العدد 134

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪134‬‬

‫) ‪ 9 - 3 ( -‬ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪9 - 330‬‬ ‫‪( -()- 134‬‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫العدد (( ‪) 77‬‬ ‫الثانية‪ -‬العدد‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫حممود جربيل ‪ :‬أطالب بكشف حساب كل من توىل السلطة يف ليبيا بدءا من املكتب‬ ‫التنفيذي إىل حكومة الكيب إىل حكومة زيدان‬

‫احلروب الليبية وقودها الفساد ومطيتها صراع على السلطة!‬ ‫عبداجلليل األكثر شعبية يف ليبيا يليه جربيل ثم زيدان‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫احلروب الليبية وقودها الفساد ‪،‬ومطيتها صراع على السلطة!‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫‪1‬‬‫ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن���ت جالس���اً يف ( االريا ) أي س���احة س���جن احلصان األس���ود بطرابل���س صباح يوم م���ن ختام عام‬ ‫‪1981‬م ‪،‬وجيلس إىل جانيب بشري األملاني ‪،‬وهو جندى أملاني من جيش هتلر حارب يف شرق ليبيا ‪،‬‬ ‫واس���تقر ببنغازي بعد ما تزوج امرأة ليبية ‪ ،‬كل منا س���ج ُ‬ ‫ني رأى ‪ ،‬وكان هو ُمثقفا وانرتوبولوجيا‬ ‫ُمهتما بدراسة اجملتمعات مـن خالل حبثه يف تكوينات اجملتمع الليبـي مما جـاء به اىل السجن ‪ ،‬كما‬ ‫أنا س���ج ٌ‬ ‫ني لكونـي صحفيـا مارقـا !‪ ،‬يف خضم حواراتنا اليومية خطر ببالي س���ؤال فقلت ‪ :‬أنت أملاني‬ ‫َ‬ ‫الش���عب األملاني من خالل سيطرة النازيني وزعامة‬ ‫وعش���ت املأساة اليت أصابت‬ ‫س���ابق ولييب حالي ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫هتلر ‪ ،‬ملاذا تتكرر املأس���اة يف ليبيا رغم أنها ذاقت الويلني ‪،‬اس���تعمار فاش���ي بقيادة موسوليين وحرب‬ ‫عاملية مبشاركة هتلر على أراضيها ‪ ،‬بنغازي مثال تبادلتها قوات احملور وقوات احللفاء مرات أربع ؟‪.‬‬ ‫ورغم اسرتس���الي يف توضيح س���ؤالي عن القذايف واللجان الثورية ‪ ،‬وعن احل���روب الليبية منذ عهد‬ ‫يوس���ف القرمانل���ي حتى الس���اعة يف لبن���ان ‪،‬ونيكارج���وا ‪ ،‬وأوغندا ‪ ،‬وتش���اد والس���ودان ‪ ، ....‬رغم هذا‬ ‫االسرتس���ال مل يُعر انتباه���ا لي ‪ ،‬وأجاب على وحى اخلاطر ودون متعن ‪،‬كأنه كان يعرف الس���ؤال‬ ‫وأن���ه حُمص���ه قبل أن خيط���ر ببالي ‪،‬وأنه بالتال���ي لديـه اجاب���ة ُمقتضبـة وبديهيـة ‪ ،‬قال ‪ :‬الش���عوب‬ ‫متس النار بيديها ‪ ،‬وسكت عن الكالم املباح رغم ُمشاغباتي له مل ينبس شفة ‪.‬‬ ‫كـاألطفال ال بُد أن َ‬ ‫يف حدي���ث ل���ي مع صديق ذكر ‪ :‬أنه كان يتحدث حديث ود مع س���يف االس�ل�ام الق���ذايف حول أن‬ ‫الس���لطة يف ليبيا باتت كجلد الش���اة اليت البد من ذحبها حتى ميكن س���لخها ‪ ،‬فرد وريث الس���لطة‬ ‫اليت كالش���اة ‪ ،‬ووضح قائال ‪ :‬وس���يحصل معى ‪،‬كما حصل مع أبناء يوسف القرمانلي الذين دخلوا‬ ‫يف ح���روب وراثة وأبيهم حيا ‪،‬وقد حوصرت طرابلس وتفرق الليبيون كل مجاعة منهم تقاتل مع‬ ‫واحد من األبناء ضد اجلماعة األخرى‪.‬‬ ‫هكذا تظهر السلطة كمطية هلذه احلروب‪.‬‬ ‫‪2‬‬‫بأقنعة عدة ‪ ،‬فيما يكون وقودها اخلفي كخفاء الش���مس عند س���طوعها‬ ‫لك���ن احلروب دائما تتقنع‬ ‫ٍ‬ ‫هو الفس���اد ‪ ،‬وليبيا ُمنذ عقود مرتع الفس���اد حتى بات يف البالد من الفنون الس���بعة ‪ ،‬وبات الكثري من‬ ‫الليبيني من املفس���دين يف األرض ! ‪ ،‬ولعل هذا دفع الس���يد حممود جربيل أحد قادة املرحلة إىل أن‬ ‫يُطالب بالتحقيق يف مس���ألـة األموال الليبية منذ رئاس���تـه للمجلس التنفيـ���ذي ‪ُ ،‬مرورا باحلكومـة‬ ‫االنتقاليـة اليت رأسهـا عبد الرحيم الكيب ‪،‬وصوال إىل احلكومة املؤقتة اليت يرأسها على زيدان ‪.‬‬ ‫وهذه املطالبة يبينها أننا أمسينا دون حكومة مركزية ‪،‬وأن كل بالد وعزائها ‪،‬وأن كل يغين على‬ ‫لياله فيما العروة الو ثقي البنك الوطين الذي يصدع حياة الليبيني و يُشظيها ‪ ،‬الالدولة يف ليبيا هو‬ ‫احلالة الرئيس���ة ‪ ،‬لكن الدولـة حالـة على اهلامش ‪ ،‬و يف ذات الوقت املركز ‪ ،‬حيث ال س���بيل إىل املال‬ ‫إال بهذه الوسيلـة املُغيبـة احلاضرة بقوة‪.‬‬ ‫ح���زب الفس���اد األقوى من كل مجاعة يف بالد حتى الس���اعة فيها ‪ :‬كل م���ن حتزب خان واحلزبية‬ ‫إجه���اض ل���كل حامل ! ‪،‬وهل���ذا كان القذايف يمُ ارس حروب���ه الصغرية والق���ذرة يف املمكن من املكان‬ ‫النفوس الطموحة عن بيت املال قوته ومضخة دماء وجوده ‪،‬حتى على املس���توى‬ ‫والزمان ‪ ،‬لكي يُبعد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫السياس���ي يف حالت���ه تلك حتول إىل وزير خارجية ‪ ،‬وهو الع���ارف أن األطماع اخلارجية كانت تربر‬ ‫تدخلها بأن الثروة يف الصحراء الليبية بزغت ليد ال تستحقها وهم البدو الليبيون ‪.‬‬ ‫وهل���ذا فإن حزب الفس���اد مدعوم بكل القوى الطامعة من هناك وهنا واآلن ‪،‬هذه املؤسس���ة تتأس���س‬ ‫على اهلدم والفوضى وأال مأسس���ة ألي جانب من احلياة مهما صغر ش���أنه ‪،‬و ذلك يتمظهر يف كل‬ ‫احلالة الليبية ويف كل مس���ألة ‪ :‬التشظي وانعدام األهلية ‪ ،‬وغياب للحيثية وتفاقم وباضطراد ب ّ‬ ‫ني‬ ‫يف سيطرة اجملهول على البالد ‪،‬وبالتالي انعدام املسئولية الذي عليه ال يكون مثة مسئول ‪ ،‬أضحينا‬ ‫الناقم و املن ُقوم عليه ‪ ،‬والساكت واملسكوت عنه‪.‬‬ ‫وه���ذا احلزب االفرتاضي ال كينونة له لكنه يستش���ري كالف�ي�روس يف كيان األمة ‪،‬من هنا ليس‬ ‫من بُد أنه س���يؤدي باجلميع إىل احلالة القذافية اليت عاش���ت ميتة أي احلي امليت ‪ ،‬وقد قام الفنان‬ ‫املس���رحي حممد العالقي بعرض مس���رحي حيمل االس���م وجيس���د حالة هذا احلى امليت من خالل‬ ‫لوحة تشكيلية هي ليبيا ‪ ،‬متور حبياة يف لوحة كل ما فيها جمرد صور يف حني ال حياة ‪.‬‬ ‫اآلن املش���هد حال���ة رع���ب كتلك اللوحة حملم���د العالقي زمن الطاغية ‪ ،‬مس���رحية دموي���ة ما فيها‬ ‫فس���اد يغرس أنيابه ‪ :‬الس�ل�اح يف كل بقعة وميس اجلميع ويفعل فعله ‪ ،‬وليس من جبل يأوي أحد‬ ‫‪ ،‬فاجلزائ���ر حيكمه���ا جيش ليس كمثله ش���يء ‪ ،‬والعراق جيش���ها نصف مليون ‪،‬الس�ل�اح كما هنا‬ ‫وهناك رديف املوت ‪ ،‬واجليوش ال ُتنهض األمم من سباتها يف بالد متسي وتبات على الفساد ‪ ،‬وحرك‬ ‫لعلك توقظ النواما أو كما يقول شاعر الوطن أمحد رفيق املهدوي‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫عبداجلليل األكثر شعبية يف ليبيا يليه جربيل ثم زيدان‬ ‫وكاالت‪ -‬رغم تركه احلكم بعد انتخاب‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام يف الس���ابع م���ن‬ ‫يولي���و ‪ ،2012‬م���ازال املستش���ار مصطفى‬ ‫عبداجللي���ل رئي���س اجملل���س االنتقال���ي‬ ‫س���ابقا‪ ،‬حيظ���ى بش���عبية واس���عة‪ ،‬حي���ث‬ ‫حص���ل عل���ى ثق���ة ‪ %55‬م���ن آراء الذي���ن‬ ‫مشله���م اس���تطالع املعه���د الدميقراط���ي‬ ‫الوطين األمريكي ‪ NDI‬لش���هر سبتمرب‬ ‫املاضي‪.‬‬ ‫وج���اء رئي���س حتال���ف الق���وى الوطني���ة‬ ‫حممود جربي���ل يف املرتبة الثانية بنس���بة‬ ‫‪ ،%38‬فيما احتل رئيس احلكومة احلالي‬ ‫علي زيدان املرتبة الثالثة بنسبة ‪.%18‬‬ ‫ومازال رئيس املؤمتر الوطين العام السابق‬ ‫حمم���د املقريف (‪ )%14‬حيظى بش���عبية‬ ‫أفضل م���ن خلفه ن���وري بوس���همني الذي‬ ‫حاز على ثقة (‪.)%12‬‬ ‫وي���رى مراقب���ون أن ضع���ف ش���عبية‬ ‫رئي���س احلكوم���ة عل���ي زي���دان‪ ،‬ورئي���س‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي نوري بوس���همني س���ببها‬ ‫فش���ل املؤسس���ات احلاكم���ة يف ليبي���ا يف‬ ‫االس���تجابة لتطلعات الرأي العام الداخلي‬ ‫والدولي‪ ،‬يف حس���م ملفات األمن والسالح‬ ‫باعتبارها مفاتيح كل امللفات السياس���ية‬ ‫والتنموية واالقتصادية وغريها‪.‬‬ ‫كم���ا كش���ف االس���تطالع أن ‪ %60‬من‬

‫الليبيني يرون أن أداء املؤمتر ضعيف‪ ،‬رغم‬ ‫أن ‪ %65‬متفائلون بأن حال البالد سيكون‬ ‫أفضل بعد ثالث سنوات‪.‬‬ ‫م���ازال ح���زب حتال���ف الق���وى الوطني���ة‬ ‫حيظ���ى بش���عبية واس���عة يف ليبي���ا‪ ،‬فبعد‬ ‫أن ف���از بأكثرية مقاع���د املؤمتر الوطين‬ ‫العام‪ ،‬زادت ش���عبيته حبسب هذا املسح من‬ ‫‪ %64‬يف ماي���و املاض���ي إىل ‪ %71‬خالل‬ ‫مسح شهر سبتمرب‪ ،‬وحصل حزب العدالة‬ ‫والبناء (الذراع السياسية جلماعة اإلخوان‬ ‫املس���لمني) عل���ى املرتب���ة الثاني���ة بنس���بة‬

‫‪ %14‬فيم���ا حل حزب اجلبه���ة الوطنية‬ ‫ثالثا بنسبة ‪.%04‬‬ ‫الدميقراطية أفضل نظام للحكم‬ ‫وكشف االستطالع أن ‪ %85‬من الليبيني‬ ‫يرون أن الدميقراطية هي أس���لوب احلكم‬ ‫املناس���ب لبلده���م اليوم‪ ،‬ويعت�ب�ر ‪ %89‬أن‬ ‫االنتخابات احلرة والدميقراطية ومحاية‬ ‫احلق���وق واحلري���ات‪ ،‬وانتق���اد الس���لطة‬ ‫احلاكم���ة ه���ي أب���رز مظاه���ر احلي���اة‬ ‫الدميقراطية‪.‬‬ ‫وأظه���ر االس���تطالع أن رب���ع الليبي�ي�ن‬ ‫(‪ )%25‬يؤك���دون عل���ى أن���ه الب���د م���ن‬ ‫التنصيص يف الدس���تور القادم لليبيا على‬ ‫الش���ريعة اإلس�ل�امية‪ ،‬كمص���در وحي���د‬ ‫للتش���ريع‪ ،‬بنس���بة تراجع تق���در بـ ‪%12‬‬ ‫مقارنة مبسح شهر مايو للمعهد‪.‬‬ ‫وأك���د االس���تطالع أن ‪ %78‬من الليبيني‬ ‫يدعمون بقوة ختصيص مقاعد مضمونة‬ ‫للمرأة لضمان متثيلها يف الربملان‪.‬‬ ‫وكشف اس���تطالع الـمعهد الدميقراطي‬ ‫الوط�ن�ي األمريك���ي ‪ NDI‬أن أغلبي���ة‬ ‫الليبي�ي�ن قلق���ون حي���ال الوض���ع األم�ن�ي‬ ‫املتدهور‪ ،‬ويعتربونه م���ن أولويات املرحلة‬ ‫الراهن���ة إضافة إىل مجع الس�ل�اح وإخالء‬ ‫املدن من التشكيالت املسلحة‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫جتمع ليبيا‬ ‫الدميقراطية‬ ‫[ت ل د]‬ ‫البيان رقم (‪)25‬‬

‫ح���ول املواجه���ات الدامي���ة يف بنغ���ازي ي���وم األحد ‪25‬‬ ‫نوفمرب ‪2013‬‬ ‫تابعن���ا يف جتم���ع ليبي���ا الدميقراطي���ة‪ ،‬ببال���غ احلزن‬ ‫واألس���ف‪ ،‬األح���داث اخلط���رة ال�ت�ي وقع���ت يف بنغازي‬ ‫صب���اح اليوم األحد ‪ 25‬نوفم�ب�ر ‪ ،2013‬وراح ضحيتها‬ ‫عدد من الضحايا بني قتيل وجريح‪ ،‬وشهدت مواجهات‬ ‫بالس�ل�اح اخلفيف واملتوس���ط ب�ي�ن أف���راد ينتمون إىل‬ ‫اجلماعة اليت تسمى نفس���ها أنصار الشريعة وعناصر‬ ‫القوات املسلحة الوطنية الليبية‪.‬‬ ‫ولق���د أثارت تصرحي���ات وأحاديث بع���ض قيادات هذه‬ ‫اجلماعة املزيد من مش���اعر القلق عندما أعلنوا بشكل‬ ‫صري���ح ومباش���ر موقفه���م املتش���دد ال���ذي ال يع�ت�رف‬ ‫بالدول���ة واجملتم���ع‪ ،‬ويذه���ب إىل تكفريهم���ا‪ ،‬ويعل���ن‬ ‫احلرب عليهما‪ ،‬ما مل يطبقا (شرع اهلل) كما يفهمونه‬ ‫هم‪.‬‬

‫األمم املتحدة‪ :‬موافقة جملس األمن على إرسال قوات لليبيا مبدئية‬ ‫أوضح���ت بعثة األمم املتح���دة للدعم يف‬ ‫ليبيا‪ ،‬أن املوافقة اليت أبدها جملس األمن‬ ‫الدولي بش���أن طل���ب األمني الع���ام لألمم‬ ‫املتحدة ب���ان كي مون‪ ،‬اخلاص بإرس���ال‬ ‫فري���ق أم�ن�ي حلراس���ة مق���رات البعثة يف‬ ‫طرابل���س‪ ،‬ه���ي موافق���ة مبدئي���ة‪ ،‬وأن‬ ‫ه���ذا التدبري ال���ذي ناقش���ه جملس األمن‬ ‫خالل اجتماعه مساء أمس األربعاء مازال‬ ‫قي���د اإلع���داد‪ ،‬وأنها قد أعلمت الس���لطات‬ ‫الليبي���ة املختص���ة به���ذا األم���ر‪ .‬وأكدت‬ ‫البعث���ة أن األمم املتحدة سرتس���ل كتابا‬ ‫رمسي���ا يطل���ع الس���لطات الليبي���ة عليه���ا‬ ‫طلب���ا للموافقة الالزمة‪ ،‬حس���ب األنظمة‬ ‫واألع���راف الدولي���ة املتبع���ة يف ذل���ك‪.‬‬ ‫وأك���دت البعث���ة جم���دداً عل���ى أن فريق‬ ‫احلراسة لن يكّلف بأي دور يتعدّى املهمة‬ ‫اليت أنش���ئ من أجلها‪ ،‬وأن تش���كيل فريق‬ ‫كه���ذا إج���راء ع���ادي تعتم���ده املنظمات‬

‫الدولي���ة والس���فارات يف ع���دد كب�ي�ر من‬ ‫ال���دول وذل���ك م���ن أج���ل تأمني س�ل�امة‬ ‫العامل�ي�ن يف مقراته���ا‪ .‬وأنه س���يضم عدد‬ ‫من اإلداريني واملس���ؤولني ع���ن اخلدمات‪.‬‬ ‫وتنحص���ر مهم���ة الفري���ق املذك���ور يف‬ ‫محاي���ة مباني املكات���ب واإلقامة جملموعة‬ ‫العامل�ي�ن يف بعث���ة األمم املتح���دة للدعم‬

‫تعزية ومواساة‬

‫يف ليبيا‪.‬‬ ‫يش���ار إىل أن من���دوب الصني ل���دى األمم‬ ‫املتح���دة ق���د قال يف تصرحي���ات صحفية‬ ‫عقب انته���اء االجتماع التش���اوري جمللس‬ ‫األم���ن الدولي‪ ،‬أن اجمللس ق���د وافق على‬ ‫طلب كان قد وجه���ه األمني العام لألمم‬ ‫املتح���دة بان كي مون يطل���ب من خالله‬ ‫املوافق على إرس���ال ق���وات محاية لتعزيز‬ ‫محاي���ة بعث���ة األم���م املتح���دة للدع���م يف‬ ‫ليبي���ا ومقراته���ا يف طرابلس‪ .‬وس���يتكون‬ ‫هذا الفريق من مائتني ومخس���ة وثالثني‬ ‫عنص���راً‪ ،‬وأن���ه س���يكون ل���ه دور يف ح���ال‬ ‫تطلب األمر املس���اعدة على إجالء الرعايا‬ ‫األجان���ب والعامل�ي�ن األمم�ي�ن يف ليبي���ا‪،‬‬ ‫وكذلك مواجهة من مساهم "املتطرفني"‬ ‫إذا لزم األمر‪ ،‬حسبما نقلته وكالة األنباء‬ ‫الفرنسية‪.‬‬

‫(( َيا أَ َّي ُتهَا َّ‬ ‫اض َي ًة َّم ْر ِض َّية َف ْاد ُخِلي فيِ ِع َبا ِدي َو ْاد ُخِلي‬ ‫الن ْف ُ‬ ‫س المُْ ْط َم ِئَّن ُة ْار ِج ِعي ِإلىَ َر ِّب ِك َر ِ‬ ‫َجَّنتيِ )) صدق اهلل العظيم‬ ‫بقل���وب ملؤه���ا اإلميان بقض���اء اهلل وقدره تتقدم أس���رة حترير جري���دة ميادين بأحر‬ ‫التعازي واملواس���اة إىل األس���تاذ ‪ :‬خليل عبداحلميد العرييب املدير اإلداري بصحيفة يف‬ ‫وفاة والده‬ ‫راج�ي�ن م���ن اهلل العل���ي القدير أن يتغمد الفقيد بواس���ع رمحته وأن يله���م ذويه الصرب‬ ‫والسلوان‬ ‫إنا هلل وإنا إليه راجعون‬

‫إن ه���ذه املواجه���ات ال�ت�ي وقع���ت صب���اح الي���وم‪ ،‬تأت���ي‬ ‫كحلقة من سلس���لة حلقات يف مسرية هذه اجلماعة‬ ‫املتشددة املتطرفة‪ ،‬اليت ال تعرتف خبيار الشعب اللييب‬ ‫املتعل���ق بتوجهه لبناء دولة مدني���ة دميقراطية‪ ،‬تكفل‬ ‫جلميع مواطنيها حقوقهم وحرياتهم األساس���ية‪ ،‬ويف‬ ‫مقدمتها حرية الرأي والتعبري‪ ،‬بشرط أن يتم ذلك يف‬ ‫إطار الدستور والقوانني‪ ،‬وبالطرق السلمية املشروعة‪.‬‬ ‫ولق���د حتدثنا منذ زمن ع���ن خطورة وج���ود مجاعات‬ ‫مس���لحة‪ ،‬ال تع�ت�رف بالدول���ة وال بالث���ورة‪ ،‬وحت���اول‬ ‫فرض آرائها وأفكارها على اجملتمع كله بقوة السالح‪،‬‬ ‫ومل تتورع يف س���بيل ذلك ع���ن وضع خمتلف العراقيل‬ ‫يف طري���ق حم���اوالت الدول���ة إع���ادة بناء مؤسس���اتها‬ ‫العسكرية واألمنية‪ ،‬وكان من ذلك استهداف عناصر‬ ‫من ضباط اجليش والش���رطة‪ ،‬وعناصر من النشطني‬ ‫السياسيني باالغتيال والقتل‪.‬‬ ‫وإنن���ا ن���رى أن األم���ر ق���د بل���غ‪ ،‬يف ض���وء م���ا حدث يف‬ ‫طرابل���س يوم اجلمع���ة الدامي���ة يف ‪ 15‬نوفبم���ر‪ ،‬وما‬ ‫ح���دث يف بنغ���ازي الي���وم األح���د ‪ 25‬نوفمرب‪ ،‬ح���داً من‬ ‫اخلط���ورة مل يع���د ممكن���اً الس���كوت عن���ه‪ ،‬أو الرتاخ���ي‬ ‫يف مواجهت���ه وحس���مه‪ ،‬ون���رى أن علينا مجيعاً‪ ،‬س���واء‬ ‫يف أجه���زة الدول���ة الرمسية‪ ،‬أو يف مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫املدن���ي‪ ،‬أن نق���ف صفاً واح���داً إلعالن كلمتن���ا عالية‬ ‫وواضحة‪ ،‬وهي رفض وجود أية أجسام داخل اجملتمع‬ ‫حتمل السالح‪ ،‬خارج نطاق مؤسسيت الدولة املخولتني‬ ‫بذل���ك‪ ،‬وهم���ا‪ :‬اجلي���ش والش���رطة‪ ،‬ونطال���ب املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي بوض���ع ق���راره باخلص���وص موض���ع التنفيذ‬ ‫فوراً‪ ،‬وأن يعجل بتنفي���ذ قانون حتريم وجتريم محل‬ ‫السالح خارج نطاق مؤسسات الدولة املخولة بذلك‪..‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫احلوار الثقايف الرابع حول انتخابات جلنة الستني‬ ‫مدينة الكفرة ـــ ‪ 23‬ـ ‪ 11‬ـ ‪ 2013‬م ‪.‬‬

‫جلنة الستني إرادة التأسيس للوطن‬ ‫يف املوعد ‪ ،‬كانت الكفرة اجلميلة ‪ ..‬املدينة اليت تتوس���د عتبات الصحراء تلك اليت كتبت‬ ‫فص���و ً‬ ‫ال يف كت���اب اجملد وصفحات من نور يف س���فر تاريخ اجلهاد اللي�ب�ي ‪ ..‬الكفرة اليت إن‬ ‫أتي���ت إليه���ا س���حرتك طبيعتها اخلالبة وآس���رتك طب���اع أهلها وغمرت���ك برتحاب جيعلك‬ ‫حتدثها يف ود ‪:‬‬ ‫رائعة أنت أيتها الكفرة ‪...‬‬ ‫يف مدين���ة الكف���رة كان املوع���د مع اللقاء الرابع يف سلس���لة اللقاءات ال�ت�ي يقيمها جملس‬ ‫الثقاف���ة العام بالتع���اون مع املفوضية العليا لالنتخابات ‪ ،‬تلك اللق���اءات احلوارات الثقافية‬ ‫ال�ت�ي يُه���دف من ورائها التعريف بانتخابات جلنة الس���تني ودورها يف كتابة دس���تور ليبيا‬ ‫اجلديدة ‪.‬‬ ‫بالتنسيق مع اجمللس احمللي الكفرة ويف مقر قاعة اجتماعاته أقيمت ندوة بعنوان‬ ‫( جلنة الستني إرادة التأسيس للوطن ) اليت أقيمت يوم السبت املوافق ‪ 23‬نوفمرب ‪2013‬م‬ ‫واليت حضر فعالياتها ً‬ ‫ثلة من أصحاب االختصاص واملهتمني وبعض املرتشحني النتخابات‬ ‫ً‬ ‫جلنة الستني عن مدينة الكفرة ‪ .‬كما حضرها بعضا من أئمة املساجد ومنتسيب مؤسسات‬ ‫العمل املدني ‪.‬‬ ‫الكفرة ‪ /‬علي بورحيل ‪.‬‬ ‫صور عبدالرؤوف األمني وحممد عقوب ‪.‬‬ ‫وقت حرج ومهم ‪:‬‬ ‫البداية كانت بقيام األستاذ اإلعالمي ‪ :‬عبد اهلل‬ ‫سليمان ــ منس���ق حلقة احلوار مبدينة الكفرة ــ‬ ‫الذي استهل حديثه بالرتحيب باحلضور وخص‬ ‫منه���م أعضاء وف���د جملس الثقافة الع���ام مثنياً‬ ‫عل���ى اهتمامه���م حبضور مث���ل ه���ذه الفعاليات‬ ‫ال�ت�ي تأت���ي ضم���ن س���ياق العم���ل عل���ى إجن���اح‬ ‫العملي���ة االنتخابي���ة اخلاصة بلجنة الس���تني ‪،‬‬ ‫ويأت���ي انعقادها يف وق���ت ال ميكن وصفه إال أنه‬ ‫حرج و مهم يف مس���ار وضع أساس���يات ودعامات‬ ‫كي���ان الدول���ة الليبي���ة اجلدي���دة ‪ ،‬مش�ي�راً إىل‬ ‫ٌ‬ ‫كفي���ل‬ ‫أن مث���ل ه���ذه الن���دوات واس���تمراريتها‬ ‫جبع���ل الناخبني وعامة الن���اس على دراية تامة‬ ‫وبينة مباهية جلنة الس���تني وكيفية انتخابها‬ ‫وطريقة عملها يف وضع الدستور ‪.‬‬ ‫ت�ل�ا ذل���ك قي���ام الكات���ب األس���تاذ حس���ام الدين‬ ‫الث�ن�ي من���دوب جمل���س الثقاف���ة الع���ام بإلق���اء‬ ‫كلمة ش���كر فيها باس���م اجمللس وأعضاء الوفد‬ ‫املرافق�ي�ن ل���ه اجمللس احمللي الكف���رة وكل من‬ ‫س���اهم يف انطالق الن���دوة الرابعة ال�ت�ي يقيمها‬ ‫جملس الثقافة الع���ام مثنياُ على كل احلضور‬ ‫مؤك���داَ على أهمية ما يقوم به جملس الثقافة‬ ‫العام يف س���بيل إرساء ثقافة انتخابية صحيحة‬ ‫وإجيابي���ة تغري من بع���ض الس���لبيات الصادمة‬ ‫لدى الن���اس وحثهم على املش���اركة يف عملية‬ ‫اختيار جلنة الس���تني وفق الشروط واملواصفات‬ ‫اليت حددتها املفوضية العليا لالنتخابات‪ ،‬وختم‬ ‫كلمته بتقديم وافر الشكر واالمتنان للقائمني‬ ‫عل���ى تنفي���ذ الن���دوة م���ن مدين���ة الكف���رة على‬ ‫جهودهم املثمرة وحفاوة استقباهلم ‪.‬‬ ‫ماذا تعرف عن الدستور ؟ ‪:‬‬ ‫هذا التساؤل املهم واحملفز كان هو عنوان ورقة‬ ‫العم���ل األوىل ال�ت�ي قدمه���ا "الباح���ث التارخيي‬ ‫والناشط السياسي " األستاذ ناصر حنيش حيث‬ ‫اس���تطرد يف شرحه ملاهية الدس���تور ومفهومه ‪،‬‬ ‫مقدماً تعريفاً له متثل يف ‪:‬‬ ‫" الدس���تور هو جمموعة القواعد القانونية اليت‬ ‫تنظ���م العالقة ب�ي�ن خمتل���ف الس���لطات داخل‬

‫الدولة " ‪.‬‬ ‫وحت���دث األس���تاذ ناص���ر حني���ش يف ورقته عن‬ ‫األس���اليب الدميقراطي���ة لنش���أة الدس���تور من‬ ‫خ�ل�ال اجلمعي���ات التأسيس���ية املنتخب���ة أو من‬ ‫خالل االستفتاء الدستوري ‪ ،‬وبعد شرح وإسهاب‬ ‫ختم ورقته بقوله أن تفصيل الدساتري وحتديد‬ ‫أنواعها يتأتي من خالل التدوين واملرونة وعدم‬ ‫اجلمود والطول و الوقت املخصص هلا ‪.‬‬ ‫فصول الدستور ‪:‬‬ ‫هذا كان عنوان الورق���ة الثانية اليت قدمها من‬ ‫خ�ل�ال فعالي���ات الن���دوة الرابعة ح���ول انتخاب‬ ‫جلنة الستني األس���تاذ عمر عبد الرحيم " مدير‬ ‫اإلدارة القانوني���ة باجمللس احمللي ملدينة الكفرة‬ ‫" حيث تكلم فيها عن فصول الدس���تور وأهميته‬ ‫وب���دأ حديثه عن اختالف الدس���اتري بني الدول ‪،‬‬ ‫حيث لكل دولة دستورها اخلاص بها ‪ ،‬وختتلف‬ ‫الدساتري باختالف العصر الذي وضعت فيه ‪.‬‬ ‫قس���م األستاذ عمر عبد الرحيم فصول الدستور‬ ‫إىل تسعة أساسية هي ‪:‬‬ ‫•شكل الدولة ‪.‬‬ ‫•نظام احلكم ‪.‬‬ ‫•السلطات العامة ‪.‬‬ ‫•احلاكم ‪.‬‬ ‫•السلطة التنفيذية ‪.‬‬

‫•السلطة التشريعية ‪.‬‬ ‫•السلطة القضائية ‪.‬‬ ‫•اإلدارة احمللية ‪.‬‬ ‫•األحكام العامة ‪.‬‬ ‫وبعد أن قام األس���تاذ عمر عب���د الرحيم بتقديم‬ ‫ش���رح واف عن كل فصل من فصول الدس���تور‬ ‫التس���عة أنه���ى ورقته اليت القت إستحس���اناً من‬ ‫مجيع احلاضرين ‪.‬‬ ‫مداخالت وحوار ‪:‬‬ ‫يف اجلزء األخري من الندوة اليت س���جلت جناحاً‬ ‫الفتاً من حيث التنظيم واحملتوى تقلد األس���تاذ‬ ‫عبد اهلل س���ليمان مس�ي�ر الندوة ومنس���ق احلوار‬ ‫فيها دف���ة احلديث وأعطى اجمل���ال للراغبني يف‬ ‫إثراء موضوع الندوة س���وا َء مبداخالتهم القيمة‬ ‫أو بأسئلتهم اليت يستفسرون فيها عن بعض ما‬ ‫ألتب���س عليهم فهمه من جزئيات املعلومات اليت‬ ‫قدمت من خالهلا ‪.‬‬ ‫ــــ أول املتداخلني األس���تاذ حمم���د جابر العريف ــ‬ ‫أس���تاذ القانون الدس���توري ــ الذي باش���ر حديثه‬ ‫بتأكيد أهمية االنتخابات مس���تدركاً بس���ؤال‬ ‫عن نوع الضمانات اليت تكفل ترشح خنبة تكون‬ ‫جديرة بتحم���ل كتابة دس���تور الدولة الليبية‬ ‫وحتم���ل الكف���اءة املطلوب���ة يف هك���ذا حالة اليت‬ ‫رأين���ا فيها س���هولة ويس���ر الش���روط املوضوعة‬

‫للمتقدمني للرتشح ‪.‬‬ ‫ـــ ثاني املتحدثني كان الشيخ مصطفي القـزون‬ ‫ـ���ـ إمام وواع���ظ مبكتب أوق���اف الكف���رة ــ الذي‬ ‫بني أهمية ه���ذا الطرح يف هذا الوق���ت حتديداً ‪،‬‬ ‫معرباً عن متنيه من أن يلمس الدس���تور معاناة‬ ‫األقليات وأن يكفل حق���وق املناطق البعيدة وأن‬ ‫يقضي على عقدة التهميش واإلقصاء ‪ ،‬مؤكداً‬ ‫عل���ى ضرورة وأهمية تضمني الدس���تور املأمول‬ ‫طرق وقوانني التحكيم بالشريعة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫ـــ األس���تاذ عطي���ة احلويج ــ أح���د حكماء مدينة‬ ‫الكف���رة ــ اس���تهل مداخلته باحلديث عن س���بب‬ ‫الفراغ السياس���ي احلال���ي املتزامن مع فرتة عقد‬ ‫العملية االنتخابية مرجح���اً أنه قد يكون عائداً‬ ‫إىل أن اجملل���س االنتقال���ي الس���ابق كان م���ن‬ ‫املف�ت�رض أن يقوم بالعودة إىل دس���تور ‪1951‬م‬ ‫مع إجراء بعض التعديالت البسيطة اليت يكون‬ ‫أساسها إما التوافق الشعيب أو االستفتاء ‪.‬‬ ‫يف خت���ام مداخلته حذر األس���تاذ احلويج من أن‬ ‫يؤدي هذا الفراغ السياسي إىل ختبط وفوضى ــ‬ ‫حس���ب وصفه ــ قد يؤديان إىل التمديد للمؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي وه���و م���ا س���يؤدي بالتال���ي إىل أن متر‬ ‫البالد بفرتة انتقالية ثالثة ورمبا تدخل يف نفق‬ ‫مظلم !! ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪05‬‬

‫عدم انتهاج سياس��ة التخوين وضمان احلقوق وأهمي��ة الصدق واإلميان باهلل ثم‬ ‫الوطن ومراعاة اهلل س��بحانه وتعاىل يف كل األمور ‪ ،‬كلها أش��ياء من ش��أنها أن‬ ‫تساعد يف إخراج ليبيا من حمنتها‬ ‫ـــ رابع املداخالت كانت مداخلة األستاذ مفتاح‬ ‫بوخليل ــ ناش���ط سياس���ي ــ اليت أكد فيها على‬ ‫كالم األس���تاذ احلوي���ج مضيفاً " حس���ب وجهة‬ ‫نظ���ر خاص���ة " أن إمكانية الرج���وع إىل النظام‬ ‫امللكي بدستور ‪1951‬م قد يساعد يف خروج ليبيا‬ ‫م���ن املأزق احلالي وإذاب���ة اخلالفات ‪ ،‬وقد يؤدي‬ ‫إىل ع���ودة بعض املكونات الليبي���ة عن اعرتاضها‬ ‫وعدم مشاركتها يف انتخابات جلنة الستني ‪.‬‬ ‫قب���ل أن ينهي األس���تاذ مفتاح بوخلي���ل مداخلته‬ ‫عرج على أهمية مش���اركة الش���باب يف املرحلة‬ ‫احلالي���ة س���واء م���ن حي���ث املش���اركة الفاعل���ة‬ ‫واإلجيابي���ة يف العملي���ة االنتخابية أو من حيث‬ ‫االلتف���ات إىل بن���اء الدول���ة ‪ ،‬ث���م خت���م حديث���ه‬ ‫بالتش���ديد عل���ى أهمي���ة مش���اركة املهجري���ن‬ ‫بالداخ���ل واخلارج ليك���ون الدس���تور ممثال لكل‬ ‫الليبيني دون استثناء أو إقصاء ‪..‬‬ ‫ــ الش���يخ ف���وزي زيدان ــ خطي���ب وواعظ وإمام‬ ‫ـ���ـ رك���ز يف مداخلت���ه عل���ى أن نب���ذ اخلالف���ات‬ ‫وعدم انتهاج سياس���ة التخوين وضمان احلقوق‬ ‫وأهمي���ة الص���دق واإلمي���ان ب���اهلل ث���م الوط���ن‬ ‫ومراع���اة اهلل س���بحانه وتع���اىل يف كل األمور ‪،‬‬ ‫كلها أش���ياء من شأنها أن تساعد يف إخراج ليبيا‬ ‫من حمنتها خاصة يف هذه املرحلة العصيبة ‪.‬‬ ‫ـــ وكما كانت للشيوخ والوعاظ كلمة كانت‬ ‫للش���باب أيضاً كلمتهم ال�ت�ي متثلت يف مداخلة‬ ‫الش���اب حمم���د بوخليل ـ���ـ واحد من الناش���طني‬ ‫اإلعالميني يف مدينة الكف���رة ــ واليت تكلم فيها‬ ‫ع���ن أهمية الق���وة لـحماية الدس���تور من خالل‬ ‫القوة العس���كرية للدولة وكذل���ك قوة القانون‬ ‫‪ ،‬مبين���اً أن ذلك يكفل إذابة كاف���ة العوائق اليت‬ ‫تقف كحج���ر عثرة يف طري���ق وضع وصياغة‬ ‫وتطبيق الدستور واحملافظة عليه ومحايته ‪.‬‬

