الفجر 20

Page 1

‫م�سابقة رم�ضان تتوا�صل‪:‬اجلائزة الكربى ‪ 1000‬دينار‪ ..‬وجوائز بـ ‪ 500‬دينار �أ�سبوعيا‬ ‫مــطلع الفجر‪...‬‬

‫‪El Fejr‬‬

‫أفضل رد على‬ ‫محاوالت االلتفاف‬ ‫أكّ دت نسبة اإلقبال عىل الرتسيم يف القائامت‬ ‫متسك الشعب‬ ‫االنتخابية (أكثر من ال ّنصف) مدى ّ‬ ‫حقه يف اختيار من حيكمه ّ‬ ‫بمامرسة ّ‬ ‫بكل حرية‬ ‫وباملجلس الوطني التأسييس مدخال للقطع مع‬ ‫نظام االستبداد والفساد‪ .‬وبلوغ تلك النسبة اهلامة‬ ‫ّ‬ ‫حف بالرتسيم من لبس ومن صعوبات‬ ‫رغم ما‬ ‫تقنية ولوجست ّية‪ ،‬وما تعيشه البالد من ظروف‬ ‫استثنائية ويف ّ‬ ‫ظل اقتناع الكثريين بعدم جدوى‬ ‫الدعوة اىل الرتسيم أصال‪ ،‬استفتاء شعبيا حقيقيا‬ ‫حول االنتخابات املقبلة موعدا وإطارا وهو‬ ‫خري ر ّد عىل ّ‬ ‫كل حماوالت االلتفاف عىل الثورة‬ ‫يسمى بدستور ‪ 1959‬رغم‬ ‫ّ‬ ‫بالدعوة إىل العودة ملا ّ‬ ‫حوله إىل خرقة بالية‬ ‫اإلمجاع عىل أن املخلوع ّ‬ ‫أو بالبحث عن فتوى جتيز التفافا أكثر نعومة‬ ‫حتت غطاء استفتاء الشعب حول مهام املجلس‬ ‫ومدته‪ّ .‬‬ ‫كل هذه املامرسات‬ ‫املزمع انتخابه‬ ‫ّ‬ ‫والدعاوى تكشف عن مدى إرصار البعض من‬ ‫ّ‬ ‫بقايا العهد البائد ومن اخلائفني من حكم صناديق‬ ‫االقرتاع عىل احليلولة دون شعبنا ودون جني‬ ‫ثامر ثورته املباركة وممارسة سيادته كاملة‪...‬‬ ‫وفرض وصايتهم عليه واستباق نتائج صناديق‬ ‫مؤسسة منتخبة‬ ‫االقرتاع بتقييد صالحيات ّأول ّ‬ ‫تولد من رحم الثورة‪.‬‬ ‫البقية ص ‪2‬‬

‫نور الدين البحيري‬

‫جمعيات تون�سية‬ ‫ترف�ض م�شروع‬ ‫قانون ال�صحافة‬

‫ص‪9‬‬

‫اﻟﻌﺪد‬

‫الجمعة ‪ 19‬رمضان ‪1432‬هـ الموافق لـ ‪ 19‬أوت ‪ 2011‬م‬

‫‪20‬‬

‫اﻟﺜﻤﻦ ‪ 600 :‬مليم ‪ -‬الثمن في الخارج ‪ 1 :‬يورو‬

‫سكان حي الرباطل بحلق الوادي‬

‫�إ�صرار على ا�سرتجاع ما افتكه عماد الطرابل�سي‬

‫ص‪8‬‬

‫حمـامـون وق�ضـاة‪ :‬عمليـة الإ�صـالح تبـد�أ ب�إقـالـة وزيـر العـدل‬ ‫الثوار الليبيون يزحفون‬ ‫و�أيام القذايف باتت معدودة اال�ستقطاب الأيديولوجي‬

