العدد 132

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 132‬‬

‫‪ 25 - 19‬نوفمبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫نوفمبر‪)2013‬‬ ‫‪525‬نوفمبر‬ ‫‪- 19 30( -( )- 132‬‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‪-‬‬ ‫العدد (( ‪) 77‬‬ ‫الثانية‪ -‬العدد‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫‪ ...‬إنهم يف خضم حرب‬

‫الربيع العربي يف مصر كما يف ليبيا وتونس !!‬ ‫بركة وردقو مهدي ‪:‬‬

‫تصرحياتي لكم هي رساليت للحكومة والربملان والعقالء من الناس ‪....‬‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪ ...‬إنهم يف خضم حرب‬

‫الربيع العربي يف مصر كما يف ليبيا وتونس !!‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫م���ن العريش حت���ى القصرين مرورا بطرابل���س وبنغازي يعي���ش الربيع العربي احلرب األهلية كما عاش���ت‬ ‫الث���ورة ‪،‬لك���ن ومبوضوعية ما حيدث يف الش���مال األفريق���ي أقل عنفاً مما حص���ل يف أوروبا ‪ :‬أس���بانيا واليونان‬ ‫ويوغس�ل�افيا ومما حصل يف أمريكا الالتينية يف الس���بعينات ‪،‬ومن هذا ميكننا الق���ول أننا يف هذا املكان مبكنتنا‬ ‫اخلروج من بوتقة هذه احلرب خبس���ائر أقل مما حيصل يف آس���يا العربية اآلن ‪،‬لكن دون ذلك خارطة طريق‬ ‫مل تتحدد مالحمها بعد‪..‬‬ ‫نع���م أن االرواح ال�ت�ي زهق���ت يف مصر تعادل عدي���د املرات مما زه���ق يف ليبيا ‪،‬وكذلك ما زه���ق يف ليبيا يعادل‬ ‫العديد من املرات مما حصد يف تونس ‪،‬لكن تكاليف ذلك يف تونس باهظ ‪،‬ألن ما حصل يف مصر ناتج عن تدخل‬ ‫عس���كري س���افر يف احلياة السياس���ية ‪،‬ويف ليبيا دخلت الثورة يف حرب أهلية مت خالهلا عسكرة اجملتمع مجلة‬ ‫وتفصيال ‪،‬وهي أي ليبيا تعاني من حالة جمتمع مدني مسلح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لكن وراء هذا ما يشف عن حتجب جمتمعات عن حقيقتها ‪،‬هذه اجملتمعات كانت الثورة بالنسبة اليها حدثا ال‬ ‫مثيل له يف تارخيها احلديث ‪،‬وهذه الثورة فعلت ما فعله الصيب الذي صرخ ‪ :‬إن امللك عاري ‪.‬‬ ‫إن صيب امللك ‪،‬أو الربيع العربي يف الشمال األفريقي ‪،‬قد جعل الشعوب يف هذه املنطقة تتكشف حالة االنقسام‬ ‫اليت تعيشها وتعانيها ‪:‬الفرد يظهر يف تونس وخاصة على الشاشات يرطن بلغة ال يفقهها أحد حتى املتكلم ذاته‬ ‫‪:‬مجل عربية فصيحة على عامية فرنس���ية وعامية تونس���ية ومصطلحات اجنليزي���ة ‪،‬تدوخ ان أردت أن تفهم‬ ‫‪،‬قادة مدنيون يغتالون يف وضح النهار وعواجيز ‪،‬كالباجي قايد السبس���ي والغنوش���ي وغريهما الكثري‪،‬يديرون‬ ‫ث���ورة ش���بابية صرفة ‪ ..‬اخل ‪،‬اجملتمع هذا كما جان���وس االله الروماني بوجهني ‪،‬وج���ه يبحلق يف الغرب ووجه‬ ‫يبحل���ق يف الش���رق وم���ا بينهم���ا ه���وة‬ ‫س���حيقة تش���اهدها فج���ة يف ش���ارع‬ ‫احلبيب بورقيبة ‪.‬‬ ‫أم���ا يف مص���ر فاجملتم���ع منقس���م ب�ي�ن‬ ‫مدني�ي�ن متس���لحني بالدي���ن ‪،‬ومدنيني‬ ‫متس���لحني بالعس���كر ‪،‬وم���ا بينهم���ا‬ ‫ه���وة س���احقة – أيض���ا‪ -‬حبج���م ميدان‬ ‫التحري���ر ‪،‬وق���د كان���ت الديكتاتوري���ة‬ ‫العس���كرية منذ عقود تس���د ه���ذه اهلوة‬ ‫بصمغ العنف ‪.‬‬ ‫أم���ا ليبيا فحدث و ال حرج ‪،‬بلد اختطف‬ ‫‪،‬ب���دون تكالي���ف باملرة ‪،‬من قب���ل مالزم‬ ‫أول ‪،‬عم���ره ‪ 27‬س���نة فق���ط ‪،‬فقري و ال‬ ‫عصبي���ة له وال ثق���ل جه���وى ‪،‬ولكن له‬ ‫س���لوك عجائيب ‪،‬ووراؤه دع���م أمريكي‬ ‫وغربي وحتى اقليمي ‪،‬و ال أعتقد أننا نس���ينا مؤمتر القمة الذي عقد يف ش���رم الش���يخ ملناسبة املسألة العراقية‬ ‫الصدامي���ة ! ‪،‬حي���ث حتدث امللك عبد اهلل الس���عودي بوضوح ‪،‬غري معتاد من هذه العائل���ة ‪،‬يف وجه العقيد اللييب‬ ‫‪(:‬حننا عارفني منو جابك) ‪.‬‬ ‫لق���د طال هذا االختطاف للبالد مجلة وتفصيال يف مش���روع قمعى إلخراجها م���ن التاريخ واجلغرافيا ‪،‬هلذا ما‬ ‫تعانيه البالد ليس التحرر من هذا االختطاف فحس���ب بل واس���تعادة البالد إلدخاهلا يف التاريخ واجلغرافيا من‬ ‫جديد ‪،‬وما حيصل الس���اعة ليس انقس���اما فحس���ب بل تشظى جمتمع مدني مس���لح! ‪،‬الدور األمريكي الغربي‬ ‫في���ه ال���دور الرئيس ليس آخره اختطاف مواطن من عقر داره يف طرابل���س ‪،‬و ال اإلعالن عن مبلغ ‪ 10‬ماليني‬ ‫دوالر ملن يقبض او يس���اهم يف القبض على قتلة الس���فري االمريكي ‪،‬من قتل يف بنغازي يوم ‪ 11‬سبتمرب ‪2012‬‬ ‫حيث كان حيتفل بالذكرى احلادية عش���ر ملأس���اة نيويورك! ‪،‬هكذا يعاد حرفيا يف ليبيا الس���يناريو األمريكي‬ ‫يف أفغانستان ‪.‬‬ ‫لي���س م���ا حيدث يف القصرين ببعيد عما حدث يف اجلزائر ‪،‬و ال ما حيدث يف مصر ببعيد عما حيدث يف س���وريا‬ ‫‪،‬لكن ما حيدث يف ليبيا بعيد عن أفغانستان فيما السيناريو واحد ‪،‬وهذا ال يستهدف كمرجعية نظرية املؤامرة‬ ‫بل جمرد سرد لألحداث‪.‬‬ ‫وهكذا يغص الربيع العربي يف الشمال األفريقي بهذه احلرب (االقليمية) اليت من مسبباتها الداخلية ما جيعل‬ ‫املس���ببات اخلارجية داخلية أيضا ‪،‬ألن الضعف الذي تعانيه هذه اجملتمعات من انقس���امات وتشظي تسهم يف أن‬ ‫يكون اخلارج العبا س���لبيا ‪،‬فاالقتصاد التونس���ي أكسجينه السياحة والفوس���فات و معا توقفا ‪،‬وكذلك احلال‬ ‫يف مصر ‪،‬فيما يطفو على هذا املش���هد االقتصاد اللييب الذي هو النفط ‪،‬ما هو مس���ألة خارجية حمض ‪،‬تتناقل‬ ‫األنباء اللعب به وتوقيف تصديره دومنا أي تداعي خارجي وكأمنا ال عالقة للغرب وأمريكا وشريكاتهما به ؟‪.‬‬ ‫ه���ذا التداخ���ل مجلة وتفصيال جيعل مما حي���دث يف املنطقة خطرا على طرابلس ‪،‬كم���ا هو خطر على جنوب‬ ‫البحر املتوس���ط ومشاله ‪،‬وما حيدث الس���اعة يف طرابلس خطر على تونس كما على القاهرة ‪،‬التشظى اللييب‬ ‫ليس مسألة ختص الليبيني وحدهم و ال يشاركهم فيه التونسيون واملصريون ‪،‬ولكن نتائجه السلبية ستزعزع‬ ‫حال املتوسط ‪،‬خاصة وأن سوريا قد انفلت عقاهلا ‪،‬وعندئذ سيعرف العامل أية قنبلة نووية قد تفجرت يف قلبه‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫احلمروش‪ :‬الفوضى واالغتياالت والتفجريات جمرد‬ ‫بداية لطوفان أكرب‬ ‫أن األحداث املتتالية‪ ،‬من فنت واختطافات وال�ت�ي ازدادت وتريتها يف ع���ام ‪ ،2013‬يف‬ ‫وكاالت ‪:‬‬ ‫صرح���ت فاطم���ة احلم���روش وزي���رة وتفج�ي�رات واغتي���االت‪ ،‬إضاف���ة إىل جمملها مجيعا ليس���ت ممارس���ات فردية‬ ‫الصحة الليبية السابقة إنه مل يعد خافيا التغطي���ة اإلعالمي���ة املوجهة واملسيس���ة‪ ،‬أو عش���وائية‪ ،‬ب���ل ه���ي أعم���ال منظم���ة‬ ‫وانتقائي���ة ومدروس���ه‪ ،‬وتنف���ذ مبهني���ة‬ ‫عالي���ة وه���ي ليس���ت إال البداي���ة فقط ملا‬ ‫سيلى‪.‬‬ ‫وأضاف���ت احلم���روش‪ ،‬يف س���ياق تعليقها‬ ‫عل���ى األح���داث والفوض���ى األمني���ة اليت‬ ‫تش���هدها بالده���ا م���ن خ�ل�ال صفحته���ا‬ ‫اخلاصة عل���ى موقع التواصل االجتماعى‬ ‫"فيس بوك"‪" :‬ه���ذه اخلطوات اهلدف منها‬ ‫إمخ���اد األصوات اليت أثبت���ت قدرتها على‬ ‫أن تص���دح باحل���ق والتأث�ي�ر عل���ى الرأي‬ ‫الع���ام‪ ،‬وش���ل أو وأد األي���ادي الفاعلة اليت‬ ‫أثبت���ت مقدرته���ا عل���ى أن تتص���دى مل���ن‬ ‫يرتبصون بليبيا ويريدون هلا ش ّرا"‪.‬‬ ‫ولفتت إىل أن مجيع اجلرائم اليت ال تزال‬ ‫تس���جل ضد جمهول‪ ،‬ما هي إلاّ اخلطوات‬ ‫األوىل فق���ط لربنام���ج ق���ادم خمطط له‬ ‫وي���راد ب���ه االنق�ل�اب عل���ى الث���ورة‪ ،‬وهي‬ ‫املرحل���ة التمهيدي���ة له‪ ،‬لضم���ان فرصة‬ ‫أك�ب�ر لتحقيق ه���ذا الربنامج ب���دون أن‬ ‫يواجه مبقاومة فاعلة حني يدخل مرحلة‬ ‫اجله���ار به‪ ،‬واليت ال ميك���ن أن تتم إال بعد‬ ‫إضع���اف القوة املضادة له‪ ..‬وذلك بالقضاء‬ ‫"من وما"‬ ‫عل���ى أكرب عدد ممكن من كل َ‬ ‫ميكنه أن يقف يف طريق جناحه‪.‬‬

‫بيان املنظمة الليبية للقضاة بشأن‬ ‫اغتيال املستشار حممد خليفة النعاس‬ ‫تلق���ت املنظم���ة الليبي���ة للقض���اة ببالغ‬ ‫أألس���ى واحل���زن نب���أ أغتي���ال املستش���ار‬ ‫حمم���د خليف���ة النع���اس احملام���ي العام‬ ‫بدائرة حمكمة استئناف اجلبل االخضر‬ ‫أث���ر إنفج���ار س���يارته بعبوة ناس���فة أما‬ ‫منزله مم���ا أدى لوفات���ه وأفقدت اجلهاز‬ ‫القضائ���ي أح���د رجال���ه أالكف���اء الذي‬ ‫كان يتمتع باحليدة والنزاهة والسمعة‬ ‫العطرة ودماثة اخللق ‪.‬‬ ‫ويف الوق���ت ال���ذي تتق���دم في���ه املنظمة‬ ‫ألس���رة املرحوم الصغرية وكذا االس���رة‬ ‫القضائي���ة الكب�ي�رة بأح���ر التع���ازي يف‬ ‫مصابه���ا اجلل���ل وتدعو اهلل ع���ز وجل أن‬ ‫يس���كنه فس���يح جنات���ه ويتقبله ش���هيدا‬ ‫عنده ‪.‬‬ ‫ف���أن املنظم���ة الليبي���ة للقضاة تس���تنكر‬ ‫بش���دة حالة أالنفالت أالمين والتس���يب‬ ‫والفوضى املنتشرة يف املدن وفشل وعجز‬ ‫احلكوم���ة املؤقت���ة وتقصريه���ا يف القيام‬ ‫بواجبها بتوفري احلماية الالزمة لرجال‬ ‫القض���اء والنياب���ة العامة بالش���كل الذي‬

‫يسمح هلم بالقيام بأعماهلم على أكمل‬ ‫وجه وهو م���ا أكده الس���يد وزير العدل‬ ‫يف اخ���ر تصرحيات���ه بعدم ق���درة وزارته‬ ‫محاي���ة رجال القض���اء يف بنغازي ودرنة‬ ‫رغم علمها بظ���روف عملهم واخلطورة‬ ‫احمليطة بهم‬ ‫كما تطالب املنظم���ة اجلهات املختصة‬ ‫باخت���اذ ما يل���زم م���ن تداب�ي�ر ذات صلة‬ ‫بتعق���ب اجلناة واملتورط�ي�ن يف اغتياالت‬ ‫القض���اة ‪ ،‬وتقدميه���م اىل حماكم���ات‬ ‫عاجل���ة وعادلة ‪ ،‬مناهض���ة لإلفالت من‬ ‫العقاب ‪ ،‬ودعما ألوضاع العدالة وحس���ن‬ ‫سريها ‪.‬‬ ‫وتنب���ه املنظمة اىل خطورة هذه احلوادث‬ ‫خصوص���ا م���ع تكراره���ا بش���كل خيش���ى‬ ‫مع���ه ان تكون امتدادا لسلس���لة اغتياالت‬ ‫يتع���رض هل���ا القض���اة يف ليبي���ا بس���بب‬ ‫وأثن���اء آدائه���م مله���ام مهنتهم‪ ،‬س���يما أنه‬ ‫وق���د س���بق إغتي���ال املستش���ار حمم���د‬ ‫النع���اس العديد من القض���اة ‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫على سبيل املثال ‪،‬القاضي مراد الرعوبى‬

‫يف طرابلس ‪ ،‬واملستش���ار مجعه اجلازوى‬ ‫يف بن���ى غازى ‪ .‬واملستش���ار حممد جنيب‬ ‫هويدي يف درنة‪.‬‬ ‫وتش�ي�ر املنظمة إلي أن تكرار تهديد حق‬ ‫القض���اة يف احلياة ‪ ،‬وإن كان من ش���أنه‬ ‫أن يقوض عملية س�ي�ر العدالة وس���يادة‬ ‫القان���ون ‪ ،‬فإن���ه م���ن جه���ة أخ���رى ينذر‬ ‫بانهي���ار دول���ة القانون واملؤسس���ات التى‬ ‫تش���كل الس���لطة القضائية أهم اركانها‬ ‫ودعائمها ‪.‬‬ ‫وأخ�ي�را تطالب املنظم���ة الليبية للقضاة‬ ‫م���ن اجمللس أالعل���ى للقضاء بالتنس���يق‬ ‫مع وزارة العدل باختاذ التدابري الالزمة‬ ‫بشأن العمل على توفري احلماية الكافية‬ ‫للقضاة وأعضاء النيابة العامة وأسرهم‬ ‫‪ ،‬وتأم�ي�ن دور العدالة ومق���ار احملاكم ‪،‬‬ ‫مب���ا يكف���ل توفري ضمانات حس���ن س�ي�ر‬ ‫العدال���ة وعملي���ة التقاض���ي وحيف���ظ‬ ‫للقضاة محاية حقهم يف احلياة والعيش‬ ‫بأمان ‪.‬‬ ‫حفظ اهلل الوطن وادام عزته‬

‫‪03‬‬ ‫األمم املتحدة‬ ‫تؤكد إقامة احلوار‬ ‫الوطين بني األطراف‬ ‫السياسية داخل ليبيا‬ ‫كش���فت بعث���ة األم���م املتح���دة للدع���م يف‬ ‫طرابل���س ي���وم اجلمع���ة املاضي���ة أن احل���وار‬ ‫الوطين بني األطراف السياس���ية سيقام داخل‬ ‫ليبي���ا ولي���س خارجه���ا‪ .‬وأوضح���ت البعثة يف‬ ‫بيان صحف���ي‪ ،‬أنه "يف إطار جهودها املتواصلة‬ ‫لدعم جهود السلطات الوطنية الليبية إلجياد‬ ‫حلول سياس���ية متوافق عليها للتحديات اليت‬

‫تواجهه���ا يف إدارة املرحلة االنتقالية‪ ،‬ولتعزيز‬ ‫املصاحل���ة الوطنية والش���روع يف عملية وضع‬ ‫الدس���تور والعملي���ة االنتخابي���ة‪ ،‬ف���إن بعث���ة‬ ‫األم���م املتح���دة س���تواصل مس���اعيها لدع���م‬ ‫اجله���ود الليبي���ة‪ ،‬مب���ا يف ذلك تنظي���م لقاءات‬ ‫تشاورية للفعاليات السياسية"‪.‬‬ ‫وتاب���ع البيان أنه "وبعد مش���اورات واس���عة مع‬ ‫األطراف السياسية األساسية وبناء على رغبة‬ ‫العدي���د منهم‪ ،‬س���يتم إج���راء ه���ذه الفعاليات‬ ‫داخ���ل ليبيا ولي���س خارجه���ا‪..‬؛ لذا ف���إن بعثة‬ ‫األم���م املتحدة تش���دد عل���ى ض���رورة أن تكون‬ ‫الف�ت�رة االنتقالي���ة مرتك���زة عل���ى االلت���زام‬ ‫بالدميقراطي���ة واحلك���م الرش���يد وس���يادة‬ ‫القانون واحرتام حقوق اإلنسان"‪.‬‬ ‫واختت���م بيان بعث���ة األمم املتح���دة للدعم يف‬ ‫ليبي���ا قائ�ل�ا إن "البعث���ة من جانبه���ا تلتزم يف‬ ‫عمله���ا دوم���اً مبب���دأ الش���فافية ودع���م وجود‬ ‫عملي���ة سياس���ة تش���اورية ش���املة وتعزي���ز‬ ‫املصاحل���ة الوطني���ة‪ ،‬كم���ا تؤك���د جم���ددا‬ ‫حرصها الشديد على احرتام السيادة الوطنية‬ ‫والعمل من أجل صيانتها"‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫ليبيا يف اسبوع‬

‫هل سيمنع هجوم‬ ‫السفارة االمريكية‬ ‫ببنغازي “ هيالري‬ ‫كلينتون “ من الرتشح ؟‬

‫اللمحة األوىل ألرييت للثقافة والفنون الطرابلسية !!‬ ‫س���تقوم مؤسسة أرييت للثقافة والفنون‬ ‫بإقامة معرض “اللمحة األوىل ‪”2013‬‬ ‫لفن���ون الفيدي���و أرت باملدين���ة القدمية‬ ‫بطرابلس يومى الثالثاء واإلربعاء ‪27-‬‬ ‫‪ 26‬نوفبمر ‪.2013‬‬ ‫س���تبدأ الع���روض الس���اعة السادس���ة‬ ‫مس���اء وختتت���م يف الثامنة مس���اء‪ .‬يضم‬ ‫املعرض عشر حمطات يف حميط قوس‬ ‫مارك���وس اوريلي���وس ال���ذي س���يكون‬ ‫نقطة إنطالق املعرض‪.‬‬ ‫س���بق ملؤسس���ة أرييت أن أقامت النسخة‬ ‫اإلس���تهاللية م���ن اللمح���ة األوىل يف‬ ‫نوفم�ب�ر الع���ام املاضي ال���ذي كان اول‬ ‫معرض لفنون الفيديو يف ليبيا‪.‬‬ ‫“حتمس���نا إلقام���ة اللمح���ة األوىل ملرة‬ ‫ثاني���ة نظ���را للقبول الباه���ر الذي القاه‬ ‫املع���رض الع���ام املاض���ي ال���ذي حض���ره‬

‫حوال���ي ‪ 1000‬مش���اهد إستحس���نوا‬ ‫األعم���ال املعروض���ة‪ .‬كم���ا أنن���ا وجدنا‬ ‫قب���وال وترحيب���ا كرمي���ا للمعرض من‬ ‫قبل أهال���ي املدينة القدمية الذين عادوا‬ ‫وأس���تضافونا م���رة أخ���رى‪ ”،‬صرح���ت‬ ‫الفنانة التش���كيلية ريم جربيل‪ ،‬املديرة‬ ‫التنفيذي���ة ملؤسس���ة أري�ت�ي للثقاف���ة‬ ‫والفنون‪.‬‬ ‫يتميز مع���رض اللمح���ة األوىل ‪2013‬‬ ‫مبش���اركة ليبي���ة أوىل يف ه���ذا اجملال‬ ‫للفنان مهند ألمني‪ .‬كما يضم برنامج‬ ‫ه���ذا الع���ام أعم���ال رس���وم متحرك���ة‬ ‫“أنيميشن” مميزة‪.‬‬ ‫سيشمل معرض اللمحة األولي أعماال‬ ‫لفنان�ي�ن م���ن ليبي���ا‪ ،‬كن���دا‪ ،‬نيوزيلندا‪،‬‬ ‫املغ���رب‪ ،‬هولن���دا‪ ،‬األرجنت�ي�ن‪ ،‬إيطالي���ا‪،‬‬ ‫الص�ي�ن‪ ،‬الوالي���ات املتح���دة األمريكية‪،‬‬

‫فنلندا‪ ،‬اهلند‪ ،‬فرنس���ا‪ ،‬روس���يا‪ ،‬الس���ويد‪،‬‬ ‫إي���ران‪ ،‬اململك���ة املتحدة‪ ،‬هون���غ كونغ‪،‬‬ ‫النروي���ج‪ ،‬الربازي���ل‪ ،‬اس���كتلندا‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫اليابان وإسبانيا‪..‬‬ ‫“سيسمح املعرض للمش���اهدين التنقل‬ ‫ب�ي�ن مع���امل املدينة القدمي���ة بطرابلس‬ ‫بينما تقدم هلم جدرانها ما أس���تجد من‬ ‫فن���ون العامل‪ ”،‬صرح���ت جربيل‪ ،‬املديرة‬ ‫التنفيذي���ة ملؤسس���ة أري�ت�ي للثقاف���ة‬ ‫والفنون‪.‬‬ ‫مع���رض اللمحة ه���و برعاية مؤسس���ة‬ ‫برن���س كالوس اهلولندي���ة‪ ،‬الصندوق‬ ‫العرب���ى للثقاف���ة والفن���ون‪ ،‬ش���ركة‬ ‫تواص���ل ليبي���ا (سامس���ونغ) والس���فارة‬ ‫اهلولندية بطرابلس‪ ،‬وكذلك بالتعاون‬ ‫مع جهاز املدن التارخيية وقناة تريبيوت‬ ‫إف إم ‪.98.1‬‬

‫رسالة من مدير املركز اللييب للمحفوظات‬ ‫والدراسات التارخيية‬

‫سي إن إن ‪:‬‬ ‫صرح الس���يناتور األمريكي‪ ،‬راند بول إن اهلجوم على‬ ‫القنصلية األمريكية ببنغازي ش���رق ليبيا‪ ،‬وردة فعل‬ ‫هيالري كلينتون‪ ،‬اليت كانت تشغل منصب وزيرة‬ ‫اخلارجية وقتها‪ ،‬عليه أن مينعها من أن تصبح رئيسة‬ ‫للواليات املتحدة‪ .‬وأوضح الس���يناتور اجلمهوري عن‬ ‫والية كنتاكي أن “فشلها بتوفري احلماية الالزمة‬ ‫لسفرينا يف بنغازي‪ ،‬يوجب عليها عدم تقلد أي منصب‬ ‫رفي���ع مطلقاً‪ .‬وأضاف ب���ول يف كلمة له أمام طالب‬ ‫إح���دى الكليات العس���كرية بكاروالين���ا اجلنوبية‪ ،‬إن‬ ‫القائ���د األعلى للقوات املس���لحة عليه أن ال يكون غري‬ ‫مس���تعد إلرس���ال اجلنود ألي مكان يف س���بيل محاية‬ ‫البعث���ات الدبلوماس���ية األمريكي���ة‪ .‬ويش���ار إىل أن‬ ‫حادثة اهلجوم على القنصلية األمريكية يف بنغازي‪،‬‬ ‫اليت وقعت بتاريخ ‪ 11‬س���بتمرب‪ /‬أيل���ول ‪ ،2012‬أدت‬ ‫إىل مقتل الس���فري األمريكي‪ ،‬كريس���توفر ستيفنز‪،‬‬ ‫إىل جانب ثالثة من األمريكيني اآلخرين‪.‬‬

‫تع���رض املرك���ز اللي�ب�ي للمحفوظ���ات‬ ‫والدراس���ات التارخيي���ة ليل���ة اجلمع���ة‬ ‫املاضية بتاريخ ‪ 7/11/2013‬لس���قوط‬ ‫ش���ظية كب�ي�رة عل���ى ج���زء م���ن مبناه‬ ‫وال���ذي حيتوي على مكات���ب للباحثني ‪،‬‬ ‫مما تسبب يف إحلاق أضرار باملبنى‪ .‬كما‬ ‫تعلمون‪ ،‬إن املركز اللييب للمحفوظات‬ ‫والدراس���ات التارخيي���ة يع���د حالي���ا هو‬ ‫خزانة الذاكرة الليبية وأرش���يف ليبيا‬ ‫الع���ام‪ .‬فهو حيتوي على قرابة عش���رين‬ ‫مليون وثيق���ة هامة يرجع تارخيها إىل‬ ‫العهد القره مانلي والعثماني واإليطالي‬

‫ووثائق أمريكي���ة واجنليزية وإيطالية‬ ‫وأملاني���ة وعربية وخمطوط���ات‪ .‬وحنن‬ ‫الليبي���ون مطالب���ون مجيع���ا باحلف���اظ‬ ‫على ه���ذا امل���وروث التارخيي اهل���ام بكل‬ ‫م���ا أوتينا من قوة‪ .‬ون���رى إن تكرار مثل‬ ‫هذه املناوش���ات من جهات متصارعة قد‬ ‫يؤدي إىل ك���وارث ال حتمد عقباها‪ ،‬بل‬ ‫قد ي���ؤدي إلي دم���ار أرش���يف بالكامل‪.‬و‬ ‫حنن بتصرحينا هذا ‪ ،‬خنلي مسؤوليتنا‬ ‫أم���ام اهلل تعاىل وأمامك���م عن أي حوادث‬ ‫مماثل���ة قد يتعرض هل���ا املركز اللييب‬ ‫للمحفوظ���ات والدراس���ات التارخيي���ة‬

‫مستقبال بس���بب تصرفات غري مسؤولة‬ ‫من أناس ال يقدرون املس���ؤولية‪ .‬وحنن‬ ‫كمركز علمي أرش���يفي لس���نا طرفا‬ ‫يف أي حـدث ‪ ،‬بل حنن نعد أنفس���نا وعاء‬ ‫جامع لكل الليبيني من خالل تارخيهم‬ ‫ووثائقه���م وخمطوطاته���م ورواياته���م‬ ‫الشفوية‪.‬‬ ‫حفظ اهلل تعاىل ليبيا وشعبها‪...‬‬ ‫والسالم عليكم‪.‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬حممد الطاهر اجلراري‬ ‫مدير جملس اإلدارة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫حلقة نقاشية ملدراء‬ ‫املؤسسات اإلصالحية‬ ‫يف ليبيا‬ ‫حت���ت رعاية وزير العدل اللييب وبالتعاون مع‬ ‫جه���از الش���رطة القضائية‪ ،‬تنظ���م بعثة األمم‬ ‫املتح���دة للدع���م يف ليبيا حلقة نقاش���ية ملدارء‬ ‫” املؤسس���ات اإلصالحية يف ليبيا بعنوان ‪" :‬قوة‬ ‫املؤسس���ات بق���وة قادتها ‪،‬وذل���ك يومي ‪18-19‬‬ ‫نوفمرب ‪.2013‬‬ ‫تهدف احللقة النقاشية اىل ‪:‬‬ ‫إط�ل�اع م���دارء املؤسس���ات عل���ى أه���داف املهام‬ ‫املوكلة لبعث���ة األمم املتح���دة للدعم يف ليبيا‬ ‫من قبل جملس األمن فيما يتعلق مبؤسس���ات‬ ‫اإلصالح وحقوق اإلنسان ؛‬ ‫مناقش���ة مدارء املؤسسات فيما بينهم املشاكل‬ ‫والتحدي���ات اليت يواجهونه���ا يف عالقات العمل‬ ‫وا دارة الن���زالء ووض���ع التص���وارت حل���ل هذه‬ ‫املشاكل ؛‬ ‫تعريف مدارء املؤسس���ات على بعضهم البعض‬ ‫واجي���اد نوع من انواع ش���بكة العم���ل واالتصال‬ ‫فيما بينهم للتشاور وتبادل اخلبارت واملعلومات‬ ‫وخلق فريق عمل مشرتك ؛ العاميني‬ ‫مناقش���ة العالق���ة ب�ي�ن رؤس���اء املؤسس���ات‬ ‫وا دارة الش���رطة القضائي���ة وبينه���م وب�ي�ن‬ ‫القض���اء واملدع�ي�ن ؛ مناقش���ة املش���اكل العامة‬ ‫املش�ت�ركة ب�ي�ن معظ���م املؤسس���ات واالتف���اق‬ ‫على س���يناريوهات حللها باالش���تارك مع إدارة‬ ‫الشرطة القضائية‪.‬‬

‫االحتاد األوروبي‬ ‫يدين سقوط األرواح‬ ‫مبظاهرات طرابلس‬ ‫وكاالت‬ ‫أدان���ت منظم���ة االحت���اد األوروبي س���قوط‬ ‫األرواح ال���ذي حص���ل خ�ل�ال املظاه���رة‬ ‫السلمية اليت خرجت اليوم اجلمعة مبدينة‬ ‫طرابلس‪ ،‬مع�ب�رة عن أس���فها وتعاطفها مع‬ ‫عائ�ل�ات وأهال���ي الضحايا‪ ،‬متمنية الش���فاء‬ ‫العاجل للمصابني‪.‬‬ ‫وأك���دت منظمة االحت���اد األوروبي يف بيان‬ ‫هلا على أهمية احرتام مجيع األطراف للقيم‬ ‫األساس���ية كحرية التعبري وح���ق التظاهر‬ ‫وال�ت�ي متثل أهم أهداف ثورة الس���ابع عش���ر‬ ‫من فرباير‪ ،‬مش���ددة على ض���رورة مالحقة‬ ‫من هم مس���ؤلون عن ارتكاب هذه اجلرائم و‬ ‫حماكمتهم‪.‬‬ ‫ودع���ت املنظم���ة يف بيانه���ا مجي���ع األطراف‬ ‫الليبي���ة لالبتع���اد عن العنف والعمل بش���كل‬ ‫مجاعي لتحقيق انتقال سلمي ودميقراطي‬ ‫يص���ب يف مصلح���ة كاف���ة الش���عب اللي�ب�ي‬ ‫واحلفاظ علي مكتسبات ثورتة‪.‬‬

‫‪05‬‬

‫األمازيغ يعلقون اعتصامهم يف جممع مليتة النفطي‬ ‫وقع���ت أمس اجلمع���ة بطرابل���س‪ ،‬وأكد‬ ‫وال‪:‬‬ ‫أعلن اجملل���س األعلى ألمازيغ ليبيا تعليق اجملل���س يف بي���ان ل���ه ع���دم تنازهل���م ع���ن‬ ‫اإلعتص���ام مبجم���ع مليتة للنف���ط والغاز أس���تحقاقاتهم الوطنية يف تعدي���ل املادة (‬ ‫وذل���ك على خلفية األحداث املؤس���فة اليت ‪ ) 30‬من اإلعالن الدستوري ليشمل مبدأ‬

‫ومح���ل اجمللس املؤمت���ر الوطين‬ ‫التواف���ق‪ّ ،‬‬ ‫الع���ام املس���ؤولية عم���ا قد حيص���ل نتيجة‬ ‫هلذا املطلب‪-‬حسب البيان‪.‬‬

‫استمرار اللقاءات احلوارية للعملية االنتخابية‪ ..‬من‬ ‫إجدابيا وجالو إىل البيضاء بدعم جملس الثقافة العام‬ ‫كتب‪ /‬معتز بن محيد ــ البيضاء‬ ‫يواصل جمل���س الثقافة العام بالتنس���يق مع‬ ‫املفوضي���ة الوطنية العليا لالنتخابات برنامج‬ ‫احلملة التوعية واإلعالمية النتخابات جلنة‬ ‫الـ���ـ "‪ "60‬ال�ت�ي اس���تهلها هذه األي���ام باللقاءات‬ ‫احلواري���ة ح���ول العملي���ة االنتخابي���ة حتت‬ ‫ش���عار "جلنة الـ ‪ ..60‬إرادة التأس���يس للوطن"‬ ‫وقد انتقل هذه امل���رة يف اللقاء الثالث مبدينة‬ ‫البيضاء‪.‬‬ ‫ــ اجللسة األوىل‪:‬‬ ‫انطل���ق اللقاء الذي يتضمن ندوة عن العملية‬ ‫االنتخابية للجنة الـ ‪ 60‬والدستور للمحاضر‬ ‫املستش���ار الدكتور (س���امل س���ليمان كمش)‬ ‫ي���وم ‪ 14‬نوفم�ب�ر‪ ،2013‬مبدرج علي حس���ن‬ ‫جاب���ر جبامعة عمر املخت���ار مبدينة البيضاء‪،‬‬ ‫حبضور خنبة من املهتمني بالش���أن السياسي‬ ‫واإلعالمي�ي�ن وبعض م���ن أعضاء مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي‪ ،‬وبع���ض م���ن املرش���حني يف‬ ‫جلن���ة الس���تني واملش���رحني لبلدي���ة البيضاء‪،‬‬ ‫ومجع من املواطنني‪.‬‬ ‫افتت���ح اللق���اء يف جلس���ته األوىل بالنش���يد‬ ‫الوط�ن�ي‪ ،‬وق���دم الن���دوة ال�ت�ي يلق���ي خالهل���ا‬ ‫حماض���رة الدكتور كمش‪ ،‬قدمها األس���تاذ‬ ‫ف���رج الفرجان���ي‪ ،‬ب���إدارة اإلعالم���ي ص���احل‬ ‫كام���ل‪ ،‬ث���م ألقي���ت كلم���ات االفتتاحي���ة‬ ‫ب���دءا بكلم���ة مدير مكت���ب الثقاف���ة واجملتمع‬ ‫املدن���ي باجلبل األخضر األس���تاذ إدريس عبد‬ ‫اللطي���ف ال���ذي أثن���ى عن ال���دور اهل���ام الذي‬ ‫يقوم به جملس الثقافة العام يف هذه املرحلة‬ ‫احلساس���ة للبالد‪ ،‬ثم كلمة جملس الثقافة‬ ‫العام قدمها األس���تاذ حمم���د الرتهوني عضو‬ ‫اللجن���ة اإلداري���ة باجمللس اليت ن���وّه فيها عن‬ ‫الدور الذي يسلكه اجمللس كمؤسسة ثقافية‬ ‫هل���ا دور وطين والت���زام ثقايف جت���اه البالد يف‬ ‫هذه الفرتة ملس���اندة املفوضية الوطنية العليا‬ ‫لالنتخاب���ات يف احلمل���ة التوعية واإلعالمية‬ ‫النتخاب���ات جلنة الـ ‪ 60‬خصوص���ا وأن هناك‬ ‫ع���زوف واضح من الن���اس عن املش���اركة يف‬ ‫ه���ذه العملي���ة‪ ..‬ثم ج���اءت كلم���ة املفوضية‬

‫الوطنية العليا لالنتخابات‪.‬‬ ‫ــ مؤسس���ات اجملتمع املدني هلا سلبية واضحة‬ ‫جدا يف املهام الوطنية‪:‬‬ ‫ق���دم الدكت���ور س���امل س���ليمان حماضرت���ه‬ ‫مس���تهال بش���رح مفص���ل ع���ن العملي���ة‬ ‫االنتخابية للجنة الـ ‪ .60‬وآلية س�ي�ر تسجيل‬ ‫الناخب�ي�ن وطريقة س�ي�ر هيكلي���ة النظم اليت‬ ‫حت���دد مش���اركة املرش���حني‪ ،‬وأيض���ا حتدث‬ ‫ع���ن أهمي���ة تش���كيل وانتخ���اب جلن���ة الـ ‪60‬‬ ‫ألنها متثل الش���ريان الرئيس���ي لدورة احلياة‬ ‫السياسية يف البالد‪.‬‬ ‫وتأس���ف الدكت���ور كم���ش عل���ى الس���لبية‬ ‫الواضح���ة ملؤسس���ات اجملتمع املدن���ي يف ليبيا‬ ‫وع���دم ظهوره���ا ومش���اركتها يف القضاي���ا‬ ‫الوطنية‪ ،‬وأكرب دليل هو ما الحظناه يف هذه‬ ‫احلوارية اليت تغيبت عنها املؤسسات‪.‬‬ ‫ـ���ـ ح���وارات ونقاش���ات س���اخنة ح���ول العملية‬ ‫االنتخابية‪:‬‬ ‫اس���تهل الدكت���ور عب���د احلمي���د احلاس���ي‬ ‫تس���اؤالت عن السبب يف عدم نش���ر املفوضية‬ ‫للقوان�ي�ن اخلاص���ة باالنتخاب���ات‪ ،‬وأيضا عن‬ ‫تدخل وزير العدل يف تعديل تلك القوانني‪.‬‬

‫ثم حت���دث األس���تاذ س���عد احلمري "مرش���ح‬ ‫ع���ن انتخاب���ات بلدي���ة البيض���اء" عن الس���بب‬ ‫الفراغ السياس���ي احلالي يف ه���ذه االنتخابات‬ ‫وأرجحه���ا إىل أن اجملل���س االنتقال���ي س���ابقا‬ ‫يشتغل على االس���تفتاء يف اختيار دستور ‪،51‬‬ ‫واس���تغرب "عل���ى حد قول���ه" ملس���ألة فتح باب‬ ‫املرشحني قبل البدء يف فتح باب الناخبني‪.‬‬ ‫وأكد احلمري على أن هذا سيؤدي إىل عبث‬ ‫سياس���ي وأن م���ن أقر ذلك يري���د متديد فرتة‬ ‫املؤمتر الوطين وسيؤدي بالتالي إىل أن البالد‬ ‫ستمر بفرتة انتقالية ثالثة‪.‬‬ ‫ــ اجللسة الثانية من احلوارية‪..‬‬ ‫استمرت الفرتة اجللسة الثانية من احلوارية‬ ‫بكلمة األس���تاذ س���امل األوجلي مدي���ر اإلدارة‬ ‫الفني���ة باجملل���س‪ ،‬وتلته���ا مداخل���ة منظم���ة‬ ‫‪ 15‬فرباي���ر الذي���ن طرحوا خ�ل�ال بيان هلم‬ ‫ع���ن فكرة "املس�ي�رة البيض���اء لتفعيل اجليش‬ ‫والقض���اء"‪ .‬ثم ألقى الدكت���ور كمش اجلزء‬ ‫الثاني من حماضرته‪ ،‬وألقى بعدها الدكتور‬ ‫عبداهلل زعي�ت�رة‪ ،‬ملخص عن بع���ض النقاط‬ ‫اهلام���ة يف العملية االنتخالبي���ة للجنة الـ‪،60‬‬ ‫ث���م تلته���ا مداخل���ة لألس���تاذ أش���رف بالنور‪..‬‬ ‫وقب���ل اخلت���ام ألق���ى رئيس جمل���س الثقافة‬ ‫الع���ام حمم���د حمي���ا كلم���ة أوض���ح فيه���ا‬ ‫اس���تمرار املؤسس���ة عل���ى الدع���م اإلعالم���ي‬ ‫والتوع���وي للحمل���ة االنتخابي���ة ومواصل���ة‬ ‫اللق���اءات احلواري���ة يف رب���وع ليبي���ا كاف���ة‪..‬‬ ‫ثم اختتم الدكتور س���امل كم���ش احلوارية‬ ‫وقدم شكر باس���م املدينة للحاضرين وجملس‬ ‫الثقافة العام ولإلعالميني واملختصني‪.‬‬ ‫يذك���ر أن جمل���س الثقاف���ة الع���ام ق���د ب���دأ‬ ‫سلس���لة اللقاءات احلوارية منذ يوم ‪ 5‬نوفمرب‬ ‫‪2013‬م‪ .‬مبدين���ة إجدابي���ا ثم انتقل يوم ‪12‬‬ ‫نوفمرب مبدينة جالو ثم س���ينتقل بعد مدينة‬ ‫البيضاء إىل مدينة الكفرة األحد املقبل‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫اإلعالم وحقوق اإلنسان‬ ‫ميادين خاص ‪:‬طرابلس‬ ‫نظم���ت مؤسس���ة املس���تقبل خ�ل�ال األس���بوع املاضي ورش���ة عمل‬ ‫باملركز الثقايف حي األندلس بالعاصمة طرابلس حول ((اإلعالم‬ ‫وحق���وق اإلنس���ان )) حيث ش���هدت ليبي���ا خالل حك���م الدكتاتور‬ ‫الق���ذايف انته���اكات عديدة حلقوق اإلنس���ان وعق���ب انتصار ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر فان انته���اكات حقوق اإلنس���ان مل تتوقف والزالت‬ ‫ليبي���ا تعان���ي من اس���تمرار ه���ذه االنته���اكات مبختلف أش���كاهلا‬ ‫فانتش���ار الس�ل�اح وتكاث���ر املليش���يات واجملموع���ات اخلارج���ة عن‬ ‫القان���ون بأفعاهلا وحلاجة ليبيا املاس���ة اىل احرتام حقوق اإلنس���ان‬ ‫فان مؤسس���ة املستقبل رأت أن اإلعالم هو أهم وسيلة خللق ثقافة‬ ‫حترتم حقوق اإلنس���ان داخ���ل اجملتمع اللييب ومؤسس���ات الدولة‬ ‫وه���ذا لن يأتي إال بتدري���ب اإلعالميني الليبي�ي�ن وجعل هذا امللف‬ ‫م���ن أولياته���م فكانت ه���ذه الورش���ة التدريبي���ة اليت ش���ارك فيها‬ ‫إعالميني وصحفيني من عدة وس���ائل إعالم ليبية ومن خمتلف‬ ‫املدن واملناطق ‪.‬‬

‫وقد ق���ام بالتدريب األس���تاذ جمدي حلمي‬ ‫نائب رئيس حترير صحيفة الوفد املصرية‬ ‫ونائ���ب رئيس املؤسس���ة املصري���ة للتدريب‬ ‫وحق���وق اإلنس���ان وقد اس���تمرت الورش���ة‬ ‫مل���دة ثالثة أيام مبعدل ‪ 6‬س���اعات يوميا مت‬ ‫خالهلا إلقاء احملاضرات والقيام بالتدريبات‬ ‫املختلف���ة واش���تملت احملاض���رات عل���ى‬ ‫العناوين التالية ‪:‬‬ ‫‪-1‬مقدمة يف مفاهيم حقوق اإلنسان‬ ‫‪-2‬الشرعة الدولية حلقوق اإلنسان‬ ‫‪-3‬العه���د الدولي اخلاص باحلقوق املدنية‬ ‫والسياسية‬ ‫‪-4‬احلق يف حرية ال���رأي والتعبري‪ :‬املعايري‬ ‫الدولية‬ ‫‪-5‬دور اإلعالم يف ضمانات حقوق اإلنسان‬ ‫‪-6‬اإلعالم واجملتم���ع املدني قدوة إجيابية‬ ‫يف اجملتمع( شراكه وتكامل )‬ ‫‪ -7‬األخالق اإلعالمية وحقوق اإلنسان‬ ‫‪-8‬األخالقيات وأدوات الضبط االجتماعي‬ ‫مس���ئولية اإلعالم���ي جت���اه اجملتم���ع العام‬ ‫واحمللي ونفسه‬ ‫‪-8‬جلس���ة موس���عة ح���ول واق���ع وحتديات‬ ‫اإلعالم وحقوق اإلنسان يف ليبيا‪.‬‬ ‫‪ -9‬دور مدونات السلوك واملسئولية الذاتية‬ ‫يف دعم حرية الرأي والتعبري‪.‬‬ ‫‪ -10‬مواثيق الش���رف اإلعالمية وكيفية‬ ‫كتابتها‬ ‫‪-11‬احلمالت اإلعالمية وأنواعها ودورها‬ ‫وقال���ت األس���تاذة أحالم بن طابون رئيس���ة‬ ‫مكتب ليبيا مبؤسسة املستقبل ‪:‬‬ ‫اخرتن���ا حقوق اإلنس���ان واإلع�ل�ام يف هذه‬ ‫الورش���ة ألن���ه يف صل���ب ش���غلنا باعتبارن���ا‬