‫على نفس النس���ق ومس���اهمة م���ن احلاضرين‬ ‫يف إث���راء فعاليات الندوة جاءت كلمة األس���تاذ‬ ‫جربيل أوحي���دة ــ عضو جملس حكم���اء الكفرة‬ ‫ـ���ـ ال�ت�ي اس���تهلها بس���ؤال ع���ن م���دى جاهزي���ة‬ ‫اجملتمع اللييب فكرياَ وثقافياَ لتقبل االنتخابات‬ ‫واملش���اركة فيه���ا ‪ ،‬متس���ائ َ‬ ‫ال كذلك ع���ن توفر‬ ‫مس���تو من النضج الكايف لدينا إلعداد الدس���تور‬ ‫‪ ،‬مؤكداً بس���ؤال آخر حول م���ا إذا كانت الفرتة‬ ‫الزمني���ة كافي���ة إلع���داده أم ال ؟ وع���ن ك���ون‬ ‫املسار املنتهج صحيحاً أم ال ؟‬ ‫بعد طرحه لكل هذه التس���اؤالت أردف األس���تاذ‬ ‫جربيل أنه���ا كلها حباجة إىل تش���خيص دقيق‬ ‫وعاجل حيث أن اإلجابة عليها ستس���اعد كثرياً‬ ‫يف اتضاح الرؤيا قبل البت يف موضوع االنتخابات‬ ‫برمته ‪.‬‬ ‫ــ���ـ مجعي���ة ( أنصار احل���ق ) كانت هل���ا حضور‬ ‫ممي���ز ‪ ،‬فم���ن خ�ل�ال مندوبه���ا األس���تاذ ف���رج‬ ‫البغديس���ي قدمت مقرتحاً طلب���ت فيه بأن تقوم‬ ‫النقاب���ات ومؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي بوض���ع‬ ‫اخلطوط العريضة للخروج بالبالد من سلسلة‬ ‫املختنقات اليت تعانيها ‪ ،‬ومن ثم يتبعها استفتاء‬ ‫شعيب وصو ً‬ ‫ال إىل إجياد حال لألزمة احلالية ‪.‬‬ ‫مرشحون للجنة الستني يف الندوة ‪:‬‬ ‫األس���تاذ نعيــ���م عثمان أحد املرش���حني خلوض‬ ‫انتخابات جلنة الس���تني ع���ن مدنية الكفرة أخذ‬ ‫الكلم���ة ومن خالهلا أكد على أهمية الدس���تور‬ ‫م���ن حي���ث أن���ه لبنة بن���اء دول���ة املؤسس���ات وأن‬ ‫الكف���اءة ال تتوقف على ذوي املس���توى التعليمي‬ ‫العالي فقط فقد تكون متوفرة عند ذوي التعليم‬ ‫املتوسط بل األهم هو االنتماء والوطنية ‪.‬‬ ‫وق���ال األس���تاذ نعيم عثمان أنه متن���ى لو كانت‬ ‫هناك ورقة ثالثة اهتمت بش���كل تفصيلي بشكل‬

‫الدولة نظ ًرا ألهمية هذا الفصل بالتحديد ‪.‬‬ ‫ـــ األستاذ جيد اهلل بوخليل ــ مدير مجعية بيوت‬ ‫الش���باب مبدينة الكفرة ــ ش���ارك ع�ب�ر مداخلته‬ ‫باحلدي���ث عن أهمي���ة توزيع امليزاني���ة وحتديد‬ ‫نس���بة إضافي���ة للمناطق النائي���ة واملناطق اليت‬ ‫حتتوي على ث���روات معدني���ة ومائية وضرورة‬ ‫إنش���اء مش���اريع كبرية فيها توفر س���بل احلياة‬ ‫الكرمية و تش���جع الناس على البقاء والتوطني‬ ‫فيها ‪.‬‬ ‫ـ���ـ املداخلة األخرية كانت لألس���تاذ إدريس عبد‬ ‫الناصر ــ مدير مؤسس���ة رقم للتنمية البشرية ــ‬ ‫اليت حت���دث فيها عن مصادر الدس���تور وأهمية‬ ‫ألاَّ تك���ون متداخل���ة ك���ون ذلك قد يتس���بب يف‬ ‫س���هولة وج���ود ثغرات فيه���ا خاص���ة إن تعددت‬ ‫املص���ادر كم���ا حص���ل يف فصل عقوب���ة اإلعدام‬ ‫بدس���تور ‪ 1951‬وم���ا حص���ل من خ�ل�اف حوهلا‬ ‫‪ ،‬وأك���د كذل���ك عل���ى أهمي���ة وجود الدس���تور‬ ‫للخروج بليبيا حنو غد أفضل ‪.‬‬ ‫الكفرة تشكر ضيوفها ‪:‬‬ ‫بعد تنوع رائع ل�ل�آراء وتعدد مقبول للمداخالت‬ ‫اس���تلم اإلعالمي عب���د اهلل س���ليمان الكلمة من‬ ‫جدي���د حي���ث حوص���ل وأوج���ز كل ما ج���اء يف‬ ‫الن���دوة الرابعة ال�ت�ي أقيمت يف س���ياق الربنامج‬ ‫الثق���ايف احل���واري الذي يع��� ًرف بلجنة الس���تني‬ ‫وطريق���ة انتخابه���ا ‪ ،‬مبدي���اً ش���كره العمي���ق‬ ‫واجلزيل باس���م مدينة الكفرة وجملسها احمللي‬ ‫إىل مجيع املشاركني واحلاضرين وإىل جملس‬ ‫الثقافة العام الذي أش���رف على ترتيبات إقامتها‬ ‫وخ���ص بش���كره اإلعالمي�ي�ن وأئم���ة وخطب���اء‬ ‫املساجد وممثلي مؤسسات اجملتمع املدني الذين‬ ‫ش���اركوا بفعالية وإجيابي���ة كان هلا دورها يف‬ ‫أجن���اح الن���دوة ‪ ،‬متمني���اُ على اجلمي���ع مواصلة‬ ‫مش���اركاتهم يف مث���ل هك���ذا نش���اطات ثقافي���ة‬ ‫يك���ون هل���ا األث���ر املطل���وب يف حم���و الكث�ي�ر من‬ ‫الثقافات الصادمة والس���لبية وص���و ً‬ ‫ال للنهوض‬ ‫بليبي���ا إىل ب���ر األم���ان وبع���ث دول���ة القان���ون‬ ‫واملؤسسات احلاضرة والقوية ‪.‬‬ ‫املوع��د القادم س��يكون م��ع جوهرة اجلن��وب ‪ :‬مدينة‬ ‫سبها ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫حممود جربيل لقناة العربية ‪:‬‬

‫ابتعدت يف الفرتة املاضية بسبب ظروف صحية‬ ‫ومع ذلك مل أجنو من اإلتهامات‬ ‫أك���د حمم���ود جربي���ل‪ ،‬زعي���م حتال���ف القوى‬ ‫الوطني���ة يف حواره مع العربي���ة أن قبائل ورفلة‬ ‫وترهونة وورش���فانة والنواي���ل والصيعان قبائل‬ ‫هل���ا تاري���خ وثق���ل س���كاني وآن األوان ان جتتمع‬ ‫لتوحيد الوطن ‪..‬‬ ‫ثقاف���ة الفنت ب���أن هناك مدن منتص���رة واخرى‬ ‫منهزم���ة انته���ت ‪ ..‬قبائ���ل ورفل���ة وترهون���ة‬ ‫وورش���فانة والنوايل والصيع���ان قبائل هلا تاريخ‬ ‫وثق���ل س���كاني وآن االوان ان جتتم���ع لتوحي���د‬ ‫الوط���ن ‪..‬ومصرات���ه دائما هل���ا دور يف بن���اء ليبيا‬ ‫ف���أول رئيس حكوم���ة يف تاريخ ليبي���ا كان من‬ ‫مصراته وهو حممود املنتصر …‪..‬‬ ‫وق���ال ‪ :‬اقرتحن���ا فكرة اهلالل االم�ن�ي حتى تقوم‬ ‫امليليش���يات الداخلية حبل نفسها داخل طرابلس‬ ‫وع���دم اعط���اء ام���وال للميليش���يات ب���ل اراض���ي‬ ‫لتنمي���ة اجملتمع ‪.‬البد من االنتقال من عس���كرة‬ ‫اجملتم���ع اىل تنميت���ه والبد من قان���ون عفو عام‬ ‫واعط���اء حواف���ز اقتصادي���ة للش���باب احلامل�ي�ن‬ ‫ألس�ل�اح فاي���ام النضال ض���د املقب���ور كان عدد‬ ‫الثوار ‪ 25‬الف وبعد ‪ 20/8‬اصبحو ‪300‬الف ‪.‬‬ ‫وق���ال ‪ :‬الليبي���ون النازح���ون يف اخل���ارج البد من‬ ‫ترجيعه���م اال الذي���ن تلطخ���ت ايديه���م بال���دم‬ ‫‪،‬طرحن���ا مب���ادرة عل���ى زي���دان للتوس���ط م���ع‬ ‫دع���اة الفيدرالي���ة أن خيتاروا أربعة ش���خصيات‬ ‫وجيلس���ون م���ع احلكومة حل���ل كل املش���اكل‬ ‫وس���وء الفه���م ومن���ذ ش���هر مل ي���رد زي���دان على‬ ‫املبادرة ‪ .‬وأكد كل األحزاب واألطراف جبميع‬ ‫تياراتها بدأت حتس أن البالد بدأت تأخذ منزلق‬ ‫خطري وجيب أن تتكاثف إلنقاذ الوضع املتأزم يف‬ ‫البالد ‪...‬‬ ‫وأك���د أن ليبي���ا حتت���اج إىل تنمي���ة‪ ..‬وال بد من‬ ‫االنتقال من عسكرة اجملتمع إىل تنميته‬ ‫و أن الث���ورة ق���ام به���ا الش���باب ثم انضم���ت إليها‬ ‫النخب السياس���ية‪ ،‬وأن الش���ارع العربي يقود وال‬ ‫يقاد‪ ،‬وإذا مل يكن الشباب مكوناً رئيسياً يف املشهد‬ ‫السياسي فإن ذلك سيتسبب يف حدوث حالة من‬ ‫عدم االس���تقرار يف املنطقة‪ .‬وش���دد جربيل على‬ ‫ض���رورة احل���ذر م���ن احلديث عن الف���رد وربط‬ ‫كل ش���يء ب���ه‪ ،‬ألن ذل���ك منزل���ق حن���و صناعة‬ ‫الطواغي���ت‪ .‬وأوض���ح أن حزب���ه "حتال���ف القوى‬ ‫الوطني���ة" مل يعقد صفق���ة ثنائية مع أي طرف‬

‫أطالب بكشف حساب‬ ‫كل من توىل السلطة‬ ‫يف ليبيا بدءا من املكتب‬ ‫التنفيذي إىل حكومة‬ ‫الكيب إىل حكومة‬ ‫زيدان ليعرف الشعب‬ ‫اللييب أين ذهبت أمواله‬

‫حتتاج إىل تنمية مكاني���ة تواكبها ال مركزية‬ ‫إداري���ة حقيقي���ة‪ ،‬يقع معه���ا إيص���ال اخلدمات‬ ‫والتمت���ع بالثروات ويكون القرار بأيدي الليبيني‬ ‫أنفسهم"‪ .‬وكشف جربيل أنه قد اتصل به بعض‬ ‫الفيدراليني للتوس���ط حلل األزمة مع احلكومة‬ ‫املركزي���ة بطرابل���س‪ ،‬إال أن���ه اق�ت�رح أن تك���ون‬ ‫الوس���اطة من قبل جمموعة من العقالء‪ ،‬فذهب‬ ‫عبداجمليد مليقطة والتقى رئيس احلكومة علي‬ ‫زي���دان ال���ذي طلب منه أس���بوعاً قب���ل مراجعته‪،‬‬ ‫لكنه مضى ش���هر ومل يتغري ش���يء‪ .‬فلم���اذا هذه‬ ‫املماطل���ة يف حل مس���ألة الفيدرالي���ة؟ ور ّداً على‬ ‫دع���وات إلغ���اء األح���زاب ال�ت�ي ب���رزت يف الف�ت�رة‬ ‫املاضي���ة‪ ،‬ق���ال رئيس حتال���ف الق���وى الوطنية‪:‬‬ ‫"احل���زب خيلق اهلويات املش�ت�ركة‪ ،‬ألنه التفاف‬ ‫حول مشروع ويساعد على االندماج الوطين‪ ،‬من‬ ‫هن���ا تصبح الدع���وة إىل إلغاء األح���زاب خطرية‪،‬‬ ‫وال أجد مربراً ملن خيش���ى سيطرة األحزاب على‬ ‫ق���رارات املؤمتر الوط�ن�ي‪ ،‬ألن األحزاب جمتمعة‬ ‫هل���ا ‪ 80‬مقعداً فق���ط مقابل ‪ 120‬للمس���تقلني‪،‬‬ ‫لك���ن يف املقابل أكد جربي���ل أن األحزاب حتتاج‬ ‫إىل تدريب كوادرها"‪.‬‬

‫•اهلالل األمين للعاصمة‬

‫سياس���ي ولن يفعل ذل���ك‪ ،‬ألنه حركة ش���عبية‬ ‫وليس حزباً أو كياناً سياسياً باملعنى التنظيمي‪،‬‬ ‫ورمبا هذا س ّر قوته‪ ،‬حبسب تعبريه‪ .‬كما بينّ أن‬ ‫حتال���ف القوى الوطنية كان قد تأس���س يف ‪21‬‬ ‫فرباير ‪ ،2012‬وحقق جناح���اً الفتاً يف انتخابات‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام اليت نظمت بعد مخس���ة‬ ‫أش���هر من تأسيس���ه‪ ،‬وأرجع ه���ذا النجاح الالفت‬ ‫إىل الش���عب اللي�ب�ي ولي���س لقي���ادات التحال���ف‪.‬‬ ‫وأك���د أن اجلمي���ع انتب���ه اآلن يف ليبي���ا إىل أن‬ ‫القضي���ة احلقيقي���ة ال�ت�ي تواجهها الب�ل�اد ليس‬ ‫صراعاً ب�ي�ن العلمانية وغريها‪ ،‬ب���ل خطر أعمق‬ ‫يتطلب من اجلميع التعاون من أجل الوطن‪.‬‬

‫•أزمة السالح‬

‫وبش���أن قضية انتش���ار الس�ل�اح يف ليبي���ا‪ ،‬أوضح‬ ‫جربي���ل أن "فري���ق اس���تقرار ليبيا ق���دم يف وقت‬ ‫س���ابق خطة لنزع الس�ل�اح عارضها الكثري‪ ،‬ومن‬ ‫بني ه���ؤالء رئيس دولة غربية حني قال لي أمام‬ ‫وسائل اإلعالم‪ :‬الثوار ال يلقون سالحهم‪ ،‬ويف ‪12‬‬ ‫س���بتمرب مجعن���ا كمكتب تنفيذي ‪ 17‬تش���كيلة‬ ‫مس���لحة بطرابلس فوافقت مجيعها على حلها‪،‬‬ ‫لك���ن لألس���ف ألغى اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي‬ ‫الق���رار يف الي���وم التال���ي‪ ،‬ونقلت تبعي���ة اللجنة‬ ‫األمنية العليا اليت كانت تضم هذه التش���كيالت‬ ‫لتصبح حتت إش���راف اجملل���س االنتقالي‪ ،‬وعينّ‬

‫هلا ش���خصان لقيادتها‪ ،‬وه���ذا األمر كان نقطة‬ ‫فاصل���ة يف قضي���ة الس�ل�اح"‪ .‬وأض���اف‪" :‬كان‬ ‫باإلم���كان االحتفاء بالث���وار‪ ،‬وأن يقدّروا التقدير‬ ‫ال�ل�ازم معنوي���اً ومادي���اً‪ ،‬وأن يأخ���ذوا دورهم يف‬ ‫بن���اء الدولة‪ ،‬فكلمة ثائر بع���د ‪ 23‬أكتوبر ال بد‬ ‫أن تكتس���ب معنى جديداً‪ ،‬فالثائر هو من ينتصر‬ ‫على ذاته ويس���اهم يف بناء الدولة‪ ،‬وأنا أعرف أن‬ ‫الكث�ي�ر من ق���ادة الكتائب صادق���ون يف احلرص‬ ‫على بن���اء الدولة‪ ،‬لكن رمبا األمور اس���تغلت من‬ ‫بعض األطراف الداخلي���ة واخلارجية"‪ .‬وأوضح‬ ‫أن بعض هذه التش���كيالت يصفه���ا الغرب اليوم‬ ‫باملتطرفة كانت تدخل ليبيا حتت مسع وبصر‬ ‫الغرب‪ ،‬دون أن تثري قلق���ه‪ ،‬ألنهم كانوا يأملون‬ ‫أن يتوىل اإلسالم السياسي حكم البالد وحيتوي‬ ‫ه���ذه اجملموعات‪ ،‬لذل���ك أصبحوا يس���وّقون هلذا‬ ‫اخلط���اب به���دف أن ت���دوس أقدامه���م األرض‬ ‫الليبي���ة ال�ت�ي جي���ب أن تك���ون خطاً أمح���ر أمام‬ ‫اجلميع‪ .‬وش���دد جربيل على أن التطرف ُفرض‬ ‫عل���ى هؤالء الناس ألنه وق���ع إقصاؤهم‪ ،‬وبعد أن‬ ‫فش���ل مش���روعهم يف املنطق���ة غريوا سياس���تهم‬ ‫جتاه هذه اجملموعات من االحتواء إىل املواجهة‪.‬‬

‫•الالمركزية الدستورية هي احلل‬

‫وبشأن اختالف وجهات النظر حيال نظام احلكم‬ ‫املناس���ب لليبيا‪ ،‬قال جربي���ل‪" :‬ليبيا دولة كبرية‬

‫وأوض���ح جربيل أنه قدم يف وقت س���ابق مقرتحاً‬ ‫يع���رف بـ"اهل�ل�ال األم�ن�ي" تنس���حب مبقتض���اه‬ ‫كل التش���كيالت املس���لحة ال�ت�ي ج���اءت لنصرة‬ ‫طرابلس أيام الث���ورة خارجها يف هالل على بعد‬ ‫‪ 30‬كيلومرتا‪ ،‬وتتوىل التشكيالت اليت هي من‬ ‫طرابلس حل نفس���ها ثم يندمج هؤالء فرادى يف‬ ‫صفوف اجليش أو الش���رطة‪ .‬كما أعلن جربيل‬ ‫دعم���ه ملقرتح تق���دم به أح���د الليبي�ي�ن باخلارج‪،‬‬ ‫أراض يف الداخل‬ ‫يقوم عل���ى متكني الث���وار م���ن ٍ‬ ‫اللي�ب�ي الس���تصالحها وخل���ق تنمي���ة حقيقية‪،‬‬ ‫خاص���ة أن ‪ 64%‬م���ن الليبي�ي�ن يتجمع���ون يف‬ ‫مخ���س م���دن س���احلية‪ ،‬وبه���ذا تنتق���ل ليبيا من‬ ‫عسكرة اجملتمع إىل تنميته‪ .‬ودعا جربيل املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي إىل إص���دار قان���ون عفو ع���ام دون إلغاء‬ ‫حق ول���ي الدم‪ ،‬ومنح الش���باب حواف���ز حقيقية‪،‬‬ ‫ودع���ا الث���وار إىل تنقية أنفس���هم ألنهم ُش���وهوا‬ ‫مب���ن التحق به���م بعد الث���ورة‪ ،‬حبس���ب تعبريه‪.‬‬ ‫وناش���د الرموز الديني���ة بليبيا أن يقوم���وا بالرد‬ ‫عل���ى م���ن يك ّف���ر اجملتم���ع بالقي���ام مبراجع���ات‬ ‫ودراس���ات تصحيحي���ة‪ ،‬وق���ال إنه عل���ى القبائل‬ ‫وامل���دن العريق���ة أن ترتقي إىل مس���توى احلدث‬ ‫وال تستس���لم لفكرة مدن مهزوم���ة أو منتصرة‪،‬‬ ‫فالقبيل���ة ال تؤخذ جبريرة بع���ض األفراد‪ ،‬فهي‬ ‫قبائ���ل هلا تاري���خ وثقل دميغرايف وتس���تطيع أن‬ ‫تفعل الكثري يف املصاحلة الوطنية‪.‬‬

‫رئيس دولة غربية‬ ‫عارض مجع‬ ‫السالح من الثوار‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪07‬‬

‫ملاذا سقط القذايف ال حمالة؟‬ ‫على عبداللطيف محيدة‬

‫انته���ت املعرك���ة‪ .‬وس���واء ه���زم العقي���د معم���ر‬ ‫القذايف املتمردين بش���رق ليبي���ا أم ال‪ ،‬فقد انتهت‬ ‫أي ش���رعية كان يتمت���ع به���ا م���ن قب���ل‪ .‬لدي���ه‬ ‫أس���لحة ودبابات وطائرات‪ ،‬ولكنه خس���ر عناصر‬ ‫اجملتمع اللييب اليت كانت مس���تعدة يف الس���ابق‬ ‫ألن تنتظر مع األمل بأن حيدث إصالح سياسي‪.‬‬ ‫وتقتصر دائرة دعمه حاليا على حلفاء متعصبني‬ ‫ومرتزقة أجانب‪ .‬رمبا يفوزون يف امليدان‪ ،‬ولكنهم‬ ‫خيسرون يف نهاية املطاف‪.‬‬ ‫لق���د كان���ت االنتفاض���ات داخ���ل تون���س ومصر‬ ‫أحداثا مشجعة على ذلك‪ ،‬ولكن حصلت املقاومة‬ ‫عل���ى حمفزها الرئيس���ي من جتربة االس���تعمار‬ ‫القاسية الليبية‪ .‬الش���يء األكثر وضوحا يف لغة‬ ‫التمرد هو أن كيف الفكرة املناهضة لالستعمار‬ ‫ال�ت�ي اس���تخدمها العقي���د القذايف حتول���ت حاليا‬ ‫ض���ده‪ ،‬و ُتس���تخدم حالي���ا عل���ى موقع���ي "تويرت"‬ ‫و"في���س بوك"‪ .‬وحتى مع تعرضه���م للهجوم من‬ ‫جان���ب قوات العقيد القذايف‪ ،‬إال أن الثوار عارضوا‬ ‫الدع���وة لتدخ���ل غرب���ي ق���وي عل���ى الرغ���م من‬ ‫دعمهم لفرض حظر جوي‪.‬‬ ‫ويوض���ح تاريخ ليبيا الس���بب وراء ذلك‪ ،‬يف الفرتة‬ ‫م���ن عام ‪ 1911‬حتى ‪ ،1943‬م���ات نصف مليون‬ ‫لييب حت���ت احلكم اإليطالي‪ ،‬ومن بينهم ‪ 60‬ألفا‬ ‫يف معس���كرات اعتقال يديرها الفاش���يون‪ .‬ويعود‬ ‫املنحى الشعبوي القومي الذي اعتمد عليه العقيد‬ ‫الق���ذايف إىل صدمات احلقبة االس���تعمارية‪ ،‬ومت‬ ‫إخفاؤها خ�ل�ال امللكية اليت حكمت يف الفرتة من‬ ‫‪ 1951‬حتى ‪.1969‬‬ ‫وق���اد النظ���ام‪ ،‬ال���ذي ظه���ر بع���د انق�ل�اب أبيض‬ ‫ع���ام ‪ ،1969‬ضب���اط‪ ،‬م���ن بيئ���ات أدن���ى الطبقة‬ ‫املتوس���طية‪ ،‬مثلوا مجيع املناط���ق الليبية الثالث‪،‬‬ ‫وحظ���وا بدع���م مواطن�ي�ن الكث�ي�ر منه���م يعيش‬ ‫يف الري���ف‪ .‬وعل���ى الرغ���م من أن���ه كان مناهضا‬ ‫لالس���تعمار ومناهضا للشيوعية ودعا إىل قومية‬ ‫عربي���ة وهوية ثقافية إس�ل�امية‪ ،‬ف���إن احلكومة‬ ‫اجلدي���دة مل يك���ن لديه���ا أجن���دة سياس���ية هل���ا‬ ‫ش���كل واض���ح‪ .‬وبدال م���ن ذلك كان���ت تبحث يف‬ ‫دلي���ل‪ ،‬يوضح الطريق‪ ،‬يف ث���ورة ‪ 1952‬املصرية‪.‬‬ ‫وأض���اف فصيل القذايف‪ ،‬الذي عزز الس���لطة عام‬ ‫‪ ،1979‬إىل ه���ذا املزي���ج األيديولوجي تصوراته‬ ‫ع���ن جمتم���ع اش�ت�راكي رع���وي يعتم���د عل���ى‬ ‫الس���كان األصليني وتدعمه عوائد النفط وعمال‬ ‫من اخلارج‪.‬‬ ‫وأس���اء حمللون غربيون‪ ،‬ركزوا على ش���خصية‬ ‫الزعيم اللييب وأس���لوبه الغريب‪ ،‬تفس�ي�ر نظامه‪،‬‬ ‫وقال���وا إن���ه احن���راف تارخي���ي‪ .‬ويف الواق���ع‪ ،‬فإنه‬ ‫نظ���ام متج���ذر يف ليبي���ا اجلنوبي���ة الوس���طى‪،‬‬ ‫بثقافتها اإلس�ل�امية وش���بكاتها العائلية وخوفها‬ ‫من دول���ة مركزية وعدم الثق���ة يف الغرب‪ .‬لقد‬ ‫حول العقي���د القذايف املنحى املعادي لالس���تعمار‬ ‫والقومي���ة الليبي���ة إىل ايديولوجي���ا ثوري���ة‪،‬‬ ‫مس���تخدما لغ���ة يفهمه���ا الليبي���ون العادي���ون‪.‬‬ ‫واس���تخدم كاريزمته م���ن أجل حش���د الليبيني‬ ‫واهلجوم عل���ى خصومه‪ .‬يتحدث ويأكل ويلبس‬ ‫مثل رجل قبلي ريفي بدوي‪.‬‬ ‫ولك���ن "القبلي���ة"‪ ،‬اليت تذكر كث�ي�را يف تغطية‬ ‫الثورة‪ ،‬ليست مسة س���رمدية يف اجملتمع اللييب‪.‬‬ ‫لكنه���ا كان���ت جم���رد ص���ورة ألس���لوب العقي���د‬ ‫القذايف يف احلكم القائم على بث الفرقة والغزو‪.‬‬ ‫ومن أجل إضعاف املعارضة من الطلبة واملثقفني‬ ‫والطبقة املتوس���طة‪ ،‬اس���تخدم النظ���ام احلاكم‬

‫سياسة "البدونة"‪ ،‬مهامجا ثقافة حضرية‪ ،‬وروج‬ ‫لطق���وس واحتفاالت وموس���يقى وثي���اب ريفية‪،‬‬ ‫وق���ام بإحي���اء مؤسس���ات مث���ل جمال���س القيادة‬ ‫القبلية‪ .‬وخس���رت العاصمة طرابلس الكثري من‬ ‫طابعها احلضري مع منوها‪.‬‬ ‫وعل���ى م���دار عقديها األول�ي�ن‪ ،‬أحض���رت الثورة‬ ‫الكثري من املكاس���ب إىل الليبي�ي�ن العاديني‪ :‬تعليم‬ ‫واس���ع النطاق ورعاية صحية جمانية وحتسني‬ ‫يف الظروف املعيشية‪ .‬واستفادت النساء على وجه‬ ‫اخلصوص من ذلك‪ ،‬وأصبحن وزيرات وسفريات‬ ‫وقائ���دات لطائرات وقاضيات وطبيبات‪ .‬وحصلت‬ ‫احلكوم���ة على دعم واس���ع من الطبق���ات األدنى‬ ‫واملتوسطة‪.‬‬ ‫ولك���ن بدءا م���ن الثمانين���ات‪ ،‬قوض���ت املركزية‬ ‫املبال���غ فيه���ا والقمع م���ن جانب الق���وات األمنية‬ ‫وانهي���ار حك���م القان���ون م���ن جترب���ة الش���عبوية‬ ‫احمللي���ة‪ .‬وضعف���ت مؤسس���ات مث���ل احملاك���م‬ ‫واجلامع���ات واالحت���ادات واملستش���فيات‪ .‬كم���ا‬ ‫ذبل���ت أو اختف���ت بع���ض الرواب���ط املدني���ة اليت‬ ‫جعل���ت اجملتمع اللي�ب�ي يبدوا أكث���ر دميقراطيا‬ ‫من دول اخلليج العربي خالل الس���بعينات‪ .‬ومثل‬ ‫املناخ الدول���ي العدائي والتقلبات يف عوائد النفط‬ ‫ضغوطا إضافية على النظام احلاكم‪.‬‬ ‫وردا عل���ى ذل���ك م���ن خ�ل�ال حتوي���ل طقوس���ه‬ ‫اخلاص���ة بعب���ادة البط���ل إىل كالم ع���ن‬ ‫االيديولوجي���ا األفريقية‪ .‬كما حت���ول أيضا إىل‬ ‫أعم���ال العنف‪ .‬وبعد حم���اوالت انقالب متكررة‪،‬‬

‫ق���ام باإلجهاز على معارضني وس���جنهم ونفيهم‪.‬‬ ‫وعني يف القوات األمنية أقارب وحلفاء يثق فيهم‬ ‫من وسط وجنوب ليبيا‪ .‬وخالل التسعينات‪ ،‬ومع‬ ‫تأث�ي�ر العقوب���ات االقتصادي���ة وتده���ور التعليم‬ ‫بدرج���ة أكرب عل���ى الصح���ة وارتف���اع معدالت‬ ‫البطال���ة‪ ،‬أصبح االقتص���اد معتمدا بدرجة أكرب‬ ‫على النفط وأصبح النظام احلاكم فاسدا بقدر‬ ‫أكرب‪.‬‬ ‫ولك���ن ما مل حي���ظ باالهتمام منذ ب���دء الثورة يف‬ ‫منتصف فرباي���ر هو التح���ول الدميوغرايف الذي‬ ‫جع���ل ذلك ممكن���ا‪ ،‬حيث يعي���ش ‪ 80‬يف املائة من‬ ‫الليبي�ي�ن حالي���ا داخ���ل مناط���ق حضري���ة ومدن‬ ‫صغ�ي�رة وكب�ي�رة‪ .‬ول���دى ليبي���ا الي���وم اقتص���اد‬ ‫عص���ري وارتف���ع مع���دل القادرين عل���ى القراءة‬ ‫والكتاب���ة‪ .‬ويض���م ق���ادة االنتفاض���ة حمام�ي�ن‬ ‫وقضاة وصحافيني كتابا وأكادمييني ونشطاء‬ ‫مهتم�ي�ن حبق���وق اإلنس���ان وضب���اط جي���ش‬ ‫س���ابقني ودبلوماسيني – خنبة كبرية عانت من‬ ‫االضطهاد ونفذ صربها‪.‬‬ ‫ول���و رد العقي���د الق���ذايف بانفت���اح عل���ى دع���وات‬ ‫اإلص�ل�اح ومل يبال���غ يف ال���رد عل���ى االنتفاضات‬ ‫داخ���ل تونس ومص���ر‪ ،‬رمبا مت اس�ت�رضاء النخبة‬ ‫احلاكمة وجتن���ب التمرد العنيف‪ .‬ولكنه فجره‪.‬‬ ‫ومبج���رد أن قام اجلي���ش والش���رطة التابعان له‬ ‫بإط�ل�اق الن�ي�ران على احملتج�ي�ن‪ ،‬أطل���ق العنان‬ ‫حلالة الس���خط داخل اجملتمع اللييب‪ ،‬وقد تأخر‬ ‫الوق���ت ومل يع���د يف مق���دور النظ���ام احلاك���م‬ ‫السيطرة عليه‪ .‬وخالل األسابيع األخرية حظيت‬ ‫الثورة بدع���م من أماكن ريفي���ة كانت موالية‬ ‫للق���ذايف تارخيي���ا‪ .‬وبغ���ض النظ���ر ع���ن كمية‬ ‫الدم���اء اليت تس���قط حالي���ا‪ ،‬ف���إن االنتفاضة لن‬ ‫تتوق���ف‪ .‬ولكن ع���بء حكم نظ���ام الق���ذايف ثقيل‬ ‫وكبري‪ .‬وأيضا هناك خماوف من س���رقة الثورة‬ ‫ألجندات الدول‪.‬‬ ‫•م��ن الثورة إىل الدكتاتورية‪ :‬أص��ول ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫يف ليبيا‬ ‫املع���ارك الطاحنة الدائ���رة اآلن بني ش���باب ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر ونظ���ام العقي���د معم���ر الق���ذايف يف‬ ‫وس���ط وغ���رب ليبيا هل���ا دالئ���ل واضح���ة تعين‪،‬‬ ‫برغم عناد النظام القائ���م ومتلكه كتائب أمنية‬ ‫وأس���لحة أقوى من أس���لحة الثوار الش���باب‪ ،‬أوال‬ ‫خس���ارة الق���ذايف ونظامه الش���رعية االجتماعية‬

‫واألخالقي���ة‪ .‬بالذات خس���ر النظ���ام دعم عناصر‬ ‫عدي���دة داخل اجملتمع اللييب اليت – هذه املفارقة‬ ‫ال�ت�ي جي���ب اس���تيعابها – كانت مس���تعدة حتى‬ ‫أش���هر قليل���ة ماضي���ة ألن تنتظر م���ع األمل بأن‬ ‫حي���دث إص�ل�اح سياس���ي حقيق���ي يل�ب�ي رغبات‬ ‫الناس يف مواجهة االس���تبداد والفس���اد‪ ،‬وإصالح‬ ‫املؤسس���ات األساس���ية يف الدول���ة واحلصول على‬ ‫دستور جديد للمرة األوىل بعد ‪.1969‬‬ ‫وبدل ه���ذا اإلصالح املفق���ود وجد النظام نفس���ه‬ ‫يف م���أزق تارخيي غري قادر عل���ى مواجهته برغم‬ ‫كتائب���ه األمني���ة‪ ،‬دبابات���ه‪ ،‬طائرات���ه‪ ،‬وجلان���ه‬ ‫الثوري���ة ول���ذا اضط���ر للج���وء لش���راء خدم���ات‬ ‫مرتزق���ة م���ن دول عربي���ة أفريقي���ة وأوروبي���ة‬ ‫شرقية ومن أمريكيا اجلنوبية‪.‬‬ ‫بإجي���از النظ���ام فق���د الش���رعية يف الداخ���ل‪،‬‬ ‫احملي���ط العرب���ي والدول���ي‪ ،‬ولك���ن األه���م ه���و‬ ‫خس���ارته للش���رعية العقدي���ة واألخالقية داخل‬ ‫اجملتم���ع اللييب بانطالق ثورة ش���باب ‪ 17‬فرباير‬ ‫والذين أبهروا العامل العرب���ي والدولي جبرأتهم‬ ‫وش���جاعتهم يف مواجهة نظام مت���آكل ومفلس‬ ‫وغ�ي�ر ق���ادر عل���ى إقناع مالي�ي�ن الليبي�ي�ن الذين‬ ‫ص�ب�روا طوي�ل�ا أم�ل�ا يف اإلص�ل�اح السياس���ي‬ ‫الدس���توري االجتماع���ي‪ .‬وعندما قفل���ت األبواب‬ ‫يف وجه���ه هذه املطال���ب انفجر ب���ركان الغضب‬ ‫االجتماعي لإلطاحة بالنظام الذي يرأس���ه اآلن‬ ‫ملك ملوك أفريقي���ا وأبناؤه وأبناء عمومته وقلة‬ ‫من األعوان واملرتزقة‪.‬‬ ‫لق���د كان���ت االنتفاض���ات الدميقراطي���ة داخل‬ ‫تون���س ومص���ر أحداث مش���جعة عل���ى الثورة يف‬ ‫ليبي���ا ولكن العوامل األساس���ية لثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫جاءت من داخل التجربة التارخيية والسياس���ية‬ ‫للمجتمع اللييب الذي لألسف الشديد مل يدرس‬ ‫ومل يفه���م حت���ى داخل العامل العرب���ي وحتى من‬ ‫قبل االكادمييني واملثقفني العرب الذين الزالوا‬ ‫ي���رون يف ليبي���ا – امللك ادري���س‪ ،‬القبائل‪ ،‬النفط‪،‬‬ ‫العقيد القذايف ورمبا ش���يخ الشهداء عمر املختار‪،‬‬ ‫وحت���ى معرف���ة عمر املخت���ار ج���اءت بفضل فلم‬ ‫املخرج العربي الراح���ل "مصطفى العقاد" وليس‬ ‫بن���اء على معرف���ة عميق���ة للتاري���خ االجتماعي‬ ‫واالستعماري لليبيا‪.‬‬ ‫التجرب���ة االس���تعمارية يف ليبي���ا ليس���ت مث���ل‬ ‫التج���ارب املصري���ة والتونس���ية واملغربية وبقية‬ ‫الدول العربية – بل هي أكثر دموية ووحش���ية‬ ‫وال يش���ابهها إال التجرب���ة اجلزائري���ة م���ع‬ ‫االستعمار االستيطاني الفرنسي‪.‬‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباير يف ليبيا حصل���ت على حمفزها‬ ‫الرئيسي من جتربة االستعمار القاسية الليبية‪.‬‬ ‫العل���م اللي�ب�ي اآلن ه���و عل���م االس���تقالل وصور‬ ‫أبطال اجلهاد واملقاومة لالستعمار ترفع يف كل‬ ‫أحن���اء ليبيا من قبل الثوار – هنا املفارقة األخرى‬ ‫– ثورة الفاتح من سبتمرب‪ ..‬العقيد القذايف فيما‬ ‫بعد اس���تخدم لغة التمرد املناهضة لالس���تعمار‪.‬‬ ‫ولك���ن لغ���ة ه���ذا اخلطاب املع���ارض لالس���تعمار‬ ‫ال���ذي وظفه العقي���د القذايف حتول���ت ضده اآلن‬ ‫وبدأت تس���تخدم حاليا يف مواقع "تويرت" و "فيس‬ ‫بوك" وصورة ش���يخ الش���هداء عمر املختار صارت‬ ‫أداة يف أيدي شباب الثورة بعد عقود من توظيفها‬ ‫الرم���زي والسياس���ي م���ن قب���ل النظ���ام يف صور‬ ‫النقود واالعالنات والطوابع الربيدية‪.‬‬ ‫•ثورة ‪ 17‬فرباير يف السياق اإلقليمي والدولي‬ ‫ال ميك���ن النظ���ر لث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر نظ���رة‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫أدى القم��ع الدموي للمحتجني يف ليبي��ا‪ ،‬وتغطيته من خالل األعالم العربي‬ ‫والدولي‪ ،‬إىل تعاطف الرأي العربي والغربي مع ثورة ‪ 17‬فرباير‪ ،‬وساعد على‬ ‫جتاوز إشكالية تربير التدخل الغربي يف ليبيا إىل حد ما‬ ‫حملي���ة داخلية مغلق���ة‪ ،‬إذ إن هلذه الث���ورة بعداً‬ ‫إس�ت�راتيجياً وإقليمي���اً ودولي���اً حبك���م اجلغرافيا‬ ‫واالندماج االقتصادي والدولي‪ ،‬وبالتالي السؤال‬ ‫الذي جي���ب اإلجابة عليه ‪ :‬ما ه���و تأثري البعدين‬ ‫اإلقليم���ي والدول���ي يف ثورة ‪ 17‬فرباي���ر ‪ ..‬ولكن‬ ‫قب���ل اإلجاب���ة عل���ى ه���ذا الس���ؤال هن���اك حاجة‬ ‫لتحلي���ل الواق���ع السياس���ي قب���ل الث���ورة ولذلك‬ ‫س���نركز يف هذه الورقة على الوضع قبل الثورة‪،‬‬ ‫والتدخ���ل اإلقليمي والدول���ي‪ ،‬والث���ورة املضادة‪،‬‬ ‫وأخرياً التداعيات‪.‬‬ ‫أو ًال ‪ :‬الوضع العربي قبل ثورة ‪ 17‬فرباير ‪:‬‬ ‫الوض���ع العربي قبي���ل ‪ 2010‬يتلخص يف انعدام‬ ‫الفعالي���ة يف إعق���اب ختل���ي مص���ر ع���ن دوره���ا‬ ‫اإلقليم���ي (‪ )1977‬وهزمي���ة نظ���ام البع���ث يف‬ ‫العراق بعد حرب اخلليج الثانية (‪ )1991‬وفشل‬ ‫االحتاد املغاربي بسبب الصراع اجلزائري املغربي‬ ‫ح���ول الصحراء الغربية‪ ،‬وتهله���ل وعزلة النظام‬ ‫الدكتات���وري يف ليبيا برغم حله أزمة لوكربي‬ ‫مع ال���دول األوروبي���ة والواليات املتح���دة‪ .‬وعلى‬ ‫الرغ���م م���ن هيمنة الوالي���ات املتح���دة دولياً‪ ،‬من‬ ‫خالل حتالفها مع دول اخلليج والسعودية ونظام‬ ‫مبارك وبن علي يف مصر وتونس‪ ،‬إال أنها خرجت‬ ‫مثقلة بالديون واهلزائم يف العراق وأفغانس���تان‪،‬‬ ‫أما روس���يا والص�ي�ن فربغم معارضتهم���ا للنفوذ‬ ‫األمريك���ي أال أن هذه املعارضة ال تتعدى اجلانب‬ ‫الرمزي‪ ،‬نظرا للمش���اكل املزمنة يف روسيا اليت‬ ‫الزال���ت حت���اول النه���وض بع���د س���قوط االحتاد‬ ‫الس���وفييت‪ ،‬وتركيز الصني عل���ى مراكز قوتها‬ ‫املالية واالقتصادية أكثر من لعب دور سياس���ي‬ ‫واسرتاتيجي دولي على األقل حتى اآلن‪.‬‬ ‫يف ه���ذا الوض���ع العرب���ي الضعي���ف ب���رز ال���دور‬ ‫اإليران���ي والرتك���ي واإلس���رائيلي يف املنطق���ة‪،‬‬ ‫حيث استطاعت اجلمهورية اإلسالمية يف إيران‬ ‫أن تس���تعيد أنفاس���ها لتوريط الوالي���ات املتحدة‬ ‫يف الع���راق وهزمية عدوه���ا اللدود نظ���ام البعث‬ ‫العراق���ي بقي���ادة (صدام حس�ي�ن) ع���ام ‪2003‬م‪،‬‬ ‫حبيث أس���فر ذل���ك عن بروز نظ���ام متحالف مع‬ ‫إيران يف العراق حتت قيادة حزب الدعوة والسيد‬ ‫نوري املالك���ي‪ ،‬وأيضاً تعمي���ق التحالف اإليراني‬ ‫السوري حبكم املصاحل اإلقليمية أو ً‬ ‫ال‪ ،‬وإىل حدة‬ ‫التعاطف الشيعي العلوي الذي بدأ يربز أكثر يف‬ ‫احلالة السورية ‪ /‬اللبنانية‪.‬‬ ‫ب���رز هذا التحال���ف اإليراني الس���وري وحزب اهلل‬ ‫اللبنان���ي ــ���ـ وإىل ح���د م���ا املقاومة الفلس���طينية‬ ‫مح���اس األكث���ر معارضة للمش���روع األمريكي‬ ‫يف املنطق���ة‪ ،‬مقابل حتالف الوالي���ات املتحدة مع‬ ‫دول التعاون اخلليجي يقيادة الس���عودية‪ ،‬ومصر‬ ‫مب���ارك واململك���ة األردني���ة وب���ن عل���ي يف تونس‬ ‫واململكة املغربية‪ ،‬فيما اعتمدت إيران على قوتها‬ ‫االقتصادية والدميغرافية والعس���كرية‪ ،‬وبالذات‬ ‫املش���روع الن���ووي‪ ،‬باإلضافة إىل الق���وة الدعائية‬ ‫ذات اخلطاب اإلسالمي اجلمهوري الثوري‪)1(.‬‬ ‫تركي���ا أيض���ا ب���رزت كاح���د ال���دول املؤثرة يف‬ ‫املنطق���ة العربية وبالذات بعد فوز ووصول حزب‬ ‫العدال���ة والتنمية بقي���ادة رجب طي���ب أردوغان‬ ‫للحك���م وتغيري السياس���ة الرتكية جت���اه العامل‬ ‫العرب���ي واإلس�ل�امي ولكن هذا االجت���اه اجلديد‬ ‫ظه���ر بس���بب هزمي���ة نظ���ام البع���ث يف الع���راق‬ ‫واخل���وف الرتك���ي م���ن تداعيات���ه عل���ى الوضع‬ ‫االس�ت�راتيجي داخ���ل تركيا نفس���ها فيما يتعلق‬ ‫بالنف���وذ اإليران���ي والقضية الكردي���ة اليت متثل‬