‫ص‪6‬‬

‫حممد القوماين للفجـــر‪:‬‬

‫ص ‪22‬‬

‫انتهى وحان الوقت لتحالفات‬ ‫�سيا�سية حتمي الثورة‬ ‫ص‪7‬‬

‫تحالف سياسي‬ ‫جديد للدفاع‬ ‫عن الثورة‬

‫ص‪3‬‬

‫القوات السورية تحتجز‬ ‫مئات االشخاص في‬ ‫ملعب رياضي بالالذقية‬

‫ص ‪22‬‬


‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫مــطلع الفجر‪...‬‬

‫أفضل رد على‬ ‫محاوالت االلتفاف‬ ‫السعي لسلب شعبنا‬ ‫املستميتون يف ّ‬ ‫البطل ّ‬ ‫حقه يف تقرير مصريه أكثر ال ّناس‬ ‫وعيا بأنه مل يبق أمامهم من مدخل إلجهاض‬ ‫الثورة إالّ بتحويل االنتخابات القادمة إىل‬ ‫املؤسسة‬ ‫جمرد عملية شكلية وإخضاع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املزمع انتخاهبا اىل خيارات أقل ّيات معزولة‬ ‫الدولة وبعض‬ ‫متمرتسة يف بعض أجهزة ّ‬ ‫اهلياكل املع ّينة بعد فرار املخلوع‪ ،‬وهو ما‬ ‫يفس سعيهم عرب ما ّ‬ ‫سخر هلم من مجعيات‬ ‫رّ‬ ‫ووسائل إعالم وفضاءات لتخذيل التونسيني‬ ‫عن املشاركة وتشكيكهم يف جدوى انتخابات‬ ‫املجلس الوطني التأسييس وختويف الناس‬ ‫من بعضهم بعضا ومن تداعيات النتائج‬ ‫املحتملة واإلحياء بمقايضة احلرية وعالج‬ ‫املشاكل االقتصادية واالجتامعية وضامن‬ ‫األمن ومحاية األرواح واألمالك بالعدول عن‬ ‫تلك االنتخابات أو عىل األقل تقييد املجلس‬ ‫املرتقب وإخضاعها اىل مشيئتهم‪ ،‬سالحهم‬ ‫لفرض ذلك تأزيم األوضاع وجتاهل املطالب‬ ‫ترضرا‬ ‫املرشوعة للجهات والفئات األكثر‬ ‫ّ‬ ‫من سياسات العهد البائد‪ ،‬وإننا عىل يقني‬ ‫بأن بالدنا وملصلحة كل أبنائها من خمتلف‬ ‫االجتاهات والفئات واجلهات (بام فيهم‬ ‫املشكّ كني يف جدوى انتخاب املجلس‬ ‫أمس احلاجة إىل‬ ‫الوطني التأسييس) يف‬ ‫ّ‬ ‫محاية وحدهتا وعدم إرباك مسريهتا نحو‬ ‫إنجاز االنتخابات يف موعدها وأنه عىل‬ ‫احلكومة ّ‬ ‫تعهداهتا دون تر ّدد‪،‬‬ ‫املؤقتة احرتام ّ‬ ‫كام أنه عىل اهليئة العليا املستقلة لالنتخابات‬ ‫العمل عىل أن تكون يف مستوى الثقة‬ ‫التي منحت هلا وأن حتمي إرادة الشعب‬ ‫ّ‬ ‫املستقل وعىل األحزاب واملنظامت‬ ‫وقراره‬ ‫واجلمعيات االستامع لنبض الشارع والوفاء‬ ‫لدماء الشهداء وتعديل ساعاهتا عىل ما‬ ‫ّ‬ ‫والكف‬ ‫أفرزته نتائج الرتسيم االختياري‬ ‫عن التطاحن والتنابز والتسابب والتعايل‬ ‫عن التفاهات ووضع نفسها يف خدمة البالد‬ ‫والشعب والوعي بأن تونس ّ‬ ‫لكل التونسيني‬ ‫وبأنا ت ّتسع للجميع وحتتاج اىل ا جلمىع‬ ‫هّ‬ ‫وأهنا يف حاجة ليكون املجلس الوطني‬ ‫تعدديا حاضنا‬ ‫التأسييس املراد انتخابه‬ ‫ّ‬ ‫للتنوع معبرّ ا عن روح الثورة وعن ّ‬ ‫كل ألوان‬ ‫الطيف ليصوغ الدستور املقبل الذي نريده‬ ‫ديمقراطيا‪ ،‬حداثيا وليسوس البالد بنفس‬ ‫الروح التشاركية التآلفية بعيدا عن نوازع‬ ‫اإلقصاء واالنفراد واالستبداد مهام كان لوهنا‬ ‫وعن أوهام تصدير الثورة ودعاوى التم ّلص‬ ‫وتعهداهتا إزاء‬ ‫من الوفاء بالتزامات بالدنا‬ ‫ّ‬ ‫مربر كان‪.‬‬ ‫أي‬ ‫جرياهنا ورشكائها حتت‬ ‫ّ‬

