‬ ‫مادام ُ‬ ‫فستحيا هذه األغنيات ‪ ،‬وتهبك أنت احلياة ‪.‬‬ ‫•املتنيب وشكسبري سر خلودهما ؟‬ ‫* تل���ك كان���ت رحل���ة يف الزم���ان ‪،‬يف معرك���ة‬

‫يصارعه���ا اجلميع م���دركا أو غاف ً‬ ‫ال ‪ ،‬هل معارك‬ ‫الكبريي���ن العظيمني‪ ،‬املتنيب وشكس���بري هي س���ر‬ ‫خلودهم���ا ؟ ‪ .‬ق���د يك���ون ذلك بق���در او آخ���ر ‪،‬لكن‬ ‫الش���ىء الذي نكاد جنزم به هو أن الوعي الش���قي‬ ‫بثق���ل الزمن يفجر يف العق���ل والقلب ‪،‬يف اخليال‬ ‫ويف الروح آفاقاً ورحاباً ‪ ،‬جتعل اإلس���ئلة الوجوية‬ ‫كوناً مضافاً إىل معامل القرحية العبقرية الفذة‬ ‫‪،‬تفتح صفح���ات الوجود الس���رية واملتعالية أمام‬ ‫ش���عاع اإلب���داع اإلس���تثنايء ‪.‬ه���ذا الس���ونيت رقم‬ ‫يص���ب في���ه الش���اعر شكس���بري ‪،‬العصارة‬ ‫ـ���ـ ‪108‬‬ ‫ُّ‬ ‫السحرية الكاملة اخلالدة ‪،‬شعراً وحباً وزمناً ‪،‬هو‬ ‫بي���ت الزمن واحلب واحلياة ‪ ،‬بي���ت الروح ‪ ،‬قصيد‬ ‫القصيدة ‪:،‬‬ ‫ُّ‬ ‫أي شيء يوجد يف الفكر وبوسع احلرب أن يكتبه‬ ‫مل يصور لك روحي احلقيقية‬ ‫وما اجلديد ليقال‪ ،‬وما أدوّن اآلن ‪،‬‬ ‫مما ميكن أن جيسد حبيّ ‪،‬أو مشائلك النفيسة ؟‬ ‫ال شيء ‪،‬أيها الصيب احللو ‪،‬ال شيء‬ ‫ومع ذلك البد لي كل يوم ‪،‬مثل الصالة اإلهلية‬ ‫أن أعيد قول األشياء ذاتها ‪،‬‬ ‫غري معترب أي شيء قديم قدمياً‪ ،‬أنت لي‪ ،‬وأنا لك‬ ‫متاماً مثل أول مرة قدست فيها إمسك اجلميل‬ ‫من أجل أال حيمل احلب األبدي‬ ‫يف صيغة احلب اجلديدة ‪،‬غبار الزمن وجراحه‬ ‫وال يفسح للتجاعيد ‪ ،‬اليت ال مهرب منها‪ ،‬مكاناً‬ ‫بل جيعل القدم إىل األبد غالماً خادما له‬ ‫وزجد الصورة األوىل للحب ُتربى هناك ‪،‬‬ ‫حيث جيعله الزمن واملظهر اخلارجي يبدو ميتاً‪.‬‬ ‫مضت الس���نون ‪،‬مات املاليني وول���د أكثر منهم‪،‬‬ ‫الش���مس تش���رق والفصول تدور ‪،‬الزمن طاغ بال‬ ‫كل���ل ‪،‬لكن احلب‪ ،‬جيع���ل الناس تتناس���ل ‪ ،‬حتيا‬ ‫وتغين ‪.‬وتغازل الزمن ‪  .‬‬


‫‪26‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫املؤمتر الوطين يتحدى الشعب اللييب‬

‫والذي اعطاه الشرعية ‪ ......‬هل سيأخذها منه؟‬ ‫لي���س اجلمي���ع هكذا وان���ا متأكد ان���ه فيهم‬ ‫اعضاء وطنيون وهلم خربة سياسية وحيبون‬ ‫خدمة الوطن وهم قلة قليلة يف هذا املؤمتر‪.‬‬ ‫رئيس احلكومة رش���ح نفسه لرئاسة الوزراء‬ ‫ايامات الكيب وخ���رج من اجلولة االولي ومل‬ ‫يتحصل علي ش���يء‪ .‬رش���ح نفس���ه للمؤمتر‬ ‫واصبح عضو ورش���ح نفس���ه لرئاسة املؤمتر‬ ‫وفش���ل ورش���ح نفس���ه للحكومة مرة اخري‬ ‫وتنص���ل م���ن املؤمت���ر وجن���ح بفعل���ة فاعل‪.‬‬ ‫ماذا يقال له ‪ ،‬انه التش���بث بالس���لطة وجيب‬ ‫ان يص���ل اىل أعل���ي اهل���رم ولو تطل���ب االمر‬ ‫التضحية بكل شيء‪ .‬ال يوجد فرق بني حميب‬ ‫السلطة س���وء ايام القذايف او يف وقت الثورة‪.‬‬ ‫هكذا اجلميع وصلوا ونس���وا شيء امسه ليبيا‬ ‫ونسو خارطة الطريق واليت رمسها االعالن‬ ‫الدستوري ونسوا الشعب اللييب ونسوا ان من‬ ‫حرر ليبيا ليس���وا هم ومعظمهم مل يكن هلم‬ ‫دور اساس���ي وال كبري يف حترير هذا الوطن‬ ‫م���ن كتائب القذايف‪ .‬بعضه���م يعتدر ايامات‬ ‫اجملل���س االنتقالي واملكتتب التنفيذي عندما‬ ‫تري���د تكليف���ه بوظيف���ة او مهم���ة وكان���وا‬ ‫مبتعدي���ن كثريا وال حيبون املس���اعدة‪ .‬االن‬ ‫ضيع���وا ليبيا وفق���دوا رصيده���م الوطين اذا‬ ‫كان لديهم وفعال ضحكوا على هذا الشعب‬ ‫يوم ‪2012/7/7‬م واالن خيططون للبقاء او‬ ‫الدفع بأمساء هلا صلة بهم‪.‬‬ ‫ذه���ب املقريف والذي كان سياس���ي حمنك‬ ‫وج���اء ابوس���همني وهو حمس���وب عل���ى تيار‬ ‫اإلخ���وان ومل يك���ون مع���روف س���وء داخل او‬ ‫خ���ارج ليبيا مث���ل الكيب‪ .‬اعرتف ابوس���همني‬ ‫بأنه يفضل االخوان عن االخرين عندما قال‬

‫كان���ت انتخابات ‪2012/7/7‬م الختيار اعضاء‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام ناجحة وكان���ت رغبة‬ ‫وحمبة الناس بأن تري برملان وحكومة منتخبة‬ ‫امنية م���ن اماني كل الليبي�ي�ن والليبيات‪ .‬قفز‬ ‫الكث�ي�رون من االش���خاص بدون س���بق معرفة‬ ‫مبهام عضو الربملان وال خلفية سياس���ية وليس‬ ‫لديهم الكفاءة يف اختاد القرار او صنعه‪ .‬توارثوا‬ ‫ثقاف���ة الق���ذايف واملؤمت���رات الش���عبية واللجان‬ ‫الش���عبية وتعلم���وا ب���أن كل ش���يء حي���دث يف‬ ‫املرابيع ويبقي الش���عب يف الظالم‪ .‬ترعرع هؤالء‬ ‫يف احض���ان ثقافة ‪ 42‬س���نة وبعضهم من عاش‬ ‫باخل���ارج ويريد تطبيق ما مسع ب���ه او قراءه يف‬ ‫صح���ف العامل مع العلم انه مل يكن عضوا يف اي‬ ‫حزب ومل ميارس السياسة‪.‬‬ ‫انه ال خياف على ليبيا من االخوان املسلمني‪،‬‬ ‫ألنه لوالهم مل يصل الي هذا املوقع وهو طول‬ ‫عم���ره معهم‪ .‬لق���د أحاطوا به كم���ا احاطوا‬ ‫باملستش���ار مصطف���ي عبداجللي���ل واوقع���وه‬ ‫يف كث�ي�ر م���ن االخطاء‪ .‬ق���رار القائد األعلى‬ ‫للق���وات املس���لحة منه���م ومحاي���ة العاصمة‬ ‫منه���م وصالحيات اكثر منه���م‪ .‬هذه االيام‬ ‫انشقاق كبري داخل املؤمتر والغرض منه هو‬ ‫زرع االوهام لدي الش���عب بأن املؤمتر وبعض‬ ‫اعضائ���ه اصبح���وا يع�ي�رون اهتم���ام لليبي���ا‪.‬‬ ‫من حيس���م يف الق���رارات االن داخ���ل املؤمتر‪،‬‬ ‫انهم االخ���وان‪ .‬صحيح ان مل تس���تحي افعل‬ ‫ما ش���أت وه���ذا ما يفعل���ه ابوس���همني والذي‬ ‫يقودون���ه االخوان اىل طريق صعب وس���وف‬

‫ناجي مجعه بركات‬ ‫ينفلون���ه يوما ويت�ب�رؤوا من���ه اىل األبد‪ .‬لقد‬ ‫كن���ا نبحت ع���ن خمرج للمؤمت���ر واعضائه‬ ‫وه���ا ه���و ابوس���همني واالخ���وان يس���دون يف‬ ‫املناف���ذ على هذا الش���عب وال���ذي ضحي بكل‬ ‫غالي ورخيص من اج���ل هذه الثورة وجاؤها‬ ‫ليس���رقوها‪ .‬مل نس���مع بأب���و س���همني ايامات‬ ‫الث���ورة ال من قريب وال من بعيد‪ .‬اخري نضح‬ ‫البئ���ر مبائ���ه العك���ر واخري خرج���ت حقيقة‬ ‫ابوس���همني والذي يريد متك�ي�ن االخوان باي‬ ‫طريقة‪ .‬زيدان اغاضهم وابوس���همني يدغدغ‬ ‫فيه���م ويري���د ان حيس���ن صورته���م‪ .‬من هم‬ ‫االس�ل�اميني االخري���ن والذي���ن يقصده���م‬ ‫ابوس���همني‪ .‬ه���ل ه���م القاع���دة او انص���ار‬ ‫الش���ريعة او الليبي���ة املقاتل���ة او الس���لفيني‪.‬‬

