العدد 137

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪137‬‬

‫) ‪ 30 - 24 ( -‬ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫نوفمبر‪)2013‬‬ ‫‪5 30‬ديسمبر‬ ‫‪- 2430‬‬ ‫‪( -()- 137‬‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‪-‬‬ ‫العدد (( ‪) 77‬‬ ‫الثانية‪ -‬العدد‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫السلطان والوزير يف ليبيا الفربايرية !‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫ّ‬ ‫كلنا جيالني طريبشان‬ ‫هل تسري موازنة الدولة لسنة ‪ 2013‬على خطى موازنة ‪ 2012‬؟‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫السلطان والوزير يف ليبيا الفربايرية !‬ ‫ُلع َب ُة‬ ‫ِ‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫كتب " إبراهيم الكوني " قصة يف جمموعة " القفص" مفادُها لعبة السلطان والوزير اليت يقوم بها الليبيون‬ ‫ع���ادة يف االع���راس ‪ ،‬حيث يك���ون العريس الس���لطان ‪ ،‬فيما يتخذ من قرينه وزيرا ‪ ،‬ومن العراس���ة حاش���ية‬ ‫ومجه���وراً ‪ .‬يف قص���ة "إبراهي���م الكون���ي" اليت مس���رحها قبيلة طوارقية يقل���ب الس���لطان ‪ /‬العريس األمر ‪،‬‬ ‫وحي���ول اللعب���ة إىل انقالب على رئي���س القبيلة وأتباعه ‪،‬يف املس���رح حيث حول "على الف�ل�اح " القصة الي‬ ‫مس���رحية بعنوان " العراس���ة " اليت أخرجه���ا حممد الص���ادق ‪ ،‬يلتبس األمر على احلضور ‪،‬ال يس���تطيعون‬ ‫الفصل بني اللعب واجلد ‪.‬‬ ‫واألش���خاص والتصرحيات ‪ ،‬ال تعرف‬ ‫املس���رح السياس���ي اللييب خاصة يف الفرتة األخرية تدغم فيه األمو ُر‬ ‫ُ‬ ‫الرئي���س م���ن املرؤوس ‪ ،‬وال من مع من ‪ ،‬و ال من ضد من ‪ ،‬و ال كيف هي أحوال البالد ‪ ،‬فمن جهة عروض‬ ‫َ‬ ‫مسرحية يف اخلارج ومشاركات يف املعارض الدولية ‪ ،‬ومن جهة ليس مثة ما يُعرض و ال مثة ما يُشاهد ‪،‬‬ ‫فاخلواء اخلواء ‪ ،‬وإعادة عرض املعروض ‪ :‬ظهور أمحد قذاف الدم ‪ -‬البالي بوي سابقا وحاليا ‪ -‬هذا الظهور‬ ‫التلفزيوني يقلب الطاولة ‪ ،‬و ال يحُ دث ُ‬ ‫ري يف عاصمة الثورة بنغازي أو يف درنة ‪،‬ال‬ ‫القتل‬ ‫ُ‬ ‫والرتهيب والتفج ُ‬ ‫يحُ دث َ‬ ‫رمش يف العاصمة األبدية‪.‬‬ ‫رف ٍ‬

‫•هل ما بعد القذايف قذايف أيضا ؟‬

‫من رئيس حكومة البالد ‪ :‬جضران ‪ ،‬زيدان ؟ ‪.‬‬ ‫وإذا كان التحال���ف واإلخ���وان وحت���ى اجلبهة والكتلة ض���د أن يبقى زيدان رئيس���ا للحكومة ‪،‬فكيف يبقى‬ ‫واحلكومة تتكون من وزراء هم اإلخوان وما شابه أو التحالف ؟ ‪.‬‬ ‫أم���ا ايقاف ضخ البرتول فهو الطامة الكربى املس���كوت عنها من األطراف الرئيس���ة الش���ركات واحلكومات‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وس���كوت‬ ‫فالس���كوت عالم���ةُ الرض���ى أو كما قيل ‪،‬‬ ‫الغربي���ة ‪،‬حت���ى يب���دو وكأمن���ا يف األكمة م���ا فيها ‪،‬‬ ‫الفيدرالي�ي�ن أيض���ا واألخوان والتحالف وشقش���قة زيدان ولغو املؤمتر الوطين الع���ام بقض ِه وقضيض ِه يدلُ‬ ‫ذلك أن األطراف مجلة متواطئة وراضية ‪ ،‬وأن الال ضخ هذا وفاعله مرضي عليه ‪،‬وأننا نش���اهد مس���رحية‬ ‫فيها األدوار ُمقسمة وأن املخرج يف الكواليس ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وهلذا ما نراه جمرد مشهد مُمل من مشاهد الدراما التلفزيونية الليبية اململة ‪ ،‬وعليه فإن مجهور الليبيني‬ ‫ال يُكرس���ون حتى جزء من وقتهم ملش���اهدة هذه التمثيلية ‪،‬اليت عهدوها كثريا يف عهد القذايف الذي يبدو‬ ‫أن ما بعد ُه قذايف أيضا‪.‬‬

‫الكومبارس بطال‬ ‫•حني يكو ُن‬ ‫ُ‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الدموية تضخ بدم���اء جديدة يف كل م���رة ‪ ،‬ويتخذ يف كل هذه امل���رة من املرات من‬ ‫الليبي���ة‬ ‫املهزل���ة‬ ‫ه���ذه‬ ‫ُ‬ ‫كومبارس ما بطال ُتش���د األنظار اليه ‪ ،‬لكن النظارة اعتادت هذه اللعبة يف عقود القذايف املزدهرة باخلراب‬ ‫فالس���لطان الذي هو الوزير يف هذه اللعبة ال حيصل على ردود أفع���ال جتاه تهرجيه الذي ّ‬ ‫مل‪ .‬بل ما‬ ‫‪ ،‬هل���ذا ُ‬ ‫يضطرد املزيد من الفس���اد واإلفس���اد ‪،‬واملزيد من التقاعس ‪ ،‬واملزيد من الالمباالة واإلنهاك واالنتهاك لكل‬ ‫الوطن ‪،‬حبيث أن الدس���تور مل يعد يهم أحد ‪ ،‬واملس���تقبل فاغر فاه ‪ ،‬واألجنيب – خاصة األمريكي منه – هو‬ ‫م���ن يهتم بالش���أن الوطين ‪ ،‬واألمم املتحدة وجملس األمن يُكرس���ان اهتماما ُلغويا بين���اً بالبالد ‪،‬البالد اليت‬ ‫كما لو كانت ال تهم أهلها ‪.‬‬ ‫لعب جا ٌد مبصري البالد ‪ ،‬فكيف يكون النفط أهم من الدم‬ ‫هو‬ ‫والذي‬ ‫املمجوج‬ ‫العرض‬ ‫لقد ضجرنا من هذا‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫اللييب ‪،‬وتتوجه له كل اجلهود فيما القتل يهدد اجلميع ‪،‬حني جاء الس���يد على زيدان الش���خصية الوطنية‬ ‫احملرتم���ة كرئيس للحكوم���ة املؤقتة كان برناجمه ما أفصح عنه مرادفة واح���دة ‪ :‬األمن ‪،‬األمن ‪،‬األمن ‪،‬‬ ‫فأين فعله من برناجمه هذا ‪ ،‬لقد قلبت املعادلة فصارت ضخ النفط مقابل ايقاف نزيف الدم ‪.‬‬

‫غري احلريص‬ ‫•وجاء نبأٌ يسعى عن ِ‬ ‫حرص ِ‬

‫ث���م جاء نبأ ‪ ،‬ح���رص املؤمتر الوطين العام الغري حريص حتى على هيبته ‪،‬أن يكون انتخاب جلنة الس���تني ‪،‬‬ ‫جلنة الدس���تور ‪،‬فأي دس���تور هذا ‪ ،‬وأية انتخابات هذه ‪،‬وما جيول على ال ُرقعة ‪ :‬وزير اخلوف ‪ ،‬وملك املوت ‪،‬‬ ‫للمرتفني ‪ .‬وإذا ما التفتنا‬ ‫لقد دللت أرقام نوري العبار أن‬ ‫َ‬ ‫الشعب قد مت استنزافه ‪،‬وأن الدستور واالنتخابات ُ‬ ‫الكب�ي�ر الذي حققه الليبيون وأفرح‬ ‫النجاح‬ ‫فس���نجد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2012‬م‬ ‫–‬ ‫‪7‬‬ ‫–‬ ‫‪7‬‬ ‫يوم‬ ‫اىل اخلل���ف قليال ‪ ،‬وبالتحديد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الدنيا بذلك ‪،‬كان ذلكم حصل حتت مظلة أمنية شعبية كبرية ‪،‬ولذا مل نر إال الفرح يف العيون اليت اآلن‬ ‫مرعوبة‪.‬وأي تأجيل ملوعد التسج يل لن جيدى نفعا ‪،‬فإني أعايش الشارع وما أمسعه خفقان قلوب مرتاعة‬ ‫‪،‬وبهذا الكثري ممن أعرف وأنا منهم مل يفكروا حتى يف التس���جيل ‪ ،‬و ال حيلمون بالدستور ‪ ،‬فالكوابيس هي‬ ‫خارطة ُمناهم و صحوتهم ‪.‬‬

‫اجرتح املستحيل‬ ‫•الشعب الذي‬ ‫َ‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫لي���س الزم���ان ضدنا فلقد صربن���ا العهود ‪،‬و ما أجنزناه يف ظروف أحلك كان كب�ي�را ‪ ،‬وإذا ما تراجعنا عن‬ ‫جناحاتن���ا فهي جناحات وهي يف رصيدنا ‪ ،‬و بها لي���س إال ميكننا تضميد اجلراح ‪ ،‬ووقف نزيف الدم وضخ‬ ‫احلياة ال البرتول ‪ ،‬وهذا حقا ما حيتاج القرارات الشجاعة واملُبادرات املدروسة والقتال ‪ ،‬لقد قاتلنا ومل نكن‬ ‫منل���ك ق���وة و ال جهدا ‪ ،‬وأجنزن���ا ومل نكن أصحاب خربة أو دراية ‪ ،‬ومترس���نا يف احمل���ك وخرجنا من احملنة‬ ‫االوىل ‪ :‬املنتصرون بعون اهلل ‪.‬‬ ‫حينها كنا ُنقتل ونجُ رح و ُنس���رق و ُتغتصب نس���ائنا ويُيتم أطفالنا ‪ ،‬ومل يكن س���اعتها حيدث هذا لغرينا يف‬ ‫كل دول الربيع العربي ‪ ،‬وحينها قدمنا جس���ارة يف القتال والسياسة ‪،‬جعلت بنغازي أول مدينة يف التاريخ‬ ‫يص���در جملس األمن قرارا حبقها ‪،‬كما جعل ليبيا دولة األمم املتحدة ُ‬ ‫‪،‬وكنا اخلرب األول يف ميديا العامل‬ ‫اجرتاح املستحيل‪.‬‬ ‫كافة ‪ ،‬إن شعبا أجنز هذا من عامني فقط لقادر على‬ ‫ِ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫يف ختام أعمال اجتماع خرباء تكوين اإلعالميني يف مدينة ليل الفرنسية ‪:‬‬

‫دعوة الدول األعضاء يف هيئة األمم املتحدة‬ ‫لتفعيل القانون املتعلق بتجريم اإلساءة لألديان‬

‫‪03‬‬ ‫منظمات حقوقية جتتمع‬ ‫مع مساعد وزير اخلارجية‬ ‫األمريكية لبحث تطورات‬ ‫حقوق اإلنسان يف مصر‬

‫اس���تضاف مركز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان‬ ‫اجتماعا ضم‬ ‫ظهر اليوم األربعاء ‪ 18‬ديسمرب ‪2013‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 6‬منظمات حقوقية مصرية مع الس���يدة أوزرا زايا‬ ‫القائمة بأعمال مس���اعد وزير اخلارجية األمريكية‬ ‫لش���ئون الدميقراطي���ة وحق���وق اإلنس���ان والعم���ل؛‬ ‫لبح���ث تط���ورات أوضاع حق���وق اإلنس���ان يف مصر‪،‬‬ ‫وتقيي���م موق���ف اإلدارة األمريكية جتاه ه���ذا امللف‪،‬‬ ‫وذل���ك مبق���ر مرك���ز القاهرة بب���اب اللوق بوس���ط‬ ‫القاهرة‪.‬‬

‫دع���ا املش���اركون يف خت���ام اجتم���اع‬ ‫للخ�ب�راء يف جمال التكوي���ن اإلعالمي‬ ‫مس���اء اليوم يف مدينة ليل الفرنس���ية‬ ‫مجي���ع األط���راف املعني���ة املعني���ة‬ ‫مبعاجل���ة الص���ور النمطي���ة املتبادل���ة‬ ‫واحل���د م���ن ظاه���رة اإلس�ل�اموفوبيا‬ ‫‪،‬إىل االلتزام بتوجه���ات ومبادئ ميثاق‬ ‫األم���م املتح���دة ‪ ،‬والقان���ون الدول���ي‬ ‫والتعددي���ة واالحرتام الكامل وااللتزام‬ ‫باإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‪ ،‬حتى‬ ‫يتس���نى لش���عوب العامل يف كل مكان‬ ‫العيش املش�ت�رك يف ظل األمن والس���ام‬ ‫والتسامح واإلخاء‪.‬‬ ‫وأك���دوا عل���ى الطاب���ع العاملي جلميع‬ ‫حقوق اإلنس���ان واحلريات األساس���ية‬ ‫وع���دم قابليته���ا للتجزئ���ة‪ ،‬وترابطها‬ ‫وتآزره���ا‪ ،‬مبا فيه���ا احل���ق يف التنمية‪،‬‬ ‫وفقاً ملا جيسده إعالن فيينا‪ ،‬و وشددوا‬ ‫عل���ى أن الدميقراطي���ة والتنمي���ة‬ ‫املس���تدامة واح�ت�رام حق���وق اإلنس���ان‬ ‫واحلريات األساس���ية‪ ،‬وكذلك اإلدارة‬ ‫الرشيدة على مجيع املستويات‪ .‬وأهابوا‬ ‫باإلعالمي�ي�ن ومجعياته���م املهني���ة يف‬ ‫الع���امل اإلس�ل�امي وأورب���ا بالعمل من‬ ‫أجل تعزي���ز احرتام س���يادة القانون يف‬ ‫األمور الدولية والوطنية‪.‬‬ ‫وأك���د املش���اركون يف االجتم���اع أن‬ ‫حرية التعب�ي�ر وحرية تدفق املعلومات‬ ‫واملعارف جي���ب أن تقرتن باملس���ؤولية‬ ‫‪ ،‬وطلب���وا م���ن مؤسس���ات اإلنت���اج‬ ‫اإلعالم���ي العمل على ترويج رس���ائل‬ ‫إعالمية تراعي ثراء ومميزات الرتاث‬ ‫الثق���ايف اإلنس���اني يف إط���ار االح�ت�رام‬ ‫والتس���امح واحل���وار‪ ،‬ونلت���زم باحرتام‬ ‫املب���ادئ األساس���ية لألخ�ل�اق املهني���ة‬

‫‪ ،‬والتحل���ي باملس���ؤولية واإلنص���اف‬ ‫والدق���ة واملوضوعية يف س���رد األحداث‬ ‫والوقائ���ع‪ .‬وع�ب�روا ع���ن رفضهم كل‬ ‫أش���كال العنصري���ة والتحري���ض‬ ‫عل���ى العن���ف وع���دم التس���امح والكره‬ ‫العنص���ري والدي�ن�ي ‪ ،‬ودع���وا ال���دول‬ ‫األعضاء يف هيئة األمم املتحدة لتفعيل‬ ‫القان���ون املتعل���ق بتجري���م اإلس���اءة‬ ‫لألديان كافة ‪ ،‬واعتبار اإلسالموفوبيا‬ ‫جرمية جي���ب املعاقب���ة عليه���ا ‪ ،‬ودعوا‬ ‫جهات االختص���اص يف الدول األعضاء‬ ‫يف هيئ���ة األم���م املتح���دة إىل إص���دار‬ ‫تش���ريعات وطنية خاصة ملنع اإلس���اءة‬ ‫لألديان وكراهي���ة األجانب والتمييز‬ ‫العرقي والديين‪.‬‬ ‫وطلب���وا م���ن اإليسيس���كو مواصل���ة‬ ‫جهوده���ا اهلادف���ة إىل تعزيز التنس���يق‬ ‫والتع���اون ب�ي�ن اإلعالمي�ي�ن يف الدول‬ ‫األعض���اء يف اإليسيس���كو وزمالئه���م‬ ‫يف أورب���ا يف إط���ار االحت���اد الدول���ي‬ ‫للصحاف���ة وبرعاي���ة م���ن منظم���ة‬ ‫اإليسيس���كو م���ن أج���ل خلق ش���راكة‬ ‫وتب���ادل اخل�ب�رات يف جم���ال التكوي���ن‬ ‫والبح���ث العلم���ي اإلعالم���ي ‪ .‬كم���ا‬ ‫أش���ادوا مبنه���اج اإليسيس���كو لتكوي���ن‬ ‫اإلعالمي�ي�ن ملعاجلة الص���ور النمطية‬ ‫املتبادلة واعتربوه آلية عملية ومفيدة‬ ‫يف التعام���ل امله�ن�ي والعلمي مع الصور‬ ‫النمطي���ة وظاه���رة اإلس�ل�اموفوبيا‬ ‫‪ ،‬ودع���وا إىل تنظي���م دورات تدريبي���ة‬ ‫لفائ���دة اإلعالمي�ي�ن بالتنس���يق م���ع‬ ‫معه���د اب���ن س���ينا للعل���وم اإلنس���انية‬ ‫ومدرس���ة تكوي���ن الصحافي�ي�ن يف‬ ‫مدين���ة لي���ل واملؤمتر الدائم للوس���ائل‬ ‫السمعية البصرية يف حوض املتوسط‬

‫‪ /‬كوبي���ام‪ .‬واقرتح���وا إضاف���ة وحدة‬ ‫دراس���ية خامس���ة يف املنه���اج تتمح���ور‬ ‫حول اجلوان���ب احلقوقي���ة والقانونية‬ ‫املتعلق���ة بالص���ور النمطية واإلس���اءة‬ ‫لألدي���ان ونب���ذ العنصري���ة والكراهية‬ ‫واح�ت�رام حق���وق األقلي���ات والتن���وع‬ ‫الثقايف ‪.‬‬ ‫وأش���ادوا باقرتاح الس���يد جي���ل بارنيو ‪،‬‬ ‫عض���و الربمل���ان األوروب���ي ‪ ،‬الداعي إىل‬ ‫عق���د حلق���ة دراس���ية ح���ول موض���وع‬ ‫معاجل���ة الص���ور النمطية يف وس���ائل‬ ‫اإلعالم مبق���ر الربملان األوروبي خالل‬ ‫س���نة ‪ 2014‬وطلب���وا من اإليسيس���كو‬ ‫املش���اركة يف تنظي���م ه���ذه احللق���ة‬ ‫بالتعاون مع شرائها املعنيني باملوضوع‪.‬‬ ‫يذك���ر أن اجتم���اع اخل�ب�راء يف جمال‬ ‫التكوي���ن اإلعالم���ي ملعاجل���ة الص���ور‬ ‫النمطي���ة املتبادل���ة يف وس���ائل اإلعالم‬ ‫عقدت���ه اإليسيس���كو واحت���اد اإلذاعات‬ ‫اإلس�ل�امية بالتنس���يق مع معه���د ابن‬ ‫س���ينا للعلوم اإلنس���انية يف مدينة ليل‬ ‫خالل الفرتة من ‪ 13‬إىل ‪ 15‬ديس���مرب‬ ‫اجل���اري وش���ارك فيه أس���اتذة وخرباء‬ ‫مسلمون وغري مس���لمني متخصصون‬ ‫يف التدري���ب اإلعالم���ي م���ن فرنس���ا‬ ‫وبلجي���كا وهولندا وسويس���را واليونان‬ ‫وأملانيا والدول اإلس���كندنافية واملغرب‬ ‫ومص���ر واألردن ولبن���ان واجلزائ���ر‬ ‫واإلم���ارات ‪ ،‬واملدي���ر الع���ام الحت���اد‬ ‫اإلذاع���ات اإلس�ل�امية الس���يد حمم���د‬ ‫س���امل ول���د ب���وك ‪ ،‬والدكت���ور حممد‬ ‫البشاري ‪ ،‬مدير معهد ابن سينا للعلوم‬ ‫اإلنس���انية ورئي���س قس���م اإلع�ل�ام‬ ‫يف اإليسيس���كو الدكت���ور احملج���وب‬ ‫بنسعيد‪.‬‬

‫االجتم���اع ناق���ش أه���م التط���ورات عل���ى الس���احة‬ ‫السياس���ية املصري���ة‪ ،‬وسياس���ات اإلدارة األمريكي���ة‬ ‫جتاه حقوق اإلنس���ان يف مصر‪ ،‬ومس���تقبل احلريات‬ ‫العامة يف مصر‪.‬‬ ‫رك���ز االجتم���اع ً‬ ‫أيضا عل���ى قضايا احل���ق يف حرية‬ ‫التظاهر الس���لمي‪ ،‬حرية ت���داول املعلومات‪ ،‬وحرية‬ ‫التنظيم وتكوين اجلمعيات‪ ،‬كما تطرق إىل مسودة‬ ‫الدس���تور املعدل‪ ،‬واملقرر طرحها لالستفتاء الشعيب‬ ‫منتصف الشهر القادم بالرتكيز على مواد احلقوق‬ ‫واحلريات يف تلك املسودة‪.‬‬ ‫ش���ارك يف االجتم���اع من منظم���ات اجملتم���ع املدني‬ ‫املصرية‪ :‬مركز القاهرة لدراس���ات حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫الشبكة العربية ملعلومات حقوق اإلنسان‪ ،‬واجلمعية‬ ‫املصري���ة للنه���وض باملش���اركة اجملتمعية‪ ،‬مركز‬ ‫هش���ام مب���ارك للقانون‪ ،‬مؤسس���ة نظرة للدراس���ات‬ ‫النسوية ومجعية حقوق اإلنسان ملساعدة السجناء‪.‬‬

‫قريباُ يف‬ ‫االسواق‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫هل تستطيع حكومة‬ ‫زيدان ضبط األمن والسالح؟‬ ‫•طرابلس ‪ :‬منذر القروي‬ ‫أعلن���ت احلكومة الليبية هذا األس���بوع ع���ن خطط طموحة‬ ‫إلعادة هيكلة اجليش‪ ،‬وعن محلة قريبة جلمع الس�ل�اح‪ ،‬يف‬ ‫مس���عى لبسط سيطرة الدولة يف مواجهة مظاهر االنفالت‪.‬‬ ‫وبينما يش���ك البع���ض يف قدرة‬ ‫احلكوم���ة عل���ى تنفي���ذ تل���ك‬ ‫اخلطط‪ ،‬يذه���ب آخرون إىل أن‬ ‫األمر جمرد 'دعايات'‪.‬‬ ‫وكش���ف الناط���ق باس���م وزارة‬ ‫الدف���اع املق���دم عب���د ال���رزاق‬ ‫الش���باهي الثالث���اء ع���ن خط���ة‬ ‫م���ن ث�ل�اث مراحل إلع���ادة بناء‬ ‫وتطوي���ر اجلي���ش‪ ،‬تكتم���ل يف‬ ‫غض���ون س���بع س���نوات تقريب���ا‪.‬‬ ‫ومتت���د املرحل���ة األوىل لثمانية‬ ‫ش���هور‪ ،‬والثانية لعشرين شهرا‪،‬‬ ‫يف ح�ي�ن تس���تغرق الثالث���ة بني‬ ‫مخ���س وس���بع س���نوات ليصبح‬ ‫اجلي���ش بنهايته���ا ق���ادرا عل���ى‬ ‫مواجهة أي تهدي���د ألمن ليبيا‪.‬‬ ‫وتش���مل اخلط���ة اليت كش���ف‬ ‫عنه���ا الش���باهي زي���ادة ق���درات‬ ‫س�ل�اح اجل���و حلماية احل���دود‪،‬‬ ‫ومواجهة اجلماع���ات اليت تهدد‬ ‫أمن البالد‪.‬وكانت احلكومة نش���رت الش���هر املاضي اجليش‬ ‫يف العاصم���ة طرابل���س بع���د إخ���راج آخ���ر اجملموع���ات غري‬ ‫النظامي���ة منه���ا‪ ،‬وهو الق���رار ال���ذي رحب به س���كان املدينة‬ ‫مب���ا أنه س���اعد عل���ى حتس�ي�ن الوض���ع األمين‪.‬كم���ا أعلنت‬ ‫وزارة الدفاع الليبية أنها س���تنفذ خ�ل�ال أيام املرحلة الثانية‬ ‫م���ن خطة تأمني طرابلس‪ ،‬وتعزز يف الوقت نفس���ه األمن يف‬ ‫بنغازي‪ ،‬بعدما نش���رت يف وقت سابق اجليش يف مدينة سبها‬ ‫جنوب البالد‪.‬‬ ‫•تشكيك‬ ‫وبينم���ا ب���دا أن حكوم���ة رئي���س ال���وزراء علي زي���دان بصدد‬

‫ممارس���ة نوع من احلزم‪ ،‬يرى بعض الربملانيني واحملللني يف‬ ‫ليبيا أن احلكومة ال تقوم بواجبها يف قضية ضبط األمن مبا‬ ‫يف ذلك إنهاء املليش���يات‪.‬واعترب رئي���س جلنة األمن الوطين‬ ‫الس���ابق يف املؤمتر الوطين العام (الربملان) عبد املنعم اليس�ي�ر‬ ‫أن اإلصالح���ات ال�ت�ي تق���وم به���ا‬ ‫احلكوم���ة يف جم���ال األم���ن غ�ي�ر‬ ‫كافية‪.‬وق���ال اليس�ي�ر للجزي���رة‬ ‫ن���ت إن احلكوم���ة 'تقاعس���ت' يف‬ ‫نش���ر اجليش بالع���دد املطلوب يف‬ ‫امل���دن لضبط األمن فيها‪ ،‬مش�ي�را‬ ‫إىل أن اجليش يضم حاليا سبعني‬ ‫ألفا‪.‬وأضاف أن احلكومة احلالية‬ ‫واملؤمت���ر الوط�ن�ي مل يصححا ما‬ ‫مس���اه أخط���اء اجملل���س الوط�ن�ي‬ ‫االنتقال���ي واحلكوم���ة الس���ابقة‬ ‫برئاس���ة عب���د الرحي���م الكي���ب‪،‬‬ ‫ويف مقدمته���ا الس���ماح بتضخ���م‬ ‫عدد املس���لحني الذي���ن يتقاضون‬ ‫أج���ورا إىل ‪ 270‬ألف���ا م���ن ‪30‬‬ ‫ألف���ا‪ ،‬وهو ع���دد املس���لحني الذين‬ ‫ش���اركوا يف املواجه���ات اليت تلت‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباير‪/‬ش���باط ‪.2011‬‬ ‫وتابع الربملان���ي اللييب أن اجمللس‬ ‫االنتقال���ي وحكوم���ة الكي���ب مل‬ ‫يتصديا النتش���ار السالح واملليش���يات‪ ،‬ورأى أن احلل األمثل‬ ‫ال بد أن يشمل مستويات عدة بينها التسريع يف بناء اجليش‬ ‫والشرطة‪ ،‬وتبين إس�ت�راتيجية متكاملة مبنية على أركان‬ ‫سياس���ية واجتماعي���ة‪ ،‬تش���مل احل���وار والوط�ن�ي وحتقي���ق‬ ‫العدالة واملصاحلة وإرس���اء إدارة رش���يدة‪ ،‬زي���ادة على توفري‬ ‫الوس���ائل للجي���ش والش���رطة‪.‬ويضم اجلي���ش والش���رطة‬ ‫احلاليان ثوارا سابقني‪ ،‬لكنهما استوعبا أيضا عناصر كانت‬ ‫تعمل يف األجهزة العس���كرية واألمنية اليت كانت قائمة يف‬ ‫عهد القذايف‪.‬‬

‫العالقي‪ :‬سنطعن‬ ‫يف قانون العزل‬ ‫السياسي يف األيام‬ ‫القادمة‬

‫أجواء لبالد ‪ -‬أينور صربي‬ ‫ق���ال رئيس اجملل���س الوطين للحري���ات العامة‬ ‫وحق���وق االنس���ان حمم���د العالق���ي الثالث���اء‬ ‫املاض���ى إن اجمللس س���يقوم بالطع���ن يف قانون‬ ‫الع���زل السياس���ي يف األي���ام القادم���ة‪ .‬وأضاف‬ ‫العالق���ي خ�ل�ال احتف���ال اجملل���س الوط�ن�ي‬ ‫للحريات العامة وحقوق اإلنس���ان وبعثة األمم‬ ‫املتحدة للدعم يف ليبيا ومكتب حقوق االنس���ان‬ ‫والقانون الدولي اإلنساني بوزراة الدفاع باليوم‬ ‫العاملي حلقوق االنس���ان بطرابلس‪ ،‬إن اجمللس‬ ‫ميلك حق الطع���ن يف أي قرار أو قانون خيالف‬ ‫للدستور‪.‬‬

‫اليمن وسوريا وليبيا من أسوأ الدول ممارسة للدميقراطية‬

‫تونس ولبنان والكويت األفضل عربيًا والنرويج والسويد وفنلندا األفضل عامليًا‬ ‫طرابلس – علي إبراهيم‬ ‫ُصنفت دول اليمن وس���وريا وليبيا كأسوأ الدول‬ ‫العربي���ة م���ن حي���ث املمارس���ة الدميقراطي���ة‪،‬‬ ‫وضمن العش���ر بلدان األواخر يف العامل‪ ،‬حبس���ب‬ ‫تصنيف منظمة "قلوبال دميوكراس���ي" ألفضل‬ ‫الدميقراطي���ات يف الع���امل لس���نة ‪ 2013‬ال���ذي‬ ‫مشل ‪ 115‬دولة‪.‬وجاءت اليمن يف املرتبة األخرية‬ ‫وقبلها س���وريا يف حني حصلت ليبي���ا على املرتبة‬ ‫‪.108‬‬ ‫وق���د اعتمد التصنيف على بعض املؤش���رات منها‬ ‫ما يتصل مباش���رة جبودة املمارسة الدميقراطية‬ ‫كاحلري���ة وغريها من املعاي�ي�ر األخرى‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل معاي�ي�ر غ�ي�ر سياس���ية وه���ي املس���اواة بب�ي�ن‬ ‫اجلنس�ي�ن والنظ���ام االقتص���ادي وحج���م املعرفة‬ ‫والنظام الصحي والسياسة البيئية‪.‬‬ ‫وضم���ت جمموع���ة البل���دان العش���ر األواخ���ر يف‬ ‫التصني���ف م���ن األس���وأ ممارس���ة للدميقراطية‬ ‫إىل األقل س���وءاً‪ :‬اليمن‪ ،‬سوريا‪ ،‬إفريقيا الوسطى‪،‬‬

‫التوغو‪ ،‬غينيا‪ ،‬الباكستان‪ ،‬نيجرييا‪ ،‬ليبيا‪ ،‬الصني‬ ‫والبحرين‪.‬‬ ‫فيما احتلت النرويج املرتبة األوىل تليها الس���ويد‬ ‫يف املرتبة الثانية ثم فنلندا يف املركز الثالث‪.‬‬

‫أم���ا يف ترتيب باقي البل���دان العربية فقد حصلت‬ ‫تون���س عل���ى املرتب���ة األوىل عربي���اً والثاني���ة‬ ‫والس���بعني عاملي���ا‪ ،‬تليها لبنان يف املرتبة التاس���عة‬ ‫والس���بعني عاملي���ا‪ ،‬ثم الكوي���ت يف املرتب���ة الثالثة‬

‫والثمان�ي�ن عاملي���ا‪ ،‬ونال���ت مصر املرتب���ة ‪ 103‬يف‬ ‫تصنيف الدول من حيث املمارسة الدميقراطية‪،‬‬ ‫كما أن بعض الدول العربية واألجنبية مل تدرج‬ ‫يف هذا التصنيف‪.‬‬ ‫وأوضح���ت منظم���ة "قلوب���ال دميوكراس���ي" أن‬ ‫تصنيف اليمن وليبيا وس���وريا ودول أخرى يبقى‬ ‫تصنيف���ا افرتاضي���ا اعتم���د على تقاري���ر منظمة‬ ‫"فري���دم هاوس" للس���نتني املاضيتني اليت تصنف‬ ‫ال���دول بني "ح��� ّرة" و"ح��� ّرة جزئي���ا" لع���دم توفر‬ ‫بيانات واضحة ودقيقة‪.‬‬ ‫وكان���ت منظمة الش���فافية الدولي���ة قد صنفت‬ ‫دول اليمن وس���وريا وليبيا ومعها اجلزائر ومصر‬ ‫ودو ً‬ ‫ال إفريقية أخ���رى يف اجملموعة األخرية اليت‬ ‫تعت�ب�ر وضعيته���ا حرج���ة يف مس���توى مكافح���ة‬ ‫الفس���اد يف قطاع الدفاع واألمن‪ ،‬وهو ميثل قضية‬ ‫حيوية بالنسبة لألمن القومي والعاملي‪.‬‬


‫‪05‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬ ‫ميادين تنفرد مبتابعة وقائع املؤمتر الصحفي للممثل اخلاص لألمني العام لألمم املتحدة بليبيا‬

‫طارق مرتي ‪:‬أهم ما أتفق عليه جملس االمن هو حث مجيع الليبني ‪،‬أي القوى السياسية ‪،‬وكتائب‬ ‫الثوار وقوى اجملتمع احلية ‪،‬على إطالق حوار وطين واحد ال يستثين أحدا ويعاجل املشكالت الليبية‬ ‫طرابلس – فاطمة غندور‬ ‫ردا على سؤال (ميادين) ‪:‬‬ ‫حن���اول املس���اعدة يف حوار ل���ه صيغة حتضريية‬ ‫وجدول أعم���ال لكل الداع�ي�ن اىل احلوار الوطين‬ ‫املقب���ول م���ن اجلمي���ع ‪،‬ك���ي ال يش���كك أح���د يف‬ ‫ش���رعية احلوار وقدرته على إشراك كل الناس‬ ‫وهذا ما مل نتوصل إليه بعد‪.‬‬ ‫عقد الس���يد طارق مرتي املمث���ل اخلاص لألمني‬ ‫العام لألمم املتحدة يف ليبيا إثر عودته من رحلته‬ ‫ألمريكا حي���ث قدم تقرير إحاط���ة تضمن قراءة‬ ‫تفس�ي�رية أمام اجتماع جمل���س االمن (بتاريخ ‪9‬‬ ‫كانون األول – ديسمرب ‪ ) 2013‬جململ االوضاع‬ ‫الليبية واليت تقع يف دائرة اهتمام ومساندة البعثة‬ ‫‪ ،‬عق���د مؤمترا صحفيا مبكت���ب البعثة بطرابلس‬ ‫ي���وم الثالثاء ‪ 17‬نوفمرب إليض���اح بعض النقاط‬ ‫اليت أحدثت بعضا من ردود األفعال جتاهها‪ ،‬وقد‬ ‫اس���تهل حديثه حبضور متنوع لوسائل الصحافة‬ ‫واالع�ل�ام الليبية والعربية والدولية مش�ي�را اىل‬ ‫أن تقاري���ره القادمة جمللس االمن س���تكون كل‬ ‫ثالثة أش���هر بدال عن الشهرين ومل يقدم تعليال‬ ‫لذلك ‪ ،‬ثم عرض ألهم نقاط انطباعه عن جلسة‬ ‫جمل���س االم���ن أو أهم م���ا اتفق علي���ه حني قدم‬ ‫إحاطته وخلصها بالقول ‪:‬‬ ‫االهتم���ام بالش���أن اللي�ب�ي مل ينحس���ر فهن���اك‬‫متابعة شبه يومية واهتمام كبري بكل ما حيصل‬ ‫‪.‬‬ ‫التمس���ك بوحدة ليبيا رغم ما ظه���ر من دعوات‬‫داخلية ومشكالت حملية قد حتيل اىل ذلك ‪.‬‬ ‫التأكيد على ان ليبيا ليست حتت الوصاية ‪.‬‬‫واستدرك قائال اىل أنه مت عقد جلسة يوم الرابع‬ ‫من نوفمرب للنظر يف مس���ألة صواريخ أرض جو‬ ‫أو ما يس���مى بالكعك���ة الصف���راء فهناك خماوف‬ ‫ح���ول هذه املس���ألة اليت أيض���ا قد ال تك���ون بتلك‬ ‫اخلط���ورة اليت روج هلا ال���راي الع���ام العاملي وهو‬ ‫حس���اس جدا إزاء ذل���ك ‪ ،‬طبعا جيب أن ال نتعامى‬ ‫عن ذلك واحلكومة الليبية تتصدى لتلك املسالة‬ ‫‪ ،‬واملنظم���ات الدولية املتخصص���ة مؤمنة وفاعلة‬ ‫م���ن أنه جيب معاجلتها ‪ ،‬وص���رح مرتي أن بعضا‬ ‫م���ن أعض���اء جمل���س االم���ن يعتق���د أن االزم���ة‬ ‫احلالية ميكن أن تتحول اىل فرصة للتدخل وأن‬ ‫هناك قلقا من جراء اس���تمرار االضطراب األمين‬ ‫م���ع انتش���ار األس���لحة الفتاك���ة ‪ ،‬لك���ن البعض‬ ‫أك���د أيض���ا على ُف���رص أخرى حممل���ة بالثقة‬ ‫على قدرة الليبي�ي�ن على جتاوز األوضاع األمنية‬ ‫املُقلقة وأن���ه امام الليبني فرصة للتوافق باحلوار‬ ‫بني القوى السياسية ‪.‬‬ ‫وم���ن انطباعات���ه املرجعية اجت���ه باحلديث حول‬ ‫مالحظات���ه ح���ول ردود الفع���ل يف ليبي���ا ‪ ،‬وال�ت�ي‬ ‫تركزت حول طلب البعثة لفريق حراسة مقرها‬ ‫و املك���ون من ‪ 235‬عنص���راً ‪ ،‬ويف الوقت الذي بادر‬ ‫فيه بشكر اهليئة لكنه مال اىل التصريح حبقيقة‬ ‫املوقف واثارته موجة من االعرتاضات واالس���ئلة‬ ‫من الصحافة والرأي العام اللييب طالبا من هيئة‬ ‫البعث���ة إع���ادة مراجع���ة الصيغة والرق���م احملدد‬ ‫لعناصر احلرس ‪.‬‬ ‫وكان ان أعط���ت الس���يدة رئي���س مكت���ب اعالم‬

