(2) كيف تساهم كل من المدرسة والأسرة في تنشئة الأفراد وتن

Page 1

‫كيف تساهم كل من المدررسة والرسرة رفي تنشئة الرفراد وتنمية المجتمع ؟ ‪-‬‬ ‫امحمد عليلوش‬ ‫الكاتب‪ /‬أنفاس‬ ‫‪ - 1‬تقديم ‪:‬‬ ‫تعتبر المدررسة الورسيلة التي اصطنعها المجتمع بجانب الرسرة لنقل الحضارة ونشر الثقارفة وتوتجيه البناء الوتجهة التجتماعية‬ ‫الصحيحة كي يكتسبوا من العادات الفكرية والعاطفية والتجتماعية التي ل تساعدهم رفحسب على التكيف الصحيح رفي المجتمع‬ ‫بل كذلك على التقدم بهذا المجتمع‪ ،‬رفالمدررسة والرسرة هما إذن المؤرسستان التي اصطنعها المجتمع للرشراف على العملية‬ ‫التجتماعية‪.‬ولهذا رفهما الورسيلتان التي من خللهما يمرر النسان لتجيال المستقبل تجربته الماضية ثم مخططاته ومشروعاته‬ ‫المستقبلية والتي تدخل بشكل عام ضمن ما يسمى بالبرامج التربوية ‪ ،‬بشكل ضمني كما هو الشأن رفي كل أرسرة ‪ ،‬أو بشكل‬ ‫مهيكل ومنظم كما رفي المدررسة ‪ ...‬لكن ارستقلل المؤرسستين واختلف طبيعتهما على مستوى التركيبة وكذلك المكانات ثم‬ ‫التسيير والتدبير ‪ ،‬تجعلهما ) ورفي نظر الكثير( يختلفان ول يتعاونان بشكل مستمر لتحقيق الهدف الفعلي لكل واحدة منهما‬ ‫والذي هو رفي الصل هدف مشترك ‪ .‬ولن المجتمعات تختلف رفي تراثها التجتماعي ونظمها السيارسية والتقتصادية تبعا‬ ‫لختلف مناهجها الفسلفية العامة ورؤيتها للنسان والحياة بصفة عامة‪ ،‬ولكل أرفراد المجتمع رغبة أكيدة رفي الحفاظ على‬ ‫كيان مجتمع بما رفيه من تقيم وأرساليب معيشة وهي القيم المستمدة من خبرتهم عن التجيال وحياتهم التجتماعية لذلك رفهو يرى‬ ‫بقاءها وارستمرارها من أتجل بقاءه‪.‬‬ ‫رفالمدررسة والرسرة تعتبران المؤرسستان التربويتان الكثر أهمية بين بقية المؤرسسات الخرى‪ ،‬نظرا لدورهما الفعال رفي‬ ‫العمل الهادف والمنظم تبعا لهداف المجتمع ورفلسفته ككل‪ .‬إذن رفما هو هذا الدور ؟ وهل يمكن أن تكون هناك تربية صحيحة‬ ‫بدون مدارس ؟ وماهو دور الرسرة ؟ وما علتقة المدررسة بالرسرة ؟ وكيف تساهم كل من المدررسة والرسرة رفي تنمية‬ ‫المجتمع ؟ ورفي التنشئة التجتماعية للرفراد ؟‬ ‫‪ - 2‬مفهوم المدررسة ‪:‬‬ ‫يرتجع أصل لفظ المدررسة ‪ école‬إلى الصل اليوناني ‪ schole‬والذي يقصد به وتقت الفراغ الذي يقضيه الناس مع زملهئهم‬ ‫أو لتثقيف الذهن]‪ .[ 1‬رفتطور هذا اللفظ بعد ذلك ليشير إلى التكوين الذي يعطى رفي رشكل تجماعي مؤرسسي ‪ ،‬أو إلى المكان‬ ‫الذي يتم رفيه التعليم ‪ ،‬ليصبح لفظ المدررسة يفيد حاليا تلك المؤرسسة التجتماعية التي توكل إليها مهمة التربية الحسية والفكرية‬ ‫والخلتقية للطفال والمراهقين رفي رشكل يطابق متطلبات المكان والزمان‪...‬‬ ‫أما مفهوم المدررسة بالتحديد رفقد ظهر اثر النتقال الذي عررفه الفعل التربوي من مهمة تتكلف بها الرسرة إلى مهمة عمومية‬ ‫وذلك رفي المرحلة الهيلينية ]‪ . [2‬لتصبح المدررسة تلك المؤرسسة العمومية التي يعهد إليها دور التنشئة التجتماعية للرفراد ورفق‬ ‫منهاج وبرنامج يحددهما المجتمع حسب رفلسفته‪...‬والمدررسة بشكل عام مؤرسسة عمومية أو خاصة ‪ ،‬تخضع لضوابط محددة ‪،‬‬ ‫تهدف من خللها إلى تنظيم رفاعلية العنصر البشري‪ ،‬بحيث تنتج وتفعل ورفق إطار منظم يضبط مهام كل رفئة ‪ ،‬ويجعلها تقوم‬ ‫بعملها الخاص لكي يصب رفي الطار العام ويحقق الهداف والغايات والمرامي المرغوبة منه‪.‬‬ ‫رفالمدررسة هي السبيل الوحيد الذي يلج إليه الطفال منذ صغرهم ‪ ،‬بعد الرسرة التي تمثل المدررسة الولى‪ ،‬إلى أن يلتحقوا‬ ‫بسوق الشغل وبالتالي رفهي بمثابة معمل لتكوين الموارد البشرية ‪ ،‬وهي كذلك رفضاء يلتقي رفيه الطفال والرارشدون حيث تورفر‬ ‫لهم رفرص التفاعل رفيما بينهم ‪ ،‬غير أنها ليست رسوى مؤرسسة اتجتماعية من بين المؤرسسات الخرى ‪ ،‬وتقد تدعي لنفسها‬ ‫النغلق على الذات بدعوى نظمها وتقوانينها ‪ ،‬غير أن هذا النغلق ظاهري رفقط لنها تعكس مختلف التيارات التجتماعية‬ ‫بكيفية رشعورية أو ل رشعورية ‪ ،‬ولكنها تعمد إلى تربية وتكوين والجيها ورفق الثقارفة التي تمثلها كمؤرسسة مدررسية ‪ ،‬انها تبعا‬ ‫لهذا تشكل عامل توحيد ‪ ،‬عامل لم وتجمع مختلف الطبقات التجتماعية وصهر أرفكارها وبلورتها بقدر المكان عبر خطابها‬ ‫التربوي‪.‬‬ ‫‪ -3‬وظاهئف المدررسة ‪:‬‬ ‫تلعب المدررسة كمؤرسسة اتجتماعية بجانب الرسرة ‪ ،‬عدة ادوار لها وزنها التاريخي ‪ ،‬وتتميز بوظاهئفها عن باتقي المؤرسسات‬ ‫الخرى لنها تلمس مختلف تجوانب النسان وذلك لنسنته وتجعله ذلك الكاهئن الذي يعرف ذاته أول ثم يكتشف الخر ثانيا ‪.