العدد 142

Page 1

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪142‬‬

‫) ‪ 28 ( -‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫فبراير‪)2012‬‬ ‫يناير ‪3 5-‬نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪-‬‬ ‫العدد((‪) 77‬‬ ‫الثانية‪-‬العدد‬ ‫‪) 2014‬‬ ‫‪2830‬‬ ‫‪( - () - 142‬‬ ‫السنةالرابعة‬ ‫السنة‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫ّ‬ ‫ليبيا تداو ُم على غسل ُ‬ ‫اجلثة امليتة !‬ ‫ُ‬ ‫اجملاهد األكرب‬ ‫ُتونس‬


‫‪02‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫ّ‬ ‫ليبيا تداو ُم على غسل ُ‬ ‫اجلثة امليتة !‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫لوحة العدد‬ ‫حسن دهيميش‬ ‫والصورة اخللفية‬ ‫حممد بودجاجة‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬صالح نقاب‬

‫احلرية هي حرية أن َ‬ ‫ُ‬ ‫يقول املر ُء أن اثنان زائد اثنان يساوي أربعة‪ ،‬وإن كان ذلك‬ ‫" ‪...‬‬ ‫مس���لم به فكل ش���ي ٍء بعد ذلك ُمتاح " ‪ ،‬هكذا يقول ونستون بطل رواية أوريل ‪،1984‬‬ ‫ٌ‬ ‫وظيفت ُه كموظف يف وزارة احلقيقة ‪ -‬كما يرد يف الرواية ذائعة الصيت‪ ، -‬كانت‬ ‫احلزب والقائد‪ ،‬وما حيدث يف‬ ‫خلق الوعي اجملتمعي وفق إراد ِة‬ ‫َ‬ ‫تزوير التاريخ وإعاد َة ِ‬ ‫ِ‬ ‫يتحدث ً‬ ‫ُ‬ ‫لغة يقص ُد بها‬ ‫القصة‪ ،‬حيث أصبح اجلميع‬ ‫ليبي���ا اليوم ليس بعيداً عن هذه ّ‬ ‫ش���يئاً لتعين بعد الرتمجة ش���يئاً آخر‪ ،‬ابتدا ًء من مسلسل إعادة التسمية اليت ورثناها‬ ‫كعادة الش���عوب اليت حتل مش���اكلها بالصمت‪ ،‬فبد ً‬ ‫ال من اإلكتفاء بأن ما حدث يف‬ ‫ً‬ ‫فاش���لة‪ ،‬جّاتهن���ا اىل وصفها ب���ذات النعوت اليت كان‬ ‫األول من س���بتمرب كان ثور ًة‬ ‫اململكة الليب ّية‪ ،‬وأعدنا تس���ميت ُه بالنظام البائد َ‬ ‫يصف بها القذايف نفس��� ُه َ‬ ‫رفقة‬ ‫عه���د‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ٍُ‬ ‫دفن ج ّث���ة النظام ‪ ،‬بقينا‬ ‫أوص���اف أخ���رى‪ ،‬وبدال من أن نتحدّث عم���ا نريد فعل ُه بعد ِ‬ ‫نداو ُم على غسل ُ‬ ‫اجل ّثة امليتة حنملها ونلقي عليها كل ما نفعله من أخطاء وجرائم‬ ‫يف ح���ق أنفس���نا‪،‬فتحول اجلمي���ع يتحدّث���ون ً‬ ‫لغة جعل���ت اآلخرين مجيع���اً ضائعني‬ ‫امللفات الك�ب�رى يف ليبيا اليوم نق���رأُ عن دع���اة الفيديرال ّية وهم‬ ‫يف الرتمج���ة‪ ،‬فع�ب�ر‬ ‫ِ‬ ‫يتحدّث���ون ع���ن نظام معمول به يف الكثري من الدول اليت ال ُ‬ ‫ختاف التقس���يم ُمطلقاً‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والفهم املبين على توقع سوء الن ّية‪،‬‬ ‫العرض‬ ‫ء‬ ‫س���و‬ ‫عن‬ ‫الناجتة‬ ‫الس���يئة‬ ‫الرتمجة‬ ‫لكن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫برمته كونه ال يتعدى مسألة اإلستحواذ على سلة النقود اليت‬ ‫أوصل اىل فهم األمر ّ‬ ‫ال متأله���ا يف ليبيا إال أنابيب النفط يف اهلالل النفطي املقارب على النضوب‪ ،‬لنفهم‬ ‫أن الفيديرال ّي���ة تع�ن�ي التقس���يم‪ ،‬ودُعاة تطبيق الش���ريعة واليت تع�ن�ي العدل‪ ،‬احلق‬ ‫تغليب‬ ‫ترمجة أخرى س���يئة لتصب���ح فقط ‪:‬‬ ‫والكرام���ة اإلنس���ان ّية‪ ،‬قرأها هؤالء عرب‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫مذهب بعينه دون س���واه من املذاهب ‪،‬وتص ّو ٍر س���اد ألس���باب ال متت ل���ه بصلة مقدار‬ ‫ٍ‬ ‫صلت���ه بالظروف الس���يئة اليت مرت به���ا ليبيا عل���ى امتداد تارخيه���ا‪ ،‬ل ُيصبح معنى‬ ‫تطبيق الش���ريعة إعالن نهاي���ة التاريخ وحتول اجملتمع اىل مجاعتني من املس���لمني‬ ‫األمازيغي‬ ‫احلق‬ ‫ّ‬ ‫والكفار فقط ال غري‪ ،‬إضافة اىل دولة ال مربر لوجودها‪ ،‬ليأتي دُعاة ِ‬ ‫لألرض والتاريخ‪،‬‬ ‫واليت هي مس���أل ٌة ثقاف ّية صرفة‪ُ ،‬تؤس���س ملعنى امللكية املُشرتكة‬ ‫ِ‬ ‫وب���د ً‬ ‫ال من احلديث عن التعايش الس���لمي بني الليب ّيني مجيع���اً وفق كونهم ليب ّيني‬ ‫مجاعات‬ ‫س���يئة أخ���رى حتول الش���عب اىل‬ ‫فق���ط الغ�ي�ر‪ ،‬جّاته اجلميع حنو ترمجة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عرق ّي ٍة ومجاعات تتقاتل على شرف نيل أسالف ال ميكن الحد أن خيربنا ماذا كانوا‬ ‫يس���مون أنفسهم‪ ،‬شرف نيل هؤالء اسم السكان األصل ّيني‪ ،‬قبالة صفة الضيوف غري‬ ‫ّ‬ ‫املرغ���وب بهم يف عالقة منش���أها الكراهية فقط ال غ�ي�ر‪ ،‬ويف نهاية املطاف عرب كل‬ ‫هذه الرتاجم يتح ّول الشعب اىل قطيع من السماسرة يتقاتلون مستخدمني الكلمات‬ ‫النابية وتهم اخليانة لتس�ي�ر ليبيا حنو إعادة س���يناريو ال عالقة له بالذي حيدث يف‬ ‫تونس ومصر‪ ،‬س���يناريو ال حيتاج اىل حتليل عميق ملعرفة اىل أين س���يؤدي بنا‪ ،‬وهو‬ ‫س���يناريو ما حدث يف أوكراني���ا اليت بقيت ألكثر من عقدي���ن يف مرحلة إنتقال ّية‬ ‫بعد سقوط متثال لينني وبيعه يف سوق اخلردة‪ ،‬لتبقى أؤكرانيا حتى اليوم لينين ّي ًة‬ ‫جبدار ٍة‪ ،‬وليس أبسط من أعادة رسم الصورة من حديث لشخص حيمل صفة شبه‬ ‫رمس ّي���ة يعل���ن يف إح���دى قنوات ليبي���ا احل���رة أن ‪ .. " :‬من حتزب خ���ان "‪ ،‬يف حُماولة‬ ‫لتربير الفش���ل السياس���ي احلاصل اليوم‪ ،‬والذي يمُ كن أيضاً قراءته عرب سينايو آخر‬ ‫حدث قبل أكثر من ثالثني عاماً يف بلغاريا حتديداً بعد نهاية اخلريف الس���وفياتي‪،‬‬ ‫لتتحول من دولة فاسدة ومستبدّة‪ ،‬اىل دولة لصوص‪ ،‬فاسدة ومستبدّة أيضاً‪ ،‬وهذه‬ ‫ترمجة أخرى يبدو أن الليب ّيني سيبقون ضائعني فيها مل ّد ٍة ليست بالقصرية‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫مفهوم التسامح بني الواقع والكتب والقانون‬ ‫حماضرة لنجيب احلصادي‬ ‫خلود الفالح‬ ‫العالقة بني التس���امح والغري كانت احملور‬ ‫الرئيسي للمحاضرة اليت قدمها الدكتور‬ ‫جنيب احلصادي وعنوانها” تأصيل نظري‬ ‫ملفهوم التسامح” بإشراف اجلمعية الليبية‬ ‫ألصدقاء اللغة العربية مبدينة بنغازي يوم‬ ‫االثن�ي�ن ‪ ،2014_1_20‬ويف ه���ذه الورقة‬ ‫طرح احلصادي عدة أس���ئلة ح���ول مفهوم‬ ‫التس���امح حماوال تلمس أجوبة هلا‪ ،‬فتسأل‬ ‫عن معنى التس���امح‪ ،‬لغة واصطالحا‪ ،‬وعما‬ ‫إذا كان التس���امح قيم���ة مطلق���ة ت���رام‬ ‫لذاته���ا أو أداة نتوس���لها لتحقي���ق غاي���ات‬ ‫أمسى‪ ،‬كما أتساءل عن كيفية التأسيس‬ ‫القيمي والسياسي للتسامح‪ ،‬وعما إذا كان‬ ‫التسامح نوعا من الشفقة على من نتسامح‬ ‫معه‪ ،‬وما إذا كان يلزمنا التس���امح مع من‬ ‫يرفض التس���امح معنا‪ .‬وعن ه���ذه العالقة‬ ‫بني التس���امح والغري ق���ال الدكتور جنيب‬ ‫احلص���ادي‪ :‬التس���امح يف أصله إمنا يتم مع‬ ‫الغري‪ ،‬وهذا م���ا يعطيه أهميت���ه األخالقية‬ ‫والسياس���ية واالجتماعي���ة‪ ،‬والتس���اؤل‬ ‫ع���ن التس���امح مش���روع فلس���فيا‪ ،‬واملقاربة‬ ‫الفلس���فية ه���ي ال�ت�ي ته���ب احلدي���ث ع���ن‬ ‫التسامح مغزى حمددا‪ ،‬عوضا عن أن يكون‬ ‫جمرد تعبري عن عواطف تنتاب البعض‪.‬‬ ‫•عالقة التسامح بالواقع‬ ‫أثن���اء احملاض���رة أثري ج���دل ح���ول مفهوم‬ ‫التس���امح الفلس���في من حي���ث ال عالقة له‬ ‫بالواقع‪ ..‬فمن اين يس���تمد مفهوم التسامح‬ ‫وجوده من الواقع أم من الفالسفة والكتب؟‬ ‫وهن���ا أجاب احلصادي‪ :‬التس���امح ممارس���ة‬ ‫بش���رية‪ ،‬وه���و ال حيت���اج إلثب���ات وج���وده‬ ‫إىل حج���ج فلس���فية‪ ،‬غ�ي�ر أن القضايا اليت‬ ‫يثريه���ا مفهوم���ه ه���ي اليت تس���تدعي مثل‬ ‫هذا احلج���اج‪ .‬ويضيف احلص���ادي‪ :‬مثة يف‬ ‫أدبي���ات عل���م السياس���ة مفهومان ش���ائعان‬ ‫للتس���امح يش���رعنان ممارس���ات متباين���ة‪.‬‬ ‫املتس���امح وف���ق املفه���وم األول جه���ة أو‬ ‫شخص يقبلنا ويتعايش معنا بعض الوقت‪،‬‬ ‫لكن���ه ينكر علينا معتقدنا ويتحني الفرص‬ ‫حلملنا على رؤيته (الصحيحة) واالمتثال‬ ‫والركون إىل مربراته‬ ‫ملعايريه (الس���ليمة)‬ ‫ِ‬ ‫(الوجيه���ة)‪ .‬إنه يرضى بن���ا‪ ،‬لكنه ال يرضى‬ ‫عنا إىل أن نرضى مبا ارتضى‪.‬‬ ‫هذا صنف اس���تعالئي واحتوائي ومرتبص‬ ‫موض���ع اش���تباه قيمي‬ ‫م���ن التس���امح‪ ،‬وهو‬ ‫ُ‬ ‫ومدع���ا ُة احرتاز أخالقي أساس���ا بس���بب ما‬ ‫يع���زز من توجهات دوغمائية‪ ،‬ويرس���خ من‬ ‫نزعات بطريركية‪ ،‬ويتوس���ل من أساليب‬ ‫برامجاتي���ة‪ ،‬ومي���ارس م���ن س���لوكات‬ ‫انتهازية‪ ،‬ويضمر من نوايا غدرية‪ .‬ذلك أن‬ ‫املتسامح املس���تعلي يقطع بأن من يتسامح‬ ‫مع���ه يعاني من اختالل يف الوعي ويتش���بث‬ ‫بعقائ���د باطل���ة‪ ،‬وه���ذا مأت���ى دوغمائيت���ه‪.‬‬ ‫وه���و يرث���ي ل���ه ويش���عر أن م���ن واجبه أن‬ ‫جيعل���ه أقل مدع���اة للرث���اء وال ينتظر منه‬ ‫س���وى محد فضله والعرفان له مبا أس���دى‬ ‫من صني���ع‪ ،‬وهذام���دار بطريركيته‪ .‬وهو‬ ‫مياريه ويرتبص ب���ه وحيمله على ما ينكر‪،‬‬ ‫وهذا مناط برامجاتيته وانتهازيته وغدره‪.‬‬ ‫التسامح املعياري‪ ،‬النوع الثاني من التسامح‪،‬‬ ‫هو تس���امح من يقبلنا ويتعايش معنا ليس‬ ‫ألنه عاجز عن محلنا على اعتناق معتقده‪،‬‬ ‫فمس���ألة احلم���ل ال ختط���ر ببال���ه أص�ل�ا‪،‬‬ ‫ب���ل ألن���ه ي���درك أن حقن���ا يف مذهبنا ليس‬ ‫َّ‬ ‫أق���ل من حق���ه يف مذهب���ه‪ .‬إن���ه يرضى عنا‬ ‫حت���ى إن مل ن���رض مبا ارتض���ى‪ .‬وقد يأمل‬ ‫املتسامح معنا بهذا املعنى يف أن نكون مثله‪،‬‬

‫نسلك كما يسلك ونطمئن إىل ما يطمئن‬ ‫إليه‪ ،‬غري أن���ه يقف عند ح���دود هذا األمل‪.‬‬ ‫إن���ه ال يتعاي���ش معنا ألنه يص�ب�ر علينا‪ ،‬بل‬ ‫ألن قيم���ه متنع���ه م���ن مص���ادرة حقن���ا يف‬ ‫االخت�ل�اف مع���ه‪ .‬وعل���ى الرغم م���ن أنه قد‬ ‫ينك���ر على املس���توى االنفعال���ي والوجداني‬ ‫املواق���ف اليت يتس���امح معه���ا‪ ،‬فإن���ه يقبلها‬ ‫على املس���توى العقلي والفكري استنادا إىل‬ ‫مبدأ املساواة الذي مينح اجلميع حق اختاذ‬ ‫مواق���ف متباينة من القضاي���ا اليت حتتمل‬ ‫اخلالف‪.‬‬ ‫ويب���دو أن ممارس���ة التس���امح املعي���اري‬ ‫تتطل���ب درجة عالية م���ن الدراية املعرفية‬ ‫والسمو القيمي يعجز عن بلوغها املتسامح‬ ‫االستعالئي؛ فلكي يفهم املرء أن الرأي الذي‬ ‫يدافع عنه ليس س���وى فرضيت���ه املفضلة‪،‬‬ ‫حيت���اج إىل أن حيق���ق درج���ة كب�ي�رة من‬ ‫الوعي املعريف والنضج األخالقي‪.‬‬ ‫ويتض���ح التماي���ز بني هذي���ن النوعني من‬ ‫التس���امح يف س���ياق تعام���ل اجملتمعات مع‬ ‫حق���وق أقلياته���ا‪ .‬إذا ش���عرت األغلبية بأنها‬ ‫متنح حقوقا لألقلي���ات م ّنة وتفضال‪ ،‬كما‬ ‫ل���و أنه مبقدوره���ا أال تفع���ل وال يلزمها أن‬ ‫تفعل‪ ،‬فإنها متارس تساحما استعالئيا‪ .‬أما‬

‫إذا ش���عرت األقليات بأن املنافع واملزايا اليت‬ ‫تتمت���ع بها حقوق أصيلة هلا‪ ،‬ومل يكن لدى‬ ‫األغلبية سبيل شرعية إلنكار هذه احلقوق‬ ‫عليه���ا‪ ،‬فثم���ة تس���امح معي���اري متب���ادل‬ ‫ميارس ب�ي�ن االثنني‪ .‬وه���ذا بطبيعة احلال‬ ‫هو م���ؤدى اس���تحقاق الدس���اتري التوافقية‬ ‫ال�ت�ي تص���اغ وف���ق اعتب���ار صري���ح حلقوق‬ ‫خمتلف شرائح اجملتمع‪.‬‬ ‫التسامح يتحقق بالقانون‬ ‫قلت أثناء احملاضرة السجني أكثر تسامح‬ ‫وحاول���ت توضي���ح ذل���ك بوجود ع���دة قيم‬ ‫كاجلم���ال واألخ�ل�اق ولك���ن إال ت���رى إن‬ ‫الس���جن حب���د ذات���ه ميث���ل فكرة التس���امح‬ ‫باعتب���اره معط���ى مع���ريف يتع���رف في���ه‬ ‫الس���جني عل���ى املعن���ف مباش���رة وخيتلط‬ ‫بأن���اس تعرض���وا هل���ذا العنف؟ ف���كان رده‪:‬‬ ‫بالتأكي���د أن هن���اك س���بال أفض���ل وأق���ل‬ ‫بش���اعة من الس���جن والعنف لتمثيل فكرة‬ ‫التس���امح‪ ،‬رغ���م أن خلوة الس���جن قد تكون‬ ‫مناس���بة لتحقيق إجنازات على املس���تويني‬ ‫الفكري والنفسي‪.‬‬ ‫القانون جييز التس���امح عرب ترك مس���احة‬ ‫للعفو‪ ،‬لكنه ال يكره الضحية على التسامح‬ ‫م���ع جالده���ا‪ .‬الوع���ي والس���مو األخالق���ي‬

‫واإلحس���اس باملس���ؤولية الوطني���ة يف زمن‬ ‫العسرة مصادر متعددة ممكنة للتسامح‪.‬‬ ‫وممارس���ة التسامح االس���تعالئي يف سياق‬ ‫التعام���ل مع املارقني عن الش���رائع الدولية‬ ‫إمن���ا تعين احلد م���ن خروقات ته���دد وجود‬ ‫اجملتمع���ات املس���تعلى عليه���ا‪ ،‬إذ ليس���ت‬ ‫هن���اك مجاع���ة تبقى لزم���ن طوي���ل ما مل‬ ‫تكن حتظ���ر القت���ل والس���حل واالغتصاب‬ ‫والتعذي���ب واخلط���ف‪ ،‬ول���و مل جت��� ّرم‬ ‫اجملتمع���ات البش���رية ال�ت�ي صم���دت حتى‬ ‫يومنا هذا مثل ه���ذه اخلروقات هللكت قبل‬ ‫أن تتاح هلا فرص���ة االختالف‪ .‬ويف النهاية‪،‬‬ ‫لي���س للمجتمع ال���ذي تنته���ك فيه حقوق‬ ‫اإلنس���ان أن يع���ول كث�ي�را عل���ى حق���ه يف‬ ‫االختالف ألن مآل اس���تمراره يف انتهاكها‬ ‫أن يقضي عليه حبيث ال يعود جيد فرصة‬ ‫يف أن خيتلف مع أحد‪.‬‬ ‫ويتبدى أن للتسامح املعياري عالقة آصرة‬ ‫بالوع���ي املع���ريف‪ .‬آي���ة ذل���ك أننا ق���د نعرف‬ ‫أن مورث���ات املرء تس���هم يف تش���كيل قدراته‬ ‫الذهنية وأحواله النفس���ية‪ ،‬ويف استسالمه‬ ‫لرغابه وعجزه ع���ن مقاومة خماوفه‪ ،‬وقد‬ ‫نصبح بس���بب هذه املعرف���ة أميل إىل عذره‬

‫فيما يق���ر من أح���كام وجيرتح م���ن أفعال‪.‬‬ ‫وح�ي�ن تب�ي�ن دراس���ات يف عل���وم اهلندس���ة‬ ‫الوراثية أن النس���اء يش���بهن الرجال أكثر‬ ‫من أي ش���يء آخ���ر على وج���ه األرض‪ ،‬وأن‬ ‫التكوين اجليين لألعراق البش���رية متشابه‬ ‫يف أصوله حد التماه���ي‪ ،‬قد يعرف الذكر‬ ‫األبيض أنه ال حظوة جلنسه أو عرقه بأية‬ ‫امتي���ازات خاصة‪ ،‬وقد يتخل���ى عن نظرته‬ ‫الدوني���ة إىل اإلن���اث وامللون�ي�ن ويك���ف عن‬ ‫عمليات القمع اليت ميارسها ضد أي منهما‪.‬‬ ‫ولع���ل عالقة املعرف���ة بالوع���ي املعريف هي‬ ‫ما يفس���ر كون الع���زل واإلقصاء وتصفية‬ ‫احلس���ابات وس���ائر املمارس���ات الرافض���ة‬ ‫للتس���امح دأب م���ن يضيق أفقه وال يتس���ع‬ ‫ضمريه إال ملن يفكر على شاكلته ويذهب‬ ‫مذهبه‪ .‬غري أن هذا العالقة ليس���ت طردية‬ ‫دائم���ا‪ .‬ذل���ك أن األكث���ر حتض���را وعلم���ا‬ ‫واألكثر بدائية وجهال غالبا ما يكون أش���د‬ ‫تساحما وعفوا ممن هو أقل حتضرا وعلما‬ ‫وم���ن ه���و أق���ل بدائية وجه�ل�ا‪ ،‬ويب���دو يف‬ ‫الغال���ب األعم أنه ال أضي���ق فكرا وال صدرا‬ ‫من أنصاف املتحضرين وأنصاف املتعلمني‪.‬‬

‫‪03‬‬

‫ُ‬ ‫اجملاهد األكرب‬ ‫ُتونس‬ ‫أمحد الفيتوري‬

‫َ‬ ‫تارخيه���ا تحَ َ‬ ‫قق لتونس االس���تقرار ألس���باب عد ٍة‬ ‫ط���وال‬ ‫ِ‬ ‫ليس اجمل���ال هن���ا لتعدادها ‪ ،‬لك���ن اجلغرافي���ا حامسة يف‬ ‫كل االح���وال ‪ ،‬وه���ذا ال يع�ن�ي أن التاري���خ أعطاها جماال‬ ‫للنه���وض فكثريا ما عانت من اعص���اره ‪ ،‬وليس أقلها أنها‬ ‫بلد الدس���تور يف جنوب البحر املتوس���ط ويف عامل العربية‬ ‫على اخلصوص ‪ ،‬لكن هذا االجناز جعل للدستور حزباً هو‬ ‫أول من جعل الرئيس رئيسا مدى احلياة ‪.‬‬ ‫إذاً عل���ى تون���س م���ا بع���د ث���ورة ديس���مرب ‪ /‬يناي���ر مهمة‬ ‫حتقيق دستور مل يكن مثله يف البالد ‪ ،‬وأن يكون الدستور‬ ‫التوافق���ي عق���دا اجتماعيا ب�ي�ن كل الق���وى االجتماعية‬ ‫والسياس���ية ‪،‬هكذا فإنه���ا مهمة أن يكون الدس���تور أي أن‬ ‫يتحق���ق عل���ى أرض الواق���ع ‪،‬وأن تك���ون كل القوى اليت‬ ‫أجنزت هذه املهمة التارخيية عند مس���توى املهمة ‪،‬وكما‬ ‫يب���دو أن ح���زب النهضة يتحمل املس���ئولية األكرب يف أن‬ ‫ال يك���ون اجملاه���د األك�ب�ر من ح���ول الدس���تور اىل حزب‬ ‫الرئيس األبدى ‪.‬‬ ‫لقد حتققت الثورة بفضل كل الش���عب ‪ ،‬وكانت القوى‬ ‫الوطني���ة والدميقراطي���ة فاعل���ة يف هذه الث���ورة لكن ما‬ ‫بع���د الثورة ‪ ،‬ما بعد بن عل���ى عانت هذه القوى أكثر مما‬ ‫عانت قبل ‪،‬ومش���اركتها يف اجناز الدس���تور التونسي بني‬ ‫للجمي���ع وهذا يعن���ى أنها س���تواجه يف املس���تقبل القريب‬ ‫صعوب���ات مجة خاص���ة يف االنتخابات اليت عل���ى األبواب‬ ‫‪،‬انتخاب���ات م���ا بع���د بن عل���ي احلقيقي���ة ألنه���ا انتخابات‬ ‫الدس���تور ‪،‬وكم���ا ظهر منذ الب���دء أن هذه الق���وى تعاني‬ ‫من التش��� ُتت واالرتب���اك ‪ ،‬وأنه قد انقذه���ا من ذلك حلني‬ ‫اغتيال الشهيدين شكري والرباهمي ‪،‬ان الدستور كما هو‬ ‫اجناز كب�ي�ر يُثقل املهمة القادمة ألنه قد اتضحت معامل‬ ‫الطري���ق وتونس الغد تونس الس���بق ‪ :‬الس���باق مع النفس‬ ‫أوال وأخريا‪.‬وعلى تونس الدستور ادراك أنها دولة اقليمية‬ ‫يف اقليم فيه ليس للدولة فكاك من االقليم ‪ ،‬فالتداخل يف‬ ‫منطقتنا ليس كما يف مناطق اخرى هنا املش�ت�رك أكثر‬ ‫وه���و يثقل كل طرف به ويعيق حركته ‪ ،‬ودون حس���اب‬ ‫لذلك ليس مثة جمال للحركة فما بالك بالتقدم ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تونس كتبت‬ ‫دستورها ‪...‬‬ ‫هن���أ األمني الع���ام لألمم املتح���دة بان كي مون الش���عب‬ ‫التونس���ي بانته���اء مراح���ل صياغة الدس���تور وإطالقه يف‬ ‫موع���ده م���ع الظ���روف اليت مت���ر به���ا جترب���ة االنتقال‬ ‫الدميقراطي يف تونس ‪.‬‬ ‫الدس���تور التونس���ي اجلديد هو الثاني يف تاريخ البالد بعد‬ ‫دستور عام ‪ 1959‬لدولة االستقالل‪،‬‬ ‫وج���اء تقيي���م خ�ب�راء القان���ون اجيابي���ا يف جممله بش���أن‬ ‫الدس���تور اجلدي���د‪ ،‬إال ان اختي���ار نظام سياس���ي خمتلط‬ ‫يف نهاية املطاف ولد خماوف من أن يؤدي ذلك اىل ش���لل‬ ‫سياسي يف السنوات األوىل للدميقراطية الناشئة‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن النقائص املمكنة يف مش���روع الدس���تور‬ ‫اجلدي���د‪ ،‬ف���إن االنته���اء م���ن املصادق���ة عليه س���يعزز من‬ ‫فرصة تس���ريع االنتقال الدميقراطي يف البالد بسالس���ة‬ ‫كونه ميثل حجر األس���اس ضمن خارطة طريق شاملة‬ ‫جنبت البالد خطر احلرب األهلية واالنزالق اىل الفوضى‪.‬‬ ‫وحت���ى اآلن ينظ���ر اىل تون���س دولي���ا عل���ى إنه���ا إح���دى‬ ‫عالم���ات النج���اح للربيع العربي رغم اهل���زات اليت عرفها‬ ‫املس���ار االنتقال���ي بس���بب االغتي���االت السياس���ية وأعمال‬ ‫العنف بني احلني واألخر‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫سادات البدري رئيس اجمللس احمللي طرابلس ‪:‬‬

‫لست إخوانيا ‪..‬وال عالقة لي بتنظيم االخوان وليس كل من يضع حلية إخوانيا !‬

‫فاطمة غندور‬ ‫اجلزء األول‬

‫ميادين ‪ :‬م��ن أن��ت سيد س���ادات الطفولة‪..‬‬ ‫بعض من سريتك‬ ‫احمليط‪ ..‬تعليمك ‪ ..‬نرغبُ يف ٍ‬ ‫األوىل ل ٌقراءنا ؟‬

‫س��ادات عبد ال���رزاق حممد ال��ب��دري من مواليد‬ ‫طرابلس‪ 25‬أكتوبر ‪ 1953‬بشارع حلب املتفرع‬ ‫من شارع حسونة باشا بطرابلس ‪ ،‬والدتي ابنة‬ ‫الشيخ أمحد راسم باكري شيخ منطقة الظهرة‬ ‫‪ ،‬جدنا األول إبراهيم بو طبل أصله من ورفله‬ ‫‪ ،‬وال���دي ت���زوج وال��دت��ي وال�ت�ي ه��ي اب��ن��ة خالته‬ ‫(جدنا أبو طبل تزوج ام هاني باكري )‪ ،‬وعائلة‬ ‫البدري حسب تاريخ شجرة العائلة من منطقة‬ ‫شكشوك ‪ 170‬كليومرت جنوب طرابلس ‪،‬يف‬ ‫منطقة مصيدة استقر جدنا األول ‪ ،‬كنا نسمى‬ ‫يف ذلك الوقت ( أوالد بدر ) وال��د ووال��دة جدي‬ ‫ج���اءا اىل طرابلس وسكنا يف املدينة القدمية‬ ‫وعرفت‬ ‫ومنه تسلسلت ذرية العائلة بطرابلس ُ‬ ‫عائلتنا ب��ال��ت��ج��ارة ‪ ،‬وال����دي ك���ان ت��اج��ر لديه‬ ‫دك��ان بباب احل��ري��ة باملدينة القدمية ‪ ،‬كان‬ ‫ي��أخ��ذن��ي م��ع��ه اىل ب���اب احل��ري��ة وق��ت��ه��ا كانت‬ ‫احملالت تقفل أبوابها حباجز ‪ :‬عصا أو كرسي‬ ‫فقط ‪ ،‬كان دفء العالقة واالحساس باألمان‬ ‫عنواني األجواء يرتفع الصوت داعيا اىل الصالة‬ ‫فيخرج املصلون اىل جامع الزاوية الكبرية ومن‬ ‫اجلهة املقابلة كان سيدي عطية ‪ ،‬كنا أطفاال‬ ‫نلعب يف الشارع بيت عميت كان جبوارنا بيت‬ ‫السين املنتصر‪ ،‬وجرياننا عائالت ‪ :‬حسونة باشا ‪،‬‬ ‫الفساطوي ‪ ،‬العكرمي ‪ ،‬وعائلة بريون ‪ ،‬اعرف‬ ‫أن هناك ايطاليني يف حيينا ومل أرى يهودا ‪ ،‬وقد‬ ‫سكننا كان يف مدينة احلدائق ‪ 1961‬بالقرب‬ ‫من الظهرة ‪،‬وعمال بنصيحة أحد أصدقاء والدي‬ ‫ب��أن التحق باملدرسة اإلجنليزية ال�تي أسسها‬ ‫املعهد ال��ث��ق��ايف الربيطاني ( ‪) 1958 1957-‬‬

‫ه��و رئيس اجمللس احمللي لعاصمة البالد ‪ ،‬يس�ير يف ش��وارعها راجال أو بس��يارته وحيدا وقلم��ا رافقه أحد ‪ ،‬يفطر وقد يتن��اول غذائه يف مطاعم‬ ‫َي ُؤ ُمه��ا عام � ُة الناس ‪ ،‬س��ألت ُه وقد إلتقيت��ه صدفة يف إحداها أال ختاف ان خُتتطف ( كما رئيس احلكوم��ة ) أو ان يتم اغتيالك ( حفظك اهلل ) أو‬ ‫ان يتجرأ عليك بعض ش��بابنا املس��لحني ‪ ،‬رد ‪ :‬زي زي ( مثلي مثل ) الناس وكل ما ُقلتيه وارد وقد حيصل لي كما حيصل لغريي ويف أي مكان بييت‬ ‫أو خارجه‪ ...‬اس��تأذنته يف مقابلة ختص ميادين كان هو من إتصل وحدد املوعد ‪ ،‬وأثناء التس��جيل طلب الس��يد سادات أن انتظر واستمع معه اىل‬ ‫اعت��داءات م��ن جمهول�ين وصلت ح��د ارتكاب‬ ‫ما س��يجرى ‪ ...‬وكان أن دخل جمموعة من ش��باب ش��ارع املنص��ورة واجهتهم‬ ‫واخ�تراق حرم��ة املق�برة اإليطالية وأين‬ ‫جرمي��ة قتل أمام اعينهم يف صديق هلم وحرق س��يارتني وكس��ر باب‬ ‫الب��دري اىل القص��ة ودون مالحظات��ه‬ ‫يت��م دف��ن املوت��ي م��ن األجان��ب ( املقابل��ة لس��وق الثالثاء ) اس��تمع‬ ‫الشباب من حيرسون املقربة منذ سنتني‬ ‫وأرقام هواتف خبصوص إجراءات سيحاول اختاذها وبعضها اقرتاحها‬ ‫قضايا أو مش��اكل متأل املدينة يف هكذا‬ ‫‪ ...‬و ُعدن��ا اىل اللق��اء متوقع��ا أن يقطع لقاءن��ا يف أي حلظة أصحاب‬ ‫مرحلة صوتها األول السالح ‪....‬‬ ‫واليت ُتدرس باللغة اإلجنليزية واللغة العربية‬ ‫وكانت خمتلطة ‪ ،‬أحل والدي على فكرة تعليمنا‬ ‫‪ ،‬واقتصرت عالقيت مبهنة وال��دي كتاجر يف‬ ‫حترير املراسالت ‪ -‬منذ الثالثة عشر من عمري‬ ‫ اليت تتعلق مبن نستورد منهم البضائع ‪ ،‬وقد‬‫تعلمت الطباعة وان��ا صغري السن عند معلم‬ ‫طباعة إيطالي ‪ ،‬كانت امل��درس��ة اإلجنليزية‬ ‫خمتلطة ‪ ،‬وك��ان املدرسون العرب يدرسوننا‬ ‫اذك���ر منهم امل��رح��وم ‪ :‬امل��ه��دي احلجاجي ‪،‬‬ ‫وق��د حتصلت على ش��ه��ادة إمت���ام الثانوية‬ ‫اإلجن��ل��ي��زي��ة ‪ ، GC 1970‬ث��م التحقت‬ ‫ب��اجل��ام��ع��ة ب��ط��راب��ل��س ك��ل��ي��ة ال�ترب��ي��ة‬ ‫قسم اللغة اإلجنليزية وعلم النفس‪ ،‬يف‬ ‫السنة الثانية م��ن دراس�ت�ي مت توجيهنا‬ ‫م��ن قبل اجلامعة ل��ل��دراس��ة بربيطانيا‬ ‫ج��ن��وب��ا ‪،‬ب��ال��ن��س��ب��ة ل��ي ك��ان��ت ال��دراس��ة‬ ‫باللغة اإلجنليزية سهلة ميسرة ألن‬ ‫شهادتي الثانوية من املعهد اإلجنليزي ‪.‬‬ ‫يف البداية كانت األجواء غريبة بالنسبة‬ ‫ل��ي ف��أن��ا ق���ادم م��ن امل���درس���ة اإلجن��ل��ي��زي��ة‬ ‫وليس الثانوية ‪ ،‬وكانوا اغلبهم ملتحقني‬ ‫بالتعليم الرمسي احلكومي ‪ ،‬كانوا رفقيت‬ ‫يف الدراسة بالكلية منهم ‪ :‬عبدالرزاق بريش‬ ‫‪ ،‬حسن بي ‪ ،‬عبد اجمليد بريش ‪ ،‬سامي الرايس‬ ‫‪ ،‬خالد عرييب ‪ ،‬منهم من سافر وعاش باخلارج‬ ‫‪ ،‬اجلميل يف الدراسة اجلامعية هو وجود طالب‬ ‫م��ن ك��ل احن��اء ليبيا تعرفنا عليهم وبعضهم‬ ‫كانوا أصدقاء ‪ ،‬ومن ثم كان التحاق الطالبات‬ ‫وق��د تعرفت على زوج�تي من عائلة العزابي (‬ ‫أمازيغية من زواره ) يف أيام الدراسة اجلامعية‬ ‫‪ ،‬وسأشري هنا اىل طالب درسوا معي امازيغ ومل‬ ‫أعرف بذلك إال ُمؤخرا ‪ ،‬كنت أقرأ كتب دينية‬ ‫الطابع كانت سائدة وقتها ‪ ،‬وقرأت أيضا سلسلة‬

‫‪ 1989‬معسكر أم سنينة‪،‬اجنامينا‪ ،‬تشاد – مع النقيب نصر الدين كرموس‬

‫اجل����زائ����ر ‪ ،‬ضد‬ ‫أمل���ان���ي���ا ‪ ،‬ثم‬ ‫ح�����������������رب‬ ‫‪1 9 6 7‬‬ ‫اليت غريت‬ ‫م����������������ن‬ ‫م��س��ار‬

‫كتب للمفكر امل��ص��ري د‪ .‬مصطفى حممود ‪،‬‬ ‫كانت تصلين ال��دوري��ات األجنبية كمشرتك‬ ‫مب��ك��ت��ب��ة ال��ف��رج��ان��ي ب‪ 24‬دي��س��م�بر‪ ،‬أت��ذك��ر‬ ‫م��داوم�تي على ال��ق��راءة األسبوعية لـ نيوزويك‬ ‫وأتابع السياسة العاملية ‪ ،‬وأتذكر تتبعي حلرب‬ ‫فيتنام واملراسالت الصحفية خبصوصها ‪.‬‬

‫ميادين ‪ :‬منحى العمل السياسي يف حياتك ما‬ ‫مالحمه األوىل ‪...‬؟‬

‫ما من منحى سياسي لعائليت ولكن كنا داخل‬ ‫احلراك السياسي مع القضايا اليت كانت تدور‬ ‫وقتها ‪،‬و أتذكر ان جدي لوالدتي امحد راسم‬ ‫باكري ومعه جمموعة من شخصيات بطرابلس‬ ‫اتفقوا على العمل على مساندة الثورة اجلزائرية‬ ‫وق��د ت���راس ج��دي جلنة ال��ت�برع��ات م��ع الشيخ‬ ‫حممود صبحي ‪ ،‬وحممد بن طاهر ‪ ،‬واهل��ادي‬ ‫املشريقي ‪ ،‬والسفارة اجلزائرية كانت تكرمهم‬ ‫كل سنة واعتقد اىل اعوامنا هذه ‪ ،‬يف األعياد‬ ‫مثل عيد األضحى يتم مجع اجللود ‪ ،‬والتربعات‬ ‫من الذهب اىل املال اىل املالبس ‪ ،‬وكانت املزادات‬ ‫العلنية جلمع التربعات حتى الدورات التعليمية‬ ‫يف خم��ت��ل��ف اجمل������االت ك���ان���ت ت���ذه���ب أم����وال‬ ‫االشرتاك فيها اىل الشعب اجلزائري‪ ،‬ولدت يف جو‬ ‫وطين قومي مملوء محاسة ‪ ،‬ففي اخلمسينيات‬ ‫كان صدى ثورة اجلزائر يف شوارعنا ‪ ،‬ثم كانت‬ ‫املظاهرات منها ضد احلكم امللكي ‪ ،‬ضد فرنسا يف‬