‫البعث���ة راضية عاش���وري إش���ارة الب���دء يف طرح‬ ‫األس���ئلة لع���دد م���ن الصحفي�ي�ن واإلعالمي�ي�ن‬ ‫احملليني ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وكان الس���ؤال املفتتح ح���ول حجم املخاطر اليت‬ ‫ق���د تتعرض هلا البعثة مع الوضع األمين يف ليبيا‬

‫ش���اننا على االطالق تقرير مبادرة بعينها ‪ ،‬ولكن‬ ‫اذا انه���ى املؤمتر عمله جي���ب ان تتنقل صالحيته‬ ‫اىل هيئ���ة منتخب���ة ‪ ،‬ال ميك���ن أن ي�ت�رك فراغ���ا‬ ‫ويرح���ل ‪ ،‬صحي���ح ان هن���اك وجهات نظ���ر تدعو‬ ‫اىل االنتخابات العامة ‪ :‬ينتخب جملس تشريعي‬

‫يف حال ختفيض أو حجب العناصر ومنعها ؟‬ ‫فأجاب مرتي قائال ‪ :‬أن هناك س���وء فهم لألجراء‬ ‫الع���ادي ال���ذي اقرته اهليئ���ة لكنه س���يزول ‪ ،‬وقد‬ ‫ُ‬ ‫ع�ب�رت ع���ن رغبتن���ا يف تهدئ���ة بع���ض اخلواط���ر‬ ‫واهلواج���س ولعله���ا ُم�ب�ررة ‪ ،‬ففري���ق للحراس���ة‬ ‫اج���راء حتوط���ي عادي وأؤك���د أن لي���س للبعثة‬ ‫أع���داء يرتبص���ون به���ا ‪ ،‬ولك���ن هناك م���ن يزورنا‬ ‫م���ن الداخ���ل اللي�ب�ي أو من اخل���ارج فيفاج���أ أننا‬ ‫خب�ل�اف مكاتب الس���فراء االخرين حيث ال فريق‬ ‫حراسة كاف ومناس���ب لدينا ‪ ،‬ولسنا متوجسني‬ ‫أو خائفني‪ ،‬فقط من باب احليطة ملقر مس���احته‬ ‫تتع���دد مهمات���ه وحتت���اج اىل ذل���ك كم���ا أن‬ ‫اإلمكانيات والق���درات األمنية املوجودة االن لدى‬ ‫احلرس للبعثة بسيطة وحمدودة ‪.‬‬ ‫ويف مع���رض اجاباته عن س���ؤال خارطة الطريق‬ ‫املقرتح���ة بعد انته���اء فرتة عمل املؤمت���ر الوطين‬ ‫الع���ام ‪ ،‬أجاب مرتي ‪ :‬أنه لي���س لألمم املتحدة أي‬ ‫موق���ف حي���دد خي���ارا بعين���ه ‪ ،‬وقد تابعن���ا كافة‬ ‫اخلي���ارات ومل نفاض���ل بينه���ا ‪ ،‬اختصرن���ا أه���م‬ ‫األفكار اليت ستطرح حول هذه املسألة وليس من‬

‫‪ ،‬أو برمل���ان تنتق���ل الي���ه س���لطة املؤمت���ر الوطين‬ ‫الع���ام ‪ ،‬وهن���اك رأي يق���ول يستحس���ن أن جترى‬ ‫االنتخابات بناء على دس���تور دائم ‪ ،‬فلتعطي وقتا‬ ‫كاف هليئ���ة صياغ���ة الدس���تور وان���ا اختص���رت‬ ‫ف���االراء كث�ي�رة واش���بعت نقاش���ا ‪ ،‬واحلقيقة أن‬ ‫هن���اك مبادرات وصلت اىل اخلمس عش���ر مبادرة‬ ‫ولكل موقف تنويعاته ومهمتنا هنا تيس�ي�ر احلوار‬ ‫فقط وليس لنا ان ندلي بدلونا يف مس���ألة ختص‬ ‫الشأن اللييب ‪.‬‬ ‫وح���ول س���ؤال ش���كوك ال���راي الع���ام من مس���ألة‬ ‫االكتش���اف املتأخر لوجود االالف من الصواريخ‬ ‫( ارض جو – الكعكة الصفراء ) يف اجلنوب اللييب‬ ‫رغ���م ان حل���ف النات���و ويف إطار محاي���ة املدنيني‬ ‫اثناء حرب التحرير قد قام بإحراز وضرب أكثر‬ ‫املواق���ع ال�ت�ي كش���فت عن وج���ود تس���ليح ثقيل‬ ‫يه���دد حي���اة الليبني فا ملاذا االن مت االكتش���اف ؟‬ ‫ومت اإلع�ل�ان ع���ن ذل���ك ؟ أكد م�ت�ري أنه جرى‬ ‫ات�ل�اف الكثري منه���ا وهو عمل تق���وم به وكاالت‬ ‫متخصص���ة بالتع���اون م���ع احلكوم���ة ( بالكفرة‬ ‫مثال مت ذلك ) وقد كانت حمفوظة بشكل سليم‬

‫رغم احلراسة الضعيفة حول خمازنها وقد جرى‬ ‫التحق���ق م���ن أن الصواري���خ منتهي���ة الصالحية‬ ‫وخرج���ت عدة تقاري���ر مؤكدة ذل���ك ‪ ،‬ويف ظين‬ ‫أن مقاالت وردت ببعض الصحف الغربية أثارت‬ ‫املوضوع وصرن���ا ملزمني بتقدي���م املعلومات وإن‬ ‫كنا لس���نا متخصصني وهن���اك وكاالت وجلان‬ ‫متخصص���ة وتعمل بتكتم ش���ديد وذلك بطبيعة‬ ‫عمله���ا وأنا ش���خصيا غ�ي�ر مطلع عل���ى تقاريرها‬ ‫واحلكوم���ة الليبية ألفت جلن���ة للتعاون مع تلك‬ ‫اللج���ان ‪ ،‬صحي���ح أنن���ا انش���غلنا س���ابقا مبوضوع‬ ‫مسح وابطال مفعول األلغام ‪.‬‬ ‫ويف اجابت���ه ح���ول رؤي���ة البعث���ة ملش���كل احتالل‬ ‫موان���يء احلقول النفطية أكد أنه ال دور للبعثة‬ ‫يف ه���ذا االمر وعرب ع���ن قلقه جتاه تأزم املش���كلة‬ ‫وأش���ار اىل تلقي البعثة لرسائل باخلصوص من‬ ‫أصحاب املش���كل ولكن مل جير أي تبادل لوجهات‬ ‫نظ���ر أو أي نوع م���ن الردود ولس���نا جهة صاحلة‬ ‫حلل هذا االمر ‪ ،‬وس���وف نؤكد دائما على منحى‬ ‫دور البعث���ة فنح���ن ال منل���ك س���لطة الق���رار أو‬ ‫التغي�ي�ر ‪ ،‬لكننا نتابع ونقدم املش���ورة استش���ارات‬ ‫فني���ة إعطاء ال���رأي للحكومة ‪ ،‬مس���اعدة الفئات‬ ‫املتض���ررة م���ن الق���رارات التعس���فية ‪ ،‬واملدني�ي�ن‬ ‫الذين يتعرضون لالنتهاكات‬ ‫ويف معرض اجابته عن سؤال ميادين حول صدى‬ ‫اجله���ود ال�ت�ي قاربته���ا البعثة ومن واق���ع خربتها‬ ‫ودعواتها لقيادات قوى سياس���ية وعدد من النساء‬ ‫والش���خصيات املس���تقلة يف اط���ار التش���ديد على‬ ‫أهمية احلوار الوطين واخرها كانت ورشة عمل‬ ‫اتاحت الفرصة لشخصيات ليبية من االجتاهات‬ ‫السياس���ية كافة ‪،‬علق م�ت�ري ‪ :‬الليبيون راغبون‬ ‫يف احلوار حتى وإن كان صداه بطيئا ‪ ،‬واجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي يل���ح ويع�ب�ر ع���ن حاجت���ه اىل التوح���د يف‬ ‫أولوياته الوطنية ‪ ،‬وأعط���اء الفرصة ألصوات مل‬ ‫تس���مع بشكل كاف يف املؤسسات السياسية ‪ :‬ثوار‬ ‫‪ ،‬قبائل ‪ ،‬شباب ‪ ،‬نساء ‪ ،‬يريدون ان تكون أصواتهم‬ ‫مس���موعة أكث���ر ‪ ،‬الظاه���ر يف املش���هد عموما أن‬ ‫هن���اك رغبة حبوار وطين ال يس���تثين أحدا ‪ ،‬لكن‬ ‫مالم���ح ذلك الزالت بطيئة ‪ ،‬هن���اك تكرار ملفردة‬ ‫احل���وار لكن املب���ادرة العملية ال�ت�ي تقنع اجلميع‬ ‫وترض���ي اجلمي���ع ‪ ،‬وحتدي���دا الوص���ول لصيغة‬ ‫واح���دة حلوار يقب���ل به ال���كل ‪ ،‬فال قيم���ة حلوار‬ ‫وط�ن�ي ش���امال ل���كل الق���وى يش�ت�رك في���ه فالن‬ ‫وحيرم منه عالن ! ‪ ،‬حناول املس���اعدة يف حوار له‬ ‫صيغ���ة حتضريية وج���دول أعمال ل���كل الداعني‬ ‫اىل احل���وار الوط�ن�ي املقب���ول م���ن اجلمي���ع كي‬ ‫ال يش���كك أح���د يف ش���رعية احل���وار وقدرته على‬ ‫إش���راك كل الناس وهذا ما مل نتوصل إليه بعد ‪،‬‬ ‫هناك هيئة حتضريية ألفتها احلكومة ‪ ،‬ونصحنا‬ ‫بتوس���يع نطاق صفتها التمثيلية وس���اعدنا هذه‬ ‫اللجنة على تنظيم ورشة توضح مفاهيم احلوار‬ ‫واساليب احلوار‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬

‫وثيقة‬

‫احاطة املمثل اخلاص لألمني العام لألمم املتحدة السيد طارق مرتي ‪،‬اجتماع‬ ‫جملس األمن ‪ 9‬كانون األول‪/‬ديسمرب ‪2013‬‬ ‫سيدي الرئيس‬ ‫يف حديث���ي إليكم منذ أكثر من ش���هر‪ ،‬اش���رت‬ ‫اىل هشاش���ة االوضاع االمنية يف ليبيا‪ .‬ويؤسفين‬ ‫الق���ول انه���ا ما زالت الي���وم يف احلال���ة ذاتها ‪ ،‬وان‬ ‫قل���ق املواطن�ي�ن يف ازدي���اد فض�ل�ا عن اس���تيائهم‬ ‫‪ ،‬ولق���د ش���هدنا يف االس���ابيع املاضي���ة تعبريا عن‬ ‫االحباط جتاه العملية السياس���ية وحيال بعض‬ ‫م���ن كتائب الث���وار ‪ ،‬ظهر على نطاق ش���عيب يف‬ ‫عدد من املظاهرات واالعتصامات‪.‬‬ ‫ويف طرابل���س‪ ،‬فاقم���ت املواجه���ات املس���لحة بني‬ ‫نف���ر م���ن الكتائ���ب الغض���ب ب�ي�ن الن���اس‪ .‬فبعد‬ ‫خ�ل�اف بس���يط ادى اىل تصعي���د تل���ك املواجهات‬ ‫واتس���اعها يف خمتل���ف أحن���اء املدين���ة س���ارت‬ ‫مظاه���رات ش���عبية‪ ،‬بعد صالة اجلمع���ة يوم ‪15‬‬ ‫نوفمرب‪ ،‬قاصدة حي غرغ���ور وهو معقل لكتائب‬ ‫م���ن مصرات���ه ‪.‬وكان جملس طرابل���س احمللي‬ ‫وآخرون قد دع���وا اىل تلك التظاه���رات ‪ ،‬ووقعت‬ ‫مأس���اة بلغ عدد ضحاياها ‪ 46‬ش���خصا وس���قط‬ ‫خالهل���ا ‪ 516‬جرحي���ا بعد ذلك ش���اركت فئات‬ ‫واسعة من الليبيني يف محلة عصيان مدني حتى‬ ‫خروج التشكيالت املس���لحة واستجابت مصراتة‬ ‫وانسحبت من طرابلس ثم حذت كتائب أخرى‬ ‫حذوها فأخلت بعض مواقعها‪.‬‬ ‫ويف بنغازي‪ ،‬قامت موجة من املظاهرات ُمطالبة‬ ‫بإخراج الكتائب املسلحة وبسط سيطرة اجليش‬ ‫والشرطة‪ .‬وكان االس���تياء الشعيب بلغ مستوى‬ ‫عالي���ا اث���ر االضط���راب االم�ن�ي املتزاي���د خ�ل�ال‬ ‫االس���ابيع املاضي���ة‪ ،‬وم���ا رافق���ه م���ن اغتي���االت‬ ‫واختطاف مس���ؤولني امني�ي�ن يف املدينة كما يف‬ ‫درنة‪ .‬وعي ّنت الس���لطات قائدا عس���كريا لبنغازي‬ ‫مكلف���ا باعادة االس���تقرار اليه���ا واىل حميطها ‪..‬‬ ‫وانتش���رت وحدات من اجليش اللييب على نطاق‬ ‫واس���ع ‪.‬اال ان املش���كالت مل تعاجل على حنو كاف‬ ‫‪ ،‬ورغ���م هذه االج���راءات ‪ ،‬تعرض قائ���د منطقة‬ ‫بنغ���ازي العس���كري حملاول���ة اغتي���ال يف م���ا ب���دا‬ ‫مواصلة لسلس���لة من العمليات اليت اس���تهدفت‬ ‫رموز الدولة ‪ .‬ويف ‪ 25‬نوفمرب انفجر صراع مسلح‬ ‫بني الوحدات اخلاصة وكتائب انصار الش���ريعة‬ ‫‪ ،‬ما ّ‬ ‫ادى اىل مقتل تس���عة اشخاص باإلضافة اىل‬ ‫عدد غري معروف من مقاتلي الكتائب املذكورة ‪،‬‬ ‫واليوم ما زال الوضع مشوبا بالتوتر‪ ،‬رغم ا ُ‬ ‫هلدنة‬ ‫اليت اعلن عنها ‪ ،‬واستمرت االغتياالت اليت طالت‬ ‫اف���رادا من القوات اخلاصة‪ .‬ورغم اقرار احلكومة‬ ‫نشر اجليش يف طرابلس وبنغازي‪ ،‬فان القدرات‬ ‫احمل���دودة للمؤسس���ات الرمسي���ة العس���كرية‬ ‫واألمنية تبقى مش���كلة جدية‪ .‬فهناك شك حول‬ ‫مشولي���ة االج���راءات االخ�ي�رة ودميومته���ا‪ .‬وان‬ ‫االح���داث االخ�ي�رة ّ‬ ‫س���لطت الضوء جم���ددا على‬ ‫احلاج���ة للحوار م���ع كتائب الث���وار‪ .‬اننا نؤكد‬ ‫ض���رورة ان يش���ارك مجيع االط���راف يف احلوار‬ ‫فضال ع���ن حتقيق ت���وازن يف احلوافز من ش���أنه‬ ‫حي���ث عل���ى عملية دم���ج الثوار الس���ابقني يف‬ ‫ان ُ‬ ‫احلي���اة االجتماعية واالقتصادية وما يس���تتبعه‬ ‫ذلك من تسليم للسالح لكي يكون للدولة احلق‬ ‫احلصري باستخدام القوة‪..‬‬ ‫سيدي الرئيس‬ ‫بظ���ل االوض���اع االمني���ة املضطربة منذ اش���هر‪،‬‬ ‫س���بق لبعث���ة االم���م املتح���دة للدع���م يف ليبيا ان‬

‫دعت لتعزي���ز محاية مقراتها‪ .‬وه���و اجراء عادي‬ ‫تتخ���ذه البعثات الدبلوماس���ية واهليئات الدولية‬ ‫واالقليمي���ة يف ليبيا وبل���دان اخرى كثرية‪ .‬غري‬ ‫ان طلب االمني العام واف���راد لألمم املتحدة بهذا‬ ‫اخلص���وص واملوجه اىل جملس���كم الكريم والر ّد‬ ‫عليه كانا حمل س���وء فهم م���ن قبل جمموعات‬ ‫واف���راد ليبي�ي�ن ‪ ،‬فوص���ل بعضهم اىل ح���د الظن‬ ‫ان الرتتيب���ات املقرتح���ة مبثاب���ة متهي���د للتدخل‬ ‫الدول���ي يف ليبي���ا‪ .‬ولق���د اص���درت احلكوم���ة‪،‬‬ ‫ب�ي�ن ما هو ب ّ‬ ‫واصدرن���ا‪ ،‬توضيح���ات ُت ّ‬ ‫ني‪ .‬وس���وف‬ ‫نب���ذل كل اجله���ود املمكن���ة لتبدي���د الش���كوك‬ ‫ولتصويب التفسريات البعيدة من الصحة‪ ،‬مهما‬ ‫بدت غري مربرة‪ ،‬وس���وف نش���دد‪ ،‬املرة تل���و املرة ‪،‬‬ ‫على حقيقة دور االمم املتحدة يف ليبيا والتزامها‬ ‫الكامل احرتام السيادة لوطنية‪.‬‬ ‫سيدي الرئيس‬ ‫م���ا زالت اوضاع احملتجزين‪ ،‬الذين يناهز عددهم‬ ‫الثمانية آالف‪ ،‬مص���در قلق ‪ .‬فهم ‪ ،‬بأكثريتهم‪،‬‬ ‫ل���دى كتائ���ب الث���وار ينتظ���رون االج���راءات‬

‫م��ا زالت اوضاع احملتجزين‪ ،‬الذين يناهز عددهم الثمانية آالف‪ ،‬مصدر قلق ‪.‬‬ ‫فهم ‪ ،‬بأكثريتهم‪ ،‬لدى كتائب الثوار ينتظرون االجراءات القضائية‬ ‫القضائي���ة‪ .‬وان اس���تمرار ه���ذا الوض���ع خ���ارج‬ ‫ّ‬ ‫يشكل بيئة قد ميارس‬ ‫سيطرة الدولة ورقابتها‪،‬‬ ‫فيها التعذيب وسوء املعاملة ‪ ،‬ولقد توفرت لبعثة‬ ‫االمم املتحدة للدعم يف ليبيا ادلة تؤكد حصول‬ ‫تعذيب‪ ،‬ووفاة ‪ 27‬شخصا يف السنتني األخريتني‬ ‫نتيجة له‪ .‬احد عش���ر منهم يف السنة املنصرمة‪، .‬‬ ‫ان تقريرنا عن التعذيب قد نال ما يس���تحقه من‬ ‫اهتمام ورحّبت احلكومة بتوصياته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نس���جل ارتياحنا لتحس���ن اوض���اع مراكز‬ ‫واننا‬ ‫االحتج���از ال�ت�ي بات���ت حت���ت اش���راف عناص���ر‬

‫الش���رطة القضائي���ة الذين مت تدريبه���م حديثاً‪.‬‬ ‫ويف ه���ذا الص���دد‪ ،‬س���وف تواص���ل بعث���ة االم���م‬ ‫املتح���دة عملها يف متابعة اوضاع احملتجزين ويف‬ ‫مساعدة الش���رطة القضائية جلهة بناء قدراتها‬ ‫يف ادارة مراكز االحتجاز على حنو ينس���جم مع‬ ‫معايري حقوق االنسان الدولية‪.‬‬ ‫ويس���رني الرتحيب بإقرار املؤمت���ر الوطين العام‬ ‫مؤخ���را قان���ون العدال���ة االنتقالي���ة‪ .‬ويتضم���ن‬ ‫القانون اجلديد موادا متعلقة بالس���عي إىل جالء‬ ‫احلقيقة وتعويض الضحايا وإطالق احملتجزين‬ ‫أو تس���ليمهم إىل القضاء خالل فرتة تسعني يوما‬

‫بعد صدوره‪ .‬وكانت بعثة األمم املتحدة للدعم‬ ‫يف ليبي���ا قدم���ت مالحظ���ات عدة مس���توحاة من‬ ‫افض���ل التجارب وأخذ بعضها بعني اإلعتبار‪ .‬ويف‬ ‫س���ياق متصل ‪ ،‬أرحب بإطالق أربعة شخصيات‬ ‫من قبيلة ورفلة كانت حمتجزة يف الزاوية من‬ ‫دون اتهام وال حماكمة وملد ة س���نة‪ .‬أن مبادرات‬ ‫كهذه ُتس���هم يف التقدم حنو بن���اء دولة القانون‬ ‫والسري يف طريق املصاحلة الوطنية‪.‬‬ ‫سيدي الرئيس‪،‬‬ ‫من���ذ تقري���ري اىل جملس���كم ‪ 4‬نوفم�ب�ر ح���ول‬ ‫صواري���خ ارض ‪ -‬ج���و احملمول���ة عل���ى الكت���ف‬ ‫وامل���واد املُس���ماة الكعكة الصف���راء واحملتوية على‬ ‫األوراني���وم ‪ ،‬تلق���ت بعث���ة االم���م املتح���دة بعض‬ ‫املعلوم���ات االولية وطلبت م���ن احلكومة الليبية‬ ‫املزي���د م���ن التقاري���ر املوثق���ة ح���ول الصواري���خ‬ ‫ارض ‪ -‬ج���و اليت توجد حتت اش���رافها‪ .‬باإلضافة‬ ‫تأم���ل البعث���ة ان تش���هد تعاونا كبريا‬ ‫اىل ذل���ك‪ُ ،‬‬ ‫ب�ي�ن الش���ركاء الدوليني حول انتش���ار هذا النوع‬ ‫من األس���لحة ‪ .‬وفيما خيتص بالكعكة الصفراء‪،‬‬ ‫توف���رت لنا معلوم���ات تفيد ان س���تة آالف واربع‬ ‫مائة برميل موجودة يف مركز عس���كري قريب‬ ‫من س���بها و حت���ت س���يطرة فرقة م���ن اجليش‪.‬‬ ‫وس���وف تقوم بعثة من الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية‪ ،‬وبالتعاون مع بعثة االمم املتحدة‪ ،‬بزيارة‬ ‫املركز املذكور ملُعاين���ة هذه الرباميل والتأكد‬ ‫من توفر ش���روط ختزينها الالزمة‪ .‬وبعد تدمري‬ ‫تسعة اطنان مرت من غاز اخلردل يف ابريل ومايو‬ ‫املاضيني‪ ،‬س���وف تقوم بعثة من املنظمة الدولية‬ ‫حلظ���ر االس���لحة الكيمائي���ة بزي���ارة قريب���ة‬ ‫للتحق���ق من تدم�ي�ر االس���لحة الكيمائية طبقا‬ ‫اللتزامات ليبيا حس���ب املعاهدة املختصة‪ .‬وعلى‬ ‫صعي���د اخر‪ ،‬قام رئيس الوزراء بتأليف جلنة من‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬ ‫بظل االوضاع االمنية‬ ‫املضطربة منذ اشهر‪،‬‬ ‫سبق لبعثة االمم املتحدة‬ ‫للدعم يف ليبيا أن دعت‬ ‫لتعزيز محاية مقراتها‬ ‫عدة وزارات مهمتها وضع سياس���ة عامة ملسائل‬ ‫ختزين االسلحة والذخائر‪ .‬وسوف تقدم البعثة‬ ‫املساعدة الفنية هلذه اللجنة‬ ‫سيدي الرئيس‪،‬‬ ‫لقد تواص���ل العمل يف االع���داد إلنتخابات هيئة‬ ‫صياغة الدستور املؤلفة من ستني عضوا‪ ً.‬واقفل‬ ‫ب���اب الرتش���يحات يف ‪ 7‬نوفم�ب�ر وجي���ري حاليا‬ ‫التدقيق يف ملفات سبع مائة مرشحا‪ ً،‬بينهم ‪74‬‬ ‫امرأة س���تتنافس على املقاعد الس���تة املُخصصة‬ ‫للنس���اء‪ .‬وبدع���م م���ن البعث���ة ‪ ،‬مت وض���ع خطة‬ ‫عمل من قبل ش���بكة النس���اء الوطني���ة احلديثة‬ ‫العه���د بهدف اقرار النس���اء وتعزيز مس���اهمتهن‬ ‫يف العملية السياس���ية‪ ،‬وال س���يما يف االنتخابات‬ ‫املقبلة ‪..‬‬ ‫ورغ���م ان تس���جيل الناخبني منذ اول ديس���مرب‪،‬‬ ‫ف���ان املفوضي���ة الوطني���ة العلي���ا لالنتخابات ما‬ ‫زال���ت متحفظة جله���ة حتديد موع���د لالقرتاع‬ ‫‪ .‬ولع���ل اح���د اس���باب ذل���ك يكم���ن يف مقاطع���ة‬ ‫االمازي���غ للرتش���يحات‪ .‬ورغ���م ان س���تة مقاعد‬ ‫خصص���ت للمكون���ات الثقافي���ة‪ ،‬فان���ه مل جي���ر‬ ‫ّ‬ ‫التوصل اىل حل ملش���كلة اعرتاض األمازيغ على‬ ‫غياب ضمانات دستورية خاصة حبقوق املكونات‬ ‫الثقافية ‪.‬‬ ‫ونظ���را لغياب توافق سياس���ي ح���ول مدة املؤمتر‬ ‫الوطين الع���ام‪ُ ،‬‬ ‫دعوت يف نهاي���ة نوفمرب اىل لقاء‬ ‫تش���اوري حض���ره اربع���ون م���ن قي���ادات الق���وى‬ ‫السياس���ية وع���دد م���ن النس���اء والش���خصيات‬ ‫املس���تقلة‪ ،‬للت���داول يف اخليارات املناس���بة الدارة‬ ‫املرحلة االنتقالية ‪ ،‬وعلى غرار اللقاء التشاوري‬ ‫االول ال���ذي دعوت الي���ه يف ‪ 31‬اكتوبر املاضي‪،‬‬ ‫اتس���مت املناقش���ات بالصراح���ة واظه���رت رغبة‬ ‫مش�ت�ركة بني اجلمي���ع يف الوص���ول اىل اتفاق‬ ‫ح���ول افض���ل الس���بل لالس���تمرار يف العملي���ة‬ ‫السياس���ية على قاعدة االلت���زام بالدميقراطية‬ ‫والوع���ي بأهمية جتن���ب حصول فراغ سياس���ي‪،‬‬ ‫مهما كان الثمن‪..‬‬ ‫سيدي الرئيس‪،‬‬ ‫يف االحاطات الس���ابقة اليت قدمتها لكم ش���ددّت‬ ‫عل���ى اهمي���ة احل���وار الوطين اجلام���ع ودوره يف‬ ‫التخفيف من ح���دة التناقضات السياس���ية ويف‬ ‫التوافق على رؤيا للمس���تقبل‪ ،‬على املدى املباشر‬ ‫واألبع���د‪ .‬صحي���ح ان عدة مب���ادرات للح���وار قد‬ ‫اطلق���ت خ�ل�ال االش���هر املاضي���ة‪ ،‬اال ان بعث���ة‬ ‫االم���م املتحدة للدعم يف ليبيا ما زالت تصر على‬ ‫احلاج���ة اىل عملية حوارية واح���دة مقبولة من‬ ‫كل األطراف ‪.‬‬ ‫و ُتقدم البعثة دعما سياسيا وخربة فنية‪ ،‬استنادا‬ ‫اىل جت���ارب يف بلدات اخرى‪ ،‬على صعيد االعداد‬ ‫للحوار‪ .‬ويس���رني أن اش�ي�ر اىل شيء من التقدم‬ ‫يف ه���ذا املضم���ار‪ .‬فانعق���دت ورش���ة عم���ل مل���دة‬ ‫يوم�ي�ن اتاحت الفرص���ة لش���خصيات ليبية من‬ ‫االجتاه���ات السياس���ية كافة ملناقش���ة مس���ائل‬ ‫ّ‬ ‫واس���جل ارتياح���ي‬ ‫احل���وار مناقش���ة تفصيلي���ة‪.‬‬ ‫رب املش���اركون عنه ل���دور بعثة‬ ‫للتق���دم الذي ع ّ‬ ‫األمم املتحدة يف تيسري ورشة العمل ولدعوتهم‬ ‫البعثة اىل مواصلة مساهمتها الفاعلة يف اجناح‬ ‫احلوار‪.‬‬

‫‪07‬‬

‫بيان رئيس جملس األمن حول الوضع يف ليبيا‬ ‫أدلى رئيس مجلس األمن‪ ،‬باس���م اﻟﻤﺠلس‪،‬‬ ‫في جلسة مجلس األمن ‪ 7083‬المعقودة في‬ ‫‪ 16‬كانون األول ‪/‬ديسمبر ‪ ، 2013‬بالبيان‬ ‫التال���ي فيما يتعلق بنظ���ر اﻟﻤﺠلس في البند‬ ‫المعنون ”الحالة في ليبيا“ ‪:‬‬ ‫’’يؤكد مجلس األم���ن مجددا التزامه القوي‬ ‫بسيادة ليبيا و اس���تقاللها وسالمة أراضيها‬ ‫ووحدﺗﻬا الوطنية ‪ .‬ويع���رب اﻟﻤﺠلس عن‬ ‫قلق���ه الش���ديد إزاء تدهور الحال���ة األمنية‬ ‫واالنقس���امات السياسية‪،‬التي ﺗﻬدد بتقويض‬ ‫عملية االنتقال إل���ى الديمقراطية التي تلبي‬ ‫تطلعات الش���عب الليب���ي‪’’ .‬ويكرر مجلس‬ ‫األمن تأكيد دعمه لش���عب ليبيا‪ ،‬ويش���جعه‬ ‫على التزامه المتواصل والراس���خ بتوطيد‬ ‫أس���س الديمقراطية وإقامة دولة مس���تقرة‬ ‫ومزدهرة قائم���ة على أس���اس المصالحة‬ ‫الوطنية والعدالة واحترام حقوق اإلنس���ان‬ ‫وسيادة القانون‪.‬‬ ‫’’ويرحب مجلس األمن بالجهود التي تبذلها‬ ‫بعثة األمم المتحدة للدعم في ليبيا وبمساعي‬ ‫الممثل الخاص لألمين العام‪ ،‬طارق متري‪،‬‬ ‫لتيسير إقامة حوار وطني ذي مغزى بقيادة‬ ‫ليبي���ة في ليبيا‪ ،‬ويش���جع بق���وة على اتخاذ‬ ‫مزيد من الخطوات في هذا الصدد‪ .‬ويش���دد‬ ‫اﻟﻤﺠلس على أهمية إقامة حوار وطني واحد‬ ‫وشامل للجميع يتس���نى من خالله التوصل‬ ‫إل���ى توافق ف���ي اآلراء بش���أن األولويات‬ ‫لضمان االنتقال إلى الديمقراطية ويس���اعد‬ ‫على كفالة أن تؤخذ في الحس���بان بصورة‬ ‫مناسبة جميع وجهات النظر المعرب عنها‬ ‫في ليبيا‪’’.‬ويكرر مجلس األمن تأكيد دعمه‬ ‫للمؤسس���ات السياس���ية المنتخبة في ليبيا‪.‬‬ ‫ويش���ير اﻟﻤﺠل���س إلى أن اعتماد دس���تور‬ ‫سيكون شرطا حاسما لتوفير اإلطار الالزم‬ ‫لتحقيق أمن ليبيا و ا زدهارها في المستقبل‪،‬‬ ‫ويش���دد على الطابع العاجل والهام إلحراز‬ ‫مزيد من التق���دم في العملية الدس���تورية‪.‬‬ ‫’’ويدين مجلس األمن بشدة قتل المتظاهرين‬ ‫العُزل في طرابلس في ‪ 1٥‬تش���رين الثاني‪/‬‬ ‫نوفمبر‪ ،‬ويشدد على ضرورة أن تقوم جميع‬ ‫األطراف بنبذ العنف ضد المدنيين واحترام‬ ‫ح���ق جمي���ع الليبيين في التجمع الس���لمي‪.‬‬ ‫وإذ يحي���ط اﻟﻤﺠلس علمًا بانس���حاب بعض‬ ‫الجماعات المس���لحة من طرابلس بوصفه‬ ‫تطورا إيجابي���ا‪ ،‬فإنه يدعو إلى إحراز تقدم‬ ‫عاجل صوب تبني نهج وطني شامل لترع‬ ‫السالح والتسريح وإعادة اإلدماج في الحياة‬ ‫المدنية أو اإلدماج في المؤسسات العسكرية‬ ‫واألمني���ة التابعة للدولة‪ .‬ويش���جع اﻟﻤﺠلس‬ ‫بعث���ة األم���م المتحدة للدعم ف���ي ليبيا على‬ ‫مواصلة تقديم المشورة والمساعدة التقنيتين‬ ‫إلى ليبيا ف���ي جهودها المبذولة على صعيد‬

‫التسريح وإعادة اإلدماج‪.‬‬ ‫’’ويؤك���د مجلس األم���ن الحاج���ة الملحة‬ ‫إلى تعزيز المؤسسة العس���كرية ومؤسسة‬ ‫الش���رطة في ليبيا ‪ .‬وتمش���يا مع احتياجات‬ ‫ورغبات الش���عب الليبي‪ ،‬يدع���م اﻟﻤﺠلس‬ ‫الجه���ود التي تبذلها الق���وات التابعة للدولة‬ ‫الليبية من أجل إعادة بس���ط األمن العام في‬ ‫جميع أنحاء ليبيا ومواجه���ة أعمال العنف‬ ‫التي تنفذها الجماعات المتطرفة‪ ،‬وال سيما‬ ‫في بنغازي ودرن���ة‪ .‬ويعرب اﻟﻤﺠلس عن‬ ‫قلقه إزاء استخدام الجماعات المسلحة القوة‬ ‫ضد مؤسسات الدولة‪ ،‬بما في ذلك االستيالء‬ ‫غير المشروع على منشآت الطاقة وﺗﻬريب‬ ‫الموارد الطبيعية‪ ،‬ويحث على إعادة وضع‬ ‫جميع المنش���آت تحت س���يطرة السلطات‬ ‫المختصة‪ ،‬ويرحب بجهود الحكومة الليبية‬

‫الرامية إلى التوصل سلميا إلى حل لعمليات‬ ‫تعطيل صادرات الطاقة الليبية‪ ،‬ويش���جعها‬ ‫عل���ى مواصل���ة بذلها‪’’.‬ويع���رب مجلس‬ ‫األم���ن عن قلق���ه إزاء التهدي���د الناجم عن‬ ‫األس���لحة و الذخائر غير المؤمَّنة في ليبيا‬ ‫وعن انتش���ارها‪ ،‬لما تشكله من خطر على‬ ‫االستقرار ألسباب تش���مل خطر نقلها إلى‬ ‫الجماعات اإلرهابي���ة والمتطرفة‪ ،‬ويدعو‬ ‫الحكومة الليبية إلى اتخاذ تدابير ملموس���ة‬ ‫إلحكام س���يطرﺗﻬا على مخزونات األسلحة‬ ‫والذخائر في ليبيا‪ ،‬وذل���ك من خالل كفالة‬ ‫حسن إدارة األسلحة وما يتصل ﺑﻬا من عتاد‬ ‫وتخزينها على نحو آم���ن‪ ،‬والتخلص منها‬ ‫بفعالي���ة عند االقتض���اء‪ ،‬وكذلك من خالل‬ ‫تعزيز أمن الحدود‪ ،‬ويحث الدول اﻟﻤﺠاورة‬ ‫على التعاون في هذا الصدد مع الس���لطات‬ ‫الليبي���ة في الجهود التي تبذله���ا لكفالة أمن‬

‫حدوده���ا‪ .‬ويدعم اﻟﻤﺠلس ب���ذل مزيد من‬ ‫الجهود الدولية وزيادة التنس���يق من جانب‬ ‫األمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الحكومة‬ ‫الليبية في هذا الصدد‪.‬‬ ‫’’ويدين مجلس األمن حاالت التعذيب وسوء‬ ‫المعاملة‪ ،‬وحاالت الوفاة تحت التعذيب في‬ ‫مراكز االحتجاز غي���ر القانونية في ليبيا ‪.‬‬ ‫ويش���دد اﻟﻤﺠلس على عدم جواز التغاضي‬ ‫عن ممارسات التعذيب والقتل خارج نطاق‬ ‫القضاء في ليبيا ‪ .‬ويعرب اﻟﻤﺠلس عن قلقه‬ ‫العميق إزاء اس���تمرار االحتجاز التعسفي‪،‬‬ ‫دون اتب���اع اإلج���راءات القانونية الواجبة‪،‬‬ ‫آلالف من األش���خاص المحتجزين خارج‬ ‫نطاق س���لطة الدولة‪ ،‬ويك���رر دعوته إلى‬ ‫اإلف���راج عنهم فورا أو نقله���م إلى مراكز‬ ‫االحتجا ز الخاضعة لس���لطة الدولة ‪ .‬وفي‬

‫هذا الصدد‪ ،‬يرحب اﻟﻤﺠلس بقانون العدالة‬ ‫االنتقالية الذي س ّنه مؤخرا المؤتمر الوطني‬ ‫العام لليبيا ويش���جع على تنفيذه تنفيذا كامال‬ ‫‪ .‬وإذ يعرب اﻟﻤﺠل���س عن قلقه إزاء جميع‬ ‫االنتهاكات واإلس���اءات التي تمس بحقوق‬ ‫اإلنس���ان‪ ،‬فإنه يدعو الس���لطات الليبية إلى‬ ‫أن تحقق فيها وأن تقدم إلى العدالة مرتكبي‬ ‫جميع هذه األعم���ال‪ ،‬بما فيها تلك المرتكبة‬ ‫ض���د األطفال‪’’ .‬ويدعو مجلس األمن جميع‬ ‫األطراف في ليبي���ا إلى دعم عملية التحول‬ ‫الديمقراطي في ليبي���ا‪ ،‬بما في ذلك االتفاق‬ ‫على الخطوات المباش���رة التالية في سياق‬ ‫تل���ك العملية‪ ،‬وإلى المش���اركة في الحوار‬ ‫السياسي‪ ،‬ونبذ العنف واألعمال التي تشكل‬ ‫تحديا الستقرار الدولة“‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ومدربة االمن والسالمة ‪:‬‬ ‫عبري سعدي املراسلة احلربية ُ‬