‬‬ ‫وإذا ما نظرنا إلى هذه الوظاهئف نجدها متعددة ومتشعبة نظرا لتعدد أغراض وأهداف الكاهئن البشري رفمنها ما هو تربوي‬ ‫وتعليمي ثم إداري‪ ،‬اتجتماعي وأمني ‪ ،‬تكويني وإيديولوتجي ‪ ،‬إررشادي وتوتجيهي ‪ ،‬ثقارفي إرشعاعي ‪ ،‬تواصلي‬ ‫اتقتصادي‪...‬وتتجلى كذلك مهمة المدررسة والرسرة رفي التأثير على رسلوك الرفراد تأثيرا منظما يررسمه لهما المجتمع‪،‬‬ ‫والمدررسة من حيث هي كذلك تنصب وظيفتها الرهئيسية على رسلوك النارشئة‪ ،‬ويقاس مدى تحقيقها لوظيفتها بمدى التغيير الذي‬ ‫تنجح رفي تحقيقه رفي رسلوك أبناءها ومن ثم كان ضروريا أن ينظر إليها نظرة رشمولية كنظرتنا نحو المجتمع برمته وأن تكون‬ ‫رفي مقدمة كل رسيارسة إصلحية للمجتمع وأن ينظر إليها كمرتجعية لكل تغيير أو تغير تقد تعررفه باتقي القطاعات والجوانب‬ ‫الخرى لحياة الفرد ‪ ...‬رفالمدررسة رفي أرسارسها مؤرسسة اتجتماعية أنشأها المجتمع لرشراف على عملية التنشئة التجتماعية‬ ‫ولذلك رفإن أي تصور لهذه المؤرسسة يجب أن يراتجع داخل إطار هذا التصور التجتماعي ولرشك أن هذا التصور الرسارسي‬ ‫يملي درارسة علتقة المتعلم بغيره من المتعلمين وعلتقة المتعلم بالمدررسين وعلتقة المتعلم بالدارة التربوية و بالتنظيم العام‬ ‫رفي المدررسة من حيث أنها الطار التجتماعي التي لها علتقة بما تحتويه من عناصر بشرية وما يوتجد خارتجها من تنظيمات‬


‫اتجتماعية أخرى بما رفيها الرسرة‪ .‬وبشكل عام يمكن القول بان المدررسة هي المؤرسسة التي بفضلها يكتشف الفرد ذاته‬ ‫ومجتمعه ومن خللها وعبرها يجب الخروج إليه‪ ،‬وهنا يمكن الرشارة إلى ابرز وظاهئف المدررسة على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫أ ( الوظيفة التعليمية التكوينية‪:‬‬ ‫رفي إطار هذه الوظيفة تقوم المدررسة بتعليم الطفال القراءة والكتابة والحساب مع إكسابهم وتلقينهم المعارف الدينية‬ ‫والتاريخية والدبية والعلمية واللغوية ‪ ،‬عبر برامج ومقررات محددة حسب مختلف المواد المخصصة لكل مستوى وبشكل‬ ‫تدريجي ابتداء من التعليم الولي إلى التعليم العالي مرورا بالرسارسي والعدادي والثانوي ‪ .‬كما تسعى المدررسة خلل كل‬ ‫مرحلة تعليمية تحقيق وإكساب التلميذ كفايات تواصلية ‪ ،‬ارستراتيجية‪ ،‬منهجية ‪ ،‬تكنولوتجية وثقارفية ؛ وتقيم ترتبط بالعقيدة‬ ‫وبالهوية الحضارية وبثقارفة حقوق النسان والمبادئ الكونية ‪ .‬وتهدف المدررسة بشكل عام خلل هذه الوظيفة تعليم وتكوين‬ ‫الفرد بشكل يجعله مندمجا رفي الحياة العامة ومتفتحا على الخر ‪.‬لكن من خلل التجارب السابقة والحالية يلحظ ان المدررسة‬ ‫تقد انحررفت عن رسكتها التعليمية والتربوية نظرا لصعوبة هذه الوظيفتين وكذلك لعدم تورفر الشروط الضرورية للعداد‬ ‫والتكوين العلمي والمهاري والمنهجي ‪ ،‬ولعدم تورفر رشروط التأهل للندماج رفي الحياة التجتماعية ‪ .‬رفالمدررسة اليوم وتجدت‬ ‫نفسها رفي حرج وأمام منارفسة رشديدة ولزدياد تطور الفنون المعررفية الخرى ‪ ،‬وتأثير الصورة بشكل خاص ‪ .‬وبذلك لم تعد‬ ‫المدررسة تحتل نفس المكانة السابقة )بجانب المؤرسسة الدينية( التي كانت تحتلها من حيث السلطة والحتكار المعررفي ‪ ،‬ولن‬ ‫تطور ورساهئل التصال والعلم وظهور الكومبيوتر و رشبكة النترنيت بمختلف برامجها وأنظمتها ‪ ،‬مع انتشار التعليم‬ ‫المبرمج والتعليم عن بعد والقنوات التعليمية ‪...‬كله هذا ما زعزع مكانة المدررسة وتجعل تقيمتها رفي تدهور مستمر ‪ ،‬وهذا له‬ ‫اثر بليغ على المتعلمين وبالتالي على المجتمع ومستقبله ‪.‬رفالمجتمعات التي أدركت هذا التغير الذي وتقع على القنوات المعررفية‬ ‫وعلى المدارس ‪ ،‬تمكنت من مسايرة المنارفسة التي تواتجهها المدررسة رفتربط كل تجديد بالمدررسة مما تجعل هذه الخيرة لم‬ ‫تحس يوما ما بزعزعة وظيفتها التعليمية والتكوينية ‪ ،‬رفتقدم البحث العلمي وتورفير التراكم العلمي الجيد يمكن المجتمعات من‬ ‫تحديد ملمح وحاتجات ورغبات واهتمامات وميولت أطفالها ‪ ،‬وبالتالي انسجام كل رسيارسة تعليمية مع ظروف الواتقع الذي‬ ‫يتطور بسرعة ‪ ،‬عكس المدررسة المغربية التي مازالت ذات طابع تقليدي رسواء رفي طرق التدريس أو على مستوى الورساهئل‬ ‫الديداكتيكية وحتى الجانب المعررفي والمنهجي ‪ ،‬مما تجعلها تفقد مكانتها رفي حلبة الصراع التعليمي والتربوي ‪.