العدد 149

Page 1

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫‪30 (( -- )) 77‬‬ ‫العدد (‬ ‫السنة الثانية‬ ‫‪) 2014‬‬ ‫مارس‬ ‫‪24 - 18‬‬ ‫‪149‬‬ ‫الرابعة ‪( -‬‬ ‫السنة‬

‫جض‬

‫ران‬

‫زيدان‬

‫املؤمتر الوطين العام‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫صوان‬


‫‪02‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫ُ‬ ‫فوز القذايف ميتًا مر ًة ثانية‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫" احلقيقة عندما تكون ناقصة تكون أكرب كذبة – حكيم غربي "‬ ‫مطلع الس���بعينات هرب الس���يد عبد احلميد البكوش رئيس الوزراء يف العهد امللكي من ليبيا ‪،‬وكان القذايف قد‬ ‫َ‬ ‫وضعه يف السجن وقام بالتنكيل به ‪،‬وكان نشر له صورة يف ُصحفه وهو ُمتخفي مبالبس شحاذ هاربا ‪،‬واتهمه‬ ‫يف مق���ال ُنش���ر والصورة بكل التهم اليت متس كرامة الرجل ‪،‬فيما بعد ح���اول اغتياله يف مصر لكن املخابرات‬ ‫اساليب القذايف وهزاله‪.‬‬ ‫املصرية انقذت ُه يف مشه ٍد فضحت فيه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رئيس وزراء‬ ‫االس���اليب ال�ت�ي اتبعها املؤمت��� ُر الوطين العام‬ ‫ذكرن���ي بهذا‬ ‫َ‬ ‫برئاس���ة نوري بوس���همني حني أق���ال َ‬ ‫ِ‬ ‫كتبت مقا ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫وكنت‬ ‫احلكوم���ة املؤقت���ة على زيدان ‪،‬و اعالن النائب العام بأنه مينع الرئيس املُقال من الس���فر ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لتنحية رئيس‬ ‫تناولت فيه االس���اليب ال�ت�ي ا ُتبعت‬ ‫أضفت مر ًة ثانية ‪،‬املقال األول‬ ‫بنف���س عن���وان هذا املقال هلذا‬ ‫ِ‬ ‫املؤمتر الوطين العام السابق حممد املقريف‪.‬‬ ‫ما يس���توقفين أن أس���اليب كان يتبعها القذايف يف اقصاء خصومه يفرتض أن املس���ئولني احلاليني ثاروا ضدها‬ ‫هذه االس���اليب يتبعها هؤالء مع خصومهم ‪،‬بل ويتب ُعها مس���ئولو دولة فرباير يف أغلب اجملاالت ‪،‬وكما مت ذلك‬ ‫يف اقص���اء رئي���س املؤمتر والوزراء املذكورين فإن هذه االس���اليب مت���ت يف إدارة الدول���ة و املقريف وزيدان يف‬ ‫منصبيهما أي مبش���اركتهما ‪ ،‬وهكذا جند أن ما طاهلما كان قد طال جُممل ش���ئون الدولة ‪،‬وس���أذكر مثال‬ ‫اتهام السيد رئيس املؤمتر السابق حممد املقريف لرئيس احلكومة األسبق عبد الرحيم الكيب بتبديد املليارات‬ ‫تهم ‪،‬وقد كان حينها على زيدان رئيس���ا‬ ‫م���ن أم���وال الدولة م���ا مل يتم أي حتقيق في���ه ال مع املُتهَم و ال م���ع املُ ِ‬ ‫للحكوم���ة اليت خلفت حكومة الكيب ‪،‬دون تذكري مبا وج���ه إىل اجمللس الوطين االنتقالي واجمللس التنفيذي‬ ‫وما مازال يوجه اليهما من حزمة ال ُتهم تلك ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وخ�ل�ال ف�ت�رة ما بعد القذايف ‪ ،‬مازالت املنظم���ات الدولية واحمللية تردد نفس االتهام���ات اليت كانت تواجه بها‬ ‫القذايف من قتل وقمع ومن غياب‬ ‫للحق���وق والقان���ون ‪ ،‬وم���ن اهدار‬ ‫َ‬ ‫البنية التحتية‬ ‫للمال الع���ام ‪ ،‬وأن‬ ‫للب�ل�اد تزدا ُد س���و ًء على ما كانت‬ ‫عليه من س���وء ‪،‬كل ه���ذا ورجال‬ ‫ونس���اء دول���ة م���ا بع���د الق���ذايف‬ ‫يتصارعون ُمستعيدين األساليب‬ ‫ذاته���ا ال�ت�ي كان الق���ذايف يتبعها‬ ‫ادان���ة خصومه ‪ ،‬ويف الدفاع عن‬ ‫يف ِ‬ ‫نفس���ه ونظام���ه باعتب���ار أن ليبيا‬ ‫النعيم األرض���ي كما كان يُردد‬ ‫ع�ب�ر اعالمه الزاخ���ر آنذاك واآلن‬ ‫باألناشيد الوطنية‪.‬‬ ‫ال ش���ك أن ه���ذا ج��� ّر الب�ل�اد إىل‬ ‫ُ‬ ‫القتلة يزدادون كل‬ ‫مذحبة فيها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يوم ‪ ،‬فيما الكل يكيل التهم لألخر‬ ‫‪،‬وكثرت التخرص���ات وغابت يف‬ ‫هذا الغابة أية حقيقة ‪ ،‬وسيطرت‬ ‫حال���ة م���ن اه���دار ال���دم واجله���د‬ ‫والوقت وامل���ال ‪،‬وبهذا غيب العقل‬ ‫فس���يطر الال معقول على ش���ئون البالد ‪،‬ومت ضخ تفاصيل يكمن فيها الشيطان ‪،‬ألجل ابعاد األنظار عن حقائق‬ ‫ترس���خ وتدع���م كل ي���وم يف أرض الواقع اللييب ‪،‬الذي ع���اد من جديد ليقع حتت براثن نظام القذايف الفاش���ي‬ ‫‪،‬وما عملية اقصاء رئيس احلكومة على زيدان إال ذ ّر الرمال يف العيون العمياء عن ما حدث وحيدث ‪ ،‬ألن اقالة‬ ‫رئيس وزراء من عدمها ليست إال نتيجة أو حصاد الزدهار خراب البالد وفساد آل البالد الذي ُزرع خالل عقود‬ ‫وكان مسادُه النفط الذي كما هو ُموحد ليبيا ميكن أن يُقسمها ‪ ،‬وهذا التكالب على ما تبقي من الوطن أعين‬ ‫ً‬ ‫النفط ُمش���كل ليبيا األول ما يُضاف إىل مش���اكل اجلغرافيا والتاريخ يف الوقت الراهن‬ ‫البنك الوطين يبني أن‬ ‫َ‬ ‫التدخل يف ُشؤون البلدان يتم‬ ‫‪،‬الراهن الذي يُعاد فيه ختريط العامل من قبل القوى املسيطرة ‪ ،‬وز ّد على ذلك أن‬ ‫من هذه القوى بأس���اليب ما بعد عصر االنرتنت ‪،‬أي بالال تدخل املباش���ر حتت نظرية االستبعاد اليت وقع حتت‬ ‫وجربت بالكامل فيه‪.‬‬ ‫طائلتها الصومال ُ‬ ‫باإلم���كان أبدع مما كان ش���رط أن َ‬ ‫اجلميع أمام نفس���ه ‪ ،‬فاإلخوان كم���ا التحالف جمرد عناوين واهية‬ ‫يقف‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬مث���ل كتل���ة الوفاء يف زمن الش���هداء الذين ه���م اليوم وغد أكثر ممن هم الس���ابقون ‪،‬عناوي���ن واهية لصراع‬ ‫احلزب الوحيد يف البالد ‪،‬وهو التكتل الوحيد ‪ ،‬وما‬ ‫تس���ميات وأقنعة ليس إال ‪ ،‬فالس�ل�اح هو‬ ‫أش���خاص حيملون‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫رقص���ة املذب���وح ‪،‬اليت رقصها البعض يف ريكس���وس س���اعة جناح التصوي���ت بإقالة زيدان اليت تناقلتها وس���ائل‬ ‫خصومته ‪ُ ،‬‬ ‫فالكل خائف ُ‬ ‫ُ‬ ‫والكل ُمفلس ‪،‬وال ُكل طال ُه‬ ‫االتص���ال االجتماعية ‪ ،‬إال فضحاً للحال ‪،‬‬ ‫والكل يُش���خصن ُ‬ ‫العطب من ف ّر ومن ينتظر ‪ ،‬فليبيا اليت جاءها يسعى ساعتها ‪،‬الساعة سفينة غارقة تلبس كل لبوس ( كوري‬ ‫مشالي ‪،‬سعودي ‪،‬مصري )‪،‬ومن عادة األمور أن من مبقدرته القفز من هكذا سفينة قافز ‪،‬ومن ليس مبكنته أو‬ ‫يتحني الساعة فعقله يف القفز ‪ ،‬وهكذا ريكسوس مرآة لوجوهنا الشاخصة ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وض���ن احلياة ‪ ،‬من هذا يمُ كن أن َ‬ ‫يكون باإلمكان أبدع من النفط كي‬ ‫املوت‬ ‫ال‬ ‫حال كحالنا غري ِ‬ ‫غلب���ة ألح���د يف ٍ‬ ‫َ‬ ‫السفينة من الغرق ‪.‬‬ ‫ُننقذ‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫تقرير بريطاني ‪:‬‬

‫التدخل الدولي يف ليبيا يهدد مبفاقمة املشكالت‬ ‫وليس حلها‬ ‫أجه���ض الواق���ع اللي�ب�ي الراه���ن االف�ت�راض الذي‬ ‫تأس���س عليه انس���حاب الق���وى الغربية م���ن ليبيا‬ ‫بعد إس���قاط نظ���ام معمر القذايف بنجاح‪ ،‬حبس���ب‬ ‫م���ا يفي���د تقرير نش���ره موق���ع إخب���اري بريطاني‬ ‫يش�ي�ر إىل هذه القوى أملت عقب االنسحاب يف أن‬ ‫تتمتع املرحلة االنتقالية الليبية بش���رعية أوسع‪،‬‬ ‫فرص���ا أفض���ل للنجاح‪.‬وأوضح‬ ‫وبالتال���ي متتل���ك ً‬ ‫موق���ع "ف�ي�ر أوبزرف���ر" الربيطان���ي أن احلكومات‬ ‫الغربي���ة كان���ت تراق���ب الوض���ع يف ليبي���ا مبزيد‬ ‫من احل�ي�رة والقلق‪ ،‬عل���ى مدى ع���ام كامل ازداد‬ ‫فيه االنفالت األمين والتناحر السياس���ي واالنهيار‬ ‫املؤسسي يف البالد‪.‬‬ ‫إال أن املوق���ع الربيطان���ي ح���ذر يف تقري���ر نش���ره‬ ‫بالتزام���ن م���ع انعق���اد الجتم���اع الدول���ي اخلاص‬ ‫بليبي���ا يف روما يوم ‪ 6‬م���ارس ‪ ،2014‬من احتمال‬ ‫أن يؤدي أي ش���كل من أش���كال التدخ���ل اخلارجي‬ ‫يف ليبيا إىل رفض عاملي واس���ع النطاق وإىل إثارة‬ ‫مش���اكل أكثر م���ن قدرته عل���ى معاجلة أي من‬ ‫املشاكل القائمة بالفعل‪.‬‬ ‫•حتديات الداخل تهدد اجلوار اللييب‬ ‫يع���دد التقرير الذي مح���ل عنوان "ليبي���ا‪ :‬املرحلة‬ ‫االنتقالي���ة بع���د الق���ذايف"‪ ،‬االضطراب���ات ال�ت�ي‬ ‫تتحدى توفري االس���تقرار يف ليبي���ا وإمتام املرحلة‬ ‫االنتقالية بعد إطاحة نظام معمر القذايف بنجاح‪.‬‬ ‫مش�ي�را‬ ‫يص���ف املوق���ع الوض���ع يف ليبي���ا بـ"القامت"‬ ‫ً‬ ‫إىل إيق���اف امليليش���يات اجل���زء األكرب م���ن إنتاج‬

‫ً‬ ‫فريس���ة لصراعات‬ ‫النف���ط ووق���وع ع���دة مناط���ق‬ ‫مري���رة وتع ّرض التح���ول السياس���ي يف طرابلس‬ ‫إىل التوقف‪.‬ولف���ت التقري���ر إىل أن حكوم���ة‬ ‫رئي���س ال���وزراء عل���ي زي���دان مل حت���رز أي تق���دم‬ ‫يف مل���ف األم���ن بينما ع���ززت امليليش���يات احمللية‬ ‫موقفها‪ ،‬مبا يس���مح بازدهار اجلماع���ات املتطرفة‬ ‫واجلرمي���ة املنظم���ة‪.‬ويف بنغازي‪ ،‬حس���بما يلحظ‬ ‫التقري���ر‪ ،‬بات أف���راد اجلي���ش واألجه���زة األمنية‬ ‫ُعرض���ة لالغتيال يوم ًيا‪ ،‬دون خضوع أي ش���خص‬ ‫للمساءلة‪ .‬أما يف طرابلس‪ ،‬فقد تدهورت األوضاع‬ ‫مسموما على حنو متزايد‬ ‫وأصبح املناخ السياس���ي‬ ‫ً‬ ‫حبي���ث أصب���ح العن���ف وس���يلة روتينية ملمارس���ة‬ ‫النفوذ السياس���ي‪ ،‬م���ن خالل عملي���ات اخلطف أو‬ ‫اهلجم���ات عل���ى وس���ائل اإلعالم أو حص���ار حقول‬ ‫النف���ط‪ ،‬عل���ى ح���د م���ا يق���ول التقرير‪.‬ويضي���ف‬ ‫التقرير أن���ه بينما ينهمك املعس���كران املتنافس���ان‬ ‫يف املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام يف ح���روب ال نهاية هلا‪،‬‬ ‫دخل���ت العملية السياس���ية يف أزم���ة عميقة حول‬

‫الش���رعية‪ .‬ويلح���ظ التقري���ر يف ه���ذا الس���ياق أن‬ ‫حنو ثل���ث الناخبني املؤهلني هم فقط من س���جلوا‬ ‫النتخاب���ات اللجن���ة التأسيس���ية للدس���تور بينما‬ ‫كان���ت نس���بة اإلقبال عل���ى تل���ك االنتخابات أقل‬ ‫من نصف هؤالء الناخبني املسجلني‪ ،‬حيث قاطعت‬ ‫األقليات العرقي���ة التصويت‪.‬وينم ع���دم االهتمام‬ ‫باالنتخاب���ات‪ ،‬حبس���ب التقرير‪ ،‬عن فقدان أوس���ع‬ ‫للثق���ة يف العملي���ة السياس���ية‪ .‬وأوض���ح التقرير‬ ‫أن الصراع���ات الرئيس���ية حول الس���لطة ال تتم يف‬ ‫قاعات املؤمترات‪ ،‬وإمنا يف املنافسات على السيطرة‬ ‫على قطاع األمن واحل���دود وحقول النفط‪ .‬ويبدو‬ ‫توازن القوى بعد الثورة بعيد املنال‪.‬وأكد التقرير‬ ‫أن احلكومة ال مت ّثل طر ًفا فاعلاً ‪ ،‬بل مرحلة هلذه‬ ‫الصراع���ات على الس���لطة‪ .‬ويس���يطر ممثلو املدن‬ ‫الفردي���ة والقبائ���ل وش���بكات األعم���ال التجاري���ة‬ ‫وخمتل���ف التي���ارات اإلس�ل�امية عل���ى ال���وزارات‬ ‫واهليئ���ات العام���ة حلس���ابهم اخل���اص‪ .‬ويرتب���ط‬ ‫الكث�ي�ر منه���م بعالق���ات م���ع اجلماعات املس���لحة‪.‬‬ ‫ويعترب قطاع األمن خليط من الوحدات اليت مت ّثل‬ ‫مصاحل سياسية معينة‪ ،‬وتشيع االشتباكات فيما‬ ‫بينها‪ .‬وهناك عدم وضوح للحدود بني امليليش���يات‬ ‫رمسيا واجليش‪.‬‬ ‫املعتمدة‬ ‫ًّ‬ ‫وأخ�ي�را حذر التقري���ر من خطر امت���داد االنفالت‬ ‫األم�ن�ي يف ليبيا إىل البلدان اجملاورة‪ ،‬أو إىل جنوب‬ ‫أوروب���ا‪ ،‬مرجح���ا تصاعد هذا اخلطر يف الس���نوات‬ ‫املقبلة‪.‬‬

‫•أسئلة من دون جواب‬ ‫وم���ع تعم���ق األزم���ة يف ليبيا‪ ،‬تصاع���دت النداءات‬ ‫يف العواص���م الغربي���ة املطالبة بتوف�ي�ر دعم أقوى‬ ‫للب�ل�اد‪ ،‬حبس���ب التقري���ر ال���ذي يطرح ع���دد من‬ ‫التس���اؤالت اإلش���كالية أم���ام ه���ذا الدع���م‪ :‬كيف‬ ‫ميك���ن دعم حكومة ليس���ت وح���دة واحدة؟ كيف‬ ‫ميكن���ك أن تس���اعد يف إع���ادة بناء جي���ش بينما مل‬ ‫ي َّ‬ ‫ُتخذ قرار باجلهة اليت ستسيطر عليه؟ ‪،‬الواليات‬ ‫املتحدة وبريطانيا وإيطاليا تدرب ‪ 15‬ألف متطوع‬ ‫لي�ب�ي لتأهيلهم حتى يصبحوا جنودًا‪ ،‬ولكن ال أحد‬ ‫يع���رف اجلهة اليت ستش���رف عليه���م بعد إكمال‬ ‫تدريبه���م وأف���اد التقرير ب���أن اجملتم���ع الدولي ال‬ ‫ميتل���ك جوابًا متماس��� ًكا لل���رد على هذه األس���ئلة‪،‬‬ ‫ولك���ن هذا ال مينعه من املش���اركة‪ ،‬حيث ش���رعت‬ ‫الواليات املتح���دة وبريطاني���ا وإيطاليا يف برنامج‬ ‫تدري�ب�ي واس���ع النط���اق‪ ،‬يض���م ‪ 15‬أل���ف متطوع‬ ‫لي�ب�ي لتأهيلهم حتى يصبحوا جنودًا‪ .‬ولكن ال أحد‬ ‫يع���رف اجلهة اليت ستش���رف عليه���م بعد إكمال‬

‫تدريبهم‪ ،‬حس���بما يقول التقرير‪ ،‬الذي يش�ي�ر إىل‬ ‫أن رئيس الوزراء زيدان ووزير دفاعه يف مشاحنات‬ ‫يش���تبكان يف خالفات م���ع رئيس املؤمت���ر الوطين‬ ‫الع���ام ورئي���س هيئ���ة األركان م���ن أجل س���لطة‬ ‫الق���رار املتعلق بنش���ر القوات‪.‬ويالحظ التقرير أن‬ ‫العناصر املس���لحة ال�ت�ي تتدخ���ل يف النزاعات‪ ،‬بناء‬ ‫عل���ى طل���ب احلكوم���ة أو مبوافقتها‪ ،‬ه���ي وحدات‬ ‫انبثقت م���ن اجملموعات الثورية املس���لحة يف كل‬ ‫مدينة م���ن امل���دن الليبية‪ .‬وحبس���ب التقرير فإنه‬ ‫ميكن هل���ذه الوح���دات التدخ���ل لتمتعها بأس���اس‬ ‫سياس���ي وأهداف واضحة‪ ،‬على عك���س احلكومة‪.‬‬ ‫ووف ًقا للتقرير‪ ،‬فإن احلكومة ال تفتقر إىل اجلنود‬ ‫املدرب�ي�ن‪ ،‬وإمنا إىل الق���درة على اخت���اذ القرارات‬ ‫والدع���م السياس���ي ال�ل�ازم لف���رض النظ���ام‪ .‬ولن‬ ‫تعمل برامج التدريب عل���ى تغيري هذا األمر‪ ،‬على‬ ‫حد قول التقرير‪.‬‬ ‫•معضلة السالح‬ ‫لف���ت التقري���ر إىل أن املوض���وع امله���م ملؤمت���ر ‪6‬‬ ‫مارس هو وضع مبادرات لنزع الس�ل�اح والسيطرة‬ ‫على األس���لحة و خمزون���ات الذخ�ي�رة‪ .‬ال ريب أن‬ ‫انتش���ار األس���لحة حيتاج إىل معاجل���ة عاجلة ‪،‬إال‬ ‫أن التقرير يتش���كك بشأن ما إذا كانت احلكومات‬ ‫الغربي���ة س���تتبنى اإلج���راءات ال�ت�ي تت�ل�اءم م���ع‬ ‫احلقائق على أرض الواقع‪ .‬ولن تقوم أي ميليش���يا‬ ‫بتس���ليم ترس���انتها املس���لحة إىل احلكوم���ة طامل���ا‬ ‫حيي���ط الغم���وض مبص���احل اجله���ة ال�ت�ي متثلها‬ ‫احلكوم���ة ‪،‬والغرب ال ميلك حال واقعيا للمش���كلة‬ ‫و"لن تقوم أي ميليش���يا بتسليم ترسانتها املسلحة‬ ‫إىل احلكوم���ة طامل���ا حيي���ط الغم���وض مبص���احل‬ ‫اجله���ة ال�ت�ي متثله���ا احلكوم���ة " حس���بما يرج���ح‬ ‫التقري���ر ‪،‬مش�ي�را إىل أن احل���ل املؤق���ت س���يكون‬ ‫حماس���بة امليليش���يات ع���ن خمزون���ات األس���لحة‬ ‫اخلاضعة لس���يطرتها ‪،‬وتش���جيعها عل���ى التعاون‬ ‫م���ع الس���لطات‪ .‬ولك���ن ال يصل���ح مثل ه���ذا النهج‬ ‫إلص���دار بيان���ات ضخم���ة يف املؤمت���رات الدولي���ة‬ ‫‪،‬حبس���ب التقرير‪.‬ويش�ي�ر التقري���ر إىل الدع���وات‬ ‫املتزاي���دة الخت���اذ خط���وات م���ن جان���ب واحد من‬ ‫ِق َبل احلكوم���ات الغربية نظرا لتم���دد اليأس على‬ ‫نطاق واسع يف مساء ليبيا‪ .‬وقد طرح قائد اجليش‬ ‫الفرنس���ي فكرة إمكانية التدخل الدولي يف جنوب‬ ‫ليبيا يف يناير‪.‬واعتربت وس���ائل اإلعالم الفرنسية‬ ‫املنطق���ة م�ل�ا ًذا للجهادي�ي�ن لع���دة أش���هر‪ .‬لك���ن‬ ‫التقرير حيذر من أن أي ش���كل من أشكال التدخل‬ ‫اخلارجي يف ليبيا س���يؤدي إىل رفض عاملي واس���ع‬ ‫النطاق وسيتسبب يف مشاكل أكثر مما سيعاجل‪.‬‬ ‫ويلح���ظ التقرير أنه يف أكتوب���ر املاضي‪ ،‬بالفعل‪،‬‬ ‫كادت عملي���ة خطف الوالي���ات املتحدة ألبو أنس‬ ‫اللييب املشتبه يف انتمائه للقاعدة أن تطيح حكومة‬ ‫زيدان‪.‬ويش�ي�ر التقري���ر كذل���ك إىل أن���ه يف ليبيا‬ ‫نفس���ها‪ ،‬غال ًبا ما يتس���م املوقف من دور احلكومات‬ ‫األجنبية بقدر من االنفصام‪ .‬فهناك نداءات ملحة‬ ‫للحصول على دعم خارجي أكرب لفرتة االنتقال‬ ‫السياس���ي فيم���ا هناك قناع���ة عميقة ب���أن القوى‬ ‫اخلارجي���ة تتدخ���ل يف النزاع���ات العدي���دة بالبالد‬ ‫وتغذيها‪ .‬ويبقى الدعم الرصني يف ش���كل املش���ورة‬ ‫واخل�ب�رة هو النه���ج الصحيح‪.‬وح���ذر التقرير من‬ ‫أن يعطي الدعم األجنيب أي انطباع باحنيازه حنو‬ ‫العبني بعينهم أو معس���كرات بعينها‪ ،‬مؤكدًا عدم‬ ‫وجود حلول سريعة للفوضى يف ليبيا‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫بعض الفرص احملدودة لدعم العملية السياس���ية‬ ‫املمتدة وغري املستقرة ومفتوحة النهاية‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫كتاب مساجد‬ ‫مدينة درنة‬

‫ميادين خاص‬ ‫ص���در ع���ن املرك���ز اللي�ب�ي للمحفوظ���ات‬ ‫والدراس���ات التارخيي���ة كت���اب (( مس���اجد‬ ‫مدين���ة درن���ة )) للباح���ث فتح اهلل بوعزة أس���تاذ‬ ‫اآلثار اإلس�ل�امية جبامعة عمر املختار والكتاب‬ ‫دراس���ة أثري���ة ميدانية حيث تطل���ب اإلقامة يف‬ ‫املواق���ع أو زيارته���ا عديد امل���رات ورفع قياس���ات‬ ‫البن���اء وفحص اجلدران ومتابع���ة طرائق البناء‬ ‫وأس���اليبها ملعرف���ة األصي���ل م���ن املض���اف ث���م‬ ‫توثيقها مبخططات وأش���كال فضال عن الوثائق‬ ‫التارخيي���ة اليت حصل عليها الباحث وقد قس���م‬ ‫الكتاب إىل مخس فص���ول تضمن الفصل األول‬ ‫نشأة املدينة وتطورها منذ عصور ماقبل التاريخ‬ ‫وحتى العص���ور اإلس�ل�امية املختلفة وقد مشل‬ ‫املوق���ع اجلغ���رايف للمدين���ة واصل ومعنى اس���م‬ ‫((درنة)) ‪.‬‬ ‫وخص���ص الفص���ل الثان���ي ملعاجل���ة ختطي���ط‬

‫مدينة درنة باالعتماد على املخططات القدمية‬ ‫ووص���ف الرحالة العرب واألجانب وما كتب يف‬ ‫املصادر واملراجع باإلضاف���ة إىل توثيق الروايات‬ ‫املتواترة عن أعيان وكبار املدينة إلعطاء صورة‬ ‫واضح���ة عن تقس���يم أحي���اء املدينة وش���وارعها‬ ‫وأزقتها ومنش���اتها اإلدارية والتجارية والدينية‬ ‫واملدنية يف أواخر العهد العثماني ‪.‬‬ ‫وانص���ب الفصل الثال���ث على الدراس���ة امليدانية‬ ‫حيث مشلت مجيع املس���اجد األثري���ة يف املدينة‬ ‫والبالغ عددها س���تة مساجد أثرية عرج الباحث‬ ‫خالهل���ا عل���ى تارخيه���ا وختطيطه���ا وطريق���ة‬ ‫بنائه���ا ووصفه���ا املعم���اري وج���اء يف الفص���ل‬ ‫الراب���ع العناص���ر املعماري���ة ال�ت�ي تكون���ت منه���ا‬ ‫املس���اجد ومشلت تطوره���ا وأش���كاهلا ووظائفها‬ ‫وفوائده���ا اإلنش���ائية واملعماري���ة ومتثل���ت يف‬ ‫املداخل واألبواب والصحن واألعمدة والدعامات‬ ‫والعق���ود واألقبي���ة والقب���اب واحمل���راب اجملوف‬ ‫واملن�ب�ر والس���دة والنواف���ذ والدوالي���ب واحلناي���ا‬ ‫احلائطية واملئذنة وامليض���أة واملراحيض والبئر‬ ‫والسلم ‪.‬‬ ‫وحت���دث الفصل اخلام���س عن املقارن���ة إلجراء‬ ‫بي���ان وجه الش���به واخل�ل�اف بني مس���اجد درنة‬ ‫واألمثل���ة ال�ت�ي وصل���ت م���ن خمتل���ف أحن���اء‬ ‫العامل اإلس�ل�امي واحتوى الكت���اب على خرائط‬ ‫وخمططات وأشكاال ووثائق وصورا ‪.‬‬ ‫الكت���اب يوف���ر الكثري م���ن املعلوم���ات واحلقائق‬ ‫والرواي���ات للمهتم�ي�ن بتاري���خ املدن واملس���اجد‬ ‫وكذل���ك الط�ل�اب والباحث�ي�ن يف املؤسس���ات‬ ‫العلمي���ة واألكادميي���ة ويش���كل إضاف���ة مهمة‬ ‫للمكتبة الليبية بش���كل خاص والعربية بش���كل‬ ‫عام ‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫‪05‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫وثيقة‬

‫زيدان ‪ :‬مشكلة ليبيا‬ ‫الوحيدة‬

‫احاطة املمثل اخلاص لالمني العام لالمم املتحدة طارق مرتي‬ ‫اجتماع جملس األمن ‪ 10‬مارس ‪2014‬‬ ‫السيد الرئيس‬ ‫امامكم تقرير األمني العام عن أنشطة بعثة‬ ‫األمم املتحدة للدعم يف ليبيا يف الستة أشهر‬ ‫املاضية‪.‬‬ ‫يف ‪ 8‬م���ارس‪ ،‬ج���رى حتمي���ل النف���ط اللييب‬ ‫عل���ى الناقل���ة "‪ "Morning Glory‬ال�ت�ي‬ ‫ترف���ع علم كوريا الش���مالية وذلك يف مرفأ‬ ‫الس���درة وعلى يد جمموعات مس���لحة سبق‬ ‫هلا ان سيطرت على عدد من املرافق النفطية‬ ‫يف شرق ليبيا‪ .‬ان هذا العمل غري الشرعي هو‬ ‫خرق لس���يادة ليبي���ا على مرافئه���ا ومواردها‬ ‫الطبيعي���ة‪ .‬وقد حتدثت امام جملس���كم منذ‬ ‫ثالثة أش���هر عن تردي األوض���اع األمنية يف‬ ‫ليبي���ا وع���ن تصاع���د مش���اعر اإلحب���اط بني‬ ‫الليبيني حي���ال العملية السياس���ية‪ .‬وأحملت‬ ‫اىل اإلس���تقطاب احل���اد الناتج ع���ن اخلالف‬ ‫حول ادارة املرحل���ة اإلنتقالية والذي يعكس‬ ‫بدوره انقساما سياس���يا وايديولوجيا أكرب‪.‬‬ ‫ويف الثان���ي من م���ارس‪ ،‬اقتح���م متظاهرون‬ ‫مق���ر املؤمتر الوط�ن�ي العام مطالب�ي�ن حبّله‪.‬‬ ‫وق���ام ما يناهز املئة واخلمس�ي�ن من الش���بان‬ ‫بتخري���ب قاع���ة اإلجتماع���ات الرئيس���ية‬ ‫واعت���دوا عل���ى اعض���اء م���ن املؤمت���ر الوطين‬ ‫العام واصابوا أربعة منهم جبروح‪ .‬لقد ادنت‬ ‫بش���دة اعم���ال العنف ض���د املؤمت���ر‪ ،‬مؤكدا‬ ‫ضرورة احرتام مؤسس���ات الدولة الشرعية‪.‬‬ ‫ووفيما نش���دد عل���ى صيانة احل���ق يف حرية‬ ‫التعب�ي�ر‪ ،‬ف���إن اس���تخدام الق���وة لتحقي���ق‬ ‫اغراض سياسية مرفوض بشكل حاسم‪ .‬ومل‬ ‫ي���ؤد قرار املؤمتر الوطين الع���ام يف ‪ 3‬فرباير‪،‬‬ ‫واملتعلق بنقل الس���لطة اىل هيئة تش���ريعية‬ ‫منتخبة دس���توريا‪ ،‬اىل ختفي���ف حدة التوتر‬ ‫قبيل الس���ابع من فرباير‪ ،‬املوعد الذي اعتربه‬ ‫البع���ض‪ ،‬وعلى حن���و خاليف‪ ،‬تارخي���ا لنهاية‬ ‫والية املؤمتر الوطين العام‪ .‬غري ان املؤسس���ة‬ ‫املذكورة‪ ،‬آخذة باحلسبان الضغط الشعيب‪،‬‬ ‫اخت���ارت املض���ي يف اج���راء انتخاب���ات عام���ة‬ ‫مبك���رة‪ ،‬مم���ا ادى بواق���ع األم���ر اىل اقام���ة‬ ‫مرحل���ة انتقالي���ة جدي���دة ستس���تمر حت���ى‬ ‫انتهاء العملية الدس���تورية‪ .‬وأ ّلفت جلنة من‬ ‫مخسة عشر عضوا للنظر يف تعديل اإلعالن‬ ‫الدس���توري ال���ذي أص���دره اجملل���س الوطين‬ ‫اإلنتقالي يف اغسطس ‪.2011‬‬ ‫‪-1‬‬‫ومل تنج���ح احمل���اوالت احلثيث���ة اىل ح���ل‬ ‫اخلالف���ات والوص���ول اىل اتفاق ح���ول ادارة‬ ‫املرحل���ة االنتقالي���ة ‪،‬مب���ا يف ذلك م���ا يتصل‬ ‫مبس���تقبل املؤمتر الوطين الع���ام واحلكومة‪.‬‬ ‫ومل توفق يف وضع حد لالنقسام الذي تسبب‬ ‫بش���لل العملية السياس���ية‪ .‬و ظلت التباينات‬ ‫الكب�ي�رة قائم���ة يف ام���ر اج���راء انتخاب���ات‬ ‫برملانية ورئاس���ية وحتديد الصالحيات اليت‬ ‫س���تمنح للرئي���س العتي���د‪ .‬كم���ا ان تنفي���ذ‬ ‫قانون العزل السياس���ي بقي مسألة خالفية‪.‬‬ ‫وخالل تلك الفرتة ‪،‬ح ّثت بعثة األمم املتحدة‬ ‫للدعم يف ليبيا األطراف كافة على االتفاق‬ ‫ح���ول األولوي���ات الوطني���ة وكيفي���ة ادارة‬ ‫املرحل���ة اإلنتقالي���ة‪ .‬ودعوت ‪،‬هل���ذا الغرض‬

‫ريم العبدىل‬

‫مجعة عتيقة وعلى زيدان وطارق مرتي‬ ‫‪،‬إىل عقد لقاءات تشاورية متتالية شاركت‬ ‫فيه���ا قيادات أهم القوى السياس���ية واملدنية‪.‬‬ ‫وعلى امتداد األشهر الثالثة املاضية‪ ،‬ازدادت‬ ‫ح���دة العن���ف يف خمتل���ف احناء ليبي���ا‪ .‬ففي‬ ‫ش���هر يناير واوائل فرباير وقعت اشتباكات‬ ‫يف منطقة ورش���فانا غرب طرابلس وكانت‬ ‫اص���وات القذائ���ف تس���مع عل���ى مقرب���ة من‬ ‫مقر بعثة األمم املتحدة‪ .‬وش���هدت سبها ‪ ،‬يف‬ ‫اجلنوب اللييب‪ ،‬و الكفرة‪ ،‬يف اجلنوب الشرقي‪،‬‬ ‫صدام���ات مس���لحة تتس���بب به���ا ش���كاوى‬ ‫ومنازعات سياس���ية و اقتصادية واجتماعية‬ ‫و اخت���ذ الكث�ي�ر منه���ا طابع���ا قبلي���ا او اثنيا‪.‬‬ ‫واس���تفاد عدد من مؤيدي النظام السابق من‬ ‫األوضاع ه���ذه فاحتلوا‪ ،‬لف�ت�رة وجيزة‪ ،‬مبان‬ ‫او منش���آت حكومية‪ .‬وبلغت حصيلة املعارك‬ ‫يف س���بها ما يزيد على مائة قتيل‪ ،‬مبن فيهم‬ ‫األطفال واملس���نني‪ .‬واجربت مئ���ات العائالت‬ ‫على الن���زوح وعانى الكثريون من النقص يف‬ ‫احملروقات واملواد الغذائية و الطبية‪ .‬وعملت‬ ‫بعث���ة األمم املتحدة بس���رعة‪ ،‬وبالتعاون مع‬ ‫الس���لطات احلكومية واحمللي���ة‪ ،‬على تقديم‬ ‫اإلغاثة الطارئة للعائالت النازحة يف اوباري‬ ‫وس���بها‪ .‬وهي بصدد القي���ام بهذه األعمال يف‬ ‫الكف���رة‪ .‬ويف ش���رق ليبي���ا‪ ،‬تواصلت محالت‬ ‫اإلغتيال والتفج�ي�ر واخلطف وبلغت حدا ال‬ ‫يط���اق‪ .‬ووقع���ت ضحايا عدي���دة يف صفوف‬ ‫املس���ؤولني األمنيني والقضائيني ‪ .‬كما نال‬ ‫املدني���ون قس���طا م���ن اإلعت���داءات والرع���ب‪.‬‬ ‫وش���كل اغتي���ال س���بعة مواطن�ي�ن مصريني‪،‬‬ ‫كلهم مس���يحيون‪ ،‬يف بنغازي تعبريا مفجعا‬ ‫عن الفلتان األمين اخلطري‪ .‬لكن ما يس���تحق‬ ‫ذك���ره ه���و األدانة الواس���عة هل���ذه األعمال‬ ‫املقززة من قبل الليبيني‪.‬‬

‫‪-2‬‬‫ويف مدين���ة تعتز بدورها يف وضع حد لعقود‬ ‫م���ن الطغي���ان‪ ،‬يتعاظ���م الغض���ب الش���عيب‪.‬‬ ‫ورغم ان املس���ؤولية األوىل يف قمع اجملرمني‬ ‫تق���ع على الدول���ة‪ ،‬فإن جناح الس���عي لوقف‬ ‫املسلس���ل الدام���ي ومحاي���ة املدني�ي�ن يتوقف‬ ‫عل���ى تضافر اجلهود ب�ي�ن احلكومة و القوى‬ ‫السياس���ية والثوري���ة‪ .‬ويف ه���ذا الس���ياق‪،‬‬ ‫تعرضت األم���م املتحدة لإلنتقاد ملا حيس���ب‬ ‫تقصريا بنظر البعض الذي تتجاوز توقعاته‬ ‫على حنو كبري ما يقع ضمن املهام املوكلة‬ ‫إىل بعثتها‪ .‬وان املظاهرات يف احناء خمتلفة‬ ‫من ليبي���ا ومنذ اوائل فرباي���ر اعرتضت على‬ ‫اس���تمرار املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام يف تأدي���ة‬ ‫مهامه‪ .‬و تنامت مشاعر انعدام الثقة والعداء‬ ‫بني الفريقني الرئيسيني يف البالد ‪ ،‬علما بأن‬ ‫كال منهم���ا غ�ي�ر متجانس‪ .‬وواجه���ت ليبيا‬ ‫خماط���ر االنزالق حن���و عنف غري مس���بوق‪.‬‬ ‫ويف ‪ 18‬فرباي���ر‪ ،‬ان���ذرت كتيبت���ان املؤمت���ر‬ ‫الوط�ن�ي العام بإنه���اء مهمات���ه خالل مخس‬ ‫س���اعات واال تعرض لعملية عسكرية‪ .‬وجاء‬ ‫هذا التصعيد عقب سلس���لة م���ن االعتداءات‬ ‫على وسائل اعالم معارضة بشدة الستمرار‬ ‫املؤمت���ر الوطين العام ‪ .‬عندئ���ذ دعوت ‪،‬خالل‬ ‫اتصاالت���ي باألفرق���اء من السياس���يني وقادة‬ ‫الكتائ���ب ويف بي���ان اصدرت���ه البعث���ة ‪،‬اىل‬ ‫ضب���ط النف���س وح��� ّذرت م���ن اللج���وء اىل‬ ‫العنف وناش���دت اجلميع الع���ودة اىل احلوار‬ ‫السياس���ي‪ .‬ويف اجتماع لي مع قادة الكتيبتني‬ ‫وجهت���ا اإلنذار ك��� ّررت املوق���ف اياه‬ ‫اللت�ي�ن ّ‬ ‫وطلبت اليهم معاجلة املش���كالت السياس���ية‬ ‫بالوس���ائل السياس���ية‪ .‬ورغ���م ان الكثريي���ن‬ ‫يعتق���دون ان لبعث���ة األم���م املتح���دة دورا‬

