العدد 138

Page 1

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪31 ( - ) 138‬‬

‫ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 30 ( - ) 77‬أكتوبر‪ 5 -‬نوفمبر ‪ )2012‬السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫(عبدهللا الكبير)‬


‫‪02‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫اليوم ترى‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫إجابة ‪ ، ،‬لكنه ْ‬ ‫ً‬ ‫خي ُ‬ ‫إستفهامات تتوالد ‪...‬‬ ‫لق‬ ‫يقدح‬ ‫هذا السؤال ال ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الس���ؤال ‪ :‬من هو العام اجلديد ؟ ماذا س���يفعل بنا ؟ ماذا س���نفعل به ؟ هل س���يعطينا‬ ‫مقاييسها ‪ ،‬وهلا‬ ‫حنن معشر الليبيني أم سيأخذ منا ؟ فالعالقة بني البشر والزمن هلا‬ ‫ُ‬ ‫معايري خاصة للحساب ‪.‬‬ ‫يف االزمن���ة املاضي���ة وقبل انتش���ار التعليم يف ليبي���ا ويف غريها م���ن األوطان ‪ ،‬كان‬ ‫االفتتاحية يكتبها الن���اس يطلقون على الس���نوات أمساء مثل ‪( :‬ع���ام الريح) ‪ ،‬و(عام اجل���راد ) ‪ ،‬و(عام‬ ‫‪ :‬عبد الرحمن الثلج ) و(عام اجلدري) وغريها ‪ ،‬فماذا أطلق الليبيـون يا ُترى على سنـة ‪ 2011‬م ؟‪.‬‬ ‫شلقم‬ ‫بال ش���ك ‪،‬عام الثورة أظن أن الكثري من الكبار يف ليبيا قد فعلوا ذلك ‪،‬فعلوه بتحبب‬ ‫وتقدي���ر قد يصل اىل حد التقديس ‪،‬بل ميكن القول أن الكثري من الش���باب يذهبون‬ ‫نف���س املذهب ‪،‬أم���ا مصطلح ( الربيع العرب���ي( فيبقى من خام���ات الكالم الصناعي‬ ‫الذي تس���تهلكه النخب ‪.‬ولنتقدم س���نة أخرى على مس���ار الزمن اللييب ‪،‬ماذا نسمي‬ ‫س���نة ‪ 2012‬؟ ‪،‬الش���ك أن على أكتافنا الكثري من األمساء اليت ميكن أن ننزهلا على‬ ‫رأس تلك السنة اليت ذهبت أو تهاوت أو هوت ‪ ،‬عام (الضياع ) ؟! ‪ ..‬عام (اإلحباط ؟!)‬ ‫(عام الصراع ؟!) ‪.‬‬ ‫أم���ا س���نة ‪ 2013‬م فه���ي أم العناوي���ن وأبوها ‪ ،‬نس���تطيع أن جند هل���ا مئات األمساء‬ ‫‬‪‪،‬فهي عام حيمل كل تلك األمساء اليت سبقت ‪ ،‬ونستطيع أن نضيف اليها ما ال أذن‬ ‫مسع���ت ‪،‬هي ع���ام اخلوف ‪ ،‬و التفج�ي�ر ‪ ،‬والقتل اجلماعي و اخلط���ف ‪ ،‬والنهب العام‬ ‫واخلاص ‪.‬‬ ‫لقد أعطى االولون للس���نوات أمساء من باب ( التجس���يد )‪ ،‬و( التشخيص ) ‪،‬فالزمن‬ ‫ال ُيقاس بقطعه املرحلية لديهم أي باأليام والش���هور والسنوات ‪ ،‬إمنا ُيقاس بأفعاله‬ ‫واألث���ر ال���ذي أبق���اه‪ُ .‬نعيد الس���ؤال األول ‪ :‬من هو الع���ام اجلديد ‪ ، 2014‬لنا معش���ر‬ ‫الليبيني ؟‪ .‬هل سيحمل أمساء جديدة ؟ ماذا ستطلق عليه عجائزنا ؟‪َّ .‬‬ ‫هن من ميلكن‬ ‫الفراس���ة العبقرية الربيئة من تنطع االصطناعيني ‪ .‬هل س���يكون العام اجلديد عام‬ ‫احلياة أم عام املوت ؟‪ .‬هل س���يكون عام اجلدري الذي يصيب الرؤوس فيحفر الندب‬ ‫الغائرة اليت تتلف العقول ‪ ،‬فيصري البشر كاألنعام بل ُ‬ ‫أضل سبيال ؟ ‪.‬‬ ‫الزمن هو احلجارة الس���حرية اجملردة اليت يبين به���ا العقل فرحة احلياة ‪ ،‬والتاريخ‬ ‫وه���و املعلم األكرب يصرخ يف صمت كل ثانية ـ���ـ أن األغبياء يلغون زمنهم ـ وهم ال‬ ‫يعلمون أن هذا العمالق غري قابل لإللغاء وإن من ُيلغ ِه هم األغبياء ‪.‬‬ ‫التف���اؤل والتش���اؤم كالهما من ُنطفة العدم ‪ ،‬ليس���ا من موالي���د اإلرادة ‪ُ ،‬‬ ‫العقل هو‬ ‫األب األوحد للفعل السوي ‪.‬‬ ‫ليبيا ‪ ،‬اليوم بها كل ش���يء ‪،‬الس�ل�اح ‪ ،‬املال ‪ ،‬الناس ‪ ،‬اجلنون ‪ ،‬الدم ‪ ،‬احلقد ‪،‬واجلهل ‪،‬‬ ‫يتغيب عنها أعظم ما منح اهلل للناس وهو ‪ :‬العقل ‪.‬‬ ‫لس���نا أول من هوى يف حبر املشاكل واملآس���ي ‪ ،‬أيضا اليابان دُمرت الكثري من مدنها‬ ‫َ‬ ‫العقل املار َد صنع ما كان البعض يراه من املستحيل ‪.‬‬ ‫وشلت قواها وغريها‪ ،‬لكن‬ ‫مند األبصا َر حنو القادم اجلديد ‪ ،‬العام اجلـديد ‪ُ ،‬‬ ‫اليوم ننظر و ننتظر‪ُ ،‬‬ ‫نقـول لشعبنا‬ ‫ِ‬ ‫‪ :‬اليوم بص ُرك حديد ‪ ،‬اليوم ترى الزمن بكل حواسك ‪ ،‬وترى الوطن بكل األلوان ‪.‬‬ ‫ما هو االسم الذي ستطلق ُه َعجائ ُز َنا على هذا العام ؟‬‪‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫‪03‬‬

‫وزير خارجية فرنسا‪:‬‬ ‫سوريا دولة فاشلة‬ ‫وتقسيمها وارد‪ ..‬وليبيا‬ ‫مرتع للقاعدة !‬

‫جائزة التميز يف تاريخ الصحافة الليبية مليادين‬

‫عائشة ادريس‬ ‫تصوير ‪ :‬فاتح مناع‬ ‫وس���ط حضور كبري م���ن اإلعالميني‬ ‫والفنان�ي�ن ومؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي‬ ‫‪ ،‬وبقاع���ة املؤمت���رات مبجم���ع الدع���وة‬ ‫اإلس�ل�امية ببنغازي ‪ ،‬وضم���ن إحتفالية‬ ‫بنغازي عاصمة للثقاف���ة الليبية ‪ ،‬قامت‬ ‫منظم���ة ف���ال للدفاع ع���ن حري���ة الفكر‬ ‫واإلبداع برئاسة الشاعرة عائشة ادريس‬ ‫بإع�ل�ان وتس���ليم جوائز التمي���ز للدورة‬ ‫الثاني���ة جلائزته���ا للع���ام ‪ 2013‬وال�ت�ي‬

‫تش���رف عليها املنظمة من خالل اللجنة‬ ‫املكلف���ة للرتش���يح وال�ت�ي أعلنه���ا األديب‬ ‫عم���ر بالقاس���م الككل���ي وكان���ت جوائز‬ ‫التميز هلذا العام ‪ 2013‬يف جماالت الفن‬ ‫واألدب والصحافة علي النحو التالي ‪:‬‬ ‫جائ���زة التمي���ز يف جم���ال املوس���يقي‬‫والغناء للفنان ‪ :‬أمحد فكرون‬ ‫جائزة التميز يف جمال الشعر للشاعر ‪:‬‬‫عبدالسالم العجيلي‬ ‫‪-‬جائ���زة التمي���ز يف جم���ال الفن���ون‬

‫التشكيلية للفنان ‪ :‬علي الوكواك‬ ‫جائ���زة التمي���ز يف جم���ال الصحاف���ة‬‫لصحيفة ‪ :‬ميادين‬ ‫وكان���ت اللجن���ة ق���د منح���ت صحيفة‬ ‫ميادين جائزة التميز يف تاريخ الصحافة‬ ‫الليبية كما جاء يف بيان اللجنة‪.‬‬ ‫علم���ا ب���أن اجلوائ���ز متثل���ت يف درع‬ ‫‪‪‬التمي���ز وش���هادة تقدي���ر وقيم���ة مالي���ة‬ ‫قدرها ( ‪ 1000‬د ل ) ‪.‬‬

‫ل���وران فابيوس وزير اخلارجية الفرنس���ي رس���م‬ ‫صورة متش���ائمة ج���دا يف اخلطاب ال���ذي القاه يف‬ ‫حف���ل العش���اء اخلتامي ملؤمت���ر السياس���ة العاملي‬ ‫ال���ذي انعق���د قب���ل أي���ام يف ام���ارة موناكو حيث‬ ‫توقع ان تتحول ليبيا اىل دولة فاشلة العام املقبل‪،‬‬ ‫وقاع���دة لتنظيم القاعدة لش���ن هجمات يف مشال‬ ‫افريقيا ورمبا اوروبا ايضا‪.‬‬ ‫كم���ا توقع ايضا ان تس�ي�ر س���وريا عل���ى الطريق‬ ‫نفسه اي تصبح دولة فاشلة ومل يستبعد تقسيمها‪،‬‬ ‫وابدى تش���اؤما واضحا جتاه جن���اح مؤمتر جنيف‬ ‫حوهلا‪ ،‬وابدى شكوكا حول انعقاده‪.‬‬ ‫التفاؤل الوحيد الذي عرب عنه فابيوس هو امكانية‬ ‫حدوث اخرتاق يف مفاوضات السالم الفلسطينية‬ ‫االسرائيلية العام املقبل‪.‬‬ ‫ه���ذا ومن املعلوم أن فرنس���ا هي ال�ت�ي قادت تدخل‬ ‫حلف الناتو يف ليبي���ا‪ ،‬وهي اليت لعبت دورا كبريا‬ ‫لدعم املعارضة السورية املسلحة لالطاحة بنظام‬ ‫االسد‪.‬‬

‫موت كالشنكوف‬ ‫‪—)CNNC‬‬ ‫•‬ ‫أعلن���ت روس���يا االثن�ي�ن‪ ،‬وف���اة ميخائي���ل‬ ‫كالش���ينكوف‪ ،‬أح���د أش���هر صانع���ي األس���لحة‬ ‫يف الع���امل‪ ،‬ع���ن عم���ر يناه���ز ‪ 95‬عام���اً‪ ،‬يف أح���د‬ ‫املستش���فيات جبمهوري���ة "أودمورتي���ا" الروس���ية‪.‬‬ ‫وكت���ب فيكت���ور تش���ولكوف‪ ،‬املتح���دث الصحفي‬ ‫باس���م رئيس مجهورية أودمورتي���ا‪ ،‬على صفحته‬ ‫على "فيسبوك" قائ ً‬ ‫ال‪" :‬اليوم ‪ 23‬ديسمرب‪ /‬كانون‬ ‫األول‪ ،‬تلقين���ا خ�ب�راً حزين���اً‪ ..‬عن عم���ر يناهز ‪95‬‬ ‫عام���اً‪ ،‬وبعد ص���راع طويل مع امل���رض‪ ،‬غيب املوت‬ ‫صانع األسلحة الش���هري‪ ،‬ميخائيل تيموفييفيتش‬ ‫كالش���ينكوف‪ ".‬ويُعترب ميخائيل كالش���ينكوف‬

‫م���ن أش���هر خمرتع���ي الس�ل�اح يف الع���امل‪ ،‬وذاع‬ ‫صيت���ه عندم���ا متكن يف الع���ام ‪ 1974‬م���ن اخرتاع‬ ‫البندقي���ة "كالش���ينكوف‪ ،‬ال�ت�ي محل���ت امس���ه‪.‬‬ ‫و ُتع���د بندقية كالش���ينكوف األكثر اس���تخداماً‬ ‫يف العامل‪ ،‬وقد اش���تهرت بس���بب متانتها‪ ،‬وبساطة‬ ‫صناعته���ا‪ ،‬وكفاءته���ا‪ ،‬وس���هولة اس���تخدامها‪،‬‬ ‫لفاعليتها‪ ،‬وخفة وزنها‪ ،‬وقل���ة اعطاهلا‪ ،‬كما أنها‬ ‫ذات م���دى أبع���د ومثن أرخص‪ .‬وحبس���ب ما نقلت‬ ‫وكالة "نوفوس�ت�ي" الروس���ية لألنباء‪ ،‬فإن أكثر‬ ‫من ‪ 40‬جيش���اً ح���ول الع���امل‪ ،‬يتس���لحون ببندقية‬ ‫كالش���ينكوف ‪ ،‬ويف أمريكا‪ ..‬كالشينكوف جماناً‬ ‫عند شراء سيارة‪.‬‬

‫يُذكر أن أش���هر خمرتعي الس�ل�اح يف العامل ولد‬ ‫عام ‪ ،1919‬ويف عام ‪ ،1941‬شارك كالشينكوف‬ ‫يف معرك���ة "بريانس���ك"‪ ،‬ضم���ن احل���رب العاملية‬ ‫الثانية‪.‬وكان���ت ه���ذه احل���رب نقط���ة انط�ل�اق‬ ‫تصوري لسالح كالشينكوف‪ ،‬الذي ولد كسالح‬ ‫لقه���ر النازي�ي�ن‪ ،‬وحت���ول الي���وم إىل س�ل�اح عاملي‬ ‫حييي اسم خمرتعه‪.‬‬ ‫يُذكر ان ميخائيل كالشينكوف كان قد حتدث‬ ‫لـ‪ ،CNN‬قبل حنو أربع سنوات‪ ،‬عن أهم ما تتميز‬ ‫به بندقيته‪ ،‬اليت انتشرت يف خمتلف أحناء العامل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قائ�ل�ا إن هن���اك ميزتان تتوفران يف س�ل�احه‪ ،‬هما‬ ‫"البساطة" و"االعتماد عليه‪".‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫عادل إمام حين‬ ‫حلبيب العادلي‬ ‫وليبيا على خطى‬ ‫الصومال‬

‫ص���رح الفنان ع���ادل إم���ام‪ ،‬إن الب�ل�اد حباجة‬ ‫لقبض���ة أمنية إلع���ادة األمن للب�ل�اد‪ ،‬مضيفا‬ ‫‪ :‬أن���ا ابتديت أح���ن حلبيب العادل���ي ألنه كان‬ ‫ماس���ك البلد أمنيا صح‪ ،‬بغ���ض النظر عن أي‬ ‫ً‬ ‫قائ�ل�ا‪" :‬إىل متى‬ ‫أش���اء أخرى‪ ".‬وتس���اءل إم���ام‬ ‫س���نصمت عل���ى قت���ل األطف���ال واألبري���اء يف‬ ‫مش�ي�را إىل أن مصر يف‬ ‫احل���وادث اإلرهابي���ة‪"،‬‬ ‫ً‬ ‫حال���ة حرب حقيقي���ة مع اإلره���اب‪ ،‬وإن على‬ ‫مجي���ع فئ���ات الش���عب املص���ري التكات���ف مع‬ ‫بعض���ه البعض للتص���دي ل���ه ومكافحته بكل‬ ‫ق���وة‪ ،‬على حد قوله‪.‬وطالب إمام املصريني بأن‬ ‫يش���اركوا يف االس���تفتاء الق���ادم وأن يظهروا‬ ‫معدنهم األصيل من خالله‪.‬‬ ‫وحت���ت عنوان "خبري فرنس���ي‪ :‬ليبي���ا اجلديدة‬ ‫على خط���ى الصوم���ال وأفغانس���تان‪ "،‬كتبت‬ ‫صحيف���ة اإلم���ارات الي���وم‪" :‬عرف���ت ليبي���ا‬

‫م���ا بع���د س���قوط معم���ر الق���ذايف حال���ة م���ن‬ ‫الفوض���ى والعنف تزداد س���وءاً يوم���اً بعد يوم‪.‬‬ ‫وي���رى مراقبون أنها باتت أقرب إىل س���يناريو‬ ‫أفغانس���تان أو الصوم���ال‪ ".‬ويعتق���د اخلب�ي�ر‬ ‫السياسي ليك ميش���ال‪ ،‬املتخصص يف الشؤون‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬ان ليبي���ا وقع���ت ضحي���ة ملش���روع‬ ‫امربيال���ي أمريك���ي‪ ،‬وأن ما ح���دث فيها ليس‬ ‫ثورة بل كان انقالباً قادته القوى الغربية‪.‬‬ ‫وأضاف ميش���ال بالقول‪" :‬أخشى أن تكون ليبيا‬ ‫خمت�ب�راً جديداً للواليات املتح���دة يف إفريقيا‪.‬‬ ‫الصوم���ال دول���ة منقرض���ة كان���ت مبثاب���ة‬ ‫خمت�ب�ر لالمربيالي���ة األمريكي���ة خلدم���ة‬ ‫مش���روع النظ���ام اجلدي���د يف القارة الس���مراء‬ ‫والش���رق األوس���ط‪ .‬من يتذك���ر اآلن الدولة‬ ‫الصومالية يف طور النمو والقوة اإلقليمية‪ ،‬يف‬ ‫الثمانين���ات‪ ،‬وأيضاً النظام االش�ت�راكي الذي‬ ‫قاده س���ياد بري‪ .‬وكم���ا حدث يف أفغانس���تان‬ ‫وليبي���ا القذايف فإن بري ألغ���ى مفهوم القبيلة‬ ‫والعشرية‪".‬‬

‫لغز قضية لوكربي !‬ ‫قبل مخسة وعشرين عاما انفجرت طائرة‬ ‫ركاب أمريكي���ة ف���وق قري���ة لوكرب���ي‬ ‫االس���كتلندية‪ ،‬خملفة مقتل ‪ 270‬شخصا‪.‬‬ ‫ورغ���م م���رور كل ه���ذه الس���نوات ف���إن‬ ‫مالبس���ات هذه القضية تبقى غري واضحة‬ ‫متاما‪ ،‬مما يطرح الكثري من األسئلة‪ ،‬واليت‬ ‫تبقى أغلبها معلقة‪.‬‬ ‫يف ‪ 21‬من ديس���مرب ‪ 1988‬سقطت طائرة‬ ‫م���ن ط���راز بوين���غ ‪ 747‬تابع���ة لش���ركة‬ ‫اخلط���وط األمريكي���ة "ب���ان أم" يف قري���ة‬ ‫لوكرب���ي االس���كتلندية‪ .‬كل ال���ركاب‬ ‫البالغ عددهم ‪ 243‬راكبا لقوا حتفهم إىل‬ ‫جانب ‪ 16‬ش���خصا من طاقم الطائرة‪،‬كما‬ ‫أصي���ب يف احلادث ‪ 11‬ش���خصا م���ن قرية‬ ‫لوكربي‪.‬‬ ‫عث���ر املفتش���ون يف احلط���ام عل���ى م���ادة‬ ‫"س���يمتيكس" املتفج���رة‪ ،‬وتوجه���ت أصابع‬ ‫االته���ام س���ريعاً إىل ليبيا ال�ت�ي كانت منذ‬ ‫أعوام يف حرب صغرية مع الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫وبالرغ���م م���ن م���رور ربع ق���رن عل���ى هذا‬ ‫احل���ادث‪ ،‬وبالرغ���م م���ن التحقي���ق ال���ذي‬ ‫أجرت���ه الس���لطات الربيطاني���ة لس���نوات‬ ‫طويل���ة واحملاكم���ة الدولي���ة لضاب���ط‬ ‫اس���تخبارات لييب وإدانته‪ ،‬ودفع تعويضات‬ ‫ألهال���ي ضحاي���ا احل���ادث‪ ،‬ف���إن احل���ادث‬ ‫حماط بالكثري من األسئلة‪.‬‬ ‫وي���رى الكات���ب واملتخص���ص يف ش���ؤون‬ ‫االس���تخبارات إري���ش مشيت‪-‬إنب���وم أن‬ ‫"ح���ادث لوكرب���ي مل���يء باأللغ���از وميكن‬ ‫للم���رء أن يلم���س من خ�ل�ال احل���ادث‪ ،‬أنه‬ ‫يوج���د الكث�ي�ر م���ن الش���ركاء يف ملع���ب‬ ‫اإلره���اب الدول���ي‪ ،‬والكث�ي�ر م���ن نظري���ات‬ ‫املؤام���رة‪ ".‬الكات���ب املتخص���ص يف ش���ؤون‬ ‫املخاب���رات ل���ه أمل ضئي���ل يف أن تكتش���ف‬ ‫مالبسات قضية لوكربي ذات يوم‪.‬‬ ‫قضية مليئة بالتناقضات‬ ‫• ‬ ‫يف س���نة ‪ 2000‬ق���ام األم�ي�ن الع���ام لألم���م‬ ‫املتح���دة بإرس���ال الفيلس���وف النمس���اوي‬ ‫هانز كوش���لر إىل الهاي ليك���ون مالحظا‬ ‫جملري���ات حماكمة لوكرب���ي‪ .‬لقد كان‬ ‫متواج���دا يف تلك احملاكمة الش���هرية اليت‬ ‫شغلت العامل العربي ملدة من الزمن‪ ،‬عندما‬ ‫أدان القاضي االس���كتلندي رجل املخابرات‬ ‫اللييب عبد الباس���ط علي املقرحي بالسجن‬ ‫م���دى احلي���اة‪ ،‬بينم���ا أطل���ق س���راح رج���ل‬ ‫االس���تخبارات اللييب اآلخ���ر األمني خليفة‬ ‫فحيم���ة‪ .‬يق���ول الفيلس���وف النمس���اوي‬

‫كوشلر‪":‬بعد كل شيء‪ ،‬وحسب ما أعرف‬ ‫وم���ا ش���اهدت‪ ،‬ف���إن احلك���م الص���ادر كان‬ ‫خاطئا‪".‬‬ ‫تقديم احلجج كان غريبا حس���ب ما يقول‬ ‫املراق���ب األممي‪ ،‬فأه���م حج���ة يف القضية‬ ‫كان���ت قطع���ة الكرتونية صغ�ي�رة ظهرت‬ ‫بع���د أش���هر م���ن ب���دء التحقي���ق‪ ،‬وافرتض‬ ‫أنها جزء من جهاز إش���عال‪ ،‬كانت شركة‬ ‫سويسرية قد زودت به ليبيا‪ .‬لكن إذا كانت‬ ‫ه���ذه القطع���ة االلكرتونية فع�ل�ا جزءا من‬ ‫القنبلة‪ ،‬لكانت تبخرت عند التفجري حسب‬ ‫ما يقول كوش���لر‪ ،‬ال���ذي يضيف‪":‬لقد قام‬ ‫علم���اء فيزي���اء اس���كوتالنديون بتجرب���ة‬ ‫تفجري مبادة "سيمتيكس"‪ ،‬األمر الذي نتج‬ ‫عنه غ���از كثيف ح���ار جدا‪ ،‬مما ال يس���مح‬ ‫ببقاء أي شيء‪".‬‬ ‫أم���ا الش���ركة السويس���رية فق���د أف���ادت‬ ‫أن الش���رطة طلب���ت منه���ا بع���د أش���هر من‬ ‫وقوع تفج�ي�ر لوكربي منوذج���ا من جهاز‬ ‫اإلشعال اليت كانت قد زودت به ليبيا‪ .‬إذن‬ ‫القطعة االلكرتونية اليت قدمتها الش���رطة‬ ‫للقضاء كدليل إدانة‪ ،‬هي نفس���ها النموذج‬ ‫ال���ذي س���لمته الش���ركة السويس���رية‬ ‫للش���رطة‪ ،‬حسب ما يعتقد املراقب األممي‪،‬‬ ‫ال���ذي يؤك���د أن مث���ل ه���ذه التناقض���ات‬ ‫وُج���دت كث�ي�را يف مراح���ل عدي���دة م���ن‬ ‫القضي���ة‪ .‬كم���ا تواجد باس���تمرار يف قاعة‬ ‫احملاكم���ة رج�ل�ان لي���س هلم���ا أي وجود‬ ‫يف وثائ���ق القضي���ة‪" ،‬هما موظف���ان تابعان‬ ‫ملكتب التحقيق الفيدرالي األمريكي‪ ،‬كانا‬ ‫يتحدثان أثناء مراحل احملاكمة مع فريق‬ ‫املدَّعني‪ ".‬يقول كوشلر‪.‬‬ ‫االعرتاف التكتيكي للقذايف‬ ‫• ‬ ‫الكاتب واملتخصص يف شؤون االستخبارات‬ ‫إري���ش مشيت‪-‬إنب���وم يعت�ب�ر حماكم���ة‬ ‫لوكرب���ي حماكم���ة سياس���ية‪":‬جمريات‬ ‫احملاكمة أظهرت بوضوح أن هناك صفقة‬ ‫عقدت وراء الكوالي���س‪ ،‬ال ختدم احلقيقة‪،‬‬ ‫وإمنا تسمح للطرفني حبفظ ماء وجههما‬ ‫السياس���ي‪ ".‬يعتقد الكات���ب واملتخصص يف‬ ‫ش���ؤون االس���تخبارات إريش مشيت‪-‬إنبوم‬ ‫أن الوالي���ات املتح���دة األمريكي���ة أرادت‬ ‫فرصة للتخلص من العقيد معمر القذايف‬ ‫بعد حادثة لوكربي‪.‬‬ ‫فمن���ذ اهلج���وم ال���ذي اس���تهدف مرق���ص‬ ‫"البيل" الربليين س���نة ‪ 1986‬والذي كان‬ ‫قبل���ة للجن���ود األمريكيني‪ ،‬حب���ث الرئيس‬ ‫األمريك���ي ج���ورج ب���وش األب عن أس���باب‬

‫إلسقاط نظام القذايف‪ .‬اآلثار قادت بوضوح‬ ‫حينه���ا إىل ليبيا‪ ،‬ال�ت�ي كانت تريد على ما‬ ‫يب���دو االنتق���ام من أمريكا إلغراق جيش���ها‬ ‫لس���فينتني حربيتني تابع���ة لليبيا‪ .‬وكرد‬ ‫أمريك���ي عل���ى تفج�ي�ر مرق���ص" البي���ل"‬ ‫قصف���ت الق���وات األمريكي���ة مق���ر إقام���ة‬ ‫القذايف‪ ،‬اهلجوم الذي أسفر عن مقتل ابنته‬ ‫بالتبين‪.‬‬ ‫القذايف أدرك أن احلكومة األمريكية تريد‬ ‫القضاء عليه‪ ،‬لذلك حبث عن خمرج معني‪،‬‬ ‫محل���ه اجملتمع الدولي مس���ؤولية‬ ‫فعندم���ا ّ‬ ‫حادث لوكربي‪ ،‬ومت فرض عقوبات دولية‬ ‫عل���ى ليبي���ا‪ ،‬مل يع���د للعقي���د أي إمكاني���ة‬ ‫أخرى سوى تقديم مش���تبهني بهما ليبيني‬ ‫للعدالة‪ .‬وكان ش���رطه الوحي���د‪ ،‬أن تكون‬ ‫املفاوضات على أرض حمايدة‪ .‬عندما قدم‬ ‫معم���ر الق���ذايف يف أبري���ل‪ /‬نس���يان ‪1999‬‬ ‫املتهمني‪ ،‬أصبح العقيد فجأة رئيس���ا ميكن‬ ‫التح���ادث مع���ه‪ .‬وم���ن ضم���ن نتائ���ج ه���ذه‬ ‫اخلطوة استعداد القذايف لتقديم تعويضات‬ ‫للضحاي���ا مقاب���ل التخفيف م���ن العقوبات‬ ‫املفروضة على ليبيا‪.‬‬ ‫يف هذا اجل���و بدأت أط���وار احملاكمة‪ ،‬اليت‬ ‫ح���اول فيه���ا كل األط���راف تس���هيل كل‬ ‫األم���ور‪ .‬حتى املدان الوحي���د يف القضية مت‬ ‫التلوي���ح له باإلف���راج املبك���ر‪ .‬وعندما أعلن‬ ‫الق���ذايف مس���ؤوليته ع���ن احل���ادث بش���كل‬ ‫رمس���ي ودف���ع تعويضات ألهال���ي الضحايا‬ ‫بقيم���ة ملياري ونص���ف ملي���ار دوالر‪ ،‬عاد‬ ‫العقيد للساحة السياسية الدولية‪.‬‬ ‫"إن���ه تص���رف تكتيك���ي للع���ودة للس���احة‬ ‫الدولية‪ ،‬والقي���ام مببادالت جتارية ختص‬ ‫الب�ت�رول مع بريطانيا" كم���ا يقول الكاتب‬ ‫واملتخصص يف شؤون االستخبارات إريش‬ ‫مشيت‪-‬إنبوم‪.‬‬ ‫بعد مخس���ة وعش���رين عام���ا تغري املش���هد‬ ‫السياسي العاملي‪ ،‬وحقيقة حادث لوكربي‬ ‫واملس���ؤولني عن���ه‪ ،‬رمب���ا س���تبقى غامضة‪،‬‬ ‫خاص���ة وأن���ه يف ذلك الوق���ت كانت هناك‬ ‫جه���ات أخرى مش���تبه به���ا‪ ،‬مثل إي���ران‪ ،‬أو‬ ‫جبهة التحري���ر الفلس���طينية اليت كانت‬ ‫م���ن قب���ل متورط���ة يف عملي���ات مش���ابهة‪.‬‬ ‫أم���ا املدان الوحيد يف القضية عبد الباس���ط‬ ‫املقرح���ي فقد مت اإلفراج عنه س���نة ‪2009‬‬ ‫ألسباب إنسانية بسبب إصابته بالسرطان‪،‬‬ ‫وتويف بعدها يف عام ‪.2012‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫من أسقط طائرة لوكربي؟‬ ‫عمر الكدي‬

‫تعت���زم ليبي���ا الس���ماح حملقق�ي�ن‬ ‫بريطاني�ي�ن وأمريكي�ي�ن للتحقيق مع‬ ‫عبد اهلل السنوسي‪ ،‬حول إسقاط طائرة‬ ‫لوكربي يف ديسمرب عام ‪ ،1988‬وفقا‬ ‫ملا صرح ب���ه وزير العدل صالح املرغين‬ ‫لقناة أي تي يف الربيطانية مؤخرا‪.‬‬ ‫وكان���ت صحيف���ة الديل���ي تلغ���راف‬ ‫قد نش���رت تقريرا خالل هذا األس���بوع‬ ‫مبناس���بة الذك���رى اخلامس���ة‬ ‫والعشرين للوكربي‪ ،‬تتهم فيه إيران‬ ‫باملس���ئولية عل���ى احلادث���ة‪ ،‬وتؤك���د‬ ‫الصحيف���ة أن الوالي���ات املتح���دة‬ ‫وبريطانيا كان���ت على علم بذلك من‬ ‫البداي���ة‪ ،‬ولك���ن مت التغاض���ي عن ذلك‬ ‫مقابل إط�ل�اق رهائن غربي�ي�ن كانوا‬ ‫حمتجزي���ن يف لبن���ان‪ ،‬بينه���م الق���س‬ ‫تريي وايت‪.‬‬ ‫الش���ك أن حماكم���ة عب���د الباس���ط‬ ‫املقرح���ي أمام حمكمة اس���كتلندية يف‬ ‫هولن���دا مل تكن مقنعة‪ ،‬فق���د اعتمدت‬ ‫على أدل���ة ظرفية‪ ،‬كم���ا كان هناك‬ ‫تض���ارب ل���دى الش���هود‪ ،‬وم���ن بينه���م‬ ‫تاج���ر مالط���ي إدع���ى أن املقرح���ي‬ ‫أش�ت�رى من عن���ده مالب���س وجدت يف‬ ‫احلقيب���ة املفخخ���ة‪ ،‬قب���ل عدة أش���هر‬ ‫من وقوع اجلرمية‪ ،‬وعندما س���ؤل هل‬ ‫كانت متطر يف ذلك اليوم أجاب بأنها‬ ‫كانت متطر‪ ،‬يف حني أكدت سجالت‬ ‫األرص���اد اجل���وي املالطي أنه���ا مل تكن‬ ‫متط���ر‪ ،‬وهكذا أدي���ن املقرح���ي وبرأت‬ ‫احملكمة زميلة عبد الباسط فحيمة‪.‬‬ ‫بع���د اته���ام ليبي���ا حتدث���ت تقارير عن‬ ‫إمكاني���ة أن تكون إي���ران وراء احلادث‪،‬‬ ‫وخاص���ة وأن س���فينة أمريكية كانت‬ ‫ق���د أس���قط طائ���رة ركاب إيراني���ة‬ ‫عليه���ا حجاج قبل أش���هر من إس���قاط‬ ‫طائرة لوكربي‪ ،‬وقالت تلك التقارير‬ ‫إن حلي���ف إيران أمح���د جربيل هو من‬