‬رفواتقع المدارس‬ ‫المغربية اليوم يؤكد هذا الطرح ‪ :‬رفعدم تطور البنيات المدررسية بشكل يوازي ارتفاع نسبة التمدرس ‪ ،‬رفنجم عن ذلك اكتظاظ‬ ‫مهول بالتقسام ) تقد وصل إلى ‪ 54‬تلميذ رفي القسم الواحد أما تقسم ‪ 40‬تلميذ رفقد أصبح عاديا ( إضارفة إلى نقص رفي‬ ‫التجهيزات وأطر التدريس ‪ ،‬أما ما زاد الطين بلة هي تلك الخريطة التربوية التي تحدد لكل أرستاذ عدد التلميذ الذين رسيشملهم‬ ‫التكرار كما تحرص على أن تكون نسبة النجاح مرتفعة وأن تفوق رفي غالب الحيان ما يزيد عن ‪) °/°90‬خاصة رفي التعليم‬ ‫البتداهئي الذي يعتبر الركيزة الرسارسية ( وهذا ما ينتج لنا تلميذ ل يعررفون القراءة والكتابة رغم أنهم رفي مستويات درارسية‬ ‫عالية )السادرسة أو السابعة وحتى التارسعة ‪ (...‬وذلك بسبب تراكم أخطاء الخريطة المدررسية ‪ .‬رفكثرة نسبة التلميذ رفي القسم‬ ‫الواحد وارتفاع نسبة الذين يعانون من التخلف الدرارسي يشكل مشكل وعاهئقا تربويا كبيرا على التواصل والتفاهم بين المدرس‬ ‫و التلميذ ‪.‬‬ ‫ب ( الوظيفة التربوية ‪:‬‬ ‫بجانب الوظيفة التعليمية والتكوينية رفان للمدررسة وظيفة أرسارسية ورشاملة ارستمدتها من الرسرة تتجلى رفي تربية الطفال‬ ‫تربية تجعلهم يحترمون مجتمعاتهم ويندمجون مع مختلف المؤرسسات التجتماعية الخرى ‪ ،‬وبفضلها يكتسبون تقيم إنسانية‬ ‫وهوياتية تتأتقلم مع متطلبات المجتمع ‪ ،‬وبفضل الفلسفة التربوية التي تنهجها المدررسة كمؤرسسة عمومية يمكن للمجتمع‬ ‫التطور والسير نحو ما هو أرفضل أو العكس الصابة بالركود والتخبط رفي مشاكل تجمة ‪.‬‬ ‫رفصلح المجتمع ينطلق من صلح المدررسة وكل خطأ يرتكب داخل تجدران هذا الحقل رسيكون له اثر بليغ على مستقبل‬ ‫الدولة برمتها ‪ ،‬رفعلتقة المدررسة بالمجتمع علتقة الم بابنها ‪ ،‬وعلتقة الساهئق بسيارته وعلتقة القاهئد بجماعته ‪ ،‬رفالمدررسة هي‬ ‫مقود التطور والتقدم ومفتاح التغيير ‪ ،‬وعبر المدررسة يمكن كذلك ان نصنع مجتمعا متخلفا ومجتمعا مسالما كما نريد ‪.‬ولهذا‬ ‫رفعندما نتحدث عن إصلح التعليم وبالتالي المدررسة ‪ ،‬علينا أن ننظر إلى مستقبل المة وماذا نريد رفعل من مجتمعنا ؟ هل‬ ‫نريده مجتمعا متقدما ؟ ديمقراطيا ؟ متفتحا ؟ يحب وطنه ؟ غيور عليه ؟ يعتز بهويته ؟ تقد يدرفع ثمن حياته درفاعا عن وطنه ؟‬ ‫أم مجتمعا متخلفا ل يحب وطنه ؟ و ليعير أي اهتمام لنفسه و ل لوطنه ؟ مجتمعا متفاوتا رفي كل المستويات الثقارفية‬ ‫والتقتصادية والتجتماعية ؟ وحتى من حيث الملكية والمواتقع الجغرارفية ؟‬ ‫ان المدررسة هي الحل الوحيد والباب الول الذي يمكن من خلله ان نفبرك رفردا ثم أرسرة وبالتالي مجتمعا كامل ‪ ،‬رفداخل‬ ‫المدررسة نجد كل الطفال ينحدرون من كل الرسر كسفراء لها ‪ ،‬وهم الذين رسيصبحون رتجال الغد ‪.‬رفإذا تقمنا بتربيتهم بشكل‬ ‫تجيد وعلى تربية مستقبلية لنهم خلقوا لزمن غير زماننا ‪ ،‬نضمن مجتمعا منسجما ومتقدما ‪ .‬عكس ما وتجدناه وما نجده داخل‬ ‫المدررسة المغربية‪ ،‬التي تتخبط رفي أزمات متتالية ومستمرة وبالتالي تحصد خساهئر تجسيمة ل يمكن للمجتمع المغربي تفاديها‬ ‫ولو بالقروض الدولية‪.‬رفهي خسارة تربوية تررسخت رفي رشخصية الفرد المغربي الذي يفضل الهجرة والموت رفي البحر عن‬ ‫الصمود والنضال من اتجل الصلح التام ‪ ،‬رشخصية الفرد المغربي الذي ل يعرف النظام بل ل يحبه ‪ ،‬ويفضل الفوضى‬ ‫أحيانا عن احترام القوانين ‪ ،‬الفرد المغربي الذي ل يميز بين الواتجب والحق ‪ .‬الفرد المغربي الذي يفضل أن يتمتع بجنسية‬ ‫أتجنبية عوض تجنسيته الصلية‪ ...‬إنها حقاهئق مرة وواتقعية ل يمكن تنكرها أو تجهلها ‪ ،‬رفكل رفرد وطئت تقدمه المدررسة تجده‬ ‫يحس بمرارة الواتقع المغربي وبأزمة التعليم بالخصوص ‪.‬‬


‫ت ( الوظيفة اليديولوتجية ‪:‬‬ ‫لقد تبين لنا من خلل المماررسة الميدانية وكذلك من خلل الفلسفة التربوية التي تتبعها كل دولة اتجاه مداررسها‪ ،‬أن‬ ‫للمدررسة وظيفة أخرى تكتسي طابعا إيديولوتجيا لكونها تعتبر أداة للدماج وتقنطرة تمرر من خللها الدولة رسيارساتها المنية‬ ‫وهي أداة لهيمنة الوظيفة الررسمية لنقل المعارف ‪ ...‬وهي كما تقال السورسيولوتجي الفرنسي بيير بورديو رفي كتاب مع‬ ‫بارسرون ‪ :‬إعادة النتاج ‪ ، la reproduction‬أداة لعادة إنتاج الثقارفة والنظام الساهئد ‪ ،‬وهي تجهاز إيديولوتجي مهمته نقل‬ ‫وتررسيخ أرفكاره المهيمنة وذلك لعادة إنتاج تقسيمات المجتمع الرأرسمالي وتجعل النخبوية عمل مشروعا ‪ ،‬وبالتالي إعادة‬ ‫إنتاج القيم والعلتقات التجتماعية الساهئدة ‪ .‬وهكذا رفالنظام التربوي رفي نظر بورديو يشكل عنفا رمزيا تقصدي لكنه مفروضا‬ ‫من طرف رسلطة ذات نسق ثقارفي رساهئد ‪ ،‬وهكذا رفالوظيفة اليديولوتجية للمدررسة تتجلى رفي كونها مؤرسسة للترويض‬ ‫التجتماعي وإعادة إنتاج نفس أنماط الفكر والسلوك المرغوب رفيهما من طرف المجتمع ‪.