‫تلعبه يف املس���اعدة على جتن���ب العنف‪ ،‬فإنه‬ ‫م���ن املؤس���ف ان تغي���ب عن بع���ض األصوات‬ ‫ال�ت�ي تعال���ت باإلنتق���اد او التهج���م حقيق���ة‬ ‫دواف���ع األمم املتح���دة و مفاعي���ل مبادراتها‪.‬‬ ‫و بظ���ل حرص���ي على حي���اد األم���م املتحدة‬ ‫واحرتامه���ا الس���يادة الوطني���ة وعل���ى ع���دم‬ ‫تدخله���ا بالش���ؤون الداخلي���ة الليبية‪ ،‬ثابرت‬ ‫عل���ى دع���وة مجي���ع الق���وى املؤث���رة يف ليبيا‬ ‫اىل اع�ل�اء املصلحة الوطني���ة واإلحجام عن‬ ‫اس���تخدام الق���وة حلل اخلالفات السياس���ية‪.‬‬ ‫واعلنت جمددا دعم األم���م املتحدة للحفاظ‬ ‫على املؤسسات الشرعية وعلى دورها يف نقل‬ ‫السلطة سلميا اىل هيئة منتخبة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬‫يف العش���رين م���ن فرباي���ر‪ ،‬ج���رت انتخابات‬ ‫هيئ���ة صياغ���ة الدس���تور‪ .‬تقدم اليه���ا ‪649‬‬ ‫مرشحا‪ ،‬وتنافست ‪ 54‬مرشحة على املقاعد‬ ‫الس���تة املخصصة للنساء‪ .‬بلغ عدد املقرتعني‬ ‫‪ 509043‬م���ن اص���ل ‪ 1101541‬ناخ���ب‬ ‫مسجل أي ما يساوي ‪ . %46‬وقاطع األمازيغ‬ ‫اإلنتخاب���ات‪ .‬كذل���ك فع���ل ع���دد كبري من‬ ‫التب���و والط���وارق‪ .‬وس���جلوا موقف���ا يطال���ب‬ ‫بأخذ القرارات داخل هيئة صياغة الدس���تور‬ ‫بالتوافق ح�ي�ن يتعلق األم���ر حبقوقهم‪ .‬ويف‬ ‫‪ 26‬فرباي���ر اجري���ت دورة انتخاب���ات ثانية‬ ‫يف املراك���ز اليت تعذر الوص���ول اليها يف ‪20‬‬ ‫فرباير وال�ت�ي بلغت ‪ %2‬من جمموعها‪ .‬لكن‬ ‫املقاطعة اس���تمرت وحال���ت دون حصوهلا يف‬ ‫عدد من املراكز املذكورة‪ .‬وحالت األوضاع‬ ‫األمني���ة دون اإلنتخاب���ات يف درن���ا‪ .‬ونتيجة‬ ‫لكل ذلك ظل ‪ 13‬مقعدا ش���اغرين يف اهليئة‬ ‫املؤلفة من س���تني عضوا‪ .‬ولق���د ازدادت على‬ ‫حن���و مقل���ق اإلعت���داءات عل���ى الصحافيني‬

‫واملؤسس���ات اإلعالمي���ة‪ .‬وتعرض���ت قن���وات‬ ‫تلفزيونية يف طرابلس وبنغازي للهجوم املس���لح‪.‬‬ ‫واختطف عدد من اإلعالميني‪ .‬وكان كل ذلك‪،‬‬ ‫وجيب ان يكون‪ ،‬حمل ادانة‪.‬‬ ‫ويف فرباي���ر‪ ،‬أق���ر املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام قانون���ا‬ ‫يعاقب بالس���جن األش���خاص الذين يس���يئون اىل‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير او يهينون الس���لطات التشريعية‬ ‫والتنفيذي���ة والقضائية والعل���م الوطين‪ .‬وانتقد‬ ‫عدد غري قليل من الليبيني هذا القانون واعتربوه‬ ‫متعارضا مع اإلعالن الدستوري والتزامات ليبيا‬ ‫الدولية على صعيد حقوق اإلنس���ان‪ .‬لذلك فإننا‬ ‫ندع���و املؤمتر الوط�ن�ي العام لتحقيق اإلنس���جام‬ ‫بني هذا القانون ومعايري حقوق اإلنسان الدولية‪.‬‬ ‫ويف الثاني من مارس‪ ،‬انتهت مهلة التسعني يوما‬ ‫ال�ت�ي حدّده���ا قان���ون العدال���ة اإلنتقالي���ة للنظر‬ ‫يف اوض���اع املعتقلني واحالته���م اىل اىل القضاء او‬ ‫اإلف���راج عنهم‪ .‬لك���ن املعلومات األولي���ة تفيد بأن‬ ‫العملي���ة مل تنج���ز‪ .‬وتنظ���ر بعثة األم���م املتحدة‬ ‫بع�ي�ن القلق اىل اس���تمرار التعذي���ب والوفاة اثناء‬ ‫اإلحتجاز واخلطف واإلعتقال يف اماكن س���رية‬ ‫من قبل كتائب خاضع���ة صورياً لوزارتي العدل‬ ‫والدف���اع‪ .‬ان وض���ع املعتقلني حتت س���لطة وزارة‬ ‫العدل الفعلية ش���رط من ش���روط اقامة س���يادة‬ ‫القانون يف ليبيا‪.‬‬ ‫‪-4‬‬‫م���ا زالت ق���درة الدول���ة على حتمل مس���ؤولياتها‬

‫يف جم���ال األم���ن معوق���ة بفعل غي���اب التوافقات‬ ‫السياس���ية ح���ول بن���اء اجلي���ش الوط�ن�ي ودم���ج‬ ‫الثوار ومجع الس�ل�اح‪ .‬ويتطلب حل هذه املس���ألة‬ ‫خط���ة واضح���ة وع���ددا م���ن الضمان���ات للث���وار‬ ‫الذي���ن خيضع���ون إمسي���اً للدول���ة‪ ،‬مب���ا يف ذلك‬ ‫اإلعرتاف مبس���اهمتهم يف الث���ورة واحلفاظ على‬ ‫حقوقهم ومصاحلهم املش���روعة‪ .‬ويس���تمر عمل‬ ‫األم���م املتحدة يف ليبي���ا رغم املش���كالت البنيوية‪.‬‬ ‫فباإلضافة اىل املش���ورة واملس���اعدة الفنية ‪ ،‬هناك‬ ‫املزيد من اإلهتم���ام بوضع برامج وطنية لضبط‬ ‫ختزين األسلحة والذخائر والسالح الثقيل كما‬ ‫األس���لحة اخلفيفة‪ .‬ويس���رني ان اعلم جملسكم‬ ‫ان احلكوم���ة جتاوبت وش���رعت يف اخت���اذ بعض‬ ‫اخلطوات على ه���ذا الطري���ق‪ .‬وان الدعم الدولي‬ ‫املنس���ق حاجة لليبي���ا‪ .‬واني ارح���ب بنتائج مؤمتر‬ ‫روم���ا ال���ذي عق���د يف الس���ادس م���ن هذا الش���هر‬ ‫والذي ش���اركت فيه���ا الدول الدائم���ة العضوية‬ ‫يف جمل���س األمن ودول اجلوار وع���دد من الدول‬ ‫الصديق���ة والداعمة لليبيا‪ .‬ان ش���عب ليبيا يتوقع‬ ‫م���ن األس���رة الدولية تقدي���م املس���اعدة يف املهمة‬ ‫الصعب���ة اهلادف���ة اىل بن���اء الدول���ة ومؤسس���ات‬ ‫قوي���ة وخاضعة للمس���اءلة‪ .‬غري ان دع���م ليبيا ال‬ ‫يكتس���ب معن���اه كام�ل�ا وفاعليت���ه م���ا مل يلتزم‬ ‫القادة الليبيون هذا اهل���دف وان تكون هلم اإلرادة‬ ‫السياس���ية الضرورية حلل املش���كالت الرئيس���ية‬ ‫عن طريق احلوار و تضافر اجلهود‪.‬‬

‫العدد القادم عدد خاص‬

‫كتاب ميادين ‪ 88 :‬على مصطفي املصراتي‬ ‫مبناسبة عيد ميالده الثامن والثمانني‬

‫•ح���وار مط���ول اجرته فاطمة غندور مع الكاتب الكب�ي�ر على مصطفي املصراتي فيه حمطات من حياته‬ ‫تسلط عليها االضواء للمرة االولي‪:‬‬ ‫ش���ت ‪ ...‬وأكث���ر األالم ‪ُ :‬غ ُ‬ ‫َ‬ ‫صريح وجريء هكذا ِع ُ‬ ‫ابتعدت حتن وإذا‬ ‫ربة املواطن يف وطنه ‪ ،‬وهلذا اذا‬ ‫•أن���ا‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫عشت فيه تئن ‪..‬‬ ‫•ترحيل بش�ي�ر الس���عداوي كانت له عدة عوامل ‪ ،‬وامللك كأي حاكم فيه جوانب طيبة وله جوانب قد‬ ‫يرتك���ب فيها أخطاء وتكون دون املس���توى املتوق���ع ‪ ،‬كان امللك يؤمن أن بريطانيا هي كل ش���يء ويبدو أن‬ ‫االجنليز قدموا أوامرهم بنفيه فنفذ امللك ذلك الطلب ‪.‬‬ ‫•‪ ...‬وكان خبيثا ووش���ايا ويكتب التقارير للبوليس وقد كتب عين ‪ 14‬تقرير للملك ‪ ،‬كان انس���ان ال‬ ‫يطيقه أحد ‪ ،‬حتى أن السيد عمر شنيب حكى لي أنه مل يكن يوصل تلك التقارير للملك‪.‬‬ ‫* يشارك يف الكتاب االساتذة ‪ :‬حممد صفر ‪،‬حممد وريث ‪،‬نادرة عوييت ‪،‬سامل العوكلي ‪،‬أمحد الفيتوري‬

‫تس���اءلت كثريا تدور ف���ى عقولنا مل حنصل على اجابه هل���ا بعد ‪،‬وما زاد‬ ‫التس���اؤالت االن هو ‪ :‬هل جيوز س���حب الثقة من رئي���س احلكومة املؤقتة‬ ‫عل���ى زي���دان م���ن قب���ل مؤمت���ر منته���ى الصالحية ؟ ‪،‬ه���ل زي���دان رئيس‬ ‫احلكومة املقال هو الشخص الوحيد املخطئ واملسئول االوحد عما جيرى‬ ‫من احداث فى ليبيا ؟ ‪.‬‬ ‫والسؤال األهم ‪ :‬ما هو الدور الذى لعبه املؤمتر من قبل ويلعبه االن حيال‬ ‫م���ا جيرى االن فى بنغازى من اغتياالت وتفج�ي�رات اخل من احداث ‪،‬أم ان‬ ‫كب���ش الفداء ‪ /‬زيدان هو املس���ول الوحيد والس���بب الرئي���س فى تعطيل‬ ‫مصاحل البالد ؟ ‪ .‬أما املؤمتر فاقد الشرعيه فلم يتحرك إال عندما حدث ما‬ ‫حدث فى املوانى النفظيه خالل هذه االيام ‪،‬وكأنه مل يكن على دراية مبا‬ ‫حيدث من تفج�ي�ر واغتيال وخطف كأمنا كان فاقد الوعى ‪,‬هذا حصل‬ ‫فى الوقت الذى كان فيه من املفرتض ان يقيل نفسه ‪،‬وأن تبقى حكومة‬ ‫زي���دان املؤقتة من اجل تس���يري اعمال الدوله اىل ح�ي�ن انتخاب رئيس هلا‬ ‫او برمل���ان ‪,‬ولكن ما حدث العكس اقال حكومة زيدان واس���تطاع ان يضيف‬ ‫اىل رصي���ده م���ن الفنت ‪,‬حترك���ت دروع املنطقه الوس���طى لضرب املوانى‬ ‫النفظي���ه ‪،‬وحت���ى‬ ‫خي���رج ابو س���همني‬ ‫‪،‬كعادته وحاش���يته‬ ‫مث���ل الش���عرة م���ن‬ ‫العج�ي�ن ‪،‬جع���ل هذا‬ ‫املوقف حيسب على‬ ‫رئاس���ة االركان‬ ‫ووزارة الدفاع ‪،‬وهذا‬ ‫ايض���ا لي���س جبديد‬ ‫علي���ه فق���د ض���م‬ ‫رئاس���ة احلكوم���ة‬ ‫املؤقت���ة اىل وزي���ر‬ ‫الدفاع ‪.‬‬ ‫وتساؤىل األساس ‪ :‬هل سيتم تغري باقى وزراء حكومة زيدان أم ان املشكله‬ ‫تكمن فق���ط فى زايدن ؟ ‪،‬وقد اوضح وزير الدفاع واملكلف برئاس���ة وزاره‬ ‫احلكومة املؤقتة بأنه س���يبقي على حكومة زي���دان كما هي ‪,‬عليه يتبني‬ ‫لنا ولكم بأن زيدان هو املسئول الوحيد عما جرى وجيرى لذلك مت اقالته‬ ‫والسالم ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫إقالة زيدان هل تشكل انفراج‬ ‫يف األزمة الليبية ؟‬ ‫أعلن رئيس احلكومة الليبية الس���ابق علي‬ ‫زيدان مس���اء اخلمي���س يف تصريح حملطة‬ ‫التليفزي���ون "فران���س ‪ "24‬أن قرار الربملان‬ ‫بإقالت���ه الثالث���اء املواف���ق ‪،2014_ 3_11‬‬ ‫"غ�ي�ر صحيح وغ�ي�ر مع�ت�رف ب���ه"‪ ،‬رافضاً‬ ‫االتهام���ات املوجه���ة إلي���ه بالفس���اد‪ ،‬وأكد‬ ‫زي���دان يف تصرحي���ه أن���ه عائ���د إىل ليبيا‪،‬‬ ‫واصف���ا ق���رار الربمل���ان" باملهزل���ة"‪ ،‬مضيفاً‬ ‫أن ‪ 113‬نائب���اً صوتوا على ق���رار إقالته أي‬ ‫أقل من الــ‪ 120‬وهو املطلوب لسحب الثقة‬ ‫من���ه‪ .‬واته���م زي���دان كتلت�ي�ن يف الربمل���ان‬ ‫هما كتلة الوفاء لدماء الش���هداء املتطرفة‬ ‫وكتل���ة العدالة والبن���اء املنتمية لإلخوان‬ ‫املس���لمني بالوقوف وراء إقالت���ه خالل هذا‬ ‫التصوي���ت لنزع الثقة من���ه‪ .‬وكان املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي العام وهو أعلى س���لطة سياس���ية‬ ‫وتش���ريعية‪ ،‬أعل���ن الثالث���اء إقال���ة زيدان‬ ‫بأغلبي���ة ‪ 124‬صوت���اً‪ .‬وم���ن جه���ة أخرى‪،‬‬ ‫دح���ض رئي���س احلكومة املق���ال االتهامات‬ ‫املوجهة إليه بالفساد‪ ،‬وقال يف أول تصريح‬ ‫له بعد إقالته لس���ت حباج���ة ألن أدافع عن‬ ‫نفس���ي ‪،‬أحتدى أي ش���خص يثبت أي أثر‬ ‫فس���اد يف مس�ي�رة حكوم�ت�ي" ‪،‬وأك���د أن���ه‬ ‫"مل يتكل���م إال الي���وم ألن���ه يري���د التهدئة"‬ ‫‪"،‬وكان النائب الع���ام يف ليبيا أصدر قراراً‬ ‫مبن���ع زي���دان م���ن الس���فر بع���د إقالته من‬ ‫منصب���ه يف إط���ار حتقي���ق بقضي���ة فس���اد‬ ‫مالي حسب تقرير ديوان احملاسبة وقضية‬ ‫رش���اوي مالية للجماعات املس���يطرة على‬ ‫املوان���ئ النفطي���ة ‪،‬وكان رئي���س ال���وزراء‬ ‫املالط���ي ج���وزف موس���كات أعل���ن األربعاء‬ ‫املوافق ‪ _12‬من الش���هر اجلاري ‪،‬أن طائرة‬ ‫خاص���ة تق���ل رئي���س احلكوم���ة الليبي���ة‬ ‫السابق توقفت ملدة ساعتني يف مالطا مساء‬ ‫الثالث���اء قب���ل أن تغ���ادر إىل "بل���د أوروبي‬ ‫آخ���ر"‪ .‬ومل حيدد زيدان الدول���ة اليت يقيم‬ ‫فيه���ا حالي���اً ولك���ن يرج���ح أن���ه موجود يف‬ ‫أملاني���ا حي���ث تعي���ش عائلت���ه ‪،‬وأك���د أن���ه‬ ‫س���يعود إىل ليبي���ا ولكن���ه مل حي���دد موعداً‬ ‫لذلك‪ ،‬وقال "سوف أعود إىل ليبيا ولكن لن‬ ‫أع���ود إىل احلكومة يف هذا الوضع ومع هذا‬ ‫املؤمتر الوط�ن�ي العام ال���ذي أصبح مهرتئاً‬ ‫وس���خرية العامل‪".‬ويذكر أنه منذ تس���لم‬ ‫زيدان مهامه يف نوفمرب ‪ ، 2012‬وحكومته‬ ‫تتبادل االتهام���ات مع املؤمتر الوطين العام‬ ‫حول ع���دة مواضيع أصبح���ت مثار حديث‬ ‫وغض���ب الش���ارع اللي�ب�ي كمس���ألة األمن‬ ‫واالغتياالت وتشكيل اجليش والشرطة‪.‬‬ ‫•وزير الدفاع خلفا لزيدان‬ ‫ج���اء تول���ي وزي���ر الدف���اع عب���د اهلل الثين‪،‬‬ ‫مس�ي�راً مؤقتاً لش���ؤون البالد بعد أن سحب‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام الثق���ة م���ن رئيس‬ ‫الوزراء على زيدان على خلفية تصرحيات‬ ‫ملسلحني يف شرق البالد قالوا فيها إن ناقلة‬ ‫حممل���ة بالنف���ط كانت راس���ية يف ميناء‬ ‫خاض���ع لس���يطرتهم‪ ،‬أفلت���ت من س���يطرة‬ ‫البحري���ة الليبي���ة ودخل���ت املي���اه الدولية‬ ‫‪،‬وكان مس���ئولون ليبيون قد قالوا يف وقت‬ ‫س���ابق إنهم "يسيطرون متاما" على الناقلة‬ ‫ال�ت�ي كانت ترف���ع علم كوريا الش���مالية‬ ‫يف أثن���اء حماولته���ا مغادرة ميناء الس���درة‬ ‫‪،‬غري أن الثوار كذبوا تصرحيات املسئولني‬ ‫‪،‬وحيت���ل مقاتلون ثالث���ة موانئ رئيس���ية‬ ‫ش���رقي البالد منذ شهر أغس���طس املاضي‬

‫‪،‬هذا وتعهد نوري علي أبو س���همني‪ ،‬رئيس‬ ‫الربملان ب���أن يدعم الربملان رئي���س الوزراء‬ ‫املؤق���ت وأال يعرق���ل عمل���ه ‪،‬وع�ب�ر كث�ي�ر‬ ‫م���ن النواب عن الغضب م���ن حكومة زيدان‬ ‫بس���بب ما قالوا إنه فش���ل يف منع املتمردين‬ ‫يف شرق البالد من تصدير النفط بطريقة‬ ‫مستقلة ‪،‬وواجهت حكومة زيدان انتقادات‬ ‫متزايدة بس���بب فشلها يف كبح مجاح عدد‬ ‫كبري من املليش���يات املتمردة السابقة اليت‬ ‫س���يطرت عل���ى بع���ض املناطق من���ذ توليه‬ ‫رئاسة الوزراء‪.‬‬ ‫•ويكبيديا على زيدان‬ ‫عل���ى زي���دان م���ن موالي���د ودان ‪ 1950‬هو‬ ‫سياس���ي لييب ورئي���س وزراء ليبيا منذ ‪14‬‬ ‫نوفم�ب�ر ‪ 2012‬وإىل ‪ 11‬م���ارس ‪2014‬‬ ‫‪،‬وق���د ان ُتخ���ب ملنص���ب رئي���س وزراء ليبيا‬ ‫م���ن قب���ل املؤمتر الوط�ن�ي العام بع���د فوزه‬ ‫بع���دد ‪ 93‬ص���وت على منافس���ه "احلراري"‬ ‫ال���ذي حص���ل عل���ى ‪ 85‬صوت���اً ‪،‬وت���وىل‬ ‫املنص���ب يف ‪ 14‬نوفمرب بعد موافقة املؤمتر‬

‫عل���ى تش���كيلة حكومت���ه وتأدي���ة اليم�ي�ن‬ ‫الدس���تورية ‪،‬وه���و أول ش���خصية ليبي���ة‬ ‫تقوم بتشكيل حكومة وفاق وطين بتقديم‬ ‫‪ 27‬وزارة يف احلكوم���ة اجلديدة‪ .‬وعندما‬ ‫كان يشغل منصب رئيس الوزراء‪ ،‬تعرض‬ ‫يف ‪ 10‬أكتوب���ر ‪ 2013‬لالختط���اف م���ن‬ ‫قبل ميليشيا مس���لحة تعرف باسم (غرفة‬ ‫عملي���ات ثوار ليبي���ا) ‪،‬حيث قام مس���لحون‬ ‫تابع���ون هلا خبطفه من الفندق الذي يقيم‬ ‫به يف طرابلس ليتم حتريره بعد س���اعات‪.‬‬ ‫وقد لد يف عائلة كان���ت حترتف التجارة‪،‬‬ ‫واحرتف العمل الدبلوماس���ي بعد دراس���ته‬ ‫العلوم السياس���ية والعالقات الدولية‪ ،‬لكنه‬ ‫ق���رر يف س���نة ‪،1980‬ان ينضم إىل اجلبهة‬ ‫الوطنية إلنقاذ ليبيا واليت كانت حركة‬ ‫معارضة يف اخلارج‪ .‬وقبل ثورة ‪ 17‬فرباير‪،‬‬ ‫كان زي���دان حمامياً يف جم���ال الدفاع عن‬ ‫حق���وق اإلنس���ان وعضو مؤس���س للرابطة‬ ‫الليبي���ة حلقوق اإلنس���ان ومقرها جنييف‬ ‫‪،‬ع���رف عنه بأن���ه معارض لنظ���ام القذايف‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ممث�ل�ا لرئيس‬ ‫وبع���د ث���ورة فربايراعت�ب�ر‬ ‫اجملل���س الوط�ن�ي االنتقال���ي يف فرنس���ا‬ ‫وأوروب���ا‪ .‬وق���د دعا إىل املصاحل���ة الوطنية‬ ‫واالستيعاب التدرجيي جلميع الليبيني مع‬ ‫حتكيم العدالة الش���رعية القانونية‪ .‬أسس‬ ‫حزب الوط���ن للتنمية والرفاه الذي ينادي‬ ‫" بدول���ة دميقراطية ليبي���ة موحدة بنظام‬ ‫ال مركزي" ‪،‬لكنه ترشح كمستقل حيث‬ ‫ش���ارك يف انتخابات املؤمت���ر الوطين العام‪،‬‬ ‫ومثل منطقة اجلفرة‪.‬‬

‫‪07‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫السيد عبد احلميد البكوش يف ذكراه األوىل‬

‫علي زيدان كما عرفته‬ ‫عمر الكدي‬ ‫تعرف���ت على الس���يد عل���ي زي���دان يف املنفى عام‬ ‫‪.2008‬كان يقيم يف املانيا‪ ،‬وينشط يف الرابطة‬ ‫الليبي���ة حلق���وق اإلنس���ان ومقره���ا يف جنيف‪،‬‬ ‫وال�ت�ي كان قد أسس���ها مع الدكتور س���ليمان‬ ‫أبو شويقري س���فري ليبيا احلالي يف سويسرا قبل‬ ‫س���نوات م���ن مغادرت���ي لليبيا‪ .‬وأول م���رة اتصل‬ ‫بعل���ي زيدان كانت م���ن إذاعة هولن���دا العاملية‬ ‫ألجري معه لقا ًء حول آخ���ر التطورات يف ليبيا‪،‬‬ ‫ث���م توط���دت العالقة بي�ن�ي وبين���ه‪ ،‬وبيين وبني‬ ‫الدكت���ور أبو ش���ويقري‪ ،‬فكان يبعث���ان إىل بآخر‬ ‫بيان���ات الرابط���ة‪ ،‬ويف نفس الع���ام طلبا مين أن‬ ‫أمث���ل الرابط���ة يف مؤمتر حول حري���ة اإلعالم‬ ‫والتعب�ي�ر بال���دار البيضاء يف املغ���رب‪.‬ويف عطلة‬ ‫نهاية األسبوع س���افرت إىل هناك‪ ،‬حيث وجدت‬ ‫ممثلني ملنظمات متثل الدول املغاربية اخلمس‪.‬‬ ‫بعد جناح ذلك املؤمتر دعاني مرة أخرى للسفر‬ ‫إىل مدين���ة اجلديدة باملغرب‪ ،‬حيث يعقد جتمع‬ ‫كبري ملنظمات اجملتم���ع املدني املغاربية‪ .‬عندما‬ ‫وصل���ت وج���دت ازدحام���ا كب�ي�را يف جامع���ة‬ ‫اجلدي���دة‪ ،‬وخليط���ا متناف���را م���ن اإلس�ل�اميني‬ ‫واملاركسيني والليرباليني‪ ،‬ووسط ذلك الزحام‬ ‫اق�ت�رب م�ن�ي رج���ل يض���ع عل���ى عيني���ه نظ���ارة‬ ‫مسيك���ة‪ ،‬ويتظاهر بأنه يق���رأ صحيفة‪ ،‬وعندما‬ ‫وص���ل إىل جان�ب�ي ق���ال لي‪ :‬أن���ت عم���ر الكدي؟‬ ‫التف���ت إلي���ه فوج���دت الس���يد علي زي���دان وهو‬ ‫يهم باحتضان���ي‪ .‬انتبهت مبكرا حل���ذره األمين‪،‬‬ ‫وقب���ل أن ألتقي ب���ه وجها لوج���ه‪ ،‬كانت صليت‬ ‫الوحيدة به هي فقط املكاملات اهلاتفية‪ ،‬ومل أجد‬ ‫ص���ورة واحدة له عل���ى االنرتن���ت‪ ،‬بينما كانت‬ ‫ص���وري متوفرة‪ ،‬ومن خالل ه���ذه الصور متكن‬ ‫م���ن التعرف علي بس���هولة وس���ط تلك اجلوقة‬

‫الغريبة يف جامعة اجلديدة‪.‬‬ ‫بدأ علي زي���دان حيات���ه العملية كدبلوماس���ي‬ ‫يف وزارة اخلارجي���ة‪ ،‬وس���رعان م���ا أرس���ل إىل‬ ‫الس���فارة الليبي���ة يف اهلن���د‪ ،‬وعندم���ا انش���ق‬ ‫الدكت���ور حمم���د املقري���ف بينما كان يش���غل‬ ‫منصب س���فري ليبيا يف اهلند انشق معه‪ ،‬وساهم‬ ‫معه يف تأس���يس اجلبهة الوطني���ة إلنقاذ ليبيا‪،‬‬ ‫خالل تل���ك الرحلة الطويلة ُع���رف علي زيدان‬ ‫مبهام���ه األمنية أكث���ر م���ن أي دور آخر‪ ،‬فكان‬ ‫يس���تطيع مجع معلومات مؤك���دة من ليبيا‪ ،‬يف‬ ‫وق���ت مل يكن في���ه أنرتنت أو هوات���ف حممولة‪،‬‬ ‫وكان���ت مجي���ع املكامل���ات اخلارجية مس���جلة‪،‬‬ ‫كما أش���رف على الرتتيبات األمنية ألمني عام‬ ‫اجلبه���ة‪ ،‬عندم���ا يذهب للقاء ش���خصيات ليبية‬ ‫من الداخل‪ ،‬أو ضباط من أجهزة املخابرات اليت‬ ‫تعاملوا معها‪ ،‬فكان يسبق األمني العام إىل مكان‬ ‫االجتم���اع ويؤمن���ه‪ .‬ع���ام ‪ 1993‬حدث انش���قاق‬ ‫كب�ي�ر يف صفوف اجلبهة الوطنية إلنقاذ ليبيا‪،‬‬ ‫وكان عل���ي زي���دان من ضم���ن املنش���قني‪ ،‬بعد‬ ‫فش���ل احملاول���ة االنقالبية ال�ت�ي قاده���ا العقيد‬ ‫مفتاح قروم‪ ،‬ال���ذي اتصل باجلبهة طالبا تأمني‬ ‫االتص���ال مع ضباط من الس���ي أي أي���ه ليعرف‬ ‫مدى قبول األمريكان النقالبه‪ ،‬وبعد عودته إىل‬ ‫ليبيا بدأت االعتق���االت يف صفوف االنقالبيني‪،‬‬ ‫ومثة من محل اجلبهة مس���ئولية ذلك‪ ،‬وعندها‬ ‫اتهم���ت اجلبه���ة عل���ي زي���دان بـأنه عل���ى صلة‬ ‫باملخابرات الليبية بسبب دقة معلوماته‪ .‬بالرغم‬ ‫م���ن غياب���ه الطويل ع���ن ليبيا منذ ع���ام ‪1981‬‬ ‫إال أن�ن�ي مل أج���د منفي���ا ليبيا يع���رف التطورات‬ ‫اليومي���ة يف ليبي���ا مث���ل عل���ي زيدان‪ ،‬فه���و قادر‬ ‫على احلديث بلغة مش���فرة مع مص���ادره داخل‬

‫البالد‪ ،‬حبيث ال ينتب���ه من يراقب املكاملة‬ ‫حلجم املعلومات ال�ت�ي حيصل عليها‪ .‬يف‬ ‫مؤمتر اجلديدة عام ‪ 2009‬وجدت عددا‬ ‫كبريا من أعض���اء اللجان الثورية‪ ،‬ومن‬ ‫أعضاء جهاز األم���ن اخلارجي والداخلي‬ ‫يشاركون يف املؤمتر‪ ،‬وكنا فقط ثالثة‬ ‫علي زيدان والدكتور أبو ش���ويقري وأنا‪،‬‬ ‫وعندما بدأت اجللس���ات دعي علي زيدان‬ ‫لق���راءة تقرير الرابط���ة الليبية حلقوق‬ ‫اإلنس���ان‪ ،‬ومبجرد جلوسه خلف املنصة‪،‬‬ ‫اندفع أعضاء اللجان الثورية واملخابرات‬ ‫ومنعوه من ق���راءة التقرير‪.‬وكان هادئا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ووقفت فوق الكراس���ي‬ ‫انفعلت‬ ‫جدا بينما‬ ‫وأخ���ذت أخاط���ب احلاضري���ن بأعل���ى‬ ‫صوتي وأنا أصرخ "انظروا ثقافة اللجان‬ ‫الثوري���ة واملخاب���رات‪ .‬مينعونه من قراءة‬ ‫تقري���ر وه���و يف املغ���رب‪ .‬فماذا س���يحدث‬ ‫ل���ه لو ع���اد إىل ليبي���ا"‪ .‬بع���د أن عدت إىل‬ ‫مقع���دي‪ ،‬اكتش���فت أن عدده���م أصبح‬ ‫كبريا‪ ،‬وأنهم اس���تدعوا الطلبة الليبيني‬ ‫الدارس�ي�ن يف املغ���رب‪ ،‬وعنده���ا خش���يت‬ ‫عل���ى س�ل�امته فقف���زت باجت���اه املنص���ة‬ ‫ووقف���ت خلف���ه‪ ،‬وقلت له‪ :‬اق���رأ التقرير‪.‬‬ ‫لكن���ه أخذ مياطل ب���ذكاء‪ ،‬فيهم بقراءة‬ ‫التقري���ر وعندم���ا يراه���م يندفعون حنو‬ ‫املنص���ة يتوقف‪ ،‬وأخريا قال هلم‪ :‬طيب ال‬ ‫تريدونين ق���راءة التقرير لن أقرأه‪ .‬وهنا‬ ‫انفعلت بش���دة طالبا منه قراءة التقرير‪،‬‬ ‫فرد عل���ي به���دوء قائال‪ :‬وم���اذا يوجد يف‬ ‫التقرير؟ أليس ما ح���دث اآلن أمام كل‬ ‫هؤالء الش���هود أفضل من كل التقارير؟‬

‫وبع���د الث���ورة اتصل���ت ب���ه ع���دة م���رات‬ ‫باعتباره ممثل اجمللس الوطين االنتقالي‬ ‫يف االحت���اد األوروب���ي‪ ،‬وذات م���رة اتصل‬ ‫بي املناض���ل الراحل حممد ب���ن محيدة‪،‬‬ ‫وال���ذي كان يقي���م يف املاني���ا وله عالقة‬ ‫جيدة مع وزارة اخلارجية األملانية‪ ،‬فقال‬ ‫لي إنه رتب مع وزارة اخلارجية األملانية‬ ‫الجتم���اع بني موظف كب�ي�ر يف الوزارة‪،‬‬ ‫ورئي���س املكت���ب التنفي���ذي الدكت���ور‬ ‫حمم���ود جربي���ل‪ ،‬ويريدن���ي أن أخ�ب�ر‬ ‫جربيل بذلك‪ ،‬فقلت له جربيل سريفض‬ ‫هذا اللقاء إذا مل يكن مع وزير اخلارجية‬ ‫األملاني نفسه‪ ،‬فس���ألين وما احلل‪ ،‬فقلت‬ ‫له س���أتصل بعلي زي���دان ليقابل املوظف‬ ‫الكب�ي�ر وميه���د للقاء بني جربي���ل ووزير‬ ‫اخلارجية األملاني‪ ،‬متهيدا العرتاف املانيا‬ ‫باجملل���س الوط�ن�ي االنتقال���ي‪ ،‬وعندم���ا‬ ‫اتصل���ت به رد على الف���ور‪ ،‬وقال لي إنين‬ ‫يف قص���ر االليزي���ه‪ ،‬س���أتصلك ب���ك بعد‬ ‫نهاي���ة اللقاء م���ع الرئيس س���اركوزي‪،‬‬ ‫وفع�ل�ا اتص���ل ب���ي وعندم���ا ش���رحت له‬ ‫األم���ر قررف���ورا الس���فر إىل املاني���ا‪ .‬ه���ذا‬ ‫هو زي���دان كما عرفته‪ .‬ذك���ي وعملي‪،‬‬ ‫وحكي���م وبعي���د النظ���ر‪ ،‬ولكن���ه يف نفس‬ ‫الوقت ضعيف وس���ط هذه املليشيات‪ ،‬وال‬ ‫جييد استخدام القوة حتى عندما تتوفر‬ ‫ل���ه‪ ،‬وعندما اختري رئيس���ا لل���وزراء قلت‬ ‫ألصدقائي إذا مل خيرجنا زيدان من هذه‬ ‫الورطة فلن خيرجنا أحد‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -‬هنا أمسرتدام‬