‫هل���م األمن وبال���ذات األخذ يف االعتب���ار انفصال‬ ‫مش���ال الع���راق وب���روز نظام م���وال إلي���ران ذي‬ ‫توجه شيعي‪ ،‬منافس تارخيياً للمصاحل الرتكية‬ ‫ذات الرتاث العثماني الس�ن�ي‪ .‬وقد حتالف املوقف‬ ‫الرتك���ي م���ع نظ���ام الق���ذايف يف البداي���ة ونظام‬ ‫البعث الس���وري ولكن بعد ث���ورات الربيع العربي‬ ‫اجته للتحالف مع قطر‪ ،‬ويريد أن يعود إىل ليبيا‬ ‫للحف���اظ عل���ى اس���تثماراته بعد الث���ورة‪ ،‬و جيب‬ ‫أن نتذك���ر أن النظ���ام الرتكي ه���و عضو فاعل‬ ‫يف حل���ف الناتو ول���ه عالقات عس���كرية قوية مع‬ ‫اس���رائيل‪ .‬وبال شك اس���تفادت تركيا من ضعف‬ ‫النظ���ام اإلقليم���ي العربي بقيادة مص���ر والدول‬ ‫العربي���ة القوي���ة منذ هزمي���ة ‪1967‬م ومعاهدة‬ ‫كام���ب ديفي���د ب�ي�ن مص���ر وإس���رائيل برعاي���ة‬ ‫الواليات املتحدة وخروج مصر من دائرة الصراع‬ ‫العربي اإلس���رائيلي واستفراد اسرائيل باملقاومة‬ ‫الفلس���طينية‪ ،‬كم���ا أن هزمي���ة نظ���ام البعث يف‬ ‫الع���راق أخ���رج دول���ة عربي���ة وإقليمي���ة فاعل���ة‬ ‫تارخييا يف مواجهة إسرائيل منذ حرب ‪1948‬م‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫إن انتخ���اب الرئي���س األمريك���ي الدميقراط���ي‬ ‫ب���اراك أوباما يف نهاية ع���ام ‪2008‬م جاء يف فرتة‬ ‫تراجع نس�ب�ي للواليات املتحدة‪ ،‬الس���يما قدرتها‬ ‫على التدخل العس���كري‪ ،‬ومن ثم ظهرت سياسة‬ ‫إعطاء أدوار حللفاء الواليات املتحدة مثل االحتاد‬ ‫األوروب���ي‪ ،‬وحلف الناتو‪ ،‬ومصر مبارك‪ ،‬واململكة‬ ‫العربي���ة الس���عودية‪ ،‬وإمارة قط���ر‪ ،‬للقيام بأدوار‬ ‫حملي���ة بالنياب���ة ع���ن الوالي���ات املتح���دة س���واء‬ ‫من خ�ل�ال التأث�ي�ر اإلعالمي‪ ،‬وتس���ليح املقاومة‬ ‫والدعم املالي وأيضا التدريب العس���كري‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن إرس���ال جن���ود وضب���اط للمش���اركة‪ ،‬كما‬ ‫ح���دث فيما بع���د أثناء ث���ورة الش���عب اللييب ضد‬ ‫نظ���ام الق���ذايف بع���د أن أطل���ق الرص���اص عل���ى‬ ‫احملتج�ي�ن ورفض مطالب اإلص�ل�اح‪ ،‬ويف أعقاب‬ ‫ثورة الشعب التونسي ضد حكومة زين العابدين‬ ‫بن علي يف تونس ‪...‬‬ ‫ولكن هنا البد من توثيق احلقائق قبيل ثورة ‪17‬‬

‫فرباي���ر‪ .‬فلقد جن���ح نظام العقيد معم���ر القذايف‬ ‫يف تس���وية أزم���ة لوكرب���ي والقبول بالش���روط‬ ‫األوروبية األمريكية الغربية‪ ،‬وأيضا باس���تخدام‬ ‫اإلغراءات املالية واملشاريع االستثمارية للضغط‬ ‫عل���ى اململك���ة املتح���دة وإيطاليا وفرنس���ا إلعادة‬ ‫تأهيل ليبيا ورفع احلصار الدولي عن النظام‪.‬‬ ‫البد م���ن االعرتاف هن���ا بأن النظ���ام اللييب جنح‬ ‫يف هذه السياس���ة واس���تطاع الدكتاتور الس���ابق‬ ‫أن يزور إيطاليا وفرنس���ا والوالي���ات املتحدة‪ ،‬بل‬ ‫أن���ه نصب خيمت���ه االس���تعراضية يف بعض هذه‬ ‫العواصم وخطب يف الربملان االيطالي والفرنسي‬ ‫واجلمعي���ة العام���ة لألم���م املتح���دة‪ ،‬ووصل هذا‬ ‫االنبطاح بالنظام اللييب الس���ابق إىل حد إعطائه‬ ‫رس���ائل إلس���رائيل بالتس���وية م���ن خ�ل�ال جنل‬ ‫القذايف س���يف االس�ل�ام الذي صار يُع���د لتأهيله‬ ‫للرئاس���ة من خالل التوري���ث عرب الرتويج لذلك‬ ‫يف وس���ائل األعالم الليبية والدولي���ة أيضا‪ ،‬ومن‬ ‫خ�ل�ال اغ���راء الكث�ي�ر م���ن األكادميي�ي�ن العرب‬ ‫الخراج مش���روع اإلصالح السياس���ي‬ ‫والغربي�ي�ن ِ‬ ‫ورمزه س���يف الق���ذايف‪ .‬وين���درج يف إط���ار الدور‬ ‫الدولي م���ا قام به حلف النات���و يف الثورة الليبية‪،‬‬ ‫وأيض���ا االحت���اد األوروبي وجمل���س األمن حتت‬ ‫التأثري األمريكي القوي‪.‬‬ ‫أما االحت���اد األفريق���ي ومنظمة ودول الس���احل‬ ‫والصح���راء فق���د كان���ا مرتبط�ي�ن ومتأثري���ن‪،‬‬ ‫بالدعم املال���ي وخاصة أنهما مث���رة نظام العقيد‬ ‫الق���ذايف وسياس���ته األفريقي���ة يف أعق���اب أزم���ة‬ ‫لوكرب���ي‪ ،‬وأس���اس ه���ذه السياس���ة األفريقي���ة‬ ‫أم�ن�ي اس�ت�راتيجي‪ ،‬ب�ن�ي عل���ى الدع���م املالي من‬ ‫جان���ب‪ ،‬وتس���ليح وتش���جيع أنظم���ة موالي���ة يف‬ ‫النيج���ر ومالي وتش���اد‪ ،‬هذا الس���خاء االقتصادي‬ ‫اللي�ب�ي دع���م مش���اريع اقتصادي���ة واجتماعية يف‬ ‫تل���ك البلدان‪ ،‬مثل امل���دارس واملس���اجد والفنادق‪،‬‬ ‫باإلضافة للخطاب اإليديولوجي والقوة الناعمة‬ ‫من خالل مجعية الدعوة اإلس�ل�امية اليت لعبت‬ ‫دوراً إيديولوجي���ا وسياس���ياً ب���ارزاً يف منطق���ة‬ ‫الس���احل والصحراء‪ ،‬يف مواجهة النفوذ الفرنسي‬

‫ذي اجل���ذور القدمي���ة منذ الفرتة االس���تعمارية‬ ‫والذي اس���تمر من خالل االستثمارات والتدريب‬ ‫وبالذات التعليم والرتكيز على اللغة الفرنسية‬ ‫رم���ز اهليمن���ة والتأث�ي�ر الفرنس���ي يف أفريقي���ا‬ ‫مبا فيه���ا دول املغ���رب العربي‪ ،‬تون���س واجلزائر‬ ‫واملغرب وموريتانيا‪)3(.‬‬ ‫أيض���ا من املهم أن نذك���ر دور املنظمات األممية‬ ‫خارج نظام الدول‪ ،‬مث���ل تنظيم القاعدة وفرعها‬ ‫تنظيم القاعدة يف املغرب اإلسالمي‪ ،‬واحلركات‬ ‫االحتجاجي���ة مث���ل حرك���ة الط���وارق يف مشال‬ ‫مالي ودار فور يف غرب السودان وعالقتها املعقدة‬ ‫مع نظ���ام العقيد القذايف الذي حاول االس���تفادة‬ ‫منه���ا كأداة لتدعي���م أم���ن النظ���ام السياس���ي‬ ‫يف ليبي���ا خالل ف�ت�رة "اهلوي���ة األفريقي���ة" أثناء‬ ‫أزم���ة لوكربي وم���ا أمسيه السياس���ة اجلنوبية‬ ‫الصحراوية الليبية‪ .‬يضاف إىل ذلك دور الشبكة‬ ‫التلفزيوني���ة وأدوات التواص���ل االجتماع���ي مثل‬ ‫الفيس بوك والصحاف���ة اإللكرتونية للمعارضة‬ ‫الليبية يف الداخل واخلارج‪.‬‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬التغريات اإلسرتاتيجية أثناء ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫‪:‬‬ ‫مث���ة غي���اب لعامل�ي�ن أساس���يني يف فه���م الوضع‬ ‫اإلقليمي االسرتاتيجي ‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال ‪ :‬توقي���ت انفج���ار ه���ذه الث���ورات يف تون���س‬ ‫ومص���ر وبعدها يف ليبيا س���اعد عل���ى جناحها يف‬ ‫كل هذه الدول‪ ،‬بعبارة أخرى التضامن الش���عيب‬ ‫س���اعد عل���ى إجناحه���ا‪ ،‬باإلضاف���ة إىل مس���اندة‬ ‫وتدخل دول إقليمي���ة ودولية‪ ،‬ناهيك عن الدعم‬ ‫الدبلوماس���ي والقانون���ي للجامع���ة العربي���ة‪،‬‬ ‫وجملس األمن الذي برر التدخل العسكري ضد‬ ‫نظام العقيد القذايف يف ليبيا‪.‬‬ ‫أدى القم���ع الدم���وي للمحتج�ي�ن يف ليبي���ا‪،‬‬ ‫وتغطيت���ه من خالل األع�ل�ام العرب���ي والدولي‪،‬‬ ‫إىل تعاط���ف ال���رأي العرب���ي والغربي م���ع ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير‪ ،‬وس���اعد على جتاوز إش���كالية تربير‬ ‫التدخ���ل الغرب���ي يف ليبي���ا إىل ح���د م���ا‪ .‬ولكن ال‬ ‫مفر م���ن االعرتاف بأن ه���ذا التدخل الزال ميثل‬ ‫إش���كالية كبرية حتى داخل الرأي العام الغربي‬ ‫وخاصة بني ش���رائح الق���وى اليس���ارية واملعادية‬ ‫للتوسع الغربي يف دول العامل الثالث‪.‬‬ ‫ثاني���اً ‪ :‬التدخ���ل العرب���ي واألوروب���ي واألمريكي‬ ‫م���ن الناحي���ة الفعلي���ة ل���ه مربرات���ه ودوافع���ه‬ ‫االس�ت�راتيجية والدولية‪ ،‬وليس بالضرورة كما‬ ‫يف حال���ة ال���رأي العام العرب���ي من أج���ل الدعوة‬ ‫لقضي���ة الكرام���ة واملواطن���ة والدميقراطي���ة‬ ‫وانعتاق الشعوب‪.‬‬ ‫نظام العقي���د القذايف كان له عالقات سياس���ية‬ ‫واقتصادي���ة قوي���ة توس���عت بع���د ح���ل مش���كلة‬ ‫لوكرب���ي‪ ،‬وبال���ذات االس���تثمارات النفطي���ة‬ ‫وعطاءات إعادة بناء البنية التحتية الكبرية‪ ،‬وهلذا‬ ‫ف���إن تدخل حلف الناتو من الزاوية االستش���ارية‬ ‫كان حلماي���ة هذه االس���تثمارات‪ ،‬كما يف حالة‬ ‫بريطاني���ا وإيطاليا والواليات املتح���دة وتركيا‪،‬‬ ‫أو م���ن أجل احلصول عل���ى "حصتها " والتخلص‬ ‫م���ن مناف���س ق���وي لسياس���تها يف دول الس���احل‬ ‫والصح���راء وغ���رب أفريقيا‪ ،‬كم���ا جند يف حالة‬ ‫السياسة الفرنسية برئاسة ساركوزيي‪.‬‬ ‫داخ���ل هذا الس���ياق اإلقليم���ي للث���ورات العربية‪،‬‬ ‫ومنه���ا ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر‪ ،‬ي�ب�رز الص���راع عل���ى‬ ‫مستقبل هذه الثورات‪ .‬وهنا البد من فهم طبيعة‬ ‫الدوافع االسرتاتيجية ضد األنظمة االستبدادية‬


‫‪)2012)2013‬‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو‬ ‫العدد (العدد‬ ‫السنة ‪-‬الثانية‬ ‫‪-26‬ـ ‪-29‬ديسمبر‬ ‫‪3 (( -59‬‬‫‪) 134‬‬ ‫السنة الثالثة‬

‫أدى سقوط مجاهريية القذايف إىل ضعف مراقبة احلدود‬ ‫ورخاوتها‪ ،‬وهذا ب��دوره أدى إىل تقوية بعض اجلماعات‬ ‫السياسية داخل ليبيا‬ ‫م���ن جانب الق���وى اإلقليمي���ة والدولي���ة‪ ،‬بعبارة‬ ‫أخ���رى‪ ،‬أزع���م ب���أن للص���راع ثالثة أوج���ه‪ ،‬أوهلا‬ ‫بني الش���عب والدولة االس���تبدادية كما يف حالة‬ ‫نظام القذايف‪ ،‬ولكن هن���اك أيضاً ثانياً صراع بني‬ ‫التحالف الثوري وقيادات ومؤيدي النظام السابق‬ ‫يف الداخل ويف املنف���ى‪ .‬والصراع الثالث يتمثل يف‬ ‫دور الالعبني اإلقليميني والدوليني وحماولتهم‬ ‫توظي���ف الث���ورة ملصاحله���م ونفوذه���م وأمنه���م‬ ‫القوم���ي م���ن خ�ل�ال مس���اعدة وتقوي���ة احللفاء‬ ‫الليبي�ي�ن يف بن���اء الدولة والنظ���ام اجلديد الذي‬ ‫س���وف يربز يف ليبيا بعد س���قوط الدكتاتورية‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ثالث ًا ‪ :‬الثورة املضادة يف السياق اإلقليمي والدولي ‪:‬‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر والث���ورات العربي���ة األخ���رى‬ ‫ليس���ت فقط ش���أناً حملي���اً داخلي���اً‪ ،‬ب���ل الصورة‬ ‫معق���دة ومتداخل���ة‪ ،‬فهناك ثورة مض���ادة وادوار‬ ‫إقليمي���ة ودولية حت���اول أن تؤثر يف نتيجة هذه‬ ‫الث���ورة مب���ا خي���دم مصاحله���ا ونفوذها‪ ،‬س���اعد‬ ‫على هذا التأثري اخلارج���ي عدم وجود تنظيمات‬ ‫قوي���ة للث���وار وغياب قي���ادة كاريزمي���ة‪ ،‬وأيضا‬ ‫ع���دم وضوح برنامج ثوري لبناء الدولة احلديثة‬ ‫يعط���ي خارطة طريق وأجن���دة متفق عليها بني‬ ‫الش���رائح االساس���ية لتحال���ف ث���ورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫من إس�ل�اميني وليرباليني‪ ،‬ونس���اء وأقليات‪ .‬وقد‬ ‫أفضى هذا الغياب للمؤسسات والقيادة والربنامج‬ ‫األساس���ي التوافق���ي إىل ف���راغ سياس���ي الزال���ت‬ ‫تعان���ي منه عملي���ة التحول السياس���ي االنتقالي‬ ‫من الثورة إىل بن���اء الدولة‪ ،‬ما أعطى دورا رمزياً‬ ‫ُمبالغ���اً فيه للهويات اجلهوي���ة واملناطقية وأيضا‬ ‫العش���ائرية‪ ،‬بالرغم م���ن أن اجملتمع اللييب اليوم‬ ‫هو جمتمع حضري وحديث‪ ،‬يتمتع بأعلى نسبة‬ ‫تعليم يف القارة األفريقية كلها ‪...‬‬ ‫التوازن االس�ت�راتيجي اإلقليمي والدولي ملنطقة‬ ‫الش���رق األوس���ط والعامل العربي يف حالة حتول‬ ‫وتغيري ‪ :‬هل س���تظل سوريا متحالفة مع إيران ؟‬ ‫هل ستخرج البحرين من التحالف مع السعودية‬ ‫؟ هل تفقد تركيا والعراق اس���تقرارهما ؟ ساعد‬ ‫حل���ف النات���و عل���ى إس���قاط الق���ذايف ونظام���ه‪،‬‬ ‫والرئي���س س���اركوزي اليمي�ن�ي املع���روف‬ ‫بعنصريته جت���اه األقليات‪ ،‬وبالذات املس���لمة‪ ،‬مل‬ ‫يتدخ���ل يف ليبيا منن أج���ل الدميقراطية‪ ،‬ولكن‬ ‫من أجل النفوذ الفرنسي يف ليبيا ومشال أفريقيا‪.‬‬ ‫بل أن السياسة الفرنس���ية تارخيياً تصارعت مع‬ ‫نظ���ام الق���ذايف لف�ت�رة طويل���ة يف منطقة مشال‬ ‫أفريقي���ا وغربها‪ .‬ومل تس���تطع هذه السياس���ة أن‬ ‫تعرف م���اذا جيري داخ���ل ليبي���ا‪ ،‬واعتمدت على‬ ‫بعض األكادمييني التونس���يني لدراسة اجملتمع‬ ‫والرتكيب���ة االجتماعية الليبية‪ ،‬مثلما أرس���لت‬ ‫احلكومة االستعمارية الفرنسية يف تونس املؤرخ‬ ‫التونس���ي حممد بن عل���ي احلشائش���ي إىل ليبيا‬ ‫طرابلس الغرب يف بداية القرن العشرين‪.‬‬ ‫إيران واململكة العربية السعودية اآلن يتصارعان‬ ‫على النف���وذ يف اليمن والبحرين وس���وريا‪ ،‬إمارة‬ ‫قطر أيضا تلعب دورا كب�ي�را وبالذات يف احلالة‬ ‫الليبي���ة‪ .‬اآلن يف احلال���ة املصري���ة‪ ،‬تتناف���س‬ ‫السياس���ة القطري���ة املؤي���دة لإلخوان املس���لمني‪،‬‬ ‫مع السياسة السعودية واإلمارتية املعارضة هلم‪،‬‬ ‫لك���ن كله���ا تدور يف إط���ار األمن االس�ت�راتيجي‬ ‫األمريكي احلامي األك�ب�ر لوجود هذه األنظمة‬ ‫امللكية الوراثية‪.‬‬

‫م���ا ه���و طبيع���ة ه���ذا ال���دور القط���ري وكي���ف‬ ‫نس���تطيع فهم���ه م���ن خ�ل�ال الس���ياق اإلقليمي‬ ‫والدولي‪ ،‬والصراع االسرتاتيجي على النفوذ؟‬ ‫أمارة قطر حتمس���ت إلعطاء دعم للثورة الليبية‬ ‫يف اجلامع���ة العربية‪ ،‬وأرس���لت طائراتها وبعض‬ ‫جنوده���ا لليبيا‪ ،‬ودعم���ت الث���وار بإعطائهم ‪400‬‬ ‫ملي���ون دوالر‪ ،‬وس���اعدتهم ببي���ع النف���ط اللييب‪،‬‬ ‫وأعطته���م حمط���ة تلفزيوني���ة يف الدوح���ة‪،‬‬ ‫وس���اعدت يف تدري���ب الث���وار ببنغ���ازي وجب���ل‬ ‫نفوسة‪ .‬لدى قطر جيش صغري (‪ )11.000‬دُرب‬ ‫من ِقبل الفرنسيني واألمريكان‪ ،‬ولكن األهم أنها‬ ‫من خالل قناة اجلزيرة ساعدت على شن احلرب‬ ‫اإلعالمية والدعائية ضد النظام‪ ،‬ودعمت الثورة‬ ‫عليه‪ .‬كما صارت هذه القناة اآلن أداة للسياس���ة‬ ‫القطري���ة يف احلالت�ي�ن الس���ورية واملصرية‪ ،‬مما‬ ‫أدى الس���تقالة (‪ )22‬مذيع ومعلق بالقناة يف ‪11‬‬ ‫يوليو ‪2013‬م‪ ،‬ناهيك عن اس���تقالة أهم املعلقني‬ ‫واملذيعني البارزين يف عام ‪ ،2011‬ومن مت فقدت‬ ‫هذه القناة املصداقية وخسرت ماليني املشاهدين‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫الس���ؤال البديه���ي الذي جي���ب أن يط���رح‪ .‬ما هي‬ ‫قط���ر وما ه���و حقيقة ودواف���ع دوره���ا الكبري يف‬ ‫الث���ورات العربي���ة؟ اإلجاب���ة عل���ى ه���ذا الس���ؤال‬ ‫يتطلب اهلدوء واملوضوعية‪.‬‬ ‫قطر إمارة وراثية‪ ،‬بال برملان أو جملس منتخب‬ ‫واألح���زاب السياس���ية غري مس���موح به���ا‪ ،‬وأيضا‬ ‫ه���ي الدولة الوحي���دة بعد الس���عودية اليت تتبنى‬ ‫املذهب الوهابي احملافظ‪ ،‬و‪ 85%‬من سكان قطر‬ ‫(مليون وس���بعمائة الف) من األجانب‪ ،‬إذ أن عدد‬ ‫السكان ال يتجاوز ‪ ،225.000‬ومتلك قطر ثالث‬ ‫املص���در األول يف‬ ‫إحتياط���ي غ���از يف العامل‪ ،‬وهي ّ‬ ‫العامل للغاز املس���يل‪ .‬واألهم قطر هي أغنى دولة‬ ‫يف العامل مبتوسط دخل ‪ 779000‬للفرد‪ ،‬بل أن‬

‫‪ 29000‬من مواطنيها مليونريات أي ‪ 10%‬من‬ ‫عدد السكان‪)5(.‬‬ ‫م���ن اإلنص���اف أن نقول إن إمارة قطر اس���تفادت‬ ‫من ثروتها اهلائلة يف التعليم‪ ،‬كما استفادت من‬ ‫الكف���اءات العربي���ة والدولية املتمي���زة‪ ،‬قطر إذن‬ ‫دولة غنية اس���تفادت من ثروتها كثريا وبالذات‬ ‫االس���تثمار العصري والب���ارع لقناة اجلزيرة قبل‬ ‫أن تصب���ح خالل الس���نوات اخلرية أداة للسياس���ة‬ ‫اخلارجي���ة القطري���ة‪ ،‬قط���ر أيض���ا‪ ،‬بالرغم من‬ ‫السياس���ة العربي���ة لقن���اة اجلزي���رة يف بداياتها‪،‬‬ ‫بها أك�ب�ر قاعدة عس���كرية أمريكية يف اخلليج‪.‬‬ ‫ومنطق���ة الش���رق األوس���ط‪ .‬أم���ا البحرين فهي‬ ‫قاعدة لألس���طول األمريكي البح���ري اخلامس‪.‬‬ ‫بعب���ارة أخ���رى ه���ذه األم���ارة تلع���ب دوراً كبرياً‬ ‫اكرب من حجمها باالستغالل اخلفيف لثروتها‪،‬‬ ‫وهي يف ذلك ال خترج عن املظلة االس�ت�راتيجية‬ ‫األمريكية اليت أعطتها هذا الدور‪.‬‬ ‫ال���دور القط���ري والس���عودي‪ ،‬س���واء يف الث���ورة‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬أو اآلن يف س���وريا‪ ،‬دوافع���ه حماول���ة‬ ‫طبيعي���ة للتأث�ي�ر يف النظ���ام العرب���ي وتأكي���د‬ ‫مصاحل هذه الدول غري الدميقراطية‪ ،‬وبالدرجة‬ ‫األوىل سياس���ة هذه امللكيات واألمارات هجومية‬ ‫م���ن أجل ه���ذه املص���احل‪ .‬وه���ذا ليس غريب���اً وال‬ ‫جيب أن يكون مس���تهجناً‪ .‬أزعم ب���أن أصول هذه‬ ‫السياس���ة ترجع لفرتة اخلمس���ينات والسبعينات‬ ‫بالنس���بة للس���عودية‪ ،‬وقط���ر يف الس���بعينات بعد‬ ‫االستقالل من بريطانيا‪ .‬كان كالهما يف حالة‬ ‫دف���اع وحتدي���ث‪ ،‬ولك���ن اآلن السياس���ة القطرية‬ ‫الس���عودية‪ ،‬وهم���ا دولت���ان غ�ي�ر دميقراطيت�ي�ن‪،‬‬ ‫تدخل���ت من أجل مصاحلهم���ا بالتأثري يف نتيجة‬ ‫هذه الث���ورات‪ ،‬وليس بالضرورة من أجل املصاحل‬ ‫احمللي���ة يف بل���دان الث���ورة‪ .‬كم���ا أن���ه م���ن املهم‬ ‫أن نس���توعب توزي���ع األدوار م���ن خ�ل�ال الرؤي���ة‬

‫‪09‬‬ ‫األمريكية حللفائها يف قطر والسعودية واملغرب‬ ‫واألردن‪ .‬هنا ترى املصلحة القطرية والسعودية‬ ‫يف تأييد حلفائهما من اإلس�ل�اميني السياس���يني‬ ‫يف البلدان العربية سياسة متسقة مع مصاحلها‪.‬‬ ‫وهذا ليس أمراً غريباً‪ ،‬ولكنه منطق اس�ت�راتيجي‬ ‫ملص���احل ال���دول‪ ،‬كما حدث يف الفرتات الس���ابقة‬ ‫إب���ان احلرب الب���اردة يف ف�ت�رة اخلمس���ينات بني‬ ‫النظ���ام الناص���ري يف مص���ر وخصوم���ه وبالذات‬ ‫الس���عودية‪ ،‬واحل���رب غ�ي�ر املباش���رة يف اليم���ن‪.‬‬ ‫اجلديد يف هذه السياسات اخلارجية هو استخدام‬ ‫سياس���ة اهلجوم بدل الدفاع‪ ،‬وتعلم إدارة األزمات‬ ‫حل���االت مزمن���ة من أجل إع���ادة ترتي���ب النظام‬ ‫اإلقليم���ي العربي مبا خيدم وج���ود هذه امللكيات‬ ‫واإلم���ارات يف ظل التحالف مع الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫وأيض���ا توظي���ف اآلل���ة اإلعالمي���ة والدعوي���ة‬ ‫الدينية النفسية‪ ،‬بالرتكيز على إيران كخطر‬ ‫شيعي فارسي بدل إس���رائيل يف املنطقة العربية‬ ‫وهذا خيدم املصاحل األمريكية واإلس���رائيلية يف‬ ‫نهاية املطاف‪)6( .‬‬ ‫موقف اململكة العربية السعودية من ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫املوق���ف الرمس���ي الس���عودي كان متعاطفاً جداً‬ ‫وه���ذا لي���س بالغريب‪ ،‬فلقد ختلصت الس���عودية‬ ‫م���ن خص���م كب�ي�ر وع���دو هل���ا‪ ،‬وصلت الع���داوة‬ ‫لدي���ه إىل درج���ة حماولة النظام اللي�ب�ي إغتيال‬ ‫امللك عبد اهلل بن س���عود‪ ،‬ولكن املوقف الس���عودي‬ ‫مل يك���ن مؤيداً للث���ورات‪ .‬وهلذا وقفت الس���عودية‬ ‫مع نظام مب���ارك حتى النهاي���ة‪ ،‬وأعطت اللجوء‬ ‫السياسي للجنرال زين العابدين بن علي‪ ،‬ولكنها‬ ‫اآلن تدعم سياس���تها من خالل شيوخها ودُعاتها‬ ‫واآلل���ة اإلعالمية الكب�ي�رة املهيمنة على اإلعالم‬ ‫العربي‪ ،‬مثل صحيفة احلياة والش���رق األوسط‪،‬‬ ‫وقنوات العربي���ة و‪ MBC‬وجمالت مثل اجمللة‪،‬‬ ‫ناهيك عن مراكز الدراس���ات واألحباث والعديد‬ ‫من الصحفيني الع���رب واألجانب الذين يعملون‬ ‫يف فلكها‪)7(.‬‬ ‫باختصار أهم الفاعلني اإلقليميني والدوليني يف‬ ‫الث���ورة الليبية وحتى اآلن ه���م الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫والصني‪ ،‬وروس���يا‪ ،‬و تركيا‪ ،‬واالحتاد األوروبي‪،‬‬ ‫واألردن‪ ،‬وقطر‪ ،‬والسعودية‪ ،‬واألمارات العربية‪.‬‬ ‫أم���ا ع���ن بل���دان اجل���وار واملغ���رب العرب���ي‪ ،‬فقد‬ ‫تفاعل���ت اجلزائ���ر واملغ���رب م���ع احل���دث اللييب‬ ‫بدرج���ات خمتلف���ة‪ ،‬فاجلزائر كان���ت متحالفة‬ ‫مع نظ���ام القذايف حبك���م التوازن االس�ت�راتيجي‬ ‫لبل���دان املغ���رب العرب���ي ملواجه���ة املغ���رب الذي‬ ‫حاول االلتفاف من خالل التحالف مع تونس يف‬ ‫املاضي‪ ،‬ولذلك كان موقف احلكومة اجلزائرية‬ ‫من���ذ البداي���ة متعاطف���اً م���ع النظ���ام ومتحفضا‬ ‫حيال الثورة الشعبية يف ليبيا‪.‬‬ ‫وق���د منح���ت احلكوم���ة اجلزائري���ة اللج���وء‬ ‫السياس���ي لعائل���ة الق���ذايف ومل تتحمس للتغيري‬ ‫يف ليبي���ا‪ ،‬وهنا البد من فه���م املخاوف اجلزائرية‬ ‫التارخيي���ة‪ ،‬وبال���ذات احلساس���ية ض���د التدخل‬ ‫األجنيب وخاصة فرنس���ا يف احل���رب أثناء الثورة‬ ‫م���ن ناحي���ة‪ ،‬وم���ن ناحي���ة أخ���رى يب���دو النظام‬ ‫اجلزائ���ري منهم���كاً ومعزو ً‬ ‫ال عن عم���ق الثورات‬ ‫مبا فيها ثورة ‪ 17‬فرباير‪.‬‬ ‫اململك���ة املغربي���ة تارخيي���ا متحالفة مع فرنس���ا‬ ‫والواليات املتحدة‪ ،‬ومل تكن على عالقة قوية مع‬ ‫نظام الق���ذايف‪ ،‬وبالتالي رحبت بالتغيري يف ليبيا‪،‬‬ ‫ولك���ن أيض���ا انطالق���ا م���ن مصاحله���ا إلضعاف‬ ‫اخلص���م اجلزائري الذي تقارعه لعقود‪ ،‬وخاصة‬ ‫فيم���ا يتعل���ق بقضي���ة الصح���راء الغربي���ة‪ .‬إذن‬ ‫ليس غريب���ا أن تقف اململكة املغربي���ة مع الدول‬ ‫الغربية وتصوت من أجل إسقاط النظام وتسهل‬ ‫لطائ���رات حل���ف األطلس���ي الط�ي�ران يف مس���اء‬ ‫الرتاب املغربي إبان عملية حلف الناتو يف ليبيا‪.‬‬ ‫دول اجل���وار يف اجلنوب لعب���ت دوراً متعاطفاً مع‬ ‫نظ���ام الق���ذايف‪ ،‬فالنخ���ب احلاكم���ة يف النيجر‬ ‫وتش���اد وإىل ح���د م���ا مال���ي‪ ،‬ه���م حلف���اء للنظام‬ ‫اللييب الس���ابق من خالل الدعم املالي والعسكري‬ ‫ال���ذي كان يقدم���ه هل���م‪ ،‬وبالتالي لي���س غريباً‬


‫‪10‬‬

‫‪)2013)2013‬‬ ‫ديسمبرنوفمبر‬ ‫أكتوبر ‪4‬‬ ‫‪9 -293 ( - ) 129‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪134‬‬