‫ال��ش��ع��ب ال��ع��رب��ي ون��ه��ج��ه وم��واق��ف��ه السياسية‬ ‫ك��ان��ت ه��زة ك��ب�يرة ‪ ،‬فأغلب ال��ن��اس مشبعون‬ ‫بالفكر الناصري (ناصريني ) وحصل انقسام يف‬ ‫اآلراء بني من معه ومن ضده ‪ ،‬وطلعت أحزاب‬ ‫ج��دي��دة ‪ ،‬وخ��رج��ت ح��رك��ة ال��ق��وم��ي�ين ال��ع��رب‬ ‫ومت إلقاء القبض على بعض عناصرها (‪)106‬‬ ‫وم��ن��ه��م د‪.‬حم���م���ود امل��غ��رب��ي اول رئ��ي��س وزراء‬ ‫لليبيا بعد االن��ق�لاب ‪ ، 1969‬وأيضا عزالدين‬ ‫الغدامسي ‪ ،‬وخ��ال��ي ص�لاح باكري وجمموعة‬ ‫أخ����رى م��ن ال��وط��ن��ي�ين ‪ ،‬وق���د اط��ل��ق س��راح��ه��م‬ ‫فيما بعد بل إن بعضهم مل يكمل سين احلكم‬ ‫الصادر حبقه ‪ ،‬حرب االستنزاف يف مصر فقد‬ ‫ك��ان اجليش املصري يعرب القناة ‪ ،‬وأيضا مع‬ ‫منتصف الستينيات انطالق الثورة الفلسطينية‬ ‫املسلحة ال�تي ب���دأت م��ن س��وري��ا ث��م اىل األردن‬ ‫كنت كشاب متحمس متابع ملا حيصل بشغف‬ ‫وحينما ج��اءت معركة ال��ك��رام��ة سنة ‪1968‬‬ ‫انتصرت فيها املقاومة الفلسطينية بالتعاون مع‬ ‫اجليش األردن���ي على االسرائليني ‪ ،‬وق��د كان‬ ‫االع�ل�ام بصوته ال��ق��وي وك���ان مكتب منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية بطرابلس فاعال ونشطا ‪،‬‬ ‫يف بداية سنة السبعني كنت يف الشهادة الثانوية‬ ‫قررت خفية أن أذهب اىل األردن ‪ ،‬وقد حصلت‬ ‫على التأشرية من السفارة األردن��ي��ة وسافرت‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫‪05‬‬

‫يف ذاكرتي أن جمموعة من الليبني احنرطوا قبلي يف جبهة النضال الفلسطيين ونفذوا عملية‬ ‫تهريب س�لاح بواسطة سيدة ليبية ش��جاعة اعتقد لقبها ( بن حليم ) حيث مت اختطاف طائرة‬ ‫من بريوت‪...‬‬ ‫اىل عمان ‪ ،‬وانضممت اىل جبهة نضال الشعب‬ ‫الفلسطيين ك��ان��ت ال��ق��ي��ادة م��وح��دة وات��ذك��ر‬ ‫كيف استقبلين سائق التاكسي وال��ذي يعمل‬ ‫باجلبهة وأثنى على الشعب اللييب ‪ ،‬فقلت له أنا‬ ‫هنا ألخنرط مع اجملاهدين ‪،‬كنت شابا صغريا‬ ‫فأخذتهم الرأفة بي ووجهوني للقسم اإلعالمي‬ ‫ب��أح��د امل��ك��ات��ب يف ع��م��ان وص���رت أحل عليهم يف‬ ‫حت��وي��ل��ي وان��ت��ق��ال��ي اىل اجل��ب��ه��ة ‪ ،‬وق���د عشت‬ ‫وت��درب��ت معهم وات��ق��دم ص��وب بعض األماكن‬ ‫لكنهم كانوا يبعدونين عندما يعربون النهر اىل‬ ‫الضفة األخرى‪ ،‬اىل أن جاء والدي وحلق بي بعد‬ ‫حوالي شهر مما شجعهم على إقناعه بأن علي‬ ‫ال��ع��ودة ألكمل دراس�ت�ي فعدت م��ع وال���دي عن‬ ‫طريق ب�يروت ‪ ،‬ع��دت اىل امل��درس��ة اإلجنليزية‬ ‫وقد كنت متفوقا‪ .‬ويف ذاكرتي أن جمموعة‬ ‫من الليبني احنرطوا قبلي ونفذوا عملية تهريب‬ ‫سالح بواسطة سيدة ليبية شجاعة اعتقد لقبها‬ ‫( بن حليم ) حيث مت اختطاف طائرة من بريوت‬ ‫بتحويل وجهتها اىل اليونان ‪،‬تلك السيدة ارتدت‬ ‫فستان زفاف واستطاعت تنفيذ املهمة فوقتها مل‬ ‫تكن األجهزة يف املطارات دقيقة كما هي اليوم‬ ‫‪ ،‬املنظمة كانت ج��ذوره��ا يف فلسطني وقادها‬ ‫املناضل الزعيم بهجت غربيه شيخ اجملاهدين‬ ‫الفلسطينني ( ق��دم��ت ق��ن��اة اجل��زي��رة س�يرت��ه )‬ ‫وكان يف احدى املرات مع املناضل الكبري عزالدين‬ ‫القسام فجرح يف معركة ضد االسرائليني يف‬ ‫القدس ‪ 1948‬وقد استشهد فيها القسام ‪ ،‬مرة‬ ‫أخرى أخذتين محاسة الشباب وفورتهم وسافرت‬ ‫اىل ب�ي�روت ‪ 1973‬قبل خت��رج��ي م��ن اجلامعة‬ ‫حني انتقلت املقاومة الفلسطينية اىل هناك وقد‬ ‫حضرت صدفة حرب ‪ 6‬أكتوبر ‪ ،‬بقيت لثالثة‬ ‫أشهر ‪ ،‬شهر قبل أكتوبر ‪ ،‬وسين كان مناسبا‬ ‫كمتدرب على السالح ‪ ،‬فقد مسحوا لي بالنزول‬ ‫يف امل��واج��ه��ات ص���ارت ب��ال��ب��ق��اع ك��ان��ت األج���واء‬ ‫م��رع��ب��ة ‪ ،‬ان��ت��ش��ار ال��ق��ن��اص�ين م��ث�لا أت��ذك��ر يف‬ ‫احدى املرات وكنا باملعسكر فحاولوا مداهمتنا‬ ‫بطائرات هيلكوبرت فواجهناهم ومنعناهم من‬ ‫االق�ت�راب ‪ ،‬يف سنة ‪ 1971‬زارن���ي يف طرابلس‬ ‫بعض من قيادات اجلبهة الفلسطينية الدكتور‬ ‫الذي استلم القيادة بعد بهجت غربيه ( حياول‬

‫تذكر إمسه ) بقيت يف ب�يروت يف شقة الوالد‪،‬‬ ‫ويف نفس العمارة ك��ان يسكن رئيس اجلبهة‬ ‫الشعبية نايف حوامته ( أتذكر حكوا لي عن‬ ‫حادثة تفجر ذخرية وضعها (مجاعتنا ) ضربت‬ ‫سقف شقته ولكن مل يتضرر أحد ) بالنسبة لي‬ ‫رجعت بعد ثالثة أشهر ألعاود دراسيت اجلامعية‬ ‫‪.‬‬ ‫يف تلك الفرتة كانت اخلارجية نظرا الحتياجها‬ ‫وظ��ف��ت خ��رجي��ي اجلامعة وال��ذي��ن ختصصهم‬ ‫اللغة اإلجنليزية حتديدا وكانت ترحب بهم‬ ‫وحتيلهم اىل املعهد الدبلوماسي للدراسة فأغلب‬ ‫دفعيت التحقوا باخلارجية وحت��ول��وا فيما بعد‬ ‫اىل س��ف��راء ‪ ،‬وك��ان��ت ه��ن��اك قصة ختصين إذ‬ ‫ق��ررت أن ألتزم أدبيا فاجلامعة كانت تعطينا‬ ‫منحة ثالثني دينار بشرط أن نعمل بالتدريس‬ ‫ألربع سنوات كنا نوقع عقدا بذلك ‪ ،‬ودوناً عن‬ ‫ك��ل رف��اق��ي ذهبت وق��دم��ت أوراق���ي يف مراقبة‬ ‫تعليم طرابلس وق��د فرحت حني مسعت بأني‬ ‫تعينت يف مدرسة عقبة بن نافع وظننت أنها يف‬ ‫الظهرة ( شارع قريب) ولكين عرفت الحقا أنها‬ ‫مدرسة يف القاعدة العسكرية ‪ ،‬وكان علي أن‬ ‫أدرس عسكريني لكنين مل أحتمل عدم التزامهم‬ ‫فبعضهم حيضر يوما مت يغيب عشرة ‪ ،‬يوم ادرس‬ ‫طالب واحد ‪ ،‬ويوم عشرة فقط ‪ ،‬فخاطبت املدير‬ ‫وقلت له ال ميكنين أن أؤدي دوري بشكل جيد‬ ‫وانتقلت اىل مدرسة يف طريق الفرناج وكانت‬ ‫سابقا معسكر اجنليزي درس��ت فيها لشهرين‬ ‫معلمني ثم تفاجأت خبرب دخول مهامجني من‬ ‫أجهزة االستخبارات الليبية واعتدوا على املدير‬ ‫لسبب سياسي ي��ب��دو أن��ه أب���دى وج��ه��ة نظر أو‬ ‫ما شابه ذلك ‪ ،‬احسست بأن هناك مناخ فوضى‬ ‫وعنف ال حيرتم العاملني ‪ ،‬فرتتها كان خطاب‬ ‫القذايف بصوته احملرض على العنف جتاه كل‬ ‫من خيالفه ‪ ،‬كنت شابا وقتها واخذتين الغرية‬ ‫والغضب مما حيصل ‪ ،‬وزاد من ذلك ما جرى يف‬ ‫‪ ( 1973‬اعتقد اجلميع أن القذايف سيستقيل‬ ‫لكنه فاجأ اجلميع بنقاطه اخلمس يف زواره )‬ ‫كنا يف طور حتول اجلامعة اىل ثكنة عسكرية‬ ‫حيث سنبدأ التدريب العسكري‪ ،‬ادخلوا الضباط‬ ‫ومحلوا االسرة بدل املقاعد اىل حرم اجلامعة ‪،‬‬

‫‪ 29‬نوفمرب ‪ 2005‬االسكندرية ‪ -‬لقاء مع السيد أمحد الزبري السنوسي واملقدم طيار بشري الثين‬

‫‪ 23‬أغسطس ‪ 2011‬معسكر باب العزيزية‪ ،‬مع مراسل اجلزيرة عبد العظيم حممد وصالح احلراري‬ ‫سنتها تعرفت على الضابطني ال��ذي��ن أُرس��ل��وا‬ ‫ل��ت��دري��ب��ن��ا يف اجل��ام��ع��ة ‪ :‬ص�ل�اح ح����داده وعلى‬ ‫العباني أتذكر أنهم من الضباط الذين عملوا‬ ‫على أن جيعلونا نقتنع أن التدريب أم��ر البد‬ ‫منه فرضه النظام‪ ،‬فحاولوا أن جيعلوه ما يشابه‬ ‫ممارسة رياضية ‪ ،‬وأذكر أن عالقتنا معهم مل‬ ‫تكن عالقة ضابط جبنوده بل كانوا كزمالء‬

‫أحل والدي على فكرة‬ ‫تعليمنا ‪ ،‬واقتصرت‬ ‫عالقيت مبهنة والدي‬ ‫كتاجر يف حترير املراسالت‬ ‫اليت تتعلق مبن نستورد‬ ‫منهم البضائع‬ ‫أو كأصدقاء وكنا شبابا صغارا ‪ ،‬ويف يوم من‬ ‫األيام مجعونا وكنا حنمل سالحا على أكتافنا‬ ‫بال ذخرية وأمرونا أن نستعد للزحف واحتالل‬ ‫اإلذاع����ة ‪ ،‬صعدنا يف س��ي��ارت�ين وبتنا ليلة ويف‬ ‫اليوم التالي جاءنا بوزيد دوردة وألقى خطبة‬ ‫عصماء من شرفة اإلذاع��ة ثم تفاجأنا بدخول‬ ‫دفعة م��ن عمال امليناء يهتفون ومل نفهم مل��اذا‬ ‫؟ وب��دا وك��أن برنامج ق��د مت التخطيط ل��ه ال‬ ‫نعلمه ف��إذا بالصحافة ون��اس أخ��ري��ن ميلؤون‬ ‫امل��ك��ان وت��ع��دوا على بعض امل��وظ��ف�ين حتى أني‬ ‫رأيت أحدهم خيرج والدماء تنزف من وجهه ؟‬ ‫ذلك اليوم أربكين وأربك تفكريي ما لذي حيصل‬ ‫؟ه��ل ه��ذه دول��ة حت�ترم نفسها وشعبها ؟ ماهذا‬ ‫اخللط واللغط ! حنن نعيش مسرحية قبيحة‬ ‫‪ ،‬يف ‪ 1974‬ق���ررت اخل���روج إلك��م��ال دراس�تي‬ ‫و‪ 1975‬تزوجت ‪،‬يف بريطانيا كان زوج شقيقيت‬

‫ع��ب��دال��غ�ني ال���ب���دري ي���درس ه��ن��اك ف��س��اع��دن��ي‪،‬‬ ‫وال��ت��ح��ق��ت ب��ال��دراس��ة ‪ ،‬ال��س��ن��ة األوىل حصلت‬ ‫على الدبلوم لكنين مل أحتمل سنة الغربة ومل‬ ‫أكمل املاجستري فقررت ال��ع��ودة ع��ام ‪، 1967‬‬ ‫واشتغلت يف شركة الربيقة لتسويق النفط‬ ‫قسم التدريب ك��ان املقر يف ميدان القادسية‪،‬‬ ‫كان مدير اإلدارة عمر بازين من نالوت ‪ ،‬وكان‬ ‫رئ��ي��س جملس اإلدارة رج��ل ف��اض��ل ه��و السيد‬ ‫علي عبدالسالم الفيتوري زوج السيدة الكرمية‬ ‫فوزية سيالة عملت لثالث سنوات وقد شكلت لي‬ ‫سنوات خربة جيدة ‪ ،‬اذكر أن خمتصا فلسطينيا‬ ‫دربين بإخالص وأخذ بيدي ‪،‬امسه حفص السقا‬ ‫‪ 1979 ،‬جاءت مرحلة التجنيد االجباري أتذكر‬ ‫ح��ال��ة م��ن ال��ب��ؤس س���ادت يف ال��ب�لاد أت��ذك��ر أن‬ ‫التدريب بالقطاع النفطي مت إيقافه ‪،‬وكنا قبلها‬ ‫اعتمدنا برناجما تدريبيا أن يتحصل املوظف‬ ‫على دورة كل سنتني لتأهيله والدفع مبستواه‬ ‫‪ ،‬كنا قد فتحنا جم��االت التدريب يف قربص‪،‬‬ ‫مصر ‪ ،‬ب�يروت ‪ ،‬ودورات متقدمة يف بريطانيا‬ ‫وقد استفاد املوظفون منها ‪ ،‬كان فيه تعاون مع‬ ‫بنغازي ‪،‬اىل عام ‪ 1979‬طلبت من السيد رئيس‬ ‫جملس اإلدارة اذنا إلجازة بدون راتب إلكمال‬ ‫دراس�ت�ي العليا ( املاجستري) فتم رف��ض طليب‬ ‫حبجة االحتياج اىل دوري يف قسم التدريب ‪،‬‬ ‫ف��ق��ررت اهل��رب بعد أن حصلت على التأشرية‬ ‫‪ ،‬س��اف��رت م��ع عائليت وق���ررت ت��أج�ير سكين يف‬ ‫طرابلس لكي ميدني مبا يكفل ضرورات حياتي‬ ‫وأسرتي يف بريطانيا‪..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــ‬

‫يف اجلزء الثاني سريوي سادات البدري‬ ‫ قصة االلتحاق جببهة اإلنقاذ‪ ...‬اجلناح العسكري‪...‬‬‫ثم احتاد الطالب الليبني يف اخلارج ‪.‬‬ ‫ موقفه من الثورة أول انطالقها ‪...‬وعالقته باإلخوان‬‫املسلمني ‪..‬‬ ‫ ورده ح��ول ‪ :‬االت��ه��ام��ات املالية م��ن رئ��اس��ة ال���وزراء‬‫‪...‬وموقفه من خروج املليشيات املسلحة من طرابلس ‪..‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫مرشحات جلنة الستني للدائرة األوىل يف طربق ودرنة والقبة‬ ‫يتحدثن مليادين عن رؤيتهن للدستور‬

‫احلسني املسوري‬

‫حنان ابريك‬ ‫اختذت قرار ترش���حي النتخابات جلنة الس���تني‬ ‫عندم���ا علم���ت أن مدين�ت�ي مل يرتش���ح منها احد‬ ‫وواف���ق أهل���ي مباش���رة عل���ي رأي باخلص���وص‬ ‫وكذل���ك وجدت تش���جيع من األصدقاء ونس���اء‬ ‫املدينة رؤيتك للدستور بشكل عام انه العقد بني‬ ‫الرئيس والشعب وهو الذي حيدد به نقاط مهمة‬ ‫م���ن ضمنه���ا ش���كل الدول���ة ونظامه���ا واحلقوق‬ ‫والواجبات أما بالنس���بة لرؤييت لوضع الش���ريعة‬ ‫اإلسالمية يف الدستور باعتبارنا مجيعا مسلمني‬ ‫واحلمد اهلل أنها املصدر الرئيس���ي للتشريع علي‬ ‫اعتب���ار أن هناك مواثي���ق واتفاقيات دولية جيب‬ ‫احرتامه���ا ألنن���ا ج���زء من الع���امل ونظ���ام احلكم‬ ‫ال���ذي أري���د أن ين���ص عليه الدس���تور جيب يتم‬ ‫اختياره من خالل استطالع الرأي للشعب اللييب‬ ‫ال���ذي قامت به بعض املراكز واألحباث العلمية‬ ‫وما أراه من وجهة نظري أن النظام الربملاني هو‬ ‫األفضل وهو الذي يتمش���ي مع الشعوب العربية‬ ‫أما أس���لوب احلكم احملل���ي الذي تري���د أن ينص‬ ‫عليه الدس���تور هو نظام احملافظات املدسرت حلل‬ ‫مش���كلة املركزية بالنس���بة حلقوق امل���رأة اليت‬ ‫جي���ب أن ين���ص عليه���ا الدس���تور ح���ق املواطنة‬ ‫وال���ذي يكف���ل هل���ا تس���اوي احلقوق م���ع الرجل‬ ‫باإلضاف���ة إلي حقوقها السياس���ية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية ‪.‬‬ ‫ه���دى لياس مرش���حة ع���ن مدينة درن���ة ‪ :‬دولة‬ ‫مدنيه متوافقة مع الشريعة اإلسالمية‬ ‫اختذت قرار ترش���حي النتخابات جلنة الس���تني‬ ‫رغبة لي يف املس���اهمة يف أهم مراحل اس���تحقاق‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير املباركة وتعديل مس���ارها الن‬ ‫ما ج���رى يف تل���ك الث���ورة باعتب���اره ث���ورة تبنت‬ ‫مطال���ب منه���ا الكرام���ة اإلنس���انية واحلري���ة‬ ‫والعدالة االجتماعي���ة ‪ ،‬وال تتحقق تلك املطالب‬ ‫إال أن تصاغ مسودة دستور ملزمة وفقا لتطلعات‬ ‫كاف���ة مكونات الش���عب اللييب ملتزم���ة باملعاير‬ ‫الدولية للحقوق اإلنس���ان وأمال بأن يعم األمان‬

‫ال اح��د ينك��ر الدور الكبري ال��ذي لعبته املرأة الليبي��ة خالل ثورة ‪17‬فرباير حيث كانت مبادرة وش��جاعة ورغم س��قوط‬ ‫نظام املقبور إال أن نضال املرأة الليبية مل يتوقف جتاه حماوالت إقصائها وتغيبيها والن الدستور هو الضمان الرئيسي‬ ‫للحقوق يف الدولة فان اس��تحقاق كتابته قد حان فما هي رؤية املرش��حات للجنة الس��تني للدستور بشكل عام وحلقوق‬ ‫املرأة بشكل خاص ميادين التقت املرشحات ونقلت رؤيتهن للدستور‬ ‫حنان أبريك مرشحة من مدينة درنة ‪ :‬حق املواطنة يكفل للمرأة التساوي مع الرجل‬

‫قدرية عثمان‬ ‫واالس���تقرار يف بلدنا احلبيب بوجود ‪ ،‬ذلك العقد‬ ‫االجتماع���ي التوافقي املل���زم للحاكم واحملكوم‬ ‫ب���إذن اهلل حي���ث إن���ا ش���روط الرتش���ح ال تتطلب‬ ‫أش���خاص متخصصني بعينهم الن سوف تشكل‬ ‫جلان من ذو االختصاص واملش���ورة ‪ .‬وأنا الرغبة‬ ‫والني���ة للمس���اهمة يف التغ�ي�ر موج���ودة فعندما‬ ‫توجد النية س���وف يكون لالجته���اد نصيب بأذن‬ ‫اهلل تع���اىل بالنس���بة للعائل���ة لي���س غري���ب على‬ ‫عائل���ة تارخيها النضالي ضد العهد الس���ابق بكل‬ ‫ما حيمله م���ن ظلم أال أن تؤيدن���ي للوصول اىل‬ ‫م���ا نتطل���ع إلي���ه ويتطل���ع ل���ه كل مواطن حر‬ ‫أم���ا بالنس���بة لزوج���ي فه���و ل���ه ال���دور الكبري يف‬ ‫مساندتي وتش���جيعي وبالنسبة لألصدقاء لقيت‬ ‫من بعضهم االجيابية واملس���اهمة يف االنتخابات‬ ‫والدعاء لي بالتوفيق ‪ ،‬والبعض األخر ال يرغبون‬ ‫يف املشاركة بس���بب إحباطهم وغيبت أماهلم يف‬ ‫انتخابات املؤمتر الوطين ‪.‬‬ ‫رؤي�ت�ي للدس���تور بش���كل ع���ام أتطل���ع إىل وجود‬ ‫دول���ة مدنيه متوافقة مع الش���ريعة اإلس�ل�امية‬ ‫يكون فيها الدستور مبثابة وثيقة مشوليه تشمل‬ ‫قوان�ي�ن تب�ي�ن اختصاص���ات وتنظي���م احلري���ات‬ ‫ألعام���ه وعالق���ة اإلفراد م���ع ألدول���ه واحلد مع‬ ‫س���لطة الدولة‪ ،‬وحتديد حقوق واجباتهم ‪,‬كما‬ ‫جيب أن تنظر تلك القوانني بالدرجة األوىل اىل‬ ‫إدارة وتطلع���ات الش���عب الذي تن���ادى بها خالل‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر وه���ي كرامة املواط���ن اللييب‬ ‫وحتقيق احلرية والعدالة االجتماعية واملساواة‬ ‫وان ال نتجاه���ل احلوار الوط�ن�ي ‪،‬أن أول خطوات‬ ‫الدستور هو احلوار اجملتمعي وإذا رجعنا اىل أول‬ ‫وثيقة دستوريه وهي وثيقة املدينة أو الصحيفة‬ ‫اليت أعدها الرس���ـــول عليه الصالة والسالم فقد‬ ‫تزامن���ت تلك الوثيق���ة مع بناء املس���جد واملؤاخاة‬ ‫ب�ي�ن املهاجري���ن واألنص���ار وح���دد فيه���ا عالقة‬ ‫املس���لمني باليه���ود واألدي���ان األخ���رى وعالق���ة‬ ‫املس���لمني فيم���ا بينهم بذل���ك نرى برغ���م وجود‬

‫هدى لياس‬ ‫القرءان اعد الرس���ول الكري���م عليه أفضل صالة‬ ‫وسالم هذه الوثيقة مبثابة وضع آلية تنظيمية‬ ‫للمعامالت لتلك العالقات اليت نص عليها الدين‬ ‫اإلس�ل�امي وال���ذي نتمن���اه أيض���ا أن نس�ي�ر على‬ ‫ه���ذا النهج لتنظي���م حياتنا حت���ى ال نتنازع على‬ ‫احلق���وق أو كما قال العل���ى القدير )وَال َت َنا َز ُعوا‬ ‫حي ُك ْم(‪(46‬األنفال)‬ ‫َف َت ْف َش ُلوا َو َت ْذ َه َب ِر ُ‬ ‫رؤي�ت�ي لوض���ع الش���ريعة اإلس�ل�امية أرى أن‬ ‫الش���ريعة ه���ي مص���در رئس���ي وأساس���ي وفوق‬ ‫الدس���تور الن الدين اإلس�ل�امي هو دين يتماشى‬ ‫مع كل زمان ومكان ‪ ،‬ولذلك كان أخر األديان‬ ‫يوجد اختالف يف بعض اآليات من حيث التفسري‬ ‫وهن���ا يأت���ي دور الفق���ه واالجته���اد االجياب���ي أو‬ ‫احلكم���ة حيث يقول رس���ولنا الكريم يف احلديث‬ ‫النب���وي (احلكم���ة ضالة املؤمن أن���ى وجدها فهو‬ ‫أح���ق بها ‪ ).‬وإما ما خي���ص احلدود فهي واضحة‬ ‫وصرحية يف الشريعة كذلك أرى بأن الشريعة‬ ‫اإلس�ل�امية ال جي���ب أن تك���ون حم���ل ج���دال أو‬ ‫تس���ابق من قب���ل أي أفراد هلم عالقة بالسياس���ة‬ ‫إلرضاء أطراف وجيب كذلك أن ال يتاجر بهذه‬ ‫القضي���ة ‪ ،‬خوفا من التنازع والبعد عن الش���ريعة‬ ‫‪. .‬‬ ‫بالنس���بة لنظام احلك���م اعتق���د أن كل نظام له‬ ‫عيوب���ه ومميزاته ‪ ،‬املهم هنا أي من أنظمة احلكم‬ ‫تتماش���ى مع طبيعتن���ا وتركيبتن���ا االجتماعية‬ ‫وكذل���ك مدى االلت���زام مبب���ادئ الدميقراطية‬ ‫‪،‬والس���يما لتجربتنا األوىل يف الدميقراطية غري‬ ‫مبش���رة ففي أنظام الرئاسي هناك استقالل تام‬ ‫ب�ي�ن الس���لطة التش���ريعية والس���لطة التنفيذية‬ ‫حي���ث ينتخ���ب الناخب���ون نوابه���م يف اهليئ���ة‬ ‫التش���ريعية ‪ ،‬مثلم���ا ينتخب���ون الرئي���س ال���ذي‬ ‫غالب���ا م���ا يكون عض���و معارض حل���زب األغلبية‬ ‫يف الربملان هذا يعنى تفرد الرئيس بالس���لطة أما‬ ‫النظ���ام الربملاني ‪:‬ينتخب فيه املواطنني ممثليهم‬ ‫ونوابه���م يف اجله���از التش���ريعي ال���ذي يس���مى‬

‫مريم الشاعري‬ ‫جمل���س الش���عب أو الش���ورى ‪ ،‬ثم خيت���ار هؤالء‬ ‫النواب ش���خصا يكون رئيس للوزراء وعادتا يكون‬ ‫هذا الش���خص رئيس حلزب األغلبية يف اجمللس‬ ‫ويقوم���وا ه���ؤالء الن���واب مبحاس���بة احلكوم���ة‬ ‫ووزرائها وس���حب الثقة منها كما ميكن اختيار‬ ‫شخصية رمزية سيادية شرفية لوحدة الوطن ‪،‬‬ ‫تكون متمثلة أما يف رئيس دولة أو ملك من قبل‬ ‫الش���عب وان كانت متمثل���ة يف رئيس باإلضافة‬ ‫اىل ش���كل النظ���ام الربملاني يكون ه���ذا النظام يف‬ ‫صورة نظام حكم مش�ت�رك مثل فرنسا وان كان‬ ‫هناك ملك تس���مى (نظام امللكية الدستورية ) قد‬ ‫يتمتع فيها امللك مبقتضى الدس���تور بصالحيات‬ ‫تش���ريعية وتنفيذية حم���دده حيث يق���دم امللك‬ ‫النص���ح للحكومة مع خضوعه لس���يطرتها كما‬ ‫يف بريطانيا واليابان واس���بانيا حيث يس���ود امللك‬ ‫وال حيك���م ولك���ن يف بع���ض البل���دان العربي���ة‬ ‫ال�ت�ي يوجد فيه���ا نظم ملكية يتج���اوز فيها امللك‬ ‫صالحي���ات احلكوم���ة كم���ا يف األردن واملغ���رب‬ ‫حيث يس���ود املل���ك وحيكم ش���خصيا أؤيد النظام‬ ‫الربملاني ‪،‬على أن يقيد الدستور رئيس احلكومة‬ ‫ح�ي�ن ال يق���وم ب���أداء وإجابت���ه يك���ون النصاب أو‬ ‫التصوي���ت بإقالت���ه بنص���ف األعض���اء ‪ 1 +‬وليس‬ ‫كما يف اإلعالن الدس���توري الذي أعده اجمللس‬ ‫االنتقال���ي بان ال يقال رئي���س احلكومة إال ‪130‬‬ ‫صوت فهذا يعطى رئيس الوزراء إحس���اس بعدم‬ ‫املب���االة باعتم���اده عل���ى األغلبي���ة املؤي���دة ل���ه يف‬ ‫الربمل���ان والنظر اىل املصلح���ة العامة أن مل تكن‬ ‫نابع���ة من أحساس���ة باملس���ؤولية ع���دم االهتمام‬ ‫أرى أن يك���ون النص���اب أكث���ر تقي���د وان يك���ون‬ ‫النصاب اقل من ذلك ‪. .‬‬ ‫بالنس���بة ألس���لوب احلك���م احمللي ال���ذي أريد أن‬ ‫ين���ص عليه الدس���تور ش���خصيا ال أؤي���د احلكم‬ ‫الش���مولي املرك���زي وأؤي���د الالمركزية حتت‬ ‫أي مس���مى س���واء كان���ت نظ���ام حمافظ���ات أو‬ ‫اإلدارة احمللي���ة بإقليمه���ا الثالث���ة وع���دد م���ن‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫رؤييت للدس��تور بش��كل عام أتطلع إىل وجود دولة مدنيه متوافقة مع‬ ‫الشريعة اإلسالمية يكون فيها الدستور مبثابة وثيقة مشوليه تشمل‬ ‫قوان�ين تبني اختصاصات وتنظيم احلريات ألعامه وعالقة اإلفراد مع‬ ‫ألدوله واحلد مع سلطة الدولة‬

‫الوالي���ات ‪،‬عل���ى أن ينص عليها يف الدس���تور على أس���اس‬ ‫الالمركزي���ة اإلداري���ة والالمركزية املالي���ة حتى يتم‬ ‫احلفاظ على وحدة البالد وضمان حقوق اإلنسان ويسهل‬ ‫التنظيم اإلداري وتوزيع الث���روات بصورة عادلة واختيار‬ ‫أي من األسلوبني مرتوك الستفتاء الشعب‪..‬‬ ‫أم���ا حق���وق املرأة ال�ت�ي تري���دي أن ينص عليها الدس���تور‬ ‫فامل���رأة الليبية ق���د كانت مش���اركة امل���رأة يف ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير مش���اركة قوية وأساس���ية وليس هلا س���ابقة لكن‬ ‫احلق���وق املكتس���بة بعد الثورة ليس���ت كامل���ة وضعيفة‬ ‫برغ���م أن رس���ولنا الكري���م علية الصالة والس�ل�ام قال يف‬ ‫حدي���ث نب���وي (( أمن���ا النس���اء ش���قائق الرج���ال )) ونري‬ ‫برغم تعاىل األصوات من قبل مجيع الساس���ة التشريعني‬ ‫منه���م ولتنفذي���ن يتس���ابقون عل���ى تطبي���ق الش���ريعة‬ ‫والوف���اء بالتزاماته���م الدولي���ة اليت تنادى حبق���وق املرأة‬ ‫حق���ا منق���وص ومواد ضمنية وليس���ت صرحي���ة وفعليه‬ ‫‪ .‬وكذل���ك جتمي���د وزارة الش���ؤون االجتماعية ترخيص‬ ‫ال���زواج لليبيات املتزوجات من غ�ي�ر الليبيني ‪ ،‬بعد ما منع‬ ‫املفت���ى اللي�ب�ي بذل���ك وان كان ه���ذا ليس مقب���ول قبول‬

‫كامل عرفيا واجتماعيا إال أن ال خيالف تعليم الشريعة‬ ‫اإلسالمية يف شرطها الوحيد بان يكون الزوج مسلم ‪.‬‬ ‫أن هذا التجميد يتعارض مع احلرية الش���خصية للمرأة‬ ‫يف اختيار ش���ريك حياتها يف حدود ش���رع اهلل ورغم حيازة‬ ‫ليبي���ا ع���ل املرتب���ة التاس���عة يف حض���ور امل���رأة يف احملفل‬ ‫السياس���ي واالقتص���اد واالجتماعي واحلق���وق االجيابية‬ ‫والعن���ف املوجه���ة ضدها وعل���ى رغم حصول امل���رأة على‬ ‫مرتب���ة متمي���زة يف املؤمتر الوطين حي���ث يضم ‪ 33‬عضو‬ ‫من ‪ 200‬عض���و قياس بالدول العربي���ة األخرى ‪ ،‬غري أن‬ ‫بع���ض املالحظني ينبهون اىل أن هذا العدد من النس���اء يف‬ ‫الربملان اللييب هو نتيجة لنظام االنتخابات الذي اش�ت�رط‬ ‫التن���اوب بني الرج���ل واملرأة يف القائمات املرش���حة وليس‬ ‫نتيجة طبيعية حلضور املرتبة يف املش���هد السياس���ي الن‬ ‫انتخابات ‪ 1012 . 6 .7‬ف مكنت امرأة واحدة من الصعود‬ ‫اىل املؤمت���ر كمرش���حة فردي���ة ‪ ،‬وه���ى أمين���ة حمم���ود‬ ‫حمم���د ‪ ،‬من بن وليد فان الفرصة الوحيدة لضمان قدرة‬ ‫املرأة على املش���اركة احلقيقية ووضع األسس القانونية‬ ‫وانت���زاع حقوقها أن تصاغ هذه احلقوق يف الدس���تور وإال‬

‫‪07‬‬

‫نساء سوريا قدمن ( جلنيف‬ ‫‪ )2‬ميثاق السالم واالمن‬ ‫لسوريا ما بعد األسد‬ ‫اجتمع���ت أكثر من س���تني امرأة س���ورية من عدد م���ن املناطق و‬ ‫احملافظات الس���ورية يف دمش���ق يف األس���بوع األول م���ن يناير هذه‬ ‫الس���نة ‪ ،‬و أص���درن (ميث���اق امل���رأة الس���ورية ) ح���ددن في���ه رؤية‬ ‫مش�ت�ركة بالنس���بة للمرأة الس���ورية‪ ،‬عل���ى الدولة الس���ورية يف‬ ‫املس���تقبل‪ ،‬م���ن أج���ل الس�ل�ام ‪ .‬مت تنظي���م االجتماع املش�ت�رك من‬ ‫قبل منتدى املرأة الس���ورية من أجل الس�ل�ام ‪ ،‬وهو شريك منظمة‬ ‫كرام���ة ال�ت�ي ترأس���ها الناش���طة هيب���اق عثم���ان‪ ،‬وجمموعة من‬ ‫النس���اء السوريات املس���تقالت الالتي ميثلن مجيع أطياف اجملتمع‬ ‫السوري ملناقشة دور املرأة يف صنع السالم و حتديد أولويات املرأة‬ ‫السورية قبل مؤمتر جينيف ‪.2‬‬ ‫و قالت مش���اركة و منسقة ائتالف املرأة الس���ورية املُستقلة ديانا‬ ‫جب���ور‪ :‬إن هذا االجتماع ُمهم جدا كخطوة أوىل حنو التوصل إىل‬ ‫تواف���ق يف اآلراء بني نس���اء س���ورية يف خمتلف مناح���ى احلياة من‬ ‫أجل خلق خارطة طريق لبناء الس�ل�ام ومشاركة املرأة يف صنعه‬ ‫"‪.‬‬ ‫ميث���اق امل���رأة الس���ورية ‪ ،‬وال���ذي ُ‬ ‫كتب بش���كل ُمش�ت�رك من قبل‬ ‫املش���اركات يف االجتماع ‪ ،‬وقد ناقش���ن خالله خارطة الطريق إىل‬ ‫األمام من أجل الس�ل�ام واملصاحلة يف س���وريا ‪ ،‬ومتت الدعوة لدور‬ ‫امل���رأة الفاعل وبأن تربز على قدم املس���اواة واملش���اركة الفعالة يف‬ ‫عملي���ات الس�ل�ام والتحول ‪ ،‬واحل���وارات‪ ،‬واللج���ان‪ .‬كما يتضمن‬ ‫امليثاق خارطة طريق يف حال التدخل األجنيب ‪ ،‬مش�ي�را إىل أهمية‬ ‫الدع���م اخلارج���ي إلش���راك الرجال والنس���اء من داخل س���وريا يف‬ ‫جنيف ‪ 2‬للتفاوض على اتفاق س�ل�ام طوي���ل األمد يف حني حتذر‬ ‫م���ن اإلفراط يف إش���راك أصح���اب املصلحة الدوليني يف الش���ؤون‬ ‫الوطنية " ‪.‬وقد أكدن ذلك بالقول ‪ " :‬حنن نرفض أي تدخل دولي‬ ‫يف القضايا املتعلقة بشكل الدولة و الدستور‪ .‬ألن مثل هذه القضايا‬ ‫هي من مسؤولية الشعب السوري "‪.،‬‬ ‫وأكدت الس���يدة نوال اليازجي من رابطة النس���اء السوريات ذلك‬ ‫قائلة ‪ :‬املرأة هي قوة عظمى و ينبغي أن تستخدم قوتها لـمصلحة‬ ‫الشعب السوري وليس ألي أجندات أخرى " ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وقالت ُمؤسس���ة ُمنظمة كرامة هيباق عثمان الشريك والداعم‬ ‫للمنتدى " أنا فخورة باملرأة الس���ورية وأُثين على حضوركن معا‬ ‫‪ ،‬ووض���ع اخلالف���ات جانبا لكتابة ه���ذا امليثاق و إلق���اء الضوء على‬ ‫أولويات املرأة الس���ورية ‪ .‬نأمل أن تسود لغة احلوار يف على طاولة‬ ‫مفاوض���ات الس�ل�ام‪ .‬وأش���ارت (هيباق ) اىل ان مس���ألة وجود املرأة‬ ‫عل���ى طاولة املفاوض���ات كونها م���ن الذين يس���تطيعون التحدث‬ ‫حول ما حيدث على أس���اس ما تعيشه النساء من واقع يومي داخل‬ ‫سوريا و الذين ميكن أن تؤثر على عملية السالم‪..‬‬ ‫هذا وال تزال قضية النازحني و املش���ردين داخليا من النس���اء أيضا‬ ‫ج���زء مهما م���ن القضايا املطروح���ة ضمن املؤمت���ر ويف اخلطوط‬ ‫العريض���ة للميث���اق وق���د دع���ون إىل وضع برامج خاص���ة إلعادة‬ ‫النازحني و املشردين داخليا ‪ ،‬يف حني أدن أيضا استغالهلا ألغراض‬ ‫ممارسة الضغط ‪.‬‬ ‫ومث���ل املش���اركات يف إجتم���اع (‪ 6‬يناي���ر) ع���دد م���ن احملافظات و‬ ‫املدن الس���ورية ‪ ،‬مبا يف ذلك دمش���ق وحلب و الالذقية وطرطوس‬ ‫و سلمية ومحص و ريف دمشق ‪ ،‬القامشلي ‪ ،‬احلسكة ‪ ،‬السويداء ‪،‬‬ ‫درعا ‪ ،‬محاة ‪ ،‬الزبداني ‪ ،‬القنيطرة ‪ ،‬الرقة ‪.‬‬