‫كلهم حت���ت مضلة اجلماعات االس�ل�امية‪.‬‬ ‫ملاذا ال يقول لنا من هم الذين يش���كلون خطر‬ ‫عل���ي ليبي���ا ومل���اذا االخوان املس���لمني ليس���وا‬ ‫خطر علي ليبيا‪ .‬االخوان ال حيملون السالح‬ ‫ولك���ن حيمل���ون الف�ت�ن وحيمل���ون االقصاء‬ ‫وهمهم الوحيد هو الوصول للسلطة وسوف‬ ‫يتحالف���ون م���ع اجلمي���ع‪ .‬قبل يوم�ي�ن خرج‬ ‫صوان واتهم املس���تقلني بأنهم وراء مشاكل‬ ‫ليبي���ا واالن ابوس���همني ميدحه���م وبطريقة‬ ‫غري مباش���رة وبلغة سياسية مكرة‪ .‬اال يتفق‬ ‫معي اجلمي���ع‪ ،‬انه حتضري إلرج���اع االخوان‬ ‫وتركه���م يس���يطرون عل���ي جلنة الس���تني‬ ‫وال�ت�ي س���تحكم ليبي���ا لف�ت�رة طويل���ة‪ .‬لق���د‬ ‫بداء املك���ر واخلديعة والسياس���ة القدرة من‬ ‫قبل االخ���وان مرة اخ���ري وم���رة ثالثة رمبا‬ ‫تص���دف معه���م ويك���ون رئي���س ليبي���ا منهم‬ ‫وحيقق���ون حلم االخ���وان يف العامل‪ .‬الش���عب‬ ‫لن متر عليه هذه التالعبات ولن يسمح بهذا‬ ‫وجي���ب ايقافه‪ .‬اما ابوس���همني‪ ،‬فأن اس���همك‬ ‫ب���دأت يف الن���زول وس���وف تنهار يوم���ا كما‬ ‫انهارت بورصة نيويورك ووال سرتيت سنة‬ ‫‪1980‬م‪ .‬ال تهم���ه ليبي���ا وش���عبها وال يهمه‬ ‫اهله االمازيغ وما يهمه هو حتقيق طموحات‬ ‫طاملا حلم بها قادة االخوان ومن اليوم االولي‬ ‫وه���و حياول ان تكون له الي���د العليا يف اختاد‬ ‫ق���رارات مصريي���ه بليبي���ا وه���و يع���رف بأنه‬ ‫س���يلقي معارضة من الداخ���ل فمزال هنالك‬ ‫بعض الشرفاء باملؤمتر واحلكومة‪.‬‬ ‫كم���ا خرج علين���ا محيدان قب���ل يومني وهو‬ ‫الناطق الرمسي باس���م املؤمتر العام والفاقد‬ ‫للمصداقي���ة‪ ،‬لق���د ق���ال بأنه اذا ح���ل املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي فأن ليبي���ا س���تدخل يف فوضي‪ .‬اين‬ ‫يعي���ش ه���ذا العضو وهل ال ينظ���ر ما حيدث‬ ‫حول���ه يف ليبي���ا‪ .‬م���ن ادخ���ل ليبي���ا يف ه���ذه‬ ‫الفوضى ومن هو الس���بب يف ذلك‪ .‬انه املؤمتر‬ ‫الوطين العام واغلبي���ة اعضائه الغري قادرين‬ ‫على تطبي���ق االعالن الدس���توري‪ .‬حمباتهم‬ ‫لإلخ���وان وبع���ض اجلماعات األخ���رى جعل‬ ‫املؤمت���ر يدخ���ل يف فوضي من االي���ام األولي‬ ‫ه���ل هذا نائ���م وال يعي ماذا تفعل املليش���يات‬ ‫ول���وردات احل���رب امث���ال بش���ر والتاج���وري‬ ‫وغني���وة واجلض���ران واملدن���ي ومليقط���ة‬ ‫وباحل���اج وب���ادي والس���وحيلى واخ���رون‪.‬‬ ‫صحيح ان مل تس���تحي افعل ما ش���أت‪ .‬نقول‬ ‫ل���ك واىل اعض���اء املؤمتر‪ ،‬ارحل���وا ولن تدخل‬ ‫ليبي���ا يف فوض���ي اخ���ري‪ .‬ارحل���وا واترك���وا‬ ‫هذا الوط�ن�ي يف حاله ‪ .‬لق���د اهنتم وكذبتم‬ ‫وتطاولتم عل���ي الليبي�ي�ن والليبيات كثريا‪.‬‬ ‫م���ن صوت���وا لك���م ي���وم ‪2012/7/7‬م ‪ ،‬ل���ن‬ ‫حيموك���م اليوم وال يري���دون االرتباط بكم‬ ‫ال م���ن قري���ب او بعيد‪ .‬الش���عب ض���اق دراعا‬ ‫بك���م وم���ن وعدوك���م الغ�ي�ر منطقي���ة‪ .‬لن‬ ‫يصل���ح ه���ذا العود "ذي���ل الكلب بق���ي اربعني‬ ‫عام يف فصبايه ومل اخرجوه خرج معوج" هذا‬ ‫ح���ال املؤمتر الوطين ‪ .‬الش���عب قاهل���ا ويقول‬ ‫فيه���ا يوميا‪ ،‬ارحلوا وس���وف يع���م اخلري علي‬ ‫ليبي���ا‪ .‬حن���ن نعرف قل���ت اخل�ب�رة والكفاءة‬ ‫لدي االغلبي���ة وكذلك التس�ت�ر وراء الدين‬


‫‪27‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫م���ن قب���ل تي���ارات معينه لالس���تيالء عل���ى صنع‬ ‫الق���رار ثم اجلهوية والقبلي���ة‪ ،‬كلها كانت احد‬ ‫االسباب لفش���ل هذا املؤمتر‪ .‬كذلك عدم حرصه‬ ‫عل���ى مراقبة احلكومة واليت ه���ي مل تنجز ما هو‬ ‫مطل���وب منها وزيدان متمس���ك بالكرس���ي‪ .‬حيت‬ ‫ه���و خ���رج ويق���ول س���وف نرس���ل االالف اجلنود‬ ‫لتدريبه���م بأوروب���ا ‪ ،‬ه���ذه اغني���ة مسعناها عدة‬ ‫مرات‪ .‬فضيحة رش���وة جظران مل حتدث من قبل‬ ‫وزيدان يقول انه يريد شراء السالح منه‪ .‬محيدان‬ ‫قاهلا يف رمض���ان بأن املؤمتر ليس خمتصر مبدة‬ ‫معينة وبعدها بشهر قاهلا مرة اخري‪ ،‬وهذا جعل‬ ‫بعد االعضاء الفاش���لني ين���ادون ويقولون بأنه ال‬ ‫يوج���د نص بإعالن الدس���توري ين���ص على مدة‬ ‫معينة وي���رددون ما قاله محيدان الناطق باس���م‬ ‫كل اعض���اء املؤمت���ر ومنه���م املش���ري والبك���وش‬ ‫والس���وحيلى‪ .‬هنالك ع���دد ال بأس به ‪ 94‬عضو ال‬ ‫حيبذون اس���تمرار املؤمتر بعد يوم ‪2014/2/7‬م‬ ‫وتسليم السلطة جلهة شرعية منتخبة او متفق‬ ‫عليها لتس�ي�ر ام���ور البالد‪ .‬ه���ؤالء قاموا باخلروج‬ ‫م���ن املؤمت���ر ويريدون عدة اش���ياء رمبا س���يوافق‬ ‫عليه���ا املؤمتر مقابل اقالة زي���دان‪ .‬باقي االعضاء‬ ‫يري���دون أقال���ت زي���دان وه���ؤالء يري���دون قف���ل‬ ‫غرفة ثوار ليبيا والغاء بعض قرارات ابوس���همني‬ ‫وحتجيمه‪ .‬محيدان ومن يؤيدونه ‪،‬االن يريدون‬ ‫ان خييفون الشعب ويقولون ستكون فوضي وهم‬ ‫ال يعلم���ون ان الفوض���ى ص���ارت ج���زء م���ن حياة‬ ‫الليبي�ي�ن وخاص���ة الفوض���ى السياس���ية نتيج���ة‬ ‫افعاهل���م‪ .‬نتمن���ى ان ال يتكل���م هذا الش���خص عن‬ ‫م���دة املؤمت���ر مرة اخ���ري فهو الناط���ق الرمسي‬ ‫وميث���ل اراء اجلمي���ع باملؤمت���ر وجي���ب ايقاف���ه او‬ ‫يص���رح مب���ا يتفق علي���ه اجلميع وليس وس���وف‬ ‫يرح���ل كما س�ي�رحل الكثريون‪ .‬ليبي���ا بها رجال‬ ‫ونس���اء تعلم���وا واخدوا دروس من ه���ذه الفوضى‬ ‫السياس���ية وس���وف يقودون ليبي���ا اىل اخلري‪ .‬لن‬ ‫ترهبه���م كلم���ات محي���دان وال ابوس���همني وال‬ ‫ص���وان وال الزروق وال احد اخر فهم من ثار على‬ ‫اك�ب�ر طاغي���ة وقتلوه وابعدوه وم���ن يكذب علي‬ ‫شعبه ال خري فيه‪.‬‬ ‫الشعب هو سيد الشارع وهو من اعطي هذا املؤمتر‬ ‫الش���رعية لكي يق���وم بتطبيق خارط���ة الطريقة‬ ‫حس���ب االع�ل�ان الدس���توري ومراقب���ة الس���لطة‬ ‫التنفيذي���ة والقضائي���ة‪ .‬لكنه فش���ل فيهم مجيعا‬ ‫مم���ا زاد من احباط الش���عب اللييب وه���ذه االيام‪،‬‬ ‫االحب���اط يف اعل���ي مس���توياته وع���زوف النخب‬ ‫اجليدة يف تقديم انفس���ها لالنتخابات سوء جلنة‬ ‫الس���تني او البلديات خوفا م���ن القتل وكذلك ال‬ ‫وجود ملؤسس���ات الدولة للتعام���ل معها‪ .‬كل هذا‬ ‫بسبب انش���غال املؤمتر بأش���ياء خارجية فرضتها‬ ‫مجاع���ات معينة س���وء بقوة الس�ل�اح او بالتالعب‬ ‫ب���األوراق املطروح���ة وج���دول االعمال واس���كات‬ ‫كل م���ن يق���ول يف احل���ق‪ .‬س���يطرة االخ���وان‬ ‫عل���ى صن���ع الق���رار داخ���ل املؤمتر وفش���ل زيدان‬ ‫وحكومت���ه يف حتقي���ق طموح���ات الن���اس‪ ،‬جعل‬ ‫االحب���اط كب�ي�ر والس���لبية مظهر م���ن مظاهر‬ ‫هذا الش���عب وال���ذي عاش ‪ 42‬س���نة حتت مظلة‬ ‫الظل���م والتهميش والقت���ل والرتعيب والرتهيب‪.‬‬ ‫ج���اءوا مجاع���ة املؤمت���ر وكبلوه اكث���ر واهتموا‬ ‫مبصاحله���م ومص���احل بعض اجلماعات املس�ت�رة‬ ‫وراء الدين والدين االسالمي براءة منهم مجيعا‪.‬‬ ‫الش���عب انتخب ي���وم ‪2012/7/7‬م مائتان عضو‬ ‫وتغ�ي�ر وانس���حب وع���زل الكث�ي�رون منه���م ‪ ،‬هذا‬ ‫الش���عب اليوم ال يريدهم ويقول هل���م ارحلوا اىل‬ ‫االبد واخلزي العار للجبناء‪.‬‬ ‫ليبيا ستبقي حرة بعون اهلل‬

