العدد 133

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪133‬‬

‫) ‪ 25 - 19 ( -‬نوفمبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫نوفمبر ‪)2012‬‬ ‫‪ 25‬نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫‪- ) 77‬‬ ‫العدد (‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫‪- 19 (30‬‬ ‫‪- ) ( 133‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫احلداد يليق بطرابلس الغرب!‬ ‫بيان من الكتاب واألدباء و الصحفيني الليبيني‬ ‫النضال من اجل احلركة الثقافية االمازيغية قاد ُه يف ليبيا املناضل فاضل املسعودي‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫احلداد يليق بطرابلس الغرب!‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫القرب‬ ‫سأو ِق ُظ‪ ،‬هذا املساء‪ ،‬شهيداً من ِ‬ ‫ْ‬ ‫املدينة‬ ‫أصح ُب ُه يف شوار ِع هذي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫املستديم‪،‬‬ ‫ّم املتخ ِث َر‪ ،‬والوجع‬ ‫س ُأ ْبقي عليه ال َد َ‬ ‫َ‬ ‫احتياج‪ ،‬و ِذ ْك َرى ال َّت َخلّي‪..‬‬ ‫و ِذ ْك َرى‬ ‫ٍ‬ ‫وأُ ْب ِقي ب ُأ ْذني ِه َ‬ ‫الرصاص الذي‬ ‫صوت‬ ‫ِ‬ ‫َر َّجهُ‪َ ،‬ر َّجهُ‪َ ،‬ر َّج ُه‬ ‫ثم أَ ْردا ُه فينا وأقصاه َع ّنا‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫س َأ ْس ِن ُد ُه ِب ِذراعي‬ ‫وأو ِق ُف ُك ْم‪:‬‬ ‫َح ِدّقوا في ِه! هل جت ُرؤون؟‬ ‫وأعلم يا إخوتي أنكم جترؤون‪...‬‬ ‫وستستكملون ال ّتز ُّي َن للسهر ِة التالية‪.‬‬ ‫• َمريد الربغوثي‬ ‫وحيدا أسرح يف مساء طرابلس اليت كانت ساعتها حفرة الدم كما قال جدى عبد السالم األمسر‬ ‫يف اهزوجته الش���هرية ‪ ،‬وحيدا و ال أحد أعرف من القلة التى جتوب طرابلس ساعتها بعد اجلمعة‬ ‫السوداء اليت مرت‪ ،‬كان اليوم الثالث من حزن طرابلس املسربل بالعنف وخيبة األمل والظن ‪،‬لقد‬ ‫خ���ذل اجلميع طرابلس مرة ثانية ‪ ،‬خيمة الذل والعن���ف والقتل ختيم على طرابلس الغرب التى‬ ‫ال تشبه طرابلس الشرق إال يف هذا‪.‬‬ ‫ال أحد قرين تلك اللحظة غري رائحة املوت الذى جيوب طرابلس كما يريد وكما يرغب وكما‬ ‫يفعل ‪،‬الكل ترك طرابلس جتابه قدرها أكثر من نصف قرن ‪،‬والكل الساعة أغلق أبوابه يف وجهها‬ ‫‪،‬والوطني���ون منه���م ( ! ) قلبه���م على قلب طرابلس ‪ :‬البنك الوطين ‪،‬س���اعتها ش���اهدت عمر املختار‬ ‫خيرج من ذا البنك عاريا إال من غطاء الوجه كي ال يعرفه أحد‪.‬‬ ‫م���ا أخبس احلياة ‪ ،‬احلياة عندئذ كانت هي من خجل مما فعل بطرابلس اليت ارتكنت عند جبانة‬ ‫سيدي منيدر تتلقي فجائعها ‪،‬و ال أحد يقدم العزاء ‪،‬كان احلداد يليق بطرابلس لكن طرابلس ال‬ ‫تليق بأحد ‪،‬طرابلس هذه مل توىل أحد نظرة عند مرورها بالس���ادة والس���يدات من يذرفون الدمع‬ ‫ويس���كبون األلفاظ املكلومة ‪،‬من لبوس���هم احلزن ساعة وكل ساعة يلبس���ون عمر املختار املرسوم‬ ‫على ورق البنك الوطين‪.‬‬ ‫احل���داد يليق بكل من كان ع���ار الصدر يصدح ‪ :‬طرابلس العاصمة األبدي���ة ‪،‬من بقي عار الصدر‬ ‫يصدح منذ ‪ 21‬س���بتمرب ‪2012‬م انزعوا الس�ل�اح املهمة تكللت بالنصر ‪،‬فإذا بالس�ل�اح يرتاجع عن‬ ‫مهمته ‪،‬ويتخذ من مهمة النظام الساقط ‪ :‬نشر العنف واخلوف ‪،‬مهمته‪.‬‬ ‫احلداد يليق بطرابلس اليت مل تكن وحيدة اجلمعة السوداء ‪،‬فقد كان قبلها السبت األسود واألحد‬ ‫األس���ود واالثنني األس���ود والثالثاء األسود واألربعاء واخلميس األس���ود ‪،‬وكل الشهور واأليام اليت‬ ‫تسربلت فيها البالد السواد‪.‬‬ ‫احل���داد يليق بطرابلس الغرب كم���ا كان يليق ببنغازي ‪،‬كل األوق���ات متر من غصة إىل غصة‬ ‫‪،‬غص���ة يف احلل���ق ‪،‬غصة يف القلب ‪،‬غصة يف النفس ‪،‬غصة يف الروح ‪،‬حتى صريها من يدعون حبها‬ ‫بالد الغصائص‪.‬‬ ‫احلداد يليق بطرابلس التى تليق باحلياة ‪.‬‬ ‫و وحيدا أس���رح يف مس���اء طرابلس اليت كانت س���اعتها حف���رة الدم كما قال جدى عبد الس�ل�ام‬ ‫األمس���ر يف اهزوجته الش���هرية ‪،‬لكنها البالد س���ارقة الن���ار التى جذوتها ال تنطف���ئ ‪،‬اختذت ميدان‬ ‫الشهداء قبلة وتيممت باحلجر ‪ ،‬ومن كبوة تلو كبوة نهضت ‪،‬تسورت بالشهداء تلو الشهداء ‪،‬كل‬ ‫قتي���ل س���اعتها نهض من موته كش���هيد قتل من أجل احلي���اة ‪ ،‬كانوا يعدون يف املي���دان فلم أعد‬ ‫وحي���دا كما أن���ا ‪ ،‬نهض املوتي ونهضنا أحياء كما مل نكن كنا يف ميدان الش���هداء نذود عنا ‪ ،‬عن‬ ‫طرابلس اليت تليق باحلياة كما يليق احلداد بها ‪.‬‬ ‫البنك الوطين على خطوات من ميادين الش���هداء ‪ ،‬البع���ض منا قرب يف البنك والكثري منا نهض من‬ ‫جبانات ليبيا ‪ :‬سيدى منيدر وسيدى اعبيد وسيدى ‪ ....‬اخل ‪،‬هذه الساعة‪.‬‬ ‫احلداد يليق بطرابلس ساعة احلشر هذه فلكل ظامل نهاية ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪03‬‬

‫ليبيا يف أسبوع‬

‫بيان من الكتاب واألدباء و الصحفيني‬ ‫الليبيني حول أحداث طرابلس‬ ‫نعلن حنن الكتاب و االدباء و الصحافيني‬ ‫الليبيني ‪ ،‬أننا قد فجعنا وهالنا استشهاد‬ ‫أكثر من مخس�ي�ن مواطنا وجرح املئات‬ ‫من العزل ‪ ،‬بينه���م عدد من زمالء املهنة‬ ‫أثن���اء تغطيته���م امليداني���ة مل���ا ش���هدته‬ ‫طرابل���س عاصم���ة كل الليبي�ي�ن ‪ ،‬من‬ ‫أح���داث دامي���ة يف منطق���ة غرغ���ور يوم‬ ‫اجلمع���ة اخلام���س عش���ر م���ن الش���هر‬ ‫احلال���ي (نوفم�ب�ر) برصاص املس���لحني‬ ‫‪،‬خالل املطالبة بإنهاء سطوة اجملموعات‬ ‫املس���لحة ومغادرته���ا للمدين���ة ‪ .‬ومل‬ ‫حت���دث هذه املذحبة أول م ّرة‪ ،‬فحس���ب‬ ‫بل تكررت يف البالد عديد املرات ‪ ،‬مثلما‬ ‫ع���رف بالس���بت األس���ود يف بنغ���ازي ويف‬ ‫غريها من املدن‪.‬‬

‫األج���واء املالئمة ‪ ،‬واح�ت�رام الصحفيني‬ ‫واإلعالمي�ي�ن وتقديم التس���هيالت اليت‬ ‫تس���مح هلم مبمارس���ة مهنته���م يف نقل‬ ‫احلقيق���ة وإط�ل�اع ال���رأي الع���ام عل���ى‬ ‫جمري���ات األم���ور بنزاه���ة وموضوع ّية‬ ‫وش���فافية ‪،‬دون أن يش���عروا باخل���وف‬ ‫م���ن التهديد بالقت���ل أو االعتقال أو أي‬ ‫تهديد كان ‪ ..‬ونذك���ر بضرورة التزام‬ ‫الس���لطات الليبية ومسئولياتها الوطنية‬ ‫ـ���ـ باعتبار ليبي���ا طرفا يف العه���د الدولي‬ ‫اخل���اص باحلق���وق املدنية والسياس���ية‬ ‫ـ���ـ فيما خي���ص حرية التعب�ي�ر واإلعالم‬ ‫وع���دم خ���رق نصوص امل���واد ال���واردة يف‬ ‫اإلعالن الدستوري واملتعلقة باحلريات‬ ‫اإلعالمي���ة ‪،‬وبالدميقراطي���ة ‪،‬وحق���وق‬

‫وإذ نرتحم على أرواح الش���هداء ونتضرع‬ ‫إىل اهلل أن يس���بغ الش���فاء العاج���ل على‬ ‫اجلرحى يف هذا احلدث الدامي اجلسيم‬ ‫فإننا ندين ونس���تنكر اس���تخدام السالح‬ ‫إلزه���اق أرواح املدني�ي�ن ‪،‬ونطال���ب بنزع‬ ‫األس���لحة من اجملموع���ات غري املنضوية‬ ‫حت���ت األجه���زة الرمسي���ة م���ن جي���ش‬ ‫وش���رطة ‪،‬كما ندعو إىل تس���ريع قيام‬ ‫مؤسس���ات الدول���ة املدني���ة ال�ت�ي تكف���ل‬ ‫احلياة احلرة ملواطنيها يف أمن واستقرار‬ ‫‪ ..‬ونطال���ب املؤمتر الوطين العام املنتخب‬ ‫واحلكوم���ة املنبثق���ة عن���ه بالقي���ام‬ ‫بواجباتهم���ا على أكمل وج���ه لاللتزام‬ ‫بالق���رارات والقوان�ي�ن واملواثيق الدولية‬ ‫اليت جت ّرم إراقة دماء املدنني العزل ‪..‬‬ ‫كم���ا ندع���و الس���لطات إىل توف�ي�ر‬

‫اإلنسان‪.‬‬ ‫املوقعون ‪:‬‬ ‫علي شعيب ( صحفي)‬‫امحد الفيتوري( صحفي )‬ ‫عبد املنصف الب���وري ( كاتب وصحفي‬ ‫)‪-‬‬ ‫عمر عبد الدايم ( شاعر)‬‫رامز النويصري (وشاعر وصحفي )‬ ‫كرمية الفاسي ( قاصة ومدونة)‬ ‫حممد األصفر ( روائي )‬ ‫امال العيادي ( قاصة )‬ ‫عاشور الطوييب ( شاعر ومرتجم )‬ ‫خالد مطاوع (شاعر و مرتجم )‬ ‫مرعي التليسي ( تشكيلي )‬ ‫امحد خليفة ( اعالمي )‬ ‫فاطمة غندور ( إعالمية )‬

‫فريال بشري الدالي (شاعرة )‬ ‫فوزي عمار اللولكي ( كاتب صحفي )‬ ‫عيس���ي عب���د القي���وم ( كات���ب صحفي‬ ‫ومدون )‬ ‫بشري زعبيه ( كاتب صحفي )‬ ‫حسن األمني ( اعالمي )‬ ‫الفيتوري الصادق ( شاعر )‬ ‫جالل عثمان ( اعالمي )‬ ‫عزالدين عبد الكريم ( اعالمي )‬ ‫ساملة املدني ( صحفية )‬ ‫عبد اهلل الكبري ( كاتب صحفي )‬ ‫مجعة الرتهوني ( خمرج صحفي )‬ ‫الزهراء لنقي (كاتبة)‬ ‫خالد جنم – اعالمي‬ ‫سامل العوكلي – شاعر وصحفي‬ ‫علي اجلواشي – كاتب وصحفي‬ ‫خلود الفالح – شاعرة وصحفية‬ ‫خدجية بسيكري – شاعرة وصحفية‬ ‫عبد الرمحن الشرع – صحفي‬ ‫عائشة ادريس املغربي – كاتبة‬ ‫عمر الطبجي – صحفي‬ ‫أمساء بن سعيد ‪ -‬صحفية‬ ‫أم اخلري الباروني – شاعرة‬ ‫عادل صنع اهلل – اعالمي‬ ‫سليمان دوغة ‪ -‬اعالم‬ ‫هدى صربي ‪ -‬اعالمية‬ ‫عبد الوهاب قرينقو ‪ -‬كاتب‬ ‫نور الدين الثلثي ‪ -‬كاتب‬ ‫مج���ال القص���اص ‪ -‬ش���اعر وصحف���ي‬ ‫مصري‬ ‫مسري بن على ‪ -‬كاتب‬ ‫فتحي عبد الكريم املرميي ‪ -‬اعالمي‬ ‫امساعيل البوعيشي ‪ -‬صحفي‬ ‫فتحي الشويهدي ‪ -‬رسام كاريكاتري‬ ‫يوسف عفط ‪ -‬شاعر‬ ‫اومسان بن موسى ‪ -‬صحفي‬ ‫حممد عبوب ‪ -‬صحفي‬ ‫احممد عمر ‪ -‬كاتب‬ ‫ليلي املغربي ‪ -‬صحفية‬ ‫أمحد بوقرين ‪ -‬صحفي‬ ‫عمر الكدى ‪ -‬كاتب صحفي‬ ‫سليم الرقعى – كاتب‬ ‫نادرة عوييت – كاتبة وصحفية‬ ‫فرج العربي – شاعر‬ ‫على العباني – فنان تشكيلي‬ ‫عمر ابو القاسم الككلي – كاتب‬ ‫عماد الدين غامن – كاتب‬ ‫مجال حممد النويصري – اعالمي‬ ‫مراد اهلوني – اعالمي‬ ‫حسن بوقباعة ‪ -‬اعالمي‬

‫البيان االماراتية ‪:‬‬ ‫انسحاب التشكيالت‬ ‫املسلحة من طرابلس‬ ‫حلظة تارخيية‬ ‫وصفت صحيف���ة البي���ان االماراتية انس���حاب‬ ‫التش���كيالت املس���لحة من العاصم���ة طرابلس‬ ‫حتت وابل الضغط الشعيب باللحظة التارخيية‬ ‫ال�ت�ي مت���ر بها ليبي���ا تتطل���ب تعاوناً وإيث���اراً يف‬ ‫س���بيل الوط���ن وااللتف���اف م���ن اجلمي���ع حول‬ ‫احلكوم���ة القائمة حتى تتمك���ن ليبيا اجلديدة‬ ‫من تلمس طريقها حنو الغد املنشود‪.‬‬ ‫وقال���ت الصحفية يف افتتاحياته���ا "إن الليبيني‬ ‫دش���نوا الطريق الوع���ر حنو مرافئ االس���تقرار‬ ‫بعد طول توتر ومسلس���ل اغتياالت طالت أبرز‬ ‫الش���خصيات األمنية وب���دأت الس���فينة متخر‬ ‫عب���اب حبر متالط���م األمواج ببدء بس���ط نفوذ‬ ‫الدولة وتس���لمها مس���ؤولية األمن بوضع يدها‬ ‫جزئياً على الس�ل�اح املنتش���ر يف األي���دي بعد ما‬ ‫أحدثته من اضطرابات راح ضحيتها العش���رات‬ ‫من املدنيني‪ .‬وأوضحت الصحفية حتت عنوان‬ ‫"ليبيا الغد‪ ..‬التوافق مطلبا" ان انس���حاب بعض‬ ‫التش���كيالت من طرابلس حت���ت وابل الضغط‬ ‫الش���عيب ال س���يما يف العاصم���ة طرابلس يأتي‬ ‫كأوىل خطوات إعادة األمن إىل الشارع‪.‬‬ ‫واضافت‪ ..‬لعل اللحظة التارخيية اليت يعيشها‬ ‫الليبي���ون تقتض���ي منهم مدنيون وعس���كريون‬ ‫وعياً كب�ي�راً وتفهماً أك�ب�ر لطبيعة الظروف‬ ‫اليت متر به���ا البالد وذلك ع�ب�ر االلتفاف حول‬ ‫حكومة بالدهم أياً كانت اآلراء حوهلا من أجل‬ ‫وضع أوىل لبنات ليبيا اجلديدة‪ ..‬وال يتأتى هذا‬ ‫األمر قطعاً إال عرب الرت ّفع عن الصغائر والعمل‬ ‫ي���داً واح���دة عل���ى اخل���روج بالبالد م���ن دوامة‬ ‫العنف واالنفالت الذي يعيش���ه بعض مناطقها‬ ‫بني احلني واآلخر‪.‬‬ ‫واك���دت الصحيف���ة ان���ه ال مكان قطع���اً لليبيا‬ ‫جدي���دة تنحو يف اجت���اه األمن واالس���تقرار يف‬ ‫وجود التشكيالت املس���لحة إذ تقتضى اللحظة‬ ‫الراهنة حصر الس�ل�اح ومهمة بس���ط األمن يف‬ ‫يد القوات النظامية من جيش وشرطة وعودة‬ ‫عناصر هذه التشكيالت إىل صفوف اجلماهري‬ ‫بع���د أن أدت دوره���ا يف خل���ق الواق���ع اجلدي���د‪..‬‬ ‫كما على الدولة حماولة إدماج هذه العناصر‬ ‫يف اجملتم���ع بكافة تش���كيالته حتى ختلق اجلو‬ ‫املالئم النتقال سلس حنو االستقرار السياسي‬ ‫والنم���و االقتصادي ورف���اه الش���عب‪ .‬واختتمت‬ ‫البيان بالق���ول إن اللحظة التارخيية اليت متر‬ ‫بها ليبيا تتطلب تعاوناً وإيثاراً يف س���بيل الوطن‬ ‫ال صراعاً من أجل كسب املغامن كما تقتضي‬ ‫االلتف���اف من اجلميع ح���ول احلكومة القائمة‬ ‫حتى تتمكن ليبيا اجلديدة من تلمس طريقها‬ ‫حنو الغد املنشود‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫ليبيا ـ سكان املخيمات النازحون حباجة إىل محاية فورية‬

‫هجمات املليشيات على سكان تاورغاء ختلف قتي ً‬ ‫ال واحداً‬ ‫قال���ت هيوم���ن رايتس ووتش الي���وم إن على‬ ‫احلكوم���ة الليبي���ة توف�ي�ر محاي���ة عاجل���ة‬ ‫للمخيمات األرب���ع الكربى املخصصة إليواء‬ ‫النازح�ي�ن م���ن تاورغ���اء يف طرابل���س‪ ،‬بع���د‬ ‫اعت���داء مليش���يات عل���ى أحده���ا يف ‪ 15‬و‪16‬‬ ‫نوفمرب‪/‬تش���رين الثان���ي ‪ .2013‬تس���ببت‬ ‫هجميت املليش���يات يف قتل أحد سكان املخيم‬ ‫وإصابة ثالثة آخرين‪.‬‬ ‫ي���ؤوي املخي���م ال���ذي تع���رض للهج���وم‪،‬‬ ‫خميم الفالح‪ 1200 ،‬مش���رداً م���ن تاورغاء‪،‬‬ ‫ضمن ما يق���رب من ‪ 40‬ألف ن���ازح من أهل‬ ‫تاورغ���اء موزع�ي�ن على أرج���اء ليبي���ا‪ ،‬وهذا‬ ‫حبسب جملس تاورغاء احمللي يف طرابلس‪.‬‬ ‫واملخيم���ات الثالث���ة األخ���رى املخصص���ة‬ ‫للنازح�ي�ن م���ن تاورغ���اء يف طرابل���س ه���ي‬ ‫خميم جنزور وخميم طريق املطار وخميم‬ ‫سيدي السائح‪ .‬فر سكان تاورغاء من بلدتهم‬ ‫يف أغسطس‪/‬آب ‪ 2011‬إثر هجوم مجاعات‬ ‫مس���لحة م���ن بل���دة مصرات���ة القريبة‪ ،‬ومل‬ ‫يسمح هلم بالعودة منذ ذلك احلني‪.‬‬ ‫قالت س���ارة ليا ويتس���ن‪ ،‬املدي���رة التنفيذية‬ ‫لقسم الش���رق األوس���ط ومشال أفريقيا يف‬ ‫هيومن رايت���س ووتش‪" :‬بعد م���رور عامني‪،‬‬ ‫ال يب���دو أن مث���ة نهاية لوحش���ية اجلماعات‬ ‫املس���لحة جت���اه النازح�ي�ن م���ن تاورغ���اء‪.‬‬ ‫واحلكوم���ة الليبي���ة مس���ؤولة ع���ن محاي���ة‬ ‫ه���ؤالء األش���خاص يف خميم���ات طرابلس‪،‬‬ ‫وعن ردع أية هجمات انتقامية أخرى"‪.‬‬ ‫تتهم مجاعات مس���لحة أغلبها من مصراتة‬ ‫س���كان تاورغاء بأنهم حاربوا مع قوات معمر‬ ‫الق���ذايف أو أيدوه���ا أثن���اء انتفاض���ة ‪،2011‬‬ ‫وبأنهم ارتكب���وا جرائم حرب حبق مصراتة‪.‬‬ ‫وق���د قامت اجلماع���ات املس���لحة املنتمية يف‬ ‫معظمه���ا إىل مصراتة مبنع س���كان تاورغاء‬ ‫م���ن الع���ودة إىل دياره���م‪ ،‬ودم���روا أج���زا ًء‬ ‫كبرية م���ن البل���دة على حن���و ممنهج‪ ،‬مما‬ ‫ميث���ل جرمي���ة ح���رب مس���تمرة ومل جي���ر‬ ‫التعام���ل معه���ا حت���ى اآلن‪ ،‬حبس���ب هيومن‬ ‫رايتس ووتش‪.‬‬ ‫ق���ال س���كان م���ن خمي���م الف�ل�اح ل���ـ هيومن‬ ‫رايت���س ووتش إن الس���لطات تركت املخيم‬ ‫دون حراس���ة أو أم���ن منذ أواخ���ر ‪ .2012‬يف‬ ‫يوليو‪/‬مت���وز دخ���ل مس���لح جمه���ول خميم‬ ‫الف�ل�اح يف طرابل���س وأطلق النار عش���وائياً‬ ‫فجرح أحد سكان املخيم‪.‬‬ ‫أج���رت هيومن رايتس ووت���ش مقابالت مع‬ ‫‪ 14‬شاهداً على االعتداءات اليت تعرض هلا‬ ‫خميم الفالح هذا األسبوع‪ ،‬وبينهم اثنان من‬ ‫اجلرحى وأقارب لضحايا آخرين‪.‬‬ ‫قال شهود لـ هيومن رايتس ووتش إن رجلني‬ ‫مسلحني ببنادق الكالشنكوف قفزا من فوق‬ ‫سور املخيم يف حنو احلادية عشرة والنصف‬ ‫من مساء ‪ 15‬نوفمرب‪/‬تشرين الثاني ‪.2013‬‬ ‫وتبعتهما جمموعة أخرى مكونة من أربعة‬ ‫مسلحني من خارج املخيم‪ ،‬فاقتحموا البوابة‬ ‫وعربوه���ا بش���احنة نص���ف نقل س���وداء من‬ ‫ط���راز "تويوتا" وعلى جانبها ش���ريط أصفر‪،‬‬ ‫م���زودة مبدف���ع عدي���م االرتداد عي���ار ‪106‬‬ ‫م���م‪ .‬كما تب���ع الش���احنة إىل داخ���ل املخيم‬

‫ما ال يق���ل عن ‪ 10‬رجال مس���لحني آخرين‪.‬‬ ‫مل يك���ن الرجال يرتدون أية ش���ارات‪ ،‬لكنهم‬ ‫زعم���وا أنهم من مصرات���ة‪ ،‬ورفعوا أصواتهم‬ ‫بالش���تائم البذيئ���ة حبق الس���كان‪ ،‬واصفني‬ ‫إياهم بـ"العبيد" ضمن نعوت أخرى‪.‬‬ ‫قال س���بعة ش���هود لـ هيوم���ن رايتس ووتش‬ ‫إن املس���لحني ب���دأوا يف إط�ل�اق الن���ار يف‬ ‫اهلواء‪ ،‬فشرع س���كان املخيم يف الفرار‪ .‬ودخل‬ ‫ش���اب من أهال���ي تاورغاء يف ش���جار مع أحد‬ ‫املس���لحني‪ ،‬ال���ذي أطل���ق الن���ار عل���ى فخذه‬ ‫من مس���دس‪ .‬وبعد ذلك انس���حبت اجلماعة‬ ‫املسلحة‪.‬‬ ‫قال تس���عة ش���هود لـ هيوم���ن رايتس ووتش‬ ‫إن الس���كان‪ ،‬يف حن���و التاس���عة والنصف من‬ ‫صب���اح الي���وم التال���ي ‪ 16‬نوفمرب‪/‬تش���رين‬ ‫الثاني‪ ،‬مسعوا طلقات نارية خارج املخيم ثم‬ ‫دخل املخي���م ثالثة رجال مس���لحني ببنادق‬ ‫الكالش���نكوف عل���ى أقدامهم‪ .‬كان مخس���ة‬ ‫م���ن رج���ال تاورغ���اء يقف���ون داخ���ل البوابة‬ ‫للحراس���ة‪ .‬قال الشهود إنه بعد تبادل بضعة‬

‫بعد رحيل املسلحني‪ ،‬على حد قول الرجل‪.‬‬ ‫حاول���ت هيوم���ن رايت���س ووت���ش التح���دث‬ ‫مع ن���اج مصاب جب���راح خط�ي�رة يف مركز‬ ‫طرابلس الطيب‪ ،‬إال أن مدير املستشفى منع‬ ‫إجراء املقابلة لـ"أسباب أمنية" مل حيددها‪.‬‬ ‫قال ش���هود عل���ى اعت���داء ي���وم ‪ 16‬نوفمرب‪/‬‬ ‫تشرين الثاني لـ هيومن رايتس ووتش إنهم‬ ‫يعتق���دون أن املهامج�ي�ن ينتم���ون إىل نفس‬ ‫اجملموع���ة ال�ت�ي اقتح���م أفراده���ا املخيم يف‬ ‫الليلة السابقة‪.‬‬ ‫يف ‪ 18‬نوفمرب‪/‬تش���رين الثان���ي أبل���غ وزي���ر‬ ‫العدل ص�ل�اح املرغين هيومن رايتس ووتش‬ ‫بأن مكتبه س���يحيل جرمية القتل يف خميم‬ ‫الفالح‪ ،‬عالوة عل���ى قضايا القتلى اآلخرين‬ ‫يف اش���تباكات بطرابلس ي���وم ‪ 15‬نوفمرب‪/‬‬ ‫تشرين الثاني‪ ،‬إىل النائب العام للتحقيق‪ .‬يف‬ ‫‪ 15‬نوفمرب‪/‬تش���رين الثاني قامت مليشيات‬ ‫أغلبه���ا م���ن مصراتة بإط�ل�اق الن�ي�ران من‬ ‫بن���ادق هجومي���ة وآلي���ة وأس���لحة ثقيل���ة‬ ‫عل���ى متظاهري���ن س���لميني يف غالبيتهم يف‬

‫كلم���ات‪ ،‬ب���دأ الدخ�ل�اء الثالث���ة يف إطالق‬ ‫الن���ار على الرجال الذين حيرس���ون البوابة‪،‬‬ ‫فقتلوا أحدهم‪ ،‬وهو عبد املطلب أبو بكر‪28 ،‬‬ ‫سنة‪ ،‬وجرحوا اثنني آخرين‪.‬‬ ‫ق���ال أحد جرح���ى يوم ‪ 16‬نوفمرب‪/‬تش���رين‬ ‫الثان���ي ل���ـ هيوم���ن رايت���س ووت���ش إن أحد‬ ‫الدخ�ل�اء املس���لحني اق�ت�رب منه وس���أله من‬ ‫أين هو‪ .‬وحني رد الضحية بأنه من تاورغاء‪،‬‬ ‫أمس���ك ب���ه الدخيل كأمن���ا يريد ج���ره إىل‬ ‫خارج املخيم‪ .‬وقاومه الش���اهد‪ ،‬فدفعه املسلح‬ ‫بعيداً ثم أطلق النار على س���اقه اليمنى‪ .‬ويف‬ ‫تلك اللحظة بدأ املسلحان اآلخران يطلقان‬ ‫النار عشوائياً‪ ،‬على حد قول الشاهد‪ ،‬فأصابا‬ ‫أحد الرجال جبروح خطرية وقتال اآلخر‪.‬‬ ‫قال رجل آخر كان قد ش���هد إطالق النريان‬ ‫ل���ـ هيوم���ن رايتس ووت���ش إن أب���و بكر تويف‬ ‫يف عي���ادة املخي���م قب���ل أن يتس���نى نقله إىل‬ ‫مستش���فى‪ ،‬ج���راء طلقات ناري���ة متعددة يف‬ ‫الصدر‪ .‬مل يتسن للسكان إجالء اجلرحى إال‬

‫طرابلس‪ ،‬فقتلت عدة أشخاص‪ .‬وقد خلفت‬ ‫االش���تباكات الالحق���ة ب�ي�ن ع���دة مجاعات‬ ‫مس���لحة واملليش���يات حصيلة إمجالية تبلغ‬ ‫‪ 46‬قتي ً‬ ‫ال وما يقرب من ‪ 500‬جريح‪.‬‬ ‫يتع�ي�ن عل���ى احلكومة ضمان قيام س���لطات‬ ‫العدال���ة اجلنائي���ة بإج���راء حتقيق س���ريع‬ ‫ومدقق يف أحداث خمي���م الفالح‪ ،‬يؤدي إىل‬ ‫مالحقة املسؤولني عنها‪.‬‬ ‫قال���ت هيوم���ن رايت���س ووت���ش إن التهجري‬ ‫القس���ري لنحو ‪ 40‬ألفاً من س���كان تاورغاء‪،‬‬ ‫عالوة عل���ى االحتجاز التعس���في والتعذيب‬ ‫والقت���ل‪ ،‬تتس���م باتس���اع النط���اق واملنهجية‬ ‫والتنظي���م مبا يكفي العتباره���ا جرائم ضد‬ ‫اإلنسانية‪ .‬وعلى جملس األمن التابع لألمم‬ ‫املتحدة أن يدين هذه اجلرائم‪.‬‬ ‫وم���ن املمك���ن أن يس���اءل ق���ادة املليش���يات‬ ‫وكب���ار املس���ؤولني يف مصرات���ة جنائياً من‬ ‫ِقب���ل احملاك���م الوطني���ة والدولي���ة‪ ،‬مب���ا‬ ‫فيها احملكم���ة اجلنائية الدولي���ة يف الهاي‪،‬‬

‫إلصداره���م أوام���ر بارت���كاب جرائ���م ض���د‬ ‫اإلنس���انية أو إخفاقهم يف منعه���ا أو معاقبة‬ ‫مرتكبيه���ا‪ ،‬وه���ذا حبس���ب هيوم���ن رايت���س‬ ‫ووت���ش‪ .‬تتمت���ع احملكمة اجلنائي���ة الدولية‬ ‫باختص���اص مس���تمر فيم���ا يتعل���ق جبرائم‬ ‫احل���رب واجلرائم ض���د اإلنس���انية املرتكبة‬ ‫يف ليبيا منذ ‪ 15‬فرباير‪/‬ش���باط ‪ ،2011‬مع‬ ‫أخذها يف احلس���بان مدى استعداد السلطات‬ ‫الليبي���ة ملالحقة املس���ؤولني أو مدى قدرتها‬ ‫على ذلك‪ ،‬ضمن اعتبارات أخرى‪.‬‬ ‫يف آخ���ر تقري���ر رفعت���ه ممثل���ة االدع���اء‬ ‫باحملكم���ة اجلنائي���ة الدولي���ة إىل جمل���س‬ ‫األم���ن بتاري���خ ‪ 14‬نوفمرب‪/‬تش���رين الثاني‪،‬‬ ‫قال���ت إنها ما زالت تش���عر بالقلق من مزاعم‬ ‫اجلرائ���م املرتكب���ة أثناء نزاع ‪ 2011‬املس���لح‬ ‫عل���ى أي���دي ق���وات املتمردي���ن يف تاورغ���اء‪.‬‬ ‫وقال���ت إن مكتبها قد راجع مزاعم تفيد بأنه‬ ‫يف أعق���اب حصار مصراتة "قامت مليش���يات‬ ‫م���ن مصرات���ة بتعريض مدنيني من س���كان‬ ‫تاورغ���اء للقت���ل والنه���ب وتدم�ي�ر املمتلكات‬ ‫واالحتجاز والتهجري القس���ري‪ ،‬وتفيد أيضاً‬ ‫ب���أن مليش���يات مصراتة متن���ع املدنيني من‬ ‫سكان تاورغاء من العودة إىل بيوتهم الحقاً"‪.‬‬ ‫أج���رت هيوم���ن رايت���س ووت���ش زي���ارات‬ ‫منتظم���ة إىل تاورغ���اء يف ‪ 2011‬و‪2012‬‬ ‫وراجع���ت ص���وراً التقطته���ا أقم���ار صناعية‬ ‫وتبني الدمار الالحق بالبلدة مبضي الوقت‪.‬‬ ‫وقد الحظ الباحث���ون عمليات إحراق ونهب‬ ‫واس���عة النطاق للمباني السكنية والتجارية‬ ‫يف معظ���م أج���زاء البل���دة بفع���ل اإلح���راق‬ ‫العم���دي والتهدي���م املس���تهدف‪ ،‬بع���د توقف‬ ‫القتال هناك يف منتصف ‪ ،2011‬يف حماولة‬ ‫عل���ى ما يبدو ملنع س���كان تاورغاء من العودة‬ ‫إىل ديارهم‪.‬‬ ‫مل تبد الس���لطات الليبية املتعاقبة االستعداد‬ ‫أو الق���درة عل���ى جع���ل مليش���يات مصرات���ة‬ ‫تسمح لس���كان تاورغاء بالعودة‪ ،‬وقد أخفقت‬ ‫به���ذا يف وضع حد مل���ا يرقى إىل جرمية ضد‬ ‫اإلنس���انية‪ .‬كم���ا مل يفع���ل أصدق���اء ليبي���ا‬ ‫وحلفاؤه���ا ش���يئاً يذك���ر إلقرار ح���ل عادل‬ ‫هل���ذا الوضع املأزوم‪ ،‬حبس���ب هيومن رايتس‬ ‫ووتش‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة عل���ى ه���ذا ف���إن قانون���اً لإلج���راءات‬ ‫اخلاص���ة أصدرت���ه الس���لطات الليبي���ة‬ ‫االنتقالي���ة يف ‪ 2012‬مينح عفواً ش���ام ً‬ ‫ال ملن‬ ‫ارتكبوا جرائ���م إذا كانت تصرفاتهم تهدف‬ ‫إىل "إجن���اح أو محاية الثورة" ض���د القذايف‪.‬‬ ‫وق���د دعت هيوم���ن رايت���س ووت���ش ممثلة‬ ‫االدع���اء باحملكم���ة اجلنائي���ة الدولي���ة إىل‬ ‫فحص اجلرائ���م املعفاة حالي���اً من املالحقة‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬والتحقيق فيها إذا لزم األمر‪.‬‬ ‫قالت س���ارة لي���ا ويتس���ن‪" :‬ترك املس���ؤولون‬ ‫س���كان تاورغاء النازحني يص���دون اعتداءات‬ ‫مليش���يات ثقيلة التسليح كيفما اتفق هلم‪.‬‬ ‫وختف���ق الس���لطات يف واجباته���ا األساس���ية‬ ‫إذا عج���زت عن وق���ف انتهاكات املليش���يات‬ ‫ومحاية جمتمعات املشردين من أية جرائم‬ ‫انتقامية أخرى"‪.‬‬