‫‪08‬‬ ‫ ‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫رغم األوضاع األمنية املرتدية‬

‫إحياء الذكرى الثالثة‬ ‫والثمانني ملعركة الكفرة‬ ‫وإفتتاح مرافق صحية جديدة‬ ‫الكفرة ‪:‬عبداهلل سليمان حامد‬

‫بالرغم مما تش���هده مدينة الكفرة من اشتباكات‬ ‫يومي���ة وإغ�ل�اق مس���تمر لع���دد م���ن ش���وارعها‬ ‫باإلضافة اىل اإلغالق ش���به التام للطريق الوحيد‬ ‫الواصل بينها وبني مدينة جالو إال أن إرادة احلياة‬ ‫والتطلع إىل غ��� ٍد أفضل لدى األهالي واملس���ئولني‬ ‫دفعهم إىل إحياء ذكرى معارك اآلباء واألجداد ‪.‬‬ ‫يف ه���ذا اإلطار مت صبيح���ة األحد إحياء الذكرى‬ ‫الثالث���ة والثمان�ي�ن ملعركة الكفرة الش���هرية اليت‬ ‫دارت رحاه���ا يف ‪ 19‬يناير ‪1931‬م عندما س���خرت‬ ‫ايطالي���ا الفاش���ية ق���وة عس���كرية ضخم���ة وغزت‬ ‫الكفرة واس���تولت عليها بعد صمود وبسالة أبداها‬ ‫أهالي الواحة يف ذل���ك الوقت وهو ما دفع اجلنرال‬ ‫غرتس���ياني قائ���د احلمل���ة أن يع�ت�رف ببس���الة‬ ‫اجملاهدين وشجاعتهم يف كتابة برقة اهلادئة ‪.‬‬ ‫حض���ر احلف���ل عض���وا املؤمت���ر الوطين الع���ام عن‬ ‫مدين���ة الكف���رة السنوس���ي القمي وحام���د احلتة‬ ‫ورئي���س وأعضاء اجمللس احملل���ي ورئيس وأعضاء‬ ‫جملس احلكماء وأعضاء جلنة إدارة األزمة ومجع‬ ‫غفري من األهالي ‪ .‬بدأ بالتوجه إىل موقع معركة‬ ‫الكف���رة ووضع إكلي���ل من الزهور عل���ى النصب‬ ‫التذكاري للش���هداء وتالوة س���ورة الفاحتة على‬ ‫أرواحه���م الطاهرة ث���م توجه���وا اىل قاعة اجمللس‬ ‫احمللي باملدينة حيث مت تكريم جلنة إدارة األزمة‬ ‫مل���ا يبذلونه من جهود الحتواء املش���اكل واألزمات‬ ‫اليت متر بها الكفرة ويف ظروف غاية يف الصعوبة‬

‫وألقي���ت يف احلفل ع���دد من الكلمات اليت أش���ادت‬ ‫بتضحي���ات اآلب���اء واألجداد وذوده���م عن حياض‬ ‫الوط���ن الطاه���رة وبعد انتهاء الكلم���ات مت التوجه‬ ‫الفتتاح عدد من املراف���ق الصحية وهي جمموعة‬ ‫عيادات جديدة مبستش���فى الكف���رة العام وخمترب‬ ‫الكفرة املرجعي وعيادة الشهيد بومطاري اجملمعة‬ ‫واملركز الصحي شهداء عفون‪.‬‬ ‫يذكر أن قط���اع اخلدمات الصحي���ة بالكفرة قام‬ ‫بتجهي���ز ه���ذه العي���ادات بأحدث األجه���زة الطبية‬ ‫احلديث���ة يف جم���ال التحالي���ل الطبي���ة واألذن‬ ‫واحلنجرة والعيون واألشعة ‪.‬‬

‫منى ادم وهي ترتدي النقاب ‪:‬اختذت قرار ترشحي النتخابات جلنة الستني لعدة أشياء‬ ‫جعلت�ني أتقدم للرتش��ح أهمها أن ليبيا دولة بدون دس��تور وهي يف أم��س احلاجة لذلك‬ ‫وللخروج بليبيا من هذه املرحلة ولضمان حقوق املرأة يف الدستور اللييب‬ ‫فان هذه الفرصة قد تضيع ال قدر اهلل‪.‬‬ ‫مري���م حس�ي�ن جربيل عمر مرش���حة عن‬ ‫مدينة طربق ‪ :‬جيب أن يتضمن الدس���تور‬ ‫كافة احلق���وق السياس���ية واإلقتصادية‬ ‫واإلجتماعية للمرأة‬ ‫اخت���ذت قرار ترش���حي النتخاب���ات جلنة‬ ‫الس���تني الن فك���رة املش���اركة يف احلياة‬ ‫السياس���ية موج���ودة لدي من���ذ إنتخابات‬ ‫املؤمت���ر الوطين العام ‪ ،‬إذ أنين كنت عضو‬ ‫بديل بقائم���ة حتالف القوى الوطنية عن‬ ‫الدائرة االنتخابية األوىل((طربق‪ -‬درنة‪-‬‬ ‫القب���ة)) ولك���ن كان���ت هن���اك معوق���ات‬ ‫إجتماعية وثقافية حالت دون مشاركيت‬ ‫كعضو رئيس���ي‪ ،‬ولكن الدوام من صفات‬ ‫اخلال���ق ف�ل�ا ي���دوم س���واه أم���ا وأن أصبح‬ ‫اجملتمع أكث���ر تطوراً وتفتحاً فال مناص‬ ‫من املش���اركة السياس���ية يف بن���اء الدولة‬ ‫باملساهمة يف إعداد الدستور إذا وفقين اهلل‬ ‫تعاىل يف ذلك وصرت ضمن أعضاء اهليئة‬ ‫إلع���داد دس���تور ليبي���ا اجلدي���دة كما أن‬ ‫الباعث احلقيقي وراء قرار ترشحي هو أن‬ ‫أكون حجرة عثرة أمام كل من تس���ول‬ ‫له نفس���ه تنفي���ذ إيديولوجي���ات خارجية‬ ‫على حس���اب الوطن ‪،‬كما أن���ه هناك أمر‬ ‫أيضاً مهم وهو عزوف النس���اء عن الرتشح‬ ‫للجنة الستني وإقرتاب نهاية املدة احملددة‬ ‫لتس���جيل املرتش���حني إذ أن�ن�ي أكمل���ت‬ ‫املس���تندات املطلوبة لس���جيل املرتش���حني‬ ‫يوم ‪2013/10/22‬م وهو آخر يوم لقبول‬ ‫املرتش���حني قب���ل أن يت���م التمدي���د وه���ذا‬ ‫الس���بب الثان���ي الذي جعل�ن�ي ال أختل عن‬ ‫احل���ق الذي منحه ل���ي القانون وهو املقعد‬ ‫املخصص للمرآة يف هذه الدائرة بالنس���بة‬ ‫ل���رأي العائل���ة كان البع���ض مش���جع‬ ‫والبع���ض اآلخر راف���ض بس���بب األوضاع‬ ‫الس���ائدة يف البالد من قل���ة األمن وضعف‬ ‫أداء احلكوم���ة واملؤمت���ر الوط�ن�ي وخيب���ة‬ ‫اآلم���ل اليت أصي���ب بها الش���ارع اللييب من‬ ‫ج���راء ذلك أما األصدقاء فق���د كانوا نعم‬ ‫الع���ون ل���ي يف ه���ذه التجربة وقدم���وا لي‬ ‫الدع���م امل���ادي واملعنوي يف ذل���ك‪ ،‬وهم من‬ ‫وقف جبان�ب�ي يف احلملة الدعائي���ة مادياً‬ ‫ومعنوي���اً وتوعي���ة الناخب�ي�ن بض���رورة‬ ‫التصوي���ت م���ن أج���ل اإلس���راع يف إع���داد‬ ‫دستور البالد ممتنة كثرياً هلم ‪.‬‬ ‫رؤي�ت�ي للدس���تور بش���كل عام ه���ي إجال ً‬ ‫ال‬ ‫وإكب���اراً لتضحي���ات الش���عب اللي�ب�ي‬ ‫ومعانات���ه ع�ب�ر التاري���خ يف نضال���ه ض���د‬ ‫اإلستعمار والتبعية واإلستبداد‪ ،‬وتعظيماً‬ ‫وتقدي���راً للرج���ال والنس���اء الذين ضحوا‬ ‫بأرواحه���م وأنفس���هم وأمواهلم يف س���بيل‬ ‫نصرة ثورة الس���ابع عش���ر م���ن فرباير يف‬ ‫الكرام���ة واحلري���ة والعدالة ‪،‬س���نحرص‬ ‫عل���ى أن تك���ون ليبيا اجلدي���دة دولة حرة‬ ‫أبي���ة تنع���م بالس�ل�ام واألم���ن والع���دل‬ ‫والعي���ش الكري���م‪ ،‬وحناف���ظ عل���ى وحدة‬ ‫الوطن وسيادته على كل إقليمه‪ ،‬وصون‬ ‫ثروات���ه الطبيعية والثقافية من أجل رفاه‬ ‫األجيال احلاضرة والقادمة‪.‬‬ ‫س���نحرص كل احل���رص عل���ى صياغ���ة‬ ‫وإعتم���اد دس���تور جدي���د يش���كل ميثاق���اً‬ ‫وطنياً يؤس���س لدولة احلقوق واحلريات‬ ‫والع���دل والرف���اه امل���ادي واالجتماع���ي ‪،‬‬ ‫وس���يمثل دس���تور ‪ 1951‬نقط���ة إنطالق‬

‫لإلسرتش���اد به فهو دستور اآلباء واألجداد‬ ‫‪ ،‬وه���و م���ا نعت�ب�ره س���ابقة دس���تورية غري‬ ‫عادي���ة وس���ابقة ال أول هل���ا إذ أن���ه وض���ع‬ ‫بع���د س���نتني من ص���دور اإلع�ل�ان العاملي‬ ‫حلق���وق اإلنس���ان ع���ام ‪ 1948‬وتضم���ن‬ ‫نفس احلقوق الواردة به وسنحرص على‬ ‫حتقيق األتي‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ -‬التأكيد على أن يعكس دستور ليبيا‬ ‫اجلديدة اآلتي‪:‬‬ ‫‪-1‬ليبيا دولة مدنية دميقراطية موحدة‬ ‫تق���وم عل���ى أس���اس املواطن���ة واح�ت�رام‬ ‫التعددية والسيادة فيها للشعب ‪.‬‬ ‫‪-2‬اإلس�ل�ام دي���ن الدول���ة و مرجعيته���ا ‪،‬‬ ‫ومب���ادئ الش���ريعة اإلس�ل�امية الس���محة‬ ‫مصدر رئيسي للتشريع‬ ‫‪-3‬ال���والء للوطن يعلو عل���ى ما دونه من‬ ‫ال���والءات القبلي���ة والعرقي���ة واجلهوي���ة‬ ‫واأليديولوجية ‪.‬‬ ‫‪-4‬اللغ���ة العربي���ة ه���ي اللغ���ة الرمسية‬ ‫للدولة ‪ ،‬وجيوز إس���تعمال اللغات األخرى‬ ‫يف غري الشؤون الرمسية للدولة‪.‬‬ ‫‪-5‬الليبي���ون متس���اوون يف احلق���وق‬ ‫والواجب���ات دون أي ش���كل م���ن أش���كال‬ ‫التمييز ‪.‬‬ ‫‪-6‬إح�ت�رام وتفعي���ل املواثي���ق الدولي���ة‬ ‫املتعلق���ة حبق���وق اإلنس���ان املدني���ة‬ ‫والسياس���ية واالقتصادي���ة واالجتماعي���ة‬ ‫واألعراف الدولية املؤسس���ة حلقوق املرأة‬ ‫والطفل وذوي اإلحتياجات اخلاصة‪.‬‬ ‫ثاني���اً‪ -‬التأكي���د عل���ى أن يعكس دس���تور‬ ‫ليبيا اجلديد املبادي التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬مبدأ إحرتام كرامة اإلنسان‬ ‫‪-2‬مبدأ سيادة القانون‬ ‫‪-3‬مبدآ الفصل بني السلطات‬ ‫‪-4‬ضم���ان حق���وق املواط���ن واحلري���ات‬ ‫العامة‬ ‫‪-5‬عدم تفرد إي طرف باحلكم‬ ‫‪-6‬التداول السلمي للسلطة‬ ‫أرى أن الش���ريعة اإلس�ل�امية مص���در‬ ‫رئيسي ‪،‬فإذا كانت الش���ريعة اإلسالمية‬ ‫ه���ي مص���در التش���ريع الوحي���د يف ليبيا‪..‬‬ ‫فأن���ه يقع باطال كل م���ا خيالف أحكامها‬ ‫من التش���ريعات‪.‬وكل مؤسس���ات الدولة‬ ‫ملزم���ة بذل���ك ‪،‬وبالتالي فأن أي تش���ريع‬ ‫أو قانون خمالف للشريعة اإلسالمية لن‬ ‫يكون قانونيا وال دستوريا‬ ‫أما نظ���ام احلكم الذي أريد أن ينص عليه‬ ‫الدس���تور هو النظام الرئاس���ي خيتار فيه‬

‫الش���عب رئي���س الدولة باالقرتاع الس���ري‬ ‫املباش���ر ويك���ون حم���دد آ لف�ت�رة تول���ي‬ ‫الرئاسة باال تتعد ال‪ 6‬سنوات‬ ‫أس���لوب احلكم احمللي الذي أريد أن ينص‬ ‫عليه الدستور أي نظام سريتضيه الشعب‬ ‫امله���م يك���ون فيه ضم���ان وح���دة ليبيا فال‬ ‫ميكن تقسيمها بعد أنقدم أبنائها ملحمة‬ ‫جه���اد كربى لضم���ان وحدته���ا الوطنية‬ ‫فاستش���هد أبناء الش���رق يف الغ���رب وأبناء‬ ‫الغرب يف الش���رق يف زم���ن الربيع العربي‬ ‫فليبي���ا جلمي���ع الليبي�ي�ن من الش���رق إىل‬ ‫الغ���رب دول���ة مدني���ة أي أن يك���ون نظام‬ ‫حكم حملي يدار بواس���طة جمالس بلدية‬ ‫ويضم���ن توفري اخلدمات وتنمية متوازنة‬ ‫ومس���تدامة وملكية الدولة لكاف���ة املوارد‬ ‫الس���يادية‪.‬ألنه يعزز سلطات املدن احمللية‬ ‫وي�ت�رك كل مدين���ة حت���اول م���ن خالل‬ ‫نش���اط ومس���ؤولية أهله���ا بن���اء وتنمي���ة‬ ‫وتطوير نفس���ها من خالل جملس���ا ملدينة‬ ‫املنتخب فأمتنى أن يكون نظام جيمع بني‬ ‫الوح���دة الوطني���ة واإلدارة الالمركزية‬ ‫للمدن‪.‬‬ ‫أم���ا حقوق امل���رأة اليت جي���ب أن يتضمنها‬ ‫دس���تور ليبي���ا املرتق���ب كاف���ة احلق���وق‬ ‫السياس���ية واإلقتصادي���ة واإلجتماعي���ة‬ ‫والقانوني���ة للم���رأة وأن يؤك���د عل���ى‬ ‫تفعي���ل ه���ذه احلق���وق ‪،‬وأن يك���ون النص‬ ‫عل���ى املس���اواة ب�ي�ن اجلنس�ي�ن يف مجي���ع‬ ‫احلق���وق واملس���ئوليات‪،.‬وأيضاً اس���تخدام‬ ‫لغ���ة حقوقية تؤكد املس���اواة بني الرجال‬ ‫والنساء يف كل أجزاء الدستور‪.‬‬ ‫منى ادم ذاوود حممد مرشحة عن مدينة‬ ‫القب���ة ‪ :‬حن���ن النس���اء لن���ا حق���وق وعلينا‬ ‫واجبات مث���ل الرجل ومبا يرضي اهلل هذه‬ ‫احلقوق جيب أن حنصن يف الدستور‬ ‫التقين���ا الس���يدة من���ى ادم وه���ي حتم���ل‬ ‫ش���هادة يف هندسة احلاس���بات وهي تردي‬ ‫النق���اب حيث حت���دث لنا باالت���ي ‪:‬اختذت‬ ‫ق���رار ترش���حي النتخابات جلنة الس���تني‬ ‫لعدة أشياء جعلتين أتقدم للرتشح أهمها‬ ‫أن ليبيا دولة بدون دس���تور وهي يف أمس‬ ‫احلاج���ة لذلك وخل���روج بليبي���ا من هذه‬ ‫املرحلة ولضمان حقوق املرأة يف الدستور‬ ‫اللي�ب�ي مب���ا يرض���ي اهلل وضم���ان حق���وق‬ ‫ذوي االحتياج���ات اخلاص���ة واملتقاعدي���ن‬ ‫ومجيع ش���رائح الش���عب اللييب وبالنسبة‬ ‫لعائل�ت�ي فقد كانت موافق���ة منذ البداية‬ ‫لفكرة ترش���حي ولكن املفاجأة كانت من‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫الدعم الكبري والتشجيع من األصدقاء حيث إننا يف‬ ‫جمتمع حتكمه العادات والتقاليد‬ ‫رؤييت للدس���تور بشكل عام أن الدستور هو الوثيقة‬ ‫مابني الش���عب والدولة وبني حقوق وواجبات كال‬ ‫منهم���ا هذه الوثيقة جي���ب أن تكون عادلة وتضمن‬ ‫كرام���ة املواطن اللييب س���واء يف الداخل أو اخلارج‬ ‫وال تف���رق بني الليبيني والليبيات ألي س���بب س���واء‬ ‫الع���رق أو اجلن���س أو اللغ���ة أو الرأي السياس���ي أو‬ ‫أي ش���يء مما هو متعارف عليه والدس���تور جيب أن‬ ‫يرقى باملواطن اللييب اىل مستوى الرفاهية‬ ‫وض���ع الش���ريعة اإلس�ل�امية يف الدس���تور جيب أن‬ ‫يكون الدستور خاضعا للشريعة اإلسالمية وميكن‬ ‫القول جيب أن تكون الش���ريعة اإلس�ل�امية املصدر‬ ‫الوحيد للدس���تور حيث أننا ش���عب مس���لم أم���ا ملاذا‬ ‫فذلك لقوله تعالي ((ثم جعلناك على ش���ريعة من‬ ‫األم���ر فاتبعه���ا وألتتبع أه���واء الذي���ن ال يعلمون ))‬ ‫وكذلك قوله تع���اىل ((ومن مل حيكم مبا انزل اهلل‬ ‫فأولئ���ك هم الكافرون ومن مل حيك���م مبا انزل اهلل‬ ‫فأولئ���ك هم الظامل���ون ومن مل حيكم مب���ا انزل اهلل‬ ‫فأولئك هم الفاس���قون )) وهذا جل ما نتمناه حيث‬ ‫أن الش���ريعة اإلسالمية ليس���ت جامدة كما يضن‬ ‫البعض بل تشمل األتي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬القران الكريم‬ ‫‪ -2‬السنة النبوية‬ ‫‪-3‬القي���اس ((وه���و إعط���اء حكم حال���ه منصوص‬ ‫عليها حلالة أخرى غري منصوص عليها ))‬ ‫‪-4‬االجتهاد ((وهو ما اتفق عليه علماء األمة ))‬ ‫‪-5‬الع���رف ((وه���و ما تعارف عليه الن���اس وتعودوا‬ ‫على فعله مما يتفق مع ما انزل اهلل))‬ ‫بالنس���بة لنظام احلكم فهو مرتوك للش���عب ولكن‬ ‫من وجهة نظري أحسن نظام يتبع هو الرئاسي أما‬ ‫ملاذا ملا يلي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬يف النظ���ام الرئاس���ي يكون رئي���س اجلمهورية‬ ‫رئيسا للدولة وللحكومة يف نفس الوقت‬ ‫‪-2‬يت���م انتخ���اب الرئي���س م���ن الش���عب مباش���رة‬ ‫وبالتالي ال يتحكم فيه الربملان‬ ‫‪ -3‬يف ه���ذا النظ���ام موعد االنتخاب���ات ثابت وهذا‬ ‫يساعد على االستقرار‬ ‫‪ -4‬ه���ذا النظ���ام يفص���ل ب�ي�ن الس���لطات الثالث���ة‬ ‫التش���ريعية والتنفيذي���ة والقضائي���ة وكال منه���ا‬ ‫تراقب األخرى وهذا جيد وخيلق توازن يف الدولة‬ ‫‪ -5‬يف ه���ذا النظ���ام ال يوج���د رئي���س لل���وزراء وال‬ ‫ميكن اجلمع بني عضوية الربملان واحلكومة‬ ‫أما أس���لوب احلك���م احملل���ي يكون يف ش���كل احلكم‬ ‫اإلداري الالمركزي هو األفضل لتسهيل اخلدمات‬ ‫للمواط���ن كم���ا انه يرف���ع كثريا من املس���ؤوليات‬ ‫عن الدولة ويس���اعد على التنمي���ة املكانية وخيلق‬ ‫ن���وع من التنافس بني الوالي���ات أو احملافظات كما‬ ‫حيددها الدس���تور أما مل���اذا ألنه اقرب نظ���ام إداري‬ ‫لإلسالم فقد اتبع اإلسالم نظام األولويات من قدم‬ ‫الزمان ويوفر كثريا من اجلهد والوقت للمواطن‬ ‫بالنس���بة حلق���وق املرأة يف الدس���تور حنن النس���اء‬ ‫لنا حقوق وعلين���ا واجبات مثل الرجل ومبا يرضي‬ ‫اهلل هذه احلقوق جيب أن حنصن يف الدس���تور قال‬ ‫تعاىل يف س���ورة اجملادلة ((لقد مس���ع اهلل قول اليت‬ ‫جتادل���ك يف زوجه���ا وتش���تكي اىل اهلل واهلل يس���مع‬ ‫حتاوركم���ا أن اهلل مسي���ع بص�ي�ر )) يعين إذا كان‬ ‫س���بحانه وتعاىل ق���د مسعنا حنن النس���اء وكرمنا‬ ‫فلماذا ال يسمعنا اجملتمع ومن حقوقنا ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬احلقوق السياسية‬ ‫‪ -2‬احلقوق االجتماعية‬ ‫‪ -3‬احلقوق االقتصادية‬ ‫وجي���ب أن حيفظ لنا الدس���تور كرامتنا وحقوقنا‬ ‫لذل���ك حنن نش�ت�رك يف صياغة هذا الدس���تور ويف‬ ‫اخلتام وفقنا اهلل وإياكم ملا حيب ويرضى ‪.‬‬ ‫يبقى أن نش�ي�ر اىل أن هناك مرش���حتان هما جنالء‬ ‫العريف وقدرية عثم���ان عن طربق مل يصلنا منهما‬ ‫أي إجاب���ة على أس���ئلتنا ون���ود أن نقدم الش���كر اىل‬ ‫املرش���حة قدرية عثمان اليت قامت مشكورة بتوفري‬ ‫االتصال لنا مبنافستها يف طربق ‪.‬‬

‫‪09‬‬

‫غادة بن يعال ‪...‬‬ ‫يف دقيقة واحدة من احلرية يف أمسرتدام‬ ‫خاص ميادين ‪.‬‬ ‫‪ 12‬يناي���ر ‪ 2014‬دع���ا مكت���ب اليونس���يف‬ ‫بطرابلس صحفي�ي�ن واعالميني ومهتمني‬ ‫بف���ن التصوير لالحتفال حبص���ول طالبة‬ ‫اهلندس���ة (غ���ادة ب���ن يع�ل�ا) عل���ى جائ���زة‬ ‫أوىل ( مبش���اركة ‪ 315‬ش���ريط عامل���ي )‬ ‫ألفضل شريط يف مس���ابقة ‪:‬دقيقة واحدة‬ ‫م���ن احلري���ة ‪ ،‬احلف���ل مت حبض���ور الرعاة‬ ‫يف ليبي���ا ‪ :‬منظم���ة ليبي���ا وان ‪ ،‬ومكت���ب‬ ‫التدريب بوزارة الش���ؤون االجتماعية ‪ ،‬بدار‬ ‫الفنون الليبية اليت احتضنت أيضا الورشة‬ ‫التدريبي���ة اليت تلقها األعضاء الليبيني من‬ ‫الفنان�ي�ن الصغ���ار ‪ ،‬ميادين حضرت احلفل‬ ‫وهنا حتك���ي الفنانة الش���ابة والفائزة غادة‬ ‫قصتها ‪ ،‬ونستطلع رأي الشاب طالل برناز‬ ‫مدير املشاريع مبنظمة ليبيا وان ‪.‬‬ ‫مت اإلعالن عن إقامة ورش���ة عمل لألفالم‬ ‫القص�ي�رة ‪ ،‬ووصل���ت الدع���وة حلرك���ة‬ ‫الكش���افة كونها احدى ح���ركات اجملتمع‬ ‫املدن���ي ‪ ،‬وان���ا اح���دى املنتس���بات للحركة‬ ‫العامة للكش���افة واملرشدات بطرابلس ومت‬ ‫ترشيحي على مستوى مفوضية طرابلس‬ ‫كن���ا ثالث���ة مش���اركني م���ن طرابل���س‪،‬‬ ‫ورافقانا قي الورش���ة االعضاء املش���اركني‬ ‫م���ن ‪ :‬بنغ���ازي ‪ ،‬وم���ن غدام���س وم���ن غات‬ ‫ومن الزاوية ‪ ،‬وأعجبتين مشاركة نازحي‬ ‫تاورغ���اء كانوا أربعة فنانني مش���اركني ‪.‬‬ ‫يف نهاية ورش���ة العمل كنا (‪ )18‬مشرتك‬ ‫اجنزن���ا وعرضن���ا افالمن���ا ‪ ،‬ال�ت�ي تش���مل‬ ‫ثالثة أقس���ام أو حتت ثالث���ة عناوين ‪1- :‬‬ ‫إيصال فكرة ش���خصية أي قصة ختصك ‪،‬‬ ‫‪ 2‬وفكرة لقصة تعيشها مع شخص اخر‬‫ُ‬ ‫اش�ت�ركت فيه���ا كانت‬ ‫‪ 3- ،‬والفئ���ة ال�ت�ي‬ ‫حتت عن���وان ‪ :‬دقيق���ة واحدة م���ن احلرية‬ ‫‪ .‬وه���ي فك���رة مفتوح���ة ليس���ت بالضرورة‬ ‫قصتك أو قصة شخص تعرفه !‬ ‫الفك���رة لدي ترك���زت يف موض���وع حرية‬ ‫االختي���ار ‪ ،‬يف جمتمعنا عادة حنن الطالب‬ ‫يق���رر أهلنا ختصصات خنتاره���ا طبيب او‬ ‫مهندس‪ ،‬وفكرتي هي عن فتاة تتحدى تلك‬ ‫اخليارات احملددة وتقرر خيارها وقد كان‬ ‫االع�ل�ام الذي هو دائم���ا بعيد عن اخليارات‬ ‫االجتماعية رغم أهميت���ه الكبرية ‪ ،‬الفكرة‬ ‫يف الفيل���م مت عمله���ا تعبريا بالرس���م حيث‬ ‫تظهر الفت���اة وهي تتلقى لوحتني احداهما‬ ‫ملبضع طبيب واألخرى ملس���طرة هندس���ية‬ ‫‪ ،‬لك���ن الفت���اة ترس���م خيارها ومس���تقبلها‬ ‫والذي كان عبارة عن كامريا ‪ ،‬كل ذلك‬ ‫يتم التعبري عنه خبلفية سحب الورق على‬ ‫الطاولة ويف اخلتام تظهر الفتاة مبتس���مة‬ ‫رافعة رأسها للكامريا ‪،‬‬ ‫األس���اتذة املدرب�ي�ن كان���وا م���ن بولن���دا‬ ‫شجعونا على طرح افكارنا يف ‪ ،‬كان عنوان‬ ‫املسابقة فيلم الدقيقة الواحدة‬ ‫اعمار املش���اركني كانت بني ‪ 12‬اىل ‪18‬‬ ‫س���نة خرجن���ا اىل احمليط الش���وارع املدينة‬ ‫القدمي���ة وقمن���ا بالتصوير ‪ ،‬مبش���اركات‬

‫مجاعي���ة زمالئ���ي يص���ورون فكرت���ي وأنا‬ ‫أص���ور أفكارهم ‪ ،‬حنيل الفك���رة املكتوبة او‬ ‫احملكي���ة اىل صورة كنا نتعل���م يف الورش‬ ‫بطريق���ة ( ‪ )Story board‬اللوح���ات يتم‬ ‫رمسه���ا بش���كل ختطيطي مل يكن الش���رط‬ ‫ان نكون رس���امني ممتازين ! ومن ثم تنفيذ‬ ‫اللوحات املرسومة بالكامريا ‪،‬‬ ‫أنا اشاهد األفالم ولكين لست متابعة دائمة‬ ‫‪،‬رمبا أنشغل أكثر بالتصوير الفوتوغرايف‬ ‫‪ ،‬هواية فقط‬ ‫اس���رتي مش���جعي األك�ب�ر وأن���ا احظ���ى‬ ‫حبري���ة رأي ومش���اركة فيم���ا أرغ���ب ب���ه‬ ‫فبيتن���ا أجوائ���ه دميقراطي���ة واحلم���دهلل‬ ‫وقد س���ألين بعض زمالئ���ي فيما اذا كانت‬ ‫حكاية الفيلم القصري متسين أو انها قصيت‬ ‫الواقعية ‪ ،‬أجبتهم طبعا أنها ليس���ت قصيت‬ ‫‪ ،‬صحي���ح أنا طالبة بالفص���ل الثاني بكلية‬ ‫اهلندس���ة وس���وف أختص���ص باهلندس���ة‬ ‫املعماري���ة ‪ ،‬لكن�ن�ي ل���و اخ�ت�رت االع�ل�ام‬ ‫فل���ن يتدخ���ل أهل���ي يف خي���اري أو أنه���م‬ ‫سيجربونين على اهلندسة مثال ‪،‬‬ ‫ثالث���ة أط���راف ش���اركوا يف تعليمن���ا بدار‬ ‫الفنون مقر الورش���ة ‪ :‬اليونسيف خصصوا‬ ‫لن���ا الفنان���ة االمريكية جس���ي خ�ل�ال أيام‬ ‫الورش���ة ‪ ،‬م���ع املدربي�ي�ن الرئيس�ي�ن م���ن‬ ‫بولندا خاصة فيما يتعلق بقواعد التصوير‬ ‫‪ ،‬وم���ن (وان ليبي���ا) ‪ ،‬وم���ن وزارة الش���ؤون‬ ‫االجتماعية ‪.‬‬ ‫مت االتص���ال ب���ي واعالم���ي بأن���ي ضم���ن‬ ‫األف�ل�ام الفائزة وعلي االس���تعداد للس���فر‬ ‫اىل أمسرتدام ‪ ،‬كانت الرحلة طويلة لكنها‬ ‫جترب���ة مجيلة كن���ا من بل���دان خمتلفة‬ ‫جورجي���ا ‪ ،‬أرميني���ا ‪ ،‬كمبودي���ا ‪،‬فيتن���ام ‪،‬‬ ‫وكان���ت ليبي���ا الدول���ة العربي���ة الوحيدة‬ ‫املش���اركة‪ ،‬وكان���ت امل���رة األوىل ال�ت�ي‬ ‫تش���ارك فيه���ا ليبيا طوال تاريخ املس���ابقة ‪،‬‬ ‫مت عرض ‪ 315‬ش���ريط ‪ ،‬ش���اهدت األفالم‬

‫اخلمس���ة اليت ترشحت ومعها فيلمي ‪ ،‬ومت‬ ‫اعالن النتيجة النهائية يف امسرتدام ‪.‬‬ ‫مش���اعري وقد حظي���ت وزمالئ���ي بأكثر‬ ‫م���ن حف���ل تكرمي���ي ان���ا حمظوظ���ة جدا‬ ‫( تضح���ك) ‪ :‬اول م���ا أكملن���ا افالمن���ا يف‬ ‫الورش���ة التدريبي���ة اقامت اس���رة الورش���ة‬ ‫التدريبي���ة حفال بدار الفن���ون ‪ ،‬والثانية يف‬ ‫أمس�ت�ردام ‪ ،‬واليوم كان���ت احلفلة هنا بعد‬ ‫اإلعالن عن النتائج ‪.‬‬ ‫ط�ل�ال مفت���اح برن���از مدي���ر مش���روع يف‬ ‫منظم���ة وان ليبي���ا ‪،‬كيفي���ة اع���داد أفالم‬ ‫قص�ي�رة تعبريي���ة ختص ش���رحية س���نية‬ ‫معين���ة وق���د عرض���ت اليونس���يف عل���ى‬ ‫منظمتنا رعاية املش���روع ألول مرة يف ليبيا‬ ‫‪ ،‬وخنتار مش���اركني يرغبون يف هذا النوع‬ ‫م���ن الفنون وجدن���ا ترح���اب ورغبة وحنن‬ ‫كمنظم���ة تش���رفنا بذل���ك ‪ ،‬واعتربن���ا أن‬ ‫مش���اركتنا يف اظه���ار املواه���ب الصغ�ي�رة‬ ‫ه���و م���ن اهدافن���ا كمنظمة ‪ ،‬وغ���ادة اليوم‬ ‫حققت جناح���ا عامليا ومت اختيار ش���ريطها‬ ‫م���ن أفضل ‪ 5‬فيدي���وات وق���د حصلت على‬ ‫الرتتي���ب األول ومت تكرميه���ا يف هولن���دا ‪،‬‬ ‫وحنن فخورون بالتكريم اللييب وسيدفعنا‬ ‫للمشاركة الفنية واإلعالمية يف نشاطات‬ ‫مقبلة ‪ ،‬لدينا مش���روعني مقبلني التصوير‬ ‫الصخفي ‪،‬مس���ابقة ومعرض بعد ورش�ت�ي‬ ‫عم���ل يف طرابل���س وبنغ���ازي ‪ ،‬وهن���اك‬ ‫مس���ابقة أفالم ش���بابية هواة وحمرتفني ‪،‬‬ ‫ونع���د ون���درس مش���روع أصوات م���ن أجل‬ ‫التغيري وهو أيضا نشاط اعالمي لألطفال ‪.‬‬ ‫وكان لدين���ا تع���اون م���ع طلب���ة كلي���ة‬ ‫الفن���ون واالعالم وق���د دربنا صحفيني عن‬ ‫دور الصحفي�ي�ن يف مناط���ق النزاع ‪ ،‬وحنن‬ ‫نؤكد دائما على اخليارات املتعددة‬


‫‪10‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫‪ 3‬سنوات على “الربيع العربي”‬

‫على األمم املتحدة أن‬ ‫ً‬ ‫خاصا يف‬ ‫تعني‬ ‫مبعوثا ً‬ ‫العامل العربي لالنتقال‬ ‫الدميقراطي‬

‫أرس���ل بهي الدين حس���ن مدير مركز القاهرة‬ ‫لدراسات حقوق اإلنسان أمس األربعاء ‪ 22‬يناير‬ ‫‪ ،2014‬إىل األمني العام لألمم املتحدة الس���يد‬ ‫ب���ان كي مون‪ ،‬مذك���رة تتضمن جمموعة من‬ ‫املقرتح���ات لتعزيز دور األمم املتح���دة يف العامل‬ ‫العربي‪ ،‬كان بهي الدين حسن قد تعهد بتقديم‬ ‫هذه املذك���رة لالمني العام خالل اجتماعه معه‬ ‫يف نيويورك يف ‪ 7‬يناير اجلاري‪.‬‬ ‫املذك���رة تضمنت توصيات حول س���بل مواجهة‬ ‫األم���م املتحدة النته���اكات حقوق اإلنس���ان يف‬ ‫العامل العربي بشكل عام‪ ،‬وتعثر عملية االنتقال‬ ‫الدميقراط���ي يف إط���ار م���ا يع���رف بـ"الربي���ع‬ ‫العرب���ي"‪ ،‬وتصاعد خماطر اإلره���اب واحلروب‬ ‫األهلي���ة‪ ،‬والعن���ف السياس���ي‪ ،‬والقم���ع األم�ن�ي‬ ‫املمنه���ج باإلضاف���ة لبعض املقرتح���ات اخلاصة‬ ‫ببع���ض ال���دول يف املنطق���ة منها مصر‪ ،‬س���وريا‪،‬‬ ‫البحرين‪ ،‬ليبيا‪ ،‬اليمن‪ ،‬وفلسطني‪ .‬كما حذرت‬ ‫املذكرة من تداعيات تلك األوضاع املرتدية على‬ ‫مهم���ة األمم املتح���دة يف ضمان الس���لم واألمن‬ ‫الدوليني‪ .‬ومحاية حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ويف ه���ذا الس���ياق أوصت املذك���رة األمني العام‬ ‫لألم���م املتح���دة بتعي�ي�ن مبع���وث خ���اص معين‬ ‫بالتح���ول الدميقراط���ي يف املنطق���ة العربي���ة‪،‬‬ ‫وتش���كيل فري���ق عمل خ���اص لبل���ورة اقرتاحات‬ ‫للتعامل م���ع األزمات اخلطرية متع���ددة األبعاد‬ ‫اليت مت���ر بها املنطق���ة‪ ،‬وإعادة النظ���ر يف مهمة‬ ‫وطبيعة عمل مكات���ب األمم املتحدة يف املنطقة‪.‬‬ ‫ويف س���ياق االنته���اكات غ�ي�ر املس���بوقة حب���ق‬ ‫احملتج�ي�ن الس���لميني طالب���ت املذك���رة األمني‬ ‫الع���ام بدعوة اجلمعية العامة إىل اعتماد "إعالن‬ ‫بش���أن اخلط���وط التوجيهية واملب���ادئ اخلاصة‬ ‫بتعزي���ز ومحاي���ة حق���وق اإلنس���ان يف س���ياق‬ ‫االحتجاجات السلمية"‪.‬‬ ‫فيم���ا يتعل���ق مبص���ر بش���كل خ���اص‪ ،‬محل���ت‬ ‫املذك���رة ع���دة توصيات لألم�ي�ن الع���ام‪ .‬أهمها‬ ‫الدفع باجت���اه مفاوضات جادة لتأس���يس مكتب‬ ‫إقليم���ي للمفوضية الس���امية حلقوق اإلنس���ان‬ ‫يف مص���ر والع���امل العرب���ي‪ ،‬ودع���وة احلكوم���ة‬ ‫املصري���ة إىل ضمان ومحاية احلق يف االحتجاج‬ ‫الس���لمي‪ ،‬كم���ا أوص���ت املذكرة األم�ي�ن العام‬ ‫بدع���وة مجاعة اإلخوان املس���لمني إلعادة تقييم‬ ‫املمارس���ات اليت س���اهمت يف تأزم الوضع احلالي‬ ‫سواء أثناء توليها احلكم أو خارجه‪ ،‬والتوقف عن‬ ‫ممارسة العنف‪.‬‬

