العدد 135

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪135‬‬

‫) ‪ 16 - 10 ( -‬ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫نوفمبر‪)2013‬‬ ‫‪5 16‬ديسمبر‬ ‫‪- 1030‬‬ ‫‪( -()- 135‬‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‪-‬‬ ‫العدد (( ‪) 77‬‬ ‫الثانية‪ -‬العدد‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫ملحق جماني مع العدد‬

‫زيارة الشيخ ماكني خرب كما‬ ‫موت مانديال ولكن ‪!..‬‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫زيارة الشيخ ماكني خرب كما موت مانديال ولكن ‪!..‬‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫•املشهد األول‬ ‫كنت يف بداية عام ‪ 1970‬يف اخلامس���ة عش���ر من العمر ‪،‬كنت أعش���ق السينما ودخلت س���ينما الشرق يف منطقيت‬ ‫يطلب على عجل لزيارة الرئيس األمريكي – كان‬ ‫بالصابري ببنغازي ‪،‬كان الفيلم جديد سلسلة جيمس بوند من‬ ‫ُ‬ ‫حينها يف الواقع الرئيس هو نيكسون‪ -‬الذي يعيش حالة انطواء عجيب ‪،‬اإلدارة تبحث عن تفسري له ‪،‬نشاهد جيمس‬ ‫بوند خارجا من عند الرئيس ‪،‬ورجال اإلدارة يف حالة انتظار مشدودين إىل جيمس بوند ‪،‬من كعادته دون اكرتاث‬ ‫يرمى جبملة ‪ :‬الرئيس مصاب بوعكة مرض يدعى كولونيل مشال أفريقيا‪.‬‬ ‫فيم���ا بعد يف عهد الرئيس ريغان املمثل اهلوليودي س���نرى أفالما جتعل م���ن كولونيل مشال أفريقيا ‪:‬أخطر رجل‬ ‫يف العامل ‪،‬وس���تغري طائرات هذه الرئيس على ذلك الكولونيل يف ‪ 15‬أبريل ‪ 1986‬م ‪،‬وستس���وء حياة الليبيني أكثر‬ ‫منذها ‪.‬‬ ‫عقب ثورة فرباير ‪،‬ومش���اركة األس���اطيل األمريكية يف دحر الديكتاتور ‪:‬كولونيل مشال أفريقيا ‪،‬س���يزور الش���يخ‬ ‫ماكني عضو جملس الش���يوخ واملرش���ح الس���ابق ملنصب الرئاس���ة ضد الرئيس احلالي أوباما ‪،‬س���يزور هذا الش���يخ‬ ‫عاصم���ة الث���ورة ويلتقي رئي���س أركان الثورة ‪،‬وس���يظهر معه يف مش���اهد اس���تعراضية تتناقله���ا وكاالت األنباء‬ ‫واألقمار االصطناعية‪.‬‬ ‫عقب هذه الزيارة س���يكون مثة وفد من اجمللس الوطين االنتقالي يتكون من على س���عيد أمني س���ر اجمللس وفتحي‬ ‫البعج���ة عض���و اجمللس ‪،‬كانا على موعد ملقابلة الش���يخ ماكني ‪،‬ح�ي�ن ولوجهما مكتبه خي���رج ليقابلهما عند الباب‬ ‫ليخربهما مبقتل عبد الفتاح يونس اللذان حتى الس���اعة ال علم هلما باخلرب ‪،‬وليطمئنهما أن هذا احلدث اجللل لن‬ ‫ّ‬ ‫يكل عضد الثورة ‪،‬وأن الواليات املتحدة ستقف مع ثورة الليبيني حتى الوقوف على اقدامهم‪.‬‬ ‫هذا الشيخ يف زيارته األخرية تفسح يف طرابلس ودخل مطعما من مطاعمها ‪،‬وقابل باحلاج من يتهمونه بعداوته هلم‬ ‫‪،‬وصرح الشيخ أن األوضاع يف ليبيا‬ ‫طبيعي���ة ‪،‬س���اعتها كان م���درس‬ ‫كيمي���اء أمريك���ي ق���د اغتي���ل يف‬ ‫بنغ���ازي ‪ ،‬بنغازي ال�ت�ي فيها اغتيل‬ ‫الس���فري‪،‬من ألج���ل مقتل���ه أعلنت‬ ‫اإلدارة األمريكي���ة من���ح مكاف���آت‬ ‫باملاليني ملن يدىل مبعلومات تؤدى‬ ‫إىل القبض على قتلته‪.‬‬ ‫ه���ذا الذي أع�ل�اه جمرد س���يناريو‬ ‫تذكري ‪،‬دون تأويل ما و ال مسكوت‬ ‫عنه ‪.‬‬ ‫•املشهد الثاني‬ ‫ماكني يف زيارة عبداحلكيم باحلاج‬ ‫ه���ل مث���ة متعه���د بتحوي���ل " ليبيا‬ ‫ح���رة " إىل فل���م رعب هوليودي!‪،‬أم ه���ي ختاريف مرتعب من أفالم تعرض حاليا على شاش���ات الع���امل يف الصومال‬ ‫وأفغانستان والباكستان وسوريا والعراق واليمن ؟‪.‬‬ ‫•املشهد الثالث ( انتاج حملي )‬ ‫ليبيا بالد اليسا ‪،‬أي بالد العجائب ‪،‬تفجريات وحروب يف كل مكان وموت ‪،‬ويف كل مكان تكالب على البنك الوطين‬ ‫وسرقة ‪ ،‬ويف كل مكان تكالب على رئاسة جملس الوزراء يف احلكومة املؤقتة اليت دستورا تنتهي يف فرباير القادم ‪.‬‬ ‫اتف���ق اجلمي���ع إال ما غفر ربك على احلكوم���ة ‪،‬تصرحيات من هنا وهناك ومطالب ّ‬ ‫حبل احلكومة واس���ترياد رئيس‬ ‫حكوم���ة أخر ‪،‬هلذا رئاس���ة احلكومة مطروح���ة يف مزاد عاملي وعلين ‪،‬وما أكثر من يطرحون أنفس���هم أو يطرحهم‬ ‫الغري ‪،‬يف الفلم يدخل على املشهد شخصية غامضة كما يف أفالم الوسرتن اهلليودية ‪:‬على أونا على دوى على ثري‬ ‫من القادم لرئاسة الوزراء وكذا من القادم إىل املوت‪.‬‬ ‫•املشهد الرابع املقدرة على الغفران‬ ‫( هذا املشهد هو املشهد األول واألخري يف الرتاجيديا االنسانية الكربى )‬ ‫كم���ا يف موت���ه كما يف حياته ه���و رمز احلياة ‪،‬وألنك وألنهم ميت���ون املقدرة على الصفح والتس���امح والغفران هي‬ ‫املقدرة على احلياة ‪،‬كما يف سجنه كما طليقا هو املقدرة على احلرية ‪،‬احلرية اليت ليست أمرا هينا فاجلبال خرت‬ ‫راكعة من هول هذه األمانة ‪،‬احلرية صنو احلياة ‪،‬أن تس���تطيع احلياة وأنت امليت ال حمالة وأن تعى ذلك ‪،‬ذلك هو‬ ‫االنسان أو نيلسون مانديال ‪.‬‬ ‫نيلس���ون مل يأت جديدا بل فعل ما تفعله كل أم يف بنغازي أو جوهانس�ب�رج يف االبارتيد أو يف كرسي الرئاسة ‪،‬فعل‬ ‫ما أمساه الفيلسوف الغزالي ‪ :‬اميان العامة أي سليقة احلياة أي أن حتب احلياة فتحب اهلل فتكون االنسان ‪،‬واإلنسان‬ ‫هذا هو املقدرة على الغفران ‪،‬لقد تنبه هذا البس���يط حد الس���ذاجة أن العفو عند املقدرة من شيم رسل اهلل هلذا اختذ‬ ‫هذه الش���يم قدوته ‪،‬مبقدرة ليس���ت س���هلة وليس���ت صعبة بل هي بني بني أي أن تكون العروة الوثقي وبهذا دخلت‬ ‫الديانات التوحيدية حلبة احلياة وفاز االس�ل�ام بالعقل منها ‪،‬لقد عقل مانديال نفس���ه بش���يم هذا العقل فاكتس���ب‬ ‫نفس���ه الرهينة عند كافة البش���ر وكان من اخلطاءين ‪،‬وإن زلت قدمه يف كبوات نهض فلم ينتقم ومل يؤس���ر من‬ ‫الظاملني يف حياتهم و ال مماتهم ‪،‬فكان يف موته احلى وكانوا هم يف احلياة ميتون ‪،‬وعند ربهم يومئذ املغضوب عليهم‬ ‫والضالني‪.‬‬ ‫اذا لنا يف هذا القدوة احلسنة كما كلفنا بطلب العلم ولو يف جنوب أفريقيا ‪،‬وعليكم السالم ورمحة اهلل وبركاته‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫على زيدان رئيس احلكومة املؤقتة ‪:‬‬ ‫وجبت التحية واإلكبار ملدينة درنة العظيمة‬ ‫بع���د ‪ 3‬اي���ام م���ن الصم���ت ح���ول األوضاع‬ ‫يف مدين���ة درن���ة اصدرت احلكوم���ة بيان‬ ‫هزي���ل مل يكن مبس���توى احلراك الش���عيب‬ ‫و االح���داث ال�ت�ي تش���هدها درن���ة ومطالب‬ ‫املتظاهري���ن مم���ا اضط���ر خ���روج رئي���س‬ ‫احلكوم���ة عل���ي زي���دان بع���د ‪ 24‬س���اعة‬ ‫فقط م���ن اصدار هذا البي���ان اهلزيل حيث‬ ‫ق���ام باجراء مؤمتر صحف���ي اعلن فيه عن‬ ‫خط���وات ج���ادة س���وف تتخذه���ا حكومت���ه‬ ‫بشان الوضع االمين مبدينة درنة وكانت‬ ‫تصرحيات زيدان على النحو التالي‬ ‫بس���م اهلل احلمد هلل والصالة والسالم على‬ ‫رس���ول اهلل وعلى اله وصحبه ومن اهتدى‬ ‫بهداه‬ ‫أيها السيدات أيها السادة‬ ‫ابت���داء اود ان احيي مدين���ة درنة على هذا‬ ‫املوقف النضال���ي الوطين املهم الذي بادرت‬ ‫ب���ه جتاوبا م���ع ارج���اء الوط���ن األخرى يف‬ ‫رف���ض املظاه���ر املس���لحة ووجود الس�ل�اح‬ ‫خ���ارج الش���رعية ‪،‬ه���ذا اجله���د بع���د فرتة‬ ‫اقف���ال طويلة عانت فيه درن���ة من العزلة‬ ‫واالبتع���اد وتوقف احلي���اة وتوقف حركة‬ ‫التنمي���ة واخلدم���ات واآلن وقد هبت درنة‬ ‫هذه اهلب���ة وجبت التحي���ة واالكبار هلذه‬ ‫املدين���ة العظيم���ة ال�ت�ي هلا مزاي���ا كثرية‬ ‫ميك���ن االنس���ان ان يعدده���ا واس���هامات‬ ‫كب�ي�رة يف إدارة الوط���ن وسياس���ة الوطن‬ ‫فتحية لدرنة وتود احلكومة بهذه املناسبة‬ ‫ان تؤك���د ان احلكومة ش���رعت بالتواصل‬ ‫م���ع خمتل���ف اجله���ات الرمسي���ة بدرن���ة‬ ‫مديرية االم���ن وكتائب اجليش احمليطة‬ ‫بدرن���ة واألم���ر يقتضي اخت���اذ مجلة من‬ ‫الرتتيبات حتى نهيئ مدينة درنة لوضعها‬ ‫الطبيعي بتواجد اجليش والش���رطة وفتح‬ ‫مراك���ز اجلي���ش وتفعي���ل مديرية االمن‬

‫كل هذه األمور س���تأخذ طريقها للتنفيذ‬ ‫االم���ر ال���ذي اري���د ان اؤك���ده ان اجليش‬ ‫والش���رطة عندما يأتي لن يس���تهدف احد‬ ‫واي ش���خص ال يتع���رض للق���وات ب���أذى‬

‫اكمل وج���ه وهذه الرتتيب���ات واإلجراءات‬ ‫س���تتم عرب التفاهم مع اه���ل درنة متمثلة‬ ‫يف منظم���ات اجملتم���ع املدن���ي ومديري���ة‬ ‫االم���ن واجملل���س احمللي وكاف���ة مكونات‬

‫س���وف لن يتعرض له اجليش ولن يبادئه‬ ‫اجلي���ش حنن نريد ان يعم الس���لم واالخاء‬ ‫وااللت���زام بأوامر الدولة واالنضباط حتت‬ ‫م���ا يقتضيه القانون لن تت���م متابعة ألحد‬ ‫لن يت���م االعتداء على احد لن يتم الدخول‬ ‫حلرمة أي من���زل او أي مكان إال إذا كان‬ ‫صاح���ب ه���ذا املكان ب���ادر مبواجه���ة قوات‬ ‫الدول���ة الداخل���ة لدرنة وأؤك���د على هذا‬ ‫جيداً‪.‬‬ ‫واتوج���ه أله���ل درن���ة بالتع���اون م���ع قوات‬ ‫الدول���ة س���واء اجلي���ش والش���رطة وان‬ ‫يفس���حوا هلا اجملال بأن تقوم بدورها على‬

‫اإلدارة احمللية س���يتم التنس���يق معها ومن‬ ‫ف�ت�رة قدمن���ا مذك���رة للمؤمت���ر الوطين‬ ‫الع���ام بتخصي���ص مبلغ مالي ي�ت�راوح بني‬ ‫‪ 250‬إل ى ‪ 300‬ملي���ون دين���ار لتفعي���ل‬ ‫اجلوانب التنموي���ة واخلدمية والتعليمية‬ ‫وجددن���ا الي���وم مذك���رة أخ���رى للمؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام ونأم���ل منه���م ان يوافق���وا‬ ‫الي���وم على ه���ذه املذكرة حتى نش���رع يف‬ ‫عمليات حثيث���ة ومركزة يف مدينة درنة‬ ‫وحتى تعود درنة حلضن الوطن بفاعليتها‬ ‫واجيابيته���ا املعت���ادة لتس���اهم يف التنمي���ة‬ ‫وتطوير البالد‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫األمم املتحدة ترسل‬ ‫فريقًا من اخلرباء‬

‫يق���وم فريق من خ�ب�راء الذخرية يف األمم املتح���دة بتقديم‬ ‫املش���ورة الفني���ة للس���لطات احمللي���ة ح���ول معاجل���ة آث���ار‬ ‫اإلنفج���ار الذي وق���ع يف ‪ 28‬نوفمرب وال���ذي أودى حبياة ما‬ ‫يربو عن ‪ 40‬شخصاً وإصابة العديد اآلخرين‪ ،‬كما جيري‬ ‫الفري���ق تقييم���اً حلالة منطق���ة ختزين الذخ�ي�رة يف براك‬ ‫الشاطئ يف جنوب ليبيا‪.‬‬ ‫ومت إرس���ال فري���ق م���ن دائ���رة األم���م املتحدة لإلج���راءات‬ ‫املتعلق���ة باأللغ���ام إىل املنطق���ة احملاذية ملدينة س���بها‪ ،‬وهي‬ ‫املدين���ة الرئيس���ية يف جن���وب ليبي���ا‪ ،‬يف أعق���اب احلادث���ة‬ ‫املأس���اوية بغية تقييم الوضع وتقديم املس���اعدة للس���لطات‬ ‫احمللي���ة‪ .‬كم���ا وضع���ت األم���م املتح���دة ‪ 3‬ف���رق إلبط���ال‬ ‫الذخائ���ر املتفجرة عل���ى أهبة االس���تعداد للب���دء يف تطهري‬ ‫حمي���ط منطق���ة االنفج���ار إذا طلب���ت الس���لطات احمللي���ة‬ ‫ذلك‪.‬وباإلضاف���ة إىل املش���ورة الفني���ة ح���ول التعامل اآلمن‬ ‫م���ع الذخ�ي�رة و معاجلة آث���ار االنفجار‪ ،‬يق���وم فريق خرباء‬ ‫األم���م املتحدة يف املوقع بإجراء تقييم لتحديد مدى عرضة‬ ‫املالج���ئ األخ���رى لعمليات النهب‪ .‬واس���تمرت ف���رق الدفاع‬ ‫املدن���ي اللي�ب�ي بالعم���ل يف املوق���ع بعد ع���دة أيام م���ن وقوع‬ ‫االنفجار بهدف إزال���ة الركام والبحث عن جثث الضحايا‪.‬‬ ‫ولق���د انفجرت ث�ل�اث مالجئ خالل احلادث���ة اليت يبدو أن‬ ‫س���ببها ن���ار كان قد أش���علها لصوص لتمكينه���م من رؤية‬ ‫ما يقومون به‪ .‬وتوجد مؤش���رات واضحة أن عمليات النهب‬ ‫كان���ت قائمة لفرتة طويلة من الزم���ن‪ ،‬حيث تعرض عدد‬ ‫كبري من املالجئ العشرين‪ ،‬إن مل يكن كلها‪ ،‬لنهب جزئي‬ ‫عل���ى األقل‪ .‬ومن الواضح أنه قد مت نه���ب قذائف بأكملها‪،‬‬ ‫نْ‬ ‫هدفي‬ ‫ولي���س فق���ط النح���اس أو األملني���وم املعتقد أنهم���ا‬ ‫نْ‬ ‫مفضلي للصوص كذلك‪.‬ويس���لط تفجري براك الشاطئ‬ ‫الضوء على قضية انتش���ار األس���لحة يف ليبيا واملخاطر اليت‬ ‫يشكلها‪ .‬فهذه األس���لحة والذخرية واالستمرار يف ختزينها‬ ‫بصورة خطرة يف أماكن يسهل الوصول إليها ميثل حتدياً‬ ‫كبرياً أمام احلكومة الليبية واجملتمع الدولي‪.‬‬ ‫ووفق���اً للمعلوم���ات املتوف���رة ل���دى دائ���رة األم���م املتح���دة‬ ‫لإلج���راءات املتعلق���ة باأللغ���ام‪ ،‬فإن منش���أة براك الش���اطئ‬

‫يف ورشة عمل متخصصة لإلعالميني العرب‪:‬‬

‫مركز القاهرة يناقش حرية الرأي والتعبري يف‬ ‫التشريعات العربية‬ ‫اختت���م مركز القاهرة لدراس���ات حقوق‬ ‫اإلنس���ان الي���وم األربع���اء ‪ 4‬ديس���مرب‬ ‫ورش���ة عم���ل متخصص���ة لإلعالمي�ي�ن‬ ‫ح���ول احل���ق يف حري���ة ال���رأي والتعب�ي�ر‪.‬‬ ‫الورش���ة اليت امت���دت لثالثة أي���ام جاءت‬ ‫حتت عن���وان "حرية ال���رأي والتعبري بني‬ ‫املعاي�ي�ر الدولي���ة والتش���ريعات العربية"‬ ‫وضم���ت جمموع���ة م���ن اإلعالمي�ي�ن‬ ‫م���ن مص���ر والس���ودان‪ ،‬املنتمني لوس���ائل‬ ‫إعالمية خمتلف���ة تلفزيونية وصحفية‬ ‫وإلكرتونية مصرية وعربية‪.‬‬ ‫ناقشت الورشة جمموعة من التشريعات‬ ‫العربية املُ ِّ‬ ‫نظمة للعمل اإلعالمي وحرية‬ ‫الرأي والتعبري‪ ،‬ومدى توافقها مع املعايري‬ ‫الدولية‪ ،‬واتس���اقها مع حمددات احلق يف‬ ‫حري���ة تلق���ي ونش���ر املعلوم���ات والتعبري‬ ‫عنه���ا مبختل���ف الوس���ائل وف ًق���ا للعه���ود‬ ‫واالتفاقيات الدولية‪.‬‬ ‫رك���ز الي���وم األول م���ن الورش���ة عل���ى‬

‫اس���تعراض أه���م املواثي���ق واملعاه���دات‬ ‫الدولي���ة ال�ت�ي وضع���ت تعري ًف���ا للحق يف‬ ‫حرية ال���رأي والتعب�ي�ر وحدوده���ا وآلية‬ ‫تنظيمها‪ .‬ويف إطار مقارن ناقشت الورشة‬ ‫م���واد حرية ال���رأي والتعب�ي�ر يف عدد من‬ ‫الدس���اتري والتش���ريعات العربي���ة وم���دى‬ ‫توافقه���ا م���ع املعايري الدولي���ة‪ ،‬بالرتكيز‬ ‫على مواد حرية الرأي والتعبري املطروحة‬ ‫يف مس���ودة الدس���تور املص���ري األخ�ي�رة‪،‬‬ ‫وكذا الدستور الس���وداني وقانون تنظيم‬ ‫النشر واملطبوعات يف السودان والتعديالت‬ ‫املقرتحة عليه‪.‬‬ ‫خصصت الورش���ة الي���وم الثاني ملناقش���ة‬ ‫حري���ة ت���داول املعلوم���ات كركي���زة‬ ‫أساس���ية حلري���ة ال���رأي والتعب�ي�ر‪ ،‬حيث‬ ‫اس���تعرض النق���اش املعاي�ي�ر الدولي���ة‬ ‫لقوانني ت���داول املعلوم���ات‪ ،‬وتطبيق هذه‬ ‫املعاي�ي�ر على عدد م���ن القوان�ي�ن العربية‬ ‫منه���ا قان���ون األردن واملس���ودة املقرتح���ة‬

‫لقانون تداول املعلومات يف املغرب ومصر‪.‬‬ ‫ويف نهاية اليوم حاول املش���اركون وضع‬ ‫مس���ودة لقانون لت���داول املعلومات تتوافق‬ ‫مع املعايري الدولية‪.‬‬ ‫اليوم الثالث ركز على التعريف القانوني‬ ‫جلرائم النشر وعالقاتها حبرية التعبري‪،‬‬ ‫واحلدود الفاصلة بني النقد وبني الس���ب‬ ‫والق���ذف أو التحري���ض‪ ،‬وك���ذا ح���دود‬ ‫املس���ئولية القانونية لإلعالمي والوسيلة‬ ‫اإلعالمي���ة يف حال وقوع جرمية النش���ر‪،‬‬ ‫وكي���ف ميك���ن اإلعالم���ي أن يتجن���ب‬ ‫املس���ائلة القانوني���ة دون إخ�ل�ال ب���دوره‬ ‫املهين‪.‬‬ ‫ش���ارك يف الورشة ‪ 20‬إعالمي من وسائل‬ ‫إعالمي���ة خمتلف���ة قومي���ة وخاص���ة‪،‬‬ ‫وق���ام بالتدري���ب جمموعة م���ن املدربني‬ ‫املتخصص�ي�ن يف قضاي���ا حري���ة ال���رأي‬ ‫والتعبري‪.‬‬

‫واحدة م���ن ‪ 47‬منطقة لتخزين الذخرية يف ليبيا‪ ،‬تضررت‬ ‫‪ 21‬منها بصورة غري قابلة لإلصالح أثناء ثورة عام ‪.2011‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن آالف األطنان م���ن الذخرية تقبع غري مؤمنة‬ ‫ومعرض���ة للظروف املناخية القاس���ية يف ليبيا مما جيعلها‬ ‫غري مستقرة وقابلة لالنفجار بسهولة إذا تعاملت معها أيد‬ ‫غري خب�ي�رة‪ .‬وقال الس���يد‪/‬ديك اجنلربخيت رئيس القس���م‬ ‫االستش���اري املع�ن�ي باألس���لحة والذخائ���ر يف بعث���ة األم���م‬ ‫املتح���دة للدعم يف ليبيا‪" :‬يف معظ���م األحيان تكون الذخرية‬ ‫مبعثرة يف مناطق ختزين الذخائر مما يسهل نهبها كما أن‬ ‫تعامل األفراد غري املدربني مع هذه الذخائر يعرضها خلطر‬ ‫االنفج���ار ال���ذي تكون نتائج���ه مميته يف معظ���م األحيان"‪.‬‬ ‫وتعمل األمم املتحدة مع القوات املس���لحة الليبية واجملالس‬ ‫العس���كرية وبعض كتائب الثوار احمللية للمراقبة وتقديم‬ ‫املش���ورة حول حصر األس���لحة والذخائر وختزينها بصورة‬ ‫آمنة ومراقبتها وتس���جيل األسلحة وإزالة خملفات احلرب‬ ‫م���ن املتفج���رات‪ .‬إال أن املعوق���ات الزمنية وقص���ور التمويل‬ ‫وعملي���ة بناء الثقة بني منطقة وأخرى اليت تس���تغرق وقتاً‬ ‫ً‬ ‫طوي�ل�ا أدت‪ ،‬بعد م���رور أكثر من عامني عل���ى الثورة‪ ،‬إىل‬ ‫وجود عدد كبري من األس���لحة غري احملمية تش���كل العديد‬ ‫من التهديدات منها ما ميس أمن األشخاص وسالمتهم‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫درنة تطالب احلكومة بتحمل مسؤولياتها‬ ‫عم���ت مدين���ة درنة خالل األس���بوع املاض���ي مظاه���رات وصلت اىل ح���د إعالن العصي���ان املدني‬ ‫احتجاج على تدهور الوضع األمين يف املدينة حيث الزال يتكرر مسلس���ل االغتياالت التفجريات‬ ‫ال�ت�ي ته���ز أركان املدين���ة وهدوئها لي�ل�ا وعلى إهم���ال احلكومة ملدين���ة درنة وع���دم أي تواجد‬ ‫للجيش والشرطة داخل املدينة رغم أن أهالي مدينة درنة قاموا يف ‪21-9-2012‬م بطرد مجيع‬ ‫املليش���يات والكتائ���ب م���ن داخل املدينة ولكن لألس���ف حتى اليوم بعد حوالي س���نه و‪ 3‬أش���هر مل‬ ‫تس���تجيب احلكومة مع حراك الش���ارع يف درن���ة ومل تتخذ إجراءات تعيد اجليش والش���رطة اىل‬ ‫درنة واألمر املريب هو جتاهل حكومة زيدان ملطالب أهالي درنة بوجود اجليش والش���رطة رغم‬ ‫تكرار املظاهرات واالعتصامات املطالبة بذلك منذ أكثر من عام ‪.‬‬

‫احلسني املسوري‬ ‫وقد دعت قيادات شبابية أهالي درنة اىل التظاهر‬ ‫واالعتص���ام للمطالب���ة باجلي���ش والش���رطة‬ ‫والتندي���د بالعن���ف واالغتي���االت ومت حتديد يوم‬ ‫األح���د املوافق ‪2013-12-1‬م وقد اصدر اجمللس‬ ‫احملل���ي درن���ة بيان���ا اس���تبق املظاهرات ج���اء فيه‬ ‫((أنن���ا كمجل���س حمل���ي درن���ة م���ع املظاهرات‬ ‫املطالب���ة برفع الظل���م عن مدينة درن���ة وإيقاف‬ ‫مح���ام ال���دم ‪ ...‬ولكنن���ا عل���ى يق�ي�ن مبش���روعية‬ ‫ه���ذه املطال���ب ولكننا آثرن���ا احلياد وع���دم تصدر‬ ‫أي مش���هد يف الوق���ت احلالي وذل���ك لفتح اجملال‬ ‫للن���اس ليقول���وا كلمته���م حبيادي���ة دون تأثري‬ ‫أو وصاي���ة م���ن أح���د رغ���م تواجد بع���ض أعضاء‬ ‫اجمللس احملل���ي درنة بصفته���م مواطنني مثلهم‬ ‫مثل غريهم ‪ ،‬وحنن نثق يف أهلنا وشبابنا الشرفاء‬ ‫ب���أن تكون مظاهرتهم س���لمية دون االنس���ياق أو‬ ‫التأث���ر بالش���ائعات والفنت ال�ت�ي يق���وم بأحداثها‬ ‫ذوي النف���وس الضعيفة ‪ ...‬ه���ذا للعلم والتوضيح‬ ‫‪ ...‬واهلل املوف���ق )) وقد كان رئيس اجمللس احمللي‬ ‫ملدين���ة درن���ة املهندس فت���ح اهلل العوام���ي ونائبه‬ ‫عمر ابوخطوه قد قدموا استقالتهم قبل انطالق‬ ‫املظاهرات بأس���بوع وذلك بسبب الوضع األمين يف‬ ‫مدين���ة درن���ة وعدم اس���تجابة احلكوم���ة ملطالب‬ ‫املدينة وأهلها و لبعض األس���باب اخلاصة اليت ال‬ ‫يتسع اجملال لذكرها كما جاء يف بيان استقالة‬ ‫نائ���ب رئيس اجمللس وقد أس���فر اجتم���اع أعضاء‬ ‫اجمللس احمللي ملدينة درنة وضواحيها صباح يوم‬ ‫الس���بت املوافق ‪ 30‬نوفم�ب�ر ‪ 2013‬م عن انتخاب‬ ‫األس���تاذ ‪ /‬حس���ام النويص���ري رئيس���اً للمجل���س‬ ‫احمللي درنة و انتخاب األس���تاذ ‪ /‬رمزي الشاعري‬ ‫نائباً لرئيس اجمللس احمللي درنة ‪.‬‬ ‫غري أن س���كان درنة فوجئ صب���اح اجلمعة املوافق‬ ‫‪2013-11-29‬م مبناش�ي�ر ملصق���ه على س���ور‬ ‫مسجد الصحابة عبارة عن بيان بعنوان ((رسالة‬ ‫اعذار وإنذار ))صادر عن سرية أبي بكر الصديق‬ ‫وه���ي تنظيم أول م���رة بعلن عن نفس���ه عرب هذا‬ ‫البي���ان ال���ذي كان عب���ارة ع���ن إع�ل�ان مواق���ف‬ ‫ه���ذه الس���رية م���ن الدول���ة متمثل���ة يف املؤمت���ر‬ ‫الوطين واحلكومة واجليش والش���رطة والعملية‬ ‫السياس���ية واجملتمع املدني واعرتافها باستهداف‬ ‫ضباط اجليش والش���رطة وكان���ت ابرز النقاط‬ ‫اليت وردت يف البيان على النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬نعل���ن براءتن���ا ورفضنا للمؤمت���ر واحلكومة‬ ‫واعتباره���م خون���ة ونصنفه���م يف قائم���ة أع���داء‬ ‫األمة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬نؤكد على انه سيتم استهداف أي تدخل أو‬ ‫تواجد عسكري تابع للحكومة يف مدينة درنة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إن كل م���ن أع���ان احلكوم���ة يف حربها على‬ ‫الدي���ن أو مكن هلا لفرض س���يطرتها خاصة من‬

‫الش���رطة واجليش من أننا قد حزمنا األمر فيهم‬ ‫واختذنا القرار يف استهدافهم وضرب أعناقهم ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ننص���ح أه���ل مدين���ة درن���ة ونذكره���م أن‬ ‫الدميقراطي���ة هي س���بب ما حنن في���ه اليوم من‬ ‫ذه���اب الدني���ا وضي���اع الدي���ن وانتش���ار الفس���اد ‪،‬‬ ‫فندعوهم ملقاطع���ة هذه املظاه���رة ومنع أبنائهم‬ ‫من الس�ي�ر خلف اإلخوان املسلمني الذين يريدون‬ ‫زج عامة الناس فيها لإليقاع بني الناس وأبنائهم‬ ‫حبجة األم���ن واألمان وحجة كثرة االغتياالت"‬ ‫وم���ن املعل���وم ل���دي اجلميع أن س���رية أب���ي بكر‬ ‫الصديق مل تس���تهدف عامة الناس بل استهدفت‬ ‫أفراد الش���رطة واجليش خاص���ة الضباط الذين‬ ‫كان���وا يس���عون لتقوي���ة احلكوم���ة وإعانته���ا يف‬ ‫حربها علينا وهذه بياناتنا تشهد بذلك"‬ ‫‪ -5‬إن كل مشارك من مؤسسات اجملتمع املدني‬ ‫أو من اإلخوان املس���لمني أو من ضباط الش���رطة‬ ‫أو اجليش أو األمن الداخلي أو من االس���تخبارات‬ ‫أو كان م���ن يع���رف عن���ه حربة للدين بس���ب أو‬ ‫استهزاء بش���يء من الكتاب والسنة أو يوجج على‬ ‫حربنا أو يس���عى لقتالنا ويدع���و لذلك فهو حمل‬ ‫اس���تهداف ولن حيميه احد ‪،‬وأننا نذكرهم بأننا‬ ‫موجودون معه���م يف هذه املدين���ة وإن املظاهرات‬ ‫مجيعه���ا حتت أنظارنا وحن���ن نعلم ما يدور فيها‬ ‫وحياك ضدنا‪.‬‬ ‫ويف لي���ل الس���بت املواف���ق ‪2013-11-30‬م مت‬ ‫تفجري مقر شبكة مؤسسات اجملتمع املدني حيث‬ ‫ح���رق املقر بأكمله ورغم ذلك فقد خرج س���كان‬ ‫مدينة درنة عش���ية األحد يف مظاهرات حاش���دة‬ ‫تن���دد بالعنف وتطالب باجليش والش���رطة وردد‬ ‫املتظاه���رون هتافات ((ال تط���رف ال إمارة ‪ :‬درنة‬ ‫إسالم وحضارة)) و((يا درنة وجعين حالك ‪ :‬دمك‬ ‫ينزف كاش�ل�الك ))و((ال كتائب ال سرايا ‪ :‬نبوا‬ ‫جيش وحي���د الراي���ة)) ((وين كالم���ك يازيدان‬ ‫درن���ة اه���ي يف املي���دان ))و((ال ختاذل ال س���لبية ‪:‬‬ ‫بي���ش حنلوا ه���ا القضية ))واس���تمرت املظاهرات‬ ‫جت���وب ش���وارع درن���ة ومي���دان الصحاب���ة حي���ث‬ ‫اس���تمرت املظاه���رات لليوم التال���ي حيث تعرض‬ ‫املتظاهري���ن اىل إط�ل�اق ن���ار أدى اىل وص���ول ‪5‬‬ ‫مصاب�ي�ن يف حال���ة إىل جممع اهلري���ش (درنة )‬ ‫وق���ال املتحدث باس���م ش���بكة مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫املدني باملدينة عبد الباس���ط أبو ذهب‪ ،‬إن األهالي‬ ‫خرج���وا للمناداة بنف���س املطالب الس���ابقة‪ ،‬وهى‬ ‫ض���رورة وجود جي���ش وش���رطة يف املدينة وقال‬ ‫أب���و ذهب إن األهال���ي ومؤسس���ات اجملتمع املدني‬ ‫يف درن���ة‪ ،‬ل���ن خيضع���وا للجماع���ات باملتطرف���ة‪،‬‬ ‫املوجودة يف درنة‬ ‫وق���د اصدر جملس درنة احمللي بيان عاجل جتاه‬ ‫هذه األحداث جاء فيه ((بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫احلمد هلل والصالة والسالم علي رسول اهلل وعلي‬ ‫آله وصحبه وم���ن وااله ‪...‬إنن���ا كمجلس حملي‬ ‫ملدينة درنة وضواحيها ُندين بش���دة ما حدث من‬ ‫إطالق نار على إخواننا وأبنائنا املتظاهرين الذين‬ ‫خرجوا يف مظاهرات س���لمية للتنديد مبا حيدث‬ ‫م���ن جرائ���م قتل وتفج�ي�ر يف مدينة درن���ة ‪ ،‬و إذ‬ ‫نؤيد مطالبهم اليت تقضي بتوفري األمن واألمان‬ ‫يف املدينة وضواحيها ‪ ،‬نأس���ف شديد األسف على‬ ‫ما وق���ع م���ن إصابات لبع���ض املتظاهري���ن جراء‬ ‫إط�ل�اق الن���ار عليه���م ‪ ،‬فنس���أل اهلل العظي���م رب‬ ‫العرش الكري���م أن حيفظ مجيع أهلنا يف مدينة‬ ‫يعج���ل ملصابينا بالش���فاء ‪ ،‬و حيث أننا‬ ‫درن���ة وأن ّ‬ ‫كمجل���س حملي ملدينة درن���ة وضواحيها ُندين‬ ‫بش���دّة مجي���ع االحنراف���ات واجلرائ���م املرتكب���ة‬ ‫داخ���ل مدين���ة درن���ة وضواحيه���ا مهم���ا كان���ت‬ ‫أس���بابها ودوافعها ‪ ،‬وانطالقاً من ق���ول اهلل تعالي‬ ‫‪ (( -:‬واعتصم���وا حبب���ل اهلل مجيع���ا وال تفرقوا ))‬ ‫وقول���ه (( مّ‬ ‫إنا املؤمنون أخ���وة )) ‪ ،‬ومن قول النيب‬ ‫صلي اهلل عليه وسلم ‪ (( -:‬ال يؤمن أحدكم حتى‬ ‫حيب ألخيه ما حيب لنفس���ه)) ‪ ،‬وقوله (( املس���لم‬ ‫من س���لم املس���لمون من لس���انه ويده)) ‪ ،‬نأمل من‬ ‫اجلمي���ع اخ���ذ احليط���ة واحلذر وع���دم االجنرار‬ ‫وراء من يريد احنراف هذه املظاهرات وخروجها‬ ‫ويتعم���د ب���ث الش���ائعات‬ ‫ع���ن مس���ارها الس���لمي‬ ‫ّ‬ ‫وإث���ارة الف�ت�ن بني الن���اس ‪ ،‬ل���ذا نطالبك���م بعدم‬ ‫ترديد الش���ائعات اليت تبث الفنت واس���تبيان احلق‬ ‫أو ً‬ ‫ال وع���دم تك���رار كل ما يُس���مع إال بعد التبيني‬ ‫وال ّتحق���ق م���ن صحة اخل�ب�ر ‪ ،‬و حنن كمجلس‬ ‫حمل���ي رغم م���ا يعرتينا من ضع���ف فإننا نطمأن‬ ‫اجلمي���ع بأن صوته���م أصبح مس���موع وقد وصل‬ ‫حبم���د اهلل إىل املؤمت���ر الوطين الع���ام واحلكومة‬ ‫َم ْن‬ ‫الليبي���ة ووزارته���ا املختص���ة ‪ ،‬قال تع���اىل ‪( :‬و َ‬ ‫���ن َق ْو ً‬ ‫الا َو َق َ‬ ‫َع ِم َل َص حِ ً‬ ‫أَ ْح َس ُ‬ ‫ال‬ ‫هلل و َ‬ ‫ال ممِّ َّ ن د َ‬ ‫َعا إِلىَ ا ِ‬ ‫ِإَّن ِم َن المُْ ْس ِ���ل ِم َ‬ ‫ني) ‪ ،‬و أخرياً‪ ,‬هدى اهلل اجلميع ملا‬ ‫نيِ‬ ‫فيه مصلح���ة العباد والب�ل�اد يف الدنيا و اآلخرة ‪،‬‬ ‫وآخ���ر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني و صلى اهلل‬ ‫وسلم وبارك على نبيه حممدٍ وعلى آله وصحبه‬ ‫يف تط���ور أخ���ر ق���ام أعض���اء املؤمت���ر الوطين عن‬ ‫مدين���ة درنة بتقديم اس���تقاالتهم احتجاجا على‬ ‫إهمال احلكومة الليبية للوضع األمين يف املدينة‬ ‫وق���د طلب الرئي���س نوري بوس���همني من أعضاء‬ ‫درنة إعطاء مهلة للحكومة وسحب االستقاالت‬ ‫فاس���تجاب االعض���اء لطل���ب بوس���همني وقام���وا‬ ‫بتقديم مذكرة عاجل���ة لرئيس املؤمتر الوطين‬ ‫ورئي���س احلكومة حول األوض���اع يف مدينة درنة‬

