العدد 147

Page 1

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 147‬‬

‫‪ 10 - 4‬مارس ‪) 2014‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫َ‬ ‫َماذا ُت ُ‬ ‫أمريكا ِمن الليبيني ؟‬ ‫ريد‬

‫وفاء بوقعيقيص ‪ :‬مؤمتر روما‬ ‫مبشاركة ‪ 31‬دولة‬ ‫ُ‬ ‫قصة الساطور الذي أقلق القذايف‬

‫تصرحيات رايس عن ( بنغازي )‬ ‫تكشف جهل واشنطن‬ ‫ال تلوموا البقر‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫َ‬ ‫َماذا ُت ُ‬ ‫أمريكا ِمن الليبيني ؟‬ ‫ريد‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫الغالف ورسومات الداخلية‬ ‫حسن دهميش‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫‪-1‬‬ ‫الروايات ويَذكر املُؤرخون ‪ ،‬وجاء ذلك يف كتاب " ُ‬ ‫ُ‬ ‫احللم املكس���يكي " للحائز على نوبل الفرنس���ي (‬ ‫َتذك���ر‬ ‫لوكليزيو) ‪ :‬أن هذا احللم كان قبل وحتى س���اعة وصول االس���بان ش���واطئ القارة اجلديدة يف الثامن من‬ ‫فرباير ‪ 1517‬م ‪ ،‬كان مفاد ُه أن أجدا َد املكس���يكيني رووا هلم بأن أُناساً سيأتون من هناك حيث ُتولد الشمس‬ ‫كموهم ‪.‬‬ ‫‪ ،‬كي حَي ُ‬ ‫ومل حيكموهم فحسب بل أزالوا احلضارة املكسيكية من الوجود ‪.‬‬ ‫مثة حلم راود الليبيني ‪َ ،‬‬ ‫يف التاريخ اللييب احلديث َ‬ ‫دولة بني حبرين حبر الرمال ‪ ،‬الصحراء‬ ‫متثل يف تأسيس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الليبية ‪ ،‬والبحر املتوس���ط جالب الغزاة‪ .‬وموقع أمريكا يف تاريخ هذا احللم ‪ -‬الذى كما الس���راب الصحراوي‬ ‫ َ‬‫اصطدام ُمبكر مع البحرية االمريكية ‪ ،‬عهد الدولة القره مانلية فرتة يوسف باشا ‪ ،‬ما سيستثمر ُه‬ ‫متثل يف‬ ‫ٍ‬ ‫الس���نوات األربع " ‪،‬وباملقابل‬ ‫حرب‬ ‫انتج ُمسلس�ل�ا تلفزيوني���ا أُعيد عرض ُه عديد املرات وهو " ُ‬ ‫الق���ذايف حتى أنه َ‬ ‫ِ‬ ‫أنتجت أمريكا فلما وأكثر حول ذلك االصطدام األول‪.‬‬ ‫احل���رب العاملي���ة الثانية احتلت ٌ‬ ‫ق���وات أمريكي ٌة طرابلس الغ���رب ‪ ،‬وحررت الغرب اللي�ب�ي من االحتالل‬ ‫���ب‬ ‫َغ ّ‬ ‫ِ‬ ‫عسكرية أمريكية كربى‬ ‫لبنات احللم اللييب مقابل قاعد ٍة‬ ‫اإليطالي الفاشي ‪ ،‬وعلى ذلك ساهمت يف تأسيس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُعرف���ت بقاعد ِة هويل���س ‪ ،‬بهذه القاعدة كونت أمريكا مثلث برمودا العس���كري يف البحر املتوس���ط ‪ ،‬أضالع‬ ‫املثل���ث ‪ :‬يف آس���يا قاعدة تركيا أتاتورك ‪ ،‬يف أوروبا قاعدة أس���بانيا فرانك���و ‪ ،‬و هويلس طبعا يف أفريقيا ‪،‬وقبل‬ ‫الليبيون ُمرغمني هذه القاعدة ‪.‬‬ ‫احلرب الباردة بني الواليات املتحدة األمريكية واالحتاد السوفيييت ‪ ،‬و من لزوم‬ ‫القاعدة ‪ ،‬كانت من قواع ِد‬ ‫ِ‬ ‫م���ا ل���زم أمريكا س���اعتها املس���اهمة يف دحر انقالب ُمص���دق يف ايران ‪ ،‬ودع���م انقالب عبد الناص���ر يف مصر ‪،‬‬ ‫النه���وض القومي العربي يف منطقتن���ا كان زلزا ً‬ ‫بعثر جهو َد الليبيني لبناء صرح ُحلمهم ‪،‬ومن املُس���اهمة‬ ‫ال َ‬ ‫ُ‬ ‫العس���كري للمالزم األول معمر القذايف من كـان عمره يف س���بتمرب‬ ‫االنقالب‬ ‫الب���ارزة لألمريكيني يف ذلك ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ 1969‬م مل يتجاوز ‪ 27‬سنة ‪ ،‬ومن دام يف السلطة عقود أربعة ‪ ،‬ختللها بعض املناوشات مع الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية وأسطوهلا ‪ ،‬مما جعل القذايف يُذكرنا بـ "حرب السنوات األربع " ‪.‬‬ ‫بع���د فرباير ‪ 2011‬م دخ���ل األمريكيون يف التحال���ف الدولي حلماية املدنيني الليبيني من عس���كر القذايف ‪،‬‬ ‫وساهموا يف اسقاط ِه ثم قتل ِه يف خالل شهور‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫َ‬ ‫مقتل س���فريهم يف بنغازي ‪ ،‬ما جعل ش���رق ليبيا مسا ًء‬ ‫ما بعد القذايف‬ ‫تواجد األمريكيون يف ليبيا بقوة حتى ِ‬ ‫ُ‬ ‫مبطلب ش���عيب‬ ‫لطائراتهم دون طيار‪،‬ال بد أن نش�ي�ر إىل أن التدخل األمريكي هذا جاء ألول مرة ومنذ عقود‬ ‫ٍ‬ ‫ومرح���ب ب���ه دوليا ‪ ،‬وأن األع�ل�ام األمريكية اليت كانت تحُ رق يف س���احات العامل صارت يف س���احة حمكمة‬ ‫ُ‬ ‫بنغ���ازي حتمل كرمز للحري���ة ‪ ،‬هكذا قدم الليبيون لألمريكيني فرصة تارخيية ‪ ،‬لكن مقتل الس���فري عك ّر‬ ‫بحُ �ي�رة ال���و ّد والصفاء هذا ‪ ،‬لقد تكونت غمام ٌة يف أجواء العالقات األمريكية الليبية فصرح بعض من ساس���ة‬ ‫الواليات املتحدة أن ليبيا وش���رقها خاصة قاعدة القاعدة ما يُفرتض أنها العدو ‪ ،‬لكن من يتابع التصرحيات‬ ‫ونش���اط السفرية األمريكية س ُيالحظ حالة االسرتخاء األمريكي اجتاه املكان اللييب ‪ ،‬كأمنا ليبيا اجلغرافيا‬ ‫املُؤمنة واملضمونة أمريكيا ُرغم املُعكرات ‪ ،‬وكأمنا املشهد السريالي اللييب مشهد هوليودي بامتياز‪.‬‬ ‫الليبي���ون أنفس���هم مل يدخل يف روعهم أي س���يناريو دولي ‪،‬هم يعتربون احلاصل حتصي���ل تفرعات ثورتهم‬ ‫املس���لحة ‪ ،‬و ال أحد أعار أي اهتمام للطائرات اليت تس���وح يف مسائهم ‪ ،‬وحتى أن بعضاً من قادتهم ‪ ،‬املغلوبني‬ ‫على أمرهم ‪ ،‬صرح مرات حول أجندات أجنبية يف الصراع على الس���لطة يف طرابلس بالذات ‪ ،‬لكن االتهامات‬ ‫كانت حول عالئق االخوان واإلس�ل�ام السياس���ي املعتدل بقطر‪ ،‬وعالئق التحال���ف الوطين بدولة األمارات‬ ‫ولك���ن ما قب���ل وبعد ذلك يف حالنا وح���ال غرينا الواليات املتح���دة الالعب قلب اهلج���وم ‪ ،‬وأن هذه املرحلة ما‬ ‫يس���مى بالفوضى اخلالقة وسيلة إلس�ت�راتيجية الواليات املتحدة ما بعد احلرب الباردة ما لسان حاهلا ‪ :‬ندع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الطبخ مل ينضج بعد‪.‬‬ ‫الطبخ للطباخ ‪ُ ،‬نشارك فقط يف توفري الوقود ‪ ،‬كى ال تنطفئ النا ُر فجاء ًة و‬ ‫ً‬ ‫هل���ذا فإن ما حيدث يف ش���رق ليبي���ا أم ٌر خيص األمريكيني أيضا ‪ ،‬إن مل يكن ثأرا ملقتل س���فريهم فلما تدعيه‬ ‫اإلدارة األمريكي���ة أن الب�ل�اد قاع���دة القاعدة يف مشال أفريقيا ‪ ،‬القاعدة من يفرتض أنها العدو بعد س���قوط‬ ‫االحت���اد الس���وفييت ‪ ،‬بعد ذلك الس���قوط املدوى ُج َ‬ ‫عل الع���دو األول يف صراع هنتيجتون اإلس�ل�ام‪ ،‬وأن حدود‬ ‫اإلس�ل�ام دموية وكذا احش���اءه‪ ،‬وهكذا نظهر يف خارط���ة العامل هذا كما موقع دموى فيه ما يف افغانس���تان‬ ‫والعراق والصومال وسوريا واليمن ‪ ،‬فحيث أمريكا حيث صدام احلضارات ‪،‬حيث حوار الديناميت واملدافع ‪.‬‬ ‫ان��� ُه لي���س منطقا صوريا أن نرى هذا ‪ ،‬ولي���س ُمصادرة على املطلوب البحث عن أم�ي�ركا فيما حاصل ‪ ،‬فكل‬ ‫املُؤش���رات تق���ول أن الوح���ش قد م ّر من هنا ‪ ،‬لذا ليس من مصلحتنا اس���تبعاد العام���ل اخلارجي يف اذكاء نار‬ ‫الغلبة بني األطراف الليبية ‪ ،‬ألنه يف األس���اس أمريكا الش���ريك األول يف فرباير ‪ ،‬وكأي ش���ريك يزر ُع جينى‬ ‫منطقة امتصاص للكدمات ملا بعد الربيع العربي يف مشال أفريقيا ؟‪.‬‬ ‫مما زرع ‪ ،‬فهل حتولت ليبيا إىل‬ ‫ِ‬ ‫لتكرار االتهام املُعتاد حول نظرية املؤامرة ‪ ،‬ألنه أوال وأخرياً اس���تبعاد‬ ‫داع���ى‬ ‫ال‬ ‫ال داع���ى للتس���رع يف اإلجابة و‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫امللك من رقعة الصراع احمللى عبث ومن الال معقول ‪ ،‬وليبيا رقعة اجلغرافيا الكربى اليت ال مُيكن استبعادها‬ ‫َ‬ ‫خارطة الكواليس ‪.‬‬ ‫من التاريخ ‪،‬وان استبعدت من امليديا اليت من طبيعتها رسم خارطة للعامل تخُ في‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫تصرحيات رايس عن ( بنغازي )‬ ‫تكشف جهل واشنطن بأفريقيا‬ ‫خ�ل�ال مداخل���ة ملستش���ارة الرئي���س‬ ‫األمريك���ي لألم���ن القوم���ي س���وزان‬ ‫راي���س األح���د ‪ 23‬فرباي���ر ‪ 2014‬مع‬ ‫برنام���ج "قابل الصحافة" على ش���بكة‬ ‫"‪ "NBC‬أك���دت بأنه���ا "غ�ي�ر نادمة"‬ ‫حول م���ا قدمت���ه من نصائ���ح لإلدارة‬ ‫األمريكي���ة للتعام���ل م���ع هج���وم‬ ‫بنغازي‪ ،‬أثار جد ً‬ ‫ال كبرياً‪ ،‬جعل جملة‬ ‫"فوربس" تتهم إدارة أوباما بسوء فهم‬ ‫األوض���اع يف أفريقي���ا‪ ،‬مقدم���ة س���تة‬ ‫مؤش���رات على ه���ذا االس���تنتاج‪.‬وأدّى‬ ‫اهلج���وم ال���ذي اس���تهدف القنصلي���ة‬ ‫األمريكي���ة يف ‪ 11‬س���بتمرب ‪2012‬‬ ‫إىل مقت���ل الس���فري األمريك���ي يف‬ ‫ليبي���ا م���ع ثالثة أمريك ّي�ي�ن آخرين‪.‬‬ ‫وان ُتقدت رايس م���را ًرا على تكرار هذا‬ ‫التصري���ح وا ُتهم���ت بالك���ذب‪ ،‬وبأنها‪،‬‬ ‫وكان���ت حينه���ا س���فرية للوالي���ات‬ ‫املتح���دة لدى األم���م املتح���دة‪ ،‬أخفت‬ ‫"الطاب���ع اإلرهابي" لالعتداء‪.‬وأس���ئلة‬ ‫"بنغازي"يق���ول ريتش���ارد ميني�ت�ر يف‬ ‫تقرير نش���رته "فورب���س" إن ما قالته‬ ‫رايس حيتاج ملزيد من التدقيق؛ فهناك‬ ‫أس���ئلة بس���يطة ميكن طرحها عليها‪،‬‬ ‫ومنه���ا‪ :‬إذا كان اهلج���وم يف بنغ���ازي‬ ‫جم���رد احتجاج تط���ور إىل عنف‪ ،‬ملاذا‬ ‫ح���دث مس���اء؟ ويوض���ح ميني�ت�ر أن‬ ‫االحتجاج���ات جتري نه���ا ًرا حيث يتم‬ ‫بثه���ا ويتابعها الصحفي���ون‪ ،‬فيما تبدأ‬ ‫ال‪.‬وأضاف متس���ائ ً‬ ‫اهلجمات لي ً‬ ‫ال‪" :‬ملاذا‬ ‫احتشد حنو ‪ 100‬شخص مصحوبني‬ ‫بقذائف صاروخية ومدافع رشاش���ة؟‬ ‫أي���ن الالفت���ات والش���عارات ال�ت�ي‬ ‫كان���وا يرفعونه���ا؟" ‪،‬واالحتجاج���ات‬ ‫جت���ري نهارا حيث يتم بثه���ا ويتابعها‬ ‫الصحفيون‪ ،‬فلماذا بدأ هجوم بنغازي‬ ‫ليال؟ وملاذا احتش���د حنو مائة شخص‬ ‫مصحوب�ي�ن بقذائ���ف صاروخي���ة و‬ ‫مداف���ع رشاش���ة؟ ‪،‬ويلف���ت ميني�ت�ر‬ ‫النظر كذلك إىل أن هذا "االحتجاج"‬ ‫عرض عرب مقطع فيديو على ش���بكة‬ ‫اإلنرتنت‪" ،‬فمن شاهد هذا الفيديو يف‬ ‫ليبي���ا اليت تفتق���ر إىل الكهرب���اء على‬ ‫مدار اليوم"‪ ،‬يتس���اءل ويضيف الكاتب‬ ‫أن اس���تخدام اإلنرتنت ن���ادر ومكلف؛‬ ‫حيث يكس���ب نصف الس���كان الليب ّيني‬ ‫أقل م���ن دوالرين يوم ًي���ا‪ ،‬كما أنه ال‬ ‫يتحدث سوى جزء صغري من مواطين‬ ‫ه���ذا البل���د اللغ���ة اإلجنليزي���ة (اللغة‬ ‫اليت صاحب���ت فيديو اهلج���وم)‪ .‬كما‬ ‫أن���ه ليس هن���اك إش���ارة واح���دة هلذا‬ ‫الفيدي���و على أي من وس���ائل اإلعالم‬ ‫االجتماعي���ة الليبي���ة بعي���د اهلج���وم‪،‬‬ ‫ريا‪ .‬وظهرت‬ ‫كما أوضحت دراسة أخ ً‬ ‫أول إش���ارة ل���ه عندم���ا حتدثت رايس‬ ‫نفس���ها األح���د عن���ه يف أح���د برام���ج‬ ‫األح���د احلوارية‪ .‬فكيف تفس���ر رايس‬

‫رايس يف ( بنغازي )‬

‫ذلك؟ يتساءل الكاتب‪.‬‬ ‫•ختبط البيت األبيض‬ ‫رايس هي املسؤولة عن وضع سياسات‬ ‫األمن القومي مع بقية العامل‪ ،‬ولديها‬ ‫خ�ب�رة واس���عة يف أفريقي���ا‪ ،‬وكان���ت‬ ‫مس���اعدة لوزي���رة اخلارجية لش���ؤون‬ ‫أفريقي���ا يف عه���د الرئيس األمريكي‬ ‫الس���ابق بي���ل كلينت���ون‪ ،‬ولديه���ا‬ ‫أطروح���ة دكت���وراه ع���ن السياس���ة‬ ‫يف زميباب���وي‪ .‬وخ�ل�ال والي���ة جورج‬ ‫بوش االبن‪ ،‬حاض���رت رايس باخلارج‬ ‫ح���ول تغيري سياس���ات أم�ي�ركا جتاه‬ ‫أفريقي���ا والق���ارات األخرى‪.‬ووف ًق���ا‬ ‫هل���ذه املقدم���ات‪ ،‬يق���ول الكات���ب إن���ه‬ ‫كان يتوق���ع أن تنج���ح سياس���تها يف‬ ‫جناح���ا باه ًرا‪ ،‬بالنظ���ر ً‬ ‫أيضا‬ ‫أفريقي���ا ً‬ ‫إىل كون أوباما أول رئيس أمريكي‬ ‫والده م���ن أفريقيا‪ ،‬كما أنه أتى على‬ ‫ذكر القارة الس���مراء يف كتابني له‪،‬‬ ‫واشتبك مع السياسة األفريقية أثناء‬ ‫وج���وده كنائ���ب يف جملس الش���يوخ‬ ‫األمريك���ي وس���افر إىل أفريقي���ا‬ ‫عل���ى نط���اق واس���ع قب���ل أن يرتش���ح‬ ‫للرئاس���ة‪.‬وخال ًفا ألسالفه‪ ،‬فإن أقرب‬ ‫مستشاري أوباما لديهم خربة واسعة‬ ‫يف أفريقيا‪ ،‬مبن فيهم رايس‪ .‬كما أن‬ ‫املمث���ل التجاري األمريك���ي اجلديد‬ ‫ماي���كل فروم���ان لدي���ه س���نوات م���ن‬ ‫اخل�ب�رة يف العمل عل���ى خطط إدخال‬ ‫الكهرباء يف مناط���ق أفريقية ويعرف‬ ‫القارة جيدًا‪ .‬يستدرك الكاتب بالقول‪:‬‬ ‫"إنه حتى اآلن يتخبط البيت األبيض‬ ‫مع أف���كار عفا عليه���ا الزمن أو أخرى‬ ‫مضلل���ة"‪ ،‬وجيم���ل الكات���ب األخط���اء‬ ‫يف تركي���ز زي���ارة الرئي���س أوبام���ا‬ ‫ألفريقي���ا عل���ى الص���ور التذكاري���ة‬ ‫واإلع�ل�ان ع���ن تقدي���م مزي���د م���ن‬ ‫املس���اعدات‪ .‬ويف الوق���ت نفس���ه‪ ،‬ف���إن‬ ‫زيارات���ه للص�ي�ن واهلن���د ودول أخرى‬ ‫يعق���د فيه���ا الصفق���ات التجاري���ة‬

‫املرحب���ة وذات املنفع���ة املتبادل���ة‪.‬‬ ‫فلم���اذا يتجاه���ل ف���رص صن���ع امل���ال‬ ‫يف أفريقي���ا؟‪ .‬ففي الع���ام ‪" 2012‬بلغ‬ ‫حجم التبادل التج���اري بني الواليات‬ ‫املتحدة وتنزانيا ‪ 360.2‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫مقارن���ة مع ‪ 2470‬ملي���ون دوالر بني‬ ‫الص�ي�ن وتنزاني���ا"‪ ،‬حبس���ب جين���داي‬ ‫فراي���زر مس���اعدة وزي���رة اخلارجي���ة‬ ‫للش���ؤون األفريقية‪.‬وي���رى الكاتب أن‬ ‫أوباما ورايس ما زاال يعتربان أفريقيا‬ ‫مكا ًن���ا ملنح "الصدق���ات"‪ ،‬يف حني تراها‬ ‫الصني "سو ًقا جتاريًا"‪.‬‬ ‫•درس املغرب‬ ‫دع���ا الكاتب كل م���ن أوبام���ا ورايس‬ ‫للتعل���م من أق���دم حلف���اء أمريكا يف‬ ‫أفريقي���ا‪ .‬فق���د التقى الرئي���س أوباما‬ ‫يف نوفم�ب�ر املاض���ي م���ع مل���ك املغرب‬ ‫وجه سلس���لة‬ ‫حممد الس���ادس‪ ،‬الذي ّ‬ ‫ضخم���ة م���ن االس���تثمارات يف غ���رب‬ ‫أفريقيا يف جمال اخلدمات املصرفية‬ ‫واالتص���االت واألمس���دة مب���ا يضمن‬ ‫الربح وتعزيز العالقات االسرتاتيجية‬ ‫م ًعا‪.‬ويضرب الكاتب مثا ً‬ ‫ال بزيارة امللك‬ ‫ه���ذا األس���بوع إىل مال���ي حي���ث أعلن‬ ‫خالهلا الرئيس التنفيذي للش���ركة‬ ‫العمالقة يف جمال الفوس���فات (واليت‬ ‫تديره���ا الدول���ة) عن اس���تثمار ‪600‬‬ ‫ملي���ون دوالر يف مصن���ع لألمس���دة‬ ‫هناك‪ .‬وس���يتمكن هذا املصنع من بيع‬ ‫حنو ملي���ون طن من األمسدة س���نويًا‬ ‫وتورد حصريًا ل���دول يف أفريقيا‪ .‬هذا‬ ‫مش���روعا خرييًا‪ ،‬ولك ّنه مش���روع‬ ‫ليس‬ ‫ً‬ ‫للرب���ح ال���ذي خيل���ق ف���رص عمل يف‬ ‫كل م���ن املغ���رب ومال���ي‪ ،‬وخيتت���م‬ ‫الكات���ب مقال���ه بالتس���اؤل‪ :‬مل���اذا ال‬ ‫تس���تطيع الوالي���ات املتح���دة أن تقدم‬ ‫منوذجا مماث ً‬ ‫ال؟‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•بوابة الوسط‬

‫‪03‬‬ ‫زيدان يف ملعب‬ ‫تاجوراء‬

‫ضغط رئيس ال���وزراء على زيدان األربعاء ‪ 26‬فرباير‬ ‫عل���ى زر التدش�ي�ن أيذان���اً بالب���دء يف مش���روع ملع���ب‬ ‫تاج���وراء امللع���ب الوط�ن�ي الكب�ي�ر ال���ذي س���يحتضن‬ ‫حفل افتت���اح بطولة األمم األفريقية اليت س���تقام يف‬ ‫ليبي���ا ع���ام ‪ . 2017‬هذا وقد ش���ارك يف االفتتاح نائب‬ ‫رئيس احلكومة للش���ؤون الفنية رئيس اللجنة العليا‬ ‫لبطول���ة أفريقي���ا عبدالس�ل�ام القاض���ي وع���دد م���ن‬ ‫أعضاء املؤمتر الوطين العام والوزراء ورئيس اجمللس‬ ‫احملل���ي تاجوراء ‪ ،‬وعدد من املس���ؤولني ‪ ،‬كما ش���ارك‬ ‫يف احلفل السفراء وعلى راس���هم السفرية االمريكية‬ ‫ديبورا جونز ‪ ،‬ورؤس���اء البعثات الدبلوماسية ورؤساء‬ ‫النوادي والف���رق الرياضية وصحفي���ون وإعالميون‬ ‫‪ ،‬واملهتم���ون بالرياض���ة والرياضي���ون وكان ضي���ف‬ ‫االفتت���اح الالع���ب الدول���ي األملان���ي الس���ابق فران���ز‬ ‫بيكنب���اور وال���ذي اعل���ن زي���دان انه س���يكون الس���فري‬ ‫الشريف للرتويج الحتضان ليبيا للبطولة ‪.‬‬ ‫زي���دان عرب ع���ن أهمية إقام���ة اللق���اء الرياضي على‬ ‫أرض ليبي���ا قائال ‪ :‬إن���ه خطوة مهم���ة للتأكيد على‬ ‫الوف���اء بالتزاماتن���ا وتعهداتنا جتاه اجملتم���ع الدولي"‬ ‫أم���ا الالعب الدل���ي الذي بدا منش���رحا وعقب توقيعه‬ ‫الرم���زي عل���ى كرة ق���دم قدم���ت له وع�ب�ر الالعب‬ ‫األملان���ي الس���ابق فران���ز بيكنب���اور عن س���عادته بهذه‬ ‫املش���اركة وهنأ الليبيني بذلك الرتش���ح لإلستضافة‬ ‫‪.‬ه���ذا واعلن أن ملعب تاجوراء ال���ذي يتوقع جاهزيته‬ ‫م���ع منتص���ف ع���ام ‪ 2016‬وف���ق العق���د املوق���ع م���ع‬ ‫الش���ركة النمس���اوية ‪ ،‬س���تكون ل���ه أرضية معش���بة‬ ‫صناعي���ا وف���ق أح���دث املعاي�ي�ر املعتمدة م���ن اإلحتاد‬ ‫الدول���ي لك���رة الق���دم ( الفيفا) ‪ ،‬ويس���توعب ‪ 60‬ألف‬ ‫متف���رج ومدرج���ات ومقاع���د مرحي���ة للجمه���ور‬ ‫الرياضي ومداخل آلية بتقنيات حديثة كما سيضم‬ ‫مقص���ورة رئيس���ة وقاع���ات لكب���ار الضي���وف والزوار‬ ‫واس�ت�راحات ومراك���ز إعالمي���ة أض���واء كاش���فة‬ ‫وغريه���ا من متطلبات وجتهي���زات املالعب العصرية‪.‬‬ ‫كم���ا س���تكون للملعب العديد من اجلس���ور والطرق‬ ‫لتس���اهم يف حركة تنقل اجلمهور الرياضي ‪ ،‬وأيضا‬ ‫حمالت جتارية ومقاهي ومطاعم على أحدث الطراز‬ ‫وستش���رف على إنش���ائه الش���ركة الليبي���ة للتنمية‬ ‫واالس���تثمار بالتعاون مع ش���ركة "بور" النمس���اوية‬ ‫املتخصصة يف بناء املالعب الرياضية‪.‬‬

‫ديبورا جونز يف تاجوراء‬


‫‪04‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫ميادين تنفرد بهذا احلوار حول خلفيات احلوار الوطين الذي دار يف اخلارج والداخل ‪،‬وأنتج خارطة الطريق اليت مت الرتاجع‬ ‫عنها واليت نشرناها كوثيقة يف العدد قبل املاضى‬

‫عبد اهلادي مشاطة أحد مؤسسي أثال ( احتاد ثوار ليبيا )‪:‬‬ ‫جمموعة العمل الوطنية تتكون مين ومن املهندس عثمان الريشي ورمضان السنوسي‪.‬‬ ‫اجلزء‬ ‫الثاني ‪:‬‬

‫عندم��ا التقين��ا يف ليبي��ا قلنا البد ان ننتهج نهجا حواري��ا ‪ ،‬وأنا ال اعتقد انه‬ ‫لدينا مشاكل يف ذلك ‪ ،‬حتى ما يتعلق بالدستور‬ ‫احلوار السياسي الذي ُخضناه حاولنا ان جنمع له توافق وطين كامل‬ ‫انه��م االن قادم��ون عل��ى االس��تفتاء وأنا ضد االس��تفتاء ألن��ي اعتقد بأنه يف‬ ‫املرحلة األوىل االنتقالية ال جيب املغالبة على االطالق‬

‫•الليبيون جاؤوا على مجل واحد من اجلزيرة العربية‬ ‫اجملتم���ع اللي�ب�ي يرتب���ط بدين وعقي���دة وعرف‬ ‫ُمتفقني عليه وفيه ‪ :‬اإلس�ل�امي كما الليبريالي‬ ‫كما العلماني ‪ ،‬ودوائر الصراع يف ليبيا حمدودة‬ ‫‪ %90 ،‬م���ن س���كان ليبي���ا هم عرب ‪ ،‬ج���اؤوا على‬ ‫مج���ل واحد م���ن اجلزي���رة العربية م���ن قريش‬ ‫وبن���و هاش���م ‪ ،‬والناحي���ة العرقي���ة ال توج���د به���ا‬ ‫مش���كلة ‪ ،‬الناحي���ة اللغوية ال توجد بها مش���كلة ‪،‬‬ ‫الناحي���ة الديني���ة ال توج���د بها مش���كلة ‪،‬الناحية‬ ‫املذهبية ال توجد بها مش���كلة ‪ ،‬حماولة إس���قاط‬ ‫الش���كل النهائ���ي لبع���ض احلركات خ���ارج ليبيا‬ ‫عل���ى الوضع القائ���م يف ليبيا ب���دون جتربة هذه‬ ‫الش���عوب ‪،‬وأن نأخ���ذ منه���ا املش���هد األخ�ي�ر ه���ذا‬ ‫كارثة ‪،‬الليربالية يف فرنس���ا منذ مئات الس���نني‬ ‫‪،‬الفك���ر االخوان���ي او الفكر اإلس�ل�امي موجود يف‬ ‫مصر منذ عشرات السنيني ‪.‬‬ ‫•الطريق اىل احلوار‬ ‫عندم���ا التقينا يف ليبيا قلنا الب���د ان ننتهج نهجا‬ ‫حواريا ‪ ،‬وأنا ال اعتقد انه لدينا مش���اكل يف ذلك‬ ‫‪ ،‬حت���ى ما يتعل���ق بالدس���تور فهناك نظ���ام حكم‬ ‫حملي إذا ما مت إقراره بطريقة مرضية لليبيني‬ ‫مجيع���ا فق���د جتاوزنا االزم���ة ‪،‬بالنس���بة لقضية‬ ‫مب���دأ الش���ريعة فقد خل���ق ص���راع يف غري حمله‬ ‫‪،‬كل الليبيني متفقني على الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪،‬وليس���جل املف�ت�ي ذل���ك ويعلن���ه ‪،‬بالنس���بة للغة‬ ‫مل يق���ل احد ان العربية ليس���ت اللغ���ة الرمسية‬ ‫للبالد وال احد سيس���تنكر دسرتة باقي اللغات إذا‬ ‫م���ا كانت هناك ُلغ���ات‪ ،‬ال احد يقول لألمازيغ ال‬ ‫حتتفل���وا بأعيادكم القومي���ة فالدينية واحدة ‪،‬‬ ‫ال اح���د يقول ال تس���تخدموا لغتكم يف نالوت ويف‬ ‫ج���ادو ويف كاب���او ال اح���د يق���ول ذل���ك ‪ ...‬قضايا‬ ‫احلق���وق واحلريات األخرى ال اعتقد ان الليبيني‬ ‫لديهم خ�ل�اف يف ذلك ‪،‬فقط هن���اك خالف على‬ ‫ش���كل الدولة هل هي رئاسية خمتلطة ؟ هل هي‬ ‫برملانية ؟ هل هي رئاس���ية مطلقة ؟ واعتقد انهم‬ ‫االن قادمون على االس���تفتاء وأنا ضد االس���تفتاء‬ ‫ألن���ي اعتقد بأنه يف املرحل���ة األوىل االنتقالية ال‬ ‫جي���ب املغالبة عل���ى االطالق ول���و كان بـ ‪%90‬‬ ‫‪ ،‬الب���د ان نص���ل اىل حل���ول به���ا ن���وع م���ن العقل‬

‫واحلكمة حتى يقتنع املتش���دد انه س���بب اخلراب‬ ‫‪،‬الب���د م���ن حل���ول توافقي���ة نس���تطيع ان ُنس�ي�ر‬ ‫به���ا املرحل���ة ‪،‬املرحل���ة االنتقالية تتمي���ز بتقلب‬ ‫االمزج���ة عند الن���اس ‪،‬تتميز بتغي�ي�ر الصحيفة‬ ‫الدستورية عدة مرات ‪،‬مثال عندما صيغ اإلعالن‬ ‫الدس���توري كان مطلبنا الوحيد أن يكون هناك‬ ‫انتخاب���ات ‪ ،‬مل���اذا االنتخاب���ات ؟ ألن املش���هد الذي‬ ‫خرج به الليبيون يف اول قيام الثورة كان مشهدا‬ ‫خمتلفا جدا عن املش���هد احلالي ‪ ،‬املش���هد للس���تة‬ ‫أش���هر كان مش���هدا وطنيا بامتياز مشهدا مثاليا‬ ‫مل اختيل ان هذه املثالية س���تنقلب اىل عنصريات‬ ‫و جهوي���ات وقبلي���ات ومص���احل خاص���ة ‪،‬ال اح���د‬ ‫توق���ع ذل���ك ‪ .‬أتذكر حني كنا أم���ام احملكمة يف‬ ‫األي���ام االولي ‪ :‬عندما ب���دأوا يف جتميع التربعات‬ ‫يوم اجلمعة أو الس���بت فيما أتذكر جاء احدهم‬ ‫ولديه يف جيبه عش���رة جنيهات فقط فقال خذوا‬ ‫مخس���ة من العش���رة ‪،‬لقد تربع بنص���ف ما ميلك‬ ‫‪ ،‬ماذا ميكن ان نس���مي هذه ال���روح ؟ اليوم الناس‬ ‫ص���ارت جت���ري وراء املصاحل هناك م���ن يريد أن‬ ‫يس���رق ‪..‬هن���اك م���ن يري���د ان يش�ت�ري ش���قة يف‬ ‫اس���تنبول ‪...‬م���ا حي���دث يف املرحل���ة االنتقالية ال‬ ‫اعت�ب�ره غريب���ا عجيب���ا ‪ ،‬ولك���ن الغري���ب هو عدم‬ ‫التصدي هلذه الظواهر‪.‬‬ ‫•ال توجد قوة حسم يف ليبيا ميكن ان حتمي االتفاق‬ ‫حن���ن قررن���ا ض���رورة اج���راء ح���وار ب�ي�ن الكتل‬ ‫السياس���ية ولدين���ا وجهة نظر أن ه���ذا احلوار له‬ ‫مس���تويني ‪ - :‬مس���توى سياس���ي لصنع القرارات‬ ‫املطلوب���ة يف املرحل���ة ‪ ،‬و‪ -‬مس���توى اجتماعي‬ ‫يشرتك فيه كل أهل ليبيا‪.‬‬ ‫احلوار السياس���ي الذي ُخضن���اه حاولنا ان جنمع‬ ‫ل���ه تواف���ق وط�ن�ي كام���ل‪ ،‬مبعن���ى أنن���ا أتصلنا‬ ‫ببعض املناط���ق الليبية امللتهب���ة ‪ ،‬اتصلنا ببعض‬ ‫الش���خصيات الوطني���ة ‪ ،‬اتصلن���ا بالقبائ���ل ‪ ،‬ألنه‬ ‫يف اعتقادنا أنه ال توجد قوة حس���م يف ليبيا ميكن‬ ‫ان حتم���ي االتف���اق ‪ ،‬ال يوج���د جي���ش ‪ ،‬ال توج���د‬ ‫خماب���رات ‪ ،‬فقلنا احلامي الوحي���د ألي اتفاق هو‬ ‫أهالي املناطق والعش���ائر والقبائل والش���خصيات‬ ‫الوطني���ة واملفيت واألمم املتح���دة ‪،‬و اذا كل هذه‬ ‫األط���راف اجتمعت حلظة التوقي���ع على االتفاق‬

‫س���تكون ملزم���ة معنويا أكثر منه إل���زام بالقوة‬ ‫طبعا ‪،‬فاجملتمع كله سيقف صفا واحدا مع هذه‬ ‫االتفاقي���ة وس���تكون ه���ي املدخل للش���وط الثاني‬ ‫من املصاحل���ة الوطنية ‪ ،‬احلكوم���ة الوطنية ‪ ،‬إذا‬ ‫ج���اءت حكوم���ة وطنية س���توفر الكث�ي�ر مبعنى ‪:‬‬ ‫مثال س���تطبق النظام الالمركزي ‪،‬تقسم البالد‬ ‫اىل حمافظ���ات وتعطيه���ا صالحي���ات كامل���ة‬ ‫‪،‬وأقص���د فيدرالي���ة الس���لطة التنفيذي���ة فق���ط‬ ‫فالس���لطة التش���ريعية ال حتت���اج اىل فيدرالي���ة‬ ‫باألص���ل ‪،‬كنت قلت ل���ك انه ال توجد مش���اكل‬ ‫لغوي���ة وال دينية وال عرقي���ة ‪،‬وبالتالي ال حنتاج‬ ‫ألن ُننش���ئ نظام���ا قضائي���ا يف ط�ب�رق خمتل���ف‬ ‫ع���ن النظ���ام القضائ���ي يف الزنت���ان وبالت���اىل ال‬ ‫حنتاج خللق جهة تش���ريعية يف طربق خمتلفة‬ ‫‪ ،‬ولك���ن حنت���اج ألن خنل���ق حمافظ���ة يف طربق‬ ‫خمتلف���ة عن الزنتان لديه���ا الصالحيات ولديها‬ ‫اإلمكاني���ات و امليزاني���ات ‪،‬وحن���دد كل ش���يء يف‬ ‫الدس���تور فيما بعد ‪،‬لك���ن االن تس���تطيع تطبيق‬ ‫النظ���ام الالمركزي فورا ‪،‬حتى مل���ن هم اختلفوا‬ ‫فيما بينهم قلنا هل���م أن قضية تعيني احملافظات‬