‫التو ّرط املميت يف بنغازي‬

‫‪2‬‬

‫السفــري‬ ‫ترمجة مفتاح السيد الشريف‬ ‫السفري ستيفنز من الذين شكلوا قناعة لدى الرئيس أوباما بالتدخل لصاحل الثورة‬ ‫جاء إىل بنغازي يف أبريل ‪ 2011‬بباخرة بضائع يونان ّية ليتذ ّوق الرومانس ّية يف ليبيا احل ّرة!‬ ‫كان السفري ستيفنز ال يرى دائما إ ّال أألفضل يف ليبيا‪ .‬وقال إنه قبل بكل سرور أن يقوم بدور ضابط اإلتصال األمريكي مع املتمردين‬ ‫يف بداي��ة اإلنتفاض��ة‪ .‬ويف أبريل ‪ 2011‬إخت��ار أن ُيبحر إىل بنغازي على منت باخرة بضائع يوناني��ة بدال من اختاذ الطريق الربي‬ ‫األسهل من مصر‪ ،‬جملرد أن يتذوق الرومانسية من وصوله اىل ليبيا احلرة‪.‬‬ ‫ج ‪ .‬كريس���توفر س���تيفنز يتح���دث‬ ‫للصحفيني يف بنغ���ازي يف أبريل‪2011‬‬ ‫‪( .‬من برايان دانتون لصحيفة نيويورك‬ ‫تاميز)‬ ‫ولق���د كان مس���تعربا ذا خ�ب�رة م���ن‬ ‫مناصب س���ابقة يف ليبيا ومصر وسوريا‬ ‫واململك���ة العربي���ة الس���عودية‪ ،‬واعت�ب�ر‬ ‫السيد س���تيفنز الذي كان عمره وقتئذ‬ ‫‪ 52‬س���نة‪ ،‬من ب�ي�ن األص���وات األكثر‬ ‫تأثريا يف السياسة األمريكية جتاه ليبيا‪.‬‬ ‫ساعد يف تشكيل قناعة إدارة أوباما بأنها‬ ‫ميك���ن أن تعم���ل م���ع املتم ّردي���ن‪ ،‬حتى‬ ‫أولئ���ك املعادي���ن س���ابقا للغ���رب‪ ،‬لبن���اء‬ ‫حكوم���ة صديق���ة ودميقراطية‪ .‬وكان‬ ‫الثوار‪ ،‬مبن فيهم اإلسالميون‪ ،‬حريصني‬ ‫على إقامة عالق���ات صداقة مع املبعوث‬ ‫األمريكي‪ .‬والعقيد القذايف "كان يقول‬ ‫إن الغ���رب يدعم ه���ؤالء اإلرهابيني من‬ ‫تنظيم القاعدة"‪ ،‬حس���بما ذكره أشرف‬ ‫ب���ن إمساعيل‪ ،‬وه���و رجل أعم���ال ثري‪،‬‬ ‫لذل���ك دعا الس���يد س���تيفنز وع���ددا من‬ ‫ق���ادة الكتائ���ب اإلس�ل�امية اىل اجتم���اع‬ ‫يف صالون واس���ع األرج���اء‪ ،‬لتبديد هذه‬ ‫املخاوف‪ .‬ومجيعهم شهدوا على دعمهم‬ ‫لبن���اء ليبي���ا احلديث���ة والدميقراطي���ة‪.‬‬ ‫(إمتنع املتم ّردون اإلس�ل�اميون أألكثر‬ ‫تشدّدا عن احلضور)‪.‬‬ ‫ه���ذا على الرغم من أن الس���يد س���تيفنز‬ ‫واألمريكي�ي�ن اآلخري���ن كان���وا‬ ‫يعرف���ون أن بنغ���ازي لديه���ا تاري���خ من‬ ‫العن���ف ض���د الدبلوماس���يني الغربي�ي�ن؛‬ ‫فف���ي ع���ام ‪ 1967‬مت نه���ب قنصلي���ة‬ ‫الوالي���ات املتح���دة هن���اك‪ ،‬وأحرق���ت‬ ‫م���ن قب���ل حش���د غاض���ب بس���بب الدعم‬ ‫االمريكي إلسرائيل يف احلرب العربية‬ ‫اإلس���رائيلية‪ .‬ويف ع���ام ‪ 2006‬أحرق���ت‬ ‫مجهرة الناس القنصلية اإليطالية‪ ،‬ألن‬ ‫أحد الوزراء يف روما كان يلبس قميصا‬ ‫به س���خريّة من النيب حمم���د (صلعم)‪.‬‬ ‫وحبلول صيف ع���ام ‪ ،2012‬ظهر منط‬ ‫جدي���د م���ن هجم���ات الك��� ّر والف��� ّر ضد‬ ‫املص���احل الغربية‪ .‬وكان���ت هناك ثالث‬ ‫هجمات منفصلة يف بنغازي باس���تعمال‬ ‫املتفج���رات الصغرية اليت تس���تخدم من‬ ‫الس���كان احمللي�ي�ن لصيد األمس���اك (أي‬ ‫اجملمع‬ ‫اجلوالطين���ا)‪ ،‬وإثنتان منها على ّ‬ ‫األمريك���ي والثالث���ة بالقرب م���ن قافلة‬

‫تابعة لألمم املتحدة‪.‬‬ ‫وق���د ق���ال حممد عل���ي الزه���اوي زعيم‬ ‫مجاعة أنصار الشريعة لواشنطن بوست‬ ‫إنه ال يوافق على مهامجة الدبلوماسيني‬ ‫الغربيني‪ ،‬لكنه أضاف ‪":‬لو كان اهلجوم‬ ‫عل���ى القنصلي���ة األمريكية م���ن فعلنا‪،‬‬ ‫لس ّويناها باألرض"‪ .‬وبعد إطالق قذيفة‬ ‫صاروخي���ة أصاب���ت جب���روح خط�ي�رة‬ ‫حارس���ا يف موكب الس���فري الربيطاني‪،‬‬ ‫ب���دأ الربيطانيون حي���دّون من وجودهم‬ ‫يف بنغ���ازي إىل رح�ل�ات يومي���ة‪ ،‬وإيداع‬ ‫اجملم���ع‬ ‫س���ياراتهم واألس���لحة داخ���ل‬ ‫ّ‬ ‫األمريك���ي لي�ل�ا‪ ،‬قب���ل عودته���م إىل‬ ‫طرابلس العاصمة‪.‬‬ ‫ولكن األمريكيني ال يزالون متفائلني‪.‬‬ ‫وأخذا بالنظر الوضع األمين املتدهور يف‬ ‫‪ 8‬أغس���طس ‪ ،2012‬فإن برقية بعنوان‬ ‫"بنادق ‪ 8‬أغس���طس" ومو ّقعة من السيد‬ ‫ستيفنز أوضحت بلهجة مفهومة غياب‬ ‫شرطة ف ّعالة‪ .‬كما الحظت الربق ّية أن‬ ‫الليبيني كانوا حمرتس�ي�ن بشأن فرض‬ ‫جه���از أمين قوي يف أق���رب وقت‪ ،‬بعد أن‬ ‫أب���ادوا العقيد القذايف‪ .‬وج���اء يف الربق ّية‬ ‫"إن جمموع���ة متن ّوع���ة م���ن اجله���ات‬ ‫الفاعلة املستقلة" ‪ -‬مبن فيهم اجملرمون‬ ‫و"عناص���ر النظ���ام الس���ابق" وكذل���ك‬ ‫"املتطرف���ون اإلس�ل�اميون" كان���وا‬ ‫يس���تغّلون الفراغ‪ .‬ولكنه���ا مل تذكر أية‬ ‫إشارة عن محلة منظمة ضد الغرب‪.‬‬

‫‪ 11‬سبتمرب ‪ ،2012‬الساعة ‪21,42‬‬ ‫الرئيس���ية‬ ‫وقت اهلجوم‪ ،‬كان يف الفيال‬ ‫ّ‬ ‫السيد ستيفنز والس���يد مسيث وضابط‬ ‫أمن دبلوماس���ي أمريكي مسلح‪ .‬وثالثة‬ ‫ضب���اط أمريكي���ون مس���لحون أخ���رون‬ ‫وراء الفي�ل�ا‪ ،‬وواح���د يف املكت���ب يرص���د‬ ‫الكام�ي�رات األمني���ة‪ .‬ثالث���ة ليبي���ون‬ ‫مسّلحون من مقاتلي امليليشيا‪ ،‬ومخسة‬ ‫حراس ليبيون غري مسّلحني كانوا هم‬ ‫أيضا يف البعثة‪.‬‬ ‫"م���ا حنن بصدده ‪ -‬و م���ا عزم الناس هنا‬ ‫عل���ى اإلق���دام علي���ه ‪ -‬هو اإللتق���اء بدال‬ ‫م���ن التآمر"‪ ،‬كما خلص���ت الربق ّية إىل‬ ‫القول‪.‬‬ ‫وكان لألمريكيني سبب آخر ليشعروا‬ ‫باألم���ان‪ :‬فثم���ة فريق من ‪ 20‬ش���خصا‬ ‫على االق���ل م���ن وكالة اإلس���تخبارات‬ ‫جممع‬ ‫املركزية اليت تعمل انطالقا من ّ‬ ‫آخ���ر يف بنغازي دون وجود عالمة عليه‪،‬‬ ‫ومعروف باسم "امللحق"‪ ،‬ويبعد حبوالي‬ ‫نصف ميل جنوب شرقي البعثة‪ .‬وكان‬ ‫بعضهم من القوات اخلاصة (الصاعقة)‬ ‫من ذوي املهارات العالية‪ " .‬كنت أعرف‬ ‫الالعب�ي�ن املوجودين يف امللحق كنس���خ‬ ‫إحتياط ّي���ة والذي���ن كان���وا مدرب�ي�ن‬ ‫وجمهزين ج ّيدا"‪ ،‬كما قال مس���ؤول يف‬ ‫إدارة أوباما الذي قام بزيارة يف األش���هر‬ ‫ال�ت�ي س���بقت اهلج���وم‪ .‬وباإلضاف���ة إىل‬ ‫شراء الس�ل�اح الذي ُس ّرب خالل الثورة ‪،‬‬


‫‪11‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫ديفيد د‪ .‬كريك باتريك‬

‫فق���د ُ‬ ‫كّلف الفريق جبمع املعلومات اإلس���تخباراتية حول اإلرهابيني املعادين‬ ‫للغرب وقادة امليليشيات الكبار‪ .‬ولكن كانت هناك مئات من الكتائب الصغرية‪،‬‬ ‫وكان���ت االنتم���اءات مائع���ة ومتداخل���ة‪ ،‬وال���وكالء غالبا ما وجدوا أنفس���هم‬ ‫يتجهون إىل الس���يد س���تيفنز للحصول على املش���ورة‪ ،‬إذ يبدو أن���ه يعرف قادة‬ ‫امليليشيات أفضل من أي خبري أمريكي آخر‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من خربته وتواجد وكالة االس���تخبارات املركزية‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال أنه" كان‬ ‫هن���اك القليل م���ن الفهم للميليش���يات يف بنغازي والتهديد الذي تش��� ّكله على‬ ‫املص���احل األمريك ّية"‪ ،‬حس���بما خلص حتقيق وزارة اخلارجي���ة يف اهلجوم على‬ ‫البعث���ة يف وقت الحق‪ .‬ولكن وكالة اإلس���تخبارات املركزيّ���ة أبقت مراقبتها‬ ‫الدقيق���ة على األش���خاص الذي���ن ُعرفت عنهم عالق���ات مع ش���بكات إرهابية‬ ‫يف اخل���ارج‪ ،‬وخاص���ة تل���ك اليت ترتب���ط بتنظيم القاع���دة‪ .‬وتقاري���ر اإلحاطة‬ ‫قمو‪ ،‬الس���ائق‬ ‫اإلس���تخبارت ّية للدبلوماس���يني‪ ،‬كث�ي�را م���ا ذكرت س���فيان بن ّ‬ ‫قمو قد مت القبض عليه‬ ‫السابق لشركة كان يديرها بن الدن‪ .‬وكان السيد ّ‬ ‫يف باكس���تان يف عام ‪ ،2011‬واحتجز ملدة س���ت س���نوات يف معتقل غوانتانامو‪،‬‬ ‫قب���ل أن يع���ود إىل املن���زل يف درن���ة‪ ،‬وه���ي مدينة س���احلية قريبة م���ن بنغازي‬ ‫وكانت معروفة ّ‬ ‫قمو وال‬ ‫برتكز املتطرفني اإلس�ل�اميني فيها‪ .‬ولكن ال السيد ّ‬ ‫أي ش���خص آخ���ر يف درن���ة يبدو أنه قد لع���ب دورا هاما يف اهلج���وم على البعثة‬ ‫األمريكية‪ ،‬كما قال مسؤولون أطلعوا على التحقيق ومعلومات املخابرات‪.‬‬ ‫قمو" قال أحد الدبلوماسيني أألمريكيني يف ليبيا‬ ‫"مسعنا الكثري عن سفيان بن ّ‬ ‫يف ذلك الوقت‪ .‬وأضاف "أنا ال أعرف ما إذا كنا مسعنا شيئا عن مجاعة أنصار‬ ‫الشريعة"‪.‬‬ ‫‪ 11‬سبتمرب ‪ 2012‬الساعة ‪6,45‬‬ ‫احل���راس يف البعث���ة الدبلوماس���ية رأو رج�ل�ا يف زي الش���رطة يلتق���ط صورا‬ ‫باهلاتف احملمول من مبنى غري مكتمل عرب الشارع‪.‬‬ ‫وهن���اك قادة أكثر اعتداال من امليليش���يات الكبرية ط��� ّورت عالقات وثيقة مع‬ ‫الغربي�ي�ن‪ ،‬وأن على األقل قائدا واحدا مليليش���يا إس�ل�ام ّية كان حيب أن يلعب‬ ‫اجملمع الربيطاني‪ ،‬وهو السيد بوكتف من كتيبة ‪ 17‬فرباير‬ ‫كرة السلة يف ّ‬ ‫ال���ذي يتحدث االجنليزية بطالق���ة‪ ،‬والذي زار يف كثري م���ن األحيان اجملمع‬ ‫األمريكي يف بنغازي‪ ،‬حبيث أن دبلوماسيا قال عنه مازحا "وكأنه كان أفضل‬ ‫صديق لي"‪ .‬وقال دبلوماس���ي غربي كان يف بنغازي قبل اهلجوم بفرتة ليست‬ ‫طويلة ‪" :‬كنا نظن أننا قريبني مبا فيه الكفاية منهم ‪ ..‬لقد اعتقدنا مجيعا أنه‬ ‫إذا تهدّد نا أي شيء‪ ،‬فإنهم سوف يزوّدوننا بطريق سريّة للخروج"‪.‬‬ ‫وتبني من استعراض لوزارة اخلارجية يف وقت الحق أن هناك" ميال من جانب‬ ‫مس���ؤولي السياس���ة واألمن باحلكومة االمريكية وغريها إىل اإلعتماد بش���كل‬ ‫كب�ي�ر عل���ى احتمالية التحذي���ر من جهاز املخاب���رات" واعترب هج���وم بنغازي‬ ‫"تذكريا صارخا" باألخطار اليت ينطوي عليها‪.‬‬

‫دراسة فرنسية تستبعد التعاون‬ ‫املغاربي إزاء أزمة ليبيا‬ ‫عبده عبد القادر‬ ‫اس���تبعدت دراس���ة ملعه���د عس���كري فرنس���ي حصول‬ ‫حراك حي���وي لدول املغ���رب العربي م���ن أجل تقليل‬ ‫اآلث���ار اإلقليمي���ة الناجتة ع���ن األزم���ة يف ليبيا اليت‬ ‫تتجه إىل أن تصري "أزم���ة هيكلية"‪ ،‬مرجعة ذلك إىل‬ ‫غي���اب الثقة احلقيقي���ة والرغبة يف التع���اون‪ .‬وجاءت‬ ‫الدراس���ة الصادرة عن معهد األحباث االس�ت�راتيجية‬ ‫باملدرسة العسكرية بفرنسا (‪ )IRSEM‬يف العشرين‬ ‫من ديسمرب املاضي حتت عنوان "تأمالت حول األزمة‬ ‫الليبي���ة"‪ ،‬وأفردت فص�ل�ا بعنوان "أث���ر األزمة الليبية‬ ‫عل���ى بل���دان املغ���رب العرب���ي األخرى" أعده مس���ؤول‬ ‫برنامج املغرب العربي يف معهد فالفيان بورا‪.‬‬ ‫•فرصة للمغرب‬ ‫واس���تهل الباحث بإي���راد مفارقة أن���ه إذا كان جريان‬ ‫ليبي���ا خيش���ون يف زم���ن القذايف تدخالت���ه حني كان‬ ‫"نظام���ا قويا لدي���ه إمكاني���ات مالية ضخم���ة وزعيم‬ ‫غري���ب األط���وار ال ميك���ن توق���ع تصرفات���ه‪ ،‬ف���إن م���ا‬ ‫يش���غلهم اليوم ه���و ضعف هذه الدولة ب���ل وانطواؤها‬ ‫على مش���كالتها الداخلية"‪ .‬وفيم���ا خيص املغرب ترى‬ ‫الدراس���ة أن���ه‪ ،‬نظرا لبع���ده اجلغ���رايف‪ ،‬فهو م���ن أقل‬ ‫البل���دان املغاربي���ة تض���ررا م���ن األزمة الليبي���ة‪ ،‬وهذا‬ ‫م ّكن الرباط من تسيري امللف بترَ ٍّو ليس متاحا لتونس‬ ‫واجلزائر‪ .‬فبعد س���قوط القذايف‪ ،‬تغ�ي�رت عوامل قلق‬ ‫املغرب ‪-‬اليت ارتابت يف مرحلة معينة من دعم القذايف‬ ‫جلبهة "البوليس���اريو"‪ -‬وباتت قلقة أكثر من انتشار‬ ‫السالح يف الصحراء الكربى وقوة اجلماعات اجلهادية‬ ‫واإلجرامية‪.‬ومل تتأس���ف الرباط على سقوط القذايف‬ ‫رغ���م نفوره���ا التقليدي م���ن تغيري األنظم���ة بالقوة‪،‬‬ ‫ذل���ك أن احل���دث مث���ل فرصة هل���ا لتعزي���ز حضورها‬ ‫ونفوذه���ا يف منطق���ة الس���احل والصح���راء اليت ظلت‬ ‫باستثناء موريتانيا‪ -‬حكرا على اجلزائر وليبيا‪.‬‬‫•اجلزائر األكثر تضررا‬ ‫وعل���ى العك���س ف���إن اجلزائ���ر ه���ي األكث���ر عرضة‬ ‫لتداعي���ات األزم���ة الليبي���ة‪ ،‬فالقذايف س���قط بتدخل‬ ‫غرب���ي عل���ى أبوابها بينم���ا كانت تقي���م معه عالقات‬ ‫مس���تقرة‪ .‬ورغم أن اجلزائر كان���ت ترى فيه عنصرا‬ ‫مث�ي�را لالضطراب ومنافس���ا حمتم�ل�ا‪ ،‬إال أن القذايف‬ ‫جيمع���ه ‪-‬على حنو م���ا‪ -‬مع النظام اجلزائري "نس���ب‬ ‫االنتم���اء اإليديولوج���ي والتارخي���ي" إىل القومي���ة‬ ‫العربي���ة واالش�ت�راكية ومقاوم���ة اإلمربيالية‪.‬وق���د‬ ‫اعرتفت اجلزائر مكرهة باجملل���س الوطين االنتقالي‬ ‫خوفا من أن جتد نفس���ها معزولة إقليميا‪ ،‬وخوفا من‬ ‫إفس���اح اجمل���ال للمغ���رب‪ ،‬لكن غي���وم الش���ك مل تتبدد‬ ‫وظل���ت العالق���ات قائم���ة على "احل���د األدن���ى"‪ .‬وأهم‬ ‫آث���ار األزمة الليبية على اجلزائر هو إضعاف حدودها‬ ‫املش�ت�ركة مع ليبيا البالغ طوهلا ألف كيلومرت‪ .‬وقد‬ ‫كان الق���ذايف يعه���د بتأم�ي�ن احل���دود إىل الط���وارق‬ ‫وأدى س���قوطه النتقاهلم إىل مال���ي واجلزائر وبقيت‬ ‫احلكوم���ة اجلدي���دة عاج���زة ع���ن مراقب���ة املناط���ق‬ ‫احلدودي���ة ال�ت�ي باتت أش���به بأرض ال س���لطان ألحد‬ ‫عليه���ا‪ ،‬وه���ذا الوض���ع س���هل كث�ي�را مهم���ة منفذي‬ ‫اهلجوم على منش���أة "إن آمناس" للغ���از‪ .‬وتظل صورة‬ ‫السلطات الليبية اجلديدة س���لبية جدا لدى نظريتها‬ ‫اجلزائري���ة‪ ،‬رغ���م التصرحيات الرمسي���ة‪ .‬ويضاعف‬ ‫م���ن انعدام الثقة وجود جمموع���ات من الثوار يقودها‬ ‫ليبيون كان���وا يف صفوف اجلماعة الليبية املقاتلة أو‬ ‫قريبني منه���ا‪ ،‬وهي مجاعة قاتل���ت النظام اجلزائري‬ ‫يف السابق‪ ،‬هذا فضال عن انزعاج اجلزائر الشديد من‬ ‫تهريب األس���لحة عرب احلدود بعد ما اعرتضت قوافل‬ ‫أسلحة كثرية منذ عام ‪.2011‬‬ ‫•تونس‪ ...‬موقف حذر‬ ‫أما تونس فاستقبلت بارتياح بالغ سقوط القذايف رغم‬ ‫التداعي���ات الكبرية اليت س���ببها عل���ى أراضيها‪ .‬ورغم‬ ‫س���وء عالقاتها بالقذايف ‪-‬ال���ذي دافع علنا عن بن علي‬ ‫واستقبل مقربني منه‪ -‬مل تعرتف باجمللس االنتقالي‬

‫كممثل وحيد للش���عب اللييب إال بعد ستة أشهر من‬ ‫األزم���ة وبعد أن مال���ت الكفة بوضوح لص���احل الثوار‪.‬‬ ‫ويرجع ذلك إىل أن ليبيا واجملال البحري املتوس���طي‬ ‫هما أهم جمالني اسرتاتيجيني لتونس‪.‬وأوىل تداعيات‬ ‫األزم���ة على تون���س كانت تدف���ق الالجئني وخاصة‬ ‫إىل منطقة جربا‪ ،‬حيث اس���تغلت تونس ذلك للرتويج‬ ‫أمام اجملتمع الدولي النفتاحها على استقبال الليبيني‬ ‫بينما تواجه هي نفس���ها وضع���ا صعبا‪ .‬وكانت تونس‬ ‫تس���عى أيضا إىل احلفاظ على العالقات مع السلطات‬ ‫اجلديدة وإىل أن تعوض إحجام الس���ائحني األجانب‪.‬‬ ‫ولكن املواقف التونس���ية اإلجيابية من األزمة الليبية‬ ‫مل تفت���أ أن تركت مكانه���ا ملواقف أق���ل تقبال‪ ،‬وذلك‬ ‫بينم���ا كان املس���ار االنتقال���ي يف تونس نفس���ها يبدو‬ ‫أكث���ر صعوب���ة مم���ا ه���و متوق���ع‪ .‬وق���د ب���دأت أوىل‬ ‫التس���اؤالت مع تط���ورات العالق���ة االقتصادية املهمة‬ ‫بالنس���بة لتونس‪ ،‬فليبي���ا هي ثاني ش���ريك اقتصادي‬ ‫لتونس و‪ 10%‬من س���كان اجلنوب التونسي يعيشون‬ ‫على التبادل معها‪ .‬وش���كل اإلغالق املتكرر ملعرب "رأس‬ ‫اجدير" ألس���باب أمنية وازدهار االقتص���اد املوازي إىل‬ ‫هبوط الصادرات التونسية إىل السوق اللييب‪.‬ويضاف‬ ‫إىل ذل���ك عام���ل القل���ق املتمثل يف األم���ن حيث يؤدي‬ ‫تف���كك الدولة يف ليبيا إىل تس���رب العناصر اجلهادية‬ ‫ع�ب�ر احل���دود م���ع انتش���ار كثي���ف لألس���لحة ال�ت�ي‬ ‫مصدرها ترسانة القذايف‪.‬‬ ‫•األقوى أثرا‬ ‫وت���رى الدراس���ة أن األزم���ة الليبي���ة ترك���ت أك�ب�ر‬ ‫التداعي���ات املباش���رة عل���ى التوازن���ات واالس���تقرار‬ ‫االس�ت�راتيجي اإلقليم���ي‪ ،‬وه���ي أكرب أث���را حتى من‬ ‫احل���رب األهلية يف اجلزائر وس���قوط نظ���ام بن علي‪،‬‬ ‫ويعود ذلك ‪-‬وفق الدراس���ة‪ -‬إىل عوامل أهمها أبرزها‪:‬‬ ‫الطبيع���ة اخلاص���ة للنظ���ام ال���ذي أُس��� ِقط‪ ،‬وطبيعة‬ ‫األرض وس���كانها‪ ،‬وألن األزم���ة أخذت أساس���ا ش���كل‬ ‫ح���رب أهلية‪.‬وختل���ص الدراس���ة إىل أن تأثرياته���ا‬ ‫"ه���ي أبعد م���ا تكون ع���ن نهايتها" يف وق���ت تواجه فيه‬ ‫اجلزائر وتونس أنفس���هما حتدي���ا مزدوجا يتمثل يف‬ ‫انتقال سياس���ي قلق يف الداخل واضطراب يف احمليط‬ ‫"اجليو – سياس���ي"‪.‬ومن هن���ا فإنه إذا كان���ت البلدان‬ ‫عل���ى وعي باملخاط���ر املرتتبة على ت���رك ليبيا وحيدة‬ ‫تواجها مش���كالتها الداخلية‪ ،‬أو أخطر من ذلك السعي‬ ‫لبث املزيد م���ن االضطراب فيها‪ ،‬فإن عليها التنس���يق‬ ‫لتقلي���ل اآلثار اإلقليمي���ة ألزمتها ال�ت�ي تتجه إىل أن‬ ‫تصب���ح هيكلية‪ .‬إال أنه "بس���بب غياب الثقة احلقيقية‬ ‫ب�ي�ن البلدان املغاربي���ة‪ ،‬وغياب الرغب���ة يف التعاون ‪- -‬‬ ‫ف���إن احتماالت ح���راك حي���وي يف هذا االجت���اه تبقى‬ ‫حتى أآلن غري واردة "‪.‬‬‫أجواء لبالد‪-‬‬


‫‪12‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫إنسان ليس من هذا العامل‬ ‫مديح‬ ‫ٍ‬ ‫يف ِ‬ ‫اجلزء الثاني‬

‫إبراهيم الكوني‬ ‫•لقد سار غائب ًا ألنه استنزف يف املشوار روحه‬ ‫لق���د حدّثت�ن�ي إح���دى قريباتن���ا الالئي تش���ّبثن‬ ‫مبس���قط الرأس يف واح���ة “آدري” (درج) كيف‬ ‫ط���اف األب كل م���ن ع���رف يف تل���ك املرحل���ة ‪،‬‬ ‫وإس���تعاد الذكري���ات م���ع م���ن تب ّقى من ش���يوخ‬ ‫الواحة ‪ .‬ليس هذا فحسب ‪ ،‬ولكنه هام على وجهه‬ ‫يف األحن���اء العليا م���ن وادي “آوال” العظيم الذي‬ ‫ّ‬ ‫مكان‬ ‫ظ���ل نهراً جيري إىل اليوم ليمأل عينيه من ٍ‬ ‫محي���م صار جز ًء منه ‪ ،‬ولن يُقدّر له بعد اليوم أن‬ ‫فأي بطولة ‪ّ ،‬‬ ‫يراه إىل األبد ‪ّ .‬‬ ‫وأي قوّة حتيا يف هذا‬ ‫البدن اهلزيل ك���ي حيتمل أن يواجه املوت طوال‬ ‫ه���ذه الرحلة ‪ ،‬ومي���وت يف كل م���رة يلتقي فيها‬ ‫خّ‬ ‫ال قدمياً ليب ّثه أش���واقاً هي مبثابة أنفاس النزع‬ ‫األخ�ي�ر يف الواقع ‪ ،‬ث���م يطوف الطل���ول ليناجيها‬ ‫بلسان الوداع ؟ لقد حدّثتين تلك املرأة بعد سنوات‬ ‫كي���ف خرج���ت لتح ّييه أثن���اء عودته م���ن وادي‬ ‫ضم رفات أجداده ‪ ،‬ولكنه مل ينتبه‬ ‫األسالف الذي ّ‬ ‫ً‬ ‫بالتفاتات‬ ‫الوراء‬ ‫إىل‬ ‫ا‬ ‫مشدود‬ ‫كان‬ ‫لوجودها ‪ ،‬ألنه‬ ‫ٍ‬ ‫مك���رورة كأ ّن���ه يتف ّقد جرماً ضائع���اً ‪ .‬وال تدري‬ ‫املس���كينة أن���ه كان يتف ّقد يف ال���وادي قلبه ‪ .‬لقد‬ ‫س���ار غائباً ألنه إس���تنزف يف املش���وار روحه ‪ .‬ألني‬ ‫أعلم الناس كم كان هذا اإلنس���ان ّ‬ ‫هشاً بقدر ما‬ ‫تب���دّى لألغيار صارماً ‪ ،‬وأعلم كم كان ش���اعراً‬ ‫بق���در ما كان لألغيار عابس���اً ‪ .‬أل ّن���ي أعلم أخرياً‬ ‫كم كّلفه هذا الوداع الدموي من نزيف ‪ :‬نزيف‬ ‫روح ال يق���ا َرن بنزي���ف اجلس���د ‪ .‬والدلي���ل اآلخر‬ ‫نقله ش���قيقي فنايت الذي م��� ّر بالواحة يف إحدى‬ ‫رحالته الدائم���ة إىل فردوس احلم���ادة احلمراء‬ ‫‪ ،‬حي���ث تو ّق���ف يف ّ‬ ‫احملط���ة ليت���زوّد بالوق���ود فإذا‬ ‫ليتأمل���ه بفضول ‪ .‬تردّد‬ ‫عليه‬ ‫طاعن يقبل‬ ‫بش���يخ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫طوي ً‬ ‫عما إذا كان س���ليل األب ‪.‬‬ ‫يس���أله‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫وعندم���ا أج���اب أخي باإلجي���اب إحتضنه الش���يخ‬ ‫ثم ش���دّه م���ن يده‬ ‫بذراعي���ه بعين�ي�ن باكيت�ي�ن ‪ّ ،‬‬ ‫حماو ً‬ ‫ال أن يس���تدرجه إىل بيته الواق���ع باجلوار ‪.‬‬ ‫حاول شقيقي أن يعتذر للرجل إلرتباطه مبوعد‬ ‫يف العاصمة ‪ ،‬ولكن الش���يخ إستمات ببسالة ‪ ،‬ومل‬ ‫يفلت من ب�ي�ن يديه إ ّ‬ ‫ص���راع كاد يتحوّل‬ ‫ال بعد‬ ‫ٍ‬ ‫ع���راكاً حقيقي���اً ‪ .‬ولك���ن م���ا مل يغفره ش���قيقي‬ ‫لنفس���ه إىل الي���وم هو ما ح���دث بعد أن إس���تطاع‬ ‫اإلفالت من قبضة الشيخ لينطلق بالسيارة ‪ .‬فقد‬ ‫إنهار الش���يخ فجأة لينخرط يف بكا ٍء مرير بأعلى‬ ‫صوت ص���ارت ذكراه يف ذاكرة الش���قيق جرحاً‬ ‫موقف ّ‬ ‫ٌ‬ ‫يدل على ثراء‬ ‫مازال ينزف إىل اليوم ‪ .‬وهو‬ ‫النف���س البش���رية بقدر م���ا ّ‬ ‫يدل عل���ى تراجيدية‬ ‫النفس البشرية ‪ ،‬وعلى غموض النفس البشرية‬ ‫التنصل م���ن الدعوة ‪،‬‬ ‫‪ .‬فمحنة الش���يخ ليس���ت يف ّ‬ ‫ولك���ن يف التن ّكر للعه���د املربم بينه وب�ي�ن الفقيد‬ ‫بامليث���اق املنص���وص عن���ه يف الوص ّي���ة الش���عبية‬ ‫املتداول���ة اليت ُتعلي يف أدب ّياتها ش���أن خ ّ‬ ‫الن اآلباء‬ ‫على حس���اب خ ّ‬ ‫الن األبناء ‪ .‬والتح��� ّرر من الدعوة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أحب‬ ‫الذي‬ ‫لألنس���ان‬ ‫ا‬ ‫رمزي‬ ‫ا‬ ‫حضور‬ ‫حرم الرج���ل‬ ‫ّ‬ ‫حبض���ور س���ليله يف حضرت���ه ألنه الوحي���د الذي‬ ‫يعل���م أن الزم���ن لن ميهل���ه ً‬ ‫ثانية وه���و الذي بلغ‬ ‫من العم���ر أرذله ‪ .‬وه���و ال يعي���ش الزمن األرذل‬ ‫وحس���ب ‪ ،‬ولكنه يعيش أيضاً أه���ل الزمان األرذل‬ ‫من الرذيل ‪ .‬وهلذا ّ‬ ‫فإن الدعوة كانت مبثابة نداء‬

‫زعم���اء قبائ���ل الطوارق يف ضيافة امللك إدريس السنوس���ي يف منتصف مخس���ينيات الق���رن املاضي حيث يبدو احل���اج الكوني بلكاني زعيم‬ ‫منغساتن أقصى اليسار ( صورة تنشر ألول مرة )‬ ‫روح إغرتبت عن زمانها بغياب‬ ‫‪ .‬نداء إستغاثة من ٍ‬ ‫خّ‬ ‫النها ‪ .‬نداء إس���تغاثة ترجو العزاء ‪ .‬وهلذا فبكاء‬ ‫الش���يخ يف ذلك املوقف هو مرثية ‪ .‬هو نواح إنسان‬ ‫ينعى للعامل نفسه !‬ ‫•التقس��يم الفرنس��ي اإلجرام��ي يف ح� ّ‬ ‫�ق األ ّم��ة‬ ‫الصحراوية الواحدة‬ ‫أليس���ت ميتة الشهادة أن يستش���عر أولئك الذين‬ ‫أحببناهم وأح ّبونا ً‬ ‫عزلة بهذا العمق ألننا تركنا‬ ‫هلم برحيلنا فراغاً ال يعوّض ؟ تلك بالطبع ميتة‬ ‫الشهادة الثانية بعد بطولة أن نطوف الدنيا لوداع‬ ‫األخي���ار وحنن أعل���م الناس حبضورن���ا يف املوت‬ ‫‪ .‬ولك���ن ذلك اإلنس���ان مل يستش���هد مرتني فقط‬ ‫‪ ،‬ولك���ن م���ا حدث بع���د ه���ذه الرحلة ّ‬ ‫يؤك���د أنه‬ ‫إستش���هد مرات أخرى ‪ .‬فم���ا أن بلغ أوباري حتى‬ ‫بلغ���ه نب���أ رحيل أح���د زعم���اء آزجر الش���يخ غوما‬ ‫يف ّ‬ ‫ش���ق آزج���ر الواق���ع يف نوميديا بعد التقس���يم‬ ‫الفرنس���ي اإلجرام���ي يف ّ‬ ‫األم���ة الصحراوية‬ ‫حق ّ‬ ‫األب يش��� ّد الرح���ال على الفور‬ ‫الواح���دة ‪ .‬وها هو ّ‬ ‫أش���خاص مل يع���ودوا يف‬ ‫يف‬ ‫ألداء واج���ب الع���زاء‬ ‫ٍ‬ ‫زمن إغرتاب القيم جم��� ّرد زعماء قبائل ‪ ،‬ولك ّنهم‬ ‫ص���اروا بس���بب ن���درة معدنه���م رم���وزاً ال هلوي���ة‬ ‫ثقافية وحس���ب ‪ ،‬ولكن رموزاً للهوية اإلنس���انية‬ ‫بأس���رها ‪ .‬وهو ما عبرّ عنه كلود ليفي س�ت�روس‬ ‫عندما قال أن وفاة ش���يخ لقبيلة إفريقية (مث ً‬ ‫ال)‬ ‫أمة كاملة ‪ .‬غادر طيف اجليل ذاك‬ ‫يعادل غياب ّ‬ ‫املكان الذي تولىّ أمره كمدير ناحية منذ بدايات‬ ‫اإلس���تقالل وهو العليم بأن املوت الذي حيمله يف‬ ‫عّب���ه س���وف لن ميهل���ه لكي يع���ود ليلق���ي نظرة‬

‫علي���ه ً‬ ‫ثانية ‪ .‬ولكنه مل يتزعزع حبمل صليبه إىل‬ ‫النهاية ‪ .‬ع�ب�ر بالصليب الصح���راء ألنه ّ‬ ‫فضل أن‬ ‫يغادر إىل والية “إلي���زي” ب ّراً عرب غات اليت دفن‬ ‫ثم إىل‬ ‫فيها أس�ل�افه وكانت له أرجوح���ة مهد ‪ّ ،‬‬ ‫“جان���ت” الواقعة خلف ختوم احلدود املنكرة اليت‬ ‫تقف سلس���لة تاس���يلي األس���طورية ش���اهداً على‬ ‫عبث ّيتها وال أخالق ّية مهندس���يها ‪ .‬هذه السلس���لة‬ ‫اجلبلي���ة اليت كان���ت ف���ردوس أق���دم حضارات‬ ‫البش���رية قاطبة واليت عربها مراراً س���نوات تو ّلي‬ ‫عمه إبراهيم ب ّك���دة زعامة آزجر يف املنطقة ذاتها‬ ‫ّ‬ ‫اليت خلفه فيها أمثال الرجل الذي سبقه اآلن إىل‬ ‫املكان الوحيد الذي يس���تنكر اجلنس البش���ري أن‬ ‫يفوز فيه بقصب الس���بق ! ولكن روحه هو بالذات‬ ‫إنمّ ا س���كنت هناك من���ذ أم ٍد بعيد ‪ .‬س���كنت هناك‬ ‫منذ زم���ن احلروب ‪ ،‬وأي���ام مطاردة الفرنس���يني‬ ‫زمن ح���رب حترير نوميديا ‪ .‬س���كنت هناك زمن‬ ‫احل���روب القبلية أيضاً ‪ .‬س���كنت هن���اك يف الزمن‬ ‫الذي طاف في���ه الصحراء كّلها حبث���اً عن املوت‬ ‫‪ ،‬ولك���ن املوت كانت تف ّر من���ه يف ّ‬ ‫كل مرة كما‬ ‫حال ل���ه أن يردّد دوماً ‪ .‬وهلذا ترجم مبس���لكه من‬ ‫يقول أن نصف���ه حضو ٌر يف الدنيا ‪ ،‬ونصفه اآلخر‬ ‫حض���و ٌر يف امل���وت ؛ ألن كل عراك���ه قب���ل ذل���ك‬ ‫التاريخ كان ترويضاً للنفس على املوت !‪.‬‬ ‫ف���إذا كان الوعي بدن��� ّو األجل عل���ى النحو الذي‬ ‫يدف���ع اإلنس���ان حلم���ل صليبه ويط���وف األحناء‬ ‫ٌ‬ ‫برهان على إستشهاد‬ ‫ليودّع األمكنة وأهل األمكنة‬ ‫‪ ،‬وإذا كان الرحي���ل ع���ن العامل ينقلب إحساس���اً‬ ‫باخل���واء إىل احل��� ّد ال���ذي يع�ت�رف فيه اإلنس���ان‬

