Mémoire

Page 1

‫الذاكرة وخصائصها‬ ‫الذاكرة والتذكر هما التسترجاع للاحاتسيس أو الكفكار أو‬ ‫الاحداث الماضية ‪ ,‬بواتسطة القدرة على تتسجيل الدلل ت‬ ‫والمعلوما ت التي تمكننا من اتسترجاعها أو اتسترجاع ما‬ ‫يشبهها ‪ ,‬ويتم ذلك بالعتماد على خصائص وقدرا ت الدماغ‬ ‫‪ .‬وهذا ينعكس كفي القدرة على الاحتفاظ بالمعلوما ت احول‬ ‫وقائع العالم الخارجي والداخلي واتستجابا ت العضوية ‪ ,‬و‬ ‫إدخالها المتعدد كفي وشائج الدراك والمعركفة والتسلوك ‪.‬‬ ‫وذلك بتاحقيق الربط بين الوضعّيا ت التسابقة للاحالة النفتسية ‪,‬‬ ‫و الوضعّيا ت الراهنة ‪ ,‬وبين عمليا ت التاحضير للوضاع‬ ‫المتستقبلية ‪.‬‬ ‫وهذا يضمن اتستمرارية وجود " النا " النتسانية ‪ ,‬وتتدخل‬ ‫بهذا بصياغة الشخصية والتسما ت الفردية ‪ .‬كفالقدرة على‬ ‫التتسجيل وعلى التسترجاع ما تم تتسجيله هي التي تنشئ‬ ‫الذاكرة والقدرة على تذكرها ‪ ,‬والتتسجيل بكتابة الرموز أو‬ ‫الكلما ت وكذلك متسجل ت الصو ت و متسجل ت الصورة هم‬ ‫نوع من الذاكرة ‪.‬‬ ‫وقال وليم جيمس ‪ :‬التذكر يعني التفكير أو الاحتساس بشيء‬ ‫ما ‪ ,‬كان معاشا ً كفي الماضي ‪ ,‬ولم ناحاول ناحن أن نفكر كفيه‬ ‫قبل ذلك ‪ .‬أي هو كفعل إرادي مقصود وليس توارد خواطر‬ ‫يتم من تلقاء ذاته ‪ .‬أي هناك كفرق بين التذكر الرادي‬ ‫المقصود للكفكار والوقائع والاحاتسيس ‪ ,‬وبين تداعي‬


‫ذكريا ت الاحداث أو الكفكار من تلقاء نفتسها ‪ ,‬نتيجة الاحداث‬ ‫الجارية التي تذكرنا بها ‪ ,‬ودون قصدنا ذلك ‪.‬‬ ‫ما هو الشكل الذي نخزن كفيه ذكرياتنا احول العالم‬ ‫كيف يتم ذلك ؟ وما هي آلياته؟‬ ‫هناك شكلين للذاكرة ‪.‬‬ ‫الول دينامي ‪ :‬وهو مؤلف من تيارا ت كهربائية عصبية أو‬ ‫ترددا ت و طنينا ت كهرطيتسية وهذا ما يشبه التسوكفتوير كفي‬ ‫الكومبيوتر ‪ ,‬أي ما يمكن أن يصدره الشكل البنيوي ‪.‬‬ ‫والثاني بنيوي مادي ‪ :‬مكون من الخليا والماحاور‬ ‫والمشابك والمواد الفيزيائية والكيميائية الدماغية ‪ ,‬وهذا ما‬ ‫يشبه الهاردوير كفي الكومبيوتر ‪.‬‬ ‫كفالشكل الول يشمل الذاكرة العاملة ‪ ,‬كفهو يشمل تذكر‬ ‫الاحاتسيس بكاكفة أشكالها البتسيطة الخام ‪ ,‬وهي الاحاتسيس‬ ‫الموروثة والمتشابهة بين البشر ‪ ,‬والاحاتسيس والكفكار‬ ‫والمعاني المكتتسبة نتيجة الاحياة‪.