‫وقال منص���ور احلصادي عضو املؤمتر الوطين أن‬ ‫إهم���ال احلكوم���ة ملدينة درنة وص���ل اىل مرحلة‬ ‫غري معقولة وطالب احلص���ادي احلكومة حتمل‬ ‫مس���ؤوليتها وعل���ى وزارة الدف���اع والداخلي���ة‬ ‫التدخل بأس���رع وقت وإرس���ال اجليش والشرطة‬ ‫اىل مدينة درنة ‪.‬‬ ‫وق���د أج���رت صحيف���ة ميادي���ن عدة لق���اءات مع‬ ‫املتظاهري���ن حي���ث كان���ت أرائه���م عل���ى النحو‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫ص�لاح عطية ‪ :‬أه��ل درنة يرفضون وبش��كل كامل هذه‬ ‫التصرفات ‪.‬‬ ‫طبيع���ة س�ي�ر احلي���اة يف مدين���ة درن���ة طبيعية‬ ‫بسبب أهلها أوال حيث يظهر للعيان غياب كامل‬ ‫ألجه���زة الدول���ة كاجلي���ش والش���رطة وحتى‬ ‫رج���ال املرور واحل���رس البلدي وه���ي كمركز‬ ‫حضاري وإشعاع ثقايف للمنطقة مازالت حتتفظ‬ ‫بدورها رغم كل الظروف احمليطة بها فالتيارات‬ ‫واحلركات املتواجدة يف مدينة درنة هم مجاعة‬ ‫اإلخوان املسلمني والس���لفيني وهناك احلركات‬ ‫املتطرفة اجلهادية كأنصار الشريعة والعائدون‬ ‫م���ن مال���ي وه���ذا يفس���ر وج���ود أع�ل�ام القاعدة‬ ‫والكتاب���ات عل���ى اجل���دران ال�ت�ي تكف���ر األجهزة‬ ‫األمني���ة ل���وزارة الدف���اع والداخلي���ة ويعتربونها‬ ‫أدوات للطاغوت وما حيدث من اغتياالت وتفجري‬ ‫مرتبط بشكل أو بأخر باجلماعات التكفريية وال‬ ‫ميك���ن أن نغف���ل أصحاب الس���وابق من اجملرمني‬ ‫وجت���ار املخ���درات ورغ���م ذل���ك ف���ان أه���ل درن���ة‬ ‫جبذوره���م املدنية احلضارية يرفضون وبش���كل‬ ‫كامل ه���ذه التصرفات وخرجوا يف مظاهرات يف‬ ‫س���بتمرب ‪2012‬م وقاموا حب���ل الكتائب وطردها‬ ‫من املدينة ولكن لألس���ف حت���ى اليوم بعد حوالي‬ ‫س���نه و‪ 3‬أشهر مل تس���تجيب احلكومة مع حراك‬ ‫س���كان درن���ة ومل تتخذ إج���راءات تعي���د اجليش‬ ‫والشرطة اىل درنة ‪.‬‬ ‫حن��ان عب��د الق��ادر ‪ :‬مش��كلة األم��ن يف درن��ة ه��ي يف‬ ‫التفجري واالغتياالت اليت مل تتوقف اىل اآلن‬ ‫تقييمي لطبيعة سري حياة الناس يف مدينة درنة‬ ‫حنن نعي���ش حياه طبيعية ج���داً الناس متواجدة‬ ‫يف كل م���كان تذه���ب للعم���ل وتق���وم بزي���ارات‬ ‫االجتماعي���ة واألس���واق وتق���وم برح�ل�ات للبحر‬ ‫واملصاي���ف والغاب���ات تقام لدينا كافة املناس���بات‬ ‫االجتماعي���ة دومن���ا أي مش���اكل كام���رأة مرة‬ ‫واح���دة ه���ددت عل���ي النت بس���رقة س���يارتي من‬ ‫قبل ش���خص جمهول واحلم���د اهلل مل حيدث لي‬ ‫ش���ي وأم���ارس حيات���ي طبيعي ج���داً وال أتعرض‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫مشكلة األمن يف درنة تكمن يف التفجري واالغتياالت اليت مل تتوقف إىل اآلن‬ ‫يف الش���ارع ألي مضايقات وأنا أقود س���يارتي علي‬ ‫العكس كامل االحرتام والتقدير وتش���ارك املرأة‬ ‫يف نش���اط اجملتم���ع املدن���ي يف درن���ة ويف كافة‬ ‫األنشطة ولدينا مؤسسات ذات طابع نسائي حبت‬ ‫وكذلك نقوم مبشاركات يف خمتلف مدن ليبيا‬ ‫دومنا أي عائق س���واء يف السفر أو اإلقامة مشكلة‬ ‫األم���ن يف درنة هي يف التفج�ي�ر واالغتياالت اليت‬ ‫مل تتوقف اىل اآلن ‪.‬‬ ‫مج��ال عب��د العزي��ز ‪ :‬التوج��د أي س��لطة لتنظيمات‬ ‫اإلسالميني على سكان درنة أو مرافقها ‪.‬‬ ‫احلي���اة يف مدين���ة درنة تس�ي�ر بص���ورة طبيعية‬ ‫رغ���م كل ما يق���ال عن درنة خارجها فاألس���واق‬ ‫مزدمحة واحلركة التجارية طبيعية والبنوك‬ ‫واملصارف تعمل بشكل طبيعي واملدارس تستقبل‬ ‫طالبها واجلمي���ع ميارس حياته بصورة طبيعية‬ ‫رج���اال ونس���اء وأطفال أما عن األح���داث األمنية‬ ‫فدرن���ة مثله���ا مث���ل أي مدين���ة ليبي���ة أخ���رى‬ ‫كالعاصمة طرابلس وبنغازي ورغم عدم وجود‬ ‫للجيش والش���رطة بش���كل رمسي حتى اآلن فان‬

‫القت���ال أيام الث���ورة ومنه���م الكث�ي�ر كان ضمن‬ ‫م���ن تص���دى لرت���ل الق���ذايف يف مدخ���ل بنغ���ازي‬ ‫الغرب���ي وهم حيتاج���ون اىل علماء دي���ن أفاضل‬ ‫ورج���ال دول���ة وطنيني من اجل فت���ح باب احلوار‬ ‫معهم واإلجابة على أسئلتهم و إفهامهم كيفية‬ ‫تطبيق الشريعة اإلس�ل�امية وفق الدستور وعرب‬ ‫مؤسسات الدولة وما يدل على كالمي هذا هو‬ ‫عدم وجود أي س���لطة لإلس�ل�اميني على س���كان‬ ‫درنة أو مرافقها ‪.‬‬ ‫نوري��ة عبد الرمحن ‪ :‬مش��كلة األم��ن تكمن يف غياب‬ ‫اجليش والشرطة‬ ‫طبيعة س�ي�ر احلي���اة يف مدينة درن���ة بطيئة من‬ ‫الناحي���ة املتابع���ة ألم���ور الدول���ة وخاص���ة غياب‬ ‫املؤسس���ات الس���يادية للدول���ة كمديري���ة األمن‬ ‫واجلي���ش والش���رطة وهذه ه���ي مطال���ب الناس‬ ‫الي���وم يف درن���ة حي���ث ال وجود هلم���ا يف درنة أما‬ ‫ع���ن احلي���اة اليومي���ة فهي عادي���ة جدا بالنس���بة‬ ‫ل���ي ش���خصيا مل أتع���رض ألي وس���يلة تهديد أو‬ ‫حترش و هلل احلمد سواء خروجي للعمل أو حتى‬

‫والش���رطة وامل���دارس واجلامع���ات واجله���ات‬ ‫والقطاع���ات العامة كل ما لدينا يف درنة أحزاب‬ ‫إسالمية كحزب العدالة والبناء الذراع السياسي‬ ‫جلماع���ة اإلخ���وان املس���لمني وهن���اك تي���ارات‬ ‫إس�ل�امية كالس���لفية والوس���طية وال توجد أي‬ ‫س���يطرة ألي جه���ة على درنة األهالي والس���كان‬ ‫هم من يس���يطرون على درنة ويعيش���ون حياتهم‬ ‫بش���كل عادي وطبيعي رغم اإلحداث األمنية من‬ ‫تفجري واغتياالت وهي يق���ف من وراءاها األزالم‬ ‫وأصحاب األجندات اخلاصة لطمس مدينة درنة‬ ‫وأي صورة مجيلة لدرنة وس���لبية حكومة زيدان‬ ‫واملؤمتر جتاه مدينة درنة حيث تتكرر مظاهرات‬ ‫أهالي درنة للمطالبة باجليش والش���رطة ولكن‬ ‫ال حياة ملن تنادي ‪.‬‬ ‫أمساء سليمان ‪ :‬انطلقت املظاهرات للمطالبة بتواجد‬ ‫اجليش والشرطة وحتمل احلكومة مسؤوليتاها‬ ‫طبيع���ة احلي���اة يف جمملها تس�ي�ر عل���ى وتريتها‬ ‫الس���ابقة مبعن���ى مثلم���ا كن���ا حنيا قب���ل الثورة‬ ‫الزال الوض���ع كم���ا هو بع���د الث���ورة وبالتأكيد‬

‫عمر بوخطوة‬

‫فتح اهلل العوامي‬

‫منصور احلصادي‬

‫األم���ن نس���بيا يعترب جي���د جدا يف درن���ة حيث مل‬ ‫تس���جل حاالت اختط���اف لألطفال أو الس���رقات‬ ‫الكب�ي�رة والكث�ي�رة كم���ا ال توج���د مش���اجرات‬ ‫كث�ي�رة يف املدينة رغم أن الس�ل�اح منتش���ر وهذا‬ ‫مرده ألخ�ل�اق الناس وطبيعة أه���ل درنة وكل‬ ‫م���ا حيدث م���ن اغتياالت ه���و يدور يف فل���ك الثار‬ ‫وتصفية احلس���ابات والصراعات السياسية حيث‬ ‫يعلم اجلمي���ع أن أجهزة النظام الس���ابق من امن‬ ‫داخل���ي تس���ببت يف الكث�ي�ر م���ن األذى وارتكب���ت‬ ‫العدي���د من االنتهاكات حب���ق املواطنني يف درنة‬ ‫كم���ا ال ميك���ن أن ننس���ى عصاب���ات املخ���درات‬ ‫واجملرم�ي�ن الذي���ن ال يري���دون ع���ودة الش���رطة‬ ‫واجليش والقضاء وس���تنتهي مث���ل هذه األحداث‬ ‫عندم���ا تقوم الدولة بواجبها مبحاس���بة كل من‬ ‫أج���رم يف النظام الس���ابق حب���ق الليبي�ي�ن وتقوم‬ ‫ببن���اء جي���ش وط�ن�ي حقيق���ي وش���رطة جديدة‬ ‫حي���ث مير ع���ام كامل عل���ى مطالبة أه���ل درنة‬ ‫باجلي���ش والش���رطة وحكومة زي���دان مل حترك‬ ‫س���اكنا اعتقد انه يف درنة ال توج���د حركات أو‬ ‫تنظيمات إس�ل�امية مبا تعني���ه الكلمة من معنى‬ ‫هن���اك بع���ض الش���باب حيب���ون التقلي���د يف الزي‬ ‫واملظهر ومن طبيعة الش���باب دائم���ا تقليد جنوم‬ ‫الرياضة واملشاهري وما ملسته يف مدينيت درنة هو‬ ‫وجود ش���باب غيور على دينه اإلسالمي تنقصهم‬ ‫اخل�ب�رة واملعرف���ة والط���رق الصحيح���ة للتعبري‬ ‫ع���ن حبه���م وحرصه���م عل���ى الدي���ن اإلس�ل�امي‬ ‫وه���م ش���باب متحم���س كان اغلبه���م يف جبهات‬

‫التس���وق بالعك���س األم���ور عادية جدا و األس���واق‬ ‫مفتوح���ة و لك���ن امس���ع من بع���ض النس���اء اليت‬ ‫يقدن الس���يارات باملضايقات من قبل الش���باب أما‬ ‫باملعاكس���ة اللفظية أو مالحقة الس���يارة عموما‬ ‫املرأة تش���ارك يف نش���اط اجملتمع املدن���ي يف درنة‬ ‫و لكن بش���كل حمدود فقط نس���اء ميك���ن عدهن‬ ‫عل���ى األصابع و ه���ن نفس الوج���وه اليت خرجت‬ ‫م���ن بداية الثورة و لكن هناك نس���اء يردن العمل‬ ‫و االخنراط املؤسس���اتي و لكن بسبب فقر املقرات‬ ‫اغلب املؤسس���ات النس���ائية توقف عملها و اقتصر‬ ‫على العمل اخلريي كل من بيتها‬ ‫أبري��ك حمم��د ‪ :‬ال يوج��د تنظي��م قاع��دة يف درن��ة‬ ‫واملشكلة املركزية و غياب اإلعالم عن درنة‬ ‫احلياة يف درنة طبيعية بالنسبة للسكان فالناس‬ ‫تعي���ش بص���ورة عادي���ة ولك���ن املش���كلة تكمن يف‬ ‫املركزي���ة اليت تس���ببت يف ش���لل إداري للمدينة‬ ‫حي���ث الزالت تتبع بعض املراف���ق احليوية لدرنة‬ ‫بع���ض امل���دن األخ���رى فمث�ل�ا ش���ركة الكهرباء‬ ‫والربيد تتبع مدينة البيضاء كما ال ميكن إهمال‬ ‫ميناء درنة ومطار مرتوبة الذي تسبب يف ركود‬ ‫اقتصادي درنة مهمش���ة منذ املقبور وهو تهميش‬ ‫ممنه���ج كما نش���كو غياب اإلعالم ع���ن درنة وال‬ ‫يهت���م إال بالتفج�ي�ر واألح���داث األمني���ة رغم أن‬ ‫املدينة لديها العديد من اإلشكاليات األخرى ‪.‬‬ ‫ال يوج���د تنظيم قاع���دة يف درنة املوج���ود تيارات‬ ‫إس�ل�امية وتي���ارات ش���عبية تطال���ب بتطبي���ق‬ ‫الشريعة اإلسالمية يف مرافق الدولة كاجليش‬

‫حسام النويصري‬ ‫املوظف���ات واملعلم���ات وعض���وات هيئ���ة التدريس‬ ‫باجلامع���ة والطبيب���ات واملمرض���ات مجيعه���ن‬ ‫يؤدين عملهن مثل السابق النساء ميلئن األسواق‬ ‫وخيرجن للتسوق بدون أي مانع لو كانت هناك‬ ‫مضايق���ات فهي مضايقات ومعاكس���ات معهودة‬ ‫من بعض املراهقني و الشباب الالمسؤول‪.‬‬ ‫واحلم���د هلل ‪,‬أمارس حياتي بش���كل طبيعي ليس‬

‫‪05‬‬ ‫هناك أي قوة تفرض علينا أي شيء ولكن ينتابنا‬ ‫ش���عور داخلي بإنع���دام األمان وذل���ك لعدم وجود‬ ‫ش���رطة أو جي���ش يف���رض القان���ون ويطبقه يف‬ ‫املدينة حيث انطلقت املظاهرات للمطالبة بتواجد‬ ‫اجليش والشرطة وحتمل احلكومة مسؤوليتاها‬ ‫ه���ذا هو ما يدفعنا مجيعا رجاال ونس���اء يف املدينة‬ ‫الختاذ بع���ض احتياط���ات األمان حتس���باً لوجود‬ ‫بع���ض اخلارج�ي�ن عن القان���ون والذي���ن الختلوا‬ ‫منهم أي مدينة ليبية خصوصا بعد إفالتهم من‬ ‫السجون‪.‬‬ ‫وم���ن املالح���ظ يف مدين���ة درن���ة أن مش���اركة‬ ‫النساء واضحة للعيان وبشكل كبري وملحوظ يف‬ ‫مؤسسات اجملتمع املدني ويشاركن يف املؤمترات‬ ‫والندوات وورش العمل واالعتصامات وفى مجيع‬ ‫أوجه العمل املدني مشاركة فاعلة وال ميكننا أن‬ ‫ننس���ى دورهن يف مراقبة االنتخابات ودورهن يف‬ ‫إجناح العملية االنتخابية ‪,‬وقد ساهمت شخصيا‬ ‫يف انتخاب���ات املؤمتر الوط�ن�ي وانتخابات اجمللس‬ ‫احملل���ى لدرن���ة وضواحيها وكان���ت ورش العمل‬ ‫التدريبية واالجتماعات مشرتكة مابني الرجال‬ ‫والنساء وهذا يؤكد تواجد النساء بقوة يف العمل‬ ‫املدني‪.‬‬ ‫اش��رف س��امل ‪ :‬ال وجود لتنظيم له ارتباط بالقاعدة‬ ‫يف درنة ولدينا مزيج مابعد القاعدة‬ ‫ال ختتل���ف مدين���ه درنة كث�ي�را عن باق���ي املدن‬ ‫احلياة طبعاً ليست طبيعة يف ظل فوضى السالح‬ ‫كما يف بنغ���ازي وطرابلس العاصم���ة ودائما يف‬ ‫انتظ���ار مساع نبأ اغتي���ال أو دوي انفجار يوقظك‬ ‫م���ن نومك لكن األمر مبال���غ فيه كثريا بوصفها‬ ‫قنده���ار أفغانس���تان ولدين���ا ح���ركات وتي���ارات‬ ‫إسالمية يوجد اإلخوان املسلمون طبعا والسلفية‬ ‫اجلهادي���ة باخلص���وص ه���ي األكث���ر إعالن���ا‬ ‫ع���ن نفس���ها ‪..‬ال وج���ود لتنظيم له إرتب���اط أمين‬ ‫وتكتيك���ي بالقاع���دة األم لك���ن هن���اك أيدلوجيه‬ ‫القاع���دة وفكره���ا وأدبياتها ‪..‬وال وجود لس���يطرة‬ ‫القاعدة على املدينة رغم إنتشار أعالم وشعاراتها‬ ‫فالن���اس هن���ا أح���رار يف كل ش���يء ‪..‬أم���ا ع���ن ما‬ ‫حيدث من إغتياالت وتفجريات وس���رقه سيارات‬ ‫يف تقدي���ري ه���و مزيج ب�ي�ن فكر متط���رف يبيح‬ ‫كل شئ وآخر لديه ما يكفيه من سوابق وقضايا‬ ‫وقيم تعيده إلي السجن حتمآ وقت ما قامت دوله‬ ‫وه���ذا املزيج أمسيه (ما بعد القاع���دة ) وقد يكونا‬ ‫مرتبطني أو قد ال يكونان ليس���ت بالضرورة ‪..‬أما‬ ‫احلديث عن األزالم فهو أمر ال حقيقة له واألمر‬ ‫املري���ب هو جتاه���ل حكومة زي���دان ملطالب أهالي‬ ‫درنة باجليش والش���رطة رغم تك���رار املظاهرات‬ ‫واالعتصامات املطالبة بذلك منذ أكثر من عام ‪.‬‬ ‫امحد املهدي ‪ :‬املؤس���ف هو عدم استجابة حكومة‬ ‫زي���دان ملطالب س���كان درنة وت���رك املدينة تواجه‬ ‫مصريها بنفسها !!!‪.‬‬ ‫تقييمي لطبيعة سري حياة الناس يف مدينة درنة‬ ‫ف���زع خوف امل و أم���ل اعتدنا عليه عش���ناه معه و‬ ‫عايش���ناه أم���ا التي���ارات واحلركات اإلس�ل�امية‬ ‫املتواج���دة يف مدين���ة درن���ة املعل���ن عنه���ا مجاعه‬ ‫اإلخ���وان املس���لمني فق���ط وال وج���ود لتنظي���م‬ ‫القاعدة مبع�ن�ي التنظيم املنظم‪ ,‬ولكن يوجد فكر‬ ‫ادهي و أمر من القاعدة ففي اعتقادي الش���خصي‬ ‫الذي���ن موجودي���ن بالس���احة اآلن ال يرتقون إىل‬ ‫القاعدة من حيث وال توجد س���لطه ألحد يف ليبيا‬ ‫عامه و درنة خاصة فانتشار السالح خلق نوعاً ما‬ ‫م���ن التوازن ولك���ن هناك جمموع���ات جنحت يف‬ ‫إحكام س���يطرتها علي املدينة م���ن حيث حماربه‬ ‫مؤسس���اتها ‪ ,‬وخصوص���اً اليت خمصص���ه ألمن و‬ ‫أمان املواطن ولكن هنا حنن حنارب أشباح ‪ ,‬ولكن‬ ‫يف اعتقادي الشخصي ليسوا بأزالم ‪ ,‬هم خمربني‬ ‫‪ ,‬مجاع���ه مفس���ده يف األرض وهل���ا فك���ر تكفريي‬ ‫غ�ي�ر معلن‪ ,‬أن���اس يتعاطون حبوب هلوس���ة‪ .‬اخل؟‬ ‫املؤس���ف هو عدم اس���تجابة حكومة زيدان ملطالب‬ ‫سكان درنة وترك املدينة تواجه مصريها بنفسها‬ ‫!!!‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫السالم إن مل ُيؤنث ‪ ...‬إذا مل َيصر امرأة ‪ ...‬لن ُيستدام ‪...‬‬

‫تضمني النساء باعتبارهن صاحبات مصلحة نشطة يف جمال درء الصراعات وحلها‬

‫األردن ‪ -‬فاطمة غندور‬ ‫بعمان األردن الش���هر املاضي جرت مشاورات بني أعضاء من تنظيمات مدنية وفاعلني يف جماالت إعالمية وحقوقية‬ ‫واقتصادي���ة من أربعة عش���ر دول���ة رفقة خرباء من أمري���كا ‪،‬وبريطانيا ‪ ،‬والفلبني تتعلق مبناقش���ة طرق تفعيل قرار‬ ‫جملس األمن ‪ : 1325‬املرأة كعنصر فاعل يف الس�ل�ام واألمن‪ ،‬وقد اعرتفت األمم املتحدة يف عام ‪ 2000‬عرب جملس‬ ‫األم���ن لي���س فق���ط بالتأث�ي�ر اخلاص للنزاع���ات على النس���اء ولك���ن أيضا باحلاج���ة إىل تضم�ي�ن النس���اء باعتبارهن‬ ‫صاحب���ات مصلح���ة نش���طة يف جم���ال درء الصراعات وحلها‪ .‬واص���در جملس االمن ق���راره رقم ‪ 1325‬بش���أن املرأة ‪:‬‬ ‫الس�ل�ام واألمن ‪ُ ،‬مش���ددا على احلاجة إىل ‪ :‬مراعاة خصوصية املرأة وإش���راكها يف عمليات احلفاظ على األمن وبناء‬ ‫السالم وخصوصا يف املناطق املتضررة من النزاع ‪.‬‬ ‫وسط تلك األجواء احلوارية قدمت ميادين سؤاهلا حول أوضاع املرأة وعن مشهد وحال امنها واستقرارها ‪...‬‬ ‫نغ��م كاظ��م م��ن الع��راق ( مجعية أم��ل ‪:‬منظمة‬ ‫جمتمع مدني ) ‪:‬‬ ‫احلركة النس���ائية يف العراق مواكبة لكل‬ ‫التطورات اليت حتدث حي���ث حقوق املرأة يف‬ ‫الدستور ‪ ،‬ونسبة الكوتا يف الربملان بأن ال تقل‬ ‫عن ‪%25‬‬ ‫وضع امل���رأة يف الع���راق االن اصبح واضحا ‪،‬‬ ‫بعد ‪ 2003‬بعد س���قوط نظام صدام حس�ي�ن‬ ‫‪ ،‬ب���دأت احلرك���ة النس���وية تربز ‪ ،‬ونش���طت‬ ‫عدد م���ن التنظيم���ات وابرز نش���اط وتفاعل‬ ‫كان تأس���يس شبكة النس���اء العراقيات اليت‬ ‫تتأل���ف من أكثر م���ن ‪ 80‬منظمة نس���ائية‬ ‫ته���دف اىل توحي���د اآلراء ‪ ،‬توحي���د اجله���ود‬ ‫‪ ،‬للمنظم���ات أثن���اء التحالف���ات والتش���بيك‬ ‫والضغ���ط عل���ى الربمل���ان حت���ى يت���م تثبيت‬ ‫احلق���وق بالدس���تور ‪ ،‬اخر مح�ل�ات الضغط‬ ‫اليت نتج عنها اس�ت�راتيجية النهوض بقطاع‬ ‫امل���رأة ‪ ،‬ومحاي���ة املرأة م���ن العنف االس���ري‬ ‫يف جمل���س ش���ورى الدول���ة ‪ ،‬والضغط على‬ ‫احلكومة لس���ن قانون ضد العنف االس���ري ‪،‬‬ ‫واالن القانون مطروح كمس���ودة يف جملس‬ ‫شورى الدولة لطرح املسودة األخرية ‪ ،‬وأيضا‬ ‫احلركة النس���ائية يف العراق مواكبة لكل‬ ‫التطورات اليت حتدث يف العراق حيث حقوق‬ ‫املرأة يف الدس���تور ‪ ،‬ونس���بة الكوتا يف الربملان‬

‫بأن ال تقل عن ‪ ، %25‬ونريد تثبتها يف قانون‬ ‫األح���زاب ‪ ،‬والنس���اء موج���ودات عل���ى طاولة‬ ‫احل���وار بقانون األح���زاب ‪ ،‬واليوم ضع خطة‬ ‫إقليمي���ة ثم عربية للمرأة والس�ل�ام واالمن‬ ‫مس���تهدف مرغوب خللق شبكة دولية أوسع‬ ‫ه���ي حلماية امل���رأة يف مناطق الن���زاع ‪ ،‬كما‬ ‫انه���ا وقائي���ة يف األوض���اع املس���تقرة بصورة‬ ‫عامة ‪.‬‬ ‫د‪ .‬بي��ان ق��ادري م��ن كردس��تان الع��راق ( طبيبة‬ ‫نفس��ية – عضو ش��ؤون امل��رأة يف اجملل��س األعلى‬ ‫لشؤون جملس رئاسة الوزراء) ‪:‬‬ ‫املهمش���ات حيلمون برغي���ف اخلبز حيلمون‬ ‫باألم���ان أوقات النزاع وما بع���د فرتات النزاع‪،‬‬

‫فنحن بلد املليون أرملة ‪.‬‬ ‫ظ���روف العومل���ة والواق���ع التكنولوجي يؤثر‬ ‫على نوع حض���ور املرأة يف املش���هد ‪،‬النه حكر‬ ‫على خنبة حمددة فيما املهمشات واملهمشني‬ ‫حيلم���ون برغي���ف احلب���ز حيلم���ون باألمان‬ ‫أوق���ات النزاع وم���ا بعد فرتات الن���زاع‪ ،‬فنحن‬ ‫بل���د املليون أرملة ‪ ،‬حن���ن يف منطقتنا نعاني‬ ‫م���ن مش���اكل ن���زوح الالجئ���ات الس���وريات‬ ‫‪ ،‬هن���اك اكث���ر م���ن ‪ 750‬ال���ف الج���يء يف‬ ‫حمافظت�ي�ن بكردس���تان الع���راق ‪،‬واملش���كلة‬ ‫أننا خرجن���ا من صراع طويل م���ا يقارب ‪35‬‬ ‫س���نة‪،‬ولدينا أعب���اء كثرية هن���اك صراعات‬ ‫اثني���ة وطائفي���ة ‪ ،‬وميزاني���ة كردس���تان‬ ‫العراق محُ ددة ‪ ،‬خاصة وحنن قد حرجنا من‬

‫صراع وازمات لكننا حناول التعاطي مع تلك‬ ‫املس���ائل برحابة صدر ووع���ي ودراية ‪ ،‬حنن‬ ‫بصدد اش���راك الالجئات السوريات يف مجيع‬ ‫الربامج وهن داخ���ل خميماتهن ويعمل معنا‬ ‫يف ذل���ك وزارات الصحة والرتبية والش���ؤون‬ ‫االجتماعية ‪.‬‬ ‫حالي���ا يف العراق مناطق اس���تعربت ومتنازع‬ ‫عليها وحص���ل تغيري دميغ���رايف ‪ ،‬والنزاعات‬ ‫موج���ودة املناط���ق الش���يعية موج���ودون‬ ‫يف املناط���ق الس���نية والعك���س ‪،‬والنزاع���ات‬ ‫متواصلة فكيف لنا أن نسأل عن سؤال االمن‬ ‫والسالم هلا وعنها ‪.‬‬ ‫عسري عامر ( ناشطة حقوقية – اليمن )‪:‬‬ ‫امل��رأة دورها مهم يف حل الن��زاع قبل احلوار وبعد‬ ‫احلوار‬ ‫امل���رأة اليمني���ة مش���اركة باحل���وار الوطين‬ ‫بش���كل جي���د ‪ ،‬وق���د س���اند ذل���ك وأب���رزه‬ ‫مش���اركتها يف الث���ورة ال�ت�ي قدم���ت فيه���ا‬ ‫أدوارا خمتلف���ة ‪ ،‬وحضوره���ا يف مؤمت���ر‬ ‫احل���وار الوطين ف���وق العش���رين باملائة ‪ ،‬وقد‬ ‫شاركت يف تأسيس الدولة املدنية احلديثة‬ ‫اليت تنش���دها الب�ل�اد ‪ ،‬املرأة دوره���ا مهم قبل‬ ‫احلوار وبع���د احلوار‪،‬فاملرأة اليمنية تارخيها‬ ‫في���ه الكث�ي�ر م���ن أوجه النض���ال ال�ت�ي عليها‬ ‫أن ال تتوق���ف مرجعيته���ا واختاذه���ا دلي�ل�ا‬ ‫ومنوذجا لألرادة الفاعلة رغم كل الظروف‬ ‫والس���ياقات ‪ ،‬واملرأة اليوم ُتطال���ب بالكوتا يف‬ ‫جمل���س الن���واب ‪ ،‬وكما حنت���اج اللجوء اىل‬ ‫تفعي���ل أو إقرار ق���رارات املنظم���ات الدولية‬ ‫اليت خرجت ألج���ل املرأة ولضم���ان حقوقها‬ ‫بعد بذل اجلهود التوعوية ‪.‬‬ ‫س��امية اهلامشي ( السودان اخلرطوم – منظمة‬ ‫حقوق املرأة ودعم السالم)‬ ‫امل���رأة يف الش���مال تعان���ي م���ن العن���ف‬ ‫االجتماع���ي‪ ،‬وامل���رأة يف العاصم���ة تعان���ي‬ ‫القوانني املميزة ضدها‬ ‫أوضاع امل���رأة يف الس���ودان تبدو فيه���ا معاناة‬ ‫امل���رأة بدرجات خمتلف���ة فامل���رأة يف مناطق‬ ‫الص���راع يف دارف���ور وجب���ال النوب���ة والني���ل‬ ‫األزرق تعان���ي االمري���ن‪ ،‬تعان���ي من احلرب‪،‬‬ ‫تعاني م���ن التهميش ‪ ،‬تعاني م���ن عدم توفر‬ ‫اخلدمات األساس���ية املرأة يف الش���مال تعاني‬ ‫م���ن العن���ف االجتماعي‪ ،‬امل���رأة يف العاصمة‬ ‫تعان���ي القوان�ي�ن املمي���زة ضده���ا ‪ ،‬تعاني من‬ ‫ع���دم متكنها م���ن الوص���ول اىل مواقع اختاذ‬ ‫الق���رار‪ ،‬وتعاني من اس���تغالهلا عند صناديق‬ ‫االق�ت�راع هذا مجُ مل الوض���ع ‪ ،‬رمبا الفرص‬

‫احلركة النس���ائية يف العراق مواكبة ل���كل التطورات اليت حتدث حيث‬ ‫حقوق املرأة يف الدستور ‪ ،‬ونسبة الكوتا يف الربملان بأن ال تقل عن ‪%25‬‬ ‫امل���رأة الس���ودانية يف الش���مال تعان���ي من العن���ف االجتماع���ي‪ ،‬واملرأة يف‬ ‫العاصمة تعاني القوانني املميزة ضدها‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪07‬‬

‫يف الصوم���ال فقد كثري م���ن الرجال وظائفهم اإلدارية وظهرت املرأة املعيلة اليت تواجدت يف س���وق‬ ‫العمل بكثرة فهي من تكفل وتعيل اسرتها‬ ‫املتاح���ة لنس���اء اجلن���وب ولكن حت���ى االن ما‬ ‫امسع���ه وم���ا أراه بنفس���ي مل تتغ�ي�ر أوض���اع‬ ‫النس���اء يف اجلنوب املنقس���م ب���ل على العكس‬ ‫كما كانوا اثناء احلرب واثناء عمليات بناء‬ ‫الس�ل�ام امل���رأة العادي���ة املهمش���ة مل تتلق أي‬ ‫ن���وع من املس���اعدات ‪ ،‬أو الدعم ‪ ،‬مل امسع بأن‬ ‫مستش���فى مت بنائ���ه أو تعليم جرى تصحيح‬ ‫مس���اره وبنيت���ه لص���احل االس���رة الس���ودانية‬ ‫يف اجلن���وب ‪ ،‬النس���اء اوضاعهن مس���تقرة يف‬ ‫الشمال فقدوا هذه املسألة عندما اجتهن اىل‬ ‫اجلنوب ‪ ،‬وحنن كناشطات كنا نتطلع اىل‬ ‫وص���ول احلكومتني اىل االتف���اق حول وجود‬ ‫حري���ات ‪ :‬حرية احلرك���ة ‪،‬وحرية التملك‪،‬‬ ‫وحرية اإلقامة ‪ ،‬ولكن اىل االن مازال الكالم‬ ‫جاري وندعو اليه ‪،‬وحنن كنساء من اجلنوب‬ ‫ونساء الش���مال بدأنا العمل سويا يف حماولة‬ ‫أن تك���ون عالق���ات اجل���وار عالق���ات حس���نة‬ ‫وحيص���ل تع���اون وخاص���ة ان هن���اك أواصر‬ ‫دم وعالقات أس���رية قائمة فتجدين االم من‬ ‫جنوب الس���ودان واألب من الش���مال والعكس‬ ‫والعائ�ل�ات كث�ي�رة حتمل املش�ت�رك أكثر‬ ‫من االختالفات ‪ ،‬والس�ل�ام إن مل يؤنث إذا مل‬ ‫يصر أمرأة لن يس���تدام الن النس���اء بطبعهن‬ ‫يهتممن بأنفسهن وباالخرين ‪ ،‬لسن انانيات‬ ‫بطبعه���ن ‪ ،‬غياب املرأة عن مفاوضات الس���لم‬ ‫واالمن وع���ن اتفاقيات التع���اون اليت أنتجت‬ ‫االنفص���ال ه���و ال���ذي أدى اىل وج���ود ه���ذا‬ ‫الوض���ع املعلق ب�ي�ن املس���تقر والثاب���ت ‪ ،‬لكن‬ ‫النس���اء أمن بأن غيابهم أو تغيبهم هو مفتاح‬ ‫ملزيد من احل���روب والدعوات صارت كثرية‬ ‫لوجود املرأة يف الصف���وف االمامية لعمليات‬ ‫التفاوض من اجل السالم ‪.‬‬ ‫عيش��ي أقيلي من الصوم��ال ( برملانية وناش��طة‬ ‫مدنية ) ‪:‬‬ ‫فقد كثري م���ن الرجال وظائفه���م اإلدارية‬ ‫وظه���رت املرأة املعيلة اليت تواجدت يف س���وق‬

‫العمل بكثرة فهي من تكفل وتعيل اسرتها‬ ‫معرف�ت�ي بواق���ع امل���رأة يف الصوم���ال هو انين‬ ‫قارب���ت العمل يف اجملال النس���وي فقد عملت‬ ‫لس���بع عش���رة س���نة ب���وزارة ش���ؤون امل���رأة‬ ‫بالصوم���ال ‪ ،‬وقد نش���طت يف الربمل���ان أيضا ‪،‬‬ ‫وعملت لثمان س���نوات يف جلنة ش���ؤون املرأة‬ ‫‪،‬وكن���ت ناش���طة يف املنظم���ات االجتماعية‬ ‫‪ ،‬وأسس���ت منظم���ة (أعش���يلي املدني���ة) اليت‬ ‫ترك���ز عل���ى تقوي���ة امل���رأة وان تتح���د م���ع‬ ‫مثيالته���ا ضد ممارس���ة العن���ف ‪ ،‬ومنظميت‬ ‫تدع���و لعم���ل النس���اء م���ع بعضهن م���ن اجل‬ ‫إحالل الس�ل�ام والتنمية ولتك���ن قوة واحدة‬ ‫وننش���د التعاون والدعم م���ن كل األطراف‬ ‫حكومة وشعبا ‪.‬‬ ‫امل���رأة يف الصومال عندها مش���كلة أساس���ية‬ ‫تتعل���ق باملش���اركة والتمثي���ل السياس���ي‪،‬‬ ‫فمازالت تواجه ضغوط جتاه عملها يف صنع‬ ‫القرار وممارسة السياسة عموما واملشاركة‬ ‫كمرش���حة للربمل���ان ‪ ، ،‬ه���ي حت���اول أح���ذ‬ ‫ُ‬ ‫حقوقها ول���و بالقوة ويف املس���تقبل القريب ‪،‬‬ ‫ومن���ذ صراع ‪ 1991‬السياس���ي واملس���لح وقد‬ ‫انه���ارت البن���ى التحتية للب�ل�اد وفقد كثري‬ ‫من الرجال وظائفهم اإلدارية وظهرت املرأة‬ ‫املعيل���ة ال�ت�ي تواجدت يف س���وق العمل بكثرة‬ ‫فه���ي م���ن تكفل وتعي���ل اس���رتها ‪ ،‬واالوضاع‬

‫تنظيمات نسوية – لبنان) ‪:‬‬ ‫التأكي���د على معاناتها فيما يتعلق بإش���كال‬ ‫التمي���ز لكونها امرأة س���واء يف ح���االت النزاع‬ ‫واالنتقال أو يف عدم وجود احلالني‬ ‫امل���رأة اللبناني���ة ُتن���ازع االن للحص���ول على‬ ‫املُكتس���بات للقضايا املتعلق���ة باحلصول على‬

‫النهضوي‬ ‫نعمل على مس���اعدة النس���اء للوصول ملواقع‬ ‫صنع القرار‪ ،‬مبرأة ليس���ت ُمتلقية للقرارات‬ ‫أو لديها شعور بأن هناك من مين عليها ‪ ،‬بل‬ ‫بأنها شريكة يف صنع التحول الدميقراطي ‪،‬‬ ‫وحتقيق العدالة االجتماعية ‪ ،‬والوصول اىل‬

‫يف االردن ال يوج���د م���رأة قيادي���ة سياس���ية ‪ ،‬اىل ه���ذا احل���د متت‬ ‫السيطرة على قدراتنا وتارحينا النهضوي‬ ‫السلمية واألمنية تهدد وجودها ومتكنها من‬ ‫احلضور السياسي لتملك قرارها السيادي ‪.‬‬ ‫غي��داء عنان��ي ( ناش��طة مدني��ة وقيادي��ة يف‬