‫نور الدين البحيري‬

‫‪2‬‬

‫رئي�س جمعية العلماء امل�سلمني اجلزائريني يف ذ ّمة الله‬

‫ميزانية االنتخابات ‪ 40‬مليون دينار‬ ‫ابتداء من أول أكتوبر الساعة صفر تبدأ احلملة االنتخابية إلى يوم ‪ 21‬أكتوبر ‪ 2011‬الساعة‬ ‫منتصف الليل داخل تونس‪ ،‬أما في اخلارج فتبدأ من ‪ 28‬سبتمبر إلى غاية ‪ 13‬أكتوبر ولكل مترشح‬ ‫احلق في سحب ترشحه إلى غاية ‪ 29‬سبتمبر‪.‬‬ ‫هذا ما أكده كمال اجلندوبي في مؤمتر صحفي قال فيه أيضا‪ :‬نحن نتمنى أن يكون يوم‬ ‫االقتراع وأيام احلملة االنتخابية كلها في جو من الطمأنينة وأيام آمنة‪ ،‬ال توجد فيها اضطرابات أو‬ ‫مظاهرات أو اعتصامات فكل هذه األجواء ستؤثر بشكل كبير على العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫وعن احلمالت االنتخابية االستباقية قال نحن لدينا جانب من الصالحيات للتدخل بخصوص‬ ‫احلملة االنتخابية أو ما قبل احلملة االنتخابية إلى حد وصول يوم ‪ 23‬أكتوبر واآلن نحن بصدد‬ ‫بلورة موقف بخصوص ما سمي باإلشهار السياسي واحلمالت االستباقية وسنعلن في اقرب‬ ‫وقت موقف الهيئة من هذا كله‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أكد أنور بن حسن عضو الهيئة أنه إلى حد اآلن مت حتويل بــ ‪ 10‬مليارات‬ ‫صرف منها ‪ 6‬مليارات منهم ‪ 5‬باملائة خصصت للهيئات الفرعية‪ .‬وبالنسبة إلى امليزانية التقديرية‬ ‫للمسار االنتخابي ككل قدرناها مبا يقارب ‪ 40‬مليون دينارا‪.‬‬ ‫وقال كمال اجلندوبي بأن امليزانية هي تقديرية واملعايير التي مت اعتمادها هي معايير دولية‬ ‫وهناك سلم معترف به دوليا وهو ما بني ثالثة دوالرات وخمسة عشر دوالرا تكلفة الشخص‬ ‫الواحد في االنتخابات وهناك ارقام أكثر لكن في تونس اعتمدنا الرقم األقل‪ .‬فالدميقراطية مكلفة‬ ‫من الناحية املادية فهناك مؤسسات وهياكل تتطلب ميزانية معينة من أجل تسيير أعمالها‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلى اإلعالن عن حلول آجال تعليق قائمات الناخبني وانتهائها فإن تاريخ يوم ‪20‬‬ ‫أوت على الساعة الثامنة صباحا يكون بداية التعليق وتنتهي يوم ‪ 26‬من نفس الشهر‪ .‬كما تنشر‬ ‫قائمة الناخبني باملوقع االلكتروني للهيئة على الشبكة اخلاصة بها‪.‬‬

‫م�سرية م�سائية م�ساندة لل�شعب ال�سوري‬ ‫استجابة لدعوة تنسيقية مساندة الشعب السوري للتظاهر مساء االربعاء املاضي جابت شوارع‬ ‫العاصمة مسيرة حاشدة شارك فيها جمع غفير من املواطنني رفعوا شعارات منددة بالهجمة الوحشية‬ ‫التي يتعرض لها الشعب السوري‬ ‫الشقيق مطالبني املجتمع الدولي‬ ‫بالوقوف إلى جانب ضحايا‬ ‫اآللة العسكرية املطالبني باحلرية‬ ‫والكرامة‪.‬‬ ‫وقد تقدم املسيرة عدد من‬ ‫الوجوه السياسية من مختلف‬ ‫األحزاب الوطنية ومنهم منصف‬ ‫املرزوقي ونورالدين البحيري‬ ‫ومحمد القوماني وعبد الوهاب‬ ‫الهاني‪.‬‬

‫قائمـة‬ ‫الق�ضاة‬ ‫الفا�سدين‬

‫صدر الثالثاء املاضي إذن عن احملكمة االبتدائية بتونس‬ ‫للجنة الوطنية لتقصي احلقائق حول الرشوة و الفساد يقضي‬ ‫بتسليم جمعية القضاة التونسيني القائمة املوجودة بحوزتها‬ ‫والتي عثر عليها بقصر قرطاج و املتضمنة أسماء القضاة‬ ‫املعول عليهم من قبل نظام بن علي‪ .‬من جهة أخرى أعلن املكتب‬ ‫التنفيذي جلمعية القضاة التونسيني انه مت اختيار أعضاء اللجنة‬ ‫املكلفة بضبط قائمة القضاة الفاسدين‪ .‬وأوضح في بالغ يوم‬