‬‬ ‫أما الشكل البنيوي كفيشمل البنية الفيزيائية والكيميائية‬ ‫والفزيولوجية للدماغ وهي التي تنتج الذاكرة الدينامية ‪.‬‬ ‫و يمتاز الشكل البنيوي الدماغي عن الهاردوير كفي‬ ‫الكومبيوتر بأنه متغير ومتطور وليس ثاب ت كما كفي‬ ‫الكومبيوتر ‪ ,‬ووظيفة الشكل البنيوي هي بناء الذاكرة‬ ‫العاملة ‪.‬‬ ‫كفيجب التمييز بين بنيا ت الدماغ وناتج عمل الدماغ ) أي بين‬ ‫التسوكفتوير و الهاردوير( كفالتفكير والاحاتسيس هي تسوكفتوير‬ ‫‪ ,‬أي هي برامج ‪ ,‬أاحاتسيس وأكفكار وتصورا ت ‪ , ..‬تنتجها‬


‫بنية الدماغ أو الهاردوير الدماغي‪.‬‬ ‫و الهاردوير الدماغي يتعرض للتغير والتطور نتيجة‬ ‫التغيرا ت المختلفة التي تاحدث كفي الدماغ ‪ ,‬ويمكن توضيح‬ ‫هذا التغير بالمثال التالي ‪:‬‬ ‫إن رؤية التسماء أو الباحر يقرع طنينا ت احتسية بصرية‬ ‫تاحدث الاحتساس باللون الزرق وهذا ياحدث لكاكفة البشر‬ ‫الطبيعيين وكفي كل مرااحل عمرهم ‪ .‬كفالمولود إذا تأثر ت‬ ‫عينيه بلون التسماء أو الباحر تسوف ياحس باللون الزرق‬ ‫وهذا ل يعتبر تذكر ‪ ,‬كفهذه أاحاتسيس خام ‪.‬‬ ‫أما إذا قلنا لنتسان ناضج ما هو لون التسماء أو لون الباحر‬ ‫كفإنه تسوف يقول إن لونهما أزرق ‪ ,‬كيف احدث ذلك ؟‬ ‫لقد تشكل ت لديه نتيجة احياته ‪ ,‬ترابطا ت بين خليا وماحاور‬ ‫ومشابك دماغية بين المراكز التسمعية والبصرية والمعاني‬ ‫والمفاهيم اللغوية تسماح ت له بإجراء التذكر واحدوث التخيل‬ ‫أو التستدعاء للاحاتسيس التي تمثل اللون الزرق ‪ ,‬عند ذكر‬ ‫الكلما ت التي تتسأل عن لون الباحر أو التسماء‪.‬‬ ‫كفالتذكر يتم بناؤه من الاحاتسيس الولية الخام أو المكتتسبة ‪,‬‬ ‫نتيجة تنامي ماحاور ومشابك الخليا العصبية كفي الدماغ ‪,‬‬ ‫بالضاكفة إلى عمل الموصل ت الكيميائية كفي الدماغ ‪ .‬وذلك‬ ‫بناًء على التجاور والترابط المكاني للخليا العصبية ‪,‬‬ ‫والترابط الزماني ‪ ,‬والترابط كفي النتائج والمعاني ‪ ,‬الذي‬ ‫ياحدث أثناء الاحياة ‪.‬‬ ‫كفالتذكر هو إعادة تشكيل أاحاتسيس أو أكفكار أو احوادث كفي‬ ‫الدماغ احدث ت كفي الماضي ‪ ,‬وذلك نتيجة مؤثرا ت جديدة ‪,‬‬ ‫وهو ليس اتستدعاء لها بالمعنى الاحركفي ‪.‬‬