‫مؤسس���ة تهتم حبقوق اإلنس���ان خاصة وان‬ ‫اإلع�ل�ام اللييب مبختلف وس���ائلة اليعطي‬ ‫مس���احة جي���دة لالهتم���ام بثقاف���ة حق���وق‬ ‫اإلنسان حيث جند يف بعض القنوات احمللية‬ ‫تغطي برامج ختص حقوق اإلنس���ان ولكن‬ ‫لي���س كثري على حس���ب األوض���اع الراهنة‬ ‫فق���ط والج الن يتقب���ل اجملتم���ع اللي�ب�ي‬ ‫ثقاف���ة حقوق اإلنس���ان جيب عل���ى اإلعالم‬ ‫أن يس���اهم بق���وة ومعه مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫املدني ال�ت�ي تهتم مبوضوع حقوق اإلنس���ان‬ ‫عليه���م أن يهتم���وا عل���ى ماذا ليبي���ا موقعة‬ ‫م���ن معاهدات أو مواثي���ق خبصوص حقوق‬ ‫اإلنس���ان وكيفي���ة تطبيقها ألنه لألس���ف‬ ‫آلي���ة تطبيقه���ا غ�ي�ر موج���ودة عل���ى ارض‬ ‫الواق���ع أم���ا بالنس���بة للمش���اركني فقد مت‬ ‫اختيار هم هلذه الورشة عن طريق اإلعالن‬ ‫يف موقع التواص���ل االجتماعي الفيس بوك‬ ‫أو عن طريق خماطبة الوس���ائل اإلعالمية‬ ‫أو معرفة مدي���ر مكتب ليبي���ا باإلعالميني‬ ‫املهتم�ي�ن به���ذا اجلان���ب واحلقيق���ة كان‬ ‫جتاوبه���م فع���ال خ�ل�ال املش���اركة س���واء‬ ‫الورش���ة الثانية اليت قمنا بها اآلن أو األولي‬ ‫اليت كانت تهتم بإعالم االلكرتوني‪.‬‬ ‫أما املش���اركني يف هذه الورشة فقد كانت‬ ‫أرائهم على النحو التالي ‪:‬‬ ‫فاطم���ة بن خي���ال قن���اة الوطني���ة ‪ :‬عرفت‬ ‫به���ذه الدورة ع���ن طريق الناش���طة أحالم‬ ‫بن طابون موضوع الورشة مهم خاصة وان‬ ‫اإلعالم اللييب مبختلف وس���ائلة لألسف ال‬ ‫يهت���م وال خيص���ص مس���احة كافية مللف‬ ‫حقوق اإلنس���ان إال على اجلانب الشخصي‬ ‫وإذا كان املخط���وف مهم ج���دا وتصبح من‬

‫هنا قضية رأي عام واجملتمع اللييب يف هذا‬ ‫الوقت ال يتقبل ثقافة حقوق اإلنسان ولكن‬ ‫دورات كهذه هي اليت تزرع هذه الفكرة‪.‬‬ ‫حمم���د الش���عايف وكاالت ع���روس البح���ر‬ ‫لألنب���اء ‪:‬ش���اركت يف ه���ذه الورش���ة ع���ن‬ ‫طري���ق الناش���طة أح�ل�ام ب���ن طاب���ون م���ن‬ ‫مؤسسة املس���تقبل وكانت االستفادة جيدة‬ ‫وذات معلوم���ات قيم���ة م���ن ه���ذه الورش���ة‬ ‫اإلعالم اللي�ب�ي مبختلف وس���ائلة ال مينح‬ ‫مس���احة جي���دة لالهتم���ام بثقاف���ة حق���وق‬ ‫اإلنس���ان واالنتهاكات اليت حتدث من حني‬ ‫ألخ���ر يف ه���ذا اجلان���ب ولك���ن يف وكالتن���ا‬ ‫اإلعالمي���ة نهت���م به���دا اجلان���ب بدلي���ل إن‬ ‫املنظم���ات الدولي���ة تس���تعني بتقاريرنا أما‬ ‫القن���وات والصح���ف اعتق���د أنه���ا ختض���ع‬ ‫العتب���ارات مناطقي���ة وجهوي���ة جتعله���ا‬ ‫مقص���رة واجملتم���ع اللي�ب�ي يتقب���ل ثقاف���ة‬ ‫حقوق اإلنسان ولكن حنتاج اىل شرح ثقافة‬ ‫حقوق اإلنس���ان للمجتمع ألننا يف جمتمع‬ ‫يوافق عليها وال يطبقها‪.‬‬ ‫الصف���ا الرباوي مذيع���ة برادي���و زون ‪ :‬أهم‬ ‫األش���ياء ال�ت�ي اس���تفدتها م���ن ه���ذه الدورة‬ ‫الوع���ي واهتمامن���ا حن���ن الش���باب حبق���وق‬ ‫اإلنس���ان وكيفي���ة املش���اركة الفعال���ة‬ ‫فيم���ا جي���ري م���ن حولن���ا كـإعالمي�ي�ن‬ ‫وبش���كل خاص كوني ام���رأة ولي احلق يف‬ ‫املش���اركة والتثقيف وخاص���ة أن اإلعالم‬ ‫اللييب مبختلف وس���ائلة ال يعطي مساحة‬ ‫جي���دة لالهتم���ام بثقاف���ة حقوق اإلنس���ان‬ ‫واالنته���اكات ال�ت�ي حتدث م���ن حني ألخر‬ ‫ولذل���ك أمتن���ى أن يعطي اإلعالم مس���احة‬ ‫تثقيفية اكرب هل���دا اجلانب ألني اعتقد أن‬

‫اجملتمع اللييب يتقبل ثقافة حقوق اإلنسان‬ ‫ومن املمكن أن يتبناها ‪.‬‬ ‫س���راج املقصيب صحيفة برني���ق‪ :‬بصراحة‬ ‫اس���تفدت كث�ي�را وكان���ت كل فق���رات‬ ‫ال���دورة مهم���ة خاص���ة وان اإلع�ل�ام اللييب‬ ‫مبختل���ف وس���ائلة ال مين���ح مس���احة‬ ‫جي���دة لالهتم���ام بثقاف���ة حقوق اإلنس���ان‬ ‫واالنتهاكات اليت حتدث من حني ألخر يف‬ ‫هذا اجلانب ال يتم تناوهلا بالصورة املطلوبة‬ ‫رغم أن اجملتمع اللييب يتقبل ثقافة حقوق‬ ‫اإلنسان ومستعد جدا لذلك ‪.‬‬ ‫شعبان نصر ‪ :‬أهم األشياء اليت استفدتها من‬ ‫هذه الدورة حقوق الصحفي وواجباته أمام‬ ‫اجملتمع ومش���كلة اإلع�ل�ام اللييب مبختلف‬ ‫وس���ائلة ال يعطي مس���احة جيدة لالهتمام‬ ‫بثقافة حق���وق اإلنس���ان واالنتهاكات اليت‬ ‫حتدث من حني ألخر يف هذا اجلانب‬ ‫س���راج العزابي ‪ :‬عرفت بال���دورة عن طريق‬ ‫منس���قة برنام���ج الورش���ة الصديقة أحالم‬ ‫ب���ن طاب���ون أه���م األش���ياء ال�ت�ي اس���تفدتها‬ ‫م���ن ه���ذه الورش���ة ه���ي املرجعي���ة الدولية‬ ‫حلقوق اإلنس���ان بالنسبة لإلعالم واآلليات‬ ‫الصحيح���ة يف فهم حقوق اإلنس���ان خاصة‬ ‫وان اإلع�ل�ام اللي�ب�ي ال يعط���ي مس���احة‬ ‫كافية للتعريف بها أو لنشر ثقافة حقوق‬ ‫اإلنسان بل يعطي هذه الثقافة بشكل أخبار‬ ‫وعش���وائي يف النق���ل أي ال توج���د رؤيا لديه‬ ‫بالنسبة هلذا املوضوع رغم إمكانية اجملتمع‬ ‫اللييب ليتبين هذه الثقافة ولكن من الصعب‬ ‫أن يتقبلها يف الوقت احلالي‪.‬‬


‫‪07‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫ميادين ترصد أوضاع املرأة الفلسطينية‬

‫حنن نعاني منذ مئة سنة ‪،‬نعاني االحتالل اإلسرائيلي ويلقي كل ذلك‬ ‫بتبعاته على وضع املرأة بالداخل الفلسطيين‬ ‫امل���رأة الفلس���طينية تواج���ه حتدي���ات‬ ‫كبرية فالوضع السياس���ي بفلس���طني‬ ‫م���ن وج���ود االحت�ل�ال اىل احلواج���ز‬ ‫االس���رائيلية اىل اجل���دار الع���ازل ‪ ،‬اىل‬ ‫فص���ل احملافظ���ات الفلس���طينية ع���ن‬ ‫بعضه���ا البع���ض ‪ ،‬اىل تقطيع االوصال‬ ‫اجلغرافي���ة بني املناط���ق ‪ ،‬وجيري االن‬ ‫عزل مدينة القدس كليا ولفها جبدار‬ ‫عازل‪..‬‬ ‫فكتوريا تكتب عن استحقاقات املرأة الفلسطنية‬

‫فاطمة غندور‪ -‬خاص‬ ‫أكث���ر من قان���ون حيك���م النس���اء بفلس���طني ‪ :‬غزة‬ ‫حتتك���م لقان���ون مص���ري ‪،‬الضف���ة حتتك���م لقانون‬ ‫اردن���ي ‪ ،‬وهن���اك قان���ون الس���لطات اإلس���رائيلية‬ ‫يطبقونه علينا!‬ ‫كيف مل���رأة تصحو على عنف وإره���اب الداخل من‬ ‫جه���ة ( االحت�ل�ال الصهيون���ي ) واقص���اء وتهمي���ش‬ ‫اخل���ارج من جه���ة أخرى ( اجملتم���ع الدولي ) والذي‬ ‫يكي���ل مبكيال�ي�ن‪ ،‬كي���ف هل���ا أن تعيش يومه���ا وان‬ ‫تعم���ل يف هك���ذا حمي���ط يه���دد الرج���ال فم���ا بالك‬ ‫بقطاع مهمش يناله االبعاد واالسر والتهديد املعنوي‬ ‫واملادي ‪،‬من الداخل الفلس���طيين حدثتنا ناشطتني ‪:‬‬ ‫فكتوريا ش���كري ‪ ،‬مليس الشعييب من رام اهلل واخلليل‬ ‫يف لقاء مت بعمان – األردن ‪،‬‬ ‫التفاصي���ل ال�ت�ي أوردتاها كثرية يعج���ز احلال عن‬ ‫مس���اع وجهود تبذهلا نس���اء‬ ‫رصده���ا بأمجعه���ا ‪ ،‬لكن‬ ‫ٍ‬ ‫فلس���طني يف اكثر من جمال تبدو منوذجا حيتذى‬ ‫يف االمي���ان باحلي���اة احل���رة الكرمية كاس���تحقاق‬ ‫‪ ،‬واإلص���رار عل���ى تأكي���د الوج���ود بالعم���ل اجلدي‬ ‫واملثابر واحململ بامل يف الغد ‪..‬‬ ‫فكتوريا شكري – تنمية اعالم املرأة بفلسطني ‪.‬‬ ‫احلرك���ة النس���وية للمرأة الفلس���طينية اليت بدأت‬ ‫مش���وارها الطوي���ل وه���ي تناض���ل وكان موقعها يف‬ ‫الصف���وف األوىل جن���ب الرج���ال وه���ي ال�ت�ي اخذت‬ ‫عل���ى عاتقه���ا ع���دة مس���ؤوليات ‪ :‬مس���ؤلية االس���رة‬ ‫وتربي���ة اطفاهل���ا والتواص���ل م���ع أبنائه���ا االس���رى‬ ‫ورف���ع معنوياته���م ‪ ،‬يوم كامل يف الزي���ارات تقضيه‬ ‫م���ن اج���ل متابع���ة أبنائه���ا او اخوته���ا او زوجه���ا يف‬ ‫االس���ر الصهيوني الذي قد يكون مؤبدا فتكابد حياة‬ ‫ش���ديدة العن���اء ‪ ،‬لدين���ا ‪ 13‬ام���رأة أس�ي�رة وهو عدد‬ ‫جدي���د‪ ،‬بعد نضال دام س���نوات من اج���ل االفراج عن‬ ‫نس���اء اس�ي�رات وقد حتقق ذل���ك ( يف صفقة االحرار‬ ‫) ويوجد االن ‪ 384‬طفل اس�ي�ر ‪ ،‬املرأة الفلس���طينية‬ ‫اس���تطاعت مقارعة االحتالل وواجهت���ه وجها لوجه‬ ‫يف حياته���ا اليومي���ة وبش���جاعة عالي���ة إال أنه وبعد‬ ‫توقيع اتفاقية أوس���لو من قبل السلطة الفلسطينية‬ ‫والبدء يف مرحلة بناء التحرر وبناء الدولة جنب اىل‬

‫جن���ب مع التح���رر الوط�ن�ي اجتهت النس���اء للنضال‬ ‫االجتماع���ي يف هكذا مرحلة على مس���توى القوانني‬ ‫وعل���ى مس���توى السياس���ات والتش���ريعات لوض���ع‬ ‫مرجعية مؤسس���اتية للم���رأة الفلس���طينية كانت‬ ‫احلركة النس���وية وعلى راسها االطر النسوية اليت‬ ‫متث���ل أحزاب وتيارات سياس���ية أمجعت على وثيقة‬ ‫فلس���طينية للنس���اء الفلس���طينيات ومت تضمينه���ا‬ ‫داخ���ل وثيق���ة االس���تقالل عندم���ا مت اإلع�ل�ان عن‬ ‫الدول���ة ‪ ،‬وه���ذه الوثيقة هي املرجعية الرئيس���ية يف‬ ‫صياغة مسودة القانون الفلسطيين األساسي ودعينا‬ ‫نقول مس���ودة الدس���تور ‪ ،‬الوثيقة ركزت على مبدأ‬ ‫املس���اواة بني املرأة والرجل‪ ،‬وعدم التميز على أساس‬ ‫النوع االجتماع���ي أو اللون أو العرق أو اجلنس كما‬ ‫أكدت عل���ى ان تكون املرأة ش���ريكة يف اختاذ القرار‬ ‫‪،‬ش���ريكة يف صن���ع السياس���ات كما هي ش���ريكة يف‬ ‫النضال ومت تبنيها من اجمللس الوطين الفلس���طيين‬ ‫واللجن���ة التنفيدية ملنظمة التحرير الفلس���طينية‬ ‫‪ ،‬علما ب���أن الوضع القانوني بفلس���طني متعدد – اذا‬ ‫ج���از القول – فلدينا أكثر من قانون حيكم النس���اء‬ ‫بفلس���طني غ���زة حتتك���م لقان���ون مص���ري ‪،‬الضفة‬ ‫حتتك���م لقان���ون اردن���ي ‪ ،‬وهن���اك قان���ون الس���لطات‬ ‫اإلس���رائيلية يطبقون���ه علينا ‪،‬من الع���ام ‪ 1996‬اىل‬ ‫اليوم مت س���ن حوالي ‪ 57‬قانون اىل ‪ 70‬قانون ترتكز‬ ‫على القانون األساسي الفلس���طيين ‪،‬وصراحة حنن‬ ‫يف ق���د نك���ون يف مرحل���ة بناء دول���ة ‪ ،‬ولكنن���ا مازلنا‬ ‫حت���ت االحت�ل�ال ال مقومات لدولة ! هناك س���يطرة‬ ‫على املاء ‪،‬س���يطرة على املوارد س���يطرة على احلدود‬ ‫‪ ،‬لذلك السلطة الفلس���طينية ال متتلك السيطرة ال‬ ‫عل���ى الرب ال على البحر وال على اجلو ‪،‬كل ش���يء ال‬ ‫يتم اال مبوافقة إس���رائيلية ‪ ،‬وس���أرجع اىل موضوع‬ ‫القوانني فاملرأة الفلسطينية تواجه حتديات كبرية‬ ‫‪ ،‬فالوضع السياس���ي بفلس���طني من وجود االحتالل‬ ‫اىل احلواج���ز االس���رائيلية اىل اجلدار العازل ‪ ،‬فصل‬ ‫احملافظ���ات الفلس���طينية ع���ن بعضه���ا البعض ‪ ،‬اىل‬ ‫تقطي���ع االوصال اجلغرافية ب�ي�ن املناطق ‪ ،‬اىل عزل‬ ‫مدين���ة الق���دس كليا ولفه���ا جبدار ع���ازل ‪...‬كلها‬ ‫عقبات يف وجه النس���اء الفلسطينيات لكي يستطعن‬ ‫احملافظ���ة على وت�ي�رة العم���ل االجتماعي فال ميكن‬ ‫للنس���اء نس���يان قضاياهن الوطنية واالنهماك فقط‬ ‫يف العمل االجتماعي إضافة اىل التشريع الذي يسن‬ ‫(اجلهة التش���ريعية) اقصد هي معطلة منذ ‪2006-‬‬ ‫‪ 2008‬وبالتال���ي كل مامت ذكره تأثريات س���لبية‬ ‫ومعيق���ات امام احلركة النس���وية يف انها تس���تطيع‬ ‫أن مت���ارس حقوقه���ا بش���كل كام���ل كمواطن���ة يف‬

‫مليس الشعييب يف حوار مع زميلتها يف املنظمة‬ ‫العم���ل اجملتمع���ي ونيله���ا للدميقراطي���ة ‪ ،‬النس���اء‬ ‫الفلسطينيات حقوقها منتهكة بشكل اساسي ‪ :‬حقها‬ ‫يف احلي���اة حقه���ا يف التنقل حقه���ا يف التعليم ‪،‬حقها‬ ‫يف الصح���ة ‪ ،‬كل ذل���ك ال ح���ق هل���ا وال ضمانات يف‬ ‫ظل عس���ف االحتالل وممارس���اته القمعية ‪ ،‬وحاليا‬ ‫املستوطنني يشنون حرب ممنهجة ضد الفلسطينني‬ ‫س���واء يف الق���دس أو اخللي���ل ‪ ،‬جي�ب�رون العائ�ل�ات‬ ‫الفلس���طينية على ترك بيوتهم باهلدم ‪ ،‬باالس���تيالء‬ ‫عليه���ا ‪،‬وأيض���ا لدين���ا كث�ي�ر من النس���اء يعش���ن يف‬ ‫اخليام منذ عقود من الزمن وقد طردن من بيوتهن ‪.‬‬ ‫الس�ل�ام واالم���ن للنس���اء مطل���ب مي���س املرحل���ة‬ ‫اجلديدة اليت تعيش���ها النساء العربيات من النزاعات‬ ‫والصراعات كنتيجة للثورات العربية اليت أطلقها‬ ‫الشباب وبوعي تغيري األوضاع الديكتاتورية ألنظمة‬ ‫مشولي���ة ‪ ،‬ال���دول ال�ت�ي خاض���ت الث���ورات ورثت���ت‬ ‫ماورثت وحتتاج وقتا العادة ترتيب بيتها على أسس‬ ‫صحيحة ‪ ،‬وباعتقادي وبإش���ارات حمللني سياسيني‬ ‫مت االلتفاف وحماولة الس���يطرة على مكاس���ب هذه‬ ‫الثورات وحماولة س���رقتها بنش���ر حال���ة من الرتدي‬ ‫االقتص���ادي واالجتماع���ي ‪ ،‬وأظ���ن أنه على النس���اء‬ ‫يف تلك ال���دول الصم���ود واملواجه���ة واحملافظة على‬ ‫مكتسبات ثورات ش���اركن فيها بقوة ‪ ،‬عليهن وضع‬ ‫رؤيته���ن وخططه���ن لتصحي���ح مس���ارات أخطئ���ت‬ ‫طريقه���ا وكيفي���ة العم���ل االجتماع���ي والوط�ن�ي‬ ‫وبشكل تشرتك فيه كل األطراف ‪.‬‬ ‫وعموما ستظل دعواتنا حبماية أمن النساء املهمشات‬ ‫يف هكذا أوضاع ‪،‬وقد عانت النس���اء الفلسطينيات من‬ ‫كث�ي�را مما قد مت���ر به بع���ض النس���اء العربيات يف‬ ‫أوضاع التغيري وانقالب األوضاع ‪.‬‬ ‫ملي��س الش��عييب – ُمؤسس��ة (مفتاح ) تعن��ى بالقضايا‬ ‫الدميقراطية واحلكم الصاحل‪.‬‬ ‫اوضاعنا أسردها لك من التفكري يف التواصل وايصال‬ ‫وضعن���ا وصور همومنا اىل االخري���ن مثال للمغادرة‬ ‫والتنف���س بعي���دا عن ما حنن فيه ‪ :‬ع���ادة عن طريق‬ ‫الرب وندخل عن طري���ق منطقتني ‪ :‬منطقة تفتيش‬ ‫إس���رائيلية ‪ ،‬ومنطق���ة تفتيش اردني���ة للوصول اىل‬ ‫أي م���كان ‪ ،‬ان���ا خرج���ت م���ن رام اهلل حت���ى أصل اىل‬ ‫أرحيا مع اإلجراءات الفلسطينية ومن ثم اىل جانب‬ ‫التفتيش يف املراكز اإلس���رائيلية إلمتام اإلجراءات‬ ‫األمنية حس���ب ادعاءاتهم فم���ن الضروري احلصول‬ ‫على ترخيص باخل���روج وحتم اجلوازات أيضا جيب‬ ‫أن حنصل عليه ويعتمد من اجلانب االس���رائيلي ثم‬ ‫نتوجه اىل املركز األردني للختم أيضا ‪ ،‬وال إمكانية‬ ‫للمغ���ادرة ما مل ندعم ذلك بالدعوات وباحلجج لكي‬

‫نغ���ادر ‪ ،‬هن���اك حاف�ل�ات يوفره���ا اجلانب�ي�ن اجلانب‬ ‫اإلس���رائيلي واجلانب األردني ننطلق من أكثر من‬ ‫حافل���ة اربع أو مخس حاف�ل�ات اىل أن نصل والفرتة‬ ‫الزمني���ة العادي���ة ال تس���تغرق اكثر من س���اعة من‬ ‫رام اهلل اىل عم���ان مثال ولكن ووفق اإلجراءات اململة‬ ‫والطويلة قد تستغرق أربع اىل مخس ساعات ‪.‬‬ ‫حنن نعمل كناش���طات مدنيات من خالل القرارات‬ ‫األممية اليت تعنى باملرأة يف أوقات احلرب والنزاعات‬ ‫املس���لحة ‪ ،‬ونعمل على التأثري على ثالث مستويات ‪:‬‬ ‫مس���توى احلماية ‪ ،‬واملش���اركة ‪ ،‬واملُس���ألة ‪ُ ،‬مس���ألة‬ ‫االحت�ل�ال مب���ا يتعلق باالنته���اكات اليت ميارس���ها‬ ‫حب���ق الش���عب الفلس���طيين وحب���ق النس���اء ‪ ،‬وقد مت‬ ‫تش���كيل ائتالف���ات يف احملافظات ‪ :‬نابل���س ‪،‬واخلليل‪،‬‬ ‫وارحيا ‪ ،‬واالغوار‪ ،‬ومت تشكيل االئتالف الوطين لكل‬ ‫املؤسس���ات وا ُ‬ ‫الطر والقي���ادات النس���وية للعمل على‬ ‫تفعي���ل هذه القرارات ضمن اجن���دة وطنية ‪ ،‬ولرفع‬ ‫مس���توى متثيل النساء الفلس���طينيات على خمتلف‬ ‫األصعدة س���واء ضمن اللقاءات احلوارية أو تواجدها‬ ‫ضم���ن طاولة املفاوضات حبي���ث تعكس قضايا املرأة‬ ‫الفلس���طينية عل���ى طاولة املفاوض���ات بغض النظر‬ ‫عن قبوهلا باملفاوضات مع االحتالل أو لطرح وجهة‬ ‫نظر املرأة الفلس���طينية على طاول���ة املفاوضات مع‬ ‫االسرائيلني ‪.‬‬ ‫املرأة الفلس���طينية فيما يتعلق بالتقارير اليت ترسل‬ ‫لألمم املتحدة على املستوى اإلقليمي او العربي منها‬ ‫ما يتعلق برفع مستوى متثيل النساء ‪ ،‬وطرح قضايا‬ ‫امل���رأة الفلس���طينية حت���ت االحتالل ضم���ن تقارير‬ ‫ترس���ل لبعثة األمم املتح���دة ‪ ،‬واليت دائم���ا ما تظهر‬ ‫خ�ل�ال ش���هر أكتوبر من كل س���نة ‪ ،‬وحن���ن أملنا‬ ‫أن نعمل وفق خطة وطنية على مس���توى فلس���طني‬ ‫ولك���ن تفعيله���ا ضم���ن نط���اق إقليمي وم���ن خالل‬ ‫الش���بكة اليت يتم اطالقها اليوم ومن خالل الش���بكة‬ ‫العربي���ة للم���رأة العربي���ة لألم���ن والس�ل�ام وه���ذا‬ ‫مينحن���ا تضامن عرب���ي أك�ب�ر بإبراز قضي���ة املرأة‬ ‫الفلسطينية حتت االحتالل ‪.‬‬ ‫نتحدث هنا للرتكيز على ان ال يتم اس���قاط قضية‬ ‫وصوت املرأة الفلسطينية وأوضاعها حتت االحتالل‬ ‫م���ن على االجن���دة العربية اليت يتم مناقش���تها على‬ ‫مس���توى امل���رأة العربي���ة ‪ ،‬وخصوص���ا ال�ت�ي تل���ت ما‬ ‫صاحبه���ا من ثورات عربية ‪ ،‬التأكيد أن وضع املرأة‬ ‫ليس يف النزاع���ات والصراعات احلالي���ة فقط وامنا‬ ‫امل���رأة أيضا حت���ت االحتالل حن���ن نعان���ي منذ مئة‬ ‫س���نة ‪،‬نعاني االحتالل اإلسرائيلي ويلقي كل ذلك‬ ‫بتبعاته على وضع املرأة بالداخل الفلسطيين‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫بركة وردقو مهدي ‪:‬‬

‫تصرحياتي لكم هي رساليت للحكومة والربملان والعقالء من الناس ‪....‬‬

‫سبها‬ ‫عائشة حسني صوكو‬ ‫سريتك مع النظام املقبور ما اهم مالحمها‬ ‫واليت دفعت بك الختاذ موقفك فيما بعد ؟‬ ‫كنت عسكري نظامي منذ شهر ‪11-‬‬ ‫‪ 1975‬ف��ق��د ال��ت��ح��ق��ت ب��اجل��ي��ش ب��ع��د أن‬ ‫خترجت‪ ،‬لقد كنت متابعا للمشاكل اليت‬ ‫أفتعلها القذايف يف السابق مع دول اجلوار‬ ‫والدول اإلفريقية وفقا لتطرف ما ادعاه من‬ ‫توجهات فكرية عقائدية وثورية ‪،‬وتوجست‬ ‫كثريا من طرائقه يف احلكم على األم��ور‬ ‫احل��دة والنظرة الضيقة العدوانية والغري‬ ‫سليمة ق��ررت االنشقاق عنه وعن نظامه‬ ‫البائس ‪ ،‬وكان ذلك بالتحديد عام ‪، 1981‬‬ ‫ُ‬ ‫وصرت الجئا يف دولة نيجرييا ‪ ،‬وانضممت‬ ‫إىل احلركة الوطنية لتحرير ليبيا لغاية‬ ‫عام ‪ ، 1989‬العام الذي أدعى فيه القذايف‬ ‫عدوله أو عزوفه عن الدخول يف احلروب‬ ‫م��ع ال���دول اجمل���اورة وال��دع��وة إىل التغيري‬ ‫والتحول إىل الدميقراطية ونشر مباديء‬ ‫ال��ع��دل وامل���س���اواة ‪ ،‬وك���ان أن ق���دم بعض‬ ‫التنازالت نتيجة لضغوطات خارجية من‬ ‫األم���م امل��ت��ح��دة وحمكمة ال��ع��دل الدولية‬ ‫وغريها من املنظمات الدولية احلقوقية ‪،‬‬ ‫وك��ان من بني ه��ذه التنازالت ولتخفيف‬ ‫حالة االحتقان ضده اإلفراج عن عدد كبري‬ ‫من املساجني ومت هدم السجون فيما مسى‬ ‫ب��ي��وم (أص��ب��ح الصبح) ‪ ،‬وإل��غ��اء ال��ق��رارات‬ ‫للممنوعني م��ن السفر ومنح مستحقات‬ ‫ل��ل��ذي��ن ظ��ل��م��وا يف ت��ل��ك ال��ف�ترة ط��ب��ع�اً ه��ذا‬ ‫األمر جعلنا نفكر يف العودة بدال من الغربة‬ ‫وحتملنا لألوضاع املعيشية الصعبة ‪،‬فعدت‬ ‫إىل منطقة أوزو كمندوب عسكري عن‬ ‫امل��ن��ط��ق��ة ‪،‬وأث���ن���اء أح����دي االس��ت��ط�لاع��ات‬ ‫اليومية أنفجر لغم أرضي أمامي فتسبب‬ ‫يف جرح بليغ بُرتت ساقي يف ذلك االنفجار‬ ‫ومت نقلى إىل فرنسا للعالج ومن مت عدت‬ ‫إىل ليبيا وخالل تلك الفرتة حكمت حمكمة‬ ‫العدل الدولية لدولة تشاد خبصوص قضية‬ ‫أوزو فأصبحت والي��ة تشادية ‪،‬وهنا بدأت‬ ‫معاناة التبو مع القذايف فهمشهم لغاية يف‬ ‫نفسه ‪ ،‬فتخلى وترك البالد والسكان لدولة‬ ‫تشاد واتبع أقصى األساليب التعسفية ض ّد‬ ‫التيدا (التبو ) فأسقط اجلنسية‪ ،‬وسحب‬ ‫كتيبات العائلة ‪ ،‬وأعترب كل من يعيش‬

‫كان موعد اللقاء وقد أعددت ألة التسجيل ‪ ...‬املكتب بدا خال من التجهيزات املكتبية ‪...‬كان البعض يفرتش البالط ‪ ،‬لكن‬ ‫للمكان تاريخ سجله شاغلوه من يعقدون االجتماعات مع شيوخ وأعيان القبائل ‪ ،‬و مع أمراء الكتائب من الطوارق والعرب ‪ ،‬و‬ ‫مع مش��ايخ التبو ‪،‬أيقنت مدى صعوبة املهمة التى يبذلونها للربط بني كافة االطراف وأعيان املنطقة اجلنوبية حلل املش��اكل‬ ‫واإلشكاليات فال احلكومة وال الربملان يوليان اهتماما ومتابعة ملا حيصل ‪ ...‬وبعد ساعات من تأملي للمشهد الذي ُينيبء عن‬ ‫االضطالع مبهمات صعبة خللق الوئام ‪ ،‬واحلفاظ على اللحمة الوطنية ‪ ،‬ومنع الفرقة ‪ ،‬وحاالت الثأر واالنتقام ‪ ،‬فالس�لاح‬ ‫اليوم هو لسان كل متحدث ولوال بعض من تعقل ووعي ديين واجتماعي ووطين لصار املشهد اشد قتامة ‪...‬‬ ‫لفه��م األوض��اع ومقاربة املش��هد االنتقالي يف اجلن��وب اللييب ميادين اخت��ارت ان تلتقي مع القائد امليدان��ي واملناضل بركة‬ ‫وردقو مهدي قلمي أحد أبناء جترهي ‪،‬وأحد اجلنود القدامى يف اجليش اللييب منذ السبعينيات ‪.‬‬ ‫يف أوزو وم��ن س��ج��ل والدت���ه يف أوزو غري‬ ‫لييب ‪ ،‬ومارس سياسة اإلقصاء من التعليم‬ ‫والبعثات الدراسية وتوىل املناصب ‪،‬ومعظم‬ ‫الشباب بال وظائف ‪،‬وأصبح التبو حائرون‬ ‫إىل أي��ن ي��ذه��ب��ون واىل أي��ن يلجئون غري‬ ‫اهلل ‪ ،‬وه��م ت��رب��وا وك�ب�روا وت��رع��رع��وا على‬ ‫هذه األرض منذ األلف السنني ‪،‬فهذا األمر‬ ‫جعلنا مدركني لألعمال واألف��ع��ال الغري‬ ‫اإلن��س��ان��ي��ة ال��ص��ادرة ع��ن ال��ق��دايف ‪،‬وك��ان‬ ‫يدعي أن��ه أعلن توبته ولكنه يعود لتكرار‬ ‫األخ��ط��اء فأدركنا م��ؤخ��راً أن ال��ق��ذايف لن‬ ‫يتوب وال جمال لتصديقه ‪ ،‬فشكلنا خلية‬ ‫سرية اهلدف منها إزاحة القدايف بأي شكل‬ ‫من اإلشكال ‪،‬ومل نستسلم فكان لي العديد‬ ‫من التحركات واحمل���اوالت لضربه من‬ ‫داخل الدول اجملاورة يف تشاد والنيجر‬ ‫ونيجرييا ‪.‬‬ ‫هل الحقكم القذايف كخلية معارضة ‪،‬‬ ‫أو دعاكم اىل عقد مفاوضات معه ‪ ،‬او‬ ‫اعلن استجابة ملطالبكم مثال ؟‬ ‫ج�����رى ش�����يء م����ن ذل�����ك ف��ق��د‬ ‫دخلت معه يف مفاوضات عديدة‬ ‫ك��م��ع��ارض س��ي��اس��ي ‪ ،‬و ع��دت‬ ‫ب��ع��د ت��ل��ك امل��ف��اوض��ات إىل ليبيا‬ ‫‪،‬بالتحديد يف سنة ‪ 2000‬كان‬ ‫ل���ي م���ف���اوض���ات ل��ل��وص��ول إىل‬ ‫نقطة تفاهم ‪ ،‬فاألوضاع تغريت‬ ‫ب��ال��ك��ام��ل وم���ا ن��أم��ل يف حتقيقه‬ ‫فشل ‪ ،‬أخ��ر تفاوض معه أجربت‬ ‫بعده علي اإلقامة اجلربية ملدة ‪4‬‬ ‫سنوات ‪ ،‬وقد أستطاع من كان‬ ‫معي من األصدقاء اهلروب ‪،‬ويف‬ ‫سنة ‪ 2004‬شهر ابريل ثم سجين يف سجن‬ ‫تاجوراء ملدة ‪ 5‬سنوات مل أرى الشمس فيها‬ ‫وبقيت دون حماكمة ‪ ،‬ثم أُف��رج عين يف‬ ‫‪ 20-8-2009‬ع�بر امل��ؤس��س��ة احلقوقية‬ ‫نتيجة للتضيق واحل��ص��ار اخل��ان��ق فكان‬ ‫احملامي حممد العالقي من قام مبجهودات‬ ‫جبارة وحكم لنا بالتعويض ويقدر املبلغ‬ ‫‪ 850‬أل��ف دي��ن��ار لييب يف شهر‪ 11‬سنة‬ ‫‪، 2010‬ومل نستلم أية تعويضات إىل أن‬ ‫قامت ثور ‪ 17‬فرباير فهذه الفرصة لطاملا‬

‫ومل تتلطخ ي��داه بدماء الليبيني ‪،‬وسريته‬ ‫حممودة وشجاعة ‪،‬وكنا على اتصال به ‪،‬‬ ‫وكنا نتلقى األوامر من اللواء عبد الفتاح‬ ‫يونس كل الليبيون اتفقوا على شخصية‬ ‫املستشار مصطفى عبد اجلليل الذي خلق‬ ‫التوازن والتوافق ونقل ليبيا إىل بر األمان‬ ‫‪،‬فكل القبائل وامل��دن اتفقت عليه ‪،‬وأيضا‬ ‫العقيد ال��ل��واء ال��راح��ل عبد الفتاح يونس‬ ‫الذي كنا نتلقى منه األوامر يف بادئ األمر‬ ‫‪،‬فبعد قتله مباشرة تشتت البالد واجلهود‬ ‫وزرع����ت ب����ذور ال��ف��ت��ن��ة بني‬ ‫الليبيني ‪،‬لقد خسرنا‬ ‫ك���ث�ي�راً ودم�����ه لن‬ ‫ي����ذه����ب ه��������دراً ‪،‬‬ ‫وحن����ن م���ا زل��ن��ا‬ ‫نواصل املسرية‬ ‫إىل أن نصل‬ ‫ب��ل��ي��ب��ي��ا إىل‬ ‫ب���ر األم����ان‬ ‫‪،‬وي������ع������م‬ ‫اخل����ي���ر‬ ‫وب���ن���اء‬ ‫ليبيا‬

‫انتظرناها بعد سنوات من املعاناة والتعذيب‬ ‫واهلجرة والقهر واإلذالل ‪.‬‬ ‫كيف كانت مشاركتكم يف الثورة وهل اتصلتم‬ ‫باالطراف األوىل فيها يف منبع الثورة بنغازي ؟‬ ‫نعم كانت احللم الذي حتقق ‪ ،‬هذه الثورة‬ ‫الشرعية و ذات األهداف الواضحة ‪،‬ومذلك‬ ‫بروز شخصية مصطفى عبد اجلليل اليت‬ ‫ال غبار عليها وفل ُه تارخيه ُمشرف ونزيه‬ ‫‪،‬ك����ان هل���ذا ال��رج��ل ال��ع��دي��د م��ن امل��واق��ف‬ ‫وخاصة يف تعامله اجل��ريء والشجاع مع‬ ‫النظام السابق عندما ك��ان أمينا للعدل‬

‫على أسس الدميقراطية والدستور الذي‬ ‫يلم مشلنا من جديد وبوجود جيش قوى‬ ‫فعال وق��ادر على محاية الوطن من كل‬ ‫مرتبص و خاين ‪،‬‬ ‫‪،‬وهنا أع��ود لسريتي مع ث��ورة ‪ 17‬فرباير ‪،‬‬ ‫فقد أنشئت أول خلية سرية يف اجلنوب‬ ‫اللييب وتتكون من شباب مدينة سبها ‪،‬و‬ ‫م��رزق ‪،‬وأم االران��ب‪ ،‬واوب��اري ‪ ،‬والقطرون‬ ‫‪،‬وتكونت تلك اخللية يف البداية م��ن ‪14‬‬ ‫شخص ينفذون العمليات وخاصة الليلية‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪09‬‬

‫ُ‬ ‫وصرت الجئا يف دولة‬ ‫قررت االنشقاق عن القذايف وعن نظامه البائس عام ‪، 1981‬‬ ‫نيجرييا ‪ ،‬وانضممت إىل احلركة الوطنية لتحرير ليبيا لغاية عام ‪1989‬‬ ‫وهم ث��وار حقيقيون ال يسعون إىل كسب‬ ‫الغنائم وال امل��ن��اص��ب ‪،‬وإمن���ا ن��ص��رة احلق‬ ‫والدفاع عن مبادئ وأهداف ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫‪،‬فمنهم من أستشهد ومنهم من رجع إىل‬ ‫عمله ومنهم من ما يزالون جنودا حيرسون‬ ‫البوابات واحلدود ويقدمون أغلى ما ميلكون‬ ‫للوطن ‪،‬ومت اخ��ت��ي��ار ه���ؤالء ال��ش��ب��اب على‬ ‫أس��اس إميانهم ب��أه��داف ال��ث��ورة ومبادئها‬ ‫‪،‬وهم أيضاً مدركني ملا فعله القدايف بالتبو‬ ‫يف السابق مما أدي إىل تردي أوضاعهم بعد‬ ‫قضية اوزو ‪.‬‬ ‫ميادين‪ :‬بعد تشكيل كتائب الثورة من شباب‬ ‫اجلنوب‪ ،‬متى مت حترير املنطقة اجلنوبية ؟‬ ‫كتيبة درع الصحراء أول وأق��وى كتيبة‬ ‫مت تأسيسها يف ذل���ك ال��وق��ت ح��ي��ث ك��ان‬ ‫ال��ت��أس��ي��س ال��س��ري ‪ 1-3-2011‬و بعدد‬ ‫حم��دود من أشخاص ‪،‬وه��م الثوار األوائ��ل‬ ‫وك���ان ال��ظ��ه��ور ال��ع��ل�ني للكتيبة ‪17-6-‬‬ ‫‪ 2011‬ومت السيطرة على مناطق ‪ :‬أرندق‬ ‫‪،‬والتوم ‪،‬والتواري ‪ ،‬وموقع النقازة ‪،‬وقاعدة‬ ‫اللويغ االسرتاتيجى ‪ ،‬وق��اع��دة ال��واو ‪،‬هذه‬ ‫النقاط رئيسية لتمركزات ق��وات النظام‬ ‫السابق واستطعنا حتريره من يوم ‪17-6‬‬ ‫إىل غ��اي��ة ‪، 7-7-2011‬ويف ي��وم ‪17-7-‬‬ ‫‪ 2011‬مت حت��ري��ر ال��ق��ط��رون ‪،‬ويف ي��وم‬ ‫‪17‬رمضان يوم حترير م��رزق كان ذلك‬ ‫قبل حترير طرابلس ‪ ،‬وأعلن معظم اجلنود‬ ‫التابعني لنظام السابق استسالمهم ‪،‬وهناك‬ ‫من الذا بالفرار ‪.‬وأتذكر أن‬ ‫املدعو مسعود عبد احلفيظ التابع لنظام‬ ‫القذايف أوصى احد أتباعه قبل خروجه من‬ ‫مدينة سبها ليبلغنا أن " املنطقة اجلنوبية‬ ‫أم��ان��ة يف أعناقكم !‪،‬وه���ذا ال��وض��ع طبيعي‬ ‫ف��ي��وم ل��ن��ا وي���وم ل��ك��م " سبها ال�ت�ي توجهنا‬ ‫اليها بعد السيطرة الكاملة على مدينة‬ ‫م���رزق وض��واح��ي��ه��ا ‪،‬يف مدينة سبها دخل‬ ‫ف��وج االستكشاف فوجد استسالم املدينة‬ ‫بأكملها وم��ع ذل��ك ك��ان��ت ه��ن��اك خاليا‬ ‫نائمة استطاعت فيما بعد ارتكاب اجلرائم‬ ‫االن��ت��ق��ام��ي��ة ال����ذي مت��ي��زت ب��ط��اب��ع ال��غ��در‬ ‫واخليانة ‪.‬‬ ‫كيف تقيم املرحلة االنتقالية حكومة الكيب ثم‬ ‫االنتحابات اليت افرزت حكومة زيدان ؟‬ ‫املشاكل السياسيه (جتعلك ختبط رأسك‬ ‫يف احل��ائ��ط ! ) عندما خطف علي زي��دان‬ ‫زاد االنفالت االمين بشكل واضح ‪،‬واملؤمتر‬ ‫الوطنى يتخذ ق��رارات بعيدة عن التطبيق‬ ‫فمثال ما خيص االم��ن أو ما يهُم املواطن‬ ‫بشكل مباشر ال مكان له على ارض الواقع‬ ‫وال حتى الشروع يف حتقيقه ‪،‬عندما تكون‬ ‫هناك حكومة متعاونة م��ع شعبها سوف‬ ‫تتغري االوض����اع ويستتب األم���ن واألم���ان‬ ‫تدرجييا ‪،‬وك��ذل��ك هناك بريوقراطيه يف‬ ‫التعامالت كما زاد نسبة التزوير والسرقة‬ ‫‪...‬ط��ب��ع�اً بعد ك��ل ه��ذا ظهر املتسلقون يف‬ ‫احلكومة االنتقالية حكومة الكيب الذي‬ ‫ك��ان��ت ت��ن��ادي ب��ال��ك��ف��اءة ول��ك��ن��ه��ا فتحت‬ ‫األب��واب للخونة واملتسلقني ودعاة الثورية‬

‫‪ ،‬م��ن دم����روا ط��م��وح الليبيني وخصوصا‬ ‫الطوارق والتبو فزرعوا العداوة بني الليبيني‬ ‫ال��ذي��ن منهم م��ن ك��س��روا ظ��ه��ر ال��ق��دايف‬ ‫وان��ه��وا نظامه ‪،‬ولطاملا ك��ان ال��ق��ذايف يلوح‬ ‫بالفيدرالية وك��ان ورقته مكشوفة ومع‬ ‫هذا كنا على يقني ان الثورة هي اخلالص‬ ‫النهائي لالستعباد والظل واإلقصاء لبناء‬ ‫الدولة الدميقراطية احلقيقة ‪.‬‬ ‫كنا ق��د تلقينا األوام���ر بتشكيل اجملالس‬ ‫احمللي يف املناطق اجلنوبية ‪،‬يف م��رزق مت‬ ‫األختيار بالتوافق السيد حممد أدم ليتوىل‬ ‫بالتكليف تسري اجمللس احمللى مرزق فكان‬ ‫شخص متمكن واتفق عليه التبو والفزازنة‬ ‫‪،‬ومن مت تلقينا األمر بتشكيل األمن الوطين‬ ‫وأم��ن املنشآت ب��ق��رار رق��م ‪ 4‬لسنة ‪2011‬‬ ‫بتاريخ ‪ 5-9-2011‬بشأن أنشاء وتأسيس‬ ‫مقرا املنشاة املنطقة اجلنوبية ومت تكليف‬ ‫أبوبكر سوقي ‪ ،‬حلماية املنشآت البرتولية‬ ‫والزراعية يف اجلنوب وكان هلم دور كبري‬ ‫يف تأمني احلقول النفطية كحقل الفيل‬ ‫وربسون والدوائر واملشاريع الزراعية من‬ ‫أهما مشروع تساوه وأم األرانب وغدوة ‪...‬اخل‬ ‫ومل يتوقف اإلن��ت��اج حتى ه��ذه اللحظة ‪...‬‬ ‫حتى هذه اللحظة كتيبة شهداء أم االرانب‬ ‫وكتيبة درع الصحراء مل ي��أل��وا جهدا أو‬ ‫ي��ت��واروا ع��ن محاية احل���دود وال��دف��اع عنها‬ ‫‪،‬فالعتب على احلكومة الفاشلة س��واء أن‬ ‫كانت حكومة الكيب أو حكومة على زيدان‬ ‫فهم مل ينظروا إلينا ومل يهتموا بقرتاحاتنا‬