‫علي بن زيدان‬

‫رائد اخلصوصيــة‬ ‫الليبيـــة‬

‫•طموح ال يعرف االستسالم‬ ‫حبل���ول يوم الثان���ي من مايو يكون ق���د انقضى عام‬ ‫كام���ل عل���ى رحي���ل املناض���ل الس���يد عبداحلميد‬ ‫البكوش‪ ،‬رئيس احلكومة الليبية السابق واملعارض‬ ‫املع���روف للحك���م العس���كري من���ذ ‪1969‬م‪ .‬عب���د‬ ‫احلمي���د البك���وش ش���خصية وطني���ة ليبي���ة م���ن‬ ‫الواج���ب الوط�ن�ي اإلش���ادة به���ا وذكرها مب���ا يليق‬ ‫به���ا م���ن الثن���اء واالنص���اف‪ ،‬وذل���ك انتص���ارا لقيم‬ ‫الوطني���ة الليبية واس���هاما يف ترس���يخ معانيها اليت‬ ‫أراد خمتطفوا ليبيا وش���عبها طمس���ها وحموها من‬ ‫ذاك���رة االجيال حموا مطلقا‪.‬و اتس���م عبد احلميد‬ ‫البكوش بذكاء حاد وحرص على النجاح والتفوق‬ ‫وطموح ال يعرف االستس�ل�ام من���ذ طفولته املبكرة‬ ‫‪ ،‬وق���د الح���ظ ه���ذا أس���تاذه باملرحل���ة اإلبتدائي���ة‬ ‫مبدرس���ة الظهرة بطرابلس املرحوم األستاذ أمحد‬ ‫فتح���ي أمح���د الش���ارف وتوق���ع أن يك���ون البكوش‬ ‫متمي���زا وذا مكان���ة مهم���ة يف مقبل األي���ام‪ .‬وكان‬ ‫عب���د احلمي���د البك���وش سياس���ي مطب���وع حيس���ب‬ ‫تصرفات���ه جيدا رات���ب احلركة اليندفع بس���هولة‬ ‫الختاذ القرارات‪ .‬متابع جملريات السياس���ة الدولية‬ ‫واحمللي���ة واإلقليمي���ة – متابع���ة دقيق���ة – مدرك‬ ‫ألبعادها مس���توعب حملاذيره���ا وتقلباتها وضروبها‬ ‫املتباينة‪ .‬كان حذرا فطن���ا حريصا ‪ ..‬اليندفع بأثر‬ ‫االنفعال أو احلماس‪ ..‬حيسب اجملازفة واليغامر يف‬ ‫أم���راال اذا تأكد م���ن جدواه‪.‬ولقد جتلت ملكة عبد‬ ‫احلميد البكوش األدبية يف ديار اهلجرة فنشر عددا‬ ‫من املقاالت والقصائد املتميز يف الصحافة العربية‬ ‫املش���هورة كجريدت���ي الش���رق األوس���ط واحلي���اة‬ ‫اللندنيت�ي�ن‪ ،‬كم���ا كان يرت���اد بع���ض الصالونات‬ ‫األدبي���ة يف القاه���رة وأبوظيب مش���اركا يف العديد‬ ‫من احلوارات االدبي���ة والفكرية‪.‬وتغنى البكوش يف‬ ‫قصائ���ده ومقاالته بوطنه ليبيا واب���دع يف ذلك اميا‬ ‫اب���داع فتناول قضاي���ا الوطن وهم���وم النضال بلغة‬ ‫موضوعي���ة واقعي���ة ورؤي���ة متواضع���ة بعي���دا عن‬ ‫الشطط والتش���نج‪ .‬ليبيا ذلك الوطن الذي حرم ان‬ ‫يوس���د ثراه وش���أت ارادة اهلل أن يك���ون متواه االخري‬ ‫يف دي���ار اهلج���رة بعي���دا عن���ه‪ .‬وب���ادر عب���د احلميد‬ ‫البكوش – بذكائه ونباهته أبان رأس���ته للحكومة‬ ‫الليبي���ة – ب���ادر بط���رح مس���ألة مهم���ة وملحة مل‬ ‫جي���رؤ غريه عل���ى طرحها أو الدع���وة اليها آال وهي‬ ‫مس���ألة الش���خصية الليبية أو اخلصوصية الليبية‬ ‫وه���ي مبعنى أوض���ح وأدق الوطني���ة الليبية‪ ،‬أدرك‬ ‫البك���وش مبك���را خط���ورة ه���ذه املس���ألة وأهميته���ا‬ ‫واحلاج���ة امللح���ة لإلهتم���ام بها بطرحه���ا للنقاش‬ ‫وتوخي االس���باب الفعاله لغرس���ها واحيائها وتبنيها‬ ‫وترس���يخها يف عق���ول وقل���وب الناش���ئة بالتعريف‬ ‫بها وحتديد مفاهيمه���ا ومضامينها ‪ ..‬وتنويراذهان‬ ‫املواطن�ي�ن مبعانيها ومراميها وابعاده���ا وأهميتها ‪..‬‬ ‫وض���رورة التعجي���ل بتعليمها وتعمي���م الدعوة هلا‬ ‫من خالل مناهج الرتبية والتعليم وأجهزة االعالم‪،‬‬ ‫بادر البك���وش رغم قصر مدة حكومته بهذه الدعوة‬ ‫وركز عليها وتبناها وحاول التنظري هلا مس���تفيدا‬ ‫من موقع���ه على رأس الس���لطة التنفيذية متحديا‬ ‫بذلك النخبة املعماة بالطرح القومي السادج الواهم‬ ‫وأراجيف ومزايدات احلكومات العسكرية التسلطي‬ ‫املس���تبد يف املشرق ‪ ..‬لقد واجه عبد احلميد البكوش‬ ‫– س���داجة وغفلة بعض احملس���وبني م���ن النخبة‬ ‫الس���كارى بوه���م الث���ورة – واجه س���داجتهم جبرأة‬ ‫وش���جاعة أب���رزت وطني���ة البكوش وليبيت���ه وحبه‬

‫لبالده وادراكة املبكر ملخاطر اهمال تعزيز الشعور‬ ‫الوط�ن�ي يف نف���وس املواطنني فانطل���ق – من موقع‬ ‫املس���ؤلية – بالدع���وة اىل الرتكي���ز عل���ى ترس���يخ‬ ‫معن���ى االنتم���اء اىل الوط���ن ش���عبا وأرض���ا وحدودا‬ ‫وقيم���ا ومقدرات ‪ ..‬وتعميق حمب���ة الوطن والتعلق‬ ‫به واحلفاظ عليه والذود عن محاه بكل عزيز وغال‬ ‫وبدل كل التضحيات من أجل محايته وصونه‪.‬‬ ‫النخبة املغرر بها !‬

‫عبد احلميد البكوش‬ ‫لق���د واجهت دع���وات البكوش آنذاك محلة ش���عواء‬ ‫م���ن املغرر به���م من النخب���ة الذين اعتم���دوا الفكر‬ ‫القوم���ي اهلالمي الذي طرحه اس���اطني االس���تبداد‬ ‫والديكتاتوري���ة لتعمي���ة الش���عوب والتغري���ر به���ا‬ ‫ليتمكنوا من الس���يطرة املطلق���ة والتحكم يف رقاب‬ ‫املواطن�ي�ن ومق���درات الوطن بقبضته���م القمعية ‪..‬‬ ‫مل تطول فرتة حكوم���ة البكوش ومل يأتي من بعده‬ ‫م���ن يواص���ل محل ل���واء فك���رة الش���خصية الليبية‬ ‫وقام االنقالب العس���كري بس���نينه الصعبة ليربهن‬ ‫للجمي���ع هشاش���ة الش���عور الوطين وضع���ف تأثري‬ ‫االنتم���اء اىل الوط���ن ل���دى الليب�ي�ن واال ملا أس���تمر‬ ‫ه���ذا احلكم بس���لبياته املعروفة للجمي���ع كل هذه‬ ‫السنوات الكئيبة القاسية على الليبيني‪ .‬ولوذكرنا‬ ‫للبك���وش مبادرتة ح���ول الش���خصية الليبية فقط‬ ‫لكفت���ه فخ���را واعت���زازا ول���دوّن يف س���جل التاريخ‬ ‫الوطنى يف موقع متمي���ز ناهيك لو وضعنا هذه اىل‬ ‫جان���ب هذا مبادراته يف اصالح االدارة والتش���ريعات‬ ‫وحتس�ي�ن اوضاع موظفي الدولة كاقرارة لعالوة‬ ‫العائل���ة ال�ت�ي الزالت كما هي وبنف���س املبلغ الذي‬ ‫أقرت���ه حكوم���ة البك���وش حت���ى الي���وم ‪ ..‬فضال عن‬ ‫مواقف���ه املبك���رة العديدة م���ن االنقالب العس���كري‬ ‫واحتماله لض���روب خمتلفة من اإلي���ذاء والعدوان‬ ‫والتعذي���ب من قبل نظام االنقالب طالت ش���خصه‬ ‫وعرض���ه ومال���ه ‪ ..‬فحرم من حق���ه – حتى – يف أن‬ ‫يدف���ن برتاب وطنه بعد انتقال���ه اىل الرفيق األعلى‬ ‫كغ�ي�ره من ب�ن�ي البش���ر‪ ..‬ه���ذه كلم���ات اقتضاها‬ ‫الواجب أقوهلا م���ن أجل الوطن – الذي هان كثريا‬ ‫عل���ى بنيه هذه األيام – ويف حق انس���ان بدل الكثري‬ ‫م���ن أجل الوط���ن ومل تفه���م مراميه اال بع���د فوات‬ ‫األوان ‪ ..‬فتحي���ة للس���يد عب���د احلمي���د البكوش يف‬ ‫ذك���راه األوىل مش���فوعة بدع���وات ل���ه بالرمح���ة‬ ‫واملغفرة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ 2007 - 1933‬رئيس وزارء ليبيا ‪ 1967‬سبتمرب ‪1968‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫ميادين يف أمريكا‬

‫صناعة الصحفي يف مدرسة نيوتن الثانوية‬ ‫بلدة‪:‬نيوتن‪-‬والية ايوا –احلسني املسوري‬ ‫التعليم العام يف الواليات املتحدة األمريكية مصمم بهدف تقديم دروس‬ ‫لكاف���ة أبناء املقيمني يف الواليات املتحدة بغض النظر عن العرق أو النوع‬ ‫أو العقي���دة أو اإلعاقة أو دخل األس���رة وتقدم املدارس األمريكية طائفة‬ ‫من اخلي���ارات اإلضافية‪ ،‬إىل جماالت تركز بصفة خاصة على اإلعداد‬ ‫للكلي���ات‪ ،‬وبناء االنضباط الذاتي‪ ،‬وتوف�ي�ر الدعم لألطفال الذين يعانون‬ ‫إعاق���ات يف التعل���م‪ ،‬أو أه���داف خاص���ة أخرى وميك���ن أن يق���دم التعليم‬ ‫االبتدائ���ي والثان���وي يف الوالي���ات املتح���دة الكثري للتالمي���ذ الصغار من‬ ‫دول أخرى ‪ ،‬س���واء أكانوا قادمني للواليات املتحدة مع أسرهم أو ساعني‬ ‫خلربة تعليمية مستقلة يف مدرسة داخلية‪.‬‬

‫احلسني املسوري مع طلبة مدرسة نيوتن الثانوية‬ ‫•صف الصحافة واإلعالم‬ ‫تقع مدرس���ة نيوتن الثانوي���ة يف بلدة نيوتن‬ ‫مبقاطع���ة جاس�ب�ر‪،‬تبعد بأق���ل م���ن ‪25‬‬ ‫كيلومرت عن مدين���ة ((دي موين)) عاصمة‬ ‫والي���ة أوي���وا حي���ث يبل���غ ع���دد س���كان بلدة‬ ‫نيوت���ن م���ا يزي���د ع���ن ‪ 15000‬ألف نس���مة‪،‬‬ ‫وتتمت���ع املقاطعة بفرص اس���تثنائية للعمل‬ ‫واألجواء اهلادئة واملتاحف و املعامل التارخيية‬ ‫والطبيعية ‪ ،‬مبا يف ذلك احلدائق والبحريات‬ ‫و األنه���ار ‪ ،‬والنش���اطات الفني���ة واألح���داث‬ ‫الثقافي���ة ‪ ،‬ومناط���ق اجل���ذب الرياضي���ة‬ ‫ورخص املعيشة وهو أمر جيذب اسر الطالب‬ ‫ويشجعهم للعيش فيها‬ ‫يف زي���ارة ملدرس���ة نيوت���ن الثانوي���ة وجدن���ا‬ ‫االهتم���ام بتطوي���ر ق���درات الطال���ب وتنمية‬ ‫موهبت���ه وتوف�ي�ر اإلمكاني���ات ال�ت�ي تس���اعد‬ ‫املعل���م عل���ى توجي���ه الطال���ب مليول���ه ورغبته‬ ‫وطموح���ه فقد زرنا طلبة يف صف الصحافة‬ ‫واإلع�ل�ام حي���ث اس���تقبلتنا معلم���ة الص���ف‬ ‫اآلنس���ة نايك���ي هايفلي اليت ت���درس طلبتها‬ ‫مب���اديء العم���ل الصحفي وتنم���ى مواهبهم‬ ‫ع�ب�ر إصدار صحيفة ش���هرية تهتم بش���ؤون‬ ‫املدرس���ة وقضايا ومش���اكل الطلبة وتنش���ر‬ ‫إنت���اج الطلب���ة املوهوبني يف القصة والش���عر‬ ‫والرس���م ومتابع���ة نش���اط ف���رق املدرس���ة‬ ‫املختلف���ة س���واء يف املس���رح واملوس���يقى أو يف‬ ‫الرياض���ة باإلضافة إىل نش���ر أخب���ار منوعة‬ ‫ع���ن بلدته���م كم���ا ي���درس الطلب���ة يف هذا‬ ‫الص���ف ف���ن التصوي���ر الصحف���ي واإلخراج‬ ‫الصحفي كما ي���درس الطلبة فن التصوير‬ ‫املرئي ويقومون بإنتاج أش���رطة قصرية ذات‬ ‫مواضيع خمتلفة كما يقوم الطلبة بإصدار‬ ‫كت���اب املدرس���ة وهو كت���اب س���نوي يوثق‬ ‫نش���اطات طلبة املدرسة يف خمتلف اجملاالت‬ ‫الفني���ة والرياضية والثقافي���ة واالجتماعية‬

‫باإلضافة إىل نبذة توثق لطاقم املدرسة من‬ ‫إدارة ومعلمني ‪.‬‬ ‫وتضي���ف اآلنس���ة هايفلي قائل���ة أن الطالب‬ ‫يس���تطيع يف الس���نة الثاني���ة اختي���ار اجملال‬ ‫ال���ذي يش���عر ان���ه حيب���ه وان ميول���ه جتعله‬ ‫يلتحق بهذا القسم أو ذاك وهذا األمر جيعل‬ ‫الطال���ب ينم���ي موهبته ويصل إىل مس���توى‬ ‫عالي حد اإلبداع يف اجمل���ال الذي يتوافق مع‬ ‫موهبته وبالتالي فان ذهابه للجامعة سيكون‬ ‫أمر ممتع قب���ل أن يكون مرحلة الس���تكمال‬ ‫تعليم���ه ألنه س���يجد ماينتظ���ره يف اجلامعة‬ ‫لي���س غريبا عليه بل هو براح أوس���ع ملا كان‬ ‫يعيش���ه يف مدرس���ته الثانوي���ة ويتوف���ر يف‬ ‫املدرسة قاعات للنشاط الفين مثل املوسيقى‬ ‫والرس���م والنح���ت واخل���زف كم���ا توج���د‬ ‫باملدرسة صالتان لأللعاب الرياضية ومسرح‬ ‫باإلضافة إىل قاعات جمهزة لتعليم الطالب‬ ‫ف���ن الطب���خ ومه���ارات التدب�ي�ر املنزلي كما‬ ‫يوج���د مطع���م جمهز حي���ث يتن���اول الطلبة‬ ‫الغ���داء يف ف�ت�رة حم���ددة وممن���وع يف مطعم‬ ‫املدرسة أي تواجد ملنتجات شركيت املشروب‬ ‫الغازي كوكاكوال وبيبسي ‪.‬‬ ‫وتعد املنطقة اليت تقع فيها مدرس���ة نيوتن‬ ‫م���ن أكرب ‪ 30‬منطق���ة تعليمية يف الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية ‪ ،‬و تفخر مدرس���ة نيوتن‬ ‫الثانوية بأن تكون كبرية مبا يكفي لتقديم‬ ‫العديد من برامج اجلودة وصغرية مبا يكفي‬ ‫لرعاي���ة الفردي���ة جلمي���ع طلبته���ا وتتمتع‬ ‫مدرس���ة نيوت���ن بس���معة ب���ارزة للربام���ج‬ ‫املصاحب���ة للمناه���ج الدراس���ية ال�ت�ي يصفها‬ ‫املختصني باملثالية ‪.‬‬ ‫ويب���دأ األطفال يف الواليات املتحدة تعليمهم‬ ‫الرمس���ي يف حوال���ي س���ن السادس���ة‪( .‬ق���د‬ ‫يس���تعدون هلذه البداية‪ ،‬أي للسنة الدراسية‬ ‫األوىل‪ ،‬ع���ن طري���ق االلتح���اق بربنام���ج‬ ‫للروض���ة يف س���ن اخلامس���ة أو برنام���ج‬

‫للحضان���ة قب���ل ذلك الس���ن)‪ .‬يلي ذل���ك اثنا‬ ‫عش���ر عاما من الدراسة‪ ،‬حيث يكمل الطالب‬ ‫ع���ادة الصفوف الدراس���ية م���ن الصف األول‬ ‫حت���ى الثاني عش���ر ليتخرج يف س���ن الثامنة‬ ‫عشرة ومن ثم يلتحق باجلامعة ‪.‬‬ ‫متت���د املواس���م الدراس���ية غالبا من س���بتمرب‬ ‫حت���ى يوني���و وإن كان���ت هن���اك اآلن أعداد‬ ‫متزاي���دة م���ن امل���دارس األمريكي���ة تعق���د‬ ‫الفص���ول الدراس���ية عل���ى م���دار الس���نة مع‬ ‫بض���ع فرتات توقف قص�ي�رة بدال من العطلة‬ ‫الصيفي���ة التقليدي���ة‪ .‬ويب���دأ التعلي���م عادة‬ ‫باملرحل���ة االبتدائية أو األساس���ية (الصفوف‬ ‫م���ن األول حتى الس���ادس أو م���ن األول حتى‬ ‫الثامن) تليه���ا املرحلة الثانوية (من الش���ائع‬ ‫أن تتضم���ن الصفوف من التاس���ع إىل الثاني‬ ‫عش���ر)‪ ،‬م���ع وج���ود املرحل���ة املتوس���طة أو‬ ‫اإلعدادي���ة (اليت ق���د تتضم���ن الصفوف من‬ ‫الس���ادس حت���ى الثام���ن أو من الس���ابع حتى‬ ‫التاسع) اليت تستغرق أحيانا السنوات الواقعة‬ ‫بني املرحلتني االبتدائية والثانوية‪.‬‬ ‫تش���مل الصف���وف االبتدائي���ة دروس���ا ع���ن‬ ‫األساسيات‪ :‬احلس���اب‪ ،‬القراءة‪ ،‬الكتابة‪ ،‬كما‬ ‫تش���مل يف الع���ادة أيض���ا الفنون‪،‬والدراس���ات‬ ‫االجتماعية‪،‬والعل���وم‪ ،‬والرتبية البدنية‪ .‬ومع‬

‫دخ���ول الطال���ب املرحل���ة اإلعدادية يتوس���ع‬ ‫املنهج ليش���مل موضوعات أخ���رى كاللغات‬ ‫األجنبي���ة‪ ،‬ويف املرحل���ة الثانوي���ة يس���تطيع‬ ‫الطالب غالبا االختيار من طائفة واسعة من‬ ‫املوضوع���ات االختيارية من بينه���ا اختيارات‬ ‫غ�ي�ر أكادميية كتعل���م قيادة الس���يارات أو‬ ‫الطباع���ة وفن���ون الطب���خ ومه���ارات التدبري‬ ‫املنزلي ‪.‬‬ ‫إن امل���دارس العام���ة األمريكي���ة تس���تهدف‬ ‫تهيئ���ة كل أمن���اط الط�ل�اب ل���كل أمن���اط‬ ‫احلي���اة كمواطن�ي�ن‪ ،‬وأفراد أس���ر‪ ،‬وعاملني‬ ‫واملنهج "العام" أو "الش���امل" ي َ‬ ‫ُقدّم عادة حبيث‬ ‫يستطيع األفراد امللتحقون ألهداف تعليمية‬ ‫خمتلف���ة – س���واء كان طالب���ا يرم���ي إىل‬ ‫االلتح���اق باجلامع���ة أو يود إضاف���ة فصول‬ ‫دراس���ية خمتلفة تؤهله ملس���اره العملي ومع‬ ‫ذل���ك‪ ،‬ف���إن املدرس���ة الثانوية العام���ة ميكن‬ ‫أيض���ا أن تك���ون برمته���ا إما إلع���داد الطالب‬ ‫للجامع���ة أو مدرس���ة حرفي���ة ‪ -‬تقنية تضع‬ ‫الطالب إىل ح���د ما على "املس���ار"‪ ،‬وتوجههم‬ ‫إىل مس���تويات خمتلف���ة بن���اء عل���ى قدرتهم‬ ‫ومعرفتهم يف جمال بعينه‪.‬‬ ‫ولي���س مطلوب���ا م���ن الطال���ب يف الوالي���ات‬ ‫املتح���دة أن جيت���از امتحان���ا عل���ى املس���توى‬

‫القومي إلكم���ال املرحل���ة الثانوية‪.‬‬ ‫(ومع ذلك‪ ،‬ف���إن كثريا من الواليات‬ ‫لديها اختبارات مستقلة‪ ،‬وقد تشرتط‬ ‫اجتي���از تل���ك االختب���ارات للتخرج)‪.‬‬ ‫والبد للطالب بصفة عامة احلصول‬ ‫على عدد معني م���ن رصيد الدرجات‬ ‫وأن يستكملوا بنجاح فصوال دراسية‬ ‫معينة لتلبي���ة متطلبات التخرج من‬ ‫املدرسة‪.‬‬ ‫هن���اك غالبي���ة عظم���ى م���ن ط�ل�اب‬ ‫املرحلتني اإلبتدائي���ة والثانوية (‪89‬‬ ‫يف املائ���ة ع���ام ‪ )2009‬يلتحق���ون‬ ‫بامل���دارس العام���ة‪ .‬لق���د اش�ت�رط‬ ‫الكوجن���رس من���ذ ع���ام ‪ 1876‬عل���ى‬ ‫مجيع الواليات أن توفر نظم املدارس‬ ‫العامة للمقيمني فيها‪.‬‬ ‫يأت���ي التموي���ل للم���دارس العام���ة‬ ‫أساس���ا م���ن الوالية (وم���ن الضرائب‬ ‫اليت يدفعها املقيمون بالوالية) كما‬ ‫يأت���ي بع���ض التمويل م���ن احلكومة‬ ‫احمللية‪ .‬وتوفر احلكوم���ة األمريكية‬ ‫كمي���ات أقل من األم���وال‪ ،‬ختصص‬ ‫عادة لإلنشاءات‪ ،‬ووسائل االنتقال‪ ،‬أو‬ ‫ألغ���راض مماثلة ال تتعل���ق باملناهج‪.‬‬ ‫ويستطيع املقيمون يف الوالية إرسال‬ ‫أبنائهم إىل هذه املدارس جمانا‪.‬‬ ‫يلتح���ق حن���و ‪ 11‬يف املائة من طالب‬ ‫املرحلت�ي�ن الثانوي���ة واالبتدائي���ة‬ ‫مب���دارس خاص���ة ف���إن بإم���كان أي‬ ‫منظم���ة أو ف���رد إقامة مدرس���ة ألي‬ ‫غ���رض تعليم���ي (طامل���ا يت���م إتب���اع‬ ‫قوان�ي�ن الوالي���ة)‪ ،‬ومتث���ل امل���دارس‬ ‫اخلاصة نطاقا واس���عا من اخللفيات‬ ‫والفلس���فات و تعتم���د امل���دارس‬ ‫اخلاصة على رسوم التعليم يف جانب‬ ‫كبري م���ن مواردها‪ ، ،‬ومن التربعات‪،‬‬ ‫ومصادر أخرى‪.‬‬ ‫•مراقبة أداء املدارس‬ ‫بينم���ا تعت�ب�ر عملي���ة مراجع���ة‬ ‫ومراقب���ة أداء امل���دارس مهمة للغاية‬ ‫يف الوالي���ات املتح���دة للحف���اظ على‬ ‫جودة الربامج الدراس���ية يف مس���توى‬ ‫ما بعد املرحلة الثانوية‪ ،‬فإن مس���ألة‬ ‫االعتم���اد التؤخ���ذ يف االعتب���ار وتعد‬ ‫أقل مشولية يف املس���تويني االبتدائي‬ ‫والثانوي‪ .‬ورمبا يع���ود الفرق إىل أنه‬ ‫يف هذين املس���تويني‪ ،‬ختضع املدارس‬ ‫العام���ة (ال�ت�ي يلتح���ق به���ا معظ���م‬ ‫الط�ل�اب) للمراجع���ة والتنظي���م من‬ ‫قبل الواليات يف نف���س اجملاالت اليت‬

‫ستش���رف عليه���ا هيئ���ات االعتم���اد‬ ‫(املنش���آت‪ ،‬خلفيات األعض���اء‪ ،‬املنهج‪،‬‬ ‫الكمبيوت���ر‪ ،‬م���وارد املكتب���ة‪ ،‬وم���ا إىل‬ ‫ذل���ك)‪ .‬ويف الواق���ع‪ ،‬تش�ي�ر بع���ض‬ ‫الوالي���ات إىل عملي���ة املراجع���ة‬ ‫اخلاصة بها على أنها اعتماد‪.‬‬ ‫وللوالي���ة أيض���ا س���لطات تنظيمي���ة‬ ‫عل���ى امل���دارس اخلاص���ة ‪ .‬وه���ذه‬ ‫الس���لطات غالب���ا ما تك���ون قليلة جدا‬ ‫وقد تقتصر عل���ى ضمان أن املدارس‬ ‫الخترق قوانني الس�ل�امة‪ ،‬أو تتورط‬ ‫يف إعالنات زائفة‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬ولكنها‬ ‫قد ترس���ي أيضا بعض احلدود الدنيا‬ ‫إلع���داد املعلم�ي�ن‪ ،‬وع���روض املناهج‪،‬‬ ‫والتمويل‪ ،‬وبع���ض اجملاالت األخرى‬ ‫األكثر جوهري���ة‪ .‬وقد تتم مراجعة‬ ‫امل���دارس اخلاص���ة عن طري���ق احتاد‬ ‫مه�ن�ي أو هيئة اعتماد للمس���اعدة يف‬ ‫احلفاظ عل���ى معايري اجلودة‪ ،‬ويوجد‬ ‫ع���دد من جمموع���ات اعتماد املدارس‬ ‫اخلاصة‪ ،‬وم���ن بينها هيئات االعتماد‬ ‫اإلقليمي���ة اليت هل���ا أيضا نش���اط يف‬ ‫تعلي���م م���ا بع���د املرحل���ة الثانوي���ة‪،‬‬ ‫واالحتاد القومي للمدارس املستقلة‪،‬‬ ‫واحت���ادات أخ���رى تتمت���ع بعضوي���ة‬ ‫جملس التعليم اخلاص األمريكي‪.‬‬ ‫•الطالب األجنيب واملدارس األمريكية‬ ‫م���ع وج���ود م���دارس متنوع���ة يف‬ ‫املس���تويني الثان���وي واإلبتدائ���ي‬ ‫بالوالي���ات املتح���دة‪ ،‬ق���د تب���دو‬ ‫االختيارات شاسعة‪ ،‬ولكن رمبا كان‬ ‫الطالب حمدودين من البداية باملكان‬ ‫الذي يعيش فيه آباؤهم أو أقاربهم أو‬ ‫حباجتهم ملنش���آت لإلقامة الداخلية‬ ‫للط�ل�اب الذين يلتحق���ون مبدارس‬ ‫عامة سيتم إرساهلم يف الغالب األعم‬ ‫إىل مدرسة يف منطقتهم اجلغرافية‪.‬‬ ‫هن���اك العدي���د م���ن املص���ادر ال�ت�ي‬ ‫تعطي حملات تفصيلي���ة عن املدارس‬ ‫األمريكية‪ ،‬خاص���ة املدارس اخلاصة‬ ‫والداخلي���ة فمصلح���ة التعلي���م‬ ‫بالوالي���ات ميك���ن أن تق���دم بع���ض‬ ‫اخللفية ع���ن مناطق املدارس العامة‬ ‫– منها معلومات االتصال إىل جانب‬ ‫بعض املعلومات األساس���ية للمقارنة‬ ‫كنس���بة املدرس�ي�ن مقاب���ل الطالب‪،‬‬ ‫والنفق���ات ل���كل تلميذ‪ ،‬والتس���جيل‪،‬‬ ‫ومعدل احلضور اليومي‪.‬‬ ‫والكتاب���ة مباش���رة للم���دارس ع�ب�ر‬ ‫الربيد االلكرتوني للمدرس���ة هي بال‬

‫ش���ك أم���ر مه���م أيض���ا – فباإلضافة‬ ‫إىل طلب إجابات عن أسئلة حمددة‪،‬‬ ‫ومعلوم���ات عام���ة‪ ،‬وم���واد طلب���ات‬ ‫االلتح���اق (م���ن امل���دارس اخلاصة)‪،‬‬ ‫ومواعي���د التس���جيل (للم���دارس‬ ‫العام���ة)‪ ،‬ميك���ن ألولي���اء األم���ور أن‬ ‫يستفس���روا أيض���ا عن أش���ياء أخرى‬ ‫مث���ل كت ّي���ب املدرس���ة‪ ،‬وسياس���ة‬ ‫االنضب���اط اخلاص���ة باملدرس���ة‪،‬‬ ‫وأعداد س���ابقة من النشرات الدورية‬ ‫للمدرس���ة‪ ،‬لتكوين فك���رة أفضل عن‬ ‫احلي���اة اليومي���ة باملدرس���ة كما أن‬ ‫زيارة املدرسة والتحدث مع املدرسني‬ ‫والط�ل�اب وأولي���اء األم���ور اآلخرين‬ ‫ميكن أن تفيد كثريا إذا أمكن تدبري‬ ‫تلك الزيارات‪.‬‬ ‫وم���ن األفضل مل���ن يرغب م���ن أولياء‬ ‫األم���ور تدري���س أبناءه���م يف ه���ذه‬ ‫امل���دارس العام���ة عق���د مقارناته���ا‬ ‫واختي���ار املدرس���ة قب���ل اخت���اذ قرار‬ ‫بش���أن املنزل أو الشقة اليت ستقطنها‬ ‫نظرا ألن االلتحاق يتم على أس���اس‬ ‫التوزيع اجلغرايف ومنطقة السكن‪.‬‬ ‫ويف امل���دارس العام���ة‪ ،‬يك���ون بإمكان‬ ‫الط�ل�اب الذي���ن أت���وا إىل الوالي���ات‬ ‫املتحدة مع آبائهم االلتحاق باملدارس‬ ‫االبتدائية أو الثانوية يف املنطقة اليت‬ ‫يعيش���ون فيه���ا دون أي رس���وم أم���ا‬ ‫الط�ل�اب الذين يعيش���ون م���ع آبائهم‬ ‫ويري���دون االلتحاق مبدرس���ة عامة‬ ‫يف منطق���ة تعليمية أخ���رى فيتعني‬ ‫عليهم عامة أن يسددوا رسوما ألنهم‬ ‫م���ن غ�ي�ر املقيم�ي�ن يف تل���ك املنطقة‪،‬‬ ‫وتتف���اوت ه���ذه الرس���وم حي���ث يت���م‬ ‫حتديده���ا من قبل املناطق التعليمية‬ ‫و الط�ل�اب الذي���ن يعتزم���ون الس���فر‬ ‫دون ول���ي أم���ر واإلقام���ة م���ع أقارب‬ ‫هلم أو مع أصدقاء للعائلة وغري ذلك‬ ‫خالل فرتة التحاقهم مبدرسة عامة‬ ‫يتعني عليهم تس���ديد رسوم التعليم‬ ‫كامل���ة (وه���ذا النوع م���ن االلتحاق‬ ‫خيضع لقيود شديدة مبوجب قوانني‬ ‫التأشريات األمريكية‪.‬‬ ‫•فلسفة املدارس األمريكية‪.‬‬ ‫غالب���ا ما تتب���ع امل���دارس يف الواليات‬ ‫املتحدة فسلفه معينة تلقي بتأثريها‬ ‫على الكيفي���ة اليت يتعلم بها الطالب‬ ‫وانضباطه���م وغ�ي�ر ذل���ك م���ن أوجه‬ ‫احلي���اة املدرس���ية حيث تت�ل�اءم هذه‬ ‫الفلس���فة م���ع احتياج���ات الطال���ب‬ ‫وبالتال���ي يكون أداء الطالب أفضل يف‬ ‫بيئة تتسم باملنافسة والنظام الشديد‬ ‫و مناخا يركز على التعاون والبحث‬ ‫العلم���ي وتكوي���ن ش���خصية أفض���ل‬ ‫للطالب ونسبة الطالب للمعلمني يف‬ ‫الفصل الواحد هي النسبة النموذجية‬ ‫ه���ي ‪ 15‬طالب ل���كل م���درس وتوفر‬ ‫املدرس���ة اإلمكاني���ات املتاحة للطالب‬ ‫م���ن حيث عدد وتنوع الكتب املوجودة‬ ‫يف املكتبة وعدد خمتربات الكمبيوتر‬ ‫والعل���وم وصالة ومالع���ب الرياضة‬ ‫وقاعة املوس���يقى واملس���رح باملدرس���ة‬ ‫وذل���ك لتنمي���ة ق���درات ومه���ارات‬ ‫مواهب الطالب يف خمتلف اجملاالت ‪.‬‬

‫‪09‬‬ ‫مجعة النوم تفقد‬ ‫اخلطوط الليبية رحالتها‬ ‫إىل بريطانيا والسلطات‬ ‫الربيطانية توقفها‬ ‫أمحدالطبوىل‬

‫أوقفت الس���لطات الربيطانية كاف���ة الرحالت القادمة من‬ ‫ليبي���ا عرب اخلطوط اجلوي���ة الليبية وذلك بع���د حادثة مبا‬ ‫يسمى (جبمعة النوم ) ‪،‬بعد ان اقلعت رحلة اخلطوط الليبية‬ ‫عل���ى متنها اكثر من مخس�ي�ن راكبا ليبيا ومن جنس���يات‬ ‫خمتلفة من مطار طرابلس قاصدة مطار مانشس�ت�ر وأثناء‬ ‫الرحل���ة وعن���د دخ���ول األجواء الفرنس���ية انقط���ع االتصال‬ ‫بالطائ���رة الليبي���ة مع ب���رج املراقبة الفرنس���ى واالجنليزى‬ ‫لفرتة وجيزة من الزمن مما اضطرت الس���لطات الفرنس���ية‬ ‫اعط���اء أوامره���ا اىل أمر الس�ل�اح اجلوى باخل���روج ملطاردة‬ ‫الطي���ارة الليبي���ة ومرافق���ة الطائ���رة بطائرت�ي�ن حربيتني‬ ‫وإنزاهلا مبطار مانشسرت الربيطانى ‪.‬‬ ‫ه���ذا وعقب ان���زال الطائرة مبطار مانشس�ت�ر وصعود رجال‬ ‫األم���ن باملط���ار وتفتي���ش الطائ���رة وال���ركاب واحتجازهم‬ ‫لألكثر من نصف س���اعة داخل الطائرة لألس���باب ودواعى‬ ‫أمني���ة مت ان���زال ال���ركاب وطاق���م الطائرة وفت���ح حتقيق‬ ‫باملوضوع أظه���رت نتائج التحقيق ان كابنت الطائرة التابع‬

‫لش���ركة النوفل اير ( وهى ش���ركة تونسية خاصة) كان‬ ‫نائم���ا ومس���اعده خ���ارج غرفة القي���ادة مما جعل���وا الطائرة‬ ‫تسري لفرتة من الزمن وبدون طيار وفقد التواصل مع ابراج‬ ‫املراقبة الفرنسية والربيطانية‪.‬‬ ‫ه���ذا وق���د أص���درت الس���لطات الربيطاني���ة أوامره���ا مبنع‬ ‫طريان اخلطوط الليبية م���ن التحليق باألجواء الربيطانية‬ ‫واألوربية وإلغاء كافة الرحالت القادمة من طرابلس مما‬ ‫س���بب اش���كالية مع الركاب اصحاب احلجوزات وارباك فى‬ ‫مواعيد الرحالت من واىل طرابلس ‪.‬‬ ‫وق���د أفادن���ا مس���وؤل حمط���ة اخلط���وط الليبي���ة مبط���ار‬ ‫مانشس�ت�ر انه العلم له بتفاصيل احلادث���ة وأنه غري خمول‬ ‫بالتصرحيات لوس���ائل اإلعالم‪ ،‬فى الوق���ت ذاته جنده يدىل‬ ‫بعدة تصرحيات للمواقع االجتماعية حول أحلادثة مؤكدا‬ ‫بأنه س���يتم حتويل ال���ركاب اصحاب احلج���وزات اىل لندن‬ ‫عرب اخلطوط االفريقية‪.‬‬ ‫وتش�ي�ر املعلوم���ات األولي���ة م���ن مصادرن���ا املختلف���ة ب���أن‬ ‫الس���لطات الربيطاني���ة تنوى اع���ادة فتح اخل���ط بعد تقديم‬ ‫ضمانات خاصة باألمن والسالمة لطريان اخلطوط الليبية‬ ‫وستستأنف رحالتها بعد االفراج على الشركة‬ ‫والسماح هلا بالتحليق فوق االجواء االروبية والربيطانية ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الكاتب���ة املغربي���ة مري���م البقال���ي متحصل���ه‬ ‫عل���ى الدكت���وراه فى النق���د األدبي الفرنس���ي‬ ‫م���ن مؤلفاته���ا دي���وان ش���عري بعن���وان " ح���وار‬ ‫الظ���ل والش���مس " ورواي���ة " وحدة الرس���الة "‬ ‫أيض���اً كتي���ب ع���ن النق���د األدبي لرواي���ة عبد‬ ‫الكب�ي�ر اخلطي�ب�ي ‪ .‬وه���ي كش���اعرة وروائي���ة‬ ‫واملرتمج���ة مري���م تنقل بأمانة م���ا حتويه فإذا‬ ‫ج���اءت الكتاب���ة فى ثوب الش���عر كتبت ش���عراً‬ ‫وإذا أطلت ب���زي القصة القصرية كتبت قصة‬ ‫قص�ي�رة وهك���ذا احل���ال م���ع الرس���م ‪ .‬وتكت���ب‬ ‫عن " الس���فر الروحي " الذات ال�ت�ي ال تتمين أن‬ ‫تعرتض س���بيلها احلواج���ز مؤكده أن���ه مثلما‬ ‫للجس���د مراحل للتطور والتح���ول للروح أيضاً‬ ‫مراحل تطور مكتفيه من هذا السفر كينونته‬ ‫ومرحل���ة الول���وج إىل مرحل���ة أخ���رى ف���أن مل‬ ‫يعرتض س���بيله أي عائق من البديهي أن يتجه‬ ‫ف���ى االجت���اه الصحي���ح ‪ .‬و تيمة احل���ب حترر‬ ‫عندها مواط���ن الرفض بصف���ة عامة واخلنوع‬ ‫ل���كل ما هو غري أخالقي وال راق���ي ‪ .‬فى ديوانها‬ ‫األول بالعربي���ة " ي���ا ش���عر ال تهجرن���ي " تقول‬ ‫أن الش���عر خيتار قالب���ه ‪ .‬لغته ‪ .‬صوره ‪ ،‬ويف هذا‬ ‫الس���ياق ليس هناك موسيقى شعرية أقرب لي‬ ‫من أخرى ‪ .‬وقد مجعنا بها هذا احلوار لنكش���ف‬ ‫أشياء أخرى ‪ ..‬مشاعر أخرى عن األنسانة ‪ ،‬عن‬ ‫الفنانة ‪ ،‬عن احلياة‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬قد حيقق اإلنس��ان عامل��ه الواقعي فكيف‬ ‫حبياة الشاعر؟‬ ‫الش���عر بالنسبة للش���اعر حياته احلقيقية اليت‬ ‫ين���زع فيها مجيع األقنعة و يتعرى أمام نفس���ه‬ ‫و أمام اآلخرين دومنا تردد ألن الذات الش���اعرة‬ ‫قوية ال تأبه ش���يئا حتقق ذاتها و تفرض نفسها‬ ‫على صاحبها فتفوز باألولوية على كل شيء‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬لكل كات��ب حوافز خاصة ب��ه تدفعه إىل‬ ‫الكتابة فما كانت دوافعك؟‬ ‫كما ع�ب�رت عن ذلك يف حوار س���ابق‪ ،‬األش���ياء‬ ‫اليت جتعل�ن�ي أمام ضغط البوح مرتبطة مبدى‬ ‫تفاعلي و جتاوبي مع اآلخر ش���خصا أم حيوانا‬ ‫أم ش���يئا ‪ .‬ق���د يدخ���ل الش���اعر يف حلظ���ة م���ن‬ ‫اللحظات االس���تثنائية يف تواصل مع ش���جرة و‬ ‫تكش���ف له عن ش���يء‪..‬كما قد تكشف له أسرار‬ ‫أخ���رى يف حلظة من حلظ���ات صفائه أو غريها‬ ‫م���ن اللحظات املختلفة‪.‬وش���خصيا ال أس���تعبد‬