‫املجُ تمعات يف املراحل االنتقالية ُتظهر ُقبحها وهذه حقيقة !‬ ‫ميادين ‪:‬‬

‫بداية دعين��ا ُنعرف ُقراءنا بك‬ ‫عائلتك ‪ ...‬مشوارك التعليمي ؟‬

‫عبري س���عدي ابنة س���عدي حسن كان والدي‬ ‫يعم���ل يف مصلح���ة الش���ركات يف احلكومة‬ ‫املصري���ة ووص���ل اىل منصب وكي���ل وزارة ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تعلمت منهما‬ ‫ووالدت���ي كانت تعمل أيض���ا ‪،‬‬ ‫قيم�ت�ي الس���عي والعمل ‪ ،‬وقد رس���خا يف كل‬ ‫أبنائه���م ان متع���ة احلي���اة تع���اش بالعم���ل‬ ‫وحتقي���ق النج���اح ‪ ،‬وق���د حظي���ت برعايتهما‬ ‫وتقديرهم���ا أول ما اجته���ت للعمل الصحفي‬ ‫‪ ،‬وأن���ا أخ���ت ك�ب�رى لش���قيقني يرفع���ان من‬ ‫معنويات���ي بالق���ول أنهم���ا فخ���وران ب���ي !‬ ‫وس���أتذكر هن���ا بداي���ة حل���م ان أصبح كما‬ ‫أوراق ( اجلورن���ال ) كنت طفل���ة يف الرابعة‬ ‫من عمري ‪...‬أُردد ‪ ( :‬أنا نفسي أطلع جورنال)‬ ‫ردا على س���ؤال معلمة الفص���ل ‪ :‬ماذا ترغبني‬ ‫أن تصبحي عندم���ا تكربين ؟ ضحك ُزمالئي‬ ‫ُ‬ ‫وفس���رت ذلك‬ ‫من غرابة املطمح وعجائبيته !‬ ‫أن وال���دي ووالدت���ي كانا يقضي���ان يومهما‬ ‫يف االنش���غال بي واللعب مع���ي ثم خيصصان‬ ‫وقت���ا للجرائ���د اليت يهتم���ان بها امي���ا اهتمام‬ ‫فتمنيت أن أصري تلك اجلرائد الش���غوفني بها‬ ‫‪..‬كن���ت غيورة يومه���ا ‪ ...‬املعلم���ة اليت الزالت‬ ‫يف ذاكرت���ي اعجبه���ا طموح���ي العجي���ب ‪،‬‬ ‫وأعطت�ن�ي أول درس يف حيات���ي وقال���ت ل���ي ‪:‬‬ ‫إذا كن�ت�ي ترغب�ي�ن يف حتقي���ق حلم���ك لكي‬ ‫تكون���ي صحيفة أو تكتبني بالصحيفة ينبغي‬ ‫ان تتحلي بالص���دق واألمانة لكي يثق الناس‬ ‫الق���راء فيم���ا تكتبينه هل���م ‪...‬وفيم���ا بعد لعب‬ ‫املعلم���ون يف حيات���ي دورا كب�ي�را لكي أنطلق‬ ‫وأمارس الكثري من األنش���طة وأحرز تراتيب‬ ‫متقدمة ‪ ،‬يف س�ن�ي اخلامس���ة عش���ر كان أن‬ ‫بدأت العم���ل الصحفي وعمل���ت كمتطوعة‬ ‫وكن���ت أصغ���ر متطوع���ة ( كن���ت بالص���ف‬ ‫األول ثانوي) يف الدورة االفريقية اخلامس���ة‬ ‫لأللع���اب اليت جرت بالقاهرة ويف هذه الدورة‬ ‫حصل���ت عل���ى اول ع���رض لعم���ل صحف���ي‬ ‫لص���احل جمل���ة ( روز اليوس���ف ) جلب���ت هل���ا‬ ‫االخب���ار ُمدعية اني س���نة أوىل بكلية األداب !‬ ‫حينها ال���ذي انقذني لغيت اإلجنليزية كانت‬ ‫جيدة‬ ‫دخل���ت فيما بعد لكلية االعالم وعملت ألربع‬ ‫س���نوات جبريدة تصدره���ا مؤسس���ة االهرام‬ ‫مع األس���تاذ الكبري عبد الوه���اب مطاوع – اهلل‬ ‫يرمحه – يف جريدة الش���باب كانت فرصيت‬ ‫أني بدأت مبكرا قياسا مبن دخلوا معي يف ذات‬ ‫الفرتة فقد كانوا يكربونين بست سنوات مثال‬ ‫‪،‬ث���م عملت أيض���ا يف صحف أخ���رى مصرية‬ ‫وعاملي���ة حي���ث حصلت عل���ى منح���ة فعملت‬ ‫يف التامي���ز يف لندن واليت كنت مراس���لة هلا‬ ‫لثالثة اشهر اثناء تغطية حرب العراق‪.‬‬

‫يف العاصم��ة التونس��ية كان اللق��اء أثن��اء انتدابه��ا م��ن منظمة (مراس��لون بال‬ ‫حدود) ك ُمدربة أمن وس�لامة جسدية يف مناطق النزاع والتوتر لصحفيني ليبني‬ ‫ُرش��حوا من خمتل��ف املناطق وكان أن قدمت دروس��ها العملية مسرتش��دة بنماذج‬ ‫مرئية صورت يف مواقعها ‪ ،‬وأضافت اىل ذلك قصصها من واقع جتربتها كمراسلة‬ ‫حربي��ة س��اهمت يف تغطي��ة احداث ش��ابها كثري من العنف اجلس��دي واملُس��لح ‪:‬‬ ‫نيويورك ‪ ،‬كوسوفو ‪ ،‬العراق ‪ ،‬اليمن ‪ ،‬تونس ‪ ،‬ليبيا ‪ ،‬تايالند ‪ ،‬وبلدها مصر ‪.‬‬

‫فاطمة غندور – تونس‬

‫ميادين ‪:‬‬

‫أنت إمرأة ‪،‬وقد اخرتت الس��فر‬ ‫اىل مواق��ع ‪ :‬حروب ونزاع وتوت��ر‪..‬أول خوض‬ ‫تلك املغامرة مباذا تكونني حُمملة ؟‬

‫باش��رت بفكرة قامت منظمة اليونس��كو بتعميمها‬ ‫وهو املرك��ز الصحفي واإلعالمي يف ميدان التحرير‬ ‫ملساعدة املراسلني الصحفيني‬

‫أول م���ا أفك���ر يف خ���وض املغام���رة بالطب���ع‬‫أتوكل على اهلل ‪ ،‬إعقلها وتوكل ( تضحك)‪،‬‬ ‫وأت���كأ عل���ى مع���اريف يف االم���ن والس�ل�امة ‪،‬‬ ‫واصع���ب موق���ف تعرضت ل���ه أثن���اء رحالتي‬ ‫بأمجعه���ا عن���د تغطي�ت�ي احل���رب يف ليبي���ا ‪،‬‬ ‫وكن���ت قبله���ا ق���د غطي���ت حرب كوس���وفو‬ ‫وحرب الع���راق والث���ورة اليمني���ة ويف تونس‬ ‫أح���داث م���ا بع���د الث���ورة ‪ ،‬أخ�ي�را كان���ت‬ ‫االضطرابات يف تايالند ‪.‬‬

‫ميادي��ن ‪:‬‬

‫كي��ف قدم��ت تغطيت��ك ع��ن‬ ‫األوضاع يف تايالند مؤخرا ؟‬

‫عبري سعدي يف قاعة احملاضرة‬

‫ُ‬ ‫كن���ت مقيم���ة بكوري���ا واعمل دبلوم���ا عنها ‪،‬‬ ‫لكنين رجعت اىل مصر وكانت األوضاع سيئة‬ ‫بالنس���بة حلري���ة التعبري وخض���ت انتخابات‬ ‫نقابة الصحفي�ي�ن ودخلت يف اعمال تطوعية‬ ‫كث�ي�رة يف جم���ال تدريب الس�ل�امة وش���عر‬ ‫زمالئ���ي الصحفي�ي�ن ان���ي امثل هل���م تغطية‬ ‫جلان���ب مه���م يف تفاصي���ل العم���ل الصحفي‬ ‫وهو االس���تثمار يف البش���ر ‪ ،‬وق���د حققت فوزا‬ ‫بألف ومائة وثالثني صوت أكثر من املتوقع‬ ‫ثالث���ة اضعاف ما أحتاجه وال���ذي كان علي‬ ‫دخل��ت أيض��ا مع�ترك العم��ل احلص���ول عليه من جملس النقابة وكامرأة‬ ‫صغ�ي�رة يف الس���ن ‪ ،‬وصحفي���ة كان عم���ري‬ ‫النقابي كيف جرى ذلك ؟‬ ‫خض���ت انتخابات نقاب���ة الصحفيني ومل تكن ‪ 32‬سنة ‪،‬وبذلت جهد كبري الثبت جدارتي‬ ‫هناك مرأة يف جملس النقابة نوفمرب ‪ 2007‬باملوق���ع امسيه جهاد أك�ب�ر ! وملا قامت الثورة‬

‫ميادي��ن ‪:‬‬

‫يقارب االلفني صوت ألعلى من األصوات اليت‬ ‫حتص���ل عليه���ا النقيب وترش���حت كوكيل‬ ‫جملس نقاب���ة الصحفيني حالي���ا وبقيت لي‬ ‫س���نة وهي املرة الثانية ل���ي كمرأة صحفية‬ ‫‪ ،‬واالن أفك���ر انه جيب علي أن أخذ خطوة اىل‬ ‫احلل���ف وات���رك اخليار الح���د زمالئي وفعال‬ ‫فق���د مت اختيار زميل���ة قبطية وذلك أفرحين‬ ‫كث�ي�را ويف ظين انها س���تقدم افضل ما لديها‬ ‫‪ ،‬فاملرأة عندما تتس���لم مس���ؤولية تبذل قصار‬ ‫جهده���ا لك���ي تك���ون جدي���رة باملنص���ب الذي‬ ‫فازت بالرتش���ح له ‪ ،‬وطبعا ذل���ك ال يعين انين‬ ‫مش���غولة بقضية الن���وع االجتماعي ألنه عند‬ ‫خط���أ ام���رأة يف مهمتها ينس���حب اخلطأ على‬ ‫كل الرجال والعكس صحيح ‪.‬‬

‫إنطلق���ت يف رحل�ت�ي اىل تايالن���د حي���ث‬‫كنت يف مؤمت���ر لألمم املتح���دة حول االمن‬ ‫والس�ل�امة للصحفي�ي�ن ففوجئ���ت بان���دالع‬ ‫االضطراب���ات لعزل رئيس���ة ال���وزراء لصلتها‬ ‫الس���لطوية بأخيها األس���بق ‪ ،‬اجلماهري نزلت‬ ‫واقتحم���ت وزارة الدف���اع وخ���رج اجلي���ش‬ ‫للتدخ���ل ب���ل ح���اول اجلمه���ور اقتح���ام مقر‬ ‫رئيس���ة ال���وزراء واس���تخدموا احلاف�ل�ات‬ ‫والبل���دزور هلدمه وكان مش���هدا كبريا وقد‬ ‫واجه���ت الش���رطة كل ذلك بالعن���ف فحول‬ ‫الناس وجهتهم ملقر الشرطة ذاته ‪،‬وكنت قد‬ ‫غطيت كل تلك االحتجاجات يف بانكوك ‪ ،‬ثم‬ ‫غريت الشرطة كل اسرتاتيجيتها فالعنف ال‬ ‫يول���د إال العن���ف ‪ ،‬ففتح���ت الش���رطة أب���واب‬ ‫مقراته���ا ومقر رئاس���ة الوزراء ومقر رئاس���ة‬ ‫احلكومة وقابلت املتظاهرين بالورود ‪ ،‬وكان‬ ‫لذل���ك أثر جيد وخفف ذل���ك من حدة العنف‬ ‫واالحتجاج���ات ول���ن أق���ول أن االحتجاج���ات‬ ‫توقف���ت بالكامل فلهم مرياث عنف س���ابقا يف‬ ‫االنقالبات والثورات ‪.‬‬

‫املصري���ة فيم���ا بعد توجهت ف���ورا لتخصصي‬ ‫يف جم���ال الس�ل�امة اجلس���دية للصحفي�ي�ن‬ ‫وكن���ت ق���د باش���رت بفك���رة ق���ام اليونس���كو‬ ‫بتعميمها وهو املرك���ز الصحفي واإلعالمي‬ ‫يف مي���دان التحري���ر ملس���اعدة الصحفي�ي�ن ‪،‬‬ ‫تواج���د ب���ه زم�ل�اء جيي���دون أكثر م���ن لغة‬ ‫ملساعدة الصحفيني الذين يقدمون تغطيتهم‬ ‫م���ن واقع احل���دث يف هذه الف�ت�رة ‪ ،‬وكان أن‬ ‫اس���تقلت من جمل���س نقاب���ة الصحفيني وال‬ ‫م��اذا ع��ن تغطيت��ك ألحداث‬ ‫أنكر انها كانت انتخابات حرة ونزيهة ولكن‬ ‫م���ن ح���ق الن���اس ان تعي���د حتدي���د خياراتها الث��ورة الليبي��ة املُس��لحة ‪ ..‬م��ا املواق��ف‬ ‫رغم أن زمالئي ظلوا لس���بعة اش���هر رافضني والصعوبات اليت واجهتك ؟‬ ‫االس���تقالة ‪ ،‬وكان���ت اول انتخاب���ات خضتها كنت قد دخلت ليبيا يف فرتة الشتاء أول اشهر‬ ‫بع���د ذل���ك بأعل���ى أص���وات يف تاري���خ النقابة الثورة وذهبت اىل بنغازي واملدن الشرقية ثم‬ ‫اجته���ت اىل مصراته ودخل���ت أكثر من مرة‬

‫ميادي��ن ‪:‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪09‬‬

‫أصعب تغطية حربية لي كانت يف ليبيا ‪...‬دخلت بين وليد يف نهاية أغس��طس وانقذ حياتي‬ ‫مرافقي مع الثوار ناصر (من شباب الظهرة) حيث تلقى رصاصة يف ذراعه صوبت جتاهي‬ ‫وقد تس���للت من احلدود التونس���ية من معرب‬ ‫ذهبي���ة يف أغس���طس ‪ ،2011‬ووصل���ت اىل‬ ‫طرابل���س مع قوات من خمتلف املناطق وهي‬ ‫من اللحظات اليت ال أنس���اها صحيح أنه وقع‬ ‫ترتيب زيارت���ي تلك ولكن رغ���م ذلك كانت‬ ‫املخاط���رة كب�ي�رة النع���دام التوقع���ات ال�ت�ي‬ ‫ممك���ن أن حتصل لي ‪،‬ش���اهدت الث���وار فقط‬ ‫عندما كان���وا ميلئون الش���وارع وكأني بهم‬ ‫غ�ي�ر مصدقني ملا حيدث ‪ ،‬فرح كبري مش���وب‬ ‫خبوف وخاص���ة عندما دخلت مع الثوار لباب‬ ‫العزيزية وكر القذايف شاهدت سعادة الناس‬ ‫احده���م يرك���ع ش���كرا هلل واألخ���ر حيتضن‬ ‫علم���ا بق���وة ويبك���ي واخ���ر حيتض���ن مقاتل‬ ‫يرت���دي زيا يش���به زيه ‪ ...‬العديد من املش���اهد‬ ‫اليت جرت أمام���ي واذكر أنه بعد ثالثة أيام‬ ‫م���ن اقتحام ب���اب العزيزي���ة عندها ش���اهدت‬ ‫مجه���ور طرابلس األكث���ر ع���ددا يهللون يف‬ ‫الش���وارع ‪ ،‬وكن���ت قد نزلت يف فن���دق الودان‬ ‫وس���ط طرابلس ووجدت الثوار به وعاملوني‬ ‫معامل���ة أخوي���ة ال أنس���اها وكان���ت غرفيت‬ ‫ومراس���لة أجنبي���ة أحرى مفتوح���ة للزمالء‬ ‫م���ن الصحفي�ي�ن حي���ث انقطع���ت املي���اه عن‬ ‫بع���ض الفن���ادق فالتج���أ الزم�ل�اء اىل فندقنا‬ ‫فحظن���ا كان كب�ي�ر بتوفر ظ���روف احلياة‬ ‫لدين���ا واذك���ر أنين ش���هدت اول ص�ل�اة عيد‬ ‫عق���ب حتري���ر طرابل���س يف ميدان الش���هداء‬ ‫وانا أمسع أص���وات الناس يك�ب�رون ويكربون‬ ‫كان���ت أصواتهم اجلليلة ت���رن يف أذني ‪...‬ثم‬ ‫ق���ررت الذه���اب اىل ب�ن�ي ولي���د حي���ث يكمل‬ ‫الثوار مهم���ة حترير البالد التحقت بس���يارة‬ ‫م���ن س���يارات الث���وار ولك���ن م���ا إن دخلنا بين‬ ‫ولي���د حتى أمطرتن���ا كتائب الق���ذايف بوابل‬ ‫م���ن الرصاص تفادى الثوار والس���ائق بقيادة‬ ‫حكيمة قياسا باللحظة وال أنسى أصابة أحد‬ ‫الث���وار برصاصة يف ذراع���ه نيابة عين وأمسه‬

‫ناصر من ش���باب الظهرة – لألس���ف نس���يت‬ ‫لقبه فقد كنا نناديه بامسه األول ‪ -‬واشكره‬ ‫فق���د تق���دم جبس���ده وكان علي أن أس���عفه‬ ‫بس���رعة وش���عرت بالذنب ألني أصريت على‬ ‫الذه���اب وكان عل���ي أن ال أغام���ر باألخرين‬ ‫معي فق���د كان���وا ش���جعانا ووافقون���ي على‬ ‫الف���ور كان املوق���ف صعب���ا ج���دا كان املوت‬ ‫أمامنا ‪.‬‬

‫ميادين ‪:‬‬

‫تونس ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ليبيا ‪ ،‬اليمن‬ ‫تابعت كمراسلة واقع مرحلة الثورة وما بعدها‬ ‫‪...‬كيف تقرأين املشهد ؟‬

‫بلدانن���ا مت���ر مبراح���ل انتقالي���ة صعب���ة ‪،‬‬ ‫فاجملتمع���ات يف املراح���ل االنتقالي���ة تظه���ر‬ ‫قبحه���ا لألس���ف وه���ذه حقيقة ‪،‬لذل���ك أرى‬ ‫أن���ه جيب أن يكون للصحاف���ة دور ألنها املرآة‬ ‫للمجتم���ع رغ���م أن الن���اس يف اجملتم���ع ق���د‬ ‫تهامجها وحتاول كسرها بدال من أن يصلح‬ ‫ذات���ه ‪ ،‬وذلك م���ن واجباتها يومها س���نكون يف‬ ‫وض���ع أفضل‪ ،‬بالنس���بة للوض���ع يف مصر هو‬ ‫خ���ارج كل التوقع���ات وعموم���ا أن���ا س���عيدة‬ ‫بش���يء فعن���د ق���راءة جغرافيا املش���هد معززة‬ ‫باألرق���ام وال�ت�ي تق���ول أن الش���باب يف العامل‬ ‫العربي هم األكثرية وهم من قادوا الثورات‬ ‫لكنه���م كانوا نب�ل�اء أكثر من ال�ل�ازم وجاء‬ ‫غريهم م���ن أعدوا أنفس���هم للحكم ويف ظين‬ ‫أنه عندما حيكم الشباب وبقيم الشباب شباب‬ ‫العقل ش���باب الروح ‪،‬اعتقد انهم س���يحققون‬ ‫توازن���ا يف املش���هد ول���ن يق���ع أي إقص���اء ألي‬ ‫ط���رف ألن أي ط���رف يت���م ابع���اده س���يلجأ‬ ‫للعن���ف ومن هنا يأت���ي دور االعالم يف دعوته‬ ‫للتصاحل ونب���ذ الكراهية واالعالم حيتاج اىل‬ ‫مراجع���ة وتصحيح فكي���ف يعاجلك مريض‬ ‫وه���و مص���اب ‪ ،‬اقصاء أي العبني رئيس�ي�ن يف‬ ‫املشهد لن يُريح الشارع واالن أطراف كثرية‬

‫يف مص���ر لديه���ا الق���درة عل���ى احلش���د فكل‬ ‫طرف يس���تطيع ان حيش���د املالي�ي�ن وعندما‬ ‫تنتق���ل املعرك���ة يف مص���ر م���ن ن���زاع عل���ى‬ ‫الس���لطة اىل ح���رب حقيقي���ة ف���إن االقتصاد‬ ‫يف مصر س���ينهار س���نعاني بطال���ة اكثر من‬ ‫أي وق���ت مضى وس�ي�رجع ذلك أيضا بالس���وء‬ ‫على أضعف احللقة وهم املهمش���ون‪ :‬الفقراء‬ ‫واألطف���ال وامل���رأة ‪،‬وهم فصيل كب�ي�ر لكنه‬ ‫سيقع تهميشها ‪.‬‬

‫ميادين ‪:‬‬

‫س��أترك ل��ك تعليق��ا ختاميا‬ ‫وق��د التقي��ت خنبة من الصحفي�ين الليبني يف‬ ‫دورة تدريبية ألول مرة لك وللمنظمة أيضا ؟‬

‫عبري مع اجملموعة االوىل من املتدربني ‪ -‬تونس‬

‫ان���ا س���عيدة بالتق���اء صحفي�ي�ن م���ن مناطق‬ ‫وم���دن ليبية هن���ا يف تون���س ‪ ،‬وكنت متنيت‬ ‫أن أك���ون يف ليبي���ا م���ن جدي���د ‪ ،‬وأمتنى من‬ ‫اجملموع���ة ال�ت�ي تدربت معنا أن حت���اول نقل‬ ‫ذات التجربة يف تدريب الس�ل�امة اجلس���دية‬

‫‪ ،‬وش���خصيا أش���يد بالصحف���ي اللي�ب�ي الذي‬ ‫يتمت���ع لوطني���ة وتقدي���ر عال ملهنت���ه ويريد‬ ‫أن يك���ون له دور فيما بع���د الثورة كما كان‬ ‫ل���ه دور يف الثورة والتحرير رغم أن معركة‬ ‫البن���اء دائما أصع���ب ‪ ،‬وحتتاج اىل وعي وطين‬ ‫وب���ذل أقصى جه���د ‪ ،‬وحقيق���ة يُؤملين بعض‬ ‫العن���ف ال���ذي أمس���ع عن���ه يف الش���ارع اللييب‬ ‫وهو يش���به العنف املوجود يف الش���ارع املصري‬ ‫ولك�ن�ي أعول عل���ى دور الصحفي واإلعالمي‬ ‫يف املس���اندة واإلصالح ‪ ،‬وس���أضيف أخريا أنا‬ ‫منبه���رة باملرأة الليبية وج���زء منهن قابلتهن‬ ‫هنا كصحفيات ومتواج���دات ندا لزمالئهن‬ ‫م���ن الصحفيني وذلك يش�ي�ر اىل أن���ه ما من‬ ‫ع���زوف بع���د الث���ورة للم���رأة الصحفية رغم‬ ‫واق���ع احلال وذلك يحُ س���ب هلن ‪ ،‬وس���أذكر‬ ‫أنه���ن يف ال���دورة تفوق���ن عل���ى الرج���ال يف‬ ‫التعاطي واالستيعاب ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫جثة على الكتف‬ ‫قصة ‪ :‬كولسي المكوـ التشاد‬ ‫أن���ا وحيدة بني هؤالء الرائح�ي�ن والغادين‪...‬‬ ‫وج���وه ش���رهة لرج���ال ونس���اء يتطلع���ون‬ ‫إىل الالنهاي���ة‪ ...‬يق���ال يف اللهج���ة العامية‪:‬‬ ‫"يبحثون عن أنفس���هم" كأنه���م تائهون يف‬ ‫ظلم���ات متاهات يصعب اخل���روج منها‪ ...‬آه!‬ ‫هؤالء الرجال! كلهم يف س���باق‪ ..‬ال أحد من‬ ‫هؤالء املستعجلني الذين ينعمون بالرفاهية‬ ‫يش���فق علينا حنن املس���تضعفني‪ ...‬الشفقة‬ ‫ضعف‪ ...‬أمارة بالس���وء‪ ...‬املال صن���و القوة‪...‬‬ ‫ومن همه مجع املال ال يهمه أن يفقد ذمته‪.‬‏‬ ‫فق���ط! لو توقف ه���ذا الرجل ال���ذي داهمين‬ ‫بد ّراجته النارية ليساعدني! بهذه احلركة‬ ‫اللطيفة ميكن أن يكفر عن شتائمه العديدة‬ ‫اليت يلقيها يف وجهي!‏‬ ‫اجلثة تزداد ثق ً‬ ‫ال على كتفي الذي يؤملين‪..‬‬ ‫إنها حقاً كتلة من الغرانيت‪.‬‏‬ ‫يزن "يانو" اآلن ضعف سنتيه‪ ...‬حقاً إن اجلثة‬ ‫لي���س هلا س���ن‪ ...‬كان من املمك���ن أن يطلب‬ ‫م�ن�ي املم���رض ت���رك الطف���ل يف زاوي���ة من‬ ‫زوايا املستش���فى ما يكفي من الوقت إلعالم‬ ‫خال�ت�ي‪ ...‬ل���ن تبذل جه���داً كب�ي�راً من أجل‬ ‫شيء ال قيمة له‪ ...‬خاليت ‪ ...‬ميكنها أن تطلب‬ ‫من أحد املتش���ردين الذي���ن يالزمون حانتها‬ ‫إعانيت على محل اجلثة‪ ...‬آه‪ ...‬أختيل شتائم‬ ‫زوج خال�ت�ي‪ ...‬لعنات���ه الرهيبة‪ ...‬ش�ل�ال من‬ ‫الشتائم جيعلك تشك يف إنسانيتك‪ ...‬الئحة‬ ‫م���ن الش���كاوى املنغصة مث���ل أن���ت تزعجنا‬ ‫مبالعينك! أحي���اء يكلفوننا الكث�ي�ر‪ ...‬واآلن‬ ‫جيب علي أن أستأجر عما ً‬ ‫ال لدفن "اللقطاء"‬ ‫شتائم قاسية تؤملين كحفنة أشواك شيهم‬ ‫غوس���ت يف قليب‪ ...‬لقيط وكأنن���ا ميكن أن‬ ‫حنم���ل بأكل الفح���م فق���ط ‪ ..‬ال بد لطفل‬ ‫من أب وأمّ‪ ...‬هذا قدر اإلنس���ان‪ ...‬وإذا كانت‬ ‫األموم���ة أمراً واقعاً ف���إن األبوة تفتك ‪ ...‬هذا‬ ‫ه���و الواقع‪ ...‬االب���ن قطعة من أم���ه‪ ...‬كتلة‬ ‫م���ن حلمها ‪ ..‬تغذى بدمه���ا أو ً‬ ‫ال ثم حبليبها‬ ‫وال ميك���ن لألب أن يدعي األب���وة إال بعد أن‬ ‫يربه���ن أنه يع���ي مس���ؤوليته االجتماعية‪...‬‬ ‫"س�ي�ريل" مل يكن يف املس���توى! مل أره منذ أن‬ ‫طردن���ي‪ ...‬زوج خاليت على حق‪ ...‬إبين "يانو"‬ ‫شبه لقيط‪.‬‏‬ ‫ه���ذه الغابة احملمي���ة‪ ...‬أش���جارها العمالقة‬ ‫ذات اجل���ذوع الضخمة املبيضة بفعل الزمن‬ ‫ت���كاد ختتنق حتت أك���داس أوراق النباتات‬ ‫الطفيلية املتعرش���ة ذات األش���واك احلادة‪...‬‬ ‫ميك���ن أن ‪ ...‬آه‪ ...‬نع���م ظلها ميك���ن أن يكون‬ ‫موق���د اجلثة ابين‪ ....‬س���أدخل الغابة‪ ...‬أترك‬ ‫هن���اك اجلثة‪ ...‬س���أقول يف املن���زل أن عمال‬ ‫املستش���فى املكلف�ي�ن بدف���ن املوت���ى أعانوني‬ ‫على دفنه‪ ...‬هذا جينبين شتائم زوج خاليت‪...‬‬ ‫س���يقولون بقلي���ل من العن���ف أن�ن�ي بلهاء‪...‬‬ ‫ينقص�ن�ي اإلدراك والتبصر‪ ...‬وراء هذا اللوم‬ ‫املصطن���ع أع���رف بيس���ر أن موت اب�ن�ي أراح‬ ‫اجلميع‪...‬‏‬ ‫سأواصل س�ي�ري ببطء‪ ...‬ليبتعد هذا الرجل‬ ‫يش���م‬ ‫ال���ذي يتجول بكلبه الس���مني حتى ال ّ‬ ‫اجلث���ة اليت أتأهب لوضعه���ا يف هذه األمجة‬ ‫الش���م عند الكلب‬ ‫الس��� ّر‪ ...‬حاس���ة‬ ‫ّ‬ ‫فينكش���ف ّ‬ ‫عل���ي وأتهم بقت���ل ابين‪...‬‬ ‫قوية‪ ...‬س���يقبض ّ‬

‫“يان���و” عل���ى كتفي ينضح عرق���اً‪ ..‬من املؤك���د أن الطبيعة حبلى بأس���رار‬ ‫مدهشة‪ ...‬املنطق يقضي بأن اجلسم خيف وزنه إذا انتزع منه أحد مكوناته‪...‬‬ ‫وهكذا فإن جسم ابين “يانو” الذي انتزعت منه روحه جيب أن خيف وزنه‪...‬‬ ‫بالعك���س‪ ...‬إنه ثقيل‪ ...‬أصبح يزن ضعف ما كان يزن حياً‪ ...‬رمبا ألن الروح‬ ‫تتح��� ّرر م���ن اجلاذبية؟ هل هي غ�ي�ر مرئية؟ ال إن ال���روح مرئية! هناك من‬ ‫يراه���ا‪ ...‬أمي تقول أنه���ا رأت املرحوم والدي مرات عدي���دة‪ .‬آخر مرة كانت‬ ‫من���ذ أكث���ر من مخس س���نوات‪ ...‬رأته جيل���س على زربي���ة وراء حوض املاء‬ ‫جبان���ب الس���قيفة‪ ،‬يف نفس املكان الذي تعود أن يس�ت�رخي في���ه على أريكته‬ ‫عندما كان حياً يرزق‪ ...‬خيل هلا أنه يطلب ماء ليشرب‪ ...‬باختصار إذا كان‬ ‫أب���ي يرجع يف بع���ض األحيان بعد موته فإن ابين “يانو” يس���تطيع أن يظهر‬ ‫أحيان���اً‪ ...‬لي���س من العدل أن ال أرى أبداً مثرة أحش���ائي ال���ذي اختطفه مين‬ ‫القدر القاسي مبكراً؟ آه! ما أكثر ليالي احلزن والبكاء يف حياتي! لقد بكيت‬ ‫كث�ي�راً حتى جفت دموعي ومل تبق ولو قط���رة واحدة وراء جفوني‪ ..‬البين‪..‬‬ ‫ولكن ما فائدتها؟‏‬

‫ترمجة ‪ :‬ساسي محام‬

‫س���تتدخل الش���رطة بأس���ئلتها‪ ...‬سأس���جن‬ ‫وس�ي�رهقين احملقق���ون باس���م القان���ون‪...‬‬ ‫وكأن القانون وف���ر لي ولو فطرية صغرية‬ ‫غذاء البين‪...‬‏‬ ‫م���ن املفروض أن نفعل ما نري���د بأطفالنا‪...‬‬

‫خاصة يف وضعي‪ ...‬الطفل ملكي الشخصي‬ ‫ول���ي احل���ق يف التخل���ص منه مت���ى وكما‬ ‫أريد‪....‬‏‬ ‫"س���الي" صديقة البؤس أش���ارت علي خبنق‬ ‫"يان���و" عندم���ا بلغ ش���هره الراب���ع‪ ...‬يف ذلك‬

‫الزم���ن‪ ...‬كنت مريض���ة‪ ...‬ثدياي اجلافتان‬ ‫ال تس���تطيعان إش���باع الرضيع ال���ذي يقلق‬ ‫س���كان احلي ط���ول اليوم بصياح���ه الذي ال‬ ‫ينقطع‪...‬‏‬ ‫أغوت�ن�ي الفكرة زمن���اً‪ ..‬عندم���ا أختلص من‬ ‫الطف���ل أحت ّرر م���ن كل ش���يء‪ ...‬ثم فكرت‬ ‫الس���بب مل أعم���ل‬ ‫ملي���اً‪ ...‬وب���دون معرف���ة ّ‬ ‫بالنصيح���ة‪ ...‬رمبا بس���بب بصيص من أمل‬ ‫نتش���بث به عندم���ا تنقطع بنا الس���بل‪ ..‬رمبا‬ ‫بس���بب ذرة م���ن كرام���ة تلتص���ق جبلدي‬ ‫كمحجم جتربني على رفض االستس�ل�ام‬ ‫املش�ي�ن؟ لق���د رفضت قت���ل اب�ن�ي ‪ ..‬آه‪ ...‬رغم‬ ‫أن ذل���ك كان كلع���ب األطف���ال‪ :‬قليل من‬ ‫م���ادة تنظي���ف يف ق���ارورة ‪ ..‬جرع���ة زائ���دة‬ ‫م���ن الكلوروك�ي�ن‪ ..‬أعرتف أن�ن�ي كنت لن‬ ‫أتردد لو كنت أعرف أن األرض س���تخطف‬ ‫ابين مبك���راً‪ ...‬هذا كان جينب�ن�ي زرع األمل‬ ‫يف حق���ل األمل الفس���يح‪ ....‬عذاب���ات القل���ب‬ ‫والب���دن‪ ..‬أحالم الوحدة املبعثرة‪ ...‬كل ذلك‬ ‫لن يستغرق سوى نصف يوم من املالريا!‏‬ ‫ابتع���د الكلب وصاحبه‪ ،‬مل يش���كا يف ش���يء‪...‬‬ ‫س���أضع اجلث���ة هن���اك يف األمج���ة الكثيفة‬ ‫يف ه���دوء‪ ...‬س���أكفنه به���ذه التن���ورة‪ ..‬ال‬ ‫‪ ..‬س���تدهلم عل���ي‪ ...‬التن���ورة دلي���ل إثب���ات‪...‬‬ ‫ولك���ن ال أس���تطيع رميه عاري���اً ‪ ...‬آي‪ ...‬أي‪...‬‬ ‫كأن هذه الطيور ال�ت�ي تعيش على اجليف‬ ‫القابعة عل���ى أغصان الش���جرة تنتظرني‪...‬‬ ‫س���يكون "يانو" طعاماً هلذه املناقري املسننة‪...‬‬ ‫ال ‪ ...‬ل���ن أترك اب�ن�ي يف الغابة لتس���تمتع به‬ ‫ه���ذه الطيور البش���عة‪ ..‬جي���ب أن تدفن جثة‬

‫ابين‪ ...‬اإلنسان ال يُبعث إال من األرض كما‬ ‫يق���ال‪ ...‬إذن‪ ...‬إذا أردت أن أرى روح ابين من‬ ‫حني آلخر علي دفنه‪...‬‏‬ ‫أواصل س�ي�ري ‪ ...‬يظهر أن "دساسنيو" تبتعد‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫من املفروض أن نفعل ما نريد بأطفالنا‪ ...‬خاصة يف وضعي‪ ...‬الطفل‬ ‫ملكي الشخصي ولي احلق يف التخلص منه متى وكما أريد‪....‬‏‬ ‫كلما تقدمت‪...‬‏‬ ‫ثقل���ت اجلثة عل���ى كتفي‪ .‬ما ه���ذا؟ اندفع‬ ‫مجه���ور غف�ي�ر يف الطري���ق‪ ...‬يتظاه���رون‬ ‫م���رة أخ���رى! منذ ثالث���ة أش���هر مل تنقطع‬ ‫املظاه���رات‪ :‬جيتمع���ون‪ ،‬يكونون مس�ي�رات‪...‬‬ ‫يردّدون شعارات ال معنى هلا‪...‬‏‬ ‫ذات ي���وم انضمم���ت لتجم���ع وزع���ت في���ه‬ ‫معكرون���ة عليها ص���ورة رئيس املس���تقبل‪...‬‬ ‫مسعت أحده���م يقول "معكرون���ة" فهرعت‬ ‫حنوهم معتقدة أنهم يوزعون مواد غذائية‪..‬‬ ‫(ستفرح خاليت كثرياً إذا رجعت إىل املنزل‬ ‫أمح���ل معكرونة)‪ ...‬كان هناك رجل قصري‬ ‫القام���ة دائ���م احلرك���ة يتكل���م يف مص���دح‬ ‫واع���داً ب���كل احلري���ات عندما يتغل���ب حزبه‬ ‫على احل���زب املناف���س الذي حيكم الش���عب‬ ‫‪ ...‬عندم���ا ينتخ���ب "نبابوفوم" رئيس���اً تدخل‬ ‫املساحات‪ ...‬لكل العائالت‪ ...‬لكل‬ ‫احلرية لكل ّ‬ ‫القل���وب‪ ...‬ل���كل األرواح‪ ...‬س���تمأل البطون‪...‬‬ ‫تطهّ���ر العقلي���ات‪ ...‬ترف���ع الفق���راء ألعل���ى‬ ‫مراتب الغن���ى‪ ...‬للتطور‪ ..‬للس���عادة‪ ...‬صفق‬ ‫ً‬ ‫طوي�ل�ا آه‪ ...‬أعتق���د اآلن أنه لو‬ ‫ل���ه اجلمهور‬ ‫جنح "نبابوفوم" وحتصل على التاج س���يأتي‬ ‫باحلرية وس���يكون ألمه���ات "األطفال بدون‬ ‫أب" احلري���ة يف التخلص م���ن أبنائهن دون‬ ‫خ���وف م���ن انتقام القض���اة‪ ...‬واض���ح‪ !...‬زوج‬ ‫خاليت ال���ذي خيالط رج���ال "نبابوفوم" قال‬ ‫لن���ا يف أوروبا قد حتص���ل الرجال على كل‬ ‫حرياته���م ولألزواج احلري���ة يف إجناب ولد‬ ‫وحي���د مثل ما يقع يف الصني الش���عبية‪ ،‬هذا‬ ‫جينبنا كث���رة األطفال الذي���ن يتمخطون‬ ‫ويتخاصمون على الوجبة اليومية الوحيدة!‬ ‫الذكور هن���اك أحرار يف االق�ت�ران بذكور‬ ‫مثلهم والنس���اء ميك���ن أن يضاجعن الكالب‬ ‫واخليول واألمح���رة‪ ..‬أتس���اءل دائماً كيف‬ ‫يك���ون رأس طفل حتمله امرأة إيطالية من‬ ‫مجل‪ ...‬غريب وعجيب م���ا تأتي به احلرية!‬ ‫نعم‪ ...‬لق���د خلقنا اهلل أح���راراً كاهلواء‪ ...‬لنا‬ ‫احلرية يف إلقاء أنفس���نا يف بئر‪ ..‬لنا احلرية‬ ‫يف ممارسة اجلنون يف الطريق‪ ...‬لنا احلرية‬ ‫يف ع���ض أذن اجل���ار‪ ...‬لن���ا احلري���ة يف إلقاء‬ ‫جثة يف الغاب���ة‪ ...‬آه ‪ ...‬جثيت ‪ ...‬لقد أصبحت‬ ‫أهذي‪ ...‬ألنسى أن جثة ابين تنهك كتفي‪....‬‏‬ ‫أن���ا أهي���م عل���ى وجه���ي‪ ...‬املتظاه���رون‬ ‫يالحقونين‪ ...‬أعرف ما س���أفعله‪ ...‬س���أمحل‬ ‫ابين يف حضين وأجلس على قارعة الطريق‬ ‫ثم أبكي بصوت مرتفع‪ ..‬سيقف املتظاهرون‬ ‫إلعان�ت�ي على مح���ل ه���ذا احلم���ل الثقيل‪...‬‬ ‫ممكن! بالتأكي���د ‪ ..‬إال إذا كان هذا اجلمع‬ ‫ينظ���ر إىل أعل���ى قم���م احلري���ة‪ ...‬الغن���ى‪...‬‬ ‫التط ّور والسعادة فلن يأبه لوجودي‪...‬‏‬ ‫ثم واص���ل طريقه‬ ‫ل���و غمرن���ي هذا اجلم���ع ّ‬ ‫دون أن ينتبه لي أو جلثيت‪ ...‬سأكون أكثر‬ ‫تعاس���ة‪ ...‬مث���ل الكل���ب الذي ينب���ح ولكنه ال‬ ‫مين���ع القافل���ة م���ن امل���رور‪ ...‬ال‪ ...‬ال أريد أن‬ ‫جيعلوا مين كلبة ناحبة‪.‬‏‬ ‫س���أنعطف إىل اليم�ي�ن حن���و مق��� ّر الصليب‬ ‫األمح���ر‪ ...‬هذا يقي�ن�ي من دفع هذا احلش���د‬ ‫الصاخب‪.‬‏‬