‫‪05‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫اإلعالن عن تأسيس كتلة النساء يف احلوار الوطين))‬ ‫ميادين خاص ‪ :‬طرابلس‬ ‫نظم���ت بعثة األم���م املتحدة للدعم يف ليبيا بالتعاون م���ع وزارة الدفاع باحلكومة املؤقتة‬ ‫حلق���ة نق���اش ح���ول (( دور املرأة يف احلوار وبناء الس�ل�ام يف ليبيا )) ال�ت�ي تهدف إىل دعم‬ ‫مشاركة املرأة الليبية يف احلوار الوطنى ‪ ،‬واالستفادة من التجربة اليمنية يف مشاركة‬ ‫امل���رأة يف احل���وار الوطين ويتضم���ن برنامج حلقة النق���اش العمل على تفعي���ل دور املرأة‬ ‫الليبي���ة يف دعم احل���وار الوطين وحتقيق املصاحل���ة الوطنية بني أبناء ليبيا وبناء الس���لم‬ ‫االجتماع���ي واألهلي يف ليبي���ا كما يتضمن الربنامج عرض جت���ارب ناجحة لدور املرأة‬ ‫اليمنية يف إحالل السالم وحل النزاعات يف اليمن عرب اآلليات املختلفة ‪ ،‬وقرارات جملس‬ ‫األمن بشأن وضع آلية يتم من خالهلا األخذ بعني االعتبار احتياجات وتطلعات وحتديات‬ ‫املرأة اليمنية يف حتقيق السالم واألمن‪.‬‬

‫فاطمة القندوز‬ ‫وافتتح احللقة ممثل األمني العام لألمم املتحدة‬ ‫الس���يد معني ش���ريم بكلمة قال فيه���ا إن اهلدف‬ ‫م���ن حلقة النقاش هو تس���ليط الض���وء على دور‬ ‫امل���رأة يف عملي���ة احل���وار الوط�ن�ي وبناء الس�ل�ام‬ ‫خالل املرحلة االنتقالية‪ ،‬واطالع صانعي القرار‬ ‫بأهمي���ة دور املرأة الليبية كش���ريك أساس���ي يف‬ ‫مب���ادرات احلوار والس���لم األهلي على املس���تويني‬ ‫احمللي والوطين‪ .‬وتعتمد حلقة النقاش منهجية‬ ‫التعلم من النماذج األخرى والدروس املس���تفادة‬ ‫يف املنطق���ة حي���ث س���يكون معنا وفد م���ن دولة‬ ‫اليم���ن برئاس���ة وزيرة حقوق اإلنس���ان الس���يدة‬ ‫حورية مشهور‪ ،‬وذلك لالستفادة من خربتهم يف‬ ‫دور املـرأة يف احلوار الوطين يف اليمن‬ ‫بعده أعطيت الكلمة للسيد احلبيب األمني وزير‬ ‫أكد وزير الثقافة واجملتم���ع املدني الذي أكد‬ ‫عل���ى أهمية دور املرأة الليبي���ة كمكون حقيقي‬ ‫وفاع���ل يف حتقيق النهضة مبختلف ميادينها يف‬ ‫ليبيا‪ .‬وأشار الوزير احلبيب األمني إىل مساهمات‬ ‫امل���رأة الليبي���ة يف الكث�ي�ر م���ن األدوار لتعزي���ز‬ ‫احلركة الفكرية والثقافية والفنية واإلبداعية‬ ‫والتكوين السياسي حلركة االستقالل يف ليبيا‬ ‫وشدد على أن للمرأة الليبية دور مهم يف التعبري‬ ‫السياس���ي خالل مرحلة الثورة مبينا أن النس���اء‬ ‫الليبيات قد س���اهمن بفاعلية يف إطالق ش���رارة‬ ‫الثورة وانتصارها‪ ،‬وهذا يعد حتوال س���ريعا لدور‬ ‫املرأة يف اجملتمع اللييب‪.‬وأوضح وزير الثقافة أن‬ ‫تع���اون وزارة الدفاع م���ع وزارة الثقافة واجملتمع‬ ‫املدن���ي واألم���م املتح���دة يف تنظيم ه���ذه احللقة‬ ‫يأت���ي ضمن مس���ؤولية اجملتمع املدن���ي يف إثراء‬ ‫ثقافة الس���لم واحلوار عرب نساء ناشطات يعملن‬ ‫على حتقي���ق العدالة االنتقالي���ة وتعزيز احلوار‬ ‫الوط�ن�ي ودع���م احل���وار االجتماع���ي والس���لم‬ ‫األهل���ي واالجتماعي يف هذه املرحل���ة االنتقالية‬ ‫احلساسة جدا‪.‬‬ ‫وألقت ممثلة وزارة الدفاع السيدة فاطمة رشيد‬ ‫الدنق���وز كلم���ة جاء فيه���ا ((بس���م اهلل الرمحن‬ ‫الرحي���م والصالة والس�ل�ام على اش���رف األنبياء‬ ‫واملرس���لني س���يدنا حمم���د وعل���ى ال���ه وصحبه‬ ‫أمجعني يف البداية أحب أن أتقدم بالشكر اجلزيل‬ ‫باس���م وزارة الدفاع وكذلك باسم مكتب حقوق‬ ‫اإلنس���ان والقانون الدولي اإلنساني بالوزارة اىل‬

‫الكتلة النسائيه الليبية لدعم احلوار الوطين‬

‫زينب الزايدي‬

‫الوزيرة حورية مشهور‬

‫بعثة األمم املتحدة لدعم ليبيا بش���كل عام وقسم‬ ‫تعزيز حقوق املرأة بش���كل خ���اص على ما بذلوه‬ ‫من دعم ومس���اعدة ملؤسس���ات الدول���ة ومكونات‬ ‫اجملتم���ع املدني املختلف���ة للرقي به���م كما وال‬ ‫خيفى على أحد مس���اهمة املرأة الليبية يف جناح‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباير بكل ما لديها ووضعت لنفس���ها‬ ‫بصمه تارخيي���ه قد ال يس���تطيع التاريخ حميها‬ ‫فق���د ضحت املرأة الليبية بزوجها وابنها وقدمته‬ ‫ش���هيدا للوط���ن ‪،‬وقد حتمل���ت كل االنتهاكات‬ ‫ال�ت�ي انتهك���ت يف حقها جيب أن نع�ت�رف أن املرأة‬ ‫الليبي���ة قادرة عل���ى العطاء وبن���اء ليبيا اجلديدة‬ ‫وكذل���ك دورها املهم والفاعل بعد الثورة يف بناء‬ ‫الدول���ة ومس���اهمتها اجلدية يف إحالل الس�ل�ام‬ ‫واملصاحلة بني املتخاصمني و إرساء مبدأ حقوق‬ ‫اإلنس���ان داخل مكونا اجملتمع اللييب كما تعترب‬ ‫امل���رأة عنصرا م���ن عناصر اجملتمع اليت تس���اهم‬ ‫يف تدعي���م قي���م الس�ل�ام واملصاحل���ة الوطني���ة‪،‬‬ ‫كالتضام���ن‪ ،‬والتعاون‪ ،‬ونبذ العنف‪ ،‬والتس���امح‬ ‫واملصاحلة بني أبناء الوطن الواحد فلذلك نتمنى‬ ‫كل التقدير للمرأة الليبية واليت تعترب ش���ريك‬ ‫رئيس ي يف ترس���يخ مفاهيم احل���وار وبناء دولة‬ ‫ليبيا احلديثة‪.‬‬ ‫بعدها بدأت حلقة النقاش حيث كانت اجللسة‬ ‫األوىل ال�ت�ي أداره���ا الس���يد معني ش���ريم رئيس‬ ‫القس���م السياس���ي ببعثة األمم املتحدة للدعم يف‬ ‫ليبي���ا ح���ول ((جتربة احل���وار الوط�ن�ي يف اليمن‬ ‫ودور املرأة)) آليات احلوار الوطين يف اليمن حيث‬ ‫حتدثت الدكتورة حورية مشهور وزيرة حقوق‬ ‫اإلنس���ان يف اليم���ن ع���ن جترب���ة امل���رأة اليمنية‬ ‫ودوره���ا يف احل���وار اليم�ن�ي رغم صعوب���ة الواقع‬ ‫السياسي واالجتماعي للمرأة يف اليمن ‪.‬‬ ‫بعدها حتدثت الس���يدة نبيل���ة املفيت عضو جلنة‬ ‫بناء الدولة‪ ،‬والسيدة شذا احلرازي مقررة جلنة‬ ‫العدالة االنتقالية يف احلوار الوطين عن‬ ‫جترب���ة النس���اء يف احل���وار الوط�ن�ي م���ن خ�ل�ال‬ ‫العضوي���ة يف جل���ان احل���وار كم���ا حتدث���ت‬ ‫الدكتورة شفيقة سعيد رئيسة اللجنة الوطنية‬ ‫للمرأة باليمن عن أهمية إشراك املرأة يف احلوار‬ ‫الوطين ‪.‬ومت إعطاء املداخالت للحاضرات فكانت‬ ‫املداخالت األبرز م���ن الدكتورة فريدة العالقي‬ ‫واألس���تاذة ش���هرزاد املغرب���ي واإلعالمي���ة زينب‬

‫الزايدي واألستاذة قدرية عثمان ‪.‬‬ ‫يف اجللس���ة الثاني���ة ال�ت�ي ترأس���تها الدكت���ورة‬ ‫حورية مش���هور وزي���رة حقوق اإلنس���ان باليمن‬ ‫قدم���ت الس���يدة تول���و لوي���س متاكو مس���ؤولة‬ ‫ش���ؤون امل���رأة بقس���م متكني امل���رأة ببعث���ة األمم‬ ‫املتحدة للدعم يف ليبيا‬ ‫((ع���رض ل���دور امل���رأة يف إح�ل�ال الس�ل�ام وحل‬ ‫النزاع���ات ))عقبه���ا حتدث الس���يد فضيل األمني‬ ‫رئيس اهليئة التحضريي���ة للحوار الوطين حول‬ ‫((مبادرة احلوار الوط�ن�ي ‪...‬املهام والفرص )) ثم‬ ‫ج���اء الدور على ع���رض جتارب ناجح���ة يف دور‬ ‫النساء يف حل النزاعات واحلوار‪:‬‬ ‫جترب���ة غدامس – الس���يدة نس���رين ب���ن النوبة‬ ‫ناشطة حقوقية من طرابلس‬ ‫جتربة س���بها – عائشة ش���باط ناشطة حقوقية‬ ‫من سبها‬ ‫بعدها فتح الباب لألسئلة واملداخالت وقد كانت‬ ‫ابرز املداخالت من قبل الدكتورة رضا الطبولي‬ ‫واألس���تاذة أمرية اجلليدي والسيدة أمال احلاج‬ ‫والسيدة جنوى النايض ‪.‬‬ ‫يف اجللسة الثالثة اليت ترأستها األستاذة ماجدة‬ ‫السنوس���ي – رئيس���ة قس���م متكني امل���رأة ببعثة‬ ‫األم���م املتح���دة للدع���م يف ليبي���ا حي���ث حتدثت‬ ‫األس���تاذة نبيل���ة املف�ت�ي ع���ن (( الكتلة النس���ائية‬ ‫للتأثري علي احلوار الوطين جتربة اليمن))‪.‬‬ ‫ويف ختام حلقة النقاش مت اإلعالن عن تأس���يس‬ ‫كتلة النس���اء يف احلوار الوط�ن�ي وفق ما جاء يف‬ ‫البيان التالي الذي أعلنته الس���يدة نادين نصرات‬ ‫رئيس���ة هيئ���ة دعم امل���رأة للمش���اركة يف صنع‬ ‫القرار والذي جاء على النحو التالي ‪:‬‬ ‫•البيان اخلتامى‬ ‫م���ن حلق���ة النق���اش ح���ول دور امل���رأة يف احلوار‬ ‫وبن���اء الس�ل�ام يف ليبي���ا ‪،‬التق���ى مش���اركون‬ ‫م���ن منظم���ات امل���رأة وممثل���ون ع���ن احلكوم���ة‬ ‫واألم���م املتح���دة والش���ركاء الدولي���ون وخرباء‬ ‫من اليم���ن ووس���ائل اإلعالم وغريه���م يف حلقة‬ ‫النقاش ح���ول دور املرأة يف احلوار وبناء الس�ل�ام‬ ‫يف فن���دق كورنثي���ا بطرابل���س يف ‪ 13‬نوفم�ب�ر‬ ‫‪ 2013‬ملشاركة املعرفة وتبادل األفكار وأفضل‬ ‫املمارس���ات املس���تمدة من خربة اليم���ن يف احلوار‬ ‫الوط�ن�ي ضمن جهود تقوية دور املرأة يف املرحلة‬

‫فريدة العالقي‬ ‫االنتقالية احلالية يف ليبيا‪.‬‬ ‫وم���ع األخ���ذ يف االعتب���ار أهمي���ة إش���راك املرأة‬ ‫يف عملي���ات حل الن���زاع واحلوار على املس���تويني‬ ‫الرمس���ي وغ�ي�ر الرمس���ي‪ ،‬وإدراكاً من���ا حن���ن‬ ‫نس���اء ليبيا‪ ،‬يف هذا اليوم ‪ 13‬نوفمرب ‪ ،‬للتحديات‬ ‫السياس���ية واألمني���ة احلالي���ة اليت تواج���ه ليبيا‬ ‫وبناء على زخم التغيري لعملية انتقالية ش���املة‬ ‫وتشاركية نعلن إنش���اء الكتلة النسائيه الليبية‬ ‫لدعم احلوار الوطين ‪ ،‬للتأكيد والتوصية على‬ ‫املش���اركة الفاعل���ة للم���رأة يف عملي���ات احلوار‬ ‫وإح�ل�ال الس�ل�ام يف ليبي���ا يف إط���ار املب���ادرات‬ ‫الوطني���ة احلالي���ة واملس���تقبلية ومب���ا يتفق مع‬ ‫قرار جمل���س األمن رق���م ‪ 1325‬والقرارات ذات‬ ‫الصلة‪.‬‬ ‫•نؤكد وندعم ما يلي‪:‬‬ ‫الدور املهم ال���ذي لعبته املرأة يف ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫والفرتة االنتقالية احلالية يف ليبيا‪.‬‬ ‫األهمية اإلسرتاتيجية للتوقيت احلالي يف تاريخ‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬مبا يف ذلك عملية إعداد ووضع الدس���تور‬ ‫اللي�ب�ي اجلديد‪ ،‬إىل جانب املب���ادرات التحضريية‬ ‫املستمرة يف سبيل عقد حوار وطين‪.‬‬ ‫احلاج���ة الضروري���ة إلدم���اج حق���وق اإلنس���ان‬ ‫واحلق���وق املتعلق���ة بامل���رأة يف كاف���ة العمليات‬ ‫االنتقالي���ة الوطنية احلالية مبا يف ذلك عمليات‬ ‫احلوار الوطين‪.‬‬ ‫ندعو‪:‬‬ ‫حكوم���ة ليبي���ا والش���ركاء الدولي�ي�ن واجملتمع‬ ‫املدن���ي مبا يف ذلك اإلعالم إىل توفري كافة املواد‬ ‫الضرورية والدعم السياس���ي لتحقيق توصيات‬ ‫هذه احللقة النقاشية‪.‬‬ ‫املطالب‪:‬‬ ‫يف الوقت ال���ذي نقدر فيه وجود امل���رأة يف اهليئة‬ ‫التحضريية للحوار الوطين نطالب باألتي‪:‬‬ ‫‪.1‬متثيل بنس���بة ‪ 35%‬متثيل متس���اوي للمرأة‬ ‫يف كافة آليات وهيكليات احلوار الوطين‪.‬‬ ‫‪.2‬إدراج القضايا املتعلقة بالنساء مبا فيها قضايا‬ ‫العن���ف ض���د امل���رأة يف كاف���ة حم���اور عملي���ة‬ ‫احلوار الوطين‪.‬‬ ‫‪.3‬التأكيد على زيادة مشاركة املرأة يف كافة‬ ‫املبادرات الوطنية‪.‬‬ ‫طرابلس ‪ 13‬نوفمرب ‪.2013‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫حممود مشام ‪:‬‬

‫ليبيا تشهد (حروبا أهلية أفقية ) والبالد تتجه لسياسة (حافة اهلاوية )‬ ‫عبد الستار حتيتة‬ ‫حذر حممود مشام‪ ،‬وزير اإلعالم يف أول حكومة ليبية بعد ثورة ‪ 17‬فرباير ‪ ،2011‬من األوضاع اخلطرية واملواجهات املس���لحة اليت تش���هدها‬ ‫ب�ل�اده‪ ،‬وذل���ك بعد حنو عامني م���ن اإلطاحة بنظام العقي���د الراحل معمر القذايف‪ ،‬الذي قت���ل يف خريف العام قبل املاض���ي‪ ،‬قائال يف حوار‬ ‫أجرته معه «الشرق األوسط» أثناء وجوده يف القاهرة‪ ،‬إن األطراف الليبية تتجه لسياسة «حافة اهلاوية» اليت قد تؤدي إىل حرب أهلية‬ ‫وحتويل الدولة إىل «صومال جديد» على البحر املتوسط‪.‬‬ ‫وقال مشام إن كل األطراف الليبية يبدو أنها تتجه باألزمة إىل «ذروة عالية جدا من التوتر»‪ ،‬مشريا إىل وجود انشقاق يف التحالفات‬ ‫اليت كانت بني «ثوار األمس» الذين واجهوا قوات القذايف‪ ،‬وتوجد خماوف يف الوقت احلالي من مواجهات بني هؤالء الثوار‪ ،‬معربا‬ ‫عن اعتقاده وجود رغبة من ميليشيات مدينة طرابلس الرئيسة يف إبعاد ميليشيات مدينة مصراته القوية عن العاصمة‪ ،‬متهيدا‬ ‫للدخول يف معركة الحقة أخرى ضد ميليشيات منطقة الزنتان املوجودة يف طرابلس‪.‬‬ ‫على آخر‬ ‫ش���كل‬

‫وأوض���ح مشام أن احل���وار بني الفرق���اء الليبيني‪،‬‬ ‫الذي���ن ميلك���ون ق���وة عل���ى األرض‪ ،‬رمب���ا وصل‬ ‫إىل طري���ق مس���دود‪ ،‬وأض���اف أن «الس���كة بينهم‬ ‫أصبحت غري س���الكة»‪ ،‬وأنه بسبب هذه التطورات‬ ‫ف���إن ليبيا حتتاج إىل قمة تش���به «قم���ة الطائف»‬ ‫ال�ت�ي عق���دت يف اململك���ة العربي���ة الس���عودية‬ ‫ع���ام ‪ 1989‬إلنه���اء احل���رب األهلي���ة اللبناني���ة‪،‬‬ ‫قب���ل أن تدخ���ل بالده يف ح���رب مماثل���ة يصعب‬ ‫الس���يطرة عليه���ا‪ .‬وش���دد مش���ام‪ ،‬ال���ذي يوصف‬ ‫بأن���ه مم���ن حيتفظون بعالق���ات طيب���ة مع عدد‬ ‫من الش���خصيات الفاعلة من خمتلف التوجهات‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬على خط���ر «احلرب األهلي���ة األفقية»‪،‬‬ ‫اليت قال إنها جارية بالفعل يف الوقت احلالي بني‬ ‫عدد من املناط���ق‪ ،‬خاصة يف غرب البالد‪ .‬وأوضح‬ ‫أن التي���ار اإلس�ل�امي املس���لح واآليديولوجي���ات‬ ‫املتطرفة ليس���ت هل���ا األغلبية‪« ،‬وه���ي جممعات‬ ‫صغ�ي�رة معزول���ة سياس���يا»‪ ،‬لكنها «تس���تطيع أن‬ ‫جتعل هذا البلد متوترا لفرتة طويلة جدا»‪.‬‬ ‫وقال مشام إن ليبي���ا ميكن أن تتحول إىل كيان‬ ‫أخط���ر م���ن الصوم���ال‪ ،‬ألن���ه يوج���د فيه���ا امل���ال‬ ‫والس�ل�اح واملقاتل���ون‪ ،‬لكن���ه أع���رب ع���ن اعتقاده‬ ‫أن ال���دول املطل���ة عل���ى البح���ر املتوس���ط‪ ،‬ودول‬ ‫اجل���وار اللي�ب�ي‪ ،‬واجملتم���ع الدولي‪ ،‬لن يس���محوا‬ ‫ألنصار تنظيم القاعدة واملتطرفني اإلس�ل�اميني‬ ‫باس���تخدام اإلمكانات الليبية ك���رأس حربة يف‬ ‫هذه املنطقة االسرتاتيجية من العامل‪.‬‬ ‫وحتدث الوزير السابق عن موقف الدكتور علي‬ ‫زي���دان‪ ،‬رئي���س احلكوم���ة املؤقتة‪ ،‬م���ن األوضاع‬ ‫املتفج���رة يف بالده‪ ،‬معربا عن اعتق���اده أن زيدان‬ ‫يتصور أنه يقدم خدمة جليلة إىل ليبيا باحلفاظ‬

‫د س���تو ر ي‬ ‫أو مدن���ي فيه���ا‪ ،‬وي���رى أن حكومت���ه لو س���قطت‬ ‫فسيكون من الصعب جدا تشكيل حكومة أخرى‪.‬‬ ‫وفيما يلي نص احلوار‪.‬‬ ‫•كيف ت��رى األوضاع اليوم يف ظل األح��داث الدامية‬ ‫اجلارية يف ليبيا؟‬ ‫ األوضاع س���يئة‪ ،‬ولكن يب���دو أن كل األطراف‬‫تتجه إىل سياس���ة «حافة اهلاوية»‪ ،‬وهي الوصول‬ ‫باألزم���ة إىل ذروة عالية جدا م���ن التوتر‪ .‬أعتقد‬ ‫أن هناك إمجاعا ش���به ش���عيب على أهمية خروج‬ ‫التنظيمات املس���لحة من امل���دن‪ ،‬وخروجها حتى‬ ‫من السياس���ة بصورة عامة والع���ودة إىل أعماهلا‬ ‫العادية وإعادة تأهيلها‪ ،‬وشيء من هذا القبيل‪ .‬وما‬ ‫رأيناه بطرابلس يف األيام األخرية هو شق كبري‬ ‫يف صف���وف احللف���اء‪ ،‬مث���ل‪( :‬كتائ���ب) مصراته‬ ‫و(كتائ���ب) طرابل���س‪ .‬يف اعتق���ادي‪ ،‬أن هن���اك‬ ‫رغب���ة حاليا من ميليش���يات طرابلس الرئيس���ة‪،‬‬ ‫وهي «غرفة ث���وار ليبيا»‪ ،‬وأيضا اجلماعة الليبية‬ ‫املقاتلة‪ ،‬يف إبعاد جس���م مصرات���ه الضخم ‪ -‬وهو‬ ‫جس���م مؤه���ل وق���وي ‪ -‬ع���ن العاصم���ة‪ ،‬متهي���دا‬ ‫لالنف���راد بالعاصم���ة‪ ,‬والدخ���ول يف معرك���ة‪،‬‬ ‫رمبا مس���تقبليا‪ ،‬ضد (كتائب) الزنتان‪ .‬مصراته‬ ‫اخت���ذت موقف���ا تصعيدي���ا آخر‪ ،‬يدخ���ل يف نطاق‬ ‫سياس���ة «حاف���ة اهلاوي���ة»‪ ،‬وهي االنس���حاب من‬ ‫مؤسس���ات الدولة كافة‪ ،‬وهي الوزارة و«املؤمتر»‬ ‫(الربملان)‪ ،‬وانس���حابها العسكري (من طرابلس)‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬مصرات���ه توح���ي للجميع بأنه���ا إذا خرجت‬ ‫من طرابلس فإنها س���تخرج من املشهد السياسي‬ ‫اللي�ب�ي‪ .‬ومصراته متلك كل مقوم���ات الصمود‬ ‫والبقاء منف���ردة‪ .‬لديها ميناء على البحر‪ ،‬ولديها‬

‫مط���ار‪ ،‬ولديه���ا حركة جتارية نش���طة‪ ،‬ولديها‬ ‫قوات عس���كرية منظمة‪ ،‬وبالتال���ي لديها كل ما‬ ‫ميكن أن تستغين به عن العاصمة وتضغط على‬ ‫العاصم���ة من اخلارج‪ .‬هذا‪ ،‬يف اعتقادي‪ ،‬سياس���ة‬ ‫«حاف���ة اهلاوي���ة» ال�ت�ي تضعنا مجيعا‪ ،‬س���واء‬ ‫يف ش���رق ليبي���ا أو غربه���ا أو جنوبها‪ ،‬أمام‬ ‫مسؤولية اخلروج من هذا املأزق‪.‬‬ ‫•كيف؟‬ ‫ أعتق���د أن اخلروج من ه���ذا املأزق ليس‬‫بالسهل‪ ،‬ولكن ليس باملستحيل‪ .‬أعتقد أن‬ ‫األط���راف الليبية ما دامت هناك خالفات‬ ‫نش���بت اآلن ب�ي�ن حلف���اء األم���س ‪ -‬ب�ي�ن‬ ‫مصراته وسوق اجلمعة وتاجوراء وغريها‬ ‫(م���ن كتائ���ب يف طرابلس)‪ ،‬فه���ذا يعين‬ ‫أن الليبي�ي�ن غ�ي�ر قادري���ن عل���ى التحاور‬ ‫مباش���رة‪ .‬ميك���ن أن تق���ول إن «الس���كة‬ ‫أصبحت غري س���الكة»‪ ،‬وهنا تكمن أهمية‬ ‫التدخل الدولي‪ ..‬ليبيا حتتاج إىل «طائف»‪،‬‬ ‫أي مؤمت���ر مثل مؤمت���ر الطائف ال���ذي انعقد يف‬ ‫اململكة العربية الس���عودية من أجل حل املش���كلة‬ ‫ب�ي�ن الفرق���اء اللبناني�ي�ن‪ .‬مؤمت���ر الطائ���ف أعاد‬ ‫تركي���ب الصيغ���ة اللبنانية من جدي���د‪ ،‬وأعتقد‬ ‫أن الصيغة الليبية حتتاج إىل إعادة النظر‪ ،‬ليس‬ ‫فق���ط يف مركزيته���ا أو ال مركزيتها‪ ،‬ولكن يف‬ ‫توازن القوى املوجودة داخلها أيضا‪ .‬ال ميكن حكم‬ ‫هذه املناطق الشاسعة بشكل مركزي‪ .‬وواهمون‬ ‫بع���ض ممن ه���م يف «املؤمت���ر الوط�ن�ي»‪ ،‬أو بعض‬ ‫مم���ن ه���م يف الكت���ل السياس���ية‪ ،‬أو بع���ض ممن‬ ‫ه���م يف التش���كيالت العس���كرية‪ ،‬إذا اعتق���دوا أنه‬ ‫ميكنهم االنفراد أو االس���تفراد بطرابلس واختاذ‬ ‫ق���رار مركزي يس���ري عل���ى ليبيا كله���ا‪ ..‬فهم‬ ‫خمطئون‪.‬‬ ‫•وما احلل يف رأيك؟‬ ‫ أعتق���د أن ليبي���ا اآلن يف حاج���ة إىل خط���وة‬‫شجاعة حنو التوجه إىل نظام غري مركزي‪ ..‬قد‬ ‫يك���ون النظام الفيدرالي مرفوضا‪ ،‬أو قد تكون قد‬ ‫جرت التعبئة ضده‪ ،‬رمبا بشكل خاطئ يف كثري‬ ‫م���ن األحي���ان‪ ،‬واتهامهم بالرغب���ة يف االنفصال‪..‬‬ ‫إال أن انس���حاب مصراته اآلن‪ ،‬أو انكفاء مصراته‬ ‫اآلن ‪ -‬إن ص���ح التعب�ي�ر‪ ،‬س���وف يق���وي حج���ة‬ ‫الفيدرالي�ي�ن‪ .‬ولكن‪ ،‬اآلن‪ ،‬مرحلي���ا‪ ،‬ما أدعو إليه‪،‬‬ ‫حتى ال نزداد تفتتا أكثر من التفتت احلالي‪ ،‬هو‬ ‫إقامة حكم ال مركزي قوي‪ .‬وهذا ال يكون فقط‬ ‫باإلش���ارة إىل «احلكم احملل���ي»‪ .‬احلكم احمللي إذا‬ ‫مل يك���ن له حمتوى حقيقي غ�ي�ر مركزي‪ ،‬فإنه‬ ‫يتح���ول إىل وزارة‪ .‬و(عنده���ا) يكون وزير احلكم‬ ‫احمللي هو الذي يتحكم يف احملافظات أو األقاليم‪.‬‬ ‫ه���ذا ليس صحيحا‪ ..‬يف اعتق���ادي أن ليبيا حتتاج‬

‫إىل نظ���ام احملافظ���ات‪ .‬رمب���ا ليبي���ا حتت���اج إىل‬ ‫س���بع حمافظ���ات‪ ..‬ه���ذه احملافظ���ات جي���ب على‬ ‫احملافظني فيها أن حيظوا بسلطة رئيس الوزراء‬ ‫يف التص���رف يف ال���وزارات واملؤسس���ات م���ا ع���دا‬ ‫ال���وزارات الس���يادية‪ ،‬وهي‪« :‬الدف���اع» و«الداخلية»‬ ‫و«اخلارجي���ة» و«النف���ط» و«املالي���ة»‪ .‬وبالتال���ي‪،‬‬ ‫ه���ذا أم���ر من امله���م أن يناقش جبدي���ة بعيدا عن‬ ‫التخوين وبعيدا عن اتهام األطراف بعضها بعضا‬ ‫بالس���عي إىل التقس���يم وتفتيت الب�ل�اد‪ .‬بينما يف‬ ‫احلقيق���ة الذي يفتت ليبيا هو حكم امليليش���يات‪..‬‬ ‫ه���ذا األمر حولن���ا‪ ،‬يف الوقت الراه���ن‪ ،‬إىل قبائل‪،‬‬ ‫وجه���ات‪ ،‬ومؤسس���ات مؤدجل���ة‪ ،‬ومؤسس���ات غري‬ ‫مؤدجلة‪ .‬وكلها تس���عى لش���رعنة نفس���ها حتت‬ ‫وزارة الدف���اع أو وزارة الداخلي���ة أو رئاس���ة‬ ‫األركان‪ ،‬وهي شرعنة زائفة‪.‬‬ ‫•كيف ميكن أن ينتهي األمر؟‬ ‫ ه���ذه الفوض���ى جي���ب أن تنته���ي‪ ،‬وأن تنته���ي‬‫بشجاعة‪ ،‬وهلذا أدعو إىل «أوسلو» أو إىل «طائف»‬ ‫أو إىل «جني���ف» حبي���ث تلتق���ي‪ .‬واللق���اء هنا‪ ،‬يف‬ ‫احلقيق���ة‪ ،‬لي���س للكيان���ات السياس���ية‪ .‬الكيانات‬ ‫السياس���ية قد تك���ون جزءا م���ن هذا‪ ،‬لك���ن اللقاء‬ ‫للق���وى احلقيقي���ة اليت متلك ق���وة على األرض‪،‬‬ ‫س���واء كان���ت ه���ذه الق���وة قبلي���ة أو جهوي���ة أو‬ ‫مؤدجل���ة‪ .‬إذا مل تلت���ق ال���رؤوس احلقيقي���ة اليت‬ ‫ميك���ن أن تقودن���ا إىل اخل���راب وإىل احل���رب‬ ‫األهلي���ة‪ ،‬فس���نجد أنفس���نا عل���ى أعت���اب احلرب‬ ‫األهلية أو داخلها‪ .‬أذكر أن اللبنانيني مل ينتبهوا‬ ‫إىل أنه���م يف ح���رب أهلي���ة إال بع���د س���نتني م���ن‬ ‫نش���وبها‪ .‬ولق���د أطلقت عل���ى ما جي���ري يف ليبيا‬ ‫حاليا «حروب أهلي���ة أفقية»‪ ..‬موجودة خاصة يف‬ ‫(مناطق) الغ���رب اللييب؛ موجودة ب�ي�ن «الزاوية»‬ ‫و«ورش���فانة»‪ ..‬وب�ي�ن «زوارة» و«رقدال�ي�ن»‪ ،‬وبني‬ ‫«الزنتان» و«املشايشة»‪ ،‬وبني «مصراته» و«ورفلة»‬ ‫و«تاجوراء»‪ .‬هذه حروب أفقية‪ .‬يف اعتقادي‪ ،‬حنن‬ ‫الليبيني سنظل عاجزين بسبب مدى العنف الذي‬ ‫رأيناه وبس���بب هذا الكم اهلائل (من امليليش���يات)‪.‬‬ ‫ال أح���د يع���رف الع���دد احلقيق���ي للميلش���يات‬ ‫العسكرية‪ .‬قد يصل العدد للمئات‪ ،‬وقد استهلكت‬ ‫جزءا كب�ي�را من خزانة الدولة ومن أموال ليبيا‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬هذه الوقفة مهمة جدا وجيب أن تكون‬ ‫حتت شعار «ال للسالح»‪.‬‬ ‫•وإىل أي مدى ميكن االستجابة ملثل هذه الدعوة؟‬ ‫ أعتق���د أن���ه يوج���د أم���ران‪ ..‬يوج���د الصادق���ون‬‫الذي���ن انضموا إىل ه���ذه الكتائب‪ ،‬وعلى هؤالء أن‬ ‫يرجعوا إىل أعماهلم العادية أو أن يؤهلوا أنفسهم‬ ‫للدخ���ول كأف���راد يف أي من مؤسس���ات الدولة‪..‬‬ ‫واألمر الثاني هو أن هن���اك القتلة‪ ،‬الذين ارتكبوا‬ ‫جرائ���م قت���ل يف بنغازي ويف درنة ويف س���رت‪ ،‬ثم‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪07‬‬