‫ امليليش���يات ‪ -‬اجلهوي���ون ‪ -‬القبلي���ون ‪-‬‬‫املعمريون ‪ -‬العرقيون ‪ -‬جتاراملخدرات –‬ ‫رجال العصابات ‪ -‬الفارون من الس���جون‬ ‫اجلنائية‪ -‬جتار السالح ‪ -‬املسلحون ‪.........‬‬ ‫إخل ‪ ..‬حن���ن لس���نا أم���ام ‪ 3‬فئات ب���ل أمام‬ ‫تفرعات أخطبوطية و بال نهاية ! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫م���ن أخط���اء اجملل���س االنتقال���ي مكاف���أة‬ ‫الثوار مادياً نظري مس���اهمتهم يف حترير‬ ‫ليبيا ‪..‬‬ ‫واخلطأ األكرب والزال اىل اليوم هو ضم‬ ‫الثوار وثوار تأمني التحرير اىل اجليش‬ ‫والشرطة وكما أكد لي ضابط كبري‬ ‫ومس���تقيل من اجلي���ش اللييب ومن ذوي‬ ‫اخلربة‬ ‫والكف���اءة أن بضمه���م ستخس���ر ليبي���ا‬ ‫عنص���راً ق���د يك���ون مفي���داً ليس���اهم يف‬ ‫التنمية والبناء‬ ‫ولن تربح عس���كرياً أو ش���رطياً حقيقياً ‪..‬‬ ‫بل جمرد شبح هزيل ‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪ . . .‬إن أس���وأ أم���ر أن يطل���ب احملارب مثن‬

‫حلم غريب و مجيل رأيته الفجر ‪ ..‬كنت‬ ‫أمتشى يف شارع من شوارع مدينيت هون‬ ‫وأنا يف اجتاه زاوية " س���يدي بن عيس���ى "‬ ‫ومعي صديق أمس ُه علي عبد الرمحن‬ ‫ُ‬ ‫م���ازن ‪َّ ..‬‬ ‫نتبادل أط���راف احلديث يف‬ ‫كنا‬ ‫ً‬ ‫قضية ما وفجأة ُ‬ ‫أيقونة‬ ‫رأيت يف الس���ماء‬ ‫ٍ‬ ‫بديعة‬ ‫النس���ج َ‬ ‫ً‬ ‫مزينة‬ ‫واخلل���ق للدول���ة الليبي���ة‬ ‫بعلم االس���تقالل عرفنا أنها موجودة منذ‬ ‫أيام امللكية‬ ‫وأنه���ا س���تبقى يف الس���ماء ويراه���ا كل‬ ‫العامل ! ‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪ . . .‬ويبقى لبلدي يف قليب دعاء ‪:‬‬ ‫الله���م يا من َ‬ ‫رفعت الس���ماء بغ�ي�ر عمد ‪..‬‬ ‫افتح بيننا وبني قومنا باحلق ‪..‬‬ ‫اللهم قنا شر الفتنة واحرتاب اإلخوة ‪. . .‬‬ ‫اللهم احقن دم���اء الليبيني ‪ ..‬إخوة الثورة‬ ‫وارشدهم اىل جادة الصواب ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمان " – مارس ‪ 2014‬م‬ ‫يف " َّ‬

‫أغل��ب حلظات الكتابة جم��رد كائن راضخ حلقائق‬ ‫معينة و قوانني مكتوبة بلغة أخرى غري الكتابة‬

‫يف ليبيا الكثري من اهلذيان‬ ‫‪ . . . . .‬و اخليبات و األحقاد غري املربرة بني‬ ‫األخوة ‪.‬‬ ‫***‬ ‫هل ُ‬ ‫حنن يف حرب أهلية بالتقسيط ‪ ..‬غري‬ ‫املُريح ؟!! ‪. .‬‬ ‫َ‬ ‫ليبي���ا ‪ . . .‬كلم���ا ُ‬ ‫أحبك‬ ‫أردت أن أكرهك ِ‬ ‫بك إدمان ‪.‬‬ ‫أكثر ‪ ،‬فأرجع ‪ُ . . .‬ح ِ‬ ‫***‬ ‫ما يطمئنين أن أقلية صغرية من أهلنا يف‬ ‫املشرق اللييب من يريدون الفيدرالية !!‬ ‫ومن حس���ن القدر أن أغلبية الش���رق مع‬ ‫الوح���دة الوطنية وض���د الفيدرالية و إال‬ ‫كم‬ ‫سيش���مت بن���ا أزالم الوس���ط و الغ���رب و‬ ‫اجلنوبني األوسط والغربي الذين ال زالوا‬ ‫يعيش���ون ب�ي�ن ظهرانينا ألنه���م من النوع‬ ‫األلي���ف ! ‪ ،‬ألن أول اس���طوانة كان���وا‬ ‫يرددونها‬ ‫مبج���رد انبعاث ثورة فرباير ‪ " :‬الش���راقة‬ ‫يكرهونا ويبوا دولة بروحهم " !!!‬ ‫لك���ن أس���طوانتهم تل���ك صمت���ت عندم���ا‬ ‫دخل���ت مصراته حب���زم ملعرك���ة الثورة‬ ‫فالتحرير‬ ‫ومنع���ت انفص���ال ليبي���ا وتأك���د صمت‬ ‫االسطوانة بانتفاضة طرابلس و بدخول‬ ‫الزنتان‬ ‫والزاوية وزوراة و يفرن و جادو و نالوت ‪.‬‬ ‫‪ . .‬وتتالت مدن الثورة املنتصرة ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ما يؤمل ليس هذيان الس���وقة والرعاع من‬ ‫املتطرفني اجلهويني يف بعض القنوات‬ ‫الرخيص���ة ‪ ،‬ب���ل م���ا حي���زن حق���اً رم���وز‬ ‫وش���خصيات وطني���ة يف عدة جم���االت ‪..‬‬ ‫اعالم –‬ ‫ثقاف���ة ‪ -‬أعم���ال ‪ -‬رج���ال دي���ن يتكلمون‬ ‫كم���ا يتكلم اجلهل���ة بعنصرية وجهوية‬ ‫وقبلية !! ‪..‬‬ ‫اذا كانت خنبة اجملتم���ع هكذا فماذا عن‬ ‫رجل الش���ارع البس���يط ؟ ‪ ..‬لألمانة أكثر‬ ‫املثقفني‬ ‫واإلعالمي�ي�ن الذين أحرتمه���م وتورطوا‬ ‫اليوم يف احلرب الكالمية اجلوفاء هم من‬ ‫املنطق���ة الش���رقية ‪ ..‬في���ا أصدق���اء تعالوا‬ ‫اىل كلم���ة س���واء ‪ ..‬فدورنا نوحد ونؤجج‬ ‫احملبة‬ ‫ب�ي�ن الليبي�ي�ن ال نب���ذر الش���قاق أكث���ر‬ ‫أو حنم���ل مش���اعل الفتن���ة ‪ ..‬فلتحكم���وا‬ ‫عقولكم ‪.‬‬ ‫***‬ ‫بع���ض الذين يش���متون فيتهم���ون " علي‬ ‫زيدان " أنه هرب !! ‪..‬‬ ‫الش���ماتة ادانة هلم فهروب���ه وليس فراره‬ ‫ان ص���ح التوصي���ف يعين أن���ه يهرب من‬ ‫الغابة !‬ ‫‪ ..‬و اننا منذ التمثي���ل والتنكيل بالطاغية‬ ‫‪ ،‬صرنا من هس���ترييا انتقامية اىل تهسرت‬ ‫أكرب‬ ‫طاحل‬ ‫بني‬ ‫نفرق‬ ‫وال‬ ‫الغض���ب‬ ‫حني‬ ‫فننكل‬ ‫ٍ‬ ‫وص���احل ‪ ..‬ومل تع���د لن���ا وج���وه نقابل بها‬ ‫العامل‬ ‫وقريباً س���وف نصن���ف – إن مل ُن َّ‬ ‫صنف ‪-‬‬

‫نضاله ودفاعه عن حقه وحق شعبه ‪.‬‬ ‫***‬ ‫مش���كلتنا احلقيقية يف ليبيا أن ال مشكلة‬ ‫حقيقية !! ‪ ..‬ولكننا نس���مح ملثريي اجلهل‬ ‫أن‬ ‫يفتعل���وا لنا املش���اكل ونصمت لريكبوا‬ ‫قط���ار الصدف���ة الراك���ض عل���ى س���كة‬ ‫غفلتنا حيناً‬ ‫وتقاعس���نا يف أحاي�ي�ن كث�ي�رة !‪ ..‬ليبي���ا‬ ‫أرض شاسعة وشبه قارة ‪ ..‬أغلب املساحة‬ ‫يكاد‬ ‫كل شخص له كيلومرت مربع ‪ ..‬ثروات‬ ‫هائلة ‪ ..‬وطبيعة متنوعة وأغلب الس���كان‬ ‫شباب‬ ‫‪ ..‬فرص���ة تارخيي���ة أخ���رى علين���ا أن‬ ‫حنرص أال تضيع ‪.‬‬ ‫***‬ ‫احلري���ة و الوط���ن ‪ ..‬ال يب���دو أنهم���ا‬ ‫سيلتقيان !! ‪..‬‬ ‫هل عل���ى اجلمي���ع أن يهاج���ر ألوروبا أو‬ ‫أمريكا لينالوا احلرية ؟!!‬ ‫عل���ى أن احلري���ة اليوم أصبحت نس���بية‬ ‫أكثر وفضفاضة !! ‪.‬‬ ‫***‬

‫الكتاب���ة ب���ل أترك هل���ا جم���ال أن تأتيين طيعة‬ ‫يف احللة ال�ت�ي تريدها‪ .‬أحتول فق���ط إىل وعاء‬ ‫حيمل رس���الة معينة‪ ،‬حقيقة معينة أحاول أن‬ ‫أنقلها بكل أمانة ما اس���تطعت‪ .‬و هذا يعين أنين‬ ‫يف أغل���ب حلظات الكتابة جم���رد كائن راضخ‬ ‫حلقائ���ق معين���ة و قوانني مكتوب���ة بلغة أخرى‬ ‫غ�ي�ر الكتابة و ع�ب�ر هذه األخ�ي�رة تنقلها الذات‬ ‫املتموقع���ة يف املفرتق بني عاملني و تبقى نس���بة‬ ‫صغرية من شعري عبارة عن ردات فعل‪...‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬البحث عن املعرفة احلقيقية للذات كانت‬ ‫س��ر روايتك " وحدة الرسالة"‪ ،‬هل اجلانب الفلسفي‬ ‫و ليس اخليالي واقع يستهويك؟‬ ‫رواي���ة ‪ -‬وحدة الرس���الة‪-‬عبارة ع���ن جمموعة‬ ‫من الرس���ائل ترس���لها بطلة هده الرواية جنود‬ ‫ال�ت�ي تق���رر الرحيل‪/‬الس���فر ك���رد فع���ل منها‬ ‫ع���ن جمموعة م���ن األوضاع غ�ي�ر املرضية اليت‬ ‫حتي���ط بها و أثناء هدا الس���فر كانت تكتش���ف‬ ‫جوانب غريبة من شخصيتها و شخصيات تكاد‬ ‫تكون منعزلة عنها و تتخذها شخصيا كسكن‬ ‫هل���ا‪ .‬فكان���ت كلم���ا اكتش���فت ش���يئا جديدا و‬ ‫غريب���ا‪ ،‬تق���وم بالتعبري عنه على ش���كل رس���الة‬ ‫موجه���ة إىل صديقها س���عد لتش���ركه يف هدا‬ ‫العامل الغريب‪ .‬هنا اجلانب الفلسفي و اخليالي‬ ‫يلتقيان عند الكاتب الذي خيتار يف األخري قالبا‬ ‫مي���زج فيه حاج���ة اإلنس���ان إىل املعرفة و كذا‬ ‫ه���ذه املعرفة عن نفس���ه اليت تفاجئ���ه فيتحول‬ ‫إىل وع���اء حيمل حقيقة معين���ة يكتفي الكاتب‬ ‫بنقلها كما هي‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬كيف تأخذ الرس��ائل ش��كل النوع األدبي‬ ‫كونه��ا باللغ��ة الفرنس��ية‪ ،‬ه��ل هذا الصن��ف األدبي‬ ‫جديد بالعربية؟‬ ‫الرواي���ة الرس���ائلية ه���ي م���ن أوائ���ل الرواية و‬

‫بقل���وب مؤمن���ة بقض���اء اهلل‬ ‫وق���دره تتق���دم أس���رة حترير‬ ‫صحيفة ميادين بأحر التعازي‬ ‫القلبي���ة إلي األس���تاذة فاطمة‬ ‫غن���دور مدي���ر ع���ام الصحيفة‬ ‫يف وف���اة املغف���ور ل���ه عمه���ا‬ ‫عبدالرمح���ن ال���زروق غندور‬ ‫تغم���ده اهلل بواس���ع رمحت���ه‬ ‫وأس���كنه فس���يح جنات���ه وأهلم‬ ‫أهله وذويه ثواب الصابرين ‪.‬‬ ‫إنا هلل وإنا إليه راجعون‬

‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫هند علي اهلوني‬

‫تعزية‬

‫هذيانات على شفري ليبيا !‬ ‫من أعتى الدول يف العنف ‪ ..‬وفرض كل‬ ‫شيء بالقوة وبالفساد واالبتزاز والتزوير‬ ‫والتدليس و " التكوليس " ‪ :‬القوانني –‬ ‫الع���زل ‪ -‬الدي���ن ‪ -‬األخ�ل�اق – املعارك –‬ ‫احملاكمات – القرارات – البعثات –‬ ‫التغطي���ات ‪ -‬املعام�ل�ات ‪ -‬التعام�ل�ات ‪....‬‬ ‫كل شيء ‪ ..‬ثم ملاذا ال يهرب زيدان ؟ ‪..‬‬ ‫ليبي���ا اليوم أصبح���ت كجمهوريات املوز‬ ‫اليت حكمت أمريكا اجلنوبية منذ عقود‬ ‫‪ ..‬حيث‬ ‫الديكتاتوري���ات العتي���دة مغلف���ة‬ ‫بالدميوقراطية الصورية ‪ ..‬ليبيا تتخبط‬ ‫أكثر فأكثر ‪.‬‬ ‫***‬ ‫جاء زيدان ‪ ..‬ذهب زيدان ‪..‬‬ ‫جناة و خالص ليبيا ليس يف تغيري رؤساء‬ ‫الوزراء أو احلكومات بل يف أن خيتفي‬ ‫دور ‪ 3‬فئ���ات ل���ن ت���ودي بليبي���ا إال إىل‬ ‫التهلكة ‪ :‬اإلخوان املسلمون ‪ -‬الفيدراليون‬ ‫–‬ ‫املتطرف���ون ‪ .. ..‬و الفئ���ة الثالث���ة تش���مل‬ ‫األوىل والثانية كما تشمل ‪:‬‬ ‫املؤمت���ر الوطين " الغ���ام " ‪ -‬من تبقى من‬ ‫الثوار ‪ -‬أشباه الثوار ‪ -‬ثوار تأمني التحرير‬

‫‪11‬‬

‫الشاعرة املغربية مريم البقالي ‪:‬‬ ‫أغلب حلظات الكتابة جمرد كائن راضخ حلقائق معينة‬

‫أقام مركز خدمات الكل���ى بنغازي اخلميس ‪ 13‬مارس‬ ‫مبدينة الس���ندباد ملتقي لالحتفال باليوم العاملي للكلى‬ ‫الذي يوافق ثاني مخيس من ش���هر مارس من كل عام‪..‬‬ ‫االحتفالي���ة ألقيت خالهل���ا الكلمات التى تع���رف باليوم‬ ‫العامل���ي للكل���ى واحملاض���رات القص�ي�رة ‪ ،‬باإلضاف���ة إىل‬ ‫عروض مرئي���ة وتوزي���ع املطبوعات للتوعي���ة بأمراض‬ ‫الكلى وإقامة املس���ابقات ‪،‬هذا وقد حض���ر احلفل العديد‬ ‫من االطباء واملمرضني املختصني ولفيف من املس���ئولني‬ ‫واملواطنني ‪،‬واملركز اعتاد منذ اعوام اقامة خذا امللتقي‪.‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫مريم البقالي أديبة مغربية تكتب بذكاء اخلطوط احلمراء ‪ -‬بالفرنسية واملغربية ‪ -‬فهي ال تستفز الكتابة وال تستعبدها وإمنا‬ ‫تأتيه���ا طيع���ة فى احللة اليت تريده���ا ‪ ..‬كتاباتها نادرة وهي تتأمل لغي���اب حلظة الكتابة اليت كم���ا تصفها “ حلظة حياة‬ ‫بامتياز “ ‪،‬كتبت قصيدتها األوىل فى سن السادسة عشر وأتت قصائدها فى املُستهل بالعربية والفرنسية فى وقت موازي‬ ‫‪ .‬تفاعله���ا فى العيش جعلها تس���رد قصة قصرية فى هذا الس���ن أيضاً ‪ .‬وظل ش���عر حممود دروي���ش يرافقها فاللغة العربية‬ ‫كما الشعر من مكونات شخصيتها تعشق التأمل والصمت والدخول فى عوامل أخرى ‪ ،‬تعترب أغلب حلظات الكتابة جمرد‬ ‫كائن راضخ حلقائق معينة وقوانني مكتوبة بلغة أخرى غري الكتابة وعرب هذه األخرية تنقلها الذات املتموقعه فى املفرتق‬ ‫بني عاملني وتبقى نسبة صغرية من شعرها عبارة عن ردات فعل ‪ .‬والشعر عندها مييل إىل السالسة اليت تتحقق باملوسيقى‬ ‫الداخلي���ة للكلم���ات واخلارجية فى القافية دون تقيد بقاع���دة معينة ‪ .‬ال يوجد عند مريم قواع���د وطقوس للقصيدة ‪ ،‬أنها‬ ‫نفس تتجدد باإلحساس حتى تكتمل احلكاية أو الرسالة ‪ .‬وحده الشعر كما يتمثل هلا يرتبع على عرش اللحظة فيتحكم‬ ‫فى كل ش���يء ‪ .‬ويف جمال االبداع األدبي وخصوصا الش���عر ال تقبل التقيد وقد ال يأتي هذا مع الرواية حيث تقول “ أضطر‬ ‫ألن أحبث لي عن قالب معني للحكي “ تصف مريم قصائدها “ اجلزء األكرب من سريتي الداخلية من حكاييت مع السؤال‬ ‫‪ .‬تتضمن يف بعض األحيان صورا من اخليال لريقع الثقوب اليت أحدثها عنف الزمن كما قد تكون فى جزء منها صوراً من‬ ‫املستقبل “‪.‬‬

‫احتفل مركز خدمات‬ ‫الكلى بنغازي باليوم‬ ‫العاملي للكلى‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬


‫‪12‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫‪ ...‬ككل األن���ام ‪ ،‬يتنف���س األكس���جني‬ ‫بب���طء ممل‪ ،‬يعش���ق النس���اء لدرجة ظن‬ ‫نفسه زيراً‪ ،‬رغم كون لسانه مل خياطب‬ ‫يوم���اً لس���ان أنث���ى‪ ،‬الله���م إال زميالت���ه‬ ‫حي���ث ي���درس‪ .‬يه���وى جتميع امل���ال رغم‬ ‫فق���ره‪ ،‬فهو من فئ���ات الطبقة الوس���طى‬ ‫يف اجملتم���ع‪ ،‬تل���ك الطبقة ال�ت�ي تضاعف‬ ‫حجمه���ا حتى أصبح من ال ينتمي هلا إما‬ ‫غنى‬ ‫فقرياً فقراً فاحشاً‪ ،‬وإما غنياً حلظياً ً‬ ‫فاحشاً أيضاً‪.‬‬ ‫لطامل���ا كان يقرتف جرم النس���يان رمبا‬ ‫ألن مس���احة ذاكرت���ه ليس���ت مبتس���ع‬ ‫ليح���وي داخل���ه أمس���اء كل ه���ؤالء –‬ ‫املرابني – الذين يلقون عليه السالم أينما‬ ‫رأوه‪ ،‬لطامل���ا كان ي���ود أن يع���رف إجابة‬ ‫الس���ؤال ال���ذي يراوده كلم���ا مر أحدهم‬ ‫وأهداه ابتس���امة ختربه أنه يعرفه‪ ،‬لطاملا‬ ‫أراد أن يع���رف‪ :‬م���ن هو هذا ال���ذي يلقي‬ ‫الس�ل�ام؟ ذات ي���وم مر يف زقاق مل يس���بق‬ ‫ل���ه أن م���ر خالل���ه‪ ،‬ج���اوره فيه ش���خص‬ ‫اعتقد أن���ه ال يعرفه‪ ،‬مر جواره مس���رعاً‪،‬‬ ‫مل يك�ت�رث له‪ ،‬حت���ى توقف ذل���ك ملتفتاً‬ ‫ناحيته‪ ،‬قائال ‪:‬‬ ‫ ‪ ..‬كيف حالك؟ مدة مل نلتق‪.‬‬‫اعتق���د أن احلوار موج���ه ناحية جماوره‪،‬‬ ‫التفت ذات اليمني وذات الش���مال‪ ،‬مل جيد‬ ‫جماوره الذي وجه ناحيته اخلطاب‪.‬‬ ‫” ‪ ..‬ب���ل هو حيادثين أن���ا‪ ”.‬قال يف داخله ‪،‬‬ ‫وأجابه ‪:‬‬ ‫ نعم‪ ،‬وما أخبارك أنت‪.‬‬‫ظ���ل يبحث ع���ن اس���م املوص���وف‪ ،‬فعادة‬ ‫النسيان تكاد تكون شبه يومية ‪ ،‬كما هي‬ ‫عادة شرب اخلمر ليلة كل مخيس لدى‬ ‫املخمورين يف بلده‪ ،‬كما هي عادة البحث‬ ‫ع���ن ضحي���ة تلتهم جس���دها األلس���ن يف‬ ‫جلسات النس���وة‪ ،‬كما هي العادة السرية‬ ‫بالنس���بة ملراهق حلمه فقط جس���د‪ ،‬لكن‬ ‫الواصف اختفى يف ازدحام املارة‪ ،‬نعم لقد‬ ‫اختف���ى الواصف‪ ،‬لق���د اختفى هو‪ .‬نعم ال‬ ‫تهمه هموم السياس���ة‪ ،‬رغ���م كونه دائماً‬ ‫يسمع والده احملموم بالسياسة يقول له‪:‬‬ ‫ بين اإلنس���ان كائن سياس���ي‪ ،‬أنت جزء‬‫من كوكبة بش���ر حتركهم السياسة‪،‬‬ ‫مأكلك سياسة‪ ،‬مشربك سياسة‪ ،‬وحتى‬ ‫عشقك سياسة‪.‬‬ ‫ومل يس���أل ذاته يف أي يوم من أيام سنوات‬ ‫حيات���ه اليت بلغت اخلامس���ة والعش���رين‬ ‫أس���ئلة عج���ز كل البش���ر ع���ن إجابتها‪،‬‬ ‫ألنها ببس���اطة ال تعنيه‪ ،‬أو لرمبا مل يكن‬ ‫ه���وى أن يتع���ب خالي���ا خم���ه يف البحث‬ ‫ع���ن أجوب���ة معقول���ة لتل���ك األس���ئلة‬ ‫الالمعقولة اليت يطرحها‪ ،‬هذه األس���ئلة‬ ‫يدع���ي أنه مل يس���أهلا‬ ‫ال�ت�ي لطامل���ا كان ّ‬ ‫لنفس���ه‪ ،‬رغم كونه س���أل أحد أصدقائه‬ ‫ذات م���رة يف إحدى خلوات���ه كماً ضخماً‬ ‫من أس���ئلة‪ :‬مل احلياة؟ هل للموت جسد؟‬ ‫وأي���ن يوج���د هذا اجلس���د؟ كيف تصعد‬ ‫إىل ربها الصالة؟ أين يس�ي�ر الوقت الذي‬ ‫مضى؟ مل ختتلف األجساد عن األجساد؟‬ ‫ومل ميلك اإلنس���ان اللسان؟ ومل خيتلف‬ ‫منطوق هذا اللس���ان؟ ملاذا ال حيوي لسان‬ ‫البش���ر عظاماً كما هو حال كل أعضاء‬ ‫اإلنسان املتحركة األخرى؟ ومتى تبعث‬ ‫بع���د موتها العظام؟ فلطامل���ا كان يعتقد‬ ‫أن البح���ث ع���ن إجاب���ات ه���ذه األس���ئلة‬ ‫جرمية‪ ،‬ذن���ب يقرتفه فقط األنبياء‪ ،‬وهو‬ ‫بالتأكيد ليس نبياً‪.‬‬ ‫لك���ن قلب���ه صام ع���ن النطق‪ ،‬ع���ن الكالم‬ ‫ذات مساء‪ ،‬اعتقد الكل أن اجلسد قد مات‪،‬‬ ‫لقد كانت القصة املعتادة‪ ،‬خممور يقود‬ ‫سيارة مسرعة تدهس أحد املارة‪ ،‬ويومها‬ ‫كان هو أحد املارة‪.‬‬ ‫عندم���ا صدمته الس���يارة مزقت أنس���جة‬ ‫جسده‪ ،‬وكسرت الس���اق والذراع وبقيت‬ ‫اجلبرية حتوي الساق ملدة جاوزت السنة‬ ‫م���ن حينها‪ ،‬حطمت جزءأً من اجلمجمة‪،‬‬ ‫وألق���ت بقاي���ا اجلس���د عالياً يف الس���ماء‪،‬‬ ‫حتى ارمت���ى ما تبقى من اجلس���د املدمر‬ ‫عل���ى قارع���ة الطري���ق‪ ،‬ليلتقف���ه أش���باه‬ ‫املس���عفني‪ .‬فف���ي مدينته تسلس���ل العمل‬ ‫اإلسعايف يعتمد على منظومة‬ ‫احلظ‪ ،‬فاملس���عفون هم من يقولون “لقد‬ ‫كنا هنالك”‪.‬‬ ‫حينها نام ألش���هر جاوزت اخلمسة أشهر‬ ‫داخل غرفة العناية الفائقة‪ .‬نقلوا اجلسد‬ ‫إىل خمتلف األطباء واملداوين‪.‬‬ ‫ لقد مات كلينيكياً‪.‬‬‫قال أحدهم‪ ،‬وقال آخر‪:‬‬ ‫ إن موته الس���ريري ال يعين أن األمل قد‬‫فقد‪.‬‬ ‫حت���ى صام قلبه عن ال���كالم‪ ،‬حتى أصاب‬ ‫داء اخل���رس الش���ريان األورط���ي‪ ،‬حت���ى‬ ‫انتاب���ت أعضائ���ه احليوية عادة النس���يان‬ ‫للحظ���ات مل تدم ألكثر م���ن أجزاء من‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫ثوان‪،‬‬ ‫نعم مل يس���تمر األمر ألكثر م���ن ٍ‬ ‫بعده���ا اس���تيقظ‪ ،‬وكأن ش���يئا مل يكن‪،‬‬ ‫نعم لقد اس���تيقظ من حلم���ه الذي انهار‬ ‫كابوساً‪ ،‬وهكذا ظل يقول‪:‬‬ ‫ أبعدوا مالك امل���وت عين !!‪ ،‬أبعدوه عين‬‫! لقد مددت يدي حن���وه ألصافحه‪ ،‬لكنه‬ ‫يرف���ض أن يصافح�ن�ي‪ ،‬أبع���دوه ع�ن�ي !!‬ ‫أبعدوه !!‪.‬‬ ‫ظل يلتفت ذات اليمني وذات الشمال فوق‬ ‫سريره‪ ،‬ظل يتخبط وهو حياول أن ينزع‬ ‫تل���ك األس�ل�اك واألنابيب البالس���تيكية‬ ‫ال�ت�ي خترتق اجلل���د عابرة حن���و أوردته‪.‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ ه���ا هو يراني‪ ،‬ها هو يس���معين‪ ،‬يريدني‬‫مل عمله‪ ،‬لقد ّ‬ ‫أن أنسخ ذاكرته‪ ،‬لقد ّ‬ ‫مل‬ ‫عمله‪.‬‬ ‫اعتق���د اجلمي���ع أن م���ا يقول���ه ال يع���دو‬ ‫كونه هلوس���ات‪ ،‬فلم ي���زل تأثري املخدر‬ ‫يسري يف أوردته‪ ،‬هكذا قال هلم الطبيب‪،‬‬ ‫مل يك���ن هنال���ك م���ن يس���تمع مل���ا يقوله‪،‬‬ ‫رمب���ا ألن س���عادتهم حجب���ت الرؤي���ا‪،‬‬ ‫منع���ت اإلنصات‪ ،‬تناس���خت الكلمات اليت‬ ‫يقوهلا قو ًَ‬ ‫ال معكوس���اً‪ ،‬ال بأس‪ ،‬س���يعود له‬ ‫العقل‪ ،‬فلقد عاد له اجلس���د‪ ،‬ها هي تعمل‬ ‫الرئت���ان‪ ،‬العين���ان‪ ،‬أجهزت���ه احليوي���ة و‬ ‫أعضائه التناسلية مل يصبها العطب‪ ،‬هذا‬ ‫م���ا يهمهم اللحظ���ة‪ ،‬فهو موج���ود بينهم‬ ‫كما هم‪ ،‬مادة‪ ،‬شيء ما‪.‬‬ ‫حدث ه���ذا يف بداية ش���هر أبريل‪ ،‬واأليام‬ ‫كعادته���ا تع���دو‪ ،‬حت���ى نال الس���هو كل‬ ‫م���ن أنصتوا ملا قال‪ ،‬فنس���وا ح���واره األول‪،‬‬ ‫فلق���د ق ّيد يف س���جالت ذاكرتهم بصفة‬ ‫اجملنون‪ ،‬يومها وحتى يف األمس القريب‪،‬‬ ‫رغ���م كون���ه أصب���ح يفكر أكث���ر منهم‬ ‫مجيع���اً‪ ،‬أصب���ح ينص���ت أكث���ر منه���م‬ ‫مجيع���اً‪ ،‬أصب���ح يصم���ت أكث���ر منه���م‬ ‫مجيعاً‪.‬‬ ‫غ�ي�ر مغفور له ذنب���ه يف قوله الذي يقوله‬ ‫حين���اً وحين���ا‪ ،‬ال يه���م‪ ،‬ال يه���م غفرانهم‬ ‫لذنب���ه‪ ،‬ال يه���م معرفته���م ل���ه‪ ،‬كل م���ا‬ ‫يقولونه عن���ه ال يهمه‪ ،‬نع���م لقد ألصقوا‬

‫صالح نقاب‬

‫َ‬ ‫منسوخة‬ ‫اكــرة‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬

‫كل ذن���وب عاه���رات الك���ون‪ ،‬كل زن���اة‬ ‫الكون على كاهله‪ ،‬ألنه قال‪:‬‬ ‫ أنا أعرف متى سيموت كل منكم‪.‬‬‫عندم���ا قال ه���ذه الكلمة مل يك���ن مقتنعاً‬ ‫حينه���ا مب���ا يق���ول‪ ،‬كان يعل���ل حركة‬ ‫اللس���ان بأنها رد فعل ليس هو مبس���ؤول‬ ‫عن���ه‪ ،‬فاللس���ان ينط���ق م���ا ال يري���د أن‬ ‫ينطقه‪ ،‬كان يعتق���د أن األمر ال يتعدى‬ ‫أزمة نفس���ية عابرة‪ ،‬ظناً يف حتقق أمنية‬ ‫كل البش���ر يف التأل���ه‪ ،‬فهو يع���رف متام‬ ‫املعرف���ة أن مالك املوت ذات���ه ال ميلك يف‬ ‫ذاكرت���ه مواعيد موت العب���اد‪ ،‬إذاً ما يراه‬ ‫يس���جل يف ذاكرت���ه إم���ا هلوس���ات‪ ،‬وإما‬ ‫ّ‬ ‫أن حلم اإلنس���انية قد حتق���ق فيه وحلم‬ ‫الزعم���اء واملل���وك‪ ،‬املتأهل�ي�ن يف األرض‬ ‫حتقق معه هو فقط‪ ،‬كم هو سعيد‪ ،‬فهو‬ ‫إله‪ ،‬أو لرمبا ما يراه ليس سوى هلوسات‪،‬‬ ‫أو لرمبا تناس���خت ذاكرت���ه مع ذاكرة‬ ‫مالك املوت حقاً فلرمبا تهوي رسالة اهلل‬ ‫إليه قبل أن تصل ناحية مالك املوت‪.‬‬ ‫ب���دأ األمر يف أحد أيام أغس���طس احلارة‪،‬‬ ‫عندما كان س���ائراً حيث اعتاد أن يس�ي�ر‬ ‫كل يوم قبل دخول���ه يف غيبوبته‪ ،‬ناحية‬ ‫ال م���كان‪ ،‬م���رت أمام���ه فت���ا ٌة قي���دت يف‬ ‫سجالت ذاكرته بصفة صديقة‪ .‬مل يعر‬ ‫اهتمام���اً ألمر مجاهلا الفات���ن‪ ،‬ذاك الذي‬ ‫كان لطاملا يغازله‪ ،‬ولطاملا كانت تدّعي‬ ‫أن ابتس���امتها ليس���ت س���وى تعب�ي�ر ع���ن‬ ‫جماملة‪ ،‬بينما يف حقيقة األمر هي جزء‬ ‫من نش���وة تراودها‪ ،‬وهي تس�ت�رق السمع‬ ‫مل���ا مل يقل���ه يف كلمات غزله‪ ،‬مل يتوس���د‬ ‫وس���ادة أحالم وردي���ة‪ ،‬مل يتخيل نفس���ه‬ ‫كم���ا يفع���ل كل من يف عم���ره حمتوياً‬ ‫جلغرافي���ا ه���ذا اجلس���د الغ���ض‪ ،‬لكن ما‬ ‫يتس���مر يف مكان���ه دون ح���راك‪،‬‬ ‫جعل���ه‬ ‫ّ‬ ‫حت���ى اعتقد املارة أن الرج���ل قد صعقته‬ ‫صاعق���ة من الس���ماء‪ ،‬ه���و أن حلظة من‬ ‫الزمن مرت‪ ،‬جم���رد حلظة‪ ،‬رأي فيها ما‬ ‫مل يره من قبل إنسان‪ ،‬لقد كانت فقط‪،‬‬ ‫حلظة‪.‬‬ ‫نع���م أثن���اء مروره���ا جبانب���ه‪ ،‬التق���ت‬ ‫عيناهم���ا‪ ،‬يف تلك اللحظ���ة اللعينة‪ ،‬اليت‬ ‫ظ���ل يلعنه���ا حت���ى نس���ي كي���ف يلع���ن‬ ‫اإلنس���ان ما ال يهواه‪ ،‬حينها توقف الزمن‬ ‫عنده هو فقط‪ ،‬دون كل األنام مل يتمكن‬ ‫م���ن مس���ايرة خط���وات عقارب الس���اعة‪،‬‬ ‫ورآه���ا كيفما مل يرها إنس���ان قب ً‬ ‫ال‪ ،‬نعم‬ ‫لق���د جتس���دت أمام���ه ص���ورة واضح���ة‪،‬‬ ‫طفلة صغ�ي�رة تلهو م���ع صديقاتها فوق‬ ‫س���طح بيته���م‪ ،‬توال���ت الص���ور‪ ،‬ه���ا ه���ي‬ ‫تقرأ رس���الة الغزل‪ ،‬اليت س���رق عاش���قها‬ ‫نصها من رس���الة س���ابقة أرسلها ألخرى‬ ‫وأخ���رى وأخ���رى‪ ،‬ها هي تس���لم اجلس���د‬ ‫يعرفها‪ ،‬صورتها وهي تدفن‪.‬‬ ‫حتى عندما ألقت عليه السالم مل جيبها‪،‬‬ ‫اعتق���دت أن���ه مل يعره���ا اهتمام���اً‪ ،‬ألن���ه‬ ‫مل يره���ا‪ ،‬رغ���م كونه���ا ق���د رأت���ه يراها‪،‬‬ ‫أيقن���ت أن صورتها تناس���خت عرب جهازه‬ ‫البص���ري‪ ،‬ألن���ه حاول أن يبتس���م‪ ،‬وهكذا‬ ‫فعلت‪ ،‬قبل أن يقف مشدوها‪.‬‬ ‫لق���د رأى بوض���وح ي���وم دفنه���ا‪ ،‬ع���رف‬ ‫التاري���خ‪ ،‬ال يع���رف كيف ارتس���م الرقم‬ ‫يف ذاكرت���ه‪ ،‬إن���ه األربع���اء‪ ،‬الس���ابع م���ن‬ ‫أغس���طس‪ ،‬بع���د غ���د‪ ،‬س���تموت‪ ،‬مل تك���ن‬ ‫الص���ورة واضح���ة حينه���ا‪ ،‬مل يبحث عن‬ ‫تفس�ي�ر لك���م اجلم���ل ال�ت�ي ترتس���م يف‬ ‫ٍ‬ ‫ذاكرت���ه دون ترمج���ة‪ ،‬دون تصنيف‪ ،‬ما‬ ‫يعرفه فقط هو هذا التاريخ‪.‬‬ ‫بقي يكرر بلسانه بهلوسات مسموعة هذا‬ ‫التاريخ‪ ،‬هذا اليوم مراراً‪.‬‬ ‫اإلربعاء‪ ،‬السابع من أغسطس‪.‬‬ ‫ظل يومها يسري عرب األزقة‪ ،‬كان يعتقد‬ ‫أن مس�ي�رته س���تجعل اليوم يطول‪ ،‬كان‬ ‫يعتق���د أن الغ���د ل���ن يأت���ي‪ ،‬نع���م فعندما‬ ‫تنتظر الغ���د فإنه لن يأتي‪ ،‬عندما تس�ي�ر‬ ‫حن���وه س���يبتعد‪ ،‬فظ���ل يس�ي�ر‪ ،‬ويس�ي�ر‪،‬‬ ‫يوم�ي�ن كامل�ي�ن‪ ،‬مل يتوقف عن املس�ي�ر‪،‬‬ ‫اعتقد أن يوم اإلثنني مل يزل يعرب خالل‬ ‫رزنامة هذا الشهر أياماً‪.‬‬ ‫سأل أحد املارة يف الشارع‪:‬‬ ‫ ما اليوم ؟‬‫أجابه‪:‬‬ ‫ إن���ه اإلربعاء س���يدي‪ ،‬ه���ل ضاعت منك‬‫رزنامة األيام أنت أيضاً؟ أم لعلهم سرقوا‬ ‫منك الليلة البارحة ومساء األمس؟‬ ‫أجابه سائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫‪ ..‬ي���ا تره���ات العامل املتعفن���ة‪ ،‬وهل متوت‬ ‫أيضا الرزنامات؟‬ ‫أجابه يف اقتضاب‪:‬‬