‫بق���دره كضحية كم���ا احلال مع الش���يخ الذي‬ ‫مل جي���د حرج���اً يف أن ينعى للعامل نفس���ه ‪ ،‬فماذا‬ ‫نس���مي إنس���اناً ال يقنع ّ‬ ‫بكل هذا ‪ ،‬ولكنه‬ ‫ميكن أن ّ‬ ‫يتحامل على نفسه لريحتل من جديد وهو أعلم‬ ‫الناس بأن السفر ما هو إ ّ‬ ‫ال ميتة صغرى باملقارنة‬ ‫مركباً‬ ‫مع امليت���ة الكربى ليتحوّل املوت مص�ي�راً ّ‬ ‫ميتات عدي���دة ‪ ،‬ألن امليتة الكربى بالنس���بة‬ ‫م���ن‬ ‫ٍ‬ ‫إلنس���ان مثله ليس���ت س���وى ختام ميتات أخرى ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ألن اإلرحت���ال األب���دي م���وت ‪ ،‬واهل���وس بالعزلة‬ ‫م���وت ‪ ،‬والزه���د م���وت ‪ ،‬وأن حييا اإلنس���ان نزيهاً‬ ‫يف ه���ذا العامل م���وت ‪ ،‬وأن حييا ب�ي�ن الناس طيفاً‬ ‫ثم م���وت ! فهل ه���ذا هو ّ‬ ‫‪ ،‬ث���م ضيفاً ‪ٌ ،‬‬ ‫كل‬ ‫م���وت ّ‬ ‫ش���يء يف سفر األس���فار هذا ؟ ك ّ‬ ‫ال ! هناك شهادة‬ ‫أخ���رى عل���ى اإلستش���هاد اجلدي���د ‪ .‬ف���أن ينطلق‬ ‫ً‬ ‫راح�ل�ا يف منتص���ف الطريق إذا‬ ‫اإلنس���ان ليموت‬ ‫كان دلي ً‬ ‫ال على إستش���هاد ‪ ،‬فإن خروج اإلنس���ان‬ ‫ً‬ ‫تأدي���ة لواجب العزاء إكباراً‬ ‫ً‬ ‫حام�ل�ا يف قلبه املوت‬ ‫للموت فهو شهادة أكرب على إستشهاد ! فكم مرة‬ ‫يس���تطيع اإلنسان أن يس���تعري هوية الشهيد قبل‬ ‫أن يلف���ظ أنفاس النزع األخ�ي�ر ليصري يف عرفنا‬ ‫يف ع���داد األموات ؟ فكم���ا برهنت التجربة كيف‬ ‫أناس هم رسل وإن جهلنا أنهم رسل ‪،‬‬ ‫يعيش بيننا ٌ‬ ‫أناس‬ ‫بيننا‬ ‫حييا‬ ‫كيف‬ ‫التجربة‬ ‫كذلك برهنت‬ ‫ٌ‬ ‫هم شهداء برغم جهلنا حبقيقتهم كشهداء !‬ ‫‪18‬‬ ‫•إنها الصحراء الكربى اليت ال تقيم وزن ًا للمسافات‬ ‫املسافة بني أوباري حتى غات ستمائة كيلو مرت‬ ‫‪ .‬وم���ن غ���ات حتى جان���ت ثالمثائ���ة ‪ .‬ومن جانت‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫إذا كان الوعي بدن ّو األجل على النحو الذي يدفع اإلنسان حلمل صليبه‬ ‫ٌ‬ ‫برهان على إستشهاد‬ ‫ويطوف األحناء ليو ّدع األمكنة وأهل األمكنة‬

‫لوحة عمر جهان‬ ‫حت���ى إليزي ماال ّ‬ ‫يقل عن الثالمثائة أخرى ‪ .‬إنها‬ ‫الصح���راء الكربى اليت ال تقيم وزناً للمس���افات ‪.‬‬ ‫وعلين���ا أن نتخ ّيل كي���ف كان آباؤنا يقطعونها‬ ‫وق���ت قري���ب عل���ى ظه���ور اجلم���ال ومش���ياً‬ ‫إىل ٍ‬ ‫على األقدام ال ملمارس���ة حرف���ة حم ّرمة حبرف‬ ‫النام���وس وه���ي التج���ارة ‪ ،‬وال لقض���اء حوائ���ج‬ ‫دنيوية ‪ ،‬ولك���ن ليتزاوروا ‪ ،‬وجيتمعوا ‪ ،‬وليتبادلوا‬ ‫الع���زاء يف بعضه���م البع���ض كّلم���ا ف���از أحدهم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫س���يحل فيه‬ ‫وح���ل يف ال ُب ْعد الذي‬ ‫بقصب الس���بق‬ ‫ّ‬ ‫موحدة‬ ‫ال���كل ‪ .‬وهي منطقة كان���ت حتى ‪ّ 1962‬‬ ‫يتن ّق���ل فيها أهله���ا حب ّرية ‪ .‬واملفارقة أن تنقس���م‬ ‫باحلدود الظاملة ال يف عهد اهليمنة اإلس���تعمارية‬ ‫الفرنس���ية ‪ ،‬ولك���ن بعد نيل نوميديا اإلس���تقالل‬ ‫حت���ت إس���م “اجلزائ���ر” ووص���ول أولئ���ك الذين‬ ‫تش���دّقوا بالتحري���ر إىل الس���لطة (أمث���ال بن بّلة‬ ‫وخليفته بومديَن) ليبدأ صراعهم على الس���لطة‬ ‫ويقيم���وا دكتاتوري���ة ب���دل أن حيقق���وا للن���اس‬ ‫احلرية اليت وعدوهم بها !‪.‬‬ ‫أما املسافات األبعد إىل تامنغست ‪ ،‬أو آضاغ (مالي‬ ‫ّ‬ ‫حالياً) ‪ ،‬أو إىل آير (النيجر حالياً) ‪ ،‬فإنها تستغرق‬ ‫يف الرحل���ة مايربو على العام لتختلس من أعمار‬ ‫أسالفنا الش���طر األكرب ‪ .‬وبرغم ذلك مل يشتكوا‬ ‫م���ن فرار الزمن على طريقتنا ‪ ،‬ومل يراهنوا على‬ ‫إمتداد العمر مثلن���ا إلميانهم حبقيقته كباطل‬ ‫أباطي���ل ح ّت���ى ل���و متدّد ألل���ف ع���ام ‪ .‬فاحلياة يف‬ ‫عقيدتهم ليس���ت ً‬ ‫نس���ميه س���عاد ًة ‪،‬‬ ‫نزهة ت ِع ُد مبا ّ‬ ‫ولكنه قنطرة يعربونها إىل واحة تس���كن اجلانب‬ ‫ٌ‬ ‫قري���ن محيم لرحلته���م األبدية يف‬ ‫اآلخ���ر ‪ .‬إنها‬

‫صحرائه���م الك�ب�رى ‪ .‬والع���زاء يف إحتماهلا ليس‬ ‫يف هده���دة األح�ل�ام ‪ ،‬بل يف ترويض اإلحس���اس‬ ‫فردوس‬ ‫بالع���دم ؛ ألن الصحراء وط���ن ‪ .‬والوطن‬ ‫ٌ‬ ‫جب���دران من ع���دم ‪ .‬وه���م لذلك‬ ‫حت���ى ل���و كان‬ ‫ٍ‬ ‫ال يكتئب���ون عندما حيّل���ون يف التخ���وم ‪ ،‬ولكنهم‬ ‫ويتبس���مون ألنه���م أدركو‬ ‫الصع���داء‬ ‫يتن ّفس���ون ُ‬ ‫ّ‬ ‫النقطة اليت سعوا إليها طوي ً‬ ‫ال ‪ .‬وها هو األب يبدأ‬ ‫الطقوس املس���توجبة يف تلبية النداء يف سريدلس‬ ‫على مش���ارف واح���ة املهد غات ‪ .‬فـ س�ي�ردلس هي‬ ‫بوابة حضارات آك���وكاس اخلرافية اليت أربك‬ ‫إكتشافها يف اخلمسينيات حسابات علماء اآلثار‬ ‫كأن األب مل يقط���ع املس���افات إ ّ‬ ‫والس�ل�االت ‪ّ ،‬‬ ‫ال‬ ‫لكي ّ‬ ‫ّ‬ ‫لينضم‬ ‫األسطوري‬ ‫حيل يف وطن األس�ل�اف‬ ‫ّ‬ ‫إىل أجيال األوائل الذين زالوا بأجس���ادهم ‪ ،‬ولكن‬ ‫أرواحه���م مات���زال تس���توطن األراض���ي الواقع���ة‬ ‫بني منف���ذ “خترخ���وري” ح ّتى جب���ل “إيدينان”‬ ‫ّ‬ ‫اجل���ن ‪ .‬يف هذا‬ ‫املس���كون خبصومه���م م���ن قبائ���ل‬ ‫حبم���ى مفاجئ���ة‬ ‫امل���كان تزل���زل الب���دن اهلزي���ل ّ‬ ‫فاقرتح رفقاء الرحلة أن يعودوا به من حيث أتوا ‪،‬‬ ‫باملضي يف الرحلة إىل النهاية‬ ‫ولكنه رفض ليأمر‬ ‫ّ‬ ‫احلم���ى ّ‬ ‫كأن األق���دار ال�ت�ي آلت على‬ ‫‪ .‬تراجع���ت ّ‬ ‫نفس���ها أن تستجيب ملشيئة ذوي اإلرادة يف العادة‬ ‫ق��� ّررت أن تل�ّب�يّ الن���داء هنا أيضاً وها ه���ي تتنازل‬ ‫ع���ن كربيائها فتمهل العابر األبدي وقتاً إضافياً‬ ‫مس���تقطعاً من نصيب املس���تحيل كما فعلت مع‬ ‫الكاهن سطيح ‪ ،‬أو مع ملك مملكة ليديا كريوز‬ ‫‪ .‬أمهلت األق���دار البطل حتى نزول أرجوحة املهد‬ ‫‪ ،‬وأرض امليعاد ‪ :‬غات ‪ .‬هنا قالت كلمتها األخرية‬

‫يف ّ‬ ‫ح���ق املهاجر لتتوّج املريد باحلرية اليت كانت‬ ‫له وسواس الزمان ‪ .‬احلرية يف حدودها القصوى‬ ‫‪ :‬املوت !‬ ‫يف مستش���فى ه���ذه الواح���ة املنس��� ّية ذات التاريخ‬ ‫ّ‬ ‫الثري لفظ املهاجر األب���دي أنفاس النزع األخري‬ ‫ّ‬ ‫حت���ط يف املهبط الطائ���رة اليت كان من‬ ‫قبل أن‬ ‫املق ّرر أن تقّله إىل مستش���فيات احلاضرة للعالج‬ ‫من العّلة اجملهولة ‪ ،‬ألن عالج ّ‬ ‫احلق كان أس���بق‬ ‫من ع�ل�اج اخللق ‪ ،‬ومل َ‬ ‫يبق لذويه وأقاربه س���وى‬ ‫تيمناً بوصفة احلكيم‬ ‫أن ينح���روا الديك األبيض ّ‬ ‫القديم ‪ ،‬واحتفا ًء بالش���فاء الوحيد الذي ال مرض‬ ‫بعده ‪ :‬الدنيا هي املرض ‪ ،‬والرتياق هلا هو املوت !‬ ‫‪19‬‬ ‫•كان للصح��راء لغ��ة خلود وأورثت��ه ألبنائها ليكون‬ ‫هلم بيان وجود‬ ‫الق���وم يف أدب ّياته���م املعادية لإلبتذال يتحاش���ون‬ ‫تس���مية األش���ياء بأمسائها فيقولون إلعالن وفاة‬ ‫ٌ‬ ‫“ف�ل�ان س���بقنا” ‪ ،‬إحتق���اراً للغ���ة احل���رف ‪ .‬فإذا‬ ‫‪:‬‬ ‫كان اإلنس���ان مريض���اً ث���م لف���ظ أنف���اس النزع‬ ‫ٌ‬ ‫“فالن ُش��� ِف َي !” تعبرياً جمازياً عن‬ ‫األخ�ي�ر قالوا ‪:‬‬ ‫���ة حيملونه���ا معه���م يف نس���يج كينونتهم ‪،‬‬ ‫من ّي ٍ‬ ‫ف���إذا آن األوان ال���ذي تعلن فيه عن نفس���ها فذاك‬ ‫ميع���اد اخل�ل�اص املنتظر الذي س���يضع اخلامتة‬ ‫للعن���اء ‪ .‬وهل���ذا ح��� ّرم النام���وس التعب�ي�ر عن هذا‬ ‫احل���دث بالن���واح ‪ ،‬أو ّ‬ ‫ش���ق اخل���دود ‪ ،‬أو ّ‬ ‫فع���ل‬ ‫أي ٍ‬ ‫موق���ف هو ٌ‬ ‫من ش���أنه التجديف يف ّ‬ ‫حلول يف‬ ‫حق‬ ‫ٍ‬ ‫ح���رم األبدي���ة حيث تس���ود لغة الس���كون وحدها‬ ‫بدي ً‬ ‫ال عن لغة الك���ون ‪ .‬تلك فرصة أخرى إلعالء‬

‫‪13‬‬ ‫خطاب كان للصحراء لغ���ة خلود وأورثته‬ ‫ش���أن‬ ‫ٍ‬ ‫ألبنائه���ا ليكون هلم بي���ان وجود وه���و ‪ :‬الصمت !‬ ‫من هنا إنتعش اهل���وس بالرموز وصنوف اإلمياء‬ ‫وضروب اإلس���تعارة لتستحيل حياة القوم كّلها‬ ‫رحل���ة يف أدغ���ال اجملاز ‪ .‬وهو ما أوج���د تع ّففاً عن‬ ‫إس���تخدام اللس���ان يرتقي إىل مس���توى اإلحتقار‬ ‫‪ ،‬ومعامل���ة ه���ذه العضل���ة اللئيم���ة كخطيئ���ة‬ ‫حقيقية ‪ .‬ولمِ َ ال إذا كان اللسان هو الربهان على‬ ‫الوجود ‪ ،‬والوجود ما ه���و إ ّ‬ ‫ال النتيجة عن خطيئة‬ ‫؟ فاللغو ممارسة للدنس ‪ .‬واإلفراط يف إستعمال‬ ‫ٌ‬ ‫إف���راط يف الدنس ‪ .‬والبديل هو‬ ‫العضلة اخلبيثة‬ ‫الصم���ت ‪ .‬ف���إذا ح ّتمت الضرورة فهناك اإلش���ارة‬ ‫فثمة اإلس���تعارة ‪ .‬فإن مل‬ ‫‪ .‬ف���إن مل تكن اإلش���ارة ّ‬ ‫تكن اإلستعارة فاألحجية ‪ .‬فإن مل تكن األحجية‬ ‫فالش���عر ه���و أنس���ب بدي���ل ‪ .‬والعب���ارة دوم���اً هي‬ ‫اخليار األخري ‪ .‬وهي اللغة السامية اليت مل أكن‬ ‫أن���اس حرف ّي�ي�ن بقدر ما‬ ‫ألطم���ع يف تل ّقيه���ا من ٍ‬ ‫هم دنيويون كزمالئي يف وارس���و يوم أمسعوني‬ ‫نب���أ غياب األب عل���ى ذلك النحو املبت���ذل الذي ال‬ ‫يُغتف���ر دون أن يكون ذلك س���بباً إلدانتهم بالطبع‬ ‫‪ ،‬ألن���ه ترمجة لطبع ‪ ،‬وليس ترمجة لس���و ِء ن ّية ‪.‬‬ ‫فقد قرأت يف س���يمائهم وجوماً ما أن صعدت إىل‬ ‫الطاب���ق العلوي ‪ .‬كان���وا يرمقونين بإرتياب وهم‬ ‫جيوس���ون بني املكاتب يف حركة غريبة كأ ّنهم‬ ‫جيتنبون�ن�ي ‪ ،‬أو يكتمون�ن�ي س��� ّراً ‪ .‬ويب���دو أنه���م‬ ‫أمجعوا على ختويل الس���فري لك���ي يبلغين اخلرب‬ ‫ال بصفته الرمسية وحس���ب ‪ ،‬ولكن ألنه األكرب‬ ‫س��� ّناً ‪ .‬فهل أصابوا يف إختياره���م ؟ لقد تقدّم منيّ‬ ‫حس���ونة عاش���ور يف صب���اح ذل���ك اليوم ال‬ ‫الس��� ّيد ّ‬ ‫ليس���تدعيين إىل مكتب���ه ليحدّثين عل���ى إنفراد ‪،‬‬ ‫أو ليحتك���م إىل اإلحياء كتقليد ‪ ،‬ولكنه إنتصب‬ ‫الفج أ ّنه تل ّقى‬ ‫أمامي يف املم ّر ليقول لي باحلرف ّ‬ ‫برقية من اخلارجية تفيد بغياب أبي عن الدنيا ‪،‬‬ ‫وق���د ّ‬ ‫لتحمل وزر إخباري ألن ّ‬ ‫تنصل‬ ‫الكل ّ‬ ‫إضطر ّ‬ ‫من هذه املس���ئولية ‪ .‬وأذك���ر اآلن كيف خذلين‬ ‫بأس���ي فخنت الناموس عندما إستنكرت ‪“ :‬ولك ّنه‬ ‫مل يكن مريضاً !” ناسياً أنه كان مريضاً بالفعل ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫كأي م ّنا‬ ‫بدني ‪ ،‬ولك ّنه‬ ‫ليس مريضاً بدا ٍء ّ‬ ‫مريض ٍّ‬ ‫‪ .‬كان مريض���اً مثلنا ألننا كّلنا بالوجود مرضى‬ ‫ٌ‬ ‫مريض وينتظر اليوم الذي س���يحقق فيه‬ ‫‪ .‬وه���و‬ ‫هذا الشفاء ‪ ،‬ال الش���فاء املزيّف املتداول يف عرفنا ‪.‬‬ ‫فاإلنس���حاب وحده الشفاء الذي لن يأتيه الباطل‬ ‫‪ .‬وه���و ٌ‬ ‫آمن اآلن م���ن كل األمراض كما مل يكن‬ ‫يوماً ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نزل���ت َ‬ ‫الد َرج وخرج���ت إىل الش���ارع ‪ .‬فتحت باب‬ ‫السيارة وجلست وراء املقوَد ‪ .‬لقد نال األب األمان‬ ‫‪ ،‬ولكن أمانه كان الس���بب الذي أفقدني األمان ‪.‬‬ ‫سد يص ّد‬ ‫اإلحساس بوجود األب هو اليقني بوجود ٍّ‬ ‫ع ّنا املوت ‪ .‬وغياب األب هو إنهيا ٌر هلذا ّ‬ ‫الس���د ‪ .‬فهل‬ ‫هذا هو س ّر ال ُيتم ؟‬ ‫لق���د كان ه���ذا اإلنس���ان ه���و البع���د الغائ���ب يف‬ ‫غائب‬ ‫حياتن���ا ‪.‬‬ ‫غائ���ب بس���بب أس���فاره األبدي���ة ‪ٌ .‬‬ ‫ٌ‬ ‫غائب بسبب‬ ‫‪.‬‬ ‫صمته‬ ‫بس���بب‬ ‫غائب‬ ‫‪.‬‬ ‫زهده‬ ‫بس���بب‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫غائب بسبب حزنه ‪ .‬كان حزمة غياب ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫غموضه‬ ‫ٌ‬ ‫والغياب هو رهان قداسة دوماً ‪ .‬والدليل هو غياب‬ ‫الربوبية ‪ .‬وهلذا إس���تنزل األب بغيابه يف نفوس���نا‬ ‫هوية تتخ ّفى خلف مس���وح قدس ّية ‪ .‬وهلذا السبب‬ ‫ظل بالنس���بة لنا جمهو ً‬ ‫ال ‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ظل إىل حلظة الغياب‬ ‫يف يقينن���ا لغ���زاً ‪ .‬وم���ازاد هذا اللغز إس���تغالقاً هو‬ ‫عجزنا حتى ذلك الوقت عن قراءة رس���الة الرجل‬ ‫املرتمجة يف مس���لكه األخالق���ي ‪ .‬إذ كيف لنا أن‬ ‫إنس���ان ال يتكّلم ؟ وه���و ال يتكّلم‬ ‫نعل���م ش���يئاً عن‬ ‫ٍ‬ ‫ألن���ه يعلم ‪ ،‬ألن م���ن ال يعلم وح���ده يتكّلم كما‬ ‫تق���ول الوصية الطاوية ‪ .‬وهل���ذا كان له صديقه‬ ‫القدي���م خليفة حاكم مرتمج���اً يف مباحثاته مع‬ ‫القبائ���ل األخرى ‪ ،‬ويف زياراته���م إىل قصر اخللد‬ ‫ملقابلة امللك إدريس ‪ .‬والرتمجة هنا ليست باملعنى‬ ‫احلريف ‪ ،‬ولكن باملدلول اجملازي ‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫مذكرات مجعة عتيقة يف السجن والغربة ‪:‬‬

‫كيف عرفت العقيد القذايف قبل ‪ 1969‬؟‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫•توثيق املسكوت عنه‬

‫كتابة الس�ي�رة أو املذكرات تش���كل التاريخ‬ ‫امل���وازي يف كل مرحل���ة‪ ،‬أو مبعن���ى آخ���ر‬ ‫توثي���ق التاري���خ املس���كوت عن���ه عرب ش���هادة‬ ‫أش���خاص كان���وا عل���ى مقربة م���ن أحداث‬ ‫هام���ة‪ ،‬منتجني هل���ا أو مس���تهلكني‪ ،‬فاعلني‬ ‫جبانب السلطة أو ضحايا هلذا الفعل‪ ،‬وفيما‬ ‫س���بق عانى أدب السرية أو كتابة املذكرات‬ ‫من ابتس���ار خم���ل باحلقيقة يف ظ���ل التكتم‬ ‫عل���ى أح���داث وتفاصي���ل يصع���ب احلدي���ث‬ ‫عنه���ا يف ظل نظ���ام عاش عقوداً وهو يس���عى‬ ‫لكتابة تارخيه حبرب انتقائي وش���كل دعائي‪،‬‬ ‫يغربل وقائع املرحلة بش���كل جيعل نصاعته‬ ‫اهل���دف م���ن كل كتاب���ة توثيقية‪ ،‬فس���كت‬ ‫البع���ض وابتل���ع س�ي�رته وأس���راره‪ ،‬والبعض‬ ‫كتبها حب���ذر‪ ،‬وبعض آخ���ر كتبها بأكثر‬ ‫جت���رد وج���رأ كعم���ل س���ري مؤجل النش���ر‬ ‫حتى ينقش���ع الضباب ‪ ،‬وهو م���ا ينطبق على‬ ‫كتاب د‪ .‬مجعة عتيقة (يف الس���جن والغربة‬ ‫ـ مذك���رات) وال���ذي أخت���ار لن���دن عاصمة‬ ‫الضب���اب كمكان مناس���ب لنب���ش الذاكرة‬ ‫قب���ل ث���ورة فرباير وبع���د اعتقاله التعس���في‬ ‫بتهمة ملفق���ة‪ ،‬وعندم���ا كان األفق مغلقا‪،‬‬ ‫بع���د تنحيه ع���ن عمل���ه احلقوق���ي جبمعية‬ ‫حق���وق اإلنس���ان ‪ ،‬ذل���ك العم���ل الذي س���عى‬ ‫م���ن خالل���ه إىل أن يق���دم أقص���ى م���ا ميكنه‬ ‫م���ن أجل إثارة موضوع حس���اس وهو حقوق‬ ‫اإلنس���ان بليبي���ا‪ ،‬بعد أن خ���رج مكتظا باألمل‬ ‫من س���جونها القاس���ية وترك رفاق���ا يعانون‬ ‫األمري���ن يف عتم���ة س���رية وشرس���ة‪،‬ظلت‬ ‫لس���نني ط���وال يف من���أى عن عي���ون الضمري‬ ‫العاملي ومؤسساته احلقوقية ‪.‬‬ ‫•الظالم حالك وخيوط األمل تتبدد‬ ‫يق���ول يف متهيده هلذا الب���وح املتأخر‪( :‬حينما‬ ‫كتب���ت ه���ذه املذك���رات س���نة ‪ 2007‬أثناء‬ ‫تواج���دي خارج ليبيا وكت���ب الفصل األخري‬ ‫س���نة ‪ .. 2010‬مل أك���ن اتوق���ع أن تنش���ر يف‬ ‫حياتي فالظالم كان حال���كاً وخيوط األمل‬ ‫تتبدد مع مضي العم���ر وقد أوصيت أوالدي‬ ‫بنش���رها حينما ينقش���ع الظالم ويغمر ليبيا‬ ‫ضي���اء احلري���ة ‪ ...‬غ�ي�ر أن اهلل ق���د َّ‬ ‫م���ن علي‬ ‫بأن أش���هد حلظة االنتصار العظيم وانكسار‬ ‫جحاف���ل الطغيان والتخل���ف واجلرمية وها‬ ‫أنذا أقدمها للقارئ كما كتبت حينها‪).‬‬ ‫تص���ارع اجلانب���ان؛ القانون���ي والسياس���ي‪ ،‬يف‬ ‫داخ���ل الكات���ب طيلة ه���ذه الس���نني‪ ،‬ومارس‬ ‫مهنته كمحامي وأس���تاذ للقانون ونش���اطه‬ ‫كسياس���ي مع���ارض ومش���اكس يف الوقت‬ ‫نفسه ‪.‬‬ ‫السياسة كانت فن املمكن لديه الذي يقوده‬ ‫ع���ال‪ ،‬والقان���ون كان مدونة‬ ‫ح���س وط�ن�ي ٍ‬ ‫الضم�ي�ر اليت جتذر ملس���ألة حقوق اإلنس���ان‬

‫وقي���م الدميقراطية ‪ ،‬والتجرب���ة الذاتية يف‬ ‫املعانة كانت الضلع الثالث املغذي لس���بيلني‬ ‫اختارهما للعراك مع سلطة مطلقة شرسة‬ ‫ومتخلفة‪ ،‬ال تعرف الرمحة وال تؤمن ‪ ،‬مثل‬ ‫س���جونها‪ ،‬بأية نوافذ للتنف���س أو النور ‪ ،‬فهو‬ ‫مل يأت���ي إىل تل���ك املعركة م���ن مكتب فاره‬ ‫للمحام���اة أو م���ن مقاع���د اجلامعة كرتف‬ ‫يق���وم به األكادمييون‪ ،‬لكنه جاء من جتربة‬ ‫مري���رة ومالحقات ال تنته���ي تعرض هلا يف‬ ‫أصقاع الدنيا ‪ ،‬كان كل صباح فيها يتأكد‬ ‫أنه م���ازال على قيد احلياة‪ ،‬ج���اء من زنازين‬ ‫معتمة عانى فيها اجلوع والتعذيب واخلوف‬ ‫اليومي‪.‬‬ ‫لكل ذلك كان نش���يده األساس���ي هو حقوق‬ ‫اإلنس���ان يف كل ما فعل وما كتب وما قال‪،‬‬ ‫فح�ي�ن يطبق االس���تبداد مش���فوعا بتواطئي‬ ‫خارج���ي وداخل���ي يف س���وق املص���احل‪ ،‬يصبح‬ ‫أقص���ى م���ا يطم���ح إلي���ه إنس���ان حقوقي أن‬ ‫خيف���ف األمل ويس���لط الضوء ع���ن بعض ما‬ ‫حي���دث يف تل���ك األنف���اق الس���رية الشرس���ة‬ ‫البعيدة عن كل شعاع ‪.‬‬ ‫•جامع��ة بنغازي من��ذ البداي��ة مصدر أرق‬

‫وصداع للسلطة‬

‫يقسم الكاتب كتابه ـ الذي أهداه إىل شهداء‬ ‫جمزرة بوس���ليم الذين عاش مأس���اتهم عن‬ ‫قرب إىل أربعة أجزاء رئيسة ‪ :‬فرتة االعتقال‬ ‫األوىل م���ن ‪ 1973‬إىل ‪ 1974‬ـ ف�ت�رة الغربة‬ ‫والرتح���ال م���ن ‪ 1977‬إىل ‪ 1988‬ـ ف�ت�رة‬ ‫الس���جن الثاني���ة ‪ 1990‬إىل ‪ 1997‬ـ ف�ت�رة‬ ‫االعتقال الثالثة ‪. 2009‬‬ ‫ويب���دأ عتيقة س���رد مذكرات���ه برصد ذلك‬ ‫احل���راك الثق���ايف يف اجلامع���ة الليبي���ة حني‬ ‫كان ي���درس بكلي���ة احلق���وق إب���ان س�ن�ي‬ ‫االنق�ل�اب األوىل متطرق���ا ملفاص���ل تل���ك‬ ‫احليوي���ة الثقافي���ة والسياس���ية يف جامع���ة‬ ‫بنغازي املشاكس���ة اليت كان���ت منذ البداية‬ ‫مصدر أرق وصداع للسلطة‪ ،‬وكان اهلامش‬ ‫الذي ترك���ه النظام امللك���ي للعمل الطالبي‬ ‫جماال للمشاكسة رغم أنه آخذ يف التقلص‬ ‫يوماً بيوم ‪.‬‬ ‫شارك الكاتب يف عديد احملاضرات والندوات‪،‬‬ ‫وكتب املقاالت اليت تنتقد منذ البداية توجه‬ ‫العسكر جتاه سلطة عسكرية مطلقة حتاول‬ ‫أن تلغ���ي كل ما يعكر صفوها أو يش���كك يف‬ ‫يقينها‪ ،‬لذلك س�ي�رصد تصاعد وترية التيار‬ ‫الثورج���ي الذي ب���دأ هذه املرة يتش���كل داخل‬ ‫رح���اب اجلامع���ة ع�ب�ر جتني���د العدي���د م���ن‬ ‫الطالب الذي حيملون نفس أحالم العس���كر‬ ‫يف التس���لط والنف���وذ‪ ،‬وكان الصدام حتميا‬ ‫ب�ي�ن تيار وطين مثق���ف ‪ ،‬وتيار ثورجي يقف‬ ‫مباشرة خلف طابور اجلنراالت ‪.‬‬ ‫•حديث متشنج جرى مع اخلروبي‬

‫كان الفاص���ل األساس���ي الذي أعل���ن جهارا‬ ‫ع���ن ني���ة الطاغي���ة باالنف���راد بالس���لطة هو‬ ‫خط���اب زوارة الش���هري وال���ذي ص���رح ع�ب�ر‬ ‫نقاطه اخلم���س عن خمططه لتصفية كل‬ ‫العناصر والتشريعات والنظم اليت تقف دون‬ ‫طموح���ه االس���تبدادي ويذكر م���ن نقطه ‪:‬‬ ‫إلغ���اء كاف���ة القوان�ي�ن املعمول به���ا ـ الثورة‬ ‫اإلدارية ـ الث���ورة الثقافية ـ تطهري البالد من‬ ‫املرض���ى واملنحرف�ي�ن ‪ .‬ذلك اخلط���اب املتوتر‬ ‫الذي أثار التوجس واخلوف بني اجلميع‪.‬‬ ‫وحتققت خم���اوف الكاتب عرب القبض عليه‬ ‫وإيداعه الس���جن مع العديد من الناش���طني‬ ‫من طالب وأساتذة ومثقفني‪ ،‬وهو إذ يرصد‬ ‫تلك املرحلة ال ينس���ى تل���ك املقاومة للجالد‬ ‫بالشعر والسخرية داخل السجن ‪ .‬وال ينسى‬ ‫الكاتب ذكر جل األمساء اليت شاركته تلك‬ ‫احملنة وذكر الكثري م���ن احلوارات الوطنية‬ ‫ال�ت�ي جرت داخل املعتقل‪ ،‬واحلديث املتش���نج‬ ‫ال���ذي ج���رى م���ع اخلروب���ي يف زيارت���ه إىل‬ ‫السجن والذي أودى به إىل احلبس االنفرادي‬ ‫‪ ،‬حت���ى مت اإلف���راج عن���ه يف ديس���مرب ‪1973‬‬ ‫وق���دم اس���تقالته م���ن نيابة بنغ���ازي لينتقل‬ ‫إىل طرابل���س ويش���رع يف العم���ل كمح���ام‬ ‫مستقل ليخض صراعات أخرى عرب تطوعه‬ ‫للدفاع يف قضايا سياسية‪ ،‬حماكمة ضباط‬ ‫حرك���ة احمليش���ي ‪ ،‬وحماكم���ة األبش���ات‬ ‫ومجاعة اجلبل اليت كانوا يسمونها مجاعة‬ ‫املفيت ‪ .‬ومع بداية ش�ل�ال الدم كما يس���ميه‬ ‫حي���ث (كان البل���د يتش���ح بالكآب���ة واحلزن‬ ‫ويلتحف بالتوجس واخلوف) وبداية تنفيذ‬ ‫أح���كام اإلع���دام بطريق���ة بش���ع يف ‪ 21‬م���ن‬ ‫الضباط بعد أن أجرب أصدقاؤهم على تنفيذ‬ ‫حك���م اإلعدام باألمر العس���كري‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫إعدام حممد بن س���عود‪ ،‬عمر دبدوب‪ ،‬وعمر‬ ‫اخلزوم���ي يف س���احات بنغازي ي���وم ‪ 7‬أبريل‬

‫عام ‪ 1977‬وتركهم يتأرجحون يف املش���انق‬ ‫لعدة ساعات ‪.‬‬ ‫•حكوم��ة ايطالي��ا خت��رج كل املعارض�ين‬

‫الليبيني من أراضيها‬

‫حينه���ا ق���رر الرحي���ل (حم���اوال اهل���رب من‬ ‫ع���رس ال���دم) كما يق���ول لتب���دأ رحلته مع‬ ‫الغرب���ة والرتح���ال واخلوف م���ن رصاصات‬ ‫النظ���ام ال�ت�ي تالحق الليبي�ي�ن يف كل مكان‬ ‫من العامل ‪.‬‬ ‫ب���دأت الرحلة إىل إيطاليا إلكمال دراس���ته‬ ‫العلي���ا يف القان���ون اجلنائ���ي وبق���ى حتى مت‬ ‫الزح���ف على الس���فارات وبداي���ة التصفيات‬ ‫اجلس���دية عام ‪ 1980‬لناش���طني يف الداخل‬ ‫واخلارج‪ ،‬ومت حتذيره م���ن حماولة اغتياله‬ ‫فغ���ادر إىل مص���ر إىل أن طالب���ت حكومته���ا‬ ‫خب���روج كل املعارض�ي�ن الليبي�ي�ن م���ن‬ ‫أراضيه���ا‪ ،‬فيمم صوب املغرب يف فرتة كانت‬ ‫العالق���ات بني املغرب وليبي���ا وصلت إىل حد‬ ‫س���حب االع�ت�راف من قب���ل املغ���رب بالنظام‬ ‫اللي�ب�ي‪ ،‬ويس���جل يف تل���ك املرحل���ة ح���راك‬ ‫التنظيمات الليبية املعارضة يف ظل التوجس‬ ‫من املزاج السياس���ي لألنظمة العربية ولعبة‬ ‫املص���احل واملقايض���ات الدنيئة ‪ ،‬ومع تس���رب‬ ‫معلومات عن صفقة تسلم مبوجبها حكومة‬ ‫املغ���رب بع���ض املعارضني إىل النظ���ام اللييب‬ ‫غادر عتيقة إىل روما مرة ثانية الس���تكمال‬ ‫دراس���ة الدكت���ورة ( تلك الصفق���ة اليت مت‬ ‫فيه���ا تس���ليم عمر احمليش���ي ون���وري الفالح‬ ‫وغريهم) ‪ .‬لتحط به الرحال بعدها يف بغداد‬ ‫إبان ح���رب اخللي���ج األوىل وليعي���ش هناك‬ ‫مواقف حمرجة عندما كانت بغداد تقصف‬ ‫من قبل اإليرانيني بصواريخ ليبية ‪.‬‬ ‫أصبح���ت األرض تضي���ق بكل لي�ب�ي عارض‬ ‫النظ���ام وغدا الكاب���وس كما يق���ول كافكا‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫حينه��ا ق��رر الرحي��ل (حم��اوال اهلرب م��ن عرس ال��دم) كما‬ ‫يقول لتبدأ رحلته مع الغربة والرتحال واخلوف من رصاصات‬ ‫النظام اليت تالحق الليبيني يف كل مكان من العامل ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫‪ . . .‬لن أَك َر َه ِك يا ُكلّي !‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫يف ك���ون اإلنس���ان ال جي���د مكانا يه���رب إليه‬ ‫يف ه���ذه الدني���ا الشاس���عة‪ ،‬وكان احلن�ي�ن إىل‬ ‫الوط���ن املختطف يضيف أملا آخ���ر لكل اآلالم ‪.‬‬ ‫ومع اإلفراج عن الس���جناء فيما يسمى بأصبح‬ ‫الصب���ح بدأت فكرة الع���ودة إىل البيت تلح ‪ (:‬مل‬ ‫أس���ع إىل وس���اطة يف الع���ودة فحامل���ا علمت أن‬ ‫أم���ر الرجوع ميس���ر بال عوائ���ق يف تلك الفرتة‬ ‫ع���دت مع أطفالي وحمبوبة إىل وطن تركته‬ ‫مكره���اً وع���دت ل���ه طوعا) وه���ي الع���ودة اليت‬ ‫يضعه���ا حت���ت عنوان فرع���ي (الع���ودة احملزنة‬ ‫إىل الوط���ن) وب���دأ العمل يف مكتبه الس���ابق يف‬ ‫جم���ال االستش���ارات القنوني���ة ‪ ،‬لكن الش���بهة‬ ‫كانت تالحقه ‪ ،‬ويف أول حماولة س���فر له إىل‬ ‫اإلم���ارات مت إيقافه من قب���ل اإلنرتبول متهما‬ ‫باالجتار باملخدرات وس���رقة امل���ال العام ‪ ،‬رغم‬ ‫أن���ه كما يقول مل يتقلد أي منصب يف الدولة‬ ‫‪ ( :‬عمدت الس���لطات الليبي���ة يف النصف الثاني‬ ‫من الثمانينات يف حماول���ة منها للقبض على‬ ‫املعارضني يف اخلارج واس���تالمهم إىل ممارسة‬ ‫أبش���ع عملية تزوير قانون���ي ‪ ،‬حيث مت جتنيد‬ ‫أح���د وكالء النيابة ويدعى حس���ن القنطري‬ ‫بفت���ح حتقيقات وهمية م���زورة مع قائمة من‬

‫األمساء املعروفة بنش���اطها املعارض يف اخلارج‬ ‫كن���ت ضمنهم ‪ ،‬م���ع غريي من الش���خصيات‬ ‫املعروفة ‪ :‬عبداحلميد البكوش‪ ،‬غيث عبداجمليد‬ ‫سيف النصر ‪ ،‬حممد املقريف‪ ،‬علي أبوزعكوك‬ ‫‪ ،‬حممود الناكوع ‪ ...‬وغريهم) ‪.‬‬ ‫بع���د أقل من س���نة من إط�ل�اق الس���جناء ويف‬ ‫أوائل سنة ‪ 1989‬بدأ محلة واسعة جملموعات‬ ‫كبرية من الش���باب ممن عرفوا لدى الليبيني‬ ‫بش���باب الس���نة وكان الطاغي���ة يصفه���م‬ ‫بالزنادق���ة ‪ ،‬فب���دأ التوج���س م���ن جدي���د لدى‬ ‫الكات���ب ‪ ،‬وال���ذي مل يط���ل به حت���ى اعتقل يوم‬ ‫‪ 13‬أبريل ‪ ، 1990‬لتبدأ رحلة السجن الثانية‬ ‫املليئ���ة ب���األمل والع���ذاب‪ ،‬واليت عاي���ش خالهلا‬ ‫أح���داث جم���زرة بوس���ليم الش���هرية وتنفي���ذ‬ ‫اإلعدام يف مجاعة بن وليد ‪ ،‬لريوي الكثري من‬ ‫التفاصيل داخل سجن بوسليم الوحشي ‪ ،‬حتى‬ ‫مت اإلق���راج عن���ه ع���ام ‪ 1997‬ليس���تأنف عمله‬ ‫مبكتب احملاماة بعد أن مسح من جديد بنشاط‬ ‫احملاماة اخلاصة‪.‬‬ ‫•كيف عرفت سيف اإلسالم ؟‪.‬‬ ‫حتت هذا العن���وان يرصد عتيق���ة تعرفه على‬ ‫س���يف اإلس�ل�ام الذي طلب استش���ارته عندما‬ ‫كان يفك���ر يف إنش���اء مؤسس���ة خريي���ة عل���ى‬ ‫غرار مؤسس���ة (زايد اخلريي���ة) ‪ ،‬واليت انبثقت‬ ‫عنه���ا مجعي���ة حق���وق اإلنس���ان ‪ .‬وال�ت�ي م���ن‬ ‫خالهل���ا ركز عل���ى امللف���ات الداخلي���ة ‪ ،‬وعلى‬ ‫وضعية السجون الرهيبة‪ ،‬وما يعانيه السجناء‬ ‫يف ليبي���ا من ظ���روف ال إنس���انية ‪ ،‬ذلك اجلهد‬ ‫الذي متخ���ض عمه إطالق دفعات كبرية من‬ ‫الس���جناء على رأس���هم أقدم س���جني سياس���ي‪:‬‬ ‫أمح���د الزب�ي�ر‪ ،‬ليرتك هذه اجلمعي���ة يوم ‪ 20‬ـ‬ ‫‪ 3‬ـ ‪ 2007‬وهو يشعر بالرضا عما قدمه كما‬ ‫يق���ول‪ ،‬ليع���رج بعده���ا حت���ت عن���وان ‪ :‬كيف‬ ‫عرفت العقيد القذايف قبل ‪. 1969‬‬ ‫بعد تركه للعمل باجلمعية انتبذ مكانا قصيا‬ ‫وانصرف���ت اهتمامات���ه ضمن نقاب���ة احملامني‬ ‫ورابطة األدب���اء ‪ ،‬لتعود خيوط مؤامرة جديدة‬ ‫ع�ب�ر النائب حممد املصراتي وموس���ى كوس���ا‬ ‫رئي���س جهاز األمن اخلارجي عرب تلفيق تهمة‬ ‫جدي���دة (مته���م جبرمية قت���ل واالنضمام إىل‬ ‫تنظي���م حمظور) ‪ .‬ليفرج عن���ه يوم ‪ 17‬فرباير‬ ‫ع���ام ‪ 2009‬قب���ل انطالق الث���ورة اليت أفرجت‬ ‫عن ليبيا بأكملها بعامني بالضبط ‪.‬‬