‫اجلنس���ية ألبنائه���ا ‪ ،‬وحاليا مازال���ت ُتصارع‬ ‫م���ن اجل احلصول على إق���رار قانون محاية‬ ‫النس���اء م���ن العن���ف االس���ري ‪ ،‬والتص���دي‬ ‫للتعدي�ل�ات ال�ت�ي أدخلته���ا اللج���ان النيابية‬ ‫وإقراره���ا مبجل���س الن���واب ‪ ،‬وأيض���ا ُتصارع‬ ‫حول موضوع الكوت���ا باإلضافة للحماية من‬ ‫جرائ���م القت���ل ال�ت�ي مازالت ترتك���ب إلخفاء‬ ‫اجلرائ���م اجلنس���ية ‪ ،‬وح���االت االغتص���اب ‪،‬‬ ‫وح���االت االجت���ار وعموم���ا امل���رأة اللبناني���ة‬ ‫حتصل���ت على كث�ي�ر م���ن املكتس���بات منها‬ ‫االقتصادية والتعليمية ‪ ،‬ولكن من الضروري‬ ‫التأكي���د على معاناتها فيما يتعلق بإش���كال‬ ‫التمي���ز لكونها امرأة س���واء يف ح���االت النزاع‬ ‫واالنتق���ال أو يف ع���دم وج���ود احلالني والبد‬ ‫م���ن اإلش���ارة اىل تفاعلنا مع معان���اة اخواتنا‬ ‫الالجئات من فلس���طني ‪ ،‬ومؤخرا من سوريا‬ ‫‪ :‬هن���اك الزجيات القصرية ‪ ،‬هناك اخلدمات‬ ‫اجلنسية ‪.‬‬ ‫م���ا يتعل���ق بالس�ل�ام واالم���ن حيتاج���ان اىل‬ ‫خارط���ة ممُ نهج���ة ‪ ،‬وبرجم���ة إقليمي���ة‬ ‫ودولية لضبط إيقاع العمل وتفادي التشتت‬ ‫والبعث���رة ينبغ���ي أن يت���م تأط�ي�ر اجله���ود ‪،‬‬ ‫حلماية النس���اء أثناء احلروب والنزاع املسلح‬ ‫خاصة ‪.‬‬ ‫د‪ .‬هيفاء حيدر (مجعية االس��رة التنموية مديرة‬ ‫إدارة وتدريب – األردن) ‪:‬‬ ‫ال يوج���د م���رأة قيادي���ة سياس���ية ‪ ،‬اىل ه���ذا‬ ‫احلد متت الس���يطرة عل���ى قدراتنا وتارحينا‬

‫السلم واالمن االجتماعي يف بلداننا العربية‬ ‫‪ ،‬وعلينا أن نع���رف كيف حنقق اهدافنا مع‬ ‫الرجال ‪ ،‬وانا كام���رأة عربية ضد النزاعات‬ ‫وض���د اس���تخدام العن���ف وض���د أي تدخ���ل‬ ‫خارجي يف اوضاعنا الداخلية‬ ‫وض���ع امل���رأة يف األردن ه���و جزء م���ن أوضاع‬ ‫نساء العرب بشكل عام هناك عقلية ذكورية‬ ‫هناك اقصاء وتهميش‪ ،‬ففي جملس االعيان‬ ‫األردني هناك تسع نساء فقط من أصل ‪،75‬‬ ‫ويف الربمل���ان ‪ 18‬امرأة من أصل ‪، 150‬أليس‬ ‫عيب���ا ؟ ملاذا ال جند النس���اء العربيات وزيرات‬ ‫للدف���اع او رئيس���ة حكوم���ة ‪ ،‬يف األردن عمر‬ ‫دولتنا أكثر من س���بعني عام���ا منذ حتررنا‬ ‫‪ ،‬وال يوج���د م���رأة قيادية سياس���ية ‪ ،‬اىل هذا‬ ‫احلد متت الس���يطرة عل���ى قدراتنا وتارحينا‬ ‫النهضوي‪.‬امل���راة ه���ي عم���اد اجملتم���ع وه���ي‬ ‫املشاركة يف التغيري لألصلح ‪.‬‬ ‫امل���رأة األردني���ة الي���وم متخوف���ة م���ن كل‬ ‫هذا الغ�ل�اء الفاح���ش يف األس���عار واألوضاع‬ ‫االقتصادي���ة املرتدي���ة‪ ،‬امل���رأة متخوف���ة م���ن‬ ‫التغي�ي�ر الذي قد يكون دمويا ‪ ،‬متخوفة على‬ ‫أمنها وس�ل�امها وس�ل�ام أبنائها يف املستقبل ‪،‬‬ ‫نتمن���ى ان يكون التغيري م���ن الداخل جبهود‬ ‫أردني���ة التغري واإلصالح ولس���نا حباجة اىل‬ ‫جه���ود عربي���ة الن العرب متفرق�ي�ن اىل أن‬ ‫يصريوا على كلمة واحدة ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫(أصواتنا ) مع اعالميات اإلذاعات املسموعة‬ ‫انطلقت عقب الثورة يف ليبيا الكثري من الدورات‬ ‫احمللي���ة والعربية والدولي���ة يف جمال الصحافة‬ ‫واالع�ل�ام وب���كل ختصصاتهم���ا وتفاصيلهم���ا‬ ‫‪ ،‬وبش���كل يث�ي�ر كث�ي�ر م���ن التس���اؤالت ح���ول‬ ‫املوضوعات اليت ُتطرق ومدى دراية من يطرقها‬ ‫بالس���ياقات والظروف اليت مرت ومتر بها البالد‬ ‫‪ ،‬عدا س���ؤال املدى الزمين القصري لتلك الدورات‬ ‫نح‬ ‫( واغلبه���ا قصري زمنيا) وال���ذي بإمكانه أن يمَ َ‬ ‫إعالمين���ا الس���ابقني واجل���دد التأهي���ل واالعداد‬ ‫واخلربة والذين ُمشرتكهما األوضاع االنتقالية‬ ‫اجلديدة اليت نعيشها سياسة واقتصادا وعسكرة‬ ‫‪.‬‬ ‫منظمة (أصواتنا) من املنظمات العربية النشطة‬ ‫ال�ت�ي زاول���ت مهم���ة التدري���ب اإلعالم���ي بليبيا‬ ‫ُمؤخرا ‪ ،‬وقد التقتها ميادين يف قاعة مبنى راديو‬ ‫ليبي���ا ( إذاعة صوت افريقيا س���ابقا) أثناء اختتام‬ ‫دورة تدريبي���ة لعدد من االعالمي���ات بطرابلس‬ ‫يعمل���ن باإلذاعات املس���موعة ‪ ،‬ورغ���م ان برنامج‬ ‫ال���دورة مل يتم تداوله مطبوعا كما جرت العادة‬ ‫إال ان العن���وان الرئيس���ي كان ( دورة التحري���ر‬ ‫االخباري) ومتت إضافة موضوعات فنون االلقاء‬ ‫اإلذاع���ي‪ ،‬وكيفي���ة كتاب���ة وإخ���راج التقري���ر‬ ‫الوثائقي املرئي ‪ ،‬وقد كانت احملاضرة اخلتامية‬ ‫لإلعالمي حممد مادي ‪ ،‬وتوجهنا اىل اإلعالمية‬ ‫واملدربة نزهة بهذه األسئلة ‪...‬‬ ‫يف ه���ذه ال���دورة حاولن���ا التعري���ف باألش���كال‬ ‫االذاعي���ة اجلدي���دة اليت مل تكن ُمتاحة بالش���كل‬ ‫املُرض���ي واملطل���وب عل���ى صعيد املغ���رب العربي‬ ‫ككل ‪ ،‬مل يك���ن لدينا تقنيات القص���ة االذاعية ‪،‬‬ ‫والسيناريو املكتوب للقصة الواقعية‬ ‫ُنعرف قراءنا بك ك ُمدربة إعالمية ؟‬ ‫نزهة بن حممد علبوش���ي محُ اض���رة يف جامعة‬ ‫ومنس���قة املُنظم���ة‬ ‫تون���س (جم���ال االع�ل�ام ) ُ‬ ‫الدولي���ة لإلذاع���ات يف املغ���رب العرب���ي الكب�ي�ر‪،‬‬ ‫أسس���ت إذاع���ة ( رادي���و ‪ 6‬تون���س ) م���ن ‪2007‬‬ ‫وكانت حمط���ة ُمعارضة حت���ى ان ُحكماً صدر‬ ‫ضدنا عام ‪ 2009‬بثالث وعش���رين س���نة سجن‬ ‫‪ ،‬وكنا إذاعة مجعاوي���ة فقط لكن النظام كان‬ ‫ومعادية له ‪ ،‬كما‬ ‫قد اعتربها حمط���ة ُمعارضة ُ‬ ‫ُ‬ ‫ش���اركت يف تأس���يس املنتدى االجتماعي اللييب‬ ‫يف الزاوي���ة ‪ ،‬ومت اللق���اء واملُش���اركة الفاعلة يف‬ ‫املنتدى االجتماعي العاملي الذي عقد بتونس ‪.‬‬ ‫ت�ب�رز يف القاع���ة الفت���ة كب�ي�رة باس���م ُمنظمة‬ ‫(اصواتنا ) فمن هي ؟‬ ‫منظم���ة ( أصواتن���ا ) تعمل يف الش���رق األوس���ط‬ ‫ومش���ال أفريقيا وقد انطلقت م���ن عمان األردن‬ ‫‪ ،‬وقمن���ا يف تون���س بتوقي���ع عق���د م���ع (اصواتنا)‬ ‫كنقابة تونس���ية لإلذاعات احل���رة ‪ ،‬ومن خالله‬ ‫مت التع���اون مغاربي���ا ‪ ،‬ويف ع���ام ‪ 2011‬حص���ل‬ ‫لقاء مع اخوة م���ن ليبيا أتذكر منهم حممد أبو‬ ‫جناح يف بنغازي ومت التنس���يق معي ومع زميلي‬ ‫ع�ل�اء الطاليب الذي تردد كثريا على ليبيا ‪ ،‬ومت‬ ‫االنضم���ام للتجربة ‪ ،‬والعمل يف املنظمة مت على‬ ‫صعي���د مغاربي‪ :‬تونس اجلزائ���ر املغرب توطيدا‬ ‫للعالق���ات و لتق���ارب كث�ي�ر من مناح���ي العمل‬ ‫اإلعالم���ي من ثقافة متداول���ة قد ختتلف قليال‬ ‫عن اخواتنا املشارقة يف ذات املنظمة ‪.‬‬ ‫م��اذا ع��ن دورة االعالمي��ات ‪...‬م��ا االه��داف وم��ا‬ ‫املوضوعات املطروقة للتدريب ؟‬ ‫الدورة التدريبية لإلعالميات بطرابلس والغرب‬ ‫اللي�ب�ي عموما ‪ ،‬كان هدفه���ا أن يكون اإلعالمي‬ ‫ُمتع���دد املواه���ب و االختصاص���ات ويصبح عليه‬ ‫يف أي حلظ���ة م���ن اللحظ���ات أن يضطلع بكامل‬ ‫املس���ؤلية وه���و يف ع�ي�ن امل���كان لتغطي���ة احلدث‬ ‫‪ ،‬وخاص���ة يف مناط���ق الن���زاع والتوت���ر كم���ا يف‬ ‫تون���س كم���ا يف ليبيا ‪،‬وم���ا ميارس���ه االرهابيون‬

‫من تفجريات واغتياالت يستدعى ذلك ‪ ،‬فالتقين‬ ‫مثال ينبغ���ي أن يُلم ببعض من جوانب اإلعالمي‬ ‫والعك���س صحيح ‪ ،‬ففي حال غي���اب التقين على‬

‫بتنقية املش���هد اإلعالمي فلن يصح إال الصحيح‬ ‫‪ ،‬وللتنظيم���ات املدنية دور كب�ي�ر وركيزة من‬ ‫الركائ���ز ال�ت�ي س���اهمت يف اإلطاح���ة بالنظ���ام‬

‫اإلعالم���ي أن يتص���رف ‪ ،‬اس���تعمال التقني���ة ‪:‬‬ ‫الكامريا ‪ ،‬املس���جل الصوتي ‪،‬واملونت���اج ‪ ....‬اخل ويف‬ ‫ليبيا اعتقد ان كل ختصص مفصول عن االخر‬ ‫‪ :‬املنتج ‪ ،‬املذيع ‪ ،‬املعد ‪،‬التقين ‪ ،‬االن يف العامل أصبح‬ ‫املراس���ل جييد اكثر من ختص���ص ‪،‬يكتب مادته‬ ‫كس���يناريو وحيم���ل الكامريا ‪ ،‬ويف ه���ذه الدورة‬ ‫حاولن���ا التعري���ف باألش���كال االذاعي���ة اجلديدة‬ ‫ال�ت�ي مل تكن متاحة بالش���كل املرض���ي واملطلوب‬ ‫على صعيد املغ���رب العربي ككل ‪ ،‬مل يكن لدينا‬

‫الس���ابق بن علي ‪ ،‬يف تونس يت���م العمل جنب اىل‬ ‫جن���ب م���ع مكون���ات اجملتم���ع املدن���ي واملنظمات‬ ‫الدولي���ة وهن���اك منظم���ات ‪ :‬النقابة التونس���ية‬ ‫لإلذاع���ات ‪،‬ونقاب���ة الصحفي�ي�ن التونس���يني ‪،‬‬ ‫ومنظم���ة امل���ادة ‪ ، 19‬و أيض���ا ائت�ل�اف اجملتم���ع‬ ‫املدن���ي م���ن اجل الدف���اع ع���ن حرية التعب�ي�ر ‪ ،‬و‬ ‫االئتالف به املنظمة التونسية للدفاع عن حقوق‬ ‫االنسان ‪،‬وهو حتت رئاسة السيد كمال العبيدي‬ ‫وه���و مناض���ل اعالم���ي واش���رف عل���ى االنتقال‬ ‫الدميقراطي يف جمال اإلعالم بتونس من خالل‬ ‫ترأس���ه للهيئة العليا املس���تقلة إلصالح االعالم‬ ‫ومن منحنا أس���س الثنني من املواثيق ‪ :‬مرس���وم‬ ‫‪ ، 115‬ومرسوم ‪ 116‬لتنظيم قطاع االعالم وقد‬ ‫خرج كث�ي�ر من اإلعالمي�ي�ن للمن���اداة بتطبيق‬ ‫املرس���ومني ألنهما الضامن الوحيد لوجود حرية‬ ‫االعالم ورقابة من اهل املهنة وليس من الدولة ‪،‬‬ ‫ومع ذلك ال ميكن القول اننا ختلصنا من شوائب‬ ‫املشهد السابق املؤسسات اإلعالمية هلا مشاكلها‬ ‫ومنه���ا من يعم���ل ألجندته ‪ ،‬ومن ه���م من يعمل‬ ‫ألج���ل الرب���ح ‪ ،‬ومنهم م���ن يعمل عل���ى تكريس‬ ‫حق���وق االنس���ان والعدال���ة االنتقالي���ة وحري���ة‬ ‫التعبري وهناك مؤسس���ات تندثر ألنها إما كانت‬ ‫ص���وت النظ���ام أو أن هلا اهداف رحبي���ة ‪ ،‬وهناك‬ ‫اإلره���اب ال���ذي يظهر من ح�ي�ن اىل اخر ويطرح‬ ‫س���ؤال ‪ :‬كيف سيتعامل اإلعالمي ألن تونس يف‬ ‫املي���زان وبدون امن ال ميك���ن لإلعالمي أن يعمل‬ ‫حبري���ة ‪ ،‬واألم���ن مرتب���ط باحلراك السياس���ي‬ ‫كم���ا اإلعالم���ي ‪ ،‬اإلعالم���ي يعان���ي ولدين���ا‬ ‫مواط���ن فق���د ثقته باألع�ل�ام ألن نف���س الوجوه‬ ‫مازالت تظهر يف املؤسس���ات اإلعالمية ‪ ،‬والتغيري‬ ‫اجلذري مس���تحيل االم���ر حيتاج تراك���م وبناء‬ ‫وإعادة الصياغة للمشهد اإلعالمي ولعل الشباب‬ ‫اإلعالم���ي اجلديد قادر ان خيط م���ا نطمح إليه‬ ‫ملستقبل اعالمي تونسي ولييب أيضا ‪.‬‬ ‫وكان مليادي���ن اس���تطالع ل���رأي بع���ض م���ن‬ ‫االعالمي���ات املُش���اركات ‪ ،‬والالت���ي ت�ت�راوح‬ ‫خربتهن بني م���ن عملن قبل وبع���د الثورة ‪،‬ومن‬ ‫وجلن اجملال عق���ب االنفتاح اإلعالمي الذي جاء‬ ‫مع الثورة !‬ ‫امال أمحد البوسيفي ‪:‬‬ ‫اعم���ل براديو ليبي���ا ‪ ،‬الدورة هي خط���وة أوىل أن‬ ‫نلتقي كش���ابات اعالميات يف مكان واحد‪،‬احتاج‬

‫تقني���ات القص���ة االذاعي���ة ‪ ،‬الس���يناريو املكت���وب‬ ‫للقص���ة الواقعي���ة ‪ ،‬االلقاء اجليد حيث تس���يطر‬ ‫العربية القحة دون اعتبار لتعليم اجملتمع الذي‬ ‫يرتاوح بني اللغة املفهومة البس���يطة اليت توصل‬ ‫الرسالة للمجتمع ‪ ،‬وطبعا ال اقصد االحنياز اىل‬ ‫اللغ���ة اهلجينة واملس���تهلكة والوضيعة ‪ ،‬وخاصة‬ ‫عند اس���تعمال وس���يلة كاإلذاعة املسموعة اليت‬ ‫تدخل اىل كل البيوت كوس���يلة شعبية وتصل‬ ‫بس���هولة ‪ ،‬وحافظ���ت عل���ى وجودها حت���ى اثناء‬ ‫االنتقال عرب السيارة او اجلوال ‪.‬‬ ‫املشهد اإلعالمي يف تونس كيف جيرى تقييمه‬ ‫وانت من تعملني به قبل وبعد سقوط النظام ؟‬ ‫الطفرة يف العم���ل اإلعالمي والفوضى بعد ظلم‬ ‫وكب���ت وارد ورمب���ا مقب���ول ‪ ،‬والزم���ن كفي���ل‬

‫االم���ر فق���ط لبعض من التنس���يق ولدي س���ؤال‬ ‫حول مدى جدوى اخلل���ط بيننا وبني اداريات يف‬ ‫بعض احملطات اإلعالمي���ة فقد ولد لدي انطباع‬ ‫يش�ي�ر اىل اهلوة الكبرية بني من يتعاطى االعالم‬ ‫إع���داد وتقدي���م وب�ي�ن مس���ؤالت إدارة موظفني‬ ‫مببن���ى اعالمي ‪ ،‬بالنس���بة للموضوع���ات بعضها‬ ‫كان ل���دي وقد مارس���ته وهو اخلط���وط األوىل‬ ‫للعم���ل اإلعالمي ‪ ،‬وقد عملت لس���نوات باالعالم‬ ‫واكتس���بتها باخلربة‪،‬فق���ط هن���اك معلوم���ات‬ ‫طارئ���ة لدي من قبيل املذيع املس���موع عليه أن ال‬ ‫يتحدث اكثر من دقيقة وعش���رين ثانية وعليه‬ ‫أن يضع فاصل موسيقي أو أغنية وإال سيتسرب‬ ‫امللل للسامعني ‪،‬عموما استفدت من احلوار الذي‬ ‫دار بينن���ا كزميالت وكذلك بعض���ا مما دونته‬ ‫كإرش���ادات يس���تلزم تطبيقه���ا إلقام���ة عالق���ة‬ ‫تلتزم اخالقيات املهنة مع املتلقي ‪.‬‬ ‫مليس القبالوي ‪:‬‬ ‫أعم���ل يف حمط���ة ف���رح ‪ ،FM‬مقدم���ة برام���ج ‪،‬‬ ‫االنطباع األول س���يكون م���رده كوني جديدة يف‬ ‫اجملال اإلعالمي ولس���ت متخرجة من مؤسس���ة‬ ‫تعليمية إعالمية ‪ ،‬صحيح أنه لدي رغبة ولدي‬ ‫موهبة ‪ ،‬لذلك س���أقول أن�ن�ي جئت اىل هنا بقصد‬ ‫املعرف���ة والتعل���م م���ن حي���ث املب���دأ ‪ ،‬وأمتنى أن‬ ‫أحظى ب���دورات تدريبية يتم الرتكيز فيها على‬ ‫اجلانب العملي الن احلش���و النظ���ري ممل جدا ‪،‬‬ ‫أما املمارسة العملية فتعلمنا كيف نعد حلقتنا‬ ‫بطريق���ة حرفي���ة ‪ ،‬ألنن���ا مازلن���ا نع���د براجمنا‬ ‫مبساعدة الزمالء ودون خطة ميكن السري عليها‬ ‫فيبدو العمل تقليدي متكرر يف بعض األحيان ‪.‬‬ ‫زوريغ مادي ‪:‬‬ ‫اعم���ل براديو الش���بابية أق���دم برنام���ج أمازيغي‬ ‫‪ ،‬التحق���ت بال���دورة ألط���ور من قدراتي فلس���ت‬ ‫متخصص���ة إعالمي���ة لك�ن�ي اس���تفدت م���ن‬ ‫املوضوعات ومن املدربني الس���يدو نزهة وحممد‬ ‫م���ادي ‪ ،‬يف جم���ال الرادي���و واعجب�ن�ي التطبي���ق‬ ‫العملي واكتسبت خربة جيدة ‪.‬‬ ‫مجيلة بنوني‬ ‫اعمل براديو ليبيا قس���م البحوث – إدارة الربامج‬ ‫‪ ،‬خترج���ت أكادمييا من قس���م الصحافة كلية‬ ‫االع�ل�ام ‪ ،‬وهي املرة األوىل ال�ت�ي تتاح لي وأتلقى‬ ‫دورة تدريبي���ة قبل وبعد الث���ورة ‪ ،‬وكان احملور‬ ‫األساس���ي للدورة ‪ :‬اإلذاعة املسموعة وفن االلقاء‬ ‫حتدي���دا للمذيع�ي�ن م���ع إضاف���ة دروس تعلقت‬ ‫بكتاب���ة القصة االذاعية والتقرير ‪ ،‬بالنس���بة لي‬ ‫اس���تفدت م���ن اجلان���ب العملي وقد مت تس���جيل‬ ‫تدريبنا يف االستوديو ووجه املدربون مالحظاتهم‬ ‫حول تسجيالتنا فكل جمموعة اختارت موضوع‬ ‫( قص���ة واقعية بصوت أصل���ي )وقد ادرجنا أيضا‬ ‫اخللفي���ة املوس���يقية وتقدي���م وخامت���ة وكانت‬ ‫القص���ة يف جمموعيت لس���يدة تفقد اب���ن عم بها‬ ‫وكان صديقها أثناء احداث الثورة ‪.‬‬ ‫مارن علي بن طالب ‪:‬‬ ‫مذيع���ة يف رادي���و أوال ( مؤخ���را مت افتتاح���ه يف‬ ‫يف���رن ) ال���دورة كانت مفيدة م���ن حيث تعريف‬ ‫عل���ى زميالت ج���دد وأكس���بين ثق���ة بتجربيت‬ ‫اجلديدة ‪ ،‬ثم كانت موضوعات االلقاء ‪،‬وكتابة‬ ‫التقاري���ر ‪ ،‬أدرس بكلي���ة الطب وأن���ا هاوية ملهنة‬ ‫االع�ل�ام ‪،‬وبالتال���ي ال���دورة أفادت�ن�ي يف منح���ي‬ ‫مفاتيح العمل اإلعالمي ‪.‬‬ ‫لبنى عبداهلل بشني ‪:‬‬ ‫أنا طالب���ة أواصل دراس�ت�ي ‪ ،‬والتحق���ت بالدورة‬ ‫ألتع���رف عل���ى العم���ل اإلعالم���ي ع���ن ق���رب ‪،‬‬ ‫وألمل���ك جرأة املواجهة والتح���دث وأتعرف على‬ ‫ذوي مهنة العمل اإلعالمي ‪.‬‬


‫‪09‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪ 26( (- 59‬ـ‬‫العدد‬ ‫الثالثة ‪-‬الثانية‬ ‫السنة السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪16-2- 10‬‬ ‫‪) 135‬‬ ‫العدد (‬

‫األستاذ فرج أبراهيم احلايج رئيس اللجنة االنتخابية سبها ‪ /‬الشاطي‪:‬‬

‫للمرتشحني املُقيدين النتخابات جلنة الستني‬ ‫العدد الكلي ُ‬ ‫بلغ (‪ )88‬منهم (‪ )9‬نساء !‬ ‫األس���تاذ ف���رج أبراهي���م احلاي���ج‬ ‫رئي���س اللجن���ة االنتخابي���ة‬ ‫للدائرة التاس���عة سبها ‪/‬الشاطئ‬ ‫‪ ،‬خ���ص ميادين بتصرحياته اليت‬ ‫تتعلق خبطة سري اللجنة ‪ ،‬وأهم‬ ‫االس���تعدادات ال�ت�ي باش���رت به���ا‬ ‫اللجنة مع اقرتاب موعد االقرتاع‬ ‫لألعض���اء املُمثل�ي�ن للمنطق���ة‬ ‫اجلنوبية يف جلنة الستني ‪.‬‬

‫‪ ،‬وأن أي ش���خص ال تنطبق علي���ه املواصفات‬ ‫لتولي املناص���ب يتم اس���تبعاده ومن حقه ان‬ ‫يرف���ع دعوه قضائي���ة أو ان يع�ت�رض‪ ،‬وبعد‬ ‫نشر تلك القوائم ستبدأ عمليه النشر ومحلة‬ ‫التس���جيل األولي ‪ ،‬واليت بدأت من أسبوعني‬ ‫و حن���ن بدورن���ا بدأن���ا يف توزي���ع امللصق���ات‬ ‫واملطويات والتسجيل ‪...‬‬

‫ميادي��ن‬

‫االقرتاع ؟‬

‫سبها ‪ -‬عائشة صوكو‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬م��اذا عن احملصل��ة النهائية‬ ‫للمنتخب�ين الذي��ن تقدم��وا مبلفاته��م‬ ‫للجنتكم ؟‬

‫للمرتشحني املُقيدين النتخابات‬ ‫العدد الكلي ُ‬ ‫جلنة الس���تني بل���غ مثانية ومثانني مرش���حا‬ ‫(‪ )88‬ع���دد النس���اء (‪ )9‬والرج���ال (‪)79‬‬ ‫والتناف���س عام ‪ ،‬ليس لدين���ا مكونات ثقافيه‬ ‫كاألقلي���ات (التب���و والط���وارق ) ‪ ،‬وإمن���ا‬ ‫موج���ودة يف اللجن���ة االنتخابي���ة العاش���رة‬ ‫(اوباري) ‪ ،‬فالتبو يف املنطقة اجلنوبيه لديهم‬ ‫مقعدين اثنني وهي الدائرة العاشرة وهذا ما‬ ‫نص عليه قان���ون االنتخابات ُ‬ ‫حيث أن املكون‬ ‫ال خي���رج من دائرت���ه االنتخابي���ة للمكونات‬ ‫يف كل م���ن (م���رزق واوباري وجبل نفوس���ه‬ ‫وزواره ) والس���بب ه���و حلف���ظ حقه���م و ال‬ ‫يوج���د مقاعد لنس���اء فى ه���ذه الدوائر ‪،‬ويف‬ ‫الدائ���رة االنتخابي���ة التاس���عة خصص عدد‬ ‫إثن�ي�ن (‪ )2‬م���ن املقاع���د للنس���اء واح���دة يف‬ ‫دائ���رة س���بها و االخ���رى من دائرة الش���اطيء‬ ‫‪،‬وس���وف تكون بداية احلملة االنتخابية بعد‬ ‫نش���ر قوائم املُرتش���حني من قب���ل هيئة تولي‬ ‫املناصب العامة اليت حتل حمل هيئة النزاهة‬

‫‪:‬وم��اذا جتهيزاتك��م لي��وم‬

‫أوال يبل���غ عدد مراكز االق�ت�راع ‪ 61‬مركزا‬ ‫‪ ،‬منه���ا ‪ 30‬يف س���بها و ‪ 31‬يف الش���اطيء ‪،‬‬ ‫األش���خاص املوج���ودون يف مراك���ز االقرتاع‬ ‫لديهم التوعي���ة والدراية بكيفي���ة االنتخاب‬ ‫واملراقب���ة لتلك االنتخاب���ات ‪ ،‬و بعض هؤالء‬ ‫األشخاص لديهم منذ السنة املاضية جتربة‬ ‫وخربة من انتخابات املؤمتر الوطين فتعاملنا‬ ‫مع نفس املراقبني يف معظم مراكز االقرتاع‬ ‫‪ ،‬و الش���يء اجلديد هو املراجعة والتسجيل با‬ ‫‪ sms‬أي ع�ب�ر الرس���ائل النصي���ة ‪،‬والناخب‬ ‫لدي���ه حق أن يغ�ي�ر مرت�ي�ن إدا كان تبني ان‬ ‫املرتش���ح ال���ذي س���وف يص���وت ل���ه ليس يف‬ ‫دائرته ‪ ,‬وبالنس���بة للناخبني منذ األمس بدأ‬ ‫التس���جيل ُ‬ ‫حيث يعطي الرقم الوطين يف يوم‬ ‫االنتخاب يصوت بنفس طريقة االنتخاب يف‬ ‫املؤمت���ر الوطين حيث يأت���ي ملركز االقرتاع‬ ‫الذي س���جل فيه ويصدر ل���ه ورقه ويف حاله‬ ‫فق���د الورقة يس���تطيع احلص���ول عليها ألنه‬ ‫موجود ومسجل يف القوائم ‪.‬‬

‫ميادي��ن ‪ :‬كي��ف تنظ��رون ملس��توى‬ ‫التوعية اإلعالمية ومشاركة الناس ؟‬

‫أري���د ان اذك���ر مالحظ���ة م���ن ان عملي���ه‬ ‫التوعي���ة كان���ت ُمكثف���ة يف االنتخاب���ات‬ ‫للمؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام من قبل مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ى واألح���زاب وأمتن���ى يف‬ ‫انتخابات جلنة الس���تني تكثيف التوعية من‬ ‫قبل االعالم و مؤسس���ات اجملتمع املدني لكن‬ ‫حن���ن كمفوضي���ه او جلنة دائ���رة انتخابية‬ ‫لدين���ا مه���ام إعالمي���ة حم���ددة تتمث���ل يف‪:‬‬

‫فرج أبراهيم احلايج‬

‫املُلصق���ات أو املطوي���ات ‪ ،‬أم���ا تقدي���م برامج‬

‫التوعية يف اإلذاعات و التلفزيون و املؤمترات ميادي��ن ‪:‬ه��ل وضحت��م للمرش��حني‬ ‫او الندوات ه���ذه تتوالها املفوضي���ة الوطنية القواع��د ال�تي يتبعونه��ا لب��دء محلته��م‬ ‫العليا لالنتخابات‪.‬‬ ‫الدعائية ؟‬

‫وكذلك بالنس���بة لألميني (الغري املتعلمني‬ ‫) يس���تطيع أن يتصل باملركز عرب ش���خص‬ ‫قري���ب ل���ه وهنا فال ميك���ن أن يُس���رق صوته‬ ‫الن يف اش�ت�راط الرقم الوطين‪ ،‬وهناك أيضا‬ ‫أش���خاص تس���اعده يف املركز ‪ ،‬واالنتخابات‬ ‫البلدي���ة ه���ي ُمس���تقلة دخل���ت عل���ى اخلط‬ ‫وكان���ت يف ن���وع م���ن التداخ���ل واملوض���وع‬ ‫بعد لق���اء توضيح���ي من جمل���س املفوضية‬ ‫خيتص باالس���تحقاق األول باملؤمتر الوطين‬ ‫ث���م اللجن���ة التأسيس���ية الس���تني مت الربملان‬ ‫والرئاس���ية هذه هي اختصاص���ات املفوضية‬ ‫الوطنية العليا لالنتخابات ‪.‬‬ ‫ه��ل ترغ��ب يف أي إضاف��ة‬ ‫مؤخ���را قمن���ا بنش���ر املطوي���ات واملناش�ي�ر‬ ‫التوعوي���ة على اجلهات العامة كاملصارف و توجهها لقرائنا حول هذا املوضوع ؟‬ ‫املطار واألماكن العامة وكذلك أس���تلم منا اجمله���ودات اجلبارة جيب أن تبذل يف التوعية‬ ‫مكتب األوقاف وش���ؤون الزكاة س���بها واليت و كإعالمي�ي�ن بالدرج���ة األوىل فدورك���م‬ ‫يتبعها ‪ 80‬مس���جد يف سبها و كذلك العديد مهم ألنكم اعالم وأنا أعرف ان اإلعالم سالح‬ ‫م���ن اجلمعيات اخلرييه ومؤسس���ات اجملتمع ذو حدين وفيه جانب إجيابي خيدم العملية‬ ‫املدني وكذالك بع���ض املواطنني الذين جاؤا االنتخابية ‪.‬‬ ‫للدع���م و التربع بنش���ر املُلصق���ات واملطويات وأيضا الدعوة ملشاركة العنصر النسائي البد‬ ‫ويف حال���ة النقص فنح���ن قمن���ا كدائرة أو ان يك���ون لديهن اس���تقبال هلذا االس���تحقاق‬ ‫جلن���ة بطبع املطويات يف مطابع داخل مدينه الوطين ( الدستور) و البد أن يشارك املواطن‬ ‫واملواطنة يف كتابة وصناعة هذه الوثيقة ‪،‬‬ ‫سبها ‪.‬‬ ‫على املرتش���ح التقي���د بالف�ت�رة الدعائية وال‬ ‫يستطيع املرشح الظهور إال بعد نشر القوائم‬ ‫يف مراك���ز االنتخ���اب الن ه���ذا قان���ون قبل‬ ‫النش���ر فيه إذا طعن ضد املرتشح ال يستطيع‬ ‫ان يش���ارك او يعم���ل الدعاي���ة االنتخابي���ة‬ ‫قب���ل موع���د االنتخ���اب بأس���بوع ويف الئح���ة‬ ‫االنتخابي���ة مذكورة ‪ ،‬نتمين من الناس أن‬ ‫يستوعبو ويدركوا أن جلنة الستني ختتلف‬ ‫عن املؤمتر الوط�ن�ي الن معظم الناس تعتقد‬ ‫ان جلنه الس���تني مهامها نف���س مهام املؤمتر‬ ‫الوطين ‪.‬‬

‫ميادي��ن ‪:‬‬


‫‪10‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫ديسمبر‬ ‫أكتوبر ‪4‬‬ ‫‪16 - 29‬‬ ‫‪10 ( - ) 129‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪135‬‬

‫جناة الكيخيا شقيقة املناضل منصور الكيخيا يف الذكرى العشرين‬ ‫الختطافه واألوىل جلنازته‬ ‫ميادين ‪:‬خاص‬ ‫يصادف اليوم العاش���ر من ديس���مرب الذكرى العش���رين الختط���اف املناضل منص���ور الكيخيا الذي‬ ‫اختطف���ه نظ���ام املقبور الق���ذايف وضل مصريه جمهوال اىل أن مت الكش���ف ع���ن جثمانه عقب حترير‬ ‫العاصمة طرابلس وقد مت إجراء حفل تأبني رمسي له يف طرابلس تقدمه الرئيس حممد املقريف‬ ‫وجنازة شعبية يف بنغازي تقدمها رئيس احلكومة علي زيدان حيث مت دفنه يف مسقط رأسه مبدينة‬ ‫بنغازي بهذه املناس���بة التقينا األس���تاذة جناة الكيخيا شقيقة الش���هيد منصور الكيخيا وهي أستاذة‬ ‫جامعي���ة ش���اركت يف الثورة وخاض���ت جتربة انتخابات اجملل���س احمللي بنغ���ازي وكانت الفائزة‬ ‫بأكث���ر أص���وات بنغازي لكنها اس���تقالة بعد ‪ 7‬أش���هر م���ن انتخابها حول املناضل منص���ور الكيخيا‬ ‫واملشهد السياسي يف ليبيا كان هذا احلوار ‪.‬‬

‫جثم���ان منصور الكيخيا وض���ع يف ثالجة ملدة ‪ 16‬عاما‬ ‫يف احد املباني التابعة جلهاز خمابرات القذايف‬ ‫اس���تقاليت من اجمللس احمللي بس���بب يقيين أني ال أس���تطيع تقديم شيء‬ ‫يذك���ر للمدينة من خالل ه���ذا اجمللس يف الوقت ال���ذي كنت أمتنى لو‬ ‫كان���ت الظروف أفضل واجمللس أقوي و اس���تمرت خلدمة أهلي مبدينة‬ ‫بنغازى‪.‬‬

‫س ‪1-‬ه��ل توقعت أن تقوم ثورة ش��عبية يف ليبيا قبل‬ ‫انطالق الثورة يف تونس‬ ‫يف احلقيق���ة ال فكن���ت أم���ر مبرحل���ة ي���أس تام‬ ‫ولك���ن م���ا ح���دث يف تونس ب���ث فينا كث�ي�را من‬ ‫االم���ل وزاد أملن���ا بعد ثورة مص���ر وظهور أقالم‬ ‫ليبي���ة ش���ابة تكتب بكل ش���جاعة يف الفيس بوك‬ ‫وتدع���و بصري���ح العبارة لث���ورة ليبي���ا ‪ ،‬و كنت‬ ‫غ�ي�ر متفائل���ة كث�ي�را وذل���ك خوف���ا أن يبطش‬ ‫الطاغية بهؤالء الشباب وخيمد الثورة يف مهدها‬ ‫ولك���ن احلمد هلل انتصرت الث���ورة لبطولة ثوارنا‬ ‫االشاوس وكانت الفرحة العارمة ‪.‬‬ ‫س‪2-‬مت��ى ب��دأت عالقت��ك بالعم��ل السياس��ي وهل‬ ‫توقعت أن تنجحي يف االنتخابات ؟‬ ‫كن���ت بعي���دة كل البعد ع���ن العمل السياس���ي‬ ‫‪ ،‬فأن���ا أكادميي���ة صرف���ة متفرغ���ة متام���ا‬ ‫حملاضرات���ي وتألي���ف بع���ض الكت���ب املنهجي���ة‬ ‫واملراجع اجلامعية وكنت كغريي من املوطنني‬ ‫أعان���ي من قمع وظل���م القذايف وجلان���ه الثورية‬ ‫وخصوصا بعد خطف شقيقي منصور الكيخيا ‪،‬‬ ‫كنت عاجزة ال أس���تطيع تغري أي شيء فقررت‬ ‫العمل وخدمة اجملتم���ع اللييب بكل إخالص من‬ ‫خ�ل�ال طلب�ت�ي يف اجلامعة وأن أحتف���ظ بنقائي‬ ‫إل���ي أن حتل املعج���زة واحلمد هلل حل���ت املعجزة‬ ‫وانتص���رت الث���ورة ‪ ،‬وتلبية لن���داء الوطن قررت‬ ‫أن أخوض العمل السياسي وذلك برتشيح نفس‬ ‫للمجلس احمللي بنغازى ‪.‬‬ ‫نع���م توقع���ت النج���اح ‪ ،‬فعندما قررت أن أرش���ح‬ ‫نفس���ى كتب���ت ذلك عل���ي صفحت���ى يف الفيس‬ ‫بوك وكان الصدي س���ريعا وقويا فقد ش���جعين‬ ‫الكثري من االصدق���اء من داخل بنغازى وخارجها‬ ‫وكذلك يف اثناء فرتة الدعاية االنتخابية قررت‬ ‫ان اع���رف رأي الن���اس يف منطقت���ى االنتخابي���ة‬ ‫فنزلت للش���ارع وزرت منطق���ة املاجوري وبعض‬ ‫الش���وارع الداخلي���ة م���ن الربك���ة وكن���ت أقف‬ ‫علي جتمعات الش���باب وعلي جتمعات الش���يوخ‬ ‫ألقدم نفسي وأعرف رأيهم واحلقيقة استقبلين‬ ‫اجلميع بكل احرتام وتشجيع و املفأجاة أن الكثري‬

