العدد 59

Page 1

‫السنة الثانية العدد‬

‫‪ 26 ( 59‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫عرس ليبيا االنتخابات ‪:‬‬ ‫صار باإلمكان أن يكون لدينا وطن‬ ‫ليبيا حتتاجنا‬ ‫مجيعًا‬

‫انتخبوا‬ ‫الدستور‬

‫بالد الزهر‬ ‫واحلنة‬

‫محل اجلماعة‬ ‫ريش‬

‫اطلب‬ ‫امللحق‬

‫ليبيا ربيع‬ ‫آخر‬

‫غداً يبداً اليوم‬

‫انتخبوا نساء ليبيا أوال‬

‫الدميقراطية‬ ‫أوال‬

‫ليبيا يا نغما‬ ‫يف خاطري‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫االنتخابات‬ ‫طريقنا إىل‬ ‫احلرية‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫عرس ليبيا االنتخابات ‪:‬‬ ‫صار باإلمكان أن يكون لدينا وطن‬ ‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان‬ ‫السلفيوم خلف عمارة شركة ليبيا‬ ‫للتأمين ‪ -‬فندق مرحبا سابقا ‪ -‬الدور‬ ‫األول‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزواية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫سخر الليبيون من أنفسهم حتى ظنوا أنهم خيتلفون عن بقية البشر حتى ليلة ‪ 15‬فرباير‬ ‫‪ ،‬وبعدها جمدوا أنفسهم حتى ظن بعضهم أنهم فوق البشر‪.‬‬ ‫والي���وم يعان���ي الليبي���ون من هذه احلال���ة املتطرفة ال�ت�ي أوقعتهم فيها الظ���روف وأوقعوا‬ ‫أنفسهم أيضا‪ ،‬وحالة كهذه جتعل النفوس مضطربة ويف كل واد تهيم ‪.‬‬ ‫لكن بعد ليلة ‪ 15‬فرباير‪ ،‬اليت نهض فيها الليبيون من سباتهم الطويل‪ ،‬مل حيدث أن يكونوا‬ ‫يف حالة مشابهة كما هم اليوم حيث يقمون بأول عملية انتخابية حرة يف تارخيهم‪.‬‬ ‫يف ليلته���م األولي كانوا يف حالة نهوض وحت���دي‪ ،‬أما يف حالتهم الراهنة فالتحدي الذي‬ ‫يواجهون وإن يشبه البارحة لكن يف حالة ملكوا فيها زمام أنفسهم وبالتالي حريتهم ‪ ،‬وهذا‬ ‫من عظائم األمور ‪.‬‬ ‫االنتخاب���ات النزيهة احل���رة حتدث ألول مرة يف تاريخ ليبيا وهل���ذا اليوم جند هذه احلالة‬ ‫اإلنتخابي���ة قائمة‪ ،‬وكل الليبيني يف حالة ذهول انعكس على الكثري منهم بإعادة انتاج ما‬ ‫ثاروا عليه ‪.‬‬ ‫ومن ذلك ‪ :‬وزير بعرضه وطوله خيرج حمرضا على التظاهر ويبث روح التمرد عرب شاشة‬ ‫التلفزيون الثوري !‪ ،‬ملاذا ؟ ألنه معرتض على قانون أصدره اجمللس الوطنى اإلنتقالي وعده‬ ‫اخل���راب ‪ .‬ه���ذا الوزير ليس لديه رئيس و ال جملس يتحدث في���ه ‪ ،‬وهو خيرج على الناس‬ ‫دون ضابط و ال رابط ‪ ،‬رئيس وزراء احلكومة االنتقالية عليه واجب وطنى وقانوني بإقالة‬ ‫هذا الوزير اخلارج عن كل األعراف والقوانني ‪ ،‬أما من مس���هم بتحريضه وتهديده س���وى‬ ‫كان اجمللس الوطنى االنتقالي أو مجعية السجناء فعليهم واجب وطنى برفع قضية ضد‬ ‫هذا الوزير الذى البد من اقالته وتقدميه للمحاكمة وإال فال تلمون أحدا ‪.‬‬ ‫م���ن يقوم جهارا نه���ارا باالغتيال ‪ ،‬أو من خيططف صحفيا ويعذبه دون أن ترمش له عني‬ ‫‪ ،‬أو أن يعود حس���ن اش���كال من قربه ويقيم القوس عند س���رت كحدود تسد الطريق بأي‬ ‫حجة ‪ ،‬أما أصحاب السالح فمن حقهم مصادرة احلقوق فهم احلق‪.‬‬ ‫والغريب مل نس���مع أو نقراء بيانا ‪ -‬أي جمرد كالم ‪ -‬من الشخصيات الناطقة الفاتقة يف‬ ‫البالد يدين هذه االفعال الفاحشة ‪ ،‬والكثري منهم يصول وجيول ويتحدث فيما يعرف وما‬ ‫ال يعرف وفيما من اختصاصه ويف ما ال عالقة له به‪.‬‬ ‫أي���ن األحزاب الوطنية ( كل حزب مبا لديهم فرحون ) وغري الوطنية يف قضايا الس���اعة ‪،‬‬ ‫وهم يطلبون بدعايات صاخبة أن ننتخبهم للمؤمتر الوطين ‪ ،‬كذلك الكالم للمس���تقلني‬ ‫واملتداعكني على املناصب ومن شابه ‪ ،‬أم أن الربيع من من فم الباب يبان‪.‬‬ ‫ومن ذلك أيضا أحزاب تدخل بأفراد عرب القوائم وبآخرين مستقلني‪.‬‬ ‫وم���ن ذل���ك فإن م���ا قبل االنتخاب���ات يكون بعده���ا إن مل تتوف���ر االرداة عند أه���ل مصراته‬ ‫والزنتان والقوى االسالمية املسلحة وشعب التبو وجيش برقة‪.‬‬ ‫على هامش االنتخابات‬ ‫ليبي���ا دول���ة غنية جدا ‪ ،‬كذا يفصح الفصحاء منا وغ�ي�ر الفصحاء ‪ ،‬لكن ليبيني منا يزعم‬ ‫كل واح���د مه���م أنه األفقر فينا ‪،‬ومنهم الكثري يردد املث���ل القائل ( صيت الغنى و ال صيت‬ ‫الفقر ) باملقلوب‪ .‬ان ما يفعله آل البنوك والتجارة والس���ياحة‪ /‬أصحاب املناصب واألحزاب‬ ‫واجلبهات‪ /‬األطباء الكبار واملهندسون واملقاولون ‪/‬باعة املخدرات والسالح ورجال اجلمارك‬ ‫الكبار‪ /‬الشيوخ واملوالة ومالك العقارات‪ /‬ان ما يفعله هؤالء عند احلديث معهم‪ :‬يشهرون‬ ‫يف وجهك سالح الفقر والفالس‪.‬‬ ‫فه���ل أن يف كل البل���دان مثة طبقة ثرية وأخرى فقرية وأن يف ليبيا‪ -‬اليت تأتي باجلديد‬ ‫دائما‪ -‬مثة طبقة واحدة و فقرية هي الطبقة الفوقية من ذكرت ؟ ‪.‬‬


‫‪)2012‬‬ ‫يونيويوليو‬ ‫‪-18‬يونيو‪/‬‬ ‫‪ 26‬ـ ‪-2‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫‪12 ( 59‬‬‫السنة الثانية العدد ‪57-‬‬

‫‪03‬‬

‫السفارة اهلولندية يف ليبيا تقيم دورة تدريبية لالعالميني الليبيني‬ ‫برعاية السفارة اهلولندية يف طرابلس اقيمت‬ ‫دورة تدريبية ملدة س���تة أي���ام بطرابلس ابتدا ًء‬ ‫م���ن ‪9-‬حت���ى ‪ 14‬يوني���و ‪ 2012‬ومت اختي���ار‬ ‫عدد من حمط���ات التليفزيون والراديو وثالث‬ ‫صح���ف ليبي���ا ـ(ميادي���ن ‪ ،‬الكلم���ة ‪ ،‬فرباي���ر‬ ‫) للمش���اركة يف ه���ذه ال���دورة ال�ت�ي ته���دف‬ ‫اىل تدري���ب االعالمي�ي�ن الليبي�ي�ن يف جم���ال‬ ‫تصمي���م اجلرافي���ك والرادي���و والتليفزي���ون‬ ‫والتحري���ر الصحف���ي حت���ت اش���راف خ�ب�راء‬ ‫اعالمي�ي�ن هولنديني وش���ارك فيه���ا قرابة ‪20‬‬ ‫متدرب وقس���م املتدربني اىل أربعة جمموعات‬ ‫كل حس���ب اختي���اره للمج���ال ال���ذي يري���د‬ ‫أن يط���ور نفس���ه في���ه وه���ذه اجملموع���ات هي‬ ‫جمموعة العمل الصحفي حتت اشراف ماري‬ ‫فيتزجريالد وإدي شولت والراديو حتت اشراف‬ ‫س���اندر ف���ان ه���ون والتليفزيون حتت اش���راف‬ ‫ريك كونيجنينبلت وتصميم الغرافيك حتت‬ ‫اش���راف ج���ون كوينين���ج ومت االش���تغال على‬ ‫احمل���اور التالية الي���وم األول يف ال���دورة كان‬ ‫بداي���ة للتع���ارف عل���ى بع���ض أول حماض���رة‬ ‫كانت مع املتدرب�ي�ن مع بعض ليتعارفو على‬ ‫بعضه���م ومن ث���م عرف كل متدرب بنفس���ه‬ ‫ابتدا ًء مباري فيتزجريال���د صحفية ايرالندية‬ ‫تعم���ل يف صحيفة الب���ارو اهلولندي���ة حاصلة‬ ‫عل���ى اج���ازة املاجس���تري لديه���ا عش���ر س���نوات‬ ‫تعم���ل يف جمال الصحاف���ة اش���تغلت مع عدة‬ ‫وسائل اعالم عاملية كــ(‪ cnn ،bbc‬نيويورك‬ ‫تامي���ز ‪ ،‬وتعمل اآلن مراس���لة لصحيفة البارو‬ ‫اهلولندية‬ ‫إدي ش���ولت صحف���ي هولن���دي يعم���ل يف‬ ‫صحيف���ة الب���ارو اهلولندي���ة وه���و مراس���ل‬ ‫وحمل���ل سياس���ي عم���ل كصحف���ي حمرتف‬ ‫من���ذ ع���ام ‪ ، 1994‬س���اندر ف���ان ه���ون‬ ‫‘إعالم���ي هولن���دي يعم���ل )مراس���ل الش���رق‬ ‫األوس���ط لإلذاع���ة والتليفزي���ون اهلولندي���ة‬ ‫‪ ( ( nos‬يق���وم بتغطي���ة املنطق���ة من���ذ ع���ام‬ ‫‪ 2006‬حاص���ل على درجة املاجس���تري ‪1996‬‬ ‫غطى ف���ان ه���ورن غالبي���ة األخب���ار واألحداث‬ ‫الوطنية والعاملية لإلذاع���ة اهلولندية ومؤخرا‬ ‫كان يف س���وريا لتغطي���ة االخبار هناك ويقيم‬ ‫حالي���ا يف لبن���ان ‪ ،‬ج���ون كوينين���ج صحف���ي‬ ‫هولن���دي وه���و املدي���ر الف�ن�ي لصيف���ة ب���ارو‬ ‫اهلولندي���ة مس���ؤول ع���ن التخطي���ط والصور‬

‫اثناء زيارة سعادة السفري اهلولندي ملركز التدريب‬ ‫للصحف اليومية واجمللة االسبوعية واخلمس‬ ‫جمالت اليت تنش���رهم الب���ارو ‪ ،‬لديه خربة مع‬ ‫أدوب ان ديزاينر ‪ ،‬أدوب فوتوشوب واالسرتاتور‬ ‫وك���راك اكس�ي�ريس ‪ ،‬ري���ك كونيجنينبلت‬ ‫اعالمي هولن���دي كبار مراس���لي التليفزيون‬ ‫الدولي ألخبار (‪(RTL‬‬ ‫صحف���ي أكادميي من���ذ ‪ 1996‬بعد انضمامه‬ ‫اىل ‪ RTL‬منذ ذلك الوقت ختصص يف االبالغ‬ ‫ع���ن احل���روب واألزم���ات ومناط���ق الك���وارث‬ ‫‪ ،‬يف األي���ام التالي���ة م���ن ال���دورة مت���ت تكليف‬ ‫املتدرب�ي�ن بعدة مهمات صحفي���ة ومتت زيارة‬ ‫ع���دة أماك���ن املهم���ة االوىل كان���ت حظ���ور‬ ‫املؤمت���ر الصحف���ي الذي عق���ده الس���يد نوري‬ ‫العب���ار رئي���س املفوضي���ة العلي���ا لالنتخاب���ات‬ ‫املؤمت���ر الوطين الع���ام يوم األح���د املوافق ‪10-‬‬ ‫يونيو – ‪ 2012‬خبص���وص تأجيل االنتخابات‬ ‫اىل ‪ 7‬يوليو من نفس الس���نة ‪ ،‬ويف اليوم التالي‬

‫سلوى حممد العالقي‬ ‫متت مناقش���ة االس���ئلة اليت طرحت يف املؤمتر‬ ‫وتكليف املتدربني باستطالع رأي الشارع اللييب‬ ‫ح���ول تأجيل االنتخابات ‪ ،‬يف اليوم التالي ذهب‬ ‫فريق العمل الصحفي لزيارة س���جن أبوسليم‬ ‫لعمل مقال اخباري واملوضوع هو ماذا سيصبح‬ ‫سجن ابو سليم ؟ ومت االشتغال عليه ويف اليوم‬ ‫األخ�ي�ر أخ���ذو املتدرب�ي�ن حماضرة م���ع ماري‬ ‫حول كيف تس���تقي أخبارك من توتري ويكون‬ ‫ج���زء من مصادرك املهم���ة‪ ،‬باالضافة اىل ذلك‬ ‫اعطي���ت العديد من النصائ���ح للمتدربني من‬ ‫قب���ل املتدربني من قب���ل املدربني حول كيفية‬ ‫ط���رح األس���ئلة طريق���ة انتق���اء املعلوم���ة من‬ ‫املص���ادر وكيفية محاية مصدرك ‪ ،‬التحضري‬ ‫اجلي���د ألس���ئلة املقابل���ة يعطي���ك ح���وار جيد‬ ‫ومفي���د ‪ ،‬كيف تك���ون صحفي حم�ت�رف وأن‬ ‫تك���ون صادق ودقيق يف كل خرب تنش���ره ‪ ،‬قام‬ ‫الس���فري اهلولندي بطرابلس بزي���ارة املتدربني‬ ‫وأب���دى اعجاب���ه باهتم���ام املتدرب�ي�ن وم���دى‬ ‫التزامهم وجيدته���م للتعلم وتطوي���ر أدواتهم‬ ‫الصحفية ‪ ،‬حيث بادر بقوله سيتم العمل على‬ ‫مواصلة هذه الدورة بش���كل دوري وفق جدول‬ ‫سيتم العمل عليه الحقا ‪.‬‬ ‫أراء بع���ض املدرب�ي�ن واملتدرب�ي�ن خبص���وص‬ ‫الدورة ‪:‬‬ ‫ريك كونيجنينبلت‬ ‫س���ألتين رينا أن آتي إىل ليبيا ألش���ارك يف هذه‬ ‫ال���دورة لتدريب اعالميني ليبي�ي�ن وأنا وافقت‬ ‫‪ ،‬بالنس���بة هلذه الدورة مس���توى الطالب كان‬ ‫أعل���ى مما توقع���ت ألني مل أر أي ش���غل منهم‪،‬‬ ‫هناك فروق قد تكون كبرية بني مستوى كل‬ ‫طال���ب وطالب ‪ ،‬أنا من هولندا ولدي ‪ 16‬س���نة‬ ‫اعم���ل كمراس���ل لتليفزي���ون ‪ RTL‬لألخبار‬

‫اذه���ب اىل مناطق خط���رة وتوج���د بها حروب‬ ‫كأفغانستان ودارفور ولبنان وليبيا (مصراتة)‬ ‫‪ ،‬وعن���د زيارتي ملصراتة يف ‪ 23‬اكتوبر ‪2011‬‬ ‫مل يك���ن هناك ازدح���ام يف الش���ارع ولكن كان‬ ‫هناك أمن ‪ ،‬ذهبت أيضا إىل سرت وكل الناس‬ ‫الذي���ن قابلته���م يتهي���أ ل���ي أنهم م���ن مؤيدين‬ ‫الق���ذايف وال حيبون الغربيني ضن���ا منهم أنهم‬ ‫كان���و مع حلف النيتو‪ ، ، ...‬اش�ت�ركت يف دورة‬ ‫تدريبية كهذه م���ن قبل يف بنني ورجعت بعد‬ ‫س���تة أش���هر ألرى نتائ���ج الدورة ‪ ،‬وم���ن املفيد‬ ‫بالنسبة لي أن آتي إىل ليبيا مرة أخرى ‪ ،‬خالل‬ ‫هذا االسبوع التقيت بأناس يريدون أن يتعلموا‬ ‫ويطورو أنفسهم وهذا يسعدني كثريا‪.‬‬ ‫إدي شولت‬ ‫كان���ت دورة ممتع���ة ‪ ،‬م���ن املفي���د أن تعط���ي‬ ‫خربت���ك يف العمل لش���خص مهتم وأن���ا قابلت‬ ‫أش���خاص يري���دون أن يتعلم���و ويس���تفيدو ‪،‬‬ ‫بالنس���بة لي كانت جتربة رائعة يسعدني أن‬ ‫أجربها مرة أخرى امتنى أن تكون مفيدة أيضاً‬ ‫للطالب وأمتعين رؤية طرابلس ‪.‬‬ ‫عبد اهلل العويب – أحد املتدربني – مصراتة‬ ‫بالنس���بة ل���ي كان���ت دورة مفي���دة ورائع���ة‬ ‫واجلمي���ل يف املوضوع أنه���ا جتمع لإلعالميني‬ ‫م���ن كافة أرج���اء ليبيا ‪ ،‬وتعلمن���ا منها الكثري‬ ‫م���ن األش���ياء ال�ت�ي نس���تفيد منه���ا يف جمالن���ا‬ ‫االعالمي ‪.‬‬ ‫عبد الواحد العشييب – أحد املتدربني – بنغازي‬ ‫أفادتنا هذه ال���دورة كثريا فتم الرتكيز فيها‬ ‫على اعداد الصحفي من حيث اختيار مصادره‬ ‫ودق���ة معلومات���ه وكيفي���ة احلص���ول عليها ‪،‬‬ ‫هن���اك جان���ب آخر مجيل لل���دورة أنه���ا اتاحت‬ ‫لن���ا التعرف عل���ى عدد كبري م���ن االعالميني‬ ‫الليبيني من مجيع أحناء ليبيا‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫مشاركة ليبية يف مشروع قانون حرية احلصول على املعلومات‬ ‫(حري���ة الوص���ول للمعلوم���ات) مناقش���ة‬ ‫مس���ودة القانون النموذجي لل���دول االعضاء‬ ‫باإلحت���اد االفريق���ي ‪،‬كان ذل���ك هوعن���وان‬ ‫اللقاء االفريقي الذي نظمه يف ‪ -‬فندق قصر‬ ‫قرطاج ‪ -‬تونس يومي ‪ 16‬و‪ 17‬يونيو ‪:2012‬‬ ‫املُق���رر اخل���اص حلري���ة التعب�ي�ر والوصول‬ ‫للمعلوم���ات يف أفريقي���ا ‪ ،‬بالش���راكة م���ع‬ ‫مرك���ز حقوق االنس���ان جبامع���ة بريتوريا‬ ‫‪،‬وكان املش���اركون الرئيس���يون مم���ن‬ ‫اضطلع���وا بصياغ���ة اجلوان���ب الرئيس���ية‬ ‫للمس���ودة ‪ :‬ماكس���ويل الق���ادري اخلب�ي�ر‬ ‫االقليم���ي بش���أن الوص���ول اىل املعلوم���ات ‪،‬‬ ‫الس���يدة روزاريو رئيس قس���م حرية التعبري‬ ‫وتطوي���ر االع�ل�ام – منظم���ة اليونس���كو ‪،‬‬ ‫ش���انتال كيس���ون املدي���رة االقليمي ملركز‬ ‫حق���وق االنس���ان يف جنوب أفريقي���ا ‪،‬فرانس‬ ‫فيلجوي���ن مدي���ر مرك���ز حق���وق االنس���ان‬ ‫يف جامع���ة بريتوري���ا ‪ ،‬فيم���ا ق���دم أرائه���م‬ ‫ومقرتحاته���م فيم���ا خي���ص املس���ودة وقبيل‬ ‫تقدميها للمصادقة لدول االحتاد االفريقي‬ ‫‪ ،‬خنب���ة م���ن م���ن ممثل���ي احلكومات(فقط‬ ‫حالة ليبي���ة ‪ :‬ممثلني من اجمللس االنتقالي‪:‬‬ ‫أس���امة مطاوع ‪ ،‬وم���ن وزارة الثقافة‪ :‬نضال‬ ‫السوحيلي ) ‪ ،‬والتنظيمات املدنية احلقوقية‪،‬‬ ‫وأكادميني ‪،‬وخرباء قانونني واعالميني‪ ،‬من‬ ‫االردن‪ ،‬وتون���س ‪،‬واجلزائر‪ ،‬واملغرب‪ ،‬ومصر‪،‬‬ ‫وجن���وب أفريقي���ا‪ ،‬وكان االفتتاح الصباحي‬ ‫بكلم���ة م���ن فران���س مدي���ر مرك���ز حقوق‬ ‫االنس���ان جبامع���ة بريتوري���ا وبع���د حتيت���ه‬ ‫للحض���ور أش���ار ُمذك���را مبيث���اق االحت���اد‬ ‫االفريقي بالنسبة لوس���ائل االعالم‪ ،‬ومحلة‬ ‫ويندهوك ‪ +20‬وهي مبادرة من املنظمات يف‬ ‫القارة األفريقية‪ -‬م���ن بينها أعضاء آيفكس‬ ‫املؤسسة اإلعالمية لغرب أفريقيا واألجندة‬ ‫اإلعالمية ومعهد اإلعالم يف جنوب أفريقيا‪،‬‬ ‫واالحت���اد الدول���ي للصحافي�ي�ن ‪-‬مكت���ب‬ ‫أفريقي���ا‪ ،‬وامل���ادة ‪ ، 19‬وته���دف احلمل���ة إىل‬ ‫الضغ���ط من أج���ل إعالن أفريق���ي للوصول‬ ‫إىل املعلوم���ات‪ .‬وتس���تمد احلمل���ة امسها من‬ ‫إع�ل�ان وينده���وك حلرية الصحاف���ة‪ ،‬الذي‬ ‫اعتمدت���ه اجلمعي���ة العام���ة لألم���م املتحدة‬ ‫‪ ،‬وأعل���م احلضور أن���ه مع ‪ 15‬فرباي���ر املقبل‬ ‫س���يكون عل���ى ‪ 50‬دول���ة إفريقي���ة املصادقة‬ ‫عل���ى ه���ذا املش���روع ال���ذي تتدراس���ونه االن‬ ‫وتقدمون إضافتكم له ‪.‬‬ ‫س���نقوم جبم���ع التعليق���ات والتس���اؤالت‬ ‫‪،‬وق���د مت إتاح���ة املس���ودة باللغ���ات العربي���ة‬ ‫واالجنليزية والفرنس���ية ‪،‬ثم قدمت السيدة‬ ‫روزاري���و كلمته���ا ال�ت�ي أوضح���ت فيها دور‬ ‫اليونس���كو يف ه���ذه املس���ودة ‪،‬وأعلن���ت أن���ه‬ ‫س���يتم االع�ل�ان عن الي���وم العامل���ي للوصول‬ ‫للمعلوم���ات يوم ‪ 28‬س���بتمرب ‪ ،‬وأضافت أنها‬ ‫عل���ى إط�ل�اع باحم���اوالت املبذولة م���ن قبل‬ ‫مؤسس���ات يف تون���س واجلزائ���ر وموريتاني���ا‬ ‫ومتابعة للعوائق اليت متنع وصول املعلومات‬ ‫‪ ،‬وأن علينا مجيعا تش���جيع احلوار واملبادرات‬ ‫الدافع���ة حلري���ة الوصول للمعلوم���ات ألننا‬ ‫مجيعا نواجه حتديات مضنية وشاقة لنصل‬ ‫لتطبي���ق القوان�ي�ن واملدونات ال�ت�ي نصدرها‬ ‫وال�ت�ي تتعل���ق باالصالح���ات التش���ريعية ‪،‬‬

‫خاص – ميادين – تونس ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫جامعة بريتوريا‪ -‬جنوب افريقيا ‪ -‬تطرح القانون للمناقشة قبل إحالته‬ ‫للمصادقة من قبل ‪ 50‬دولة في االتحاد االفريقي ‪.‬‬ ‫سيتم االعالن عن اليوم العالمي للوصول للمعلومات يوم ‪ 28‬سبتمبر‪.‬‬ ‫وعقب كلمة ممثلة اليونس���كو س���لم السيد‬ ‫فرانس رئاسة اجللسة لالعالمية والباحثة‬ ‫فاطم���ة غن���دور وال�ت�ي اس���تأذنت يف منحها‬ ‫بع���ض دقائ���ق لالش���ارة اىل احلال���ة الليبية‬ ‫فيم���ا يتعل���ق باحلص���ول عل���ى املعلوم���ة ‪،‬‬ ‫فبالرغم من الربباغن���دا العالية اليت كانت‬ ‫ش���ائعة اىل ح���د التخم���ة ح�ي�ن يط���رح من‬ ‫كانوا يس���موا باالمن���اء كل تقاريرهم اليت‬ ‫يت���م ع���ادة االنتق���اء فيم���ا س���يقدم منها من‬ ‫عدم���ه ‪ ،‬فرغ���م الكثري م���ن االخط���اء املعلنة‬ ‫والتبدي���د والفس���اد املال���ي إال أن أي م���ن‬ ‫العقوب���ات أو احملاس���بة ال�ت�ي م���ن املف�ت�رض‬ ‫ان جت���رم م���ن إدعي حتم���ل املس���ؤلية وبانه‬ ‫املف���وض من الش���عب ( واحلقيقة أن القذايف‬ ‫كان يض���ع قائمة الوزراء علن���ا أو خفية ثم‬ ‫يتم تسريبها عرب من جيلسون بقاعة املؤمتر‬ ‫) يف ليبي���ا قب���ل الث���ورة ال مس���ألة تطال من‬ ‫اس���اؤا إس���تخدام الس���لطة بل يفاجأ الشعب‬ ‫بتبؤهم ملناصب أرفع ليواصلوا سلوكياتهم‬ ‫املخرتق���ة للقوان�ي�ن ‪ ،‬ع���دا عن ذل���ك فما من‬ ‫معلوم���ات كان باالم���كان تس���ريبها ع�ب�ر‬ ‫وسائل االعالم وظلت االشاعة والتخمينات‬ ‫العش���وائية هما السلوك السائد يف ظل غياب‬ ‫احلقيقة وبيع الوهم ‪ ،‬وقد اشارت غندور اىل‬ ‫اجلهود اليت تبذل منذ انطالق ش���رارة ثورة‬ ‫‪17‬فرباير يف تقديم املعلومة الصحيحة اىل‬ ‫وس���ائل االعالم املختلفة ‪ ،‬من قبل متحدثي‬

‫اجمللس أو احلكومة ‪ ،‬أو الصحافة اجلديدة ‪،‬‬ ‫وقد قاد تلك املبادرات ش���باب ليبيون بعضهم‬ ‫مارس العمل االعالمي ألول مرة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫مثل النش���اط الرقمي عرب صفح���ات املواقع‬ ‫الش���هرية جانبا كب�ي�را من تقدي���م املعلومة‬ ‫وإظهار احلقيقة من موقعها ‪ ،‬والذي يشغلنا‬ ‫االن كيفي���ة ضم���ان ح���ق وحري���ة مان���ح‬ ‫املعلوم���ة وب���أن اليتع���رض املعلوم���ة لألذى‬ ‫أو للعق���اب املعن���وي أو امل���ادي ‪،‬واالن هن���اك‬ ‫ُمطالب���ات للمجل���س االنتقال���ي واحلكوم���ة‬ ‫املؤقتة ب���أن تقدم تقاريره���ا للجمهور قبيل‬ ‫تس���ليمها املهمة للمؤمتر الوطين التس�ي�ري‬ ‫الق���ادم‪ ،‬كم���ا أن الصحفي�ي�ن واالعالميني‬ ‫االن جيتمع���ون ويتناقش���ون من أج���ل إقرار‬ ‫ميثاق ومدونة سلوك وينتخبون لنقابتهم ‪.‬‬ ‫ث���م باش���رت فاطم���ة كرئي���س للجلس���ة‬ ‫االوىل يف التقديم لألوراق املقررة للجلس���ة‬ ‫الصباحي���ة االوىل اليت كان���ت حتت عنوان‬ ‫رئيسي‪:‬‬ ‫_الوصول اىل املعلومات والشفافية واحلكم‬ ‫الرشيد‪.‬‬ ‫*عل���ي رام – مدير القس���م القانوني‪ -‬جلنة‬ ‫مكافحة الفس���اد ‪ :‬وقد ش���دد يف ورقته على‬ ‫أهمية الربط املوضوعي بني احلكم الرش���يد‬ ‫وضم���ان الوص���ول اىل املعلوم���ات ‪،‬فاحلك���م‬ ‫الرش���يد كمفه���وم مت توظيفه بش���كل غري‬ ‫ب���ريء فق���د مت اس���تبعاد توابع���ه م���ن نزاهة‬ ‫وشفافية ومسألة وحماسبة للمسؤلني ‪.‬‬

‫ الوص���ول اىل املعلوم���ات باعتباره���ا أداة‬‫لتحقيق احلقوق االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬ ‫*عماد مبارك ‪ -‬مدير مؤسس���ة حرية الفكر‬ ‫والتعب�ي�ر‪ -‬م���ن مرجعي���ة مصري���ة كان���ت‬ ‫أس���انيد ورقت���ه ‪ ،‬قائ�ل�ا ‪ :‬ت���داول املعلوم���ات‬ ‫كتقن�ي�ن متأخ���ر يف مص���ر‪ ،‬فنص���وص‬ ‫الدس���تور املصري مل يتضمن أي نقطة فيما‬ ‫يتعل���ق بأهمية احلصول عل���ى املعلومة رمبا‬ ‫هناك إشارة للصحفيني ‪ ،‬هناك غياب كامل‬ ‫للشفافية وللرقابة والنظام السياسي معيق‬ ‫للدفاع عن احلق���وق واحلريات هناك زمحة‬ ‫م���ن القوان�ي�ن والق���رارات لك���ن احلكوم���ة‬ ‫تتحك���م يف املعلوم���ات ‪ ،‬ومن���وذج ذل���ك براءة‬ ‫ع�ل�اء ومجال ومعاونيهم من تهم إهدار املال‬ ‫الع���ام فق���د مت التخل���ص من أغل���ب الوثائق‬ ‫والتحكم فيه���ا ‪ ،‬وأبدى الس���يد عماد مبارك‬ ‫إعجاب���ه بالتجرب���ة اهلندية يف ع���ام ‪1990‬‬ ‫يف قضي���ة املطالب���ة باحلد االدن���ى للعاملني‬ ‫حينما مت االس���تيالء على االم���وال اخلاصة‬ ‫بالعاملني فخرجت حركة ش���عبية طالبت‬ ‫باحل���ق يف احل���د االدن���ى ‪،‬مت تش���كيل جلنة‬ ‫فحص���ت الس���جالت وأخرجت كم���ا هائال‬ ‫من عمليات الفس���اد ومت الضغط من أس���فل‬ ‫احلركة الش���عبية اليت جنحت يف اس�ت�رداد‬ ‫حقوقه���ا وطب���ق القان���ون ‪ ،‬يف مص���ر حن���ن‬ ‫النع���رف ميزانية الدولة لك���ي نضع معايري‬ ‫تنفذه���ا احلكوم���ة ‪ ،‬وخت���م مب���ارك ورقت���ه‬ ‫باالش���ارة اىل جترب���ة الربازي���ل املس���ماة (‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫امليزاني���ة التش���اركية ) وال�ت�ي حتيل كثري‬ ‫من املعلومات ملواطنيها ‪.‬‬ ‫_ الوص���ول اىل املعلوم���ات ومحاي���ة الفئات‬ ‫الضعيفة‬ ‫* الس���يدة أمين���ة عي���اش‪ -‬رئيس���ة املنظم���ة‬ ‫املغربي���ة حلق���وق االنس���ان – ب���دأت عي���اش‬ ‫بتحدي���د للفئ���ات الضعيف���ة ال�ت�ي تقصده���ا‬ ‫‪:‬االقليات ‪،‬املرأة ‪ ،‬وذوي االحتياجات اخلاصة‬ ‫‪،‬املهاجري���ن ‪،‬املش���ردين والناح�ي�ن ‪،‬النس���اء‬ ‫املعنف���ات ثم طرح���ت أس���ئلة ورقتها كيف‬ ‫يت���م اختاذ تداب�ي�ر خاصة ألش���خاص هم يف‬ ‫وضعية هش���ة؟ ‪،‬ماه���ي االليات الدس���تورية‬ ‫واملؤسس���اتية والرتتيب���ات القانونية حلماية‬ ‫الفئات اهلشة ؟‬ ‫يل���ي االوراق الث�ل�اث ‪،‬فت���ح ب���اب االس���ئلة‬ ‫والنق���اش وكان منه���ا ما فتح االب���واب على‬ ‫نق���اط مل يتم ايراده���ا ففي احلال���ة املغربية‬ ‫متت االش���ارة اىل وجود تضخ���م يف القوانني‬ ‫‪:‬قان���ون االس���رة ‪،‬قان���ون جنائ���ي ‪...‬قوان�ي�ن‬ ‫متقدم���ة لكن التطبي���ق وال تفعيل أو أن يتم‬ ‫خرقه���ا م���ن ط���رف القائم�ي�ن عليه���ا هناك‬ ‫احتكار وغلق ‪.‬‬ ‫ويف إضاف���ة ايض���ا للورق���ة املصرية أش���ارت‬ ‫اىل أن التجرب���ة اهلندي���ة هل���ا مرجعي���ة‬ ‫اجنلوسكس���ونية فربيطانيا س���بقت التجربة‬ ‫اهلندي���ة يف الكش���ف عن املعلوم���ات واالحالة‬ ‫القانونية ‪.‬‬ ‫ يف اجللسة الثانية ونظرا لإللتزام والضبط‬‫الذي نظمته رئيس���ة اجللس���ة فقد مت اقرتاح‬ ‫أن تواص���ل فاطم���ة غندور رئاس���ة اجللس���ة‬ ‫الثانية بعد اسرتاحة قصرية ‪.‬‬ ‫كانت االوراق املقدمة من كل من ‪:‬‬ ‫ نورالدي���ن ب���ن يس���عد – مدي���ر الرابط���ة‬‫اجلزائرية للدفاع عن حقوق االنسان‪-‬‬ ‫قدم حوصلة عامة بش���ان احلق يف املعلومات‬ ‫يف التجرب���ة اجلزائري���ة ‪ ،‬فهن���اك مق�ت�رح‬ ‫يتحدث عن دس�ت�رة احلصول على املعلومات‬ ‫م���ن احلكوم���ة واهليئات اخلاص���ة يف كل ما‬ ‫يتعلق بالبيانات املالية وممتلكات املس���ؤلني‪..‬‬ ‫فكل منهم مطالب بتقديم الوثائق واملعلومات‬ ‫اليت جيب أن تكون متاحة لطالب املعلومة‬ ‫ أمحد خري – مرك���ز دعم تقنية املعلومات‬‫– م���ن مص���ر اس���تعرض يف ورقت���ه اخلربة‬ ‫املصري���ة يف تب���ادل املعلوم���ات من���ذ االع���وام‬

‫‪ 2007- 2004‬م���ن خ�ل�ال ع���دد م���ن‬‫املشروعات احلكومية‪ ،‬يف ‪ 2006‬ومبشاركة‬ ‫(اجملموع���ة املتح���دة) وه���ي منظم���ة معنية‬ ‫حبرية االعالم حاولت تقديم مشروع بديل ‪.‬‬ ‫عبدالرحيم فكاهي – منتدى جهاد – املغرب‬‫‪:‬طرح وجه���ة نظره من أن الث���ورات العربية‬ ‫اس���تطاعت أن حت���رك االنظم���ة لتنتب���ه اىل‬

‫االعالم واالتصاالت من احلكومة االنتقالية‬ ‫الليبية الس���يد أس���امة مط���اوع ويقدم ورقته‬ ‫حول قوانني احلصول عل���ى املعلومة يف ليبيا‬ ‫– الشمال االفريقي لكن ظروفا رمبا حالت‬ ‫دون حضوره ‪.‬‬ ‫وكان أن مت تقسيم احلضور اىل جمموعات‬ ‫ملناقشة موس���عة ملش���روع القانون النموذجي‬

‫جلسات النقاش‬

‫وضع لوائح قانونية ضمن الدس���تور ختلص‬ ‫اىل تقدي���م املعلوم���ة للجمه���ور وتبتع���د عن‬ ‫سياسات التخفي والغموض ‪ ،‬وأضاف السيد‬ ‫فكاه���ي يف نقاط���ه اليت تركت عل���ى أنه ‪1-:‬‬ ‫أن ت���داول املعلومات وحري���ة احلصول عليها‬ ‫‪ ،‬لي���س مهم���ة اجلمهور فقط ب���ل هي مهمة‬ ‫الدولة او احلكومة ‪ 2-،‬املعلومة ليس���ت دائما‬ ‫فق���ط لصاحل املواط���ن هي ض���د الدولة ‪3- ،‬‬ ‫الوثائق واالرش���يف جي���ب ان يكون مملوكا‬ ‫للمجتمع وليس للدولة‬ ‫ جاس���م حيمي – قروب احلكومة حل (إفتح‬‫) – تونس بروحه الش���ابة أظهر جهود شباب‬ ‫تون���س املتعاون�ي�ن يف منظمته ‪،‬لنش���ر ثقافة‬ ‫ح���ق املواط���ن يف الس���ؤال واملعرف���ة واملقضاة‬ ‫‪:‬ع�ب�ر املطوي���ات وامللصقات وف���ن الكاريكاتري‬ ‫ال�ت�ي تنادي وتلح على احلكومة للكش���ف عن‬ ‫املعلومة للجمهور والتعامل بصدق وشفافية‬ ‫وتوفري مناخ الرقابة واحملاسبة ‪.‬‬ ‫وكان م���ن املف�ت�رض أن يش���ارك عض���و‬