‬‬ ‫إن للمدررسة عدة وظاهئف رهئيسية يرتبط بعضها ببعض خاصة رفي عصرنا الحاضر الذي يمتاز بالتغييرات التجتماعية‬ ‫السريعة والتقدم المطرد رفي ميدان العلم والختراع‪ ،‬والتشابك المتزايد رفي أرساليب المعيشة وعادات الناس وتقاليدهم ‪،‬إل أن‬ ‫المدررسة الوطنية التي تضع مهمة التربية والتعليم رفي مقدمة أولوياتها‪ ،‬تحاول التورفيق بين مختلف الوظاهئف دون أن تطغى‬ ‫وظيفة على أخرى وأن تضع مستقبل المجتمع برمته كغاية كبرى‪ .‬ولهذا رفنجد أن من ابرز الدوار التي يجب على المدررسة ‪،‬‬ ‫ان تقوم بها رسعيا لتحقيق أهدارفها كمؤرسسة تربوية واتجتماعية نجد ]‪: [3‬‬ ‫‪ - 1‬نقل الثرات الثقارفي‪ :‬إن تحليل معنى المجتمع والثقارفة وعلتقة الشخصية بهما يبرز لنا أهمية العملية التجتماعية التي تنتقل‬ ‫بها آداب السلوك العامة والقيم والمعاني والنماط الثقارفية من تجيل إلى تجيل‪ .‬وطبيعة الحياة التجتماعية للرفراد من حيث‬ ‫الختلف رفي أعمارهم واختفاء بعضهم وظهور بعضهم الخر يجعل عملية النقل عملية اتجتماعية ضرورية لرستمرار‬ ‫النضج التجتماعي‪.‬‬ ‫غير أن هذه العملية ليست آلية‪ ،‬رفالمجتمعات المتمدنة تقد تسير إلى الوراء إن لم تبدل تجهودا حقيقية رفي رسبيل نقل التراث‬ ‫الثقارفي من تجيل إلى تجيل‪ .‬لهذا يبدو أن الحاتجة إلى التعليم أمر بديهي رفي المجتمعات لرستمرار وتجودها وتطورها‪ .‬رفالناس‬ ‫يعيشون رفي تجماعة بفضل ما يشتركون رفيه من أرشياء عامة وبفضل عملية التصال والنقل التي يحصلون بها على الرشياء‬ ‫المشتركة العامة التي تجعل منهم تجماعة‪ ،‬وهذه الرشياء المشتركة العامة هي الهداف والمعتقدات والمال والمعارف‬ ‫والمفاهيم المشتركة‪ ،‬وهذه كلها تساعد على إيجاد عقلية متشابهة بين أرفراد الجماعة لن النقل واليصال الذي يتضمن‬ ‫مشاركة الرفراد رفي تفهم مشترط هو الذي يحقق اتجاهات عقلية وانفعالية متشابهة‪ .‬أي طريقة متشابهة للرستجابة لتوتقعات‬ ‫الحياة ومطالبها‪.‬‬ ‫إن تقيم المجتمع على التمارسك رفي إطار أهداف مشتركة يعني هذا أكثر من التعاون بهم‪ ،‬ورفهم متطلباتهم وحاتجاتهم‬ ‫ومساعدتهم على رفهم أعراضه وحاتجاته‪ ،‬ومعنى هذا كله ضرورة توارفر ما نسميه "بالتجماع" الذي ل يمكن وتجوده إل عن‬ ‫طريق عمليات النقل والتصال التجتماعي‪ .‬رفعملية النقل تقد تتم بطريقة واعية الذي نعمله ويمكنه عن طريقها أن يواتجه‬ ‫مواتقف الحياة على أرساس من التبصر والمعررفة وتزويده بما يلزم من المواتقف المختلفة من معارف ومهارات رسبق أن تثبت‬ ‫صحتها من خبرات أتجيال أخرى‪ .‬وتقد تتم هذه العملية بالضغط التجتماعي أو الدعاية أو بأي نوع آخر من التعليم‪ ،‬ولهذا رفإن‬ ‫المدررسة وبجانبها مختلف المؤرسسات المكلفة بالتربية ‪ ،‬تواتجه عدة مشكلت لقيامها بهذه الوظيفة‪ .‬ومن المور التي ينبغي‬ ‫مراعاتها بالنسبة لهذه الوظيفة هي اختيار الجوانب التي لها تقيمة رفي التراث التجتماعي بالنسبة للشخص وكذلك اختبار‬ ‫العناصر التي تضمن تكامل رفي اتجاهات الفرد ومفاهيمه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التبسيط‪ :‬لما كانت المدينة الحديثة )الحضارة( تمتاز بالتعقيد رفإن من العسير أن تنتقل عناصرها إلى الصغار النارشئين‪،‬‬ ‫لهذا رفعلى المدارس تقسيمها إلى أتقسام وتصنيفها وتبسيطها‪ .‬ووظيفة المدررسة التربوية هي ان تورفر بيئة مبسطة تنارسب أعمار‬ ‫التلميذ وارستعداداتهم رفتختار العناصر الرسارسية التي يتمكنون من الرستجابة إليها وتنظم برامجها بحيث تزودهم خلل أطوار‬ ‫نموهم المختلفة بالمعارف والمهارات التي تزيد من بصرهم رفي مواتقف الحياة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬النتقاد والختبار‪ :‬من وظاهئف التربية والمدررسة ان تختار بين التجاهات والقيم والعادات والمعارف التي توتجد رفي‬ ‫المجتمعات على أرساس التمييز بين المرغوب رفيه وغير المرغوب رفيه ذلك ان كل مجتمع يتضمن الكثير من العناصر‬ ‫المختلفة والرفكار المتنوعة والقيم المتعارضة‪ ،‬ولما كانت المدررسة هي أداة المجتمع رفي تنمية اتجاهات وتقيم مرغوب رفيها رفي‬ ‫ضوء أهداف معينة كان من وظيفتها القيام بتدعيم الجيد من العناصر والقيم وتزويد الصغار النارشئين بها لمواتجهة مواتقف‬ ‫حياتهم رفي بيئتهم التجتماعية‪ ،‬وكلما ارتقى المجتمع وتعددت مصالحه أدرك أمامه مسؤولية مزدوتجة‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬العمل على نقل العناصر الطيبة رفي تراث وما حققته التجيال السابقة‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬ارستخدام العناصر الجيدة الملقاة لبناء مستقبل أرفضل‪.