‫هناك تداعيات سياسية على دول منطقة مشال أفريقيا‪،‬‬ ‫فالثورة يف تونس وليبيا ومصر أثرت يف اجلزائر واملغرب‬ ‫أن تس���تطيع عائل���ة الق���ذايف‪ ،‬وخنبت���ه‪ ،‬والكثري‬ ‫من قياداته اهلروب إىل ه���ذه الدول بعد هزمية‬ ‫النظ���ام واحلص���ول على حق اللجوء السياس���ي‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬ ‫رابع ًا ‪ :‬تداعيات الثورة الليبية على الوضع اإلقليمي‬ ‫والدولي ‪:‬‬ ‫بالنس���بة للوض���ع اإلقليم���ي‪ ،‬أدى س���قوط‬ ‫مجاهريي���ة القذايف إىل ضع���ف مراقبة احلدود‬ ‫ورخاوته���ا‪ ،‬وه���ذا ب���دوره أدى إىل تقوية بعض‬ ‫اجلماع���ات السياس���ية داخ���ل ليبي���ا‪ ،‬وأيض���ا‬ ‫جمموع���ات يف اجلنوب والغرب اللييب‪ .‬التهريب‬ ‫استفحل أكثر مما قبل‪ ،‬سواء تهريب السالح أو‬ ‫املخدرات أو املشروبات الكحولية أو التبغ‪ ،‬ناهيك‬ ‫ع���ن تهريب البش���ر أو م���ا يس���مى باهلجرة غري‬ ‫الش���رعية‪ ،‬بل أن مجاعات أثني���ة متداخلة مثل‬ ‫الطوارق والتبو ص���ارت أقدر على احلركة‪ ،‬إذا‬ ‫نظرنا إىل إعداد كلتيهم���ا يف البلدان اجملاورة‪.‬‬ ‫الطوارق الليبيون‪ ،‬وهم جزء مندمج يف اجلنوب‬ ‫اللييب‪ ،‬مثل بقية ش���رائح الشعب اللييب‪ ،‬كانوا‬ ‫أج���زاء من جي���ش النظام الس���ابق الذي تعاطف‬ ‫مع مطالبهم يف مالي‪ ،‬وبعد هزمية النظام رجع‬ ‫العدي���د‪ ،‬من ط���وارق مالي والنيج���ر إىل مشال‬ ‫مال���ي‪ ،‬وكانوا جزءاً من حتالف يش���مل تنظيم‬ ‫القاع���دة يف ب�ل�اد املغ���رب‪ ،‬وج���ل أعضائ���ه م���ن‬ ‫اجلزائر‪ ،‬أو ما كان يسمى اجلماعة اإلسالمية‬ ‫املقاتلة‪ ،‬وأنصار الدين‪ .‬هذا التحالف استفاد من‬ ‫تهريب الس�ل�اح من ليبيا‪ ،‬وفتح احلدود من غري‬ ‫رقابة‪ ،‬وأيضا انضمام جهاديني من ليبيا وتونس‬ ‫ومص���ر وبلدان أخرى ملنطق���ة مشال مالي‪ ،‬مما‬ ‫أدى إىل إعالن دولة ازواد يف تلك املنطقة وأيضا‬ ‫مدعوم من‬ ‫أدى ه���ذا اإلعالن لتدخ���ل فرنس���ي‬ ‫ٍ‬ ‫الواليات املتحدة وحلف الناتو‪.‬‬ ‫التبو يعتربون أقلي���ة صغرية يف منطقة الكفرة‬ ‫ومنطق���ة جتره���ي والقط���رون وأوزو‪ ،‬ولك���ن‬ ‫غالبيته���م يعيش���ون يف مشال تش���اد‪ ،‬وهنا يكمن‬ ‫التعقي���د السياس���ي للتب���و‪ .‬عق���د نظ���ام القذايف‬ ‫حتالفاً مع قيادات التبو وقام بتس���ليحهم‪ ،‬مثلما‬ ‫فعلت النخبة امللكية خالل مرحلة االس���تقالل‪،‬‬ ‫وهو تصرف طبيعي واس�ت�راتيجي‪ ،‬فتشاد ملجأ‬ ‫تارخي���ي وحلي���ف اس�ت�راتيجي للش���عب اللييب‬ ‫منذ القرن التاس���ع عشر‪ ،‬حيث هاجر إليها آالف‬ ‫الليبي�ي�ن حبثا عن العي���ش والتجارة‪ ،‬وهرباً من‬ ‫عس���ف الدولة العثمانية ووحش���ية االس���تعمار‬ ‫اإليطال���ي بع���د هزمية املقاومة يف ع���ام ‪.1931‬‬ ‫تداخ���ل الش���عب التش���ادي م���ع الش���عب اللي�ب�ي‬ ‫قدي���م وإجياب���ي حل���د كب�ي�ر‪ ،‬والزال���ت هناك‬ ‫جالي���ة ليبي���ة كبرية يف تش���اد‪ ،‬ومعظم س���كان‬ ‫مشال تش���اد‪ ،‬وبال���ذات التبو‪ ،‬يتبع���ون احلركة‬ ‫السنوس���ية الس���نية‪ .‬بل البد م���ن التذكري بأن‬ ‫اجلنرال مسعود عبد احلفيظ القذايف‪ ،‬احلاكم‬ ‫العس���كري يف اجلن���وب اللي�ب�ي‪ ،‬ت���زوج من أخت‬ ‫كاكوني واداي الزعيم التش���ادي السابق وقام‬ ‫بتس���ليح العديد من مجاعات التب���و اثناء الثورة‪،‬‬ ‫وه���م الذين س���اعدوه وغريه من أس���رة القذايف‬ ‫عل���ى اهل���روب إىل النيج���ر ومال���ي واجلزائ���ر‪،‬‬ ‫ولكن التب���و أيضا انضموا للث���ورة وحصلوا على‬ ‫الس�ل�اح وامل���ال م���ن اجملل���س االنتقال���ي اللييب‪،‬‬ ‫أي ـأنه���م حصل���وا عل���ى الس�ل�اح م���ن اجلانبني‪،‬‬ ‫برغم ه���ذا ال بد م���ن اإلنصاف واالع�ت�راف بأن‬ ‫انضمام العديد منهم للثورة كان عام ً‬ ‫ال حامسا‬ ‫لتحرير اجلنوب اللييب‪ .‬وهم اآلن حبكم سقوط‬ ‫الدولة الليبية يسيطرون على العديد من املدن‬

‫يف اجلن���وب مث���ل تراغ���ن وزويل���ة والقط���رون‬ ‫وجتره���ي‪ ،‬مبا فيه���ا مرزق‪ ،‬ه���ذا صحيح ولكن‬ ‫االلتباس يأتي عندما ننظ���ر للتبو غري الليبيني‬ ‫وهم ماليني يف مشال تشاد‪.‬‬ ‫التداعيات األخرى أهمها تهريب السالح اللييب‪،‬‬ ‫ال���ذي يُع���د مبالي�ي�ن القط���ع‪ ،‬إىل مص���ر وغزه‬ ‫وتونس ومالي‪ ،‬مما أذكى خماوف دول اجلوار‪،‬‬ ‫ليس فق���ط مصر واجلزائر ومال���ي‪ ،‬ولكن اآلن‬ ‫تشاد ورئيسها السيد‪ /‬إدريس دييب الذي دعمته‬ ‫احلكومة الليبية الس���ابقة‪ ،‬ناهي���ك عن حكومة‬ ‫النيج���ر الضعيفة اليت أعطته���ا حكومة القذايف‬ ‫مس���اعدات مالية وس���اهمت يف تدعي���م حكومة‬ ‫الرئي���س حمم���د يوس���فو احلالية‪ .‬أزم���ة مالي‬ ‫ليس���ت وليدة تداعي���ات الث���ورة الليبي���ة فقط‪،‬‬ ‫ولكنه���ا خلقت أزم���ة اس�ت�راتيجية‪ ،‬ليس فقط‬ ‫للحكوم���ات يف هذه املنطقة م���ن ناحية التدخل‬ ‫الفرنس���ي‪ ،‬ولكنه���ا اعط���ت الوالي���ات املتح���دة‬ ‫فرصة إلعادة تقييم سياستها يف املنطقة‪ .‬وعلى‬ ‫هذا األس���اس قام���ت الواليات املتح���دة بتدريب‬ ‫اجليش املالي‪ ،‬وبنت قاعدة عس���كرية يف النيجر‬ ‫يف بداي���ة عام ‪ .2013‬ولئن كان اهلم التارخيي‬ ‫للوالي���ات املتح���دة ه���و الرتكي���ز عل���ى مصادر‬

‫مال���ي ال�ت�ي يراه���ا صانع���و اهليمن���ة األمريكية‬ ‫كخطر جديد رمبا يؤدى إىل أفغانستان أخرى‬ ‫يف الصحراء الكربى‪)9(.‬‬ ‫هن���اك تداعي���ات سياس���ية عل���ى دول منطق���ة‬ ‫مشال أفريقي���ا‪ ،‬فالثورة يف تونس وليبيا ومصر‬ ‫أثرت يف اجلزائر واملغ���رب‪ ،‬ذلك أن اإلصالحات‬ ‫الدس���تورية السياس���ية يف هذي���ن البلدي���ن هي‬ ‫حماولة إس���تباقية المتصاص الغليان الش���عيب‬ ‫وتفادي ح���دوث ثورات يف هذي���ن البلدين ـــ هنا‬ ‫الب���د م���ن التوقف أم���ام اق�ت�راح دول���ي للتعاون‬ ‫اخلليج���ي يف العم���ل عل���ى نف���س املن���وال‪ ،‬إم���ا‬ ‫ع���ن طري���ق السياس���ية اإلس���تباقية للتدخ���ل‬ ‫يف ه���ذه الث���ورات‪ ،‬مب���ا فيه���ا الث���ورة الليبية‪ ،‬أو‬ ‫اق�ت�راح ضم اململكة األردني���ة اهلامشية واململكة‬ ‫املغربي���ة جملل���س التعاون اخلليج���ي‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل تأجي���ج الص���راع يف املنطق���ة وكأنه صراع‬ ‫طائف���ي م���ع إي���ران‪ ،‬أي ب�ي�ن س���نة وش���يعة‪ ،‬أو‬ ‫فارس���ي وعرب���ي‪ ،‬وليس بني ش���عوب ثائرة ضد‬ ‫دول أمني���ة اس���تبدادية من أج���ل الدميقراطية‬ ‫وحكم القانون‪ ،‬وهو ال يتعارض مع رؤية العرب‬ ‫إلس���رائيل كعدو استعماري استيطاني‪ .‬بعبارة‬ ‫أخرى هناك حرب نفس���ية دعائية اسرتاتيجية‬

‫الطاق���ة‪ ،‬وبال���ذات النف���ط يف ليبي���ا واجلزائ���ر‪،‬‬ ‫ومس���اندة حلفاء تقليديني مثل تونس واململكة‬ ‫املغربية إبان احلرب الباردة‪ ،‬فإن هذه السياس���ة‬ ‫اجلدي���دة أضاف���ت بع���داً جدي���داً ه���و حمارب���ة‬ ‫اإلرهاب يف أعقاب هجمات ‪ 11‬س���بتمرب ‪،2001‬‬ ‫وهجم���ات تنظي���م القاع���دة يف كيني���ا‪ ،‬وبروز‬ ‫تنظي���م القاعدة يف املغرب اإلس�ل�امي‪ .‬وبالتالي‬ ‫هناك اهتمام أمريكي جديد مبا يسمى اإلرهاب‬ ‫اإلس�ل�امي يف السياس���ة العاملية األمريكية‪ .‬إذن‬ ‫فالسياس���ة األمريكي���ة أصبح���ت ترك���ز عل���ى‬ ‫حماربة تنظيم القاعدة وإجياد حلفاء حمليني‬ ‫يدعمون هذه السياس���ة ـــ هنا يأتي إنش���اء قيادة‬ ‫عس���كرية أمريكية ألفريقيا تس���مى افروكام‪،‬‬ ‫ولك���ن حت���ى اآلن مل جن���د هل���ا حليف���اً إفريقياً‬ ‫ماعدا جيبوتي والقاعدة العس���كرية احلديثة يف‬ ‫النيجر اليت اشرت ألهميتها من خالل استخدام‬ ‫الطائ���رات بال طيار ومراقب���ة احلدود بعد أزمة‬

‫إلع���ادة ترتيب املنطق���ة اس�ت�راتيجياً من وجهة‬ ‫نظر مصاحل هذه األنظمة امللكية الوراثية‪.‬‬ ‫االحت���اد األوروب���ي أيض���ا تفاعل م���ع تداعيات‬ ‫الث���ورة يف ليبي���ا وحاول االس���تفادة م���ن تدخل‬ ‫دول النات���و‪ ،‬وه���ي ‪ 9‬دول‪ ،‬باإلضاف���ة إىل ثالث‬ ‫دول عربي���ة‪ ،‬هي األردن وقط���ر ودولة األمارات‬ ‫العربي���ة‪ ،‬يف عملي���ة "احلامي املوح���د" بناء على‬ ‫ق���راري جمل���س األم���ن ‪ 1970‬و ‪ 1973‬ع���ام‬ ‫‪ .2011‬هذان القراران أعطيا األساس القانوني‬ ‫الدول���ي للتدخ���ل‪ ،‬باإلضافة حلماي���ة األرصدة‬ ‫الليبية وحظر الطريان ومحاية املدنيني‪ ،‬وفسر‬ ‫قرار محاية املدنيني كأس���اس لضرب كتائب‬ ‫القذايف وأعوانه‪ ،‬أي التدخل العسكري‪.‬‬ ‫االحت���اد األوربي‪ ،‬ماع���دا أملانيا وبال���ذات اململكة‬ ‫املتحدة وفرنس���ا وايطاليا ومن ورائهم الواليات‬ ‫املتح���دة‪ ،‬اس���تغل ه���ذه احلال���ة لتأكي���د هوية‬ ‫االحت���اد األوروب���ي واالس���تفادة م���ن اإلطاح���ة‬

‫بالنظ���ام يف االس���تثمارات والنف���وذ‪ ،‬ولكن أيضا‬ ‫يف تقوي���ة مواقف دول���ه جتاه حليفه���م القديم‬ ‫واملتش���كك‪ ،‬الوالي���ات املتح���دة‪ ،‬هن���ا الب���د م���ن‬ ‫اإلشارة إىل أن األزمة االقتصادية املالية يف دول‬ ‫جنوب أوروبا‪ ،‬وعدم مراقبة احلدود الليبية بعد‬ ‫الثورة‪ ،‬زادت من خماوف دول االحتاد األوروبي‬ ‫م���ن ازدياد اهلجرة غري الش���رعية‪ ،‬إذا ما أخذ يف‬ ‫االعتب���ار تأثري هذه األزم���ة االقتصادية الكبرية‬ ‫على زي���ادة البطالة حتى بالنس���بة لألوروبيني‬ ‫أنفسهم‪ ،‬وهنا يأتي االهتمام األوروبي مبخاطر‬ ‫اهلجرة غري الش���رعية القادمة عرب ليبيا‪ ،‬وأيضا‬ ‫التلوي���ح األوروبي بإمكانية التدخل العس���كري‬ ‫يف ليبيا حلل مشكلة تهريب السالح‪ ،‬ولكن أيضا‬ ‫لتأكيد النفوذ االسرتاتيجي والسياسي‪)10(.‬‬ ‫سياسة روس���يا والصني‪ ،‬الدولتني الفاعلتني يف‬ ‫النظ���ام الدولي‪ ،‬تأثرت بس���بب تداعي���ات الثورة‬ ‫الليبية‪ ،‬وتف���رد حلف الناتو ومن ورائه الواليات‬ ‫املتح���دة وحلفائهم بتوزي���ع األدوار‪ ،‬ما أدى إىل‬ ‫تصل���ب السياس���ات الروس���ية والصيني���ة حيال‬ ‫س���وريا كما نراها اآلن‪ ،‬ب���ل واإلعالن عن أنهما‬ ‫ُخدع���ا يف مفاوض���ات جملس األمن إبان ش���هر‬ ‫مارس ع���ام ‪ُ ،2011‬قبيل إصدار قراري جملس‬ ‫األمن ‪ 1970‬و ‪. 1973‬‬ ‫روس���يا بعد س���قوط االحت���اد الس���وفييت فقدت‬ ‫الوزن الكبري الذي كان هلا إبان احلرب الباردة‪،‬‬ ‫ومن ث���م لي���س غريب���اً أن يكون اهلم األساس���ي‬ ‫للنخب���ة احلاكم���ة اجلدي���دة فيه���ا أن حتاول‬ ‫تدعي���م وتقوية دوره���ا اإلقليم���ي والدولي‪ ،‬مع‬ ‫الرتكي���ز بش���كل كب�ي�ر عل���ى دع���م دوره���ا يف‬ ‫العامل اإلس�ل�امي‪ ،‬ببيع سالح للحلفاء القدامى‪،‬‬ ‫والتنس���يق م���ع الدول املص���درة للنف���ط والغاز‪،‬‬ ‫مثل إيران وقطر واجلزائر وليبيا‪.‬‬ ‫ويبدو أن النخبة الروس���ية احلاكمة انقسمت‬ ‫على نفسها إبان الثورة الليبية‪ ،‬فكان ُهناك رأي‬ ‫يف البداي���ة يعت�ب�ر أن التغي�ي�ر مس���ألة طبيعية‬ ‫يف البل���دان العربي���ة ومنها ليبي���ا‪ ،‬وهلذا امتنعت‬ ‫روسيا والصني عن التصويت على قرار جملس‬ ‫األم���ن رق���م ‪ ،1973‬ال���ذي فس���ر بإعط���اء دعم‬ ‫للتدخ���ل العس���كري‪ ،‬وهن���ا البد م���ن ان نذكر‬ ‫بأن جامع���ة الدول العربية واالحت���اد األوروبي‬ ‫واالحت���اد األفريق���ي كله���ا كان���ت أعض���اء يف‬ ‫جمموعة االتصال اخلاصة بليبيا‪.‬‬ ‫هن���اك هم اس�ت�راتيجي جديد لروس���يا " بالذات‬ ‫يف اعق���اب قمعه���ا للمقاوم���ة االس���تقاللية يف‬ ‫الشيش���ان (‪ 1992‬ــ���ـ ‪ )1996‬وقت���ل ‪90.000‬‬ ‫مواط���ن هن���اك ‪ .‬لق���د ص���ار االهتم���ام بالع���امل‬ ‫اإلس�ل�امي وحماول���ة إجي���اد تنس���يق م���ع هذه‬ ‫ال���دول مس���ألة حيوي���ة‪ ،‬ب���ل جن���د هن���ا أيض���ا‬ ‫تفس�ي�راً لالتصال الروسي الس���عودي‪ ،‬واملطالبة‬ ‫باالنضم���ام للمؤمت���ر اإلس�ل�امي‪ ،‬بدع���وى أن‬ ‫روس���يا لديه���ا أقالي���م مس���لمة كب�ي�رة‪ ،‬أم���ا‬ ‫مس���ألة الغ���از فه���ي تع���د أساس���ية وب���دأت يف‬ ‫التنس���يق مع ال���دول املصدرة للغ���از‪ ،‬ولكن أهم‬ ‫تداعيات الث���ورة الليبية هو التصور بأن روس���يا‬ ‫والص�ي�ن خدع���ا يف احلال���ة الليبي���ة‪ ،‬ألن القرار‬ ‫من جملس األمن‪ ،‬حس���ب التفس�ي�ر الروسي مل‬ ‫يعط دول حلف النات���و اإلذن القانوني بالتدخل‬ ‫العس���كري‪ ،‬وه���ذا بي���ت القصي���د‪ ،‬وأه���م دلي���ل‬ ‫عل���ى تداعي���ات ه���ذا املوقف هو تصل���ب املوقفني‬ ‫الروس���ي والصيين يف احلالة الس���ورية‪ .‬كانت‬ ‫روسيا احلليف القوي للنظام السوري منذ فرتة‬ ‫احلرب الب���اردة‪ ،‬ولديها عالقات قوية اقتصادية‬ ‫وعس���كرية وقاعدة روس���ية يف طرطوس‪ ،‬أيضا‬ ‫هن���اك ‪ 20.000‬مواطنة روس���ية متزوجة من‬ ‫مواطنني س���وريني‪ .‬القيادة الروس���ية يف أعقاب‬ ‫قم���ع حرك���ة الشيش���ان االس���تقاللية ترى أن‬ ‫املتش���ددين اإلس�ل�اميني س���وف جي���دون موقفاً‬ ‫جدي���داً يف س���وريا وي���ؤدي ه���ذا إىل خطر أمين‬ ‫كبري على روسيا وأقليتها املسلمة‪)11(.‬‬ ‫أم���ا عن تداعيات الث���ورة الليبية على السياس���ة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪11‬‬

‫ثورة ‪ 17‬فرباير تواجه حتديات اسرتاتيجية كبرية‪ ،‬سواء يف الداخل أو اخلارج‬ ‫اإلقليم��ي والدولي املتداخل واملرتابط‪ ،‬أهمها ضعف الس��لطة املركزية وقوة‬ ‫اجلماعات املسلحة الذي يبطئ عملية بناء مؤسسات الدولة واألمن اللييب‬ ‫الصيني���ة‪ ،‬فيب���دو واضحاً يف تش���دد هذه األخرية‬ ‫جت���اه احلالة الس���ورية أيض���ا‪ ،‬وبش���كل أقل حدة‬ ‫من السياس���ة الروس���ية‪ ،‬ألن السياس���ة الصينية‬ ‫ترك���ز عل���ى االس���تثمارات االقتصادي���ة وإجياد‬ ‫مص���ادر للطاقة واملع���ادن أكثر م���ن التحالفات‬ ‫السياسية ومسألة التحول الدميقراطي وحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وهي سياس���ة اسرتاتيجية متناسقة مع‬ ‫النمو االقتصادي الصيين وضعف س���جل حقوق‬ ‫اإلنس���ان والتعب�ي�ر داخل الص�ي�ن نفس���ها‪ ،‬وعلى‬ ‫س���بيل املثال اس���تثمرت الصني حوالي ‪ 40‬بليون‬ ‫دوالر يف الزراع���ة واملعادن واملناجم واجلس���ور يف‬ ‫القارة األفريقية‪)12(.‬‬ ‫احتماالت ملستقبل الوضع اإلقليمي والدولي ‪-:‬‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر تواج���ه حتديات اس�ت�راتيجية‬ ‫كب�ي�رة‪ ،‬س���واء يف الداخ���ل أو اخل���ارج اإلقليم���ي‬ ‫والدول���ي املتداخ���ل واملرتاب���ط‪ ،‬أهمه���ا ضع���ف‬ ‫الس���لطة املركزي���ة وق���وة اجلماع���ات املس���لحة‬ ‫الذي يبطئ عملية بناء مؤسس���ات الدولة واألمن‬ ‫اللي�ب�ي‪ ،‬وخاص���ة إع���ادة بن���اء أجه���زة الش���رطة‬ ‫واجليش يف تأكيد الس���لطة املركزية والسيادة‬ ‫ومحاي���ة احل���دود واملص���احل االس�ت�راتيجية‬ ‫للدول���ة الليبي���ة‪ .‬بعب���ارة أخرى األم���ن الداخلي‬ ‫واخلارج���ي مرتابط���ان‪ ،‬فاألم���ن الوط�ن�ي اللييب‬ ‫واالس�ت�راتيجي يف خط���ر حم���دق الن التواف���ق‬ ‫واملصاحل���ة الوطنية على هذا األم���ن مل تتحقق‬ ‫حت���ى اآلن‪ ،‬بل ه���ي مؤجلة‪ ،‬واحلدود السياس���ية‬ ‫الليبي���ة مفتوحة ومنتهك���ة‪ ،‬وخاصة يف اجلنوب‬ ‫والغ���رب‪ .‬خ�ب�رة التاري���خ اللييب احلدي���ث تعطي‬ ‫حكم���ة اس�ت�راتيجية أساس���ية‪ ،‬مؤداه���ا ضرورة‬ ‫محاي���ة احلدود اجلنوبي���ة والتحالف مع أنظمة‬ ‫دول اجل���وار لتدعيم املص���احل الليبية كما حدث‬ ‫يف العه���د العثماني‪ ،‬ودولة االس���تقالل‪ ،‬بل حتى‬ ‫نظ���ام القذايف الش���مولي اس���توعب ه���ذه احلجة‬ ‫برغم توظيفه هلا من أج���ل أمن النظام والزعيم‬ ‫األوحد‪.‬‬ ‫األم���ن الوط�ن�ي اللي�ب�ي يتطل���ب الوع���ي العميق‬ ‫حب���دود ليبي���ا املفتوح���ة‪ ،‬وأيض���ا وج���ود ماليني‬ ‫اجلوع���ى م���ن ش���عوب دول اجل���وار وخاص���ة‬ ‫اجلنوبي���ة‪ ،‬ناهيك عن املص���احل الغربية يف موارد‬ ‫النفط والغاز‪ ،‬هذه املصاحل واألدوار ليست غريبة‪،‬‬ ‫وال جي���ب أن نس���تهجنها‪ ،‬ولك���ن يف غي���اب توافق‬ ‫وط�ن�ي ومصاحلة سياس���ية واتفاق على تس���وية‬ ‫تعطي ح���ق املواطنة وس���لطة القان���ون للجميع‪،‬‬ ‫مبن فيهم أنصار النظام الس���ابق‪ ،‬وبالذات املليون‬ ‫م���ن الالجئني الليبيني يف مص���ر وتونس والدول‬ ‫األفريقي���ة‪ ،‬س���وف ي���ؤدي إىل إضع���اف الدول���ة‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬ورمب���ا اهليمن���ة عليها‪ ،‬لي���س فقط من‬ ‫الالعب�ي�ن الدولي�ي�ن‪ ،‬ولك���ن اإلقليمي�ي�ن أيض���ا‪.‬‬ ‫بعبارة أخرى‪ ،‬بعد إشكالية انتشار السالح‪ ،‬هناك‬ ‫خطوة أساسية هي التوافق السياسي بني مكونات‬ ‫الشعب اللييب وأطيافه على حد أدنى من املصاحل‬ ‫االسرتاتيجية واألمنية‪ ،‬حبيث يكون ذلك أساساً‬ ‫للتعام���ل االس�ت�راتيجي م���ع الق���وى واملص���احل‬ ‫اإلقليمي���ة وال���دول احمليط���ة‪ .‬أم���ا إذا اس���تمرت‬ ‫مش���كلة العن���ف والس�ل�اح خ���ارج س���لطة الدولة‬ ‫والقانون وازداد التش���رذم السياسي واالجتماعي‪،‬‬ ‫فس���وف تزداد املخاطر وإمكانية التدخل األجنيب‬ ‫واإلقليم���ي‪ ،‬وه���ذا االحتم���ال وارد إذا نظرن���ا‬

‫مل���ا ح���دث يف الع���راق والصوم���ال وس���وريا اآلن‪.‬‬ ‫والرؤي���ة النقدي���ة االس�ت�راتيجية تع�ن�ي أن نعي‬ ‫العامل كما هو‪ ،‬وحن���اول أن نبين الدولة والبيت‬ ‫اللييب ملواجهة الوضع اإلقليم���ي ومداواته‪ ،‬وهذا‬ ‫يتطل���ب تعميق الوعي املع���ريف بالوضع اإلقليمي‬ ‫واالس�ت�راتيجي كأم���ر ال ه���روب من���ه يف ع���امل‬ ‫الي���وم املتداخ���ل املتش���ابك ‪ .‬املصاحل���ة الوطني���ة‬ ‫تتطلب تسوية سياس���ية ألنها قضية أمن وطين‪،‬‬ ‫و باملقاب���ل فإن الوعي االس�ت�راتيجي بأهمية بناء‬ ‫الدول���ة‪ ،‬ومحاية احل���دود‪ ،‬والتعام���ل مع الوضع‬ ‫العربي‪ ،‬ودول اجلوار‪ ،‬واملصاحل الدولية‪ ،‬مس���ألة‬ ‫حيوي���ة إذا أرادت النخب���ة الليبي���ة احلف���اظ على‬ ‫الس���يادة الوطني���ة والكي���ان السياس���ي اللييب يف‬ ‫القرن الواحد والعشرين‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•الفص���ل الراب���ع‪ :‬يف األص���ول االجتماعي���ة‬ ‫والدولي���ة للديكتاتوري���ة والدول���ة م���ن كت���اب‬ ‫‪ :‬ليبي���ا ال�ت�ي ال نعرفه���ا ‪ -‬دراس���ات منهجي���ة يف‬ ‫التاري���خ والثقاف���ة واجملتم���ع األهل���ي ‪1830- -‬‬ ‫‪ 2011‬للدكت���ور عل���ي عبد اللطي���ف امحيده ‪.‬‬ ‫وكنا قد نشرنا يف االعداد املاضية مقدمة املؤلف‬ ‫للكتاب ومقدمة حممد الفقيه صاحل ‪.‬‬

‫أن يعي القاري بأنين ق���د اخرتت عن وعي العمل‬ ‫يف الس���احة األمريكي���ة ألن اإلع�ل�ام والسياس���ة‬ ‫األمريكي���ة ذات تأث�ي�ر كب�ي�ر على ال���رأي العام‬ ‫األمريك���ي الذي جيهل الع���امل العرب���ي وبالذات‬ ‫ليبي���ا اليت تص���ور دائما ضمن افرتاض���ات العنف‬ ‫االس�ل�امي واإلره���اب والثقافة العربي���ة املعادية‬ ‫للدميقراطية ‪ .‬نش���ر املقال يف صب���اح ‪ 17‬مارس‬ ‫وه���و يوم لي���س عاديا ألن جمل���س األمن اجتمع‬ ‫ملناقشة القضية الليبية‪ .‬اتصل بي السفري اللييب‬ ‫الصديق عبدالرمحن شلقم وهنأني على كتابة‬ ‫املقال وقال لي بأن املقال س���اعدنا يف إقناع وزيرة‬ ‫اخلارجية األمريكية والس���فرية األمريكية لدى‬ ‫األمم املتح���دة يف موضوع إصدار ق���رار ‪ 1970‬و‬ ‫‪ 1973‬ومبوجبهما مجدت أرصدة نظام القذايف‪،‬‬ ‫وحظر الطريان الرمس���ي وأعطت تربيرا قانونيا‬ ‫حلماي���ة املدني�ي�ن الليبيني من كتائ���ب القذايف‪.‬‬ ‫كان مهما أيضا أن نش���ر هذا املقال يف العش���رات‬ ‫م���ن الصح���ف األمريكي���ة واألوروبي���ة ومنه���ا‬ ‫األوق���ات اهلندي���ة والصحف الكربى يف الس���ويد‪.‬‬ ‫سعدت حينها مبراسالت ومكاملات مئات القراء يف‬ ‫الوالي���ات املتحدة و أوروبا‪ .‬وق���د ترجم هذا املقال‬ ‫إىل اللغ���ة العربي���ة ونش���رته صحيفت���ا احلي���اة‬

‫•(مل��اذا س��قط الق��ذايف ال حمال��ة ) نش���ر باللغ���ة‬ ‫االجنليزية يف صحيفة أمريكية مش���هورة عامليا‬ ‫وبالغ���ة التأثري يف الرأي العام األمريكي والغربي‬ ‫يف يوم ‪ 17‬مارس ‪ 2011‬بناء على اقرتاح صديقي‬ ‫القاص اللييب مجعة بوكلي���ب املقيم يف اململكة‬ ‫املتح���دة ‪ .‬ه���ذا املق���ال مل يكت���ب للق���اري اللي�ب�ي‬ ‫والعرب���ي‪ ،‬ب���ل للق���اري األمريكي ولل���رأي العام‬ ‫العاملي يف أوج الصراع مع نظام القذايف وكتائبه‬ ‫‪ .‬لي���س هنا جمال التفصيل يف هذا املوضوع ألنين‬ ‫أق���وم اآلن بكتاب���ة كتاب جديد ع���ن جتربيت يف‬ ‫الواليات املتحدة خالل ثورة ‪ 17‬فرباير‪ .‬من املهم‬

‫والشرق األوسط ‪.‬‬ ‫* هوامش‬

‫‪Endnotes‬‬

‫‪1. Curtis Ryan ” The New Arab Cold‬‬ ‫‪War and the Struggle over Syria”, The‬‬ ‫‪Middel East Report, 262:42 (Spring,‬‬ ‫ )‪2012‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪2.‬‬ ‫‪Cihan Turgal, “ Democratic Janissar‬‬‫”‪ies? Turkish Role in the Arab Spring‬‬ ‫‪New Left Review, 76 (Julu-August,‬‬ ‫)‪2012‬‬ ‫‪3. “ African View point: Coloniel’s‬‬

‫‪Continent? BBC News, (Febraury 25,‬‬ ‫)‪2011‬‬ ‫‪4. Hussein Agha and Robert Malley,‬‬ ‫‪“The Arab Counter Revolution” The‬‬ ‫‪New York Review of Books, Spetmber‬‬ ‫)‪29, 2011‬‬ ‫‪5. Hugh Eakin, “ The Strange Power‬‬ ‫‪of Qatar” The New York Review of‬‬ ‫‪Books, October 27, 2011), and “Alja‬‬‫‪zeera must do better”, The Economist,‬‬ ‫)‪(January 12, 2013‬‬ ‫‪6. Toby Jones, Embracing Crisis in‬‬ ‫‪The Gulf”, Middle East Report, 264:42‬‬ ‫)‪(Fall 2012‬‬ ‫‪7. C.J. Chivers, and Eric Schmitt, “ In‬‬ ‫‪shift, Saudis are Said to aram Rebels‬‬ ‫‪in Syria” The New york Times, (Feb‬‬‫)‪ruary 26, 2013‬‬ ‫‪8. Steven Erlanger, “French Relish‬‬ ‫‪Cycle of Scandals Featuring Sarkozy‬‬‫‪era officials”, The New York Times,‬‬ ‫‪(June 23, 2013), and “Jihad in the‬‬ ‫‪Sahara” The Economist, (January 19,‬‬ ‫)‪2013‬‬ ‫‪9. Michael Boyle “Obama: Leading‬‬ ‫‪from Behind on Libya”, The Guard‬‬‫‪ian, (August 27, 2011), Jeremiah‬‬ ‫‪Gertler “operation Odyssey Down‬‬ ‫‪(Libya): Background and Issues for‬‬ ‫‪Congress” Congressional Research‬‬ ‫‪Service, (March 30, 2011), Christo‬‬‫‪pher Blanchard “Libya: Unrest and‬‬ ‫‪U.S. Policy” Congressional Research‬‬ ‫‪Service, (April 25, 2011), and by the‬‬ ‫‪same author”Libya: Transitions and‬‬ ‫‪U.S. Policy” Congressional Research‬‬ ‫‪Service, (December 8, 2011).‬‬ ‫‪10. Ivo H. Daalev and James G. Staur‬‬‫‪idis, “Nato’s Victory in Libya” Foreign‬‬ ‫‪Policy (March-April, 2012), Nicole‬‬ ‫‪KoeMig, “The EU and the Libyan‬‬ ‫‪Crisis – In Quest of Coherence” The‬‬ ‫‪International Spectator: Italian Jour‬‬‫‪nal of International Affairs, (January‬‬ ‫‪5, 2012) and Greg Feldman, “Europe‬‬ ‫‪Border control witha Humanitarain‬‬ ‫‪face”, Middle East Report, (Winter,‬‬ ‫‪2011).‬‬ ‫‪11. Marion Kaczrski, “ Russia’s‬‬ ‫‪Middel East Policy after the Arab‬‬ ‫‪Spring Revolutions” Centre of Euro‬‬‫‪pean Studies, ( July 26, 2011), Thomas‬‬ ‫”‪Goltz, “ The Chechen Connection‬‬ ‫‪Tha Nation, (May 13, 2013), and Ste‬‬‫‪phen Weissman, “ Away Forward in‬‬ ‫‪Syria: The Lessons of Libya”, In These‬‬ ‫‪Times, (June, 2013).‬‬ ‫‪12. ”Chinese Trade with Africa keeps‬‬ ‫‪grwoing” The Economist, (March 23,‬‬ ‫‪2013).‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫العدد‪- 3 (( -‬‬ ‫‪) 134‬‬ ‫العدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬ ‫ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‪9 -‬‬ ‫‪3 ( - )9134‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫الوصية‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫جدار سقط على ظله‬ ‫قال الناسك العابر‬ ‫وبنى يف األفق‬ ‫قزح الربيع‬ ‫***‬ ‫ُ‬ ‫الطفل‬ ‫مل يسأل‬ ‫من سرق ألعابه ؟‬ ‫ُرق احلق‬ ‫ومل ي ِ‬ ‫د َم الذاكرة‬ ‫***‬ ‫كم كان يسرياً‬ ‫للميزان أن يصبح مقصلة‬ ‫لكن النبل‬ ‫يف أن تدير ظهرك‬ ‫لكل ما جيفف ندى الروح‬ ‫***‬ ‫وقت للغضب النبيل‬ ‫وأوقات للنسيان‬ ‫ليلمع كزهرة‬ ‫على سور املقربة‬ ‫***‬ ‫قال الناسك‬ ‫وهو يتلو يف مأمت الدم وصيته‬ ‫جدار سقط على ظله‬ ‫‪............‬‬ ‫فرقصت يف العيون‬ ‫ظالل أرض‬ ‫دستورها احلب‬

‫هام���ش ‪ :‬حت���ت ش���عار (س���اس وطاح عل���ى ظله)‬ ‫كان ميثاق املصاحلة الش���هري (ميثاق احلرابي)‬ ‫ال���ذي وق���ع يف ‪ 16‬أبري���ل ‪ 1946‬برعاي���ة املل���ك‬ ‫إدريس السنوسي ‪.‬‬

‫قـصة اخللـق‬

‫تشيكايا أومتسي ‪ -‬الكونغو‬ ‫ترمجة ‪ :‬ساسي محام‬

‫"ه���ذه قص���ة اخلل���ق كم���ا مسعته���ا يف‬ ‫الكوت دي فوار"‪.‬‏‬ ‫كان قبل أن توجد أية حياة على س���طح‬ ‫األرض أو يف السماء‪..‬‏‬ ‫كائنان قويان جداً!‏‬ ‫واحد يسكن السماء!‏‬ ‫واآلخر يسكن األرض!‏‬ ‫وذات ي���وم س���كن اهلواء‪ ...‬ش���عر س���اكن‬ ‫األرض بالقلق‪ ..‬اش���تد عليه القلق فشرع‬ ‫يتثاءب‪ ...‬خرج الصلصال من فمه‪ ...‬قال‪:‬‏‬ ‫س���أصنع رج���ا ً‬‫ال ونس���اء وأمس���اكاً‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫وحيوانات وأشجارا من هذا الصلصال‪.‬‏‬ ‫ثم أضاف‪:‬‏‬ ‫س���أجعل الدم جيري يف أجس���اد الرجال‬‫والنساء واألمساك واحليوانات والنبات‪...‬‬ ‫ل���ن أصنعه���م من غ�ي�ر الصلص���ال حتى‬ ‫يبقوا حتت سيطرتي‪.‬‏‬ ‫حق���ن س���اكن األرض أجس���اد الرج���ال‬ ‫والنساء واألمساك واحليوانات دماً ولكن‬ ‫احلي���اة مل ت���دب فيه���م! غض���ب س���اكن‬ ‫األرض وت���رك الرج���ال واألمس���اك‬ ‫واحليوانات والنبات يف اهلواء الطلق‪...‬‏‬ ‫نفد صربه فرتكها وذهب‪..‬‏‪.‬‬ ‫وذات يوم نزل املطر غزيراً‪...‬‏‬ ‫فت���ت املط���ر الغزي���ر بع���ض متاثي���ل‬ ‫الرجال‪....‬‏‬ ‫رأى س���اكن األرض م���ا وق���ع للرج���ال‬ ‫والنس���اء واألمساك والنباتات اليت حنتها‬ ‫من الصلصال‪...‬‏‬ ‫تأثر كثرياً‪...‬‏‬ ‫ً‬ ‫امتأل قلبه حزنا‪...‬‏‬ ‫أخ���ذ م���ا بق���ي م���ن الرج���ال والنس���اء‬ ‫واألمساك واحليوانات والنباتات ووضعها‬ ‫يف كهف‪...‬‏‬ ‫يف ذل���ك الزم���ن مل تك���ن األرض تع���رف‬