‫لذلك املاجن‪ ،‬ها هي تفقد عذريتها‪ ،‬كل‬ ‫هذه الرؤى ليست س���وى متثي ً‬ ‫ال لكم من‬ ‫معلومات يعرفها مس���بقاُ ع���ن صديقته‪،‬‬ ‫لكنها مل تكن مبثل هذا الوضوح‪ ،‬ومل تكن‬ ‫بوض���وح الص���ورة األخ�ي�رة ال�ت�ي مل يكن‬

‫ساعات فقط‪.‬‬ ‫خرج هرولة‪ ،‬داس بقدميه قبوراً‪ ،‬أسقط‬ ‫نعش���اً‪ ،‬قفز فوق س���ور املقربة القصري‪ ،‬مل‬ ‫يكرتث به املعزون‪ ،‬فهم يعرفونه‪ ،‬اعتقدوا‬ ‫أن األم���ر ال يتعدى نوبة هيج���ان تنتابه‪،‬‬ ‫رمبا ألن املقربة تفكره مبوته الس���ريري‪،‬‬ ‫رغم كونه خرج يصيح قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ ملاذا متوتون؟ ملاذا أنا؟ ملاذا متوتون؟‬‫بع���د يوم جنازتها بق���ي منعز ً‬ ‫ال يف غرفته‬ ‫ألي���ام‪ ،‬ب���دأ يف عده���ا حت���ى خانت���ه قدرة‬ ‫احلس���اب‪ ،‬فلقد رأى يف جن���ازة صديقته‬ ‫ص���وراً تناقحت وتناس���خت‪ ،‬ه���م كلهم‬ ‫س���يموتون‪ ،‬وكله���م يعرف���ون ه���ذا‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬لكنه هو فقط يعرف متى‪.‬‬ ‫إ ّن���ه اليوم ي���رى موت كل ش���يء مجيل‪،‬‬ ‫يرى ه���ذه األجس���اد احلي���ة‪ ،‬تتحول إىل‬ ‫أرقام يف إحصائيات تعداد الس���كان فقط‪،‬‬ ‫يف إحصائي���ات احل���وادث‪ ،‬نع���م بالنس���بة‬ ‫ل���ه حياته���م أقص���ر مم���ا يتوقع���ون‪ ،‬أقل‬ ‫مما يتمن���ون‪ ،‬فذلك الذي يرتدي س�ت�رة‬ ‫جلدية اشرتاها قبل سبعة أشهر أو لرمبا‬ ‫يزيد قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬ال يعرف أن الس�ت�رة ستعمر‬ ‫ّ‬ ‫أكثر منه‪ ،‬نعم فكلهم يش�ت�رون فقط ما‬ ‫ال يريدون‪.‬‬ ‫مل يع���د يفه���م‪ ،‬ه���ل ق���دره ه���و معرف���ة‬ ‫وق���ت انقراض هذا العنصر البش���ري من‬ ‫الوج���ود؟ أم ه���و إنق���اذ ه���ذا الصنف من‬ ‫االنق���راض؟ م���ن اهل�ل�اك؟ لق���د أصب���ح‬ ‫كل البشر بالنس���بة له كما قرد مكوك‬ ‫الفضاء‪ ،‬جمرد س���لعة‪ ،‬تنتهي صالحيتها‬ ‫يف وقت معلوم‪ ،‬بالنسبة له هو فقط‪.‬‬ ‫ح���اول أن خي���رج م���ن عزلته‪ ،‬ح���اول أن‬ ‫يدع���ي أن���ه كما ه���م‪ ،‬ال يعرفون س���وى‬ ‫متاعه���م‪ ،‬وس���لعهم املباعة و املش�ت�راة‪ ،‬ال‬ ‫يعرفون س���وى تواريخ األح���داث املاضية‪،‬‬ ‫ذكري���ات الغ���زو واالس���تقالل‪ ،‬وتواريخ‬

‫ اعذرني س���يدي‪ ،‬ال أمل���ك وقتاً حملاورة‬‫اجملانني‪ ،‬هذا احلوار انتهى‪.‬‬ ‫لق���د أت���ى اإلربع���اء‪ .‬وجد نفس���ه متوجها‬ ‫ناحي���ة زقاقه���م‪ ،‬حي���ث اعت���اد أن ين���ام‪،‬‬ ‫وحيث تس���كن صديقته ال�ت�ي رآها يومها‬ ‫يف نهاي���ة الزقاق‪ ،‬بينما هو يس�ي�ر خبطى‬ ‫م�ت�رددة ناحي���ة ب���اب منزهلم‪ ،‬مل���ح حيث‬ ‫منزهلا خيم���ة نصبت‪ ،‬ومسع نواح نس���اء‬ ‫وعويل رجال‪ ،‬لكم يكرههم حني ينوحون‬ ‫على موتاه���م‪ ،‬لكم ميقت ه���ذا التصرف‬ ‫الوحش���ي‪ ،‬ه���ذا الفع���ل اهلمج���ي‪ ،‬فكلهم‬ ‫موقن���ون أنهم كله���م أم���وات بعد حني‪،‬‬ ‫فل���م البكاء‪ ،‬مل الن���واح‪ ،‬مل متزيق املالبس‬ ‫واللط���م‪ ،‬ه���ل يعرتض���ون عل���ى ق���درة‬ ‫السماء‪ ،‬عليهم اللعنة‪ ،‬كم هم أغبياء‪ ،‬مل‬ ‫يعر انتباهاً لسؤال شقيقه األصغر‪:‬‬ ‫ أي���ن كنت؟ مل يزل أب���ي يبحث عنك؟‬‫أين كنت البارحة واليت قبلها؟‬ ‫نعم لق���د ماتت صديقته يف ذات اإلربعاء‪،‬‬ ‫مل يس���أل أح���د املعزين كيف‪ ،‬مل يس���أل‬ ‫ملاذا‪ ،‬ألنه كان يعرف متى‪ ،‬أو هكذا ظن‪،‬‬ ‫فلق���د أيق���ن أن اعتق���اده لي���س توقعاً بل‬ ‫خرباً قد قيل‪ ،‬رغ���م كونه مل يكن يتوقع‬ ‫حدوث األمر‪ ،‬فكل األرقام اليت خزنت يف‬ ‫ذاكرته كان يعتقد أنها جمرد هلوسات‬ ‫تنتابه‪ ،‬قبل حدوث املنية‪.‬‬ ‫وق���ف يف طاب���ور العزاء‪ ،‬حس���ب الفلكلور‬ ‫الش���عيب‪ ،‬حس���ب العرف الدي�ن�ي‪ ،‬يصافح‬ ‫م���ن يتقب���ل الع���زاء يف الفقي���دة‪ ،‬أبوه���ا‬ ‫س���يموت يوم اخلميس الس���ابع من يناير‬ ‫الس���نة القادمة‪ ،‬أخوها األصغر س���يعمر‬ ‫كثرياً‪ ،‬نعم فهو سيموت بعد ما يزيد عن‬ ‫الثمانني عاماً‪ ،‬وهذا عمها مل يزل يبكيها‪،‬‬ ‫مس���كني‪ ،‬ال يعرف أن قلبه س���يصوم عن‬ ‫النط���ق بع���د خروجه م���ن املق�ب�رة بأربع‬

‫رأس الش���ر‪ ،‬عندم���ا أقطع الوري���د الذي‬ ‫يغذي هاتني العينني‪ ،‬سأس���تأصلهما وال‬ ‫متنعوني‪.‬‬ ‫كان يتمن���ى يف مكنونتة أن مينعه أحد‪،‬‬ ‫لكن ال يوج���د حينها أح���د ليمنعه‪ ،‬وقف‬ ‫للحظ���ات‪ ،‬مل متنع���ه كل خماوف���ه من‬ ‫النزف حتى املوت‪ ،‬من آمل اللحظة‪ ،‬نس���ي‬ ‫كل شيء‪ ،‬تناسى أن جهازه العصيب ظل‬ ‫س���ليماً بعد ذلك احل���ادث‪ ،‬حتى ختدرت‬ ‫ي���داه وهو يغرز الس���كني يف عينه اليمنى‪،‬‬ ‫فقد اإلحس���اس‪ ،‬لق���د فقأها‪ ،‬ومل يش���عر‬ ‫بأي أمل‪ ،‬لقد مجد جهازه العصيب بإرادته‪،‬‬ ‫لقد فقد اإلحساس باألمل بإرادته‪.‬‬ ‫كان الذراع يدفع اليد حنو السكني الذي‬ ‫وق���ع على األرض‪ ،‬لك���ي تنتهي اجلريدة‬ ‫اليت يقرتفها بإرادته يف نفسه‪ ،‬كان كل‬ ‫هم���ه ه���و أن يتوقف ع���ن رؤي���ا أوجههم‪،‬‬ ‫ال ألن���ه ميقته���م بل ألنه ما ع���اد حيتمل‬ ‫تناس���خ مواقي���ت مماته���م يف ذاكرت���ه‪،‬‬ ‫فلماذا يعرف متى ميوتون‪ ،‬ملاذا ال يعرف‬ ‫متى ميوت هو لريتاح‪.‬‬ ‫هنا توقف الذراع‪ ،‬ختذرت اليد يف مكانها‪،‬‬ ‫عندما سأل نفسه قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ لمِ لمَ أر يف املرآة متى سأموت أنا؟‬‫ظل هذا السؤال يراوده حتى ملح يف أقصى‬ ‫الغرف���ة جريدة مرمية‪ ،‬جمللة – ش���به –‬ ‫سياس���ية‪ .‬لطامل���ا اعت���اد مطالعته���ا‪ ،‬مل‬ ‫جيذب انتباه ص���ورة الفتاة على الغالف‪،‬‬ ‫وال إع�ل�ان الصفح���ة األوىل عن احتالل‬ ‫بلد واستقالل آخر‪ .‬بل كان ما جذبه هو‬ ‫تاريخ صدور اجلريدة‪ ،‬قرأه بصوت عال‪:‬‬ ‫السبت‪ ،‬السابع من أغسطس‪.‬‬

‫األعياد والنكس���ات‪ ،‬لكن تناسخ األرقام يف‬ ‫ذاكرته كلما رأى وجه���اً ضاحكا جعله‬ ‫ي���رى يف عزلت���ه مص���در س���عادة‪ .‬عزلته‬ ‫اليت كان الكل يراها – ش���ذوذاً – ال يالم‬ ‫علي���ه‪ ،‬ألنه قد قي���د يف س���جالت قيدهم‬ ‫بصف���ة – اجملن���ون – رغ���م كونه���م ال‬ ‫يعلنونها له صرحية‪.‬‬ ‫ذات مساء وهو خارج من غرفته ملح وجهاً‬ ‫مألوفاً لديه‪ ،‬يف مرآة ش���به مكسورة على‬ ‫جدار بيتهم العتي���ق‪ ،‬نعم إنه هو‪ ،‬مل يزل‬ ‫يذكر هذا الوجه‪ ،‬شعره الذي رغم صغر‬ ‫س���نه انتابته عاصف���ة التصح���ر‪ ،‬فكاد ال‬ ‫يبقى منه س���وى قليل خترب أنه قد كان‬ ‫هنا ش���يء ما‪ ،‬هذا اجلبني العريض‪ ،‬الذي‬ ‫لطاملا كان يتخذه زمالء دراسته مصدراً‬ ‫البتداع‬ ‫الن���كات‪ ،‬وهات���ان العين�ي�ن‪ ،‬س���وداوان‪،‬‬ ‫غائرت���ان وكأن���ه ال ين���ام‪ ،‬رغ���م ك���ون‬ ‫ميتهن النوم ألش���هر اآلن‪ ،‬كهواية ش���به‬ ‫يومي���ة‪ ،‬توق���ف س���يالن الذكري���ات يف‬ ‫رأس���ه‪ ،‬عندما قاطع ح���واره الداخلي مع‬ ‫ذاته بصراخ‪:‬‬ ‫ العينان‪ ،‬إنهما العينان!!‪..‬‬‫ع���دى مس���رعاً ناحي���ة مطبخه���م‪ ،‬انتزع‬ ‫سكيناً أو شيء ما يشبهه‪ ،‬ال يعرف ما هو‪،‬‬ ‫لقد قرر أن يفقأ عينيه‪ ،‬قال حماوراً كل‬ ‫من حول���ه‪ ،‬رغ���م كونه وحي���د يف الدار‪،‬‬ ‫فكلهم ذهب���وا حيث مل ي���رد أن يذهب‪ ،‬ال‬ ‫يع���رف أي���ن‪ ،‬مل يس���مع وجهته���م عندما‬ ‫س���ألوه ع���ن رغبت���ه يف املس�ي�ر معه���م‪ ،‬يف‬ ‫فق���ط أجابهم بالنف���ي‪ ،‬لكنه مل يرغب أن‬ ‫يذهب هنالك‪:‬‬ ‫ س���أتوقف ع���ن معرف���ة تاري���خ نش���ر‬‫أنعيتك���م‪ ،‬س���أتوقف ع���ن رؤياك���م‪،‬‬ ‫س���تموت عذاباتي اليوم‪ ،‬عندما اس���تأصل‬

‫ةخو ُسنم ةرــكا َذ‬

‫‪13‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫تط���ورت كث�ي�را و أصبح���ت هلا ش���عبية حتى‬ ‫الق���رن التاس���ع عش���ر و ه���ي تق���دم يف ش���كل‬ ‫سلس���لة م���ن الرس���ائل ال�ت�ي تكت���ب بواس���طة‬ ‫شخص أو أكثر كرواية ماجدولني اليت أعاد‬ ‫كتابته���ا املنفلوطي بعدم���ا اطلع على تعريبها‬ ‫و ه���ي رواية لكاتبها الفرنس���ي ألفونس كار‪.‬و‬ ‫ميك���ن أن تكون املراس�ل�ات حقيقي���ة‪ .‬يف بداية‬ ‫القرن احلادي و العش���رين ظهر نوع مش���ابه يف‬ ‫القواع���د هل���ذا النوع لكنه يعتمد على الرس���ائل‬ ‫اإللكرتوني���ة‪ .‬و قد يقرتب هدا الن���وع من النوع‬ ‫املس���رحي لكونه يتميز يف إعطاء القارئ شعورا‬ ‫باالنتماء للش���خصيات و إمكانية وضع نفس���ه‬ ‫بداخ���ل القصة‪ .‬ويعترب ه���ذا النوع األدبي من "‬

‫اجلزء الثاني من الفانوس السحري مك ّرس‬ ‫لألفالم اخلليجية‬

‫أسبق ألوان النثر الفين إىل الظهور يف األندلس"‬ ‫كما أتذكر رس���ائل جربان خليل جربان فهذا‬ ‫النوع األدبي ليس غريبا على األدب العربي‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬عندم��ا يضي��ق الب��وح و تكتش��فني أن "‬ ‫الش��عر يش��يع إىل مثواه األخري" كما جتسده قصيدة‬ ‫"تعب الشعر بداخلي"‪ .‬أترك لك جمال البوح‪...‬‬ ‫املتلق���ي م���ن أس���باب جناح الش���اعر و ش���عره و‬ ‫اكتم���ال حواف���زه للكتاب���ة س���واء كان ه���ذا‬ ‫املتلقي ش���اعرا أم ناقدا أو حضورا فعندما تغيب‬ ‫هده املس���تويات من التلقي‪ ،‬يزيد االغرتاب عند‬ ‫الش���اعر ألنه فعال يضيق الب���وح عنده و حيس‬ ‫إىل ح���د ما ب���أن الكتابة ال جدوى منها‪ .‬الش���عر‬ ‫كذل���ك ناف���دة عل���ى الب���وح مب���ا خيتلجنا من‬ ‫أحاس���يس ‪ ،‬كش���ف لكل اجلوان���ب املرضية أو‬ ‫األع���راض اليت م���ن ش���أنها أن تس���بب أمراضا‬ ‫نفسية عميقة و البوح بها ضرورة عند الشاعر‬ ‫كما أن االهتمام بها من طرف املتلقي نوع من‬ ‫التطبيب و أسباب الشفاء و إذا غاب هدا احمليط‪،‬‬ ‫ش���يع الش���عر كما الش���اعر إىل مثواهما و دفنا‬ ‫قتيلني‪ .‬و هنا أعرج على السؤال التالي‪..‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬هل الش��عر وحده ق��ادر على القضاء على‬ ‫االغرتاب الروحي؟‬ ‫الش���عر ضروري عند الشاعر الذي يعرب به عن‬ ‫كل املشاكل اليت تعرتض طريقه إىل صحة‬ ‫نفسية س���ليمة كما يتعرض عن طريقه إىل‬ ‫جمموع���ة م���ن اإلش���كاليات و يبقى الش���اعر و‬ ‫ح���دة من وح���دات ال���ذات اإلنس���انية و بالتالي‬ ‫ق���د يس���اعد ش���عره اآلخ���ر املهتم‪/‬الق���ارئ أو‬ ‫املس���تمع يف وضع إصبعه على اجلرح و مكامن‬ ‫اخللل فيتجاوز مش���كلة أو إشكالية ما‪ .‬يف هذه‬ ‫احلال���ة يصب���ح الش���عر طريقة للقض���اء فعال‬ ‫على االغ�ت�راب الروحي إذا تعلق األمر باغرتاب‬ ‫روحي و حسب‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪:‬ه��ل ع��دم القض��اء عل��ى األمل يف عاملنا‬ ‫يسبب اخلواء الروحي؟‬ ‫فعال يعد اخلواء أو الفراغ الروحي سببا أساسيا‬ ‫يف االغ�ت�راب يف عامل أصبحت فيه املادة مركز‬ ‫اهتمام اإلنس���ان الذي غيب الصحة النفس���ية‪/‬‬ ‫الروحي���ة مقتصرا على صحة جس���مية فقط‬ ‫و هذا يظه���ر جليا من خ�ل�ال الرتويج ملختلف‬ ‫أن���واع االهتم���ام باجلس���م كمظه���ر خارج���ي‬ ‫فق���ط‪ .‬و بالش���عر فع�ل�ا نس���تطيع أن نقض���ي‬ ‫عل���ى االغ�ت�راب الروح���ي الن الش���عر ه���و علم‬ ‫اإلنس���ان بامتي���از عل���ى ح���د تعبري س���ان جون‬ ‫ب�ي�رس‪ ،‬هو الذي يفضي بنا إىل عوامل اإلنس���ان‬ ‫الداخلية‪ ،‬هو نافدة عل���ى املظهر الداخلي العام‬ ‫و اإلشكاليات االنطلوجية اليت نعيشها فيصبح‬ ‫بذلك الش���عر نوعا من أنواع جس نبض نفوس‬ ‫جمتمعاتن���ا ‪ .‬و طبع���ا عندم���ا نغي���ب أرواحن���ا‬ ‫م���ن مركز اهتمامن���ا‪ ،‬نصبح مرضى‪ ،‬أش���كاال‬ ‫تتحرك سرعان ما يباغتها املوت‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬عادة ما ينتابين كقارئة‪...‬هل األصناف‬ ‫األدبي��ة واح��دة عن��د املب��دع رغ��م اختالفه��ا عن��د‬ ‫املتلقي؟‬ ‫األجناس األدبية ليس���ت أبدا واحدة عند املبدع‬ ‫حت���ى تك���ون خمتلف���ة عن���د املتلقي ب���ل داخل‬ ‫اجلن���س األدبي الواح���د‪ ،‬جند أنواع���ا خمتلفة‬ ‫فف���ي الرواي���ة مثال‪ ،‬جن���د الرواي���ة التارخيية‬ ‫و الرومانس���ية و الفلس���فية و السياس���ية و‬ ‫الرس���ائلية و غريه���ا م���ن األن���واع‪ .‬كم���ا يف‬ ‫الشعر هناك ش���عر امللحمة و الشعر األيروسي‬

‫يُك��� ّرس الناق���د خالد ربيع الس���يد‪،‬‬ ‫اجل���زء الثان���ي كتاب���ه «الفـانوس‬ ‫الس���حري»‪ ،‬لتـقديـ���م «ق���راءات‬ ‫يف أف�ل�ام خليجي���ة»‪ ،‬وه���و يش���كل‬ ‫اس���تمراراً ملش���روعه النق���دي‬ ‫الس���ينمائي ال���ذي ب���دأه يف الع���ام‬ ‫‪2008‬م‪ ،‬ح�ي�ن أصدر اجلزء األول‬ ‫م���ن كتابه «الفانوس الس���حري‪...‬‬ ‫ق���راءات يف الس���ينما»‪ ،‬لكنه يعود يف‬ ‫هذا اإلص���دار ليك���ون أكث���ر قرباً‬ ‫م���ن احملي���ط اخلليج���ي يف كتابه‬ ‫ال���ذي صدر عن دار جداول للنش���ر‬ ‫يف بريوت‪.‬‬ ‫غ�ي�ر أن االهتم���ام احلقيق���ي الذي‬ ‫َّ‬ ‫تش���كل ل���دى ربي���ع ع���ن األف�ل�ام‬ ‫اخلليجي���ة‪ ،‬ب���دأ بعدما ش���اهد عام‬ ‫‪2009‬م جمموع���ة م���ن التجارب‬ ‫يف مهرج���ان اخللي���ج الس���ينمائي‬ ‫يف دب���ي‪َّ ،‬‬ ‫فعزز ذلك لدي���ه االلتفات‬ ‫إليه���ا‪ ،‬و كان وقته���ا م���ازال ينظر‬ ‫إليها بغري ع�ي�ن االعتبار‪ ..‬يقول يف‬ ‫مقدمة الكت���اب «يف ع���ام ‪2009‬م‪،‬‬ ‫ش���اهدت ألول مرة فيلم���اً خليجياً‬ ‫أغي‬ ‫نال إعجابي الشديد‪ ،‬وجعلين رِّ‬ ‫نظرت���ي‪ ،‬ب���ل ودفع�ن�ي إىل التفاؤل‬ ‫بأن الس���نوات القادمة س���تحمل ما‬ ‫ميكن مشاهدته واالهتمام به‪ ،‬وهو‬ ‫فيلم «الدائ���رة» للمخرج اإلماراتي‬ ‫الش���اب ن���واف اجلناح���ي‪ ،‬وكذلك‬ ‫فيل���م للمخ���رج البحري�ن�ي حممد‬ ‫راشد بوعلي بعنوان «البشارة»‪ ،‬ويف‬ ‫الع���ام ال���ذي أعقب���ه ش���اهدت فيلم‬ ‫«عايش» للمخرج السعودي عبداهلل‬

‫خالد ربيع السيد‬ ‫آل عي���اف‪ ،‬وع���دة أف�ل�ام قص�ي�رة‬ ‫أخرى جيدة من العراق والبحرين‬ ‫واإلمارات»‪.‬‬ ‫يق���ول ربي���ع يف ه���ذا الس���ياق‪« :‬مل‬ ‫أك���ن مهتم���اً باألف�ل�ام اخلليجية‬ ‫على اإلطالق‪ ،‬خصوصاً أنه مل يكن‬ ‫هناك إنت���اج من املمكن مش���اهدته‬ ‫ع�ب�ر التليفزي���ون أو الفيدي���و يف‬ ‫الثمانيني���ات والتس���عينيات م���ن‬ ‫الق���رن املاض���ي‪ ،‬وحت���ى يف عق���د‬ ‫األلفي���ة األول‪ ،‬الس���يما م���ع ع���دم‬ ‫وجود صاالت للعرض السينمائي‪،‬‬ ‫يف مدين���ة ج���دة اليت أعي���ش فيها‪،‬‬ ‫ميك���ن أن توف���ر األف�ل�ام وتتيحها‬ ‫للمش���اهدة‪ ،‬ع�ل�اوة عل���ى أن���ه يف‬ ‫األص���ل مل تنت���ج أفالم���ا خليجية‬ ‫كث�ي�رة حت���ى يتس���رب بعضه���ا‬ ‫ويتس���نى لي مش���اهدتها‪ ،‬وكل ما‬ ‫هنالك أنين كن���ت أحياناً أقرأ عن‬ ‫فيلم خلال���د الصديق���ي أو عبداهلل‬ ‫احمليس���ن‪ ،‬أو حممد شكري مجيل‪،‬‬

‫و الفلس���في و غريه���ا و ق���د تتضم���ن الرواي���ة‬ ‫مقاط���ع م���ن قصائ���د ش���عرية كم���ا ميك���ن‬ ‫للقصي���دة النثرية أن تتضمن مقاطع س���ردية‬ ‫و قد يس���تعمل الش���اعر تقنية تع���دد األصوات‬ ‫أو بوليفوني���ا( ‪ ) )polyphonie‬داخ���ل قوالب‬ ‫ش���عره‪ .‬وعل���ى أي حال ‪،‬تع���د إش���كالية تداخل‬ ‫األجن���اس األدبي���ة ال�ت�ي يتناوهل���ا الكث�ي�ر م���ن‬ ‫النقاد مند أفالطون و كذا نقاد األدب احلديث‬ ‫الذي���ن حياول���ون جاهدين وض���ع نظريات من‬ ‫خ�ل�ال حتلي���ل تقني���ات الصياغة ال�ت�ي يتبناها‬ ‫املبدعون يف نصوصهم ‪،‬إش���كالية الزالت قائمة‬ ‫و مل يفص���ل بعد فيها لك���ون األدب إبداع حيلق‬ ‫دائم���ا خ���ارج أي إط���ار ضاربا ع���رض احلائط‬ ‫كل القواعد‪.‬‬

‫وبالطب���ع دون أن أش���اهد ه���ذه‬ ‫األف�ل�ام‪ ،‬وحقيقة مل يك���ن يعنيين‬ ‫األم���ر‪ ،‬ألن���ه إىل جان���ب اس���تحالة‬ ‫مشاهدتها‪ ،‬كانت غري مهمة وغري‬ ‫ممتعة حبسب اعتقادي آنذاك‪.‬‬ ‫ويعتق���د خال���د ربي���ع أن اإلنت���اج‬ ‫اخلليج���ي‪ ،‬يس�ي�ر م���ن حس���ن إىل‬ ‫التحس���ن‬ ‫أحس���ن‪ ،‬وجيزم بأن «هذا‬ ‫ُ‬ ‫م���ا كان له أن يت���م إال بفضل اهلل‪،‬‬ ‫ث���م بفض���ل اإلداري الس���ينمائي‬ ‫مس���عود أم���راهلل‪ ،‬األب الروح���ي‬ ‫للس���ينما يف اإلم���ارات‪ ،‬واحمل���رك‬ ‫الق���وي للنه���وض باحل���راك‬ ‫السينمائي يف دول اخلليج‪ ،‬وخلفه‬ ‫طبعاً اهليئات احلكومية اإلماراتية‬ ‫والشركات الداعمة»‪.‬‬ ‫وحي���اول ربي���ع يف الفان���وس‬ ‫الس���حري الول���وج إىل قراءات���ه يف‬ ‫األف�ل�ام اخلليجي���ة م���ن مدخ���ل‬ ‫مينح���ه عنوان���اً الفت���اً «الس���ينما‪..‬‬ ‫اتص���ال وتنمية وتثقي���ف»‪ ،‬ويقول‬ ‫يف الب���دء‪« :‬تتأك���د يوم���اً بع���د يوم‬ ‫حقيق���ة تزاي���د االهتم���ام باألفالم‬ ‫السينمائية حبكم انتشارها العاملي‬ ‫ال���ذي ختط���ت في���ه ح���دود اللغ���ة‬ ‫بوس���اطة الرتمج���ة والدبلج���ة‪،‬‬ ‫وباتت م���ن أدوات التثاق���ف والنقل‬ ‫املعريف الفعالة‪ ،‬وغدا الفيلم وسيلة‬ ‫م���ن وس���ائل التعب�ي�ر اإلنس���انية‬ ‫الفني���ة ع���ن خمتل���ف النش���اطات‬ ‫الواقعي���ة أو التخيلي���ة اإلبداعية»‪.‬‬ ‫ليذهب بع���د ذلك إىل ما هو أكرب‪،‬‬ ‫ح�ي�ن يق���ول‪« :‬احلقائ���ق واألحداث‬ ‫ال�ت�ي تصورها األفالم الس���ينمائية‬ ‫هل���ا إس���هام مه���م يف النه���وض‬ ‫بفكراجملتم���ع وإب���راز مكتس���باته‬ ‫احلضاري���ة‪ ،‬كما تع���ري معوقات‬ ‫من���وه وتس���اعد يف حلحل���ة أزماته‬ ‫الطارئ���ة»‪ ،‬ليؤك���د أن «الس���ينما‬ ‫تساعد على إرس���اء خطط التنمية‬ ‫االجتماعية ال�ت�ي ترمي إىل تغيري‬ ‫بُنى اجملتمع أو تقويضها إذا مل تكن‬ ‫مسايرة ملتطلبات العصر‪ ،‬وحترك‬ ‫قدرات اجملتم���ع حنو التخلص من‬ ‫مش���كالته… وخيص���ص الناق���د‬ ‫الب���اب األول م���ن الكت���اب لقراءاته‬ ‫يف أف�ل�ام خليجية خمتلفة يقرتب‬ ‫عددها من الـ مخسني فيلماً بعضها‬ ‫بتن���اول مط���ول واألخ���رى بط���رح‬ ‫س���ريع‪ ،‬بينما س���لط الب���اب الثاني‬ ‫الضوء على أفالم املخرج السعودي‬ ‫عبداهلل احمليسن‪.‬‬ ‫ه‪.‬و‬

‫‪15‬‬ ‫بر الزهر واحلنة‬ ‫وفاء احلسني‬

‫عالق���ة اإلنس���ان اللي�ب�ي بالنب���ات والطبيع���ة عالق���ة عميقة‬ ‫وواضحة وصرحية وتلقي بظالهلا على كل جوانب الثقافة‬ ‫الليبية ‪.‬‬ ‫واس���تغرب ممن حيكم على الثقاف���ة الليبية بالفقر اجلمالي‬ ‫والدالل���ي والعزلة عن البيئة ‪ ،‬هل فك���ر يف العالقة البديهية‬ ‫بني األمساء والداللة ؟‬ ‫أمساء اإلنسان واملكان ‪ ،‬بل حتى املناسبات واألزمنة ‪.‬‬ ‫بداية بأكثر اسم نسائي لييب شيوعا ( زهرة ) ‪ ،‬حتى اعتربت‬ ‫( زه���رة ) ه���ي ليلى الليبي�ي�ن يف املنطقة الغربي���ة و ( نوارة )‬ ‫ه���ي ليالهم يف املنطقة الش���رقية ‪.‬وبنظرة بس���يطة للمكتبة‬ ‫الفنية ميكننا ان نالحظ حضور االمسني يف الرتاث الش���عري‬ ‫والغنائ���ي اللي�ب�ي ‪ ،‬اىل جان���ب ( غرس���ة ‪ ،‬اوري���دة ‪ ،‬يامسينة ‪،‬‬ ‫كاميليا ‪ .....‬وغريها كثري من األمساء الليبية األصيلة اليت‬

‫شاعت يف جمتمعات االستقرار ( قبل مخسون عام مضت )‬ ‫لك���ن األمس���اء ليس���ت فق���ط إش���ارة للدالل���ة اجلمالي���ة بل‬ ‫تتجاوزها لتكش���ف عن انتماء ‪ ..‬ففي ليبي���ا ألقاب العديد من‬ ‫العائ�ل�ات هي أمساء لنبات���ات او متعلقة بالنبات���ات ‪ ..‬فتجد (‬ ‫الطلحي ‪ ،‬بوس���درة ‪ ،‬بو جدرة ‪ ،‬الشعالي ‪ ،‬الشعالية ‪ ،‬البطوم ‪،‬‬ ‫بو مشارية ‪ ،‬بو حلفاء ‪ ،‬بو خنيلة ‪ ،‬اخلبازي ) وغريها كثري ‪.‬‬ ‫وهذه العالقة ليس���ت على مستوى اإلنسان (اإلفراد واجلموع‬ ‫) فق���ط لكنها تتص���در التعريف بـ (امل���كان ) وتأخذ األماكن‬ ‫أمساءها من نباتاتها ‪ ،‬فهذا ( غوط الشعال )وتلك ( احلميضة‬ ‫) وه���ذا (وادي االذخ���ر( وتلك (ام الرمت( ومثلها ( أم الدالية ‪،‬‬ ‫و القرضابية ) ‪.‬‬ ‫و تقدي���ر النبات لي���س فقط ألهميت���ه الغذائي���ة او الدوائية‬ ‫لكن لقيمته اجلمالية و الرائحة العطرة أيضا وهذا التقدير‬ ‫تظهره األمساء الليبية للمكان واإلنس���ان ‪ ..‬ويف مثل هذا اسم‬ ‫( بنينة ) الذي يطلق على املنطقة الواقعة عند اتصال نهايات‬ ‫اجلبل األخضر بسهل بنغازي ‪ ..‬ألنها منطقة مليئة بالنباتات‬ ‫العط���رة ( البنين���ة ) ‪ ،‬وهذا االس���م حتمله النس���اء الليبيات ‪...‬‬ ‫تلك البالد اليت اختذت من نبتة السلفيوم الليبية رمزا هلا يف‬ ‫حضارتها القدمية ‪ ...‬حتوط مدنها س���واني احلناء و أس���وارها‬ ‫طواب���ي تني و أنيس ش���اعرها ش���جرة س���در و هم���س بيوتها‬ ‫يامسني ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــ‬ ‫من مقدمة كتابي ( بر الزهر واحلنة )‬


‫‪16‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫هل ينبغي إصدار شهادة وفاة للقصة القصرية؟‬ ‫عبداهلل إبراهيم‬

‫حيثما جيري البحث يف أمر "القصة القصرية"‬ ‫فمن بني أه���م ما ينبغي االلتفات إليه‪ ،‬هو النظر‬ ‫يف ماهي���ة ه���ذه املمارس���ة الس���ردية‪ ،‬وطبيعتها‪،‬‬ ‫وجذوره���ا‪ ،‬ومس���تقبلها‪ .‬مثة ش���به إمج���اع على‬ ‫أن القص���ة القص�ي�رة ه���ي ض���رب م���ن الكتاب���ة‬ ‫الس���ردية هلا نواة حكائية صلبة‪ ،‬لكنها باالتفاق‬ ‫حكاي���ة قص�ي�رة متماس���كة البني���ة‪ ،‬وال حتتمل‬ ‫إس���هابا لغويا ألن ذلك س���يؤدي بها إىل التفكك‪.‬‬ ‫أم���ا أس���اليب الس���رد‪ ،‬واملوضوع���ات‪ ،‬فمتغرية يف‬ ‫ه���ذا الضرب م���ن الكتاب���ة‪ ،‬وال ميك���ن أخذها يف‬ ‫احلس���بان معي���ارا ثابت���ا لتحدي���د هوي���ة القصة‬ ‫القصرية‪ ،‬ألنها تتغري حبسب السياقات الثقافية‬ ‫احلاضنة لتل���ك الكتابة‪ .‬وينطب���ق هذا التعريف‬ ‫على كاف���ة احلكاي���ات القدمي���ة‪ ،‬ففيه���ا النواة‬ ‫الصلبة اليت تشكل بؤرة احلكاية‪ ،‬وفيها االقتصاد‬ ‫اللفظي املكثف‪ ،‬ومل متتثل ألس���لوب وال موضوع‬ ‫حمددي���ن‪ .‬القصة القص�ي�رة إذن ال ختتص مبا‬ ‫مييزها عن املمارس���ات السردية األخرى اليت مل‬ ‫ترتق إىل رتبة النوع‪.‬‬ ‫ويف س���ياق احلديث ع���ن القصة القصرية البد‬ ‫صوص‬ ‫أن تثار أس���ئلة عدّة‪ ،‬منها‪ ،‬هل تص���وغ ال ّن ُ‬ ‫مناذجها النوعية أم ّ‬ ‫أن تلك النماذج هي‬ ‫السردية‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫اليت تفرض خصائصها عل���ى النصوص؟‪ .‬ثم ما‬ ‫نوع التح���وّالت الفن ّي���ة والتارخي ّي���ة لألنواع من‬ ‫ناحية النش���أة‪ ،‬واالزده���ار‪ ،‬واألفول؟‪ .‬وهل ميكن‬ ‫نص���وص داعمة‬ ‫أن تبق���ى األن���واع يف حال غياب‬ ‫ٍ‬ ‫هل���ا؟‪ .‬وه���ل حيتمل أن تزدهر نص���وص يف منأى‬ ‫والنصوص‪،‬‬ ‫أنواعها؟‪ .‬وأخريا هل تتب���ادل األنوا ُع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ووظائفها‪ ،‬فتحيا معا‬ ‫خصائصه���ا‬ ‫تأثرا وتأثريا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بوجودها‪ ،‬ومتوت معا بأفوهلا؟‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قص���دت م���ن ه���ذه األس���ئلة إث���ارة التفكري يف‬ ‫طبيعة العالقة بني اجلن���س األدبي وأنواعه من‬ ‫جه���ة‪ ،‬وبني الن���وع وال ّنصوص م���ن جهة أخرى‪،‬‬ ‫ودرج���ة التفاع���ل بينهم���ا‪ .‬وأتطّل���ع م���ن وراء‬ ‫ذل���ك إىل التفك�ي�ر بأم���ر القصة القص�ي�رة‪ ،‬فإذا‬ ‫كان���ت نوع���ا س���رديا فبم���اذا جهّ���زت النصوص‬ ‫املندرجة فيها من مسات؟ وإذا كانت النصوص‬ ‫القصصي���ة ترتت���ب يف أفق ن���وع س���ردي‪ ،‬فبماذا‬ ‫غ��� ّذت ذلك النوع م���ن خصائص؟‪ .‬وه���ل هي نوع‬ ‫س���ردي؟ أم ش���كل س���ردي ثان���وي ال يتو ّفر على‬ ‫املقوّم���ات ال�ت�ي ترتقي ب���ه ليكون نوع���ا كما هو‬ ‫األم���ر يف الرواية؟‪ .‬واس���تنادا إىل ذلك التعريف‪،‬‬ ‫وإىل هذه األس���ئلة‪ ،‬أع���رض مجلة من التأمالت‬ ‫ح���ول القص���ة القص�ي�رة‪ ،‬وريادته���ا‪ ،‬وعالقته���ا‬ ‫باحلكاي���ة القدمية‪ ،‬والس���ياق الثق���ايف احلاضن‬ ‫هل���ا‪ ،‬وهي تأم�ل�ات ال يراد منها أكث���ر من إثارة‬ ‫التفكري يف هذا املوضوع‪.‬‬ ‫‪ .1‬يعتقد كثريون بأن القصة القصرية عرفت‪،‬‬ ‫أول م���رة‪ ،‬يف األدب العربي احلديث خالل العقد‬ ‫الثان���ي م���ن الق���رن العش���رين‪ ،‬ذل���ك أم���ر قرره‬ ‫هنري ب�ي�رس‪ ،‬وبروكلمان‪ ،‬وكراتشوفس���كي‪،‬‬ ‫حينم���ا ذهب���وا إىل أن القصة العربي���ة القصرية‬ ‫األوىل هي "يف القطار" حملمد تيمور اليت نش���رت‬ ‫يف منتص���ف ع���ام ‪ .1917‬مل يكتب حممد تيمور‬ ‫س���وى حفنة م���ن القص���ص القص�ي�رة أصدرها‬ ‫مبجموع���ة وحي���دة يف ع���ام ‪ 1922‬وكان���ت‬ ‫بعن���وان "ما تراه العيون"‪ ،‬ث���م انقطع ذلك بوفاته‬ ‫يف مقتبل عم���ره‪ .‬وحبكم ثقاف���ة القرابة زحزح‬ ‫بع���ض النق���اد موضوع ترس���يخ كتاب���ة القصة‬ ‫فجع���ل م���ن نصي���ب حمم���ود تيمور‬ ‫القص�ي�رة‪ُ ،‬‬