‬‬ ‫‪ - 4‬التقتصاد الثقارفي‪ :‬المدررسة رفي هذا العصر تجد نفسها أمام وظيفة تجديدة تفرضها عليها طبيعة التغييرات الجدرية التي‬ ‫يتميز بها هذا العصر‪ .‬رفقد تراكم التراث الثقارفي بشكل لم يسبق له مثيل‪ ،‬واتسع نطاتقه باتساع نطاق الخبرات النسانية‬ ‫وتشابكها ورسهولة انتقال نتاهئجها وتفرع رفروع المعررفة المختلفة‪ .‬وليس معنى التقتصاد الثقارفي اختزال التراث الثقارفي لسهولة‬ ‫نقله والتقتصار على تجانب منه دون تجوانب أخرى‪ ،‬بل أنه يعني الختيار والتمييز بين العناصر القديمة والجديدة وتحقيق‬ ‫التكامل السليم بين رفروع المعررفة‪ ،‬مع تجعل هذا الرصيد بعد ذلك رسهلة التناول‪ .‬وعلى هذا رفالمدررسة مطالبة لقيامها هذه‬ ‫الوظيفة بابتكار الورساهئل والرساليب الجديدة وتنظيم المادة الدرارسية وتقديمها وتوصيلها للنارشئين‪.‬‬


‫‪ - 5‬التمارسك التجتماعي وتدويب الفوارق بين الطبقات‪ :‬ومن الوظاهئف التجتماعية للمدررسة )عكس الوظيفة اليديولوتجية‬ ‫المعتمدة ( إيجاد حالة من التوازن بين عناصر البيئة التجتماعية‪ ،‬وذلك بأن تتبع المدررسة لكل رفرد الفرصة لتحرير من تقيود‬ ‫طبقته التجتماعية التي ولد رفيها وأن يكون أكثر اتصال وتفاعل مع بيئته الشاملة‪ ،‬ذلك أن المجتمع الحديث يتضمن رفي الواتقع‬ ‫تجماعات كثيرة وهناك أيضا الطبقات التجتماعية والمذاهب الدينية ولكنها تتفاوت رفي العادات والتقاليد والمال والقيم بين‬ ‫أرفراد المجتمع الواحد وكل هذه الطبقات لها تأثير على اتجاهات الطفال النارشئين‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تنمية أنماط اتجتماعية تجديدة‪ :‬إن أول خطوة لتحقيق المدررسة لهذه الوظيفة هي تنمية الوعي بين الطفال والشباب بالفرق‬ ‫بين ما هو كاهئن وما ينبغي أن يكون‪ ،‬وتتطلب هذه الوظيفة أرسارسا مبنيا وارفرا من المعررفة ومن المعلومات عن الورساهئل‬ ‫التجتماعية الخرى المختلفة‪ ،‬وتكوين اتجاهات علمية تجديدة متحررة من التعصب والجمود لتقويم هذه المعارك وارستنباط‬ ‫أرساليب ومفاهيم تجديدة تكون أرسارسا لتصور مستقبلي رفعال‪.‬‬ ‫‪ - 7‬تنمية الطار القومي‪ :‬رفالمدررسة بطبيعتها التجتماعية والخلقية تحمل داهئما رفي الطار القومي والذي منه تستمد رفلسفتها‬ ‫واتجاهاتها والتي على ضوهئه ينبغي أن تختار خبراتها التعليمية التي تعني المواطنين النارشئين‪ .‬رفعلى المدررسة أن تحارفظ على‬ ‫الطار القومي كما عليها أن تساهم رفي تطوير هذا الطار وتنميته لخضاعه للدرارسة والفكر رفي ضوء ما يشهده المجتمع من‬ ‫تغيرات رسيارسية واتقتصادية واتجتماعية‪.‬‬ ‫‪ - 8‬البتكار والخلق‪ :‬إذا كانت نقطة البداية للمدررسة هي النسان‪ :‬الفرد‪ .‬رفإن موضوعها هو طبيعة الفرد من حيث نموه‪،‬‬ ‫رفطبيعة الفرد ليست ثابتة محددة بعوامل بيئية ثابتة أو أنها رفطرية تحكمها عوامل غريزية تجامدة‪ ،‬وإنما هي طبيعة مرنة‬ ‫متكاملة رفي تفاعلها‪ .‬ووظيفة المدررسة هي أن تمكن الفرد من الخروج عند حدود تجماعته الولية إلى حدود الجماعات الكبيرة‬ ‫مع تقوة رفي تغيير هذه الجماعة والضارفة إليها والمشاركة رفيها مشاركة ايجابية وذلك بفكر خلق ومبدع رفي ثقارفته وبيئته‪ .‬وتقد‬ ‫تعد هذه الوظيفة أعلى وظاهئف التربية المدررسية خاصة رفي المجتمعات التي تعيش تغيرات رسريعة تحتاج من الرفراد خلقا‬ ‫وإبداعا وابتكارا وتجديدا رفي أرساليب حياتهم‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مفهوم الرسرة ووظاهئفها ‪:‬‬ ‫تعتبر الرسرة من أولى الحاتجات الطبيعية التي يلجأ إليها النسان ‪ ،‬ولضرورتها الطبيعية لرستمرار الجنس البشري‬ ‫وكذلك لتورفير المن والحماية الضروريين ‪ ،‬رفان الكاهئن البشري يعمل بشكل تلقاهئي على إنشاء الرسرة ‪ ،‬ونظرا لهمية‬ ‫الرسرة كمكون اتجتماعي ‪ ،‬وكأول اتجتماع تدعو إليه الطبيعة كما أكد الفيلسوف أررسطو ‪ ،‬رفقد تعددت التعاريف التي أرشار إليها‬ ‫العلماء بمختلف تخصصاتهم من السورسيولوتجيا والنتربولوتجيا وحتى رفي ميدان التربية وندرج هنا بعض التعاريف كنماذج‪:‬‬ ‫تعريف لوك ‪ : Lock.H‬الرسرة تجماعة من الرفراد تربط بينهم رابطة الدم أو التبني ‪ ،‬ويعيشون رفي منزل مستقل ‪،‬‬ ‫‬‫ويتواصلون رفيما بينهم عبر تفاعل مستمر ‪ ،‬كما يؤدون أدوارا اتجتماعية خاصة بكل واحد منهم ‪ ،‬باعتباره زوتجا أو ابنا أو‬ ‫ابنة أو أما أو أختا بحيث يتكون نتيجة ذلك ثقارفة مشتركة ‪[4].