‫مع الغيالن اجلديدة ‪،‬‬ ‫هل ستختفي املفاتيح ‪،‬‬ ‫‪ . . .‬لرتجع أقفال القصيدة ؟!! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫زمن هم هكذا ‪..‬‬ ‫منذ ٍ‬ ‫ولكنه البارو ُد يفضح‬ ‫و " القوة اليت علمتهم الصراع " ‪..‬‬ ‫***‬ ‫عاد مستخدمو اجلسور‬ ‫واللعب على وتر الطيبني ‪..‬‬ ‫ال بأس ‪..‬‬ ‫بعض املكر هذه املرة‬ ‫سيكون كفي ً‬ ‫ال‬ ‫حبماية وردة الروح من اخلدش ! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫نامت الصور ‪..‬‬ ‫انسرحي‬ ‫أيتها الكلمات ‪ /‬إمرحي !! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ألسنيت ‪،‬‬ ‫يا‬ ‫ّْ‬ ‫كارهي ِ‬ ‫يهمين أكثر‬ ‫ُ‬ ‫أن تغضوا حمبتكم عن دربي ! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫احلدس حني زعل املاكنة ! ‪..‬‬ ‫اجلس ُد أكثر حني ارتباك الروح ؟! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫صوارخيكم‬ ‫وطفل ملفلف يف فراش الليل ! ‪..‬‬ ‫أطماع ُكم‬ ‫وفقراء يف شوارع الغربة‬ ‫َ‬ ‫يبحثون عن دواء ! ‪.‬‬ ‫‪........‬‬ ‫***‬ ‫كم انهراقة أمحر‬ ‫لتشرق مشس أكيدة هذه املرة ؟! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ُق َّطاع الطرق ‪ ،‬اللصوص ‪،‬‬ ‫احلمقى و العبيد ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫وطريق ممهدة إىل الكهف ! ‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫***‬ ‫‪ 6‬مليون فاشل ؟! ‪..‬‬ ‫مادمنا ‪ ..‬ومادمتم ‪ ........‬وماداموا !‪.‬‬ ‫***‬ ‫كم ُم َّ‬ ‫سل ٌح اليوم‬ ‫يف جيبه طلقة أخرية ؟! ‪..‬‬ ‫ال أحد ‪ . . .‬انتهى زمن النقاء !! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫" حصاد اهلشيم " ؟ ‪،‬‬ ‫أَ ْم طاملا ُ‬ ‫كَّنا هكذا‬ ‫‪ . . .‬واآلن انفضحنا ؟!‬ ‫دم انقتل سائسها ؟! ‪..‬‬ ‫كضباع ٍ‬ ‫وهل للضباع سائس ؟ ‪..‬‬ ‫رمبا ‪ ..‬حني ُ‬ ‫تكون بشرية ! ‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫فلينظر كل واحد منا ما طوطمه ؟! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ما تضطر ُم ب ِه أوكا ُر املفازة‬ ‫أبداً ليست سرييالية ‪..‬‬ ‫تلك أرقى ‪..‬‬

‫وتأتي حني ارتياح احلرب ل ُن َف ِكر ! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫قريباً جداً ‪:‬‬ ‫( الصارخووووووون ) ‪..‬‬ ‫طائفة تصدح بالشعر املتوحش‬ ‫ستظهر َ‬ ‫قبيل نهاية ال ِفلم‬ ‫‪ . . . . . .‬أو بعد النهاية بعام !!‪.‬‬ ‫***‬ ‫أكرهك أيتها اجملنونة ‪..‬‬ ‫لن‬ ‫ِ‬ ‫يا مرتع اجملرمني والوندال اجلدد‬ ‫واحلمائم والصقور واحلاملني واحلاقدين‬ ‫واألخيار واألشرار والفرسان والعبيد‬ ‫والتجار واحلذاق واحلذرين والشعراء‬ ‫والشيوخ واجلهالء والنبهاء‬ ‫والصفقاء واحلائرين ‪..‬‬ ‫أكرهك يا ُ‬ ‫كلي ! ‪.‬‬ ‫‪ . . . . . . . . . . .‬لن‬ ‫ِ‬ ‫***‬ ‫عند الصغار‬ ‫ما يخُ جل ‪ ،‬فيدسه الكبار ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فابتعدت ‪..‬‬ ‫عرفت‬ ‫من هذا‬ ‫ُ‬ ‫فأريين ما ستفعل أيُها املتذمر !!! ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫أنت جمرد كائن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حبذ ُه وال أطيق‬ ‫ال أ ِّ‬ ‫َ‬ ‫طرقاتك ولنا دروب‬ ‫لك‬ ‫َ‬ ‫أجدك دا ِئماً يف وجهي ؟! ‪.‬‬ ‫فلماذا‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫خلف ال ُبعاد ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫لك أمي نظراتي حنو احلنني ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫طيلة اغرتابي ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫لك أبيت دعواتي كل سجد ٍة أخرية ‪.‬‬ ‫***‬ ‫وأنت رفيقيت ‪:‬‬ ‫‪ِ ...‬‬ ‫ضحكتك ح َ‬ ‫ني أبكي ‪.‬‬ ‫أُ ِح ُب أكثر‬ ‫ِ‬ ‫***‬ ‫" السالح زينة الرجال "‬ ‫غيب‬ ‫قال اإلما ُم املُ ُ‬ ‫ف ُق ُ‬ ‫لت ‪:‬‬ ‫ولكنه خيبة للبالد يا موسى ‪..‬‬ ‫حنيب ثكاىل و حب ُر دماء ‪.‬‬ ‫***‬ ‫أحياناً حنب الوطن‬ ‫متاح سواه ! ‪.‬‬ ‫ألنه ليس ٌ‬ ‫***‬ ‫من كثرة القتلى‬ ‫مل يعد من بواكي ‪. .‬‬ ‫‪ . . .‬أهذا ا َ‬ ‫رج وذا املَ َر ُج ؟ ‪..‬‬ ‫هل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أم العاصفة اليت تسبق الرفاه ؟!‬ ‫***‬ ‫أيها السه ُر دعين أرتاح ‪..‬‬ ‫أي ُتها القصيدة‬ ‫أغربي قلي ً‬ ‫ال عن أسابيعي ! ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمان – يناير ‪ 2014‬م‬ ‫يف َّ‬


‫‪16‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫أزمة اهلوية يف العامل العربي‪ ،‬أزمة معنى أم أزمة حضارة؟‬

‫منطلقات السؤال‬ ‫عزيز مشواط‬

‫يف ن���ص مجيل وطريف لعب���د الفتاح كيليطو‬ ‫(الكتابة والتناسخ‪ )1992،‬مشهد مثري لشخص‬ ‫ت���اه عن منزل وجوده يف صحراء قاحلة وافتقد‬ ‫ل���كل أث���ر ميك���ن أن يق���وده إىل من���زل وجوده‬ ‫األصل���ي‪ .‬يقوم التائ���ه جبهود مضني���ة للبحث‬ ‫عن طريق العودة‪ ،‬لكن الصحراء املقفرة ختفي‬ ‫كل آث���ر أو مع���امل‪ ،‬تتع���دد احمل���اوالت وتتكرر‬ ‫لكنه���ا تنته���ي إىل الفش���ل‪ .‬بع���د تفك�ي�ر طويل‬ ‫يهتدي هذا الشخص إىل تقليد أصوات كالب‬ ‫القبيل���ة أم�ل�ا يف أن ت���رد علي���ه لالهت���داء إىل‬ ‫موطنه‪ .‬يبذل الش���خص جهودا مضنية للعودة‬ ‫إىل موط���ن وج���وده األصل���ي ول���و ع�ب�ر تقليد‬ ‫لغ���ة ‪/‬صوت ال���كالب‪ ،‬لكن هاته احليلة نفس���ها‬ ‫تعرتضها عوائ���ق من قبيل وجود كالب أخرى‬ ‫ضالة ومضللة‪ ..‬احلكاي���ة على طرافتها تطرح‬ ‫مش���كلة التي���ه ع���ن املوط���ن األصل���ي والرغبة‬ ‫يف الع���ودة مهما كل���ف األمر‪ .‬املش���هد الروائي‬ ‫خيت���زل س���ؤاال وجودي���ا يرتب���ط بلم���اذا هات���ه‬ ‫الرغبة اجلاحمة يف العودة إىل األصل؟‬ ‫مل���اذا ه���ذا اجله���د اجلب���ار املب���ذول للع���ودة إىل‬ ‫موطن الوجود األصلي؟ ملاذا هذا التشبث القوي‬ ‫بالع���ودة إىل األص���ل هل هو عجز ع���ن التكيف‬ ‫م���ع معطي���ات الواقع اجلدي���د؟ أم جمرد حنني‬ ‫مأس���اوي يرتبط برغبة نفسية مسنودة بذلك‬ ‫اخل���وف الفط���ري م���ن اجمله���ول؟ أال ميكن أن‬ ‫حني���ا إال بهاته العودة ؟ ه���ل العجز عن التكيف‬ ‫مع املعطيات اجلديدة يف الصحراء يولد احلنني‬ ‫إىل احلض���ن األول حي���ث العش�ي�رة والقبيل���ة‬ ‫والعادات والتقالي���د‪،‬و املوطن اجلغرايف‪ ،‬واللغة‬ ‫املتداولة والدين املعروف؟‬ ‫هاته األس���ئلة على بس���اطتها الظاهرة ختتزل‬ ‫كل مقوم���ات التعقي���د والقلق ال�ت�ي خيتزنها‬ ‫س���ؤال اهلوية وختتزل أيضا سؤال املنطلق‪ :‬من‬ ‫أي���ن ميكن خلط���اب اهلوية أن ينطل���ق؟ يصبح‬ ‫األمر أكثر تعقيدا حينما نسقط هاته األسئلة‬ ‫على حالة اجملتمعات العربية؟ يف هاته املداخلة‬ ‫املعنونة خطاب اهلوي���ة يف العامل العامل العربي‬ ‫أزم���ة هوي���ة أم أزم���ة معن���ى؟ س���يدور الق���ول‬

‫حول اإلش���كالية التالية‪ :‬ه���ل ميكننا التمرتس‬ ‫بالذاتي���ة واهلوية واخلصوصية الثابتة يف عامل‬ ‫أصب���ح بفضل التطور التق�ن�ي والفيض املعريف‬ ‫العلم���ي متق���ارب احل���دود متفتح���ا ومتداخل‬ ‫العناص���ر واهلوي���ات‪ ،‬عامل الس���رعة كما حيلو‬ ‫للفيلس���وف الفرنس���ي فريبليو أن يسميه؟ إىل‬ ‫أي م���دى ميك���ن التح���رر م���ن اإليديولوجي���ا‪،‬‬ ‫والبحث يف موضوع اهلوية حبثا علميا؟‬ ‫جيب االع�ت�راف ب���أن موضوع اهلوي���ة يتحرك‬ ‫ضمن حقل ألغام شديد احلساسية ألنه صعب‬ ‫املعاجل���ة داخل كل ادعاء نظري كيفما كان‬ ‫ختصص���ه‪ ،‬فداخل���ه تلتق���ي السوس���يولوجيا‬ ‫بالس���يكولوجيا واالنرتوبولوجيا واإليديولوجيا‬ ‫والسياس���ة‪ .‬ينضاف إىل ذل���ك‪ ،‬التقاطع املوجود‬ ‫بني الذاتي واجلماعي بني الفردي واالجتماعي‬ ‫ب�ي�ن الواح���د واملتعدد ب�ي�ن الثب���ات والتغري بني‬ ‫االنفص���ال واالتص���ال‪ .‬هات���ه التداخالت تصبح‬ ‫أكث���ر ح���دة خصوص���ا و أن االنفع���ال الواعي‬ ‫أو الالواع���ي يف كث�ي�ر من األحي���ان يصبح هو‬ ‫الالزم���ة العام���ة ال�ت�ي تس���ود كل حدي���ث عن‬ ‫اهلوية‪.‬‬ ‫قب���ل الدخول تفاصيل اهلوي���ة العربية وربطها‬ ‫مبقارب���ات فلس���فية وسوس���يولوجية غريه���ا‬ ‫وحماول���ة تلمس م���آزق خطابه���ا ينبغي البدء‬ ‫أوال بتحدي���د مفهوم اهلوي���ة ومفهوم اخلطاب‬ ‫ألن حلظ���ة ضب���ط املفاهي���م تش���كل اللحظ���ة‬ ‫العلمي���ة األب���رز واخلي���ط الناظم الق���ادر على‬ ‫جت���اوز اللخبط���ة املفهومي���ة‪ ،‬إذ إن اجله���از‬ ‫املفاهيم���ي باملعن���ى اإلبس���تيمولوجي يبق���ى‬ ‫الركيزة األساس ألي شرعية علمية‪ ،‬ويعترب‬ ‫املدخل اللغوي أساسيا يف كل حماولة للعلمنة‬ ‫إذ وراء أكم���ة اللغة كما يقول فتجينش���تاين‬ ‫يوجد مكمن الوج���ود‪ .‬ومن هنا فتعريف اهلوية‬ ‫لغويا يفرض نفس���ه بقوة‪ ،‬من أجل طرح سؤال‬ ‫األصل بهدف جت���اوز اللبس وفتح آفاق املفهوم‬ ‫على خمتلف التخصصات‪.‬‬ ‫اهلوية العربية أزمة مفهوم أم أزمة خطاب‬ ‫ُ‬ ‫الوس���يط” الص���ادر عن مجَ ْ َم ِع‬ ‫يعرف املُ ْع َج ُم‬

‫الُّلغ���ة العربي���ة «ا ُ‬ ‫ّة”بأنها‪”:‬حقيقة َّ‬ ‫هل ِو َي َ‬ ‫الش���يء‬ ‫أو َّ‬ ‫الش���خص ال�ت�ي متي���زه ع���ن غ�ي�ره‪ .‬ويذهب‬ ‫���م إىل حتدي���د معن���ى آخ���ر للهو َيّ���ة حني‬ ‫املُ ْع َج ُ‬ ‫ُتض���اف إىل الكلمة “بطاقة”‪ ،‬أو ُتوصف بال َّنعت‬ ‫َّ‬ ‫“الش���خصية”‪ ،‬لتجعلنا حنص���ل على املصطلح‬ ‫“بطاق���ة ا ُ‬ ‫هلو َيّ���ة” أو”البطاق���ة َّ‬ ‫الش���خصية”‪،‬‬ ‫أن “ا ُ‬ ‫هل ِو َي َ‬ ‫املَُت َداوَل�ي�ن حديثاً‪ ،‬فيذك��� ُر َّ‬ ‫ّة بطاقة‬ ‫اس���م َّ‬ ‫ُ‬ ‫الش���خص وجنس���يت ُه ومولد ُه‬ ‫يثب���ت فيها ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫���رف اجلرجان���ي اهل ِو َيّ���ة بأنه���ا‪:‬‬ ‫وعمل���ه”‪ .‬و ُي َع ِّ‬ ‫“احلقيق���ة املطلق���ة املش���تملة عل���ى احلقائ���ق‬ ‫اشتمال ال ُّنواة على الشجرة يف الغيب املطلق”‪.‬‬ ‫ويف املعاجم الغربية حيدد قاموس أكس���فورد‬ ‫اهلوي���ة بوصفها”حال���ة الكينون���ة املتطابق���ة‬ ‫بإح���كام‪ ،‬واملتماثل���ة إىل ح��� ِّد التطاب���ق الت���ام‬ ‫أوالتش���ابه املطل���ق” أم���ا معجم روب�ي�ر فيحدد‬ ‫اهلوية”باعتباره���ا املي���زة الثابت���ة يف ال���ذات”‬ ‫وخيت���زن ه���ذا التحدي���د معني�ي�ن يعم���ل على‬ ‫توضيحهما معجم املفاهيم الفلس���فية لفولتري‬ ‫عل���ى الش���كل التالي”إنها ميزة ماه���و متماثل‪،‬‬ ‫س���واء تعلق األم���ر بعالق���ة االس���تمرارية اليت‬ ‫يقيمها ف���رد ما مع ذاته‪ ،‬أو م���ن جهة العالقات‬ ‫اليت يقيمها مع الوقائع على اختالف أشكاهلا”‬ ‫تش�ت�رك التعاريف على اختالفه���ا يف الرتكيز‬ ‫على ماهي���ة االس���تمرارية و التطابق واملماثلة‬ ‫فتصبح اهلوية هي جمموعة من امليزات الثابتة‬ ‫و املكون���ة م���ن خصائص الش���يء أو الش���خص‪،‬‬ ‫اليت تش���تمل عل���ى الصفات اجلوهري���ة الثابتة‬ ‫املميزة له واليت متنح���ه التفرد واخلصوصية‪،‬‬ ‫وحتدد يف نفس الوقت صورة الشخص عن ذاته‬ ‫والصورة اليت حيملها عن نفسه وتقود إدراكه‬ ‫لذاته كموضوع يف إطار عالقاته مع اآلخر‪.‬‬ ‫وم���ن مثة تصب���ح اهلوية “الفع���ل الذي جيعل‬ ‫م���ن واقع ما مس���اويا أو ش���بيها بواق���ع آخر من‬ ‫خ�ل�ال االش�ت�راك يف اجلوهر”غ�ي�ر أن���ه وعلى‬ ‫أهمي���ة هات���ه التعاري���ف تبق���ى العدي���د م���ن‬ ‫األشياء عالقة‪ :‬من قبيل هل فعال تتحدد هوية‬ ‫األشخاص من خالل الثبات و املطلق واملاهيات‬ ‫واجلواهر؟ ألسنا هنا يف تناقض تام مع احلكمة‬

‫اهلرياقليس���ية؟ ال ننزل يف النهر مرتني؟ أليس‬ ‫التغ�ي�ر هو الناموس الوحي���د الثابت يف الوجود؟‬ ‫ب���ل كيف ميكن‪ ،‬كما يقول السويس���يولوجي‬ ‫الفرنس���ي إدغ���ار م���وران‪ ،‬أن حن���دد العناص���ر‬ ‫الثابت���ة يف ال���ذات أم يف اجملتمع؟ يف اجلس���د أم‬ ‫يف العق���ل؟ وليس���ت اهلوي���ة يف النهاي���ة خليط‬ ‫من املكونات متماثل���ة مع درجة تعقد الظاهرة‬ ‫اإلنس���انية ذاته���ا إذ اإلنس���ان يف النهاية كائن‬ ‫عاقل وواهم‪،‬سحري أسطوري شعري ونثري؟‬ ‫مس���تهلك ومنت���ج؟ ملح���د ومتدي���ن؟ ف���ردي‬ ‫ومجاعي؟ خصوصي و كوني؟‬ ‫ه���ذه األبع���اد املتناقض���ة ملفه���وم اهلوي���ة ه���ي‬ ‫ال�ت�ي دفعت روب�ي�ر مس�ت�ري يف اللق���اء الدولي‬ ‫للهوي���ة املنعقد بباري���س يق���ول ‪”:‬إن حماولة‬ ‫دراس���ة الصريورات اليت تعمد إليها اجملموعات‬ ‫أثن���اء بناء هويته���ا يقتضي افرتاض���ا أن أعضاء‬ ‫اجلماعة حياولون التماث���ل فيما بينهم مع ما‬ ‫يقتضي ذلك من إدراك البعد الدينامي للهوية‬ ‫باعتباره���ا ذات حم���ددات داخلي���ة وخارجي���ة‪،‬‬ ‫ونوع���ا م���ن االنزي���اح يتج���اوز البع���د األحادي‬ ‫التخص���ص إىل جم���االت معرفي���ة متع���دد‬ ‫األبع���اد” ‪ .‬إن احل���ل األمث���ل يف نظ���ره األمث���ل‬ ‫لتفادي القل���ق واملأزق الذي���ن خيلقهما املفهوم‬ ‫هو مقاربة متعددة التخصصات‪.‬‬ ‫بالع���ودة إىل تعريفات اهلوية املذكورة س���الفا‬ ‫نالحظ بغ�ي�ر كثري من العن���اء الرتكيز على‬ ‫البع���د املطلق للهوية‪ ،‬باعتبارها جوهرا ثابتا‪ ،‬أو‬ ‫ماهية‪ ،‬إنها اخلصائص اجلوهرية الثابتة‪ ،‬إنها‬ ‫امليزة املتماثل���ة واملتطابقة‪ .‬إن هذه األبعاد اليت‬ ‫حتملها ال���دالالت ورغم كونه���ا لغوية‪ ،‬حتيل‬ ‫عل���ى حق���ل اش���تغال هوي���ة اجملتمع���ات‪ .‬وهذا‬ ‫طبيع���ي ألن اللغ���ة يف النهاية اخت���زال للوجود‬ ‫بأس���ره‪ ،‬وأليست هي يقول فتجينشتاين مكمن‬ ‫الوجود؟ أو كما يصدح نيتشه موطن األوهام؟‬ ‫ب�ي�ن الثب���ات واملطل���ق‪ ،‬ب�ي�ن اخلصوصي���ة‬ ‫والكوني���ة‪ ،‬ب�ي�ن االنغ�ل�اق واالنفت���اح تتموق���ع‬ ‫أهم إش���كاليات مفه���وم اهلوية وق���د حتول إىل‬ ‫خطابات متارس تأثريها على اجملتمعات‪ .‬وهنا‬


‫‪17‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫بني الثبات واملطلق‪ ،‬بني اخلصوصية والكونية‪،‬‬ ‫بني االنغالق واالنفتاح تتموقع أهم إشكاليات‬ ‫مفهوم اهلوية وق��د حتول إىل خطابات متارس‬ ‫تأثريها على اجملتمعات‬

‫ميك���ن أن منيز بني‪ :‬اجتاه يعترب اهلوية معطى‬ ‫جاه���زا قائم���ا داخ���ل زمنية مقدس���ة ال جمال‬ ‫ملس���اءلتها أو إضاف���ة وتعدي���ل عنص���ر منه���ا‪.‬‬ ‫يعتم���د هذا االجتاه عل���ى الفكرة اجلاهزة اليت‬ ‫تتب���ادر إىل الذهن لتضفي وضوح���ا زائفا على‬ ‫موض���وع اهلوي���ة‪ ،‬وه���و الوضوح ال���ذي يرافقه‬ ‫إمكانية ال َّت َغ ِيّن باهلويّة واخلصوصية اخلالدة‪،‬‬ ‫و ُن ْش���دان الوح���دة املنغلقة‪ .‬أما االجت���اه الثاني‬ ‫فينطل���ق من رف���ض كل م���ا ميكن تس���ميته‬ ‫باهلوي���ة الذاتية أو اجلماعي���ة الن هناك هوية‬ ‫كونية ال جمال لتش���تيت االنتماء إليها‪ .‬بإزاء‬ ‫هذي���ن االجتاهني يبقى الس���ؤال ‪ :‬أين يتموقع‬ ‫خطاب اهلوية العربية؟‬ ‫ل���ن نتوقف كثريا عند مفه���وم اخلطاب نظرا‬ ‫للم���آزق الكث�ي�رة ال�ت�ي يطرحه���ا والنظري���ات‬ ‫اللس���انية والسوس���يوجلية ال�ت�ي قاربت���ه‪،‬‬ ‫وس���نكتفي بالتعري���ف ال���ذي منح���ه إي���اه‬ ‫مؤس���س نظري���ة اخلط���اب ميش���يل فوك���و‬ ‫ال���ذي يعتربه “النص���وص واألقوال كما تعين‬ ‫مبجم���وع كلماته���ا ونظ���ام بنائه���ا وبنيته���ا‬ ‫املنطقي���ة أو تنظيمه���ا البيان���ي‪ ،‬أو نظام تعبري‬ ‫مقن���ن ومضبوط) كم���ا يعين أحيان���ا (امليدان‬ ‫الع���ام جملم���وع العب���ارات‪ ،‬وجمموع���ة متميزة‬ ‫م���ن العب���ارات أحيان���ا أخ���رى‪ ،‬وممارس���ة هل���ا‬

‫قواعده���ا‪ ،‬ت���دل دالل���ة وص���ف على ع���دد من‬ ‫معني م���ن العبارات وتش�ي�ر هلا أحيان���ا ثالثة)‪،‬‬ ‫إن���ه (يف واقعه املادي مكون من أش���ياء منطوقة‬ ‫ومكتوب���ة) أو (جمموعة م���ن األدلة من حيث‬ ‫ه���ي عب���ارات وبوصفن���ا قادرين عل���ى أن نعني‬ ‫أمناط وجوده���ا اخلاصة)‪،‬فاخلطاب ال يتحدد‬ ‫إال بوصف���ه منظوم���ة م���ن القواع���د اليت متيز‬ ‫جمموع���ة م���ن املنطوق���ات اليت تنتظ���م داخل‬ ‫املمارس���ة اخلطابية‪ .‬أما اهلوية العربية فنعين‬ ‫بها جمموعة الس���مات اليت تصبغ الش���خصية‬ ‫العربية مبجموعة م���ن الصفات واخلصائص‬ ‫اليت متيزه���ا عن باقي اهلوي���ات األخرى واليت‬ ‫تتضم���ن اللغ���ة والدي���ن والع���ادات والتقالي���د‬ ‫والقي���م األخالقية‪.‬واعتمادا عل���ى ذلك فنحن‬ ‫نقص���د خبط���اب اهلوي���ة العربي���ة جمم���وع‬ ‫النص���وص واألف���كار واألق���وال وال���دالالت‬ ‫والقواع���د ال�ت�ي تتحك���م يف صياغ���ة هات���ه‬ ‫املكونات وحت���دد متثل الناس لذواتهم كأفراد‬ ‫وكجماع���ات وكمتماثل�ي�ن داخ���ل نف���س‬ ‫الوحدة وكمختلف�ي�ن عن اآلخرين وانعكاس‬ ‫ذلك على الواقع املادي مبا هو بنيات اجتماعية‬ ‫وسياس���ية و ثقافي���ة وعلى العالق���ة مع الغري‬ ‫املختلف و املغاير‪.‬‬

‫وليس كما ذكر األستاذ الفاضل‬ ‫بأن الشيخ على بن طالب مت اغتياله؟‬ ‫شوقي إبراهيم معمر‬ ‫( رد ع��ل��ى م��ق��ال ال��س��ي��د حم��م��د م��ادي‬ ‫والذي نشر يف صحيفتكم املوقرة بالعدد‬ ‫‪133‬املؤرخ يف ‪) 2013.11.25‬‬ ‫لقد ش��د انتباهي م��ا ذك���ره األس��ت��اذ‬ ‫حم��م��د م����ادي وال����ذي أك���ن ل��ه كل‬ ‫االح�ترام والتقدير يف شخصه الكريم‬ ‫رغم اختاليف معه يف العديد من النقاط‬ ‫اهلامة مما ذكره يف ذلك املقال‬ ‫‪.‬‬ ‫وأوىل تلك النقاط‬ ‫م����ا ذك�������ره ع��ن‬ ‫املناضل املرحوم‬ ‫ع��ل��ى ال��ش��روى‬ ‫ب��������ن ط����ال����ب‬ ‫م����ن أن ذل���ك‬ ‫ال�����ت�����ج�����م�����ع‬ ‫ال�������ذي أس��س��ه‬ ‫م����ع جم��م��وع��ة‬ ‫م������ن ال����ش����رف����اء‬ ‫والوطنيني يسمى‬ ‫رابطة مشال أفريقيا‬ ‫ال��ت��ي ت��ه��ت��م ب��ال��ث��ق��اف��ة‬ ‫واللغة االمازيغية؟‬ ‫أوال حن��ن ال ننكر اح��د وال نزايد‬ ‫ع��ل��ي��ه ول���ك���ن اجل��م��ي��ع ي��ع��ل��م ت��وج��ه‬ ‫تلك األح����زاب وال��ت��ك��ت�لات السياسية‬ ‫باجتاهاتها الدينية ف�لا خيفى على‬ ‫اجلميع م��ن ه��و الشيخ على الشروى‬ ‫بن طالب واجتاهاته الدينية(اإلباظية)‬ ‫‪،‬وعالقته الروحية والفكرية مع كل‬ ‫من الشيخ على حيي معمر والدكتور‬ ‫عمرو خليفة النامي وت��أث��ره بهؤالء‬ ‫القامات اليت فقدناها مجيعا‪.‬‬ ‫ولألمانة التارخيية ف��ان الشيخ على‬ ‫ب��ن ط��ال��ب ق��د واف��ت��ه املنية مل��رض امل‬ ‫به ولكرب سنه ثم سنني السجن اليت‬ ‫أنهكته مع الكثريين من رموز النضال‬ ‫ال���ذي���ن ذاق�����وا م�����رارة ال��س��ج��ن وع��ل��ى‬ ‫الشروى بن طالب من ه��ؤالء الرجال‬ ‫وليس كما ذكر األستاذ الفاضل بان‬ ‫الشيخ على بن طالب مت اغتياله؟‬ ‫أم��ا املوضوع األه��م فهو ما ذك��ر حول‬ ‫قادة النضال يف احلركة االمازيغية ؟‬ ‫فال اعلم من أين استقى حممد مادي‬ ‫معلوماته وما هي مصادره مع احرتامنا‬ ‫وتقديرنا للمناضل فاضل املسعودي‬ ‫وال�����ذي ال ي���زاي���د ع��ل��ي��ه اح���د ‪ ,‬ول��ك��ن‬ ‫لألمانة التارخيية فان أستاذنا فاضل‬ ‫املسعودي كان يف الستينيات من رواد‬ ‫الفكر امل��ارك��س��ي واح���د النشطني يف‬ ‫جبهة التحرير اجل��زائ��ري��ة ‪ .‬ويعلم‬ ‫اجلميع أن االشرتاكية واملاركسية‬

‫والقومية كان شعار جبهة التحرير ‪.‬‬ ‫وال نستطيع القول أن الفكر املاركسي‬ ‫يؤمن باحلرية والدميقراطية بل حتى‬ ‫اق���ل ح��ق حل��ق��وق اإلن���س���ان ف��االحت��اد‬ ‫السوفييت منوذجا؟‬ ‫حنن ال ننكر على احد أعماله وأفعاله‬ ‫ول���ك���ن أي����ن ه����ي؟ ف��امل��ن��اض��ل ف��اض��ل‬ ‫امل��س��ع��ودي ل��ه ب���اع ط��وي��ل يف الكتابة‬ ‫بالصحف واجمل�ل�ات وب��ال��ذات يف تلك‬ ‫ال��ف�ترة ؟ فأين تلك األع��م��ال عن‬ ‫احلراك االمازيغى أو اهلوية‬ ‫الليبية مبكونها األصيل‬ ‫؟‬ ‫إن ال����ث����ق����اف����ة‬ ‫ي��ف��س��ره��ا بعض‬ ‫املفكرين بأنها‬ ‫ك���ال���ن���س���ي���م‬ ‫ال������ع������ل������ي������ل‬ ‫ي�����ت�����ذوق�����ه�����ا‬ ‫امل�����ث�����ق�����ف��ي��ن‬ ‫وامل�����ب�����دع��ي��ن‬ ‫أصحاب الكلمة‬ ‫ك����������ل ح����س����ب‬ ‫ت��ف��اع��ل��ه وق��ن��اع��ت��ه‬ ‫بالفكرة والدليل على‬ ‫ذل��ك ت��ن��اول العديد م��ن املثقفني‬ ‫وامل��ه��ت��م�ين ف��ك��رة اهل���وي���ة م���ن زواي����ا‬ ‫م��ت��ع��ددة وخي��ت��ل��ف��ون يف ال��ع��دي��د من‬ ‫النقاط اهل��ام��ة إذا ال وج��ود مل��ن يقود‬ ‫ف��ك��را س��وى ال��ذي��ن ذك��ره��م التاريخ‬ ‫احل���دي���ث أم���ث���ال ل��ي��ن�ين وم���ارك���س‬ ‫وغريهم‪..‬؟ أما السياسيني فيتعاملون‬ ‫م��ع ال��ف��ك��ر وال��ث��ق��اف��ة واحل��ق��وق وف��ق‬ ‫تياراتهم السياسية ‪.‬‬ ‫أم���ا ال��ذي��ن ذك��ره��م أس��ت��اذن��ا حممد‬ ‫م�������ادي ب���أن���ه���م ه�����اج�����روا م����ن اج���ل‬ ‫االمازيغية وليبيا فالرجاء أن يذكر‬ ‫ل��ن��ا ب��ع��ض األمس�����اء ك��م��ا ذك���ر لنا‬ ‫األستاذ املناضل فاضل املسعودي‪ ,‬ويا‬ ‫حبذا لو يذكرنا أيضا مباذا فعل هؤالء‬ ‫ألجل االمازيغية وليبيا‪ .‬فلو حتدثنا يف‬ ‫هذا املوضوع لكشفت أوراق العديد من‬ ‫الذين تاجروا وسرقوا ليبيا وكأنها يف‬ ‫سوق النخاسة مع احرتامي وتقديري‬ ‫للقلة منهم والدليل على ما أق��ول ما‬ ‫حدث وحيدث يف الساحة الليبية اآلن‬ ‫أو دعنا نقول مهزلة املشهد السياسي‬ ‫اللييب ‪.‬‬ ‫أرج��و أن أك��ون قد وفقت يف توضيح‬ ‫ب��ع��ض ال��ن��ق��اط ب����دون جت��ري��ح اح��د‬ ‫وأؤك����د ب��أن�ني أك���ن ك��ل التقدير‬ ‫واالحرتام لكل من ذكر بهذا املقال‪.‬‬ ‫م�����ع خ����ال����ص ش����ك����ري واح��ت��رام�����ي‬ ‫جلريدتكم املوقرة‬


‫‪18‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫للخيانة أوجه خمتلفة‬

‫من تعليم ‪ 16=4×4 :‬إىل التعليم الــــــــــــ‬ ‫طارق الشارف بن ساسي‬

‫خالد افتيته‬

‫ثقاف���ة الدولة الريعيه ‪ ،‬مل أجد هلا مثال س���وي دولة املواطن‬ ‫اإلتكالي ‪ ....‬ما لبثت أن يس���تقر األمر للش���عب اللييب اجلميل‬ ‫حت���ى قام���ت علي���ه ث���ورة مزعومة تغ�ي�رت مبوجبه���ا مجيع‬ ‫املفاهي���م احلديث���ة و املس���تحدثة لدي���ه ‪ ،‬فتغري كل ش���يء‬ ‫مجيل بالكاد كان ذلك املواطن اجلميل قد اس���توعبه ‪ ،‬فصار‬ ‫التاجر س���ارقا و املس���تثمر أصبح مصاصا للدماء ؟؟ و األجري‬ ‫صار ش���ريكا (عل���ي األبيض) واملال���ك صار مط���اردا والتعليم‬ ‫ص���ار جتهيال إجباري���ا و ملا ال فالعلم للعبي���د كما هو مورثنا‬ ‫الثق���ايف !! والفلس���فة صارت مرضا والعقد النفس���ية حكمتنا‬ ‫و العصبي���ة قانون���ا والتن���ازل ع���ن احلق صار احل���ل األضمن‬ ‫ألي مش���كلة ‪ ،‬وبالتبعي���ة الب���د للموازي���ن أن ختت���ل و ختتل‬ ‫معه���ا كل القي���م وكل األمور ‪ ...‬فقل���ة حمظوظة هي تلك‬ ‫اليت اس���تطاعت مبا متتلكه من ق���وة إرادة و تربية خالصة هلل‬ ‫و الوط���ن أن تقف���ز م���ن ذلك الق���ارب املنكوب إىل ب���را بالكاد‬ ‫يك���ون أمنا ‪ ،‬ولكن ش���يء أفضل م���ن ال ش���يء ‪ ...‬وقاومت تلك‬ ‫القل���ة و تقاوم���ت وص�ب�رت علي مآس���ي طوال بط���ول أربعة‬ ‫عق���ود معقدة بالكاد ت���ري بصبصا حتت أقدامه���ا لتهتدي به‬ ‫يف يومه���ا و ينتظ���ره ذل���ك احملظوظ أخ���ر الليل عل���ه ال يأتي‬ ‫ولكن���ه مل خيلفه امليعاد يوما و إن كان يولد متعس���را إال إنه‬ ‫يأت���ي ‪ ،،‬امل اق���ل لكم س���لفا ش���يء أفضل من ال ش���يء ‪ ...‬حتى‬ ‫ص���ار ذالك الن���ور أقوى و إرتفع و طال وص���ار ثورة مباركة‬ ‫و هلل احلم���د وانتفض الش���عب اللييب اجلمي���ل علي كل تلك‬ ‫الظواهر الطارئة الس���لبية املاضية و بداء القطار يف التحرك‬ ‫حن���و اهلدف قطار االجيابي���ة و التنمية ب���داء يتأهب يف ثوبه‬ ‫اجلديد للتسارع فضال عن احلركة ‪ ..‬وما كاد ذلك املواطن‬ ‫يتنف���س الصعداء حتى ظهرت له مالمح تلك الدولة الريعية‬ ‫املقيتة يف ثوب جديد اشد فتكا و قوه ظهرت يف ثوب األحقية‬ ‫و االس���تحقاق لذلك الريع املزعوم ذل���ك الريع املقيت النقمة‬ ‫‪ .‬فل���م خيتلف ع���ن خداع الث���وب القديم كث�ي�را يف خداعة و‬ ‫نقمت���ه وكأنه ق���در و مكتوب فلقد ازداد ث���راء خادعا و بذخا‬ ‫مس���روقا ذاك الثوب‪ ،‬فاملنح الغري جائزة س���ن هل���ا القانون تلو‬ ‫القانون و الس���رقات أصبحت بدون فعل فاعل و ش���به مباحة‬ ‫بالصم���ت الدائم من قبل الكل ‪ ،‬والعطاء ملن ال يس���تحق صار‬ ‫الس���مي اليت حتكم بها أي جمموعة خارج���ة عن كل القيم‬ ‫‪ ...‬وابتعد املواطن بقط���اره عن جادة الصواب اليت متناها دوما‬ ‫وكان ينشدها علي طول أربعة عقود عجاف ‪ ،،‬وضل السائق‬ ‫و ضل معه الكثريين ‪ ،‬فعندما ننزل من خيالنا لنري الواقع ‪،،‬‬ ‫نرى يوميا طوابري العمالة الوافدة بالعقود املش���بوهة تتزاحم‬ ‫أم���ام أبواب مصارف الوط���ن لتقوم بتحوي���ل العملة الصعبة‬ ‫خ���ارج الوطن ‪ ،‬العملة الصعبة اليت جنتها تلك العمال نتيجة‬ ‫لتقديم خدمة سلبية خدمة تكرس للكسل و لتدمري املواطن‬ ‫قبل البيئة ‪ ،‬فذلك أمر يدعونا مجيعا للتفكري و التس���اؤل؟ ما‬ ‫الذي قدمته للوطن تلك العمالة الوافدة من خدمة انعكس���ت‬ ‫علي���ه باإلجياب ؟ أو ما قدمته تل���ك العمالة من خدمة يعجز‬ ‫ع���ن تقدميها مواطنن���ا اجلمي���ل ؟ ‪ ...‬ال ادري !! إن اإلرادة اليت‬ ‫اس���تجلبت تل���ك العمال���ة ه���ي وحده���ا اإلرادة العاج���زة عن‬ ‫اإلعم���ار البش���ري و احلج���ري ‪ ..‬فاألم���ر جلل و املش���كلة جدا‬ ‫شائكة وحلها يبدو معقدا ولكنه سهل يف نفس اآلن وإيقونته‬ ‫(الوطنية) وحب الوطن وحدها هي كلمة الس���ر لنا ولس���ائر‬ ‫ب�ل�اد الربيع العربي مع احرتامي للربيع ‪ .‬فلن ألوم علي عدو‬ ‫يرتصدن���ي أو حييك لي املؤامرات فهو ع���دو ماذا ننتظر منه ‪.‬‬ ‫إن لوم���ي و مالميت تتجه حن���و العقل العربي و العقل احمللي‬ ‫أوال و أخ���را فل���وال ضعفن���ا و قل���ة حيلتنا ملا دخ���ل بيننا ذلك‬ ‫اخلنوع القاتل و اإلرادة املرتهلة ‪ ،‬محا اهلل أوطاننا من أنفس���نا‬ ‫أوال‪.‬‬