‫خطط ونفذ العملية‪.‬‬ ‫رغم ذلك قبل القذايف باملسئولية ودفع‬ ‫أك�ب�ر مبل���غ للتعويض���ات يف التاريخ‪،‬‬ ‫حي���ث كلف كل قتيل عل���ى الطائرة‬ ‫ويف قري���ة لوكرب���ي عش���رة مالي�ي�ن‬ ‫دوالر‪ ،‬كم���ا قبل حماكم���ة املتهمني‬ ‫يف دول���ة ثالث���ة‪ ،‬وبالتأكي���د مل يك���ن‬ ‫الق���ذايف ميلك دليل ب���راءة الضابطني‪،‬‬ ‫كم���ا ال ميلك دليل إدان���ة إيران‪ ،‬وهو‬ ‫يري���د اخلروج م���ن تلك األزمة س���املا‪،‬‬ ‫وب���أي مث���ن‪ ،‬وكان ق���د ج���رب ردة‬ ‫الفع���ل األمريكية على ح���ادث تفجري‬ ‫مله���ى البيل يف برل�ي�ن الغربية‪ ،‬حيث‬ ‫ش���ن س�ل�اح اجلو األمريكي غارة على‬ ‫مواق���ع ليبي���ة يف طرابل���س وبنغ���ازي‬

‫دفعته���ا ليبي���ا؟ وه���ل س���يعيدون هذه‬ ‫التعويضات‪ ،‬ويعوضون عائلة املقرحي‬ ‫وأيض���ا عبد الباس���ط فحيمة؟ أم أن ما‬ ‫ضاع قد ضاع؟‬ ‫يف السياس���ة الدولي���ة ال توجد أخالق‬ ‫وإمن���ا مص���احل وحتالف���ات تتغ�ي�ر‬ ‫باستمرار‪ ،‬وقد يكون توجيه االتهام إىل‬ ‫إيران جم���رد ضغط جدي���د للتتوقف‬ ‫ع���ن ختصي���ب اليوراني���وم‪ ،‬وأن تقب���ل‬ ‫باالتفاق األخري مع الغرب‪ ،‬ولوكربي‬ ‫تب���دو تهم���ة مناس���بة يف ه���ذا االجتاه‪،‬‬ ‫أم���ا إذا ش���هد السنوس���ي ب���أن ليبيا هي‬ ‫من نفذ تفجري طائ���رة لوكربي فلن‬ ‫حيدث ش���يء‪ ،‬فقد ت���ويف املتهم الوحيد‬ ‫يف القضية ودفعت التعويضات‪ ،‬وحتى‬

‫ليل���ة ‪ 15‬أبري���ل ‪ ،1986‬وال يري���د أن‬ ‫يتك���رر املش���هد خوف���ا عل���ى مس���تقبل‬ ‫نظامه‪ ،‬فضحى مبصاحل البلد من أجل‬ ‫مصاحله الشخصية‪.‬‬ ‫ش���هادة عب���د اهلل السنوس���ي يف غاي���ة‬ ‫األهمي���ة‪ ،‬وق���د يقتن���ع األمري���كان‬ ‫والربيطاني���ون ب�ب�راءة ليبي���ا‪ ،‬ولك���ن‬ ‫م���اذا س���يحدث يف التعويض���ات ال�ت�ي‬

‫إذا اعرتف بدوره يف اجلرمية‪ ،‬وال شك‬ ‫ه���و دور حموري‪ ،‬فلن حيدث له أس���وأ‬ ‫مما حدث‪ ،‬خاصة وأنه يش���به املقرحي‬ ‫عندم���ا كان يف س���جنه االس���كتلندي‬ ‫يعاني من السرطان‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•سبق نشره يف صحيفة األحوال‬

‫‪05‬‬

‫اعالن ضوابط‬ ‫الدعاية ملرشحي‬ ‫اهليئة التأسيسية‬ ‫للدستور‬

‫وكاالت ‪ :‬أعلن���ت املفوضي���ة الوطني���ة العليا‬ ‫لإلنتخاب���ات عن الئحة الدعاي���ة اإلنتخابية‬ ‫ملرش���حي اهليئ���ة التأسيس���ية لصياغ���ة‬ ‫مشروع الدس���تور فى وس���ائل اإلعالم‪ ،‬وذلك‬ ‫بالتزام���ن م���ع انط�ل�اق مح�ل�ات الدعاي���ة‬ ‫بالفع���ل‪ ،‬وأوضحت الالئحة ضوابط الدعاية‬ ‫االنتخابي���ة يف وس���ائل اإلع�ل�ام الرمسي���ة‬ ‫واخلاصة‪ ،‬وذلك يف حال الدعاية اجملانية‪ ،‬أو‬ ‫يف حالة الدعاية مدفوعة األجر‪ .‬وضم املطبوع‬ ‫الذى محل عن���وان (إجراءات الدعاية ومتويل‬ ‫احلمالت االنتخابية)‪ ،‬اثنان وثالثني صفحة‬ ‫من احلجم الصغري‪ ،‬كل ما يتعلق باحلمالت‬ ‫االنتخابي���ة‪ ،‬وأوض���ح الدلي���ل يف صفحات���ه‬ ‫األوىل املفاهي���م واملصطلح���ات املتعلق���ة‬ ‫بالعملي���ة االنتخابي���ة وم���ن بينه���ا تعري���ف‬ ‫املرش���ح‪ ،‬والدعاية االنتخابية‪ ،‬ونفقات محلة‬ ‫الدعاية وكذلك تعري���ف املفوض‪ ،‬واملندوب‬ ‫املال���ي‪ ،‬وس���قف اإلنفاق على محل���ة الدعاية‪،‬‬ ‫ومفاهي���م أخ���رى‪ .‬وتناولت باق���ي الصفحات‬ ‫احلق���وق واملس���ؤوليات‪ ،‬مث���ل حق املرش���ح يف‬ ‫ممارس���ة الدعاية االنتخابية وحق التعريف‬ ‫بنفس���ه‪ ،‬وأوض���ح الدلي���ل القي���ود املفروضة‬ ‫عل���ى محالت الدعاي���ة االنتخابي���ة من حيث‬ ‫حمتوى املواد‪ ،‬أو آلي���ة التنفيذ‪ .‬كما أصدرت‬ ‫املفوضي���ة قرارا بش���أن اعتماد الس���قف املالي‬ ‫للدعاي���ة االنتخابي���ة للمرش���حني بالدوائ���ر‬ ‫الفرعية‪ ،‬وعدده���ا ‪ 35‬دائرة فرعية‪ .‬ويرتاوح‬ ‫الس���قف املالي ماب�ي�ن ‪ 6000‬دينار‪ ،‬و‪94000‬‬ ‫دين���ار‪ ،‬وذلك وفق القرار الصادر‪ .‬يأتي هذا يف‬ ‫إط���ار ح���رص املفوضية عل���ى تنظيم حقوق‬ ‫املرشحني يف التعريف بأنفسهم ضمن نطاق‬ ‫دوائرهم االنتخابية‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫أستطالع أراء سكان اجلنوب‬

‫أننا مُتفائلون كثرياً مادامت هناك مساحة من احلرية للتعبري‬ ‫عن الرأي والنضال السلمي وما ضاع حق وراءه مطالب‪..‬‬ ‫سبها‪ -‬عائشة صوكو‬ ‫ع���ام مضى رأى في���ه أهل اجلنوب أنهم ُهمش���وا‬ ‫ م���ع اعرتافه���م بتحقق بع���ض من املُكتس���بات‬‫ وأن احلكوم���ات ال�ت�ي تعاقب���ت مل تلتفت حلل‬‫مش���اكلهم ‪ ،‬وم���ن ذل���ك أنها مل تض���ع حارطة‬ ‫ومكافحة‬ ‫طري���ق حلماي���ة احل���دود وتامينه���ا‪ُ ،‬‬ ‫اهلجرة غري الش���رعية وفتح احل���وار بني بعض‬ ‫م���ن األط���راف املحُ مل���ة تارخييا بص���دى النزاع‬ ‫واالنقسام ‪...‬و‪..‬‬ ‫ميادين أختارت يف ختام هذه السنة أن تستطلع‬ ‫أرائهم وعن قرب ‪ ،‬وتوصل رسائلهم علها حتمل‬ ‫مقرتح���ات وحل���ول لألوض���اع احمللي���ة والوطن‬ ‫عموما ‪.‬‬ ‫عبداهلل بركة اجي‪:‬‬ ‫مل تك���ن هن���اك رؤي���ة مل���ا بع���د إس���قاط النظام‪،‬‬ ‫لتطه�ي�ر الب�ل�اد م���ن الفس���اد وإع���ادة اإلعم���ار‬ ‫وإرساء دعائم الدميقراطية احلقيقية‬ ‫خبص���وص م���ا حتق���ق م���ن أه���داف ث���ورة ‪17‬‬ ‫فرباي���ر يف اعتق���ادي أن الث���ورة كان���ت عفوية‬ ‫ليست هلا أهداف خمطط هلا سلفاً ‪ ،‬وأن اهلدف‬ ‫الرئيس���ي ال���ذي حرك الش���ارع هو إنه���اء الظلم‬ ‫بإس���قاط نظ���ام معمر الق���ذايف؛ ه���ذا قد حتقق‬ ‫نصف���ه واس���قط النظام ومل ينته���ي الظلم‪ ،‬ومل‬ ‫تك���ن هن���اك رؤي���ة م���ا بع���د اإلس���قاط لتطهري‬ ‫البالد من الفس���اد وإعادة اإلعمار وإرساء دعائم‬ ‫الدميقراطية احلقيقية‪ ،‬وهذا هو سبب ما حنن‬ ‫فيه اآلن يف املشهد السياسي اللييب‪ ،‬أما عن وضع‬ ‫البلد ففي تقديري أنه متجه حنو األسوأ نتيجة‬ ‫ألجندة سياس���ية خفية تتبناه���ا جمموعات من‬ ‫الطي���ف السياس���ي اللي�ب�ي وال يهمه���ا اس���تقرار‬ ‫الوطن‪ ،‬وفيما يتعل���ق باألقليات ‪ :‬على الرغم أن‬ ‫ليبيا ُملزمة بتطبيق املعاهدات واملواثيق الدولية‬ ‫اليت ختص محاية حقوق األقليات إ ّ‬ ‫ال أن الواقع‬ ‫خيالف ذلك ‪ ،‬وأنها قد تأثرت س���لباً بالش���عارات‬ ‫ال�ت�ي ُرفع���ت ط���وال أربع���ة عق���ود م���ن الزم���ن‬ ‫واليت ن���ادت بالقومية والوحدوية على حس���اب‬ ‫اإلحس���اس باملواطنة ‪ ،‬وال ننسى أن (مجاهريية‬ ‫القذايف) مل تكن تعرتف بالتنوع االثين والثقايف ‪،‬‬ ‫ولألسف هذه الثقافة متجذرة يف عقول كثري‬ ‫من الذين درس���وا وجعلوا من ذاك الفكر عقيد ًة‬ ‫ومنهاج���اً والزم���ن كفي���ل بتصفي���ة القل���وب‬ ‫والعقول‪ ،‬وأننا متفائل���ون كثرياً مادامت هناك‬ ‫مساحة من احلرية للتعبري عن الرأي والنضال‬ ‫السلمي وما ضاع حق وراءه مطالب‪..‬‬ ‫الدكت��ور حمم��د حمم��د ش��لوف (خب�ير ُمستش��ار يف‬ ‫التنمية البشرية)‪:‬‬ ‫مل تس���تطع احلكومتان املاضيتان أن تبنيا قواعد‬ ‫اللحمة الوطنية يف املنطقة اجلنوبية واملنطقة‬ ‫الشرقية واملنطقة الغربية بكل فصائلها‬ ‫املراح���ل ال�ت�ي م���رت بها ليبي���ا من���ذ التحرير أو‬ ‫الس���نوات الثالث���ة ال�ت�ي رغم ما حتقق للش���عب‬ ‫اللييب من إجنازات سياس���ية سواء أكانت على‬ ‫مس���توى انتخاب املؤمتر الوط�ن�ي أو على تكوين‬ ‫احلكوم���ة االنتقالي���ة أو حكومة املؤمت���ر إال أن‬ ‫هناك عثرات ككل الدول يف املراحل االنتقالية‬ ‫‪ ،‬ومن أه���م العثرات ‪ :‬امللف األم�ن�ي اليت حاولت‬ ‫احلكومة االنتقالية املؤقتة برئاسة السيد “عبد‬ ‫احلكي���م الكي���ب”أو “عل���ي زي���دان” إال إن كل‬

‫ي���ؤت أكل���ه ‪،‬ومل مينح األم���ن واألمان‬ ‫ه���ذا مل ِ‬ ‫ولو نس���بياً إل���ي رب���وع ليبيا‪،‬أيضا هن���اك أكثر‬ ‫م���ن ظاه���رة انتش���رت ‪ :‬االختط���اف واالغتي���ال‬ ‫وخاصة يف الش���رق اللييب من بعض اخلارجني‬ ‫ع���ن القانون س���واء أن كانوا م���ن فصيل أو من‬ ‫تش���كيل مس���لح‪ ،‬وقد ش���هدت املنطقة الشرقية‬ ‫اغتي���االت لقيادات اجليش والش���رطة وش���هدت‬ ‫طرابل���س عملي���ات اختط���اف وقت���ل ‪ ،‬فه���ذه‬ ‫الس���نوات محُ صلته���ا مل تك���ن امل�ل�اذ يف أمن ويف‬ ‫األمان الذي ينش���ده املواطن ‪ ،‬أيضا ارتفاع وغالء‬ ‫أس���عار‪ ،‬وتذب���دب التي���ار الكهربائ���ي وغيابه يف‬ ‫اليوم ألكثر من مرة‪ ،‬وتدني التعليم واالوضاع‬ ‫االجتماعية وعدم التواص���ل االجتماعي والذي‬ ‫يؤالف بني القبائل والعش���ائر ومكونات اجملتمع‬ ‫ككل يف ليبي���ا وأيض���ا مل تس���تطع احلكومت���ان‬ ‫املاضيت���ان أن تبني���ا قواعد اللحم���ة الوطنية يف‬ ‫املنطق���ة اجلنوبية واملنطقة الش���رقية واملنطقة‬ ‫الغربية بكل فصائلها وأيضا فش���لت احلكومتان‬ ‫يف إج���راء عملي���ة مصاحل���ة الوطني���ة وع���ودة‬ ‫املهجري���ن ورف���ع م���ن ق���درات املواطن س���واء أن‬ ‫كان���ت يف مس���كنه أو مأكل���ه أو إيوائه وأكثر‬ ‫شي يف أمنه وأمانه‪.‬‬ ‫وفيما يتعل���ق باخلطاب اإلعالمي ‪ :‬نعم كثرت‬ ‫القن���وات الفضائي���ة والوس���ائل والصح���ف وو‪..‬‬ ‫لك���ن جله���ا يصب يف مضم���ون واحد ه���و القول‬ ‫فق���ط فالصحافي���ون يكتب���ون ‪ ،‬ولك���ن ع���زوف‬ ‫املواطن عن القراءة هو الشائع ‪ ،‬القراءة ضعيفة‬ ‫ووس���ائل اإلعالم مل حتقق اهلدف املنسوب إليها‬ ‫كوسيلة توعوية‪ ،‬تثقيفية‪ ,‬تعليمية‪ ,‬إرشادية‪،‬‬ ‫حبي���ث إن املواط���ن يس���تطيع أن يتثق���ف م���ن‬ ‫هذه الوس���ائل ‪،‬لألس���ف احلكوم���ة أهملت وزارة‬ ‫اإلعالم و كذلك احلكومة االنتقالية أو املؤقتة‬ ‫مل تنه���ض النهوض املطلوب حبي���ث يأخذ دوره‬ ‫ويفع���ل فعله اإلجيابي ‪،‬وأختت���م بالقول ‪ ( :‬املثل‬ ‫يقول إللي يس���تنا أحس���ن من إلي يتمنى )حنن‬ ‫نأمل يف ع���ام ‪ 2014‬أن تكون البلد يف اس���تقرار‬ ‫ويكون املؤمتر الوطين قد أنهى مهمته ورئاس���ة‬ ‫ال���وزراء أيضا أنه���ت مهمتها ‪ ،‬وج���اءوا حبكومة‬ ‫رش���يدة ‪ ،‬برئاس���ة وزراء أكث���ر رش���د وأكث���ر‬ ‫ثقاف���ة لص���احل املواط���ن اللي�ب�ي ال���ذي ضح���ى‬ ‫بأبنائه مثنا‪ ،‬وجهدا‪ ،‬وتش���ردا‪ ،‬وش���تاتا‪ ،‬وهجرة‪,‬‬ ‫داخل الوط���ن وما أصعب اهلج���رة داخل الوطن‬ ‫‪.‬وفقكم اهلل ملا حيبه ويرضاه وأشكركم وأشكر‬ ‫صحيفة ميادين‪.‬‬ ‫صالح الدين إبراهيم عبد اهلل – إعالمي‬ ‫عندم���ا دخلن���ا يف األم���ور السياس���ية والص���راع‬ ‫السياسي أصبح توجهات الناس خمتلفة‪.‬‬ ‫األوض���اع يف ليبيا بعد التحرير مباش���رة كانت‬ ‫ممت���ازة كان األم���ن ُمس���تتب وكان الناس يف‬ ‫تآل���ف وأخ���وة وحمب���ة ‪ ،‬لك���ن عندم���ا دخلنا يف‬ ‫األم���ور السياس���ية والص���راع السياس���ي أصب���ح‬ ‫توجه���ات الن���اس خمتلف���ة ب�ي�ن ح���زب وحزب‬ ‫حس���ب االنتم���اءات ‪ ،‬فلج���أ البعض ال���ي تكوين‬ ‫أجنحة ُمس���لحة هل���ا ‪،‬وهذا رد بطريقة س���لبية‬ ‫علي ليبيا سياسيا ‪ ،‬فتأثرت األوضاع االقتصادية‬ ‫واالجتماعي���ة بصف���ة عام���ة واألمني���ة بصف���ة‬

‫خاص���ة ‪ ،‬ال حظنا بعد التحرير انتش���ار القبلية‬ ‫والعنصري���ة كان���ت يف أكث���ر من مش���كلة يف‬ ‫أغل���ب املدن الليبي���ة بدون اس���تثناء إال من رحم‬ ‫رب���ي ‪ ،‬وملك يف عقل���ه ثقافة االنتم���اء للوطن ‪،‬‬ ‫فكل االش���تباكات واخلالفات على أساس قبلي‬ ‫وحيت القبلية هي صراع علي السلطة ‪ ،‬الليبيني‬ ‫لديهم ‪ 40‬عام تعودوا على قبيلة معينه تسيطر‬ ‫وحتظى بكل النعم بل ومتارس س���لطتها ‪ ،‬اليوم‬ ‫بع���ض القبائل تري���د إن تقود دف���ة ليبيا ‪ ،‬وهي‬ ‫قبائ���ل كب�ي�رة بالعدد س���يطرت عل���ى كميات‬

‫الدكتور حممد شلوف‬

‫حممد خريص‬

‫عيسى مدركو‬

‫كبرية من الس�ل�اح وعلى املعس���كرات وحاولت‬ ‫ف���رض رأيها بالق���وة‪ ،‬برأيي أن الوض���ع الراهن‬ ‫لن يتحس���ن إال عن طري���ق املصاحلة الوطنية‬ ‫وتس���ليم الس�ل�اح ‪ ،‬وحتديدا العدال���ة االنتقالية‬ ‫وهي خطوة من خطوات املصاحلة الوطنية‪.‬‬ ‫وأتوق���ع م���ن بع���د ‪ 7‬فرباي���ر أخر ي���وم للمؤمتر‬ ‫الوطين ‪ ،‬إن املؤمتر الوطين جيرنا للهاوية ‪،‬ألنه‬ ‫مل يض���ع خارطة طريق هلذه الف�ت�رة ‪ ،‬واملؤمتر‬ ‫يق���ول ل���ك الي���وم ال يوج���د بدي���ل لن���ا ‪ ،‬لذل���ك‬ ‫يضط���روا الن���اس لقب���ول التمدي���د ‪ ،‬ول���و متدد‬ ‫س���نبقى يف نفس هذه الفوضى وأكثر ‪،‬وأمتنى‬ ‫أن ال يستمر‬ ‫عيس��ى مدرك��و (عض��و مجعي��ة مت��ز التفافي��ة‬ ‫االجتماعية )‪:‬‬ ‫اجلي���ش كل���ه يف الش���وارع وهذا بأم���ر من أمر‬ ‫املنطق���ة اجلنوبي���ة حمم���د البوس���يفي وحن���ن‬ ‫متفائلون باخلري!‬ ‫بصراحة األوضاع األمنية يف سبها اليوم تتحسن‬ ‫‪ ،‬اجلي���ش كله يف الش���وارع وهذا بأم���ر من أمر‬ ‫املنطق���ة اجلنوبي���ة حمم���د البوس���يفي وحن���ن‬ ‫متفائل���ون باخل�ي�ر‪ ,‬وم���ن املف�ت�رض أن ال يت���م‬ ‫النظر لألشياء الس���لبية فقط ونصبح يف وضع‬ ‫املطالب�ي�ن ب���كل ش���يء وال نفعل ش���يء ‪ ،‬حناول‬ ‫مع���ا أن نبين ليبيا ونطور من أنفس���نا و ننس���ى‬ ‫األحقاد ونلتحم مع بعضنا ‪.‬وبالنسبة للحكومة‬ ‫اعتقد أنها تفعل كل ما بوسعها ‪,‬وأرى أن بعض‬ ‫املواطنني الليبيني هم سبب املشاكل وعليهم أن‬ ‫يقوم���وا بدورهم مبس���اندة احلكومة ألن رئيس‬ ‫ال���وزراء ال ميلك عصا موس���ى ليفعل كل ش���ئ‬ ‫لوح���ده ‪ ،‬أما عقلية بع���ض الليبيني عندما يأتي‬ ‫أحد من اخلارج لظروف ما وعنده جنس���ية غري‬ ‫ليبي���ة يقولون هذا ليس ليبيا وإذا خرج احد من‬ ‫الوس���ط الذي اجربنا عل���ى العيش فيه الربعني‬ ‫س���نة وكان خيدم فيه���ا يقولون عنه (زمل ) من‬ ‫أزالم الق���دايف وهذا خط���أ وظلم ب���دون اثباتات‬ ‫جلرمي���ة أو خمالف���ة قانونية ‪،‬الس���نة القادمة‬ ‫نتف���اءل أن تك���ون أفض���ل لليبي�ي�ن وأمتن���ى أن‬ ‫يتفاهم���وا م���ع بعضه���م الن مش���كلتنا هي عدم‬ ‫احلوار والتفاهم مع بعضنا البعض ‪.‬‬ ‫حمم��د أبو خريص ع��ون رحومه (ناش��ط مدني جتمع‬ ‫متقاعدي اجلنوب رئيس جملس اإلدارة ‪:),‬‬ ‫إن اهلل ال يغري ما بقوم حتى يغريوا ما بأنفسهم‬ ‫كن���ا تابع�ي�ن جلمعي���ة الرابط���ة الليبي���ة‬ ‫للمتقاعدين يف طرابلس لكن ملا أسس���نا اإلحتاد‬ ‫العام على مستوى ليبيا ‪ ،‬أنشئنا كيانا خاصا لنا‬ ‫باجلنوب حتت شعار( االحتاد العام للمتقاعدين‬ ‫) ‪،‬وفيما يتعلق باجنازات التغري‪ ،‬فالبد لإلنسان‬ ‫م���ن ‪ :‬الكرامة واحلرية وتعترب اكرب هدية من‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير هلذا الش���عب ‪ ،‬وش���هدائنا الذين‬ ‫ضح���وا من أجل إحق���اق احلق ولي���س من اجل‬ ‫لقم���ة العيش فق���ط ‪ ،‬فنحن كن���ا يف حببوحة‬ ‫حالتن���ا املادية كانت جيدة ‪ ،‬بالد نفط وناس���ها‬ ‫قل���ة ‪ ،‬واحلقيق���ة أن الكرامة ف���وق كل اعتبار‬ ‫حن���ن من ناحي���ة األمن‪ ،‬قدمن���ا التضحية وهي‬ ‫مث���ن احلري���ة ‪ ،‬لك���ن الس�ل�اح انتش���ر ‪،‬وهن���اك‬ ‫بعض الس���لبيات اليت مل نك���ن نتوقعها بصراحة‬ ‫من���ذ أي���ام الث���ورة يف ‪ 17‬فرباي���ر إل���ي التحرير‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫وما بعد ش���هر ‪ ،10‬كان���ت األمور حمرتمة‪،‬‬ ‫والن���اس متضامن���ة ومرتابط���ة وكل واحد‬ ‫عن���ده أحالم هذه األحالم ش���به الوردية لكن‬ ‫لألسف الشديد شعرت إن الثورة سرقت من‬ ‫أصحابها احلقيقي�ي�ن وأن الناس إلي كانوا‬ ‫هلم شعور وطموح بأن ليبيا ستكون يف الدول‬ ‫املتقدم���ة مث���ل دول اخللي���ج‪ ،‬لكن لألس���ف‬ ‫الشديد هناك من يريد لليبيا أن تعود للوراء‬ ‫‪ ،‬وهم من أعداء الثورة وأعداء الشعب ‪ ،‬وحنن‬ ‫دائما سائرون ومصممون حتى أذا أدى ذالك‬ ‫إىل أن نضح���ي حبياتن���ا يف س���بيل رفعته���ا‬ ‫وحريتها والعدالة واحلرية‬ ‫فاألوض���اع األمني���ة يف املنطق���ة اجلنوبي���ة‬ ‫إل���ي حد م���ا بصراح���ة ختتلف عن الش���مال‬ ‫يف هن���اك خروق���ات وهناك بع���ض التعديات‬ ‫وحنن مش���كلتنا هي فتح احل���دود اجلنوبية‬ ‫واهلجرة غري الش���رعية ه���ذه هي إلي مؤثرة‬ ‫عل���ي ليبيا ‪ ،‬ل���و أننا أمن���ا حدودن���ا اجلنوبية‬ ‫من جهة اجلزائر والنيجر وتش���اد يعين فعال‬ ‫منطق���ة أمن���ة ‪ ،‬وحنن نعل���م أن ثل���ث ثروة‬ ‫ليبي���ا يف اجلنوب لو أمنت احل���دود هذا يعود‬ ‫عل���ى ليبي���ا كلها باحلري واألم���ان ‪ ،‬ألن أمن‬ ‫اجلن���وب يف أم���ن امل���وارد االقتصادي���ة أيضا‪،‬‬ ‫و م���ا ي���دور من مش���اكل قد تكون لألس���ف‬ ‫اهم���اال م���ن غ�ي�ر قص���د م���ن الدول���ة س���واء‬

‫‪07‬‬

‫ميادين تستطلع رأي املثقف اللييب يف نفسه ‪:‬‬

‫انسحاب املثقف أم هروبه من املواجهة يف ليبيا ما‬ ‫بعد القذايف ؟‬ ‫دين‬

‫ميا‬

‫طلع‬

‫تست‬

‫عبداهلل بركة اجي‪:‬‬ ‫احلكوم���ة الس���ابقة أو الالحق���ة أو احلالي���ة‬ ‫‪،‬هناك مشاكل س���هلة وباإلمكان حلها وهلا‬ ‫دور كب�ي�ر من ناحية األمني���ة واالقتصادية‬ ‫ورف���ع الدعم بصفة عامة ‪ ،‬م���ع وجود الرقم‬ ‫الوطين أنا أؤكد لك أن ‪% 80‬من املش���اكل‬ ‫حت���ل بعد رفع الدعم عن الوقود واحملروقات‬ ‫‪ ،‬الن البرتول قد يكون نعمة وقد يكون نقمة‬ ‫‪ ،‬حنن سكان ليبيا عددنا قليل وأرضنا واسعة‬ ‫وثرواتنا كثرية ويف نفس الوقت ليس لدينا‬ ‫توجهات دينيه ال ش���يعه وال س���نه ال يهود وال‬ ‫نصراني���ه مثل ما حيص���ل يف الدول اجملاورة‬ ‫م���ن انقس���امات‪ ،‬لك���ن اهلل ال يغ�ي�ر م���ا بقوم‬ ‫حتى يغريوا ما بأنفس���هم‪ ،‬ل���و ُصفيت النوايا‬ ‫والدول���ة يبنيه���ا الث���وار احلقيقيوش���ن‪ ،‬وان‬ ‫تت���اح هلم الفرصة للقي���ادة والعمل ‪ ،‬والناس‬ ‫املخلص�ي�ن الذين مل تتلط���خ أيديهم بالدماء‬ ‫وأم���وال الش���عب ‪ ،‬علينا أن جت���د هلم مكانهم‬ ‫يف ليبيا اجلديدة علينا أن ال نظلم أحد ‪””.‬‬ ‫مربوكة علي غامن ‪ -‬سبها اجلديد (مجعية‬ ‫البيت األصيل للفنون والرتاث)‬ ‫تفعي���ل مؤسس���ة اجلي���ش ‪ ،‬واجلي���ش الذي‬ ‫عقيدته اهلل والوطن‪،‬‬ ‫األوض���اع يف ‪ 2014‬نتمن���ى أن تك���ون أفضل‬ ‫من هذه الس���نة ‪ ، 2013‬بالنسبة للمشاكل‬ ‫حلها يف هكذا وضع تفعيل مؤسس���ة اجليش‬ ‫‪ ،‬واجلي���ش الذي عقيدته اهلل والوطن‪ ،‬أمتنى‬ ‫أن يتحس���ن كل ش���ي ‪ :‬الصح���ة ‪،‬والتعليم ‪،‬‬ ‫واخلدمات ‪ ،‬وبالنسبة للبطالة أمتين أن جيد‬ ‫أبنائن���ا مواط���ن عمل يف مدينته���م ‪ ،‬وأن تتم‬ ‫العناية بالبنية التحتية ‪.‬‬

‫•البد من كلمة ‪:‬‬ ‫أس���هم املثقف والكاتب اللي�ب�ي يف تاريخ نضال‬ ‫هذا الكيان من أجل التحرر بش���كل مباش���ر أو‬ ‫ع�ب�ر كتابات���ه‪ ،‬كما أس���هم يف تأس���يس هذا‬ ‫الكيان اللي�ب�ي منذ بدايته‪ ،‬وط���رح الكثري من‬ ‫الكتاب واملفكرين أسئلة هامة بشأن مستقبل‬ ‫البل���د‪ ،‬وبش���أن واقع���ه االجتماع���ي ‪ ،‬تص���ادم‬ ‫النخبة املثقفة مع النظام الس���ابق وغابوا بني‬ ‫املنف���ى اخلارجي واملنفى الداخلي والس���جون‪،‬‬ ‫لك���ن نبض احلرب مل يتوق���ف‪ ،‬وصدرت‪ ،‬حتى‬ ‫إبان النظام السابق‪ ،‬مطبوعات وكتب مهمة‬ ‫ترص���د يف جمملها احللم اللييب‪ ،‬وتش���اكس‬ ‫ثقاف���ة املنظوم���ة الدارج���ة مب���ا صاحبها من‬ ‫تعبئة إعالمية ‪ ،‬ومع قمع ومنع أية تشكيالت‬ ‫نقابية نوعية وجد الكتاب الليبيون املهمومون‬ ‫بالش���أن الع���ام أنفس���هم ف���رادى ‪،‬كل يغ�ن�ي‬ ‫على ليبياه‪ ،‬ومع تقل���ص حجم توزيع الكتاب‬ ‫وحجم الق���راءة وجدوا أنفس���هم غري قادرين‬ ‫عل���ى تش���كيل وعي مجع���ي أو رأي ع���ام‪ ،‬ومع‬ ‫بداية تقني���ة املعلومات اخن���رط الكثريون يف‬ ‫هذا الع���امل اجلديد بعيدا ع���ن أجهزة الرقابة‬ ‫التقليدية‪ ،‬وهو العامل االفرتاضي الذي أسهم‬ ‫بش���كل كبري يف بداي���ة الربي���ع العربي‪ ،‬لكن‬ ‫الكات���ب اللي�ب�ي بعد نهاية النظام وجد نفس���ه‬ ‫مع���زوال من جديد‪ ،‬وبعيدا ع���ن الصراع الذي‬ ‫جي���ري أمامه‪ ،‬خصوص���ا بع���د أن أخذت هذه‬