‫"كلبة" هذه الش���تيمة بالذات من بني كل‬ ‫الش���تائم تغ���رس آالف األش���واك املؤمل���ة يف‬ ‫كامل جس���مي‪ .‬يف القرية بعد وفاة أبي مل‬ ‫يع���د لعمي ولعميت غ�ي�ر ه���ذه الكلمة على‬ ‫لس���انهما يقذفانها يف وجوهن���ا "كالب" إذا‬ ‫كن�ت�ن ال ت���ردن فعل أي ش���يء‪ ...‬اذهنب إىل‬ ‫املدين���ة للتس���كع حت���ت األش���جار‪ ..‬فتبق���ى‬ ‫أختاي تبكيان طول الليل‪.‬‏‬ ‫كان ه���ؤالء األعم���ام والعم���ات يتظاهرون‬ ‫بالعطف علينا وحمبتنا يوم قسمة خملفات‬ ‫أبي‪ .‬كانوا يقومون بدورهم حس���ب العادات‬ ‫القدمي���ة املتوارث���ة والطقوس ال�ت�ي تعودوا‬ ‫عليه���ا‪ ...‬مازل���ت أُذك���ر ذل���ك املس���اء‪ ...‬بعد‬ ‫جلس���ات صاخب���ة أخرج���وا كل ممتل���كات‬ ‫املرح���وم من املن���زل‪ ..‬ترأس أك�ب�ر أعمامي‬ ‫عم أو عمة‬ ‫حفل القسمة‪ ..‬كان ينادي على ّ‬ ‫فيق���ف املع�ن�ي باألم���ر وخيتار م���ا يريد من‬ ‫األث���اث واملاع���ون واآلالت ويعود ب���كل جرأة‬ ‫مزه���واً ألن���ه امتلك أخ�ي�راً م���ا كان يتمنى‬ ‫امتالكه‪ ...‬ورغم أن أبي كان يش���رك كل‬ ‫أف���راد العائلة الكب�ي�رة أفراح���ه‪ ...‬لقد كان‬

‫التضام���ن بالنس���بة إليه فضيلة أساس���ية‪..‬‬ ‫كن���ت أثن���اء التوزي���ع أجل���س وأخوات���ي‬ ‫جبان���ب أمي نبك���ي بصمت‪ ،‬نش���عر باحلزن‬ ‫وبالقه���ر ألنن���ا فقدن���ا فج���أة كل األش���ياء‬ ‫اليت أحببناه���ا‪ ..‬أمي ال�ت�ي حطمها اخلضوع‬ ‫والتالش���ي حتاول إسكاتنا‪ ...‬التقاليد اليت ال‬ ‫نستطيع جتاوزها تقضي أن تقسم خملفات‬ ‫الفقي���د حت���ى أبن���اءه وزوجات���ه‪ ...‬رغم ذلك‬ ‫ثارت أمي عندما أنق���ض أحد أعمامي على‬ ‫آخر مس���حاة‪ ...‬مسحاة صغرية ثلم نصلها‪...‬‬ ‫انتفض���ت كأنه���ا تس���تفيق م���ن غيبوب���ة‪...‬‬ ‫نهض���ت صارخ���ة‪" ...‬اتركوا ل���ي على األقل‬ ‫هذه املسحاة‪ ...‬استعملها لقلع األعشاب اليت‬ ‫تنبت على ق�ب�ر زوجي‪ ...‬زجروه���ا وعنفوها‬ ‫ولكنها متس���كت باملس���حاة فحلقوا رأس���ها‪...‬‬ ‫ته���اوت كما يتهاوى ثعب���ان مفزوع يف أحد‬ ‫األث�ل�ام‪ ..‬بعد أن وزع���وا املمتلكات جاء دورنا‬ ‫وأخذ كل واح���د من أراد منا متلمظاً فرحاً‬ ‫ألنه حتصل على يد عاملة جمانية‪.‬‏‬ ‫كان���ت أم���ي م���ن نصي���ب أك�ب�ر أعمامي‬ ‫فأصبح���ت زوجت���ه اخلامس���ة‪ .‬مل تتحم���ل‬

‫‪11‬‬ ‫قس���وة احلياة معه ومل تستطع التوفيق بني‬ ‫عقيدتها املس���يحية وطلبات زوجها اجلديد‬ ‫اليت ال ترد وبعد س���نة أس���لمت ال���روح ليلة‬ ‫عيد الفصح‪ ...‬طعنت قلبها بس���هم مس���موم‪.‬‬ ‫فاعت�ب�ر البعض هذا العم���ل محاقة وعالمة‬ ‫جنب واعتربه البعض اآلخر شجاعة وعدّوها‬ ‫م���ن الش���هيدات أم���ا بالنس���بة إليه���ا فكانت‬ ‫عملية خالص‪ ...‬ش���عرت وأخوتي أن السماء‬ ‫س���قطت فوق رؤوسنا وانهارت الشجرة اليت‬ ‫ستظل عش العصافري وستحميها من قسوة‬ ‫التشرد وحرارة الشمس‪.‬‏‬ ‫كن���ت كب�ي�رة أخوات���ي مل أجتاوز الس���نة‬ ‫الثالثة عش���رة م���ن عم���ري‪ ..‬أصيبت أخيت‬ ‫الصغ���رى بنزل���ة رئوي���ة ح���ادة فتوفي���ت‬ ‫بعد م���وت أمي‪ ..‬كن���ا نعيش عن���د أعمامي‬ ‫وعماتي حياة تش���به حي���اة العبيد وال ميكن‬ ‫أن تغري أحداً‪ ...‬التضامن الذي كان سائداً‬ ‫من���ذ عهد قري���ب تبخ���ر مثل محام���ة أمام‬ ‫مش���هد الرجل اجلاثي املرعب الذي يتحرق‬ ‫ش���وقاً للكس���ب امل���ادي‪ ...‬هربن���ا م���ن القرية‬ ‫الواح���دة إث���ر األخ���رى‪ ...‬فتحت لن���ا إحدى‬ ‫عماتن���ا أب���واب بيته���ا يف املدين���ة‪ ..‬كربنا يف‬ ‫أوح���ال النتنة‪ ..‬واألوس���اخ املرتاكمة واملياه‬ ‫اآلسنة مرتع احلش���رات والبعوض‪ ..‬تعودنا‬ ‫عل���ى الفقر واخلصاص���ة واألعمال املرهقة‬ ‫كجلب امل���اء والليالي الباردة والش���تم‪ ...‬مل‬ ‫تع���د لنا رغبة يف الع���ودة إىل القرية حتى ال‬ ‫يسخر منا اجلميع‪.‬‏‬ ‫وذات ي���وم عرفت "س�ي�ريل" كان يأتي كل‬ ‫أح���د ليتناول ش���راب عميت الذائ���ع الصيت‬ ‫مع السكارى الصاخبني‪ ...‬وذات ليلة محلين‬ ‫على دراجت���ه الناري���ة إىل "فوفني" ويف بيت‬ ‫يض���اء بالن���ور الكهربائ���ي قدم ل���ي دجاجة‬ ‫مصلية ثم سلمته نفسي على سرير ناعم‪...‬‬ ‫اس���تعذبت األمر إىل أن أعلمته بأنين حامل‬ ‫منه فطردن���ي‪ ...‬وبعد أيام رجعت إىل هناك‬ ‫فوجدت���ه قد رح���ل‪ ...‬جاء‪" ..‬يان���و" إىل العامل‬ ‫دون أب‪...‬‏‬ ‫وصلت إىل املنزل‪ ...‬مسعت زوج عميت يشتم‬ ‫بصوت مرتف���ع‪ ...‬ولكن من يقصد؟ يتهمين‬ ‫بأن�ن�ي أفرغ���ت علب���ة األس�ب�رين ملعاجل���ة‬ ‫اب�ن�ي "اللقيط" أخ���ذت يف الصب���اح قرصني‬ ‫لتخفي���ف احلمى ال�ت�ي تله���ب الطفل! على‬ ‫كل ت���ويف ابين ولن يس���تطيع إف���راغ علبة‬ ‫األسربين أبداً‪.‬‏‬ ‫صوت���ه ي���زداد ارتفاع���اً‪ ..‬كي���ف يك���ون املرء‬ ‫ش���ريراً إىل احل ّد ال���ذي يزعج حي���اً كام ً‬ ‫ال‬ ‫من أجل حبيت إس�ب�رين؟ رغم أن اهلل خلقنا‬ ‫إخوة وبهذه الصلة الدموية تس���تمر احلياة‬ ‫ويس���مو اجلنس البشري يف الزمان واملكان‪...‬‬ ‫ل���و يرج���ع الوع���ي للبش���ر وينظ���رون حنو‬ ‫اخل�ي�ر‪ ..‬لق���د ختلوا ع���ن ضمائره���م مقابل‬ ‫حي���اة ضيق���ة تس���ودها أناني���ة حتمل اس���م‬ ‫السعادة‪ ...‬آه‪ ..‬لو كانت احلرية تضامن‪.‬‏‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•كولس���ي المك���و ول���د يف ‪ 25‬أكتوب���ر ‪1959‬‬ ‫ب���دادووار بالتش���اد؛ قاص وروائي وكاتب مس���رحي‬ ‫وخم���رج وممث���ل كومي���دي حك���م عليه بالس���جن‬ ‫واملنف���ى أكث���ر من م���رة بس���بب موافق���ة املناهضة‬ ‫للظل���م والتميي���ز العنص���ري واالس���تبداد باحلك���م‬ ‫ً‬ ‫متنق�ل�ا بني‬ ‫يعي���ش من���ذ ‪ 1984‬بعي���داً ع���ن وطن���ه‬ ‫عواص���م أفريقي���ة وأوروبي���ة وأمريكية‪ ،‬ألف تس���ع‬ ‫مس���رحيات وس���بع جمموع���ات قصصي���ة ورواي���ة‬ ‫ومخسة سيناريوهات وأخرج مخسة أفالم ونال عدة‬ ‫جوائز على قصصه وأفالمه‪.‬‏‬


‫‪12‬‬

‫ديسمبر‪)2013 9‬‬ ‫العدد‪24 (( -‬‬ ‫‪) 137‬‬ ‫العدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬ ‫ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫‪- 3 ( 30‬‬ ‫‪- ) -134‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫إبراهيم الكوني‬

‫‪1‬‬

‫يأبَ���ى العزي���ز حمم���د الفقي���ه ص���احل إ ّ‬ ‫ال أن يعيدني‬ ‫إىل ال���وراء ليح ّف���ز مت���ون الزم���ان الضائ���ع مبقالت���ه‬ ‫���رى جيالني‬ ‫ع���ن قصي���دة رفيق���ي يف عبور لي���ل ُّ‬ ‫الس َ‬ ‫طريبش���ان املعنوَن���ة بـ"البط���ل يف الس���اعة اخلامس���ة‬ ‫والعشرين" املنشورة بصحيفة األسبوع الثقايف مطلع‬ ‫الس���بعين ّيات ‪ ،‬حي���ث طرح أس���ئلة س���أحاول أن أُجيب‬ ‫عليها بوصفي شاهداً على ميالد القصيدة ‪ ،‬ومقرتحاً‬ ‫لعنوانه���ا ‪ ،‬قبل أن أكون ملؤ ّلفها ش���ريكاً يف املناخ الذي‬ ‫أوجده���ا ‪ ،‬يف تلك املرحلة املش���بعة بروح اخليبات اليت‬ ‫ينته���ي إليها ع���اد ًة ّ‬ ‫كل تغيري ‪ ،‬س��� ّيما التغيري املطّبق‬ ‫نسميه ثورات !‬ ‫حبرف العنف الذي ّ‬ ‫فمفع���ول الصدم���ة هنا يتضاعف لس���ببني ‪ :‬أوّهلما ذو‬

‫ّ‬ ‫كلنا جيالني طريبشان‬

‫عامة مفروضة مبش���يئة زمن رومانسي رأس‬ ‫طبيعة ّ‬ ‫ماله هو احللم ‪ ،‬وثانيهما ال وجود هلشاش���ة أجدر بهذا‬ ‫اإلس���م من احللم ومن الش���فافية الروحية اليت مت ّيز‬ ‫املبدع عن األغيار ‪.‬‬ ‫ف���إذا كان جيلنا قد َه ْد َه َد احللم بالتغيري طوال عقد‬ ‫الس���تينيات ‪ّ ،‬‬ ‫فإن الوجه الذي أسفرت عنه حركة ‪69‬‬ ‫منذ األشهر األوىل مل يكن لنا جم ّرد خيبة أمل ‪ ،‬ولك ّنه‬ ‫ال للحلم ‪ .‬كان قت ً‬ ‫كان قت ً‬ ‫ال للحلم ال عن حسن ن ّية‬ ‫‪ ،‬ولكن ع���ن إصرار ‪ .‬أي عن يقني أيديولوجي مس���بق‬ ‫منهجي مدبّر ‪.‬‬ ‫وبتخطيط‬ ‫ّ‬ ‫فف���ي القتل املمنهج لألحالم تكم���ن خطيئة األنظمة‬ ‫الش���مولية اليت ال ُتغتفر ‪ ،‬اليت ل���و علم القائمون على‬ ‫أمر هذه األنظمة حقيقتها اليت ستكون سبباً يف نهاية‬ ‫أنظمتهم لتساحموا بشأنها كثرياً ‪ .‬ومن الطبيعي أن‬ ‫تكون الفئة املث ّقفة على رأس القائمة يف قدر القربان‬ ‫‪.‬‬ ‫وإذا كان جيلن���ا قد احتم���ل صليب الس���ويداء الناتج‬ ‫ع���ن إنهي���ار احللم ‪ ،‬فإن م���ا مل يكن بالوس���ع إحتماله‬ ‫تقمصت احل ّكام‬ ‫ه���و صليب آخر ش��� ّيدته روح غريب���ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫احل���ط من ش���أن ّ‬ ‫ً‬ ‫كل ما‬ ‫مرتمج���ة يف نزع���ة‬ ‫اجل���دد‬ ‫ين ‪ ،‬بل واإلس���تهانة ّ‬ ‫ه���و وط ّ‬ ‫بكل ما مح���ل هويّة ليب ّية‬ ‫‪ ،‬يقابل���ه التهلي���ل ّ‬ ‫حنو أس���اء‬ ‫ل���كل م���ا هو عرب���ي على ٍ‬ ‫ملفه���وم العروبة كما مل يُس���يء هلا ش���يء يف تارخيها‬ ‫املس���مى ليبيا مل يك���ن أصي ً‬ ‫‪ّ ،‬‬ ‫ال يف هيكل‬ ‫كأن الوط���ن‬ ‫ّ‬ ‫هذه اخلارطة العربية اليت مل يكن هلا تعدّد األعراق ‪،‬‬ ‫وتنوّع الثقافة ‪ ،‬سوى الثراء يوماً ‪.‬‬ ‫وكان بوس���ع جيلن���ا أن يتس���امح ح ّتى مع ه���ذا النوع‬ ‫املبت���ذل من الش���وفين ّية ‪ ،‬ولكن ما مل يكن بالوس���ع أن‬ ‫يُغتف���ر فهو الدعوة الحتقار الوطن ‪ .‬بل هو ما مل جند‬ ‫ل���ه تأوي ً‬ ‫ال يش���في الغلي���ل من���ذ ‪ 69‬إىل تاريخ كتابة‬ ‫القصي���دة ‪ .‬ك ّنا نتن ّقل نهاراً يف ش���وارع املدينة لنرتاد‬ ‫منتدان���ا القدي���م مقه���ى (أورورا) مبي���دان اجلزائ���ر ‪،‬‬ ‫أو مقه���ى (في���دات) أو (زري���اب) بش���ارع اإلس���تقالل ‪،‬‬ ‫ونقض���ي الليال���ي يف أح���د الفن���ادق س��� ّيما يف زياراتي‬ ‫للحاض���رة إبّان إقاميت مبوس���كو ‪ .‬فف���ي بداية ‪1971‬‬ ‫ك ّنا نقيم يف فندق جديد نس���يت إمسه يقع يف نهاية‬ ‫ش���ارع يؤدّي إىل ج���ادّة عمر املختار تغ�ّي�رّ إمسه مراراً‬ ‫يق���ع بالقرب من مقربة س���يدي مني���در ‪ ،‬جاورنا فيه‬ ‫ثم انتقلنا‬ ‫معّلمن���ا الروحي النبيل عب���د اهلل القويري ‪ّ .‬‬ ‫لإلقامة يف السنوات التالية بالفندق السياحي مبيدان‬ ‫الس���وحيلي لنج���اور هناك ديوغ�ي�ن األزمنة احلديثة‬ ‫األبدي يوسف القويري ‪ ،‬ليكون لنا هناك شبح العصر‬ ‫رضوان أبو شويش���ة ّ‬ ‫الظل احلميم الذي يطوف حولنا‬ ‫ثم اس���تأجر جيالني بيتاً‬ ‫آن���اء ليلنا وأطراف نهارن���ا ‪ّ .‬‬ ‫بالشارع املؤدّي إىل ميدان السوحيلي يف النصف األوّل‬ ‫من السبعينيات ليس���تضيفين فيه يف إحدى زياراتي ‪،‬‬ ‫لتكون األحزان طوال هذه األس���فار قوت دنيانا وعملة‬ ‫تعاملنا ‪ .‬وكان يروق اجليالني أن يردّد كّلما اختنق‬ ‫بالكآبة أو تش��� ّبثت خبناقه السويداء ‪" :‬يبدو أ ّنك سوف‬ ‫تضط��� ّر لكتاب���ة املرث ّي���ة قريباً ي���ا إبراهي���م !" ‪ .‬فاملوت‬ ‫كان هاج���س هذا اإلنس���ان من���ذ عرفت���ه يف أحد أيام‬ ‫‪ 1967‬جبري���دة "األوملبي���اد" (ال�ت�ي أصبحت "الفجر"‬ ‫تالياً) برئاس���ة إنس���ان نبيل هو حممد فريد س��� ّيالة ‪،‬‬ ‫وكنت مع اجليالني فرس���ان صفحاتها ‪ .‬فاجليالني‬ ‫نس���يج من لغ���ز إمسه ال���روح ‪.‬‬ ‫لي���س جس���داً ‪ ،‬ولك ّن���ه‬ ‫ٌ‬ ‫وهلذا الس���بب طاب له دوماً أن يس���خر من جسده دون‬ ‫أن خيط���ر له على ب���ال بالطبع أن يك���ون هذا النحول‬ ‫نصبه هرياقليط برهانا على‬ ‫بال ّذات هو الش���رط الذي ّ‬ ‫حضور األلوهة يف اإلنسان ‪.‬‬ ‫وتغ ّن���ى جيالن���ي باملرث ّي���ة عل���ى ذلك النح���و احلميم‬ ‫واملك���رور ليس تعبرياً عن كآب���ة عميقة رافقته ح ّتى‬ ‫ّ‬ ‫خصلة لتط���رد من حول���ه األقرباء‬ ‫ص���ارت يف حيات���ه‬ ‫واألصدقاء وحس���ب ‪ ،‬ولك ّنها ترمجة لذلك اإلحساس‬ ‫نس���ميه هاجس���اً ‪ .‬فهو وح���ده على يقني‬ ‫الغي�ب�ي الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ ّن���ه عندما يذه���ب لينام فل���ن يضم���ن أن يصحو من‬ ‫نومته أبداً ‪ .‬وربمّ ا هلذا الس���بب هيمنت الروح العدم ّية‬ ‫نس���ميه‬ ‫يف حيات���ه إىل الدرج���ة ال�ت�ي أفقدت املعنى ملا ّ‬ ‫مس���تقب ً‬ ‫ال ‪ .‬بل���ى ! بلى ! فما ال يع���وّل عليه جيالني هو‬ ‫الزمن ‪ .‬ألن اإلنسان الذي ال يأمل أن يستمتع بشروق‬

‫الش���مس يف الغد وحده حييا يف األبدية ‪ ،‬ال يف الزمن ‪.‬‬ ‫أي أنه إنسان احلرية بقدر ما هو إنسان املأساة أيضاً ‪.‬‬ ‫إنه إنسان احلدود القصوى الذي يكتب الشعر بسريته‬ ‫الرتاجيدي���ة فيتف���وّق بها على الش���عر املزب���ور بقلمه‬ ‫حج ً‬ ‫���ة من موقفه‬ ‫‪ .‬ذل���ك أن موقفه م���ن الوجود أقوى ّ‬ ‫جمس���د ًة ‪ .‬وهي‬ ‫يف العبارة الش���عرية ‪ .‬فهو هنا الرؤية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ككل رؤيا ‪ ،‬ولك ّنها رؤي���ا الالمنتهى اليت‬ ‫ليس���ت رؤيا‬ ‫ُتعج���ز العب���ارة يف وص ّي���ة الن ّفري فتضي���ف وتضيف‬ ‫ح ّت���ى ُتف�ن�ي املعن���ى ‪ .‬إن���ه حال اإلنس���ان ال���ذي ينزف‬ ‫س�ي�رته ويكتب وص ّيته الشعرية بأنفاس النزع األخري‬ ‫‪ .‬والبطول���ة أن يفع���ل كل ه���ذا دون أن يفق���د روح‬ ‫السخرية اليت تدفع هذا الـ"أوليس" الذي طاف العامل‬ ‫لينته���ي به املطاف لإلحتماء بتالبي���ب بلدته الرجبان‬ ‫كأ ّنه���ا "إيث���اكا" لريمتي يف أحضان إم���رأة تقليدية‬ ‫تك���ون ل���ه مبثاب���ة "بنيلوب" بع���د أن كف���ر حبوريّات‬ ‫املش���وهات باألوه���ام والثقافة ‪ ،‬فال يس���تحي‬ ‫األحالم ّ‬ ‫أن يع�ت�رف ل���ي يف أحد األي���ام كيف نال عل���ى يديها‬ ‫الس���عادة لينجب منها إبناً أطلق عليه إسم عبد القادر‬ ‫تيممناً بإمام التصوّف عبد القادر اجليالني !‬ ‫ّ‬

‫‪2‬‬

‫بس���بب ه���ذه ال���روح كان جيالن���ي منوذج���اً مجع يف‬ ‫شخصه اإلنسان العدمي الالمسئول الذي حييا واقعاً‬ ‫بوهيم ّياً كان بعبع تلك األيام ‪.‬‬ ‫وكان م���ن الطبيع���ي أن يف ّر من حوله ّ‬ ‫ال���كل (مبا يف‬ ‫ذل���ك األقرباء) كم���ا يف ّرون من الوب���اء ‪ ،‬ألن التح ّرر‬ ‫م���ن األعراف الس���ائدة هو اخلطيئة ال�ت�ي ال يغتفرها‬ ‫جمتم���ع تقلي���دي كاجملتمع اللي�ب�ي تل���ك األزمان ‪.‬‬ ‫وهي حمنة ضاعفت إغرتاب جيالني ال على مس���توى‬ ‫اجملتمع وحس���ب ‪ ،‬ولكن أيضاً على مستوى تلك الفئة‬ ‫م���ن املث ّقف�ي�ن ال�ت�ي راهن���ت على مس���تقبل ت���دري أن‬ ‫الصيت يف اجملتمع هو ضمانه الوحيد ‪ ،‬وس���وف تتأ ّثر‬ ‫بالعالقة مع اإلنس���ان الذي أنكره ح ّتى إخوته يف الد ّم‬ ‫‪ّ .‬‬ ‫ف���إن ُح ْك���م احلق���ل الثق���ايف كان أقس���ى ألنه كان‬ ‫الكلمة األخرية يف استكمال شروط املنبوذ !‬ ‫وأعتق���د أن إحس���اس اجليالن���ي باحلض���ور يف ال ُب ْعد‬ ‫املفقود هو وحده ما أجاره من اإلنتحار ‪.‬‬ ‫فاإلنسان بال حس���ابات وحده اإلنسان األقوى الذي ال‬ ‫يزايد على اإلنس���ان النيتشوي وحس���ب ‪ ،‬ولك ّنه يزايد‬ ‫على القداسة أيضاً ‪ .‬فهو ليس بال منافع فقط ‪ ،‬ولك ّنه‬ ‫من���وذج الالزمن ‪ .‬ومنوذج الالزمن هو منوذج الش���هيد‬ ‫على قيد احلياة !‬

‫جيالني طريبشان‬

‫‪3‬‬

‫ب���ال أن ينظ���ر لي رفق���اء احلقل الثقايف بش���كوك‬ ‫مل أُ ِ‬ ‫بس���بب محيم ّية عالقيت باجليالني ‪ ،‬ألن ش���كوكهم‬ ‫كان���ت س���تهون فيم���ا إذا قورن���ت مبوقف املس���ئولني‬ ‫احملس���وبني عل���ى الثقاف���ة الذي���ن كان���وا يغتابون�ن�ي‬ ‫ليعيرّ ون���ي بهذه العالقة ألن جيالني بالنس���بة هلم ال‬ ‫مي ّثل يف الواقع الوطين النموذج املنبوذ وحسب ‪ ،‬ولك ّنه‬ ‫مي ّثل النموذج اجملنون !‬ ‫وكان م���ن الطبيع���ي أن يبلغ اس���تنكارهم الذروة يف‬ ‫ذل���ك اليوم املش���هود الذي ق���رأ فيه جيالن���ي قصيدته‬ ‫ال�ت�ي تب���دأ بالس���ؤال اجلس���ور ‪" :‬ه���ل ّ‬ ‫فيكن عاه���رة ؟"‬ ‫حبض���ور نس���اء ّ‬ ‫ه���ن ذ ّرية جمتم���ع تقلي���دي ‪ ،‬ما لبث‬ ‫أن ّ‬ ‫س���ل فرس���ان ذلك اجملتمع التقليدي سيوفهم ض ّد‬ ‫ش���رفهن ال لش���يء إ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ألن‬ ‫الش���اعر بدعوى الدفاع عن‬ ‫دي���ن احل���رف ليس هو الس���ائد فق���ط ‪ ،‬ولك ّن���ه وحده‬ ‫ه���و القاضي املخوّل بإصدار احلك���م ‪ .‬ولو كان هؤالء‬ ‫ي���درون كم مُم ٌ‬ ‫ي���ت هو احلرف ألدرك���وا كم كان‬ ‫ّ‬ ‫حب���ق الش���اعر ظامل���اً ‪ ،‬ألن التأوي���ل يف ال ُب ْعد‬ ‫حكمه���م‬ ‫احل���ريف إذا كان قادراً أن يقتل ح ّتى الدّين ‪ ،‬فكيف ال‬ ‫يقتل بيت القصيد يف روح الشاعر الذي مل يكن ليقول‬ ‫الشعر أص ً‬ ‫ال لو مل يكن الرمز يف الرؤيا هو املعبود !‬ ‫مل يت���ح ل���ي يف غياب���ي ع���ن الوط���ن فرص���ة حض���ور‬ ‫املناس���بة ال�ت�ي ُقرئ���ت فيه���ا القصي���دة وإ ّ‬ ‫ال مل���ا خبلت‬ ‫على الق���وم بالتأويل ال���ذي كان موضوع حديثي مع‬ ‫جيالني يوم كتب هذه القصي���دة اإلغرتابية بامتياز‬ ‫وقت سبق يوم قراءتها على اجلمهور ‪ .‬ولكن صدى‬ ‫يف ٍ‬ ‫القصي���دة الحقين يف منفاي مبوس���كو كاللعنة ‪،‬ألن‬ ‫النب���أ أدركين حمم���و ً‬ ‫ممن عرفت‬ ‫ال يف أعطاف أح���د ّ‬ ‫ليحدّث�ن�ي كي���ف ص���ارت القصي���دة نكت���ة اجملالس‬ ‫قب���ل أن أقرأ مقا ً‬ ‫ال يف إحدى الصحف هاجم ش���خص‬ ‫نص الشاعر كما حيدث عاد ًة يف مثل‬ ‫الشاعر ‪ ،‬ونسي ّ‬ ‫هذه األحوال ‪.‬‬ ‫فق���د اعت���اد جيالن���ي أن يقرأ ل���ي كل م���ا يكتب قبل‬ ‫جلدل ّ‬ ‫نقدي ال يس���تجلي‬ ‫النص‬ ‫نش���ره لنخضع مع���اً ّ‬ ‫ٍ‬ ‫النص وحس���ب ‪ ،‬ولكن يس���تجلي احلقيقة يف‬ ‫فح���وى ّ‬ ‫النص يف عملية تأهيلية ‪ .‬وكان جيالني يثق يف ّ‬ ‫جل‬ ‫ّ‬ ‫حد يفوق ثقيت يف ه���ذه اآلراء ‪ .‬ويبدو هلذا‬ ‫آرائ���ي إىل ٍّ‬ ‫الس���بب مل يرتدّد يف أن يس���تعني بي يف إجياد العناوين‬ ‫املناس���بة لقصائ���ده كم���ا ح���دث م���ع قصي���دة "بطل‬ ‫الس���اعة اخلامس���ة والعش���رين" ‪ ،‬وكذلك عنوان أول‬ ‫دواوين���ه ‪" :‬رؤيا يف مم��� ّر ‪ . "1974‬وال حيضرني اليوم‬ ‫عنوان القصيدة اليت أثارت اس���تنكار األوساط ‪ ،‬ولكن‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪24‬ـ ‪30-2-‬يونيو‪/‬‬ ‫‪26((-59‬‬‫العدد (العدد‬ ‫السنة ‪-‬الثانية‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪) 137‬‬ ‫السنة الثالثة‬

‫‪13‬‬

‫ّ‬ ‫الكل (مبا يف ذلك األقرباء) كما يف � ّرون من الوباء ‪ ،‬ألن التح ّرر من‬ ‫كان م��ن الطبيع��ي أن يف ّر من حوله‬ ‫األعراف السائدة هو اخلطيئة اليت ال يغتفرها جمتمع تقليدي كاجملتمع اللييب تلك األزمان‬ ‫ما ال أنساه أنها ُ‬ ‫كتبت قبل اليوم املشؤوم بأم ٍد طويل ‪.‬‬ ‫وناقشناها معاً من منطلق فلسفي موضوعه الكينونة‬ ‫َصب يف‬ ‫وليس اجلنس ! فإذا مل ختذلين الذاكرة فالع َ‬ ‫القصيدة هو الضياع ‪ .‬وهو ليس ضياع جيالني ‪ ،‬ولكنه‬ ‫ضياع النم���وذج الذي مي ّثله الش���اعر يف ضمري املتكّلم‬ ‫أما املفردات الواردة يف املنت فهي ليس���ت‬ ‫وهو اجلي���ل ‪ّ .‬‬ ‫حرفية ‪ ،‬ولك ّنها اس���تعارية يف بعضها وميثولوجية يف‬ ‫بعضه���ا اآلخر ‪ .‬أذكر ج ّيداً كيف تو ّقفنا يف نقاش���نا‬ ‫عند ش���جرة "الزبّوس" اليت زادت ط�ي�ن القصيدة بّلة‬ ‫عن���د قراءته���ا لتأويلها كاش���تقاق من كلم���ة ناب ّية‬ ‫ال عالق���ة هل���ا بها يف الواقع ‪ ،‬ألن األس���اطري الش���عبية‬ ‫تق���ول أنه���ا ش���جرة تنم���و وحي���د ًة يف مناط���ق ليبي���ا‬ ‫ّ‬ ‫احل���ظ أن يتزام���ن احلدث مع‬ ‫اجلبلية ‪ .‬ويش���اء س���وء‬ ‫النفس���ي يف تلك األيام ال�ت�ي تبلغ فيها‬ ‫وض���ع جيالني‬ ‫ّ‬ ‫السويداء الذروة ‪ ،‬وإ ّ‬ ‫ال ملا غابت عنه حقيقة سوء الفهم‬ ‫الذي س���يكون من نصيبه بت�ل�اوة قصيدة كهذه على‬ ‫زمن ك���ذاك ‪ .‬ولكن انقطاع صلته‬ ‫مجهور كذاك يف ٍ‬ ‫باجملتم���ع لس���نوات طويل���ة بلب���ل فيه اإلنس���ان الذي‬ ‫طويل أيضاً ‪ ،‬فل���م يتخ ّيل األغيار‬ ‫زم���ن‬ ‫ٍ‬ ‫استش���هد منذ ٍ‬ ‫روح جلس��� ٍد أبادته األحزان ‪ ،‬ومل يبق فيه من آيات‬ ‫أنه ٌ‬ ‫اإلنسان سوى هذا ّ‬ ‫الظل للجسد الفاني ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫أما املشهد الذي أوجد قصيدة "بطل الساعة اخلامسة‬ ‫ّ‬ ‫والعشرين" فهو مصرع احللم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عاري���ة ّ‬ ‫مؤهلة أكثر‬ ‫ت���دب بني اخلليقة‬ ‫والروح اليت ّ‬ ‫من ّ‬ ‫الكل ألن تتزعزع بهذا احلدث ‪.‬‬ ‫وك���ي ال يكون األم���ر جم ّرد ردّة فع���ل ‪ ،‬أو تعبرياً عن‬ ‫انفعال طاريء ‪ ،‬مل متلك روح اهلشاش���ة إ ّ‬ ‫ال أن تمُ هل ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أمهلت أمداً طوي ً‬ ‫ال مبقياس الالأمل الذي سيغدو منذ‬ ‫اآلن روح الواق���ع ‪ .‬أمهل���ت ظ ّناً منه���ا (كما ّ‬ ‫ظن جيلنا‬ ‫كّل���ه) أن يف األم���ر خطأٌ ّم���ا قابل لإلص�ل�اح ‪ .‬أمهلت‬ ‫إلميانه���ا بأن قت���ل األحالم هو اجلرم ال���ذي ال يغتفر‬ ‫ألن���ه ليس جرمي���ة مرتكب���ة يف ّ‬ ‫حق أجيال املس���تقبل‬ ‫ٌ‬ ‫جتديف يف ّ‬ ‫حق الربوبية اليت إتخّ ذت‬ ‫وحس���ب ‪ ،‬ولكنه‬ ‫لنفس���ها مقام���اً يف احلل���م ‪ ،‬ليك���ون مري���د احلل���م هو‬ ‫خليفته���ا يف األرض ‪ ،‬ومل تس���كن خ���ارج احلل���م ؛ ألن‬ ‫ّ‬ ‫كل مبدأ خارج هذا السلطان هو باطل أباطيل ‪.‬‬ ‫أمهل���ت ثالث س���نوات قبل أن تتي ّق���ن ‪ .‬وعندما تي ّقنت‬ ‫أستيقضت لتنطق باحلكم ‪.‬‬ ‫والعن���وان يف القصي���دة لي���س إمي���ا ًء ولك ّنه ج���ز ٌء من‬ ‫القصي���دة ‪ ،‬ب���ل يقول ما س���كتت عن قول���ه القصيدة ‪.‬‬ ‫فبتأمل عابر نستنتج طبيعتة كمفارقة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فالبطل ال يذهب ليمثل يف حضرة الس���اعة اخلارجة‬ ‫عن الع���دد املعرتف به لس���اعات الزم���ان دون أن يكون‬ ‫ً‬ ‫بط�ل�ا م���ن ورق ‪ .‬فاملثول يف الس���اعة‬ ‫دونكيش���وت ‪ ،‬أي‬ ‫الواحدة بعد األربعة والعش���رين ه���و حضور يف الوهم‬ ‫‪ .‬أي يف البع���د املفقود الذي مل يكن من ش���يمه يوماً أن‬ ‫يع�ت�رف بالبطوالت ‪ .‬وه���و ما يعين أ ّنه زم���ن الالزمن‬ ‫بوصفه الزمن املفقود ‪ .‬ولكن قيمة املثول هنا حتدّدها‬ ‫فح���وى هذا البعد ال���ذي ال يعود زمناً منذ اآلن ‪ ،‬ولكنه‬ ‫الزم���ن األس���طوري ‪ ،‬أو األب���دي الذي لن يعين س���وى‬ ‫اخلل���ود ‪ .‬فإذا مسح البطل لنفس���ه باإلبق���اء على لقب‬ ‫دني���وي كالبطول���ة فلي���س ل���ه إ ّ‬ ‫ال أن يقب���ل بالزيف‬ ‫س���ج ّي ًة ‪ ،‬ألن البطول���ة مفه���وم ل���ه ش���روط أخ���رى‬ ‫خمتلف���ة يف بع���د الالزمن حيث تهيم���ن احلقيقة ‪ ،‬ال‬ ‫البهتان !‬ ‫إنه يف العنوان صورة كاريكاتورية للبطل ‪ ،‬هذا إذا مل‬ ‫يكن مسخاً مبنطق احلقيقة املخف ّية يف بعد الالزمن ‪.‬‬ ‫بطل أباح‬ ‫الش���اعر يتس���ّلح بروح الس���خرية لينال من ٍ‬ ‫لنفس���ه أن يس���تحي من إنتماء لوط���ن ال مي ّثل هوية‬ ‫أرض ّية‬ ‫‪ ،‬ولك ّن���ه خليفة ملعبو ٍد مساوي ‪ُّ .‬‬ ‫ف���أي بطولة هذه اليت‬ ‫ّ‬ ‫بوطن هو يف‬ ‫فتس���تحف‬ ‫تتن ّك���ر لطبيعتها اإلنس���انية‬ ‫ٍ‬ ‫ناموس ّ‬ ‫كل األمم قرين ألوهة ؟‬