‬‬ ‫تعريف ليتري ‪ : Littré‬تتكون الرسرة من مجموعة أرشخاص يحملون الفصيلة الدموية نفسها ‪ ،‬ويعيشون تحت رسقف‬ ‫‬‫واحد ‪ ،‬كما تتكون بوتجه خاص من أب وأم وأطفال ‪[5].‬‬ ‫الرسرة مجموعة اتجتماعية تربط بينها روابط القرابة أو الزواج ‪ ،‬وهي رشكل اتجتماعي له وتجود رفي كل المجتمعات‬ ‫‬‫البشرية ‪ .‬وتقوم الرسرة ‪ ،‬من الوتجهة النظرية ‪ ،‬بتورفير الحماية والمن والتنشئة التجتماعية لعضاهئها ‪.‬هذا ‪ ،‬وتختلف بنية‬ ‫الرسرة ونوع الحاتجات التي تشبعها لرفرادها باختلف المجتمعات وباختلف المراحل التاريخية ‪[6].‬‬ ‫كما يستخدم مفهوم الرسرة كذلك للدللة على الخصاهئص البنيوية والوظيفية والنشاطات التجتماعية التي تتم رفي رحاب وحدة‬ ‫ترابية ورسكنية واتقتصادية ومعايشة تشمل الزوج والزوتجة والولد غير المتزوتجين عكس العاهئلة الذي يشير إلى وحدة رفي‬ ‫القرابة تشمل الصول والفروع التي ترتبط بنسب الب رسواء رفي رشكلها الممتد أو رشكلها المركب ‪.‬‬ ‫أما عن وظاهئف الرسرة رفهي أول المدررسة الولى التي يتعلم رفيها الطفل لغة أمه والمشي وبعض الخلق والقيم ‪ ،‬ومن خلل‬ ‫أرسرته يكتشف نفسه ومحيطه ‪ ،‬رفهي التي تمنحه الهوية والمان والحنان ‪.‬وبالتالي رفهي تلعب نفس وظاهئف المدررسة كلها‬ ‫بالضارفة إلى كونها المسؤول الول والخير لنجاح تنشئة الفرد ‪ ،‬وكما تقلنا رفي التعريف بأنها الرحم التجتماعي للطفل والتي‬ ‫يعود إليه الطفل لتضميد كل تجراحه التي تقد يسببها العالم الخارتجي بسبب المعانات والضغوطات ‪ .‬ومن هنا رفالرسرة هي‬ ‫الخلية الرسارسية رفي المجتمع وهي المسؤولة عن تقوة أو ضعف البنية المجتمعية العامة ‪ ،‬لكونها تقوم بوظيفة المن لرفرادها‬ ‫ووظيفة التضامن بينهم ووظيفة التكوين والتنشئة التجتماعية ‪ ،‬ووظيفة المراتقبة والتربية‪...‬رفهي بالتالي مؤرسسة رشمولية تؤدي‬ ‫مختلف الدوار ‪ ،‬إل أن الوضع رفي الوتقت الراهن تقد تقلصت رفيه هذه الوظاهئف ومعها مسؤوليات الرسرة رفتحولت بذلك هذه‬ ‫الخيرة من مركز داهئرة التربية إلى عنصر أو طرف مشارك رفي العمل التربوي‪ .‬وبسبب هذا النتقال رفي الدور تجعل الرسرة‬ ‫تفقد توازنها وصدارتها التجتماعية‪.‬مما رفرض عليها أن تعيد النظر رفي علتقاتها مع مختلف الطراف المشاركة رفي العمل‬ ‫التربوي من مدررسة ورشارع وورساهئل العلم ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬مفهوما التنمية و التنشئة التجتماعية‪.‬‬ ‫‌أ ‪ -‬مفهوم التنمية ‪:‬‬ ‫لقد نشأ مفهوم التنمية وترعرع رفي الغرب رسواء عن طريق رسورسيولوتجيا الغرب أو عن طريق الهيأت الدولية ‪ ،‬وهذه‬ ‫النشأة بطبيعة الحال ل تخلو من إيديولوتجية ‪ ،‬حيث تجميع المصطلحات المستعملة ونوعية ميادين التنمية لها منحى خاص من‬


‫وراءها أغراض إيديولوتجية تحركها ‪.‬ولقد ظهر مفهوم التنمية لول مرة رفي بريطانيا مثل رسنة ‪ ، 1944‬وذلك رفي تقرير‬ ‫اللجنة الرستشارية للتعليم ‪ ،‬و صدر أول تعريف منظم لتنمية المجتمع خلل مؤتمر " كامبردج" الصيفي حول الدارة‬ ‫الرفريقية رسنة ‪ . 1948‬وتقد عررفت التنمية بأنها " حركة تستهدف تحقيق حياة أحسن للمجتمع المحلي نفسه من خلل‬ ‫المشاركة اليجابية للهالي ‪ ،‬وإذا أمكن من خلل مبادرة المجتمع المحلي " ‪ .‬ورفي رسنة ‪ 1954‬تبنى مؤتمر " ارستردج"‬ ‫للتنمية التجتماعية الصيغة العامة للتعريف السابق أي أن التنمية التجتماعية هي " حركة مصححة لتحقيق حياة أحسن‬ ‫للمجتمع ككل عن طريق المشاركة الفعالة ‪. "...‬‬ ‫وهكذا رفقد ظهرت رفكرة تنمية المجتمع لول مرة رفي الوكالت والمجالس المتخصصة داخل المم المتحدة رفي درارسة‬ ‫منظمة رسنة ‪ .1950‬واتخذ المجلس التقتصادي والتجتماعي رفي رشهر مايو ‪ 1955‬تقرارا باعتبار منهج المجتمع ورسيلة للتقدم‬ ‫التجتماعي رفي المجتمعات النامية والمتخلفة‪ .‬وصدر أول كتاب يعرف هذا المفهوم رفي أول درارسة منتظمة رسنة ‪ 1955‬وهو‬ ‫تعريف يذهب الى أن عملية التنمية للمجتمع هي العملية المصممة لخلق ظروف التقدم التجتماعي والتقتصادي معا رفي‬ ‫المجتمع عن طريق مشاركة الهالي ايجابيا رفي هذه العملية‪ .‬ليأتي بعد ذلك تعريف ثاني رسنة ‪ 1956‬حيث أن تنمية المجتمع‬ ‫هي تلك العملية التي يمكن بها توحيد تجهود المواطنين والحكومة لتحسين الحوال التقتصادية والتجتماعية والثقارفية رفي‬ ‫المجتمعات المحلية ولمساعدتها على الندماج رفي حياة المة والمساهمة رفي تقدمها بأتقصى تقدر ‪.