‫لنذهب إىل احلوار الوطين‬ ‫عبداهلل الكبري‬

‫يش���تد الصراع على الس���لطة فى ليبيا مابعد‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر ب�ي�ن تياري���ن سياس���يني‬ ‫رئيس���يني‪ ،‬هما القوى اإلسالمية بكل طيفها‬ ‫وأجنحته���ا م���ن أقص���ى اإلعت���دال ممثال فى‬ ‫املس���تنريين من اإلخوان املس���لمني إىل أقصى‬ ‫التط���رف حي���ث التي���ار املتش���دد‪ ،‬م���ن جانب‪،‬‬ ‫والق���وى اللربالي���ة العلماني���ة عل���ى اجلانب‬ ‫اآلخر‪ ،‬وف���ى وصف ه���ذا التي���ار باللرباىل أو‬ ‫العلمان���ى الكث�ي�ر م���ن التج���اوز‪ ،‬ألن الفك���ر‬ ‫العلمان���ى وكذل���ك الثقاف���ة اللربالي���ة غري‬ ‫متج���ذرة فى ليبي���ا ‪ ،‬ومن دون هذا األس���اس‬ ‫الفك���رى الثقاف���ى يتع���ذر انبث���اق ممارس���ة‬ ‫سياس���ية علماني���ة متكاملة كم���ا هو احلال‬ ‫ل���دى الغربي�ي�ن‪ ،‬فعلمانيون���ا اليرفض���ون‬ ‫اإلس�ل�ام دين���ا للدول���ة بن���دا ف���ى الدس���تور‬ ‫والش���ريعة اإلس�ل�امية مص���درا رئيس���ا‬ ‫للقوان�ي�ن‪ ،‬ولكنه���م ضد احلك���م الثيوقراطى‬ ‫الدين���ى وتدخل رجال الدين بش���كل مباش���ر‬ ‫فى السياس���ة‪ .‬اليش���ذ الص���راع ف���ى ليبيا من‬ ‫حي���ث أطرافه وتصاعده وحدت���ه عن مايدور‬ ‫م���ن ص���راع فى بل���دان الربي���ع العرب���ى‪ ،‬غري‬ ‫أن���ه حس���م بالعنف بع���د حترك ش���عبى أيده‬ ‫اجلي���ش فأزي���ح اإلخ���وان ع���ن الس���لطة فى‬ ‫مص���ر‪ ،‬وميض���ى بت���وازن ف���ى تون���س ملرونة‬ ‫ح���زب النهض���ة صاح���ب األغلبية واس���تنارة‬ ‫زعيمه املفكر راشد الغنوشى‪ ،‬والرتاث العريق‬ ‫للدول���ة املدني���ة ف���ى تون���س‪.‬إن مانس���ميه‬ ‫جت���اوزا التيار الل�ب�راىل ال خيتلف كثريا فى‬ ‫ايدولوجيت���ه ع���ن ح���زب النهضة اإلس�ل�امى‬ ‫ف���ى تونس‪،‬م���ع اخت�ل�اف املرجعي���ات واألخذ‬ ‫بع�ي�ن اإلعتبار الظ���روف التارخيية املختلفة‬ ‫للتطور السياس���ى فى تونس وليبيا‪ .‬مثة قدر‬ ‫كبري من التوازن فى احلجم والثقل الشعبى‬ ‫بني التيارين الرئيسيني فلم ينجح أى منهما‬ ‫ف���ى إزاح���ة اآلخ���ر واهليمن���ة املطلق���ة على‬ ‫القرار السياس���ى أو مفاصل الدولة‪ .‬وكانت‬ ‫الفرص���ة مواتي���ة للتحال���ف ف���ى التف���وق‬ ‫النس���بى حليازته الكتلة األك�ب�ر فى املؤمتر‬ ‫الوطن���ى لو أن���ه أبعد رم���وز النظام الس���ابق ‪،‬‬ ‫ألن وجوده���م نس���ف ثق���ة الكثري م���ن الثوار‬ ‫فيه���م ودفعه���م إىل اإلحني���از إىل منافس���هم‬ ‫الذى ظهر منس���جما مع أه���م مطالب الثورة‬ ‫وه���و قانون الع���زل السياس���ى‪ .‬الصراع جتاوز‬ ‫حدود التنافس السياس���ى الش���ريف ومل يراع‬ ‫ظ���روف املرحل���ة اإلس���تثنائية باجلنوح حنو‬ ‫تغلي���ب املص���احل احلزبي���ة بدال م���ن املصاحل‬ ‫العلي���ا للوط���ن واس���تحقاقات املرحل���ة‪ ،‬مم���ا‬ ‫عط���ل املؤمت���ر ع���ن أعمال���ه ‪ ،‬ونس���ف الق���در‬ ‫األدن���ى م���ن التواف���ق الض���رورى لفت���ح أى‬ ‫انس���داد يعطل صدور القوانني والتش���ريعات‬ ‫‪ ،‬م���ا دعا بعضا م���ن املس���تقلني واملثقفني إىل‬ ‫طرح مب���ادرة احل���وار الوطنى‪ ،‬وه���ذا احلوار‬ ‫إذا قدر له أن ينعقد ومبش���اركة واسعة من‬ ‫كل األط���راف ومبصارح���ة حقيقية ورغبة‬

‫جادة فى التوصل إىل إرس���اء قواعد للتنافس‬ ‫وعدم اإلقصاء ألى طرف س���يكون هو املفتاح‬ ‫النتش���ال البالد من أزمتها والتخبط الس���ائد‬ ‫اآلن‪ .‬نقط���ة اخلالف األساس���ية ب�ي�ن أعضاء‬ ‫املؤمتر هى إقالة رئيس احلكومة أو استمراره‬ ‫فى منصبه‪ ،‬وما كان ينبغى أن يستمر زيدان‬ ‫فى منصبه بعد فضيحة الرشاوى‪ ،‬فضال عن‬ ‫فشله فى حتقيق ماوعد به عشية تكليفه‪،‬‬ ‫ففى مل���ف األمن مل ينجح الس���يد زيدان فى‬ ‫توط�ي�ن األم���ن ب���ل ازدادت األوض���اع األمنية‬ ‫تدهورا‪ .‬لعلنا نتفهم الظروف الصعبة للبالد‬ ‫بع���د زل���زال فرباير اهلائ���ل ‪ ،‬ولكنه���ا التكفى‬ ‫لتربير الفشل فقد أثبت زيدان أنه غري مؤهل‬ ‫لقي���ادة البالد فى املرحل���ة احلالية فضال عن‬ ‫قل���ة خربته السياس���ية بلجوئه لش���راء الوالء‬ ‫بامل���ال‪ ،‬وإنن���ى أكاد أتف���ق م���ع ماقال���ه قائد‬ ‫ميدانى فى معركة التحرير بأن كل ساعة‬ ‫يس���تمر فيها زيدان رئيس���ا للحكوم���ة تعنى‬ ‫املزيد من اخلسائر لليبيا‪.‬‬ ‫ماهو الس���بيل لتج���اوز األزمة داخ���ل املؤمتر‬ ‫وب�ي�ن املؤمتر واحلكوم���ة؟ اليب���دو أن القوى‬ ‫الرئيس���ية ف���ى املؤمت���ر الوطنى ق���ادرة على‬ ‫ح���ل خالفاتها وإع���ادة بناء الثقة مبا يس���اهم‬

‫منذ وقت وتناميها رهن باستمرار تدنى بأداء‬ ‫املؤمتر وتفاقم السخط الشعبى)وتتم الدعوة‬ ‫إلج���راء انتخاب���ات جدي���دة‪ ،‬أو تكل���ف جلنة‬ ‫الستني مبهام قيادة املرحلة بديال عن املؤمتر‬ ‫إىل جانب مهمة إعداد الدستور‪.‬‬ ‫املؤمتر س���يد ق���راره‪ ،‬ف���ى متناول ي���ده إزالة‬ ‫ه���ذا اإلنس���داد بتغلي���ب الكت���ل الرئيس���ية‬ ‫ملصلحة الوطن العلي���ا على املصاحل احلزبية‬ ‫والش���خصية‪ ،‬وهذا قطعا ه���و اخليار األفضل‬ ‫ألن فقدان ثقة الش���عب وحتركه لإلطاحة‬ ‫باملؤمت���ر والس���عى لتكلي���ف ش���رعية جديدة‬ ‫رمبا يؤدى إىل فراغ سياس���ى تس���تغله القوى‬ ‫الدولي���ة واإلقليمي���ة وعمالئها ف���ى الداخل‬ ‫للدفع باجتاه تقس���يم البالد‪ ،‬وأيضا س���يزيد‬ ‫من تقدم القوى الفيدرالية لكس���ب مزيد من‬ ‫الشعبية فى األوس���اط الشعبية‪ ،‬والفيدرالية‬ ‫ليس���ت ش���را مس���تطريا بالطب���ع وه���ى عالج‬ ‫للمركزي���ة ولك���ن مث���ة معاجل���ات أفض���ل‬ ‫منها‪،‬أق���ل تكلف���ة و خالي���ة م���ن األع���راض‬ ‫اجلانبية‪.‬‬ ‫لع���ل احل���وار الوطن���ى املوس���ع يك���ون مدخال‬ ‫مناس���با تبدأ ب���ه القوى الرئيس���ية فى املؤمتر‬ ‫التواص���ل م���ع كاف���ة األط���راف والق���وى‬

‫فى فتح كوة ول���و صغرية تعيد احلد األدنى‬ ‫م���ن التوافق ح���ول كافة امللف���ات املطروحة‬ ‫أم���ام املؤمتر‪،‬يتع�ي�ن على األعض���اء التذكر‬ ‫بش���كل دائ���م حج���م التضحي���ات وماتكب���ده‬ ‫الش���عب من مآس���ى وحم���ن حت���ى وصل إىل‬ ‫مرحل���ة انتخابه���م‪ ،‬واآلم���ال الكب�ي�رة الت���ى‬ ‫يعلقه���ا عل���ى عاتقه���م‪ ،‬وإذا مل تعد الذكرى‬ ‫كقيمة معنوي���ة جمدية ينبغى أن يدركوا‬ ‫أن صرب الش���عب قد ينفد فيب���ادر إىل الدعوة‬ ‫لإلطاحة باملؤمتر (وه���ى دعوة بدأت بوادرها‬

‫االجتماعي���ة والثقافي���ة ب���دون ضغوط���ات‬ ‫العم���ل الربملاني وقلة خيارات���ه‪ ،‬وتطرح كل‬ ‫األط���راف رؤيته���ا لكاف���ة القضاي���ا الوطنية‪،‬‬ ‫م���ع إبداء املرون���ة الكافية والرغب���ة الصادقة‬ ‫لالس���تماع لألط���راف اآلخ���رى‪ ،‬فالبديل عن‬ ‫احل���وار هو الش���قاق والكيد والتالس���ن ورمبا‬ ‫العن���ف واإلح�ت�راب‪ ،‬أو ف���ى أفض���ل األح���وال‬ ‫اس���تمرار حال���ة األزم���ة م���ا مين���ح الق���وى‬ ‫املرتبصة إلثارة املزيد من الفتنة والشقاق‪.‬‬