‫الذي أص���در قبل ع���ام‪ 1930‬ث�ل�اث جمموعات‬ ‫قصصي���ة‪ ،‬ه���ي "الش���يخ مجع���ة" و"ع���م متو ّلي"‬ ‫و"الشيخ سيد العبيط"‪ ،‬وهي مبجموعها حكايات‬ ‫مبس���طة وش���به مباش���رة‪ ،‬إذ مل يع���ن الكات���ب‬ ‫ّ‬ ‫حببكاتها الس���ردية‪ .‬هذا هو مضم���ون الفرضية‬ ‫املصرية ملوضوع ريادة القصة القصرية‪.‬‬ ‫لكن الفرضية الش���امية ملوضوع الريادة ذهبت‬ ‫مذهب���ا آخ���ر‪ ،‬فأقام���ت دعواه���ا على تاريخ نش���ر‬ ‫قصة "س���نتها اجلديدة" مليخائي���ل نعيمة يف عام‬ ‫وصحح‬ ‫‪ ،1914‬ث���م ن ّقب حممد يوس���ف جنم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قليال‪ ،‬فوجده���ا يف قصة نعيمة األخرى "العاقر"‬ ‫ال�ت�ي ظه���رت يف ع���ام ‪ .1915‬فتنازع الش���اميون‬ ‫واملصري���ون حول فك���رة الريادة‪ .‬وس���واء أ كان‬ ‫تيم���ور ه���و الرائ���د األول أم نعيم���ة‪ ،‬فالبح���ث‬ ‫املدرس���ي يف قضية الريادة لن يفضي إىل ش���يء‬ ‫مفي���د للقص���ة القص�ي�رة؛ ألنه حمك���وم بنظرة‬ ‫وم َثله الواضح السجال‬ ‫تقديسية لألصل األول‪َ ،‬‬ ‫املتش��� ّعب الذي دار ح���ول ريادة "زين���ب" للرواية‬ ‫العربية‪ ،‬وهو س���جال ّ‬ ‫ختطى السياقات الثقافية‬ ‫للقرن التاسع عشر‪ ،‬وأهمل أكثر من مئة نص‬ ‫روائي‪ ،‬وفرض ريادة مزوّرة لتلك الرواية‪ .‬على‬ ‫أن املث���ل األكث���ر وضوحا هو الس���جال املس���تعر‬ ‫حول ريادة الش���عر احلديث‪ .‬هل كان يف العراق‬ ‫أم يف م���كان آخ���ر‪ ،‬وإذا كان يف العراق هل كان‬ ‫الس���ياب رائ���ده أم ن���ازك املالئك���ة؟‪ .‬إذن فقضية‬ ‫ريادة القصة القصرية غري منقطعة عن س���جال‬ ‫الريادات األخرى‪ ،‬وهي كثرية‪ .‬وكل س���جال ال‬ ‫ينت���ج عنه إال إثب���ات صحة موقف املتس���اجلني‪،‬‬ ‫ولي���س صح���ة احلقائ���ق املوضوعي���ة يف الواق���ع‬ ‫والتاريخ‪.‬‬ ‫حت���دّث مؤرخ���و األدب العرب���ي احلدي���ث ع���ن‬ ‫الري���ادة مبعزل عن احلاضنة الثقافية للظواهر‬ ‫األدبية‪ ،‬فالريادة مفهوم مبهم اختزل يف تطبيق‬ ‫املعاي�ي�ر الغربي���ة يف الكتابة الس���ردية‪ ،‬و"زينب"‬ ‫ه���ي الرواية األوىل ألنها امتثل���ت ملعايري الكتابة‬ ‫الروائي���ة الفرنس���ية يف الق���رن التاس���ع عش���ر‪.‬‬ ‫ويف "القط���ار" ه���ي القصة القص�ي�رة األوىل ألن‬ ‫صاحبها نهج يف كتابتها نهج "موبس���ان"‪ .‬خضع‬ ‫مفه���وم الريادة ملب���دأ احملاكاة ولي���س االبتكار‪،‬‬ ‫فالرائ���د ه���و التابع‪ ،‬ويك���ون العمل األدب���ي رائدا‬ ‫كلم���ا امتث���ل ملعاي�ي�ر كتابي���ة جاه���زة‪ .‬ومل‬ ‫يفح���ص املفهوم يف ضوء إعادة تركيب وحتليل‬ ‫ثقاف���ة الق���رن التاس���ع عش���ر‪ ،‬ومل يكش���ف ع���ن‬ ‫الرصي���د الس���ردي اخلص���ب الذي تكوّن بس���بب‬ ‫انهي���ار املروي���ات الس���ردية‪ ،‬ومل جير اس���تنطاق‬ ‫معم���ق النبثاق األن���واع اجلديدة‪ ،‬فجرى‪،‬‬ ‫ثقايف ّ‬ ‫بدل ذلك‪ ،‬اس���تعارة ش���روط جاهزة‪ ،‬ويف ضوئها‬ ‫ج���رى رس���م كل م���ا خي���ص اآلداب العربي���ة‬ ‫احلديثة‪.‬‬ ‫كلم���ا تأمل���ت يف ري���ادة الرواي���ة والقص���ة‬ ‫القص�ي�رة يف األدب العرب���ي احلدي���ث وج���دت‬ ‫ّ‬ ‫مس���طحا ال خيف���ى على كل من‬ ‫تزييفا ثقافيا‬ ‫توغ���ل يف تالفي���ف الظاهرة الس���ردية يف القرن‬ ‫التاس���ع عش���ر‪ ،‬وهو تزيي���ف فرضت���ه مصادرات‬ ‫اخلط���اب االس���تعماري ال�ت�ي ق���ررت أن كل‬ ‫األجن���اس‪ ،‬واألن���واع‪ ،‬واألش���كال األدبي���ة‪ ،‬اليت ال‬ ‫تنطبق عليها املعايري الغربية‪ ،‬ال يعتد بها‪ ،‬وليس‬ ‫هلا قيمة فنية‪ ،‬وغري مؤهلة ألن تندرج يف تاريخ‬ ‫األدب احلديث‪.‬‬ ‫حص���ل ذل���ك يف إقص���اء األش���كال املس���رحية‬

‫التقليدي���ة‪ ،‬وأقصي���ت املرويات الس���ردية بكافة‬ ‫أنواعه���ا‪ ،‬ووقع ذلك يف الش���عر‪ ،‬ث���م أعلنت والدة‬ ‫جدي���دة ل���كل ش���يء مب���ا يواف���ق معاي�ي�ر األدب‬ ‫الغرب���ي‪ .‬ولك���ن الس���ؤال الذي ينبثق من وس���ط‬ ‫كل هذا احلديث عن الريادة‪ ،‬هو ملاذا اس���تبعدت‬ ‫تلك األش���كال الس���ردية التجميعي���ة‪ ،‬املفتوحة‪،‬‬ ‫واملرنة‪ ،‬وحلت حملها أشكال سردية مغلقة‪ .‬ملاذا‬ ‫وقع اس���تبعاد احلكاية‪ ،‬وحّل���ت القصة القصرية‬ ‫حمله���ا؟ وهل ه���و اس���تبعاد م ّتص���ل بالتفاعالت‬ ‫الثقافية للظاهرة السردية‪ ،‬أم أنه فرض عليها؟‬ ‫ث���م ه���ل ه���و تالع���ب باملصطل���ح‪ ،‬أم أن القص���ة‬ ‫القصرية هي نوع سردي خمتلف متام االختالف‬ ‫عن ن���وع احلكاية؟ وه���ل تتوفر فيهما الش���روط‬ ‫األولية لتكونا نوعني خمتلفني‪ ،‬أم أنهما شكالن‬ ‫سرديان ثانويان؟ هذه األسئلة تنقلنا إىل التأمل‬ ‫الثاني‪.‬‬ ‫‪ .2‬ل���و ق���ورن ب�ي�ن اآلداب الس���ردية الغربي���ة‬ ‫والعربي���ة لظه���ر اخت�ل�اف كب�ي�ر بني نس���قني‬ ‫سرديني‪ ،‬فالنسق الغربي مغلق‪ ،‬والنسق العربي‬ ‫مفت���وح‪ ،‬ولتوضيح هذا االختالف الكبري نعرض‬ ‫لرأي أرس���طو‪ ،‬فيما خيص النسق األول‪ ،‬ولرأي‬ ‫كاثري���ن جيتي���ز‪ ،‬فيم���ا خي���ص الثان���ي‪ ،‬فذلك‬ ‫يب�ّي�نّ موق���ع احلكاي���ة يف األدب�ي�ن‪ .‬ظ���ل التصوّر‬ ‫الذي أقامه "أرس���طو" لألنواع استنادا إىل مفهوم‬ ‫فصله يف كتابه "يف الش���عرية"‬ ‫احملاكاة ال���ذي ّ‬ ‫ِّ‬ ‫مول���دا‪ ،‬ط���وال أكث���ر م���ن ألف���ي س���نة‪ ،‬ألفكار‬ ‫وحتلي�ل�ات واقرتاحات كثرية يف ه���ذا املوضوع‪،‬‬ ‫وش���ددت نظري���ة األدب الغرب���ي عل���ى مفه���وم‬ ‫الوحدة العضوية‪ ،‬والتماسك‪ ،‬والنموذج السردي‬ ‫املغلق‪ ،‬ومل تطور مفهوم اإلطار الس���ردي الناظم‬ ‫لسلس���لة متعاقبة م���ن احلكايات‪ .‬وه���ذا املفهوم‬

‫املغل���ق هو ال���ذي فرض نفس���ه على أرس���طو يف‬ ‫نظرية األدبية للمالحم واملآسي‪.‬‬ ‫يرى أرس���طو أن املأس���اة جي���ب أن متثل كال‬ ‫كامال لتسلس���ل األحداث‪ ،‬وه���ذا يقتضي وجود‬ ‫بداي���ة‪ ،‬ووس���ط‪ ،‬ونهاي���ة‪ ،‬فبدون ذل���ك ال ميكن‬ ‫فهم وحدة العم���ل األدبي‪ ،‬ولتحقيق ذلك ينبغي‬ ‫أن ت���دور األحداث حول موضوع مركزي واحد‪.‬‬ ‫فكل ج���زء م���ن مأس���اة أو ملحمة جيدة يس���هم‬ ‫يف بن���اء الش���كل الكلي للعمل األدب���ي‪ ،‬وعليه فإن‬ ‫اس���تبدال أو إزال���ة أي ج���زء من���ه يؤدي إىل ش���ل‬ ‫وح���دة العم���ل األدبي كله‪ .‬وأي ج���زء يضاف أو‬ ‫ينقص من هذا العمل األدبي بطريقة عش���وائية‬ ‫ال ميكن أن يشكل جزءا من الكل‪ .‬استعار أرسطو‬ ‫مفهومه لبني���ة العمل األدبي من أفالطون الذي‬ ‫اف�ت�رض أن الوحدة يف أي عمل ف�ن�ي حتتاج إىل‬ ‫أجزاء متناسقة ومتجانسة‪ ،‬وهذا املفهوم بكامله‬ ‫مأخوذ من التصور اإلغريقي للش���كل اهلندس���ي‬ ‫ال���ذي يقوم على مبدأ احليز املغلق‪ ،‬ويؤكد على‬ ‫أهمية الكل الكام���ل والنهائي‪ ،‬ويهمل ملا ال نهاية‬ ‫له‪.‬‬ ‫نش���أ تصور الروماني لآلداب على ذلك املفهوم‬ ‫املغل���ق‪ ،‬ومثل���ه ه���وراس ال���ذي امت���دح نوعا من‬ ‫الفردي���ة تكون األج���زاء فيه متناس���قة مع الكل‪،‬‬ ‫وشبه التفكك يف العمل الفين برأس رجل ملصق‬ ‫عل���ى عن���ق حص���ان‪ ،‬أو اجل���زء العل���وي الم���رأة‬ ‫حسناء وضع على جسم مسكة قبيحة‪ ،‬فالوحدة‬ ‫جيب أن تتكون من كل كامل‪ ،‬وجيب أن تظهر‬ ‫يف التسلس���ل املنظم للعالقة بني األجزاء بعضها‬ ‫ببع���ض‪ ،‬وعالقته���ا م���ع ال���كل‪ .‬املفه���وم فرضته‬ ‫الرؤي���ة الرياضي���ة اإلغريقي���ة للع���امل‪ .‬فش���مل‬ ‫اهلندس���ة‪ ،‬واألدب‪ ،‬والعم���ارة‪ ،‬وق���د ورث���ت أوربا‬

‫الرتكة اليونانية والرومانية‪.‬‬ ‫أب���دت الباحث���ة "كاثري���ن جيتي���ز"‬ ‫االنزع���اج م���ن األخ���ذ بنس���ق مغلق يف‬ ‫التعب�ي�ر األدب���ي‪ ،‬فذل���ك أم���ر خيال���ف‬ ‫وظيفت���ه‪ ،‬وقالت إنه باس���تثناء العرب‪،‬‬ ‫مل يهتم أح���د باحلكاية اإلطارية وهي‬ ‫النم���وذج التعب�ي�ري املفت���وح بأفض���ل‬ ‫أش���كاله‪ ،‬فق���د أغفله���ا اهلن���ود يف أه���م‬ ‫موروثاتهم السردية املتمثلة حبكايات‬ ‫"الباجناتن�ت�را" ال�ت�ي عربها اب���ن املقفع‬ ‫يف الق���رن الثام���ن املي�ل�ادي‪ ،‬بعن���وان‬ ‫"كليل���ة ودمنة" وغيرّ فيه���ا‪ ،‬ثم ابتكر‬ ‫إطارا س���رديا جامعا حلكاياتها‪ ،‬مل يكن‬ ‫موج���ودا يف األصل اهلن���دي‪ ،‬وإىل ذلك‬ ‫ف ـ"حكايات إيسوب" وهي قريبة الشبه‬ ‫للحكايات اهلندي���ة "مل يكرتث كتابها‬ ‫بوض���ع إط���ار حوهل���ا"‪ .‬أم���ا اإلغري���ق‬ ‫والروم���ان فل���م يط���وروا احلكاي���ة‬ ‫اإلطارية أبدا‪.‬‬ ‫يرج���ع ظه���ور احلكاي���ة اإلطاري���ة‬ ‫اجلامع���ة لسلس���لة م���ن احلكاي���ات‬ ‫األصلية ال�ت�ي تعود لعص���ور خمتلفة‪،‬‬ ‫ومبوضوعات متع���ددة‪ ،‬إىل أن الثقافة‬ ‫العربية ثقافة جتميعية مفتوحة على‬ ‫كافة العناصر‪ ،‬وقابل���ة لالحتماالت‪،‬‬ ‫واإلضاف���ات‪ ،‬والتأويالت‪ ،‬وهي خبالف‬ ‫الثقاف���ة الغربي���ة‪ ،‬ال تهت���م بالوح���دة‬ ‫والتماس���ك‪ ،‬إمن���ا تعن���ى بالتنوع���ات‪،‬‬ ‫وانته���اك احل���دود‪ ،‬وذلك يش���مل كل‬ ‫م���ا تركه الع���رب من م���وروث علمي‪،‬‬ ‫وديين‪ ،‬وأدبي‪ .‬فغياب الوحدة العضوية‬ ‫ال يفه���م عل���ى أن���ه ضع���ف يف اآلداب‬ ‫العربي���ة‪ ،‬ألن منظوره���ا للع���امل يقوم‬ ‫عل���ى مبدأ ض���م األج���زاء وص���وال إىل‬ ‫مفه���وم الكلي���ة‪ ،‬وه���و يناق���ض املفهوم‬ ‫اإلغريقي ال���ذي يقوم على مبدأ األخذ‬ ‫بالكلية أوال‪ ،‬ثم العودة معرفة األجزاء‪.‬‬ ‫تؤك���د اآلثار األدبي���ة العربية على أن‬ ‫الكل يؤك���د أهميته‪ ،‬ثم يؤكد أهمية‬ ‫كل جزء في���ه‪ .‬ومل يطالب العرب قط‬ ‫أن يك���ون للمعرفة نقط���ة ارتكاز أو أن‬ ‫يكون لألدب بني���ة موحدة مثل مفهوم‬ ‫اإلغريق‪.‬‬ ‫ط���وّر الع���رب احلكاي���ة اإلطاري���ة‪،‬‬ ‫وأدرج���وا فيه���ا حكاي���ات صغ�ي�رة‬ ‫متماس���كة البني���ة‪ ،‬وفضلوه���ا عل���ى‬ ‫احلكاي���ات الطويل���ة املوح���دة‪ .‬وعل���ى‬ ‫الرغ���م م���ن أن���ه ح���دث تب���ادل ثق���ايف‬ ‫ب�ي�ن اإلغري���ق والبيزنطي�ي�ن من جهة‬ ‫وب�ي�ن الع���امل العربي من جه���ة أخرى‬ ‫إال أن الع���رب مل يقبلوا الف���ن امللحمي‬ ‫والروائ���ي واملس���رحي كم���ا تقبلت���ه‬ ‫الثقاف���ة الغربي���ة‪ .‬فق���د قي���دوا العرب‬ ‫أدبه���م القصصي داخ���ل البنية املؤطرة‬ ‫ألنهم ش���اءوا ذل���ك ال ألنه���م مل يكونوا‬ ‫على معرفة باألعمال األدبية الطويلة‬ ‫ذات الوحدة الداخلية( أنظر‪ :‬كاثرين‬ ‫س�ل�اتر جيتي���ز‪ ،‬حكاي���ات كانرتبريي‬ ‫واإلط���ار التقلي���دي العرب���ي‪ ،‬ترمج���ة‬ ‫عل���ي أمح���د الغام���دي‪ ،‬الري���اض‪،‬‬ ‫جمل���ة جامع���ة املل���ك س���عود‪ ،‬م���ج ‪/2‬‬ ‫ع‪ )1991 /2‬اهتم���ت الثقاف���ة العربية‬ ‫باحلكايات القص�ي�رة‪ ،‬وأدرجتها ضمن‬ ‫س���ياق س���ردي يوفر هلا قابلي���ة البقاء‪،‬‬ ‫وأداء الوظائ���ف التمثيلي���ة‪ ،‬فال غرابة‬ ‫أن تكون الس���مة االعتبارية لصيقة بها‬ ‫مهما تعددت موضوعاتها‪ .‬وذلك أمر مل‬ ‫يظهر يف اآلداب األخرى‪ ،‬كما ظهر يف‬ ‫األدب العربي‪.‬‬ ‫‪ .3‬حن���ن إذن ب���إزاء نس���قني س���رديني‬ ‫أوهلما عربي يقوم عل���ى إدراج األجزاء‬

‫‪17‬‬ ‫"الرقابة اإلدارية"‬ ‫توقف ً‬ ‫عقدا مبليار‬ ‫دينار لوزارة الصحة‬

‫يف س���ياق إط���اري‪ ،‬مفت���وح لإلضافات‬ ‫احلكائي���ة‪ ،‬وثانيهم���ا يونان���ي مغل���ق‬ ‫ال يقب���ل ش���يئا‪ ،‬تس���تأثر الكلي���ة في���ه‬ ‫باالهتم���ام بالدرج���ة األوىل‪ ،‬ف���أي‬ ‫النس���قني يصل���ح أن يك���ون حاضن���ة‬ ‫مناس���بة للحكاي���ة؟‪ .‬أش�ي�ر هن���ا إىل‬ ‫"الوح���دات الس���ردية" ال�ت�ي طورته���ا‬ ‫اآلداب الس���ردية العربية‪ ،‬واقرتحت هلا‬ ‫إطار ّ‬ ‫ينظ���م تعاقبها‪ ،‬وهو أمر جنده يف‬ ‫كل األنواع السردية العربية القدمية‪،‬‬ ‫فألف ليل���ة وليلة‪ ،‬ومائ���ة ليلة وليلة‪،‬‬ ‫والسري الش���عبية‪ ،‬ترتكب من وحدات‬ ‫سردية متكاملة (حكايات) وقد أدرجت‬ ‫يف س���ياق س���ردي إط���اري جام���ع هل���ا‪،‬‬ ‫وذلك اإلط���ار هو الذي يغ��� ّذي الوحدة‬ ‫الس���ردية بوظيفته���ا الداللي���ة‪ ،‬ويربز‬ ‫قيمتها البنية‪.‬‬ ‫م���ن الصحي���ح أن الوح���دة الس���ردية‬ ‫قائمة بذاتها‪ ،‬لكنه���ا ال تؤدي وظيفتها‬ ‫الداللي���ة إال باندراجه���ا يف الس���ياق‬ ‫اإلطاري‪ ،‬ومجي���ع الوحدات الس���ردية‬ ‫انتظم���ت يف أط���ر ناظم���ة‪ ،‬مب���ا فيه���ا‬ ‫املقامات اليت استقام هلا إطار جتميعي‬ ‫خاص ب���كل كات���ب‪ ،‬وال أهمية ملقامة‬ ‫مف���ردة خ���ارج ذل���ك اإلط���ار‪ .‬واط���رد‬ ‫ذل���ك يف املروي���ات الس���ردية األخ���رى‪،‬‬ ‫وظ���ل مالزم���ا للس���رد العرب���ي إىل‬ ‫العصر احلدي���ث‪ ،‬إذ جند له حضورا يف‬ ‫الرواي���ة العربية احلديث���ة‪ ،‬فكثري من‬ ‫روايات جنيب حمف���وظ‪ ،‬ويف مقدمتها‬ ‫"أوالد حارتن���ا" و "ملحم���ة احلرافيش"‬ ‫ّ‬ ‫ترتك���ب من وحدات س���ردية متتابعة‬ ‫ينتظمه���ا س���ياق س���ردي جتميع���ي‪،‬‬ ‫إنه���ا حكاي���ات قائم���ة بذاته���ا‪ ،‬لكنه���ا‬ ‫ممثل���ة لس���ياق إط���اري ينظ���م تعاقب‬ ‫الشخصيات واألجيال‪ ،‬ولكل شخصية‬ ‫حكايتها اخلاصة‪.‬‬ ‫نري���د م���ن ذل���ك التأكي���د عل���ى أن‬ ‫القص���ة القص�ي�رة بوصفه���ا وح���دة‬ ‫س���ردية صغ�ي�رة ال ميك���ن هل���ا إال أن‬ ‫تن���درج يف س���ياق ناظ���م لتكون ش���كال‬ ‫س���رديا ل���ه وظيف���ة‪ ،‬وهلذا ال تكتس���ب‬ ‫القصص القصرية شرعيتها إال حينما‬ ‫جتمع يف كتاب جامع هلا‪ ،‬فـ"اجملموعة‬ ‫القصصي���ة" ه���ي اإلط���ار الناظم لتلك‬

‫الوحدات الس���ردية‪ ،‬وهو يشبه اجملموع‬ ‫الس���ردي للمقام���ات‪ ،‬وحلكاي���ات‬ ‫احلي���وان‪ ،‬وللحكاي���ات اخلرافي���ة‪ ،‬وال‬ ‫خيتل���ف كثريا ع���ن اإلطار الس���ردي‬ ‫الناظ���م للوح���دات الس���ردية الصغرى‬ ‫يف ألف ليلة وليلة‪ ،‬والس�ي�ر الش���عبية‪،‬‬ ‫إال بطريق���ة أداء ال���راوي‪ ،‬ففي الس���رد‬ ‫القدي���م يهيمن الراوي املف���ارق ملروّيه‪،‬‬ ‫وه���و ميث���ل املؤل���ف الضم�ن�ي لألث���ر‬ ‫األدب���ي‪ ،‬فيعلن عن برناجمه الكامل يف‬ ‫ترتيب الوحدات الس���ردية‪ ،‬كما ظهر‬ ‫ذلك بوضوح عند ش���هرزاد‪ ،‬أما الس���رد‬ ‫احلدي���ث في���ه في���ه ال���راوي املتماه���ي‬ ‫مبروي���ه‪ ،‬فه���و ال يعل���ن ع���ن برناجمه‬ ‫يف الرتتي���ب والرتكي���ب‪ ،‬إمن���ا يتوارى‬ ‫خل���ف األحداث‪ ،‬وه���ذا ‪ ،‬فيم���ا نرى هو‬ ‫الفارق األساس���ي بني السردين القديم‬ ‫واحلديث‪.‬‬ ‫‪ .4‬لي���س املقص���ود به���ذه التأم�ل�ات‬ ‫تعري���ض أهمي���ة القص���ة القص�ي�رة‬ ‫لالنتق���اص‪ ،‬ورميه���ا بالقص���ور‪ ،‬وإمنا‬ ‫القص���د من���ه اس���تحالة ارتق���اء ذل���ك‬ ‫الش���كل الس���ردي إىل رتبة النوع القابل‬ ‫لتحوالت حقيقي���ة يف بنيته ووظيفته‬ ‫الداللي���ة‪ ،‬كما جند ذل���ك يف الرواية‪،‬‬ ‫إذ مل تتمك���ن القص���ة القص�ي�رة أن‬ ‫تس���تقل بذاته���ا‪ ،‬فم���ا زال���ت رهين���ة‬ ‫اإلطار الس���ردي‪ ،‬فش���كلها‪ ،‬ووظيفتها‪،‬‬ ‫حي���دده اإلط���ار اخلارج���ي‪ .‬ال يتعل���ق‬ ‫األم���ر بالش���ك يف مواه���ب الك ّت���اب‪ ،‬وال‬ ‫يف موق���ع املدوّن���ة القصصي���ة العربية‬ ‫يف السرد العربي احلديث‪ ،‬إمنا القصة‬ ‫القصرية ش���كل س���ردي ثان���وي مغلق‪،‬‬ ‫وهو من تركة احلكاية اخلرافية‪ ،‬ومل‬ ‫يع���د األدب حيتم���ل احلكاي���ة املتخ ّيلة‬ ‫القص�ي�رة املغلق���ة‪ ،‬ألن���ه اخن���رط يف‬ ‫والتقصي‪ ،‬ومتثيل املش���كالت‬ ‫البح���ث‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫السياس���ية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والدينية‪ .‬ما‬ ‫زال���ت القص���ة القصرية أس�ي�رة أصلها‬ ‫احلكائي‪ ،‬وشكلها املغلق يف عصر أصبح‬ ‫كل ش���يء في���ه مفتوح���ا‪ ،‬وحماول���ة‬ ‫االنفت���اح فيه���ا س���تجعل منها مش���هدا‬ ‫س���رديا يف نص روائ���ي أو يدفع بها إىل‬ ‫التالشي مبرور الزمن‪.‬‬

‫أوقف���ت هيئة الرقابة اإلدارية عق���دًا لوزارة الصحة بقيمة‬ ‫ملي���ار دينار‪ ،‬لتوري���د األدوية خ�ل�ال العام احلالي لش���بهة‬ ‫وجود فساد إداري ومالي يف طريقة التعاقد‪.‬‬ ‫وقال رئيس هيئة الرقابة اإلدارية عبدالسالم احلاسي‪ّ :‬‬ ‫"إن‬ ‫وزارة الصح���ة أعلنت نهاية العام املاض���ي عن عطاء بقيمة‬ ‫مليار دينار لتوريد األدوية بش���كل كامل بد ً‬ ‫ال من توريدها‬ ‫ً‬ ‫كل ش���هر‪ ،‬فلجأت إىل توحيدها يف عط���اء واحد تزامنا مع‬ ‫قفل احلسابات املالية للعام املاضي"‪.‬‬ ‫وأوضح ّ‬ ‫أن اللجنة اليت يرأس���ها وزير الصحة نوري دغمان‬ ‫خمتصني يف الطب‪ ،‬وال يوجد بها شخص مالي‪،‬‬ ‫من‬ ‫تتك ّون‬ ‫ّ‬ ‫أو قانون���ي ملراجعة طريقة التعاق���د‪ ،‬وهذا خيالف القوانني‬ ‫املعم���ول بها‪ّ .‬‬ ‫مؤك���دًا ّ‬ ‫أن الرقاب���ة أوقفت العق���د حتى يتم‬ ‫التعاقد بش���كل قانون���ي صحيح‪.‬وتط��� ّرق إىل ّ‬ ‫أن العطاء مت‬ ‫معرفت���ه عن طريق إح���دى ّ‬ ‫منظمات اجملتم���ع املدني تهتم‬ ‫لاَّ‬ ‫ّ‬ ‫بالش���ركات العاملة يف جمال توري���د األدوية‪ ،‬إ أن وزارة‬ ‫الصحة مل تبلغهم باألمر‪.‬وتقوم هيئة الرقابة مبراجعة أي‬ ‫عقد خيص الدولة الليبية تزيد قيمته املالية على مخس���ة‬ ‫ماليني دينار وف ًقا للقوانني الرقابية املعمول بها‪.‬ويف سياق‬ ‫آخر قامت وزارة الصحة بإبرام عقدين مع شركة "أجيبو"‬ ‫احمل���دودة الربيطاني���ة بتقديم الرعاية الصحي���ة والطبية‬ ‫للجرحى واملرضى داخل ليبي���ا‪ ،‬وكان العقد األول بتاريخ‬ ‫‪ ،2012/6/11‬والثان���ي يف ‪ 2012/6/18‬بقيمة إمجالية‬ ‫تص���ل إىل ‪ 23.795‬ملي���ون جني���ه إس�ت�رليين‪ ،‬وعّلق عليها‬ ‫احلاسي قائ ً‬ ‫ال‪ّ :‬‬ ‫"إن وزير الصحة انفرد بالتعاقد معهما دون‬ ‫توفري التغطية املالية"‪.‬وقال احلاس���ي‪ّ :‬‬ ‫"إن عدم قيام الوزارة‬ ‫بالتح ُّقق من الوضع القانوني للش���ركة املُتعاقد معها‪ ،‬مع‬ ‫العل���م ّ‬ ‫بأن الس���فارة الليبي���ة يف لندن أب���دت حت ُّفظها حول‬ ‫وضع الشركة واالشتباه يف إجراءات تأسيسها"‪.‬‬ ‫كما تعاقدت وزارة الصحة مع شركة "ميلو" للتكنولوجيا‬ ‫شخصا من‬ ‫لتقديم اخلدمات التشخيصية والعالجية لـ‪45‬‬ ‫ً‬ ‫املبتورين واملقعدي���ن بقيمة ‪ 13.245‬مليون يورو‪ ،‬وتؤكد‬ ‫أن مدة سريان العقد ستة أشهر إلاّ ّ‬ ‫تقارير رقابية ّ‬ ‫أن بعض‬ ‫احل���االت حتتاج لف�ت�رة أطول‪ ،‬كم���ا ّ‬ ‫أن العقد خمالف من‬ ‫ناحي���ة ع���دم احلصول عل���ى اإلذن املُس���بق من قب���ل ديوان‬ ‫احملاس���بة‪ ،‬وكذل���ك خمال���ف للنم���اذج املُعتم���دة بالئحة‬ ‫العق���ود اإلدارية‪.‬يُش���ار إىل ّ‬ ‫أن وزير الصحة طلب من وزارة‬ ‫املالي���ة ‪ 16‬مليون دينار لييب‪ ،‬تخُ صم من حس���اب الطوارئ‬ ‫لتغطية القيمة املالية‪ ،‬وخصم املبلغ بتاريخ ‪2013/12/3‬؛‬ ‫ّ‬ ‫ألن عملية التعاقد جرت دون تغطية مالية‪.‬‬ ‫وح���ول عقد ش���ركة برايس ووتر ه���اوس "‪ "pwc‬يف فرتة‬ ‫احلكوم���ة االنتقال ّية عام ‪ 2012‬من أجل فحص ومراجعة‬ ‫وتدقيق فواتري العالج يف اخلارج‪ ،‬وااللتزامات املُرت ّتبة عليها‬ ‫يف مجيع دول العامل‪ ،‬واليت عاجلت املرضى واجلرحى أثناء‬ ‫ً‬ ‫إضافة إىل نسبة‬ ‫فرتة التحرير بقيمة س���تة ماليني دوالر‪،‬‬ ‫ُم ّتفق عليها من القيمة املحُ ّصلة ال تتجاوز عش���رة ماليني‬ ‫دوالر‪.‬وأش���ار عبدالس�ل�ام احلاس���ي إىل ّ‬ ‫أن احلكومة املو ّقتة‬ ‫قام���ت مبنح الش���رعية يف اإلج���راء املُخالف ب���اإلذن لوزارة‬ ‫الصحة‪ ،‬بتصحيح املُخالفات املُتعّلقة بإجراءات التعاقد‪.‬‬ ‫وق���ال‪ّ :‬‬ ‫"إن احلكوم���ة مل تش��� ّكل جلن���ة لدراس���ة األس���عار‪،‬‬ ‫وكذلك مل تحُ دّد موضوع العقد حتديدًا دقي ًقا"‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل ّ‬ ‫أن التعاقد مت بطريقة التكليف املُباشر بالقيمة احملددة‪،‬‬ ‫وكان من املفرتض عدم التعاقد بطريقة التكليف املباش���ر‬ ‫من قبل جملس الوزراء‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫املصدر‪ :‬بوابة الوسط‬


‫‪18‬‬

‫مارس ‪) 2014‬‬ ‫‪ 24 - 18 ( - ) 145‬فبراير‬ ‫السنة الرابعة ‪149 ( -‬‬

‫أنت مواطن لييب مغيب‬

‫وجهة نظرة يف احلياة السياسية والفكرية يف ليبيا اليوم‬ ‫أنس الفقي‬ ‫•رؤية النيهوم‬ ‫ال ي���رى املفك���ر اللي�ب�ي الص���ادق النيه���وم يف‬ ‫مفهوم األفكار املستوردة اختالفاً عن مفهوم‬ ‫اس���ترياد الصاب���ون و الزي���ت و الطماطم من‬ ‫اخل���ارج‪ .‬ومع ذلك يرتاجع الص���ادق النيهوم‬ ‫عن هذا الرأي و يش�ت�رط ملرور سلعة األفكار‬ ‫املس���توردة م���ن اجلم���ارك لس���وق إىل وجود‬ ‫أيدلوجي���ة وطني���ة حتم���ي هوي���ة اإلنس���ان‬ ‫اللي�ب�ي‪ .‬و كالع���ادة مل خيط���ئ النيه���وم يف‬ ‫تش���خيص أعراض األزمة و س���بل العالج يف‬ ‫ما خي���ص قضية األيدلوجي���ة الوطنية على‬ ‫أي حال‪.‬‬ ‫وحني نش�ي�ر إلي أزمة األفكار املستوردة فإننا‬ ‫نقصد تأثريها الس���ليب على اإلنس���ان اللييب‪.‬‬ ‫يف غياب حقيق���ي أليدلوجي���ة ليبية وطنية‬ ‫و ال�ت�ي بضعف روابطها خ�ل�ال عصر العوملة‬ ‫حتول���ت إل���ي أزمة نفس���ية مس���تعصية بكل‬ ‫أعراضه���ا و أطواره���ا و هذا ليس اكتش���اف‬ ‫جديد أو جمرد اجته���اد خاص‪ .‬فابن خلدون‬ ‫يف مقدمت���ه املعروف���ة أش���ار هل���ذه األزمة و‬ ‫أطلق عليها تس���مية ( االس���تيالء) و شخص‬ ‫أيض���ا أع���راض ه���ذه احلال���ة على مس���لمي‬ ‫األندل���س و إذا أردن���ا جتدي���د تعري���ف‬ ‫مصطل���ح اب���ن خل���دون (االس���تيالء) تعريفاً‬ ‫حديثا يتناسب مع مصطلحات عصر العوملة‬ ‫فأفضل تعري���ف حلالة االس���تيالء هو انقياد‬ ‫ش���عب مسلوب الثقافة إلي س���يطرة شعب أو‬ ‫ش���عوب أخ���رى أقوى من���ه ثقافي���اً و فكرياً‪ .‬و‬ ‫يعطي ابن خلدون مثال عن أهل األندلس يف‬ ‫أواخر أيام احلضارة اإلسالمية هناك‪ ،‬و ذلك‬ ‫بتقليده���م لع���ادات و س���لوكيات و مالب���س‬ ‫الش���عوب النصراني���ة اجمل���اورة هل���م‪ ،‬و ه���ذا‬ ‫االس���تيالء أو اخلضوع لثقاف���ة الغالب كان‬ ‫س���بباُ رئيس���ياً يف اندث���ار الوجود اإلس�ل�امي‬ ‫هن���اك‪ ،‬لذلك فاألزمة ليس���ت بس���يطة‪ .‬و قد‬ ‫ت���ؤدي يف نهاية املطاف إلي انقراض الليبيني‬ ‫كش���عب و دول���ة‪ .‬و عل���ى أي ح���ال‪ ،‬فإن���ه ال‬ ‫ميكنا وصف حالة دون تشخيص لألعراض‪،‬‬ ‫وبالرغ���م م���ن أن اع���راض حال���ة االس���تيالء‬ ‫موج���ودة بالبيئ���ة الليبية و واضح���ة للعيان‪،‬‬ ‫لكنها تبدو غري مش���اهدة م���ن أغلب الليبيني‪.‬‬ ‫لذلك نس���رد بعض األمثلة لتش���خيص هذه‬ ‫احلالة املرضية‪.‬‬ ‫•شارع الوكالت يف بنغازي‬ ‫املقي���م يف مدين���ة بنغازي يعرف جيداُ ش���ارع‬ ‫( ال���وكاالت ) و ي���درك متام���اُ أن الوكي���ل‬ ‫التج���اري احمللي ألي منت���ج أجنيب ال خيطر‬ ‫ببال���ه ج���ودة الس���لعة و مصلح���ة املس���تهلك‬ ‫اللي�ب�ي بش���كل ع���ام‪ ،‬ف���كل م���ا يفك���ر في���ه‬ ‫الوكي���ل التج���اري احمللي هو الكس���ب املادي‬ ‫ل���ه و لش���ركة األجنبي���ة املنتج���ة‪ ،‬و هذا ما‬ ‫حيدث أيض���ا يف عامل وكاالت السياس���ة يف‬