‫أن التعلي���م يع���د الرافد االساس���ي لكل دولة تس���عي لتنهض‬ ‫وتتب���وأ مكان���اً ب�ي�ن الدول املتقدم���ة‪ ،‬بل لعل���ه االهم بني كل‬ ‫عوام���ل النه���وض لل���دول‪ ،‬وق���د اعترب أح���د مرتك���زات االمن‬ ‫الوطين يف الدول املتقدمة فمن خالله حيدد مس���توي الدولة‬ ‫ومكانته���ا بني أقرنها م���ن الدول األخ���رى‪ ،‬الن تقدم نظامها‬ ‫التعليم���ي يع�ن�ي التق���دم يف كل مناح���ي احلي���اة‪ ،‬وه���و م���ع‬ ‫االقتصاد السر وراء نهضة اليابان بعد احلرب العاملية الثانية‪،‬‬ ‫بي���د أن التعلي���م وعلي قدر ما حيمله م���ن مضامني إجيابية‪،‬‬ ‫فأنه قد يتحول الي معول هدم وأداة ختريب‪ ،‬اذا مت تس���خريه‬ ‫بطريقة غري سليمة شك ً‬ ‫ال ومضموناً‪ ،‬فكم من أفكار وثقافات‬ ‫سقيمة وبائدة نشرت من خالل التعليم‪ ،‬كما أن التخطيط‬ ‫غري الس���ليم وعدم سالمة وضوح سياسات التعليم يقود هلدر‬ ‫االمكانات وطاقات الدولة وضياع مقدراتها‪ ،‬وعلى الرغم مما‬ ‫تنفق���ه كثري م���ن دول الع���امل الثالث عل���ى التعليم الرمسي‬ ‫واالهل���ي فاحلصيل���ة والنتائج تب���دو جد متواضع���ة‪ ،‬أن هذا‬ ‫وغ�ي�ره يدفعنا للبحث يف س���بل تطوير نظامن���ا التعليمي من‬ ‫خالل رسم سياسات تعليمية واضحة املعامل‪.‬‬ ‫وأن كان التعلي���م يف أوس���ع معاني���ه كما تصفه املوس���وعة‬ ‫األمريكي���ة‪ " :‬أي عملي���ة عن طريقها يتحصل ش���خص على‬ ‫املعرف���ة والتبص���ر وينم���ي اجتاهات���ه ومهارت���ه‪ ".‬فه���و يض���م‬ ‫التكوين العقلي الس���ليم وصق���ل املهارات البدنية‪ ،‬وال س���بيل‬ ‫اذن لنج���اح نهض���ة دولة م���ا‪ ،‬اال من خ�ل�ال التعلي���م الفاعل‪،‬‬ ‫ويق���ع عبء حتقيق هذه املهمة على كاهل صناع السياس���ات‬ ‫التعليمي���ة ومنفذيها لالرتقاء بالتعليم‪ ،‬لقد تطورت العملية‬ ‫التعليمي���ة واس���اليبها وتطبيقاته���ا مؤخ���راً‪ ،‬بق���در التط���ور‬ ‫احلاصل يف العصر نفس���ه‪ ،‬فهناك حتول جذري يف سياس���ات‬ ‫وفلس���فات التعليم‪ ،‬نرغب يف رصد بعض مالحمها‪ ،‬لوضعها‬ ‫نصب اعيننا‪ ،‬يف س���بيل االرتقاء بالتعليم‪ ،‬ويف الس���عي إلجياد‬ ‫تعليم عصري راشد وخلق أنس���ان واعي متعلم وقادر‪ .‬وملزيد‬ ‫من التوضيح س���نعرض بعجالة لبعض االفكار والرؤى حول‬ ‫عملي���ة تطوير التعلي���م‪ ،‬كمحاولة جزيئة لغ���رض التنبيه‪،‬‬ ‫وق���د ترق���ي لرتش���يد الفاعل�ي�ن يف جم���ال التعلي���م الرمسي‬ ‫واالهل���ي‪ ،‬وللمهتم�ي�ن ذوي العالق���ة كاملرب�ي�ن واالس���اتذة‬ ‫وأولياء االمور والطالب‪.‬‬ ‫•من االيداع الي االبداع‬ ‫متي���ز منط التعليم قدمي���اً‪ ،‬بالتأكيد على أس���لوب (احلفظ‬ ‫والتلقني)‪ ،‬ويقدر علم املرء مبقدار س���عة حافظته (ذاكرته)‪،‬‬ ‫وم���ا حتويه من معلومات‪ ،‬ويف ظل ه���ذا النمط أو املفهوم راج‬ ‫القول‪( :‬من أراد العلوم حفظ املتون)‪ ،‬فالرتكيز على احلفظ‬ ‫ال االس���تيعاب والفه���م (التدبر)‪ ،‬مذموم ح�ت�ي مع كتاب اهلل‬

‫الق���رآن الكري���م‪ ،‬أن أس���لوب التلقني واحلف���ظ ‪ ،‬يقدم منوذج‬ ‫غاي���ة يف الس���لبية للعملي���ة التعليمي���ة‪ ،‬أنتق���ده كث�ي�ر من‬ ‫الباحث�ي�ن واملتخصص�ي�ن‪ ،‬ولع���ل أبرزهم (باول���و فرايري) يف‬ ‫كتاب���ه تعليم املقهورين‪ ،‬و(أريك فروم) يف كتابه (األنس���ان‬ ‫ب�ي�ن املظهر واجلوه���ر)‪ ،‬حي���ث انتق���د االول مفه���وم التعليم‬ ‫البنك���ي‪ ،‬ذل���ك التعلي���م الذي مي���ارس يف مدراس���نا وجامعتنا‬ ‫وال���ذي يتس���بب يف الس���يطرة عل���ى عقول الط�ل�اب وجيعلها‬ ‫بنوكاً ختزن فيها الودائع املعرفية‪ ،‬من أجل اس���تالبهم‪ ،‬وقد‬ ‫عرب عن هذا الوضع بالقول‪:‬‬ ‫] أن أه���م ما مييز التعليم التلقيين ه���و هلجته املتعالية وعدم‬ ‫قدرته على احداث التغي�ي�ر‪ ، 16=4×4 ،‬عاصمة كذا‪ ...‬كذا‪،‬‬ ‫اما الط�ل�اب فينحصر دوره���م يف احلف���ظ و التذكر واعادة‬ ‫اجلمل ال�ت�ي مسوعها دون أن يتعمق���وا مضمونها‪ ،‬وليس من‬ ‫ه���دف هل���ذا التعلي���م التلقيين س���وي تعويد الطالب أس���لوب‬ ‫التذكر امليكانيكي حملتوي الدرس وحتويلهم الي آنية فارغة‬ ‫يص���ب فيه املعلم كلمات جوفاء‪ ،‬وكلما ظل املعلم قادرا على‬ ‫القي���ام به���ذه املهم���ة كان ذلك دلي�ل�ا على امتي���از الطالب‪،‬‬ ‫وهك���ذا أصبح التعليم ضرب���اً من االيداع حت���ول الطالب فيه‬ ‫الي بنوك يقوم االساتذة فيها بدور املودعني‪ ،‬ومل يعد االستاذ‬ ‫وسيلة من وسائل املعرفة واالتصال‪ ،‬بل اصبح مصدر بيانات‬ ‫وم���ودع معلومات ينتظ���ره الطالب يف صرب ليس���تذكروا ما‬ ‫يقوله ث���م يعي���دوه‪ ،‬وذلك هو املفه���وم البنك���ي للتعليم الذي‬ ‫حي���دد في���ه الطال���ب كمس���تقبل للمعلومات ميأل بها رأس���ه‬ ‫وخيزنه���ا دون وعي[(باولو فراي���ري‪ ،‬تعليم املقهورين‪ ،‬بريوت‬ ‫‪ ،1980‬ص‪.)51‬‬ ‫أما (أريك فروم) يف كتابه (األنس���ان ب�ي�ن املظهر واجلوهر)‪،‬‬ ‫ميي���ز بني أس���لوب الكينونة (‪ ،)To BE‬وأس���لوب امللكية (‪To‬‬ ‫‪ ،)Have‬ف���األول اس���لوب ارتباط حقيقي وص���ادق‪ ،‬والثاني‬ ‫نفع���ي وزائ���ف‪ ،‬فهن���اك فارق شاس���ع ب�ي�ن أن يقول امل���رء‪ :‬أنا‬ ‫متعل���م‪ ،‬يف س���ياق فع���ل الكينون���ة‪ ،‬وب�ي�ن الق���ول‪ :‬أن���ا حاصل‬ ‫(أملك)على ش���هادة جامعية مث َ‬ ‫ال‪ ،‬ف���األول حصل له تطور يف‬ ‫أسلوب ومنط تفكريه‪ ،‬والثاني حتصل على مؤهل ويف الغالب‬ ‫مل يرتق يف مس���توي وعيه وتفكريه‪ ،‬ويقول حتديداً يف اسلوب‬ ‫التعليم‪:‬‬ ‫] يف أس���لوب التمل���ك ينصت الطالب للمحاضرة‪ ،‬ويس���معون‬ ‫الكلمات ويفهمون معناها وبنائها املنطقي‪ ،‬وميكن يف أحس���ن‬ ‫االح���وال أن يس���جلوها حرفي���ا يف مذاكراته���م كل هذا من‬ ‫أجل أن حيفظوا ما يكتبون يف ذاكراتهم وجيتازوا االمتحان‬ ‫بنج���اح ولكن احملت���وي ال يصبح جزءاَ ال يتج���زأ من نظامهم‬ ‫الفك���ري الفردي‪ ،‬يغنيه ويوس���ع أفاقه‪ ،‬أنه���م عوضاً عن ذلك‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫ــــــــــــذي ننشده‬

‫‪19‬‬

‫تاريخ ليبيا ‪ ..‬ملن يريد أن يبنى مستقبلها‬ ‫‪ 3‬من ‪3‬‬

‫حيولون الكلم���ات اليت يس���معونها الي جتمعات‬ ‫فكري���ة ثابت���ة أو نظري���ات حباهل���ا خيتزنونه���ا‬ ‫كماه���ي‪ .‬ويظ���ل الطالب وحمت���وي احملاضرة‬ ‫غريب���اَ كل منهم���ا ع���ن اآلخ���ر‪ ،‬وكل م���ا يف‬ ‫االم���ر أن يصبح كل طال���ب مالكاَ جملموعة من‬ ‫العبارات والصيغ اليت توصل إليها ش���خص أخر‬ ‫(إما بابتكاره���ا وإما بنقلها ع���ن مصادر أخري)‪.‬‬ ‫(آري���ك ف���روم‪ ،‬االنس���ان ب�ي�ن املظه���ر واجلوهر‪،‬‬ ‫سلسلة عامل املعرفة‪ ،140:‬الكويت ‪.)1989‬‬ ‫•بناء العقلية الناقدة‬ ‫لعل أهم ميزة اس���همت يف تطور العلوم احلديثة‬ ‫وبن���اء النظ���م التعليمي���ة الفاعل���ة ه���ي وج���ود‬ ‫العقلي���ة الناق���دة‪ ،‬فالتعلي���م يه���دف لتأس���يس‬ ‫العقلي���ة الناق���دة الفاحصة‪ ،‬ذل���ك أن كثري من‬ ‫االف���كار واألراء واملفاهي���م ال�ت�ي يظ���ن أصحابها‬ ‫بصحته���ا ثب���ت الحق���ا بطالنه���ا‪ ،‬ويف اإلط���ار‬ ‫الرتبوي التعليمي حرص كثري من املربني على‬ ‫خلق وتش���كيل هذه العقلية لدى طالبهم‪ ،‬كأن‬ ‫يقوم األس���تاذ بإعطاء طالبه معلومات مغلوطه‬ ‫عن قصد حتى ال يعتادوا التس���ليم مبا يقدم هلم‬ ‫دون فحص وحتقق دقيق‪.‬‬ ‫•تطوير املهارات‬ ‫هن���اك حاجة ملح���ة لربط العملي���ة التعليمية‬ ‫مب���ا حتقق���ه م���ن مناف���ع عملي���ة تطبيقي���ة‪،‬‬ ‫فف���ي كت���اب توجيه���ي للط�ل�اب الراغب�ي�ن يف‬ ‫اجتي���از االمتح���ان الدول���ي للغ���ة االجنليزي���ة‬ ‫(‪ )TOEFL‬يش�ي�ر املؤل���ف يف املقدم���ة إىل ان���ه‬ ‫م���ن الضروري لتجاوز االمتح���ان أن يكون لدى‬ ‫املمتحن املهارات والقدرات العالية كاالس���تماع‬ ‫السليم واالس���تيعاب السليم والسريع واالفصاح‬ ‫بش���كل دقيق والكتابة بأس���لوب علمي يقوم على‬ ‫الرتكي���ز والدق���ة والتحدي���د‪ ،‬وال ميكن���ه (اي‬ ‫املمتح���ن) جت���اوز االمتحان دون هذه الش���روط‬ ‫‪ ،‬ح�ت�ي ل���و كان اجنلي���زي اللس���ان واملنش���أ‪ ،‬او‬ ‫اس���تذكر قام���وس اللغة االجنليزي���ة عن ظهر‬ ‫قل���ب فالعملي���ة التعليمي���ة قائمة على أس���اس‬ ‫ان التعلي���م عملي���ة تطوي���ر للق���درات واملهارات‬ ‫وصقله���ا‪ ،‬والنظ���ر لنجاحه���ا على مق���دار ما مت‬ ‫م���ن اس���تفادة‪ ،‬وم���ا م���دي التوظي���ف يف تطوير‬ ‫امله���ارات والق���درات‪ ،‬ولعل هذا ما أش���ار إليه أبن‬ ‫خلدون يف املقدمة بالق���ول‪( :‬ان احلذق يف العلم‬ ‫والتفنن فيه واالس���تيالء عليه‪ ،‬امنا هو حبصول‬ ‫امللك���ة يف االحاط���ة مببادئه وقواع���ده والوقوف‬ ‫على مسائله واس���تنباط فروعه من أصوله و ما‬ ‫مل حتصل له ه���ذه امللكة مل يكن احلذق يف ذلك‬ ‫الف���ن حاص َ‬ ‫ال)‪(،‬أب���ن خل���دون‪ ،‬املقدم���ة‪ ،‬الفصل‬ ‫الثاني‪ :‬يف أن التعليم للعلم من مجلة الصنائع)‪.‬‬ ‫وحن���ن أذ نس���طر ه���ذه الكلمات حيدون���ا األمل‬ ‫يف أن يغمرنا الش���عور بأهمي���ة وحيوية التعليم‪،‬‬ ‫وحاجت���ه الدائم���ة لإلص�ل�اح والتطوي���ر‪ ،‬وه���و‬ ‫الش���عور عين���ه ال���ذي ش���كل اهلاج���س والباع���ث‬ ‫للدول املتقدمة يف اصدار القوانني والتش���ريعات‬ ‫عل���ى أعل���ى مس���توي إلص�ل�اح التعلي���م‪ ،‬حت���ى‬ ‫أنه يف س���نة ‪ 1992‬ص���در قرار م���ن الكونغرس‬ ‫االمريكي بإصالح التعليم‪ ،‬حتت وطأة الش���عور‬ ‫بأن اس���تمرار الوضع القائم للتعليم ملدة عقدين‬ ‫سيتس���بب يف خطر كب�ي�ر على االم���ن القومي‬ ‫االمريكي من قبل املانيا واليابان‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪tareksas@hotmail.com‬‬

‫فتحي أبو القاسم الغماري‬ ‫•تلخيص ما ال يلخص‬ ‫ليس من السهل بأي حال من األحوال تلخيص‬ ‫كفاح شعب دام عشرات ‪ ..‬بل مئات السنني يف‬ ‫س���طور قليلة ‪ ..‬وكانت ق���د كتبت جملدات‬ ‫عنها من قبل مؤرخني كتاب متمرسني ‪ ..‬غري‬ ‫أنها مل جتد الطريق إىل التمحيص والتدقيق‬ ‫م���ن القراء‪ ..‬وكان أكثره���م قد أجربوا على‬ ‫قراءته���ا ضم���ن مناه���ج هزيل���ة يف امل���دارس‬ ‫كتب���ت لت���ؤدي إىل غاي���ة دنيئة م���ن احلكام‬ ‫الذي���ن أرادوا أن يفرضوا رأيهم على التالميذ‬ ‫و الط�ل�اب وه���م يعرف���ون ب���أن حماوالته���م‬ ‫س���تجدي يف التأث�ي�ر عل���ى عقوهل���م اليافعة‪.‬‬ ‫وكن���ا ذكرن���ا ب���أن مقاوم���ة الش���عب اللييب‬ ‫لإليطالي�ي�ن مل تتوق���ف من���ذ دخوهل���م ليبي���ا‬ ‫كمحتلني وحتى بداي���ة الثالثينات‪ ..‬توقفت‬ ‫بعدها لتبدأ مع بداي���ة احلرب العاملية الثانية‬ ‫وحتى هزمية ق���وات احملور يف مشال أفريقيا‪.‬‬ ‫يف برق���ة ق���اد اجله���اد احلرك���ة السنوس���ية‬ ‫حتت قيادة الس���يد أمحد الش���ريف السنوسي‬ ‫يف البداي���ة والحقا حتت قيادة الس���يد حممد‬ ‫إدريس املهدي السنوس���ي‪ ..‬وخاض اجملاهدون‬ ‫مع���ارك طاحن���ة كب���دوا فيه���ا اإليطالي�ي�ن‬ ‫خس���ائر فادح���ة يف املع���دات واألف���راد بالرغم‬ ‫من قلة تس���ليح اجملاهدين ‪ ،‬اللهم من اإلميان‬ ‫الراس���خ باهلل وحب الوطن مع توفر الرغبة يف‬ ‫االستش���هاد يف س���بيل حترير الوط���ن‪ .‬و كان‬ ‫م���ن نتيج���ة تل���ك املقاوم���ة الشرس���ة تأخ�ي�ر‬ ‫س���يطرة اإليطالي�ي�ن مبناط���ق الدواخل حتى‬ ‫بداية الثالثينات بالرغم من وجودهم يف ليبيا‬ ‫منذ سنة ‪1911‬م‪ .‬ويف غرب ليبيا قاد حركة‬ ‫اجله���اد رج���ال وطني���ون م���ن أمث���ال الش���يخ‬ ‫سليمان الباروني و رمضان السوحيلي وسوف‬ ‫احملمودي واملريض و عبد النيب باخلري‪.‬‬ ‫فيما يتعل���ق حبركة اجلهاد يف الغرب اللييب‬ ‫سنتوقف عند بعض احملطات اهلامة‪.‬‬ ‫•رجوع سليمان الباروني إىل مصراته‬ ‫رجع الش���يخ س���ليمان الباروني من األس���تانة‬ ‫عاصم���ة دار اخلالف���ة العثمانية إىل مصراته‬ ‫بع���د غياب���ه املفاج���ئ م���ن طرابل���س حتمل���ه‬ ‫غواص���ة أملاني���ة يف ‪ 16‬أبري���ل ‪ 1916‬بع���د أن‬ ‫أص���در الس���لطان فرمان���ا س���لطانيا بإحل���اق‬ ‫طرابل���س برتكي���ا‪ .‬وكان األت���راك واألمل���ان‬ ‫ق���د عقدوا الع���زم عل���ى إذكاء ن���ار الثورة يف‬ ‫طرابل���س واس���تئنافها يف برق���ة‪ .‬وحيث كان‬ ‫الطرابلسيني حمتاجني للمساعدة فقد رحبوا‬ ‫وفرح���وا به���ا‪ .‬ق���ام الش���يخ الباروني بتش���كيل‬ ‫اجمللس العريف الشرعي كجزء من اإلجراءات‬ ‫اإلداري���ة واملالي���ة ليتمكن���وا من ح���ل القضايا‬ ‫اجلنائي���ة والش���رعية املعلق���ة بس���بب احلرب‬ ‫و لإلش���راف على قي���ادة وتنظي���م اجملاهدين‬ ‫ملواجه���ة حت���ركات اجلي���وش اإليطالية ويف‬ ‫إط���ار التنظيم���ات اإلداري���ة للوالي���ة‪ .‬وض���م‬ ‫اجملل���س يف عضويت���ه ممثل�ي�ن ع���ن اجلب���ل‬ ‫واملنطق���ة الغربية و مصراته والنواحي األربع‬ ‫و ورفلله‪.‬وكانت األوضاع العس���كرية يف تلك‬ ‫املرحلة متيل لصاحل اجملاهدين وقام الباروني‬ ‫بتوجيه رس���ائل إىل األعيان واملشايخ خيربهم‬ ‫بقدوم���ه واملهمة امللقاة على عاتقه‪ .‬كما وجه‬

‫رس���الة إىل الس���يد حممد إدريس السنوس���ي‬ ‫طالبا منه العمل على س���حب القوة الربقاوية‬ ‫اليت جاءت واحتلت قصر سرت يف مهمة لقتل‬ ‫الفتنة اليت اشتعلت بني السوحيلي و ترهونة‪.‬‬ ‫•تسليم مجيع املوانئ يف طرابلس و مصراته‬ ‫تركيا حريصة عل���ى دعم ثورة ليبيا يف تلك‬ ‫األيام‪ ،‬ولذلك أرس���لت األمري عثمان فؤاد إىل‬ ‫مصراتة قائداً عاما بدال من الباروني يف شهر‬ ‫م���ارس ‪1918‬م وبصحبته البارون فريد فون‬ ‫تون���دروف األملاني مع فريق فين‪ .‬كان األمري‬ ‫حيمل لقي القائ���د األعلى للقوات األفريقية‪.‬‬ ‫وكان���ت مهمت���ه تغذي���ة الث���ورة يف طرابلس‬ ‫ضد الطلي���ان والعمل على متديدها إىل برقة‬ ‫بعد جناحها ومن ثم اإلغارة على اإلجنليز يف‬ ‫مص���ر مرة ثانية‪ .‬كما كانت تلك السياس���ة‬ ‫تنط���وي عل���ى إحياء فك���رة مجهوري���ة مشال‬ ‫أفريقيا ال�ت�ي قامت من أجلها ثورة احلامد يف‬ ‫تونس ‪1915‬م‪ ،‬وكان نش���اط الطرابلس���يني‬ ‫العام���ل الذي ش���جعهم على املض���ي يف العمل‬ ‫أجلها‪ .‬غري أن الفرنس���يني أمخدوا تلك الثورة‬ ‫بوحش���ية وقضوا على فك���رة مجهورية مشال‬ ‫أفريقي���ا ال�ت�ي اعرتفت به���ا بع���ض دول أوربا‬ ‫ومت تس���جيلها يف حمكم���ة اله���اي الدولي���ة‪.‬‬ ‫واحل���رب قائم���ة عل���ى ق���دم وس���اق يف ش���به‬ ‫اجلزي���رة العربية بني الع���رب واإلجنليز من‬ ‫جه���ة واألت���راك م���ن جه���ة أخ���رى ‪،‬ـ رجحت‬ ‫بعدها كف���ة اإلجنليز على األتراك‪ ..‬واش���تد‬ ‫ضغط اجلي���وش العربية واالجنليزية عليهم‬ ‫يف الش���ام وهزموا املرة تلو األخرى وحتطمت‬ ‫جيوشهم واضطرت تركيا إىل توقيع معاهدة‬ ‫( مون���دروس ) يف ‪ 31‬أكتوب���ر ‪1918‬تعهدت‬ ‫فيها بسحب جيوشها من مجيع البالد‪ ..‬وفيما‬ ‫يتعلق بطرابلس جاء يف املادة ‪ 17‬ما يلي‪:‬‬ ‫( جي���ب عل���ى مجي���ع الضب���اط األت���راك يف‬ ‫طرابلس الغرب أن يسلموا أنفسهم إىل أقرب‬ ‫مركز إيطالي‪ .‬وجيب على تركيا أن تقطع‬ ‫األرزاق و املس���اعدات وكل صلة مع هؤالء إذا‬ ‫مل يذعنوا ويسلموا)‪.‬‬ ‫كما جاء يف املادة ‪ ( : 19‬تس���ليم مجيع املوانئ‬ ‫يف طرابلس و مصراته إىل أقرب قائد جليش‬ ‫احللفاء)‪.‬‬ ‫•قطع الوصل بني الرتك والليبيني‬ ‫كانت هذه املعاهدة آخر س�ل�اح لقطع الصلة‬

‫بني الع���رب والرتك ‪،‬و بها انتهت الصلة بينهم‬ ‫وبني الدولة العثماني���ة اليت تفككت أوصاهلا‪.‬‬ ‫وكان لس���قوط تركي���ا األث���ر الس���يئ عل���ى‬ ‫حركة اجلهاد يف طرابل���س وأدى إىل إمخاد‬ ‫جذوة احلم���اس كما هبطت ال���روح املعنوية‬ ‫لديهم وباتوا ال يعلمون ما ختبيه هلم األقدار‪.‬‬ ‫وكان ذلك الس���بب الرئيس���ي يف ظهور فكرة‬ ‫اجلمهوري���ة الطرابلس���ية ونوقش���ت من قبل‬ ‫صفوة السياس���يني يف ذلك الوقت ومن بينهم‬ ‫رمضان بك وعزام بك والباروني باشا واألمري‬ ‫عثم���ان و خمتار ب���ك كعبار وواف���ق اجلميع‬ ‫عل���ى الفك���رة و أرس���لت الدع���وات إىل ش���يوخ‬ ‫وزعم���اء القبائ���ل باس���م األمري عثم���ان لعقد‬ ‫اجتم���اع عام يف مس�ل�اته‪ ..‬وعق���د االجتماع يف‬ ‫جام���ع اجملابرة مبس�ل�اته وخط���ب فيهم عبد‬ ‫الرمح���ن ع���زام بك نياب���ة عن األم�ي�ر عثمان‬ ‫ومت���ت املوافق���ة عل���ة اجلمهوري���ة وأجري���ت‬ ‫انتخابات يف احلال الختيار أعضاء اجلمهورية‬ ‫وأسفرت االنتخابات عن اآلتي‪:‬‬ ‫‪ – 1‬تش���كيل جمل���س إدارة اجلمهورية‪ :‬من‬ ‫أربع���ة من أق���وى الزعم���اء نفوذا على س���كان‬ ‫مناطقه���م‪ :‬س���ليمان البارون���ي‪ ،‬أمح���د ب���ك‬ ‫املري���ض‪ ،‬رمضان ب���ك الس���وحيلي‪ ،‬عبد النيب‬ ‫بك باخل�ي�ر‪ .‬كما انتخب خمت���ار بك كعبار‬ ‫مراقب���ا مالي���ا( وكان أح���د ن���واب طرابل���س‬ ‫يف الربمل���ان العثمان���ي باس���طنبول) و األس���تاذ‬ ‫عب���د الرمح���ن ب���ك ع���زام مستش���ارا لش���ؤون‬ ‫اجلمهورية‪.‬‬ ‫‪ – 2‬جملس ش���ورى اجلمهورية‪ :‬شبيهة إىل‬ ‫حد كبري جمالس النواب والش���يوخ يف البالد‬ ‫املتقدم���ة ومؤل���ف من ‪ 24‬عض���وا ضم كافة‬ ‫أعيان اجلهات من ف���زان جنوبا إىل العجيالت‬ ‫مشاال‪ ،‬ومن سرت ش���رقا إىل نالوت وغدامس‬ ‫غربا‪ .‬كما مت اختيار كل من الش���يخ حممد‬ ‫بك س���وف زعيم قبيلة احملاميد وحفيد غومة‬ ‫احملمودي رئيس���ا جمللس الشورى السيد حيي‬ ‫بك الباروني ‪..‬ش���قيق س���ليمان ب���ك الباروني‬ ‫نائبا له‪.‬‬ ‫‪ – 3‬جمل���س اجلمهورية الش���رعي‪ :‬يس���تمد‬ ‫أحكام���ه القضائي���ة م���ن الفق���ه اإلس�ل�امي‬ ‫وأحكام���ه عل���ى مذه���ب اإلمام مال���ك وعرف‬ ‫وتقاليد البالد‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫األمم املتحدة‬ ‫تستضيف اجتماعا‬ ‫للقادة السياسيني يف‬ ‫ليبيا‬

‫استضافت بعثة األمم املتحدة للدعم يف ليبيا‬ ‫يف ‪ 23‬يناير يف طرابلس لقاء تشاورياً خامساً‬ ‫شارك فيه العديد من القادة السياسيني‪.‬‬ ‫وفيم���ا تس���تمر البعث���ة يف ب���ذل اجله���ود من‬ ‫أج���ل الوص���ول إىل توافق���ات وطني���ة ‪،‬تنظر‬ ‫بقلق بالغ إىل أن اس���تمرار االنقسامات وعدم‬ ‫التوصل إىل إتفاق ش���امل ح���ول ادارة عملية‬ ‫االنتق���ال الدميقراط���ي قد يش���كالن تهديداً‬ ‫جدياً للوحدة الوطنية والس�ل�ام والتنمية يف‬ ‫ليبيا‪.‬وانطالقا من هذا احلرص‪ ،‬تدعو البعثة‬ ‫الق���ادة السياس���يني إىل مضاعف���ة جهوده���م‬ ‫م���ن أجل التوص���ل إىل تفاهم مش�ت�رك حول‬ ‫كيفية معاجلة األزمة السياس���ية وكذلك‬ ‫من أج���ل معاجلة الوضع األم�ن�ي املضطرب‪،‬‬ ‫الس���يما ما ش���هدناه م���ن أح���داث يف اجلنوب‬ ‫والش���رق وغرب طرابلس ومن خطف تناول‬ ‫عدداً من الدبلوماسيني وغريهم من املدنيني‪.‬‬ ‫وحت���ث األم���م املتح���دة الق���ادة الليبيني على‬ ‫التح���رك ف���وراً إس���تجابة لتطلعات الش���عب‬ ‫اللييب متجاوزين بذلك خالفاتهم السياسية‪.‬‬ ‫ويف ه���ذا الصدد‪ ،‬تؤك���د البعثة م���رة أخرى‬ ‫اس���تعدادها لتقدي���م أي مس���اعدة مطلوب���ة‬ ‫لتس���هيل إجراء حوار وطين هادف إىل توافق‬ ‫حول معاجلة األزمة الراهنة‪.‬‬

‫املسوري يف‬ ‫أمريكا‬ ‫ميادين ‪ 142‬حتت الطبع ومراس���لها النش���ط‬ ‫احلس�ي�ن املس���وري يك���ون يف الطري���ق اىل‬ ‫الوالي���ات املتحدة للمش���اركة يف لق���اء حول‬ ‫اإلع�ل�ام ودوره يف األزم���ات ‪ ،‬وكان���ت املدي���ر‬ ‫الع���ام مليادي���ن فاطم���ة غن���دور ق���د رش���حت‬ ‫ملكت���ب العالق���ات واملن���ح للس���فارة األمريكية‬ ‫اليت تش���رف على هذا اللقاء كل من احلسني‬ ‫املس���وري ‪ ،‬وخدجي���ة االنص���اري ال�ت�ي حالت‬ ‫ظروفها دون السفر ‪ ، ،‬نتمنى للمسوري رحلة‬ ‫ولق���اء حافلني بالنش���اط اإلعالم���ي واملعرفة‬ ‫الثري���ة يف زيارت���ه ألكث���ر م���ن والي���ة ‪ ،‬هذا‬ ‫وسيوافيكم املس���وري مبراسالته من الواليات‬ ‫املتحدة ‪.‬‬

‫سارة ليا ويتسون يف املؤمتر الصحفي إلعالن تقريرهيومن رايتس وتش ‪: 2013‬‬

‫ُ‬ ‫الوضع هشًا وعلى الدولة أن تبسط سيادتها‬ ‫مازال‬ ‫‪ .‬و الشعب من يدفع الثمن‬ ‫بعضه���ا ‪ ،‬ورك���زت بعض األس���ئلة على‬ ‫ع���دم ورود مالحظ���ات تتعل���ق حبق���وق‬ ‫األقلي���ات من التبو والط���وارق واالمازيغ‬ ‫س���واء يف انتخابات جلنة الس���تني أو عن‬ ‫حوادث القتل ال�ت�ي طالت ‪ 140‬من التبو‬ ‫وم���ا يق���ارب ‪ 750‬جري���ح ‪ ،‬وفيم���ا همت‬ ‫الباحث���ة حن���ان يف اإلجابة ع���ن احلقوق‬ ‫طلب ناش���طينَ‬ ‫واحلري���ات حتى فاجأها ُ‬ ‫يف تعليقهم���ا م���ن أن عليه���ا أن تتعل���م‬ ‫حتية االمازيغ والتبو لتقدمها يف مدخل‬ ‫تقاريره���ا ‪ ،‬وأن ال تق���ول ‪ :‬اجلبل الغربي‬ ‫ألنه���ا كلم���ة الق���ذايف ‪ ،‬وأيضا الس���كان‬ ‫األصليني بدل األقليات ! ‪.‬‬ ‫وردا عل���ى س���ؤال غي���اب األرق���ام‬ ‫للمختطف�ي�ن‬ ‫واالحصائي���ات الدقيق���ة ُ‬ ‫أو الس���جناء املعتقل�ي�ن ‪ ،‬أعلن���ت حنان ان‬ ‫املنظم���ة ال متل���ك إحصائي���ات دقيق���ة‬ ‫‪ ،‬واالحصائي���ات عن���د بع���ض املنظم���ات‬ ‫احلقوقي���ة احمللي���ة كونه���ا وثق���ت‬

‫ميادين – طرابلس‬ ‫قدم���ت منظم���ة هيوم���ن رايت���س وتش‬ ‫ممثل���ة بالس���يدتني س���ارة ليا ويتس���ون‬ ‫املديرة التنفيذية لقسم الشرق األوسط‬ ‫ومشال أفريقي���ا ‪ ،‬وحنان ص�ل�اح باحثة‬ ‫ليبي���ا يف املنظمة يوم الثالثاء ‪ 21‬يناير‪/‬‬ ‫كان���ون الثان���ي ‪ 2014‬بفن���دق املهاري‪،‬‬ ‫ويف مؤمت���ر صحف���ي قدم���ت تقريره���ا‬ ‫لسنة ‪ ، 2013‬وقد جاء يف عرض وصفي‬ ‫ُمفصل ُملخص���ا ألهم الوقائع واالحداث‬ ‫اليت مثلت مساس���اً وخرقا بأمن وحقوق‬ ‫املواط���ن والب�ل�اد ‪ ،‬وق���د اتبع���ت تقريرها‬ ‫( ال���ذي ج���اء ب�ل�ا أرق���ام أواحصائي���ات‬ ‫رصدي���ة) بتقري���ر أخ���ر وكمق�ت�رح‬ ‫حقوق���ي خي���ص اإلص�ل�اح التش���ريعي‬ ‫تن���اول بعض أوج���ه القصور الب���ارزة يف‬ ‫قانون العقوبات اللي�ب�ي وبعض القوانني‬ ‫األخرى من���ذ عهد الق���ذايف ‪،‬كما تناول‬ ‫ذات االوج���ه يف القوانني اجلديدة ومنها‬ ‫ما أص���دره اجملل���س االنتقال���ي واملؤمتر‬ ‫الوطين حتت عن���وان ‪ :‬أولويات اإلصالح‬ ‫التش���ريعي ( خارط���ة طري���ق حلق���وق‬ ‫االنسان لليبيا اجلديدة ) وقد ركز على‬ ‫‪ 11‬فصال أو حمورا ‪ 1- :‬حرية التعبري ‪:‬‬ ‫قوانني التشهري ‪ ،‬ازدراء األديان ‪ ،‬القوانني‬ ‫املنظم���ة لوس���ائل االع�ل�ام والصحافة ‪،‬‬ ‫قانون حظر مناقش���ة الفتاوى يف وسائل‬ ‫االع�ل�ام ‪ 2-‬اجلرائ���م حب���ق الدول���ة ‪3-‬‬ ‫حري���ة تكوي���ن اجلمعي���ات ‪ 4-‬احل���ق يف‬ ‫التجمع السلمي ‪ 5-‬التعذيب ‪ 6-‬العقوبة‬ ‫البدنية ( قانون بشأن العدالة يف املرحلة‬ ‫االنتقالية ) ‪ 7-‬عقوبة اإلعدام ‪ 8-‬العنف‬ ‫والتميز ضد امل���رأة ‪ 9-‬حقوق املهاجرين‬ ‫وطاليب اللجوء والالجئني ‪ 10-‬االقصاء‬ ‫السياسي ‪ 11-‬قانون اإلجراءات اخلاصة‬ ‫واالف�ل�ات م���ن العق���اب ‪.‬وق���د مت توزيع‬ ‫ملخص تقري���ر ‪ 2013‬وخارطة طريق وتدخل���ت يف بعض احل���االت وعاجلتها‪،‬‬ ‫حق���وق االنس���ان يف ليبيا عل���ى احلضور ويف سؤال تعلق بنازحي تاورغاء وكيف‬ ‫ومت نش���ر ُه مبوقع املنظمة ‪ .‬وقد أعتربت يمُ كن املقارنة س���لبا أو أجيابا ألوضاعهم‬ ‫الباحث���ة حن���ان ص�ل�اح ان اه���م ثالث���ة بني تقري���ري املنظمة يف ‪2013‬و‪2012‬‬ ‫حم���اور تناوهل���ا التقري���ر اإلصالح���ي علقت الباحثة أننا دعونا س���كان مصراته‬ ‫لكونه���ا تحُ ���رك الش���ارع وهل���ا أهمي���ة لقب���ول ع���ودة أهال���ي تاورغ���اء الذي���ن‬ ‫يدفع���ون مث���ن عقوب���ة مجاعي���ة تط���ال‬ ‫حقوقية هي ‪:‬‬ ‫حرية التعبري ‪ :‬عن االحكام اليت تعلقت األطف���ال والنس���اء والعج���زة ‪ ،‬األوض���اع‬‫جبرائ���م التش���هري وقاي���ة للمس���ؤلني احلقوقي���ة يف عم���وم ليبيا الزالت هش���ة‬ ‫وعل���ى الدول���ة أن تبس���ط وتف���رض‬ ‫العموميني من النقد ‪.‬‬ ‫واالف�ل�ات من العقاب بالنظ���ر للقانون س���يادتها وتتحك���م مبنظوم���ة االمن يف‬‫الذي أص���دره اجملل���س االنتقالي والذي ليبيا ‪ ،‬فاحلكومة فاشلة والشعب هو من‬ ‫حيم���ي مرتك�ب�ي اجلرائ���م ويعطيه���م يدف���ع الثمن ‪ ،‬التوقيف تعس���في اىل حد‬ ‫االن ‪ ،‬القت���ل والتعذي���ب أثن���اء االعتقال‬ ‫حصانه ‪.‬‬ ‫واحلق���وق السياس���ية ‪ :‬قان���ون الع���زل ‪،‬املليش���يات املسلحة ليست حتت سيطرة‬‫السياسي الذي مينع شاغلي ‪ 23‬وظيفة احلكومة ‪.‬‬ ‫وع���ن ردود املنظم���ة خبص���وص‬ ‫من الرتشح للعمل السياسي‪.‬‬ ‫وق���د أتيح اجمل���ال ألس���ئلة احلضور من االغتياالت السياس���ية قالت ليا ويتسون‬ ‫الصحفي�ي�ن والنش���طاء احلقوقي�ي�ن أن التحقيقات ال�ت�ي أجراها النائب العام‬ ‫وتول���ت الباحث���ة حن���ان اإلجاب���ة عل���ى مل تكن مرضية ومازالن���ا نقوم بضغطنا‬ ‫اغلب األس���ئلة فيما علقت ويستون على على النائب العام فال ميكن أن يرد فقط‬