‫‪28‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫الثورة الليبية ‪ :‬بني الرغبة يف االنتقام وحب السلطة واملال‬ ‫لثورات ناجحة‪،‬‬ ‫“الثورات دوم ًا فاش��لة ‪،‬ال وجود‬ ‫ٍ‬ ‫ولن يكون هلا وج��ود ‪،‬إنها ال حت ّقق أبداً ما قامت‬ ‫من أجله ‪ ،‬الثورات تنتهي دوم ًا إلقرار نقيضها “‬ ‫نيقوالي بردياييف(**)‬ ‫به���ذه االفتتاحي���ة املُخيب���ة لآلم���ال يف رأي‬ ‫برديائيف ال���ذي رأي ان مصري اي ثورة هو‬ ‫الفش���ل وان ليس هناك وجود لثورة ناجحة‬ ‫يف الع���امل‪ ،‬س���وف اح���اول اج���راء مقارن���ة‬ ‫بس���يطة بني الثورتني‪ ،‬ث���ورة الفاتح وثورة‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر م���ن حي���ث االه���داف والنتائح‬ ‫ال�ت�ي الت إليها كال منهم���ا وهل فعال كل‬ ‫الث���ورات حمكوم عليها بالفش���ل كما ادعى‬ ‫برديائي���ف ام ان االم���ر مقتص���ر فقط على‬ ‫الثورات الليبية املعاصرة ؟‬ ‫اوال ثورة الفاتح ‪ :‬جعجعة بال طحني‪...‬‬ ‫يف ليل���ة حالكة م���ن ليالي ع���ام ‪ 1969‬قادت‬ ‫طغمة م���ن الضب���اط بقي���ادة املالزم الش���اب‬ ‫معمر القذايف‪ ,‬البالغ من العمر انذاك‪ ,‬س���بعا‬ ‫وعشرون ربيعا ! انقالبا عسكريا على ادريس‬ ‫ليبي���ا االول (حممد ادريس السنوس���ي) بعد‬ ‫زيارة قص�ي�رة قام به���ا اىل تركي���ا واليونان‬ ‫لغرض االستجمام وتلقي العالج‪ .‬لكن حدث‬ ‫ما مل يكن يف احلسبان!‬ ‫مل يكن الق���ذايف او قادة االنق�ل�اب معروفون‬ ‫يف االوس���اط العامة على االقل يف الليلة اليت‬ ‫س���بقت االنق�ل�اب بأس���تثناء قلة قليل���ة جدا‬ ‫من ط�ل�اب ثانوي���ة س���بها اليت منه���ا خطط‬ ‫املنقلب���ون النقالبهم‪ .‬ولكن س���رعان ما اعلن‬ ‫ع���ن هوية قائ���د االنقالب وانتش���رت االخبار‬ ‫كم���ا تنتش���ر الن���ار يف اهلش���يم‪ .‬فج���اء خرب‬

‫أكلي شكا‬

‫االنق�ل�اب اوال عرب اذاع���ة بنغازي ث���م نقلته‬ ‫االذاعات العاملية اليت نقلت خرب فكانت اذاعة‬ ‫اليب اليب سي االجنليزية يف املقدمة ثم اذاعة‬ ‫مونيت كارل���و الدولية‪.‬ج���ل متتبعي أحداث‬ ‫“ثورة الفاتح” ي���رون ان هناك جمموعة من‬ ‫العوام���ل اليت س���اعدت يف جن���اح انقالب ‪69‬‬ ‫ال���ذي مل ت���رق في���ه قط���رة دم واح���دة كما‬ ‫ختربنا الس���جالت التارخيية‪ ,‬ما دفع زعيمها‬ ‫الروحي (معمر القذايف) بأن يطلق عليه بكل‬ ‫جدارة اسم “الثورة البيضاء” اليت سرعات ما‬ ‫حتول���ت اىل اكثر الثورات س���وداء وعنفا‪ ,‬بل‬ ‫اىل اك�ب�ر الث���ورات القرن العش���رين دموية‪,‬‬ ‫رمبا نس���تطيع ان حنصر تلك االس���باب فيما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬نتيج���ة الفوض���ى واالس���تياء ال���ذي‬ ‫كان يهيم���ن على الش���ارع اللييب م���ع تزايد‬

‫اخنف���اض ش���عبية املل���ك وتفاق���م االنقس���ام‬ ‫القبل���ي ب�ي�ن االقالي���م الثالث���ة (اقلي���م فزان‬ ‫وطرابلس وبرقة)‪.‬‬ ‫‪ .2‬ع���دم وج���ود جيش او جه���از خمابراتي‬ ‫للمك حتى انه يقال ان حراس���ه الش���خصيني‬ ‫ب���ل معظم قواته اخلاص���ة كانت ترتدي زيا‬ ‫مدنيا‪.‬‬ ‫‪ .3‬الرتاخي والتس���يب الذي اشتهر بها امللك‬ ‫ناهيك عن الطاب���ع التصويف الذي جيعل من‬ ‫الس���لطة الدنيوية امرا غري جدير باالهتمام‬ ‫ما اثر كثريا يف شخصية و سياسة امللك‪.‬‬ ‫‪ .4‬تزايد انصار القومية العربية ودعاتها يف‬ ‫ليبي���ا وتأثريهم بثورة مج���ال عبدالناصر يف‬ ‫مص���ر ال���ذي كان الق���ذايف من اه���م حاملي‬ ‫ومتش���اربي فك���ره القومي يف ليبي���ا حتى انه‬ ‫لقبه بزعيم االمة العربية ‪.‬‬ ‫ه���ذه االس���باب وغريها ال ش���ك انها س���اهمت‬ ‫بقدر كبري يف تس���هيل عملية اخرتاق اجهزة‬ ‫امللك دون ان جيد القذايف وطغمته الكثري من‬ ‫الصعاب والعناء يف اجناز مهمتهم ‪.‬‬ ‫لق���د مح���ل الق���ذايف يف البداية مش���عل ثورة‬ ‫التغ�ي�ر‪ ,‬ث���ورة رف���ع الظلم ع���ن كل مظلوم‬ ‫وص���رخ بأعل���ى صوت���ه دفاعا ع���ن الضعيف‬ ‫واحملت���اج وذي كل ح���ق يف ث���ورة “الفات���ح‬ ‫العظيم���ة” ! ال�ت�ي ت���وىل فيه���ا دور الفات���ح‬ ‫املعصوم م���ن االخطاء بعد ان اجهز على امللك‬ ‫واجهزت���ه اخلاص���ة ال�ت�ي اتهمهم���ا بالفس���اد‬ ‫والرجعية والتواطؤ مع الغرب والعمالة هلم‪,‬‬ ‫ولفق للملك املس���امل تهم عرض البالد للبيع‬ ‫ومحل���ه مس���وؤلية ت���ردي مس���توى املعيش���ة‬ ‫للمواطن اللييب البسيط الذي مل يستفد من‬ ‫الث���روة النفطية اليت تزخر به���ا البالد كما‬ ‫ادعى العقيد‪.‬‬ ‫برغم من كل التهم والش���عارات الفضفاضة‬ ‫اليت رفعها الق���ذايف يف وجه الدولة امللكية اال‬ ‫ان���ه مل يقم س���وى بتغ�ي�رات بس���يطة اليت مل‬ ‫تش���مل كل الليبني بل احنصر االمر يف ابناء‬ ‫القائ���د ورجاله ث���م بعض اف���راد قبيلته ومن‬ ‫ي���دور يف فلكهم‪ .‬اما التصفي���ة وقطع الرقاب‬ ‫ب�ل�ا رمح���ة فش���ملت اجلمي���ع وبالتس���اوي‬ ‫كم���ا مشل���ت كل م���ن جت���رأ يف زعزع���ة‬ ‫ع���رش الزعي���م او م���ن حت���دث عنه بالس���وء‪.‬‬ ‫حي���ث عرف���ت ليبي���ا الول م���رة يف تارخيه���ا‬ ‫املعاصر مصطلح التصفية اجلسدية والقتل‬ ‫اجلماعي وتشييد الس���جون السرية ونصبت‬ ‫املش���انق يف الس���احات العامة وزج الليبيون يف‬ ‫اتون حروب دولية واقليمية ‪ :‬يف حرب تش���اد‬ ‫والكوجنو كما ارس���ل مئات الشبان اليافعني‬ ‫خاصة م���ن ابن���اء الط���وارق للمش���اركة يف‬ ‫احلرب اللبنانية ‪ -‬االسرائيلية اليت مات فيها‬ ‫الكثريون وفقد اخرون ال لشيء سوى الشباع‬ ‫رغبات “االخ القائد” اهلستريية‪.‬‬ ‫وم���ع مرور الوقت مل يبق���ى للمواطن العادي‬ ‫البس���يط من الث���ورة ال�ت�ي عق���د عليها كل‬ ‫امال���ه وتطلعات���ه س���وى الش���عارات الزائف���ة‬ ‫وس���رعان ما ادرك اجلمي���ع ان “االخ القائد”‬ ‫ما هو اال جمرد شخصية كرتونية تتظاهر‬ ‫مبظه���ر القائد الثائر الف���ذ والزعيم احلامل‬ ‫الم���ال واالم االمة‪ ,‬الش���عارات اليت مل يتوانى‬