‫إن تشكل المفاهيم اللغوية لدينا ناتج عن احدوث ترابطا ت‬ ‫بين المثيرا ت الاحتسية والصوتية وباقي الاحواس ومناطق‬ ‫اللغة ‪ ,‬وما ياحدث كفيها من ترابطا ت بين المفاهيم ‪.‬‬ ‫كفالمفاهيم اللغوية هي ناتجة عن اتسترجاع لاحاتسيس أو‬ ‫أكفكار أو أوضاع أي هي تذكر ‪.‬‬ ‫والتذكر دوما ً هو إعادة تشكيل لاحاتسيس أو أكفكار احتسية ‪,‬‬ ‫تم ت نتيجة الوضاع الاحالية للدماغ ‪ ,‬وبما أن الدماغ كفي‬ ‫وضع متنامي متغير ‪ ,‬لذلك التذكر ل يكون ثاب ت ‪ ,‬كففي كل‬ ‫مرة نتذكر يقوم دماغنا ببناء هذه الذكريا ت من جديد واحتسب‬ ‫أوضاعه كفي تلك اللاحظة ‪ .‬ويمكن كفي احال ت كثيرة عدم‬ ‫اتستطاعة تذكر معلوما ت مع أنها متسجلة بشكل جيد ‪ ,‬وهذا‬ ‫يكون نتيجة انشغال العمليا ت الفكرية بأمور أخرى ‪ ,‬ويمكن‬ ‫تذكرها عندما يتفرغ الدماغ لها ‪.‬‬ ‫وبما أن كل الذكريا ت تتسجل كفي الشكل البنيوي وكفوق‬ ‫بعضها لذلك ) كفي نفس الخليا ( يمكن أن ياحدث الكثير من‬ ‫أشكال التداخل بينها ‪ ,‬كفالجديد المتسجل يؤثر بالمتسجل تسابقا ً‬ ‫وكذلك يتأثر به ‪.‬‬ ‫لذلك كفي كل مرة نتستعيد كفيها ذكريا ت معينة ‪ ,‬يمكن أن‬ ‫يكون هذا التستدعاء مختلف ‪ .‬وهذا متعلق بقوة التتسجيل ‪,‬‬ ‫والتي تعتمد على كبر ومتانة المشابك والماحاور التي تم‬ ‫بناؤها ‪ .‬كفالذكريا ت المتسجلة بقوة يصعب تعديلها ‪ ,‬وكذلك‬ ‫يتسهل اتستدعاؤها إلى تسبورة الوعي ‪.‬‬ ‫كيف يتم اتستدعاء الرادي للاحاتسيس والكفكار المخزنة كفي‬ ‫الذاكرة إلى تسبورة الوعي ‪.‬‬ ‫إن آلية التستدعاء تشبه قليلً طريقة الباحث كفي أجهزة‬


‫الراديو أو التلفزيون عن إذاعة أو ماحطة تلفزيونية ‪ ,‬كفالذي‬ ‫ياحدث هو توليف تردد دارا ت التستقبال كفي هذه الجهزة‬ ‫على تردد الماحطة المطلوب اتستقبالها ‪ ,‬كفعندها يتم اختيار‬ ‫ماحطة من بين كل الماحطا ت التي تبث كفي الفضاء ‪ ,‬يذاع‬ ‫كفقط ما تبثه هذه الماحطة ‪.‬‬ ‫أما الذي ياحدث كفي العقل ‪ ,‬كفهو يشبه هذا قليلً ‪ ,‬كفهناك كفي‬ ‫الدماغ ما يشبه مفاتيح التوليف كفي أجهزة التستقبال‬ ‫اللتسلكي وهي الاحاتسيس الخام ‪ ,‬وعن طريق التاحكم بهذه‬ ‫المفاتيح تفتح متسارا ت أاحاتسيس أو أكفكار معينة وتتستدعى‬ ‫إلى تسبورة الوعي ‪ .‬هذا ياحدث كفي احالة التستدعاء الرادي‬ ‫لبعض ما هو مخزن كفي الذاكرة ‪ .‬إن هذه العملية تجري كفي‬ ‫الدماغ بطرق متنوعة وبعضها معقد جداً ‪.‬‬ ‫إن نظام اليقونا ت أو نظام الوندوز يشبه كفي بعض النوااحي‬ ‫نظام عمل الدماغ الذي يعتمد آليا ت التداعي نتيجة الترابط‬ ‫كفهي التي تتسمح بذلك ‪ .