‫ليبي���ا الي���وم‪ ،‬فأغلب األحزاب السياس���ية هي‬ ‫وكاالت حملي���ة تس���وق ألجن���دة أجنبي���ة‪،‬‬ ‫وحت���ى تس���ميات األح���زاب الس���ائدة عل���ى‬ ‫الس���احة السياس���ية الليبي���ة الي���وم تتش���ابه‬ ‫مع تس���ميات تلك األح���زاب األجنبي���ة و هي‬ ‫نسخة كربونية مكررة لألحزاب السياسية‬ ‫الليبي���ة ال�ت�ي ظه���رت عل���ى الس���طح أواخ���ر‬ ‫أربعينيات القرن املاضي‪ ،‬فحزب االس���تقالل‬ ‫تدعم���ه إيطاليا‪ ،‬و احلزب االحت���اد املصري‪-‬‬ ‫الطرابلس���ي يدعو لضم ليبيا إلي التاج امللكي‬ ‫املص���ري‪ ،‬كذلك فقد قاد بش�ي�ر الس���عداوي‬ ‫محل���ة حزب املؤمتر خ�ل�ال تلك الفرتة حتت‬ ‫محاي���ة س���لطة االنت���داب الربيطان���ي‪ ،‬و هو‬ ‫ع���ارض يتوافق م���ع حالة ( االس���تيالء) اليت‬ ‫ذكره���ا ابن خل���دون أو لنقل انقياد الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي سياس���ياً و فكري���ا و ثقافي���اً جله���ات‬ ‫خارجي���ة و حكومات دول أجنبية و لألس���ف‬ ‫هي حكومات لش���عوب أقوى من���ا ثقافياً على‬ ‫ما يبدو‪!...‬‬ ‫•جائزة سبتموس‬ ‫ع���ارض ثان���ي عن���د تش���خيص ه���ذه األزمة‬ ‫النفس���ية‪ ..‬فجائزة (س���بتميوس سيفروس)‬ ‫اإلعالمي���ة يف ليبي���ا الي���وم توح���ي ب���أن‬ ‫س���بتيموس س���يفروس ه���ذا‪ ..‬ش���خصية‬ ‫ليبي���ة‪ ،‬وطني���ة و جدي���رة بالتكري���م‪ ،‬و‬ ‫تس���مية مهرج���ان لي�ب�ي كبري بامس���ه يأتي‬ ‫م���ن ب���اب الوفاء له‪ .‬لك���ن ما ف���ات اجلميع أن‬ ‫سيفروس هذا ليس وطنياً و ليس ليبياً على‬ ‫اإلط�ل�اق ‪ ،‬فحس���ب ق���راءة للص���ادق النيهوم‬ ‫فأن س���يفروس ه���ذا مل يكن س���وى مرتزق و‬

‫مزدوج اجلنس���ية ‪ ،‬لييب جمنس باجلنس���ية‬ ‫الرومانية يعمل عل���ى محاية مصلحة روما‬ ‫يف ليبيا و محاية املستعمرات الزراعية املهمة‬ ‫بالنسبة لروما من هجمات الليبيني القدماء‪.‬‬ ‫أي أن روم���ا اس���تعملت لييب جمنس‪ ،‬مرتزق‬ ‫يدع���ي بأن���ه لي�ب�ي‪ ،‬عل���ى دراي���ة ب���األرض و‬ ‫البيئ���ة لص���د و مواجه���ة أي مقاومة عند أي‬ ‫تض���ارب للمص���احل بني روم���ا و ليبيا لصاحل‬ ‫روما‪ .‬و هكذا هي لعبة املصاحل يف عامل الدول‬ ‫العظم���ى الي���وم‪ .‬و هك���ذا هو ح���ال مزدوجي‬ ‫اجلنسية الليبيني اليوم و هو بالضبط نفس‬ ‫حال الزجني أوبام���ا‪ .‬فأي اجناز للعبد اوباما‬ ‫هو اجناز للواليات املتحدة األمريكية و ليس‬ ‫اجن���از ملوطنه الس���ابق كينيا‪ .‬هك���ذا هو حال‬ ‫مزدوجي اجلنس���ية فى ليبي���ا اليوم‪ .‬وال فرق‬ ‫يف ذل���ك بني املدعو على زي���دان بن قطوس و‬ ‫بني املدعو عبد الباسط اقطيط‪ .‬هذا العارض‬ ‫بال���ذات من أس���وء أع���راض االس���تيالء حيت‬ ‫يصع���ب عل���ى بع���ض الليبي�ي�ن االختيار بني‬ ‫أن يكون مواط���ن لييب معتز بهويت���ه الليبية‬ ‫لوحده���ا دون أن يضي���ف هلا جنس���ية أخرى‬ ‫و من دون أدنى ش���عور باحلي���اء أو اخلجل‪ ،‬و‬ ‫األسوأ من هذا الشعور هو ادعاء الوطنية‪!...‬‬ ‫•لواء القعقاع‬ ‫عارض ثالث يظهر جلياً عند تشخيص أزمة‬ ‫االستيالء عند الليبيني هو انقيادهم جملموعة‬ ‫من الليبيني املس���توردين ‪ ،‬أصحاب ش���هادات‬ ‫العلي���ا و املقيم���ة باخلارج يف أغل���ب األحيان‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬قد تكون الشهادات العليا رخصة سليمة‬ ‫لقيادة قطاع مؤسسي كبري يف اجملال العام و‬

‫‪19‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫اخلاص ‪ ،‬مع ذلك فأن ذلك ال يتعدى اجلانب‬ ‫النظري م���ن املوضوع‪ ،‬فكــــ���ارل رويف (‪karl‬‬ ‫‪ )Rovi‬كب�ي�ر موظف���ي البيت األبيض يف‬ ‫فرتة الرئيس األمريكي الس���ابق جورج بوش‬ ‫االبن هو خبري يف اإلسرتاتيجية و التخطيط‪،‬‬ ‫ق���اد (‪ ) 41‬محل���ة انتخابية لنواب يف س���باق‬ ‫الرتش���ح للكونغ���رس و الرئاس���ة األمريكية‬ ‫مب���ا فيه���ا احلمل���ة االنتخابي���ة الرئاس���ية‬ ‫األوىل لـ(ج���ورج بوش االبن) جنح يف حتقيق‬ ‫الف���وز يف (‪ )32‬محل���ة انتخابي���ة منه���ا و هو‬ ‫حملل سياس���ي لقناة فوك���س نيوز وجملة‬ ‫نيوزوي���ك األمريكيتني‪ .‬مع ذلك فإن كارل‬ ‫رويف ال حيم���ل يف س�ي�رته الذاتية أي ش���هادة‬ ‫جامعية‪ ،‬زيادة على ذلك فأن رؤساء الواليات‬ ‫املتح���دة األمريكي���ة الس���ابقون مب���ا فيه���م‬ ‫رئي���س الوالي���ات املتح���دة األمريكية احلالي‬ ‫ال ميلك���ون ش���هادات علي���ا كاملاجس���تري و‬ ‫الدكت���وراه‪ .‬و الواليات املتحدة دولة عظمي‬ ‫كما هو معلوم للجميع‪!...‬‬ ‫أيض���ا ع���ارض أخر ‪.‬اس���م ( ل���واء القعق���اع) و‬ ‫غريه من أمساء الكتائب املنضمة إلي اجليش‬ ‫اللي�ب�ي هي أمساء ال حتم���ل أي مدلول لييب‪،‬‬ ‫فالقعق���اع و ل���و كان اس���م لصحاب���ي جليل‬ ‫نق���ره و جنل���ه أال إنه ينتمي إل���ي قبيلة بين‬ ‫متي���م املس���توطنة لدول���ة قط���ر‪ ،‬لذلك حيق‬ ‫للقطري�ي�ن أنت���اج مسلس���ل تلفزيون���ي ع���ن‬ ‫(القعقاع بن عمرو التميمي) لكن من املعيب‬ ‫أن نقع حنن الليبيني أبناء قبائل بين سليم و‬ ‫بين هالل العريقة حتت تأثري هذا املسلس���ل‬ ‫أو لنق���ل حت���ت تأث�ي�ر اس���تيالء إع�ل�ام دولة‬

‫قطر علينا و نطلق اس���م القعق���اع على اكرب ألوية‬ ‫اجليش يف حني منلك قائمة كبرية من اجملاهدين‬ ‫و األبط���ال الليبي�ي�ن و الصحاب���ة ك���رام م���ن أبناء‬ ‫قبائل بين س���ليم و بين هالل و هي أمساء ألبطال و‬ ‫جماهدين ال ميتلكها اآلخرون‪.‬‬ ‫•عالمة النصر (‪) V‬‬ ‫ع���ارض أخ���ر خ�ل�ال ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر ي���دل على‬ ‫مس���توى قوة االس���تيالء الذي نعيشه حنن الليبيني‬ ‫الي���وم‪ .‬وه���و التلوي���ح بعالم���ة النص���ر (‪ ) V‬أم���ام‬ ‫كامريات تصوير القنوات األجنبية‪ ،‬فهي لغة جسد‬ ‫اجنليزية مس���جلة‪ ،‬و هذا يش�ي�ر أيضا على خضوع‬ ‫اإلنس���ان اللييب املغل���وب لثقافة األق���وى و هو دليل‬ ‫على حج���م األزمة النفس���ية املس���تعصية‪.‬عوارض‬ ‫أخ���رى تظه���ر عن���د تش���خيص األزم���ة فاهل�ل�ال و‬ ‫النجمة الش���عار الرمسي للدول���ة يف ليبيا اليوم هو‬ ‫شعار مستورد من تركيا يشري إلي انتصار األتراك‬ ‫يف معرك���ة ال ميل���ك الليبي���ون فيه���ا ال ناق���ة و ال‬ ‫مج���ل و ال حتم���ل بعد تارخيي���ا ليبياً جلعله ش���عار‬ ‫للدول���ة الليبي���ة س���وى خضوعنا لفرتة االس���تعمار‬ ‫و االس���تيالء الرتك���ي البغيض‪ .‬هذه جم���رد عينة‬ ‫بسيطة ألعراض االستيالء و هنالك أمثلة كثرية‬ ‫تؤك���د حج���م أزم���ة االس���تيالء و حقيق���ة تضخم‬ ‫الطور املعدي ألزمة األفكار املستوردة‪ ،‬قد يستغرب‬ ‫القارئ وجود هكذا أزمة خطرية دون مناقش���تها يف‬ ‫األعالم اللييب ‪ .‬مع ذلك فالدكتور حممود جربيل‬ ‫تن���اول يف ما مضى هذه القضية و لو بش���كل جزئي‬ ‫يف برنام���ج( بال حدود) على قناة اجلزيرة القطرية‬ ‫بتاريخ ‪2004\2\4‬م و ح���ذر الدكتور جربيل من‬ ‫خطورة انتش���ار غري احملدود لألزم���ة بقوله حرفياً(‬ ‫أعتق���د أن حتمر مرحلة وس���يطة هيتم فيها تغيري‬ ‫الكثري م���ن الوجوه و إدخ���ال و زرع وجوه‪ ،‬أنا ممكن‬ ‫امسيه���ا( (‪western –oriented-Gentl e‬‬ ‫‪ )men‬ن���اس ش���كلهم لطيف بيحلم���وا أمريكي و‬ ‫بيتكلم���وا أمريكي و متعلمني يف أمريكا زي حاليت)‬ ‫و أن تراج���ع حمم���ود جربيل عن حتذيره الس���ابق‬ ‫خالل استضافة مركز دراسات مبعهد بروكينجز‬ ‫األمريك���ي له أال أن تناقض أقوال د‪ .‬حممود جربيل‬ ‫ال يشكك من حقيقة حالة االستيالء و أزمة األفكار‬ ‫املستوردة اليت حتيط باإلنسان اللييب‪ .‬و لكنه يثبت‬ ‫من جديد صحة فرضية أن الشهادات العليا ليست‬ ‫كل شي‪.‬‬ ‫•أنت مواطن لييب مغيب‬ ‫أخي القارئ اللييب‪ ..‬أخي املثقف اللييب ‪...‬إذا مررت‬ ‫ب���كل هذه ع���وارض حالة االس���تيالء ال�ت�ي ذكرنها‬ ‫باملق���ال دون مالحظت���ك ألثارها يف الش���ارع اللييب‬ ‫فاعلم أن ذلك راجع يف الواقع إلي أنك مواطن لييب‬ ‫مغيب تسري عليك أعــــــــــــــــــــراض حالة‬ ‫(‪ )The Rat-Race‬ب���كل أطوارها‪.‬وبالرج���وع إىل‬ ‫املقول���ة املذك���ورة باألعل���ى ( غ���زو اجليوش ميكن‬ ‫مقاومته���ا ‪ ..‬أم���ا غ���زو األف���كار ف�ل�ا ) فه���ي مقولة‬ ‫سليمة من ناحية أن لألفكار قدرة على شن حروب‬ ‫كاسحة خاصة علي الشعوب ضعيفة الثقافة و هو‬ ‫ما يثبت صحة ما ذكرناه يف الفصول السابقة من‬ ‫أن األفكار كائنات حية مثلها مثل اإلنس���ان تعيش‬ ‫و تتنفس‪ .‬أما الق���ول بأن األفكار ال ميكن مقاومتها‬ ‫فهي مطالبة للخضوع و دعوة لالستسالم يرفضها‬ ‫أي مواطن يعت���ز بعراقة ثقافت���ه و تراثه و تارخيه‬ ‫وعراقة أصول���ه بالطبع‪ ..‬أس���اليب مقاومة األفكار‬ ‫املس���توردة و تغيري مسارها لصاحلنا ‪...‬و حلول أزمة‬ ‫االس���تيالء و عالجها هو موضوع الفصل القادم من‬ ‫دراسة عن األفكار‪.‬‬

‫املرأة يف حاجة اىل مارتن لوثر كينج‬ ‫ساملة شنيب‬ ‫كان���ت معامل���ة الس���ود يف امري���كا‬ ‫غاي���ة يف العنصري���ة و بالتحديد قبل‬ ‫احل���رب األهلية األمريكية بني عامي‬ ‫‪ 1861‬و‪ 1865‬واليت أدت إىل تكوين‬ ‫دولة الواليات املتحدة األمريكية تتم‬ ‫معاملتهم معاملة العبيد و يتم بيعهم‬ ‫و ش���رائهم وذلك قبل أن قام الرئيس‬ ‫االمريكي ابراهام لنكولن بتحريرهم‬ ‫من الرق و يف هذا الس���ياق أذكر أني‬ ‫قبل م���دة مض���ت كنت أق���راء مقاال‬ ‫باللغ���ة االجنليزي���ة عن م���دى تأثري‬ ‫املناض���ل الس���لمي األمريكي األس���ود‬ ‫مارت���ن لوث���ر كين���ج عل���ى حركة‬ ‫السود األمريكان‪...‬كان موضوع هذا‬ ‫املق���ال عن طال���ب جامع���ي أمريكي‬ ‫م���ن أصل زجني يق���وم بعمل مقارنة‬ ‫يف التش���ابه ب�ي�ن كل مارت���ن لوث���ر‬ ‫كين���ج و مالك���وم إكس أم���ام والده‬ ‫ولكن الوالد اعرتض بش���دة على هذه‬ ‫املقارن���ة ورأى أن ابنه خمطئ يف عقد‬ ‫هذه املقارنة املتش���ابهه ب�ي�ن الرجلني‬ ‫فرغم تقدير الوالد ملالكوم إكس فهو‬ ‫كان يرى أنه مل يكن له نفس التأثري‬ ‫ال���ذي خلف���ه مارتن لوث���ر كينج يف‬ ‫حرك���ة الس���ود األمريكي���ة وأخ�ب�ر‬ ‫ابن���ه أن الكثري م���ن املتابع�ي�ن لنضال‬ ‫الس���ود األمريكيني ال يدركون مدى‬ ‫عم���ق تأث�ي�ر مارت���ن لوث���ر كينج يف‬ ‫مس�ي�رة النض���ال ال���ذي ق���ام به س���ود‬ ‫أم�ي�ركا للحصول عل���ى حقوقهم يف‬

‫والنظ���رة الدوني���ة واملهين���ة اهان���ة‬ ‫الرجل االبيض عل���ى اعتبار معاملته‬ ‫له على انه عبد اس���ود على الرغم من‬ ‫مرور وقت طويل على حترير العبيد‬ ‫الس���ود منذ ايام الرئي���س االمريكي‬ ‫االبراه���ام لينكول���ن و عن���د دخول���ه‬ ‫الب���اص كان حيت���م علي���ه النهوض‬ ‫م���ن مكان���ه ألج���ل س���يده األبيض و‬ ‫عن���د دخول���ه ملقه���ى او ملطع���م يتلقى‬ ‫معاملة عنصري���ة مما يضطره لعدم‬ ‫دخول���ه هن���اك عل���ى الرغم م���ن عدم‬ ‫وج���ود أي قان���ون أو أي إج���راء ميكن‬ ‫أن يتخ���ذ ضده إىل جان���ب حتميلهم‬ ‫و ال���زج به���م يف جرائ���م مل يرتكبوها‬ ‫أساس���ا و دور مارت���ن لوث���ر كين���غ‬

‫مالكوم ومارثن‬ ‫املساواة مع الرجل األبيض والنهوض‬ ‫مبس���تواهم االجتماع���ي يف اجملتم���ع‬ ‫األمريكي‪ ..‬ف���دور مارتن لوثر كينج‬ ‫مل يك���ن يف جم���رد القائ���ه كلمات���ه‬ ‫املش���هورة وال�ت�ي كان���ت ت�ت�ردد يف‬ ‫املظاه���رات الضخم���ة و تس���تجاب‬ ‫يف ش���وارع امل���دن األمريكي���ة الكب�ي�رة‬ ‫املختلف���ة‪ ....‬بل ان الفضل يعود له يف‬ ‫جعل الس���ود يتخطون حاجز اخلوف‬ ‫و األخ���ذ بزم���ام األم���ور فقب���ل ذل���ك‬ ‫مل يك���ن الرجل االس���ود جي���د اجلرأة‬ ‫يف نفس���ه ألن ي���رد عل���ى غطرس���طة‬

‫كان يف مواجه���ة اخلوف حيث كان‬ ‫حيث رفاقه الزنوج بأن ال خيش���وا و ال‬ ‫خيافوا وأن يش���اركوا يف االنتخابات‬ ‫ويعط���وا أصواته���م مل���ن س���يدافع عن‬ ‫حقوقه���م الوطنية املكفولة دس���توريا‬ ‫وأن يتحدوا الرجل األبيض بدخوهلم‬ ‫اىل ص���االت املطاع���م دون ت���ردد وأن‬ ‫يواجهوا احملظور ‪.‬وكل هذا ذكرني‬ ‫بش���يء ما و هو أنه يف ذل���ك الوقت مل‬ ‫تك���ن هن���اك قوان�ي�ن تنص عل���ى منع‬ ‫الس���ود من التصويت مثال او اجبارهم‬

‫عل���ى من���ح كراس���يهم للبي���ض يف‬ ‫الب���اص و لكنه العرف الس���ائد والذي‬ ‫كان س���ائدا ومسيطرا يف ذلك الوقت‬ ‫اىل ان متكن���وا م���ن كس���ر حاج���ز‬ ‫اخلوف لديهم و التخلص من الشعور‬ ‫بالدوني���ة ‪.‬و ه���ذا م���ا حيص���ل متاما‬ ‫بالنس���بة لوضع امل���رأة يف جمتمعاتنا‬ ‫فحس���ب ما أعتقد أن معاناة املرأة مع‬ ‫الرج���ل ال ختتل���ف كث�ي�را ع���ن تلك‬ ‫املعان���اة ال�ت�ي عاش���ها الرجل االس���ود‬ ‫مع االبي���ض يف امري���كا فليس هناك‬ ‫قوانني تن���ص على عدم دخ���ول املرأة‬ ‫إىل املقاه���ي كم���ا أن قي���ادة امل���رأة‬ ‫للس���يارة يف كث�ي�ر م���ن االحيان ويف‬ ‫بعض االوساط ينظر اليها بامتعاض‬ ‫رغم انه ال يوجد عرف حيظر هذا‪ ...‬و‬ ‫االه���م من ذلك هو ع���دم قدرتها على‬ ‫اخ���ذ حقها بالتس���اوي م���ع الرجل يف‬ ‫جم���االت العمل و ال يف اعطائها نفس‬ ‫الف���رص و املراكز بالرغم من وجود‬ ‫كف���اءات عالي���ة حاصلة عل���ى أعلى‬ ‫الش���هادات يف كافة املس���تويات وهذه‬ ‫الظاه���رة تتك���رر يف مناطق خمتلفة‬ ‫م���ن عاملنا الي���وم‪ .‬ففرص امل���رأة لتبوأ‬ ‫أعل���ى املناص���ب تبقى دائم���ا حمدودة‬ ‫مقارن���ة بالرجل رغم كل ما حققته‬ ‫يف جم���ال عمله���ا و تذكريها دائما و‬ ‫باس���تمرار على انها ام���رأة و جيب ان‬ ‫حتس���ن التصرف و إال قذفت بأبش���ع‬ ‫االوص���اف يف الصمي���م فامل���رأة دائما‬ ‫ما تعاني م���ن االضطهاد و العنصرية‬ ‫يف معاملتها حتى مع التطور النس�ب�ي‬ ‫للمجتمعات س���واء يف العم���ل او على‬ ‫مس���توى االس���رة فدائم���ا م���ا جن���د‬ ‫السلطة الذكورية هي املهيمنة على‬ ‫زمام االم���ور يف البيت على الرغم من‬ ‫ان الع���بء االك�ب�ر يف تدب�ي�ر ش���ؤون‬ ‫البي���ت و تربية االطف���ال و خصوصا‬ ‫بع���د خروج املرأة اىل العمل و الش���ارع‬ ‫و لك���ن االم���ور رغم ذلك ليس���ت على‬ ‫الس���واء بالنس���بة للزوج�ي�ن فالرجل‬ ‫دائم���ا ه���و رب االس���رة و لي���س هناك‬ ‫ش���راكة حقيقي���ة متس���اوية ب�ي�ن‬ ‫الطرف�ي�ن ‪.‬و ايض���ا جن���د لألس���ف و‬ ‫بش���كل واضح جدا كي���ف يتم الفرق‬ ‫عن���د اجن���اب االطف���ال ب�ي�ن املول���ود‬ ‫الذكر و املول���ودة البنت فعند اجناب‬ ‫الولد جند الفرحة تعم وجوه اجلميع‬ ‫و الزغاري���د مت�ل�ا االمس���اع و مظاهر‬ ‫البهج���ة باملول���ود الول���د واضح���ة يف‬ ‫ح�ي�ن عند اجناب البن���ت جند نوع من‬ ‫اخليب���ة و بالكاد ن���رى مظاهر الرضا‬ ‫خبالف ما حيدث عن���د اجناب املولود‬ ‫الولد و دع���وات بإجناب مول���ود الولد‬ ‫امل���رة املقبل���ة و الس���ؤال ال���دي يطرح‬ ‫نفس���ه ه���و ه���ل امل���رأة يف حاج���ة اىل‬ ‫مارت���ن لوثر كينج قياس���ا ملا حققته‬ ‫املراة من تطور و حركات حترر‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫خواطر اليوم ‪ 10‬مارس ‪2014‬م‬

‫سنكرس لدولة الوزير الغاضب‬

‫علي الفالح‬

‫مؤمتر روما وصراع القوى السياسية بليبيا‪ ........‬الثعلب املاكر؟‬ ‫ناجي مجعه بركات‬ ‫حتدي���ات املرحل���ة القادم���ة للش���عب اللي�ب�ي هي‬ ‫ع���دم الس���ماح للذي���ن ادخل���وا ليبي���ا يف ورط���ة‬ ‫سياس���ية وتناحر من املش���اركة يف اي ش���ىء له‬ ‫عالقة بالس���لطة‪ ،‬أو بأن يس���تلموا أو يش���اركوا‬ ‫يف أي عملي���ة س���لطوية‪ .‬اذ أن الص���راع وال���ذي‬ ‫تعان���ي من���ه ليبي���ا ه���ذه األيام ه���و نتيج���ة عدم‬ ‫وض���ع الوط���ن كأولوي���ة وقب���ل كل ش���يء‪.‬‬ ‫ه���ؤالء جعلوا مصاحلهم الش���خصية قبل الوطن‬ ‫وايديولوجياتهم علي حس���اب املواطن ووال َءتهم‬ ‫ملرش���دهم أو ل���دول أجنبي���ة قبل والئه���م لليبيا‬ ‫والش���عب اللييب‪ .‬حن���ن نعرفهم والش���عب اللييب‬ ‫يعرفهم جيداَ ولن يسمح هلم أبداً يف الدخول اىل‬ ‫حظرية السياسية الليبية ‪.‬‬ ‫لق���د أص���درت مص���ر والس���عودية واألم���ارات‬ ‫وموريتاني���ا ق���رار فح���واه ب���أن مجاع���ة األخوان‬ ‫املسلمني مجاعة إرهابية وحيظر التعامل معها‪.‬‬ ‫مجاع���ة األخوان املس���لمني بليبيا ليس���ت جديدة‬ ‫وه���ي متزامنة م���ع بقي���ة احل���ركات يف العامل‬ ‫واليت تأخد من الدين اإلسالمي ذريعة للوصول‬ ‫للس���لطة‪ .‬عندم���ا وصل���وا اىل الس���لطة يف مصر‬ ‫انقلب عليهم الش���عب‪ .‬حنن لس���نا بصدد حتليل‬ ‫اجلماعة بليبيا ولكن هم اكثر من أساء للعملية‬ ‫السياسية بليبيا ومعهم حتالف القوي الوطنية ‪.‬‬ ‫كذل���ك كتلة الوف���اء وال�ت�ي أيديولوجياته هي‬ ‫اإلس�ل�ام السياس���ي وبعدهم تأتي جبه���ة اإلنقاذ‬ ‫واليت تضع رجل مع األخوان ورجل مع التحالف‬ ‫وتذهب حيث الرابح أو املسيطر علي صنع القرار‬ ‫يذهب‪ .‬لقد سيطرت جمموعة األخوان واإلسالم‬ ‫السياس���ي داخ���ل اجملل���س الوط�ن�ي االنتقال���ي‬ ‫واملؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام وحكومة الكي���ب‪ .‬حيث‬ ‫سيطروا علي هذه األجس���ام ويصارعهم حتالف‬ ‫الق���وي الوطني���ة دون أن يض���ع أي اح���د منه���م‬ ‫مصلح���ة الوط���ن واملواطن قب���ل أيديولوجياتهم‬ ‫ومصاحلهم الش���خصية‪ .‬لقد كنت من املؤيدين‬ ‫للحرك���ة الوطني���ة بليبي���ا واملتمثلة يف حتالف‬ ‫القوي الوطنية ولكن أخريا اتضح تشبثهم بأنهم‬ ‫يريدون الوصول للسلطة بقيادة حممود جربيل‬ ‫وه���ذا ح���ق يف ظ���ل وج���ود دول���ة دميوقراطي���ة‪.‬‬

‫وفاء بوقعقيص يف مؤمتر روما‬

‫كذل���ك تعن���ت األخ�ي�ر بع���دم ت���رك الوس���ط‬ ‫السياس���ي لفرتة عندما اعرتف األخوان املسلمني‬ ‫بأنهم انتهوا سياسيني ‪ ،‬وليس لديهم أية حظوظ‬ ‫يف النج���اح يف أي انتخاب���ات بليبي���ا وكذل���ك‬ ‫حتالف القوي الوطنية أو أي حزب‪ .‬لألسف رغم‬ ‫جه���ود مجيع النخب إلقناع بعض من حيس���بون‬ ‫انفس���هم قادة هذه األح���زاب أن يضعوا ليبيا أوال‬ ‫قبل كل ش���يء‪ .‬لكنهم مل يفعلوا هذا واس���تمرت‬ ‫احلالة تتدهور ومن س���يء إىل أس���وء‪ ،‬وتفاقمت‬ ‫املش���اكل حيت يصعب التكهن مبا س���يحدث غدا‬ ‫أو بعده ‪ .‬ج���اؤوا بفكرة مؤمتر روم���ا لدعم ليبيا‬ ‫سياسيا حيث اقر اجلميع بأن ليبيا أصبحت دولة‬ ‫فاش���لة سياس���يا ‪ ،‬وهي مصدر قل���ق للجميع من‬

‫الرئيسان يف مؤمتر روما‬

‫حي���ث اهلجرة ومنو تنظي���م القاعدة واجلماعات‬ ‫اإلس�ل�امية األخ���ري وكذل���ك أصبح���ت مرتعا‬ ‫لتجارة السالح ألفريقيا وفلسطني ودول اجلوار‬ ‫واليت تعاني من مش���اكل ثورات الربيع العربي‬ ‫وهي احس���ن حا ً‬ ‫ال من ليبيا ‪ ،‬وعادة يذهب رئيس‬ ‫الوزراء و بع���ض الوزراء ومستش���اريه وميكن أن‬ ‫يصطحب اللجنة السياس���ية بالربملان أو ُرؤس���اء‬ ‫األحزاب الرئيس���ية بالربملان‪ .‬أم���ا رئيس املؤمتر‬ ‫فليس���ت له الصالحية أن يذهب حيث هو رئيس‬ ‫مؤمت���ر ولي���س رئي���س دول���ة ولي���س لدي���ه أي‬ ‫خ�ب�رة سياس���ية وال خ�ب�رة يف وض���ع أي نوع من‬ ‫االس�ت�راتيجيات وهو ليس سياس���ي‪ .‬لكن الس���يد‬ ‫ابوس���همني انطل���ق وأخد معه وف���د كبري وحيت‬ ‫من هو جريح رك���ب الطيارة ! وهل هو من اجل‬ ‫ليبي���ا أو من أج���ل مصلحة ش���خصية أو جهوية‬ ‫أو حزبي���ة‪ ..‬اهلل اعل���م ونتمن���ى أن يكون من أجل‬ ‫الوط���ن‪ ..‬الس���يد علي زي���دان ذهب وه���و معزول‬ ‫وح���اول أن يلع���ب كل أالعيب���ه املاك���رة حي���ث‬ ‫غري جلنة أعداد املؤمتر يف األسابيع األخرية قبل‬ ‫انعقاد املؤمتر ومل يفسح عن جدول املؤمتر ألحد‬ ‫ومن سيكون معه يف الوفد مما اضطر ابوسهمني‬ ‫بأن يأخ���د معه اكرب عدد ممك���ن حيت ال ينجح‬ ‫الثعل���ب املاك���ر يف االس���تحواذ عل���ي املؤمت���ر‬ ‫وتغ�ي�رت نق���اط النق���اش واصبح موق���ف زيدان‬ ‫خم���زي وتظاه���ر بالتع���ب وهو ميس���ك برأس���ه‬ ‫أثناء اجللس���ات وخاصة عندما يتقدم ابوسهمني‬ ‫للتعلي���ق أو اإلجابة عن أي س���ؤال رمبا ال يعرف‬ ‫عنه شيء حيث أن ابوسهمني شخص ال يفقه يف‬ ‫السياسة أبداً ومهنته بيع وشراء مع حسين بي أو‬ ‫حماسب قانوني كما يقولون‪.‬‬ ‫هك���ذا اصبح الص���راع واضح���ا مرة أخ���ري أمام‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي ب�ي�ن املؤمت���ر واحلكوم���ة وعلي‬ ‫أس���اس أن املؤمتر س���يأخذ قرارته ي���وم ‪ 9‬مارس‬ ‫‪2014‬م خبصوص احلكومة‪ .‬لقد ارسل املؤمتر‬ ‫رس���الة واضحة للسيد زيدان أثناء انعقاد املؤمتر‬ ‫بأنه ليس رئيس الدول���ة وال حيت رئيس الوزراء‬

‫‪21‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫ووج���وده فق���ط لتغطي���ة الربت���وكالت ‪ .‬جن���ح‬ ‫األخوان واإلس�ل�ام السياسي يف عزل زيدان أثناء‬ ‫مؤمت���ر روما وقزموه وأهانوه إل���ي أبعد احلدود‪.‬‬ ‫صحي���ح أن���ه ال احد يس���تطيع حتمل م���ا حتمله‬ ‫زيدان م���ن إهانات وتهمي���ش وحماولة حتقريه‬ ‫ووصل���ت املرحل���ة باختطاف���ه وحماصرت���ه يف‬ ‫مكتب���ه‪ .‬هل كل ه���ذا من أجل الوط���ن واملواطن‬ ‫؟ ونتمن���ى أن يك���ون هذا ! ولكن م���ن يعرف علي‬ ‫زي���دان علي ص���ح رمبا يق���ول هذا غ�ي�ر صحيح‬ ‫ولكن كل ما يقوم به ال يوحي بهذا أبداً وس���وف‬ ‫تثبت األي���ام هذا ‪ ،‬ما الذي خرج ب���ه مؤمتر روما‬ ‫؟وه���ل في���ه أي ش���يء لص���احل ليبيا ؟ الس�ل�اح ‪-‬‬ ‫ومش���كلة الس�ل�اح‪ -‬لن يس���تطيع اح���د جتميعها‬ ‫اآلن م���امل يك���ن هنال���ك جي���ش وش���رطة قوية‪.‬‬ ‫الش���عب يقول جيب جتميعها من املليش���يات أوال‬ ‫وبعدها الش���عب ‪ ،‬الكثريون ال يريدون أموال من‬ ‫اجل هذا الس�ل�اح وليس من حقهم ومل يش�ت�روه‬ ‫أبداً وأمنا مت االس���تيالء عليه من خمازن الدولة‬ ‫واجلي���ش والذي يطالب املؤمتر بتكوينه بأس���رع‬ ‫وق���ت وقدم���ت بع���ض ال���دول املس���اعدة‪ .‬نتمنى‬ ‫أن يك���ون ه���ذا بأس���رع وق���ت وبق���وة تزي���د ع���ن‬ ‫‪ 50‬أل���ف جن���دي وضابط‪ .‬جيب تس���ريح كل‬ ‫م���ن ه���م باجلي���ش اآلن ‪ ،‬وص���رف مرتب���ات هلم‬ ‫ويبق���ون يف بيوته���م حي���ث اثب���ت اجلمي���ع أنهم‬ ‫ليس���وا جيش���اً وإمنا أفراد والئهم لي���س للوطن‪.‬‬ ‫هنالك ع���دد منهم وهو حوال���ي ‪ -30% 20‬فعال‬ ‫ه���م م���ن حي���ب مهن���ة اجلي���ش ويري���د محاية‬ ‫الوطن واملواطن‪ ،‬وكذلك الش���رطة واليت يزيد‬ ‫عددهم عن ‪ 100‬ألف ش���رطيا بليبيا اآلن ‪ ،‬وهم‬ ‫مس���جلني وحمس���وبني على امليزانية ويستلمون‬ ‫رواتبه���م وميزاته���م ولكن ال يطبق���ون القانون ‪.‬‬ ‫بع���ض الدول تعهدت بأن تق���وم بتدريب عناصر‬ ‫الش���رطة‪{ .‬أي أن يُس���رح مجيعه���م إلي اخلدمة‬ ‫املدنية وبرواتبه���م ويدربون للعمل املدني‪ ،‬ونبدأ‬ ‫بشرطة جديدة ومبيزات جديدة‪.‬‬ ‫اهلجرة غري الش���رعية واليت أرهقت األوروبيني‬

‫‪،‬واالحت���اد األوروبي والذي يعترب نفس���ه هو احلليف‬ ‫االس�ت�راتيجي لليبيا‪ .‬فعال هو احلليف االس�ت�راتيجي‬ ‫وجي���ب أن يكون الوحيد‪ .‬أرادوا مس���اعدة ليبيا يف هذا‬ ‫حيث أن مجيع اجملرمني بالدول اجملاورة دخلوا ليبيا‬ ‫وكذل���ك الكث�ي�ر م���ن دول أفريقيا‪ .‬بعضهم يس���عى‬ ‫إلحي���اد لقمة العيش ولكن مجيعهم يريدون اهلجرة‬ ‫وخاص���ة ممن ه���م مطلوبني ببلدانهم‪ .‬ليبيا س���تكون‬ ‫أول من يقفل هذا الباب‪.‬‬ ‫أيضا البني���ة التحتية والتنمية بليبي���ا واليت هي اهم‬ ‫حم���ور ملن نادوا النعقاد مؤمتر روما‪ .‬صحيح ليبيا يف‬ ‫حاجة هلم ولكن األولويات الس���ابقة هي اهم ولكن ال‬ ‫بأس يف أن يساعدوا ليبيا يف اخلروج من هذا الركود‬ ‫االقتصادي‪.‬‬ ‫انتهي مؤمت���ر روما وانتهت معه حكومة الس���يد علي‬ ‫زي���دان وما قدم ل���ه من إهان���ات علنية أم���ام اجلميع‬ ‫وما ظهر منها على وجهه ‪ .‬انتصر الس���يد علي زيدان‬ ‫عليه���م يف عدة حماف���ل ولكن لي���س يف حمفل روما‪.‬‬ ‫لقد كانوا أمكر من���ه ورغم أنه لقب بالثعلب املاكر‪،‬‬ ‫لكنه اصبح أمامهم مثل احلمل الوديع أو ما يقال عنه‬ ‫يف السياس���ية بالوزة الس���وداء يف قطي���ع وزات بيضاء‪.‬‬ ‫لكن هذه الوزة السوداء مل تستطيع تغري كل شيء يف‬ ‫صاحلها مما جيعلها دائما تنطوي على نفسها وتغيب‬ ‫يف الظالم حيث لونها وش���كلها سيساعدها يف الذهاب‬ ‫بعيداً واىل األبد‪ .‬املؤمتر أالن يعرف بأن هنالك جس���م‬ ‫ش���رعي أخر ق���د انتخب���ه الش���عب اللييب وه���و جلنة‬ ‫الستني وسوف يعجل من خروجه وما قامت به جلنة‬ ‫فرباير من تعديل لإلعالن الدس���توري هو أخر س���هم‬ ‫يرمي علي ابوس���همني ومن معه به���ذا املؤمتر والذي‬ ‫ال يري���د أن يرح���ل ح�ت�ي يتأك���د ب���أن زي���دان راحل‬ ‫لألب���د‪ .‬ليبي���ا س���تبقي وما فعل���وه هؤالء خ�ل�ال هتني‬ ‫الس���نتني‪،‬لن يغ�ي�ر من ليبي���ا وال من أرادة ش���عبها يف‬ ‫املض���ي قدما لتحقيق حل���م كل اللبيني والليبيات يف‬ ‫أنش���اء دول���ة مدني���ة ودميوقراطية ويعم به���ا العدل‬ ‫واملساواة والتعايش الس���لمي بني أبنائها‪ .‬مؤمتر روما‬ ‫جن���ح يف توجيه ضربة قوية للس���يد عل���ي زيدان ومل‬ ‫ينج���ح يف أجياد خارط���ة جديدة لليبي���ا للخروج من‬ ‫هذا املأزق السياسي والذي أرادة ابوسهمني أن يستمر‬ ‫والدليل أنه���م كانوا باملرصاد للس���يد علي زيدان يف‬ ‫ه���ذا املؤمت���ر والذي ذه���ب إل���ي هنالك يري���د الغرب‬ ‫واالحت���اد األوروبي أن يتدخلوا ملس���اعدته ألنه يعترب‬ ‫نفسه هو روبن هود لليبيا القادمة‪..‬‬ ‫ليبيا س���تبقي حرة بعون اله‪ .‬وأن طال الزمن س���تقوم‬ ‫الدولة املدنية‬