‫يتم بناء عل���ى تقديم عرض أمساء من احلكومة‬ ‫واختي���ار م���ن املؤمت���ر ‪،‬حت���ى ال ندخ���ل يف قصة‬ ‫االنتخاب���ات ونضيع الوقت يف ه���ذه القصة ‪،‬لكن‬ ‫احلكوم���ة م���ن حقه���ا ان ختتار ثالث���ة ومن حق‬ ‫املؤمت���ر أن خيتار منهم واح���د واملؤمتر ال يضيف‬ ‫رابع���ا ‪،‬ال عالقة ل���ه ‪ ،‬واحلكوم���ة الوطنية عندما‬ ‫تأتي تس���تطيع ان جترب املناط���ق ‪،‬و اعطيك مثاال‬ ‫ب�ن�ي ولي���د ( واليت ليس���ت مع معم���ر وقد فرض‬ ‫عليه���ا ذل���ك واس���تمر ذل���ك الف���رض حت���ى بعد‬ ‫الث���ورة ‪،‬واليت قدم���ت ضد نظام الق���ذايف انقالبا‬ ‫كام�ل�ا امسه انقالب ورفله ‪ ، 1993‬قاده ( قروم‬ ‫) وكانت نتيجته سجن ناس واعدام ناس ‪.‬‬ ‫•يف ماذا خنتلف عن القذايف اذا منعنا جوازات الس��فر‬ ‫عن من خيالفنا يف الرأي؟‬ ‫ملاذا ال نأخذ أُس���ر الذين فق���دوا أهلهم ومننحهم‬ ‫حقوق���ا ‪ :‬مرتب���ات وحناول حل مش���اكلهم ‪ ،‬ملاذا‬ ‫ال نفت���ح س���فارتنا لليبي�ي�ن يف اخل���ارج ونق���دم‬ ‫هل���م مجيع���ا حق���وق املواطن���ة ‪،‬يف م���اذا خنتلف‬ ‫ع���ن الق���ذايف اذا منعن���ا ج���وازات الس���فر عن من‬ ‫خيالفن���ا يف ال���رأي وحتى يناصبنا الع���داء هذا ما‬

‫حممد صوان‬

‫عوض الربعصي‬

‫‪05‬‬

‫من ضمن املقرتح��ات اليت قلناها كوطنيني ‪،‬وحنن من انتفضنا وخرجنا منذ‬ ‫الدقائق األوىل وكان لدينا حلم أن نبين دولة كباقي البشر‬ ‫فعله القذايف ‪ ،‬ح���ق املواطنة للييب جيب أن يرقى‬ ‫على كل ش���يء ‪،‬حتى اذا اختلفنا ‪،‬حتى اذا تقاتلنا‬ ‫ال ميك���ن ان ننزع عن���ك ليبيت���ك ‪ ،‬وبالتالي هذه (‬ ‫الليبية ) ترتتب عليها حق���وق‪ .‬اتذكر ان احدهم‬ ‫م���ن اجل���وازات خ���رج عل���ى التلفزيون وق���ال ان‬ ‫الناس اللي ب���ره لن نعطيهم جوازات ! ‪،‬من اين له‬ ‫ه���ذا احلق ؟ وكيف له ان ميتلكه ؟ حنن ال جيب‬ ‫ان نتش���به بالقذايف ‪ ،‬تتبدل املواق���ع فقط ! ‪،‬أصبح‬ ‫الذين يهامجوننا معارض���ة ‪ ،‬وحنن اصبحنا على‬ ‫كراسي احلكم وهذا هو اخلطأ الكبري ‪.‬‬ ‫•ص��رف ‪ 60‬ملي��ار يف س��نة كله��ا س��ددت لش��ركات يف‬ ‫ُ‬ ‫اخلارج‬ ‫يف خالصة يف احلوار حددنا أن احلكومة الوطنية‬ ‫تس���تطيع ان تدعم ميزانيات املناطق ‪ ،‬لقد ُصرف‬ ‫‪ 60‬مليار يف س���نة كلها س���ددت لش���ركات يف‬ ‫اخل���ارج ‪ ،‬ان���ا ذهب���ت م���ن طرابل���س اىل مصراته‬ ‫ويف بنغ���ازي مل أر أي عمل ُمنف���ذ من قبل الدولة‬ ‫‪،‬كل املبال���غ ال�ت�ي صرف���ت خلفه���ا ُش���بهات ولن‬ ‫أقول انها س���رقة ‪ ،‬واملرحل���ة االنتقالية ال تتحمل‬ ‫ُ‬ ‫الش���بهات أبدا على االطالق ‪ ،‬املرحل���ة االنتقالية‬ ‫جي���ب ان نعطي فيها صالحي���ات ‪ ،‬أن حنرتم فيها‬ ‫الناس ‪ ،‬حناول ان نجُ ن���د الناس للقضية األمنية‬ ‫‪ ،‬احلكوم���ة الوطني���ة عندم���ا تأت���ي تض���ع جل���ان‬ ‫لإلصالحات‪.‬‬ ‫كان من ضمن املقرتحات اليت قلناها كوطنيني‬ ‫‪،‬وحن���ن م���ن انتفضن���ا وخرجن���ا من���ذ الدقائ���ق‬ ‫األوىل وكان لدين���ا حل���م أن نب�ن�ي دولة كباقي‬ ‫البش���ر ‪،‬قلنا بإنش���اء جملس أعلى لشؤون الرتبية‬ ‫والتعلي���م ‪،‬والبد أن يكون جهة مس���تقلة يف ليبيا‬ ‫حتى ال يسيطر عليه حزب ما او جمموعة ما ‪،‬هذا‬ ‫اجمللس هو م���ن يضع السياس���ات الرتبوي���ة لبناء‬ ‫ليبيا وميكن االس���تعانة باألمم املتحدة وبتجارب‬ ‫الدول ‪،‬عقيدتنا ستكون جزاء من املناهج الرتبوية‬ ‫‪،‬وال نقول أننا سنرتك هذا اجمللس األعلى للرتبية‬ ‫يف مه���ب الري���ح وكل م���ن جييء يغ�ي�ر كيفما‬ ‫يش���اء ‪،‬وقلنا أيضا ان احلكومة الوطنية تس���تطيع‬ ‫أن تدعم إصالح القضاء بتوفري امليزانيات الالزمة‬ ‫وتدريب القضاة وخلق ميزانيات كافية ‪،‬البعض‬ ‫يقت���ل ه���ذا احلل���م ليس بس���وء ني���ة ولكن���ه قاتل‬ ‫يف كل ح���ال ‪،‬احلم���د هلل الوطني���ون موج���ودون‬ ‫وال���ذي نعمل���ه ه���و عب���ارة ع���ن حتش���يد للحمة‬ ‫الوطني���ة وحماولة االس���تفادة منها ‪ ،‬كنا حنكي‬ ‫بصوت الش���ارع ‪ ،‬بص���وت الوطني�ي�ن الذين كانوا‬ ‫موجودي���ن أمام احملكمة يف الدقيقة األوىل ‪،‬كان‬ ‫هن���اك لقاء معي يف قناة اجلزيرة عندما س���ئلت ‪:‬‬ ‫ه���ل تري���دون انتخابات ؟ قل���ت هلم بالنس���بة لي‬ ‫أمتن���ى رؤية صندوق االنتخابات ‪ ،‬أريد أن التقط‬ ‫ص���ورة مع���ه ‪ ،‬انا رج���ل عمري ‪ 55‬س���نة ومل أرى‬ ‫صندوق انتخاب���ات يف حياتي ‪ ،‬وأمتنى أن أمارس‬ ‫الدميقراطي���ة كما باقي البش���ر يف العامل الذين‬ ‫ينتخب���ون ويس���قطون حكوم���ة ال يرغب���ون بها ‪،‬‬ ‫وتسقط وزير وتستبدله بوزير أخر ‪،‬ذلك الصوت‬ ‫ال���ذي حتدثنا ب���ه ليس صوت املؤسس���ة هو صوت‬ ‫نابع من قلوبنا‪.‬‬ ‫•أعتق��د ان القادمني ل��ن حيرتموننا ألننا س��اهمنا يف‬ ‫خراب ليبيا بعدم الصرب‬ ‫عندنا أزمة كب�ي�رة وهي أننا حنرتم أجدادنا من‬ ‫بنوا ليبيا وأعتقد ان القادمني لن حيرتموننا ألننا‬ ‫ساهمنا يف خراب ليبيا بعدم الصرب بعدم احلكمة‬ ‫‪،‬اهلل س���بحانه وتع���اىل مل���ا اذن بالدع���وة إليه طلب‬ ‫احلكمة قبل الدعوة فقال تعاىل ‪ :‬ادعو اىل س���بيل‬ ‫رب���ك باحلكمة واملوعظة احلس���نة ‪،‬ألن���ه إن غاب‬ ‫العقل غابت احلكمة‪.‬‬ ‫أنش���أنا ورق���ة امسيته���ا ‪ :‬رس���ائل البناء به���ا أربع‬

‫علي زيدان‬

‫عبدالرحيم الكيب‬

‫عبدالسالم القاضي‬

‫نق���اط ‪،‬يف املرحلة احلالي���ة ال توج���د لدينا دولة‬ ‫وال توجد بها ق���وة أمنية ‪،‬كل أحد لديه خماوف‬ ‫‪ :‬هناك فريق من اإلس�ل�اميني ي���رى بأن البد من‬ ‫النص الصريح الواضح بأن الش���ريعة هي مصدر‬ ‫التش���ريع ويغلفونها بأش���كال وخمتلف���ة األوحد‬ ‫والوحي���د ‪ ،‬وال جي���وز املخالف���ة ‪...‬اعتقد أن بعض‬ ‫مم���ن يعاضد ليس لديه���م الفه���م الصحيح هلذا‬ ‫وس���نة وقياس‬ ‫املصطل���ح ‪،‬فالش���ريعة هي كتاب ُ‬ ‫وامجاع وش���رع من قبلنا واملصلحة ودرء املفس���دة‬ ‫‪،‬والشريعة مصدر رئيس واضحة ‪،‬ومل يأتي عاقل‬ ‫ويق���ول ضعوا لنا قانون حلل���وا فيه اخلطأ مل يقل‬ ‫اح���د ذل���ك ‪ ،‬يف اجملتم���ع اللييب جزء م���ن مكونات‬ ‫الدين حتولت اىل عرف ‪،‬قصدنا بتوجيه الرس���الة‬ ‫اىل االخوة أإلسالميني إذا ما كنتم تريدون ذلك‬ ‫فه���و لكم ‪،‬وال معنى حلمل الس�ل�اح ‪،‬فقد تقعوا يف‬ ‫مطب ش���رعي عندما تواجه���وا اجملتمع فاجملتمع‬ ‫ليس جمتمعا كاف���را ‪،‬الصلح حمل دعوة وليس‬ ‫حمل عداء‪.‬‬ ‫•جمموع��ة العم��ل الوطنية تتكون من��ى ومن املهندس‬ ‫عثمان الريشي ورمضان السنوسي‬ ‫وجهنا رس���ائل كمجموعة عم���ل وطنية كنت‬ ‫مع املهندس عثمان الريشي ود رمضان السنوسي‬ ‫م���ن بنغ���ازي وطرابلس ‪،‬منه���ا رس���الة ‪ :‬بأن على‬ ‫الدول���ة واملؤمت���ر الوط�ن�ي ان يعلن���ا أن الدول���ة‬ ‫الليبية ليس���ت مركزي���ة ‪،‬وأن تقر كل احلقوق‬ ‫التنفيذي���ة الالمركزي���ة ف�ل�ا تق���ل صالحي���ة‬ ‫احملافظ عن صالحية الوزير ‪،‬وهذه رس���الة قوية‬ ‫لكل االخوة الذين يعتقدوا بأنهم مهمش�ي�ن وأنها‬ ‫مش���كلة عامة علينا حله���ا‪ .‬ومنها رس���الة كانت‬

‫ترتب���ط باإلخ���وان االمازي���غ واملكون���ات األخرى‪،‬‬ ‫الليبي���ون مجيع���ا يعلن���ون قبوهل���م دس�ت�رة تل���ك‬ ‫احلقوق ويف ح���دود معقولة حتى ال متس حقوق‬ ‫االخري���ن ‪ ،‬فال احد يرضى أن ‪ %4‬يقول لـ ‪%90‬‬ ‫انتم لس���تم عرب���ا أو ان الدولة ليس���ت عربية ‪ ،‬ال‬ ‫مت���ارس حق الفيتو على الليبيني ‪ ،‬أطلب حقوقك‬ ‫واجملتم���ع اللييب يس���تجيب هلا يف ح���دود املعقول‬ ‫ويف ح���دود ما جيري يف العامل م���ن اعراف دولية‬ ‫معروف���ة‪ .‬ومنه���ا رس���الة ‪ :‬املواط���ن ال���ذي واج���ه‬ ‫احلبس واالضطهاد ومن أس���يء إليهم بأي صورة‬ ‫من الصور ‪،‬أوال اهلل س���بحانه وتعال���ي قد أنصفنا‬ ‫بنهاية ذلك الطاغية ‪ ،‬ثانيا أن الدولة هي املسئولة‬ ‫عن حتمل هذه التبعات ‪،‬باعتبار أن النظام السابق‬ ‫حل���ت حمله دول���ة أخرى ‪،‬دولة ث���ورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫ال�ت�ي جيب ان تتحمل كل تبعات النظام الس���ابق‬ ‫‪،‬وه���ذا يع�ن�ي اجلرب امل���ادي واملعن���وي ‪،‬وهذا اجلرب‬ ‫يك���ون بعمل صن���دوق وط�ن�ي للتعويضات يعطي‬ ‫بنس���بة مئوية ‪،‬حتى ال تؤثر على الدولة وحتى ال‬ ‫ختل���ق تضخم يف االقتص���اد ‪ ،‬تلك احلقوق ينبغي‬ ‫ان حتفظ للناس ‪،‬وليست هذه بدعة و ال جديدة‪.‬‬ ‫بدأن���ا برس���ائل البن���اء تلك كفري���ق عمل وطين‬ ‫‪،‬ثم اجتهن���ا اىل الواجبات ووضعنا منط احلكومة‬ ‫الوطني���ة ‪،‬يف داخله���ا حكوم���ة مصغ���رة ترتب���ط‬ ‫بنواب اثنني لرئيس احلكومة يرتأس كل منهما‬ ‫جمموع���ة من ال���وزارات ‪،‬ورئيس ال���وزراء يرتاس‬ ‫الصحة عن طري���ق النائب حتى نعطي صالحية‬ ‫للنواب ‪ ،‬اضاف���ة اىل حكومة امنية مصغرة تتخذ‬ ‫القرارات األمنية تتش���كل من الوزارات الس���يادية‬ ‫‪ :‬اخلارجي���ة واألم���ن والدف���اع ‪،‬وقلن���ا الب���د م���ن‬

‫اس���تحضار ش���خصية وطني���ة حيادية مس���تقلة‬ ‫حتى تدير األمور‪.‬‬ ‫واعتق���د ان عوام���ل الفش���ل يف احلكومت�ي�ن‬ ‫الس���ابقتني كانت متوفرة منذ البداي���ة ‪،‬منها ان‬ ‫قدوم رئيس���ي احلكومة ووزراء من املهجر ‪،‬ألنهم‬ ‫عاش���وا بعيدا عن اجملتمع اللييب خلق لديهم عدم‬ ‫إحس���اس مبش���اكل الليبيني ‪،‬وه���م ال يدركون‬ ‫أنهم عاش���وا بعيدا عن الرتكيبة القبلية لليبيني‬ ‫‪،‬وكيفي���ة التعامل مع هذه املناطق وتلك القبائل‬ ‫وال يدرك���ون ما املش���اكل اآلنية ب�ي�ن تلك املدن‬ ‫والقبائ���ل أص�ل�ا ‪ ،‬رئيس الوزراء الب���د ان يكون له‬ ‫حس وطين مش���حون خبربة اجتماعية مكتس���بة‬ ‫وليست بالعلم فقط‪.‬‬ ‫•بدأن��ا االتص��ال بالتحال��ف واألخ��وان وش��خصيات‬ ‫وطنية يف مناطق خمتلفة‬ ‫به���ذا املش���روع أخذن���ا يف االتص���ال باألط���راف‬ ‫السياس���ية ‪،‬بأعض���اء من املؤمتر الوط�ن�ي ‪ ،‬ومنهم‬ ‫االخ���وة يف التحالف واألخ���وة يف العدال���ة والبناء‬ ‫واالخ���وة يف مجاعة االخ���وان املس���لمني ‪،‬واتصلنا‬ ‫ببع���ض الش���خصيات يف مناط���ق متع���ددة ‪،‬هكذا‬ ‫ب���دأت احل���وارات اجلانبي���ة مع بع���ض االخوة يف‬ ‫التحالف يف طرابلس وقياداتهم ‪ ،‬ولقاء مع حزب‬ ‫العدال���ة والبن���اء وقيادته ‪ ،‬وكان هن���اك لقاء مع‬ ‫االخوان املس���لمون كونهم رافد مهم من الروافد‬ ‫وان كان ميثله���م حزب العدال���ة ‪.‬كان الكل قبل‬ ‫ببساطة مهمة فريق العمل الوطين الذي تشرفت‬ ‫برئاسته ‪،‬متت جلس���ة مع رئيس املكتب السياسي‬ ‫للعدالة والبناء وسألنها عن مدى موافقته ‪،‬وهكذا‬ ‫توجهن���ا اىل بقية األطراف ألج���ل احلصول على‬ ‫موافقته���م كي ال نكون حمل خالف وال نفرض‬ ‫انفسنا ونكون على نفس املسافة من كل طرف‪.‬‬ ‫ب���دأ ه���ذا املش���وار م���ن حوال���ي أربع���ة اش���هر‬ ‫‪،‬االجتماع���ات االولي كانت يف ش���هر رمضان يف‬ ‫بنغازي ثم انتقلنا اىل طرابلس بعد شهر رمضان‪.‬‬ ‫كنا عل���ى تواصل مع بع���ض اجلماعات الوطنية‬ ‫‪،‬ويف ي���وم ‪ 2013 – 11-26‬م تقريبا مت اول لقاء‬ ‫يف عمان ‪،‬اللق���اء الذي صار حوله لغط كبري وال‬ ‫أحد كتب عنا ش���يء (س���بحان اهلل ) كان التكتم‬ ‫حوله بدرجة غ�ي�ر طبيعية ‪ ،‬حاول حممود مشام‬ ‫ان يتح���دث عنا و آخرون ‪،‬بع���ض من الصحفيني‬ ‫املغموري���ن أيضا ‪،‬حقيقة مل يقولوا مجيعا كلمة‬ ‫يف االجتاه الصحيح ‪.‬‬

‫يف العدد القادم اجلزء الثالث واألخري ‪:‬‬

‫•كان مدعو هلذا اللقاء بعض االخوة من الطرف اإلسالمي ولكنهم اعتذروا‬ ‫يف أخر اللحظات‪...‬‬ ‫•لقد بذل جهد الي احلوار الوطين وفشل فمن كان السبب ؟‬ ‫•من يريد املغالبة ال يريد احلوار ‪...‬‬ ‫•وتفاصيل أخرى‬


‫‪06‬‬ ‫الوكيل املساعد للشؤون السياسية وفاء‬ ‫بوقعيقيص ‪:‬‬

‫مؤمتر روما ‪ 8‬مارس‬ ‫بعد مؤمتر باريس‬ ‫األول دعما لليبيا‬ ‫ومبشاركة ‪ 31‬دولة‬

‫التقت الس���يدة وفاء بوقعيقيص الوكيل املساعد للشؤون‬ ‫السياس���ية بوزارة اخلارجية والتع���اون الدولي إعالميني‬ ‫وصحفي�ي�ن حملي�ي�ن ودولي�ي�ن لإلحاط���ة اإلعالمي���ة‬ ‫مبؤمت���ر روما الدولي ال���وزاري الثاني لدعم ليبيا واملنعقد‬ ‫يف ‪ 8‬م���ارس والذي سيس���عى اىل تفعي���ل نتائج وتوصيات‬ ‫مؤمت���ر باريس األول ‪ ،‬وتش���ارك في���ه ال���وزارة اليت قامت‬ ‫بتش���كيل العدي���د م���ن اللج���ان كف���رق عم���ل يف ‪ :‬اجملال‬ ‫األم�ن�ي ‪ ،‬وإدارة احل���دود ‪ ،‬وخملفات احل���رب ‪ ،‬وجمموعة‬ ‫عمل األس���لحة والذخائر ‪،‬وتق���وم بتولي مهمة إجياد الية‬ ‫تنسيق متكن الوزارات والقطاعات الليبية املعنية مبجاالت‬ ‫‪ :‬األمن ‪ ،‬العدالة ‪ ،‬وس���يادة القانوني‪ ،‬وعمل احلوار الوطين‬ ‫وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وأش���ارت بوقعيقي���ص ان اللقاء املقبل يف روما س���بق ُه لقاء‬ ‫عق���د يف ‪ 12‬فرباي���ر ب�ي�ن اجلانب�ي�ن الليبي���ي واإليطال���ي‬ ‫وممثل���ي ‪ 25‬دول���ة صديق���ة إضاف���ة اىل األم���م املتحدة ‪،‬‬ ‫وجامع���ة الدول العربية واحت���اد املغرب العربي ‪ ،‬واالحتاد‬ ‫األفريقي ‪ ،‬واالحتاد األوروبي ‪.‬‬ ‫وأكدت الوكيل���ة أن ما مييز مؤمتر روما هو زيادة عدد‬ ‫املش���اركني خاصة من دول اجلوار يف ه���ذا املؤمتر ‪ ،‬حيث‬ ‫بلغ���ت اجلهات املش���اركة فيه أكثر من ‪ 31‬دولة وس���بع‬ ‫منظم���ات دولية ‪ ..‬الفتة إىل أن الدعوات ُتوجه من الدولة‬ ‫الليبي���ة ‪ ،‬وأن���ه ال صح���ة لألخب���ار املتداول���ة مبش���اركة‬ ‫بع���ض األح���زاب يف اللق���اء‪ ،‬وأن ليبيا ستش���ارك بوفد من‬ ‫احلكوم���ة ورؤس���اء اللجان املعنية باملؤمت���ر الوطين العام ‪.‬‬ ‫وش���ددت " أبوقعيقي���ص " ‪ ،‬على أن ه���ذا املؤمتر يهدف إىل‬ ‫حش���د املزيد من الدعم الدولي ملس���اندة ليبي���ا يف االنتقال‬ ‫الدميقراط���ي ‪ ،‬ودعم اجلهود املبذولة فيما يتعلق باحلوار‬ ‫الوط�ن�ي ‪ ،‬وحتقي���ق العدال���ة االنتقالي���ة ‪ ،‬وص���وال إىل‬ ‫املصاحلة الوطنية وصياغة الدس���تور ‪ ،‬باإلضافة إىل دعم‬ ‫بناء القدرات للمؤسس���ات الوطني���ة ‪ ،‬ودعم احلكم احمللي‬ ‫‪ ،‬وتوزي���ع الصالحي���ات ‪ ،‬ومتابعة تنفي���ذ توصيات مؤمتر‬ ‫باري���س األول ‪ ،‬ومب���ادرة الدول الثمان���ي لتدريب اجليش‬ ‫والش���رطة ‪ ،‬ومتابعة وضع وتنفي���ذ آليات خطة طرابلس‬ ‫إلدارة أم���ن احل���دود ‪ ،‬ووض���ع آلي���ات ملكافح���ة الفس���اد ‪،‬‬ ‫وانتهاج الش���فافية ‪ .‬ونوهت إىل أن هنال���ك جهودا كبرية‬ ‫تبذل لالستفادة من نتائج مؤمتر باريس ‪ ،‬التى مل نستفد‬ ‫منها بش���كل كبري ‪،‬نتيجة لضعف القطاعات واملؤسس���ات‬ ‫يف ليبيا ‪ ،‬ومت وضع خطط مدروسة وحمددة بوقت زمنى‬ ‫من قبل اللجان املشكلة من وزارة اخلارجية من القطاعات‬ ‫كاف���ة ‪ .‬و ختم���ت الوكيل وفاء أب���و قعيقيص ‪ ،‬بأمل أن‬ ‫يتوج هذا املؤمتر بالنجاح ‪ ،‬وأن يكون نقلة نوعية يف وضع‬ ‫الدول���ة الليبية ‪ ،‬لتتمكن من احلصول على الدعم الدولي‬ ‫يف خمتلف األولويات اليت حددتها اللجان ‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫‪07‬‬

‫‪) 2014) 2014‬‬ ‫مارس مارس‬ ‫فبراير ‪3 -‬‬ ‫‪10 -254 ( - ) 146‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪147‬‬

‫الناشطة اللبنانية رندا يسري ‪:‬‬

‫معهد أملاني يناقش ( العجز الدولي ) جتاه ليبيا‬

‫اهلجوم واملطالبة باحلقوق مبعزل عن الرجل ووضعه يف مكان الضد خلق‬ ‫تعثر كبري وكأنه أيضا ال يتعرض للضغط السياسي واملذهيب والطائفي‬

‫ال توج���د حلول س���ريعة حلالة الفوضى‬ ‫يف ليبيا‪ .‬والنشاط الدولي خياطر جبعل‬ ‫األمور أكثر س���وءا‪ .‬هكذا يلخص "املعهد‬ ‫األملاني للشؤون األمنية والدولية" ورقة‬ ‫أعده���ا الباحث املس���اعد يف املعهد فولرام‬ ‫التش���ر‪ ،‬املخت���ص يف ش���ؤون أفريقي���ا‬ ‫والش���رق األوس���ط‪ ،‬م���ع اق�ت�راب مؤمتر‬ ‫دول���ي لألزم���ة الليبي���ة‪ .‬ويق���ول الباحث‬ ‫إن احلكوم���ات الغربي���ة تراق���ب حب�ي�رة‬ ‫متصاع���دة و عل���ى م���دار الع���ام املاض���ي‬ ‫األمور يف ليبيا‪ ،‬باألخص منع امليليشيات‬ ‫للج���زء األكرب من إنت���اج النفط هناك‪،‬‬ ‫بينم���ا اجتاح���ت الصراع���ات املريرة عدة‬ ‫مناطق‪ ،‬وهناك مجود يف عملية التحول‬ ‫السياس���ي يف طرابل���س‪ .‬واحل���ال هك���ذا‪،‬‬ ‫يستعد اآلن اجملتمع الدولي لعقد مؤمتر‬ ‫يف ‪ 6‬مارس املقبل يف العاصمة اإليطالية‬ ‫روما ملناقشة كيفية حتقيق االستقرار‬ ‫يف ليبي���ا‪ .‬وجيمل الباح���ث األوضاع مرة‬ ‫أخ���رى قائ�ل�ا إن "الص���ورة قامت���ة ‪ .‬ومل‬ ‫حت���رز حكوم���ة رئي���س ال���وزراء احلالي‪،‬‬ ‫علي زيدان‪ ،‬أي تقدم بش���أن إعادة إنش���اء‬ ‫قط���اع األم���ن‪ ،‬وعوض���ا عن ه���ذا‪ ،‬عززت‬ ‫امليليش���يات احمللي���ة نفوذه���ا‪ ،‬مب���ا مسح‬ ‫للجماعات املتطرفة و اجلرمية املنظمة‬ ‫باالزدهار‪ ،‬ويف بنغازي يُغتال يوميا أفراد‬ ‫من اجليش واألجهزة األمنية من حقبة‬ ‫القذايف‪ ،‬دون مالحقة قضائية للفاعلني‪.‬‬ ‫كما يكمن اخلطر يف امتداد حالة انعدام‬ ‫األم���ن (املرش���حة للتفاق���م) يف ليبيا إىل‬ ‫البلدان اجمل���اورة‪ ،‬أو إىل جن���وب أوروبا"‪.‬‬ ‫كما يتع���رض الباحث لعكوف املواطنني‬ ‫ع���ن االش�ت�راك يف عملي���ة التس���جيل‬ ‫والتصويت للجنة إعداد الدستور‪ ،‬وهو ما‬ ‫يراه مؤشرا خطريا‪ ،‬وللنزاعات السياسية‬ ‫املتزايدة وزيادة العنف السياسي من قبل‬ ‫مجاعات خمتلف���ة‪ .‬ولكن كيف ميكن‬ ‫دع���م حكوم���ة ليس���ت موح���دة؟ كي���ف‬ ‫ميكن���ك أن تس���اعد يف إعادة بن���اء جيش‬ ‫مل يق���رر اجله���ة ال�ت�ي ستس���يطر عليه؟‬ ‫يتساءل الباحث‪.‬‬ ‫•معضلة للحكومات الغربية‬ ‫لق���د انس���حبت الق���وى الغربي���ة بع���د‬ ‫اإلطاح���ة بنج���اح بنظ���ام الق���ذايف‪ ،‬على‬

‫أم���ل انتق���ال للس���لطة يتمتع بش���رعية‬ ‫أوسع‪ ،‬وأوفر حظا يف النجاح‪ .‬لكن كلما‬ ‫تعمقت األزمة يف ليبيا‪ ،‬تصاعد الدعوات‬ ‫يف العواص���م الغربي���ة لدعم أق���وى هلذا‬ ‫البل���د‪ .‬لك���ن كي���ف ميكن دع���م حكومة‬ ‫ليست موحدة؟ كيف ميكنك أن تساعد‬ ‫يف إعادة بن���اء جيش مل يقرر اجلهة اليت‬ ‫ستس���يطر عليه؟ يتس���اءل الباحث‪.‬ويرد‬ ‫ب���أن اجملتمع الدول���ي ليس لدي���ه جواب‬ ‫متماس���ك على هذه األسئلة ‪ .‬لكن هذا ال‬ ‫مينعه من املش���اركة؛ فالواليات املتحدة‬ ‫وبريطاني���ا و إيطاليا ش���رعوا بالفعل يف‬ ‫برنامج تدرييب واس���ع النطاق لنحو ‪15‬‬ ‫ألف لي�ب�ي ليصبح���وا جن���ودا حمرتفني‪.‬‬ ‫لك���ن ال أح���د عرف م���اذا س���يفعل هؤالء‬ ‫عندم���ا ينه���ون تدريبه���م‪ .‬كم���ا أن‬ ‫املش���احنات تتزاي���د بني رئي���س احلكومة‬ ‫ووزير دفاعه يف جانب ورئيس األركان‬ ‫ورئيس املؤمتر الوطين يف اجلانب اآلخر‬ ‫حول ملن يكون سلطة تقرير نشر القوات‪.‬‬ ‫•حص��ار موان��ئ النف��ط أح��د أس��باب تدهور‬ ‫االقتصاد اللييب‬ ‫وحت���ى اآلن‪ ،‬ف���إن الق���وى ال�ت�ي تتدخ���ل‬ ‫يف النزاع���ات‪ ،‬بن���اء على طل���ب احلكومة‬ ‫الليبي���ة أو مبوافقتها‪ ،‬ه���ي الوحدات اليت‬ ‫انبثقت من اجملموعات الثورية املس���لحة‬ ‫يف بعض املدن الليبي���ة‪ .‬ومن احملتمل أن‬ ‫تتدخل هذه الوحدات دون أن يكون لديها‬ ‫أس���اس سياس���ي و أه���داف واضحة‪،‬على‬ ‫عك���س احلكوم���ة‪ .‬ال تفتق���ر احلكوم���ة‬ ‫اجلن���ود املدرب�ي�ن‪ ،‬ولكنها تفتق���د القدرة‬ ‫على اخت���اذ القرارات‪ ،‬والدعم السياس���ي‬ ‫الالزم لف���رض النظام‪ .‬و برنامج تدريب‬ ‫اجلنود لن يغ�ي�ر هذا الوضع‪ ،‬كما يقول‬ ‫الباحث‪.‬‬ ‫س���يناقش مؤمتر روما باألخص مبادرات‬ ‫نزع الس�ل�اح والس���يطرة على األس���لحة‬ ‫وخمزون���ات الذخ�ي�رة ‪ .‬لي���س هن���اك‬ ‫ش���ك يف أن انتش���ار األس���لحة حيت���اج‬ ‫إىل معاجل���ة عاجل���ة ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬س���وف‬ ‫تتبن���ى احلكوم���ات الغربي���ة اإلج���راءات‬ ‫ال�ت�ي تت�ل�اءم م���ع احلقائ���ق عل���ى أرض‬ ‫الواقع؛ فامليليشيات لن تقدم على تسليم‬ ‫ترس���انتها للحكوم���ة طاملا أن���ه ليس من‬

‫الواضح أي مصاحل متثلها وحتميها تلك‬ ‫احلكوم���ة‪ ..‬وق���د يك���ون مطروحا كحل‬ ‫مؤق���ت ان تصب���ح امليليش���يات مس���ؤولة‬ ‫عم���ا لديه���ا أو حت���ت س���يطرتها بالفعل‬ ‫من أس���لحة وذخائر‪ ،‬و تش���جيعهم على‬ ‫التع���اون مع الس���لطات‪ .‬ولك���ن مثل هذا‬ ‫املنهج ال يصل���ح للرتويج له يف املؤمترات‬ ‫الدولية‪.‬ونظرا حلالة اليأس الذي انتشر‬ ‫عل���ى نطاق واس���ع يف ليبي���ا‪ ،‬فقد ظهرت‬ ‫دع���وات متزاي���دة الخت���اذ خط���وات م���ن‬ ‫جان���ب واحد من قبل احلكومات الغربية‪،‬‬ ‫ففي يناي���ر املاضي حتدث رئيس أركان‬ ‫اجليش الفرنس���ي عالنية حول إمكانية‬ ‫التدخل الدولي يف جنوب ليبيا‪ .‬أصبحت‬ ‫هذه البقعة تستخدم كمالذ للجهاديني‬ ‫حبس���ب ما تكرر نشره يف وس���ائل إعالم‬ ‫فرنس���ية يف األش���هر األخ�ي�رة‪ .‬ولك���ن‬ ‫الباح���ث ي���رى أن أي ش���كل م���ن أش���كال‬ ‫التدخ���ل اخلارج���ي م���ن ش���أنه أن يؤدي‬ ‫لرفض واس���ع النطاق يف ليبيا‪ ،‬و س���وف‬ ‫يتسبب يف املزيد من املشاكل أكثر مما‬ ‫يقدم حل���وال‪ .‬ويف أكتوب���ر املاضي كاد‬ ‫اختط���اف الق���وات األمريكية ملش���تبه يف‬ ‫انتمائه لتنظي���م القاعدة أبو أنس اللييب‬ ‫من طرابلس أن يطيح حبكومة زيدان ‪.‬‬ ‫•شيزوفرانيا‬ ‫يصف الباحث املوقف داخل ليبيا نفس���ها‬ ‫م���ن دور احلكوم���ات األجنبي���ة بالفصام‬ ‫(الش���يزوفرانيا) فهن���اك ن���داءات ملح���ة‬ ‫للحص���ول عل���ى دع���م خارج���ي أك�ب�ر‬ ‫لعملي���ة التح���ول‪ ،‬م���ع قناع���ة عميق���ة‬ ‫اجل���ذور يف نف���س الوق���ت أن الق���وى‬ ‫اخلارجي���ة تتدخ���ل يف النزاع���ات العديد‬ ‫بالب�ل�اد‪ .‬ويعتق���د الباح���ث أن تقدي���م‬ ‫املش���ورة واخلربة هو الكل األصح للدعم‪.‬‬ ‫م���ع جتن���ب أن ختل���ف ال���دول األجنبية‬ ‫االنطب���اع بأنه���ا منح���ازة جت���اه ط���رف‬ ‫م���ا أو فصي���ل بالداخ���ل‪ .‬لكن���ه ال توج���د‬ ‫حلول س���ريعة للفوضى يف ليبيا‪ ،‬س���وى‬ ‫بع���ض الفرص احمل���دودة لدعم العملية‬ ‫السياس���ية ال�ت�ي ط���ال أمده���ا‪ ،‬وغ�ي�ر‬ ‫مستقرة و غري مضمونة النتائج‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•القاهرة – ترمجة "بوابة الوسط"‬