‬ولكن هناك كفرق هام وهو ‪:‬‬ ‫أن العنوان الذي يتسجل لمجموعة أاحاتسيس معين أو أكفكار‬ ‫معينة كفي الذاكرة ‪ ,‬يمكن أن يكون أي جزء من هذه‬ ‫الاحاتسيس أو الكفكار ‪ .‬أما كفي نظام الوندوز كفالعنوان ماحدد‬ ‫ومعين ‪.‬‬ ‫كففي الدماغ يعتمد الترابط الزماني أو المكاني بين‬ ‫الاحاتسيس ‪ ,‬أو ترابط بالمعاني بين الكفكار ‪ ,‬وهذا يبنى‬ ‫نتيجة تنامي الماحاور والمشابك لخليا الدماغ نتيجة الاحياة ‪.‬‬ ‫صاحيح أن بعض الذكريا ت وبشكل خاص الاحاتسيس القوية‬ ‫أو الكفكار التي تاحمل المعاني الهامة ‪ ,‬تكون كعناوين أوضح‬ ‫‪ ,‬وتكون هي الجزء الذي يتسّهل الوصول إلى الكل المطلوب‬


‫بتسرعة ‪.‬‬ ‫كفالتستدعاء لاحادثة أو معلوما ت من الذاكرة كفي الدماغ ‪ ,‬يتم‬ ‫بقرع أو بتنبيه الجزء المتوكفر من تلك الاحادثة أو من تلك‬ ‫الكفكار ‪ ,‬وهو يكون بمثابة عنوان لهذه الذاكرة ‪ ,‬وهذا‬ ‫العنوان يمكن أن يكون صاحيح أو غير صاحيح ‪ .‬و يمكن‬ ‫احتى لو كان صاحيح ولكنه جزء ثانوي وضعيف من تلك‬ ‫الاحادثة ‪ ,‬كفعندها لن يتم اتستدعاء الاحادثة أو الكفكار من‬ ‫الذاكرة ‪ ,‬كفيجب أن يكون هذا الجزء الذي اتستخدم كعنوان‬ ‫يملك القدرة على اتستدعاء الاحادثة أو الكفكار المطلوبة ‪.‬‬ ‫و يمكن لاحاتسيس أو أكفكار معينة تعالج كفي تسبورة الوعي ‪,‬‬ ‫أن تتستدعي من مخازن الذاكرة أاحاتسيس وأكفكار كثيرة‬ ‫نتيجة الترابط معها ‪ ,‬وهذه بدورها عندما تاحضر إلى تسبورة‬ ‫الوعي تكون كعناوين لذكريا ت أخرى يجري اتستدعاؤها ‪,‬‬ ‫وهنا ياحدث قطار الوعي الذاتي‬ ‫مدخل ت تسااحة الشعور‬ ‫ما هي الطرق التي تدخل بها المؤثرا ت أو التيارا ت العصبية‬ ‫تسااحة الشعور والوعي؟‬ ‫هناك أولً واردا ت الاحواس وهي التيارا ت العصبية التية‬ ‫من المتستقبل ت الاحتسية الداخلية‪ ,‬مثل الاحتساس بالجوع أو‬ ‫العطش ‪ ,‬وأاحاتسيس النفعال ت الكثيرة الخرى ‪.‬‬ ‫و متستقبل ت الاحواس للمؤثرا ت الخارجية ‪ ,‬مثل النظر‬ ‫والتسمع‪ ,....‬وباقي متستقبل ت الاحواس الخرى للعالم‬ ‫الخارجي ‪.‬‬ ‫وهناك ثانيا ً واردا ت الذاكرة من اللاحاء وباقي أجزاء الدماغ‪,‬‬ ‫وهي ذا ت أنواع مختلفة ‪ ,‬احتسب آلية احدوثها وهي‪:‬‬