‫العنوان‪ 25 :‬نهج محمود بيرم التونسي‪ .‬منفلوري ـ تونس‬ ‫فاكس‪ - 71.490.027 :‬الهاتف‪71.490.026 :‬‬ ‫الحساب البنكي‪BIAT-RIB: 08204000571000710319 :‬‬ ‫العنوان االلكتروني‪elfejr2011@gmail.com :‬‬

‫المدير المسؤول‬ ‫الصحبي عتيق‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫يف العمق‪...‬‬

‫حتالف �سيا�سي جديد للدفاع عن الثورة‬

‫الب�شري ال�صيد‬ ‫ي�ستقيل من حركة‬ ‫ال�شعب الوحدوية‬

‫قدم البشير الصيد منسق حركة الشعب‬ ‫الوحدوية استقالته النهائية من احلزب قبل‬ ‫أيام من املؤمتر التأسيسي املزمع عقده ايام‬ ‫‪ 23/ 22/ 21‬أوت اجلاري‪ .‬وقال الصيد‬ ‫في بيان نشر للراي العام ان خالفات حادة‬ ‫شقت حزبه الناصري وانه حاول التوفيق‬ ‫بني شقني متنازعني دون جدوى‪ .‬وبعد‬ ‫حديثه عن املجهودات التي قام بها للتوفيق‬ ‫بني أطراف في احلركة قال‪ :‬غير أنه لألسف‬ ‫الشديد فقد حاد عدد من اإلخوة من كوادر‬ ‫احلركة عن األهداف احلقيقية املتفق عليها‬ ‫بوثيقة التوحيد يوم ‪ 20‬مارس ‪ 2011‬وعن‬ ‫أهداف احلركة وذلك بخروجهم عن الشرعية‬ ‫أي عن العمل والنضال داخل مؤسسات‬ ‫احلركة من مكتب سياسي ومجلس قطري‪،‬‬ ‫وقد حاولت هذه القلة استدراج املناضلني‬ ‫احلقيقيني الصادقني إلى اخلروج عن‬ ‫الشرعية من خالل دعوتهم إياهم إلى عقد‬ ‫اجتماعات ‪ ‬خارجها وقد كان أولها مبدينة‬ ‫«قفصة» ثم تلتها اجتماعات مبدينة «سوسة»‬ ‫في مناسبتني وكان آخرها مبدينة «نابل»‪،‬‬ ‫وقد ترتب عن هذه اخلطوات الالشرعية‬ ‫شل نشاط احلركة ومؤسساتها الرسمية‬ ‫والشرعية‪ ،‬بالتغيب املتعمد واملتواصل عن‬ ‫اجتماعات املكتب السياسي‬

‫الثالثاء انه تبعا لقرار املجلس الوطني املنعقد يوم ‪ 5‬أوت اجلاري‬ ‫الذي فوض املكتب التنفيذي لتكوين جلنة تتولى ضبط قائمة‬ ‫اسمية في القضاة املتورطني في الفساد‪ ،‬فقد مت اختيار أعضاء‬ ‫اللجنة املذكورة من بني أعضاء املكتب التنفيذي والهيئة اإلدارية‬ ‫ومنخرطي اجلمعية وذلك بقصد حترير قائمة اسمية داخلية‬ ‫للقضاة املتلبسني مبحاكمات الرأي واحلريات العامة واملرتبطني‬ ‫باإلدارة وحزب التجمع املنحل والذين تعلقت بهم شبهة فساد‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫محمد فوراتي‬

‫وطنية‬

‫بعد مشوارات معمقة‪:‬‬

‫ببالغ احلزن واألمل علمنا بنبأ وفاة الشيخ اجلليل عبد الرمحان شيبان‪ ،‬رئيس مجعية العلامء املسلمني‬ ‫اجلزائريني وهبذه املناسبة األليمة أبرقت حركة النهضة بتعزية إىل عائلته وإخوانه وتالميذه وسائر الشعب‬ ‫اجلزائري‪ ،‬سائلة اهلل سبحانه بام كان الشيخ اجلليل من عظيم اجلهد يف حفظ إسالم اجلزائر ولغتها وهويتها أن‬ ‫يفرح بلقائه وينزّ له فراديس جنانه وأن يعوض اجلزائر الشقيقة خلفا يف مصاهبا‪ .‬وقد ووري الفقيد بمسقط‬ ‫رأسه وسط موكب مهيب حرضه مجع غفري من املواطنني وشارك فيه عدد كبري من العلامء واملثقفني ورجال‬ ‫السياسة‪.‬‬