‫هي مديرة مركز مسارت سنرت للدعم واملناصرة – لبنان ‪ ،‬أسسته عام ‪ 2009‬رفقة ناشطني مدنيني‬ ‫وبدع��م حمل��ي حكومي ودول��ي ‪ ،‬املركز يق��ود ويرعى املب��ادرات واجله��ود املوظفة‬ ‫لتحس�ين صورة املرأة يف اجملتمع وإش��راكها يف احلياة السياس��ية‪ ،‬رندا بدأت‬ ‫مشروعها يف ذلك داخل لبنان ويف اكثر من منطقة ‪ ،‬ثم جرى توسعة نشاط‬ ‫املرك��ز بزيارتها األوىل لليبيا ك ُمدربة يف طرابلس ‪ ،‬مصراته ‪ ،‬بنغازي ‪،‬‬ ‫وقد نقلت أهداف وممارسات املشروع اىل ليبيا مساهمة يف دعم حضور‬ ‫النساء مرشحات وناخبات يف املسار الدميقراطي للحياة السياسية‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬قب��ل أن نتحدث عن مش��روعك التدرييب‬ ‫‪ ،‬وزيارت��ك األوىل لليبي��ا ‪ ،‬دعين��ا نق��دم تعريف��ا‬ ‫بشخصك لقراءنا ؟‬ ‫رندا يس��ي�ر ولدت بالدمام – الس����عودية وعشت‬ ‫بأجواء متنوع����ة من الثقاف����ات األجنبية أكثر‬ ‫منه����ا عربي����ة ‪ ،‬حتى الثانية عش����ر م����ن عمري‬ ‫كان����ت إقاميت بالس����عودية ‪ ،‬وعم����ل والدي بها‬ ‫كمهن����دس بش����ركة ُمرتبط����ة بتصمي����م (‬ ‫املواس��ي�ر ) وكنا نقيم يف مقر عمل الوالد الذي‬ ‫كان يف أكثر األحيان على س����فر فيما يتعلق‬ ‫بعمله ‪ ،‬هجرة والدي كانت أثناء الس����بعينيات‬ ‫وكان����ت احل����رب بلبن����ان ‪ ،‬وكان الس����وق‬ ‫اخلليج����ي أكثر مكان ُمس����توعب وج����اذب ملن‬ ‫يريد احلصول على العي����ش الكريم وملن هاجر‬ ‫م����ن اللبناني��ي�ن واللبنانيات ‪ ،‬والدت����ي ربة بيت‬ ‫‪ ،‬رجعن����ا اىل لبن����ان ‪ ،‬وتابعت دراس��ت�ي ‪ :‬درس����ت‬ ‫لس����نتني عل����م الكومبيوتر ‪ ،‬درس����ت الرياضيات‬ ‫كتخص����ص ( املال����ت فيزي����ك )‪ ،‬و ختصص����ت‬ ‫إعالم ‪ ،‬وقررت االجتاه للصحافة ألني مارست‬ ‫العمل الصحفي منذ عمري س����ت عش����ر س����نة‬ ‫حي����ث كتبـ� ُ‬ ‫���ت بصح����ف حملي����ة بلبن����ان ‪ ،‬ويف‬ ‫عام ‪ 2000‬أسس����ت إذاعة وأنا يف العش����رين من‬ ‫عم����ري ‪ ،‬أمسي ُته����ا إذاعـ����ة ( الفيح����اء ) مبدينة‬ ‫طرابلس وهي مس����قط رأس أهلي ‪( ،‬تضحك )‬ ‫ولع����ل جميئي اىل طرابلس ليبيا ونزولي اليوم‬ ‫بها فيه ذلك املشرتك الذي احبه ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬جتربت��ك بالصحافة والعم��ل اإلعالمي‬ ‫وال��ذي نتج عن��ه تأس��يس اإلذاع��ة ‪ ...‬م��ا بدايات‬ ‫مالحمه ؟‬ ‫أثناء مراحل الدراس����ة كنت أحظى بتش����جيع‬ ‫م����ن معلم����ي ُ‬ ‫‪،‬وكن����ت أب����دي حتس����نا وج����ودة‬ ‫فيما اكتبه ‪ :‬الفكرة األساس����ية ‪ ،‬األس����ئلة اليت‬ ‫اطرحه����ا كن����ت اجته����د وأبتك����ر لك����ي أوص����ل‬ ‫رس����اليت ‪ ،‬بالف��ت�رة األوىل ختصصت كتاباتي‬ ‫بالش����أن النسوي كمناهضة لكل أشكال العنف‬ ‫ض����د املرأة ‪ ،‬ما دفعين اىل أن انتمي اىل مجعيات‬ ‫ُتعنى بهذا الش����أن حتى تك����ون لدي املرجعية يف‬ ‫أرائي ومواقفي اليت ترد يف كتاباتي الصحفية‬ ‫‪ ،‬كن����ت انتقد االع��ل�ام ألنه ال خيدم الرس����الة‬ ‫ال��ت�ي جع����ل م����ن أجله����ا وأهمه����ا نش����ر الوع����ي‬ ‫بصف����وف ال����رأي الع����ام اللبناني ح����ول القضايا‬

‫األساس����ية اليت يعان����ي منها املواط����ن اللبناني ‪،‬‬ ‫عاصرنا عملية التس����يس اليت تضع املعلومة يف‬ ‫إطار طائفي أو مناطقي أو مذهيب ‪ ،‬فالتسيس‬ ‫ه����و منظار ضيق ألنه بعيد عن املنظار الوطين ‪،‬‬ ‫وكنت أتأمل لذل����ك كإعالمية لبنانية تعيش‬ ‫هموم الوطن من ذل����ك وكنت كلما فكرت او‬ ‫عملت من أجل ط����رح قضايا ومنها مثال قضايا‬ ‫املعنف����ة ‪ ،‬ول����و أن قصة جن����اح حصل����ت المرأة‬ ‫ختطت هذا العنف واس����تطاعت أن تعود للحياة‬ ‫وأن تص����ل بقوة القانون اىل إحقاق احلق ‪ ،‬منها‬ ‫ادع����و لدع����م فك����رة كي����ف نس����تطيع أن نؤمن‬ ‫بقضي����ة ونكت����ب ع����ن ه����ذه القضي����ة وحنق����ق‬ ‫أهداف بشكل أفضل وحنصل على نتائج بشكل‬ ‫أفضل هذه رؤييت لإلعالم ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬م��ا يش��اع أن لبن��ان بل��د احلري��ات وأن‬ ‫االع�لام ص��ورة مع�برة عن تل��ك احلري��ات من خالل‬ ‫جتربتك كيف قاربت املناخ اإلعالمي لديكم ؟‬ ‫عندما التحقت باإلعالم يف لبنان وكما أشرت‬ ‫يف جزئية س����ؤالك الس����ابق ‪ ،‬وجدت أن القضايا‬ ‫الوطني����ة والقضاي����ا اإلنس����انية يت����م تسيس����ها‬ ‫ف����إذا كانت احلكومة هي ضد الكوتا النس����ائية‬ ‫فه����ذا خيلق حتك����م يف وس����ائل إعالمية معينة‬ ‫ضد هذا اخلط السياس����ي املطل����وب دميقراطيا‬ ‫كحق للنس����اء ‪ ،‬فلذلك كان عندي هذا النوع‬ ‫من الرفض يف أن أعمل مبؤسسة إعالمية غري‬ ‫حرة فاملؤسس����ات اإلعالمية اللبنانية تنتمي يف‬ ‫معظمه����ا اىل طوائف وحمس����وبيات سياس����ية‬ ‫تي����ارات مذهبي����ة وطائفية أثرت عل����ى النظام‬ ‫السياس����ي العام يف لبنان ‪،‬يف وس����ط وداخل هذه‬ ‫األجواء طرحت على نفس����ي س����ؤاال ‪ :‬أية قضايا‬ ‫عل����ي مناصرته����ا ‪ :‬قضية العنف ض����د املرأة ‪ ،‬أو‬ ‫تربية األطف����ال واالهتمام بالنشء اجلديد ‪ ،‬أم‬ ‫علي أن أناصر قضية الدميقراطية أم أن أعمل‬ ‫على قضية املواطن����ة وقوانني االنتخاب أم علي‬ ‫أن أعمل على موضوع كيف يصل األش����خاص‬ ‫الكفؤيني نس����اء أم رجال اىل مواقع صنع القرار‬ ‫إلحداث التغي��ي�ر احلقيقي يف بلدن����ا ‪ ،‬من كل‬ ‫ذل����ك عمل����ي باإلذاعة جعلين أحن����از اىل قضايا‬ ‫املرأة والعنف وألية املعاجلة ‪ ،‬فأنا لدي ضحية‬ ‫وق����د تناول����ت قضيتها للناس حت����ى ال يقعوا يف‬ ‫ذات احملك ‪ ،‬ثم علي أن أعاجلها ‪.‬‬

‫رندا يسري‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬كي��ف كان دورك اإلعالم��ي مع بداية‬ ‫احملك واالنشغال بقضايا املرأة السياسية ؟‬ ‫م����ن خ��ل�ال اس����تنتاجاتي وصل����ت اىل أن وجود‬ ‫املرأة على مس����توى القرار السياس����ي سيجعلنا‬ ‫نب��ن�ي وطنا بش����كل أفضل ألن وجود النس����اء يف‬ ‫مواقع القرار س����وف حيمينا اىل حد جد كبري‬ ‫على مس����توى الفس����اد السياس����ي ال����ذي نعاني‬ ‫منه وعل����ى مس����توى إنش����اء الربام����ج الرتبوية‬ ‫والسياس����ية ‪ ،‬بناء الس��ل�ام بش����كل يتناس����ب مع‬ ‫معاي��ي�ر الدميقراطي����ة ‪،‬وأن����ا مواطن����ة وحن����ن‬ ‫كش����عب نرى أنه لنا سبيل لنحكم بلدنا بدون‬ ‫تدخ��ل�ات خارجية ‪ ،‬وب����دون سياس����ة األقليات‬ ‫اليت حتكم بس����بب ش����عورها باخلوف ‪ ،‬ونتحول‬ ‫م����ن الدميقراطية اىل التوافقي����ة ونطبق مبدأ‬ ‫أن الشعوب هي صاحبة القرار واملصري ‪.‬‬

‫•ميادين ‪ :‬مركز مسارت للدعم واملناصرة ما مربرات‬ ‫انطالقته ‪،‬وكيف متحورت اسرتاتيجيته العالجية‬ ‫ألوضاع النساء ؟‬ ‫بالطب����ع هن����اك اس��ت�راتيجية إتبعه����ا مرك����ز‬ ‫مسارت س����نرت يف براجمه التدريبية ومشاريعه‬ ‫بدأت م����ع ‪ 2012‬واليت نفذه����ا ‪ ،‬وهي مرتبطة‬ ‫بتعميم معايري الدميقراطية وإيصال النس����اء ‪،‬‬ ‫واعتمدت ثالثة حماور رئيسية ‪ :‬املرأة املُرشحة‬ ‫‪ ،‬الناخب والناخب����ة ‪ ،‬االعالم ‪ ،‬فقررت أن أعمل‬ ‫عل����ى الثالث����ة حماور م����ن خالل اس��ت�راتيجية‬ ‫مدتها ثالث سنوات وبدأتها مع ‪ 2012‬وستنتهي‬ ‫بأخ����ر ‪ ، 2014‬اخلط����ة يف أولويتها اس����تهدفت‬ ‫داخل لبنان ‪ ،‬ولكن النجاح الذي أمثره مناصرة‬ ‫املرشحات صار من اهدافنا نقل هذا النجاح اىل‬ ‫الدول اليت تقف االن يف مفرتق طرق بالنس����بة‬


‫‪08‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫كان املط��ار اللي�بي هو الواجه��ة األوىل لي وأول عمل بع��د التغيري اجل��ذري الذي اجنزمتوه‬ ‫سياسيا يكون باملطار ألنه واجهة هو صورة ليبيا هكذا هي املطارات يف أي مكان !‬ ‫ملش����اركة امل����رأة يف احلي����اة السياس����ية ‪ ،‬فلبنان‬ ‫أيض����ا يس����تطيع أن يأخذ ال����دروس من جتارب‬ ‫ال����دول العربية لنتش����ارك يف تغي��ي�ر واقع املرأة‬ ‫العربي����ة عل����ى مس����توى دولن����ا ‪ ،‬وأما م����ا يتعلق‬ ‫مبش����روعنا لإلعالمي��ي�ن فق����د أنتجنا مش����روع‬ ‫إمس����ه ‪ :‬أكادميي����ة االعالم املتخص����ص ‪ ،‬فمع‬ ‫وزارة االعالم اللبنانية سنقوم بشراكة هدفها‬ ‫بن����اء برنامج تدري��ب�ي متخص����ص للصحفيني‬ ‫والصحفي����ات حول القضاي����ا الوطنية اجلامعة‬ ‫عل����ى وأقصد به����ا القضايا احلقوقي����ة املرتبطة‬ ‫باملرأة بالطفل بالش����باب ‪ ،‬بالبيئ����ة‪ ،‬باالقتصاد ‪،‬‬ ‫بالتنمي����ة ‪ ،‬وبالتالي خنل����ق صحايف متخصص‬ ‫يتن����اول املوضوعات ألن����ه ُملم ويع����رف املراجع‬ ‫ال��ت�ي س����يتعامل معه����ا حت����ى ينش����ر كلم����ة‬ ‫صحيحة يف االعالم املرئي واملس����موع واملكتوب‬ ‫‪ ،‬بالنس����بة للناخب��ي�ن والناخب����ات مت العم����ل‬ ‫عل����ى كيفي����ة التواص����ل بتقديم نس����اء رائدات‬ ‫ُمرش����حات لتقديم صورة النس����اء وتطوير دعم‬ ‫النس����اء للنس����اء ‪ ،‬ومتكني النس����اء بقدرتهم على‬ ‫اقن����اع اجلماهري لالختي����ار األفضل لذلك كان‬ ‫م����ن الضروري التحضري وصن����ع األرضية قبل‬ ‫التصويت للمرتش����حات واالرضية مع الناخبني‬ ‫والناخب����ات ‪،‬فالناخب����ات ضروري يس����تمعن اىل‬ ‫خطاب سياس����ي تقدمه س����يدة ويتابعونها وهي‬ ‫تناف����س س����يدة أخ����رى ولك����ن االثنت����ان لديهما‬ ‫هدف مبطن وهو تش����جيع املرأة على املشاركة‬ ‫يف احلياة السياس����ية كمرش����حة أو كناخبة ‪،‬‬ ‫نظمن����ا مناظ����رات سياس����ية ملدة س����اعة وكان‬ ‫هن����اك تفاعل ب��ي�ن املُرش����حات والناخب����ات ومت‬ ‫طرح األس����ئلة اليت تض����ع املرأة أمام املُرش����حة‬ ‫حتدي����د مس����ارها ‪ :‬ه����ل أن����ا كمرش����حة عل����ي‬ ‫العمل عل����ى القضاي����ا الوطنية أم س����أقدم على‬ ‫العمل السياس����ي ألكون س����فرية الطفل واملرأة‬ ‫وه����ذا كان مف��ت�رق الط����رق بالنس����بة ل����ي أي‬ ‫أنين أدرب النس����اء املرش����حات السياس����يات على‬ ‫املناظرات السياس����ية ‪ ،‬على ف����ن اخلطابة ليكن‬ ‫على مس����توى الناخبات أقص����د تطلعات الناخب‬ ‫والناخب����ة اللبنان����ي ‪ ،‬فعليه����ن مس����ؤلية االقناع‬ ‫وعليهن تقديم صورة غري مش����وهة ملن خيضن‬ ‫العمل السياس����ي ويس����تطعن التأثري يف صناعة‬ ‫القرار‪ ،‬وهذه اس��ت�راتيجية استطعنا من خالهلا‬ ‫أن نثم����ر نتائ����ج ولعبن����ا دورا فيه����ا ‪ ،‬ففي س����نة‬ ‫‪ 2009‬كان لدين����ا ‪ 12‬مرش����حة ‪ ،‬يف الع����ام‬ ‫‪ 2013‬ص����ار لدينا ‪ 44‬مرش����حة وه����ذا الرقم‬ ‫متواض����ع ج����دا ذل����ك صحي����ح ولك����ن التغي��ي�ر‬ ‫م����ن دورة انتخابي����ة اىل دورة انتخابي����ة ( رمبا‬ ‫نضرب رقم ‪ 4×12‬تقريبا ) هو أيضا نقلة مهمة‬ ‫‪ ،‬باإلضاف����ة اىل دراس����ة األرضي����ة اليت طرحت‬ ‫عدة أس����ئلة منها ‪ :‬ه����ل الناخبة اس����تطاعت من‬ ‫خ��ل�ال احلديث السياس����ي ال����ذي تقدم����ه املرأة‬ ‫املرش����حة أن تغيري رأي الناخب����ة باجتاه تفعيل‬ ‫مش����اركتها يف احلي����اة السياس����ية أم ال ‪ ،‬ه����ذا‬ ‫النج����اح والعم����ل عليه س����وف يس����تمر أكتوبر‬ ‫( تش����رين الثان����ي )‪ ، 2014‬فف����ي اللقاء جتتمع‬ ‫م����ا يقارب ‪ 50‬أم����رأة ويتبادلن الرأي واملش����ورة‬ ‫يف مواضي����ع ‪ :‬النف����ط ‪ ،‬االقتص����اد ‪ ،‬االنتخابات ‪،‬‬ ‫وجمم����ل القضايا السياس����ية ‪ ،‬كان اهلدف من‬ ‫املش����روع أن نؤكد أن النساء بإمكانهن التحدث‬ ‫والتعاطي السياس����ي فهن يس����تطعن أن يقنعن‬ ‫اإلعالم����ي ‪ ،‬ويس����تطعن أن يقنع����ن الناخب����ات ‪،‬‬ ‫ويس����تطعن الوصول وجبدارتهن رغما عن أنف‬ ‫املغرضي��ي�ن والذين يضعون ش����روط تعجيزية‬ ‫فاملرأة جي����ب أن تكون كفؤة حت����ى تصل لقبة‬ ‫الربملان يف الوقت الذي ال توضع نفس الشروط‬ ‫للرجل النائب عند توليه املهمة السياسية الذي‬

‫عندم��ا التحقت باإلع�لام يف لبنان وج��دت أن القضايا‬ ‫الوطنية والقضايا اإلنسانية يتم تسيسها‬ ‫• ‬

‫يصل دون أن ميلك معايري العمل السياسي‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬برأيك من املس��ؤل عن تراجع حضور املرأة‬ ‫يف اجملال السياس��ي ‪ :‬املرأة ُمش��اركة يف ذلك أم أنها‬ ‫ضحية ما يشاع عنها ؟‬ ‫علين����ا أن نك����ون موضوعي��ي�ن فقضي����ة تراج����ع‬ ‫مش����اركة امل����رأة تق����ع على أكثر م����ن طرف ‪،‬‬ ‫أول طرف احلكومة أو الدولة ‪ ،‬فلم ُتوجد نظام‬ ‫سياس����ي يس����مح بالكوتا النس����ائية وعملت على‬ ‫تهميش دورهن يف مواقع الدولة الطبيعية قبل‬ ‫حتى مطالبتنا بوجودهن يف مواقع صنع القرار‬ ‫‪ ،‬وثان����ي ط����رف ه����م االعالمي����ون واالعالميات‬ ‫وه����م مل يتعمدوا تش����ويه صورة امل����رأة ولكنهم‬ ‫رك����زوا عل����ى ص����ورة وعكس����وا ص����ورة امل����رأة‬ ‫الضحي����ة واملعذب����ة والضعيف����ة ومل يظه����روا‬ ‫النس����اء الطموح����ات الالت����ي ش����ققن الصف����وف‬ ‫م����ن أج����ل احلض����ور واملمارس����ة الدميقراطي����ة‬ ‫والقدرات السياسية ‪ ،‬وثالت طرف وهو أساسي‬ ‫امل����رأة ال��ت�ي واتته����ا الظ����روف يف أن تتعل����م وأن‬ ‫تنفتح وتكون هلا حظوظ يف كل مرافق احلياة‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية ولديها ما‬ ‫يكفي من الثقة بالنفس وحميطها من الرجال‬ ‫والنس����اء املوج����ودون يف حميطه����ا داعم����ون هل����ا‬ ‫ورغم ذلك مل تبادر على مستوى صناعة القرار‬ ‫بل ق����ررت أن تناضل من اج����ل العمل على لقب‬ ‫س����فرية للطفولة وقناة خاصة بامل����رأة وبرامج‬ ‫خاص����ة بالطفل ‪...‬وكأن مص��ي�ر املرأة والطفل‬ ‫منفصل��ي�ن ع����ن الوط����ن ‪ ،‬ب����دال م����ن أن تناضل‬ ‫مبوضوع مشاركة املرأة ‪ ،‬مبوضوع حقوق املرأة‬ ‫وبش����كل تلقائي ودون ان تعمل على خصوصية‬ ‫ليست بعيدة املدى ‪ ،‬بل هي قاصرة ‪ ،‬فقد خلقن‬ ‫بذل����ك تراجع����ا وختلف����ا يف حياته����ا اىل م����ا قبل‬ ‫العصور الوس����طى حيث مهجع النس����اء ال مكان‬ ‫في����ه للرجال فخلقن مكانة فيه����ا من القطيعة‬ ‫والع����داوة مع الش����ريك يف الوطن وه����و الرجل ‪،‬‬ ‫فاهلجوم باملطالبة باحلقوق مبعزل عن الرجل‬ ‫ووضعه يف مكان الضد خلق تعثر كبري وكأنه‬ ‫أيض����ا ال يتع����رض للضغط السياس����ي واملذهيب‬ ‫والطائف����ي ومل تدع����م النماذج ال��ت�ي أتت منهم‬ ‫وهم دعموها وشجعوها‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬برناجم��ك يف ج��زء من��ه ق��ام عل��ى‬ ‫التش��بيك واملناصرة من اإلعالميني للمرش��حات من‬ ‫النس��اء هل هن��اك خطة تس��اند وتدع��م ذلك على‬

‫املدى الطويل ؟‬ ‫أرى أن����ه من الض����روري خلق ش����بكة اعالميني‬ ‫واعالميات على مستوى املنطقة العربية لدعم‬ ‫ومناص����رة قضاي����ا امل����رأة السياس����ية حتدي����دا ‪،‬‬ ‫اذا م����ا خلقنا ه����ذه الش����بكة ووحدن����ا مفاهيمنا‬ ‫كصحفي��ي�ن مناصرين هل����ذه القضية ‪ ،‬فنحن‬ ‫الوحي����دون الذي����ن بأيدين����ا س����لطة التغي��ي�ر‬ ‫للص����ورة املوج����ودة الراس����خة بذهننا كنس����اء ‪،‬‬ ‫وراسخ بذهننا كمواطنني ومواطنات ‪ ،‬وصدقا‬ ‫من االع��ل�ام اللبنان����ي أنا عندي ص����ورة واحدة‬ ‫المرأة مبوقف ضعيف ‪ ،‬هي ضحية تبكي ألنها‬ ‫تعرضت للعنف ‪ ،‬وال يوجد إال نس����اء الناشطات‬ ‫يف اجملتمع املدن����ي اللواتي يطالنب حبقوق هذه‬ ‫املرأة ‪ ،‬ويبحثن عن القوانني نسميها بلهجتنا يف‬ ‫لبنان ( سياسة النق ) وأنا أقول على النساء بدال‬ ‫م����ن ( النق ) اطرحن احللول ‪ ،‬بدال من جيب أن‬ ‫تقوم الدولة ‪ ،...‬عليها أن تقوم برس����م سياس����ات‬ ‫وتق��ت�رح م����ا يك����ون يف القوان��ي�ن والتش����ريعات ‪،‬‬ ‫اإلعالمي يأت����ي وينتقد ويقول ه����ذه املرأة غري‬ ‫كف����ؤة ‪ ،‬هن����اك امرأة أخ����رى كف����ؤة بإمكانك‬ ‫التح����دث عنه����ا ودعمه����ا ومناصرته����ا ‪ ،‬لك����ن‬ ‫اإلعالم����ي م����ن واجب����ه ان ال يطي����ح ب����كل صور‬ ‫النس����اء خمتزال صورتها يف واحدة مل تكن كما‬ ‫يأم����ل ال ميك����ن احلكم بنم����وذج قياس����ا لنماذج‬ ‫أخ����رى ‪ ،‬وعن����دي انتق����اد للجمعيات النس����ائية‬ ‫اليت تق����ول انا أقوم بتدريب النس����اء املرش����حات‬ ‫انا أرفض فكرة التدريب انا اعمل لقاء تش����بيكي‬ ‫لكي ال أقلل من قيمة املرأة املرتشحة فهي أيضا‬ ‫هل����ا مرجعية يف اع����داد ذاتها اذا مس����ع أي ناخب‬ ‫او ناخبة بأن مرش����حته تأخذ تدريبا مبتدئا عن‬ ‫كي����ف ختاطبه ‪ ،‬ول����ك أن تتخيل����ي ذلك حتى‬ ‫بالنس����بة للبنان فليس صحيحا انين احضر من‬ ‫لبنان ألدرب املرش����حات وهن غري مؤهالت هذه‬ ‫فك����رة خاطئة أم����ام الناخبني والناخب����ات وأمام‬ ‫ال����رأي العام العربي الذي ينظر اىل مرش����حات‬ ‫لبن����ان وكأنه����ن غري كفؤات ‪ ،‬علين����ا أن نبطن‬ ‫التدري����ب جنعل����ه تقدي����م املش����ورة والدع����م‬ ‫واملناصرة ولدي ثقة بأن املرأة املرتش����حة سوف‬ ‫تعم����ل على حتس��ي�ن وتطوي����ر مهاراته����ا ‪ ،‬النها‬ ‫تعد نفس����ها خل����وض االنتخابات عليه����ا العمل‬ ‫عل����ى ذاتها ‪ ،‬ودعينا نش��ي�ر أيض����ا يف ذلك اىل ما‬ ‫يش����اع م����ن ان دول أمري����كا واروبا س����وف تدرب‬ ‫مرشحاتنا على الدخول لالنتخابات ‪.‬‬

‫ميادين ‪ :‬ماذا عن مشروعك يف مسارت سنرت يف اطار‬ ‫العمل على دعم املرأة من خالل مش��اركة الشباب يف‬ ‫االنتخابات يف لبنان ؟‬ ‫من ضمن اطار العمل على مش����اركة الش����باب‬ ‫يف احلي����اة الدميقراطي����ة واالنتخابات وضعت‬ ‫برنام����ج للتدري����ب عل����ى املناظرات بش����كل عام‬ ‫يف ثالث جامع����ات لبناني����ة بتدريب جمموعات‬ ‫به����دف املش����اركة يف العملي����ة الدميقراطي����ة‬ ‫املفصلي����ة يف ارض الوط����ن للرتوي����ج ألس����لوب‬ ‫جدي����د من احلوار البناء ال����ذي يصل لنتائج مع‬ ‫اح��ت�رام التعارض ودون اس����تخدام لغ����ة احلوار‬ ‫النمطي����ة ‪ ،‬هم ناخبون وناخبات وهم مس����تقبل‬ ‫لبن����ان ومس����تقبل أي بل����د ‪ ،‬فض����روري حيصل‬ ‫اس����تثمار عل����ى موض����وع تفعي����ل مش����اركتهم‬ ‫باحلي����اة الدميقراطي����ة فقمن����ا مبس����ابقة على‬ ‫مس����توى عش����ر جامعات لبنانية تدرس االعالم‬ ‫‪،‬واملس����ابقة كان����ت بعد عملي����ة تدريب ثالثني‬ ‫تلمي����ذ صحافة على مه����ارات األفالم القصرية‬ ‫التوعوي����ة ُتعن����ى بش����ان نش����ر الوع����ي بأهمي����ة‬ ‫الدميقراطية والش����فافية وقاعدة احملاسبة من‬ ‫الش����عب للسياس����يني ‪ ،‬وبعد الربنامج التدرييب‬ ‫إلنت����اج األف��ل�ام عملن����ا برنام����ج تدري��ب�ي ع����ن‬ ‫االنتخاب����ات ملدة يوم��ي�ن تعرفوا عل����ى القوانني‬ ‫وأهمي����ة املش����اركة باالنتخاب����ات ‪ ،‬وكي����ف‬ ‫يعملون كميس����رين جللس����ات مناظ����رة حول‬ ‫أفالمه����م ‪ ،‬وكذل����ك دورة تدري����ب ‪ :‬كي����ف‬ ‫يروج����ون ألفالمهم من خ��ل�ال مواقع التواصل‬ ‫االجتماع����ي عل����ى اعتب����ار انه����م لي����س لديه����م‬ ‫ضمان الوصول عرب مؤسسات إعالمية لبنانية‬ ‫تلفزيونية لنش����ر األفالم اليت قدموها ‪ ،‬ثالثني‬ ‫فيل����م مت عرضه����م عل����ى جلن����ة إعالمي����ة من‬ ‫مثان مؤسس����ات أرب����ع منهم هم م����دراء الربامج‬ ‫من تلفزيونات خمتلفة ‪،‬وم����دراء اخبار بقنوات‬ ‫أخ����رى ‪ ،‬وعدد من املؤسس����ات اإلعالمية بلبنان‬ ‫كان����وا ممثل��ي�ن يف جلن����ة حتكي����م ال��ت�ي قامت‬ ‫باختي����ار األف��ل�ام وقيمته����ا ومنح����ت درجة ‪60‬‬ ‫عل����ى مائ����ة وما فوق وال��ت�ي تعين درج����ة الفوز‪،‬‬ ‫وقد حضر وزير الداخلية وأعضاء من البلديات‬ ‫‪ ،‬فسياس����تنا يف مسارت جيب أن تكون احلكومة‬ ‫هي املظلة وحتى ل����و وجدت جهة ممولة‪ ،‬حنن‬ ‫نرف����ض رفضا تاما ان نعم����ل وحنن يف دولة هلا‬

‫س����يادة ب����دون أن تك����ون املظل����ة األوىل واألخرية هي‬ ‫دولتن����ا اللبنانية ممثلة بالوزارات املعنية مبش����اركة‬ ‫املواطنني الناخب��ي�ن والناخبات وقد قامت برعاية هذا‬ ‫اللق����اء حتى نصل ألكرب عدد م����ن الناس جتاوز ‪50‬‬ ‫لقاء هلذا املش����روع والنتيجة أن املؤسس����ات اإلعالمية‬ ‫بث����ت األف��ل�ام الراحبة يف ف��ت�رة االنتخاب����ات النيابية‬ ‫كج����زء من االعالم اهلادف الذي يس����تخدم إعالنات‬ ‫قصرية حتى ت����روج ملفهوم احملاس����بة والدميقراطية‬ ‫واملش����اركة يف االنتخاب����ات ه����ذا املش����روع ه����و ج����زء‬ ‫من االس����تثمار يف الش����باب فجزء منه كان تس��ي�رهم‬ ‫للمناظ����رات السياس����ية وال��ت�ي تلعب بش����كل أساس����ي‬ ‫بعملية اقناع الناخبني باملشاركة باحلياة السياسية ‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬جميئك اىل ليبيا هل كان حممال بأفكار ُمس��بقة‬ ‫عن األوضاع يف عمومها والنساء خباصة ؟‬ ‫س����أصارحك بأني وانطالقا من العم����ل الذي قمت به‬ ‫من حوالي ش����هر وأنا أُعد للقدوم اىل ليبيا كمدربة‬ ‫كان عل����ي أن أس����تعني مب����واد تدريبي����ة م����ن ليبي����ا ‪،‬‬ ‫وكن����ت أحبث عن مواضيع تتحدث عن املرأة الليبية‬ ‫‪ ،‬بالنسبة لش����خص باحث ومن خارج احلدود الليبية‬ ‫وبالبح����ث مثال عن ‪ :‬طبيبات ليبيات مل أجد لألس����ف‬ ‫‪ ،‬حت����ى صورة لس����يدة م����ع املوضوع مل أج����د ‪ ،‬وكنت‬ ‫ق����د اتصل����ت م����ع ( ‪ )UNDB‬ألطال����ع الدراس����ات‬ ‫اليت لديهم ‪ ،‬س����ألت ش����ركة بيوند أيضا ‪ ،‬أكس فام‬ ‫‪ ،‬أي أن��ن�ي جل����أت ملنظمات دولية ألنه����ا يف كثري من‬ ‫األحيان مصدر ملعلومات ‪ ،‬حبثت عن مقاالت منشورة‬ ‫وأثار انتباهي مقال لسيدة موجودة بغزة تتحدث عن‬ ‫تقرير عن الليبيات هي كتبت عن التقرير وهو أيضا‬ ‫كتبته أمرأة غري ليبية ‪ ،‬وكان شيء غريب بالنسبة‬ ‫ل����ي ‪ ،‬صحيح االنرتنت جيب أن ال يكون مصدر وحيد‬ ‫للمعلوم����ات بالنس����بة لي يأخذ م����ن اهتمامي من ‪20‬‬ ‫اىل ‪ ، % 25‬وان����ا اعتم����د عل����ى الدراس����ات املرتبط����ة‬ ‫باملنظمات الدولية ‪ ،‬واملرتبطة بالبنك الدولي لس����بب‬ ‫رئيس����ي أنها مؤسس����ات تقدم دراس����تها وهي موجودة‬ ‫بليبي����ا ‪،‬االش����كال أن اإلعالميني واالعالمي����ات بليبيا‬ ‫ال يس����لطون الضوء على قضايا املرأة الليبية باحلجم‬ ‫الذي يتم تس����ليط الضوء فيه على نس����اء دول عربية‬ ‫أخ����رى ‪ ،‬وكنت أنا خمطئة فتقيم����ي خضع اىل ماذا‬ ‫وج����دت من مواضيع إعالمية عن امل����رأة الليبية ‪ ،‬عن‬ ‫النس����اء الليبي����ات ومل أجد مقاال واحدا عن ُمرش����حة‬

‫للسياس����ة ‪ ،‬أن����ا حبثت عن مفهوم السياس����يات ‪ ،‬كان‬ ‫لدي هذه األولوية ‪ ،‬بدراس����ة البنك الدولي وجدت أن‬ ‫‪ 33‬ام����رأة نائب����ة بالربملان ‪ ،‬ومل اجد نائبة يف مبحث‬ ‫القوق����ول ‪ ،‬ما من إش����ارة اىل نائب����ة وإن كنت أكرر‬ ‫وأقول القوقول ليس مصدرا رئيس����يا ‪ ،‬وعندما نزلت‬ ‫اىل طرابل����س س����ألت أي����ن ه����ي املؤسس����ات أو ماه����ي‬ ‫املطبوعات اإلعالمية اليت يطالع فيها الش����خص عن‬ ‫نس����اء يعملن بالسياس����ة ‪ ،‬وصادف أيضا عندما بعثت‬ ‫باس����تمارات املش����اركة لإلعالمي��ي�ن واالعالمي����ات‬ ‫الذين س����يقع تدريبه����ن وأكدت على طل����ب الرابط‬ ‫أو اليوتي����وب ولكن مل يكن هن����اك إلتزام بألية تقديم‬ ‫الطلبات ‪ ،‬عندما يلتحق املتدرب بدورة وهذه الس����مة‬ ‫ليس����ت بليبيا فق����ط بل بكل ال����دول العربي����ة ‪ ،‬فعادة‬ ‫بالدول األجنبية جيب تقديم طلب وتعبئة اس����تبيان‬ ‫به أس����ئلة لتق����ع املوافق����ة عل����ى االلتحاق بال����دورة ‪،‬‬ ‫وتس����مح لك املنظمة باملش����اركة على ضوء ما لديك‬ ‫م����ن معرف����ة ومعلوم����ات ول����و مبدئي����ة ‪ ،‬يف ظروفن����ا‬ ‫العربي����ة والس����لبية املوجودة عند بع����ض اجملتمعات ‪،‬‬ ‫والفوقية ال��ت�ي يتعاطى بها بع����ض اإلعالميني تضع‬ ‫عقبة أساس����ية لبن����اء برنامج تدري��ب�ي قائم على تلك‬ ‫املعطيات بالبحث الذي عملته منذ ش����هرين عن نساء‬ ‫الربمل����ان يف ليبي����ا ‪ ،‬ع����ن الربملاني����ات مل ي����أت بنتيجة‬ ‫‪ ،‬وحت����ى عندم����ا راس����لت مناه����ل م����ن اع��ل�ام جملس‬ ‫احلري����ات وحقوق االنس����ان اش��ت�رطت إرس����ال منتج‬ ‫كون اإلعالمي املتدرب ض����روري يكون له مرجعية‬ ‫مبنتج����ه ومل يرس����ل لي أحد أي منت����ج اعالمي ‪ ،‬فأنا‬ ‫وقفت بدون مواد إعالمية ليبية ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬كي��ف وجدت ليبيا يف زيارتك ألول مرة ‪...‬‬ ‫ما انطباعاتك اليت شكلتها حوهلا ؟‬ ‫كان املط����ار ه����و الواجه����ة بصراح����ة اول عم����ل بعد‬ ‫التغي��ي�ر اجل����ذري ال����ذي اجنزمت����وه سياس����يا عليكم‬ ‫باملط����ار ألنه واجهة هو صورة ليبيا هكذا هي املطارات‬ ‫يف أي م����كان ‪ ،‬ول����ن اخف����ي أن انتعاش��ت�ي بالطبيع����ة‬ ‫واملن����اخ وانا أقطع الطريق من املطار اىل وس����ط البلد‬ ‫وصدقا تذكرت لبنان بأرحييته وهوائه املنعش هكذا‬ ‫رأيت طرابلس ‪ ،‬ث����م كان اللقاء التدريب وقد قابلت‬ ‫اإلعالميني واالعالميات بطرابلس ومازالت بانتظار‬ ‫لق����اء مصرات����ه وبنغ����ازي ‪ ،‬لك����ن لقائ����ي باالعالميني‬ ‫واخلط����اب ال����ذي دار بينه����م وب��ي�ن املرتش����حات جعل‬ ‫م����ن نظرت����ي متفائل����ة باملس����تقبل السياس����ي اللييب ‪،‬‬ ‫واعجب����ت باملضمون يف اخلطاب ‪ ،‬هن����اك بنية وهناك‬ ‫أس����اس ‪ ،‬وق����د طالعت ص����ورا تتح����دث ع����ن نهضتها‬ ‫الس����ابقة‪ ،‬املرأة الليبية املقدام����ة واملدافعة عن وطنها‬ ‫‪ ،‬امل����رأة الليبية رغم كل ظ����روف القمع اليت وجدت‬ ‫فيها وعايشتها هي االن تعيد بناء انتمائها اىل ليبيتها‬ ‫بالعم����ل وبوجود اإلرادة السياس����ية ‪ ،‬وقطعت مراحل‬ ‫بعملية الكوتا لتثبت اشرتاكها يف العمل السياسي ‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬مع كل ه��ذه اجلهود املدنية واحلكومية كيف هو‬ ‫وضع املرأة اللبنانية ؟‬ ‫بالنس����بة ل����رأي هو وضع ج����دا مزري ألنن����ا ال منلك‬ ‫نظ����ام سياس����ي يتي����ح لن����ا املش����اركة ككفؤي����ن أو‬ ‫كفؤات يف العمل السياس����ي ‪ ،‬احملسوبيات أو التقسيم‬ ‫الطائف����ي كنظ����ام سياس����ي قائم عل����ى الطائفية هو‬ ‫املُسيطر وهو املوجود حلني وجود قانون مدني وقانون‬ ‫انتخاب����ات حديث خارج اطار القيد الطائفي لن يكون‬ ‫هناك برملان ميث����ل كل اللبنانيني واللبنانيات ‪ ،‬مثال‬ ‫الكوتا النس����ائية جزء من االجراء املرحلي الذي جيب‬ ‫أن يكون ضم����ن قانون انتخابات حديث ينظر اىل بلد‬ ‫صغ��ي�ر مثل لبنان ال يتج����اوز عدد الناخب��ي�ن األربعة‬ ‫مليون جيب أن يكون برناجمهم السياسي االنتخابي‬ ‫يل��ب�ي طموحات مجيع اللبنانيني وال أن تكون يف زوايا‬ ‫أو دواليب الطائفية واملذهبية اليت يسعى السياسيون‬ ‫اىل الس����يطرة علين����ا م����ن خالل تقس����يمنا كش����عب‬ ‫لبناني ‪.‬‬