‫من الش���باب كانوا طلبة عن���دى يف اجلامعة أما‬ ‫الش���يوخ البعض يعرف�ن�ي من أبنائه���م والبعض‬ ‫يع���رف عائل�ت�ي حيث عائل���ة الكيخيا من س���كان‬ ‫الربكة وبعد ه���ذه الزيارة امليداني���ة اطمئنت و‬ ‫توقعت النجاح ‪.‬‬ ‫س‪3-‬فزت بأعلى نس��بة أص��وات يف انتخابات اجمللس‬ ‫احمللي ولكن صوت الرجال بنسبة أكثر لك وكنت املرأة‬ ‫الوحيدة الفائزة هل هذا يؤكد مقولة املرأة ضد املرأة ؟‬ ‫ال أعتقد يف هذه املقولة والس���بب يف كون نسبة‬ ‫االص���وات م���ن الرجال أكث���ر هو عمل���ي بكلية‬ ‫االقتصاد من ‪ 1980‬فقد ب���دأت التدريس مبكرا‬ ‫بش���هادة املاجس���تري ألن�ن�ي منعت من اس���تكمال‬ ‫تعليمي العالي بس���بب انضمام ش���قيقي منصور‬ ‫للمعارض���ة وه���ذه الكلي���ة م���ن أك�ب�ر كليات‬ ‫جامع���ة بنغ���ازى من حيث ع���دد الطلب���ة وكان‬ ‫احلم���د هلل يوجد إقباال كب�ي�را علي جمموعاتي‬ ‫فقد درس���ت االب���اء واآلن أق���وم بتدري���س االبناء‬ ‫فهذا سبب رفع نسبة الرجال يف اعتقادى‬ ‫س‪4-‬مل��اذا قدم��ت اس��تقالتك بع��د أش��هر قليل��ة من‬ ‫تسلمك مهامك ؟ ‬ ‫ي���درك اجلمي���ع أن اجملل���س احملل���ي عج���ز عن‬ ‫حتقيق طموحات وتطلع���ات أهل مدينة بنغازي‬

‫وقد تولد ذلك العجز يف اعتقادي من عنصرين ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬العرقلة الواضحة من قبل بعض املسئولني‬ ‫احملليني‪ ،‬رمبا دفاعا عن مصاحلهم ومناصبهم‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬إهم���ال وعدم تع���اون احلكومة املركزية‬ ‫لتجربة اجملالس احمللية وهكذا تلكأت أو امتنعت‬ ‫ع���ن حتوي���ل امليزانيات الس���تكمال واس���تحداث‬ ‫املشاريع ‪.‬‬ ‫ولك���ن الس���بب الذى عج���ل تقديم اس���تقاليت يف‬ ‫نوفم�ب�ر ‪ 2012‬أي بع���د حوال���ي ‪ 7‬ش���هور هو ان‬ ‫اجمللس احملل���ي تصدي ملعاجلة تطوير مش���روع‬ ‫يف املدين���ة ويف غياب موازنة من احلكومة علمت‬ ‫أن اجمللس قد كل���ف جلنة لالتصال باحلكومة‬ ‫يف طرابل���س للحصول على ميزانية املش���روع ‪.‬و‬ ‫هذه اللجن���ة املكلفة مل تضم حت���ى عضوا واحدا‬ ‫م���ن اجمللس احمللي وأعطيت اللجنة رس���الة من‬ ‫اجملل���س لتصبغ عليه���ا الش���رعية ‪ ،‬رأيت يف هذا‬ ‫انتقاص���ا هليبة اجملل���س ‪ .‬أن نس���تعني بالبعض‬ ‫ً‬ ‫كهيئ���ة استش���ارية فه���ذا بالطب���ع ال اع�ت�راض‬ ‫عليه ولكن تكليف أش���خاص م���ن خارج اجمللس‬ ‫لالتص���ال باحلكومة او املؤمت���ر الوطنى إلحضار‬ ‫ميزانية يعنى أن اجمللس يثق يف قدرة اآلخرين‬ ‫أكثر من ثقته يف قدرات أعضائه‪ .‬وقد أس���اءني‬

‫كورث فالدهايم أمني األمم املتحدة اآلسبق و منصور الكيخيا‬

‫جناة الكيخيا‬ ‫ه���ذا اإلج���راء كث�ي�را ألن���ه دلي���ل واض���ح على‬ ‫ضعف جملسنا ‪ .‬و لذلك وجدت نفسي مضطرة‬ ‫لتقديم االستقالة فقد أصبحت علي يقني أنين‬ ‫ال أس���تطيع تقدي���م ش���يء يذك���ر للمدينة من‬ ‫خ�ل�ال هذا اجمللس يف الوقت ال���ذي كنت امتنى‬ ‫ل���و كان���ت الظ���روف أفض���ل واجمللس أق���وي و‬ ‫استمرت خلدمة أهلي مبدينة بنغازى ‪.‬‬ ‫س‪5-‬م��ا ه��و احل��ل األفضل ملش��كلة األم��ن يف بنغازي‬ ‫حسب وجهة نظرك ؟‬ ‫احلل االفضل هو تقوية الش���رطة ودعمها ماديا‬ ‫ومعنوي���ا والعمل علي تفعيل نظام اس���تخبارات‬ ‫ق���وي جلمع املعلوم���ات وتفعيل القض���اء والعمل‬ ‫علي تأس���يس جي���ش قوي لتع���ود للدولة هيبتها‬ ‫ويستتب االمن يف كل ربوع ليبيا ‪.‬‬ ‫س‪ 6-‬من ح�ين ألخر ترتفع أصوات بس��حب الثقة من‬ ‫حكومة زيدان ما هو تقييمك اىل اآلن هلذه احلكومة ؟‬ ‫االس���تاذ علي زيدان مناضل وسياس���ي خمضرم‬ ‫وكان ل���دي أم���ل كب�ي�را يف حكومت���ه ولك���ن‬ ‫لألس���ف الظ���روف احمليط���ة وحتدي���ات املرحلة‬ ‫ه���ي اليت أدت لتكبيل احلكوم���ة وعرقلتها يف أداء‬ ‫مهمته���ا حتى ظه���رت للجميع يف ه���ذه الصورة‬ ‫الضعيفة ‪.‬‬ ‫س‪7-‬ترش��ح زوج��ك الدكت��ور حمم��د املفيت لرئاس��ة‬ ‫احلكوم��ة ه��ل كان ق��رار صائب��ا ؟ وم��ن ه��ي الق��وى‬ ‫السياس��ية ال�تي طلب��ت ترش��حه ؟ وه��ل كان الدكتور‬ ‫املفيت سينجح فيما فشل فيه الكيب وزيدان ؟‬ ‫أعتق���د أن���ه كان ق���رارا صائب���ا فذل���ك من حقه‬ ‫كمواطن لييب باإلضافة لكونه مناضال سياسيا‬ ‫ض���د حك���م الق���ذايف وعان���ى م���ن وي�ل�ات وظلم‬ ‫الطاغية الكثري فقد سجن ملدة ‪ 11‬سنة وبالتالي‬ ‫فمش���اركته يف العم���ل السياس���ي متوقعة‪ ،‬وقد‬ ‫كان مرشحا مستقال ال يتبع أي حزب و شجعه‬ ‫كثري من االصدقاء ‪ .‬رمبا كان قد ينجح لكونه‬ ‫يقف علي مس���افة متس���اوية م���ن اجلميع وعلي‬ ‫عالقة قوية وجيدة بأغلبية قادة الثوار باإلضافة‬ ‫إلي عند تفرغه للكتاب���ة عن التاريخ االجتماعي‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ترشح زوجي الدكتور حممد املفيت لرئاسة احلكومة كان قرار صائبا‬ ‫اللييب قبل ثورة ‪ 17‬فرباير قام بزيارة الكثري من‬ ‫املدن الليبية يف الش���رق والغ���رب واجلنوب وعلي‬ ‫دراية مبشاكل هذه املناطق ولديه أصدقاء فيها ‪.‬‬ ‫س‪8-‬م��ا ه��و رأيك يف مس��الة ط��رح الفدرالي��ة ؟ وهل‬ ‫مناص��رة بعض أف��راد عائلة الكيخيا للط��رح الفدرالي‬ ‫هو بس��بب ال��دور التارخيي للباش��ا عم��ر الكيخيا أول‬ ‫رئيس حلكومة برقة ؟‬ ‫بالرغ���م م���ن أن�ن�ي ليس���ت فدرالي���ة فالط���رح‬ ‫الفيدرال���ي كنظ���ام إداري ال بأس ب���ه فهو نظام‬ ‫ناجح وتتبعه كثري من دول العامل املتقدمة ‪ ،‬فإذا‬ ‫عرض يف الدس���تور واستفتى عليه الشعب وأيدته‬ ‫االغلبي���ة فال بأس ‪ .‬قد يكون البعض من االس���رة‬ ‫متأثرين بعمى عمر باش���ا ولكن الكثري منهم غري‬ ‫فيدراليني فمثال شقيقي الشهيد منصور مل يكن‬ ‫فيدراليا ‪.‬‬ ‫س‪9-‬م��ا هو ش��كل ونظام احلك��م الذي تريه مناس��ب‬ ‫لليبيا ؟؟ وما هو أفضل نظام إداري لليبيا ؟‬ ‫أعتق���د أن النظام الربملاني ه���و االفضل فهو نظام‬ ‫تكون فيه السلطة التنفيذية منقسمة بني رئيس‬ ‫الدول���ة املنتخ���ب وب�ي�ن وزارت يرأس���ها رئي���س‬ ‫حكوم���ة وذل���ك يف وج���ود برمل���ان ق���وي منتخب‬ ‫م���ن الش���عب ‪ .‬وأفضل أس���لوب إداري هو أس���لوب‬ ‫الالمركزية اإلدارية أي أس���لوب اإلدارة احمللية‬ ‫ففي هذا االس���لوب توزع الوظائف التنفيذية بني‬ ‫احلكوم���ة املركزي���ة يف العاصمة وب�ي�ن وحدات‬ ‫حملي���ة مت���ارس وظائفه���ا يف مناط���ق جغرافية‬ ‫حم���ددة كاحملافظات مثال وذلك حتت إش���راف‬ ‫احلكوم���ة املركزي���ة فه���ذا االس���لوب ي���ؤدي إىل‬ ‫النه���وض بكل املناط���ق ورفع مس���تواها يف مجيع‬ ‫اجملاالت ويعمل علي توفري اخلدمات العامة لكل‬ ‫السكان بسهولة ويسر ‪.‬‬ ‫س ‪10-‬م��ا ه��و تقييم��ك ألداء املؤمتر الوطين بش��كل‬ ‫عام و املرأة يف املؤمتر الوطين بشكل خاص ؟‬ ‫أداء املؤمت���ر الوط�ن�ي بش���كل ع���ام كان ضعيفا و‬ ‫خميب���ا ألم���ال وطم���وح الش���عب اللي�ب�ي فاملؤمتر‬ ‫الوطين أصبح مس���رحا للصراع احلزبي واملصاحل‬ ‫الش���خصية والب���طء والرتاخ���ي يف العم���ل وعدم‬ ‫االهتم���ام باملهام االساس���ية املناط بها كتس���ريع‬ ‫وضع الدس���تور والعمل علي نشر االمن يف البالد‪.‬‬ ‫أما بالنس���بة ألداء املرأة فكثري من عضوات املؤمتر‬ ‫كان حضوره���ن أق���وي من كثري م���ن االعضاء‬ ‫الرجال ‪.‬‬ ‫س ‪–11‬م��ا هو تقييم��ك للمرأة الليبية كمس��ؤلة منذ‬ ‫اجملل��س االنتقالي واملكتب التنفي��ذى وحكومة الكيب‬ ‫وحكومة زيدان ؟‬ ‫ظهرت املرأة يف املش���هد السياسي بكل شجاعة من‬ ‫االي���ام االول���ي لث���ورة فرباير اجملي���دة وإذا حصل‬ ‫تقص�ي�ر م���ن بعض املس���ئوالت فليس���ت املش���كلة‬ ‫كونه���ن نس���اء فالتقص�ي�ر كان واضح���ا يف أداء‬ ‫املسئولني الرجال كذلك وذلك بسبب التحديات‬ ‫الصعبة للمرحلة ‪.‬‬ ‫س‪- 12‬م��ا هي الوس��ائل اليت متكن امل��رأة الليبية من‬ ‫احلضور الفاعل يف احلياة السياسية ؟‬ ‫م���ن جتربيت اخلاص���ة أعتقد الوطني���ة والكفاءة‬ ‫والتفوق العلمي واإلخالص يف العمل والتمس���ك‬ ‫بتعاليم ديننا االس�ل�امي الس���مح واح�ت�رام ثقافة‬ ‫اجملتمع الرش���يدة فهذه الصفات هي وسيلة املرأة‬ ‫لكس���ب ثق���ة اجملتمع رج���اال ونس���اء وليصبح هلا‬ ‫حض���ور فع���اال يف كل جم���االت احلياة مب���ا فيها‬ ‫احلياة السياسية ‪.‬‬ ‫س‪- 13‬ما ه��ي الطريقة اليت ترينها مناس��بة لتكون‬ ‫مشاركة املرأة الليبية فاعلة يف كتابة الدستور ؟‬ ‫جي���ب أن تعم���ل كل اهليئات واملنظم���ات املهتمة‬ ‫بدعم امل���رأة علي تقديم ع���روض وبرامج للعمل‬ ‫إلقناع هيئة الدس���تور والرأي العام مبطالب املرأة‬ ‫وحقوقها ‪.‬‬

‫س‪ 14-‬م��ا ه��و أه��م ح��ق للم��رأة جي��ب أن يتضمن��ه‬ ‫الدستور حسب رأيك ؟‬ ‫جي���ب أال يك���ون الدس���تور متحي���زا للرج���ل‬ ‫وأن يضم���ن تكاف���ؤ الف���رص ب�ي�ن اجلنس���يني‬ ‫وبالتال���ي نضمن للمرأة كل حقوقها السياس���ية‬ ‫واالقتصادية والتعليمية واالجتماعية طبعا فيما‬ ‫ال يتعارض مع الشريعة االسالمية ‪.‬‬ ‫س‪ 15-‬م��ا هي رؤيت��ك للمصاحلة الوطني��ة والعدالة‬ ‫االنتقالية ؟‬ ‫أعتق���د ال مصاحلة وطنية ب���دون عدالة انتقالية‬ ‫فيج���ب حماكم���ة كل م���ن ق���ام بانته���اكات‬ ‫جس���يمة حلق���وق االنس���ان وأن يُوف���ر هل���م‬ ‫حماكم���ات عادلة أم���ام القضاء وع���دم االفالت‬ ‫م���ن العقاب ‪ ،‬فنحن كأس���رة مث�ل�ا نطالب بفتح‬ ‫ملف ش���قيقي منصور وإعادة التحقيق يف قضية‬

‫فعالة حديثة ‪.‬‬ ‫س‪17-‬ما هو احلل ملشكلة تردي اجلامعات يف ليبيا ؟‬ ‫بصف�ت�ي عض���و هيئ���ة تدري���س جبامع���ة بنغازي‬ ‫فاحلل الس���ريع إلنقاذه���ا هو اس���تكمال صيانتها‬ ‫يف أس���رع وقت ممكن فمن الع���ار أن تقفل املكتبة‬ ‫املركزي���ة للجامع���ة مل���دة أكث���ر من ‪ 5‬س���نوات‬ ‫بس���بب الصيان���ة ‪ ،‬وبصف���ة عام���ة عل���ي مجي���ع‬ ‫اجلامع���ات الليبي���ة أن تط���ور مناهجه���ا وتعم���ل‬ ‫علي جتهيز القاع���ات واملدرجات و املعامل بأحدث‬ ‫املع���دات واألجهزة ‪ ،‬كذلك جيب إنش���اء مراكز‬ ‫حب���وث حديث���ة وتطوي���ر نظ���م الدراس���ات العليا‬ ‫والبحوث اجلامعية وتشجيع الطالب علي البحث‬ ‫العلم���ي ب���دال من تلقين���ه طرق ووس���ائل علمية‬ ‫أكل عليه���ا الدهر وش���رب و مل تعد تس���تعمل يف‬ ‫عصرن���ا احلال���ي عصر احلاس���ب األل���ي‪ ،‬كذلك‬ ‫جي���ب تقيم أعض���اء هيئ���ة التدريس باألس���اليب‬

‫رشيد جنل منصور الكيخيا‬

‫‪11‬‬ ‫اصب���ح لدينا امل يف ان يكون املس���ار الدميقراطي‬ ‫خبري بالرغم من حاالت العنف اليت متر به البالد‬ ‫‪.‬‬ ‫س‪19-‬مت��ى كان أخ��ر لق��اء ل��ك بالراح��ل منص��ور‬ ‫الكيخيا ؟‬ ‫كان أخ���ر لقاء مع منص���ور يف عام ‪ 1984‬عندما‬ ‫كنت مرافقة للوالدة يف رحلة عالج يف سويسرا‬ ‫س‪20-‬كيف وصلكم نبا اختطاف منصور الكيخيا ؟‬ ‫مسع���ه أحد االخ���وة من مذياع س���يارته من إذاعة‬ ‫‪ BBC‬عندم���ا كان ينق���ل أطفال���ه للم���دارس‬ ‫صباح���ا ‪ ،‬وأخوت���ي الذي���ن كان���وا خ���ارج الوطن‬ ‫كتموا اخلرب لعلهم يسمعون أخبار مطمئنة عنه‬ ‫‪ ،‬و يف ذل���ك الوقت مل تكن توجد وس���ائل س���ريعة‬ ‫لنقل اخلرب كما هي اآلن ‪.‬‬ ‫س‪21-‬ه��ل وصلتك ع��ن وفاته أي معلوم��ات قبل ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير ؟‬ ‫مل يص���ل إلين���ا خ�ب�ر أكي���د ع���ن وفات���ه قبل ‪17‬‬ ‫فرباي���ر لدرجة ان���ه يف االيام االول���ي بعد حترير‬ ‫بنغ���ازي كن���ت اش�ت�رك يف املظاه���رات حامل���ة‬ ‫صورته ولكن بعد ذلك توقفت عن محلها خوفا ان‬ ‫يكون يف طرابلس حيا وينتقم منه القذايف ‪.‬‬ ‫س‪22-‬كي��ف تلقيت خ�بر العثور عل��ى جثمانه ؟ وهل‬ ‫كنت مستعدة هلذا األمر ؟‬ ‫طبع���ا تأكدنا من وفاته بع���د حترير طرابلس ‪،‬‬ ‫وكن���ا ننتظر خرب العثور عل���ي جثمانه علي أحر‬ ‫م���ن اجلم���ر وخصوصا كان���ت تقول اإلش���اعات‬ ‫اب���ان حكم الطاغي���ة بأنه مت ف���رم جثمانه ورميه‬ ‫يف البح���ر ‪ .‬مت العثور علي اجلثمان و لكننا مسعنا‬ ‫اخل�ب�ر البش���ع وه���و أن جثمان منص���ور مل يدفن‬ ‫ووض���ع يف الفريز م���ن وفاته ع���ام ‪ 1996‬أي ملدة‬ ‫‪ 16‬عاما ‪ ،‬بالرغم من حزننا الشديد إال اننا فرحنا‬ ‫برجوع���ه الي بيت االس���رة بع���د ان كان مفقودا‬ ‫ملدة ‪ 19‬س���نة ‪ ،‬ما أبش���ع احلالة اليت اوصلنا إليها‬ ‫الطاغي���ة جعلن���ا نفرح جبثم���ان منصور وبدفنه‬ ‫كبديل ملا هو أبش���ع وهو املص�ي�ر اجملهول ودفنه‬ ‫يف الفري���ز ‪ .‬وه���ذا البيت البلي���غ قالته زميليت يف‬ ‫ذلك اليوم ‪:‬‬ ‫رغ���م املوت عاد النس���ر إلي وك���ره والكل قابله‬ ‫رغم احلزن مسرورا‬ ‫س‪23-‬ظه��ر رش��يد الكيخي��ا جن��ل منص��ور يف حف��ل‬ ‫تأبينه يف طرابلس هل حيمل رش��يد صفات والده وهل‬ ‫له طموح سياسي وأين تقيم عائلة منصور اآلن ؟‬

‫رش��يد جنل منصور ليس لديه طموح سياس��ي أما ابنته جيهان فلها طموح سياس��ي واضح‬ ‫فهي خرجية علوم سياسية واآلن تواصل تعليمها العالي يف نفس اجملال يف نيويورك‬ ‫اختطاف���ه وتقديم كل املتورط�ي�ن يف خطفه من‬ ‫أعوان الطاغية للعدالة ‪.‬‬ ‫س‪ 16-‬بصفتك أس��تاذة جامعي��ة ما هو احلل اجلذري‬ ‫ملشكلة التعليم يف ليبيا ؟‬ ‫احل���ل اجل���ذري للمش���كلة ه���و إص�ل�اح البني���ة‬ ‫التحتي���ة للتعلي���م وال�ت�ي تش���مل تطوي���ر املناهج‬ ‫وتدري���ب املدرس�ي�ن وإع���داد فص���ول ومعام���ل‬ ‫منوذجية واالهتم���ام باملكتبات وأن تك���ون االدارة‬

‫اليت يقيم بها أعضاء هيئ���ة التدريس يف جامعات‬ ‫العامل املتقدم والعمل علي تطبيق معايري اجلودة‬ ‫يف اجلامع���ة و حمارب���ة الفس���اد اإلداري وتقوية‬ ‫احلرس اجلامعي لتوفري االمن للجميع ‪.‬‬ ‫س‪18-‬ما هي رؤيتك ملس��تقبل املسار الدميقراطي يف‬ ‫ليبيا ؟‬ ‫بعد اجتي���از انتخابات اجملال���س احمللية يف كثري‬ ‫م���ن امل���دن وانتخاب���ات املؤمتر الوط�ن�ي بكل جناح‬

‫تقرأ القرآن على جثمان الشهيد منصور الكيخيا‬

‫رش���يد جنل منص���ور ليس لديه طموح سياس���ي‬ ‫واضح بع���د ‪ ،‬فهو خريج كلية الطب وبدأ حياته‬ ‫كطبي���ب ‪ ,‬أما أبنته وأمسها جيه���ان فلها طموح‬ ‫سياس���ي واض���ح فه���ي خرجي���ة عل���وم سياس���ية‬ ‫واآلن تواص���ل تعليمه���ا العال���ي يف نف���س اجملال‬ ‫يف نيوي���ورك ‪ ،‬عائل���ة منصور املتكونة من رش���يد‬ ‫وجيهان ووالدتهما كلها مقيمة يف أمريكا ‪.‬‬ ‫س‪24-‬ما هي الكلمات اليت تودين قوهلا لروح منصور‬ ‫الكيخيا يف ذكرى رحليه ؟‬ ‫لق���د افتقدتك كث�ي�را وافتقدتك االس���رة كلها‬ ‫وفق���دك الوط���ن فقد كنت س���يد املنطق والعقل‬ ‫واحل���وار وحتم���ل قلب���ا طيب���ا متس���احما حيتوى‬ ‫اجلمي���ع كم امتين لو كن���ت معنا يف هذه االيام‬ ‫الصعبة لنس���تأنس برأيك ونخُ رج الوطن من هذا‬ ‫املختن���ق املخي���ف ‪ .‬رمحك اهلل يا ش���قيقي العزيز‬ ‫ورحم كل ش���هداء ليبيا رمحة عرضها السموات‬ ‫واألرض‬ ‫كلمة أخرية‬ ‫أرج���و ان يتكات���ف كل الليبي�ي�ن الش���رفاء حت���ى‬ ‫خي���رج الوطن م���ن ه���ذا املختنق وننتقل بس�ل�ام‬ ‫إلي مرحلة الدولة الدميقراطية املستقرة االمنة‬ ‫دولة القانون واملؤسسات ‪.‬‬


‫‪1212‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫العدد‪10 ((--‬‬ ‫‪) 135‬‬ ‫العدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬ ‫ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‪- 10 (9‬‬ ‫‪--)3135‬‬ ‫العدد‬ ‫الثالثة‬ ‫ديسمبر‪)201316‬‬ ‫‪( 16‬‬ ‫‪- )(-134‬‬ ‫السنة ‪-‬‬ ‫الثالثة‬ ‫السنة‬

‫اجملـنـون‬

‫موكونا كامنفا إيلونفا‬ ‫ترمجة ‪ :‬ساسي محام‬ ‫بدأ كل ش���يء به���ذه الدمع���ة اليت تس���يل بدون‬ ‫انقط���اع م���ن الع�ي�ن اليس���رى‪ ،‬نذير ش���ؤم‪ ،‬قلق‪،‬‬ ‫ظه���رت احلال���ة ي���وم نش���ر قائم���ة اجملندي���ن‪...‬‬ ‫غري���ب‪ ...‬الحظ���ت فجأة أن احل���ذاء أصبح قدمياً‬ ‫جداً‪ ...‬يدل على أني أفقر اجلميع‪ ...‬جلده اهرتأ‪...‬‬ ‫ميك���ن أن ينتزع نعله يف أي حلظ���ة‪ ...‬املصائب ال‬ ‫تأت���ي إال جمتمع���ة‪ ...‬طردن���ي صاح���ب البيت يف‬ ‫نفس اليوم‪ ...‬مل يع���د املثقف حمرتماً‪ ...‬هذا امليت‬ ‫م���ع تأجي���ل التنفيذ مل يعد له احل���ق يف التكريم‬ ‫حتى بع���د موته‪ .‬حلي���ة ك ّثة ب ّيض���ت ذقن رجل‬ ‫جعل���وه يعج���ز عن معرفة س���بب وج���وده‪ .‬كنت‬ ‫أعتق���د يف الوالءات‪ :‬الغنى والفقر ليس���ا دائمني‪...‬‬ ‫هنا رمبا يكمن اخلطأ‪.‬‏‬ ‫مل ي���ر أح���د أب���داً جمنون���اً يف املدينة‪ ،‬ش���خصية‬ ‫غريبة‪ ...‬قلق‪ ...‬من ال يريد رؤية هذه الشخصية‬ ‫العجيب���ة؟ كل واحد يريد معرف���ة هذه احلالة‬ ‫االجتماعي���ة اليت أخّل���ت بالنظام‪ ...‬تس���مع كل‬ ‫صب���اح صيحة مدوية تعلن عن وجوده! إنه هنا‪...‬‬ ‫ولك���ن أحداً لن يراه‪ .‬خيطئ���ون يف بعض األحيان‬ ‫فيمس���كون أحداً غريه‪ ...‬غريب‪ ...‬املكاتب واملفازات‬ ‫تف���رغ‪ ...‬يَ�ت�رك التج���ار س���لعهم للص���وص للقاء‬ ‫جمنون‪ ...‬جيب رؤية اجملنون‪.‬‏‬ ‫ـ ماذا فعل اجملنون؟‏‬ ‫ـ ‪...‬‏‪.‬‬ ‫ـ ما أمسه؟‏‬ ‫يناديه البعض بـ"الس���يد األستاذ" والبعض اآلخر‬ ‫بـ"األخت األس���تاذة" زلة لس���ان أم اخرتاع؟ بعض‬ ‫التحف���ظ؟ الب���دع الكالمي���ة عدي���دة ومرخصة‪.‬‬ ‫عندما يكثر املس���تطلعون تتقيأ النس���اء ليؤكدن‬ ‫أنه موجود رغم أنهن مل يروه ولن يروه‪...‬‏‬ ‫ـ يف سرواله؟ متسائلني‪.‬‏‬ ‫ـ نعم يف سرواله‪.‬‏‬ ‫ـ الرائحة كريهة جداً‪..‬‏‪.‬‬ ‫ـ نعم إنها كريهة جداً‪...‬‏‬ ‫يبص���ق املارة‪ ...‬يش���تمون‪ ...‬يلعنون األحش���اء اليت‬ ‫قذفت هذا املس���خ‪ ...‬غريب‪ ...‬عجي���ب‪ ...‬من أعلنوا‬ ‫ع���ن عم���ل اجملن���ون بق���وا هادئ�ي�ن‪ ...‬خرجت من‬ ‫املنزل بعد ع���ودة زوجيت من العمل‪ .‬املرأة ال جتد‬ ‫صعوبة يف احلصول عل���ى عمل‪ .‬أنا كذلك أريد‬ ‫لقاء اجملنون‪ ...‬أريد رؤيته‪ ...‬ملسه‪ ...‬فهمه‪ ...‬سألت‬ ‫أول رجل اعرتضين‪:‬‏‬ ‫ـ س���يدي هل تس���تطيع أن تدلين على املكان الذي‬ ‫أجد فيه اجملنون؟‏‬ ‫ر ّد غاضباً‪.‬‏‬ ‫ـ ه���ل به���ذه الطريقة تتهم املواطن�ي�ن‪ ...‬إذا كنت‬ ‫جاسوساً فهذه مشكلتك‪ ...‬معي‪ ...‬أنتم‪...‬‏‬ ‫هدأ أمام صميت وتفحصين جيداً وقال بلطف‪:‬‏‬ ‫ـ سيدي ال أعرف أين يوجد‪.‬‏‬ ‫مزعج‪ ...‬أوش���ك أن‪ ...‬أنا كذل���ك‪ ...‬ال أعرفه‪ ...‬هو‬ ‫كذل���ك ال يعرفين‪ ...‬من يكون؟ وأنا؟ اعتذر كل‬ ‫واحد لآلخر‪.‬‏‬ ‫اعرتض�ن�ي رجل ث���ان فثال���ث‪ ...‬مل جيب�ن�ي أحد‪...‬‬ ‫جييب���ون غبي���اً بالصم���ت‪ ...‬بعد ذل���ك اعرتضتين‬ ‫عج���وز‪ ...‬غ�ي�ر ق���ادرة عل���ى النط���ق الس���ليم وال‬ ‫تس���تطيع التميي���ز ب�ي�ن احل���روف‪ ...‬قال���ت ل���ي‬ ‫"ال أع���رف‪ ...‬ال يهم�ن�ي‪ ...‬مل���اذا تنظ���ر إل���ي بعيون‬ ‫جمنون‪ ...‬ال يهمين‪ ...‬ابتس���مت‪ ...‬غريب‪ ...‬مقلق‪...‬‬ ‫م���اذا ميك���ن أن يع�ن�ي هل���ا االس���تقالل أو الثورة؟‬ ‫كلمتان خاويتان‪ ...‬ال ميكن فهمهما‪ ...‬أبداً كان‬ ‫االس���تقالل وع���داً والث���ورة كذلك وع���داً آخر‪...‬‬ ‫أعلمين رجل رابع أن اجملنون موجود يف احلانة‪...‬‏‬

‫وصل���ت إىل احلانة‪ .‬نظر إلي الرواد بس���خرية‪...‬‬ ‫فق���دوا وعيه���م م���ن كث���رة الش���راب رغ���م نداء‬ ‫الس���لطة "الث���ورة يف حاجة لرجال مس���تقيمني"‬ ‫يصع���ب مالحظ���ة جمن���ون يف مملك���ة اجملانني‪.‬‬ ‫الرج���ل هو ال���ذي يتحدى اآلخرين ق���ال أحدهم‬ ‫بصوت مرتفع‪ ،‬إذا كنت جاسوس���اً فإنك ستموت‬ ‫ق���ال آخر فال ميكن أن خيون أحدنا اآلخر مطلقاً‬ ‫ثم أطلق شعارات ردّدها اآلخرون بقوة‪.‬‏‬ ‫يف جمموعتن���ا‪ ...‬اخلائن جيب‪ ...‬مي���وت‪ ...‬اخلائن‬ ‫جي���ب‪ ...‬أن مي���وت‪ ...‬يصفق���ون بق���وة‪ ...‬إزع���اج‬ ‫مضحك‪...‬‏‬ ‫لنق���دم له قلي ً‬ ‫ال من اجلعة احتفاء به قال الصوت‬ ‫اجله���وري‪ ...‬يظه���ر أنه أق���ل خط���ورة‪ ...‬بعد ذلك‬ ‫ميك���ن أن جي���د ع���ذراً النش���غاله‪ ...‬قدم���ت ل���ي‬ ‫الساقية قارورة من اجلعة‪...‬‏‬ ‫قلت هامساً مداعباً القارورة وما حتتويه‪...‬‏‬ ‫ـ آه! أحتدى السلطة‪...‬‏‬ ‫ـ بني ذلك قال صوت من الداخل‪ ...‬ميكن أن تفعل‬ ‫عكس ما تريده السلطة‪ ...‬اشرب حتى الثمالة‪...‬‏‬ ‫فلو‪ ...‬فلو‪ ...‬فلو‪...‬‏‬ ‫**********‏‬ ‫ـ آه‪ ...‬أتت! توقظين يف الشارع‪...‬‏‬ ‫ـ ال‪ ...‬أجبت مغمض العينني‪..‬‏‪.‬‬ ‫ـ أنت تصلي‪...‬‏‬ ‫ـ هذا ال يهمك‪...‬‏‬ ‫ـ تسمح لنفسك لتقول هذا الكالم! أال تعرف أنك‬ ‫ُتفشل الثورة‪ ...‬هي ثورة أمك؟‏‬ ‫تلقيت ضربة قوية على رأس���ي‪ ...‬فتحت عيين‪...‬‬ ‫رأيت ش���رطيني على اس���تعداد لوض���ع القيود يف‬ ‫معصم���ي ووضع���ي يف س���يارة تنتظرن���ي هناك‬ ‫لنقلي‪...‬‏‬ ‫ـ عف���واً س���يدي‪ ...‬قلت راجي���اً‪ ...‬أنا مس���يحي‪ ...‬أنا‬ ‫أعت�ن�ي بطفلي عندم���ا تكون زوج�ت�ي يف العمل‪...‬‬ ‫أنها تعمل‪ ...‬أنا جماز يف السياسة واإلدارة املالية‪...‬‬ ‫عاطل عن العمل‪ ...‬أنا مناضل‪ ...‬أريد مقابلة‪...‬‏‬ ‫أتلقى ضربة ثانية أفقدتين الوعي‪....‬‏‬ ‫**********‏‬

‫عندما اس���تعدت وعيي وجدت نفسي يف زنزانة‪...‬‬ ‫مجل���ة واح���دة ّ‬ ‫ت���رن يف رأس���ي‪" ...‬ه���ل ه���ي ثورة‬ ‫أمك؟" وأقول أن دم آبائي وقود هذه الثورة‪...‬‏‬ ‫تذرف الطبيعية الدموع حملو أموات االستقالل‪...‬‬ ‫يبك���ي األطف���ال يف كل م���كان حبثاً عن س���ند‪...‬‬ ‫مزع���ج‪ ...‬ال يفهم���ون مل���اذا يتقاتل الكه���ول‪ ...‬إنه‬ ‫االستقالل‪ ...‬االستقالل بكل بساطة‪ ...‬وصل هذا‬ ‫الصباح أخي وزوجته اخلالسية‪ ...‬تزوجا من مدة‬ ‫قريبة‪ ...‬يف مس���اء نفس اليوم زارنا جمموعة من‬ ‫الرجال يرتدون بدالت يف لون العشب‪....‬‏‬ ‫قال أحدهم‪...:‬‏‬ ‫ـ أين أبنك؟‏‬ ‫أجاب أبي ال���ذي يعلم باملكيدة ال�ت�ي دبرت ألخي‬ ‫وزوجته بربود‪:‬‏‬ ‫ـ لقد رحل‪.‬‏‬ ‫ـ إذن‪ ...‬ه���رب‪ ...‬مل���اذا رج���ع مع جاسوس���ة بيضاء؟‬ ‫سنقبض عليهما‪.‬‏‬ ‫س���يقتالنهما‪ .‬لن نعثر على جثتيهم���ا‪ ...‬ال َزم أبي‬ ‫ه���دوءه‪ ...‬أم���ي تبك���ي‪ ...‬تلقت ضرب���ة قوية على‬ ‫بطنها س���تكون دون ش���ك س���بب وفاته���ا‪ ...‬أوثقوا‬ ‫أب���ي ومحل���وه‪ ...‬لن جن���ده ه���و كذل���ك‪ ...‬هدية‬ ‫االستقالل الرائعة‪...‬‏‬ ‫**********‏‬ ‫قادني ثالثة أعوان حملكمة التحقيق‪...‬‏‬ ‫ـ امسك‪ ،‬عنوان���ك‪ ،‬أصلك‪ ،‬دراس���تك‪ .‬مهنتك‪ ،‬قرأ‬ ‫كاتب احملكمة‪...‬‏‬ ‫ـ هل هي بالد أمك؟ تساءل احلاكم‪.‬‏‬ ‫ـ لقد توفيت قلت‪ ...‬مقتنعاً بوجوب احرتام املوتى‪...‬‏‬ ‫ـ تكل���م‪ ...‬ليس عندك أقوال أخ���رى‪ ...‬ال ميكن أن‬ ‫تكون إال يتيم األبوي���ن‪ ...‬الكثري من األبناء مثلك‬ ‫هم عبء على الثورة‪..‬‏‪.‬‬ ‫ـ صحيح‪ ...‬أيها الرئيس‪...‬‏‬ ‫ـ لكن‪ ...‬حماكمتك ليس���ت من اختصاصي‪ ...‬أيها‬ ‫احلراس خذوه ليقدم غدا للمحكمة العليا‪...‬‏‬ ‫يف احملكم���ة مسعنا نف���س التعليمات أم���ام وزير‬ ‫الثورة‪ :‬االس���م‪ ،‬األصل‪ ،‬الدراس���ة‪ ،‬املهنة‪ ....،‬كان‬ ‫ميك���ن أن يك���ون وضع���ك أحس���ن ولكن لألس���ف‬

‫خؤون قال يف النهاية نائب اجلمهورية‏؛‬ ‫ـ مث���ل هذا الرجل جيب حتويله للجنة املركزية‬ ‫للح���زب الوطين الوحيد‪ ...‬إن���ه متمرد‪ ...‬ال خناف‬ ‫الكلمات‪ ...‬إنها موجودة لالستعمال فقط‪..‬‏‪.‬‬ ‫اجتمع جملس التأديب للجنة املركزية للحزب‬ ‫الوطين الوحيد احلاكم بصفة اس���تثنائية ليس‬ ‫الس���تماعي ولكن لشتمي‪" :‬خطري املعاشرة‪ ،‬لص‪،‬‬ ‫عدي���م الرتبي���ة‪ "...‬وأض���اف أحده���م‪" ...‬من طلب‬ ‫من���ك أن تولد يف هذه الب�ل�اد؟ قبل أن أوضع على‬ ‫ذمة رئي���س اجلمهورية‪ ...‬ف�ل�ا يوجد غريه "األب‬ ‫مؤسس األمة ليحدّد مصريي‪...‬‏‬ ‫العظيم" ّ‬ ‫*‬ ‫********* ‏‬ ‫وجدت زوجيت بعد ثالثة أس���ابيع م���ن اعتقالي‪.‬‬ ‫ش���حب لونها وفق���دت الكثري من وزنه���ا‪ .‬يف هذه‬ ‫املدين���ة حي���ث يغي���ب املواطن���ون بس���رعة يف أي‬ ‫حلظ���ة لريم���وا يف زنزان���ة مثل ال�ت�ي رميت فيها‬ ‫البد أن ينقص وزنهم‏‪.‬‬ ‫ـ النظام قتل أقرباءنا قالت باكية‏‪:‬‬ ‫ـ مل أفعل شيئاً‪.‬‏‬ ‫ـ انظر‪..‬‏‪.‬‬ ‫قدم���ت لي قصاصة من جري���دة قرأت فيها‪" :‬من‬ ‫ّ‬ ‫يش���ك يف اجمله���ودات اليت تبذهلا الث���ورة من أجل‬ ‫األم���ن االجتماع���ي ورفاهي���ة املدين���ة؟ ال أح���د‪.‬‬ ‫رج���ال الثورة قبض���وا على اجملن���ون‪ .‬وتعاهدكم‬ ‫الثورة على ترويضه حتى ال يلحق أي أذى بأحد‏‪.‬‬ ‫النص! اجتاحتين‬ ‫رأيت صورتي ملصق���ة جبانب ّ‬ ‫موجة من الربد الش���ديد فتجمد الدم يف عروقي‬ ‫وختش���بت أطرايف‪ .‬قضيت ف�ت�رة قصرية يف عداد‬ ‫األموات قبل أن أمتاسك نفسي‪.‬‏‬ ‫أنا إذن اجملنون! غريب! ال‪ ...‬إنه كالم جرائد‪....‬‏‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•موكون���ا كامنف���ا إيلونف���ا‪ :‬كات���ب وممث���ل م���ن‬ ‫ش���ابا يف مجهوري���ة الكونغ���و الدميقراطي���ة ‪ ،‬يعم���ل‬ ‫م���ع أصدقائ���ه املؤلف�ي�ن واملمثل�ي�ن واملس���رحيني على‬ ‫نش���ر مس���رح جتري�ب�ي يعتمد عل���ى تقني���ات اإلخراج‬ ‫احلديثة والتعبري احمللي البكر ومينوغرافيا الطقوس‬ ‫األفريقية‪.‬‬ ‫•نشر العديد من األعمال القصصية‪.‬‏‬