‫مشام ‪:‬حيذر من (صومال جديد) على البحر املتوسط‪..‬‬ ‫ودعا ملؤمتر دولي على غرار (الطائف) أو (جنيف)‬ ‫يف طرابل���س اآلن‪ .‬ه���ؤالء القتلة ال ب���د أن حيالوا‬ ‫إىل القضاء‪.‬‬ ‫•يف رأيك‪ ،‬ما القوى الفعلية اليت متلك قدرة على‬ ‫األرض‪ .‬أغلبية السالح يف يد من؟‬ ‫ كم���ا قل���ت ل���ك‪ ،‬الس�ل�اح م���وزع جهوي���ا‪ ،‬أو‬‫آيديولوجيا‪ ،‬أو قبليا‪.‬‬ ‫•لك��ن األغلبي��ة مل��ن‪ .‬م��ن ميك��ن أن حيس��م األم��ر‬ ‫بالسالح؟‬ ‫ توج���د ق���وى قوي���ة‪ ،‬معظمها يف الغ���رب اللييب‪.‬‬‫إذا ذهبن���ا م���ن الغ���رب إىل الش���رق‪ ،‬ف���إن معظم‬ ‫امليليش���يات موج���ودة يف الغرب‪ .‬هن���اك «الزنتان»‬ ‫ال�ت�ي لديها م���ن ثالث إىل أربع ميليش���يات‪ ،‬وهي‬ ‫ميليش���يات قوية ومس���لحة تس���ليحا جيدا‪ ،‬وهي‬ ‫ق���وة ال ميك���ن إنكارها يف غ���رب طرابلس ‪ -‬كما‬ ‫يقال‪ .‬هناك أيضا «ورش���فانة» اليت أصبحت اآلن‬ ‫أيض���ا قوة ال يس���تهان بها‪ ،‬وهي ق���وة أيضا مهمة‬ ‫ج���دا يف الغرب‪ .‬وتوجد كذلك قوة يف «الزاوية»‪..‬‬ ‫ثم جن���د أيض���ا أن هناك ما يس���مى «ميليش���يات‬ ‫طرابل���س»‪ ،‬وه���ي يف معظمها ميليش���يات أمنية‪،‬‬ ‫مثل «النواص���ي»‪ ،‬و«اللجنة األمني���ة العليا» (وأنا‬ ‫أعدها ميليش���يا وليس���ت جس���ما يتبع السلطة)‪.‬‬ ‫ثم هناك «(ميليش���يا) معيتيقة»‪ ،‬وهي جمموعة‬ ‫(عب���د احلكي���م بلح���اج)‪ ،‬وه���ي متمرك���زة وهلا‬ ‫امت���دادات يف «س���وق اجلمع���ة» ويف «تاج���وارء»‪..‬‬ ‫«معيتيق���ة» و«س���وق اجلمعة» هي (ميليش���يات)‬ ‫مؤدجل���ة‪ ،‬وكله���ا تتبع تي���ارا إس�ل�امويا متدرج‬ ‫الش���كل‪ ،‬وأحيان���ا يتف���ق م���ع اإلخ���وان املس���لمني‬ ‫وأحيان���ا تكون اخلالفات بينه���م‪ .‬ثم هناك بعض‬ ‫امليليش���يات‪ ،‬ال�ت�ي ه���ي ميليش���يات ‪ -‬إن ص���ح‬ ‫التعب�ي�ر ‪ -‬طرابلس���ية‪ ،‬ثم داخ���ل طرابلس هناك‬ ‫الكثري م���ن املنظمات غري الش���رعية ال�ت�ي تتاجر‬ ‫يف املخدرات وتتاجر يف اخلم���ور وغريها‪ ،‬ولديها‬ ‫ق���وة عس���كرية ظاهرة‪ ..‬ث���م تأت���ي مصراته (إىل‬ ‫الش���رق قليال من طرابل���س) كثقل كبري جدا‪،‬‬ ‫ورمبا هي أقوى امليليش���يات‪ .‬وتوج���د فيها أكثر‬ ‫م���ن مائة ميليش���يا‪ ،‬ولكنه���ا يف النهاي���ة هي قوة‬ ‫مصراته العسكرية األساس���ية‪ .‬ويف سرت‪ ،‬هناك‬ ‫وج���ود للجماعات اإلس�ل�امية املتطرف���ة‪ .‬وأيضا‬ ‫هن���اك كتيب���ة ص�ل�اح بوحليق���ة‪ ،‬وه���ي تدخل‬ ‫أيض���ا ضمن هذه النطاقات اليت حتدثنا عنها‪ .‬ثم‬ ‫نأتي إىل الش���رق‪ .‬اآلن‪« ،‬الس���يد اجلض���ران (أحد‬ ‫الداعني للفيدرالية يف الش���رق)»‪ ،‬الذي يس���يطر‬ ‫عل���ى منابع النفط‪ ،‬لديه أيض���ا قوات‪ .‬ورمبا هذه‬ ‫الق���وات انقس���مت بع���د انس���حاب الس���يد صديق‬ ‫الغيثي (أحد قيادات الشرق) منها‪ ،‬ثم أيضا هناك‬ ‫امليليش���يات اليت حتاصر بنغازي وهي ميليشيات‬ ‫«أنص���ار الش���رعية» و«‪ 17‬أكتوب���ر» و«راف���اهلل‬ ‫الس���حاتي»‪ ,‬ثم نأتي إىل درنة اليت يسيطر عليها‬ ‫«س���فيان جومة (متهم مب���واالة تنظيم القاعدة)»‬ ‫ومجاع���ة اجلهادي�ي�ن‪ ،‬وبالتال���ي ه���ذا ه���و التنوع‬ ‫الكبري واخلطري يف هذه امليليشيات‪ .‬هذه خريطة‬ ‫امليليش���يات‪ ،‬ولك���ن أعتق���د أن الص���راع احلقيقي‬ ‫بينه���ا جيري يف غ���رب ليبيا‪ .‬ألنه يف ش���رق ليبيا‬ ‫متكنت «مجعة إنقاذ بنغازي» (مظاهرات األهالي‬ ‫ضد امليليشيات خريف العام املاضي) من حتجيم‬ ‫التنظيم���ات العس���كرية املوج���ودة يف بنغ���ازي‪،‬‬ ‫وكلما حاول���ت العودة جتد مقاوم���ة من أهالي‬ ‫بنغ���ازي‪ ،‬وهي موقع خالف على األقل بني أهالي‬ ‫مدينة بنغازي نفسها‪.‬‬ ‫•هل التيارات اإلسالمية املسلحة متثل خطرا؟‬ ‫ بطبيعة احلال‪ ،‬متثل خطرا‪.‬‬‫•هل ألن هلا األغلبية؟‬ ‫‪ -‬ال‪ ..‬ب���ل ألن لديها آيديولوجي���ة حمددة ولديها‬

‫تصمي���م واض���ح ج���دا‪ ..‬ه���م يقول���ون «(تطبي���ق)‬ ‫ش���رع اهلل أو ال ش���رعية»‪ ..‬ولك���ن ش���رع اهلل ه���ذا‬ ‫غ�ي�ر حمدد‪ ،‬ألن ه���ؤالء يقولون ش���رع اهلل يف بلد‬ ‫إس�ل�امي بطبيعته‪ ،‬وهو بلد يف معظمه سين ويف‬ ‫معظمه مالكي‪ ،‬ويقولون ذلك كأن هذه البالد ال‬ ‫تعرتف بش���رع اهلل! وبالتالي‪ ،‬هذه اآليديولوجيات‬ ‫املتطرف���ة خط�ي�رة ألن آيديولوجيته���ا أممي���ة‬ ‫وليس���ت حملية‪ .‬مبعنى أنك تستطيع أن تتفاهم‬ ‫م���ع مصرات���ه أو مع الزنتان أو مع الورش���فانة أو‬ ‫مع س���وق اجلمعة أو تاجوراء‪ ،‬ولكن ال تس���تطيع‬ ‫أن تتفاه���م م���ع ميليش���يا ه���ي يف الواق���ع تض���م‬ ‫جزائري�ي�ن وموريتاني�ي�ن وأفغان���ا وشيش���انا‪،‬‬ ‫وأفارقة يأتون من مالي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬أصبحت هذه‬ ‫اجلماعات اإلسالمية املتطرفة مجاعات خطرية‪،‬‬ ‫ألنه���ا أوال مجاع���ات إقصائي���ة تري���د أن تقصي‬ ‫كل م���ن ال يفه���م الدي���ن اإلس�ل�امي مبنظورها‬ ‫هي‪ ،‬وهي جمموعات عنيفة وتتحمل مس���ؤولية‬ ‫ج���زء كبري من القت���ل‪ .‬إذن‪ ،‬هذه اجملموعات هي‬ ‫جمموع���ات صغ�ي�رة وه���ي جمموع���ات معزولة‬ ‫سياس���يا واجتماعيا وثقافي���ا يف احمليط املوجودة‬ ‫فيه‪ ،‬لك���ن هذه اجملموع���ات تس���تطيع أن تتحكم‬ ‫يف مفاص���ل احلي���اة اليومية لليبي�ي�ن وأن جتعل‬ ‫هذا البل���د متوترا لف�ت�رة طويلة ج���دا‪ ،‬ومفتوحا‬ ‫على كاف���ة االحتماالت القادمة مع الناش���طني‬ ‫واملتطرفني من دول مشال أفريقيا‪.‬‬ ‫•هل هذا يعين‪ ،‬بطريقة أو بأخرى‪ ،‬أن ليبيا مرش��حة‬ ‫ألن تكون صوماال جديدا؟‬ ‫ ميكن أن تتحول ليبيا إىل صومال بـ«‪ 7‬جنوم»‪.‬‬‫•مبعنى؟‬ ‫ مبعن���ى أن ليبي���ا يوج���د فيه���ا امل���ال والس�ل�اح‬‫والرج���ال؛ أي املقاتل�ي�ن‪ ..‬وه���ذا أمر خط�ي�ر جدا‪.‬‬

‫ أوال‪ ،‬يف البداية أقول إن «اإلخوان» ال يشاركون‬‫يف القت���ل‪ ،‬أي ال يش���اركون يف العملي���ات‪..‬‬ ‫«اإلخ���وان» بطبيعته���م مث���ل «الن���ادي اخل���اص»‬ ‫أكثر منهم حزبا سياسيا‪ ،‬ولكن هم احملرضون‪..‬‬ ‫حيرض���ون عل���ى األط���راف السياس���ية األخرى‪.‬‬ ‫هم أول م���ن حرض ضد العلماني���ة والليربالية‪،‬‬ ‫وه���م أول م���ن خلق الع���دو الوهمي‪ .‬وه���ذا العدو‬ ‫الوهم���ي هو ال���ذي يس���تفز األط���راف املتطرفة‪،‬‬

‫وه���ذا أم���ر يف اعتق���ادي ل���ن تس���مح ب���ه (الدول‬ ‫املطل���ة عل���ى) البحر املتوس���ط‪ .‬إذا اعتق���د أنصار‬ ‫«القاعدة» أو املتطرفون اإلس�ل�اميون أنهم ميكن‬ ‫أن يكون���وا رأس حربة تس���تخدم األموال الليبية‬ ‫والنفط اللييب والشاطئ اللييب املمتد يف مواجهة‬ ‫أوروبا بطول ألفي كيلومرت‪ ،‬وتس���تخدم العمق‬ ‫الصحراوي اللييب ال���ذي يصل إىل قلب أفريقيا‪.‬‬ ‫إذا اعتقدت هذه اجلماعات أنها تستطيع أن حتول‬ ‫ليبي���ا إىل نقط���ة ارتكاز م���ن دون أن تثري الضفة‬ ‫األخرى من البحر املتوسط‪ ،‬يف اجلانب الشمالي‪،‬‬ ‫فإنه���ا تكون خمطئة‪ .‬هذه هي النقطة اليت ميكن‬ ‫فيه���ا أن تتدخل الق���وى اليت ال تري���د أن تتحول‬ ‫ليبيا لنقطة ارتكاز م���ع الصومال‪ .‬وأنا أعتقد أنه‬

‫فتقوم بتنفي���ذ عمليات ضد الرم���وز كما حدث‬ ‫يف حالة عبد السالم املسماري (الناشط احلقوقي‬ ‫اللييب الذي اغتيل قبل شهر)‪ .‬أيضا هذه التيارات‬ ‫املتطرف���ة‪ ،‬بوع���ي أو م���ن دون وع���ي‪ ،‬تتحالف أو‬ ‫تنس���ق أو تلتق���ي عل���ى نف���س اهل���دف م���ع بقايا‬ ‫نظام القذايف‪ ،‬وبالتالي ال أستبعد أن يكون هناك‬ ‫تنسيق بني هذه اجلماعات املتطرفة‪ ،‬اليت حاربت‬ ‫القذايف لفرتة (خالل التسعينات)‪ ،‬ومن تبقى من‬ ‫ذلك النظام‪.‬‬ ‫•البع��ض يتحدث عن خطر على اجلوار اللييب من مثل‬ ‫هذه اجلماعات؟‬ ‫ نعم‪ .‬ألن احلدود ببس���اطة مفتوحة‪ ،‬والس�ل�اح‬‫ال حد له‪ ،‬بل كل أنواع األسلحة موجودة‪ .‬الذين‬

‫يوج���د فهم هلذا األم���ر‪ ،‬ولذلك‬ ‫هم ال يزيدون من مقدار التوتر‬ ‫الذي قد يث�ي�ر األوروبيني‪ .‬رمبا‬ ‫يكون���ون قد أخط���أوا يف اهلجوم‬ ‫عل���ى القنصلي���ة األمريكي���ة‬ ‫يف بنغ���ازي واغتي���ال الس���فري‬ ‫األمريكي ل���دى ليبيا (خريف‬ ‫‪ ،)2012‬وق���د اس���تفادوا م���ن‬ ‫ه���ذا الدرس‪ .‬كم���ا أن الواليات‬ ‫املتح���دة تطارده���م وتتجس���س‬ ‫عليه���م‪ ،‬وميكنه���ا أن تص���ل‬ ‫إليه���م كما حدث مع «أبو أنس‬ ‫(ال���ذي جرى القب���ض عليه من‬ ‫طرابل���س قبل ش���هر بواس���طة‬ ‫ق���وات أمريكي���ة وج���رى نقله‬ ‫خارج ليبيا)»‪ .‬األمريكيون ال يهتمون مبن يقتل‬ ‫الليبي�ي�ن‪ ،‬لكنهم يهتمون مب���ن يقتل أمريكيني‬ ‫وأوروبي�ي�ن‪ .‬وبالتالي‪ ،‬هم س���يكونون يف مواجهة‬ ‫مباشرة مع هذه اجلماعات املسلحة‪.‬‬ ‫•أشار أحد قادة اجلهاد يف مصر إىل وجود حتالف قوي‬ ‫ب�ين «اإلخوان» و«القاعدة» يف ليبي��ا‪ .‬إىل أي حد هذا‬ ‫صحيح؟‬

‫قتل���وا بطرابل���س يف املظاه���رات (ي���وم اجلمع���ة‬ ‫املاض���ي) قتلوا بأس���لحة ثقيلة‪ ،‬ولي���س بالقنص‬ ‫أو البن���ادق أو املسدس���ات‪ .‬وه���ذا يعطيك مؤش���را‬ ‫على حجم الس�ل�اح اهلائل املوجود يف ليبيا‪ .‬وأيضا‬ ‫ليبي���ا به���ا أماك���ن جي���دة للتدري���ب وأماك���ن‬ ‫جي���دة لإلي���واء‪ .‬بالتال���ي‪ ،‬إذا ما حدث���ت أي حالة‬ ‫م���ن اإلره���اب أو التط���رف أو التعكري السياس���ي‬ ‫والعمليات���ي يف مص���ر‪ ،‬فطبيع���ة احل���ال خ���وف‬ ‫مصر س���يأتي م���ن ليبي���ا‪ ،‬وكذا خ���وف اجلزائر‬ ‫ومالي والس���ودان وتونس س���يأتي م���ن ليبيا‪ .‬وإذا‬ ‫اعتقد الليبيون أنه بس���كوتهم عن وجود الس�ل�اح‬ ‫وامليليش���يات واحلدود املفتوح���ة والبحر املفتوح‪،‬‬ ‫لن حيدث استفزاز جلريانهم‪ ،‬فهذا غري صحيح‪..‬‬ ‫عندم���ا يش���عر ج�ي�ران ليبي���ا باخلطر فس���يكون‬ ‫التدخ���ل ض���د ه���ذه اجلماع���ات يف ليبي���ا تدخال‬ ‫شرعيا‪ ،‬وسيفهم حتى على املستوى الدولي‪ ،‬ألنه‬ ‫تدخل حلماية أنفسهم من اخلطر الذي قد يأتي‬ ‫من ليبي���ا‪ ،‬وهلذا على الليبي�ي�ن أن ينظفوا دارهم‬ ‫وأن يرتبوا أمورهم وأن مينعوا التورط يف أعمال‬ ‫متس جريانهم‪.‬‬ ‫•وماذا ميكن أن تفعل حكوم��ة الدكتور علي زيدان يف‬ ‫ظل هذه األوضاع؟‬ ‫ أعتقد أنه من املزايدة السياسة حتميل احلكومة‬‫املسؤولية‪ .‬حكومة زيدان هي خليط من اإلخوان‬ ‫املس���لمني و«التحال���ف الوطين»‪ .‬وه���ذه احلكومة‬ ‫تتعرض هلجمات من «التحالف» ومن «اإلخوان»‪،‬‬ ‫وه���ي حكومتهم‪ .‬زي���دان‪ ،‬يف اعتقادي‪ ،‬يتصور أنه‬ ‫يق���دم خدمة جليلة إىل ليبيا‪ ،‬وهي احلفاظ على‬ ‫آخر شكل دستوري أو مدني يف البالد‪ ،‬ألنه يعتقد‬ ‫أنه لو سقطت حكومته فسيكون من الصعب جدا‬ ‫تش���كيل حكومة أخ���رى‪ ،‬وبالتالي س���تكون هناك‬ ‫ف�ت�رة ف���راغ‪ .‬زيدان سياس���ي حمنك‪ ،‬وه���و يقطع‬ ‫الوق���ت حتى يص���ل الليبيون إىل قن���اة يتوصلون‬ ‫ع���ن طريقه���ا إىل حل‪ .‬وه���و يرى أن بق���اءه على‬ ‫رأس ه���ذه احلكوم���ة‪ ،‬وإدارة ه���ذه األزم���ة‪ ،‬بأقل‬ ‫قدر ممكن من اخلس���ائر‪ ،‬خيدم مس���تقبل ليبيا‪،‬‬ ‫ق���د يتفق معه البعض أو خيتلف معه‪ ،‬لكنه يدير‬ ‫هذا الفهم بشكل ال بأس به‪ .‬وأعتقد أن احلكومة‬ ‫اخت���ذت خط���وة يف اجت���اه اجملتمع الدول���ي‪ .‬مثل‬ ‫تدري���ب أوروب���ا وأمريكا للجي���ش اللييب‪ ،‬وهذه‬ ‫اخلطوة تس���تفز البعض‪ .‬وزيدان يتمتع بتغطية‬ ‫دولي���ة وعربية ال ب���أس بها‪ ،‬وه���و يتحرك دوليا‬ ‫وعربي���ا بكفاءة أكثر م���ن حتركه الداخلي‪ .‬هو‬ ‫يعتقد أن بقاءه يف احلكم س���وف يزيل املش���اكل‬ ‫وأن حله���ا حيت���اج لوقت طوي���ل ج���دا‪ .‬أعتقد أن‬ ‫مش���كلة زي���دان يف وزارته‪ ..‬أنه لي���س لديه فريق‬ ‫سياس���ي جيد يدير معه األزمة‪ .‬هو العب فردي‪،‬‬ ‫ومعظم وزرائه مشلولون‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫املعارض السياسي حممد مادي ‪:‬‬

‫النضال من اجل احلركة الثقافية االمازيغية قاد ُه يف ليبيا املناضل فاضل املسعودي‬ ‫كمتحدث باس���م‬ ‫برز اس���م املعارض السياس���ي حممد مادي إعالميا ع�ب�ر القنوات الفضائية ُ‬ ‫الكونغ���رس االمازيغي ‪،‬ومؤس���س موقع تاوالت ‪ُ ،‬عرف باحنيازه ونضاله يف الش���أن االمازيغي‪،‬‬ ‫وكان من أوائل امللتحقني بالثورة واشرف على البث باللغة االمازيغية بقناة ليبيا لكل االحرار‬ ‫ال���ذي مث���ل أول ظهور له يف تاريخ االعالم اللييب واملمت���د ألكثر من نصف قرن ‪...‬وكنت قد‬ ‫ش���اهدت عودت���ه اىل ليبيا واس���تأذنته يف لق���اء حيكي فيه ع���ن جتربته كمع���ارض امازيغي ‪،‬‬ ‫لكن���ه أخت���ار ان يكون تاريخ اللقاء مرتبط���ا بإجنازه للقاموس االمازيغي ‪ :‬العربي ‪ -‬الفرنس���ي‬ ‫اإلجنليزي ‪ ،‬وكان مليادين هذا احلوار ولعله األول املوسع معه ‪.‬‬

‫طرابلس – فاطمة غندور‬

‫•ميادين ‪ :‬كيف ميكن التحدث عن طفولتك‬ ‫‪ ...‬والديك ‪ ...‬املكان والناس ؟‬ ‫حمم���د م���ادي و (مادغي���س) ه���و امس���ي‬ ‫االمازيغي ‪ ،‬هناك حاج���ة مهمة جدا حصلت‬ ‫ل���ي وان���ا طف���ل صغري رمب���ا كن���ت بالصف‬ ‫الس���ادس االبتدائ���ي اعتربه���ا نقط���ة تش���كل‬ ‫وعي باحلياة وس���ؤال اهلوي���ة ‪ ،‬أتذكر صدى‬ ‫فيل���م عم���ر املخت���ار أول عروض���ه وكان يف‬ ‫حص���ة التعبري لدينا طلب���وا منا كتالميذ أن‬ ‫نكتب موضوعا عن شخصية خنتارها فكتبت‬ ‫موضوع���ا عن س���ليمان البارون���ي ‪ ،‬فما كان‬ ‫م���ن املعلمة إال أن اخذت الورقة ورمت بها يف‬ ‫وجهي ‪ ،‬وصاحت ب���ي ‪ :‬انت عنصري ! رجعت‬ ‫اىل البيت وأنا أتس���أل عن معنى ما نعتتين به‬ ‫؟ يومها فتحت يف ذه�ن�ي أفاق صرت أفكر يف‬ ‫موض���وع اهلوي���ة وموضوع ال���ذات ‪ ،‬واحلادثة‬ ‫الثانية ال�ت�ي جعلتين أفكر يف مس���ألة اهلوية‬ ‫‪ :‬الغربة ‪،‬اغرتبت ش���ابا صغ�ي�را ‪ ،‬كان عمري‬ ‫س���بعة عش���ر عام���ا ‪ ،‬ويف ال���دول االروبي���ة‬ ‫عندم���ا يس���ألونك أن���ت م���ن اي���ن ؟ فتذك���ر‬ ‫ليبي���ا فيجيبون���ك ‪ :‬أن���ت عرب���ي ؟ ف���أرد ‪ :‬ال ‪،‬‬ ‫أن���ا أمازيغي ‪ ،‬هم بالتأكي���د لن يتفهموا أنك‬ ‫امازيغ���ي كما يف بلدك ‪ ،‬ومنها كان علي أن‬ ‫أفص���ح عن هوييت وانا مع ذلك االخر ‪ ،‬كنت‬ ‫اصحح هلم ‪ ،‬يقولون لي أنت عربي ‪ ،‬أقول هلم‬ ‫ال هنا س���تظهر اهلوية مع وجود ذلك االخر ‪،‬‬ ‫يف ليبي���ا ليس هن���اك ذلك االخ���ر ‪ ،‬يف الغرب‬ ‫يظهر ل���ك االخر ‪ ،‬حنن هنا يف ليبيا أش���كالنا‬ ‫مثل بعضنا ‪ ،‬لباس���نا ‪ ،‬مش�ت�ركنا يف االكل ‪:‬‬ ‫البازين ‪ ،‬الكسكس���ي ‪ ،‬الزميط���ه ‪....‬الفارق هو‬

‫اللسان ‪،‬احلياتي اليومي ال فروق كبرية فيه‬ ‫‪،‬لذلك ال نشعر بذلك االخر ‪ ،‬يف فرتة الثانوية‬ ‫ويف فرتة اجلامعة انفتحت لدي تلك املسائل ‪:‬‬ ‫اهلوية ‪ ،‬والوعي بالذات ‪ ،‬أنت واألخر ‪.‬‬ ‫ول���دت يف طرابل���س ودرس���ت االبتدائي���ة‬ ‫يف يف���رن ‪ ،‬ومدين���ة يف���رن اق���رب منطق���ة‬ ‫لطرابل���س ‪ ،‬وهي مدينة متمدن���ة أصال عن‬ ‫املناط���ق الثانية ‪ ...‬كان وال���دي يبعث بنا اىل‬ ‫جدتن���ا ‪ ،‬لنتعلم اللغة ونتخالط ونتحدث بها‬ ‫‪ ،‬وه���ي ع���ادة داوم عليه���ا أعمام���ي وأخوالي ‪،‬‬ ‫وهك���ذا جيل بعد جيل نت���وارث لغتنا وعاداتنا‬ ‫وتقاليدنا بذات الطريقة ‪ ،‬والدي كان تاجرا‬ ‫حرا ( تاجر ش���نطة ) ثم أممت التجارة احلرة‬ ‫يف الس���بعينيات فاش���تغل يف مين���اء طرابلس‬ ‫‪ ،‬والدت���ي (خدجي���ة مادي) قريب���ة عائليا من‬ ‫والدي ‪ ،‬عملت يف مركز حملو االمية ‪ ،‬وكان‬ ‫ختصصه���ا تعلي���م احلياك���ة واخلياط���ة (‬ ‫االشغال التقليدية ) هي معلمة ابتدائي االن‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬اغرتب��ت ش��ابا يافع��ا ‪ ...‬كي��ف‬ ‫اختذت قرار اهلجرة ما املُقدمات لذلك القرار ؟‬ ‫عش���ت حيات���ي األوىل متضايق���ا م���ن نظ���ام‬ ‫الق���ذايف ‪ ،‬ويف طفوليت كنت حُمب���ا للقراءة‬ ‫‪ ،‬كانت احلاف�ل�ات تأتي من الق���رى للنزول‬ ‫يف املدين���ة كنت اس���تقل احلافل���ة وأنا طفل‬ ‫صغري ‪ ،‬من قدح اىل وس���ط املدينة اىل ميدان‬ ‫الش���هداء أتذك���ر حم���ل مأك���والت حت���ت‬ ‫االق���واس جت���اه املص���رف التج���اري الوطين‬ ‫اليوم واش�ت�رى من���ه ( طاس���ة الفوروبي ) ثم‬ ‫اذه���ب اىل مكتب���ة (معروف ق���دري) كانت‬ ‫هن���اك معلم���ة امسه���ا (حمبوب���ة ) ُتعرين���ي‬ ‫الكتب ‪ ،‬مل تش�ت�رط علي بطاقة استعارة مثال‬

‫كتبت موضوعا عن‬ ‫سليمان الباروني ‪ ،‬فما‬ ‫كان من املعلمة إال أن‬ ‫اخذت الورقة ورمت بها يف‬ ‫وجهي ‪ ،‬وصاحت بي ‪ :‬انت‬ ‫عنصري ! رجعت إىل البيت‬ ‫وأنا أتسأل عن معنى ما‬ ‫نعتتين به ؟‬

‫‪ ،‬التعام���ل كان ينم ع���ن ثقة متبادلة ‪ ،‬قرأت‬ ‫ال ُقص���ص والرواي���ات العاملي���ة ‪ ...‬والطري���ف‬ ‫الذي حصل معي ما ألصقه بي تشارلز ديكنز‬ ‫! فقد ُ‬ ‫كن���ت أُنعت بامسه م���ن قبل اصحابي‬ ‫‪ ،‬كانت الس���ينما أيضا جزء م���ن اهتماماتي ‪،‬‬ ‫أحجز تذكرتي وأجلس يف صاالت الس���ينما‬ ‫كانت متعيت أيض���ا ‪ ،‬وكنت أيضا اذهب اىل‬ ‫معهد مجال الدين امليالدي التعلم املوس���يقى‬ ‫‪ ،‬ش���يء اخر احب اإلشارة إليه يف عالقيت اليت‬ ‫ظل���ت نابذة لنظ���ام القذايف هو س���جن ثالثة‬ ‫من اعمامي ‪ :‬س���امل ‪ ،‬وسليمان ‪ ،‬وميلود مادي‬ ‫‪ ،‬واحلك���م على أحدهم باإلع���دام ‪ ،1983‬ثم‬ ‫خفف احلكم علي���ه اىل املُؤبد ثم افرج عنه يف‬ ‫‪ ، 1986‬أعمامي سجنوا ألنهم انشأوا رابطة‬ ‫مش���ال أفريقي���ا اليت تهت���م بالثقاف���ة واللغة‬ ‫االمازيغية وكان أن ثم إطالق سراحهم يف‬

‫‪، 1988‬ما سمُ ي بأصبح الصبح ‪ ،‬والكل يعرف‬ ‫ما ش���اب قرتة الثمانينات من احداث وجرائم‬ ‫ارتكبها القذايف ‪ ،‬حجب املعرفة ‪ ،‬حرق اآلالت‬ ‫املوس���يقية ‪...‬ثم صارت صحوة إس�ل�امية يف‬ ‫ليبيا ‪ ،‬وكنا ش���بابا صغار ( عمري ستة عشر‬ ‫عام���ا تقريبا ) وكان أن أقنعنا ش���باب بفكرة‬ ‫الذهاب للسعودية للدراسة ‪....‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬ه��ي س��نوات تداف��ع فيه��ا االالف‬ ‫من الش��باب اللييب يف أكثر م��ن مدينة وقرية اىل‬ ‫الس��عودية وصوال اىل أفغانس��تان ‪ ...‬كيف سارت‬ ‫األمور لديك ؟‬ ‫ذهب���ت اىل املدين���ة املن���ورة وبقيت م���ا يقارب‬ ‫األربعة أش���هر ‪ ،‬اكتش���فت أن ال حقيقة لكل‬ ‫ما مت ش���حنه يف عقولنا كانت القصة عبارة‬ ‫ع���ن ( غس���يل م���خ ) تركته���م وذهب���ت اىل‬ ‫الرياض اشغلت يف مكتبة للقرطاسية ‪ ،‬رمبا‬ ‫عمل وال���دي يف التجارة والذي كنت كثريا‬ ‫م���ا أرافقه ‪ ،‬مكن�ن�ي من اكتس���اب بعض من‬ ‫خربت���ه ‪ ،‬فبدت القصة وكأن ( التجارة يف‬ ‫دمنا ) وكن���ت أيضا حُمبا لرتكيب وتفكيك‬ ‫األشياء منذ طفوليت ‪ ،‬أحببت فكرة اكتشاف‬ ‫األش���ياء منذ تل���ك األلعاب ال�ت�ي كان والدي‬ ‫حيضره���ا لن���ا فأعمل عل���ى تفكيكه���ا ملعرفة‬ ‫ُ‬ ‫كنهه���ا ‪ ،‬تلك اهلوايات فتحت لي أفاق العمل‬ ‫املتنوع ‪ ،‬يف الري���اض تعرفت على صديق من‬ ‫الس���ودان ومازال���ت عالقيت ب���ه متواصلة اىل‬ ‫الي���وم ‪ ،‬كان يعم���ل يف مرك���ز امللك فيصل‬ ‫ُ‬ ‫وعمل���ت مع���ه يف فهرس���ة املخطوط���ات‬ ‫‪،‬‬ ‫وترتي���ب الوثائق وكان ُمرتبنا جيد ‪ ،‬تعرفت‬ ‫يف الس���عودية عل���ى عائ�ل�ات ليبي���ة فاضل���ة‬ ‫كانوا يوجه���ون لي نصائحهم منه���ا عائلة ‪:‬‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪19‬ـ ‪25-2-‬يونيو‪/‬‬ ‫‪26((-59‬‬‫العدد (العدد‬ ‫السنة ‪-‬الثانية‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫‪) 133‬‬ ‫السنة الثالثة‬

‫‪09‬‬

‫يف الغرب يظهر لك االخر ‪ ،‬حنن هنا يف ليبيا أش��كالنا‬ ‫مث��ل بعضنا ‪ ،‬لباس��نا ‪ ،‬مش�تركنا يف االكل الفارق هو‬ ‫اللسان ‪،‬احلياتي اليومي ال فروق كبرية فيه‬ ‫القصري ‪ ،‬وتارس�ي�ن ‪،‬وقد تعرفت على أستاذة‬ ‫اللغ���ة واالدب العربي د‪ .‬فوزي���ة بريون ‪ ،‬ومن‬ ‫الري���اض اىل تركيا عش���ت فيه���ا وعملت يف‬ ‫الس���ليمانية ‪ ،‬وتعلم���ت اللغ���ة الرتكية ومن‬ ‫ُ‬ ‫ث���م العثماني���ة وب���دأت ت�ب�رز ل���دي االهتمام‬ ‫بالوثائ���ق الليبي���ة م���ن تركي���ا رجع���ت اىل‬ ‫السعودية مرة أخرى ثم ذهبت اىل األردن ثم‬ ‫حصلت على جواز سفر للخروج اىل أمريكا ‪،‬‬ ‫وأدين لألستاذ حممود تارسني الذي فتح لي‬ ‫هذا الباب اىل أمريكا ‪ ،‬وساعدني يف اإلجراءات‬ ‫وق���د اس���تقبلتين عائلته بكل ك���رم وحفاوة‬ ‫‪ ،‬أبن���ه امي���ن وكل أبنائه عموم���ا كانوا نعم‬ ‫العون لي‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬يف أمريكا كان مش��وارك الدراسي‬ ‫والبحثي قد تقرر ‪ ...‬كيف استطعت تأمني فرص‬ ‫اكمال الدراسة والبحث ؟‬ ‫س���أتذكر أيضا أن�ن�ي كنت يف كن���دا أيضا‬ ‫قبل أمريكا ‪ ،‬بدأت مسريتي يف العمل واحلياة‬

‫وحصل���ت على منحة دراس���ية من اجلامعة ‪،‬‬ ‫املنح���ة تقدم هلا ( ‪ ) 700‬طالب وقبلوا منهم (‬ ‫‪ )25‬طالب فقط ! وكنت أحدهم ‪ ،‬حينها ما‬ ‫ِزلت مل أحصل عل���ى اإلقامة ‪،‬وكان علي أن‬ ‫أجتهد وادرس يف سنوات اجلامعة ثم انتقلت‬ ‫اىل املاجس���تري بأمري���كا والي���ة كاليفورنيا ‪،‬‬ ‫ويف الدكت���وراة أيض���ا حصل���ت عل���ى منحة‬ ‫ولكنين اجتهت اىل فرنس���ا جامعة السوربون‬ ‫(باريس السابعة ) ‪ ،‬اليت اهتمت أنثروبولوجيا‬ ‫بالش���مال االفريق���ي ‪ ،‬وكان علي تعلم اللغة‬ ‫الفرنسية ألدرس املؤلفات التارخيية بلغتهم‬ ‫‪ :‬الدراسات والبحوث اليت كتبها الفرنسيون‬ ‫‪، ،‬وعندما قرات البن خل���دون ذهب اهتمامي‬ ‫اىل علم االجتماع ألفيد دراس�ت�ي يف التاريخ ‪،‬‬ ‫بالنسبة للتاريخ وعند تعلمي للغة العثمانية‬ ‫اطلع���ت عل���ى أرش���يف الوثائ���ق وأخ���ذت يف‬ ‫مراس���لة مكتب���ة املل���ك فيص���ل ألق���ارب بني‬ ‫املعلوم���ات ال�ت�ي أتكش���فها وأحص���ل عليه���ا ‪،‬‬

‫حممد مادي وفاطمة غندور‬ ‫بأمريكا ‪ ،‬ويبدو أن قصصي دائما مع االشقاء‬ ‫الس���ودانيني ( يضح���ك ) ي���وم أن عمل���ت يف‬ ‫مطبعة عراقية تعرفت على شخص سوداني‬ ‫وهو معارض سياسي ( هرب من نظام البشري‬ ‫) اسم الش���هرة له حسن فاضلي قال لي يوما‬ ‫‪ :‬يا أبين أنت تس���تطيع احلياة مثلنا وحتصل‬ ‫على معاش ‪ 500‬دوالر كل شهر ‪ ،‬لكن عليك‬ ‫أن تقتصد على نفس���ك ( تكون ش���حيحا ) ثم‬ ‫بإمكانك أن تصبح رئيسنا هنا ‪ ،‬ويصري مرتبك‬ ‫عش���رة االف ‪ ،‬وكان أن حث�ن�ي عل���ى القراءة‬ ‫والبح���ث املع���ريف والدراس���ة ‪ ،‬وبالفعل بدأت‬ ‫اهتمامي بالدراسة والتحقت باجلامعة قسم‬ ‫عل���م االجتماع وكانوا يش���جعون اجملتهدين‬