‫االنتفاضة مسارات بعيدة عن حلمه وأسئلته‪،‬‬ ‫عرب العن���ف‪ ،‬والصراعات القبلي���ة واجلهوية‪،‬‬ ‫واألجندات الداخلية واخلارجي���ة‪ ،‬والنزاعات‬ ‫األيديولوجي���ة فقرية املعرف���ة ‪ ...‬غاب الكاتب‬ ‫واملثق���ف اللي�ب�ي يف ه���ذا الزح���ام ألس���باب‬ ‫عديدة ورمب���ا من دون أس���باب ‪ ..‬حناول عرب‬ ‫ه���ذه احل���وارات أن نفتح جرح املثق���ف اللييب‬ ‫قب���ل وبع���د التغيري ال���ذي ح���دث ‪ ،‬ويف الوقت‬ ‫نفس���ه حن���اول أن ننعش أحالم���ه اليت كابد‬ ‫م���ن أجلها‪ ،‬وأن نفت���ح له فضاء للبوح وس���ط‬ ‫ضجي���ج إعالمي‪ ،‬يتحدث م���ع وعن اجلميع‪،‬‬ ‫ماع���دا املثق���ف احلقيق���ي الذي جت���ذر وعيه‬ ‫به���ذا الكي���ان وبقي���م التق���دم‪ ،‬من���ذ أن عان���ق‬ ‫احلرب كأداته املخت���ارة للمقاومة وللتنوير‪،‬‬ ‫ما وسعه ذلك‪.‬‬ ‫•وال بد من أسئلة‬ ‫‪ 1‬ـ قرن أو أكثر من األداء والنتاج الثقايف يف‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬خرجت مطبوع���ات وكتب ‪ ،‬وصودرت‬ ‫أراء وس���جن ونفي مثقف���ون ومبدعون وبقى‬ ‫البع���ض يناور داخل ما يتاح من هامش ‪ ..‬فهل‬ ‫تقاطع هذا اإلرث مع الشارع وكان له دور يف‬ ‫الربي���ع اللي�ب�ي؟ وهل أربك اختفاء املؤسس���ات‬ ‫الرقابية‪ ،‬وما أتي���ح من حرية التعبري‪ ،‬املثقف‬ ‫والكات���ب اللي�ب�ي ليكون دوره حم���دوداً؟ أم أن‬ ‫الواقع االجتماعي أنتج تابوهات أخرى تقلص‬ ‫من حرية التعبري بعد االنتفاضة؟‬ ‫‪ 2‬ـ���ـ بع���ض املثقف�ي�ن والكت���اب اخنرط���وا يف‬

‫تكت�ل�ات سياس���ية‪ .‬هال البد من دور سياس���ي‬ ‫مباش���ر للكاتب واملبدع؟ أم أن الدور السياسي‬ ‫ق���د يف���رض تن���ازالت على املثق���ف جتعله يف‬ ‫خدمة برنامج سياس���ي معني؟ أو مبعنى آخر‬ ‫ما هو تصوركم ل���دور املثقف واملبدع يف مثل‬ ‫هكذا حتوالت جذرية ؟‬ ‫‪ 3‬ـ���ـ اجلمي���ع يتح���دث ع���ن س���لبية الكت���اب‬ ‫الليبي�ي�ن الذي���ن مل ي�ب�رزوا كق���وة فاعلة يف‬ ‫ه���ذه املرحل���ة احلرجة م���ن تاري���خ ليبيا‪ .‬هل‬ ‫مث���ة إقصاء مازال يعانيه الكاتب اللييب؟ أم أن‬ ‫عدم وجود جسم نقابي جيمع الكتاب جعلهم‬ ‫يغيبون يف الزحام ؟‬ ‫‪ 4‬ـــ مر قانون العزل السياس���ي دون ردة فعل‬ ‫واضح���ة م���ن قب���ل املثقف�ي�ن الليبي�ي�ن ‪ ،‬ومت‬ ‫التفكري ب���ل واملطالب���ة أحيانا بقان���ون للعزل‬ ‫الثق���ايف‪ .‬إىل أي م���دى تتناغ���م أو تتع���ارض‬ ‫مثل ه���ذه القوانني مع تصورك���م لبناء ليبيا‬ ‫اجلدي���دة ؟ وم���ا هي نظرتك���م للماضي الذي‬ ‫يش���كل منهج الت���داول معه مع���امل يف طريق‬ ‫املستقبل ؟‬ ‫‪ 5‬ــ باعتباركم مهمومني بالش���أن اللييب قبل‬ ‫وبع���د انتفاض���ة فرباي���ر؛ باحثني ومناقش�ي�ن‬ ‫ومبدع�ي�ن‪ .‬م���ا ه���و تصورك���م ملس���تقبل هذا‬ ‫البلد؟ ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫سامل العوكلي ‪ :‬اعترب السياسة لعبة غري أخالقية حتى يف الدول الدميقراطية‪ ،‬وطبيعة من يتعامل مع‬ ‫اإلبداع والفكر تتناقض مع السياسي!‬ ‫ج ‪ 1‬ـــ���ـ انصب احلدي���ث طيلة العق���د املاضي عن‬ ‫املش���روع التنوي���ري العرب���ي‪ ،‬وأث�ي�رت اختالفات‬ ‫كث�ي�رة ح���ول م���ا إذا كان فعال هناك مش���روع‬ ‫تنوي���ري عربي‪ ،‬أم كانت جم���رد ملعات متباعدة‬ ‫مل تؤس���س ملش���روع موس���وعي‬ ‫حبث���ي فك���ري حقيقي‪ ،‬يس���تطيع‬ ‫أن يشكل عقال شعبيا متخلصا من‬ ‫ترسيماته الس���ابقة ومن خرافاته؟‬ ‫مبعن���ى أن العق���ل العرب���ي مل‬ ‫يتعرض لصدمات حقيقية جتعله‬ ‫يستشرف فضاءات معرفية جتعله‬ ‫يف قلب مغام���رة احلداثة ‪ .‬احتدث‬ ‫ع���ن التنوي���ر العرب���ي باعتب���ار أن‬ ‫ليبيا طيلة القرن كانت يف تواشج‬ ‫م���ع النت���اج الثقايف العرب���ي‪ ،‬ورمبا‬ ‫ارتب���اط الق���ارئ اللي�ب�ي بالكت���اب‬ ‫العرب���ي أكثر من الكت���اب اللييب‪،‬‬ ‫خصوص���ا يف مرحل���ة االنفع���ال‬ ‫القوم���ي ال���ذي كان ميق���ت كل م���ا يتمي���ز‬ ‫خبصوصية ليبية‪ ،‬ويف خض���م هذه املرحلة غاب‬ ‫الكتاب اللييب وغاب الكاتب اللييب؛ داخل الس���جن‬ ‫أو يف املنفى أو يف اهلامش الداخلي‪ ،‬هذا التجريف‬ ‫الذي حدث للنخ���ب الوطنية فتح اجملال ألدعياء‬ ‫كتاب���ة ملئ���وا الس���احة بالضجي���ج‪ ،‬وهنا حصل‬ ‫االنفص���ال ب�ي�ن املثق���ف اللي�ب�ي احلقيق���ي وبني‬ ‫الش���ارع ال���ذي فقد ثقت���ه يف كل م���ا ينتج داخل‬ ‫ليبيا باعتباره جزءا من النظام‪ ،‬وهو حكم ال خيلو‬ ‫م���ن الظلم‪ ،‬ألن���ه ظه���رت يف كل مراح���ل ليبيا‬ ‫كتاب���ات وإبداع���ات هامة‪ ،‬تطرح أس���ئلة أصيلة‬ ‫بش���أن الكي���ان واجملتم���ع واملس���تقبل واحلري���ات‬ ‫واهلوي���ة وغريها من الثيمات ال�ت�ي من املمكن أن‬ ‫نطل���ق عليه���ا إرهاصات مش���روع تنوي���ري‪ ،‬لكن‬ ‫ابتسار هذه املش���اريع‪ ،‬وغياب الرتاكم‪ ،‬والفجوة‬ ‫اليت انفتحت بني الش���ارع والكتاب اللييب‪ ،‬جعلت‬ ‫ه���ذه األس���ئلة موضوع ت���داول ب�ي�ن النخبة‪ ،‬ومل‬ ‫تتسرب إىل العقل الشعيب أو الثقافة اجملتمعية؟‪.‬‬ ‫وما حدث بعد فرباير أن الكاتب اللييب‪ ،‬الذي تعود‬ ‫أن يك���ون منفردا مف���رداً‪ ،‬مل جي���د مناخا مجاعيا‬ ‫يش���د م���ن أزره ‪ ،‬أو جس���ما أهلي���ا أو نقابي���ا يعلن‬ ‫به ع���ن حض���وره يف الص���راع اجل���اري‪ ،‬واكتفى‬ ‫الكث�ي�ر من الكت���اب بكتاباتهم املتفرق���ة‪ ،‬وأغلبهم‬ ‫تعام���ل مع ش���بكة النت مكتفي���ا ب���آراء ارجتالية‬ ‫يلقيه���ا هنا وهن���اك‪ ،‬وظهر على الس���احة كتاب‬ ‫جدد مل نس���مع بهم س���ابقا تكتظ به���م الصحف‬ ‫والقن���وات‪ ،‬وب���دأ انش���غاهلم بالش���أن الع���ام بع���د‬ ‫حترر ليبيا من النظام‪ .‬وبالطبع ظهرت تابوهات‬ ‫جديدة تعيد تكرار التابوهات السابقة؛ اجتماعية‬ ‫ودينية وسياس���ية‪ ،‬تشكلت عرب الشرعية الثورية‬ ‫اجلدي���دة ال�ت�ي ترف���ض النق���د‪ ،‬أو عرب مؤسس���ة‬ ‫اإلفتاء‪ ،‬أو عرب اجلماعات التكفريية املسلحة اليت‬ ‫ال تس���مح برأي خمالف‪ ،‬وتعددت مصادر اخلوف‬ ‫الغامضة لدى الكاتب اللييب وس���ط انفالت امين‬ ‫وغياب شبه كامل للمؤسسات والتشريعات اليت‬ ‫حتميه وحتمي املواطن بصفة عامة ‪.‬‬ ‫ج ‪ - 2‬أن���ا ش���خصيا مل انت���م ألي تكت���ل سياس���ي‪،‬‬ ‫ألس���باب ع���دة ‪ :‬أوال ألني اعت�ب�ر السياس���ة لعبة‬ ‫غ�ي�ر أخالقي���ة حت���ى يف ال���دول الدميقراطي���ة‪،‬‬ ‫وطبيعة م���ن يتعامل مع اإلبداع والفكر تتناقض‬ ‫م���ع السياس���ي‪ ،‬وثانيا ال أريد أن أحدد أي س���قف‬ ‫آلرائ���ي أو الت���زم بأي برنامج حم���دد‪ ،‬ثالثا وهذا‬ ‫أضعف اإلميان ألني اعترب أن التكتالت السياسية‬

‫الليبية حتى اآلن جمرد تش���اركيات حزبية وال‬ ‫َ‬ ‫ترق إىل مس���توى األحزاب‪ ،‬نتيجة لغياب احلياة‬ ‫السياسية وثقافة األحزاب يف ليبيا منذ تأسيسها‬ ‫وحتى اآلن‪ ،‬لذلك اس���تعارات التكتالت السياسية‬ ‫لدينا أقنع���ة القبيلة كوس���يلة متاحة للوصول‬ ‫إىل الس���لطة‪ ،‬ومن ثم الوصول إىل مائدة النقود‬ ‫الليبية‪ ،‬واس���تخدمت عقلية القبيلة فيما خيص‬ ‫التعصب األعمى واجلهوية واإلقصاء ‪ .‬وتصوري‬ ‫ل���دور املثقف واملب���دع هو الكتابة حبرية وبش���كل‬ ‫أعمق عن بنية الواق���ع االجتماعي الذي هو وعاء‬ ‫السياسة واالقتصاد وفرص الدميقراطية وكل‬ ‫القيم اليت ننشدها ‪ ،‬وأن تكون مشاركته املباشرة‬ ‫ع�ب�ر اجملتم���ع املدن���ي الذي ه���و أيض���ا يعاني من‬ ‫ضحالة الثقافة بش���أنه‪ ،‬ولكن تأس���يس مجعيات‬ ‫صغرية تتعلق مبناحي اإلب���داع املختلفة أو بقيم‬ ‫اجتماعية مجالية‪ ،‬سيكون له دور مهم يف تطوير‬ ‫مناحي اإلبداع ويف إمكانية التأثري االجتماعي‪.‬‬ ‫يف أع���داد جري���دة ميادي���ن األوىل وقب���ل نهاي���ة‬ ‫النظام‪ ،‬اخرتت مقالة إلمربتو إيكو عن الفاش���ية‬ ‫وال�ت�ي حي���ذر فيها من ع���ودة الفاش���ية يف أكثر‬ ‫وجوهها براءة‪ ،‬وارفقت هامشا أحذر فيه من عودة‬ ‫الفاشية عرب التكتالت العرقية أو الدينية‪ ،‬مشريا‬ ‫إىل مجاع���ة األخ���وان املس���لمني‪ ،‬وبعده مباش���رة‬ ‫نش���رت مقالة حتت عن���وان‪ :‬الالوعي السياس���ي‪.‬‬ ‫انتق���د فيها برنام���ج اإلخوان وأربطه بالفاش���ية‪،‬‬ ‫فالمين بع���ض األصدقاء باعتب���ار الدميقراطية‬ ‫تس���مح باالحزاب وبظهور كل التكتالت واآلراء‬ ‫السياس���ية‪ ،‬فقلت أنا ُ‬ ‫لست سياس���يا‪ ،‬لكين أحسب‬ ‫نفس���ي على املثقفني‪ ،‬وموقف���ي الثقايف اجلذري‬ ‫ضد تسييس الدين‪ ،‬ألن الدين السياسي أو العرق‬ ‫السياس���ي ه���و ب���ذرة الفاش���ية يف أعت���ى صورها‪.‬‬ ‫موقف السياس���ي تكتيكي وموقف املثقف جذري‪،‬‬ ‫هذه هو الفرق كما اعتقد‪.‬‬ ‫ج ‪ - 3‬الكات���ب املهم���وم بطبع���ه يتصادم م���ع بُنى‬ ‫التخل���ف؛ س���واء أكان���ت سياس���ية أو اجتماعية‪،‬‬ ‫والتخل���ف كما يق���ول الكاتب يوس���ف القويري‬ ‫يفرز مع الوقت مؤسساته اليت تدافع عنه‪ .‬الكاتب‬ ‫واملثقف من املفرتض أن تكون له أسئلته األصيلة‬ ‫فيم���ا خي���ص الواق���ع االجتماعي وهذه األس���ئلة‬ ‫ال تنطف���ئ مبجرد نهاية نظام سياس���ي أو حقبة‬ ‫تارخيي���ة‪ ،‬ألن العوال���ق والرواس���ب التارخيي���ة‬ ‫فيما خيص القم���ع والعنف واإلقص���اء لن تزول‬ ‫بس���هولة من أرضية هذا اجملتمع وسيكولوجيته‪،‬‬ ‫فمن���ذ بداية انتفاضة فرباير ومبجرد إحساس���نا‬ ‫أن هذا النظام يف طريقه للزوال‪ ،‬كنا قلقني من‬ ‫مرحلة ما بعد زوال النظام‪ ،‬نتيجة تتبعنا للشأن‬ ‫العام ومعرفتنا بالواقع االجتماعي الذي س�ي�رث‬ ‫يف اغلب���ه معظ���م أم���راض املرحل���ة‪ .‬عندما رأيت‬ ‫نهاي���ة الق���ذايف الرتاجيدية أول س���ؤال تبادر إىل‬ ‫ذهين ‪ :‬وماذا بعد ؟ وهو سؤال سيظل ملحا لفرتة‬ ‫طويلة‪ ،‬بشرط أن نكون على طريق إجابته ‪.‬‬ ‫ج ‪ - 4‬يف ح���وار م���ع املفك���ر عزم���ي بش���ارة‪ ،‬ق���ال‬ ‫يف ص���دد حديث���ه ع���ن ث���ورة فرباير ال�ت�ي يعترب‬ ‫أن هل���ا خصوصي���ة خمتلف���ة‪ :‬الث���ورات العنيف���ة‬ ‫جتت���ث النظام م���ن ج���ذوره لكنها لن ت���ؤدي إىل‬ ‫دميقراطية‪ .‬وقد اس���تفزتين ه���ذه اجلملة حينها‬ ‫وق���ت اهليج���ان العاطفي ال���ذي بطبيعت���ه يغيب‬ ‫العق���ل‪ .‬وح�ي�ن ص���در قان���ون الع���زل السياس���ي‬ ‫رجع���ت هذه اجلملة ُتقلقين‪ .‬مبث���ل هذا اإلقصاء‬ ‫اجلماعي ُتنصب حمكمة ش���املة دون ش���روطها‬ ‫القانوني���ة لتحاكم غيابياً ش���عبا برمته‪ .‬كتبـت‬

‫من هذا املـدخل مقالـة نشرت بصحيفة (ميادين)‬ ‫حت���ت عن���وان ‪ " :‬قان���ون العزل السياس���ي‪ ..‬من‬ ‫حمم���ة الش���عب إىل حماكمة الش���عب وتأجيل‬ ‫الدميقراطي���ة حت���ى إش���عار آخ���ر"‪ .‬وضمن هذه‬ ‫التناقضات احلادة يس���تمر األداء السياسي اللييب‬ ‫الركي���ك‪ ،‬م���ؤمت ر وط�ن�ي يتح���دث يف كل‬ ‫جلس���اته عن املصاحل���ة االجتماعي���ة ويف الوقت‬ ‫نفسه يصدر قانون العزل السياسي الذي يُقصي‬ ‫عش���رات اآلالف م���ن التكنوق���راط الليبي�ي�ن‪ ،‬أنا‬ ‫لس���ت ضد حماس���بة كل من أجرم���وا يف حقوق‬ ‫الليبي�ي�ن‪ ،‬وه���ذا يت���م ع�ب�ر العدال���ة االنتقالي���ة‬ ‫للمتهم يف الدفاع عن نفس���ه‪.‬‬ ‫ال�ت�ي ُتعطي احل���ق ُ‬ ‫والنتيج���ة ال�ت�ي نعرفها مجيع���ا أن ه���ذا القانون‬ ‫الذي ُمرر حتت ضغط الس�ل�اح ال حيمل أي وازع‬ ‫وط�ن�ي ‪ ،‬لكن تقوده أجندات خاص���ة جدا؛ داخلية‬ ‫وإقليمي���ة‪ ،‬تس���عى إىل تفريغ الس���احة من كل‬ ‫الكفاءات لتنفرد بالس���لطات كاف���ة‪ .‬وهو منحى‬ ‫يقود بلدا وأمة إىل اهلاوية ‪ .‬فسياس���يو ليبيا حتى‬ ‫اآلن ميارسون ال أخالقية السياسة دون فنها‪.‬‬ ‫ج ‪ 5‬ـ���ـ كتبت مرة على حائط���ي يف الفيس بوك‪،‬‬ ‫عندما كنت صغريا قام بعض األطفال بتخريب‬ ‫وكر من���ل بالكام���ل وحزنت كث�ي�را على ذلك‪،‬‬ ‫وعندم���ا رجعت له بعد ثالثة أي���ام وجدت النمل‬ ‫قد أصلح كل ش���يء وع���اد يف طواب�ي�ر منتظمة‬ ‫يواص���ل حيات���ه ‪.‬غري���زة كل جمتم���ع أن ينظم‬ ‫نفس���ه وزحام���ه لتس���تمر احلياة‪ ،‬لك���ن زمن هذا‬ ‫التنظي���م ق���د يط���ول أو يقص���ر حس���ب ظ���روف‬ ‫معين���ة‪ ،‬م���ا يعقد ه���ذه الث���ورات كونه���ا حتدث‬

‫يف زمن ث���ورة املعلومات والتقني���ة اليت يف الواقع‬ ‫كان���ت وراءه���ا‪ ..‬وبزوغه���ا يف عص���ر املعلوماتية‬ ‫جيعلها غري معزولة ومفتوح���ة على مصراعيها‬ ‫للعب���ة اإلعالمية وللتدخ�ل�ات اخلارجية للعبث‬ ‫بها على مدار ‪ 24‬ساعة‪ ،‬خصوصا أن اإلقطاعيات‬ ‫النفطي���ة‪ ،‬ال�ت�ي تس���يطر عل���ى مص���ادر املعرف���ة‬ ‫ومنابر تشكيل الرأي العام‪ ،‬ختشى هذه الظاهرة‬ ‫اليت تهدد مس���تقبل أنظمته���ا‪ .‬وبالطبع كل هذا‬ ‫ال يتعرض ل���ه جمتمع النمل ال���ذي أعاد تنظيم‬ ‫وكره بعد ثالثة أيام‪ .‬الغريزة واحدة يف الكائنات‬ ‫لكن اإلنس���ان خيتلف عنها بوعي���ه بالتاريخ ‪ ،‬ويف‬ ‫اجملتمعات املتخلفة يصبح الالوعي السياسي هو‬ ‫الذي يقود املرحلة ويصنع التاريخ‪ ،‬ويف مثل هذه‬ ‫احلالة يغدو االنفع���ال واهليجان وصراع املصاحل‬ ‫الصغرى هو املعرقل لرتميم الوكر‪.‬‬ ‫هذه الث���ورات اليت ب���دأت مع الع���امل االفرتاضي‪،‬‬ ‫ومع الواقع االجتماعية حتديدا‪ ،‬كانت ختطط‬ ‫هل���ا النخ���ب والطبق���ة الوس���طى‪ ،‬لك���ن الع���امل‬ ‫الواقع���ي بكل أزماته املتوارثة ه���و الذي هيمن يف‬ ‫النهاي���ة وعاد ث���وار الفيس ب���وك اىل معتزالتهم‬ ‫االفرتاضي���ة من جديد‪ ،‬تاركني ظاهرتهم خلف‬ ‫ظهوره���م ‪ .‬تغيي���ب النخ���ب ه���و ما عمل���ت عليه‬ ‫األنظم���ة االس���تبدادية الس���ابقة وه���و ما حيدث‬ ‫اآلن ألن من يس���عون إىل االنفراد بالس���لطة من‬ ‫جدي���د ال يتحملون النقد أو تكوي���ن عقل نقدي‪.‬‬ ‫غ�ي�ر أن عص���ر املعلومات ال���ذي يبتك���ر كل يوم‬ ‫أدواته خيبئ الكثري الذي يصعب احلدس به‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫عمر الكدي ‪ :‬ويف ظل هذه االغتياالت فضل الكثري‬ ‫من املثقفني الصمت‪ ،‬إال من كان يعيش خارج البالد‬

‫تفاج���أ املثقف اللييب بثورة فرباير‪ ،‬حتى‬ ‫الذي���ن راهن���وا عليها مل يتوقع���وا قيامها‬ ‫بهذه الس���رعة‪ ،‬وأكثرهم تفاؤالء كان‬ ‫ينتظر وف���اة الق���ذايف ليح���دث التغيري‪،‬‬ ‫كم���ا أن���ه تفاج���أ بنتائ���ج الث���ورة‪ ،‬اليت‬ ‫مل تك���ن كم���ا يتمناه���ا‪ ،‬حي���ث س���يطر‬ ‫املتش���ددون عل���ى الش���ارع وعل���ى املثقف‬ ‫نفس���ه‪ ،‬ومل يتعل���م املثقف���ون كيفي���ة‬ ‫النض���ال وس���ط الواق���ع اجلدي���د‪ ،‬الذي‬ ‫حيتاج إىل تنظيم الصف واملس���اندة من‬ ‫اجلمي���ع‪ ،‬ويف ظل هذه االغتياالت فضل‬ ‫الكث�ي�ر م���ن املثقف�ي�ن الصم���ت‪ ،‬إال م���ن‬ ‫كان يعي���ش خارج البالد‪ ،‬فظل س���قفه‬ ‫عاليا كما كان قبل الثورة‪.‬‬ ‫وحتى اآلن اس���تغرب كيف مل يستطع‬ ‫مثقفو ليبيا بناء احتادهم الدميقراطي‪،‬‬ ‫ال���ذي م���ن خالل���ه يس���همون يف بل���ورة‬ ‫الوعي بأهمية الدميقراطية والتعددية‬

‫واحلداث���ة‪ ،‬قثم���ة ف���رق ب�ي�ن أن يكت���ب‬ ‫املثقف وينش���ر إنتاجه‪ ،‬وبني أن يتحدث‬ ‫إىل اجملتمع من خالل احتاده‪ .‬ش���خصيا‬ ‫ال أع���رف حتديدا س���بب التأخري يف بناء‬ ‫االحت���اد‪ ،‬رمبا ألن املثقف�ي�ن تعودوا على‬ ‫م���ن يدعوه���م إىل ذل���ك‪ ،‬وال يب���ادرون‬ ‫بأنفسهم‪.‬‬ ‫عل���ى املثق���ف أن يك���ون دائم���ا مس���تقال‬ ‫وأن ال ينخ���رط يف مؤسس���ات الس���لطة‬ ‫التش���ريعية والتنفيذي���ة والقضائي���ة‬ ‫ب���أي ش���كل م���ن األش���كال‪ ،‬إال إذا كان‬ ‫يعم���ل باألس���اس يف احملام���اة‪ ،‬وأفض���ل‬ ‫مكان للمثق���ف هي الس���لطات اجلديدة‬ ‫املتمثل���ة يف الس���لطة الرابع���ة وه���ي‬ ‫اإلعالم والصحافة‪ ،‬والسلطة اخلامسة‬ ‫وه���ي منظم���ات اجملتم���ع املدن���ي‪ ،‬ألن‬ ‫وظيف���ة املثقف األساس���ية هي أن ينظر‬ ‫إىل ثقافت���ه وجمتمع���ه بنظ���رة نقدية‪،‬‬ ‫وعندم���ا يك���ون يف الس���لطة فس���ينظر‬ ‫إليهما بنظرة تربيرية‪.‬‬ ‫ال ميك���ن تربي���ر غي���اب املثق���ف اللي�ب�ي‬ ‫بغياب احتاده النقابي‪ ،‬ميكنه أن يس���اهم‬ ‫يف التح���والت اجلاري���ة من خالل نش���ر‬ ‫إنتاج���ه‪ ،‬وأيض���ا أن ينش���ط إعالمي���ا‪.‬‬ ‫مش���كلة املثق���ف اللييب أن���ه انصرف عن‬ ‫الواقع احلقيق���ي إىل الواقع االفرتاضي‪،‬‬ ‫فأصبح يكتف���ي بنش���ر أراءه على مواقع‬ ‫التواص���ل االجتماع���ي‪ ،‬وه���ذا ال يكف���ي‬ ‫للمساهمة القصوى يف هذه التحوالت‪.‬‬ ‫شخصيا عارضت قانون العزل السياسي‬ ‫وأدنت���ه‪ ،‬ألنه يضع���ف الث���ورة وحييدها‬

‫ع���ن مس���ارها الصحي���ح‪ .‬كان األفضل‬ ‫أن نب���دأ بش���كل خمتل���ف حبيث نكس���ب‬ ‫أك�ب�ر قطاع من الليبني يف صف الثورة‪،‬‬ ‫ونبع���د فقط م���ن تلوثت يدي���ه بالدماء‪،‬‬ ‫ونفض���ح كل م���ن س���رق‪ ،‬وأن نتعل���م‬ ‫م���ن جترب���ة جن���وب إفريقي���ا وأيرلندا‬ ‫الشمالية فيما خيص العدالة االنتقالية‬ ‫واملصاحل���ة‪ .‬بعد قانون العزل السياس���ي‬ ‫ب���دأت األصوات ترتفع وهي ترتحم على‬ ‫عه���د القذايف‪ ،‬وهو م���ا يعين أن الثورة يف‬ ‫طريقها إىل الفشل‪ ،‬وحنن نودع مانديال‬ ‫علينا أن نتعلم منه ولو القليل‪.‬‬ ‫س���تمر البلد بالكثري م���ن الصعوبات ويف‬ ‫بعض األحيان تقرتب م���ن التفتت‪ ،‬وقد‬ ‫تستغرق هذه املرحلة ما بني مخسة إىل‬ ‫عشرة أعوام‪ ،‬ولكن يف نهاية األمر ستقوم‬ ‫الدول���ة‪ ،‬وس���تصان الوح���دة الوطني���ة‪.‬‬ ‫املش���كلة اليت من���ر به���ا اآلن جذورها يف‬ ‫املاض���ي العنيف واخلالي من املؤسس���ات‪،‬‬ ‫وقدر ليبيا دائما أن تبدأ من الصفر‪ ،‬ويف‬ ‫أسوأ األحوال سيتدخل العامل ملنع البالد‬ ‫م���ن االنهي���ار‪ ،‬فليبي���ا ليس���ت الصومال‬ ‫أو أفغانس���تان‪ ،‬مث���ة ‪ 2000‬كل���م على‬ ‫س���احل املتوس���ط لن يواف���ق الغرب على‬ ‫جعلها منصة لإلره���اب‪ ،‬أو للهجرة غري‬ ‫الش���رعية‪ ،‬حت���ررت ليبي���ا م���ن الطليان‬ ‫مبس���اعدة بريطاني���ا‪ ،‬ونالت اس���تقالهلا‬ ‫مبس���اعدة األم���م املتح���دة‪ ،‬وتأسس���ت‬ ‫الدول���ة مبس���اعدة م���ن األم���م املتح���دة‬ ‫والغرب‪ .‬أمتنى ه���ذه املرة أن ننجز كل‬ ‫شيء بأنفسنا مهما كانت التضحيات‪.‬‬

‫‪09‬‬

‫عبد اهلل الكبري ‪ :‬الكثري من الكتاب مل يس��اندوا‬ ‫الثورة مبكرا ألسباب متعددة‪ ،‬فمنهم من ارتبط‬ ‫بالنظام السابق فلم جيسر على تقدم الصفوف‬ ‫خش��ية من نب��ش ماضي��ه أو اإلصط��دام بالثوار‬ ‫الذين قد يرتابون فى نواياه !‬

‫م���ن املتوق���ع والطبيع���ى أن ينخ���رط املثق���ف يف العمل السياس���ي‪،‬‬ ‫ولك���ن تأثريه فى السياس���ة أو تأثر مواقفه يتوق���ف علي موقعه يف‬ ‫السياس���ة‪ ،‬فإذا كان مع الناس يقود احل���راك واملظاهرات ضد أي‬ ‫احنراف أو ظلم أو استبداد‪ ،‬سيكون مؤثرا وفاعال ‪ ،‬أما إذا كان فى‬ ‫موقع املس���ؤولية السياسية أو احلزبية فس���وف يرتاجع تأثريه ألن‬ ‫خياراته أمام املصاحل السياسية أو احلزبية ستكون حمدودة ورمبا‬ ‫تفرض عليه تبنى مواقف التتفق مع مايؤمن به مبادئ‪.‬‬ ‫املثقف احلقيقى سيغادر العمل السياسي املنظم ‪،‬ألنه اليقبل رهن‬ ‫رصيده الثقافى وإبداعه وفكره خلدمة مصاحل سياسية متغرية‪.‬‬ ‫ــــالكات���ب اللييب ليس س���لبيا ‪ ،‬ولكن الكثري من الكتاب مل يس���اندوا‬ ‫الثورة مبكرا ألس���باب متعددة‪ ،‬فمنهم من ارتبط بالنظام الس���ابق‬ ‫فل���م جيس���ر عل���ى تق���دم الصف���وف خش���ية من نب���ش ماضي���ه أو‬ ‫اإلصط���دام بالث���وار الذين قد يرتابون ف���ى نواياه‪،‬ولكن ضعف دور‬ ‫الكت���اب فى الثورة ومابعدها مرده إىل غياب املؤسس���ة القادرة على‬ ‫أن تص���دح بص���وت ق���وى جي�ب�ر النخب السياس���ية على اإلس���تماع‬ ‫واإلنص���ات له‪ ،‬وتتق���دم لقيادة احلراك بتوعي���ة الناس وتنظيمهم‬ ‫وإرش���ادهم إىل إفض���ل اخلي���ارات‪ ،‬ومع ذلك الينبغ���ى التقليل من‬ ‫بعض األص���وات القليلة التى اجتهدت مبا ه���و متاح بني يديها من‬ ‫أدوات ‪ ،‬ولك���ن حج���م الضجيج ف���ى فضاء الوطن غط���ى على هذه‬ ‫األصوات ‪ ،‬فلم يسمع إال القلة صراخها‪.‬‬ ‫ـــ���ـ الكلمة فى حد ذاتها مس���يئة حتم���ل يف طياتها اإلدانة‪ ،‬وكان‬ ‫من األفضل ابداهلا بعبارة (معايري القبول للوظيفة العامة) فإبعاد‬ ‫منظوم���ة النظام الس���ابق ضروري إلكمال مس�ي�رة الثورة‪ ،‬ولكن‬ ‫التوس���ع ف���ى القانون بس���بب التجاذب���ات احلزبية حول���ه إلي فعل‬ ‫إقصائ���ي ال يلي���ق بثورة قامت من أجل الع���دل واإلنصاف‪،‬مثة من‬ ‫اضطر إىل العمل داخل النظام ومل يرتكب أي جرم ليس من العدل‬ ‫حرمان���ه م���ن حقوقه السياس���ية ومص���ادرة طموحات���ه‪ ،‬ومن ثبت‬ ‫جرم���ه أيضا لي���س عدال إبعاده عن تولي املس���ؤولية لفرتة حمددة‬ ‫م���ن دون حماس���بته‪.‬اليوجد ع���زل ثقاف���ى إال ملن تولي مس���ؤولية‬ ‫وس���اهم فى إفس���اد احلياة الثقافية ‪ ،‬وعزله هن���ا يقتصر على عدم‬ ‫تقليده مس���ؤولية لفرتة حمددة‪ ،‬ولكن نشاطه الفين واإلبداعي ال‬ ‫أحد ميلك حق حرمانه منه‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫استطالع للرأي حول عام ‪.. 2013‬‬ ‫الزاوية ‪/‬محزة جبودة‬