‫أ_ التداعي نتيجة الشراط والرتباط أو التتابع الزمني‪.‬‬ ‫ب_ التداعي نتيجة الشراط والرتباط المكاني ) التجاور‬ ‫المكاني(‪.‬‬ ‫ج_ التداعي نتيجة الرتباط للتشابه كفي التأثيرا ت أو‬ ‫المعنى)التشابه الذي يتسمح بالتعميم(‬ ‫د_ التستدعاء المخطط الرادي الواعي ‪ ,‬نتيجة المعالجا ت‬ ‫الفكرية الرادية الواعية‪.‬‬ ‫الذاكرة الدللية‬ ‫إن الذاكرة تتساهم كفي إنشاء المعنى ‪ ,‬وبالتالي للمعنى‬ ‫و الاحاتسيس والنفعال ت تأثير قوي على بناء الذاكرة‪,‬‬ ‫ويمكن أن تبنى ذاكرة قوية لاحادثة من مرة وااحدة ‪ ,‬و دون‬ ‫التكرار اللزم لبناء الذاكرة ‪ ,‬وذلك نتيجة المعنى الهام لها ‪.‬‬ ‫كفالنتسان يتعلم ويتذكر الاحال ت والوضاع المؤلمة أو التسارة‬ ‫أو ذا ت المعنى القوي بتسهولة ‪ ,‬لنها متسجلة بشكل جيد‪.‬‬ ‫إن الذي يتساهم كفي جعل الدماغ يبني ذاكرة كفي اللاحاء من‬ ‫تجربة وااحدة ‪ ,‬مع أنه يلزم لبناء ذاكرة تكرار مرور تيارا ت‬ ‫عصبية كفي ماحاور ومشابك معينة ‪ ,‬وبشكل متواق ت يؤدي‬ ‫إلى نمو أو تطور هذه الماحاور والمشابك احتسب جريان هذه‬ ‫التيارا ت وخصائصها ‪ .‬هو النتوء اللوزي ويشاركه كفي ذلك‬ ‫قرن آمون وبنيا ت دماغية أخرى‬ ‫كفالنتوء اللوزي وقرن آمون هما اللذان يجهزان وياحضران‬ ‫القدرا ت أللزمة لتكرار و إعادة جريان التيارا ت العصبية ‪,‬‬ ‫ذا ت المعنى الهام ‪.‬‬ ‫وناحن نلاحظ أن هذه اللية تتعامل مع المعنى بشكل أتساتسي‬ ‫‪ ,‬وهذه الطريقة كفي بناء الذاكرة تختلف عن طريقة التعلم‬


‫الاحركية أو العضلية ‪ ,‬الواعية أو غير الواعية ‪ ,‬وهذه‬ ‫متسؤول عنها المخيخ ‪ ,‬وكذلك تختلف عن الذاكرة العادية‬ ‫كفهذه تبنى بالتكرار‪.‬‬ ‫وللنتوء اللوزي دور هام كفي بناء الذاكرة الفكرية الراقية ‪,‬‬ ‫والتي هي دوما ً واعية وماحملة بالمعاني المعقدة ‪ ,‬اللغوية‬ ‫والثقاكفية والجتماعية المتطورة ‪ ,‬ويصعب بناء هذا النوع‬ ‫من الذاكرة دون عمل النتوء اللوزي‪.‬‬ ‫الذاكرة القوية‬ ‫إن هذه الذاكرة ) أو هي بمثابة ذاكرة( لم يتكلم عنها أاحد مع‬ ‫أنها واضاحة ‪ ,‬ونعيشها جميعا ً ‪.‬‬ ‫هذه الذاكرة تتصف بخصائص مميزة وهي ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬إنها تكرار التستدعاء لكفكار معينة لتسبورة الوعي ‪,‬‬ ‫وبشكل آلي ‪ ,‬ودون إرادتنا ‪ .‬كفالذي يتسجل كفي هذه الذاكرة ‪,‬‬ ‫يدخل إلى تسبورة الوعي كلما تسماح ت له الفرصة ‪ ,‬ويطلب‬ ‫معالجته ‪ .‬ويتكرر دخوله كل كفترة زمنية ‪ ,‬وذلك احتسب شدة‬ ‫أهميته ‪ .