‫امل��ق��دم��ة وال امل��ع��اجل��ات ‪ ،‬مل يدعمونا ومل‬ ‫يعطونا الثقة وهلذا السبب وضع البالد من‬ ‫سيء اىل اس��وء‪،‬وك��ل سنة أس��وا من السنة‬ ‫التى مضت ‪،‬لو كان هناك دعم من قبلهم‬ ‫وأقصد احلكومة الستطعنا تكوين اجليش ‪.‬‬ ‫هل مت تشكيل غرفة أمنية باملنطقة اجلنوبية ؟‬ ‫أنا قدمت العديد من املقرتحات قدنا العديد‬ ‫م��ن احل����وارات م��ع املسئولني يف ال��وزارت�ين‬ ‫ال��س��اب��ق��ة واحل��ال��ي��ة ‪،‬ف��ل��م جن��د م��ن ميلك‬ ‫ح��س ال��وط��ن��ي��ة وي��ق��دم ل��ن��ا ش��ئ ملموس‬ ‫على ارض ال��واق��ع بعد كل ما لقيناه من‬ ‫احلكومة السابقة واحلالية فقررنا تكوين‬ ‫غرفة أمنية مشرتكة تضم أبناء املنطقة‬ ‫اجل��ن��وب��ي��ة ‪ ،‬يف ال��س��اب��ق مت ت��س��ل��ي��م كل‬ ‫املقرات للجيش الليبيى ومل يتم تزويدنا‬ ‫باملعدات واإلمكانيات ‪ ،‬ورأينا روح القبلية‬ ‫واجل��ه��وي��ة ع��ن��ده��م ب��ع��د تكليفهم ب��ق��رار‬ ‫من املؤمتر الوطين العام لتنفيذ أجندات‬ ‫خاصة وختدم مصاحلهم وليست املصلحة‬ ‫الوطنية اليت تنصف كل الفئات فمشكلة‬ ‫اجلنوب مشكلتنا وتهمنا حنن من يعاني‬ ‫م��ن ت��زاي��د اع���داد املهاجرين غ�ير الشرعني‬ ‫‪ ،‬و ن��واج��ه يوميا جت��ار امل��خ��درات ‪ ،‬ويقتل‬ ‫أب��ن��اؤن��ا امل��ت��واج��دي��ن حلماية ه��ذا احل��دود‬ ‫املرتامية االطرف ‪،‬مل يعد أمامنا إال ان نبدأ‬ ‫من جديد وق��د وفرنا املقر وأيضا توصلنا‬ ‫اىل نقطة تواصل لتكوين الغرفة االمنية‬ ‫املشرتكة يضم الطوارق والتبو العرب من‬ ‫سكان اجلنوب‪،‬و ليكن معلوماً لسنا ميلشيات‬

‫وأمن��ا حنن حتت شرعية اجليش الوطين‬ ‫الليبيى املوحد ومع تكوين نظام أمنى قوي‬ ‫حيمي تفعيل القضاء وجيش قوي حيقق‬ ‫ام��ن امل��واط��ن واحل���دود ‪،‬وال نسعى اىل بناء‬ ‫أفغانستان أو عراق تانية ‪.‬‬ ‫فغرفة العمليات االمنية املشرتكة تضم‬ ‫معظم سكان املنطقة اجلنوبية وتسعى اىل‬ ‫تأمني احلدود وخمارج ومناطق املدن‪ ،‬وإذا‬ ‫ك��ان ه��ن��اك دع��م م��ن احل��ك��وم��ة تأكدي‬ ‫خالل ثالثة أشهر يسود االمن واألم��ان يف‬ ‫اجلنوب‬ ‫ماهي طبيعة العالقة بني التبو و أوالد سليمان‬ ‫والزويات بعد املصاحلة أو عقد اهلدنة ؟‬ ‫ك���ل امل��ش��اك��ل ال��ت��ى ح��دث��ت ب�ي�ن التبو‬ ‫وال���زوي���ات أو ب�ين ال��ت��ب��و و أوالد سليمان‬ ‫أس��اس الفتنة فيها اجملرمون واخلارجون‬ ‫عن القانون والذين هم ضد أرادة الشعب‬ ‫اللييب يف العيش بأمان وغايتهم هو جلب‬ ‫االستعمار اىل البالد ‪،‬ومع ذلك أمتنى جتاوز‬ ‫ه��ذه املرحلة وك��ل املشاكل واخل�لاف��ات‬ ‫‪،‬حنن وأوالد سليمان أخوة متحابون ال أحد‬ ‫يستطيع أن خيرتقنا ويفنت بيننا فاملصاحل‬ ‫تقتضى علينا أن نتصاحل ونتعايش معاً‬ ‫واالهم من ذلك ليبيا فوق كل شيء ‪.‬‬ ‫م���ي���ادي���ن ‪//‬ه�����ل ُع�����رض ع��ل��ي��ك منصب‬ ‫احلاكم العسكري للمنطقة اجلنوبية ؟‬ ‫أش��ي��ع ع�ني وزك���ان���ي ال��ب��ع��ض ب��أن��ه ل��دي‬ ‫ال���ق���درة واحل��ك��م��ة وال��ع��ق��ل مم���ا يؤهلين‬ ‫ألكون حاكم عسكري ملنطقة اجلنوبية‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫نواجه يوميا جتار املخدرات ‪ ،‬ويقتل أبناؤنا املوجدون حلماية هذه احلدود املرتامية االطرف‬ ‫‪،‬مل يعد أمامنا إال ان نبدأ من جديد وقد وفرنا املقر وأيضا توصلنا اىل نقطة تواصل‬ ‫لتكوين الغرفة االمنية املشرتكة تضم الطوارق والتبو العرب من سكان اجلنوب‪،‬‬ ‫‪ ،‬رمب��ا ت��ارخي��ي يف السابق ح�ين استطعت‬ ‫تكوين خلية حماربة وأول كتيبة عسكرية‬ ‫منظمة ثائرة تدافع عن الوطن وأه��داف‬ ‫ث��ورة ‪ 17‬فرباير وك��ان ال��ق��ذايف على قيد‬ ‫احلياة وبكامل جربوته ‪،‬السيما أني كنت‬ ‫(عسكري نظامي) يف النظام السابق قبل‬ ‫�ك‪،‬‬ ‫حماربتى وسجين ألس��ب��اب ذكرتها ل� ِ‬ ‫وتوجهاتي إس�لام��ي��ة غ�ير متطرف وإمن��ا‬ ‫وسطي ‪،‬وال أستقوى على الضعيف ‪ ،‬وال‬ ‫انكر أنها مهمة صعبة ولكن بإمكاني القيام‬ ‫بها اآلن ‪ ،‬قيادة املنطقة وأن أكون حاكم‬ ‫عسكري للمنطقة اجلنوبية أو املشاركة يف‬ ‫تكوين جيش نظامي ‪...‬لست بعاجز عن ذلك‬ ‫لدراييت بظروف املنطقة ‪.‬‬ ‫ما تعليقكم على ق��رار املؤمتر الوطين العام‬ ‫بشأن جعل املنطقة اجلنوبية منطقة عسكرية ؟‬ ‫ال��ق��دايف قاتلناه من اج��ل اخت��اذه ال��ق��رارات‬ ‫التعسفية لوحده دون مشاركه االطراف‬ ‫املعنية ‪ ،‬وهمشنا ايضا يف اختاذ هذا القرار‬ ‫من قبل املؤمتر الوطين العام ‪ ،‬فال معين‬ ‫ألش��خ��اص ي��ت��خ��ذون ال���ق���رارات ويضعون‬ ‫حاكم على منطقتك بدون مشاورتك هذا‬ ‫يعين التهميش واالض��ط��ه��اد بعينه وه��ذا‬ ‫القرار باطل ‪ ،‬احلاكم احلالي هو"حممد‬ ‫ال��ذه��ي�بي " وأن���ا احت��ف��ظ علي ه��ذا الرجل‬ ‫‪،‬يف ال��س��اب��ق ظننا ان م��ن م��ه��ام احل��اك��م‬ ‫ال��ع��س��ك��ري للمنطقة اجل��ن��وب��ي��ة سيوحد‬ ‫البالد ويلم مشل العباد ولكن اآلن اتضح ان‬ ‫لديهم اجنده خاصة لتسيري مهمات ختدم‬ ‫مصاحلهم الشخصية والقبلية ‪،‬واملنطقة‬ ‫احل��دودي��ة حت��ت��اج اىل ال��دع��م وإمكانيات‬ ‫متويل الثوار ودعمهم ماديا بأبسط االمور‬ ‫ك��ت��زوي��ده��م بالبنزين ‪ ،‬واىل ح��د ال��ي��وم‬ ‫مل يدعموا ه��ؤالء ال��ث��وار بأبسط املقومات‬ ‫اللوجستية ‪،‬وإذا كان احلاكم العسكري‬ ‫اتى حلماية املنطقة اجلنوبية واحلدودية‬ ‫امتنى عند اختاذ القرارات مشاورة اصحاب‬ ‫الشأن ‪ ،‬قكل املشاكل ال حيلها إال اصحاب‬ ‫املنطقه فهم ادرى بظروفهم وتفاصيلها‪.‬‬ ‫وماذا عن هيئة دعم احملاربني اليت مت تشكيلها‬ ‫مؤخراً ما عالقتكم بها ؟‬ ‫هيئة احملاربني عملها خطأ يف خطأ وكل‬ ‫من انشأها وساهم فى تكاليف نشأتها مل‬ ‫يكن على وع��ي ‪ ،‬ب��األس��اس ال��ث��وار الفعلني‬ ‫غ�ير م��درج��ة أمسائهم وأن��ا م��ن ضمنهم ‪،‬‬ ‫وك��ذل��ك ال��ع��دي��د م��ن ال��ذي��ن ك��ان��وا معنا‬ ‫يف بداية تكوين القوى احمل��ارب��ة أو الثوار‬ ‫احملاربني والذين حرروا املنطقة اجلنوبية‬ ‫وال يوجد آلية واضحة هلذه اهليئة‪.‬‬ ‫ما هي املعايري اليت وضعتموها الختيار األفراد‬ ‫امللتحقني بالكتائب االمنية ؟‬ ‫أوال الثوار هم الذين قاموا بالفعل بالعمليات‬ ‫ال��ث��وري��ة ‪ ،‬ول��ك��ن ب��ع��د ال���ث���ورة وال��ت��ح��ري��ر‬ ‫ظهر اآلالف م��ن االش��خ��اص ‪،‬ومت تكوين‬ ‫جم��ال��س عسكرية وه��م��ي��ة وميلشيات و‬

‫كتائب قامت بتسجيل االطفال وأنصار‬ ‫النظام السابق ومت إنشاء هيئات ومراكز‬ ‫حملاربني وهميني ومتسلقني ه��ؤالء الثوار‬ ‫هم من صنف ثوار الغنائم هؤالء هلم أطماع‬ ‫وأجندات ويفرتض بعد الثوره يتم جتنيد‬ ‫ُ‬ ‫حبيث ال تقل أعمارهم‬ ‫متطوعني للجيش‬ ‫عن ‪ 20‬سنه وال يزيد عن ‪ 45‬سنه وهناك‬

‫ض��واب��ط ل��ق��ب��وهل��م وم���ا حي��ص��ل اآلن غري‬ ‫قانوني وغري منطقي‬ ‫ه��ن��اك خ��ل��ل أم�ن�ي نتيجة ل��ع��دم ال��ث��ق��ة يف‬ ‫جنود اجليش اللييب من قبل احلقيقيني‬ ‫من الثوار ‪ ،‬اليوم ال يثقون بهم والنهم ال‬ ‫ميلكون مؤهالت خمابراتية أو أمنية هذه‬ ‫االس��ب��اب الرئيسيه ت��ع��وق تكوين اجليش‬ ‫‪،‬وك��ذل��ك ان��ت��ش��ار ال��س�لاح يشكل معضلة‬ ‫ك�برى ‪ ،‬عندما مت تشكيل حكومة الكيب‬ ‫كحكومة ك��ف��اءات قدمنا مقرتح لوزير‬ ‫ال��دف��اع خبصوص تكوين اجليش اللييب ‪،‬‬ ‫وطبعا أغلب الضباط كانوا تابعني للقدايف‬ ‫وه��ذا يعين عدم الثقة ‪ ،‬اقرتحنا على كل‬ ‫حم���اف���ظ جت��ن��ي��د ‪ 1000‬ش��خ��ص وع���دد‬ ‫احملافظ ‪ 11 ،‬واإلمجالي ‪ 11000‬شخص‬ ‫يتم جتنيدهم تطوعا أعمارهم ما بني ‪18‬‬ ‫و ‪ 35‬سنة ‪ُ ,‬‬ ‫والضباط الذين مت استبعادهم‬ ‫يف عهد القدايف واستغنى عن خدماتهم أو‬ ‫أجربهم على ترك اجليش تتم االستفادة‬ ‫م��ن��ه��م ب��ع��ق��ود م��ؤق��ت��ة ‪،‬وت��دري��ب��ه��م خ���ارج‬ ‫ليبيا يف إح��دى ال��دول املتقدمه ‪،‬ويرجعون‬ ‫بإمكانياتهم وأسلحتهم التى تدربوا عليها‬ ‫يستطيعون بها محاية احل���دود الشرقيه‬ ‫وال��غ��رب��ي��ة واجل��ن��وب��ي��ة وامل����دن الرئيسية‬ ‫كطرابلس وبنغازي وسبها ‪,‬وحتت رئاسة‬

‫االرك���ان ووزارة ال��دف��اع ‪ ،‬ه��ذا امل��ق�ترح مل‬ ‫ي��ؤخ��ذ ب��ع�ين االع��ت��ب��ار وإمن���ا ش��ك��ل��وا دروع‬ ‫ك��درع ليبيا هذا ال��درع ال��ذي يتقاضى ما‬ ‫يقارب ‪ 9‬مليار وال جندهم يف احل��دود أو‬ ‫تأمني امل��دن وهكذا األم���وال تهدر وتسرق‬ ‫‪،‬وهلذا مل يتم تكوين اجليش ‪...‬‬

‫م��ي��ادي��ن ‪//‬ه���ل ه��ن��اك م��ش��اك��ل يف احل���دود‬ ‫اجلزائرية الليبية ؟‬ ‫ف��ع�لا احل����دود اجل��زائ��ري��ة الليبية ح��دود‬ ‫صعبة وخ��ارج��ة ع��ن السيطرة ‪،‬ويسيطر‬ ‫عليها فقط أصحاب األجندات وهذا املثلث‬ ‫احلدودي الذي يربط بني ثالثة دول ليبيا‬ ‫واجلزائر والنيجر يكمن فيه اخلطورة ‪,‬ومع‬ ‫ذال��ك ميكن السيطرة على هذا املثلث عرب‬ ‫اصحاب الشأن من الطوارق و التبو وخالل‬ ‫أس��ب��وع ستنتهي ك��ل م��ش��اك��ل��ه ‪ ،‬وحن��ن‬ ‫االن ال منلك االم��ك��ان��ي��ات وح��ت��ى اجلهود‬ ‫املبذولة مند ثالث سنوات كانت بإمكانياتنا‬ ‫اخلاصة ‪.‬‬ ‫هل هناك تعاون أمين مع دول اجلوار خبصوص‬ ‫احلدود؟‬ ‫وجه احلاكم العسكري ملنطقه اجلنوبيه‬ ‫خطاب و مراسلة رمسية مطالباً بالتشاور‬ ‫م��ع ال����دول اجل����وار وب��ن��اء ع�لاق��ات جيدة‬ ‫وال��ت��ع��اون م��ع��ا يف اجمل����االت االق��ت��ص��ادي��ة‬ ‫والسياسية والتجارية ‪،‬و احلد من اهلجرات‬ ‫والتهريب وخاصة تشاد والنيجر وحاليا‬ ‫يف االي��ام القليلة املقبلة س��وف نتوجه الي‬ ‫اجلزائر بهذا اخلصوص ‪.‬‬ ‫وب��ف��ض��ل ت��ل��ك امل���ش���اورات م��ع دول اجل���وار‬

‫كتشاد والنيجر ‪ ,‬سيتوقف ال��ع��دي��د من‬ ‫اجمل��رم�ين ب���دأً م��ن ت��ه��ري��ب ال��س��ي��ارات اىل‬ ‫جتارة املخدرات ‪ ،‬هناك جهود مبذولة نظرا‬ ‫لسيطرة احلكومتني التشادية والنيجرية‬ ‫ع��ل��ى احل����دود وال��ق��ب��ض ع��ل��ى ك��ل م��ن ال‬ ‫حيمل أوراق لسيارته ال�تي يقودها ‪،‬وه��ذه‬ ‫بادرة طيبة‪ ،‬وأيضا مت التقليل من اهلجرات‬ ‫ملاذا ال ُيستغل مطار اللويغ يف تأمني احلدود ؟‬ ‫ل��ق��د طالبنا بتفعيل ال��ع��م��ل داخ���ل امل��ط��ار‬ ‫بعد صيانته ‪ ،‬ولألسف امليزانية املرصودة‬ ‫تصرف حلماية السالح اجل��وي واملكلفني‬ ‫بإدارة املطار ‪ ،‬والبد من إعادة النظر يف هذا‬ ‫املطار ‪ ،‬وس��وف نكلف جلنة ملعرفة أسباب‬ ‫ع��دم تفعيل مطار اللويغ االسرتاتيجي ‪،‬‬ ‫املطار غري ُمشغل و ُتصرف االموال الطائلة‬ ‫حتى االن ملوظفني وهميني !‪.‬‬ ‫هل من دور ‪ -‬ويف هذه املرحلة ‪ -‬بإمكان اخلرباء‬ ‫االجانب واملنظمات الغري احلكومية تقدميه‬ ‫ملساعدتكم علي ختطئ هذه املرحلة احلرجة ؟‬ ‫ه��ن��اك م��ؤس��س��ات ع��دي��دة تابعة ملنظمات‬ ‫اوروبية حنن فتحنا هلم ابوابنا وساعدونا‬ ‫ك��ث�يرا يف ت��وع��ي��ه وت���دري���ب ال��ع��دي��د من‬ ‫املتطوعني ع�بر ال���ورش وال����دورات ‪ ,‬فهذه‬ ‫امل��ؤس��س��ات ات��ت ال��ي اجل��ن��وب اي��ض��ا لتقدم‬ ‫ال��دع��م ‪،‬ول��ك��ن ه��ن��اك اج��ن��دات وان��ت��م��اءات‬ ‫هل��ذه املنظمات ال��دول��ي��ة ه��ن��اك منظمات‬ ‫خمتصة بتقديم الدعم للمنطقة الشرقية‬ ‫وه��ن��اك م��ن��ظ��م��ات م��رت��ك��زة يف ط��راب��ل��س‬ ‫وهناك من له طموح مع الزنتان وكذلك‬ ‫اجلنوب ومصراتة فهذه املنظمات ال أراها‬ ‫س��اع��ي��ة ب��ق��در ط��م��وح��ن��ا ل��ت��ك��وي��ن ال��دول��ه‬ ‫وبناء مؤسساتها وإمن��ا هلا أهدافها ‪ ،‬ولكن‬ ‫التعامل مع االم��م املتحدة ومنظمة حلف‬ ‫النيتو واالحتاد االوروب��ي ‪,‬أفضل بكثري من‬ ‫التعامل مع تلك املنظمات مصلحة ليبيا من‬ ‫مصلحة الدول االخرى وحتى هذه اللحظة‬ ‫ل��دى ش��ك��وك ح��ول تلك املنظمات ‪,‬وع��دم‬ ‫مصداقيتها وحنن يف اجلنوب ال يوجد لدينا‬ ‫اعتبار عند هذه املنظمات ‪ ،‬فهم ال يذهبون الي‬ ‫ارض الواقع وكل تقاريرهم مستمده من‬ ‫اشخاص متواجدون يف طرابلس وخاصة‬ ‫العرب منهم !‪ .‬فاملفرتض عليهم التعامل مع‬ ‫سكان وأهل املنطقه ‪ ،‬فأن تعامل مع الناس‬ ‫يف الشرق الذين هم أدري مبشاكلهم اليت‬ ‫ال تتطابق مع مشاكلنا ‪ ،‬وكل منطقه هلا‬ ‫مصاحلها وختتلف طبيعة مشاكل املنطقه‬ ‫عن طبيعة مشاكل منطقة اخري ‪.‬‬ ‫يف النهاية أشكر صحيفة (ميادين ) وأمتنى‬ ‫أن يكون هذا احلوار مبثابة رسالة للحكومة‬ ‫وامل��ؤمت��ر الوطنى وللعقالء من الناس ‪ ،‬و‬ ‫امتنى وصول صوتي اىل كل من يقرأ هذه‬ ‫اجلريدة ‪ ،‬وهذه ليست رؤييت أنا فقط وإمنا‬ ‫رؤية مجيع الثوار الوطنيني‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫ملحق‬

‫ميادين الثقافة‬

‫‪09‬‬ ‫‪11‬‬

‫رئيس التحرير‪ :‬خلود الفالح‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫اللوحة التشكـــــــــــــــــيلية الليبية‬

‫جتربة تراكمية‪ ...‬بناء عامل متغاير‬


‫‪12‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫قافلة موال ليبية‬

‫عبد الرمحن شلقم‬

‫لغ ُتك ُ‬ ‫وأرضك ‪،‬هما مس���افة خطوة قدمك‪ ،‬ودرجة إرتفاع صوتك‪ .‬من قال ذلك ؟‪ .‬أنا وأنت ُ‬ ‫نثبت ذلك كل يوم‬ ‫ُ‬ ‫الفم ‪ ،‬تلك اخلطى وأألصوات ُ‬ ‫تنبت يف مس���احة س���حرية‬ ‫‪.‬وهناك خطى المتدها القدمان‬ ‫‪،‬وأصوات ال يطلقها ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫الرتاب ويتخلل‬ ‫‪،‬يستنطق‬ ‫س���رية ‪،‬ليس���ت على سطح األرض ‪ ،‬تتألأل فوق إمتداد الرحاب ‪ ،‬شجنا ‪ ،‬حنانا وحنينا‬ ‫َ‬ ‫احلية مع كيان ما أمامها وحتتها‪ .‬معزوفة أقدام وشفاه توقظ اجلماد‪ ،‬وتلهم احليوان ‪.‬‬ ‫النسمات ‪،‬ينسج الذات َّ‬ ‫خط���وات الرحيل الطويل���ة يف الصحراءمع الرفيق األس���طوري اجلمل ‪،‬تكتب ذاتها عل���ى األرض و تنفح املدى‬ ‫رعشات اجلوى واحلنني احلارق‪ .‬وللبحار ِة أصوا ُتهم وخطوا ُتهم ‪،‬فللماء فتنةُ ودالل ورهبة‪.‬‬ ‫لألماكن ُ‬ ‫ُ‬ ‫أصوات وخطى‪.‬‬ ‫وللعمل‬ ‫هوية وهوى ‪ ،‬مثلما للبشر ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تغنى الش���عراء من كل اجلنس���يات ويف كل العصور بأرضهم ‪،‬حبا وحنينا وعتابا أما أغاني العمل فهي األنني‬ ‫ُ‬ ‫يصرخ‬ ‫الذي‬ ‫َ‬ ‫ش���جن توحد العامل مع‬ ‫خيوط‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬ ‫الك‬ ‫‪،‬وزفرات‬ ‫العضلية‬ ‫احلركة‬ ‫إيقاع‬ ‫من‬ ‫تغزل‬ ‫األغاني‬ ‫فتلك‬ ‫‪،‬‬ ‫يهمس‬ ‫حيث‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عروق القوة‪.‬‬ ‫قدح‬ ‫دابته رفيقة اجلهد تستنفر إرادة املنازلة ‪،‬‬ ‫فتتعملق املفاصل‪ ،‬و ُت ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأم���ر الذكريات‬ ‫‪.‬‬ ‫ــ‬ ‫احلبيب‬ ‫ــ‬ ‫إىل‬ ‫احلن�ي�ن‬ ‫رحم‬ ‫يف‬ ‫يتخلق‬ ‫ال���ذي‬ ‫‪،‬ذلك‬ ‫امل���وال احل���ارق الذي هو والد ُة ال���والدة‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬واطول اخلطوات‪،‬واثقل الساعات يف فم الغناء وصدره هي تلك املولود‪.‬‬ ‫والعرجون األكرب يف تلك املواويل هو ذلك العثكول ا لذي يهزج باحلكمة ‪ ،‬هو عرجون الس���ر ‪ ،‬والس���حر ‪ ،‬فيه‬ ‫ُ‬ ‫احلياة ‪.‬‬ ‫مسد شجر َت‬ ‫تتدىل مثرات الزمان ‪،‬اليت َّ‬ ‫هاعرق ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫زمان َ‬ ‫أغنية ش���جر ِة املكان ‪،‬جباهل���ا توائم جبل ــ الطور ــ يف غم���وض البوح الروحي‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬ه���ي‬ ‫‪،‬نبت يف ِ‬ ‫عرجون ٍ‬ ‫‪ ،‬وه���ي ـ للتوب���اد ـ���ـ قرين اإلهلام العاش���ق ‪ ،‬وبينها وبني ربوات الدني���ا قرابة احللم ‪ .‬صحراؤه���ا فاتنة القوافل ‪،‬‬ ‫وزفرات مواويلهم ‪ ،‬كتبوا‬ ‫على صفحات ترابها ‪،‬وفوق نهود أحجارهاز كتب آالف البش���ر ‪ ،‬كتبوا بأقدامهم ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫جملدات من سطور احلياة ‪ ،‬من أقانيم الدهر ‪ ،‬غنوا بكل اللغات تلك اليت ماتت واليت الزالت تكابد رهق احلياة‬ ‫‪.‬ع���ن حبر ليبيا كت���ب الكثريون ‪،‬لكنه مازال حيمل يف أعماقه طالس���م التكوين ‪ ،‬وظلم���ات وظالل من أرواح‬ ‫عربت سلماً وحرباً ‪ ،‬فوق تلك الصفائح الزرقاء السائلة ‪ ،‬عرب القراصنة ‪ ،‬عرب الفاحتون ‪ ،‬واهلاربون واحملاربون‬ ‫العرب إمساً ‪ ،‬لقد كان لديهم من البحار واألمساء مايكفيهم ‪.‬ألهل البحر‬ ‫‪ .‬أمساه الرومان ــ حبرنا ــ مل مينحه‬ ‫ُ‬ ‫متائم املاء ‪ ،‬قالئد من أوراق املغامرة ومن شعوذة العشق ‪.‬البحر صانع اإلمرباطوريات وقاهرها‪ ،‬اإلمرباطورية‬ ‫الرومانية العاتية ‪،‬كانت أحد احليتان األس���طورية اليت قذفها البحر على ش���واطيء البحر األبيض املتوس���ط‬ ‫‪ .‬كان���ت ليبي���ا ‪،‬أغني���ة للمتوس���ط ‪،‬ورقصة ‪ ،‬وم���وال رحلة ‪.‬اليون���ان ‪ ،‬وبلغة أه���ل البحر والتاري���خ ( األغريق)‬ ‫غطس���وا يف مابني اليابس�ي�ن بعد عبور املائني ‪،‬غطس���وا يف اجلغرافيا والتاريخ ‪ ،‬فكان املال الثاني للفلس���فة ‪ ،‬وُلد‬ ‫س���قراط ‪ ،‬وإفالطون وارس���طو ‪ ،‬عل���ى ربوات اجلبل‬ ‫األخضر ‪ .‬روما رش���ت نس���مات عظمته���ا على صدر‬ ‫لبدة وصرباته ‪ ،‬عربدت قرطاج ‪ ،‬وحتول املاضي إىل‬ ‫منحنيات أمواج‪ .‬أي قافلة حيدوها موال مس���افر يف‬ ‫فجاج دنيا تضاريس���ها الناس و الزمان ‪،‬تلك هي آهة‬ ‫‪..‬تراب يغ�َّن�يَّ ‪ ،‬وما ُء يقارع‬ ‫الع�ب�رة والعب���ور ـ ليبي���ا ـ ؟‬ ‫ُ‬ ‫التاريخ ‪.‬‬ ‫ال يس���تطيع أح��� ُد كتاب���ة تاري���خ ليبي���ا اجلغ���رايف‬ ‫واالجتماعي وخماضاتها النفس���ية ‪َّ ،‬‬ ‫أال شاع ُر شعيب‬ ‫لي�ب�ي‪ .‬اليقدر على الوصول اىل مفتاح باب مواهلا إالَّ‬ ‫ـ من يقول ‪ ،‬ويش���عوذ ‪ ،‬بلغ���ة (اجملذوبالصويف) الذي‬ ‫يتوح ُد لس���ا ُنه م���ع خطواته ف���وق تيه امل���اء والرتاب ‪.‬‬ ‫كما تكون تضاريس الوط���ن ‪ ،‬تكون مقامات أغانيه‬ ‫‪ ،‬هن���اك طبوغرافيا القلب اليت ترس���م مدى الد قات‬ ‫‪ ،‬وذبذباته���ا‪ .‬من حرارة إهتزازها ترتاقص فراش���ات‬ ‫ض���وء الكيان ال�ت�ي ترس���ل مواويلها بس���طاً عاطفية‬ ‫وروحية تزغرد فوق الرتا ب وعلى املاء ‪.‬‬ ‫الش���عر الش���عيب اللييب‪ ،‬هو كتاب ( الروح ) الش���امل‬ ‫‪ ،‬كتب حب���روف ـ قوس قزح ـ الوط���ن ‪ ،‬وعزف على‬ ‫مقام ـ ليبيا ـ ‪.‬‬ ‫إن العالقة بني الش���اعر الشعيب اللييب والوطن ‪،‬هي‬ ‫أكثر تنوعاً وتشعباً ‪ ،‬وتداخ ً‬ ‫ال‪ ،‬مما كان بني املتنيب‬ ‫ومعارفه الذين مجعهم يف بيته القاتل ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والليل والبيدا ُء تعرفين‬ ‫واخليل‬ ‫ُ‬ ‫والقلم‬ ‫والقرطاس‬ ‫والرمح‬ ‫والسيف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪13‬‬

‫زمان َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫املكان ‪،‬جباهل��ا توائم جبل ـ الطور ـ يف غموض‬ ‫أغنية ش��جرِة‬ ‫ليبي��ا‪ ،‬هي‬ ‫‪،‬نبت يف ِ‬ ‫عرجون ٍ‬ ‫البوح الروحي ‪ ،‬وهي ـ للتوباد ــ قرين اإلهلام العاشق ‪ ،‬وبينها وبني ربوات الدنيا قرابة احللم‬ ‫كل ض���روب احل���ب‪ ،‬للن���اس ‪ ،‬والكائن���ات‬ ‫ولألماك���ن‪ ،‬للنب���ات وللفص���ول ‪،‬كله���ا‬ ‫أش���جا ُر وازها ُر وورود ‪،‬تزده���ر يف تلك الغابة‬ ‫أألس���طورية ‪ ،‬غاب���ة احلب الش���امل ‪ .‬وحليب‬ ‫احلكمة الذي َّ‬ ‫نز من ض���رع الرحلة الطويلة‬ ‫بني وديان اخلصب ‪ ،‬وغوائل القحط واجلوع‬ ‫‪ .‬أيام الدم وض���رب الرقاب يف املواجهات اليت‬ ‫تتوالد م���ن رحم العداوات والغزوات ‪.‬الش���عر‬ ‫ديوان العرب ‪ ،‬واملوال الشعيب كتاب الليبيني‬ ‫‪.‬‬

‫•مطارحة ( الزمن) ‪.‬‬

‫للشعرالش���عيب أغراضه مثلما للشعر العربي‬ ‫باللغة الفصحى‪ ،‬غري أن مطارحات الش���عراء‬ ‫ُعم ُد‬ ‫الش���عبيني للزم���ن ه���ي احمل���ك ال���ذي ي ِّ‬ ‫فيه الش���اعر فحولت���ه ‪ ،‬فالزمان ه���و املصارع‬ ‫احلاضر دائماً‬ ‫ً‬ ‫والغائ���ب أحيان���ا ‪ .‬ش���يخ الش���عراء الش���عبيني‬ ‫ُ‬ ‫الليبيني ‪ (،‬سيد قنانة) ‪،‬كتب حمنة اإلنسان‬ ‫الوجودية بلغة مكان���ه وزمانه ‪،‬يف موال عابر‬ ‫للزم���ان وكأنه قال تلك األبي���ات صباح هذا‬ ‫اليوم قال‪:‬‬ ‫ليام كيف الريح يف الدرجاحه‬ ‫راحه‬ ‫ومره ّ‬ ‫مره شقا اخلاطر َّ‬ ‫اوقات خندم بيدي‬ ‫واوقات يبدو كاترين عبيدي‬ ‫ومرات عشرإكباش يبدو عيدي‬ ‫صياحه‬ ‫واوقات مامنلك وال َّ‬ ‫تلك فلس���فة الزمان الوجودي ‪،‬رغم بس���اطة‬ ‫الفك���رة ‪ ،‬وإنس���ياب الص���ور ‪،‬يف لغة ش���عرية‬ ‫ق���ال ‪ ( :‬األيام حاكم متقلب املزاج ‪،‬يوم معك‬ ‫‪،‬ويوم علي���ك ) ‪ .‬فالزمان ه���و الرفيق األبدي‬ ‫ال���ذي اليفارقن���ا ال نه���اراً وال ً‬ ‫لي�ل�ا ‪،‬لكن���ه ال‬ ‫يس���كن بداخله عدَّا ُد لعمره ‪،‬كل ش���ىء يكرب‬ ‫‪،‬ويهرم وميوت ‪ ،‬لكن هذا الكائن األس���طوري‬ ‫يهزم وال ينهزم‪.‬‬ ‫الش���اعر الش���عيب ه���و املب���دع اجمله���ول الذي‬ ‫موا َل ُه يف كنه الضمري البشري ‪ ،‬تغنيه‬ ‫يصب َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أفواه���ز كث�ي�رة يف كل زم���ان‪ ،‬كل جي���د‬ ‫فيه بلس���م س���اعته ‪ ،‬وترياق أمل حلظته ‪.‬قال‬ ‫الشاعر احلكيم اجملهول ‪:‬‬ ‫وطيب‬ ‫ياما كلينا من لذيذ ِّ‬ ‫وياما لبسنا من جديد وباد‬ ‫وياما مشيناها بعيد قريب‬ ‫واليوم ْ‬ ‫جن عليناخطوتني بعاد‬ ‫كي���ف اس���تطاع هذا احلكي���م البس���يط ‪،‬أن‬ ‫يس���كب مس�ي�رة الس���نني بقوته���ا وضعفه���ا‬ ‫‪،‬حلوه���ا ومره���ا يف كلم���ات َّ‬ ‫مغن���اة؟‪ .‬فيه���ا‬ ‫ملس���ات من البالغة ‪ ،‬حمسنات جناس وطباق‬ ‫‪ .‬واألقوال املكثفة ‪ ،‬اليت تفيض بلذة الشجن ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يومظ حبالوة احلكمة ‪ ،‬قال املوال‪:‬‬ ‫ياطالع الفوق للجو‬ ‫إبين على الصح ساسك‬ ‫حار ْث الشوك من تو‬ ‫ويا ِ‬

‫تشوف ا لعجب يف دراسك‬ ‫ويا حافرحفرة ْ‬ ‫السو‬ ‫ما حتفر َّ‬ ‫إال قياسك‬ ‫إرتعش���ات حلننا ‪،‬ن���ور النار‬ ‫ش���عورنا صه���و ُة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ُ .‬‬ ‫نر ‪ .‬املوال ال يس���كت ‪،‬‬ ‫عب���ق ما كان وم���ا مل َ‬ ‫ُ‬ ‫أحجي���ة ماكان حتت‬ ‫اليتع���ب ‪،‬اليغيب‪ ،‬هو‬ ‫ال�ت�راب ‪ ،‬وحت���ت املغالبة ‪ .‬ك���م يف الغناء من‬ ‫فقاع���ات ‪ ،‬فقاع���ات ‪ ،‬دم وأمل ‪ .‬يف بالدنا ‪ ،‬ليبيا‬ ‫بي���ت امل���اء ‪ ،‬وش���هوة امل���اء ‪ُ ،‬‬ ‫احل���ب نوره‬ ‫جيلل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تفقع‬ ‫وتس���ح‬ ‫بالن���ار ‪،‬‬ ‫األغني���ات فوق ذاته���ا ‪ُ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ال وم���وا ً‬ ‫اللغ���ة م���وا ً‬ ‫ُ‬ ‫ال ‪ .‬اللييب املك���دود ‪ ،‬الذي‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬ويلعق مس���ا َء وهم���ه عندما‬ ‫ميض���غ الع���رق‬ ‫كان مث���ن حب���ة القم���ح ‪ ،‬مخس ل�ت�رات من‬ ‫ُ‬ ‫كلمات‬ ‫خمزن‬ ‫الع���رق‪ .‬املوال اللييب خمزن ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ،‬ومي���ا ٍه ‪ ،‬ودم���وع ‪ .‬هل تريد أيه���ا القاريء أن‬ ‫ترى أغصان ماكان على ش���جرة ماضيك ؟‪.‬‬ ‫كان ما كان ‪ ،‬وأستوت على الزمن القديم‪.‬‬ ‫امل���وال اللي�ب�ي ‪ ،‬ال يس�ت�ر أحياناً م���ا يف جيوب‬ ‫حن���ن نس�ت�ر ! اخليان���ة!!‬ ‫الق���ول ‪ ،‬ومل���ا‬ ‫مشس‬ ‫مش���س ب���ذئ ‪ ،‬ال ُ‬ ‫حنب أن ن���راه ‪ ،‬لكنه ُ‬ ‫ُ‬ ‫طال���ع ‪ ،‬رغم أن���ف الكون وامل���دارات ‪ ،‬ورقصة‬ ‫ُ‬ ‫الكواكب‪.‬‬ ‫كيف حيف ُر هذا اللون من التعبري اإلبداعي‬ ‫املش���حون خبصوصي���ة اللغ���ة الدارج���ة ‪،‬‬ ‫اهلم‬ ‫وح���رارة الوج���د اإلنس���اني اخل���اص‪ ،‬يف ِّ‬ ‫الصام���ت ‪ ،‬يف اجلرح الذات���ي ‪،‬اجلرح املركب‬ ‫؟! ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫درام���ي نافر ‪ ،‬يغ�ِّن�يِّ أملَه‪(،‬‬ ‫ال‬ ‫م���و‬ ‫عند‬ ‫لنق���ف‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬

‫جباد) ‪،‬وهو إنس���ان ‪،‬يف ق���اع القاع يف املركب‬ ‫َّ‬ ‫اإلجتماعي ‪ ،‬يعط���ي جهده العضلي من أجل‬ ‫قوت يومه‪ ،‬يقوم بإستخراج املاء من البئرعن‬ ‫طري���ق الدلو ‪،‬يس���تعني بأغنية عمل ش���جية‬ ‫‪ ،‬يتوح���د فيه���ا م���ع عرق���ه ‪،‬لك���ن ضربة أمل‬ ‫مركبة تس���حق جس���ده‪ ،‬وحترق كرامته‬ ‫الليل عام ً‬ ‫اجلباد ـ َ‬ ‫‪ .‬يق���وم ـ َّ‬ ‫ال‪ ،‬يس���تل املاء من‬ ‫البئر ليسقي الزرع ‪.‬‬ ‫لكنه وهو ـ يس���قي ـ ين���زف مرتني ‪ ،‬من عرقه‬ ‫ومن عرضه وشرفه ‪ ،‬عندما يغادر بيته فجراً‬ ‫رجل فراش���ه ً‬ ‫خيتلس ُ‬ ‫لي�ل�ا ‪،‬ختومه زوجته‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شامت ‪:‬‬ ‫موال‬ ‫مع غريب ‪ ،‬فيقول َّ‬ ‫كيف من سرى ناض جيبد‬ ‫مقماته لقطوها‬ ‫ماعاد ترمى رطب زين‬ ‫من بئر ماحل سقوها‬ ‫امل���وال ‪،‬مش���حون مبع���ان مكثف���ة ‪ ،‬فيه���ا من‬ ‫الكالم بقدر مافيها من حرارة ومرارة القول‬ ‫‪ .‬الرجل الكاد ‪،‬يعط���ي الليل جهده ‪ ،‬من أجل‬ ‫أن يعيش ‪ ،‬لكنه ال يعطي ش���رفه ‪ .‬عندما علم‬ ‫خمرب جمهول أن ـ خنلته ـ أي زوجته قد‬ ‫م���ن‬ ‫ٍ‬ ‫خانته ‪ ،‬رفع صوت الرجولة ‪،‬قال ‪:‬‬ ‫إن كانهم لقطوها‬ ‫هم اخلائنني املزاسر‬ ‫من قعرها نقلعوها‬ ‫خنل رمل زالف ْ‬ ‫ياسر‬ ‫يع�ن�ي ‪،‬أنه ق���رر طالقها ‪ ،‬فالنس���اء كثريات ‪.‬‬ ‫تلك هي رحلة املوال يف خضم املأساة واإلرادة‬

‫املوال‬ ‫لم ‪..‬كثاف ُة َّ‬ ‫•ال َع ْ‬

‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫وترقص يف‬ ‫بعي���ون ‪،‬‬ ‫روح تغين‬ ‫ُ‬ ‫العل���م‪ ،‬م���وال ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أغنية ال َع ْ‬ ‫لم‬ ‫حكم���ة وحرقة ‪.‬‬ ‫صمت‬ ‫ِ‬ ‫منولوج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫روح لفضا ٍء ذاتي‬ ‫هفيف نسيم روحي تشحنها ُ‬ ‫‪،‬لكنه مس���كون بألف هتاف عاش���ق ‪،‬للحبيب ‪،‬‬ ‫للعمر‪،‬للزمان ‪ .‬ملن يغ�ن�ي موال العلم ؟ لألنا‪،‬‬ ‫للعش���ق ‪،‬حلرق���ة اإلحس���اس بالتدل���ه‪ .‬مبد ُع‬ ‫ْ‬ ‫ال َع ْ‬ ‫حب���ه لدنياه ‪،‬‬ ‫حكي���م‬ ‫ل���م‬ ‫ُ‬ ‫حي�ت�رق ‪ .‬يغ�ِّن�يِّ َّ‬ ‫يقاس���م أش���جانه م���ع مدايات عش���قه ‪ ،‬يغزل‬ ‫رؤياه من شعر مش���اعره‪ .‬رسائل من ضربات‬ ‫اإلحساس تطري بها شهقات هوى‪.‬‬ ‫( العق���ل يابع���اد الدار‪،‬ميس���ى مع���اي ويب���ات‬ ‫عندكم )‬ ‫(الن���اس حيس���بوك ربيع‪،‬وأن���ت ع���ذاب يا نار‬ ‫الغال‪).‬‬ ‫(الدم���ع م���ا جيل���ي الياس‪،‬زيدك���ن ري���اف‬ ‫ومتنعن ) ‪.‬‬ ‫(نش���كوا ب���ه قب���ال الن���اس‪ ،‬غالعزي���ز‪ ،‬ياريته‬ ‫مرض)‪.‬‬ ‫غناوي ــ العلم ـ ليس���ت بكائيات ‪ ،‬ليست هتاف‬ ‫القل���ب للح���ب ‪ ،‬ليس���ت حش���رجة الدموع يف‬ ‫ترانيم الفم ‪ ،‬بل هي كل ذلك ‪.‬‬ ‫املغين للعلم يس���كب الكلم���ات يف ثنايا لوعته‬ ‫‪ ،‬تع�ب�ر فجاج الف���م تغريدة إق�ت�راب وحرقة‬ ‫حنني مفارق ‪.‬هي م���ن مجاليات املوال اللييب‬ ‫اللذيذ‪ ،‬فيها جتليات إهتزاز الوجد املغين‪.‬‬ ‫موال يغنيِّ ويت َغين ‪ .‬قافلة حلن األيام‬ ‫ليبيا ‪َّ ،‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫الكاتب اللييب عمر الكدي‬ ‫الشعر رفض اخلروج معي إىل املنفى‬