‫امحد الوحيشي‬

‫حممد بن عياد‬

‫مرعي التليسي‬

‫عثمان البوسيفي‬

‫سيضحك البعض ‪!..‬‬ ‫وس���ينزعج البع���ض االخر ‪ ،‬س���يقول احدنا ‪ :‬هل‬ ‫اذكر لك ارقام الضحايا اليت سقطت يف ‪2013‬‬ ‫‪ ..‬ه���ل اصنفه���ا لك واعم���ل علي فص���ل الرجال‬ ‫والنس���اء يف قوائ���م حتم���ل اس���م " الضحاي���ا من‬ ‫الرجال " و " الضحايا من النساء ‪..‬‬ ‫اس���تطالع لل���رأي ح���ول ع���ام ‪ .. 2013‬ومل اقل‬ ‫اس���تطالع لل���رأي حول عبثي���ة ‪ .. 2013‬ال بأس‬ ‫بامكانك���م ان ختتاروا ماحيلوا لكم ‪ ،‬بامكانكم ان‬ ‫تصفوه���ا بأي ش���يء خيطر يف بالك���م ‪ ..‬ال منلك‬ ‫خطوطا محراء وال خضراء ‪ ..‬وال حيت سوداء ‪.‬‬ ‫ماه���و االجن���از العظي���م يف ليبي���ا يف ه���ذا العام‬ ‫ال���ذي س���يغادرنا ؟ ماهو االجناز ال���ذي ميكن ان‬ ‫يكون عظيما ‪ ..‬لنقل الش���يء ‪ ..‬ال شيء ‪ ،‬ونبتسم‬ ‫‪ :‬فليس���قط كل ش���يء واي ش���يء يش���به العبث‬ ‫العظيم الذي نعيشه يف زمن الثورة ‪..‬‬ ‫ارج���وا ان تش���اركونا ارائك���م ‪ ..‬وكيف تصفون‬ ‫هذا العام ؟‬ ‫•وجع الروح ‪..‬‬ ‫•الشاعر عثمان البوسيفي ‪:‬‬ ‫كان عام موجع عى مس���توى الوطن فقد فقدنا‬ ‫كث�ي�ر م���ن االرواح الطيب���ة ونزي���ف االم���وال‬ ‫مس���تمر وعل الصعيد الش���خصي كانت جيدة‬ ‫فقدت س���افرت فيه���ا كثريا واطم���ح الكمال‬ ‫بقية رحالتي يف ‪.2014‬‬ ‫•من ليبيا يأتي اجلديد !‬ ‫•هيف���اء البعيل���ي ‪ :‬مقدم���ة برام���ج يف اذاع���ة‬ ‫الزاوية احمللية‬ ‫عام كل جديد ‪ ،‬وال شيء جديد !‬ ‫•حممد الصاحل ‪ :‬من نشطاء مدينة الزاوية‬ ‫سنة الصعود للهاوية ‪..‬‬ ‫اروع االعوام اليت لن نعيشها من بعده ‪..‬‬ ‫•حسام الوحيشي ‪ :‬شاعر‬ ‫أمجل عام منذ خلق اهلل البس���يطة و أروع س���نة‬ ‫حتى يوم القيامة ‪.‬‬ ‫•عمر علي عبود ‪ ..‬قاص وشاعر‬ ‫عام االنتكاسة وحقيقة التغييب ‪ ،‬االجناز هو ان‬ ‫الشعب اللييب اكتش���ف انه مضحوك عليه من‬ ‫البداية ‪.‬‬ ‫•اما االعالمي حممد عمر بعيو ‪..‬‬ ‫فقد كان له رأي موجع حد الضحك‬ ‫عام س���قوط اإلخ���وان وصع���ود جض���ران وبقاء‬ ‫زي���دان إثبات���اً لع���دم وج���ود قان���ون اجلاذبية يف‬ ‫السياسة الليبية ‪.‬‬ ‫•سهيلة علي ‪ ..‬ناشطة‬ ‫‪‪‬بكلم���ة واح���دة فق���ط س���وف اصفه���ا ل���ك‬ ‫( مهزله )‬ ‫مؤمتر وحكومة وغصة يف القلب ‪..‬‬ ‫•نعيمة الطاهر ‪ ..‬صحفية‬

‫هناك إجناز عظي���م ‪ ..‬لكن عظمته تلك حتتلف‬ ‫ع���ن املفهومة اٌجيابي للعظم���ة ‪ ..‬إجناز ‪2013‬م‬ ‫ه���و ذلك الكم اهلائ���ل من الس���لبية اليت بانت يف‬ ‫نف���وس الليبيني مجيعه���م مقابل ما عصف بهم‬ ‫م���ن أح���داث أوهل���ا وصول زي���دان إىل الس���لطة‬ ‫م���روراً مبؤمت���ر متآم���ر وأش���خاص أخ���ذ كل‬ ‫واحد منهم مااعتربه حصة خالصة له من نفط‬ ‫الوط���ن ‪ ..‬وصو ً‬ ‫ال إىل هذا التناح���ر بني الليبيني‬ ‫أنفس���هم ما جع���ل قلوبهم تطف���ح حبقد بغيض‬ ‫‪ ..‬كذلك س���جلنا إجنازاً متعاظماً من اخلذالن‬ ‫وخيب���ات األمل يف كل م���ن صدقنا ذات حلظة‬ ‫زيف أن قلوبهم على الوطن ‪.‬‬ ‫•سليمان البيوضي ‪ ..‬اعالمي‬ ‫ع���ام ( األي���ام الس���وداء و احلزين���ة ) حبس���ب‬ ‫احلكوم���ة واملؤمتره���و ذات الع���ام ال���ذي فق���د‬ ‫في���ه الليبي���ون الثق���ة مبس���ؤوليهم و اعتربوهم‬ ‫خمتلسني و أفاقني هو عام السقوط إىل اهلاوية‬ ‫‪،‬عام املوت بامتياز ‪..‬‬ ‫•هناء علي ‪ ..‬طالبة‬ ‫ه���ذا العام ع���ام موت بامتياز مع مرتبة الش���رف‬ ‫خصوصا وانه علي االقل بالنسبة لي انا ماكنت‬ ‫نتوق���ع ان���ه يف ي���وم بيك���ون يف ب�ل�ادي دم وقتل‬ ‫بش���كل هذا‪،،،‬حاولنا وحاول البعض اجناز ش���يء‬ ‫يدرك الوضع الس���يء عندنا لكن كلنا لالس���ف‬ ‫فش���لنا قد تك���ون القوي اخلارجي���ة ومصاحلهم‬ ‫اك�ب�ر من���ا كالش���عب‪،‬ولكن يف االس���اس حنن‬ ‫الش���عب م���ازال ينقص���ه الكثري لي���درك ماحنن‬ ‫فيه‪ ،،،‬بالتالي مايف اجناز ‪..‬‬ ‫•احلرية والفوضي ‪..‬‬ ‫•عبدالوه��اب عل��ي ميلطان ‪ ..‬مراس���ل قن���اة ليبيا‬ ‫االحرار‬ ‫ه���ذا عام العبثي���ة واحلري���ة الفوضوية وتصدر‬ ‫(امله ّبل���ة) للمش���هد واحنط���اط الثقاف���ة وع���دم‬ ‫االح�ت�رام هم���ا الس���ببان الرئيس���يان مل���ا ح���دث‬ ‫وحيدث وسيحدث‪.‬‬ ‫•املواطن ثم املواطن ‪..‬‬ ‫•جماهد البوسيفي ‪ ..‬روائي لييب‬ ‫الفضل يف كل ذلك كان للمواطن‪...... .‬اخل !‬ ‫•مرعي التليسي ‪ ..‬فنان تشكيلي‬ ‫احلقيق���ه انه عام عصيب ج���دا ‪ ..‬لكنه افضل من‬ ‫العام الذي سبقه ‪ ...‬ونتمين ان يكون العام القادم‬ ‫افضل ‪.‬‬ ‫•خدجية عبداهلل ‪ ..‬ناشطة يف احلقوق املدنية‬ ‫عام املوت بامتياز علي كافة االصعدة‬ ‫•خلود الفالح ‪ ..‬شاعرة‬ ‫االجناز العظيم هو املوت‬ ‫•هند موسي ‪ ..‬طبيبة وكاتبة‬ ‫علي م���رارة س���نة ‪ 2013‬تظل افضل من س���نة‬ ‫‪ 2012‬هكذا االم ّر بالنسبة لي ‪.‬‬

‫حممد عمر بعيو‬

‫حسام الوحيشي‬

‫خلود الفالح‬

‫سليمان البيوضي‬

‫عبد الوهاب مليطان‬

‫جماهد البوسيفي‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫•خليفة السباعي ‪ ..‬موظف‬ ‫االجن���از العظي���م م���ن وجه���ت نظ���رى‬ ‫املتواضع���ة تعلم الش���عب اللي�ب�ي الكثري ‪،‬‬ ‫ع���رف بعضه بع���ض من ُهم ف���ى املؤمتر‬ ‫واحلكوم���ة وم���ن يري���د التقس���يم م���ن‬ ‫فيدراىل ومن متطرف ومن يغلق املوانى‬ ‫حبج���ج واهي���ة م���ن ع���دادت وفدرالي���ة‬ ‫وغ�ي�ر ذلك ‪ ..‬م���ن يريد هلجت���ه ان تكون‬ ‫يف الدس���تور ويغلق الغاز علي الليبيني ‪..‬‬ ‫م���ن هو جهوي ومن ه���و متخّلف للنخاع‬ ‫‪ ،‬ومن حييك املؤام���رات يف مصر وتونس‬ ‫ودول اخللي���ج ‪ ..‬الش���عب اللي�ب�ي تعّل���م‬ ‫الكثري يف س���نة ‪ 2013‬وان ش���اء اهلل سنة‬ ‫‪ 2014‬يك���ون فيها الش���عب اللييب اقوي‬ ‫مما كان عليه يف سنوات مضت ‪.‬‬ ‫•امحد علي ‪ ..‬موظف‬ ‫عام النكبات ‪..‬‬ ‫•هذا االس���تطالع مت اجرائه من خالل‬ ‫الفي���س ب���وك ‪،‬وهو عينية لك���ن املالحظ‬ ‫ان االغلبي���ة تتش���ابه اجابته���ا يف تقيي���م‬ ‫الع���ام ‪ 2013‬م ‪،‬وان ال���كل ملتف���ا للع���ام‬ ‫ال���ذي مض���ى ال احد حت���دث عن ‪2014‬‬ ‫م ع���ن االمان���ي مث�ل�ا ع���ن الرغب���ات عن‬ ‫االحالم‬ ‫•امبارك االطرش ‪ ..‬ناشط حقوقي‬ ‫حاول���ت كثريا أن اكتب ش���يئا تس���تند‬ ‫علي���ه ف���ى اس���تطالعك ‪ ،‬ولكنن���ى كلما‬ ‫حاول���ت كتاب���ة س���طر تط���ل العب���ارة‬ ‫التالية ‪“ :‬الس���نة ابت���دأت باملوت ‪ ،‬وانتهت‬ ‫بامل���وت “‪، !!..‬ه���ذا ه���و العن���وان الوحي���د‬ ‫(بالنس���بة ىل) لع���ام ‪ 2013‬حي���ث أغتيل‬ ‫كل ش���ئ حوىل ‪ ،‬واصبحت كاألخرين‬ ‫واقفا ف���ى طابور طويل منتظ���را يومى ‪،‬‬ ‫وال ش���ئ آخر ‪ .‬كان لدى (ش���عور) خفى‬ ‫وأمل بس���يط فى صالح احلال ‪ ،‬وانتقالنا‬ ‫من هذا العبث إىل مستوى نستطيع على‬ ‫األقل أن نؤس���س من خالله لدولة أو أي‬ ‫ش���ئ يُنظم عالقاتنا ويفتح الطريق أمام‬ ‫طموحاتن���ا ومس���تقبل اطفالن���ا ‪ ،‬ولك���ن‬ ‫الذى ح���دث طوال هذه الس���نة اثبت بأن‬ ‫كل الذى س���لف جمرد أح�ل�ام ‪...‬احالم‬ ‫(س���خيفة) ايضا ألنها تتنكر للواقع املؤمل‬ ‫الذى نعيش���ه ‪..‬الواق���ع الذى يق���ول بأننا‬ ‫ُعدنا وبس���رعة تفوق الض���وء إىل عصور‬ ‫قدمية ‪ ،‬عصور ماقب���ل حتى التنظيمات‬ ‫البدائية حيث التخلف واجلهل والرتدى ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫درنة تستقبل محلة‬ ‫من حقي أن أقرأ‬ ‫درنة ‪ -‬ميادين‬

‫سأقول لك بأن هذه السنة أفقدتين كل‬ ‫ش���ئ ‪ ..‬حتى إحساسي بقيميت وجبدواي‬ ‫كانس���ان ‪ ”:.‬هذه الس���نة ابتدأت باملوت ‪،‬‬ ‫وهى تنتهى باملوت “‬

‫•حمم��د ب��ن عي��اد ‪ ..‬كات��ب وناش��ط‬ ‫حقوقي ‪..‬‬

‫ع���ام ‪ .. 2013‬كان الع���ام االس���وأ مابعد‬ ‫التحري���ر ان مل يكن االس���وأ فيما عش���ته‬ ‫‪ ..‬سياس���يا ‪ ..‬تقهقهرت ليبيا بعد ان كان‬ ‫الع���امل يظ���ن انها تس�ي�ر بش���كل صحيح‬ ‫خصوص���ا عندم���ا فاجأناه���م بعملي���ة‬ ‫االنتخ���اب يف ‪ .. 2012‬اال ان ‪2013‬‬ ‫عكس الصورة متام او اوضح صورة ليبيا‬ ‫احلقيقية وان الفساد مل يكن مقتصر يف‬ ‫عائلة القذايف بل متفشي يف ليبيا و جتلى‬ ‫هذا الفس���اد فيمن انتخبه���م الليبييون ‪..‬‬ ‫يف ‪ 2013‬انقس���م الش���ارع اللي�ب�ي متام���ا‬ ‫وتفتت النس���يج االجتماع���ي الذي كان‬ ‫يع���ول عليه ‪ ..‬زادت فيه عمليات االغتيال‬ ‫اىل ان اصبح���ت خرب االغتيال خرب يومي‬ ‫معتاد ‪ ..‬حتولت ليبيا اىل دويالت صغرية‬ ‫داخ���ل حتى امل���دن توج���د دوي�ل�ات ‪ ...‬يف‬ ‫‪ 2013‬الول م���رة وفيات بس���بب انهيار‬ ‫املبان���ي القدمية ‪ ...‬و وفيات بس���بب املطر‬ ‫‪ ..‬وفي���ات تس���مم امليثان���ول الكارثي���ة ‪..‬‬ ‫وفيات احلوادث يف تزايد متطرد اسبوعيا‬ ‫‪ ..‬ام���ا احصائيات القتل ق���د تفوق ‪2012‬‬ ‫اضعاف مضاعفة و اذا ماقورنت باي سنة‬ ‫قبل الثورة س���نندم عل���ى ثورتنا ‪...‬ناهيك‬ ‫عن اخلطف و االبت���زاز الذي مشل حتى‬

‫نساء‪.‬‬ ‫•امح��د الوحيش��ي ‪ ..‬مدير حتري��ر صحيفة‬ ‫االحرار مبدينة الزاوية‬ ‫بداي���ة ‪ 2013‬كان حيلم الش���عب ببنية‬ ‫حتتي���ة‪ ،‬بناي���ات عالي���ة‪ ،‬تأم�ي�ن صح���ي‬ ‫والعديد من احلقوق األخرى ناهيك عن‬ ‫حلم أن نكون إم���ارات ‪ +2‬بالتأكيد‪ ،‬مع‬ ‫منتصف السنة تقلصت هذه األحالم إىل‬ ‫حي���اة طبيعية بدون رص���اص باإلضافة‬ ‫إىل بع���ض البنزي���ن والكهرباء وما يس���د‬ ‫الرم���ق للعيش‪ ،‬مثل ه���ذا االحنطاط يف‬ ‫املطال���ب وس���لبية الكثريي���ن للتعبري عن‬ ‫رفضه���م ملا حي���دث من انته���اكات حبق‬ ‫ليبي���ا والليبيني يعين أنن���ا مقدمون على‬ ‫‪ 2014‬أكثر س���وءا ولعبا على املكشوف‬ ‫م���ن مجي���ع األط���راف بش���كل أوض���ح‬ ‫للجميع‪ ،‬فالواضح أن ال أحد مهتم بليبيا‬ ‫ال قبائ���ل ال جمال���س حملي���ة ال حكومة‬ ‫ال مؤمت���ر ال دول إقليمي���ة ‪ .‬يف ‪2013‬‬ ‫مل نتفق بع���د على تفعيل أم بناء اجليش‬ ‫وال أعتق���د بوجود اتف���اق قريب يف بداية‬ ‫‪ 2013‬عل���ى األقل‪ ،‬برأيي أن أهم قانون‬ ‫صدر عن املؤمتر الوط�ن�ي قانون العدالة‬ ‫االنتقالي���ة‪ ،‬ل���و مت تطبي���ق القانون فعال‬ ‫بداية الس���نة القادم���ة مصحوبا مببادرة‬ ‫للمصاحل���ة وتن���ازالت عل���ى األق���ل من‬ ‫بعض الالعبني األساس���يني‪ ،‬م���ن املمكن‬ ‫أن نتحدث حينها عن ‪ 2014‬واعدة ‪.‬‬

‫دعوة بالشفاء‬ ‫ت��ع��رض الزميالن‬ ‫بالصحيفة األستاذ‬ ‫عبد الكريم اهلاللي‬ ‫و االس��ت��اذة عائشة‬ ‫ص����وك����و ل��وع��ك��ة‬ ‫ص����ح����ي����ة ‪،‬دخ���ل��ا‬ ‫ع���ل���ى أث����ره����ا ال���ي‬ ‫املستشفي لتلقي‬ ‫ال���ع�ل�اج ‪،‬دع���وات���ن���ا‬ ‫هلما بالشفاء العاجل وعودتهما لنشطهما املعهود ‪،‬وألف ال بأس عليهما ‪.‬‬ ‫•أسرة الصحيفة‬

‫اس���تقبلت مدين���ة درن���ة فري���ق محلة (م���ن حقي أن أق���رأ) اليت‬ ‫ينظمه���ا مكت���ب تنمية ثقاف���ة الطفل ب���وزارة الثقاف���ة واجملتمع‬ ‫املدن���ي واليت ته���دف إىل احلث عل���ى الق���راءة وزرع حب االطالع‬ ‫يف نف���وس أطف���ال ليبيا يف كافة املدن واملناط���ق وأهمية تثقيف‬ ‫الطف���ل اللي�ب�ي وترغيب���ه يف القراءة وحث���ه على املطالع���ة إلثراء‬ ‫معلومات���ه الثقافية والعلمية لينش���ئ نش���أة متكنه من املس���اهمة‬ ‫واملشاركة يف الدفع مبسرية الثقافة واحلضارة يف بالده‪.‬‬ ‫وحضرت األس���تاذة مجيلة فالق وكيلة وزارة الثقافة واجملتمع‬ ‫املدني وأوضحت أن هذه احلملة تهدف إىل إعادة ترسيخ القراءة‬ ‫واملطالعة ‪ ،‬وأن الوزارة س���تبادر بإقامة نش���اطات مماثله لرتسيخ‬ ‫ثقاف���ة القراءة واملطالع���ة وخصوصا لدى األطفال كما أش���ادت‬ ‫األس���تاذة مجيلة فالق باألج���واء الرائعة اليت عاش���تها خالل هذا‬ ‫النش���اط بني أطفال مدينة درنة وأعربت عن س���عادتها للحماس‬

‫الذي وجدته لدى املرأة يف درنة حيث قابلت العديد من الناشطات‬ ‫ع���ن اجملتم���ع املدني بدرن���ة وحتدثت معهن عن خط���ط وبرامج‬ ‫مكت���ب ش���ؤون األس���رة والطف���ل ب���وزارة الثقاف���ة كم���ا حتدثن‬ ‫حبماس مع األس���تاذة مجيلة فالق حول انتخابات جلنة الستني‬ ‫وكيفية ضمان وصول املرأة بشكل يليب ويرضي طموحات املرأة‬ ‫يف درنة بشكل خاص وليبيا بشكل عام‪.‬‬ ‫واش���تملت فعاليات احلملة على القراءة ورسوم لألطفال ووزعت‬ ‫جوائ���ز على املتفوقني يف جمال الرس���م والق���راءة‪ ،‬ووضع أطفال‬ ‫مدين���ة درن���ة بصمتهم عل���ى اللوحة القماش���ية لتش���كل جداريه‬ ‫تكون شاهدا على حضور وجتاوب أطفال املدينة‪.‬‬ ‫وقالت األس���تاذة مريفت احل���داد مديرة العالق���ات العامة مبكتب‬ ‫الثقافة درنة ‪ :‬يف البداية اش���كر صحيف���ة ميادين على جمهودها‬ ‫ومتابعتها وتناوهلا جلل النشاطات مبدينة درنة بشكل موضوعي‬ ‫وطرح األمور حبيادية تامة خاصة األنشطة الثقافية خبصوص‬ ‫ه���ذه احلملة قمنا بالتنس���يق م���ع مكتب وكيل���ة وزارة الثقافة‬ ‫واجملتم���ع املدن���ي صاحبة هذه املب���ادرة قام املكتب بتش���كيل جلنة‬ ‫للوقوف على االس���تعدادات الالزمة من خالل التنس���يق مع قسم‬ ‫النش���اط املدرس���ي واختيار مدرس���ة الزه���راء الثانوي���ة إلقامتها‬ ‫وتوفري جل متطلبات الالزمة لذلك ‪.‬‬ ‫ومت اختي���ار املش���اركني بالنظ���ر اىل أه���داف احلمل���ة واليت من‬ ‫ضمنه���ا الوقوف على إمكانيات الطلبة يف س���ن املرحلة اإلعدادية‬ ‫وم���ا دونها للتع���رف على ماهية العالقة ب�ي�ن الطفل والكتاب وما‬ ‫مدى االس���تفادة من عملي���ة املطالعة وحثهم عل���ى القراءة لذلك‬ ‫كانت الشرحية السنية املس���تهدفة هم من املرحلتني االبتدائية‬ ‫واإلعدادية ‪.‬‬ ‫واحلمل���ة بش���كل عام تعترب م���ن األمور الضروري���ة للوقوف على‬ ‫املستويات الثقافية لدى األطفال ومدى تأثري القنوات األخرى يف‬ ‫تنمي���ة وتطوير مب���دأ االطالع وحث الطف���ل اىل ضرورة مالزمة‬ ‫الصدي���ق احلميم وه���و كتاب من خ�ل�ال تعريفه���م بفوائده أما‬ ‫خبص���وص احلمل���ة يف مدين���ة درن���ة فانطالقه���ا كان حب���دود‬ ‫اإلمكاني���ات املتواف���رة وق���د لوح���ظ اس���تجابة كب�ي�رة م���ن قبل‬ ‫األطفال املش���اركني إلقامة مثل هذه احلملة بشكل دوري خالل‬ ‫العام أما بالنس���بة للنش���اط املقبل ملكتب الثقاف���ة العام فان املكتب‬ ‫يعتزم خالل الفرتة القادمة إقامة مهرجان األول للفن التشكيلي‬ ‫للمواهب والفنانني التشكيليني مبدينة درنة‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫من حنن ؟‬

‫‪Christmas‬‬ ‫عبد اهلل الكبري‬

‫فتحي بن عيسى‬

‫َ‬ ‫ذات مساء استهجنا سؤال القذايف الذي‬ ‫واجه به شعبه ‪ :‬من أنتم ؟ لتدخل ليبيا‬ ‫بأكملها حربا ضروسا قتل فيها ُ‬ ‫األخ‬ ‫أخاه !! وانتهك األبناء ُحرمات األمهات‬ ‫واألباء !! سالت الدماء أودية !! وصارت‬ ‫األع���راض غنيم���ة !! وال���كل يري���د أن‬ ‫يُلحق بالكل اهلزمية !!‬ ‫وضعت احلرب أوزارها ! ولعنة س���ؤال‬ ‫اهلوية ُتطاردنا ‪ ،‬وبتنا نسأل حنن ‪ :‬من‬ ‫حنن ؟‬ ‫ق���رون طويلة عش���ناها مع���ا على هذه‬ ‫األرض املس���ماة ليبي���ا وبعد كل هذه‬ ‫الدم���اء ال�ت�ي امتزج���ت واختطل���ت !!‬ ‫بع���د كل هذه املصاه���رات !! بعد هذه‬ ‫الذكري���ات حبلوه���ا ومره���ا !! أصبح‬ ‫سؤالنا امللح دون جواب حتى اآلن‪ :‬من‬ ‫حنن ؟ وما هي هوية هذه األرض ؟‬ ‫ه���ل ‪ :‬ليبي���ة !! عربي���ة أم أمازيغي���ة ؟‬ ‫ه���ل التبو والطوارق ليبي���ون ؟ من هم‬ ‫الس���كان األصلي���ون ؟ ومن ه���م الغزاة‬

‫رسم ‪ :‬الصادق النيهوم‬

‫امللعن���ون ؟ م���ن أح���ق به���ذه األرض ؟‬ ‫م���ن صاحبه���ا ؟ حماكم���ات للتاريخ‬ ‫اهلل وح���ده يعل���م حقيقته���ا !! ث���ارات‬ ‫وعصبي���ات !! بل امتد الس���ؤال ليس���أل‬ ‫عن معتقد هذا الش���عب ‪ ..‬مسلم وبأي‬ ‫صيغة ؟!! س�ن�ي أم إباضي أم ش���يعي !!‬ ‫صويف أم وهاب���ي !! مالكي أم غري ذلك‬ ‫!! جه���ادي أم س���لفي أم قاع���دي أم وأم‬ ‫وأم !! أي مدرس���ة فقهي���ة نتبع !! وهل‬ ‫م���ا زال للتقليد جم���ال يف هذا العصر‬ ‫!! علمانيون أم ليربالي���ون !! متغافلني‬ ‫ع���ن حرك���ة التاري���خ وكأن ه���ذه‬ ‫األرض تنبت بشرا من أحجارها !!‬ ‫مل يقف األمر عن الس���ؤال والتس���اؤل‬ ‫بل امتد للقتال واالس���تعداد له !! كل‬

‫منا يريد أن يُقصي اآلخر يف معركة‬ ‫ال جم���ال فيه���ا لإلقص���اء إال باإلبادة‬ ‫!! ه���ذا مغ���رور بغلبته العددي���ة وذاك‬ ‫مبس���اندة دولي���ة موهوم���ة ‪ ،‬وثال���ث‬ ‫كريه���ة ‪ ،‬ي���راه‬ ‫بس�ل�اح خزن���ه لي���وم‬ ‫ٍ‬ ‫البعض بعيدا ونراه قريبا !!‬ ‫أليس من األجدى لنا أن نعيد الس���ؤال‬ ‫بالصياغة التالية ‪:‬‬ ‫حنن س���كان ه���ذه األرض املُمتدة من‬ ‫رأس جدي���ر إىل مس���اعد وم���ن البحر‬ ‫املتوس���ط إىل آخ���ر نقط���ة يف اجلنوب‬ ‫كي���ف ميك���ن أن نواص���ل العي���ش‬ ‫املش�ت�رك معا !! كيف لنا أن نتخلص‬ ‫م���ن ُمنغص���ات نغصت عيش���نا ونطور‬ ‫مش�ت�ركات بيننا لنعمر هذه األرض‬ ‫مع���ا وننه���ض معا !! ف�ل�ا يغالب فريق‬ ‫فريقا !! وال يقصي فريق فريقا !!‬ ‫حنن س���كان ه���ذه األرض نري���د دولة‬ ‫ُمنظم���ة (اي تنظ���م العالقات بيننا) ال‬ ‫نري���د دول���ة راعي���ة أو وصي���ة !! نريد‬ ‫حكومة مهمتها إدارة م���وارد البلد مبا‬ ‫يُل�ب�ي كاف���ة احتياج���ات س���كانه دون‬ ‫متيي���ز بعيدا عن منط���ق املغالبة !! وال‬ ‫نريده���ا حكوم���ة قاهرة تقه���ر بالقوة‬ ‫وبالش���رعية مكونا من مكونات سكان‬ ‫ليبيا !!‬ ‫م���ن يتمع���ن يف التاري���خ س���يجد أن‬ ‫األرض ال هوي���ة هل���ا‪ ،‬فه���ي يف األصل‬ ‫جذبته���م خبرياتها فل���و كانت جليدا‬ ‫أو صخ���را أو حبرا ملا هاج���ر اليها أحد‬ ‫وملا س���كنها أحد ‪ ،‬هاجر إليها املش���واش‬ ‫واجلرمن���ت واالغري���ق والروم���ان‬ ‫والفنيقي�ي�ن والون���دال وقبائ���ل‬ ‫االمازيغ وقبائل العرب واالندلس���يون‬ ‫واالس���بان وااليطالي���ون واالت���راك ‪،‬‬ ‫ال أح���د ميتلكه���ا فهي متل���ك اجلميع‬ ‫يرتكونه���ا لتبقى ه���ي وتبقى آثارهم‬ ‫دال���ة عليهم وحتتفظ بأجس���ادهم يف‬ ‫ترابها الذي خلقوا منه‬ ‫أم���ا األف���كار واملعتق���دات وم���ا يل���ف‬ ‫لفه���ا فالب���اب مفت���وح كل يس���وق ما‬ ‫يعتق���ده ويؤم���ن ب���ه دومن���ا اك���راه‬ ‫دومن���ا اس���تغالل حلاج���ة م���ن فق���ر‬ ‫وجهل وم���رض !! دومنا ابتزاز !! دومنا‬ ‫وصاي���ة !! دون اره���اب وترهيب !! دون‬ ‫ختوي���ن وتكفري !! وه���ذا جمال الدعاة‬ ‫واملثقف�ي�ن !! ش���عارنا يف ه���ذا ( ي���ا أيها‬ ‫الناس إن���ا خلقناكم من ذكر وأنثى‬ ‫وجعلناك���م ش���عوبا وقبائ���ل لتعارفوا‬ ‫إن أكرمك���م عند اهلل أتقاكم) صدق‬ ‫اهلل العظي���م وك���ذب كل أفاك أثيم‬ ‫جعل اآلية (وجعلناكم شعوبا وقبائل‬ ‫لتتقاتلوا) !!‬

‫ ‬ ‫ألقيت بالصحيفة جانبا وتوجهت إىل الباب أنظر من‬ ‫يط���رق بابي يف ه���ذا الليل‪ ،‬الوقت لي���س متأخرا إنها‬ ‫اخلامسة والنصف من يوم الثالثاء ‪،24/12/2013‬‬ ‫ولكن الليل أرخى س���دوله منذ أكثر من س���اعة‪.‬من‬ ‫الزجاج حملت أطفاال ثالثة‪ ،‬فتحت الباب الستقباهلم‪،‬‬ ‫كانوا فى حدود العاشرة من أعمارهم‪ ،‬تكلم أحدهم‬ ‫عن سبب حضورهم‪ ،‬تقديم التهنئة بعيد الكرمسس‪،‬‬ ‫وقرب حلول الع���ام امليالدى اجلديد‪ ،‬اهلدايا واحللوى‬ ‫ف���ى أيديه���م أرش���دتنى إىل م���ا يتوج���ب عل���ي فعله‪،‬‬ ‫إذ ال أمل���ك أي خ�ب�رة ف���ى تفاصيل ع���ادات اإلجنليز‬ ‫ف���ى األعي���اد‪ ،‬رحب���ت باألطف���ال معربا عن س���عادتى‬ ‫مبقدمهم رغم الربد والظالم‪ ،‬ابتسموا وأخذوا وضع‬ ‫االستعداد منطلقني لغناء نشيد احتفالي‪:‬‬ ‫مريي كرمسس‬ ‫هابى كرمسس‬ ‫أمتين أن تتحقق‬ ‫يف العام اجلديد‬ ‫كل أمنياتك‬ ‫أن يعم اخلري والسالم‬ ‫حياتك‬ ‫وحياة كل الذين حولك‬ ‫خ�ل�ال حلظات تذك���رت موقفا مش���ابها وقع معي‬ ‫أي���ام الصبا فى بيتن���ا احلاىل باملقاوب���ة‪ .‬آنذاك كنت‬ ‫يف عم���ر ه���ؤالء األطفال‪ ،‬كانت املناس���بة عاش���وراء‪،‬‬ ‫بعد العش���اء مسعت جلبة تقرتب م���ن بيتنا‪ ،‬وصاحت‬ ‫إح���دى أخواتى‪ :‬هاهم ج���و‪ .‬مع اق�ت�راب اجللبة بدأت‬ ‫أميز األهازيج التى كان يصدح بها األوالد مصاحبة‬ ‫لقرع على طبل بإيقاع حربى‪:‬‬ ‫هللي ماتعطيش الفول‬ ‫يبدا راجلها مهبول‬ ‫هللي ماتعطيش احلمص‬ ‫يبدا راجلها فى اخلمس‬ ‫ازداد رعيب ملا صاروا أمام الباب يطرقونه بقوة‪ ،‬قدم‬ ‫هلم أح���د إخوتى الفول واحلمص ب���كل ود جتنبا لرد‬ ‫فعلهم العنيف إذا مل تلب طلباتهم‪ ،‬وليس قناعة بأن‬ ‫بضع حبات فول ستجنب الزوج اهلبال‪ ،‬ألنه حتصيل‬ ‫حاص���ل للمواط���ن اللييب مبجرد إعالن���ه الرغبة فى‬ ‫الزواج‪ ،‬إذ تتغري حياته ويصبح جادا أكثر مما ينبغي‬