‬لذلك هذه الذاكرة غير متسيطر عليها ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬هذه الذاكرة دوما ً ماحملة بالمعاني والنفعال ت ‪ ,‬لذلك‬ ‫هي قوية جداً ‪ ,‬لذلك تنتقل إلى الذاكرة الدائمة ) البنيوية (‬ ‫بتسهولة ‪ ,‬وتكون راتسخة التتسجيل كفيها ‪ ,‬وهذا يكون نتيجة‬ ‫تكرار عرضها على تسبورة الوعي ‪ .‬وهي تتاحول من ذاكرة‬ ‫دينامية ترددية إلى ذاكرة بنيوية دوما ً ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬هذه الذاكرة غير متسيطر عليها من قبل النا الواعية ‪,‬‬ ‫لذلك هي تؤثر بشكل كبير على المعالجا ت الجارية كفي‬ ‫تسبورة الوعي ‪ .‬كفهي غالبا ً تربك وتعيق وترهق ما يجري‬ ‫كفي تسبورة الوعي ‪ ,‬كفهي تؤدي إلى بذل الكثير من الجهد‬


‫غير المجدي ‪ ,‬نتيجة إلاحااحها المتكرر ‪ .‬وهي التساس‬ ‫المتسبب لكاكفة العقد والمراض النفتسية ‪ ,‬والتردد والندم‬ ‫‪.. . .‬‬ ‫أما لماذا هي بهذا الشكل وهذه القوة ‪ ,‬كفهذا لنه تم اعتبار‬ ‫ما تتسجله أنه له معنى هام جداً ‪ ,‬ويجب أن يكون له‬ ‫الكفضلية كفي المعالجة على تسبورة الوعي ‪ ,‬ويجب الوصول‬ ‫إلى نتائج إيجابية ‪ ,‬و إل يجب تكرار المعالجة بطريقة‬ ‫مختلفة ‪ ,‬ول يتوقف هذا التكرار إل كفي الاحال ت التالية ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اليأس والاحباط ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬التوقف المؤق ت لفترة زمنية ‪ ,‬ريثما تتغير الوضاع ‪.‬‬ ‫وغالبية ما يعالج على تسبورة الوعي ‪ ,‬هو وارد من هذه‬ ‫الذاكرة ‪ .‬وهذا يعني أن أهم أجزاء " أنا " كلّ منا ‪ ,‬هي‬ ‫ناتجة عن ما يجري كفي هذه الذاكرة ‪.‬‬ ‫إن هذه الذاكرة هي متوضعة كفي الدماغ الاحوكفي ‪ ,‬والاحصين‬ ‫والنتوء اللوزي ‪ ,‬كفهم أهم البنيا ت المتاحكمين كفي هذه‬ ‫الذاكرة ‪ .‬ويوجد كفي هذه الذاكرة من ‪ 5‬إلى ‪ 9‬أماكن ‪ ,‬يمكن‬ ‫أن يوضع كفي كل منها موضوع معين وااحد قيد النتظار‬ ‫للدخول إلى تسبورة الوعي ‪ ,‬وهناك ترتيب للكفضلية للذي‬ ‫يدخل للمعالجة إلى تسبورة الوعي ‪.‬‬ ‫وهذه نظرة موجزة وتسريعة على ذاكرتنا ‪.‬‬ ‫ويمكن تفتسير ظاهرة التذكر اللاحق بوجود هذه الذاكرة ‪.‬‬ ‫كفناحن ياحدث لنا كثيراً أن ناحاول تذكر أتسم شخص أو أم أتسم‬ ‫مكان أو كفكرة معينة ‪ ,‬نعلم أننا نعركفها ولكننا نفشل كفي ذلك‬ ‫ونترك المر ‪ ,‬ولكن بعد كفترة نجد أن ما كفشلنا كفي تذكره‬ ‫احضر إلى تسبورة الوعي من تلقاء نفتسه ودون عناء ‪.‬‬