‫وكان أن مت خت�ي�ري يف املوض���وع فاخ�ت�رت‬ ‫البح���ث يف موض���وع األقلي���ات ‪ ،‬وقدمت حبثا‬ ‫للماجس���تري يف ش���عب ( االينويت ) االسكيمو‬ ‫يف مشال كندا ‪ ،‬أم���ا الدكتوراة فكانت على‬ ‫ش���عب يس���مى ( الالمو ) يف كينيا ( يضحك‬ ‫ويعلق للبعد اجلغرايف بينهما ) ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬النش��اط االلكرتون��ي االمازيغي‬ ‫املبكر هل كان امتدادا للبحث العلمي ؟‬ ‫نع���م اهتمم���ت باللغة االمازيغي���ة حبثيا بعد‬ ‫أن كان���ت عالق�ت�ي به���ا عاطفي���ة محيمي���ة‬ ‫‪ ،‬كن���ت اجت���ول يف مكتب���ة بكن���دا فوج���دت‬ ‫معج���م متكامل من ثالثة جملدات ألس���تاذ‬ ‫امسه حممد ش���فيق ‪ ،‬وأتذكر هنا أنين قبلها‬ ‫وج���دت كتاب���ا بعن���وان (الربب���ري نفوس���ه )‬

‫للكاتب بيانوتي وقد تصفحت الكتاب وقرأته‬ ‫بإمعان ‪ ،‬ووجدت أن به تفاصيل لقواعد اللغة‬ ‫األمازيغي���ة‪ ...‬الفاع���ل واملفعول ب���ه ‪ ،‬وكنت‬ ‫قب�ل�ا كثريا م���ا امس���ع ان اللغ���ة االمازيغية‬ ‫هلجة فقط وانها متخلفة ال أساس هلا ووو‪...‬‬ ‫اخل ‪ ،‬مم���ا طالع���ت واقرتب���ت كان التح���ول‬ ‫يف االهتم���ام ‪ ،‬طالع���ت التجارب الس���ابقة يف‬ ‫اجلزائ���ر واملغ���رب اللت�ي�ن س���بقتا اهتمامن���ا‬ ‫بأجي���ال ‪ ،‬فمنذ ع���ام ‪ 1800‬يف اجلزائر مثال‬ ‫كان���ت هن���اك رواي���ات وكت���ب باالمازيغية‬ ‫‪ ،‬وكذل���ك يف املغ���رب ‪ ،‬وكان أن افتتح���ت‬ ‫موقعا الكرتونيا يف ‪ 1999‬امسيته ( تاوالت )‬ ‫أي ( الكلمة ) اس���تنادا لقول ‪ :‬مبا أن الشجرة‬ ‫بدأت ببذرة كذل���ك املعرفة بدأت بـ كلمة ‪،‬‬ ‫لذلك امسيته موقع (تاوالت) وكان يف ذهين‬ ‫أن االمازيغ يف العامل وخاصة املهجرين منهم‬ ‫تواصل���وا عن طريق املوقع ‪ ،‬والذي س���اعدني‬ ‫يف م���واده الكثري من االف���راد الذين مل يبخلوا‬ ‫مب���ا لديهم من م���واد أدبية قص���ص ‪...‬كلها‬ ‫كانت حمط اهتمامي وكنت اس���تفيد منها‬ ‫‪ ،‬يف موق���ع تاوالت أصدرنا الكتب االلكرتونية‬ ‫وكان املتصفحون يقومون بتنزيلها ‪ .‬خرجنا‬ ‫بفك���رة توثي���ق ال�ت�راث وحف���ظ احلكاي���ات‬ ‫الش���عبية القدمي���ة ‪ ،‬االنرتن���ت اعط���ى لن���ا‬ ‫القدرة على التواصل وبطريقة س���رية حتى‬ ‫أن الق���ذايف قام ببعض املداهمات لبعض ممن‬ ‫اكتش���ف انتمائهم أو تعاطيهم مع النش���اط‬ ‫االمازيغ���ي ‪ ،‬وكان احل���راك يش���هد صعودا ‪،‬‬ ‫وضغطا يف نظام القذايف‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬ماذا ع��ن احل��راك االمازيغي بعد‬ ‫الث��ورة وأثن��اء احلكومت�ين االنتقاليت�ين كي��ف‬ ‫تقيم املشهد وأنت من قادة ذلك احلراك ؟‬ ‫كأي قضية تتعلق بنضال‪ ،‬دائما ال ُنخب هي‬ ‫من تضطل���ع باملهمة ‪ ،‬فحق���وق املرأة مثال ال‬ ‫تتوقعي أن كل إمرأة س���تتصدى للموضوع ‪،‬‬ ‫بل س���تجدي مرأة تعتمد مشروعها وتكرس‬ ‫كل جهده���ا لذل���ك املش���روع‪ ،‬يف االمازيغية‬ ‫أيض���ا هن���اك م���ن ال يبح���ث يف املس���ألة أو‬ ‫يناضل من أجلها ‪ ،‬النخب تعمل يف احلركة‬ ‫الثقافي���ة االمازيغي���ة هناك من اش���تغل على‬ ‫نفسه يف األوضاع الصعبة تعلم اللغة ومارس‬ ‫الثقاف���ة االمازيغي���ة ‪ ،‬أُس���ر كان���ت تس���مي‬ ‫أبنائها باألمساء االمازيغية وتناضل من أجل‬ ‫ذل���ك ‪،‬ويف ظين النض���ال من اج���ل احلركة‬ ‫الثقافي���ة االمازيغي���ة ق���اده يف ليبي���ا املناضل‬ ‫األس���تاذ فاضل املس���عودي ( مولود يف اسرة ال‬ ‫تتح���دث االمازيغي���ة ) ‪،‬هو الرم���ز األول وهو‬ ‫رئيس���ها يف ليبيا إن جاز التعبري‪ ،‬وهو مؤسس‬ ‫جريدة امليدان ‪ ،‬فاضل املسعودي مل يكن يوما‬

‫ُمتعصبا ‪ ،‬وله قصة أمتنى أن ُتعرض و ُتس���رد‬ ‫‪ ...‬ه���و من ب���دأ يف توعية االمازيغ بأنفس���هم ‪،‬‬ ‫وبأهمية احلفاظ على هذا املوروث واالهتمام‬ ‫باهلوية الليبية ‪ ،‬باألمة الليبية ‪ ،‬وبالشخصية‬ ‫الليبية ‪ ،‬و رأى أن اللغة االمازيغية جزء مهم‬ ‫من الشخصية الليبية فأراد أن حُيافظ عليه ‪،‬‬ ‫وفعال اجنب جيال كبريا من املهتمني باللغة‬ ‫‪ ،‬والثقافة االمازيغي���ة ‪ ،‬ومن تالميذه الكبار‬ ‫ومن اجنبه���م وأذكاهم ‪ ،‬وخدم���ة وتقدميا‬ ‫للثقافة االمازيغية هو الراحل س���عيد سيفاو‬ ‫احملروق وعموم���ا احلركة االمازيغية مرت‬ ‫مبراحل ‪ ،‬كان فيها النش���اط والعمل السري‬ ‫من���ذ الس���بعينيات ‪ ،‬خرجت جرائ���د وخرجت‬ ‫جمالت وكت���ب ‪ ،‬وفنون موس���يقية ‪ ،‬واغلب‬ ‫النش���اط موج���ود وموث���ق ‪،‬ومت���ت حماوالت‬ ‫إلمخ���اد ذل���ك النش���اط م���ع الثمانين���ات ‪،‬‬ ‫فالس���جون ُملئت باألمازيغ‪ ،‬وبعضهم ُهجروا‬ ‫م���ن الوط���ن‪ ..‬منه���م م���ن ذه���ب اىل فرنس���ا‬ ‫ومنه���م اىل أمريكا ‪ ،‬وقد حصل مع احلركة‬ ‫االمازيغية ما حصل مع اليساريني ‪ ،‬واالخوان‬ ‫املسلمني وغريهم طبعا مل يكن عدد االمازيغ‬ ‫بالكث���رة ال�ت�ي يك���ون هل���م فيه���ا الفاص���ل أو‬ ‫الفارق يف احلراك اللييب الثقايف ‪ ،‬ولكن كان‬ ‫هلم أثر داخل اجملتمع االمازيغي ‪ ،‬فمنهم من‬ ‫ُقتل مثل ‪ :‬علي الش���روي بن طالب ‪ ،‬وس���عيد‬ ‫س���يفاو احمل���روق ‪ ،‬احلرك���ة االمازيغي���ة مل‬ ‫تكن جمرد طفرة جديدة خرجت االن بل هلا‬ ‫تارخيه���ا ‪ ،‬ال���ذي أمتد وتواصل م���ع ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير فلن جن���دي أي امازيغي مل ينضم هلا‬ ‫ُمواص�ل�ا نضاله وقد اعطاهم ش���عور بتحقق‬ ‫االمال ‪ ...‬اخلروج يف قناة ليبيا االحرار وألول‬ ‫مرة اللغة االمازيغية يف تاريخ االعالم اللييب‬ ‫‪ ،‬خ���روج اعالمي�ي�ن عرف���وا الليب�ي�ن مبن هم‬ ‫االمازيغ ‪ ،‬من أمثال ‪ :‬شكري عصمان ‪ ،‬راضي‬ ‫غواز‪ ،‬والسيدة سناء املنصوري ‪ ،‬استمع الناس‬ ‫اىل االش���عار‪ ،‬والنش���يد الوط�ن�ي باالمازيغ���ي‬ ‫ش���اهدوا االعالم ‪ ،‬كل ذلك إش���ارات رمزية ‪،‬‬ ‫اليوم أيض���ا بدأ تدريس اللغ���ة االمازيغية يف‬ ‫املدارس على حس���اب احلكومة بع���د ان بدأت‬ ‫التجرب���ة بإش���راف اجملال���س احمللي���ة ‪ ،‬وقد‬ ‫خ���رج قرار م���ن املؤمت���ر الوطين الع���ام وهذه‬ ‫الس���نة س���وف تطبع الكت���ب لتوزع م���ع العام‬ ‫الدراس���ي القادم ‪ ،‬واملدرسني سوف يستجلبوا‬


‫‪10‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر ‪4‬‬ ‫‪25 - 19‬‬ ‫‪29 ( - ) 133‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪129‬‬

‫أعمامي ُسجنوا ألنهم انش��أوا رابطة مشال أفريقيا اليت‬ ‫تهت��م بالثقافة واللغة االمازيغي��ة وكان أن ثم إطالق‬ ‫سراحهم يف ‪ ، 1988‬فيما مُسي بأصبح الصبح‬ ‫م���ن خارج البل���د لو احتاج االمر ذلك ‪ ،‬س���يتم‬ ‫عم���ل دورات تعليمية يف تدريس االمازيغية‪،‬‬ ‫وس���تفتتح املعاهد أيضا ‪ ،‬ولكن لدينا ختوفات‬ ‫من أن تل���ك القرارات تظل جم���رد حرب على‬ ‫ورق ‪ ،‬لذل���ك االمازي���غ ي���روا ض���رورة وجود‬ ‫قان���ون أعل���ى من مجي���ع القوانني له س���لطة‬ ‫عليا يستند عليه الناس يف حال أن أحدا فكر‬ ‫يف اقصاء أو إلغاء أي مطلب امازيغي مت س���ن ُه‬ ‫يف قان���ون وهلذا يطالب���ون بتثبت حقوقهم يف‬ ‫الدستور ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬كيف ت��رد على االتهام��ات اليت‬ ‫طالت احل��راك االمازيغي ومنها التحزب والدعوة‬ ‫لتقس��يم الب�لاد خاص��ة بعدم��ا حصل م��ن هجوم‬ ‫على أعض��اء املؤمتر الوط�ني واالقتحام العنيف‬ ‫للقاعة ؟‬ ‫سأش�ي�ر أوال اىل أننا اس���تنفذنا كل الطرق ‪،‬‬ ‫جربنا الدخ���ول من كل املناف���ذ ‪ ،‬مع االفراد‬ ‫‪،‬مع األحزاب ‪،‬مع احلكومة اليت جيب ان تدعم‬ ‫بصوته���ا م���ن ال صوت هل���م ‪ ،‬أوال مع حكومة‬ ‫الكي���ب اليت أقص���ت االمازيغ انته���اء مبطلب‬ ‫مرك���ز االمازي���غ للدراس���ات االمازيغي���ة‬ ‫ق���رار مل يُفع���ل اىل يومن���ا هذا ‪ ،‬ادخ���ال اللغة‬ ‫اإلجنليزي���ة والفرنس���ية مت تفعيلهم���ا أال‬ ‫يش���عرنا ذلك باإلهانة ‪ ،‬وحن���ن االمازيغ ضد‬ ‫التهديد باستعمال السالح أو ممارسة العنف‬ ‫من اج���ل حتقي���ق مطالبنا واملمثل الش���رعي‬ ‫واملُنتخ���ب ن���دد ألكث���ر م���ن م���رة بذل���ك ‪،‬‬ ‫ولكن حن���ن نواجه أناس ال يري���دون خطابنا‬ ‫املُتحض���ر واملُتمدن ‪ ،‬ماذا علينا ان نفعل ؟ غدا‬ ‫س���يتم التصويت على املادة ‪ ، 30‬ورمبا خيرج‬ ‫ه���ذا اللق���اء يف جريدتكم بع���د املصادقة على‬ ‫الق���رار ‪ ،‬اليوم االع�ل�ام احلكومي ال امازيغية‬ ‫في���ه ‪ ،‬ويف الوقت الذي عل���ى احلكومة تقديم‬ ‫الدعم لنش���اطنا الثق���ايف واإلعالم���ي وجدنا‬ ‫أنفسنا نناضل بإمكانيتنا اخلاصة عرب راديو‬ ‫وتلفزي���ون لينق���ل صوتن���ا ‪ ،‬حتى قن���اة ليبيا‬ ‫لكل االح���رار أوقفت البث االمازيغي ‪،‬الش���أن‬ ‫الثق���ايف االمازيغ���ي ُمهم ‪ ،‬االن نع���د لدورات‬ ‫حمو أمية اللغة االمازيغية للصغار والكبار ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬وم��اذا ع��ن جملتك��م (أرم��ات )‬ ‫اليت تدعمه��ا هيئة دعم وتش��جيع الصحافة هل‬ ‫توفقتم يف استمراريتها ؟‬ ‫جمل���ة ارم���ات قصته���ا ب���دأت ب�ي�ن صديقي‬ ‫يوس���ف العزاب���ي والس���يد ادريس املس���ماري‬ ‫ألتقيا يف رحلة طريان ‪ ،‬وعلق املسماري أنه ما‬ ‫من جريدة أو جملة باألمازيغية فرد يوسف‬ ‫نعم���ل على ذلك وينقصن���ا الدعم ‪ ،‬وكان ان‬ ‫تش���كلت جمموعة عمل ُتهيأ للمجلة ‪ :‬صالح‬

‫فاضل املسعودي‬ ‫نق���اب ‪ ،‬وعف���اف القبالوي ‪ ،‬وكنت مش���غول‬ ‫وقتها بأع���داد منهج االبتدائ���ي باالمازيغية ‪،‬‬ ‫فاتصل بي صالح نق���اب خبصوصها فوافقت‬ ‫وب���دأت التأس���يس معه���م واخ�ت�رت عنوانه���ا‬ ‫(آرم���ات ) مل���اذا أرمات ؟ قلت لص�ل�اح ما رأيك‬

‫يف الغرب يظهر لك‬ ‫االخر ‪ ،‬حنن هنا يف‬ ‫ليبيا أشكالنا مثل‬ ‫بعضنا ‪ ،‬لباسنا ‪،‬‬ ‫مشرتكنا يف االكل‬ ‫الفارق هو اللسان‬ ‫‪،‬احلياتي اليومي ال‬ ‫فروق كبرية فيه‬

‫حن���ن لدين���ا احتف���ال س���نوي نس���وه الناس ‪،‬‬ ‫وارم���ات تعين االعت���دال ‪ ،‬االعت���دال الصيفي‬ ‫واالعتدال الش���توي ‪ 12‬ساعة نهار ‪ 12‬ساعة‬ ‫لي���ل ‪ ،‬للظالم ذات زمن النور حلظة تس���اوي‬ ‫حلظة االعتدال بالعربية تسمى ( االعتداالن‬ ‫) ‪ ،‬وهن���اك الكث�ي�ر م���ن الع���ادات مت���ارس يف‬ ‫ه���ذا الي���وم ‪ :‬اطالق س���راح احليوان���ات ‪ ...‬ولو‬ ‫دعوت اهلل ألمر يف نفس���ك تطلبينه يستجاب‬ ‫ل���ك ‪ ،‬هك���ذا يق���ول اجدادن���ا ‪ ...‬لذل���ك اخرتنا‬ ‫اس���م اجمللة (أرم���ات ) تيمن���ا باالعتدال يف أن‬ ‫تنص���ف هذه الثقافة وتلك اللغة ‪ ،‬ولكن أيضا‬ ‫كان لي هديف األساس���ي م���ن اجمللة أن أثبت‬ ‫لألمازي���غ قبل غريهم أن اللغة ق���ادرة ‪ ،‬وهي‬ ‫جترب���ة جديدة ‪ ،‬هناك أش���ياء جدي���دة فنية‬ ‫وتقني���ة ابتدعت خصيص���ا للمجلة ‪ ،‬واهلدف‬ ‫الثان���ي ه���و الكتابة ع���ن املواضيع اإلنس���انية‬ ‫املش�ت�ركة والرتمجة للقصص القصرية من‬ ‫أدب العامل تش���يخوف مثال هناك كتابة عن‬ ‫الزواج عن احلمل ‪ ،‬عن الناس���ا ‪ ،‬عن شكس���بري‬ ‫‪ ،‬اجملل���ة نثبت فيها ألنفس���نا اننا قادرين على‬ ‫التعبري بلغتنا كتابة ‪ ،‬مثال يف مقدمة العدد‬ ‫نقدم شخصية رئيس���ية تكتب وعلى رأسهم‬ ‫مث���ل ‪ :‬فاضل املس���عودي ‪ ،‬ساس���ي الدهماني ‪،‬‬ ‫س���امل مادي ‪ ،‬ابوبكر االنص���اري ‪ ،‬االن يرأس‬

‫حتريره���ا األس���تاذ ص�ل�اح نق���اب ويواص���ل‬ ‫مشوارها رفقة زمالء جمتهدين ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬منجزك��م القام��وس االمازيغ��ي‬ ‫كيف ُتعرف به ؟ ومتى سيكون يف املتناول ؟‬ ‫أحد عشر عاما تقريبا كان الشغل واالنشغال‬ ‫به���ذا القام���وس ‪ ،‬وكانت خط���ة العمل لدي‬ ‫‪ :‬البن���اء على ما قدمه االول���ون ‪ ،‬ال احد يُنجز‬ ‫معجم���ا ويب���دأ م���ن الصفر ‪ ،‬فب���دأت مبعجم‬ ‫ش���فيق وأخذت يف تصنيفه وقد كان ُمصنفا‬ ‫على أسس عربية أي قاموس عربي امازيغي‬ ‫‪ ،‬أن���ا صنفت���ه عل���ى أس���اس أمازيغ���ي عربي ‪،‬‬ ‫وكذل���ك أرجعت الكلم���ات اىل جذورها ‪ :‬ثم‬ ‫رتبته���ا ‪ :‬االس���م ‪ ،‬الفع���ل ‪ ،‬احل���رف ‪ ،‬أخرجت‬ ‫من���ه حوال���ي ‪ 70‬الف كلم���ة ‪ ،‬وأضفت عليه‬ ‫‪ 35‬ال���ف كلم���ة جدي���دة ‪ ،‬وامج���اال املعجم‬ ‫ال���ذي أجنزته به ‪ 105‬ألف كلمة ‪ ،‬يف مجيع‬ ‫جم���االت احلي���اة وأمتن���ى فيمن يأت���ي بعدنا‬ ‫ان يواص���ل ويب�ن�ي على م���ا اجنزن���اه وهكذا ‪،‬‬ ‫فاملعرف���ة هكذا تس�ي�ر بعد ان تب���دأ ‪،‬القاموس‬ ‫حيت���اج جهد كب�ي�ر ‪ ،‬التحقق م���ن املعلومات‬ ‫تنقيحه���ا واالضاف���ة عليه���ا ‪ ،‬مع االسرتش���اد‬ ‫مبن س���بق فقد افادني عمـ���ي – رمحه اهلل –‬ ‫كان موس���وعة امس���ه الفقي���ه احممد مادي‬ ‫امام مس���جد ‪ ،‬وخالي أبو القاس���م علي مادي‬ ‫وهو حمام���ي وعن���ده حبوث كث�ي�رة لغوية‬ ‫‪ ،‬كان يف كث�ي�ر من األحي���ان يرفع مساعة‬ ‫التليفون ليقول ل���ي كلمة امازيغية ويقول‬ ‫لي لو ليس���ت عندك اكتبها ‪ ،‬وأناس أخرون‬ ‫س���اعدوني ‪ ،‬منهم األصدقاء وبعضهم بشكل‬ ‫غري مباش���ر أقرأ كتاباتهم يف املوقع ( تاوالت‬ ‫) واسرتش���د بها واس���تقي منها كلمات فلهم‬ ‫الفض���ل أيض���ا ‪ ،‬يف القام���وس ع���ادة م���ا نبدأ‬ ‫بالكلمات الصعبة والبعيدة وننس���ى الكلمات‬ ‫البسيطة اللصيقة بنا ‪ (،‬هنا يُعطيين منوذج ‪:‬‬ ‫الكبد ( تاسا ) ‪ ،‬عندما تكون مطبوخة (أكرا )‬ ‫‪ ،‬مثال نس���يتها مل أكتبها رغم انها قريبة منا‬ ‫) وأنا متأكد أني قد نسيت أشياء ‪ ،‬االن بدأت‬ ‫بفكرة وض���ع القاموس الكرتوني���ا يف اجلوال‬ ‫وهو لصيق باإلنسان واالسرع يف االنتشار ‪ ،‬أو‬ ‫يف التاب ِلت ‪ ،‬اىل االن هناك ‪ 17‬ألف نس���خة‬ ‫م���ن القام���وس ‪ ،‬أي انس���ان بإمكان���ه تنزيل���ه‬ ‫جمان���ا ‪ ،‬ثالث���ة قوامي���س ‪ :‬امازيغي عربي –‬ ‫عربي أمازيغي ‪ ،‬وفرنسي امازيغي – أمازيغي‬ ‫فرنس���ي ‪ ،‬واجنلي���زي امازيغ���ي – أمازيغ���ي‬ ‫اجنلي���زي ‪ ،‬وه���و اول قام���وس الكرتوني بهذا‬ ‫احلج���م ‪ ،‬وب���ه إمكاني���ة للبح���ث واالضاف���ة‬ ‫‪ ،‬ومكت���وب باحلرف�ي�ن العرب���ي والتيفين���اغ ‪،‬‬ ‫مثال من ال يعرف الكتابة بالتيفيناغ س���يجد‬ ‫احل���رف بني قوس�ي�ن بالعربي مث�ل�ا ‪ :‬اخلبز‪:‬‬ ‫آغروم ‪ ،‬ويس���تطيع املُطالع البحث باحلروف‬ ‫االمازيغي���ة أو بالعربي���ة وكذل���ك يف اللغة‬ ‫الفرنس���ية واللغ���ة اإلجنليزي���ة ‪ ،‬انزل���ت ‪70‬‬ ‫أل���ف كلمة وما زلت أش���تغل عل���ى ‪ 35‬الف‬ ‫الباقي���ة ‪ ،‬وم���ع منتص���ف الع���ام املقب���ل يكون‬ ‫القاموس مكتمل ‪ ،‬وبعدها ننتقل اىل مرحلة‬ ‫الطباعة والنشر ككتاب ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪11‬‬

‫ونيس املربوك‪:‬‬ ‫ليبيا ستمضي حنو األفضل رغم كل‬ ‫التحديات‬

‫الس���بيل‪ :‬قال عض���و جملس ش���ورى مجاعة‬ ‫اإلخوان املس���لمني يف ليبي���ا الدكتور ونيس‬ ‫امل�ب�روك إن أولويات إس�ل�اميي ليبيا تتضمن‬ ‫تفعي���ل مؤسس���ات الدولة‪ ،‬ونش���ر الوعي بني‬ ‫أبناء الش���عب اللييب‪ ،‬والتعاون م���ع الفصائل‬ ‫األخرى لتحقيق املصاحلة الوطنية‪ .‬وأضاف‬ ‫يف ح���واره عل���ى هام���ش مؤمت���ر ح���ركات‬ ‫اإلس�ل�ام السياس���ي ال���ذي عق���ده مرك���ز‬ ‫دراس���ات الش���رق األوس���ط يف عمان األسبوع‬ ‫املاض���ي أن انتش���ار الفوض���ى يف ليبيا نتيجة‬ ‫طبيعي���ة لوجود األزم���ات املفتعلة وتدخالت‬ ‫عربي���ة وغربية يف الس���احة الليبية لرتجيح‬ ‫كف���ة فصيل على آخ���ر‪ .‬وأوض���ح أن إخوان‬ ‫ليبي���ا اخت���اروا التميي���ز بني العم���ل الدعوي‬ ‫والعمل السياسي‪ ،‬وأبدى املربوك تفاؤله بأن‬ ‫ليبيا ستمضي لألفضل‪ ،‬وتالياً نص احلوار‪:‬‬ ‫ما هي أولويات مجاعة اإلخوان املسلمني يف ليبيا‬ ‫يف املرحلة القادمة؟‬ ‫أولويات مجاعة اإلخوان املسلمني يف ليبيا هي‬ ‫أولويات الوطن الي���وم‪ ،‬فليبيا كدولة تعاني‬ ‫من هشاش���ة يف هي���كل الدولة ومؤسس���اتها‪،‬‬ ‫وليبيا كمجتمع تعاني إرث أربعة عقود من‬ ‫التجهي���ل وتدم�ي�ر القيم اإلنس���انية‪ ،‬ثم آثار‬ ‫احل���رب اليت صاحب���ت الث���ورة الليبية‪ ،‬وهلذا‬ ‫تس���عى مجاع���ة اإلخ���وان إىل العم���ل يف هذه‬ ‫احملاور الثالثة‪ ،‬فعلى احملور األول تعمل مع‬ ‫الوطنيني من ابناء الوطن لتفعيل مؤسس���ات‬ ‫الدول���ة والتس���ريع بتنفيذ خارط���ة الطريق‬ ‫املتمثل���ة يف اإلع�ل�ان الدس���توري‪ .‬وعل���ى‬ ‫احملور الثاني تس���عى لنش���ر الوعي وترس���يخ‬ ‫القيم اإلس�ل�امية وثقافة السلم االجتماعي‬ ‫وتكوين املؤسس���ات الرتبوية الرافدة ملؤسسة‬ ‫األس���رة‪ .‬وعل���ى احمل���ور الثال���ث تتع���اون مع‬ ‫كل الفصائ���ل الوطنية لتقديم مبادرات من‬ ‫أج���ل حتقيق املصاحلة الوطنية بني ش���رائح‬ ‫الوط���ن وتفعيل برنامج العدال���ة اإلنتقالية‪،‬‬ ‫ونش���ر ثقافة الس���لم االجتماعي والتس���امح‬ ‫والتص���احل والعف���و‪ ،‬وتنظي���م محل الس�ل�اح‬ ‫متهيدا لنزعه‪.‬‬ ‫كي��ف ت��رى مس��تقبل التجرب��ة اإلس�لامية يف‬ ‫احلكم يف ظل حالة الفوضى اليت تعيشها ليبيا‪،‬‬ ‫وانتش��ار الس�لاح ب�ين املواطن�ين وكي��ف س��يتم‬ ‫التعامل معها؟‬ ‫حالة الفوضى يف ليبيا نتيجة طبيعية ملا آلت‬

‫إليه احلالة الليبية من حرب وانتشار السالح‪،‬‬ ‫ولكنها فوضى ميك���ن تطويقها ألنها ال تقوم‬ ‫عل���ى م�ب�ررات داخلية عميق���ة‪ ،‬فليس هناك‬ ‫أحق���اد طائفية أو خصومات اثنية‪ ،‬أو حروب‬ ‫جهوي���ة‪ ،‬إمن���ا تق���وم يف أغلبه���ا عل���ى أزمات‬ ‫"مفتعلة" وتدخالت عربية وغربية لرتجيح‬ ‫كفة فصيل سياس���ي لييب على فصيل آخر‪،‬‬ ‫وال خيف���ى على أحد الي���وم املخطط الدولي‬ ‫لوأد ث���ورات الربيع العرب���ي أو حتريفها عن‬ ‫مس���ارها وع���دم متكني الق���وى املطالب���ة بها‬ ‫من مفاص���ل احلكم وصنع القرار السياس���ي‬ ‫ولو باختيار الش���عب! وانتش���ار السالح يف حد‬ ‫ذات���ه ال ميثل اخلطر األكرب‪ ،‬إمنا اخلطر يف‬ ‫استعماله واهمال تفعيل القانون الذي ينظم‬ ‫ويعاقب كل من يس���تعمله بعيدا عن سلطة‬ ‫الدول���ة‪ ..‬كما أن اجملتمع اللييب هو جمتمع‬ ‫قبل���ي يتعام���ل حب���زم م���ع القت���ل املتعم���د‬ ‫ويالحق القاتل واملعتدي بسلطان القبيلة إن‬ ‫غاب س���لطان الدولة‪ ..‬أما تعاملنا مع السالح‬ ‫فيتلخص يف الدعوة لتنظيمه متهيدا لنزعه‬ ‫بس���لطة القض���اء والقانون‪ ،‬مس���بوقا حبملة‬ ‫توعوي���ة خبطورت���ه وس���وء آثاره عل���ى الفرد‬ ‫واجملتمع والدولة‪.‬‬ ‫م��ا أس��باب نش��وء اجملموع��ات املس��لحة يف ليبي��ا‬ ‫وكي��ف س��تواجهون ه��ذه املش��كلة يف ظ��ل تنامي‬

‫حاالت اختطاف ملسؤولني يف الدولة كما حصل مع‬ ‫رئي��س الوزراء ونائ��ب رئيس املخاب��رات والقيادي‬ ‫العسكري؟‬ ‫أهم س���بب لنش���وء اجملموع���ات املس���لحة هو‬ ‫كثرة الس�ل�اح‪ ،‬وتقصري احلكومة يف تنظيم‬ ‫إنشاء كتائب الثوار‪ ،‬حيث استغل كثري من‬ ‫الش���باب غياب رقاب���ة الدولة فأنش���أ كتائب‬ ‫بع���د احلرب وادع���ت أنها ش���اركت يف حرب‬ ‫التحري���ر‪ ،‬حتى تتحص���ل على مزاي���ا مادية‬ ‫من وراء ذلك‪ ،‬ويف تقديرنا أن نزع الس�ل�اح ال‬ ‫يكون إال بنزع "أس���باب" محله‪ ،‬وأهم األسباب‬ ‫هو ختوف الثوار من سرقة الثورة‪ ،‬وخباصة‬ ‫بعد رؤية الثوار ملصري الثوار الس���لميني على‬ ‫يد الس���فاح السيسي مبصر‪ ،‬والس���بب الثاني‬ ‫هو م���ادي عند بعض الكتائ���ب حيث ختذون‬ ‫من الس�ل�اح مادة للتجارة وال�ت�رزق‪ ،‬وبعض‬ ‫املس���لحني يس���تغل الس�ل�اح يف اجلرمي���ة‬ ‫املنظمة‪ ،‬وهلذا فإن التس���ريع بتأسيس نظام‬ ‫سياسي مدني يعرب عن ضمري الشعب وإرادته‬ ‫سوف يتسبب يف نزع السالح وتنظيمه‪ ،‬كما‬ ‫أن تقوي���ة أجهزة اجليش والش���رطة س���وف‬ ‫يض���ع ح���دا ألصح���اب اجلرمي���ة املنظم���ة‬ ‫ومرتزقة السالح‪.‬‬ ‫أي��ن وصلت��م يف إعادة بن��اء ليبيا اجلدي��دة‪ ،‬وما‬

‫اهليكلي��ة املتبع��ة يف ذل��ك‪ ،‬وأين يتواج��د إخوان‬ ‫ليبيا يف هذه املعادلة وما هي أبرز جهودهم؟‬ ‫إخ���وان ليبيا اختاروا أن ميي���زوا بني الدعوي‬ ‫والسياسي يف هذه الفرتة‪ ،‬حيث أطلقوا مبادرة‬ ‫سياس���ية تتمثل يف تأس���يس حزب وطين ذي‬ ‫مرجعية إسالمية‪ ،‬على أن خيوضوا العملية‬ ‫السياس���ية من خالله‪ ،‬وأهم استحقاق قريب‬ ‫هو انتخاب اهليئة الدس���تورية اليت س���تتكون‬ ‫م���ن ‪ 60‬عضوا على مس���توى القط���ر اللييب‪،‬‬ ‫ومن املتوق���ع أن تنته���ي انتخاباتها مع نهاية‬ ‫ه���ذا العام إن ش���اء اهلل تع���اىل‪ ،‬وإخ���وان ليبيا‬ ‫ش���أنهم ش���أن أي مواط���ن لييب يس���عى لبناء‬ ‫وطنه وخدمة ش���عبه من خ�ل�ال كل املواقع‬ ‫الدعوي���ة السياس���ية واالجتماعي���ة املتاح���ة‪.‬‬ ‫ولديه���م يف كل دائ���رة م���ن دوائ���ر العم���ل‬ ‫الوط�ن�ي جه���د ب���ارز وأث���ر ال ينك���ر‪ ،‬ولكنهم‬ ‫يعانون معاناة شديدة من اهلجمة اإلعالمية‬ ‫املنظمة اليت حتاول ش���يطنتهم وإشاعة سوء‬ ‫الظ���ن ب���كل مواقفه���م وألصاق أبش���ع وأقذر‬ ‫الته���م بأعماهلم‪ .‬ورغ���م كل هذه التحديات‬ ‫واملؤامرات فأننا متفائلون وواثقون بأن ليبيا‬ ‫س���تمضى دون ش���ك لألفض���ل‪ ،‬ولديه���م من‬ ‫املقدرات اإلنس���انية واملادي���ة لبناء دولة قوية‬ ‫ودور بارز يف كل املنطقة‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫‪25 - (19‬‬ ‫الثالثة )‪( - -‬‬ ‫السنة ‪133‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‬ ‫‪ 25‬نوفمبر ‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‪- 19‬‬ ‫‪( - ) 133‬‬ ‫العدد‬

‫عمر عبد الدائم‬

‫طرابلس‬

‫ُ‬ ‫حبثت عن وطين فيها وعن ذاتي‬ ‫و جئتها تشــه ُد الدنيــا ُمعاناتي‬ ‫حام ً‬ ‫ال قلبــي و قافـييت‬ ‫وجئ ُتها ِ‬ ‫هاجراً يف سبيل ُ‬ ‫احل ّب غاياتي‬ ‫ُم ِ‬ ‫ُ‬ ‫تفيض ً‬ ‫جوى‬ ‫آهات‬ ‫اُ ِّ‬ ‫مح ُل ال ّر َ‬ ‫يح ٍ‬ ‫الريح ٌ‬ ‫بعض من مط ّياتي‬ ‫كأنمّ ا ُ‬ ‫وأسب ُق ّ‬ ‫الش َ‬ ‫فيسب ُقين‬ ‫وق ِمن ٍ‬ ‫شوق ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫املسافات‬ ‫شــوق تفنن يف ط ّي‬ ‫ِ‬ ‫عروس ي ّ‬ ‫ُ‬ ‫َظل البحر حيضنها‬ ‫إىل‬ ‫ٍ‬ ‫كايات‬ ‫ك ُ‬ ‫باحل ِ‬ ‫شق َمِلــي ٍء ِ‬ ‫ِ‬ ‫تــاب ِع ٍ‬ ‫فمـا هلا اليوم حسـنائي يُد ّث ُرها‬ ‫زن و ٌ‬ ‫خوف َ‬ ‫ُح ٌ‬ ‫وش ٌّك يف الغ ِد اآلتي‬ ‫َ ّ‬ ‫اريخ ال َت ِـهين‬ ‫إيــ ٍه‬ ‫طرابـلس الت ِ‬ ‫ّ‬ ‫بوءات‬ ‫أمواج‬ ‫ُ‬ ‫حبرك ُحبلى بالن ِ‬ ‫ِ‬ ‫طيور ظالم حّلقت ِح َقباً‬ ‫كم من‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫فايات‬ ‫أنت و أمست يف ال ّن ِ‬ ‫فبقيت ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫شقوق الصخر منب ُت ُه‬ ‫وسط‬ ‫وال ّزه ُر‬ ‫ِ‬ ‫الغيابات‬ ‫رح ِم‬ ‫ِ‬ ‫والفج ُر يُو َل ُد من ِ‬