‫ويرت���اد احلض���اري‪ ،‬ممني���ا النفس مبش���اهدة مثرية‬ ‫لطعنات الس���كاكني احلادة فى البطن من دون إراقة‬ ‫قط���رة دم‪ ،‬ويأخ���ذ فى التح���دث مع نفس���ه بال حرج‬ ‫إلعادة ترتيب حياته بصوت واضح‪.‬‬ ‫املظه���ر العني���ف الحتف���ال عاش���وراء تلك الس���نوات‬ ‫يكش���ف الضغ���ط الس���لطوى العثمان���ى الق���راره فى‬ ‫إيالة طرابلس كمناس���بة مبهجة تس���تدعى الفرح‪،‬‬ ‫على الضد ‪،‬ونكاية فى الش���يعة‪ ،‬فى إطار الصراع بني‬ ‫الدولة العثمانية السنية والدولة الصفوية الشيعية‪،‬‬ ‫وإيض���ا إلزال���ة بقاي���ا مظاهر التش���يع ال���ذى خلفته‬ ‫الدولة الفاطمية فى الشمال األفريقى‪.‬‬ ‫تق���ع املناس���بات الديني���ة ضم���ن س���احات الص���راع‬ ‫السياس���ي واملذهبى واإليديولوجى‪ ،‬فعيد الكرمسس‬ ‫عي���د مس���يحي حيتفل ب���ه النص���ارى ف���ى كل بقاع‬ ‫العامل‪ ،‬وبس���بب هيمنة الغرب وق���وة دعاياته وتغلغله‬ ‫الثقاف���ى حتتف���ل قطاع���ات واس���عة من ش���عوب غري‬ ‫مس���يحية بالكرمسس‪.‬ف���ى العامل اإلس�ل�امي فتاوى‬ ‫عدي���دة حت���رم االحتفال به‪ ،‬م���ع قدر م���ن اإلعتدال‬ ‫ل���دى بع���ض الفقه���اء خي���ص املس���لمني يف املهج���ر‬ ‫والذي���ن يرتبطون بزمالة فى الدراس���ة أو العمل مع‬ ‫مس���يحيني‪ ،‬فيبيح���ون تهنئتهم وقب���ول اهلدايا منهم‬ ‫دون املشاركة فى االحتفاالت أو إقامتها‪.‬‬ ‫يص���در ه���ذا التحري���م تأسيس���ا على هيمن���ة فكرة‬ ‫التغري���ب والتقلي���د على الفكر اإلس�ل�امي الس���لفي‪،‬‬ ‫فالتغريب حتد كبري يواحهه العامل اإلس�ل�امي منذ‬ ‫بداي���ة صع���ود الرأمسالي���ة املدفوعة بنزعة التوس���ع‬ ‫واالس���تعمار‪ ،‬ولك���ن الس���لفية مرتبطة بش���كل وثيق‬ ‫بالغ���رب اقتصادي���ا‪ ،‬فالس���عودية وه���ي أكرب مصدر‬ ‫للفكر الس���لفي وبه���ا أهم مرجعيات���ه ‪،‬موالية للغرب‬ ‫بش���كل كام���ل وركي���زة أساس���ية ف���ى سياس���اته‬ ‫باملنطق���ة‪ ،‬وه���و مايؤك���د عل���ى التفاهم غ�ي�ر املعلن‬ ‫بينهما‪ ،‬فيضمن الغ���رب مصاحله االقتصادية مقابل‬ ‫الصم���ت ع���ن املمارس���ات املخالف���ة للقي���م الغربي���ة‬ ‫اخلاصة حبقوق اإلنسان والدميقراطية‪.‬‬ ‫رغ���م كره���ى للغربي�ي�ن لقناعت���ى بأنهم س���بب‬ ‫رئيس فى كل مصائب منطقتنا العربية اإلسالمية‬ ‫بدعمهم املطلق إلسرائيل ‪،‬وتدخلهم السافر واخلفى‬ ‫لتعطي���ل بوادر أي نه���وض حض���اري للمنطقة‪ ،‬وإذا‬ ‫تدخل���وا لصاحل الش���عوب العتب���ارات إنس���انية فإمنا‬


‫يناير ‪) 2014‬‬ ‫‪6 - 2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫العدد((‬ ‫الرابعة‪--‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪ 26((-(-)59‬ـ‬‫العدد‬ ‫الثانية‬ ‫السنة السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪16-2-31‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪) 138‬‬ ‫‪135‬‬ ‫العدد‬ ‫الثالثة‬

‫‪Happy‬‬ ‫يق���ع ذلك فق���ط حني تتقاط���ع مصاحلنا مع‬ ‫مصاحلهم السياسية و اإلقتصادية‪.‬‬ ‫ولك���ن ه���ذا الك���ره خي���ص سياس���اتهم ف���ى‬ ‫منطقتن���ا والينس���حب على الن���اس العاديني‪،‬‬ ‫الذي���ن اليعرفونن���ا إال م���ن خ�ل�ال الص���ورة‬ ‫املعتم���دة م���ن امليديا اجلب���ارة والت���ى جتانب‬ ‫الص���واب واملوضوعية عمدا خلدمة سياس���ات‬ ‫اهليمن���ة‪ ،‬ل���ذا مل ات���ردد ف���ى تقدي���م التهاني‬ ‫لكل من أعرفهم وأتعامل معهم بش���كل يومى‬ ‫كس���ائقي الباص���ات والباع���ة ف���ى األس���واق‬ ‫ومعلمي أطفالي باملدرس���ة اجملاورة والندالء‬ ‫باملقاه���ي‪ ،‬رغ���م اخت�ل�اف دين���ى ع���ن دينهم‪.‬‬ ‫مظاهر االحتفال بدأت مبكرا‪ ،‬منذ أكثر من‬ ‫ش���هر زينت الش���وارع باألضواء امللونة‪ ،‬وبرزت‬ ‫بواجهات الع���رض والفتات الني���ون الدعائية‬ ‫ألوان وشعارات الكرمسس‪،‬‬ ‫وزادت نس���بة املع���روض م���ن احلل���وى م���ع‬ ‫إعالن���ات ع���ن ختفيضات كبرية‪ ،‬مل أش���اهد‬ ‫أي���ة رم���وز ديني���ة كالصلب���ان واأليقون���ات‬ ‫املس���يحية تعك���س الطبيع���ة الديني���ة لعي���د‬ ‫املي�ل�اد‪ ،‬والنش���اط واض���ح للكنائ���س رغم أن‬ ‫املناس���بة هي أهم عيد مسيحى‪ ،‬فقد تراجعت‬ ‫القي���م الروحية الس���امية الت���ى ميثلها مولد‬ ‫املس���يح عليه السالم باملفهوم الكنسي‪ ،‬وأصبح‬ ‫العيد مناس���بة لزيادة األرباح بدفع الناس إىل‬ ‫صرف مدخراتهم فى محى اإلستهالك‪.‬‬ ‫عل���ى جان���ب الف���ن تؤك���د املناس���بة خل���ود‬ ‫األغني���ات اجلميل���ة املفعم���ة باألحاس���يس‬ ‫النبيلة‪ ،‬فرغم عش���رات ورمبا مئات األغنيات‬ ‫عن الكرمسس‪ ،‬ش���دت انتباه���ي أغنية واحدة‬ ‫لروع���ة حلنه���ا وموس���يقاها‪ ،‬عرف���ت فيم���ا‬ ‫بع���د أنها للمطرب الش���هري فى فرق���ة البيتلز‬ ‫جون لينون الذي أغتي���ل فى ظروف غامضة‬ ‫بنيوي���ورك ع���ام ‪1980‬م‪ ،‬وليتكام���ل تذوقى‬ ‫لألغني���ة(‪ )Happy Christmas‬مل يب���ق‬ ‫س���وى ترمج���ة كلماته���ا‪ " :‬إذا فه���ذا هو عيد‬ ‫املي�ل�اد‪ /‬فماذا فعلت؟‪ /‬انته���ى عام آخر‪ /‬وحل‬ ‫ع���ام جدي���د‪ /‬أمتن���ى أن تك���ون قضي���ت وقت���ا‬ ‫ممتع���ا‪ /‬لألصدق���اء القريب�ي�ن والبعيدي���ن‬ ‫واألع���زاء‪ /‬للكب���ار وللصغ���ار‪ /‬عي���د مي�ل�اد‬ ‫س���عيد جدا‪ /‬وعام جديد أس���عد‪ /‬فلنتمنى أن‬ ‫يك���ون أفضل‪ /‬بدون أى خ���وف‪ /‬فهذا هو عيد‬ ‫املي�ل�اد‪ /‬لألقوياء والضعف���اء‪ /‬فالعامل خاطئ‬ ‫جدا‪ /‬وعيد ميالد س���عيد جدا‪ /‬لبيض البشرة‬ ‫وللس���ود‪ /‬لصفر البش���رة وللحم���ر‪ /‬فلنوقف‬ ‫مجي���ع القتال‪ /‬فه���ذا هو عيد املي�ل�اد‪ /‬أمتنى‬ ‫أن يك���ون رائعا‪ /‬احل���رب انتهت‪ /‬ه���ل مازلت‬ ‫تريدها؟‬ ‫انته���ى األطف���ال م���ن نش���يدهم بعدما أدوه‬ ‫حبماس وفرح‪ ،‬وبادلته���م التهنئة والتمنيات‬ ‫الطيب���ة‪ ،‬وقدم���ت هل���م احلل���وى‪ ،‬وودعته���م‪.‬‬ ‫غ���ادروا ممتن�ي�ن حلس���ن اس���تقبالي يغمرهم‬ ‫الس���رور ومضوا إىل منزل اجلريان‪ ،‬عدت إلي‬ ‫مكاني وجلس���ت متذكرا نش���يدهم‪....‬نتمنى‬ ‫أن تتحق���ق كل أمنياتك فى الع���ام اجلديد‪..‬‬ ‫نتمن���ى أن يعم اخلري والس�ل�ام حيات���ك‪ .‬ماذا‬ ‫س���أمتنى؟ الش���يء أبع���د م���ن حلول الس�ل�ام‬ ‫واالستقرار ربوع بالدي كافة‪ ،‬وينعم الناس‬ ‫باألمن واألمان والرفاهية‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫وداعًا كالشنكوف ‪ ..‬كم أكرهك !!‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫هل علينا أن حنكم على ثورة فرباير االن ؟! ‪..‬‬ ‫ال أعتقد ‪ ..‬فاألجيال القادمة ستحرتم احلدث‬ ‫أكثر ‪..‬‬ ‫وكل ما حيدث اليوم من رداءة س���يجرفه نهر‬ ‫النسيان ويبقى احلدث ‪..‬‬ ‫فاأليام تنظف السفاسف ليبقى املنت ‪:‬‬ ‫ثورة شعبية ساعدها اجملتمع الدولي فأطاحت‬ ‫بعهد ظالم خيم ‪ 42‬سنة على ليبيا‬ ‫***‬ ‫ي���ا حكوم���ة زي���دان ( ب�ل�اش ) رومانس���ية‬ ‫وحساسية مفرطة ‪..‬‬ ‫مل يعد القتل ‪ /‬اإلغتيال بالكالشينكوف وامليم‬ ‫ط���اء بل دخلت الغابة يف التفجري االنتحاري !!‬ ‫‪ ..‬أال يكفي التحجج ‪ /‬الذريعة أنكم لن تقاتلوا‬ ‫أفراد الشعب ؟!! ‪..‬‬ ‫فه���ل م���ن الش���عب م���ن ينتح���ر ليبي���د جيش‬ ‫الش���عب ُ‬ ‫وش���رطة الش���عب ‪ ..‬مص���درا األم���ن‬ ‫واالم���ان ؟‪ ..‬ال ليس���وا من الش���عب ‪ ..‬لقد دخلنا‬ ‫يف ضرورات األمن القومي ومكافحة االرهاب‬ ‫وقد صحصح احلق ! ‪.‬‬ ‫ُمالحظ���ة هل���ا عالق���ة ‪ :‬أكث���ر الليبي�ي�ن من‬ ‫مناهض���ي فرباي���ر ‪ /‬حبايب الطاغ���وت كل ما‬ ‫حيدث مك���روه للبالد توصي���ف حالتهم ‪ /‬ردة‬ ‫فعلهم ‪ " :‬عميا وشدت خانب " !! ‪..‬‬ ‫االن بع���د أول عملي���ة انتحاري���ة ببنغ���ازي ‪" :‬‬ ‫عميه وشدت مخسني ألف خانب " !!‬ ‫لن تسكت ولس���وف تظل تنعق كغراب أبدي‬ ‫واخل َّسة !!! ‪.‬‬ ‫شديد االزعاج ِ‬ ‫***‬ ‫كيف تتأمل والنشا ُز ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وتفيض ب ِه‬ ‫األرض‬ ‫ميأل‬ ‫األمسا ُع ؟! ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ينهطل األسى‬ ‫اس���توائي‬ ‫وكمطر‬ ‫تهدأ‬ ‫كيف‬ ‫ٍ‬ ‫؟!‬ ‫كيف تبتس���م وأخبا ُر املحِ َ ِن تتعرى على كل‬ ‫الوسائل ؟!! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫التنص���ل ‪ ،‬التهك���م ‪ ..‬والس���خرية الرخيص���ة‬ ‫كتابات محُ بطة محُ ِبطة‬

‫ال تنه���ض بالب�ل�اد وال تفيد ال ِعب���اد ‪ ..‬فحذاري‬ ‫من اهلذيان الضائع املُض ّيع ‪.‬‬ ‫***‬ ‫أضم صوتي للمطالبني باستفتاء الشعب على‬ ‫متديد ف�ت�رة املؤمتر الوط�ن�ي أو حله وانتخاب‬ ‫البديل ‪. .‬‬ ‫لكنه���م مددوا ول���ن جتدي أصواتن���ا حنن من‬ ‫حيلم بوطن حمرتم !! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫االنكماش أسهل من الفاعلية ‪..‬‬ ‫ولك���ن اهلاربني ميوت���ون كلما أدرك���وا أنهم‬ ‫أذلة ‪.‬‬ ‫***‬ ‫أن���ا ض���د فكرة كتاب أس���ود كال���ذي أصدره‬ ‫رئيس تونس احلالي فمجتمعنا غري ‪..‬‬ ‫ولكن عندما ترى أصواتاً تدعي الثقافة الزالت‬ ‫تعبد الطاغوت ُت َش ِّت ُت َك احلرية !! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫" ما استأذناش أي حد يف محاية بلدنا " ‪..‬‬ ‫إنها عبارة قوية للسيسي بغض النظر خنتلف‬ ‫مع���ه أو نتف���ق ‪ ..‬فأمن قومي أي بل���د ال ينبغي‬ ‫معه استش���ارة أي طرف دولي أو اقليمي أو أي‬ ‫اعتبارات أخرى مهما كانت ‪ ..‬ليت حكام ليبيا‬ ‫الي���وم يدركون ه���ذا ويضعوا مصلح���ة ليبيا‬ ‫فوق كل اعتبارات دولية ! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ه���ل يوجد يف قطر والس���عودية حركة اخوان‬ ‫مسلمني ؟‬ ‫هل يوجد يف قطر والس���عودية انصار ش���ريعة‬ ‫مسلمني ؟‬ ‫هل يوجد يف قطر والس���عودية حركة تفجري‬ ‫مسلمني ؟‬ ‫واال علينا وعلى مصر وتونس و (موش عليهم‬ ‫) ؟؟؟! ‪.‬‬ ‫أن���ا أرى لتحل مش���اكل دول الربيع العربي‪/‬‬ ‫األمازيغ���ي أن تخُ فف العالقات الدبلوماس���ية‬ ‫م���ع قطر والس���عودية إىل أقل ح���د ممكن ‪ ..‬أو‬ ‫لريجع كل من يرى بالتيارات االس�ل�امية يف‬

‫السياس���ة اىل قطر والس���عودية وينعموا هناك‬ ‫بالرعاي���ة الكامل���ة !! ‪ ..‬يدعونن���ا وكل دول‬ ‫الربيع الثائر يف ش���أننا وس�ت�رون كيف تسري‬ ‫االمور يف ليبيا وتونس ومصر ! ‪..‬‬ ‫***‬ ‫‪ . . .‬يا إهلي !!‬ ‫ثالث���ة مالي�ي�ن طف���ل س���وري خ���ارج مقاعد‬ ‫الدراسة !! ‪ ..‬والبد أنهم يف بر ٍد وجوع ‪..‬‬ ‫‪ ...‬الس���عودية و ليبي���ا واجلزائ���ر دول نفطي���ة‬ ‫تشكل شبه قارة من الشساعة والثروات !‬ ‫الجئاً س���ورياً حتى‬ ‫فكم اس���تقبلت هذه الدول ِ‬ ‫على شكل خميمات منظمة ؟!!!‬ ‫ُ‬ ‫نسأل ُهنا قبل أن نلوم دول االحتاد االوروبي ‪.‬‬ ‫***‬ ‫بالصدفة ُ‬ ‫كنت أتفرج على قناة " سمَ َ ا املوصل‬ ‫" العراقي���ة وكان���ت تبث ش���ريطاً ع���ن غابات‬ ‫أفريقيا وكيف تصطاد الضباع واألس���ود بين‬ ‫البشر ببشاعة !! ‪..‬‬ ‫الضب���اع تتخص���ص يف النائم�ي�ن يف اخل�ل�اء‬ ‫والتارك�ي�ن بيوتهم مفتوحة ‪ ،‬فتجر الضحية‬ ‫إىل الغاب���ة وتأكله���ا متاماً حتى م���ن العظام‬ ‫وم���ن مس���ات بيولوج���ي الضباع جترث���م الفم‬ ‫ألن الضبع يفض���ل أكل اجلثث املتعفنة ‪ ..‬أما‬ ‫األسود فليست أقل شراسة ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تذكرت االغتياالت الظاملة يف‬ ‫لست أدري ملاذا‬ ‫مدن ليبية وعراقية متفرقة ؟!!‪.‬‬ ‫***‬ ‫ت���ويف من���ذ أي���ام " ميخائي���ل تيموفييفيت���ش‬ ‫ك ْ‬ ‫َ‬ ‫الش��� ِنكوف " مصمم بندقية كالشنيكوف‬ ‫ً‬ ‫الشهرية يف العامل عن عمر ناهز ‪ 94‬عاما ‪ ..‬تلك‬ ‫البندقية اليت صممها يف سنة ‪ 1947‬م ‪ ..‬كم‬ ‫َ‬ ‫باخرتاعك البديع ياميخائيل !!!!!‬ ‫انقتل انس���ان‬ ‫َ‬ ‫منجزك العلمي هذا مذ َّ‬ ‫كنا تالميذ‬ ‫‪ ..‬أك���ر ُه‬ ‫عل���ى مقاعد الدراس���ة الثانوي���ة يف الثمانينات‬ ‫‪ ..‬كانت حرب تش���اد اخلاس���رة تأكل ثروات‬ ‫ليبي���ا م���ن ش���باب ورج���ال وأم���وال ‪ ..‬وكان‬ ‫النظام السابق يفرض قسراً قهراً مادة الرتبية‬ ‫العسكرية على طلبة مدنيني حيلمون كيف‬ ‫جيتازون الثانوي اىل اجلامعة ليدرس���وا اللغة‬ ‫الفرنس���ية أو االجنليزية ولكن النظام ميضي‬ ‫يف غي���ه الكالش���ينكويف ليق���ذف إىل املعجن���ة‬ ‫املهلك���ة كل عام ‪ 4000‬طالب تقريباً ‪ ..‬يرمي‬ ‫بهم قس���راً اىل االكادمييات احلربية لتحرير‬ ‫الع���امل ودعم ح���ركات التح���رر يف نيكاراغوا‬ ‫وبقي���ة مجهوري���ات امل���وز وجماه���ل افريقي���ا‬ ‫وحتى أس���يا !! ‪ ..‬كالش���ينكوف الشعب املسلح‬ ‫"املتملح " الذي نعاني اليوم نتائج كالشينيته‬ ‫‪ ..‬وداعاً كالشنكوف ‪ ..‬أكرهك !! ‪.‬‬ ‫وك���ي ال أُته���م باليمينية ‪ -‬أنا حمب اليس���ار‬ ‫َ‬ ‫أكرهك كما أكره خمرتع القنبلة‬ ‫الثقايف ‪-‬‬ ‫الذرية كما أكره نوبل مكتش���ف الديناميت‬ ‫فكلكم قتلة يف طريق احلرب األبدية ! ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمان ‪ 27‬ديسمرب ‪ 2013‬م‬ ‫َّ‬


‫‪16‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫ٌ‬ ‫أسد علي ويف‬ ‫احلروب نعامة !!‬ ‫أبوبكر حممد حبه‬

‫هذه إح���دى مؤسس���ات اجملتم���ع املدني وهي‬ ‫منظم���ة "محاية املعل���م والعامل�ي�ن بالتعليم‬ ‫" يتع���رض فري���ق املنظم���ة املؤس���س لإلقالة‬ ‫من ش���ؤون تعليم طرابلس اللش���ئ س���وى أن‬ ‫الفري���ق املؤس���س ق���ام بعمل إس���تبيان ضمن‬ ‫ختصص املنظمة وعندما أحس مدير تعليم‬ ‫طرابل���س ب���أن ه���ذا اإلس���تبيان في���ه مايعكر‬ ‫صفوه ويشري حنوه بعض اهلفوات و التقصري‬ ‫‪ ،‬فما كان منه إال أن بادر بإصدار قرار ي ُ‬ ‫ُـقيـل‬ ‫فيه كل من قام بهذا اإلس���تبيان وهذا إن دل‬ ‫عل���ى ش���ئ فإمن���ا ُ‬ ‫ي���دل عل���ى م���دى اجلهل و‬ ‫الش���عور بالنقص الذي ينتاب���ه و مدى خوفه‬ ‫وحرص���ه على ذلك الش���ئ امللعون "الكرس���ي"‬ ‫وإس���تمرار العب���ث وال���ذي أعم���ى بصريت���ه‬ ‫مم���ا دفعه لإلنتق���ام من أناس قام���وا بأعمال‬ ‫خت���دم اجملتم���ع وتقدم له ي���د الع���ون ‪ ..‬هذه‬ ‫املنظمة وغريها من مؤسسات اجملتمع املدني‬ ‫ه���ي يف احلقيق���ة من تؤمن طريق املس���تقبل‬ ‫وتس���قط القناع على كل من يتسرت به ! هذه‬ ‫املؤسس���ات اإلجنماعي���ة مبثابة الش���موع اليت‬ ‫حت�ت�رق لتض���ئ الطري���ق لألخري���ن ‪ ،‬كيف‬ ‫ملثل هذه املؤسسات املدنية أن تستطيع القيام‬ ‫بعمله���ا التطوعي‪..‬؟ م���دام هناك من يقف يف‬ ‫حج���ر عث���رة يف طريقها و يض���ع العراقيل و‬ ‫املصاع���ب اليت حتد من نش���اطها وتعمل على‬ ‫إبطائه���ا وعلي���ه الب���د أن يكون هن���اك ملجأ‬ ‫تلتج���ئ إلي���ه ه���ذه املؤسس���ات يف مث���ل ه���ذه‬ ‫احلالة وغريها ‪..‬وإال س���تكون العاقبة وخيمة‬ ‫وال جي���ب أن ننتظر أحد ليق���دم لنا احللول‪.‬‬ ‫وإمن���ا جيب علين���ا حنن " املؤسس���ات املدنية "‬ ‫أن نس���ارع لتكوين رب���اط أو إحتاد عام جيمع‬ ‫فيه مؤسس���ات اجملتمع املدن���ي ليكون مبثابة‬ ‫ال���رادع ال���ذي اليس���تطيع أح���د التقلي���ل من‬ ‫شأنه أو املساس به ‪ ،‬وبذلك نسد الطريق أمام‬ ‫أصح���اب النف���وس املريضة الذي���ن التهمهم‬ ‫إال مصلحتهم الش���خصية فقط وال يعريون‬ ‫املصلحة العامة أي إهتمام ‪.‬‬

‫حق الرد‬

‫يف الرد على السيد الناجي احلربي‬

‫عن اللهجة واللغة والصيد يف البحر امليت‬ ‫‪1‬‬ ‫اللهج���ة ‪ dialect‬تنوي���ع م���ن اللغة حيث‬ ‫اس���تعمال القواعد واأللفاظ حيدد اخللفية‬ ‫اإلقليمية أو االجتماعية للمتكلم‪ .‬الدراسة‬ ‫املنهجي���ة للهج���ات تع���رف بالديلكتولوجي‬ ‫‪ . dialectology‬اللهج���ة اإلقليمية هي‬ ‫اللهج���ة اليت تنق���ل معلومات حول املنش���اء‬ ‫اجلغ���رايف للمتكل���م واللهج���ة االجتماعية‬ ‫تنقل معلوم���ات حول الطبق���ة االجتماعية‬ ‫والوض���ع االجتماعي واخللفي���ة التعليمية‬ ‫واملهنية للمتكلم‪....‬‬ ‫املصطل���ح " هلج���ة " يس���تخدم أحيان���اً‬ ‫بش���كل ازدرائ���ي رغ���م أن كل ف���رد‬ ‫يتح���دث بلهج���ة حت���ى ه���ؤالء الذين‬ ‫يس���تخدمون تنوي���ع معي���اري للغ���ة‬ ‫‪،‬كما يف االجنليزي���ة املعيارية على‬ ‫س���بيل املثال وال�ت�ي تقني���اً هي تلك‬ ‫اللهج���ة م���ن االجنليزي���ة املعدّل���ة‬ ‫كنم���وذج لالس���تخدام التعليمي‪. .‬‬ ‫(املص���در ‪ :‬قام���وس بنجوي���ن للغة ‪.‬‬ ‫الطبعة الثانية ‪ .1999 .‬دار بنجوين‬ ‫‪Penguin dictionary of lan‬‬‫‪)guage‬‬ ‫اللكن���ة ‪ accent‬املنطوق���ات الصوتي���ة‬ ‫ال�ت�ي باس���تخدامها تتب�ي�ن اهلوي���ة‬ ‫االجتماعي���ة واإلقليمي���ة للمتكلم (املصدر‬ ‫‪ :‬قام���وس بنجوي���ن للغ���ة ‪ .‬الطبع���ة الثانية‬ ‫ ‪ .1999 .‬دار بنجوي���ن ‪Penguin di c‬‬ ‫‪)tionary of language‬‬ ‫اللغة املعياري���ة ‪ standard‬هلجة أو تنويع‬ ‫م���ن اللغ���ة ذي مكانة ل���دى مس���تخدميها‪،‬‬ ‫و ُتق���دّم كمعي���ار أو من���وذج يس���تخدم يف‬ ‫اإلعالم والتعليم‪.‬‬ ‫اللهجات أو األش���كال اللغوية اليت مل تراعي‬ ‫ه���ذا املعي���ار تع���رف باللغ���ة الغ�ي�ر ممعرية‪.‬‬ ‫واملعرية هي النم���و والتطوير الطبيعي للغة‬ ‫معيارية يف اجملتمع وأيضا حماولة اجملتمع‬ ‫جلع���ل واح���دة م���ن اللهج���ات كمعي���ار‪.‬‬ ‫(املص���در ‪ :‬قام���وس بنجوين للغ���ة ‪ .‬الطبعة‬ ‫الثاني���ة ‪ .1999 .‬دار بنجوي���ن ‪Penguin‬‬ ‫‪)dictionary of language‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بد ً‬ ‫ال م���ن الدعوة إىل معرية اللغات الوطنية‬ ‫االمازيغي���ة والتباوي���ة لتتنف���س من جديد‬ ‫كونهما جزء ومكون أساس ال ميكن حذفه‬ ‫أو طمس���ه من الشخصية الليبية ‪ ،‬جند لغة‬ ‫الوصاي���ة واالمتي���ازات لبع���ض " املثقفني "‬ ‫والساسة واملتأدجلني وأقالمهم‪ ،‬تربز كلما‬ ‫ّ‬ ‫أثريت مس���ألة اللغات والثقافات االمازيغية‬ ‫والتباوي���ة يف ليبي���ا ومقالة الس���يد الناجي‬ ‫احلربي ( صحيف���ة ميادين العدد ‪ 136‬ص‬ ‫‪ )21‬مث���ال عل���ى ذلك وغريها مما ينش���ر‬ ‫أخ�ي�را يف الصح���ف واجمل�ل�ات واالنرتن���ت‬ ‫بدل���وه رغم أن‬ ‫يف بلدن���ا ليبيا‪ ،‬فال���كل يدلو‬ ‫ِ‬ ‫اللغ���ة والثقاف���ة ه���و م���ن ش���ؤون اللغويني‬ ‫واالنثروبولوجي�ي�ن والبيئ���ة‪ .‬لق���د حت���ول‬ ‫الساسة‬ ‫شأن من شؤون البيئة إىل مهاترات ّ‬ ‫ُّ‬ ‫وتذكر حدود االثنية حدود ال ّنحن‬ ‫إلث���ارة‬ ‫وا ُ‬ ‫هلم‪.‬‬ ‫لقد خ���اض أصحاب الوصاي���ة واالمتيازات‬

‫عياد امحد‬

‫تنظ�ي�را قائل�ي�ن ب���أن اللغ���ات االمازيغي���ة‬ ‫والتباوي���ة ما ه���ي إال " جمرد هلج���ة" وهذا‬ ‫إشارة على ال علميتهم وحتيزهم ‪ ،‬وهم أيضاَ‬ ‫يقرن���ون مطالبة األمازيغ و التبو حبقوقهم‬ ‫اللغوية والثقافية اليت تكفلها كل الشرائع‬ ‫الس���ماوية واألرضي���ة ‪ .‬إنه���م يقرنون هذه‬ ‫املطال���ب كأن ذلك ضد اللغة العربية اليت‬ ‫يقرنوها بالقرآن بقصد التذكري باحلدود ‪.‬‬ ‫أ صح���ا ب‬

‫الوصاي���ة‬ ‫و ا ال متي���ا ز ا ت‬ ‫يقول���ون أن لغات األمازي���غ و التبو ال تصلح‬ ‫لش���ئ متناس�ي�ن أن من حق الن���اس احلفاظ‬ ‫على م�ي�راث أجدادهم وحقه���م يف جتديده‬ ‫وه���م أي األمازيغ و التب���و ال يفرضون ذلك‬ ‫على باقي الش���عب اللييب ولكن فرضوا ذلك‬ ‫على أنفسهم وهذا حقهم‪.‬‬ ‫لق���د عان���ت اللغ���ات الوطني���ة يف ليبي���ا من‬ ‫التهمي���ش من���ذ ق���رون وهاه���م أصح���اب‬ ‫الوصاية واالمتيازات يس���تمرون يف مشروع‬ ‫النفي‪ ،‬نفي اآلخر هذا املش���روع الذي يقوده‬ ‫كل القوميني‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مق���ال الس���يد الناج���ي احلرب���ي ذي لغ���ة‬ ‫مبني���ة عل���ى الذاتي���ة ال املوضوعي���ة وه���ي‬ ‫معرف���ة ش���عبية ‪.Common science‬‬ ‫فمن املقط���ع األول إىل آخ���ر وكل مقاطع‬ ‫املق���ال الثماني���ة يتب�ي�ن ذل���ك‪ .‬يف الس���طر‬ ‫األول تربز ه���ذه املعرفة الش���عبية باخللط‬ ‫ب�ي�ن اللغ���ة م���ن جه���ة واللهجة م���ن جهة‬ ‫أخ���رى فاألح���رى بصاح���ب املق���ال ووف���ق‬ ‫املنطق وسياق الكالم أن يقول " ال اعتقد أن‬ ‫اللهجة االمازيغية من اللهجات املعروفة يف‬ ‫العامل ‪ "..‬وهنا اس���أله عن أي هلجة يتحدث؟‬ ‫فاألمازيغي���ة ككل اللغات يتفرع منها عدد‬ ‫م���ن اللهج���ات ( انظر التعريف أع�ل�اه) ‪ .‬ا و‬ ‫كأن يقول " ال اعتقد بأن اللغة األمازيغية‬ ‫م���ن اللغات احلية املعروف���ة يف العامل" وهي‬ ‫ال�ت�ي ش���بعت حبث���اَ ودراس���ة م���ن اللغويني‬ ‫واالنثروبولوجيني وه���ذا ما ال يريد ذكره‬