‫النور‪ ...‬لقد كانت تسبح يف ظالم دامس‬ ‫ال ينقشع أبداً‪...‬‏‬ ‫ليس لس���اكن األرض غ�ي�ر النار يوقدها‬ ‫فتوفر له النور‪...‬‏‬ ‫يف ذل���ك الزمن كان النور يغمر الس���ماء‬ ‫دون انقطاع‪...‬‏‬ ‫يف ذل���ك الزم���ن كانت الس���ماء ال تعرف‬ ‫الظالم‪ ...‬كان لس���اكن السماء الشمس‬ ‫يستضيء بها‪.‬‏‬ ‫رأى س���اكن الس���ماء لعب���اً مجيل���ة عند‬ ‫ساكن األرض فقال له‪:‬‏‬ ‫أعط�ن�ي بع���ض رجالك وبعض نس���ائك‬‫وبعض أمساكك وبعض حيواناتك اليت‬ ‫تنحتها من الصلصال‪...‬‏‬ ‫سأهبها احلياة‪ ..‬س���أمنحك قلي ً‬ ‫ال من نور‬ ‫الشمس‪...‬‏‬ ‫فرد عليه ساكن األرض‪:‬‏‬ ‫أعطي���ك األمساك واحليوان���ات والنبات‬‫فقط‪...‬‏‬ ‫أجابه ساكن السماء‪:‬‏‬ ‫أريد كذلك الرجال والنساء‪...‬‏‬‫قال ساكن األرض‪:‬‏‬ ‫لن تأخذهم قبل أن تبعث فيهم احلياة‪..‬‏‪.‬‬‫عندئ���ذ بع���ث س���اكن الس���ماء احلي���اة‬ ‫يف أجس���اد الرج���ال والنس���اء واألمس���اك‬ ‫واحليوانات والنباتات‪.‬‏‬ ‫دبت احلياة يف املنحوتات‪...‬‏‬ ‫سار الرجال والنساء‪ ...‬سبحت األمساك‪...‬‬ ‫قفزت احليوانات‪ ...‬منت النباتات‪...‬‏‬ ‫قال ساكن السماء‪:‬‏‬ ‫واآلن‪ ...‬ياس���اكن األرض‪ ...‬نف���ذ م���ا‬‫وعدتين به! لق���د بعثت احلياة يف الرجال‬ ‫والنس���اء ويف األمساك ويف احليوانات ويف‬ ‫النبات���ات ال�ت�ي صنعتها م���ن الصلصال‪...‬‬ ‫ووهبتك نور الشمس‪ ...‬هيا‪ ...‬نفذ وعدك!‏‬

‫رف���ض س���اكن األرض تنفي���ذ وع���ده‪...‬‬ ‫ختاصم الكائن���ان‪ ...‬مل جينح���ا للصلح‪...‬‬ ‫ق���ررا أن تبقى الع���داوة قائمة بينهما إىل‬ ‫الالنهاية‪!..‬‏‬ ‫أصب���ح س���اكن الس���ماء يريد اس�ت�رجاع‬ ‫احلي���اة ال�ت�ي نفخه���ا يف أجس���اد الرجال‬ ‫والنس���اء واألمساك واحليوانات والنباتات‬ ‫ال�ت�ي حنته���ا س���اكن األرض م���ن‬ ‫الصلصال‪...‬‏‬ ‫عندما يفلح يف انت���زاع احلياة اليت وهبها‬ ‫للرجال والنس���اء واألمس���اك واحليوانات‬ ‫والنباتات ف���إن رج ً‬ ‫ال أو امرأة أو مسكة أو‬ ‫حيواناً أو نبتة متوت‪.‬‏‬ ‫يهب س���اكن األرض للدفاع عن‬ ‫وعندما ّ‬ ‫أح���د الرج���ال أو النس���اء أو األمس���اك أو‬ ‫احليوان���ات أو النبات���ات ف���إن صاحب تلك‬ ‫احلياة يس���قط مريضاً ويطول مرضه أو‬ ‫يقصر حسب مدة اخلصومة بني ساكن‬ ‫السماء وساكن األرض‪.‬‏‬ ‫وتعصف الرياح احلارة‪...‬‏‬ ‫وتقوم احلروب‪...‬‏‬ ‫وتثور العواصف‪...‬‏‬ ‫ونث���ر يف الس���ماء جنوم���اً متأللئ���ة‬ ‫كاألحج���ار الكرمي���ة ليج���ذب النس���اء‬ ‫حنوه‪.‬‏‬ ‫وجعل القمر عيناً له‪..‬‏‪.‬‬ ‫يراق���ب س���اكن الس���ماء بواس���طة ه���ذه‬ ‫الع�ي�ن املفتوحة أو ش���به املغمض���ة عدوه‬ ‫س���اكن األرض ً‬ ‫لي�ل�ا عندم���ا يس�ت�رجع‬ ‫مشس���ه اليت وهبه���ا له مع حي���اة الرجال‬ ‫والنس���اء واألمساك واحليوانات والنباتات‬ ‫املصنوعة من الصلصال‪.‬‏‬ ‫كان ذل���ك قب���ل أن توجد أي���ة حياة على‬ ‫سطح األرض أو يف السماء‪.‬‏‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫إال القصاص‬ ‫ال تقل إخوة‬ ‫ُ‬ ‫حلم أخيه ُ‬ ‫أخ‬ ‫كيف‬ ‫يأكل َ‬ ‫َ‬ ‫بدم بار ٍد‬ ‫كيف يذبحُ ُ ُه ٍ‬ ‫ثم ميضي‬ ‫إىل بيته وادعا كالذي‬ ‫ري يف َّ‬ ‫كفه‬ ‫أطعم الط َ‬ ‫والذي‬ ‫إىل البحر يرمي بقبلته‬ ‫مثل طفل برئ‬ ‫والذي‬ ‫يفتح الباب للشمس ّ‬ ‫كل صباح‬ ‫ويكره توديعها يف العشي‬ ‫ال تقل إخوة‬ ‫هل ترى‬ ‫كيف يكره ذئب أخاه‬ ‫فيختلفان‬ ‫ويقتتالن‬ ‫ّ‬ ‫ولكن خملب أقواهما ليس ميضي بعيدا‬ ‫إىل جهة القلب‬ ‫أو جهة الروح‬ ‫كفك أو كفي وحدهما‬ ‫تذهبان إىل حيث ال يذهب الذئب‬ ‫ال تقنعان ببعض العتاب‬ ‫وبعض اجلراح‬ ‫أعني كم‬ ‫ال تقنعان بغري انطفاء املصابيح يف ٍ‬ ‫ْ‬ ‫غار‬ ‫أضاءت َ‬ ‫دروب ّ‬ ‫الص ِ‬ ‫وحدّق تر اآلن كيف ارتدوا بعدها‬ ‫سرت ًة من ظالم‬ ‫واحلب‬ ‫وغابوا بعيدا عن اللهو‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫وعنهم‬ ‫للحنني‬ ‫عن موع ٍد‬ ‫ِ‬ ‫وعن قلم أقصى ّ‬ ‫كل احلروف‬ ‫ْ‬ ‫الرصاص‬ ‫وأبقى‬ ‫ال تقل إخوة‬ ‫ليس هذا أخي‬ ‫لسنا من طينة واحدة‬ ‫وال نتنفس من رئة واحدة‬ ‫وأحالمنا مل تكن أبدا واحدة‬ ‫هاهو اآلن يعلن موتي‬ ‫ْ‬ ‫للخالص‬ ‫وأعلن تعويذة‬ ‫ال يبث احلياة على موجة القلب‬ ‫ْ‬ ‫القصاص‬ ‫إال‬

‫حممد املزوغي‬


‫‪14‬‬

‫‪) 134‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫‪)2013)2013‬‬ ‫ديسمبرنوفمبر‬ ‫‪18 - 129 (- -3 )( -131‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنةالسنة‬

‫ميدان السؤال‬

‫خريف هون ‪ ..‬ربيع الصحراء ! ‪..‬‬

‫عن ‪ :‬هل ينبغي للموت أن ينتصر ؟!!‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫حديث الساعة يف شوارع " فيس بوك " اللييب ‪:‬‬ ‫كي���ف يق���ام مهرج���ان اخلري���ف الس���ياحي ويف‬ ‫بنغازي قتال ودماء !! ‪..‬‬ ‫فمن���ذ أيام بد ًءا من اخلمي���س املاضي ‪ 28‬نوفمرب‬ ‫التئم���ت فعالي���ات مهرج���ان اخلريف الس���ياحي‬ ‫مبدين���ة ه���ون ‪ ..‬ويس���أل الكث�ي�رون ع���ن ‪ :‬نف���رح‬ ‫والدماء تسيل ؟! ‪..‬‬ ‫والس���ؤال املضاد ‪ :‬هل ينبغي أن نس���مح للموت أن‬ ‫ينتصر ؟! ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫لق���د مت تأجيل املهرجان ألس���بوعني بعد جمزرة‬ ‫غرغور يف العاصمة ‪.‬‬ ‫وأقي���م بع���د أي���ام م���ن اقتت���ال كتيب���ة أنص���ار‬ ‫الشريعة غري الشرعية مع أفراد الصاعقة الذين‬ ‫ه���م عناصر اجلي���ش اللييب الوط�ن�ي النظامي يف‬ ‫بنغازي ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫املهرج���ان يق���ام يف موعده منذ خري���ف ‪ 1996‬م‬ ‫حفاظ���اً على امل���وروث اللي�ب�ي النق���ي دون أدجلة‬ ‫أو تش���ويه أو اس���تغالل م���ن أي ط���رف ودون‬ ‫الوق���وع ضحي���ة املس���اومات املادي���ة لذا ظ���ل أقل‬ ‫املهرجان���ات دعم���اً من قطاع الس���ياحة ومل حيظ‬ ‫مبا لقت���ه مهرجانات أخرى من نقل مباش���ر عرب‬ ‫قناة القنفوذ سيء الس���معة ! ومقاليت وتغطياتي‬ ‫الس���ابقة يف موقعني هما جي���ل ليبيا و ليبيا اليوم‬ ‫تشهد على تهميش املهرجان ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫املهرج���ان أطلقته املؤسس���ات األهلي���ة والثقافية‬ ‫ُ‬ ‫وأضطلعت أنا برئاس���ة‬ ‫يف مدين���ة هون س���نة ‪96‬‬ ‫جلنت���ه االعالمي���ة من���ذ قيام���ه ولع���دة دورات و‬ ‫خطابه االعالمي س���ياحي وثق���ايف وال عالقة له‬ ‫بالسياس���ة ومل يش���هد املهرجان طيلة سنواته أي‬ ‫دعاي���ة أو ت���ودد للطغاة وحتى إن تس���رب أحدهم‬ ‫ليفعل كنا نقف ومننعه وباملكاشفة يف مناسبات‬ ‫مشهودة ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫املهرجان مت تأجيله يف ‪ 2011‬بسبب أحداث ثورة‬ ‫فرباير وحرب حترير ليبيا ‪.‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫املهرجان مت اقامته يف ‪ 2012‬بشكل رمزي حملي‬ ‫يف ي���وم واح���د ب���ل يف س���اعات باش���راف الش���اعر‬ ‫املناضل الراحل السنوس���ي حبي���ب نظراً ملا متر به‬ ‫البالد ‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫املهرجان هذا العام ش���جعت قيامه وزارة السياحة‬ ‫بدولة ليبيا وحضر وكيل الوزارة حفل االفتتاح‬ ‫وظ���ل باملدينة يف ضياف���ة املهرجان و مل يغادر إال‬ ‫بعد االختتام ‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫املهرج���ان أح���دث ضج���ة وعتاب ومالم وش���تائم‬ ‫ألهل ه���ون م���ن ِقب���ل الكثريين عل���ى فيس بوك‬ ‫بس���بب النقل املباش���ر عرب قن���اة الوطنية ‪ ..‬وان مل‬ ‫ينقل ما كان ليس���مع به أح���د يف بلدات معزولة‬ ‫يف مشال الصحراء الكربى ! ‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬ ‫ثاني يوم م���ن مذحبة غرغور أي يوم ‪ 16‬نوفمرب‬ ‫كانت قناة الرياضية الليبي���ة تنقل مباراة ودية‬ ‫جرت يف تونس بني منتخب دولة ليبيا والنيجر !!‬ ‫‪ . .‬وأغلب قنوات التلفزيون الليبية تبث املسلسالت‬ ‫واألغان���ي والربامج الوثائقية والكامريا اخلفية !!‬ ‫مذاك وحتى أثناء اقتتال بنغازي بني أخوة الثورة‬ ‫!!! ومل يتكل���م أحد ‪ ..‬رمبا ظن���وا أن هون من املدن‬ ‫املهزومة حس���ب تصنيف أس���تاذ مشام حني قسم‬ ‫م���دن البالد إىل منتص���رة ومهزوم���ة !! ‪ ..‬وكأن‬ ‫احل���رب كانت بني مدن وليس���ت بني ثوار وجزء‬ ‫م���ن اجليش اللييب هو كتائ���ب الطاغية األمنية‬ ‫؟!!! م���ع أن هون خاضت معركتها ضد أحد فلول‬ ‫كتائب الطاغية قبل حترير جارتيها سرت وبين‬ ‫وليد وقاتل شباب هون اجلحفل الذي دخل وسط‬ ‫املدين���ة ‪ ..‬أي أنها مل تنتظر كتائب ثوار الش���مال‬ ‫لتحررها ‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬ ‫أي���ام ح���رب التحري���ر لث���ورة فرباي���ر و ألش���هر‬ ‫طويلة ظلت مدن الوس���ط اللييب وكذا اجلنوب‬ ‫حماصرة وبني قصف الناتو من الس���ماء وتهديد‬ ‫وقهر جحاف���ل الطاغية من األرض وس���ط ندرة‬

‫سكانية على أرض شاسعة ‪ ..‬ويف املدن احملررة مل‬ ‫يتوقف الرقص والغناء يف امليادين ومل يتكلم أحد‬ ‫ومل يستأ أحد من اهل الواحات الوسطى الطيبون‬ ‫والذي مع فرباير يف الوس���ط واجلنوب ظل معها‬ ‫والذي ض���د فرباير هو كذلك مثل���ه مثل الكثري‬ ‫م���ن األزالم املختبئني إىل الي���وم يف املدن الكبرية‬ ‫اليت حتررت أو ً‬ ‫ال ‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬ ‫بالنس���بة لي ش���خصياً أنا خارج الوطن منذ زمن‬ ‫للع�ل�اج ولو تأجل املهرجان أو مت ايقافه هذا العام‬ ‫بس���بب حمنة أهلن���ا يف بنغازي وقبله���ا طرابلس‬ ‫س���أكون مرتاح���اً م���ع نفس���ي أكثر و س���يكون‬ ‫األمر أفضل من باب س���د الذرائع كما يقول اهل‬ ‫الفقه أو درء الشبهات مع ثقيت وثقة اهل مدينيت‬ ‫احملرتم���ة بأنفس���نا وحبنا ل���كل الليبي�ي�ن ‪ ..‬ولكن‬ ‫م���ادام كان للناس هناك هذا االختيار فال ينبغي‬ ‫التطاول والس���خرية منهم واليت وصلت اىل حد‬ ‫كيل الش���تائم واألكاذيب التارخيية والتشكيك‬ ‫حت���ى يف جهاد هون ض���د احملت���ل االيطالي وغري‬ ‫ذلك من ألقاويل اليت تنم عن شر وحقد وضغينة‬ ‫يف صفح���ة املدعو زياد العيس���اوي وقد ش���اركه‬ ‫الكث�ي�ر بغيه بأمس���اء مس���تعارة وأخرى صرحية‬ ‫‪ ..‬هذا العيساوي الذي ش���تمين جملرد أنين نشرت‬ ‫صورة واح���دة حلفل افتت���اح املهرج���ان و قبل أن‬ ‫يقرأ تعليقي ازاء تطاوله السافر على مدينة هون‬ ‫وأطالب���ه من هنا من ميادين ان يس���حب وحيذف‬ ‫شتائمه ضدي وإال فالعدل والقضاء حكماً بيننا ‪.‬‬ ‫(‪)11‬‬ ‫احلدي���ث يط���ول ولن أضي���ف كي ال أن���زل إىل‬ ‫مستويات أدني ليست لي ‪..‬‬ ‫في���ا أخوتي الليبيني ممن تعلق���ون خيبات الوطن‬ ‫وأح���زان الوط���ن على بلدة ليس بها س���وى احلب‬ ‫ل���كل ليبي���ا الس���يما وأنها تتوس���ط الب�ل�اد ‪ ..‬بلدة‬ ‫أو مدين���ة صغ�ي�رة أصله���ا واح���ة وادع���ة أقامت‬ ‫مهرجانه���ا وقد نس���يتموها قرابة الع���ام وحررت‬ ‫نفسها بنفسها دون مجيل أحد ‪ ..‬أرجوكم دعوننا‬ ‫وشأننا ‪..‬‬ ‫‪ . . .‬ومدينة هون ليس���ت هي من قال للمتطرفني‬

‫املسلحني‬ ‫اقتلوا أحرار اجليش الوطين يف بنغازي ‪.‬‬ ‫(‪)12‬‬ ‫أقس���م ليس ألن ه���ون مدينيت ولكن�ن�ي أدافع عن‬ ‫أي مدين���ة ليبية تتع���رض حلملة افرتاء وكذب‬ ‫وتدليس ‪ ..‬وحس���بنا اهلل ونع���م الوكيل ضد كل‬ ‫املعتدين الكاذبني‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬ ‫ختاماً وأنا اخرج من غضيب ‪ ..‬وأنا أغادر هذا املقال‬ ‫االنفعالي ‪..‬‬ ‫ال���ذي ال أدري إن كان���ت تس���مح ب��� ِه األع���راف‬ ‫الصحفي���ة والتقالي���د الراس���خة ! – ارتأي���ت أن‬ ‫أنتق���ي من صفحيت هناك بع���ض األراء اجلميلة‬ ‫ازاء حديث الساعة موضوع املقال ‪:‬‬ ‫* صاحل يوسف ‪:‬‬ ‫( ميوت أش���خاص ويولد آخرون ويس���عد البعض‬ ‫ويتعس االخر وال يبقى الس���عيد سعيداً وال يدوم‬ ‫التعي���س تعيس���ا ‪ ..‬س���بحان اهلل ه���ي تل���ك احلياة‬ ‫مس���تمرة وال بد أن يس���تجيب القدر إىل أن يرث‬ ‫اهلل األرض ومن عليها ‪ ..‬أمتنى ان تس���تمر مجيع‬ ‫املهرجانات وال داعي للحساسيات الزائدة ) ‪.‬‬ ‫* عوض الشاعري ‪:‬‬ ‫( باجلمال واإلبداع ميكن أن يطرد القبح والظالم‬ ‫)‪.‬‬ ‫* أبوالقاسم القويري ‪:‬‬ ‫( فلتنتص���ر احلي���اة ‪ . .‬ف���ى مصرات���ه أختتم اليوم‬ ‫امللتقى الدوىل للفنون التش���كيلية من ‪ 23‬اىل ‪26‬‬ ‫نوفمرب ) ‪.‬‬ ‫* كرستال الكوثر ‪:‬‬ ‫( االطف���ال يف كل م���كان ال ذنب هلم فيما يفعله‬ ‫الكب���ار ‪ -‬املهرج���ان دع���وة للف���رح لألطف���ال قبل‬ ‫الكب���ار ‪ -‬دعونا نفرح قليال وس���تنهض ليبيا بأذن‬ ‫اهلل بسواعد شبابها‬ ‫*رؤوف حنايسي ‪:‬‬ ‫صدقت يا أس���تاذ عبد الوهاب ‪ ....‬البد أن تس���تمر‬ ‫احلياة‪.!....‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمان ‪ 29‬نوفمرب ‪ 2013‬م‬ ‫يف َّ‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪-26‬ـ‬ ‫العدد‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫‪18-2‬‬ ‫‪-912‬‬ ‫العدد( (‬ ‫الثالثة‪- -‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪3( (-( -)59‬‬‫‪) 131‬‬ ‫‪134‬‬ ‫العدد‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬

‫صحائفك‬ ‫عبد الرمحن شلقم‬

‫‪15‬‬

‫من أجل بناتي‪..‬دستور‬ ‫التكفري والرتهيب ال ميثلين!‬ ‫الزهراء لنقي‬

‫أترجاك‪،‬‬ ‫أرجوك ‪،‬للم���رة الثاني���ة َّ‬ ‫أيها الندي���م ‪،‬أترج���اك أن تكتبين‪،‬‬ ‫���ك س���نيناً ْ‬ ‫فق���د كتب ُت َ‬ ‫‪،‬تعبت‬ ‫ْ‬ ‫أقالم���ي ‪،‬إمت�ل�أت أوراق���ي ‪،‬فاض‬ ‫ُ‬ ‫القول‪،‬وه���ن ال�ي�را ُع ‪،‬الس���طو ُر‬ ‫ُ‬ ‫األوراق تنظ��� ُر بعيون‬ ‫تس���اءلين و‬ ‫يغشاها س���ؤال الذات‪،‬ويعلوها ندا ُء‬ ‫ُ‬ ‫حارق‬ ‫احلنني ‪.‬رحل ُتنا‬ ‫صحبة ٍّ‬ ‫حب ٍ‬ ‫احل���روف ْ‬ ‫ُ‬ ‫بلغت َ‬ ‫حافة اآله‬ ‫محيم ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ألسنة العقل ‪،‬‬ ‫‪ ،‬واألقال ُم ريش���ا ُتها‬ ‫َ‬ ‫ضفاف‬ ‫دمع ال���كالمِ ‪ ،‬مأل‬ ‫واحل�ب�ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪،‬وخ���ط عليها‬ ‫الروح‬ ‫م���ن‬ ‫مافاض‬ ‫ِ‬ ‫القلم‬ ‫زفرات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرحلة املعاندة‪ .‬حوا ُر ِ‬ ‫ُ‬ ‫وضرب‬ ‫‪،‬‬ ‫وظ�ل�ال‬ ‫ء‬ ‫أضوا‬ ‫‪،‬‬ ‫وال���ورق‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫واألنف���اس‪،‬‬ ‫عل���ى ماب�ي�ن اخلط���ى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أنغامها ‪.‬‬ ‫والزمان‬ ‫أغنية تعان ُد َ‬ ‫تكتب وخ َ‬ ‫ُ‬ ‫أنا َ‬ ‫أش���باح‬ ‫ز‬ ‫كلمة‬ ‫وأنت‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تط���وف ب�ي�ن احلض���ور والغي���اب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ح���رف يالحق ماتقدم وينظ ُر إىل‬ ‫إش���تعالت الذات‪،‬‬ ‫جب‬ ‫ما سكن يف ِّ‬ ‫ِ‬ ‫حلم‬ ‫يف‬ ‫تضرب‬ ‫هن���ا‬ ‫لكنك مازلت‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫اجلرح العتيق ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أي���ن أَ َ‬ ‫أيه���ا احلمي���م ‪َ ،‬‬ ‫ن���ت ؟ ‪ .‬يف‬ ‫اجل���رح أم َ‬ ‫أن���ت يف الضفاف‬ ‫س���اح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ورقة الس���ؤال ‪َ .‬‬ ‫س���أعطيك َ‬ ‫ورقة‬ ‫؟‬ ‫س���حابات‬ ‫مث���ل‬ ‫‪،‬لونه���ا‬ ‫األرض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫خشوع‬ ‫مس���افات‬ ‫ها‬ ‫‪،‬خطوط‬ ‫مسائي‬ ‫ٍ‬ ‫هام���د ُة ت���رى وتس���مع‪ ،‬صو ُته���ا‬ ‫ترانيم إبته���ال ‪ ،‬الفج ُر فيها ُ‬ ‫بداية‬ ‫ُ‬ ‫الزمان‬ ‫د‬ ‫زن���ا‬ ‫بقدح‬ ‫حتتف���ي‬ ‫والد ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫احلط���ب‬ ‫حط���ب البداي���ة ‪.‬‬ ‫عل���ى‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫والزم���ان ُ‬ ‫ُ‬ ‫وح�ب�ر يف ب���ركان‬ ‫ورق‬ ‫ُ‬ ‫خ���ط س���ؤا ً‬ ‫كل م���ن َّ‬ ‫الس���ؤال ‪ُّ .‬‬ ‫ال‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ليس���ت‬ ‫اإلجاب���ات‬ ‫أش���عل ن���اراً ‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫السائل القاهر الذي يبطل مفعول‬

‫اإلشتعال ‪ .‬ياندميي ‪ ،‬أقول لك‪ ،‬إن‬ ‫َ‬ ‫أردت أن تكتب�ن�ي ‪ ،‬ج ّْر ْد طبوغرافيا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫النور‬ ‫ِ‬ ‫الصفح���ات ‪ِ ،‬‬ ‫أفرغ فيها ق���وة ِ‬ ‫ُ‬ ‫خط���وط‬ ‫اإلكتش���اف ‪.‬‬ ‫وح�ل�او َة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تعرج���ات‬ ‫بصم���ات‬ ‫ه���ي‬ ‫‪،‬‬ ‫الط���ول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وخط���وط‬ ‫طبوغرافي���ا الداخ���ل ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫دق���ات تواص���ل‬ ‫الع���رض فيه���ا‬ ‫ِ‬ ‫اإلمت���داد ‪ْ .‬‬ ‫الفج���ر اليافع‬ ‫قلم‬ ‫خ���ذ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫تكتب‬ ‫‪ ،‬خ���ذ ُه ‪،‬‬ ‫أكتب في���ه ‪،‬قبل أن َ‬ ‫ُ‬ ‫والصح���ف زمان ‪،‬‬ ‫قلب‬ ‫القلم‬ ‫ب���ه ‪ُ ُ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫لقا ُءهما ُ‬ ‫دخلة التكوين ‪،‬فض‬ ‫ليلة ِ‬ ‫ب���كار ِة الوص���ل الروح���ي احلميم ‪.‬‬ ‫رب إعالن س���ائل اخلط الصايف‬ ‫احل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ينطق‬ ‫ب�ي�ن تكوين ميت���د ‪ ،‬وتكوين‬ ‫القل���م والزم���ان‬ ‫‪ .‬يف طبوغرافي���ا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تالمس‬ ‫ح���رف اخلل���ق ‪،‬‬ ‫يرتع���رع‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بن���ات‬ ‫األرواح ذا َته���ا ‪،‬وتتتكاث��� ُر‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الكائن���ات‬ ‫تقارب���ت‬ ‫املعان���ي ‪ .‬اآلن‬ ‫ُ‬ ‫بلس���ان اخلي���وط‬ ‫الناطق���ة‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫النبض���ات‬ ‫واخلط���وط ‪،‬أخرج���ت‬ ‫ْ‬ ‫األنف���اس َ‬ ‫أثقاهلا‬ ‫‪،‬ورفعت‬ ‫أحيا َنها‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫األحضان وهاهي ُ‬ ‫ُ‬ ‫تلتف‬ ‫‪،‬إنفرجت‬ ‫َ‬ ‫حول رعشا ِتها الساخنة ‪.‬‬ ‫أّيُّه���ا احلمي���م ‪،‬إقرتب���ت ش���هقاتي‬ ‫ْ‬ ‫سبحت‬ ‫ووجو ُم نظرا ِتك ‪،‬‬ ‫هي���ا‬ ‫‪،‬‬ ‫زمان���ك‬ ‫ينابي���ع‬ ‫ح���رويف يف‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫هي���ا ‪،‬إرف���ع راي���ة (اإلحب���ار) يف‬ ‫‪َّ ،‬‬ ‫رأس���ي‬ ‫‪،‬الغ���وص قف��� ُز‬ ‫األعم���اق‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األرواح تتصادم‬ ‫روح امل���اء ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يغال���ط َ‬ ‫الغ���وص قف���زاً ‪ ( ،‬األحب���ا ُر) هو‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫شفرة اإلمتداد ‪.‬‬ ‫عقل‬ ‫إىل‬ ‫الفم‬ ‫يرسلها‬ ‫الكال ُم شفر ُة‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫عقل يل ُد زماناً ومكانا‪،‬‬ ‫اليراه ‪ ،‬من ٍ‬ ‫ينس���ج قماش���ةَ فيها م���ن العقلني‬ ‫ُ‬ ‫خيوط احلياة السرية ‪،‬متتد حيا ُة‬

‫أزيز األنفاس‬ ‫تنقل ذاتها ‪،‬فيها من ِ‬ ‫وأس���ئلة النفس ‪،‬ماجيعل الكلمات‬ ‫كائن���ا حي���اً‬ ‫يتنف���س ‪ ،‬يتحس���س‬ ‫ُ‬ ‫طريق الوص���ول اىل دائرة املفاتيح‬ ‫الس���ر الروحي ‪،‬‬ ‫الكامن���ة يف برزخ‬ ‫ِ‬ ‫تلك هي دوائر الوصل اإلعجازية ‪.‬‬ ‫مسارب الظاهر والباطن ‪ ،‬رحلة يف‬ ‫سر –( السر) ‪ ،‬كل يتخلل اآلخر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫اإلتص���ال وص ً‬ ‫ُ‬ ‫والكلمات‬ ‫ال ‪،‬‬ ‫يصبح‬ ‫مفتتح النبوة ؛ كل الرسائل رسل‪،‬‬ ‫كل الكلمات نبؤة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الباطن منك‬ ‫أنت الظاه ُر مين‪ ،‬أنا‬ ‫ُ‬ ‫القلم‬ ‫الباطن ح ُ‬ ‫رب ‪،‬والظاه ُر ُ‬ ‫تنغم���س األق�ل�ا ُم يف احملاب���ر‬ ‫اآلن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ميتص ـ‬ ‫‪ ،‬تل��� ُد الرحل���ة حروفه���ا‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األنفاس‬ ‫حشاش���ة ـ األن���ا ـ ‪،‬‬ ‫األنت ـ‬ ‫ُ‬ ‫تكت���ب النف���وس ‪َ .‬‬ ‫أي���ن صحائ ُفك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫النام���وس‬ ‫بس���طور‬ ‫املخطط���ة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الق���دري املتوهج ؟ ‪ .‬نعم اآلن أراها‪،‬‬ ‫القل���م فو َقها ‪.‬‬ ‫وأرى يمُ ناكُتش���ه ُر‬ ‫َ‬ ‫احلرب َ‬ ‫يعلم ّ‬ ‫فوق‬ ‫مس�ي�ر‬ ‫أن‬ ‫َ‬ ‫كالن���ا ُ‬ ‫ِ‬ ‫الظاهر َ‬ ‫ُ‬ ‫فوق‬ ‫خطوات‬ ‫هو‬ ‫الس���طور‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص���راط الباط���ن ‪ ،‬لك���ن احل���رفَ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مثل���ث ش���راع اإلحب���ار ‪.‬‬ ‫األول ه���و‬ ‫ُ‬ ‫حواس ح���ار ُة ‪ ،‬عي ُو ُنها‬ ‫الرحل���ة هلا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ما ُء ‪ ،‬وآذا ُنها ُّ‬ ‫فلتتوكل‬ ‫املد واجلز ُر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الصفح���ات على جس���ور الس���طور‬ ‫ُ‬ ‫الرحلة ‪.‬‬ ‫بداية‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬وتطلق صافر َة ِ‬ ‫يارفيقي َ‬ ‫محيم صبور‪،‬‬ ‫م���ن‬ ‫‪،‬يالك‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫نورالعقل‪،‬‬ ‫يف قلبك‬ ‫ومض���ات م���ن ِ‬ ‫ُ‬ ‫تس���مع ب�ل�ا مل���ل ‪ ،‬األس���ئلة منك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لغة‬ ‫على‬ ‫نتفق‬ ‫مل‬ ‫‪.‬‬ ‫بامسة‬ ‫نظ���رات‬ ‫ِ‬ ‫العبور‪ُ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الصامت‬ ‫القرين‬ ‫اللغة هي‬ ‫‪،‬لكن هل لغ ُ‬ ‫الس���وائل‬ ‫جنس‬ ‫من‬ ‫نا‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جنس اجلماد ؟‪.‬‬ ‫ْأم من ِ‬

‫هالين ما مسعت عن عزوف نساء بالدي عن املشاركة يف وضع الدستور‬ ‫الذي س���يحمي حقوقهن وسيضمن مس���تقبل أفضل هلن ‪ ،‬وذلك خلوف‬ ‫بعضهن من التعرض حلمالت التش���ويه والق���ذف ولتعرض األخريات‬ ‫للتشهري املس���بق والقذف والتحريض بالقتل يف حال ترشحهن! ولست‬ ‫أدري حقيق���ة أي ش���رعية ه���ذه س���تكون لدس���تور يوضع حت���ت تهديد‬ ‫البنادق!‬ ‫وأي ش���رعية هذه اليت س���تكون لدس���تور ال يضمن متثيله���ن بل يعمل‬ ‫على إقصاءهن ليس فقط بنص مواد قوانينه بل بالظروف الغري مواتية‬ ‫أمنيا مما يعرض سالمتهن للخطر! أملين جدا أن أمسع أن األستاذة آمال‬ ‫بوقعيقيص قد قررت االنسحاب من خوض انتخابات جلنة الستني بعد‬ ‫تعرضه���ا حلملة هوج���اء تكفريية حتريضية! وهي ال�ت�ي رأيناها مجيعا‬ ‫من أول النس���اء والرج���ال أمام احملكم���ة وتقود مبنتهى الش���جاعة هذه‬ ‫الثورة ضد طغيان القذايف يف ذات الوقت كان رجال آخرون (دون ذكر‬ ‫ألمسائهم) يدعون ملهادنة القذايف والتصاحل معه بعد س���قوط الش���هداء‬ ‫بانط�ل�اق انتفاض���ة ‪ ١٧‬فرباير‪ ،‬وأصدقكم القول أني ق���د ُصدمت عندما‬ ‫وجدت أن ه���ذه احلملة يف إحدى صفحات اليت تتب���ع أحد "الثوار" ذوي‬ ‫التوجه اإلسالمي (وباملناسبة نسيبه‪ /‬والد زوجته من أحد الوعاظ وأحد‬ ‫املرشحني أيضا)‪.‬‬ ‫فهن���اك ح���دود للخالف‪،‬أحد هذه احلدود هو الطعن يف ش���رف النس���اء‬ ‫وتكفريه���ن والتحريض الصريح على قتلهن! فمهم���ا كان خالفنا مع‬ ‫األس���تاذة آمال بوقعيقيص خبصوص رأي ق���د أدلت به "مرة واحدة" يف‬ ‫إحدى اللقاءات التليفزيونية خبصوص غطاء الرأس وس���نده الشرعي‪.‬‬ ‫فذل���ك لي���س مس���وغا ال ش���رعيا وال عرفي���ا حلمل���ة الق���ذف والتكفري‬ ‫والتحري���ض عل���ى القت���ل اليت تتع���رض هلا! وحس���ب علم���ي املتواضع‬ ‫بالشريعة اإلس�ل�امية ‪-‬ومع إقراري بوجوب غطاء الرأس شرعيا‪-‬فأني‬ ‫مل أمس���ع عن ح���د لعدم ارتداء غطاء الرأس أو حد ملناقش���ة وجود س���ند‬ ‫ش���رعي من عدمه لغطاء الرأس يف الق���رآن الكريم يف حني أني أعلم أنه‬ ‫هناك ح ٌد لقذف احملصنات !‬ ‫وصدق الش���يخ حممد الغزالي رمحة اهلل عليه حني قال "اإلكراه على‬ ‫الفضيل���ة ال يصنع اإلنس���ان الفاضل كما أن اإلك���راه على اإلميان ال‬ ‫يصنع اإلنس���ان املؤمن فاحلرية هي أساس الفضيلة"‪...‬كما صدق حني‬ ‫قال ‪":‬إن انتشار الكفر يف العامل حيمل نصف أوزاره متدينون بغضوا اهلل‬ ‫إىل خلقه بس���وء صنيعهم ‪ ".‬وإني الس���تهجن أن يكون اخلالف يف الرأي‬ ‫مس���وغا حلرمان مواط���ن أو مواطنة من املش���اركة يف صناعة دس���تور‬ ‫جيمعنا مجيعا‪.‬‬ ‫‪.‬ولذلك ال أدري حقا أي حوار هذا س���يكون بلجنة الستني لوضع دستور‬ ‫ل���كل الليبيني والليبي���ات مبختلف آراءهم وتوجهاته���م وثقافتهم؟‪..‬وأي‬ ‫دس���تور هذا الذي س��� ُيكتب بالرتهي���ب والتخوين والتكف�ي�ر والتحريض‬ ‫على القتل؟!‬ ‫فعال ال أملك إال أن أترحم على أبائنا وأجدادنا مؤسسي دولة االستقالل‬ ‫عندم���ا وضع���وا يف دس���تور االس���تقالل امل���ادة ‪":12‬احلرية الش���خصية‬ ‫مكفولة ومجيع األشخاص متساوون يف احلماية أمام القانون"‪.‬‬ ‫ختاما‪ ،‬إني أراها رؤية العني أن الدس���تور املزمع وضعه (إن وُضع أساسا)‬ ‫سيكون فاقد الشرعية ألنه سيكتب حتت فوهة املدافع والرشاشات‪..‬ألنه‬ ‫س���يتبنى اإلكراه والرتهيب منهج���ا ومضمونا‪ ..‬ولذلك ومن أجل بناتي‬ ‫ومن أجل مستقبل أفضل هلن دستور التكفري والرتهيب ال ميثلين‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫فرباير ‪ ..‬يف امليزان‬ ‫عمر عبد الدائم‬ ‫ه���ل كان فرباي���ر ث���ور ًة يف ليبي���ا ‪ ..‬أم مؤام���ر ًة‬ ‫عليها ؟‬ ‫قد يبدو هذا الس���ؤال صا ِدماً للبعض ‪ ،‬وقد يكون‬ ‫س���ؤا ً‬ ‫ال عاديّ���اً للبعض اآلخ���ر لكثرة م���ا أعاد ُه و‬ ‫ك ّرره بينه و بني نفس���ه ‪ ،‬و رمبا خيتلف معي ــ‬ ‫بل ويعاديين ــ آخرون جملرد طرحي هلكذا سؤال‬ ‫‪.‬‬ ‫ال َيهُم ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫بصوت‬ ‫أحببت أن أف ّكر‬ ‫املُ ِه ّم أنين بهذه األس���طر‬ ‫ٍ‬ ‫عال ‪ ،‬و أعرف متاماً ّ‬ ‫أن اإلجابة على هذا السؤال‬ ‫ٍ‬ ‫بكلمة واحد ٍة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫ميكن‬ ‫الصغ�ي�ر ــ الكبري ال‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫( ث���ور ٌة أو مؤام���رة) ‪ ،‬كما أن�ن�ي أدرك متاماً ّ‬ ‫أن‬ ‫الوق���ت ال يزال ُمبك���راً لوضع فرباي���ر يف امليزان‬ ‫على األقل لسببني ‪:‬‬ ‫أ ّو ُ‬ ‫هلم���ا ‪ّ ،‬‬ ‫أن فرباير ــ رغ���م مرور ما يقارب ثالث‬ ‫س���نوات عل���ى بداية أحداث���ه ــ ال تزال ش���ؤونه و‬ ‫ش���جونه ‪ ،‬تقّلبا ُت��� ُه وانعكاس���ا ُته ‪ ،‬مطاحنا ُت��� ُه و‬ ‫مناطحا ُته ‪ ،‬جتاذبا ُته و مماحكا ُته ‪ ،‬ال تزال تفو ُر‬ ‫و تدور حتى اآلن ‪.‬‬ ‫و الس���بب الثان���ي أن ال أحد يس���تطيع أن ينتقد‬ ‫بش���كل ُمباش���ر متاماً كم���ا مل يكن أح ٌد‬ ‫فرباير‬ ‫ٍ‬ ‫يس���تطيع أن ينتق���د النظ���ام الس���ابق لوج���ود‬ ‫التخوي���ف نفس���ه ‪ ،‬و مراك���ز الق���وة نفس���ها ‪،‬‬ ‫والقمع الفكري نفسه ‪ ..‬وإن اختلفت التسميات‬ ‫و تغريت الرموز و الشخوص و تباينت ِحدّة هذا‬ ‫القمع بني املاضي و احلاضر ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫���ب أن أفكر‬ ‫وألن�ن�ي ـ���ـ كما‬ ‫أح ّ‬ ‫ذك���رت آنف���اً ـ���ـ ِ‬ ‫فس���أكتب مر ًة بقل���م أؤلئك الذين‬ ‫عال‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بصوت ٍ‬ ‫يرون أن فرباير كان ثور ًة حقيقية يف ليبيا ‪ ،‬و‬ ‫مر ًة أخرى بقلم أؤلئك الذين يقولون أنه كان‬ ‫مؤامر ًة عليها ‪.‬‬ ‫ول���ن ألت ِف َت ــ بالطبع ــ للذين س���يختلفون معي‬ ‫و يناصبون���ي العداء لجمِ رد طرحي هلذا الس���ؤال‬ ‫‪ ،‬فه���ؤالء هم أع���داء العق���ل و احل���وار ‪ ،‬ال ُح ّجة‬ ‫هل���م وال منط���ق ‪ ،‬أفكا ُره���م ُمتكّلس���ة ‪ ،‬و ُ‬ ‫رؤاهم‬ ‫معدومة ‪.‬‬ ‫فأقول ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫إن فرباير كان ثور ًة حقيقية ‪ ،‬ما يف ذلك ش���ك‬ ‫‪ ،‬كان ث���ورة عل���ى واق���ع بائ���س أثبت���ت العقود‬ ‫واقع‬ ‫املتتالية عدم صالحه وإمكانية إصالحه ‪ٌ ،‬‬ ‫ُمكرس خلدمة أشخاص ‪ ،‬و رمبا شخص واحد‬ ‫شعب بأكمله ‪.‬‬ ‫على حساب ٍ‬ ‫���ع عاد بالب�ل�اد القهقرى ب���دل أن يتقدم بها‬ ‫وا ِق ٌ‬ ‫خبطوات واثقة لتصل خالل تلك العقود و اليت‬ ‫كانت فرصة ذهب ّية بامتياز إىل مصاف الدول‬ ‫اليت يرتفع فيها متوس���ط دخل الفرد فينعكس‬ ‫ذلك إجياب���اً على البالد و العب���اد ‪ ،‬ف ُيقهر بذلك‬ ‫األعداء الثالثة الفقر و اجلهل و املرض ‪.‬‬ ‫أق���ول كانت تل���ك العق���ود فرص���ة ذهبية ألن‬ ‫مجي���ع متطلب���ات التنمي���ة كان���ت حاض���رة و‬ ‫جاه���زة مل���ن أراد أن يبين بل���داً بإمكاني���ات ليبيا‬ ‫(ثرواتها الطبيعية و موقعها اجلغرايف) و لشعب‬ ‫ليبيا (الذي كان متجانس���اً) ال سيما أن الوضع‬ ‫الدول���ي يف زم���ن احل���رب الب���اردة ب�ي�ن األحتاد‬ ‫الس���وفييت و الوالي���ات املتح���دة كان مناس���باً‬ ‫ب���ل مثال ّياً ج���داً للمناورة السياس���ية اليت ختدم‬ ‫القضي���ة الوطني���ة ‪ ،‬و لذلك كان ه���ذا الوضع‬ ‫الدولي عام ً‬ ‫ال مس���اعداً لنهوض الكثري من دول‬ ‫العامل الثالث إبّان عقود السبعينات و الثمانينات‬ ‫و التسعينات ‪.‬‬ ‫س���بب آخ���ر يع���زز (ذهب ّية العق���ود املاضي���ة) أن‬