‫ُس ّرة املعنى‬

‫الفيتوري الصادق‬

‫يف العتمة نقطة‪ ...‬ال تفارقها‬ ‫فذاك شيب التجارب قد جتمع‬ ‫صار نقطة‪،‬‬ ‫التقطها وابدأ من أول العمر واكتب ‪،‬‬ ‫ثم اكتب‬ ‫واكتب‬ ‫اسكب مخرة الروح‬ ‫يف ُس ّرة املعنى ‪...‬وحّلق‪،‬‬ ‫ال تقل‪....‬وال خترب‪،‬‬ ‫بل الزم الصمت‬ ‫فللصمت ٌ‬ ‫قول‬ ‫ويف الصمت ‪...‬معنى‬ ‫من أول العمر‪ ...‬نقطة‬ ‫توسد نقطة الغني‬ ‫وامض يف منامك بال عينني‪,‬‬ ‫كي ال ترى يف احللم‬ ‫سطرا بال أحرف‬ ‫كي ال ترى خارج النقطة‪ ...‬نقطة‬ ‫عند الفجر ال تسرتق السمع‬ ‫خليوط الضوء‬ ‫بصمت‬ ‫بل تنفس العشق‬ ‫ٍ‬ ‫تفش األسرار‬ ‫ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫سر اخللق نطفة‬ ‫قلب ّ‬ ‫الضوء نقطة‪..‬‬ ‫ك ّور شفاهك يف اجتاه الصمت‬ ‫وق ّبل دون صوت‬ ‫فبقعة الضوء‬ ‫كما قد تنتهي‪...‬‬ ‫تبتدأ أبدا بنقطة‪.‬‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪19‬ـ ‪25-2-‬يونيو‪/‬‬ ‫‪26((-59‬‬‫العدد (العدد‬ ‫السنة ‪-‬الثانية‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫‪) 133‬‬ ‫السنة الثالثة‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫‪) 133‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫‪18 -25‬‬ ‫‪12- (19‬‬ ‫‪- )( -131‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنةالسنة‬

‫أوباري مرشحة واحدة من بني ‪ 57‬مرشح ‪!..‬‬

‫تأثري العمل اإلبداعي‬

‫بني الثقافة واملبدع واملتلقي‬

‫أوباري ‪ :‬خدجية األنصاري‬ ‫يف ظل غي���اب التوعي���ة باالنتخابات‬ ‫و االس���تعجال ال���ذي س���بق آوانه يف‬ ‫التوعي���ة بالدس���تور ح�ت�ي بعض من‬ ‫العامة ال يع���رف ماذا تعين انتخابات‬ ‫جلنة الس���تني ‪ ،‬حيت س���ألين أحدهم‬ ‫ه���ل حن���ن مقبل�ي�ن عل���ي انتخابات‬ ‫رئاس���ية ه���ل ه���ذه آخ���ر انتخابات ‪،‬‬ ‫و آخ���ر يس���أل يس���أل ه���ل ل���ي احلق‬ ‫يف االنتخ���اب مرتني أي لش���خصني‬ ‫أحدهم يف املكون و اآلخر يف املشرتك‬ ‫!! ‪.‬‬ ‫لإلجاب���ة علي كل هذه التس���اؤالت‬ ‫التق���ت ميادي���ن برئي���س املفوضي���ة‬ ‫العلي���ا لالنتخابات أوب���اري علي أبو‬ ‫صالح علي ‪:‬‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬حدثن��ا ع��ن عملي��ة الرتش��ح‬ ‫للهيئة التأسيس��ة لصياغة الدستور يف‬ ‫اللجنة االنتخابية العاشرة أوباري؟‬ ‫اللجن���ة التأسيس���ية لصياغ���ة‬ ‫الدس���تور أريد أن أوضح شيئا مهما‬ ‫و أساس���يا يف�ت�رض يف مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع مدن���ي و أال وزارة الثقافة‬ ‫و أال املثقفني و أال منتديات الش���باب‬ ‫كان م���ن املف�ت�رض إنه���م اهتم���وا‬ ‫بتوعي���ة الن���اس و ل���و قلي�ل�ا ‪ ،‬ألن‬ ‫كم���ا تع���ريف إن ثقاف���ة الن���اس يف‬ ‫الدميقراطية ضعيفة ‪.‬‬ ‫جلنة الس���تني هي عب���ارة عن جلنة‬ ‫يطلق عليها جلنة الصياغة لصياغة‬ ‫الدستور و ليست لوضع الدستور ‪ ،‬و‬ ‫مع األس���ف عموم الناس يف الش���ارع‬ ‫يعتق���دون أن الس���تني الذين س���يتم‬ ‫انتخابهم هم من س���يضع الدس���تور‬ ‫! جي���ب أن يعرف الناخ���ب أن جلنة‬ ‫الس���تني ه���م عب���ارة ع���م ممثل�ي�ن‬ ‫ملناطق يت���م اختياره���م و انتخابهم‬ ‫و بالتال���ي يس���تقروا اآلراء و يأخذوا‬ ‫وجه���ات النظ���ر م���ن الن���اس ب���كل‬ ‫مكونات اجملتمع س���واء من الطوارق‬ ‫أو التب���و أو األهال���ي أو أمازي���غ ‪ ،‬و‬ ‫بالتالي عليهم ط���رح هذه األفكار و‬ ‫من ثم علي ضوء ه���ذه األفكار تبين‬ ‫أس���س معينة تعطي إلي جلان فنية‬ ‫و متخصصة و يكتب الدستور و من‬ ‫بعده���ا يطرح الدس���تور لالس���تفتاء‬ ‫‪ ،‬و لذل���ك عل���ي الن���اس أن يعرف���وا‬ ‫أن جلن���ة الس���تني جلن���ة صياغة و‬ ‫كل ف���رد لدي���ه رأي أو فك���ر معني‬ ‫أو وجه���ات نظ���ر و رؤي و يري إنها‬ ‫تناس���ب الدس���تور و حيق���ق األمن و‬ ‫األمان ‪ ،‬عليهم أن يطرحوا كل هذه‬ ‫اآلراء يف مؤسس���ات اجملتمع املدني و‬ ‫املؤسسات اإلعالمية سواء املسموعة‬ ‫و املق���روءة و املكتوب���ة ليؤخذ بها يف‬

‫خالد حممد املغربي‬

‫علي أبو صالح علي و خدجية األنصاري‬

‫الدستور ‪.‬‬ ‫حن���ن تكلمن���ا م���ع مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي يف أوب���اري لتق���وم‬ ‫باختصاصه���ا يف جم���ال التوعي���ة‬ ‫يف امل���دارس و األماك���ن العام���ة‬ ‫‪ ،‬و حن���ن كمفوضي���ة لدين���ا‬ ‫جان���ب إعالم���ي خمتل���ف ‪ ،‬اجلانب‬ ‫اإلعالم���ي يف العملي���ة االنتخابي���ة‬ ‫جزئ�ي�ن اجلانب املبدئ���ي علي وزارة‬ ‫الثقاف���ة و اجملتم���ع املدن���ي و تعمل‬ ‫عل���ي توعي���ة الناس ماهو الدس���تور‬ ‫و الف���رق بني جلنة الس���تني و جلنة‬ ‫صياغ���ة الدس���تور ‪ ،‬اجلان���ب اآلخر‬ ‫ه���و دورنا حن���ن كمفوضية توعية‬ ‫الن���اس يف العملي���ة االنتخابي���ة و‬ ‫آلية العملي���ة االنتخابية و كيفية‬ ‫اختيار املرتش���ح و كيفية التسجيل‬ ‫كناخب أو مرش���ح هذه هي مهمتنا‬ ‫حبيث يضمن كل شخص صوته و‬ ‫يضعه يف موضعه الصحيح ‪.‬‬ ‫قسمت املنطقة اجلنوبية إلي جلان‬ ‫انتخابية ‪.‬‬ ‫اللجنة االنتخابية العاش���رة أوباري‬ ‫و تتبعه���ا كال م���ن م���رزق و غات ‪،‬‬ ‫و للمعلوم���ة اجلن���وب مت تقس���يمه‬ ‫إل���ي ثالث جل���ان انتخابي���ة و هي (‬ ‫س���بها – أوب���اري – غدام���س ) لدينا‬ ‫عش���رين مقع���د تنقس���م عل���ي هذه‬ ‫الثالث دوائر س���بها تتبعه���ا األباليز‬ ‫و الش���اطئ أما أوباري تتبعها غات و‬ ‫مرزق و غدامس تتبعها آوال ‪.‬‬ ‫أوب���اري مركز اللجن���ة االنتخابية‬ ‫العاش���رة و تتك���ون من ث�ل�اث دوائر‬ ‫فرعي���ة ‪ ،‬فرعي���ة الدائ���رة أوب���اري‬ ‫لديه���ا أربع���ة مقاع���د م���ع كوت���ا‬ ‫املكون و هو مقعد للطوارق ‪ ،‬فرعية‬ ‫الدائ���رة مرزق لديه���ا أربعة مقاعد‬ ‫م���ع كوتا املك���ون و هو مقع���د للتبو‬ ‫‪ ،‬فرعي���ة الدائرة غ���ات لديها مقعد‬

‫واحد عام ‪.‬‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬م��ا م��دي مش��اركة امل��رأة يف‬ ‫الرتشح إلي اهليئة التأسيسة ؟‬ ‫مش���اركة امل���رأة إل���ي عن���د اآلن‬ ‫ترش���حت م���رأة واح���دة فق���ط من‬ ‫أوب���اري ‪ ،‬النس���اء ه���ن م���ن ال يريد‬ ‫الرتشح بإمكانهن الرتشح ال مانع يف‬ ‫ذلك ‪ ،‬و اجملتمع حيتاح إلي التوعية‬ ‫الكافية لكي ترتش���ح املرأة و نوع من‬ ‫التثقيف ‪ ،‬أحيانا املرأة لديها القدرة‬ ‫و الكف���اءة و التكل���م يف بعض األمور‬ ‫أفض���ل م���ن الرج���ل و لدين���ا منهن‬ ‫كثريا ‪ ،‬البد من التوعية اجملتمعية‬ ‫لتقب���ل النس���اء كمرش���حات و لكي‬ ‫يتم انتخابهن ‪ ،‬حنتاج لتغيري فكري‬ ‫فق���ط لنتقبل ه���ذه املس���الة ‪ ،‬و لكن‬ ‫ه���ذه ليس���ت مش���كلة التس���جيل أو‬ ‫التصويت أو االنتخابات هذه مشكلة‬ ‫اجملتمع ‪.‬‬ ‫للناخب احلرية يف التس���جيل يف أي‬ ‫مركز يتواجد فيه املرش���ح املناسب‬ ‫له و هلذا مت تس���جيل املرشحني قبل‬ ‫تس���جيل الناخب�ي�ن عل���ي الناخب أن‬ ‫يكون حريص يف االختيار ‪.‬‬ ‫أخ�ي�را علي اجله���ات امللزمة بتوعية‬ ‫املواط���ن أن تق���وم بدوره���ا التوعوي‬ ‫دس���توريا ‪ ،‬و حن���ن مس���تعدين‬ ‫للتع���اون م���ع مؤسس���ات اجملتم���ع‬ ‫املدن���ي بالرغ���م م���ن إن���ه لي���س من‬ ‫دورنا و لكن كمواطنني مستعدين‬ ‫و كمفوضية حن���ن قائمني بدورنا‬ ‫حس���ب النه���ج ال���ذي تس�ي�ر علي���ه‬ ‫االنتخابات بالطريقة الصحيحة و‬ ‫باملعايري الدولية ‪ ،‬مع دعم املنظمات‬ ‫و البعث���اث و مكاتب املراقبة الدولية‬ ‫و احمللي���ة نتم�ن�ي م���ن املواط���ن أن‬ ‫يراعي عملنا كمفوضية ‪.‬‬

‫أمتن���ى أن نتوس���ع مبفه���وم الثقاف���ة إىل أبعد نقطة وص���ل إليها‬ ‫التط���ور اجملتمعي يف العامل اليوم ‪ ،‬فالفنون جبميع أنواعها رس���م‬ ‫مس���رح موس���يقى وغريها تعترب أساسا من أس���س تشكل اجملتمع‬ ‫وه���ي اليت تف���رض طبيعته���ا من خالل م���ا فرضته احلي���اة على‬ ‫صان���ع القيم���ة اإلبداعية نفس���ها ‪ ،‬فعندما يتغري األداء املس���رحي‬ ‫مثال فهو يتغري بناء على إرادة املبدع نفسه وحرصه ألجل التطور‬ ‫للرقي بالقيمة املس���رحية ولتج���اوز الكالس���يكية اجلامدة يف ما‬ ‫هو مقدم للعرض ‪ ،‬وهذا ينطب���ق على بقية أنواع الفنون األخرى‬ ‫وكافة أجناس األدب ‪ ،‬وهذا احلرص إذا توفر فسيؤدي إىل إعادة‬ ‫تش���كيل املشهد الثقايف بش���كل عام مما سيحدث تغيريا جوهريا يف‬ ‫طبيعة اجملتمع ‪.‬‬ ‫وإذا نظرن���ا إىل أهمي���ة ما ميكن أن تقدم���ه وزارة الثقافة للمبدع‬ ‫فإنن���ا نطرح هنا س���ؤاال من س���يؤثر يف اجملتم���ع بالدرجة األوىل‬ ‫الثقاف���ة كوزارة أم الثقافة كمب���دع وكجزء مؤثر من جمموع‬ ‫عناصر اإلبداع ‪........‬؟‬ ‫إن ما صدر من قرارات عن الس���يد وزير الثقافة كمس���اع إلنشاء‬ ‫مس���ارح وصيانة للمراكز الثقافية ودعم اإلنتاج األدبي واإلبداع‬ ‫بش���كل عام ال ينبغي أن مير على املتتبع حلركة الثقافة وشكلها‬ ‫يف اجملتمع���ات م���رور الك���رام ‪ ،‬فاملتتب���ع س���يرتقب التغي�ي�ر الذي‬ ‫س���يحدث بعد تقديم كل ه���ذه اإلمكانيات ‪ ،‬وقد ش���اهدنا أعمال‬ ‫الصيانة بأم أعيننا للمرافق الثقافية وتقديم حوافز مادية تشكر‬ ‫عليه���ا ال���وزارة وهذا ما جعلين أق���دم هذه الرؤية البس���يطة ‪ ،‬ألن‬ ‫دور املب���دع مهم جدا يف تطوير اجملتم���ع خصوصا عندما تتوفر له‬ ‫س���بل اإلبداع ‪ ،‬ولكن هناك مشكلة البد من أن أشري إليها أال وهي‬ ‫كيفي���ة تعامل املبدع مع العوائد املادية وعالقة القيمة اإلبداعية‬ ‫لديه بأهمية تطور اجملتمع وتقدمه ‪...‬؟‬ ‫ه���ل س���يتعامل مع ما ي���رد إليه كنوع م���ن أنواع التج���ارة حبيث‬ ‫يكدس أكرب قدر من اإلنتاج للحصول على أكرب قدر من الربح‬ ‫‪............‬؟‬ ‫هذا أم���ر ختتلف طبيعته م���ن مبدع آلخر فهن���اك ممن يقدمون‬ ‫أعماال على أساس أنها قيمة أدبية فقط ألنها بلغة عربية رصينة‬ ‫س���تكون مقبولة لدى الوزارة ومقنعة إىل حد ما ‪ ،‬وبالتأكيد مع‬ ‫القليل من احملاباة والعالقة الش���خصية ستكون جاهزة للطباعة‬ ‫والنش���ر وم���ا أكثر الكت���ب اليت نش���رت وال ترتق���ي إىل أن تكون‬ ‫مرجعا ولو لطالب يف مرحلة التعليم األساس���ي ‪ ،‬لكنها يف ش���كلها‬ ‫العام كتاب حيمل امسا وأكثر من مئة ورقة ‪..‬؟‬ ‫فالبد من أن نفكر كمبدعني يف الكيفية اليت جنس���د من خالهلا‬ ‫واقعن���ا يف صور تس���هم يف التأثري باجملتم���ع ككل وال يتأتى ذلك‬ ‫إال بامت�ل�اك القدرة على الغوص يف مش���كالت الواقع وتصويرها‬ ‫بش���كل يرتق���ي بن���ا لألفض���ل وبالقيم���ة اإلبداعي���ة أوال وأخ�ي�را‬ ‫فاالرتقاء بالقيمة الفنية يق���ع على عاتق املبدع واملتلقي على حد‬ ‫س���واء وهنا نعرج على املتلقي ‪ ..‬من هو املتلقي‪...‬؟ وما الذي سينتج‬ ‫عنه بعد اطالعه على القيمة الفنية ‪.....‬؟ وهل يتمكن املبدع من أن‬ ‫جيعل له متلقيا ومتابعا ‪......‬؟‬ ‫نع���م فالعالقة بني املب���دع واملتلقي هي اليت ينت���ج عنها التغيري يف‬ ‫اجملتمعات فال بد من احتاد املش���اعر داخل العمل اإلبداعي بينهما‬ ‫ليف���رز ذلك تغيريا على أرض الواق���ع ‪ ،‬وهذا بالتأكيد لن حيدث‬ ‫إال إذا ق���دم املبدع احلقيقي قيمة إبداعية تس���تطيع أن تؤثر فعال‬ ‫يف الواق���ع دون أن يتعمد التأثر يف املتلقي ‪ ،‬فقط عليه أن جيس���د‬ ‫رؤيته بعمق مشاعره فيما يسعى إىل إجنازه‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪19‬ـ‬ ‫‪26((-(-)59‬‬‫العدد‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫‪18‬‬ ‫‪--12‬‬ ‫العدد((‬ ‫الثالثة‪--‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫‪25-2‬‬ ‫‪) 131‬‬ ‫‪133‬‬ ‫العدد‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬

‫ليبيا اجلديدة بعيون أملانيّة‬ ‫مناطق وديناميات الصراع‬ ‫((النزاعات املسلحة بني العرب والتبو‪ ،‬تنبع من املنافسة على توزيع املغامن من جتارة التهريب))‬ ‫((من حماور اجلدل يف العمل ّية الدستوريّة‪ :‬ترسيم حدود البلديّات‪ ،‬وتوزيع موارد الدولة))‬ ‫مقدمة وترمجة ‪:‬‬ ‫مفتاح السيد الشرف‬ ‫هن���ا ك‬ ‫عالق���ة مباش���رة ب�ي�ن ظه���ور قوى سياس���ية‬ ‫جدي���دة منذ بداية الث���ورة‪ ،‬والصراعات اليت‬ ‫وقع���ت يف العدي���د م���ن مناط���ق وجم���االت‬ ‫السياس���ة العام���ة‪ .‬ويف بع���ض األحي���ان هي‬ ‫مواجه���ات مس���لحة‪ ،‬وأحيانا أخ���رى توترات‬ ‫كامن���ة مس���ارها املس���تقبلي غ�ي�ر واض���ح‪.‬‬ ‫والكث�ي�ر م���ن ه���ذه الصراع���ات متج���ذرة يف‬ ‫خط���وط تص���دّع الثورة ب�ي�ن القبائ���ل واملدن‬ ‫املنف���ردة‪ ،‬أو أنه���ا ترتب���ط بط���رق أخرى مع‬ ‫حقبة القذايف‪ .‬ومس���ائل العدالة عن اجلرائم‬ ‫ال�ت�ي ارتكب���ت قب���ل وأثن���اء وبع���د احل���رب‬ ‫األهلي���ة‪ ،‬هل���ا أهمي���ة خاص���ة‪ .‬بينم���ا ق���وات‬ ‫اجلي���ش واألم���ن‪ ،‬اليت ال غنى عنه���ا الحتواء‬ ‫هذه الصراعات‪ ،‬هي نفسها هدف للصراعات‬ ‫العنيف���ة عل���ى الس���لطة يف بع���ض األحيان‪.‬‬ ‫أم���ا االقتص���اد فق���د أصبح جم���اال هاما آخر‬ ‫للصراع‪.‬‬

‫ميزان القوى بني ااجله��ات الفاعلة حملل ّية‬ ‫واإلقليمية‬

‫إن مجاع���ات املص���احل ال�ت�ي تش���كلت عل���ى‬ ‫املس���توى احملل���ي والقبل���ي‪ ،‬وج���دت نفس���ها‬ ‫مرغم���ة على املنافس���ة مع بعضه���ا البعض‪.‬‬ ‫وكث�ي�ر م���ن الش���خص ّيات رأت يف احل���رب‬ ‫األهلية والتفاوض على نظام ما بعد احلرب‬ ‫بوصفها نقطة اإلنطالق يف اللعبة بني املدن‬ ‫والقبائل الفردية‪ .‬ووفقا حملمود مشام‪ ،‬الذي‬

‫قضى فرتات طويلة م���ن املعارضة يف املنفى‬ ‫وال���ذي أصبح وزير إع�ل�ام حممود جربيل‪،‬‬ ‫ف���إن امل���دن املنتصرة س���وف تكتب الدس���تور‪،‬‬ ‫وم���ا عل���ى املنهزم�ي�ن إ ّ‬ ‫ال القب���ول بالنظ���ام‬ ‫دمر ش���بكات‬ ‫النظام‬ ‫اجلدي���د ‪ .82‬وس���قوط‬ ‫ّ‬ ‫يف احلكوم���ة وقطاع األعم���ال واجليش اليت‬ ‫اس���تندت إىل ح���د كب�ي�ر على م���دن وقبائل‬ ‫مع ّينة‪ .‬ومثة شبكات جديدة متجذرة حمليا‬ ‫تسعى اآلن إىل تولي املسؤولية‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن‬ ‫الكثري من التو ّتر بشأن التعيينات يف مناصب‬ ‫احلكومة والقط���اع العام ينبغي فهمه يف هذا‬ ‫السياق‪،‬‬ ‫والعدي���د م���ن النزاع���ات املس���لحة تعك���س‬ ‫الصراع���ات ب�ي�ن مراك���ز الق���وى احمللي���ة‪:‬‬ ‫كاإلس���تيالء عل���ى ب�ن�ي ولي���د حت���ت قيادة‬ ‫كتائ���ب مصرات���ة‪ ،‬أواهلجم���ات م���ن قب���ل‬ ‫كتائ���ب الزنت���ان أو الزاوي���ة أو زوارة‪ ،‬عل���ى‬ ‫امل���دن ال�ت�ي تعت�ب�ر موالي���ة للق���ذايف‪ .‬فف���ي‬ ‫مجيع ه���ذه احلاالت ترتب���ط الصراعات مع‬ ‫أسئلة العدالة‪ ،‬وال س���يما إستسالم السجناء‬ ‫واملش���تبه فيهم‪ .‬ولك���ن العمليات العس���كرية‬ ‫ال�ت�ي تل���ت ذل���ك‪ ،‬كان���ت دائم���ا إلظه���ار‬ ‫الس���لطة أيضا من قبل املعاق���ل الثورية‪. 83.‬‬ ‫واخلصومات بني الفاعلني احملليني‪ ،‬ال تنش���أ‬ ‫فقط متس���قة م���ع خطوط تص���دّع احلرب‬ ‫األهلية‪ .‬فالنزاعات املس���ّلحة بني اجملموعات‬ ‫م���ن عرق التب���و والقبائ���ل العربية يف س���بها‬ ‫والكفرة‪ ،‬تنبع أساس���ا من املنافسة على إعادة‬

‫توزيع املوارد‪ ،‬وعلى رأسها األرباح من جتارة‬ ‫التهريب املزدهرة‪ .‬ونظرا إىل النزاع الواس���ع‬ ‫واملتواص���ل‪ ،‬فهن���اك اس���تعداد ضئي���ل ب�ي�ن‬ ‫اجملموعات احمللية لتسليم أسلحتها‪ .‬وخلف‬ ‫واجه���ة الوح���دات الرمسية لس���لطة وزارتي‬ ‫الدف���اع والداخلي���ة‪ ،‬فإن اهلي���اكل احمللية ‪-‬‬ ‫وبالتال���ي إمكانية املواجهة العنيفة ‪ -‬ال تزال‬ ‫قائمة‪.‬‬ ‫ويف الوق���ت نفس���ه‪ ،‬ف���إن البعد احملل���ي هلذه‬ ‫النزاع���ات ق���د أع���اق أي تصعي���د أوس���ع هلا‪.‬‬ ‫كم���ا أن بناء الدول���ة والعملية الدس���تورية‬ ‫خلقت���ا أيض���ا مناطق للن���زاع ب�ي�ن الفاعلني‬ ‫احملليني‪ .‬ففي العملية الدس���تورية‪ ،‬تش���ارك‬ ‫حبصتها يف تعظيم‬ ‫مراكز السلطة احمللية ّ‬ ‫كف���اءات اإلدارة احمللي���ة‪ .‬وأك�ي�ر إمكان ّي���ة‬ ‫للن���زاع تنب���ع من توزيع الس���لطة ب�ي�ن املدن‬ ‫واملناطق‪ .‬ففي اخر عام ‪ 2012‬بدأت جمالس‬ ‫حملي���ة مع ّينة العم���ل بالفعل إلعادة رس���م‬ ‫احلدود اإلدارية‪ ،‬من أجل حتقيق مصاحلها‬ ‫اخلاصة ‪ .84‬وتتخ��� ّوف املدن األصغر من أن‬ ‫تقع حتت هيمنة املدن األكرب اجملاورة اليت‬ ‫ه���ي معها يف صراع أحيان���ا كثريا‪ ،‬كما هو‬ ‫احلال مع (رقدال�ي�ن) وزوارة‪ ،‬والعجيالت و‬ ‫صربات���ة‪ ،‬أو مزده والزنتان‪ .‬وبالنس���بة للتبو‬ ‫والطوارق والرببر‪ ،‬فإن طريقة رسم احلدود‬ ‫اجلديدة سوف تقرر ما إذا كانوا يسيطرون‬ ‫عل���ى الوح���دات اإلداريّ���ة يف مناطقه���م‪،‬‬ ‫أو يظّل���ون أقلي���ة فيه���ا‪ .‬أم���ا الفيدرالي���ون‬

‫إعداد‪ :‬فولفرام الخري‬ ‫الباح���ث يف املعهد األملاني‬ ‫للشؤون الدول ّية واألمن‬

‫فيس���عون إىل خل���ق وح���دات إقليم ّي���ة‪ .‬ويف‬ ‫مجي���ع ه���ذه احل���االت‪ ،‬فالكث�ي�ر منه���ا على‬ ‫احملك‪ ،‬ألن الالمركزية س���وف حت ّول بعضا‬ ‫م���ن الس���يطرة عل���ى اإلنف���اق احلكومي إىل‬ ‫املس���توى ش���به الوط�ن�ي‪ .‬يف ح�ي�ن أن تطبيق‬ ‫نظ���ام الالمركزي���ة اإلداري���ة ‪ ،‬كم���ا ه���و‬ ‫مقرتح يف قانون اإلدارة احملل ّية الذي أصدره‬ ‫اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي يف ع���ام ‪، 2012‬‬ ‫ق���د مت إيقافه بس���بب النزاع���ات حول‪:‬ما إذا‬ ‫كانت الس���لطة التنفيذية احمللية مسؤولة‬ ‫أمام احلكومة املركزي���ة يف إنفاقها‪ ،‬أو أمام‬ ‫اجملالس البلديّة‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإنه بس���بب احلساس���يات‬ ‫املتعّلق���ة برس���م ح���دود احملافظ���ات‪ ،‬ق��� ّررت‬ ‫احلكوم���ة واملؤمت���ر الوط�ن�ي إرج���اء ط���رح‬ ‫نظ���ام احملافظات‪ .‬وحتى مع ذل���ك‪ ،‬فتحديد‬ ‫وترس���يم البلديات س���تكون عملي���ة مطولة‪.‬‬ ‫وأبعد من لعبة شد احلبل حول قانون اإلدارة‬ ‫احمللية‪ ،‬فإن هذه القضايا من املرجح أيضا أن‬ ‫تكون من بني أهم حماور اجلدل يف العملية‬ ‫الدس���تورية‪ .‬كما أن الصراع على الس���لطة‬ ‫لتوزي���ع م���وارد الدولة‪ ،‬من غ�ي�ر احملتمل أن‬ ‫تنتهي م���ع إقامة نظ���ام إداري جديد؛ فاملدن‬ ‫والقبائل س���تواصل التنافس على ختصيص‬ ‫اإلنف���اق احلكوم���ي‪ .‬ومن���ذ س���قوط النظ���ام‬ ‫الس���ابق‪ ،‬ظه���ر من���ط م���ن اإلحتجاج���ات‬ ‫العنيف���ة لتأكيد املصاحل احمللي���ة‪ .‬وعما إذا‬ ‫كانت مطالبهم تنقل إىل املنشآت اململوكة‬ ‫للدول���ة‪ ،‬أو إىل االس���تثمارات يف البني���ة‬ ‫التحتية‪ ،‬فإن الفاعل�ي�ن احملليني من املرجح‬ ‫أن يس���تفيدوا م���ن تواجد نفوذه���م اجلديد‪،‬‬ ‫وأن يضمنوا بق���اء احلكومة املركزية حتت‬ ‫ضغط دائم‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اهلوامش‪:‬‬ ‫‪ 82‬مق���ال يف صحيفة الوط���ن الليب ّية حتت عنوان‪:‬‬ ‫"إىل الس���يد حمم���ود مشام ‪ :‬ملاذا أنت تقس���م الش���عب‬ ‫إىل منتصر ومهزوم؟ "‪ 27 ،‬مايو ‪.2012‬‬ ‫‪ 83‬بالنس���بة للزنتان انظر احلاش���ية ‪55‬؛ وبالنسبة‬ ‫للزاوي���ة وزوارة‪ ،‬أنظ���ر مق���ال ‪" :‬اجله���ود م���ن أج���ل‬ ‫املصاحل���ة ب�ي�ن مقاتل�ي�ن م���ن الزاوي���ة وورفل���ة " يف‬ ‫صحيفة قورين���ا‪ 14 ،‬نوفمرب ‪.2011‬؛ ومقال "اجتماع‬ ‫أزمة بشأن الصراعات بني زوارة ورقدالني ّ‬ ‫واجلميل "‬ ‫قورينا‪ 4 ،‬أبريل ‪.2012‬‬ ‫‪ 84‬خ�ب�ر يعن���وان "صربات���ة تقرتح إنش���اء حمافظة‬ ‫خاص���ة بها تضم املناطق اجملاورة "‪ ،‬وكالة التضامن‪،‬‬ ‫‪ 29‬نوفمرب ‪.2012‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫دراســة عن األفكــــــار‬

‫تقرير عن العالقة بني الدين و األفكار و اخلوف‬ ‫(األجسام امليتة هي وحدها من تطفو‬ ‫على السطح)‬ ‫حتية للنيهوم يف ذكرى وفاته‬

‫انـس الفقــي‬

‫كم���ا قل���ت يف الفصول الس���ابقة ف���إن حلول‬ ‫ظاه���رة الفك���رة يف اإلنس���ان يس���ببه الش���عور‬ ‫باخل���وف و خ�ل�ال ه���ذا احللول مير اإلنس���ان‬ ‫حبالة التجربة و العزلة‪ ،‬نكرر هذه الفرضيات‬ ‫لعالقة هذه الظاهرة مبوضوع هذه املقالة‪.‬‬ ‫فعن���د ضعف���ه و جهله تس���يطر على اإلنس���ان‬ ‫قوى خارجة عن إرادته ‪ ,‬فيلجأ اإلنس���ان هرباً‬ ‫من اخلوف إىل احلش���يش و املس���كنات‪ ،‬أو إىل‬ ‫االنتح���ار‪ .‬البعض األخر يس���تعني بالـــتقازة و‬ ‫الشباحة و باملش���عوذين‪ .‬بينما يلتجئ البعض‬ ‫األخ���ر إىل قارئ���ة الفنج���ان أو إىل عراف���ة‬ ‫مث���ل (ليلى عب���د اللطيف)‪ .‬فيخضع اإلنس���ان‬ ‫ً‬ ‫خضوع���اً‬ ‫كام�ل�ا لتل���ك الق���وى يف حماول���ة‬ ‫للتس���كني من شدة الش���عور باخلوف لديه‪ .‬قد‬ ‫يش���اطرني القارئ بأن مثل ه���ذه األفعال تدل‬ ‫على الغباء و القصور يف التفكري عند صاحبها‪,‬‬ ‫و لك���ن مه ً‬ ‫ال‪ ..‬فالقارئ مثل املتفرج متاماً دائما‬ ‫ف���ارس‪ ،‬و حني مير بنفس الش���عور باخلوف و‬ ‫تظهر علي���ه األع���راض فهو يف الغال���ب يفعل‬ ‫أسوأ من ذلك‪.‬‬ ‫يف وج���ود مث���ل هكذا قوى يطرح الدين نفس���ه‬ ‫كمالذ و ملجأ لإلنس���ان من الشعور باخلوف‬ ‫بش���رط خض���وع اإلنس���ان لـتأث�ي�ر ق���وة اإلله‬ ‫فقط‪ .‬و الديانة اإلسالمية كإحدى الديانات‬ ‫اإلبراهيمية تتكرر فيها هذه الضمانات اإلهلية‬ ‫يف عدة آيات قرآنية بشكل واضح ال لبس فيه‪،‬‬ ‫كما تس���تعرضه ه���ذه اآلية الكرمية‪:‬س���ورة‬ ‫الرعد { الذين امن���وا و تطمئن قلوبهم بذكر‬ ‫اهلل أال بذكر اهلل تطمئن القلوب} و يتكرر هذا‬ ‫الط���رح بلغة تقرب اإلنس���ان إل���ي الدين كما‬ ‫جاء يف س���ورة قريش{ فليعبدوا رب هذا البيت‬ ‫الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف} ثم‬ ‫تطرح نفس املعن���ى العام و لكن بلغة الرتهيب‬ ‫كم���ا جاء يف س���ورة النح���ل‪ { : 112‬و ضرب‬ ‫اهلل ً‬ ‫مث�ل�ا قري���ة كانت آمن���ة مطمئنة يأتيها‬ ‫رزقه���ا رغداً من كل م���كان فكفرت بأنعم اهلل‬ ‫فأذاقه���ا اهلل لباس اجل���وع و اخلوف مبا كانوا‬ ‫يصنعون} ولغة الرتهيب باآلية راجعة إىل أن‬ ‫اإلنسان بطبعه مغرور و جحود يف أيام سعده‪،‬‬ ‫فيتناسى تأثري كامل القوى عليه‪.‬‬ ‫خضوع اإلنس���ان لقوة اإلله و سلطانه تتم بعد‬ ‫التدب���ر و التفك���ر يف حقيقة وج���ود اهلل‪ ،‬و هي‬ ‫جتربة خاضها األنبياء و األولياء و الصاحلني‬ ‫كم���ا ورد يف القران الكري���م يف قصة إبراهيم‬ ‫عليه الس�ل�ام س���ورة األنعام{ فلم���ا رأى القمر‬ ‫بازغ���اً ق���ال هذا رب���ي فلما أف���ل قال فل���م أفل‬ ‫ق���ال لــئ���ن مل يهدني ربي ألكون���ن من القوم‬ ‫الضالني‪ 78‬فلما رأي الش���مس بازغة قال هذا‬ ‫رب���ي هذا أكرب فلما أفلت قال يا قوم إني برئ‬ ‫مما تش���ركون‪ 79‬إن���ي وجهت وجه���ي للذي‬ ‫فط���ر الس���موات و األرض حنيف���اً و م���ا أنا من‬ ‫املش���ركني)‪ ...‬و ظاه���رة التدب���ر و التفك���ر يف‬ ‫حقيق���ة وجود اهلل مرتبطة مبس���ألة الش���عور‬