‫خلود الفالح‬

‫هن��ا نتحاور حول الرواية ملاذا جلأ إليها وهجر‬ ‫الشعر؟‬

‫كتب الكدي املقال والش���عر وظل���ت الرواية‬ ‫بعي���دة نوع���ا ما ألنها حتت���اج التف���رغ الكامل‬ ‫حس���ب قول���ه‪ .‬اعتم���د مدرس���ة الواقعي���ة‬ ‫السحرية‪ ،‬كتيار جديد يف الكتابة‪.‬‬ ‫وع���ن الكتاب���ة قال عم���ر الك���دي‪ :‬نكتب حتى‬ ‫نق���اوم املوت والفن���اء‪ .‬كان ه���ذا واضحا منذ‬ ‫أن نق���ش ورس���م اإلنس���ان األول احليوان���ات‬ ‫ال�ت�ي يصطاده���ا على ج���دران الكه���وف‪ ،‬تلك‬ ‫الرسومات اليت حتولت إىل حروف‪ ،‬فالكتابة‬

‫عندما بدأ عمر الكدي التفكري‬ ‫يف كتاب��ة روايت��ه “حولي��ات‬ ‫اخل��راب” من��ذ ‪ 15‬عام��ا أي‬ ‫قبل أن يغ��ادر ليبيا إىل هولندا‬ ‫كالجئي الع��ام ‪ ، 1999‬ولكن‬ ‫عندم��ا جل��س لكتابته��ا مل‬ ‫يس��تغرق من��ه األمر س��وى ‪23‬‬ ‫يوما يف الع��ام ‪ ،2012‬تغريت‬ ‫فيه��ا أش��ياء كث�يرة‪ ،‬فرضته��ا‬ ‫األحداث الراهنة اليت متر بها‬ ‫بالده‪.‬‬ ‫هي تعويذة ضد النس���يان‪ ،‬وحماولة لتدوين‬ ‫التج���ارب لألجي���ال القادم���ة‪ ،‬ومراكم���ة‬ ‫املعارف واخلربات‪ .‬هذا بش���كل عام أما بش���كل‬ ‫خاص فالكتاب���ة هي حماولة إلثب���ات الذات‪،‬‬ ‫وحتدي الس���ائد والنمط���ي‪ ،‬وتطوير اخليال‪،‬‬ ‫وإخراج املخفي من العتمة إىل النور‪.‬‬ ‫صدر ل���ه‪ :‬يف ع���ام ‪ 2013‬ديوان "ب�ل�اد حتبها‬ ‫وتزدري���ك"‪ ،‬ويضم أربع جمموعات ش���عرية‪،‬‬ ‫ورواي���ة "ح���رب ماري���ش وثوراته���ا الث�ل�اث"‪،‬‬ ‫باإلضاف���ة إىل جمموع���ة قصصي���ة بعن���وان‬ ‫"ح���راس اجلحي���م"‪ .‬ويف هذا الع���ام صدر له الروائي���ة‪ ،‬ولكنها يف نفس الوقت ختتلف عنا‪،‬‬ ‫رواي���ة "حولي���ات اخلراب”"وله حت���ت الطبع خاصة عندما جتتمع يف الش���خصية الواحدة‬ ‫جمموع���ة ش���عرية بعنوان عدة شخصيات‪.‬‬ ‫"منفى"‪.‬‬ ‫وع���ن القصي���دة ق���ال‪ :‬م���ازال ل���دي متس���ع‬ ‫جنيب ال يشبهين‬ ‫للقصي���دة‪ ،‬خاصة وأن جمموع�ت�ي اجلديدة‬ ‫روايت���ه‬ ‫_ "جني���ب" يف‬ ‫"منف���ى" حتت الطبع‪ ،‬وهي عبارة عن قصيدة‬ ‫"ح���روب ماري���ش وثوراتها طويلة عن املنفى‪ ،‬باإلضافة إىل أربع قصائد‬ ‫الث�ل�اث" يش���به يف بع���ض أخ���رى‪ ،‬األوىل ع���ن أمريء القي���س‪ ،‬والثانية‬ ‫حاالت���ه ف���رد عل���ى ذل���ك ع���ن أب���ي ن���واس‪ ،‬والثالث���ة ع���ن أب���ي الطيب‬ ‫بالق���ول‪ :‬جني���ب خلي���ط املتنيب‪ ،‬والرابعة عن أبي العالء املعري‪ ،‬ولكن‬ ‫م���ن ع���دة ش���خصيات فهو أع�ت�رف أن النث���ر يف إنتاج من���ذ خروجي من‬ ‫يش���بهين ويش���به غ�ي�ري‪ ،‬ليبيا طغى على الشعر ورمبا يعود السبب إىل‬ ‫وحت���ى عندما نكت���ب على املنفى نفس���ه‪ ،‬وحتى يف قصيدة منفى كنت‬ ‫أنفس���نا تتمرد الش���خصية أش���كو من هجر الش���عر ل���ي‪ ،‬وكأن���ه رفض‬ ‫الروائي���ة على الش���خصية اخلروج معي إىل املنفى‪.‬‬ ‫احلقيقية‪ ،‬وختتار مسارات حوليات اخلراب‬ ‫أخ���رى‪ ،‬وه���ذا م���ا ح���دث‬ ‫يف روايت���ه "حولي���ات اخلراب" هن���اك حضور‬ ‫مع جني���ب‪ .‬رواي���ة حروب‬ ‫ألمس���اء مثقف���ة ليبي���ة معروف���ة يف املش���هد‬ ‫ماري���ش ليس���ت س�ي�رة‬ ‫الثقايف اللييب بشكل ساخر "علي صدقي عبد‬ ‫ذاتية‪ ،‬وإن تطرقت لبعض‬ ‫القادر" و"علي فهمي خشيم" وحول هل يعترب‬ ‫خربات���ي ومش���اهداتي‪ ،‬هي‬ ‫ذل���ك نوع من التش���هري قال‪ :‬هذه ش���خصيات‬ ‫توثي���ق لفرتة م���ن التاريخ‬ ‫مستقلة وهلا أمساء خمتلفة وإن تشابهت مع‬ ‫اللي�ب�ي حس���ب م���ا مسعته‬ ‫شخصيات حقيقية‪ .‬األمر ليس تشهريا وإمنا‬ ‫ش���فهيا م���ن أش���خاص‬ ‫حماول���ة لرصد األوج���ه املختلف���ة للمثقف‬ ‫كثريين م���روا يف حياتي‪،‬‬ ‫اللي�ب�ي يف عالقت���ه م���ع الس���لطة‪ ،‬وأيض���ا يف‬ ‫وبالتأكي���د ف���إن الروائي‬ ‫عالقته مع احلداثة‪ ،‬فالش���اعر صدقي ناجي‬ ‫ال يس���تطيع االبتع���اد‬ ‫يف الرواي���ة يش���به رفاعة الطهط���اوي أكثر‬ ‫ع���ن خربات���ه لذل���ك ع���ادة‬ ‫مم���ا يش���به عل���ي صدقي عب���د الق���ادر‪ ،‬أو هو‬ ‫م���ا تش���بهنا الش���خصيات‬ ‫مزيج من ه���ذا وذاك‪ ،‬ويضي���ف عمر الكدي‪:‬‬

‫طبع���ا م���ن واج���ب األدب أن يس���لط الض���وء‬ ‫عل���ى اجلوانب املعتم���ة من اجملتم���ع‪ ،‬هذا هو‬ ‫دوره احلقيقي‪ ،‬وأن ينظر إىل ثقافته بش���كل‬ ‫نق���دي‪ ،‬وإال حتول إىل جمرد هتاف ومتجيد‬ ‫هلذه الثقافة‪.‬‬ ‫وع���ن التش���ابه يف العناوي���ن ب�ي�ن‬ ‫كتاب"احلوليات الليبية" و"حوليات اخلراب"‬ ‫أج���اب‪ :‬الرواي���ة كان امسه���ا "احلولي���ات‬ ‫اللوبي���ة‪ ..‬حولي���ات اخل���راب"‪ ،‬ولك���ن الناش���ر‬ ‫طلب حذف اجلزء األول من العنوان‪ .‬وأضاف‬ ‫الكدي‪ :‬نعم اعتم���دت يف كتابة الرواية على‬ ‫الوقائ���ع التارخيي���ة كما ظه���رت يف كتاب‬ ‫احلولي���ات الليبية للمؤرخ الفرنس���ي ش���ارل‬ ‫ف�ي�رو‪ ،‬ويف الواق���ع ال���ذي كت���ب الرواي���ة هو‬ ‫مؤرخ فرنس���ي يشبه ش���ارل فريو امسه شارل‬ ‫هريو‪ ،‬بينما كتب اجلزء الثاني حفيده‪.‬‬

‫الواقعية السحرية‬

‫تتناول رواية "حوليات اخلراب" ثالثة عش���ر‬ ‫طاغي���ة توال���وا عل���ى حك���م ليبي���ا‪ ،‬أو "مدمر"‬ ‫تس���تلهم الرواية أحداثها من التاريخ ألبسها‬ ‫ث���وب املعاص���رة ف���كان رده عن ذل���ك‪ :‬فبقدر‬ ‫م���ا تتن���اول الرواي���ة أحداث���ا بعي���دة ترك���ز‬ ‫على اللحظ���ة الراهنة‪ ،‬وعل���ى تداعيات ثورة‬ ‫فرباير‪.‬ويضي���ف الك���دي‪ :‬ب���دأت التفك�ي�ر يف‬ ‫كتاب���ة ه���ذه الرواية من���ذ ‪ 15‬س���نة عندما‬ ‫كنت يف ليبي���ا‪ ،‬وكنت أحدث أصدقائي عن‬ ‫ش���خصيات الرواية‪ ،‬وخاص���ة الطغاة الثالثة‬ ‫اخليالي�ي�ن‪ ،‬ولكن عندما جلس���ت لكتابتها يف‬ ‫‪ 23‬يوما تغريت فيها أش���ياء كثرية‪ ،‬فرضها‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫حرية اإلع�لام ميكن احلكم‬ ‫عليه��ا بش��كل أدق عندم��ا‬ ‫تك��ون احلكوم��ة قوي��ة‬ ‫وتستطيع فرض إرادتها‬

‫سجينة طهران‪ ..‬مارينا نعمت‬

‫دراما إنسانية المرأة سلبت منها احلياة‬ ‫هيام كامل‬

‫س���قوط القذايف وانتصار ثورة فرباير‪ ،‬والتداعيات اليت أعقبت‬ ‫هذا االنتصار‪ .‬مثة تأثر ش���ديد مبدرس���ة الواقعية الس���حرية‪،‬‬ ‫وهي مدرس���ة تعتمد على أس���طرة الوقائ���ع التارخيية‪ ،‬وحتى‬ ‫يف قصص���ي القصرية اليت طبعت يف كتاب "حراس اجلحيم"‪،‬‬ ‫كن���ت أتعمد هذه األس���طرة وتضخي���م الوقائ���ع مثلما يفعل‬ ‫رس���ام الكاريكات�ي�ر‪ ،‬وبالتأكيد فإن البحث ع���ن طرق جديدة‬ ‫للكتابة هو ما مييز التيار اجلديد يف األدب العاملي‪.‬‬

‫واقع لييب مؤمل‬

‫وعن وجهة نظ���ره يف رأي البعض يف حتول مفهوم املواطنة يف دول‬ ‫الربيع العربي إىل مس���ألة صراع وهوية أوضح‪ :‬مل يتجس���د مفهوم‬ ‫املواطن���ة بع���د‪ .‬أي أن تتعامل الدول���ة مع املواطن بغ���ض النظر عن‬ ‫عرق���ه وقبيلت���ه ودين���ه‪ ،‬ولكن حتى نص���ل إىل هذا املفه���وم البد من‬ ‫الص���راع بني أفكار متصادمة‪ ،‬فثمة م���ن يريد دولة دينية ومثة من‬ ‫يريد دولة مدنية‪ ،‬وال ميكن التفاهم أو التنازل بني هذين التيارين‪،‬‬ ‫وقد اس���تغرق األمر من أوروبا س���نوات طويلة من احلروب الدموية‬ ‫حتى وصلت اجملتمعات إىل مفهوم املواطنة‪.‬‬ ‫يف ظل واقع لييب مؤمل‪ .‬كيف يقرأ عمر الكدي املش���هد من اخلارج‪:‬‬ ‫املشهد من اخلارج مؤسف ومأساوي‪ ،‬وغالبا من ينظر إىل املشهد من‬ ‫اخلارج ينظر إليه ككتلة واحدة‪ ،‬ويستطيع اإلملام بشمولية املشهد‪،‬‬ ‫ولكن قد يعتقد أن األمور أسوأ مما هي عليه يف الواقع‪ ،‬وقد الحظت‬ ‫ذل���ك من خالل الزمالء والزميالت الذي���ن يعودون من إجازاتهم يف‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬ومن خالهلم أعرف أن األمور ليس���ت كم���ا تظهر من خالل‬ ‫وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫ه���ذه الرواي���ة اليت ما أن وقع نظري عليه���ا حتى ارتبطت بها‬ ‫وجدانيا وعدت ألحبث عنها يف يوم الحق بني قاعات املعرض‬ ‫حت���ى عثرت عليها أخ�ي�راً‪ ..‬وكأنها ما كان���ت إال ملكة على‬ ‫ع���رش الكتب وانطف���أت كل األمساء من حوهل���ا‪ ..‬مل حيدث‬ ‫أن توقف���ت عن الق���راءة وأن حبثت عن أنف���اس أُكمل بها ما‬ ‫ب���دأت من دراما صاغت معاناة امرأة س���لبوها كل ما قد يثري‬ ‫الرغب���ة يف احلياة حت���ى قلبها وإميانها‪ ..‬حت���اول مارينا بلغة‬ ‫ملؤها الصور الش���عرية أن تتدفق بسردها الدرامي لألحداث‬ ‫حت���ى تنغمس معها طوعاً يف حياة فتاة ش���ابة ما كانت يوماً‬ ‫إال طالبة باملرحلة الثانوية عندما جربت ألول مرة أن تسمع‬ ‫ص���دى صوتها فتج���رأت ألن تقف ملعلم���ة الرياضيات حينما‬ ‫كان���ت األخرية تص���رف النظر ع���ن الدرس باسرتس���اهلا يف‬ ‫الثن���اء وش���رح مزايا الث���ورة اإلس�ل�امية اليت ج���اءت بأية اهلل‬ ‫اخلميين آنذاك ونفي الش���اه ايران‪..‬عندما وقفت مارينا ألول‬ ‫مرة مطالبة حبقها يف درس الرياضيات بعيدا عن السياس���ة‬ ‫مل تكن تعلم بأنها ستتش���رب درساً أخر سيلغي مالمح احلياة‬ ‫م���ن حوهلا ويفص���ل بينها وب�ي�ن مارين���ا احلالي���ة إىل األبد‪..‬‬ ‫طالبتها املعلمة مبغادرة الفصل فتتبعتها زميالتها وحلق بها‬ ‫كل م���ن بالفصول اجمل���اورة إىل أن حتول األمر إىل إضراب‬ ‫غ�ي�ر مدب���ر‪ ..‬من هن���ا ب���دأت القصة حول���ت مديرة املدرس���ة‬ ‫اليت كان���ت آنذاك تنتمي إىل احلرس الث���وري مارينا وكل‬

‫التربج ليتطرف البعض يف بطشه ويزداد القمع‪..‬‬ ‫مارينا حتكي لنا عن صديقاتها داخل جدران س���جن "ايفني"‪..‬‬ ‫ُتدخل���ك إىل ع���امل املوت عندم���ا ال يس���مع إال ذوي الرصاص‬ ‫حيط���م حاج���ز الص���وت والظ�ل�ام فيصب���ح الس���حاب من دم‬ ‫ليتساقط مع املطر أصدقاء الزنازين الباردة‪..‬‬ ‫مل تع���د مارينا حلياتها قبل دخوهلا لس���جن "ايف�ي�ن" من بعد‬ ‫الليل���ة اليت حكم هل���ا فيها باإلعدام ومل يس���مح هلا ّس���جانها‬ ‫عل���ي ال���ذي هام به���ا حب���ا م���ن النظ���رة األوىل أن تدفع مثن‬ ‫ّ‬ ‫املوت لتتعافى من عبودية س���جانيها وأس���قطها يف سجن حبه‬ ‫علي الذي‬ ‫وتزوجه���ا مرغم���ة‪ ..‬قبل أن يتدخل الق���در ل ُيغ ِتيل ّ‬ ‫اس���تطاع أن ينال هلا العفو بعد س���نتني من الس���جن ويوصي‬ ‫علي ُفتح ملارينا‬ ‫بإعادته���ا إىل أهلها ويف اللحظة األخرية ملوت ّ‬ ‫ب���اب اس�ت�رداد حبا كانت ق���د تركته يف ليل���ة القبض عليها‬ ‫بانتظ���ار عودته���ا وجازف���ت بكل م���ا أوتيت من حي���اة بالرغم‬ ‫م���ن صعوب���ات زواجه���ا‪ .‬مارين���ا أخت���ارت حي���اة وأب���ت إال أن‬ ‫حتياها باختيارها من جديد لتس�ت�رد مارينا نفسها وتتحصل‬ ‫عل���ى جواز س���فر وتهاجر إىل كندا وتتح���رر من ايفني ومن‬ ‫ماضيها إىل األبد‪..‬‬ ‫ه���ذه امل���رأة اليت حتمله���ا كال م ّنا‪ ،‬س���تخرج أمامك���ن وأننت‬

‫أنا والساطور‬

‫يف ظل حكومة ضعيفة ال تس���تطيع محاية رئيس���ها من اخلطف ال‬ ‫ميكننا احلكم على اإلعالم اللييب بطريقة صحيحة‪ .‬حرية اإلعالم‬ ‫ميكن احلكم عليها بشكل أدق عندما تكون احلكومة قوية وتستطيع‬ ‫ف���رض إرادتها‪ ،‬مثال تقدمت ليبي���ا يف حرية اإلعالم‪ ،‬بينما تراجعت‬ ‫مص���ر بعد تدخل اجليش وعزل مرس���ي‪ ،‬ولك���ن يف ليبيا حتى وزير‬ ‫اإلعالم املستقيل منع من دخول قناة الوطنية‪.‬‬ ‫هن���اك اعتق���اد كبري أن الس���اطور هو عم���ر الكدي م���ع أن احلكاية‬ ‫خمتلف���ة‪ ،‬ع���ن بداية هذه احلكاية قال‪ :‬الس���اطور هو الفنان حس���ن‬ ‫دهيمي���ش‪ ،‬وه���و فنان مع���روف قبل الثورة باس���م الس���اطور وكان‬ ‫متخصص���ا يف نقد الق���ذايف‪ ،‬وكنت أعرف���ه قبل الث���ورة واتصل به‬ ‫الق�ت�رح عليه بعض األفكار‪ ،‬وبعد الث���ورة التقينا يف الدوحة يف قناة‬ ‫ليبي���ا لكل األح���رار‪ ،‬ومنذ ذلك الي���وم أصبحت أق�ت�رح عليه األفكار‬ ‫تقريبا بش���كل يوم���ي‪ ،‬وحتى يؤكد أن هذه الفك���رة لي كان يكتب‬ ‫امسي حتت الس���اطور الذي يش�ي�ر له‪ ،‬وهكذا اعتق���د الكثريون أنين‬ ‫الساطور‪.‬‬

‫رفيقاتها إىل أمساء على قائمة املوت البطيء‪..‬‬

‫مارينا يف السجن‬

‫مارين���ا كانت يف ط���ور مراهقة حتاول اإلقب���ال على احلياة‬ ‫عندما صادفت آراش حبها األول ومل تكن ترى من السياس���ة‬ ‫إال حلم���ه يف أن تس�ت�رد ث���روات إي���ران م���ن الش���اه لتعود إىل‬ ‫اإليرانيني لينعموا بالدميقراطية ورفع الظلم عن املس���اجني‬ ‫السياس���يني آنذاك‪ُ ..‬قت���ل آراش يف مظاه���رة جال���ة وانتصرت‬ ‫الث���ورة ال�ت�ي ج���اءت بآي���ة اهلل اخلميين م���ن منف���اه ليتحول‬ ‫مس���اجني األمس من قبل الش���اه ايران يف مفارقة عجيبة إىل‬ ‫س���جاني اليوم بيد اخلميين ومتأل الس���جون وتقنن احلريات‬ ‫ّ‬ ‫وتقف���ل اجلامع���ات ويف���رض عل���ى النس���اء احلج���اب ومينع‬

‫تق���رأن مابدأته هذه الس���يدة املمزوجة بالكربي���اء لتصل بكم‬ ‫حد احلشرجة والتلعثم والبكاء‪..‬‬ ‫إس���قاطات كثرية تالمس الث���ورات وحتكي ع���ن أبطال أتوا‬ ‫ليدافع���وا عن احلري���ة والعدالة ورفع الظلم وس���الت دمائهم‬ ‫يف مصب آخرين هبوا لس���رقتها وزيادة س���قف الظلم ملراحل‬ ‫أكثر استبدادا من ذي قبل‪..‬‬ ‫درام���ا إنس���انية حتاكي حي���اة ام���رأة اقتاده���ا مصريها ألن‬ ‫تس���لب احلياة منها بشتى الطرق املتاحة وغري املتاحة‪ ..‬رواية‬ ‫اق���ل ما يقال عنه���ا أنها اس���تثنائية‪ ..‬مل يتملكين كتاب كما‬ ‫متلكتين مارينا‪ ..‬وبقيت يف الذاكرة‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫اللوحة التشكـــــــــــــــــ‬

‫جتربة تراكمية‪.‬‬

‫ميادين ‪ :‬خاص‬

‫باإلبهار وحرق املسافات‪.‬‬

‫ما الذي يدفع الفنان التش���كيلي للبدء يف اجناز لوحته؟ ماذا متثل‬ ‫له لوحات���ه؟ وهل هذه اللوحة التش���كيلية بألوانها وخطوطها هي‬ ‫انعكاس لدواخله أم هي تعكس مدى تفاعله مع العامل اخلارجي؟‬ ‫يف هذا االس���تطالع توجهنا لفنانني تش���كيلني عربوا بالكلمات عن‬ ‫لوحاته���م وكيف ه���ي قريبة منه���م عزيزة عل���ى قلوبهم‪ .‬تقول‬

‫تبدأ مسألة البدء يف لوحة أو اجناز عمل فين عند الفنان عبد القادر‬ ‫بدر‪" ,‬باختمار أو نض���وج فكرة ما حبيث ميكن مراودتها وتكثيفها‬ ‫يف العم���ل الفين بالصورة اليت أكون قد رمستها يف خميليت وقد‬ ‫تتغري قليال ولكين أحاول اجنازها بقدر من التناس���ب والتناغم يف‬ ‫ألوانها ويزداد عندي ذلك الشعور من تقبل املتلقي للمواضيع اليت‬ ‫أتناوهلا أحيانا واإلحس���اس به���ا"‪ ،‬ويضيف عبد الق���ادر بدر‪ :‬وهذا‬ ‫الرض���ا عن ما أجنزت يكون مس���تمدا من ص���دق وواقعية الفكرة‬ ‫أو العم���ل وه���ي يف الغالب حتم���ل تصوري الش���خصي للمواضيع‬ ‫ورؤييت هلا كاألب���واب واملدن القدمية واألزق���ة‪ ،‬بنغازي املفقودة‬ ‫والق���وارب والبح���ارة ومعاناته���م اإلنس���انية وتفاعله���م مع بيئة‬ ‫البح���ر القاس���ية وهي دائما الصق���ة يف ذهين وذاكرت���ي املكانية‬ ‫واعتربها حالة سكب للعاطفة وحنني لذكرى املكان‪.‬‬ ‫يق���ول الفنان عب���د القادر ب���در‪ :‬لوحاتي متثل ج���ذوري وأصولي‬ ‫وص���دق األم���س وعفويت���ه ومتث���ل كل م���ا غ���اب م���ن الذاكرة‬ ‫وتوثق جوانب كثرية من ذاكرة األمكنة كاألبواب والش���بابيك‬ ‫والشوارع القدمية فهي بديل عن الشخوص يف لوحاتي الن الباب‬ ‫ه���و األغن���ى يف املعاني وال���دالالت حيث حف���رت تلك األش���ياء يف‬ ‫ذاكرة طفولتنا الكثري ‪.‬‬

‫الفنان��ة جن�لاء الفيت��وري‪ :‬م��ا حيفزن��ي لالق�تراب من‬ ‫اللوحة استشفايف‬

‫ألرض بكر‪ ،‬حلب ال يتالش���ى‪ ،‬إش���ارات ملخالطـة الباطن حلقائق‬ ‫ِ‪ ..‬ألرمم فع���ل املصادفة مع املراقبة ألفق بتأثريات تبهرني‪ ،‬أحاور‬ ‫التقنية ألعطي صبغة شخصية ألعمالي‪ ،‬البحث عن واقع أعمق‬ ‫وأكثر نقاء ألختصر األصالة والتاريخ النس���ائي لليبيا‪ ،‬وتضيف‬ ‫جن�ل�اء الفيتوري‪ :‬لوحيت تع�ب�ر وال توفر حلو ً‬ ‫ال ب���ل تزيح الرتدد‪،‬‬ ‫تغري الضمري اإلنس���اني‪ ،‬حتلل قيم‪ ،‬آهات وجوه‪ ،‬اجلس���د والقلق‪،‬‬ ‫احلريات‪ ،‬الدهش���ة املستمرة اليت متيز فضول طفل‪ ،‬تقوي احللم‬ ‫وتس���تنبته عل���ى األرض‪ ،‬اللوحة هلا القدرة أن تدافع عن نفس���ها‬

‫•عبد القادر بدر ‪ :‬توثيق ذاكرة األمكنة‬

‫•عادل فورتيه ‪ :‬األدوات واأللوان عامل آخر‬

‫عبد القادر بدر‬

‫عادل جربوع‬

‫سامل التميمي‬

‫عادل فورتيه‬

‫وع���ن البدء يف إجن���از لوحاته يقول الفنان ع���ادل فورتيه‪ :‬رمبا هو‬ ‫االنتش���اء باللحظ���ة اليت تعرب‪ ,‬فتخّلف بقايا من زمن قد تناس���ى‪،‬‬ ‫مترك���ز فك���رى معني‪ ,‬أو ه���و اإلمس���اك بتلك اللحظ���ات كوننا‬ ‫نتوق���ع التماهي ع�ب�ر اآلنات اليت من خالهلا ننس���ج عامل���اً مغايراً‪,‬‬ ‫خمتلف���اً‪ ،‬ويضيف فورتيه‪ :‬أعتقد أن هناك مبتدأ آخر من إجنازنا‬ ‫لعمل فين‪ ,‬ميكن أن يكون رغبة يف إضافة ش���يئاً ما قد فقد أو هو‬ ‫مفق���ود باألس���اس‪ ,‬هناك فراغ ي ّع���م األمكنة اخلالية‪ ,‬ويس���تطيع‬ ‫الفن���ان أن ينقد ذلك الفراغ بالس���عي إىل حتريك���ه وافتعال منطاً‬ ‫جدي���داً‪ ,‬أيض���اً م���ا يدفعن���ا إىل هناك حي���ث األدوات واألل���وان هو‬ ‫ع���ا ٌ‬ ‫مل آخر‪ ,‬نريده أن يتحقق أن ينش���أ من ع���دم‪ ,‬وأن يصبح هو ال‬ ‫أن يك���ون‪ ,‬وبالفعل س���يكون عندم���ا نضبط له الس���ياق العام‪ ,‬نعم‬ ‫م���ا يدفعنا هو إصرارنا على تركي���ب وتكوين عامل خمالف ملا هو‬ ‫متعني ومشروط‪.‬‬ ‫لوحات���ه متث���ل قيم���اً متجددة‪ ,‬متحولة يس���تطيع م���ن خالهلا أن‬ ‫يس���اهم يف بناء عاملاً آخ���ر يكون هو املالذ وهو الس���كنى‪ .‬تقوده عرب‬ ‫مداخلها وع�ب�ر تالوينها إىل أركان وزواي���ا‪ ,‬إىل البيت ومن ذلك‬ ‫البيت ترفعه إىل العلية حيث أقيم ويتحرك معي العامل ‪.‬‬ ‫وع���ن فك���رة اإلنس���انية يف اللوحة قال ع���ادل فورتيه‪ :‬اإلنس���انية‬ ‫فك���رة جم���ردة باملطلق‪ ,‬رمب���ا كان���ت اللحظة هي م���ا يضعنا يف‬

‫منط���ق احلال الذي نتوافق معه لتحقيق رؤية ما‪ ,‬هناك بُعد ذاتي‬ ‫يف التماهي مع احلقائق يجُ يز لنا أن نضع له سياق عام‪ ,‬رمبا ألني‬ ‫أرس���م يف الغالب أس���لوب خ���اص ينتمي إىل املدرس���ة التجريدية‬ ‫التش���خيصية أو التعبريية التجريدية‪ ,‬هو ما جيعلنا نحُ قق ذلك‬ ‫الس���ياق العام املس���مى "أفكار عام���ة" مثال ‪ -‬العدل ‪ -‬اإلنس���انية ‪-‬‬ ‫وهكذا‪ ,‬لكن يظل لألمر بُعد داخلي يتماشى ويتحقق رويداً رويداً‬ ‫حتى يتضمن األبعاد املطلقة األخرى‪.‬‬

‫•سامل التميمي ‪ :‬اللوحة باب واسع للتأمل‬

‫يقول الفنان سامل التميمي الفن هو فضاء آخر أكثر حرية وباب‬ ‫واس���عا للتعبري عن ما جيول يف خاطر الفنان‪ ،‬والعمل الفين وليد‬ ‫التفاعل بني الفنان واحمليط‪ ,‬فالعمل الفين وسيلة يبِلغ أو يعرض‬ ‫الفن���ان من خالهلا جتاربه وعامله الباطين وحبوثه اجلمالية وهى‬ ‫حماول���ة من���ه للتواصل مع مجه���وره‪ ،‬ويضيف التميم���ي‪ :‬الفنان‬ ‫عندم���ا يك���ون يف حالة توهج وجداني يأتي إىل رس���م اللوحة بكل‬ ‫ح���ب ورغبة ه���ذه كلها عوامل تدف���ع الفنان إىل الب���دء يف اجناز‬ ‫لوحته الفنية‪.‬‬ ‫وعن اللوحة يقول س���امل التميم���ي‪ :‬تتولد ب���دون افتعال‪ ،‬تنطلق‬ ‫من خ�ل�ال جتربة طويل���ة يف العمل الفين‪ ،‬هل���ا قيمتها اجلمالية‬ ‫تعتمد عل���ى املعاجلة اإلحيائية ملادة الس���طح‪ ،‬اجلدار القديم وما‬ ‫ميث���ل اجلدار وما يعكس���ه الزمن م���ن التقادم‪ .‬وما يس���تلهمه من‬

‫ما يدفعنا هو إصرارنا على تركيب وتكوي‬ ‫رم���وز وإش���ارات وإش���كال تلقائي���ة وما يعني���ه اجلدار من ش���اهد‬ ‫تارخي���ي حيت يبقى اجلدار صام���د وما يعكس اجلدار من رغباته‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪17‬‬

‫ـــــــــــــــــيلية الليبية‬

‫‪ ..‬بناء عامل متغاير‬

‫يف لوحاتي الباب هو األغنى يف املعاني والدالالت حيث حفرت تلك األشياء يف ذاكرة طفولتنا الكثري‬ ‫واحتجاجاته وهوسه‬ ‫وانفعاالت���ه وهمومه‪.‬‬ ‫اللوحة عند التميمي‬ ‫م���ادة حب���ث وب���اب‬ ‫واس���ع للدخ���ول‬ ‫إىل ع���امل الل���ون‬ ‫واخل���ط واملغام���رة‬ ‫ورس���الة للجم���ال‬ ‫واالكتشاف‪.‬‬

‫جنالء الفيتوري‬

‫• ع��ادل جرب��وع ‪:‬‬ ‫يشغلين اإلنسان‬

‫العم���ل الف�ن�ي م���ن‬ ‫وجه���ة نظ���ر الفنان‬ ‫ع���ادل جرب���وع يبدأ بفكرة حن���ذف منها أجزاء‪ ،‬وندخ���ل هلا أجزاء‬ ‫أخرى‪ ،‬األس���اس ال نتحكم فيه‪ ،‬التحكم يكون يف اآلليات التكنيك‬

‫يــــن عامل خمالف ملا هو متعني ومشروط‬ ‫حتى يف اللون نفس���ه‪ ،‬فمث ً‬ ‫ال منطقة يف اللوحة تريد لونها أصفر‬ ‫جتدها أخذت لونا آخر‪ ،‬أش���ياء ال اس���تطيع ش���رحها‪ ،‬مثل الشاعر‬

‫ح�ي�ن يقول قصيدة‪ ،‬النتائ���ج تظهر على املتلقي‪ ،‬أما يف التش���كيل‬ ‫الفك���رة نعرب عنه���ا باخلط واللون‪ ،‬ثم بالكلم���ات‪ ،.‬ويضيف عادل‬ ‫جرب���وع‪ :‬عن���دي جمموع���ة من األف���كار قابل���ة للرس���م‪ ،‬ولكن ال‬ ‫اس���تطيع تنفيذه���ا يف احلال‪،‬أحيان���اً أب���دأ بفكرة وانته���ي بفكرة‬ ‫أخرى‪ ،‬الفكرة ترسم نفسها‪ ،‬وهي اليت تقودني يف بداية العمل‪،‬ثم‬ ‫يأتي دور التقنية‪.‬هناك خيطا رفيعا يربط بني أعمالي أنها تتمم‬ ‫بعضها فيها اس���تقصاء وتواصل كأنها لوحة واحدة وقسمت إىل‬ ‫أجزاء‪.‬‬ ‫اللوحة تتش���كل عند الفنان عادل جربوع حسب ما يقبل عليه من‬ ‫مؤث���رات يومي���ة ودائما يش���غله أن أكون خمتلفا ع���ن اآلخرين‪.‬‬ ‫أعماله تش���غلها اإلنس���ان يف مجيع انفعاالته‪ ،‬وهن���ا يقول جربوع‬ ‫"كان���ت عندي نقطة أحيان���اً أغيب فيها اإلنس���ان‪،‬ولكن يف نفس‬ ‫الوق���ت جتد آثاره‪،‬ه���ذه اآلثار مهمة‪،‬لو ن���ود التدقيق يف انفعاالت‬ ‫اإلنس���ان املختلفة‪،‬عملي���ة النهائية‪،‬اإلنس���ان فك���ر ال حم���دود‪،‬‬ ‫اإلنس���ان جبمي���ع مس���توياته باخت�ل�اف الثقافة واللغ���ة والوطن‬ ‫يظل إنسان‪،‬أعشق هذه احلالة اإلنسانية‪،‬هنا اشتغل على اإلنسان‬ ‫حبيث تتالش���ى اللغ���ة‪ ،‬جتد األف���كار املتقارب���ة‪ ،‬لك���ن الثوابت يف‬ ‫احلرية‪،‬األمل‪،‬القوة مرتبطة باإلنسان‪ ،‬الفن لغة إنسانية"‪.‬‬ ‫وحس���ب ع���ادل جرب���وع لغة الف���ن التش���كيلي من خط ومس���احة‬ ‫وكتل���ة ولون ومب���ا حتدثه من إيقاع وات���زان وتوافق وتضاد إمنا‬ ‫ه���ي احلصيل���ة اليت م���ن خالهلا يتح���دث الفنان مبش���اعره وعن‬ ‫اآلخرين فيحفز من حول���ه فيصبح رمزا معينا للمجتمع ويلعب‬ ‫دورا مهما يف صياغة الذوق الفين والثقايف والفكري له‪.‬‬

‫•سعاد الشويهدي ‪ :‬الفرح واحلزن يف لوحة‬

‫تقول الفنانة سعاد الشويهدي أن دافعها حنو اجناز لوحتها الفنية‬ ‫رمبا يرتبط بتلبية مليل فطرى‪ ،‬أو حماولة إلضافة شيء يف حياتها‪.‬‬ ‫أو هو الشغف الذي تقول عنه الشويهدي "هو عنصر أساسي ألي‬ ‫إنسان سواء فنان أو غري فنان لتحقيق حلمه‪ ،‬وقد ميضي عمره‬ ‫وهو منقاد بهذا الشعور حتى وان مل يصل إىل شيء‪ .‬هذا الشغف‬ ‫هو نقطة البدء حنو أي إجن��از وبالتالي إىل احلرية مباشرة"‪،‬‬ ‫وتضيف سعاد الشويهدي‪ :‬ما متثله لي لوحاتي هو انعكاس العامل‬ ‫اخلارجي يف داخلي‪ ،‬وقد تكون اللوحة إجابة على عدة تساؤالت‪،‬‬

‫سعاد الشويهدي‬

‫العامل اخلارجي‪ ،‬البيئة احمليطة ومن ضمنها الكتاب الذي اقرأه‬ ‫واملواقف اليت أعيشها‪ ،‬كلها عناصر شحن الجناز أي عمل حتى‬ ‫وان ك��ان غضيب‪ ،‬قد تكون الرفقة مؤملة ولكنها رفقة طيبة‬ ‫وممتعة‪ ،‬اللوحة نافذة والفنان حطام إنسان ينظر من نافذة‪.‬‬ ‫وتسأل الفنانة سعاد الشويهدي ما الذي بإمكان الفنان أن يفعله‬ ‫عندما حتيط به حواجز أو متاريس أو مستنقعات جتعله مرتبك‬ ‫أمام هذا العامل وتوقد فيه الرغبة يف اخلالص‪ .‬حنن ننمو وفى‬ ‫قلوبنا زهرة ما تلبث أن تسقط أو تتشوه عند أول مطب لتصبح‬ ‫أرواحنا مساحة من الرماد أو شارع للنفايات أو صحراء أو أغنية‪،‬‬ ‫أحيانا يكون اهلم اإلنساني خلفية ورافد يف العمل الفين واملشاعر‬ ‫اإلنسانية بصفة عامة‪ ،‬وأضافت سعاد الشويهدي‪ :‬مثة أمر ما‬ ‫حيدث‪ ،‬ال نعرف ما هو وال نعرف له مدى وال نهاية إال عندما‬ ‫يفاجئنا كالفيضان‪ ،‬وحياصرنا وميتد ويتشعب حتى يصبح‬ ‫حاضرنا الذي نتعايش معه‪ ،‬أو نبحث له عن حلول هنا يأتي دور‬ ‫اخليال واحل��دس والالشعور آليات اإلدراك كوسيلة للتدليل‬ ‫على املخفي‪ .‬قد جيتمع الفرح واحل��زن يف لوحة واح��دة ليكونا‬ ‫عمل فين يلمس أفئدة الناس‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫وط ٌن تنأى عنك‬

‫عن نكهة الغياب األوىل‬ ‫رانيا منصور‬

‫إىل الصديق فتح اهلل بزيو‬

‫حممد املزوغي‬ ‫ٌ‬ ‫روحه‬ ‫مللم َ‬ ‫وطن تنأى عنك َ‬ ‫َ‬ ‫الغياب‬ ‫يف‬ ‫وأمعن‬ ‫ومضى‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫التفت‬ ‫وما‬ ‫محلت حقيبة ظهره‬ ‫َّ‬ ‫كل الذي رمسته ذاكر ُة املكان‬ ‫وخبأتْ‬ ‫ها أنت ترسل ناظريك‬ ‫وجذوة األشواق مشس‬ ‫يف عيونك ما ْ‬ ‫خبت‬ ‫قد رحت تبحث يف الديار عن الديار‬ ‫وعنك فيك‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اقرتبت‬ ‫ابتعدت وما‬ ‫وما‬ ‫ْ‬ ‫م ّرت وجوه العابرين‬ ‫فلم تر وجها‬ ‫تصافح فيه أياما ْ‬ ‫خلت‬ ‫ما أومأت ٌّ‬ ‫كف إليك صديق ٌة‬ ‫وعن اغرتابك‬ ‫ْ‬ ‫ألف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أومأت‬ ‫كف‬ ‫عبثا ُص ُ‬ ‫غريب‬ ‫راخك يا‬ ‫ُ‬ ‫أنا الذي‬ ‫فبوجه صوتك‬ ‫ْ‬ ‫أوصدت‬ ‫كل أذن‬ ‫ثم إال ُّ‬ ‫الظل‬ ‫ما ّ‬ ‫أقصى شاخصا‬ ‫ماثم إال َ‬ ‫أنت‬ ‫ّ‬ ‫معتصما بأنتْ‬ ‫ْ‬ ‫وع َك‬ ‫ُم َ‬ ‫كفكف د ُ‬ ‫نار ج ّن ٌة‬ ‫ُر َّب ِ‬ ‫رح فيه‬ ‫ول ُر ّب ُج‬ ‫بُرءك ٍ ْ‬ ‫لوعلمت‬ ‫غضب ّ‬ ‫ً‬ ‫رمحة‬ ‫تبط َن‬ ‫ولرمبا‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫السوا ُد‬ ‫ها‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫كالس ِ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫فأمطرت‬ ‫َ‬ ‫يوسف‬ ‫كقميص‬ ‫ٍ‬ ‫إذ مت ّزق ٍع ّف ًة‬ ‫العيون‬ ‫محل الضيا َء إىل‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫فأبصرت‬ ‫ْ‬ ‫بيل‬ ‫وأعد إىل‬ ‫ٍ‬ ‫احلرف ال ّن ِ‬ ‫بَها َء ُه‬ ‫ُ‬ ‫فاحلرف يبين‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫هدمت‬ ‫مالرصاصة‬ ‫ما يف القصيدة‬ ‫غري ضوء واحد‬ ‫يبقى وكل مشوعهم‬ ‫ْ‬ ‫أطفئت‬ ‫قد‬

‫ال أستطيع النوم‬ ‫جواز س���فرها جاهز لتجل���س فوقه وتطري متى‬ ‫ُتع ّد أشياءها‬ ‫صورتها فيه مستبشرة‬ ‫عيناها مغمضتان إال قليل‬ ‫وقليب ينقر على حواف األيام املقبلة‬ ‫أضم قليب ورق ّية وأقول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫رمست هلا وجه السفر باألخضر‬ ‫أنا اليت‬ ‫أن���ا هو ُ‬ ‫ّنت م���ن تقّلب األحوال اجلوي���ة يف البالد‬ ‫الغريبة‬ ‫على روحها‬ ‫أنا ُ‬ ‫قلت هلا اذهيب‬ ‫واحبثي عن حيا ٍة متزجني فيها النور واحلب‬ ‫ريا يف اآلخرين‬ ‫وال تفكري كث ً‬ ‫رمبا جتدين سحابات أعلى‬ ‫أش ّد ً‬ ‫بياضا‬ ‫تتعلقني بها وتعيشني هناك‬ ‫منك ‪ -‬مر ًة ‪ -‬كل عام‬ ‫أو رمبا تأتينا بقطر ٍة ِ‬ ‫ال أعرف عن الـ سكاي بي أكثر من امسه‬ ‫وبعض ال ُغربة اليت أتذوقها حني تنطقني به‬ ‫أشعر بالغرية منه!‬ ‫معك وحنن بعيدان؟‬ ‫ماذا سأتذوق حني أتناوله ِ‬ ‫أظافري متزق حواف شف ّ‬ ‫يت اجلافة‬ ‫يأت بع ُد‬ ‫وصغريي الذي مل ِ‬ ‫يقول‪ :‬نامي يا ماما‬

‫جلستك هذه موجعة!‬ ‫ِ‬ ‫بيجامتك القرمزية‬ ‫أرتدي‬ ‫ِ‬ ‫وجهك اجلميل‬ ‫وأشم فيها‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫أمج���ع ح ّبات الش���وكوالتة من البيت وأتس���ّلى‬ ‫بها‪..‬‬ ‫كم من الوقت سيم ّر إىل أن نلتقي؟‬ ‫ُترى‬

‫كيف يلتقي من يغيبون مع أح ّبتهم‪..‬‬ ‫ألول مرة؟‬ ‫وإىل أي ً‬ ‫مدى ستخيط األيام اعتيادنا ال ُبعد‬ ‫على وجهي ووجهك‬ ‫فتتغري مالحمنا؟‬ ‫أحس جفا ًفا يف حلقي‪،‬‬ ‫ملاذا ُّ‬ ‫شيء مما يقرصين حني تذهب رقية بعيدًا‪،‬‬ ‫وخز ٌة يف أطراف أصابعي!‬ ‫تهب؟؟‬ ‫هل هذه هي نكهة الغياب ُّ‬ ‫أمتنى لو ُ‬ ‫لك اآلن‪..‬‬ ‫قلت ِ‬ ‫ابق‬ ‫ِ‬ ‫معك من حتّبني‬ ‫وهاتي ِ‬ ‫بيت بال جدار حيجب‬ ‫نعيش مجيعنا على سطح ٍ‬ ‫الشمس‬ ‫البد أن ُل ً‬ ‫قمة هنيئة ستكفينا!‬ ‫أحب‬ ‫معك ومن ّ‬ ‫أو خذيين ِ‬ ‫ولنأخذ البالد يف أيدينا‬ ‫كي ال ختذلنا اجلاذبية فنضيع يف الفراغ‬ ‫أمتنى لو ُ‬ ‫لك‬ ‫قلت ِ‬ ‫ألجلك‬ ‫أنين منذ اليو َم ال أنام‬ ‫ِ‬ ‫وأن قليب خيفض رأس���ه من ش���دة الرهبة حني‬ ‫ترحلني‬ ‫سأفتقدك فحسب‪.‬‬ ‫ِ‬