‫حلري���ة الوص���ول للمعلوم���ة ‪ ،‬وق���د احت���وت‬ ‫احللقات على الفقرات ‪:‬‬ ‫اجلزء االول ‪ :‬الديباجة والقسم التمهيدي –‬ ‫اجلء الثاني مناقش���ات حول نضمون مش���روع‬ ‫القانون النموذجي‬ ‫اجلزء الثالث ‪ :‬الية الرقابة واالستثناءات ‪.‬‬ ‫وكان على رئيس كل حلقة واملقرر تقديم‬ ‫نقاط رئيس���ة يف اجللس���ة العام���ة اليت تلت‬ ‫املناقش���ات ‪.‬وكان م���ن ضم���ن االراء اليت مت‬ ‫حتميلها للجنة الصياغة ما يلي ‪:‬‬ ‫ رغم اجلهود اليت بذلت يف االعداد للمشروع‬‫ث���م الصياغة إال أن بع���ض النقاط مل يتوافق‬ ‫على ترمجتها العربية من اللغة الفرنس���ية ‪،‬‬ ‫كم���ا أن بعضا م���ن القوانني محلت تفاصيل‬ ‫مطول���ة كان باالم���كان دجمه���ا وربطها مع‬ ‫بعضها البعض حت���ى ال يبدو التكرار واضحا‬ ‫‪ ،‬وجيب أن يتم االنتباه لبعض اخلصوصيات‬ ‫احمللي���ة لكل دول���ة م���ن دول أفريقيا وإتاحة‬ ‫هامش ملمارس���ة حرة وفق البلد وتش���ريعاته‬

‫‪05‬‬

‫املناس���بة وفيم���ا يتواف���ق م���ع مب���دأ حري���ة‬ ‫احلصول على املعلومة ‪.‬‬ ‫يف خت���ام اجللس���ات ألق���ى الس���يد فران���س‬ ‫مدي���ر مرك���ز حق���وق االنس���ان جبامع���ة‬ ‫بريتوريا حتية للحضور على س���عة صدرهم‬ ‫وتعليقاتهم املفيدة اليت مت حفظها وتدوينها‬ ‫‪،‬خاص���ة وأن هذا اللقاء هو الرابع واالخري مع‬ ‫فاعلني ع���رب أفارق���ة لتدارس املس���ودة قبل‬ ‫إحالتها اخلتامية لدول االحتاد االفريقي‪.‬‬ ‫هوامش اللقاء‬ ‫ ش���اركت كل ال���دول املدع���وة مب���ا قارب‬‫االربع���ة واخلمس���ة ممثل�ي�ن مم���ن ينتمون‬ ‫للتنظيم���ات املدني���ة احلقوقي���ة واالعالمية‬ ‫‪ ،‬من ليبي���ا إثنان فقط وغ���اب ممثل اجمللس‬ ‫االنتقال���ي وغاب���ت املعلوم���ات املتعلقة مبدى‬ ‫تقديم اجمللس للمعلوم���ات وإتاحة الفرصة‬ ‫للحصول عليها ؟‬ ‫ كان���ت النقاش���ات ج���د ثري���ة ومفي���دة‬‫وكذل���ك التعليق���ات حول مش���روع القانون‬ ‫‪،‬م���ع توف���ر ترمج���ة نش���طة للغ���ات الث�ل�اث‬ ‫العربية واالجنليزية والفرنسية ‪ ،‬والتنظيم‬ ‫والرتتي���ب اجلي���د مكان���ا وزمانا فق���د متفلت‬ ‫السيدة لوال بتقديم االيضاحات الكاملة عرب‬ ‫الكتيب ملس���ودة القان���ون ‪،‬وعرب كت���اب وثق‬ ‫لكل التج���اوزات اليت ارتكبته���ا دول أفريقية‬ ‫ملنع احلصول على املعلومة ‪.‬‬ ‫ تأخرت طائرة اخلطوط اجلوية التونس���ية‬‫يف الذه���اب‪ :‬طرابلس تونس ( من ‪4‬والنصف‬ ‫تأجل���ت اىل ‪ 7‬والنص���ف ) وكذل���ك رحل���ة‬ ‫االي���اب ‪ :‬تونس طرابل���س‪ ،‬من ‪1‬والنصف اىل‬ ‫الرابع���ة والنصف ‪ ،‬على غ�ي�ر عادة اخلطوط‬ ‫التونس���ية رغم تقدميها لوجبة غذاء تعويضا‬ ‫على التأخري ‪.‬‬ ‫ رغم الضجيج العالي واهلدر الكالمي الذي‬‫عايش���ه الشعب اللييب لس���نوات حول افريقيا‬ ‫‪،‬ودور ليبي���ا يف كثري م���ن القضايا بل وتبين‬ ‫القضي���ة االفريقي���ة برمته���ا –( فيم���ا س���اد‬ ‫وصل حد ختصيص حمط���ة راديو وتلفيون‬ ‫ل صوت أفريقيا ) لكن طوال تبادل املعلومات‬ ‫والق���رارات ال�ت�ي تبنتها القارة والش���خصيات‬ ‫الرئيس���ة م���ن املش���اركني يف ه���ذا اللق���اء‬ ‫‪،‬وفيما نش���ر وس���لم للحضور يف شكل كتاب‬ ‫أو مطوي���ة لكنه مامن أثر لضجي���ج افريقيا‬ ‫املفتعل أيام الطاغية وكأن شيئا مل يكن ؟‬

‫هل العنف غايتنا ؟؟؟‪..‬‬ ‫حادثة االعتداء على القنصلية التونس���ية يف‬ ‫بنغازي تث�ي�ر العديد من األس���ئلة فاالعتداء‬ ‫يأت���ي عل���ي خلفي���ة مع���رض للفنانن�ي�ن‬ ‫التش���كيلني أقيم مبدينة املرس���ي التونس���ية‬ ‫وقيل أن املعرض حوى صورا مسيئه للرسول‬ ‫الكريم صلوات اهلل وسالمه عليه وقد اشتعل‬ ‫الشارع التونس���ي غضبا وقامت وزارة الثقافة‬ ‫التونس���ية بإغالق املع���رض وفتحت حتقيق‬ ‫باملوضوع وأصدرت احلكومة التونس���ية اليت‬ ‫تقوده���ا حرك���ة النهض���ة اإلس�ل�امية بيانا‬ ‫أعلنت فيه أن كل من يتعرض للمقدس���ات‬ ‫س���ينال عقابه عرب أجه���زة الدول���ة وباملقابل‬ ‫فان التحقيقات أثبتت أن الصور اليت تناقلتها‬ ‫صفحات الفي���س بوك واملواق���ع االلكرتونية‬ ‫هي صور موجودة يف السنغال وليس ملعرض‬ ‫املرس���ي أي عالق���ة به���ا وان م���ن نق���ل اخلرب‬

‫ع�ب�ر الفي���س ب���وك وهيج الش���ارع التونس���ي ف���ان األمر يعطينا مؤش���ر على أن اس���تخدام‬ ‫كان م���زورا ويريد الفتنة و عموما نعود اىل العن���ف أصبح غاية فما امل�ب�رر لالعتداء على‬ ‫االعتداء على القنصلية التونسية يف بنغازي قنصلي���ة متثل حكومة وش���عب تونس اللذان‬ ‫خرجا ض���دا هذا األمر واإلجراءات الس���ريعة‬ ‫والعاجلة ال�ت�ي اختذتها احلكومة التونس���ية‬ ‫تش���كر عليها بدل االعتداء على قنصليتها ثم‬ ‫ملاذا مل يقم املعتدون باالحتجاج لدي القنصل‬ ‫التونسي أو إقامة اعتصام أمام القنصلية فال‬ ‫وج���ود اليوم جله���از األمن الداخل���ي مينعهم‬ ‫من التظاهر سلميا ولو كانوا هؤالء متابعني‬ ‫للحدث لقاموا بتس���ليم القنصل رسالة شكر‬ ‫إىل احلكومة التونس���ية على موقفها احلازم‬ ‫وهنا نس���تحضر قول���ه تعاىل ((ي���ا أيها الذين‬ ‫آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا‬ ‫قوما جبهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمني‬ ‫احلسني املسوري‬ ‫))و ق���ول الرس���ول الكري���م صل���ي اهلل علية‬

‫وس���لم ((املؤمن كيس فطن ))فاملسلم املؤمن‬ ‫ال يتم الضحك عليه أو حتريكه كدمية من‬ ‫قب���ل جمهولني خلف صفح���ات الفيس بوك‬ ‫ثم أن اس���تخدام العنف أم���ر غري مربر بل لنا‬ ‫يف الرس���ول الكريم أس���وة حسنة يف كيفية‬ ‫التعامل مع مثل هؤالء وال ننس���ى قصة جاره‬ ‫اليهودي الذي كان يرمي القمامة أمام بيت‬ ‫الن�ب�ي صلي اهلل عليه وس���لم وكي���ف تعامل‬ ‫مع���ه س���يد اخلل���ق به���دوء وكياس���ة فكانت‬ ‫النتيج���ة أن دخل هذا اليهودي إىل اإلس�ل�ام‬ ‫فلم���اذ نعطي حن���ن هؤالء الرس���امني النكرة‬ ‫الفرص���ة جبعله���م جن���وم الس���اعة واحلدث‬ ‫األه���م وحتويله���م اىل ش���خصيات معروف���ة‬ ‫ومشهورة بسبب ردة فعلنا اليت أصبحت دافع‬ ‫لكل نكرة يطلب الشهرة‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫أضواء على مهرجان “ ليالي املسرح احلر الدولي” يف دورته السابعة “األردن”‬ ‫والذي شاركت فيه الفرقة " الليبية للمسرح‬ ‫والفن���ون " ش���حــــات ‪ ..‬تلبي���ة لدع���وة وجهت‬ ‫إليه���ا من إدارة املهرجان ‪ ،‬وجاءت مش���اركة‬ ‫الفرق���ة بعمل�ي�ن مس���رحيني هم���ا ‪" :‬شش���ه‬ ‫كخه" تأليف فتحي القابس���ي ‪ ،‬ومس���رحية‬ ‫"وجوه" أيضا لفتحي القابس���ي واليت كتبها‬ ‫عن قصة وجوه للكاتب أمحد يوس���ف عقيلة‬ ‫‪ ...‬والعملني من إخراج الفنان شرح البال عبد‬ ‫اهلادي ‪ ...‬و دخلت األخرية مس���ابقة املهرجان‬ ‫‪ ،‬وقد فاز الفنان و املمثل الشاب ـ عز الدين‬ ‫دويل���ي ـ باجلائ���زة التقديري���ة للتمثيل عن‬ ‫دوره يف ذات املس���رحية ـ وجوه ـ و اليت تنتمي‬ ‫إىل "املونو دراما " والعمل يبدأ عملية متزيق‬ ‫األقنع���ة والكش���ف ع���ن احلقيقة امل���رة منذ‬ ‫اس���تقبل الطفل الصغ�ي�ر الصفعة األوىل يف‬ ‫حيات���ه م���ع ط�ل�اق األم ‪ ،‬وزواجه���ا من رجل‬ ‫أخ���ر‪ ،‬وكذل���ك فع���ل األب ‪.. ،‬ليجد الصغري‬ ‫نفس���ه يف بيداء ال متناهية ‪ ،‬وال ترحم ‪ ،‬ليبدأ‬ ‫مش���واره م���ع الوج���وه ‪ ،‬وقد كتبت ـ سوس���ن‬ ‫مكح���ل ـ ع���ن العم���ل "إن كن���ت تظ���ن ان���ك‬ ‫حتم���ل وجها واحدا؛ فما عليك إال أن تش���اهد‬ ‫املس���رحية الليبية وجوه ‪ ،‬واليت تكش���ف كم‬ ‫وجها لك يف احلياة ‪.‬‬ ‫يف حني نالت مسرحية " ششه كخة " واليت‬ ‫كانت من ضم���ن األعمال اليت قدمت خارج‬ ‫املس���ابقة ‪،‬إعجابا كب�ي�را الفتا ‪ ..‬إذ اس���تطاع‬ ‫الفن���ان املب���دع ـ إبراهي���م إدري���س وزميله عز‬ ‫الدي���ن دويلي ‪ ..‬و انس���جاما مع خمرج العمل‬ ‫ـ وال���ذي وفق يف طرحه واختي���اره ألدواته ـ ‪،‬‬ ‫أن يقدما عرضا ناجحا أعتمد " القروتس���ك"‬ ‫يف س���خرية سوداء الذعة عربت وبكل وضوح‬ ‫عن مرامي العمل ‪ ،‬و أبعاده اليت حتدثت عن‬ ‫الكبت واجلور واملنع ‪ ،‬والذي يالقيه اإلنسان‬ ‫و م���ن طرف اآلخرين و ق���د يالزمه وحتى‬ ‫س���اعة الرحي���ل ‪ .‬و نقتطف مم���ا كتب عن‬ ‫الع���رض ‪ ،‬بنش���رة املهرج���ان األت���ي ‪ :‬حتدث‬ ‫العم���ل ( ع���ن اخل���وف والعزل���ة من���ذ والدة‬ ‫اإلنس���ان إىل حني مغادرته احلي���اة ) ( تناول‬ ‫العم���ل ع���دة مواضي���ع هام���ة ي���كاد اجملتمع‬ ‫اإلنس���اني العربي يتقامسه���ا ومنها كيفية‬ ‫تش���كيل بنيته وشخصية اإلنس���ان العربي )‬ ‫أيضا جاء يف النش���رة (مل تتخاذل املس���رحية‬ ‫يف احلدي���ث عن الث���ورة الليبية واليت حققت‬ ‫انتصاره���ا ‪ ،‬يف حماول���ة اإلش���ارة ‪ ،‬وبش���كل‬ ‫غري مباش���ر ‪ ،‬للضغط الذي ولدته السلطات‬ ‫القمعي���ة ‪ ،‬من تعذيب وقهر وظلم للش���عب ‪،‬‬ ‫يف خمتلف مناح���ي احلياة ‪ ،‬والذي دفعه إىل‬ ‫حماسبة القتلة والظاملني) ‪ .‬وقد ضم الفريق‬ ‫ع���ددا من الش���باب الرائعني والذين س���اهموا‬ ‫يف كال العمل���ي مس���اهمة إجيابي���ه وجادة ‪،‬‬ ‫أمث���رت جناحا ملحوظا وهم ‪.. :‬أمحد س���امل‬ ‫وعيس���ى س���ليمان ـ حيي عبد العال���ي ـ مهند‬ ‫اجمل���ذوب كممثل�ي�ن ‪ .‬مصطف���ى خليف���ة ـ‬ ‫أك���رم عبد الس���ميع موس���يقى ومؤث���رات ــ‬ ‫إض���اءة جربيل اجمل���ذوب ‪.‬ـ ع�ل�اء احلضريي‬ ‫توثيق وتصويرـ وعلى العمامي وعلى شحات‬ ‫ــ���ـ واألش���راف العام كان م���ن نصيب حافظ‬ ‫الدويلي وقد وفق ‪.‬‬ ‫ومن األعمال اجلميلة الش���يقة واليت لقيت‬ ‫جتاوبا ملحوظا العمل املسرحي"‬ ‫‪" master‬ماس�ت�ر‬ ‫‪konnichiwa‬‬

‫كوننتش���يفا " وال���ذي قدمت���ه الفرق���ة العمل املس���رحي قد محل مع���ه رؤية جديدة‬ ‫النمس���اوية واعتمد يف اجلان���ب األكرب منه ومعاص���رة عن املس���رح السياس���ي ‪ ..‬هذا وقد‬ ‫على ما يعرف بلغة اجلس���د والذي جس���ده ‪ ،‬نالت مسرحية"البوشية" وتعين الوشاح الذي‬ ‫ومبف���رده املمثل ‪" Michael‬ميتش���ل"‪ ...‬ويف يغطي الوج���ه ‪ ،‬من الكويت ‪ ،‬و هي من إخراج‬ ‫حدي���ث للممثل وخمرج���ة العم���ل ‪،‬أوضحا عبد اهلل العاب���ر‪ ،‬وتأليف اإلماراتي إمساعيل‬ ‫أن املس���رحية اعتم���دت عل���ى جمموع���ة من عبد اهلل ‪ ،‬اجلائزة الربونزية ‪.‬‬ ‫يف ح�ي�ن ش���اركت‬ ‫الع���روض العام���ة‬ ‫‪ ،‬األردن بأرب���ع‬ ‫و التأث���ر بثقاف���ة‬ ‫أعمال مسرحية ‪1‬ـ‬ ‫ال�ت�ي‬ ‫الش���رق‬ ‫"هج���رة " للمس���رح‬ ‫ساهمت يف االرتقاء‬ ‫احلر إعداد و إخراج‬ ‫بفه���م اخلي���ال‬ ‫عل���ي علي���ان ـ خارج‬ ‫واختي���ار األل���وان‬ ‫املسابقة ـ ‪2‬ـ ظالل ـ‬ ‫وحت���ى الكتاب���ة "‬ ‫إخراج فادي سكيكر‬ ‫وأوضحا أن الفرقة‬ ‫‪3‬ـ "زهامير " توليف‬ ‫ومنذ ع���ام ‪1994‬م‬ ‫عل���ي عليان ‪ ،‬إخراج‬ ‫خضع���ت ملخت���ارات‬ ‫إياد الشطناوي وقد‬ ‫املس���رح التجري�ب�ي‬ ‫فاز املمث���ل الوحيد ـ‬ ‫اس���تفاد‬ ‫ال���ذي‬ ‫رائد شقاح ـ جبائزة‬ ‫م���ن الع���روض‬ ‫عبد العزيز ألزني‬ ‫تقديري���ة عن دوره‬ ‫‪،‬‬ ‫االرجتالي���ة‬ ‫يف ذات املس���رحية‬ ‫وكس���ب التوص���ل‬ ‫ألرق���ى أش���كال احلرك���ة اجلس���دية" وق���د ‪ 4 .‬ـ "حي���دث يف مث���ل ه���ذا الي���وم" إخ���راج‬ ‫كان���ت اجلائ���زة الفضي���ة م���ن نصي���ب هذا حس���ام عاب���د " خارج املس���ابقة ـ و من الفرق‬ ‫املش���ارك يف املهرجان ‪ ،‬فرقة مسرح احلارة "‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫"احلشرة" ـ ضيق املكان‬ ‫يف ح�ي�ن كان ع���رض " أغنية وحي���دة " من فلسطني " مبسرحية‬ ‫ـ إخ���راج رائ���دة غزال���ة ـ وحت���دث العمل عن‬ ‫إخراج "‪" Nicole beutler‬‬ ‫للفرق���ة اهلولندية وكان ه���و األخر ينتمي ثالث ش���خوص جيدون أنفس���هم وأرواحهم‬ ‫إىل "املونودرام���ا" ‪ ،‬وق���د صف���ق طوي�ل�ا ألداء وقلوبهم وعقوهلم يف " ّ‬ ‫"حشرة " عاجزين عن‬ ‫املمثل���ة "الوحي���دة" الالفت ‪..‬وكان���ت جائزة حتقي���ق ما يصبون إلي���ه ‪ ،‬يف ظل حماصرة‬ ‫اجملتمع ل���كل ما يطمحون إلي���ه " كما جاء‬ ‫جلنة التحكيم من نصيب هذا العرض ‪.‬‬ ‫ونال���ت مس���رحية "انفالت" لتون���س اجلائزة عل���ى لس���ان سوس���ن املكحل عل���ى صفحات‬ ‫الذهبي���ة ‪ ..‬ويف خص���وص العم���ل تس���اءل نش���رة املهرج���ان ‪ .‬ه���ذا و ق���د كان االفتت���اح‬ ‫الصحف���ي "كنع���ان الب�ن�ي" ه���ل حن���ن فعال يوم الس���بت ‪5‬ـ ‪5‬ـ ‪2012‬م على متام الس���اعة‬ ‫أمام مس���رح ما بعد الثورة؟ وهل اس���تطاع أن الثامنة مس���اء مبس���رحية " سندويشة لبنة"‬ ‫يع���اجل مش���اكل وقضاي���ا اإلنس���ان \ الوطن قدمتها فرقة س���رية رام اهلل ‪ .‬من " فلسطني"‬ ‫كمس���رح معاص���ر وه���ل كان���ت مس���احات وهي من إخراج "خالد عليان" ـ خارج املسابقة‬ ‫احل���وار\ الب���وح واحلرية ق���ادرة على تفجري ـ وهك���ذا يبلغ ع���دد عروض املهرج���ان ـ ‪ 15‬ـ‬ ‫املمثل ليقدم بفنه رسالته\ رسالتنا" وميضي عرضا ‪ .‬دخل منها يف إطار املسابقة الرمسية‬ ‫يف تس���اؤله إىل أن جيي���ب "اعتق���د أن ه���ذا للمهرجان عدد ـ‪ 8‬ـ فرق ‪.‬‬

‫وضم���ت جلنة التحكي���م كل من الفنان‬ ‫نبيل جنم رئس���ا ـ الفن���ان بكر قباني ـ األردن‬ ‫ـ حمم���د ألعون���ي ـ تون���س ـ عب���د اهلل راش���د ـ‬ ‫اإلمارات ـ د‪ .‬حممد حبيب العراق ‪ .‬أعضاء ‪.‬‬ ‫وهن���ا أس���جل ‪ ..‬ويف نق���اط موج���زة ‪ ،‬وجهة‬ ‫نظري اخلاصة ‪ ،‬وانطباعي عن املهرجان ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ ب���روز وبوض���وح ما يع���رف باملونودراما "‬ ‫املمث���ل الفرد " ويتب���ع هذا كذل���ك األعمال‬ ‫املسرحية حمدودة الشخوص ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ خل���و املهرج���ان م���ن األعم���ال الضخمة‬ ‫والكب�ي�رة وال�ت�ي تب���دوا مكلف���ة وم���ن ع���دة‬ ‫جوانب فنية وما دية ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ كان هن���اك ويف الغال���ب األع���م التق���اء‬ ‫يف مضام�ي�ن األعمال املس���رحية اليت قدمت‬ ‫ومتث���ل ه���ذا يف م���ا يعاني���ه اإلنس���ان وممن‬ ‫حول���ه م���ن كب���ت وخ���وف وحج���ر عل���ى‬ ‫أف���كاره وتطلعاته وحبث���ه الدائب عن خمرج‬ ‫مم���ا هو فيه ‪ ،‬وجاء ه���ذا عرب رؤية تبدو على‬ ‫اخلش���بة ضبابي���ة ولكنه���ا يف الواقع ليس���ت‬ ‫كذلك ‪ ..‬والتوجه حن���و "املونودراما" وجتنب‬ ‫األعمال الضخم���ة والكبرية قابله توجه حنو‬ ‫املعنى رأس���ا ‪ ،‬األمر الذي ترت���ب عليه إغفال‬ ‫الكثري من ش���روط العمل املسرحي املعروفة‬ ‫‪ ..‬وم���ن هن���ا أصبح وحس���ب رأيي ل���كل عمل‬ ‫ش���روط لعبته اخلاصة ‪ ،‬واليت ينبغي الولوج‬ ‫م���ن خالهل���ا ‪ ،‬لتفه���م وإدراك أبع���اد العم���ل‬ ‫املس���رحي ‪ .‬وكنشاط مواز اش���تمل املهرجان‬ ‫عل���ى ‪1‬ـ ورش���ة " ف���ن اإللق���اء املس���رحي "‬ ‫الدكت���ور فيصل القحطاني ‪ 2‬ـ ورش���ة "فن‬ ‫اإلمياء املسرحي " الدكتور فهد أهلاجري ‪3‬‬ ‫ـ الندوة الفكرية الرئيس���ية " هل يفقد املثلث‬ ‫الذه�ب�ي أح���د أضالع���ه‪ ..‬اجلمه���ور ـ النص ـ‬ ‫الفنان ‪.‬وكان حفل اخلت���ام وتوزيع اجلوائز‬ ‫اخلمي���س ‪2012 /9/5‬م على متام الس���اعة‬ ‫أل ـ ‪ 8‬ـ مساءا‪.‬‬ ‫أما رئاس���ة املهرجان فكانت للفنا علي عليان‬ ‫‪ ..‬وحتية لفرقة املسرح احلر ولكل من ساهم‬ ‫وبصدق ‪ .‬وشــــــــــــكرا ‪.‬‬ ‫‪16.5.2012 /‬‬


‫تالة ربيع آخر‪07‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫جملة اجتماعة ثقافية‬

‫‪ :‬رئيس التحرير ‪ /‬خلود الفالح‬

‫حق املمارسة السياسية للمرأة الليبية عام ‪63‬‬

‫مصطفى القاضي‬ ‫لع���ل م���ن أهم املؤش���رات ال�ت�ي توضح‬ ‫مدى تقدم أي جمتمع هو وضع املرأة‬ ‫ومكانته���ا بذل���ك اجملتم���ع‪ ،‬وبطبيعة‬ ‫احل���ال فاجملتمع���ات املتحض���رة‬ ‫واملتقدم���ة ال تقب���ل ب���أي ح���ال م���ن‬ ‫األح���وال ب���أن تعط���ل وتهم���ش طاقة‬ ‫نصف مكونها االجتماعي‪.‬‬ ‫غري أن ه���ذه احلقيق���ة مل تكن تروق‬ ‫للكثريي���ن فلق���د عان���ت امل���رأة ع�ب�ر‬ ‫عصور التاريخ املختلفة من س���يطرة‬ ‫وتس���لط الرجل وذلك راج���ع للعديد‬ ‫من األس���باب والعوامل لعل من أهمها‬ ‫النزع���ة الذكوري���ة للمجتمع���ات‬ ‫البش���رية منذ القدم‪ ،‬إضافة المتالك‬ ‫الرجل لس���لطة أخ���رى ال تقل أهمية‬ ‫عن امليزة األوىل أال وهى سلطة املال‪.‬‬ ‫ه���ذان العام�ل�ان وغريه���ا م���ن‬ ‫الس���لوكيات والع���ادات االجتماعي���ة‬ ‫األخرى فرض على امل���رأة بأن جتعل‬ ‫م���ن الس���لبية منهج���اً وس���لوكاً هلا‪،‬‬ ‫واكتف���ت مرغم���ة عل���ى لع���ب دور‬ ‫املتفرج واملتابع لكل ما يدور من حوهلا‬ ‫من حراك‪.‬‬ ‫غـري أن األمور أخذت يف التغري البطيء‬ ‫والتدرجيي خالل القرنيني األخريين‬ ‫باجت���اه إعطاء امل���رأة كاف���ة حقوقها‬ ‫وخاصة حقها يف االنتخـاب والرتشح‪،‬‬ ‫حي���ث ص���درت العدي���د م���ن املواثي���ق‬ ‫واالتفاقي���ات نذك���ر منه���ا االتفاقية‬

‫اخلاصة باحلقوق السياس���ية للمرأة‬ ‫ص���درت الع���ام ‪ 1952‬م وال�ت�ي تنص‬ ‫يف مادته���ا الثاني���ة عل���ى أن للنس���اء‬ ‫احلق واألهلية يف أن ينتخنب اهليئات‬ ‫املنتخب���ة باالق�ت�راع الع���ام‪ ،‬واملنش���أة‬ ‫مبقتضى التش���ريع الوطين بش���روط‬ ‫تس���اوي بينه���ن وب�ي�ن الرج���ال دون‬ ‫متييز‪.‬‬ ‫والعه���د الدول���ي اخل���اص باحلق���وق‬ ‫املدني���ة والسياس���ية يق���ول يف مادت���ه‬ ‫"‪ "25‬ل���كل مواط���ن " ذك���ر أو أنث���ى "‬ ‫احلق يف املش���اركة يف تس���يري احلياة‬ ‫العامة مباش���رة أو عن طريق ممثلني‬ ‫خمتارين‪.‬‬ ‫أم���ا اتفاقي���ة القض���اء عل���ى كاف���ة‬ ‫أش���كال التميي���ز ض���د امل���رأة لع���ام‬ ‫‪ 1979‬فتن���ص يف مادته���ا رق���م" ‪"7‬‬ ‫على ح���ق املرأة يف التصويت يف مجيع‬ ‫االنتخاب���ات واالس���تفتاءات العام���ة‪،‬‬ ‫واألهلي���ة لالنتخاب جلمي���ع اهليئات‬ ‫ال�ت�ي تنتخ���ب أعضاءه���ا باالق�ت�راع‬ ‫العام واملش���اركة يف صياغة سياس���ـة‬ ‫احلكـوم���ة ويف تنفيـ���ذ هذه السياس���ة‬ ‫وفـي شغـل الوظائف العامة‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق تعترب دولة نيوزيلندا‬ ‫أول دول���ة أقدم���ت على أعط���اء املرأة‬ ‫حقه���ا يف االنتخ���اب وق���د كان ذل���ك‬ ‫خالل العام ‪ 1893‬م‪.‬‬ ‫أما فيما خيص بالدنا فقد كانت من‬ ‫أوائل الدول العربية اليت منحت املرأة‬

‫حقه���ا يف ممارس���ة دوره���ا السياس���ي‬ ‫فق���د مت منح امل���رأة الليبي���ة حقها يف‬ ‫االنتخاب مبوجب قانون أقره الربملان‬ ‫اللي�ب�ي زمن حكوم���ة الدكتور حمي‬ ‫الدين فكيين وذل���ك بتاريخ ‪/ 4 / 26‬‬ ‫‪ 1963‬م‪.‬‬ ‫ويف مص���ر ‪ – 1956‬املغ���رب ‪1963‬‬ ‫ األردن ‪ – 1974‬الع���راق ‪1980‬‬‫– قط���ر ‪ – 1997‬الكوي���ت ‪– 2003‬‬ ‫السعودية ‪ _ 2011‬سويسرا – ‪1971‬‬ ‫– الصني ‪ – 1949‬اليونان ‪..1952‬‬

‫خلود الفالح‬

‫تالة جملة اجتماعية ثقافية كانت فكرة وبدأت تتحقق‬ ‫بوض���ع األفكار العريضة خلط���ة العمل‪ ،‬بدأنا يف االجناز‬ ‫واكتش���فت إن العائ���ق األهم ليس امل���ورد املالي فقط أو‬ ‫فكرة اس���تطالع وحتقيق وحوار‪ .‬وإمن���ا الصحفي امللتزم‬ ‫باملواعي���د وإعط���اء مادة صحفي���ة متكاملة م���ن عنوانها‬ ‫الرئيس���ي إىل العناوين الفرعي���ة إىل الصور‪ .‬إضافة إىل‬ ‫إحساس���ك إن ه���ذه املادة محل ثقيل عل���ى قلبه وختلص‬ ‫من���ه برميه إليك وال يهمه كم التغريات اليت تطرأ على‬ ‫املادة واالهم ال رغبة يف االستفادة‪.‬‬ ‫***‬ ‫تال���ة جمل���ة ش���هرية تص���در ع���ن مؤسس���ة ميادي���ن‬ ‫علي فهذا‬ ‫الصحفي���ة‪ ،‬حتمس���ت للفكرة عندما عرض���ت ّ‬ ‫ش���رف لي واختب���ار صعب ومؤمنة بنجاح���ي طاملا هناك‬ ‫رغبة صادقة واجتهاد وأصدقاء خملصني‪.‬‬ ‫****‬ ‫ألنن���ا نرغ���ب أن نك���ون يف خض���م األحداث ال�ت�ي متر بها‬ ‫بالدن���ا واحلدث األه���م الي���وم انتخابات املؤمت���ر الوطين‬ ‫فشرعنا يف إعداد ملف حول النساء املرشحات‪ ،‬خططهن‪،‬‬ ‫مش���روعهن‪ ،‬أحالمه���ن‪ ،‬نظرة اجملتمع وحت���ى ال يفوتنا‬ ‫احل���دث نص���در الي���وم كضيوف عل���ى جري���دة ميادين‬ ‫فش���كرا مليادين وشكرا مرة أخرى للس���يد رئيس حترير‬ ‫ميادين أمحد الفيتوري‪.‬‬ ‫***‬ ‫اجملل���ة س���تتضمن قضاي���ا اجتماعي���ة واس���تطالعات‬ ‫وحتقيقات وأبواب الثقافة واجلمال والصحة والرياضة‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫***‬ ‫صفح���ات اجملل���ة مفتوح���ة وبرحاب���ة صدر ل���كل فكرة‬ ‫جديدة‪ ،‬ملش���روع صحف���ي حقيقي‪ ،‬لنتع���اون لتكون تالة‬ ‫جملة اجتماعية ثقافية بروح ليبية‪.‬‬ ‫***‬ ‫هدفن���ا أن نتواص���ل ونتح���اور ونتفاع���ل م���ع جمري���ات‬ ‫اجملتمع‪ ،‬وليكون شعارنا صحافة راقية حترتم املتلقي‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫الدور السياسي للمرأة يف االنتخابات رغبة يف التغيري وطموح حنو املستقبل‬ ‫رباح الزبري‬ ‫تنوع���ت اجمل���االت ال�ت�ي خاضته���ا امل���رأة‬ ‫العربية يف اجملتمع���ات القدمية واحلديثة‬ ‫عل���ى كل األصع���دة فق���د كان���ت امللك���ة‬ ‫والقاضي���ة والش���اعرة والفنان���ة واألديب���ة‬ ‫واىل أالن الزال���ت تكاف���ح وتك���د لتثب���ت‬ ‫قدرته���ا وكفاءته���ا خل���وض ه���ذا اجمل���ال‬ ‫امله���م وتوف���ق بني دورها األس���ري من جهة‬ ‫ودورها السياس���ي من جهة أخ���رى دون أن‬ ‫يؤث���ر احدهم���ا عل���ى األخر وان م���ن حقها‬ ‫املش���اركة يف بن���اء اجملتمع وق���د أصيح يف‬ ‫ظل تط���ور النظرة لدور امل���رأة أن بإمكانها‬ ‫الرتش���ح لالنتخاب���ات وان جت���د هل���ا قاعدة‬ ‫ش���عبية من النس���اء والرجال على حد سواء‬ ‫متى توف���رت بها املؤهالت اليت جتعلها آهال‬ ‫ل���ه ومن هن���ا جي���ب أن تكون ثق���ة املرأة يف‬ ‫قدرتها على خوض العمل السياس���ي نابعة‬ ‫م���ن قدرتها على دخول معاق���ل الرجل وان‬ ‫لديه���ا اإلمكاني���ات واملؤه�ل�ات لتك���ون ن���دا‬ ‫ل���ه وأنها عام�ل�ا مفصلي���ا وق���وة مؤثرة يف‬ ‫العملية السياسية وال يقتصر على ترجيح‬ ‫كفة موازين العمل السياسي‪.‬‬ ‫املرشحة مربوكة سليمان جربيل‪:‬‬ ‫ناش���طة سياس���ية وم���ن ثائ���رات الث���ورة‬ ‫تتحدث ع���ن املؤمتر الوطين الع���ام وتقول‬ ‫اعتربه أساس لبناء الدولة الليبية احلديثة‬ ‫لثورة الس���ابع عش���ر من فرباي���ر وجيب أن‬ ‫تبن���ى عل���ى أس���س صحيح���ة من دس���تور‬ ‫وقانون وعلى أساس جلنة الستني لصياغة‬ ‫الدس���تور جلنة منضبطة وقلبها على البلد‬ ‫تضع صيغة كاملة للدستور لبناء الدولة‪.‬‬ ‫وق���د ترش���حت م���ن ضم���ن قائم���ة جبه���ة‬ ‫اإلنقاذ الوطين املعروفة بتارخيها السياسي‬ ‫والنضالي ض���د النظام الس���ابق وقد كان‬ ‫ترتييب الرابع يف قائمة اجلبهة‪.‬‬ ‫*عند ترشحك لالنتخابات هل قابلت ردود‬ ‫فعل رافضة أو متحفظة على ذلك؟‬ ‫بالنسبة ألس���رتي واهلى وأصدقائي كان‬ ‫منتهى الرتحاب منهم والتشجيع‬ ‫مل أج���د أي ردود رافض���ة أو معرتض���ة بل‬ ‫كل التش���جيع واالح�ت�رام وادفع بالنس���اء‬ ‫ليق���دن العملي���ة السياس���ية بكل ش���جاعة‬ ‫العقب���ة الوحي���دة ه���ي عدم حتصل���ي على‬ ‫الشهادة اجلامعية نتيجة رفضي االنضمام‬ ‫للج���ان الثوري���ة يف اجلامع���ة ذل���ك الوقت‬ ‫ولكن ثقفت نفس���ي سياس���يا بكل الوس���ائل‬ ‫وال اعتق���د أنها س���تكون عقب���ة يف طريقي‬ ‫بريطانيا العظمى حكمتها (تاتشر) بثانوية‬ ‫عامة‪(،‬اش���تون) ليس لديها ش���هادة ولكنها‬ ‫وصل���ت إىل أوروب���ا والئ���ي للوط���ن فقط‬ ‫وأمتن���ى أن يك���ون لليبيني دس���تور وقانون‬ ‫يعطيه���م حقوقه���م كامل���ة يف مجي���ع‬ ‫انتماءاته���م الديني���ة والعرقي���ة‪ ،‬وان تس���ع‬ ‫ليبيا للجمي���ع و حيرتم فيه���ا الرأي األخر‬ ‫وحترتم فيها خمتلف املعتقدات السياسية‬ ‫وان نضمن احلريات لباقي األفراد‬ ‫نتمن���ى للب�ل�اد أن تك���ون مرك���ز للراح���ة‬ ‫للش���عب عيش���ة كرمي���ة جلمي���ع األفراد‬ ‫االرتقاء بالتعليم بالصح���ة وبكل قطاعات‬