‫‪)2013‬‬ ‫العدد) (‪( -‬‬ ‫‪135‬‬ ‫السنةالعدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪-2- 10‬‬ ‫‪ 26(16‬ـ‬ ‫‪(- 59‬‬‫العدد‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫ديسمبر‪16‬‬ ‫‪)- 10‬‬ ‫‪135‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬

‫‪13‬‬

‫عازف ّ‬ ‫الظل‬ ‫منرية درعاوي‬ ‫" حكم���ت احملكم���ة حضوريّ���ا عل���ى امل ّته���م ‪:‬‬ ‫بالس���جن مخ���س س���نوات مع‬ ‫رم���زي إبراهي���م ّ‬ ‫ال ّنفاذ العاجل ‪" . . .‬‬ ‫نط���ق القاض���ي احلك���م و طوى دف�ت�ره وغادر‬ ‫القاع���ة ‪ ،‬فع�ل�ا ّ‬ ‫الضجي���ج ب�ي�ن مغ���ادر منش���رح‬ ‫أما أنا فقد‬ ‫وواق���ف ال يكاد يس���توعب ما جي���ري ‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ي���دي إىل احلارس�ي�ن يضع���ان حوهلم���ا‬ ‫أس���لمت‬ ‫ذلك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التفت ملقيا عليها‬ ‫احلديدي ‪ .‬ح�ي�ن‬ ‫الطوق‬ ‫نظرتي األخرية كانت تنظر إلي بال حراك ‪.‬‬ ‫السجن وأغلق‬ ‫نقلت على منت س ّيارة كبرية إىل ّ‬ ‫باب ال ّزنزانة ورائي مصدرا صريرا مزعجا ‪.‬‬ ‫نظرت إىل ذلك الباب ورحت بعيدا ‪. . .‬‬ ‫منذ قليل زارني ّ‬ ‫الضابط وقال ‪:‬‬ ‫السجن نهاية هذا األسبوع بعد انقضاء‬ ‫ ستغادر ّ‬‫والسلوك ‪. . .‬‬ ‫السرية ّ‬ ‫ثلثي املدّة ومت ّيزك حبسن ّ‬ ‫الصدئ من جديد ‪. . .‬‬ ‫وانطلق صرير ذلك الباب ّ‬ ‫فهمهمت‪:‬‬ ‫ـــ وهذه اخلربشات على اجلدار ‪ . . .‬ملن سأتركها‬ ‫؟‬ ‫وه���ذ ا الع���امل ال���ذي الته���م نصيب���ا م���ن عم���ري‬ ‫أغادره!!! ‪. . .‬‬ ‫أيّام صارت جم ّرد عالمات باهتة ‪....‬على اجلدار‬ ‫‪.‬‬ ‫لو عدت قليال إىل األم���س‪ ...‬عام واحد قبل نقش‬ ‫أوّل عالم���ة هناك ح�ي�ن جاء صديقي األس���تاذ "‬ ‫س���ليم " إىل مكتيب ‪ ،‬أذكر أ ّنه كان مرتبكا وهو‬ ‫يقول ‪:‬‬ ‫ــ���ـ رم���زي ‪ . . .‬دع���ك من هذا األم���ر أرجوك أنت‬ ‫تلع���ب بال ّنار ‪ . .‬ال تفتح على نفس���ك باب املواجهة‬ ‫‪ ،‬وأنت الزلت يف أوىل خطواتك املهن ّية صديقي ‪.‬‬ ‫ـــــ ته ّد د ني ؟‬ ‫بل أنبهك!‬ ‫ـــــ تنبيهك قد وصل ‪ . . .‬فشكرا ‪.‬‬ ‫ح�ي�ن ّ‬ ‫الس���اعة ‪ ،‬كانت‬ ‫رن ج���رس اهلات���ف تل���ك ّ‬ ‫كرمية على ّ‬ ‫اخلط ‪ ،‬مل أش���أ إخبارها مبا حصل‬ ‫إّ‬ ‫ال أ ّنها بادرتين بالقول ‪:‬‬ ‫ــــــ أنت منزعج أكيد ‪ ،‬لقد زارك أحد هم ‪.‬‬ ‫ــــــ نعم إ ّنه " سليم "!‬ ‫ــــــ ماذا ستفعل اآلن ؟‬ ‫ـــــــ ما قولك ؟‬ ‫ـــــ ال ترتاجع أنت على ّ‬ ‫حق ‪.‬‬ ‫ـــــ سيقفون ضدّي ‪.‬‬ ‫يهمك ‪ ،‬أنا وقناعاتك معك ‪.‬‬ ‫ـــ ال ّ‬ ‫ل���و قالت غري ذلك لقلت أ ّنها ليس���ت " كرمية "‬ ‫السجن ّ‬ ‫كل أسبوع دون‬ ‫اليت أعرفها ‪ .‬تزورني يف ّ‬ ‫انقطاع ‪.‬‬ ‫كث�ي�ر من األصدقاء نس���وني ‪ ،‬مبج ّرد إثارة‬ ‫تل���ك القض ّية أصبحت مش���بوها بال ّنس���بة إليهم‬ ‫رغ���م أ ّنه���م يعرف���ون أ ّنه���ا تهمة كيديّ���ة دفعت‬ ‫مثنها ثالث سنوات من عمري فقط‬ ‫الطري���ق ّ‬ ‫ليخل���و ّ‬ ‫للطي���ف املرتس���م مدي���دا على‬ ‫صفحة جدار احملكمة وقاعة اجللسات ‪.‬‬ ‫كان مرتس���ما عل���ى أوراق ّ‬ ‫مل���ف ال ّتحقي���ق ويف‬ ‫بؤب���ؤ ع�ي�ن احمل ّقق ‪ ،‬رأيت���ه مط ّ‬ ‫ال برأس���ه وأذرعه‬ ‫السجن ‪.‬‬ ‫األخطبوط ّية ح ّتى على ذ راع حارس ّ‬ ‫من���ذ أوىل مالبس���ات القض ّية إىل م���ا بعد احلكم‬ ‫فيها‬ ‫وهو ميس���ك األوت���ار ج ّيدا‪ .‬ذلك الع���ازف القذر‬ ‫عرف كيف يطبق على رقبيت بيديه الفوالذيتني‬ ‫‪ . . .‬غد ا ستزورني كرمية وسأخربها ‪ .‬لن أخفي‬ ‫عنها شيئا بعد اآلن‪.‬‬

‫الساكن داخل مججميت‬ ‫ونطق " رمزي " اآلخر ّ‬ ‫‪:‬‬ ‫ــ إيّاك أن تفعل ‪ .‬ما ذنبها لتقحمها يف مثل هذه‬ ‫القض ّي���ة؟ ربمّ ا خينقه���ا عازف ّ‬ ‫الظ ّ‬ ‫���ل كما فعل‬ ‫معك ‪ . . .‬أقصد معنا ‪. . .‬‬ ‫ـ���ـ كرمي���ة ذك ّية وش���جاعة س���تعرف كيف‬ ‫تتص ّرف‪ ،‬أنا على يقني من ذ لك ‪.‬‬ ‫ـ���ـ ي���ا أن���ا ‪ . . .‬أيّه���ا العني���د! ‪ . . .‬أمل ترت���دع ؟‪. . .‬‬ ‫أال تكفيك ّ‬ ‫كل هذه اخلربش���ات على اجلدار؟ ‪. . .‬‬ ‫إ ّنها أيّامك اليت مض���ت إىل غري رجعة يف غياهب‬ ‫الس���جن ‪ ،‬داخل زنزانة مقيتة هواؤها عفن‪ ،‬بل ال‬ ‫ّ‬ ‫هواء فيها ‪ ،‬فمن أين سيأتيها اهلواء ؟‬ ‫زنزانتك هذه وهي جدار تتلوه جدران وعلى ّ‬ ‫كل‬ ‫جدار خربشات‪ .‬وينادي احلارس ‪:‬‬ ‫ــ رمزي إبراهيم لديك زيارة ‪.‬‬ ‫األكيد أ ّنها كرمية سأخربها ّ‬ ‫بكل شيء ‪.‬‬ ‫ــ ماذا تقول أستاذ " رمزي " ال أكاد أصدّق ؟‬ ‫ـــ كرمية س���تفهمني ّ‬ ‫كل ش���يء أعرف ّ‬ ‫أن هذا‬ ‫صعب ال ّتصديق ولكنّ عازف ّ‬ ‫الظ ّل هو من ح ّرك‬ ‫األوتار ‪ . . .‬خذي هذه ال ّرس���الة جيب أن تصل إىل‬ ‫والدتي ‪ ،‬ستس���ّلمك مفتاح املكتب وبعض الوثائق‬ ‫وستفهمني ّ‬ ‫كل شيء ‪. . .‬‬ ‫ــ حسنا سأفعل ‪.‬‬ ‫الس���جن ‪ ،‬يرتاءى إليها‬ ‫جتتاز كرمية عتبة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصرير ينبعث من دماغها!‬ ‫أن ّ‬ ‫تأخذ هاتفها اجلوّال ّ‬ ‫تركب رقما‪:‬‬ ‫ــ ماذا هناك ؟‪ . . .‬هل رمزي خبري ؟‬ ‫ـ���ـ نع���م إ ّنه خبري‪ ...‬عند ما أصل س���أخربك ّ‬ ‫كل‬ ‫شيء ‪.‬‬ ‫يف ركن منزو من املش���رب جتلس كرمية عند‬ ‫ال ّزاوية ممس���كة حقيب���ة جلديّة صغ�ي�رة ‪ ...‬بعد‬ ‫حني تق���ف مصافحة ضيفها وجيلس���ان‪ .‬أصبح‬ ‫طعم القهوة شديد املرارة ‪.‬‬ ‫ــ غري معقول ‪ ...‬يفعل ّ‬ ‫كل هذا ؟‬ ‫ولكن ّ‬ ‫ـ���ـ نع���م! أن���ا مثلك مل أص���دّق ّ‬ ‫كل ش���يء‬

‫موجود يف هذه الوثائق ‪.‬‬ ‫ــ ما العمل إذن ؟‬ ‫الصورة اآلن مشوّشة ‪.‬‬ ‫ــ ال أدري ‪ّ . . .‬‬ ‫السجن مي ّر أمام ال ّزنزانة أسأله ‪:‬‬ ‫حارس ّ‬ ‫ــ هل هناك زيارة لي ؟‬ ‫يشري برأسه إشارة ال ّنفي‪.‬‬ ‫عندم���ا أش���اح بوجهه ع�ّن�يّ حمل���ت ع���ازف ّ‬ ‫الظ ّل‪.‬‬ ‫مشمت رائحته ومسعت حشرجة أنفاسه ‪.‬‬ ‫ع���دت إىل ج���دار زنزانيت أرس���م علي���ه مصارعا‬ ‫حيم���ل قطع���ة قماش مح���راء وث���ورا تنغ���رز يف‬ ‫جسده خناجر كثرية ومازال يركض على غري‬ ‫هدى كأ ّنه يف ّر من املوت ‪ .‬أتراه مل يكن يدري ّ‬ ‫أن‬ ‫املوت أحكم خمالبه على رقبته فلم يعد أمامه إ ّ‬ ‫ال‬ ‫ال ّرقصة األخرية ؟‬ ‫أس���ئلة كث�ي�رة تنتظ���ر إجاب���ة ‪ ،‬وع���دم حضور‬ ‫كرمي���ة إىل ال ّزي���ارة جعله���ا تبق���ى معّلقة إىل‬ ‫مسمى ‪ .‬أتكون ق ّررت االنسحاب بعد أن‬ ‫أجل غري ّ‬ ‫عرفت حقيقة احلكاية ؟‬ ‫ع���ازف ّ‬ ‫الظ ّ‬ ‫���ل ذلك الذي ميس���ك مجيع األوتار‬ ‫لتتالعب بها أنامله كيف ش���اءت ‪ ،‬ليس شخصا‬ ‫عاد يّا ‪ ،‬إ ّنه إخطبوط أذرعه طائلة كل شيء ‪.‬‬ ‫حمل���ت بعضا من���ه على ج���د ران ال ّزنزان���ة ‪ّ .‬‬ ‫كل‬ ‫تلك اخلربش���ات هو من وضع هل���ا أحلانها ‪ ...‬م ّرة‬ ‫الصدئ نف���س األزيز‬ ‫أخ���رى يص���در ذلك الب���اب ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويطل ّ‬ ‫الضابط برأسه وعينيه حيث يرتبّع عازف‬ ‫ّ‬ ‫الظ ّل ‪:‬‬ ‫ــ غد ا صباحا ستغادر املكان ‪.‬‬ ‫ــ نعم أعرف شكرا ‪.‬‬ ‫أغاد ر غد ا إىل حيث تركت حياتي ‪ . . .‬أحالمي‬ ‫أمي ‪ . . .‬كرمية والبيت ‪.‬‬ ‫‪ّ ...‬‬ ‫أعدت قراءة اخلربش���ات على اجلدار‪ ...‬سأتركها‬ ‫لغريي ليزيد إىل حلنها نغما آخر ‪.‬‬ ‫ووجلت املكتب‪ .‬تس���ّلمت مالبس���ي وأمضيت على‬ ‫الكثري من األوراق ‪.‬‬ ‫ــ وداعا ‪. . .‬‬

‫ــ إىل الّلقاء ‪ . . .‬من يد ري ‪. . .‬؟‬ ‫الب���اب احل���د ّ‬ ‫ي���دي يلقي حت ّي���ة ال���وداع بصريره‬ ‫احلا ّد ‪ . . .‬أخريا ال ّنور ‪ . . .‬كم هو مبهر ‪. . .‬‬ ‫ــ محد ا للهّ على سالمتك !‬ ‫ـ���ـ كرمي���ة ! ملاذا انقطعت عن زيارت���ي منذ ذ لك‬ ‫اليوم ؟‬ ‫السيارة !‬ ‫ــ ستفهم قريبا يا رمزي ‪ . . .‬ه ّيا إىل ّ‬ ‫أمس���ك ال ّرفيق املق���ود بينما جلس���ت على املقعد‬ ‫اجملاور وصعدت كرمية خلفي ‪.‬‬ ‫احلي���اة تنس���اب مس���رعة عل���ى طرق���ات املدينة‬ ‫الكبرية‪.‬‬ ‫مازالت احلياة هي احلياة ‪.‬‬ ‫ــ نلتقي صباح الغد ‪.‬‬ ‫ــ أين ؟‬ ‫ــ يف مكتبك‪ ...‬سنكون يف انتظارك ‪.‬‬ ‫ــ ّ‬ ‫لكن املكتب مغلق ‪ . . .‬أنتما تعرفان ‪.‬‬ ‫ـــ ال ّ‬ ‫تتأخر ‪.‬‬ ‫طرقت الباب احلبيب ‪ّ ،‬‬ ‫الكل هنا ‪ :‬الوالد ة‪ ...‬اإلخوة‬ ‫كان ذ لك‬ ‫دافئا ‪.‬‬ ‫ب���اب املكت���ب مفتوح ‪ ،‬تثّب ّ‬ ‫���ت من العن���وان نعم إ ّنه‬ ‫مكتيب ‪. . .‬‬ ‫ـــ مرحبا سعدنا خبروجك من هناك ‪.‬‬ ‫ـــ أهال بكم مجيعا ‪. . .‬‬ ‫ّ‬ ‫ع���ادي للعم���ل ‪ . . .‬املل ّف���ات‬ ‫امل���كان يوح���ي بس�ي�ر‬ ‫موجودة ‪ . . .‬ال أكاد أفهم ‪.‬‬ ‫ـــ ّ‬ ‫تفضل املفتاح أوّال إ ّنه مغلق !‬ ‫مكت�ب�ي يتص���دّر الغرف���ة ال ّنظيفة ‪ ،‬علي���ه ّ‬ ‫ملف‬ ‫ضخ���م أمح���ر وفوق���ه الفت���ة "ع���ازف الظ���ل " ‪.‬‬ ‫ومباش���رة على مرمى نظ���ر اجلالس أمام مكتيب‬ ‫الفتة أخرى كتب عليها ّ‬ ‫خبط مجيل " األس���تاذ‬ ‫رمزي إبراهيم احملامي "‪.‬‬ ‫إلي وكانا يبتسمان ‪. .‬‬ ‫نظرت إليهما ‪ . . .‬نظرا ّ‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫حكاية قصيدة‬

‫حممد الفقيه صاحل‬ ‫حينما نعب البوم من وسط خرابته‪،‬‬ ‫يف فرباي���ر ‪ ،2011‬صافع���ا أرواحنا‬ ‫الغاضب���ة‪ ،‬وأوجاعن���ا الكظيم���ة‪،‬‬ ‫بس���ؤاله الرث الصفيق‪“ :‬من أنتم؟”‬ ‫كان ش���اعرنا الراح���ل “اجليالن���ي‬ ‫طريبش���ان”‪ ،‬قد رد عليه مس���بقا يف‬ ‫عام ‪ ،1972‬أي قب���ل حوالي أربعني‬ ‫عاما من ذلك‪ ،‬بسؤال صاعق‪:‬‬ ‫متهل‬ ‫واقرأ تواريخ أيامنا الناصعة‪..‬‬ ‫أختجل منا؟‬ ‫ومن أنت‬ ‫غري انعطاف توارخينا احلالكة‪..‬‬ ‫كان اجليالني قد نش���ر قصيدته‪ ،‬اليت اشتملت‬ ‫عل���ى هذا املقط���ع‪ ،‬يف صحيفة األس���بوع الثقايف‪،‬‬ ‫خالل الس���نة املذكورة‪ ،‬حتت عن���وان "البطل يف‬ ‫الساعة اخلامسة والعشرين"‪،‬وقد ذيلها‪ ،‬من باب‬ ‫التموي���ه‪ ،‬ورمب���ا بتواطؤ أو تدبري حمس���وب من‬ ‫إدارة حتري���ر الصحيف���ة آنذاك‪ ،‬مب���ا يفيد بأنها‬ ‫كتبت يف خريف ع���ام ‪ ،1968‬ومل يكن "البطل"‬ ‫يف ه���ذه القصي���دة الغاضب���ة الرافض���ة‪ ،‬س���وى‬ ‫الدكتات���ور معم���ر القذايف نفس���ه‪ ،‬أما الس���اعة‬ ‫اخلامس���ة والعش���رون‪ ،‬فال تع���دو أن تكون وقته‬ ‫السابح يف مدارات العدم واخلراب والعبث‪ ،‬خارج‬ ‫سياق زمن الناس وواقعهم وتارخيهم‪.‬‬ ‫لي���س هذا فحس���ب‪ ،‬بل ذهب اجليالن���ي بعيدا يف‬

‫استش���راف ما حيبل ب���ه اآلتي‪ ،‬حينم���ا راح ينذر‪،‬‬ ‫يف نفس القصيدة‪" ،‬بطله" السادي املتعجرف مبا‬ ‫ينتظره من مصري فاجع‪ ،‬قائال‪:‬‬ ‫"دنت ساعة الفيل‬ ‫هذي التالل أمامك‬ ‫وهذا الصنوبر خلفك‬ ‫فدونك‬ ‫وأومسة الزيف‬ ‫خذها‬ ‫توسدها‬ ‫ضعها على الصدر‬ ‫شاهد زور‬ ‫وشاهد قربك‪"..‬‬

‫آن���ذاك نزعة الرف���ض والتمرد والث���ورة‪ ،‬حينما‬ ‫قرأناها ألول مرة‪ ،‬قبل ما يربو على أربعني عاما‪،‬‬ ‫يف صحيفة األس���بوع الثقايف‪ ،‬وكنا حينها شبانا‬ ‫يافعني‪ ،‬مل نتجاوز العشرين من أعمارنا‪.‬‬ ‫وقد وصل تفاعلي ‪-‬شخصيا‪ -‬مع هذه القصيدة‬ ‫ح���دا جعلين أكتب‪ ،‬يف تلك الفرتة‪ ،‬نصا ش���عريا‬ ‫بعنوان "رسالة موقوفة حتى طلوع الفجر"‪ ،‬كان‬ ‫مبثابة تواصل وتواش���ج ساخن معها‪ ،‬أهديته إىل‬ ‫كل من جيالني طريبشان وحممد الشلطامي‪،‬‬ ‫وكان ذل���ك الن���ص م���ن ضم���ن كتابات���ي‬ ‫املخطوط���ة املستمس���كة‪ ،‬ال�ت�ي اس���تثارت حن���ق‬ ‫احملقق واستفس���اراته املس�ت�ريبة االس���تفزازية‪،‬‬ ‫أثن���اء التحقيق مع���ي‪ ،‬ومع أصدقائ���ي من رفاق‬

‫بيد أن "س���اعة الفيل" ه���ذه تطاولت حتى قاربت‬ ‫األربع�ي�ن عام���ا‪ ،‬لكنها حان���ت يف نهاي���ة املطاف‪،‬‬ ‫بل وتولت‪ ،‬كما س���وف حتني وتتوىل "س���اعات"‬ ‫الطغ���اة من كل صنف ول���ون‪ .‬وكان اجليالني‬ ‫يش�ي�ر يف هذا املقطع حتدي���دا إىل نوع معني من‬ ‫الفيل���ة تتج���ه‪ ،‬ح�ي�ن حت���س بدبي���ب امل���وت‪ ،‬إىل‬ ‫أعم���اق الغاب���ة‪ ،‬ك���ي تلق���ى حتفه���ا داخله���ا يف‬ ‫صمت وعزل���ة‪ .‬وواقع احل���ال أن املصري الدموي‬ ‫الذي آل إليه ح���ال الدكتاتور‪ ،‬يوم ‪ 20‬أكتوبر‬ ‫عام ‪ ،2011‬مل يكن س���وى خت���ام النهاية املدوي‪،‬‬ ‫أما املنحى اإلنتح���اري يف هذا املصري‪ ،‬فقد جتلى‬ ‫قب���ل ذلك‪ ،‬وبالتحدي���د منذ التج���اء الدكتاتور‪،‬‬ ‫إثر اندالع ثورة الش���عب اللي�ب�ي بعدة أيام فقط‪،‬‬ ‫إىل خرابته يف معس���كر ب���اب العزيزية‪ ،‬متحصنا‬ ‫بعزلته الكئيبة هن���اك‪ ،‬وخبطاب حقد وموت مل‬ ‫يكن‪ ،‬يف حقيقة األمر‪ ،‬سوى بيان انتحار‪.‬‬ ‫وم���ا من ري���ب ل���دي يف أن هذه القصي���دة‪ ،‬إذا ما‬ ‫تهي���أ للثقافة الوطنية الليبية ذات يوم من يوثق‬ ‫وقائعها‪ ،‬ويت���وىل رصد س�ي�رة معاناتها الطويلة‬ ‫م���ع نظ���ام س���بتمرب العس���كريتاري وتضييقاته‬ ‫التس���لطية‪ ،‬س���تكون إح���دى النص���وص الرائدة‬ ‫اليت أسس���ت‪ ،‬يف فرتة مبكرة‪ ،‬لرتاث مقاومة ذلك‬ ‫النظام‪ ،‬يف املدونة الش���عرية الليبية‪ ،‬وأسهمت يف‬ ‫إيق���اظ وعي وطين مضاد لتس���لطه واس���تبداده‪،‬‬ ‫واحنازت بالكامل للش���عب وحلم���ه يف حياة حرة‬ ‫كرمي���ة‪ .‬وأش���هد أن ه���ذه القصيدة ق���د هزتين‬ ‫مثلم���ا ه���زت أصدقائ���ي اخلل���ص‪ ،‬وأث���رت فينا‬ ‫تأث�ي�را عميقا‪ ،‬بل ورس���خت يف نفوس���نا الطرية‬

‫جيالني طريبشان‬ ‫الكلمة واحملن���ة‪ ،‬يف قضية اعتقال كوكبة من‬ ‫األدب���اء والكت���اب الليبيني الش���باب‪ ،‬ال�ت�ي عرفت‬ ‫بقضي���ة الصحاف���ة‪ ،‬أواخ���ر س���بعينيات الق���رن‬ ‫املاضي‪ ،‬وال�ت�ي أضيف اجليالني طريبش���ان إىل‬ ‫قائم���ة املتهمني فيه���ا‪ ،‬غري أن ظروف���ه الصحية‬ ‫آن���ذاك‪ ،‬وتدخ���ل بع���ض الش���خصيات الرصينة‬ ‫املتعقل���ة يف النظ���ام الس���ابق‪ ،‬أدى إىل إدراج‬ ‫اجليالني ضمن املشمولني حبكم الرباءة يف تلك‬ ‫القضي���ة‪ ،‬وأنقذه ‪-‬بالتالي‪ -‬من احلكم بالس���جن‬ ‫املؤبد الذي طال إثنى عش���ر كاتبا وأديبا متهما‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫ينه���ض بناء ه���ذه القصيدة‪ ،‬ال�ت�ي مل يكن ممكنا‬ ‫للش���اعر أن يدرجه���ا يف ديواني���ه الصادرين إبان‬ ‫حيات���ه‪ ،‬جلراءته���ا وصداميته���ا الواضح���ة‪ ،‬على‬ ‫ضمريي���ن متواجه�ي�ن‪ ،‬أوهلم���ا ضم�ي�ر املتكل���م‬ ‫(مف���ردا ومجاعي���ا)‪ ،‬م���ن خ�ل�ال صوت الش���اعر‬ ‫(سأقس���م ‪ ...‬بكل تراب بالدي ‪..‬اخل) الذي ال يلبث‬ ‫أن يتح���ول يف س���ياق تدفق إيق���اع القصيدة إىل‬ ‫ص���وت اجلماعة (بليبيا كتبناه���ا فوق اجلبال‪...‬‬ ‫توارخين���ا‪ ...‬أيامن���ا‪ ...‬اخل)‪ ،‬وثانيهم���ا ضم�ي�ر‬ ‫املخاط���ب‪ ،‬ال���ذي ميث���ل الط���رف املقاب���ل للذات‬ ‫الفردية واجلماعية‪ ،‬ممثال هنا يف صورة البطل‬ ‫املوه���وم (متهل‪...‬واقرأ‪...‬أختج���ل‪ ..‬اخل)‪ ،‬ولع���ل‬ ‫هذا م���ا جعل من نص القصي���دة أرض اصطدام‬ ‫واشتباك س���اخن حمتدم بني طرفني خمتلفني‬ ‫حد الفتك والتناحر‪ ،‬هما الش���اعر واجلماعة من‬ ‫جه���ة‪ ،‬واآلخ���ر الس���ادر يف اس���تعالئه وعجرفته‬ ‫م���ن جه���ة أخ���رى‪ ،‬وم���ع ذل���ك يظ���ل الص���وت‬ ‫األعلى واملس���يطر على مس���احة النص هو صوت‬ ‫الذات الفردية‪ ،‬اليت س���رعان م���ا تتحول إىل ذات‬ ‫مجاعي���ة‪ ،‬وكأني بالش���اعر يس���تميت من أجل‬ ‫متك�ي�ن نفس���ه ومجاعت���ه الوطنية م���ن احتالل‬

‫فض���اء القصي���دة‪ ،‬تعويض���ا ع���ن احت�ل�ال البطل‬ ‫املوهوم (الدكتاتور) فضاء اجملال العام بأكمله‪،‬‬ ‫واس���تخدامه كوسيلة للتس���لط على اجلماعة‪،‬‬ ‫وكتم أنفاسها‪.‬‬ ‫تدخ���ل ه���ذه القصي���دة إذن يف باب م���ا ميكن أن‬ ‫نسميه "الشعر السياسي"‪ ،‬وهي تقدم لنا منوذجا‬ ‫مدهش���ا لنبوءة الش���عر‪ ،‬حينما يوغ���ل يف صدقه‬ ‫وش���فافيته‪ ،‬وكأننا يف حضرة "عرافة دلفي"‪ ،‬يف‬ ‫عامل امليثولوجي���ا اإلغريقية‪ ،‬اليت ما انفكت تقرأ‬ ‫املصائر واملآالت‪ ،‬كما لو كانت تس���رد بالضبط‬ ‫م���ا جيري أم���ام ناظريه���ا‪ .‬الف���ارق هن���ا أن تلك‬ ‫العراف���ة كانت تتوس���ل يف نبوءاتها لغة التلميح‬ ‫واإلحياء فيما ب���دت قصيدة اجليالني هذه أدنى‬

‫إىل التصريح منها إىل التلويح أو التلميح‪.‬‬ ‫وعل���ى الرغ���م مم���ا انط���وت عليه القصي���دة من‬ ‫إش���ارات رمزي���ة وميثولوجي���ة‪ ،‬تعك���س عراق���ة‬ ‫ال���ذات اجلماعي���ة‪ ،‬وانغراس���ها العمي���ق يف تربة‬ ‫احلضارة اإلنس���انية‪ ،‬ويف مقدم���ة ذلك تقديس‬ ‫عناصر الطبيعة‪ ،‬من خالل القس���م بها (سأقسم‬ ‫بالن���ار والن���ور والث���ور‪ /‬سأقس���م بالصاعق���ة‪/‬‬ ‫وبالريح ح�ي�ن تهز اجلبال)‪ ،‬واإلش���ارة إىل الثور‬ ‫"غرزيل" الذي كان إهلا للخصوبة‪ ،‬إبان احلقبة‬ ‫البونيقي���ة يف ليبي���ا‪ ،‬فض�ل�ا ع���ن أمثول���ة الفيل‬ ‫الس���ائر بنفس���ه إىل حتفه‪ ،‬إال أن تلك اإلش���ارات‬ ‫تظ���ل حم���دودة للغاية‪ ،‬وه���ي ال تع���دو أن تكون‬ ‫اس���تحضارا خارجي���ا جزئيا‪ ،‬يتب���دى ظاهرا على‬ ‫س���طح القصي���دة‪ ،‬وال يتغلغل عميق���ا يف بنيانها‬ ‫الداخلي‪.‬‬ ‫وم���ع كل ذلك‪ ،‬فإن قصيدة "البطل يف الس���اعة‬ ‫اخلامسة والعشرين"‪ ،‬لشاعرنا الراحل "جيالني‬ ‫طريبش���ان" تق���دم بصدقها وتوترها وجس���ارتها‬ ‫وغضبه���ا النبي���ل وش���فافيتها ونبوءته���ا وتدف���ق‬ ‫إيقاعها ومتاسك بنيتها‪ ،‬مثاال وضيئا جلماليات‬ ‫املباش���رة الش���عرية‪ ،‬اليت تواجه الواقع واحلقيقة‬ ‫بوج���ه مكش���وف‪ ،‬دون أن تس���قط يف مط���ب‬ ‫الش���عارية الزاعقة‪ ،‬ما يؤهلها ألن تش���كل امتدادا‬ ‫أو إضافة للقصائد الرفيعة اليت تنبض حبيوية‬ ‫اهلم السياسي وصدقه‪ ،‬يف شعرنا اللييب املعاصر‪،‬‬ ‫إب���ان تل���ك الف�ت�رة املبك���رة م���ن حداث���ة الثقافة‬ ‫الليبية‪ ،‬السيما لدى كل من شاعرينا الراحلني‪،‬‬ ‫علي الرقيعي وحممد الشلطامي‪.‬‬ ‫مدريد ‪2013/11/30‬‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪ 26( (- 59‬ـ‬‫العدد‬ ‫الثالثة ‪-‬الثانية‬ ‫السنة السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪16-2- 10‬‬ ‫‪) 135‬‬ ‫العدد (‬

‫‪15‬‬

‫السيدة فتحية عاشور أي درنة الزاهرة‬

‫•السرية الذاتية‬ ‫فتحية عاشور مصطفى إمساعيل‬ ‫القاهرة ‪1926‬م‬ ‫ليس���انس آداب قس���م اللغ���ة اإلجنليزي���ة جامعة‬ ‫امللك فاروق القاهرة ‪1948‬م‬ ‫بعد خترجها تولت إدارة مدرس���ة درنه للبنات يف‬ ‫الع���ام الدراس���ي ‪1948-1949‬م ن ثم تغري اس���م‬ ‫مدرس���ة درنه للبنات على اس���م مدرسة الزهراء‬ ‫‪ ،‬ودام���ت فرتة إدارتها عش���رين س���نة مكنتها من‬ ‫أن تتمي���ز باجل���د والعط���اء واالهتم���ام بس�ل�امة‬ ‫اجلانب الس���لوكي ل���دى الطالب���ات ‪ ،‬وحتى بعد‬ ‫أن تول���ت إدارة تعليم املنطقة التعليمية حملافظة‬ ‫درن���ه من عام ‪ 1965‬إىل ع���ام ‪1969‬م احتفظت‬ ‫امسي���ا مبنصبه���ا كمديرة ملدرس���ة الزهراء وإن‬ ‫كان���ت الس���يدة فاطم���ة احلب���وش عملي���ا ه���ي‬ ‫املدي���رة الفعلية ‪.‬نهاية ع���ام ‪ 1960‬متت إحالتها‬ ‫إىل اخلدم���ة املدني���ة ‪ ،‬ثم صدر ق���رار بنقلها من‬ ‫اخلدم���ة املدني���ة إىل وزارة الرتبي���ة واإلرش���اد‬ ‫القوم���ي لإلس���تفادة م���ن خربتها وذل���ك بتاريخ‬ ‫‪28/12/1971‬م بق���رار م���ن رئاس���ة جمل���س‬ ‫ال���وزراء ‪ ،‬وبتاري���خ ‪15/7/1972‬م مت تكليفه���ا‬ ‫لتعليم الراشدات مبنطقة درنه ‪.‬‬ ‫•ملخص شهادة األستاذ حممد احلمر‬ ‫كان���ت معرف�ت�ي بالس���يدة فتحي���ة عاش���ور عن‬ ‫طري���ق زوجه���ا الس���يد فخ���ري السنوس���ي وق���د‬ ‫مسعت أني مدرس رياضيات متميز وكانت هي‬ ‫مديرة مدرس���ة البنات ‪ ،‬ومما حترص عليه جلب‬ ‫العناصر اجليدة للمدرس���ة ‪ ،‬فعلى هذا األس���اس‬ ‫مت اختي���اري ‪ .‬وكن���ت أت���ردد عليه���م يف بيته���ا‬ ‫الكائن بش���ارع الفنار رفقة األس���تاذ عبد احلميد‬ ‫بوجيدار وبوبكر احلصين وعلي املقصيب وحممد‬ ‫القديري‬ ‫•شيء من شهادة األستاذ حممد بلها‬ ‫عندم���ا رجعت من الدورة الرياضية من الواليات‬ ‫املتح���دة األمريكية عام ‪1965‬م كانت الس���يدة‬ ‫فتحية عاش���ور مدي���رة تعلي���م درن���ه وقبل ذلك‬ ‫كانت مديرة مدرس���ة الزهراء م���ن عام ‪1960‬‬ ‫م���إىل ع���ام ‪1965‬م وقد ب���دأت الس���يدة فتحية‬ ‫عاش���ور مس�ي�رتها م���ع التعليم كمدرس���ة للغة‬ ‫اإلجنليزي���ة وقد مجع���ت بني املنصب�ي�ن ‪ ،‬كانت‬ ‫يف الصباح تأتي ملدرس���ة الزهراء لألش���راف على‬ ‫طاب���ور الصب���اح وج���دول احلص���ص ‪ ،‬ث���م تتجه‬ ‫إىل مديري���ة التعليم ‪ .‬ويف مديري���ة التعليم تبدأ‬ ‫باستعراض الربيد الوارد وتقوم بتحويل الرسائل‬ ‫كل حس���ب اختصاص���ه ‪ .‬مم���ا كان���ت تتميز به‬ ‫الش���رف ونظافة اليد حتى أنه���ا كانت ال تعرف‬ ‫املخازن وال تذهب إليها ‪.‬‬ ‫كان كل م���ن يعم���ل معه���ا حيرتمه���ا ويقدرها‬ ‫وال يتع���دى حدوده ألنه���ا كانت منضبطة متاما‬ ‫‪ .‬وكان عم���وم الن���اس ال ينتقدوه���ا وحيرتموها‬

‫أن تبحث عن منتقدين لشخص ما ‪ ،‬لفكرة ما ‪ ،‬لعمل ما ‪ ،‬ما أسهل ذلك وأيسره ‪ ،‬أما أن جتد‬ ‫إمجاع���ا م���ن قبل رفقاء عمل ‪ ،‬أولياء أمور ‪ ،‬طالل وطالب���ات ‪ ،‬فلم يتحقق ذلك فيما نعتقد‬ ‫إال يف ش���خصية السيدة فتحية عاشور عرب مسرية تربوية وإدارية طالت ملدة عشرين عاماً‬ ‫‪ ،‬كانت فيها منوذجاً للحرص على تفعيل أهم قطاع للتنمية البش���رية تتش���كل فيه أجيال‬ ‫املس���تقبل ‪ ،‬فكانت اإلدارة النزيهة واألداء العلمي الفاعل وحتديث أنظمة التعلم والس���لوك‬ ‫أساس مشروعها الذي مازال يذكره جيلها باحرتام كبري‪.‬‬

‫ألنه���ا أساس���ا حريص���ة عل���ى بناته���م ‪ .‬وكان���ت‬ ‫تس���اعد البن���ات الفق�ي�رات م���ن ناحي���ة امللب���س‬ ‫والنظاف���ة ‪ ،‬وكان���ت حريص���ة أش���د احل���رص‬ ‫على نظافة املدرس���ة ‪ ،‬ألن���ه كانت هناك يف تلك‬ ‫الفرتة مس���ابقة الرتبية اجلمالية وهي مس���ابقة‬ ‫عن تنس���يق ونظاف���ة ومجال املدرس���ة ‪ ،‬وكانت‬ ‫مدرس���ة لثرون ومدرس���ة فتح الفتوح ومدرس���ة‬ ‫الفيح���اء ط�ب�رق م���ن امل���دارس املتمي���زة ‪ .‬ومم���ا‬ ‫أذكر أنه كانت هناك مس���ابقة أدبية يف القصة‬ ‫والش���عر واخلطابة بني الطلبة ‪ ،‬وكانت اللجنة‬ ‫احملكم���ة تتكون م���ن األس���تاذ حمم���ود الديباني‬ ‫واألس���تاذ حمم���د القدي���ري واألس���تاذ مصطفى‬ ‫الطرابلس���ي واألستاذ س���ليمان احلصادي ‪ ،‬وعند‬ ‫استعراض القصائد قال األستاذ حممد القديري‬ ‫ه���ذه القصي���دة ق���د قرأته���ا يف إح���دى اجملالت ‪،‬‬ ‫واتض���ح أن الطالب قد نقله���ا من هذه اجمللة وهو‬ ‫طال���ب يف ثانية ثانوي علمي بطربق ‪ ،‬على الفور‬ ‫حتركت جلن���ة إىل مدرس���ة ط�ب�رق للتحقيق‬ ‫يف املوض���وع وإذ بالطالب نقلها من جمله لش���اعر‬ ‫فلس���طيين وكان األس���تاذ س���امل نب���وس مدي���ر‬ ‫ملدرس���ة ط�ب�رق ‪ ،‬طبع���ا كان هذا نظ���ام فتحية‬ ‫عاشور الذي أرس���ت دعائمه وقامت على تطبيقه‬