‫العقي���د املنه���ار برفعها بل مل جي���د حرجا يف‬ ‫ترديده���ا قبل ان يلفظ أنفاس���ه االخرية يوم‬ ‫‪ 2011.10.20‬يف مدينة س���رت اليت كتب‬ ‫ل���ه القدر ان يس���قط فيها رأس���ه مرتني‪ ,‬مرة‬ ‫عندما ولد فيها ومرة عندما اعدم فيها‪.‬‬ ‫ومهما كان زيف وبهتان تلك الشعارات اليت‬ ‫تغن���ى بها العقيد الراحل‪ ,‬اال انها على ما يبدو‬ ‫كانت كافية يف اس���تقطاب واستغفال قدر‬ ‫كب�ي�ر من ابناء ليبي���ا يف الثوران ضد ادريس‬ ‫ليبيا االول‪.‬‬ ‫يقين���ا الق���ذايف مل يكن اس���تثناء م���ن بني جل‬ ‫من ق���ادة الثورات واالنقالبات العس���كرية يف‬ ‫العامل‪ ,‬فاملنقلبون دائما لديهم اسباب كافية‬ ‫ومقعن���ة جتعل من ثوراته���م يف باديء االمر‬ ‫ث���ورات من اجل التغري ورف���ع املظامل ونصرة‬ ‫احلق والوقوف جبان���ب الضعيف والكف عن‬ ‫الظل���م واالس���تبداد ولك���ن يف نهاي���ة املطاف‬ ‫تنحرف االهداف عن مسارها وتنزلق املبادئ‬ ‫اىل منح���در االقص���اء واالس���تبداد وتس���قط‬ ‫االقعنة وينكش���ف املس���تور لتع���ود االمور اىل‬ ‫اس���وأ ما كنت علي���ه بعد ان يص���ل املنقلبون‬ ‫“الثوار” اىل غاياتهم‪ .‬فاالنقالبات العسكرية‬ ‫ع�ب�ر التاري���خ‪ ,‬دائم���ا تأت���ي من اجل ترس���يخ‬ ‫ال���والء املطل���ق للحاك���م والف���رد ولتمجيد‬ ‫املس���تبد واالس���هام يف تزييف الوعي وترسيخ‬ ‫الطابع االس���تبدادي والقضاء على كل امال‬ ‫النم���اء واحلري���ة وس���د كل االف���اق امام اي‬ ‫خي���ار ام���ام اجملتمعات البائس���ة ال�ت�ي تبحث‬ ‫بأس���تمرار عن البديل االفض���ل‪ ,‬لكن النتائج‬ ‫دائم���ا كارثية ومفاجئة‪ .‬لقد اس���فرت كل‬ ‫االنقالب���ات العس���كرية يف الع���امل ع���ن نتائج‬ ‫مفجعة ومؤس���فة النها تقوم دائما على مبدأ‬ ‫الق���وة والقهر ولي���س على االمجاع الش���عيب‬ ‫ال���ذي يعت�ب�ر املنطل���ق والقاعدة االساس���ية‪,‬‬ ‫فالث���وارت ال تف���رض بالق���وة وال تق���وم به���ا‬ ‫جيوش وامنا تقوم بها الش���عوب وهي ال تاتي‬ ‫ع���ن طري���ق املدرع���ات واالالت العس���كرية‪,‬‬ ‫امن���ا تات���ي من الن���اس املضطهدي���ن الذين ال‬ ‫يبحثون عن السلطة وامنا يسعون للخالص‬ ‫م���ن القمع والتهمي���ش والفقر كما هو حال‬ ‫الثورة الفرنس���ية واالمريكية‪ .‬اما االنقالبات‬ ‫العس���كرية تات���ي دائم���ا لتص���ادر احلري���ات‬ ‫وتقمع الراي وترهب الن���اس وترغمهم على‬ ‫الصمت والوالء‪.‬‬ ‫ثانيا ثورة ‪ 17‬فرباير‪ :‬حراس املعبد القديم‪...‬‬ ‫معظم وس���ائل االعالم وخاصة الغربية منها‬ ‫تش�ي�ر اىل ثورة ‪ 17‬فرباير باحل���رب االهلية‬ ‫الليبي���ة‪ ,‬وذلك الن املتحارب�ي�ن هم من فئات‬ ‫الش���عب اللييب‪ ,‬مبعنى ان العدوان مل يقع من‬ ‫اخلارج او من دولة خارجية‪.‬‬ ‫ان االوضاع حتما ال تتحسن بأنتقال السلطة‬ ‫من مستبد سابق اىل مستبد الحق‪ ,‬وافظع ما‬ ‫يف االم���ر حني يصري الالحق اكثر اس���تبدادا‬ ‫من السابق‪ .‬امنا تتحسن االوضاع حني تتغري‬ ‫الرؤية وتتبدل املمارس���ة فتنقل السلطة من‬ ‫حكم الفرد اىل الشعب ومن الرؤية االوحادية‬ ‫املغلق���ة اىل التعددية الفكرية املفتوحة‪ .‬لقد‬ ‫م���رت ث���ورة فرباي���ر بتغ�ي�رات خميب���ة حنو‬ ‫االس���وأ‪ ,‬فاالنتق���ال كان عضوض���ا ومدمرا‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫البداية كانت يف يوم ‪ 15‬من ش��هر فرباير حني خرجت جمموعة من‬ ‫األهال��ي لتخلي��ص احلقوقي واحملام��ي فتحي تربل م��ن قبضة األمن‬ ‫الداخلي حيث ارتفعت األصوات واهلتاف��ات الصاخبة املنادية بإطالق‬ ‫سراحه‬ ‫للرؤي���ة وللقي���م االنس���انية ال�ت�ي قام���ت من‬ ‫اجلها‪ ,‬حيث اصبحت لغ���ة التغلب والقوة هي‬ ‫املعيار واصبح البقاء لالق���وى‪ ,‬وامس الصراع‬ ‫السياس���ي ص���راع م���ن اج���ل مكاس���ب فردية‬ ‫عش���ائرية طائفي���ة ايديولوجي���ة ع���دة‪ ,‬فيما‬ ‫ظل القتل والرتهيب جزء من املوضة الليبية‪,‬‬ ‫بذل���ك انتهك���ت كافة مب���ادي الث���ورة ومعها‬ ‫مبادئ���ي حقوق االنس���ان‪ .‬واصبح ثوار االمس‬ ‫هم دعاة القمع واالستبداد والرعب واخلوف‪,‬‬ ‫ما قض���ي على كاف���ة االمال وعل���ى الرباعم‬ ‫الواعدة لس�ي�ر حن���و النض���ح احلقوقي وحنو‬ ‫الدميقراطية الفعلية‪.‬‬ ‫البداي���ة كانت يف يوم ‪ 15‬من ش���هر فرباير‪/‬‬ ‫ش���باط ح�ي�ن خرجت جمموعة م���ن االهالي‬ ‫لتخلي���ص احلقوق���ي واحملام���ي فتحي تربل‬ ‫م���ن قبض���ة االم���ن الداخل���ي حي���ث ارتفعت‬ ‫االصوات واهلتافات الصاخبة املنادية باطالق‬ ‫سراحه‪ .‬ومل متضي سوى بضعة ساعات حتى‬ ‫حتول���ت تل���ك االص���وات البس���يطة اىل ثورة‬ ‫عارمة ه���زت مجيع املدن الليبي���ة من اقصى‬ ‫الشرق الي اقصى الغرب‪ ,‬ومن اقصى الشمال‬ ‫اىل اقص���ى اجلن���وب‪ ,‬وس���رعان م���ا جت���اوزت‬ ‫مطال���ب املتظاهري���ن البس���يطة يف اط�ل�اق‬ ‫س���راح معتقله���م اىل املطالبة بأس���قاط اعتى‬ ‫واق���وى االنظمة قوة وش���أنا يف العامل املتمثل‬ ‫يف نظ���ام العقي���د ش���خصيا‪ .‬وماه���ي اال اي���ام‬ ‫معدودة حتى انتقلت شرارة الثورة وفيضانها‬ ‫اجل���ارف اىل اقص���ى الغرب اللييب وبس���رعة‬ ‫ال�ب�رق وس���قط يف ايامه���ا االوىل اكث���ر من‬ ‫‪ 400‬ش���خص بالرص���اص احل���ي‪ .‬ويف يوم‬ ‫‪ 17‬فرباير انتفض الش���عب اللييب يف الداخل‬ ‫واخلارج يف مظاهرات ش���عبية عارمة مشلت‬ ‫معظ���م الغرب اللييب‪ ,‬فأنتفض���ت مدن يفرن‬ ‫والرجب���ان ونال���وت وج���ادو وكب���او وزوارة‬ ‫والزنتان وبعض مدن اجلنوب‪.‬‬ ‫املذه���ل حقا‪ ,‬ه���و كيف تط���ورت احتجاجات‬

‫بس���يطة قام���ت به���ا جمموع���ة م���ن النس���وة‬ ‫من اجل اطالق س���راح حمامي ايضا بس���يط‬ ‫املتمثل يف الس���يد فتحي تربل الذي س���رعان‬ ‫ما حتول لالس���ف اىل فاش���ي قوجمي شرس‬ ‫يتوع���د االمازي���غ يف اجمللس الوط�ن�ي بالويل‬ ‫واالس���تئصال مباش���رة بع���د حتري���ر مدينته‬ ‫بنغ���ازي اىل اكرب الثورات س���يطا ودموية يف‬ ‫مشال افريقيا والشرق االوسط عموما؟‬ ‫مل يك���ن الليبني س���واء يف ش���رق الب�ل�اد او يف‬ ‫غرب���ه معدي���ن عس���كريا او معنوي���ا للخروج‬ ‫ملواجه���ة حاكمه���م الش���رس‪ ,‬اذ ان جله���م‬ ‫مدني�ي�ن ع���زل وب���دون اي اس���لحة تؤهله���م‬ ‫ملواجهة الكتائب والرتسانة العسكرية اهلائلة‬ ‫ال�ت�ي ميلكه���ا العقيد املنه���ار‪ .‬لك���ن العقيد قد‬ ‫وعد شعبه بالويل واحلرق يف خطابه املشهور‬ ‫“ش���دو اجل���رذان” ال���ذي الف���ت حول���ه ع���دة‬ ‫اغاني ومسرحيات س���خرية‪ .‬ثم جاء دور ابنه‬ ‫سيف االسالم ملوحا بس���بابته مهددا الليبني‬ ‫بقط���ع الكهرباء وامل���اء وايقاف كل ما ينبض‬ ‫باحلياة‪ .‬من هنا ادرك االنس���ان اللييب مما ال‬ ‫يدعي لشك سبيال ان خيار الدفاع عن النفس‬ ‫واالعراض ه���و اخليار الوحي���د ولكن كيف‬ ‫لش���عب اعزل مثل الش���عب اللييب ان جيرؤ يف‬ ‫جمابه���ة قاتله وه���و ال ميلك أدن���ى مقومات‬ ‫املقاومة؟‬ ‫ال ش���ك ان الذين س���ألوا انفس���هم هذا السؤال‬ ‫يف ذل���ك الي���وم ه���م الغالبي���ة وجله���م ينتمي‬ ‫اىل مجاعة “الزم بيتك” اليت تتصدر املش���هد‬ ‫السياس���ي الي���وم يف ليبي���ا‪ ,‬اما الذي���ن واجهوا‬ ‫ال���ة القتل القذافية وبصدوره���م العارية هم‬ ‫االقلية‪ ,‬ولكن تل���ك القلة اخلارقة للعادة هي‬ ‫م���ن ابهر الع���امل واجربوته بتقديم املس���اعدة‬ ‫بعد ان شهد اجلميع على مدى بشاعة وقساوة‬ ‫الق���ذايف وكتائب���ه الفتاك���ة‪ ,‬مما اس���توجب‬ ‫التدخل س���ريعا قبل ساعات قليلة من ارتكاب‬ ‫جم���زرة انس���انية يف ح���ق اه���ل بنغ���ازي اليت‬

‫اطل���ق العقي���د العن���ان لكتائب���ه بدكها دكا‬ ‫وب���دون رمح���ة‪ .‬ولوال متري���ر جملس االمن‬ ‫الدول���ي لق���رار ‪ 1973‬يف س���اعة متأخرة من‬ ‫ليلة اجلمعة املوافق ‪ 2011.03.18‬ملا كانت‬ ‫بنغازي اليوم مدينة مستوية باالرض‪.‬‬ ‫لقد ثار الش���عب اللييب بدون استثناء من اجل‬

‫ازاحة نظام اس���تبدادي جثم عل���ى صدورهم‬ ‫اكثر م���ن ‪ 42‬س���نة وني���ف‪ ,‬رأوا من خالهلا‬ ‫كل ان���واع العذاب واالقص���اء و دفعوا بفلذات‬ ‫اكباده���م اىل حمارق س���احات الوغى وكل‬ ‫غ���ال ونفيس عندهم من اجل وضع نهاية له‪.‬‬ ‫حيث وصل عدد الش���هداء اىل ح���واىل ‪5517‬‬ ‫شهيد حسب تقارير الثوار واجمللس االنتقالي‬ ‫ال�ت�ي يراه���ا البعض انه���ا تقارير مبال���غ فيها‬ ‫لكنها بالتأكيد ان ع���دد اجلرحى واملبتورين‬ ‫وص���ل اىل مئ���ات االالف حي���ث وص���ل ع���دد‬ ‫املفقودي���ن وحده���م اىل حوال���ي ‪ 2516‬فيما‬ ‫اس���تقر ع���دد املهجري���ن يف ‪ 500,000‬مهجر‬ ‫كما حص���دت مئ���ات االرواح ج���راء عمليات‬ ‫االنتقام بع���د تدمري مدنه���م وقراهم ومازال‬ ‫احلبل على اجلرار‪.‬‬ ‫اتذك���ر عندم���ا كنت احث اخوت���ي الطوارق‬ ‫ع�ب�ر اهلات���ف ووس���ائل االع�ل�ام املختلف���ة يف‬ ‫بداي���ة الث���ورة بالتخل���ي ع���ن الق���ذايف الذي‬ ‫اس���تعملهم كدروع بش���رية وه���م بالتأكيد‬ ‫اكثر املتضررين من بني فئات الشعب اللييب‬ ‫س���واء يف عه���ده او يف زم���ن ث���ورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫احلال���ي‪ ,‬اتذكر كيف يس���خرون مين حتى‬ ‫وصف�ن�ي الكث�ي�ر منه���م باجملن���ون واخلائ���ن‬ ‫والعمي���ل الكاف���ر اخل… كان���وا يقولون لي‬ ‫دائما ايهما افض���ل ايها الغيب‪ ,‬عصفور يف اليد‬ ‫ام عصف���ور يف الس���ماء؟ وبرغم انه���م اتفقوا‬ ‫مجيع���ا معي‪ ,‬انن���ا مل ن���رى من الق���ذايف منذ‬ ‫ان اتى اىل الس���لطة‪ ,‬س���وى التهميش والقتل‬ ‫والتش���ريد ولكنه���م يف نف���س الوق���ت كانوا‬