‫ح���ركات التط���رف الدي�ن�ي مل تك���ن "مزدهرة"‬ ‫كم���ا ه���ي الي���وم ‪ ،‬ف���كان بإم���كان احلكوم���ات‬ ‫الرشيدة أن تبين بلدانها بكل ثقة و هدوء و هذا‬ ‫ما مل تش���هده ليبي���ا رغم تد ّفق النف���ط بكميات‬ ‫خيالية ‪.‬‬ ‫و عل���ى ذك���ر النف���ط فقد قف���زت أس���عار هذا‬ ‫الس���ائل اخل���رايف أضعافاً مضاعف���ة خالل تلك‬ ‫العق���ود األمر الذي كان كفي ً‬ ‫دول عدّة‬ ‫ال ببناء ٍ‬ ‫من عائدات النفط اللييب ‪.‬‬ ‫و كان���ت النتيجة العكس م���ن ذلك متاماً فكان‬ ‫املواط���ن اللي�ب�ي يحُ ���ا َرب يف ق���وت يوم���ه و رمبا‬ ‫التجأ للتكس���ب بطرق غري مشروعة كالنصب‬ ‫و االحتي���ال و الرش���وة و حتى التس���ول ‪ ،‬و إذا ما‬ ‫أس���تثنينا التس���ول باعتب���اره ظاه���رة إنس���انية‬ ‫حت���دث يف أي مكان إذا م���ا توافرت ظروفها فإن‬ ‫ه���ذه الط���رق كان اللي�ب�ي ال يعرفهاعل���ى م���ر‬ ‫السنني ‪.‬‬ ‫أم���ا العامل األه���م الذي كان متوف���راً يف بداية‬ ‫تل���ك العقود الذهبية فهي تلك ا ّل ِلب َنة اليت وجب‬ ‫البن���اء عليه���ا ال هدمه���ا أال و ه���ي الش���خصية‬ ‫الليبية ‪ .‬تلك الشخصية املتفردة من بني مجيع‬ ‫دول اجل���وار ‪ ،‬ش���خصية هلا مالمح أس���طورية ‪،‬‬ ‫فما من صفات محيدة إلاّ وجدتها يف الشخصية‬ ‫���ة ‪ ،‬و إباء ‪ ،‬و بس���اطة‬ ‫كرم و ِع َّف ٍ‬ ‫الليبي���ة ‪ ،‬م���ن ٍ‬ ‫‪ ،‬و كم يس���تغرب الشخص كيف تتحول هذه‬ ‫الش���خصية خ�ل�ال ه���ذه العق���ود إىل النقي���ض‬ ‫متام���اً من هذه الصف���ات ‪ .‬فأصبحت عنواناً لكل‬ ‫ما هو س���يء و رمز للجه���ل و الفقر و املرض بل‬ ‫و لإلرهاب أيضاً و أصبح اللييب مش���تبه به أينما‬ ‫ّ‬ ‫حل و غري مرحب به أينما وصل ‪.‬‬ ‫فربع���م ث���روات بالده���م و قّل���ة عدده���م ف���إن‬ ‫الليبيني ملؤوا الرب و البحر ففاضت بهم السفن‬ ‫القادم���ة من و إىل س���وريا و تركي���ا و مالطا و‬ ‫ضاقت بهم مطارات العامل بأسره و هم جيوبون‬ ‫األرض حبث���اً ع���ن أي طري���ق للم���ال فمن بيع‬ ‫التبغ و الس�ل�احف يف مالطا إىل األجتار بالبشر‬

‫و احلجر ‪.‬‬ ‫و ّ‬ ‫لع���ل آخر مزاي���ا ذلك الزمن ه���و أن الدولة يف‬ ‫ُضعت على قاعدة‬ ‫و‬ ‫ق���د‬ ‫كانت‬ ‫الس���تينات‬ ‫نهاية‬ ‫ِ‬ ‫راس���خة لتكون دولة مؤسسات حقيقية ‪ ،‬فرغم‬ ‫أنها كانت دولة ولي���دة بعد حقب متعاقبة من‬ ‫األستعمار الرتكي فاإليطالي ثم حكم احللفاء‬ ‫املنتصري���ن يف احلرب العاملية الثانية ‪ ،‬بعد كل‬ ‫ذلك الظالم أس���تطاع خنبة م���ن أبنا هذا الوطن‬ ‫و مب���ؤازرة من اجملتم���ع الدولي ّتأس���يس دولة‬ ‫مستقّلة بدستور متطور و مبؤسسات حقيق ّية ‪،‬‬ ‫و على ال ّرغم مما شاب حكومات اململكة وحاشية‬ ‫قورن مبا‬ ‫امللك من فس���ا ٍد إال أنه ال يُذكر إذا ما ِ‬ ‫جاء الحقاً من فساد ‪.‬‬ ‫باختص���ار لق���د كان���ت لن���ا دول���ة حقيق ّي���ة‬ ‫مبؤسس���اتها احلكومي���ة واألمني���ة و اخلدم ّية ‪،‬‬ ‫بش���كل ممنهج‬ ‫فت���م تدمري كل تلك املؤسس���ات‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫عل���ى مدى أربعة عق���و ٍد كامل���ة ‪ ،‬وكان جزاء‬ ‫كل م���ن ين���ادي بإعادة تل���ك املؤسس���ات ليعود‬ ‫���رق ‪ ،‬كان جزاؤه ان ُي َعّلق‬ ‫معها الوطن الذي ُس ِ‬ ‫ُزج ب ِه يف غيابات السجون‬ ‫على أعواد املشانق ‪ ،‬أو ي ّ‬ ‫‪ ،‬ولذل���ك نق���ول أن ما حدث يف فرباي���ر هو ثور ٌة‬ ‫حقيقية على كل ذلك الفس���اد وإلعادة الوطن‬ ‫الذي ُس ِرق ذات ليلة ‪.‬‬ ‫ول ِكن ‪...‬‬ ‫م���ا حي���دث اآلن ‪ ،‬و ما ن���راه و نعيش���ه أال يوحي‬ ‫بوجود مؤامرة ما على ليبيا ؟‪.‬‬ ‫ألي���س من املمك���ن أن تك���ون هذه املؤام���رة على‬ ‫إطار مؤامرة أكرب على املنطقة‬ ‫ليبيا تدخل يف ٍ‬ ‫برمته���ا ‪ ،‬و ال���ذي حي���دث اآلن ماه���و إال تنفيذ‬ ‫ملخطط " الش���رق األوس���ط اجلديد" الذي نادت‬ ‫ب��� ِه " الفوض���ى اخللاّ قة" واليت بدوره���ا ابتدعها‬ ‫اليمني الغربي ؟ و س���عى جاهداً و بكل الوس���ائل‬ ‫لتحقيقها‪.‬‬ ‫ألي���س من أهداف الدول الك�ب�رى املُعلنة و الغري‬ ‫املُعلن���ة نق���ل الصراع���ات (ال س���يما ذات الطابع‬ ‫الدي�ن�ي) إىل دول املنطق���ة بدل م���ن أن تكون يف‬

‫دول أوروبا أو أمريكا نفسها ؟‪.‬‬ ‫اال ختدم حالة عدم اإلستقرار اليت تعم املنطقة‬ ‫( وليبيا على األخص) مصاحل تلك الدول بشكل‬ ‫كبري ومباشر ‪ ،‬حبيث تستطيع أن تعمل أجهزة‬ ‫خمابراته���ا بكل يس���ر لتنفيذ تل���ك املخططات ‪،‬‬ ‫ناهيك ع���ن نهب الثروات املس���تمر يف ظل حالة‬ ‫فساد غري مسبوقة ؟‪.‬‬ ‫ُث ّم أال تتضح أكثر فأكثر خيوط تلك املؤامرة‬ ‫كلما مسعن���ا الصيح���ات اإلنفصال ّية واليت مل‬ ‫يكن ّ‬ ‫أي لييب يذكرها من قبل ؟‪.‬‬ ‫فبعد أن كان الليبيون يس���تبعدون حتى جمرد‬ ‫التفك�ي�ر يف النظام الفيدرال���ي ( وهو نظام حكم‬ ‫ل���ه قوانين���ه املعروف���ة ) ‪ ،‬ص���ار الليبي���ون اليوم‬ ‫يتوقعون ما هو أقس���ى م���ن ذلك بكثري ‪ ..‬وأقصد‬ ‫بالطبع تقسيم البالد ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولع���ل آخر م���ا يُنبئ عن وجود ه���ذه املؤامرة هو‬ ‫ظهور (خنبة) سياس���ية ال تريد ـ���ـ حتى ال أقول‬ ‫ال تس���تطيع ــ أن تب���دأ ببناء مؤسس���ات حقيقية‬ ‫للدول���ة ‪ ،‬األم���ر الذي جيعل املراق���ب يضع ألف‬ ‫عالمة اس���تفهام على ه���ذه النخبة اليت هيمنت‬ ‫على املشهد السياسي اللييب ‪.‬‬ ‫أخ�ي�راً أق���ول ‪ّ :‬‬ ‫إن فرباي���ر كان ث���ورة حقيقية‬ ‫‪ ،‬لكنه���ا ـ���ـ كما ُج ّ‬ ‫���ل الثورات ــ كان���ت معرضة‬ ‫لإلجه���اض و للس���رقة فلم ُتكم���ل أهدافها اليت‬ ‫خ���رج أؤلئك األنقياء من أجله���ا ‪ ،‬و عليه ‪ ،‬ما مل‬ ‫ُت نْ َ‬ ‫ب دولة املؤسس���ات دول���ة القانون ‪ ،‬وما مل يكن‬ ‫هن���اك دس���تو ٌر ّ‬ ‫ق���وي حيم���ي حق���وق املواطنة و‬ ‫يكفله���ا ‪ ،‬و يصون احلريّ���ات العامة و اخلاصة ‪،‬‬ ‫وي ّ‬ ‫الس��� ُلطات ‪ ،‬ما مل حيدث كل هذا فإنين‬ ‫ُنظم ّ‬ ‫أجهض���ت أو متت‬ ‫قد‬ ‫فرباي���ر‬ ‫ث���ورة‬ ‫أن‬ ‫س���أعترب‬ ‫ِ‬ ‫س���رقتها ‪ ،‬و الليبيون ــ كل الليبيني ــ مسؤولون‬ ‫عن إعادة ثورتهم ملس���ارها الصحيح حتى ُتكمل‬ ‫أهدافه���ا ‪ ،‬ويتم بالتالي إس���قاط ه���ذه املؤامرات‬ ‫املحُ دقة بالوطن ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪17‬‬

‫قبل اإلنهيار الشامل‬ ‫عبد اهلل الكبري‬

‫" عندما يتوقف احلوار يبدأ القتال "‬ ‫هنرى كيسنجر‬ ‫تواص���ل ليبي���ا دولة وش���عبا وكيان���ا موحدا‬ ‫رحلته���ا حن���و اجمله���ول‪ ،‬حن���و املزي���د م���ن‬ ‫التش���رذم واإلنقس���ام ب�ي�ن مكوناته���ا‪ ،‬بتزايد‬ ‫اخلالف���ات وس���يادة العن���ف واإلح�ت�راب وهو‬ ‫ماس���يعمق الصدع اإلجتماعى ال���ذى خلفته‬ ‫حرب التحري���ر وميضى بالوطن إىل غياهب‬ ‫اجملهول‪.‬‬ ‫تب���دو الصورة قامت���ة الس���واد ‪،‬إذ تنذر حالة‬ ‫الصراع���ات املتفج���رة باالنفج���ار الش���امل ‪،‬‬ ‫وحينه���ا لن جيدى البحث فى األس���باب فهى‬ ‫عدي���دة ومرتاكم���ة ومعق���دة ومتش���ابكة‪.‬‬ ‫األجدى اآلن هو السعى فى عالج يوقف غرق‬ ‫البالد فى الفوضى وحبار الدماء‪ ،‬حيث تصبح‬ ‫احلرب ه���ى خبزن���ا اليوم���ى ويغ���دو الوطن‬ ‫مقربة شاس���عة‪ .‬ولك���ن رغم قتام���ة الصورة‬ ‫مثة ش���عاع خافت يطل بني طيات السواد‪ ،‬إنه‬ ‫األمل الذى ال يتالش���ى فى ق���وة إرادة احلياة‬ ‫ل���دى الش���عب الليب���ى‪ ،‬وعظم���ة اس���تجابته‬ ‫للتحدي���ات املختلفة عرب التاريخ‪ ،‬من حتدى‬ ‫اجلف���اف واجل���دب واجملاع���ات ف���ى القرون‬ ‫املاضية‪ ،‬إىل مواجهة املستعمرين واملغامرين‬ ‫والقراصنة‪ ،‬رغم تفوقهم تسليحا وعددا إىل‬ ‫اإلطاحة بأحد أشرس طغاة العصر‪ .‬فى كل‬ ‫املواجه���ات يدفع الش���عب الليبى مثن���ا باهظا‪،‬‬ ‫وخي���رج منهكا خائ���ر القوى‪ ،‬ولكنه س���رعان‬ ‫مايتعاف���ى مس���تعيدا الرغب���ة ف���ى اإلنطالق‬ ‫حنو احلياة واملستقبل‪.‬‬ ‫لنتخي���ل الس���يناريو املقب���ل إذا انفج���رت‬ ‫الصراع���ات ـ املتفج���رة أص�ل�ا ـ وزادت ح���دة‬ ‫اإلصطف���اف القبل���ى اجله���وى‪ ،‬واس���تفحل‬ ‫الص���راع السياس���ى‪ ،‬ودخلن���ا فى أت���ون حرب‬ ‫أهلية ش���املة‪ .‬ل���ن يتأخر العام���ل اخلارجى‬ ‫ف���ى دع���م األط���راف املتنازع���ة حفاظ���ا على‬ ‫وج���وده ومصاحل���ه ف���ى اإلقلي���م ومنازل���ة‬ ‫أعدائ���ه عل���ى األرض الليبية‪ ،‬وبع���د عقد أو‬ ‫عقدين وفقا للمتغريات الدولية واإلقليمية‬ ‫يتوقف القتال من دون حسمه من أى طرف‪،‬‬ ‫وتضغط الدول العظمى على كل األطراف‬ ‫للجل���وس عل���ى طاول���ة التف���اوض‪ ،‬لرس���م‬ ‫خريطة النف���وذ واقتس���ام األرض والثروات‪،‬‬ ‫ولكن هذا السالم سيكون بعد دفع الثمن عدا‬ ‫ونقدا من الدماء واألرواح والثروة‪ .‬فلنجلس‬ ‫اآلن ونتجن���ب كل ه���ذا اخل���راب م���ادام فى‬ ‫الوقت متسع للحوار‪.‬‬ ‫ال أرى خمرج���ا حيفظ ما تبقى من وش���ائج‬ ‫بني الليبيني س���وى احلوار الوطنى الش���امل‪،‬‬ ‫إنه ط���وق النجاة الذى س���ينقذنا من الغرق‪،‬‬ ‫وحيق���ن الدم���اء‪ ،‬ويض���ع القواع���د الالزم���ة‬ ‫واألساس���ية لبناء الدولة‪ .‬يشرف على احلوار‬ ‫املؤمتر الوطن���ى بصفته اإلعتبارية كممثل‬ ‫ش���رعى ل���كل مكون���ات اجملتم���ع الليب���ى‪،‬‬ ‫وترع���اه األم���م املتح���دة ممثل���ة للمجتم���ع‬ ‫ال���دوىل‪ ،‬الط���رف الرئيس���ى فى ه���ذا احلوار‬ ‫هو مكونات اجملتمع الليب���ى اإلجتماعية‪ ،‬أى‬

‫األع���راق اإلثني���ة والقبائل واملناط���ق واملدن‪،‬‬ ‫مبشاركة منظمات اجملتمع املدنى‪ ،‬وحتظر‬ ‫مش���اركة األح���زاب ف���ى ه���ذا احل���وار ألنها‬ ‫غري متجذرة فى الواق���ع الليبى ومازالت فى‬ ‫الط���ور اجلنينى‪ ،‬وهى من أس���باب اإلنقس���ام‬ ‫ف���ى اجملتمع ‪ ،‬فضال ع���ن وجودها فى احلوار‬ ‫بشكل غري مباشر باعتبار وجودها فى املؤمتر‬ ‫الوطنى راعى احلوار‪.‬‬ ‫س�ي�رى البعض فى إشراك مكونات اجملتمع‬ ‫التقليدي���ة كالقبيلة وإبع���اد األحزاب وهى‬ ‫حجر الزاوية فى النظ���ام الدميقراطى‪ ،‬يعد‬ ‫نكوص���ا ع���ن أحد أه���داف الثورة وه���و إقامة‬ ‫البدي���ل الدميقراط���ى للديكتاتورية املنهارة‪.‬‬ ‫فالع���ودة للقبيل���ة واملنطق���ة ردة حضاري���ة‬ ‫وتراج���ع إىل مؤسس���ات قدمي���ة جناه���د من‬ ‫أجل جتاوزه���ا ليخلص الوالء للوطن‪ ،‬ورمبا‬ ‫يزاي���د البعض بتش���بيهها بدع���اوى القذافى‬ ‫وتش���كيالته للرواب���ط القبلي���ة والقي���ادات‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫ووج���ه اإلعرتاض���ات كلها صحي���ح نظريا‪،‬‬ ‫ولك���ن لندع التنظ�ي�ر ونلتفت للواق���ع الليبى‬ ‫الي���وم‪ ،‬أمل ينكف���ئ الليبي���ون إىل قبائله���م‬ ‫ومناطقه���م ومدنه���م يتمرتس���ون خلفه���ا‬ ‫ويعظم���ون م���ن ش���أنها؟ لننظر ف���ى الصور‬ ‫املرفوعة واإلهازيج وما كتب على السيارات‬ ‫املس���لحة إيام الثورة‪ .‬كل منطق���ة أو قبيلة‬ ‫اس���تدعت رموزه���ا النضالي���ة التارخيي���ة‪،‬‬ ‫وس���جلت أمساء املدن والق���رى والقبائل على‬ ‫الس���يارات‪ ،‬أم���ا على جهة الواق���ع االفرتاضي‬ ‫فس���ياحة هادئ���ة ع�ب�ر صفحات في���س بوك‬ ‫ستكشف فداحة االنقسام الليبى إىل املكونات‬ ‫الفرعية‪.‬‬

‫يرتاج���ع االنتم���اء للوط���ن بصع���ود اهلوي���ات‬ ‫الفرعية‪ ،‬والوطن نقيض القبلية والطائفية‪،‬‬ ‫ومت���ى ضعفت الس���لطة املركزية أو الدولة‬ ‫اجلامعة برزت الوالءات األخرى وظهر شبح‬ ‫االنقس���ام‪ .‬ه���ذه حقيقة تارخيي���ة ال مناص‬ ‫م���ن التس���ليم به���ا‪ ،‬وبدال م���ن حتوي���ل هذه‬ ‫اإلنتماءات إىل معول هدم وس���بب لإلحرتاب‬ ‫نستغل حضورها القوى فى النفوس واملشاعر‬ ‫فى الضم واجلمع ال التفريق‪.‬‬ ‫أم���ا ع���ن النك���وص الدميقراط���ى فنحن مل‬ ‫نبدأ فى ممارس���ة الدميقراطي���ة حتى نقيم‬ ‫اإلس���تعانة بالقبيل���ة بأنها نك���وص وتراجع‪،‬‬ ‫صحي���ح أجرينا انتخاب���ات وأطلقنا األحزاب‬ ‫ومنظم���ات اجملتمع املدنى ووس���ائل اإلعالم‬ ‫املس���تقلة‪ ،‬ولكن هذا ال يعنى شيئا حتى اآلن‬ ‫عل���ى جه���ة املمارس���ة‪ ،‬كم عض���و فى أكرب‬ ‫األحزاب الليبية ؟ وهل يسألك اللييب حلظة‬ ‫التعارف عن حزب���ك أم منطقتك وقبيلتك ؟‬ ‫م���ا يزال املش���وار طويال أم���ام امتصاص قيم‬ ‫الدميقراطي���ة وأهمه���ا قيمة اح�ت�رام التنوع‬ ‫واإلخت�ل�اف‪ .‬الليبى ميك���ن أن يكرهك ألنك‬ ‫فق���ط تش���جع الفري���ق املنافس ف���ى الدورى‬ ‫األسبانى‪.‬‬ ‫لي���س حت���دى البن���اء الدميقراط���ى ه���و م���ا‬ ‫يواجهن���ا اليوم وإمن���ا حنن أمام حت���دى بناء‬ ‫مؤسس���ات الدولة‪ ،‬فأى دميقراطية أو حرية‬ ‫تعب�ي�ر إذا كان���ت لغ���ة احل���وار ت���راوح ب�ي�ن‬ ‫األربعطاش ونص والثالثة وعشرين !!‬ ‫صحي���ح أيض���ا أن القذافى اس���تغل القبيلة‬ ‫أبشع استغالل لدعم سلطته وتثبيت أركان‬ ‫حكم���ه بتحالفات���ه القبلي���ة‪ ،‬أى مل يس���تغلها‬ ‫لبن���اء ودع���م مؤسس���ات الدول���ة‪ ،‬وكان���ت‬

‫سياس���اته تعتم���د اللع���ب عل���ى التناقض���ات‬ ‫القبلي���ة وكان���ت أك�ب�ر عائق أمام س���ريان‬ ‫نهر اإلندماج بني مكونات اجملتمع بالضغائن‬ ‫واألحقاد والفنت التى زرعها بهذه السياسة‪.‬‬ ‫وما الضري فى دعوة رؤوساء وأعيان القبائل‬ ‫وامل���دن والفئات اللغوي���ة إىل حوار حتدد فيه‬ ‫األه���داف واألولوي���ات وترس���م في���ه خارطة‬ ‫طري���ق للمس���تقبل‪ .‬إن أول فائ���دة س���وف‬ ‫حنققه���ا هى وقف محالت تأجيج التحش���يد‬ ‫اجلهوى‪ ،‬وتدعى اجلماعات الداعية لتطبيق‬ ‫الش���ريعة لتوض���ح مش���روعها وه���ل هى مع‬ ‫قي���ام الدولة الليبية ثم النضال فى معركة‬ ‫الدس���تور بالطرق املش���روعة‪ ،‬أم س���يعملون‬ ‫على حتقي���ق معتقداتهم بالق���وة؟ أن حصر‬ ‫اجلمي���ع ف���ى قاع���ة ومواجهت���م باألس���ئلة‬ ‫ه���و أق���رب الط���رق للتوضيح ل���كل أصحاب‬ ‫األجن���دات م���ا ال���ذى يري���ده الش���عب الليبى‬ ‫بالتحديد‪.‬‬ ‫لنرج���ع إىل التاريخ املعاصر‪ .‬جلنة الس���تني‬ ‫التى أعدت دس���تور األس���تقالل‪ ،‬تشكلت على‬ ‫أساس قبلى مناطقى من أقاليم ليبيا الثالث‪،‬‬ ‫وأجن���زت الدس���تور ووضعت حجر األس���اس‬ ‫للدولة الليبية‪.‬‬ ‫ث���م أن احل���وار الوطن���ى ب�ي�ن املكون���ات‬ ‫الرئيس���ية س���يدفع إىل تبنى خيار املصاحلة‬ ‫الوطني���ة ‪ ،‬فاحلوار سيكش���ف حج���م الضرر‬ ‫ال���ذى وق���ع عل���ى اجلمي���ع بس���بب م���ا وق���ع‬ ‫بالوط���ن من حم���ن‪ ،‬وس���يهتدى اجلميع إىل‬ ‫ض���رورة التواف���ق ودع���م مؤسس���ات الدولة‪،‬‬ ‫فالعن���ف لن ي���ؤدى إىل ش���ئ والتط���رف فى‬ ‫املواقف ال يؤسس دولة‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫عن الوصول اىل منتصف الطريق‬ ‫صالح نقاب‬ ‫[‪]1‬‬ ‫[ ‪ ...‬من أين دخلت اآلفة على أصحاب املذاهب‪،‬‬ ‫حتى افرتقوا هذا االفرتاق وتباينوا هذا التباين‬ ‫وخرج���وا اىل التكفري والتفس���يق وإباحة الدم‬ ‫واملال‪ ،‬ور ّد الش���هادة وإطالق اللس���ان باجلرح‬ ‫وبالق���ذع والتهاج���ر والتقاط���ع ؟ ] أبوحي���ان‬ ‫التوحيدي ‪ /‬اإلمتاع واملؤانسة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مرتبط دائماً مبصطلح‬ ‫إن مصطل���ح [ النص ]‬ ‫[ التفس�ي�ر ] أو[ التأويل ] الذي يهدف للوصول‬ ‫اىل [ املعن���ى ] أو[ املقص���د ] وراء ال ّن���ص‪ ،‬وه���ذا‬ ‫منهج‬ ‫الفه���م ال ميك���ن تق ّييده [‬ ‫ٍ‬ ‫مب���وروث ] أو[ ٍ‬ ‫] س���ار عرب التاريخ ليصل إلينا معبرّ اً‬ ‫فهم‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫املفس���ر نفس���ه‪،‬‬ ‫إنس���اني حمدو ٍد مق ّي ٍد بوجود ّ‬ ‫ٍّ‬ ‫فتفس�ي�ر ال ّنص بل وح ّتى ال ّن���ص ذاته أحايني‬ ‫كث�ي�رة ال يس���اوي املقص���د دائم���اُ‪ ،‬ألن الفهم‬ ‫ٌ‬ ‫املفس���ر‬ ‫مرتب���ط دوم���اً باملس���ار ال���ذي اتخّ ���ذه ّ‬ ‫للوصول للغائ ّية الغائبة عند من أوجد ال ّنص‬ ‫الن���ص مق ّي��� ٌد (‪[ )1‬‬ ‫بالدرج���ة األوىل‪ ،‬تفس�ي�ر‬ ‫ّ‬ ‫باللغ���ة ] أو ً‬ ‫النص عبارةٌ‬ ‫ال على اعتب���ار أن لغة ّ‬ ‫وسيط بني النص والقارئ‪ ،‬و(‪ [ )2‬املوضوع‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫] ثانياً و(‪ [ )3‬عالقته بالواقع ] أيضاً‪ ،‬وطبعاً (‪)4‬‬ ‫[ باأله���واء والن���وازع ] اليت حت��� ّرك الباحث عن‬ ‫موضوعي‪،‬‬ ‫جان���ب‬ ‫تفس�ي�ر‬ ‫معنى النص‪ ،‬فلكل‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٍ‬ ‫ذات���ي ]‪ ،‬لك���ن يبقى‬ ‫وجان���ب غ�ي�ر‬ ‫ٌ‬ ‫موضوع���ي [ ٌّ‬ ‫ٍّ‬ ‫مفت���اح قراءة النص داخله‪ ،‬مبعن���ى أن الغائ ّية‬ ‫م ّت ً‬ ‫صل���ة (‪ [ )5‬بالرتاكم املعريف ] الذي حيويه‬ ‫���ذ َي أَن��� َز َل َع َل ْيكَ‬ ‫َّ‬ ‫الن���ص م���ن الداخ���ل ‪ُ ( :‬هوال ِ‬ ‫ات ُه َّن أُ ُّم ْ‬ ‫َات حُّ ْ‬ ‫َ‬ ‫م َك َم ٌ‬ ‫اب ِم ْن ُه آي ٌ‬ ‫اب َوأُ َخ ُر‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ْال ِك َت َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُم َت َش ِابه ٌ‬ ‫وب ِه ْم َز ْي ٌغ َف َي َّت ِب ُع َ‬ ‫َات َفأ َّما َّال ِذ َ‬ ‫ون‬ ‫ين‬ ‫يف ُق ُل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫���ة وَا ْب ِت َغ���اء َت ْأ ِوي ِل ِه‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫���اء‬ ‫غ‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َم���ا َت َش���ا َب ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫للهُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اس���خون فيِ ال ِعل ِم‬ ‫وَ‬ ‫َم���ا ي َْع َل ُم َتأ ِوي َل ُه ِإال ا و َّ‬ ‫َالر ِ‬ ‫َذ َّ‬ ‫ون َآمَّنا ِب ِه ُ‬ ‫َما ي َّ‬ ‫َي ُقو ُل َ‬ ‫ك ُر‬ ‫ك ٌّل ِّمْ���ن ِعن ِد َر ِّب َنا و َ‬ ‫َّ ُ ْ ْ‬ ‫اب) آل عمران ‪.7‬‬ ‫ِإال أ ْو ُلوا األل َب ِ‬ ‫ّ‬ ‫املضطربة اليت‬ ‫بعيداً ع���ن الرواية التارخي ّي���ة‬ ‫تس�ي�ر عرب اتجّ اه احتكار معنى اآلية وس���ياقها‬ ‫واحلال���ة التارخي ّي���ة اخلالي���ة م���ن املداوم���ة‬ ‫واإلمتداد األفقي عرب الزمان املتغيرّ ‪ ،‬فاملقصود‬ ‫م���ن املحُ ك���م واملتش���ابه يأت���ي مبعن���ى مكوّنات‬ ‫الرتاكم املعريف للمفردة أوالس���ياقات العامة‬ ‫للموض���وع ذات���ه داخ���ل ال ّنص‪ ،‬م���ا جيعل منه‬ ‫ل���ة ‪َ ( :‬ت ْر ِت ً‬ ‫كتل���ة واح���د ًة ُمر ّت ً‬ ‫ً‬ ‫ي�ل�ا) املزم���ل ‪،4‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫متناس���قا ومتصال‪ ،‬فال ميك���ن اقتطاف اآليات‬ ‫خارج ال ّنص وس���ياقاته وقاموس���ه املعريف عرب‬ ‫ع���زل املحُ ك���م ع���ن املتش���ابه م���ا يكون ص���ور ًة‬ ‫حت���وي ‪ْ :‬‬ ‫(اخ ِت َ‬ ‫الفاً َ‬ ‫ك ِثرياً ) النس���اء ‪ ،82‬وهو ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫يقول ب���ه صريح اآلية نفس���ها ‪ ( :‬فأ َّم���ا ال ِذ َ‬ ‫ين‬ ‫���م َز ْي ٌ‬ ‫وب ِه ْ‬ ‫���غ َف َي َّت ِب ُع َ‬ ‫���ون َما َت َش���ا َب َه ِم ْن ُه ) آل‬ ‫يف ُق ُل ِ‬ ‫عم���ران ‪ ،7‬حي���ث احلديث هنا ع���ن البحث يف‬ ‫تأوي���ل وفهم [ املتش���ابه ] فق���ط‪ ،‬بعد عزله عن‬ ‫[ احملك���م ]‪ ،‬مبعنى أن األخري ه���و القاعدة اليت‬ ‫ال جيوز عزهلا عن املتش���ابه حيث يوصل األمر‬ ‫ْ‬ ‫���ة )‪ ،‬بعي���داً ع���ن ( َت ْأ ِوي َل��� ُه ) ال���ذي‬ ‫اىل ‪ ( :‬ال ِف ْت َن ِ‬ ‫يوصل اىل حقيقة املعنى املق ّيد بس���ياق ال ّنص‬ ‫أو ً‬ ‫ال وأخ�ي�راً‪ ،‬إذ ّ‬ ‫أن التص���وّر الذه�ن�ي لتفس�ي�ر‬ ‫نس�ب�ي‪ ،‬واحلك���م املعياري‬ ‫ال ّن���ص ومعن���اه أم ٌر‬ ‫ٌّ‬

‫ٌ‬ ‫أيض���اً‬ ‫مرتبط حبالة املفس���ر واحملي���ط‪ ،‬تغيرّ‬ ‫الظ���روف املوضوع ّية يوص���ل اىل تغيرّ النتائج‬ ‫ب���ل إىل تب���دل أولوي���ات املرجع ّي���ات‪ ،‬فاملعن���ى‬ ‫املوضوع���ي للنص متغيرٌّ ‪ ،‬وطاقة البش���ر تبقى‬ ‫دوماً حمدودة هذا عل���ى جانب‪ ،‬وعلى اجلانب‬ ‫اآلخ���ر جي���ب علين���ا أن من ّي���ز وبش���دّة ب�ي�ن [‬ ‫حماولة فهم ] النص‪ ،‬و[ استخدام ] هذا [ الفهم‬ ‫]‪ ،‬ف���األوىل مبن ّية يف الغالب على حس���ن الن ّية‪،‬‬ ‫أم���ا األخرى فه���ي دائم���اً مبن ّية على س���وءها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حي���ث مييل الفقي���ه دائماً اىل الن ّي���ة املب ّيتة يف‬ ‫استخدام هذا التفس�ي�ر وإنكار أوجتاهل ذلك‪،‬‬ ‫فدالل���ة ال ّن���ص ال ميكن أن [ تحُ ص���ر ] ومعناه‬ ‫والنص الديين‪/‬الرس���الة‬ ‫ال ميكن ان [ يُظبط ]‬ ‫ّ‬ ‫نص م���وازي هلا إمسه [‬ ‫ال ميك���ن احتوائه���ا يف ّ‬ ‫نص التفس�ي�ر ]‪ ،‬بسبب ا ّتساع اخلطاب اإلالهي‬ ‫داخ���ل هذا ال ّن���ص مما ينتج تقاطع���اً ال ينتهي‬ ‫م���ن [ التأوي�ل�ات العقل ّي���ة ] و[ الغ�ي�ر عقل ّي���ة ]‬

‫حد س���واء‪ ،‬ه���ذه التأويالت اليت ال جدوى‬ ‫على ٍّ‬ ‫حقيقة من تصنيفها [ باحلقيقي ] و[ الزائف ]‬ ‫ٍ‬ ‫ما دام القول مس���تند على [ انتمائ ّية ] مفرطة‬ ‫سلس���لة من مع���ارك [ تصفية‬ ‫باألس���اس‪ ،‬عرب‬ ‫ٍ‬ ‫ص���ح القول ب�ي�ن [ أتباع الرتاث‬ ‫احلس���ابات ] إذا ّ‬ ‫] الفقه���ي ال [ أتباع الدي���ن ] ‪ ( :‬وَآ َت ْي َن ُ‬ ‫ات‬ ‫اهم ب َِّي َن ٍ‬