‫‪ .‬مم���ا هو الف���ت للنظر أن فتحية عاش���ور مل تأت‬ ‫على رأس فوضى عارم���ة بالعكس كان التعليم‬ ‫منظم���ا إال أنه اس���تمرت وأبدع���ت طرقا جديدة‬ ‫للرقي بالتعليم ‪.‬‬ ‫وكان���ت تؤك���د دائما عل���ى أن م���درس الرتبية‬ ‫جي���ب أن يك���ون أنثى يف مدرس���ة البن���ات نتيجة‬ ‫الطبيع���ة اخلاص���ة هل���ذه امل���ادة وم���ا تتطلبه من‬ ‫مالمس���ة ألجس���اد البنات ‪ .‬ومما هو الفت للنظر‬ ‫أن بن���ت الس���يدة فتحي���ة س���ناء كان���ت موظفة‬ ‫يف قسم النش���اط املدرس���ي إال أنها كانت تعامل‬ ‫كأي موظ���ف دون اس���تثناءات خاص���ة ‪ .‬ب���ل‬ ‫كان���ت من ضم���ن اللجان ال�ت�ي ت���وزع اهلدايا يف‬ ‫عيد الطفل على م���دارس القرى احمليطة بدرنه‬ ‫‪ .‬مم���ا اذك���ر أن طرابل���س وردت ‪ 150‬أل���ف قلم‬ ‫ملخازن تعليم درنه فاخربها األس���تاذ عمر شلوف‬ ‫أن مواصف���ات األقالم غري مطابق���ة للعقد ‪ ،‬فورا‬ ‫أرس���لت للمتعه���د بض���رورة التقي���د باملواصفات‬ ‫الفني���ة يف العقد وهذا ما حدث فعال ‪ .‬من الناحية‬ ‫اإلجتماعي���ة كان���ت منضبط���ة ج���دا يف بيته���ا ‪،‬‬ ‫حتضر حف�ل�ات التعليم ‪ ،‬أذكر أنه عندما جاءت‬ ‫إلين���ا بن���ات م���دارس الكوي���ت ظل���ت معن���ا حتى‬ ‫املغ���رب ث���م ذهب���ت لبيته���ا ‪ ،‬ومم���ا اذك���ره أيضا‬

‫أن���ه جاءتنا بعثة مدرس�ي�ن من الس���ودان إال أنهم‬ ‫كما يبدو أصحاب توجهات سياس���ية ‪ ،‬فما كان‬ ‫منها إال أن طلبت عدم اس���تمرارهم كمدرس�ي�ن‬ ‫يف درن���ه حرص���ا عل���ى الطلب���ة ‘ ال جمامل���ة وال‬ ‫نف���اق ‪ .‬كانت ال تذهب إىل ال���وزارة يف طرابلس‬ ‫ألن اإلدارة كان���ت ممتازة وتس�ي�ر بش���كل جيد ‪،‬‬ ‫وعندما حتدث أية مش���كلة تشكل جلنة خمتصة‬ ‫وعادة ما تكون برئاس���ة األستاذ حممود الديباني‬ ‫لثقتها التامة به ‪.‬‬ ‫•األس��تاذ عل��ي املقص�بي س��كرتري فتحية عاش��ور من‬ ‫‪1965‬م إىل عام ‪1967‬م‪:‬‬ ‫مما أذكره ع���ن اهتمامها مبدارس املناطق ‪ ،‬ذات‬ ‫مرة صحبة دليل من التميمي ذهبنا إىل منطقة‬ ‫العزي���ات ‪ ،‬خرجن���ا يف الثامن���ة صباح���ا وصلن���ا‬ ‫الس���اعة الثاني���ة عش���رة ظه���را يف ي���وم عاص���ف‬ ‫وش���ديد التقلب���ات ‪ ،‬واس���تقبلت اس���تقباال حافال‬ ‫من قبل األهالي ‪ .‬مم���ا أذكر أنها ذات يوم طلبت‬ ‫من س���ائقها أمح���د اخلرم أن ال يأت���ي إليها ‪ ،‬لقد‬ ‫الحظ���ت بعض الرج���ال يقفون بش���ارع الفنار يف‬ ‫الصب���اح ‪ ،‬فذهب���ت إليه���م رفقة بع���ض الطالبات‬ ‫وشددت عليهم بعدم تكرار الوقوف يف هذا املكان ‪،‬‬ ‫فلم تتكرر هذه الظاهرة احرتاما وتقديرا للسيدة‬ ‫فتحية عاش���ور ‪ .‬وكان من تواضعه أنها تستقبل‬ ‫ضيوفها يف بيتها ‪ ،‬فكانت تستقبل شيوخ العائالت‬ ‫والقبائل الذي���ن كانوا حيرص���ون على مداومة‬ ‫زيارته���ا لالطمئن���ان عليه���ا ‪ .‬حت���ى أنه���ا عندم���ا‬ ‫نقل���ت إىل بنغازي نق�ل�ا تعس���فيا ومكثت مديرة‬ ‫لتعليم بنغازي س���عى ش���يوخ قبائ���ل املنطقة إىل‬ ‫إرجاعه���ا إىل درن���ة ‪ .‬م���ن حرصها عل���ى التعليم‬ ‫يف درنه كانت تتاب���ع من بيتها إدارة التعليم عن‬ ‫طري���ق اهلاتف ‪ .‬وكان الس���يد فخري ال يتدخل‬ ‫يف قراراته���ا ‪ ،‬حيث أنها كانت تتمتع باس���تقالل‬ ‫تام يف ذلك ‪.‬‬ ‫•ش��هادة األس��تاذ مفت��اح عب��د احلفي��ظ النع��اس‬ ‫السكرتري من ‪1967‬م على ‪1969‬م‬ ‫كان���ت الس���يدة فتحي���ة تول���ي اهتمام���ا كبريا‬ ‫مبدارس املناطق ‪ ،‬إذ أنها كانت تعمل على توفري‬ ‫احتياجاتهم بأس���رع وقت ‪ ،‬من مواقفها أنها بعثت‬ ‫لرئيس مركز الش���رطة بكتاب تنب���ه عليه عدم‬ ‫التحقيق مع أي مدرس يف حالة ش���كوى مقدمة‬ ‫من أح���د املواطنني إال بعد احلصول على إذن من‬ ‫إدارة التعلي���م حرص���ا منه���ا على ع���دم تعريض‬ ‫املدرس�ي�ن ملكائ���د أولي���اء األم���ور ‪ ،‬خاص���ة وأنه���ا‬ ‫كانت تعمل على حتديث التعليم وفق منهجية‬ ‫علمية دقيق���ة ‪ .‬أذكر ذات مرة أن أحد املواطنني‬ ‫رف���ع صوت���ه يف إدارة التعليم فم���ا كان منها إال‬ ‫أن طلبت من الش���رطي إحالته ملركز الشرطة ‪.‬‬ ‫ألنه���ا كانت تعترب أن هذه األماكن هي أماكن‬ ‫مقدس���ة ال جيوز انتهاك حرمتها بأي ش���كل من‬ ‫األشكال ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫الشعب اللييب ال حيتاج من يعلمه االسالم ولكنه‬ ‫حيتاج ملن يوفر له االمن واالمان‬ ‫ناجي مجعه بركات‬ ‫ليبي���ا ليس���ت دول���ة حديث���ه وامن���ا ه���ي موجودة‬ ‫من���د اق���دم العص���ور وذكره���ا املؤرخ���ون يف‬ ‫كتبه���م والقصاص�ي�ن يف قصصه���م والش���عراء‬ ‫يف اش���عارهم‪ .‬كان���ت ارض خصب���ة للفنيق�ي�ن‬ ‫والرومان والون���دال والقرطاجنني واجلرمنتني‬ ‫والنوميدي���ن واملس���لمني واالت���راك وااليطاليني‬ ‫وغريه���م‪ .‬به���ا ارث ثقايف كبري وه���و غري منظم‬ ‫او حمم���ي ومل يع���رف ب���ه الع���امل بعد‪ .‬به س���كان‬ ‫اصليون وس���كان جاءوه من بين هالل وبين سليم‬ ‫وحديثا م���ن كل مكان‪ .‬س���كنه الكثريون وغادره‬ ‫الكث�ي�رون ودارت عل���ى ارض���ه مع���ارك كث�ي�رة‬ ‫واخره���ا ما يدور هذه االي���ام بني اجليش وانصار‬ ‫الش���ريعة بالش���رق اللييب وقبله يف طرابلس بني‬ ‫الش���عب واملليش���يات املس���لحة‪ .‬كل هذا من اجل‬ ‫االس���تيالء علي الس���لطة دون النظ���ر فيما يريد‬ ‫هذا الشعب‪.‬‬ ‫الصراع الدائر هذه االيام يف هذا الوطن هو ألثبات‬ ‫وج���ود فق���ط لي���س اال‪ .‬اجلي���ش يري���د ان يثبت‬ ‫وج���وده ويوف���ر االم���ن واالمان للش���عب وحيمي‬ ‫الوط���ن ولكنه ضعيف بعض الش���يء ولكن ميلك‬ ‫ارادة الش���عب ولن يبخل الشعب عن دعم اجليش‪.‬‬ ‫اجليش هو اجلس���م الش���رعي فقط واملرخص له‬ ‫حبمل الس�ل�اح والدفاع عن الوط���ن واملواطن‪ .‬اما‬ ‫انصار الش���ريعة والقاع���دة واجملموعات األخرى‬ ‫فهي اجس���ام غ�ي�ر ش���رعية ولق���د ادت دورا مهما‬ ‫يف القض���اء على كتائب الق���ذايف ومن املفروض‬ ‫تنته���ي بنهاي���ة القذايف ويع���ودوا للحي���اة املدنية‬ ‫كم���ا كان���وا‪ .‬ال يوج���د لديه���م اي ه���دف ماعدا‬ ‫انت���زاع الس���لطة او التحك���م يف م���ن يصنع���ون‬ ‫الق���رار بتخويفهم وتهديدهم وارضاخهم لكل ما‬ ‫يطلبونه‪ .‬أخذوا ما يريدون من االموال واش�ت�روا‬ ‫الس�ل�اح وجندوا الكثريين م���ن ضعيفي النفوس‬ ‫واحملتاج�ي�ن‪ .‬جاءته���م اس���لحة م���ن كل م���كان‬ ‫وكان التوج���ه الع���ام لدي ال���دول الغربية هو ان‬ ‫ال يقفوا يف طريقهم واصبح االس�ل�ام السياس���ي‬ ‫مرغوب فيه حتى يتم التخلص منهم يف بلدانهم‬ ‫ورمبا يوما يذهب كل مسلم من هذه اجلماعات‬ ‫اىل ه���ذه ال���دول واملرتق���ب بأنه���ا س���تكون حتت‬ ‫س���يطرة اجلماعات اإلس�ل�امية اليت هي تري ان‬ ‫االس�ل�ام السياس���ي ه���و الطريق للس���يطرة على‬ ‫ه���ذه الدول‪ .‬لقد كانت حس���ابات الدول الغربية‬ ‫خاطئ���ة ج���دا واالن اصبح���ت ليبي���ا مرت���ع هلذه‬ ‫اجلماعات دون قيد او ش���رط‪ .‬لق���د خرج الصراع‬

‫االن م���ن صراع داخ���ل الربملان من اش���عال الفنت‬ ‫واالقص���اء وفرض القوانني واس���تعمال سياس���ة‬ ‫املقايض���ة لغ���رض بس���ط النفوذ يف ليبيا‪ .‬فش���لوا‬ ‫يف ذلك واصبح الش���عب اللي�ب�ي ال يريدهم واخر‬ ‫االحصائيات للرأي جعل���ت بعض من قادة حزب‬ ‫العدال���ة والبن���اء يس���جل ‪ -15%‬وه���ي س���ابقة‬ ‫خطرية وانتحار سياسي‪.‬‬ ‫لقد جلأوا االن اىل اس���تعمال السالح ضد الشعب‬ ‫واالن م���ع اجليش وه���و انتحار سياس���ي وخطري‬ ‫ج���دا‪ .‬ليبيا س���تكون مس���رح عملي���ات حربية بني‬ ‫هذه اجملموعات واجلي���ش واجملتمع الدولي‪ .‬لقد‬ ‫خس���روا تأييد الش���ارع هلم ألن حساباتهم كانت‬ ‫خطاءة من���د البداية وخرج وتكل���م الكثريون من‬ ‫كان���وا يف صم���ت‪ .‬الليبي���ون والليبي���ات كله���م‬ ‫مس���لمون ويتبعون مذهبا واحدا وقلة من س���كان‬ ‫ليبي���ا وهم ال يش���كلون‪ % 3‬من امجالي الس���كان‬ ‫هل���م مذهب اخر وطقوس اخ���ري ولكن مجيعهم‬ ‫مس���لمون‪ .‬فالش���عب اللي�ب�ي ال حيتاج م���ن يعلمه‬

‫االس�ل�ام ولكن حيتاج ملن يوف���ر له االمن واالمان‬ ‫ويعلم���ه التعلي���م الصحي���ح ح�ت�ي يك���ون مواطنا‬ ‫صاحلا داخل هذا الوطن‪.‬‬ ‫الرجوع للقرون الوس���طي وطم���س موروث ليبيا‬ ‫الثق���ايف واحلض���اري بتهدي���م املس���اجد االثري���ة‬ ‫واالضرح���ة واخراج جثت الصاحل�ي�ن منها‪ .‬كل‬ ‫هذا ال حيبه الشعب اللييب وهو اعتداء صارخ على‬ ‫موروثه الثقايف وتدخل يف حياته وحماولة هضم‬ ‫حقوق���ه يف العيش بأمان وحرية‪ .‬ال أحد س��� ُيعلم‬ ‫الش���عب اللييب كيف يعيش وال احد يستطيع ان‬ ‫يقول لألب كيف يرب���ي بناته او ابنائه وعليه ان‬ ‫يفصله���م داخل البيت ويف املدرس���ة ويف الش���ارع‪.‬‬ ‫قيمن���ا االجتماعي���ة ممتازة وديننا االس�ل�امي يف‬ ‫قلوبن���ا ويف عقولنا وعقول اوالدنا ولكن ال حيتاج‬ ‫ه���ذا الش���عب م���ن يف���رض علي���ه ايديولوجي���ات‬ ‫جديدة وافكار غريبة ‪ ،‬االسالم منها بريء‪.‬‬ ‫احل���ل يكمن يف احلوار م���ن اجل ليبي���ا وال وجود‬ ‫لقوة الس�ل�اح يف هذا احل���وار‪ .‬التعايش مع بعض‬

‫بنغازي عاصمة الثقافة الليبية ‪2013‬‬ ‫تقيـــم ‪...‬دار اجليل ( مكتبة الربقاوى ) معرض للكتاب‬

‫حتت شعار " ستبقى بنغازي عاصمة الثقافة و احلب و النضال "‬ ‫من الفرتة من الثالثاء ‪ 10-12-2013‬م إىل اإلثنني ‪16-12-2013‬‬ ‫بقاعة املعارض قصر املنارة الدور األول‬ ‫" كتب دينية ـ سياس���ية ـ آداب و ثقافة عامة ـ تنمية إجتماعية ـ كتب منهجية ـ لغات ـ كتب أطفال‬ ‫ـ كتب صحة عامة ـ و الكثري من العناوين " ختفيضات تصل إىل ‪... 50%‬‬ ‫فرصتكم إلقتناء أشهر الكتب و العناوين بأرخص األسعار ‪...‬‬

‫ضروري والدول���ة تكفل احلقوق لكل واحد وهذا‬ ‫س���يكون بدس���تور ع���ادل وال يهضم به ح���ق احد‪.‬‬ ‫كذل���ك جي���ب ان ال نقف ض���د تكوي���ن جيش او‬ ‫ش���رطة ألن املواط���ن ص���ار يعي���ش حال���ة رع���ب‬ ‫مس���تمر وال يس���تطيع الن���وم يف هدوء وس���كينة ‪.‬‬ ‫جي���ب ان ال ن���دع األجن�ب�ي يتدخل بيننا ويش���عل‬ ‫الفتن���ه بيننا وه���ذا ما يريدون���ه‪ .‬اجملتمع الدولي‬ ‫س���اعدنا يف القضاء علي القذايف وتركنا نتخبط‬ ‫واغفل عينيه على جمموعات االس�ل�ام السياسي‬ ‫واالن يري���د ان يأت���ي م���ن ب���اب اخ���ر‪ .‬نتمن���ى ان‬ ‫تكون املس���اعدة يف بناء اجليش والشرطة وارجاع‬ ‫االم���وال املنهوب���ة وكذلك بن���اء املوارد البش���رية‬ ‫بهذا الوطن ‪ 93%‬من الذكور و‪ 83%‬من االناث‬ ‫ما بني سن ‪22-35‬س���نة لديهم حتصيل جامعي‬ ‫ولكن مل ينم���و قدراتهم البش���رية‪ .‬االمم املتحدة‬ ‫تريد جل���ب قوات حلمايته���ا وهذا سيش���عل النار‬ ‫اكث���ر وال نريده���م يف هذا الوقت‪ .‬ام���ا احلكومة‬ ‫واملؤمت���ر فعليهم���ا االس���راع حب���ل مش���اكلهم‬ ‫والرحي���ل واحلفاظ على ما تبق���ي من رصيدهم‬ ‫الوط�ن�ي ونتمنى ان ال يكون هنالك فراغ سياس���ي‬ ‫بعد رحيلهم ألن اجلسم املنتخب شرعيا اخفق يف‬ ‫اداء مهمته والبديل له غري متوفر االن‪.‬‬ ‫الش���هران القادم���ان س���يكونان حامس���ان ح���ول‬ ‫موضوع متديد املؤمت���ر واقالة زيدان والذي عقد‬ ‫صفقت���ه مع االخوان يف س���بيل بقائ���ه‪ .‬نتمنى ان‬ ‫حيك���م العق���ل وتك���ون مصلح���ة ليبيا والش���عب‬ ‫اللييب ام���ام اعينهم وان يقفوا حبزم امام التدخل‬ ‫االجن�ب�ي يف ليبي���ا‪ .‬ليبيا س���تبقي قوي���ة بعون اهلل‬ ‫كم���ا بقي���ت قوية ط���وال القرون الس���ابقة ومن‬ ‫يقرأ تارخيها فعال سيقول بأن ليبيا ستخرج من‬ ‫هذه احلقب���ة مرة اخري وبق���وة اذا جعلنا احلوار‬ ‫ه���و طريقن���ا للوص���ول لأله���داف املنش���ودة هلذه‬ ‫الثورة املباركة‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪17‬‬

‫البورقيبيون اجلدد يف تونس وسياسة ( الركض إىل الوراء )‬ ‫ق���رار تأخ�ي�ر املصادق���ة على قان���ون حتصني‬ ‫الثورة الذي اختذه رئيس اجمللس التأسيسي‬ ‫مصطفى ب���ن جعفر طرح عديد التس���اؤالت‬ ‫خبص���وص صحة م���ا راج ح���ول مس���اومات‬ ‫سياس���ية بني حرك���ة النهضة وح���زب نداء‬ ‫تونس الذي يتزعمه النائب الس���ابق يف برملان‬ ‫بن عل���ي " الباجي قايد السبس���ي"‪ .‬ففي حني‬ ‫تطالب القواعد الش���عبية حلرك���ة النهضة‬ ‫بتفعيل هذا القانون اتسمت تصرحيات رئيس‬ ‫احلركة " راشد الغنوشي باملماطلة حتى أنه‬ ‫أكد يف أحد التصرحيات اإلعالمية إمكانية‬ ‫إلغاء العمل بقانون حتصني الثورة يف صورة‬ ‫" اعت���ذار التجمعيني أي الذين انتموا س���ابقا‬ ‫للتجمع الدس���توري الدميقراطي حزب زين‬ ‫العابدين بن علي للشعب التونسي‪.‬‬ ‫الباجي قايد السبسي‪ ،‬حامد القروي ‪ ،‬كمال‬ ‫مرج���ان ‪ ،‬حمم���د جغ���ام ‪ ،‬وغريه���م أمس���اء‬ ‫يعرفها التونسي وعاش معها فرتة الظلم اليت‬ ‫فرضها علي���ه الدكتاتور بن علي حيث تقلد‬ ‫كله���م مناصب هامة يف حكومته ويف برملانه‬ ‫النيابي‪ .‬هذه األمساء اختفت متاما أثناء ثورة‬ ‫‪ 14‬جانفي لتطل برؤوسها من جديد أشهر‬ ‫قليل���ة بع���د عودة اهل���دوء إىل ش���وارع تونس‪.‬‬ ‫وبتنصيب الباجي قايد السبسي وزيرا أوال يف‬ ‫الفرتة اليت تلت الثورة‪ ،‬مت منح تأشرية العمل‬ ‫السياس���ي ألكث���ر م���ن ‪ 45‬حزب���ا دس���توريا‬ ‫وجتمعي���ا ش���اركت كله���ا يف انتخابات ‪25‬‬ ‫أكتوبر ولكنها مل تغنم شيئا‪.‬‬ ‫ال���دور الذي لعبه قايد السبس���ي بع���د الثورة‬ ‫مكنه من كس���ب ش���عبية جعلت م���ن حزبه‬ ‫الذي أسس���ه فيما بعد املناف���س األول حلزب‬ ‫حرك���ة النهض���ة وق���د انض���م الي���ه ‪ 9‬نواب‬ ‫م���ن اجملل���س التأسيس���ي وأصب���ح للسبس���ي‬ ‫كتل���ة نيابية هام���ة رغم أنه مل يش���ارك يف‬ ‫اإلنتخابات‪.‬‬ ‫النج���اح اجلماه�ي�ري الذي عرفه ح���زب نداء‬ ‫تون���س ال���ذي يدع���ي أن���ه " حزب دس���توري"‬ ‫يعتم���د عل���ى جناح���ات بورقيب���ة كمرج���ع‬ ‫لرس���م سياس���اته املس���تقبلية ‪ ،‬أس���ال لع���اب‬ ‫عديد املنتمني س���ابقا سواء إىل حزب التجمع‬ ‫الدس���توري الدميقراط���ي أو إىل احل���زب‬ ‫االش�ت�راكي الدس���توري وب���دأت األح���زاب‬ ‫الدس���تورية يف تكوي���ن اجلبه���ات اليت حولت‬ ‫صراعه���ا م���ع حرك���ة النهض���ة إىل صراح "‬ ‫دس���توري " حبت حول األحقية يف هذا اإلرث‬ ‫البورقييب‪.‬‬ ‫وب���دل االنضواء حتت لواء حزب واحد عرفت‬ ‫األح���زاب الدس���تورية تش���تتا وص���ل إىل د‬ ‫الصراع بس���بب عق���دة الزعامة ال�ت�ي أصابت‬ ‫رؤس���اء ه���ذه األح���زاب‪ .‬ف���كل منهم ي���رى أن‬ ‫تارخيه يف العمل السياس���ي خي���ول له تزعم‬ ‫جبهة دس���تورية ويف تصريح للميادين أكد‬ ‫الديبلوماس���ي يف عهد بن علي ورئيس حزب‬ ‫املس���تقبل أن " عائلة " الدساترة " تشتتت رغم‬ ‫قدرته���ا على األخ���ذ بزمام األم���ور يف تونس‬ ‫ل���و متكنت من مل ش���تاتها ومواجه���ة أعدائها‬ ‫الذين يطالبون مبعاقبة أبنائها"‪.‬‬

‫املصادق���ة على قانون حتصني الثورة الذي تنص بعض فصوله على منع من تقلدوا‬ ‫مناص���ب سياس���ية يف حزب الرئيس الس���ابق زي���ن العابدين بن علي من املش���اركة‬ ‫يف احلي���اة السياس���ية يف تونس تأخر ومت تأجيل النظر في���ه عديد املرات يف اجمللس‬ ‫التأسيس���ي ‪ .‬ويف انتظ���ار صدور هذا القانون س���ارع عدد كبري مم���ن انتموا للنظام‬ ‫السابق يإنشاء أحزاب اطلقوا عليها صفة “ االحزاب “الدستورية” نسبة إىل احلزب‬ ‫الدستوري االشرتاكي الذي انشأه الزعيم احلبيب بورقيبة يف ‪ 2‬مارس ‪.1934‬‬

‫خولة العشي‬

‫وكان رئي���س ح���زب املبادرة الوزير الس���ابق‬ ‫وعضو جملس نواب بن علي " كمال مرجان"‬ ‫قد قام ي���وم ‪ 12‬أفريل الفارط بتكوين جبهة‬ ‫تضم عددا من األحزاب أطلق عليها تس���مية‬ ‫" جبهة الدس���اترة"‪ .‬كما ش���هد ش���هر افريل‬ ‫الف���ارط ميالد حتالف حزب���ي جديد أُط ِل َقت‬ ‫عليه تسم َي ُة “حركة الدّستوريني األحرار”‬ ‫برئاسة السياسي والصحفي البورقييب عمر‬ ‫صحابو‪.‬‬ ‫وقد أعل���ن عم���ر صحاب���و أن التحالف الذي‬ ‫يض���م حزب���ه ه���و " الوحي���د املمث���ل للفك���ر‬ ‫الدس���توري البورقييب"واتهم كمال مرجان‬ ‫خاص ًة بعد‬ ‫بأنه " جتمعي وال يمُ ّثل الدّساترة ّ‬ ‫أن وض���ع ي���ده يف يد بن علي ال��� ّذي كان قد‬ ‫حرم بورقيبة من حريّته‪ ،‬فمن خدم نظام بن‬ ‫ّ‬ ‫يستحق‬ ‫علي وس��� ّوق خلياراته ولسياساته ال‬ ‫صفة دستوري‪" .‬‬ ‫الص���راع ح���ول م�ي�راث " بورقيب���ة" احت���دم‬ ‫بعد إع�ل�ان الوزير الس���ابق يف عه���د بن علي‬ ‫حامد القروي بتأسيس���ه ل"مب���ادرة" جديدة‬ ‫لل���م مش���ل " الدس���اترة" امساه���ا " احلركة‬

‫الدس���تورية"‪ .‬ه���ذه املب���ادرة تض���م العش���رات‬

‫من املس���ؤولني الذين ش���غلوا مناص���ب هامة‬ ‫يف حكوم���ات بن علي على غ���رار عبد الرحيم‬ ‫الزواري وعبد الرمحان اإلمام وحممد جغام‬ ‫والصحيب البصلي وكمال مرجان‪.‬‬ ‫ه���ذه املب���ادرة ال�ت�ي ج���اءت لتحد من تش���تت‬ ‫األح���زاب الدس���تورية مل ترق أيض���ا لألمني‬ ‫الع���ام ل"حرك���ة الدس���توريني األح���رار"‬ ‫عم���ر صحاب���و الذي وص���ف حام���د القروي‬ ‫ب"التجمع���ي " ال���ذي جي���ب أن حياس���ب ألن‬ ‫الثورة قام���ت ضده وضد أمثال���ه‪ .‬إال أنه عاد‬ ‫ليؤك���د إمكاني���ة انضمام حزب���ه إىل مبادرة‬ ‫حامد الق���روي بع���د التعرف عل���ى أعضائها‬ ‫وأهدافها‪.‬‬ ‫بعيدا عن هذه الصراع���ات يواصل حزب نداء‬ ‫تون���س العمل لإلع���داد لالنتخاب���ات القادمة‬ ‫وق���د أكد ج���ل قيادييه رفضه���م لالنضمام‬ ‫ألي حتال���ف دس���توري يف مراوغ���ة القص���د‬ ‫منها اس���تقطاب فئات حزبية خمتلفة ‪ .‬ونأى‬ ‫حزب النداء بنفسه مبكرا عن الصراعات اليت‬ ‫خيوضها الدس���اترة موجه���ا اهتمامه إلجياد‬ ‫ف���رص للتفاوض م���ع حرك���ة النهضة من‬ ‫أج���ل مصاحل���ه احلزبي���ة من جه���ة وتقديم‬ ‫نفس���ه ك"منقذ وحيد لثورة تونس من خطر‬ ‫اإلسالميني" من جهة أخرى‪.‬‬ ‫خبروجه���ا م���ن الت���آزر الس���ري إىل اخلالف‬ ‫العلين تثب���ت األحزاب الدس���تورية أن تبنيها‬ ‫للفك���ر البورقي�ب�ي ليس س���وى مشاعة تعلق‬ ‫علي���ه رغباته���ا اخلفية واملعلنة يف اإلمس���اك‬ ‫بزم���ام احلك���م م���ن جدي���د‪ .‬فاخت�ل�اف هذه‬ ‫األح���زاب ال���ذي أصبح م���ادة دمسة لوس���ائل‬ ‫اإلع�ل�ام أع���اد إىل األذه���ان تش���تت األحزاب‬ ‫اليسارية يف تونس خالل اإلنتخابات السابقة‬ ‫ونفس األسباب تؤدي على نفس النتيجة‪ .‬إال‬ ‫أن تنظمه���ا املتواصل يف إطار جبهات وتكتلها‬ ‫البط���يء ميكن أن يطرح م���ن جديد ‪ ،‬نظرية‬ ‫إجيابي���ة الفك���ر البورقييب ال���ذي يقوم على‬ ‫التشارك والتضامن والبناء‪.‬‬

‫مصطفى بن جعفر رئيس اجمللس التأسيسي‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫رمحة بالوطن أيها املتنافسون‬ ‫تلقي���ت ككل أبن���اء جيل���ي بالبي���ت واملدرس���ة‬ ‫واملس���جد ويف كل م���كان ‪ ،‬أن املس���لم م���ن س���لم‬ ‫الن���اس من يده ولس���انه ‪ ،‬ولقنن���ا مربونا رمحهم‬ ‫اهلل القول الكري���م ‪ :‬ال يكون أحدكم مؤمنا حتى‬ ‫حي���ب ألخيه م���ا حي���ب لنفس���ه ‪ ،‬وحفظن���ا قوله‬ ‫تع���اىل وال تعت���دوا إن اهلل ال حي���ب املعتدين ‪ ،‬وأن‬ ‫اهلل ال حيب الفساد ‪ ،‬وأوصونا بالتعامل باحلسنى‬ ‫فش���ربنا حت���ى ارتوين���ا م���ن ينابي���ع كت���اب اهلل‬ ‫وس�ي�رة وأحاديث نبيه صلى اهلل عليه وس���لم ‪ ،‬لذا‬ ‫فالدهش���ة كبرية واألمل أكرب عن���د االصطدام‬ ‫بواقعنا اخلالي من كل ما يردده قوم يتنافس���ون‬ ‫وما يتشدقون به من حرية ودميقراطية وإسالم‪.‬‬ ‫قال���وا ّ‬ ‫إن م���ا حيدث طبيع���ي ألن الب�ل�اد مت ّر من‬ ‫مرحل���ة انتقالية ‪ ،‬فس���اء ما يقولون ‪ ،‬ألن ش���عوبا‬ ‫مما مت ّر به بلداننا ومل‬ ‫غرينا م ّرت بش���به وأعسر ّ‬ ‫تقع فيما حنن فيه غارقون‪.‬‬ ‫أرادت األق���دار وظروف احلياة واملهنة ‪ ،‬أن أعيش‬ ‫وأعاي���ش ثالث���ة حت���وّالت م���ن دكتاتوري���ة اىل‬ ‫دميقراطي���ة ‪ ،‬أوهل���ا بالربتغال والثاني بإس���بانيا‬ ‫– وه���ي األمثل – والثالث برومانيا‪ .‬عش���ت هذه‬ ‫التجارب ع���ن ق���رب ‪ ،‬وتابعت التحوّل اإلس���باني‬ ‫خط���وة خط���وة ‪ ،‬ثانية بثاني���ة ‪ ،‬فرأي���ت ما يدعو‬ ‫يتم‬ ‫إىل اإلعجاب والدهش���ة ‪ ،‬فتمني���ت صادقا أن ّ‬ ‫ذل���ك ببلداننا ‪ ،‬حتى أني ألف���ت كتابا تعبريا عن‬ ‫تلك األماني وحماولة منيّ تقريب تلك التجارب‬ ‫م���ن مواط ّ‬ ‫ين بالع���امل العربي ‪ ،‬عّلهم يس���تفيدون‬ ‫من جترب���ة الغ�ي�ر‪ ،‬ألن العاقل من اتع���ظ بغريه‪.‬‬ ‫أجن���زت ذلك وكّلي إميان بأن أبناءنا س���يكونون‬ ‫ّ‬ ‫الظ���ن ‪ ،‬وأنهم س���ينجزون م���ا أجنز‬ ‫عن���د حس���ن‬ ‫غريه���م ألنه���م ال يقّل���ون عنهم علم���ا وال ثقافة‬ ‫وال نضج���ا وال إخالص���ا‪ .‬آمنت بذل���ك فأخطأت ‪،‬‬ ‫وال ّ‬ ‫خاصة‬ ‫أدل عل���ى خطئ���ي أكثر ّ‬ ‫مما جي���ري ّ‬ ‫يف وط ّ‬ ‫ين ‪ ،‬مس���قط الراس تونس ومرتع الش���باب‬ ‫الساخن على ما عرفته‬ ‫ليبيا ‪ ،‬حيث بكيت بالدّمع ّ‬ ‫حس ّيا ومعنويّا‪.‬‬ ‫وكيف أصبح بشريا ومعماريا ‪ّ ،‬‬ ‫كل ه���ذا دفع�ن�ي اىل مراجع���ة مذكرات���ي اليت‬ ‫مجعته���ا وأن���ا أتاب���ع التح���والت الثالث���ة ‪ ،‬ثم ما‬ ‫سجلته إلعداد الكتاب السالف الذكر‪ ،‬فيا ليتين‬ ‫ما فعلت ‪ّ ،‬‬ ‫ألن م���ا وجدته من مفاهيم وتضحيات‬ ‫ش���خصية ‪ ،‬ونبل تفكري وإجن���از ‪ ،‬ومجيل صفات‬ ‫وأخ�ل�اق وتص ّرف���ات ‪ ،‬وح���رص ومثاب���رة لبل���وغ‬ ‫ه���دف اجلمي���ع ‪ ،‬ع�ب�ر احل���وار احل���ق والتنازالت‬ ‫املتبادل���ة ‪ ،‬وتقدي���م األه���م عل���ى امله���م ‪ ،‬وإرج���اء‬ ‫احلق���وق اىل م���ا بع���د بل���وغ امل���رام ‪ ،‬زادن���ي حزنا‬ ‫وأس���ى على ما أش���اهده وأمسعه يف ّ‬ ‫بلدي‪ .‬فعلت ‪،‬‬ ‫ويا ليتين ما فعل���ت ‪ ،‬غري أني ‪ ،‬عمال بقوله تعاىل‬ ‫وعس���ى أن تكره���وا ش���يئا وهو خري لكم س���أمسح‬ ‫لنفس���ي بنقل بعض ما وجدت بني أوراقي عس���ى‬ ‫أن يك���ون ذل���ك إلخوان���ي ‪ ،‬هن���ا وهن���اك ‪ ،‬حاف���زا‬ ‫ومن�ي�را ‪ ،‬ألني مل أفق���د األمل يف مواط�ن�ي وأبناء‬ ‫جلدت���ي ‪ ،‬فهُم ‪ ،‬رغم ثقافة االثقافة ‪ ،‬ثقافة املادة‬ ‫والتواكل والواسطة والنهم واألنانية اليت ولدوا‬ ‫يف رحابها ‪ ،‬وتربوا بها ‪ ،‬وعاشوها عشريات عديدة‬ ‫‪ ،‬فهم بدينهم وتربتهم وتاريخ آبائهم وأس�ل�افهم‬ ‫‪ ،‬الذين أعطوا للعامل درسا يف التضحية والبسالة‬ ‫واإلخ�ل�اص ‪ ،‬ال ش���ك س���يعتربون ‪ ،‬وباإلخالص‬ ‫للوطن يف آخر األمر يتحّلون‪.‬‬ ‫م���ات الدكتاتور اإلس���باني فرانكو‪ ،‬فرتك للملك‬ ‫ولرئي���س حكومته الذي س���يدير عملية التحوّل‬ ‫مرياث���ا ثقيال معقدا‪ .‬فالنظام بقي قائما وبداخله‬ ‫مقاوم���ة عملي���ا ألي تغي�ي�ر‪،‬‬ ‫طبق���ة سياس���ية ِ‬ ‫وجبانبها قوات مسلحة تعتقد أنها حارسة ضامنة‬ ‫لش���رعية نظام الدكتاتور‪ ،‬وم���ع هؤالء أوالئك ‪،‬‬ ‫املنتص���رون يف احلرب األهلية ال�ت�ي أجنبت ذلك‬

‫رمح���ة ورأفة بالوطن يا أبن���اء الوطن! صرخة مؤملة ص���ادرة من كل قلب‬ ‫يف كل قط���ر من أقطار العامل العربي ‪ ،‬أقطار ختلصت من الطغاة الظاملني‬ ‫لتق���ع يف ما هو أش���د وأقس���ى‪ .‬هلل���ت كل الش���عوب وكربت عند س���قوط‬ ‫اجلباب���رة ‪ ،‬ويا ليته���ا ال هللت وال كربت ألنها خرجت م���ن الظالم الظامل‬ ‫لتدخل دجنة الفوضى واملذابح واخلس���ران ‪ ،‬باس���م احلرية والدميقراطية‬ ‫واإلس�ل�ام‪ .‬فاحلري���ة مل تكن قط إباحية وال الدميقراطي���ة حيفا ومتييزا ‪،‬‬ ‫وال كان وما كان ولن يكون اإلسالم اعتداء وتقتيال وهدرا للمكرومات‪.‬‬

‫حممد جنيب عبد الكايف‬

‫النظ���ام ثم أداروا عملي���ة االنتصار ‪ .‬كما كانت‬ ‫هناك قوات شرطة وأمن تدين هي أيضا بالنظام‬ ‫فه���ي مكوّن���ة حت���ت مظل���ة عقيدت���ه وكلف���ت‬ ‫مبتابع���ة ومالحقة أي���ة معارض���ة ألن املعارضة‬ ‫إج���رام‪ .‬فكي���ف التخل���ص م���ن نظام لي���س مثله‬ ‫نظ���ام ‪ ،‬ألنه كان مندجم���ا يف اجملتمع ‪ ،‬جمتمع‬ ‫نصف���ه أو أكثر من نصفه مل يعرف رئيس���ا غري‬ ‫الدكتات���ور‪ ،‬وال نظام���ا غ�ي�ر نظامه‪ .‬ف���كان على‬ ‫الراغب يف تنفيذ التح���وّل ‪ ،‬أعين الرئيس أدولفو‬