‫اجملتمع‪.‬‬ ‫املرشحة عائشة السنوسي القيين‪:‬‬ ‫ماجس���تري يف عل���م االجتم���اع إعالمي���ة‬ ‫ناش���طة اجتماعي���ة ونائب رئي���س املنظمة‬ ‫الوطني���ة وعضو جملس اإلدارة يف منظمة‬ ‫رعاي���ة اليتيم ومع���دة ومقدم���ة برامج يف‬ ‫قن���اة ص���وت ليبي���ا باعتب���ار أن�ن�ي عضو يف‬ ‫االحتاد من اجل الوطن وهو تكتل سياس���ي‬ ‫يض���م جمموع���ة م���ن االحت���ادات وأف���راد‬ ‫ومنظمات وأحزاب على مس���توى ليبيا وقد‬ ‫ترش���حت م���ن ضم���ن قائم���ة االحت���اد من‬ ‫اجل الوطن وهي تك���ون متتالية رجل مرآة‬ ‫لضمان حص���ول املرأة عل���ى فرصة لتكون‬ ‫من ضمن أعضاء املؤمتر‪.‬‬ ‫*دور امل���رأة يف االنتخ���اب وردود الفع���ل‬ ‫حيال ذلك؟‬ ‫أبدا من أس���رتي اليت كان���ت الداعم األول‬ ‫لقيامي بالرتش���ح منذ بداية طرح مس���ألة‬ ‫الرتش���ح ل�ل�ان حت���ى األصدق���اء واألقارب‬ ‫رحب���وا بذل���ك بالعك���س وجدت التش���جيع‬ ‫والدع���م من اجلمي���ع خارج نطاق األس���رة‬ ‫ق���د اجد م���ن النس���اء أنفس���هن ردود الفعل‬ ‫سلبية وعدم اهتمام وعدم االكرتاث لفهم‬ ‫الرتش���ح بالنس���بة للمرأة وهن���اك تعبريات‬ ‫توحي باالستغراب والتساؤل من املرأة عن‬ ‫مدى ق���درة امل���رأة على خوض ه���ذا العمل‬ ‫ومالذي باس���تطاعتها أن تقدمه للمجتمع‬ ‫وكان اجمل���ال يف فهمه���ن مقتص���ر عل���ى‬ ‫الرج���ل فق���ط يف مقاب���ل أن هن���اك كثري‬ ‫من النساء تش���جع ترش���ح املرأة لالنتخاب‬ ‫وقدرتها على ذلك‬ ‫وم���ا أراه بصفة عامة أن املرأة حمتاجة إىل‬ ‫توعية يف اجملال السياسي مثل ربات البيوت‬ ‫أو حت���ى اليت تعمل الن الثقافة السياس���ية‬ ‫مفق���ودة لدين���ا عن���د الغالبية ألنه���ا فكرة‬ ‫جديدة واجملتم���ع بصفة عامة كان طيلة‬ ‫العه���د الس���ابق مل يك���ن هن���اك ط���رح هلذه‬ ‫األمور ومل يكن مس���موح لنا حتى يف خالل‬ ‫تنشئة أوالدنا طرح التنشئة السياسية وهي‬ ‫جزء منها وللجمي���ع العذر ولكن نتمنى أن‬ ‫يثق���ف نفس���ه سياس���يا وفه���م معاني مثل‬ ‫(الدس���تور واملؤمت���ر الوط�ن�ي ‪،‬االس���تفتاء‬ ‫‪،‬االنتخابات )ألنها مس���تمرة وستكون جزء‬ ‫من السياسة ‪.‬والدور اإلعالمي كبري وتقع‬ ‫عليه مس���ؤولية يف توضيح ذل���ك للمواطن‬ ‫والبد من تكثيف اجله���ود يف ذلك‪ ،‬اإلعالم‬ ‫ومؤسسات اجملتمع املدني وغريها‪.‬‬ ‫كذلك هناك مس���الة توعية املرأة بأهمية‬ ‫دوره���ا وأهمية صوته���ا يف انتخاب العنصر‬ ‫النس���ائي والب���د م���ن تواج���د للم���رأة يف‬ ‫املؤمت���ر الوطين ألن�ن�ي اخش���ي أن تغيب يف‬ ‫م���رات أخ���رى‪ ،‬ومل نتمكن حتى من فرض‬ ‫مس���الة (الكوتا) وهي أن تكون نسبة ‪30%‬‬ ‫م���ن املقاعد تش���غلها امل���رأة حت���ى يف بداية‬ ‫إعالن مش���روع دستور اقروا ‪10%‬ثم حتى‬ ‫هذه النس���بة الغي ذل���ك ومل ينص عليها يف‬ ‫مشروع الدستور وأمتنى ان حيالف احلظ‬ ‫املرش���حات يف هذا العدد الكبري من الرجال‬

‫وحن���ن جمتمع ذك���وري وه���ي حقيقة ال‬ ‫ننكرها هناك كثري من النساء لديه قناعة‬ ‫قد يكون نتيجة املوروث الثقايف بان الرجل‬

‫حكوم���ة تس���يريية يف ه���ذا الوق���ت يف فرتة‬ ‫الس���نة والنص���ف ال�ت�ي س���يتم اإلش���راف‬ ‫عليه���ا املؤمت���ر الوط�ن�ي واملهمة األساس���ية‬

‫جناة الكيخيا‬

‫قد يكون اقدر وأكثر كفاءة من املرأة من‬ ‫هن���ا البد أن ت���درك املرأة م���ن أهمية وجود‬ ‫م���راة متثلها يف اجمل���ال السياس���ي ملعرفتها‬ ‫مبش���اكلها وتطلب حقوقه���ا وتدافع عنها‬ ‫وتكون حقوق مش���روعة يضمنها الدستور‬ ‫وجيب أن يس���عى الناخب ملعرفة املرشحني‬

‫مربوكة جربيل‬

‫وحي���اول ينتق���ي األفض���ل واالهم ه���و بناء‬ ‫ليبي���ا جدي���دة وان يك���ون احل���س الوط�ن�ي‬ ‫والضم�ي�ر خلدم���ة ليبي���ا بأمان���ة‪ ،‬تكوي���ن‬

‫والرئيس���ية هي تكوين اللجنة التأسيس���ية‬ ‫لوض���ع دس���تور للبالد يف فرتة ‪ 4‬اش���هر من‬ ‫‪ 60‬ش���خص ويتم االس���تفتاء عليها خالل‬ ‫فرتة حمددة يكون يف دس���تور يتوافق عليها‬ ‫ثم بعد ذلك التجهيز لالنتخابات الرئاسية‬ ‫للدولة حس���ب نظام احلكم الذي س���يقرره‬ ‫الدستور حتت إشراف املؤمتر الوطين ومن‬ ‫ث���م تب���دأ أول مرحل���ة م���ن تكوي���ن الدولة‬ ‫الليبية وأتصور أن هذه هي املهام اليت جيب‬ ‫أن يقوم به���ا املؤمتر الوطين الذي س���يكون‬ ‫هو اجلهة الرقابية اليت س���تمارس الرقابة‬ ‫على احلكومة التس���يريية م���ن هذا املنطلق‬ ‫نتمن���ى أن تك���ون ش���خصيات وطنية وعلى‬ ‫كفاءة وتستطيع خدمة البالد أيضا قدرة‬ ‫املؤمتر على حل القضايا اآلنية مثل قضية‬ ‫األم���ن‪ ،‬تكوي���ن اجلي���ش‪ ،‬مل���ف اجلرحى‪،‬‬ ‫معوقي احلرب‪ ،‬املفقودين‪ ،‬وغريها ‪.‬‬ ‫جناة رش���يد الكيخي���ا عضو اجمللس احمللي‬ ‫يف الدائرة الرابعة بنغازي‪ :‬بكالوريوس من‬ ‫قس���م اإلحصاء كلي���ة االقتص���اد جبامعة‬ ‫بنغازي وماجس���تري يف اإلحصاء من جامعة‬ ‫(ميز وري) بالواليات املتحدة األمريكية‬ ‫قالت‪ :‬أن أي جمتم���ع يقاس تطوره بتطور‬ ‫دور املرأة فيه وان كل الليبيني نساء ورجاال‬ ‫عانوا خالل ‪ 42‬سنة وجيب أن خنرج مجيعا‬ ‫للعم���ل السياس���ي وامل���رأة الليبي���ة مواطنة‬ ‫ومن حقها الرتشح واالختيار وهذا حق من‬ ‫حقوق اإلنسان واملرأة الليبية طموحة جدا‬ ‫وق���د كان عزوفها عن العمل السياس���ي يف‬ ‫عه���د الطاغية ه���و نتيجة الرتب���اط العمل‬ ‫فيه بأمور أخرى‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫مربوكة بو أغرارة‬

‫*ه���ل وج���دت ع���دم تقب���ل لرتش���ح امل���رأة‬ ‫لالنتخابات ومالذي حيكم جناحها برأيك؟‬ ‫املرأة الليبية باس���تطاعتها أن تعطي الكثري‬ ‫وتنج���ح وه���ي متفوق���ة يف ع���دة جم���االت‬

‫وم���ن جتربيت الش���خصية بالعكس دعمين‬ ‫وش���جعين اجلميع ومل اجد أي حتفظ على‬ ‫توجهي لالنتخابات وقد وفقت واحلمد هلل‪،‬‬ ‫والذي حيكم النجاح هو الكفاءة واحملافظة‬ ‫عل���ى األخ�ل�اق والش���جاعة خل���وض ه���ذا‬ ‫الغمار السياسي‪.‬‬ ‫املرش���حة مربوك���ة ب���و أغ���رارة قال���ت‪:‬‬ ‫اآلن س���ندخل التاري���خ م���ن أوس���ع أبواب���ة‬ ‫وس���نخوض أول جترب���ة دميقراطي���ة يف‬ ‫تاري���خ بالدنا‪...‬وأكد لك ب���ان املرأة الليبية‬ ‫ال�ت�ي أجنبت الثوار وقدم���ت فلذات كبدها‬ ‫م���ن اج���ل حتري���ر البالد ق���ادرة م���ع أخيها‬ ‫الرج���ل ي���دا بيد أن تق���دم الكث�ي�ر وان تبنى‬ ‫جمتمعا واعد‪.‬والش���واهد كثرية‪ .‬وأضافت‬ ‫بو أغرارة‪ :‬انتخابات املؤمتر الوطين سرتسم‬ ‫ب���إذن اهلل ش���كل الدول���ة الليبي���ة احلديثة‪،‬‬ ‫دولة الدستور والقانون والتعددية والعدالة‬ ‫االجتماعي���ة‪..‬و بالنس���بة إىل برناجم���ي‬ ‫االنتخابي أدع���و اهلل أن يوفقين حلمل هذه‬ ‫األمانة وسأسعى أن يعم األمن واالستقرار‬

‫جناة عبد اجمليد شرف الدين‬

‫يف كاف���ة رب���وع الوط���ن وان اب���ذل قص���ار‬ ‫جه���دي من اجل الرفاهي���ة وتكافؤ الفرص‬ ‫لكل الليبيني‪..‬أيضاً دعم الش���باب الذين هم‬ ‫عماد الوطن‪.‬‬

‫‪09‬‬

‫اطمح يف املستقبل أن تبنى ليبيا على أسس‬ ‫متين���ة وآمن���ة‪ ..‬دول���ة الدس���تور والقان���ون‬ ‫واحلري���ة والدميقراطي���ة والرفاهي���ة لكل‬ ‫الليبي�ي�ن وان تبق���ى يف مص���اف ال���دول‬ ‫املتقدمة وان نفتخر بأننا ليبيني أحرار‪.‬‬ ‫املرش���حة جن���اة عب���د اجمليد ش���رف الدين‬ ‫قالت‪ :‬أنا كامرأة مل أجد إال التش���جيع من‬ ‫األغلبية‪ .‬نع���م هناك املعارضني ملش���اركة‬ ‫امل���رأة ولك���ن ال بأس م���ن أن نص�ب�ر عليهم‬ ‫ونثبت هلم العك���س‪ .‬املرأة لديها غرية وحب‬ ‫هلذا الوطن‪ .‬واملقدرة أيضاً على املش���اركة‬ ‫لبناء بالدها‪.‬‬ ‫وأما برناجم���ي االنتخابي فه���و وباختصار‬ ‫إقام���ة الدول���ة بتفعي���ل القان���ون وصياغة‬ ‫الدس���تور وحتقيق األمن واألمان أوال و من‬ ‫مت معاجل���ة القضاي���ا األخ���رى كالتعليم‬ ‫والصح���ة‪ .....‬فليبي���ا حمتاجة إىل اإلصالح‬ ‫اجلذري‪.‬‬

‫القفل السري للموبايل بني رفض وقبول يثري غرية النساء وشكوك الرجال‬ ‫انتق���ل الع���امل الصغ�ي�ر يف جهاز املوباي���ل إىل عوامل أك�ب�ر مع برام���ج التواصل‬ ‫االجتماعي والدردش���ات‪ ،‬وتوس���عت العالق���ات معه بني أصدق���اء طفولة وعمل‬ ‫وأصدقاء افرتاضيني وذوي قربى حتى الغرباء كان هلم نصيب‪.‬‬ ‫تتباي���ن اخلصوصي���ة يف حمتوى املوبايل ورس���ائله ب�ي�ن العائلية والش���خصية‪،‬‬ ‫وتتن���وع أحاديث���ه بني ما يقال وب�ي�ن ما ال يقال‪ ،‬وصور تلتقطه���ا كامرياته لكل‬ ‫لون وزاوية‪ ،‬وصور أخرى يُغض البصر عنها‪.‬‬

‫أمساء عبد احلميد‬

‫ذكورية اجملتمع تعطي الرجل احلق يف تتبع أس���رار املرأة‪،‬‬ ‫وتفرتض أن املرأة ال أسرار عندها‬ ‫القفل السري يناقض الشفافية واملشاركة الزوجية‬ ‫األجه���زة الذكي���ة أصبح���ت عامل���اً آخ���ر‬ ‫حلامله���ا وحافظ���ة ليوميات���ه وملفاته‪ ،‬مما‬ ‫جع���ل البع���ض يرى أنه���ا من الض���روري أن‬ ‫يض���رب بينه���ا وبني ط���ارق بابها بس���ور من‬ ‫خلف���ه س���ور م���ن األرقام الس���رية‪ ،‬حت���ى إذا‬ ‫اس���تيئس وخلص حماو ً‬ ‫ال ألق���ى به مينياً‪ ،‬أو‬ ‫س���أل صاحبه أن حيرره وتبدأ معه مشاكل‬ ‫وظنون ما كان هلا أن تكون‪ .‬وتعزو دراس���ات‬ ‫أن ‪ 70%‬من مشاكل األزواج بسبب املوبايل‬ ‫واإلنرتنت‪.‬‬ ‫هو يتسلط وهي تستسلم‬ ‫القفل السري تراه النساء لدى الرجال أكثر‬ ‫أهمية حبكم قوامتهم وش���رقيتهم والنس���اء‬ ‫غالباً ما يستسلمن ويُبقني األبواب مفتوحة‪،‬‬ ‫بينما يرى خرباء العالقات األس���رية أن لكل‬ ‫إنس���ان خصوصيت���ه‪ ،‬الب���د أن حيرتمه���ا وال‬ ‫خيرتقه���ا إال بإذن ومن طاوع ظنونه أوش���ك‬ ‫أن يصيبه مرض الشك‪.‬‬ ‫وتفرتض أم يزن أن���ه ال حدود بني الزوجني‬ ‫وال أرق���ام س���رية‪ ،‬ألنه���ا تناقض املش���اركة‬ ‫والش���فافية‪ ،‬وقال���ت "زوج���ي يق���رأ حمتوى‬ ‫جه���ازي بينم���ا جه���ازه مقف���ل"‪ ،‬وتعلل ذلك‬ ‫بأنه رجل وله أس���رار عمل���ه وأحاديث رجال‬

‫ال تناسب املرأة‪.‬‬ ‫وختالفه���ا ال���رأي ن���دى يف أن ل���كل إنس���ان‬ ‫خصوصيته‪ ،‬والقفل السري ليس دون الزوج‬ ‫فق���ط‪ ،‬بل كل الناس‪ ،‬وقالت "هناك أس���رار‬ ‫ال جيب أن يطلع عليها الغري‪ ،‬مثل مش���اكل‬ ‫العائلة أو حديث الصديقات‪ ،‬وقد يقع الزوج‬ ‫على رسالة ويفهمها خطأ ثم ينشأ اخلالف"‪.‬‬ ‫وتب�ي�ن االختصاصي���ة يف الع�ل�اج النفس���ي‬ ‫واإلرش���اد الزوج���ي د‪ .‬نادي���ة التميم���ي أن‬ ‫املش���كلة ليس���ت يف الق���درة عل���ى الصراحة‬ ‫فق���ط‪ ،‬ولكن يف قدرة اآلخ���ر على تقبل هذه‬ ‫الصراح���ة والتعام���ل معه���ا بش���كل إجيابي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫رج�ل�ا أو امرأة‬ ‫وأضاف���ت "على ال���زوج كان‬ ‫أن ال يسعى للمعلومة السيئة‪ ،‬وأنه ال يوجد‬ ‫أمجل من قوله تعاىل "لاَ َت ْسَأ ُلوا َع ْن أَ ْش َيا َء ِإ ْن‬ ‫ُت ْب َد َل ُك ْم َت ُس ْؤ ُ‬ ‫ك ْم"‪.‬‬ ‫خياالت ومرض‬ ‫وكاد ط�ل�اق يقع بني زوجني ملا اكتش���فت‬ ‫أم عبد اهلل حديثاً بني زوجها وبني صديقتها‬ ‫املقربة‪ ،‬حي���ث كان زوجه���ا يتصفح جواهلا‬ ‫ويقرأ رس���ائل صديقتها وأعجبته رس���ائلها‬ ‫لتنتهي بعالقة وخيانة‪.‬‬ ‫وقال���ت أم عب���د اهلل "املش���كلة يف ذكوري���ة‬

‫اجملتمع لدين���ا‪ ،‬حيث جيعل للرجل احلق يف‬ ‫تتبع أس���رار املرأة‪ ،‬وأنه يف�ت�رض أن املرأة ال‬ ‫أسرار عندها"‪.‬‬ ‫وتصف هن���د األزواج الذين يتتبع���ون الرقم‬ ‫الس���ري لزوجاته���م باملرض���ى‪ ،‬ويتبع���ون‬ ‫خي���االت غ�ي�ر صحيح���ة تقض���ي عل���ى روح‬ ‫العالقة‪ ،‬وقالت "الرقم الس���ري لكل شخص‬ ‫مث���ل رق���م هويت���ه خاص ب���ه فق���ط ال يهبه‬ ‫ألحد"‪.‬‬ ‫من جهته يرى االستشاري األسري واخلبري‬ ‫النفسي د‪ .‬خالد باحاذق أن بداية األمر يكون‬ ‫فضو ً‬ ‫ال‪ ،‬أو س���وء ظ���ن مما يؤدي إىل الش���ك‪،‬‬ ‫وم���ن ثم التجس���س‪ ،‬ويف النهاية ي���ؤدي هذا‬ ‫إىل دم���ار العالق���ة‪ ،‬وق���ال "من حي���اول فك‬ ‫شفرة أس���رار اآلخرين فهو مريض مبرض‬ ‫الوس���واس‪ ،‬وقد تتطور احلال إىل ما يس���مى‬ ‫بـ"الوسواس القهري" وحيتاج إىل عالج"‪.‬‬ ‫القفل خيفي فضيحة‬ ‫وح���ول ذات القضية ختتل���ف آراء الرجال يف‬ ‫رافض لذلك‬ ‫أحقي���ة وضع قفل س���ري ب�ي�ن ٍ‬ ‫وحمرتم له‪ ،‬حيث يقول خليفة نعيم إن من‬ ‫يضع قف ً‬ ‫ال س���رياً فهو خيفي فضائح خيشى‬ ‫أن يتطل���ع عليها الطرف اآلخر‪ ،‬والواثق من‬

‫نفسه مثل الكتاب املفتوح‪.‬‬ ‫يف املقابل يرى أبو خالد أن هناك خصوصية‬ ‫بني األزواج الب���د من احرتامها‪ ،‬وق���ال "عاد ًة‬ ‫ال���زوج الواثق يف زوجت���ه ال يتعدى على هذه‬ ‫اخلصوصية‪ ،‬بينما املرأة سواء أكانت واثقة‬ ‫يف زوجه���ا أم ال فهي الب���د أن ختتلس غفلة‬ ‫الزوج وتفتش أسراره"‪.‬‬ ‫ومبا أن لكل إنسان بيئته وتفكريه وسلوكه‬ ‫خيتلف بها عن اآلخر‪ ،‬يرى د‪ .‬باحاذق‬ ‫أن ل���كل ش���خص خصوصي���ة خاص���ة به‪ ،‬ال‬ ‫ميك���ن التجس���س عليه���ا أو انتهاكه���ا مهما‬ ‫كان���ت العالقة قوية بني الطرفني‪ .‬وأضاف‬ ‫"الزواج ميثاق ش���راكة وال يكون أبداً ميثاق‬ ‫متلك أو تسلط‪ ،‬بل البد من االحرتام وحسن‬ ‫الظن والتقدير"‪.‬‬ ‫وتضي���ف د‪.‬التميم���ي إذا كان الش���خص‬ ‫ال يوج���د لدي���ه ما خيش���اه فل���ن يضطر إىل‬ ‫إخف���اء أي ش���يء بطريق���ة مريب���ة وأع���ذار‬ ‫واهي���ة‪ ،‬ويتف���ق معه���ا د‪ .‬باح���اذق بقوله "يف‬ ‫أغلب احلاالت من خيفي بقفل سري خياف‬ ‫الفضيحة"‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫خدجية عبد القادر‬

‫رائدة النهضة النسائية والتنمية االجتماعية يف ليبيا احلديثة‬ ‫إبراهيم خليل العالف‬ ‫وقع بيدي من���ذ زمن كتاب صغري يف حجمه‪،‬‬ ‫كب�ي�ر يف مضمون���ه وه���ذا الكتاب طب���ع على‬ ‫مطابع األهرام يف بريوت س���نة ‪ 1961‬وعنوانه‬ ‫‪ " :‬امل���رأة والري���ف يف ليبي���ا " تأليف (اآلنس���ة )‬ ‫خدجي���ة عب���د الق���ادر(‪ .) 1938-2009‬وق���د‬ ‫علمت بأن خدجية عب���د القادر متخصصة يف‬ ‫تنمي���ة اجملتمع‪ ،‬وأنها أول فت���اة ليبية توفد يف‬ ‫بعثة دراس���ية خ���ارج ليبيا‪ .‬فلقد أوفدت س���نة‬ ‫‪ 1957‬إىل مصر للدراس���ة يف مركز الرتبية‬ ‫األساس���ية يف الع���امل العرب���ي بس���رس اللي���ان‬ ‫بالقاه���رة ونال���ت دبلوما يف اختص���اص تنمية‬ ‫اجملتم���ع‪ .‬كم���ا أنها مثل���ت بالده���ا بتفويض‬ ‫م���ن احلكوم���ة الليبي���ة يف احللق���ة الدراس���ية‬ ‫اليت عقدتها اليونس���كو يف القاهرة سنة ‪1959‬‬ ‫لبحث موض���وع "املرأة واش�ت�راكها يف برنامج‬ ‫تنمية اجملتمع"‪.‬‬ ‫وبعد هذا رحت احبث ع���ن هذه الفتاة وعلمت‬ ‫بأنها "أديبة‪ ،‬وكاتبة اجتماعية‪ ،‬وقاصة ظهر‬ ‫إنتاجه���ا يف صح���ف وجم�ل�ات ليبي���ا والب�ل�اد‬ ‫العربية كما مسع صوتها من حمطة اإلذاعة‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬وم���ن إذاع���ات اخل���ارج"‪ .‬وكان���ت هلا‬ ‫ن���دوات إذاعي���ة‪ ،‬وأحاديث‪ ،‬وحماض���رات وتعد‬ ‫–حب���ق –من رائدات الفكر يف ليبيا احلديثة‪.‬‬ ‫ويف مدون���ة الكاتب الصحف���ي امحد الفيتوري‬ ‫(سريب )‪،‬‬ ‫‪http://afaitouri.maktoobblog.‬‬ ‫‪com-sarib‬‬ ‫وجدت ب���أن الس���يدة فاطمة عب���د اهلل الزروق‬ ‫غندور تعيد نش���ر بع���ض ما كتبت���ه خدجية‬ ‫عب���د الق���ادر وال�ت�ي عرفته���ا بأنه���ا "اآلنس���ة‬ ‫خدجي���ة عب���د الق���ادر أخصائي���ة الرتبي���ة‬ ‫والشؤون االجتماعية"‪ .‬ومن ذلك مقال مجيل‬ ‫بعنوان‪":‬العش���اء األخ�ي�ر" وسلس���لة مق���االت‬ ‫مؤلفة م���ن ‪ 30‬حلق���ة بعنوان "ليبي���ة يف بالد‬ ‫االنكليز" منش���ورة يف جري���دة طرابلس الغرب‬ ‫وابتداء من األحد ‪ 20‬مجادي الثانية ‪1382‬هـ‬ ‫املواف���ق ‪ 18‬نوفم�ب�ر ‪1962‬م – الع���دد ‪205‬‬ ‫ الس���نة ‪ . 19‬وق���د ق���رأت ما كتب���ت ووجدت‬‫أنها أديب���ة أصيلة‪ ،‬وكاتب���ة مهمومة بقضايا‬ ‫ش���عبها‪ .‬كما أصدرت الس���يدة فاطمة غندور‬ ‫كتابا بعنوان‪":‬نساء خارج العزلة " طبع يف دار‬ ‫زه���ران يف عمان باألردن‪ ،‬وذكرت فيه أن مثة‬ ‫نسوة عملن مع خدجية عبد القادر يف تأسيس‬ ‫مجعية النهضة النس���ائية اليت أصدرت جملة‬ ‫بعنوان "رسالة اجلمعية"‪،‬منهن صاحلة ظافر‬ ‫املدني(‪،) 1923-2008‬وعائش���ة زريق‪،‬وسعاد‬ ‫احلداد‪،‬وجنمية موس���ى أب���و قصيعة‪،‬ومحيدة‬ ‫العنيزي(‪ .)1892-1981‬كما نشرت حمضر‬ ‫االجتم���اع األول جلمعي���ة النهض���ة النس���ائية‬ ‫وأخبارا عن فرعها يف بنغازي‪.‬‬ ‫درس���ت خدجي���ة عبد الق���ادر يف ليبي���ا ومصر‬ ‫وانكلرتا ‪ ،‬وبعد خترجها من الدراس���ة الثانوية‬ ‫اش���تغلت بالتدريس‪ .‬كما عملت أمينة ملكتبة‬ ‫معه���د دار املعلم���ات بطرابل���س وه���ي تتق���ن‬ ‫االنكليزي���ة وااليطالية‪ .‬فضال ع���ن لغتها األم‬ ‫‪.‬وكان���ت هلا س���فراتها إىل خ���ارج ليبي���ا ومن‬ ‫ذلك س���فراتها إىل لندن بانكل�ت�را ومبنحة من‬ ‫اجمللس الثقايف الربيطاني اليت متنح عادة لكل‬ ‫متف���وق أو متفوقة‪.‬ويف لن���دن ألقت حماضرة‬ ‫س���نة ‪ 1961‬يف "مجعي���ة الت���اج الربيطاني���ة"‪،‬‬

‫حتدث���ت فيها ع���ن وطنها ليبي���ا ودور املرأة يف‬ ‫حركة نهضتها‪.‬‬ ‫أص���درت كتابها‪":‬امل���رأة والري���ف يف ليبي���ا"‪،‬‬ ‫ويق���ع يف (‪ )105‬صفحة م���ن القطع الصغري‪.‬‬ ‫وقد قدم له األس���تاذ حممد سعيد قدري مدير‬ ‫مرك���ز تنمية اجملتمع ‪ .‬ومما قاله أن اآلنس���ة‬ ‫خدجية عبد القادر طلبت إليه أن يقدم الكتاب‬ ‫إىل القارئ‪ .‬والكتاب يف مادته األصلية رس���الة‬ ‫تقدمت بها املؤلفة لنيل دبلوم "مركز الرتبية‬ ‫األساس���ية يف العامل العربي "بسرس الليان يف‬ ‫القاهرة يف ش���هر يونيه –حزيران سنة ‪1957‬‬ ‫وق���د كان���ت أول فت���اة ليبي���ة توف���د يف بعثة‬ ‫دراس���ية خ���ارج ليبي���ا‪.‬‬ ‫كم���ا أنها مثل���ت بالدها‬ ‫يف احللق���ة الدراس���ية‬ ‫ال�ت�ي عقدته���ا منظم���ة‬ ‫اليونس���كو بالتع���اون‬ ‫م���ع مرك���ز الرتبي���ة‬ ‫األساس���ية يف الع���امل‬ ‫العرب���ي س���نة ‪1959‬‬ ‫لبح���ث موض���وع "امل���رأة‬ ‫واش�ت�راكها يف برنام���ج‬ ‫تنمي���ة اجملتم���ع" وع���ن‬ ‫رس���التها ال�ت�ي قدمته���ا‬ ‫لنيل الدبلوم قالت جلنة‬ ‫املناقش���ة اليت ناقشتها يف‬ ‫مصر‪":‬إنه���ا خ�ي�ر عين���ة‬ ‫ميك���ن أن تقدمها (ليبية‬ ‫) يف ش���كل أطروح���ة ويف‬ ‫شكل أخالق"‪.‬‬ ‫أص���درت خدجي���ة عب���د‬ ‫الق���ادر كتابه���ا يف ‪16‬‬ ‫مت���وز س���نة ‪،1961‬‬ ‫وأهدت���ه إىل"حب���ات رمل‬ ‫ليبي���ا ال�ت�ي انتفض���ت‬ ‫بكربي���اء‪ ...‬إىل امل���رأة الليبية ال�ت�ي محلت جرة‬ ‫امل���اء ‪،‬وقط���رة ال���دواء جلرح���ى مع���ارك ليبيا‬ ‫الرهيب���ة عرب التاريخ‪،‬وال�ت�ي كثريا ما اختلط‬ ‫دمعه���ا باملاء والدواء وهي تطل���ق النار‪..‬إىل أبي‬ ‫ال���ذي كان قبض���ة م���ن ه���ذا الرمل‪،‬فأحببت‬ ‫الوطن"‪.‬‬ ‫دعت يف أواخر اخلمس���ينات م���ن القرن املاضي‬ ‫إىل تأس���يس أول مجعية نس���ائية يف طرابلس‬ ‫بليبي���ا باس���م "مجعي���ة النهض���ة النس���ائية "‪.‬‬ ‫وعقدت اجتماعا تأسيسيا يف منزهلا الذي شهد‬ ‫اجتماع���ات اجلمعي���ة األوىل وصياغة نظامها‬ ‫األساسي‪.‬وقد تشكلت اجلمعية وكان هلا دور‬ ‫مهم يف تطوير العمل النسائي يف ليبيا وتوسيع‬ ‫قاع���دة االهتم���ام يف اجملتم���ع اللي�ب�ي حبقوق‬ ‫امل���رأة ودورها السياس���ي واالجتماعي والثقايف‬ ‫وامله�ن�ي‪ .‬كان من أه���داف اجلمعية "النهوض‬ ‫مبس���توى امل���رأة ثقافي���ا وصحي���ا واجتماعي���ا‬ ‫وتقوي���ة أواص���ر التع���اون والتفاه���م وتوحي���د‬ ‫اجلهود بني النساء العربيات واإلسهام يف أوجه‬ ‫النشاط الثقايف والصحي واالجتماعي‪.‬‬ ‫كت���اب "امل���رأة والري���ف يف ليبي���ا " في���ه م���ن‬ ‫االنطباعات‪ ،‬واملالحظات والذكريات الش���يء‬ ‫الكثري‪.‬فم���ن خ�ل�ال الكت���اب تس���لط "خدجية‬ ‫عب���د الق���ادر " الضوء على جتربته���ا يف احلياة‪،‬‬ ‫وانغماس���ها يف مش���كالت اجملتمع اللييب‪ ،‬فهي‬ ‫تق���ر بأن امل���رأة الليبي���ة –يف زمانه���ا – كانت‬

‫حمرومة من املعرفة بسبب السيطرة األجنبية‬ ‫ال�ت�ي عوق���ت ملكات اإلب���داع لكن م���ا أن انتهت‬ ‫هذه املرحل���ة حتى رأينا امل���رأة الليبية تقتحم‬ ‫الصعاب وتنطلق مع املنطلقات من ش���قيقاتها‬ ‫العربيات يف مص���ر وغريها من البالد العربية‪.‬‬ ‫تق���ول "إن الفتاة الليبية أحس���ت باحلاجة إىل‬ ‫االتص���ال بقافل���ة امل���رأة الصاع���دة ‪ ،‬ووج���دت‬ ‫إنه���ا يف حاج���ة إىل عملية تعوي���ض ومل جتد‬ ‫بدا م���ن اإلحلاح واإلص���رار على إجي���اد معهد‬ ‫املعلمات بطرابلس وكنت خرجية الفوج سنة‬ ‫‪ 1954‬ويضم ‪ 27‬طالبة‪ ،‬واشتغلت أكثرهن‬ ‫بالتدريس باملدارس االبتدائية‪ ،‬وكنت إحدى‬

‫خدجية عبد القادر‬

‫معلمات الصف السادس"‪.‬‬ ‫وأضاف���ت‪" :‬مل يك���ن طموح���ي يقف عن���د هذا‬ ‫احل���د‪ ،‬فصرت أالح���ق ما خترج���ه املطابع من‬ ‫كت���ب ‪ ،‬وأعكف على الق���راءة والدرس ألعمل‬ ‫عل���ى أغن���اء ثقايف‪...‬والزمت�ن�ي فكرة الدراس���ة‬ ‫املنهجية املنتظمة ولكن أين؟ أيف اخلارج؟ وهل‬ ‫تس���تطيع الفت���اة الليبي���ة أن خترج وتس���افر؟‬ ‫الفتاة الليبية ال�ت�ي مل ختتلط بالرجل‪...‬ولكن‬ ‫ش���قيقي األكرب علي(هو الش���اعر واحلقوقي‬ ‫عل���ي صدق���ي )‪...‬اس���تطاع أن يب���دد كل م���ا‬ ‫كن���ت أعاني���ه م���ن مت���زق وتوهم ف���كان خري‬ ‫مش���جع‪ ،‬وحاف���ز لتعليمي‪،‬وبذل���ك اس���تطعت‬ ‫أن ارف���ع اخلمار األس���ود عن عيين ‪ ."..‬س���افرت‬ ‫بالطائ���رة‪ ،‬وتعرفت على نس���وة من جنس���يات‬ ‫خمتلفة‪...‬كان���ت جترب���ة االخت�ل�اط األوىل‬ ‫يف حياتها ه���ي ركوب الطائ���رة مبفردها بني‬ ‫جمموعة م���ن الن���اس خمتلفني لونا وجنس���ا‬ ‫ولغة‪.‬وصلت القاهرة بعد مضي مخس ساعات‬ ‫م���ن انطالقه���ا م���ن مط���ار طرابل���س يف ليبيا‬ ‫وس���جلت آل���ة التصوي���ر اليت كان���ت حتملها‬ ‫يف الكمارك‪.‬كان���ت تش���عر أن ألف عني تنظر‬ ‫إليه���ا تراق���ب حتركاته���ا وحتصي أنفاس���ها‬ ‫ألنه���ا كان���ت أول فت���اة ليبية توفد للدراس���ة‬ ‫يف اخل���ارج‪ .‬دخل���ت " مرك���ز تنمي���ة اجملتمع‬ ‫"‪ ،‬والتق���ت مديره األس���تاذ س���عيد ق���دري وهو‬ ‫رج���ل وق���ور اس���تقبلها يف املطار مم���ا ادخل يف‬

‫نفس���ها الش���عور باالطمئنان‪.‬وأدرج امسها يف "‬ ‫قس���م التدري���ب العالي خلرجي���ي اجلامعات"‪،‬‬ ‫واندجمت مع الطالبات الالئي كن من مجيع‬ ‫ال���دول العربية بأس���رها‪.‬تقول‪" :‬عندئذ أيقنت‬ ‫ب���أن امتنا واح���دة وأهدافها واحدة‪،‬واس���تطعنا‬ ‫أن نتغلب على احلدود الوهمية ونعيش أس���رة‬ ‫واحدة "‪.‬‬ ‫حتدث���ت ع���ن الدراس���ة يف املعه���د ‪ ،‬وقالت أنها‬ ‫كان���ت ذات ش���قني نظ���ري وعملي‪..‬نظ���ري‬ ‫وتنط���وي عل���ى احملاض���رات‪ ،‬والنش���اطات‬ ‫االجتماعي���ة األخ���رى وعمل���ي كالزي���ارات‬ ‫ملؤسس���ات اخلدم���ة االجتماعي���ة واملصان���ع‬ ‫والقرى النموذجي���ة‪ ،‬واملعامل العلمي���ة‪ ،‬وإتباع‬ ‫أحدث الوس���ائل الس���معية والبصري���ة وتنمية‬ ‫اهلواي���ات املختلف���ة كالصحاف���ة واملوس���يقى‬ ‫والرياضة‪.‬‬ ‫لقد جعلت "أطروحتها" يف املعهد–كما قالت–‬ ‫واليت قدمتها يف الس���نة النهائية س���نة ‪1957‬‬ ‫ت���دور حول "املرأة الليبية والرتبية األساس���ية"‬ ‫وقد نوقش���ت طويال‪ ،‬وعدت ضمن املراجع عن‬ ‫املرأة الليبية‪.‬ومن الطريف أنها عاشت جتربة‬ ‫الش���عب املصري‪ ،‬وهو يواجه الع���دوان الثالثي‬ ‫سنة ‪ 1956‬وارتدت بدلة "الكاكي" العسكرية‬ ‫وتدربت على محل السالح من قبل العسكريني‬ ‫الذي���ن ج���اؤوا املعه���د ليدرب���وا طالبات���ه عل���ى‬ ‫مح���ل الس�ل�اح‪.‬تقول "وجدتين ضم���ن الطابور‬ ‫الواقف‪...‬اس���تلم بدليت العس���كرية وسالحي‪...‬‬ ‫ومضي���ت يف التدريب على األس���لحة اخلفيفة‬ ‫املختلف���ة‪ ،‬وانقل���ب املرك���ز من معه���د علمي‬ ‫هادئ إىل س���احة ن���ار يرتفع فيه���ا كل صوت‬ ‫أج���ش باألوام���ر العس���كرية وتتج���اوب فيه���ا‬ ‫الطلقات النارية‪.‬‬ ‫ومما سجلته رائدة النهضة النسائية يف ليبيا أن‬ ‫املعه���د الذي كانت تدرس فيه بالقاهرة‪ ،‬نظم‬ ‫هلا ولزميالتها الطالبات زيارات خمتلفة ملعامل‬ ‫مصر‪ .‬كم���ا حظي���ت طالبات املعه���د مبقابلة‬ ‫الرئيس مج���ال عبد الناص���ر(‪)1952-1970‬‬ ‫بقص���ر اجلمهورية‪.‬كما هيأ هلن املعهد رحلة‬ ‫حبري���ة ممتعة إىل أوربا‪ ..‬زرن خالهلا اليونان‪،‬‬ ‫ويوغوس�ل�افيا‪ ،‬وايطالي���ا وهن���اك نظ���م هل���ن‬ ‫لقاءات مع اهليئات العلمية واالجتماعية‪.‬كما‬ ‫تعرف���ن على األكالت‪ ،‬والتمثيليات الش���عبية‬ ‫باأللبسة احمللية ذات األلوان الزاهية‪.‬‬ ‫ع���ادت إىل ليبي���ا بعد انتهاء دراس���تها يف مصر‪،‬‬ ‫وفكرت يف إنش���اء مجعية نس���ائية يف طرابلس‬ ‫ودعت "كرام األوانس والس���يدات"‪ ،‬لالجتماع‬ ‫يف بيته���ا وعرض���ت عليه���ن الفك���رة وتلقته���ا‬ ‫احلاض���رات بالقبول وتك���رر االجتماع يف بيتها‬ ‫ثم اسند إليها وضع النظام األساسي للجمعية‬ ‫وهكذا ول���دت أول "مجعية للنهضة النس���ائية‬ ‫يف ليبي���ا"‪ ،‬ووافقت احلكومة عل���ى مجيع بنود‬ ‫النظام وبدأ العمل يف نش���ر الثقافة بني النساء‬ ‫وتش���جيع الفت���اة على التعل���م‪ .‬كت���اب "املرأة‬ ‫والري���ف يف ليبيا"–كم���ا قال���ت خدجية عبد‬ ‫القادر– ه���و األطروحة اليت تقدم���ت بها عند‬ ‫نهاية دراس���تها يف معهد الرتبية األساس���ية يف‬ ‫القاه���رة س���نة ‪" 1957‬معهد تنمي���ة اجملتمع"‬ ‫ويض���م نص���وص نظ���ام "مجعي���ة النهض���ة‬ ‫النس���ائية بطرابل���س" وقان���ون رق���م ‪ 6‬لس���نة‬ ‫‪ 1959‬بش���أن محاي���ة ح���ق النس���اء يف اإلرث‬ ‫لعالقتهما مبوضوع املرأة واجملتمع‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫يف الكت���اب وقفت–ع�ب�ر ثالث���ة أبواب–عن���د‬ ‫"البيئ���ة اليت تعيش بها امل���رأة الليبية "و"أطوار‬ ‫حياة امل���رأة الليبية وما ختضع ل���ه من تقاليد‬ ‫وعادات"‪ ،‬و" دور الرتبية األساس���ية يف النهضة‬ ‫بامل���رأة الليبي���ة الريفية"‪.‬وختم���ت كتابه���ا‬ ‫بعدد م���ن املقرتح���ات حت���ت عن���وان "ماارجوه‬ ‫للريف والريفي�ي�ن وما اقرتحه لرفع ش���أنها"‪.‬‬ ‫ومما قالت���ه‪ :‬ماارجوه للريف والريفيني نش���ر‬ ‫الثقافة جبميع أنواعه���ا املختلفة بني اجملتمع‬ ‫الريف���ي مبا فيها العلمي���ة واألدبية والزراعية‬ ‫والصحي���ة والرتبوي���ة والفني���ة واالقتصادية‬ ‫حتى يك���ون الوع���ي االجتماعي على مس���توى‬ ‫عال فيعرف املواطن حقوقه وواجباته ويس���هم‬ ‫يف بن���اء ب�ل�اده‪ .."..‬م���ا ارج���وه أن أرى اجملتم���ع‬ ‫الريفي باملدرس���ة وباحلقل وبالورشة أمنا من‬