‫ِّم َ‬ ‫���ن الأْ َ ْم ِر َف َم���ا ْاخ َت َل ُفوا ِإلاَّ ِمن ب َْع��� ِد َما َج ُ‬ ‫اءه ْم‬ ‫َّك ي ْ‬ ‫ُ���م ِإ َّن َرب َ‬ ‫َق ِض���ي َب ْي َنه ْ‬ ‫���م ب َْغياً َب ْي َنه ْ‬ ‫ُم ي َْو َم‬ ‫ْال ِع ْل ُ‬ ‫يما َ‬ ‫كا ُنوا ِفي��� ِه يخَ ْ َتِل ُف َ‬ ‫ون ( اجلاثية‬ ‫ْال ِق َي َ‬ ‫���ة ِف َ‬ ‫ام ِ‬ ‫الن���اس َمن ي ْ‬ ‫َم َ‬ ‫يث‬ ‫َش�َت�رَ ِ ي لهَ ْ و الحْ َ ِد ِ‬ ‫‪ ) ،17‬و ِ‬ ‫���ن َّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫للهَّ‬ ‫َت ِخ َذ َها ُه ُزواً‬ ‫يل ا ِ ِبغَيرْ ِ ِعلم َوي َّ‬ ‫���ب‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ِل ُي ِض َّل َع‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أُو َل ِئ َ‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫ني)لقمان ‪ ،6‬إذ ّ‬ ‫أن وحدة‬ ‫���ك لهَ ُ ْم َع َذ ٌ‬ ‫الداللة تظ���ل دائماً غائبة عند مصدر الغائ ّية‪،‬‬ ‫[ اهلل ]‪ ،‬وفاعل ّي���ة النص الدي�ن�ي تتمحور حول‬ ‫اجتماع���ي ]‪ ،‬ال‬ ‫س���لوك‬ ‫إمكان ّي���ة حتوّل���ه اىل [‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫مكتوب جام ٍد ]‪ ،‬مبعنى أن ال ّنص‬ ‫نص‬ ‫جم��� ّرد [ ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫الديين ليس [ نتائج جاهز ٍة ] بل [ مش���رو ٌع قيد‬ ‫ٌ‬ ‫مرتبط باإلنس���ان ع�ب�ر [ واقعه ]‪ ،‬ال‬ ‫التنفي���ذ ]‪،‬‬ ‫عرب [ تارخيه ]‪ ،‬والعالقة بني النص والتفسري‬ ‫ً‬ ‫عالق���ة غري ثابتة‪ ،‬ألنها مق ّي���د ٌة مبكان وزمان‬ ‫وضع التفس�ي�ر‪ ،‬بل بغائ ّية املفسر نفسه‪ ،‬ففهم‬ ‫املفس���ر للنص ال يبدأ أبداً م���ن الفراغ‪ ،‬البداية‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ممك���ن‪ ،‬اإلنس���ان ليس‬ ‫م���ن الصف���ر أم��� ٌر غري‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫مصمتة تتفاعل مبعزل عن واقعها مع‬ ‫كتلة‬ ‫الن���ص‪ ،‬بل ّ‬ ‫أن [ الواق���ع ] هوالذي يتفاعل [ عرب‬ ‫اإلنس���ان ] مع هذا [ النص ]‪ ،‬هنا يكون التفسري‬ ‫جم ّرد قراء ٍة للواقع مق ّي ٌد بظروفه اآلن ّية أو ً‬ ‫ال‬ ‫وأخ�ي�راً‪ ،‬فالن���ص دائماً حي���وي داخله [ الس���ر‬ ‫]‪ ،‬واللغ���ة حتوي دائم���اً داخله���ا [ الرمز ] الذي‬

‫يوصل اىل [ املفه���وم ] العام بالدرجة األوىل ال‬ ‫إىل ش���ي ٍء بعينه‪ [ ،‬اللغة‪/‬الكلمة ] ال تس���تطيع‬ ‫بداللة واحد ٍة‪ ،‬والوصول اىل املعاني‬ ‫األمس���اك‬ ‫ٍ‬ ‫ّ���ج بعينه أم ٌر صع���ب املنال‪،‬‬ ‫العقل ّي���ة ع�ب�ر منه ٍ‬ ‫فاللغة حت���وي داخلها عاملاً منف���رداً حب ّد ذاته‪،‬‬ ‫جيعل [ الفهم الس���طحي ] لل ّن���ص فهماً زائفاًَ‪،‬‬ ‫الس���ر جيعل [‬ ‫واختف���اء املعنى داخ���ل غموض ّ‬ ‫ً‬ ‫التفسري الالورائي ] تفسرياً أكثر غموضا من‬ ‫الس���ر نفس���ه‪ ،‬فضرورات معرفة معنى ال ّنص‬ ‫هي ‪:‬‬ ‫(‪ [ )1‬العق���ل ] ‪ :‬الذي ال تنب���ع املعرفة من ذاته‬ ‫ب���ل تنبع من تط���وّر الرؤي���ا املعرف ّي���ة ذاتها يف‬ ‫اجملتم���ع عرب مراحل اإلس���تباط‪ ،‬اإلس���تدالل‬ ‫واإلستقراء ‪.‬‬ ‫وحي‬ ‫ال‬ ‫وإصط�ل�اح‬ ‫كتواض���ع‬ ‫‪:‬‬ ‫]‬ ‫(‪ [ )2‬اللغ���ة‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫وتوقي���ف وه���و م���ا تع���ارف عليها أه���ل النظر‬ ‫ٍ‬ ‫حسب ما يقول[ ابن جنيّ ] على سبيل املثال ‪.‬‬ ‫(‪ [ )3‬التاري���خ ] ‪ :‬مع إعتب���ار تع ّذر الفصل بني‬ ‫اإلسطورة والسرد التارخيي أص ً‬ ‫ال ‪.‬‬ ‫لك���ن عن���د احلدي���ث ع���ن الن���ص الدي�ن�ي فإن‬ ‫اال ّتصال [ بالواقع ] نقيض اإللتصاق [ بالتاريخ‬ ‫]‪ ،‬هوالذي حيدّد جمال الوصول اىل املعنى من‬ ‫عدمه‪ ،‬فالعقل واللغة ضرورتان من ضرورات‬ ‫[ اإلجتم���اع اإلنس���اني ]‪ ،‬خ�ل�اف التاريخ الذي‬ ‫يشكل [ القطيعة ] وهذا اإلجتماع‪ ،‬ونقل تفسري‬ ‫النص الدّي�ن�ي عرب التاريخ يؤدّي اىل القطيعة‬ ‫ب�ي�ن هذا النص وبني اإلجتماع اإلنس���اني‪ّ ،‬‬ ‫ألن‬ ‫ٌ‬ ‫معزول ع���ن اس���تطاعة العقل‬ ‫ن���ص التفس�ي�ر‬ ‫عقلي‬ ‫ور‬ ‫تص‬ ‫أوتقديم‬ ‫الفهم‬ ‫إعادة‬ ‫للتدّخل يف‬ ‫ّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫أوخمال���ف‪ ،‬إلنقط���اع الصلة بني‬ ‫آخ���ر جدي��� ٍد‬ ‫ٍ‬ ‫املفس���ر م���ن جهة وبني‬ ‫زمان التفس�ي�ر وواقع ّ‬ ‫جهة أخرى‪،‬‬ ‫اإلجتماع اإلنس���اني املعاصر م���ن ٍ‬ ‫وهذه هي حقيقة اخلالف بني مجاعة [ العقل‬ ‫] ومجاع���ة [ النقل ] يف الفكر اإلس�ل�امي‪ ،‬فأي‬ ‫نصاً بش���ر ّياً صنعته‬ ‫ديين‬ ‫تأويل���ي يبقى ّ‬ ‫ن���ص ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫ممكن ألن النص‬ ‫أفهام البشر‪ ،‬فالتفس�ي�ر غري‬ ‫ٍ‬ ‫بطريقة مباش���ر ٍة‪ ،‬والبدء‬ ‫ال يعين دوماً غائ ّيته‬ ‫ٍ‬ ‫ممكن يف غالب األحايني‬ ‫من الصفر أيضاً غري‬ ‫ٍ‬ ‫ألن اإلنس���ان مق ّي ٌد داخل [ اللغة ] أو ً‬ ‫ال وداخل [‬ ‫املعرفة السابقة ] ثانياً‪ ،‬ليبقى النص ُم َسيطراً‬ ‫ش���روط حلظ ّي ٍة غ�ي�ر م ّتصلة‬ ‫علي���ه م���ن قبل‬ ‫ٍ‬ ‫بال ًن���ص األصل���ي‪ ،‬فالتفس�ي�ر ال���ذي يأتي من‬ ‫اخلارج‪ ،‬ه���و يف حقيقة األمر نتيج��� ٌة لتفاعل‬ ‫املفس���ر‬ ‫األف���كار والنوازع والغايات املب ّيتة لدى ّ‬ ‫نص [ م ّيت ] خيرج‬ ‫بالدرج���ة األوىل لينتج لنا ّ‬ ‫احل���ي ]‪ ،‬الن���ص امل ّي���ت هوال ّنص‬ ‫الن���ص [‬ ‫م���ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫البش���ري [ التفس�ي�ر ]‪ ،‬والن���ص احلي هوالنص‬ ‫اإلاله���ي [ الق���رآن ]‪ [ ،‬املنهج ] ه���و الذي يوصل‬ ‫اىل [ التفس�ي�ر ]‪ ،‬لكن هذا التفسري مهما حاول‬ ‫الوص���ول اىل [ املقص���د ] فإن���ه يبق���ى مق ّي���داً‬ ‫[ بلغ���ة الن���ص ] م���ن اخل���ارج ال م���ن الداخ���ل‬ ‫قطع���اً‪ ،‬تعدّد املناه���ج توصل لتعدد التفاس�ي�ر‪،‬‬ ‫والس���بب هوغياب الغائ ّية واملقص���د بعيداً عن‬ ‫ع���امل الواقع [ املكان ] و[ الزمان ] الذي يتفاعل‬ ‫الن���ص‪ ،‬لتغيب بنا ًء علي���ه فاعل ّية النص‬ ‫عربه‬ ‫ّ‬ ‫احلي‪.‬‬ ‫واجملتمع‬ ‫ّ‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫خطيب مجعة متعصب لفريق النصر ‪..‬‬ ‫الناجي احلربي‬ ‫بعيدًا عن السياس���ة اليت مزقت قلوبنا ‪..‬‬ ‫وبعيدًا عن أخبار املليشيات‪ ..‬وبعيدًا عن أخبار‬ ‫بنغازي الدامية وطرابلس املوجعة واجلنوب‬ ‫املؤملة ‪ ..‬س���أحدثكم هذه امل���رة عن فرق ولكن‬ ‫ليس���ت كالف���رق املتطرف���ة ال�ت�ي أزعجتن���ا‬ ‫والزال���ت تزعجن���ا بتطرفه���ا الدام���ي ‪ ..‬الذي‬ ‫أرواحا برئة ومساملة ‪..‬‬ ‫سفك ً‬ ‫فق���د كان���ت ك���رة القدم جتذب أبناء‬ ‫جيل���ي ‪ ..‬رمبا بس���بب الف���راغ ال���ذي فرضته‬ ‫الظروف تل���ك الفرتة ‪ ..‬كنا ننتظر مقابالت‬ ‫ف���رق حم���ددة كاألهلي والنص���ر أو األهلي‬ ‫والتحدي أو األهلي واهلالل ‪ ..‬مس���كني نادي‬ ‫األهلي ‪ ..‬كان يش���كل الند العنيد لكل الفرق‬ ‫كث�ي�را ما يفوز ولكنه يق���ع بعض األحيان‬ ‫‪..‬‬ ‫ً‬ ‫فريس���ة ألصغر الفرص فيهزم أمامه ‪ ..‬لعله‬ ‫م���ن الطبيع���ي أن يك���و ن الفري���ق الضعي���ف‬ ‫عمالق���اً أم���ام الكب���ار ‪ ..‬وق���د تك���ون قاع���دة‬ ‫رياضية ‪..‬‬ ‫امله���م كنا حنرص على حضور لقاءات‬ ‫كروية من هذا اللون ‪ ..‬عندما حرمنا النظام‬ ‫من متابعتها على شاش���ة التلفزيون ‪ ..‬وغالباً‬ ‫م���ا يص���ادف مباريات كرة الق���دم مؤمترات‬ ‫ش���عبية أو زيارة القائد مفجر ثورة س���بتمرب‬ ‫ومفج���ر النه���ر الصناع���ي ومفج���ر طائ���رة‬ ‫لوكربي ‪ ..‬أو أي شيء خيرتعه النظام مينع‬ ‫من نق���ل املب���اراة مهما كان���ت أهميتها لدى‬ ‫طائف���ة الش���باب ‪ ..‬مل نعتم���د بش���كل مؤكد‬ ‫عل���ى احتمالية نقلها م���ن عدمه ‪ ..‬كنا نقرر‬ ‫الس���فر إىل بنغ���ازي حلض���ور املب���اراة وال�ت�ي‬ ‫ع���ادة ما تؤج���ل إىل ما بع���د اختتام جلس���ات‬ ‫املؤمت���رات بع���د صالة املغ���رب ‪ ..‬لكننا نش���عر‬ ‫مبتع���ة وترف نفس���ي فائقني عندما نش���اهد‬ ‫الراح���ل احلش���اني أو ب���ن صوي���د أو يوس���ف‬ ‫صدقي أو حس�ي�ن منصور العرج أو الفيتوري‬ ‫رجب أو بوعود وغريهم كثري وهم يداعبون‬ ‫الكرة عل���ى أرضية ملعب املدين���ة الرياضية‬ ‫ببنغ���ازي ‪ ..‬م���ن دون اح�ت�راف وب�ل�ا مرتبات‬

‫مأهول���ة كما حي���دث الي���وم ‪ ..‬كنا نس���افر‬ ‫صباحاً كي نس���تمتع برحلة تتخللها وجبة‬ ‫غ���داء بالباكور وهو احلاف���ة الغربية للجبل‬ ‫األخض���ر ‪ ..‬ليب���دأ بع���د ذل���ك الس���احل الذي‬ ‫يربط قرية توكرة األثرية مبدينة بنغازي‬ ‫‪ ..‬واملتمي���ز بسلس���لة مطاع���م جتي���د طه���ي‬ ‫الدجاج احملمر أفض���ل الوجبات تلك الفرتة ‪..‬‬ ‫ال ش���ك أنين أحدثك���م عن س���بعينيات القرن‬ ‫العشرين ‪ ..‬أما اليوم فهناك مأكوالت فخمة‬ ‫مل تك���ن معروفة آنذاك بدءاً م���ن املكياته إىل‬ ‫آكالت مازل���ت ال أع���رف أمساءه���ا ورمب���ا‬ ‫يعرفه���ا األطفال الصغ���ار الذي���ن مل يدخلوا‬ ‫امل���دارس بعد ‪ ..‬أكثر مما يعرفها أبناء جيلي‬ ‫‪..‬‬ ‫قل���ت لك���م ركبن���ا س���يارة األجرة مع‬

‫كيلو م�ت�را اش���تهرت مبعهده���ا املختص يف‬ ‫الزراع���ة من���ذ مخس���ينيات الق���رن الفائ���ت‬ ‫وخترج فيه الكثري من الش���خصيات املعروفة‬ ‫على مستوى ليبيا زمن اململكة وزمن انقالب‬ ‫س���بتمرب وحتى وقتنا احلاض���ر ‪ ..‬ومن ضمن‬ ‫الشروط أيضا حضور مباراة األهلي والنصر‬ ‫وم���ن ثم الع���ودة آخ���ر اللي���ل ‪ ..‬وال أكتمكم‬ ‫سراً أن س���ائق األجرة واليت كانت مركبته‬ ‫تس���مى " روميس" وقتئذ زاد من مثن األجرة‬ ‫قليال باعتبار أننا قد أجرنا الس���يارة حلسابنا‬

‫س���ائق اش�ت�رطنا عليه التوق���ف لتأدية صالة‬ ‫اجلمعة بقري���ة العويلية وه���ي منطقة تقع‬ ‫إىل الش���رق من مدينة املرج حبوالي عشرين‬

‫اخل���اص ‪ ..‬كان مصروف الس���ائق من أكل‬ ‫ومشاريب وشاي باس���تثناء السجائر والوقود‬ ‫على حسابنا أيضاً ‪..‬‬

‫فوزي عمار اللولكي‬ ‫ريم اهلامشي اإلمارتية الشابة خرجية هارفرد‬ ‫تقود ملف بلدها للفوز مبعرض‬ ‫‪، Expo2020‬دخل���ت امس ريم التاريخ ملا هلذا‬ ‫احلدث من ش���هرة عاملية تعترب يف درجة اهمية‬ ‫كاس العامل ‪.‬‬ ‫هذا احلدث س���يكون طوق النجاة لدبي للخروج‬ ‫من أزمتها املالية ‪.‬‬ ‫اود هن���ا الرتكي���ز علي مناذج حم���دودة لناجح‬ ‫املرأة العربية ‪،‬رغ���م الظروف القاهرة احمليطة‬ ‫به���ا مثل ري���م اهلاش���ي فه���ي اليوم تض���اف الي‬ ‫توكل كرمان الكاتبة الصحافية‬ ‫ورئيس���ة منظمة صحفيات بال قيود وناش���طة‬

‫عندما وصلنا قرية العويلية وقت صالة‬ ‫الظهر ودخلنا املسجد شعرنا بأن الوقت طال‬ ‫بنا وحنن ننتظر خطيب املس���جد الذي تغيب‬ ‫لس���بب ما ‪ ..‬فالتفت أح���د املصلني قائال ‪ :‬هال‬ ‫أح���د م���ن احلاضري���ن جيي���د اخلطاب���ة ؟ ‪..‬‬ ‫قفزت يف احلال وأشرت على أحد رفاقي بأنه‬ ‫خطيب مس���جدنا وحنن قادم���ون من قرية "‬ ‫مس���ه" كمقلب له ‪..‬أرتبك زميلي ومل ينبس‬ ‫بكلم���ة حت���ت إحل���اح املصلني وحت���ت تأثري‬ ‫الصدمة ومل يس���تطع التخل���ص من املوقف‬ ‫ومل جيد نفس���ه إال وهو فوق املن�ب�ر ‪ ..‬كانت‬ ‫بدايت���ه موفقة ‪ ..‬لكن���ه ويف منتصف اخلطبة‬ ‫ع��� ّرج عل���ى االخ�ل�اق احلمي���دة يف مباري���ات‬ ‫ك���رة الق���دم ‪ ..‬وعلى مجال اللع���ب النظيف‬ ‫‪ ..‬م���ا أوض���ح بطريقة غ�ي�ر مباش���رة أنه من‬ ‫مش���جعي فريق النصر فق���د كانت اخلطبة‬ ‫كروي���ة يف كل جوانبه���ا ‪ ..‬حن���ن فهمن���ا ما‬ ‫ترمي إليه خطبة زميلنا العصماء فقد كان‬ ‫الوحي���د من رف���اق الرحلة يش���جع يف فريق‬ ‫النصر فيما كان البقية الباقية أهالوية ‪..‬‬ ‫عن���د خروجن���ا م���ن املس���جد كان‬ ‫بعض الش���باب ينظرون إلينا نظرة عدوانية‬ ‫‪ ..‬وعندم���ا ركبن���ا الس���يارة مسعن���ا بع���ض‬ ‫الصيح���ات ال�ت�ي تق���ول ‪ :‬إن ش���اء اهلل النصر‬ ‫خيس���ر ‪ ..‬ومل نك���ن ن���دري أن أغل���ب ش���باب‬ ‫العويلي���ة يش���جعون األهلي بتعص���ب ‪ ..‬ما أن‬ ‫حترك���ت س���يارتنا حت���ى مسعن���ا اصطفاق‬ ‫حج���ر مبؤخ���رة الس���يارة ‪ ..‬كلفتن���ا مبل���غ‬ ‫مجعن���اه لس���ائق االج���رة باعتبارن���ا الس���بب‬ ‫يف حتط���م زجاج س���يارته حي���ث كان طيلة‬ ‫الرحلة يلوم اخلطيب بس���خط ويلعن حظه‬ ‫العاثر الذي أوقعه مبسافرين يتابعون كيلو‬ ‫" ريح" تتقاذفه أقدام اثنني وعشرين رجل ‪..‬‬ ‫ريا‬ ‫اعت���ذر يب���دو أن�ن�ي مل ابتعد بك���م كث ً‬ ‫عن السياسة ‪ ..‬ملعونة هذه اليت نطلق عليها‬ ‫سياسة ‪ ..‬فهي لعبة قذرة بال شك ‪.‬‬

‫أيقونات عربية‬

‫حقوقية اليمنية اجلنسية ‪،‬وهي احلاصلة على‬ ‫جائزة نوبل للسالم ‪.‬‬ ‫من���وذج آخ���ر ميث���ل جن���اح للم���رأة العربية مل‬ ‫حيض باهتمام اعالمي ‪،‬وهي السودانية بلقيس‬ ‫العش���ا اليت حصل���ت علي جائ���زة نوبل مناصفة‬ ‫مع نائب الرئيس األمريكي ال جور سنة ‪2008‬‬ ‫و هي العاملة املتخصصة يف املناخ و البيئة ‪.‬‬ ‫و اكاد اج���زم ان معظ���م الع���رب ال يعرف���ون د‬ ‫بلقيس لسبب بسبط هو جتاهل االعالم العربي‬ ‫هل���ا ‪,‬يف الوقت ال���ذي ركز فيه اإلع�ل�ام الغربي‬ ‫على مواطنتها لبين احلس�ي�ن اليت تناولتها قناة‬ ‫اجلزيرة بش���كل مكرر و ملل ‪،‬و كانت قضيتها‬

‫انها حكمت باجللد للبسها البنطلون ‪.‬‬ ‫هنا نشري ايضا الي الناهة بنت مكناس أول امرأة‬ ‫عربية تلقي خطابا أمام اجلمعية العامة لألمم‬ ‫املتحدة ‪ ...‬خطاب موريتانيا أمام الدورة الرابعة‬ ‫والستني للجمعية العامة لألمم املتحدة وبذلك‬ ‫تكون بنت مكناس أول امرأة عربية ترتأس وفد‬ ‫بالده���ا وتقف عل���ي منصة اخلطاب���ة فى األمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫س���يدة أخري عرفتها عن قرب وهي الس���عودية‬ ‫الدكت���ورة افن���ان الش���عييب رئيس���ة الغرف���ة‬ ‫التجاري���ة العربي���ة الربيطاني���ة ه���ده الش���ابة‬ ‫ال�ت�ي اس���تطاعت ان تديراهم مؤسس���ة جتارية‬

‫غري حكومية عربية بريطاني���ة داخل بريطانيا‬ ‫و قبله���ا راس���ة اجملل���س اقتص���ادي األمريك���ي‬ ‫السعودي‪.‬‬ ‫تأت���ي الليبي���ة الدكت���ورة فري���دة العالق���ي‬ ‫الناش���طة السياس���ية يف جمال حقوق اإلنس���ان‬ ‫اليت حتصلت علي وسام شرف من ملكة السويد‬ ‫على رأس النساء الليبيات‪.‬‬ ‫م���ن وجه���ة نظ���ري‪ .‬من���اذج كث�ي�رة للنس���اء‬ ‫العربي���ات النجاحات و اليت امتين ان يكن مشعة‬ ‫و منوذج حيتذي به للفتيات العربيات الشابات ‪،‬‬ ‫يف طريق مظلم و شائك ووعر ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫كتاب فريد وكاتب مريد‬ ‫حممد جنيب عبد الكايف‬

‫كتاب متتعت مبطالعت���ه ‪ ،‬وكعادتي ‪ ،‬قلم‬ ‫ال ّرصاص بيدي خلط سطر أو عالمة علي‬ ‫م���ا يش���د انتباه���ي أو أراه جديرا ب���أن ينقل‬ ‫للذك���رى أو لالستش���هاد به عن���د احلاجة‪.‬‬ ‫عل���ي قوله‬ ‫لك���ن ‪ ،‬م���ا كان ه���و ما يصع���ب ّ‬ ‫خشية الدّخول يف دائرة عني الرضا عن ّ‬ ‫كل‬ ‫يس���مى‬ ‫عيب كليلة وهربا من الوقوع يف ما ّ‬ ‫جماملة اعتربتها دائما نفاقا وجت ّنبا لكتمان‬ ‫احلقيق���ة ال�ت�ي اعتربته ضربا م���ن ضروب‬ ‫الكذب‪ .‬أقول هذا ألن الكتاب أهدانيه صديق‬ ‫محي���م ‪ ،‬تعارفن���ا يف أواخ���ر اخلمس���ينات ‪،‬‬ ‫وترافقنا أش���واطا طوال س���نني يف س���تينات‬ ‫الق���رن املاض���ي ‪ ،‬وكانت رفقتنا ومس�ي�رتنا‬ ‫عل���ى درب الكلم���ة واملعرفة واإلع�ل�ام ‪ ،‬أيّام‬ ‫كان هذا الثالوث حيمل قس���طا كبريا من‬ ‫الصدق والوطن ّية والتفاني‪ .‬كان ذلك قبل‬ ‫ّ‬ ‫للصداقة‬ ‫اكثر من نص���ف قرن ‪ ،‬أيام كان ّ‬ ‫والزمالة والرفقة معنى يقرتب من العقيدة‬ ‫وقدس���يتها‪ .‬لك���ن عصف���ت عواص���ف األيام‬ ‫فباع���دت بينن���ا ومن���ذ بضعة أس���ابيع فقط‬ ‫‪ ،‬ش���اءت األق���دار فالتقينا‪ .‬أوّل م���ا أهدانيه ‪،‬‬ ‫بعد وفاء صداقته ودميومتها ‪ ،‬إذ هي حتدّت‬ ‫البعاد واألي���ام ‪ ،‬كتابا تك ّفل عنوانه حبكمي‬ ‫عليه قبل مطالعته‪.‬‬ ‫الصدي���ق هو ص���وت من األص���وات الذهبية‬ ‫ّ‬ ‫ال�ت�ي بعث���ت وط��� ّورت اإلذاع���ة الليبي���ة يف‬ ‫خطاه���ا األوىل ‪ ،‬ه���و اإلذاعي القديم الس���يد‬ ‫حممد املخت���ار الرتكي‪ .‬والكت���اب ‪ ،‬كتابه‬ ‫الوحي���د األوحد على ما أظ���ن ‪ ،‬هو يف رحاب‬ ‫العقيدة الذي نش���ره على حس���ابه ألس���باب‬ ‫ال تغي���ب ع���ن ذه���ن ّ‬ ‫أي قارئ عرب���ي يعرف‬ ‫هم���وم الكتاب���ة والنش���ر‪ .‬أوّل م���ا أوحى لي‬ ‫به عن���وان الكتاب ‪ ،‬وأنا أع���رف الناس بعمق‬ ‫تديّن وصدق عقيدة صاحيب مؤلفه ‪ ،‬هو أنه‬ ‫كت���اب وعظ وإرش���اد ‪ ،‬كتل���ك الكتب اليت‬ ‫تقول وتك ّرر وجت ّ‬ ‫رت مبادئ وقيما ارتونا منها‬ ‫يف طفولتنا ‪ ،‬وفهمناها وحاولنا العمل بها ما‬ ‫اس���تطعنا يف ش���بابنا وبعده ‪ ،‬حت���ى أن ملتها‬ ‫األنظار واألمساع النعدام وفقدان ّ‬ ‫أي جديد‬ ‫فيه���ا‪ .‬هن���ا ب���رزت املفاج���أة‪ .‬ق���رأت التقديم‬ ‫الق ّي���م ال���ذي دجب���ه ي���راع املراج���ع الس���يد‬ ‫حمم���د الرتك���ي التاج���وري ‪ ،‬وش���رعت يف‬ ‫ق���راءة مقدمة املؤلف‪.‬فما أن بلغت الصفحة‬ ‫الثالثة حتى اكتشفت بل صدمين اجلديد‪.‬‬ ‫يتح���دث الكات���ب عن الفق���ه ورج���ال الفقه‬ ‫األقدم�ي�ن قائال‪..." :‬فبكل هذه املعاناة صنعوا‬ ‫لن���ا تراثا وتارخي���ا ميثل يف الواق���ع خلفيتنا‬ ‫ال�ت�ي منها انطلقن���ا ‪ ،‬وبها بنين���ا ‪ ،‬فما ضللنا‬ ‫وال احنرفن���ا ولك���ن البعض غ���وي وافرتى ‪،‬‬

‫وبدل من أن يشكر ويثري ويواصل وينطلق‬ ‫ويعرتف بالفضل ‪ ،‬كف���ر وأنكر جهاد غريه‬ ‫‪ ...‬لذل���ك جاءت دعوتي أله���ل ال ّرأي والقرار‬ ‫بس���رعة حتديث الفقه مب���ا يالئم معطيات‬ ‫العص���ر‪ ،‬ومقتضي���ات الف�ت�رة ‪ ،‬وم���ا حقق���ه‬ ‫الفكر اإلنس���اني من تقدّم يف جماالت العلم‬ ‫واملعرفة والتكنولوجيا بشكل عام ‪ ،‬فاإلسالم‬ ‫ال يضيق ّ‬ ‫بأي اجتهاد وفكره ال يتعارض مع‬ ‫ّ‬ ‫كل م���ا ينف���ع الن���اس وحيق���ق هل���م اخلري‬ ‫واملتعة والسعادة واألمن وال ّرفاهية وال ّرخاء‬ ‫تزم���ت أو‬ ‫دون غل��� ّو ومغ���االة أو تط��� ّرف أو ّ‬ ‫احن�ل�ال‪ .‬لق���د غرس���وا فأكلنا وج���اء دورنا‬ ‫لنغرس‪"...‬‬ ‫كان ه���ذا كافي���ا لتغيري طبيع���ة مطالعة‬ ‫ّ‬ ‫ي���دي ‪ ،‬وص���رت يف كل‬ ‫م���ا كان ب�ي�ن‬ ‫صفحة تقريبا أضع وصف���ا جديدا للكتاب‪.‬‬ ‫وع���ظ وإرش���اد ؟ ه���و كذل���ك‪ .‬ث���ورة عل���ى‬ ‫اخلم���ول والتخلف وعدم االجته���اد ؟ أيضا‪.‬‬ ‫من���اداة بوج���وب التجديد وتعص�ي�ر املفاهيم‬ ‫ومواكبة التقدم اإلنس���اني واملشاركة فيه‬ ‫؟ طبعا‪ .‬احل���ث على التضحية واس���تحضار‬ ‫اهلم���م ؟ بال ش���ك‪ .‬وقوف يف وج���ه املك ّفرين‬ ‫املحُ ِّرم�ي�ن املعتدي���ن ؟ واض���ح‪ .‬مطالب���ة‬ ‫برتكي���ز ثقاف���ة احل���وار ونش���ر الس���ماحة‬ ‫واملعامل���ة بالكلمة احلس���نة ؟ ّ‬ ‫ب���كل تأكيد‪.‬‬ ‫لفت���ة لتاري���خ األم���ة ‪ ،‬والتآم���ر عل���ى آخ���ر‬ ‫خالفة ‪ ،‬وتقسيم وتقطيع الوحدة والتالحم‬ ‫حب���ب الوط���ن والدّي���ن‬ ‫؟ موج���ود‪ .‬تذك�ي�ر‬ ‫ّ‬ ‫تزمت ؟ هذا‬ ‫والذود عنهما دومنا تط ّرف وال ّ‬ ‫أيضا‪ .‬تص��� ّوف ومتتني اإلمي���ان والعقيدة ؟‬ ‫كل س���طر تقريبا‪ .‬هو ّ‬ ‫يف ّ‬ ‫كل هذا وأكثر‪.‬‬ ‫ح ّرره بلغ���ة عرب ّية مجيلة نقية س���ليمة –‬ ‫ع��� ّزت ّ‬ ‫وقل من يكتب بها – وباس���لوب إذاعي‬ ‫حيمل الق���ارئ على تص ّور وخت ّيل ما يصفه‬ ‫له أو حيدّثه عنه من وقائع وأحداث ‪ ،‬كّلها‬ ‫ومفسرة بسند من آيات‬ ‫مستوحاة ومرتكزة‬ ‫ّ‬ ‫الكتاب املبني أو أحاديث وسرية سيد النبيني‬ ‫صلى اهلل عليه وسّلم‪.‬‬ ‫كث�ي�رة ه���ي املواضي���ع ‪ ،‬س���بعة وعش���رون‬ ‫بالتحدي���د ‪ ،‬يف مخس���ة فص���ول ‪ ،‬مواضي���ع‬ ‫متصل���ة مبش���اكل جمتمعن���ا العلمي���ة‬ ‫والوطني���ة والديني���ة وغريه���ا تل���ك ال�ت�ي‬ ‫تع ّرض إليها الكاتب حممد املختار الرتكي‬ ‫‪ .‬يفعل ذلك بأسلوب وتعبري يدفع القارئ إىل‬ ‫تصنيفه ضمن أوالئك احملافظني املتطرفني‬ ‫املتش���دّدين القابعني البعيدين عن ّ‬ ‫أي مساح‬ ‫وانفتاح أو إعمال الفكر‪ .‬لكن قبل أن ترس���خ‬ ‫فكرة التصنيف يف ذهن القارئ خيرج عليه‬ ‫حبقيقت���ه ‪ ،‬حقيق���ة صاحب الفك���ر الوقاد ‪،‬‬

‫والعامل اجل���اد ‪ ،‬والباحث عن ربط احلاضر‬ ‫باملس���تقبل واألجم���اد ‪ ،‬بس���ماح أوص���ى ب���ه‬ ‫السميح ‪ ،‬وحلم أش���ار به احلليم ‪ ،‬حتى سيرّ‬ ‫اجلمي���ع يف طريق قوي���م ‪ ،‬على درب التقدم‬ ‫والنجاح‪ .‬لنستس���محه اقتضاب بعض أقواله‬ ‫كهذه ‪":‬مساك���م املس���لمني الدّاعية األول‬ ‫محل‬ ‫والباحث األوّل اخلليل عليه الس�ل�ام ‪ّ .‬‬ ‫املس���لمني أمانة الدّعوة بتسميتهم املسلمني‬ ‫‪ ،‬ألن ه���ذا يف احلقيقة يع�ن�ي األمن واألمان‬ ‫واألدب ال ّرفيع وقداس���ة املرجع واملآب‪ .‬دائرة‬ ‫فدس ّية اهلل حيث الو ّد وال ّرمحة ‪ ،‬الطمأنينة‬ ‫والس���كينة ‪ ،‬التض ّرع واخليفة ‪ ،‬مع اخلشية‬ ‫ّ‬ ‫احل���ب واحمل ّبة‪....‬تعين ه���ذه كّلها‬ ‫وظ�ل�ال‬ ‫ّ‬ ‫بأساسياتها وفروعها سبيل الدّعوة ووسائل‬ ‫الصرح املنه���ار بفعل االخرتاقات‬ ‫إعادة بن���اء ّ‬ ‫اليت حصلت بسبب سطحية من اس ُتخ ِدموا‬ ‫وأوهم���وا بأنهم رس���ل دع���وة وهداة تبش�ي�ر‬ ‫بتقمصهم شكال ال ميت إىل واقع‬ ‫وإصالح ‪ّ ،‬‬ ‫احلقيقة وجوهرها ّ‬ ‫بأي شيء ‪ ،‬فابتعدوا وما‬ ‫ودمروا لألس���ف‬ ‫أصاب���وا ‪ ،‬وهلك���وا وأهلكوا ‪ّ ،‬‬ ‫عم���روا‪ "...‬ويف م���كان آخر من‬ ‫الش���ديد وم���ا ّ‬ ‫كتاب���ه الق ّي���م يق���ول " إن املس���أولية ملقاة‬ ‫عل���ى عاتقن���ا ‪ ،‬وإن ّ‬ ‫ح���ق تأدي���ة األمان���ة يف‬

‫أعناقن���ا‪ ...‬فاملرحلة خط�ي�رة وركب احلياة‬ ‫ال ينتظر الغافل�ي�ن وال يقيم وزنا لل ّ‬ ‫الهني ‪.‬‬ ‫وعمر وأمثر‬ ‫فبدل أن نرجع إىل ماض س���اد ّ‬ ‫ث���م ُضرب وديس���ت أركان عزته ‪ ،‬بدل أن‬ ‫‪ّ ،‬‬ ‫ونتنصل من مس���ؤوليتنا‬ ‫ننوح عل���ى ما فات‬ ‫ّ‬ ‫ونش���ارك غرين���ا ‪ ،‬وه���و عدوّنا منذ مخس���ة‬ ‫عش���ر قرن���ا‪ ،‬مبعاول اهل���دم واقت�ل�اع جذور‬ ‫األصالة والقي���م ‪ ،‬علينا أن نعقد العزم على‬ ‫العم���ل ب���دل النواح‪...‬بذلك نك���ون جمدّدين‬ ‫وخلرين���ا وخ�ي�ر أمتنا فاعل�ي�ن ‪ ،‬ال ألجمادنا‬ ‫جم ّ‬ ‫رتي���ن ولعدوّن���ا صاغرين‪...‬كفان���ا من‬ ‫الش���يع واألح���زاب والطوائ���ف واملل���ل ال�ت�ي‬ ‫أوصلتن���ا إىل الضع���ف واإلنهي���ار‪ ،‬منهاجنا‬ ‫قل ّ‬ ‫كل يعم���ل على ش���اكلته فربّكم أعلم‬ ‫مبن هو أهدى‪.. .‬إن أسلوب اإلخرتاق اجلديد‬ ‫أهلانا وض ّيعنا وجعلنا ال نرى إال فالنا حليقا‬ ‫أو عالنا ملتحيا‪ .‬امللتحي يعيب على احلليق‬ ‫أن���ه منحرف خارج عن املّل���ة وكأن اللحية‬ ‫ه���ي ّ‬ ‫فمة‬ ‫كل اإلس�ل�ام وإن امللتح���ي ميثل ّ‬ ‫اإللتزام‪".‬‬ ‫ه���ذا قليل من كثري يدفع�ن�ي إىل نقله لكن‬ ‫‪ ،‬واملقام ال يس���مح باملزيد ‪ ،‬س���أذكر ما حقا‬ ‫جل���ب اهتمامي ونال إعجاب���ي وأعين تناوله‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫لست أدري إن أنلت الكتاب والكاتب حقهما ‪ ،‬لكين‬ ‫اجتهدت ّ‬ ‫وبلغت سعيا وراء اإلفادة ونشر املعرفة‬ ‫للبح���ث واملطالب���ة ب���ه واحل���وار وقيمه‬ ‫ووجوبه‪ .‬إنه اس���تند واس���توحى وانطلق‬ ‫يف املوضوعني من الق���رآن الكريم حيث‬ ‫جند سيدنا إبراهيم عليه السالم يبحث‬ ‫عن احلقيقة " مش���هد عظي���م يص ّور لنا‬ ‫عظم���ة البحث ومكانته‪ .‬إنه االجتهاد يف‬ ‫اكتشاف ضالة تنش���دها حقيقة إميان‬ ‫ن�ب�ي اهلل إبراهيم‪...‬ه���ذا املش���هد يص��� ّور‬ ‫الصراع بني امل���ادة والروح " يصفه‬ ‫حالة ّ‬ ‫لن���ا الكات���ب متتبع���ا تالي���ا أط���وار حبث‬ ‫اخللي���ل عليه الس�ل�ام " عن آي���ة معرفة‬ ‫أخ���رى قد جي���د فيها ضالت���ه دون ياس‬ ‫أو كل���ل أو ملل ‪ ،‬ألن احلقيقة موجودة‬ ‫وه���ي ضال���ة املؤم���ن تنتظر م���ن يبحث‬ ‫عنه���ا ويس���عى إىل طلبها‪ ".‬أم���ا احلوار ‪،‬‬ ‫موض���وع ش���غل بال���ي منذ س���نوات حتى‬ ‫أني قدمت حوله حماضرة باإلس���بانية‬ ‫حتت عنوان " احلوار يف القرآن" حماولة‬ ‫م�ن�ي ال��� ّر ّد عل���ى الذين ينك���رون احلوار‬ ‫على اإلس�ل�ام واملس���لمني‪ .‬هن���ا تفرض‬ ‫عل���ي األمانة واحلقيق���ة أن أعرتف ّ‬ ‫بأن‬ ‫ّ‬ ‫صديقي كان أفلح وأفصح وأعمق مين‬