‫‪09‬‬

‫ال تلوموا البقر‬ ‫حكاية النماذج الذهنية‬ ‫*‬

‫السبيل إىل احلب هو أن ترتك أنانيتك اخلرقاء جانبا‬ ‫وتتعلم التواضع كما يتعلم األطفال املشي‬ ‫الصادق النيهوم‬

‫فوزي عمار اللولكي‬

‫اتصل بي صديقي القديم املتفائل بعد طول غياب‪ ،‬ويبدو أن س���نوات الغربة‬ ‫قد نالت من تفاؤله‪ ،‬عرفت هذا من شدة تذمره هذه املرة‪ ،‬وهي صفة مل يكن‬ ‫معروف���ا به‪ ،‬قال لي‪ :‬إني قرأت مقاالت���ك األخرية‪ ،‬وحقيقة إنه كلما ازددت‬ ‫كتاب���ة ازددت روعة وازددت نرجس���ية‪ ،‬وكلما اقرتبت م���ن احلقيقة ازداد‬ ‫مهما‬ ‫همك وش���رودك والشيب يف شعر رأس���ك‪ .‬عموما لقد طرقت موضوعا ّ‬ ‫يش���غل بالي‪ ،‬ذلك ه���و موضوع الثقافة وعالقتها بصن���ع الثروة؛ لقد عرجت‬ ‫عل���ى الكثري م���ن مواطن الوجع يف جمتمعن���ا‪ ،‬من اقتصادن���ا الذي ال نعرف‬ ‫م���ا هو بالتحدي���د‪ ،‬إىل حياتنا اليومي���ة املليئة بالكالم فقط‪ ،‬إىل تش���ريعاتنا‬ ‫ال�ت�ي ال تعرف هل هي يس���ار أو ميني أو حتى وس���ط‪ .‬عندما توقف صديقي‬ ‫للحظة‪ ،‬قلت‪ :‬ولكننا ركزنا عل���ى قيم وقضايا كربى كاحلرية والعدالة‬ ‫االجتماعي���ة‪ ..‬عل���ى العموم ال أري���د أن أتكلم يف العموم‪ ،‬ودعين أس���ألك عن‬ ‫رأيك حتديدا يف املقالة األخرية "التفكري خارج الصندوق"‪ .‬أجاب‪ :‬رأيي سوف‬ ‫أش���رحه عن طريق التصوير األليغوري* يف هذه القصة‪ ،‬رمبا تفسر لك ما‬ ‫هو الصندوق عند الليبيني وما هي خصائصه‪.‬‬ ‫القصة عنوانها‪ :‬ال تلوموا البقر‬ ‫لقد كلف مسئولون يف احلكومة والقطاع اخلاص شركة مونيتور العاملية‬ ‫بعمل دراس���ة وتقديم توصيات عن كيف ميكن ملنتجي الصناعات اجللدية‬ ‫يف كولومبي���ا يف هذا البلد القائم عل���ى جبال االنديز‪ ،‬أن يكونوا أكثر رخاء‬ ‫عن طريق التصدير إىل الواليات املتحدة أألمريكية‬ ‫وب���دأ البح���ث واالتص���ال‬ ‫بتج���ار احلقائ���ب املصنوعة‬ ‫يف كولومبي���ا‪ ،‬وتب�ي�ن أن‬ ‫هذه احلقائ���ب غالية الثمن‬ ‫ورديئ���ة الصنع���ة ‪ ،‬فت���م‬ ‫االتصال بأصح���اب مصانع‬ ‫اجللد لك���ي يعرف���وا ما هي‬ ‫مش���اكل ه���ذه الصناع���ة‪.‬‬ ‫وبع���د س���ؤاهلم ع���ن تدن���ي‬ ‫اجل���ودة ق���ال أصح���اب‬ ‫املصان���ع طبع���ا إن هذا ليس‬ ‫خطأن���ا ب���ل خط���أ املداب���غ‬ ‫احمللي���ة ‪ ..‬س���افر الفري���ق‬ ‫إىل الري���ف الكومل�ب�ي حبث���ا‬ ‫عن أصح���اب املدابغ احمللية‬ ‫وش���اهدوا امل���واد الكيميائية‬ ‫اليت تلوث األرض بش���دة ؛ وعندما س���ئل أصحاب املدابغ عن السبب يف تردي‬ ‫اجل���ودة يف اجللود أجابوا بأن اجملازر هي الس���بب ‪ ،‬ألنه���ا تركز على اللحوم‬ ‫وال يهمه���ا اجللد‪ .‬وعندما ذهبوا إىل اجلزاري���ن ‪ ،‬قال اجلزارون إن هذا ليس‬ ‫خطأهم بل خطأ مربي املواش���ي ألنهم يبالغون يف وسم أبقارهم بالنار خوفا‬ ‫من س���رقتها ‪ ،‬وطبعا الوس���م بالكي يفس���د اجلل���د‪ .‬وتابع الفريق س�ي�ره إىل‬ ‫مزارع تربية املواشي ليسألوا أصحاب املواشي عن سبب الوسم الكثري؟ فقالوا‬ ‫إن ذلك خطأ البقر !!! النه غيب ‪ ،‬إذ حيك البقر جسمه على األسالك الشائكة‬ ‫ليهرش جلده وإلبعاد الذباب الذي يعضه‪ .‬فما كان من فريق البحث إال أن‬ ‫أغلق���وا أجهزة الكمبيوتر وعرفوا أن صناع احلقائب يف كولومبيا أعجز من‬ ‫أن ينافسوا سوق الواليات املتحدة اجلذاب ‪ ،‬وذلك ألن البقر أبكم‪.‬‬ ‫ه���ذه هي حكاية النماذج الذهنية اليت نعيش���ها ‪ ،‬وال�ت�ي يلقي فيها كل أحد‬ ‫اللوم على غريه ‪ ،‬وننسى أن ‪" :‬كلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته"‪.‬‬ ‫_______________________________‬ ‫* التصوي���ر األليغوري هو تصوي���ر قصصي ‪ ،‬حكاية أو أمثولة تش���رح معاني ودالالت وقيما‬ ‫ومثال عليا يستفاد منها يف احلياة‪.‬‬ ‫مالحظ���ة ‪ ،‬منع���ت الرقاب���ة يف النظام الس���ابق نش���ر هده املقال���ة يف صحيفة م���ال و اعمال‬ ‫الصادرة عن احتاد الغرف التجارية‬


‫مل أعرف االنرتنت إال وكان الساطور‬ ‫يف املوع���د ‪ ،‬كان ب���اب الق���رن احل���ادي‬ ‫والعش���رين ق���د ُفت���ح عل���ى مصراعيه‬ ‫ف���كان الزمان زمان الن���ت ‪ ،‬كنا نلتقي‬ ‫ُثل���ة أصدقاء يف اهل���واري عند الصديق‬ ‫ف���وزي ب���ن كاط���و يف مزرعتهم ‪،‬حني‬ ‫كل مس���اء يزودن���ا الصدي���ق حس���ن‬ ‫بوليف���ة ‪ -‬م���ن خ�ل�ال عمله بش���ركة‬ ‫اخللي���ج ‪ -‬برزم���ة ورق ه���ي حصيل���ة‬ ‫اليوم من نتاج املعارضة الليبية‪.‬‬ ‫كأمنا االنرتنت ك���و ٌة للتنفس جاءت‬ ‫يف حينه���ا ‪ ،‬وكأن الك���وة ‪ /‬املعارض���ة ‪:‬‬ ‫ليبيا وطننا هذا الصرح ما مل يقم مثله‬ ‫م���ا بن���اه ابراهي���م اغنيوه وح���ده ‪،‬ومن‬ ‫سيبقى وحده من ال مثيل له ‪.‬‬ ‫ابراهي���م اغني���وه لي���س كمثله ش���يء‬ ‫سوى الس���اطور ‪ ،‬الساطور ما نزل على‬ ‫قتام���ة حالنا بردا وس�ل�اما ‪ ،‬ونزل على‬ ‫مقتم حالنا نارا ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كنت اهرب االوراق اليت جيلبها حسن‬ ‫بوليفة اىل بييت ومنه الي بيوت ‪،‬وكان‬ ‫الس���اطور من يبهج البيوت اليت تصلها‬ ‫غنيمتن���ا تل���ك ‪،‬مل نع���رف من الرس���ام‬ ‫الساطور هذا لكن كنا نراه فينا ونرى‬ ‫فعله فيهم ‪.‬‬ ‫أن يك���ون هذا الفن���ان ‪/‬الفع���ل هذا من‬ ‫مباه���ج معاناتنا ‪،‬هذا الفنان هو حس���ن‬ ‫دهيميش من كان يف املوعد وما زال ‪،‬و‬ ‫به كانت فرادتنا يف أننا كنا س���اطورا‬ ‫يف حل���ق الديكتات���ور ‪ ،‬و مازالنا يف حلق‬ ‫ما شابه‪.‬‬ ‫•أ‪ .‬الفيتوري‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬مت��ى هاج��رت او خرج��ت م��ن‬

‫الش���ابي ‪،‬ثم انتقلنا للس���بالة ودرست‬ ‫مبدرس���ة صالح الدين االيوبي حتى‬ ‫السنة ثالثة ثانوي ‪،‬ثم تركت البالد‬ ‫يف سنة ‪1975‬م‪.‬‬

‫ترمجة عبد الرمحن شلقم‬

‫بورتريه الساطور‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬أي��ن ول��دت وأي��ن عش��ت وأين‬ ‫درست هل تسرد لنا بعض تفاصيل ذلك ؟‬ ‫ان���ا احلس���ن حمم���ود دهيمي���ش م���ن‬ ‫موالي���د مدين���ة بنغ���ازي وبالتحدي���د‬ ‫ح���ى الش���ابي مقاب���ل مق�ب�رة س���ي‬ ‫اخريبي���ش ‪،‬ث���م انتقلن���ا إىل مدين���ة‬ ‫طربق ‪،‬حيث اش���تغل الوالد مستش���ار‬ ‫دي�ن�ي و امام املل���ك ادريس السنوس���ي‬ ‫رمح���ه اهلل ‪،‬مكثن���ا حوالي س���نتني ثم‬ ‫رجعنا إىل بنغازي ‪ .‬أمضينا سنوات يف‬

‫شعر نور اهلدى املصري‬

‫الصغ���ر ‪،‬كان حلم���ي أن أب�ن�ي قاربا‬ ‫وأن احب���ر ‪ .‬م���ن البحر ول���دت يف روح‬ ‫املغامرة واجملازفة اىل حد ما‪.‬‬ ‫ترعرع���ت يف بنغ���ازي كأي ش���اب‬ ‫‪،‬كنت رياضيا مارس���ت كرة الس���لة‬ ‫و احببت املدينة و اهلها ‪،‬احببت س���وق‬

‫البالد ؟ وملاذا ؟ هل تس��رد لنا حكاية ذلك‬ ‫‪،‬تفصيلة ما ‪،‬حدث ما ذا صلة ؟‬ ‫يف طفوليت كنت اقضي اوقات اللعب‬ ‫عل���ي رمال ش���ط حبر الش���ابي ‪ ،‬ومن‬ ‫هواي�ت�ي مش���اهدة البواخ���ر ختتف���ي‬ ‫خل���ف البح���ار ‪ ،‬كنت اري���د ان اعرف‬ ‫‪ :‬اين ختتفي الس���فن ؟ ‪،‬ش���غف شدني‬ ‫ملعرفة ما وراء اخلط املستقيم يف اخر‬ ‫البح���ر ‪،‬كن���ت اختي���ل امل���دن و أهلها‬ ‫‪،‬فك���رة الس���فر كان���ت تراودن���ي منذ‬

‫‪،‬كان ذل���ك م���ن فض���ل وال���دي الذي‬ ‫لع���ب دورا كب�ي�را يف تكوي���ن افكاري‬ ‫‪،‬من���ه ورثت روح التمرد وعدم اخلوف‬ ‫لقول احلق والوقوف مع املستضعفني‬ ‫‪،‬حني ق���ام االنقالب العس���كري انقلب‬ ‫عامل���ي رأس���ا عل���ى عق���ب ‪،‬بالرغم من‬

‫اجلري���د وس���وق الظالم وكل ش���ارع‬ ‫وزق���اق فيها ‪ ،‬كن���ت صغري جدا حني‬ ‫كنت استمتع باملشي شبه اليومي من‬ ‫س���ينما هاييت الي ما بعد سوق الظالم‬ ‫‪،‬أس���تمتع بش���م بالروائ���ح املنبعث���ة‬ ‫م���ن الدكاك�ي�ن واملتاج���ر وبأل���وان‬ ‫االقمش���ة ال�ت�ي كانت تعطي الس���وق‬ ‫طابعا حيويا‪ ،‬س���عيدا جدا كنت أشعر‬ ‫بأني يف زمن ذهيب‪.‬‬ ‫ب���دأت انتب���ه سياس���يا يف س���ن مبك���رة‬

‫كان سكانه خليطا من مجيع مناطق‬ ‫ليبي���ا ‪ ،‬وفي���ه تع���ودت عل���ى اللهجات‬ ‫املختلفة ولكن ص���وت وهلجة القذايف‬ ‫كانا غريبني ‪،‬مما ولد لدي احساسي‬ ‫بالش���ك حن���وه يف حينها ‪،‬وعن���د رؤية‬ ‫صورت���ه وهو يبتس���م تزداد ش���كوكي‬

‫صغ���ر س�ن�ي يف ع���ام ‪ 1969‬مل ار أي‬ ‫جدوى من االنقالب ‪،‬كنت احب امللك‬ ‫إدري���س والبلد كان آم���ن بالرغم من‬ ‫الفقر املنتش���ر ذل���ك الوق���ت مع ذلك‬ ‫كان مث���ة ام���ل يف حتس���ن األوض���اع‬ ‫املعيش���ية ‪،‬فهن���اك تط���ور يف مجي���ع‬ ‫اجمل���االت‪ .‬رد فعل���ي ض���د االنق�ل�اب‬ ‫كان طبيعي���ا و ازداد تعن�ت�ي عندم���ا‬ ‫مسع���ت صوت ش���اذ ذو هلج���ة غريبة‬ ‫يعلن البيان األول‪ .‬حى السبالة حينها‬

‫ميادين يف حوار مميز مع الفنان التشكيلي حسن دهيميش‬

‫ُ‬ ‫قصة الساطور الذي أقلق القذايف‬

‫مرك َ‬ ‫وكش َ‬ ‫حرك َ‬ ‫( َ‬ ‫وكش ‪ ،‬يوس���اك‬ ‫ّ‬ ‫ؤشن ياكيتش )*‬ ‫حيك���ى أن امل���رض قد اش���تد على ملك‬ ‫الغابة ‪ ،‬و خاف أن ميوت قبل أن يس���ّلم‬ ‫احلكم ملن يدير أم���ور الغاب من بعده ‪،‬‬ ‫إذ كان عقيم���اً ال يكن���ه اإلجن���اب ‪ ،‬هنا‬ ‫ق��� ّرر أن جيتم���ع ب���كل حيوان���ات الغابة‬ ‫و يبحث ع���ن أح ٍد ميلك م���ا مي ّيزه عن‬ ‫غ�ي�ره ‪ ،‬م���ا ميك ّنه م���ن قي���ادة الغابة ‪ ،‬و‬ ‫أعل���ن عن طريق كاتب���ه الغراب األمر‬ ‫ب�ي�ن س��� ّكان الغاب���ة ‪ ،‬و جهّ���ز اجلمي���ع‬ ‫أنفس���هم للقاء املل���ك طمع���اً يف احلكم‬ ‫‪ ،‬لك���ن اجلمي���ع كان ينتابه���م اخلوف‬ ‫فحتى أثناء مرض املل���ك كان الرعب‬ ‫ينتابه���م ‪ ،‬فلقد كان الوقوف بني يديه‬ ‫أمراً غري حممود العواقب ‪.‬‬

‫وعندم���ا كان الي���وم املنش���ود‪ ،‬وقف���ت‬ ‫مجي���ع احليوان���ات أمام كهف األس���د‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫كل ينتظ���ر الدخ���ول ك���ي ميتحن���ه‬ ‫األس���د يف م���ا مل يعرف���وا م���ا ه���و ‪ ،‬فلم‬ ‫ع���م يبحث األس���د ‪،‬‬ ‫يك���ن أح ٌد يع���رف ّ‬ ‫أكان يبحث عن قوي البنية ‪ ،‬الشجاع ‪،‬‬ ‫الذكي أو كل هذا جمتمعاً يف أحدهم‬ ‫‪ ،‬فأجه���زة خمابرات األس���د تعلم كل‬ ‫ش���ي ٍء عن حيوانات الغ���اب ‪ ،‬فلقد كان‬ ‫يرصد حركاتهم و يعرف ّ‬ ‫جل نواياهم‬ ‫و أالعيبهم ‪ ،‬فلم هذا اللقاء قال أحدهم‬ ‫باخلفية ع���ن آذان الضب���اع ‪ ،‬و مل جيرا‬ ‫أح ٌد على طرح السؤال ‪.‬‬ ‫‪ ( :‬إذا أصيب���ت الغاب���ة مبجاع���ة ‪ ،‬م���اذا‬ ‫تفعل ؟ ) سأل األسد الذئب ‪.‬‬ ‫‪ ( :‬أمن���ع الصي���د ‪ ،‬ح ّت���ى أش���بع ) أجابه‬

‫حنوه ‪،‬عيونه اخلبيثة كان يشع منها‬ ‫احلق���د والتخل���ف ‪،‬كطفل مل اش���عر‬ ‫ب���أي م���ودة حن���وه ‪،‬ب���دأت يف متابعة‬ ‫خطاباته ‪،‬كانت ام���ي‪ -‬اهلل يرمحها‪-‬‬ ‫ملا تراني اس���تمع خلط���اب له تقول لي‬ ‫“ ش���ن تيب تس���مع فيه “‪،..‬كان ردي‬ ‫ان���ي بانتظ���ار الوق���ت الذي س���يفصح‬ ‫فيه عن ش���خصيته اليت طاملا ش���عرت‬ ‫ان���ه خيفيها عنا ومل يلبث طويال حتى‬ ‫انقشع القناع ‪.‬‬ ‫علي‬ ‫اس���تمرت فكرة الس���فر تس���يطر ّ‬ ‫لك���ن لي���س اهلج���رة ‪،‬حينه���ا تطورت‬ ‫االم���ور اىل األس���وأ‪،‬بدأت اري الب�ل�اد‬ ‫تتغ�ي�ر و الفوض���ى اصبح���ت ه���ي‬ ‫احلاك���م ‪،‬من هذا بدأت فكرة اهلجرة‬ ‫عل���ي ويف ابريل ‪1975‬‬ ‫ت���زداد احلاحا ّ‬ ‫وبكل اس���ى غ���ادرت ليبي���ا مل تكن اخر‬ ‫مرة ارى فيها بنغ���ازي فقد رجعت يف‬ ‫ع���ام ‪ 1976‬ملدة أس���بوع ‪،‬اتذكر اآلن‬ ‫اخر م���رة رأي���ت فيه���ا وال���دي كنت‬ ‫اودعه يف الصباح ‪،‬اخر كلمة قاهلا لي‬ ‫‪ :‬ال ترج���ع الي ان تنته���ي هذه احلالة‬ ‫‪،‬مل أرجع الي يومنا هذا‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬ما الذي شد وثاقك إىل الرسم‬ ‫‪ ،‬م��ا قص��ة ولع��ك ب��ه ‪ ،‬مل��اذا الكاريكاتري‬ ‫بالذات ؟‬ ‫كن���ت احب الرس���م كطفل ش���غوف‬ ‫‪،‬مل اك���ن افك���ر يوم���ا م���ا س���يكون‬

‫واثقاً ‪.‬‬ ‫‪ ( :‬م���اذا تفع���ل يف حال أتاكم اإلنس���ان‬ ‫ليصطاد ثعلباً ؟ ) قال للثعلب ‪.‬‬ ‫‪ :‬مل يفكر الثعلب كثرياً و قال ( أرس���ل‬ ‫إليه زوجيت ) ‪.‬‬ ‫‪ ( :‬ق���د تزورك���م الصح���راء يوم���اً و‬ ‫تطي���ل البقاء عل���ى أراضيكم ‪ ،‬فإىل أين‬ ‫تهاجرون ؟ ) سأل الفيل ‪.‬‬ ‫أرض أخرى ‪،‬‬ ‫‪ ( :‬أذهب وحيداً حبثاُ عن ٍ‬ ‫و ال أعود ) أجابه ‪.‬‬ ‫‪ ( :‬عندما يس���رق حارس خمازن املئونة‬ ‫مئونتنا للشتاء ماذا تفعل أيّها منر ؟ ) ‪.‬‬ ‫‪ ( :‬إذا كان احلارس ابين ‪ ،‬آمر بس���جن‬ ‫سواه ) أجابه ‪.‬‬ ‫‪ ( :‬تشاجر ضبعان على طريدة ‪ ،‬كيف‬ ‫حتكم بينهما ؟ ) سأل الضبع ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كامل���ة ‪ ،‬أحك���م له )‬ ‫‪ ( :‬م���ن يعطينه���ا‬ ‫أجابه ‪.‬‬ ‫‪ ( :‬مل���اذا تري���د احلك���م ؟ ) وج���ه س���ؤاله‬ ‫للحمار ‪.‬‬ ‫‪ ( :‬وجدت اآلخرين هنا ‪ ،‬فأتيت ) أجابه ‪.‬‬ ‫خ���رج اجلمي���ع بع���د أن بان���ت مالم���ح‬ ‫اإلره���اق عل���ى حم ّي���ا األس���د املريض ‪،‬‬ ‫و أعلمه���م الغ���راب أن املرس���وم امللك���ي‬ ‫س���يصدر غداً ‪ ،‬و يف اليوم املوالي و بينما‬ ‫جلس���ت كل حيوان���ات الغاب���ة تنتظر‬ ‫أمام كهف ملكها ‪ ،‬خرج الغراب حيمل‬ ‫تاج املل���ك و مرس���وماً ملكي���اً مكتوباً ‪( ،‬‬ ‫مات امللك ) قال الغارب ‪.‬‬ ‫( ع���اش امللك ) و اجته ناحي���ة احلمار ‪،‬‬ ‫ليتوجه مل���كاً على الغاب���ة ‪ ،‬بعد أن قام‬ ‫بوض���ع املرس���وم عل���ى ج���ذع الش���جرة‬ ‫الكبرية ‪ ،‬و نس���ي اجلميع أن امللك فقط‬ ‫و بأمره كان من يعرف القراءة‬ ‫احلب احلقيقي‬ ‫مر ُّ‬ ‫على هذا الطريق َّ‬ ‫يف زمن ما‪ ،‬زمن مضى‬ ‫تقامسوا الفرح يف النهار‬ ‫أمضوا َ‬ ‫الليل شوقاً للفجر‬ ‫ُ‬ ‫" ُّ‬ ‫كل شىء ممنوع ‪،‬كل شىء خطيئة "‬ ‫يسألون‪ :‬كيف بدأ هذا ؟!‬ ‫خائفون ‪َ،‬ضجرون‬ ‫مسحوا حلبهم أن يكرب‬ ‫احلس دليل‬ ‫فوق هذه األرض حيث ُّ‬ ‫ال ننحين َّ‬ ‫إال هلل‬ ‫أشباح املاضي ٌّ‬ ‫تهش علينا يف الدرب‬ ‫ُ‬ ‫سيموت هذا احلب‬ ‫قريبا‬ ‫عندما فقدنا ـ طفل ـ احلب‬ ‫من يقدر أن ُ‬ ‫يقول ماذا بقى‬ ‫خسرنا معركة احلياة‬ ‫هل ما يزال هناك إميان ؟‬ ‫‪2‬‬ ‫أرضي لن متوت‬ ‫ُ‬ ‫يطلب السالم‬ ‫العقل‬ ‫ُ‬ ‫عند الرفاهية يتحدث القلب‬ ‫احليا ُة ُّ‬ ‫تأمل‬ ‫الداخلي فاتن‬ ‫صوٌتنا‬ ‫ُ‬ ‫فلنبحث معاً عن بيتنا‬ ‫عن أمنا األبدية‬ ‫أرضي لن متوت أبداً‬ ‫يف أعماقي ُّ‬ ‫أعتز بها‬ ‫‪3‬‬ ‫ُ‬ ‫ورقة يف الريح‬ ‫أنا ُ‬ ‫قبضة الريح‬ ‫ورقة يف‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املأمول قادم‬ ‫الوقت‬ ‫ُّ‬ ‫ري الواح ُد ك ً‬ ‫والكل واحداً‬ ‫ال‬ ‫سيص ُ‬ ‫علينا أن منشي سوياً‬ ‫حنادي أنقاض احلرب‬ ‫احلرب منذ زمن‬ ‫لقد وقفت‬ ‫ُ‬ ‫هيا نبحث عن الطعام والشراب‬ ‫َّ‬ ‫البد أن حنيا‬ ‫ُ‬ ‫حنن نتدور فوق فراش أمنا‬ ‫حتضننا وتتنهد‬ ‫تبكي على عارها وعارنا‬ ‫تريد أن تعود للوراء‬ ‫كي حنقق السالم معها‬ ‫أرضنا األم مل تعد لدينا‬

‫صالح انقاب‬

‫مر ِم ْن هنا‬ ‫احلب َّ‬ ‫ُّ‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫‪10‬‬

‫من قصص الصغار‬

‫‪11‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬


‫‪13‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫‪12‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫ع���رب و اجان���ب ‪،‬كل ه���ذا ومل اك���ن‬ ‫انوي اخلوض يف هذا الفن ‪،‬لكن مل ادر‬ ‫وقتها ان الرس���م خيت���ارك وال ختتاره‬ ‫‪،‬أع�ب�ر عن غضيب بالرس���م ‪،‬اتذكر يف‬ ‫الس���بعينات قبل مغادرتي الوطن قمت‬

‫األس���اس يف حيات���ي ‪،‬اتاب���ع و اطال���ع‬ ‫يف املكتب���ات جملدات ميك���ي ماوس ‪،‬و‬ ‫اعجب���ت بش���خصية مصرية يف جملة‬ ‫أطفال امسها زوزو ‪،‬كنت اذهب ملكتبة‬ ‫الربك���ة اطال���ع اخر مقالب���ه وكنت‬ ‫اختفي من شدة الضحك خلف الكتاب‬ ‫حتى ال يش���اهدني احد ‪،‬دموعي تنهمر‬ ‫م���ن الضحك ‪،‬احبب���ت زوزو من كان‬ ‫ش���قيا ‪،‬ال أتذك���ر اس���م الرس���ام لك���ن‬ ‫كان ل���ه تأثريا يف تطوير ش���خصييت‬ ‫ونظرت���ي للرس���م الكاريكات�ي�ري ‪،‬يف‬ ‫اح���ذى عطالت الصي���ف ‪ ،‬بوصاية من‬ ‫والدي ‪،‬بدأت العمل يف مكتبة االندلس‬ ‫ودار النش���ر بالربكة و اس���تمر عملي‬ ‫يف املكتب���ة او املنارة فقد كانت فرصة‬ ‫ذهبي���ة يف حيات���ي ‪،‬بالرغ���م من صغر‬ ‫الس���ن أال اني تعلمت الكثري من خالل‬ ‫الصح���ف واجملالت ه���ذه املرحلة أهم‬ ‫من مراح���ل الدراس���ة ‪،‬جبانب كونها‬ ‫مكتبة بكل ما حتمل الكلمة من معاني‬ ‫كانت كذلك دار نش���ر ‪ ،‬ففيها قابلت‬ ‫ش���عراء ُ‬ ‫وكت���اب ‪،‬هذا الب���د وان كان‬ ‫ل���ه التأث�ي�ر الكبري على طف���ل مل يبلغ‬ ‫س���ن الرش���د وخالل عملي ه���ذا بدأت‬ ‫معرفيت ت���زداد بالصحافة والسياس���ة‬ ‫والتوجهات السياسية ‪.‬‬ ‫اول من احببين يف الرسم كان الوالد‪-‬‬ ‫اهلل يرمحه ‪، -‬كنا نس���كن يف الش���ابي‬ ‫والوالد كان حيظر طباشري معه وهو‬ ‫حيب رس���م طيور احلمام علي البالط‬ ‫كل ب�ل�اط حبمام���ة ‪،‬و يش���رح ل���ي‬ ‫كيفية رمسها ‪،‬والي االن ال أس���تطيع‬ ‫ان ارسم مثله ‪،‬ووالدي كذلك عرفين‬ ‫بأعمال الفن���ان حممد الزواوي الفنان‬ ‫اللي�ب�ي املع���روف حتدي���دا يف العه���د‬ ‫امللكي‪،‬كن���ا نطال���ع رس���وم حمم���د‬ ‫ال���زواوي ون���درس تفاصيلها ونناقش‬ ‫التعب�ي�ر واملغ���زى هذا كل���ه وحنن يف‬ ‫حالة هس���تريية من الضح���ك ‪،‬والوالد‬ ‫كان حريص���ا عل���ى ان اش���اركه اي‬ ‫شي متعلق بالرسم والسياسة ‪،‬احببت‬ ‫ال���زواوي ألنه لي�ب�ي وأنه فخ���ر لنا مل‬ ‫ار فنان���ا اخ���ر ميل���ك قدرات���ه ونظرته‬ ‫الفني���ة م���ا كان���ت يف حمله���ا ‪،‬بع���د‬ ‫االنق�ل�اب اجته ذوق���ي لفنانني اخرين‬ ‫برسم معادي للقدايف تركت الرسوم‬ ‫يف بيتنا ألدري اذا كانت الزالت هناك‪.‬‬ ‫ح�ب�ي للكاريكاتري يف س���ن مبكرة رمبا‬ ‫كان ه���و الف���ن الوحي���د ال���ذي توف���ر‬ ‫لي بكث���رة من خالل اجمل�ل�ات و افالم‬ ‫الرسوم املتحركة ‪،‬اتذكر أني كنت‬ ‫اذه���ب إىل س���ينما( برانيتش���ي) و ان���ا‬ ‫صغري واجلس هناك بانتظار الرس���وم‬ ‫املتحرك���ة ال�ت�ي تس���بق الفيل���م وهذا‬ ‫اهم ش���ي عن���دي ‪ ،‬كن���ت اتاب���ع حتى‬ ‫يف الدعاي���ات الكارتوني���ة ال�ت�ي كانت‬ ‫تعرض يف السينمات‪.‬‬ ‫اول حماوليت الرسم كانت يف الفصل‬ ‫األول االبتدائ���ي ‪ ،‬يف حص���ة الرس���م‬ ‫حاولت رس���م جندي رومان���ي لتأثري‬ ‫باألف�ل�ام اإليطالي���ة مث���ل هرق���ل و‬ ‫ماشيس���ته ‪،‬الغري���ب رمستهم ورمست‬ ‫زيه���م من الذاك���ره ما اعتم���د عليها‬ ‫اىل االن ‪،‬و اول ش���خص ش���جعين بعد‬ ‫والدي ه���و مدرس يف مدرس���ة صالح‬ ‫الدي���ن االيوبي ‪،‬كن���ا الطلبة خنربش‬ ‫عل���ى الس���بورة وكنت ارمس���ه ‪،‬فكان‬ ‫ميس���ح كل ش���ي إال رس���وماتي ل���ه ‪،‬‬ ‫فأحببته واحرتمته هلذه اللفتة‪.‬‬ ‫يف س���نة ‪ ١٩٧٩‬كن���ت اقط���ن يف مشال‬ ‫اجنلرتا مبقاطعة النكشاير ملدة حوالي‬ ‫ارب���ع س���نوات وقتها كن���ت يف مفرتق‬ ‫الط���رق م���ن حيات���ي ‪،‬الن الس���نوات‬ ‫االولي كنت اعتقد ان الوضع سيتغري‬ ‫وحتما ارج���ع إىل الوط���ن ‪،‬مل يكن لي‬ ‫اي نش���اط سياس���ي واملعارضة مل تولد‬ ‫بع���ض ‪ ،‬وبالرغ���م م���ن الصعوبة كنا‬ ‫نتاب���ع يف احداث الوطن درس���ت بكلية‬ ‫ال عالقة هلا بالفن لذلك فشلت ‪،‬ليس‬ ‫ل���دي اي رغبة يف الدراس���ة لكن كان‬ ‫علينا الدراسة للحصول على اإلقامة‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬أنت الساطور ما قصة الساطور؟‬ ‫ذات م���رة يف زي���ارة للن���دن كنت امام‬ ‫حمطة قطارات أيرلز كورت ‪Earls‬‬ ‫‪ Court‬عندم���ا ش���د انتباه���ي حم���ل‬ ‫جم�ل�ات عربي���ة ‪،‬م���ن ب�ي�ن الصحف‬ ‫كان���ت واح���دة بل���ون برتقالي ش���دت‬

‫انتباه���ي اكث���ر ‪،‬اجملل���ة كان امسه���ا‬ ‫اجله���اد وتص���در من التجم���ع الوطين‬ ‫اللي�ب�ي ‪،‬مل اص���دق حظ���ي اش�ت�ريتها‬ ‫ولك���ن مل يوج���د لديها عن���وان ‪،‬وجدت‬ ‫مقال���ة لكات���ب لي�ب�ي مع���ارض عل���ى‬ ‫جمل���ة اخري امسه���ا الش���رق اجلديد‬ ‫عن���د رجوعي ملدينيت قم���ت باالتصال‬ ‫مبجل���ة الش���رق اجلدي���د وراس���لتهم‬ ‫اس���أل ع���ن عن���وان جملل���ة اجله���اد و‬ ‫ارس���لت تلفوني هل���م ‪ ،‬بعد اي���ام اتصل‬ ‫بي ش���خص يدع���ى 'حام���د' اتضح لي‬ ‫بعدها انه املرح���وم املعارض الدكتور‬ ‫حمم���ود املغرب���ي اول رئي���س وزراء‬ ‫بعد االنق�ل�اب ‪ ،‬انضممت ب���دون تردد‬ ‫للتنظي���م املع���ارض وعرض���ت عليهم‬ ‫خدمات���ي منها الرس���م ‪،‬وباملناس���بة ىل‬ ‫حت���ى ذل���ك الوق���ت مل يك���ن ل���دي اي‬ ‫رغب���ة يف الرس���م او التفك�ي�ر مبزاولته‬ ‫كمح�ت�رف او كه���اوي ‪،‬الدكت���ور‬ ‫حمم���ود املغرب���ي كان مبثابة مدرس‬ ‫بالنس���بة لي ‪،‬علمين العمل السياس���ي‬ ‫وسياس���ة النفس الطوي���ل اليت الزلت‬ ‫اس�ي�ر بها اىل االن ‪،‬حينها بدأت الرسم‬ ‫وكن���ت أنش���ر رس���وم كاريكاتوري���ة‬ ‫حت���ت اس���م 'عم���ران'‪ ،‬وقدم���ت اعمال‬ ‫كث�ي�رة وص���در ل���ي كت���اب‪ ،‬حيم���ل‬ ‫رس���وم معادي���ة للق���ذاايف ‪،‬كذل���ك‬ ‫ش���اركت يف املظاه���رات املعادي���ة‬ ‫للقذايف امام الس���فارة الليبية‪ .‬مرحلة‬ ‫معارضة الق���دايف مابني عامي ‪1979‬‬ ‫و ‪ 1985‬م كان���ت جترب���ة مفي���دة‬ ‫بالنس���بة ل���ي وصقلت�ن�ي سياس���يا ‪،‬‬ ‫عرفت�ن�ي بش���خصيات ليبي���ة مناضلة‬ ‫وشريفة منهم كما اسلفت الدكتور‬ ‫املرحوم حممود املغربي الذي شجعين‬ ‫وباس���تمرار كان يرس���ل ل���ي الكت���ب‬ ‫واجملالت ‪،‬ث���م فاضل املس���عودي الذي‬ ‫تعلم���ت من���ه الكث�ي�ر ع���ن الصحاف���ة‬ ‫ورس���م الكاريكات�ي�ر وكلماته حية يف‬ ‫نفس���ي اآلن وهناك ش���خصيات آخرة‬ ‫لك���ن هاتني الش���خصيتني تركتا اثرا‬ ‫يف تكوي�ن�ي ‪ ،‬ويف منتص���ف الثماني���ات‬ ‫عندها ان الرس���م اداة قوي���ة وهلا تأثري‬ ‫اقوى مما كنت اتصور ‪،‬يف ذلك الوقت‬ ‫ب���دأت يف العم���ل مبطع���م ايطال���ي و‬ ‫املعارض���ه اصبحت عندي م���ن املاضي‬ ‫‪،‬لكن مل اقف عن املتابعة و اجياد حلول‬ ‫لتوصيل اعمالي إىل الناس يف الداخل‬ ‫واخلارج ‪،‬باملناس���بة مل اكن يوما على‬ ‫قناعة بان التغيري يأتي من الداخل‪ ،‬اما‬ ‫املعارضة فكانت ال متلك القدرة ‪.‬‬ ‫كان���ت حيات���ي مقس���مة بني الرس���م‬ ‫وب�ي�ن العم���ل يف املطع���م اإليطال���ي‬ ‫حينه���ا ق���ررت الرج���وع إىل الدراس���ة‬ ‫الليلي���ة بكلي���ة‪Nelson & Colne‬‬ ‫‪ Community College‬كان���ت‬ ‫قريبة من البيت ‪ ،‬س���جلت يف كورس‬ ‫لتعلي���م الكمبيوت���ر الس���نة كان���ت‬ ‫‪،1991‬وعندها اش���تغل مبطعم ولدي‬ ‫اس���رة صغرية ووقتها جناحي يف قيادة‬ ‫الس���يارة كان اجنازا كب�ي�را اعطاني‬ ‫االمل واجلرأة يف الرجوع إىل لدراسة‬ ‫‪،‬جلس���ت يف الفص���ل امام���ي جه���از‬ ‫كمبيوت���ر يدع���ى اوميغ���ا ‪Omiga‬‬ ‫‪،‬الفص���ل كان مكتظ���ا برجال ونس���اء‬ ‫الكل يطب���ع وانا حينها انظر للشاش���ة‬ ‫امام���ى غ�ي�ر مس���توعب املطل���وب مين‬ ‫فعل���ه وج���دت برناجم���ا فيه فرش���ات‬ ‫و ال���وان فبدأت ارس���م م���دركا أن ما‬ ‫فعل���ه مضيعة وق���ت وأن���ه االجدر بي‬ ‫ان افعل مثل باقي الطلبة لكن الرس���م‬ ‫غلب وأخذت ارس���م ‪،‬حص���ة تلو حصة‬ ‫وامل���درس مل يق���ل لي ش���ي اطالقا ‪،‬يف‬ ‫اح���دى احلص���ص جاني وامس���ه 'ويل'‬ ‫' ‪، ,'Will‬الغ���رض م���ن ذك���ر امسه‬ ‫والكلي���ة االثن���ان س���يكون هل���م تأث�ي�ر‬ ‫عل���ى حيات���ي ‪،‬املف���روض ان تلتح���ق‬ ‫بالكلي���ة كطال���ب يف الفن���ون” هكذا‬