‫انفراج يف مساء رمادية‬ ‫رجاء الطاليب‬

‫ا‪/‬‬ ‫أس���وار عتيق���ة مرفوع���ة تناش���د‬ ‫األب���د أن يزه���ر‪ ،‬نفض���ت امل���رأة‬ ‫الوحي���دة مندي���ل رأس���ها فنبت���ت‬ ‫ح���ذو اجل���دار ش���جرة بينما تطل‬ ‫برأس���ها من الناف���ذة‪ ،‬ورق أخضر‬ ‫يغازل نظرتها البيضاء‪.‬‬ ‫ن‪/‬‬ ‫نبت���ات بأعناقه���ا اهلش���ة تكس���ر‬ ‫صم���ت احلج���ارة‪ .‬للقس���وة أيضا‬ ‫ماؤه���ا ‪ ،‬خيي���ب أبدي���ة التوقعات‪.‬‬ ‫على خدك اجلليدي طبعت قبليت‬ ‫فاشتعل الربيع‪.‬‬ ‫ف‪/‬‬ ‫فجوة‪،‬‬ ‫ذات صعقة‪،‬‬ ‫مل يعد اجلدار كامل العمى‪،‬‬ ‫هو أيضا‬ ‫جيرب أن يرى‪.‬‬ ‫ر‪/‬‬ ‫رجاء مرفوع يف ليل احملن‪،‬‬ ‫ضوئي اخلافت‪،‬‬ ‫أنهكها‬ ‫َ‬ ‫فأشرقت‬ ‫العتمات‪.‬‬ ‫ا‪/‬‬ ‫ألف مرفوعة اهلامة‪،‬‬ ‫مل ينح���ن رأس���ها رغ���م توال���ي‬ ‫الضربات‪،‬‬ ‫قليب يئن‪،‬‬ ‫لكن النظرة ضوء خمرتق‬ ‫رجفة اجلالد‪.‬‬ ‫ج‪/‬‬ ‫مجال كلما عني اجلذل التقطت‬

‫خفاءه كان‪ .‬كن ألكون نتبادل‬ ‫الضوء نتب���ادل الكينون���ة ‪ ،‬أنا أنت‬ ‫أنت أنا‪ ،‬أسري إليك ألتعدّد‪.‬‬ ‫ف‪/‬‬ ‫فرس اخليال تدك إمسنت الواقع‬ ‫يف ركضه���ا اجملنح فتدب احلياة‪،‬‬ ‫أَ‬ ‫ُ‬ ‫في���ك من‬ ‫نقدت���ك ح�ي�ن‬ ‫نفخ���ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫نفسي أيتها العادة‪.‬‬ ‫ي‪/‬‬ ‫ي ٌد اشتغال صامت‪،‬‬ ‫كلم���ا امت���دت العتم���ات كلم���ا‬ ‫ضاعفت الرجاء‪،‬‬ ‫بطيئا تتقدم يف الليل‪،‬‬ ‫بطيئا تفك لغز البياض‪،‬‬ ‫ي ٌد تكتب‪،‬‬ ‫ي ٌد متحو‪،‬‬ ‫َ‬ ‫املستحيل‪.‬‬ ‫ي ٌد تنحت معناها‬ ‫س‪/‬‬ ‫مس���اء موط���ئ لعزل�ت�ي‪ ،‬كلم���ا‬ ‫جلس���نا رفعتين إليها‪ .‬أعد فنجان‬

‫القه���وة‪ ،‬أهي���ئ الصم���ت العميق‪،‬‬ ‫أت���رك لض���وء الصبيح���ة أن‬ ‫حيملين‪.‬‬ ‫م‪/‬‬ ‫موطن السناجب عزليت‪،‬‬ ‫كلما الصمت دعاني‪،‬‬ ‫انبجست الغابة‪.‬‬ ‫ا‪/‬‬ ‫أس���رار الكون براعم تتفتح لعيين‬ ‫اجل���ذىل‪ ،‬أي صم���ت ذاك ال���ذي‬ ‫انتزعين لريمي بي قلب الصحراء‪.‬‬ ‫ء‪/‬‬ ‫ع ٌ‬ ‫ني منكسر ٌة‬ ‫أقوّمها‬ ‫فتلتهمها‬ ‫الكآبة‪.‬‬ ‫ر‪/‬‬ ‫رماد سحبك يستحث خطوي‪،‬‬ ‫فيك‬ ‫ألوح بالنظرة ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫فتهتاج النوارس‪،‬‬

‫أجنح ٌة سوداء‬ ‫ِّ‬ ‫س‬ ‫خمرتق ٌة‬ ‫رمادك املتنف َ‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫انفراج‪.‬‬ ‫م‪/‬‬ ‫مئذن���ة منتصب���ة خل���ف األس���وار‬ ‫العتيق���ة‪ ،‬بينم���ا البي���وت البيضاء‬ ‫أرواح حملق���ة‪ .‬بي���اض منبثق من‬ ‫رمادك األسود‪ ،‬كيف خلفق تلك‬ ‫األجنحة أن يزحزح الرماد!‬ ‫ا‪/‬‬ ‫أحببتها خساراتي‪،‬‬ ‫ذهب منامجي الباطنية‪.‬‬ ‫د‪/‬‬ ‫دبيب ضوء‪،‬‬ ‫دبيب خفق‪،‬‬ ‫أزرق الغبطة‬ ‫ميحو رويدا‬ ‫رماد اللوحة‪.‬‬ ‫ي‪/‬‬ ‫إلي‬ ‫يعيدني َّ‬ ‫أزرق صباحي‬ ‫كلما جلست إليه‬ ‫منحين الغبطة‪.‬‬ ‫ة‪/‬‬ ‫تأتي غبطة هشة‪،‬‬ ‫تقلب شعر الكآبة األشعث‪،‬‬ ‫ميتد األزرق‬ ‫يلفظ بعيدا على الرمل‬ ‫حمارا جنمات ألسنة وطحالب‪،‬‬ ‫امحلين معك بعيدا‬ ‫عن قلب الكآبة األزرق‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪19‬‬

‫قصة‬

‫ذاكرة امللح‬ ‫إيناس العباسي‬

‫تس���ألين كيف بدأت احلكاية؟ منذ حاولت‬ ‫امت�ل�اك ذاك���رة جدي���دة ش���بيهة بذاكرة‬ ‫الس���مك‪ ،‬م���ن املل���ح جبلته���ا وآمل���ت بأنه���ا‬ ‫س���تذوب ذات ملس���ة مائية مفاجئ���ة ألحقق‬ ‫ُ‬ ‫عمل���ت جبد على حتقيق‬ ‫خالص���ي النهائي‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬كنت أتعمد النسيان فأنسى الكثري من‬ ‫االش���ياء واأليام والوج���وه‪ .‬يف البداية‪ ،‬كان‬ ‫نسيان وجه ما يتطلب دقائق طويلة وأحيانا‬ ‫س���اعات‪ ،‬أما نس���يان موقف ما فكان يتطلب‬ ‫أيام���ا متواصل���ة من العم���ل‪ ،‬م���ن التجاهل‬ ‫والتناس���ي‪...‬لكين يف احلقيقة كلما حاولت‬ ‫إذاب���ة ذكريات���ي القدمي���ة كلما تكلس���ت‬ ‫أكثر وترسبت يف القاع‪.‬‬ ‫م���ن امللح صنع���ت ذاكرت���ي لكن املل���ح مؤ ٍذ‬ ‫فهو يوقظ رغبة احل���ك اليت تتحول مبرور‬ ‫الوق���ت إىل ادم���ان ي�ت�رك آث���اره ويتفج���ر‬ ‫جروح���ا ال تنغلق أبدا‪...‬هك���ذا هي ذاكرتي‪،‬‬ ‫تتفج���ر باألس���ئلة املدفون���ة بعي���دا حت���ت‬ ‫طبقات كثيفة من الكلس الذي ال يذوب‪.‬‬ ‫هل للملح رائحة؟‬ ‫هل للخوف رائحة؟‬ ‫هل تشتم رائحة خويف؟‬ ‫هل هي واضحة رائحة خويف يف هذا احليز‬ ‫الضيق ال���ذي نرتكز فيه اىل ه���ذه الطاولة‬ ‫الصغرية ‪...‬جالسني وجها لوجه‪ ،‬روحا لروح‪،‬‬ ‫تريد أن تعرف حقيقة ما حدث تلك الليلة؟‬ ‫تريد أن تعرف ملا قتلته؟‬ ‫احلكاية قدمي���ة جدا‪...‬حكاي���ة اعتقدت أني‬ ‫دفنتها من سنني وأقنعت نفسي بأنها جمرد‬ ‫كاب���وس توهمت أني عش���ته وكربت على‬ ‫هذه الفكرة حتى صدقتها‪ .‬مل حيدث شيىء‬ ‫رددت لنفس���ي طيلة أيام وش���هور وس���نوات‪،‬‬ ‫حتى األمل الذي ش���عرت به بني س���اقي أليام‬ ‫كذبت���ه‪ .‬ما الذي أحتدث عنه؟ وقت الزيارة‬ ‫ال يس���مح مبثل هذا اهلذيان؟ أصل احلكاية‬ ‫ه���ي يف ه���ذه الذكري���ات املدفون���ة اليت مل‬ ‫يعرف بها أحد من قبل‪.‬‬ ‫يومه���ا كن���ت طفل���ة يف التاس���عة‪ ،‬كن���ت‬ ‫عائدة من الش���اطىء باجت���اه البيت الذي مل‬ ‫يكن يبعد س���وى مس���افة ثالثة شوارع‪ .‬رمبا‬ ‫كان���ت الثانية أو الثالثة بعد الظهر‪ ،‬حافية‬ ‫مش���يت على االمسن���ت الس���اخن وكان املاء‬ ‫يتقاط���ر من ش���عري فيبلل الثي���اب اجلافة‬ ‫ال�ت�ي ارتديتها على عجل فوق ث���وب البحر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫عدت وحدي فاجلمي���ع أراد قضاء املزيد من‬ ‫ُ‬ ‫الوقت على الش���اطىء‪ .‬أس���رعت يف خطواتي‬ ‫فاحللق���ة األخرية م���ن الرس���وم املتحركة‬ ‫الذي اتابعه تبدأ وقتها‪.‬‬

‫كنت وحدي يف الطريق وكانت عيناه‪.‬‬ ‫تقول جدتي الظهرية توأ ُم الليل‪.‬‬ ‫كن���ت وحدي يف الطريق وكانت عيناه‪ .‬مل‬ ‫يك���ن غريبا لكن�ن�ي مل أكن أع���رف امسه‪...‬‬ ‫كان أك�ب�ر م�ن�ي مب���ا يكف���ي ألعت�ب�ر أن���ه‬ ‫ينتمي لع���امل الكبار وكان لطيفا مبا يكفي‬ ‫ألبادله االبتسامة كلما ابتسم لي حني أمر‬ ‫أمام ورش���ة البناء ال�ت�ي يعمل فيه���ا‪ .‬يومها‪،‬‬ ‫مل أك���ن أفك���ر إال يف احللق���ة األخرية اليت‬ ‫س���تفوتين إن مل أس���رع أكثر ومل أنتبه بأن‬ ‫أحده���م يالحقين بصم���ت‪ ،‬مل أنتبه إىل أن‬ ‫دفعين يف بيت غري مكتمل البناء‪.‬‬ ‫دفع�ن�ي حبرك���ة قوي���ة وس���ريعة للبي���ت‬ ‫اخلال���ي ال���ذي مل يكتم���ل س���قفه بع���د‪...‬يف‬ ‫حلظ���ة خاطف���ة رأيت اجل���دران االمسنتية‬ ‫ُ‬ ‫وش���عرت بالقيلول���ة الصيفية‬ ‫قامت���ة اللون‬ ‫علي ب���كل ثقله���ا من الس���قف‪ .‬حني‬ ‫جتث���م ّ‬ ‫ُ‬ ‫صرخ���ت‬ ‫دفع�ن�ي ألق���ع عل���ى األرضي���ة‪،‬‬ ‫فصفع�ن�ي وكمم فم���ي بقبضت���ه‪...‬كل ما‬ ‫ح���دث بعده���ا كان س���ريعا‪ ،‬اهل���واء تناقص‬ ‫يف ص���دري وه���و جاث���م فوق���ي ب���كل ثقل���ه‬ ‫األربعي�ن�ي‪ ،‬مكمم���ا صرخ�ت�ي بي���د وبي���ده‬ ‫األخرى رفع فستاني والعامل كان بيتا دون‬ ‫سقف وجبدران قامتة مل تدهن بعد‪.‬‬ ‫هل للخوف رائحة؟‬ ‫ال أري���د تذكر وجه���ه املتح ّول وال أنفاس���ه‬ ‫الالهثة‪ .‬اآلن أيضا وأنا أحتدث إليك أش���عر‬ ‫باجلوع‪ ،‬جس���دي يرتعش من اجلوع للملح‪.‬‬ ‫أرى أن وجه���ك بدأ يف التغ�ي�ر‪ .‬أمل تكن تريد‬ ‫احلقيقة؟ حقيقة املل���ح الذي يغطي جروح‬ ‫جس���دي املتقرحة طيلة هذه السنني؟ تقول‬ ‫جدّت���ي‪ :‬الظهرية توأم اللي���ل فال خترجي يا‬ ‫بنت يف الظهرية!‬

‫تناقص اهل���واء يف صدري وه���و جاثم فوقي‬ ‫ب���كل ثقل���ه‪ ،‬مكمم���اً صرخ�ت�ي بي���د وبي���ده‬ ‫األخ���رى رفع فس���تاني‪ .‬ش���عرت باالختناق‪،‬‬ ‫الع���امل كان بيت���ا دون س���قف‪ ،‬رفعت عي ّ‬ ‫ين‬ ‫إىل فوق ورأيت الس���ماء‪ ،‬الش���اهدة الوحيدة‪.‬‬ ‫تطلع���ت فيه���ا بنظ���رة مس���تغيثة وحاولت‬ ‫الصراخ‪ ،‬عساها تنقل صرخيت‪ ،‬عساها ترسل‬ ‫صاعق���ة أو مالكا أو صخرة‪ ،‬لكن ال ش���يء‬ ‫حت���رك من مكان���ه‪ .‬كنت حتته مس���حوقة‬ ‫متام���اً وكان الع���امل ي���دور‪ .‬مل أع���د أذكر‬ ‫ماذا ح���دث وال أريد التذك���ر ومع ذلك هل‬ ‫تعلم؟ رغم كل هذه السنوات العشرون اليت‬ ‫مرت ورغ���م اعتقادي بأن���ي وأدت ذاكرتي‪،‬‬ ‫رغم كل ه���ذا الوقت مازلت أذكر رائحته‪،‬‬ ‫كأنها رائحة س���نجاب ُ‬ ‫رددت داخلي قبل أن‬ ‫أقع يف حفرة مظلمة‪ ،‬بكل تأكيد هكذا هي‬ ‫رائحة الس���نجاب حني يكون ق���ذراً‪ ،‬كثيفة‬ ‫العفونة‪.‬‬ ‫كل الكلم���ات والصرخ���ات ال�ت�ي كممه���ا‬ ‫بيده حت���ررت فج���أة‪ ،‬حني صفع�ن�ي بعدها‬ ‫ليوقظ�ن�ي م���ن غيبوب�ت�ي‪ .‬ماذا حص���ل يف ما‬ ‫بع���د؟ ال ش���يء ‪....‬كأن كل ش���يء اخ ُت���زل‬ ‫اىل صيف أس���قطته من ذاكرتي‪ .‬ركضت‬ ‫للبي���ت وش���اهدت احللقة األخ�ي�رة وظللت‬ ‫صامت���ة بقي���ة ذل���ك الصيف‪ .‬مل أع���رف ما‬ ‫علي فعل���ه‪ ،‬مل أعاود اخلروج‬ ‫الذي يتوج���ب ّ‬ ‫من البيت إىل حني العودة املدرسية وكل ما‬ ‫ح���دث يف تلك الظه�ي�رة اخ ُتزل إىل كلمات‬ ‫ث���م ترتد‬ ‫س���جينة ترتط���م بس���قف حلق���ي ّ‬ ‫حبركة عكس ّية باجتاه قليب‪.‬‬ ‫هل للخوف رائحة؟‬ ‫ثق���ب أصف���ر اتس���ع يف روحي من س���نة إىل‬ ‫س���نة‪ ،‬كلم���ا تذك���رت وجه���ه ورائحت���ه‬

‫وأنفاس���ه الالهث���ة‪ .‬لك���ن ما دخ���ل كل هذا‬ ‫ُ‬ ‫تتس���اءل‪.‬‬ ‫يف جرمي���ة القت���ل ال�ت�ي ارتكب ِتها؟‬ ‫مل���ا قتلت زوجك يف ليلتكم���ا األوىل؟ ال أدري‬ ‫كي���ف حدث ه���ذا‪...‬ال أدري كيف اختنقت‬ ‫وض���اق ب���ي املكان‪ .‬مشم���ت رائحة س���نجاب‬ ‫ُ‬ ‫وش���عرت بال���دوار‪ .‬ال أدري كي���ف‬ ‫ق���ذر‬ ‫متكن���ت يف غيبوب���ة أنفاس���ه ال�ت�ي طوقت�ن�ي‬ ‫ُ‬ ‫والتقطت س���كني الفواكه‬ ‫من حترير يدي‬ ‫من على املنضدة‪...‬ش���عرت باق�ت�راب الظلمة‬ ‫ورأي���ت البح���ر داكن���اً‪ ،‬رأيت البح���ر يدخل‬ ‫م���ن الش���رفة‪ ،‬م���ن الباب‪ ،‬م���ن املكي���ف‪ ،‬من‬ ‫كل مكان تس���رب البحر وغمرني بس���رعة‬ ‫فغرس���ت الس���كني م���رة واثن���ان وثالثة‪ .‬يف‬ ‫البداية غرست السكني بسرعة ثم حبركة‬ ‫بطيئة أثقلها ال���دوار واملاء‪ .‬مل أعرف كيف‬ ‫أطف���و ألنق���ذ نفس���ي‪ ،‬مسع���ت ص���وت أبي‬ ‫ح�ي�ن كان يعلمين الس���باحة ي���ردد من قاع‬ ‫طفول�ت�ي‪ :‬لتتتعلم���ي الس���باحة علي���ك أن‬ ‫تسبحي كالكلب‪.‬‬ ‫مل���ح ذكريات���ي املتكلس���ة غمرن���ي‪ ،‬عينايا‬ ‫أحرقتاني ورئتايا التهبتا‪ .‬حاولت االستلقاء‬ ‫على ظهري لكن البحر سحبين‪...‬مل أر وجه‬ ‫أب���ي‪ ،‬مل أر وج���ه البح���ر ومل أر ّ‬ ‫يدي‪..‬كنت‬ ‫اق�ت�رب من القاع ومع ذلك مازلت قريبة من‬ ‫الس���طح بشكل ما فجأة انكفئت على وجهي‬ ‫وب���دأت يف التكلس‪ .‬تكلس���ت يدايا والس���كني‬ ‫ال�ت�ي أصبحت جزئ���ا منها تكلس���ت‪ .‬وتكلس‬ ‫وجه���ي وصوتي‪...‬فق���ط الكلمات الس���جينة‬ ‫يف حلقي منذ س���نوات حتررت وحلقت مثل‬ ‫فقاعات مائية‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫من اجملموعة القصصية "هشاشة"‪2013‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫قصة‬

‫فستك‬ ‫إىل أخي سفيان‪ ...‬ذكريات نسجناها معا‪...‬‬

‫كلمات مبعثرة كحبات الفس���تق الصغرية الب ّنية الصلبة‪ ،‬وهي تبتس���م‪ ،‬فتكشف عن قلب أخضر‪ ،‬تطحنها الضروس‪،‬‬ ‫فتص���رخ أملاً‪ ،‬وتتكس���ر صدفتها‪ ،‬لتخرج الكلمات عل���ى غري حروفها‪ .‬ينطق أهل طرابلس ح���رف القاف كافاً‪ ،‬فيتحول‬ ‫“الفتس���ق” إىل “فس���تك”‪ ،‬و”الفس���قية” إىل “فس���كية”‪ .‬ومنذ اتقدت حواس���ي يف هذه الدنيا وأنا أرى حبراً ممتدا على‬ ‫مدى البصر‪ ،‬ورماال بيضاء‪ ،‬تس���تقبله يف أحضانها املفتوحة‪ ،‬وهو يرمتي عليها بدعة‪ ،‬واعتاد مسعي على هديره وصوت‬ ‫ارتطامه بالش���اطىء‪ ...‬يأتي من بعيد‪ ،‬ويقرتب ش���يئاً فش���يئأ‪ ،‬حتى يداعب خمارج قوقعة األذن‪ ،‬وتذوق لس���اني ملوحته‬ ‫اليت تس���تقر على شفاهي وتيبس‪ .‬هكذا حنن أمساك‪ ،‬تس�ي�ر على االرض بروحها وطبيعتها املغامرة وأجسامها الرخوة‬ ‫املتزحلقة‪.‬‬

‫عزة كامل املقهور‬ ‫ "البحر فستكي ‪ ...‬نوضوا"‬‫هكذا يعلن أخي بداية يوم صيفي جديد ممتع‪.‬‬ ‫ فس���تكي واهلل فس���تكي‪ ،‬غ�ي�ر ش���وفوا م���ن‬‫البلكونه‪...‬‬ ‫ننه���ض بصعوب���ة‪ ،‬وبقاي���ا النع���اس متغن���ط‬ ‫أجسادنا وجتذبنا حنو أس ّرتنا‪.‬‬ ‫نرت���دي ما تقع عليه أيادين���ا‪ ،‬خنتطف "املايوه"‬ ‫و"الش���ورت اجلين���ز" من على احلبل‪ ...‬س���اخنة‬ ‫حتتوي أجسادنا الرخوة وجتمعها‪ ،‬وقد ظهرت‬ ‫عليها آثار اليوم الس���ابق من بقع امللح البيضاء‪،‬‬ ‫بعد أن امتصت أشعة الشمس آخر قطرة منها‪.‬‬ ‫ما زال���ت األزقة هادئ���ة‪ ،‬إال من وق���ع خطواتنا‬ ‫الكس���ولة‪ ،‬نق���رع أج���راس اجل�ي�ران‪ ،‬وألنه���ا‬ ‫معطل���ة يف أغلب األحوال نس���تعمل حناجرنا‪،‬‬ ‫أو ننفخ أوداجنا لنصدر صفرياً متعارفاً عليه‪...‬‬ ‫ هيا كان واتيني‪ ...‬كان هذا ّ‬‫حلقوا‪.‬‬ ‫نتجم���ع كالن���وارس ذات املناق�ي�ر املعقوف���ة‬ ‫الصف���راء‪ ،‬وت���زداد أعدادن���ا دون أن نتقاس���م‬

‫فريسة إال البحر‪ ،‬تتدىل الفوط على أكتافنا‪،‬‬ ‫من���ا احلايف‪ ،‬ومنا من يرتدي خفاً‪ ،‬ال نس���تعمل‬ ‫القبع���ات‪ ،‬وال نده���ن وجوهن���ا العاري���ة وال‬ ‫أجس���ادنا بالزيوت‪ ...‬ما أن نصل إىل الش���اطئ‪،‬‬ ‫حتى ننزع مالبسنا ونرمتي يف أحضان البحر‪...‬‬ ‫ هيا للدزيرة‪..‬‬‫مل تك���ن "اجلزي���رة" س���وى صخرة مس���تطيلة‬ ‫قامتة الس���واد‪ ،‬تعلو ظهره���ا النتوءات و احلفر‬ ‫البني���ة الرطبة‪ ،‬وكأنه���ا أقداح مي���اه هجرها‬ ‫أصحابها دون أن يكملوها‪ ،‬أما احلفر الس���وداء‬ ‫ً‬ ‫خمب���أ للهارب�ي�ن من‬ ‫الصلب���ة الضيق���ة فه���ي‬ ‫أقدامنا العارية‪ .‬تتهشم على حواشيها األمواج‪،‬‬ ‫وترتاج���ع وهي جتم���ع قواها لتع���اود هجومها‬ ‫وتبعثرها من جديد‪ ،‬كأنها تتلذذ بانكس���ارها‬ ‫وفنائها يف ذاتها‪ ،‬وهي تصدر ضجيجها العميق‬ ‫عل���ى دفقات‪" .‬اجلزي���رة" ليس���ت بالبعيدة عن‬ ‫الش���اطئ‪ ،‬لك���ن بينه���ا وبين���ه مي���اه عميق���ة‬ ‫ومتدرجة الزرقة‪ ،‬تقرتب من الس���واد باقرتابها‬

‫منها‪ ،‬تتخللها أعشاب متنوعة‪ ،‬حيرك رؤوسها‬ ‫املوج‪ ،‬فتبدو وكأنها يف حديث هامس بينها‪ ،‬أو‬ ‫تهتز يف رقصات أشبه بنخيخ النساء‪.‬‬ ‫نس���بح معاً حنو "اجلزيرة"‪ ،‬دون أن نتس���ابق أو‬ ‫نتنافس‪ ...‬نس���تمتع باملياة الباردة وهي تالحق‬ ‫الكسل وتطرده عن أجسادنا الرخوة‪.‬‬ ‫نصرخ أحيانا‪.....‬‬ ‫ واااااااك امل ّيه ثلج‪.‬‬‫ ياريت ّ‬‫يف بطاطني‪.‬‬ ‫نقهق���ه كالس���كارى‪ ،‬تداع���ب املياه مس���اماتنا‪،‬‬ ‫وال نعتادها إال بعد أن تغطي رؤوس���نا وحنبس‬ ‫أنفاسنا ما استطعنا حتت املاء‪.‬‬ ‫ خود نفس واغطس‪.‬‬‫أتذكره���ا بش���عرها الكس���تنائي املم���وج‪ ،‬الذي‬ ‫يقس���م جس���دها إىل جزئني‪ ،‬بلون���ه الربونزي‬ ‫املم���زوج بألوان البحر وملوحت���ه‪ ،‬ترمتي للماء‬ ‫بغنج‪ ،‬وكأنها ترمتي حلضن تعرفه وتفتقده‪،‬‬ ‫تتح���رك في���ه كس���مكة ال ختش���ي حوت���اً وال‬

‫صي���اداً‪ ،‬تع���رف تضاري���س قاع���ه‪ ،‬وتتلم���س‬ ‫مس���اكنه ومضاربه‪ ،‬وتلمس جبسدها رماله‪،‬‬ ‫ث���م م���ا أن تتقلص رئتاها حتى تدفع جس���دها‬ ‫بقوة وخت���رج من املاء‪ ،‬يرختي ش���عرها قطعة‬ ‫واحدة خلفها‪ ،‬لتعاود القفز حنو القاع وكأنها‬ ‫تتفقده‪.‬‬ ‫مل يبزه���ا أحد يف الس���باحة حتت املاء‪...‬كانت‬ ‫مسكة بال خياش���يم‪ ،‬حتبس أنفاس���ها‪ ،‬وتقوس‬ ‫جس���دها الالم���ع كالدالفني‪ ،‬وتدف���ع به حنو‬ ‫األعماق‪ ،‬حتى تصل إليها وتستوي عليها‪ ،‬تقلب‬ ‫جس���دها على اجلانب األمين‪ ،‬وحترك ساقيها‬ ‫كحركة املقص‪ ،‬بينما ذراعاها تسحبان املياه‬ ‫حنوها يف حركة تشبه جذب احلبال‪ ...‬وهكذا‬ ‫تقرتب شيئاً فش���يئاً من "اجلزيرة"‪ ،‬وهي تفتح‬ ‫عينيها‪ ،‬وترى كيف تتكاثف الصخور وتتلون‪،‬‬ ‫وترتاقص األعش���اب وتتعانق‪....‬كيف ختتفي‬ ‫األمس���اك الصغرية يف احلفر‪ ،‬وتلتمع أش���واك‬ ‫القنفد البحري‪ ،‬وتتدرج ألوانه الغامقة ما بني‬ ‫األس���ود والبنفس���جي‪ ،‬وكيف يطل "الباغلي"‬ ‫برأس���ه برتدد م���ن ثق���وب الرم���ال والصخور‪،‬‬ ‫وترمقه���ا عي���ون األخطب���وط املاك���رة‪ ،‬وه���ي‬ ‫ختتف���ي يف احلف���ر‪ ،‬وتش�ي�ر إليه���ا بس���والفها‪،‬‬ ‫وكي���ف تتدح���رج األص���داف واحملارعل���ى‬ ‫س���طح الرم���ال البيضاء‪ ،‬ويزح���ف جنم البحر‬ ‫بأذرعه املتس���اوية وجسمه الش���وكي الصلب‪،‬‬ ‫وكيف تدور خصالت األعش���اب السوداء على‬ ‫ً‬ ‫لزوجة‬ ‫نفس���ها كأنها تطري‪ ،‬وكي���ف تالمس‬ ‫الطحالب الرخوة اخلضراء جسدها‪.‬‬ ‫تنحس���ر املياة يف املنطقة املالصقة "للجزيرة"‬ ‫حتى ال تعود كافية للسباحة‪ ،‬فرتتفع برأسها‬ ‫خارج���ة‪ ،‬وهي تله���ث‪ ،‬وتبحث عن أكس���جني‬ ‫يفتح ش���عريات رئتيها‪...‬جتل���س كيفما اتفق‬ ‫وس���ط املياه‪ ،‬جتمع قواها وأنفاسها‪ ،‬ثم تنهض‬ ‫دفعة واحدة‪ ،‬وختطو وس���ط الصخور الوعرة‬ ‫حنو "اجلزيرة"‪.‬‬ ‫ح�ي�ن تهجر " الع���روس" البحر يكون جس���دها‬ ‫منهكاً وأنفاس���ها متالحقة كتكتكات الساعة‪،‬‬ ‫ترمتي على الرمال دفعة واحدة‪ ،‬وهي منهكة‪،‬‬ ‫بينم���ا عيناه���ا حترقانه���ا م���ن ملوحت���ه‪ ،‬وق���د‬ ‫تشققت ش���فتاها‪ ،‬وامحرت وجنتاها وذراعاها‪،‬‬ ‫تقطر خصالت ش���عرها م���ا ختللها م���ن مياه‪،‬‬ ‫وقد اسرتخت أطرافها‪.‬‬ ‫"عروس البحر"‪...‬نس���ميها وهي تتحرك فيه‪...‬‬ ‫ح���رة تواج���ه امل���وج برأس���ها‪ ،‬وتكس���ره بيديها‪،‬‬ ‫وتتقلب فيه جبس���دها الذي يلتمع حتت أشعة‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫كان��ت مسكة ب�لا خياش��يم‪ ،‬حتبس أنفاس��ها‪ ،‬وتقوس‬ ‫جسدها الالمع كالدالفني‪ ،‬وتدفع به حنو األعماق‬ ‫الشمس‪.‬‬ ‫تش���كل "اجلزي���رة" فاص ً‬ ‫ال ما ب�ي�ن البحر‬ ‫الذي يس���بح في���ه اجلميع والبح���ر الذي‬ ‫تس���بح فيه الصفوة‪ ،‬متمرس���و الس���باحة‪،‬‬ ‫الذي���ن يبحث���ون ع���ن مي���اه ال تلع���ق إال‬ ‫أجس���اداً مع���دودة‪ ،‬تدلعه���ا وتدغدغه���ا‬ ‫وتشبع غرورها‪.‬‬ ‫تتخ���ذ املي���اة م���ا بع���د "اجلزي���رة" لون���اً‬ ‫خمتلف���اً‪ ...‬نطل���ق عليه���ا "الب ّياض���ة"‬ ‫لش���دة بياض رماهل���ا‪ ،‬ال�ت�ي تنعكس على‬ ‫صفحته���ا‪ ،‬فتتحول إىل ل���ون يقرتب من‬ ‫البياض‪ ،‬املش���وب ببعض الزرقة اخلافتة‪،‬‬ ‫أو ما يعرف بالسماوي‪ ،‬أرضيتها الرملية‬ ‫صلب���ة ومتموجة‪ ،‬تنفذ إىل قاعها أش���عة‬ ‫الش���مس‪ ،‬لتش���كل رس���ومات ضوئي���ة‬ ‫متأللئ���ة ومتطابق���ة‪ ،‬تتح���رك عل���ى‬ ‫رماهلا النقية‪ .‬املياه يف "الب ّياضة" ش���ديدة‬ ‫الربودة‪ ،‬نقي���ة‪ ،‬رماهلا البيضاء متصحرة‬ ‫‪ ...‬ومهم���ا حاولن���ا الوص���ول إىل قاعها‪ ،‬ال‬ ‫نص���ل‪ .‬وم���ع ذل���ك حن���اول يف كل مرة‪،‬‬ ‫لنب���دو كاحليتان الصغ�ي�رة اليت تتغذى‬ ‫عليه���ا كائنات البحر األخرى بس���يقاننا‬ ‫الضعيف���ة‪ ،‬نصغ���ر ش���يئاً فش���يئاً وحن���ن‬ ‫نتجه حنو القاع‪ ،‬ثم نصعد بس���رعة حنو‬

‫بغري احلقيقة والواقع‪ ،‬بينما هم ش���عروا‬ ‫ومتلكوا وسيطروا‪.‬‬ ‫كان الب���د لن���ا من ع���ودة‪ ...‬وأمجل ما يف‬ ‫الع���ودة أنها مجاعية‪ ،‬ف�ل�ا يبقى أحد‪ ،‬وال‬ ‫ن�ت�رك أح���داً خلفن���ا‪ ،‬ال نس���بح على خط‬ ‫واح���د‪ ،‬وال نتص���ادم يف الع���ودة‪ ،‬نتف���رق‬ ‫كالدالفني‪ ،‬وكل يس���بح على طريقته‪:‬‬ ‫"امل ّت���ان"‪ ،‬الضف���دع‪ ،‬الظه���ر‪ ،‬الفراش���ة‪ ،‬أو‬ ‫كيفم���ا اتف���ق‪ ،‬وكان���ت دائم���ا ه���ي يف‬ ‫املقدمة‪.‬‬ ‫تقش���عر أبدانن���ا يف طري���ق الع���ودة‪ ،‬إذ ال‬ ‫نرى أمامنا إال املياة الزرقاء‪ ،‬وكأن األفق‬ ‫انقلب إىل اجلهة األخرى‪ ،‬وش���يئاً فش���يئاً‬ ‫يظهر خ���ط أصفر‪ ،‬يتح���ول إىل بين‪ ،‬ثم‬ ‫تظهر كرات س���وداء مبعثرة على سطح‬ ‫املي���اه‪ ،‬ث���م مكعب���ات بيض���اء عل���ى اخلط‬ ‫الب�ن�ي‪ ...‬هك���ذا نع���ود إىل منابتن���ا‪ ،‬حي���ث‬ ‫تتحرك بن���ا أقدامنا‪ ،‬ال أجس���ادنا‪ ،‬وحيث‬ ‫نتنفس مبا يكفي لنحيا‪.‬‬ ‫نسبح يف املياه القريبة‪ ،‬وننفخ سطح املاء‪،‬‬ ‫فنص���در أصواتاً متقطعة‪ ،‬ون ّكون بالونات‬ ‫مائي���ة ذات ج���دران ش���فافة‪ ،‬س���رعان ما‬ ‫تنقش���ع‪ ...‬ننثر امل���اء على بعضن���ا البعض‬ ‫يف قطرات ش���فافة المع���ة‪ ،‬كأنها أزهار‬

‫الس���طح‪ ،‬لنعود ألحجامنا الطبيعية‪ ،‬بعد‬ ‫أن هربت أنفاسنا‪ ،‬وهدنا التعب‪.‬‬ ‫يبدأ البحر الفستكي بعد "الب ّياضة"‪ ...‬لون‬ ‫جذاب وغريب‪ ،‬جيذبنا بغموضه وسحره‬ ‫للوص���ول إلي���ه‪ ،‬ونعي���ش وس���طه حال���ة‬ ‫من االنتش���اء والصخ���ب‪ .‬يتملكنا ش���عور‬ ‫ب���أن ه���ذا البح���ر‪ ،‬ال���ذي ال نرى ل���ه حداً‪،‬‬ ‫ه���و ملكنا‪ ،‬وأنن���ا مل���وك يف مملكتنا‪ ،‬وأن‬ ‫ال ح���ق‪ ،‬بل ال ق���درة ألحد عل���ى أن يصل‬ ‫إىل ه���ذه البق���اع‪ .‬يف تل���ك الس���ن املبك���رة‬ ‫اكتش���فنا لذة املغامرة‪ ،‬وكيف جتاس���ر‬ ‫األوائ���ل واكتش���فوا أراض���ي جدي���دة‪،‬‬ ‫عندما ش���قوا البحار‪ ،‬واجتاحتهم موجات‬ ‫هوس الكتشاف املزيد‪ .‬شعور واحد‪ ،‬وإن‬ ‫اختلفت الط���رق والنتائج‪ ،‬فنحن نش���عر‬

‫اليامسني‪ ،‬أو حبات اللؤلؤ‪ ...‬كل شيء يف‬ ‫البحر يعود ألصله‪...‬ماء‪...‬‬ ‫ما أن متتص الشمس شيئاً فشيئا أشعتها‪،‬‬ ‫وتتح���ول إىل ق���رص أمحر‪ ،‬حت���ى يفقد‬ ‫البح���ر ألوان���ه‪ ،‬ومن ثم ح���دوده‪ ،‬وال يعد‬ ‫باإلم���كان أن منيز ذلك البحر الفس���تكي‬ ‫الذي كنا نلهو فيه منذ حني‪ .‬تزداد وترية‬ ‫دفق���ات امل���وج‪ ،‬وينصهر قرص الش���مس‪،‬‬ ‫فيتوهج األفق‪ ،‬ثم خيبو‪ ،‬وتعتلي األجواء‬ ‫برودة مرجفة‪...‬ويتح���ول لونه إىل زرقة‬ ‫عميقة وكثيفة‪ ،‬تعلن أن ال احد ميتلك‬ ‫البحر‪.‬‬ ‫بعد أن مجعنا البحر "الفس���تكي" لسنوات‬ ‫كالن���وارس‪ ،‬فرقن���ا ال�ب�ر كالس���ناجب‪..‬‬ ‫انقطعت صلتنا بالش���اطئ‪ ،‬وأصبح خيا ً‬ ‫ال‬

‫يداعبنا م���ن حني آلخ���ر‪ ...‬وكما تغريت‬ ‫مالحمنا‪ ،‬فاحننت القامة‪ ،‬وامتأل اجلسد‪،‬‬ ‫تغ�ي�ر ذاك الش���اطئ‪ ،‬دون أن يكون للزمن‬ ‫ي���د يف ذل���ك‪ ...‬أي���ا ٍد كث�ي�رة عبث���ت به‪...‬‬ ‫منها م���ا كان يداعبها‪ :‬صغرية‪ ،‬فيتحمل‬ ‫ضرباته���ا وهلوها في���ه‪ ،‬ومنها م���ن قابلها‬ ‫متأخ���راً‪ ،‬لكنه���ا مل تصافح���ه‪ ...‬تكدس���ت‬ ‫القمامة واإلطارات على شاطئنا‪ ...‬ختللت‬ ‫مياهه زيوت الس���يارات وس���وائل اجملاري‪،‬‬ ‫تنفذ إلينا رائحته���ا من بعيد‪ ،‬طفت على‬ ‫مياه���ه عب���وات البالس���تيك و أكياس���ه‪،‬‬ ‫وبقاي���ا البن���اء من حصى رم���ادي مصنع‪،‬‬ ‫وإمسنت وصفي���ح وحديد وحجر أبيض‬ ‫هش‪ ،‬ميتص رحيق البحر‪ ،‬ويتحلل فيه‪،‬‬ ‫وخيل���ف عل���ى وجه���ه فقاع���ات صف���راء‪.‬‬ ‫تكاتف���وا إما عل���ى هزميت���ه أو االختالط‬ ‫به والتحل���ل فيه وتغي�ي�ر طبيعته‪ .‬وصل‬ ‫بعضه���ا إىل "اجلزي���رة"‪ ،‬ي���دور حوهل���ا‬ ‫خببث‪ ،‬لكنه س���رعان ما يرتط���م بها دون‬ ‫أن يتهش���م‪ .‬وحده���ا قط���ع الزج���اج تعود‬ ‫ألصله���ا‪ ،‬تنس���جم م���ع رم���ال الش���اطئ‪،‬‬ ‫يروضها البحر‪ ،‬فتلني له‪ ،‬تفقد حواشيها‬ ‫احل���ادة‪ ،‬وتتح���ول إىل ما يش���به احلصى‬ ‫املل���ون‪ ،‬لتضف���ي على ص���دره به���ا ًء‪ .‬غيرّ‬ ‫الغرباء ألوانه‪ ،‬انتح���رت النباتات القريبة‬ ‫م���ن الش���اطئ‪ ،‬وطف���ت عل���ى الس���طح‪،‬‬ ‫تنفس���ت اهلواء‪ ،‬فغرقت ب���ه‪ ،‬وارمتت على‬ ‫الش���اطئ‪ ،‬أو فقدت لزوجتها‪ ،‬وانكمش���ت‪،‬‬ ‫فتوقف���ت عن الرق���ص والتمايل‪ ،‬امتصت‬ ‫زرقت���ه‪ ،‬فأصبح ش���احباً‪ ،‬ما ب�ي�ن الرمادي‬ ‫والبين‪ .‬احنس���ر اللون "الفستكي"‪ ،‬وضاق‪،‬‬ ‫وف��� ّر حنو األفق‪ ،‬وكلم���ا تقدموا تراجع‪،‬‬ ‫إال أن���ه ما زال يظهر حب���دوده الواضحة‪،‬‬ ‫من حني آلخر‪ ،‬كأن خطاطاً رمسها‪.‬‬ ‫س���افرت "ع���روس البح���ر" يف مقتب���ل‬ ‫العم���ر‪ ،‬بعد أن انغمس���ت بالكامل يف مياه‬ ‫ذل���ك الش���اطئ‪ ،‬واصطبغ���ت ب���ه كقطع‬ ‫اجلل���د املغموس���ة يف أح���واض "الدب���اغ"‪،‬‬ ‫لكنها س���رعان ماعادت كطائر الغرنيق‪،‬‬ ‫أراه���ا اليوم‪ ،‬وق���د ختللت الس���نون أجزاء‬ ‫م���ن جس���دها‪ ،‬فم���ا ع���اد مش���دوداً والمعاً‬ ‫كالدالفني‪ ،‬لكن���ه ما يزال حيتفظ بآثار‬ ‫الشاطئ‪ ،‬بكل خلجاته وخفقاته وسكناته‬ ‫وألوان���ه وتضاريس���ه‪ ،‬بلزوج���ة نباتات���ه‬ ‫وخف���ة حركة كائنات���ه‪ ،‬حبصاه امللونة‬ ‫وأصداف���ه املبعث���رة‪ ،‬حت���ى تب���دو كتلك‬ ‫اجلزي���رة املرتفع���ة ع���ن بقي���ة اجل���زر‬ ‫املتناث���رة‪ ،‬ال�ت�ي ال تغمرها املي���اه حتى يف‬ ‫حاالت املدّ‪.‬‬ ‫تبدو كحبة "الفستك"‪ ،‬بصالبة قشرتها‬ ‫وقلبه���ا الناب���ض األخض���ر‪ ،‬تق���اوم عب���ث‬ ‫األصابع بها‪ ،‬وطح���ن الضروس‪ ،‬ترفض‬ ‫أن تنف���رط صدفته���ا وتتع���رى‪ ...‬تواج���ه‬ ‫البشر كما كانت تواجه املوج حبركات‬ ‫ذراعيها‪ ،‬وأش���عة الشمس احلارقة بسمار‬ ‫جلده���ا‪ .‬م���ا زال���ت تبل���ل جس���دها املي���اه‬ ‫املاحلة‪ ،‬وتس���حبه أحياناً حن���و "البياضة"‬ ‫والبح���ر "الفس���تكي"‪ ،‬الذي م���ا زال ينمو‬ ‫على جلدها‪ ،‬لكنها ال تعيش فيه‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الرجبان‬ ‫‪2013 .9 .19‬‬

‫قصص قصرية جداً‬

‫حنان اهلوني‬ ‫أدب‬

‫بأدب م���ع الناس‪ ،‬وذات صباح‬ ‫لقنتها أمها دروس���اً يف التعامل ٍ‬ ‫أخذها جدها إىل املزرع���ة معه‪،‬فقالت للمعزة الصغرية‪،‬وهي‬ ‫ُتدني إليها العشب لتطعمها‪_ :‬تفضلي‪....‬‬

‫ُحلُم‬

‫َ‬ ‫‪،‬اس َ‬ ‫علن املذيا ُع فوز ُه باليانصيب‪،‬مل ْ‬ ‫الفرحة ْ‬ ‫أ َ‬ ‫تيق َظ‪.‬‬ ‫تسع ُه‬

‫ختطيط‬

‫انته���ت املعلم���ة م���ن ش���رح درس التاري���خ لفص���ل الثان���ي‬ ‫ثانوي‪،‬فرفع طالب يد ُه مستفهماً‪:‬‬ ‫_عفواً‪...‬أل���ن تضع���ي اخلط���وط حت���ت اجلم���ل املهم���ة يف‬ ‫الدرس؟!!‬ ‫_و َ‬ ‫مل أضعها؟!! فكل ما يف الدرس مهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫_عودونا على وضع اخلطوط حتت اجلمل املهمة‪،‬واإلجابة‬ ‫النموذجية كذلك‪.‬‬ ‫وض ْ‬ ‫َ‬ ‫الطالب‬ ‫جيتهد‬ ‫عت لكي‬ ‫ُ‬ ‫_ال داعي لذلك‪..‬بُين ‪...‬واألسئلة ِ‬ ‫يف حلها‪.‬‬ ‫_و كيف سنقرأ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫موجة‬

‫ْ‬ ‫ْان َ‬ ‫ج���اءت موج ٌة‬ ‫فخم‪،‬فجأ ًة‬ ‫بيت‬ ‫ف���ق‬ ‫س���اعات لبن���ا ِء ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كب�ي�ر ٍ‬ ‫َّ‬ ‫عاتي ٌة حطمت ُه‪،‬ف َعا َد لشقته‪.‬‬

‫جوح‬ ‫مُ ُ‬

‫أوروبا‪،‬تعث ْ‬ ‫س���افر ممتطي���اً‬ ‫َّ‬ ‫���رت‬ ‫ف���رس الث���راء إىل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‪،‬وحر َن ْت آما ُله‪،‬فعا َد ِبال ف َرس‪.‬‬ ‫أحالم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫ُمراجعة‬

‫م�ل�أ املُ‬ ‫راج���ع اللغ���وي ب���وزارة الثقافة "ديوان���ه" باخلطوط‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬فقر َر ْأن مي َت ِه َن َّ‬ ‫النقدَ‪.‬‬ ‫احلمراء َّ‬

‫نكز‬

‫ُ‬ ‫منك‪.‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫وجدت نكز ًة ِ‬ ‫ْ‬ ‫قالت‪ :‬ال أنا وجد ُتها َ‬ ‫منك من قبل‪...‬‬ ‫قال‪ُ :‬رمبا‪...‬ال أذكر‪...‬‬ ‫ْ‬ ‫قالت‪ :‬وماذا يعين َّ‬ ‫النكز؟!!!‬


‫‪22‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫شكـــــــــراً لكم‪..‬‬ ‫تتقــــــــاتلون على الغنائم‬ ‫و املنــــــاصب و الرتـب‪..‬‬ ‫تذكون نـــــــار "اجلاهلية"‬ ‫و التعصـــــب و الغضب‪..‬‬ ‫شكــــــراً لكم‪..‬‬ ‫زارعـي الرعـــــــب‬ ‫يا‬ ‫ّ‬ ‫يف ليــــــــــل املدينة‪..‬‬ ‫شكـــــراً لكم ‪..‬‬ ‫يا سارقي حلم الطفولة ‪..‬‬ ‫فبفضلكم‪..‬‬ ‫صارت يداي الغضتان‬ ‫تكـــفكف الدمـــــــــع‬ ‫أمي‪..‬‬ ‫على وجنـــــات ّ‬ ‫و بفضلكم صارت دماء‬ ‫األبريـــــاء ( حلييب)‪..‬‬ ‫شكــــــراً لكم‪..‬‬ ‫وصلت هد ّيــــــــــــتكم‪..‬‬

‫وصـلت قذائفكم اىل مهدي‪..‬‬ ‫اىل مطبــــــــــــخ أمي‪..‬‬ ‫شكراً لكم يا أيها ( األبطال)‪..‬‬ ‫قد ِن ُ‬ ‫ــــــــلت نصيـــــــيب!!‬ ‫قد كنت أحســــــــــب أنكم‬ ‫ً‬ ‫أرجـــوحة)‬ ‫تبنــــون لي (‬ ‫تــزدان باآلمـــــــــــال‪..‬‬ ‫و التــوق اجلميـــــــــل‪..‬‬ ‫قد كنت أحلـــم أ ّنــــكم ‪..‬‬ ‫أنشـــــــــــــــــــــــودة‪..‬‬ ‫تنســــــــــــــــــــــاب‪..‬‬ ‫تسكب يف ثرى وطين‬ ‫(البديــــــــــــــــــل)‪..‬‬ ‫أو جنمة تهدي القوافل ‪..‬‬ ‫أو تنيــــــــــر الدرب يف‬ ‫الليــــــــــل الطويـــــل‪..‬‬ ‫بتــــــــم أمــــــــلي‪..‬‬ ‫خ ّي‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ـــمتم قليب الطري‪..‬‬ ‫حط ُ‬

‫‪.....‬‬ ‫ّ‬ ‫لــــكن هذا القــــلب ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫النـــــــــدي‪..‬‬ ‫بال َن ْبض‬ ‫سيكون س ّداً مــــــارداً‪..‬‬ ‫عنقـــــــــاء‪..‬يفـــــــرد ك ّفه‬ ‫السموم‪..‬‬ ‫يف وجـــه رحيكم َ‬ ‫و سيكنــس التـــــــــــــاريخ‬ ‫و الشرفــــــــاء يف بــــلدي‬ ‫الغدر و (العصبية)‬ ‫َ‬ ‫رصاص ِ‬ ‫اهلــوجاء‪...‬‬ ‫كغيمة نكراء‪..‬‬ ‫و ستع ُبـــرون‬ ‫ٍ‬ ‫مـــــــ ّرت من بــــــــالدي‪..‬‬ ‫نعم ستعربون أيها احلمقى‪..‬‬ ‫و يبــقـى وجــــــــه أمـــــي‪..‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫طرابلس ‪8.11.2013‬‬ ‫"بعد ليلة اخلميس الدامي"‬

‫مجعة عتيقة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪23‬‬

‫و الفجر‬ ‫عبد الكريم اهلاللي‬ ‫فماذا حدث بعد ذلك ؟‬ ‫ال���ذي ح���دث ان فرع���ون وصلت���ه االخب���ار و‬ ‫اتبعه���م م���ع ش���روق الش���مس كم���ا ورد يف‬ ‫االي���ة رقم من س���ورة الش���عراء (‪...‬فاتبعوهم‬ ‫مشرقني)‪.‬‬ ‫ان بين اس���رائيل الذين اسروا كل ذلك اليل‬ ‫حت���ى تراجع اخر خيط من���ه ‪..‬كان فرعون‬ ‫ق���د التق���ط منه���م اخلي���ط االخ���ر بعرباته‬ ‫احلربية وبدأ يف حماربتهم مع ش���روق بالغ‬ ‫اخليط و من هنا جاءت العالقة بني القس���م‬ ‫بالفجر و هذا الفرعون ‪.‬‬ ‫لق���د وصل الطرف���ان اىل نقط���ة متكن فيها‬ ‫كل طرف من مش���اهدة الط���رف االخر ‪..‬و‬ ‫جاء االمر االهلي ملوسى بضرب البحر بعصاه‬ ‫و ش���ق يف وس���طه طريقا مير من���ه قومه اىل‬ ‫اجلهة االخ���رى حتى وصلوا مجيعا س���املني‬ ‫بينم���ا واص���ل فرع���ون و جن���وده املالحقة و‬ ‫عندما كانوا مجيعا يف وس���ط ذلك الطريق‬ ‫انطب���ق عليهم املاء و غرق���وا و كانت عرباته‬ ‫احلربية قد اس���رعت به اىل هذا املصري الذي‬ ‫وافقت ‪ 1223‬قبل امليالد و كان الفجر الذي‬ ‫اقس���مت به اصورة قد وافق اليوم العاشر من‬ ‫ش���هر احمل���رم و الذي حيتفل به املس���لمون و‬ ‫يس���مونه (عاش���وراء)‪..‬فعندما هاجر الرسول‬ ‫اىل املدينة و جد اليهود يصمون يف هذا اليوم‬ ‫و عندما سأهلم قالوا له هذا يوم جنى فيه اهلل‬ ‫موسى و اغرق فيه فرعون فقال ‪(:‬حنن اوىل‬ ‫مبوس���ى منهم ألن احيان���ي اىل عامي القابل‬ ‫ألصومن التاسع و العاشر )‪.‬‬ ‫ع���اد – مثود – فرعون هذه هي الش���خصيات‬ ‫التارخيي���ة ال�ت�ي تناولته���ا الس���ورة و ه���ذه‬ ‫هي عالقتهم بالقس���م (و الفج���ر )فماذا عن‬ ‫القسم(و الشفع و الوتر)؟‬ ‫عندما مج���ع بدايات عذاب عاد و مثود يف اية‬ ‫واحدة و اليت متثلت يف سبع ليال عاد و ثالث‬ ‫ليال مثود فأصبح باإلمكان جتاوز استخدام‬ ‫كلم�ت�ي ع���اد و مث���ود و التعوي���ض عنهم���ا‬ ‫و االش���ارة اليهم���ا بصف���ة املثنى م���ن خالل‬ ‫قسم (و الش���فع) اليت تعين العدد الزوجي‪..‬و‬ ‫كذلك االمر نفس���ه فيم���ا يتعلق بفرعون و‬ ‫الذي وصف م���ن خالل القس���م (و الوتر)اي‬ ‫الع���دد املف���رد ‪ ..‬و جم���وع الش���فع و الوتر هو‬ ‫الرق���م ‪ 3‬و ه���و عدد الش���خصيات التارخيية‬ ‫اليت حتدثت عنهم السورة‪.‬‬ ‫لقد استخدم القران عدة اقسام ألزمنة‬ ‫خمتلفة لليل مثل يغش���ى – سجى – ادبر –‬ ‫عسعس – و ما وسق – يغشاها ولكن من بني‬ ‫كل هذه االقس���ام و هذه احل���االت من اليل‬ ‫(يسر)‪.‬‬ ‫اختارت سورة الفجر القسم ِ‬ ‫و الن الي���ل ه���و نتيج���ة حلرك���ة كوكب‬ ‫االرض و يب���دأ يف عملي���ة الس���ريان مبجرد‬ ‫غ���روب الش���مس و ظهور اهلالل االس�ل�امي‬ ‫حيث يبدأ اليوم القمري ‪.‬‬ ‫ان هذا السريان لليل ينتهي مبجرد الوصول‬ ‫اىل اخليط االس���ود الذي يع���د اخر اخليوط‬ ‫اليت قد نس���جها الليل اثناء س���ريانه ‪..‬و بهذا‬ ‫يس���ر حقيقة و لي���س كما يرى‬ ‫ف���إن الليل ِ‬ ‫اصح���اب نظري���ة اجمل���از و ال�ت�ي اعتمده���ا‬

‫‪ 2‬من ‪2‬‬ ‫البع���ض م���ن املفس���رين فاالم���ر هن���ا يتعلق‬ ‫بالفلك و اجلغرافيا‪.‬‬ ‫كما ان الس�ي�ر اثناء الليل قد اكتس���بت من‬ ‫(يسر)و اصبح من‬ ‫خالله اللغة العربية فعل ِ‬ ‫(يس���ر)تعين الس�ي�ر‬ ‫املتعارف عليه ان كلمة‬ ‫ِ‬ ‫لي�ل�ا و هو الفع���ل الذي اس���تخدمه القران و‬ ‫فضله على غريه ‪.‬‬ ‫ف���إذا عرفن���ا ان ع���اد قد اس���رت عليهم س���بع‬ ‫ليال و مثود ثالث ليال و بين اسرائيل اسروا‬ ‫لي�ل�ا فه���ذه املعطيات هل���ذا الزمن م���ن الليل‬ ‫يسر)و‬ ‫لريجح العالقة بني القسم(و الليل اذا ِ‬ ‫الشخصيات التارخيية اليت تناولتها السورة‬ ‫(هل يف ذلك قسم لذي حجر؟)‬ ‫ه���ذا االس���تفهام يف االي���ة و عالقته باحلجر‬ ‫ال���ذي ه���و العق���ل يتن���اول جان���ب االل���زام‬ ‫باملسؤلية اليت من املفرتض ان يراقبها العقل‬ ‫و يضب���ط نواهيه���ا و هذه هي الرس���الة اليت‬ ‫ارادت ه���ذه االقس���ام يف الص���ورة ان توصلها‬ ‫اىل كف���ار قري���ش و من خالهل���م اىل بقية‬ ‫الن���اس فوق هذا الكوك���ب ‪..‬و هذا هو املصري‬ ‫الذي حاق باملنطقة احمليطة بكفار قريش و‬ ‫من خالهلا يأتي قرار العقل الذي وصف هنا‬ ‫باحلجر لوزن االمور ‪.‬‬ ‫حن���ن االن امام هذا املنه���ج التارخيي و الذي‬ ‫كن���ا غائب�ي�ن عن���ه و ال���ذي اول خطوات���ه‬ ‫البح���ث عن احل���دث التارخي���ي ذلك احلدث‬ ‫الذي ميث���ل موضوع الرس���الة ‪..‬ثم بعد ذلك‬ ‫االنتق���ال اىل اخلط���وة املنهجي���ة االخ���رى و‬ ‫املتمثلة يف حماولة معرفة نوعية القس���م و‬

‫عالقته بهذا احلدث التارخيي ألن املصري هو‬ ‫املوضوع الثاني للقران ‪.‬‬ ‫ان املتتب���ع ملوضوع الرس���الة يف القران ال بد‬ ‫له ان يالحظ عدم ورود االمساء الش���خصية‬ ‫للرس���ل بالس���ور اليت كانت بها ش���خصيات‬ ‫تارخيي���ة جتادهل���م ‪ ..‬و ه���ذا املنه���ج و ال���ذي‬ ‫يبتدئ من اول سور القران نزوال حتى سورة‬ ‫ص اليت ختتم الثلث االول ‪.‬‬ ‫و الس���بب الذي يكم���ن وراء هذه املنهجية هو‬ ‫ابراز الش���خصية االعتبارية للرسول و قطع‬ ‫اي حوار شخصي بني الطرفني الن الرسول‬ ‫ميثل موضوع التوحيد و هو رسالته اىل تلك‬ ‫الشخصية التارخيية ‪.‬‬ ‫و س�ي�ر الدع���وة به���ذه املرحل���ة تطلب���ت‬ ‫ه���ذه املنهجي���ة يف اب���راز احل���وار م���ن خالل‬ ‫الش���خصيات االعتبارية للرسل و الذين هم‬ ‫يف الواق���ع رس���ول واح���د الن ه���ذه املنهجية‬ ‫مل تس���تخدم االمس���اء الش���خصية هلم حتى‬ ‫نالحظ الفرق بني تلك الشخصيات ‪.‬‬ ‫يف اول س���ور الثل���ث الثان���ي ن���زوال و ال���ذي‬ ‫يبتدئ من س���ورة االعراف تتغري املنهجية و‬ ‫يبدأ املنهج يف اس���تخدام االمساء الش���خصية‬ ‫للرس���ل و لع���ل من اه���م االس���باب وراء ذلك‬ ‫هو اضاءة املرحل���ة التارخيية و التعريف بها‬ ‫فعلى س���بيل املثال مصر ق���د حكمت من قبل‬ ‫عدة فراعني و لكن وجود االس���م الش���خصي‬ ‫(موسى)قد حدد زمن هذا الفرعون الذي هو‬ ‫رمسيس الثاني ‪.‬‬ ‫و يف الثل���ث االخري ال���ذي حيتوي على بعض‬

‫السور املكية و اليت من اهمها سورتي احلاقة‬ ‫و العنكب���وت يتغ�ي�ر منهج اس���تخدام كلمة‬ ‫الرس���ول ففي س���ورة احلاقة و رغم ذكرها‬ ‫هل���ذه االقوام التارخيية – ق���وم نوح – عاد –‬ ‫مث���ود – املؤتفكات – مدي���ن (باعتبارهم قبل‬ ‫زمن فرعون) ثم فرعون فالسورة مل تذكر‬ ‫االمساء الش���خصية للرس���ل و لكنها مجعت‬ ‫كل الرسل على الرغم من اختالف اقوامهم‬ ‫و زم���ان تارخيه���م يف عبارة (فعصوا رس���ول‬ ‫ربهم ‪.)...‬‬ ‫ان كتاب���ة كلم���ة رس���ول يف صيغ���ة مفرد‬ ‫تثب���ت ان مص���در هذه الرس���الة واح���دة و ان‬ ‫موض���وع املصري ه���و ذاته رغم اخت�ل�اف انواع‬ ‫العذاب‪.‬‬ ‫و يف ص���ورة العنكبوت اليت تعترب اخر س���ورة‬ ‫يف الق���ران املك���ي تتح���دث عن الش���خصيات‬ ‫التارخيي���ة نرى منهجي���ة جديدة فاحلديث‬ ‫عن مصري تلك الش���خصيات فهي قد مجعت‬ ‫مجي���ع ان���واع العذاب يف االية رق���م ‪ 40‬و من‬ ‫خالل سري االحداث التارخيية ميكننا توزيع‬ ‫انواع العذاب على تلك االقوام ‪.‬‬ ‫و الش���خصيات التارخيي���ة الذي���ن ذكرتهم‬ ‫الس���ورة ه���ي قوم ن���وح ‪ -‬عاد – مث���ود – قوم‬ ‫ابراهي���م – ق���وم ل���وط – مدي���ن – ق���ارون‬ ‫و فرع���ون و هام���ان ‪..‬ام���ا انواع الع���ذاب اليت‬ ‫مجع���ت يف االي���ة رق���م ‪ 40‬فه���ي احلاصب و‬ ‫الصيح���ة و خص���ب االرض و الغ���رق ‪..‬فهذا‬ ‫موضوع الرسالة و هذا موضوع املصري و هذا‬ ‫القسم (و الفجر)‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫خمتصر سرية عبد اللطيف الشويرف‬ ‫‪ 2‬من ‪2‬‬

‫•فرتة عام ‪ 1957‬إنشاء اإلذاعة‬

‫ُ‬ ‫ب���دأت الكتاب���ة لإلذاع���ة من���ذ إنش���ائها ع���ام‬ ‫‪1957‬م يف مبناها املتواضع يف شارع الزاوية‪،‬‬ ‫وواصلت الكتابة هل���ا بعد انتقاهلا إىل مق ّرها‬ ‫ّ‬ ‫الش���ط‪ ،‬وتنوعت كتاباتي لإلذاعة‬ ‫يف ش���ارع‬ ‫م���ن احلدي���ث الصباح���ي‪ ،‬وعل���ى هام���ش‬ ‫الت�ل�اوة‪ ،‬واملسلس�ل�ات التمثيلي���ة‪ ،‬والتعليق‬ ‫السياسي‪ ،‬واخلواطر‪ ،‬والربامج اللغوية‪ ،‬ومن‬ ‫الربام���ج اإلذاعية اليت أعت��� ّز بها (إىل األمام)‬ ‫ال���ذي كان يذاع بعد ظه���ر كل يوم مجعة‪،‬‬ ‫وكان له صداه الواسع‪ ،‬ومستمعوه‪ ،‬واستمر‬ ‫س���تة عش���ر عاماً‬ ‫ً‬ ‫متواصلة حتى قطعه أحد‬ ‫مديري اإلذاعة عام ‪1976‬م وبرنامج (قصة‬ ‫وآي���ة) وه���و مسلس�ل�ات متثيلية ت���ذاع على‬ ‫امتداد ليالي شهر رمضان‪ ،‬وبدأ مسريته من‬ ‫ع���ام ‪1958‬م وال ي���زال مس���تمراً حتى اآلن‪،‬‬ ‫وقد س���لخ من عم���ره أربعة ومخس�ي�ن عاماً‬ ‫ب�ل�ا انقطاع‪ ،‬وال أعتقد أن برناجماً آخر طال‬ ‫َن َفس���ه‪ ،‬وامت���دّت به احلي���اة كل ه���ذه املدّة‪،‬‬ ‫وم���ن الربامج اليت أعت��� ّز بها برنام���ج (لغتنا‬ ‫العربية) وصنوه (لس���ان الع���رب) وهو أيضاً‬ ‫مما طال عمره واس���تم ّر أكثر من عش���رين‬ ‫س���نة‪،‬وكان للربنامج الصباحي (مع كتاب‬ ‫خاص يف نفس���ي‪ ،‬وكن���ت أكتبه‬ ‫اهلل) أث���ر ّ‬ ‫ب���روح وانفع���ال ال أس���تطيع تصويرهم���ا‬ ‫ٍ‬ ‫بالكلم���ات‪ ،‬وقد حدثين بع���ض األصدقاء أنه‬ ‫كان حي���س عند االس���تماع إليه بإحس���اس‬ ‫روحان���ي جيعل���ه يتمن���ى أال تنته���ي احللقة‬ ‫بقول���ي املعت���اد‪( :‬وللحديث صلة)‪ ،‬واس���تم ّر‬ ‫ث�ل�اث س���نوات متواصل���ة إىل أن أم���ر بوقفه‬ ‫مدير اإلذاع���ة الذي كان ق���د أُق ِفل برنامج‬ ‫(إىل األمام) على يديه‪.‬‬ ‫أما اإلذاعة املرئية فلم أقدم هلا سوى برنامج‬ ‫ّ‬ ‫احلج‬ ‫(لغة القرآن الكريم) وبرنامج (مناسك ّ‬ ‫والعم���رة) وبع���ض املقاب�ل�ات‪ .‬ويف اخل���ارج‬ ‫س���جلت أحاديث مرئي���ة لتلفزيون أبو ظيب‪،‬‬ ‫وأحاديث مسموعة إلذاعة دبي‪.‬‬ ‫•فرتة وزير األنباء واإلرشاد‬ ‫ُعينت يف عام ‪1963‬م وزيراً لألنباء واإلرشاد‬ ‫يف حكوم���ة الدكتور حمي���ي الدين فكيين‪،‬‬ ‫وأح���ب أن أت���رك اآلخري���ن يتحدث���ون ع���ن‬ ‫ّ‬ ‫عمل���ي يف ال���وزارة وم���ا ط���رأ عل���ى اخلطاب‬ ‫اإلعالم���ي فيها م���ن حت ّول وتط���ور واهتمام‬ ‫كبري بالقضايا العربية‪ ،‬وعلى رأسها قضية‬ ‫فلس���طني‪ .‬وقد قرأت لبعض أدبائنا وكتابنا‬ ‫ش���هاد ًة متلؤني فخراً واعتزازاً مبا قدّمته يف‬ ‫فرتة الوزارة القصرية‪ ،‬ومن أبرز ما أفتخر به‬ ‫ترخيصي بإصدار جريدة (البالغ) لألس���تاذ‬ ‫علي وري���ث ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬وجريدة (الش���عب)‬ ‫لألس���تاذ علي مصطفى املصراتي أم ّد اهلل يف‬ ‫عمره‪ ،‬ومتعه بوافر الصحة والعافية‪.‬‬ ‫وكن���ت ناوي���ا الرتخي���ص جبرائ���د أخ���رى‬ ‫لبعض املواطنني الش���رفاء ل���وال ّ‬ ‫أن احلكومة‬ ‫اس���تقالت احتجاج���اً عل���ى قم���ع مظاه���رات‬ ‫ّ‬ ‫الطلب���ة‪ ،‬وقت���ل بعضه���م يف ح���وادث يناي���ر‬ ‫الدامي���ة س���نة ‪1964‬م‪ ،‬والذين عاش���وا تلك‬

‫الف�ت�رة يعرف���ون م���دى الصعوب���ة البالغ���ة‬ ‫اليت تص���ل إىل درجة االس���تحالة يف إصدار‬ ‫تراخيص جلرائد وطنية ولعناصر معروفة‬ ‫بنضاهل���ا ومقاومته���ا للقواع���د األجنبي���ة‪،‬‬ ‫ويدرك���ون أن اإلق���دام عل���ى ه���ذه اخلطوة‬ ‫يع��� ّد يف تل���ك الظ���روف مغام���رة جريئة قد‬ ‫تطيح بصاحبها‪ ،‬وتنظمه يف قائمة املغضوب‬ ‫عليهم‪ .‬ومن االع�ت�راف باجلميل أن أن ّوه هنا‬ ‫مبوق���ف رئي���س احلكوم���ة الدّكتور حميي‬ ‫الدي���ن فكي�ن�ي ‪-‬رمح���ه اهلل‪ -‬فق���د س���اعدني‬ ‫ووقف جبانيب وأيدني يف اختاذ اخلطوة اليت‬ ‫أقدمت عليها‪ ،‬وهو يعلم يقيناً أنها ستحسب‬ ‫علي���ه من قب���ل املرتبصني ب���ه دوائر الس���وء‪،‬‬ ‫واملنتظري���ن فرص���ة الوش���اية ب���ه ل���دى من‬ ‫بأيديهم زمام احلكم يف ذلك الوقت‪.‬‬ ‫يف عام ‪1965‬م خضت االنتخابات للمجلس‬ ‫النياب���ي ع���ن دائ���رة املدين���ة القدمية ضمن‬ ‫تضم األس���تاذ‬ ‫اجلبه���ة الوطنية اليت كانت ّ‬ ‫عل���ي وري���ث ‪-‬رمح���ه اهلل‪ -‬والش���يخ حممود‬ ‫صبحي‪ ،‬واألس���تاذ علي مصطفى املصراتي‪،‬‬ ‫واألس���تاذ بش�ي�ر املغريب���ي ‪-‬رمح���ه اهلل‪-‬‬ ‫وغريه���م‪ ،‬وقد أقدمت حكومة حس�ي�ن مازق‬ ‫اليت أج���رت االنتخابات على جرمية بش���عة‬ ‫فزوّرت االنتخابات بطريقة بدائية غب ّية هي‬ ‫تكس�ي�ر صناديقنا وإفراغ ما فيها من بطاقات‬ ‫االنتخاب‪ ،‬وص ّبها يف صندوق املرش���ح اآلخر‬ ‫امل ّتفق عليه‪ ،‬وتوىل كرب هذه اجلرمية وزير‬ ‫الداخل ّية فاضل األمري بالتنس���يق مع رئيسه‬ ‫حسني مازق حيث خطط هلا وأشرف بنفسه‬ ‫على تنفيذها ومتابعتها‪ ،‬وهنأ الذين تشوهت‬ ‫أيديه���م بارتكابه���ا م���ن رج���ال األم���ن كما‬ ‫أفادت ذل���ك ش���هاد ُة الش���هود يف حماكمات‬

‫الثورة‪.‬‬ ‫•ف�ترة رئيس اللجنة العليا لرعاية الفنون‬

‫واآلداب‬

‫عينت يف س���نة ‪1965‬م رئيس���اً للجنة العليا‬ ‫لرعاية الفنون واآلداب يف عهد وزير اإلعالم‬ ‫وال ّثقاف���ة األس���تاذ خليفة التليس���ي ‪-‬رمحه‬ ‫اهلل‪ -‬وأجن���زت يف ف�ت�رة رئاس�ت�ي للجن���ة‬ ‫املذك���ورة إص���دار الكتاب ّ‬ ‫الش���هري‪ ،‬وإحياء‬ ‫ذكريات شعراء ليبيا الكبار من أمثال أمحد‬ ‫الش���ارف‪ ،‬وأقمت ّ‬ ‫رفي���ق املهدوي وأمحد ّ‬ ‫لكل‬ ‫ً‬ ‫من هذين الش���اعرين الكبريين متثاال رأس ّياً‬ ‫من اجلبس نفذهما الفنان اللييب علي قانه‪.‬‬ ‫كن���ت م���ن املؤسس�ي�ن جلمعية الفك���ر اليت‬ ‫كان هل���ا مق��� ّر متواض���ع يف ش���ارع البلدي���ة‬ ‫بطرابلس‪ ،‬وكانت تتحرك بإمكانات أكثر‬ ‫تواضع���اً‪ ،‬وترأس���تها يف ف�ت�رة م���ن الف�ت�رات‪،‬‬ ‫وقام���ت ه���ذه اجلمعي���ة يف مرحلة نش���أتها‬ ‫األوىل بنش���اط ال بأس به‪ ،‬فأسس���ت مكتبة‪،‬‬ ‫ونظم���ت مواس���م للمحاض���رات والن���دوات‪،‬‬ ‫واستضافت للمحاضرة فيها عدة شخصيات‬ ‫زائ���رة من أمث���ال األس���تاذ الكب�ي�ر مالك بن‬ ‫نيب ‪-‬رمح���ه اهلل‪ -‬ث���م أصاب ه���ذه اجلمعية‬ ‫الوهن‪ ،‬وأوش���كت على الس���قوط عدة مرات‪،‬‬ ‫ومل تجُ ��� ِد اإلس���عافات املس���تعجلة ال�ت�ي قام‬ ‫به���ا بعض الغيوري���ن يف إع���ادة العافية إليها‬ ‫فمات���ت وحلق���ت بغريه���ا م���ن املؤسس���ات‬ ‫الثقافية األهلية اليت سبقتها إىل عامل الفناء‬ ‫كالنادي األدبي الذي أسسه األستاذ الشاعر‬ ‫أمح���د الفقي���ه حس���ن ‪-‬رمح���ه اهلل‪ -‬والنادي‬ ‫الثقايف الذي أسسه الشيخ عبد السالم خليل‪،‬‬ ‫رمحه اهلل‪.‬‬ ‫ونالحظ أن املؤسس���ات الثقافي���ة األهلية يف‬

‫بالدن���ا على قلتها ال تعم���ر طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬وال تبقى‬ ‫حتى تك ّون لنفسها جذورا ترسخها يف الرتبة‬ ‫الثقافية‪ ،‬وجتعل فيها تقليدا اجتماعياً ثابتاً‬ ‫ومتجدّداً‪ ،‬وقادراً على التواصل واالس���تمرار‪،‬‬ ‫خبالف الن���وادي الرياضية اليت جتاوز عمر‬ ‫بعضها الستني سنة‪ ،‬وال تزال يف شرخ شبابها‬ ‫حترز البطوالت‪ ،‬ويتس���لمها جيل بعد جيل‪،‬‬ ‫وتتكاثر بش���كل عجيب حتى لي���كاد يكون يف‬ ‫رياض���ي‪ ،‬ويرج���ع ذلك إىل‬ ‫كل ش���ارع ن���ا ٍد‬ ‫ّ‬ ‫أس���باب م���ن أهمه���ا أن بالدن���ا حديث���ة عهد‬ ‫بالثقافة‪ ،‬وعاش���ت عهوداً مظلمة من اجلهل‬ ‫والتخّل���ف‪ ،‬ومل تتك ّون فيها بع ُد بيئة ثقافية‬ ‫عريضة تشجع املؤسس���ات الثقافية األهلية‪،‬‬ ‫وحتميها وجتد هلا األنصار والداعمني كما‬ ‫هو الش���أن يف مصر وتون���س ولبنان وغريها‪،‬‬ ‫يتحمل املثقفون عندنا ‪ -‬على قلتهم‬ ‫ولذل���ك ّ‬ ‫يف ذل���ك الوق���ت‪ -‬ج���زءاً من مس���ؤولية موت‬ ‫املؤسسات الثقافية األهلية‪ ،‬فقد ختّلوا عنها‪،‬‬ ‫وخبل���وا بدف���ع االش�ت�راكات ال�ت�ي تو ّفر هلا‬ ‫الدم���اء اليت حتركه���ا‪ ،‬وقاطعه���ا الكثريون‬ ‫منه���م ومل يعرفوا طريقهم إليها‪ ،‬وس���قطت‬ ‫أمامهم كما تسقط النخلة اليت خنر جوفها‬ ‫الس���وس‪ ،‬ومل حيرك سقوطها فيهم ساكناً‪،‬‬ ‫ومل يستش���عروا الف���راغ ال���ذي خلفته وراءها‬ ‫وال الثغ���رة ال�ت�ي أحدثته���ا يف ج���دار احلياة‬ ‫الثقافي���ة‪ .‬يض���اف إىل ذل���ك أن املؤسس���ات‬ ‫الثقافي���ة األهلية القليل���ة مل َ‬ ‫حتظ باهتمام‬ ‫اجلان���ب الرمس���ي ومل تنل عش���ر معش���ار ما‬ ‫نالته النوادي الرياضي���ة املدللة من الرعاية‬ ‫واحلدب والدعم املاد ّ‬ ‫ّي‪ ،‬والتشجيع الذي فاق‬ ‫كل تص��� ّور‪ ،‬وبذلك اجتمع على املؤسس���ات‬ ‫الثقافي���ة األهلية القليلة عقوقان‪ ،‬وتن ّكر هلا‬ ‫راعي���ان‪ ،‬وانقط���ع عنها م���ددان‪ ،‬فانتهت غري‬ ‫مأسوف عليها من الذين ال يقيمون للثقافة‬ ‫وزناً‪ ،‬وال للفكر اعتباراً‪.‬‬ ‫وذهبت هذه املؤسس���ات ومل ترثها مؤسس���ات‬ ‫مماثل���ة‪ ،‬كأن فقر الدم الذي كانت تعانيه‬ ‫قد س ّبب هلا عقماً‪ ،‬أو مل يتح هلا الوقت الكايف‬ ‫لكي تنم���و ويكتمل ش���بابها‪ ،‬ويش���ت ّد عودها‪،‬‬ ‫وتكون فتية قادرة على اإلجناب‪.‬‬ ‫•فرتة البالغ يف عهد الثورة‬ ‫بع���د ع���ودة (الب�ل�اغ) إىل الص���دور يف عه���د‬ ‫ُ‬ ‫ثم تف ّرغت‬ ‫الثورة‪،‬‬ ‫اش�ت�ركت يف حتريره���ا‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫أصبحت‬ ‫ثم‬ ‫هلا بعد وفاة األستاذ علي وريث‪ّ ،‬‬ ‫رئيس���اً لتحريره���ا‪ .‬ويف ع���ام ‪1974‬م صدر‬ ‫قرار بتأميم الصحاف���ة‪ ،‬وتلقينا من منفذي‬ ‫ق���رار التأمي���م رس���ائل غاي���ة يف اجلف���اف‬ ‫بإقالتنا‪ ،‬وقطع صلتن���ا باجلريدة‪ ،‬وكأن ما‬ ‫بذلته أس���رة (البالغ) ‪-‬وعلى رأسها مؤسسها‬ ‫األس���تاذ عل���ي وري���ث‪ -‬م���ن جه���ود وع���رق‬ ‫وعص���ارة فك���رة ومعان���اة س���هر ال يس���تحق‬ ‫م���ن منف���ذي ق���رار التأميم كلمة ش���كر أو‬ ‫احل ّد األدنى من اجملامل���ة املتعارف عليها يف‬ ‫الرس���ائل‪ ،‬ولك���ن يبدو أن خل���ق الوفاء أصبح‬ ‫عمل���ة نادرة يف ه���ذا الزمن ال���رديء الذي ال‬ ‫ووس���دت في���ه األمور‬ ‫يق���دَّر في���ه العامل���ون‪ّ ،‬‬ ‫إىل غري أهلها‪ ،‬وتس���ّلق موجة الصحافة غري‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫القادرين على السباحة يف حبرها‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من سوء الطريقة اليت أخرجنا‬ ‫بها من (البالغ) وافتقارها إىل أبس���ط قواعد‬ ‫األدب واللياقة وتقاليد اإلدارة فالذي يعزينا‬ ‫أن (الب�ل�اغ) ق���د دخل���ت تاري���خ الصحاف���ة‬ ‫الليبي���ة م���ن أوس���ع أبوابه‪ ،‬واحتلت أش���رف‬ ‫ميادينه‪ ،‬وكانت من أنصع الصحف الليبية‬ ‫ذمة ويداً‪ ،‬وأكثرها التزاماً‬ ‫وجهاً‪ ،‬وأنظفه���ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫باخلط الوطين ومبادئ العروبة واإلس�ل�ام‪،‬‬ ‫وأوفره���ا ّ‬ ‫حظاً من الش���عبية وذيوع الصيت‪،‬‬ ‫وإن مش���ت الش���امتون‪ ،‬ونفس ع���ن حقدهم‬ ‫احلاقدون‪.‬‬ ‫•فرتة مجعية الدعوة اإلسالمية‬ ‫كن���ت م���ن املؤسس�ي�ن جلمعي���ة الدع���وة‬ ‫اإلس�ل�امية‪ ،‬وأتش��� ّرف بأن���ي أح���د املوقعني‬ ‫على قانونها‪ ،‬وكنت عضواً مبجلس إدارتها‬ ‫األول ال���ذي كان يرأس���ه فضيل���ة الش���يخ‬ ‫حمم���ود صبح���ي‪ ،‬كما س���اهمت يف إنش���اء‬ ‫كلي���ة الدع���وة اإلس�ل�امية‪ ،‬وش���اركت يف‬ ‫صياغة قانونها مع األس���تاذ كمال املنتصر‪،‬‬ ‫رمحه اهلل‪.‬‬ ‫أن���ا اآلن متقاع���د‪ ،‬وعض���و يف جمم���ع اللغة‬ ‫يب‪ ،‬واملستش���ار الثق���ايف للهيئة‬ ‫العربي���ة الّلي ّ‬ ‫املش�ت�ركة لتأس���يس الثقاف���ة اإلس�ل�امية‪،‬‬ ‫وم���درس م���ادّة البالغ���ة يف كلي���ة الدعوة‬ ‫اإلس�ل�امية‪ ،‬ومتع���اون م���ع مكت���ب اإلعالم‬ ‫والنشر جبمعية الدعوة اإلسالمية العاملية‪،‬‬ ‫ومع اهليئة العامة لألوقاف وشؤون الزكاة‪.‬‬ ‫أ ّلفت األجزاء األربعة من كتاب (التدريبات‬ ‫اللغوية) املق���رر على س���نوات الكلية األربع‪،‬‬ ‫وكت���اب (تصحيح���ات لغوي���ة)‪ ،‬وكت���اب‬ ‫(من���اذج وص���ور)‪ ،‬وكتاب�ي�ن يف احلدي���ث‬ ‫النب���وي وتاري���خ تدوين���ه كان���ا مق ّرري���ن‬ ‫على الس���نتني الثالث���ة والرابع���ة يف املرحلة‬ ‫الثانوية التخصصي���ة‪ ،‬وكتاب (دليل احلج‬ ‫والعم���رة)‪ ،‬وش���اركت يف تألي���ف األج���زاء‬ ‫الستة من كتاب (تعليم اللغة العربية لغري‬ ‫الناطقني بها)‪ ،‬ويف ذهين مش���روعات كتب‬ ‫تأليف بعضه���ا‪ ،‬وأنوي كتابتها إن‬ ‫ب���دأت يف ِ‬ ‫ّ‬ ‫علي بالصحة‬ ‫اهلل‬ ‫ومن‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫بق‬ ‫كان يف العمر ّ‬ ‫ّ‬ ‫والعافية‪.‬‬ ‫•فرتة األحفاد واحلفيدات‬ ‫لي أربع���ة أبن���اء وبنتان كله���م متزوجون‪،‬‬ ‫وهم حبمد اهلل بارون بي وبوالدتهم‪ ،‬وأسعد‬ ‫حلظات���ي تل���ك اليت يل���وذ بي فيه���ا أحفادي‬ ‫وحفيدات���ي‪ ،‬وأداعبه���م وأالطفه���م وأدخ���ل‬ ‫الس���رور يف قلوبه���م‪ ،‬وأمس���ع ضجيجه���م‬ ‫وصخبه���م كأن���ه موس���يقى عذبة تش��� ّنف‬ ‫أذن���ي‪ ،‬وكي���ف ال وه���م ق ّرة عي�ن�ي‪ ،‬وبهجة‬ ‫فؤادي‪ ،‬وأنس حياتي‪ ،‬وسلوتي يف هذه ّ‬ ‫السن‬ ‫ال�ت�ي قارب قطاره���ا أن يصل بي إىل ّ‬ ‫حمطة‬ ‫ال ّثمان�ي�ن إن ق���دّر اهلل لي أن أص���ل إىل هذه‬ ‫ّ‬ ‫احملطة‪.‬أعظ���م م���ا خرج���ت ب���ه يف حيات���ي‪،‬‬ ‫ومي�ل�أ قليب رض���اً‬ ‫ً‬ ‫وطمأنين���ة وأمناً حفظي‬ ‫للقرآن الكريم برواي���ة قالون عن نافع‪ ،‬فهو‬ ‫ذخ���ري وكن���زي وربي���ع قليب ون���ور عيين‪،‬‬ ‫عل���ي‪ ،‬ومييتين‬ ‫وأدع���و اهلل أن‬ ‫َ‬ ‫يدي���م نعمت���ه ّ‬ ‫ً‬ ‫رطب بتالوته‪ ،‬وجيعله ش���فيعا لي‬ ‫ولس���اني ٌ‬ ‫يوم يُدعى ّ‬ ‫كل أناس بإمامهم‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫سانت إجييديو‪ ..‬الذراع السياسية حلاضرة الفاتيكان‬ ‫عزالدّين عناية‬

‫يوم أطّلت مجاعة سانت إجييديو الكاثوليكية‬ ‫يف الس���احة اإليطالي���ة يف الس���ابع م���ن فرباير‬ ‫‪ ،1968‬كان���ت عب���ارة ع���ن فص���ل جديد من‬ ‫فص���ول األصولي���ة املس���يحية ال�ت�ي مت���ور بها‬ ‫الس���احة الديني���ة يف أوروب���ا واألمريكت�ي�ن‪ .‬يف‬ ‫تل���ك احلقب���ة كان ق���د أ ّ‬ ‫مل باحمل���رك الدي�ن�ي‬ ‫الرئيس يف روما‪ ،‬شيء من العطل وباتت تعوزه‬ ‫املبادرة التارخيية‪ ،‬جراء غلبة الطابع التقليدي‬ ‫واحملافظ علي���ه‪ّ .‬‬ ‫تلخص ذل���ك العطل يف عدم‬ ‫قدرة الكنيسة على التالؤم مع حتوالت الناس‪،‬‬ ‫على غ���رار تواصل حترميها للطالق‪ ،‬وموقفها‬ ‫املناه���ض ملس���اواة امل���رأة مع الرج���ل يف الرتقي‬ ‫الكهنوت���ي‪ ،‬وه���و ما ال ي���زال جامث���ا على صدر‬ ‫الكنيس���ة حت���ى الي���وم‪ .‬مل جتد كنيس���ة روما‬ ‫س���بيال للخروج من مأزق التأقلم مع احلداثة‬ ‫س���وى التعجيل بعقد جمم���ع الفاتيكان الثاني‬ ‫(‪ )1962-1965‬يف حماول���ة ملواءم���ة رس���الة‬ ‫الدين م���ع روح العصر والبح���ث عن مصاحلة‬ ‫مع الزم���ن‪ ،‬بقصد اإلمس���اك مبجريات الواقع‬ ‫الديين ال���ذي بدأ ينفرط عقده وم���ا عاد للبابا‬ ‫سلطان كاف عليه‪.‬‬ ‫مل تضع تلك العملية االس���تباقية حدا لألزمة‬ ‫الدينية املس���تفحلة‪ .‬وجاءت أبرز االنش���قاقات‬ ‫التجمع‬ ‫حينه���ا م���ن جنوب الع���امل‪ ،‬مع انعق���اد‬ ‫ّ‬ ‫األس���قفي مبادل�ي�ن يف كوملبيا س���نة ‪1968‬م‪،‬‬ ‫وب���روز تي���ار اله���وت التحرر‪ ،‬ال���ذي جنح حنو‬ ‫االنتقاد اجلذري للكنيسة وإلقاء الالئمة عليها‬ ‫الخنراطها يف لعبة الرأمسالية اجلش���عة‪ ،‬لكن‬ ‫روما مل جتد س���بيال سوى رفع سوط احلرمان‬ ‫وعق���د احملاكم���ات ملواجه���ة عص���اة اله���وت‬ ‫التح���رر‪ ،‬أمثال غوس���تافو غوت�ي�راز وليوناردو‬ ‫ب���وف‪ .‬تب���دو ه���ذه املقدم���ة ضروري���ة حت���ى‬ ‫نض���ع مجاعة س���انت إجييدي���و داخ���ل إطارها‬ ‫التارخي���ي‪ .‬فاجلماعة اختارت منذ البدأ مواالة‬ ‫الكنيس���ة‪ ،‬رغم س���عيها احلثيث لتأسيس فضاء‬ ‫نش���اط اجتماعي‪-‬سياس���ي‪-‬ديين خ���اص به���ا‪.‬‬ ‫فحني أقدم أندريا ريكاردي‪ ،‬املتحدر من عائلة‬ ‫بورجوازي���ة واب���ن مدي���ر البنك‪ ،‬س���نة ‪،1968‬‬ ‫عل���ى بعث مجاعة س���انت إجييدي���و رفقة ثّلة‬ ‫م���ن دعاة االنبع���اث الكاثوليك���ي‪ ،‬كان حيدوه‬ ‫أمل لتغيري اجملتمع بواس���طة اإلجنيل‪ .‬وكان‬ ‫قد راكم خربة طيلة مشواره النضالي الديين‬ ‫حتت تنظيم "جوفنتو ستودينتيس���كا" (الشبيبة‬ ‫الطالبي���ة) ال���ذي أسس���ه األصول���ي اإليطالي‬ ‫لوجي���ي جوس���اني‪ .‬وبفطن���ة قيادي���ة تنب���ه‬ ‫ري���كاردي مبكرا إىل أفول عصر "الدميقراطية‬ ‫املس���يحية"‪ ،‬حزب الكنيس���ة القوي الذي تربع‬ ‫عل���ى املس���رح السياس���ي اإليطال���ي عل���ى مدى‬ ‫عقود‪.‬‬ ‫فق���د ب���دأ خيي���م متلم���ل يف أوس���اط النخب���ة‬ ‫الكاثوليكي���ة على مصائ���ر السياس���ة املتديّنة‪.‬‬ ‫وكانت احلاجة ماس���ة لتواجد هيأة مسيحية‬ ‫املنشأ وعلمانية املنشط‪ ،‬تتوىل الشأن العلماني‬ ‫مبرجعية كنسية‪ ،‬وتكون واسطة مع الداخل‬ ‫واخلارج‪ ،‬لكن ذلك األمر لن يتأتى بلوغه سوى‬ ‫باس���تقطاب رم���وز سياس���ية وفكري���ة ودينية‬ ‫موحد‪ .‬هذا الدرس التقطه‬ ‫وحش���رهم يف عمل َّ‬ ‫مؤس���س سانت إجييديو وحوله إىل واقع فعلي‬ ‫داخ���ل أخويت���ه‪ ،‬فش���رع باس���تقطاب املتنفذين‬ ‫والفاعل�ي�ن إىل ص ّف���ه‪ ،‬لع���ل م���ن أب���رز الوجوه‬ ‫وقته���ا ‪ -1975-‬الكردين���ال مارتي�ن�ي عمي���د‬