‫لو أن املداخلة اليت قام بها السيد الوزير‬ ‫ع��ل��ى ق��ن��اة ال��ع��رب��ي��ة وامل��ت��ع��ل��ق��ة بتسليم‬ ‫النيجر للساعدي القذايف وأنتهت خبلع‬ ‫الوزير للسماعات وأنسحابه ووع��ده بأنه‬ ‫لن جيري مقابلة جمددا مع قناة العربية‬ ‫غري املهنية ‪ ..‬أق��ول لو أن املقابلة أنتهت‬ ‫على هكي وخ�لاص لكان األم��ر ع��ادي يف‬ ‫بالد العجائب ‪ ..‬ولكن أن جتد من اقاربه‬ ‫وم��ع��ارف��ه م���ن مي��ج��د ردوده وس��ل��وك��ه‬ ‫متخذا من ه��ذا السلوك عنوانا للثورية‬ ‫وال��وط��ن��ي��ة وال��غ�يري��ة وال��ف�براري��ة فهذا‬ ‫حيتاج لشوية مراجعة هادئة ‪ ..‬األمر ليس‬ ‫شخصيا أطالقا ولكن من ب��اب أن السيد‬ ‫الوزير هو أكثر وزير متوفر يف كل شي‬ ‫ول��ذا ل��ن جي��د امل��رء ُب��دا م��ن ال��وق��وف على‬ ‫أثاره ‪.....‬‬ ‫‪ ..‬كان السؤال عن ما يرتدد حول‬ ‫صفقة ووس��اط��ة فرنسية وراء‬ ‫تسليم الساعدي من النيجر اىل‬ ‫ليبيا ‪ ..‬نفس السؤال الذي ُطرح‬ ‫على السيد نعمان ب��ن عثمان‬ ‫وأستقبله بقوله س���ؤال مهم‬ ‫وح�����اول اإلج���اب���ة ع��ل��ي��ه من‬ ‫وجهة نظره من دون نرفزة‬ ‫وال عصبية مصطنعة وال‬ ‫تتويه ب��ال��دخ��ول ملواضيع‬ ‫ال ع�لاق��ة هل��ا ب��ال��س��ؤال ‪..‬‬ ‫وبالرجوع اىل ردود األخ‬ ‫ال���وزي���ر وه��ج��وم��ه على‬ ‫امل��ذي��ع وال��ق��ن��اة أت��س��أل‬ ‫عن التالي ‪..‬‬ ‫‪.. 1‬‬ ‫حت���دث األخ ال��وزي��ر‬ ‫وك��رر م��رارا وم��رارا كلمة ( الدولة ) و‬ ‫بأن هذا اإليضاح شأن الدولة ‪ ،‬وأن الدولة‬ ‫ستعلن عن االتفاق يف الوقت املناسب ‪ ،‬وأن‬ ‫ال��دول��ة مسئولة وأن ال��دول��ة وال��دول��ة و‬ ‫الدولة ‪ ...‬هنا أتسأل عن اي دولة يتحدث‬ ‫الرجل ؟ عن الدولة العاجزة عن محاية‬ ‫مواطنيها من القتل اليومي ‪ ،‬واخلطف‬ ‫و انتهاك حقوقهم ‪ ..‬عن أي دول��ة ؟ عن‬ ‫ال��دول��ة ال�تي مل تسطع مح��اي��ة صندوق‬ ‫اق�تراع ‪ ..‬عن أي دول��ة ؟ عن ال��دول��ة اليت‬ ‫خيطف رئيس وزرائ��ه��ا ج��ه��ارا ن��ه��ارا وال‬ ‫يطلق سراحه إال بعد تهديدات خارجية‬ ‫من دول عظمى ‪،‬وقبلها يعتدى على أعضاء‬ ‫مؤمترها يف الكرميية بالضرب والشتائم و‬ ‫أطالق الرصاص ‪ ..‬عن أي دولة يتحدث‬ ‫؟ عن الدولة اليت ج��وازات سفرها منحت‬ ‫لكل مواطين العامل وتضبط كل يوم يف‬ ‫كل مطارات العامل ‪ ..‬عن أي دولة يتحدث‬ ‫؟ عن الدولة اليت ال تستطيع جباية قرش‬ ‫واحد مقابل اخلدمات العامة هلا ‪ ..‬عن أي‬ ‫دولة اليت واليت و اليت‪ ...‬؟‬ ‫إن ت��ك��رار ال��ش��ي دل��ي��ل على ع��دم وج��وده‬ ‫وف��ق��دان��ه ‪،‬ويف م��س��رح العبث تعترب هذه‬ ‫من عالمات الفقدان ومن ظواهر العبث‬ ‫الرئيسية ‪.‬‬ ‫‪.. 2‬‬ ‫منزعج السيد ال��وزي��ر من لفظة صفقة‬ ‫وأستبدهلا بلفظة أتفاق !!! و ما ه��ذه إال‬ ‫ابنة تلك ‪،‬الساعدي مل يسلم هكذا حبا يف‬

‫الشعب اللييب ولسواد عيونه سلم مقابل‬ ‫أت���ف���اق مش���ل ص��ف��ق��ة ب�ي�ن ط���رف�ي�ن‪ .‬إن��ه‬ ‫يذكرني ب ُغالة القوميني العرب الذين ال‬ ‫حيبون كلمة هزمية ‪ 67‬م ويستبدلونها‬ ‫بكلمة نكسة ‪ 67‬م ‪..‬‬ ‫‪.. 3‬‬ ‫يتهم الوزير املذيع بأنه ينتقي أسئلته من‬ ‫مراهقي الفيس بوك على حد تعبريه ‪: ..‬‬ ‫اوال ‪ :‬اخلرب أنتشر على الفيس بوك مكتوبا‬ ‫على صفحة وزي���رة سابقة يف حكومة‬ ‫الكيب ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الفيس ب��وك إذا كانت به عشرة‬ ‫أخبار مغلوطة فإن به ثالثة صادقة ‪،‬وهو‬ ‫يف ذل��ك أفضل م��ن حكومة ال تقل شيئا‬ ‫مطلقا ‪،‬وإذا نطقت فإنها تكرر ما يكتبه‬ ‫الفيس بوكيون وتردده إذاعات العامل ‪.‬‬

‫ُ‬ ‫وصف كاتيب اخلرب من املراهقني‬ ‫ثالثا ‪:‬‬ ‫ه��ذا ليس عيبا ف��امل��راه��ق يف طريقه اىل‬ ‫النمو والنضوج ‪،‬ولكن العيب يف حكومة‬ ‫عاجزة تؤكد عجزها باخلرف السياسي و‬ ‫االجتماعي و االضمحالل الفكري أيضا ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬احلملة ضد الفيس ب��وك ومواقع‬ ‫ال���ت���واص���ل االج��ت��م��اع��ي وال��ت��ي ي��ق��وده��ا‬ ‫أردوغان اآلن ليست جديدة فقد جربها بن‬ ‫علي ومبارك و القذايف وغريهم ‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬ل��وال الفيس ب��وك و مراهقوه ‪-‬‬ ‫على حد تعبري األخ الوزير الغاضب ‪ -‬ملا‬ ‫كان للشعب اللييب ولو قطرة من معرفة‬ ‫ما جيري يف البالد ألن احلكومات الليبية‬ ‫املتعاقبة واىل اآلن أغرقت الشعب بعدم‬ ‫الشفافية واملصداقية !! ‪.‬‬ ‫‪.. 4‬‬ ‫ي��س��ت��ش��ي��ط غ��ض��ب��ا وص���راخ���ا وه����و يضع‬ ‫صورة الشهيد منصور الكيخيا خلفه ‪،‬ويف‬ ‫حركة مسرحية معدة مسبقا يشهرها يف‬ ‫وجه الكامريا ‪،‬مذكرا باستشهاد األستاذ‬ ‫منصور يف سجون القذايف ‪،‬متناسيا الوزير‬ ‫بأن الشهيد منصور الكيخيا رمحه اهلل هو‬ ‫من اللذين مشلهم قانون العزل السياسي‬ ‫ال��ذي فرض على املؤمتر الوطين بالقوة‪.‬‬ ‫‪ ..‬يا االخ الوزير ان هذا الشهيد الذي تزايد‬ ‫ب��ش��ه��ادت��ه ع��ل��ى اآلخ���ري���ن ‪،‬وآخ���ري���ن من‬ ‫الشهداء األبرار ‪،‬ما كان ليكون جزاؤهم يف‬ ‫دولتك املزعومة اإلهانة بعزهلم سياسيا ‪،‬‬ ‫حني قتلهم القذايف وأهانتهم دولة فرباير ‪.‬‬

‫‪.. 5‬‬ ‫يتهم املذيع بعدم احلرفية لقوله ( مجيع )‬ ‫‪،‬وأتفق مع الوزير يف ذلك فال إمجاع على‬ ‫شي ‪،‬ولكن الغريب أن الوزير ينسى نفسه‬ ‫وال يطبق هذه احلرفية على ذاته ‪،‬فنطالعه‬ ‫يقول الشعب اللييب كذا والشعب اللييب‬ ‫ك���ذا ‪،‬وأع��ت��ق��د أن ال��ش��ع��ب ال��ل��ي�بي ليس‬ ‫بإمجاعه على ما ذهب إليه الوزير الغاضب‬ ‫‪،‬ف��ي��ا س��ي ال��وزي��ر م��غ�ير مهجرين خ��ارج‬ ‫ليبيا وكما حيب أن يسميهم الكثريين (‬ ‫هاربني ) يف اخلارج عندك مليون ونصف‬ ‫‪ ..‬أين احلرفية يف قولك ذاك ؟‬ ‫‪.. 6‬‬ ‫يعلن ب���أن ال���دول���ة الليبية ستعلن عن‬ ‫تفاصيل االت��ف��اق يف ال��وق��ت ال��ل��ذي ت��راه‬ ‫مناسبا ‪ ..‬بينما تعود الليبيون مجيعا أن‬ ‫ال��دول��ة ال تعلن‬ ‫ع�������������ن ش���������يء‬ ‫‪،‬وخ����ص����وص����ا م��ا‬ ‫ت��ت��ع��ه��د ب��إع�لان��ه‬ ‫‪،‬ول������ل������ت������ذك���ي��ر‬ ‫ف�������ق�������ط ول�����ي�����س‬ ‫ل��ل��ح��ص��ر ال��ل��ي��ب��ي��ون‬ ‫م���ا زال�����وا ي��ن��ت��ظ��رون‬ ‫ن��ت��ائ��ج ال��ت��ح��ق��ي��ق يف‬ ‫االغ���ت���ي���االت ‪،‬وأش���ه���ر‬ ‫ال���وع���ود ع��ن��دم��ا اغتيل‬ ‫ال��ن��اش��ط السياسي عبد‬ ‫السالم املسماري تعهدت‬ ‫احل��ك��وم��ة ب���االع�ل�ان عن‬ ‫القتلة يف ث�لاث��ة أي���ام ثم‬ ‫نسى ‪،‬وغريها من التعهدات ‪.‬‬ ‫‪..7‬‬ ‫إذا ك���ان ه��ن��اك دول���ة حقيقة فتسليم‬ ‫ال��س��اع��دي ي��ف��ت��ح ال���س���ؤال ع��ن امل��ش��اري��ع‬ ‫اإلمنائية واالستثمارية يف الداخل اللييب ‪:‬‬ ‫ملاذا ال تعمل الدولة على استكماهلا ‪،‬و الال‬ ‫ما فيش دولة حتمي الشركات األجنبية‬ ‫الستكمال املشاريع ال�تي أح��وج م��ا يكون‬ ‫الليبيون إليها ؟ ‪،‬وعن تسليم السجناء ملاذا‬ ‫ال تسلم مجيع امل��دن السجناء املوجودين‬ ‫يف سجونها اىل سلطة الدولة وسجونها‬ ‫املركزية بطرابلس ؟ ‪،‬وبذلك تلغي فكرة‬ ‫وراثة السجناء‪.‬‬ ‫‪.. 8‬‬ ‫وم��ن ب��اب امل��راه��ق��ة الفسبوكية وأميانا‬ ‫جبدوى الدعاية فإن شكوالطة ( سنكرس‬ ‫) تفيد قبل املقابالت التلفزيونية‪.‬‬ ‫أخريا ‪:‬‬ ‫ال الساعدي وال مؤمتر روما ( عراسة روما‬ ‫) ‪،‬وال ص��راخ مسرحي ل��وزي��ر ‪،‬وال جلنة‬ ‫فرباير ‪،‬وال قضية اجلضران ‪،‬وال املؤمتر‬ ‫الوطين منتهي الصالحية ‪،‬وال احلكومة‬ ‫العاجزة إال على بسطاء الليبيني املدنيني‬ ‫‪،‬وال اخلواجة مرتي ‪،‬وال ‪،‬و ال ‪،‬وال ‪،‬ستعمي‬ ‫ع��ي��ون��ن��ا ع��ن حقيقة ال��ق��ت��ل ‪،‬واخل��ط��ف‬ ‫‪،‬والنهب ‪،‬والتفجري اليومي يف مدن الشرق‬ ‫اللييب ‪،‬اليت حتول العيش فيها اىل مغامرة‬ ‫بكل ما تعين الكلمة من معنى‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫اهلالل مصنع املواهب‬ ‫فرج العقيلى‬

‫فري���ق اهلالل لكرة القدم من الفرق العريقة اليت نعتز‬ ‫بها منذ نشأته يف اخلمسينيات من القرن املاضي ملا أنتجه‬ ‫من مواهب عرب مسريته للمنتخبات الوطنية يف خمتلف‬ ‫الفئات السنية ‪.‬‬

‫مايزال هذا الفريق حريصاً على تزويد منتخباتنا بالعديد‬ ‫من املواهب حتى يومنا هذا وبصمات مواهب اهلالل كانت‬ ‫واضح���ة للعي���ان فى منتخ���ب الش���ان الذي ف���از ببطولة‬ ‫إفريقيا لالعبني احملليني فى جنوب إفريقيا‪.‬‬ ‫فري���ق اهلالل لك���رة القدم مل يكن حمظ���وظ يف حصوله‬ ‫على بطوالت الدوري على مستوى ليبيا لكنه من أكثر‬ ‫الفرق عطاء للمنتخبات وأمجلها أداء يف اللعب ‪.‬‬ ‫وه���ذا وح���ده يكفى ليك���ون اهل�ل�ال فرق���اً وإدارة جديرة‬ ‫باالحرتام والتقدير والثناء‬

‫‪23‬‬

‫خليل العرييب‬ ‫أمحد بشون‬

‫الفيتوري رجب‬

‫تفوق وترقب‬

‫ما حققه فريق االهلى لكرة القدم يف تصفيات‬ ‫البطول���ة اإلفريقية يعترب اجن���ازاً طيباً وخطوة‬ ‫متقدم���ة أن يصل إىل دوري الس���تة عش���ر رغم‬ ‫الظ���روف الصعب���ة ال�ت�ي تعيش���ها بالدن���ا واليت‬ ‫ترت���ب عليه���ا ع���دم الس���ماح باللع���ب باملالع���ب‬ ‫الليبية وهذه الرحالت املاكوكية اليت قام بها‬ ‫الفريق م���ن بنغازي إىل تونس ثم إىل تش���اد ثم‬ ‫اىل بنغ���ازى إىل غان���ا ومن غان���ا إىل تونس دون‬ ‫الرجوع ألرض الوطن وما نش���أ على هذا الس���فر‬ ‫م���ن إرهاق بدني وذهين ومع ذلك فقد اس���تطاع‬ ‫الفريق إقصاء الفريقني التش���ادي والغاني وقدم‬ ‫مباريات اتسمت بالكفاح والروح العالية بعد هذا‬ ‫التأهل س���يكون لقائهم القادم مع فريق االهلى‬ ‫املص���ري صاح���ب التاري���خ احلاف���ل باالجن���ازات‬ ‫وعلى وج���ه اخلص���وص يف البطول���ة اإلفريقية‬ ‫ال�ت�ي فاز بها عدة مرات وهو حامل اللقب وقد بدا‬ ‫اإلعالم يتحديث عن هذا اللقاء التارخيي خاصة‬ ‫ان���ه مل يس���بق للفريق�ي�ن االلتق���اء يف مباري���ات‬ ‫رمسية وبهذه املناس���بة أق���ول لالعيب االهلى ال‬ ‫تنظروا للتاريخ وال تستمعوا إىل بعض االصوات‬ ‫احملبطة والن نتائج كرة القدم ال دخل للتاريخ‬ ‫واالجنازات السابقة فيها ولكنها تنتزع بالنظام و‬ ‫األداء املتمي���ز والروح العالي���ة اليت هي مسة من‬ ‫مس���ات اجملتمع اللييب ولكم فيما حققه الفريق‬ ‫الوطين عربة وأسوة والذى مل يكن يراهن عليه‬ ‫احد ولكن���ه حقق اجنازا كبرياً بفعل هذه الروح‬ ‫العالية‬ ‫أق���ول لك���م الب���د ان تضع���وا نصب أعينك���م أنكم‬ ‫التلعب���ون لالهلى الفريق فق���ط ولكن تلعبون‬ ‫باسم ليبيا احلرة وعندما تؤدون واجبكم بالروح‬ ‫العالية سيكون النصر حليفكم وإذا مل يتحقق ال‬ ‫مسح اهلل الفوز سيقول عنكم الناس أنكم رجاال‬ ‫يستحقون االحرتام !!!‬

‫ميادين الرياضة‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬

‫حبة لؤلؤ ‪ ..‬تزين جبني حراس املرمى يف ليبيا‬

‫اإلحتفال بعيد الفن يف مصر‬

‫فنان من بالدي‬

‫حتت شعار ( الفن حرية ومسئولية ضد أي سلطة )‬

‫فتحي علي الساحلي‬ ‫م���ن كان يص���دق أن ذل���ك الصغري الذي‬ ‫كان يرمت���ي على الكرة يف حي الس���بالة‬ ‫س���يكون يف يوم من األيام ح���ارس مرمى‬ ‫املنتخ���ب اللي�ب�ي ‪ ،‬ويلف���ت األنظ���ار إلي���ه‬ ‫‪ . .‬تكوين���ه اجلس���ماني وب���روز كتفي���ه‬ ‫كالع�ب�ي ( الرك�ب�ي ) كانت���ا توحي���ان‬ ‫بذلك ‪ ،‬بل وتؤهالنه ليضع ش���ارة ضابط‬ ‫الفريق يف عضده األيس���ر ‪ ،‬وهو شرف مل‬ ‫حيقق���ه الكثري من ح���راس املرمى ‪ ،‬ولكن‬ ‫ما س���ر الرق���م ( ‪ ) 5‬يف حياة هذا الالعب ؟‬ ‫! أنا أعتقد أن س���ر هذا الرقم هو أنه كان‬ ‫يتفاءل به ويعتقد بأن���ه كان يذهب عنه‬ ‫أع�ي�ن احلاس���دين ‪ ،‬وباللهج���ة الليبي���ة (‬ ‫إخيمس على روحه ) ‪.‬‬ ‫تعالوا نعرفكم على القليل من مسرية هذا‬ ‫الالع���ب النابغة ‪ ،‬وهو م���ن مواليد مدينة‬ ‫بنغ���ازي ع���ام ‪ ، 1955‬تعل���م أجبدي���ات‬ ‫حراس���ة كرة القدم يف حي الس���بالة عام‬ ‫‪ 1965‬م���ع أقران���ه ‪ ،‬وكان م���ن بينه���م‬ ‫الالعب���ان يوس���ف إبراهي���م وعبدالكري���م‬ ‫اهلالل���ي ‪ ،‬وكان من���ذ نعوم���ة أظف���اره‬ ‫يعش���ق الوقوف يف خانة حراس���ة املرمى ‪،‬‬ ‫إذ كان ش���غوفاً بالذه���اب إىل ملع���ب ‪24‬‬ ‫ديسمرب بالربكة ‪ ،‬والوقوف خلف حراس‬ ‫املرمى ليشاهدهم كيف يتصدون للكور‬ ‫وحيم���ون مرماه���م ‪ ،‬ويتصرفون حبكمة‬ ‫وعقالنية ‪ ،‬وجبنون أحياناً ‪.‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ 1970‬جاءت���ه الفرصة الذهبية‬ ‫وانضم إىل أش���ال األهل���ي ‪ ،‬وحظه اجليد‬ ‫أن امل���درب العبقري عب���دو صاحل الوحش‬ ‫كان مدرب���اً للفريق األول يف ذلك الوقت‬ ‫‪ ،‬وكان أمحد بش���ون مديراً للكرة ‪ ،‬وهذا‬ ‫يع�ن�ي االهتم���ام والتقنية وعش���ق األهلي‬ ‫والغاللة احلمراء ‪ ،‬والعمل اجلاد من أجل‬ ‫بناء جمد األهلي ‪.‬‬ ‫و الق���ى الفيت���وري الكث�ي�ر م���ن العناي���ة‬ ‫والتوجيه من املدرب الوحش ‪ ،‬وللحقيقة‬ ‫أنه كان حقاً مش���روع حارس كبري قادم‬ ‫ميض عام واحد على‬ ‫وبق���وة وتوهج ‪ ،‬ومل ِ‬ ‫وج���وده يف فري���ق األش���بال حت���ى اخت�ي�ر‬ ‫للفري���ق األول وللمنتخ���ب أيض���اً ‪ ،‬حيث‬ ‫لع���ب م���ع املنتخ���ب أم���ام النيج���ر ‪ ،‬وف���از‬ ‫املنتخب بهدف مقابل صفر ‪.‬‬ ‫لعب الفيت���وري لألهلي مباريات عديدة‬ ‫‪ ،‬وسد الثغرة اليت تركها العمالق بوعود‬ ‫‪ ،‬وف���از مع األهل���ي بعدة بط���والت ‪ ،‬وقدم‬ ‫معهم مباريات ال تنسى أبداً ‪.‬‬ ‫اخت�ي�ر للمنتخب يف مناس���بات كثرية ‪،‬‬ ‫وشارك يف دورة ( مارديكا ) اليت أقيمت يف‬ ‫ماليزا خالل عم ‪ ، 1977‬واليت ش���اركت‬

‫يوسف بن صرييت‬ ‫رئيس اجلمهورية يكرم حممود ياسني‬

‫فيه���ا ‪ 9‬فرق ‪ ،‬حتصل فيه���ا منتخبنا على‬ ‫الرتتي���ب الراب���ع ‪ ،‬وألن الفيت���وري ق���دم‬ ‫كرة متطورة يف حراسة املرمى وبشهادة‬ ‫الصح���ف الرياضي���ة هن���اك ‪ُ ،‬من���ح لقب‬ ‫أفضل ح���ارس مرمى يف ال���دورة ‪ ،‬وكان‬ ‫هذا انتصار كبري ملدرس���ة حراس املرمى‬ ‫يف ليبي���ا وخاصة لألهل���ي الذي ختصص‬ ‫يف تقديم احلراس املهرة واملوهوبني ‪.‬‬ ‫لع���ب أيضاً م���ع املنتخب يف ب�ل�اد ما بني‬ ‫النهري���ن ‪ ،‬وحق���ق التع���ادل م���ع املنتخب‬ ‫العراق���ي الق���وي وال���ذي كان يدرب���ه يف‬ ‫ذلك الوقت العبقري ( عمو بابا ) ‪.‬‬ ‫ويعت���ز كثرياً بفوز املنتخب اللييب على‬ ‫املنتخب الرتكي بهدف مقابل صفر‪.‬‬ ‫م���ن األش���ياء ال�ت�ي أخف���ق فيه���ا ‪ ،‬وم���ن‬ ‫األه���داف اليت يعتق���د بأنه مس���ؤو ً‬ ‫ال عنها‬ ‫هدف املنتخب التونس���ي يف مرماه والذي‬ ‫س���جله الالع���ب الرائ���ع ( الكع�ب�ي ) ‪ ،‬إال‬ ‫أنين أعتقد بأن ك���رة اهلدف تعين هدف‬ ‫بالنس���بة للحارس اجليد واحلارس األقل‬ ‫مس���توى واحلارس اخلارق ال يستطيعون‬ ‫صده���ا ‪ ،‬وأحيان���اً تك���ون املس���ؤولية عل���ى‬

‫املدافع�ي�ن لع���دم مراقبة الالع���ب القريب‬ ‫م���ن املرم���ى ‪ ،‬أو لتكت���ل املدافعني وحجب‬ ‫الرؤية عن احلارس أثناء متابعته لالعب‬ ‫يف حلظ���ة الصف���ر اليت سيس���دد الكرة يف‬ ‫وقتها ومن ثقب اإلبرة حنو اهلدف ‪.‬‬ ‫ويف النهاي���ة وكالع���ب معاص���ر هل���ذا‬ ‫احل���ارس ‪ ،‬أش���هد بأن���ه قدم ك���رة رائعة‬ ‫وت���رك بصم���ة يف تاريخ حراس���ة املرمى ‪،‬‬ ‫وكان حب���ة لؤلؤ يف عقد حراس���ة املرمى‬ ‫الليبية وترك لنا بصمة واضحة يف تاريخ‬ ‫حراس املرمى يف ليبيا‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬فتحي علي الساحلي‬ ‫الصور املرفقة ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ فري���ق األهل���ي يف الس���بعينيات ‪:‬‬ ‫الفيتوري برفقة ‪ :‬احلش���اني ‪ ،‬وبن صويد‬ ‫‪ ،‬وس���اطي‪ ،‬الفزانى ‪ ،‬ومرس���ال ‪ ،‬ومسيح ‪،‬‬ ‫والزاوي ‪ ،‬والبشاري ‪ ،‬والتومي ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ لقطة مع املنتخب ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ الفيتوري ضابط املنتخب مع حارس‬ ‫مرمى تونس ( النايلى ) ‪.‬‬

‫شهدت قاعة األوبرا املصرية بالقاهرة‬ ‫اخلمي���س املاضي املواف���ق ‪2014/3/13‬‬ ‫اإلحتف���ال بعيد الف���ن يف مصر بعد غياب‬ ‫‪ 33‬عاما بإشراف اإلحتاد العام للنقابات‬ ‫الفنية برئاسة املوسيقار هاني مهنا الذي‬ ‫رفع ش���عار ( عي���د الفن يف مص���ر ‪...‬الفن‬ ‫حري���ة ومس���ئولية ضد أي س���لطة ) وقد‬ ‫أختري هذا املوعد لتزامنه بذكري ميالد‬ ‫موسيقار األجيال حممد عبدالوهاب ‪.‬‬ ‫وق���د أقيم���ت بهذه املناس���بة إحتفالية‬ ‫كبرية حبضور مجع كبري من الفنانني‬ ‫والصحفي�ي�ن واإلعالمي�ي�ن ورج���ال‬ ‫الدول���ة يتقدمهم الرئي���س املؤقت عدلي‬ ‫منصور ورئي���س جملس ال���وزراء ووزير‬ ‫الثقافة والفريق السيس���ي الذي أستقبل‬ ‫بالتصفيق احلار من قبل احلضور ‪ ،‬وأحيا‬ ‫احلفل الفنانني أنغام وهاني شاكر كما‬ ‫قدم���ت جمموع���ة الفنان�ي�ن يتقدمه���م‬ ‫حس�ي�ن فهم���ي وليل���ي عل���وي وآخري���ن‬ ‫اوبريت غنائي يتغين بالثورة املصرية من‬ ‫أشعر مجال خبيت ‪.‬‬ ‫وج���اء يف كلم���ة ري���س اجلمهوري���ة‬ ‫املؤق���ت عدل���ي منص���ور يف بداي���ة احلفل‬ ‫‪ :‬ال���ذي أك���د عل���ي أن تكريم أه���ل الفن‬ ‫م���ن املبدع�ي�ن واجب ومس���تحق مش���ددا‬

‫تكريم فاتن محامة‬

‫علي إس���تمرارية هذا العيد يف املس���تقبل‬ ‫وس���تتلقاه أجيال مقبلة ‪ ،‬كما طلب من‬ ‫أه���ل الف���ن أال يرتك���وا الس���احة الفنية‬ ‫فريس���ة للعبث بالذوق املصري العام وأن‬ ‫يتص���دوا لذلك بإنتاج فن حقيقي يرتقي‬ ‫بالذوق العام ويعيد للفن رقيه ‪.‬‬ ‫وتضم���ن برنام���ج عي���د الف���ن تكري���م‬ ‫العديد م���ن الفنانني الراحل�ي�ن واألحياء‬ ‫من ال���رواد مبنحهم وس���ام اإلس���تحقاق‬ ‫اجلمه���وري م���ن الدرجة األول���ي ‪ ،‬حيث‬ ‫مت تكري���م كل م���ن الراحل�ي�ن ‪ :‬حمم���د‬ ‫ف���وزي وعزالدي���ن ذو الفق���ار وعبداحلي‬ ‫أديب ورش���دي أباظة وأمحد منيب كما‬ ‫مت تكري���م الرواد ش���ادية وفات���ن محامة‬ ‫وماج���دة ومسيح���ة أي���وب ونادية لطفي‬ ‫وعزت العاليلي وحس���ن يوسف وحممود‬ ‫ياسني وجناة الصغرية ‪.‬‬ ‫وكانت الفنانة يسرا يف وقت سابق قد‬ ‫قالت بأنها كانت تش���عر بالقلق الش���ديد‬ ‫عل���ي مص���ر خ�ل�ال ف�ت�رة حك���م مجاعة‬ ‫األخوان املسلمني مشرية إلي أن الفنانني‬ ‫أصروا عل���ي مقاومة اجلماعة من خالل‬ ‫األعمال الفنية ‪ ،‬وأشادت بكلمة املستشار‬ ‫عدل���ي منص���ور رئي���س اجلمهوري���ة يف‬ ‫إحتفالي���ة عي���د الف���ن مؤكدة ب���أن اهلل‬

‫أعط���ي مص���ر هدي���ة يف الف�ت�رة احلالية‬ ‫وهو الرئيس املستشار عدلي منصور وهو‬ ‫رجل قان���ون جنح بإمتياز يف تلك املرحلة‬ ‫موضح���ة بأن���ه أع���اد للف���ن والفنان�ي�ن‬ ‫قيمته���م مذك���رة مب���ا قال���ه هل���ا األمني‬ ‫الع���ام لألم���م املتح���دة بان ك���ي مون يف‬ ‫وقت س���ابق عندما كانت س���فرية النوايا‬ ‫احلس���نة ب���أن دور الفن���ان أه���م م���ن أي‬ ‫منصب ألنه يوصل رس���الته إلي شرحية‬ ‫كبرية من اجملتمع ‪.‬‬

‫جوائز أوسكار ‪2014‬‬ ‫تعت�ب�ر جوائز األوس���كار الس���نوية أك�ب�ر حدث فين‬ ‫يف جمال الس���ينما العاملي���ة وهو أكرب جتم���ع لنجوم‬ ‫الس���ينما يف هوليود ‪ ،‬وكل أنظ���ار العامل والصحفيني‬ ‫واإلعالميني والفنانني يتطلعون بإهتمام هلذا احلدث‬ ‫ليتعرفوا علي أفضل النتائج واجلوائز وأفضل النجوم‬ ‫اليت يس���عفها احلظ للحصول علي األوس���كار ‪ ،‬ورغم‬ ‫أن حف���ل هذا العام ترش���حت ثالثة اف�ل�ام عربية من‬ ‫فلس���طني واليمن ومصر للتصفي���ات النهائية إال أنها‬ ‫مل تتحص���ل عل���ي أي���ة جائ���زة وإكتف���ت باإلهتم���ام‬ ‫اإلعالمي الكبري الذي حظيت به ‪.‬‬ ‫وكان���ت أه���م النتائج النهائي���ة جلوائز هذا العام‬ ‫كاالتي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬فيلم ‪ :‬الفائز ‪ - Best Picture:‬جائزة أوس���كار‬ ‫أفضل فيلم‬ ‫‪ 12 )12‬سنة عبودية ‪)Years a Slave‬‬ ‫‪ - 2Best Actor‬جائزة أوسكار أفضل ممثل‬ ‫ماثي���و ماكونيف���ي ع���ن فيل���م ‪Matthew M c : :‬‬ ‫‪Conaughey‬‬ ‫نادي داالس للمشرتين ‪)Dallas Buyers Club( .‬‬ ‫‪ 3‬الفائزة ‪ - Best Actress:‬جائزة أوس���كار أفضل‬ ‫ممثلة‬ ‫كيت بالنشيت عن فيلم ‪Cate Blanchett ::‬‬

‫‪)Blue Jasmine( .‬‬ ‫‪ 4‬الفائ���ز ‪ - Best Director:‬جائزة أوس���كار أفضل‬

‫امللحن‬ ‫عبداحلميد شادي‬

‫•الفنان امللحن عبداحلميد شادي من األمساء الالمعة يف جمال‬ ‫التلحني عرب سنوات طويلة ‪.‬‬ ‫•كان���ت بديت���ه كه���اوي هل���ذا اجملال ع�ب�ر البحث ع���ن زمالء‬ ‫يقامسونه ه���ذه اهلواية وكان إلي جانبه امللحن ابراهيم أش���رف‬ ‫يف نفس اجملال ونفس السكن مبنطقة الصابري ببنغازي ‪.‬‬ ‫•خالل تلك املرحلة ظل الفنان عبداحلميد ش���ادي دائم البحث‬ ‫ع���ن آل���ة موس���يقية خاص���ة آل���ة الع���ود ملمارس���ة التعل���م ملهن���ة‬ ‫املوس���يقي وعن���د حصول���ة عل���ي آلة ع���ود قدمية من أحد س���كان‬ ‫نفس املنطقة إجته إلي الراحل األس���تاذ مصطفي املستريي الذي‬ ‫س���اعده يف تعلم اص���ول العزف علي تلك اآلل���ة حيت أصبح جييد‬ ‫العزف عليها ‪.‬‬ ‫•خالل العام ‪ 1961‬تقدم إلي اإلذاعة الليبية فرع بنغازي وقدم‬ ‫نفس���ه كملحن ومت إعتماده وس���جل أول أغنية من أحلانه ومن‬ ‫غن���اء املطرب انور الش���ريف بعنوان ( قول ي���ا حبييب )من كلمات‬ ‫عبدالسالم زقالم‬ ‫•ش���ارك يف ال���دورة املوس���يقية ال�ت�ي نظمته���ا اإلذاع���ة يف تل���ك‬ ‫الف�ت�رة وختصص يف آلة الكمان وأصب���ح عضو رمسي يف الفرقة‬ ‫املوسيقية باإلذاعة ‪.‬‬ ‫•باش���ر بعده���ا التلحني باإلذاع���ة وقدم جمموع���ة من األحلان‬ ‫اجلميل���ة مث���ل ‪ :‬ش���قيت يف غياب���ه لعم���ر املخزوم���ي وياس�ل�ام‬ ‫عالنس���مه لعادل عب���د اجمليد وكذابني لوحيد س���امل وغريها من‬ ‫األغاني اليت بلغت املئات ‪.‬‬ ‫•إنتق���ل الفنان عبداحلميد ش���ادي من عمله الرمسي بش���ركة‬ ‫الكهرباء إلي اإلذاعة الليبية رمسيا بعد ان كان متعاونا ‪.‬‬ ‫•متتاز أحلانه باجلمل املوسيقية اجلميلة واجلديدة ‪.‬‬

‫خمرج‬ ‫الفونسو كورون عن فيلم ‪،Alfonso Cuarón ::‬‬ ‫‪)Gravity( .‬‬ ‫‪ - 5Best Original Screenplay‬جائ���زة‬ ‫أوس���كارافضل كتابة س���يناريو اصلي الفائز ‪:‬الفائز ‪:‬‬ ‫سبايك جونز عن فيلم ( هي )‬ ‫‪)Her( .‬‬ ‫‪6Best Supporting Actress‬أفض���ل ممثل���ة‬ ‫مساعدة ‪:‬‬ ‫من أصل كيين ‪،Lupita Nyong'o‬الفائزة‪ :‬ليوبيتا‬ ‫نيونقوا‬ ‫سنة عبودية ‪)Years a Slave 12( 12‬عن فيلم‬ ‫‪ - Best Foreign Film 7‬جائ���زة أوس���كار افض���ل‬ ‫فيلم اجنيب‬ ‫الفائز ‪ :‬الفيلم اإليطالي ‪ :‬اجلمال العظيم‬ ‫‪)The Great Beauty( .‬‬ ‫‪ - Best Animated 8‬جائزة أوس���كار افضل فيلم‬ ‫رسوم متحركة‬ ‫‪ :)Frozen(.‬الفائز فيلم ‪:‬‬ ‫‪ 9‬جائزة أوسكار افضل ممثل مساعد‬ ‫الفائز جريالد ليتوا‬ ‫عن فيلم نادي داالس للمشرتين‪Jared Leto :‬‬

‫(‪)Dallas Buyers Club‬‬


‫السنة الرابعة ‪ 24 - 18 ( - ) 149 ( -‬مارس ‪) 2014‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.