‫حسن بوليفة‬

‫حممود املغربي‬

‫االنرتنت وجدت نفس���ي امك���ث أوقات‬ ‫طويلة اعمل مبفردي ‪،‬كنت اس���تمع‬ ‫إىل موس���يقى اجل���از والكالس���يك‬ ‫‪،‬االثنان كان���ا رفيقا يف ليالي الش���تاء‬ ‫الطويلة امام شاشة و احببت املوسيقى‬ ‫اجل���از جبمي���ع اطيافه���ا ‪،‬واث���ر ذل���ك‬ ‫على مش���واري الفين والس���بب يف حيب‬ ‫هلذه املوس���يقى هي نغماتها وحيويتها‬ ‫وكذلك الظ���روف اليت ظه���رت فيها‬ ‫‪،‬معان���اة الس���ود يف امري���كا يف بداي���ة‬ ‫الق���رن التاس���ع عش���ر م���ن عبودي���ة‬ ‫وعنصري���ة كان���ت حاف���ز يف تكوي���ن‬ ‫املوس���يقى ‪،‬شعرت بالتش���ابه يف املعاناة‬ ‫واالضطهاد وه���ذا جعلين احبها اكثر‬ ‫وعربت عنها يف جمموعة من اللوحات‬ ‫والرس���وم ‪،‬أقم���ت مع���ارض صغ�ي�رة‬ ‫وبع���ت لوح���ات ورس���وم ‪،‬مما ادهش�ن�ي‬ ‫وش���جعين عل���ى االكتش���اف والتعلم‬ ‫من خالل درس رس���امني عامليني مثل‬ ‫بيكاس���و والعبقري الفرنس���ي تولوس‬ ‫لوتري���ك '‪ ' Toulouse-Lautrec‬و‬

‫إبراهيم غنيوة‬

‫لديك مس���تقبل يف املطع���م ‪،‬انك ختدم‬ ‫وصاحبه يس���تغين ‪،‬هذه املرة كلماته‬ ‫نزل���ت عل���ي كالصاعقة ‪،‬ثم ش���كرته‬ ‫عل���ى اتاح���ت الفرص���ة وثان���ي ي���وم‬ ‫ذهب���ت إىل الكلي���ة ووج���دت الرس���الة‬ ‫جاه���زة ‪،‬ثالث���ة أش���هر والتحق���ت‬ ‫بالكلية ودرست ست سنوات ‪،‬حتصلت‬ ‫عل���ى اثن�ي�ن ماجس���تري يف الغرافيكس‬ ‫واإلعالم والفنون ‪،‬كان من املفروض‬ ‫ان ادرسهن يف ست سنوات ولكن ظرويف‬ ‫مل تس���مح لذل���ك جازف���ت و اكمل���ت‬ ‫يف وق���ت اقصر ‪ ،‬وخالل هذه الس���نوات‬ ‫ب���دأت اكتش���اف الرس���م التجري���دي‬ ‫وكيفية اس���تعمال االل���وان فابتعدت‬ ‫ع���ن الكاريكات�ي�ر واجتهت اىل الرس���م‬ ‫بالفرش���ة واأللوان مستعمال موسيقى‬ ‫السود يف امريكا وحياتهم االجتماعية‬ ‫كإهلام للوحات���ي ‪،‬يف اخر عام بالكلية‬ ‫وشهور من تكميل دراسيت كان همي‬ ‫هو كيفية االس���تفادة م���ن كل هذه‬

‫فاضل املسعودي وعيسى عبدالقيوم‬

‫دخل���ت املعارض���ة الليبي���ة يف مرحل���ة‬ ‫رك���ود كانت ش���به ميت���ة باس���تثناء‬ ‫ص���دور بعض االعداد م���ن جمالت او‬ ‫مناش�ي�ر من ح�ي�ن ألخر ‪ ،‬ذل���ك حدث‬ ‫نتيج���ة خلصوم���ات ب�ي�ن املعارض�ي�ن‬ ‫ووجدت نفس���ي خ���ارج الص���راع انتهى‬ ‫ب���ي األمر إىل ت���رك الس���احة ‪،‬بالرغم‬ ‫م���ن ابتع���ادي إال ان كن���ت اتاب���ع يف‬ ‫األح���داث ‪،‬قم���ت حينها بأعم���ال فنية‬ ‫جملالت ليبي���ة معارضة وعربية لكنها‬ ‫ليست جديرة بالذكر ‪.‬‬ ‫فكرة الس���اطور ولدت م���ن باب املزحة‬ ‫ولتس���لية بع���ض األصدق���اء ‪،‬قم���ت‬ ‫بإص���دار الع���دد األول م���ن صفحت�ي�ن‬ ‫وص���ورت اربع نس���خ وبعثته���ا لثالثة‬ ‫اصدق���اء فنال���ت إعجابه���م ‪،‬وأصدرت‬ ‫اعدادا اخ���رى كانت معادي���ة للقذايف‬ ‫وناق���دة للمعارض���ة الليبي���ة ‪،‬وص���ل‬ ‫صداه���ا الي اقط���اب املعارضة حتى أن‬ ‫فصيال من املعارضة حاول استقطابي‬ ‫م���ن اج���ل اس���كات الس���اطور ‪،‬عرف���ت‬

‫قاهلا املدرس ‪،‬ان���ا مل افهم ‪ ،‬كنت اظن‬ ‫ان���ه س���يطردني ألن���ي مل أنف���ذ املهمة‬ ‫‪ ،‬ع���رض ان يعطي�ن�ي رس���الة قب���ول‬ ‫كطال���ب بكلية الفنون ومنها احتصل‬ ‫عل���ى منح���ة م���ن بلدي���ة حمافظ���ة‬ ‫النكش���اير لتس���اعدني خالل الدراسة‬ ‫‪،‬العرض ارعبين نوعا ما الني مل اكن‬ ‫اعرف ما هو املطلوب يف كلية الفنون‬ ‫‪ ،‬أن���ا ممك���ن خنرب���ش يف كاريكات�ي�ر‬ ‫لك���ن دراس���ة الفن���ون اجلميل���ة ش���ى‬ ‫اخ���ر ويبدو صعب���ا ‪ ،‬فلم اعط���ه جواب‬ ‫‪،‬الكورس انتهى ومل اتعلم ش���يئا س���وى‬ ‫القدرة على الرس���م على بالكومبيوتر‬ ‫‪ ،‬وه���ذا مل ارى ل���ه فائ���دة ‪،‬كم كانت‬ ‫تقديراتي غلط‪.‬‬ ‫رجع���ت إىل العمل يف املطع���م بالنهار‬ ‫واللي���ل ‪ ،‬ذات ي���وم كن���ت واقف���ا ام���ام‬ ‫املطعم وسيجارة يف يدي و اذا باملدرس‬ ‫وي���ل مي���ر عل���ي وحيييين ثم ق���ال لي‬ ‫“ ه���ذا املكان الذي تش���تغل في���ه عبارة‬ ‫ع���ن زق���اق !!طري���ق مس���دود ‪،‬لي���س‬

‫السنني ‪،‬من الدراس���ة والسفر ‪،‬سنوات‬ ‫املاجس���تري كان���ت يف مدين���ة اخ���ري‬ ‫فكان يتحتم علي الس���فر شبه اليومي‬ ‫مل يك���ن لي خيار لكن م���ن الضروري‬ ‫ان اج���د عمال بعد التخ���رج ‪،‬مرة ثانية‬ ‫ذات ي���وم راجع���ا م���ن الكلي���ة اخربتين‬ ‫زوج�ت�ي ان وي���ل مدرس���ي الس���ابق يف‬ ‫الكمبيوت���ر ق���د اتصل وع���رض عليك‬ ‫وظيف���ة تدري���س بالكلي���ة‪ .‬واكملت‬ ‫دراس�ت�ي واجته���ت إىل التدري���س ودام‬ ‫احل���ال كذل���ك ألربعة عش���ر س���نة ‪،‬‬ ‫بع���د خترجي حصل ل���ي تغيري كبري‬ ‫‪ ،‬تعلم���ت الكثري واكتس���بت قدرات مل‬ ‫اكن امتلكها ‪ ،‬دخلت عامل االلوان ‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬ما صلتك باملعارضة الليبية؟‬ ‫خالل عملي كمدرس يف الغرافيكس‬ ‫والتصوير تعرفت على ش���باب لديهم‬ ‫شركة للربامج االلكرتونية وتصميم‬ ‫مواقع لش���ركات ‪،‬وهي تعترب من اول‬ ‫الشركات التى تتعامل يف جمال النت‬ ‫‪،‬كنت اجنز رسوم هلم ‪،‬مرة ثالثة ذات‬ ‫يوم اقرتح���وا ان تكون ل���ي صفحة بها‬ ‫رس���وم لي و اميي���ل س���اعتها مل اكن‬ ‫امتل���ك االنرتن���ت يف بي�ت�ي والتاري���خ‬ ‫كان يف مطل���ع القرن احلالي‪/2000‬‬ ‫‪، 2001‬اتص���ل بي احده���م واخربني‬ ‫ان ل���دي اميي���ل وصل�ن�ي من ش���خص‬ ‫‪،‬ذهبت الي الش���ركة ألرى اول امييل‬ ‫يصل�ن�ي م���ن ش���خص ‪،‬قرأت���ه و اذا به‬ ‫من ش���خص يدعي الدكت���ور ابراهيم‬ ‫اغني���وة ‪،‬كان يطل���ب م�ن�ي الس���ماح‬ ‫ل���ه بإضاف���ة صفحت���ى عل���ى موقع���ه‬ ‫ليبي���ا وطنن���ا فبعثت له ب���رد باملوافقة‬ ‫‪،‬وحلظته���ا صممت عل���ى احضار النت‬ ‫إىل بي�ت�ي ومت ذل���ك يف وق���ت قص�ي�ر‬ ‫‪،‬وبعث���ت بإمييل إىل الدكتور الفاضل‬ ‫ابراهي���م اغني���وة ‪،‬ارس���لت ل���ه رس���م‬ ‫بتوقيع الس���اطور ‪،‬بصراح���ة مل اكن‬ ‫ادري م���دى تأثري العمل البس���يط هذا‬ ‫عل���ى الق���ذايف الن���ي كنت اس���تهدفه‬ ‫ش���خصيا ‪ .‬كنت اطلعت علي رسامني‬ ‫يف التاري���خ السياس���ي منه���ن هوغارث‬ ‫‪ ،William Hogarth‬والفرنس���ي‬ ‫دوم�ي�ر‪ Honoré Daumier‬م���ن‬ ‫جع���ل امرباط���ور فرنس���ا يرف���ع عليه‬ ‫قضيه يف حماكم فرنسا شاكيا‪.‬‬ ‫اثن���ا ف�ت�رة النض���ال ضد الق���دايف على‬

‫يف طفوليت كنت اقضي اوقات اللعب علي رمال ش��ط حبر الش��ابي ‪ ،‬ومن هواييت مش��اهدة البواخر‬ ‫ختتفي خلف البحار ‪ ،‬كنت اريد ان اعرف ‪ :‬اين ختتفي السفن ؟‬


‫‪14‬‬

‫مارس‪) 201410‬‬ ‫العدد)(‪( -‬‬ ‫الرابعة( ‪147-‬‬ ‫السنة‪ -‬العدد‬ ‫السنة الرابعة‬ ‫مارس ‪) 2014‬‬ ‫‪- 4 (10- )- 4147‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫احببت كذلك فن الش���وارع والرس���وم‬ ‫على اجلدران ‪،‬وه���ذا اإلطالع واملثابرة‬ ‫عل���ى متابع���ة اخ���ر األعم���ال الفني���ة‬ ‫س���اعدني يف اص���راري عل���ى تطوي���ر‬ ‫افكاري وشغلي الفين‪.‬‬ ‫أه���م ح���دث يف حرب���ي عل���ى القذايف‬ ‫عل���ى اإلنرتن���ت ه���و احلص���ول عل���ي‬ ‫ك���رت الكرتوني مسح لي مبش���اهدة‬ ‫التلفزي���ون عل���ى الكمبيوتر‪،‬اصب���ح‬ ‫مبق���دوري جل���ب اي ش���ي وانس���خه‬ ‫على الكمبيوتر ‪،‬كنت اش���اهد حمطة‬ ‫اجلماهريية املش���هورة بالقنفود اصبح‬ ‫مبق���دوري نس���خ اي ش���ي خاص���ة‬ ‫خطابات القذايف كانت وس���يلة جيدة‬ ‫وفعال���ة اس���تغليتها يف حماربت���ه وقد‬ ‫اقف���ل حس���ابي عل���ى اليوتي���وب بع���د‬ ‫احتجاجات من السلطات يف ليبيا لكن‬ ‫هذا مل يوقفين عن اص���دار فيديوهات‬ ‫والتالع���ب باألص���وات وتركيب���ات‬ ‫مص���ورة ‪ ،‬كنت ارمي عليه بكل ش���ي‬ ‫ومل احدد لنفسي أي حدود او خطوط‬ ‫مح���راء ‪،‬ونش���رت ش���كاوى ع���ن تعدي‬ ‫الس���اطور ح���دود األخ�ل�اق واملطالب���ة‬ ‫حب���ذف الرس���وم املهين���ة للق���ذايف‬ ‫وأس���رته م���ن املواق���ع ب���دون ج���دوى‬ ‫‪،‬كذل���ك كان���ت هناك تهدي���دات عن‬ ‫طري���ق موق���ع اغني���وة ومت التح���رش‬ ‫باس���رتي من خ�ل�ال خرق حس���اباتهم‬ ‫وتهديده���م وتهدي���د اصدق���اء اوالدي‬ ‫‪،‬كل ه���ذا مل يثني�ن�ي ومل يرعبين بل‬ ‫زادني تصميما على االستمرار ‪،‬كنت‬ ‫اقول ألسرتي هذا وقتهم ووقتنا ات مل‬ ‫يكن يف حساباتي ان ثورة فرباير كان‬ ‫ستندلع بعد ستة شهور فقط ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬عالقت��ك بالف��ن التش��كيلي‬ ‫اللييب كيف هي ‪،‬متى ‪,‬أين ‪ ،‬وما االمساء‬ ‫اليت تريد ذكرها باملناسبة؟‬ ‫بصراح���ة لس���ت عل���ى دراي���ة كاملة‬ ‫باجمل���ال الف�ن�ي يف ليبيا ‪،‬نظ���را لبعدي‬ ‫الس���نني الطويل���ة لك���ن هن���اك بدون‬ ‫شك فنانون ميلكون مواهب وإمكانيات‬ ‫ال ختتل���ف ع���ن اي فن���ان يف باق���ي‬ ‫اجملتمعات‪ .‬ويف نظري أنه على الدولة‬ ‫تش���جع الفنان�ي�ن وإقام���ة املع���ارض‬ ‫والرتوي���ج هل���ا اعالميا وح���ث املواطن‬ ‫على زيارته���ا ‪ .‬اتذكر لقاء مع الفنان‬ ‫الراحل عوض اعبيدة يف لندن ومكثت‬ ‫معه س���اعات ‪،‬حتدث فيها ع���ن اعماله‬ ‫وتارخي���ه الف�ن�ي ‪،‬ومن���ه عرفت كيف‬ ‫يعمل الفنان احمل�ت�رف وكيفية انتاج‬ ‫لوحات���ه واألوق���ات املناس���بة إلجنازها‬ ‫‪،‬كانت جتربة مفيدة ‪.‬‬ ‫يف الدول املتقدمة الفن وخاصة الرسم‬ ‫يلع���ب دور اساس���ي يف جمتمعاته���م‬ ‫‪،‬ابداع الرس���امني ولوحاته���م هلا تأثري‬ ‫يف نفس���ية وذوق اجملتم���ع واملتاح���ف‬ ‫واملعارض متوف���رة للجميع ‪،‬االطفال‬ ‫يقتادون إىل املعارض الفنية ‪،‬ويش���رح‬ ‫هل���م معاني وتاريخ اللوح���ات اخل ‪،‬هلذا‬ ‫ترقى الشعوب العتمادها على الفن ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬أي��ن أن��ت اآلن وكي��ف احل��ال‬ ‫‪ ،‬حال��ك وح��ال البالد بع��د فرباي��ر كفنان‬ ‫وكانسان ؟‬ ‫ان���ا االن يف اجنل�ت�را مقيم من���ذ قرابة‬ ‫‪ 40‬س���نة ‪،‬اعي���ش م���ع اس���رتي ‪،‬أقدم‬ ‫حالي���ا أعمال لقن���اة ليبي���ا األحرار يف‬ ‫اطار رس���وم بعن���وان “ خمطوطات من‬ ‫ذاك���رة املدين���ة “ ‪،‬ورس���وم جلري���دة‬ ‫األحوال الليبية وه���ذا كله من فضل‬ ‫ثورة فرباير‪ .‬اس���تغل وق�ت�ي يف تطوير‬ ‫قدراتي يف الرسم والقراءة و االستماع‬ ‫للموسيقى‪ .‬أمل يف زيارة الوطن قريبا‬ ‫‪،‬اما خبصوص الوضع احلالي واملشهد‬ ‫السياس���ي يف الوط���ن فأن���ا متفائ���ل‬ ‫ج���دا خبص���وص املس���تقبل ‪ ،‬امحد اهلل‬ ‫علي ث���ورة فرباير فق���د فتحت امامي‬ ‫ابواب���ا وفرص���ا مل تس���نح لي م���ن قبل‬ ‫‪،‬ثورة فرباير عرفتين بش���باب وشابات‬ ‫غيورين على الوط���ن وحيملون افكارا‬ ‫وعلى درجة عالية م���ن الذكاء ‪،‬كل‬ ‫هذا اعطاني امل كبري يف املستقبل‪.‬‬ ‫ه���ذا إحساس���ي و كم���ا كن���ت احس‬ ‫بس���قوط ونهاي���ة القذايف اح���س اآلن‬ ‫بأن املس���تقبل سيكون احس���ن و افضل‬ ‫ألن أه���ل ليبيا يس���تحقوا افضل بكثري‬ ‫مما ه���و حاصل بعد كل ه���ذه املعاناة‬ ‫حتت حكم القذايف وتقديم التضحيات‬ ‫والشهداء يف سبيل ثورة فرباير‪.‬‬

‫حسن دهميش مع والده‬

‫حسن دهميش‬

‫يف حياتي كان والدي من غرس يف الرسم ‪،‬ومن دعمين املعارض حممود املغربي رئيس الوزراء االسبق‬ ‫‪،‬والصحفي الوطين الكبري فاضل املسعودي ‪،‬أما مالئكة رمحة جتربيت فهو ول معلم الكمبيوتر!‬

‫األديب كامل عراب ‪ ...‬يف ذكراه األوىل‬ ‫يونس شعبان الفنادي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الراحلة على موج اليابسة اخلضراء‬ ‫(السفن‬ ‫محلت كفين ورمادي‬ ‫فتمطت أشرعة احلزن البيضاء‬ ‫تنعي موتي ورحيلي‬ ‫ُ‬ ‫أترك صحرا َء البدو‬ ‫وأهازيج الشعرا ِء الطبالني‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سكني النقا ِد املأجورين‬ ‫وأموت على‬ ‫ِ‬ ‫جمبول من الطني‬ ‫د‬ ‫معبو‬ ‫أنقى‬ ‫لكين‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املغلول أنقى من وج ِه احملبوبة‬ ‫الوطن‬ ‫َ‬ ‫عارية النهدين)‬ ‫لو خطرت‬ ‫هكذا اس���تهل الش���اعر الراحل جيالني طريبشان‬ ‫قصيدته "الرباءة" ح�ي�ن كتبها منذ عقود بعيدة‪،‬‬ ‫وكأن���ي باألدي���ب الراح���ل كامل ع���راب يعلنها‬ ‫اآلن ويذيعه���ا عل���ى امل�ل�اء بصوت���ه املتدف���ق قوة‬ ‫ورصان���ة ووثوق���اً من مق���ر س���كناه اجلديد‪ .‬ذاك‬ ‫املس���كن اآلخري الذي رحل اليه‪ ،‬وح���ل به يف مثل‬ ‫ه���ذا اليوم منذ عام مضى عن عمر يقارب مثانني‬ ‫حو ً‬ ‫ال‪ ،‬ت���اركاً الكثري م���ن اإلرث الفكري واملنتوج‬ ‫األدبي الذي س���يحفظه التاريخ‪ ،‬ويش���هد به على‬ ‫إبداع���ه ط���وال س���نني جت���اوزت نصف ق���رن من‬ ‫العطاء‪.‬‬ ‫فاألدي���ب الراح���ل كام���ل ع���راب ول���د مبدين���ة‬ ‫الرجب���ان س���نة ‪ 1935‬وتلقى تعليم���ه االبتدائي‬ ‫مبدرس���ة غري���ان‪ ،‬ثم انطل���ق يف حيات���ه العملية‬ ‫بالعمل مذيعاً باإلذاعة الليبية عقب االس���تقالل‪،‬‬ ‫حيث يعترب أحد املؤسس�ي�ن هل���ا‪ ،‬ثم معداً ومقدماً‬ ‫للعدي���د م���ن الربام���ج الثقافي���ة واألدبي���ة منه���ا‬ ‫"أجنح���ة ال���كالم" و"طاب���ت أوقاتكم" على س���بيل‬ ‫املث���ال ال احلص���ر‪ .‬وب���كل هم���ة وحض���ور فاع���ل‬ ‫أس���هم األدي���ب الراح���ل كام���ل ع���راب يف إث���راء‬ ‫املش���هد الصحفي واألدب���ي بالعديد م���ن املقاالت‬ ‫والدراس���ات النقدي���ة ال�ت�ي أب���رز فيه���ا قدرات���ه‬ ‫وإمكانياته فحقق حضوراً الفتاً ومميزاً‪.‬‬ ‫وباإلضافة إىل ذلك توىل العديد من املسؤوليات‬ ‫ً‬ ‫جمموعة م���ن الكتب‬ ‫وامله���ام اإلداري���ة‪ ،‬وأص���در‬ ‫اليت مجع فيها بعض دراس���اته ومقاالته املنشورة‬ ‫بالصح���ف واجمل�ل�ات الليبي���ة والعربي���ة‪ ،‬وه���و‬ ‫يع�ت�رف يف مقدم���ة كتاب���ه (ب���دون مراوغ���ة)‬ ‫بفقدان الكثري م���ن كتاباته وأعماله حيث يقول‬ ‫(‪ ..‬فما أكثر النصوص اليت ضاعت ومل أعثر هلا‬ ‫على أث���ر حت���ى اآلن‪ ،‬وما أكث���ر النصوص اليت‬ ‫فرطت فيها بعد إلقائها لسبب أو آلخر‪.)...‬‬ ‫فما أحوجنا اآلن إىل إسداء خدمة جليلة لألديب‬ ‫عم���ا ضاع من‬ ‫املس�ت�ريح يف ق�ب�ره وذل���ك بالبحث ّ‬ ‫انتاج���ه والس���عي لتجمي���ع أعمال���ه ونصوص���ه‬ ‫املفق���ودة‪ ،‬ألن�ن�ي على يقني وثقة بأنها ستكش���ف‬ ‫جوان���ب أخ���رى مهم���ة يف مس�ي�رته الش���خصية‬ ‫ً‬ ‫عام���ة‪.‬‬ ‫وتضي���ف للمش���هد األدب���ي والصحف���ي‬ ‫وللتأكي���د عل���ى قيم���ة أعم���ال األدي���ب الراحل‬ ‫كام���ل ع���راب وأهمي���ة كتابات���ه أقتبس بعض‬ ‫ما س���طره يف مق���ال ل���ه بعن���وان (كالم جرايد)‬ ‫ونش���ره يف كتاب���ه (بنكه���ة األدب أحيان���اً) يوجه‬ ‫فيه نق���داً الذعاً وقوياً بكل جرأة وش���جاعة حيث‬ ‫كت���ب يق���ول (‪" ..‬احلكوم���ة" اليت ال تلق���ي با ً‬ ‫ال ملا‬ ‫يكتب يف الصحاف���ة وال تعريه أي اهتمام‪ ،‬هي إما‬ ‫أن تك���ون حكومة جاهلة‪ ،‬مبعن���ى أنها ال تقرأ وال‬ ‫تكت���ب‪ ،‬وبالتال���ي ال ت���دري ما يث���ار أو يكتب على‬ ‫صفح���ات اجلرائد‪ ،‬وإما أنها تكون حكومة حاقدة‬ ‫أو س���اخطة أو مستبدة‪ ،‬وهي يف هذه احلالة أيضاً‬ ‫ال حيرك ما يكتب يف الصحف ش���عرة من رأس���ها‬ ‫الناش���ف‪ ،‬وال���ذي ق���د يكون بش���عر ولكن���ه بدون‬ ‫شعور)‪.‬‬ ‫ومن خالل مطالعة إصداراته نالحظ أن الراحل‬ ‫كامل عراب يتميز خبصل���ة الوفاء‪ ،‬اليت صارت‬ ‫نادرة يف هذا الزمن‪ ،‬ألساتذته ومعلميه ولزمالئه‬ ‫ورفاق رحلته األدبية حيث جنده خيصص مقالة‬ ‫بعن���وان (رحلوا وترك���وا لنا احلس���رة) للحديث‬ ‫عن أس���تاذه ومدي���ر مدرس���ة غري���ان االبتدائية‬

‫املركزية الش���يخ اجلليل حممد اللموشي رمحه‬ ‫اهلل‪ ،‬ومقال���ة أخرى بعنوان (س���يدة يف البال) عن‬ ‫عالقت���ه األخوي���ة بالراحل���ة خدجي���ة اجلهم���ي‬ ‫وموقفه���ا الصلب تنديداً مبنعه من الس���فر س���نة‬ ‫‪ .1960‬ومق���االت أخرى عديدة أفصح فيها عن‬ ‫عالقاته بالش���اعر عل���ي الرقيعي وعل���ي الفزاني‬ ‫وخليف���ة الفاخ���ري وكام���ل املقه���ور وخليف���ة‬ ‫التليس���ي وس���ليمان كش�ل�اف وبص���ورة خاصة‬ ‫اجليالني طريبشان رمحهم اهلل مجيعا‪.‬‬ ‫وحت���ى إن اتس���مت تل���ك املق���االت بالتقريري���ة‬ ‫واخلطابي���ة فإنه���ا تق���دم لن���ا تلميحات يس�ي�رة‬ ‫وشذرات قليلة من مش���اعره اإلنسانية وعالقاته‬ ‫الودية مبعاصريه‪ ،‬إال أن كتابة س�ي�رته الذاتية‬ ‫كاملة س���تمنحنا بال ش���ك إطالل���ة أعمق على‬ ‫جتارب���ه وخربات���ه اليت هي بالتأكي���د زاد معريف‬ ‫حيتاجه كل ش���غوف ب���األدب والنق���د واإلذاعة‪،‬‬ ‫لالس���تفادة مما حتتويه تلك الس�ي�رة من دروس‬ ‫وعرب‪ .‬وكتاب���ة بعض من س�ي�رة األديب الراحل‬ ‫كام���ل عراب يف غياب ش���خصه أم���ر يبدو صعباً‬ ‫ولكن���ه لي���س مس���تحي ً‬ ‫ال بع���د مراجع���ة أوراق���ه‬ ‫ومذكرات���ه اخلاص���ة ووثائق���ه الش���خصية‬ ‫وخمطوطات���ه ال�ت�ي حيتف���ظ به���ا يف مكتبت���ه‬ ‫الزاخ���رة بصن���وف العل���م واملعرف���ة واألدب وهي‬ ‫مس���ئولية تضامني���ة بني أس���رة األدي���ب الراحل‬ ‫واملؤسسات الثقافية الوطنية‪.‬‬ ‫أم���ا أبرز م���ن كتب ع���ن الفقي���د الراحل كامل‬ ‫عراب فهو األس���تاذ أمني مازن الذي نش���ر بتاريخ‬ ‫‪ 25‬يونيو ‪ 2009‬يقول (‪ ...‬أوكد أن هذا الصديق‬ ‫أول من عرفت من نشطاء الفكر اليساري‮‪‬،‬إن صح‬ ‫ي‬الش���باب اللي�ب�ي‮‪‬.‬وكان‮‬ ‫يف‬قاعات ناد ‮‬ ‫التعب�ي�ر‪ ،‬‮‬ ‫‬يومئ���ذ قد خلع لتوه مالبس نائ���ب العريف بقوة‬ ‫بوليس طرابلس وأمامه فرصة للعمل مبؤسسة‬ ‫التأمني االجتماع���ي‮‬اليت‮‬آلت إىل الدولة‮‬الليبية‮‪،‬‬ ‫ي‬بتعيينه على الدرجة‬ ‫‬إذ اجت���از االمتحان القاض ‮‬ ‫السادس���ة‪ ،‬إال أن���ه‮‬عدل ع���ن ذلك أمام م���ا الح يف‮‬ ‫‬األفق م���ن إمكانية العمل باإلذاعة اليت‮‬تأسس���ت‬ ‫يف‮‬ذات الف�ت�رة ‪ )...‬ويواص���ل (‪ ..‬انص���رف كام���ل‬ ‫إىل اإلذاع���ة وإىل جملتها بالذات ‪ ‬....‬وأش���هد‮‬‪،‬‮‬هنا‬ ‫أن�ن�ي‮‬مدين له مبعرفة الكث�ي�ر يف‮‬إطار البدايات‪،‬‬ ‫إذ كا ‮ن‬يومئ���ذ عل���ى صلة بأب���رز األمساء الذين‬ ‫أذك���ر منه���م الكث�ي�ر م���ن الراحلني أمث���ال علي‮‬ ‫‬الرقيعي‮‬وعلي‮‬بوزقية وحمم���د مفتاح الدعيكي‮‬ ‫‬وعبد احلميد البكوش وكامل املقهور ثم‮‬عبداهلل‬ ‫القوي���ري‮‬إىل جان���ب‮‬يوس���ف وفاضل املس���عودي‮‬ ‫‬‪ ......‬وكان ش���ديد احلماس للعمل املنظم‪ ،‬كثري‬ ‫الت�ب�رم من تردد البعض‪ ،‬وق���د فهمت أنه تعرض‬ ‫يف‬قوة بوليس طرابلس مما‬ ‫لش���يء من املضايقة ‮‬ ‫ال‬ما‮‬يفيد‬ ‫جعله كبري السرور عشية عودته حام ً‮‬ ‫بقب���ول اس���تقالته)‪ .‬ويضيف األس���تاذ أمني مازن‬ ‫متحدثاً ع���ن املرحوم كامل ع���راب (‪...‬‮‬كان هو‮‬ ‫‬جيم���ع بني املقالة والقصة‪‬.‬وكان‮‬نادي‮‬الش���باب‬ ‫اللييب‮‬قد أجرى مسابقة القصة للكتاب الناشئني‬ ‫وق���د تب�ي�ن أنه‮‬ضم���ن الذي���ن‮‬اش�ت�ركوا يف‮‬تلك‬ ‫املسابقة ‪....‬وقد فاز كامل باجلائزة األوىل)‪.‬‬ ‫تلك ش���هادة أحد جمايلي���ه‪ ،‬أما بالنس���بة لي فإن‬ ‫عالق�ت�ي باألدي���ب الراح���ل مل تتعم���ق بدرج���ة‬ ‫كبرية ومل أتواصل معه بش���كل مباش���ر إال حني‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وقدمت برناجمي املرئي "املش���هد الثقايف"‬ ‫أعددت‬ ‫الذي ب���ث خالل الف�ت�رة من ‪ 12‬أغس���طس حتى‬ ‫‪ 28‬ديسمرب ‪ 2010‬واستضاف ك ً‬ ‫ال من الشاعر‬ ‫عبدامل���وىل البغدادي واألديب أم�ي�ن مازن والفنان‬ ‫علي العباني والقاص يوس���ف الشريف واحملامي‬ ‫مجع���ة عتيقة والقاص���ة عزة املقهور واألس���تاذة‬ ‫أمس���اء األس���طى وغريه���م‪ .‬وكان املرح���وم م���ن‬ ‫ضمن قائمة ضيويف حيث اتصلت به واتفقنا على‬ ‫موضوع احلوار وحتديد موعد التسجيل باإلذاعة‬ ‫إال أن امل���رض املفاج���يء الذي باغثه وس���فره إىل‬ ‫األردن للع�ل�اج حال دون ذلك‪ ،‬ثم توقف "املش���هد‬

‫الثقايف" وتفجرت ثورة السابع عشر من فرباير‪.‬‬ ‫وبع���د الثورة كنا نلتقي يف أمس���يات احملاضرات‬ ‫األس���بوعية مبركز اجله���اد أو يف مقر صحيفة‬ ‫"الب�ل�اد" ال�ت�ي جاورت���ه يف الكتاب���ة به���ا أس���بوعياً‬ ‫ُ‬ ‫نش���رت مقاليت‬ ‫لف�ت�رات قليل���ة متقطع���ة‪ .‬وحني‬ ‫"ليبي���ا والوط���ن يف أش���عار املرح���وم عبداحلمي���د‬ ‫البك���وش" بصحيفة "ميادي���ن" وقدمتها مبركز‬ ‫اجلهاد ذات أمس���ية خريفية كان سعيداً وممتناً‬ ‫إلب���راز اجلانب الش���عري لدى السياس���ي الراحل‬ ‫عبداحلمي���د البكوش رئيس وزراء ليبيا األس���بق‪،‬‬ ‫واع�ت�رف لي بأن���ه مل يك���ن يعل���م أن عبداحلميد‬ ‫البك���وش ل���ه إصدارات ش���عرية غزي���رة ودواوين‬ ‫عديدة وطلب مين نسخة من املقالة فسلمتها له‬ ‫وتركته يبحث عن دواوين عبداحلميد البكوش‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫علمت خبرب وفاته يوم السادس والعشرين‬ ‫وحني‬ ‫م���ن ش���هر فرباي���ر ‪ 2013‬نعيت���ه عل���ى حائط���ي‬ ‫يف موق���ع التواص���ل االجتماع���ي "في���س ب���وك"‬ ‫وشاطرني الكثريون فقدانه من خالل تعليقاتهم‬ ‫منه���م الصديق العزي���ز اإلعالمي مس�ي�ر جرناز‬ ‫ال���ذي كتب (ظ���روف العمل الصحف���ي مجعتنا‬ ‫مع���اً ألش���هر مع���دودة‪...‬‬ ‫كن���ت حمظوظ���اً‬ ‫ُ‬ ‫ك���م‬ ‫للتع���رف عليه عن قرب‪.‬‬ ‫ك���م ه���و ف���ادح رحي���ل‬ ‫إنس���ان يف نب���ل األس���تاذ‬ ‫كامل ع���راب‪ ...‬إعالمي‬ ‫م���ن ط���راز رفي���ع يغادر‬ ‫يف وق���ت أحوج م���ا نكون‬ ‫حلض���وره ‪ )...‬وكذل���ك‬ ‫الصدي���ق الصحف���ي‬ ‫اهل���ادي ش���ليق كت���ب‬ ‫(س���نفقد كام���ل عراب‬ ‫كلم���ا احتجن���ا إىل‬ ‫خطي���ب مف���وه وكاتب‬ ‫متمي���ز ومثقف رصني)‬ ‫أم���ا األس���تاذة امباركة‬ ‫عدال���ة فأك���دت أن‬ ‫(األس���تاذ كام���ل عراب‬ ‫ش���خصية إعالمي���ة‬ ‫ال تتك���رر) أم���ا األس���تاذ‬ ‫عبداللطي���ف الدجيان���ي‬ ‫أبيات من الش���عر‬ ‫فكت���ب ٍ‬ ‫يقول فيها ‪:‬‬ ‫(عزائي في���ك ‪ ...‬هو أن ال‬ ‫يكون هناك ْ‬ ‫عزاء‬ ‫عزائ���ي في���ك ‪ ...‬لي���س‬ ‫نياح وال ْ‬ ‫بكاء‬ ‫صياح وال ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عزائ���ي في���ك ‪ ...‬ه���و‬ ‫ُ‬ ‫الصم���ت وال ش���يء غ�ي�ر‬ ‫حليم‬ ‫الصم���ت إذا غ���اب ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫احللماء‬ ‫من‬ ‫احلب بعدم‬ ‫احلب إذا ُح ِك َم على ِّ‬ ‫عزائي فيك ‪ ...‬هو ُ‬ ‫ْ‬ ‫البقاء‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الوفاء‬ ‫األرض رم َز‬ ‫ما الدمع؟ ‪ ....‬إذا ضمت‬ ‫ْ‬ ‫العزاء؟ ‪ ...‬إذا َ‬ ‫ْ‬ ‫الكرماء‬ ‫كريم من‬ ‫فارق الدنيا‬ ‫ما‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫العرب ال تبكي ال ُن ْ‬ ‫بالء)‬ ‫ة‬ ‫فعاد‬ ‫‪....‬‬ ‫!‬ ‫التبكوه‬ ‫ِ‬ ‫رحم اهلل األس���تاذ كامل عراب ‪ ...‬الكاتب اإلنسان‬ ‫واألدي���ب الناقد والص���وت اإلذاعي ال���دايفء الذي‬ ‫سيظل رمزاً من رموز ثقافتنا الوطنية اليت نعتز‬ ‫بها ‪ ...‬ونفخر‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ ألقي���ت بتاري���خ ‪ 26‬فرباي���ر ‪ 2014‬مبناس���بة‬‫الذكرى األوىل لرحيل األديب كامل عراب‪ ،‬دار‬ ‫عبداخلالق نوجيي‪ ،‬املدينة القدمية‪ ،‬طرابلس‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪fenadi@yahoo.com‬‬