‫‪29‬‬ ‫على يق�ي�ن ان القذايف س���يكون افض���ل بكثري‬ ‫ممن س���يأتي بعده‪ .‬اليوم عندما اتذكر رنني‬ ‫كلماته���م وقهقهاته���م اج���د نفس���ي حبجم‬ ‫بعوضة امام تنبأتهم‪.‬‬ ‫ال ترتابنا ادنى الشكوك يف نزاهة اهداف ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير النبيلة وش���رعيتها كثورة قامت‬ ‫م���ن اجل التغ�ي�ر والعدال���ة االنس���انية ولكننا‬ ‫يف نف���س الوقت‪ ,‬لن ن�ت�ردد بنطق احلق وبكل‬ ‫حس���رة وم���رارة انه���ا اخفقت كث�ي�را خاصة‬ ‫يف جمال حق���وق االنس���ان والتع���دد الفكري‬ ‫والثقايف وقب���ول االخر ورمبا واق���ع االمازيغ‬ ‫والتب���و اليوم هو ابرز ما جيس���د هذا االخفاق‬ ‫ال���ذي ف���اق كل التوقعات واحلس���ابات وبعد‬ ‫كل تل���ك التضحي���ات اجلس���ام ال�ت�ي قدمها‬ ‫اولئ���ك الفرس���ان م���ن اج���ل دول���ة تكفل هلم‬ ‫ف���رص املس���اواة وحق���وق املواطن���ة للجمي���ع‬ ‫وبدون متيز وه���ي املباديء اليت ثار من اجلها‬

‫الليبيون مجيعا يوم الس���ابع عشر من فرباير‪.‬‬ ‫والي���وم بعد مض���ي اكثر من ثالثة س���نوات‬ ‫م���ن عمر الث���ورة‪ ,‬يبدو جلي���ا ان ورثة الفكر‬ ‫الق���ذايف املنغل���ق مازل���وا يرتبص���ون يف كل‬ ‫زاوي���ة بل و يفرض���ون ايديولوجيتهم املقيتة‬ ‫وبقوة يف املشهد السياسي اللييب ملنع اي تقدم‬ ‫حقوق���ي مذهيب لغوي ثق���ايف وهذا ما حصل‬ ‫متاما للمس���ألة االمازيغية اليت عانى ابناءها‬ ‫احلديد والنار اليت يرى حراس املعبد القديم‬ ‫يف ترسيمها شركا وكفرا باللغة العربية‪.‬‬ ‫اضاف���ة اىل ه���ذه االنهزام���ات واالنتكاس���ات‬ ‫لثورة كادت ان تنافس الثورة الفرنس���ية من‬ ‫حي���ث املباديء واالجن���ازات‪ ,‬اصب���ح االعتقال‬ ‫التعس���في والس���جن العش���وائي والتهج�ي�ر‬ ‫القس���ري جزء م���ن حياة الليب�ي�ن‪ ,‬ناهيك عن‬ ‫تنام���ي التط���رف والفك���ر االصول���ي املتزمت‬ ‫كم���ا زادت وت�ي�رة االغتي���االت وانتهك���ت‬ ‫حرمات الليبيات الول مرة يف التاريخ وكثر‬ ‫االخت�ل�اس والس���رقات ال�ت�ي تق���در مباليني‬ ‫الدوالرات‪ ,‬مرة بأس���م احلكومة ومرة بأس���م‬ ‫الث���وار وم���رة اخ���رى حت���ت تهدي���د الس���طو‬ ‫املسلح وهو اكثر الس���ينارويوهات تتبعا‪ .‬بعد‬ ‫كل هذا‪ ,‬هل حيق لن���ا ان نقول ان فعال دماء‬ ‫الشهداء ذهب هباء‪ ,‬وان بردياييف كان ايضا‬ ‫على حق؟!‬ ‫*صحف���ي وأعالم���ي متخصص يف الش���ؤون‬ ‫الليبية واالفريقية‬ ‫**فيلسوف روسي‬


‫‪30‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫فنان من بالدي‬

‫الفنان‬ ‫عطية حمسن‬ ‫إعداد ‪ :‬يوسف بن صرييت‬ ‫•الفنان الراحل عطية حمسن ( عطية العمامي‬ ‫) من مواليد مدينة درنه ‪. 1944‬‬ ‫•قض���ي طفولت���ه يف مدينة درنه ث���م إنتقل مع‬ ‫أس���رته إلي مدينة املرج ثم قضي بقية حياته يف‬ ‫مدينة بنغازي ‪.‬‬ ‫•تلقي تعليمه مبدينة بنغازي وواصل دراس���ته‬ ‫الثانوية بالفرتة املس���ائية حي���ث عمل مبصلحة‬ ‫الربيد ‪.‬‬ ‫•إنتس���ب إل���ي اجلامع���ة الليبية كلي���ة اآلداب‬ ‫والرتبي���ة قس���م التاري���خ وحتص���ل علي ش���هادة‬ ‫الليس���انس وعني مدرسا مبدرسة ش���هداء يناير‬ ‫ثم أصبح مديرا هلا ‪.‬‬ ‫•إنتقل إلي شركة املواشي واللحوم وسافر إلي‬ ‫روماني���ا للعمل بفرع الش���ركة هناك ملدة ثالث‬ ‫سنوات ‪.‬‬ ‫•من���ذ صغ���ره كان يتمي���ز حب�ل�اوة الص���وت‬ ‫مم���ا لف���ت األنظ���ار إلي���ه ‪ ،‬وكان حمب���ا للف���ن‬ ‫واإلس���تماع إل���ي مش���اهري املطرب�ي�ن وتقلي���د‬ ‫أصواتهم وطريقتهم يف الغناء ‪.‬‬ ‫•قدم نفس���ه إلي قسم املوس���يقي باإلذاعة العام‬ ‫‪ 1966‬ومت إجازت���ه كص���وت غنائ���ي ضم���ن‬ ‫اجملموعة الصوتية ‪.‬‬ ‫•ق���دم له امللح���ن الراحل صربي الش���ريف اول‬ ‫أغاني���ه بعن���وان ( األم���ل ) م���ن كلم���ات حممد‬ ‫الق���داري وأعتم���د بعده���ا كمط���رب رمس���ي‬ ‫باإلذاع���ة وتوالت أغاني���ه اليت قدمها ل���ه العديد‬ ‫من امللحنني الذين أعجبوا بصوته وأدائه ‪.‬‬ ‫•أس���ندت إلي���ه مهمة رئاس���ة قس���م املوس���يقي‬ ‫باإلذع���ة مل���دة عام ونص���ف غري أنه ترك القس���م‬ ‫خلالفات مع اإلدارة ‪.‬‬ ‫•كان متابعا للحرك���ة الفنية الغنائية ودائم‬ ‫احلضور واملش���اركة وإختيار األعم���ال الغنائية‬ ‫املتميزة اليت حيبها الناس ‪.‬‬ ‫•من أشهر أغانيه ‪ :‬أيام الزها – بلدي يا فرحة‬ ‫أيام���ي – كالم الناس – م���ا حتكيلي عاحلب –‬ ‫لو بودي م���ا علي تغييب – قدامه���م واطي النظر‬ ‫وأنس���يين – يا حلوة خطواتك ه���دي – يا غايبني‬ ‫املوح ما ينس���اكم – ليش ي���ا غالينا – وين احلب‬ ‫وأيامك معاها – مش���تاق يانسمه أنشوف منايا –‬ ‫علي شط احلرية ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫إختتام فعاليات مهرجان فيلم اهلاتف النقال‬ ‫متابعة وتصوير ندي العبدلي‬ ‫(مهرجان بنغ���ازى لفيل���م اهلاتف احملمول‬ ‫) تواصل���ت على م���دى ثالته اي���ام مثثاليه‬ ‫فعالي���ات ع���روض مهرج���ان فيل���م اهلاتف‬ ‫التى اقيمت بقاعه س���ينما الفي���ل با لقرية‬ ‫الس���ياحية حيث حض���ر االفتت���اح وفد من‬ ‫الس���ودان الش���قيق ووكي���ل وزاره الثقافة‬ ‫واجملتم���ع املدن���ى ومدي���ر مكت���ب الثقاف���ة‬ ‫بنغ���ازى وأعض���اء م���ن اللجن���ة التحكمي���ه‬ ‫ومج���ع غفري م���ن احلض���ور الكري���م حيث‬ ‫ث���م االفتت���اح املهرجان ب���ا النش���يد الوطنى‬ ‫وكلم���ات اللج���ان املش���رفه والراعي���ة‬ ‫للمهرج���ان وم���ن مت قدم���ت الع���روض‬ ‫اخلاص���ة اىل جان���ب تقدي���م حماض���رات‬ ‫ثقافيه ح���ول اس���تعماالت اهلاتف احملمول‬ ‫وحماض���رات ع���ن االف�ل�ام الوثاثقي���ه‬ ‫مبش���اركات من الس���ودان الش���قيق ‪,,‬كما‬ ‫ثم فى اليوم اخلتامى ايضا تكريم الفنانني‬ ‫الش���باب واجلهات الراعيه ملراسم املهرجان‬ ‫واختتمت باسم الفائزين واملتحصلني على‬ ‫جواز املهرجان كأفضل فيلم باس���م الفنان‬ ‫واملخ���رج الكبريالراح���ل ( فهمي الش���اعري‬ ‫) وجائ���زة جلنة التحكي���م ‪,, .‬وأفضل فيلم‬ ‫وأفض���ل س���ناريوا أفض���ل اخ���راج ‪ ,‬وأفضل‬ ‫تصوي���ر‪ ،‬وعل���ي هام���ش املهرج���ان أخذن���ا‬ ‫إنطباعات عدد من املشاركني واحلضور ‪; :‬‬ ‫* مجال حممد(مذيع ) ‪:‬ـ بصراحة انا مبهر‬ ‫ومعج���ب كثريا بهذه الب���ادرة الرائعة الن‬ ‫مثل ه���ذه املهرجانات مل يأخذ بها االهتمام‬ ‫من فبل وبذلك نتقدم بشكر لألستاذ وزير‬ ‫الثقاف���ة احلبيب لالم�ي�ن ونتمنى ان يعمل‬ ‫مث���ل هذه االعم���ال واملهرجان���ات كل عام‬ ‫ول���و فى خمتل���ف املدن امله���م ان يكون دائم‬ ‫م���ن اج���ل ان نرتقى به���ذه املواه���ب ونوفر‬ ‫هل���م االمكاني���ه فهى فكره مجيل���ه ونتمنى‬ ‫االستمرار مبثل هذه املهرجانات‬ ‫مجعه بوش���عاله (مشارك بعملني ) احباط‬ ‫واألخ���ر تكب�ي�ر وه���و م���ن فنان�ي�ن مصرانه‬ ‫وخريج قسم االعالم ‪ :‬مل يسبق وان طرحت‬ ‫مثل ه���ذه الفكره فهى جديدة وبداية ايضا‬ ‫جديدة برغ���م من قل���ه االمكانيات ونقص‬ ‫التنس���يق وأمتن���ا ان تكون دائم���ة وكذلك‬ ‫امتنا ان يتم حتديد فرته معينه ومنتش���رة‬ ‫ف���ى خمتلف احناء ليبيا وتتس���م بانضباط‬ ‫وانتق���اء االف�ل�ام لك���ى يت���م ابرازه���ا ف���ى‬ ‫املستقبل وكذلك نتجنب بعض اهلفوات‬ ‫فتح���ى داود س���ليمان (خم���رج مرئ���ى )‪:‬ـ‬ ‫حن���ن حمتاجني فى ه���ذا الوق���ت ملثل هذه‬ ‫املهرجانات لدعم ش���رعيه الوع���ى الثقافى‬ ‫جديدة واالبتعاد عن الوعى املزيف الس���ابق‬ ‫الذى م���ازال ينتبن���ا اىل االن وفكره اهلاتف‬