‫‪5‬‬

‫أذك���ر اليوم كيف راود األم���ل جيالني (كما راودنا‬ ‫مجيع���اً) طوال املرحلة األوىل من التغيري (أو ما ظن ّناه‬ ‫تغي�ي�راً) ‪ .‬وكم ابتهج بروحه الطفولي���ه املعهودة يوم‬ ‫عاماً‬ ‫زفف���ت إليه نبأ تعيني يوس���ف الش���ريف مدي���راً ّ‬

‫لإلذاع���ة والتلفزي���ون ‪ ،‬ثم ابتهج أكث���ر بتعيني أمني‬ ‫م���ازن مدي���راً عام���اً للمطبوع���ات ‪ ،‬فل���م ّ‬ ‫تتأخ���ر مثار‬ ‫ه���ذا التعي�ي�ن ال عل���ى مس���توى الثقاف���ة الوطنية وال‬ ‫كل م ّن���ا لإلرتواء م���ن ينابيع‬ ‫عل���ى مس���توى فض���ول ٍّ‬ ‫معارف خضعت للمنع ليطلق مازن س���راحها ويهدينا‬ ‫أس���رارها ‪ .‬وال أنس���ى وقفة هذا الرم���ز الوطين النبيل‬ ‫يوم اوقفت الس���لطات نش���ر فص���ول كتاب���ي "ثورات‬ ‫الصحراء الك�ب�رى" جبريدة "الثورة" فأمر باس���تئناف‬ ‫نش���ر احللقات إنتصاراً ملبدأ ح ّرية الرأي ‪ ،‬فال يرتاجع‬ ‫عن مواقفه يف تش���ريع األب���واب أمام خمتلف التيارات‬ ‫‪ ،‬وإتاح���ة الفرص���ة ّ‬ ‫ل���كل اآلراء ‪ ،‬ليقدّم منصب���ه فدا ًء‬ ‫للح ّرية اليت آمن بها وآثر اإلنس���حاب على أن خيذهلا‬ ‫ضحى يوس���ف الشريف مبنصبه كأوّل‬ ‫‪ ،‬متاماً كما ّ‬ ‫مدير لإلذاعة والتلفزيون لألسباب ذاتها ‪.‬‬ ‫خروج هذي���ن الرمزين من أهم مؤسس���تني للرأي مل‬ ‫يكن بالنسبة للوسط الثقايف جم ّرد إنتكاسة أو خيبة‬ ‫أم���ل ‪ ،‬ولكن���ه الكلم���ة األوىل يف س�ي�رة إقص���اء وطن ‪،‬‬ ‫واملس���مار يف نعش احلل���م باحلري���ة ‪ .‬ومل تكن حداثة‬ ‫عهدن���ا بالدني���ا وأوّل جترب���ة لن���ا م���ع عنق���اء التغري‬ ‫لتسمح لنا أن نعلم أن األنظمة ال تأتي لتح ّقق عدالة‬ ‫تغ ّن���ت به���ا ‪ ،‬ولك ّنه���ا تأتي ل ُتمي���ت هذه العدالة بإس���م‬ ‫حتصني فك���رة مثالية ه���ي الثورة اليت تس���تعري منذ‬ ‫اآلن ب ُْعداً جيعل منها حرماً لقدس أقداس املس���اس به‬ ‫يُع ّد جتديفاً يف ّ‬ ‫حق األلوهة ‪ .‬بل هذه الثورة تغدو منذ‬ ‫ً‬ ‫اآلن ه���ي الصنم الذي جيب أن يُعب���د بديال للمعبود ‪.‬‬ ‫حيدث هذا عندما تبدأ الثورة يف التحوّل إىل س���لطة ‪،‬‬ ‫فال جتد مف ّراً كخطوة أوىل غري أن تس���تجري جبهاز‬ ‫الشرطة الذي يقف على أه ّبة اإلستعداد دائماً لتلبية‬ ‫النداء !‬ ‫الن ّي���ة يف الس���لطة هو م���ا ال ختفي���ه األقنع���ة املزوّرة‬ ‫املبثوث���ة يف حرف الش���عارات اليت يرفعها فرس���ان أي‬ ‫تغيري بإس���م الثورات ‪ .‬فاألمم متلك حساسية حدس ّية‬ ‫يف اكتش���اف الزيف يف النغمة فال جتد حيلة للدفاع‬ ‫ع���ن النفس س���وى اللجوء إىل ما أمسيت���ه يف "عدوس‬ ‫���رى" بـ"العصي���ان املدن���ي املس���تبطن" ال���ذي ل���ن‬ ‫ُّ‬ ‫الس َ‬ ‫يك���ون هنا س���وى مقاومة ‪ .‬مقاومة س���لبية الس���ج ّية‬ ‫ألمة تنبذ العنف س��� ّيما عندما يتعّلق األمر‬ ‫بالنس���بة ّ‬

‫اخلفي ّ‬ ‫ب���أن ذوي القربى‬ ‫ب���ذوي القربى برغم يقينها‬ ‫ّ‬ ‫أس���وأ م���ن األغراب يف ح���ال أصيبوا بف�ي�روس اهلوس‬ ‫بالس���لطة ‪ ،‬فينش���أ اخلصام الذي س���رعان ما يتحوّل‬ ‫ع���داو ًة حقيق ّية حيتكم فيه ذوو الس���لطان باديء ذي‬ ‫ب���دء لإلقص���اء قبل أن ينته���وا إىل العق���اب اجلماعي ‪.‬‬ ‫هذا العق���اب اجلماعي ال���ذي صار له الوط���ن ضح ّي ًة‬ ‫يف املراحل التالية بالدعوة العبث ّية يف استبدال الشعب‬ ‫إمج���ا ً‬ ‫ال ‪ ،‬كم���ا صارت ل���ه الش���ق ّية األبدي���ة بنغازي‬ ‫ً‬ ‫ختصيص���ا ضح ّي���ة باحلص���ار اإلقتص���ادي واملعنوي‬ ‫والسياسي ‪.‬‬ ‫والش���اعر بوصف���ه أح���د اعم���دة النب���وّة يف التصنيف‬ ‫اخللدوني (أنظر مقدّمة إبن خلدون) الب ّد أن يكتشف‬ ‫الن ّية املب ّيتة مهما إستخفت كما فعل جيالني عندما‬ ‫الش���قي على‬ ‫وق���ف على حقيقة ما ينتظر هذا الوطن‬ ‫ّ‬ ‫أيدي املغامرين عرب تارخيه فلم يكن قراقوش أو علي‬ ‫برغل سوى مفتتح خجول باملقارنه مع ما ينتوي بطل‬ ‫الس���اعة اخلامسة والعشرين أن يفعله به يف القريب ‪،‬‬ ‫لتكون القصيدة على ه���ذا النحو قراء ًة من كاهن يف‬ ‫صحيفة إ ّتهام حملاسبة الشبح على نوايا مل ُتع َلن بعد ‪.‬‬ ‫ولكن إذا كانت القوانني تتساهل بشأن النوايا املخف ّية‬ ‫ح ّتى لو كانت سو ًء ‪ ،‬بيد أن ناموس الشعر ال يتساهل‬ ‫ترصد ما استرت‬ ‫وال يتس���امح ‪ .‬بل رس���الة الش���عر هي ّ‬ ‫بال ّذات واس���تصدار حكم اإلدانة حب ّقه ‪ .‬فعمل الشاعر‬ ‫هو التحدي���ق يف األبدية لقراءة الغيوب ‪ ،‬وهومريوس‬ ‫ُص ْب بالعماء إ ّ‬ ‫ال بس���بب عمق التحديق يف جماهل‬ ‫مل ي َ‬ ‫هذه الغيوب ! وكم إس���تهوتين وص ّية القدّيس بولس‬ ‫عن وجوب أ ّ‬ ‫ُرى وق ّ‬ ‫يت ‪ ،‬ولكن‬ ‫ُرى ‪ ،‬ألن ما ي َ‬ ‫ال ُنع َنى مبا ي َ‬ ‫ُرى ‪ ،‬ألن ما يرى وحده ّ‬ ‫أبدي ‪.‬‬ ‫جيب أن ُنع َنى مبا ال ي َ‬ ‫الرئي ال���ذي رأى مب ّكراً‬ ‫اجليالن���ي يف القصيدة كان ّ‬ ‫ُرى ‪ ،‬ألن الرؤي���ا ‪ ،‬ال الرؤية ‪ ،‬هو ما ُيعَوَّل‬ ‫بع�ي�ن ما ال ي َ‬ ‫عليه ‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫وجيالن���ي يف يقيين ‪ ،‬مل يكن ليحس���ن الرؤية ‪ ،‬بل وال‬ ‫الرؤيا ‪ ،‬لو مل يكن ضمري أهله ‪ ،‬والروح لوطنه ؛ وإ ّ‬ ‫ال ملا‬ ‫استف ّز استعالء إنس���ان يتباهى بأ ّنه خّلص الوطن من‬ ‫ش���بح (حتى لو كان الش���بح حقيقي���اً) ‪ ،‬ألن ختليص‬

‫األوطان ليس حكراً على األبطال ‪ ،‬ولكنه واجب يومي‬ ‫يف حياة أبس���ط مواطن ‪ .‬وهو إس���تعالء الب ّد أن ينتهي‬ ‫بديل‬ ‫إىل إنكار الوطن والش���روع يف استرياد وطن آخر ٍ‬ ‫للوط���ن من ب���اب اإلنتقام ‪ ،‬ألن الوطن أنكر اإلحس���ان‬ ‫ومل يذهب إىل اجل ّنة املش���بوهة مغلو ً‬ ‫ال بالسلسلة ذات‬ ‫السبعني ذراعاً ‪.‬‬ ‫من هذا املنطلق ف���إن القصيدة مبثابة ناقوس اخلطر‬ ‫لكل م ّنا ‪ .‬وعّلين‬ ‫الذي قرعه الش���اعر ّ‬ ‫ليوجه الرس���الة ٍّ‬ ‫مل أخط���يء يف فهم هذه الرس���الة يوم قرأ جيالني لي‬ ‫القصيدة ال ألن���ي اقرتحت هلا هذا العنوان امليثولوجي‬ ‫وحس���ب ‪ ،‬ولكن ألنين أوّل من اعرتف يف تلك السنوات‬ ‫باإلنتم���اء إىل حزب هذا الرجل املرتج���م يف عبارة ذاع‬ ‫صيتها يف تلك األيام حتى صارت مأثور ًة وهي ‪" :‬كّلنا‬ ‫أتيمن بوص ّية الواسطي‬ ‫جيالني طريبش���ان !" كأ ّني ّ‬ ‫ّ‬ ‫احل�ل�اج !" ‪ .‬فاجلن���ون الذي خيافه‬ ‫‪" :‬كّلن���ا على دين‬ ‫الناس يف اجليالني هو ما يفتنين ال ألن الدروشة هي‬ ‫ق���در ّ‬ ‫كل مبدع حقيقي ‪ ،‬ولكن بس���بب املوقف املبدئي‬ ‫من بعبع الكينونة حيث تتحوّل احلياة قصاصاً مسبقاً‬ ‫يقف فيه ه���ذا النم���وذج الوجودي وحيداً (كش���جرة‬ ‫الزبّ���وس) ‪ ،‬مغرتباً (مث���ل أوديب) ‪ ،‬وأع���ز ً‬ ‫ال أمام املوت‬ ‫كورق���ة على ش���جرة خريف ّي���ة (كأ ّن���ه اجلندي يف‬ ‫قصي���دة جوزييب أونغاري�ّت�يّ ) فال يبقى مالذ س���وى ‪:‬‬ ‫اجلنون !‬ ‫وهل���ذا ّ‬ ‫حق للجيالني أن يتغ ّنى دوماً بس�ي�رة الروّاد يف‬ ‫ه���ذا اجملال ‪ :‬فان غوغ ‪ ،‬س�ت�ريندبريغ ‪ ،‬رامبو ‪ ،‬وغريهم‬ ‫‪ .‬وهلذا اس���تجابت األقدار أيضاً لنداء الش���اعر األخري ‪:‬‬ ‫"يارب ارح���م هذا القلب" فتو ّق���ف القلب كما توقفت‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫إس���تجابة لنداء فاوس���ت فخ ّر البطل‬ ‫"حلظة العجب"‬ ‫م ّيت���اً ‪ .‬متام���اً كم���ا ل ّبى إله دلف���ى ن���داء الكاهنة اليت‬ ‫توس���لته أن يه���ب ولديه���ا أمج���ل ما يف ناموس���ه ألنها‬ ‫ّ‬ ‫جته���ل ما هو أحس���ن ش���يء يف الدني���ا ‪ ،‬فوجدتهما يف‬ ‫اليوم التالي يف فراشهما م ّيتني ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رمحة بهم من أمل الوجود !‬ ‫فاألقدار متيت األخيار‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫سالو (السواحل اجلنوبية لشبه اجلزيرة األيبريية)‬ ‫ديسمرب ‪2013‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫الرسائل اإلعالمية يف األساطري‬ ‫ليس من الغرابة مبكان ‪ ،‬أن جند أنفس���نا يف نهايات القرن العش���رين ‪ ،‬حيث وصلت‬ ‫العلوم‬ ‫إىل درج���ة عالي���ة م���ن التق���دم والتطور‪ ،‬وأصب���ح اإلنس���ان على عتبة اخل���روج من‬ ‫اجملموعة الشمسية بأكملها ‪ ،‬أن نبحث يف األساطري ‪ ..‬ذلك النتاج األدبي املمزوج‬ ‫بالش���عر واخليال ‪ ،‬والذي يف معظمه قد اس���تمد جذوره من املفاهيم األوىل لإلنسان‬ ‫ع���ن وج���وده ف���وق ه���ذه األرض ‪ ،‬وتفس�ي�راته البدائية لظواه���ر الطبيع���ة ‪ ،‬وتأليهه‬ ‫لعناصره���ا ‪ ،‬وصراعات األبطال وأنصاف اآلهلة ‪ ،‬ال خيلو بأي حال من األحوال من‬ ‫مضامني أخالقية ‪ ..‬هي عبارة عن رسائل شفوية تناقلتها األجيال‬ ‫ع�ب�ر األجيال ‪ ،‬تؤكد يف نهاية املطاف وبصورة مس���تمرة عن إنتصارات اخلري على‬ ‫نقيضه الش���ر ‪ ،‬هذا املفهوم املوغل يف القدم والذي يرجع إىل عصور ما قبل التاريخ ‪،‬‬ ‫يعرتيه الكثري من الغموض والتفسريات املتعددة ‪.‬‬ ‫يأتي ذكر األس���طورة يف القرآن الكريم يف سورة‬ ‫( املطففني ) ‪ ( :‬إن هذا إال أس���اطري األولني ) " أي‬ ‫أشياء إكتتبوها كذباً " (‪ . )1‬ومعنى األسطورة‬ ‫هنا " ه���ي احلكاية والقصة ‪ ،‬وهي معربإس���توريا‬ ‫باليونانية " (‪ ، )2‬كما " تش�ي�ر األسطورة أحياناً‬ ‫إىل أقاصي���ص األقدم�ي�ن ‪ ،‬وأحيان���اً إىلأش���كال‬ ‫اإلمي���ان املختلف���ة ‪ ،‬أو أن هل���ا وظيف���ة الكتاب���ة‬ ‫اخلالقة أو الكتابة الرمزية " (‪. )3‬‬ ‫واألس���طورة ( ‪ ) Myth‬ه���ي " قص���ة خرافي���ة‬ ‫تدور عل���ى كائنات وهمية تص���ور قوى طبيعية‬ ‫‪،‬األحداث فيها رمزية " (‪. )4‬‬ ‫نتب�ّي�نّ هنا ب���أن األس���طورة حتم���ل يف مضامينها‬ ‫معن���ى احلكاي���ة والقص���ة واخلراف���ة والرم���ز‬ ‫والكتاب���ة اخل ّ‬ ‫الق���ة ‪ ،‬وهي ديني���ة احملتوى وتعود‬ ‫إىل أقاصي���ص األقدم�ي�ن ‪ ..‬ونس���تطيع هن���ا أن‬ ‫نتط���رق إىل معن���ى ( اخلراف���ة ) باعتب���ار أنه���ا‬ ‫تش���كل ج���زء م���ن األس���طورة ‪ ،‬ومعن���ى اخلرافة‬ ‫(‪ " )Superstition‬تق���ال على مجلة األفعال أو‬ ‫األلفاظ أو األعداد اليت يظن أنها جتلب الس���عد أو‬ ‫النحس " (‪. )5‬‬ ‫كان الفك���ر الفلس���في التأمل���ي يف ذل���ك الزم���ن‬ ‫القدي���م ‪ ،‬ملئ باحلي���اة وباحلركة ‪ ،‬فوراء كل‬ ‫ظاهرة من الظواهر حكاية وقصة ‪ ،‬وإذا ما قارنا‬ ‫حصيلتن���ا الفكري���ة الفلس���فية يف ه���ذا العص���ر‪،‬‬ ‫لوجدناها قليلة وبسيطة مقارنة بالفكر التأملي‬ ‫إلنس���ان العص���ور األوىل م���ن التاري���خ " العامل ال‬ ‫يبدو لإلنس���ان البدائي مجاداً أو فارغاً ‪ ،‬بل زاخراً‬ ‫باحلي���اة ‪ ،‬وللحياة فردية يف اإلنس���ان واحليوان‬ ‫والنب���ات ‪ ،‬ويف كل ظاه���رة جتاب���ه اإلنس���ان ‪..‬‬ ‫يف قص���ف الرع���د ويف الظل املفاج���ئ ‪ ،‬يف الفراغ‬ ‫اجمله���ول الرهي���ب يف الغاب���ة ‪ ،‬يف احلج���ر ال���ذي‬ ‫يؤذيه فجأة عندما يعثر به وهو منهمك بالقنص‬ ‫" (‪. )6‬‬ ‫تتضح الرسالة اإلعالمية يف األسطورة وبصورة‬ ‫كبرية يف املعاني اليت حتملها ‪ ،‬كما تعمل على‬ ‫التأث�ي�ر يف املتلق���ي بنوعني من التأث�ي�ر ‪ " ،‬أوهلما‬ ‫إس���تهالكي مبعن���ى متضي���ة للوق���ت وترفيه و‬ ‫نس���يان متاعبن���ا والتخلص من التوت���ر ‪ ،‬والثاني‬ ‫هو تأثري مؤجل يس���اعدنا على فهم الظروف اليت‬ ‫حتي���ط بن���ا بش���كل أفض���ل " (‪ . )7‬فاألثر الذي‬ ‫حتدثه األس���طورة يثب���ت يف الالوعي ‪ ،‬وال ميكننا‬ ‫نس���يانه بس���هولة ‪ ..‬فنحن نس���تطيع أن نتذكر‬ ‫وببس���اطة التفاصي���ل الدقيق���ة ألي أس���طورة‬ ‫مسعناه���ا ‪ ،‬فاألس���لوب اخليالي واألمور اخلارقة‬ ‫للع���ادة ال�ت�ي تق���ع ضم���ن أحداثه���ا ‪ ،‬تنطب���ع يف‬ ‫ذاكرتنا ‪ ،‬ونس���تطيع يف نفس الوقت أن نالحظ‬ ‫" إن ما يفعله القارئ أو املستمع يف حقيقة األمر‪،‬‬ ‫أثناء متابعته الرواية أو عملية الس���رد ‪ ،‬إذ جياهد‬ ‫يف سبيل إدراك الوحدة الكامنة وراء‬

‫ه���ذه األح���داث " (‪ . )8‬أي مبعنى آخ���ر إن املتتبع‬ ‫ألحداث األسطورة يعمل على ملء الفراغ‬ ‫إلكم���ال الص���ورة الذهني���ة ‪ ،‬وه���ي املش���اركة‬ ‫اإلجيابية ‪ ،‬مما ميكن إعتباره عام ً‬ ‫ال مساعداً على‬ ‫اإلدراك ‪ ،‬والذي يطلق عليه ( مارشال ماكلوهان‬ ‫) مصطلح " البارد " ‪ ،‬بإعتباره عنصرمش���اركة‬ ‫‪ ،‬مبعن���ى " أننا نش���ارك املؤلف يف وضع أحداثها "‬ ‫(‪ " )9‬فاجلمهور ال يقبل إذن‬ ‫كل ما يُس���رد علي���ه دون تفكري أو تأم���ل ‪ ،‬كما‬ ‫أنه ال يقف من السرد موقف املتلقي السليب " ‪.10‬‬ ‫قب���ل أن ندخ���ل يف تع���دد الفص���ول واملباحث هلذه‬ ‫الدراسة ‪ ،‬أرغب يف القول بان األمثلة اليت‬ ‫س���يتم ذكرها ألس���اطري الش���عوب يف احلضارات‬ ‫املختلف���ة ‪ ،‬هي من القدم حبيث تعترب األس���اس‬ ‫واملرجع ألساطري احلضارات اليت جاءت بعد ذلك‬ ‫‪ ،‬كم���ا أن هناك مصدر غزير آخر لألس���اطري مل‬ ‫يتم التطرق له ‪ ،‬وهي أوروبا القرون الوس���طى ‪،‬‬ ‫نظراً ألن معظمها مس���تمد م���ن معارك احلروب‬ ‫الصليبية ‪ ،‬حيث فس���اد الكنيس���ة يف ذلك الوقت‬ ‫أدى إىل تأليف بطوالت وهمية وألغراض دعائية‬ ‫سياس���ية حبتة ‪ ...‬كما أن أس���اطري تلك الفرتة‬ ‫م���ن العصور املظلم���ة رغم غزارته���ا ‪ ،‬كانت قد‬ ‫إستمدت جذورها من أس���اطري حلضارات سابقة‬ ‫موغلة يف القدم ‪ ،‬مت تناوهلا يف هذه الدراسة ‪.‬‬

‫عصام طرخان‬ ‫يتناول الفصل األول من هذه الدراس���ة يف مبحثه‬ ‫األول ‪ ،‬حضارات اهلالل اخلصيب ‪،‬‬ ‫باعتباره���ا البداي���ة األوىل حلض���ارات م���ا قب���ل‬ ‫التاريخ ‪ ..‬حيث نس���تمد من ( ملحمة جلجامش‬ ‫)وال�ت�ي أكتش���فت ألواحه���ا اليت تع���ود " لأللف‬ ‫الثالث قبل امليالد " (‪ ، )11‬نس���تمد منها الرسائل‬ ‫اإلصالحي���ة ‪ ،‬من احلاجة إىل الصداقة والرفقة‬ ‫والتضحي���ة م���ن أج���ل اآلخر ‪ ،‬إضاف���ةإىل خوف‬ ‫اإلنسان الطبيعي من املوت ‪ ،‬وسعيه وراء اخللود ‪.‬‬ ‫ثم حكاية خمتصرة عن ( ملك أوغاريت ) ‪ ،‬حيث‬ ‫جاء ذكرها يف ألواح مبثابة دروس قدمها كبري‬ ‫الكهن���ة عن امللك الكبري ‪ ،‬ال���ذي حكم يف " القرن‬ ‫اخلامس عش���ر قب���ل املي�ل�اد " (‪ ، )12‬حتى تبقى‬ ‫عربة خلليفته يف احلكم ‪ ،‬نتبني منها العديد من‬ ‫الرس���ائل اإلصالحية ‪ ،‬أهمها ثورة الش���عب على‬ ‫املل���ك الظامل وفس���اد حكمه اإلس���تبدادي ‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أدى إىل رميه باحلجارة حتى املوت ‪.‬‬ ‫ويف املبحث الثاني ‪ ..‬األسطورة يف األدب الفارسي‬ ‫القدي���م ‪ ،‬حيث ال يس���عين هنا إال أن أحتدث عن‬ ‫( زرادش���ت ) يف " القرن السابع قبل امليالد تقريباً‬ ‫" (‪. )13‬‬ ‫الفص���ل الثان���ي ‪ ،‬يتن���اول األس���طورة باعتباره���ا‬ ‫الرس���ائل األوىل احملرض���ة على إتصال اإلنس���ان‬ ‫بذاته ‪ ( ،‬اإلتصال الذاتي ) ‪ ..‬وسنرى يف الفلسفات‬

‫اهلندي���ة ‪ ،‬اهلندوكية منها أو ً‬ ‫ال ‪ ،‬وهي ( ملحمة‬ ‫املهابهاراتا ) " ‪ 950‬ق‪.‬م " ( ‪ . )14‬ثم األسطورة‬ ‫اليت تتناول ظهور اإلله‬ ‫( كرشنا ) جمسداً ‪ ،‬كدليل على إهتمامه بهذا‬ ‫الع���امل ‪ ،‬ومن خ�ل�ال تعاليمه يف ( الدهيانا ) أي‬ ‫التأم���ل حيث ميك���ن إعتبارها من أرقى أس���اليب‬ ‫اإلتصال الذاتي ‪ ،‬اليت تعمل على اإلنسجام‬ ‫الروحي التام ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ ..‬نرى من خالل أس���طورة والدة ( بوذا ) "‬ ‫يف القرن اخلامس قبل امليالد " (‪، )15‬‬ ‫وحياته يف مراقب���ة ذاته من خالل العني الثالثة ‪،‬‬ ‫باعتباره���ا املالحظ واملراقب ملا جيري حول الذات‬ ‫وما تفعل من خالل الرتكيز والتأمل احملض ‪.‬‬ ‫يف املبح���ث الثاني ‪ ،‬ومن خالل أس���طورة ( أوديب‬ ‫) وال�ت�ي ظهرت " قبل القرن التاس���ع قبل امليالد‬ ‫" (‪ )16‬نتب�ي�ن اإلتصال الذات���ي من خالل صراع‬ ‫اإلنس���ان ضد نفس���ه ‪ ،‬باعتباره مرحلة متقدمة‬ ‫ومتط���ورة ع���ن مراح���ل اإلتص���ال والص���راع مع‬ ‫اآلهل���ة ‪ ،‬فصراع ( أوديب ) مع نفس���ه فتح الباب‬ ‫أم���ام املأس���اة ( الرتاجيدي���ا ) وإس���تمرارها يف‬ ‫مفهوم ( الدراما ) ‪ ،‬حيث أن صراع اإلنس���ان ضد‬ ‫نفس���ه يعترب أقوى أنواع الدراما وأش���دها متاسكاً‬ ‫‪ ،‬وبالتالي أدى إس���تمرارها إىل وصوهلا لوس���ائل‬ ‫اإلتصال احلديثة ‪ ،‬من املس���رح إىل الس���ينما إىل‬ ‫الراديو إىل التلفزيون ‪.‬‬ ‫الفصل الثال���ث ‪ ،‬حيتوي على اإلقرتاحات واآلراء‬ ‫‪ ،‬ح���ول ض���رورة حتوي���ل األس���اطري ومفاهيمها‬ ‫التعليمية واإلصالحية إىل قلوب األطفال ‪ ،‬عن‬ ‫طريق جتسيد شخصياتها ‪ ،‬وحتريك رسوماتها‬ ‫املليئ���ة باملتعة واملنفعة ‪ ،‬يف كل من الس���ينما (‬ ‫اخليالة ) ‪ ،‬والراديو ( املسموعة )‬ ‫‪ ،‬والتلفزيون ( املرئية ) ‪ ،‬ليستفيد منها األطفال‬ ‫والكبار يف نفس الوقت ‪.‬‬ ‫الفص���ل الثال���ث بعن���وان األس���طور والطف���ل يف‬ ‫وسائل اإلتصال اجلماهريي ‪ ..‬وقد جاء يف املبحث‬ ‫األول مثال عن كيفية حتويل النص األسطوري‬ ‫إىل مس���امع يف الرادي���و ‪ ،‬ومش���اهد يف التلفزيون‬ ‫بإستخدام احلوار واملوسيقى واملؤثرات الصوتية ‪.‬‬ ‫ويف املبحث الثاني ‪ ،‬األسطورة يف السينما ‪ ،‬حيث‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪24‬ـ‬ ‫‪26(((--59‬‬‫العدد‬ ‫الثالثة ‪--‬الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪30-2-- 10‬‬ ‫‪137‬‬ ‫العدد‬ ‫السنة الثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪16‬‬ ‫‪)) 135‬‬ ‫العدد ((‬

‫تبقى عربة خلليفت��ه يف احلكم‬ ‫‪ ،‬نتبني منها العديد من الرسائل‬ ‫اإلصالحية ‪ ،‬أهمها ثورة الشعب‬ ‫على امللك الظامل وفساد حكمه‬ ‫اإلستبدادي ‪ ،‬األمر الذي أدى إىل‬ ‫رميه باحلجارة حتى املوت‬ ‫ميكن توظيف فنونها وتقنياتها املتعددة‬ ‫وقدرته���ا عل���ى احلركة والفعل والرمز ‪ ،‬م���ن خالل فعالية‬ ‫اإلبهار يف صناعة الصورة السينمائية‬ ‫واألصوات املصاحبة هلا ‪.‬‬ ‫املراجع واهلوامش ‪:‬‬ ‫البح���ث مق���دم للدكت���ور ( عب���د الس�ل�ام الزليت�ن�ي ) ضمن‬ ‫متطلبات مادة ( نظريات االتصال ) يف الس���نة التمهيدية‬ ‫للدراس���ات العلي���ا بقس���م اإلع�ل�ام ‪ ،‬كلي���ة اآلداب ‪ ،‬جامع���ة‬ ‫قاريونس للعام الدراسي ‪. 1988 :‬‬ ‫‪ 2 -1‬كت���اب حمي���ط احملي���ط ‪ ،‬تألي���ف املعل���م بط���رس‬ ‫البستاني ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ج�ب�را إبراهي���م ج�ب�را ‪ ،‬األس���طورة والرم���ز ‪ ،‬الطبعة‬ ‫الثانية ( بريوت ‪ :‬املؤسسة العربية‬ ‫للدراسات والنشر ‪. )1980 ،‬‬ ‫‪ 5 -4‬مراد وهبة ‪ ،‬يوس���ف كرم ‪ ،‬يوس���ف شاللة ‪ ،‬املعجم‬ ‫الفلسفي ‪ ،‬الطبعة الثانية ( القاهرة ‪:‬‬ ‫دار الثقافة اجلديدة ‪. ) .1971 ،‬‬ ‫‪ -6‬ه‪ .‬فرانكف���ورت ‪ ،‬ه‪.‬أ‪ .‬فرانكف���ورت ‪ ،‬ج���ون أ‪ .‬ولس���ون ‪،‬‬ ‫اإلنس���ان‬ ‫توركيل���د جاكبس���ون ‪ ،‬م���ا قب���ل الفلس���فة‬ ‫يف مغامرت���ه الفكري���ة األوىل ‪ ،‬الطبع���ة الثاني���ة ( ب�ي�روت ‪:‬‬ ‫املؤسسة العربية‬ ‫للدراسات والنشر ‪. ) .1980 ،‬‬ ‫‪ -7‬جيهان أمحد رشيت ‪ ،‬األسس العلمية لنظريات اإلعالم‬ ‫‪ ،‬طبعة أوىل ( القاهرة ‪ :‬دار‬ ‫الفكر العربي ‪. ) .1978 ،‬‬ ‫‪ -8‬أمحد أبو زيد ‪ ،‬الواقع واألس���طورة يف القص الش���عيب ‪،‬‬ ‫جملة عامل الفكر ‪ ،‬اجمللد السابع‬ ‫عشر ‪ ،‬العدد األول ‪.1986 ،‬‬ ‫‪ -9‬مارش���ال ماكلوهان ‪ ،‬ترمجة ‪ :‬خليل صابات ‪ -‬حممد‬ ‫حممود اجلوهري ‪ -‬السيد حممد‬ ‫احلس���يين ‪ -‬س���عد لبيب ‪ ،‬مراجعة وتقديم خليل صابات (‬ ‫القاهرة ‪ -‬نيويورك ‪ ،‬مؤسسة‬ ‫فرانكلني للطباعة والنشر ‪. ) 1975 ،‬‬ ‫‪ -10‬د‪ .‬أمحد أبو زيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬ ‫‪ -11‬ودي���ع بش���ور ‪ ،‬امليثولوجي���ا الس���ورية ‪ ،‬أس���اطري آرام ‪،‬‬ ‫طبعة أوىل ( مؤسسة فكر لألحباث‬ ‫والنشر ‪. ) .1981 ،‬‬ ‫‪ -12‬كب�ي�ر كهنة أوغاريت ‪ ،‬ترمجة ودراس���ة ه‪.‬ى‪ .‬ديل‬ ‫ميديكو ‪ ،‬ترمجة وتعليق مفيد عرنوق ‪،‬‬ ‫كت���اب الآلل���ئ ‪ ،‬م���ن النص���وص الكنعاني���ة ‪ ،‬طبع���ة أوىل (‬ ‫منشورات جملة فكر ‪. )1980 ،‬‬ ‫‪ -13‬إختلف الباحثون يف حتديد فرتة ظهور ( زرادش���ت )‬ ‫‪ ،‬ولكن تقريباً إتفق كتابان على‬ ‫تقدير فرتة ظهوره يف القرن السابع قبل امليالد ‪ ،‬وهما ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬حام���د عب���د الق���ادر ‪ ،‬زرادش���ت احلكي���م ‪ ،‬ن�ب�ي قدام���ى‬ ‫اإليرانيني ‪ ،‬حياته وفلسفته ‪،‬‬ ‫( القاهرة ‪ :‬مكتبة نهضة مصر ومطبعتها ‪. ) 1956 ،‬‬ ‫ب ‪ -‬أمني عبد احلميد بدوي ‪ ،‬القصة يف األدب الفارسي‬ ‫( بريوت ‪ :‬دار النهضة العربية‬ ‫‪. ) 1981‬‬ ‫‪ -14‬عل���ي زيعور ‪ ،‬الفلس���فات اهلندي���ة ‪ ،‬طبعة أوىل ( دار‬ ‫األندلس للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫‪. ) 1980‬‬ ‫‪ -15‬املرجع السابق ‪.‬‬ ‫‪ -16‬لطف���ي عب���د الوه���اب حي���ي ‪ ،‬األس���طورة واحلضارة‬ ‫واملسرح يف مأساة ( أوديب ملكاً ) ‪،‬‬ ‫جملة عامل الفكر ‪ ،‬اجمللد الس���ادس عش���ر ‪ ،‬العدد الثالث‬ ‫‪. 1985 ،‬‬

‫‪15‬‬

‫عدوس السرى‪ :‬رحلة املُعاناة والنزيف الروحي‬ ‫أكلي شكا‬ ‫عندم���ا اس���تعصى عليه���م فه���م أدب��� ِه‬ ‫السوء دون ان‬ ‫واستنطاق ِه‪ ،‬ذهبوا ظانني به ُ‬ ‫يكلفوا انفسهم عناء قراءة سطر واحد من‬ ‫اعماله األدبية اليت غ���زت رفوف مكتبات‬ ‫االدب العامل���ي دون اذن‪ .‬ف���إذا به���م يلقون‬ ‫عليه بس���هام التهم دون وج���ه حق‫‪ ،‬وقبل‬ ‫ان يغوص���وا قلي�ل�ا يف االعم���اق ليعرف���وا‬ ‫الس���ر الكام���ن يف كلم�ت�ي "تاجنال���ت"‫=‬‬ ‫"االس���تعارة"‫ ‬و" تاس���جا"‪ :‬اخلج���ل‫!‬ ه���ذا‬

‫إبراهيم الكوني‬ ‫االس���لوب االدب���ي الذي هيم���ن على كل‬ ‫نواح���ي احلياة يف جمتمع الط���وارق منذ‬ ‫االزل وبق���ى فارض���ا نفس���ه بق���وة حت���ى‬ ‫يومن���ا هذا!‫…‬ لكم ان تتخيلوا معي واقع‬ ‫ام���ة كبل مصريها بهات�ي�ن الكلمتني أي‬ ‫باالح���رى هات�ي�ن العادت�ي�ن‪ :‬االس���تعارة ‪،‬‬ ‫اخلج���ل‫‪ ‬.‬القاع���دة تق���ول‪ :‬ال ميك���ن فهم‬ ‫أي ادي���ب م���ا مل نفهم طبيع���ة الظروف‬ ‫االجتماعي���ة والبيئي���ة اليت يكت���ب عنها‫‪‬,‬‬ ‫فم���ا بال���ك بفه���م ادب من يكت���ب عن امة‬ ‫"تاجنلت" و"تاسجا"‫‪‬.‬‬ ‫ه���ا هو ابراهيم الكوني رس���ول الصحراء‬ ‫خي���رج م���ن صمت���ه بع���د ان نف���ذ صربه‬ ‫عل���ى مهامجيه وكائديه يف عمل نظري‬ ‫"مذك���رات خاص���ة" بعن���وان‪" :‬ع���دوس‬ ‫الس���رى"‪ .‬وعدوس السرى "تاجنلت" ذات‬ ‫شقني‫‪‬:‬الش���ق االول هو عدوس‫‪‬:‬املستعارة‬ ‫م���ن‫"‬ الع ُدو‫ "‬ أي كث���رة اجلري أو إتقان‬ ‫الس���عي يف احلي���اة واج���اد املرون���ة فيه���ا‫‪‬.‬‬ ‫والش���ق الثان���ي هو‫"‬ الس���رى‫"‬ أ‫ي‬ الس���فر‬ ‫لي�ل�ا حتدي���ا ل���كل م���ا حيمله من اش���باح‬ ‫وافخ���اخ واعداء وح ّي���ات وكل جمهول‪.‬‬ ‫والس���فر لي�ل�ا كناي���ة ع���ن الظ���روف‬ ‫السياس���ية الصعبة اليت نش���أ فيها الكاتب‬ ‫ليس���رد قصة وط���ن مل يكن في���ه الوحيد‬ ‫من اخت���ذ الليل والظلمات ط���وق النجاة‬ ‫من اجهزة االمن القمعي���ة املختلفة اليت‬ ‫تتحني الفرص للقضاء‫ واجتثاء املبدعني‬‬ ‫واملثقف�ي�ن‫ وكل من اختلف معه‬ حتى يف‬ ‫ابسط االمور‫‪‬.‬‬ ‫بدأت قص���ة معاناة الرجل يف اليوم الذي‬ ‫ضل في���ه الطريق يف صح���راء " تينغرت"‬ ‫بعد ان أكل الذئب بعضا من غنمه ليعود‬