‫‪15‬‬ ‫كامل عراب يف‬ ‫مكتبة نوجيي‬ ‫أه���دت الس���يدة ليلى أمح���د فري���د ( وهي كرمية‬ ‫اإلعالمي اللييب أمحد فريد أول مذيع عربي لييب‬ ‫بقن���اة ‪ BBC‬لندن ) زوج���ة الكاتب واالديب الناقد‬ ‫الراح���ل كامل ع���راب مكتبت ُه الثمين���ة اىل مكتبة‬ ‫نوجي���ي ( القنصلي���ة اإلجنليزي���ة بطرابلس ) وقد‬ ‫خصص���ت املكتبة جناح���ا ملا يُقارب اخلمس���ة أالف‬ ‫س���يؤومه ط�ل�اب ورواد العلم‬ ‫كتاب���ا موقعا بامسه‬ ‫ُ‬ ‫واملعرف���ة الذي���ن تعم���ر به���م املكتبة يومي���ا ‪ ،‬جرى‬ ‫االهداء مبناسبة الذكرى السنوية األوىل لرحيله‬ ‫وكان ذل���ك يف لق���اء حض���ره لفي���ف م���ن الكت���اب‬ ‫واالدب���اء واإلعالمي�ي�ن ‪ -‬بدعوة م���ن عائلة الراحل‬ ‫عراب‪ -‬والذين قدموا كلماتهم اليت ترمحت على‬ ‫روحه وعرضت بعضا من سريته الوطنية يف العمل‬ ‫االدبي والثقايف واإلعالمي ‪.‬‬ ‫وقالت السيدة ليلى يف اتصاهلا باجلريدة لدعوتها ‪:‬‬ ‫مل أت���ردد يف إهداء املكتبة لعلمي بان زوجي الراحل‬ ‫أهدى وطن���ه عصارة جهده ط���وال عقود وألمتثل‬ ‫بقول رس���ولنا (صلى اهلل عليه وسلم) ينقطع عمل‬ ‫ابن أدم إال من ثالث ( صدقه جاريه ‪ ،‬أو علم ينتفع‬ ‫ب���ه أو ولد صاحل يدعو له ) وق���د كانت املكتبة أعز‬

‫ما ميلكه الراحل الذي احب الكتاب وقدسه و امضى‬ ‫حيات���ه صديقا معاش���را للق���راءة ومداوم���ا عليها ‪،‬‬ ‫فكان عرب رحالته اول ما يقتين الكتب ‪.‬‬ ‫وذك���رت عالقت���ه املعرفي���ة األوىل بس���وق الكتب‬ ‫باالزبكي���ة يف القاه���رة وهو املكان ال���ذي مجعته به‬ ‫ذكريات العالقة املبكرة باملنتج االدبي املصري ‪.‬‬ ‫والراحل كامل ع���راب ولد يف مدينة الرجبان عام‬ ‫‪ 1935‬وتلقى تعليمه االبتدائي يف مدرسة غريان‪،‬‬ ‫بدأ حياته العملية بالعمل مذيعا يف اإلذاعة الليبية‬ ‫عقب االس���تقالل وهو من املؤسس�ي�ن هل���ا وفيها ملع‬ ‫ومقدم���ا للربام���ج الثقافية‬ ‫إمس���ه بوصف���ه ُمع���داً ُ‬ ‫واألدبية مثل "أجنح���ة الكلمات" و "طابت أوقاتكم"‬ ‫اىل جان���ب زاويت���ه "كلم���ات يف الف���ن" مبجل���ة‬ ‫"اإلذاعة" اليت صدرت يف منتصف الس���تينيات‪ .‬نشر‬ ‫كتابات���ه األدبي���ة يف الصح���ف و اجمل�ل�ات احمللية‬ ‫وترأس حترير جمليت الفصول األربعة ‪ ،‬وامللتقى ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫مناقشه رسالة ماجستري‬ ‫بااالكادمييه الليبية بنغازى‬ ‫متابعه وتصوير ‪:‬ـ ريم العبدىل‬

‫مت باألكادميي���ة الليبي���ة بنغ���ازى مناقش���ه رس���الة‬ ‫ماجس���تري بعنوان (فحص س�ل�االت املكورات العنقوديه‬ ‫الذهبية املقاومه للميثس���يلني فى العاملني فى الرعاية‬ ‫الصحية فى مستشفيات بنغازى ) القتها األستاذه ‪:‬ناديه‬ ‫امراجع العبدىل ‪,‬واشرف على الرسالة ( أ‪.‬د‪.‬صاحل محد‬ ‫بعيو) وتكونت اللجنة املمتحنة من ‪:‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬رجب الطبجي وأ‪.‬د‪ .‬صاحلة بن جويرف‬ ‫ولتعرف اكثر على حمتوى الرس���الة كانت لنا وقفه‬ ‫مع االس���تاذه ‪:‬ـ ناديه العبدىل مقدمة الرس���الة وسألنها‬ ‫عن‪:‬‬ ‫•اهلدف من هذه الدراسة ؟‬ ‫اهدف من الدراس���ة استكش���اف مدى انتش���ار البكترييا‬ ‫املكورة العنقوديه الذهنيه املقاومه للميتيسيلني(‪mrsa‬‬ ‫) ب�ي�ن العاملني ف���ى الرعاية الصحية فى مستش���فيات‬ ‫بنغازى (ليبيا )واىل توفري نظره ثابتة لدور املستش���فى‬ ‫كبيئة انتقال العدوى فبيئة املستشفى سواء مبرضاها‬ ‫او ب���ا العامل�ي�ن به���ا متث���ل بيئة مناس���بة لنش���اط تلك‬ ‫البكترييا‬ ‫•ما هى الصعوبات التى وجهتك اتناء القيام بالدراس���ة‬ ‫؟‬ ‫بصراح���ة مل توجهنى اى صعوبة ف���ى جتميع العينات‬ ‫س���وء م���ن العاملني ب���ا املستش���فى او اداره املستش���فيات‬ ‫الصعوب���ة فقط عدم توفر املواد املس���تخدمه فى البحث‬ ‫النى كنت اطرأاىل ش���راءها خارج ليبيا وبأسعار غالية‬ ‫والسبب الن هذه الكميه تكون بسيطة لغرض الدراسة‬ ‫فقط لذا تكون هناك غالء عند الشراء‬ ‫•النتائج التى توصلتى اليها ؟؟‬ ‫توصل���ت اىل ع���ده نتائ���ج منه���ا ‪:‬أن املك���ورة العنقودي���ه‬ ‫املقاوم���ه للمتيس���يلني( ‪ )mrsa‬اعلى ف���ى العاملني فى‬ ‫الرعاي���ة الصحية‪%21.4 .‬من املوظف�ي�ن العاملني فى‬ ‫اعمال اخرى غري املستشفيات بنسبه ‪ %9.6‬والسالالت‬ ‫املقاومه ملض���ادات احليوية من البكترييا اكثر انتش���ارا‬ ‫فى املستشفى مما كانت عليه خارج املستشفى‬ ‫•كلمه اخريه ملن توجهيها ؟‬ ‫امتن���ا املزيد من الدعم لطلبه الدراس���ات العليا فى ليبيا‬ ‫واالهتمام بهم‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫الصحفي ‪...‬بني األخالق واألخالقيات‬ ‫مسرية العجيلي‬ ‫‪ ...‬يف األون���ة األخرية ظه���ر علينا عرب‬ ‫الفضائيات احمللي���ة ‪ ،‬بعض من رجال‬ ‫احلكوم���ة وأعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫الع���ام محُ مل�ي�ن وس���ائل اإلع�ل�ام‬ ‫املسئولية يف حتريض الناس للخروج‬ ‫على الش���رعية !! أو على حد تعبريهم‬ ‫( تأجي���ج الش���ارع) !!‪ ،‬فه���ل أصبح���ت‬ ‫وس���ائل اإلع�ل�ام مشاعة يعل���ق عليها‬ ‫أعض���اء املؤمتر واحلكوم���ة تقصريهم‬ ‫يف أداء واجباته���م جت���اه الش���عب الذي‬ ‫انتخبهم ؟!‬ ‫إن الش���ارع اللي�ب�ي ال حيت���اج إىل‬ ‫حتريض من وس���ائل اإلع�ل�ام ليقوم‬ ‫بالتعبري عن رأيه حبرية يف الس���احات‬ ‫و امليادي���ن ‪ ،‬ألن الكي���ل ق���د فاض‪ ،‬ومل‬ ‫يع���د مبُكنة املواطن أن يتحمل الوضع‬ ‫ال���ذي ص���ار علي���ه املؤمت���ر واحلكومة‬ ‫م���ن إهمال وتقصري يف الواجبات جتاه‬ ‫الوطن واملواطن ‪.‬‬ ‫والس���ؤال ال���ذي يط���رح نفس���ه ‪ :‬ه���ل‬ ‫أصبح���ت العالق���ة ب�ي�ن اإلع�ل�ام‬ ‫ومؤسسات الدولة عالقة عدائية؟!‬ ‫أم ه���ي عبارة ع���ن ردود أفع���ال فقط‬ ‫!! حياول���ون فيها الدفاع عن أنفس���هم‬ ‫برم���ي الك���رة يف ملع���ب اإلع�ل�ام !!‬ ‫واجل���واب ال���ذي يف���رض نفس���ه ‪ :‬هو‬ ‫أن ه���ذه العالق���ة تعت�ب�ر طبيعي���ة‪،‬‬ ‫لطبيع���ة وظيف���ة اإلعالم كس���لطة‬ ‫رابع���ة مهمته���ا مراقبة أداء املؤسس���ة‬ ‫التشريعية والتنفيذية وتنبيه املواطن‬ ‫إىل أوجه القصور عند هذه املؤسس���ات‬ ‫‪.‬ولك���ن م���ن زاوي���ة أخ���رى لي���س من‬ ‫صالحي���ات وس���ائل اإلع�ل�ام إط�ل�اق‬ ‫الته���م جزاف���اً ‪ ،‬األخب���ار ب���دون توخي‬ ‫الص���دق ودون أدل���ة وقرائ���ن واقعية‪،‬‬ ‫وهذا من أبس���ط القواع���د اليت حتكم‬ ‫أخالقيات العمل الصحفي ‪.‬‬ ‫ولك���ن الس���ؤال البديه���ي ه���و ‪ :‬ما هي‬ ‫القي���م واملوازي���ن اليت حتك���م تصرف‬ ‫الصحف���ي يف الواق���ع العمل���ي؟! ه���ل‬ ‫ه���ي املصلحة الش���خصية أم مصلحة‬ ‫املؤسس���ة أم املصلحة العام���ة ؟! وماذا‬ ‫نقصد بأخالقيات املهنة؟‬ ‫هي بإختصار شديد ‪ :‬اإلطار الفلسفي‬ ‫للسلوك والقيم والقواعد واملبادئ اليت‬ ‫حتكم اإلنسان فرداً‬ ‫أو مجاعة‪ .‬ولكن البد من التمييز بني‬ ‫مفهوم�ي�ن للس���لوكيات اإلعالمي���ة ‪:‬‬ ‫األخالق واألخالقيات ‪.‬‬ ‫فتعب�ي�ر األخ�ل�اق يتن���اول التص���رف‬ ‫األخالق���ي الع���ام ألي إنس���ان ضم���ن‬ ‫النطاق اخلاص بالشخصية‪،‬‬ ‫بينم���ا تعب�ي�ر األخالقي���ات يَع�ن�ي‬ ‫جمموع���ة الواجب���ات واإللتزام���ات‬ ‫اخلاصة اليت تنش���أ عن ممارسة املهنة‬ ‫( النطاق اخلاص باملهنة) ‪.‬‬ ‫وهن���اك ثالث���ة عناص���ر رئيس���ية‬ ‫تش���كل أهم املبادئ األخالقي���ة للعمل‬ ‫الصحفي ‪:‬‬ ‫القان���ون‪ :‬أي جمموع���ة‬ ‫‪ -1‬‬ ‫القوانني والتشريعات املنظمة للمهنة‬ ‫وال�ت�ي حتم���ي الصحفي�ي�ن وتضم���ن‬ ‫حقوقه���م ‪ ،‬كم���ا حتم���ي املواطني�ي�ن‬ ‫من جتاوزات وس���ائل اإلعالم حياهلم‬

‫‪،‬وتضمن هلم خدم���ة إعالمية راقية ‪،‬‬ ‫حيث أن وجود القوانني وإحرتامها هو‬ ‫الضام���ن األول ملمارس���ة الصحفي�ي�ن‬ ‫ملهنتهم ‪.‬‬ ‫‪-2‬احلرية ‪ :‬وهي املس���احة احلقيقية‬ ‫ال�ت�ي يتمت���ع به���ا الصحف���ي فك���راً‬ ‫وكتابة‪ ،‬وليست نصوصاً على الورق‪،‬‬ ‫ألن غياب املساحة الكافية من احلرية‬ ‫لإلعالمي�ي�ن يع�ن�ي انع���دام حقيق���ي‬ ‫لعم���ل وس���ائل اإلعالم‪ .‬ولك���ن مفهوم‬ ‫هذه احلرية ال ينفصل عن املس���ؤولية‬ ‫‪،‬ألن املس���ؤولية عند الصحفي تس���بق‬ ‫مس���احة احلري���ة‪ ،‬ألنه هن���اك وقعاً ملا‬ ‫يكتب���ه حبي���ث أنه يتخط���ى الصحفي‬ ‫ومؤسسته ليصبح شاناً عاماً‪.‬‬ ‫‪ -3‬األخ�ل�اق اإلعالمي���ة‪ :‬وه���ي‬ ‫جمموع���ة قي���م ومب���ادئ خلقي���ة‬ ‫وس���لوكية يلتزم به���ا الصحفي أثناء‬ ‫عمل���ه وكذل���ك تلت���زم بها املؤسس���ة‬ ‫اإلعالمية‪.‬‬ ‫إن غي���اب أح���د هذه العناص���ر الثالثة‬ ‫‪ ،‬يُه���دد رس���الة الصحاف���ة ‪ ،‬فمن دون‬ ‫احلري���ة يصب���ح مضم���ون الصحافة‬ ‫جم���رد بيان���ات رمسي���ة ‪ ،‬وم���ن دون‬ ‫القوان�ي�ن تصي���ح املهن���ة غريحممي���ة‬ ‫وم���ن دون أخ�ل�اق تدخ���ل الصحاف���ة‬ ‫نفقاً مظلماً يسمى ( الفساد) فترتاجع‬ ‫الضوابط وتفقد‬ ‫دوره���ا الرقاب���ي والناق���د ل���كل م���ا‬ ‫ماجي���ري داخ���ل أروق���ة احلكوم���ة‬ ‫وأجه���زة الدولة ويفق���د اإلعالم دوره‬ ‫كموجه حلرك���ة اجملتمع يف الكثري‬ ‫من قضاياه بإعتباره مصدراًمهماً‬ ‫للمعلوم���ات ال�ت�ي تس���اعد الن���اس يف‬ ‫عملي���ة إخت���اذ قراراته���م ال�ت�ي متس‬ ‫الش���أن العام‪ ،‬ومن هنا ف���إن الصحفي‬ ‫حتكم ممارسته لعمله عدة مبادئ ‪:‬‬ ‫مبادئ ُمشجعة ‪ :‬تدفع بالصحفي إىل‬ ‫الس���عي ال كتش���اف احلقيقة بش���كل‬ ‫ُمس���تقل باعتم���اد الت���وازن والتن���وع‬ ‫واحلياد و اإلستقالل يف التغطية دون‬ ‫حتيز ألي طرف على أخر‪.‬‬ ‫مب���ادئ ُمقي���دة ‪ :‬وه���ي مب���ادئ تدف���ع‬ ‫الصحفيني إلس���تخدام حرية التعبري‬ ‫مبس���ؤولية وعدم التسبب يف اإلضرار‬ ‫باألخري���ن ‪ .‬والعالق���ة ب�ي�ن هذي���ن‬ ‫املبدأي���ن ه���ي كيفي���ة اس���تخدامهما‬ ‫يف املواق���ف الصعبة ‪ ،‬وإح���داث التوازن‬ ‫بينهما‪.‬‬ ‫إن الصحفي يتصرف مبسؤولية حني‬ ‫يقدم خمتل���ف األف���كار واألراء بوعي‬ ‫وحني يتيح‬ ‫البدائ���ل املمكن���ة أمام الن���اس ‪ ،‬وحني‬ ‫يراع���ى التن���وع يف احملتوى‪...‬حي���ث‬

‫أن الدميقراطي���ة تزده���ر وتتط���ور‬ ‫م���ع وجود أك�ب�ر عدد ممك���ن واألراء‬ ‫املتابينة‪.‬‬ ‫وم���ن هن���ا فإن���ه يُنظ���ر للمس���ئولية‬ ‫اإلعالمية من خالل ثالث فئات ‪:‬‬ ‫او ً‬ ‫ال‪ :‬مس���ئولية اإلعالم���ي جت���اه‬ ‫اجملتم���ع الع���ام ‪ :‬ويتحق���ق ذل���ك من‬ ‫خالل إتاح���ة املعلوم���ات وعدم إحلاق‬ ‫الض���رر باألخرين وكالهما يصطدم‬ ‫أحياناً باألخ���ر ‪ ،‬فأحياناً حيقق تقديم‬ ‫املعلوم���ات ض���رراً لبع���ض األف���راد ‪،‬‬ ‫ولكن املصلح���ة العامة تقتضي أحياناً‬ ‫التضحي���ة بص���احل الف���رد يف س���بيل‬ ‫صاحل اجملتمع‪.‬‬ ‫ثاني���اً ‪ :‬مس���ئولية اإلعالم���ي جت���اه‬ ‫اجملتمع احمللي وتعتمد على ‪:‬‬ ‫•نشر ما يتوقعه األفراد من اجملتمع ‪،‬‬ ‫وما يتوقعه اجملتمع من األفراد‪.‬‬ ‫•إب�ل�اغ الن���اس مبا حيق���ق صاحلهم‬ ‫األن ويف املستقبل‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬مسئولية اإلعالمي جتاه نفسه‬ ‫‪ :‬م���ن خ�ل�ال أداء الرس���الة اإلعالمية‬ ‫بأقص���ى ق���در م���ن الدق���ة واألمان���ة‬ ‫والص���دق واملوضوعية‪ .‬حي���ث أن هذه‬ ‫الرسالة تفرض عليه أن تكون رقابته‬ ‫على نفس���ه رقابة ذاتي���ة والرادع أيضاً‬ ‫ذاتي ‪ ،‬فالصحفي حيرص على إنتقاء‬ ‫معلومات���ه ‪ ،‬وأخباره من مصادر عالية‬ ‫املصداقية حبيث يكس���ب م���ن خالهلا‬ ‫ثق���ة اجلمه���ور ‪ .‬وأن يك���ون مس���ؤو ً‬ ‫ال‬ ‫جتاه العديد من اجلهات فهو مس���ؤول‬ ‫بالدرج���ة األوىل أم���ام نفس���ه وم���ن‬ ‫ث���م اجلمه���ور واملؤسس���ة اإلعالمي���ة‬ ‫وأم���ام اجملتمع ‪.‬إن الصحف���ي الناجح‬ ‫ال حيت���اج للقوانني ورقاب���ة احلكومة‬ ‫لتنظي���م مهنت���ه فهن���اك الدواف���ع‬ ‫والرقابة الذاتية من حيث املبدأ ‪.‬‬ ‫إن العدال���ة تقتض���ي توخ���ي احلرص‬ ‫واحل���ذر يف نش���ر املعلوم���ات واإلبتعاد‬ ‫ع���ن املبالغ���ة والتهوي���ل واإلث���ارة‬ ‫الرخيص���ة‪....‬وأال يس���عى الصحف���ي‬ ‫إىل تس���خري الوس���يلة اإلعالمي���ة‬ ‫خلدمة ق���وى سياس���ية معينة حبيث‬ ‫يصب���ح اهل���دف الدعائي يطغ���ى على‬ ‫اإلعتبارات املهنية األساس���ية ‪ ،‬ألنه يف‬ ‫ظل تراكم املمارس���ات اخلاطئة اليت‬ ‫ق���د ترتكبه���ا وس���ائل اإلع�ل�ام يتكون‬ ‫ل���دى الرأي العام ش���عور بع���دم الثقة‬ ‫واملصداقية جتاه هذه الوسائل ‪.‬‬ ‫إن املواط���ن حيت���اج إىل تدعي���م الثقة‬ ‫بينه وبني املؤمتر واحلكومة من جهة‬ ‫‪ ،‬وبينه وبني وس���ائل اإلعالم من جهة‬ ‫أخرى ‪ ،‬فهل سيتحقق ذلك ؟‬

‫رسالة مفتوحة إىل جلنة الستني ‪:‬‬

‫((الدستور الذي نريد))‬ ‫حممود معتوق‬

‫املُس���لم به أن الدستور هو أعلى القواعد‬ ‫القانونية فى الدول���ة ‪ ،‬وهذا يرتتب عليه‬ ‫أن كل القواعد االخري جيب ال ختالفه‬ ‫‪ ،‬لذل���ك أردت يف ه���ذه املس���احة القصرية‬ ‫أن أتوج���ه به���ذا اخلط���اب اىل الس���ادة‬ ‫احملرتم�ي�ن أعض���اء جلنة الس���تني الذين‬ ‫أعطاهم الش���عب اللييب الثقة الكبرية من‬ ‫أجل وضع دس���تور يلبى رغباته واألجيال‬ ‫القادمة حاضرا ومستقبال ‪.‬‬ ‫الواقع وكمواطن عادى ال اهتم كثريا‬ ‫من الذي حيكم ‪ ،‬يف الوقت نفس���ه يهمنى‬ ‫كي���ف حنك���م وم���ن ه���ذا املنطل���ق ال‬ ‫يهمنى أس���م الش���خص بقدر م���ا يعنيين‬ ‫أن يت���م حك���م هذا الش���عب احلك���م الذي‬ ‫يتمن���اه ويرغب���ه ب���إرادة احل���رة ودون‬ ‫ضغط من غريه س���واء كان هذا الضغط‬ ‫داخلي���ا أم خارجي���ا ‪،‬كم���ا نري���د حكم���ا‬ ‫دس���توريا حقيقي���ا ‪ ،‬خيلو من االس���تبداد‬ ‫و الطغي���ان والدكتاتوري���ة املقنعة ‪ ،‬فقد‬ ‫كان النظ���ام الس���ابق يدع���ى أن���ه يطيق‬ ‫الدميقراطية املباش���رة باملعنى الصحيح‬ ‫‪ ،‬لك���ن الواق���ع ه���و العكس متام���ا ‪ ،‬لذلك‬

‫جي���ب أن تتحول مواد الدس���تور إىل واقع‬ ‫ملموس حي���س ب���ه كل مواطن‪ ،‬حبيث‬ ‫حي�ت�رم اجلمي���ع (ح���كام وحمكوم�ي�ن )‬ ‫أح���كام القان���ون مبعن���اه الواس���ع ‪،‬كم���ا‬ ‫ن���ود أن يتضمن الدس���تور أس���س العدالة‬ ‫االجتماعي���ة ‪ ،‬من خ�ل�ال توزي���ع الثروة‬ ‫املتاح���ة توزيع���ا ع���ادال ‪ ،‬وه���ذا يقتض���ى‬ ‫بطبيعة احل���ال القضاء على الفس���اد من‬ ‫ج���ذوره ‪ ،‬وتوف�ي�ر رقابة ش���ديدة وفعالة‬ ‫على املال الع���ام ‪ ،‬والضرب بيد من حديد‬ ‫عل���ى اي���دى الفاس���دين واجلش���عني من‬ ‫التجار و السماسرة فى قوت الشعب ‪ ،‬مع‬ ‫أن الشعب اللييب ش���عب طيب ومسامل ال‬ ‫يسعى اىل االنتقام والتشفي يف االخرين‬ ‫‪ ،‬وجت���در االش���ارة بأنن���ا نري���د سياس���ة‬ ‫داخلية وخارجي���ة واضحة وصرحية ال‬ ‫ل���ف فيه���ا وال دوران ‪ ،‬وأن يعل���م املواطن‬ ‫كل صغ�ي�رة وكب�ي�رة تهم���ه تق���ع يف‬ ‫الدول���ة ‪ ،‬ب���كل ش���فافية واح�ت�رام ‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن أس���لوب العم���ل وراء االب���واب املغلقة‬ ‫و الكوالي���س ‪ .‬نري���د صحاف���ة حرة تقول‬ ‫للش���عب احلقيق���ة دون خ���وف‪ ،‬أو رهب���ة‬

‫يف العدد القادم ‪:‬‬ ‫•ميادين يف أمريكا – احلسني املسوري‬ ‫•كتاب ميادين ‪ 88 :‬على مصطفي املصراتي ‪...‬‬ ‫وفيه ‪:‬‬ ‫•علي مصطفي املصراتي األديب الذي كان خياطب‬ ‫ليبيا ‪:‬لبيك يا وطين لبيك ؟!‪ -‬حممد وريث‬ ‫•مثانون املصراتي امليالدية – أمحد الفيتوري‬ ‫•املصراتي س��اخرا ‪( :‬بقليل من السخرية ميكننا‬ ‫أن نكابد هذا اخلراب) – سامل العوكلي‬ ‫•املصراتي متحدثا الي ‪ ....‬حممد املفيت‬

‫‪17‬‬ ‫لن يتم فتح حقل‬ ‫الشرارة !‬

‫ميادين – أوباري – خدجية األنصاري‬

‫‪ ،‬فكم���ا يقول���ون الصحافة هي الس���لطة‬ ‫الرابع���ة وهي اش���به باملصابيح التى تضئ‬ ‫الطري���ق اثناء الليل ‪ ،‬ف���كل مصباح يضئ‬ ‫خيي���ف اجملرم�ي�ن واللص���وص يف ح�ي�ن‬ ‫كل مصب���اح ُمطفأ يُس���اعد على ارتكاب‬ ‫اجلرائم وزيادة الفس���اد‪،‬باإلضافة إىل ما‬ ‫تق���دم فأننا ن���ود بناء مؤسس���ات حقيقة‬ ‫نزيه���ة يتوالها ناس خت���اف اهلل وحترتم‬ ‫القان���ون الذي يضعه املواطنون من خالل‬ ‫ممثليهم فى الربملان القادم وإعادة النظر‬ ‫يف التش���ريعات الس���ابقة الت���ى وضع���ت‬ ‫أبان النظام الس���ابق ‪ .‬أخريا نريد س���لطة‬ ‫قضائي���ة مس���تقلة ع���ن باقى الس���لطات‬ ‫االخرى ‪ ،‬وأن حيك���م القاضي بكل حرية‬ ‫ودون خوف إال من اهلل وضمريه والقانون‬ ‫‪ ،‬وأن تنش���أ حمكم���ة دس���تورية ملراقب���ة‬ ‫م���دى مطابقة القان���ون للدس���تور خوفا‬ ‫من أن تعتدى الس���لطة التش���ريعية على‬ ‫أح���كام الدس���تور ‪،‬الذي ميثل كم���ا قلنا‬ ‫أعلى قاعدة قانونية يف الدولة‪ .‬وفقنا اهلل‬ ‫مجيعا ملا فيه اخلري هلذا الوطن الغاىل ‪.‬‬

‫للم���رة الثانية يت���م للمرة الثانية إغالق حقل الش���رارة من‬ ‫قب���ل ثلة املعتصم�ي�ن الذين اغلقوه يف املرة الس���ابقة ‪،‬وقالوا‬ ‫أنهم يغلقون���ه هذه املرة احتجاجا علي ع���دم الوفاء بالوعود‬ ‫ال�ت�ي تقدم بها وزي���ر الدفاع هل���م يف اعتصامه���م األول قبل‬ ‫شهرين من هذا االعتصام ‪..‬‬ ‫•بيان املعتصمني‬ ‫حنن املعتصمني يف الش���رارة عددنا كب�ي�ر ‪،‬وهذا دليل علي‬ ‫جدي���ة الوضع يف ه���ذه املرة و ليس���ت كس���ابقتها ‪ ،‬اغالقنا‬ ‫احلقل بش���كل نهائي و لن يتم فتحه حتى نري األفعال علي‬ ‫األرض ‪،‬س���ئمنا األقوال اجملوف���ة و ال نريد أي وعود كاليت‬ ‫وعدنا به���ا وزير الدفاع حني قال بأنه س���يتم تنفيذ مطالبنا‬ ‫يف مدة أقصاها ثالثة أس���ابيع ‪،‬اآلن أصبحنا يف أش���هر و مل‬ ‫ن���ري أي تنفيذ ألي مطلب منها ‪،‬و علي كل حال اعتصامنا‬ ‫س���لمي و ل���ن نرتاجع أب���دا ‪،‬و خيمنا هناك و األع���داد تتزايد‬ ‫كل يوم ‪.‬‬ ‫حن���ن مل نطلب الكث�ي�ر و ما طلبن���اه يعترب ح���ق من حقوق‬ ‫املنطق���ة ‪،‬و تتمث���ل يف حتس�ي�ن الصح���ة و التعلي���م و توفري‬ ‫ف���رص العم���ل للعاطل�ي�ن اخلرجي�ي�ن و التأهي���ل البطال���ة‬ ‫‪،‬ومطلبن���ا األساس���ي أن يك���ون هن���اك مكات���ب للش���ركات‬ ‫النفطية املوجودة علي احل���دود اإلدارية ألوباري يف أوباري‬ ‫‪،‬و ال تك���ون خارج حدودها أي يف طرابلس ‪،‬و كذلك نطالب‬ ‫بإنش���اء معه���د نفط���ي ملس���اعدة الراغب�ي�ن يف دراس���ة ه���ذا‬ ‫التخصص يف منطقتهم ‪.‬‬ ‫وإن���ه للعل���م ‪ :‬أغلب احلقول مغلقة و بعضها تس���يطر عليها‬ ‫مليشيات و أيدلوجيات آخري‪.‬‬

‫حنن أغلقنا احلقل فقط و ال نتاجر بذلك ‪،‬بل هذه وس���يلة‬ ‫من وس���ائل الضغط اليت جيب أن تس���تجيب هل���ا الدولة ‪ ،‬و‬ ‫إن مل تس���تجيب فسيتم إغالق حقل الفيل أيضا ‪،‬وهذا ليس‬ ‫تهدي���دا بل وعدا من وعودن���ا و حنن أوفياء بوعودنا ‪ ،‬الوضع‬ ‫االقتصادي متأزم و لن يزيد تأزما بإغالق حقل الشرارة ‪،‬أي‬ ‫أن االقتصاد سيئ و لن يسوء أكثر من ذلك ‪.‬‬

‫روضتى ‪.......‬براءتى‬ ‫(بروضه الرباءة )‬

‫متابعه‪:‬ـ ريم العبدىل‬ ‫فى مشهديه احتفاليه رائعة وحتت شعار (روضتى براءتى)‬ ‫ش���هدتها روضه الرباءة (الوفاء س���ابقا ) ومن ضمن مناشط‬ ‫الروض���ه مت تقديم العديد من الع���روض الفنيه اىل جانب‬ ‫عرض مسرحى عربمن خالله االطفال عن كيفيه احرتام‬ ‫اش���ارات املرور ومساعده كبار السن عبور الطريق ‪ ,,‬وكان‬ ‫للرقص���ات الفنيه نصيب من خالل هذه العروض اىل جانب‬ ‫العديد من املناشط االخرى من حكايات وغريها ‪ ,,‬هذا وكما‬ ‫اكدت االخصائيه االحتماعيه لروضه بان تقديم مثل هذه‬ ‫العروض س���يكون اسبوعى لزيادة النشاط واإلدراك الذهنى‬ ‫لذا االطفال‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫ما الدرس املستخلص من فشل روسيا يف أوكرانيا؟‬ ‫عبد احلق العاني‬ ‫أع���رف أن أكث���ر من معتذر س���وف يغضب‬ ‫ويقول‪ :‬وأين فشلت روسيا ومل هذا التشاؤم؟‬ ‫لكين لس���ت متشائماً وإمنا أكتب يف باب قد‬ ‫غاب عن عدد من اآلخرين‪ .‬وس���بب كتابيت‬ ‫هذه هي كي نفهم حقيقة سياس���ة روس���يا‬ ‫وم���ا ميك���ن أن تفعله وما ال ميك���ن أن تفعله‬ ‫مما ميكننا من حس���اب السياس���ات املقبلة يف‬ ‫منطقتن���ا وما ه���و واقعي يف التوق���ع وما هو‬ ‫خيالي يف اإلمكان‪.‬‬ ‫مقدمة تأرخيية‬ ‫وقب���ل الدخ���ول يف موض���وع أوكراني���ا وما‬ ‫ح���دث وحيدث فيه���ا وتعلق ذلك بالسياس���ة‬ ‫الروس���ية ال ب���د أو ً‬ ‫ال أن نع���رف ش���يئاً ع���ن‬ ‫أوكراني���ا وعالقته���ا بروس���يا تأرخيي���اً‬ ‫إلرتباط ذل���ك مبا حيدث الي���وم‪ ،‬أي مبعنى‬ ‫آخ���ر إن فهم تأريخ أوكرانيا يس���هل فهم ما‬ ‫جي���ري اليوم! وقد يكون ه���ذا أكثر إحلاحاً‬ ‫للق���ارئ العربي من فه���م قضايا دول أخرى‬ ‫ألن املواط���ن العربي قد مت حجبه عن تأريخ‬ ‫الش���عوب اليت قد جيوز إصطالحاً تس���ميتها‬ ‫بالشعوب الس�ل�افية وذلك ألن غسل الدماغ‬ ‫الصهوي�ن�ي لإلنس���ان العربي خالل س���بعني‬ ‫س���نة‪ ،‬والذي أثر بش���كل أو بآخ���ر على كل‬ ‫الع���رب‪ ،‬أدى إىل عدم إهتمام العربي بش���كل‬ ‫ع���ام بتأري���خ وثقاف���ة ه���ذه الش���عوب رغ���م‬ ‫أهميته���ا لن���ا‪ .‬ودلي���ل ذل���ك أن روس���يا ال�ت�ي‬ ‫دعمت قضايا األمة العربية خلمس�ي�ن عاماً‬ ‫مل تتمكن من إدخال لغتها يف مناهج التعليم‬ ‫يف العامل العربي حتى قررت س���ورية إدخال‬ ‫تعليم اللغة الروسية هذا العام وذلك بسبب‬ ‫العزل���ة واهلجمة الصهيوني���ة اليت تعرضت‬ ‫هل���ا ولي���س بالض���رورة بس���بب إدراك قيمة‬

‫الثقافة الروسية لإلنسان العربي!‬ ‫إن الرتاب���ط التأرخيي والثق���ايف بني الروس‬ ‫واألوكرانيني اليوم ميك���ن تتبع جذوره يف‬ ‫الدول اإلحتادية اليت قامت من جتمع قبائل‬ ‫الس�ل�اف الشرقية واليت استمرت بني القرن‬ ‫التاس���ع والقرن الثالث عشر وامتد سلطانها‬ ‫ب�ي�ن حب���ر البلطي���ق والبح���ر األس���ود يف‬ ‫بعض فرتات عزها‪ .‬وتس���تمد ش���عوب روسيا‬ ‫وأوكرانيا وروس���يا البيض���اء اليوم تأرخيها‬ ‫م���ن تلك املرحلة‪ .‬ولعل أهمي���ة تلك املرحلة‬ ‫تكمن يف أن مدين���ة كييف كانت عاصمة‬ ‫تل���ك الدولة حيث مل تكن موس���كو قد ولدت‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫وحني زالت تلك الدولة فإن أرض أوكرانيا‬ ‫اليت نعرفها اليوم مرت بقرون من التقس���يم‬ ‫واهليمن���ة م���ن قب���ل دول أخ���رى ومل تق���م‬ ‫دولة أوكراني���ة باملعين ال���ذي نعرفه اليوم‬ ‫حت���ى الق���رن العش���رين‪ .‬أي مبعن���ى آخر إن‬ ‫دول���ة أوكرانيا اليوم‪ ،‬ش���أنها يف ذلك ش���أن‬ ‫العدي���د م���ن دول أورب���ا احلديث���ة‪ ،‬مل توجد‬ ‫سابقاً بالش���كل الذي حياول البعض تصوير‬ ‫وجوده التأرخيي‪ .‬ففي القرن اخلامس عشر‬ ‫كانت أرض أوكرانيا مقس���مة بني مملكة‬ ‫بولندة الين حكمت الشمال وبني حكم التتار‬ ‫الذي ساد يف شبه جزيرة القرم‪ .‬وبعد انهيار‬ ‫بولن���دة وتقس���يمها يف نهاية الق���رن الثامن‬ ‫عش���ر مت تقس���يم أوكرانيا بني روسيا اليت‬ ‫كان���ت هلا احلصة األكرب والدولة اجملرية‬ ‫النمس���اوية ال�ت�ي كان هل���ا القس���م الغربي‬ ‫من أوكرانيا اليت نعرفها اليوم‪ .‬ثم أسس���ت‬ ‫دولة أوكراني���ا احلديثة بعد جن���اح الثورة‬ ‫البلشفية عام ‪ .1919‬إال أن الدولة املعروفة‬