‫‪ :‬بأنه مت اطالق النار وكفى ‪ ،‬فقد ابلغنا‬ ‫بعض من عائ�ل�ات الضحايا بأنه مل يتم‬ ‫االتصال بهم ‪ ،‬وك���ذا وكالء النيابة مل‬ ‫يصدروا أوامر اس���تدعاء مل���ن يتم التبليغ‬ ‫بضلوعه���م كمتهمني ‪ ،‬ال���كل يعرف أن‬ ‫املليش���يات يقومون بالقت���ل وال مقاضاة‬ ‫هل���م ‪ ،‬ال ثق���ة لن���ا يف حتقيق���ات النائ���ب‬ ‫الع���ام حن���ن حمبط���ون بش���كل كب�ي�ر‬ ‫فالتحقيقات ليست جادة ‪.‬‬ ‫وأضافت الباحثة حنان إجابة عن س���ؤال‬ ‫عالق���ة املنظم���ة ب���وزارة الع���دل وأمراء‬ ‫الس���جون‪ ،‬و الكتائ���ب ‪ ،‬أن للمنظم���ة‬ ‫اتصاالته���ا م���ع ع���دد كب�ي�ر من م���دراء‬ ‫الس���جون وهناك تب���ادل للمعلومات مع‬ ‫وكي���ل وزارة الع���دل وقد قمن���ا بزيارة‬ ‫السجون منذ بداية عملنا وكان زمالءنا‬ ‫يف مصرات���ه واجلب���ل الغرب���ي وبنغ���ازي‬ ‫‪ ،‬ومديرتن���ا تس���افر وتتاب���ع التحقيقات‬ ‫ونتلق���ى مس���اعدة معلوماتي���ة حقوقية‬

‫من منظمات مدنية يف أكثر من مدينة‬ ‫‪ ،‬وقد ملس���نا أن هناك حتس���نا يف األوضاع‬ ‫املعيشية للس���جون التابعة لوزارة العدل‬ ‫والشرطة القضائية ‪.‬‬ ‫وع���ن دور املنظم���ة يف حف���ظ حق���وق‬ ‫املعتق���ل نزيه الرقيعي ( أبو أنس اللييب )‬ ‫اجابت ويتسون بأن احلكومة الليبية هي‬ ‫م���ن تقوم بطلب ش���رح طريق���ة القبض‬ ‫من احلكوم���ة االمريكية ألنه دورها واذا‬ ‫ما كان التوقيف شرعي أو غري شرعي ‪،‬‬ ‫وأن دور املنظم���ة فقط هو ضمان حقوق‬ ‫أبو أنس وقد طالبنا احلكومة االمريكية‬ ‫ب���أن توفر له حقوق���ه املتمثلة يف تواصله‬ ‫مع عائلته وتكليف حمام له ‪.‬‬ ‫هذا وقد حضر املؤمتر الصحفي إلعالن‬ ‫تقري���ر منظم���ة هيوم���ن رايت���س وتش‬ ‫إضاف���ة اىل الصحفي�ي�ن واإلعالمي�ي�ن‬ ‫ونش���طاء م���ن تنظيمات مدني���ة متعددة‬ ‫االهتمام���ات س���فراء كل م���ن أمري���كا‬ ‫وإيطاليا وممثلني عن السفارة األملانية ‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫‪21‬‬

‫يف الرد هلى مقال ناجى احلربي‬

‫“رسالتني” إىل أبوسهمني على اهلواء وفوق املاء لتوحيد العربية واالمازيغية‬ ‫حممد الرحييب‬ ‫ال ادري ادا م���ا كان خ�ي�ر اخلل���ق واعظ���م‬ ‫ش���خصيات التاري���خ االنس���اني حمم���د ب���ن‬ ‫عب���داهلل (ص) عندما اُس���ري به وع���رج الي‬ ‫الس���ماء ق���د راي من الفضاء مش���ال افريقيا‬ ‫وقلبه���ا اع�ن�ي ليبي���ا بالتحدي���د بوتديه���ا‬ ‫االخضر ونفوس���ه (اجلبل الغربي)‪ ......‬وهل‬ ‫عل���م وعرف عندم���ا كان عائدا الي االرض‬ ‫من كان يقطن هذين اجلبلني وان دخوهلم‬ ‫االس�ل�ام مس���ألة زمان فقط ام���ا املكان فقد‬ ‫اعلن احنيازه الي كلمة ان ال اله اال اهلل وان‬ ‫حممدا عبده ورس���وله وانه البد انه توقع ان‬ ‫بعض صحابته سيمرون من هناك ذات يوم‬ ‫ليس ببعيد وانهم س���يقولون يا أيها املأل اننا‬ ‫نلق���ي اليكم بكت���اب كريم ان���ه من حممد‬ ‫رس���ول اهلل ‪ ،‬مث���ل افتت���اح كل كتب���ه ال���ي‬ ‫مل���وك زمانه وان���ه كان يعلم عل���م اليقني‬ ‫ان ه���ؤالء ل���ن يعل���وا علي���ه وانه���م س���يأتون‬ ‫مس���لمني وس���يكونون من بني الشهداء علي‬ ‫الن���اس ي���وم القيامة ي���وم ال يعين االنس���ان‬ ‫ب���اي لغة يتح���دث ال���ذي خلف���ه او امامه ال‬ ‫ش���ك ان أمازيغ بعض اجلبل وبعض السهل‬ ‫عند مرور الصحابه كان���وا هم انصار ليبيا‬ ‫املن���ورة وانه كان وم���ازال بينهم اكثر من‬ ‫س���عد بن مع���اذ اولئ���ك الدي���ن ال يقبلون ان‬ ‫يهت���ز ع���رش ليبيا الي س���بب من االس���باب‬ ‫وان هؤالء االنصار اجلدد سيمهدون طريق‬ ‫احلق زمانا ومكانا وبس���رعه ال�ب�راق لعمرو‬ ‫ب���ن الع���اص وعقب���ه وعبدالرمح���ن الداخل‬ ‫والذي لوال س���واعد ه���ؤالء وغريهم ملا متكن‬ ‫م���ن ايق���اذ مش���اعل التنوي���ر ال�ت�ي اض���اءت‬ ‫التاري���خ االنس���اني يف ش���به جزي���رة ايبرييا‬ ‫واورب���ا والغرب عموما تل���ك العالمة الدالة‬ ‫واالب���رز يف االجت���اه حنو الغرب‪ .‬لقد س���ارع‬ ‫االمازيغ يف اف���راد اهلل بالعبودية واالعرتاف‬ ‫ل���ه بالوحداني���ة يف كل ش���ئ وجام���ع‬ ‫(مرساون) بالرحيبات خري شاهد علي قدرة‬ ‫هؤالء علي التخطيط لالس���وء عند الوضوء‬ ‫والصالة فما بالك بأمور احلياة األخرى‪ .‬اهلل‬ ‫يعل���م وحنن نعرف ان بعض هؤالء قد يلجأ‬ ‫ال���ي املبالغ���ة يف التقى وال���ورع ونظافة اليد‬ ‫والقل���ب يف اي عمل قد يقب���ل عليه امازيغي‬ ‫بنواي���ا طيب���ة خالص���ه لوجه���ه الكري���م فال‬ ‫يلحقون بالباري اال وهم مس���لمون ومل يعد‬ ‫يعنيهم ب���اي لغ���ة يتحدثون وه���م يعلمون‬ ‫ان اللغة اليت جاءت بها رس���اله حممد(ص)‬ ‫ق���د اصابه���ا الكس���اد والفس���اد والضم���ور‬ ‫الفك���ري والعلمي والثقايف وان لس���ان حاهلا‬ ‫يق���ول الكث�ي�ر الذي ي���ؤمل الن مش���اركتها‬ ‫يف االكتش���افات واالخرتاع���ات واالب���داع‬ ‫االنس���اني ال تذك���ر عل���ي االط�ل�اق ه���ذا‬ ‫بالرغم م���ن انها تعد من ب�ي�ن ‪ 5‬لغات ناقلة‬ ‫للحضارة االنس���انية ‪..‬فماذا عن االمازيغية‬ ‫وه���ي علي احلال الذي ه���ي عليه االن؟ البد‬ ‫ان اغل���ب االمازيغ يقولون ًّانا معش���ر حنفاء‬ ‫نس���جد بك���رة واصي�ل�ا ‪ .‬لق���د قطعن���ا ام���را‬

‫وعملنا عمال ال تردد فيه بالعزم فنحن اولو‬ ‫ق���وة واولو ب���اس ش���ديد يكم���ن يف ارادة اهلل‬ ‫سبحانه املضمنة يف رسالة حممد (ص)اليت‬ ‫باركه���ا اجدادنا منذ قرون ‪ - .‬اهلل س���بحانه‬ ‫ق���د مسع احلوار ال���ذي دار بني اول صحابي‬ ‫تبادل احلديث مع اول مقيم والذي البد انه‬ ‫نط���ق بالش���هادتني بلغ���ة كان نصيبه منها‬ ‫بالتأكي���د علي اصدق كلم���ه قاهلا العرب‬ ‫وهي ‪ - :‬اال كل شيء ما خال اهلل باطل ‪ .‬ولقد‬ ‫بدأ تعم�ي�ر قل���وب الذين يقطن���ون اجلبلني‬

‫اآلس���رة متزوجه من عربي ولنا الفخر معا‪.‬‬ ‫والدي م���رة اخري ربطته عالقه مع اس���رة‬ ‫امازيغي���ة اخ���ري (صحبة اج���دود) وخاصه‬ ‫واحد من افراد هده االس���رة والذي مل يرتدد‬ ‫يف الوق���وف مع اس���رته لتقبل التع���ازي فيه‬ ‫ألن���ه كان يعت�ب�ره ش���قيقه ال���ذي مل تلده‬ ‫ام���ه ‪ ،‬وحالة وال���دي هذه ك���ررت ذكرها‬ ‫ألنها حال���ة عامه يف جبل نفوس���ه (الغربي)‬ ‫اذ ال ميك���ن ان جتد اس���ره عربية ال تربطها‬ ‫عالق���ه قدمي���ة ومحيم���ة بأس���ره امازيغية‬

‫ناجى احلربي‬

‫نوري أبوسهمني‬

‫بن���ور االميان الذي س���يظل س���اطعا الي يوم‬ ‫يبعث���ون ‪ .‬اميان ابوبكر رض���ي اهلل امارة دالة‬ ‫علي ان اهلل فط���ره بنفس وعقل بريئني من‬ ‫التعل���ق بالش���ر مش���تاقني الي اخل�ي�ر وهلذا‬ ‫ظ���ل أبوبك���ر يف عني رضا اهلل كما س���يظل‬ ‫اغلب االمازيغ النهم يتميزون بنوايا حس���نه‬ ‫وقادرين علي جتسيد االخالص والود جتاه‬ ‫كل م���ن تربطه���م ب���ه عالق���ه م���ن االخوة‬ ‫الع���رب ‪ :‬اعرف اس���رة امازيغية اكاد اذكر‬ ‫أمساء افرادها ‪ ،‬هؤالء قادرون علي جتس���يم‬ ‫احملبة وامل���ودة مبجرد ان متد صوتك ويدك‬ ‫حنو واح���د منه���م لتحيي���ه ‪ ..‬وكان لواحد‬ ‫م���ن هؤالء االش���قاء القدرة علي كس���ب ود‬ ‫وال���دي ال���ي حد ق���د ال يص���دق وال يقدر اذ‬ ‫يعتربه كانه احد أبنائه ‪ ..‬وشاءت االقدار ان‬ ‫تربطين بالثاني عالق���ه عمل وكنا كثريا‬ ‫م���ا نتب���ادل اط���راف احلديث عن كل ش���ي‬ ‫مب���ا يف ذلك اللغة االمازيغي���ة وكان يُبدي‬ ‫ش���يئا من التعص���ب الذي س���رعان ما يذوب‬ ‫عندما اثريه بقولي له اننا نشرتك يف الرطن‬ ‫بالعربي���ة وان اجدادن���ا س���اعدوا يف دخ���ول‬ ‫اجدادكم يف االس�ل�ام ف�ي�رد ضاحكا وبود ال‬ ‫يوصف مبا معناه هلكتونا ‪ -‬فلقتونا بلغتكم‬ ‫ودينك���م‪ ، ..‬االب���ن الوحي���د الحد اف���راد هذه‬ ‫األس���رة متزوج من س���يده عربية _ له ولنا‬ ‫الفخ���ر _ واكث���ر من فتاة م���ن فتيات هذه‬

‫‪ ..‬فكلم���ه صاح���ب بني الع���رب واالمازيغ هلا‬ ‫معناها بالتم���ام والكمال وكصحبة حممد‬ ‫(ص) وابوبك���ر اال ان االمازيغي���ة يف حاج���ة‬ ‫ال���ي ُمعج���زة واي���ة إهلي���ة لل ُع���روج يف هذا‬ ‫العامل وهذه لن تتحقق لألس���ف ‪ ..‬وعليه مل‬ ‫يعد ام���ام االمازيغ لتحقيق الس���مو بلغتهم‬ ‫اال مبعج���زة انس���انية وهذه ممكن���ه اال انها‬ ‫تس���تدعي جهودا مضنيه قد تستغرق عقودا‬ ‫ورمب���ا قرونا طويله فال داعي لالس���تعجال‬ ‫_ رمبا بإم���كان االخوة االمازيغ البناء علي‬ ‫اس���راء بعض الش���باب من زواره الي الزنتان‬ ‫وعل���ي االقدام يف بداية ثورة فرباير اجمليدة‬ ‫(حيت االن) ‪ -‬وبناء مساجد علي غرار مسجد‬ ‫ج���ادو (الذي اعت�ب�ر ُه من امجل املس���اجد يف‬ ‫ليبي���ا ) وامت�ن�ي ان يك���ون دوره يف املس���تقبل‬ ‫كجامع الزيتونة واالزهر الش���ريف ويُقدم‬ ‫لن���ا يف كل مدينة وقرية م���ن قري اجلبل‬ ‫ش���خصيات حبجم (النامي) الذي ال يتوقف‬ ‫عن النمو والتنوير‪ُ .‬معجزة بعث االمازيغية‬ ‫ق���د تكون يف بن���اء مصانع معامل مؤسس���ات‬ ‫وش���ركات متخصص���ة تدف���ع مبنتجاته���ا‬ ‫اجلدي���دة واحلديث���ة وبأمس���اء امازيغي���ه‬ ‫حنو الس���وق احمللي والعاملي ‪ .‬بس���ط املعرفة‬ ‫والثقاف���ة اي ان تك���ون لغ���ه ُمنتج���ة وناقلة‬ ‫للحضارة مس���اهمة ومش���اركة يف ُصنعها‬ ‫‪ ..‬وان تكت���ب باألمازيغي���ة قصيدة مل يكتبها‬ ‫بش���ر من قب���ل ‪ -‬واخ�ت�راع جدي���د مل خيطر‬

‫علي قلب انس���ان ‪ - ..‬اكتشاف مامل يكتشف‬ ‫م���ن قب���ل ‪ - ..‬قنين���ه دواء (مكت���وب عليه���ا‬ ‫باالمازيغي) للسرطان او االيذز ‪ -‬مواصفات‬ ‫قياس���ية ملنتجات غذائية يتم انتاجها حمليا‬ ‫قادرة علي تغيري عاداتنا الغذائية ومضمونة‬ ‫صحي���ا ‪ - ..‬صن���ع وس���يله مواص�ل�ات _ يف‬ ‫مدين���ة طرابل���س ‪-‬صديقه للبيئة واس���رع‬ ‫من املراكب الفضائية حيت ينس���ي ش���بابنا‬ ‫( التفحي���ط والتصطري���ب) يف طرقاتن���ا‬ ‫الضيقة ‪ .‬يف ما س���بق وغريه تكمن الدس�ت�ره‬ ‫ليبياٌ وعامليا‪ .‬واهلل ي���ا اصحابي انتم تعرفون‬ ‫بل ادري مبعين " النفخ يف قربه مش���روكه‬ ‫"‪ ..‬قبل رتق الفتق ‪ ..‬لقد قرأت لبعض الكتاب‬ ‫االمازي���غ وكاني بهم يريدون ‪-‬املس���تحيل‬ ‫ كارغ���ام املل���ك ادري���س ‪,‬وعبدالناص���ر‪,‬‬‫والتلمساني‪ ،‬والبنا ‪ ,‬ومالك بن نيب ‪ ,‬وحممد‬ ‫الطاهر بن عاشور ‪ ,‬وبورقيبه ‪,‬وحسن املغرب‬ ‫‪,‬وحس�ي�ن االردن ‪..,...‬و ‪......‬و‪.....‬علي االنتظام‬ ‫يف دورة للغ���ه االمازيغي���ة حت���ت االرض ‪..‬‬ ‫دبس���تان‪ ،‬وشرياك ‪ ،‬وس���اركوزي ‪ ...,‬رفضوا‬ ‫االلتح���اق بدورة علي س���طح االرض النهم‬ ‫مازالوا يتابعون دروس���ا بالصينيه والعربية‬ ‫‪ ...‬مل اذك���ر حي���ا يُ���رزق ‪ -‬وه���م ُ‬ ‫كث���ر (يف‬ ‫ليبيا والع���امل العربي واالس�ل�امي ) والذين‬ ‫لسبب او اخر قد يقبلون باالنتظام وااللتزام‬ ‫بتعل���م االمازيغية وه���ؤالء هم الذي���ن وراء‬ ‫(ذه���اب ش�ي�رة ) البع���ض م���ن االمازي���غ ‪..‬‬ ‫وليع���رف الكت���اب االمازي���غ قيم���ة الع���رب‬ ‫وقوميته���م (وليس هلم فض���ل يف ذلك النه‬ ‫الش���ئ الطبيع���ي) عليه���م ان يق���رأوا قلي�ل�ا‬ ‫ع���ن اهلن���ود احلمر وم���اذا فعل به���م البيض‬ ‫القتل���ه يف النه���ار ‪ -‬الذي���ن يتحول���ون ال���ي‬ ‫متعصب�ي�ن مس���يحيني متدين�ي�ن ج���دا يف‬ ‫اللي���ل ‪ -‬وليق���رأوا قليال جداً ع���ن الكوريني‬ ‫وماذا فعل بهم اليابانيون ‪ ..‬وبعض الش���عوب‬ ‫االوروبية شرقا وغربا وماذا فعل بهم بعض‬ ‫االملان قب���ل منتصف الق���رن املاضي بقليل ‪،‬‬ ‫وليق���رأوا ايضا عما فعله االس���تعماريون يف‬ ‫عم���وم افريقي���ا ملونني وبي���ض ‪ ،‬وبناء علي‬ ‫كل م���ا س���بق (وما قد يتب���ع) وغريه كثري‬ ‫اق���ول ان املمكن واالفضل واالس���هل واألدنى‬ ‫الذي يقع يف الزم���ن احلاضر واألقل تكلفة‬ ‫ميك���ن ان يك���ون يف التوحيد ودم���ج اللغتني‬ ‫العربي���ة واالمازيغي���ة يف وح���دة اندماجية‬ ‫حقيقي���ة ب���روح وايقاع فرباي���ر اجمليدة ‪ -‬ان‬ ‫ش���اء اهلل تعاىل ‪ -‬وليس بفكر ولغة واهداف‬ ‫الطغاة الذين افس���دوا كل ش���ئ مبا يف ذلك‬ ‫اللغــاتّ!! فهل س���يكون ابوسهمني قادرا علي‬ ‫ترك عالمة يف قل���ب ليبيا وعموم افريقيا ‪..‬‬ ‫ويكون واحدا من االنصار اجلدد ‪.‬‬


‫ميادين الفن‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫خليل العرييب‬

‫أين حنان ترك‬ ‫وعمرو خالد؟‬

‫رفض���ت حنان ت���رك التعلي���ق عل���ى األقاويل اليت‬ ‫انتش���رت وتزع���م زواجها م���ن الداعية اإلس�ل�امي‬ ‫الشهري عمرو خالد بعد إعالن اعتزاهلا‪.‬‬ ‫إذ اختف���ت الفنانة احملجبة ومل ت���رد على هاتفها‪،‬‬ ‫ما زاد تلك األقاويل‪ ،‬بل يرتدد أ ّنه كان الس���بب يف‬ ‫اعتزاهلا الفن‪.‬‬ ‫وعلمت “أنا زهرة” من مصادر مق ّربة من الفنانة‬ ‫ّ‬ ‫أن كل م���ا ت���ردد ع���ن زواجهما غري صحي���ح‪ .‬أما‬ ‫الس���بب يف انط�ل�اق ه���ذه الش���ائعة‪ ،‬فيع���ود إىل‬ ‫مشاركة حنان ترك يف محلة «إدعي» اليت ّ‬ ‫نظمها‬ ‫عمرو خالد‪.‬‬ ‫يذك���ر ّ‬ ‫أن ترك قد أعلن���ت اعتزاهلا النهائي خالل‬ ‫اتص���ال هاتفي مع برنام���ج “أنا والعس���ل” ليعترب‬ ‫مسلس���ل “أخت تريز” آخر أعماهل���ا الفنية‪ ،‬فض ً‬ ‫ال‬ ‫عن أ ّنه���ا تزوجت قب ً‬ ‫ال مرتني وأجنبت ثالثة أبناء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أم���ا عمرو خال���د فمقي���م حاليا يف لن���دن ومتزوج‬ ‫ولديه أبناء‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫حقيقة القبض على مليس احلديدي‬ ‫وكاالت‬ ‫غضبت مليس احلديدي من الش���ائعات اليت‬ ‫انتش���رت عرب مواقع التواص���ل االجتماعي‬ ‫وتزع���م إلق���اء القب���ض عليه���ا ويف حوزتها‬ ‫أسلحة وخمدرات‪.‬‬ ‫وكانت ص���ورة قد انتش���رت م���ن حمضر‬ ‫رمس���ي يؤك���د إلق���اء القب���ض عليه���ا‪،‬‬ ‫وحيمل امسه���ا‪ ،‬وتداولته مواق���ع التواصل‬ ‫االجتماع���ي‪ .‬هذا األمر أغض���ب اإلعالمية‬ ‫املصرية اليت نفت يف اتصال مع “أنا زهرة”‬ ‫ش���ائعة القب���ض عليها‪ّ .‬‬ ‫وأك���دت ّ‬ ‫أن هناك‬ ‫حم���اوالت لتش���ويه صورته���ا‪ ،‬مش�ي�رة يف‬ ‫الوقت نفس���ه إىل ّ‬ ‫أن هذه احلمالت جتعلها‬ ‫تص��� ّر على اس���تكمال مش���وارها ورس���التها‬ ‫اإلعالمية‪.‬وق���د انهالت التعليقات على هذا‬ ‫احملض���ر‪ ،‬واعت�ب�ر بع���ض النش���طاء أن هذه‬ ‫الش���ائعة مقصودة ته���دف إىل إيقاف مليس‬ ‫عن إطالق الش���ائعات ع�ب�ر برناجمها “هنا‬ ‫العاصمة” على حد تعب�ي�ر أحدهم‪ .‬واعترب‬ ‫آخرون ّ‬ ‫أن الشائعة تهدف إىل تشويه صورة‬ ‫اإلعالمية املصرية‪.‬‬

‫باسم ياخور لن جيسد دور هشام طلعت مصطفى!‬ ‫ال يزال باسم ياخور متواجداً يف القاهرة‬ ‫حي���ث يس���تع ّد لتصوير أح���دث أعماله‬ ‫الفني���ة من خ�ل�ال مسلس���ل «املرافعة»‬ ‫الذي يتناول سرية سوزان متيم‪.‬‬ ‫وجيس���د الفن���ان الس���وري يف املسلس���ل‬ ‫ال���ذي ألفه تام���ر عبد املنع���م وخيرجه‬ ‫أمري رمس���يس‪ ،‬ش���خصية رجل أعمال‬ ‫ذي نفوذ وصاح���ب إمرباطورية مالية‪.‬‬ ‫كم���ا أ ّنه وال���د لش���ابني‪ ،‬األول إخواني‬ ‫والثاني يس���اري‪ .‬غ�ي�ر أن حياته تنقلب‬ ‫رأس���اً على عق���ب بعد تورط���ه يف مقتل‬ ‫فنانة شهرية‪.‬‬ ‫لك���ن ياخور الذي يؤدي دوراً يش���به إىل‬

‫ح��� ٍد كب�ي�ر ش���خصية هش���ام طلع���ت‬ ‫مصطف���ى املته���م مبقت���ل الفنان���ة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬نفى أن تكون ش���خصيته هي‬ ‫نفسها شخصية رجل األعمال املصري‪.‬‬ ‫«أن���ا زهرة» علمت ّ‬ ‫أن س���بب نفي ياخور‬ ‫ه���ذه األخبار يعود إىل تفضيله وأس���رة‬ ‫املسلسل عدم الدخول يف لعبة التسميات‬ ‫هرب���اً من إمكان املالحقة القضائية‪ .‬إال‬ ‫أن مؤلف العمل تام���ر عبد املنعم كان‬ ‫ق���د أك���د يف املؤمت���ر الصح���ايف ال���ذي‬ ‫عقده قبل أيام يف القاهرة ّ‬ ‫بأن العمل ال‬ ‫يتناول شخصيات حقيقية حمددة‪ ،‬بل‬ ‫شخصيات واقعية لكنها مفرتضة‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫يف ذكرى العمالقة الذين رحلوا‬ ‫فتحي الساحلي‬

‫أصدقائ���ي ك���م أن���ا مش���تاق لذل���ك‬ ‫الزم���ن اجلمي���ل منتص���ف س���تينات‬ ‫الق���رن املاضي‪ ،‬كان كل ش���يء رائعاً‬ ‫وخاص���ة الرياض���ة وك���رة الق���دم ‪،‬‬ ‫على اخلص���وص ذل���ك التنافس كان‬ ‫بني عش���اق وهواة ك���رة القدم ‪ ،‬كان‬ ‫الالع���ب يش�ت�ري ح���ذاءه م���ن جيب���ه‬ ‫اخل���اص ‪ ،‬وبرغ���م ذل���ك كان هن���اك‬ ‫عباق���رة وعمالق���ة يف ك���رة الق���دم ‪،‬‬ ‫ومل يك���ن أولئ���ك األبط���ال وحده���م‬ ‫يف الس���احة الرياضي���ة ‪ ،‬وإمن���ا كان‬ ‫وراءه���م إداريون يف مس���توى جيد من‬ ‫األخ�ل�اق واألداء وروح القيادة ‪ ،‬وكان‬ ‫وراءه���م أيض���اً مش���جعون يقدم���ون‬ ‫كل م���ا عندهم من أج���ل األندية اليت‬ ‫حيبونها‪ .‬كم أنا مش���تاق ل���كل أولئك‬ ‫األبط���ال الذي���ن أمحل هل���م كل الود‬ ‫‪ ،‬وكن���ت كث�ي�راً م���ا أم���ر خصيص���اً‬ ‫لألماكن ال�ت�ي يرتادونه���ا فقط لكي‬ ‫أراهم ‪ . .‬وكم كانوا رائعني ‪.‬‬ ‫يف ح���ي توريل���ي ويف دكان س���ي‬ ‫عوض الفونش���ة الالع���ب الكبري الذي‬ ‫به���ر اإليطالي�ي�ن والربيطاني�ي�ن ‪،‬‬ ‫جتده جالس���اً أمام حمل���ه ‪ ،‬وأصدقائه‬ ‫واملعجب�ي�ن ب���ه م���ن حوله األس���طورة‬ ‫اتعول���ة ش���توان ومصطف���ى املك���ي‬ ‫واملربوك البس���يوني ومفت���اح األصفر‬ ‫‪ ،‬جتدهم يتس���امرون معه يس���تعيدونا‬ ‫تلك الذكريات عندما كانوا يصولون‬ ‫وجيولون يف مالعب كرة القدم ‪.‬‬ ‫ويف ح���ي توريل���ي أيضاً جت���د الالعب‬ ‫الكب�ي�ر بوبكر العب���ود وف���رج األوجلي‬ ‫وعل���ى مقرب���ة منهم الالع���ب الصغري‬ ‫آن���ذاك عبداجللي���ل احلش���اني يداعب‬ ‫ك���رة صغ�ي�رة تأب���ى أن ت�ت�رك رجل ُه‬ ‫اليمنى ‪.‬‬ ‫ويف ش���ارع الشريف حيث حمل تأجري‬ ‫الدراج���ات لصاحب���ه مح���د الدادتس���ي‬

‫جت���د أغلبي���ة الع�ب�ي ف���رق األهل���ي‬ ‫واهل�ل�ال والنجمة يف ش���كل مل���ؤه الود‬ ‫ينتظ���رون (طاس���ة الش���اهي ) ال�ت�ي‬ ‫يتفن���ن يف إعدادها صاحب احملل ‪ ،‬فهنا‬ ‫جيلس أمحد األشهب وأبوبكر األشهب‬ ‫وأبوبك���ر شاميس���ة وأمح���د اجلعيدي‬ ‫وأمح���د الكاديك���ي واحممد الش���ريف‬ ‫وغريهم ‪.‬‬ ‫ويف مقه���ى الرياض���ي ( ‪) Sport‬‬ ‫جتد احلارس الكب�ي�ر إبراهيم املصري‬ ‫ودمي���س الكبري وعبدالس�ل�ام الورفلي‬ ‫وعل���ي بوع���ود ‪ ،‬ومصب���اح العري�ب�ي ‪،‬‬ ‫وارحيمة شتيوي ومصطفى بوستة ‪.‬‬ ‫ويف مصي���ف جليان���ا جت���د أبط���ال‬ ‫الس���باحة حس���ن م���ادي تربل وحس���ن‬ ‫احلم���ري وإبراهي���م الن���وال وحمم���د‬ ‫بوحوي���ة ‪ ،‬جتده���م عن���د باب���ا س���ليم‬ ‫القريتل���ي يس���معون حلكايات���ه ع���ن‬ ‫صي���د س�ل�احف البح���ر وعل���ى نف���س‬ ‫رمال الش���اطئ ‪ ،‬جت���د عوض خملوف‬ ‫وعاش���ور خال���د وأمح���د ب���ن صوي���د‬ ‫ودميس الصغري وغريهم من الالعبني‬ ‫الصغار ‪.‬‬ ‫أم���ا يف الرويس���ات فالزالت‬ ‫ ‬ ‫العالق���ة طيب���ة ب�ي�ن الع�ب�ي التق���دم‬ ‫‪ ،‬فتج���د مح���د الضبي���ع والصاحل�ي�ن‬ ‫الغزالي والعمدة وس���ليمان بالة وفرج‬ ‫الس���وداني وفتح���ي بوختال���ة عل���ى‬ ‫املصطبة يتسامرون ‪.‬‬ ‫ويف ح���ي الصاب���ري عن���د دكان‬ ‫شرش���ر الذي يبيع السندوتشات ‪ ،‬جتد‬ ‫س���ي حمم���د قعي���م يس���اعد صديقه ‪،‬‬ ‫وجتد عبدالعالي العقيلي ومفتاح فنة‬ ‫وأمحد فنة وحممد اجلهاني ورمضان‬ ‫األس���ود ‪ ،‬إنه���م يأتون مجيع���اً من أجل‬ ‫اهلريسة العربية اليت يعدها شرشر يف‬ ‫سندوتشاته اللذيذة ‪.‬‬ ‫ويف ح���ي س���يدي حس�ي�ن ويف مقاب���ل‬

‫مدرس���ة ش���هداء يناير جتد حمل سي‬ ‫احمم���د العليواني أفض���ل من لعب يف‬ ‫اجلناح األيسر وقد اعتزل كرة القدم‬ ‫وفتح حم ً‬ ‫ال لبيع السندوتش���ات ‪ ،‬وهذا‬ ‫احمل���ل ُ‬ ‫كنت أتردد علي���ه دائماً ‪ . .‬ليس‬ ‫من أجل السندوتش���ات ‪ ،‬ولكن من أجل‬ ‫الصور ال�ت�ي كان يعلقها واليت أذكر‬ ‫يف إحدها كان يظهر فيها سي حممد‬ ‫العليواني وهو يس���جل هدفاً من رمية‬ ‫ركني���ة ‪ ،‬كان مجي���ع الرياضي�ي�ن‬ ‫ي�ت�رددون علي���ه لس���ماع حكايات���ه عن‬ ‫الكرة ‪ ،‬ولروعة سندوتشاته ‪.‬‬ ‫كما أن مشتاق هلم مجيعاً‬ ‫ ‬ ‫‪ . .‬وك���م أمتن���ى أن تعلم���ون مس���احة‬ ‫احل���ب يف قل�ب�ي وال�ت�ي أمحله���ا لك���م ‪.‬‬ ‫‪ .‬فلق���د تعلم���ت منك���م أس���رار ك���رة‬ ‫الق���دم ‪ ،‬وكذل���ك األخ�ل�اق الطيب���ة‬ ‫اليت من املف���روض أن يتحلى بها كل‬ ‫الع���ب كرة قدم وغريه���ا من األلعاب‬ ‫‪ . .‬تعلم���ت منك���م العش���رة الطيب���ة‬ ‫والتعاي���ش مع اآلخري���ن ‪ .‬وكيف من‬ ‫الواجب أن يس���أل كل من���ا عن اآلخر‬ ‫‪ ،‬وتعلم���ت منك���م اإلخ�ل�اص للعب���ة‬ ‫والفري���ق الذي أرتدي غاللته ‪ ،‬تعلمت‬ ‫منك���م املنافس���ة الش���ريفة والتصاف���ح‬ ‫عقب املباري���ات حتى وإن كنت فقدت‬ ‫نتيجتها ‪ . .‬اهلل ‪ . .‬كم كنتم رائعني ‪. .‬‬ ‫وكم سنظل حنرتمكم إىل األبد ‪.‬‬ ‫الصورة املرفقة ‪:‬‬ ‫منتخ���ب بنغ���ازي ع���ام ‪ 1955‬ض���د‬ ‫اجليش الربيطاني ‪:‬‬ ‫وقوف���اً ‪ :‬ييون���دو ـ جع���ودة‬ ‫ ‬ ‫ـ عبدالعال���ي ـ بالي�ل�ا ـ بوذين���ه ـ س���امل‬ ‫الربغثي ـ املدرب سامل بالطيب ‪.‬‬ ‫جلوساً ‪:‬‬ ‫اش���تيوي ـ الش���عالية ـ رمضان األسود ـ‬ ‫امبارك البسيوني ـ مصطفى املكي ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫فالسفة التحليل‬ ‫واألفكار‬ ‫العقيمة !!!‬ ‫هؤالء الفالس���فة ‪ ،‬أو بعبارة ادق البعض منهم‬ ‫الذي���ن يظه���رون عل���ى قن���اة ليبي���ا الرياضية‪،‬‬ ‫ب���ل رمب���ا يأكل���ون ويش���ربون وينام���ون ف���ى‬ ‫هذه القن���اة‪ ،‬ليتهم يعقل���ون وال يتحدثون فى‬ ‫أم���ور ال يعرفونه���ا واللذي���ن اكاد اجزم أنهم‬ ‫ي���رددون كالماً هزي ً‬ ‫ال يؤك���د عدم أدراكهم‬ ‫مب���اذا يتحدث���ون وعلى س���بيل املثال م���ا أثاره‬ ‫واح���د منهم وه���و (مج���ال بالنور) وه���و يوجه‬ ‫نق���داً مل���درب الفريق الوطنى االس���بانى (خفري‬ ‫كليمن���ت) منتق���داً اختي���اره ألعض���اء الفريق‬ ‫وال���ذى مل يض���م ((أصح���اب اخل�ب�ره‪ ))..‬بل أن‬ ‫األم���ر وصل به أىل ذكر بعض االمساء مصراً‬ ‫على ض���رورة ضمهم للفري���ق الوطنى ومنهم‬ ‫(يون���س الش���يبانى) ( وامحد س���عد) وغريهما ‪،‬‬ ‫هذا الكالم اقص���د هذا الرأي يؤكد عدم فهمه‬ ‫او اس���تيعابه لوجهة نظر املدرب اخلبري والذى‬ ‫وض���ع فى حس���ابه وخطته انش���اء فريق جديد‬ ‫يعده ألس���تحقاق مع���روف وه���ام وهو كاس‬ ‫افريقي���ا ‪ ، 2017‬اذا قدر هل���ذا الوطن ان جيتاز‬ ‫حمنته التى يعيشها فى الوقت احلاىل والقدره‬ ‫عل���ى تنظي���م ه���ذا امللتقى ه���ل يعتقد الس���يد‬ ‫بالنور أن يونس الشيبانى وآمحد سعد وغريهم‬ ‫م���ن اللذي���ن ذكرهم س���يكونون ضمن العبى‬ ‫الفري���ق الوطنى ف���ى ‪2017‬؟؟ ثم هل اخلربه ‪،‬‬ ‫هى ميزة متوف���ر للرياضى منذ الوالدة وتكون‬

‫مالزمة له أم أنها تكتسب من خالل االحتكاك‬ ‫واللعب والزمن ؟!!‬ ‫الي���س هل���ؤالء الالعب�ي�ن اللذي���ن مت اختيارهم‬ ‫احلق فى اكتس���اب اخلربة ‪ ،‬م���ع العلم أن من‬ ‫بينه���م من لديه اخلربة حتى فى الوقت احلاىل‬ ‫؟!‬ ‫ً‬ ‫بدال من أن نصبح " رهائن" هلذا الرأى القاصر‬ ‫واالعتقاد اخلاطئ !!‬ ‫اللذى يؤك���د ضعف الرؤية الفنية عند هوالء‬ ‫املعلق�ي�ن والفالس���فة اترك���وا ه���ذه القن���اة ‪،‬‬ ‫وعودوا اىل منازلكم ‪ ،‬وابتعدوا عن نشر االفكار‬ ‫العقيمة ‪ ،‬وال تورطون انفسكم فى آراء ستكون‬ ‫مث���ار اس���تفزاز للن���اس ومدع���اة الس���تهزائهم‬ ‫وس���خريتهم !!! وعلى م���درب الفريق الوطنى‬ ‫ومن معه االس���تمرار فيما فك���روا فيه ووضعوا‬ ‫بطريق���ة حضاري���ة لعلهم س���يتمكنون من أن‬ ‫يعدون لنا فريقاً نفخر ونعتز به !!‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 28 ( - ) 142‬يناير ‪ 3 -‬فبراير ‪) 2014‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.