‫اىل النج���ع بع���د قض���اء ليل���ة كاملة يف‬ ‫عراء ش���توي قارص بال لب���اس وال مأوي‬ ‫وال ماء‪ .‬لتتواصل املس�ي�رة املؤملة تلك على‬ ‫مدى العقود التالي���ة‪ .‬ورمبا حادثة "خلع‬ ‫العمام���ة" ه���ي اه���ون مقارنة بس���ابقاتها‬ ‫ولكنه���ا حتم���ل م���رارة وطع���م خاص يف‬ ‫مس�ي�رة الرجل املليئة باالحداث واملطبات‬ ‫الكث�ي�رة‪ .‬ب���دأت القصة يف مط���ار بنغازي‬ ‫حي���ث كان ع���دوس الس���رى عائ���دا من‬ ‫روس���يا حي���ث كان يدرس على حس���ابه‬ ‫اخل���اص عندم���ا اس���توقفه رج���ال االمن‬ ‫اخل���اص وقاموا خبل���ع عمامت���ه بالقوة‫‪‬.‬‬ ‫ُ‬ ‫'واجلرم هنا ليس يف خلع العمامة إلبراز‬ ‫مالمح الوجه يف حد ذاته ولكن الستنكار‬ ‫أناس يرت���دون اللثام‬ ‫رج���ال االمن وجود ٍ‬ ‫وجهله���م بهم ُ‬ ‫وطن‬ ‫يف‬ ‫هل���م‬ ‫���ركاء‬ ‫كش‬ ‫ٍ‬ ‫هم س��� ّكان أصل ّيون فيه'‪ .‬وخل���ع العمامة‬ ‫كان���ت حتى وق���ت قري���ب اك�ب�ر اهانة‬ ‫ق���د يتعرض هلا اب���ن الصح���راء‫!‬ يقال ان‬ ‫كل اجل���روح تندم���ل وتتعاف���ى اال جرح‬ ‫خل���ع العمام���ة ع���ن رأس التارق���ي عنوة‪.‬‬ ‫ومل تنت���ه املأس���اة عن���د ذلك احل���د فقط‫‪‬,‬‬ ‫ب���ل يفاجأ يف اليوم التالي مبصادرة جواز‬ ‫سفره بل وجيد امسه يف قائمة املمنوعني‬ ‫م���ن الس���فر ال�ت�ي كانت ق���درا مس���لطا‬ ‫عل���ى رقبت���ه منذ ع���ام‫‪ 1969‬.‬ومنذ ذلك‬ ‫التاري���خ تتواىل التهم ال�ت�ي تأخذ يف كل‬ ‫ن هذه املرة لسوء‬ ‫مرة ش���كل خمتلف‫ ولك ‬‬ ‫حظ عدوس السرى كانت تهمة‫"‬عميل‬ ‫س���ري‫"‬ للنظ���ام الس���وفييت والتأمر على‬ ‫دولة ولي االم���ر (القذايف)‫!‬ نكتة يضحك‬ ‫منها الرجل كلما استحضر تفاصيلها‪.‬‬ ‫يف اجل���زء الثاني من البي���ان يزداد الرجل‬ ‫نزيف���ا واغرتابا ليس فق���ط عن صحرائه‬ ‫ولك���ن ايضا عن دني���اه وذلك عندما مسع‬ ‫ع���ن خرب تعرض صديقه س���عيد س���يفاو‬ ‫حل���ادث س�ي�ر اودى حبيات���ه يف نهاي���ة‬ ‫املطاف‪ .‬رغ���م ان العدوس متكن من نقل‬ ‫صديقه لتلقي العالج يف روسيا واماكن‬ ‫اخرى اال ان رسول الشمال كانت اصابته‬ ‫بليغ���ة يف العم���ود الفق���ري ما اس���تعصى‬ ‫عل���ى االطباء ال���روس يف امكانية عالجه‫‪‬.‬‬ ‫ويتواص���ل مسلس���ل الع���ذاب واالغ�ت�راب‬ ‫بوفاة صديقه الثان���ي الصادق النيهوم يف‬ ‫نفس السنة‪.‬‬ ‫ويس���تمر الكاتب يف سرد نزيف ذكرياته‬ ‫بدق���ة متناهي���ة ح���ول كي���ف قس���مت‬ ‫اراض الط���وارق ب�ي�ن ال���دول االربع���ة‬ ‫(ليبي���ا واجلزائر ومال���ي والنيجر) جبرة‬ ‫قل���م عام‫‪ 1963‬.‬وكي���ف ضربت الدول‬ ‫اجلدي���دة البني���ة االجتماعي���ة وانتهكت‬ ‫حرمة اخلصوصية الثقافية والتارخيية‬ ‫ملنطق���ة مشال افريقيا م���ن قبل االنظمة‬ ‫العروبي���ة الش���وفينية بزعام���ة عرابه���ا‬ ‫االول مجال عبدالناصر وتالميذه الثالث‬ ‫‪ :‬بن بال والقذايف وهواري بوميدين الذي‬ ‫قام يف احد املرات بزي���ارة خاصة للقذايف‬ ‫ليطل���ب منه تصفيته نظرا ملا يش���كله من‬ ‫خط���ر عل���ى مس���تقبل "االم���ة العربي���ة"‬

‫حس���ب تعبريه‫‬بعدما منع كتابه " ثورات‬ ‫الصحراء الك�ب�رى" من النش���ر والتداول‫‪‬.‬‬ ‫ث���م يس���لط الكات���ب الض���وء عل���ى رأس‬ ‫االفعى ‫(‬فرنس���ا‫)‬ صاحبة القسم االكرب‬ ‫يف معان���اة ش���عبه النات���ج ع���ن التقس���يم‬ ‫احل���دودي املش���ؤم الذي ادى اىل تش���تيت‬ ‫مشل ابناء االمة الواحدة بني دوال تتسابق‬ ‫مجيعه���ا اىل ابادته���م‪ .‬ومل يغفل عدوس‬ ‫الس���رى عن جرائ���م جت���ارب التفجريات‬

‫مجال عبدالناصر‬ ‫النووي���ة اليت قامت بها فرنس���ا واجلزائر‬ ‫بني عام���ي ‪ 1975‬و‪ 1965‬قرب احلدود‬ ‫اجلزائرية‪-‬االزوادي���ة ال�ت�ي تس���ببت يف‬ ‫مقت���ل مئات الب���دو من الط���وارق وابادت‬ ‫اخلضرة والطبيعة يف مناطقهم‫‪‬.‬‬ ‫ه���ذه طبعا ليس���ت اهم احملط���ات اليت مر‬ ‫بها عدوس الس���رى خالل مس�ي�رة قاربت‬ ‫على نصف قرن‫‪ ‬,‬بل هناك ايضا التجرية‬ ‫السوفيتية والعراك مع احملافل احلزبية‬ ‫وااليدلوجي���ة ال�ت�ي ال تق���ل همجية عن‬ ‫النظ���ام امللك���ي او اجلماه�ي�ري او الثوري‬ ‫او م���ع اجملهول الذي س���يأتي‫‪ ‬.‬ه���ذا املقال‬ ‫العرض���ي ه���و جم���رد حماولة بس���يطة‬ ‫لس���رد س�ي�رة رجل قضى حياته حبثا عن‬ ‫احلقيق���ة والعدالة لش���عبه ال�ت�ي ماتزال‬ ‫تبدو للعيان بعيدة املنال‫‪‬.‬‬ ‫س���وف جت���دون يف اجل���زء االول والثاني‬ ‫‫(‬اجلزء الثال���ث على قيد االجناز‫)‬تفاصل‬ ‫كث�ي�رة مل نتمكن م���ن ذكرها هنا وعن‬ ‫الظروف السياس���ية والتارخيية ليس يف‬ ‫ليبي���ا فحس���ب‪ ،‬ولكن يف املنطق���ة برمتها‬ ‫م���ن انس���ان خربه���ا ومح���ل صوجل���ان‬ ‫معاناته���ا يف قلبه وبني ضلوعه على مدى‬ ‫العقود االربعة املاضية‫‪‬.‬‬ ‫العمل اهداه‪ :‬اىل روح االمة الصحراوية‪,‬‬ ‫وفرسان اهلوية الثالثة الشهيدين‪:‬‬ ‫من���و داياك وابراهيم بهنق���ا‪ .‬واىل ثالثهم‬ ‫فارس اللحون‪ ,‬والش���هيد على قيد احلياة‬ ‫‪ :‬ابراهي���م اغ احلبي���ب ( مؤس���س فرق���ة‬ ‫تيناروين)‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫اململكة املتحدة‬ ‫‪ 12.12.2013-‬برايتون‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ُ‬ ‫اخلداع بالدستور‬ ‫فتحي بن عيسى‬ ‫الشريعة االسالمية فوق الدستور هو متاماً‬ ‫ُ‬ ‫جعل‬ ‫ِ‬ ‫كش���عار االس�ل�ام هو احلل ‪ ،‬وكالهما شعاراتٌ‬ ‫ِ‬ ‫عوام الن���اس والبس���طاء الذين‬ ‫عواط���ف‬ ‫ُتداع���ب‬ ‫ِ‬ ‫يَرجون عفو اهلل وخيشون عقابه ‪ .‬شعارٌيضع من‬ ‫يُفكر يف مناقش���ته جمرد التفكري يف خانة أعداء‬ ‫الدين ‪،‬واملالحدة املالعني ‪ ،‬والعلمانيني املنحلني‬ ‫‪ ،‬والليرباليني الفس���قة الفجرة ‪ ،‬وهي ُسنة سنها‬ ‫ٌ‬ ‫يف ليبي���ا ما بعد فرباير ٌ‬ ‫جلي���ل حيرص يف‬ ‫ش���يخ‬ ‫كل مناس���بة عل���ى تقم���ص دور (ماندي�ل�ا) هذا‬ ‫الوطن املنكوب !!‬ ‫منظوم���ة معرفية تؤمن‬ ‫نت���اج‬ ‫نظا ُم احلك���م هو ُ‬ ‫ٍ‬ ‫به���ا النخب الفاعلة وتس���تطيع اقناع ب���ل واجبار‬ ‫الش���عب على تبنيها ‪ ..‬وحنن نش���ه ُد اليوم صراعاً‬ ‫ُتس���تخدم في���ه ُ‬ ‫األدوات املش���روعة وغ�ي�ر‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫املشروعة لفرض منظومة دون أخرى !! ‪ ،‬إال أننا‬ ‫ُ‬ ‫أطراف‬ ‫حالة من حاالت اخلداع أُجرب عليها‬ ‫أمام ٍ‬ ‫ً‬ ‫خش���ية من اجملتم���ع الدولي إل���ه العصر‬ ‫الن���زاع‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫خشية من بطش التكفري !!‬ ‫احلديث !! أو‬ ‫فم���ن يُؤم���ن باخلالفة االس�ل�امية ويري���د ليبيا‬ ‫ُتهم بالتطرف‬ ‫دولة دينية يلجأُ للتقية كي ال ي َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫عريضة من احملكومني‬ ‫ويفقد قاعد ًة‬ ‫واإلرهاب ‪،‬‬ ‫خصوص���ا يف ظ���ل تس���ويق من���اذج كطالبان يف‬ ‫افغانس���تان ‪ ،‬ودول���ة االس�ل�ام يف العراق والش���ام‬ ‫مث���اال للدولة الديني���ة ‪ ،‬فقد مل���س الناس َ‬ ‫بعض‬ ‫بش���ائر هذه الدولة مُمثل���ة يف ‪ :‬تدمري األضرحة‬

‫‪ ،‬وانته���اك حرم���ات املس���اجد ‪ ..‬وحتري���م خروج‬ ‫املرأة للعمل واعتبارها رجس���ا من عمل الشيطان‬ ‫‪ ..‬وفرض القيود تلو القيود على تصرفات الناس‬ ‫بدعوى س ِد الذرائع !!‬ ‫يف املُقابل خيش���ى دُع���ا ُة الدولة املدني���ة مبعناها‬ ‫املصطلحي نقيضا للدولة الدينية من التصريح‬

‫بهذا خش���ية من س���يف التكفري ‪ ،‬وترهيب املنابر‬ ‫‪ ،‬وم���ا قام به الش���يخ الصالبي والش���يخ الغرياني‬ ‫م���ن وصف مس���لمني يش���هدون أن ال ال���ه إال اهلل‬ ‫حممد رس���ول اهلل بأنهم علماني���ون أعداء للدين‬ ‫والشعب ‪ ،‬ألنهم رأوا رأيا يف شكل الدولة ال يتفق‬ ‫وتوجههم !!‬

‫بني هذا وهذا جل���أ الفريقان للخداع واملخادعة ‪،‬‬ ‫فخرج علينا ُمصطلح (الشريعة االسالمية فوق‬ ‫لطبيعة الدس���اتري‬ ‫الدس���تور ) وهو أم���ر مخُ الف‬ ‫ِ‬ ‫ال�ت�ي ُتع���رف بأنه���ا القان���ون األعل���ى !! وتك���ون‬ ‫الشريعة أحد مصادره أو مصدره الرئيس !!‬ ‫مبج���رد اق���رار فوقي���ة الش���ريعة على الدس���تور‬ ‫يصبح الدستور بال معنى بال قيمة ‪ ،‬ويفقد أبرز‬ ‫بل ميزته األس���اس وهي علويته عل���ى ما عداه !!‬ ‫‪ ،‬وهن���ا يصبح من ميتلك حق تفس�ي�ر الش���ريعة‬ ‫التحليل والتحريم هو احلاكم الفعلي‬ ‫وحمتكر‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫للبالد !! خصوصا وأن باب االجتهاد ُمقتصر على‬ ‫أه���ل الذكر الذين هم حبس���ب أدبيات دُعاة هذا‬ ‫التوج���ه (دار اإلفت���اء) و(هيئ���ة كب���ار العلماء )‬ ‫وهو متاما ما اصطلحت عليه ايران باسم (والية‬ ‫الفقيه !! )‬ ‫ُ‬ ‫لس���ت معنياً بنتائج هذا الصراع بقدر ما أنا معين‬ ‫بشفافية الصراع ‪ ،‬وأن جيهر كل أصحاب دعوة‬ ‫بدعوته ويتحملوا نتائجها دون مراوغات ‪ ،‬ودون‬ ‫خ���داع ‪ ،‬ودون تالع���ب بالعواط���ف ‪ ..‬م���ن يؤم���ن‬ ‫بالدولة الدينية فليجهر بها وال يلجأ ألس���اليب‬ ‫ملتوي���ة ‪ ..‬ومن يؤم���ن بالدولة املدني���ة فليجهر‬ ‫به���ا ويُوضحه���ا ‪ ..‬وال داع���ي لتخرجيات الش���يخ‬ ‫الصالبي أن الدولة املدنية نس���بة ملدينة رس���ول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم املنورة (يعين وين وذنك‬ ‫يا جحا) !!‬

‫أين أصبحت أمالك الضمان االجتماعي وكيف يتم استغالهلا ؟‬ ‫عبداهلل حممد بوحواص‬

‫أع���ود للكتاب���ة وللم���رة الثالث���ة فيم���ا خي���ص‬ ‫صندوق الضمان االجتماعي وشؤون املتقاعدين‬ ‫ناصحا مل���ا فيه اخلري هلذا الصن���دوق واملنضوين‬ ‫حت���ت مظلت���ه ‪ ،‬املنش���ود والش���يء الوحي���د الذي‬ ‫أك���رره يف موضوعن���ا ه���و أن املتقاعدي���ن‬ ‫يصرخ���ون فع�ل�ا م���ن ع���دم زي���ادة معاش���اتهم‬ ‫ونأم���ل أن يؤخذ اقرتاحنا يف املقال الس���ابق بعني‬ ‫االعتب���ار ويت���م تطبيق���ه بعد دراس���ته م���ن قبل‬ ‫جلن���ة خمتصة يكون يف عضويته���ا ( أعضاء من‬ ‫رابطة املتقاعدين) وأن الزيادة األخرية العشرين‬ ‫يف املائ���ة وال�ت�ي س���يتم تطبيقها بداية من س���نة‬ ‫‪ 2014‬مرفوضة شكال وموضوعا ( وارمحوا من‬ ‫يف األرض يرمحكم من يف الس���ماء ) املتقاعدون‬ ‫بعضه���م م���ازال يعول عائلت���ه وبعضهم انش���غل‬ ‫أبنائ���ه كل يف حال���ه ليعول أس���رته والكل يعلم‬ ‫غالء املعيش���ة ومتطلبات احلياة ال�ت�ي تزداد يوما‬ ‫بع���د يوما للن���شء اجلدي���د وتكون من ل���زوم ما‬ ‫يلزم فكيف نضمن حياة حرة كرمية للمتقاعد‬ ‫براتب���ه الضعيف م���ن ان يتأتى ل���ه توفري العالج‬ ‫الشايف والطعام املفيد يف فرتة منحها له اجملتمع‬ ‫ليعيش عزيزا غري ُمض���ام بفعل احلاجة اليت قد‬ ‫تصل باإلنس���ان اىل حالة م���ن الذل أو االكتئاب‬ ‫واجملتمع و احلكومة مسؤالن عن كل ذلك‪.‬‬ ‫إخوت���ي القراء املوض���وع الذي س���أتناوله يف هذه‬ ‫اجلري���دة يتعل���ق بأم�ل�اك الضم���ان االجتماعي‬ ‫واألراض���ي التابع���ة هل���ا وأي���ن أصبح���ت ه���ذه‬

‫األمالك وهل يتم اس���تغالهلا من قبل الغري دون‬ ‫علم أو بعلم الصندوق ؟ حيث نعلم أنه وقع ظلم‬ ‫وغ�ب�ن كبريين يف الس���نوات الس���ابقة لثورة ‪17‬‬ ‫فرباير بعدم صيان���ة األمالك اليت يديرها حاليا‬ ‫وعدم اس���تغالهلا واستثمارها االستثمار األمثل ‪،‬‬ ‫االمر اليوم جد مهم وجيب أخذ احليطة واحلذر‬ ‫وأناش���د إدارة الصن���دوق أن تبحث عن امالكها‬ ‫واس�ت�ردادها بتكوي���ن جلن���ة خمتص���ة باملوضوع‬ ‫تتك���ون م���ن أعض���اء بالصن���دوق وم���ن رابط���ة‬ ‫املتقاعدين ومن املهندسني واالداريني واملاليني ‪.‬‬ ‫أوال ‪ :‬الفن���دق الكب�ي�ر بطرابل���س وكان هوتي���ل‬ ‫مخس���ة جنوم وق���د مت قفل���ه ومن مدة س���نتني‬ ‫تقريبا وعند قفله كان يعمل ويتطلب الصيانة‬ ‫فعال ومن املمكن استغالله واستثماره وهو حتت‬ ‫الصيانة وأصبح االن وكرا للفس���اد ويس���توجب‬ ‫صيانته وتش���غيله ك���ي ال يضيع ضياعا كامال‬ ‫واالم���ر يف غاي���ة األهمي���ة ثاني���ا ‪ :‬فن���دق أوزو‬ ‫ببنغ���ازي ويعلم اجلمي���ع ما يعانيه ه���ذا الفندق‬ ‫هذا الفندق من أهمال وهو مقفل‪.‬‬ ‫ثالث���ا ‪ :‬فن���دق الواحات بطرابل���س وينطبق عليه‬ ‫نفس االمر ويتطلب الصيانة ‪.‬‬ ‫رابع���ا ‪ :‬فندق اجلوه���رة بالزاوي���ة وينطبق عليه‬ ‫نفس االمر ‪.‬‬ ‫خامس���ا ‪ :‬فندق اللؤلؤة بدرن���ة ويتطلب الصيانة‬ ‫والعناية به ‪.‬‬ ‫سادس���ا ‪ :‬القري���ة العائلي���ة جبنزور وه���ي قرية‬

‫مهملة متاما ‪.‬‬ ‫س���ابعا ‪ :‬مستش���فى اخلضراء باهلضب���ة اخلضرا‬ ‫بطرابل���س والذي اس���تولت علي���ه وزارة الصحة‬ ‫س���نة ‪ 1988‬دون وجه حق وقد حاول بعض من‬ ‫االستغاللني من مسؤولي عهد الظلم والطغيان‬ ‫حتويل���ه اىل مستش���فى اس���تثماري لصاحله���م‬ ‫وابعاد حمدودي الدخل بالعالج هلذا املستش���فى‬ ‫املختار ‪.‬‬ ‫ثامنا ‪ :‬العمارات اململوك���ة للضمان االجتماعي‬ ‫مبختل���ف احناء ليبيا مس���تغلة من س���كانها دون‬ ‫دفع اإلجيارات أوالقروض ودون وجه حق ‪.‬‬ ‫تاس���عا ‪ :‬صيان���ة أم�ل�اك الصن���دوق بش���ارع‬ ‫اجلمهوري���ة بطرابلس حي���ث تعرضت للقصف‬

‫أثناء الثورة املبارك���ة ومل تتم أية عناية بها من‬ ‫قبل وقد مت اس���تغالهلا من قبل الدولة دون وجه‬ ‫حق ‪.‬‬ ‫وهن���اك أم�ل�اك وأرض أخ���رى مل يت���م ذكرها‬ ‫وتتطل���ب حصره���ا م���ن جلن���ة خمتص���ة وذوي‬ ‫خربة وعلم باخلصوص ‪.‬‬ ‫ويف خت���ام ه���ذا املوض���وع أك���رر ُمناش���دة إدارة‬ ‫الصن���دوق لالهتم���ام بأمالك���ه وأراضيه وأخذ‬ ‫مقرتحاتنا بعني احلرص على الوطن ومواطنيه‬ ‫والذين منهم من قدموا س�ن�ي عمرهم وخربتهم‬ ‫بواجب وطين‬ ‫بإحس���اس املواطنة احلقة التزام���ا‬ ‫ٍ‬ ‫يف تقدي���م خدمة صادق���ة وفاعلة تؤت���ي أكلها‬ ‫لألجيال الالحقة ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫فيسبوكيات‬

‫‪17‬‬

‫خواطر ( قاهرة )‬ ‫•حسن األمني‬

‫بع���د جول�ت�ي االمريكية ‪ -‬واليت بدون ش���ك‬ ‫اس���تفدت منه���ا كث�ي�را ‪ -‬وان���ا هن���ا ال اعين‬ ‫التكري���م وم���ا مشل���ه أوتبع���ه ‪ -‬ب���ل اع�ن�ي‬ ‫"ب�ن�ي اإلنس���ان" الذي���ن ُس���عدت بلقائه���م‬ ‫وتش���رفت بالتعرف عليهم‪ ...‬اعين املعلومات‬ ‫واألماكن واملواقف والتجربة يف حد ذاتها‪.‬‬ ‫عدت الي القاهرة والي روتني "قديم جديد"‬ ‫يف حيات���ي‪ ،‬غري انه حمكوم���ا بنغم خمتلف‬ ‫متاماً‪....‬‬ ‫لق���د قضي���ت مثان���ي عش���ر س���نة اعم���ل‬ ‫بالتدري���س‪ .‬ويف حمي���ط صع���ب ومنه���ك‬ ‫ويتطل���ب جهدا كب�ي�را وق���درة عالية علي‬ ‫التنظي���م و االنضب���اط‪ ...‬اس���تقلت بعده���ا‬ ‫(بأم���ر الطبي���ب)‪ ...‬كان هذا ثالث س���نوات‬ ‫قب���ل الث���ورة‪ ...‬قضيتها أحت���رك يف حميط‬ ‫حم���دود ‪،‬قليل الدوش���ة"‪ ...‬يعتم���د بالكامل‬

‫إذا كان م��ن مصلحة الغرب دعم واس��تمرار‬ ‫املعتوه األسد‪ ...‬فلماذا إهانة البلد ؟؟؟!!‬ ‫•عبد الرزاق عيد‬

‫الغ���رب دائم���ا يزع���م أن���ه حي���اول‬ ‫اس�ت�راتيجيا‪ -‬حتقي���ق الت���وازن ب�ي�ن‬‫(املص���احل والقيم اإلنس���انية)!! فإذا كنا‬ ‫س���نصدق الغ���رب بأن���ه تفاج���أ حبج���م‬ ‫احلض���ور العس���كري (اإلس�ل�امي)‪ ،‬وأن‬ ‫مصلحته���م تقتض���ي‪ ،‬بق���اء ‪(-‬األس���د‬ ‫ونظام���ه الطائف���ي العس���كري واألمين‪،‬‬ ‫بعنصريته التطهريية املعادية لألغلبية‬ ‫املطق���ة للش���عب الس���وري ‪ -‬بوصفه أقل‬ ‫الس���يناريوهات س���وءا بالنس���بة للغ���رب‬ ‫واألمري���كان عل���ى ح���د (تس���ويقهم )‬ ‫ومبالغاته���م بتصوي���ر ق���وة (داع���ش)‬ ‫احلامس���ة !!! ‪...‬ف���إذا صدقن���ا ه���ذا الزعم‬ ‫واإلدع���اء ال���كاذب ح���ول مصلحته���م‬ ‫القائم���ة م���ع بق���اء النظ���ام الطائف���ي‬ ‫األسدي ‪....‬فالس���ؤال ‪:‬ما هي مصلحتهم‬ ‫م���ن منظ���ور القي���م اإلنس���انية واملث���ل‬‫العلي���ا امل���وازي للمصاحل كم���ا يصفون‬ ‫اس�ت�راتيجياتهم ‪ -‬يف إهان���ة الش���عب‬ ‫الس���وري بإرغام���ه عل���ى االستس�ل�ام‬ ‫والرك���وع والتن���ازل ع���ن دمائ���ه وذب���ح‬ ‫وخنق أطفاله واس���تحياء نسائه وتدمري‬ ‫مدن���ه ‪..‬عرب خل���ق معارض���ة مصطنعة‬ ‫بالتش���ارك والتفاهم بينهم وبني النظام‬ ‫(األس���دي) ‪،‬ال متث���ل أح���دا من الش���عب‬ ‫السوري سوى املطامح الصغرية هلؤالء (‬ ‫املعارض�ي�ن املوارضني)!!! لكي توقع (هذه‬

‫املوارضة) باس���م الش���عب الس���وري على‬ ‫استسالمه ورفع الراية البيضاء ‪..‬‬ ‫هك���ذا كن���ا نري���د أن نق���ول يف زاويتن���ا‬ ‫الس���ابقة ال�ت�ي ألتبس���ت عل���ى بع���ض‬ ‫األصدقاء!!‬ ‫أي ‪ :‬إذا كان���ت (مصلح���ة) أمري���كا‬ ‫والغرب م���ع بقاء النظام األس���دي كما‬ ‫يدعون !! ‪....‬‬ ‫فما ه���ي مصلحة أمري���كا والغرب ‪-‬من‬ ‫منظ���ور عاملية حق���وق اإنس���ان ‪ -‬بإهانة‬ ‫الش���عب الس���وري كله ؟؟ س���وى خيانة‬ ‫القيم اإلنس���انية واملثل العليا للبش���رية‬ ‫خ�ل�ال ثالث���ة قرون م���ن تزع���م الغرب‬ ‫لوح���دة القي���م اإلنس���انية والكوني���ة‬ ‫وحقوق اإلنسان ‪!!!...‬؟؟‬

‫علي الشاش���ة ولوحة املفاتيح وجهاز التلفاز‬ ‫ب�ي�ن احلني واآلخر ‪،‬وهم���وم الوطن يف كل‬ ‫األحي���ان‪ ...‬كل ه���ذا كان مبعون���ة وصفة‬ ‫طبية اتت أكلها يف النهاية‪ ...‬أمتر بأمر اهلل‬ ‫‪،‬والعبد هلل ‪ ،‬و" احلفيانة وعياهلا "‪...‬‬ ‫ثم كان���ت العودة الي الوطن ‪ ،‬حلم يتحقق‬ ‫وآمل يتج���دد ‪،‬رغم االنقطاع ورغم س���نوات‬ ‫االغ�ت�راب ‪،‬ورغ���م تص���دع الذاك���رة ‪،‬إال ان‬ ‫الع���ودة والتع���ود واالس�ت�رجاع واالندم���اج‬ ‫كان سلس���ا وممتعا وواع���دا ‪،‬حرصت علي‬ ‫التمس���ك ‪ -‬ق���در جه���دي ‪ -‬به���ذا "العي���ش"‬ ‫اجلدي���د م���ع الوط���ن ‪،‬و أحالم���ه ‪،‬و آمال���ه‬ ‫‪،‬ومصارعة حتدياته اجلديدة‪...‬‬ ‫ولك���ن ‪،‬وألس���باب ع���دة ‪،‬أزف الرحي���ل م���ن‬ ‫جدي���د‪ .‬ومتاما كم���ا كان يف امل���رة االولي‬ ‫قس���ريا ‪ ،‬ال رغب���ة لي وال مغرم���ا فيه ‪،‬فراق‬

‫مصراته "من جديد " كان جداً قاس���يا على‬ ‫قل�ب�ي ووجدان���ي ‪،‬فراق م���ن عانقته���م بعد‬ ‫ط���ول ف���راق ‪،‬البع���د ع���ن أماك���ن اعتقدت‬ ‫انها عادت ‪،‬وحمطات اعتق���دت انها االخرية‬ ‫يف مش���وار الرحي���ل والرتح���ال ‪،‬غي���اب ع���ن‬ ‫"وجب���ات" اعتق���دت بان���ي ع���دت لتناوهل���ا‬ ‫بانتظ���ام ‪،‬وطقوس "مجيل���ة" اعتقدت بأنها‬ ‫احتوتين من جديد‪.‬‬ ‫ع���دت ملنفاي اغ���رد م���ن جديد ‪،‬وم���ن بعيد‬ ‫‪،‬ولك���ن ب���دون حج���اب ‪،‬الوط���ن ‪،‬ه���ذا الذي‬ ‫ع���دت اليه بعد ان عاد ل���ي ‪،‬وتركته قبل ان‬ ‫يتوقف جرحه ع���ن النزيف ‪،‬هو ذاته الوطن‬ ‫الذي ‪،‬رغم الدجى ‪،‬سوف تشرق مشسه من‬ ‫جديد‪....‬‬

‫الكوميدي الفرنسي اللييب !‬ ‫•ابراهيم محيدان‬ ‫أخب���ار ُمبهجة ‪:‬‬ ‫وزارة الثقاف���ة‬ ‫املس���رح‬ ‫‪:‬‬ ‫ا لكو مي���د ي‬ ‫الفرنس���ي يف‬ ‫طريق���ه إىل‬ ‫ليبي���ا ‪ ...‬وهيئ���ة‬ ‫دع���م وتش���جيع‬ ‫الصحاف���ة تعلن‬ ‫عزمه���ا طباع���ة‬ ‫صحيفة احلياة‬ ‫اللندني���ة وتوزيعها يف دول مشال أفريقيا !! بعيدا‬ ‫عن األخبار السياس���ية الكئيبة مثة أخبار مبهجة‬ ‫قد ال ينتب���ه إليها الكثريون ‪....‬مثال ‪...‬مثال ‪...‬يعين‬ ‫على س���بيل املث���ال ال احلص���ر ‪...‬ألن احلصر مش‬ ‫كوي���س خاص���ة مل���ا يك���ون‬ ‫الوض���ع حمتق���ن ‪....‬حين���ذ‬ ‫تصب���ح احلال���ة كارثي���ة ‪:‬‬ ‫احتق���ان ‪ +‬حص���ر !! ‪ ....‬م���ا‬ ‫علين���ا ‪ ..‬فلق���د ق���رأت األي���ام‬ ‫املاضية خ�ب�را مفاده أن هيئة‬ ‫دعم وتشجيع الصحافة بعد‬ ‫أن أثبت���ت جناح���ا منقط���ع‬ ‫النظ�ي�ر يف طباع���ة الصحف‬ ‫الليبية وتوزيعها يف خمتلف‬ ‫أحن���اء ليبي���ا احلبيبة س���وف‬ ‫تق���وم بطباع���ة وتوزي���ع‬ ‫صحيف���ة احلي���اة اللندني���ة‬ ‫‪...‬وه���ذا التوزيع أيها الس���ادة‬ ‫لن يقتصر عل���ى ليبيا فقط‬ ‫فه���ذه مس���ألة مف���روغ منها‬ ‫‪...‬التوزيع س���وف يشمل دول‬ ‫مش���ال أفريقي���ا ‪.....‬يع�ن�ي‬ ‫تونس واجلزائ���ر واملغرب ‪....‬‬ ‫دار دار زنق���ة زنقة ‪...‬اجلدير‬ ‫بالذك���ر أن صحيفة احلياة‬ ‫تطب���ع يف ب�ي�روت والرياض‬ ‫ولن���دن واآلن س���وف تضاف‬ ‫طرابلس إىل ه���ذه العواصم‬ ‫‪...‬أليس هذا خربا ُمبهجا باهلل عليكم ؟؟‬

‫مث���ة خ�ب�ر مبه���ج آخ���ر قراته عل���ى موق���ع وزارة‬ ‫الثقاف���ة حت���ت عن���وان ‪ ( :‬املس���رح الكومي���دي‬ ‫الفرنس���ي يف طريق���ه إىل ليبي���ا ) لق���د ابتهج���ت‬ ‫كث�ي�را هل���ذا اخلرب ألن�ن�ي من حم�ب�ي الكوميديا‬ ‫مب���ا فيه���ا الكوميدي���ا الس���وداء وخاص���ة خاص���ة‬ ‫الكوميدي���ا الس���وداء الليبي���ة ‪...‬نفس اخل�ب�ر (‬ ‫ش���وف الص���دف ) أورده املوق���ع االلكرتوني لقناة‬ ‫فرانس ‪ 24‬العربية حيث جاء اخلرب حتت عنوان ‪:‬‬ ‫(ليبيا تشرتي مسرحا خشبيا من فرقة مسرحية‬ ‫فرنس���ية عريقة ) لكن هذا املوقع أضاف معلومة‬ ‫صمت عنها موقع وزارة الثقافة الليبية حيث قال‬ ‫إن كلف���ة ه���ذا املس���رح تبلغ ‪ 4‬مالي�ي�ن دوالر !!‪..‬‬ ‫اما اإلعالمي حس���ام الدي���ن التائب فقد علق على‬ ‫هذا اخلرب حني أورده الصديق فتحي بن عيس���ى‬ ‫عل���ى صفحته عل���ى الفيس بوك نق�ل�ا عن موقع‬ ‫فرانس ‪ ...24‬التائب علق على ذات الصغحة قائال‬ ‫‪ :‬ان الس���يد الوزير “ يقص���د وزير الثقافة اللييب”‬ ‫متكن من احلصول على هذا املس���رح و هو مسرح‬ ‫“ موليي���ه “ كدعم من وزارة الثقافة الفرنس���ية‬ ‫و حس���ب معلوماتي يضيف التائ���ب مؤكدا ‪ :‬فإن‬ ‫الدول���ة الليبي���ة لن تتكب���د اال مصاريف ش���حنه‬ ‫فقط و العه���دة هنا على الوزير نفس���ه‪ !!....‬انتهى‬ ‫كالم التائ���ب وحنن لن نس���تطيع أن نش���كك يف‬ ‫كالم السيد حسام الدين التائب ونصدق كالم‬ ‫الفران���س برس ال�ت�ي حتدثت ع���ن األربع مليون‬ ‫وموق���ع وزارة الثقافة الذي حتدث عن “ التوقيع‬ ‫على عقد شراء للمس���رح “ ومل يتكلم عن اهلدية‬ ‫‪...‬وع���دم تش���كيكنا يف كالم التائ���ب ألن الس���يد‬ ‫حس���ام الدي���ن كان البارحة على اهلواء مباش���رة‬ ‫على قناة العاصمة يوبخ املش���اهدين على س���رعة‬ ‫تصديقهم لإلشاعات ( خبصوص اشاعة البنزين‬ ‫) ويعطيه���م دروس���ا يف كيفي���ة حت���ري الدق���ة‬ ‫ومعرفة األخب���ار الصحيحة وأضاف يف معرض‬ ‫توبيخ���ه للمش���اهدين ( س���أكرر كالم���ي ألن‬ ‫التك���رار قد يعلمكم !! ) و يف مجيع األحوال س���وا ًء‬ ‫حتصلنا على املس���رح الكوميدي مقابل ‪ 4‬ماليني‬ ‫أم جاءن���ا (بللوش���ي) كم���ا أكد التائ���ب فان هذا‬ ‫اخلرب مثل���ه مثل خرب قيام هيئ���ة الدعم بطباعة‬ ‫توزي���ع صحيف���ة احلي���اة ‪....‬يبع���ث عل���ى البهجة‬ ‫ويرفع املعنويات ويس���اهم يف رس���م االبتس���امات‬ ‫على الشفاه !!‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫حق الرد‬

‫األمازيغيّة ٌ‬ ‫لغة و أشياء أخرى‬ ‫ر ّداً على مقال ‪ :‬الناجي احلربي‬ ‫صالح علي إنقاب‬

‫‪ ..‬إذا وقف رج�لان فوق تلة‪ ،‬وأش��ار أحدهما‬ ‫إىل القمر بأصبعه‪ ،‬وأشار إليه اآلخر بعكازه‪،‬‬ ‫فإن ذلك ال يعين أن القمر أصبع أو عكاز‪ ،‬بل‬ ‫يعين أن الناس يشريون أحياناً إىل شيء واحد‬ ‫بأشكال مخُ تلفة ‪ .‬الصادق النيهوم‬ ‫[ ‪ ...‬اللغة نسق من اإلشارات والرموز‪ ،‬يشكل‬ ‫أداة م��ن أدوات امل��ع��رف��ة‪ ،‬وتعترب اللغة أهم‬ ‫وسائل التفاهم واالحتكاك بني أفراد اجملتمع‬ ‫يف مجيع ميادين احلياة‪ .‬وبدون اللغة يتعذر‬ ‫نشاط الناس املعريف‪ .‬وترتبط اللغة بالتفكري‬ ‫ً‬ ‫دوما يف‬ ‫ارتباطا وثي ًقا؛ فأفكار اإلنسان ُتصاغ ً‬ ‫قالب ُل��غ��وي‪ ،‬حتى يف ح��ال تفكريه الباطين‬ ‫‪ .‬وم���ن خ�ل�ال ال��ل��غ��ة ف��ق��ط حت��ص��ل الفكرة‬ ‫على وجودها الواقعي‪ .‬كما ترمز اللغة إىل‬ ‫األشياء املنعكسة فيها‪ ،] ...‬إنتهى اإلقتباس‬ ‫م��ن موسوعة ويكبيديا‪ ،‬ولست أزي��د شيئا‬ ‫فوق ما سبق ألن النقاش يف هذه املسألة لن‬ ‫يوصلنا اىل نتيجة ذات فائد ٍة مادامت النتائج‬ ‫يف األصل جاهزة قبل البدء يف احلوار أص ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫لنية ُمبيتة على ما يبدو‪.‬‬