‫كاتبن���ا أو م���ا ال يعرف���ه‪ .‬وتس���تمر معرفة‬ ‫الكاتب الشعبية ذاكرة إحصائية لألمازيغ‬ ‫بأنه���م "ال يتجاوزون ما يفوق املليون متكلم‬ ‫يف الكرة األرضية "‪ ،‬والكالم للسيد احلربي‪.‬‬ ‫لق���د فات���ه أن���ه مل جت���رى أي احصائي���ة يف‬ ‫الش���مال االفريق���ي عل���ى اس���اس االثني���ة‪.‬‬ ‫كذل���ك‪ ،‬عل���ى س���بيل املث���ال ف���إن العم���ال‬ ‫املغارب���ة واجلزائريون األمازي���غ املهاجرين‬ ‫وحده���م يف أوروبا يفوق عددهم املليون فما‬ ‫بالك بالسكان الباقون يف كل أرجاء الشمال‬ ‫األفريقي!‬ ‫يف الس���ياق ذك���ر كاتبن���ا الس���يد احلربي‬ ‫تصنيف���ات تتعل���ق باللغة‪ .‬مم���ا جيعلين‬ ‫عما هي اللهجة احمللية ؟ وهل‬ ‫اتساءل ّ‬ ‫هن���اك هلج���ات غري حمّلي���ة؟ ما هي‬ ‫اللهج���ة املعروف���ة واللهج���ة الغري‬ ‫معروفة واملبتكرة؟‬ ‫يتح���دث ع���ن م���وت "اللهج���ة‬ ‫األمازيغي���ة" فال���ذي مي���وت هو‬ ‫اللغ���ات لفقده���ا للتك ّي���ف وهو‬ ‫العج���ز الذي تعاني���ه جل لغات‬ ‫الع���امل اليوم حس���ب اليونس���كو‬ ‫كونه���ا ال تس���تجيب للتط���ور‬ ‫العلم���ي واملع���ريف ال���ذي يتمثل‬ ‫ب���ه لدعم حجت���ه ‪ .‬كذلك أقحم‬ ‫خلط���اَ مفاهي���م اجل���ذر واللكن���ة‬ ‫والعائل���ة اللغوي���ة دون معرف���ة‬ ‫مبورفولوجي���ا وفونولوجي���ا اللغ���ة‬ ‫ومفاهيم علم اللغة التارخيي‪.‬‬ ‫يس���تمر هذا آلخر املقال فأسأله عن عالقة‬ ‫"األمور الدينية والعبادات بفقد واكتس���اب‬ ‫أدوات التعب�ي�ر الس���لس"؟ و م���ا ه���و التعبري‬ ‫الس���لس برأي���ه ؟ وه���ل هن���اك تعب�ي�ر غ�ي�ر‬ ‫سلس؟‬ ‫ل���ن أعّلق ع���ن العبارات املذك���ورة يف املقال‬ ‫مث���ل " قررن���ا" ‪ " ،‬الرطان���ة " ‪" ،‬العالق���ات‬ ‫اجلذرية"‪" ،‬ف���وق أنها خليط م���ن الرطنات‬ ‫األفروأسيوية حتتاج اىل إعادة بناء رصني"‬ ‫وأضي���ف ب���أن م���ا يس���مى بعائل���ة اللغ���ات‬ ‫الس���امية واللغ���ات احلامي���ة هو تقس���يم ال‬ ‫علم���ي مبين عل���ى التوراة ولي���س على علم‬ ‫اللغ���ة التارخي���ي ال���ذي يتح���دث عل���ى أن‬ ‫اللغ���ات االمازيغي���ة والعربي���ة م���ن اللغات‬ ‫األفرواس���يوية ‪ .1‬ولن اعلق عن االس���تنتاج‬ ‫املتعلق "بالرج���ل النبيل احلر" ملعنى كلمة‬ ‫مازي���غ‪ .‬فالنب���ل واحلري���ة قيمة س���اميتان‬ ‫يتمناهم���ا كل خل���ق اهلل‪ .‬فاإلنس���ان يضع‬ ‫لنفس���ه احس���ن األمس���اء ويص���ف نفس���ه‬ ‫ُسمى بالرببري‬ ‫بأفضل الفضائل وال حيب ي ّ‬ ‫او املتوحش‪.‬‬ ‫لق���د كان حرياً بك َتابنا وساس���تنا ان يتبنوا‬ ‫نهج حتسيس ودعوة الفرد ليكون مشاركا‬ ‫فاعال يف بناء بلده‪ ،‬وان يدركوا ان الوصاية‬ ‫وال امتيازات اال لكل الليبيني والليبيات تبواً‬ ‫وعرباَ وامازيغ وطوارق‪.‬‬ ‫‪ 1‬عائل���ة اللغ���ة األفروأس���يوية ‪( .‬املصدر ‪:‬‬ ‫‪linguistic and archaeological‬‬ ‫‪evidence for berber prehist‬‬‫‪ory.Roger Blench. Cambridge.‬‬ ‫‪UK.2012 . www.roger blench.‬‬ ‫‪info/RBOP.htm‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫فلينتصر الوطن‬ ‫خالد افتيته‬ ‫حتتوينا األفكار كم���ا حنتويها متاما‬ ‫‪ ،‬وتراودن���ا اخلواط���ر كم���ا نراوده���ا‪،‬‬ ‫ومت���ر علينا صور م���ن املاضي حيلوها‬ ‫و مره���ا مت���ر علين���ا بكمه���ا الكب�ي�ر و‬ ‫حجمها احلاوي حبجم عزوف جميء‬ ‫ص���ور املس���تقبل املنش���ود فه���ي غائبة‬ ‫وتأبي املرور ‪ ،‬علي رأي كاتبنا الرائع‬ ‫( أمح���د إبراهيم الفقيه ) يف افتتاحية‬ ‫ثالثيته الش���هرية "زم���ن مضى وزمن‬ ‫آخ���ر ال يأت���ي‪ ... ،‬وبني الزم���ن اهلارب‬ ‫والزمن ال���ذي يرفض اجمليء منطقة‬ ‫صف���راء " ‪ ،‬ولذل���ك العزوف أس���بابا و‬ ‫أس���باب عدة ‪ ...‬هذا ما ارتئيه بنفس���ي‬ ‫أوال و من خالل مسامراتي ألشخاص‬ ‫أثق ج���دا يف استش���عارهم خلصائص‬ ‫املعيش���ة و لتقديرهم لطع���م احلياة ‪،‬‬ ‫الكل اليوم غري راض���ي علي ما حيدث‬ ‫م���ن حولن���ا يف عاملن���ا الصغ�ي�ر ليبيا ‪،،‬‬ ‫فاألجواء ال تدعو إىل االستمتاع مبهج‬ ‫الدني���ا ‪ ،‬ناهيك ع���ن امتن���اع األفكار و‬ ‫التفكري من إنتاج أي تصور ملا س���يكون‬ ‫علي���ه احلاض���ر فض�ل�ا عن املس���تقبل‬ ‫اجمله���ول بطبعة ناهيك عن املس���تقبل‬ ‫يف بل���د كليبيا الي���وم ‪ ،،‬ال اح���د يعلم‬ ‫الغيب ‪ ،‬مسلمة ‪ ،‬ولكن الكل يستشرف‬ ‫املس���تقبل و ينتظ���ر ما ه���و أفضل من‬

‫فعندما تري جداري���ات غاية يف القبح‬ ‫‪ ،‬وكلماته���ا ال تقل قبح���ا ناهيك عن‬ ‫لغته���ا و م���ا يش���وبه من أخط���اء تفوق‬ ‫كارثتها تس���ونامى خطرا ‪ ،‬فما دليل‬ ‫هذا الرتدي ؟ ‪ ،‬إمنا يدل علي نفس���يات‬ ‫و شخصيات تغرد خارج سرب اجلمال‬ ‫‪ ،‬وال تع���رف لل���ذوق دار ‪ ،‬وت���دل أيضا‬ ‫علي نفس���يات و شخصيات تربت علي‬ ‫قبح املقال و املقام ‪ ،‬اهلل املستعان و أعان‬ ‫تلك النفس���يات علي نفسها اجلاحمة‬ ‫يف غ�ي�ر م���كان و بغ�ي�ر ه���دى ‪ ..‬عموما‬ ‫فلقد مر بنا األيام املاضية حبدث اهتز‬ ‫الع���امل له بأس���رة آال وهو ح���دث وفاة‬ ‫مانديال ‪ ،‬واس���تغربت كث�ي�را للهالة‬ ‫اإلعالمي���ة ال�ت�ي أصاب���ت كل قنوات‬ ‫الع���امل ‪ ،‬وأصب���ح اخل�ب�ر أول بامتي���از‬ ‫س���بق أخب���ار س���ويا املنكوب���ة و مص���ر‬ ‫املش���روخة احملروس���ة ‪ ،‬وغريه���ا م���ن‬ ‫أخبارنا املأس���وف عليها ‪ ،،،‬عموما ‪ ،‬وما‬ ‫لفت انتباهي أكث���ر هو اهتمام العامل‬ ‫و اجلمه���ور باحلال���ة (الوف���اة ) دون‬ ‫االهتم���ام بصاح���ب احلدث ‪ ...‬س���جن‬ ‫ماندال بسبب مقاومته للعدو األبيض‬ ‫ال���ذي احتل بل���ده واغتص���ب العرض‬ ‫قبل األرض وقضى أكثر من عشرين‬ ‫عاما يف السجون وعندما خرج للنور و‬

‫ه���ي األم���ل الوحي���د املتبق���ي لدينا يف‬ ‫ظل انتش���ار الس�ل�اح ألمر خطري جدا‬ ‫‪ ،،‬ف�ل�ا جن���د أي لغة تدل عل���ي الود أو‬ ‫الرتاحم أو التواصل االجيابي أو حسن‬ ‫النوايا ‪ ،‬أو لغ���ة تدل علي االجتاه حنو‬ ‫احل���ل يف ظ���ل اختالفاتن���ا اجلوهرية‬ ‫‪ ،‬إمن���ا ‪ ،،‬ما ن���راه ونلتمس���ه من خالل‬ ‫رصدن���ا للواق���ع ‪ ،‬تش���رذم يف األف���كار‬ ‫و االجتاه���ات يف ظ���ل غي���اب واض���ح‬ ‫للهدف العام لسياسات دولة بأسرها ‪،‬‬ ‫و أكرب دليل علي ذلك و أنا هنا اشهد‬ ‫اهلل أن�ن�ي خالي م���ن أي عقد جهوية ‪...‬‬ ‫فارج���ع و اقول اكرب دلي���ل علي ذلك‬ ‫التش���تت الذي طال النخبة ما يتخذه‬ ‫الس���يد م���ن موق���ف متعن���ت حي���ال‬ ‫اللغة االمزيغية و اس���تماتته من اجل‬ ‫إدراجه���ا يف الدس���تور ورأين���اه كيف‬ ‫حيط من قدر نفسه ويناقشها كأول‬ ‫قضي���ة ل���دى اس���تالمه امله���ام ‪ ،،‬ومل‬ ‫اذكر يوم���ا انه حتدث عن االغتياالت‬ ‫يف درن���ة أو بنغ���ازي او مدين���ة مق���ر‬ ‫مؤمترن���ا طرابل���س ‪.‬وبالض���د تعرف‬ ‫األش���ياء ‪( ،‬هلم���ت ك���ول ) مستش���ارا‬ ‫أملاني���ا املنقط���ع النظ�ي�ر يف انتصاراته‬ ‫ق���اد بالده ونقله���ا اقتصادي���ا يف اجتاه‬ ‫ال���دول العظم���ى و عاص���ر االحت���اد‬

‫خ�ل�ال ما خطط ل���ه س���لفا‪ ،،،‬للجمال‬ ‫عالم���ات دال���ة عليه و للقب���ح كذلك‬ ‫أمارات تدل عليه ‪ ،،‬فعندما ترى لوحة‬ ‫فني���ة غاي���ة يف اجلم���ال منصوب���ة يف‬ ‫احد امليادي���ن يف احد املدن من حولنا و‬ ‫حييط بها بساط من العشب األخضر‬ ‫أجمل���ز بعناي���ة و مرصع���ة بباق���ة من‬ ‫األزه���ار تضي���ف مجاال عل���ي اجلمال‬ ‫‪ ،‬اعل���م ب���ان ه���ذه اللوح���ة الواقعي���ة‬ ‫الغن���اء مل تكن هناك نت���اج صدفة أو‬ ‫طف���رة أو نت���اج أوامر سياس���ية ‪ ،‬إمنا‬ ‫هي نت���اج فكر مجي���ل أضف���ي لنتائج‬ ‫مجيلة ‪ ،‬والعك���س بالعكس يذكر ‪....‬‬

‫احلي���اة من جديد ومن رحم الظالم و‬ ‫الظلم ‪ ،‬مل خيرج بعقدة مرزوقية وال‬ ‫أمراض بديعية وال تش���تت بوسليمى‬ ‫‪ ،‬إمن���ا خ���رج ليوح���د الب�ل�اد و يع���زز‬ ‫من توحيده���ا وليضع اليد الس���وداء و‬ ‫الي���د البيض���اء داخل نف���س الصندوق‬ ‫السحري ليخرجوا منه غصن السالم‬ ‫‪ ،‬وق���ال قولت���ه الش���هرية التارخيي���ة ‪،‬‬ ‫"فلنتح���اور م���ع م���ن خنتل���ف معه���م‬ ‫" ومل يفعل���م كأصحابن���ا جيلس���ون‬ ‫متوافقني فيخرجون منش���قني ‪ ...‬لكم‬ ‫اهلل أيه���ا النازح�ي�ن ‪ ،،‬ان م���ا حيدث يف‬ ‫ليبي���ا من خ�ل�ال تعام���ل النخبة اليت‬

‫وكانت فرتة حكم���ة تعج بالنجاحات‬ ‫االقتصادي���ة ‪ ،‬عندم���ا مل يعل���ن ع���ن‬ ‫هدية تلقاها قيمتها مخس���ة وأربعون‬ ‫أل���ف دوالر ‪ ،،،‬جرد من منصبه بتهمة‬ ‫الفس���اد ‪ ،،،‬إخوتي أخواتي ال أطيل فأنا‬ ‫ال أح���ب اإلطالة خصوصا يف املواضيع‬ ‫الغ�ي�ر (مطال���ة) ‪ ،‬إن الوض���ع يف ليبيا‬ ‫غري قابل للنقد أو باألحرى اقل من أن‬ ‫ينال ش���رف النقد ‪ ،‬فالنق���د يوجه إلي‬ ‫احلكوم���ات الناجحة إمن���ا ما حتتاجه‬ ‫ليبي���ا ق���وة القانون و س���رعة القضاء ‪،‬‬ ‫فالعدل أساس امللك ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫ليست مسألة وقت من‬ ‫فضلكم !!!‬ ‫احلسني املسوري‬

‫خرج الس���يد عمر محيدان الناطق الرمسي باس���م املؤمتر الوطين‬ ‫املؤمتر أقر (خارط���ة طريق) مبدئية مقدمة من‬ ‫الع���ام ل ُيعلن إن‬ ‫َ‬ ‫جلنة خارطة الطريق وكلفها باس���تكمال القوانني والتعديالت‬ ‫ال�ت�ي حت���دد اجله���ات واالختصاص���ات كامل���ة وتن���ص خارطة‬ ‫الطري���ق املبدئي���ة ال�ت�ي قدمتها جلن���ة خارطة الطري���ق على أن‬ ‫نهاية مدة عمل املؤمتر الوطين هي الرابع والعشرون من ديسمرب‬ ‫‪.2014‬‬ ‫ليستمر اجلدال وحيتد النقاش ويتوه احلوار حول الفرتة الزمنية‬ ‫اليت ينته���ي فيها املؤمتر الوطين الذي أصبح يقبع خلف الش���ارع‬ ‫مبسافة كبرية حد القطيعة حيث شهدت ليبيا حتركات هامة‬ ‫وحامسة للش���ارع اللييب جتاه مش���اكل ش���ائكة تقف حائال أمام‬ ‫بناء الدولة ‪.‬‬ ‫وح���ول بق���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي م���ن عدم���ه كل يفس���ر اإلعالن‬ ‫الدس���توري املؤقت حس���ب رؤيته وهواه بل ومصاحله كما يريد‬ ‫البع���ض فالبع���ض جي���زم أن املؤمتر الوطين س��� ُينهي م���دة عمله‬ ‫حبل���ول ‪ 7‬فرباير ‪2014‬م وآخرين جيادلون ببقاء املؤمتر الوطين‬ ‫اىل س���نة أخرى وفريق أخر منفصل ع���ن الواقع يقول أن املؤمتر‬ ‫ينتهي بإكمال مهامه املنوط بها ‪.‬‬ ‫وهنا جند أن املطالبة بعدم استمرارية أعضاء املؤمتر الوطين العام‬ ‫واملطالب���ة باس���تقاالتهم أو رحيلهم يف اقرب فرص���ة وعلى ابعد‬ ‫تقدير يف فرباير املقبل نابعة من قناعة تامة لدى جزء كبري من‬ ‫الشعب اللييب بفشل املؤمتر ليس يف مهامه األساسية فقط بل أن‬ ‫املؤمتر مل يستطيع تسيري البالد بشكل عادي باإلضافة مل حيقق‬ ‫أي جن���اح يف ملف���ات مهم���ة مثل العدال���ة االنتقالي���ة واملصاحلة‬ ‫الوطنية ومعاجلة االنفالت األمين يف بنغازي حيث مل يتم تامني‬ ‫مدينة بنغازي ومل يتم القبض على منفذي االغتياالت وتركت‬ ‫مدينة درنة س���ائبة دون أي حضور أو تواج���د للدولة فيها وأمام‬ ‫أي مواجهة حقيقة بني اجليش والعصابات املس���لحة أو املليشيات‬ ‫والش���عب فان مواقفك���م املرتبكة وبياناتك���م الضعيفة مل تكن يف‬ ‫مستوى التضحيات اليت يقدمها الليبيني كل يوم ‪.‬‬ ‫باإلضاف���ة اىل إنكم مل حتافظوا على ثروات الش���عب اللييب حتى‬ ‫أصبح اخلارجون عن القانون احرص منكم على ثروة البالد اليت‬ ‫كان���ت خترج دون عدادات متمثلة يف ميناء الس���درة النفطي بل‬ ‫انقس���متم اىل فريقني واحد يدافع عن املليش���يات ويبذل قصارى‬ ‫جهده خلدمتها وفري���ق أخر يدافع عن حكومة ضعيفة وهزيلة‬ ‫وفاسدة مع احرتامي لبعض القلة منكم !‬ ‫وااله���م من ه���ذا كله هو زي���ادة االنقس���ام بني مكونات الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي وتهديد الس���لم االجتماع���ي ووحدة مص�ي�ر الليبيني عرب‬ ‫اإلصرار على الذهاب اىل انتخابات جلنة الستني رغم االعرتاض‬ ‫واالحتج���اج ح���د املقاطع���ة هل���ذه االنتخاب���ات م���ن قب���ل املك���ون‬ ‫االمازيغي رغم أن القانون ميكن تعديله يف جلس���ة واحدة لكنكم‬ ‫مل تكتفوا بالقصور السياس���ي بل وصلتم اىل التمادي يف االندفاع‬ ‫بالوطن اللييب حنو اهلاوية ‪.‬‬ ‫كم���ا ال ننس���ي أنك���م مل حترتم���وا الش���عب ال���ذي انتخبك���م ومل‬ ‫حترتموا حتى أنفسكم بل مل توفروا ال البصق وال األلفاظ النابية‬ ‫واحل���ركات الصبيانية وتبادل االتهامات واملُهاترات داخل املؤمتر‬ ‫وخارجه وأمام أعني الناس عرب الفضائيات ‪.‬‬ ‫إن املس���الة ليس���ت مس���الة وق���ت بل ه���ي مس���الة نواي���ا وقدرات‬ ‫ومصداقية وانتم لألسف مل يثبت حسن نواياكم وكشفتم عن‬ ‫قدراتكم السياسية اهلزيلة وفقدمت املصداقية ولو منحناكم ‪10‬‬ ‫س���نوات كاملة فلن تنجزوا ولن تقيموا دولة القانون واملؤسسات‬ ‫فارحلوا بل سلموا أنفسكم للنائب العام ليقول القضاء كلمته يف‬ ‫‪200‬متهم !!!‬


‫‪18‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫هل هناك ُمس ّوغ للتمديد؟ ‪:‬‬

‫املأزق الكبري‪ ..‬اخلروج منه ال يأتي ّ‬ ‫باملد يف عمره‬ ‫نور الدين السيد الثلثي‬ ‫•اجمللس الوطين االنتقالي‬

‫بعمل كبري‬ ‫قام اجمللس الوط�ن�ي االنتقالي ٍ‬ ‫ف���ارق م���ن تاريخ الب�ل�اد‪ .‬كان‬ ‫فص���ل‬ ‫يف ِم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫اجملل���س حمط ِوف���اق الليبي�ي�ن واملعبرّ َ عن‬ ‫توقهم الستعادة الكرامة واالنعتاق من ربقة‬ ‫االستبداد‪ ،‬وكان ْ‬ ‫وج َه األمة يف عالقتها مع‬ ‫العامل؛ مع من م ّد هل���ا يد العون‪ ،‬ومن عادى‬ ‫ّ‬ ‫اصطف م���ع املتفرجني‪ .‬وقد‬ ‫ثورتها‪ ،‬وم���ن‬ ‫أحس���ن اجمللس األداء يف ذلك كله‪ .‬غري أن‬ ‫اجملل���س كانت له إخفاق���ات كربى زرعت‬ ‫بذور بعض ما تعاني���ه البالد بعد أكثر من‬ ‫سنتني من إعالن انتصار الثورة‪.‬‬ ‫مل تك���ن تش���كيلة اجملل���س وآل ّي���ة تكوين���ه‬ ‫معروفت�ي�ن للن���اس خارج���ه‪ .‬مل يك���ن‬ ‫معروفاً من هم أعض���اء اجمللس‪ ،‬وال كيف‬ ‫مت إلتحاقه���م بعضويت���ه‪ ،‬وأي اجله���ات‬ ‫واألشخاص كانوا قائمني على الرتشيحات‬ ‫ستفس���ر‬ ‫والدف���ع بها‪ ،‬والطبيعي أن اإلجابة‬ ‫ّ‬ ‫بعض م���ا ج���رى وامتداداته املس���تمرة معنا‬ ‫إىل اآلن ويف املستقبل املنظور‪.‬‬

‫•الفرص الضائعة‬

‫كان اجملل���س جمل���س الف���رص الضائع���ة‬ ‫بامتي���از‪ .‬كان بإمكان���ه تفعي���ل دس���تور‬ ‫االس���تقالل بتعدي�ل�ات تفرضه���ا املرحل���ة‪.‬‬ ‫ومل يك���ن ذل���ك الق���رار ليواج���ه اعرتاضا أو‬ ‫يثري انقس���اما وقته���ا‪ ،‬وكان يف الوقت ذاته‬ ‫سيكفينا ما حنن فيه من خالفات وصراعات‬ ‫س���تظهر على أش���دّها عند بدء عملية إعداد‬ ‫الدس���تور‪ .‬وكان بإم���كان اجملل���س أيض���اً‬

‫إق���رار قوان�ي�ن تؤس���س ملب���دأ الالمركزية‬ ‫ِوفق���اً للتقس���يمات اإلدارية م���ا قبل انقالب‬ ‫س���نة ‪ 1969‬أو بإدخ���ال التعدي�ل�ات عليها‪.‬‬ ‫لق���د كان م���ن الض���رورة مب���كان أن يُعاجل‬ ‫اجمللس مس���ألة املركزية اإلدارية يف وقت‬ ‫مبك���ر‪ ،‬وهي اليت يعود إليه���ا إرهاق املواطن‬ ‫وتذم���ره وإهم���ال املناطق األبع���د عن دائرة‬ ‫صن���ع الق���رار والدع���وات إىل فدرالي���ة (وال‬ ‫ضري يف الفدرالية نفس���ها كنظام) وما قد‬ ‫يكون أبعد‪.‬‬ ‫واجملل���س مس���ؤول مس���ؤولية مباش���رة‬ ‫وعظيم���ة عن عدم احلس���م املبكر يف عملية‬ ‫بناء اجليش واألجه���زة األمنية‪ .‬وقد اختار‬ ‫ أو ُف���رض عليه من داخل���ه أو خارجه ‪ -‬أن‬‫ي���وكل مه���ام األم���ن حلاملي الس�ل�اح من‬ ‫الث���وار ومن التحق بهم بع���د اندحار النظام‬ ‫الس���ابق‪ ،‬وش��� ّرع ف���وق ذل���ك مب���دأ ص���رف‬ ‫املكافئات املالية ‪ -‬وبس���خاء ‪ -‬مقابل قيامهم‬ ‫حس���اب‬ ‫بتل���ك امله���ام‪ ،‬وم���ن دون مراقبة أو‬ ‫ٍ‬ ‫أو اح�ت�رام لقان���ون‪ .‬ومل يك���ن مجع الس�ل�اح‬ ‫وتقن�ي�ن حيازت���ه واألم���ر كذل���ك‪ ،‬أم���راً‬ ‫وارداً بش���كل من األش���كال حت���ى يومنا هذا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مقاومة ال‬ ‫وواج���ه بناء اجلي���ش والش���رطة‬ ‫ومصاعب ليس‬ ‫يعرتف أح��� ٌد بالضلوع فيها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫مصد ُره���ا التنظيم���ات املس���لحة فق���ط بل‬ ‫أيضا من استقوى بها واستعملها من طالب‬ ‫الس���لطة‪ .‬ومل تتمكن البالد من التغلب على‬ ‫كل ذلك إىل اآلن‪ .‬والقائمة تطول‪.‬‬ ‫وج���رت يف يولي���ه ‪ 2012‬انتخاب���ات ح���رة‬ ‫ونزيه���ة تحُ س���ب للمجل���س االنتقال���ي‬

‫ً‬ ‫نتيجة هلا‬ ‫و ُتض���اف إىل إجنازات���ه؛ انتقل���ت‬ ‫ُس���لطات اجملل���س الوط�ن�ي االنتقال���ي إىل‬ ‫املؤمتر الوطين العام‪.‬‬

‫•املؤمتر الوطين العام‬

‫ّ‬ ‫وبغ���ض النظر ع���ن النتائج اليت ج���اءت بها‬ ‫ّ‬ ‫االنتخاب���ات يف ِش���قيها اخل���اص بالقوائ���م‬ ‫احلزبية واآلخر اخلاص باألفراد املفرتض‬ ‫أنه���م كان���وا مس���تقلني (وإال فم���ا املعن���ى‬ ‫لتوزي���ع املقاع���د بني أف���راد وأح���زاب؟) فإن‬ ‫طبيعة النظ���ام االنتخاب���ي واخللل يف بنية‬ ‫الكيانات احلزبية حديثة التشكل‪ ،‬وانضمام‬ ‫بع���ض ‘املس���تقلني’‪ ،‬الذي���ن ش���كلوا ثلث���ي‬ ‫عضوي���ة املؤمتر‪ ،‬إىل تكتالت حزبية‪ ،‬رس���م‬ ‫خارطة للقوى السياسية الفاعلة يف املؤمتر‬ ‫ال تعك���س إرادة الليبيني املع�َّب�رَّ عنها يف تلك‬ ‫االنتخابات بشكل دقيق‪.‬‬ ‫ومل َ‬ ‫ي���رق املؤمت���ر من���ذ بداي���ة أعمال���ه إىل‬ ‫مس���توى حتدي���ات االنتق���ال وتطلع���ات‬ ‫اجلماه�ي�ر‪ .‬تابع الن���اس ممثليهم املُؤمتنني‬ ‫على بناء الدولة اجلديدة يدشنون أعماهلم‬ ‫مبناقش���ة مرتباته���م ومزاياه���م اليت دفعت‬ ‫بهم إىل خارج دائرة متوسط دخل املواطنني‬ ‫بعش���رات امل���رات وخ���ارج دائ���رة همومه���م‪.‬‬ ‫وظهر املؤمتر كأنه ليس يف عجلة من أمر‬ ‫بن���اء الدولة حني أقر لنفس���ه إجاز ًة تعّبدية‬ ‫يف العش���ر األواخ���ر م���ن رمض���ان ‪،2012‬‬ ‫وخ���رج إىل العم���رة واملؤمت���رات َم���ن خرج‪،‬‬ ‫وأُخرجت عملية إعداد الدس���تور من قائمة‬ ‫األولويات بأن طلب املؤمتر الرأي يف تشكيل‬

‫هيئتها من احملكمة العليا‪ ،‬ما استغرق أشهرا‬ ‫عدي���دة أُهدرت من اجل���دول الزمين احملدد‬ ‫إلعداد الدس���تور‪ ،‬وساهم بش���كل رئيسي يف‬ ‫تربير متديد عمر املؤمتر إىل ما بعد فرباير‬ ‫‪ 2014‬بشهور قابلة للتمديد إىل سنوات‪.‬‬ ‫واخت���ار املؤمتر الس�ي�ر عل���ى طريق اجمللس‬ ‫االنتقال���ي يف سياس���اته املتعلق���ة بتمك�ي�ن‬ ‫التش���كيالت املس���لحة‪ ،‬والته���اون يف بن���اء‬ ‫اجلي���ش والش���رطة واألجه���زة األمني���ة‪،‬‬ ‫واإلنفاق غري الرش���يد ‪،‬س�ت�رضا ًء أو حمابا ًة‬ ‫وبنا ًء ملراكز قوى خارج إطار الدولة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عم�ل�ا ذا أثر يف س���بيل‬ ‫ومل ن���ر م���ن املؤمتر‬ ‫تضميد اجلراح وحتقيق العدالة االنتقالية‬ ‫واملصاحلة الوطنية‪ .‬بل إن املؤمتر كانت له‬ ‫مس���اهمته يف ترسيخ االنقسامات بالرضوخ‬ ‫للمطالب���ات‪ ،‬من داخله وخارج���ه‪ ،‬بإقرار ما‬ ‫سمُ ّ ي بالعزل السياس���ي‪ ،‬وبالق���رار رقم (‪)7‬‬ ‫هجرين‪،‬‬ ‫خبصوص ب�ن�ي وليد‪ .‬أما مأس���اة املُ ّ‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬فلم حتظ باهتمام يّذكر‪.‬‬ ‫وب���د ً‬ ‫ال م���ن التح���ول إىل دول���ة القان���ون‬ ‫واملؤسس���ات‪ُ ،‬ترك���ت البالد لش���أن األقوياء‬ ‫والطاحمني اجلدد يبنون إقطاعياتهم حتت‬ ‫محاية قواته���م اخلاصة املمولة من الدولة‪.‬‬ ‫وفل���ت زم���ام األم���ن حت���ى أن االغتي���االت‬ ‫أصبح���ت حدثا يومياً ال متل���ك الدولة فعل‬ ‫ٌ‬ ‫مجاعات سيطرت‬ ‫ش���يء حياله‪ .‬ومتركزت‬ ‫عل���ى مناط���ق وقواع���د وخم���ازن للس�ل�اح‬ ‫ومواق���ع للتدري���ب واالنط�ل�اق‪ .‬وتواص���ل‬ ‫التده���ور األم�ن�ي حت���ى رأين���اه يف برس���س‬ ‫إرهاباً بَواحاً مرشحاً ألن يزداد بأساً وتوحشاً‬ ‫ومتدداً جغراف ّياً‪ .‬ويف النقطة احلرجة‪ ،‬متى‬ ‫ّ‬ ‫مت الوص���ول إليه���ا‪ ،‬س���يكون الق���ول الفصل‬ ‫للق���وة عل���ى ي���د اجملتم���ع الدول���ي والدول‬ ‫ملربر‬ ‫اجملاورة‪ ،‬دفاعا عن مصاحلها أو انتهازاً ٍ‬ ‫منتظر‪.‬‬

‫•وهل هناك مس ّوغ للتمديد؟‬

‫لقد فقد املؤمتر الوط�ن�ي العام ثقة املواطن‬ ‫يف أنه ميث���ل األمة ويس���لك طريقا كفي ً‬ ‫ال‬ ‫بتحقي���ق مصلحته���ا وتطلعاته���ا‪ ،‬وأض���اع‬ ‫رصي���داً عالياً من اس���تعداد اجملتمع الدولي‬ ‫ناجحة‬ ‫للمساعدة على إجناز عملية حت ّو ٍل‬ ‫ٍ‬ ‫حن���و إقامة الدول���ة‪ .‬مل ت ُع���د هن���اك قناعةٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مؤهل لقي���ادة املرحلة احلرجة‬ ‫ب���أن املؤمتر‬ ‫برنامج ميكن‬ ‫املقبلة‪ ،‬فليس���ت ل���ه رؤي��� ٌة أو‬ ‫ُ‬ ‫أن يص�ل�ا بالب�ل�اد إىل ب ّر األم���ان‪ .‬واألحرى‬ ‫ب���ه‪ ،‬واألمر كذل���ك‪ ،‬أن يدع���و إىل انتخاب‬ ‫هيئة جديدة تستلم األمانة‪ ،‬ذلك أن البديل‬ ‫ً‬ ‫كارثة حمققة على يد نفس هذا‬ ‫س���يكون‬ ‫املؤمتر إذا م���ا مضى يف التمديد لنفس���ه‪ ،‬أو‬ ‫فراغ سياس���ي ناتج‬ ‫نتيجة دخ���ول البالد يف ٍ‬ ‫عن سقوط املؤمتر بطريقة أو أخرى‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫‪19‬‬