‫امل���رض والفق���ر مس���تغال املخرتع���ات العلمية‬ ‫احلديثة يف عمله ""ما ارجوه األم املثالية واألب‬ ‫الصاحل‪...‬ما ارج���وه املعرفة أوال واملعرفة أخريا‬ ‫للمرأة يف بيتها وللرجل يف عمله وللناش���ئ يف‬ ‫مدرس���ته "‪.‬وم���ن مقرتحاتها أهمي���ة االعتماد‬ ‫عل���ى الرتبي���ة األساس���ية يف م���دارس البن���ات‬ ‫الريفية والبد أن يقدم التعليم عمليا لتطبيق‬ ‫النظري���ات العلمي���ة ولتس���تخدم في���ه األيدي‬ ‫م���ع اس���تخدام العقول‪...‬لتنتق���ل تلقائيا املهرة‬ ‫واخل�ب�رة إىل الفت���اة والبد من إجي���اد صالت‬ ‫وثيقة بني املدرس���ة وامل���رأة الريفي���ة بالقرى‬ ‫لتكوين جمتمع أكرب بنشر الرتبية األساسية‬ ‫عن طريق طالبات املدرسة اليت تتخذ من نساء‬ ‫القرية خمتربا ملا تلقني من معلومات ومنها ما‬ ‫يتصل حبلب األبق���ار‪ ،‬وصناعة اجلنب‪،‬وتربية‬

‫سلوى حممد العالقي‬

‫امل���رأة الليبية اليوم تنتخب وترش���ح نفس���ها‬ ‫لتتقلد املناصب وتش���ارك يف احلياة السياسة‬ ‫مبختل���ف جوانبه���ا ‪ ،‬بعد أن كانت مهمش���ة‬ ‫ومقص���اة وحمروم من أن تش���ارك يف العمل‬ ‫السياس���ي كم���ا كان ح���ال كل لي�ب�ي ال‬ ‫يس���تطيع أن يب���دي رأي���ه أو يعلن���ه‪ ،‬خ�ل�ال‬ ‫الثورة رأينا سياسيني نسا ًء ورجاال حمنكني‪،‬‬ ‫ش���خصيات قيادية ق���ادرة عل���ى اخلوض يف‬ ‫التجربة السياس���ية‪ ،‬ولكن مع هذا هناك من‬ ‫يتس���آل هل امل���رأة الليبية ق���ادرة على إقحام‬ ‫نفس���ها يف العم���ل السياس���ي والدخ���ول يف‬ ‫جتربة االنتخابات؟؟؟‪.‬‬ ‫تقول رقية عل���ي دوما ــ طبيبة عظام وعالج‬ ‫طبيع���ي ـ���ـ ودان ‪:‬امل���رآة الليبي���ة تع���ي متام���اً‬ ‫أهمي���ة صوته���ا يف املرحلة القادم���ة من بناء‬ ‫ليبي���ا وه���ي واعي���ة متام���اً خلط���ورة املوقف‬ ‫الذي متر به البالد وأنا أراها مس���تعدة متاماً‬ ‫خلوض ه���ذه التجربة ومن خ�ل�ال عالقيت‬ ‫مع أعم���ار خمتلفة‬ ‫م���ن النس���اء أرى‬ ‫اس���تعداد منقط���ع‬ ‫النظ�ي�ر للدخول يف‬ ‫االنتخابات ومحاسة‬ ‫ووعي رائع‪.‬‬ ‫وي���رى خال���د ان���دار‬ ‫ـ���ـ طرابل���س أن‬ ‫اإلجابة على سؤالي‬ ‫تتضم���ن ش���قني انه‬ ‫على يق�ي�ن بان املرأة‬ ‫الليبي���ة عل���ى درجه‬ ‫عالي���ة م���ن الذكاء‬ ‫واملوضوعي���ة وف���ن‬ ‫املراوغ���ة كأس���اس‬ ‫للنج���اح يف اجمل���ال‬ ‫السياس���ي‪ .‬ألنها ذات‬ ‫نفس طويل وتتمتع‬ ‫بطول الصرب‪.‬‬ ‫والش���ق الثان���ي م���ن‬ ‫اجلواب ه���و أن املرأة‬ ‫غ�ي�ر ق���ادرة بس���بب‬

‫الدواجن‪ ،‬وحتس���ن اإلنتاج‪ ،‬والتعريف بوسائل‬ ‫اإلس���عافات األولي���ة‪ ،‬واحلماية م���ن احلريق‪،‬‬ ‫ورب���ط الضم���ادات‪ ،‬والتخل���ص م���ن الذب���اب‬ ‫والصراصري‪ ،‬ونشر املعلومات اخلاصة بالعناية‬ ‫باحلوام���ل وب���األوالد وباألطف���ال وبالتغذي���ة‬ ‫الصحي���ة وخل���ق املناس���بات لالجتماعات لبث‬ ‫الرتبية األساس���ية بطرق العرض الس���ينمائي‬ ‫وإلق���اء احملاض���رات واإلرش���ادات وبذل���ك تنو‬ ‫الروح االجتماعية عند املرأة ويرتفع مس���توى‬ ‫السكان‪.‬‬ ‫إن أي���ة نظ���رة متقدم���ة إىل امل���رأة يف الري���ف‬ ‫قدمته���ا الرائ���دة الليبية خدجية عب���د القادر‪،‬‬ ‫وأية برامج متطورة أعدتها مؤسسات التعمية‬ ‫الريفي���ة يف جمتمعن���ا العربي قبل ‪ 50‬س���نة‪،‬‬ ‫ت���دل على أننا كنا نس�ي�ر يف االجتاه الصحيح‬

‫‪11‬‬

‫يف حتديث اجملتمعات العربية‪ ..‬ولكن س���رعان‬ ‫ما بدأ النكوص‪ ،‬وانتش���رت الالابالية‪ ،‬وش���اعت‬ ‫الفوض���ى والعش���وائية يف رؤان���ا وتصرفاتن���ا‪،‬‬ ‫بس���بب أنظم���ة االس���تبداد والتس���لط ال�ت�ي‬ ‫جثم���ت عل���ى ص���دور الن���اس قراب���ة النصف‬ ‫قرن م���ن الزمان‪ .‬أين حن���ن – اآلن ‪ -‬من ذلك‬ ‫كله‪..‬؟‪.‬إن ما دجبه يراع هذه اإلنسانة الرائعة‬ ‫(خدجية عب���د القادر) يف كتابه���ا الرائد يعرب‬ ‫ع���ن الوع���ي املتق���دم للم���رأة العربي���ة عموما‬ ‫والليبية خصوصا يف س���نوات اخلمس���ينات من‬ ‫القرن املاضي فما أحوجنا للعودة إىل مثل هذه‬ ‫الينابي���ع األصيلة يف الفكر التحديثي العربي‪،‬‬ ‫وحنن نواجه اس���تحقاقات مرحلة جديدة من‬ ‫تارخينا املعاصر‪.‬‬

‫نساء ليبيا من حقهن الرتشح واالنتخاب‬

‫عائ���ق وج���ود الرج���ل والثقاف���ة الرجولي���ة‬ ‫والتفسري اخلاطئ لإلسالم‪.‬‬ ‫وتؤك���د وداد أم�ي�ن ــ���ـ معلم���ة مبدرس���ة‬ ‫ـ���ـ الزاوي���ة" امل���رأة جاه���زة هل���ذه التجرب���ة‬ ‫كالرجل متاما"‪.‬‬ ‫ويتف���ق الطيب عبد املالك ــ صحفي ــ بنغازي‬ ‫م���ع وداد حيث قال‪:‬املرأة الليبي���ة أثبتت منذ‬ ‫ان���دالع الث���ورة أنها قادرة عل���ى أن تلعب أهم‬ ‫األدوار يف املشهد السياسي اللييب‪ .‬اقصد هذه‬ ‫املرأة موجودة وق���ادرة على خوض انتخابات‬ ‫املؤمتر الوطين‪.‬‬

‫الناش���ئة حديث���ا بامل���رأة كمك���ون أساس���ي‬ ‫وفعال يف احل���راك السياس���ي باإلضافة إىل‬ ‫غي���اب دور املرأة إعالمي���ا أو دعونا نقول أنها‬ ‫مل تن���ل حضه���ا كامال من خ�ل�ال ما يطرح‬ ‫على الس���احة اإلعالمية وهذا أدى إىل عدم‬ ‫إبراز دورها بصورة واضحة مما سيشكل من‬ ‫وجهة نظري عامل ضعف خالل االنتخابات‬ ‫القادم���ة وذلك قد يكون راجعا يف الغالب إىل‬ ‫امل���وروث االجتماعي الذي ينظر للمرأة بأنها‬ ‫غ�ي�ر ق���ادرة على ممارس���ة العمل السياس���ي‬ ‫خاص���ة يف بلد مثل ليبيا مل تقم فيها جتربة‬

‫السياس���ية أنا مع إنها ترتشح ولكن جيب أن‬ ‫يكون لديها خلفية على التجربة السياسية‪،‬‬ ‫تنقصن���ا احملاض���رات الن���دوات التثقيفي���ة‬ ‫والتوعوية‪ ،‬ومع ذلك حنن متفائلني‪.‬‬ ‫سهام الزهاني ـــ ماجستري فنية خمتربات ــ‬ ‫املعهد القومي لعالج األورام صرباتة أجابت‪:‬‬ ‫م���ن وجه���ة نظ���ري ال ب���أس من مش���اركة‬ ‫امل���رأة يف احلياة السياس���ية ولكين لس���ت مع‬ ‫توليه���ا أي منص���ب قي���ادي‪ ،‬فقي���ادة الب�ل�اد‬ ‫مث�ل�ا حتتاج إىل رج���ال لتول���ي املناصب‪،‬مع‬ ‫احرتامي الشديد للمرأة الليبية واليت أثبتت‬

‫خالد‪ :‬املرأة غري قادرة بسبب الثقافة الرجولية والتفسري اخلاطئ لإلسالم‬ ‫سناء‪ :‬متفائلة مبستقبل املرأة السياسي‬ ‫الطيب‪ :‬الليبية موجودة وقادرة على خوض انتخابات املؤمتر الوطين‬ ‫سهام‪ :‬مع املشاركة وال لتولي مناصب قيادية‬ ‫ويوض���ح جربيل حممد جربي���ل ــ دكتوراه‬ ‫يف هندس���ة خمتربات ــ صرباتة انه على رغم‬ ‫املش���اركة الفاعلة والدور الكبري واحلاس���م‬ ‫ال���ذي لعبت���ه املرأة خ�ل�ال الث���ورة إال أن هذا‬ ‫الدور مل حيضى من وجهة نظري باالهتمام‬ ‫الكايف س���واء إعالميا أو من خالل مش���اركة‬ ‫املرأة نفس���ها على مس���توى اجملالس احمللية‬ ‫خاص���ة يف املدن ال�ت�ي انتخبت جمالس���ها أو‬ ‫عل���ى مس���توى العم���ل السياس���ي الع���ام من‬ ‫خ�ل�ال مش���اركتها يف مؤسس���ات اجملتم���ع‬ ‫املدني وغريها‪.‬‬ ‫وال أرى أن دور امل���رأة س���يختلف عنه كثريا‬ ‫خ�ل�ال الفرتة القادمة عل���ى األقل من خالل‬ ‫احلراك الدائ���ر اآلن ح���ول انتخابات املؤمتر‬ ‫الوطين العام أو بعد ذلك وس���بب ذلك يرجع‬ ‫إىل ع���دة أس���باب منها عدم اهتم���ام األحزاب‬

‫سياسية عامة يف السابق‪.‬‬ ‫و باملقاب���ل امل���رأة يف ليبيا قد قطعت أش���واطا‬ ‫كب�ي�رة س���واء م���ن الناحي���ة التعليمي���ة أو‬ ‫الفكري���ة مم���ا يؤهلها وبكل ج���دارة خلوض‬ ‫التجرب���ة الدميقراطية الولي���دة مثلها مثل‬ ‫الرج���ل متام���ا وق���د تتف���وق علي���ه يف بعض‬ ‫املناح���ي أيض���ا‪ .‬ويف كل األح���وال ومب���ا أن‬ ‫التجرب���ة الدميقراطي���ة وأس���اليب العم���ل‬ ‫السياس���ي يف ليبي���ا ال ت���زال يف بدايتها وهذا‬ ‫جدي���د لي���س فق���ط بالنس���بة للم���رأة وإمنا‬ ‫للرجال أيضا فأننا لن نرفع سقف التوقعات‬ ‫إىل مس���تويات عالية عل���ى األقل خالل فرتة‬ ‫االنتخاب���ات القادم���ة وبعده���ا س���يكون لكل‬ ‫حادث حديث‪ .‬سناء النويلي ـــ فنية خمترب يف‬ ‫املعهد القوم���ي لألورام ــ صرباتة قالت‪ :‬املرأة‬ ‫يف ليبيا وخاصة يف صرباتة تنقصها الثقافة‬

‫جدارتها وقدرتها عل���ى حتمل الصعاب أثناء‬ ‫الثورة ومدى صربها‪ .‬أنا مع مشاركة املرأة‬ ‫ولكن مشاركة فقط ‪.‬ال أن تقحم نفسها يف‬ ‫املناصب القيادية‪.‬‬ ‫يق���ول عب���د الغ�ن�ي النويل���ي ــ ف�ن�ي خمترب ــ‬ ‫املعه���د القوم���ي لع�ل�اج األورام صرباتة أرى‬ ‫أن املرأة س���يكون هل���ا دور فاعل يف املس���تقبل‬ ‫السياس���ي بالرغم من أن خلفيتنا السياس���ية‬ ‫ضعيف���ة ج���دا‪ .‬فنح���ن حنت���اج لبن���اء قاعدة‬ ‫سياس���ية صلبة ننطلق منها‪ ،‬ومن حق املرأة‬ ‫أن ترشح نفسها وأن تنتخب‪ ،‬لدينا مشاكل‬ ‫يف مش���اركة امل���رأة يف احلي���اة االجتماعية‬ ‫السياس���ة وه���ذا خط���أ كب�ي�ر وخاص���ة يف‬ ‫صربات���ة مث�ل�ا عك���س املناط���ق األخ���رى‬ ‫كبنغازي املرأة أكثر نشاطا وحترر‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2012)2012‬‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو‬ ‫‪59‬ـ (‪ 26-2‬ـ‬‫‪ -2‬يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫العدد( ‪26‬‬ ‫الثانية‪59-‬‬ ‫السنة العدد‬ ‫السنة الثانية‬

‫رسائل‬ ‫صهيل ِفتن ِتها ٌ‬ ‫حلن ضري ٌر‬ ‫للغواية وقد ُغ ِر َر ِب‬ ‫���ع م���ن‬ ‫مفتـ���اح ‪ ..‬عس���اك خبيـ���ر أيُه���ا الصا ِن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُبص ُر أحال َم املوتى ‪..‬‬ ‫ي‬ ‫البوح‬ ‫ِ‬ ‫وج ِع���ك مفاتيح الكلم���ة العصية ع���ن ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ري‬ ‫ح�ي�ن يُب��� ِدل‬ ‫صاب به���ا‬ ‫تن���ة ضري���ر ٍة س��� ًي ُ‬ ‫ُ‬ ‫احل���ب داره ‪ ،‬والعصاف ُ‬ ‫‪،‬أي ِف ٍ‬ ‫جس���دك " بع���د ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ضحكة تهج ُر األوكا َر "‬ ‫ل‬ ‫حنينك‬ ‫���روض‬ ‫ت‬ ‫حينما‬ ‫املرض���وض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫در ُك‬ ‫أكانت‬ ‫آسر وشقاو ِة رؤيا ‪.‬‬ ‫فراس���ة أبي رمح���ة اهلل عليه ‪ُ ،‬ت ِ‬ ‫ُ‬ ‫بركان ال خيم ُد‬ ‫فوهة‬ ‫على‬ ‫قيم‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫نا‬ ‫ل‬ ‫جه‬ ‫أن‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫يف‬ ‫املوج���ع‬ ‫األس���ر‬ ‫وهج‬ ‫مفت���اح ‪..‬أم���ا زال ُ‬ ‫ِ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫التآلف وأقمنا قرب‬ ‫وكر‬ ‫���ار ُ‬ ‫س خيانته سعاره هلذا هجرنا َ‬ ‫ِ‬ ‫ِبظل���ك احلائ��� ُر ‪ ،‬واحل���رف يمُ ِ‬ ‫صام ‪.‬‬ ‫اخل‬ ‫ختوم‬ ‫اف املعنى ؟‬ ‫ِ‬ ‫حتت لحِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫احلاكم‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫متج‬ ‫عن‬ ‫ها‬ ‫وهج‬ ‫ب‬ ‫تنأى‬ ‫تاباتي‬ ‫ك‬ ‫على‬ ‫احلرف‬ ‫بتدليل‬ ‫زلة‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫قايض‬ ‫أما زلت ُت‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ومريدي عصره الذليل ‪ ،‬وال أُحاول اإلنصات‬ ‫د‬ ‫مه‬ ‫عن‬ ‫ضال‬ ‫فم‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬ ‫الفق‬ ‫ِس���جاد ِة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ثمِ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صب َح بوقا تس���تهلكه أيدي املرتزقة‬ ‫تبطش بنس���ا ِء‬ ‫الغواي���ة ؟‪ .‬فيم���ا يدُك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخليال ك���ي ال أ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أبواب الكرم السياسي ‪.‬‬ ‫على‬ ‫يف‬ ‫د‬ ‫���‬ ‫ق‬ ‫يت‬ ‫جلم���ر‬ ‫ه���ن‬ ‫ت‬ ‫أصوا‬ ‫جم���د‬ ‫ب���ات‬ ‫الواه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫فلسطينية وال أُص ِن ُف‬ ‫كإنسانة‬ ‫ذاتي‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫أك‬ ‫‪.‬‬ ‫األعالي‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫واص ُل اإلنش���ا َد ‪ ،‬كتابات���ي ِبأنها أدب ُمس���يس أو أدب مقاومة‬ ‫كي���ف لمِ هامي���ز الفق��� ِد أن ُت ِ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫نرفع شعارات ونستنكر ونشجب ‪.‬‬ ‫هذيان‬ ‫املوت‬ ‫يرتبص بالذاكر ِة ‪ ،‬هنيئا كي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وشبح ِ‬

‫ُ‬ ‫تنة ضريرٍة‬ ‫أي ِف ٍ‬ ‫ألصنع ُه َ‬ ‫تاف أيامنا ‪ ..‬أستجدي َ‬ ‫الكون‬ ‫أكتب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫س���رف يف وجعه وكذبه‬ ‫م‬ ‫واقع‬ ‫قاب‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫مز ِ َ ٍ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ‬ ‫موج النس���يان ‪ ،‬ونبقى‬ ‫جيرفنا ُ‬ ‫ومتلقه ‪ ،‬لئال ِ‬ ‫انتظار َم ْن‬ ‫يف‬ ‫مصلوب�ي�ن‬ ‫التمين‬ ‫بواب���ة‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ضغائن‬ ‫للروح بهجته���ا ‪ ،‬وخيلصنا من‬ ‫د‬ ‫يُعي‬ ‫ِ‬ ‫ُتو ِق ُعنا يف براثنها ‪.‬‬ ‫يقيم‬ ‫هتك‬ ‫ُ‬ ‫الرفض الذي ُ‬ ‫أكتب ‪ ..‬ملزيـ ٍد مـن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫روح ُ‬ ‫وتص���رخ ‪ ،‬هذا‬ ‫تئـن‬ ‫أحضـ���ان‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫جم�ب�ر‬ ‫ِ ٍ‬ ‫الع���امل بقبح���ه ومرارته وس���لطته ومريدي‬ ‫عصره الذليل ‪ ..‬ليس لي ‪.‬‬ ‫املُ ُ‬ ‫اإلنسانية‬ ‫الثوابت‬ ‫قاومة أن نبقى على قي ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صف واح ٍد‬ ‫ض���ال ِبوحد ِتن���ا الوطنية يف ٍ‬ ‫يف ال ِن ِ‬ ‫ض���د فكر ِة االحت�ل�ال ‪ ،‬كي نرق���ى بوجو ِدنا‬ ‫يك���ون أس�ي�راً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يرف���ض أن‬ ‫ناض���ل‬ ‫كش���عب ُم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫للفكر املُمنهج واملؤدجل بأن دم ش���هدائنا ليس‬ ‫ِ‬

‫للمتاجر ِة ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قول الش���اعر الراحل – حممود‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫وعلى‬ ‫*‬ ‫ِ ِ‬ ‫العنف على‬ ‫غيبوب���ة‬ ‫دروي���ش – نصحو م���ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ألوان ‪،‬‬ ‫بأربعة‬ ‫ا‬ ‫علم���‬ ‫يس���حق‬ ‫بلون واح ٍد‬ ‫ِ ٍ‬ ‫علم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بلباس عس���كري يسوقون أسرى‬ ‫أسرى‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫عراة ‪ ..‬فيا لنا من ضحايا يف زي جالدين*‬ ‫نتوقع أن يدو َم هذا‬ ‫أس���تمر هذا التشرذم‬ ‫وأن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الصراع ولكنه سيكون صراعاً داخلياً وهذا ما‬ ‫ِ‬ ‫ال نرغب���ه مجيع���اً ‪ ،‬ومقاومة االحت�ل�ال ب ُك ِل‬ ‫مباهج‬ ‫صوره ال يُعين بالضرور ِة التخلي عن‬ ‫ِ‬ ‫تطوي���ر ذواتنا إنس���انياً وثقافياً‬ ‫احلي���ا ِة وعن‬ ‫ِ‬ ‫وألننا دون غرينا معنيني باهلم الثقايف علينا‬ ‫س به رغم مس���اوئ االحتالل‬ ‫أن نك ُت َب ما نحُ ِ ُ‬ ‫واض ً‬ ‫حة جلية يف‬ ‫ر‬ ‫تظه‬ ‫ش���عب‬ ‫وقهره إلراد ِة‬ ‫ُ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫كثري م���ن نصوصي ‪ ..‬ولكنين ال أتكئ عليها‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ارس‬ ‫لم يمُ ُ‬ ‫ُمعِلنة عجزي وقلة حيليت أمام ظ ٍ‬ ‫ِض���د أبن���ا ِء ش���عيب وأم�ت�ي العربي���ة ‪ ..‬لكنين‬ ‫ِ ً‬ ‫ُزه ُر يف‬ ‫فانوس‬ ‫أمح ُل‬ ‫َ‬ ‫ربيع ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اللغ���ة حبثا عن ٍ‬ ‫هذا اخلراب ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫املُ‬ ‫ً‬ ‫جنعل ُش َ‬ ‫ُ‬ ‫توهجة‬ ‫���علة احلي���اة ُم‬ ‫قاوم���ة أن‬ ‫جبذوتها فينا كي َ‬ ‫العشق‬ ‫نكون قادرين على‬ ‫ِ‬ ‫بش���اعة املحُ تل وصلف���ه يف التعامل مع‬ ‫ُرغم‬ ‫ِ‬ ‫والنضال ‪.‬‬ ‫نصاعة وبراءة أهدافنا يف احلياة‬ ‫ِ‬ ‫وهذا ما يؤكده نص الكاتبة الفلسطينية –‬ ‫جناح عوض اهلل يف غزة ‪..‬‬ ‫الق���وس مش���دو ٌد متام���اً‪ ،‬حياك���ي أوت���ار‬ ‫*‬ ‫ُ‬ ‫كمنجت���ه‪ ،‬فيم���ا طائ���ر ضخ���م يض���رب‬ ‫الربج الس���كين ‪ُّ ..‬‬ ‫يرتد‬ ‫ضرباته األوىل‪ ،‬يرتع ُد ُ‬ ‫ق���وس الكمنجة إىل اخللف مرجتفاً‪ ،‬أضبط‬ ‫ُ‬ ‫إيقاعه حماو ً‬ ‫ال السيطرة على خوف يف عيين‬ ‫معلـم���ة الكمنج���ة ‪ ..‬أس���حبها إىل الـمنطقة‬ ‫األكثر أمناً يف البيت ‪.‬‬ ‫أبتس���م يف حماول���ة للتخفي���ف عنه���ا ‪ ..‬ه���م‬ ‫يش���تغلون يف األعلى ويهدمون وحنن نعزف‬ ‫الـموسيقى ‪.‬‬ ‫تنتاب�ن�ي أف���كار هس���تريية‪ ،‬م���اذا ل���و خرجنا‬ ‫وعزفنا قلي ً‬ ‫ال فوق تلك األنقاض؟ هل سيغرد‬ ‫ه���ذا الطائ���ر ويرف���رف جبناحيه مبتع���داً‪..‬؟‬ ‫تبتس���م حب���زن‪ ،‬نب���دأ م���ن جدي���د بع���زف‬ ‫مقطوع���ة "أغني���ة حزينة" لتشايكوفس���كي‪،‬‬ ‫يه���وي القوس حب���زن على كمنجت���ه فيما‬ ‫الغضب ينهال من السماء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تتسابق االتصاالت حماولة االستفسار!! ماذا‬ ‫حيدث‪.‬؟؟‬ ‫بي���أس أودع معلـم�ت�ي‪ ،‬فال���درس لـ���م يكتمل‬ ‫بعد‪ ،‬إال أنين أصبحت أخش���ى على سالمتها‬ ‫‪ ..‬أودعها لدرس قادم‪*.‬‬ ‫املُ‬ ‫ُ‬ ‫قاوم���ة أن نبقى على مبدأ ال ِنضال ِبوحد ِتنا‬ ‫ٌ‬ ‫يتس���لح بنقا ِء‬ ‫أع���زل‬ ‫ش���عب‬ ‫الوطني���ة وأنن���ا‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وصدق ِنضالن���ا ضد التصعي ِد املُدمر‬ ‫وصفا ِء‬ ‫ِ‬ ‫هلويتن���ا العربية الفلس���طينية أم��� ٌر ال تقبله‬ ‫شرائع ال ِنضال ‪.‬‬ ‫املُ ُ‬ ‫راحنا‬ ‫على‬ ‫ضني‬ ‫قاب‬ ‫نبقى‬ ‫قاومة أن‬ ‫وجع ِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫مة تناست ًصنا َع جم ِدها وأن نبقى‬ ‫أ‬ ‫ظالم‬ ‫يف ِ ٍ‬ ‫بالنصر ‪.‬‬ ‫فجر موعو ٍد‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫أعتاب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وجدان شكري عياش‬ ‫بنغازي اخلميس ‪2009.12.31‬‬ ‫ مقط���ع من نص "أغني���ة حزينة" للكاتبة‬‫الفلسطينية – جناح عوض اهلل ‪/‬غزة‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪ 26‬ـ‬ ‫‪( 59‬‬‫العدد‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫يوليو ‪)2012‬‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫يونيو‪ 26/‬ـ‬ ‫‪( -2‬‬ ‫‪-226‬ـ‪59-‬‬ ‫العدد‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪( 59‬‬‫العدد‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬

‫غادره َ‬ ‫النزف ومل يهدأ‬

‫‪13‬‬ ‫مساء بطعم‬ ‫القصيدة‬ ‫مفتاح العماري‬

‫وجدان شكري عياش‬ ‫القاب ُ‬ ‫مجـر‬ ‫���ض علـى ِ‬ ‫مفت���اح ‪..‬أيُهـا ِ‬ ‫املعروقـة ُ‬ ‫احلبلى‬ ‫حرو ِفنـ���ا بيـ��� ِدك‬ ‫ِ‬ ‫بصرخ���ة " آس���ر " وق���د أضن���اه‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ش���بح ِضحك ِت���ك ‪ ..‬ال‬ ‫ع���ن‬ ‫البح���ث‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫العطب‬ ‫ة‬ ‫فسري‬ ‫‪،‬‬ ‫فيضك‬ ‫باب‬ ‫ُتغ ِلـق‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُروب‬ ‫د‬ ‫���‬ ‫ب‬ ‫تتباه���ى‬ ‫رعش���ة‬ ‫���رفة‬ ‫ُش‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُدركه‬ ‫أضاعت‬ ‫س���نابل جس��� ٍد ال ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ُ‬ ‫العط���ب كأنه ُ‬ ‫رح‬ ‫ج‬ ‫أن�ي�ن‬ ‫نج���ل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫النزف ومل يهدأ ‪.‬‬ ‫غادره‬ ‫ُ‬ ‫مفتاح ‪ ..‬ألج ِل���ك ينت ِف ُ‬ ‫احلرف‬ ‫ض‬ ‫ويتوه���ج جبم���ره ‪ ،‬كلم���ا أجهده‬ ‫املنف���ى يع ُد خرا ِئ َط بهجت��� ِه بعيداً‬

‫م���رض ُت ُ‬ ‫دهش�ن�ي‬ ‫يان���ات‬ ‫ع���ن ِخ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫نة‬ ‫ُهي���أ‬ ‫ي‬ ‫حينما‬ ‫خبث���ه‬ ‫ُمثاب���ر ُة‬ ‫لجِ ِ‬ ‫املح‬ ‫جس��� ِدك مخره امللعون ‪ ،‬لكنين ُ‬ ‫" رؤي���ا " ُ‬ ‫متأل َ‬ ‫بوهج‬ ‫بياض‬ ‫ِ‬ ‫الكأس ِ‬ ‫شغف وجو ِدك ‪.‬‬ ‫ابتسامتها ِل ِ‬ ‫وجع‬ ‫م���ن‬ ‫���ع‬ ‫ن‬ ‫الصا‬ ‫مفت���اح ‪ ..‬أيُه���ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جس ِدك ُعشاقاً يُؤرجحون توجيات‬ ‫الص ُ‬ ‫���راخ خذهلم‬ ‫أزهاره���م كلما ُ‬ ‫ُدر ُ‬ ‫كه���ا ٌق���داس‬ ‫ٍ‬ ‫كتميم���ة ال ي ِ‬ ‫تعج ُن من‬ ‫َداك‬ ‫العش���ق ‪ ،‬أمازالت ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدهش���ة‬ ‫وصلصال‬ ‫الف���راغ‬ ‫ط�ي�ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِنسا ًء ال يحُ ِس���ن غري احلصا ِد وقت‬

‫الغي���م وهطول���ه‬ ‫ومي���ض‬ ‫اش���ت ِدا ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هيئة‬ ‫على‬ ‫ه���ن‬ ‫ف‬ ‫أكتا‬ ‫طرف‬ ‫عل���ى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يخُ‬ ‫زغ���ب حا ِئ ٌر بني‬ ‫أزمي���ل ال ِجله ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الصهيل وبني‬ ‫غري‬ ‫ف‬ ‫يعر‬ ‫ال‬ ‫ارتوا ٍء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُبهجه ت���أمل ُ‬ ‫رح يف‬ ‫اجل‬ ‫ي‬ ‫هائ���م‬ ‫ناي‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫امل���وج أصطخب‬ ‫لم���ا‬ ‫ك‬ ‫ه���ن‬ ‫ت‬ ‫أصوا‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫برعشة أجسادهن ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ربيع بنغازي‬ ‫ُط ُل ُ‬ ‫على اس���تحيا ٍء ي ِ‬ ‫حمم���و ً‬ ‫س‪،‬‬ ‫ال عل���ى‬ ‫حمف���ة ُ‬ ‫ِ‬ ‫التوج ِ‬ ‫خوفاً‬ ‫ُ‬ ‫ب���ار ِلطلت ِه ‪،‬‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫رافقة‬ ‫م‬ ‫م���ن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حينم���ا نكون قريبني َ‬ ‫الج‬ ‫ح���د اخ ِت ِ‬ ‫املا ِء يف أراضينا ‪ُ ،‬‬ ‫نرجساً بدأ‬ ‫جن ُ‬ ‫س ِ‬

‫فجر منحه الس���راب‬ ‫يتهيأ لنداو ِة ٍ‬ ‫تاج وجوده ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫احملب���ة‬ ‫س���تبقى ليبي���ا عل���ى قي��� ِد‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫االبته���ال ك���ي ترج���ع‬ ‫واص���ل‬ ‫‪ُ ،‬ت‬ ‫لديارها ساملاً ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بنغازي الثالثاء ‪2009.12.8‬‬ ‫ “ آس���ر “ اب���ن الش���اعر مفت���اح العم���اري‬‫والشاعرة مسرية البوزيدي ‪.‬‬ ‫ “ رؤي���ا “ ابن���ة الش���اعر مفت���اح العم���اري‬‫والشاعرة مسرية البوزيدي‬

‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يلي���ق ببهائك وطيبتك‬ ‫مجيل‬ ‫مس���ا ٌء‬ ‫وروحك اجلميلة ‪...‬‬ ‫ومح���داً هلل عل���ى عودت���ك س���املة إىل‬ ‫الدي���ار مع متنياتي ب���أن تكوني أفضل‬ ‫ح���اال لتس���تأنفي رحلة توهج الش���عر‬ ‫ومجوح���ه أيتها الش���اعرة الوهلة دائما‬ ‫بكائنات ذلك البهي الذي جيمعنا ‪.‬‬ ‫طمأنين صديقن���ا حممد األصفر عن‬ ‫عودتك إىل ليبيا وصحتك ‪ ,‬وباملناسبة‬ ‫كل س���نة وأن���ت طيب���ة ومتألق���ة‬ ‫ونش���يطة ومثاب���رة كم���ا عهدن���اك‬ ‫دائم���اً ‪..‬وأرج���و أن تع���ذري انش���غالي‬ ‫خ�ل�ال األي���ام القليلة الفائت���ة اليت مل‬ ‫أكن مس���تقراً فيها صحيا س���يما وأن‬ ‫التقرح���ات قد عاودت إط�ل�اق براثنها‬ ‫جم���دداً ‪ .‬ظه��� ُر الي���وم أتصل ب���ي رجا‬ ‫عم���ار للمباركة بالعي���د واالطمئنان‬ ‫وهذا من لطفه وكرمه ‪....‬‬ ‫ال جدي���د س���وى أن�ن�ي ما زل���ت أواصل‬ ‫معركيت مع جسدي ‪.........‬‬ ‫سالم للصديقات واألصدقاء‬ ‫على أمل التواصل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫برلني الثالثاء ‪2009 /12 /1‬‬

‫سرية نصف الظل‬

‫العزيزة وجدان ‪..‬‬ ‫أيته���ا الش���اعرة األكثر نق���اء يف زمن تلوث‬ ‫فيه كل ش���يء ‪ ،‬ال أملك إال أن أحيي روحك‬ ‫الش���اعرة اليت ترفرف بأجنح���ة مودتها على‬ ‫حدائق احللم والشعراء وبساتني األلفة ‪.‬‬ ‫أبعث إليك بنص نثري ما يزال رهن الغربلة‬ ‫والتنقي���ح ‪ ،‬أحبب���ت أن تش���اركيين بع���ض‬ ‫خربشاتي جتدينه ضمن ملف وورد مرفق ‪.‬‬ ‫س�ل�ام للصديقات واألصدق���اء لبنغازي اليت‬ ‫مازالت حتتفظ بصباي وقرب أبي ‪.‬‬ ‫دمت شاعرة وصديقة ‪.‬‬ ‫مع خالص الود‪.‬‬ ‫مفت���اح العم���اري ‪alammary19@y a‬‬ ‫‪hoo.com‬‬ ‫برلني – السبت ‪2010.1.9‬‬