‫اإلشراف الفني‬ ‫مكرم أحمد‬

‫مطبعة‬ ‫دار األنوار‬

‫وقعت أربع أحزاب سياسية‬ ‫االثنني املاضي على أرضية عمــل‬ ‫مشتـــــرك وصفت بأنها خطوة‬ ‫ضرورية لتحالف سياسي جديد‬ ‫يكرس املسار الثوري كهدف مرحلي‬ ‫لالنتقال الدميقراطي‪ ،‬ويقطع الطريق‬ ‫على أعداء الثورة واملتآمرين على‬ ‫مصالح الشعب التونسي في الداخل‬ ‫واخلارج‪ .‬وشارك في التوقيع على‬ ‫هذه األرضية كل من عبد الرؤوف‬ ‫العيادي عن حزب املؤمتر من أجل‬ ‫اجلمهورية وابراهيم حيدر عن حركة‬ ‫الوحدة الشعبية ومحمد القوماني عن‬ ‫حزب اإلصالح والتنمية وحمادي‬ ‫اجلبالي عن حزب حركة النهضة‪.‬‬ ‫وجاء في الوثيقة أن األطراف‬ ‫املوقعة على هذه الوثيقة تعلن‬ ‫التزامها بالعمل على‪:‬‬ ‫إجناح موعد ‪ 23‬أكتوبر ‪2011‬‬ ‫النتخاب املجلس الوطني التأسيسي‬ ‫واعتباره أولوية مطلقة في بناء‬ ‫الشرعية الدميقراطية على أساس‬ ‫سيادة الشعب‬ ‫املساهمة في بناء توافق وطني‬ ‫حقيقي يؤمن انتخابات حرة‬ ‫وتعددية وشفافة يقبل بنتائجها‬ ‫جميع املتنافسني‪.‬‬ ‫دعم يقظة الشعب وجعلها أكبر‬ ‫ضامن الستكمال حتقيق أهداف‬

‫‪3‬‬

‫الإ�شهار ال�سيا�سي‬ ‫محمد فوراتي‬

‫الثورة‪ ،‬واالستعداد الدائم للدفاع‬ ‫عن حرية التعبير وحق االحتجاج‬ ‫السلمي باعتبار ذلك من أهم مكاسب‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫بناء الثقة بني سائر األحزاب‬ ‫من جهة وبينها وبني الشعب من‬ ‫جهة أخرى مبا يعيد االعتبار لعمل‬ ‫سياسي مبدئي يقوم على ضوابط‬ ‫أخالقية وقيمية يجعل التنافس النزيه‬ ‫بدل التنافي والتطاحن ويحيي األمل‬ ‫في تغيير حقيقي للحكم وجتديد‬ ‫للحياة السياسية‪.‬‬ ‫وضع اخلطط العملية املشتركة‬ ‫لتسريع تطهير القضاء وضمان‬ ‫استقالليته للقيام بوظيفته في إقامة‬ ‫العدالة ومحاسبة رموز االستبداد‬ ‫والفساد‪ ،‬وإعادة هيكلة وزارة‬

‫الداخلية وتطهيرها وحتسني أدائها‪،‬‬ ‫وإرساء منظومة إعالم حر وتعددي‬ ‫يقوم بدوره احليوي في االنتقال‬ ‫الدميقراطي‪.‬‬ ‫التصدي الستعمال املال‬ ‫السياسي املشبوه في تزييف إرادة‬ ‫الشعب وإفساد احلياة السياسية‬ ‫وحماية القرار الوطني من مخاطر‬ ‫التدخل اخلارجي‪.‬‬ ‫إن األحزاب السياسية املوقعة‬ ‫على هذه الوثيقة إذ تتطلع إلى‬ ‫تطوير صيغ العمل املشترك بينها‬ ‫دون طمس لالختالف فإنها حتترم‬ ‫املواقف املخالفة وتؤكد أن املجال‬ ‫يبقى مفتوحا للتعاون مع جميع‬ ‫الطاقات السياسية الوطنية وتدعوها‬ ‫إلى االلتقاء حول هذه األرضية‪.‬‬

‫متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪...‬‬

‫القطع مع منظومة الف�ساد‬ ‫حتصلت الفجر على نسخة‬ ‫في بيان مط ّول حلركة التجديد‬ ‫ّ‬ ‫امللحة املطروحة في هذه الفترة‬ ‫منه أ ّكد احلزب أمام القضايا‬ ‫ّ‬ ‫الدقيقة «على ضرورة القطع مع االستبداد والفساد قطعا ال‬ ‫لبس فيه‪ ،‬وتنقية اإلدارة ومراكز النفوذ من رموز العهد البائد‪،‬‬ ‫ومساءلة ومحاسبة ومقاضاة املسؤولني عن جرائم إزهاق‬ ‫روح الشهداء وجرائم نهب املال العام واخلاص كما أ ّكد البيان‬ ‫على ضرورة «توفير الظروف الالّزمة لكي جتري االنتخابات‬ ‫في موعدها في ج ّو مالئم للتنافس النزيه» والعمل على ضمان‬ ‫أمن البالد واستقرارها وتوفير مناخ الثقة الضروري إلنقاذ‬ ‫االقتصاد من األزمة‪.‬‬