‫جمـرد رأي‬

‫انهم يتجنبون و خيشون أهل الكفاءة واملعرفة!‬

‫سامل قشوط‬

‫يف السياسة‬ ‫‪ ..‬مقاصد‬ ‫ومقاربات ‪!!..‬‬ ‫حممد عمر حسني‬

‫األف���راد الذين ال تت�ل�اءم قدراتهم و فهمهم‬ ‫ملا تتطلبه الوظائف او املناصب اليت اسقطوا‬ ‫فيها باي ش���كل من األش���كال و يف أي جمال‬ ‫من اجملاالت ‪ ،‬لنقص يف معارفهم و لضعف‬ ‫يف ذكاءه���م االجتماعي ؛ فأنهم يتعرضون‬ ‫لإلصابة جبرثومة ثقافية قهرية ميكن ان‬ ‫نس���ميها " بالكهفمولية " تؤثر على الرؤية‬ ‫الفكري���ة و احل���س اإلنس���اني ‪ -‬فتتس���اوى‬ ‫عن���د املصاب�ي�ن املس���افات ب�ي�ن األش���ياء و‬ ‫املواق���ع و تتس���طح عنده���م األحج���ام و‬ ‫يتالش���ى عندهم مفه���وم التكامل و يدب يف‬ ‫قلوبه���م خوف���ا غريب فل���م يعدوا يأنس���ون‬ ‫إال ألمثاهل���م و من هم اق���ل منهم معرفة و‬ ‫يع���ادون من يب���دون برأيهم فيم���ا ال يرونه‬ ‫ه���م ‪،‬و يتجنب���ون حدي���ث الزاهدي���ن فيم���ا‬ ‫يرغب���ون هم فيه و خيش���ون أه���ل الكفاءة و‬ ‫املعرفة الذين يش���عرون معهم بالضئالة ‪،‬و‬ ‫يش���كلون هلم منافس قوي قد حيول بينهم‬ ‫و ب�ي�ن مأربهم املرتب���ط حتقيقها مبكانتهم‬ ‫املدركني هلشاش���تها بطريقة وصوهلم هلا‬ ‫الفاق���دة للمعاي�ي�ر املوضوعي���ة فيندفع���ون‬ ‫حت���ت تأثري ه���ذه احلالة يف أعم���ال دهقنة‬ ‫غالب���ا ما تت���م يف الوس���ط الضعي���ف بنجاح‬ ‫يعتق���دون فيه إبداعا حيفظ هل���م مكانتهم‬ ‫ه���ذه و يضاف إىل رصيده���م الثقوي و فيه‬ ‫إثب���ات لنزاهته���م ‪ ،‬فيتوهمون مع���ه القدرة‬ ‫عل���ى مواجه���ة التحدي���ات و حتقيق أحالم‬ ‫اجملتم���ع و طموح���ه و القدرة عل���ى العطاء‬ ‫و أدارة األم���ور بش���كل صحي���ح و مثال���ي ‪،‬و‬ ‫بأنهم قادرون على التخطيط االسرتاتيجي‬ ‫املالئم و يش���اركون يف صن���ع التقدم و هم‬

‫يف احلقيق���ة يش���كلون عائ���ق كب�ي�ر ضده‬ ‫بتفكريه���م الرغ�ب�ي الذي يس�ي�ر س���رطانيا‬ ‫يف اجت���اه أفق���ي و مبا يقدمون���ه من حلول‬ ‫تقليدي���ة للقضاي���ا ال�ت�ي تط���رح عليه���م‬ ‫حبك���م مناصبه���م ؛ و ال�ت�ي غالب���ا ال تنتهي‬ ‫به���ا املش���اكل ‪،‬و أن أنه���ت حال���ة تس���ببت‬ ‫يف ح���دوث حال���ة أو ح���االت أخ���رى و ال�ت�ي‬ ‫كث�ي�را ما تصط���دم حبق���وق اآلخرين و ال‬ ‫حتقق محاية و ال تتمش���ى مع النظام الذي‬ ‫يتطلبه تقدم سري العمل ‪ ,‬و حتت تأثري هذه‬ ‫اإلصاب���ة ال يعرتفون باألخط���اء و التقصري‬ ‫ال���ذي غالبا ما يلقون بفعله على اآلخرين و‬ ‫جيدون له ألف مربر ‪.‬‬ ‫و كم���ا ق���ال اهلل تعاىل يف كتاب���ه احلكيم "‬ ‫قل ه���ل ننبئكم باالخس���رين اعم���اال الذين‬ ‫ضل سعيهم يف احليوة الدنيا و هم حيسبون‬ ‫انه���م حيس���نون صنعا " س���ورة الكهف االية‬ ‫(‪.)99‬‬ ‫و يف احلقيق���ة أن الس���ر وراء اإلصابة بهذه‬ ‫اجلرثوم���ة ‪،‬و انتش���ارها ببعض املؤسس���ات‬ ‫اجملتمعي���ة و كهفموليته���ا يرج���ع إىل‬ ‫وج���ود ثقاف���ة مش���وهة تغيب فيه���ا املعايري‬ ‫املوضوعي���ة‪ -‬ثقاف���ة الش���كل ال املضم���ون ‪-‬‬ ‫ثقافة العطاء الغري مربر " املكاسب الرخيصة‬ ‫" ثقاف���ة الوصاية و التس���طيح و التحفظ و‬ ‫أه���ل الثقة ال أهل الكفاءة ثقافة احلش���د ال‬ ‫التالق���ي ‪ ،‬ثقافة يس���يطر عليه���ا الضعف و‬ ‫ينهشها اخلوف و يسودها التهافت و الصراع‬ ‫الغريب على تولي املهام و املناصب و الرغبة‬ ‫يف التمل���ك ‪ ،‬ثقافة الثبات و ال���دوام األبدي‬ ‫ملتغريات تفرضه���ا طبيعة احلياة و قوانينها‬

‫الصحيحة‪ ،‬ثقافة ال وجود هلا ‪ .‬املتصنم بني‬ ‫أه���ل املعرفة من العق�ل�اء املدركني حلجم‬ ‫التخلف و الفس���اد الذي سيحصده اجملتمع‬ ‫من خالل اس���تمرارها مبؤسس���اته و خاصة‬ ‫التعليمية منها ‪ ،‬ثقافة أوجدتها عوامل عدة‬ ‫م���ن املف�ت�رض ان زمنه���ا قد مض���ى و بقاها‬ ‫حمال بعد كل هذا األمل و هذه اخلسائر ‪.‬‬ ‫و رغ���م أن اإلصاب���ة به���ذه اجلرثوم���ة ق���د‬ ‫ال يك���ون ش���عوري و الش���فاء منه���ا يف بعض‬ ‫احل���االت قد يك���ون مس���تحيال دون معرفة‬ ‫و اع�ت�راف املصاب�ي�ن بها هل���ا ‪ ،‬إال إن عالجها‬ ‫صار اليوم ضرورة ال من���اص منها إذا أردنا‬ ‫التق���دم و الذي ال يتأت���ى اال بإيضاح حجم‬ ‫العيب الذي تلحقه كما ذكرنا بأصحابها‬ ‫و بالتأكيد على املعرفة احلقة و الكافية ال‬ ‫غري يف الصالحيات و بنش���ر ثقافة تقدمية‬ ‫تستند على مفاهيم مغايرة ال مكان للعنف‬ ‫و العصبي���ة بينها ‪ ،‬معرف���ة صاحلة نضمن‬ ‫به���ا الس�ي�ر مجيع���ا ب���دون خ���وف و بش���كل‬ ‫تكامل���ي قبل ف���وات األوان يف طري���ق البناء‬ ‫و التق���دم الذي منتل���ك مفاتيحه ‪ ،‬مفاهيم‬ ‫تؤك���د على احرتام ال���ذات يف األخر و تضع‬ ‫األش���ياء يف موضعه���ا احل���ق و تعطي اخلبز‬ ‫خلبازه و تؤمن باحلوار ‪،‬و بان اجلهل مرض‬ ‫و الفك���رة ال تزحيها إال فك���رة أصلح منها و‬ ‫أقوى و إن فاقد الشيء ال يعطيه و بان الوقت‬ ‫كالسيف إن مل تقطعه قطعك و ان النظام‬ ‫و القدرة على األداء بكفاءة و فهم حقيقي و‬ ‫اليت م���ا كان أصحابه���ا اال خملصني أوفيا‬ ‫هما األساس يف البناء والتقدم ‪.‬‬

‫أن تأخ���ذ و ُتعط���ي ‪ ،‬وأن تتفه���م‬ ‫و ُتطالب ‪..‬‬ ‫متنح مشروعك هوامش للمرونة‬ ‫أن َ‬ ‫‪،‬واملناورة ‪ ،‬والتنازالت ‪..‬‬ ‫تضع‬ ‫أن‬ ‫تس���توعب املشهد الكلي ‪ ،‬وأن َ‬ ‫َ‬ ‫التفاصيل واجلزئيات حبسب أوزانها‬ ‫وأحجامه���ا ‪،‬وقيمته���ا ‪،‬وأهميته���ا ‪،‬‬ ‫وأولوياتها ‪..‬‬ ‫أن ُتق���دم و ُتؤخر مبرون���ة ‪ ،،‬تضع يف‬ ‫اعتبارها الثواب���ت والركائز واملعاقد‬ ‫والكليات ؛ دون أن نغفل عن املتغريات‬ ‫والتفريعات والثانويات ‪..‬‬ ‫ف���إذا تق���ررت ه���ذه املقدم���ات ‪ ،،‬فهل‬ ‫ميكنن���ا أن نعي���د ق���راءة مش���هد‬ ‫وتداعي���ات متدي���د املؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫الع���ام لنفس���ه ‪ ،‬الوع���اء الزم�ن�ي‬ ‫ملهل���ة بقائ���ه عل���ى كراس���ي اإلدارة‬ ‫واملسؤولية والتصدر ‪..‬؟؟‬ ‫ماذا ل���و تفهم املؤمتر مس���ؤولياته يف‬ ‫ض���وء واق���ع العب���ث ببوصل���ة األمن‬ ‫واخلدم���ات جتاه الوط���ن واملواطنني‬ ‫‪!!..‬‬ ‫هل ميكن أن نقبل بواقع بقاء املؤمتر‬ ‫والتمدي���د ‪ ،،‬ش���ريطة أن يُضح���ي‬ ‫املؤمت���ر حبكوم���ة “ زي���دان “ ‪ ،‬بع���د‬ ‫أن ثب���ت حج���م العج���ز ‪ ،‬والفس���اد‬ ‫‪ ،‬واخلروق���ات املالي���ة واإلداري���ة‬ ‫واخلدمي���ة ‪ ،‬واإلرته���ان لألجن���دة‬ ‫والتدخالت اخلارجية ‪..‬؟؟‬ ‫وأن يُع���اد النظ���ر يف أهلي���ة وقدرات‬ ‫وجدوى اإلبقاء على شخصية النائب‬ ‫الع���ام ‪ ،‬الذي نحُ مله مس���ؤولية عدم‬ ‫كش���ف احلقائق واجلناة واملُعتدين‬ ‫على ُحرمة الدم واملال ‪!!..‬‬ ‫يف ظ���ل هك���ذا ظ���رف ‪ ،،‬أقب���ل ه���ذه‬ ‫املوازنة ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫هرولة ‪..‬‬ ‫ومن جاءنا مشياً أتيناه‬ ‫ويف غري هكذا تفاهمات وتصحيحات‬ ‫؛ أدع���و الليبي�ي�ن وأه���ل الغ�ي�رة على‬ ‫املش���روع والوطن ‪ ،‬إىل ع���دم مغادرة‬ ‫مربع رفض التمديد بغري ش���رط أو‬ ‫قيد ‪..‬‬ ‫البد م���ن س���حب الثقة م���ن حكومة‬ ‫الفس���اد واحملاصص���ة والرش���وة‬ ‫والرزالة ‪!!..‬‬ ‫الب���د م���ن فض���ح وإس���قاط حكومة‬ ‫فرط���ت يف دم���اء ش���عبها وأبنائه���ا‬ ‫‪ ،،‬وترك���ت ظهورن���ا مكش���وفة‬ ‫لالغتياالت والتفجريات ‪!!..‬‬ ‫البد من التضحي���ة حبكومة تتباطأ‬ ‫وتن���اور وتتجاه���ل إس���تحقاقات‬ ‫التأسيس ملؤسسيت الدفاع واألمن ‪.!!..‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫عن خطاب احلق يف مواجهة القوّة‬ ‫الصادق النيهوم‬

‫صالح علي إنقاب‬ ‫[ ‪ ...‬الثورة ال حتدث أبد إال يف العالقات اإلنسانية‪ ،‬أما ما حيدث‬ ‫بني األش���ياء فهو تغيري ال ثوة‪ ،‬ملن يقول أنها ثورة يف البناء ‪ ،‬ال‬ ‫وجود لش���يء امسه ثورة يف البناء‪ ،‬أن���ا ال أحتدث عن اإلمسنت‬ ‫واحلديد واخلرسانة املسلحة‪ ،‬الثورة ال ميكن أن تولد أو تكون‬ ‫إال يف العالق���ات ب�ي�ن الن���اس‪ ،‬يف عالق���ات أول م���ا تتجه يف أن‬ ‫الفرد يساوي اآلخر متاماً‪ ،‬الثورة هي إقامة العالقة اإلنسانية‬ ‫الس���ليمة بني الناس‪ ،‬ال���كالم عن البناء و الزراع���ة و الصناعة‬ ‫إمسه تغيري ] ‪ ،‬الصادق النيهوم‪.‬‬

‫وانته���ت أيام الث���ورة يف ليبيا للم���رة الثانية‪،‬‬ ‫كل من‬ ‫لك���ن الثورة نفس���ها مل تبدأ بع���د يف ٍّ‬ ‫املرتني ‪ ،‬هذه هي املس���ألة برمتها‪ ،‬لقد خسرنا‬ ‫مالي�ي�ن الربامي���ل م���ن الب�ت�رول و ع���دداً ال‬ ‫بأس به م���ن املواطنني بني مقاب���ر طرابلس‪،‬‬ ‫مصارتة‪ ،‬بنغازي و نفوس���ة‪ ،‬و بني مدن دول‬ ‫اجلوار‪ ،‬وخسرنا أيضاً فرصة ساحنة إلعالن‬ ‫ميالد الدولة ال�ت�ي كما يقول لينني ‪ ... [ :‬إن‬ ‫العقبة الرئيس��� ّية أمام الث���ورة عندما تتوافر‬ ‫الش���روط املوضوع ّي���ة هل���ا‪ ،‬ه���ي إس���تفحال‬ ‫التي���ارات اإلنتهازية فيه���ا ]‪ ،‬فالدولة يف ليبيا‬ ‫أيض���ا حاهلا حال الثورة مل تول���د بعد وبقيت‬ ‫خم���اض ال نف���ع من���ه يف‬ ‫خت���وض مرحل���ة‬ ‫ٍ‬ ‫واق���ع األم���ر‪ ،‬ألن األوىل [ الدولة ] غابت عن‬ ‫وعي املواطن نفس���ه بسبب مش���كلة القطيعة‬ ‫وفك���رة الش���راكة بني املواطن�ي�ن يف األرض‬ ‫مجاعات عرق ّي ٍة‬ ‫والتاريخ داخ���ل التمييز عرب‬ ‫ٍ‬ ‫ت���ار ًة ودين ّي ًة ت���ارة أخرى‪ ،‬ليصب���ح الليب ّييون‬ ‫جمرد جمتمع من املهاجرين فقدو إحساس‬ ‫اإلنتماء لألرض بس���بب فق���دان الصلة أص ً‬ ‫ال‬

‫ب�ي�ن بعضهم البع���ض‪ ،‬والثانية [ الث���ورة ] مل‬ ‫حتدث عل���ى املس���توى اجملتمع���ي‪ ،‬مبعنى أن‬ ‫الث���ورة مل تتجاوز فكرة تغيري ش���كل اجملتمع‬ ‫م���ن اخلارج فق���ط ال غري‪ ،‬مش���كلة ليبيا أنها‬ ‫ليس���ت مليئة بالليب ّي�ي�ن‪ ،‬وهذه حقيقة مؤملة‬ ‫يتجاه���ل إعالنه���ا الكث�ي�رون‪ ،‬فعندم���ا يعلن‬ ‫الليب ّيون برائتهم من تاريخ جغرافيا اآلخرين‬ ‫‪ ،‬وحتدي���داً تاري���خ اجلزيرة العربي���ة وأن ما‬ ‫ح���دث يف ليبيا عل���ى امتداد س���بعة آالف عام‬ ‫مجاعة واحدة‬ ‫ه���و تارخيهم مجيعاً ال تاري���خ‬ ‫ٍ‬ ‫فقط ال غري ق���ام اجلمي���ع باعالنهم مجاعة‬ ‫عرق���ي أمسه���ا الس���كان األصليني‪ ،‬عرب‬ ‫مي���ز‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إعالن وحدة الش���راكة يف األرض والتاريخ‪،‬‬ ‫حينه���ا وحينه���ا فق���ط ميكنن���ا احلدي���ث عن‬ ‫مفهوم التعايش الس���لمي والدستور والدولة‬ ‫بل والثورة أيضاً‪.‬‬ ‫إنن���ا وكما يقول الصادق النيه���وم ‪ ... [ :‬نرى‬ ‫سخة ]‪ ،‬هذا العامل الذي‬ ‫العامل عرب‬ ‫س���اعة م ّت ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫جت���اوز فك���رة الدول���ة القوم ّي���ة‪ ،‬أو الدول���ة‬ ‫الدين ّي���ة‪ ،‬ليتج���ه حنو فك���رة دولة اإلنس���ان‬

‫الف���رد‪ ،‬مبعن���ى أن الدول���ة ه���ي اإلنس���ان‬ ‫واإلنسان هو الدولة‪ ،‬أو كما يرد يف التعريف‬ ‫الليبريالي للدول���ة املدنية ‪ ... [ :‬املواطن الفرد‬ ‫هو وحدة التعامل السياسي يف الدولة املدنية‬ ‫]‪ ،‬ه���ذا اإلنس���ان وال���ذي ه���و ه���دف وحمرك‬ ‫التاري���خ اليوم‪ ،‬اقتص���اد الش���ركات متعددة‬ ‫اجلنسيات‪ ،‬الدولة الكونية واإلنسان الكوني‪،‬‬ ‫حيث يوجد فقط خياران ال ثالث هلما السلعة‬ ‫ألجل اإلنسان يف دول اإلحتاد األوروبي على‬ ‫س���بيل املثال‪ ،‬أو اإلنس���ان ألجل السلعة يف أي‬ ‫دولة هلا أكثر من اس���م يف خميال مواطنيها‬ ‫أنفسهم وليست ليبيا بالنموذج األقل تطابقاً‬ ‫‪ ،‬يف عص���ر ال قي���ود ميكن ألح���د وضعها على‬ ‫التواصل اجملتمعي يف الدولة نفس���ها بل ويف‬ ‫الع���امل أمج���ع‪ ،‬أصبح وج���ود الدولة نفس���ها‬ ‫مه���دداً لك���ن قبل أن نغ���وص أكث���ر يف هذه‬ ‫الفك���رة املوغل���ة يف التعقيد‪ ،‬فلنس���أل س���ؤا ً‬ ‫ال‬ ‫منطق ّي���اً وأكثر وضوحاً‪ ،‬هل حقا أخطأنا !؟‪،‬‬ ‫من املس���ؤول عن هذه الفوض���ى العارمة اليت‬ ‫من���ر بها الي���وم!؟‪ ،‬هل من املنطق���ي أن ندخل‬ ‫صراعا سياس���ياً بني أحزاب و تي���ارات فكرية‬ ‫جت���اوز العص���ر الكث�ي�ر منه���ا يف واق���ع األمر‬ ‫ً‬ ‫أص�ل�ا على فك���رة التعايش‬ ‫وحن���ن مل نتفق‬ ‫الس���لمي املش�ت�رك بينن���ا فوق رقع���ة األرض‬ ‫هذه واليت أمساها اإليطال ّيون ليبيا‪ ،‬وأعلنتها‬ ‫األمم املتحدة [ دولة ] ذات سيادة بعلم ونشيد‬ ‫ودس���تور قبل مخس�ي�ن عاماً فق���ط ال غري!؟ ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وهذه حقيق���ة مفزعة أخ���رى يف واقع األمر‬ ‫وحن���ن نقرأ الب���ن خلدون وه���و يتحدث عن‬ ‫عمر الدولة الذي ال خيتلف كثرياً عن عمر‬ ‫اإلنسان نفسه‪ ،‬فعمر الدولة عند ابن خلدون‬ ‫‪ ..[ :‬ال يتج���اوز املائة والعش���رين عاماً ]‪ ،‬املفزع‬ ‫يف واقع األمر هو أن ليبيا تش���ارف على املوت‬ ‫قبل أن تولد على ما يبدو !!‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املشكلة يف واقع األمر تبدأ عند املثقف نفسه‪،‬‬ ‫ففي ليبيا يقف املث ّقف كس ّيد حايف القدمني‬

‫مشدوهاً جيد نفسه منخرطاً يف احلديث عن‬ ‫املعمع���ة السسياس���ية يف ليبي���ا واليت حدثت‬ ‫يف واق���ع األم���ر مبحض الصدف���ة‪ ،‬فال وجود‬ ‫ً‬ ‫صراحة‬ ‫لتيار بعينه يعلن عن نفسه على املأل‬ ‫مش���روع غ�ي�ر مبه���م‪ ،‬أو‬ ‫خبط���اب واض���ح أو‬ ‫ٍ‬ ‫يق���دم نفس���ه ع�ب�ر جمموع���ة م���ن املنظرين‬ ‫وأصحاب ال���رأي‪ ،‬األحزاب ال�ت�ي خرجت من‬ ‫الفراغ دون قانون ّ‬ ‫ينظم حتى تنظيم حفالت‬ ‫الش���اي داخله���ا‪ ،‬خرج���ت ال تق���ول ش���يئاً وال‬ ‫وص���ف يوحي‬ ‫ختج���ل م���ن أن توصف ب���أي‬ ‫ٍ‬ ‫بأن���ه تنتمي لتيار فك���ري‪ ،‬ليبريالي‪ ،‬علماني‪،‬‬ ‫إس�ل�اموي‪ ،‬قوجمي‪ ،‬مييين أو يساري‪ ،‬كون‬ ‫جتري���م احلزبي���ة يف ليبي���ا وال���ذي ح���دث‬ ‫ملرت�ي�ن متتاليتني يف أقل من عش���ر س���نوات‪،‬‬ ‫م���رة عه���د إدري���س و م���رة يف عه���د القاذيف‪،‬‬ ‫ظ���ل جيث���م عل���ى خمي���ال الليب ّي�ي�ن مجيعاً‪،‬‬ ‫وليتجه الليب ّيني لرفع الفتات ش���بيهة بتلك‬ ‫ال�ت�ي كانت متأل الش���وارع معلنة أنه ‪ .. [ :‬من‬ ‫حتزب خان‪ ،‬بعد فش���ل خيارات الش���عب الغري‬ ‫ناضجة يف فعل ش���ي ٍء يس���هّل عل���ى الليب ّيني‬ ‫شراء البنزين أ‪ ,‬الدخول ألوروبا دون تفتيش‬ ‫مالبس���ه الداخلي���ة كون���ه ينتم���ي لدول���ة‬ ‫فاش���لة بل دولة أكثر فش�ل�ا من أن تصنف‬ ‫كدولة فاش���لة يف واقع األمر‪ ،‬وهو تصنيف‬ ‫ليس باجلديد إذ أن هذه الصفة الزمت ليبيا‬ ‫من���ذ اعالنالق���ذايف حتويل ليبي���ا اىل مزرعة‬ ‫له و ألبنائه عرب اعالن زوارة املش���ؤوم‪ ،‬ليجد‬ ‫املثقف اللييب يف ح���ال متك ّنا من العثور عليه‬ ‫داخل هذه املعمة املثرية للشفقة‪ ،‬ليجد نفسه‬ ‫يس�ي�ر منفرداً عرب اخت���اذ ش���كل املتح ّيز تار ًة‬ ‫واملراقب من اخل���ارج تار ٍة أخرى‪ ،‬فلم حياول‬ ‫أن مي���س املعضل من عن قرب‪ ،‬أو يستكش���فه‬ ‫يف أحسن تقدير‪.‬‬ ‫املشكلة يف ليبيا هي أن الليب ّيني مل يتفقوا بعد‬ ‫س���قوط القذايف عل���ى أنهم يري���دون العيش‬ ‫مجيعاً وفق مبدأ التعايش الس���لمي املش�ت�رك‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫‪21‬‬

‫ّ‬ ‫املثقف ليس س��وى فرداً من اجملتمع ينش��ط يف جمال الفكر ‪ ،‬يزاول جتربة‬ ‫بشغف رمبا ‪ ،‬ليعبرُ عرب خطابه وصو ًال اىل مشروعه ‪ ،‬فأساس وجود‬ ‫الكتابة ٍ‬ ‫ّ‬ ‫املثقف هو املشروع‬ ‫داخل ليبيا نفسها‪ ،‬واإلنتهازيّون استغلوا هذه‬ ‫احلقيقة يف اجتاه رس���م مع���امل دولة املمكن‪،‬‬ ‫ودولة املمكن فقط ‪ ،‬وهي الدولة اليت يسيطر‬ ‫فيه���ا تي���ا ٌر بعينه عل���ى مق���درات الدولة عرب‬ ‫اس���تخدام نفوذه العس���كري أو اإلجتماعي أو‬ ‫اإلس���تخباراتي‪ ،‬وبد ً‬ ‫ال من بناء إدارة مؤسسات‬ ‫الدولة اليت ته���دف خلدمة املواطنني مجيعاً‪،‬‬ ‫أصبح هدف اجلماعة جعل مؤسسات الدولة‬ ‫نفس���ها يف خدمتها هي بعينها ال أحد س���واها‪،‬‬ ‫املش���كلة ب���دأت عندم���ا اس���تلم قي���ادة األم���ر‬ ‫جمموع���ة م���ن األش���خاص ال نع���رف عنهم‬ ‫الكثري س���وى أن كبريهم كان وزيراً للعدل‬ ‫يف عه���د القذايف ومن يق���ف على ميينه كان‬ ‫ي���رأس مش���روع اب���ن الق���ذايف رفقة س���جناء‬ ‫غوانتانام���و م���ن أخرجه���م نف���س اإلب���ن من‬ ‫املعتقل‪ ،‬ومن يقف على يس���اره كان صديق‬ ‫القذايف نفس���ه‪ ،‬لنجد أنفسنا نقاد عرب القذايف‬ ‫م���رة أخرى لك���ن ه���ذه امل���رة خ�ل�اف املعتاد‪،‬‬ ‫فبدال من مش���روع ش���خص واح���د يف كتاب‬ ‫أخض���ر واح���د‪ ،‬أصبحن���ا نق���اد عرب مش���روع‬ ‫ٍ‬ ‫دس���توري أش���د خط���راً م���ن الكت���اب‬ ‫إع�ل�ان‬ ‫ٍّ‬ ‫األخضر نفس���ه‪ ،‬كون األول جتاهل احلديث‬ ‫يف التفاصي���ل مركزا عل���ى العموميات اليت‬ ‫ميك���ن ألي كان فهمه���ا كيفم���ا ش���اء يف‬ ‫ش���كل من اش���كال العبثية الفكري���ة واليت مل‬ ‫تكن س���وى ق���راءة قاصرة وطفول ّي���ة للقذايف‬ ‫ملش���روع دول���ة أفالط���ون [ اليوتوبي���ا ] ‪ ،‬لك���ن‬ ‫ه���ذا اإلع�ل�ان الدس���توري ب���دأ احلدي���ث عن‬ ‫ليبيا حم���و ً‬ ‫ال إياها اىل مجاع���ات عرق ّية بدال‬ ‫من احلديث عن احلق���وق العامة للمواطنني‬ ‫بصفته���م مواطنني ال بصفته���م كجماعات‬ ‫مي���ز عرق���ي‪ ،‬كارث���ة تقس���يم الليب ّيني على‬ ‫أس���اس التمييز العرقي لع���رب وأمازيغ وتبو‬ ‫وطوارق هو اخلطأ القاتل األول والذي يبش ّر‬ ‫بق���دوم حرب أهل ّي ٍة مش���ابهة حلرب الكروات‬ ‫والصرب أو البوس���نة واهلرس���ك واليت أسس‬ ‫هلا فقط تطبيق فكرة التمييز العرقي لشعب‬ ‫ظل يتعايش سلمياً ألكثر من مائة عام قبل‬ ‫ح���رب التطهري العرق���ي تلك‪ ،‬ليك���ون اخلطا‬ ‫دس���تور‬ ‫القاتل الثاني تأس���يس املؤمتر لوضع‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫طرفة ال تضحك‬ ‫لدولة متلك دستوراً‪ ،‬و هذه‬ ‫ٍ‬ ‫س���وى م���ن ال يعيش���ون يف ليبي���ا‪ ،‬يف خارط���ة‬ ‫طريق فاش���لة أقرها مؤمتر وضع���ه الليب ّيني‬ ‫يف جترب���ة دميقراطية جنين ّي ٍة أكثر فش�ل�ا‬ ‫رغم جناح املراقب�ي�ن الدول ّيني يف تعداد أعداد‬ ‫املش���اركني الضخمة‪ ،‬هذا املؤمتر الذي بدأت‬ ‫داخله رحلة تصفية احلس���ابات ليقوم بإجناز‬ ‫وحي��� ٍد وهو قان���ون العزل السياس���ي الذي زاد‬ ‫الطني بّله‪ ،‬وهو اخلطأ القاتل الثالث‪ ،‬حيث أن‬ ‫ً‬ ‫أص�ل�ا والذي أقرته‬ ‫ه���ذا القنون الغري قانوني‬ ‫الظ���روف فقط ال غ�ي�ر‪ ،‬كونه ينايف أبس���ط‬

‫قواع���د احلري���ات املدن ّي���ة والف���وق أو التحت‬ ‫دس���توريّة‪ ،‬وأنه اس���تخدم بطريقة مش��� ّوهة‬ ‫لدرج���ة أ ّنه قد مت احلدي���ث عن عزل اجليش‬ ‫اللييب كّله لدى البعض‪ ،‬بسبب وجود ثغرات‬ ‫ربر هلا س���وى أن القان���ون مت وضعه بن ّية‬ ‫ال م ّ‬ ‫ً‬ ‫مب ّيتة جعل���ت الليب ّيني مجيع���ا معزولني عن‬ ‫بعضهم البع���ض‪ ،‬حتى ؤالئ���ك القادمون من‬ ‫وراء البحر أنفسهم‪ ،‬اجلماعات املتناحرة على‬ ‫حق بيع براميل النفط اجتهت تل ّوح بالرتحيب‬ ‫باليمن���ى وتتمن���ى أن يق���ع اآلخ���رون مجيعاً‬ ‫ميل‬ ‫يف حف���ر ٍة مت حفرها باليس���رى على بعد ٍ‬ ‫واح ٍد من مكان اإللتقاء‪ ،‬ولس���نا ننتظر س���وى‬ ‫مس���تحيلة‬ ‫إع�ل�ان الع���زل الثق���ايف يف مهمة‬ ‫ٍ‬

‫وكما يؤكد أن���ه ‪ ... [ :‬أمامه دائماً فرصة أن‬ ‫خيت���ار إما أن يق���ف إىل جانب الضعفاء األقل‬ ‫متثيال واملنسيني الذين يتم جتاهلهم‪ ،‬وإما أن‬ ‫يقف إىل جانب األكثر قوة ]‪ ،‬و يضيف قائ ً‬ ‫ال‬ ‫إن َّ‬ ‫‪َّ ... [:‬‬ ‫املثق���ف احلقيقي هو الذي يس���تعصي‬ ‫على احلكومات والش���ركات اس���تقطابه‪ ،‬فهو‬ ‫يتس���لق جب ً‬ ‫َّ‬ ‫ربا حتى‬ ‫ال���ذي ال‬ ‫ال وال يعتل���ي من ً‬ ‫ألن خطاب َّ‬ ‫يعل���ن ما لديه من األعالي‪َّ ،‬‬ ‫املثقف‬ ‫عادة ما يك���ون متمي ًزا عن خطاب السياس���ي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ألن األخ�ي�ر خياطب اآلني والعارض خبطاب‬ ‫أما َّ‬ ‫املثقف فريحل حنو الدائم‪ ،‬األبدي‬ ‫متلون‪َّ ،‬‬ ‫واجلوهري ]‪.‬‬ ‫املث ّقف ليس س���وى فرداً من اجملتمع ينش���ط‬

‫حمدود ٍة وترفض التعايش املشرتك ‪ ،‬ألسباب‬ ‫خمتلف���ة‪ ،‬اجتماع ّي���ة‪ ،‬سياس��� ّية‪ ،‬اقتصاديّ���ة‪،‬‬ ‫ثقاف ّية‪ ،‬دينية !؟‪ ،‬هل س���يجد املثقف مس���احة‬ ‫للحدي���ث داخل املنط���ق القطعاني الذي جعل‬ ‫مش���اكل حقوق املرأة ختص امل���رأة فقط‪ ،‬و‬ ‫مش���اكل الصم والبكم خت���ص الصم والبكم‬ ‫فق���ط‪ ،‬ومش���اكل األمازيغ خت���ص األمازيغ‬ ‫فق���ط يف أس���وأ أش���كال اإلن���كار والقطيع���ة‬ ‫اجملتمع ّي���ة كم���ا س���بق ذك���ره أع�ل�اه‪ ،‬وهو‬ ‫ً‬ ‫صراحة‪.‬‬ ‫سؤال أعجز عن إجابته‬ ‫يق���ول الص���ادق النيه���وم ‪ ... [ :‬اجلاهل ال يبيع‬ ‫بضاعت���ه باملنط���ق بل بالش���عر وح���ده‪ ،‬إنه ال‬ ‫يقنع���ك بفكرت���ه بل يغريك به���ا‪ ،‬وإذا رفضت‬