‫احملمول فك���ره جديدة لالبتعاد عن النخبه‬ ‫الفنيه وكش���ف عن املواهب اجلديدة كما‬ ‫ان توقي���ت ه���ذا املهرج���ان كان ف���ى اوان���ه‬ ‫لنقل الشعب من حاله االحباط التى يعانى‬ ‫منه���ا الش���عب االن بطريق���ه ثقافيه وليس‬ ‫بطريق���ه هل���و وانس���نادا عل���ى االعالمي�ي�ن‬ ‫النخب���ه املثقف���ه من ان حت���دو ه���ذا النحو‬ ‫وان تأخ���ذ بهذا من خالل اضف���اء صبغه او‬ ‫الطاب���ع الثقاف���ى عل���ى املدينه وعل���ى ليبيا‬ ‫بكاملها‬ ‫حواء عمر الورفل���ى (من احلضور ) ‪:/‬ـ هذه‬ ‫الفكره جديدة من نوعه���ا واعتربها خطوه‬ ‫رائع���ة برغم من انه���ا مازالت فى الوس���ط‬ ‫وأمتن���ا حلقا تك���ون افض���ل وان تأخذ حقها‬

‫اكثر والتق���دم اىل االفضل منى الفيتورى‬ ‫(اعالميه وخمرجه فى قناة بنغازى‪BBN‬‬ ‫)‪:‬ـ بصراحة تكرميا لألس���تاذ املرحوم فهمى‬ ‫الشاعرى تعترب بادره طيبه وكذلك تعترب‬ ‫جديدة وخاصة وان السينما لدينا ضعيفة‬ ‫وه���ذا يعترب ق���وى ج���دا اجتاه الب�ل�اد فهى‬ ‫تعت�ب�ر دفع���ه اىل االم���ام من خ�ل�ال تعزيز‬ ‫الف���ن وأمتن���ا ان يكون ف���ى اماكن كثرية‬

‫غري مقتص���ر على مكان واح���د وملن الرائع‬ ‫ان نأخ���ذ بيد املواهب برغم م���ن انى احببت‬ ‫املش���اركه ولكن لضي���ق الوقت مل تس���مح‬ ‫ىل الفرص���ه للمش���اركة ولك���ن العدي���د‬ ‫م���ن زميلتى ب���ادروا مبش���اركاتهم وأمتنا‬ ‫ان تس���تمر ه���ذه الفك���ره وتكون ىل ش���رف‬ ‫املش���اركه مبث���ل ه���ذه املهرجان���ات وختما‬ ‫لقاءن���ا ب���ا الفنانه (نعيم���ه بوزي���د ) رئيس‬ ‫اللجن���ة الفني���ه للمهرج���ان ‪:‬ـ ان���ا بصراحة‬ ‫س���عيدة وفرح���ه به���ذا الك���م الكب�ي�ر م���ن‬ ‫املش���اركني ومن احلضور الكريم ايضا فى‬ ‫الوقت الذى مل اتوقع هذا احلضور وال هذه‬ ‫املش���اركات الت���ى كانت م���ن خمتلف منا‬ ‫طق ولكن وحبمد اهلل كانت صوره مجيله‬ ‫فى ظل االوضاع التى متر بها البالد وأمتنا‬ ‫ان مينا اهلل علينا بصلح احلال والعباد ‪.‬‬ ‫ويف خت���ام املهرج���ان مت اإلع�ل�ان عل���ي‬ ‫اجلوائز وكانت كالتالي ‪:‬‬ ‫اجلائ���زة األول���ي ‪ :‬جائ���زة املخ���رج الراحل‬ ‫فهم���ي الش���اعري ألفضل فيل���م ‪ :‬وحتصل‬ ‫عليها ‪:‬‬ ‫خليل اجلهاني عن فيلم روبابيكا ‪.‬‬ ‫اجلائ���زة الثاني���ة ‪ :‬وحتص���ل عليه���ا ‪:‬‬ ‫عبدالسالم عالوة عن فيلم صرخة مدينة‬ ‫اجلائ���زة الثالث���ة ‪ :‬وحتص���ل عليها ‪ :‬مجعة‬ ‫بوشعالة عن فيلم إحباط‬ ‫جائ���زة أفضل س���يناريو ‪ :‬وحتص���ل عليها‪:‬‬ ‫هيثم درباش‬ ‫جائ���زة أفض���ل إخ���راج ‪ :‬وحتص���ل عليه���ا‪:‬‬ ‫عبدالسالم الصويف‬ ‫جائ���زة أفض���ل تصوي���ر ‪ :‬وحتص���ل عليها ‪:‬‬ ‫خالد منصور‬ ‫جائ���زة جلن���ة التحكيم ‪ :‬وحتص���ل عليها ‪:‬‬ ‫عدي السعيطي عن فيلم سندويتش‬

‫رحيل الشاعري والعمامي‬

‫املرحوم فهيم الشاعري‬

‫ودع���ت احلرك���ة الفني���ة يف مدين���ة بنغ���ازي األي���ام‬ ‫القريبة املاضية فنانني عاشوا يف صراع مع املرض فرتة‬ ‫طويلة ورحلوا يف صمت وحزن أمل برفاق دربهم ‪ ،‬رحل‬ ‫املخ���رج التلفزيوني فهيم الش���اعري كم���ا رحل املمثل‬ ‫اإلذاعي واملسرحي القدير سامل العمامي ‪.‬‬ ‫تغمدهم���ا اهلل بواس���ع رمحته وأهل���م أهلهم ورفاقهم‬ ‫ثواب الصابرين‬ ‫وإنا هلل وإنا إليه راجعون ‪،،،،‬‬

‫املرحوم سامل العمامي‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫عبد الكريم اهلاللي‬ ‫اتص���ل ب���ي ع�ب�ر اهلات���ف أب���ن عم���ي‬ ‫املشجع االهالوي فرج اهلاللي ليخربني‬ ‫بأن هناك بطاقة دعوة حضور من النادي‬ ‫االهل���ي بامس���ي ‪..‬و ه���و احلض���ور ال���ذي‬ ‫س���يوافق عيد املولد النبوي الش���ريف يوم‬ ‫اخلمي���س ‪ 2000\6\15‬م مبق���ر النادي‬ ‫األهل���ي على مت���ام الس���اعة السادس���ة و‬ ‫النص���ف ‪..‬البطاق���ة كان���ت باس���م ام�ي�ن‬ ‫اللجنة الثقافي���ة بالنادي األهلي دكتور‬ ‫حممد الشركسي ‪.‬‬ ‫و خوف���ا من اسرتس���ال احلدي���ث مع أبن‬ ‫عم���ي عرب اهلات���ف الذي م���ن املمكن جدا‬ ‫ان يك���ون مراقب���ا لذلك افهمت���ه بأنين يف‬ ‫طريق���ي إلي���ه الس���تالم ه���ذه الدع���وة و‬ ‫بذل���ك ختلص���ت م���ن الرقاب���ة ‪..‬و عندما‬ ‫حتدثت معه فهم���ت أن اللجنة الثقافية‬ ‫قد اختذت من مناسبة عيد املولد النبوي‬ ‫الش���ريف ذريعة ملناقش���ة موضوع ش���غب‬ ‫املالعب ‪..‬و هنا قلت هلذا املشجع االهالوي‬ ‫‪ -:‬ال يوج���د يف ليبيا ش���غب مالعب و إمنا‬ ‫ال���ذي يوج���د ش���خص مش���اغب امس���ه (‬ ‫الس���اعدي ) حيرك األح���داث حتى تصل‬ ‫مرحل���ة حي���ب األع�ل�ام اللي�ب�ي يف تل���ك‬ ‫األيام أن يصفها بالشغب بدال من وصف‬ ‫هذا الساعدي باملشاغب ‪.‬‬ ‫و هن���ا اذك���ر أن أح���د االعالمي�ي�ن ق���د‬ ‫زار ش���ركة ليبي���ا للتأم�ي�ن خالل ش���هر‬ ‫رمض���ان من أجل اج���راء لقاء مع املرحوم‬ ‫حممد احلداد الش���هري بلق���ب (اقعيم)‪..‬و‬ ‫كان الذي يهم ه���ذا االعالمي احلصول‬ ‫عل���ى عدد ثالث�ي�ن ش���خصية تغطي أيام‬ ‫رمض���ان ‪..‬و يهمه بعد ذل���ك قبض الثمن‬ ‫عل���ى تل���ك احللق���ات ‪..‬و لكن ال���ذي تبني‬ ‫ان ذل���ك االعالم���ي مل تكن لدي���ه معرفه‬ ‫بالرج���ال و هل���ذا فق���د ب���ادره املرح���وم‬ ‫بالسؤال قائال ‪ -:‬أنا أريد أن أقول أن الذي‬ ‫خرب الكرة الليبية الساعدي ‪.‬‬ ‫و نظ���را ألن هذا األعالم���ي مل يعتد على‬

‫دعوة حضور‬

‫مث���ل هذه اللغ���ة فجمع اغراض���ه و غادر‬ ‫الشركة ‪.‬‬ ‫و لك���ن من ال���ذي مات حمم���د احلداد أم‬ ‫هذا االعالمي و س���يده املشاغب الساعدي‬ ‫ابن املشاغب الكبري معمر ؟‬ ‫إليكم صورة من دعوة احلضور ‪.‬‬ ‫االخ ‪/‬‬ ‫بعد التحية‬ ‫إميانا منا بال���دور الريادي للمبدعني يف‬ ‫اجملال الرياضي و الثقايف و يف ملس���ة وفاء‬ ‫و عرف���ان بالعطاء املميز ال���ذي قدمتموه‬ ‫للرياض���ة من فن مجي���ل و اخالق نبيلة‬ ‫على املستوى الوطين و القومي ‪.‬‬

‫و مبناس���بة حل���ول عي���د املول���د النب���وي‬ ‫الش���ريف و اطالل���ة ه���ذه الذك���رى‬ ‫العظيم���ة و اجلليل���ة يف نفوس���نا مجيعا‬ ‫تس���ر اس���رة اللجن���ة الثقافي���ة بالن���ادي‬ ‫االهل���ي أن تدعوك���م حلض���ور حف���ل‬ ‫املعايدة الذي س���يقام تكرمي���ا لكم و على‬ ‫ش���رفكم و ذل���ك ي���وم اخلمي���س املواف���ق‬ ‫‪ 2000\6\15‬م عل���ى مت���ام الس���اعة‬ ‫السادس���ة و النصف مس���ا ًء مبق���ر النادي‬ ‫االهلي بنغازي ‪.‬‬ ‫إن حضوركم و تشريفكم لنا سيكون له‬