‫الي���وم نش���أت بع���د احل���رب العاملي���ة الثانية‬ ‫عندما أمتدت لتضم أجزاء كانت يف بولندة‬ ‫قبل ذلك ثم ضمت ش���به جزي���رة القرم عام‬ ‫‪ 1954‬لتق���وم أوكراني���ا احلديث���ة‪ ،‬ضمن‬ ‫االحتاد الس���وفييت‪ .‬وق���د ال يكون مس���تبعداً‬ ‫أن يعاد تقس���يمها من جديد لك���ن هذا ليس‬ ‫موضوع هذا املقال كي نتوسع فيه‪.‬‬ ‫وق���د كان طبيعي���اً بس���بب ه���ذه النش���أة‬ ‫املش�ت�ركة أن اللغ���ة الروس���ية واللغ���ة‬ ‫األوكراني���ة إش�ت�ركتا يف اجل���ذر قب���ل أن‬ ‫تنفص�ل�ا وتتط���ورا كم���ا تط���ورت اللغ���ة‬ ‫األس���بانية ع���ن الربتغالي���ة‪ .‬وه���ذا الرتابط‬ ‫ل���ه أثر مباش���ر عل���ى العالقة بني الش���عبني‪.‬‬ ‫فق���د س���كن وعمل ع���دد كبري م���ن الروس‬ ‫يف أوكراني���ا خ�ل�ال الدول���ة الس���وفيتية‬ ‫وأصبح���ت اللغة الروس���ية اللغ���ة الرمسية‬ ‫لكن األهم أنها كانت لغة التعليم الرئيسة‪.‬‬ ‫وق���د وق���ع ن���وع م���ن التقس���يم خ�ل�ال تلك‬ ‫املرحلة السياس���ية فقد تركزت الصناعات‬ ‫الس���وفيتية يف ش���رق أوكرانيا وأصبح أهل‬ ‫الش���رق أكث���ر مي ً‬ ‫ال لل���روس بينم���ا أصبح‬ ‫غ���رب أوكرانيا أبع���د عن ال���روس وأكثر‬ ‫حتمس���اً لتبين اللغة األوكراني���ة واإلبتعاد‬ ‫ع���ن الروس���ية‪ .‬وال خيفى عل���ى املتابع اليوم‬ ‫أن يرى االنقس���ام بني ش���رق أوكرانيا اليت‬ ‫متي���ل لروس���يا وبني غ���رب أوكراني���ا اليت‬ ‫متي���ل ألورب���ا‪ .‬إن س���كان ش���رق أوكراني���ا‬ ‫يعتقدون أن أهل غربها هم يف حقيقة األمر‬ ‫ليس���وا أوكراني�ي�ن إذ ان قلوبه���م ه���ي م���ع‬ ‫بولن���دة‪ ،‬ويش�ي�رون إىل أن لغة أه���ل الغرب‬ ‫فيها من البولندية الكثري‪.‬‬ ‫ما الذي تريده روسيا؟‬

‫‪19‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫إن حقيق���ة أن لروس���يا قاعدة حبرية مهمة‬ ‫يف مين���اء سواس���تبول يف البح���ر األس���ود من‬ ‫ش���به جزي���رة الق���رم لي���س قلي���ل األهمي���ة‬ ‫بالنس���بة للدفاع عن مصاحل روس���يا يف ذلك‬ ‫البحر ش���به املغل���ق‪ .‬لكن خط���ورة أوكرانيا‬ ‫بالنس���بة لروس���يا أبعد من هذا امليناء بكثري‪.‬‬ ‫فأوكرانيا تقع يف خاصرة روس���يا جغرافياً‬ ‫ويس���كن ويعمل مئات اآلاللف من أبنائها يف‬ ‫أوكرانيا ويرتبط اقتص���اد البلدين ارتباطاً‬ ‫قوياً من���ذ املرحلة الس���وفيتية رغم انفصال‬ ‫أوكراني���ا ع���ام ‪ .1991‬ل���ذا ف���إن حماول���ة‬ ‫الغ���رب (باملفه���وم األوس���ع) للتغلغ���ل يف‬ ‫أوكرانيا يثري خماوف روسيا من أنه حلقة‬ ‫أخرى من حلقات تطويق روسيا وإحتوائها‪...‬‬ ‫وهي احملاوالت نفس���ها اليت م���ا زالت قائمة‬ ‫قبل نشوء النظام الس���وفييت وأثناءه وبعده‪..‬‬ ‫وإال فكيف ميكن تفسري هجوم نابليون على‬ ‫روسيا وهي مل تكن ش���يوعية أو حتمل فكراً‬ ‫معادياً لبقية أوربا؟‬ ‫وروس���يا يف ح�ي�رة م���ن أمره���ا‪ .‬ذل���ك ألن‬ ‫ق���ادة روس���يا اليوم ج���ادون يف تب�ن�ي النظام‬ ‫الرامسال���ي بع���د نبذه���م للماركس���ية‬ ‫والش���يوعية‪ .‬وهم ال يقدرون أن يفهموا ملاذا‬ ‫بعد كل ذلك ما زالت أوربا متوجس���ة منهم‬ ‫وتسعى إلحتوائهم‪ .‬ويبدو لي ان األمر سهل‬ ‫الفهم‪ ،‬وأعجب لعدم فهم القادة الروس له‪.‬‬ ‫ذل���ك ألن الرأمسالي���ة يف كل مرحل���ة من‬ ‫مراح���ل التأري���خ ال ب���د أن يكون هل���ا ضابط‬ ‫يتحك���م به���ا ويديره���ا فهي ليس���ت حركة‬ ‫عشوائية حيركها الس���وق كما يدعون بل‬ ‫هي حركة منظمة وموجهة‪ .‬والرأمسالية‬ ‫الي���وم‪ ،‬وأكث���ر من أي وقت مض���ى‪ ،‬تديرها‬ ‫الصهيوني���ة العاملي���ة إذ أن الصهيوني���ة هي‬ ‫أعلى مراحل الرأمسالية العاملية‪ .‬وهذا يعين‬ ‫أن من يريد أن يكون له نظام رأمسالي ال بد‬ ‫أن خيضع للهيمن���ة الصهيونية ليس فقط‬ ‫يف اإلقتص���اد ولكن يف السياس���ة والعس���كرة‬ ‫واجملتم���ع وكل ش���يء‪ .‬وم���ن مل يرغ���ب يف‬ ‫أن ينتظ���م يف ه���ذا فإنه س���يحارب حتى وإن‬ ‫كان يس�ي�ر يف اإلقتصاد الرأمسالي ويتبنى‬ ‫إقتص���اد الس���وق احلركم���ا يس���مونه‪ ،‬وهو‬ ‫ليس حراً!‬ ‫وهك���ذا جيد الروس أنهم مهما فعلوا فهم يف‬ ‫موضع الدفاع عما يفعلون وإجياد اإلس���باب‬ ‫ل���ه‪ ..‬بينما ال جت���د الواليات املتح���دة وأوربا‬ ‫الس���ائرة يف ركاب الصهيوني���ة العاملي���ة‬ ‫حاج���ة ألن تفس���ر أي عم���ل تق���وم ب���ه فهي‬ ‫حبكم نظرية سيادة الصهيونية سائرة على‬ ‫الطريق الس���ليم للرأمسالية‪ .‬وسبب عجيب‬ ‫لعدم مق���درة القادة الروس عل���ى فهم هذه‬ ‫احلقيق���ة هي أنها ليس���ت امل���رة األوىل اليت‬ ‫جي���ري هذا فيه���ا‪ .‬ذلك ألن احل���رب العاملية‬ ‫الثاني���ة مل تك���ن ب�ي�ن النظ���ام الرأمسال���ي‬ ‫والنظام املاركس���ي بل كانت داخل النظام‬ ‫الرأمسال���ي نفس���ه‪ .‬فأملاني���ا كان���ت دول���ة‬ ‫صناعي���ة يف طليعة النظ���ام الرأمسالي‪ ،‬إال‬ ‫أن هتل���ر أدرك أن عليه من أج���ل الدميومة‬

‫هك��ذا جيد ال��روس أنهم مهما فعل��وا فهم يف موضع الدف��اع عما يفعلون‬ ‫وإجي��اد اإلس��باب له‪ ..‬بينم��ا ال جتد الوالي��ات املتحدة وأوربا الس��ائرة يف‬ ‫ركاب الصهيونية العاملية حاجة ألن تفسر أي عمل تقوم به فهي حبكم‬ ‫نظرية سيادة الصهيونية سائرة على الطريق السليم للرأمسالية‬

‫سأصنعك إذن من‬ ‫ِ‬ ‫الناس‬ ‫تفاح ال يراه ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الكيالني عون‬

‫أن يس�ي�ر حت���ت القي���ادة الصهيوني���ة‬ ‫لإلقتص���اد الرأمسال���ي فرف���ض ذل���ك‬ ‫فحجم���وه فث���ار عليهم وخ���رب النظام‬ ‫قب���ل أن تعي���د الصهيوني���ة الرأمسالية‬ ‫املهيمن���ة على مص���ارف الع���امل ترتيبه‬ ‫م���ن خ�ل�ال إلغ���اء الدي���ون كما تش���اء‬ ‫وحتديد قيمة العملة بأي شكل ترغب‪.‬‬ ‫لك���ن القادة الروس‪ ،‬والذي���ن تنازلوا يف‬ ‫كل مرحلة سياس���ية خالل الس���نوات‬ ‫العش���ر املاضية بع���د أن أع���ادوا ترتيب‬ ‫البي���ت الروس���ي يف الس���نوات العش���ر‬ ‫اليت تل���ت س���قوط اإلحتاد الس���وفييت‪،‬‬ ‫م���ا زال���وا غ�ي�ر قادري���ن على إس���تيعاب‬ ‫ه���ذه احلقيق���ة‪ .‬فق���د حاول���وا إقن���اع‬ ‫الصهيونية أنهم اليشكلون خطراً على‬ ‫مصاحله���ا وان كل م���ا يطمع���ون فيه‬ ‫ه���و نوع من التفاه���م الذي حيفظ أمن‬ ‫روسيا ومصاحلها مقابل إعرتافهم هم‬ ‫مبصاحل الصهيونية العاملية‪ .‬إال أن ذلك‬ ‫مل يفل���ح فقد نصب ال���درع الصاروخي‬ ‫يف بولن���دة وليس عل���ى أرض الواليات‬ ‫املتحدة ليه���دد أمن روس���يا‪ ...‬وتغلغلت‬ ‫الصهيونية العاملية يف مجهوريات آس���يا‬ ‫الوسطى اإلس�ل�امية مستعينة يف ذلك‬ ‫بع���ض الش���يء بالس���لفية اإلس�ل�امية‬ ‫ال�ت�ي جتندها الوهابية لصاحل املش���روع‬ ‫الصيهوني العاملي‪.‬‬ ‫وحني تساهل الروس يف موضوع خراب‬ ‫ليبيا فقد استفحل الداء وبوشر بتنفيذ‬ ‫خراب س���ورية بعد أن خ���رب العراق يف‬ ‫العقد الذي كان في���ه الروس جيرون‬ ‫أنفاس���هم للخروج من نظام إىل نظام‪.‬‬

‫وكل ه���ذه املش���اريع تش���كل تضييق���اً‬ ‫عل���ى روس���يا ومصاحله���ا يف الش���رق‬ ‫ليس بسبب أن روسيا تريد قاعدة على‬ ‫ش���واطئ البحر األبيض املتوسط ولكن‬ ‫بس���بب أن املياه الدافئة هي حلم روسيا‬ ‫م���ن أي���ام القياصرة ألنها ه���ي املتنفس‬ ‫الوحيد هلا وإن منعه���ا منها هو تطويق‬ ‫ال ميك���ن ألية ق���وة عاملي���ة أن ترتضيه‪.‬‬ ‫فما دام الروس غ�ي�ر راضني بأن يكونوا‬ ‫جزءاً م���ن املش���روع الصهيون���ي العاملي‬ ‫فإن تبنيه���م للرأمسالية لي���س كافياً‬ ‫إلخراجهم من العزلة والطوق‪...‬‬ ‫إن عل���ى ال���روس أن يفهم���وا أن كل‬ ‫حديثهم ع���ن "احللفاء األوربيني" كما‬ ‫حيلوا هلم أن يشريوا للصهاينة يف كل‬ ‫مناس���بة ليس كافياً إلرضاء أولئك إذ‬ ‫أنه ال ميكن للروس أن يتبعوا سياس���ات‬ ‫مس���تقلة ع���ن املش���روع الصهيوني فإن‬ ‫فعلوا فهم ليسوا يف املشروع الرأمسالي‬ ‫العامل���ي‪ ،‬أما إذا دخلوا في���ه فليس هناك‬ ‫من مش���كلة إذ أن ال���درع الصاروخي يف‬ ‫بولن���دة س���وف يكون ج���زءاً م���ن الدرع‬ ‫الصاروخ���ي ال���ذي حيم���ي الصهيونية‬ ‫من خط���ر صي�ن�ي أو إس�ل�امي منتظر‬ ‫كم���ا يص���ورون‪ ...‬كم���ا أن انضم���ام‬ ‫أوكراني���ا إىل أوربا الغربي���ة لن يكون‬ ‫ض���د روس���يا ألن روس���يا س���تكون ق���د‬ ‫اصبحت جزءاً من املشروع‪.‬‬ ‫وهك���ذا فإن حصيلة جترب���ة أوكرانيا‬ ‫تتلخ���ص يف أن أي نظ���ام سياس���ي يف‬ ‫الع���امل ال يقب���ل باهليمن���ة الصهيونية‬ ‫حت���ى وإن كان نظام���اً رأمسالي���اً فلن‬

‫يقب���ل منه ذل���ك بل إنه س���وف حياصر‬ ‫ويه���دد ويبت���ز حت���ى يق���ر بوالي���ة‬ ‫الصهيونية السياسية املطلقة‪..‬‬ ‫ال ش���ك أن روس���يا ال�ت�ي خس���رت ه���ذه‬ ‫اجلولة س���وف تسعى إلس�ت�رجاع شيء‬ ‫م���ن نفوذه���ا يف أوكراني���ا ع���ن طريق‬ ‫الق���روض وبي���ع الغ���از ال���ذي حتتاجه‬ ‫أوكرانيا بس���عر منخفض مما يساعد‬ ‫إقتصاده���ا املنه���ار يف وقت ال تس���تطيع‬ ‫أوربا فيه أن تقدم دعماً مادياً كبرياً‪....‬‬ ‫إال أن ه���ذا ل���ن يكفي فق���د كان عليها‬ ‫أن ت���درك أبع���اد م���ا س���يحدث قبل عام‬ ‫وتس���عى لتدارك���ه‪ ...‬فأي ت���دارك اآلن‬ ‫وأي إتف���اق س���وف ال يقلل من اهلزمية‬ ‫السياسية لروسيا‪.‬‬ ‫بع���د كل ه���ذا يبقي س���ؤال مهم جيب‬ ‫عل���ى كل م���ن يهت���م يف منطقتن���ا مبا‬ ‫تفعل���ه روس���يا أن يس���أله‪ :‬ت���رى هل إن‬ ‫روسيا سوف تسلك السلوك نفسه حني‬ ‫يتعل���ق األمر بس���ورية إذا م���ا تعرضت‬ ‫لغ���زو أو تدخ���ل خارجي معل���ن أم أنها‬ ‫ستس���لك طريق���اً أكث���ر صرامة يقبل‬ ‫حتى إحتم���ال املواجهة وأن جتعل ذلك‬ ‫معروف���اً للط���رف املغامر اآلخ���ر؟ وإذا‬ ‫كانت روسيا قد وقفت تتفرج ملدة عام‬ ‫عل���ى ما حيدث يف أوكراني���ا مع ما هلا‬ ‫من ارتباط سياس���ي وعضوي باملصاحل‬ ‫الروس���ية‪ ،‬هل ستفعل الشيء نفسه مع‬ ‫سورية؟؟‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ 28‬شباط ‪2014‬‬ ‫‪www.haqalani.com‬‬

‫حلمى اجملابه���ة بني برد الليل‬ ‫نرتك عش���اء النوارس َّ‬ ‫ووس���اوس األمنيات ‪ ،‬نقول لش���راهة األي���ام ‪ :‬نلتقي ‪،‬‬ ‫نلتقي كغريب�ي�ن بال أجس���اد ‪ ،‬كطائرين كالهما‬ ‫يبحث عجائبه مبنأى حتى عن ذاته ‪.‬‬ ‫ال نران���ا ‪ ،‬حنبن���ا فق���ط ‪ ،‬نصن���ع وليمتن���ا م���ن دموع‬ ‫َ‬ ‫التجس���د ‪ ،‬خناف‬ ‫الفاجع���ة بتاري���خ‬ ‫نفس���ر‬ ‫ّ‬ ‫الكتاب���ة ‪ِّ ،‬‬ ‫نؤج���ل مدائنه لتنعم الوصاي���ا بثبوت الرؤية‬ ‫اللق���اء ‪ِّ ،‬‬ ‫اجملروحة بيقني حيتضر ‪.‬‬ ‫( أع��� ّزك اهلل ) احل���ب أوّله هزل ‪ .....‬األندلس���ي خّلفها‬ ‫لن���ا ‪ /‬قاهل���ا ومضى ‪ ،‬عدنا إليه ‪ /‬إليها لنخش���ى ذوات‬ ‫مسيناها املسافات‬ ‫دسائسنا املريرة كطيات سكاكني ّ‬ ‫‪.‬‬ ‫س���أعرب إىل ( امليدان ‪ ) .....‬ذات نهار تكون الشمس فيه‬ ‫قمراً ‪ ،‬والشجر أشخاص حكايات ‪.‬‬ ‫بافرتاض مقيت ونور‬ ‫س���أم ّر حتت الش���باك الس���اهر‬ ‫ٍ‬ ‫ضئيل يتأرجح مع أنفاس���ك احل ّرى وحيد ًة مثل بهو‬ ‫ري العطش���ى فتفرح باملاء‬ ‫غرابات���ي ‪ ،‬تلتقطني العصاف َ‬ ‫يك املرتعشتني ‪.‬‬ ‫قبل رؤيته بك ّف ِ‬ ‫وإذا كان ال أمل باللقاء س���أترك أمتعيت وأقفز بعيداً‬ ‫عنك ‪،‬‬ ‫بث���روات صميت مومئاً ألطياف ص���ور أخت ّيلها ِ‬ ‫حمبوبة لكنها ال تغادر أسوا َر تراث الكتمان ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ميق���ات الدمع ‪،‬‬ ‫ال ي���دي ‪ /‬ال أصن���اف مودت���ي تنتظر‬ ‫ّ‬ ‫ليلة بني‬ ‫كل‬ ‫يس���جنين‬ ‫مما‬ ‫منك ‪ّ /‬‬ ‫إليك ‪ِ /‬‬ ‫س���أذهب ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫أجدك يف ظل‬ ‫أغ���ادرك‬ ‫وأنا‬ ‫ين‬ ‫ل‬ ‫لع‬ ‫‪،‬‬ ‫اهلذيان‬ ‫مراجي���ح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما تنتظرين أول العبث النبيل ‪.‬‬ ‫قم ٌر يفرتسين ‪ ،‬قم ٌر ِّ‬ ‫َ‬ ‫جيوش الوهم ‪ ،‬قم ٌر‬ ‫يؤلب ضدّي‬ ‫معصو ٌم عن اللقاء ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫معك‬ ‫وأعيش‬ ‫الناس‬ ‫ي���راه‬ ‫ال‬ ‫تفاح‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س���أصنعك إذن من ٍ‬ ‫بق ّية اجل ّنة ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫أزمة اهلوية يف العامل العربي‪ ،‬أزمة معنى أم أزمة حضارة؟‬ ‫عزيز مشواط‬ ‫اهلوية العربية والدين‪ :‬مؤشرات انفصام الذات؟‬ ‫ال يت���م مس���عى البح���ث ع���ن اهلوي���ة املوحدة يف‬ ‫احلالة العربية دون اللجوء إىل الدين وعلى هذا‬ ‫األس���اس فيس���تعري اخلطاب اهلوياتي النكوصي‬ ‫م���ن الدين عناصره املتمثلة يف احلقيقة املطلقة‬ ‫والعقي���دة الثابت���ة‪ ،‬فتصب���ح اهلوي���ة والدي���ن‬ ‫متالزمان‪ .‬هذا التالزم ناتج حسب السوسيوجلي‬ ‫املغربي عبد الصمد الدياملي عن كونهما (مفهوم‬ ‫اهلوي���ة والدي���ن) “تعبريا عن احلقيق���ة املطلقة‪،‬‬ ‫إذ أن املنط���ق الداخل���ي املؤس���س هلم���ا جيعلهم���ا‬ ‫يقدمان أنفس���هما كمعطيات ما فوق‪-‬تارخيية‪،‬‬ ‫كماهي���ات ال تتغ�ي�ر بتغ�ي�ر األزمن���ة واألمكنة‪.‬‬ ‫إنهم���ا حيي�ل�ان مع���ا على عقي���دة ثابت���ة‪ ،‬وعلى‬ ‫ش���عور قوي باالمتياز والتفوق‪ .‬وإذا كان مفهوم‬ ‫الدي���ن املطلق ي���رى أن جهنم لآلخ���ر ألن اآلخر‬ ‫يعبد م���ا ال أعبد‪ ،‬فإن مفهوم اهلوية احلق يذهب‬ ‫أبع���د من ذل���ك ليقر أن اآلخر ه���و جهنم بعينه”‬ ‫(عب���د الصم���د الديامل���ي‪ ،‬اهلوية والدي���ن ‪،‬جملة‬ ‫آف���اق‪ ،‬الع���دد ‪،74‬ص‪ .)79‬إن البحث عن الوحدة‬ ‫االفرتاضي���ة غري املوج���ودة واقعيا ال ختفي أيضا‬ ‫رغبة أكي���دة يف القضاء على كل أنواع اهلويات‬ ‫األخ���رى‪ .‬وهكذا يس���عى مروجو قدس���ية اهلوية‬ ‫وثباته���ا إىل القض���اء عل���ى كل أن���واع اهلوي���ات‬ ‫املغايرة وسيلتهم يف ذلك رفع راية الدين‪.‬‬ ‫صحي���ح أن الدين يش���كل بعدا من أبع���اد الوجود‬ ‫اإلنس���اني وأث���ره وبُع���ده موجود‪ ،‬لك���ن حضو ُره‬ ‫يف العالق���ات االجتماعية بني األفراد والش���عوب‬ ‫ً‬ ‫متفاوتة م���ن فرتة إىل‬ ‫درج���ات‬ ‫وال���دول يتخ���ذ‬ ‫ٍ‬ ‫أخ���رى‪ .‬لك���ن حض���وره يف كل تفاصي���ل اهلوية‬ ‫العربي���ة اإلس�ل�امية ينت���ج أزم���ة ناجت���ة ع���ن‬ ‫التمس���ك بق���راءة معينة للنص الديين تتمس���ك‬ ‫بتالبي���ب املاضي وتعتصم بال�ت�راث بكل ماله وما‬ ‫عليه من أخط���اء وخيانات سياس���ية واجتماعية‬ ‫مت خلطها بالدين‪.‬‬ ‫“إن الدي���ن اعتق���اد وإمي���ان يغذيهم���ا التكوي���ن‬ ‫والرتبي���ة ويش���بع جوان���ب روحي���ة ووجداني���ة‬ ‫أساس���ية يف وجود الفرد واجلماع���ة و بالنتيجة‬ ‫فاالعتق���اد والتدي���ن ح���ق م���ن حقوق اإلنس���ان‪.‬‬ ‫لك���ن ال اهلوي���ة و الدي���ن ينبغي هلم���ا أن يتدخال‬ ‫أو يتورط���ا يف السياس���ة نظرا وممارس���ة” (عبد‬ ‫احلميد عق���ار‪ ،‬جملة آف���اق الع���دد ‪74‬ص ‪.)77‬‬ ‫لكن خالل األزم���ات احلضارية احلادة اليت متر‬ ‫منها اجملتمعات البش���رية‪ ،‬يقود البحث عن هوية‬ ‫طهرانية خالص���ة إىل اللجوء إىل الدين بس���بب‬ ‫تالئمه مع سياق فكري أحادي األبعاد‪.‬‬ ‫وتتمث���ل األزم���ة أيضا يف يف غي���اب لغة اخلطاب‬ ‫اهلوياتي املس���تند على الدين ع���ن الواقع املعاش‪،‬‬ ‫ب���ل واخلل���ط الس���يئ ب�ي�ن النص���وص الديني���ة‬ ‫وب�ي�ن الفقه املنتج من عق���ول الفقهاء واحملدثني‬ ‫واملفس���رين لتل���ك النصوص حت���ى أصبح الدين‬ ‫لي���س هو جمموع���ة النصوص وإمنا هو تفس�ي�ر‬ ‫م���ا فس���ره الفقه���اء واحملدثني واملفس���رين لتلك‬ ‫التفس�ي�رات والتأويالت البعيدة ع���ن روح النص‬ ‫واملختلط���ة مبن���اخ وبيئ���ة واحلال���ة النفس���ية‬ ‫والعقلية للفقيه واملفسر واحملدث وقد مت انتقال‬ ‫ال بعد جي ً‬ ‫تل���ك املفاهيم جي ً‬ ‫ال بكل ما حتمله هذه‬ ‫املفاهي���م م���ن معان���ي وتأويالت بعي���ده عن روح‬ ‫العصر احلاضر ‪.‬‬ ‫يف احلي���اة اليومي���ة للمواط���ن العرب���ي تفاصيل‬ ‫كث�ي�رة ختل���ط كل ش���يء بالدي���ن والدي���ن‬ ‫باألس���طورة لتنتج هوية دينية أسطورية مبنية‬

‫على التف���وق الواه���م‪ ،‬فالنصر املص���ري مثال يف‬ ‫ح���رب أكتوب���ر‪ ،‬برز بأن���ه نصر م���ن اهلل‪ ،‬والذي‬ ‫ما إن أتت معاهدة السالم املصرية‪ -‬اإلسرائيلية‬ ‫حتى اغتيل الرئيس املصري أنور الس���ادات باسم‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫ميك���ن التوقف كذل���ك عند النم���وذج األفغاني‪،‬‬ ‫ال���ذي تصارع���ت تيارات���ه الديني���ة م���ع الق���وات‬ ‫الس���وفييتية لرتت���د بعد احل���رب لتتش���كل على‬ ‫أس���س عرقية وتتص���ارع فيما بينه���ا‪ ،‬ألن الوالء‬ ‫األعل���ى يف مواجه���ة الس���وفييت كان للدي���ن‪،‬‬ ‫بينم���ا يف املواجهة الداخلية أصبحت القبلية هي‬ ‫التعبري القوى عن ال���والء األدنى‪ .‬أما العراق بعد‬ ‫الغزو األمريك���ي‪ ،‬وبعد انهيار النظام “البعثي”‪،‬‬ ‫فق���د أف���رز خريط���ة ديني���ة للش���يعة وقومي���ة‬ ‫لألكراد‪.‬‬ ‫وهك���ذا يصب���ح اخلط���اب اهلوياتي وهو يس���تعري‬ ‫املعط���ى الدي�ن�ي إلضف���اء القدس���ية والش���رعية‬ ‫على نفس���ه‪ ،‬خمرتقا باملصلحة واملنفعة‪ ،‬فيصبح‬ ‫الدي���ن جم���رد غط���اء إيديولوج���ي للتضلي���ل‬ ‫ولالستثارة‪ .‬إنه حماولة مستمرة لنزع الشرعية‬ ‫عن املمارس���ات املخالفة للنص الديين كما متت‬ ‫قراءت���ه وتأويل���ه م���ن قب���ل احلنبلي���ة والتيمية‪.‬‬ ‫ونزع الش���رعية عن املمارس���ات االجتماعية لكي‬ ‫تصب���ح ضالال مم���ا يضفي على ه���ذا االعرتاض‬ ‫بعدا دينيا يس���تهدف باألس���اس الثقافة مبعناها‬ ‫األنرتوبولوج���ي أي تدم�ي�ر األنس���قة الرمزي���ة‬ ‫اليت يتش���كل منها اجملتمع وف���رض بديل أحادي‬ ‫الرؤية أساسه اإلقصاء‪.‬‬ ‫تنته���ي جل خطابات اهلوية املس���تندة على الدين‬ ‫إىل التقاطع يف تصوراتها مع التوجهات الفاشية‬ ‫والنازية املؤمنة بصفاء ونقاء العرق‪ ،‬حيث خطر‬ ‫ان���دالع احلروب الديني���ة والعقائدية أو العرقية‬ ‫وارد جدا‪ ،‬بفعل التجييش الديين والعرقي‪ ،‬وهنا‬

‫البد من استحضار احلرب العاملية الثانية ورغم‬ ‫كل أسبابها املباشرة وغري املباشرة‪ ،‬اليت اندلعت‬ ‫حتت وقع األطروحة النازية الباحثة عن ضمان‬ ‫اس���تفراد اجلن���س اآلري بالس���يطرة واهليمنة و‬ ‫إقصاء كل اهلويات املغايرة‪.‬‬ ‫اهلوية وجدلية األنا واآلخر ؟‬ ‫حيل���و للمفكر اإلس�ل�امي أوالقوم���ي أن يصفها‬ ‫وخيلدها يف لوحة س���رمدية ال حتول وال تزول‪..‬‬ ‫وال يطاهل���ا التغي�ي�ر القيمي والعصري‪ .‬وس���نبدأ‬ ‫بس���ؤال ‪ :‬ه���ل الزال���ت اهلوي���ة العربي���ة األصلية‬ ‫مكونا أساس���يا من مكونات اجملتمع���ات املعاصرة‬ ‫يف الدول العربية ؟‬ ‫يف كتاب���ه “النق���د امل���زدوج امل���زدوج” ينتقد عبد‬ ‫الكريم اخلطييب ما يسميه اهلوية األصلية‪ ،‬ألن‬ ‫كل هوي���ة ترتد يف النهاي���ة إىل جمتمع اإلنتاج‬ ‫املتع�ي�ن حب���دود تارخيي���ة وزمني���ة مضبوط���ة‪،‬‬ ‫ولذل���ك فإن اخلطييب يعت�ب�ر احلديث عن هوية‬ ‫غ�ي�ر ملوثة هوية ميتافيزيقية والهوتية يقول”‬ ‫ال ميكن للهوية األصلية اليت تقوم على األصول‬ ‫اللغوي���ة والديني���ة واألبوي���ة أن حت���دد وحده���ا‬ ‫العامل العربي‪.‬فهذه اهلوية قد تصدعت و متزقت‬ ‫بفعل الصراعات والتناقض���ات الداخلية‪ .‬ثم إنها‬ ‫مرغم���ة عل���ى التكي���ف م���ع مقتضي���ات احلي���اة‬ ‫العصري���ة و التفت���ح عل���ى الع���امل( عب���د الكب�ي�ر‬ ‫اخلطي�ب�ي‪ ،‬النقد املزدوج‪ ،‬دار الع���ودة بريوت ص‬ ‫‪.)09‬‬ ‫إن التناقض���ات والصراع���ات ليس���ت التهدي���د‬ ‫الوح���ي الذي تعاني من���ه اهلوي���ة العربية‪ .‬األمر‬ ‫ال���ذي جيعلنا نتس���اءل مع عبد الصم���د الدياملي‬ ‫ما معنى مثال أن متنع تونس تعدد النس���اء باسم‬ ‫اإلسالم‪،‬وان يضبطه املغرب باسم نفس اإلسالم‪،‬‬ ‫و أن تس���مح ب���ه الس���عودية اعتم���ادا عل���ى نفس‬ ‫املنظومة؟‬

‫تبني ه���ذه األمثلة وغريها أن اهلوي���ة العربية أو‬ ‫اإلس�ل�امية ختتلف باختالف األمكنة مما يؤدي‬ ‫إىل دح���ض وج���ود من���وذج هوياتي دي�ن�ي واحد‪.‬‬ ‫حتيلنا األس���ئلة واألمثلة املطروحة إىل ضرورة‬ ‫احلذر عند احلديث عن العامل العربي كموضوع‬ ‫سوس���يولوجي‪ .‬إن هذا املوض���وع حيتاج إىل إعادة‬ ‫ترس���يم حدوده مما حيتم التس���اؤل ألس���نا بإزاء‬ ‫ع���وامل عربية خمتلفة وخبصوصي���ات متباينة‪،‬‬ ‫أليست هوية العامل العربي يف اختالفاته؟ أليست‬ ‫هاته التس���مية مبني���ة على وح���دة افرتاضية ال‬ ‫جند هلا يف الواقع مؤشرات صلبة؟‬ ‫إن الوح���دة االفرتاضي���ة املفتق���دة يف الواق���ع و‬ ‫املبح���وث عنه���ا يف ع���وامل ميتافيزيقي���ة ناجت���ة‬ ‫ع���ن تل���ك الثنائي���ة ال�ت�ي مل نس���تطع االفت���كاك‬ ‫منها من���ذ صدمة اللقاء مع الغ���رب املتفوق ‪.‬إنها‬ ‫ثنائي���ة األنا واآلخر‪ .‬فال تزال العالقة مع الغرب‬ ‫اإلش���كال األس���اس الذي يواجه الثقافة العربية‬ ‫رغ���م مرور أكث���ر من مائيت ع���ام على طرحها‪،‬‬ ‫ومل يس���تطع اخلطاب الثقايف العربي أن يرس���م‬ ‫لنفسه خطا واضحا يف التعامل مع اإلشكال منذ‬ ‫رفاعة الطهطاوي وقاس���م أمني ولطفي الس���يد‬ ‫وطه حس�ي�ن وحس���ن البنا وس���يد قطب وزكي‬ ‫جنيب حممود وس�ل�امة موس���ى وغريه���م‪ .‬ومل‬ ‫تس���لم خنبة املفكرين واملثقف�ي�ن املعاصرين من‬ ‫القلق نفس���ه وإن تفاوتت احل���االت‪ ،‬إذ مل تفلح‬ ‫آالف الصفح���ات املقارب���ة لإلش���كال يف رس���م‬ ‫الطري���ق املؤدي حن���و نهضة حضاري���ة‪ ،‬ليدخل‬ ‫العق���ل العرب���ي يف أزم���ة ثق���ة يف قدرت���ه عل���ى‬ ‫الفعل احلضاري اخلالق تس���ندها حالة التدهور‬ ‫االجتماع���ي واالقتصادي والسياس���ي اليت ختيم‬ ‫بظالهلا على امتداد مس���احة هذا العامل املس���مى‬ ‫عربيا‪.‬‬ ‫إن الصدم���ة احلضاري���ة مبعناه���ا النفس���ي‬