‫لك ّنه���ا ممكن��� ٌة يف ليبيا‪ ،‬وهذا س���يكون اخلطا‬ ‫القات���ل الرابع‪ ،‬حي���ث أن األم���ور تتجه ببطء‬ ‫حنو إعالن حماكم التفتيش والبدء يف ش���ن‬ ‫محالت تهم اهلرطقة‪ ،‬حيث تستخدم مشاعة‬ ‫معارض‪ ،‬رغم‬ ‫القذايف ضد أي تيار أو مشروع‬ ‫ٍ‬ ‫ك���ون القذايف يف واقع األمر مل يرتك تياراً أو‬ ‫موضوعاً مل يلج فيه‪ ،‬حيث وعلى سبيل املثال‬ ‫وبن���اء على حل���م دولة احلالل واحل���رام اليت‬ ‫يعتق���د البع���ض بوجودها ووج���وب حتقيقها‬ ‫يف ليبي���ا الفرصة اليوم‪ ،‬أصبح وجود املرأة يف‬ ‫الشارع من نتائج استبداد القذايف على الرجل‬ ‫اللي�ب�ي !! ‪ ،‬ليدخل املثقف اللييب للمرة الثانية‬ ‫مف�ت�رق الطرق‪ ،‬املهادنة والس���كوت عن احلق‬ ‫جتن ّباً للض���رر‪ ،‬أو أن يلعب دور صاحب احلق‬ ‫الص���ادع به أمام الق���وة‪ ،‬األمر ال���ذي يلخصه‬ ‫ً‬ ‫قائ�ل�ا ‪ ... [ :‬إن املثقف ش���خص‬ ‫إدوارد س���عيد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مربكة ]‪،‬‬ ‫أس���ئلة‬ ‫يتيح ل���ه مكانة أن يثري علنا‬

‫يف جم���ال الفك���ر ‪ ،‬ي���زاول جترب���ة الكتاب���ة‬ ‫بش���غف رمب���ا ‪ ،‬ليعبرُ عرب خطاب���ه وصو ً‬ ‫ال اىل‬ ‫ٍ‬ ‫مشروعه ‪ ،‬فأس���اس وجود املث ّقف هو املشروع‪،‬‬ ‫ملثق���ف دون مش���روع ‪ ،‬وبنا ًء عليه‬ ‫إذ ال وج���ود‬ ‫ٍ‬ ‫مثقف يتحدث بصوته‬ ‫ملشروع دومنا‬ ‫ال وجود‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ،‬والثقافة مبن ّي ٌة عل���ى املعرفة أو ً‬ ‫ال و احلريّة‬ ‫ثاني���اً ‪ ،‬املعرف���ة ال ميك���ن احتكاره���ا اليوم يف‬ ‫عاملنا املفعم باحليوي���ة التقنية و املعلومات ّية ‪،‬‬ ‫واحلريّة ال ميكن حتديد شكلها ‪ ،‬لكن ميكننا‬ ‫احلديث عن غاية ه���ذه احلرية اليت يرجوها‬ ‫املثق���ف ‪ ،‬إال وه���ي كم���ا يق���ول الفيلس���وف‬ ‫االجنلي���زي هرب���رت سبنس���ر ‪ ... [ :‬غاية كل‬ ‫بشري ‪ ،‬حتقيق االنسجام بني الفرد و‬ ‫سلوك‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بيئته ]‪ ،‬هنا جند أن السؤال األهم عند احلديث‬ ‫عن العالقة بني املثقف والسياس���ة‪ ،‬هل ميكنا‬ ‫احلدي���ث ع���ن حراك سياس���ي داخ���ل مجاعة‬ ‫جغرافية‬ ‫مس���احة‬ ‫مرغمة على العيش داخل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫إغراءه يلجأ إىل تهديدك وإذا رفضت تهديده‬ ‫انقطع���ت عالقته بك عند هذا احل���د ]‪ ،‬هنا ال‬ ‫ميكنين إضافة الكثري‪ ،‬مشكلتنا يف ليبيا واليت‬ ‫مظلم‪ ،‬حيث لن‬ ‫مس���تقبل‬ ‫تدفع بنا دفعاً حنو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يكرتث العامل أمجع بانفجارنا يف وجه بعضنا‬ ‫البعض‪ ،‬نقوم بصرف مذخراتنا لشراء أكفان‬ ‫بعضن���ا البع���ض‪ ،‬مش���كلتنا أننا عندم���ا قررنا‬ ‫العودة اىل الوراء مائة عام حتديداً‪ ،‬نس���ينا أن‬ ‫ه���ذه الرحل���ة املكلفة لن يرافقن���ا عربها أحد‬ ‫آخ���ر‪ ،‬وال حل أمامن���ا لتجاوز الصدام املس���لح‬ ‫احملتم���ل س���وى اإلتف���اق أن معن���ى أن نك���ون‬ ‫[ أح���راراً ] وف���ق املقول���ة ال�ت�ي بقين���ا نكررها‬ ‫دامغ على‬ ‫حت���ى اآلن ثالث س���نوات دون ٍ‬ ‫دليل ٍ‬ ‫صحته���ا‪ ،‬معنى أن نكون أح���راراً هو أن ندافع‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫عن حق���وق اآلخرين مجيعا قبل احلديث عن‬ ‫حقوقناً‪ ،‬عرب غكرة مفاده���ا أننا ليب ّيون فقط‬ ‫بالوطن‪ ،‬ال بشي ٍء آخر‪.‬‬


‫ميادين الفن‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫خليل العرييب‬

‫فنان من بالدي‬ ‫يوسف بن صرييت‬

‫الفنان املوسيقار حسن عرييب‬ ‫•ملحن وموس���يقار يعترب أحد رواد املوس���يقي‬ ‫بشكل عام وفن املالوف واملوشحات بشكل خاص‬ ‫‪.‬‬ ‫•عم���ل يف بداي���ة حيات���ه يف وزارة املواص�ل�ات‬ ‫اإلحتادي���ة وإنتق���ل للعمل مبدين���ة بنغازي يف‬ ‫اخلمسينيات من القرن املاضي ‪.‬‬ ‫•إلتح���ق بفرق���ة اإلذاع���ة املوس���يقية ببنغازي‬ ‫سنة ‪ 1959‬كمستشار فين ‪.‬‬ ‫•يعترب املوسيقار حسن عرييب هو من إكتشف‬ ‫املط���رب الكب�ي�ر حمم���د صدق���ي وقدم ل���ه أول‬ ‫أغنياته ( كيف نوصفك للناس وأنت عالي ) ‪.‬‬ ‫•حل���ن أيض���ا للعدي���د م���ن املطرب�ي�ن الليبيني‬ ‫والعرب أمثال عطية حمس���ن وإبراهيم حفظي‬ ‫وحمم���د صدق���ي وس���يد بومدي���ن واملصري�ي�ن‬ ‫س���عاد حممد وه���دي س���لطان واللبنانية نازك‬ ‫والتونسيات علية ونعمة ‪.‬‬ ‫•عاد إلي مدينة طرابلس العام ‪ 1964‬وأسس‬ ‫فرقة املالوف واملوش���حات اليت متي���زت بتقديم‬ ‫عروضه���ا داخ���ل الب�ل�اد وخارجه���ا وكان م���ن‬ ‫مؤسس�ي�ن مهرج���ان تس���تور بتون���س للمالوف‬ ‫واملوشحات ‪.‬‬ ‫•عمل رئيسا لقسم املوسيقي بطرابلس وأختري‬ ‫كأول نقيب للفنانني الليبيني العام ‪. 1976‬‬ ‫•كما أختري رئيس���ا جملمع املوس���يقي العربية‬ ‫التاب���ع جلامع���ة ال���دول العربي���ة لدورت�ي�ن‬ ‫متتاليت�ي�ن (‪ ) 1995 – 1975‬وال���ذي ض���م‬ ‫كبار املوسيقيني يف العامل العربي ‪.‬‬ ‫•أس���س املرك���ز القوم���ي لدراس���ات وأحب���اث‬ ‫املوس���يقي العربية يف طرابل���س وعمل مدير له‬ ‫حيت وفاته ‪.‬‬ ‫•م���ن أش���هر القصائد اليت إش���تهر به���ا بفرقة‬ ‫املالوف واملوشحات‪:‬‬ ‫قصيدة املنفرجة ‪.‬‬‫الذهب يزداد حسنا إذا أنتقش ‪.‬‬‫قصيدة طابت أوقاتي ‪.‬‬‫قصيدة نعس احلبيب ‪.‬‬‫•ش���ارك يف العدي���د م���ن املؤمترات املوس���يقية‬ ‫العربي���ة والعاملية وحتصل بفرقته علي العديد‬ ‫م���ن اجلوائ���ز ‪ ،‬كما حتص���ل عل���ي العديد من‬ ‫األومسة والتكريم ‪.‬‬ ‫•ت���ويف املوس���يقار حس���ن عري�ب�ي يف ‪/ 4 / 18‬‬ ‫‪ 2009‬أثر أزمة قلبية ودفن مبدينة طرابلس‬

‫‪22‬‬

‫جوائز وتكريم لليبيا يف مونديال القاهرة‬

‫أختتم���ت يف القاه���رة فعالي���ات‬ ‫موندي���ال القاه���رة ‪ 2013‬لإلذاع���ة‬ ‫والتلفزي���ون وس���ط حض���ور كب�ي�ر‬ ‫من املش���اركني من خمتل���ف األقطار‬ ‫العربي���ة وجن���وم الف���ن واألع�ل�ام يف‬ ‫مصر حي���ث ش���اهد احلض���ور أوبريت‬ ‫جيس���د دور الف���ن واإلع�ل�ام يف تاريخ‬ ‫مصر وحضورها العربي ‪.‬‬

‫ث���م مت تكري���م عدد م���ن اإلعالميني‬ ‫الع���رب حيث ك���رم اإلعالم���ي اللييب‬ ‫املتمي���ز عزالدي���ن عبدالكريم وكانت‬ ‫اجلوائز اخلاص���ة باملش���اركة الليبية‬ ‫علي النحو التالي ‪:‬‬ ‫األعمال التلفزيونية ‪ :‬مسلس���ل فوبيا‬‫إخراج أسامة رزق‬ ‫‪ -‬فيل���م زه���رة الصب���ار إخ���راج فتحي‬

‫داوود‬ ‫ فيل���م ع���ودة األم���ل إخ���راج حمم���د‬‫الزنتاني‬ ‫األعم���ال املس���موعة ‪ :‬مسلس���ل نس���اء‬‫حول الرسول إخراج امحد احلصادي‬ ‫همس القوايف خلريي سويري‬

‫الفنانون يستنكرون تفجري املنصورة اإلرهابي‬ ‫ع�ب�ر العديد م���ن الفنانني املصريني‬ ‫ع���ن إس���تيائهم وغضبه���م وإدانته���م‬ ‫للتفجرياإلرهاب���ي ال���ذي أدي حبي���اة‬ ‫العش���رات من رج���ال األم���ن واملدنيني‬ ‫مبدينة املنصورة وج���اءت ردود فعلهم‬ ‫عل���ي صفح���ات الفي س���بوك اخلاصة‬ ‫بهم ‪:‬‬ ‫•الفن���ان نبيل احللفاوي يقول ‪ :‬إذا مل‬ ‫يكن هذا هو اإلره���اب‪ ،‬فماذا يكون ‪ ،‬إن‬ ‫الرتاخي سيجعل العامل كله حيتقرنا‬ ‫وي���درك رخ���ص دماءن���ا ‪ ،‬واأله���م هل‬ ‫ننتظر حيت يفين املصريني ‪.‬‬ ‫•الفنانه أنغام ‪ :‬يارب يا منتقم ‪ ،‬إنتقم‬ ‫م���ن كل إرهاب���ي خائ���ن‪ ،‬حس���بنا اهلل‬ ‫ونعم الوكيل ‪ ،‬مؤكدة بأنها س���تنزل‬ ‫لتص���وت يف اإلس���تفتاء علي الدس���تور‬ ‫بنعم ‪ ،‬واصفة اإلرهاب بأنه جبان ‪.‬‬ ‫•امللحن عزيز الش���افعي ‪ :‬ربنا حيرق‬ ‫قل���وب كل الل���ي م���ش ف���ارق معاهم‬ ‫دم الضحاي���ا وش���امتني ‪،‬مضيف���ا بأنه‬ ‫النه���ارده وبكره والس���نه اجلايه مصر‬ ‫حتكسب وما فيش تنظيم يهزم دولة ‪.‬‬ ‫•الفن���ان تامر عاش���ور ‪:‬الله���م إحفظ‬ ‫مص���ر وأهله���ا وجنه���م مم���ا يف���رق‬ ‫مشله���م وإرح���م ش���هدائنا وكل م���ن‬ ‫ضح���ي حبيات���ه يف س���بيل رفع���ة هذا‬

‫الوطن ‪.‬‬ ‫•الفنان���ة إمي���ان سركس���يان ‪ :‬إنه���ا‬ ‫مهاترات تفعلها قل���ة إخوانية إرهابية‬ ‫تري���د العب���ث بأم���ن وإس���تقرار مصر‬ ‫‪ ،‬ومص���ر ق���ادرة عل���ي مواجهته���م‬ ‫والتصدي هلم بكل قوة وحسم ز‬ ‫•الفنانة سلمي رشيد ‪ :‬حفظك اهلل يا‬ ‫مصر وحفظ شعبك ‪.‬‬

‫الفنانة أنغام‬

‫الفنان نبيل احللفاوي‬

‫الفنانة إميان سركسيان‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫أمحد بشون‬

‫ونيس رحومه‬

‫كالم مكرر‬ ‫بتكرر !! !!‬

‫كان صعباً عليه جداً ‪ ..‬أن يكون‬

‫احلارس الرابع لعرين األهلي ‪ . .‬بعد عبدالعالي‬ ‫واملصري وأبو عود‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫نتح���دث الي���وم عن ح���ارس املرم���ى املميز‬ ‫وني���س رحوم���ه ح���ارس فري���ق األهلي يف‬ ‫س���يتينات القرن املاضي ‪ . .‬فقد كان قدره‬ ‫أن حيم���ي عري���ن األهلي خلف���اً للعمالقة‬ ‫الث�ل�اث عبدالعال���ي واملصري وأب���و عود ‪..‬‬ ‫ولكن كيف استطاع هذا الصغري النحيف‬ ‫أن يفع���ل ذلك بكل اقتدار وتقنية ‪ ..‬دعوني‬ ‫أحك���ي لك���م ع���ن ه���ذا احل���ارس املثاب���ر ‪،‬‬ ‫وكيف حقق إجنازه هذا وبكل قوة ‪.‬‬ ‫يف ع���ام ‪ 1961‬وم���ن خ�ل�ال‬ ‫ ‬ ‫مباري���ات امل���دارس ‪ ،‬اكتش���فه امل���درب‬ ‫عبدالعال���ي العقيل���ي وضم���ه إىل فري���ق‬ ‫أش���بال األهل���ي ال���ذي كان يش���رف على‬ ‫إع���داده وتدريب���ه ‪ ،‬وأعط���اه م���ن خربت���ه‬ ‫الكروي���ة كح���ارس مرم���ى دول���ي‬ ‫وخمض���رم وأس���هم يف إع���داده وصقل���ه‬ ‫ودف���ع به ليصبح احلارس الرمسي لفريق‬ ‫الدرجة الثالث���ة بالنادي األهل���ي ‪ .‬ويومها‬ ‫كت���ب عن���ه الصحفي���ان الرائع���ان أمحد‬ ‫الرويع���ي وعبدالس���ميع خملوف ‪ ،‬وأش���ادا‬ ‫مبس���تواه الف�ن�ي الرائع ‪ . .‬حت���ى أن مدربه‬ ‫أعطاه فرصة أكرب بأن اختاره كحارس‬ ‫لفري���ق األهل���ي الثان���ي ‪ ..‬ويف لق���اء م���ع‬ ‫العمالق إبراهيم املص���ري قال بأن ونيس‬ ‫رحومه هو أفضل حارس مرمى يف بطولة‬ ‫الدرجة الثانية ‪.‬‬ ‫وعندم���ا أصي���ب ح���ارس األهل���ي عل���ى‬ ‫أبوع���ود ج���اءت الفرصة لوني���س ارحومة‬

‫ليح���ل حمل���ه يف حراس���ة مرم���ى الفريق‬ ‫األول ‪ ،‬وبالرغ���م م���ن أن���ه كان صغرياً يف‬ ‫ذل���ك الوق���ت وقليل اخل�ب�رة إال أن���ه أثبت‬ ‫أن���ه م���ن س�ل�الة أولئ���ك العمالق���ة الذين‬ ‫سبقوه والذين تعلم منهم الكثري من فنون‬ ‫حراسة املرمى واإلبداع فيها ‪.‬‬ ‫ويف أول مب���اراة يلعبها يف الدرجة األوىل‬ ‫عام ‪ 1963‬فاز فيه���ا األهلي بهدف لصفر‬ ‫ضد فري���ق النصر ونش���رت يومها صورته‬

‫يف الصفح���ة الرياضي���ة جبري���دة الزمان‬ ‫وكت���ب حمررها عنه ب���أن كان األفضل‬ ‫يف ه���ذه املب���اراة ‪ ،‬وأن���ه كان مفت���اح الفوز‬ ‫فيها ‪ ،‬ويف عام ‪ 1963‬اس���تدعى للمنتخب‬ ‫ألول م���رة للع���ب ض���د منتخ���ب ق�ب�رص‬ ‫وذل���ك لغي���اب املصري وأب���و ع���ود ‪ ،‬ولكنه‬ ‫مل يس���تطيع املش���اركة لوجود كس���ر يف‬ ‫إصبع يده اليمنى ‪ ،‬ولعب بد ً‬ ‫ال منه حارس‬ ‫النجمة القدمية مفتاح بن حريز ‪.‬‬ ‫يقول ونيس رحومة ‪ " :‬لقد كان حظي‬ ‫عاث���راً ألنين ول���دت كح���ارس مرمى يف‬ ‫زم���ن املص���ري وأب���و ع���ود قطيب حراس���ة‬ ‫املرم���ى يف ليبي���ا ‪ ،‬وهذا ما أعاق مس�ي�رتي‬ ‫ومل أحتص���ل على الفرص���ة كاملة للعب‬ ‫واالنضمام إىل املنتخب ‪.‬‬ ‫لق���د لعب وني���س طيلة الف�ت�رة من عام‬ ‫‪ 1961‬م وحت���ى ع���ام ‪ 1968‬كح���ارس‬ ‫مرم���ى فري���ق األهل���ي ‪ ،‬وكان خالهل���ا‬ ‫حارس���اً مميزاً له حضوره وأس���لوبه وقدم‬ ‫كل م���ا يف جعبت���ه م���ن أداء مجيل وعطاء‬ ‫جي���د وبروز غري ع���ادي ‪ ،‬وكان له قفزات‬ ‫تذكرنا بقفزات املبدع إبراهيم املصري ‪.‬‬ ‫ويف نهاي���ة حيات���ه الكروي���ة ع���ام ‪1968‬‬ ‫أج���رى عملي���ة جراحي���ة عل���ى معدته يف‬ ‫مص���ر ونصح���ه األطب���اء بع���دم مزاول���ة‬ ‫الرياض���ة لف�ت�رة وجي���زة حفاظ���اً عل���ى‬ ‫صحت���ه ‪ ..‬وكان ذلك مؤش���راً له أن يرتك‬ ‫لعبته املفضلة اليت أحبها كثرياً ‪. .‬‬ ‫ولكنه بعد فرتة راوده احلنني لكرة القدم‬ ‫وب���دأ يس���تعد م���ن جدي���د وع���رض عليه‬ ‫الكث�ي�ر من األندية لالنضمام إليها ‪ ،‬ولكن‬ ‫حب���ه وعش���قه لألهلي مل جيعل���ه يفكر يف‬ ‫أن حي���رس عرين آخر غ�ي�ر عرين األهلي‬ ‫‪ ،‬إضاف���ة إىل تقدي���ره ملدربه واب���ن خالته‬ ‫عبدالعالي العقيلي ‪.‬‬ ‫حق���اً لق���د كان وني���س رحوم���ة حارس���اً‬ ‫واع���داً وقدم مباري���ات ال تنس���ى ‪ .‬ويف عام‬ ‫‪ 1985‬اخت�ي�ر أمين���اً مس���اعداً لرئي���س‬ ‫االحت���اد اللييب لكرة الق���دم وم ّثل ليبيا يف‬ ‫اجتماعات املكتب اللييب يف البحرين ‪.‬‬ ‫حتي���ة إىل احل���ارس اجملته���د ال���ذي أحب‬ ‫اجلميع وأحبه اجلميع أيضاً ‪.‬‬ ‫الصور املرفقة ‪:‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ 1‬ـ قف���زة للح���ارس وني���س رحوم���ه يف‬ ‫مباراة دارنس واألهلي عام ‪. 1968‬‬ ‫‪ 2‬ـ فتح���ي الس���احلي وونيس رحومة يف‬ ‫مب���اراة النجم���ة القدمي���ة واألهل���ي ع���ام‬ ‫‪. 1965‬‬

‫شاهدتن من خالل قناة ليبيا الرياضية برناجماً يتعلق‬ ‫مبش���اركة فريقنا الوطين يف لعبة (كيك بوكسنج)‬ ‫يف بطول���ة الع���امل ال�ت�ي اقيمت مبدين���ة (انطاكيا) يف‬ ‫تركيا و اتيح لي مش���اهدة لقطات من بعض مباريات‬ ‫الرياضني الليبيني ولفت نظري ضعف املس���توي الفين‬ ‫ال���ذي ظه���روا به وتوقف���ت عند بعض كل���ي من قاهلا‬ ‫واح���د من هوالء الرياض�ي�ن عند ما قال ان���ه الول مرة‬ ‫يعتل���ي املرب���ع ويش���ارك يف مب���اراة رمسي���ة ‪ ..‬انتاب�ن�ي‬ ‫ش���عور باآلمل كيف ميكن ان ي���زج مبالكم مل يعتلي‬ ‫املرب���ع من بطول العامل حي���ث يقابل مالكم يظهر له‬ ‫اكثر من عشرة سنوات يالكم وسبق له املشاركة يف‬ ‫بطوالت مقابلة عشرات االبطال !!‬ ‫بعد ذلك حتدث ع���دد اخر من املالكمني كما حتدث‬ ‫املدرب���ون واالداريون بان االس���تعداد كانت قصري ومل‬ ‫يتعدي الشهر الواحد وانهم استطاعوا خالل ستة اشهر‬ ‫من تاس���يس لعاد هلذه اللعبة فري���ق يف بطولة العامل ‪..‬‬ ‫ويتفقون علي ان هذا االمر انتصار لليبيا و لثورة السابع‬ ‫عشر من فرباير اجمليدة حيث وجد علم ليبيا بني اعالم‬ ‫ال���دول‪ ..‬ه���ذا ال���كالم وهذا الواق���ع أعادني الي س���نوات‬ ‫مض���ت عند ما تصارع رؤس���اء االحت���ادات العامة الذين‬ ‫كانوا يصرون علي املش���اركة يف الدورات والبطوالت‬ ‫العربية والعاملية الجل االنتصار واالحتكاك والتجارب‬ ‫وكنا نصر وال زلنا علي ان املش���اركة يف البطوالت ال‬ ‫تكوون من اج���ل التجارب واالحت���كاك ولكنها من اجل‬ ‫الف���وز واحلص���ول علي من اج���ل ان يرتف���ع علم البالد‬ ‫ويعزف النش���يد الوطين ‪ ،‬بينم���ا الرياضة فوق منصات‬ ‫التتوي���ج ومع ذل���ك نعود لنك���رر األخط���اء وندعي إننا‬ ‫رفعنا اسم ليبيا ‪.‬‬ ‫وال حول وال قوة اال باهلل‬

‫كالعادة حّ‬ ‫اإلتاد يفوز يا سادة !!‬ ‫فــــرج العقيلي‬

‫عل���ى الرغ���م من تدني مس���توى فريق‬ ‫اإلحت���اد األول لكرة القدم هذا املوس���م‬ ‫إّ‬ ‫ال إنه أمام األهلي ال يعرف اخلس���ارة‬ ‫بأي حال من األحوال ‪.‬‬ ‫من���ذ (‪ )30‬ثالث�ي�ن عام���اً مل يع���رف‬ ‫األهل���ي طريقاً للفوز عل���ى اإلتحّ اد إ ّ‬ ‫ال‬ ‫يف مرتني فقط ‪.‬‬ ‫اإلحت���اد عق���دة األهل���ي من���ذ موس���م‬ ‫‪1983/82‬م إىل اآلن‬ ‫األهلي حيت���اج إىل خبري إس�ت�راتيجي‬ ‫وطبي���ب نفس���ي إلجي���اد ح���ل هل���ذه‬ ‫املعضلة !!‬ ‫بالنس���بة للمب���اراة ال�ت�ي أُقيم���ت ب�ي�ن‬ ‫اإلحت���اد واألهل���ي عش���ية اإلثن�ي�ن‬ ‫‪2013/12/2‬م مبلع���ب الس�ل�ام‬ ‫بالعزيزي���ة الفريق���ان ال يس���تح ّقان‬ ‫الف���وز ‪ ،‬اإلحت���اد كان س��� ّيئاً واألهل���ي‬ ‫كان األسوأ‪.‬‬ ‫هك���ذا مس���توى ال حيت���اج إىل م���د ّرب‬ ‫وهكذا العب���ون ال حيتاجون إىل عقود‬ ‫رعاي���ة ‪ ،‬كرة قدم ُتلعب بهذا الش���كل‬ ‫باإلم���كان أن يلعبها ّ‬ ‫أي ش���خص يجُ يد‬ ‫كل شيء إ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال لعبة كرة القدم !!‬ ‫من حس���ن حظ األهلي أن���ه مل يأت يف‬ ‫اجملموع���ة األوىل ‪ ...‬لقد كان اإلحتاد‬ ‫واإلختب���ار احلقيق���ي لألهلي واحلمد‬ ‫هلل مل تك���ن جمموع���ة األهل���ي كله���ا‬ ‫إحت���اد !! األهل���ي أمام���ه مش���اركة‬ ‫إفريقي���ة أرج���و أال تك���ون مش���اركة‬ ‫عاب���رة األهلي يعاني من ضعف واضح‬

‫وثغ���رات قاتل���ة تب���دأ م���ن متوس���طي‬ ‫الدفاع والظه�ي�ر األمين ومروراً خبط‬ ‫الوسط ونهاية خبط اهلجوم ‪.‬‬ ‫األهل���ي يفتقد إىل صان���ع ألعاب ماهر‬ ‫وإىل العب�ي�ن دكاك�ي�ن يف خ���ط‬ ‫الوس���ط وإىل مهاجم ق���وي وحمرتف‬ ‫يك���ون ق���ادراً عل���ى صن���ع الف���ارق يف‬ ‫املواجهات اإلفريقي���ة واحمللية القوية‬ ‫أم���ام اإلحت���اد ‪ ،‬األهل���ي ط ‪ ،‬اهل�ل�ال ‪،‬‬ ‫املدينة ‪ ،‬النصر ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يظ���ل األهالوي���ون حيلمون‬ ‫إىل مت���ى‬ ‫بالفوز على اإلحتاد ؟!!‬ ‫ّ‬ ‫يظ���ل األهالوي���ون حيلمون‬ ‫إىل مت���ى‬ ‫بالف���وز ببطول���ة الدوري عل���ى فرتات‬ ‫متقاربة ليبقى حقيقة من الكبار !!‬ ‫األهل���ي يف جي���ل العمالقة من موس���م‬ ‫‪ 68-1969‬إىل موسم ‪77-1978‬‬ ‫فاز ببطولة الدوري ( ‪ ) 3‬مرات‬ ‫مواس���م ‪، 1972-71 ، 69-1970‬‬ ‫‪ 1975-74‬لع���ب عل���ي النهائ���ي (‪)2‬‬ ‫مرت���ان ‪ ،‬مومس���ي ‪-75، 1973-72‬‬ ‫‪. 1976‬احرز الرتتيب الثاني (‪ )3‬مرات‬ ‫‪ ،‬مواس���م ‪1971-70 ، 1969-68‬‬ ‫‪1973-72،‬‬ ‫األهل���ي يف جيل العمالق���ة الذي كان‬ ‫آخ���ره الالع���ب املخض���رم أمح���د ب���ن‬ ‫صويد ‪.‬‬ ‫التقى مع اإلحتاد ( ‪ ) 12‬م ّرة ‪.‬‬ ‫فاز اإلحتاد ( ‪ ) 5‬م ّرات ‪.‬‬ ‫فاز االهلي (‪ ) 4‬م ّرات ‪.‬‬

‫تعادال (‪ ) 3‬م ّرات ‪.‬‬ ‫سجل اإلحتاد (‪ )13‬هدف ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سجل األهلي ( ‪ )14‬هدف ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العق���دة بدأت منذ موس���م ‪1983/82‬‬ ‫وإىل مب���اراة الي���وم اإلثن�ي�ن‬ ‫‪ 2013/12/2‬مبلع���ب الس�ل�ام‬ ‫بالعزيزي���ة مرحل���ة ال ّذه���اب موس���م‬ ‫‪. 2014-2013‬‬ ‫التقى الفريقان ( ‪ ) 27‬م ّرة ‪.‬‬ ‫فاز اإلحتاد ( ‪ ) 18‬م ّرة ‪.‬‬ ‫فاز األهلي ( ‪ ) 2‬م ّرتان ‪.‬‬ ‫تعاد ً‬ ‫سجل اإلحتاد ( ‪37‬‬ ‫ال ( ‪ ) 7‬م ّرات ‪ّ .‬‬ ‫سجل األهلي ( ‪ ) 11‬هدف ‪.‬‬ ‫) هدف ‪ّ .‬‬ ‫بالنس���بة للم���درب طارق العش���ري ال‬ ‫أش���ك مطلقاً يف قدراته وحس���ن نواياه‬ ‫يف بناء فريق عصري فعّال ‪.‬‬ ‫ولكن عليه أن يُعيد حساباته من جديد‬ ‫الفري���ق يفتق���د إىل تقدي���م العروض‬ ‫اجلي���دة واملقنع���ة ويعيب علي���ه تباعد‬ ‫خطوطه الثالثة‪.‬‬ ‫الفري���ق حيت���اج إىل الدع���م بالعب�ي�ن‬ ‫أكث���ر كف���اءة وفاعلي���ة يف كل‬ ‫اخلطوط‪.‬‬ ‫ُرب ضارة نافع���ة ‪ ،‬هزمية األهلي أمام‬ ‫اإلحت���اد جيب االس���تفادة منها بش���كل‬ ‫إجيابي ومفيد ‪.‬‬ ‫مع متنياتي لألهلي بالتوفيق يف بقية‬ ‫مباري���ات الدوري ومش���واره اإلفريقي‬ ‫الصعب !!‬ ‫اإلثنني ‪2013/12/2‬م‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 31 ( - ) 138‬ديسمبر ‪ 6 - 2013‬يناير ‪) 2014‬‬

‫املصور ابراهيم العقوري‬ ‫الفنان حممد خملوف قائد األمل مع بعض اعضاء فريق ماراثون األمل‬

‫الفائزة األوىل يف املاراثون فاطمة باخلري‬

‫ان يـكـن َيـعـتـم فى القـبــو‪،‬‬ ‫الظـــالم‬ ‫ْ‬ ‫األفــق‪،‬‬ ‫الـريــح فى‬ ‫وتـمـوج‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وبـدا الكـون كـأن لـم يـعـرفـك‬ ‫ُ‬ ‫األعـيـن ‪،‬‬ ‫وغـدت تـنـكـرك‬ ‫من رهـبـتـهــا‬ ‫ْ‬ ‫الشـجـن‬ ‫ورنـّت فى املـدى املـوحـش آهــات‬ ‫فـابـتـسـم للـحــزن فى اللـيـل‪،‬‬ ‫فـقـد صـرت ْ‬ ‫وطن‪!.‬‬ ‫هك��ذا دع��وة الش��اعر حمم��د الش��لطامي ‪،‬أن‬ ‫تبتسم أن تكون ‪.‬‬ ‫الفن��ان حممد خملوف عنده م��ن طبائع احلياة‬ ‫أن مث��ة لي��ل ونهار ‪،‬وه��و من آل الصب��ح ما هو‬ ‫أخ��ر كل ليل ‪،‬من��ذ عقود ويف ثنائي��ة األبيض‬

‫واألسود هو كفنان وكإنسان ابن البياض‪.‬‬ ‫فالأم��ل س��اطع س��طوع مش��س مدينت��ه‬ ‫املتوس��طية كل صب��اح ‪،‬ومن هنا م��ن مهرجان‬ ‫للفيل��م ملهرجان لألمل ‪،‬وم��ن فيلم إىل احلياة‬ ‫ومن حياة إىل فيلم ‪.‬‬ ‫ماراث��ون األم��ل يف بنغ��ازي م��ن نس��جه وم��ن‬ ‫نس��يجه ‪،‬وأن يك��ون خت��ام ‪ 2013‬فختامه��ا‬ ‫مسك‬ ‫‪،‬ابناء بنغازي ابن��اء احلياة ‪،‬يف يوم املاراثون‬ ‫خرج شباب من أناث وذكور ‪،‬وكهول انبثقوا من‬ ‫رم��اد كماراثون لألمل فابتس��موا وق��د صاروا‬ ‫الوطن ‪،‬هلؤالء التحايا ‪،‬للفنان حممد خملوف‬ ‫املرابط يف بنغازي التقدير واالحرتام‬ ‫• والسالم منى ‪ :‬أمحد الفيتوري‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.