‫حيوي هذا العامل أكثر من ‪ 6000‬لغة‪ ،‬ال‬ ‫ميكن تصنيفها باحلية أو امليتة أو شبه احلية‬ ‫إال وف��ق منطق دوغ��م��ائ��ي أج���وف‪ ،‬ألن هذ‬ ‫التصنيف سياسي أكثر منه علمي يف واقع‬ ‫األم��ر‪ ،‬األمازيغ ّية لغة تنتمي لعائلة لغوية‬ ‫أك�ب�ر ال��ل��غ��ات األف��روأس��ي��وي��ة ‪ ،‬وك�لام��ي‬ ‫هذا ليس دعائياً أو مبنيا على مشاعر احلب‬ ‫املفرط للغيت األم‪ ،‬بل هو مبين على ما يقول‬ ‫به علماء اللغويات أنفسهم‪ ،‬شقيقة اللغات‬ ‫الكوشية واألمهرية والقبطية‪ ،‬ول��ن أدخل‬ ‫يف تفصيل أكثر من ذلك بل أستعرض هنا‬ ‫ما قام به طاقم جملة تصدر يف ليبيا إمسها [‬ ‫أرمات ] مبعنى التوازن أو االعتدال كرتمجة‬ ‫ً‬ ‫صرامة على‬ ‫أكثر حرف ّية‪ ،‬حتوي رداً أكثر‬ ‫ادعاءات كاتبنا املُوقر كون األمازيغية لغة‬ ‫[ فاشلة ] ال تستطيع ُمواكبة العصر‪ ،‬أرجو‬ ‫أن يطلعنا على معنى هذه اجلملة حتديداً‬ ‫‪ ،‬ك��ي��ف ت��ك��ون ال��ل��غ��ة ُم��ع��اص��رة م��ا مل تكن‬

‫إجنليزيّة اليوم‪ ،‬و هل شعور البعض بعدم‬ ‫معاصرتها للمرحلة الزمنية اآلنية‪ ،‬يعين‬ ‫أنه جيب علينا نسيان ما منتلكه من كنوز‬ ‫حتت سقف احلنجرة ‪.‬‬ ‫اجمللة شهريّة ‪ ،‬تصدر باللغة األمازيغية‬ ‫و حبرفها املعياري [ تيفيناغ ] وه��و احلرف‬ ‫اللييب الذي ميكن كتابة أي‬ ‫لغة به يف واق��ع األم��ر ‪،‬‬ ‫كونه حرفا أجبدياً‬ ‫ح���ال���ه ح�����ال أي‬ ‫ح��رف أجب��دي‪،‬‬ ‫و ه���ذه ف��ك��رة‬ ‫أخ��������������������رى‬ ‫غ���ائ���ب���ة ع��ن‬ ‫ال���ك���ث�ي�ري���ن‬ ‫ك������������������ون‬ ‫امل�����س�����اف�����ة‬ ‫شاسعة بني‬ ‫اللغة كلغة‬ ‫و احل��������رف‬ ‫ك��������ص��������ورة‬ ‫ت��������رم��������ز اىل‬ ‫ص���وت ال عالقة‬ ‫هل����ا ب���ال���ل���غ���ة حب��د‬ ‫ذات��ه��ا مل��ق��دار صلتها‬ ‫ب��اجمل��ت��م��ع ال����ذي خيتار‬ ‫ه����ذه ال���رم���وز دون غ�يره��ا‬ ‫للتعبري ع��ن لغته ع�بره��ا‪ ،‬وعرب‬ ‫العودة للمجلة نستعرض هنا املواضيع‬ ‫ال�تي مت��ت الكتابة عنها باللغة األمازيغية‬ ‫دومن���ا ع��وائ��ق أو م��ش��اك��ل ب��ي��داغ��وج��ي��ة يف‬ ‫واق��ع األم���ر‪ ،‬وه��و عمل إنطلق بفكرة لدى‬ ‫السيد حممد مادي و استمرت جبهد طاقم‬ ‫التحرير املكون من شخصني‪.‬‬ ‫يف العدد األول مقالة باألمازيغ ّية لرحلة قام‬ ‫بها السيد حممد مادي اىل شرق آسيا ومقال‬ ‫عن حرب ماطوس اللييب باألمازيغ ّية أيضاً‪،‬‬ ‫وترمجة لقصة قصرية ألنطوان تشيخوف‬ ‫الروائي واملسرحي الروسي الشهري نقلها اىل‬

‫األمازيغ ّية السيد عياد بقوش بإتقان‪ ،‬ويف‬ ‫العدد الثاني عرض تعريفي بشبكة املعلومات‬ ‫إلن�ترن��ت ل��ب��ادي��س غ���زال وم��ق��ال ع��ن الكون‬ ‫وكواكب اجملموعات الشمسة ملهاب بنانة‬ ‫ومقال آخر عن الياس منصور النفوسي الذي‬ ‫اس بن أمحد بن طولون وطرده‬ ‫حارب َّ‬ ‫العب َ‬ ‫ع��ن ط��راب��ل��س ‪ ،‬وم��ق��ال ل��س�يرة املغين‬ ‫األم��ري��ك��ي ب���وب دي��ل��ن لرئيس‬ ‫ال��ت��ح��ري��ر وت��ق��ري��ر لرحلة‬ ‫أخ��رى مل��ادي اىل كينيا‬ ‫‪ ،‬وأخ��������رى ل��رئ��ي��س‬ ‫ال�����ت�����ح�����ري�����ر اىل‬ ‫ش���ف���ش���اون‪ ،‬كل‬ ‫ه���ذه النصوص‬ ‫ب�������ال�������ل�������غ�������ة‬ ‫األم���ازي���غ���ي���ة‬ ‫الصرفة اليت‬ ‫ذن����ب����ه����ا أن‬ ‫تاريخ مشال‬ ‫إف��ري��ق��ي��ا مل‬ ‫ي�����رمح�����ه�����ا‬ ‫ع��ب�ر ال�����دول‬ ‫ال���ت��ي ق���ام���ت‬ ‫و أن������ه������ارت‬ ‫اب���������ت���������داء م���ن‬ ‫زم������ن ال�����روم�����ان‬ ‫وص������وال اىل ع��ص��ر‬ ‫ال�������ق�������ذايف‪ ،‬ل��ت��س��ت��م��ر‬ ‫ح��� ّي���ة ك��ك��ن��ز حت����ت س��ق��ف‬ ‫ُ‬ ‫احلنحرة يستحيل إزالته من مكانه إال عرب‬ ‫موت صاحب ذلك الفم‪ ،‬وامل��وت هنا هو املوت‬ ‫الشفهي ال الكلينيكي فقط ‪.‬‬ ‫يف العدد الثالث من تاريخ سيارات التاكسي‬ ‫و مهرجان األل���وان يف اهلند‪ ،‬م���روراُ بتاريخ‬ ‫األزه��ر الشريف‪ ،‬ننتقل عرب األب��واب الثابتة‬ ‫كاملطبخ واملكتبة لنقرع أبواب العدد الرابع‬ ‫ب��ص��ورة غ�لاف لشكسبري نفسه‪ ،‬لنقرأ عن‬ ‫دولة الريف األوىل للكاتب والباحث اللغوي‬ ‫الشاب مهند بنانة وتاريخ اخ�تراع الساعات‬

‫وحضارة التيبت‪ ،‬ليعود بنا بقوش حنو األدب‬ ‫ال��روس��ي يف ترمجة أخ��رى إلح��دى قصص‬ ‫تشيخوف م���رة أخ����رى‪ ،‬ل��ن��ذه��ب اىل ال��ع��دد‬ ‫اخل��ام��س واحل��دي��ث باألمازيغية أي��ض�اً عن‬ ‫ت�يري��زا األم‪ ،‬وقصة فيالدلفيا ومقالة عن‬ ‫حضارة اجلرمنت ووثيقة اإلع�لان الدولي‬ ‫حلقوق اإلنسان مرتمجة اىل األمازيغية يف‬ ‫عدد قام بتنفيذه شاب من مدينة مصراته‪،‬‬ ‫عبد احلميد الشيخي ال يتقن األمازيغ ّية‬ ‫نطقا لكنه يشعر ب��ه��ا ك��ج��زء م��ن روح��ه‬ ‫الليب ّية‪ ،‬ليستلم املصور احملرتف طه الكريو‬ ‫الراية من يد املصور احملرتف ساسي حريب‬ ‫وال��ذي ك��ان ميد اجمللة بصور ال��ع��دد‪ ،‬دون‬ ‫متييز بني لييب وآخ��ر أو فنان وفنان بسبب‬ ‫اللغة أو اللون أو الرائحة‪.‬‬ ‫العدد السادس كان عددا خاصا عن أيقونة‬ ‫الثقافة األمازيغ ّية يف ليبيا بل ومشال إفريقيا‬ ‫ق��اط��ب��ة‪ ،‬سعيد سيفاو احمل����روق‪ ،‬يف عرض‬ ‫ل�تراث��ه وكتاباته باألمازيغية م��ن قصص‬ ‫وشعر وجتميع ملباحث لغوية ورسائل خاصة‬

‫ونصوص من مذكراته اخل��اص��ة‪ ،‬لننتقل‬ ‫اىل العدد السابع والذي قررت إدراة التحرير‬ ‫أن يكون ع��دداً خاصاً بالشعراء‪ ،‬األمازيغية‬ ‫ح��اض��رة كلغة أدب و ثقافة دائ��م�اً فكانت‬ ‫قصائد خنب شعراء األمازيغية يف معرض‬ ‫طرابلس للكتاب‪ ،‬و ترمجة لنصوص باللغة‬ ‫التاباوية و اإلجنليزية و العربية لنصوص‬ ‫شعرية‪ ،‬لتكون (أرمات ) أول جملة يف ليبيا‬ ‫على ام��ت��داد ت��ارخي��ه��ا ت��ص��در ب��أرب��ع لغات‪،‬‬ ‫األمازيغية ‪ ،‬العربية ‪ ،‬ت��اك��ودا التاباوية و‬ ‫اإلجنليزية‪ ،‬فكان حممود دروي���ش ص��ورة‬ ‫غالف العدد نرسل عربه رسالة ملن هم على‬ ‫شاكلة احملرتم الناجي احلربي مفادها‪ ،‬أن‬ ‫املشكلة تكمن يف واق��ع األم��ر فيك أنت ال يف‬ ‫األمازيغية ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•رئيس حترير جملة أرمات األمازيغية‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪19‬‬

‫ماذا يراد بهذا الوطن ؟‬ ‫خالد مصطفي افتيتة‬ ‫تنه���ال علينا تلك التس���اؤالت ‪ ،‬تنه���ال دون رمحة‬ ‫ودون توق���ف و ال متهلنا صعوب���ة و عناء اجلواب ‪،‬‬ ‫تنه���ال علينا وحنن يف حرية و عس���ر م���ن أمرنا و‬ ‫أمورن���ا ويف ختبط ال ي���كل وال ينتهي و ممل أيضا‬ ‫‪ ،‬فنزداد حرية عس���ر معا وكذا التخبط يتضاعف‬ ‫‪ ،‬ليبي���ا إلي أين ؟ اذكر ان اخوتنا املصريني ارفقوا‬ ‫هذا التساؤل بعبارة مجيلة و خفيفة الدم كدمهم‬ ‫(( مش كنت تس���أل قبل م���ا تركب )) طريف ‪،،،‬‬ ‫وحنن الي���وم نطرح و ندرس ذات الس���ؤال حبلول‬ ‫العام اجلديد (‪ )2014‬ولكن جتد من جييب ‪ ...‬ملاذا‬ ‫مل تسأل قبل صعودك ‪ ،،‬الننا مل نصعد باالساس ‪،‬‬ ‫هبطنا و هبط كل ش���يء و هنا فهان كال شيء‪،،‬‬ ‫ففرض علينا كما فرض علينا القصاص العادل‬ ‫يف حياتن���ا ولكن هذه امل���رة مل يكن قصاص عادل‬ ‫ب���ل كان ظل���م ظلم���ة ((الليالي بربده���ا و قرتها‬ ‫)) ‪ ...‬ومب���ا انه تبدو التس���اؤالت عديدة و كثيفة‬ ‫ويصعب علينا حصرها و تفحصها بش���كل كامل‬ ‫الس���يما بع���د مرور اثن عش���ر ش���هرا مل تغب فيها‬ ‫رائح���ة ال���دم اللي�ب�ي ع���ن أنوفن���ا حلظة ‪ ،‬س���وف‬ ‫اختلس غفلة من تلك التساؤالت العديدة الكثيفة‬ ‫و انتقي واحدة منها أراها األهم و األوىل باملناقشة‬ ‫علي األقل بالنس���بة (( للعبد هلل)) ومن يف رهطه ‪.‬‬ ‫املشهد اإلعالمي اللييب ‪ ،‬وسوف لن أتناوله بالسب‬ ‫و الش���تم كم���ا يفعل بعضهم فحاش���ا هلل أن أقوم‬ ‫بالذل���ك من منطل���ق احرتامي لذات���ي و احرتامي‬ ‫للق���ارئ‪ ،‬ولك���ن يكف���ي رأى ج���ل اجلمه���ور فيه ‪،‬‬ ‫وما نس���معه من س���باب هل���م و اتهام���ات بالتواطؤ‬ ‫و العمال���ة و األجن���دة وم���ا إلي ذلك فس���أكتفي‬ ‫بهذا الق���در من النقد مع حتفظي علي الس���باب ‪،‬‬ ‫ولكن ما لف���ت انتباهي أمران ‪ ...‬أوهلما اكتش���ايف‬

‫أن���ا ش���خصيا لطاق���ات ليبية ش���ابة هل���ا إمكانيات‬ ‫إعالمي���ة عالي���ة وكأنه���م ترب���و أو ول���دوا وف���ى‬ ‫أيديه���م ((ميكروفون���ات)) و هن���ا ل���ن اخ���ص احد‬ ‫بالذك���ر ولكن يف هذا اجململ ش���باب واعد طموح‬ ‫ميتلك من القدرات الذاتية ما هو مصدر فخر لنا‬ ‫ناهي���ك عن اإلخ���راج و اهلندس���ة االلكرتونية وما‬ ‫إلي ذلك ‪ ،‬فكان ذاك األمر األول االجيابي ‪ ،‬واألمر‬ ‫الثان���ي إخوتي أخواتي ليس باالجيابي بكل أس���ف‬ ‫أقوهل���ا ‪ ،‬والل���وم ينص���ب هن���ا علي املع���د أو املخرج‬

‫أو صاح���ب الفك���رة أو توجهات القناة يف األس���اس‬ ‫‪ ..‬وه���م الضي���وف أو من يتصدرون الشاش���ات من‬ ‫غ�ي�ر املثقف�ي�ن و اإلعالمي�ي�ن و النش���طاء فه���ؤالء‬ ‫مهم���ا اختلفنا معه���م البد هلم من مناب���ر لتصلنا‬ ‫أصواته���م وإن اختلفنا معهم الب���د من مساعهم ‪،‬‬ ‫لكن أحتدث عن خرجي الس���جون و اإلصالحيات‬ ‫أو باألح���رى اهلارب�ي�ن منه���ا وكذل���ك احلرفيني‬ ‫(مع احرتامي للمهنة) الغري متخصصني حتى يف‬ ‫حرفتهم فقد اكتسبوها باملصادفة البحتة ‪ ،‬كما‬

‫اكتس���بوا املن�ب�ر اإلعالمي من خالل س�ل�احهم و‬ ‫ميليش���ياتهم وذخائرهم و خدامه���م وما إلي ذلك‬ ‫م���ن آليات ختدمه���م يف فرض توجهه���م املدمر و‬ ‫بالتالي تدمر الب�ل�اد وتنهي حقبة أو جيل كامل‬ ‫م���ن الش���باب الواعد ال���ذي نأمل من���ه اخلري كل‬ ‫اخل�ي�ر بإذن اهلل ‪ ،،‬إن ما حي���دث يف ليبيا اليوم أمر‬ ‫قدي���م جدا ومرت ب���ه الدول من حولن���ا منذ فرتة‬ ‫الس���تينيات عندما كانت األنظمة الدكتاتورية‬ ‫تس���تخدم البلطج���ة و أصحاب الس���وابق يف إفزاع‬ ‫الن���اس أألمنه كي تل���زم الصمت ومترر بصمتها‬ ‫ه���ذا كل خمططاته���م الفاش���لة ‪ ،‬فاألم���ر لي���س‬ ‫بالغري���ب علينا ولكن الغريب ه���و أن ينطلي مثل‬ ‫ه���ذا الس���لوك و ه���ذا التوجه علي حكوم���ة و علي‬ ‫ش���عب حس���بناهم ميتلك���ون أجبدي���ات التفك�ي�ر‬ ‫املنطق���ي بعي���دا ع���ن احلس���ابات و التعقي���دات‬ ‫االيدولوجية املركبة ‪ ،‬إن الدول األكثر تركيبا‬ ‫و احلكومات األكثر وعيا ال مترر خمططاتها إال‬ ‫من خالل منظومة ش���ديدة الدقة و التعقيد اليت‬ ‫خت���دم الصاحل العام ومن ش���ئنها أحيانا أن ختدم‬ ‫خمطط���ات خفية لتلك احلكومات أو احلزب ‪ ،‬أما‬ ‫أن تك���ون األجن���دات و العمالة مبث���ل هذا الوضوح‬ ‫ال���ذي ال ميرر حتى عل���ي طفل يف بطن أمه فتلك‬ ‫العمالة بعينها وذلك سوق العمالة املفتوح ‪.‬‬ ‫فالدولة اليت مترر مثل هذه السياس���ات و حتافظ‬ ‫عل���ي اس���تمرارها و تنميته���ا و تكبريه���ا ‪ ،‬دون أن‬ ‫تق���دم أي م�ب�ررات لذل���ك التمرير ‪ ،‬دول���ة أمرها‬ ‫يدعو للريبة و احلذر دون أي شك ‪ ،‬والسؤال الذي‬ ‫يطرح نفس���ه و يكون استهالال للعام اجلديد ‪ .‬ماذا‬ ‫يراد بهذا الوطن إخوتي أخواتي ؟‬

‫هلذه األسباب‪ ..‬نطالب بإلغاء انتخابات الستني!؟‬ ‫ابراهيم حممد اهلنقاري‬ ‫ه���ذه ه���ي امل���رة الثاني���ة ال�ت�ي اكت���ب فيها عن‬ ‫انتخاب���ات جلن���ة الس���تني وأصر عل���ى املطالبة‬ ‫بإلغائها وذلك لألسباب التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ان الوضع احلالي السائد يف ليبيا ال يسمح‬‫أبدا بأجراء انتخابات نزيهة‪.‬‬ ‫واع�ن�ي بالوض���ع احلال���ي انعدام س���لطة الدولة‬ ‫وانع���دام االم���ن وحتك���م العصاب���ات املس���لحة‬ ‫يف الق���رار السياس���ي واإلداري والعج���ز الت���ام‬ ‫للحكوم���ة املؤقت���ة حت���ى ع���ن تأم�ي�ن س�ل�امة‬ ‫رئيسها وأعضائها فمابالك بقدرتها على ضمان‬ ‫حرية وإرادة الناخبني‪.‬‬ ‫‪ 2‬املقاطع���ة ش���به الكاملة من قب���ل املواطنني‬‫هل���ذه االنتخاب���ات وع���دم إقباهل���م لتس���جيل‬ ‫أمسائه���م يف القوائ���م االنتخابي���ة‪ .‬فم���ا جدوى‬ ‫اجراء انتخاب���ات تقاطعها األغلبية العظمى من‬ ‫املواطنني‪.‬‬ ‫‪ 3‬ان األغلبي���ة العظم���ى م���ن املواطن�ي�ن‬‫فق���دت الثق���ة يف العملي���ة االنتخابي���ة نفس���ها‬ ‫بع���د الفضيح���ة السياس���ية الت���ى حدثت عقب‬ ‫انتخ���اب أعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام حي���ث‬ ‫مت التام���ر م���ن وراء احلج���رات عل���ى اإلرادة‬ ‫الش���عبية اليت أفرزتها صناديق االقرتاع وحتول‬ ‫بعض املس���تقلني اىل حزبيني ع���ن طريق خداع‬ ‫الناخب�ي�ن‪ .‬وم���ازاد االمر س���وءا هوفش���ل املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي يف القيام باملهام ال�ت�ي انتخب من اجلها‬

‫وانقسام أعضائه اىل كتل متصارعة حتسبهم‬ ‫مجيعا وقلوبهم ش���تى‪ .‬ما جعل معظم الليبيني‬ ‫يعتقدون ان جلنة الس���تني لن تكون أبدا افضل‬ ‫من هذا املؤمتر الفاش���ل‪ .‬فكيف ين���اط بها عمل‬ ‫كبري كصياغة دستور البالد‪.‬‬ ‫‪ 4‬ان صياغة الدستور عملية فنية حتتاج اىل‬‫خرباء حمليني ودوليني م���ن ذوي االختصاص‬ ‫وليس���ت عملي���ة سياس���ية مث���ل االنتخاب���ات‬ ‫النيابي���ة‪ .‬واإلج���راء الس���ليم هواختي���ار جلن���ة‬ ‫صياغة الدستور من بني خرباء القانون الليبيني‬ ‫وهم كثر واالستعانة ببعض اخلربات الدولية‬ ‫اذا ل���زم االم���ر‪ .‬فق���د تأت���ي االنتخاب���ات املزم���ع‬ ‫إجراؤها بستني شخصا ليس بينهم متخصص‬ ‫واحد يف القانون‪ .‬فكيف ميكن هلؤالء ان يصيغوا‬ ‫دستور الدولة الليبية‪.‬‬ ‫‪ 5‬لي���س من املناس���ب االن تقليد الوضع الذي‬‫كان���ت علي���ه ليبي���ا عن���د تاس���يس اجلمعي���ة‬ ‫الوطني���ة ال�ت�ي وضع���ت دس���تور االس���تقالل‬ ‫وأعلنت���ه ي���وم ‪ ٧‬أكتوب���ر ‪ .1951‬فالظ���روف‬ ‫يف ذل���ك الوق���ت كان���ت تتطل���ب اختي���ار جلنة‬ ‫الس���تني بالتس���اوي ب�ي�ن أقالي���م ليبي���ا الثالثة‬ ‫برق���ة وطرابلس وف���زان‪ .‬وق���د كان عدد قليل‬ ‫منه���م حيمل���ون مؤه�ل�ا علمي���ا وع���دد اقل هلم‬ ‫دراية كافية بالدس���تور والقانون‪ .‬ولذلك متت‬ ‫االس���تعانة باألم���م املتح���دة وخب�ب�راء القان���ون‬

‫الدس���توري مث���ل الس���نهوري وغ�ي�ره ملس���اعدة‬ ‫أعض���اء تل���ك اجلمعي���ة يف صياغ���ة دس���تور‬ ‫االستقالل‪.‬‬ ‫‪ 6‬ان ليبيا لديها دس���تور هودستور االستقالل‬‫املع���دل ع���ام ‪ 1963‬بعد إلغاء النظ���ام االحتادي‬ ‫وليس���ت يف حاجة اىل صياغة دستور جديد‪ .‬بل‬ ‫كل ما حنتاج اليه هوتش���كيل جلنة دس���تورية‬ ‫من اخل�ب�راء الليبي�ي�ن وغريهم إلع���ادة صياغة‬ ‫هذا الدس���تور مب���ا يالئم الوض���ع اجلديد لليبيا‬ ‫بع���د ث���ورة ‪ ١٧‬فرباي���ر اجملي���دة خصوص���ا املواد‬ ‫املتعلقة بشكل الدولة ونظام احلكم‪.‬‬ ‫‪ 7‬ان صياغ���ة دس���تور الدول���ة هوعمل كبري‬‫ومس���ؤولية عظيم���ة ال ينبغ���ي إخضاعه���ا‬ ‫للمن���اورات السياس���ية واملش���احنات احلزبي���ة‬ ‫وإعط���اء الفرص���ة جملموعات اوتكت�ل�ات بعينها‬ ‫لالنف���راد بصياغة دس���تور على مق���اس أهوائها‬ ‫السياس���ية وخلدمة أغراضه���ا اخلاصة حبجة‬ ‫ان نتيجة "االنتخابات" قد أفرزت هذه "اللجنة"‬ ‫والذي قاطع االنتخابات "ذنبه على جنبه"‪ ..‬فان‬ ‫مثل هذا القول يس���ميه الليبيون "لعب صغار"!!‪.‬‬ ‫والدستور ليس لعبة ايها السادة‪.!!.‬‬ ‫‪ 8‬كي���ف ميكن للهيئ���ة العليا لالنتخابات ان‬‫تعل���ن ان انتخابات ش���ارك فيها اق���ل من ‪ ٪١٠‬من‬ ‫املواطن�ي�ن ميكن ان تكون معربة تعبريا صحيحا‬ ‫ع���ن إرادة الليبي�ي�ن !؟‪ .‬وكيف ميك���ن ان يكون‬

‫الدستور الذي سينبثق عن هكذا جلنة دستوريا‬ ‫يف حد ذاته ؟؟!!‪ .‬ولذلك ينبغي على اهليئة العليا‬ ‫لالنتخاب���ات ان ت�ب�رئ نفس���ها اوال م���ن الوق���وع‬ ‫يف مثل ه���ذه اخلطيئ���ة وعليها ان تتق���دم فورا‬ ‫للحكوم���ة املؤقت���ة وللمؤمت���ر الوط�ن�ي باقرتاح‬ ‫إلغاء هذه االنتخابات والتوصية بتش���كيل جلنة‬ ‫من اخلرباء ملراجعة دس���تور االستقالل وادخال‬ ‫ما يل���زم من التعدي�ل�ات عليه ث���م عرضه على‬ ‫الشعب لالستفتاء عليه بنعم اوال‪.‬‬ ‫هذا هواحلل ايها السادة اذا كان اهلدف هوصاحل‬ ‫الش���عب والوط���ن‪ ....‬الله���م اهدن���ا مجيعاًس���واء‬ ‫السبيل‪ .‬واهلل دائماً من وراء القصد‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫هل تسري موازنة الدولة لسنة ‪ 2013‬على خطى موازنة ‪ 2012‬؟‬ ‫ابوبكر اهلامشي بن سليمان‬ ‫نس���تطيع م���ن خ�ل�ال املوازن���ة العام���ة للدولة ‪،‬‬ ‫ق���راءة سياس���ة احلكوم���ة االقتصادي���ة واملالي���ة ‪،‬‬ ‫فاملوازن���ة خط���ة مفصل���ة تعك���س و جهة نظر‬ ‫املخطط‬ ‫الذي ميث���ل اجلانب النظري يف املوازنة ‪ ،‬وميثل‬ ‫تنفيذ هذه املوازنة اجلانب‬ ‫العمل���ي منها ‪ .‬وكما يع���د اجلانب النظري علي‬ ‫قدر كبري من األهمية ‪ ،‬فكذا يعد‬ ‫اجلان���ب العملي ‪ ،‬إىل ذالك تأت���ي أهمية املراقبة‬ ‫واملتابعة املستمرة لتنفيذ‬ ‫مش���روعات تل���ك املوازنة حل���ل أية مش���اكل قد‬ ‫تعرتض التنفيذ ‪ ،‬و انعدام املراقبة‬ ‫الف ّعال���ة ‪ ،‬ي���ؤدي إىل ع���دم اجن���از املش���روعات‬ ‫واخلدمات املعتمدة أصال يف املوازنة ‪.‬‬ ‫ويبدو أن غي���اب الدور الرقابي الف ّعال علي تنفيذ‬ ‫موازنة سنة ‪ ، 2012‬قد أدى‬ ‫إل���ي اع�ت�راء تل���ك املوازنة الكث�ي�ر من الفس���اد أو‬ ‫التنفيذ غري اجليد ‪ ،‬مقابل‬ ‫ما رصد هلا من مليارات الدنانري اليت مل ّ‬ ‫يتمخض‬ ‫عنها شيئا يتناسب‬ ‫مع تلك املبالغ الطائلة املعتمدة ‪.‬‬ ‫فهل تسري موازنة سنة ‪ 2013‬على خطى موازنة‬ ‫‪ 2012‬؟‬ ‫ه���ذا م���ا س���يتضح م���ن خ�ل�ال اس���تنطاق األرقام‬ ‫الواردة باملوازنة وكذلك نسبها املئوية التالية ‪:‬‬ ‫* مت اعتم���اد موازن���ة الدول���ة لس���نة ‪ 2013‬على‬ ‫أساس ‪ 90‬دوالر أمريكي لسعر‬ ‫برمي���ل النف���ط و بإمجال���ي إي���رادات تص���ل إىل‬ ‫حن���و ‪ 66.9‬ملي���ار دينار ‪ ،‬انفق منه���ا ‪ 42.2‬مليار‬ ‫دينار حتى ‪ 2013/7/31‬اي بنس���بة انفاق بلغت‬ ‫‪ %63.1‬م���ن جمم���وع املوازن���ة ‪ ،‬ومبعدّل انفاق‬ ‫شهري بلغ ‪ 6.03‬مليار دينار‪.‬‬ ‫‪ v‬بلغ���ت االيردات النفطية والس���يادية احمللية‬ ‫احملققة حتى ‪ 2013/ 7/ 31‬حنو‬ ‫‪ 41.5‬مليار دينار ‪.‬‬ ‫* نظرا ملا ش���هده إنتاج النف���ط من أحداث ‪ ،‬فقد‬ ‫اخنفض اإلنتاج إلي مستويات متدنية‬ ‫‪ ،‬ترت���ب عليه���ا اخنف���اض الص���ادرات النفطي���ة ‪،‬‬ ‫وباعتب���ار أن ايردات الدولة تأتي بش���كل أساس���ي‬ ‫م���ن بي���ع النفط ‪ ،‬فم���ن املتوقع أن تش���هد موازنة‬ ‫س���نة ‪ 2013‬عج���زا بع���د س���نوات متتالي���ة م���ن‬ ‫حتقيق فوائض مالية‪.‬‬ ‫* بل���غ امجال���ي م���ا انف���ق م���ن املوازن���ة حت���ى‬ ‫‪ 2013/7/31‬مبلغا وقدره ‪42.2‬‬ ‫ملي���ار دين���ار إي بنس���بة ‪ % 63.1‬م���ن إمجال���ي‬ ‫املوازن���ة أي مبع���دل إنف���اق ش���هري بل���غ حن���و‬ ‫‪6.1‬مليار دينار ‪.‬‬ ‫* بل���غ إمجال���ي ما خصص لبن���د املرتبات وما يف‬ ‫حكمه���ا مبالغ���ا وق���دره ‪ 20.8‬مليار دين���ار ‪ ،‬انفق‬ ‫منه���ا ‪ 13.9‬مليار دينار حت���ى ‪ 2013/7/31‬أي‬ ‫ما يعادل نسبة انفاق ‪ % 66.8‬من إمجالي املبلغ‬ ‫املخصص هلذا الباب‪.‬‬ ‫* بل���غ خمص���ص باب الدع���م وموازنة األس���عار‬ ‫م���ن املوازن���ة ‪ 10.6‬ملي���ار دينار ‪ ،‬انف���ق منها ‪6.2‬‬ ‫مليار دينار حتى ‪ 2013/7/31‬أي بنس���به إنفاق‬ ‫‪ %58.5‬من جمموع ما خصص هلذا الباب ‪.‬‬ ‫خصص للمرتبات والدعم من‬ ‫* بل���غ جمموع ما ّ‬ ‫موازنة سنة ‪ 2013‬مبلغا وقدر ‪31.4‬مليار دينار‬ ‫مشكال نس���بة ‪ %47.0‬من إمجالي املوازنة ‪ ،‬انفق‬ ‫منه���ا ‪ 20.1‬مليار دينار حت���ى ‪ 2013/7/31‬أي‬

‫مبعدل إنفاق شهري بقيمة ‪ 2.9‬مليار دينار‬ ‫* خص���ص لب���اب مش���روعات برام���ج التنمي���ة‬ ‫وإع���ادة األعم���ار م���ن املوازن���ة ‪19.3‬ملي���ار دينار‬ ‫‪،‬انف���ق منه���ا ‪ 11.3‬ملي���ار دين���ار حت���ى ‪/7/31‬‬ ‫‪ ،2013‬وقد ش��� ّكل هذا الباب نسبة ‪ %28.9‬من‬ ‫إمجالي املوازنة ‪.‬‬ ‫* خصص لباب النفقات التس���يريية والتشغيلية‬ ‫م���ن املوازن���ة ‪ 10.8‬ملي���ار دينار‪ ،‬انف���ق منها ‪6.3‬‬ ‫مليار دينار حتى ‪. 2013/7/31‬‬ ‫* بل���غ احتياط���ي امل���وازن ألعام���ه لس���نة ‪2013‬‬ ‫مبلغ���ا وق���دره ‪ 5.4‬ملي���ار دينار‪،‬انف���ق منه���ا ‪3.2‬‬

‫اعتماد الدولة على ايرادات النفط ‪ ،‬ونظرا لتقلب‬ ‫اس���عار النفط وكذا مس���تويات انتاجه يف اآلونة‬ ‫االخ�ي�رة ‪ ،‬فاصبح هناك حاجة ماس���ة لتخطيط‬ ‫اكث���ر تفصي�ل�ا لتموي���ل عج���ز مال���ي حمتمل ‪،‬‬ ‫وهن���اك حاجة ماس���ة ايضا للعمل على تش���جيع‬ ‫القط���اع اخلاص ‪ ،‬والنظر اىل اهميته االقتصادية‬ ‫للدولة بدل منافس���ته وتتبيطه ‪ .‬ويذكر يف هذا‬ ‫الش���ان ان أعلى ايرادات فعلية غري نفطية ملوازنة‬ ‫الدولة قد س���جلت س���نة ‪ 2008‬مببلغ ‪ 8.3‬مليار‬ ‫دين���ار‪ ،‬وادناها س���نة ‪ 2011‬مببل���غ ‪ 0.983‬مليار‬ ‫دينار (‪983.0‬مليون دينار )‪.‬‬

‫مليار دينار حتى ‪ 2013/7/31‬أي بنس���بة إنفاق‬ ‫بلغت ‪ %59.3‬من‬ ‫إمجالي املبلغ املخصص هلذا البند‪.‬‬ ‫أه���م املالحظ���ات عل���ى اإلنف���اق احلكوم���ي حتى‬ ‫‪: 2013/7/31‬‬ ‫* يتعل���ق اإلنف���اق احلكوم���ي أساس���ا بدف���ع‬ ‫املرتب���ات والدع���م للخدمات العام���ة من كهرباء‬ ‫ووق���ود وم���اء ومتوين ‪ ،‬وه���ذا اإلنف���اق ال يرتبط‬ ‫بتنمي���ة اقتصادي���ة وال ي���ؤدي إىل زي���ادة القدرة‬ ‫اإلنتاجي���ة للف���رد أو االقتصاد الوط�ن�ي ‪ ،‬وال يدل‬ ‫عل���ى ختصيص مبال���غ كبرية إلع���ادة األعمار ‪،‬‬ ‫وق���د بلغ معدّل اإلنفاق الش���هري بش���أن املرتبات‬ ‫والدع���م حنو ‪ 3‬مليار دين���ار ‪ ،‬يف حني بلغ معدّل‬ ‫اإلنف���اق الش���هري خبص���وص التنمي���ة وإع���ادة‬ ‫األعمار ‪ 1.6‬مليار دينار ‪.‬‬ ‫* أصب���ح االنف���اق احلكوم���ي عل���ى املرتب���ات‬ ‫والدع���م ينمو مبعدّالت عالية ‪ ،‬واس���تمراره يعين‬ ‫ان الدول���ة تضي���ف اىل التزاماته���ا اجلارية س���نة‬ ‫بع���د اخ���رى اعب���اء دائم���ة ‪ ،‬االم���ر ال���ذي يصعب‬ ‫التخلص منه يف املس���تقبل ‪ ،‬او على احسن تقدير‬ ‫يكون التخل���ص منه مكلفا للغاي���ة ‪ ،‬من النواحي‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬ ‫* ال توج���د اي مؤش���رات ت���دل عل���ى تقلي���ص‬

‫* إذا كان من الس���هل اليوم متويل العجز من‬ ‫االرص���دة احلكومي���ة ‪ ،‬إال ان ش���هية االنف���اق قد‬ ‫تؤدي اىل اه�ل�اك الفوائض املالية وبداية تراكم‬ ‫حجم الدين العام ‪ ،‬لذا جيب االعتماد على املنطق‬ ‫االقتصادي وجعله ج���زءا ال يتجزأ من آلية صنع‬ ‫الق���رار يف مواجه���ة اخلي���ارات املتعلق���ة باالنفاق‬ ‫العام ‪.‬‬ ‫ربر‬ ‫* إن االنف���اق احلكوم���ي اجل���اري غ�ي�ر م ّ‬ ‫‪ ،‬وعل���ى احلكومة ان حتافظ على سياس���ة توازن‬ ‫املوازن���ة ‪ ،‬لذا جيب ان تكون االس���تدانة بش���روط‬ ‫قاسية ومعايري حمدّدة ‪.‬‬ ‫* نك ّرر الطلب من احلكومة ‪ ،‬أن تنظر جبدّية‬ ‫اكرب يف دعم السلع واخلدمات العامة اليت تقدّم‬ ‫بتكالي���ف تق���ل بكث�ي�ر ع���ن تكلفته���ا احلقيقية ‪،‬‬ ‫خاص���ة الكهرب���اء والوق���ود والس���لع الغذائية ‪ ،‬ما‬ ‫ادى اىل االف���راط يف اس���تهالكها ‪ ،‬وم���ن ّ‬ ‫مت هدر‬ ‫جان���ب مهم من االنفاق الع���ام للدولة ‪ ،‬خاصة يف‬ ‫ظ���ل الظ���روف احلالية حيث االع���داد اهلائلة من‬ ‫الس���ائبة ب�ي�ن ظهرانينا‬ ‫العمال���ة غري الش���رعية ّ‬ ‫وال�ت�ي تضاعف من عدد املس���تفيدين م���ن الدعم‬ ‫‪ ،‬واعتقد ال احد يس���اوره ش���ك يف ان دع���م الوقود‬ ‫كان له دور كبري يف ازمة البنزين اليت تشهدها‬ ‫العاصمة طرابلس هذه االيام ‪.‬‬