‫حجب املواقع االباح ّية‬ ‫قضت يوم االثنني املاضي ‪ 15‬أوت ال ّدائرة اإلستعجاليّة‬ ‫مبحكمة اإلستئناف بتونس بحجب جميع املواقع اإلباحيّة وبذلك‬ ‫الصادر في شهر ماي املاضي‬ ‫تكون قد أق ّرت احلكم االبتدائي ّ‬ ‫والقاضي بحجب جميع املواقع اإلباحيّة وذلك إثر الشكوى‬ ‫التي تق ّدم بها ثالثة محامني في حق مواطنني ملا لها من تأثيرات‬ ‫سلبية‪.‬‬

‫جمع ّيات م�شبوهة‬ ‫توالى توالد اجلمعيات املم ّولة من جهات أجنبية ومشاريعها‬

‫تصب في خانة املواطنة والدميقراطية والتنمية ونزاهة‬ ‫كلّها‬ ‫ّ‬ ‫االنتخابات والنهوض باملرأة‪ ،‬وهي شعارات طاملا تش ّوق‬ ‫التونسيون إلى حتقيقها ولكنها تق ّدم إليهم اليوم على أطباق‬ ‫مشبوهة جعلت عديد املواطنني يضعون أكثر من نقطة استفهام‬ ‫حول األهداف احلقيقية لهذه اجلمعيات‪ ،‬وليس من ح ّل لذلك إالّ‬ ‫شفافية التمويل وشفافيّة األهداف ومراقبة اجلهات املسؤولة‪.‬‬

‫�إ�ستعانـــة‬

‫سجلت تونس في مارس‬ ‫املاضي ‪ 800‬ألف عاطال عن العمل‬ ‫أغلبهم من احلاصلني على شهائد عليا‪ .‬وتتوقع بعض املصادر‬ ‫أن يبلغ رقم العاطلني عن العمل في أكتوبر القادم املليون شابا‪،‬‬ ‫وهو رقم مخيف يجب أن يكون أكثر املشاغل الوطنية أولوية في‬ ‫املرحلة املقبلة‪ .‬كما تعاني اجلهات الداخلية التي كان لها السبق‬ ‫في إشعال الثورة إلى ح ّد اليوم من تردي اخلدمات واملشاريع‬ ‫االستثمارية والتنموية رغم ما قيل عن رصد مبالغ هامة لدعم‬ ‫هذه اجلهات وأهلها الذين عانوا احلرمان سنوات طويلة‪.‬‬ ‫هذا مشهد من تونس ما بعد الثورة‪ .‬أما املشهد الثاني فهي‬ ‫اإلعالنات املصورة واملسموعة واملتلفزة ألحزاب سياسية‬ ‫قدمية وجديدة تريد أن تفرض نفسها عبر الصورة والصوت‪،‬‬ ‫وتسوق لنفسها‪ ،‬وكأنها تسوق لسلعة بائرة‪.‬‬ ‫أموال طائلة وصلت إلى شركات اإلشهار‪ ،‬وأخرى وصلت‬ ‫الصحف واإلذاعات والفضائيات‪ .‬والسؤال ما اجلدوى من‬ ‫هذا اإلشهار السياسي ؟ وهل ستربح هذه األحزاب من ورائه‬ ‫جماهيرية كبيرة‪ ،‬وخاصة قبل املوعد االنتخابي في ‪ 23‬أكتوبر‬ ‫املقبل؟‬ ‫أنا شخصيا ال أعتقد ذلك‪ .‬أوال ألن املعروف في عالم‬ ‫اإلشهار‪ ،‬أن املادة التي يكثر إشهارها رمبا تكون فاسدة بشكل‬ ‫أو بآخر‪ ،‬أو أن طعمها غير مستساغ‪ ،‬أو أن هناك سلعة أفضل‬ ‫منها مذاقا وحالوة‪ .‬وثانيا ليس االشهار في مواد متوينية أو‬ ‫صحية أو جنسية أو طبية كإشهار أحزاب تريد أن تبيع بضاعتها‬ ‫كالما معسوال للمواطنني دون أن تقدم لهم شيئا ملموسا بني‬ ‫أيديهم‪ .‬وهذا مربط الفرس‪ .‬ألم يكن املخلوع وحزبه يشهرون‬ ‫بضاعتهم – مجانا طبعا‪ -‬طيلة ‪ 23‬سنة ؟ ولكن النتيجة كانت‬ ‫أن كره املواطن تلك البضاعة وثاروا على الدكتاتور وحزبه‪.‬‬ ‫ليس لي مشكل مع أي من هذه األحزاب ورمبا يوجد في‬ ‫بعضها مناضلون صادقون ولكن األسلوب خاطئ‪ ،‬وإن حاول‬ ‫بعض رجال اإلشهار إقناع هؤالء بأن تكرار املشاهد االشهارية‬ ‫على املواطن‪ ،‬سيجعله في النهاية يقتنع بهذا احلزب أو ذاك‪.‬‬ ‫ألم يكن من األجدر أن تصرف هذه األحزاب أموالها الطائلة‪،‬‬ ‫وال نعلم من أين جاءت بها‪ ،‬على تشغيل الشباب العاطل‪ ،‬وبعث‬ ‫املشاريع الصغيرة‪ ،‬واجناز البنية التحتية في املناطق الداخلية‬ ‫؟ ألم يكن ذلك أفضل للبالد والعباد ؟‬ ‫ثم لو صرفت هذه األموال على التنمية واألعمال اخليرية‬ ‫التي تعود بالنفع على الناس‪ ،‬عوض صرفها على االشهارات‪،‬‬ ‫ألم يكن الناس ليفرحوا بها‪ ،‬ويشكروا من فعلها‪ ،‬ويكون بذلك‬ ‫اإلشهار احلزبي أجدى وأصدق ؟‬ ‫إني فعال أشفق على هؤالء ألنهم في هذه احلالة خسروا‬ ‫مرتني‪ .‬األولى أموالهم الطائلة التي ذهبت في املعلقات االشهارية‬ ‫واللقطات االعالنية املتلفزة‪ .‬والثانية عندما يكتشفون أن تلك‬ ‫احلمالت االشهارية ذهبت سدى ألن املواطن لم تعد تنطلي عليه‬ ‫هذه األساليب البالية‪ ،‬وأصبح بوعيه يفرق بني احلزب الوطني‬ ‫صاحب املبادئ والقيم واألهداف النبيلة وبني احلزب الذي‬ ‫يتاجر‪ ،‬ويفكر بعقلية الربح واخلسارة مع مواطنيه‪ ،‬ويعاملهم‬ ‫فقط كأنهم أرقام في شركته التي يريد لها أن تتضخم وتكبر‬ ‫على حساب كل املبادئ والقيم‪.‬‬