‫مفتاح العماري‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫حترر املرأة العربية ذلك اللحن الذي مل يكتمل وفكر متطرف حيرم مشاركتها السياسية‬ ‫أصوات ليبية فاعلة‬ ‫يع���د حت���رر امل���رأة العربي���ة م���ن البديهيات‬ ‫املطروح���ة عل���ى ج���دول أعمال الق���رن اليت‬ ‫تدخ���ل يف حي���ز األحكام م���ع وق���ف التنفيذ‬ ‫فم���ع من���اداة أش���هر مناضل���ي حت���رر امل���رأة‬ ‫م���ن النس���اء كباحث���ة البادي���ة مل���ك حفين‬ ‫ناصف واملناضلة هدى هامن ش���عراوي ومن‬ ‫الرجال كقاس���م أمني ورفاع���ة الطهطاوي‬ ‫واإلم���ام حممد عبده والطاه���ر احلداد كل‬ ‫ه���ؤالء املناضل�ي�ن عل���ى اخت�ل�اف توجهاتهم‬ ‫ومراكزه���م م���ن رج���ال دي���ن وحقوقي�ي�ن‬ ‫وأدب���اء وم���ع بزوغ عص���ر النهض���ة احلديث‬ ‫يف الع���امل العرب���ي مل تف���ي ومل جتدي كل‬ ‫حماوالته���م إال لضم���ان حق�ي�ن فق���ط م���ن‬ ‫الواقع واملس���موح م���ن حقوق النس���اء املدنية‬ ‫يف عاملنا العرب���ي وحنن نقصد حقي التعليم‬ ‫والعم���ل فق���ط دون غريه���ا م���ن احلق���وق‬ ‫السيادية فاملش���اركة السياس���ية املسموحة‬ ‫للم���رأة يف عاملن���ا العرب���ي حت���ى وإن وجدت‬ ‫فهي تع���د من املش���اركات الرمزي���ة اليت ال‬ ‫تس���مح للمرأة بالوج���ود يف مرك���ز فاعلية‬ ‫القرار فمع اس���تقالل جل الدول العربية يف‬ ‫منتصف القرن املنصرم وقفن النساء ليقلن‬ ‫كان هذا القرن هو قرن حترر الشعوب فهل‬ ‫يكون القرن القادم ه���و قرن حترر املرأة هذا‬ ‫التس���اؤل مل نلقى له إجابة صرحية حمددة‬ ‫املع���امل إىل اآلن فه���ا ه���و العق���د األول م���ن‬ ‫الق���رن قد ط���وى أوراق���ه وأخ���اف أن يطوي‬ ‫العق���د الثاني دومنا ج���دوى إن الثورات اليت‬ ‫منينا أنفس���نا به���ا واليت ش���رعت وأوضحت‬ ‫لكل رعاياها بأن املطالبة باملس���اواة واحلقوق‬ ‫املدني���ة ما ه���ي إال قضايا تافه أم���ام القضايا‬ ‫الوحدوي���ة الدينية الريديكالي���ة الكربى مل‬ ‫تعطي الذكور وال اإلناث حقوقا تذكر وإن‬ ‫جارت تلك الثورات على النساء بالتخصيص‬ ‫وعلى وجه اخلصوص فاملرأة كانت نصرية‬ ‫للرجل يف حروب التحرير من االستعمار يف‬ ‫العامل العربي فكان هل���ا دورا بارزا يف حترير‬ ‫اجلزائر وس���وريا ومصر وإن كانت كتابة‬ ‫التاري���خ يف عاملن���ا العربي تعاني من مس���ألة‬ ‫البط���والت الفردية ف���كل رواد العامل العربي‬ ‫يف الكتابة يعشقون صناعة أسطورة املناضل‬ ‫والث���وري وهاهو ق���رن ثورات الش���عوب اليت‬ ‫تصنعه���ا مج���وع مجاه�ي�ر الع���امل العربي يف‬ ‫تون���س ومصر واليمن وليبيا وس���وريا لنجد‬ ‫إن مأساة مش���اركة املرأة السياسية مازالت‬ ‫مطروح���ة عل���ى جدول أعم���ال ه���ذا القرن‬ ‫أيض���ا فف���ي مطل���ع ثورتن���ا الليبي���ة كانت‬ ‫املش���اركة النس���ائية مهم���ة بواق���ع الثلثني‬ ‫فخ���روج النس���اء لالعتصام والقي���ام بأعمال‬ ‫التجهي���زات الطبي���ة واخلدمي���ة جلبه���ات‬ ‫القتال املختلفة وكذلك احلضور اإلعالمي‬ ‫املكث���ف للناش���طات احلقوقي���ات كالس���يدة‬ ‫س���لوى بوقعيقي���ص وآم���ال بوقعيقي���ص‬ ‫والسيدة انتصار العقيلي والدكتورة سلوى‬ ‫الدغيل���ي وكذلك املش���اركات اإلعالميات‬ ‫كالدكتورة إميان بوقعيقيص والدكتورة‬ ‫سهام سرقيوه والفنانات اللواتي ظهرن على‬ ‫شاش���ات األخب���ار العاملية كالفنان���ة نعيمة‬ ‫بوزي���د والفنان���ة عب�ي�ر الرتهون���ي والفنانة‬ ‫حن���ان الش���ويهدي وكذل���ك اجملن���دات‬

‫اجمله���والت الالت���ي قم���ن بأعم���ال التجهيز‬ ‫للث���وار س���واء بالكس���اء أو الغذاء كالس���يدة‬ ‫عاتقة السنوس���ية والس���يدة رائدة الش���ريف‬ ‫والسيدة سعاد عابد والسيدة خريية املقصيب‬ ‫ولن ننس���ى السيدة فوزية الفرجاني شقيقة‬ ‫الثوار اليت كانت على خط النار مع الرجال‬ ‫بقلب باس���ل مستبسل خدمة ودعما ألخوتها‬ ‫وطلب���ا للش���هادة يف س���بيل اهلل فه���ذه الثورة‬ ‫بزغ���ت فيه���ا امل���رأة الليبي���ة ولك���ن ال أعرف‬ ‫مل���اذا مل حيتوي اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي‬ ‫املؤق���ت وحكومتيه على مش���اركة نس���ائية‬ ‫تذك���ر وأس���تغرب أيض���ا عند بداي���ة وضع‬ ‫نظام املش���اركة يف انتخابات املؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام وش���روطه ف���رض األعض���اء األفاضل‬ ‫نظ���ام الكوت���ا لتحديد مش���اركة النس���اء يف‬ ‫هذا املؤمتر بنس���بة ضئيل���ة ال تتجاوز الربع‬ ‫وكذل���ك قانون األح���وال الش���خصية الذي‬ ‫وإن كان مش���رعا م���ن اهلل إال ان���ه نظ���م‬ ‫بش���كل جيد نس���بيا يف عهد الق���ذايف ليخرج‬ ‫رئي���س جملس ليبيا االنتقالي يف يوم إعالن‬ ‫النص���ر والتحري���ر مبيح���ا للرج���ال الزواج‬ ‫وفقا للتقاليد اإلس�ل�امية بدون إذن الزوجة‬ ‫أو حت���ى جم���رد علمه���ا‪ ،‬موقف���ا غريب���ا جدا‬ ‫كذلك حكوميت جربيل والكيب اليت كانت‬ ‫املش���اركة النس���ائية فيها ضعيف���ة جدا وال‬ ‫تذكر حلقيبت�ي�ن أو ثالثة فقط‪ .‬هل يوجد‬ ‫نق���ص يف الكف���اءات النس���ائية يف احلقائ���ب‬

‫الرج���ال وكذل���ك‬ ‫الكفاءات النس���ائية‬ ‫بوشناف‬ ‫يف جم���ال العم���ل عبد الواحد‬ ‫املدني هي أعلى من‬ ‫الرج���ال فلماذا هذا‬ ‫التجاهل؟‪.‬‬ ‫ولن ننس���ى يف هذا‬ ‫اخلض���م الش���كر‬ ‫والثن���اء للدكت���ورة ه���دى اجلامع���ي ال�ت�ي‬ ‫كان���ت م���ن أب���رز األص���وات النس���ائية علوا‬ ‫لتجه���ر باحل���ق عل���ى نظ���ام الكوت���ا الظ���امل‬ ‫ف���إذا حتجج ساس���تنا الك���رام بأنن���ا جمتمع‬ ‫مش���رقي وإس�ل�امي وإنهم اخت���اروا التقليل‬ ‫م���ن املش���اركة النس���ائية السياس���ية لع���دم‬ ‫ثقة رجالنا يف املرأة الليبية‪ .‬نستغرب عندما‬ ‫ن���رى ب���أن الس���يدة الدكت���ورة جناة رش���يد‬ ‫الكيخي���ا حازت على أعلى نس���بة تصويت يف‬ ‫انتخاب���ات اجمللس احمللي ملدينة بنغازي دون‬ ‫املش���اركني من الرج���ال وإذا م���ا رجعنا إىل‬ ‫قرن مضى وانتهى من نضال املرأة السياسي‬ ‫لتصب���ح كائن���ا مكتم���ل األهلي���ة واحلقوق‬ ‫جند ب���أن اآللية اليت وضعنا بها أنفس���نا من‬ ‫عصر النهض���ة احلديث إىل اليوم مل تس���فر‬ ‫عن ش���يء فمعاناة املرأة سياس���يا واجتماعيا‬ ‫الزال���ت ومازال���ت موج���ودة فاألدي���ب جنيب‬ ‫حمف���وظ ق���ال يف مجلت���ه الش���هرية" املاضي‬ ‫م���ا حني���ا ع���دال أم ظلم���ا" خرج���ت غالبي���ة‬

‫الوزارية ذات السيادة واألهمية؟‪.‬‬ ‫رغ���م إن نس���بة املتعلم���ات يف اجلامع���ات‬ ‫واألكادميي���ات الليبي���ة ه���ي أعل���ى م���ن‬

‫بل���دان الوط���ن العرب���ي م���ن القرن التاس���ع‬ ‫عش���ر وأوائل القرن العش���رين وهي حمتلة‬ ‫تستنهض قواها لنيل االستقالل مبشاركات‬

‫نسائية متفاوتة فقد ساهمن النساء يف ثورة‬ ‫التحري���ر والتحدي���ث ع���ام ‪ 1919‬يف مصر‬ ‫وكذلك يف سوريا عام ‪ 1925‬ضد االحتالل‬ ‫الفرنس���ي وكذل���ك النس���اء اجلزائريات يف‬ ‫حرب التحرير اجلزائرية وكذلك اخنراط‬ ‫النس���اء الفلس���طينيات ع���ام ‪، 1936‬أيض���ا‬ ‫مشاركة النساء املصريات يف اهلبة الشعبية‬ ‫ضد العدوان الثالثي عام ‪.1956‬‬ ‫يوتوبيا الفكر‬ ‫لق���د عرفت مرحل���ة ما بعد احل���رب العاملية‬ ‫الثاني���ة نظ���ام التحري���ر الوط�ن�ي وانته���اج‬ ‫طرق مس���تقلة لتنمية االستقالل السياسي‬ ‫ال���ذي لألس���ف أخ���ذ أش���كاال متباين���ة م���ن‬ ‫الكفاح املس���لح واالنقالب العس���كري وصوال‬ ‫إىل الكفاح السياس���ي فف���ي القلب من ثقافة‬ ‫هذه الش���عوب تق���ع قضية امل���رأة بتناقضاتها‬ ‫والتباساتها لنجد أنها يف صلب كل القضايا‬ ‫الوطني���ة الك�ب�رى فكث�ي�را م���ا ترى ش���عوبنا‬ ‫العربي���ة خصوصيته���ا القومي���ة يف ام���رأة‬ ‫جتس���د ش���رف الوطن ولطاملا عوقب���ت املرأة‬ ‫باس���م هذا الش���رف فل���م تع���د فك���رة املناداة‬ ‫لتعليم امل���رأة هي جمرد ث���ورة فكرية قادها‬ ‫مفك���رون ليرباليون إلخراج أجي���ال جديدة‬ ‫صاحل���ة بل اهل���دف اآلن ه���و طرح مس���ألة‬ ‫العدال���ة االجتماعي���ة واملدنية والسياس���ية‬ ‫كقضية حمورية حيث ظل اهلدف من هذه‬ ‫القضاي���ا هو جتدي���د الصراع ب�ي�ن العقليات‬ ‫احملافظة التقليدية والعقليات املتحررة اليت‬ ‫تبحث يف مستقبل هذه األمة وإن رجعنا إىل‬ ‫دور الدين وإنه الوتر احلس���اس الذي تعزف‬ ‫به جل األحزاب اإلس�ل�امية نظرا لفقرها يف‬ ‫الق���وة واملضم���ون ونظرا الس���تمرار الثقافة‬ ‫الريديكالي���ة اليت تنوح وتلوح على اإلس�ل�ام‬ ‫وعل���ى العروبة جن���د بأنها أف���كار متثل فكر‬ ‫اليوتوبيا اإلس�ل�امي الذي يرى إن مس���تقبل‬ ‫األمة العربية ميكن حتقيقه فقط بالرجوع‬ ‫إىل املاض���ي دون أن يك���ون هن���اك ق���راءة‬ ‫تارخيي���ة جيدة لإلس�ل�ام وتراث���ه العقالني‬ ‫الذي لألس���ف يريد جل اإلسالميني الرجوع‬ ‫إىل املاض���ي بعي���دا حت���ى إىل ما قب���ل ظهور‬ ‫اإلس�ل�ام فإنين أرى اجلاهلي���ة األوىل وليس‬ ‫اإلسالم !!!!‬ ‫الس�ي�ر برج���ل واح���دة فمن���ذ أواخ���ر القرن‬ ‫التاس���ع عش���ر خ���رج العدي���د م���ن العلم���اء‬ ‫واملفكرين الذين نادوا حبرية املرأة وحقوقها‬ ‫االجتماعية والسياسية اس���تنادا إىل التأويل‬ ‫العقالن���ي واالجته���اد واملرجعي���ة الش���رعية‬ ‫اليت عطل���ت وظلت عرضة للعصف بها عند‬ ‫كل منعط���ف حاس���م يف تط���ور ه���ذه األمة‬ ‫الذي أصفه بأنه ليس س���وى عملية تهميش‬ ‫متواصل���ة ل���كل فك���ر ديين مس���تنري لقضية‬ ‫املرأة فبدأ بقول اإلمام حممد عبده يف مصر‬ ‫بأن تعدد الزوجات ميكن إبطاله فكريا مرورا‬ ‫بسعي الطاهر احلداد يف تونس إلعادة تفسري‬ ‫كل ما يعطل املس���اواة التام���ة مابني الرجل‬ ‫وامل���رأة وصوال إىل املفكر الس���وداني حممود‬ ‫حمم���د طه الذي دعى النس���اء إىل رفض أي‬ ‫وصاي���ة عليهن باس���م الدين وأخ�ي�را وليس‬ ‫آخ���ر املفكر املصري نصر حامد أبو زيد الذي‬ ‫قال باملساواة التامة مابني الرجل واملرأة على‬ ‫أس���س ديني���ة وكان نصيب���ه تطليق زوجته‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫انتصار العقيلي‬

‫هدى اجلامعي‬

‫بدعوة أنه مرت���د وأخريا خرجت فتوى جريئة‬ ‫من املفكر الس���عودي عبد احلميد أبو س���ليمان‬ ‫أيده���ا علماء األزهر الش���ريف تقضي بتحريم‬ ‫ضرب الزوجة ملخالفته للش���رع بإعادة التمعن‬ ‫يف ن���ص اآلي���ات املبيح���ة لذل���ك‪ .‬ومبناس���بة‬ ‫ذكرن���ا لألزهر الش���ريف جند بأن الش���ريعة‬ ‫اإلس�ل�امية ليس���ت م���ن مكبل���ي حق���وق املرأة‬ ‫فمث�ل�ا ترأس���ت الدكت���ورة عبل���ة الكحالوي‬ ‫منصب عميد كلية الدراس���ات اإلس�ل�امية يف‬ ‫األزهر الش���ريف ولك���ن يف ه���ذا الوقت احلرج‬ ‫الذي ميتاز بعدم االنضباط وعدم وجود إدارة‬ ‫رش���يدة فجس���د الوطن اللييب ممزق ألش�ل�اء‬ ‫بدع���وى فرقة التقس���يم الع���ادل وامليليش���يات‬ ‫اإلرهابي���ة اإلس�ل�امية ال�ت�ي تنته���ك حرم���ات‬ ‫املواطنني حبجة تطبيق الش���ريعة اإلسالمية‬ ‫وأنصاره���ا الذين يريدون الرجعة بنا إىل عهد‬ ‫الرك���وب عل���ى احلم�ي�ر والبغ���ال والعيش يف‬ ‫اخليام الرث���ة بدعوى تطبيق ش���رع اهلل الذين‬ ‫عارض���وا مس���ألة االنتخ���اب والدميقراطي���ة‬ ‫وبأنها كفر وحرام وفقا لتشريعات مشرعهم‬ ‫يف اململكة العربية الس���عودية املدعو اللحيدان‬ ‫واتباع���ه يف ليبي���ا وأيض���ا ع�ب�روا ع���ن م���دى‬ ‫س���خطهم عن ف���وز الدكتورة جن���اة الكيخيا‬ ‫لرئاس���ة اجملل���س احملل���ي بنغ���ازي وقال���وا ( ال‬ ‫يفلح ق���وم ولو أمره���م المرأة ) وهم يس���عون‬ ‫الستقطاب قضاة شرعيني من اململكة العربية‬ ‫السعودية أكثر الدول فس���ادا إداريا وأخالقيا‬ ‫وتع���د أيضا م���ن أكثر ال���دول ذائع���ة الصيت‬

‫يف انته���اك حقوق النس���اء‬ ‫وإن ه���ذا املذه���ب املقي���ت‬ ‫ال���ذي يدعون���ا للع���ودة‬ ‫إىل ال���وراء أبتدع���ه أم���راء‬ ‫آل س���عود للبق���اء عل���ى‬ ‫عروش���هم فيرتك���ون‬ ‫أنصار الشريعة مع الناس‬ ‫يف ضب���ط النف���س باس���م‬ ‫الدي���ن وال حيركه���م‬ ‫س���اكنا بدعوى أنهم والة‬ ‫أمور وه���ذا التيار يس���ري‬ ‫كخالي���ا س���رطانية يف‬ ‫جس���د األمة الليبي���ة فأنا‬ ‫من موقعي هذا أناشد كل‬ ‫ام���رأة ب���أن ال تص���وت ملن‬ ‫يرجعه���ا قرون���ا إىل الوراء‬ ‫وم���ن ينظ���ر إليه���ا عل���ى‬ ‫أنه���ا خملوق م���ن الدرجة‬ ‫الثاني���ة وإنه���ا ال متتل���ك‬ ‫أي حق���وق سياس���ية إال‬ ‫يف خي���ام اجل���واري أو دور‬ ‫احلكمة حس���ب اعتقادهم‬ ‫م���ع كل ه���ذه الصراعات‬ ‫الطوباوي���ة اإلس�ل�امية‬ ‫وحج���ر العادات والتقاليد والعادة البش���رية يف‬ ‫النظر للم���رأة بأنها كائن من الدرجة الثانية‬ ‫وم���ع هذا الص���راع الطوي���ل من أج���ل احلرية‬ ‫واإلنعت���اق مل تن���ل النس���اء إال حق���ي التعلي���م‬

‫‪15‬‬

‫امال بوقعيقيص‬ ‫والعمل اللذان س���يختفيان مع أنصار الشريعة‬ ‫فيظ���ل حت���رر امل���رأة العربية أش���به مبعزوفة‬ ‫ناقص���ة مل تكتمل لنس���تمع لعذوبتــــــها فيظل‬ ‫ومع األسف حترر املرأة العربية حلنا مل يتم‪.‬‬

‫مشاركة املرأة‪ :‬مسألة ختلف ثقايف واجتماعي أم مسألة قانون وتشريعات‬ ‫أخذت نغمة احلديث عن ضرورة حتديد نس���بة‬ ‫معين���ة يف قان���ون االنتخابات ختصص للنس���اء‪،‬‬ ‫وهو ما يعرف بفكرة (الكوتا) تزداد قوة وارتفاعاً‪،‬‬ ‫فتج���اوزت حدود األحاديث واملقاالت اليت تنش���ر‬ ‫يف الصح���ف واملواق���ع اإللكرتوني���ة ث���م ها حنن‬ ‫أوال نراها تأخذ مكانها يف املشروع املقرتح لقانون‬ ‫انتخابات املؤمتر الوطين‪.‬‬ ‫هن���ا بات األمر حباجة إىل وقف���ة جادة وحازمة‪،‬‬ ‫فاملس���ألة‪ ،‬ب���كل تأكي���د‪ ،‬ينبغ���ي أال مت���ر هك���ذا‬ ‫بس���هولة‪ ،‬ألنه���ا أبعد وأخطر م���ن كونها جمرد‬ ‫خالف عل���ى حدود تل���ك النس���بة اليت ختصص‬ ‫للنس���اء‪ ،‬أه���ي ‪ ،% 10‬أم ‪ % 30‬كما تطالب بها‬ ‫بعض النس���اء‪ ،‬أم هي ‪ % 50‬كما س���ن لنا قانون‬ ‫االنتخابات يف تونس س���ابقة يف هذا اخلصوص‪،‬‬ ‫فاملس���ألة‪ ،‬يف نظري‪ ،‬هي مسألة ثقافة وحضارة‬ ‫قبل أن تكون مسألة قوانني وتشريعات‪.‬‬ ‫ولنعرض املس���ألة على بعض النظ���ر والتحليل‪.‬‬ ‫ولنبدأ من تأكيد فكرة أن املش���اركة السياسية‬ ‫هي ح���ق للمواط���ن‪ ،‬بص���رف النظر عن جنس���ه‬ ‫ولون���ه وثقافته ولغته وطائفت���ه‪ ،‬ومن ثم فاملرأة‬ ‫والرج���ل يف ه���ذا اخلص���وص متس���اويان متاماً‪،‬‬ ‫وينبغ���ي أن يتأك���د ذل���ك يف نصوص الدس���تور‬ ‫من���ذ الب���دء‪ ،‬بالن���ص يف مقدم���ة الدس���تور على‬ ‫كفال���ة مجي���ع احلق���وق واحلريات السياس���ية‬ ‫واالقتصادي���ة وغريه���ا جلمي���ع املواطن�ي�ن على‬ ‫قدم املس���اواة دون متييز‪ .‬فإذا مت هذا فإننا س���وف‬ ‫نتف���ق على أن امل���رأة هلا ذات احلقوق السياس���ية‬ ‫اليت للرجل‪ ،‬فال يصدر قانون أو تش���ريع مينعها‬ ‫م���ن ممارس���ة ذل���ك احل���ق‪ :‬يف الرتش���ح ملختلف‬ ‫املواق���ع واملس���ؤوليات‪ ،‬ويف املش���اركة يف عمليات‬ ‫االنتخاب‪ ،‬ثم ننظر بعد ذلك يف س���ائر األس���باب‬ ‫والظروف اليت جعلت أو جتعل مش���اركة املرأة‬ ‫يف العملي���ة السياس���ية تكون أقل من مش���اركة‬ ‫الرجل‪.‬‬

‫إن أدنى نظر إىل هذه املس���ألة س���وف يقودنا إىل‬ ‫تبني أن املش���كلة يف أصله���ا وصميمها ترجع إىل‬ ‫أس���باب ثقافي���ة وحضاري���ة‪ ،‬قب���ل رجوعه���ا إىل‬ ‫القانون أو التشريع‪ .‬وذلك أننا‪ ،‬كسائر الشعوب‬ ‫املتخلف���ة‪ ،‬م���ا زلنا ن���رزح حتت وط���أة عقود من‬ ‫التخل���ف الثقايف واالجتماعي الذي يؤدي إىل أن‬ ‫تكون املرأة أقل تأه ً‬ ‫ال من حيث مس���توى التعليم‬

‫أو زوجها أو أخاها وأحيانا حتى ابنها‪.‬‬ ‫وإننا نش���اهد يف التطبيق العملي كيف تتجسد‬ ‫هذه املسألة بشكل مؤسف وفاجع‪ ،‬إذ تنتهي تلك‬ ‫اآلالف املؤلف���ة م���ن الفتيات الالت���ي تكتظ بهن‬ ‫قاع���ات ومدرج���ات اجلامعات‪ ،‬حامل���ا ينتهني من‬ ‫الدراسة‪ ،‬إىل البقاء يف البيوت‪ ،‬بسبب تعنت اآلباء‬ ‫أو األزواج أو اإلخ���وة الذكور‪ ،‬وجيدن أنفس���هن‬

‫أو الثقاف���ة العام���ة إلدراك أبع���اد املش���اركة يف‬ ‫الش���أن العام‪ ،‬وي���ؤدي إىل ما هو أخط���ر من ذلك‬ ‫وهو احلد م���ن حرية املرأة يف ممارس���ة وجودها‬ ‫السياس���ي‪ ،‬من آثار الرتكة اليت ما زالت تعانيها‬ ‫جمتمعاتن���ا‪ ،‬بس���بب حتك���م الرج���ل فيه���ا ويف‬ ‫حريتها وحركتها‪ ،‬سواء أكان هذا الرجل أباها‬

‫حمروم���ات حتى م���ن حقه���ن يف املش���اركة يف‬ ‫الفعاليات الثقافية أو االجتماعية العامة‪.‬‬ ‫أما ما نشاهده من تكدس النساء يف مواقع العمل‪،‬‬ ‫فهو ال عالق���ة له مطلقاً مبس���توى وعي املرأة أو‬ ‫حريتها‪ ،‬وإمنا هو جمرد خضوع إجباري لضغط‬ ‫احلاجة لتوفري دخل مالي تس���اهم به جمربة يف‬

‫كث�ي�ر من األحيان‪ ،‬يف تغطية تكاليف املعيش���ة‪.‬‬ ‫ولو درسنا األمر دراس���ة علمية منهجية فسوف‬ ‫نكتش���ف أن مصري هؤالء النسوة سوف يكون‪ ،‬لو‬ ‫انتف���ت هذه احلاج���ة املادية‪ ،‬هو املك���وث يف البيت‬ ‫واالنعزال عن احلياة السياسية واالجتماعية‪.‬‬ ‫م���ن هنا فإني أرى أن دور النس���اء الالتي ينادين‪،‬‬ ‫بل خيضن حرباً ضروس���اً من أجل تطبيق فكرة‬ ‫الكوتا للنس���اء‪ ،‬جي���در أن يتجه إىل املس���اهمة يف‬ ‫ترقية املس���توى الثق���ايف واحلض���اري للمجتمع‬ ‫كل���ه‪ ،‬حت���ى نبل���غ احل���دود ال�ت�ي نس���عى إليه���ا‬ ‫ً‬ ‫رج�ل�ا كان أم امرأة‪،‬‬ ‫من وع���ي املواطن اللي�ب�ي‪،‬‬ ‫بأهمي���ة املش���اركة يف العم���ل السياس���ي‪ ،‬فنرى‬ ‫الرجال والنساء‪ ،‬على قدم املساواة‪ ،‬يشاركون يف‬ ‫مؤسسات اجملتمع املدني‪ ،‬ويف األحزاب السياسية‪،‬‬ ‫ثم ميارسون حقهم يف الرتشح للمواقع املختلفة‪،‬‬ ‫ويف عمليات االقرتاع اليت تتم عليها‪.‬‬ ‫وه���ذه الفك���رة تقودن���ي تلقائي���اً إىل اخلل���وص‬ ‫بنتيج���ة أراه���ا الزمة‪ ،‬وه���ي أن آمالنا يف حتقيق‬ ‫أي تق���دم يف اجت���اه تأس���يس الدول���ة املدني���ة‬ ‫الدميقراطي���ة‪ ،‬س���وف تعتمد على م���دى قدرتنا‬ ‫عل���ى حتقيق تق���دم ملموس يف ترقية مس���توى‬ ‫الوعي السياسي لدى املواطنني‪ ،‬ويف مقدمة ذلك‬ ‫الوع���ي بأهمية املش���اركة اإلجيابي���ة يف العمل‬ ‫السياسي املنظم‪ ،‬من خالل األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫ب���أن احل���ل األمث���ل واألكث���ر فعالي���ة يف ه���ذا‬ ‫اخلصوص هو يف دعم مس�ي�رة العمل السياس���ي‬ ‫املنظ���م‪ ،‬وحث امل���رأة على املش���اركة يف األحزاب‬ ‫السياس���ية‪ ،‬فتأخذ موقعها يف صفوفها‪ ،‬ثم تأخذ‬ ‫نصيبها الذي تستحقه يف الرتشح للمواقع داخل‬ ‫احل���زب أو ً‬ ‫ال‪ ،‬ثم للمواقع املختلفة يف االنتخابات‬ ‫الربملاني���ة واحمللي���ة‪ .‬وإذا م���ا أثبت���ت جدارته���ا‬ ‫وحظيت بدعم بنات جنسها‪ ،‬فلعلها حتصل على‬ ‫أكثر من نسبة الثالثني يف املائة اليت تطالب بها‬ ‫أكثر املتحمسات هلذه القضية‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫صحة وعافية‬

‫أطعمة ينصح بتناوهلا يف فصل الصيف‬

‫دليل اإلسعافات‬ ‫األولية‬

‫احلروق‬ ‫_أبع���د الش���خص املص���اب من اخلط���ر أو مصدر‬ ‫احلريق‪.‬‬ ‫_ب���رد اجلزء املصاب باحلرق مب���اء احلنفية البارد‬ ‫وليس بالثلج‬ ‫_اجع���ل امل���اء مس���تمراً مل���دة ‪ 20‬دقيق���ة لتخفيف‬ ‫األذية احلرارية للجلد‪.‬‬ ‫_غطي اجلزء املصاب بعد ذلك بضماد غري الصق‪.‬‬ ‫_إذا كان احلري���ق كبرياً أو عميقاً أو يف مناطق‬ ‫حساس���ة كالوج���ه أو اليدي���ن فعلي���ك الذه���اب‬ ‫للطبيب‪.‬‬ ‫النزف‬

‫_ ضغط مباش���ر على اجلرح بشاش نظيف معقم‬ ‫إذا أمكن‪.‬‬ ‫_لتخفي���ف الن���زف ارف���ع الش���خص املصاب فوق‬ ‫مستوى القلب‪.‬‬ ‫_ال تض���ع أي مواد غ�ي�ر معقمة داخل اجلرح مثل‬ ‫القهوة أو البودرة ألن ذلك يسبب التهابات للجرح‪.‬‬ ‫التسممات‬ ‫_ال حتاول عالج التسمم بنفسك اتصل باإلسعاف‬ ‫أو خذ املريض إىل أقرب مستشفى‪.‬‬ ‫_ح���اول أن جتم���ع املادة املس���ممة أو ال���دواء الذي‬ ‫تناوله املصاب ليس���اعد ذلك طبيب اإلس���عاف على‬ ‫إعطاء العالج املناسب‪.‬‬ ‫تش���جيع املريض على التقيؤ وه���ذا يفيد إذا حدث‬ ‫التس���مم منذ ف�ت�رة قريبة وال جت�ب�ر املريض على‬ ‫التقيؤ إذا كان التس���مم بالسوائل كالبنزين ألن‬ ‫ذلك يسبب االستنشاق وأذى للرئة‪.‬‬ ‫‪_ .‬إذا كان املريض فاقداً للوعي فضعه على جنبه‬ ‫حتى ال يستنشق واتصل باالسعاف فوراً‬

‫البق���اء لف�ت�رات طويل���ة يف اخل���ارج خالل‬ ‫فص���ل الصيف والتع���رق يزي���د من خطر‬ ‫اإلصابة باملش���اكل الصحي���ة كاجلفاف‬ ‫وحساس���ية البش���رة ونق���ص الفيتامينات‬ ‫واملع���ادن‪ .‬هل���ذا ينص���ح األخصائي���ون‬ ‫باإلكثار من الفاكهة املومسية الصيفية‬ ‫واليت تك���ون مكوناتها يف أعلى مس���توياتها‬ ‫يف الصيف‪.‬‬ ‫البطيخ‬ ‫ه���ذه الفاكه���ة األوىل يف الرتطيب حيث‬ ‫أن احتوائه���ا عل���ى كميات عالي���ة من املاء‬ ‫حيافظ على الرتطيب والش���عور بالربودة‪.‬‬ ‫كم���ا أن احملت���وى العال���ي من امل���اء جيعل‬ ‫الش���خص يش���عر بالش���بع مما قد يس���اعد‬ ‫يف تقلي���ل الش���هية‪ .‬البطي���خ حيمي خاليا‬ ‫البشرة من أضرار أشعة الشمس‪.‬‬ ‫الربتقال‬ ‫ه���ذه الفاكه���ة احلمضي���ة احلل���وة غنية‬ ‫بالبوتاس���يوم وه���و م���ادة غذائي���ة مهم���ة‬ ‫خالل فصل الصيف حيث يفقدها اجلسم‬ ‫أثن���اء التع���رق والذي قد يؤدي إىل تش���نج‬ ‫العض�ل�ات‪ .‬كم���ا حيت���وي الربتق���ال على‬ ‫‪ 80%‬م���اء وهلذا فان ش���ربه كعصري قد‬ ‫يساعد يف احلفاظ على ترطيب اجلسم‪.‬‬ ‫الكرفس والشومر‬ ‫يعمالن كمدر للبول ويساعد يف التخلص‬ ‫من وزن املاء الزائد دون التسبب باجلفاف‪.‬‬ ‫حي���ث حتفز مكون���ات هات�ي�ن اخلضراوات‬ ‫الكليت�ي�ن مم���ا جيعلهم���ا يتخلص���ان م���ن‬

‫الس���وائل الزائدة من اجلسم مما يقلل من‬ ‫انتفاخ البطن‪.‬‬ ‫الشاي األخضر‬ ‫يعت�ب�ر الش���اي األخض���ر ه���و الطريق���ة‬ ‫األفض���ل لزي���ادة كمي���ة امل���اء يف فص���ل‬ ‫الصيف واحملافظة على الرتطيب‪ .‬وتؤكد‬ ‫الدراس���ات أن الش���اي األخض���ر ق���د يكون‬ ‫مس���اعد يف مكافح���ة الس���رطان وأمراض‬ ‫القل���ب وتقلي���ل الكولس�ت�رول وتقلي���ل‬ ‫احتمال حدوث اخلرف‪.‬‬ ‫السلطات ذات األوراق اخلضراء الغامقة‬ ‫تن���اول أوراق اخلض���راوات املطه���وة عل���ى‬ ‫البخ���ار إىل جان���ب الس���بانخ والكرن���ب‬

‫حيافظ���ان على البش���رة يف فصل الصيف‪.‬‬ ‫م���ادة الكاروتيين املوجودة يف األطعمة ذات‬ ‫االلون الربتقالية واخلضراء الغامقة واليت‬ ‫حيوهل���ا اجلس���م إىل فيتام�ي�ن حيمي من‬ ‫أش���عة الش���مس الضارة وتقلل احلساسية‬ ‫لألشعة فوق البنفس���جية ويصلح البشرة‬ ‫القش���رية واجلافة ويقوي مناعة البش���رة‬ ‫ضد األشعة الضارة‪ .‬ومن األغذية األخرى‬ ‫ال�ت�ي حتت���وي عل���ى مس���تويات عالية من‬ ‫الكاروتي�ن�ي اجل���زر واملش���مش والش���مام‬ ‫والبطي���خ والطماط���م ومس���ك الس���لمون‬ ‫واحلليب وصفار البيض والفلفل‪.‬‬

‫صوتك الداخلي تعلم كيف تسيطر عليه‬ ‫إذا كان اخل���وف الزائد من الفش���ل يعترب‬ ‫فش�ل�ا يف حد ذات���ه ألنه مين���ع صاحبه من‬ ‫اخت���اذ أي ق���رارات كب�ي�رة وجريئ���ة من‬ ‫ش���أنها أن تغ�ي�ر حياته‪ ،‬فإن انتق���اد النفس‬ ‫عندما يزيد عن حده أيضا له سلبيات تؤثر‬ ‫على مسار اإلنسان وجناحاته‪.‬‬ ‫انتق���اد ال���ذات أم���ر إجياب���ي يف الكثري من‬ ‫احل���االت‪ ،‬لكن���ه ككل ش���يء يتحك���م يف‬ ‫حي���اة صاحبه فإنه يصب���ح ديكتاتورا ال بد‬ ‫م���ن القض���اء عليه‪ .‬وحس���ب اخل�ب�راء فإنه‬ ‫يأخ���ذ ش���كل ص���وت داخل���ي يك���ون جمرد‬ ‫زائر خفيف الظل يزور البعض بني احلني‬

‫واآلخ���ر‪ ،‬وعندما تس���تدعي احلاجة‪ ،‬وهذا‬ ‫صحي‪.‬‬ ‫لك���ن األم���ر خيتل���ف عندم���ا يتح���ول إىل‬ ‫رفيق دائم لدى البعض‪ ،‬فيشككون يف كل‬ ‫ش���يء وينتقدون كل ش���يء‪ .‬فهنا يتحول‬ ‫إىل ع���دو يضع���ف من ش���جاعتهم وجيعل‬ ‫األشياء تبدو سيئة بشكل مبالغ فيه‪.‬‬ ‫املنتقد الداخلي‬ ‫وهو أش���به بعقل طفل صغ�ي�ر تتولد لديه‬ ‫خم���اوف كب�ي�رة‪ ،‬ويتش���كل يف مرحل���ة‬ ‫مبك���رة للغاي���ة م���ن حياتن���ا‪ ،‬م���ن خ�ل�ال‬ ‫التج���ارب والتنش���ئة االجتماعية‪ .‬وخطره‬

‫يكم���ن يف أنه ال يكون دائما صوتا بناء‪ ،‬ألنه‬ ‫يتوق���ع اخلطر يف أبس���ط األش���ياء‪ ،‬ويولي‬ ‫اهتمام���ا أك�ب�ر من ال�ل�ازم مبا ق���د يقوله‬ ‫اآلخرون أو يفكرون فيه‪.‬‬ ‫من أخطر ما ي���ردده صوتك الداخلي مثال‬ ‫أنك"لن تنجح يف األمر الذي تطمح إليه‪ ،‬أو‬ ‫يف إجناز املهمة اليت أنيطت بك"‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإنك ال حتاول خوض التجربة لتكتش���ف‬ ‫إمكانياتك‪ ،‬وحتى يف أسوأ احلاالت وعندما‬ ‫تفشل فيها فإنك على األقل تتعلم منها‪.‬‬

‫إصابة احلامل باحلمى يعرض اجلنني لإلصابة بالتوحد‬ ‫ربط���ت دراس���ة حديث���ة ب�ي�ن‬ ‫إصاب���ة ام���رأة باحلم���ى أثن���اء‬ ‫احلمل وخماطر إصابة الطفل‬ ‫ال���ذي تنجب���ه بالتوح���د وتأخر‬ ‫النم���و‪ .‬وكانت دراس���ة س���ابقة‬ ‫ق���د اقرتح���ت وج���ود عالقة بني‬ ‫التوح���د وخمتل���ف األم���راض‬

‫املعدية اليت قد تصيب األم أثناء‬ ‫احلم���ل مب���ا يف ذل���ك احلصب���ة‬ ‫والته���اب الغ���دة النكافي���ة‬ ‫واألنفلونزا واحلصبة األملانية‪.‬‬ ‫احلم���ى متث���ل اس���تجابة حادة‬ ‫لاللتهاب���ات‪ .‬هلذا هن���اك اقرتاح‬ ‫أن يك���ون الته���اب م���ن ن���وع م���ا‬

‫يلعب دوراً يف التسبب باإلصابة‬ ‫بالتوحد‪ .‬وتتزايد هذه اخلطورة‬ ‫مع ح���االت احلمى ال�ت�ي ال يتم‬ ‫معاجلتها‪.‬‬ ‫ومل يس���تطع العلم���اء حتدي���د‬ ‫ما إذا كان���ت اإلصابة باحلمى‬ ‫يف وق���ت مع�ي�ن م���ن احلم���ل‬

‫ميك���ن أن تزي���د املخاطر أكثر‬ ‫من غ�ي�ره‪ ،‬كم���ا أنه���م اعرتفوا‬ ‫أن معلوماته���م اعتم���دت عل���ى‬ ‫التقاري���ر الش���خصية ال�ت�ي‬ ‫أفادته���م به���ا األمه���ات‪ ،‬وه���ذه‬ ‫التقارير ال تكون دوماً دقيقة‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫حمزة جبودة أحمد‬