‫‪21‬‬

‫هل اهلوية العربية بهذا السوء الكبري أم أن املسألة ليست هذا وال ذاك وإمنا هي خماوف وهمية‬ ‫تندرج كلها حتت إسرتاتيجية البحث عن عدو كما تقرر أغلب الكتابات العربية ؟‪.‬‬ ‫س���تتخذ هل���ا موقع���ا هام���ا يف تفس�ي�ر ص�ي�رورة‬ ‫هوي���ة اجملتمعات العربية س���واء من حيث ما آلت‬ ‫إليه أوضاعها سياس���يا واقتصادي���ا واجتماعيا أو‬ ‫ما س���تؤول إلي���ه يف املس���تقبل‪ ،‬ألن عقدة الغرب‬ ‫الزاح���ف حضاريا صارت م���ن طبيعة متضخمة‬ ‫وأحدث���ت انقالب���ا جذريا يف ص���ورة األنا وصورة‬ ‫ال���ذات‪ ،‬وال يكاد خيلو تنظري أو كتابة أو إنتاج‬ ‫فك���ري عرب���ي م���ن إحالة عل���ى هذا اآلخ���ر بكل‬ ‫االستهامات اليت خيلقها وبكل امتداداته السلبية‬ ‫واإلجيابية‪.‬‬ ‫لق���د انكس���رت ص���ورة األن���ا يف م���رآة التاري���خ‬ ‫وانتقلت من اإلحس���اس بالكربي���اء املدعوم دينيا‬ ‫وحضاريا إىل إحس���اس بالعجز بعد أن انتش���رت‬ ‫ثقافة الغ���رب من غري س���دود”عندما دق الغرب‬ ‫م���رة جديدة أبواب الش���رق العربي مطلع القرن‬ ‫التاس���ع عشر‪ ،‬واس���تعمره‪ ،‬اختذ التثاقف طابعا‬ ‫مأس���اويا ‪ .‬الصورة كانت س���اطعة‪:‬مثة منتصر‬ ‫ومه���زوم‪ ،‬وم���ن غري مع���ارك عس���كرية تذكر‪.‬‬ ‫والفوارق الثقافية بدت شاسعة وعميقة أحدثت‬ ‫يف الوعي العرب���ي صدمة وإرباكا‪ .‬فاملثاقفة مل‬ ‫تقم اآلن سوى من طرف واحد‪ ،‬طرفنا‪ ،‬اختذت‬ ‫ش���كل تلقن قاصر وناقص مصاب برتهل مزمن‬ ‫إزاء منجم ضخم من املعارف النظرية والتقنية‬ ‫تأسست عند الغربيني على مدى قرون” ‪.‬‬ ‫ه���ذا االنق�ل�اب برمزيت���ه العنيف���ة ف���كك صورة‬ ‫األنا املس���تلقية على أريك���ة التفوق وعلى مقولة‬ ‫“خ�ي�ر أم���ة أخرج���ت للن���اس” لينفت���ح اجمل���ال‬ ‫واسعا على س���ؤالني حبجم جرح التخلف الغائر‬ ‫وهم���ا من أنا‪ .‬وملاذا أنا متخلف؟ س���ؤاالن قدميان‬ ‫ظل���ت اإلجابة عنهما ت���وق العربي واملس���لم منذ‬ ‫الصدم���ة احلضاري���ة األوىل ح�ي�ن دوت مداف���ع‬ ‫نابولي���ون بوناب���رت يف أرض مص���ر واس���تفاق‬ ‫العرب واملس���لمون على اهلوة السحيقة بني غرب‬ ‫مس���لح علمي���ا وحضاري���ا وثقافي���ا وب�ي�ن بنيات‬ ‫قروأوسطية تعيش عقدة التفوق الواهم‪ .‬وخلف‬ ‫حال���ة التوهان املدوية هاته وق���ف مفهوم اهلوية‬ ‫املس���تعصي عل���ى االنتظ���ام والتعري���ف‪ ،‬معلن���ا‬ ‫وجاهته وقدراته التحولية بني هذا املبحث وذاك‬ ‫فتصب���ح اهلوية ذلك احلاض���ر الغائب يف نزاعات‬ ‫السياسة واالجتماع والفلسفة والدين والثقافة‪.‬‬ ‫قل���ق اهلوي���ة وقل���ق التموق���ع إزاء ال���ذات وإزاء‬ ‫اآلخرين وإزاء ما أعتق���د أن اآلخرين يعتقدونه‬ ‫خبصوص���ي أف���رزت حالة من الذه���ول اهلوياتي‬ ‫الناج���م عن تضخم حالة تفوق اآلخر مما أصاب‬ ‫الذات جبروح نرجس���ية مس���ت املفك���ر فيه كما‬ ‫مس���ت الالمفكر فيه إىل درجة اس���تحال فيه أي‬ ‫إنتاج لل���ذات يف انفصال عن ذلك املغاير املرتبص‬ ‫يف كل كلم���ة والراب���ض عل���ى ص���در الثقافة‬ ‫والتمث�ل�ات واألحاس���يس اليت ص���ارت مرهونة‬ ‫بعطالة الذات وحركية املغاير مما دفع باإلنتاج‬ ‫العربي إىل حافة املأزق‪.‬‬ ‫لق���د الح���ظ ‪ R.MÆSTRI‬أن تضخم خطاب‬ ‫اهلوي���ة مرتب���ط بف�ت�رات اهل���زات احلضاري���ة‬ ‫العميق���ة إذ” ال يكفي توفر لغ���ة وثقافة وأرض‬ ‫لك���ي تصبح مجاع���ة ما إثني���ة‪ ،‬كم���ا أن انبثاق‬ ‫اهلوية اإلثنية والثقافية ال يتم إال عندما يتعلق‬ ‫األم���ر بوضعية أزمة مرتبط���ة بهيمنة ما‪ ،‬أو يف‬ ‫الوقت الذي تصبح فيه بعض اخلصائص اإلثنية‬ ‫معرضة لالنقراض (“‪Du particularisme‬‬ ‫‪)au délire identitaire‬‬ ‫هات���ه األزم���ة تصري م���ن درج���ة أكث���ر تعقيدا‬ ‫حينما يقوم اآلخ���ر بإنتاج خطاب يف قالب علمي‬ ‫ال يرى العامل العربي س���وى تلك الذات املازمومة‬ ‫املنتجة لكل املشاكل والقالقل‪ .‬إنها مصدر الشر‬

‫املطلق‪ .‬وتبدو هاته األزمة بش���كل أكثر وضوحا‬

‫م���ن خالل األدبيات اليت تق���ارب موضوع العاملني‬ ‫العربي اإلسالمي‪.‬‬ ‫لقد ص���ارت هات���ه اجلدلية بعد أح���داث احلادي‬ ‫عش���ر من س���بتمرب أكثر تعقيدا ح�ي�ن خرجت‬ ‫أق�ل�ام املفكري���ن يف العامل كل���ه لتبحث يف هاته‬ ‫اهلوي���ة االنتحارية القادرة عل���ى تفجري النفس‬ ‫حبث���ا ع���ن الف���ردوس املفق���ود‪ ،‬وهك���ذا ص���ارت‬ ‫اهلوية العربية اإلس�ل�امية ملونة بالدم والسواد‬ ‫واخلراب‪.‬‬ ‫لقد ص���ارت هات���ه اهلوية حم���ط مس���اءلة واته‪.‬‬ ‫وصفها برنارد لويس بـ ”اهلياج اإلس�ل�امي‪،‬وقبله‬ ‫ق���ال صاموي���ل هنتجتون أنن���ا يف ”عصر حروب‬ ‫املس���لمني“ كم���ا يس���ميه‪ ،‬وومس���ه فوكويام���ا‬ ‫”بالفاش���ية اجلدي���دة وأرجعها الكات���ب اللبناني‬ ‫جورج ق���رم إىل”س���حر اجلمود الس���لفي“ وهل‬ ‫يف ص���ارت اهلوية العربية اإلس�ل�امية حمكومة‬ ‫بالدي���ن ال���ذي حل حم���ل القومي���ة العلمانية ؟‬ ‫مل���اذا ه���ذا النك���وص إىل عصر احل���روب الدينية‬ ‫واحلواج���ز الدينية ؟ هل ح���دث ضمور وذبول يف‬

‫العقل املس���لم ؟ هل ميكن إصالح اإلس�ل�ام وملاذا‬

‫هاته العودة إىل الدي���ن الذي ييقول عنه رجييه‬ ‫دي�ب�راي لس فق���ط ”أفيون الش���عوب وإمنا أيضا‬ ‫فيتامني الضعفاء“‪.‬‬ ‫ه���ل اهلوي���ة العربي���ة بهذا الس���وء الكب�ي�ر أم أن‬ ‫املس���ألة ليس���ت هذا وال ذاك وإمن���ا هي خماوف‬ ‫وهمية تندرج كلها حتت إس�ت�راتيجية البحث‬ ‫ع���ن عدو كما تق���رر أغلب الكتاب���ات العربية ؟‪.‬‬ ‫ه���ل املش���كلة تكمن يف ”اختطاف اإلس�ل�ام“‪ ،‬عرب‬ ‫تارخي���ه الطوي���ل من قب���ل منظم���ات ومجاعات‬ ‫إرهابية من اخلوارج إىل احلشاشني إىل القاعدة‬ ‫واإلرهابي�ي�ن اجل���دد ؟ ه���ل املش���كلة يف س���يادة‬ ‫اجلمود والتخلف والتطرف يف الفكر اإلس�ل�امي‬ ‫من���ذ إصدار أب���و حام���د الغزالي كتاب���ه ”إحياء‬ ‫علوم الدين“ و”تهافت الفالس���فة“ إىل ”اقتضاء‬ ‫الص���راط املس���تقيم خمافة أصح���اب اجلحيم“‬ ‫البن تيمية إىل ”اجلهاد يف اإلسالم“ و”اخلالفة‬ ‫واملل���ك“ و”الش���ريعة والدس���تور“ ألب���ي األعلى‬ ‫امل���ودودي إىل ”مع���امل يف الطريق“ لس���يد قطب‬ ‫وكلها متثل الزاد الفك���ري جلماعات اإلرهابية‬

‫العاملون مبركز بنغازي للسكري ورئيس حترير جريدة ميادين‬ ‫يعزون‬ ‫يتق���دم العامل���ون مبرك���ز بنغ���ازي للس���كري‬ ‫ورئي���س حترير جردي���ة ميادين بأح���ر التعازي‬ ‫وص���ادق املواس���اة إلي الدكتور ع���وض القويري‬ ‫مدي���ر املركز يف وفاة املغفور ل���ه بإذن اهلل تعالي‬ ‫إبن���ه ( عبدال���رؤوف ) للفقي���د الرمح���ة واملغفرة‬ ‫وألهله وذويه مجيل الصرب والسلوان ‪.‬‬ ‫( إنا هلل وإنا إليه راجعون )‬ ‫العاملون مبركز بنغازي السكري‬

‫احلديثة‪ ،‬ومتثل صل���ب التعليم الديين املتخلف‬ ‫ال���ذي ي���درس يف الع���امل اإلس�ل�امي حت���ى هذه‬ ‫اللحظة‪.‬‬ ‫اهلوية والدين ونشأة التعصب‬ ‫تتسارع يف العامل وثرية تشكل احلركات املنبثقة‬ ‫ع���ن مطالب اهلوية اإلثني���ة والقومية والدينية‬ ‫املنادية باخلصوصي���ة مما أفرز توجهات كربى‬ ‫للهوية واملتمظهرة يف خمتلف أشكال التعصب‪.‬‬ ‫لنبدأ أوال بتحديد املصطلحات وال نقول املفاهيم‬ ‫ألن حتديد املفهوم حيتاج إىل مقام آخر ال يتسع‬ ‫احلي���ز هن���ا للوق���وف عن���ده ‪.‬التعص���ب يف اللغة‬ ‫م���ن العصبية‪ ،‬ومعن���اه أن يدعو الرج���ل لنصرة‬ ‫عصبت���ه والتآل���ب عل���ى م���ن يناوئه���م ظاملني أو‬ ‫مظلومني(ابن منظ���ور‪ .)1981‬ويعترب التعصب‬ ‫م���ن املفاهي���م ال�ت�ي تناوهل���ا العدي���د م���ن علماء‬ ‫النف���س‪ ،‬ولذا تع���ددت املضامني اليت يش�ي�ر إليها‬ ‫املصطلح‪ .‬ويرى كولني أن التعصب اجتاه سليب‬ ‫ض���د مجاعة معينة‪،‬أو اجتاه إلي ش���خص يدرك‬ ‫باعتب���اره ان���ه ينتم���ي إىل هذه اجلماعة‪.‬وتش�ي�ر‬ ‫أغلب النظريات اليت حاولت دراسة التعصب على‬ ‫ارتباط���ه الش���ديد باألفكار النمطي���ة‪ ،‬إنه نتيجة‬ ‫حتمي���ة لعملي���ات التنمي���ط ‪stereotyping‬‬ ‫‪ ،processes‬كم���ا أن العالق���ة بينهما عالقة‬ ‫قوي���ة إذ يغ���ذي كل منهما اآلخ���ر‪ .‬إن التعصب‬ ‫بوصف���ه اجتاه���ا يتمي���ز باالحني���از والس���ليب‪،‬‬ ‫يتكون لدى الف���رد من حمصلة جتارب وخربات‬ ‫وتفاع�ل�ات اجتماعية تزوده بها عملية التنش���ئة‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫يف عصرن���ا حيث قي���م الدميقراطي���ة و احلرية‬ ‫وحقوق اإلنس���ان حتاول أن تص�ي�ر ثوابت عاملية‬ ‫وكونية يش���كل التعصب أخطر م���ا يهدد العامل‬ ‫‪،‬وللتعص���ب ج���ذور تنتش���ر يف جمتمع���ات دون‬ ‫أخرى بدرجات متفاوتة ولذلك نتساءل ما الذي‬ ‫جيعل جمتمع ما يتجه حنو التعصب وما عالقة‬ ‫خطاب���ات اهلوي���ة املتماهية ما املطل���ق الديين يف‬ ‫ذلك؟‬ ‫لق���د لق���ي التعصب الدي�ن�ي اهتمام���ا كبريا من‬ ‫ط���رف عدد م���ن التخصصات وخاص���ة من قبل‬ ‫عل���م النف���س االجتماع���ي‪ ،‬فق���د وج���د أن الدين‬ ‫يلع���ب دورا مؤث���را يف التعص���ب وهذا م���ا أثبتته‬ ‫معظم الدراس���ات اليت أجريت حول هذا املوضوع‬ ‫حيث الحظ وليام جيمس يف كتابه قناع التدين‬ ‫‪“ 1902‬أن املتدي���ن ميي���ل إىل أن يتخ���ذ الدين‬ ‫قناعا لكل أنواع األفعال القاسية اليت يرتكبها”‪.‬‬ ‫إن الدي���ن بهذا املعنى يس���هم يف ظه���ور التعصب‬ ‫حن���و بع���ض الش���عوب أو الطوائ���ف خاص���ة مع‬ ‫صعوب���ة انت���زاع وتغي�ي�ر األف���كار ال�ت�ي تنقل من‬ ‫خ�ل�ال الدي���ن عرب األجي���ال‪ .‬لكن أه���م ما جيعل‬ ‫الدين عنصرا أساس���يا يف انبثاق التعصب حس���ب‬ ‫‪ 1982 klinberg‬هو االستعالء الديين الذي‬ ‫تصنف مبقتضاه الشعوب إىل كافرة ومؤمنة‪.‬‬ ‫إن أهم الدراسات اليت اهتمت بالعالقة بني الدين‬ ‫و التعصب أجريت ما بعد احلرب العاملية الثانية‬ ‫وانصب���ت باخلصوص على دراس���ة الش���خصية‬ ‫التس���لطية من خالل مقياس الفاشية‪ .‬لكن هاته‬ ‫الدراس���ات مل تس���تطع مع ذلك أن تثبت العالقة‬ ‫التالزمي���ة ب�ي�ن الدي���ن والتعص���ب‪ ،‬ومل توض���ح‬ ‫وجود عالقة صرحية بينهما‪.‬‬ ‫لق���د ظ���ل دور الدي���ن مرتاوح���ا ب�ي�ن تعزي���ز‬ ‫االجتاهات الس���لبية ومساعدا على التعصب وقد‬ ‫يس���اعد على عكس ذلك ‪ .‬هاته اخلالصة توصل‬ ‫إليه���ا ألب���ورت م���ع ماي���كل روس إىل أن الذي���ن‬ ‫يعتربون الدين غاية يف ذاته أقل تعصبا من الذي‬ ‫يعتربونه وسيلة‪.‬‬


‫ميادين الفن‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬

‫خليل العرييب‬

‫فنان من بالدي‬

‫مهرجان ( مرا ) للمسرح النسوي‬

‫‪22‬‬

‫يكرم الفنانة سعاد خليل‬

‫يوسف بن صرييت‬

‫الفنان حممد صالح‬ ‫•الفن���ان املط���رب حممد ص�ل�اح من موالي���د مدينة‬ ‫بنغازي ‪.‬‬ ‫•إلتحق باإلذاعة الليبية يف بنغازي منذ بدايتها ‪.‬‬ ‫•الكث�ي�ر من متتبعي الوس���ط الف�ن�ي ال يعرفون هذا‬ ‫الفن���ان العصام���ي ألنه لي���س من طالب الش���هرة بل‬ ‫كان حمب���ا للغن���اء صاح���ب الص���وت املع�ب�ر اهل���ادي‬ ‫اجلميل ‪.‬‬ ‫•إلتح���ق بالفرق���ة املوس���يقية لإلذاع���ة كعض���و‬ ‫باجملموع���ة الصوتية ث���م إلتحق بالدورة املوس���يقية‬ ‫اليت أقامتها اإلذاعة وختصص يف آلة الش���يلو وأصبح‬ ‫عازف بهذه الفرقة ‪.‬‬ ‫•أول عمل غنائي أسند له أغنية بعنوان ‪ :‬ربي عطاك‬ ‫الزين شعر حممد املرميي وأحلان صربي الشريف ‪.‬‬ ‫•غ�ن�ي بعد ه���ذه األغنية جمموعة أغان���ي منها ‪ :‬لو‬ ‫في���ك نوصل يا قمر – ياليل علمين الس���هر – ش���وف‬ ‫األيام – املشوار الطويل ‪.‬‬ ‫•حل���ن ل���ه كل من صربي الش���ريف وس���ليمان بن‬ ‫زبلح وطاهر عمر وحممد صدقي ‪.‬‬ ‫•ت���رك قس���م املوس���يقي وإنتق���ل إلي قس���م الديكور‬ ‫باإلذاعة ‪.‬‬ ‫•م���ن أكث���ر امللحن�ي�ن الذين تعامل���وا مع���ه الفنان‬ ‫س���ليمان ب���ن زبلح وال���ذي قدم ل���ه جمموعة كبرية‬ ‫من األحلان مثل أغنية املشوار الطويل ‪.‬‬

‫‪ 24‬ساعة مسرح‬ ‫بالكاف التونسية‬ ‫يق���وم مرك���ز الفنون الدرامية والركحية‬ ‫مبدين���ة ال���كاف التونس���ية باإلس���تعداد لتنظيم‬ ‫التظاهرة املسرحية الش���هرية ( ‪ 24‬ساعة مسرح‬ ‫) وال�ت�ي حقق���ت جناح���ا كب�ي�را خالل ال���دورات‬ ‫الس���ابقة وال���ذي تع���ودت اجلماه�ي�ر في���ه عل���ي‬ ‫التواص���ل م���ع الع���روض املس���رحية ط���وال يوما‬ ‫كام�ل�ا نه���ارا وليال وما تش���مله ه���ذه العروض‬ ‫م���ن ح���وارات ون���دوات وع���روض موس���يقية‬ ‫وإستعراضية ‪.‬‬ ‫وتس���عي اللجنة التحضريية لدورة هذا العام‬ ‫ملش���اركة مزي���د م���ن الف���رق العاملي���ة والعربية‬ ‫والتونس���ية لتمكني مجهور املنطقة من التواصل‬ ‫م���ع ه���ذه الع���روض اجلدي���دة مبرك���ز الفنون‬ ‫الدرامي���ة والركحي���ة بال���كاف مثل مس���رحية‬ ‫هالل وجنمة ومس���رحية طرق عساليج وغريها‬ ‫م���ن األعم���ال املس���رحية اجلدي���دة ال���ت جيري‬ ‫إعدادها خصيصا هلذه التظاهرة ‪.‬‬

‫بإش���راف وزارة الثقافة التونس���ية‬ ‫وتنظيم مجعية العنقاء للفن املسرحي‬ ‫تنطل���ق ال���دورة التأسيس���ية األول���ي‬ ‫ملهرج���ان ( م���را ) للمس���رح النس���وي‬ ‫مبدينة تون���س خالل الفرتة من ‪ 8‬إلي‬ ‫‪ 12‬من ش���هر مارس ‪ 2014‬مبناس���بة‬ ‫اليوم العاملي للمرأة ‪.‬‬ ‫وتق���ول الس���يدة إرتس���ام س���وف‬ ‫مؤسس���ة املهرجان إن إختيار هذا اليوم‬ ‫العامل���ي للم���رأة ليكون إحتف���اال باملرأة‬ ‫املبدع���ة وحتدي���دا تل���ك امل���رأة ال�ت�ي‬ ‫تناضل يف بالدها كل أش���كال اإلقصاء‬ ‫وتتحدي احلروب واإلنقسامات وكل‬ ‫التجاذبات السياس���ية وتق���اوم لتنحت‬

‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫رؤى صفحتنا الرياضية مبيادين‬

‫مسرية اإلبداع ‪.‬‬ ‫ستش���ارك يف ه���ذه ال���دورة ف���رق‬ ‫مس���رحية من العراق واجلزائر ومصر‬ ‫وتون���س والس���ودان وس���تقام العروض‬ ‫ألول م���رة بقص���ر العبدلي���ة باملرس���ي‬ ‫باجل���زء الش���مالي لتون���س العاصم���ة‬ ‫وس���يتم تكري���م ع���دد م���ن الوج���وه‬ ‫النس���ائية الب���ارزة يف احلقل املس���رحي‬ ‫العربي والتونس���ي وهن الليبية س���عاد‬ ‫خليل واليمنية شروق سعيد واألردنية‬ ‫أمس���اء مصطف���ي ومن تون���س فاطمة‬ ‫س���عيدان وزهرية بن عمار وجليلة بكار‬ ‫ودليلة مفتاحي ‪.‬‬

‫فتحي الساحلي‬

‫أسرة صباح تطالب رئيس لبنان مبنع نشر‬ ‫صورها على فراش املرض‬ ‫أث���ارت ص���ورة املطرب���ة الكب�ي�رة صب���اح‬ ‫علي ف���راش املرض حفيظة أس���رتها اليت‬ ‫اس���تنكرت ه���ذا األمر يف بي���ان طالبت فيه‬ ‫رئيس اجلمهورية العماد ميش���ال سليمان‬ ‫مبعاقبة ناشرها‪.‬‬ ‫ج���اء يف البيان‪" :‬لقد تفاجئنا بنش���ر صورة‬ ‫للفنان���ة الكب�ي�رة صباح وهي على س���رير‬ ‫امل���رض وهي صورة قدمي���ة يعود تارخيها‬ ‫لشهور مضت‪ ،‬وكانت بعد خروج الفنانة‬ ‫صب���اح م���ن املستش���فى وليس���ت ص���ورة‬ ‫حديثة"‪.‬‬ ‫وتاب���ع‪" :‬آخ���ر ص���ور لصب���اح كان���ت تلك‬ ‫ال�ت�ي التقطها الفنان باس���م فغال���ي‪ ،‬فماذا‬ ‫تنتظ���رون م���ن أي ش���خص خ���ارج م���ن‬ ‫املستش���فى وم���ن ظ���روف صحي���ة صعبة‬ ‫وخطرية؟؟ فهل من املفروض أن تكون يف‬ ‫قمة مجاهلا وش���ياكتها وكأنها يف حفل‬ ‫كوكتيل أو حتيي حفال يف قلعة بعلبك‬ ‫مثال ؟؟"‪.‬‬ ‫وأض���اف البيان‪" :‬نس���تنكر ه���ذه اجلرمية‪،‬‬ ‫نع���م هي جرمية ألن فيه���ا انتهاك صريح‬ ‫ل���كل احلرمات وهذا العمل اجلبان لن مير‬ ‫مرور الكرام‪ ،‬ونتخذ كل اجلهود احلثيثة‬

‫ملعرف���ة من س���رب ه���ذه الصورة لوس���ائل‬ ‫اإلعالم"‪.‬‬ ‫واس���تنكرت ابنة أخت النجمة الشهرية يف‬ ‫البي���ان الذي أصدرته انتش���ار الصورة عرب‬ ‫املواقع اإلخباريةو وصفحات اجلرائد‪.‬‬ ‫واس���تكمل البي���ان‪" :‬نناش���د فخامة رئيس‬ ‫اجلمهوري���ة اللبناني���ة الس���يد ميش���ال‬ ‫س���ليمان مس���اندتنا يف معاقبة املس���ؤولني‬ ‫ع���ن هذه اجلرمي���ة من فاعلني أساس���يني‬

‫ومن مش���اركني ومس���تغلني فصباح رمز‬ ‫م���ن رم���وز لبن���ان وقدم���ت لبلده���ا ما مل‬ ‫يقدمه أي مس���ؤول على اإلط�ل�اق وغنت‬ ‫بلدها ووطنها يف كافة بقاع األرض"‪.‬‬ ‫وأضاف البيان‪" :‬صب���اح هي أول من أطلق‬ ‫األغني���ة اللبنانية وال�ت�راث اللبناني وغنت‬ ‫الوطن واجليش مبئات األغاني‪ ،‬وأصبحت‬ ‫اغنيته���ا (تس���لم ي���ا عس���كر لبنان) نش���يداً‬ ‫رمسياً معتمداً يف القصر اجلمهوري ومن‬ ‫واجب ه���ذه الدول���ة الكرمي���ة ان حتافظ‬ ‫عل���ى رموزه���ا وأن حتمي كباره���ا ان مل‬ ‫يكن مادياً فعلى االقل معنوياً"‪.‬‬ ‫وتابع���ت كل���ودا عق���ل ابن���ة أخ���ت صباح‬ ‫يف بيانه���ا‪" :‬عش���منا كب�ي�ر ج���دا بفخامة‬ ‫رئي���س اجلمهورية ألن اخ���ر تكريم تلقته‬ ‫الصبوح���ة ه���ي م���ن فخامت���ه وذلك حني‬ ‫قّلدها وس���ام األرز برتبة ضابط أكرب يف‬ ‫مهرجان بيت الدين صيف ‪ 2011‬وقدمت‬ ‫هلا الوس���ام عقيلة الرئيس السيدة االوىل‬ ‫وفاء سليمان"‬ ‫وناش���دت كلودا يف البيان كافة وس���ائل‬ ‫االعالم والصحف مبساندتها ومنع انتشار‬ ‫الصورة‪.‬‬

‫سريين عبد النور والعنف ضد املرأة‬ ‫ناشدت الفنانة اللبنانية سريين عبد النور معجبيها وحمبيها‬ ‫ع�ب�ر صفحتها علي موقع الفيس���بوك باملس���اهمة يف احلملة اليت‬ ‫تقوده���ا للحد م���ن العنف ضد امل���رأة يف لبنان واملطالبة باملس���اواة‬ ‫‪ ،‬وذل���ك ع���ن طريق نش���ر توقيعاتهم ع�ب�ر الصفح���ة ‪ ،‬وجاء ذلك‬ ‫بالتزامن مع برناجمها ( س�ي�رين بال حدود ) حس���بما ذكر موقع‬ ‫( صدى البلد ) ‪.‬‬ ‫من املعلوم أن س�ي�رين عبدالنور كتبت تقول ‪ ( :‬دعما حلقوق‬ ‫املرأة يقوم برنامج بال حدود بإطالق محلة إمضاء عريضة حلث‬ ‫احلكوم���ة عل���ي وضع قوانني وسياس���ات اليت جتنب امل���رأة العنف‬ ‫املنزلي وحتمي حقوقها ودعما هلذه املبادرة تطالب مبن يرغب أن‬ ‫يص���ور إمضاءه ويلصقه علي صفحتها تأكيدا منه علي موافقته‬ ‫علي بنود العريضة ) ‪.‬‬ ‫وم���ن أه���م ما جاء يف هذه العريضة ( أهمية نبذ العنف وإجياد‬

‫قوانني رادعة للحد من العنف ضد النساء ) ‪.‬‬

‫ضرب���ة البداي���ة كان���ت لق���ا ًء ثالثي���اً‬ ‫م���ا ب�ي�ن عبدالكري���م اهلالل���ي وفتحي‬ ‫الس���احلي ورئي���س الصفحة األس���تاذ‬ ‫أمحد بشون ‪.‬‬ ‫حي���ث اتفقن���ا عل���ى متي���ز صفحتنا‬ ‫باحملت���وى املفي���د ‪ ،‬وش���عارها األب���دي‬ ‫رياض���ي أفضل "‬ ‫" م���ن أج���ل مس���توى‬ ‫ِّ‬ ‫‪ ،‬وحرصن���ا عل���ى س�ي�ر قافلتنا بس�ل�ام‬ ‫والعم���ل م���ن أج���ل الرق���ي باملس���توى‬ ‫الرياض���ي ككل ‪ ،‬وأعل���ى القم���ة‬ ‫املس���تديرة كرة القدم اليت مارسناها‬ ‫مجيعاً ‪ ،‬فقد كان بش���ون ضمن العيب‬ ‫فريق األهل���ي ‪ ،‬واهلاللي ضمن العيب‬ ‫فريق اهل�ل�ال ‪ ،‬ولعبت أنا ضمن العيب‬ ‫فريق النجمة القدمية ‪ ،‬ولكل منا براح‬ ‫يف عشق هذه اللعبة الرائعة ‪.‬‬ ‫كان���ت ش���روط مش���رف الصفحة‬ ‫أن نرتق���ي بأس���لوب خماطب���ة الق���راء‬ ‫األع���زاء ‪ ،‬وال نعكر صفو أحد أو نهاجم‬ ‫آخر ‪ ،‬وأن يكون هدفنا واضح وهو نشر‬ ‫ما يتعلق بهذه اللعبة وتس���ليط الضوء‬ ‫عل���ى الالعب�ي�ن القدام���ى وم���ا قدموه‬ ‫م���ن جه���د وتضحي���ة‪ .‬لذل���ك مل نهتم‬ ‫بعق���د ميس���ي يف برش���لونة وال حبذاء‬ ‫كريس���تيانو رونال���دو ‪ ،‬وال مبه���ارات‬ ‫فران���ك ري�ب�ري ‪ ،‬ولك���ن هدفن���ا إزاحة‬ ‫الغبار عن صورة كرة القدم القدمية‪.‬‬ ‫‪ .‬كان يهمن���ا جداً التحدث عن الالعب‬ ‫الرائع عوض الفونشة وعن األسطورة‬ ‫اتعولة شتوان وعن الرائعني مصطفى‬ ‫املكي وعل���ي الزقوزي وعلي الش���عالية‬

‫وبوبك���ر مشيس���ة ومفت���اح األصف���ر‬ ‫وغريه���م ‪ ...‬كن���ا حريص�ي�ن عل���ى أن‬ ‫خنرب القراء عن كيفية وصول كرة‬ ‫الق���دم إىل بنغ���ازي وع���ن أول املالعب‬ ‫اليت مورس���ت فيه���ا هذه اللعب���ة‪ ،‬وعن‬ ‫أول حك���م لي�ب�ي لك���رة الق���دم ‪ ...‬كان‬ ‫الب���د لنا م���ن توضيح ال���دور الرياضي‬ ‫ال���ذي لعبته مجعي���ة عم���ر املختار يف‬ ‫ننس‬ ‫نش���ر الرياض���ة يف املدين���ة ‪ ،‬ومل َ‬ ‫أبداً املنافس���ة الرياضية اليت كانت ما‬ ‫بني مجعية عمر املختار وفريق رابطة‬ ‫الشباب ‪.‬‬ ‫لق���د عملنا وب���كل صدق على تقديم‬ ‫العب�ي�ن نس���تهم الذاك���رة الوطني���ة‬ ‫وكان���وا م���ن أروع الالعب�ي�ن ‪ ،‬وس���اءنا‬ ‫أن نراه���م يبيعون البوتاس وينش���فون‬ ‫اخلبز ‪ ،‬ومنهم من يتس���ول يف الشوارع‬ ‫‪ ،‬وكذل���ك منه���م من يعمل كس���ائق‬ ‫أج���رة بس���يارته اخلاص���ة ‪ . . .‬لقد آملتنا‬ ‫هذه املعاناة اليت يعيشها أبطالنا ‪ ...‬لقد‬ ‫كانوا يستحقون األفضل ‪ ،‬وكان على‬ ‫الدول���ة تكرميهم ملا قدم���وه من عطاء‬ ‫يف مالع���ب الكرة وميادين املنافس���ة ‪...‬‬ ‫لقد أخذنا عل���ى عاتقنا أن نرفع الروح‬ ‫املعنوي���ة لديهم ‪ ،‬وحنن ال منلك ش���يئاً‬ ‫س���وى ه���ذه الصفح���ة وأقالم���اً ح���رة‬ ‫وأف���كاراً ً‬ ‫ورؤى تؤم���ن باخل�ي�ر واحل���ق‬ ‫والعدالة وقيمة العبينا وأبطالنا ‪.‬‬ ‫كن���ا ن���رى املؤسس�ي�ن احلقيقي�ي�ن‬ ‫ُي ْب َع���دون م���ن األندية اليت أس���هموا يف‬ ‫تأسيس���ها ‪ ،‬وكنا نتأمل لذلك وخاصة‬

‫عندما ن���رى الزخم اهلائ���ل من الدجل‬ ‫وع���دم املصداقي���ة عل���ى صفح���ات‬ ‫اجلرائ���د لتلمي���ع صورة البع���ض ‪ . .‬ال‬ ‫لش���يء ‪ . .‬فقط لرواب���ط وعالقات مع‬ ‫أولئك األشخاص ‪.‬‬ ‫كن���ا نت���أمل ملعان���اة املخلص�ي�ن وهم‬ ‫خ���ارج أنديته���م كأن به���م وب���اء ‪ ،‬ألن‬ ‫اآلخرين يس�ي�رون يف ركاب السلطة‬ ‫ويطبق���ون أجندتها اليت تؤم���ن بإبعاد‬ ‫كل م���ن ه���و وط�ن�ي ص���ادق وغ�ي�ر ‪.‬‬ ‫‪ .‬حن���ن أردن���ا أن نفع���ل ش���يئاً يف ه���ذا‬ ‫احليز الصغري ‪ . .‬نقول ال لعقليات اليت‬ ‫تعش���عش بداخله���ا احلق���د والكراهية‬ ‫واحلس���د والنفاق والتزل���ف ‪ . .‬أردنا أن‬ ‫نس���اهم يف خلق أج���وار رياضية ملؤها‬ ‫احلب والتس���امح واملنافس���ة الش���ريفة‬ ‫‪ ...‬أردن���ا أن نق���ول حتي���ا الرياضة اليت‬ ‫تس���اهم يف بناء اإلنس���ان ال���ذي جيعل‬ ‫مس���احة كب�ي�رة يف عش���ق الوط���ن‬ ‫والتضحية يف سبيله ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الصورة املرفقة ‪:‬‬ ‫ص���ورة فري���ق الصاب���ري ع���ام ‪1935‬‬ ‫وال���ذي أسس���ه د‪ .‬امله���دي املطردي ويف‬ ‫الصورة فريق الصاب���ري الفائز بكأس‬ ‫ال���دورة ‪ ،‬ويظهر فيه���ا املهدي املطردي‬ ‫املؤس���س ‪ .‬واعمريينة وعوض الفونشة‬ ‫واحلوت���ه ومصطف���ى دوم���ه حيم���ل‬ ‫ال���كأس ‪ ،‬واحلارس عياد الطرابلس���ي ‪،‬‬ ‫واملدافع عوض الطرشاني ( كسيكسو‬ ‫) وتاباكي ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫لعلها بداية جيدة‬ ‫‪!!! ...‬‬ ‫يف الع���دد املاض���ي من ه���ذه الصحيف���ة كتبنا حتت‬ ‫عن���وان ‪ ..‬هل بدأ العمل احلقيق���ي ؟ واملقصود بالعمل‬ ‫هو االستعداد لتنظيم االستحقاق األفريقي (‪)2017‬‬ ‫كتبنا ه���ذه الكلمة بع���د أن عقدت اللجن���ة املنظمة‬ ‫العلي���ا للبطول���ة اجتماع���اً بعد غي���اب طويل وصمت‬ ‫مري���ب ث���م يف ه���ذا اإلجتماع تعي�ي�ن مدي���ر تنفيذي‬ ‫للبطول���ة ‪ ،‬وأعل���ن أيض���اً أن بعض الش���ركات بدأت‬ ‫تعود ألرض هذا الوطن ومن بينها الش���ركة املكلفة‬ ‫‪ ،‬بأعم���ال الصيانة يف ملعب بنغ���ازي ‪ ..‬هذه املعلومات‬ ‫وغريه���ا جعلتن���ا نأمل خ�ي�راً ث���م ازدادت فرحتنا بعد‬ ‫أن ش���اهدنا االحتفالية ‪ ،‬اليت أقيمت مبناس���بة وضع‬ ‫" حجر األس���اس " للملعب الوطين يف مدينة تاجوراء‬ ‫اجملاه���دة واليت واكب���ت ثورتنا اجمليدة م���ن البداية‬ ‫وش���اهدنا يف ه���ذا االحتف���ال رج���ال الدول���ة وبعض‬ ‫الضيوف املهم�ي�ن زاد فرحنا واستبش���ارنا بهذا العمل‬ ‫حي���ث نع���ود إىل الكتاب���ة م���رة أخ���رى م���ع مطالبتنا‬ ‫وتأكيدن���ا عل���ى أن يش���مل االهتم���ام بقي���ة املرافق‬ ‫وأن يت���م وضع جداول زمنية حم���ددة لبقية املرافق‬ ‫األخرى ومنها " الفنادق واألبراج وامليادين والش���وارع‬ ‫واحلدائ���ق " وكذلك املواصالت واالتصاالت ‪ ..‬وكل‬ ‫ما يساهم يف إظهاروجه بالدنا بالصورة الطيبة سوا ًء‬ ‫يف امل���دن اليت جترى فيه���ا املباريات أو غريها ونطالب‬ ‫أيض���اً بض���رورة إع���داد الش���باب ع���ن طري���ق دورات‬ ‫ليتعلم���وا بع���ض اللغ���ات وكذلك كيفي���ة التعامل‬ ‫مع الف���رق املش���اركة وم���ع بقية الضي���وف ورجال‬ ‫الصحافة ‪ ،‬الذين سيأتون بالدنا لتغطية هذا احلدث‬ ‫اهلام وندعو اهلل سبحانه وتعاىل أن حيفظ بالدنا وأن‬ ‫يعطينا األمن واألمان ‪!! ..‬‬

‫برنامج الكرة‬ ‫الطائرة اجلميل‬ ‫كنا يف الس���ابق قد أش���دنا بالربنامج العلمي اجلميل‬ ‫والرائ���ع الذي أعدته جلن���ة املس���ابقات باالحتاد العام‬ ‫للك���رة الطائ���رة ‪ ،‬وال���ذي وضع على ش���كل جتمعات‬ ‫مجيل���ة ب�ي�ن عدد من م���دن ليبيا احلبيب���ة حيث نظم‬ ‫التجم���ع األول يف بنغازي الثان���ي مصراته ‪ ..‬ثم توقف‬ ‫الربنام���ج إلتاح���ة الفرص���ة لبع���ض الف���رق للوف���اء‬ ‫بالتزاماته���ا الدولية اخلارجية يبدأ التجمع الثالث يف‬ ‫مدينة طرابلس يوم السبت ‪1/3/2014‬م ‪.‬‬ ‫كل ما نتمناه أن يزداد املس���توى الفين للفرق ارتفاعاً‬ ‫وإال يؤثر هذا التوقف عل���ى بعض الفرق من الناحية‬ ‫الفنية ‪.‬‬ ‫نتطل���ع إىل مزيد من التألق جلمي���ع فرقنا ونأمل أن‬ ‫يأت���ي الوق���ت ال���ذي نرى في���ه مجاهرين���ا الوفية متأل‬ ‫املالعب وهي مرحه مستبشرة ‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 147‬مارس ‪) 2014‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.