‫س���ووارث ‪ ،‬تعوي���ض الطبقة احلاكم���ة من ذلك‬ ‫النظام ‪ ،‬بطبقة أخرى بدأت متتلك وبرهنت على‬ ‫م���ا يؤهلها للدميقراطية‪ .‬فمن غري االعتماد على‬ ‫الصاع���دة داخ���ل النظام ‪ ،‬مل‬ ‫الطبق���ة السياس���ية ّ‬ ‫يكن هناك س���بيل ألي إص�ل�اح كان ‪ .‬فإما ادماج‬ ‫الكفاءات اجلديدة – بعضه���ا مالحق وبعضها يف‬ ‫املهجر وآخرون متمركزون يف املقاومة السرية‬ ‫الداخلي���ة ومجيعهم هل���م صدى إعالمي واس���ع‬ ‫ومصداقي���ة سياس���ية – إدماجها وإش���راكها يف‬

‫فرانكو يف جملة تايم‬

‫الربتغال ثورة القرنفل ‪ 25‬ابريل ‪1974‬م‬

‫املش���روع الدميقراطي وإال ف�ل�ا قيمة وال نتيجة‬ ‫من وراء قوانني وإصالحات‪.‬‬ ‫كي���ف التص��� ّرف وما العم���ل أمام وضع ش���ائك‬ ‫معق���د كه���ذا ؟ التحل���ي أوال بالص�ب�ر واإلرادة‬ ‫واملثاب���رة‪ .‬بعد ذل���ك تعيني اهل���دف والغاية‪ :‬غاية‬ ‫جي���ب أن تك���ون جتس���يما مل���ا تري���ده وتطالب به‬ ‫األغلبية أي اخلروج اىل نور احلرية واملساواة أي‬ ‫إىل نظ���ام دميقراط���ي‪ .‬هذا ال يت���م إال بالقطيعة‬ ‫الكامل���ة م���ع م���ا كان قائم���ا ونتيجت���ه تطاحن‬ ‫سيؤدي حتما إىل حرب أهلية أخرى ‪ ،‬أو بتحويل‬ ‫النظ���ام إىل ض���دّه ‪ :‬تغي�ي�ره م���ن داخل���ه وبأيدي‬ ‫رجال���ه ‪ ،‬وه���ذا يضمن بل���وغ املرام دون كس���ر أو‬ ‫حتطي���م‪ .‬هن���ا برزت مق���درة وإخ�ل�اص الرجل ‪.‬‬ ‫فأول مب���دئ وضعه بعمليت���ه اهلرقلية الضخمة‬ ‫ه���و‪ :‬من القان���ون إىل القان���ون أي من الش���رعية‬ ‫إىل الش���رعية وه���ذا حيت���اج إىل رجال فأحس���ن‬ ‫انتخابه���م ‪ ،‬وكان م���ن حظ���ه أو ح���ظ التح���وّل‬ ‫احلص���ول عل���ى األش���خاص املناس���بني يف الوقت‬ ‫املناس���ب‪ .‬أما الش���عار الثاني فكان‪ :‬االس���تماع إىل‬ ‫كل م���ن كان ل���ه ش���يئ يقوله أو ش���يء يطالب‬ ‫ب���ه ‪ .‬أدّى ه���ذا إىل االنفتاح على احلوار السياس���ي‬ ‫مع املعارضة البارزة ‪ ،‬حوار انطالقا من النس���يان‬ ‫– سياس���يا – نسيان املاضي السياسي الذي م ّزق‬ ‫يتم إال بش���رط‬ ‫املواطنني إىل ش���قني‪ .‬لكن هذا ال ّ‬ ‫وه���و العدول عن ش���يء ‪ ،‬ولو إىل أج���ل ما‪ .‬هذا ما‬ ‫جن���ح يف حتقيق���ه بفضل م���ا وجده م���ن جتاوب‬ ‫وحبث ع���ن بلوغ اهل���دف من اجلمي���ع‪ .‬فاجلميع‬ ‫قاموا بالعدول عن شيء لفائدة املصلحة العامة ‪،‬‬ ‫مصلحة الدولة والوطن‪ .‬تنازل امللك عن امتيازات‬ ‫‪ ،‬وتنازل أعضاء آخ���ر برملان لعهد الدكتاتور عن‬

‫فرانكو‬

‫رومانيا نيكوال تشاسيسكو‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫اعتقاداته���م اخلاصة ‪ ،‬وتنازل احلزب الش���يوعي‬ ‫ع���ن العل���م اجلمهوري ورم���وز أخ���رى ‪ ،‬وتنازل‬ ‫احل���زب االش�ت�راكي عن برناجم���ه اجلمهوري‬ ‫الكبري ثم عن املاركسية ‪ ،‬وتنازلت الكنيسة عن‬ ‫بع���ض حقوقها وعن أولويته���ا ‪ ،‬وتنازلت القوات‬ ‫املس���لحة ع���ن مفهومها بأنه���ا ال ّراعي���ة لوصية‬ ‫الدكتاتور ال ّراحل‪.‬‬ ‫ع���رف احمل��� ّرك األول لعملي���ة التح���وّل م���ا هو‬ ‫يتم‬ ‫احلس���ن ملص�ي�ر الب�ل�اد واملواطنني وكي���ف ّ‬ ‫املهمة‬ ‫إجن���ازه ‪ ،‬فأهم���ل حيات���ه يف س���بيل ه���ذه ّ‬ ‫‪ ،‬وأنهكه���ا واس���تهلكها يف عملي���ة سياس���ية ذات‬ ‫أحج���ام تارخيي���ة‪ .‬بن���ى وش��� ّيد نظ���ام احلري���ة‬ ‫واملس���اواة والتآخ���ي والعف���و والتس���ابق لفائ���دة‬ ‫الوط���ن واجلمي���ع ‪ ،‬على مبادئ وش���عارات كان‬ ‫ين���ادي به���ا ويطبقه���ا‪ .‬منه���ا أن التواف���ق لدي���ه‬ ‫مقدّس قدس ّيته ال تعين االستسالم السليب أمام‬ ‫الطرف املقابل أو اخلصم ‪ ،‬بل هو إمتام ألش���غال‬ ‫عظيمة هرقلية لفائدة التس���امح املتبادل‪ .‬تسلح‬ ‫باإلقدام واجل���رأة وفاء ألحد مبادئه وهو اختاذه‬ ‫‪ ،‬يف ّ‬ ‫كل ح�ي�ن وظ���رف ‪ ،‬القرارات ال�ت�ي يتح ّتم‬ ‫اختاذه���ا‪ .‬فه���و القائ���ل والعام���ل مبقولت���ه اليت‬ ‫كادت تصب���ح مثاال وهي ‪ :‬س���نرفع إىل الدّرجة‬ ‫السياس���ية العادية ‪ ،‬ما هو على مس���توى الشارع‬ ‫وبكل بساطة عادي‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫كل هذا جعله يعمل جاهدا‬ ‫عل���ى نقل األص���وات واملطالب اليت بالش���ارع إىل‬ ‫التش���ريع والتقنني‪ .‬كان ديدن���ه وغايته ترميم‬ ‫البي���ت دون انقط���اع الكهرب���اء أو انع���دام املاء يف‬ ‫األنابيب‪.‬‬ ‫به���ذه املفاهيم ومب���ا حتلى به الناش���طون حوله‬ ‫‪ ،‬م���ن مؤيدي���ن ومعارض�ي�ن ‪ ،‬وهب���وا أنفس���هم‪،‬‬ ‫ول���و حل�ي�ن ‪ ،‬خلدم���ة الوط���ن ‪ ،‬كرم���اء وهب���وا‬ ‫جهودهم ‪ ،‬أمناء على ما استلموا ‪ ،‬ايديهم طاهرة‬ ‫‪ ،‬التزم���وا مب���ا كان جي���ب عمل���ه ‪ ،‬وابتعدوا عن‬ ‫خل���ق املش���اكل ال�ت�ي ال يض ّرها االنتظ���ار‪ ،‬بكل‬ ‫هذا اس���تطاعت حكومته بعد س���نة من تشكيلها‬ ‫‪ ،‬أن تزي���ل ّ‬ ‫كل اهلياكل التعس���فية من النظام‬ ‫السابق ‪ ،‬وأن تنفذ عشرين مشروعا إصالحيا يف‬ ‫‪ 11‬شهرا‪ ،‬وتعطي البالد أوّل دستور شعيب غري‬ ‫طبقي يف ظرف س���نتني‪ .‬استطاع كل ذلك ألنه‬ ‫آم���ن ‪ ،‬وعمل على أن يؤم���ن كل املواطنني ‪ ،‬بأن‬ ‫لب الدميقراطية يكمن يف االختالف مع اآلخر‬ ‫ّ‬ ‫ويف فهم ذلك اآلخر ألن هذا الفهم هو أوّل واجب‬ ‫وطين البد من غرسه يف قلوب وإرادة املواطنني‪.‬‬ ‫حتمل ضغط‬ ‫وأيضا ألنه اعت�ب�ر أن احلكم يعين ّ‬ ‫األقوي���اء املنظمني ‪ ،‬الذي���ن بايديهم آليات مهمة‬ ‫للدفاع عن مصاحلهم وعن عقيدتهم‪ .‬لكن البد‬ ‫من فهم أن ش���رعية احلكم واحلاكم أعلى من‬ ‫ش���رعية اجملموع���ات ذات التأثري والس���لطة‪ .‬أما‬ ‫إذا كان���ت تل���ك اجملموع���ات أقوى م���ن الدولة‬ ‫واحلاكم فمعناه أن ش���يئا خاطئا يكمن يف بنية‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫كث�ي�رة ه���ي األمثل���ة ‪ ،‬فمنه���ا إرج���اء املطالبة‬ ‫ب���رد االعتب���ار والتعويضات والبح���ث عن القبور‬ ‫التعسف وغريها ‪ ،‬ارجئت ومل‬ ‫اجلماعية لضحايا ّ‬ ‫يش���رع يف املطالب���ة بها إال مؤخ���را أي بعد ثالثة‬ ‫عقود من إرس���اء مركبة النظ���ام الدميقراطي‬ ‫اجلديد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كل ه���ذه العظ���ات كان ميك���ن اس���تنتاجها‬ ‫واالس���تفادة منها ع�ب�ر التجربة اإلس���بانية‪ .‬هذا‬ ‫عل���ى األق���ل م���ا كن���ت أظنه ‪ ،‬م���ع إميان���ي ّ‬ ‫بأن‬ ‫وخاصة يف القطرين‬ ‫مواطين يف أي قطر عربي ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اللذي���ن أعرفهما عمي���ق املعرفة ‪ ،‬ق���ادرون على‬ ‫إجن���از ما أجن���زه هؤالء ‪ .‬لكن يب���دو أني أخطأت‬ ‫ّ‬ ‫الظ���ن ‪ ،‬وصدق زمي���ل وأخ ودود كان يعارضين‬ ‫ويق���ول‪ :‬إنه���ا جينات ي���ا أخي‪ .‬هل ه���ذا يعين أن‬ ‫جيناتن���ا غ�ي�ر صاحلة ؟ هذا ما ستش���رحه األيام‬ ‫واألحداث القريبة القادمة وسط نداء واستغاثة‬ ‫اجلماهري ارمحوا هذا الوطن أيها املتلهفون‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫مدريد ‪13-11-22‬‬

‫دولة املواطنة اليت ننشدهــــــا !‬ ‫آدم ارمي التباوي‬ ‫م���ازال الليبيون يلتمس���ون طريقهم للوص���ول إىل دولة تليب آماهل���م و تطلعاتهم ملواكبة العصر بع���د أن ختلصوا من‬ ‫نظ���ام أوتوقراط���ي مشول���ي دكتاتوري اتس���م بالقمع و االس���تبداد بالتوازي ‪ ,‬نس���مع هنا و هناك أصوات���ا تنادي بدولة‬ ‫ثيوقراطية دينية ال تتوافق وال تتماش���ى مع روح االس�ل�ام بالس���ماحة الدينية ‪ ,‬تهجر االس�ل�ام و تش���ل الفكر و تضيق‬ ‫الصدر و تعسر األمر و تتالقى يف اهلدف و الفكر السلطوي مع الدولة الشمولية إن كانت ختتلف يف اخلطاب املطروح‬ ‫‪ ,‬إن الليبي���ون الذي���ن عانوا كثريا و ملدة طويلة من االقصاء و التهميش و االس���تخفاف و جتريم حرية الفكر و الرأي و‬ ‫التعبري متعطشون لشيء مغاير متاما ‪ ,‬متعطشون إىل صنع الدولة املدنية القائمة على املواطنة و الشراكة ‪,‬نعم حنن‬ ‫الليبيون ش���ركاء يف الوطن و لكن ليس بالضرورة أن نستنس���خ نفس الفكر و الرأي و فرض ثقافة واحدة و فكر واحد‬ ‫و اعتق���اد واح���د و نظري���ة واحدة ‪ ,‬علينا أن نراعي و نعلم أننا عانينا مبا فيه الكفاي���ة من اللون الواحد و الفكر الواحد ال‬ ‫نريد أن حيكمنا أحدا أو فئة يف دولة أوتوقراطية أو ثيوقراطية وحش���ية ذات لون واحد حتت أي ش���عار أو مسمى كان‬ ‫‪ ,‬سئمنا من القيد الفكري و فقدان الروح و سحقنا حتت أيدولوجية احلقيقة الواحدة و القائد األوحد و املرشد الواحد‬ ‫الميكن أن خيدعنا أحد بدس السم يف الدسم ‪.‬‬ ‫•عقد اجتماعي عادل‬ ‫علين���ا مجيع���ا كليبي�ي�ن رج���اال و نس���اءا أن‬ ‫نذه���ب مع���ا لصياغة عق���د اجتماع���ي عادل و‬ ‫صري���ح لضمان دولة املؤسس���ات عرب دس���تور‬ ‫عصري يس���خر ألجل الف���رد و املواطن اللييب‬ ‫و يضمن الرفاهي���ة اليت هي اهلدف من إقامة‬ ‫الدول���ة ( بتقديم خدمات الئق���ة متميزة من‬ ‫التعلي���م و الصح���ة و اإلس���كان و املواص�ل�ات‬ ‫و اإلع�ل�ام احل���ر ‪ ) ...‬و هذه العوام���ل ال تتوفر‬ ‫إال بالدول���ة الدميقراطية العادلة احلقة اليت‬ ‫تس���ود فيها العدالة و الش���فافية و حكم سيادة‬ ‫القانون مستمدا من أسس املساواة و االنصاف‬ ‫‪.‬املوظف العام يف ليبيا اجلديدة بدءا من رئيس‬ ‫الوزراء انتهاء بأصغ���ر موظف جيب أن يدرك‬ ‫أنه جمرد فرد مكلف و بإرادته راغبا يف خدمة‬ ‫الش���عب بنزاهة و ص���دق و أمانة إميانا منه أن‬ ‫قيمته يف احلياة الوظيفية تكمن يف ما يقدمه‬ ‫لآلخري���ن من أعم���ال خرية و نرية و ميس���رة‬ ‫للمواط���ن ‪ ,‬و يف ذل���ك فليتناف���س العاملني يف‬ ‫الدولة الليبية اجلديدة ‪.‬‬ ‫•الدولة األوتوقراطية املنهارة‬ ‫كل مصائبن���ا و معاناتن���ا ق���د أتت من أش���رار‬ ‫الذين انشأتهم و رعتهم الدولة األوتوقراطية‬ ‫الش���مولية ع�ب�ر أربع���ة عق���ود و رفع���وا كل‬ ‫الش���عارات و طبل���وا كل االيقاعات الس���يئة و‬ ‫مل جن�ن�ي من اجنازاته���م إال امل���وت و الدمار و‬ ‫ق�ل�اع الس���جون و س���راديب التعذي���ب و الفقر‬ ‫املدق���ع و الظلم الفادح و الفس���اد املستش���ري و‬ ‫اجله���ل املركب ‪ ,‬إىل غري ذلك من أدوات املوت‬ ‫و التدمري و لألسف حتى بعد الثورة املباركة‬ ‫مازال هن���اك من يؤمن أن ذلك ش���يء طبيعي‬ ‫وال بأس من االستمرار فيه ‪.‬‬ ‫ال ميكن أن نقبل إقامة دولة ثيوقراطية على‬ ‫أنقاض الدول���ة األوتوقراطية املنهارة ال نريد‬ ‫أن نتقهق���ر إىل ال���وراء و نتخل���ف ع���ن ركب‬ ‫العصر و احلضارة و نبتعد عن جوهر االسالم‬ ‫لس���نا حباجة إىل معتقد جديد بل نريد تنوير‬ ‫إس�ل�امي حقيق���ي و صح���وة تالم���س روح‬ ‫اإلس�ل�ام تواكب قيم احلري���ة العاملية اليت ال‬ ‫تفرق بس���بب احلدود و اللون و الدين و املكانة‬ ‫بقدر ما تصون و تقدر حرية االنسان الفرد ‪.‬‬ ‫و حتمي���ه م���ن الطغ���اة و املس���تبدين بأي وجه‬ ‫كان���وا و هذا ما جعل األمم املتحدة و اجملتمع‬ ‫الدول���ي يق���ر القوان�ي�ن و االتفاقي���ات حلماية‬ ‫األف���راد املدنيني ‪ ,‬و الليبي���ون متتعوا بفضائل‬ ‫ه���ذه الق���رارات مرت�ي�ن ‪ ,‬األول يف ‪( 1951‬‬ ‫اس���تقالل ليبي���ا ) ‪ ,‬و الثاني ق���رار رقم ‪1973‬‬ ‫(حلماي���ة املدنيني من آلة م���وت الطاغية) ‪ ,‬ما‬ ‫نريده هو ما تشاطرنا فيه كل أمم األرض يف‬ ‫إقامة الدول���ة الدميقراطية املدنية ‪ ,‬و يف هذا‬ ‫الس���ياق ورد ن���ص اإلعالن الدس���توري املؤقت‬

‫لرؤية أس���س بن���اء دولة ليبي���ا الدميوقراطية‬ ‫و ه���و جهد عظيم و برنامج سياس���ي مدروس‬ ‫نالت به احلكومة الليبية الشرعية و االعرتاف‬ ‫الدول���ي يف احملاف���ل الدولي���ة و االقليمية ‪ ،‬إن‬ ‫ه���ذه الرؤي���ا واضحة املع���امل تدع���و إىل دولة‬ ‫مدني���ة و على كل ليبي���ة و لييب حر غيور أن‬ ‫يشاطر يف هذا اإلجتاه ‪ ,‬قد يكون هنالك من له‬ ‫رؤي���ة أخرى حبجة أنه أول م���ن ثار و ضحى‬ ‫مما يؤهله بأن ميلك الش���رعية الثورية ناسيا‬ ‫أن التضحية ألج���ل الوطن و احلرية ال تؤهل‬ ‫أح���دا للحصول عل���ى ميزة األولوي���ات ‪ ,‬حنن‬ ‫نتفه���م و إن مب���دأ القبول و التداول الس���لمي‬ ‫للسلطة أمر متفق عليه عامليا و حنن نتفهم و‬ ‫ندرك أن إدعائهم هذا ألنهم مل و لن يستوعبوا‬ ‫بع���د ماذا تعين ش���ركاء يف الوطن و أن ثقافة‬ ‫الــ"أنـــ���ا " مازال���ت مؤث���رة فيه���م و حن���ن على‬ ‫يق�ي�ن أن الذين حياول���ون احتكار الثورة حتت‬ ‫أي ذريع���ة س���واء أن كانت جهوي���ة أو حزبية‬ ‫أو دينية أو قبلي���ة أو مصلحية معذورون ألن‬ ‫قب���ول اآلخ���ر و التداول الس���لمي للس���لطة و‬ ‫العيش املشرتك ليست من تراثهم السياسي ‪.‬‬ ‫•اخلوف من التغيري هو العدو األول‬ ‫عل���ى ذل���ك ندع���و كل الليبي�ي�ن املهتم�ي�ن‬ ‫بش���أن الوط���ن إىل حوار لييب – لي�ب�ي هادئ و‬ ‫مس���تفيض ‪ ,‬لبح���ث أفضل الس���بل لبناء دولة‬ ‫ليبي���ا احل���رة خ�ل�ال مرحل���ة انتقالي���ة (م���ن‬ ‫أصع���ب املراحل و ه���ي اختبار حقيق���ي إلرادة‬ ‫الليبي�ي�ن و الليبي���ات حن���و التغي�ي�ر و اخلوف‬ ‫م���ن التغيري هو الع���دو األول يف تعطيل إقامة‬ ‫الدول���ة املنش���ودة ) و املش���هد السياس���ي اللييب‬ ‫الي���وم باه���ت و هزي���ل بس���بب افتقارن���ا هل���ذه‬

‫اإلرادة فض�ل�ا ع���ن انع���دام روح الوطني���ة و‬ ‫التعط���ش للس���لطة و امل���ال و لو بس���فك دماء‬ ‫الليبيني عند البعض و التمس���ك بالقبيلة قبل‬ ‫الوطن كل ذل���ك يدعونا إىل ضرورة التغيري‬ ‫حنو األفضل ملس���ار الدميقراطية ‪ ,‬نريد ليبيا‬ ‫اليت ال تقصي أحد وال تس���تبعد أحد و ترس���خ‬ ‫املع���امل الدميقراطي���ة املفتوح���ة للجميع من‬ ‫أج���ل كل الليبيني و الليبي���ات و تطرح إطارا‬ ‫جديدا للدميوقراطية و التغيري و هذه خطوة‬ ‫غري مس���بوقة لبلوغ األهداف الس���امية لدولة‬ ‫املواطن���ة و ذلك بدعوة مجي���ع الليبيون بكافة‬ ‫مكوناتهم إلحنياز ملشروع التغيري و االنضمام‬ ‫إلي���ه إلح���داث النقلة التارخيي���ة اليت تصحح‬ ‫العالقة الش���املة ملس�ي�رة الوطن م���ن منطلق‬ ‫الرغب���ة الصادق���ة و األكيدة يف اجت���اه البناء‬ ‫الصحي���ح يف بوتقة الوح���دة الوطنية بضمري‬ ‫انس���ان وط�ن�ي جدي���د نابعا من عم���ق ما مرت‬ ‫ب���ه بالدن���ا من مصاع���ب وأح���داث مؤمل���ة ‪ ,‬إن‬ ‫ما نطرح���ه لليبي�ي�ن و الليبيات يف مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي و الكت���ل السياس���ية و النخب‬ ‫و األكادميي�ي�ن و اجلمعي���ات و املنظم���ات و‬ ‫املؤسس���ات و املس���تقلني م���ن الساس���ة يبع���ث‬ ‫باألمل و يعزز الشعور الوطين بإمكانية جتاوز‬ ‫املاضي امل���ؤمل برؤية جديدة ‪ ,‬قيم التس���امح و‬ ‫االنتم���اء للوطن على أس���س العدالة و التوازن‬ ‫لتب�ن�ي مس���تقبال أفض���ل قائم عل���ى احلرية و‬ ‫احملاس���بة و س���يادة دولة القان���ون وال يتحقق‬ ‫ذل���ك إال بالتآزر و التكات���ف و اإلخالص كل‬ ‫الليبي�ي�ن بذل���ك حنق���ق دول���ة املواطن���ة اليت‬ ‫ننشدها ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫املليشيات ‪ :‬املسألة‬ ‫االمنية من الدومنو‬ ‫إىل االحتواء‬

‫نوري الراعي‬ ‫املس���ألة االمني���ة م���ن الدومن���و اىل‬ ‫االحتواء‪:‬املليش���يات ‪ ،‬التش���عبات ‪ ،‬قبائ���ل ‪،‬‬ ‫اعضاء يف املؤمتر الوطين يقودوا مليشيات‪،‬‬ ‫االحزاب ‪ ،‬املصاحل اجلهوية‪.‬‬ ‫اسباب بروز ازمة املليشيات‪:‬‬ ‫عدم وجود خطة حللها بعد حرب التحرير‬ ‫غي���اب اس�ت�راتيجية واضح���ة ‪ ،‬س���طحية‬ ‫التحلي���ل ‪ ،‬اخل���وف م���ن رج���وع االزالم‬ ‫بعد تف���كك كتائ���ب الق���دايف ‪ ،‬االنتهازية‬ ‫والسباق على السلطة‪ .‬السيولة املالية اليت‬ ‫وفرتها احلكومة‪ .‬محاية الثورة‪.‬‬ ‫ااالنتق���ال الس���لمي للس���لطة واالنتخابات‬ ‫وسلطة القوة اليت متتلكها املليشيات‪.‬‬ ‫درائع وجود املليشيات‪:‬‬ ‫احلماية القبلية واملناطقية‪.‬‬ ‫املكاسب املادية‬ ‫الثروات النفطية‬ ‫اخللفيات اجلهوية حتت درائع املركزية‬ ‫ونقص اخلدمات‪.‬‬ ‫البطالة‪.‬‬ ‫ع���دم التواف���ق عل���ى ميث���اق جيم���ع عليه‬ ‫االطراف‪.‬‬ ‫مل يكن هن���اك اس�ت�راتيجية ال من املؤمتر‬ ‫الوطين أو احلكومة حلل او حلحلة االزمة‬ ‫االمني���ة‪ .‬س���كب امل���ال‪ ،‬اجليش والش���رطة‬ ‫اصبحوا مكب للمليشيات‪.‬‬ ‫تبع���ات االنف�ل�ات االم�ن�ي‪ ،‬غي���اب االم���ن ‪،‬‬ ‫وقف الضخ ‪ ،‬عودة الشركات ‪ ،‬االستتمار‪.‬‬ ‫تقسيم ليبيا اىل دويالت‪ .‬وغريها‪.‬‬ ‫امجاع الش���عب على ضرورة حل املليشيات‪.‬‬ ‫املظاه���رات واالحتجاج���ات ‪ ،‬بنغ���ازي ‪،‬‬ ‫طرابلس ‪ ،‬درنة ‪.‬‬ ‫اس�ت�راتيجية حللحل���ة املس���ألة االمني���ة‪.‬‬ ‫جي���ب ان تنته���ي كلم���ة "ث���وار"‪ ،‬غي���اب‬ ‫الصوت الواحد واعطاء رسائل متعددة‪.‬‬ ‫مجع الس�ل�اح ‪ ،‬ال حوار مع املليش���يات بكل‬ ‫املسميات والغرف االمنية ‪ .‬دور احلكومة‪.‬‬ ‫الدومنو بنغازي وطرابلس ودرنة كمثل‪.‬‬ ‫االحتواء‪.‬‬ ‫ال حتتاج اىل تدخل دولي ولكن حنتاج اىل‬ ‫دعم لوجسيت‪.‬‬ ‫مصادر‪ :‬نظرية الدومنو‪ ،‬نظرية االحتواء‪،‬‬ ‫امثلة دولية ‪.‬‬

‫اإلبداع املفرتى عليه‬ ‫حممود الغيطاني‬ ‫رمب���ا كانت الف�ت�رة املاضية‪ -‬منذ عامني‬ ‫تقريب���ا‪ -‬وم���ا ش���هدته املنطق���ة العربي���ة‬ ‫م���ن العدي���د م���ن الث���ورات عل���ى احلك���م‬ ‫الديكتات���وري‪ -‬حك���م الواح���د‪ ،-‬وما أطلقت‬ ‫عليه وسائل اإلعالم‪ -‬الربيع العربي‪ -‬الذي‬ ‫بدأ بتون���س لينتهي بس���وريا‪ ،‬أقول أن كل‬ ‫ه���ذه األحداث املتالحق���ة واملزمخة بالكثري‬ ‫م���ن الرغب���ات يف التح���رر‪ ،‬وال�ت�ي فش���لت‬ ‫مجيعه���ا تقريب���ا؛ نتيج���ة قف���ز اإلخ���وان‪-‬‬ ‫املتاج���رون بالدين يف أبش���ع ص���ور املتاجرة‬ ‫وأكثره���ا إث���ارة لالمشئ���زاز‪ -‬يس���تدعي‬ ‫بالض���رورة س���ؤاال جوهري���ا ‪-‬إن مل يك���ن‬ ‫وجوديا‪ -‬بالنس���بة للمبدع والفنان‪ ،‬أال وهو‪:‬‬ ‫هل لإلبداع من زمن؟‬ ‫وحينما نطرح مثل هذا التس���اؤل للنقاش‬ ‫فنح���ن ال نقصد به جمرد اإلب���داع الروائي‬ ‫فق���ط‪ ،‬بل نعين به كافة أش���كال اإلبداع يف‬ ‫مجيع الفنون املرئية واملسموعة واملقروءة‪،‬‬ ‫ولكن ك���ي نكون أكث���ر وضوح���ا فأنا أود‬ ‫أن يك���ون حديثي هن���ا منصبا عل���ى اإلبداع‬ ‫الروائي‪.‬‬ ‫إذا كنا قد طرحنا التس���اؤل‪ :‬هل لإلبداع‬ ‫زم���ن‪ ،‬فه���و يع�ن�ي‪ ،‬ه���ل وج���ود س���لطة م���ا‬ ‫معينة يف قمة اجله���از الذي خيص الدولة‬ ‫تس���تطيع من قريب أو من بعي���د النهضة‪-‬‬ ‫ليس���ت نهضة اإلخوان بالتأكيد‪ -‬باإلبداع‬ ‫الروائ���ي‪ ،‬أم أنه���ا من ش���أنها القض���اء عليه‬ ‫متام���ا حت���ت العدي���د من املس���ميات‪ ،‬س���واء‬ ‫كان���ت األخالقي���ات أو الدي���ن أو حت���ى‬ ‫السياس���ة أو غريه���ا من التابوه���ات املألوفة‬ ‫لنا مجيعا‪.‬‬ ‫وهنا البد لنا من التأمل طويال يف التاريخ‬ ‫اإلبداعي العاملي لنرى هل استطاعت الكثري‬ ‫م���ن الس���لطات الغامش���ة فع���ل ذل���ك أم ال‪،‬‬ ‫حيضرني يف ه���ذا املقام الروائي الفرنس���ي‬ ‫جوس���تاف فلوبري صاحب الرواية الشهرية‬ ‫"م���دام بوف���اري"‪ ،‬تل���ك الرواية ال�ت�ي قامت‬ ‫النيابة الفرنس���ية باتهام فلوبري بأن روايته‬ ‫غ�ي�ر أخالقية؛ وم���ن ثم ق���دم للمحاكمة‬ ‫كمته���م‪ ،‬إال أن حمامي���ه س���رعان ما أثبت‬ ‫العك���س واس���تطاع تربئت���ه م���ن التهم���ة‬ ‫املنس���وبة إلي���ه عل���ى الرغم م���ن أن الرواية‬ ‫ظلت ممنوعة أو يتم تداوهلا بسرية باعتبار‬ ‫أنها من األعم���ال الالأخالقية اليت ال يصح‬ ‫اقتناؤه���ا‪ ،‬إىل أن مت االع�ت�راف به���ا كأبرز‬ ‫وأهم الروايات الواقعية فيما بعد‪.‬‬ ‫كذلك رواية "ابنتا الريف" إلدنا أوبريان‬ ‫ال�ت�ي صادرته���ا الرقاب���ة األيرلندي���ة ع���ام‬ ‫‪ 1960‬؛ نتيج���ة اش���تماهلا عل���ى حمت���وى‬ ‫جنس���ي صري���ح‪ ،‬ولعل���ه يف ه���ذا الس���ياق‪-‬‬ ‫األخالق���ي‪ -‬أيض���ا ُمنع���ت رواي���ة "أغني���ة‬ ‫الياقوت األمحر" ألغن���ار ميكله يف النرويج‬ ‫ع���ام ‪1957‬م ؛ نتيج���ة احملت���وى اجلنس���ي‪،‬‬ ‫ولك���ن بقرار جرئ من احملكم���ة العليا‪ ،‬ومت‬ ‫رفع ه���ذا احلظر ع���ام ‪1958‬م‪ ،‬ويف اململكة‬ ‫املتح���دة ع���ام ‪1928‬م مت من���ع رواي���ة "بئر‬ ‫العزل���ة" ل���راد كلي���ف ه���ول؛ نتيج���ة ألن‬ ‫الرواي���ة تتح���دث ع���ن موض���وع الس���حاق‪،‬‬ ‫ولكنها أُعيد نشرها مرة أخرى عام ‪1949‬م‬ ‫بع���د س���ت س���نوات م���ن وف���اة املؤلف���ة‪ ،‬ويف‬ ‫العام ‪ 1966‬م منع���ت احلكومة النروجيية‬

‫رواي���ة" بال غرزة واحدة" لين���س بيورنبوي؛‬ ‫نتيج���ة حمتواها اجلنس���ي الصري���ح أيضا‪،‬‬ ‫ويف الوالي���ات املتح���دة ع���ام ‪1821‬م ُمنعت‬ ‫رواية "تل فاني" أو(ذكري���ات امرأة متعة)‬ ‫جل���ون كليالند بدع���وى الفحش والدعوة‬ ‫للرذيل���ة‪ ،‬وكان ه���ذا الكت���اب آخ���ر كتاب‬ ‫يحُ ظ���ر يف الوالي���ات املتح���دة األمريكي���ة‪،‬‬ ‫ولعلن���ا ال نس���تطيع نس���يان رواي���ة "م���دار‬ ‫الس���رطان" للروائ���ي األمريك���ي هن���ري‬ ‫ميل���ر ال�ت�ي منع���ت يف الوالي���ات املتحدة يف‬ ‫ثالثينيات الق���رن املاضي وحتى س���تينيات‬ ‫الق���رن‪ ،‬كما منع���ت احلكوم���ة األمريكية‬ ‫بقي���ة أعم���ال ميل���ر‪ ،‬كم���ا ظل���ت الرواية‬ ‫ممنوع���ة يف جن���وب إفريقي���ا حت���ى أواخ���ر‬ ‫الثمانينيات من القرن املاضي‪.‬‬ ‫ولعلن���ا إذا م���ا حاولن���ا التأم���ل الطويل يف‬ ‫تاريخ كتابة الرواية عاملي���ا لوجدنا الكثري‬ ‫جدا م���ن الرواي���ات األخرى ال�ت�ي مت منعها‬ ‫حتت دع���وى األخالقيات‪ ،‬س���واء كان ذلك‬ ‫يف الش���رق أم يف الغرب‪ ،‬مثلما ش���اهدنا منع‬ ‫اململك���ة العربي���ة الس���عودية ومعظ���م دول‬ ‫اخلليج لرواية "املش���رط" للروائي التونسي‬ ‫كم���ال الرياح���ي‪ ،‬ومص���ادرة رواي���ة "أبناء‬ ‫اخلطأ الرومانس���ي" للروائي املصري ياسر‬ ‫شعبان‪ ،‬ورواية "الصفر احلادي والعشرون"‬ ‫للروائ���ي املص���ري حممود حام���د‪ ،‬وغريهم‬ ‫الكث�ي�ر من الرواي���ات املصرية اليت صودرت‬ ‫ومنعت لنفس السبب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وإذا م���ا تركن���ا جم���ال األخالق‪-‬كم���ا‬ ‫يدع���ي رع���اة وغ�ل�اة األخ�ل�اق‪ -‬لوجدن���ا‬ ‫الكثري م���ن الروايات أيضا مت���ت مصادرتها‬ ‫ولكن يف جمال السياس���ة؛ ألن هذه األعمال‬

‫اإلبداعي���ة مل تل���ق الرتحي���ب ال���كايف م���ن‬ ‫الس���لطات أو احلكوم���ات ال�ت�ي ص���درت يف‬ ‫ظلها هذه الروايات‪ ،‬فنرى على سبيل املثال‬ ‫ال احلصر أن رواية "‪ "1984‬للروائي جورج‬ ‫أوروي���ل ق���د مت���ت مصادرته���ا يف االحت���اد‬ ‫السوفييت الس���ابق عام ‪1950‬م‪ ،‬بعد إدراك‬ ‫س���تالني أن الرواية تسخر منه هو شخصيا‪،‬‬ ‫ومل يت���م الس���ماح بتداوهل���ا يف االحت���اد‬ ‫الس���وفييت س���وى يف ع���ام ‪1990‬م‪ ،‬كم���ا‬ ‫صودرت نفس الرواي���ة يف الواليات املتحدة‬ ‫األمريكي���ة إبان أزم���ة الصوراي���خ الكوبية‪،‬‬ ‫ويف جن���وب إفريقي���ا مت���ت مص���ادرة رواية‬ ‫"ابنة بريجر" للروائية نادين جوردمير؛ عام‬ ‫‪1979‬م ملناهضته���ا للسياس���ات العنصرية‬ ‫ال�ت�ي تنتهجه���ا احلكوم���ة‪ ،‬وإن كان قد مت‬ ‫رف���ع احلظ���ر عنه���ا يف ش���هر أكتوب���ر من‬ ‫نفس العام‪ ،‬كما نرى السلطات يف االحتاد‬ ‫الس���وفييت يصادر رواي���ة "أرخبي���ل غوالغ"‬ ‫للمؤلف الروس���ي ألكس���ندر سوجلنيتسني؛‬ ‫ألن الرواي���ة تتناق���ض م���ع الص���ورة ال�ت�ي‬ ‫كانت ترغب فيها احلكومة الس���وفيتية أن‬ ‫تظه���ر بها أمام العامل‪ ،‬ث���م رفع هذا احلظر‬ ‫فيما بعد‪ ،‬ثم قررت وزارة الرتبية الروسية‬ ‫الرواي���ة على طالب امل���دارس الثانوية فيما‬ ‫بعد‪ ،‬ولعلنا ال ننسى الرواية املهمة "دكتور‬ ‫جيفاجو" لبوريس باس�ت�رناك‪ ،‬واليت منعها‬ ‫الروس حتى عام ‪1988‬م؛ النتقادها الثورة‬ ‫البلشفية وسياساتهم‪ ،‬كذلك رواية "السيد‬ ‫الرئيس" للروائي ميجل أخنل أستورياس‪،‬‬ ‫ال�ت�ي منع���ت يف جواتيم���اال لتعرضها لعض‬ ‫السياس���يني املوجودين يف الس���لطة يف ذلك‬ ‫الوقت‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪21‬‬