‫اجلامعة الغريغورية احلربية‪.‬‬ ‫يف احلقيق���ة مل يب���دأ الظه���ور الفعلي لس���انت‬ ‫إجييديو يف الساحة اإليطالية سوى مع حلول‬ ‫العام ‪ ،1973‬بع���د أن غنمت اجلماعة مقرا هلا‬ ‫يف دير للرهبنة الكرملية يف املدينة العتيقة يف‬ ‫روما‪ ،‬وشرعت يف إس���داء خدماتها االجتماعية‬ ‫للمهمش�ي�ن‪ ،‬م���ع االحنياز يس���ارا يف السياس���ة‬ ‫َّ‬ ‫اإليطالية‪ ،‬وه���و ما جعل صحيفة "اجلورنالي"‬ ‫تته���م اجلماعة بالس���عي لتش���كيل لوبي أمحر‬ ‫ِّ‬ ‫موظفة ما تسديه من خدمة للمعوزين‪.‬‬ ‫لكن ه���ذا االنفتاح االجتماع���ي على اخلارج مل‬ ‫حي ْل دون االنغالق الدغمائي لسانت إجييديو‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فاجلماع���ة تنطب���ق عليه���ا مواصف���ات ِّ‬ ‫الن ْحلة‬ ‫الباحث���ة عن نق���اوة طوباوية‪ ،‬وال ُق���دّاس الذي‬ ‫ي َ‬ ‫ُعقد عشية السبت يف كنيسة اجلماعة يبقى‬ ‫مغلقا يف وجوه الغرباء وال يرتاده سوى األتباع‪.‬‬ ‫ما دفع الكنيسة إىل التدخل ومنع ريكاردي من‬ ‫تقديم العظة بدل الراه���ب املك ّرس‪ .‬وحتذيره‬ ‫م���ن مغبة إحل���اق حتوي���رات بالليتورجيا‪ ،‬بعد‬ ‫أن ب���دأت اجلماعة تضيف من وحيها طقوس���ا‬ ‫شرقية‪.‬‬ ‫لك���ن إىل جان���ب انش���غال س���انت إجييدي���و‬ ‫باملهمش�ي�ن يف الداخ���ل‪ْ ،‬أول���ت اهتمام���ا بالغ���ا‬ ‫َّ‬ ‫للوس���اطة "الدبلوماس���ية الصامت���ة" حل���ل‬ ‫النزاعات يف بلدان العامل الثالث أيضا‪ ،‬حبثا عن‬ ‫دور يف الس���احة الدولي���ة‪ ،‬ال س���يما وأن العصر‬ ‫جتاوز التبش�ي�ر باإلجنيل وغدا التبشري بأدوات‬ ‫مستجدة فاعلة يف السياسة الدولية‪.‬‬ ‫صحي���ح أن اجلماع���ة كان���ت تتدخ���ل ب�ي�ن‬ ‫الصغار وختش���ى الكبار‪ ،‬لكن ذلك راكم لديها‬ ‫خربة عالية تطورت مع السنني‪ .‬وكان البد يف‬ ‫هذا املس���ار م���ن مباركة علنية م���ن الفاتيكان‬ ‫نالته���ا م���ع الع���ام ‪ .1986‬واس���تطاعت أن‬ ‫حتافظ عل���ى ذلك الوج���ه العلماني يف اخلارج‬ ‫والكاثوليكي يف الداخل‪ .‬باتت اجلماعة تربطها‬ ‫عالقات وثيقة باملتنفذي���ن حتت قبة بطرس‪،‬‬ ‫وتراجعت اخلش���ية من تش��� ّكل كنيس���ة داخل‬ ‫الكنيس���ة‪ .‬وأمام براعة الوس���اطة الدبلوماسية‬ ‫اليت صارت حبوزة س���انت إجييديو‪ ،‬وال س���يما‬ ‫يف الع���امل الثال���ث‪ ،‬مل تر كنيس���ة روم���ا مانعا‬

‫يف تكليفه���ا بتنظي���م ملتقى أس���يزي الش���هري‬ ‫الذي حش���دت له مجلة من ق���ادة أديان العامل‪،‬‬ ‫نال���ت عل���ى إثره اجلماع���ة لقب "أم���م املتحدة‬ ‫الفاتي���كان"‪ .‬وق���د كان اللقاء فرص���ة ناجحة‬ ‫َ‬ ‫مس���تحدثا‬ ‫لرتويج رس���الة الكنيس���ة وأس���لوبا‬ ‫للتبش�ي�ر باإلجني���ل‪ ،‬يف وق���ت كان في���ه البابا‬ ‫الراح���ل كارول ووجتي�ل�ا مهووس���ا بالظهور‬ ‫اإلعالمي‪.‬‬ ‫توال���ت عمليات الوس���اطة للجماعة يف البلقان‬ ‫وبوروندي وغواتيماال وس���احل العاج وليبرييا‪،‬‬ ‫وكان اإلجناز الكبري لس���انت إجييديو يف حل‬ ‫مس���ألة الص���راع الدائ���ر يف املوزمبي���ق وتوقيع‬ ‫معاه���دة الس�ل�ام يف روم���ا ب�ي�ن األط���راف‬ ‫املتنازع���ة (‪ .)1992‬وأب���رز م���ا مت م���ن اجلانب‬ ‫العربي ترتيب لقاءات حلس���ن الرتابي مع جون‬ ‫غارنغ بقصد تس���وية مس���ألة جنوب الس���ودان‪.‬‬ ‫وتوقي���ع وليد مجب�ل�اط والبطري���رك امللكاني‬ ‫مكس���يموس اخلام���س اتفاق���ا (س���نة ‪)1982‬‬ ‫بشأن مسيحي قضاء الشوف يف لبنان‪.‬‬ ‫غري أن فش���ل مبادرة احل���وار املتعلق باجلزائر‪،‬‬ ‫إب���ان العش���رية الس���وداء‪ ،‬ي���وم قال���ت اجلزائر‬ ‫كلمته���ا ال للتفاوض يف ظ���ل الصليب‪ ،‬كان‬ ‫ضربة موجعة لسانت إجييديو‪ .‬يف وقت كانت‬ ‫في���ه اجلماع���ة حريص���ة على خلق ش���خصية‬ ‫اعتباري���ة تغ���دو مبوجبه���ا ناف���ذة يف الس���احة‬ ‫الدولي���ة‪ .‬واحلال أن القضية اجلزائرية حينها‬ ‫م���ا كانت س���وى درج���ة يف الس���ّلم تو ّد س���انت‬ ‫إجييديو الصعود عليها إىل أعلى‪.‬‬ ‫ال ي���زال دأب اجلماع���ة اصطي���اد املتنفذي���ن‪،‬‬ ‫أكان���وا عامل�ي�ن يف املؤسس���ات اإلعالمي���ة‪ ،‬أو‬ ‫ناش���طني يف األحزاب السياس���ية‪ ،‬أو أش���خاصا‬ ‫مؤثري���ن يف السياس���ة الدولية‪ ،‬وحترص على‬ ‫جلبهم إىل روما وإدخاهلم دير تراتس���تيفريي‪.‬‬ ‫يهوي منهم ّ‬ ‫يق���ل جميئه‪ ،‬وتلك حال‬ ‫لكن م���ن ِ‬ ‫الشيخ حس���ن الرتابي من اجلانب العربي‪ ،‬ناله‬ ‫ٌّ‬ ‫حظ عظيم وزار قداس���ة احلرب األعظم يوحنا‬ ‫بول���س الثان���ي‪ ،‬غري أن���ه منذ أن ص���ار من رواد‬ ‫الس���جون ّ‬ ‫ق���ل عبوره م���ن روم���ا‪ ،‬فاجلماعة ال‬ ‫حتب اآلفلني‪.‬‬ ‫ّ‬


‫‪26‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫قراءة يف كتاب بوتفليقة خدامه وأسياده!‬ ‫انغري بوبكر‬ ‫اص���دره الكاتب اجلزائري حممد س���يفاوي وهو‬ ‫صحف���ي جزائري عمل مراس�ل�ا لصحيفة جون‬ ‫افريك الفرنسية باجلزائر قبل ان يغادرها خوفا‬ ‫م���ن االغتي���ال او االضطه���اد يف احس���ن االحوال‬ ‫عان���ى من الغرب���ة عن اجلزائر من���ذ ‪ 1999‬منذ‬ ‫كتابات���ه املنتق���دة للوئ���ام املدن���ي ال���ذي أعلن���ه‬ ‫الرئيس بوتفليقة فيما يسميه الكاتب بالتصاحل‬ ‫والتس���اهل م���ع القتل���ة واجملرم�ي�ن م���ن أنصار‬ ‫التيارات اإلسالمية املتطرفة اليت اتهمها الكاتب‬ ‫اجلزائ���ري بإرهاب الش���عب اجلزائ���ري وترميل‬ ‫األس���ر اجلزائرية وختريب بيوتها يف تسعينيات‬ ‫الق���رن املاض���ي عندم���ا ق���رر جن���راالت اجلزائر‬ ‫إيق���اف املسلس���ل االنتخاب���ي يف ال���دور الثاني يف‬ ‫التسعينات بعدما اكتسح إسالميو جبهة اإلنقاذ‬ ‫اإلس�ل�امية احلك���م ووجود ب���وادر قوي���ة لقبول‬ ‫الرئيس اجلزائري الس���ابق املرحوم الش���اذلي بن‬ ‫جديد مش���اركة الس���لطة مع اإلس�ل�اميني ضد‬ ‫إرادة اجلنراالت باجلزائر لكن جنراالت اجلزائر‬ ‫كان هلم القول الفصل فقاموا بأجبار الش���اذلي‬ ‫بنجديد على االس���تقالة لتدخ���ل اجلزائر دوامة‬ ‫االقتت���ال الداخلي الذي خلف مئ���ات اآلالف من‬ ‫الضحاي���ا وم���ا تزال مس���ؤولية ه���ذه اجلرائم مل‬ ‫تفتح بعد بش���كل يعيد الس���ر الضحايا حقوقهم‬ ‫املس���لوبة ‪ ،‬وتب���ادل العس���كر واإلس�ل�اميون‬ ‫املس���ؤولية ع���ن ذلك لك���ن اعرتاف���ات العديد من‬ ‫ضب���اط املخاب���رات اجلزائري���ة فيم���ا بع���د مثل‬ ‫العقي���د حممد مسراوي واخرون مبس���ؤوليتهم‬ ‫يف صناعة اجلماعة االسالمية املقاتلة واجليش‬ ‫االس�ل�امي وغريها من فرق امل���وت يوضح جبالء‬ ‫الت���ورط الفاض���ح جلن���راالت اجلزائ���ر يف قت���ل‬ ‫املدني�ي�ن واغراق الس���جون باآلالف م���ن االبرياء‬ ‫بدعاوي استئصال اإلرهاب وتطهري اجلزائر‪.‬‬ ‫كت���اب الكات���ب اجلزائ���ري حمم���د س���يفاوي‬ ‫بوتفليق���ة خدام���ه واس���ياده حيم���ل العديد من‬ ‫املعطي���ات اليت تش���خص الوضع املأس���اوي الذي‬ ‫تعيش���ه اجلزائر بداية سنة ‪ 2011‬اي بعد بداية‬ ‫االنتفاضات الشعبية جتتاح تونس وليبيا ومصر‬ ‫وحيم���ل الكت���اب دع���وة اىل الش���باب اجلزائ���ري‬ ‫للتف���اؤل بقرب س���قوط نظ���ام بوتفليق���ة النه‬ ‫حيم���ل يف ذات���ه كل مؤش���رات االنهي���ار فعل���ى‬ ‫س���بيل املثال ال احلصر يتحدث الكتاب عن اعمار‬ ‫الساس���ة اجلزائريني وجنراالته���م فيجد معدل‬ ‫اعماره���م يف س���نة ‪ 2011‬تاريخ كتاب���ة الكتاب‬ ‫‪ 73‬س���نة فيم���ا معدل عمر الش���عب اجلزائري‬ ‫هو ‪ 35‬س���نة فه���ل ميك���ن جلي���ل الثمانينات ان‬ ‫حيكم ش���باب الثالثينات وحيق���ق مطالبهم وهو‬ ‫الذي يس���تعني يف قاموس���ه السياسي واالعالمي‬ ‫مبفاهيم االس���تقالل الوط�ن�ي والوحدة الوطنية‬ ‫ومناهضة االس���تعمار وش���عارات االستقالل عن‬ ‫الغ���رب وتامي���م املص���احل االقتصادي���ة الوطنية‬ ‫على الطريقة البومدينية وكل هذه الش���عارات‬ ‫الكاذب���ة بطبيع���ة احل���ال ال يستس���يغها ش���باب‬ ‫اليوم الذي يرى يف فرنس���ا بلدا للحرية والعمل‬ ‫واملس���تقبل وليسا بلدا استعماريا ؟ فإليكم اعمار‬ ‫بع���ض الش���خصيات اجلزائرية ال�ت�ي جتثم على‬ ‫ص���دور اجلزائريني ‪( :‬بعض االمس���اء املذكورة‬ ‫يف الكتاب توفيت االن )عبد العزيز بوتفليقة ‪73‬‬ ‫سنة اجلنرال حممد العماري ‪ 75‬سنة اجلنرال‬ ‫توفيق مدين ‪ 72‬سنة( احلاكم الفعلي للجزائر‬

‫رئي���س االس���تخبارات اجلزائري���ة من���ذ أكث���ر‬ ‫م���ن ‪ 50‬س���نة ) مجال ولد عباس ‪ 75‬س���نة داحو‬ ‫ول���د القابلي���ة وزير الداخلية االس���بق الس���فري‬ ‫اجلزائ���ري يف فرنس���ا صبحي ‪ 86‬س���نة العربي‬ ‫بلخري تويف االن اخر مهمة له هي سفري اجلزائر‬ ‫باملغرب ‪ 78‬سنة اجلنرال امساعيل العماري ‪74‬‬ ‫س���نة وال عالقة قرابة بينه وبني العماري االخر‬ ‫رغم تش���ابه االس���م اجلنرال حممد بوتشني ‪76‬‬ ‫سنة وغريهم كثري‪.‬‬ ‫الصراع اخلفي بني االجنحة‬ ‫• ‬ ‫الكتاب يتحدث كذلك ع���ن الصراع اخلفي بني‬ ‫اجنح���ة احلكم باجلزائ���ر وخاصة ب�ي�ن جناحي‬ ‫توفي���ق وجن���اح الرئي���س ويظهر م���ن معطيات‬ ‫الكتاب ان الرئيس اجلزائري الذي مت استقدامه‬ ‫م���ن جني���ف يف ‪ 1999‬ليع���وض الرئيس اليمني‬ ‫زروال ب���دأ حكم���ه بعقلي���ة جهوي���ة اي اعط���ى‬ ‫االفضلية البن���اء الغرب اجلزائري على حس���اب‬ ‫جمموع ابن���اء اجلزائر اي ارجع ما كان يس���مى‬ ‫حبك���م عصابة وج���دة بعدم���ا قام الش���ادلي بن‬ ‫جدي���د مبحاول���ة تصفية جمموع���ة وجدة اليت‬ ‫متث���ل االرث البومدي�ن�ي يف اجلزائر واس���تبدهلا‬ ‫املرح���وم الش���ادلي مبحور باتة وس���وق االحرس‬ ‫‪ ،‬الرئي���س اجلزائ���ري من���ذ بداي���ة حكم���ه ق���ام‬

‫مبحاول���ة االنتقام م���ن اجلنراالت ال���ذي منعوه‬ ‫م���ن خالفة بومدين س���نة ‪ 1978‬ومن الساس���ة‬ ‫اعض���اء جبه���ة االنق���اد الوط�ن�ي الذي���ن صوت���وا‬ ‫ض���ده ان���ذاك لعضوي���ة االمان���ة العام���ة جلبهة‬ ‫التح�ي�ر الوطين مم���ا اضطره اىل مغ���ادرة البالد‬ ‫والعيش كمستش���ار جملموعة من امراء اخلليج‬ ‫وخاص���ة ام���راء االم���ارات ‪ ،‬الكت���اب يتحدث عن‬ ‫كيفي���ة تزوي���ر االنتخابات الرئاس���ية يف ابريل‬ ‫س���نة ‪ 1999‬وال�ت�ي اعطت الف���وز الكاس���ح لعبد‬ ‫العزي���ز بوتفليقة برق���م برجيينيفي س���وفياتي‬ ‫اكثر م���ن ‪ 74‬يف املئ���ة بالطبع الكت���اب يتحدث‬ ‫ع���ن املفاوضات اليت فرض فيها بوتفليقة معدل‬ ‫النج���اح يف االنتخاب���ات واش�ت�رط ان يكون اكرب‬ ‫م���ن مجيع س���ابقيه ‪ ،‬اجلنراالت الذي اس���تقدمو‬ ‫عب���د العزي���ز بوتفليقة كخيار حلك���م اجلزائر‬ ‫يف ه���ذه املرحل���ة مل يك���ن اختياره���م االول ه���و‬ ‫بوتفليقة بل كان هو حممد بن حيي لكن رفض‬ ‫بعض اجلن���راالت ومنه���م حممد بوتش�ي�ن هلذا‬ ‫املقرتح ادى بهم اىل اختيار عبد العزيز بوتفليقة‬ ‫كوج���ه دول���ي مع���روف دو حنكة ديبلوماس���ية‬ ‫مش���هودة هذا ما اعتق���ده اجلنراالت ال���ذي ارادو‬ ‫بذلك اجتي���از املرحلة الدقيقة ال�ت�ي بات تعرفها‬ ‫اجلزائ���ر بفعل احلرب الدموية اليت تلت تعطيل‬

‫املسلس���ل االنتخاب���ي يف س���نة ‪ 1992‬والعزل���ة‬ ‫الدولي���ة ال�ت�ي يعيش���ها اجلن���راالت املتورط���ون‬ ‫باملذاب���ح واملطلوبون ل���دى العدالة الدولية ‪ ,‬لكن‬ ‫اجلنراالت خاب املهم يف بوتفليقة عندما انتهج‬ ‫سياس���ة االس���تفراد يف القرار واضعاف املؤسسة‬ ‫العس���كرية واالس���تخبارات ‪ ،‬مما خلق مشاكل‬ ‫كبرية وازم���ات خطرية تعيش���ها اجلزائر يوميا‬ ‫بفع���ل ص���راع االجه���زة واس���تفحال الفس���اد‬ ‫والرش���وة فاجلزائر اليوم حتتل الرتبة ‪ 136‬من‬ ‫الدول االكثر فس���ادا ولعل الفضائح املس���تمرة‬ ‫اليت تعرفها ش���ركة سوناطراك وهي الشركة‬ ‫اجلزائرية الك�ب�رى املتخصصة يف الطاقة والغاز‬ ‫واليت عني فيها الرئيس اجلزائري احد اصدقائه‬ ‫ش���كيب خليل واملطلوب اليوم للعدالة اجلزائرية‬ ‫بتهم الفس���اد ونه���ب املال العام ‪ ،‬كم���ا ان الكتاب‬ ‫يتطرق بش���كل كبري اىل تنامي النف���وذ العائلي‬ ‫يف املرب���ع الرئاس���ي اجلزائ���ري مع صعود اس���م‬ ‫س���عيد بوتفليق���ة وال���ذي يرتب���ط امس���ه الي���وم‬ ‫جبمي���ع الصفقات االقتصادية والتس���لحية اليت‬ ‫تعرفه���ا اجلزائر يف الس���نوات االخ�ي�رة مما ادى‬ ‫باجلزائريني اىل القول بأن يف تونس هناك ليلى‬ ‫الطرابلسي ويف اجلزائر هناك سعيد بوتفليقة‪.‬‬ ‫الكت���اب يتن���اول كذل���ك العالق���ات اجلزائري���ة‬ ‫الفرنس���ية والعالق���ات اجلزائري���ة االمريكي���ة‬ ‫ويتح���دث الكت���اب عن ص���راع اجنح���ة احلكم يف‬ ‫اجلزائ���ر على اس���تقطاب ود كل م���ن الدولتني‬ ‫رغم ان الرئي���س بوتفليقة وصف دائما ومنذ ان‬ ‫كان وزي���ر للخارجية يف عه���د بومدين برجل‬ ‫فرنس���ا االول يف اجلزائر لكن تصاع���د االهتمام‬ ‫االمريك���ي بالغرب االفريق���ي وتهديدات تنظيم‬ ‫القاع���دة للمص���احل االمريكي���ة ف���رض عل���ى‬ ‫واش���نطن اعتم���اد اجلزائ���ر كحليف عس���كري‬ ‫اقليم���ي واس���تفاد الرئي���س بوتفليق���ة والنظام‬ ‫اجلزائ���ري ككل م���ن ه���ذا احلاج���ة االمريكية‬ ‫لالس���تخبارات اجلزائري���ة يف حمارب���ة االرهاب‬ ‫بعد االحداث االرهابية اليت ضربت واش���نطن يف‬ ‫‪ 11‬شتنرب ‪ 2011‬لشراء صمت الواليات املتحدة‬ ‫عن انتهاكات حقوق االنسان يف اجلزائر ‪.‬‬

‫•اهمية الكتاب تكمن يف نظري يف‬ ‫أمرين أساسيني ‪:‬‬

‫األمر األول يتعلق بقدرة الكاتب على اس���تقصاء‬ ‫املعلومات من مصادرها الش���فوية املباشرة وليس‬ ‫االعتماد على قصاصات اجلرائد واالس���تنتاجات‬ ‫الش���خصية الغ�ي�ر موضوعية دائم���ا خاصة وان‬ ‫الكاتب كان من املدافعني يف بداية حكم الرئيس‬ ‫عبد العزيز بوتفليقة على نظامه قبل ان خييب‬ ‫ظن���ه في���ه بعدم���ا انكش���فت نواي���اه التربيري���ة‬ ‫لالرهاب على حد تعبري حممد سيفاوي‬ ‫االمر الثاني يتعلق باحتواء الكتاب على سري ذاتية‬ ‫معظم الشخصيات بشكل خمتصر ومفيد متكن‬ ‫القارئ الغري متابع للش���أن السياس���ي اجلزائري‬ ‫م���ن ان يأخذ فكرة ش���املة عن مجي���ع الفاعلني‬ ‫الرئيس���يني يف الس���احة السياس���ية اجلزائري���ة‬ ‫ومهماتهم الوظيفية وهذه امليزة التوثيقية تدل‬ ‫على أن الكت���اب يصلح لألكادمييني كذلك إذا‬ ‫ما رغبوا يف االس���تئناس بهذه املعطيات لدراس���ة‬ ‫شاملة عن التاريخ السياسي املعاصر للجزائر‪.‬‬


‫‪27‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫سيدتي اجلميلة‬ ‫ابراهيم عثمونه‬ ‫ليل���ة أمس‪ ،‬ويف وقت متأخر ج���داً‪ ،‬حدثت رماية‬ ‫قريب���ة م���ن فن���دق طرابل���س ال���ذي أن���زل فيه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫واس���تيقظت فزع���اً‪ ،‬وط���ار النوم م���ن عيين‪ ،‬ومن‬ ‫الغرفة‪ ،‬وأظنه من كل الغرف‪.‬‬ ‫واس���تمرت الرماية يف كل اإلجتاه���ات‪ ،‬وطارت‬ ‫رصاصة واخرتقت نافذة الغرفة اجملاورة ‪ -‬كان‬ ‫فيه���ا الزمي���ل "حمم���د مليطان" ‪ -‬وجل���أ موظفو‬ ‫االستقبال يف الفندق إىل أس���فل الفندق‪ ،‬وسرى‬ ‫هرج ومرج‪ ،‬وبعد حوالي س���اعة هدأ كل ش���يء‪،‬‬ ‫وص���ار احلال يأخ���ذ وضع���ه األول‪ ،‬ورجعت كل‬ ‫الغ���رف للن���وم‪ ،‬أو رج���ع الن���وم لكل الغ���رف‪ ،‬عدا‬ ‫غرفيت‪.‬‬ ‫وتودتت له‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وقلت‬ ‫فاس���تدعيت نومي‪ ،‬وانتظرت���ه‪،‬‬ ‫له أن الرماي���ة القريبة من الفن���دق توقفت‪ ،‬وأن‬ ‫ش���عرت ب���ه بعيداً‬ ‫ُ‬ ‫الن���وم عاد ل���كل الغرف‪ ،‬ولكين‬ ‫ُ‬ ‫فتقلبت يف فراش���ي‬ ‫فر إىل خارج احلدود‪،‬‬ ‫كأن���ه َّ‬ ‫مييناً ومشا ً‬ ‫ُ‬ ‫عرفت أنه‬ ‫ال‪ ،‬وأنتظرته أكثر‪ ،‬وحني‬ ‫ُ‬ ‫أخذت وفتحت ودخلت على‬ ‫لن يعود من اخلارج‪،‬‬ ‫الفيس بوك‪.‬‬ ‫وفوجئت حني وجدتها ه���ي األخرى على الفيس‬ ‫بوك‪.‬‬ ‫ومل تنم‪.‬‬ ‫أو رمب���ا ه���ي األخ���رى اس���تيقظت عل���ى ص���وت‬ ‫رص���اص آخ���ر‪ ،‬ويف م���كان آخ���ر‪ ،‬وط���ار نومه���ا‬ ‫اخلفي���ف منه���ا إىل خ���ارج احل���دود‪ ،‬والب���د أنه���ا‬ ‫ْ‬ ‫أيس���ت منه‪،‬‬ ‫ت���وددت ل���ه وانتظرته مثل���ي‪ ،‬وحني‬ ‫ً‬ ‫فتح���ت ودخل���ت عل���ى الفي���س ب���وك بعي���دا عن‬ ‫ُ‬ ‫فأش���رت هل���ا بتحية ليلي���ة متأخرة‪،‬‬ ‫الرص���اص‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وعرفت حينها ان الرصاص مقذوف ال يستحي‪،‬‬ ‫حني جت���اوز وأيقظها وأزعجه���ا حتى هي يف هذا‬ ‫الوقت املتأخر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وفتح���ت نافذتي‪ ،‬وجل���ت بطريف أفتش‬ ‫ونهضت‬

‫عنه���ا‪ ،‬عًلها خلف واحدة من ه���ذه النوافذ املضاءة‬ ‫يف طرابل���س‪ ،‬إذ رغ���م إنه���ا عل���ى رأس قائم���ة‬ ‫أصدقائي‪ ،‬لكن مل حيدث أن س���ألتها عن عنوانها‬ ‫وامل���كان ال���ذي تقيم في���ه‪ ،‬فق���ط وجدته���ا ترمز‬ ‫ُ‬ ‫فطلب���ت صداقة‬ ‫لذاته���ا بصورة س���يدة مجيل���ة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ووقفت ليل���ة أمس على‬ ‫هذه الس���يدة اجلميل���ة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ولوحت بي���دي لكل النوافذ‪،‬‬ ‫النافذة عس���اي أرها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ووضعت‬ ‫وكنت أش���عر أنها خل���ف كل النوافذ‪،‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وناديت‪ ،‬وح�ي�ن مل جياوبين‬ ‫ونادي���ت‬ ‫األصدق���اء‪،‬‬ ‫أحد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عاودت لفراشي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫نومي اهل���ارب من جديد‪،‬‬ ‫نعم‪...‬ع���اودت‬ ‫وتوس���لت َّ‬ ‫ُ‬ ‫وطلب���ت منه أن يرجع بس���رعة لي���س ألنام فيه‪،‬‬ ‫بل ألرس���له هلا‪ ،‬فهي واهلل أوىل ب���ه مين‪ ،‬وعيناها‬ ‫الكبريتان أحق به من كل العيون‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وطرقت عل���ى كل الغرف‬ ‫وخرج���ت من غرفيت‬

‫وأطلقت صفريأ طوي ً‬ ‫ُ‬ ‫ال يف أرجاء‬ ‫إصبعي يف فمي‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وش���كلت ًّ‬ ‫بيدي االثن�ي�ن بوقا أمام فمي‬ ‫طرابلس‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وناديت أمسها فيه عساها تسمعين وتنزل‪ ،‬فأقول‬ ‫هلا أن هؤالء املسلحون ال يستحقونك‪ ،‬وإذا كانوا‬ ‫معك على قائم���ة األصدقاء‪ ،‬احذفيهم من قائمة‬

‫النائم���ة يف الفن���دق ألط���رد النوم عنهم وأرس���له‬ ‫هلا‪ ،‬فهي أحق به من كل النائمني‪ ،‬وجاء موظفو‬ ‫ُ‬ ‫ونزلت إىل‬ ‫االس���تقبال ليمنعوني‪ ،‬ودفعتهم عين‪،‬‬ ‫الفنادق اجملاورة أطرق كل الغرف‪.‬‬ ‫وجاء مسلحون ثوار ووقفوا بيين وبني النوم الذي‬

‫كنت أخ���ذه من النائمني وأرس���له هل���ا‪ ،‬وحاولوا‬ ‫منع���ي‪ ،‬وأخربتهم أنين ما ُ‬ ‫عدت أعرتف بثوريتكم‬ ‫ُ‬ ‫اليت ترم���ي يف كل اإلجتاهات‪ ،‬وما عدت أعرتف‬ ‫ببنادقك���م اليت فقدت بوصلته���ا‪ ،‬وال حتى أعرتف‬ ‫بكم بعد أن طرمت النوم عنها‪.‬‬ ‫وحني ش���عروا أن�ن�ي ثائر م���ن الغض���ب‪ ،‬تراجعوا‬ ‫خط���وات‪ ،‬وتركوني أخذ النوم من كل النائمني‬ ‫وأرس���له هلا وه���ي املوج���ودة خل���ف كل النوافذ‪،‬‬ ‫وتراجع���وا أولئ���ك الث���وار املس���لحني أكثر‪ ،‬حني‬ ‫شرعت الناس تنزل وتعطيين نومها‪ ،‬وأنا بدوري‬ ‫أرسله هلا‪.‬‬ ‫وكان اجلمي���ع خلف���ي يقول���ون أنه���م م���ا عادوا‬ ‫يرغبون يف النوم‪ ،‬وآخرون يقولون أنهم لن يناموا‬ ‫قبل أن تنام هي‪ ،‬وش���يئاً فشيئاً صار احلشد يزداد‪،‬‬ ‫وآذان الفجر على األبواب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وكن���ت أنا أصرخ يف الن���وم بأعلى صوت‪ ،‬أن روح‬ ‫ي���ا نوم هلا فه���ي واهلل أوىل ب���ه‪ ،‬روح حتى ال يُذبل‬ ‫الس���هر عيونه���ا وتفق���د س���حرها‪ ،‬روح قب���ل آذان‬ ‫الفج���ر‪ ،‬وبع���د الفج���ر‪ ،‬وقب���ل وبعد كل ش���يء‪,‬‬ ‫ً‬ ‫قلي�ل�ا وتق���وم بعده���ا وتصلي‬ ‫روح عس���اها تن���ام‬ ‫وتساحمنا‪ ،‬روح يا نوم فال نامت أعني النائمني‪.‬‬ ‫وكان احلش���د يعيد خلف���ي بصوت أعلى كل ما‬ ‫أقول‪ ،‬وص���ار النوم يس���تجيب ملطلبن���ا ويتلبد يف‬ ‫الس���ماء سحابات س���حابات‪ ،‬ليذهب هلا‪ ،‬وشهدناه‬ ‫على ضوء الفجر يتلبد يف مساء طرابلس وما بعد‬ ‫طرابلس‪ ،‬وال���كل كان يتربع بنوم أس���بوع وبنوم‬ ‫شهر وبنوم عام وأكثرهم تربع بنوم العمر كله‬ ‫هل���ا‪ ،‬وهي خل���ف كل النوافذ املض���اءة‪ ،‬والبد أنها‬ ‫تبتسم لنا دون أن ندري‪.‬‬ ‫‪2013/9‬‬

‫إىل إدارة صندوق الضمان االجتماعي ‪:‬‬

‫ماليني الدينارات تذهب ‪ ....‬واملتقاعدون يصرخون من الظلم واالجحاف‬ ‫عبداهلل حبواص‬

‫يف موضوعنا الثاني القرتاح حلول إلدارة صندوق‬ ‫الضمان االجتماعي للوصول بهذا املرفق احليوي‬ ‫اىل املس���توى املنش���ود كي ي���ؤدي ماله وم���ا عليه‬ ‫بط���رق علمية س���ليمة ونتناول هذا األس���بوع بند‬ ‫املعاش���ات التقاعدي���ة واالخط���اء ال�ت�ي ارتكبت يف‬ ‫جمال استثمارات أمواله ومقدراته ‪.‬‬ ‫أوال ‪ :‬زيادة مرتبات املتقاعدين‬ ‫لقد س���بق ان كت���ب يف هذا البند ع���دة مذكرات‬ ‫موجه���ة اىل وزارة العم���ل والش���ؤون االجتماعية‬ ‫واالخ رئي���س جلنة العمل والش���ؤون االجتماعية‬ ‫باملؤمت���ر الوط�ن�ي عن طري���ق رابط���ة املتقاعدين‬ ‫وال ميكننا يف ه���ذه العجالة ان نوضح كل ماورد‬ ‫يف تلك املذكرات ال�ت�ي مت النظر اليها دون اختاذ‬ ‫إج���راءات س���ريعة حياهل���ا وم���ن الغراب���ة مب���كان‬ ‫أنهم مجيع���ا يعلمون ما يعانيه اغل���ب املتقاعدين‬ ‫من معان���اة وغ�ب�ن وأوض���اع مرتدية لع���دم زيادة‬ ‫املعاش���ات التقاعدية وبصفة خاصة مرتبات احلد‬ ‫األدنى حيث كانت االس���تفادة من ربط املعاشات‬ ‫التقاعدي���ة للس���نوات الث�ل�اث األخرية قد ش���ابها‬ ‫أخط���اء أدت اىل اس���تفادة م���ن ل���ه جم���االت فيما‬

‫يس���مى بلجان املكاف���آت رغم انه لي���س موضوعنا‬ ‫وال مربط���ا للفرس هنا ‪ ،‬وعود عل���ى بدء فإن امر‬ ‫زيادة املعاشات التقاعدية يف غاية األهمية وهناك‬ ‫دراس���ات باخلص���وص ونق�ت�رح تقدي���م التوضيح‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫تتق���رر نس���ب الزيادة بداي���ة من مائ���ة باملائة من‬ ‫املع���اش حبي���ث تعطى النس���ب األدنى من عش���رة‬ ‫يف املائ���ة للمرت���ب األعلى وهكذا بنس���ب اىل زيادة‬ ‫املرت���ب األدن���ى مائ���ة يف املائة بدراس���ة م���ن قبل‬ ‫جلنة من املختصني م���ن خرباء وخالفه علما بأن‬ ‫هذا االمر قد نوقش ع���دة مرات ونطالب بتنفيده‬ ‫ودراس���ة التغطي���ة املالي���ة الالزم���ة باخلصوص‬ ‫وليعلم اجلميع بأن هؤالء املتقاعدين هم اباؤكم‬ ‫واجدادكم وهم الذين وضعوا أس���س هذه الدولة‬ ‫( األيام والس���نون دول فأنتم من ستتقاعدون غدا‬ ‫) ويس���توجب تقديرهم واالستفادة من خرباتهم ‪،‬‬ ‫وأكرر بأن عدم االهتمام باملتقاعدين واعطائهم‬ ‫بعض اإلعف���اءات باملركوب ‪ :‬برا وج���وا ‪ ،‬وتكوين‬ ‫نوا ِد هل���م والعمل عل���ى وجود مقر يلي���ق برابطة‬ ‫املتقاعدي���ن يعت�ب�ر نوع���ا م���ن الظل���م ‪،‬ونطال���ب‬

‫بت���دارك األخط���اء بع���دم االس���تمرار فيه���ا كما‬ ‫اس���تمر فيها العهد الظامل ورس���خها اجحافا حبق‬ ‫شرحية املتقاعدين ‪.‬‬ ‫إن حرم���ان املتقاعدي���ن م���ن حي���اة كرمي���ة هو‬ ‫جرمي���ة يف حقه���م وح���ق اس���رهم وبعضها اس���ر‬ ‫معوزة وليعلم اجلميع بأن التقاعد هو نظام عاملي‬ ‫ويه���م اجلميع النه للجمي���ع ومصري اجلميع من‬ ‫عملوا حتت مظلة احلكومة وهم األكثر نسبة ‪.‬‬ ‫ثاني���ا ‪ :‬بند اس���تثمارات أم���وال صن���دوق الضمان‬ ‫االجتماعي ‪:‬‬ ‫وماب���ه من أخط���اء واحنراف���ات س���واء كان ذلك‬ ‫س���ابقا او يف الوقت احلالي وخبص���وص هذا البند‬ ‫فلدين���ا الكث�ي�ر مما نكتب���ه ونوضح���ه وبداية فإن‬ ‫اس���تثمارات أم���وال صندوق الضم���ان االجتماعي‬ ‫سابقا كان بنائه لعمارات سكنية يف أماكن نائية‬ ‫غري مدروس���ة اجل���دوى وكذلك كل مش���اريع‬ ‫اإلس���كان بصفة عامة هي م���ن اختصاص الدولة‬ ‫وليس���ت من اختصاص الضمان االجتماعي ولقد‬ ‫كان ذل���ك س���ابقا يت���م تنفيذه بط���رق ارجتالية‬ ‫غ�ي�ر مدروس���ة النتائج وقد ظه���رت جليا‪ ،‬وكان‬

‫االج���در دراس���تها م���ن قب���ل أن���اس متخصص�ي�ن‬ ‫وكذلك االس���تثمارات احلالية من اعداد مراكز‬ ‫تدريبي���ة مبالي�ي�ن الدين���ارات وتوس���يع الفنادق‬ ‫والص���رف عليها مببال���غ طائلة ‪ ،‬ثم إنش���اء مبنى‬ ‫اداري مببال���غ كب�ي�رة لس���نا يف حاجة ماس���ة هلا‬ ‫كم���ا ومت ش���راء س���يارات بأع���داد كب�ي�رة تفوق‬ ‫احلاج���ة وه���ذا إس���راف وتبذير الم���وال صندوق‬ ‫الضم���ان االجتماعي والذي له اس���تقاللية مالية‬ ‫وإدارية ‪ ،‬إن االستمرار يف هذا االسراف والدخول‬ ‫يف مش���اريع غ�ي�ر ذات ج���دوى س���وف يص���ل بهذا‬ ‫الصندوق اىل اإلفالس واالم���ر جد خطري وعليه‬ ‫فإنن���ا نوص���ي بإعادة النظ���ر بالكامل ع���ن طريق‬ ‫جلنة متخصصة من إدارة الصندوق والدولة ‪.‬‬ ‫ورابط���ة املتقاعدي���ن تك���رر بأن االم���ر جد خطري‬ ‫والعمل بكل جدية لتحصيل ديون الصندوق لدى‬ ‫الغ�ي�ر بصفة عامة ‪.‬اجراء حص���ر كامل ألمالك‬ ‫الصندوق عن طريق جلنة حسب ما مت أعاله ‪...‬‬


‫‪28‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫قسم املعلومات والتوثيق بوزارة الصحة‪ ...‬هل يؤدي عمله؟‬ ‫ناجي مجعه بركات‬

‫•ال توجد اي معلومات عن ليبيا!‬ ‫لق���د كنت م���ن ضمن احلض���ور ملؤمتري���ن وقد‬ ‫قام���ت بتنظيمهما الكلية امللكي���ة لطب االطفال‬ ‫خ�ل�ال االي���ام املاضية بلن���دن‪ .‬املواضي���ع كانت‬ ‫كله���ا ح���ول الصحة العاملي���ة ‪ ،‬وما ه���و دور هذه‬ ‫الكلي���ة يف توف�ي�ر التدري���ب والنصيح���ة أله���ل‬ ‫اخل�ب�رة بتلك ال���دول‪ .‬لق���د كان احلدي���ث على‬ ‫عدة حماور وسأكتب بعض منها ‪ ،‬واليت أبرزت‬ ‫ليبيا على اخلرائط واجل���داول املعروضة بأنه ال‬ ‫توج���د اي معلوم���ات عن ه���ذا البلد (وه���و ليبيا)‪.‬‬ ‫هل���ذا جي���ب اخل���وض يف مصداقية وعم���ل ادارة‬ ‫التوثي���ق واملعلوم���ات ب���وزارة الصح���ة ‪ ،‬وما عمل‬ ‫مدي���ر ه���ذه االدارة من���ذ توليه ادارته���ا قبل وبعد‬ ‫الثورة ؟ كذل���ك دور منظمة الصحة العاملية يف‬ ‫ليبي���ا‪ .‬علما بان كث�ي�ر من املعلوم���ات املعروضة‬ ‫يف هذي���ن املؤمترين كانت م���ن منظمة الصحة‬ ‫العاملي���ة‪ .‬كم���ا جي���ب التنويه بأن جلن���ة االحتاد‬ ‫االوروب���ي وم���ا تقوم به يعترب ش���يء جي���د ولكن‬ ‫وضعوا العربة قبل احلصان ونسو ان لغة االرقام‬ ‫هي اليت ستضع مجيع االسرتاتيجيات واخلطط‬ ‫هلذا القطاع ونس���وا العمل مع اخلربات والعمل يف‬ ‫خطوط متوازي���ة‪ .‬هذه بعض احملاور واليت غابت‬ ‫ليبيا نهائيا عنها‪:‬‬ ‫‪-1‬العن���ف ض���د الطف���ل وامل���رأة‪Violence -‬‬ ‫‪against women in children in‬‬ ‫‪the world- By Prof Hilary Case‬‬‫‪President of RCPCH‬‬ ‫‪-2‬س���وء التغذي���ة عن���د االطف���ال وعواقب���ه‬ ‫يف دول الع���امل‪Malnutrition in-‬‬ ‫‪children round the world and it is‬‬ ‫‪consequences- By Prof, S Stevens‬‬‫‪Oxford university‬‬ ‫‪-3‬اس���باب الوفي���ات حتت س���ن ‪ 5‬س���نوات بدول‬ ‫الع���امل الثال���ث‪Causes of death b for -‬‬ ‫‪under five years old round the‬‬ ‫‪world- Prof. Mehta- president of‬‬ ‫‪Indian paediatric college‬‬ ‫‪-4‬القياس���ات داخ���ل الرح���م للجن�ي�ن ملعرف���ة‬ ‫عم���ر اجلن�ي�ن واث���ره يف من���و الطف���ل‬ ‫مس���تقبل ‪Intrauterine standards -‬‬ ‫‪measurements for babies and‬‬ ‫‪correct gestational – Prof. Kenndy‬‬‫‪UCL‬‬ ‫‪-5‬التربي���د حلديث���ي ال���والدة للمصابني بتقص‬ ‫االوكس���جني – ‪Cooling for babies‬‬ ‫‪with moderate hypoxic ischaemic‬‬ ‫‪injuries- Dr Pai- UCL and India‬‬ ‫•ليبيا بلون خمتلف‬ ‫الكثري م���ن املعلوم���ات واملراجع تش�ي�ر اىل برامج‬ ‫االم���م املتح���دة يف تل���ك البل���دان وكذل���ك ال���ي‬ ‫اقس���ام االحص���اء واملعلوم���ات ب���وزارات الصح���ة‬ ‫بتل���ك البل���دان‪ .‬هنال���ك مواضي���ع اخ���ري وال�ت�ي‬ ‫ختص بعض ال���دول وخت���ص االجنليز طرحت‬ ‫يف ه���ذه اللقاءات‪ .‬ما ش���د انتباهي بأن ما دكر يف‬ ‫النقاط اخلمسة انه ال توجد وال احصائية واحدة‬ ‫ع���ن ليبيا خبصوص ه���ذه النق���اط‪ .‬عنما توضع‬ ‫خريط���ة العامل ‪ ،‬تك���ون هنالك عدة ال���وان وتربز‬ ‫ليبيا بل���ون خمتلف ولك���ن عندما تنظر للش���رح‬ ‫هل���ذه االلوان تصاب خبيبة ام���ل ‪ ...‬بأن هذا اللون‬