‫إن هذه الظاهرة التي تاحدث لنا جميعا ‪ ,‬يمكننا أن نفتسرها‬ ‫بالعتماد على الذاكرة القوية ‪ .‬كفقد قام ت هذه الذاكرة ودون‬ ‫وعينا بتكرار طلب اتستدعاء الذكريا ت المطلوبة ‪ ,‬وهذا‬ ‫التكرار غالبا ً ما يؤدي إلى إاحضار الذكريا ت المطلوبة إذا‬ ‫كان ت كاكفية لتستدعائها ‪ ,‬وعندها تدخلها إلى تسبورة الوعي‬ ‫كفنتذكرها ‪.‬‬ ‫المصادر‬ ‫ذاكرة النتسان بنى وعمليا ت روبرتا كلتتسكي ترجمة د ‪.‬‬ ‫جمال الدين الخضور وزارة الثقاكفة ‪1995‬‬ ‫تسيكولوجية الذاكرة قضايا واتجاها ت احديثة د ‪ .‬ماحمد قاتسم‬ ‫عبد ا عالم المعركفة العدد ‪290‬‬ ‫المخ البشري كريتستين تمبل ترجمة د ‪ .‬عاطف أاحمد عالم‬ ‫المعركفة العدد ‪287‬‬ ‫العقل والدماغ * د‪.‬ج‪ .‬كفيشباخ مجلة العلوم الكوي ت م ‪10‬‬ ‫عدد ‪5‬‬ ‫الدماغ المتنامي* ج‪.‬تسي‪.‬شاتر مجلة العلوم الكوي ت م ‪10‬‬ ‫عدد ‪5‬‬ ‫التسس البيولوجية للتعلم والفردية* ر‪.‬ي‪.‬كاندل د‪.‬ر‪ .‬هوكنز‬ ‫مجلة العلوم الكوي ت م ‪ 10‬عدد ‪5‬‬ ‫الدماغ واللغة* ر‪.‬ا‪ .‬دماتسيو ه‪ .‬دماتسيو مجلة العلوم الكوي ت‬ ‫م ‪ 10‬عدد ‪5‬‬ ‫الذاكرة العاملة والعقل* س‪.‬ب‪ .‬كولمان‪ -‬رايك مجلة العلوم‬ ‫الكوي ت م ‪ 10‬عدد ‪5‬‬ ‫الدماغ والفكر** ‪ .‬تشالز كفيرتس ت ترجمة د‪ .‬ماحمود تسيد‬


‫رصاص دار المعركفة دمشق ‪1993‬‬ ‫متستقبل المخ البشري د‪ .‬بول شوشار مجلة الصفر م ‪4‬‬ ‫العدد ‪19‬‬ ‫تنانين عدن * كارل تساغان ترجمة ناكفع أيوب لبس اتاحاد‬ ‫كتاب العرب دمشق ‪1996‬‬ ‫أدمغة النتسان الثلث * بول مالكين مجلة العلم والتكنولوجيا‬ ‫العدد ‪26‬‬ ‫العقل ودونالد هب ** ب‪.‬م‪ .‬ميلز مجلة العلوم الكوي ت م ‪11‬‬ ‫– عدد ‪8,9‬‬ ‫الفيزيولوجيا العامة وظائف التصال د ‪ .‬احتسين أبو احامد‬ ‫جامعة دمشق ‪1989‬‬ ‫كفرويد وماري والتسينما ) النتسخ اللي‪ -‬الزمان‪ -‬تمثيل‬ ‫الذاكرة‪-‬منظومة الدراك والشعور والوعي(**‬ ‫ماري أن ‪ .‬دوان مجلة الثقاكفة العالمية العدد ‪87‬‬ ‫البصار ناكفذة على الوعي* ن‪.‬ك‪.‬لوكوثيتيس ترجمة زياد‬ ‫القطب_ماحمد غانم مجلة العلوم الكوي ت م ‪ -16‬عدد ‪3‬‬ ‫علم المخ كفي نهاية القرن ** كفرنون ب‪ .‬مونكاتستل مجلة‬ ‫الثقاكفة العالمية العدد ‪95‬‬ ‫نبيل احاجي نائف‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.