‫* ع���دد س��� ّكان ليبيا بلغ حس���ب آخر احصائية‬ ‫مخس���ة ماليني ومائة وستون الف (‪5,160,000‬‬ ‫) نس���مة ‪ ،‬وه���و رقم ال يع���ادل حتى رق���م اآلحاد‬ ‫م���ن عدد س��� ّكان الصني ‪ ،‬ومع ذلك فنعاني اش��� ّد‬ ‫املعاناة رغم االمكانيات املتاحة ‪ ،‬واعتقد جازما ان‬ ‫سبب ذلك هو الفساد املالي واالداري ‪ ،‬حيث االمور‬ ‫مازال���ت ومنذ اربعة عقود ‪ ،‬موكلة اىل غري اهلها‬ ‫‪ .‬ل���ذا فليبيا حباجة ماس���ة اىل اعادة نظر كاملة‬ ‫جبهازه���ا االداري ّ‬ ‫املرته���ل وغ�ي�ر املنت���ج ‪ ،‬والذي‬ ‫مي ّثل عبء على الدولة الليبية ويس���تنزف امواال‬ ‫طائلة ‪.‬‬ ‫عما وراء‬ ‫* م���ن خالل حتليل املوازنة وفحص ّ‬ ‫االرق���ام ‪ ،‬ي ّتض���ح ّ‬ ‫أن موازنة الدولة لس���نة ‪2013‬‬ ‫تس�ي�ر وبكل ثبات على خطى موازنة سنة ‪2012‬‬ ‫وميكن استنتاج ذلك من خالل اآلتي ‪:‬‬ ‫* موازن���ة س���نة ‪ ، 2013‬خمصص���ة لتغذي���ة‬ ‫اجلان���ب االس���تهالكي عل���ى حس���اب اجلان���ب‬ ‫االس���تثماري وه���و م���ا إ ّتس���مت ب���ه موازنة س���نة‬ ‫‪.2012‬‬ ‫* هن���اك قصور واضح يف ش���فافية و آلية تنفيذ‬ ‫املوازن���ة ‪ ،‬وه���و ايضا م���ا ا ّتصفت به موازنة س���نة‬ ‫‪ ، 2012‬ففي غياب ّ‬ ‫الشفافية ‪ ،‬تقول بعض املصادر‬ ‫عن موازنة السنة السابقة ‪،‬انه ّ‬ ‫مت انفاق ‪ 22‬مليار‬ ‫دين���ار‪ ،‬ومص���ادر ثاني���ة تش�ي�ر اىل ان املتبقي من‬ ‫املوازنة ‪ 4‬ملي���ارات ‪ ،‬يف حني وافق املؤمتر الوطين‬ ‫يف املدة املاضية على طلب احلكومة احلالية على‬ ‫مبلغ ‪ 8‬مليارات دينار ‪ ،‬قيل ا ّنه املتبقي من موازنة‬ ‫‪ ، 2012‬وحس���ب مص���ادر اخرى ف���إن احلكومة‬ ‫الس���ابقة ذاتها ‪ ،‬ال تتوف���ر لديها معلومات كافية‬ ‫عن االنفاق خالل الفرتة من س���بتمرب اىل نوفمرب‬ ‫سنة ‪ ، 2012‬حيث مل يشمل حمضر التسليم بني‬ ‫احلكومت�ي�ن ال���ذي جرى ي���وم ‪ 25‬نوفمرب ‪2012‬‬ ‫عل���ى م���ا انفق خ�ل�ال تلك الف�ت�رة ( س���بتمرب اىل‬ ‫نوفمرب )‪.‬‬ ‫* خل���ق النف���ط نوع من االس�ت�رخاء ‪ ،‬جعل معه‬ ‫آلي���ة التخطي���ط غ�ي�ر ج���ادة ‪ ،‬وادّى اىل تراخ���ي‬ ‫الدولة وعدم االجته���اد يف تنويع مصادر الدخل ‪،‬‬ ‫وقد بدأ ذلك واضحا منذ سبعينيات القرن املاضي‬ ‫وعمق آثاره الزيادة االوىل يف اسعار النفط عقب‬ ‫‪ّ ،‬‬ ‫احلض���ر النفطي س���نة ‪ 1973‬وإعادة الكرة عقب‬ ‫االنق�ل�اب على حكم ش���اه ايران س���نة‪ ، 1979‬ثم‬ ‫سنة ‪.2000‬‬ ‫* اخلش���ية م���ن ان يس���تمراالقتصاد اللي�ب�ي يف‬ ‫املس���ار ال���ذي س���لكه طيلة اربع���ة عق���ود مضت ‪،‬‬ ‫ويصاب ما يعرف يف االدب االقتصادي مبصطلح‬ ‫(املرض اهلولندي ) نسبة ملا اصاب اقتصاد هولندا‬ ‫س���نة ‪ ،1974‬حيث املصطلح يعين اعتماد الدولة‬ ‫عل���ى مص���در واح���د للدخ���ل االجن�ب�ي وترتاخى‬ ‫يف تنوي���ع مص���ادر الدخ���ل ‪ ،‬ويش���ار اىل ان دول���ة‬ ‫النروي���ج قد تنّبهت لذلك ‪ ،‬وحنت منحى خمتلفا‬ ‫ع���ن هولندا وعن بقية ال���دول النفطية ‪ ،‬و ق ّررت‬ ‫ع���دم االعتماد على النفط لتمويل ميزانياتها‪ ،‬إال‬ ‫م���ا يع���ادل ‪ %4‬لدعم املوازنة ‪ .‬فنتمن���ى ان يتوفر‬ ‫لدين���ا هذا الفكر اخلالق والعزمية لتغيري املس���ار‬ ‫اىل االفضل ‪ ،‬ونأمل ان تأخذ موازنة الدولة لسنة‬ ‫‪ ، 2014‬مس���ارا دو طابع انتاجي ‪ ،‬فالعدو األول‬ ‫للنم���و االقتص���ادي هو غي���اب االنتاجي���ة ‪ ،‬لذلك‬ ‫فليبي���ا يف حاج���ة اىل اصالح يبدأ م���ن الرأس اىل‬ ‫اسفل ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪21‬‬

‫كذبـوا… مل خنسر ‪ 9‬مليارات… الذى خسر هى حساباتهم باخلارج‬ ‫إبراهيم حممد الزغيد‬ ‫خي���رج علينا من وقت آلخ���ر فقهاء االقتصاد‬ ‫والنف���ط صارخني بأن ليبيا خس���رت تس���عة‬ ‫ملي���ارات دين���ار بس���بب قف���ل احلق���ول وهذا‬ ‫الفه���م إن كان ميث���ل ح���دود معرف���ة هؤالء‬ ‫وفى مقدمتهم األستاذ الدكتور عبد الباري‬ ‫العروس���ي فه���ى طام���ة وإن كان املقص���ود‬ ‫إرهاب الش���عب اللييب لش���ن محل���ة على من‬ ‫يقوم بقفل احلق���ول واملوانئ فالطامة أكرب‬ ‫فه���و ترويج للخ���وف الذى كن���ا نعتقد بأنه‬ ‫ذه���ب م���ع (القائ���د)‪ ...‬احلقيقة أيها الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي أنن���ا مل نقتل الق���ذايف ب���ل (صرفناه)‬ ‫فك���ة‪ ...‬ويبقى أطن�ي�ن هو أطن�ي�ن‪ ...‬بل أدهى‬ ‫وأم���ر ألنه كان لدينا أمل أن القذافى عندما‬ ‫ينتهى س���يؤول األمر اىل رجال فى مس���توى‬ ‫التح���ول يـُـخرج���وا الوط���ن م���ن النف���ق إىل‬ ‫مس���اق الدول���ة احلديث���ة‪ ...‬على اق���ل تقدير‬ ‫كم���ا حولنا ف���إذا بش���هاب الدي���ن أزرط من‬ ‫أخيه‪...‬‬ ‫التوصيف احلقيقي للمليارات التسعة – وأنا‬ ‫حماسب – متثل مثن نفط مل يـُـصدر أى أنه‬ ‫مازال فى باطن األرض وهذا ال ميثل خسارة‬ ‫على اإلطالق‪ ...‬ألنه لو صـُـدر نفط بهذا املبلغ‬ ‫لذهب أدراج الرياح صحبة املليارات الس���ابقة‬ ‫عليه الت���ى نهبت بالداخل وهرب���ت للخارج‪...‬‬ ‫ع���دم تصدي���ر النف���ط ليس خس���ارة إال على‬ ‫الذي���ن كان���وا يتقاضون العمـُـ�ل�ات باملاليني‬ ‫واألصح أن يقولوا فاتنا تصدير النفط مببلغ‬ ‫‪ 9‬ملي���ارات ال أن يقول���وا خس���رنا ل���و كان‬ ‫فهمهم صحيحاً و شفافاً‪.‬‬ ‫الس���يد على زيدان املس���مى (رئي���س حكومة)‬ ‫ل���و كان ج���اداً فى حل موض���وع النفط لقبل‬ ‫تش���كيل جلنة قضائية للتحقيق فى كميات‬ ‫النفط التى صـُـدرت بدون عدادات منذ ‪/ 17‬‬ ‫فرباير ‪.2011 /‬‬ ‫مافيا النف���ط ال تريد التحقي���ق فى الكميات‬ ‫املص���درة ألن ه���ذا س���يجر إىل ط���رق البي���ع‬ ‫وش���روط الس���داد احلالية واملؤجلة إلرتباط‬ ‫هذا بأس���عار البورصة العاملية ونوعية النفط‬

‫املصدر‪ ...‬إن عدم املوافقة على تشكيل اللجنة‬ ‫املطال���ب به���ا قرين���ه عل���ى أن هناك م���ا يـُـراد‬ ‫إخفائ���ه وإال لعمل���وا بق���ول ن�ب�ي اهلل إبراهيم‬ ‫ليطمئن قل�ب�ي‪ ...‬إن اللجنة املطالب بها جيب‬ ‫أن تش���مل خ�ب�راء فى تس���ويق النف���ط وليس‬ ‫جلن���ة إداري���ة تق���ارن ب�ي�ن أوراق م���ن صـُـنع‬ ‫اجلهة املراد التفتيش عليها‪ ...‬نفسها‪...‬‬ ‫التضلي���ل ح��� ّول ه���ذه القضي���ة الوطنية إىل‬ ‫قضي���ة قبلية عل���ى وهم أن قبيل���ة املغاربة –‬ ‫وأنا منهم – تتحمل وزر قفل النفط باعتباره‬ ‫واق���ع ضمن نفوذها وأن قائ���د محلة املطالبة‬

‫كان يهتف (للقذاف���ى) يوم ‪2011/02/14‬‬ ‫ويس���بح بفكر القائد وثورة سبتمرب العظيمة‬ ‫(الفاتح) ال ميثلين ‪...‬‬ ‫وأعطيك���م عين���ة من رج���ال املغارب���ة فى عز‬ ‫ج�ب�روت القذافى عندم���ا طلبوا م���ن املغاربة‬ ‫التنص���ل م���ن يوس���ف املقري���ف وأبنه حممد‬ ‫وج���اء وف���د كب�ي�ر م���ن القذاذف���ه يقوده���م‬ ‫خليف���ة أحني���ش ال���ذى طل���ب التنص���ل وأن‬ ‫يوسف املقريف نفسه موجود فى املركز فى‬ ‫إجدابيا ليعل���ن أمامكم بأنه ليس من املغاربة‬ ‫ولكن احلاضرون رفض���وا إحضار املقريف أو‬

‫بالتحقيق واحملاس���بة ينتمي لقبيلة املغاربة‬ ‫(جضران) ماذا س���يكون وض���ع قبيلة املغاربة‬ ‫لو كان القائم بوقف التصدير من العبيدات‬ ‫مث ً‬ ‫ال ‪...‬‬ ‫من اعتربوا أنفسهم (شيوخ) للمغاربة خـُـدعوا‬ ‫فاخندع���وا س���واء ع���ن جهل أو غ�ي�ره ألن من‬

‫الت�ب�ري من���ه كان ذل���ك فى االجتم���اع الذى‬ ‫عق���د مبنطق���ة (الش���ام) قب���ل الربيق���ة ف���ى‬ ‫الثمانينات وكان يق���ود املغاربة املرحوم عبد‬ ‫النيب اهلت���ش رمحه اهلل فعاد القذاذفة خبفي‬ ‫حنني فى ذلك اليوم‪.‬‬ ‫عق�ل�اء املغارب���ة (املفرتض�ي�ن) كان جيب أن‬

‫إعالن جماني‬

‫دع���وة للحضور واملش���اركة يف فعاليات املعرض الوط�ن�ي للطوابع الربيدية‬ ‫‪ 2013‬الذي تنظمه شركة بريد ليبيا مبناسبة االحتفاالت بعيد االستقالل‬ ‫يف يوم���ي ‪ 26 - 25‬ديس���مرب يف فندق تيبس�ت�ي مبدينة بنغازي من الس���اعة‬ ‫‪ 10‬صباحاً الي ‪ 8‬مس���ا ًء وس���يتم عرض اصدار طابع بريد جديد مبناسبة‬ ‫االحتف���االت بعي���د االس���تقالل وس���يتم خالل املع���رض التعري���ف خبدمات‬ ‫ش���ركة بريد ليبيا اجلديدة وسيشارك يف املعرض جمموعة من هواة مجع‬ ‫الطوابع الربيدي و جمموعة من النشاطات األخرى‪.‬‬ ‫وملزيد من املعلومات ‪ 0925114817‬أو ‪0917125976‬‬

‫يضغطوا لتحقيق الش���فافية لص���احل الوطن‬ ‫ال أن يتحولوا إىل أداة إلفش���ال قضية هى فى‬ ‫أساسها وطنية ال قبلية لو كانوا يفقهون‪...‬‬ ‫الفه���م األع���وج يقودن���ي إىل تقيي���م ق���رارات‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام ال���ذى أثبت���ت األي���ام‬ ‫أنه لي���س وطين وال ع���ام ‪ ..‬قراري���ن ‪53-27‬‬ ‫املتعلق���ة بإخ���راج الكتائب املس���لحة من املدن‬ ‫وهمه���م األول طرابل���س وغ���اب ع���ن ه���ؤالء‬ ‫املش���رعني أن ق���رارات به���ذا الش���كل تضف���ي‬ ‫مش���روعية عل���ى ه���ذه الكتائ���ب ألن املطلوب‬ ‫منه���ا أحنص���ر فى طل���ب إعادة انتش���ار ليس‬ ‫إال‪ ...‬ه���ذه الكتائب املس���لحة ختنق احلكومة‬ ‫واملؤمت���ر للح���د ال���ذى وص���ل فيه األم���ر أن‬ ‫رئي���س املؤمت���ر بو س���همني (س���هم ‪ +‬س���هم)‬ ‫يـُـختط���ف رئي���س حكومته فيذه���ب لزيارته‬ ‫فيوعد من مليش���يا بأنها ستطلق سراحه بعد‬ ‫س���اعتني ومل يقدم اس���تقالته على وقوع هذه‬ ‫الكارثة فى زمن رئاس���ته املؤمتر‪ ...‬ويقال بأن‬ ‫إطالق سراحه جاء بتدخل أجنيب خارجي‪...‬‬ ‫وأحد م���ن أعضاء املؤمتر ص���احل إجعودة قال‬ ‫ب���أن احلكومة تع���رف القائم�ي�ن باالغتياالت‬ ‫ف���ى بنغازي ولكنها – املفرتض أنها دولة – ال‬ ‫تس���تطيع تس���ميتهم أو اختاذ إج���راء حياهلم‬ ‫ألنه���م ميلك���ون دباب���ات وصواري���خ‪ ...‬وه���ذا‬ ‫يؤك���د ع���دم تنفيذ نائ���ب رئي���س احلكومة‬ ‫واملكل���ف بالداخلية حيث ه���و أيضاً صرح بأن‬ ‫الفاعلني معروفون ولكن العني بصرية واليد‬ ‫كس���يحة‪ ...‬إذا كان األم���ر كذل���ك مل���اذا ال‬ ‫نطلب تدخل خارجي من أنفسنا بد ً‬ ‫ال أن يأتى‬ ‫رغم أنف املؤمتر واحلكومة‪ ...‬إن التمديد هلذا‬ ‫املؤمت���ر وحكومته التى ي���كاد أن يكون مـُجمع‬ ‫على رفضه شعبيا على نطاق واسع هو العبث‬ ‫بعينه‪.‬‬ ‫وهلل األمر من قبل ومن بعد‪........‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2013/11/18‬‬ ‫‪i_elzughaid@yahoo.com‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫خليل العرييب‬

‫فنان من بالدي‬

‫يوسف بن صرييت‬

‫عبدالسالم قادربوه‬

‫الشاعر الغنائي والباحث‬ ‫عبدالسالم قادربوه‬ ‫*يعت�ب�ر الش���اعر الغنائ���ي والباحث يف جمال‬ ‫الرتاث الشعيب عبدالس�ل�ام ابراهيم قادربوه من‬ ‫أوائ���ل ش���عراء األغنية الذي���ن كتب���وا لإلذاعة‬ ‫الليبية ‪،‬فقد ش���ارك العم���ل الغنائي مع املطرب‬ ‫الراح���ل حمم���د صدقي وامللحن حس���ن عرييب‬ ‫أول أغنية تذاع بإمسه بعنوان ( كيف نوصفك‬ ‫للناس ) ‪.‬‬ ‫* كان قبله���ا حياول الكتاب���ة باللغة العربية‬ ‫وكان ش���ديد اإلهتمام باألدب الش���عيب القديم‬ ‫وقد س���اهم يف مج���ع وتدوين بعض ه���ذا األدب‬ ‫امل���وروث ع�ب�ر كت���ب وثائقي���ة منه���ا كت���اب‬ ‫أغنيات���ي من ب�ل�ادي ومقاعد أصح���اب الصوب‬ ‫ونصوص من األمثال الشعبية ‪.‬‬ ‫* ب���دأ حياته العملية مدرس���ا للغة العربية ثم‬ ‫موظفا ب���وزارة اإلعالم وعض���و بلجنة نصوص‬ ‫األغاني باإلذاعة ‪.‬‬ ‫* كم���ا أختري نقيب���ا للفنانني ببلدي���ة بنغازي‬ ‫سنة ‪. 1978‬‬ ‫* قدم الكث�ي�ر من الربامج اإلذاعية املس���موعة‬ ‫واملرئي���ة املهتم���ة ب���األدب الش���عيب منه���ا‪ :‬أنغام‬ ‫خالدة – عامل الرتاث الشعيب – يا حزاركم ‪.‬‬ ‫* درس بالقاه���رة باملرك���ز الوط�ن�ي للفن���ون‬ ‫الشعبية ملدة ثالث سنوات مما ساعده يف دراسة‬ ‫األدب الش���عيب اللييب وتقديم دراس���ات عن هذا‬ ‫األدب ‪.‬‬ ‫* ش���ارك اإلذاع���ة يف كتابة بع���ض النصوص‬ ‫التمثيلي���ة منها ‪ :‬األرض – القلعة – مذكرات‬ ‫فتاة عصرية ‪.‬‬ ‫* قام جبولةعربية جلمع تراث هذه الش���عوب‬ ‫العربي���ة ‪ ،‬فق���د زار كل م���ن اليم���ن ومص���ر‬ ‫وجيبوتي وسوريا ‪.‬‬ ‫* س���اهم بتحدي���ث وتطوي���ر األغني���ة الليبية‬ ‫احلديث���ة ويعترب من رواد هذا اجملال وما كتبه‬ ‫من أغاني أسس���ت ملصار جديد لألغنية الليبية‬ ‫مث���ل أغني���ة ‪ :‬طريي���ن يف ع���ش الوف���اء – ورد‬ ‫اجلناي���ن – كي���ف نوصف���ك للن���اس – نري���د‬ ‫اجلفا ‪ ،‬وكتب ملحمة ( الصرب وعزوم الرفاقة‬ ‫) وأوبريت ( أحلان خالدة ) وغريها من األعمال‬ ‫الغنائية الرائعة ‪.‬‬ ‫* إنتق���ل إل���ي جوار ربه ي���وم اخلمي���س املوافق‬ ‫‪. 1988/7/7‬‬

‫الفنانون وجلنة الدستور‬ ‫الدستور هو حلم كل الليبيني حلم‬ ‫الث���وار لتحقيق أهداف ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫‪ ،‬والدس���تور هو الذي سيحقق لألجيال‬ ‫طموحاتها حنو جمتم���ع مزدهر يؤمن‬ ‫مبس���تقبل تتحقق في���ه العدالة واألمن‬ ‫والكرام���ة واحلرية وحقوق اإلنس���ان ‪،‬‬ ‫دس���تور أساس���ه كرامة وع���زة وحرية‬ ‫اإلنس���ان اللي�ب�ي الذي ع���اش قرون من‬ ‫الظلم والعسف والعبودية ‪.‬‬ ‫وحي���ث أن الفنان�ي�ن ه���م ضمري هذا‬ ‫الشعب هم من يعرب عن آماله وأحالمه‬ ‫حنو حياة حرة كرمي���ه ‪ ،‬عندها حتما‬ ‫سيس���عي ه���ؤالء الفنان�ي�ن ألن يكون���وا‬ ‫يف مقدم���ة اجلماه�ي�ر حن���و صنادي���ق‬ ‫اإلنتخابات إلختيار مرشحيها األكفاء‬ ‫القادري���ن عل���ي صياغ���ة هذا الدس���تور‬ ‫احللم ‪.‬‬ ‫إن الفنان�ي�ن الي���وم مطالب�ي�ن ب���أن‬

‫ال يتأخ���روا ع���ن ه���ذا اإلس���تحقاق‬ ‫املصريي ملس���تقبل بالدهم ومستقبلهم‬ ‫ووجوده���م كمبدع�ي�ن ‪ ،‬فإختياره���م‬ ‫للعناصر املؤهلة لوضع أس���س ومبادئ‬ ‫هذا الدس���تور الذي سيحقق اإلستقرار‬ ‫لليبيا اجلديدة ‪.‬‬ ‫لق���د كان األمل أن يكون بني جلنة‬ ‫الستني من الفنانني املدركني ملطالبهم‬ ‫يف صياغ���ة الدس���تور ال���ذي يؤك���د‬ ‫عل���ي حري���ة التعبري مبختلف أش���كاله‬ ‫وحري���ة اإلب���داع واملبدع�ي�ن ورعايتهم‬ ‫ومحايته���م ومحاي���ة إبداعاتهم وتنص‬ ‫م���واده عل���ي تش���جيع الفن���ون واآلداب‬ ‫ودعمه���ا وتش���جيعها ومحاي���ة ال�ت�راث‬ ‫الثق���ايف واحلض���اري لليبي���ا مبختل���ف‬ ‫مكوناتها ‪ ،‬وبالتأكيد عندها سيس���اهم‬ ‫الفنان�ي�ن أو م���ن خيتارونهم يف صياغة‬ ‫دس���تور يؤس���س لقيم احلرية والعدالة‬

‫اإلجتماعية وتكافل الفرص واملس���اواة‬ ‫واألمن للمواطن والفصل بني السلطات‬ ‫وإس���تقاللية القضاء وحرية الصحافة‬ ‫واإلعالم والتعددية السياسية وحقوق‬ ‫اإلنس���ان وحق���وق األقلي���ات يف دول���ة‬ ‫مجهوري���ة مدني���ة دميقراطية موحدة‬ ‫ديانته���ا إس�ل�امية ولغته���ا العربي���ة‬ ‫وعاصمتها طرابلس ‪.‬‬ ‫وعليه بدورنا ندعو مجيع الفنانني‬ ‫والفنانات جبميع شرائحهم مسرحيني‬ ‫وموس���يقيني وفنون تش���كيلية وشعبية‬ ‫وسينمائيني وإذاعيني وشعراء للمبادرة‬ ‫بالتسجيل يف دوائرهم اإلنتخابية حيت‬ ‫يؤدوا رس���التهم الوطنية وإستحقاقهم‬ ‫الدميقراطي بكل حرية ويس���اهموا يف‬ ‫إجناز هذا املشروع املصريي ‪.‬‬

‫القضاء التونسي يفرج عن مغين الراب ولد الكانز‬ ‫بعد أن أدين مطرب الراب الش���هري عالء اليعقوبي الش���هري‬ ‫بإبن الكانز ( نس���بة ألنه بدأ الغناء وعمره ‪ 15‬س���نة ) وحكم‬ ‫علي���ه بالس���جن أربعة أش���هر مع النف���اذ العاج���ل بتهمة أداء‬ ‫أغني���ة تهج���م فيها عل���ي رجال الش���رطة وعن���وان األغنية (‬ ‫البوليس���ية كالب ) وال�ت�ي غناها يف مهرج���ان احلمامات يف‬ ‫شهر أغسطس املاضي ‪.‬‬ ‫غري أن حمكمة قرمباية ( تبعد ‪ 40‬كلم جنوب العاصمة‬ ‫) أفرج���ت عنه وبرأته من التهم املنس���وبة إليه ‪ ،‬وس���بق إلبن‬ ‫الكانز أن دخل السجن بسبب هذه األغنية يف بداية هذا العام‬ ‫‪ ،‬ويعتقد الكثريون أنه قدم هذه األغنية إنتقاما من الشرطة‬ ‫اليت إعتقلته العام ‪ 2012‬بسبب املخدرات ‪.‬‬ ‫وتعترب هذه األغنية اليت نش���رت علي اليوتيوب من أكثر‬ ‫األغاني مشاهدة علي شبكة التواصل اإلجتماعي ( أكثر من‬ ‫ثالثة مليون و‪ 500‬مشاهد ) ‪.‬‬

‫اإلحتيال األمريكي األفضل عام ‪2013‬‬

‫إختار جملس نقاد الس���ينما يف نيويورك‬ ‫فيلم (اإلحتي���ال األمريكي ) ‪American‬‬ ‫‪ Hustle‬كأفض���ل فيل���م للعام ‪، 2013‬‬ ‫والفيل���م من إخ���راج ديفيد راس���ل وبطولة‬ ‫جمموعة م���ن جن���وم الس���ينما األمريكية‬ ‫( بطول���ة مجاعي���ة ) مث���ل ‪ :‬برادلي كوبر‬ ‫وإمي���ي آدمز وروب���رت دي ن�ي�رو وجينيفر‬ ‫لورن���س وجرميي رينيه وكريس���تني بيل‬

‫ويروي الفيلم قصة حمتالني أجربوا علي‬ ‫العمل م���ع مكت���ب التحقيق���ات الفيدرالي‬ ‫األمريك���ي يف الس���بعينيات ‪ ،‬حي���ث جيس���د‬ ‫الفيل���م حي���اة أح���د احملتال�ي�ن يف مدين���ة‬ ‫نيوجرس���ي األمريكية والذي يتعرف علي‬ ‫فن���ان ه���او ويقومان مع���ا بتقلي���د عدد من‬ ‫اللوح���ات الفني���ة املعروف���ة عاملي���ا وه���و ما‬ ‫يعرف بفضيحة ( أبسكام ) اليت طالت عدد‬

‫من أعضاء جملس الن���واب األمريكي وهي‬ ‫م���ن أكث���ر فضائ���ح الساس���ة األمريكيني‬ ‫اليت أثارت جدال واس���عا يف أوساط جمتمع‬ ‫الوالي���ات املتح���دة األمريكي���ة وأصاب���ت‬ ‫اجملتم���ع بصدمة كبرية وكش���ف الغطاء‬ ‫ع���ن جمتم���ع الرذيل���ة والس���لطة واملافي���ا‬ ‫الذي���ن خيتل���ط لديه���م ال�ت�رف الزائ���ف‬ ‫باخلديعة والقتل بدم بارد ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫وعن احلكام الطيبني جداً أقول لكم ‪. .‬‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫مدينتنا الرائعة أبداً بنغازي هلا تاريخ‬ ‫مش���رف جداً يف جم���ال حتكيم كرة‬ ‫الق���دم ‪ ،‬فق���د ع���رف حكامن���ا قان���ون‬ ‫كرة القدم قبل أن يعرف القطريون‬ ‫واإلماراتيون (اجليالتي)‪.‬‬ ‫ففي عشرينيات القرن املاضي جرت‬ ‫أول بطولة كروية يف مدينة بنغازي‬ ‫وذلك يف ملعب اللوح ( مقر الكنيس���ة‬ ‫الكاثوليكية ) ‪ ،‬وكانت حتت إش���راف‬ ‫االحت���اد اإليطال���ي لك���رة الق���دم ‪،‬‬ ‫وشارك فيها أربعة العبني من مدينة‬ ‫بنغازي وهم ‪ :‬ف���رج الرقيق ‪ ،‬وحممد‬ ‫ومصطفى دوم���ة ‪ ،‬والالعب ( روقاب‬ ‫)‪.‬‬ ‫وق���د ق���ام بتحكي���م ه���ذه البطول���ة‬ ‫احلكم���ان اإليطالي���ان ( س���انيت ) و (‬ ‫كريب���ا ) ‪ ،‬وقد أقاما ه���ذان احلكمان‬ ‫دورة للح���كام البنغازي�ي�ن حضره���ا‬ ‫أربع���ة ح���كام وه���م ‪ :‬عل���ي العنيزي ‪،‬‬ ‫وامله���دي املط���ردي ‪ ،‬وعبدالرمح���ن‬ ‫ب���ركات ‪ ،‬وحممد السنوس���ي البيجو‬ ‫‪ ،‬وبه���ذا يصبح هؤالء احل���كام األربعة‬ ‫ه���م أول م���ن زاول مهن���ة التحكي���م‬ ‫يف مباري���ات ك���رة الق���دم يف مدين���ة‬ ‫بنغازي وذلك منذ عام ‪ 1933‬م ‪.‬‬ ‫إال أن احلكم حممد البيجو استطاع‬ ‫ع���ام ‪ 1937‬احلص���ول عل���ى ش���هادة‬ ‫حتكيم معتمدة من االحتاد اإليطالي‬ ‫لكرة القدم للمنطقة العش���رين ‪ ،‬وقد‬ ‫اعت�ب�ر ه���ذا احل���دث انتص���اراً كبرياً‬ ‫للش���باب اللي�ب�ي باعتب���اره أول حك���م‬ ‫لي�ب�ي يف مدين���ة بنغ���ازي يتحص���ل‬ ‫على هذه الش���هادة ‪ ،‬وبذلك توج رائداً‬ ‫للتحكي���م يف مدين���ة بنغ���ازي ‪ ،‬وق���د‬ ‫ش���ارك هؤالء احل���كام األربعة إضافة‬ ‫إىل احلكم�ي�ن ع���وض الطرش���اني (‬ ‫كسيكس���و ) وعياد ادريزة يف حتكيم‬ ‫أول بطول���ة أقيم���ت بع���د احل���رب‬ ‫العاملي���ة الثانية يف مدينة بنغازي عام‬ ‫‪ 1943‬م وال�ت�ي فاز بها فريق احملكل‬ ‫‪ . . .‬كم���ا انض���م فيما بع���د إىل قائمة‬ ‫احل���كام العب فري���ق الفولقر احممد‬ ‫الفيتوري واألس���تاذ عبداهلل الش���ريف‬ ‫‪ ،‬وس���اهما هذان احلكمان يف بطوالت‬ ‫بنغ���ازي ال�ت�ي أقيمت يف األع���وام اليت‬ ‫تلت تلك البطولة ‪.‬‬ ‫ث���م بع���د ذل���ك بف�ت�رة وجي���زة برز‬ ‫حكم آخر وهو الالعب السابق ملنتخب‬ ‫بنغ���ازي ومجعية عم���ر املختار ‪ :‬عمر‬ ‫العقوري ‪.‬‬ ‫وق���د ع���رف التحكي���م يف مدين���ة‬ ‫بنغ���ازي بنزاهت���ه وأخالقيات���ه ‪،‬‬ ‫ويف مخس���ينات الق���رن املاض���ي ب���رز‬ ‫أيض���اً احلكم عب���داهلل بال���ه ‪ ،‬واحلكم‬ ‫فتح���ي بوختالة الذي ع���رف بثقافته‬ ‫الرياضي���ة يف جم���ال التحكي���م ‪ ،‬وال‬ ‫أذكر زلة قدم أو هفوة هلؤالء احلكام‬

‫األفاض���ل الذي���ن س���نظل نذكره���م‬ ‫دائماً بأنهم كانوا شرفاً كبرياً جملال‬ ‫التحكي���م ‪ ،‬إال أنين أذك���ر جانب آخر‬ ‫من هذا احلديث ‪ . ..‬فقد حدث عندما‬ ‫كن���ت العب���اً يف فري���ق اهل�ل�ال ع���ام‬ ‫‪ ، 1974‬وكنا يف تلك البطولة حنتاج‬ ‫إىل نق���اط آخر مباراة لك���ي بنبقى يف‬

‫الدرجة األوىل ‪ ،‬وكان���ت تلك املباراة‬ ‫يف مدين���ة طرابل���س ‪ ،‬ولك���ن حك���م‬ ‫املب���اراة ظلمناً ج���داً وتعمد خس���ارتنا‬ ‫بصافرت���ه املس���مومة ‪ ،‬واتض���ح فيم���ا‬ ‫بعد أنه تعمد ذلك ‪ ،‬فقد وجد تسجيل‬ ‫صوتي هلذا احلكم وهو يقول حرفياً ‪:‬‬ ‫" سأعمل على خسارة فريق اهلالل يف‬ ‫املباراة غداً " ‪ ،‬وهذا جانب آخر من سوء‬ ‫التحكيم ذكرته فقط لنعرف الفرق‬ ‫بني احلك���م الع���ادل واحلك���م املتحيز‬ ‫ي���راع ش���رف املهنة‬ ‫الظ���امل ال���ذي مل ِ‬ ‫وأمانة الصافرة وقدسيتها ‪.‬‬ ‫فحكم كرة القدم هو س���يد امللعب‬ ‫‪ ،‬وهو صاحب احلق يف اإلنذار والطرد‬ ‫‪ ،‬وعندم���ا يع�ت�رض العب عل���ى قرار‬ ‫احلك���م ال يكتف���ي باحلص���ول عل���ى‬ ‫جزائه داخ���ل أرض امللع���ب ‪ ،‬بل ميتد‬

‫ه���ذا اجل���زاء خ���ارج امللع���ب فتفرض‬ ‫العقوب���ات الصارم���ة والرادعة ‪ ،‬ولكن‬ ‫هل احلكم دائماً حمق ؟‬ ‫واللقط���ة املرفقة مع هذا املقال هي‬ ‫خ�ي�ر تعبري ع���ن ذل���ك ‪ ،‬فه���ي تعكس‬ ‫طريق���ة اس���تفزازية يس���لكها احلكم‬ ‫لل���وم على حارس مرم���ى أحد الفرق‬ ‫اإلجنليزي���ة ويظهر احلك���م بقبضته‬ ‫القوي���ة وكأن���ه يتوع���ده ويه���دده‬ ‫باالنتقام منه ‪.‬‬ ‫أما اللقطة الثانية فهي ملدرب فريق‬ ‫إطلنطا اإليطالي يف حالة هجوم على‬ ‫حك���م املباراة الذي جع���ل فريقه ظلماً‬ ‫يهب���ط إىل الدرجة الثاني���ة وبالرغم‬ ‫من أن مدير الكرة حياول إيقافه ‪ ،‬إال‬ ‫أنه أفلت منه وهجم على احلكم الذي‬ ‫رآه م���ن وجهة نظره أنه مل يكن عاد ً‬ ‫ال‬ ‫على اإلطالق !‬

‫التحليل الرياضى‬ ‫اىل أين ؟!!!‬

‫بع���ض االخ���وة الذي���ن يظه���رون ف���ى القنوات‬ ‫الرياضي���ة لتحلي���ل املباري���ات الرياضية وخاصة‬ ‫مباري���ات كرة الق���دم يذهبون بعي���دا عن االمور‬ ‫الفنية وعن سري املباراة ويدخلون فى حكايات هى‬ ‫عب���ارة عن اس���تنتاجات ‪ ،‬واحتم���االت ‪ ،‬وتقديرات‬ ‫ف���ى الوق���ت ال���ذى كان جيب عليه���م ان يرتكز‬ ‫حتليله���م ف���ى س�ي�ر املب���اراة وأحداثه���ا الفني���ة‬ ‫ليتحدث عن طريقة اللعب واخلطة التى رمسها‬ ‫امل���درب وهل ادى الالعبون ماه���و مطلوب منهم ‪..‬‬ ‫وأوج���ه القصور ف���ى االداء ‪ ..‬ماه���ى االخطاء اليت‬ ‫ج���اءت منه���ا االه���داف ‪ ،‬وه���ل تدخل امل���درب فى‬ ‫الوقت املناس���ب إلصالح االخطاء ‪ ،‬او تطوير خطة‬ ‫اللع���ب ‪ ..‬كل ه���ذه التفاصي���ل الفني���ة اذا كان‬ ‫املعل���ق لدي���ه الق���درة الفنية ‪.‬ه���ذا االمر س���يتيح‬ ‫الفرص���ة للمدرب لالس���تفادة من ه���ذا التحليل‬ ‫وتالف���ى االخطاء ف���ى املباريات القادم���ة ‪ ..‬يضاف‬ ‫إىل ه���ذا التحليل " القاص���ر " إن بعض من هؤالء‬ ‫احمللل�ي�ن حياولون ادخ���ال روح الفكاه���ة والنكتة‬ ‫!! معتربي���ن ه���ذا حتليال ف���ى الوقت ال���ذى كان‬ ‫جيب علي بعضه���م بدال من احلضور إىل االذاعة‬ ‫لتحلي���ل املباريات الذه���اب إىل (( اقرب خمترب ))‬ ‫لتحليل الدم ‪!!!!...‬‬

‫إنذار مبكر !!‬ ‫فري���ق األهل���ي األول لك���رة القدم حيج���ز مقعده ف���ى املنافس���ة األفريقية‬ ‫لتمثي���ل ليبيا فى األندية األفريقية أبطال الدوري ومن خالل مش���اركات‬ ‫الس���ابقة كان���ت النتيجة خجولة ومل يتجاوز الفري���ق الدّور ال ّثاني‬ ‫األهلى ّ‬ ‫فى كل املشاركات ‪.‬‬ ‫قمة اجملموعة‬ ‫فري���ق األهل���ي األوّل لكرة القدم على ال ّرغم م���ن تربّعه على ّ‬ ‫ال ّثاني���ة إ ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫أن الفريق يعانى من ثغرات واضحة وضعف ملحوظ فى أكثر‬ ‫م���ن جان���ب األمر الذى س���يص ّعب م���ن ذهاب الفري���ق إىل مرحل���ة أبعد فى‬ ‫الضعف ف���ى الفريق واضح���ة وجل ّية ولكن فرج العقيلي‬ ‫املش���اركة األفريقي���ة ‪ ،‬نق���اط ّ‬ ‫حلسن احلظ مل يتفطن هلا أحد من الفرق املنافسة األمر الذى جعل األهلى‬ ‫ميضى فى سريه بهدوء حنو املقدّمة ‪.‬‬ ‫نأم���ل أن يتدارك اجله���از الف ّنى لألهلى هذه الثغرات وأن يزوّد الفريق بالعبني أكثر مهارة وفاعلية‬ ‫وعطاء ّ‬ ‫للظهور مبظهر ج ّيد ومم ّيز فى اإلستحقاقات القادمة ‪.‬‬ ‫مع متنياتى الط ّيبة لألهلى بال ّتوفيق وال ّنجاح ‪،،‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 - 24 ( - ) 137‬ديسمبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.