‫‪17‬‬

‫مع االعتذار جلادو لست إعالميا وافتخر!‬

‫مل أك���ن م���ن الذي���ن يس���ارعون يف مل���يء رغم س���وادها‪ ..‬أيام���ا أمنت فيه���ا أن لي أخوة‬ ‫حقائبه���م مبالبس كاج���وال وبدل رمسية جيب أن اعرفهم واحدا واحدا ‪.‬‬ ‫وكام�ي�رات دجيتال وإكسس���وارات ومجل‬ ‫‪2‬‬ ‫تستحق التصفيق احلار‪!..‬‬ ‫مل أك���ن إعالمي���ا وال انتم���ي إىل الصحافة أن تقنع نفس���ك أن لك صوت‪ ..‬حيتاج الكثري‪،‬‬ ‫بش���كل جيعل�ن�ي اتف���ق م���ع " الفوتوش���وب " حيت���اج املثاب���رة‪ ..‬ه���ذا ما ش���عرت ب���ه حلظة‬ ‫إليصال فكرة يف األس���اس التص���ل بالكتابة وصول���ي مللتق���ى اإلعالميني‪ ..‬ال ج���ادو‪ ،‬الن‬ ‫ج���ادو هن���ا خ���ارج األلع���اب الق���ذرة‪ ،‬وخارج‬ ‫وال بالتصفيق احلار‪! ..‬‬ ‫كنت والزلت متلقي بسيط ‪ ،‬وقارئا حياول س���رب األف���كار السياس���ية الت���ى تش���وه املرء‬ ‫قبل أن جتعله يرتق���ي‪ ..‬خارج ثقافة الفصل‬ ‫الكتابة ليبتسم فقط ‪..‬‬ ‫العنصري والتهميش‪! ..‬‬ ‫كيف ابدأ ‪..‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بدع���وة اح���د األصدق���اء الصحفي�ي�ن الذين ‪3‬‬ ‫يرون إنين انتمي إىل وس���ط أنا يف األس���اس ل���ن ادعي هن���ا إن�ن�ي ابنا للث���ورة ال�ت�ي أمنت‬ ‫امقته‪ ..‬الوس���ط اإلعالمي‪ ،‬اجتهت إىل جادو به���ا وبكيت ح�ي�ن المس���ت يدي حلم���ا كنا‬ ‫وأنا أختيل املش���هد األخري الرومانس���ي الذي نتقامس���ه حبب‪ ،‬ل���ن اظلم أحدا ول���ن اطعن‬ ‫س���يؤثر فين���ا وجيعلنا خنجل ح�ي�ن ننتخب مدين���ة واحض���ن أخرى‪ ..‬ألجل الث���ورة ‪ ،‬الن‬ ‫م���ن ترض���اه ليبي���ا ال نرضاه حن���ن‪ ..‬اجتهت الث���ورة تنتهي حلظ���ة والدتها‪ ،‬حلظة احللم‬ ‫بعقل بارد ال حيتمل س���خونة كلمات حفل الذي المسناه ‪ ..‬ليبيا‪.‬‬ ‫االفتت���اح‪ ..‬وال حتى تل���ك اجلملة اليت فقدت ‪4‬‬ ‫معناها "أترحم على ش���هدائنا وأمتنى الشفاء قلت لن اطعن أحدا‪ ..‬ولكن !‬ ‫العاج���ل جلرحان���ا وع���ودة مفقودين���ا إىل س���أذكر ما ش���عرت ب���ه وأنا أش���اهد صراعا‬ ‫أهليه���م "‪ ..‬ببس���اطة اجتهت ال ع���رف جادو‪ ..‬من نوع أخر مل نش���هده طيل���ة حكم القذايف‬ ‫ال ع���رف أصدقائ���ي وأبناء وط�ن�ي‪ ..‬االمازيغ لليبيا‪ ..‬صراعا ينتهي دون انتصارا ألحد!‬ ‫الذين خيجلونين حني أتذكر أياما عظيمة كنت أشاهده بشغف مرتبك‪ ..‬انتظر احلسم‬

‫ال���ذي يرضي غروري ورؤييت للخاس���ر وهو‬ ‫يع�ت�رف ويعتذر‪ ..‬أن���ا اعرتف واعت���ذر ألنين‬ ‫عمل���ت مع الق���ذايف وقلتها أكث���ر من مرة‪..‬‬ ‫اجلرذان‪ ،‬ثوار الناتو ‪ ..‬اغفروا لي ألنين اشعر‬ ‫بالذن���ب وعرفت أن ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر ثورة‬ ‫مبارك���ة ال تظل���م أحدا‪ ..‬أرجوك���م اغفروا‬ ‫لي كل ش���يء مل أش���ارك يف قتل الش���رفاء‪..‬‬ ‫كن���ت أمتن���ى أن ينته���ي املش���هد بالرق���ي‬ ‫اإلنس���اني ال���ذي يقن���ع امل���رء مهم���ا كان���ت‬ ‫مس���اوئه عظيم���ة‪ ..‬كنت أمتن���ى أن يعاقب‬ ‫من قتل وش���رد وانتهك احلرمات بالقصاص‬ ‫العادل الذي نص عليه القرآن الكريم‪ ..‬ولكن‬ ‫ما ش���اهدته خيون احلس���م ال���ذي انتظرته‪..‬‬ ‫خروج املذنب براية النصر‪!! ..‬‬ ‫‪5‬‬ ‫بعيدا عن اإلعالم‪..‬‬ ‫ذك���رت إنين لس���ت إعالمي���ا وال انتمى إىل‬ ‫الصحاف���ة بش���كل كام���ل‪ ،‬وه���ذه حقيق���ة‬

‫وليس���ت جم���رد خدع���ة لق���راءة م���ا كتبت‬ ‫كع���ادة الصحف حني ختدع الق���ارئ طيلة‬ ‫تصفحه‪..‬‬ ‫لس���ت إعالميا وافتخر يف زمن اخليانة اليت‬ ‫متت���زج بنكه���ة الوط���ن املغلوب عل���ى أمره ‪..‬‬ ‫لس���ت إعالمي���ا وافتخ���ر‪ ..‬يف زم���ن االغرتاب‬ ‫الفاح���ش ال���ذي جيع���ل امل���رء حي���رف عزلة‬ ‫ماركي���ز ملائة أخرى عل���ى وطن يبحث عن‬ ‫ش���عبه‪ ..‬لس���ت إعالمي���ا وافتخ���ر‪ ..‬يف ليبي���ا‬ ‫الثورة اليت انتهك ش���رفها من سفلة يدعون‬ ‫إنه���م اخرج���وا ليبيا إىل ب���ر األمان!‪ ..‬لس���ت‬ ‫إعالمي���ا وافتخ���ر يف زمن الس���رايا والكتائب‬ ‫ولغ���ة التخوي���ن املضحك���ة‪ ..‬لس���ت إعالميا‬ ‫وافتخر يف زمن أصبحت فيه الش���يخة موزة‬ ‫صاحب���ة االمتي���از حلاكمنا القادم‪ !..‬لس���ت‬ ‫إعالمي���ا وافتخ���ر‪ ..‬يف زم���ن أصبح���ت فيه "‬ ‫اجلزي���رة " ضمرين���ا امليت وعزائن���ا املعتدل‪..‬‬ ‫لس���ت إعالمي���ا وافتخ���ر يف زم���ن اجملل���س‬ ‫االنتقال���ي وحكومت���ه امليتة‪ ..‬لس���ت إعالميا‬ ‫وافتخ���ر‪ ..‬يف زم���ن التبعي���ة اجلدي���دة قطر‪،‬‬ ‫اإلمارات‪ ،‬أمريكا‪ ..،‬لست إعالميا وافتخر يف‬ ‫زمن العار الذي حلق بكتابنا الكبار ومثقفينا‬ ‫الذين كش���فوا لن���ا إنهم أق���زام حني تناوش‬ ‫الريح عباءة األمري!!‬

‫احلرية لسلمى الورداني‬ ‫ن���ددت حركة صحفيات مصري���ات اعتقال‬ ‫سلطات األمن السودانية الصحفية املصرية‬ ‫س���لمى الورداني أثن���اء متابعتها للمظاهرات‬ ‫االحتجاجي���ة على أداء احلكومة الس���ودانية‬ ‫أمام جامعة اخلرطوم‪.‬‬ ‫وطالبت احلركة بس���رعة تدخل السلطات‬ ‫املصري���ة لإلفراج ع���ن الصحفي���ة الورداني‬ ‫ومحاية حقه���ا يف أداء عملها الصحفي الذي‬ ‫ترع���اه املادة ‪ 19‬من اإلع�ل�ان العاملي حلقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫كم���ا تدع���و احلرك���ة مجي���ع عضواته���ا‬ ‫للمش���اركة يف محاي���ة احلق يف ممارس���ات‬ ‫إعالمية آمنة بالتغطية الصحفية يف كافة‬ ‫وس���ائل اإلعالم ع���ن االنته���اك الذي حيدث‬ ‫م���راراً وتكراراً من س���لطات ال���دول العربية‬ ‫جت���اه حري���ة الصحاف���ة وح���ق اجلمهور يف‬ ‫معرف���ة احلقيقة‪ .‬خاص���ة للصحفيات أثناء‬ ‫قيامهن بواجبهن املهين‪.‬‬ ‫حركة صحفي���ات مصريات ترفض كافة‬ ‫أش���كال العنف والتج���اوز جت���اه الصحفيات‬ ‫واإلعالميات أثناء عملهم والتصعيد ضدهن‬ ‫واس���تخدام الض���رب أو اإلهان���ة أو االعتقال‬ ‫واالحتج���از هلن ومنعن م���ن القيام بعملهن‪،‬‬ ‫واعتربت تلك املمارس���ات غري مقبولة وتهدد‬

‫حرية الصحافة وحرية اإلعالم يف عملهما‪.‬‬ ‫ويف السياق ذاته أفرجت السلطات السودانية‬ ‫ع���ن الورداني بعد عدة اتصاالت بني س���فراء‬

‫الدولتني مصر والسودان‪.‬‬ ‫نددت حركة "صحفيات مصريات" باعتقال‬ ‫سلطات األمن السودانية للصحفية املصرية‬

‫س���لمى الوردان���ي‪ ،‬مطالب���ة بس���رعة تدخ���ل‬ ‫الس���لطات املصري���ة لإلف���راج عن "س���لمى"‪،‬‬ ‫ومحاية حقه���ا يف أداء عملها الصحفي الذي‬ ‫ترع���اه املادة ‪ 19‬من اإلع�ل�ان العاملي حلقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫ودعت احلركة يف بيانها اليوم للمش���اركة‬ ‫يف الوقف���ات التضامني���ة ومحاي���ة احل���ق‬ ‫يف ممارس���ات إعالمي���ة آمن���ة بالتغطي���ة‬ ‫الصحفي���ة يف كاف���ة وس���ائل اإلع�ل�ام عن‬ ‫االنتهاك املتكرر من س���لطات الدول العربية‬ ‫جت���اه حري���ة الصحاف���ة وح���ق اجلمهور يف‬ ‫معرفة احلقيقة‪.‬‬ ‫وأعلن���ت احلرك���ة رفضه���ا الت���ام لكاف���ة‬ ‫أش���كال العنف والتصعيد جت���اه الصحفيات‬ ‫واإلعالمي���ات أثن���اء ممارس���تهن لعمله���ن‬ ‫أو حم���اوالت منعه���ن م���ن القي���ام بعملهن‪،‬‬ ‫معتربة أن تلك املمارسات غري مقبولة وتهدد‬ ‫حرية الصحافة وحرية اإلعالم‪.‬‬ ‫يذك���ر أن الصحفي���ة املصري���ة س���لمى‬ ‫الوردان���ي مت القب���ض عليه���ا م���ن س���لطات‬ ‫األمن الس���ودانية أثناء تغطيتها للمظاهرات‬ ‫االحتجاجي���ة على أداء احلكومة الس���ودانية‬ ‫أمام جامعة اخلرطوم‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫اتذكر‬

‫اس���جل بع���ض اللحظات والعالق���ات اليت مجعتين‬ ‫يف حمط�ت�ي ه���ذه من (اتذكر) ّ‬ ‫بزمالء يف السجن‬ ‫كان الزم���ن الس���جين قد فعل فعله خاص���ة يف جمموعة قضية ف���زان الذين يبدون‬ ‫اكرب من اعمارهم‬

‫السنوسي حبيب‬

‫تعاطف سجين‬ ‫اذا كان املتص���وف احل�ل�اج ق���د س���جل منذ‬ ‫زمن بعي���د ( أن الس���جن ّ‬ ‫يكش���ف أقبح ما يف‬ ‫اإلنسان ) كون اإلنس���ان السجني يوضع يف‬ ‫حالة تتأذي معها إنس���انيته وتعتوره ضروب‬ ‫م���ن القس���وة واملعان���اة جتعل���ه يتص���رف يف‬ ‫كث�ي�ر من األحي���ان بأنانية يدفع���ه جتاهها‬ ‫احل���رص عل���ى البق���اء ومقاوم���ة ظ���روف‬ ‫الس���جن الصعب���ة خاصة حني يغي���ب الوعي‬ ‫الضروري الستيعاب الظرف السجين ‪،‬ولكن‬ ‫ذل���ك اليعين إطالقي���ة التوصيف إذ يف كل‬ ‫الظ���روف يوج���د متايز واخت�ل�اف يف قدرات‬ ‫األفراد على التعامل مع الظرف احمليط بهم‬ ‫‪.‬‬ ‫يف ظ���روف الس���جن أيضا تتفت���ح امكانيات‬ ‫التعاط���ف واملؤازرة بني الس���جناء يف حلظات‬ ‫كثرية ‪ ،‬بعض ه���ذه اللحظات يكون ظرفيا‬ ‫وآني���ا ‪،‬وبعضه���ا اآلخ���ر يكتب له اإلس���تمرار‬ ‫والبق���اء ‪ ،‬ويش���كل بالتال���ي خصوصي���ة يف‬ ‫العالقة بني الطرفني املتجاورين سجنيا ‪.‬‬ ‫اس���جل‬ ‫يف حمط�ت�ي ه���ذه م���ن (اتذك���ر) ّ‬ ‫بع���ض اللحظ���ات والعالقات ال�ت�ي مجعتين‬ ‫بزم�ل�اء يف الس���جن ‪،‬وكان هل���ا خصوصية‬ ‫كان التعاط���ف مستها األبرز ‪ ،‬مع مالحظة‬ ‫ارتباطي يف عالقات تآزر وتعاطف مع مجيع‬ ‫م���ن عرف���ت يف س���جون القذايف عل���ى امتداد‬ ‫اث�ن�ي عش���ر عاما من الس���جن ‪،‬وع�ب�ر التنقل‬ ‫والعيش يف ستة سجون متفاوتة املدد‪.‬‬ ‫حني انتقلنا من السجن املركزي بطرابلس‬ ‫اىل س���جن الكويفي���ة يف بنغ���ازي ‪ّ ،‬رح���ب‬ ‫بن���ا الس���جناء السياس���يون املعتقلون بقس���م‬ ‫السياس���يني من���ذ الع���ام ‪1973‬م وقدموا لنا‬ ‫ما كان يف اس���تطاعتهم من دعم ومس���اندة‬ ‫وتعاطف كان له األثر احلس���ن يف ختفيف‬ ‫حال���ة الت���أزم والضغ���ط الس���جين اليت كنا‬ ‫نعانيه���ا خاص���ة وأن فاجع���ة إع���دام زميلينا‬ ‫الش���هيدين (عمر دبوب) و(حممد بن س���عود‬ ‫) الزالت حديثة العه���د ‪،‬وختيم علينا بظلها‬ ‫احلزين ‪ ،‬كانوا وبفعل عالقتهم مع حراس‬ ‫الس���جن يقومون بزيارة قس���منا والتخفيف‬ ‫عنا وترش���يدنا مبا يس���اعدنا على إقامة نوع‬ ‫من العالقة مع السجانني ‪ ،‬وقد استفدنا من‬ ‫ارش���اداتهم كثريا يف خلق ن���وع من العالقة‬ ‫املنضبطة مع احلراس وإدارة السجن ‪.‬‬ ‫يف تل���ك الفرتة من أع���وام ‪77-78-1979‬م‬ ‫كان م���ن ضمن س���جناء القس���م السياس���ي‬ ‫األس���تاذ امحد بورحي���ل ابن اجملاه���د الكبري‬ ‫يوس���ف بورحي���ل ‪،‬كان القذايف ق���د اعتقله‬

‫وزميل���ه األس���تاذ عب���د الوىل دغم���ان العميد‬ ‫الس���ابق للجامع���ة الليبي���ة بتهم���ة كتاب���ة‬ ‫وتوزيع مناش�ي�ر مناوئة لس���لطة القذايف يف‬ ‫الع���ام ‪1970‬م وق���د ظل س���ي امح���د (كما‬ ‫كنا نناديه تقديرا واحرتاما ) يف السجن اىل‬ ‫ان التقين���اه يف العام ‪1977‬م ‪ .‬كان األس���تاذ‬ ‫امحد يظه���ر جتاهنا حن���ن الطلب���ة تعاطفا‬ ‫انسانيا ذا مسحة ابوية كونه يكربنا بضعف‬ ‫اعمارن���ا تقريبا ‪ ،‬وبالنس���بة لنا حن���ن الذين‬ ‫اليقي���م اهلنا وعائالتنا يف املنطقة الش���رقية‬

‫الشاعر املصري حلمي سامل‬ ‫كان س���ي امح���د خيصن���ا بلفت���ة تعاط���ف‬ ‫خاص���ة ‪ ،‬كان دائما يس���لم علين���ا بكثري من‬ ‫اإلع���زاز والتش���جيع وكان م���ن عاداته اليت‬ ‫دأب عليها طوال اقامتنا املش�ت�ركة بس���جن‬ ‫الكويفي���ة ان يق���وم بزيارتنا مس���اء كل يوم‬ ‫اربعاء بع���د ان يكون قد قام اهل���ه بزيارته يف‬ ‫الصباح ‪ ،‬كان حيض���ر معه قفة صغرية بها‬ ‫حصتن���ا مما احض���ر اهله يف الزي���ارة ‪ .‬كان‬ ‫يقض���ي معنا ذلك املس���اء اىل ان حيني موعد‬ ‫اقفال األقسام رحم اهلل االستاذ امحد يوسف‬ ‫بورحيل ‪.‬‬ ‫*اكرب س���جناء القس���م س���نا احل���اج حممد‬ ‫بازام���ة واحلاج امحد طاهر اللذين كانا من‬ ‫ضم���ن عناصر اجلي���ش الذي اسس���ه األمري‬ ‫ادريس السنوسي يف مصر‬ ‫ح�ي�ن انتقلن���ا اىل س���جن بوس���ليم مجعن���ا‬ ‫القس���م اخلام���س مبجموع���ة من الس���جناء‬ ‫القدامى من���ذ الع���ام ‪1970‬م املعتقلني فيما‬ ‫ع���رف بقضية فزان ومبجموع���ة اخرى من‬ ‫قضية الرائد احمليشي ‪ ،‬كان الزمن السجين‬

‫ق���د فع���ل فعله خاص���ة يف جمموع���ة قضية‬ ‫فزان الذين يبدون اكرب من اعمارهم حيث‬ ‫تنتشر التجاعيد على وجوههم ويكسو شيب‬ ‫املعان���اة رؤوس���هم وذقونه���م ‪،‬ول���ن ختطيء‬ ‫الع�ي�ن كون بعضهم متقدما يف الس���ن فعال‬ ‫مث���ل الرائد مفتاح الش���ارف ال���ذي كان قد‬ ‫اعتقل يف العهد امللكي بعد ان عاد من اجلزائر‬ ‫عقب قيام���ه باهلروب بطائرت���ه اىل اجلزائر‬ ‫اثناء حرب االيام الستة بني اسرائيل والدول‬ ‫العربية ‪ ،‬وقد اطلق سراحه حني قام القذايف‬ ‫بانقالب���ه ولكن���ه مل ميهله طوي�ل�ا إذ اعتقله‬ ‫بعد شهور وظل يف السجن اىل ان التقيناه يف‬ ‫العام ‪1984‬م بسجن بوسليم ‪ ،‬كان السجن‬ ‫الطويل املدة قد فعل فعله يف الش���ارف وعلى‬ ‫رأيه الذي يلخصه بقوله لقد نبتت يف داخلي‬ ‫صح���اري م���ن املل���ح ‪ ،‬كان الس���يد مفت���اح‬ ‫منقبض املزاج دائما برم حبياة الس���جن رغم‬ ‫صالبته وعدم تنازله امام الس���لطات كربت‬ ‫او صغ���رت ورغ���م ثقافته الواس���عة اليت دأب‬ ‫عل���ى تغذيتها بالقراءة ومساع الراديو‪ ،‬ولعل‬ ‫اك�ب�ر س���جناء القس���م س���نا احل���اج حممد‬ ‫بازام���ة واحل���اج امحد طاه���ر اللذي���ن كانا‬ ‫م���ن ضم���ن عناص���ر اجلي���ش ال���ذي اسس���ه‬ ‫األم�ي�ر ادري���س السنوس���ي يف مص���ر ‪ ،‬كان‬ ‫احلاج حممد املهدي القاضي واألستاذ راشد‬ ‫الزبري اكثر (ش��� ّياب )القسم حيوية ونشاطا‬ ‫‪ ،‬وقد ربطتين بالش���اعر راش���د الزبري عالقة‬ ‫تواد وصداقة عرب اهتمامنا املش�ت�رك بالشعر‬ ‫واألدب ‪ ,‬كن���ت واياه نقض���ي أوقاتا طيبة يف‬ ‫س���احة الس���جن فرتة التهوية ‪ ،‬كان االستاذ‬ ‫راش���د يتمتع بسمة تواضع وجماملة جعلت‬ ‫مجيع جمموعتنا حيبونه وحيرتمونه ‪.‬‬ ‫ربطتين عالقة خاصة بس���ي حممد املهدي‬ ‫حيث جيمع بيننا األنتماء اىل اجلنوب اللييب‬ ‫إذ ينتمي اىل مدينة براك الش���اطيء وانتمي‬ ‫اىل مدينة هون وحيث كان قد اشتغل فرتة‬ ‫يف مدين���ة ه���ون ضابط���ا ملديرية الش���رطة‬ ‫‪،‬وق���د ارتبط بعالق���ات تع���ارف وصداقة مع‬ ‫كثريي���ن م���ن اقارب���ي كان م���ن ضمنه���م‬ ‫صهري املرح���وم احلاج حذيف���ة الذي كان‬ ‫احلاج حمم���د املهدي يذك���ره باخلري دائما‬ ‫‪ ،‬كان احلاج حممد املهدي مقدم الش���رطة‬ ‫السابق جييد اللغتني االجنليزية والفرنسية‬ ‫وكان ي���دأب عل���ى الق���راءة‪ ،‬وتعل���م اللغات‬ ‫كلما وجد لذلك سبيال‪ ،‬وقد اقام يف السجن‬ ‫فصوال لتعليم اللغة الفرنس���ية بكتب منهج‬ ‫اململكة الس���عودية حيث د ّرس جملموعة من‬

‫زمالء الس���جن هذا املنهج عرب كتبه الثالثة‬ ‫وحني تواجدنا بهذا القسم د ّرس لنا تالميذه‬ ‫م���ن ضب���اط حرك���ة احمليش���ي ه���ذا املنهج‬ ‫خالل ثالثة سنوات متالحقة ‪ ,‬لقد استفدنا‬ ‫من عط���اء هذا الرج���ل الذي كان بالنس���بة‬ ‫لن���ا عنوانا جيدا واصيال يف مقاومة الس���جن‬ ‫واحملافظة على الذات حممية ضد تش ّوهات‬ ‫احلال���ة الس���جنية ‪ ،‬ح�ي�ن بع���د خروجنا من‬ ‫الس���جن حبوال���ي ع���ام واحد فجع���ت بوفاته‬ ‫يف حادث س���يارة على طريق الش���ويرف وقد‬

‫برجينيف‬ ‫ذهب���ت وصهري احل���اج حذ يف���ة اىل مدينة‬ ‫ب���راك وقمنا بواج���ب الع���زاء يف الرجل الذي‬ ‫عرفت���ه هرما من التعاطف واملرؤة والصمود‬ ‫داخ���ل الس���جن ‪ ،‬رح���م اهلل صديق���ي احل���اج‬ ‫حممد املهدي ‪.‬‬ ‫يف القس���م الراب���ع بالس���جن السياس���ي او‬ ‫العسكري الذي انتقلنا اليه حني اعيد ترتيب‬ ‫توزيع األقس���ام حسب املدة السجنية ‪ ،‬وجدنا‬ ‫انفس���نا وس���ط خلي���ط غ�ي�ر متجان���س من‬ ‫االعمار واإلهتمامات واملس���تويات التعليمية‬ ‫واللغ���ات واللهجات حيث اضافة اىل الليبيني‬ ‫كان بينن���ا املص���ري والتونس���ي واجلزائري‬ ‫والباكس���تاني والتش���ادي واللبنان���ي األم���ر‬ ‫الذي نت���ج عنه حال���ة من الضغط النفس���ي‬ ‫وع���دم التفاهم يف كثري م���ن احلاالت ولكن‬ ‫رغ���م ذل���ك اس���تطاعت جمموعتن���ا ان تقيم‬ ‫عالق���ات تعاطف وت���واد م���ع جمموعة جبل‬ ‫نفوسة من امازيغ يفرن والرحيبات ‪ ,‬كذلك‬ ‫اال م���ر مع املصري�ي�ن املتواجدين بالقس���م ملا‬ ‫تتمتع به ش���خصية املصري م���ن قدرة على‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫التك ّي���ف مع الظرف والق���درة على التعايش‬ ‫م���ع اآلخرين من ه���ؤالء امحد س���ويلم وهو‬ ‫حماس���ب مص���ري يف حوالي اخلمس�ي�ن من‬ ‫العمر قصري القامة وبه حدبة يف الظهر مما‬ ‫يعطيه ش���كال كاريكاتوريا مشفوعا بقدرته‬ ‫الفائق���ة على حف���ظ النكت واتق���ان ا لقائها‬ ‫ب���ل وانتاجها ايضا ‪ ،‬كان المحد هذا صديق‬ ‫تونس���ي يقيم مع���ه يف نف���س الغرفة وكان‬ ‫م���ن مدين���ة طربق���ة التونس���ية بينما كان‬ ‫سويلم من مدينة اإلسكندرية‪ ،‬كان سويلم‬

‫صالح نقاب‬

‫{ َو َق َ‬ ‫ُم ِإ َّن اللهَّ َق ْد َب َع َث َل ُك ْم َطا ُل َ‬ ‫ال لهَ ُ ْم َن ِب ُّيه ْ‬ ‫وت‬ ‫َمِلكاً َقا ُل���وَْا أَ​َّنى َي ُك ُ‬ ‫ون َل ُه المُْ ْل ُك َع َل ْي َنا َونحَ ْ ُن أَ َح ُّق‬ ‫بالمُْ ْل ِك ِم ْن ُه َولمَ ْ ي ُْؤ َت َس��� َع ًة ِّم َ لمْ‬ ‫ال إ َّن اللهَّ‬ ‫���ن ا َْ ِ‬ ‫الْ َق َ لجِْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫اص َط َفا ُه َع َل ْي ُك ْم َو َزا َد ُه ب ْ‬ ‫َس َط ًة فيِ ال ِعل ِم وَا ِ ْس ِم‬ ‫وَاللهُّ ي ُْؤ ِت���ي ُم ْل َك ُه َمن ي َ‬ ‫يم }‬ ‫َاس ٌ‬ ‫���ع َع ِل ٌ‬ ‫َش���ا ُء وَاللهُّ و ِ‬ ‫البقرة ‪247‬‬ ‫قص���ة العداء بني اإلس�ل�ام ‪ ،‬ال َعلمان ّية والدولة‬ ‫ّ‬ ‫قص��� ٌة مش���ابه ٌة لقصة ال���دب الذي ح���اول أن‬ ‫ذبابة أثن���اء نومه ‪ ،‬وكما‬ ‫حيم���ي صاحبه م���ن ٍ‬ ‫ق���ال اإلخوان املس���لمون ‪ ... [ :‬لق���د مسعتم ع ّنا ‪،‬‬ ‫فامسع���وا م ّن���ا ] ‪ ،‬فإ ّنن���ا نق���ول ‪ ... [ :‬أنصتوا لنا ]‬ ‫‪ ،‬فقدرن���ا كليب ّي�ي�ن يف ه���ذه املرحلة احلرجة‬ ‫األم���ة الليب ّية ه���و أن نتعّلم كيف‬ ‫م���ن تاريخ ّ‬ ‫نعي���ش مع بعضنا البعض ‪ ،‬عرب قواعد تأس���س‬ ‫للمس���اواة ‪ ،‬احلري���ة والعدال���ة اإلجتماع ّي���ة‬ ‫‪ ،‬فالس���لطة العام���ة للدول���ة جي���ب ان تك���ون‬ ‫حماي���د ًة حبيث ال تنقل���ب الدولة م���ن صورة‬ ‫مستب ٍد اىل صورة مستب ٍد آخر ‪ ،‬علينا أن نتعّلم‬ ‫أيض���ا التك ّي���ف وصدمة [ تعاي���ش اإلختالفات‬ ‫ٌ‬ ‫مجاعات‬ ‫] فنح���ن الليب ّي���ون يف حقيق���ة األم���ر‬ ‫متداخل��� ٌة فرضها الواقع عرب كل املس���تويات ‪،‬‬ ‫اإلثن ّية ‪ ،‬اللغويّة ‪ ،‬الثقاف ّية ‪ ،‬الفكريّة ‪ ،‬املذهب ّية‬ ‫‪ ،‬السياس ّية واإلجتماع ّية أيضاً ‪ ،‬وعند احلديث‬ ‫ع���ن ال َعلمان ّي���ة جي���ب او ً‬ ‫ال أن نؤس���س لقاعد ٍة‬ ‫���ة ننطل���ق عربه���ا للحديث ع�ب�ر تو ّقع‬ ‫معرف ّي ٍ‬ ‫حسن الن ّية طبعاً ‪ ،‬ذات األمر عند احلديث عن‬ ‫[ الشريعة ] اليت يعتقد اجلميع أ ّنهم يالمسون‬ ‫فهمه���ا ‪ ،‬واحلدي���ث هن���ا ع���ن املل���ل والنح���ل ‪،‬‬ ‫املذاهب والفرق ‪ ،‬الفقهاء واملقّلدون أيضاً ‪ ،‬تلك‬ ‫اليت تفرقت كما يعبرّ القرآن نفس���ه عن حال‬ ‫اليوم واألمس البعيد أيضاً ‪ِ { :‬ش َيعاً ُ‬ ‫ك ُّل ِح ْز ٍب‬ ‫بمِ َ���ا َل َد ْي ِه ْ‬ ‫���م َف ِر ُح َ‬ ‫���ون } ال���روم ‪ ، 32‬فاالعتقاد‬ ‫الراس���خ يف الرب���ط ب�ي�ن ال َعلمان ّي���ة ورف���ض‬ ‫الش���ريعة ‪ ،‬رغ���م اختالف مفهوم الش���ريعة يف‬ ‫األص���ل ل���دى اإلس�ل�ام ّيني أنفس���هم ‪ ،‬أقص���ى‬ ‫اليمني املنغلق [ السلف ّية مثا ً‬ ‫ال ] وأقصى اليسار‬ ‫امليكاف ّيلي [ اإلخوان منوذجاً ] ‪ٌ ،‬‬ ‫ربط ٌّ‬ ‫مبين على‬ ‫لكلم���ات ال تنقصه���ا س���وى أحرفها ‪ ،‬إذ‬ ‫ق���راء ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫يُعتقد أن كلم���ة [ ال َعلمان ّية ] بالفتح يف أوّهلا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاطئة لكلمة [ ‪Sec u‬‬ ‫ترمجة‬ ‫ليس���ت س���وى‬ ‫‪ ، ] larism‬ب���ل أن بع���ض األصول ّيني ّ‬ ‫يؤكد‬ ‫قائ ً‬ ‫ال يف ش���كل من أشكال التش���كيك املُخادع ‪[ :‬‬ ‫‪ ...‬الرتمج���ة الصحيحة للكلم���ة هي الالدينية‬ ‫أو الدنيوي���ة ‪ ،‬ال مبعن���ى م���ا يقاب���ل األخروية‬ ‫فحس���ب ‪ ،‬بل مبعن���ى أخص هو م���ا ال صلة له‬ ‫بالدي���ن ‪ ،‬أو م���ا كانت عالقت���ه بالدين عالقة‬ ‫تضاد ] ‪ ،‬وكأنه هنالك عداء بني الدين والدنيا‬ ‫أصأل ‪ ،‬فلو صدق هذا التعريف ‪ ،‬فإن القائل به‬ ‫يقول أن الدنيويّة ه���ي أيضاً عدا ٌء للدين وهذا‬

‫حني ينهض من نوم القيلولة حي ّيي صديقه‬ ‫الطربقي عيس���ى بقوله بنمسي على طربقة‬ ‫ويرد عليه عيس���ى بش���كرا ‪ ،‬ولكنه ذات مساء‬ ‫اراد عيسى ان يبادرهو بتحية صديقه امحد‬ ‫(بنفس���ي على اس���كندرية )مما اغاظ‬ ‫فبادره‬ ‫ّ‬ ‫امحد كون بنفسي تعين ( خنرج الريح على‬ ‫) وم���ا كان منه إال ان رد عليه (بنش���خ على‬ ‫طربق���ة)‪ .‬مصري آخ���ر مجعتنا ب���ه ظروف‬ ‫القسم الرابع هو حلمي ومل اعد أذكر بقية‬ ‫امس���ه وهو م���ن ضم���ن القضية املته���م فيها‬

‫الش���هيدان الفن���ان عم���ر املخزوم���ي وزميله‬ ‫املصري امحد فؤاد اللذين اعدمها القذايف يف‬ ‫مدخ���ل ميناء مدينة بنغ���ازي يف نفس اليوم‬ ‫ال���ذي أع���دم في���ه زميلين���ا الش���هيدين عمر‬ ‫دبوب وحممد بن س���عود (رحم اهلل الش���هداء‬ ‫) ‪ .‬حلم���ي ه���ذا يذكرني بصديقي الش���اعر‬ ‫املص���ري حلم���ي س���امل لتش���ابه امسيهم���ا‬ ‫وتقاسيم وجهيهما وبنيتهما اجلسدية ومع‬ ‫كراألي���ام واألس���ابيع صار حلم���ي صديقا‬ ‫جملموعتن���ا وقد ط ّور مع���ه صديقنا وزميلنا‬

‫‪19‬‬

‫يف الغرف���ة توفي���ق الغزوان���ي عالق���ة ت���واد‬ ‫وصداق���ة كان من مثاره���ا ان اعارنا حلمي‬ ‫جهاز راديو كنا نتابع عربه نش���رات االخبار‬ ‫وبرام���ج الث���ورة الفلس���طينية ع�ب�ر ص���وت‬ ‫فلس���طني من اإلذاعات العربية وعرب إذاعة‬ ‫صوت الس�ل�ام و التق���دم من موس���كو واليت‬ ‫كان���ت تنف���ق وقتا طوي�ل�ا يف متجيد زعيم‬ ‫اإلحت���اد الس���وفييت األوحد يف تل���ك املرحلة‬ ‫الرفيق ليونيد برجيينيف ‪.‬‬

‫اإلسالم وال َعلمانيّة ‪ ،‬حمض شجاٍر مُفتعل‬ ‫ً‬ ‫صراحة ألنه يناقض كون الدين‬ ‫هو الغري���ب‬ ‫أص ً‬ ‫ال هو نظ���ا ٌم خيص احلياة الدنيا للمجتمع‬ ‫نذ َر َمن َ‬ ‫كَ‬ ‫ان َح ّياً وَيحَ ِ َّق‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫{‬ ‫‪:‬‬ ‫األوىل‬ ‫بالدرجة‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْال َق ْ‬ ‫���و ُل َع َلى ْال َكا ِف ِر َ‬ ‫ين } يس ‪ ، 70‬لكن يف واقع‬ ‫ٌ‬ ‫منحوت‬ ‫األمر جن���د أن املصطلح كم���ا يُعتقد‬ ‫م���ن كلم���ة [ ‪ ] Laicitie‬منتص���ف الق���رن‬ ‫التاس���ع عشر كما خيربنا املشايخ واألئمة من‬ ‫خيتفون خلف ه���ذا التعليل لغاية قدحه ‪ ،‬لكن‬ ‫ً‬ ‫األص���ل اللغ���وي للكلمة ٌّ‬ ‫غين باملعان���ي يف واقع‬ ‫األم���ر ومن الس���ذاجة اختزال���ه يف معنى واح ٍد‬ ‫أو قراءت���ه عرب تص���وّر مل���يء بالنوايا الس���يئة‬ ‫‪ ،‬فاألص���ل اليونان���ي [ ‪ ] Laos‬ي���دل عل���ى ‪[ ... :‬‬ ‫وحدة الس��� ّكان ] ‪ ،‬الفرد العلماني ‪ ... [ :‬هو الفرد‬ ‫حقوق‬ ‫الواح���د من الش���عب الذي ال مت ّي���زه أي‬ ‫ٍ‬ ‫مرتبة‬ ‫اىل‬ ‫ممت���از ٍة عن اآلخري���ن ‪ ،‬وال ترفع���ه‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مس���ؤول عن‬ ‫معرتف‬ ‫أعل���ى منهم ‪ ،‬ف�ل�ادور له‬ ‫الضمري وال س���لطة له ليفرض على الناس ما‬ ‫جيب أن يؤمنوا به ] ‪ ،‬و هذه يف واقع األمر فكر ٌة‬ ‫أتى القرآن ألجل تكريسها يف صريح نصوصه‬ ‫‪ ،‬دون الع���ودة للتأوي�ل�ات السياس��� ّية للفقه���اء‬ ‫ربرات اإلس���تبداد‬ ‫‪ ،‬وال�ت�ي أتت فق���ط لتقدم م ّ‬ ‫‪ ،‬حي���ث ال ّن���ص القرآن���ي يؤس���س للحريّ���ة يف‬ ‫اإلختيار ‪َّ { :‬ل ْس َ‬ ‫ُص ْي ِط ٍر } الغاشية‬ ‫���ت َع َل ْي ِهم بمِ َ‬