‫االثر الطي���ب يف نفوس مجاه�ي�ر النادي‬ ‫االهلي (شيخ االندية)‪.‬‬ ‫و السالم عليكم و رمحة اهلل و بركاته‬ ‫د‪.‬حممد الشركسي‬ ‫امني اللجنة الثقافية بالنادي االهلي‬ ‫و ه���ذه رس���اليت ال�ت�ي بعثته���ا م���ع اح���د‬ ‫االصدقاء ‪.‬‬ ‫االخ ‪ /‬ام�ي�ن اللجن���ة الثقافي���ة بالن���ادي‬ ‫االهلي‬ ‫حتية طيبة و بعد‬ ‫لظ���روف اجتماعي���ة حتت���م تواج���دي‬ ‫مبدين���ة امل���رج اش���ارككم ملس���ة الوف���اء‬ ‫بطريقيت هذه ‪.‬‬ ‫و االهل���ي لي���س بالغريب عل���ى ذلك و اال‬ ‫ملاذا مسي االهلي باالهلي ؟‬ ‫من هنا س���وف ابوح لك بشئ فلقد كنت‬ ‫احب���ث عن س���ر مجاهريي���ة االهل���ي هذا‬ ‫اخلص���م الذي جي���ب حتطيم���ه كعمل‬ ‫اس�ت�راتيجي قب���ل الدخ���ول اىل البس���اط‬ ‫االخضر حيث العمل التكتيكي ‪.‬‬ ‫قي���ل لي ان بطوالت كرة القدم وراء هذا‬ ‫‪ ..‬وه���ذا بالنس���بة لي بعض الس���ر و ليس‬ ‫كل���ه ‪ ..‬دخل���ت اجلامع���ة ‪..‬ختصصت يف‬ ‫التاريخ ‪..‬و تاريخ جهاد الليبيني باالخص‬ ‫‪..‬هناك اكتش���فت عالق���ة االهلي باللون‬ ‫االمحر حيث دماء ش���هداء الوطن و حيث‬ ‫مجعية عمر املختار ‪.‬‬ ‫و هنا مل اس���تفز من عبارة ش���يخ االندية‬ ‫فهي ليس���ت عبارة تارخيي���ة فقط و امنا‬ ‫تاريخ و حقيقة ليس باملستطاع جتاوزها‬ ‫و هي مش���يخة انبث���ق منها اس���م االهلي‬ ‫الذي جيمع االهل يف هذه املعايدة ‪.‬‬ ‫و الس�ل�ام عل���ى رس���ول الس�ل�ام يف عي���د‬ ‫ميالده و عليكم ورمحة اهلل وبركاته‬

‫‪31‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫بالروح بالدم‬

‫جلس���ت ام���ام الشاش���ة بع���د ان اخرتت قن���اة ليبيا‬ ‫الرياضة ألش���اهد مب���اراة االهلي و الفري���ق العراقي‬ ‫ضم���ن مباري���ات البطول���ة العربية لكرة الس���لة اليت‬ ‫حيتضنها جممع املرحوم س���ليمان الضراط حماوال‬ ‫ان اقضي فرتة م���ن الوقت لعلي ابتعد من خالهلا عن‬ ‫واقع احلبيبة بنغازي ‪.‬‬ ‫ه���ذا الواق���ع املري���ر و احمل���زن و قلت يف نفس���ي لعلي‬ ‫س���وف اس���تمتع باملباراة و كذلك بهذه اللوحات اليت‬ ‫ترمسه���ا اجلماهري الرياضية ‪ ..‬و هي ايضا تش���جع و‬ ‫تهت���ف بالنادي الذي عش���قته و ارتبطت به من خالل‬ ‫اهلتافات و االناش���يد و لكن س���رعان م���ا لفت انتباهي‬ ‫هتاف���ات ليس هلا عالقة باملب���اراة او بالبطولة عندها‬ ‫اقرتب���ت من اجلهاز ألتبني هذا اهلت���اف عندها تأكد‬ ‫ان ه���ؤالء الش���باب يهتف���ون قائلني ‪( -:‬بال���روح بالدم‬ ‫نفديك يا بنغازي شعرت باحلرارة يف جسدي‪ ..‬و قلت‬ ‫مال���ذي حدث و كيف نس���ي هؤالء الش���باب املباراة و‬ ‫نس���وا اهلتاف للفريق الذي عش���قوه س���نينا طويلة و‬ ‫ابعد من ذلك ؟‬ ‫و عادت بي الذاكرة اىل االيام االوىل لثورتنا اجمليدة‬ ‫ثورة السابع عشر من فرباير ‪ ..‬و عدت اىل ايام ساحة‬ ‫التحري���ر و تذك���رت انين خ�ل�ال تلك االي���ام قلت و‬ ‫كتبت اننا صنفنا الش���باب يف الس���ابق تصنيفا جائرا‬ ‫‪..‬و صورناهم تصوي���را متجنيا عندما قلنا عنهم انهم‬ ‫ش���باب امليكياطة و النقاالت ‪..‬و ال يعرفون و جييدون‬ ‫اال صراع���ات ك���رة القدم بش���كلها الغري الئ���ق ‪ ..‬ثم‬ ‫وجدناهم يواجهون الرصاص بل املضادات للطائرات‬

‫اخوكم عبد الكريم اهلاللي‬ ‫اخلميس ‪2000\6\15‬‬

‫عودة بعد غياب‬ ‫فري���ق االهلي لكرة اليد كان من الفرق‬ ‫اليت يش���ار اليه���ا بالبنان حق���ق العديد من‬ ‫االجن���ازات و البطوالت على مس���توى ليبيا‬ ‫لك���ن االهم���ال و ع���دم االهتم���ام ب���ه جعله‬ ‫يهب���ط اىل الدرج���ة الثاني���ة و يبق���ى فيه���ا‬ ‫سنوات على الرغم من احملاوالت املتواضعة‬ ‫من قبل احملبني هلذه اللعبة‪.‬‬ ‫و لك���ن ه���ذه امل���رة اس���تطاع بفض���ل اهلل ثم‬ ‫املخلصني م���ن ادارة النادي االهلي و ادارتي‬ ‫اللعب���ة و الطاق���م التدري�ب�ي و الط�ب�ي و‬ ‫الالعبني الذين ابلوا بال ًء حس���نا على الرغم‬ ‫من املصاعب و قلة االمكانات املادية استطاع‬ ‫الفري���ق بتوفيق م���ن اهلل ث���م بعزمية كل‬ ‫الرجال ان يكون���وا يف املوعد و حيقق احللم‬ ‫و ه���و الف���وز ببطولة ليبيا لكرة اليد لس���نة‬ ‫‪ 2013‬م و العودة اىل دوري االضواء دوري‬ ‫الدرج���ة االوىل امل���كان الطبيع���ي لفري���ق‬ ‫االهلي العريق ‪.‬‬ ‫ش���اهدت للفري���ق مبارات�ي�ن ع�ب�ر التلف���از‬ ‫كانت���ا م���ن اروع و اصع���ب املباري���ات ال�ت�ي‬ ‫واجهها فريق االهلي يف املنافسة القوية ‪.‬‬ ‫االوىل ام���ام فريق النصر بزلي�ت�ن اليت فاز‬

‫به���ا االهلي يف الوقت االض���ايف ‪ 25-24‬بعد‬ ‫التع���ادل يف الوق���ت االصل���ي ‪ 20-20‬املبارة‬ ‫جرت مساء اخلميس ‪ 2013\9\19‬مبلعب‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر بطرابل���س يف ال���دور نص���ف‬ ‫النهائي ‪.‬‬ ‫و الثاني���ة كان���ت مس���ك اخلت���ام و املب���اراة‬ ‫النهائية بنف���س امللعب ام���ام فريق االومليب‬ ‫بالزاوية مس���اء اجلمع���ة ‪ 2013\9\20‬م و‬ ‫حس���مها فريق االهلي لصاحل���ه ‪ 20-16‬و‬

‫فرج العقيلي‬

‫يظف���ر بكأس البطول���ة و القالدات الذهبية‬ ‫و يصع���د اىل دوري الدرج���ة االوىل بع���د‬ ‫غياب طويل ‪.‬‬ ‫ام���ام ادارة االهل���ي مس���ؤلية كب�ي�رة وهي‬ ‫االهتم���ام به���ذا الفري���ق و دعم���ه مالي���ا و‬ ‫معنوي���ا ‪ ..‬الفري���ق جي���ب ان يتخل���ص م���ن‬ ‫بعض االخطاء املتكررة ‪ ..‬و دعمه بانتدابات‬ ‫تك���ون يف املس���توى ‪..‬الصع���ود اىل دوري‬ ‫الدرجة االوىل ال يكفي يف مؤسس���ة عريقة‬ ‫كالن���ادي االهل���ي جي���ب ان يبق���ى فري���ق‬ ‫كرة اليد باالهلي ش���اخما و قوياً بالدرجة‬ ‫االوىل و ال يعود من حيث اتى ‪.‬‬ ‫انا على يقني بأن املخلصني بالنادي االهلي‬ ‫ال يرض���ون لفري���ق ك���رة الي���د إال بالبقاء‬ ‫يف دوري الدرج���ة االوىل و املنافس���ة بق���وة‬ ‫عل���ى املراكز املتقدمة و الس���عي اىل احراز‬ ‫البطوالت و حتقيق االجنازات ‪.‬‬ ‫ال���ف م�ب�روك لفريق ك���رة الي���د بالنادي‬ ‫االهل���ي مبناس���بة اح���رازه لبطول���ة دوري‬ ‫الدرج���ة الثانية و عودته املتميزة اىل دوري‬ ‫الدرج���ة االوىل و مزي���دا م���ن النجاحات و‬ ‫النتائج االجيابية ‪.‬‬

‫و يتلقونه���ا بصدوره���م و ارواحهم ف���دا ًء هلذا الوطن‬ ‫و جيس���دون روح بنغازي الش���رارة و املن���ارة و اليت ال‬ ‫تنحين اال لرب العاملني ‪ ..‬ها هم شبابها رغم انتماؤهم‬ ‫العاطف���ي و حبهم لألهلي العريق و لكنهم مل ينس���وا‬ ‫يف حلظات التجلي و حب الوطن ما تعيش���ه حبيبتهم‬ ‫م���ن اعتداءات اس���تهدفت الرج���ال و املمتل���كات حيث‬ ‫نس���وا يف تلك اللحظات ما جاؤا م���ن اجله اىل اجملمع‬ ‫الرياض���ي و عربوا عما حيس���ون به من ام���ال و ايضا‬ ‫من االم و اس���تعدادهم للدفاع عنها ‪..‬و هنا برز امامي‬ ‫الس���ؤال ال���ذي كن���ت احبث له ع���ن اجاب���ة و هو هل‬ ‫االفض���ل ان يوق���ف النش���اط الرياضي حت���ى يلتفت‬ ‫الش���باب ملش���اكل و ظروف بالدهم و يضعون اعتبارا‬ ‫للدس���تور و االنتخاب���ات البلدي���ات و غريه���ا ام تكون‬ ‫االمور عادية و النشاط الرياضي قائما ؟‬ ‫و الدلي���ل انه���م و هم يش���اهدون الرياضة مل ينس���وا‬ ‫بالدهم و همومهم ‪ ..‬ترى اي االجابتني هي االصح ؟‬ ‫نسأل اهلل ان يهنئ اجلميع و حيفظ بالدنا ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 11 - 5 ( - ) 130‬نوفمبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.