‫نبينا اخلامت ومدرس���ته يف احلوار‪ .‬فماذا‬ ‫تس���اوي قدرة الشيطان وهو خملوق مع‬ ‫ق���درة اهلل اخلال���ق س���بحانه؟ ال جم���ال‬ ‫إلج���راء املقارن���ة إطالق���ا ‪ ،‬ألن املقارنة‬ ‫تكون بني ش���يئني متس���اويني ‪ ،‬فبال ّرغم‬ ‫من قلة أدب الشيطان وتطاوله بغروره ‪،‬‬ ‫فإن اخلالق العظيم سبحانه مل يسحقه‬ ‫‪ ،‬مل يُن���ه وجوده ‪ ،‬بل اس���تجاب إىل طلبه‬ ‫(أنظرن���ي إىل يوم يبعثون ‪ ،‬قال إنك من‬ ‫املنظرين‪ ).‬مش���هد آخ���ر يؤكد ضرورة‬ ‫أدب احل���وار‪ ،‬مب���ا ميث���ل حي���اء املهم���ة‬ ‫ومس��� ّو عظمته���ا ‪ ،‬مع ق���درة مالك هذه‬ ‫املشاهد ومديرها‪ .‬تعالوا معي إىل لوحة‬ ‫فرعون وما بلغ به عناده ‪ ،‬وما وصل إليه‬ ‫كربياؤه وتطاوله ‪ ،‬طغى فقال أنا ربكم‬ ‫األعلى ‪ .‬فماذا كانت طبيعة هذا املنهج؟‬ ‫وما هي الوسيلة املستخدمة يف ردع هذا‬ ‫الطاغي���ة ؟ ب���كل اهلدوء أرس���ل اهلل إليه‬ ‫رس���وله موس���ى وهارون ‪ ،‬ومل يقل هلما‬ ‫اقتل���وه أو إلعنوه أو أرمج���وه حتى املوت‬ ‫‪ ،‬أو ك ّفروه‪...‬ق���وال ل���ه ق���وال ل ّين���ا لعّله‬ ‫يتذكر أو خيشى‪...‬إن هذا هو أدب حوار‬

‫هلل‪ .‬الثاني س���ارعت به يف بداية التقديم‬ ‫مذك���را ب���أن ع�ي�ن ال ّرض���ا كليلة عن‬ ‫العي���وب والثال���ث ه���و مثل ش���ائع بهذه‬ ‫الدي���ار اليت حضن���ت هجرت���ي وغربيت‬ ‫ومعن���اه‪ّ :‬‬ ‫كل ام���رئ يرى األم���ور بلون‬ ‫زجاج���ة نظارت���ه‪ .‬ونظارت���ي زجاجه���ا‬ ‫يغلب عليه البي���اض والصفاء‪ .‬لكن الب ّد‬ ‫ل���ي م���ن أن أق���ول ّ‬ ‫ب���أن صاح�ب�ي أط���ال‬ ‫وبال���غ ‪ ،‬حت���ت تأثري العاطف���ة الوطنية‬ ‫الدينية ‪ ،‬كلما أجاب ‪ ،‬بل هاجم األعداء‬ ‫الذين مزقوا الوح���دة ‪ ،‬وأهانوا الكرماء ‪،‬‬ ‫واحتقروا وثلبوا وأنكروا التاريخ واآلثار‬ ‫وال�ت�راث والثقاف���ة‪ .‬كان منه ذلك رغم‬ ‫أن���ه يذك���ر ويك��� ّرر بأن���ه " بال ّرغم من‬ ‫ّ‬ ‫كل ه���ذه املكان���ة لإلس�ل�ام واملس���لمني‬ ‫‪ ،‬مل حت���اول جم ّرد احملاول���ة ‪ ،‬أن تقابل‬ ‫الس���يئة بالس���يئة وتس���فه أو تطع���ن يف‬ ‫ش���ريعة غريه���ا‪ ...‬مل نق���ل يف تراثهم ما‬ ‫تطاولوا ب���ه علينا يف تراثن���ا " ألننا نتبع‬ ‫منهاج���ا ميزته " وإنك لعلى خلق عظيم‬ ‫" و" أدّبين ربّي فأحسن تأدييب"‪.‬‬ ‫لس���ت أدري إن أنل���ت الكت���اب والكات���ب‬

‫يف معاجلته املوضوع‪ .‬فهو بعد التعرض‬ ‫للذي���ن يك ّف���رون غريه���م ويعت���دون ‪،‬‬ ‫فيعت�ب�ر ذلك هدما للدين يق���ول‪.. ":‬ألن‬ ‫احلقيق���ة ال�ت�ي تعلمناها ه���ي نهج أدب‬ ‫احل���وار‪ ،‬وهو نهج احلق‪ .‬القاعدة الثانية‬ ‫اليت ال تتبدل وال تتغري هي يف احلقيقة‬ ‫س���راط اهلل‪ .‬وق���د أرش���دنا إىل من���اذج‬ ‫متعدّدة ‪ ،‬ومس���تويات خمتلفة من حوار‬ ‫الش���يطان م���ع ربّ���ه ‪ ،‬إىل فرع���ون ‪ ،‬إىل‬

‫إس�ل�امنا وفهم دعوتن���ا ‪،‬ال ب ّد أن يعتمد‬ ‫لتحقيق ش���يء ألمتنا‪ ".‬بع���د هذا وغريه‬ ‫يستش���هد بع���دد م���ن آي���ات كت���اب اهلل‬ ‫الكريم تدعو كله���ا إىل التعامل باللني‬ ‫والكلمة احلسنة‪.‬‬ ‫لك���ن قد يس���أل س���ائل وه���و مصيب يف‬ ‫س���ؤاله‪ :‬ألي���س يف ه���ذا العمل م���ا يعاب‬ ‫؟ أجوب���ة ثالثة ل���ي عن الس���ؤال‪ .‬األول‬ ‫أعطيه كمس���لم مؤمن وه���و ّ‬ ‫أن الكمال‬

‫حقهم���ا ‪ ،‬لك�ن�ي اجته���دت وبّلغت س���عيا‬ ‫وراء اإلفادة ونش���ر املعرفة ‪ ،‬فئن خانين‬ ‫التوفيق فإمن���ا األعمال بالنيات ‪ ،‬وهنيئا‬ ‫لك ي���ا ليبيا فلك رجال ه���م رغم الظلم‬ ‫والتش���ويه ونتائج اإلحن���راف ‪ ،‬عاملون‬ ‫وحب���ول اهلل بالغ���ون رفع���ة كلم���ة‬ ‫اهلل ورفع���ة الوط���ن واهلل ال يضي���ع‬ ‫أجرالعاملني‪.‬‬ ‫مدريد ‪2013 - -10 26‬‬

‫شارع الصريم‬ ‫ابراهيم عثمونه‬

‫لكن يا سيدي الشوارع بطبيعتها وبأرصفتها‬ ‫تنتم���ي من���ذ الق���دم إىل املدين���ة وليس إىل‬ ‫القبيلة‪ ،‬والعمارات والش���قق واجلدران اليت‬ ‫حتف الش���وارع م���ن اليم�ي�ن ومن الش���مال‪،‬‬ ‫تنتم���ي من���ذ الق���دم إىل املدين���ة وليس إىل‬ ‫القبيلة‪ ،‬والنوافذ والشرفات وأصص الزهور‬ ‫على الش���رفات وجدت لتزي���ن املدينة وليس‬ ‫القبيل���ة‪ ،‬وإش���ارات امل���رور وحمط���ات وقود‬ ‫الس���يارات اخت���ذت مكاناً هل���ا يف املدينة ال يف‬ ‫القبيل���ة‪ ،‬وامل���ارة بأحذيتهم عل���ى األرصفة‪،‬‬ ‫وبدهلم وربطات عنقهم ُصنعت لتمش���ي يف‬ ‫املدينة ال يف القبيلة‪..‬‬ ‫وفشلوم‪...‬‬ ‫فش���لوم ه���ذا احلي احل���ي‪ ,‬مل ينتف���ض ألنه‬ ‫فقري وحس���ب‪ ،‬بل ألنه مدين���ة‪ ،‬و"القرضة"‬ ‫مل تنتفض دون غريها يف سبها ألنها فقرية‪،‬‬ ‫ال ال‪ ..‬كل أحياء س���بها فقرية‪ ،‬لكن القرضة‬ ‫انتفض���ت ألنها ختف���ي حتتها م���ا تبقى من‬ ‫جذور املدينة هناك‪ ،‬وطربق والزاوية وجادو‬ ‫ومس�ل�اته وغريه���ا م���ن امل���دن‪ ،‬مل تنتف���ض‬ ‫قبليتها اليت نعرها القذايف صباح مس���اء‪ ،‬بل‬ ‫انتفضت مدنيته���ا اليت نهرها القذايف صباح‬ ‫مساء‪.‬‬ ‫وما أعظم فرباير‪...‬‬ ‫حت���ى بادية الرجب���ان والبطن���ان فيه وجدوا‬ ‫أنفسهم صف مع "شارع الصريم"‪.‬‬ ‫والبط���ل‪ ،‬والش���هيد ال���ذي وضع ل���ه القذايف‬ ‫ص���ورة منطي���ة يظه���ر فيه���ا بربط���ة رأس‬ ‫عاب���س اجلبني‪ ،‬ظه���رت فجأة ص���وره تزين‬ ‫ش���وارع املدن بربطة عن���ق ومنفرج اجلبني‪،‬‬ ‫والعب���ارة ال�ت�ي كتبه���ا زم���ان عل���ى جان���ب‬ ‫الطري���ق الس���ريع يف طرابل���س باخل���ط‬ ‫العريض (وانتص���رت اخليمة على القصر)‪،‬‬ ‫أن���ا ش���خصياً‬ ‫ُ‬ ‫كن���ت أع���رف أن اخليم���ة مل‬ ‫تنتصر‪ ،‬لكنه خطاء نعيشه إىل حني‪.‬‬ ‫وحتى ال أطيل عليك‪.‬‬ ‫فما ح���دث باختص���ار يا س���يدي‪،‬‬ ‫ ‬ ‫أن���ه يف ي���وم م���ن األي���ام‪ ,‬وق���ف اهلل هن���اك‬ ‫كعادته كبرياً‪ ،‬وقبض على طرف الطريق‬ ‫الساحلي هناك يف "امس���اعد"‪ ،‬ونفضه بقوة‪،‬‬ ‫فانتفض���ت كل امل���دن الواقعة عل���ى جانبيه‬ ‫حت���ى وص���ل ذل���ك إىل مدين���ة ّ‬ ‫"اجلميل" يف‬ ‫أقص���ى الغ���رب‪ ،‬ووقع���ت كل اخلي���ام على‬ ‫جانبي���ة حتى طالت خيام ّ‬ ‫اجلميل يف أقصى‬ ‫الغرب‪ ،‬أما ما حيدث هذه األيام يف طرابلس‬ ‫وبنغازي‪ ،‬هو يا سيدي ململة مدن ال قبائل‪،‬‬ ‫وأي دع���وات لعودة القبيلة‪ ،‬ه���ي دعوات ‪ -‬ال‬ ‫سامح اهلل ‪ -‬لعودة أربعني عام أخرى‪...‬‬


‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫خليل العرييب‬

‫فنان من بالدي‬

‫يوسف بن صرييت‬

‫الفنان طاهر عمر‬

‫•الفن���ان الطاهر عمر ( طاهر عمر اجلروش���ي ) من‬ ‫مواليد مدينة بنغازي العام ‪. 1938‬‬ ‫•يعت�ب�ر من العناصر اليت س���اهمت يف جناح األغنية‬ ‫الليبية وإنتشارها حمليا وعربيا ‪.‬‬ ‫•إلتح���ق باإلذاع���ة الليبية عن طري���ق الفنان الكبري‬ ‫الراحل علي الشعالية سنة ‪. 1959‬‬ ‫•حلن له الش���عالية أول عمل غنائ���ي بصوته بعنوان‬ ‫‪ ( :‬زع���م يا قمر وي���ن احلبايب ) كلم���ات بنت الوطن‬ ‫خدجية اجلهمي‬ ‫•كم���ا حل���ن ل���ه العدي���د م���ن امللحن�ي�ن أمث���ال‬ ‫يوس���ف الع���امل وإبراهي���م أش���رف وصربي الش���ريف‬ ‫وعبداحلميد ش���ادي وأمحد كامل وإش���تهر بأغنية (‬ ‫بع���د ما فقدتك ) من كلمات حممد خملوف وأحلان‬ ‫يوسف العامل ‪.‬‬ ‫•مت إعتم���اده كملحن س���نة ‪ 1961‬وحلن لنفس���ه‬ ‫جمموعة من األغاني ‪ ،‬كما إلتحق بدورة موس���يقية‬ ‫باإلذاع���ة وم���ن خالهلا أج���اد العزف علي آل���ة الكمان‬ ‫والعود وأصبح عضوا بالفرقة املوسيقية لإلذاعة ‪.‬‬ ‫•وعلي الصعيد الوظيفي عمل مبصلحة الربيد قسم‬ ‫املخ���ازن وس���افر إل���ي مدين���ة طرابلس لعدة س���نوات‬ ‫وهن���اك ش���ارك الفنان�ي�ن بإذاع���ة طرابل���س أعماهلم‬ ‫الفنية ‪.‬‬ ‫•ع���اد بعده���ا إل���ي مدين���ة بنغ���ازي وإنتق���ل رمسيا‬ ‫إل���ي اإلذاعة وش���ارك يف العط���اء الفين وكان واس���ع‬ ‫اإلط�ل�اع باملوس���يقي حي���ث كان من أوائ���ل الفنانني‬ ‫الذي���ن جيي���دون كتاب���ة النوت���ه املوس���يقية وتوزيع‬ ‫األحل���ان املوس���يقية ‪ ،‬كم���ا أن���ه س���اهم يف كتاب���ة‬ ‫األغنية بش���كل جيد وقد نال عن ذلك جائزة يف إحدي‬ ‫مهرجانات األغنية الليبية‬ ‫•عم���ل مدرس���ا ملادة املوس���يقي يف عدد م���ن مدارس‬ ‫بنغ���ازي كم���ا ش���ارك يف تعلي���م دروس املوس���يقي‬ ‫ملنتس���بس معه���د مج���ال الدي���ن يف طرابل���س ومعهد‬ ‫علي الشعالية يف بنغازي‪.‬‬ ‫•س���افر إلي مجهورية مصر العربي���ة وألتحق العام‬ ‫‪ 1967‬باملعه���د العالي للموس���يقي العربية بالقاهرة‬ ‫وختص���ص يف آل���ة الكم���ان وحتص���ل عل���ي الدبل���وم‬ ‫العالي سنة ‪. 1972‬‬ ‫•حلن الفنان الطاهر عمر لغالبية املطربني الليبيني‬ ‫منهم حممد صدقي و س���امل زايد وحمم���د الزرقاني‬ ‫وحمم���د رش���يد وحمم���د ص�ل�اح وإبراهي���م فهم���ي‬ ‫وحمم���د جنم وحممود الش���ريف وحمم���د اجلزيري‬ ‫وم���ن املطربني العرب ثناء ندي وليلي مجال وس���هري‬ ‫فهمي وأحالم وش���ريفة فاضل وفائزة أمحد وس���عاد‬ ‫حممد وسناء البارودي‪.‬‬ ‫•م���ن أش���هر أغان���ي الفنان طاه���ر عم���ر ‪ :‬يف الغربة‬ ‫حزين���ة – بعد ما فقدتك – ياجار مانك هاين – كما‬ ‫أب���دع يف تلحني أغني���ة ظلمتك مع���اي للفنان الراحل‬ ‫حممد صدقي ‪.‬‬ ‫•إنتق���ل الفن���ان الطاهر عمر إلي ج���وار ربه يف ‪/21‬‬ ‫‪ /10‬سنة ‪. 2010‬‬

‫اإلعالمي واملذيع سليمان الدينالي‬

‫‪22‬‬

‫صاحب قاموس املنوعات‬ ‫حاورته ‪:‬ـ ريم العبدلي‬ ‫االذاعى والصحفي والفنان س���ليمان‬ ‫الدين���اىل ملف���ه زاخ���ر بالعدي���د م���ن‬ ‫االعمال املريئه واملسموعة والصحفية‬ ‫‪،‬منذ دراس���ته اجلامعيه واكب احلياة‬ ‫االعالمية مبختل���ف جماالتها ‪ :‬عمل‬ ‫مذيع���ا بقناة ليبي���ا الوطني���ه وبإذاعة‬ ‫صوت ليبيا احلرة ‪،‬وصحفى بصحيفة‬ ‫اخب���ار بنغ���ازى وحيم���ل بكالوري���وس‬ ‫اداره اعم���ال كلي���ه االقتص���اد ودبلوم‬ ‫عاىل حماسبه من املعهد العاىل للعلوم‬ ‫االداريه واملالية ‪.‬‬ ‫•ـ حدثنا عن مسريتك االعالميه ؟؟‬ ‫بدأت مس�ي�رتى االعالمية قبل دخوىل‬ ‫االذاع���ة ف���ى ف�ت�ره الدراس���ة حي���ث‬ ‫اصدرت جمله طالبية بعنوان النس���ر‬ ‫الذهب���ى م���ع زميلتى ابتس���ام ‪،‬وجمله‬ ‫طالبي���ة اخ���رى بعن���وان التع���اون مع‬ ‫زميلى عثم���ان الدعيكى وعلى الربانى‬ ‫وذلك فرته الدراس���ة االكادميية ‪،‬ثم‬ ‫كتبت مسلس�ل�ا دينيا بعنوان ش���هداء‬ ‫االس�ل�ام اخراج الفنان رج���ب العريبى‬ ‫ث���م اع���ددت وأخرج���ت العدي���د م���ن‬ ‫الربام���ج ‪ .‬ومن ث���م انطلقت فى جمال‬ ‫الصحاف���ه م���ن خالل صحيف���ة اخبار‬ ‫بنغازى ‪،‬وبعدها اجتهت لقسم املذيعني‬ ‫وقدمت العديد من الربامج املس���موعة‬ ‫واملرئية منها قاموس املنوعات وصباح‬ ‫اخل�ي�ر وقطوف ومع الن���اس وقاموس‬ ‫ال�ت�راث وقام���وس االوائ���ل واملعان���ى‬ ‫احلقيقي���ه لألمث���ال العربي���ة وغريها‬ ‫الكث�ي�ر‪ .‬وباإلم���كان الق���ول ان ما قمت‬ ‫بإع���داده او تقدمي���ه او اخراج���ه وصل‬ ‫اىل اكثر من مخسني عمال‬ ‫•م��ن بني ه��ذه االعمال ايهم��ا األقرب اىل‬ ‫نفسك ‪،‬وملاذا ؟‬ ‫اقربها ىل هو برنامج قاموس املنوعات‬ ‫الذى خل���ق ىل املئات من االصدقاء فى‬ ‫مجيع احناء ليبيا ‪،‬وقدمته فى اإلذاعة‬ ‫املسموعة قبل الثوره ‪،‬وكان برناجما‬ ‫ثقافي���ا منوع���ا ‪.‬ث���م اع���دادى لصفحة‬ ‫قط���وف فني���ه ف���ى صحيف���ة اخب���ار‬ ‫بنغازى ‪.‬‬ ‫•دورك فى ثوره ‪ 17‬فرباير ؟‬ ‫التحق���ت من���ذ انطالقته���ا يف األي���ام‬ ‫االوىل مبق���االت كث�ي�رة نش���رتها فى‬ ‫صحيف���ة اخبار بنغ���ازى ‪،‬ثم ترأس���ت‬ ‫صحيف���ة بعن���وان اجمل���د ص���درت فى‬ ‫عدد واحد قبل حترير طرابلس بفرتة‬ ‫طويل���ة ‪،‬كذل���ك اع���دادى وتقدمي���ى‬ ‫العديد من الربامج بإذاعة صوت ليبيا‬ ‫احلرة منها س�ي�ره الش���هداء واألسرى‬ ‫واملفقودي���ن وأيض���ا تقدمي���ى العدي���د‬ ‫من الربامج بقناة ليبي���ا االرضية قبل‬ ‫حتري���ر طرابل���س ‪،‬منه���ا م���ع الن���اس‬ ‫واملش���اركة ف���ى تصوي���ر العدي���د من‬ ‫االحداث التى مرت بالثورة‪.‬‬

‫•أين جتد نفس��ك اكثر يف العمل الصحفى‬ ‫او العمل االذاعى ؟‬ ‫احلقيق���ة اج���د نفس���ى ف���ى العم���ل‬ ‫الصحف���ى اكث���ر بكث�ي�ر م���ن العم���ل‬ ‫االذاعى ‪،‬وهلذا فإن���ى مقل فى الربامج‬ ‫املرئية واملس���موعة وال اظه���ر إال نادرا‬ ‫رغ���م ان وظيفت���ى الرمسي���ه مذي���ع‬ ‫وليس صحفيا‪.‬‬ ‫•رأي��ك ف��ى تع��دد القن��وات االعالمي��ة‬ ‫؟واإلعالميني اجلدد ؟‬ ‫يعترب تعدد القن���وات الفضائيه املرئية‬ ‫واحملط���ات االذاعية واملس���موعة رائعا‬ ‫ولك���ن امتن���ى ان يك���ون هن���اك ميثاق‬ ‫ش���رف لإلعالمي�ي�ن بصف���ه عام���ه‬ ‫‪،‬حي���دد التج���اوزات واالتهام���ات الت���ى‬

‫جازم���ا ان الدوله وبعد مرور س���نتني‬ ‫على جناح الثوره مل تهتم بهذا القطاع‬ ‫‪،‬االعالم ظل كما هو فى زمن القذافى‬ ‫بدون اهتمام ‪،‬وهن���اك تهميش كامل‬ ‫مقارنه ببقية القطاع���ات ‪،‬بالرغم من‬ ‫ان مجي���ع بل���دان الع���امل تهت���م بقطاع‬ ‫االعالم إال ليبيا مل تهتم به فى املاضى‬ ‫ومل تهت���م به فى احلاضر ولن تهتم به‬ ‫فى املستقبل‪.‬‬ ‫•ـ طموحات��ك عل��ى الصعيدي��ن املهن��ى‬ ‫والشخصى ؟‬ ‫ارى أن اداره االخب���ار ف���ى ف���رع قن���اة‬ ‫ليبيا الوطنيه ببنغ���ازى قطاعا اخباريا‬ ‫متكام�ل�ا يغط���ى كاف���ه االخب���ار وال‬ ‫اعتق���د ان ه���ذا يس���تحق ع���دم اهتمام‬ ‫الدول���ه كم���ا اس���لفت ‪.‬عل���ى الصعيد‬

‫يلقها البعض جزاف���ا على غرياهم من‬ ‫الن���اس ‪،‬واعتقد ان احلرية املطلقه فى‬ ‫االعالم ليس���ت فى مصلحه البالد ‪،‬اما‬ ‫االعالمي�ي�ن اجل���دد ففيهم م���ن طور‬ ‫نفس���ه بس���رعة مبتابعه للغة العربية‬ ‫فنج���ح فى ذل���ك ‪،‬ومنهم م���ن ال يزال‬ ‫بعيدا عن اللغ���ة العربية التى اعتربها‬ ‫اس���اس االعالمي�ي�ن م���ع متنيات���ى‬ ‫للجميع بالتوفيق ‪.‬‬ ‫•الصعوب��ات التى تواجه��ك ألداء دوراك‬ ‫االعالمى ؟‬ ‫الصعوب���ة الوحيدة الت���ى تواجهنا فى‬ ‫قن���اة ليبي���ا الوطني���ه ه���ى املركزي���ه‬ ‫وع���دم احلص���ول عل���ى تردد مس���تقل‬ ‫لف���رع بنغ���ازى ‪،‬وه���ذا ما جعلن���ا ننأى‬ ‫بأنفس���نا عن هذه القناه رغم احرتامنا‬ ‫وتقديرا لكل العامل�ي�ن فيها ‪،‬علما بأن‬ ‫بنغ���ازى ملئي���ه باملثقف�ي�ن وال يكفيها‬ ‫ان تك���ون مش���اركه فقط ب���ل حتتاج‬ ‫ل�ت�ردد مس���تقل يكون مقره الرئيس���ى‬ ‫فى بنغازى ‪.‬‬ ‫•نظرتك املستقبليه لإلعالم هل تتوقع‬ ‫ان يكون افضل أم ال ‪ ....‬؟‬

‫الش���خصى فلي���س ىل طموح���ات م���ا‬ ‫دام���ت املركزيه قائمه فى قن���اة ليبيا‬ ‫الوطنيه ‪.‬‬ ‫•رسالة شكر وأخرى عتاب ملن توجهها ؟‬ ‫الش���كر موصول لكل الذين شجعونى‬ ‫ف���ى بداي���ة انطالقت���ى االذاعي���ة‬ ‫والصحفي���ة واملس���رحية واخ���ص ب���ا‬ ‫الذك���ر منه���م االس���تاذان املرحومان‬ ‫رج���ب العق���وري وعبد اللطيف س���امل‬ ‫عوض س���ليمان وس���امل العب���ار وعلى‬ ‫املصرات���ى وخلي���ل العريب���ى ومفت���اح‬ ‫ب���ادى وف���رج االوجلى وامح���د النائلى‬ ‫وه���دى ص�ب�رى وعل���ى امح���د س���امل‬ ‫وامحد املقصبى وجالل امحد وحممد‬ ‫الكراتى وف���رج الذابلة وولي���د الغويل‬ ‫وحممد سعد وسليمان شقلوف ‪،‬كما‬ ‫اش���كر ش���قيقتى ام حممد ‪،‬اما رس���الة‬ ‫العت���اب لكل م���ن يض���ع العراقيل امام‬ ‫طموح���ات ورغبات االخرين متناس���يا‬ ‫ان احلياة حلظات متر‪.‬‬ ‫ـ كلمه ختت���م بها احلوار ؟؟ اش���كرك‬ ‫اوال الصحفيه املتالقه ريم واشكر كل‬ ‫القائمني على صحيفة ميادين‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫حممد ابراهيم العفاس‬ ‫مدافع االهلي الصلب‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫هو احد العيب املدرسة اليت انشأها‬ ‫امل���درب عبد العال���ي العقيلي مع بداية‬ ‫س���تينيات القرن املاضي ‪..‬تلك املدرسة‬ ‫اليت برز منه���ا جمموعة من الالعبني‬ ‫كانوا خري عون للرقي مبستوى لعبة‬ ‫كرة القدم يف بالدنا ‪.‬‬ ‫والده الالعب الكب�ي�ر ابراهيم العفاس‬ ‫ال���ذي كان يف نهاية ثالثينيات القرن‬ ‫املاض���ي العب���ا يف فريق ليبي���ا ب الذي‬ ‫اسس���ه املرح���وم مفت���اح الدراج���ي ث���م‬ ‫اصب���ح م���ع بداي���ة االربعيني���ات العبا‬ ‫يف فري���ق عم���ر املخت���ار و يف بداي���ة‬ ‫اخلمس���ينيات انظ���م لفري���ق النجمة‬ ‫القدمية ‪.‬‬ ‫ب���دأ حيات���ه العب���ا صغ�ي�را يف ح���ي‬ ‫س���يدي حس�ي�ن حيث مس���قط رأسه و‬ ‫كان���ت تربطه صداقة كبرية مع ابن‬ ‫ش���ارعه مفتاح الرتهوني حي���ث انظما فريق الزمالك وفشاش اجملري ‪.‬‬ ‫مع���ا اىل اش���بال االهل���ي و ش���اركا يف‬ ‫و قد قدم فيها اشبال االهلي عروضا‬ ‫املدرس���ة الكروي���ة ال�ت�ي اش���رف عليها‬ ‫امل���درب عب���د العال���ي العقيل���ي وكان‬ ‫ذل���ك برفق���ة ‪..‬امحد بن صوي���د ‪ ..‬عبد‬ ‫القادر رضوان ‪..‬مخيس الفالح ‪..‬بش�ي�ر‬ ‫الطشاني ‪..‬و غريهم ‪.‬‬ ‫اش���تهر جبديت���ه يف اللع���ب و صالبته‬ ‫كقل���ب دف���اع و اجادته اللعب برأس���ه‬ ‫و كلت���ا قدمي���ه ‪..‬كان ايض���ا ب���ل و‬ ‫متخص���ص يف التغطي���ة اذا م���ا خ���رج‬ ‫ح���ارس املرمى ملالقاة الك���رة املرفوعة‬ ‫م���ن اجلناح�ي�ن ‪..‬و كذل���ك كان‬ ‫جيي���د قي���ادة خ���ط الظه���ر للضغ���ط‬ ‫عل���ى اخلص���م يف منتص���ف ملعبه ‪..‬يف‬ ‫ع���ام ‪ 1962‬م ش���ارك يف الرحلة اليت‬ ‫اقامه���ا النادي االهلي لفريق االش���بال‬ ‫اىل مجهوري���ة مص���ر العربي���ة و اليت‬ ‫لعب فيه���ا الفريق مبارات���ان االوىل يف‬ ‫االس���كندرية مع فريق اش���بال الرتام و‬ ‫فاز فيها فري���ق االهلي ‪.. 8-1‬و الثانية‬ ‫يف القاه���رة و تع���ادل فيه���ا مع اش���بال طيبة و رمبا كانت هذه بداية الفكرة‬ ‫الزمال���ك ‪ 1-1‬و كان���ت قب���ل مب���اراة لالستغناء عن الالعبني الكبار و احالل‬ ‫هذا الفريق مكانه ‪.‬‬ ‫ش���ارك حممد العفاس االهلي س���نينا‬ ‫عدي���دة و اعط���اه كل م���ا ميل���ك م���ن‬ ‫جه���د و قدرة و ف���از مع���ه بالعديد من‬ ‫البط���والت و كان العب���ا اساس���يا يف‬ ‫االهل���ي و املنتخ���ب اللي�ب�ي غ�ي�ر انه يف‬ ‫املنتخ���ب كان مرك���زه يف الظه�ي�ر‬ ‫االيس���ر جبان���ب الالعب الرائ���ع نوري‬ ‫الرتهوني ‪.‬‬ ‫ترك العبنا كرة القدم و هو يف عز‬ ‫جم���ده و ذلك بس���بب رغبته بأن يكمل‬ ‫دراسته يف اخلارج و لوال هذا الستطاع‬ ‫ان يقدم تارخيا كرويا كبريا لألهلي‬ ‫و للمنتخب اللييب ‪..‬و س���فره للدارسة‬ ‫كان خسارة كبرية للكرة يف ليبيا ‪.‬‬ ‫حتي���ة ح���ب و اعج���اب هل���ذا الالع���ب‬ ‫الرجول���ي الرائ���ع و اح���د االعمدة اليت‬

‫كان فري���ق االهل���ي يعتم���د عليه���ا‬ ‫كث�ي�را يف مواصلة العط���اء و حتقيق‬ ‫اهداف���ه يف املنافس���ة عل���ى الرتاتي���ب‬ ‫املتقدمة يف بطولة ليبيا ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ص���ورة فريق اش���بال االهلي وقوفا‬ ‫من اليمني ‪:‬‬ ‫بن كاطو ‪..‬مخي���س ‪..‬اهليل ‪..‬خملوف‬ ‫‪..‬الرتهوني ‪..‬العفاس ‪..‬املكي مرافقا ‪.‬‬ ‫جلوسا من اليمني ‪:‬‬ ‫حمم���د ف���رج ‪..‬الطرش���اني ‪..‬وني���س‬ ‫‪..‬الفيتوري ‪..‬املرجاوي ‪.‬‬ ‫‪ 2‬حمم���د العف���اس رئي���س الفري���ق‬ ‫الوط�ن�ي اللي�ب�ي دورة البح���ر االبيض‬ ‫املتوسط ‪ 1967‬م تونس ‪.‬‬ ‫‪ 3‬حمم���د ابراهي���م العف���اس مب���اراة‬ ‫الفري���ق الوط�ن�ي اللي�ب�ي و الفري���ق‬ ‫املصري ‪ 1967‬م طرابلس ‪.‬‬ ‫‪ 4‬حمم���د العفاس م���ع االهلي ملعب‬ ‫‪ 24‬ديسمرب بنغازي ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫حتية لرابطة‬ ‫قدامى الرياضة‬ ‫انتظ���م يف مدينة بنغازي خالل االس���ابيع املاضية‬ ‫امللتق���ى الثان���ي لرابط���ة قدام���ى الرياض���ة و ال�ت�ي‬ ‫يقودها عدد من الش���باب و الش���ياب و الذين يتميزون‬ ‫باملصداقية و اخلربات الالزمة ‪.‬‬ ‫و قد اسعدني انهم استقروا على هذه التسمية (رابطة‬ ‫قدامى الرياضة)بعد ان كانت تس���مى (رابطة قدامى‬ ‫الالعب�ي�ن)و مقتص���رة على العب ك���رة القدم فقط‬ ‫بينما ص���ارت عضويته���ا االن تش���مل كل من مارس‬ ‫الرياض���ة س���واء ان كان رياضي���ا ام اداري���ا او مدرب���ا‬ ‫و اعالمي���ا رياضي���ا او اخصائي���ا للع�ل�اج مجي���ع ه���ذه‬ ‫الشرائح ‪.‬‬ ‫حن���ن االن ندع���و ه���ذه الرابط���ة اىل ض���رورة اعداد و‬ ‫اص���دار نظامه���ا االساس���ي من خالل جلن���ة خمتصة‬ ‫و حي���دد ه���ذا النظ���ام كل م���ا يتعل���ق به���ا س���واء عن‬ ‫طريق تش���كيلها و س�ي�ر خط العضوية فيها و طريقة‬ ‫انتخاباته���ا و كيفي���ة تش���كيلها و اهدافه���ا و نظامه���ا‬ ‫املالي و عالقة الفروع اليت مت تأسيس���ها و اليت س���يتم‬ ‫تأسيس���ها و اوجه نشاطاتها و وضعها املالي ‪..‬كل ذلك‬ ‫لتبدأ بداية جادة س���ليمة متكنها من تأدية واجباتها و‬ ‫جناح نشاطاتها ‪.‬‬ ‫نأم���ل ان تواص���ل الرابط���ة جهودها خبطوات س���ليمة‬ ‫مدروسة و هلا هدف و غاية ‪.‬‬

‫فى ختام مرحلة الذهاب‬

‫أهلي طرابلس وبنغازي‬ ‫يتصدران الدوري وميثالن‬ ‫الكرة الليبية افريقيا‬ ‫زين العابدين بركان‬ ‫إكتفى فريق االهلى بطرابلس بتحقيق نتيجة‬ ‫التع���ادل الس���لبى بدون أهداف امام مس���تضيفه‬ ‫فري���ق اهلالل ف���ى املب���اراة التى مجعتهما مس���اء‬ ‫اجلمع���ة املاضي���ة ف���ى خت���ام منافس���ات ف���رق‬ ‫اجملموع���ة االوىل ملرحل���ة الذه���اب لبطول���ة‬ ‫ال���دورى الليب���ى لك���رة الق���دم ليتص���در االهلى‬ ‫ف���رق جمموعت���ه برصيد مخس���ة عش���ر نقطة‬ ‫دون أن يتع���رض الى خس���ارة وليضم���ن متثيل‬ ‫كرة القدم الليبية فى منافس���ات بطولة كاس‬ ‫االحتاد االفريقى للموسم اجلديد بقيادة مدربه‬ ‫املصرى ‪ -‬حس���ام البدرى ‪ -‬التى قد تكون مباراته‬ ‫الي���وم هى االخرية بعد ان اعل���ن االحتاد املصرى‬ ‫ع���ن نيت���ه تكلي���ف ‪ -‬الب���درى ‪ -‬لقي���ادة املنتخب‬ ‫املصرى االوملبى ‪.‬‬ ‫وكان فريق االهلى ببنغازى الذى يقوده املدرب‬ ‫املص���رى ‪ -‬طارق العش���رى ‪ -‬قد حس���م صدارته‬ ‫ملرحلة الذهاب على صعيد منافس���ات اجملموعة‬ ‫الثاني���ة بدون خس���ارة وقب���ل جول���ة واحدة من‬ ‫خت���ام مش���وار الذه���اب وتبقى ل���ه مب���اراة اخرية‬ ‫س���يخوضها مس���اء االح���د املقب���ل ام���ام االحت���اد‬ ‫وسيمثل فريق االهلى ببنغازى الكرة الليبية فى‬ ‫دورى ابطال افريقيا للموسم اجلديد ‪.‬‬ ‫وستتوقف مباريات الدورى الليبى لتفسح اجملال‬ ‫ام���ام املنتخ���ب الليبى بقي���ادة مدربه االس���بانى‬ ‫ كلمنت���ى ‪ -‬الذى س���يبدأ حتضريات���ه لبطولة‬‫افريقيا لالعبني احملليني التى ستنطلق مبالعب‬ ‫جن���وب افريقيا بداية من ش���هر يناي���ر من العام‬ ‫املقبل‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 134‬ديسمبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.