‫الصادق النيهوم‬ ‫باخل���وف كارتب���اط األخ�ي�رة بظاهرة حلول‬ ‫الفك���رة يف اإلنس���ان‪ ،‬م���ع مراع���اة االخت�ل�اف‬ ‫ب�ي�ن الظاهرتني‪ .‬فالقارئ و املتدب���ر يف القراَن‬ ‫الكري���م جيد يف قص���ة إبراهيم عليه الس�ل�ام‬ ‫مث���ا ً‬ ‫ال حي���اً عل���ى الش���عور باخل���وف وعالقته‬ ‫بالتدبر و التفكر يف حقيقة وجود اهلل سبحانه‬ ‫وتعالي‪ ،‬فبعد أن تبني إلبراهيم عليه الس�ل�ام‬ ‫حقيقة الصنم كقوة غري مؤثرة وغري جديرة‬ ‫باخلضوع و التس���ليم ‪ ..‬يصارح قومه حبقيقة‬ ‫الصن���م و اليت تنزع عنه أي مطالبة باخلضوع‬ ‫لذل���ك الصنم‪:‬س���ورة األنع���ام (و حاجه قومه‬ ‫ق���ال أحتاجوني يف اهلل الذي ه���دان و ال أخاف‬ ‫ما تش���ركون به إال أن يش���اء ربى ش���يئا وسع‬ ‫رب���ى كل ش���ئ علم���ا أف�ل�ا تتذك���رون‪ 81‬و‬ ‫كيف أخاف مما أش���ركتم و ال ختافون أنكم‬ ‫أش���ركتم باهلل ما مل ينزل به عليكم س���لطاناً‬ ‫ف���أي الفريقني أحق باألمن إن كنتم تعلمون‬ ‫‪} 82‬‬ ‫هكذا تساءل نيب اهلل إبراهيم‪ ،‬أهو أحق باألمن‬ ‫أم قومه؟ إىل هذه الدرجة كانت ثقة إبراهيم‬ ‫بنفس���ه عالي���ة و هو حياج���ج قوم���ه‪ ،‬إىل هذه‬ ‫الدرجة كان الش���عور باخلوف خامداً بداخله‪.‬‬ ‫عل���ى العك���س من قوم���ه الذين مل يس���تطيعوا‬ ‫الرد على حجج إبراهيم و حتت تأثري الش���عور‬ ‫باخل���وف جنح���وا إىل العن���ف م���ع إبراهي���م‬ ‫كم���ا ورد ذل���ك يف الق���راَن الكريم‪:‬س���ورة‬ ‫األنبي���اء {‪ 61‬قال���وا أأنت فعلت ه���ذا بأهلتنا يا‬ ‫إبراهي���م ‪ 62‬قال بل كبريهم هذا فس���ئلوهم‬ ‫إن كان���وا ينطق���ون ‪ 63‬فرجعوا إىل أنفس���هم‬ ‫فقالوا إنك���م أنتم الظاملون‪ 64‬ثم نكس���وا علي‬ ‫رؤوس���هم لق���د علمت م���ا ه���ؤالء ينطقون ‪65‬‬ ‫قال أفتعبدون من دون اهلل ما ال ينفعكم ش���يئا‬

‫وال يضركم أف لكم و ملا تعبدون من دون اهلل‬ ‫أفال تعقلون‪ 66‬قالوا حرقوه و انصروا إهلتكم‬ ‫إن كنت���م فاعل�ي�ن‪.. }67‬ن�ب�ي اهلل إبراهيم مل‬ ‫يلج���أ إىل العن���ف و الفوض���ى عن���د حتطيمه‬ ‫لألوث���ان‪ ،‬ب���ل كان يفس���ر لقوم���ه مبثال من‬ ‫الواق���ع عن ضع���ف القوى اليت يس���تعينون بها‬ ‫هرباً من اخل���وف‪ ،‬كذلك فكلما زادت معرفة‬ ‫اإلنس���ان حبقيق���ة وج���ود اهلل املعب���ود كلم���ا‬ ‫زادت درج���ة الطمأنينة و قل���ت درجة اخلوف‬ ‫بداخله‪258:‬س���ورة البق���رة{ و إذ قال إبراهيم‬ ‫ربي أرني كيف حتي���ى املوتى قال أومل تؤمن‬ ‫قال بلى و لكن ليطمئن قليب} و من دون تفكر‬ ‫و تدب���ر يف حقيقة وج���ود اهلل حيدث العكس‪،‬‬ ‫فحني يكتش���ف اإلنس���ان زيف و بهتان القوى‬ ‫املؤثرة عليه و اخلارجة عن إرادته تزيد درجة‬ ‫الش���عور باخلوف و االضطراب عن���ده و تأجج‬ ‫نزعة العنف و الفوضى يف سلوكه كما فعل‬ ‫قوم إبراهيم ملا أرادوا حرقه‪ ،‬و األس���وأ من هذه‬ ‫احلقيقة األخرية أن يظل هذا اإلنسان خاضعاً‬ ‫لتأث�ي�ر تلك القوى الباهتة م���ع علمه بضعفها‬ ‫يف حماولة لتس���كني داء اخلوف دون حماولة‬ ‫اخلوض يف مس���ألة التدبر و التفكري‪ .‬هذا مع‬ ‫العلم بأن التهدئة و التسكني من شدة الشعور‬ ‫باخل���وف كما جاءت يف اإلس�ل�ام مش���روطة‬ ‫باخلضوع و التس���ليم هلل فق���ط دون غريه من‬ ‫القوى الزائفة‪ :‬س���ورة األنعام {قل إنين هداني‬ ‫رب���ي إل���ي ص���راط مس���تقيم دين���ا قيم���ا ملة‬ ‫إبراهيم حنيفا و ما كان من املشركني ‪162‬‬ ‫قل إن صالتي و نس���كي و حمياي و مماتي هلل‬ ‫رب العاملني‪ 163‬ال ش���ريك له و بذلك أمرت و‬ ‫أنا أول املسلمني}‪..‬‬ ‫وحتى بعد خضوعه يس���تمر اإلنس���ان يف حالة‬

‫التدب���ر و التفك���ر كم���ا ج���اء يف ق���ول نيب اهلل‬ ‫إبراهي���م { ليطمئن قليب} و مس���ألة اخلضوع‬ ‫تضمن لإلنس���ان املزيد من اهلدوء و الس���كينة‬ ‫و الق���درة عل���ى التفك���ر و التدب���ر يف حقيق���ة‬ ‫وج���ود اهلل‪ ،‬كذلك على املس���توى املوازي فإنها‬ ‫تكسبه القدرة على التفكري‪ ،‬و اخللق و اإلبداع‬ ‫و أعمار األرض وإصالحها دون خوف أو جلوء‬ ‫إل���ي الفوض���ى و العن���ف أو اإلفس���اد فيها‪ .‬فهو‬ ‫اخلليفة و هو أجدر لفعل ذلك‪.‬‬ ‫و م���ع ذلك و يف وجود هذه الضمانات املمنوحة‬ ‫من اهلل يس���تغل س���يد قطب خ�ل�ال منتصف‬ ‫القرن املاضي لغة الرتهي���ب يف القراًن الكريم‬ ‫و اآلي���ات محال���ة األوج���ه لث���ارات ش���خصية‬ ‫و غاي���ات سياس���ية‪ ،‬كذل���ك يس���تغل آيات اهلل‬ ‫يف ختوي���ف الن���اس و ترهيبهم مزين���اً هلم إن‬ ‫اخلضوع لتفسرياته و تأويالته هو يف احلقيقة‬ ‫خضوع هلل متاماً‪.‬‬ ‫يف كتاب���ه (مع���امل يف الطري���ق) يدع���و إل���ي‬ ‫مفه���وم احلاكمي���ة هلل يف تش���ابه واضح مع‬ ‫مس���ألة (احلك���م هلل) عن���د اخل���وارج و نزاعهم‬ ‫املع���روف م���ع عل���ى ب���ن أب���ي طال���ب‪ ،‬وحت���ى‬ ‫تفس�ي�راته يف (ظالل الق���راَن) تصب يف صاحل‬ ‫مذه���ب اخل���وارج و من دون أي تفنيد مباش���ر‬ ‫ل���رأي عب���داهلل ب���ن العب���اس رض���ى اهلل عن���ه‬ ‫خبص���وص اآلي���ة القرآنية { و م���ن مل حيكم‬ ‫مبا أنزل اهلل فأولئك هم الظاملون} و تأويالتها‪.‬‬ ‫مناصري���ه يش�ي�رون إىل معان���اة الس���جن‬ ‫كس���بب رئيس���ي يف األخط���اء الفادح���ة اليت‬ ‫رافق���ت دراس���ته‪ ،‬لكن م���ا غفل عنه ه���والء هو‬ ‫أن س���طحية الرج���ل واضح���ة س���بقت معاناة‬ ‫الس���جن وذل���ك خ�ل�ال زيارت���ه ألمري���كا حني‬ ‫أطلق شعار(الرجل األبيض عدونا األول)‪ .‬فهو‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫بهذا الش���عار جيعل من اإلسالم ديانة تواجه عرقاً معيناً‬ ‫ال تتوفر فيه شروط اإلسالم و األسوأ من ذلك أن سيد‬ ‫قطب يعتقد بأن الديانة اإلسالمية عرق بذاتها‪.‬‬ ‫يف كتاب���ه ( مع���امل يف الطري���ق) طالب بقي���ام جمتمع‬ ‫إس�ل�امي يقضي على اجملتمع اجلاهل���ي يف العامل كله‬ ‫و إخضاع���ه لش���رع اهلل و هي مطالبة باهظ���ة التكاليف‬ ‫م���ن الناحية االقتصادي���ة ناهيك عن التكلفة البش���رية‬ ‫العالي���ة يف األرواح‪ ،‬و ه���ي خمالفة لألوامر اإلهلية اليت‬ ‫تس���عى إىل اإلص�ل�اح و التعم�ي�ر يف األرض و النهى عن‬ ‫الفساد و سفك الدماء‪.‬‬ ‫و يرفض فيه كل ش���رائع و فلسفات احلضارة الغربية‬ ‫و كل ما ال ينبثق عن الشريعة اإلسالمية و هو مطلب‬ ‫س���رعان ما ختل���ى عن���ه مناصريه عن���د حصوهلم على‬ ‫أول فرص���ة للوصول لس���دة احلكم يف الف�ت�رة األخرية‬ ‫خصوص���اً فيم���ا يتعل���ق مبس���ألة الدميقراطي���ة املنتج‬ ‫الغرب���ي و ه���ذا التغي�ي�ر املفاج���ئ و املس���تغرب يف الوقت‬ ‫نفسه من ناحية املعتقدات‪ ..‬و من دون الرجوع إلي أفكار‬ ‫الرجل‪ ،‬و هذا يبعث يف النفس ش���عوراً بالشك يف حقيقة‬ ‫غايات هوالء‪.‬‬ ‫ث���م أن نظري���ة (احلاكمي���ة) لـــس���يد قطب س���طحية‬ ‫للغاي���ة‪ ،‬ال تتضم���ن إي عق���د اجتماع���ي و ال جتدي���داً‬ ‫للمفه���وم اإلس�ل�امي ع���ن آلي���ة الفصل بني الس���لطات‬ ‫و آلية تبادل و تس���ليم الس���لطة‪ .‬كل م���ا يف األمر كم‬ ‫هائل من اجلمل اإلنش���ائية الفضفاضة غري ذات جدوى‬ ‫خصوصاً يف كتابه (معامل يف الطريق)‪.‬‬ ‫و يدع���و بالرج���وع إىل جمتم���ع الرس���ول و اخلالف���ة‬ ‫الراش���دة فقط و يعل���ل ذلك بأن العه���ود الالحقة لتلك‬ ‫احلقبة س���ادت فيها اجلاهلية‪ ،‬موقعاً نفس���ه يف تناقض‬ ‫كبري حني يش���يد بص�ل�اح الدين األيوبي و توران ش���اه‬ ‫اململوك���ي‪ ،‬مع أن الرج�ل�ان مل يكونا م���ن رجال حقبة‬ ‫اخلالفة الراش���دة‪ ،‬زي���ادة على ذلك فإن توران ش���اه مل‬ ‫يكن مملوكياً‪ ،‬بل كان أخر س�ل�اطني الدولة األيوبية‬ ‫و تش�ي�ر بع���ض املراج���ع التارخيية إلي فس���قه و س���وء‬ ‫أخالقه و هذا مما يؤكد على سطحية سيد قطب ‪.‬‬ ‫و بنهاية عرضنا لكتاب معامل يف طريق لسيد قطب فلن‬ ‫جند سوى أفكار ميتة و معاقة و سطحية و بالتالي فإنه‬ ‫حي���ق لنا التس���اؤل التالي هل تتوافق أفكار س���يد قطب‬ ‫م���ع جمتمعنا أم أن علينا التس���ليم و اخلضوع هلا حبكم‬ ‫إس���ناده و إرفاقه لآليات القرآنية يف كتابه؟ هل منلك‬ ‫يف جمتمعنا اللييب املش���اكل األثيني���ة اليت تعاني منها‬ ‫مصر‪ ..‬سؤال أخر علينا طرحه؟‬ ‫م���اذا ل���و كان س���يد قط���ب ليبياً ه���ل س���تكون ألفكاره‬ ‫و أطروحات���ه كل ه���ذا ال���رواج يف مص���ر ً‬ ‫مث�ل�ا ؟ مل���اذا‬ ‫نس���تعني باألف���كار املس���توردة من خ���ارج واقعنا و نصري‬ ‫جزء من اإليديولوجية اليت تطرح حلو ً‬ ‫ال تعاجل مش���كلة‬ ‫اجملموع مع األقليات املس���يحية يف مص���ر مث ً‬ ‫ال؟ و حنن‬ ‫يف ليبيا ال منتلك ذلك النوع من املش���اكل‪ ..‬فهل نضطر‬ ‫لش���راء الدواء بينما حنن يف صح���ة و عافية‪ !..‬و نكلف‬ ‫أنفس���نا عن���اء اخلس���ارة مهم���ا كان���ت باهظة؟ مل���اذا ال‬ ‫نس���تعني مبفكرين ليبيني إلجياد حلول تناس���ب واقعنا‬ ‫و ختدم مصاحلن���ا القومية كــ(لـــيـبـــــيني) خاصة بعد‬ ‫ص���دق توقعات املفكر اللييب الكب�ي�ر الصادق النيهوم يف‬ ‫مقالته (شريعة الراعي) عن قصر مدة مكوث األحزاب‬ ‫الدينية يف الس���لطة ألسباب عددها بتلك املقالة‪ ،‬و أشار‬ ‫يف خت���ام نبوءته إلي أبعاد العالقة بني الش���عور باخلوف‬ ‫و اجله���ل و الفوضى س���اعة وصول احل���زب الديين إلي‬ ‫الس���لطة بقوله‪ (:‬وبعد ذلك يس���ود اهللع و يكتب الناس‬ ‫ألنفس���هم شريعة تقطع يد لص و تأمر بتقبيل يد لص‬ ‫أخر و يغضب اهلل الواسع الرمحة و يرحم هذا اخلروف‬ ‫بالتخلف العقلي) و العياذ باهلل‪.‬‬ ‫أزم���ة األف���كار املس���توردة ‪ ..‬مراع���اة طبيع���ة اجملتم���ع‬ ‫اللي�ب�ي و خصوصيت���ه‪ ..‬أعراض تلك األزم���ة واحللول‬ ‫سنستعرضها يف الفصل القادم من دراسة عن األفكار‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫إىل قيادات مصراته وعقالئها‬ ‫خالد مطاوع‬ ‫إنس���حاب مصرات���ة م���ن اهليئ���ات‬ ‫السياس���ية يف ليبيا هوخطأ كبري قد‬ ‫يصل إىل حد اإلنفص���ال عن الدولة‪.‬‬ ‫وإنفص���ال مصرات���ه س���يعلن مومسا‬ ‫مفتوح���ا لتجزئة ليبي���ا وألنفصاالت‬ ‫عدي���دة وتفكي���كات دموي���ة‪ .‬س���حب‬ ‫ممثل���ي مصراته م���ن املؤمتر الوطين‬ ‫واحلكوم���ة خط���وة خط�ي�رة جي���ب‬ ‫الرج���وع عنها فورا والبحث عن بدائل‬ ‫أخرى لؤد اجلرح اجلديد الذي أصاب‬ ‫ه���ذا الوط���ن م���ن ج���راء أح���داث يوم‬ ‫اجلمعة اخلامس عش���ر م���ن نوفمرب‪.‬‬ ‫أدعوك���م والش���باب منك���م خاص���ة‬ ‫لتحكي���م العق���ل والنظر للمس���تقبل‬ ‫وللمنفع���ة العامة ب���دال من اخلوض‬ ‫يف ردود األفعال الطائشة‪.‬‬ ‫أما ع���ن س���حب الوحدات العس���كرية‬ ‫س���يكون قرارا معق���وال‪ ،‬ألن هذا هوما‬ ‫يُطل���ب منكم القي���ام ب���ه‪ .‬ولكن ليس‬ ‫س���حب أعض���اء مصرات���ة يف الربمل���ان‬ ‫واحلكوم���ة وع���زل مصراته وناس���ها‬ ‫سياس���يا من ليبي���ا‪ .‬ممثل���ي مصراتة‬ ‫يف املؤمت���ر الب���د أن يش���اركوا يف‬ ‫حتدي���د مس���تقبل الب�ل�اد‪ .‬غيابه���م‬ ‫سيس���مح لقرارات كثرية متر بدون‬ ‫مش���اركتهم مما س���يؤدي إىل إعاقة‬ ‫العمل السياسي جمددا وهذا مصيبة‬

‫هذا عن غض النظر عن أن إنس���حاب‬ ‫مصراته هوخط���وة عاطفية ضحلة‪.‬‬ ‫هل تنس���حب مصراته بس���بب ما قاله‬ ‫قل���ة م���ن الن���اس‪ ،‬أوألن���ه مت قص���ف‬ ‫منزل ش���خص ما؟ متى بدأنا نبث يف‬ ‫هذه األمور املصريية بس���بب عواطف‬ ‫واهي���ة أوإهانات ش���خصية؟ أليس���ت‬ ‫مصرات���ة أك�ب�ر م���ن ذل���ك‪ ،‬والوطن‬ ‫أك�ب�ر م���ن مصرات���ه؟ أليس ه���ذا ما‬ ‫تقول���ه مصراته عن نفس���ها دائما أنها‬ ‫والمة مشله؟‬ ‫صرة الوطن ّ‬ ‫إذا شعر قادة مصراتة أن البالد أسأت‬ ‫هلم باللغوواألفعال املس���يئة فالبد أن‬ ‫يأخذوا مبثال الن�ب�ي حممد (صلعم)‬ ‫الذي القى الس���خرية والش���تائم من‬ ‫ق���ادة مك���ة املكرم���ة مل���دة ‪ 13‬عام���ا‪،‬‬ ‫واستمر يف رس���الته‪ .‬هذا إذا كان من‬ ‫يدعون أنهم ميثل���وا مصراته بريئني‬ ‫فعال ومل يرتكبوا جرما‪.‬‬ ‫ولكن ال بد من القول أن أبناء مصراتة‬ ‫يف غرغور قتلوا عش���رات األش���خاص‬ ‫يف دم بارد يوم اجلمعة‪ .‬هذا ما رأيناه‪.‬‬ ‫ثم ترف���ض مصرات���ه أن تق���دم عزاء‬ ‫الئقا اىل اق���ارب القتل���ى واىل مدينة‬ ‫طرابل���س! ب���ل بالعكس يس���ارع قادة‬ ‫مصرات���ه باحلدي���ث ع���ن مؤام���رات‬ ‫ضدهم ويق���رروا محاية امليليش���يات‬

‫حنن يف غنى عنها‪ .‬كما أن إس���تمرار‬ ‫أهال���ي مصرات���ه يف احلكومة هوجزء‬ ‫م���ن ممارس���تهم الوطني���ة املطلوبة‪.‬‬ ‫كم���ا أنه ليس هنا وج���ه مقارنة بني‬ ‫س���حب مصرات���ه ملمثليها بع���د حدث‬ ‫عني���ف كهذا وبع���ض اإلنس���حابات‬ ‫األخرى اليت متث���ل موقفا حمتجا ال‬ ‫يوحي باإلنفصال‪.‬‬

‫ال�ت�ي حتم���ل أس���م مدينته���م‪ ،‬عل���ى‬ ‫الرغ���م من أن بعض هذه امليليش���يات‬ ‫قد كادت حترتف السرقة وإختطاف‬ ‫الرهائن‪.‬‬ ‫هن���اك أس���بابا داقع���ة لنق���د مصراته‬ ‫إذن‪ ،‬حت���ى لوبكلمات قاس���ية‪ ،‬وحتى‬ ‫لوكان النقد ال يأتي من األش���خاص‬ ‫املناسبني‪ .‬مثل هذه القسوة أمر متوقع‬

‫عندما تس���يل الدم���اء وتزهق األرواح‪.‬‬ ‫وكان أيض���ا الب���د م���ن توق���ع بعض‬ ‫املواق���ف االنتهازي���ة حنومصرات���ه‪.‬‬ ‫الق���ادة احلقيقي�ي�ن يعرف���وا أن ردود‬ ‫أفعال كهذه أمر طبيعي يف األحداث‬ ‫املؤسفة اليت تتأجج فيها املشاعر‪.‬‬ ‫ولكن اآلن مصراته‪ ،‬بقيادة برملانيينها‬ ‫تري���د االنس���حاب م���ن األم���ة داعمة‬ ‫بالفع���ل أفع���ال أعم���ال ميليش���يات‬ ‫سيئة السمعة‪ ،‬بعدما طاقت من ليلة‬ ‫أوليلتني من التجهم واإلستخفاف؟!‬ ‫أي صم���ود ه���ذا وأي رحب���ة ص���در‬ ‫وعزم؟ وأي عقلي���ة هذه اليت ترفض‬ ‫أن تأخ���ذ أي وازع م���ن الل���وم وجت���د‬ ‫الوس���يلة لتض���ع نفس���ها كضحي���ة‬ ‫وأبنائها هم الذين باشروا بالقتل؟‬ ‫وهذا ب���دون إعادة النظ���ر يف العواقب‬ ‫اليت ترتت���ب عليها أعماهل���ا ومواقفها‬ ‫عل���ى الوط���ن كل���ه‪ ،‬وه���ى املدين���ة‬ ‫ال�ت�ي نعتربه���ا نقط���ة حموري���ة يف‬ ‫وح���دة األمة مب���ا قدمته من بس���الة‬ ‫وتضحيات يف حماربة القذايف!‬ ‫لق���د أج���اب اجملل���س احملل���ي بالفعل‬ ‫عل���ى هذه األس���ئلة يف موقف���ه املعلن‬ ‫باإلنس���حاب‪ ،‬ومن الواض���ح أنه وضع‬ ‫العواطف فوق مصلحة األمة‪ ،‬ناس���ياً‬ ‫أيض���اً أنه عرض أهال���ي مصراته عرب‬ ‫ليبيا للمخاطر‪.‬‬ ‫حن���ن حباج���ة حملاس���بة النف���س‬ ‫وضبطه���ا وملصراته أن تب���دأ هنا قبل‬ ‫غريه���ا‪ .‬الوط���ن حباج���ة إىل اخت���اذ‬ ‫خط���وات إجيابي���ة لتعزي���ز الوح���دة‬ ‫وللوق���وف جبان���ب احلقيقة الس���عي‬ ‫هلا‪ ،‬وقبول حكم العدالة على مرتكيب‬ ‫اإلثم أينما ومهما كانوا‪.‬‬ ‫مصرات���ة ينبغي يف ه���ذه اللحظة أن‬ ‫تطالب بلجنة حتقيق دولية حمايدة‬ ‫لتبحث أحداث اجلمعة املاضية‪.‬‬ ‫وينبغ���ي أيض���ا أن تس���عى لتكوي���ن‬ ‫جلن���ة دولي���ة للتحقي���ق يف مجي���ع‬ ‫احل���وادث األخ���رى املش���ابهة يف ليبيا‪،‬‬ ‫حي���ث مت قتل مدني�ي�ن يف املظاهرات‪،‬‬ ‫كم���ا ج���رى يف بنغ���ازي‪ .‬مصرات���ة‪،‬‬ ‫وليبي���ا ككل‪ ،‬ينبغ���ي أن حت���ول هذه‬ ‫الفجيعة اليت ش���ارك أبنائها فيها إىل‬ ‫ح���دث يعزز دول���ة القان���ون ال متكني‬ ‫الفوضى‪ ،‬وقبول املسؤولية ال التهرب‬ ‫منها‪ ،‬والوحدة وطنية ال التشرذم‪.‬‬ ‫ال يزال هناك وق���ت للتصرف العاقل‬ ‫الس���وي وأن ُتأخ���ذ هذه املس���ألة على‬ ‫حممل اجلد ملعاجلة الوضع بش���رف‬ ‫وكرامة‪ .‬هنا أج���د موقفكم عاطفي‬ ‫وخطري‪ .‬ولذا أحثك���م لتحكيم العقل‬ ‫والعم���ل عل���ى توحي���د ه���ذا البل���د‬ ‫واإلستثمار يف أمنه وسالمه بدال من‬ ‫دفعه أماما للتهلكة‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫أي دور ّ‬ ‫ّ‬ ‫للمثقفني بعد “الثورات العربية”؟‬ ‫آمال قرامي‬

‫تثب���ت بعض األدبيات اليت ظهرت حول “الثورات‬ ‫العربي���ة” غي���اب املثقف�ي�ن عن مس���رح األحداث‪،‬‬ ‫باعتباره���م ق���وّة دافع���ة ومؤط���رة للح���راك‪ ،‬بل‬ ‫إن بعضه���م نف���ى أن تك���ون النخ���ب املثقف���ة قد‬ ‫اضطلعت بدور رئيس يف هذا احلراك‪.‬‬ ‫وعلي���ه‪ ،‬ف���إن األوان ق���د آن إلع���ادة النظ���ر يف‬ ‫موق���ع املثقف�ي�ن‪ ،‬وأدائه���م‪ ،‬يف مرحل���ة االنتقال‬ ‫الدميقراط���ي م���ن منظ���ور نق���دي‪ .‬كم���ا ال ب ّد‬ ‫من طرح الس���ؤال التال���ي‪ّ :‬‬ ‫أي دور للمث ّقفني بعد‬ ‫الثورات العربية’؟‬ ‫يق���ول الكاتب كم���ال علوي‪ ،‬يف مقال���ه “أي دور‬ ‫للمثق���ف بعد الث���ورة ؟ ‪“ :‬جاءت الث���ورات يتيمة‬ ‫بال مثقفني يس���هرون على التخطيط والتأطري‬ ‫لتحقي���ق التغيري املنش���ود‪ ،‬ال عل���ى صعيد تغيري‬ ‫األنظمة فحس���ب‪ ،‬ب���ل يف ّ‬ ‫كل اجلوانب العلمية‬ ‫واألدبية والفنية اليت تعيش انتكاسة منذ قرون‬ ‫أضحى فيها حاضر الش���عوب ومستقبلها بأيدي‬ ‫غريه���ا بعدما نفض العامل يدي���ه من ّ‬ ‫كل ما هو‬ ‫عربي‪ ،‬يعود احلديث‪ ،‬الي���وم‪ ،‬أكثر من ّ‬ ‫أي وقت‬ ‫مضى ح���ول دور املثقف…‪.‬فبأي صورة س���يعود‬ ‫االبن الضال؟”‪.‬‬ ‫•املثقف نسي رسالته اإلنسانية‬ ‫ويف الس���ياق نفس���ه تقول الكاتبة أحالم رحومة‬ ‫يف مقاهلا‪ّ :‬‬ ‫“أي دور للمثقف العربي بعد الثورات‬ ‫العربية؟”(املنش���ور يف ‪ 31‬أغسطس ‪ ،2013‬على‬ ‫موق���ع فلنكت���ب)‪”:‬إن غي���اب املثقف ب���ات واضحاً‬ ‫يف املش���هد العربي‪ :‬تونس ومص���ر وليبيا واليمن‬ ‫وس���وريا‪ ،‬أل ّنه نس���ي رس���الته اإلنس���انية‪ ،‬وربط‬ ‫نفس���ه باألنظم���ة الديكتاتوري���ة‪ ،‬ال�ت�ي رحل���ت‬ ‫وس�ت�رحل‪ ،‬وترتك له تركة ثقيلة‪ ،‬ووزر الدماء‬ ‫ال�ت�ي أراقتها تل���ك األنظم���ة‪ ،‬يف ّ‬ ‫ظ���ل تأييده هلا‬ ‫طيلة سنوات حكمها”‪.‬‬ ‫بعي���داً من ه���ذه اخلطابات‪ ،‬وحال���ة التكلس اليت‬ ‫تصي���ب البع���ض‪ ،‬نعتق���د أن���ه آن األوان إلع���ادة‬ ‫النظ���ر يف موق���ع املثقف�ي�ن وأدائه���م يف مرحل���ة‬ ‫االنتقال الدميقراطي من منظور نقدي يس���مح‬ ‫بتفعيل دور املثقفني‪ ،‬والس ّيما بعد بروز عالمات‬ ‫النك���وص ومأسس���ة اجله���ل‪ ،‬والالعقالني���ات‪،‬‬ ‫وانتشار الفكر اخلرايف‪ ،‬وغريها من الظواهر اليت‬ ‫تتطّلب نقلة معرفية قادرة على تثوير العقليات‪.‬‬ ‫فأي دور للمث ّقفني بعد “الثورات العرب ّية”؟‬ ‫قصرنا؟‬ ‫•التحلّي بأخالق االعرتاف‪ :‬هل ّ‬ ‫س���ؤال واجه���ه ع���دد م���ن املث ّقف�ي�ن‪ ،‬وقّل���ة منهم‬ ‫خاض���ت مغام���رة “احملاس���بة”‪ ،‬وقبل���ت أن تق��� ّر‬ ‫مبواطن التقصري‪ ،‬وأن تغيرّ أسس التصور وآليات‬ ‫الفه���م‪ .‬أما الفئة الغالبة فق���د أرجأت التفكري يف‬ ‫هذه املسألة إىل حني اس���تكمال املسار االنتقالي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مفضلة النأي بنفسها عن”التجاذبات” السياسية‬ ‫األيديولوجي���ة‪ ،‬اليت س���يطرت عل���ى اجملتمعات‬ ‫اليت خاضت مس���ار الث���ورة‪ ،‬واليت خلق���ت مناخاً‬ ‫اس���تقطابياً‪ ،‬ا ّتس���م بالعن���ف يف مجي���ع جتلياته‪.‬‬ ‫ويف املقاب���ل‪ّ ،‬‬ ‫فضلت “الطائف���ة الطفيلية املهتمة‬ ‫بسفاس���ف األمور” على ح ّد عبارة إدوارد س���عيد‪،‬‬ ‫التق��� ّرب م���ن احلكام اجل���دد‪ ،‬وتوظي���ف خرباتها‬ ‫خلدمة األنظمة االنتقالية‪.‬‬ ‫ال ب ّد م���ن االعرتاف ّ‬ ‫بأن املث ّق���ف‪ ،‬مثله مثل غريه‬ ‫من الفئات‪ ،‬عاش حمنة األسر‪ ،‬وكابد يف سبيل‬ ‫بهامش م���ن احلرية‪ .‬ولئ���ن آثر بعضهم‬ ‫التم ّت���ع‬ ‫ٍ‬ ‫الس�ل�امة‪ ،‬واالخنراط يف لعبة مهادنة الس���لطة‪،‬‬ ‫ف���إن البعض اآلخر ح���اول املقاومة‪ ،‬واالضطالع‬

‫بدوره‪ ،‬س���واء على مس���توى ّ‬ ‫بث الوع���ي أم انتقاد‬ ‫الس���لطة‪ ،‬أم حتلي���ل األوض���اع و الدع���وة إىل‬ ‫إص�ل�اح البن���ى املهرتئة؛ وهو أم���ر مسح حبدوث‬ ‫تراكم���ات معرفية ونضالية‪ ،‬ش��� ّكلت إرهاصات‬ ‫املس���ار الثوري الذي برز في���ه عدد من “الالعبني‬ ‫اجلدد”‪ّ ،‬‬ ‫أهمهم فئة الشباب‪.‬‬ ‫لعل ّ‬ ‫ّ‬ ‫بي���د أن “الث���ورات العربية” تنكرت ل�ل�أدوار اليت‬ ‫اضطلع���ت به���ا النخ���ب‪ ،‬وأرادت االنط�ل�اق م���ن‬ ‫“جتب”‬ ‫اللحظ���ة الثوري���ة املفصلي���ة باعتباره���ا‬ ‫ّ‬ ‫ما س���بقها ّ‬ ‫وتدش���ن عهداً جديداً‪ .‬وجن���م عن هذا‬ ‫التوج���ه خلخل���ة املش���هد الثق���ايف‪ ،‬وإرب���اك أداء‬ ‫املثقفني‪ ،‬إن مل نقل تهميشهم‪.‬‬ ‫•عدوى النرجسية قد سرت يف صفوفهم!‬ ‫املهم���ة‪ ،‬كان على‬ ‫ويف خض���م ه���ذه التح���وّالت ّ‬ ‫النخ���ب الثقافية مواجه���ة التحدي���ات اجلديدة‬ ‫املطروح���ة‪ ،‬إن كان ذل���ك على مس���توى املواقع‪،‬‬ ‫أم رؤي���ة الذات‪ ،‬أو إنتاج اخلط���اب‪ ،‬أو األداء ‪ .‬فقد‬ ‫اعرتف عدد م���ن املثقفني بأنه���م كانوا يؤثرون‬ ‫التمرك���ز حول ذواتهم م���ن منطلق امتالكهم‬ ‫املعرف���ة‪ ،‬والدفاع عن مواقعه���م‪ .‬كما أن أغلبهم‬ ‫كان ميي���ل إىل اإلغراق يف التجري���د‪ ،‬واإليغال‬ ‫يف الطوباوي���ة أو الركون إىل العامل االفرتاضي‪،‬‬ ‫ب���دل االحت���كاك املباش���ر بالن���اس‪ ،‬ومعرف���ة‬ ‫إش���كاليات الواق���ع املعي���ش‪ .‬غ�ي�ر أن التح���والت‬ ‫اجلدي���دة ّ‬ ‫أك���دت أن املعرف���ة أضحت مش��� ّتتة‪،‬‬ ‫وأن الفاعل�ي�ن قد تع���دّدوا‪ ،‬وأنه ما ع���اد باإلمكان‬ ‫الس���يطرة عل���ى اجلماه�ي�ر‪ ،‬وحماول���ة اهليمنة‬ ‫عليه���ا بدع���وى امت�ل�اك الق���درة عل���ى التفك�ي�ر‬ ‫والتخطي���ط والتحلي���ل‪ .‬غاي���ة م���ا يف األم���ر‪ ،‬أن‬ ‫اجلميع يتفاعلون وينتجون ويبدعون‪.‬‬ ‫وأق ّر عدد من املث ّقفني‪ ،‬بأن عدوى النرجسية قد‬ ‫س���رت يف صفوف معظمهم‪ ،‬فتعالوا على الناس‪،‬‬ ‫حبك���م أن املعرفة متن���ح املرء إحساس���اً بالتفوق‪،‬‬ ‫وجتعل���ه مزه��� ّواً بانتصاراته املعرفي���ة؛ وهو أمر‬ ‫جعلهم يتجاهلون احتياجات ش���رائح جمتمعية‬ ‫ع���دّة‪ ،‬يعتربونه���ا يف الغال���ب‪ ،‬عقب���ة يف س���بيل‬ ‫التق���دّم‪ .‬بي���د أن احلراك “العرب���ي” أثبت فقدان‬ ‫عمم احلق‬ ‫املثقف ق���وّة التأثري والنفوذ يف من���اخ ّ‬ ‫يف ممارس���ة التأث�ي�ر‪ ،‬وو ّفر هامش���اً م���ن احلرية‬ ‫للجمي���ع‪ ،‬فربزت أص���وات م���ا كان باإلمكان أن‬ ‫تعبرّ عن مواقفها وآرائها من قبل‪.‬‬ ‫وجهها عدد من املثقفني إىل‬ ‫ومن االنتقادات اليت ّ‬ ‫ذواته���م‪ ،‬اجن���ذاب النخب حنو فض���اءات خاصة‪،‬‬ ‫تو ّف���ر هل���ا احلماي���ة‪ ،‬وافتقاره���ا إىل حال���ة م���ن‬ ‫التطابق بني اآلراء واخلطاب واملواقف والسلوك؛‬ ‫وه���و أم���ر جع���ل أغل���ب املث ّقف�ي�ن‪ ،‬ال حيظ���ون‬ ‫باالحرتام‪ ،‬وال يعدّون مناذج يقتدى بها‪.‬‬ ‫هك���ذا كان عل���ى املث ّقف�ي�ن االبتع���اد ع���ن املنزع‬ ‫الدفاع���ي واألس���لوب التربي���ري‪ ،‬وأن يب���ادروا‬ ‫لالخن���راط يف فع���ل البناء‪ ،‬خباص���ة أن احلاجة‬ ‫إىل املثق���ف امللت���زم بقضاي���ا وطن���ه‪ ،‬ق���د ازدادت‬ ‫بع���د املخاطر‪ ،‬اليت تهدّد الش���عوب (كالتهميش‪،‬‬ ‫اإلره���اب‪ ،‬االحتجاج���ات املس���تم ّرة‪ ،‬العن���ف‪..‬‬ ‫إخل)‪ ،‬وال�ت�ي جعل���ت اجملتمع���ات املعاص���رة تغدو‬ ‫جمتمعات “حا ّرة ” أي متحوّلة‪.‬‬ ‫•ما الدور الذي ميكن للمثقف االضطالع به؟‬ ‫إن النظرة الس���ائدة بش���أن املثقف‪ ،‬ما زالت جت ّ‬ ‫رت‬ ‫فك���رة مفادها أنه إنس���ان يتم ّيز ع���ن باقي أفراد‬ ‫اجملتم���ع بقدرته العالية على التفكري والتحليل‪،‬‬ ‫وإدراك عالمات الوه���ن‪ ،‬واالنتباه إىل التحديات‬