‫���م اللهَُّ َربِّ���ي َع َل ْي��� ِه َتو َّ‬ ‫َك ْل ُ‬ ‫يب }‬ ‫���ت وَِإ َل ْي��� ِه أُ ِن ُ‬ ‫َذ ِل ُك ُ‬ ‫الش���ورى ‪ ، 10‬أو كم���ا يقول الكواك�ب�ي ‪... [ :‬‬ ‫عدد الفقهاء من ال ُتقبل ش���هادتهم ‪ ،‬لس���قوط‬ ‫عدالتهم ‪ ،‬فذكروا ح ّتى من يأكل ماش���ياً يف‬ ‫األس���واق ‪ ،‬لكن ش���يطان االس���تبداد أنساهم أن‬ ‫يفسقوا األمراء الظاملني فريدّوا شهادتهم ] ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جان���ب آخ���ر ف���إن اللف���ظ ورد بالّلغ���ة‬ ‫وعل���ى‬ ‫ٍ‬ ‫العرب ّية يف القرن التاس���ع أو العاشر على أبعد‬ ‫تقدير أول ظهوره يف التداول اللغوي بالعرب ّية‬ ‫‪ ،‬إذ جي���ب العودة ملنظ���ور التحدي���د التارخيي‬ ‫لدخ���ول كلم���ة ال َعلمان ّي���ة حق���ل الت���داول‬ ‫العربي ‪ ،‬ففي كتاب [ مصباح العقل ] لالهوتي‬ ‫املس���يحي القبطي [ س���اويروس بن املق ّفع ] ‪ ،‬و‬ ‫هو أحد ك ّتاب الدولة اإلخشيديّة أبان الدولة‬ ‫الفاطم ّية ‪ ،‬يف معرض الكالم عن اخلالف بني‬ ‫الطوائف املس���يح ّية حول زواج الكاهن ‪ ،‬يقول ‪:‬‬ ‫[ ‪ ...‬رأى للمتقدّمون بعد ذلك رأياً يف األساقفة‬ ‫‪ّ ،‬ام���ا املصريّ���ون ف���رأوا أن يك���ون األس���قف‬ ‫باإلس���كندريّة خصوص���اً بت���و ً‬ ‫ال مل يت���زوّج يف‬ ‫لمنته ] ‪ ،‬وهنا جن���د أن الكلمة تعود اىل‬ ‫ح���ال َع َ‬ ‫اجل���ذر الالتي�ن�ي [ ‪ ] Laicus‬مبعن���ى املنتمون‬ ‫اىل الش���عب ‪ ،‬أو األم ّي�ي�ن من هم ليس���وا رجال‬ ‫كهن���وت ‪ ،‬الذي���ن حيتكرون العل���م واحلديث‬

‫‪ ، 22‬حتديد مس���احة احلق يف ه���ذا اإلختيار‬ ‫ضم���ن مس���احة الضمري ال عرب نفوذ الس���لطة‬ ‫َ‬ ‫‪َ { :‬و َل ْو َش���اء َرب َ‬ ‫ض ُ‬ ‫كُّله ْ‬ ‫ُم‬ ‫ُّك َ‬ ‫آلم َن َم���ن فيِ األ ْر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫نت ُت ْك ِر ُه َّ‬ ‫اس َح َّتى َي ُكو ُنوا ُمؤ ِم ِن َ‬ ‫جمَ ِ يعاً أَ َفَأ َ‬ ‫ني‬ ‫الن َ‬ ‫} يون���س ‪ ، 99‬ضمان احل���ق يف اإلختالف ‪{ :‬‬ ‫َم���ا ْاخ َت َل ْف ُت ْ‬ ‫���م ِفي ِه ِمن َش ْ‬ ‫وَ‬ ‫���ي ٍء َف ُح ْك ُم��� ُه ِإلىَ اللهَّ ِ‬

‫باس���م اهلل ‪ ،‬فربأ اهلل الرسول من شبهة الكاهن‬ ‫اهن َولاَ‬ ‫���ت َرب َ‬ ‫‪َ { :‬ف َذ ِّ‬ ‫���ر َف َم���ا أَ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫نت ِب ِن ْع َم ِ‬ ‫ِّ���ك ِب َك ِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���ر أَن‬ ‫ش‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫���ا‬ ‫م‬ ‫{‬ ‫‪،‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الط���ور‬ ‫}‬ ‫���ون‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مجَ ْ ُن ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫���م َي ُق َ‬ ‫���م و ُّ‬ ‫ول‬ ‫ي ُْؤ ِت َي��� ُه اللهُّ ْال ِك َت َ‬ ‫َالن ُب َّو َة ُث َّ‬ ‫���اب وَالحْ ُ ْك َ‬ ‫ْ‬ ‫���اس ُ‬ ‫ِل َّ‬ ‫ُون اللهّ ِ َو َلـ ِكن‬ ‫لن‬ ‫كو ُن���وا ِع َباداً ِّل���ي ِم���ن د ِ‬ ‫ْ‬ ‫كو ُن ِ ْ‬ ‫�ي�ن بمِ َا ُ‬ ‫ُ‬ ‫كن ُت ْ‬ ‫���م ُت َعِّل ُم َ‬ ‫���وا َربَّا ِن ِّي َ‬ ‫اب‬ ‫���ون ال ِك َت َ‬

‫َوبمِ َا ُ‬ ‫كن ُت ْم َت ْد ُر ُس َ‬ ‫���ون } آل عم���ران ‪ ، 79‬كما‬ ‫ّ‬ ‫النص القرآني هم من ليس���وا‬ ‫أن األميينّ داخل ّ‬ ‫بأهل كتاب ‪ ،‬من ال يعرتفون بس���لطة التلموذ‬ ‫أو ب���دور الراه���ب ‪ُ { :‬ه َو َّال ِذي َب َع َ‬ ‫���ث فيِ الأْ ُ ِّم ِّي َ‬ ‫ني‬ ‫َر ُس���و ً‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ���م ي َْت ُل���و َع َل ْي ِه ْ‬ ‫ال ِّم ْنه ْ‬ ‫يه ْم‬ ‫ك‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫���م آيَا ِت��� ِ‬ ‫ِ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫���اب وَا ِ ك َم َ‬ ‫���ة } اجلمع���ة ‪{ ، 2‬‬ ‫ُ���م ْال ِك َت َ‬ ‫َو ُي َعِّل ُمه ُ‬ ‫���اب و ُ‬ ‫َاأل ِّم ِّي َ‬ ‫َو ُق���ل ِّلَّل ِذ َ‬ ‫ني أَأَ ْس��� َل ْم ُت ْم‬ ‫ي���ن أُ ْو ُت ْوا ْال ِك َت َ‬ ‫} آل عم���ران ‪ ، 20‬و بن���ا ًء عليه تكون العالقة‬ ‫ً‬ ‫عالق���ة حمفوفة‬ ‫بني اإلس�ل�ام ورج���ل الدين‬ ‫باملخاط���ر ‪ ،‬إذ أن ك ً‬ ‫ال منهما ال يعرتف باآلخر‬ ‫‪ ،‬الس���لطة الدين ّي���ة يف اإلس�ل�ام حس���ب لس���ان‬ ‫الق���رآن غري موجود ٌة أص َ‬ ‫يلح‬ ‫ال ‪ ،‬ب���ل أن ال ّنص ّ‬ ‫على تأصيل املس���ؤول ّية الش���خص ّية يف اختيار‬ ‫ق���رارات اإلمي���ان م���ن عدم���ه ح ّتى يف بس���يط‬ ‫لذ ْكر َفه ْ‬ ‫َس ْر َنا ْال ُق ْر َ‬ ‫َل ِمن‬ ‫األمور ‪َ { :‬و َل َق ْد ي َّ‬ ‫آن ِلَ ِّ ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫اس���أ ُلوا أَ ْه َل ِّ‬ ‫���ر } القمر ‪َ { ، 17‬ف ْ‬ ‫الذك ِر‬ ‫ُّمد ِ‬ ‫َّك ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫مسبوق بشرط البحث املست ّقل‬ ‫} والسؤال هنا‬ ‫���م َ‬ ‫ع���ن املعرفة ‪ِ { :‬إن ُ‬ ‫كن ُت ْ‬ ‫ال َت ْع َل ُم َ‬ ‫ون } النحل‬ ‫‪ ، 43‬غاية الوصول للمس���ؤول ّية الفرديّة عن‬ ‫اإلميان ‪َ { :‬ولاَ ي ْ‬ ‫يم حمَ ِ يماً } املعارج ‪10‬‬ ‫َسَأ ُل حمَ ِ ٌ‬ ‫‪ ،‬الضم�ي�ر يف خطاب القرآن ال يتع ّرض للعنف‬ ‫يف اختيار املذهب أو العقيدة ‪ ،‬احلق يف اإلختيار‬ ‫ٌ‬ ‫مفتوح مادام اإلنسان ح ّياً ‪ ،‬عرب الدخول‬ ‫طريق‬ ‫ٌ‬ ‫ال أَ َولمَ ْ‬ ‫الدائم يف دائرة إعادة إنتاج اإلميان ‪َ { :‬ق َ‬ ‫ُت ْؤ ِمن َق َ‬ ‫���ال َب َلى َو َلـ ِكن ِّل َي ْط َم ِئ َّ‬ ‫���ن َق ْلبيِ } البقرة‬ ‫‪ ، 260‬والعنف هو حال الدولة اليت تتب ّنى ديناً ‪،‬‬ ‫ويف حالة اإلسالم فإن املذهب سيصبح مقياساً‬ ‫عام���اً تقدّم���ه الس���لطة مفروض���اً عل���ى الكل ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وهذه هو اإلخ�ت�راق األول حلق اإلختيار داخل‬ ‫دائرة اإلسالم نفسه ‪.‬‬ ‫يس���مى [ احلياد‬ ‫األص���ل يف العلمان ّي���ة ه���و م���ا ّ‬ ‫الديين ] عرب إعادة احلياة الروح ّية اىل احلريّة‬ ‫شكل من األشكال ّ‬ ‫ان‬ ‫املطلقة ‪ ،‬وهو ال يعين بأي ٍ‬ ‫قيمة أخالق ّية بل‬ ‫الدولة صارت ال تكرتث ألي ٍ‬ ‫العكس متاماً ه���و الصحيح ‪ ،‬اجملتمع العلماني‬ ‫ه���و اجملتمع السياس���ي الي يس���تطيع اجلميع‬ ‫في���ه أن يعرتف���وا ببعضهم البع���ض ‪ ،‬فال يعقل‬ ‫يف حقيق���ة األم���ر ان يعطى للدول���ة احلق يف‬ ‫ّ‬ ‫قانون يتناول احلياة الروح ّية عرب توجيه‬ ‫س���ن ٍ‬ ‫[ الضم�ي�ر ] ومراقبت���ه عرب إغ���داق االمتيازات‬ ‫ملذه���ب مع�ّي�نّ ٍ دون آخ���ر ‪ ،‬ألن األم���ر يف واق���ع‬ ‫ٍ‬ ‫حالة أش���ار هل���ا صريح‬ ‫األم���ر يش���يع انتش���ار ٍ‬ ‫كاملة تتح���دّث عن [‬ ‫الن���ص القرآني بس���ور ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫املنافقني ] ‪ ،‬وهم حس���ب لس���ان القرآن طائفة‬ ‫مكتن���زة داخ���ل الضمري الكّل���ي لالمة ال ميكن‬ ‫���ن اللهَُّ َّال ِذ َ‬ ‫التع���رف عليه���ا ‪َ { :‬و َل َي ْع َل َم َّ‬ ‫ي���ن َآم ُنوا‬ ‫���ن المَُْنا ِف ِق َ‬ ‫َو َل َي ْع َل َم َّ‬ ‫ني } العنكب���وت ‪ ، 11‬فمراقبة‬ ‫الضمري أم ٌر ال تستطيع الدولة وأجهزتها فعله‬ ‫أبداً ‪ ،‬الدولة مجاع ٌة تكوّنت باختيارها سياس��� ّياً‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫قض���ا ًة ] ‪ ،‬وص���و ً‬ ‫ال اىل [ بارغمات ّية ] الغنوش���ي ‪،‬‬ ‫وعلى س���بيل املثال أيضاً عرب ذات الس���ياق جند‬ ‫أن هنالك تناقضاً ألبس���ط املفاهيم السياس��� ّية‬ ‫اليت ترد يف الق���رآن على قّلتها ‪ ،‬أال وهو مفهوم‬ ‫[ الش���ورى ] فهي عند البع���ض ال تعدوا كونها‬ ‫اس���تطالعاً للرأي ‪ ،‬وعند آخري���ن تأتي لتقييد‬ ‫ش���رع ّية الق���رارات دون النظ���ر اىل كث���رة‬ ‫املؤيدين أو قّلتهم ‪ ،‬حبيث تكون حمصور ًة على‬ ‫أه���ل احل���ل والعقد ‪ ،‬وه���ؤالء هم رج���ال الدين‬ ‫املوال���ون للعصبة ‪ ،‬املؤيّ���دون للش���وكة دائماً ‪،‬‬ ‫وذات األم���ر عند احلديث عن احلاكم أو [ ولي‬ ‫األم���ر ] أو [ اإلمام ] حس���ب الق���راءات املختلفة‬ ‫للمذاه���ب اإلس�ل�ام ّية نفس���ها ‪ ،‬حي���ث يق���دّم‬ ‫التصوّر اإلسالمي السياس���ي اليت تقدّم صورة‬ ‫إمام���ة [ الغلبة والقهر ] حيث القيادة فرديّة يف‬ ‫النظام السياسي اإلس�ل�امي عرب ابتداع مفردة‬ ‫ولي األمر اليت مل ترد مطلقاً يف النص القرآني‬ ‫إال ع�ب�ر وص���ف منظوم���ة اجلماع���ة نفس���ها ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫���ر ِمن ُك ْ‬ ‫���م } النس���اء ‪ ، 59‬فيكون‬ ‫{ َوأ ْو ِل���ي األ ْم ِ‬ ‫احلاكم دكتاتوراً ش���رعياً صاحب الصالحية‬ ‫ملزم‬ ‫يف إدارة ش���ؤون الش���عب والدول���ة ‪ ،‬غ�ي�ر ٍ‬ ‫أي كان‬ ‫باتب���اع رأي االكثريّة وأخذ مش���ورة ٍ‬ ‫كتعب�ي�ر ع���ن‬ ‫‪ ،‬ليتح���ول احلاك���م ويتط���وّر‬ ‫ٍ‬ ‫الوعي املكبوث لدى الش���عوب اإلسالم ّية نفسها‬ ‫ع�ب�ر عالقة العنف م���ن الداخ���ل ‪ ،‬ليتحوّل اىل‬ ‫���ة اىل صور ٍة من‬ ‫ص���ور ٍة عليا ‪ ،‬وذات كاريزم ّي ٍ‬ ‫ّ‬ ‫املتضخمة ‪ ،‬لتنت���ج يف نهاية املطاف‬ ‫ص���ور األنا‬ ‫دكتاتوريّات أكثر س���وأً من اليت تش ّكلت عرب‬ ‫تاريخ ذات اجملتمعات ‪.‬‬ ‫هن���ا جي���ب يف البداي���ة إع���ادة بن���اء التص���وّرات‬ ‫العام���ة ‪ ،‬واملفاهي���م الرئيس��� ّية ال�ت�ي أصبح���ت‬ ‫ّ‬ ‫م���ن البديه ّيات ‪ ،‬فيقول نص���ر حامد أبو زيد يف‬ ‫مقال حتت عنوان ‪ :‬خطاب اإلس�ل�ام السياس���ي‬ ‫ٍ‬ ‫والعن���ف املس���ترت ‪ ... [ :‬إن الفروق بني املعتدلني‬ ‫واملتطرفني يف اإلس�ل�ام السياس���ي هي الدرجة‬ ‫جان���ب آخر ّ‬ ‫فإن‬ ‫‪ ،‬ولي���س النوع ّي���ة ] ‪ ،‬لكن على‬ ‫ٍ‬ ‫العالم���ات الدال���ة عل���ى الصل���ة الوثيق���ة ب�ي�ن‬ ‫اخلطاب القرآني ومفاهيم العلمان ّية الرئيس ّية‬ ‫بوضوح ال ميكن ألح ٍد أن ينكره ‪ ،‬احلديث‬ ‫تربز‬ ‫ٍ‬ ‫ع���ن كون اإلس�ل�ام دين دولة بن���ا ًء على قراء ٍة‬ ‫جمحف���ة للنص ‪ ،‬عرب النص���وص اليت تتحدّث‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫مش���وب‬ ‫ناس���بة إياه هلل عرب تأويل‬ ‫عن [ احلكم ]‬ ‫ٍ‬

‫فق���ط ‪ ،‬وال تس���تطيع اإلدع���اء ا ّنه���ا تس���تطيع‬ ‫احلدي���ث باس���م اجملتم���ع كّله ع�ب�ر األصعدة‬ ‫الثقاف ّي���ة ‪ ،‬الدين ّي���ة واإلجتماع ّية ‪ ،‬حيث جيب‬ ‫أن يُرتك اجمل���ال مباحاً لكل املذاه���ب ‪ ،‬األفكار ‪،‬‬ ‫والتوجهات للعمل يف الش���أن العام عرب س���احة‬ ‫ّ‬ ‫وصاي���ة أو تق ّي���د أو توجي ٍه‬ ‫ع���رض الرأي دون‬ ‫ٍ‬ ‫ليتم إرساء مفهوم العدالة اليت هي روح القرآن‬ ‫ْي�نْ‬ ‫���ر َب اللهُّ َم َث ً‬ ‫وأص���ل الدي���ن ‪ { :‬و َ‬ ‫َض َ‬ ‫�ل�ا َّر ُج َل� ِ‬ ‫ال ي ْ‬ ‫ُه َما أَ ْب َك ُم َ‬ ‫َه َو َ‬ ‫َق ِد ُر َع َل َى َش ْي ٍء و ُ‬ ‫أَ َحد ُ‬ ‫ك ٌّل َع َلى‬ ‫هه َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال ي َْأ ِت بخِ َ يرْ ٍ َه ْل ي ْ‬ ‫َج ُّ‬ ‫َس َت ِوي ُه َو‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َم ْوال َ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫يم‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫���‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫اط‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫َه‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫وَ‬ ‫َم���ن ي َْأ ُم ُر ِب ْال َ ِ َ‬ ‫َِ ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫} النحل ‪ ، 76‬فاحلياة املشرتكة ال تعين بأي‬ ‫ش���كل م���ن األش���كال احل���ق يف اإلش���راف على‬ ‫ٍ‬ ‫معتقد املرء أو توجيهه ‪ ،‬حينها يكون الشعب ذو‬ ‫السيادة مصدر قانون املدينة اليت يعيش فيها ‪،‬‬ ‫إذ أن ؤالئك الذي���ن يقولون بالربط بني الدين‬ ‫والدولة ال ميلكون مثا ً‬ ‫ال ميكن إعتماده منوذجاً‬ ‫ع�ب�ر التاري���خ اإلس�ل�امي بع���د وف���اة الرس���ول‬ ‫الكري���م ‪،‬وال ميلك���ون أيض���اً تص���وّراً واضح���اً‬ ‫ملفهوم اإلسالم السياسي أيضاً إال عرب حماولة‬ ‫إع���ادة خل���ق هيئ���ة [ اإلكل�ي�روس ] املس���يحي‬ ‫بش���كل آخر ‪ ،‬أمسوه [ داراإلفت���اء ] الذي ميتلك‬ ‫ٍ‬ ‫س���لطة ال سند هلا يف بنيان الدولة أص ً‬ ‫ً‬ ‫ال ‪ ،‬حيث‬ ‫يق���وم القائمون عل���ى هذه الدار بإغ�ل�اق الباب‬ ‫أم���ام الفاعل�ي�ن إجتماع ّياً ‪ ،‬أو األف���راد أصحاب‬ ‫القيم���ة املعرف ّي���ة يف تفعي���ل ال���رأي والفكر يف‬ ‫النص���وص اليت مل تش���ملها األح���كام الكل ّية يف‬ ‫ً‬ ‫مباحة للتفاعل‬ ‫الق���رآن الكريم ‪ ،‬واليت ُجعل���ت‬ ‫م���ع امل���كان والزمان عل���ى تغيرّ هما قب���ل إقفال‬ ‫باب اإلجتهاد ‪ ،‬ليكون اإلسالم علمان ّياً بطبيعته‬ ‫عرب املس�ي�ر بالتط���وّر االجتماع���ي الصاحل حنو‬ ‫األم���ام ال بالعودة به حنو الوراء ‪ِ { :‬ل��� ُك ٍّل َج َع ْل َنا‬ ‫َم ْنهَاجاً َو َل ْو َشاء اللهُّ لجَ َ َع َل ُك ْم أُ َّم ًة‬ ‫ِمن ُك ْم ِش ْر َع ًة و ِ‬ ‫َك ْم فيِ َما آ َت ُ‬ ‫َاح َد ًة َو َلـ ِكن ِّل َي ْب ُلو ُ‬ ‫اكم َف ْ‬ ‫اس��� َت ِب ُقوا‬ ‫وِ‬ ‫ْي�رْ‬ ‫ات ِإلىَ اهلل َم ْر ِج ُع ُك ْم جمَ ِ يعاً َف ُي َن ِّب ُئ ُكم بمِ َا‬ ‫�‬ ‫اخل‬ ‫َ​َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫كن ُت ْ‬ ‫���م ِفي��� ِه تخَ ْ َتِل ُف َ‬ ‫���ون } املائدة ‪ ، 48‬اإلس�ل�ام‬ ‫مبفهومه التع ّبدي البسيط ٌ‬ ‫ثابت ال يتغيرّ لك ّنه‬ ‫مبهم غري‬ ‫يف مفاهي���م السياس���ة والدولة فإن���ه ٌ‬ ‫واض���ح ‪ ،‬ولنا مث ً‬ ‫ال يف رصيد اإلخوان املس���لمني‬ ‫دلي���ل م���ن [ تكفرييّ���ة ] س��� ّيد‬ ‫املتض���ارب خ�ي�ر‬ ‫ٍ‬ ‫قط���ب ‪ ،‬وش���كري مصطفى ‪ ،‬مروراً [ بوس���ط ّية‬ ‫] حس���ن اهلضي�ب�ي صاح���ب كت���اب [ دع���ا ٌة ال‬

‫بالنوايا الس���يئة ‪ ،‬يبقى حمض قراء ٍة تبتعد عن‬ ‫النص حن���و ن ّية الفقي���ه ‪ ،‬فاملقصود باحلكم يف‬ ‫القرآن ‪ ،‬وقد ذكرت مفردة [ ُ‬ ‫احل ْك ُم ] يف القرآن‬ ‫يف س��� ّتة مواض���ع ‪ ،‬لي���س مبعناها السياس���ي أو‬ ‫الدس���توري األيديولوج���ي ‪ ،‬بل مبعنى مش���يئة‬ ‫اهلل وقضائه ‪ ،‬كما أن قراءة الرتاث اإلس�ل�امي‬ ‫نص���اً حمكوما بنوايا الس���لطة اليت‬ ‫الذي يبقى ّ‬ ‫متلك يف يدها السيطرة على منظومة التدوين‬ ‫‪ ،‬حتوي داخلها نصوص���اً تقول بأن الفصل بني‬ ‫الدي���ن والدول���ة كان م���ن بديهي���ات اخلطاب‬ ‫الدي�ن�ي منذ والدت���ه ‪ ،‬يف عصر النب���وءة األول ‪،‬‬ ‫وأن اجلمع بني الس���لطتني كان كارث ّياً على‬ ‫أكثر م���ن صعيد ‪ ،‬حيث كان���ت غاية الدولة‬ ‫كنص‬ ‫الدين ّية دائماً تكريس املعرفة الفقه ّية‬ ‫ٍّ‬ ‫حمك���م ليظه���ر اإلس�ل�ام مبظه���ر العاجز منذ‬ ‫ٍ‬ ‫أقامت الس���لطة وزناً كب�ي�راً لنصوص الفقهاء‬ ‫ش���ريعة من ّز ً‬ ‫ً‬ ‫ل���ة ال‬ ‫املتأخري���ن ليت���م اعتباره���ا‬ ‫جيوز العدول عنها ‪ ،‬أو كما يقول الس���باعي يف‬ ‫كتاب���ه ‪ :‬إش�ت�راك ّية اإلس�ل�ام ‪ ... [ :‬إن التواطؤ‬ ‫املؤسس���ة الدين ّي���ة وكبار‬ ‫األيديولوج���ي ب�ي�ن ّ‬ ‫امل�ل�اك ه���و ال���ذي يتح ّك���م بفهمهم���ا املف���كك‬ ‫اجلزئي للش���ريعة ‪ ،‬وهو تواظؤ ال تفسري له يف‬ ‫ميدان الشريعة نفس���ها ] ‪ ،‬فالفقهاء كعادتهم‬ ‫والدول���ة كطبيعته���ا تفه���م الش���ريعة فهم���اً‬ ‫متجه لغاية س���ام ّية مقدار‬ ‫جزئ ّي���اً دائم���اً ‪ ،‬غري ّ‬ ‫توجهه ناحية غاية آن ّي ٍة للدولة يف زمان ومكان‬ ‫ّ‬ ‫يتذكر الفقه���اء حتت ّ‬ ‫بعين���ه ‪ ،‬فال ّ‬ ‫ظل الدولة‬ ‫إال أحكاماً بعينها وينسون أحكام أخرى مع انها‬ ‫ٌّ‬ ‫كل ال يتج���زأ ‪ ،‬فالدولة ال ميك���ن إال أن تكون‬ ‫مذهبي���ة ‪ ،‬ع�ب�ر متجي���د اإلجته���ادات وفرضها‬ ‫عل���ى الناس ‪ ،‬أو كما يقول حس���ن املالكي ‪... [ :‬‬ ‫كل الف���رق اإلس�ل�امية تع���ادي بعضها أكثر‬ ‫من معاداتها الش���يطان ‪ ،‬وللشيطان نصيب من‬ ‫اجلمي���ع ومهمته وضع ش���رائع بديلة وعقائد‬ ‫بديل���ة ونص���وص بديل���ة‪ ،‬فهل نعرفه���ا ‪ ،‬أعين‬ ‫هل نعرف تلك البدائ���ل العقائدية واحلديثية‬ ‫والفقهي���ة ‪ ...‬اخل ‪ ،‬كال ال نس���تطيع معرفتها ‪،‬‬ ‫ملاذا وكيف نعرفها ؟ ‪ ،‬اجلواب صعب ح ّتى على‬ ‫أولياء الش���يطان ] ‪ ،‬اإلس�ل�ام رس���الة اجتماع ّية‬ ‫ته���دف اىل التط���وّر اإلجتماع���ي ‪ ،‬والنص���وص‬ ‫الدين ّي���ة جيب إع���ادة إنتاجها دائم���اً عرب قراء ٍة‬ ‫مس���تدامة للمص���در [ القرآن الكري���م ] ‪ { :‬أَفَلاَ‬

‫ون ْال ُق ْر َ َ‬ ‫َي َت َدَّب ُر َ‬ ‫وب أَ ْق َفالهَُ ا } حممد‬ ‫آن أ ْم َع َلى ُق ُل ٍ‬ ‫‪ ، 24‬ويف نهاية املطاف جيب أن ال نفتح الباب‬ ‫مش���رعا لإلنتهازيّني واملنافقني يس���تغلون ثقة‬ ‫الناس العمياء وغفلتهم أيضاً من أجل ترس���يم‬ ‫اإلس���تبداد ‪ ،‬ولنا يف حماولة اإلخوان املس���لمني‬ ‫امتط���اء صه���وة احلص���ان القوم���ي ‪1949‬‬ ‫ ‪ 1959‬يف أبش���ع صور اإلنتهازية السياس��� ّية‬‫عندم���ا ب���ارك اإلخ���وان التأمي���م الزراعي عرب‬ ‫ربرين‬ ‫دفاع أيديولوجي حتت س���قف الربملان م ّ‬ ‫منس���وب للرس���ول يتح���دّث عن‬ ‫حبدي���ث‬ ‫إيّ���اه‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اإلش�ت�راك ‪ ... [ :‬يف ال���كأل وامل���اء ] ‪ ،‬ليق���وم نفس‬ ‫احلزب السياس���ي بفتح الباب أمام عبد الناصر‬ ‫العامة ‪ ،‬األمرالذي‬ ‫لتأميم الصناع���ات واملرافق ّ‬ ‫كان جمرد جز ٍء م���ن خطة تهميش التكتالت‬ ‫الربجوازيّ���ة حينه���ا الج���ل التمهي���د لتلس���ط‬ ‫الس���لطة على الش���عب الحقاً ‪ ،‬ولريبط احلزب‬ ‫نفس���ه باإلحتاد الس���وفياتي الشيوعي ‪ ،‬او كما‬ ‫يقول السباعي مرش���د عام اإلخوان حينها ‪... [ :‬‬ ‫س���نربط أنفسنا بروس���يا ولو كانت الشيطان‬ ‫نفس���ه ] ‪ ،‬لينت���ج بع���د ه���ذا اهلذيان السياس���ي‬ ‫وتزمتاً‬ ‫تعصباً ّ‬ ‫مباشر ًة املنهج اجلهادي األكثر ّ‬ ‫عل���ى اإلط�ل�اق ‪ ،‬وال���ذي أعلن تكف�ي�ر اجلميع‬ ‫‪ ،‬ليتح���وّل اإلس�ل�ام ع�ب�ر تص���وّر س���عيد حوي‬ ‫مرش���د التيار اجلهادي يف س���ورية س���بعين ّيات‬ ‫موجه‬ ‫الق���رن املنص���رم من���ذ ذل���ك احلني م���ن ّ‬ ‫هادم‬ ‫حلي���اة الناس حنو التق���دّم واحلريّة ‪ ،‬اىل ٍ‬ ‫للمجتمعات ‪ ،‬ثيوقراط ّي���اً وانقالباً جديداً على‬ ‫اإلسالم نفسه‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫املراجع ‪:‬‬ ‫•هرطق���ات ‪ ،‬ع���ن الدميقراط ّي���ة والعلمان ّي���ة‬ ‫واحلداثة واملمانعة العرب ّية ‪ ،‬جورج طرابيش���ي‬ ‫‪ ،‬دار الساقي ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2006‬‬ ‫•م���ا ه���ي العلمان ّي���ة ‪ ،‬هن���ري بين���ا ‪ /‬رويت ‪،‬‬ ‫املؤسس���ة العرب ّية للتحدي���ث الفكري ‪ ،‬الطبعة‬ ‫األوىل ‪. 2005‬‬ ‫•يث���رب اجلدي���دة ‪ ،‬احل���ركات اإلس�ل�ام ّية‬ ‫الراهن���ة ‪ ،‬مج���ال ب���اروت ‪ ،‬دار ري���اض الريّ���س‬ ‫للكتاب والنشر ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪. 1994‬‬ ‫•اش�ت�راك ّية اإلس�ل�ام ‪ ،‬مصطفى الس���باعي ‪،‬‬ ‫جامعة دمشق ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪. 1960‬‬

‫شهادة الثانوية العامة‬ ‫ياسني ابوسيف ياسني‬ ‫وحن���ن عل���ى اعت���اب امتحان���ات الثانوي���ة‬ ‫العام���ة ذكرن���ي ذل���ك مب���ا كان يف ليبي���ا‬ ‫إب���ان عه���د االس���تقالل اجملي���د من���ذ حن���و‬ ‫س���تون عاما تقريبا يف س���نة ‪ 1954‬م كانت‬ ‫شهادة امتام الدراس���ة الثانوية تدعى شهادة‬ ‫الثقافة العامة بعد أن كانت تس���مى شهادة‬ ‫الباكلوريا وكانت تقوم بعقد االمتحان يف‬ ‫كل م���ن بنغ���ازي وطرابلس جل���ان خاصة‬ ‫موف���دة هل���ذا الغ���رض م���ن وزارة املع���ارف‬ ‫املصري���ة نظرا ألن املنه���ج يف ليبيا يف مجيع‬ ‫املواد هو املنهج املصري حبذافريه مبا يف ذلك‬ ‫م���ادة التاري���خ اليت تش���مل تاري���خ الفراعنة‬ ‫وتاري���خ حممد علي باش���ا الكب�ي�ر وابراهيم‬ ‫باش���ا واألس���رة اخلديوي���ة واجنازاته���ا ‪..‬‬ ‫وكانت االمتحان���ات جتري يف نفس الوقت‬ ‫والس���اعة يف ليبي���ا ومص���ر وكان���ت جل���ان‬ ‫االمتحانات املصرية تأتي باألس���ئلة وتذهب‬

‫بورق االجابة لتصحيحها يف القاهرة وتعلن‬ ‫النتائج يف نفس الوقت‪.‬‬ ‫ويف تل���ك الس���نة ال�ت�ي كن���ت أح���د طلبتها‬ ‫حيضرن���ي س���ؤاالن يف منته���ى الطراف���ة‬ ‫أحدهم���ا يف اللغة العربية والثاني س���ؤال يف‬ ‫اللغة األجنليزية ‪ ..‬فف���ي اللغة العربية ورد‬ ‫س���ؤال يقول " للمرض أحيانا لذته " اكتب‬ ‫ع���ن ذلك موضوعا انش���ائيا ؟ وقد حظي هذا‬ ‫الس���ؤال بتعليقات ساخرة من معظم الكتاب‬ ‫يف الصح���ف واجمل�ل�ات املصري���ة وكان‬ ‫أط���رف ه���ذه التعليق���ات من الكات���ب الكبري‬ ‫األس���تاذ فك���ري أباظة حيث كت���ب معلقا "‬ ‫مل أج���د للمرض لذة س���وى م���رض اجلرب‬ ‫فان االنس���ان جي���د لذة يف ح ّك���ه " وقد كان‬ ‫املقص���ود به���ذا الس���ؤال كما فهمت���ه ان رب‬ ‫ضارة نافعة ‪.‬‬ ‫أما س���ؤال اللغة األجنليزية فكان يطلب من‬

‫الطلبة احلديث يف املوضوع التالي ‪:‬‬ ‫‪Preparations for a party at‬‬ ‫‪.home or at school‬‬ ‫ومب���ا أن كلم���ة ‪ party‬تع�ن�ي يف اللغ���ة‬ ‫االجنليزي���ة حزب كم���ا تعين ايض���ا حفلة‬ ‫وكلم���ة ‪ home‬تع�ن�ي وط���ن كم���ا تعين‬ ‫من���زل فان بع���ض الطلبة قد فس���ر اجلملة‬ ‫على انها تعين املطلوب هو " األستعداد القامة‬ ‫حفل���ة يف املنزل او املدرس���ة " بينما فس���رها‬ ‫البع���ض اآلخ���ر على انه���ا تعين " االس���تعداد‬ ‫القامة حزب يف الوطن او املدرسة "‬ ‫وكانت النتيجة وقوع اللجنة املصححة يف‬ ‫حيص بيص مما اضطرهم اىل اعتبار كلي‬ ‫االجابتني صحيحا ويستحق درجة كاملة‪.‬‬ ‫وال زال���ت رغ���م مض���ي الس���نوات والق���رون‬ ‫والعهود تسري االمتحانات على هذا املنوال‪.‬‬ ‫‪yasinabuseif@yahoo.com‬‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬ميادين االقتصاد‬

‫وزارة االقتصاد يف‬ ‫ليبيا تدعم اإلنتاج‬ ‫احمللي ملختلف السلع ‬ ‫ ‬

‫هل تصبح الواليات املتحدة املنتج األول للنفط يف العامل؟‬

‫س���عياً من وزارة االقتصاد يف تش���جيع و دعم اإلنتاج‬ ‫احمللي ملختلف السلع ‪ ،‬عقد السيد ‪ /‬وزير االقتصاد‬ ‫اجتماع���ا ضم اجله���ات ذات العالق���ة باإلضافة إلي‬ ‫املطاح���ن الوطنية و املنتجني و احتاد املس���تثمرين ‪.‬‬ ‫ومت خالل هذا االجتماع عرض قرار وزير االقتصاد‬ ‫بش���ان تس���عري بيع القم���ح املنتج حمليا خ�ل�ال هذا‬ ‫املوس���م و ال���ذي صدر‬ ‫لق���رار رق���م (‪)122‬‬ ‫لس���نة ‪ 2012‬م ‪.‬‬ ‫كذل���ك مت توزي���ع‬ ‫كمي���ات اإلنت���اج‬ ‫اجلاه���ز املطاح���ن‬ ‫الوطني���ة ال�ت�ي تقارب‬ ‫(‪ )70‬طن م���ن القمح‬ ‫الصل���ب و (‪ )50‬ط���ن‬ ‫م���ن أنت���اج القم���ح‬ ‫وزير االقتصاد أمحد الكوشلي‬ ‫الط���ري ‪ ،‬كم���ا مت‬ ‫االتف���اق على تش���كيل جلنة لألش���راف على عملية‬ ‫التس���ليم و االس���تالم فيما بني املنتج�ي�ن و املطاحن‬ ‫يصدر بتش���كيلها قرار من وزي���ر الزراعة مالحظة‬ ‫القرار موجود يف وصلة القرارات‬

‫أكد دانيال ساليفان املفوض األعلى يف وزارة‬ ‫امل���وارد الطبيعي���ة لوالي���ة االس���كا يف املنت���دى‬ ‫االقتص���ادي لألمريكيت�ي�ن يف مونرتي���ال أن‬ ‫الوالي���ات املتح���دة وحبل���ول ‪“ 2020‬ميكن أن‬ ‫تصبح املنتج األك�ب�ر للمحروقات من النفط‬ ‫والغ���از يف الع���امل متخطي���ة بذل���ك روس���يا‬ ‫والسعودية”‪.‬‬ ‫تش���هد الوالي���ات املتح���دة زي���ادة ملحوظة يف‬ ‫انتاجه���ا للنفط والغاز وميك���ن ان تتقدم على‬ ‫الس���عودية وروس���يا حبل���ول عش���ر س���نوات‪،‬‬ ‫حبس���ب تصري���ح ملس���ؤول امريك���ي الثالثاء‬ ‫ام���ام املنت���دى االقتص���ادي لالمريكيت�ي�ن يف‬ ‫مونرتيال‪.‬‬ ‫وص���رح داني���ال س���اليفان املف���وض االعلى يف‬ ‫وزارة امل���وارد الطبيعي���ة لوالي���ة االس���كا ام���ام‬ ‫جمموعة خ�ب�راء جمتمع�ي�ن يف املنتدى الذي‬ ‫سيس���تمر حتى اخلميس يف مونرتيال “بعض‬ ‫االرقام ملفت لالنظار”‪.‬‬ ‫واوضح س���اليفان ان الوالي���ات املتحدة انتجت‬ ‫يف الفص���ل االخ�ي�ر س���تة مالي�ي�ن برميل من‬ ‫النف���ط يف الي���وم مضيفا ان ذل���ك “مل حيصل‬ ‫ابدا منذ ‪ 15‬عاما”‪.‬‬ ‫وتاب���ع س���اليفان من���ذ الع���ام ‪ ،2008‬انتج���ت‬ ‫الواليات املتحدة ‪ 1,6‬مالي�ي�ن برميل اضافية‬ ‫يف اليوم ويف العام ‪ ،2011‬سجلت اكرب زيادة‬ ‫يف االنت���اج ب�ي�ن مجيع الدول غ�ي�ر االعضاء يف‬ ‫منظمة اوبك‪.‬‬ ‫وميكن مقارن���ة هذه االرق���ام باالنتاج اليومي‬ ‫للس���عودية اك�ب�ر منت���ج للنف���ط ب�ي�ن دول‬