‫تاريخ ليبيا ‪..‬‬ ‫ملن يريد أن يبنى مستقبلها‬ ‫فإذا ما انتقلنا إىل املنطقة العربية لوجدنا رواية‬ ‫"ش���رق املتوسط" للروائي الس���عودي عبد الرمحن‬ ‫مني���ف؛ نتيج���ة تعرضه���ا للسياس���ات القمعي���ة‬ ‫والوحش���ية ال�ت�ي متارس���ها الس���لطات الس���عودية‪،‬‬ ‫كذل���ك معظ���م رواي���ات املؤل���ف نفس���ه ومنه���ا‬ ‫ثالثي���ة "مدن امللح"‪ ،‬والقائم���ة تطول إذا ما حاولنا‬ ‫االستقصاء‪.‬‬ ‫ث���م يأت���ي التابو الثال���ث‪ -‬الذي إذا م���ا حتدث به‬ ‫أصحابه أخرسوا مجيع األلس���نة‪ -‬وهو تابو الدين‬ ‫لنرى الكثري جدا من الروايات اليت متت مصادرتها‬ ‫ومنعه���ا حت���ت مس���مى التجدي���ف أو الزندق���ة أو‬ ‫الس���خرية من الذات العلية‪ ،‬فرأينا أشهر الروايات‬ ‫ال�ت�ي صودرت حتت ه���ذا الزعم وه���ي رواية "آيات‬ ‫ش���يطانية" للروائ���ي س���لمان رش���دي‪ ،‬والذي جلأ‬ ‫إىل اململك���ة املتحدة خوفا عل���ى حياته بعد أن أفتى‬ ‫اخلمي�ن�ي بفت���وى إه���دار دم���ه‪ ،‬ومت من���ع الرواية‬ ‫يف الكث�ي�ر جدا م���ن البل���دان ومنها إي���ران‪ ،‬وغينيا‬ ‫اجلدي���دة‪ ،‬وبنجالدي���ش‪ ،‬وباكس���تان‪ ،‬وتنزاني���ا‪،‬‬ ‫وتايالند‪ ،‬والس���نغال وسريالنكا‪ ،‬وكينيا‪ ،‬وليربيا‪،‬‬ ‫والكويت‪ ،‬ومصر‪ ،‬واهلند حتت دعوى التهجم على‬ ‫الدين اإلس�ل�امي‪ ،‬كذلك الرواية الشهرية "شفرة‬ ‫دافنش���ي" ملؤلفها دان براون اليت متت مصادرتها يف‬ ‫لبن���ان بع���د أن رأى رجال دين كاثوليك إس���اءتها‬ ‫للدين املس���يحي‪ ،‬هذا فضال عن الصخب والغضب‬ ‫ال���ذي أثارت���ه يف أوس���اط الع���امل املس���يحي عامليا‪،‬‬ ‫وغريها الكثري من الروايات‪.‬‬ ‫ويف املنطق���ة العربية ال نس���تطيع جتاهل رواية‬ ‫"وليمة ألعش���اب البح���ر" للروائي الس���وري حيدر‬ ‫حي���در‪ ،‬ال�ت�ي أث���ارت الكث�ي�ر م���ن الغض���ب بدعوى‬ ‫اإلس���اءة لل���ذات العلي���ة مم���ا أدى إىل مصادرته���ا‬ ‫يف الكث�ي�ر م���ن ال���دول العربية خاص���ة مصر عام‬ ‫‪2000‬م بع���د إع���ادة طبعه���ا يف وزارة الثقاف���ة‬ ‫املصري���ة‪ ،‬كذل���ك رواي���ة "الصق���ار" للروائ���ي‬ ‫املصري مسري غريب عل���ي‪ ،‬وغريها من املالحقات‬ ‫واملصادرات‪.‬‬ ‫ولعلن���ا إذا م���ا تأملنا كل هذه املصادرات وغريها‬ ‫الكثري لتأكدنا أنه بالرغم من كل هذه املصادرات‬ ‫وكل هذا املنع‪ ،‬إال أن اإلبداع الفين سواء كان منه‬ ‫الروائي أو غريه‪ ،‬مل يتوقف‪ ،‬بل استمرت احلركة‬ ‫الدائمة حنو الصعود وتنام���ي اإلبداع وترك املزيد‬ ‫م���ن اإلرث الفين على اختالف ش���كله يف كل هذه‬ ‫ال���دول‪ ،‬ب���ل إن الكث�ي�ر من ه���ذه األعم���ال اليت مت‬ ‫منعها أعيد طبعها فيما بعد مرات ومرات؛ لتمسي‬ ‫م���ن أهم كالس���يكيات األدب فيما بع���د‪ ،‬مما يدل‬ ‫عل���ى أن اإلبداع ليس له وقت أو زمن حمدد‪ ،‬كما‬ ‫أنه ليس مرهونا بسلطة سياسية أو دينية معينة‪،‬‬ ‫بل هو رهني اإلنسان والفن اخلالص الذي ال يضع‬ ‫أي اعتبارات أخرى لإلبداع سوى املعايري الفنية‪.‬‬ ‫ولذل���ك‪ ،‬ن���رى أن اإلب���داع الف�ن�ي لي���س له زمن‬ ‫حم���دد؛ ألن���ه ليس ره�ي�ن فئ���ة معين���ة أو فصيل‬ ‫مع�ي�ن‪ ،‬ب���ل ه���و خي���ص الف���ن فق���ط بعي���دا ع���ن‬ ‫احلكوم���ات العربية اجلديدة اليت ال ميثلها س���وى‬ ‫التي���ار الدي�ن�ي اجمل���ذوب‪ ،‬املتاج���ر بالدي���ن والذي‬ ‫ميثله من يطلقون على أنفسهم اإلخوان املسلمني‪،‬‬ ‫س���واء كانوا يف مص���ر أو تونس أو ليبي���ا أو غريها‬ ‫من ال���دول العربية اليت حتركت واش���تعلت فيها‬ ‫الث���ورات أو مل تش���تعل؛ ألن احلقيقة اليت ال ميكن‬ ‫إنكارها أن مجيع هؤالء‪ ،‬وكل مس���مياتهم‪ -‬س���واء‬ ‫كان���ت دينية أو أخالقي���ة أو سياس���ية‪ -‬إىل زوال‬ ‫بينم���ا الباق���ي احلقيق���ي واملخلد الوحي���د هو الفن‬ ‫بكل آلياته ومجالياته‪.‬‬

‫فتحي أبو القاسم الغماري‬ ‫القي���ادة وراؤها إمي���ان‪ ..‬واإلمي���ان وراؤه‬ ‫عقي���دة ‪ ..‬والعقي���دة جي���ب أن تك���ون‬ ‫ً‬ ‫راس���خة رس���وخ اجلب���ال ترفع الش���عوب‬ ‫احلي���ة إىل مرتبة القي���ادة‪ ...‬من ال تاريخ‬ ‫ل���ه ‪ ..‬ال مس���تقبل ل���ه‪ ..‬ومن ل���ه تاريخ ال‬ ‫يعرف���ه علي���ه أن يعرف���ه‪ ..‬و مت���ى عرفه‬ ‫وج���ب علي���ه أن يدرس���ه‪ ..‬وبعد دراس���ته‬ ‫يكون لزاماً عليه أن يفهمه ويس���تخلص‬ ‫من���ه العرب ويتعل���م من جت���ارب القدماء‬ ‫ليتحقق ش���يء ألجيال املس���تقبل‪ .‬وحيث‬ ‫إن الش���عوب تصن���ع التاريخ فإنه���ا إما أن‬ ‫تكون ش���عوباً قد تعلم���ت من املاضي لبناء‬ ‫املس���تقبل أم عليه���ا أن ترضى بأن تعيش‬ ‫يف ظ���ل ش���عوب أخ���رى منحه���ا اخلال���ق‬ ‫تعاىل القدرة على صناعة التاريخ‪.‬‬ ‫تارخين���ا يف ليبيا حافل‪ ،‬والش���عب اللييب‬ ‫طاملا عان���ى الظلم والقه���ر والعدوان من‬ ‫قبل شعوب أخرى جاءت الستيطان البالد‬ ‫طيلة الق���رون املاضية‪ .‬ومب���ا أن التاريخ‬ ‫مل بت���م تدريس���ه يف مدارس���نا بطريق���ة‬ ‫صحيح���ة تؤدي إىل فهمه واس���تخالص‬ ‫الع�ب�ر منه‪ ،‬س���واء إب���ان العه���د امللكي بعد‬ ‫اس���تقالل ليبيا ع���ن احلك���م األجنيب ‪ ،‬أو‬ ‫بع���د حرك���ة األول م���ن س���بتمرب ال�ت�ي‬ ‫يطلق عليها أصحابها ( ثورة ) واآلخرون‬ ‫( انق�ل�اب عس���كري)‪ .‬اآلن وبعد ثورة ‪17‬‬ ‫فرباي���ر دخلنا يف مرحلة جديدة‪ .‬جنحت‬ ‫ث���ورة الش���عب يف اإلطاحة حبك���م عائلة‬ ‫القذايف وأزالمه املقربني ‪ ،‬غرب أنها فشلت‬ ‫يف حترير الشعب اللييب من قيود اجلهل‬ ‫الذي فرضه عليه النظام احلاكم طيلة‬ ‫‪ 42‬س���نة م���ن س���نوات الظل���م والقهر و‬ ‫احلرمان‪ .‬كما فش���لت يف حتقيق األمن‬ ‫والطمأنينة واالستقرار نتيجة الفوضى‬ ‫القائمة على هذا اجلهل‪..‬‬ ‫ما أش���به األمس باليوم والي���وم باألمس‪.‬‬ ‫مع ف���ارق أن املواطن�ي�ن يف املاضي كانوا‬ ‫أكثر وعب���ا وإميانا ومتس���كا بوطنيتهم‬ ‫ودينه���م وقوميتهم من اليوم‪ .‬ولكن حتى‬ ‫ال يطول مقالي ويؤدي إىل الس���أم وامللل‬ ‫ولكي نستوعب املوضوع بالكامل علينا أن‬ ‫نرجع إىل الوراء إلي سلس���ة تاريخ ليبيا‪،‬‬ ‫إىل ألف س���نة أو أكثر قبل امليالد‪ ..‬حيث‬ ‫كانت قبائل ليبي���ة تعيش على الزراعة‬ ‫والرع���ي والتجارة ‪ ,‬كان���ت تلك القبائل‬ ‫متفاوتة يف القوة و تصارع بعضها البعض‬ ‫( مثل قبيلة الناس���امون وقبيلة البسيلي‬ ‫اللت���ان كان���ا حتاربان بعضهم���ا البعض‬ ‫س���نة ‪ 450‬ق‪.‬م‪ .‬وألس���باب غ�ي�ر واضحة‬ ‫تارخيي���ا غ�ي�ر أن بعض املؤرخ�ي�ن حددوا‬ ‫الس���يطرة على ط���رق التج���ارة كعامل‬ ‫مه���م أدي إىل ط���رد هذه األخ�ي�رة متاما‬ ‫من موطنهم يف س���رت )‪ .‬نفس األس���باب‬ ‫اليت أدت إىل ح���روب بني القبائل الليبية‬ ‫والفراعن���ة يف مصر‪ ..‬كما أنن���ا نقرأ يف‬

‫التاري���خ ع���ن اس���تعمار حض���ارات أخرى‬ ‫لليبيا يف فرتات متعاقبة‪ ..‬من الفينيقيني‬ ‫إىل اإلغري���ق والرم���ان والبيزنطي�ي�ن ‪..‬‬ ‫كانت دوافع تلك السياسة االستعمارية‬ ‫دواف���ع جتاري���ة عس���كرية ب�ي�ن قوت�ي�ن‬ ‫عظمي�ي�ن ‪ ..‬الفينيقي���ة واإلغريقي���ة‬ ‫وترج���ع إىل أكثر من تس���عة قرون قبل‬ ‫املي�ل�اد‪ .‬وبالرغ���م م���ن القوة العس���كرية‬ ‫الكب�ي�رة هلات�ي�ن القوتني ‪ ..‬وم���ن بعدهما‬ ‫ق���وة اإلمرباطوري���ة الروماني���ة ‪ ،‬فل���م‬ ‫تتع���دي س���يطرتهم على ليبيا الش���ريط‬ ‫الس���احلى ال���ذي بن���و فيه مدنه���م املهمة‬ ‫‪ ..‬قورين���ا و يوس���برييدس ( بنغ���ازي)‬ ‫ولب���دة الكربى وأويا وصرباتة‪ .‬اس���تمرت‬ ‫احل���روب ب�ي�ن قبائ���ل الدواخ���ل وب�ي�ن‬ ‫األجانب املس���تعمرين قرونا طويلة‪ ..‬ويف‬ ‫نفس الوقت كانت احل���روب قائمة بني‬ ‫القبائل الليبية فيم���ا بينها‪ ..‬حتاول فيها‬ ‫القبائ���ل القوية الس���يطرة عل���ى القبائل‬ ‫الضعيف���ة وطرده���ا من مناط���ق الرعي‬

‫عن العلم وانتش���ر فيها اجلور والتعس���ف‬ ‫ضد املواطنني وس���يطر فيه���ا الوالة على‬ ‫القبائ���ل الذي���ن أرهقوه���م بالضرائ���ب‬ ‫املرتفع���ة و كث���رت عملي���ات الس�ب�ي و‬ ‫الس���لب والنهب و‪ ..‬حتى يف تلك الفرتة مل‬ ‫يتمكن األتراك من السيطرة التامة على‬ ‫كل ال�ت�راب اللي�ب�ي وكان���وا يتحصنون‬ ‫يف ق�ل�اع الس���احل فق���ط ‪ ..‬وبال���ذات يف‬ ‫القلع���ة يف طرابلس‪ ..‬و ترس���ل احلمالت‬ ‫العس���كرية إلمخ���اد أي مت���رد م���ن قب���ل‬ ‫قبائ���ل الصح���راء الذين كان���وا يثورون‬ ‫ب�ي�ن احل�ي�ن واآلخ���ر بس���بب الضرائ���ب‬ ‫املرتفعة اليت كان جيبيها الوالة إلرضاء‬ ‫رغباته���م يف العيش الرغيد على حس���اب‬ ‫الش���عب‪ .‬وحنن نعلم من كت���ب التاريخ‬ ‫أن تل���ك الف�ت�رة‪ ..‬وخاص���ة إب���ان حك���م‬ ‫أس���رة القره مانلي الليبية‪ ..‬كانت ليبيا‬ ‫تعيش حالة م���ن الفقر حتاول تعويضها‬ ‫عن طريق تش���جيع القرصن���ة البحرية‬ ‫يف املتوس���ط وف���رض اإلت���اوات عل���ى‬

‫اخلصب���ة و الطرق التجارية اهلامة‪ .‬و مل‬ ‫تس���تقر األوضاع حتى الفتح اإلس�ل�امي‬ ‫ال���ذي وح���د القبائ���ل على دين اإلس�ل�ام‬ ‫وع���م الس�ل�ام منطق���ة مش���ال أفريقب���ا‬ ‫بأس���رها باس���تثناء الف�ت�رات ال�ت�ي قام���ت‬ ‫فيها احلروب ب�ي�ن الفاطميني و األغالبة‬ ‫ثم بعدها ض���د الزيريني ( التابعني لواىل‬ ‫أفريقي���ا بلك�ي�ن ب���ن زي���ري)‪ .‬وق���د مرت‬ ‫بليبيا ف�ت�رة احتالل النورمانديني مدينة‬ ‫طرابلس ومن لعدهم األس���بان وفرسان‬ ‫القديس يوحنا‪ ..‬ثم جاء حقبة الس���يطرة‬ ‫الرتكي���ة يف ش���كل اخلالف���ة العثمانية‬ ‫( س���نة ‪ 1551‬م ) اليت انته���ت بعد قرون‬ ‫م���ن احلك���م الضعي���ف‪ ،‬ختللت���ه ف�ت�رات‬ ‫م���ن الظلم والقه���ر و التجهيل و االبتعاد‬

‫الس���فن األجنبية‪ .‬كم���ا كان القناصل‬ ‫األوربيني يس���طرون س���يطرة شبه تامة‬ ‫عل���ى جمريات األمور‪ ،‬عن طريق التأثري‬ ‫يف الوالة واحل���كام الق���ره مانليني‪ .‬وبعد‬ ‫ضع���ف احلك���م الق���ره مانلل���ي رجع���ت‬ ‫الس���يطرة الرتكي���ة مرة أخ���رى ولكنها‬ ‫فش���لت يف إنق���اذ الب�ل�اد و وأدت احلروب‬ ‫األوربية ض���د اإلمرباطوري���ة العثمانية‬ ‫إىل إضعافها مما ش���جع ال���دول األوربية‬ ‫على تقس���يم األراضي اخلاضعة لرتكيا‬ ‫فيم���ا بينه���ا‪ .‬وكان���ت ليبي���ا ق���د وقع���ت‬ ‫فريس���ة األطم���اع اإليطالي���ة مبباركة‬ ‫الدول الكربى آنذاك‪ ..‬بريطانيا وفرنس���ا‬ ‫و أسبانيا و روسيا‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫خليل العرييب‬

‫رحيل الشاعر‬ ‫أمحد فؤاد جنم‬

‫عن عمر ناهض ‪ 86‬عاما تويف الش���اعر املصري امحد فؤاد‬ ‫جنم ‪ ،‬رحل الشاعر الذي أقلق مضاجع احلكام ‪ ،‬رحل شاعر‬ ‫الوطنية أحد ش���عراء الكلمة اجلريئة الصادقة املعربة عن‬ ‫أمال وآالم الناس ‪ ،‬رحل الش���اعر ال���ذي عارض احلكومات‬ ‫املصرية املتتالية ‪،‬وبرحيله فقدنا أحد أهم ش���عراء العامية‬ ‫يف الوطن العربي ‪.‬‬ ‫•ول���د الش���اعر امح���د فؤاد جن���م يف قرية كف���ر أبوجنم‬ ‫مبحافظ���ة الش���رقية يف ‪ /23‬ماي���و ‪• 1929‬عرف جبرأته‬ ‫ومواقفه السياس���ية املعارضة اليت تس���ببت يف سجنه لعدة‬ ‫مرات ‪.‬‬ ‫•يف الع���ام ‪ 2007‬إختارت���ه اجملموعة العربية يف صندوق‬ ‫مكافحة الفقر التابع لألمم املتحدة سفريا للفقراء ‪.‬‬ ‫•لقبه الدكتور علي الراعي ( الشاعر البندقية ) ‪.‬‬ ‫•ش���كل مع امللحن واملغين الش���يخ إمام ثنائي بعد نكس���ة‬ ‫يوني���و ‪ ، 1967‬حيث جنح���ا يف إث���ارة روح اإلحتجاج لدي‬ ‫الناس ‪.‬‬

‫إمرأة تصفع دريد‬ ‫حلام‬

‫قامت إمرأة سورية من ريف القنيطرة بصفع‬ ‫الفنان الس���وري دريد حلام الش���هري بغوار الطوشي‬ ‫صفعة قوية حيت أغمي عليه أمام زوجته ‪.‬‬ ‫وكان���ت حكاي���ة ه���ذه امل���رأة أنها كان���ت تريد‬ ‫م���ن الفنان دريد حلام أن يتوس���ط هلا لدي النظام‬ ‫الس���وري بصفته مقرب من هذا النظ���ام وكلمته‬ ‫مسموعة ‪ ،‬ولكنه إستقبلها إستقباال سيئا علي باب‬ ‫بيته بل بدأ كالمه غاضبا ومس���تفزا ( ش���و بدك )‬ ‫ومل يق���ل هلا ح�ت�ي كلمة تفضل���ي ‪ ،‬وعندما قالت‬ ‫ل���ه إن إبنها معتقل يف س���جون النظام ومضي علي‬ ‫إعتقاله أكثر من عش���رين ش���هرا وال أحد يعرف‬ ‫مص�ي�ره إن كان مازال علي قيد احلياة ‪ ،‬فما كان‬ ‫م���ن الفنان دريد حل���ام إال أن ينهرها ويقول هلا إن‬ ‫إبن���ك إن مل يكن إرهابيا وخمطئا ملا إعتقلوه األمر‬ ‫الذي صدم املرأة وإنفعلت وقالت له أنت ورئيس���ك‬ ‫اإلرهابيني وليس إب�ن�ي ثم صفعته بقوة حيت وقع‬ ‫عل���ي اآلرض مغم���ي علي���ه والذت امل���رأة بالف���رار‬ ‫بع���د أن حاولت زوجة دريد حل���ام اإلتصال باألمن‬ ‫السوري ‪.‬‬

‫وزير الثقافة التونسي يستقبل احتاد الفنانني العرب‬

‫عل���ي هام���ش فعالي���ات أي���ام قرط���اج‬ ‫املس���رحية عق���د املكتب التنفي���ذي إلحتاد‬ ‫ع���ام الفنان�ي�ن الع���رب إجتماع���ه الع���ادي‬ ‫الثان���ي للعام ‪ 2013‬وذل���ك مبدينة تونس‬ ‫برعاي���ة الس���يد الدكتور مه���دي مربوك‬ ‫وزي���ر الثقافة يف تونس وذل���ك بدعوة من‬ ‫السيد سليم الصنهاجي نائب رئيس إحتاد‬ ‫الفنان�ي�ن الع���رب ورئي���س إحت���اد املمثلني‬

‫احملرتفني بتونس ‪.‬‬ ‫تن���اول اإلجتم���اع عل���ي م���دي يوم�ي�ن‬ ‫العدي���د م���ن القضاي���ا واملس���ائل ال�ت�ي تهم‬ ‫مسرية اإلحتاد العام للفنانني العرب ‪.‬‬ ‫وت���وج هذا اإلجتماع بلقاء الس���يد وزير‬ ‫الثقافة التونس���ي الذي عرب عن إس���تعداد‬ ‫ال���وزارة للتع���اون م���ع برام���ج اإلحت���اد‬ ‫ونش���اطاته ودعم مس�ي�رته مثمن���ا إختيار‬

‫اإلحت���اد لعقد إجتماع���ه بتون���س متزامنا‬ ‫مع فعاليات الدورة السادس���ة عش���ر أليام‬ ‫قرطاج املسرحية ‪.‬‬ ‫ويف اخلتام سلم السيد مسعد فودة رئيس‬ ‫إحتاد الفنانني العرب درع اإلحتاد للس���يد‬ ‫وزي���ر الثفاف���ة تقدي���ر جله���وده ودعم���ه‬ ‫وتشجيعه للثقافه والفنون ‪.‬‬

‫لقاء مع الفنان منصور العيساوى‬ ‫حاورته ‪ :‬ريم العبدلي‬ ‫م���ن املع���روف علي���ه الباق���ة ف���ى احلدي���ث‬ ‫واجلدية فى الرد على االسئله قدم لساحة‬ ‫الفني���ه الكث�ي�ر فالكثري فكان���ت اعماله اهال‬ ‫لنجاحات���ه فإبداع���ه ال يع���د وال حيص���ي‬ ‫التقيت���ه ك���ى اتع���رف عل���ى اه���م اعمال���ه‬ ‫املسرحيه واملرئية ابتد ئنها‬ ‫‪:‬ـ بطاق���ة التعري���ف ‪:‬ـ منص���ور العيس���اوى‬ ‫ص���احل املقصب���ى م���ن موالي���د ‪4‬ـ ‪ 4‬ـ‪1944‬‬ ‫قمينس متزوج ولديه ‪ 5‬ذكور و‪ 4‬اناث‬ ‫حدتنا اس���تاذى الفاضل عن سريتك الفنيه‬ ‫؟؟‬ ‫س�ي�رتى الفني���ه ممثل م���ن ع���ام ‪ 1960‬با‬ ‫املس���رح الش���عبى واعت�ب�ر انتس���ابى ل���ه من‬ ‫تاريخ صدور بطاقات العضويه عام ‪1962‬‬ ‫وعمل���ت ف���ى مجي���ع جم���االت املس���رح اداه‬ ‫‪,‬اض���اءه ‪ ,‬ديكور ‪ ,‬خمرج مس���اعد ومس���اعد‬ ‫خم���رج ‪ ,,‬وخم���رج ‪ ,,‬وفنى صيان���ة ‪ ,,‬كما‬ ‫عمل���ت جبمي���ع املس���ارح بنغ���ازى ومدي���را‬ ‫للمس���رح الوطن���ى ومدرب���ا ملس���رح الطفل‬ ‫والعرائ���س ‪ ,,‬كما ش���اركت فى تأس���يس‬ ‫مس���رح الس���نابل ومدي���را ل���ه ‪ ,,‬وأيض���ا فى‬ ‫جمال االض���اءه وكذلك تصمي���م وتنفيذ‬ ‫‪ 30‬مس���رحيه ما هى ابراز اعمالك املرئية‬ ‫املس���رحيه ؟؟ ف���ى جم���ال التمثي���ل قدمت‬ ‫حواىل ‪ 27‬مس���رحيه منها ‪ 6‬اعمال للطفل‬ ‫وفى جم���ال االخراج وحواىل ‪ 24‬مسلس���ل‬ ‫للمرئية و‪ 6‬افالم للس���ينما منها ‪ 4‬قصرية‬ ‫‪ ,,‬و‪ 2‬مشروع خترج لطلبه اعالم عملت فى‬ ‫جمال املسرح ‪:‬ـ عملت عده مسرحيات سوء‬ ‫كمس���اعد خمرج وخمرج مساعد وإخراج‬ ‫مس���رحيتنا وم���ن اه���م اعم���ال املس���رحيه‬ ‫مس���رحيه اخل���ادم االخ���رس واس���عود ي���ا‬ ‫مس���عود وجيش امحيده ال���دوىل وكذلك‬ ‫ال انس���اه ذك���ر الش���خصيات االس�ل�اميه‬ ‫املس���موعة وم���ن االعم���ال املس���موعة ايضا‬ ‫مسلسل الكلمه والسيف‬ ‫رأيك فى تع���دد القنوات االعالميه ؟؟ وفى‬

‫االعالميني اجلدد ؟؟؟‬ ‫القن���وات الفضائي���ه وتعدده���ا ش���ى مجيل‬ ‫ومطلوب ألتاحه الفرص لكثري من املواهب‬

‫الش���ابه ف���ى اجمل���االت الثقافي���ه املتع���ددة‬ ‫م���ن اجلنس�ي�ن غ�ي�ر ان م���ا يش���وب بعضها‬ ‫االحني���از لبع���ض االجتاه���ات السياس���يه‬ ‫والفكري���ة اخلاص���ة فيما خي���ص املبدعني‬ ‫اجل���داد فى كاف���ه اجملاالت الفني���ه ايه فى‬ ‫الروع���ه وما نراه من اخط���اء او ضعف فهى‬ ‫تعد عث���رات البداي���ة وانأ اتوق���ع الكثري ين‬ ‫النج���اح والتفوق هل حتصل���ت على جوائز‬ ‫بعد هذا الك���م اهلائل من االعمال ؟؟ تقديم‬ ‫ج���ل االعم���ال املس���رحيه ناق���ده ال ال نظام‬ ‫الطاغية اما شهادات التقدير والتفوق تزيد‬ ‫عن ‪ 30‬شهادة‬ ‫اذا كان لف���ن حري���ة فما رأي���ك فى حرية‬ ‫الفن ؟؟؟‬ ‫الف���ن كان عند البعض م���ن الفنانني حرا‬ ‫حت���ى فى الفرتة التى مل يكن فيها حرية ما‬ ‫بالك االن والكل يعمل ويتحدث بكل حرية‬ ‫ولكن للنق���د وحريته حدود ف���ان جتاوزها‬ ‫اعطى مردو د عكس���ى ماهى طموحك على‬ ‫الصعي���د املهن���ى والش���خصى ؟؟ طموح���ى‬ ‫عل���ى الصعيدين ان نس���تطيع تغري الفكره‬

‫الت���ى مس���يطرة عل���ى عق���ول الليبيني عن‬ ‫الف���ن ف���ى الرف���ع م���ن مس���توى بالدنا بني‬ ‫االمم وتوصيل ثقافتنا للعديد من الشعوب‬

‫االخ���رى عنده���ا تهت���م به مجيع���ا وندعمه‬ ‫ويرقى ونرقى معه‬ ‫ماهو جديدك ؟؟؟‬ ‫انتهيت من تصوي���ر فيلم قصري من تأليف‬ ‫وإخ���راج الفن���ان فضي���ل ص���احل فضي���ل‬ ‫وجترى التجارب على مسرحيه حماكمه‬ ‫احلط���اب من تألي���ف املس���كني الصغري من‬ ‫املغرب الش���قيق وإخراج الفنان على لش���لم‬ ‫اس���تعدادا لعرضها فى ايام بنغازى عاصمه‬ ‫الثقافة ايهما تفضل املس���رح ام االذاعه ؟؟؟‬ ‫افض���ل املس���رح لديه ل���ذة خاص���ة يتعايش‬ ‫املمثل م���ع اجلمهور مباش���ره اما االذاعتني‬ ‫اوسع انتشارا والشهرة ولكنى افضل املسرح‬ ‫النى احبه‬ ‫كلمه خنتم بها احلوار ؟؟؟‬ ‫امتن���ى لبالدن���ا احلبيب���ه ان يعمه���ا االم���ن‬ ‫واألمان واالس���تقرار وأمتنى من املواىل عز‬ ‫وجل طرح احملبه واملودة بني الناس لنتفوق‬ ‫ب���ه عل���ى م���ن س���بقنا م���ن االمم وش���كرى‬ ‫وتقديرى لك ولصحيف���ة ميادين التوفيق‬ ‫والتقدم والنجاح ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫نوري الرتهوني (العسلة)‬ ‫من افضل املدافعني الذين عرفتهم‬ ‫الكرة الليبية يف كل العصور‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫ول���د ن���وري الطاه���ر الرتهون���ي ببل���دة‬ ‫زليط���ن بالغرب اللييب حي���ث مرقد الولي‬ ‫الص���احل س���يدي عب���د الس�ل�ام االمس���ر و‬ ‫ذل���ك ع���ام ‪ 1946‬م ث���م انتقل مع اس���رته‬ ‫اىل مدينة طرابلس يف نهاية مخس���ينيات‬ ‫الق���رن املاض���ي لينظ���م يف ع���ام ‪ 1961‬م‬ ‫لفريق نادي باخلري و ليلعب معه مومسني‬ ‫حتت اش���راف مدرب اش���بال فريق باخلري‬ ‫املدرب عب���د احلميد احملج���وب ‪ ..‬و يف عام‬ ‫‪ 1963‬م انتقل اىل فريق االحتاد للدرجة‬ ‫الثاني���ة و نظرا ملا اظه���ره من قدرة و نبوغ‬ ‫اعطيت له الفرصة للعب يف الفريق االول‬ ‫اىل جان���ب فطاح���ل فري���ق االحت���اد امحد‬ ‫االح���ول و رجب االحول و كوس���ه و علي‬ ‫البس���كي و عبد الس�ل�ام حممد و التومي و‬ ‫مموتشي و غريهم ‪.‬‬ ‫اس���تطاع ان يف���وز مع���ه ببطول���ة ليبي���ا‬ ‫ثالث���ة مواس���م و ه���ي ‪ 1965‬م – ‪1966‬‬ ‫م – ‪. 1969‬‬ ‫كم���ا ف���از م���ع فري���ق االحت���اد ببطول���ة‬ ‫احملافظ���ات الغربي���ة مبواس���م ‪65 – 64‬‬ ‫– ‪ -1968 -67 66‬م و بالرغ���م م���ن‬ ‫ان���ه مداف���ع اال ان���ه كان يتق���دم دائم���ا‬ ‫للمشاركة يف اهلجوم و تسجيل االهداف‬ ‫و من امج���ل اهدافه هدفه يف مرمى فريق‬ ‫النجم الساحلي التونسي عام ‪ 1967‬م ‪.‬‬ ‫و هدفه يف مرم���ى فريق الزمالك املصري‬ ‫ع���ام ‪ 1968‬م و ال�ت�ي ج���رت مبدين���ة‬ ‫طرابلس ‪.‬‬ ‫شارك فريق االحتاد بتصفيات االندية‬ ‫االفريقي���ة ابط���ال الدوري ع���ام ‪ 1967‬م‬ ‫و لع���ب مباراتني امام فري���ق دينموميامي‬ ‫النيج���ري و يف ع���ام ‪ 1968‬م ف���از بلق���ب‬ ‫افضل مدافع لييب و ذلك باالستفتاء الذي‬ ‫اجرته صحيفة احلقيقة ‪.‬‬ ‫اخت�ي�ر للمنتخ���ب الوط�ن�ي يف مناس���بات‬ ‫عدي���دة اهمه���ا دورت���ي كأس الع���رب‬ ‫الثاني���ة و الثالث���ة ع���ام ‪ 66 – 64‬و ال�ت�ي‬ ‫جرت بالكويت و بغداد ‪..‬و كذلك االلعاب‬ ‫املتوس���طية اليت ج���رت مبدينة تونس عام‬ ‫‪ 1965‬م ‪..‬و يف ال���دورة العربي���ة الرابعة‬ ‫ال�ت�ي جرت يف مصر ع���ام ‪ 1965‬م كانت‬ ‫بالنس���بة اليه قمة التألق حيث قدم افضل‬ ‫ماعن���ده من نبوغ و فن ك���روي و بالرغم‬ ‫من وج���ود عمالقة الع���رب يف تلك الدورة‬ ‫اال انه اس���تطاع ان يفوز بلق���ب افضل قلب‬ ‫دف���اع يف تل���ك الدورة ‪ ..‬و لقد ش���اهدته يف‬ ‫تل���ك الدورة مع وال���دي رمحه اهلل و كان‬

‫م���ع الالع���ب علي البس���كي افض���ل العيب‬ ‫تلك ال���دورة حي���ث بهر االنظ���ار و اعجب‬ ‫بهما اجلميع و كان الكابنت لطيف يقول‬ ‫اثناء وصفه ملب���اراة املنتخب اللييب ‪(:‬هناك‬ ‫قمتان للفريق اللييب قمة يف الدفاع نوري‬ ‫الرتهوني و قمة يف اهلجوم علي البس���كي)‬ ‫حيث فاز علي البسكي بلقب هداف الدورة‬ ‫و كان حقا قمة يف االداء و التهديف ‪.‬‬

‫و نوري الرتهوني العب من طراز فريد‬ ‫جدا و ق���د مجع ما بني حساس���ية حممود‬ ‫ابزيو و هدوء حممد اجعوده و لياقة امحد‬ ‫بيون���دو ‪ ..‬كان ل���ه حضور غ�ي�ر عادي يف‬ ‫امللعب و هو ميل���ك القدرة على قيادة خط‬ ‫الظهر و مس���اندة العيب الوسط و حترير‬ ‫الك���رة للمهامج�ي�ن و التهدي���ف عن بعد و‬ ‫قطع الكرات العالية برأسه ‪.‬‬ ‫يع���اب عليه عدم قدرته على لعب الكرة‬ ‫برجل���ه اليمن���ى (اش���ول)لكنه اس���تطاع ان‬

‫يفعل كل ش���يئ يف الكرة برجله اليسرى‬ ‫و هل يعاب على مرادونا كونه اشول ؟‬ ‫انها ميزة الالعبني العمالقة ‪..‬يذكرني‬ ‫لعبه بقلب دفاع االجنليز يف كأس العامل‬ ‫‪ 1966‬و الذي فازت به اجنلرتا و الالعب‬ ‫بوب���ي مور و هم ميلكان املي���زات ذاتها و لو‬ ‫ق���در للرتهون���ي ان يلعب يف اورب���ا يف تلك‬ ‫الفرتة لوصلت شهرته اىل العامل كله ‪.‬‬ ‫اخ���ر موس���م ك���روي لعب���ه م���ع فريق‬ ‫االحت���اد ‪ 76 – 75‬و اخ���ر اصابة س���جلها‬ ‫كانت يف مب���اراة االحتاد و الس���واحل من‬ ‫مدينة بنغازي و يف مرمى احلارس الرائع‬ ‫ابراهيم املصري ‪.‬‬ ‫و بعد اعتزاله توىل رئاس���ة االحتاد اللييب‬ ‫لكرة القدم عدة سنوات اخرها عام ‪1986‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫حتية حب و اعجاب هلذا الالعيب العمالق‬ ‫و اخللوق و الذي قدم للكرة الليبية امجل‬ ‫االبدع���ات و ال���ذي اس���تطاع ان ين���ال حب‬ ‫مجي���ع الليبي�ي�ن و يف كل املدن و يف كل‬ ‫االندية و هو يستحق كل هذا احلب ألنه‬ ‫حقا العب ال ينسى ابدا‪.‬‬ ‫الصور املرفقة ‪:‬‬ ‫منتخ���ب ليبيا يف ال���دورة العربية الرابعة‬ ‫جبمهورية مصر العربية عام ‪. 1965‬‬ ‫من اليمني ‪:‬‬ ‫‪ 1‬احل���ارس عل���ي ال���وش (ح���ارس‬ ‫احتياطي)‪2‬احل���ارس ابراهي���م املص���ري‬ ‫‪ 3‬الق���ذايف ‪ 4‬ناج���ي املعدان���ي ‪ 5‬حس���ن‬ ‫السنوس���ي ‪ 6‬حمم���ود الش���اوش ‪ 7‬املهدي‬ ‫الس���وكين ‪ 8‬ن���وري الرتهون���ي ‪ 9‬عل���ي‬ ‫البس���كي ‪10‬امحد بن صويد ‪ 11‬اهلامشي‬ ‫البهلول ‪ 12‬امحد االحول (رئيس الفريق‬ ‫صورة رقم ‪: 2‬‬ ‫لفريق االحتاد و يظهر فيها ‪:‬‬ ‫اخلمس���ي ‪،‬عبود ‪،‬اجلفائري ‪،‬امحد االحول‬ ‫‪،‬ن���وري الرتهون���ي ‪،‬فتح���ي مس���عود ‪،‬عب���د‬ ‫اجمليد ‪،‬السوكين ‪،‬التومي ‪،‬كوسه ‪.‬‬ ‫و ت���ؤرخ بع���ام ‪ 1968‬م وه���ي يف مدين���ة‬ ‫بنغازي ‪.‬‬ ‫صورة رقم ‪: 3‬‬ ‫ن���وري الرتهون���ي يف ملع���ب ‪ 24‬ديس���مرب‬ ‫مبدينة بنغازي عام ‪. 1968‬‬ ‫و ه���ي هدي���ة م���ن عم���ران ال���زاوي العب‬ ‫النجمة القدمية ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫عيب يا برانكو‬ ‫م���درب فريق االحتاد برانكو يبدو انه الزال يضن و‬ ‫يعتقد إن عهد الفساد و مراكز القوة الزال قائما الن‬ ‫ما قام به خالل مباراة فريقه مع فريق االهلي يؤكد‬ ‫هذا االعتقاد ‪.‬‬ ‫و املؤس���ف ان مس���اعده عم���ر املرمي���ي اس���هم يف‬ ‫هذا االمر من خ�ل�ال اعرتافاته الغري مربرة على حكم‬ ‫املباراة ‪.‬‬ ‫اق���ول هل���ذا املدرب ان الش���عب اللي�ب�ي و رغم ما مير‬ ‫ب���ه من ظ���روف قاس���ية و اوض���اع مؤس���فة و لكل من‬ ‫حياول دائم���ا على احرتام و تقدي���ر ضيوفه و يرفض‬ ‫و ال يس���مح ب���أي متهور باالس���اءة الي���ه اال ان تصرف‬ ‫برانك���و اكد و جس���د عدم احرتام���ه للحكم و كذلك‬ ‫ملفهوم التنافس الش���ريف و للجماهري الرياضية اليت‬ ‫تش���اهد هذه املب���اراة من خ�ل�ال جه���از التلفزيون و ال‬ ‫ننس���ى ان نلفت نظره اىل موقف م���درب االهلي الذي‬ ‫كان فريقه خاس���را و مع ذلك مل تصدر عنه اي هفوة‬ ‫جمس���دا اخالقه الطيبة و احرتامه للنادي الذي يدربه‬ ‫و بقية اجلماهري الرياضية بصفة عامة ‪.‬‬ ‫و حن���ن قب���ل ان نطال���ب احلك���م بتدوي���ن م���ا حص���ل‬ ‫م���ن برانك���وا يف تقري���ره و نطالب احتاد ك���رة القدم‬ ‫مبعاقبت���ه عقوب���ة رادع���ة و ان يتخ���ذ ن���ادي االحت���اد‬ ‫االجراء املناس���ب حتى ال يتكرر منه و ال من غريه مثل‬ ‫هذا التصرف املشني ‪.‬‬

‫جمرد رأي‬

‫فرج العقيلي‬ ‫املهم ان تقام مس���ابقات كرة القدم يف خمتلف‬ ‫الفئ���ات حت���ى و ان كان���ت بدون مجه���ور و بدون‬ ‫هبوط ‪.‬‬ ‫فإقامة املس���ابقات هي الفرصة االخرية لنثبت‬ ‫للع���امل بأن هناك بصيص من ام���ل يف اقامة دولة‬ ‫املؤسس���ات و ارس���اء دعائ���م الس�ل�ام و جتاوز كل‬ ‫املعوق���ات اليت تض���ع الصعاب امام مس�ي�رة البناء و‬ ‫العودة اىل االستقرار ‪.‬‬ ‫املن���ا يف اه���ل الرياض���ة اندي���ة و مس���ؤلني و‬ ‫مجاهري يف الس�ي�ر قدما حنو النج���اح بكل عزمية‬ ‫و ثبات و ال امل يف غريهم‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 16 - 10 ( - ) 135‬ديسمبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.