‫اليت يتعرض هلا اجملتمع؛ فض ً‬ ‫ال عن قدرته على‬ ‫التعب�ي�ر‪ ،‬والتأث�ي�ر يف اجلماعة‪ ،‬وع���ن قدرته يف‬ ‫تش���كيل الرأي العام‪ .‬إذ يع ّد نش���ر الفكر النقدي‪،‬‬ ‫أح���د أه���م األدوار املنوط���ة بعهدة املثقف‪ ،‬س���واء‬ ‫تعلق األمر بالتفاعل مع الس���لطة السياس���ية أم‬ ‫الديني���ة أم االجتماعية‪ ،‬وهو س���ؤال طرحه عدد‬ ‫من املثقفني منذ عقود كالطاهر لبيب‪ ،‬وبرهان‬ ‫غليون‪ ،‬وغالي شكري‪ ،‬وجورج طرابيشي‪ ،‬ونديم‬ ‫البيط���ار‪ ،‬وحمم���د عابد اجلاب���ري‪ ،‬وعب���د اإلله‬ ‫بلقزي���ز‪ ،‬وغريه���م العش���رات‪ .‬بي���د أن احل���راك‬ ‫“العرب���ي” يف���رض معاجلة مغاي���رة وفق آليات‬ ‫فهم جديدة‪.‬‬ ‫وف���ق هذا الطرح‪ ،‬رام عدد م���ن املثقفني االنتقال‬ ‫م���ن وض���ع كان���وا مييل���ون في���ه إىل االرتب���اط‬ ‫باملؤسس���ات حفاظ���اً عل���ى مواقعه���م‪ ،‬وجت ّنب���اً‬ ‫حمل���اوالت التش���كيك‪ ،‬أو االنتقاد‪ ،‬أو س���وء الفهم‪،‬‬ ‫إىل وض���ع جدي���د يف���رض عليه���م االلتح���ام‬ ‫باجلماه�ي�ر‪ ،‬والتعب�ي�ر ع���ن اإلرادة الش���عبية من‬ ‫وحتمل املس���ؤولية‬ ‫موق���ع املش���اركة التفاعلية‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والرغبة يف خدمة املصلحة العامة‪.‬‬ ‫ويتض���ح أن ه���ؤالء املثقف�ي�ن أدرك���وا أن الوضع‬ ‫القائ���م أفقده���م الري���ادة‪ ،‬وج ّردهم م���ن ّ‬ ‫“حق”‬ ‫ممارس���ة الوصاية عل���ى اآلخري���ن‪ ،‬بعدما أثبت‬ ‫الش���بان املدوّن���ون‪ ،‬واحلاض���رون على الش���بكات‬ ‫واحملتجون يف امليادين‪،‬‬ ‫االجتماعية التواصلي���ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أنه���م ق���ادرون عل���ى ابت���كار األف���كار‪ ،‬وحتقي���ق‬ ‫املكاسب‪ ،‬باالعتماد على وسائل جديدة‪.‬‬ ‫ويكم���ن دور املثق���ف ال���ذي واك���ب احل���راك‬ ‫“العرب���ي” يف إعادة بناء احلق���ل الثقايف‪ ،‬والدفع‬ ‫باجت���اه ط���رح أس���ئلة مغاي���رة‪ ،‬واقرتاح مس���الك‬ ‫حبث ّي���ة جدي���دة‪ّ .‬‬ ‫أهم مش���غل أث���ار اهتمام‬ ‫ولعل ّ‬ ‫املثقفني‪ ،‬هو استقصاء مواقع الفئات اليت كانت‬ ‫تع��� ّد من ضم���ن األقليات‪ ،‬ف���إذا باهلوامش تتج ّرأ‬ ‫عل���ى إع���ادة تعري���ف املرك���ز‪ ،‬وخلخل���ة بنيانه‬ ‫وتصورات���ه‪ .‬ومن هنا كان على النخب أن تتدبر‬ ‫مالمح اخللخلة‪ ،‬وأن تعي���د النظر يف خطاباتها‪،‬‬ ‫وأدوات حتليله���ا م���ن منظور منفل���ت من قبضة‬ ‫النظ���ام الثنائي املتض���اد‪ :‬األنا‪/‬اآلخ���ر‪ ،‬املركز‪/‬‬ ‫اهلامش …‬

‫ّ‬ ‫إن تغي�ي�ر ب���ؤرة التحدي���ق‪ ،‬ومفارق���ة األش���كال‬ ‫املألوف���ة لبناء املعرف���ة‪ ،‬س���تخوّل املثقفني توليد‬ ‫مع���ان جديدة‪ ،‬ومع���ارف خمتلفة‪ ،‬وبن���اء مقالة‬ ‫ٍ‬ ‫فكرية تفارق التوقعات املعهودة‪ .‬وقد تفضي إىل‬ ‫التنظ�ي�ر يف زمن ادعى فيه البع���ض أن النظرية‬ ‫ّ‬ ‫“الش���عبوي” قد ب���رز‪ .‬وليس‬ ‫مات���ت‪ ،‬وأن املث ّق���ف‬ ‫ّ‬ ‫والتوغل يف ش���عاب‬ ‫خيفى أن نبذ القراءة اآلمنة‪،‬‬ ‫وعرة‪ ،‬والنظر يف آليات مقاومة الس���لطة‪ ،‬رمزياً‬ ‫واجتماعي���اً‪ ،‬م���ن ش���أنها أن ت���ؤدي إىل فتوح���ات‬ ‫معرفية منشودة‪.‬‬ ‫وال يتس��� ّنى للمث ّقف مفارقة حال���ة التكّلس‪ ،‬إال‬ ‫مت���ى جتاوز حلظة الصدم���ة والغرابة‪ ،‬اليت أتت‬ ‫بها الثورات ليطرح بناء معرفياً جديداً‪ ،‬ويكتشف‬ ‫قوانني بديلة قادرة على هيكلة البناء الثقايف من‬ ‫موقع من ينزع عن نفسه األسطرة والقداسة‪.‬‬ ‫خنل���ص إىل الق���ول إن الثقاف���ة حق���ل أدائ���ي‬ ‫بالض���رورة‪ .‬وطامل���ا أن املثق���ف مل ُي ِع���د النظر يف‬ ‫سياسات النطق واخلطاب‪ ،‬ومل يتأمل يف خارطة‬ ‫ترتيب احلدود املتع���ارف عليها‪ ،‬ومنط العالقات‬ ‫واملواق���ع من منظ���ور جديد ّ‬ ‫يؤكد عل���ى أهمية‬ ‫الفضاء “البيين”‪ ،‬فإنه سيبقى “رهني حمبسني”‬ ‫فرضا عليه‪.‬‬ ‫إن اخت�ل�اف اللحظ���ة الزمني���ة الراهن���ة‪،‬‬ ‫وخصوصية السياق الثقايف والتارخيي‪ ،‬يدعوان‬ ‫املثقف إىل بلورة الذات من جديد‪ ،‬يف عامل مسته‬ ‫الرتحال‪ ،‬وصوغ مش���روع إعادة النظر والتقييم‪،‬‬ ‫ث���م البناء وفق منطلقات خمتلفة‪ .‬وهو مش���روع‬ ‫يأخ���ذ اجملتمع���ات إىل أف���ق أبع���د م���ن ش���روط‬ ‫اللحظة التارخيية‪ ،‬وش���روط احلاضر السياسي‬ ‫املكّبل���ة‪ .‬فه���ل ستش���هد اجملتمعات ال�ت�ي خاضت‬ ‫احل���راك‪ ،‬والدة جي���ل من املثقفني ينأى بنفس���ه‬ ‫عن ممارسة الثقافة‪ ،‬بوصفها نشاطاً أيديولوجياً‬ ‫وأداء بيداغوجي���اً‪ ،‬إىل ممارس���ة الثقافة بوصفها‬ ‫ض���رورة حياتي���ة‪ ،‬وأداء يضمن اإلس���هام يف بناء‬ ‫مجالي���ة حترري���ة تفاعلية‪ ،‬تليق مبس���ار ّ‬ ‫يبش���ر‬ ‫بتحرير اإلنسان من األوهام‪ ،‬وأوّهلا وهم امتالك‬ ‫احلقيقة؟‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* برفسورة يف اجلامعة التونسية‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪19‬‬

‫حلقات الصدام بني الفكر‬ ‫احلروالفكر املتعصب‬ ‫عبد الرمحن شلقم‬ ‫اغ���رب صفحات التاري���خ وأخطرها تلك اليت‬ ‫ال يتذكرها الناس يف حياتهم اليومية ‪..‬ذلك‬ ‫من عظم���ة التاري���خ ‪،‬وعظمة البش���ر‪.‬الناس‬ ‫تفعل والتاريخ ايضا ‪.‬‬ ‫يف معزوف���ة آالته���ا العق���ل وأنغامه���ا اخلل���ق‬ ‫واإلبداع‪،‬هابيل‪،‬وقابي���ل‪ .‬وقبلهم���ا والديهم���ا‪.‬‬ ‫نوح وس���فينته‪ .‬احلروب ‪،‬احلروب ‪،‬احلروب‪..‬‬ ‫ه���ي األف���واه واألرح���ام ‪،‬وف���ؤوس األي���ام‬ ‫وكؤوس���ها ‪ .‬م���ن ح���رب س���اخنة إىل أخرى‬ ‫باردة يركض البشر دون توقف ‪.‬من احلرب‬ ‫العامية األوىل ‪ ،‬اىل الثانية ‪ ،‬إىل س���ور برلني‬ ‫‪،‬وآخرياً‪ ،‬اىل فضيحة التجسس االمريكية يف‬ ‫رابعة النهاريف موس���كو يف شهر مايو ‪2013‬م‬ ‫‪،‬كلها س���حب تتعاىل اىل ارشيف الذكريات‬ ‫‪،‬اليت ال نتذكرها‪ .‬كانت سرعة احلياة على‬ ‫مدى الوجود تضبطها فعالية العقل والعضل‬ ‫‪،‬عقل العامل املخرتع ‪،‬وكذلك عقل اجملتمع ‪.‬‬ ‫'أقص���د بعق���ل اجملتمع؛عام���ة الن���اس وقادة‬ ‫الناس‪،‬فالذي���ن قمع���وا جاليلي���و ه���م س���راة‬ ‫الق���ادة الديني�ي�ن الذي���ن يتحكم���ون يف‬ ‫العق���ل والفعل‪،‬وم���ن َّ‬ ‫كف���ر الفيلس���وف‬ ‫الكبري"س���بينوزا" وحرض عليه العامة لقتله‬ ‫‪،‬ه���م القاده الديني���ون للطائف���ة اليهودية يف‬ ‫هولن���دا‪ .‬س���رعة احلي���اة يبدعه���ا املفك���رون‬ ‫والعلماء‪ ،‬ولكن الصغار كثريا مااغتالوا تلك‬ ‫السرعة اوابطأوها‪.‬‬ ‫كان الق���رن الس���ابع عش���ر املي�ل�ادي يف‬ ‫اورب���ا حتديدا ‪،‬ه���و بداي���ة الوجود االنس���اني‬ ‫اجلديد‪،‬تراجع���ت ق���وى الوه���م ‪،‬زادت‬ ‫س���رعة تراجعه���ا بإندف���اع ق���وة العق���ل‬ ‫‪،‬ف���كان" نيوت���ن"ودارون‪ .‬وم���ن بعد إينش���تني‬ ‫‪،‬وبافلوف‪،‬وتدف���ق جي���ش العق���ل اجل���رار‬ ‫م���ن الفالس���فة والعلم���اء ‪،‬م���ن فولت�ي�ر اىل‬ ‫دي���كارت اىل هيجل‪،‬ونيتش���ة وش���وبنهاور‬ ‫وبرتراند راسل ‪ ،‬قفزت اوربا من النهضة اىل‬ ‫التنوير‪،‬ولد العلم علما‪،‬ثم قوة ‪ ،‬ثم الس���لطة‬ ‫الضاربة اليت قادت اىل االستعمار ‪.‬‬ ‫كان ذاك تاريخ مضى ‪ ،‬لكن بقى ‪،‬وان مل يعد‬ ‫الكثريون يطلون عليه إال ملاما‪ ،‬لقد طار البشر‬ ‫اىل اعلى عليني ‪،‬وغاصوا اىل عمق االعماق ‪.‬إ‬ ‫خرتق االنسان االخرتاق أحرق العلم ـ مقولة‬ ‫ـ فن املمكن‪،‬وتأبط عقيدة املستحيل؛لكن‬ ‫التعميم هناهوضرب م���ن العبث البني‪ .‬اليوم‬ ‫هناك ماليني البش���ر يعيش���ون خ���ارج الدنيا‬ ‫ال�ت�ي نتح���دث حوهلا‪،‬هن���اك الي���وم مجاعات‬ ‫م���ن الن���اس العالقة هل���ا مبفهوم "االنس���ان"‬ ‫التكوينا‪،‬والتكليفا‪،‬ملاذا؟!‪.‬‬ ‫لقدأبدع الفيلس���وف ميش���يل فوكو‪،‬مدرسة‬ ‫فكري���ة رائ���دة م���ن خ�ل�ال منه���ج ـ احلف���ر ـ‬ ‫ال���ذي ق���دم للباحثني أدوات اخ�ت�راق حصون‬ ‫املعاني‪،‬اصبح بها العقل البش���ري قوة مدرعة‬

‫مذهلة‪،‬ق���ادرة عل���ى س�ب�ر اغواركيمي���اء‬ ‫األف���كار واملعان���ي‪ ،‬أفقي���اً وعموديا‪،‬تداخ���ل‬ ‫العق���ل والتقنية ‪،‬وُلدت آلي���ة جديدة إل نتاج‬ ‫املعرفة‪،‬اُلغي���ت املس���افة بني العق���ل والعضل‬ ‫كل ذل���ك‪،‬كان م���ن ذري���ة الق���رن الس���ابع‬ ‫عشرامليالدي"األوربي"‪.‬‬ ‫الفيلس���وفُ‬ ‫لقدص���ب‬ ‫َّ‬ ‫الكبري=ولرتستيس=س���نوات تل���ك املرحل���ة‬ ‫الطويلة اخلطرية يف س���طورقليلة‪ :‬يف القرن‬ ‫الس���ابع عش���ر من احلقبة املس���يحية تدفقت‬ ‫سلس���لة اح���داث تس���ببت يف تغي�ي�ر ث���وري‬

‫‪ ،‬أه���م معرك���ة كم���ا س���اقها الفيلس���وف‬ ‫ولرتس���تيس‪،‬هي ـ دواف���ع األفع���ال ـ‪،‬ه���ل هي‬ ‫غائية [غرضية]أم [آلية] ؟؟‪.‬ولنا يف مفاهيمنا‬ ‫األس�ل�امية مايقاب���ل هذين الس���ؤالني‪ ،‬يف ما‬ ‫ُعرف مبوضوع ــ اجلرب واألختيارــ ‪...‬‬ ‫فالفع���ل الغائ���ي ‪ ،‬ج�ب�ر‪ ،‬واآلل���ي اختيار‪،‬ب���ل‬ ‫ان معرك���ة املفاهي���م االساس���ية واخلطرية‬ ‫ه���ذه بدأت عندن���ا قبل االوربيني املس���حيني‬ ‫بعق���ود عديدة‪،‬لكن تكديس حطب السياس���ة‬ ‫والدي���ن ف���وق مفاهيمن���ا احرقه���ا م���ع ع���دد‬ ‫عظيم من املفكرين العظام فكانت اخلس���ارة‬

‫وجدري يف صورة العامل عند الرجل األوربي‪.‬‬ ‫فق���د كان ذل���ك العصره���و ال���ذي ش���هد‬ ‫مي�ل�اد العل���م احلدي���ث ‪.‬فه���و الق���رن‬ ‫ال���ذي ظه���رت في���ه األعم���ال الرئس���ية‬ ‫ل"كبلر"‪،‬و"جاليليو"‪،‬و"نيوتن"‪.‬ولق���د كان‬ ‫للعل���م ج���ذوره القدمية يف املاض���ي با لطبع‪.‬‬ ‫فالث���ورات س���واءكانت سياس���ية او عقلي���ة‬ ‫حنو ُ‬ ‫فجائ‬ ‫الحتدث ابداً على ٍ‬ ‫لقد خاض بين البش���ر مع���ارك دموية طيلة‬ ‫التاري���خ ؛ ُقت���ل املالي�ي�نُ‬ ‫بس���يوف املالي�ي�ن‬ ‫ِ‬ ‫ومدافعهم ‪،‬من اجل الثروة والتوسع واحلكم‬ ‫واالس���تعمار‪،‬كل ذل���ك مل يل���د س���وى ال���دم‬ ‫والتخلف‪،‬لك���ن هناك مع���ارك اخرى خاضها‬ ‫البش���ر على مر التاريخ مبوازاة تلك األوىل‪ ،‬إ‬ ‫نها معارك العلم اليت اعادت خلق الدنيا‪.‬‬ ‫كان جن���ود تل���ك املع���ارك‪ ،‬العق���ل ونقيضه‬

‫والتخلف‪.‬من هناك‪،‬إفرتقت الطرق‪،‬متس���ك‬ ‫العق���ل العربي‪،‬بقاع���دة القي���اس املقدس���ة‬ ‫مبك���راً ‪،‬أصبح���ت مقدس���ة أدواتها‪:‬القلقلة‪...‬‬ ‫قال‪ ،‬ق���ال والعنعنة‪...‬عن فالن عن فالن اخل‪.‬‬ ‫بقينا يف احس���ن االحوال بني صفحات الكتب‬ ‫الصفراء‪،‬يف حني دخل اآلخرون اىل"املخترب"‪.‬‬ ‫األجنلي���زي برتران���د‬ ‫الفيلس���وف‬ ‫َّ‬ ‫راسل‪،‬ش���خص احلالة العربية منهجيا كما‬ ‫رآها من منظور علم���ي وتارخيي قال‪ [:‬محل‬ ‫الع���رب تقاليداملدني���ة طوال عص���ور الظالم‬ ‫‪،‬واليهم يرجع الكثري من الفضل يف أن بعض‬ ‫املسيحيني أمثال روجربيكون‬ ‫ق���د حصلوا عل���ى كل املع���ارف العلمية اليت‬ ‫تهيأت للش���طر األخري من القرون الوسطى‪.‬‬ ‫ولك���ن كان بالع���رب آف���ة ختتل���ف ع���ن آفة‬ ‫األغريق‪،‬فق���د كان���وا ينش���دون احلقائ���ق‬

‫املنفصلة اكثر مما ينش���دون املبادئ العامة‬ ‫‪ ،‬ومل يك���ن لديه���م املقدرة على إس���تخالص‬ ‫قوانني عامة من احلقائق اليت إكتش���فوها‪].‬‬ ‫‪.‬مل يذكرالفيلس���وف ـ رس���ل ـ االسباب اليت‬ ‫س���لطت تلك اآلفة على العقل العربي ‪ ،‬لكننا‬ ‫س���نجد تلك اآلفة اليت اصابت الفكر العربي‬ ‫م���ع اخري���ن ‪ ،‬فق���د ق���ال راس���ل يف كتاب���ه"‬ ‫النظ���رة العلمي���ة" ‪[ :‬مل يك���ن الص���دام ب�ي�ن‬ ‫جاليلي���و وحمكم���ة التفتيش جم���رد صدام‬ ‫ب�ي�ن الفك���ر احلروالتعص���ب ‪،‬او ب�ي�ن العل���م‬ ‫والدي���ن ‪،‬بل انه صدام بني( روح األس���تقراء‬ ‫وروح القياس )‪.‬فاملؤمنون بالقياس من حيث‬ ‫هوطريق الوصول اىل املعرفة ‪ ،‬مضطرون ان‬ ‫جيدوامقدماته���م يف م���كان ما‪،‬وهم جيدونها‬ ‫ع���ادة يف الكت���ب املقدس���ة‪ .‬والقي���اس املبن���ى‬ ‫مة‪،‬هوطري���ق الوصول اىل‬ ‫له ِ‬ ‫عل���ى الكت���ب املُ ِ‬ ‫احلقيقة عند املشرعني واملسحيني واملسلمني‬ ‫والشيوعيني‪. ].‬‬ ‫مساها ـ راس���ل ـ باآلفة‬ ‫تلك املعركة او كما ّ‬ ‫عندما اش���ار للعرب ‪ ،‬هي اليت رمست مفرتق‬ ‫الط���رق للعقول‪ .‬طري���ق القي���اس‪ ،‬وطريق‬ ‫اإلستقراء‪.‬‬ ‫كان���ت االنطالقة يف اوربا ش���املة‪،‬يف العقل‬ ‫واملعم���ل ‪ .‬اإلندف���اع يف دروب العل���م ش��� ّرع‬ ‫اب���واب احلري���ة الفكري���ة م���ن النهض���ة اىل‬ ‫التنوير‪ ،‬تدفق الفالس���فة العظ���ام ‪..‬ديكارت‪،‬‬ ‫فولتري‪،‬أوجس���ت كونت ‪..‬نيتش���ة‪،‬علم ينتج‬ ‫صناعة وفك���ر يلد حرية ‪،‬وغ���اص العرب يف‬ ‫ت���راب الرتاب م���ن املمالي���ك اىل االت���راك اىل‬ ‫االستعمار‪..‬‬ ‫لك���ن اورب���ا اجلدي���دة مل تك���ن كله���ا عق�ل�ا‬ ‫ذهبيا ملاع���اً ‪ ،‬لقد أُصيبت ب���كل آفات عضالت‬ ‫الطم���وح ‪ ،‬وجن���ون العظم���ة الوطني���ة ‪ ،‬لقد‬ ‫ب���دأت بريطاني���ا مبكراً مس�ي�رة حامسة حنو‬ ‫عصر سياسي جديد‪،‬بعد حركة كرومويل‬ ‫وصدور"املاجن���ا كارت���ا"‪ ،‬مل تغ���ب الدم���اء‬ ‫ع���ن بريطانيا‪،‬لك���ن قضي���ة الدميقراطي���ة‬ ‫كانت النجم الالمع الذي يش���د اليه االفكار‬ ‫والضمائ���ر ‪،‬يف فرنس���ا كانت االف���كار عاتية‬ ‫روس���و‬ ‫إندفع���ت اف���كار فولت�ي�ر ‪،‬وجان جاك ّ‬ ‫‪،‬متوهجة تصن���ع كوناً م���ن التنوير‪،‬وصلت‬ ‫االف���كار الكب�ي�رة اجلدي���دة اىل كل‬ ‫الش���رائح‪،‬وبدأت تتخلق طبقة وسطى واعية‬ ‫‪،‬لك���ن " الدي���ن "‪،‬عاد م���رة اخرى يفع���ل فعله‬ ‫يف حركة العقل‪ ،‬والعضل ‪.‬اش���تعلت حروب‬ ‫بني املذه���ب اجلديد ‪،‬الربوتس���تنيت‪ ،‬واملذهب‬ ‫القدي���م الكاثوليك���ي ‪،‬كان ذل���ك حلق���ة من‬ ‫حلق���ات الص���دام ب�ي�ن الفك���ر احلروالفك���ر‬ ‫املتعص���ب‪ ،‬اإلنس���ان‪ ،‬رحلة يف رحل���ة‪ ،‬كيان‬ ‫يولد كيانات ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫طرابلس بني الفسطاط والقريوان‬ ‫ونيس الربني‬ ‫إن املتاب���ع مل���ا آل���ت إلي���ه األم���ور يف مص���ر ال‬ ‫جي���د أفضل م���ن قول أبي ف���راس ‪ :‬حنن قوم‬ ‫ال توس���ط بينن���ا ‪ ::‬لنا الص���در دون العاملني أو‬ ‫القرب ‪ ،‬وصفاً هلا ‪.‬‬ ‫عقب ثورة ‪ 25‬يناير جرت انتخابات رئاسية‬ ‫يف مص���ر وكان الش���عب خم�ي�ر ب�ي�ن أمرين‬ ‫إما إعادة النظام الس���ابق م���ن الباب اخللفي ‪،‬‬ ‫أو جتربة اإلس�ل�ام السياس���ي وهذا ما حدث ‪.‬‬ ‫ولكن هذه الس���لطة اجلديدة املنتخبة اتبعت‬ ‫سياس���ة اإلقصاء ض���د حلفائها وم���ن صوتوا‬ ‫هل���ا ‪ ،‬وم���ا جلنة الدس���تور عنا ببعي���د إذ غلب‬ ‫عليه���ا لون واحد ‪ ،‬والنتيجة دس���تور املنتصر‬ ‫ال الدس���تور التوافق���ي ‪ .‬على إثر ذلك س���ادت‬ ‫حالة من االس���تقطاب احلاد الش���ارع املصري‬ ‫‪ ،‬وتكت���ل فرق���اء االنتخاب���ات وغرم���اء الثورة‬ ‫عل���ى ه���دف واح���د وه���و إس���قاط الس���لطة‬ ‫املنتخب���ة ‪ ،‬حي���ث جن���د اإلع�ل�ام اخلاص من‬ ‫خالل عش���رات الفضائي���ات واليت كان كل‬ ‫همها تصيد األخط���اء واهلفوات واليت كانت‬ ‫كث�ي�رة وباجلمل���ة ‪ -‬بس���بب قل���ة اخل�ب�رة‬ ‫واملن���اخ الع���ام املعرق���ل للحكوم���ة ‪ -‬ومن بني‬ ‫تلك القنوات على س���بيل املثال قناة الفراعني‬ ‫ومذيعها عكاشة وقناة النهار وحممود سعيد‬ ‫والس���ي بي سي وباسم يوس���ف ‪ ...‬اخل ‪ ،‬بعض‬ ‫ه���ذه الربام���ج يذكرن���ي من حي���ث الفكرة‬ ‫واألس���لوب حبال���ة حملي���ة مش���ابهة مح���زة‬ ‫التهامي وشاكري ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جمم���ل الق���ول أن اإلع�ل�ام كان بعي���دا عن‬ ‫املهني���ة ومهيج���اً للعواط���ف وحمرض���ا ضد‬ ‫السلطة املنتخبة ‪ ،‬سانده يف ذلك سلوك هذه‬

‫الس���لطة نفس���ها واملختزلة يف حممد مرسي‬ ‫‪ .‬نتيج���ة كل ذاك كان���ت ‪ 30‬يوني���و خروج‬ ‫الناس إىل الشارع باملاليني وحمصلته سلطة‬ ‫جديدة يف مصر تزج خبصومها يف الس���جون‬ ‫وتصورهم مبالبس النوم ! ‪.‬‬ ‫من الطبيعي جداً أن يكون هلذا التحول ردود‬ ‫فع���ل مقاومة م���ن قبل من كان���وا يف احلكم‬ ‫وأنصاره���م ‪ ،‬فرأينا الش���وارع تع���ج بالناس و‬ ‫اإلعتصامات مت�ل�اء امليادين يف رابعة وغريها‬ ‫‪ ،‬وهذا مفهوم وطبيعي يف س���ياقه ومش���روعاً‬ ‫أيضاً ‪ .‬ولكن األمر املس���تغرب واملس���تهجن هو‬ ‫س���لوك الس���لطة احلالية يف مصر ! فال جند‬ ‫تغري وال فرق بينها وبني سابقتها على صعيد‬

‫التعام���ل مع املنافس و ش���ريك الوطن ‪ .‬ال بل‬ ‫مس���احة احلري���ات تقلصت ع���ن ذي قبل ‪ .‬إن‬ ‫النف���س اإلقصائي ال���ذي كان ممارس���ا من‬ ‫احلكوم���ة الس���ابقة ال يزال مي���ارس من قبل‬ ‫احلكومة احلالية ومن مظاهره تكوين جلنة‬ ‫اخلمس�ي�ن " جلنة تعديل الدس���تور " وهذا ما‬ ‫يؤك���د ما بدءن���ا به حديثنا (لن���ا الصدر دون‬ ‫العامل�ي�ن أو الق�ب�ر) وال ت���زال مصر ال تعرف‬ ‫االستقرار حتى اآلن وهي يف كر وفر ‪.‬‬ ‫م���ا قادنا إىل هذا احلدي���ث هو حمالة البعض‬ ‫يف بالدن���ا حماكاة احلالة املصرية متجاهال‬ ‫الواق���ع اللي�ب�ي واخلصوصية الليبي���ة ‪ ،‬والن‬ ‫تش���ابه املقدم���ات ال يعين بالضرورة تش���ابهه‬

‫رسالة إىل األمني العام لألمم املتحدة‬ ‫إىل السيد ‪ /‬بان كي ـ مون األمني العام لألمم املتحدة‪.‬‬ ‫حتية طيبة ‪:‬‬ ‫عاش���ت ليبي���ا ي���وم اجلمع���ة املاض���ي ‪2013/11/15‬‬ ‫ي���وم حزي���ن و كئي���ب ج���داً حي���ث س���قط العديد من‬ ‫الضحاي���ا و اجلرحى يف مظاه���رة اجلمعة اليت مسيت‬ ‫بــ (اجلمعة الدامية) حيث نادى البعض بالتظاهر أمام‬ ‫مق���ار الكتائب املس���لحة يف العاصم���ة الليبية طرابلس‬ ‫واملطالبة بإسقاط تلك الكتائب ‪ ,‬حدث على إثره صدام‬ ‫دم���وى أودى حبياة العديد من الليب�ي�ن وفق احصاءات‬ ‫غ�ي�ر متاح���ة ‪ ,‬وخ�ل�ال س���اعات تدهور الوض���ع األمين‬ ‫بشكل سريع وس���يء للغاية وبدأت تلوح يف ُ‬ ‫األفق بوادر‬ ‫ح���رب أهلية بني املدن يف ليبيا ‪ ,‬وصرنا نرتقب نش���وبها‬ ‫ب�ي�ن الفينة واألخ���رى‪ ,‬فتحت الس���لطات الليبية أبواب‬ ‫التحقيق يف األحداث ولكن ونظراً لوجود أزمة ثقة بني‬

‫املواطن اللييب و حكومته ‪ ,‬ش���كك الكثري من الليبيون يف‬ ‫نزاه���ة التحقيق و بإعتبار ليبيا عضو يف منظمة األمم‬ ‫املتحدة و الزالت تنظوي حتت البند الس���ابع من ميثاق‬ ‫األمم املتحدة وبصفيت مواطن لييب وناش���ط سياس���ي‬ ‫‪ ,‬أطالبك���م بتش���كيل جلن���ة مس���تقلة هدفه���ا التحقيق‬ ‫يف القضي���ة وما جرى ذل���ك اليوم والوص���ول إىل كل‬ ‫األط���راف املتورطة يف ه���ذه اجلرمية الش���نيعة و فقاً‬ ‫للقوان�ي�ن املعمول بها يف هذا الش���أن وحس���ب إتفاقيات‬ ‫األمم املتحدة املتمتعة باملوضوعية واحليادية الدولية‪.‬‬ ‫تقبلوا فائق احرتامي وتقديري‬ ‫د‪ .‬امساعيل عبد اجمليد احمليشي‬ ‫حررت بتاريخ ‪2013/11/17‬‬

‫النتائ���ج ‪ ،‬فمص���ر دول���ة مؤسس���ات واهلوي���ة‬ ‫املصرية متجذرة حتى النخاع لدى املصريني‬ ‫مجيعاً ‪.‬‬ ‫أما احلالة الليبية فهي يف تش���ظي وتيه ‪ ،‬فال‬ ‫مؤسس���ات حاض���رة وال انتماء مرتس���خ حيث‬ ‫الشخصية واهلوية الليبية حتللت إىل عوامل‬ ‫أولية كالع���رق والقبيلة واملنطقة والعالقة‬ ‫مع الس���لطة احلاكمة ‪ ،‬إن هياكل "الدولة"‬ ‫هش���ة ج���داً وال تتحم���ل اي ضغط ش���عيب ال‬ ‫يق���دم بدي���ل أو خارط���ة طري���ق ‪ .‬فدعوات ‪9‬‬ ‫نوفم�ب�ر ه���ي قف���ز يف اهل���واء ‪ ،‬فلم نس���مع أو‬ ‫نق���راء هلا خارطة طري���ق أو برنامج أو خطة‬ ‫عمل ب���ل دع���وات مفتوحة للتظاه���ر لن تزد‬ ‫املشهد إال إرباك وضبابية ال سيما وأن هناك‬ ‫من ه���و مرتبص الخ�ت�راق تل���ك املظاهرات ‪،‬‬ ‫أنا ال اش���كك مطلقاً يف صدق توجه ش���باب ‪9‬‬ ‫نوفمرب ولس���ت ض���د األه���داف املرفوعة لكن‬ ‫علينا أن ننظر إىل الوس���يلة نظرتنا للهدف ‪.‬‬ ‫إن املب���ادرات اليت ميكن الركون إليها والبناء‬ ‫عليها هي دعوات احل���وار املختلفة ‪ ،‬ويا حبذا‬ ‫لو توحدت وأخذت طابعاً مؤسس���اتياً فاحلوار‬ ‫آلي���ة للمواجهة املباش���رة مع ال���ذات رغبة يف‬ ‫التوصل إىل حلول جذرية ملش���كالت ال ميكن‬ ‫حلها إال من خالله ‪ ،‬فهل يكون لنا من تونس‬ ‫العربة وه���ل حناكي التجربة التونس���ية ؟‪.‬‬ ‫غري متناس�ي�ن أن من كتب نشيد االستقالل‬ ‫التونس���ي البش�ي�ر العرييب ومن كتب نشيد‬ ‫القذايف املصري عب���د اهلل مشس الدين‪.‬ــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2013/11/1‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫‪21‬‬