‫ي���دل على انه ال توجد احصائي���ات ( ‪No data‬‬ ‫‪ .)available‬ستشعر بإحباط وتريد ان تبتلعك‬ ‫االرض وحي���دث م���رة تانية وثالث���ه‪ ،‬ورابعة ويف‬ ‫اخلامس���ة تلعن وزارة الصحة يف ليبيا‪ .‬كل هذه‬ ‫االرقام واالحصائيات هلا دالالت ومؤش���رات على‬ ‫ما تقوم به وزارة الصحة وباألخص ادارة التوثيق‬ ‫واملعلومات وبرئاسة االخ حممد ابراهيم والذي هو‬ ‫الشخص الوحيد مازال حمافظ على رئاسة هذه‬ ‫االدارة ومن عهد حممد راشد‪ .‬لقد سبق وكتبت‬ ‫عن ه���ذه االدارة وم���ا اهميته���ا ‪http://www.‬‬ ‫‪/02 /02 /2013 /libyaherald.com‬‬ ‫‪health-data-in-libya-inadequate‬‬‫‪.and-misleading/#axzz2kYvU9I6s‬‬ ‫ُ‬ ‫حتدث���ت م���ع د نورالدي���ن دوغمان م���ن قبل عن‬ ‫هذا وما اهمية قس���م املعلومات والتوثيق بالوزارة‬ ‫وطلبت من���ه ان يعفي هذا الش���خص من منصبه‬ ‫ألن���ه يق���دم يف معلومات خاطئ���ه وكذلك طيلة‬ ‫‪ 7‬سنوات ومعه ميزانية تتجاوز ‪ 30‬مليون دينار‬ ‫س���نويا ‪ ،‬مل يس���تطيع ادراج اي احصائي���ات ع���ن‬ ‫ليبيا من ش���أنها اعطاء ص���ورة للعامل عن وضعنا‬ ‫الصح���ي وم���ا حنتاج���ه‪ .‬ه���ذه امل���رة وبع���د انتهاء‬ ‫املؤمت���ر حت���دث مع���ي د نورالدين دوغم���ان مرة‬ ‫اخري ولقد اخربته عن ه���ذا وعن تقرير جامعة‬ ‫هارفرد وال اح���د يعلم به‪ .‬لقد اخربته مرة اخري‬ ‫عن اهمية هذا القس���م والذي س���أوجزه باختصار‬ ‫وطلبت من���ه ان يتحدث اىل مدير ادارة املعلومات‬ ‫والتوثي���ق‪ .‬لقد كان متحمس���ا ولي���س مثل قبل‬ ‫ووعدني بأن يتحدث معه‪.‬‬ ‫•اهمي��ة هذا القس��م بالنس��بة لوزير الصح��ة ورئيس‬ ‫الوزراء‪.‬‬ ‫‪-1‬اعطائهم صورة واضحة وكاملة عن الوضع‬ ‫الصح���ي للبالد حيت يتم من خ�ل�ال هذه االرقام‬ ‫ترمجة رؤية رئيس ال���وزراء ووزير الصحة هلذا‬ ‫القط���اع وبوضع اس�ت�راتيجيات وخط���ط لضمان‬ ‫تسري هذا القطاع على اوجه الكمال‬ ‫‪-2‬اعط���اء ارق���ام واحصائي���ات دقيق���ة حيت يتم‬ ‫وبصورة دقيقة طلب امليزانية وبتقديرات دقيقة‬ ‫‪ -3‬اعط���اء ارق���ام صحيح���ة ع���ن ع���دد املرضي‬ ‫وب���كل ختصص ح�ت�ي يتم وض���ع اس�ت�راتيجيات‬ ‫من قب���ل الوزير ورئي���س ادارة التخطيط ووزير‬ ‫التخطي���ط ع���ن احتياج���ات الب�ل�اد م���ن الق���وي‬ ‫العامل���ة وع���دد املستش���فيات وكمي���ة املع���دات‬ ‫واالم���وال املرص���ودة هل���ذه االش���ياء مجيع���ا حيت‬ ‫مين���ع التالعب والس���رقات م���ن املال الع���ام بهذه‬ ‫ال���وزارة وال�ت�ي عليها عالمة اس���تفهام كبرية يف‬ ‫سرقة املال العام‪.‬‬ ‫‪-4‬اعط���اء ص���ورة كاملة عن املوالي���د والوفيات‬ ‫ح�ت�ي يت���م وض���ع برام���ج م���ع وزارت���ي التعلي���م‬ ‫والصحة للعناية بهؤالء‬ ‫‪-5‬م���ن خ�ل�ال ه���ذه االدارة ميك���ن معرف���ة‬ ‫متطلب���ات تطوير الكوادر االداري���ة بالوزارة وبكل‬ ‫ه���ذا القط���اع ووض���ع اس�ت�راتيجيات هلم حس���ب‬ ‫مؤهالتهم وخرباتهم‪.‬‬ ‫•تعصرني اآلالم على وضعنا يف ليبيا‬ ‫لقد تأس���فت جدا وشعرت مبرراة االمل تعصرني‬ ‫عل���ى وضعن���ا يف ليبي���ا ووج���ود الش���خص الغري‬ ‫مناس���ب يف املكان الغري املناس���ب له‪ .‬اتذكر بأنين‬ ‫يف اخر ش���هر ب���وزارة الصحة وعندم���ا طلبت من‬ ‫هذا االخ بأن يعطيين معلومات عن طريقة حصر‬

‫اجلرحى واملبثورين والش���هداء مبستشفيات ليبيا‬ ‫من���د بداي���ة الث���ورة اىل ي���وم التحري���ر‪ .‬لقد غاب‬ ‫اس���بوعني واحضرت���ه وقال غ���دا س���تكون امامي‪.‬‬ ‫فعال الي���وم الثاني جاء ومعه كراس���ة بها اكثر‬ ‫م���ن ‪ 200‬صفحة وبها ارق���ام وبيانات عن هؤالء‪.‬‬ ‫ارقام ليس���ت حقيقية‪ .‬مثال زوارة بها ‪300‬شهيد‬ ‫وغري���ان بها ‪ 200‬وانا اعرف الش���هداء من غريان‬ ‫باالس���م ومعي وهم ‪ 77‬ش���هيد فقط ‪ .‬قلت له يف‬ ‫وقتها هذه ارق���ام خطاء وملاذا هذا الكذب وقلت له‬ ‫صح���ح معلوماتك وم���ا عليك اال التق���دم بتصور‬ ‫عل���ي كيفية جتميع ه���ذه املعلوم���ات وميزانية‬ ‫وك���م ع���دد املوظف�ي�ن لك���ي يقوموا جبم���ع هذه‬ ‫املعلومات‪ .‬طلبت منه ان يبدا مبجوعة من ش���رق‬ ‫ليبي���ا واخري من غربها وثالث���ه من اجلنوب ويف‬ ‫غض���ون ‪ 4‬اس���ابيع تك���ون جاه���زة‪ .‬قلت ل���ه معك‬ ‫‪100‬ال���ف دين���ار واذا احتجت اكثر س���وف اقوم‬ ‫بتوفريها‪ .‬بع���د يومني طلبت من عياد عبدالواحد‬ ‫وس���عد عق���وب بالبح���ث عن ش���خص يق���ود هذه‬ ‫االدارة‪ .‬لألس���ف مل ابق���ي بال���وزارة ومنعن���ا م���ن‬ ‫اص���دار اي ق���رار بع���د ‪ 4‬نوفم�ب�ر ‪2011‬م وبق���ي‬ ‫ه���ذا االخ وضح���ك عل���ى د‪ .‬احلم���روش واالن‬ ‫عل���ى د دوغمان‪ .‬الش���خص الفاش���ل والذي يبقي‬ ‫يف الوظيفة س���بعة س���نوات وال ينجز ش���يء‪ .‬هذا‬ ‫جيب ان يعرف من نفس���ه وما علي���ه اال الرحيل‪.‬‬ ‫انا اتعجب بأنه يصرف يف كل امليزانية ويف كل‬ ‫مؤمتر جتده ه���و االول مع الوزير حيث طريقته‬ ‫انه جيلب كراس���ة بها ‪ 200‬صفح���ة وبها ارقام‬ ‫وعدة نقاط مسلس���لة وهو يع���رف ان هذا الوزير‬ ‫مل يراه���ا م���ن قب���ل‪ .‬لك���ن اذا قم���ت بالتدقيق بها‬ ‫فحتما ستجد ان هذه االرقام غري صحيحة وهي‬ ‫ختتل���ف عن ما صدر يف كتيب���ات وزارة الصحة‬ ‫ايام���ات احلج���ازي وراش���د‪ .‬ونتمن���ى ان يك���ون‬ ‫هذا القس���م يوم���ا ما متط���ور ويعط���ي معلومات‬ ‫صحيح���ة وقوية من ش���أنها مس���اعدة احلكومة‬ ‫يف وض���ع مجي���ع االس�ت�راتيجيات هل���ذا القط���اع‬ ‫وال���ذي تهالك وم���ازال يتهال���ك لغي���اب القدرات‬

‫اجلي���دة واخل�ب�رات ذات الكف���اءة العالي���ة‪ .‬الوزير‬ ‫أل س���تطيع العمل بنفس���ه وعلى الس���يد دوغمان‬ ‫البحث يف تطوير هذه االدارة واجياد االش���خاص‬ ‫املناس���بني هلا حيت تس���تفيد منهم البالد‪ .‬منظمة‬ ‫الصحة العاملية وحبكم انها ترعي الصحة بليبيا‬ ‫االن ولديها عدة مش���اريع هي واالحتاد األوروبي‬ ‫وقاموا بعم���ل عدة لقاءات ولك���ن مل يتطرق احد‬ ‫ال���ي هذه اإلدارة املهم���ة‪ .‬كذلك منظمة الصحة‬ ‫العاملي���ة م���ازال لديه���ا ‪40‬مليون دين���ار لييب من‬ ‫ايامات املكتب التنفي���ذي ومن املفروض صرفهم‬ ‫عل���ى االدوي���ة ولكنه���ا مل تصرفه���م وال تري���د‬ ‫ارجاعه���م ل���وزارة الصح���ة‪ .‬م���ن املف���روض ان‬ ‫تق���وم بعمل برنام���ج تطويري هل���ذه االدارة بدل‬ ‫م���ن ان تق���وم باحلج���ز عليه���م وال ترجعهم الي‬ ‫وزارة الصح���ة‪ .‬نتمن���ى ان ن���ري تغ�ي�رات جدرية‬ ‫به���ذا اخلص���وص ونتمنى من االحت���اد االوروبي‬ ‫ان يض���ع احلصان قب���ل العربة وم���ا تفعله جلنة‬ ‫االحت���اد االوروبي هو اكرب خط���اء حيث تركت‬ ‫االه���م وذهب���ت اىل االقل اهمية‪ .‬االه���م هو اجياد‬ ‫احصائيات دقيقة ومس���ح كامل حيت يتم وضع‬ ‫االس�ت�راتيجيات واخلط���ط‪ .‬ال ب���أس العم���ل يف‬ ‫خط���وط متوازي���ة والس���ماع لنصيح���ة االخرين‬ ‫وابع���اد املتس���لقني والذين مل يكن هل���م اي دور يف‬ ‫هذه الثورة بليبيا س���وء قبل او بعد الثورة‪ .‬اش���ياء‬ ‫كث�ي�رة جي���ب تصحيحه���ا وجي���ب عل���ي وزي���ر‬ ‫الصحة العم���ل مع اخلربات األخرى واالس���تماع‬ ‫جلمي���ع‪ .‬قط���اع الصح���ة يعان���ي وكث�ي�رون‬ ‫يركبون العربة ولكن لألس���ف احلصان بقي يف‬ ‫اخللف وحتما لن تتح���رك هذه العربة اال بأبعاد‬ ‫الكثريي���ن منه���ا وجل���ب خربات اخ���ري لكي جتر‬ ‫احلصان للمقدمة ومن بع���ده تتبعه العربة وبها‬ ‫هذه الكف���اءات واخلربات وس���وف يس�ي�رونها اىل‬ ‫الطريق الصحيح‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪29‬‬

‫منافذ الدولة الليبية خارج سيطرتها‬ ‫سامل أبوظهري‬ ‫ليبي���ا ه���ذه الكومة م���ن ال�ت�راب الثمني‪،‬اليت‬ ‫تغف���و حت���ت مش���س اهلل الدائم���ة الس���طوع‬ ‫‪،‬تتوس���د املاء الغين مش���اال‪ ،‬وتغمس بقدميها‬ ‫ابارالنفط يف اجلن���وب‪ ،‬ال تزال كما كانت‬ ‫قبل رحيل العس���كر عنها هذا العس���كر الذي‬ ‫مل يفك���ر يف اس���تغالل باق���ي الث���روات ال�ت�ي‬ ‫حباه���ا اهلل به���ا‪ ،‬وحوهلا فق���ط إىل اقطاعية‬ ‫نفطي���ة مسينة‪ ،‬يوزع دخلها مبزاجه البدوي‬ ‫ألتباع���ه ومريدي���ه يف الداخ���ل يعط���ي مل���ن‬ ‫يش���اء ومين���ع عم���ن يري���د وفق���ا للظروف‬ ‫وللمعطيات اليت نتائجه���ا تصب يف صاحله‬ ‫وتطي���ل ف�ت�رة حكم���ه ‪،‬أو يس���تغلة لتحقيق‬ ‫مأرب���ه وهوس���ه يف تصدير االره���اب وإثارة‬ ‫القالق���ل والف�ت�ن يف اخل���ارج ‪،‬فدخلت البالد‬ ‫يف عه���ده يف حصار س���نوات طويل���ة انتجت‬ ‫فق���را وجه�ل�ا وختلفا وم���رض ‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫ص�ب�رت عل���ى ظلم���ه س���نوات طويل���ة‪ ،‬تئن‬ ‫حت���ت حكم���ه الديكتات���وري الفاش���ي ‪ ،‬حتى‬ ‫ط���رد منها ش���ر ط���رده‪ ،‬ليرتكها م���ن بعده‬ ‫كم���ا كان���ت تعاني اش���د مظاه���ر التخلف‬ ‫االجتماع���ي واالفتصادي‪ ،‬وعدم االس���تقرار‬ ‫السياس���ي ليبيا هذه االرض الواسعة‪،‬ترتبط‬ ‫مع جريانه���ا وبقية العامل م���ن خالل أكثر‬ ‫من(س���بعة) مناف���ذ عل���ى حدوده���ا الربي���ة‪،‬‬ ‫و(أربع���ة عش���رة) مط���ار كمناف���ذ جوي���ة‪،‬‬ ‫منه���ا (س���تة) مط���ارات دولي���ة ‪،‬و (مثاني���ة)‬

‫مط���ارات داخلية‪ . ،‬إضافة إىل(اربعة عش���ر)‬ ‫منف���ذا حبري���ا ‪ ،‬متتد م���ن زواره غرب���اً حتى‬ ‫ميناء طربق ش���رقاً ‪،‬تش���مل مواني التجارية‬ ‫وصناعي���ة ونفطي���ة ولس���ياحية وم���رايف‬ ‫صناعية ‪ .‬كل ه���ذه املنافد كانت ايام حكم‬ ‫الق���ذايف حت���ت اش���رافه املباش���ر ‪ ،‬وس���يطرة‬ ‫اجهزت���ه االمني���ة ال�ت�ي كان جي���زل هل���م‬ ‫العطاء‪ ،‬ويدف���ع هلم االموال ليضمن والئهم‬ ‫له ‪،‬و ال يتاخر يف تزويدهم بأخر ما توصلت‬ ‫الي���ه التقنية‪،‬يف مراقبة احل���دود من أجهزة‬ ‫متقدم���ة ومنظوم���ات وكام�ي�رات وخالفه‬ ‫‪ ،‬لريص���د الداخ���ل للب�ل�اد واخل���ارج منه���ا ‪،‬‬ ‫كما كان يفتك باملهربني واملتس���للني ‪ ،‬وال‬ ‫يس���مح بدخوهل���م اال بالق���در ال���ذي يريده‬ ‫هو‪ ،‬ويضمن به زيادة تعاس���ة اللييب وإهانته‬ ‫والتنكيد عليه ‪ ،‬حتت شعارات وهمية زائفه ‪،‬‬ ‫بدعوة انها ارض لكل العرب ‪،‬أو أن ليبيا جزء‬ ‫مه���م من افريقي���ا وان افريقيا لألفريقيني ‪،‬‬ ‫فيعط���ي االوامر بفت���ح هذه املناف���ذ لالخوة‬ ‫األفارق���ة ليدخلوا البالد أو يع�ب�روا منها اىل‬ ‫بل���دان أخ���رى دون أن تس���تفيد منه���م ليبيا‬ ‫الفتقاده���م للخربات اليت ميكن االس���تفادة‬ ‫منه���ا ‪ ،‬ب���ل كث�ي�را ماجلب���وا معه���م املرض‬ ‫واجله���ل والفق���ر واجلرمي���ة ‪،‬وه���و أيض���ا‬ ‫كان ال يس���مح بعبوره���م البحر إال عندما‬ ‫يس���تخدمهم كورق���ة ضغ���ط ليحقق بهم‬

‫انتصارات سياس���ية زائفة‪ .‬وبذلك س���اهمت‬ ‫ه���ذه املناف���ذ وكان���ت خ�ي�ر مع�ي�ن للقذايف‬ ‫وألجهزت���ه األمني���ة يف اطالة ف�ت�رة بقائهم‬ ‫يف السلطة ‪،‬متاما كما ساهمت يف التعجيل‬ ‫خبروجهم منها ‪.‬‬ ‫فخ�ل�ال حرب الليبيني مع القذايف وكتائبه‬ ‫االمني���ة ‪،‬كان���ت معظ���م ه���ذه املناف���ذ اليت‬ ‫فرض الثوار سيطرتهم عليها‪ ،‬مبثابة ابواب‬ ‫رمحة وأطواق جناة‪ ،‬س���اهمت بدور رئيسي‬ ‫وه���ام يف جناح الثورة‪ ،‬فدخل رجال ليبيا من‬ ‫اخل���ارج ووصلت معون���ات الغداء والس�ل�اح‬ ‫والدواء بشكل سهل ويسري ‪.‬‬ ‫بع���د م���وت الق���ذايف وانهي���ار نظامه بش���كل‬ ‫فعلي ‪ ،‬وبس���بب تأخر قي���ام الدولة اجلديدة‬ ‫‪،‬وضعفها وهشاشتها وقعت كل هذه املنافذ‬ ‫حتت س���يطرة اجلماع���ات املس���لحة القوية‬ ‫‪،‬اليت طغ���ى والئها للمال ال���ذي حرمت منه‬ ‫يف الس���ابق ‪،‬على والئها للوطن الذي حاربت‬ ‫من أجله ‪ ،‬وبات من الصعب التعرف على من‬ ‫كان يقات���ل مع القذايف او م���ن يقاتل ضده‬ ‫‪ ،‬وب���دأت تطفو على الس���طح جرائم تهريب‬ ‫س�ل�اح ليبيا ال���ذي وصل اىل مناط���ق بعيدة‬ ‫عنها ‪،‬وتهريب أتباع النظام الساقط بأمواهلم‬ ‫املنهوبة ‪،‬وليبدأ دور جديد هلذه املنافذ يش���د‬ ‫الدولة اىل الوراء ومينعها من حتقيق أهداف‬ ‫الثورة اليت قامت من أجلها ‪.‬‬ ‫االن وبع���د ث�ل�اث س���نني من قي���ام الث���ورة‪،‬‬ ‫ص���ارت ه���ذه املناف���ذ اخلارجة عن س���يطرة‬ ‫الدول���ة خطرا قائم���ا ومس���تمرا ‪ ،‬يهدد أمن‬ ‫الب�ل�اد بش���بح التدخ���ل اخلارج���ي ‪،‬وخت���رج‬ ‫منه���ا أموال ليبيا وس�ل�احها وأثارها ونفطها‬ ‫وحناس���ها وس���لعها املدعومة ‪،‬وتدخل عربها‬ ‫املخ���درات بكاف���ة أش���كاهلا وأنواعه���ا ‪،‬وأفواج‬ ‫اهلج���رة الغ�ي�ر ش���رعية حامل�ي�ن االمراض‬ ‫واألوبئة ‪،‬ولتدخل كذلك االدوية الفاس���دة‬ ‫‪ ،‬والغ���داء الفاس���د ‪،‬وحت���ى س���يارات اخلردة‬ ‫وقطع الغيار املنتهية الصالحية‪.‬‬

‫مازال���ت الدولة الليبية احلقيقة مل تتش���كل‬ ‫بع���د‪ ،‬فرغم تغي�ي�ر علم البالد ونش���يدها‪ ،‬مل‬ ‫يلم���س املواط���ن اللي�ب�ي يف الداخ���ل تغي�ي�را‬ ‫حقيقي���ا يش���عر م���ن خالل���ه ب���زوال الظل���م‬ ‫والفق���ر وامل���رض عن���ه ‪ ،‬وأكتس���ب فق���ط‬ ‫حري���ة التعب�ي�ر ع���ن ال���رأى فكث���رت ع���دد‬ ‫األح���زاب واإلذاعات والصحف ‪ ،‬ومؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي‪ ،‬وحلق���ات الذك���ر ومنابر‬ ‫الوعاظ يف املس���اجد ‪ ،‬ولكنها كلها فشلت يف‬ ‫توعية املواط���ن مبفهموم املواطنة الصاحلة‪،‬‬ ‫ومعن���ى احلق���وق والواجب���ات ‪ ،‬واح�ت�رام‬ ‫املصاحل احلكومية العام���ة‪ ،‬فيما عجز حكام‬ ‫ليبي���ا اجلدد وصن���اع ومنفذي الق���رار فيها‪،‬‬ ‫حت���ت قب���ة ريكس���وس ويف اقبي���ة ال���وزارات‬ ‫بالوص���ول بالث���ورة اىل الدول���ة‪ ،‬ليكتف���ي‬ ‫بعضه���م بالله���اث وراء حتقي���ق مصاحله���م‬ ‫الش���خصية ‪،‬مس���تغلني بأك�ب�ر ق���در ممكن‬ ‫ظهوره���م يف القن���وات التليفزيوني���ة ال�ت�ي‬ ‫س���اهمت يف صنعه���م إلج���راء املؤمت���رات‬ ‫الصحفية ‪ ،‬واملقابالت املنمقة ‪ ،‬اليت س���ئمها‬ ‫املواط���ن وأحج���م ع���ن متابعتها وال�ت�ي غالبا‬ ‫م���ا تب���دأ بالرتح���م عل���ى أرواح الش���هداء يف‬ ‫ث���ورة فرباير ‪،‬واإلع�ل�ان عن حاالت اخلطف‬ ‫والنهب والقتل يف الش���وارع اليت حدثت بعد‬ ‫ثورة فرباير‪ ،‬و تنتهي بالتس���ويف واملماطلة‬ ‫‪،‬وتغطية عجزهم يف حتقيق مطالب املواطن‬ ‫بوسائل ظاهرها مقنع وباطنها غري صحيح‬ ‫‪،‬كم���ا تنتهي ه���ذه التصرحي���ات يف الغالب‬ ‫بالتفن���ن يف تقدي���م الوع���ود للمواطنني‪ ،‬بان‬ ‫اخل�ي�ر والرفاهي���ة يف الطري���ق وان الطريق‬ ‫هلذا اخلري ه���و الصرب فق���ط‪ ،‬دون أن يقول‬ ‫أح���دأ منه���م أنه لي���س بالصرب وح���ده تبنى‬ ‫ال���دول ولك���ن بالس���يطرة عل���ى منافذه���ا‪،‬‬ ‫وأن الطري���ق لبن���اء الدول���ة الليبي���ة يب���دأ‬ ‫م���ن التحك���م يف منافذه���ا فس���يطروا عل���ى‬ ‫حدودكم يرمحكم اهلل ‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫فنان من بالدي‬

‫امللحن‬ ‫سليمان بن زبلح‬ ‫يوسف بن صرييت‬

‫خليل العرييب‬

‫يف وداع الشعالي اخلراز‬ ‫بقل���وب مؤمن���ه بقض���اء اهلل وقدره‬ ‫إنتق���ل إلي رمح���ة اهلل احلاج الش���عالي‬ ‫اخلراز م���ن رواد العم���ل اإلعالمي ‪،‬بدأ‬ ‫حيات���ه العملي���ة باإلذاع���ة الليبية منذ‬ ‫تأسيس���ها ث���م م���ارس العم���ل احلر يف‬ ‫توزيع ونشر الكتب والصحف واجملالت‬ ‫كم���ا أنش���أ ع���دد م���ن دور الع���رض‬ ‫الس���ينمائي يف بنغ���ازي وطرابل���س‬ ‫وغريه���ا من امل���دن الليبي���ة وكان من‬ ‫أكرب موردي األفالم العربية والعاملية‬ ‫‪،‬وكان���ت ل���ه عالقات متمي���زة مع دور‬ ‫النش���ر العربي���ة وش���ركات اإلنت���اج‬ ‫الس���ينمائي وكون عالق���ات طيبة مع‬ ‫جنوم الفن والصحافة يف مصر ولبنان‪،‬‬ ‫كان أول من قام بتوزيع جملة العربي‬ ‫الكويتية يف ليبي���ا ‪ ،‬كما إهتم بطباعة‬ ‫الكتب لعدد من الكتاب الليبيني ‪ ،‬وكان‬ ‫يؤدي دور مؤسس���ة إعالمي���ة متكاملة‬ ‫ب���دون دعم م���ن أحد ‪ ،‬ويعت�ب�ر من أهم‬ ‫اخل�ب�راء واملختص�ي�ن يف جم���ال مهنته‬ ‫‪ ،‬وأطل���ق علي���ه ع���دد م���ن اإلعالميني‬

‫واملثقف�ي�ن لق���ب مدبولي ليبي���ا ‪ ،‬كان‬ ‫رمح���ه اهلل موس���وعة إعالمي���ة ‪ ،‬تقبله‬ ‫اهلل بواسع رمحته وأسكنه فسيح جناته‬

‫وأهلم أهله وذويه ثواب الصابرين ‪.‬‬ ‫(( إنا هلل وإنا إليه راجعون ))‬

‫دورات خارجية للفائزين جبوائز الفيلم اللييب‬ ‫•امللح���ن الفن���ان س���ليمان ب���ن زبلح م���ن مواليد‬ ‫مدين���ة بنغ���ازي س���نة ‪ ، 1933‬يعت�ب�ر من أش���هر‬ ‫ع���ازيف آلة األكورديون واول من ادخل هذه اآللة‬ ‫إلي قسم املوسيقي يف بنغازي‪.‬‬ ‫•كانت امل وسيقي هوايته منذ الصغر حيث بدأ‬ ‫بع���زف آلة الناي ثم حتول إل���ي آلة األكورديون‬ ‫‪،‬عاصر الفنان علي الش���عالية يف مس�ي�رته الفنية‬ ‫مع مس���رح الف���ن الربق���اوي للتمثيل واملوس���يقي‬ ‫س���نة ‪ ، 1954‬ثم مع الراديو حتت إشراف اإلدارة‬ ‫الربيطاني���ة يف ذل���ك الوق���ت حم���دودة اإلنتش���ار‬ ‫داخ���ل مدينة بنغازي يف ف�ت�رة ال تزيد عن نصف‬ ‫ساعة لثالثة أيام يف األسبوع ‪.‬‬ ‫•يف الع���ام ‪ 1957‬ش���ارك م���ع كوكب���ة م���ن‬ ‫املوس���يقيني بع���د إفتت���اح اإلذاع���ة الليبي���ة من���ذ‬ ‫إنطالقتها كعازف علي آلة الناي ‪.‬‬ ‫•يف الع���ام ‪ 1961‬أرس���ل إل���ي تون���س يف دورة‬ ‫موس���يقية ملدة س���نة ‪ ،‬وعن���د عودته ح���اول تعلم‬ ‫العزف عل���ي آلة األكورديون وس���اعده يف إقتناء‬ ‫اآلل���ة الفن���ان الراح���ل عل���ي أب���و الس���عيد وق���ام‬ ‫بتحويلها إلي نغمات شرقية حيث أصبح العازف‬ ‫الرئيسي بالفرقة علي هذه اآللة ‪.‬‬ ‫•أعتم���د كملحن بقس���م املوس���يقي وق���دم أول‬ ‫أغني���ة لإلذاع���ة غناها املط���رب الراح���ل إبراهيم‬ ‫ص���وان بعن���وان ( فتح���ي ي���ا وردة ) وذل���ك س���نة‬ ‫‪ ، 1962‬ق���دم بعده���ا جمموع���ة م���ن األحل���ان‬ ‫بأص���وات ليبي���ة منه���م حممد صدق���ي ‪ -‬حممد‬ ‫ص�ل�اح – أمح���د كام���ل – حممد جن���م – علي‬ ‫الش���عالية – حمم���د الزرقاني وغريه���م كذلك‬ ‫املطرب���ة اللبناني���ة ليل���ي مط���ر يف أغني���ة‬ ‫( نور القمر ) ‪.‬‬

‫مثان���ون فيلم���ا ليبي���ا هي حصيل���ة األفالم‬ ‫املش���اركة يف الدورة األوىل م���ن مهرجان‬ ‫الفيل���م اللي�ب�ي ال���ذي اختت���م يف احتف���ال‬ ‫تكرمي���ي مس���اء الس���بت ‪ 9‬نوفم�ب�ر ‪2013‬‬ ‫ّ‬ ‫بفن���دق كورنثي���ا‪ ،‬حبضور وزي���ر الثقافة‬ ‫الس���يد احلبي���ب األم�ي�ن‪ ،‬ومدي���ر املرك���ز‬ ‫الثق���ايف االيطال���ي الس���يد روبن���ز بيافن���و‪،‬‬ ‫وممث���ل ع���ن االحت���اد األوروب���ي الس���يدة‬

‫وخنب���ة من املش���اركني باملس���ابقة ولفيف‬ ‫من املهتمني والضيوف‪.‬‬ ‫ينظم فعاليات ه���ذا املهرجان املعهد الثقايف‬ ‫االيطال���ي بالتع���اون م���ع االحت���اد األوربي‬ ‫ضم���ن اتفاقي���ات التع���اون الثقافي���ة ال�ت�ي‬ ‫أبرم���ت يف وقت س���ابق م���ع وزارة الثقافة‪،‬‬ ‫ويهدف املهرجان إىل املس���اهمة يف صناعة‬ ‫وتطوي���ر الس���ينما الليبي���ة م���ن خ�ل�ال‬

‫س���وزان قدس���ي‪ ،‬وأعض���اء جلن���ة التحكيم‪،‬‬

‫اكتش���اف املوهوب�ي�ن م���ن الش���باب اللي�ب�ي‬

‫املهتم بصناعة األفالم كما يوفر مس���احة‬ ‫لتبادل اخل�ب�رات واآلراء حول املواضيع ذات‬ ‫العالق���ة بالس���ينما‪ ،‬وع���رض املش���اركون‬ ‫‪ 80‬فيلم���ا اخت���ارت منه���ا جلن���ة التحكيم‬ ‫مثانية أفالم متميزة‪ ،‬وحقق املرتبة األوىل‬ ‫من بينه���ا الفيل���م (بداية س���قوط العقيد)‬ ‫للمص���ور واملخ���رج اللي�ب�ي ط���ارق أبوبك���ر‬ ‫اهلوني واملونتاج حملمد س�ل�امة وهو يتناول‬ ‫أح���داث االس���بوع األول لث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر‬ ‫مبدينة بنغازي‪.‬‬ ‫وأعل���ن وزي���ر الثقاف���ة يف كلمة ل���ه على‬ ‫هام���ش االحتف���ال ع���ن إه���داء الفائزي���ن‬ ‫الثمانية دورة تدريبي���ة خارج ليبيا تقديرا‬ ‫جلهوده���م ودعما لتجربتهم الس���ينمائية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأك���د أن وزارة الثقاف���ة ال تتوان���ى ع���ن‬ ‫تقديم الدعم املس���اندة لكل املبدعني الذين‬ ‫يوجه���ون إمكانياته���م وطاقاته���م حنو قيم‬ ‫اجلمال واإلبداع‪.‬‬ ‫وع�ّب�رّ طارق اهلون���ي يف تصريح خاص عن‬ ‫س���عادته به���ذه التجرب���ة ش���اكرا اهتم���ام‬ ‫وزارة الثقافة‪ ،‬وقال‪" :‬هذه التجربة كانت‬ ‫منافس���ة قوي���ة ألف�ل�ام متمي���زة وانطالق‬ ‫النس���خة األوىل من هذا املهرجان هو بداية‬ ‫مرحلة الدعم احلقيق���ي لصناعة األفالم‪،‬‬ ‫وس���تكون مس���ؤوليتنا هى تقدي���م األفضل‬ ‫واألكثر متيزا"‪.‬‬

‫حفالت لدعم الالجئيني الفلسطينيني‬ ‫يس���تعد ع���دد من جن���وم الطرب والغن���اء املعروفني يف كافة‬ ‫أرج���اء العامل العربي ألقامة حف�ل�ات غنائية متنوعة باإلمارات‬ ‫العربي���ة املتحدة ‪ ،‬تهدف هذه احلفالت جلم���ع التربعات لدعم‬ ‫الالجئيني الفلسطينيني ( األنورا ) ‪.‬‬ ‫م���ن احملتم���ل أن يش���ارك يف ه���ذه احلف�ل�ات الفني���ة الفنانات‬ ‫م���ي س���ليم ودان���ا مح���دان والفنان���ة اخلليجي���ة هيفاء حس�ي�ن‬ ‫واإلعالميات أمرية الفضيل وسوزان جنم الدين والفنانني وليد‬ ‫توفيق وحممد عساف جنم آرا ب إيدول إضافة إلي امللحن فائز‬ ‫السعيد واملخرج شريف صربي ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫حممد احلداد (بيليه)‬

‫العب النجمة القدمية يف الستينيات‬ ‫فتحي علي الساحلي‬ ‫ول���د مبدين���ة الكف���رة ع���ام ‪ 1940‬و‬ ‫اكتس���ب اللياقة البدنية م���ن اجلري و‬ ‫اللع���ب ف���وق رماهلا املرتاكم���ة و بعد ان‬ ‫حتصل عل���ى الش���هادة االبتدائية حضر‬ ‫اىل مدين���ة بنغازي ع���ام ‪ 1959‬ليلتحق‬ ‫بقس���م الرتبي���ة البدني���ة الذي اس���س يف‬ ‫مدرس���ة الصناعة و التجارة بالقرب من‬ ‫موقع ضريح الشهيد عمر املختار ‪.‬‬ ‫و يف تل���ك الس���نة كان املرح���وم بوبك���ر‬ ‫االش���هب مدرس���ا مل���ادة الرتبي���ة البدنية‬ ‫يف ذات املدرس���ة ‪..‬و يف مباري���ات الفصول‬ ‫اليت تق���ام باملدرس���ة لفت نظ���ر مدرس‬ ‫الرياض���ة اللياق���ة البدني���ة العالية اليت‬ ‫كان ميلكه���ا العبن���ا الصغ�ي�ر حمم���د‬ ‫احل���داد ‪ ..‬و به���ذا اخ�ب�ر م���درب الفري���ق‬ ‫االسطورة اتعولة شتوان الذي حضر اىل‬ ‫املدرسة و شاهد تلك املباريات و قرر ضم‬ ‫كل من س���امل نبوس الق���ادم من طربق‬ ‫و س���عد امحد القادم م���ن درنة و حممد‬ ‫احل���داد الق���ادم م���ن الكف���رة ‪..‬و يف ذلك‬ ‫الزم���ن كان الالعب الربازيل���ي (بيليه)‬ ‫حدي���ث كل الع���امل و لوج���ود الش���به يف‬ ‫البش���رة الس���مراء اطل���ق اتعول���ة عل���ى‬ ‫الالعب اجلديد اس���م (بيليه)حتى عرف‬ ‫به حممد احلداد ‪.‬‬ ‫اضاف���ة اىل لياقت���ه البدنية الطبيعية‬ ‫حبك���م البيئ���ة الصحراوي���ة ال�ت�ي كان‬ ‫يعيش���ها يف مدين���ة الكف���رة و خاص���ة‬ ‫اجل���ري و اللع���ب ف���وق الرم���ال ال�ت�ي‬ ‫تكس���ب اجلس���م و العض�ل�ات اللياق���ة و‬ ‫املرون���ة اس���تفادة ايضا من دراس���ة مادة‬ ‫الرتبي���ة البدني���ة و معرف���ة م���ا يفي���د‬ ‫اجلس���م الرياضي و يكس���به االكسجني‬

‫شتوان ‪،‬سامل بالطيب ‪،‬حممد القيالردي‬ ‫‪،‬ع���رف عن���ه االخ�ل�اص يف امللع���ب و‬ ‫االس���تعداد الكبري قبل كل مباراة يلعبها‬ ‫‪،‬اطل���ق عليه امل���درب اليوغس�ل�ايف الكبري‬ ‫بافل���ي فت���ش لق���ب (املاكين���ة)و يقصد‬ ‫بذلك االل���ة اليت تتحرك بدون توقف او‬ ‫مل���ل و كان يقول عنه ايضا انه يعطيين‬ ‫يف امللعب جهد ثالثة العبني ‪.‬‬ ‫كان يلع���ب يف مجي���ع االماكن يف قلب‬ ‫الدف���اع و يف وس���ط امللع���ب و كذلك يف‬ ‫قل���ب اهلج���وم لع���ب م���ع فطاح���ل كرة‬ ‫القدم ‪،‬مفتاح االصفر و بوبكر مشيس���ة‬ ‫و ابراهيم املصري ‪.‬‬ ‫اخت�ي�ر ملنتخب بنغ���ازي و املنتخب اللييب‬ ‫يف ع���دة مناس���بات و لع���ب اىل جان���ب‬ ‫العمالقة علي البسكي و حسن السنوسي‬

‫الالزم لبناء العضالت و حتس�ي�ن ادائها و‬ ‫اكتسابها القوة واملرونة ‪.‬‬ ‫وضع���ه اتعول���ة يف منتص���ف امللع���ب الن‬ ‫لياقته البدنية تساعده على تنفيذ مهمة‬ ‫املداف���ع عندما تكون الك���رة عند اخلصم‬ ‫و تس���اعده ايضا ان يك���ون مهامجا عندما‬ ‫يستحوذ فريقه على الكرة ‪.‬‬ ‫كان يتمت���ع بأخ�ل�اق عالي���ة و طيب���ة‬ ‫عرف بها سكان املدينة اليت احندر منها ‪.‬‬ ‫لعب لفريق النجمة القدمية ملدة عش���ر‬ ‫س���نوات ق���دم فيه���ا الكثري م���ن اجلهد و‬ ‫العط���اء ت���درب على ي���د افض���ل املدربني‬ ‫الذي���ن عرفته���م مدينة بنغ���ازي اتعولة‬

‫و نوري الرتهوني ‪.‬‬ ‫و يف عام ‪ 1967‬لعبت معه و ألول مرة‬ ‫يف الدرج���ة االوىل يف دوري رمض���ان و‬ ‫فزنا معا بكأس تلك الدورة و قد شجعين‬ ‫كثريا يف تل���ك البطولة و مل يبخل علي‬ ‫خبربته و حنكته الكروية ‪.‬‬ ‫و كان امل���درب بافل���ي فتش يأمره بأن‬ ‫يقوم ب���أداء احل���ركات الس���ويدية بدال‬ ‫من���ه النه كان كب�ي�را يف العمر و كان‬ ‫جييده���ا متام حتى ان���ي كنت اتعجب و‬ ‫اتسال كيف اكتسب كل هذه اللياقة !‬ ‫بع���د عملية الدم���ج اجملحف���ة و القضاء‬ ‫على فري���ق النجمة القدمية عام ‪1970‬‬

‫ذهبت انا اىل فريق اهلالل و ذهب حممد‬ ‫احل���داد اىل فريق (بنينا)الط�ي�ران حاليا‬ ‫و التقينا يف مب���اراة فاصلة كان حممد‬ ‫احل���داد بطله���ا ب���دون منازع فق���د كان‬ ‫مدرب���ا لفريق بنين���ا داخ���ل امللعب كان‬ ‫يقوده���م و يرش���دهم و جعله���م يلعبون‬ ‫ك���رة حديث���ة و بس���يطة و اس���تطاع‬ ‫ان يكس���بهم اللياق���ة و اللع���ب املتناس���ق‬ ‫اجلميل و مل اك���ن اعرف انه من املمكن‬ ‫ان الع���ب اللياقة البدنية و اجلهد عندما‬ ‫يعم���ر يف املالع���ب يس���تطيع ان يكس���ب‬ ‫نفسه التقنية و التكتيك و املهارة الفنية‬ ‫و هو الدرس الذي قدمه لي ذلك الصغري‬ ‫القادم من الكفرة ‪.‬‬ ‫حتية اعجاب و ود اىل الالعب الكبري و‬ ‫االخ الرائع حممد احلداد عسى ان تصله‬ ‫يف مس���قط رأس���ه الكف���رة حي���ث يعيش‬ ‫االن و كن���ت امتن���ى ان يلق���ن ش���بابها‬ ‫اجبديات و فنون كرة القدم و ان خيلق‬ ‫هناك كرة قدم متطورة و انا على يقني‬ ‫انه ميلك اخلربة و القدرة على ذلك ‪.‬‬ ‫الصور املرفقة ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ص���ورة الالع���ب حمم���د احل���داد مع‬ ‫فري���ق النجم���ة ع���ام ‪ 1963‬يف املب���اراة‬ ‫ال�ت�ي لعبه���ا فري���ق النجم���ة ض���د فريق‬ ‫الفلوريان���ا املالط���ي و ال�ت�ي ش���ارك فيها‬ ‫فريق النجمة ثالثة العبني دوليني من‬ ‫اجلزائ���ر و هم املخل���ويف و االبراهيمي و‬ ‫البنيت فور ‪.‬‬ ‫تشكيلة الفريق وقوفا من اليمني ‪:‬‬ ‫احل���ارس التكبال���ي ‪،‬الب�ب�ر ‪،‬بوحليق���ة‬ ‫‪،‬الدرسي ‪،‬االسكندراني ‪،‬بيليه ‪،‬البنيت فور‬ ‫‪،‬الورفلي ‪،‬سليمان باله ‪،‬فرج السنوسي ‪.‬‬ ‫جلوسا ‪ :‬مشيس���ة ‪،‬عاشور خالد ‪،‬املخلويف‬ ‫‪،‬املقصيب ‪،‬االبراهيمي‬ ‫الصورة رقم ‪2‬‬ ‫فريق النجمة عام ‪1962‬‬ ‫وقوفا من اليمني ‪:‬‬ ‫بوبك���ر مشيس���ة ‪،‬عب���د الس�ل�ام الورفلي‬ ‫‪،‬ف���رج ابش�ي�ر (البرب)‪،‬عاش���ور خالد ناجي‬ ‫السنوسي ‪،‬عاشور االسكندراني ‪.‬‬ ‫جلوسا من اليمني ‪:‬‬ ‫حممد اجلعيدي ‪،‬حسني الدرسي ‪،‬محيد‬ ‫املقصيب ‪،‬حممد احل���داد (بييله)متكالف‬ ‫املالطي ‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مرة اخرى‬ ‫كلمنيت لن يستطيع‬ ‫يف الع���دد املاض���ي من هذه الصحيفة نش���رنا حتت‬ ‫عنوان كلمنيت لن يس���تطيع ‪..‬كلم���ة و هي رد على‬ ‫سؤال من احد املهتمني و املتابعني لنشاط كرة القدم‬ ‫و ال���ذي قال في���ه ‪( -:‬هل س���يتمكن املدرب االس���باني‬ ‫اجلدي���د ان جيه���ز و يع���د لنا فريق���ا وطني���ا نفرح و‬ ‫نفتخ���ر به بعد هذه الس���نني الطويل���ة من التخبط و‬ ‫االرجتال ؟‬ ‫و كانت االجابة على هذا الس���ؤال ان ال هذا املدرب‬ ‫و ال غريه يس���تطيع ان حيقق هذا االمل ‪..‬الن مس���ألة‬ ‫اع���داد فريق و هو عامل يش���ارك فيه عدة عناصر من‬ ‫خالل منظومة مبنية على رؤية اسرتاتيجية تتبناها‬ ‫الدولة من خالل خمتصني و ليست موضوع امكانيات‬ ‫م���درب او العبني فقط‪ ..‬و اوضحنا ان منظومة اعداد‬ ‫فري���ق وطين تتكون من االندي���ة الرياضية مبن فيها‬ ‫من رياضيني و مدربني و اداريني يف الوقت احلالي ‪..‬و‬ ‫اع�ل�ام رياضي و مجاهري رياضي���ة و من خالهلا بنية‬ ‫حتتية تتجس���د يف املالعب و القاعات و كل وس���ائل‬ ‫االعداد و التدري���ب ‪..‬و لوائح رياضية متطورة تهدف‬ ‫اىل رفع املستوى الفين و التنظيمي و اقامة مسابقات‬

‫هلا هدف و قيمة ‪.‬‬ ‫و ه���ذه العناصر اغلبه���ا ان مل يكن مجيعها حتتاج اىل‬ ‫تصحي���ح و تطوي���ر الن االندي���ة الرياضية يس���ودها‬ ‫االرتب���اك و التخب���ط و االحت���ادات الرياضية ال زالت‬ ‫تعان���ي م���ن القص���ور و س���وء االختي���ار م���ع كام���ل‬ ‫االحرتام لقلة ال تس���تطيع ان تقدم ش���يئا يف ظل هذا‬ ‫الواقع‪.‬‬ ‫و االع�ل�ام الرياض���ي يتس���م باجله���ل و النف���اق و‬ ‫االس���تعراض و الغرور و التس���لط ‪..‬بينم���ا اجلماهري‬ ‫الرياضي���ة يتملكه���ا التعصب و الرغب���ة يف الفوز بكل‬ ‫الوس���ائل املشروعة و غري املشروع و التدخل يف شؤون‬ ‫ادارات االندية ‪..‬اذا فإن املنظومة الرياضية الس���ليمة‬ ‫غري موجودة و قاص���رة و حتتاج عناصر اىل تصحيح‬ ‫و تطوي���ر ليضاف اىل ذلك ‪..‬هذه االم���وال اليت بددت‬ ‫على العبني بدون دراسة و ادت اىل افساد النفوس ‪..‬و‬ ‫لنا عودة مرة اخرى انشاء اهلل ‪.‬‬ ‫و حسبنا اهلل و نعم الوكيل‬


‫املشاركة يف انتخابات جلنة الستني‬ ‫املشاركة يف مستقبل ليبيا‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 132‬نوفمبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.