‫اوب���ك‪ ،‬وال���ذي زاد اىل ‪ 9,923‬ملي���ون برمي���ل‬ ‫يف م���ارس و‪ 9,920‬مليون برميل من روس���يا‪،‬‬ ‫حبس���ب ارقام برنامج “جوينت اورغنايزيشن‬ ‫داتا اينش���ياتيف” املش�ت�رك لبيان���ات الصناعة‬ ‫النفطية‪.‬‬ ‫واكد س���اليفان ان الوالي���ات املتحدة وحبلول‬ ‫‪“ 2020‬ميك���ن ان تصب���ح املنت���ج االك�ب�ر‬ ‫للمحروق���ات م���ن النف���ط والغ���از يف الع���امل‬ ‫متخطية بذلك روسيا والسعودية”‪.‬‬ ‫ففي االس���كا وحدها فان امكان���ات التنقيب يف‬ ‫ع���رض البح���ر تبدو اك�ب�ر مما ه���ي عليه يف‬ ‫اي بل���د اخر‪ .‬وقدر تقري���ر للمعهد االمريكي‬ ‫للدراسات اجليولوجية ان املخزون هناك يبلغ‬ ‫‪ 40‬مليار برميل من النفط‪.‬‬ ‫من جهت���ه‪ ،‬اعل���ن الرئيس االمريك���ي باراك‬ ‫اوباما ان موارد النفط يف البحر ميكن ان حتد‬ ‫م���ن خماطر تعطل عمليات التس���ليم‪ .‬واعدت‬ ‫االدارة االمريكي���ة اس�ت�راتيجية للطاق���ة‬ ‫توازن بني املص���احل االقتصادية وقضايا البيئة‬ ‫خصوصا يف احمليط املتجمد الشمالي‪.‬‬ ‫ويف نوفم�ب�ر االخ�ي�ر‪ ،‬وافق���ت احلكوم���ة‬ ‫االمريكي���ة على مش���اريع جدي���دة للتنقيب‬ ‫عن النفط والغاز يف خليج املكسيك ويف االسكا‬ ‫ويف القط���ب املتجمد الش���مالي ال���ذي حيظى‬ ‫حبماي���ة كبرية‪ .‬لك���ن ويف الوق���ت احلالي‪ ،‬ال‬ ‫ي���زال التنقي���ب حمظ���ورا يف االماك���ن ال�ت�ي‬ ‫تعترب حساس���ة سياسيا مثل سواحل االطلسي‬ ‫او اهلادئ او الس���احل الش���رقي خلليج املكسيك‬ ‫او على طول سواحل فلوريدا‪.‬‬

‫التعاقدات والتكلفة احلقيقية‬ ‫علي افتيته‬ ‫توض���ع امليزاني���ات لتس���يري األجه���زة واإلدارات‬ ‫الليبية متضمنة التكلفة التقديرية للمش���اريع‬ ‫املزمع تنفيذها وتقدم اىل أجهزة الدولة املختصة‬ ‫وأما ان يتم املوافق���ة عليها طبعا بعد خصم جزء‬ ‫كبري منه���ا وحتال اىل اجله���از او االدارة املعنية‬ ‫لتنفيذها ‪ ،‬من هن���ا تقرر تلك األجهزة واإلدارات‬ ‫كي���ف يتم صرف ه���ذه امليزاني���ات وكيف يتم‬ ‫التعامل مع املشاريع املربجمة ‪.‬‬ ‫يت���م االع�ل�ان ع���ن مش���روع م���ا ع���ادة يف إحدى‬ ‫صحف الدولة واليت كلها متشابهة يف املضمون‬ ‫والعناوين ويبدأ الص���راع على من يتحصل على‬ ‫هذا املش���روع او ذاك ‪ ،‬هذا بالطبع هناك مش���اريع‬ ‫ال يعلن عنها من األساس‪.‬‬ ‫يتق���دم املقاولني ويف العادة مثان���ون باملائة منهم‬ ‫ش���ركات أجنبية ‪ ،‬يتقدم���ون مبلفاتهم لغرض‬ ‫التقيي���م الع���ام لقدراته���م املالي���ة والفنية حتى‬ ‫يتم حص���ر عدد كافئ منهم لغرض الدخول يف‬ ‫املناقصة اخلاصة بذلك املشروع ‪.‬‬ ‫م���ن هن���ا تب���دا التعليم���ات والتوجيه���ات لقب���ول‬ ‫ش���ركة م���ا لتك���ون إح���دى الش���ركات القادرة‬ ‫عل���ى تنفيذ ذلك املش���روع وخاصة املش���اريع ذات‬ ‫التقدي���رات العالي���ة مالية أي ما يس���مى بامليجا‬ ‫بروجكت‪.‬‬ ‫حت���دد اجله���ة املالك���ة مبل���غ مال���ي مع�ي�ن لبيع‬ ‫مس���تندات العطاء وتكون تكلفته مناسبة لقيمة‬ ‫املشروع وهذه التكلفة سوف تضاف الحقا لسعر‬ ‫العقد ‪ ،‬وم���ن ثم يقوم املقاولون بدراس���ة العطاء‬ ‫من النواحي الفنية واملالية وهذا األمر قد حيتاج‬

‫اىل مدة ال تقل عن ثالثة أشهر وهنا تقدر تكلفة‬ ‫ه���ذا العم���ل وطبع���ا س���وف تضاف الحقا لس���عر‬ ‫العقد‪.‬‬ ‫تع���رض ه���ذه الش���ركات ملفاته���ا عل���ى املالك‬ ‫وغالب���ا اىل جلنة العطاءات اخلاصة به ‪ ،‬وحس���ب‬ ‫عالقات الش���ركات ومندوبيها بلجان العطاءات‬ ‫او املس���ؤلني الكبار بذل���ك اجلهاز حيصلون على‬ ‫املعلوم���ات الألزمة لكيفية مناقش���ة مالك العمل‬ ‫ح���ول ذلك املش���روع ‪ ،‬وهن���ا تربز تكلف���ة إضافية‬ ‫نتيج���ة هذه العالق���ات يقوم املقاول باحتس���ابها‬ ‫مسبقا وقد ضمنت أصال يف سعر العقد‪.‬‬ ‫يب���دأ الص���راع احلام���ي الوطي���س ما ب�ي�ن جلنة‬ ‫العطاءات وجلانها الفرعية واملديرين ومندوبي‬ ‫املقاولني واملتسولني ومن له دخل باملوضوع وايضا‬ ‫م���ن ال دخل ل���ه باملوضوع حتى يت���م اإلعالن عن‬ ‫املقاول الفائز باملش���روع وعادة تتضح معامله فبل‬ ‫اإلعالن عليه رمسيا‪ .‬ع���ادة يبين املالك تقديراته‬ ‫لتنفيذ املش���روع بن���اء على توصية من مهندس���ه‬ ‫االستش���اري الذي اعد مس���تندات العط���اء او بناء‬ ‫على خربة املالك يف عقود مشابهة او بعد اطالعه‬ ‫عل���ى التقديرات اليت تضعه���ا الدولة يف اجملاالت‬ ‫املختلف���ة مث���ل البن���اء او االتصاالت او اهلندس���ة‬ ‫وغريه���ا وكل تل���ك املعلومات تكون الش���ركات‬ ‫املتقدم���ة هلذا العطاء كانت ق���د حتصلت عليها‬ ‫مس���بقا نتيجة للعالقات اليت اش���رنا اليها أعاله‬ ‫ووضعت مقابلها قيمة مالية اضيفت اىل الس���عر‬ ‫النهائي للعقد‪.‬‬ ‫يعلن عن املقاول الفائز باملشرع وتعلن قيمته ويف‬

‫اغل���ب احلاالت جندها قد فاق���ت التقديرات التى‬ ‫وضعها املالك ألسباب ذكرنا منها أعاله ‪.‬‬ ‫تض���ع الش���ركات نس���ب معين���ة م���ن التكلف���ة‬ ‫احلقيقية للمش���روع تق���وم بإضافته���ا وبالتالي‬ ‫تصل اىل القيمة النهائية للمش���روع وهذه القيم‬ ‫يف اغلب األحيان تتمثل يف اآلتي‪:‬‬ ‫ التغ�ي�رات يف القوان�ي�ن الليبية ‪ ،‬فف���ي هذا البند‬‫بع���ض أجه���زة الدول���ة تن���ص علي���ه صراحة يف‬ ‫عقودها وتعطي فرصة للمقاول واملالك مناقشة‬ ‫بن���د مع�ي�ن كان ق���د تأث���ر نتيج���ة التخبط يف‬ ‫القوانني الليبية ويتم االتفاق على تعديل السعر‬ ‫س���واء بالنق���ص او الزي���ادة ‪ ،‬وبع���ض اجله���ات ال‬ ‫تنص على ه���ذا البند ولكن املقاولني بش���كل عام‬ ‫يأخذ هذا البند يف احلس���بان مس���بقا سواء ذكره‬ ‫املالك او نص عليه العقد ام ال‪.‬‬ ‫ التغ�ي�رات يف رؤس���اء األجه���زة الليبي���ة اي م���ا‬‫يس���مى ق���رارات مؤمت���ر الش���عب العام فع���ادة ما‬ ‫يتم تغيري كراس���ي املس���ؤلني من جهاز اىل آخر‪،‬‬ ‫وبالتالي على مدى تأث���ر بعض املقاولني نتيجة‬ ‫هذه التغيريات يتم احتس���اب النس���بة اىل تضاف‬ ‫اىل سعر العقد احلقيقي‪.‬‬ ‫ التصامي���م املبدئية للمش���روع موض���وع العقد‬‫ومدى وضوحها واإلجراءات اليت يتطلبها اعتماد‬ ‫التصامي���م النهائي���ة للمش���روع وما يأت���ي بينها‬ ‫يكون املقاول قد وضع نس���بة املخاطرة وأضافها‬ ‫اىل السعر النهائي للعقد‪.‬‬ ‫ موقع املشروع وموافقات أجهزة الدولة األخرى‬‫لتمك�ي�ن املق���اول م���ن العم���ل وخاص���ة إذا كان‬

‫وما مل يصدر امر خمالف يف اللحظة االخرية‪،‬‬ ‫فان جمموعة “ش���ل” س���تبدا اعم���ال التنقيب‬ ‫قبالة سواحل االسكا يف متوز‪/‬يوليو مما يفسح‬ ‫اجمل���ال امام احلصول على م���وارد جديدة غري‬ ‫مس���تخدمة يف اماكن كان���ت تعترب حممية‬ ‫حتى االن‪.‬‬ ‫وش���دد س���اليفان على ان فوائد هذه التوجهات‬ ‫اجلديدة لسياسة الطاقة ميكن ان تكون هائلة‬ ‫خصوصا جلهة النم���و والتوظيف يف بلد يعود‬ ‫نصف العجز التجاري فيه اىل واردات النفط‪.‬‬ ‫وتابع س���اليفان انه مت انشاء ‪ 600‬الف وظيفة‬ ‫يف صناعة الغاز والنفط بني ‪ 2010‬و‪.2011‬‬ ‫اال ان رئي���س اجملل���س الدول���ي للطاقة رس���م‬ ‫ص���ورة خمالف���ة متاما للوض���ع ام���ام املنتدى‬ ‫نفس���ه‪ .‬فق���د اعترب بي���ار غادونيه املدي���ر العام‬ ‫الس���ابق لش���ركة كهرباء فرنس���ا ان االزمة‬ ‫االقتصادي���ة ادت اىل تباطؤ اس���تهالك الطاقة‬ ‫ولو انه عاد ليسجل حتسنا اال ان اسعار النفط‬ ‫ال تزال على مستويات مرتفعة‪.‬‬ ‫وص���رح غادونيه ان “النمو يف املس���تقبل مهدد‬ ‫باحتم���ال التغي�ي�رات املناخي���ة ونف���اد مواردنا‬ ‫الطبيعي���ة”‪ ،‬مضيف���ا ان الرهان���ات الك�ب�رى‬ ‫س���تكمن يف تعزي���ز ام���ن احتياط���ات الطاق���ة‬ ‫وزي���ادة التنافس���ية ومكافح���ة “االفتق���ار اىل‬ ‫الطاقة”‪.‬‬

‫املش���روع يف منطقة هلا خصوصياته���ا من ناحية‬ ‫ارتباطها بالعائلة املالكة او إذنابها س���تكون هناك‬ ‫حتم���ا مبال���غ غري واضح���ة فاملقاول الش���اطر يف‬ ‫الس���وق اللييب كان أصال قد أضافها مسبقا اىل‬ ‫السعر النهائي للمشروع‪.‬‬ ‫ الضرائ���ب والرس���وم والعوائ���د ع���ادة م���ا تكون‬‫حم���ل جدال ما بني املال���ك واملقاول وهي كثرية‬ ‫ومتنوع���ة وحم���ل تالع���ب ومماطلة ه���ذه أيضاً‬ ‫مضافة اىل سعر العقد‪.‬‬ ‫ مهندس املال���ك وطلبات املهندس االستش���اري‬‫القانوني���ة وغ�ي�ر القانونية هل���ا تكلفته���ا املقدرة‬ ‫واليت أضيفت أصال اىل سعر العقد‪.‬‬ ‫ م���دة العقد وحتدي���د معاملها ومتى تب���دأ دائماً‬‫تك���ون حمل جدال ما بني املقاول واملالك وخاصة‬ ‫اذا م���ا اقرتن���ت بتواري���خ فتح االعتماد املس���تندي‬ ‫وتعزيزه‪ ،‬وهذا له عالقة مباشرة بتوفر امليزانيات‬ ‫لدى املالك وعادة ما يتعرض هذا البند اىل تأخري‬ ‫ويبدأ الصراع حول التمديدات الالزمة للعقد‪.‬‬ ‫مهم���ا نص���ت علي���ه الئح���ة العق���ود اإلدارية او‬ ‫منظوم���ات األس���عار التقديري���ة ال�ت�ي وضعته���ا‬ ‫أجهزة اال دولة السابقة فان أسعار العقود املربمة‬ ‫تفوق األسعار التقديرية وكذلك احلقيقية مبا‬ ‫ال يقل عن ‪ 30‬باملائة بتحفظ‪ .‬هذا دون اخلوض‬ ‫يف قيمة هامش الربح املتوقعة واليت تتفاوت من‬ ‫مق���اول اىل آخر العتب���ارات خمتلفة يف جمملها‬ ‫تف���وق ‪ 20%‬بتحف���ظ أيض���ا‪ .‬طبع���ا هن���ا ألقينا‬ ‫الضوء على األجهزة الليبية التى كانت منظمة‬ ‫نوع���ا م���ا يف إداراته���ا ومل نتط���رق اىل األجه���زة‬ ‫األخ���رى اليت تفتق���ر اىل مقوم���ات اإلدارة والتى‬ ‫س���وف لن تتحصل فيها ال على سعر حقيقي وال‬ ‫سعر تقديري وإمنا طبخات تعاقدية تتم بأسعار‬ ‫ال أساس هلا ويصعب اخلوض يف حتليلها وإذا ما‬ ‫جتاوزنا كل هذه األس���باب قد نصل اىل تكاليف‬ ‫حقيقية ملشاريعنا املستقبلية واهلل املستعان‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫عمر الشريف‬ ‫واإلخوان‬ ‫للفنان املصري عمر الشريف تصرحيات غريبة‬ ‫تصدر عنه من وقت آلخر ‪ ،‬آخر هذه التصرحيات‬ ‫اليت وردت عن طريق املتحدثة الرمسية بأمسه‬ ‫قال بأنه إذا فاز األخوان املس���لمني يف اإلنتخابات‬ ‫الرئاس���ية املصري���ة فإن���ه ل���ن يع���ود إل���ي مصر‬ ‫وس���يقوم بإلغاء كافة إلتزاماته الفنية مش�ي�را‬ ‫إلي حادثة حماكمة الفنان عادل إمام اليت قام‬ ‫به���ا فريق من احملاميني اإلخ���وان واليت أدت الي‬ ‫إدانت���ه قضائيا ‪ ،‬س���بق للفنان عمر الش���ريف أن‬ ‫أصدر تصرحيا غريبا حول‬ ‫عدم قبوله متثيل دور شيخ الشهداء البطل عمر‬ ‫املختار لعدم قناعته بهذه الشخصية اليت حسب‬ ‫قول���ه ليس���ت‬ ‫معروف���ة ل���دي‬ ‫غالبية الناس ‪،‬‬ ‫م���ن املعل���وم أن‬ ‫الفن���ان املص���ري‬ ‫عم���ر الش���ريف‬ ‫يعي���ش حاليا يف‬ ‫فرنسا‬

‫فن املرحلة‬ ‫اجملت���ع اللييب قادم علي مرحلة مصريية يف حياة‬ ‫ومس���تقبل هذا اجملتمع ‪ ،‬مرحلة ما بعد التحرير‬ ‫وسقوط نظام الطاغية الذي مل يسعي الي تنمية‬ ‫وتطوي���ر وتق���دم ه���ذا اجملتم���ع ‪ ،‬ب���ل عم���ل علي‬ ‫تعطي���ل الدس���تور والقوانني وتهميش مؤسس���ات‬ ‫الدولة العسكرية واإلقتصادية والثقافية ‪.‬‬ ‫م���ن ه���ذا املنطل���ق ويف ه���ذه املرحلة اليت يس���عي‬ ‫فيه���ا اجلمي���ع لتحقي���ق طموحات وأح�ل�ام ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير يف حياة حرة كرمية يس���ودها األمن‬ ‫واإلستقرار مع توفر تعليم راقي وإقتصاد متطور‬ ‫ورعاي���ة صحي���ة علي مس���توي عال م���ن التقنية‬ ‫والعناية املتقدمة وثقافة عالية تساهم يف تنمية‬ ‫الوعي واملعرفة لدي املواطن ‪.‬‬ ‫وحي���ث أن الف���ن كرس���الة توعوي���ة وتثقيفي���ة‬ ‫وج���ب أن يكون ل���ه يف هذه املرحل���ة احلامسة من‬ ‫حياة ش���عبنا أن يك���ون له دور يرقي إلي مس���توي‬ ‫طموحات هذه الث���ورة املبارك���ة وتوجهاتها حنو‬ ‫احلرية واحلياة الكرميه واملس���تقبل املش���رق هلذا‬ ‫الشعب ‪.‬‬ ‫مرحل���ة جي���ب أن يكون للف���ن فيه���ا دورا إجيابيا‬ ‫ال يدغ���دغ العواط���ف ب���ل يق���دم حلوالواقعي���ة‬ ‫للمش���كالت والقضاي���ا احلياتية ‪ ،‬ف���ن جيمع بني‬ ‫الفائ���دة واملتعة ‪،‬ف���ن ميزج بني املضم���ون اهلادف‬ ‫واإلب���داع‪ ،‬فن يعل���م األجيال قي���م احلرية والعزة‬ ‫والكرام���ة لريفع���وا رؤوس���هم دون خ���وف وال‬ ‫خج���ل ويطالبوا حبقه���م يف حياة ح���رة كرمية‬ ‫ومس���تقبل أفضل ‪ ،‬ف���ن يعلم األجي���ال الدفاع عن‬ ‫الدين والوط���ن واألرض والعرض واحلرية ‪ ،‬فن‬ ‫يعل���م األجيال حبهم ورغبته���م يف العلم والثقافة‬ ‫واملعرف���ة واإلب���داع والتأل���ق والبح���ث العلم���ي‬ ‫واإلستكشاف ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫مهرجان للفنون الشعبية‬

‫بتكلي���ف من إدارة الربامج واألنش���طة‬ ‫الثقافي���ة ب���وزارة الثقاف���ة واجملتم���ع‬ ‫املدني إجتمع���ت اللجن���ة التحضريية‬ ‫للمهرج���ان الوط�ن�ي العاش���ر للفن���ون‬ ‫الش���عبية مبقر ديوان ال���وزارة حبضور‬ ‫الس���يدة وكيل���ة وزارة الثقاف���ة‬ ‫واجملتم���ع املدن���ي اليت رحب���ت بأعضاء‬ ‫اللجن���ة مؤكدة علي ح���رص الوزارة‬ ‫عل���ي توط�ي�ن املهرجان���ات الوطني���ة‬ ‫واإلهتم���ام به���ا ورعايتها مش�ي�رة إلي‬ ‫إس���تحداث اهليئة العام���ة للفنون اليت‬ ‫تش���مل كاف���ة الفن���ون اإلبداعية من‬ ‫مسرح وموس���يقي وغناء وفن تشكيلي‬ ‫وفنون ش���عبية وسينما ورعاية املواهب‬ ‫كم���ا تهت���م باملهرجان���ات والتدري���ب‬

‫والتأهيل للكوادر الفنية ‪.‬‬ ‫وقام���ت اللجنة التحضريي���ة ملهرجان‬ ‫الفنون الش���عبية بدراسة املقرتح املقدم‬ ‫من قبل مكتب الثقافة مبدينة اخلمس‬ ‫بش���أن إقامة املهرجان الوطين العاش���ر‬ ‫للفنون الشعبية مبس���رح لبدة األثري‬ ‫تفعيال هلذه املسارح األثرية التارخيية‬ ‫وتنش���يطا للس���ياحة الثقافي���ة إضافة‬ ‫إلي األهتمام بالفنون الشعبية الليبية‬ ‫اليت شهدت الكثري من التهميش وعدم‬ ‫اإلهتم���ام يف العه���د الس���ابق ‪،‬وتوص���ل‬ ‫اجملتمع���ون إلي حتدي���د موعد ألقامة‬ ‫هذا املهرجان خالل الفرتة من ‪ 25‬إلي‬ ‫‪ 29‬من شهر أغسطس ‪ 2012‬مبناسبة‬ ‫الذك���ري األول���ي ألنتص���ار وحترير‬

‫العاصمة طرابلس واملنطقة الغربية ‪،‬‬ ‫وكذلك مت إقرتاح امليزانية التقديرية‬ ‫للص���رف منها عل���ي متطلب���ات إقامة‬ ‫هذا املهرجان الذي ستشارك به العديد‬ ‫من ف���رق الفنون الش���عبية من كافة‬ ‫مناط���ق ليبيا مشاهلا وجنوبها ش���رقها‬ ‫وغربها بتنوع فنونها الشعبية األصيلة‬ ‫عربية وأمازيغية وطواريقية وتباوية‬ ‫‪ .‬كما س���يتم تكريم عدد من رواد هذا‬ ‫الف���ن ‪ ،‬وس���تتم دع���وة ع���دد م���ن فرق‬ ‫الفنون الش���عبية لدول الربيع العربي‬ ‫للمش���اركة كضيوف ش���رف يف هذا‬ ‫املهرجان ‪.‬‬

‫متفرقات فنية‬

‫• إحتفل���ت تون���س بالي���وم العامل���ي‬ ‫للموس���يقي حي���ث ش���هدت الس���احات‬ ‫وامليادي���ن يف العاصمة عش���رات الفرق‬ ‫املوس���يقية ال�ت�ي قدم���ت معزوف���ات‬ ‫موس���يقية حملي���ة وعاملي���ة إحتف���اال‬ ‫به���ذه املناس���بة ال�ت�ي تصادف ي���وم ‪21‬‬ ‫يونيو من كل عام ‪.‬‬ ‫• تس���تعد ف���رق املال���وف واملوش���حات‬ ‫الليبي���ة يف طرابل���س وبقي���ة امل���دن‬ ‫للمش���اركة يف مهرج���ان املال���وف‬ ‫واملوش���حات ال���ذي س���يقام مبناس���بة‬ ‫ش���هر رمضان املبارك مبدينة طرابلس‬ ‫إحتف���اال بالذك���ري األول���ي لتحرير‬ ‫العاصمة ‪.‬‬

‫• تش���ارك العدي���د من الف���رق الفنية‬ ‫الليبي���ة يف املهرجانات العربية يف كل‬ ‫م���ن األردن وتون���س واجلزائ���ر ومصر‬ ‫واملغ���رب وع���دد م���ن ال���دول الصديقة‬ ‫حي���ث تلق���ت إدارة الربامج واألنش���طة‬ ‫الثقافية بوزارة الثقافة واجملتمع املدني‬ ‫ع���دد م���ن الدع���وات للفرق املس���رحيه‬ ‫والفنون الش���عبية واملالوف واملوشحات‬ ‫للمش���اركة يف ه���ذه املهرجانات وهي‬ ‫بدوره���ا تق���وم بالتنس���يق ورعاية هذه‬ ‫املش���اركات حرص���ا منها عل���ي تواجد‬ ‫املبدعني الليبيني وحضورهم اإلبداعي‬ ‫يف هذه احملافل الثقافية والفنية‬ ‫• تواج���دت املطربي���ة الكولومبي���ة‬ ‫الش���هرية من أصل عربي ( شاكريا‬

‫) يف مدرج���ات مالع���ب كأس األم���م‬ ‫األوروبي���ة لدع���م صديقه���ا الالع���ب‬ ‫جنم الدف���اع اإلس���باني ج�ي�رارد بيكيه‬ ‫‪ ،‬وكان���ت املطربة ش���اكريا قد تابعت‬ ‫كافة مباري���ات املنتخب اإلس���باني يف‬ ‫ال���دور األول وأحتفل���ت م���ع الفري���ق‬ ‫بأنتصارات���ه ‪ .‬كم���ا تابع���ت اإلعالمية‬ ‫واملذيع���ة اإلس���بانية الش���هرية ( س���اره‬ ‫كاربانريو ) مباريات املنتخب اإلسباني‬ ‫أيضا وتواج���دت علي أرض امللعب أثناء‬ ‫مباراة أس���بانيا وإيرلن���دا ملتابعة عملها‬ ‫اإلذاع���ي وكذل���ك للتواج���د جبان���ب‬ ‫صديقه���ا وزوجه���ا املس���تقبلي الع���ب‬ ‫املنتخ���ب اإلس���باني ح���ارس املرم���ي‬ ‫الشهري إيكري كاسياس ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫أمحد بشون‬

‫املدربان ‪ ..‬سعيد شاكري وصالح الربكي‬ ‫واملهندس التواتي ‪ ..‬وراء قاعدة سلة األهلي‬ ‫فتحي الساحلي‬

‫أن���ه التخطي���ط العلم���ي ال���ذي يوص���ل إلي‬ ‫حتقي���ق األه���داف والنجاح���ات والوص���ول‬ ‫إل���ي الغاي���ات اليت كان���ت فى يوم م���ن األيام‬ ‫عب���ارة ع���ن أماني بعي���دة املن���ال يس���عي املرء‬ ‫إلي حتقيقها والوص���ول إليها لقد راقبت عن‬ ‫كث���ب هذا الطاقم التدرييب أو الثالوث الرائع‬ ‫املتفاني فى سبيل خلق قاعدة وركيزة لسلة‬ ‫األهلي‪.‬‬ ‫لق���د كن���ت حق���اً قريب���اً منه���م أراق���ب م���ا‬ ‫يصنع���ون ‪ ..‬أنه���م يعمل���ون مبنته���ي التفاني‬ ‫والتقني���ة العلمية وبعقلية أكادميية صرفه‬ ‫‪ ..‬ب���ل وينك���ران لل���ذات وعل���ى حس���اب وقتهم‬ ‫وصحتهم أيضاً‪.‬‬ ‫ومروراً باحملطات الثالثة اهلامة اليت تس���اهم‬ ‫جمتمعة وبقدر كبري فى صنع أبطال السلة‪.‬‬ ‫احملطة األولي‪ ..‬وهي من اختصاص مش���رف‬ ‫الفري���ق أو اإلداري املرافق وم���ن أولي مهامه‬ ‫فت���ح امللف���ات للمتدربني حي���ث حيتوى كل‬ ‫ملف عن الشهادات اإلدارية والصحية وعنوان‬ ‫املتدرب وعنوان مدرس���ته ومس���تواه الدراسي‬ ‫وموافق���ة وىل األم���ر والش���هادات الصحي���ة‬ ‫املطلوب���ة مع طل���ب انضمامه ملدرس���ة براعم‬ ‫السلة بالنادي‪.‬‬ ‫احملط���ة الثاني���ة ‪ ..‬يأت���ي فيه���ا املتدرب�ي�ن‬ ‫الصغ���ار الذي���ن ال تتجاوز أعمارهم العاش���رة‬ ‫واملس���جلني ضم���ن فئ���ة الرباع���م ‪ ،‬ويتوالهم‬ ‫املدرب س���عيد ش���اكري ويبدا معه���م اجلرعة‬ ‫التدريبي���ة األول���ي واملرتك���زة عل���ى غ���رس‬ ‫األخالق الفاضلة وس���لوك املتدرب فى النادي‬ ‫واملنزل واملدرس���ة وحتبيب لعبة كرة السلة‬ ‫ف���ى عق���ول املتدرب�ي�ن الصغ���ار ‪ ،‬ث���م صقلهم‬ ‫وتدربيهم وتعليمهم أساس���يات ومبادئ كرة‬ ‫السلة وحتسني ومهاراتهم الفنية (الكنرتول)‬ ‫وه���ذه املرحل���ة تس���تغرق ثالثة س���نوات من‬ ‫األع���داد الرتب���وي والفين والتق�ن�ي وهي جزء‬ ‫هام من مدرس���ة كرة الس���لة ألنه���ا القاعدة‬ ‫األساس���ية هل���ذه اللعب���ة ‪ ،‬وه���ي حتت���اج م���ن‬ ‫املدرب إلي الصرب وحس���ن القيادة واألرحيية‬ ‫وتتطلب قوة الش���خصية والتضحية وحس���ن‬ ‫األداء التق�ن�ي وإيص���ال املعلوم���ة وأن يك���ون‬ ‫امل���درب قدوة حس���نة ف���ى األخ�ل�اق وااللتزام‬ ‫واألداء ‪.‬‬ ‫ث���م تأتي املرحل���ة الثالثة وه���ي تقديم هؤالء‬ ‫الصغار بعد أن يكونوا قد استوعبوا مجيعاً هذه‬ ‫املرحلة إلي الفئة الس���نية األكرب وهي ( فئة‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬

‫األش���بال ) اليت يش���رف عليها امل���درب اجملتهد‬ ‫واجمل���دد ص�ل�اح الربك���ي ليب���دأ معه���م فى‬ ‫تطبي���ق مراحل هذه اجلرع���ة املتقدمة واليت‬ ‫يرك���ز فيه���ا امل���درب عل���ى عض�ل�ات الالعب‬ ‫وبناءه���ا بطريق���ة علمي���ة وأعداده���ا لتحمل‬ ‫جمه���ود أك�ب�ر وجه���د أك�ب�ر وأق���وي وهي‬ ‫بطبيع���ة احلال حتت���اج إلي تدريبات قاس���ية‬ ‫وبرنام���ج تدرييب مل يتعود علي���ه الصغار فى‬ ‫املرحلة السابقة ‪.‬‬ ‫ومن ضمن ه���ذا الربنامج اجلري فى املضمار‬ ‫ملس���افات طويل���ة وأداء مترين���ات التقوي���ة‬ ‫ف���ى صال���ة احلديد م���ع ممارس���ة التدريبات‬ ‫الس���ويدية إضافة إلي تقدي���م برنامج غذائي‬ ‫خ���اص لتعوي���ض الس���عرات احلراري���ة ال�ت�ي‬ ‫يفقده���ا الالعب عق���ب التمارينات الش���اقة ‪..‬‬ ‫وهي ته���دف لبناء عضالت الالعب وحتس�ي�ن‬ ‫لياقت���ه البدني���ة وأداءه ف���ى املعل���ب ثم يصل‬ ‫معه���م املدرب ص�ل�اح الربكي إل���ي تعليمهم‬ ‫خط���ط اللعب احلديث���ة وتدريبهم على األداء‬ ‫اجلماع���ي ف���ى املباري���ات وااللت���زام بتطبي���ق‬ ‫خط���ة اللع���ب وخل���ق التعاي���ش واالنس���جام‬ ‫والتفاهم بني اجملموعة ككل‪.‬‬ ‫وهـــــــــــــــــــــــــــــــــ���ذا ال يتأت���ي اال باس���تخدام‬ ‫التقنية احلديثة مثل ( الالب توب ‪ ،‬والداتاشو‪،‬‬ ‫والربجوكتور ‪ ،‬وعرض املباريات العاملية عن‬ ‫طريق ( ‪ ) C.D‬وجهاز التلفزيون ‪.‬‬ ‫والننس���ي أب���داً اجملهود الذي يب���ذل فى وضع‬ ‫برنامج التدريب واملباريات الودية واإلش���راف‬ ‫الط�ب�ي وع�ل�اج االصاب���ات وتوف�ي�ر الوجب���ات‬ ‫الغذائي���ة واملواص�ل�ات أن املدرب���ان س���عيد‬ ‫وصالح واملش���رف التواتي وبأمكانيات بسيطة‬ ‫جداً يبذلون قصاري جهدهم لتوفري كل شئ‬ ‫هل���ا تني الفئت�ي�ن وذلك من أجل س���لة األهلي‬ ‫ومستقبلها الرائع‪.‬‬ ‫ولن���ري النتائ���ج الرائع���ة اليت حققه���ا هذان‬ ‫املدرب���ان م���ن بط���والت عل���ى مس���توي فئ���ة‬ ‫الرباه���م واالش���بال واألواس���ط ولنلقي نظرة‬ ‫عل���ى الفري���ق األول ولن���ري م���ا قدم���ه هذان‬ ‫املدرب���ان من العي�ب�ن مهرة ذوي ق���درات غري‬ ‫عادي���ة وموهبة كبرية أوصلتهم إلي مصاف‬ ‫الفريق األول ‪.‬‬ ‫ولنحف���ظ أمس���اء ه���ؤالء األبط���ال الصغ���ار‬ ‫عاش���قي األهلي والس���لة والذين س���يكونون (‬ ‫ب���أذن اهلل ) ف���ى املس���تقبل عماد س���لة األهلي‬ ‫ومستقبلها املشرف أمثال ‪-:‬‬

‫(عبدالرمح���ن احلم���ري ‪ ،‬عم���ر الدرفيل���ي ‪،‬‬ ‫حممد احلمري ‪ ،‬سفيان عبداحلفيظ‪ ،‬ناصر‬ ‫النيهوم ‪ ،‬عوض العبيدي ‪ ،‬منذر البيجو ‪ ،‬هاني‬ ‫زعطوط ‪ ،‬طه فيصل الغناي ‪ ،‬يوس���ف أس�ل�ام‬ ‫الس���احلي ‪ ،‬م���روان عبداحلفي���ظ ) أنهم حقا‬ ‫أبطال املستقبل‪.‬‬ ‫وكل املطل���وب األن من أدارة األهلي أن تنظر‬ ‫مبزيد م���ن االهتمام والرعاية هلؤالء األبطال‬ ‫الصغ���ار ومدربيهم ومش���رفهم وتقديم كل‬ ‫م���ا حيتاجونه بصدر رح���ب فه���م أبطـــــــــــــال‬ ‫املس���تقبل وعش���اق األهلي ومس���تقبل س���لتها‬ ‫املمي���زة وليس م���ن العدالة فى ش���ئ أن نهمل‬ ‫هذه التجربة احلضارية الرائدة ‪.‬‬

‫كلمـة العـدد‪..‬‬

‫اىل املرجفني فى‬ ‫األرض ‪!! ...‬‬ ‫ه���ذه األصــــــوات اخلافتة اليت تتس���لل‬ ‫أحياناً من وراء الس���تار ومرة من حتت‬ ‫الس���تار ‪ ..‬والت���ى تلم���ع أحيان���اً وتتجرأ‬ ‫باإلش���ارة اىل الرغب���ة فــــــ���ى ع���ودة‬ ‫املس���ابقات الرياضية ‪ ..‬هؤالء اليفكرون‬ ‫اال فى أنفس���هم بل يكذبون عليها وعلى‬ ‫بقية الناس ‪..‬‬ ‫ويتعمدون جتاهل كثري من املشاكل‬ ‫والت���ى الزلن���ا نعاني منه���ا واليت حيب‬ ‫اال ن�ت�ردد فــــــــــــــ���ى األع�ت�راف به���ا‬ ‫ومواجهتـــــــها واليت ال أود أن أش�ي�ر هلا‬ ‫بالتفصيل لعدة اسباب ‪!! ..‬‬ ‫أق���ول للذي���ن تع���ودوا عل���ى الس���فر‬ ‫واالس���تفادة ‪ ،‬بالرح�ل�ات وال���دوالرات‬ ‫‪ ..‬وبع���ض اجلهل���ة بباط���ن األم���ور ب���ل‬ ‫الذي���ن يتجاهلون عمداً وكذلك بعض‬ ‫البس���طاء من أصح���اب الــــــنوايا الطيبة‬ ‫الذي���ن ارتبط���وا باملس���ابقات الرياضية‬ ‫ومتع���ة الفــــــرج���ة عليه���ا ‪ ...‬ال تقدموا‬ ‫مصاحلك���م ورغباتك���م عل���ى مصلح���ة‬ ‫الوطن وأستقراره وأمنه ‪.!!...‬‬ ‫ارجو ان حتكموا ضمائركم وعقولكم‬ ‫حتى النقولوا لكم ايها املرجفون ‪!! ....‬‬

‫فـوز تـارخيـي‬

‫النضال لنسعى مجيعا للوفاء‬ ‫ألول م���رة ف���ى تاري���خ‬ ‫بوع���د الش���هداء واجلرح���ي‬ ‫املواجه���ات ب�ي�ن منتخبن���ا‬ ‫واملفقودي���ن ف���ى بن���اء دول���ة‬ ‫الوطين ومنتخ���ب الكامريون‬ ‫املؤسس���ات والقانون والعدالة‬ ‫نظف���ر بالف���وز ‪ ،‬ف���وز بطع���م‬ ‫واألم���ن واألم���ان والرفاهية‬ ‫الث���ورة ألن���ه ج���اء ف���ى ظرف‬ ‫والرخ���اء ودول���ة احلري���ة‬ ‫إس���تثنائي ‪ ،‬منتخ���ب يلع���ب‬ ‫والتألق واإلبداع ‪.‬‬ ‫خارج الدي���ار ‪ ،‬منتخب يعاني‬ ‫نأم���ل م���ن وزارة الش���باب‬ ‫من توقف املسابقات ومن قلة‬ ‫والرياض���ة أن يصله���ا صدى‬ ‫الدعم وبطاقم تدريب حملي‬ ‫العقيلي‬ ‫فرج‬ ‫ه���ذا الف���وز لتم���د يده���ا‬ ‫ج���داً لكن���ه حق���ق ماعجزن���ا‬ ‫الس���خية للعناي���ة واألهتمام‬ ‫عن���ه فيم���ا ف���ات ‪ ،‬ه���ذا الفوز‬ ‫التارخي���ي رس���م بس���مه عريض���ة وصادقة بكاف���ة منتخباتنا الوطني���ة والرتكيز على‬ ‫عل���ى معظ���م ش���فاه الليب�ي�ن رغ���م اجلراح التجمع���ات الرياضي���ة الداخلي���ة لتك���ون‬ ‫ورغم الطموحات اليت ننشدها عرب الصعاب بدي ً‬ ‫ال مؤقتاً للمسابقات يف الدوري والكأس‬ ‫واألحالم التى ننحته���ا عرب صخور ال يريد إضاف���ة اىل املس���ابقات املنتظمة فى الفئات‬ ‫السنية األخرى ( الرباعم ‪ ،‬األمال ‪ ،‬األواسط‬ ‫هلا الغري أن تلني !!‬ ‫لع���ل ه���ذا الف���وز يكون ل���ه الص���دى القوي )‬ ‫داخل البالد فيعطينا حافز الثورة يف اش���هر حتى تقوم الدولة اليت ننشدها بإذن اهلل‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 26 ( 59-‬ـ ‪ -2‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.