‬‬ ‫وما يمكن ارستنتاتجه من التعريفين هو انه يشيران إلى ارفتراض أن المجتمعات المحلية تحتوي على طاتقات بشرية تحتاج إلى‬ ‫التنظيم والتوتجيه من تجهة ثم أن هناك إمكانيات مادية تحتاج إلى التنظيم والرستثمار من تجهة أخرى ‪.‬كما يركز التعريفان‬ ‫على ضرورة المساعدة الذاتية وكذلك على عدم تقدرة المجتمعات المحلية تحمل ثقل كارفة عملية التنمية ‪.‬‬ ‫وإذا ما عدنا إلى تعريف التنمية ‪ ،‬رفانه كما تقلنا يوتجد اختلف بين العلماء حسب نظرتهم الى هذا المفهوم ‪ .‬رفنجد مثل‬ ‫رورستوف ‪ Rostow‬يعرف التنمية بأنها عملية تخلي المجتمعات المتخلفة على السمات التقليدية الساهئدة رفيها والتبني‬ ‫للخصاهئص الساهئدة رفي المجتمعات المتقدمة ‪ .‬أما عبد المنعم رشوتقي رفيقول ‪ " :‬إن عملية التنمية هي ذلك الشكل المعقد من‬ ‫التجراءات والعمليات المتتالية ‪ ...‬التي يقوم بها النسان رفي مجتمع ما من خلل عمل تغيير مقصود وموتجه يهدف إلى إرشباع‬ ‫حاتجة‪ ".‬وبالنسبة لكارل ماركس ‪ " :‬رفالتنمية هي تلك العملية الثورية التي تتضمن تغييرات تجديدة تجذرية ورشاملة رفي البنيات‬ ‫التجتماعية والتقتصادية والسيارسية وحتى القانونية زيادة الى نمط الحياة وأرساليب العيش والقيم الثقارفية ‪ ".‬وهنا يؤكد كارل‬ ‫ماركس كذلك أن البلدان الكثر تقدما من الناحية الصناعية تمثل المستقبل الخاص بالنسبة للبلدان التقل تقدما ‪ .‬ويقول رسميلسر‬ ‫‪ : Smelser‬إن التحديث والتنمية هي عملية تتضمن عدة تحولت رفي متغيرات الحياة مثل التكنولوتجيا وذلك عن طريق تقدم‬ ‫هذا الميدان وتعقيده أكثر ‪...‬والسكان عن طريق التمدن والتحضر والزراعة بالمزيد من المنتوتجات التجارية وعلى صعيد‬ ‫الرسرة ثم الدين بمزيد من العلمانية ‪ ".‬أما بالدوين ‪ Baldwin‬رفان عملية التنمية لديه تحتاج إلى تورفير معدلت عالية من‬ ‫النمو رفي الميادين التقتصادية والتجتماعية والسيارسية ‪.‬‬ ‫وبشكل عام رفان مفهوم التنمية مفهوم رشارسع ويختلف الباحثين رفي تعريفه ‪ ،‬ولكن ما ل يمكن نفيه أن هذه العملية هي عملية‬ ‫معقدة متشعبة الجوانب ‪ ،‬تضم الجانب التقتصادي ‪ ،‬التجتماعي ‪ ،‬السيارسي والثقارفي ‪ .‬والمفهوم العام لهذه العملية هو أنها‬ ‫مجموعة من العمليات المخططة والموتجهة لتحقيق التغيير الجدري رفي المجتمع ‪ ،‬وذلك لتحسين الظروف التجتماعية ‪،‬‬ ‫التقتصادية ‪ ،‬السيارسية والثقارفية لرفراد المجتمع‪.‬‬ ‫ب‪ -‬مفهوم التنشئة التجتماعية‪:‬‬ ‫يعتبر مفهوم التنشئة التجتماعية من المفاهيم التي ل يمكن تحديده بدتقة ‪ ،‬ولكن يمكن النظر إليه كغاية يسعى كل مجتمع‬ ‫تحقيقها لدى كل رفرد ينتمي إلى هذا المجتمع‪ .‬رفكلمة التنشئة تقد تدل على التربية الشاملة والتكوين وتمكن الفرد من ارستدماج )‬ ‫‪ ( Intégration‬أنماط رسلوكية وعادات ومعايير ودللت وتقيم ‪ ،‬عندما يقيم العلتقة بين رفئة من الفاعلين من تجهة ومجموعة‬ ‫من الرفعال من تجهة ثانية‪.‬أما التجتماعية رفهي إعطاء الصبغة التجتماعية للتنشئة وبالتالي أن تنطلق من المجتمع وتعود‬ ‫لخدمته مرة أخرى ‪ ،‬ولهذا يمكن القول أن التنشئة التجتماعية بمثابة مشروع اتجتماعي تهيمن عليه مجموعة من القيم‬ ‫والمعايير والنظم ‪ ،‬والهدف منه خلق علتقات بين الرفراد المكونة للمجتمع لتسهيل دمجها داخل هذا المجتمع ‪.‬ويعرف الباحث‬ ‫مصطفى حدية التنشئة التجتماعية رفي كتابه "رسيرورة التنشئة التجتماعية رفي الورسط الحضري بالمغرب" بأنها ‪" :‬تلك‬ ‫السيرورة المستقرة من التغيرات التي تطرأ على الفرد رفي مختلف مراحل حياته وتهدف إلى إدماتجه تجزهئيا أو كليا داخل‬ ‫المجتمع ‪ ".‬ويعني بها كذلك عملية اكتساب القيم والمعايير والتمثلت التجتماعية ‪...‬عن طريق آلية الدماج ولغرض تحقيق‬ ‫تكيف الفرد مع رسياق اتجتماعي يتسم بالدينامية والتغير ‪[7].‬‬ ‫وهنا يمكن التمييز بين تنشئة اتجتماعية أولية وتنشئة اتجتماعية ثانوية حسب تعبير كل من بيرتجي ‪ Berger‬ولوكمان‬ ‫‪ ، [ Luckman [8‬حيث بفضل التنشئة الولية يصير الفرد عضوا رفي المجتمع ‪ ،‬وتتم بالدرتجة الولى داخل الرسرة ورفي‬ ‫البنيات التجتماعية الصغرى التي يتيحها الورسط التجتماعي ‪ .‬كما تعتبر القاعدة الرسارسية التي يجب على التنشئة الثانوية أن‬ ‫تتبعها لتكون رفعالة‪ .‬ولكون هذه الخيرة تشمل كل السيرورات اللحقة التي بفضلها يتعرف الفرد على مجالت تجديدة من‬ ‫العالم الموضوعي بعد أن صار اتجتماعيا بفضل التنشئة الولية]‪.[9‬وهنا يمكن القول بان الرسرة والمدررسة )خاصة التعليم‬ ‫الرسارسي( يشكلن ويعتبران مؤرسسات للتنشئة الولية ومنهما ينطلق الفرد ويكتسب القواعد الولية التي تمكنه من الندماج‬ ‫والنفتاح رفي وعلى المجتمع ‪.‬رفما هي إذن علتقة المدررسة بالرسرة ؟‬ ‫‪ - 6‬المدررسة والرسرة ‪ :‬أية علتقة ؟‬