‫‪ 14‬دار للنشر رفضت توزيعه‪.‬؛(املثقفون املزيفون ) كتاب فرنسي جيتاح‬ ‫السوق الفرنسية بـ‪ 200‬ألف نسخة !‬ ‫حق���ق كتاب"املثقف���ون املزيف���ون‪...‬‬ ‫االنتص���ار اإلعالم���ي خل�ب�راء الك���ذب‬ ‫والتضلي���ل"‪ ،‬أو املثقف���ون املرتزق���ة‬ ‫كما يس���ميهم‪ ،‬للكات���ب واألكادميي‬ ‫الفرنس���ي "باس���كال بونيف���اس"‪،‬‬ ‫رئي���س "معه���د العالق���ات الدولي���ة‬ ‫واالس�ت�راتيجية "يف باري���س‪ ،‬رق���م‬ ‫مبيعات وصل س���تني ألف نس���خة بعد‬ ‫بضع���ة أش���هر م���ن ص���دوره يف الع���ام‬ ‫‪ ،2011‬ومئ�ت�ي ألف نس���خة بعد أقل‬ ‫م���ن عام�ي�ن على نش���ره‪ ،‬رغ���م أن ‪14‬‬ ‫دارا للنش���ر رفض���ت نش���ره‪ ،‬ورغ���م أن‬ ‫وسائل اإلعالم الفرنس���ية التقليدية‪،‬‬ ‫من صحف وبرامج سياس���ية وثقافية‬ ‫يف احملطات الفضائي���ة‪ ،‬جتاهلته على‬ ‫حنو شبه كلي‪ .‬وال يزال الكتاب حيتل‬ ‫الرق���م ‪ 2‬يف قائم���ة مبيعات مؤسس���ة‬ ‫"فن���اك"‪ ،‬املؤسس���ة الفرنس���ية األكثر‬ ‫ش���هرة يف بيع الكتب واملواد اإلعالمية‬ ‫املق���روءة واملس���موعة واملرئي���ة‪ ،‬واليت‬ ‫متل���ك املئات م���ن نوافذ البي���ع الكربى‬ ‫على امتداد األراضي الفرنسية‪.‬‬ ‫الكتاب مكرس ملناقش���ة أنشطة وأفكار‬ ‫س���بعة م���ن املثقف�ي�ن واإلعالمي�ي�ن‬ ‫الفرنس���يني األكثر ش���هرة يف فرنسا‬ ‫والع���امل الفرانكفون���ي ‪ ،‬وبعضه���م‬ ‫معروف على نطاق دولي‪ ،‬يش�ت�ركون‬ ‫مجيع���ا يف أنه���م صهاين���ة أو يدورون‬ ‫يف فل���ك اللوبي الصهيوني الفرنس���ي‪،‬‬ ‫ويف الرتوي���ج للسياس���ات األمريكي���ة‬ ‫واألطلس���ية واإلس���رائيلية؛ وهم األب‬ ‫الروحي الشهري "للربيع العربي" برنار‬

‫هن���ري ـ ليفي "مثقف التزوير األعظم‬ ‫يف ه���ذا العصر‪ ،"..‬وفق توصيف الكاتب‬ ‫‪ ،‬وألكسندر أدلر‪ ،‬وكارولني فورست ‪،‬‬ ‫واجلزائري األصل "حممد سيفاوي"(‬ ‫امس���ه احلقيق���ي‪ :‬مج���ال ش���يفونة)‪،‬‬ ‫وتريي���ز دلب���ش ‪ ،‬فريدريك آنس���يل‪ ،‬و‬ ‫فرانسوا هيزنبريغ وفيليب فال‪.‬‬ ‫ي���دور الكت���اب ح���ول حم���ور أساس���ي‬ ‫يتعل���ق باالرتباط���ات املش���بوهة‬ ‫هل���ؤالء بالدوائ���ر األمنية والسياس���ية‬ ‫وختليهم دور"املثقف النقدي"‪ ،‬باملعنى‬ ‫الس���ارتري‪ ،‬وحتوهل���م إىل مرتزق���ة‬ ‫مهمتهم األساس���ية النصب واالحتيال‬ ‫عل���ى الرأي الع���ام من خ�ل�ال الرتويج‬ ‫ألكاذي���ب يف قوال���ب ثقافي���ة به���دف‬ ‫إعادة تش���كيله وقولبته وتوجيهه حنو‬

‫قناع���ات أيديولوجي���ة أحادي���ة البع���د‬ ‫تذكرن���ا مبق���ول "اإلنس���ان ذو البع���د‬ ‫الواحد" هلربرت ماركوزي‪.‬‬ ‫يق���ول بونيف���اس إن فك���رة فض���ح‬ ‫املثقف�ي�ن املزيف�ي�ن‪ ،‬أو املرتزق���ة كما‬ ‫يس���ميهم‪ ،‬الس���يما منهم برنار هنري‬ ‫ـ ليف���ي (اليهودي الصهيون���ي)‪ ،‬راودته‬ ‫من���ذ ف�ت�رة طويل���ة م���ن مواكبت���ه‬ ‫تدم���ر‬ ‫هل���م وملواقفه���م املخزي���ة ال�ت�ي ّ‬ ‫الدميقراطية و ُتهدد اإلعالم‪ .‬ويؤكد‬ ‫بونيف���اس يف مقدمت���ه للكت���اب َّ‬ ‫أن‬ ‫ع���دم النزاهة الفكرية هل���ا جنومها يف‬ ‫فرنس���ا اليوم‪ ،‬وهم حيظون بالتكريس‬ ‫قدر‬ ‫اإلعالمي ويش�ت�ركون يف‬ ‫ِ‬ ‫تغذية ٍ‬ ‫كبري م���ن اخلوف غ�ي�ر العقالني من‬ ‫خط���ر إس�ل�امي مزع���وم يمُ ّثل ع���دواً‬ ‫ٍ‬

‫مش�ت�ركاً للع���امل ُ‬ ‫احل��� ّر‪ ،‬لكنه���م ال‬ ‫يرتددون يف دعم احلركات اإلسالمية‬ ‫اإلرهابي���ة الفعلية اليت تديرها أجهزة‬ ‫االستخبارات الغربية‪ ،‬كما فعل ليفي‬ ‫وأدلر وبرنار كوش���نري يف أفغانستان‪،‬‬ ‫أو تربي���ر غزو بل��� ٍد ما وتدم�ي�ره كما‬ ‫حصل يف العراق حبجة وجود أس���لحة‬ ‫دمار ش���امل‪ ،‬أوكم���ا ميكن أن حيصل‬ ‫اآلن يف بلدانن���ا العربي���ة الرازح���ة يف‬ ‫ربيعه���ا األس���ود حت���ت ذرائع أس���لحة‬ ‫كيميائية أو انتهاكات حقوق إنسان‬ ‫أو تطهريات عرقية‪.‬‬ ‫باس���كال يونيف���اس أكادمي���ي ب���ارز‬ ‫يف فرنس���ا‪ ،‬ومثق���ف نق���دي باملعن���ى‬ ‫الس���ارتري‪ ،‬وأح���د أب���رز احمللل�ي�ن‬ ‫االس�ت�راتيجيني الفرنس���يني‪ ،‬أص���در‬

‫غالف الطبعة العربية‬

‫باسكال بونيفاس‬

‫غالف الطبعة الفرنسية‬

‫العديد من األعمال الالفتة لعل أهمها ‪:‬‬ ‫" فهم العامل"‪" ،‬ملاذا ّ‬ ‫كل هذه الكراهية"‪،‬‬ ‫و" حنو احل���رب العاملي���ة الرابعة" وهو‬ ‫كت���اب ينتقد في���ه أطروح���ة " صدام‬ ‫احلض���ارات" لصموئي���ل هيتنغت���ون‪،‬‬ ‫وكت���اب" م���ن جي���رؤ عل���ى نق���د‬ ‫اس���رائيل"‪ .‬و "املثقفون النزيهون" الذي‬ ‫يعاجل فيه مخس عش���رة حالة مضادة‬ ‫إذا جاز التعبري تش���كل نقيض املثقفني‬ ‫املرتزقة الس���بعة املش���ار إليه���م‪ .‬وعلى‬ ‫رأس هؤالء"املثقف�ي�ن الش���رفاء"‪ ،‬كما‬ ‫يسميهم‪ ،‬رجييس دوبريه‪ ،‬األشهر من‬ ‫أن يعرف‪ ،‬وجان بوبريو املتخصص يف‬ ‫العلماني���ة والربوتس���تانتية‪ ،‬وصديق‬ ‫حممد أرك���ون ‪ ،‬واملفكر السويس���ري‬ ‫ج���ان زيغل�ي�ر ال���ذي أمض���ى حياته يف‬ ‫مهامج���ة العومل���ة الغربي���ة اجلائ���رة‬ ‫اليت جت���وع بلدان اجلن���وب‪ ،‬وأوليفييه‬ ‫موجن���ان ال���ذي ق���ال "إن املثق���ف غري‬ ‫التلفزيون���ي ه���و جن���س يف طري���ق‬ ‫االنق���راض حت���ى ول���و كان أك�ب�ر‬ ‫عبق���ري يف الع���امل"‪ ،‬وأدغ���ار م���وران‪،‬‬ ‫وتودوروف‪ ،‬وستيفان هيسيل‪.‬‬ ‫تبقى اإلش���ارة إىل أن كتاب "املثقفون‬ ‫املزيفون" صدر عن "دار ورد" يف دمشق‬ ‫مؤخرا يف ترمج���ة عربية‪ ،‬وحقق رقم‬ ‫مبيع���ات معق���وال نس���بيا يف مع���رض‬ ‫الش���ارقة للكتاب يف اإلمارات العربية‪،‬‬ ‫قياس���ا مببيع���ات الكت���ب ال�ت�ي جتت���اح‬ ‫الع���امل العربي منذ ثالث���ة عقود على‬ ‫األقل!‪.‬‬

‫اجمللس األعلي للثقافة ينعي‬ ‫( الفنان املوسيقار سليمان بن زبلح )‬ ‫بقل��وب مؤمن��ة بقضاء اهلل وقدره ينع��ي اجمللس األعلي للثقاف��ة فنان ليبيا‬ ‫الكبري املوس��يقار س��ليمان عمر بن زبلح الذي إنتقل إلي جوار ربه يوم األحد‬ ‫املوافق ‪ 2013 / 11 / 17‬بعد مسرية طويلة زاخرة باإلبداع والعطاء ‪.‬‬

‫الفنان يف سطور ‪:‬‬ ‫•امللحن الفنان س���ليمان بن زبلح من مواليد مدينة بنغازي س���نة ‪ ، 1933‬يعترب من أش���هر‬ ‫عازيف آلة األكورديون وأول من أدخل هذه اآللة إلي قسم املوسيقي يف بنغازي‪.‬‬ ‫•كانت املوسيقي هوايته منذ الصغر حيث بدأ بعزف آلة الناي ثم حتول إلي آلة األكورديون‬ ‫‪،‬عاصر الفنان علي الش���عالية يف مسريته الفنية مع مسرح الفن الربقاوي للتمثيل واملوسيقي‬ ‫س���نة ‪ ، 1954‬ثم مع الراديو حتت إشراف اإلدارة الربيطانية يف ذلك الوقت حمدودة اإلنتشار‬ ‫داخل مدينة بنغازي يف فرتة ال تزيد عن نصف ساعة لثالثة أيام يف األسبوع ‪.‬‬ ‫•يف الع���ام ‪ 1957‬ش���ارك م���ع كوكب���ة م���ن املوس���يقيني بعد إفتت���اح اإلذاع���ة الليبية منذ‬ ‫إنطالقتها كعازف علي آلة الناي ‪.‬‬ ‫•يف العام ‪ 1961‬أرس���ل إلي تونس يف دورة موس���يقية ملدة س���نة ‪ ،‬وعند عودته حاول تعلم‬ ‫الع���زف علي آل���ة األكورديون وس���اعده يف إقتناء اآللة الفن���ان الراحل علي أبو الس���عيد وقام‬ ‫بتحويلها إلي نغمات شرقية حيث أصبح العازف الرئيسي بالفرقة علي هذه اآللة ‪.‬‬ ‫•أعتمد كملحن بقس���م املوس���يقي وقدم أول أغنية لإلذاعة غناها املطرب الراحل إبراهيم‬ ‫ص���وان بعن���وان ( فتح���ي ي���ا وردة ) وذل���ك س���نة ‪ ، 1962‬ق���دم بعده���ا جمموعة م���ن األحلان‬ ‫بأص���وات ليبي���ة منهم حممد صدق���ي ‪ -‬حممد صالح – أمحد كام���ل – حممد جنم – علي‬ ‫الش���عالية – حمم���د الزرقاني وغريه���م كذلك املطرب���ة اللبنانية ليلي مط���ر يف أغنية ( نور‬ ‫القمر ) ‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيد بواسع رمحته وأسكنه فسيح جناته وأهلم أهله ثواب الصابرين ‪.‬‬ ‫إنا هلل وإنا إليه راجعون‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬

‫خليل العرييب‬

‫فنان من بالدي‬ ‫ريم العبدىل‬

‫الفنان والكاتب‬

‫الراحل حممد حممد إدريس‬ ‫مجي���ل ان نرجع بذاكرتنا اىل ال���وراء لنتذكر‬ ‫اشخاصا قدموا للساحة الفنيه الكثري والعديد فان‬ ‫غادروا احلي���اة فإعماهلم مازال���ت خالدة تذكرنا‬ ‫بهم فا الفن���ان الراحل حممد ادري���س من مواليد‬ ‫مدين���ه بنغ���ازى ع���ام ‪1937‬وم���ن الرعي���ل االول‬ ‫الذى شارك فى مسريه الفن بدايته مع مسرح مع‬ ‫رجب البكوش حيث م���ارس التمثيل وكان حمبا‬ ‫للمس���رح من���ذ بدايته ع���ام ‪ 1954‬كما كان من‬ ‫املؤسس�ي�ن للمسرح الش���عبى فى بداية تكوينه عام‬ ‫‪ 1961‬وال���ذى كان امتداد لفرقه رجب البكوش‬ ‫والت���ى كانت تس���مى فرقه الف���ن الربقاوى تضم‬ ‫العدي���د م���ن الفنان�ي�ن م���ن كل االل���وان (الفنان‬ ‫‪,‬املوس���يقى ‪ ,‬التمثيل ) ومع بداية الس���تينات اجته‬ ‫حممد ادريس لكتابه للمس���رح ولك���ن ابتعاده عن‬ ‫مدين���ه بنغ���ازى للعم���ل ف���ى طرابلس ح���ال دون‬ ‫اس���تمرارية عطائ���ه للمس���رح وبع���د عودت���ه م���ن‬ ‫طرابل���س عمل با اجلامعه الليبيه فى بدايه عملها‬ ‫وكان يعمل بوطيفه حماس���ب با اجلامعه الليبيه‬ ‫ف���ى بنغازى ثم انتقل للعمل با االذاعه عام ‪1970‬‬ ‫وكون مع املرحوم الفنان حممد السوكنى قسم‬ ‫للتمثيل املس���موع ثم املرئى وتوىل رئاس���ة القسم‬ ‫وقدم جمموعه من التمثليات والربامج املسموعة‬ ‫واملرئية اشهرها من حياه الناس ومسلسل حديدان‬ ‫وحدهم ثم توىل اداره التمثيل واملوسيقى وكانت‬ ‫عالقته با املس���رح الشعبى من خالل توليه منصب‬ ‫عض���و جمل���س االداره ث���م ام�ي�ن الش���ئون الفنيه‬ ‫ب���ا املس���رح وتوىل با االذاعه رئاس���ة قس���م الربامج‬ ‫االجتماعية ‪ ,‬وبعدها ذهب فى دوره اىل مجهوريه‬ ‫مصر العربية ملده اش���هر لدراس���ة السيناريو ومن‬ ‫اهم املسلس�ل�ات الت���ى كتبها للمرئية مسلس���ل (‬ ‫اليتيم���ة ) ش���ارك فيه جمموعه م���ن جنوم مصر‬ ‫امث���ال حمم���ود املليجى وس���ناء مجي���ل ومسيحة‬ ‫اي���وب وص�ل�اح قابي���ل وغريهم من جن���وم الصف‬ ‫االول كم���ا كت���ب للمس���رح الش���عبى والوطنى‬ ‫جمموع���ه م���ن املس���رحيات منه���ا املضطه���دون‬ ‫الت���ى نال���ت الرتتي���ب االول ف���ى مهرجان املس���رح‬ ‫ومس���رحيه حن���ن ال ن���زرع القعم���ول ومس���رحيه‬ ‫الغيطه ومس���رحيه مربوك عرس بوك للمس���رح‬ ‫العرب���ى ومس���رحيه عن���وان البي���ت هال للمس���رح‬ ‫الوطن���ى ومس���رحيه الش���قه جوه���ا هله���ا وق���دم‬ ‫للمس���موعة عدة سهرات ومسلسالت كان اخرها‬ ‫وبع���د وفاته مسلس���ل االد ل���ه وقد ح���اول كتابه‬ ‫االغني���ه فكتب اعنيه لألطفال بعن���وان (دوددش )‬ ‫وأغني���ه ديني���ه بعنوان يا فا طمه بن���ت وهب غناها‬ ‫الفنان حمم���د صدقى وقد كانت حياته مليئة با‬ ‫الكتابات للمسرح واملرئية واملسموعة ومت تكرميه‬ ‫ف���ى مهرجان املس���رح فى دورته السادس���ة وانتقل‬ ‫اىل رمحه اهلل يوم ‪23‬ـ‪5‬ـ‪ 1999‬م‬

‫تسونامي تفتتح أيام قرطاج املسرحية‬ ‫مبش���اركة أكث���ر م���ن ‪ 90‬عم�ل�ا‬ ‫مس���رحيا من تون���س وال���دول العربية‬ ‫والصديق���ة املش���اركني يف ال���دورة‬ ‫السادسة عش���ر أليام قرطاج املسرحية‬ ‫اليت إنطلقت يوم ‪ 22‬من ش���هر نوفمرب‬ ‫وس���تتواصل ح�ت�ي ي���وم ‪ 30‬م���ن ه���ذا‬ ‫الش���هر ‪ .‬وأقيم حفل اإلفتتاح باملس���رح‬ ‫البل���دي بالعاصم���ة تونس مبس���رحية‬ ‫(تس���ونامي ) للمخرج فاضل اجلعاييب‬ ‫واحلفل اخلتامي س���يكون مبسرحية (‬ ‫نوارة امللح ) للمخرج علي اليحياوي ‪.‬‬ ‫وتش���هد م���دن سوس���ة والق�ي�روان‬ ‫وصفاق���س وقفص���ة ومدن�ي�ن عروضا‬ ‫جانبي���ة للف���رق املش���اركة ‪ ،‬كم���ا‬ ‫س���تنظم ندوت�ي�ن مس���رحيتني األولي‬ ‫بعنوان ( الفن والدي���ن ) والثانية واليت‬ ‫تش���رف عليها اهليئة العربية للمس���رح‬

‫ستكون بعنوان ( املسرح التونسي همزة‬ ‫وصل )‪.‬‬ ‫كما يتضمن الربنامج العام عروضا‬

‫ملسرح الطفل ومسرح اهلواة إضافة إلي‬ ‫عروض احملرتفني ‪.‬‬

‫عطية حمسن‪ ..‬من اصوات الزمن اجلميل‬ ‫عبد السالم الزغييب‬ ‫الفن���ان عطية حمس���ن م���ن املطربني‬ ‫الليب�ي�ن املبدع�ي�ن‪ ،‬وم���ن االص���وات‬ ‫اجلميل���ة ال�ت�ي اطربت املس���تمعني‪ ،‬يف‬ ‫فرتة الس���بعينات و كان له الكثري من‬ ‫االعمال الناجحة‪...‬‬ ‫امس���ه احلقيق���ي ه���و عطي���ة ف���رج‬ ‫العمامي مواليد مدينة درنة بليبيا عام‬ ‫‪1942‬‬ ‫ب���دأ حيات���ه موظف���اً بالربي���د القدي���م‬ ‫بش���ارع عب���د املنع���م ري���اض ببنغازي‪،‬‬ ‫وكان يعمل ويدرس كطالب نظامي‬ ‫يف الفرتة الصباحية والتحق باجلامعة‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬وحتص���ل عل���ى ليس���انس‬

‫التاريخ‪ ..‬بعد خترجه عمل مدرساَ ملادة‬ ‫التاري���خ باملرحل���ة الثانوي���ة مبدرس���ة‬ ‫شهداء يناير مبدينة بنغازي‪.‬‬ ‫ث���م تكليفه برئاس���ة قس���م املوس���يقى‬ ‫ال���ذي ت���واله ملدة عام�ي�ن قدم القس���م‬ ‫خالهل���ا العدي���د م���ن األعم���ال اليت ال‬ ‫زالت تردد إىل يومنا هذا‪.‬‬ ‫شارك بالعديد من املهرجانات الدولية‬ ‫لألغني���ة وغن���ى يف املغ���رب‪ ،‬ويف زائري‬ ‫‪ ،‬لبن���ان ‪ ،‬مص���ر‪ ..‬وم���ن أش���هر أعماله‪،‬‬ ‫(واط���ي النظ���ر‪ ،‬بعي���د ال���دار‪ ،‬كالم‬ ‫الن���اس‪ ،‬ما حتكيل���ي‪ ،‬عاهدني ع احلب‪،‬‬ ‫ل���و بود قليب ‪ ،‬بعد حنيب���ه‪ ،‬الغربة‪ ،‬أيام‬

‫الزهاء‪ ،‬احلب الل���ي عارفة‪ ،‬أنت األمل‪،‬‬ ‫هالل العيد‪ ،‬يارب سبحانك‪ ،‬على شط‬ ‫احلرية‪)..‬‬ ‫من اغاني الفنان الراحل عطية حمسن‪:‬‬ ‫ليش ماشي ؟ مش داري بيا‬ ‫و مواطي عيونك‬ ‫يا زين سّلم ‪ ..‬رد اخلري عل ّيا‬ ‫راك غالي ‪..‬راك غالي‪..‬‬ ‫واجد ع العني راك غالي‬ ‫واجد ع العني‬ ‫أغنية ‪ :‬ما حتكيلي‬ ‫كلمات الراحل ‪ :‬عبد الس�ل�ام زقالم‪/‬‬ ‫حلن شعيب قديم‬

‫أوسكار شريف ألجنلينا جولي‬ ‫تس���لمت النجم���ة العاملية إجنلينا‬ ‫جول���ي جائ���زة أوس���كار ش���رفية ع���ن‬ ‫جممل أعماهلا اإلنس���انية اليت قدمتها‬ ‫ط���وال الس���نوات املاضي���ة مدافع���ة‬ ‫ع���ن حق���وق امل���رأة وحمارب���ة اجملاعة‬ ‫يف أفريقي���ا ورعاي���ة النازح�ي�ن ج���راء‬ ‫احل���روب األهلي���ة ‪ ،‬وكان���ت الفنان���ة‬

‫جولي ق���د خصصت ج���زءا كبريا من‬ ‫وقته���ا وحياته���ا لألعم���ال اإلنس���انية‬ ‫بدافع شخصي وخارج ساحات التمثيل‬ ‫لتصبح مبعوثة األمم املتحدة لش���ئون‬ ‫الالجئني بعد أن كانت سفرية لألمم‬ ‫املتح���دة للنواي���ا احلس���نة مل���دة عش���ر‬ ‫سنوات ‪.‬‬ ‫وقام بتسليم األوسكار الشريف بإسم‬ ‫األكادميي���ة املاحنة جلوائز الوس���كار‬ ‫املخرج العاملي جورج لوكاس حبضور‬ ‫حشد من جنوم الفن العامليني ‪.‬‬ ‫وكان���ت أجنلين���ا خ�ل�ال تطوعه���ا‬ ‫لألعمال اإلنس���انية قد زارت خميمات‬ ‫الالجئني الس���وريني يف تركيا ولبنان‬ ‫واالردن العام ‪ 2012‬وأسهمت مباليني‬ ‫ال���دوالرات لدعم جهود األمم املتحدة ‪،‬‬ ‫س���بق ألجنلينا جولي أن حتصلت علي‬ ‫جائ���زة األوس���كار العاملي���ة يف جم���ال‬ ‫التمثيل السينمائي العام ‪. 1999‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫طاهر خواجة املدافع اهلادئ و قلب‬ ‫دفاع االهلي يف ستينيات القرن املاضي‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫عرفت���ه يف س���تينيات الق���رن املاض���ي‬ ‫‪،‬كان صديقا مقربا ملدافع النجمة الرائع‬ ‫عوض خمل���وف ‪،‬كن���ا نس���كن مجيعا يف‬ ‫ش���ارع بن عيسى ذلك الشارع الذي ينحدر‬ ‫من سوق اجلريد و حتى سوق بوغولة ‪.‬‬ ‫كن���ا نلتق���ي يومي���ا عل���ى (عتبة)منزل‬ ‫صديقن���ا ع���وض خملوف و كن���ا حنكي‬ ‫عن الكرة بشغف و حب كبريين ‪.‬‬ ‫كان طاه���ر خواج���ة الع���ب م���ن ط���راز‬ ‫جي���د و ال اغال���ي لكم ان���ه كان من افضل‬ ‫املدافع�ي�ن الذي���ن يلعب���ون ك���رة الق���دم‬ ‫بعقوهل���م قبل اقدامهم مثل مدافع االهلي‬ ‫يف اخلمسينات حممد جعودة ‪.‬‬ ‫كان���ت لياقته جيدة فه���و طويل القامة و‬ ‫جييد االرتقاء و قطع الكور العالية برأسه‬ ‫‪،‬كذل���ك كان جييد الرقابة الش���خصية‬ ‫على املهاج���م رقم (‪)9‬و جييد ايضا مترير‬ ‫الكرة اىل العيب الوسط و مبنتهى اهلدوء ‪.‬‬ ‫شاهدته يف عدة مباريات يلعب يف وسط‬ ‫امللع���ب فهو جييد مترير الك���رة و صناعة‬ ‫اهلجمة فهو ايضا صانع العاب جيد ‪.‬‬ ‫كان���ت بداياته يف فريق التحدي و لعب‬ ‫ب���ه مومس�ي�ن ث���م انتق���ل الفري���ق االهلي‬ ‫ليلع���ب بقية عمره الرياضي و ليعانق مع‬ ‫اجمل���د و الش���هرة و يفوز مع���ه بالبطوالت‬ ‫‪ ..‬كان يتمت���ع ب���روح مرح���ة و اخ�ل�اق‬ ‫رياضي���ة عالي���ة و مل خي���رج يف حيات���ه‬ ‫بالبطاقة احلمراء من امللعب ‪.‬‬ ‫كن���ا نع���رف ان جنس���يته تونس���ية و‬ ‫لكنه رمب���ا ولد يف مدينة بنغ���ازي و رمبا‬ ‫ج���اء اليه���ا صغ�ي�را و يف كلت���ا احلالت�ي�ن‬ ‫ش���رب من مياهها و احبها و عش���قها مثلنا‬ ‫و مل نكن نش���عر اطالق���ا باختالفه عنا بل‬ ‫كن���ا مجيعا اخوة و اصدقاء و ابناء مدينة‬ ‫واحدة و شارع واحد (شارع بن عيسى )‬ ‫كان دائم���ا يق���ول ل���ي س���نراك يف‬ ‫البطول���ة العربية القادم���ة اليت كان من‬ ‫املق���رر هلا ان تق���ام يف ليبيا ع���ام ‪ 1969‬و‬ ‫لكن حدوث االنقالب املشؤم جعلها تتأجل‬ ‫‪ ..‬بل و تلغى متاما ‪.‬‬ ‫طاهر خواجة اختري مرات عديدة ملنتخب‬ ‫بنغازي و لكنه مل يلع���ب للمنتخب اللييب‬ ‫ألن���ه مل يك���ن لديه اجلنس���ية الليبية و لو‬ ‫كانت لديه اجلنس���ية لش���ارك يف الدورة‬ ‫العربي���ة الثالثة اليت اقيمت يف املغرب عام‬ ‫‪ 1961‬م ‪.‬‬ ‫عندما ج���اء اىل بنغازي املدرب االجنليزي‬ ‫الكبري(طومس���ون)يف ع���ام ‪ 1968‬ق���رر‬ ‫طاه���ر خواج���ة االعتزال و عم���ره ثالثني‬ ‫عاما و لك���ن املدرب طومس���ون قال إلدارة‬ ‫االهل���ي بأنه يرغب يف االبق���اء على طاهر‬ ‫خواجة ألنه يشكل اخلربة يف دفاع االهلي‬ ‫و ألن���ه ميل���ك روح القي���ادة قي���ادة خ���ط‬ ‫الظهر ‪ ..‬و فعال لعب طاهر خواجة موسم‬ ‫غ�ي�ر ع���ادي لألهلي و ه���و موس���م بطولة‬ ‫اململك���ة الليبية و قدم طاه���ر مباريات يف‬ ‫غاي���ة الروع���ة و االب���داع و العط���اء ‪ .‬فه���و‬ ‫م���ن املدافع�ي�ن اجليدي���ن الذي���ن عرفتهم‬ ‫الك���رة الليبية مثل حممد جعودة و فوزي‬ ‫الرتهوني و عبد الس�ل�ام الورفلي و يزيد و‬ ‫اجلفاري ‪.‬‬ ‫كان ل���ه اصدق���اء كثريين فهو كان‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫حتية إلحتاد‬ ‫الكرة الطائرة‬ ‫كنا قد كتبنا يف العددين املاضيني من هذه‬ ‫الصحيفة ان جناح اي عمل و استمراره البد ان‬ ‫ينطل���ق من خالل منظومة مع���دة وفقا لرؤية‬ ‫علمية و هلا اسرتاتيجية بنيت على االمكانيات‬ ‫و لزمن و لواقعية هلا مراحل و مستهدفات ‪.‬‬ ‫و حنن يف هذا احلديث و يف الوقت الذي كنا‬ ‫نس���تعد فيه ملواصلة املشوار و الرد على السؤال‬ ‫حول هل يس���تطيع مدرب فريقن���ا لكرة القدم‬ ‫ان يع���د لنا فريق���ا وطنينا نف���رح و نفخر به و‬ ‫لكن ع���دم وجود منظوم���ة صحيحة ال حيقق‬ ‫لنا ش���يئا لقد اس���تلمنا ش���ريطا حيمل العنوان‬ ‫التال���ي االحت���اد اللييب للك���رة الطائ���رة جلنة‬ ‫املس���ابقات العام���ة مس���ابقات الك���رة الطائ���رة‬ ‫للموسم الرياضي ‪2014 – 2013‬م‪.‬‬ ‫من اع���داد املهندس فتحي اجلالي رئيس جلنة‬

‫حي���ب اجلمي���ع و اجلميع حيبون���ه و لكن‬ ‫اق���رب االصدق���اء اىل قلب���ه كان���ا عوض‬ ‫خمل���وف و عاش���ور خال���د و كن���ت اراهم‬ ‫دائم���ا يف مصي���ف جليانة ال���ذي كان يف‬ ‫ي���وم م���ن االي���ام ملتق���ى العب�ي�ن مدينة‬ ‫بنغازي حيث كانوا يتس���امرون و يلعبون‬ ‫ف���وق رمال���ه الرائع���ة مباري���ات يف غاي���ة‬ ‫االب���داع (انه ع���امل اخر رحل عنا س���ريعا)‬ ‫حي���ث كان لكل جمموع���ة من االصدقاء‬ ‫حجرة يف املصيف يلتقي فيها االصدقاء و‬ ‫ال يشرتط فيها ان يكونوا من فريق واحد ‪.‬‬ ‫ب���ل كان���وا خليط���ا م���ن كل االندي���ة و‬ ‫كان���ت تربطه���م ذكري���ات و صداق���ة و‬ ‫عالق���ة رياضي���ة طيب���ة و كان البح���ر‬ ‫و الرم���ال و الش���مس هل���ا دور كب�ي�ر يف‬ ‫اس�ت�راحة الالعب�ي�ن اجملهدي���ن م���ن جراء‬ ‫مباريات الدوري الس���اخنة ‪،‬كان الصيف‬ ‫مبثاب���ة اس�ت�راحة بدني���ة و عقلي���ة ل���كل‬ ‫الالعبون اجملهدون‪.‬‬ ‫و لذل���ك كنا نلتقي و نتس���امر و منرح و‬ ‫نلعب الكرة و نتقارب عقليا و روحيا‬ ‫حتي���ة ود و اح�ت�رام و رمح���ة اىل الالعب‬ ‫الرائ���ع و اخلل���وق طاه���ر خواج���ة العب‬

‫و هي مهداة من املرحوم بالنور ارويص‬ ‫الصور املرفقة ‪:‬‬ ‫ص���ورة الالع���ب طاهر خواجة م���ع فريق‬ ‫التحدي و تؤرخ بعام ‪ 1957‬م ‪.‬‬ ‫الوصف من اليمني ‪:‬‬ ‫الواقف باللباس املدني احلارس (املرميي)‬ ‫املرح���وم عبدالعاط���ي اح���داش ‪ ،‬املرح���وم‬ ‫حمم���د اجمل�ب�ري ‪ ،‬املرح���وم مفت���اح فنه ‪،‬‬ ‫املرحوم عل���ي خملوف (ح���ارس مرمى)‪،‬‬ ‫املرح���وم بوعجيل���ة االوجل���ي ‪ ،‬املرح���وم‬ ‫بوبك���ر االش���هب ‪ ،‬املرحوم طاه���ر خواجة‬ ‫‪،‬خالد الغناي ‪ ،‬املرحوم حممد عاشور ‪،‬عبد‬ ‫الواح���د النخ���اط ‪،‬الواقف باللب���اس املدني‬ ‫(املرحوم مهلهل حممد)‬ ‫صورة رقم ‪2‬‬ ‫الالع���ب طاه���ر خواجة مع فري���ق االهلي‬ ‫عام ‪. 1960‬‬ ‫وقوفا من اليمني ‪:‬‬ ‫طاه���ر خواج���ة ‪،‬أمحد بش���ون ‪،‬الس���لطين‬ ‫‪،‬احمليشي ‪،‬حسني الدرسي ‪،‬مصطفى املكي‬ ‫‪،‬احممد الشريف ‪،‬إبراهيم البقرماوي ‪.‬‬ ‫جلوسا من اليمني‬ ‫عبدالس�ل�ام جويل���ي ‪،‬ذي���اب الس���عودي‬

‫مدين���ة بنغ���ازي و االهل���ي و ابن ش���ارعنا‬ ‫ش���ارع بن عيس���ى و ليتغمدنا اهلل برمحته‬ ‫الواسعة انه مسيع جميب ‪.‬‬

‫(جزائ���ري)‪ ،‬يوس���ف ارحوم���ة (ح���ارس‬ ‫مرمى)‪،‬حممد اقعيم ‪،‬حممد اطلوبة ‪.‬‬

‫املس���ابقات باالحتاد اللييب للكرة الطائرة قمنا‬ ‫بتفري���غ الش���ريط و االط�ل�اع عل���ى حمت���واه‬ ‫فوجئنا مب���ا تضمن من رؤية فيه���ا من االبداع‬ ‫ما يلفت النظر و يف���رح القلب ‪..‬ان يصل احتاد‬ ‫رياض���ي لييب اىل هذا املس���توى م���ن التنظيم و‬ ‫اىل هذا التط���ور الفين االداري و الذي احس���به‬ ‫جدي���دا يف رياضتن���ا الليبية ‪..‬عدد املس���ابقات و‬ ‫املواعي���د و وقتها ‪ ..‬التزامات الفرق اخلارجية و‬ ‫كل ما يتعلق بنش���اط ه���ذا االحتاد من خالل‬ ‫برنام���ج حمدد و دقيق بصياغ���ة راقية و الوان‬ ‫رائعة ‪..‬عندها البد من تثمني عمل هذا االحتاد‬ ‫على هذا العمل املبدع و س���نقوم بنش���ر صفحة‬ ‫من ه���ذا الربنامج يف كل عدد م���ن اعداد هذه‬ ‫الصحيفة تقديرا هل���ذا العمل و حتفيزا لبقية‬ ‫االحت���ادات يف نه���ج ه���ذا الفري���ق و لنعط���ي‬ ‫انطباع���ات للع���امل االخ���ر اننا نع���رف النظام و‬ ‫التنظيم و منلك االبداع ‪.‬‬ ‫حتية إلحتاد الكرة الطائرة و جلنة املسابقات ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 133‬نوفمبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.