‫إذا كان الدور التجتماعي لكل من المدررسة والرسرة يتجلى رفي التنشئة التجتماعية للرفراد عن طريق التربية رفان‬ ‫علتقتهما يجب أن تنطلق من هذا المنظور الرسارسي‪.‬وعلتقة الرسرة بالمدررسة ل يجب أن تبقى علتقة رسطحية تتجلى أرسارسا‬ ‫رفي أن الرسرة هي التي تزود المدررسة بالمادة الولية أي التلميذ وبالتالي رفعملية النتاج )أي التربية( كلها على عاتق‬ ‫المدررسة‪ ،‬بل يجب أن تكون علتقة رشاملة تنبني على أنهما رشريكان رفي عملية النتاج ورفي التوزيع ورفي الرأرسمال وبالتالي‬ ‫رشريكان رفي الربح ورفي الخسارة رفي حالة حدوثها ‪ .‬و بالرغم من التغييرات التي تحدث رفي الرسرة والمجتمعات الحديثة رفهي‬ ‫مازالت إحدى المؤرسسات ذات الثر البعيد رفي المجتمع رففي المنزل يتعلم الطفل اللغة ويكتسب بعض التجتهادات ويكون رأيه‬ ‫عن ما هو صحيح أو خاطئ‪ .‬والنواة الولى للطفل هي النواة التكوينية لحياته وأثرها يلزم الطفل حتى يدخل إلى المدررسة‬ ‫لذلك رفتربية المدررسة هي امتداد لتربية الطفل رفي المنزل‪ .‬وتقد أوضحت عدة درارسات أتجريت لمعررفة أثر المنزل على نمو‬ ‫رسلوك الطفل حيث أن كثيرا من مظاهر رسلوك الفرد ما هو إل انعكاس لحياته المنزلية كنظارفة المنزل مثل تنعكس على‬ ‫مظهر وملبس الطفل وعلمات الكلم عن الوالدين‪.‬‬ ‫وإذا كان تأثير المنزل على تنشئة الفرد يظهر عليه ‪ ،‬رفإن على المدررسة واتجب معررفة البيئة المنزلية للطفل حتى يمكنها‬ ‫إدراك العوامل المختلفة المتداخلة رفي رشخصيته‪ .‬كما أنها ل يمكن أن تستثمر رفي عملها التربوي ما لم يتعاون الباء معها عن‬ ‫طريق أمدادها بالمعلومات المختلفة عن مميزات الطفل وحاتجاته ‪...‬الخ ومن هنا يمكن القول أن المدررسة والرسرة كمؤرسستين‬ ‫للتنشئة التجتماعية للطفال ‪ ،‬يوتجدان رفي وضعية المنارفسة مع بقية المؤرسسات التي يقبل عليها الطفال مثل التلفاز ورشبكة‬ ‫النترنيت والشارع ‪ ،‬وبالتالي وتجب عليهما تظارفرالجهود والتنسيق بشكل معقلن لمواتجهة تلك المنارفسة الشررسة ‪ .‬كما يجب‬ ‫علينا أن ننظر إلى المدررسة والرسرة بأنهما الورسيلتان الرسارسيتان لتحقيق تنشئة اتجتماعية تجيدة للفرد وبالتالي بوارسطتهما‬ ‫يمكن ضمان تنمية المجتمع بفضل تلك المكتسبات والكفايات التي تم غررسها رفي الفرد بفضل كل من الرسرة والمدررسة ‪.‬رفكل‬ ‫إصلح تربوي وتجب عليه أن ينطلق من هاتين المؤرسستين التجتماعيتين وبشكل موازي للتطور والتغير الذي يقع على‬ ‫المجتمع ‪.‬ولكونهما من رسيضمن لنا تنمية بشرية مستدامة ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الخاتمة ‪:‬‬ ‫إن علتقة المدررسة بالرسرة يجب أن ترتكز على مبادئ التواصل والتفاعل المتبادل والشراكة الفعالة ‪ ،‬مع تسخير كل‬ ‫المكانيات والورساهئل والسبل الكفيلة لتفعيل هذه العلتقة على مستوى التطبيق والمماررسة ‪ .‬وتبقى المدررسة هي التي يجب‬ ‫عليها أن تخطو الخطوة الولى نحو هذا النفتاح وعليها أن تعمل تجاهدة على تجعل الرسرة تلتحق بها وتشاركها هموم‬ ‫عملها ‪ ،‬كما يجب عليها أن تنفتح أيضا على باتقي مكونات المحيط وذلك بتفعيل تجميع التجراءات التشريعية والقانونية التي‬ ‫تمكنها من تحقيق هذا النفتاح ‪ ،‬كما تجاء رفي الميثاق الوطني للتربية والتكوين رفي مجال الشراكة والتمويل وكذلك رفي مختلف‬ ‫المجالس التي تحدثها المؤرسسة من مجلس التدبير الذي يشارك رفيه ممثل مجالس الجماعات ثم رهئيس تجمعية أباء وأولياء‬ ‫التلميذ ‪ ،‬إلى باتقي المجالس الخرى التعليمي والتربوي ‪.‬‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫ مجلة علوم التربية العدد ‪ 28‬رفبراير ‪. 2005‬‬‫ الميثاق الوطني للتربية والتكوين ‪ ،‬منشورات المركز المغربي للعلم ‪.‬دتجنبر ‪. 2003‬‬‫ مجلة رفضاءات تربوية العدد الثالث مارس ‪. 1997‬ص ‪. 103‬‬‫المدررسة المغربية والمنتوج القيمي الخلتقي ‪ ،‬عبد الباتقي داود ‪.‬رسلسلة التكوين التربوي ‪.‬العدد ‪ 10‬السنة ‪.1999‬‬‫ الطفل والعلتقات الرسرية ‪ .‬د احمد أوزي الطبعة الولى ‪.2002‬‬‫‪. L’école à l’épreuve de la sociologie » Anne van Haecht , 111 et sv‬‬‫ تجورج توما الخوري ‪ ،‬رسيكولوتجية الرسرة ‪ .‬دار الجيل بيروت ص ‪. 14‬‬‫ ماذا عن علوم التربية ؟ امحمد عليلوش ‪ ،‬بحث تربوي رسنة ‪.1997‬‬‫‪-‬المورسوعة اللكترونية انكارتا ‪.1999‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.