‫الصحف البريطانية خبر استعانة رئيس الوزراء‬ ‫نشرت ّ‬ ‫البريطاني للسيطرة على موجة االحتجاحات التي اندلعت‬ ‫باململكة باخلبير األمريكي البارز «بيل براتون» الستشارته‬ ‫بشأن خطته األمنية لالشهر القادمة‪ ،‬وقد اظهر إستطالع للراي‬ ‫نشر أخيرا أن أكثر من نصف البريطانيني يرون أن رئيس وزراء حوار مع إطارات اجلهة يتقدمهم أعضاء املجلس احمللي حلماية‬ ‫الثورة بالقطار حول الوضع العام بالبالد وحتديات املرحلة‪.‬‬ ‫بريطانيا لم يحسن معاجلة أعمال االحتجاحات‪.‬‬

‫القوماين يف قف�صة‬

‫�إ�ستيـــاء‬

‫أدى األمني العام حلزب اإلصالح و التنمية السيد محمد‬ ‫القوماني نهاية األسبوع املنقضي زيارة إلى والية قفصة وكان‬ ‫مرفوقا بعضو املكتب السياسي من اجلهة السيد مصدق وناس‬ ‫عقد خاللها مجموعة من االتصاالت و االجتماعات بكل من‬ ‫الرديف ومدينة قفصة والقطار قصد التعرف على مشاغل اجلهة‬ ‫وتركيز فروع للحزب بهذه املعتمديات‪ .‬كما ألقى محاضرة بدار‬ ‫الثقافة بالقطار مساء األحد ‪ 14‬أوت بعنوان «الثورة التونسية‬ ‫بعد ‪ 7‬أشهر الفرص و املكاسب و املخاطر و التحديات» عقبها‬

‫اشتكى عميد احملامني ورئيس فرع تونس للمحامني من‬ ‫رفض السيد عبد الفتاح عمر رئيس جلنة تقصي الفساد متكينهما‬ ‫من نسخ من وثائق مت العثور عليها بقصر قرطاج تثبت تو ّرط‬ ‫عدد من احملامني في الفساد وافتعال قضايا لزمالئهم مبقابل‬ ‫ويتر ّدد في أوساط احملامني أن بعض الوثائق املصادرة تكشف‬ ‫تعليمات بن علي في انتخابات العمادة األخير ومتويله للحملة‬ ‫االنتخابية ألحد املترشحني بواسطة عناصر جتمعيّة مرتبطة‬ ‫مباشرة بالقصر‪.‬‬


‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫حركة الديمقراطيني االشرتاكيني ‪:‬‬

‫مت�سرتون يت�آمرون على الثورة‬ ‫الفجر ـ تونس‬ ‫عقد املكتب السياسي املوسع حلركة‬ ‫الدميقراطيني االشتراكيني (مجموعة األمني‬ ‫العام أحمد اخلصخوصي) إجتماعا للن ّظر‬ ‫في الوضع العام للبالد وفي وضع احلركة‬ ‫ونشاطها وكذلك في استعداد احلركة‬ ‫للموعد االنتخابي املتعلّق باملجلس الوطني‬ ‫التأسيسي املق ّرر ليوم ‪ 23‬أكتوبر ‪2011‬‬ ‫وعلى إثر االجتماع صدر بيان جاء فيه ‪:‬‬ ‫في إطار عودة قوى الر ّدة إلى الظهور‬ ‫على الساحة بدأ املناشدون للرئيس املخلوع‬ ‫ورموز املواالة لنظام االستبداد والفساد‬ ‫املن ّدسون في التنظيمات احلزبية املتسترون‬ ‫بغطاء املعارضة الزائف في التآمر على‬ ‫الثورة بغاية االلتفاف عليها وإجهاضها‪.‬‬ ‫ومن بني وسائلهم املعتمدة محاولة االنقالب‬ ‫على الشرعية وفي مقدمتها شرعية املؤمتر‬ ‫القانوني الذي أجنزته حركتنا بتاريخ ‪27‬‬ ‫فيفري ‪ 2011‬بقصر املؤمترات والذي‬ ‫قطعت فيه نهائيا مع ماضي الوصاية‬ ‫والتنصيب والعمالة وط ّهرت صفوف‬ ‫احلزب بطرد املرتزقة والعمالء ج ّراء ما‬ ‫اقترفوه من جرائم في حق احلركة والبالد‪.‬‬ ‫ومبج ّرد أن ف ّر الرئيس املخلوع اختفت‬ ‫عن األنظار وبصورة مخجلة مجموعة‬ ‫املناشدة واملواالة التي نصبّتها السلطة‬ ‫البائدة على رأس احلركة ظلما وعدوانا‪،‬‬ ‫ورغم إرادة املناضلني وبقيت مق ّرات احلزب‬ ‫مهجورة مغلقة في وضعية ال تليق إالّ‬ ‫باملستسلمني ال ّذين فقدوا إرادتهم وف ّرطوا‬ ‫في استقاللية قرارهم‪ .‬عندها تق ّدم مناضلو‬ ‫احلركة الذين قاوموا الوصاية والتنصيب‬ ‫والتبعية وجاؤوا من كل اجلهات وأنشأوا‬ ‫مبقرهم املركزي يوم ‪ 22‬جانفي ‪2011‬‬ ‫هيئة تنفيذية مؤقتة برئاسة األخ أحمد‬ ‫اخلصخوصي تولّت تسيير شؤون احلركة‬ ‫إلى غاية أن عقدت احلركة مؤمترها اخلامس‬ ‫أي‬ ‫في ج ّو غير مسبوق من احلر ّية بعيدا عن ّ‬ ‫ّ‬ ‫تدخل خارجي أو إمالء من أ ّية جهة كانت‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي كان فيه املناضلون‬ ‫الصادقون على مدى عقدين من الزّمن‬ ‫ّ‬ ‫تقريبا يتع ّرضون لقمع السلطة اجلائرة‬ ‫ويخرجون بالق ّوة من مقراتهم ويقاومون‬ ‫سلطة االستبداد‪ .‬وفي الوقت الذي كانت‬ ‫فيه هياكل احلركة الشرعية تساند ثورة‬ ‫الشعب املباركة وتتولّى إعالن املواقف‬ ‫ال ّرسمية الداعمة ملطالب الشعب التونسي‪،‬‬ ‫استم ّر أصحاب املناشدة واملواالة في مدح‬ ‫الطاغية ومتجيد أعماله وتبرير سياسته‬ ‫اإلجرامية وممارساته الوحشية وذلك عبر‬ ‫البيانات الرسمية واملقاالت املكتوبة ومن‬ ‫خالل التصريحات في القنوات اإلذاعية‬ ‫والتلفزية احملليّة منها والعاملية‪ ،‬هذا فضال‬ ‫عما سبق من ترشيحهم الرسمي للرئيس‬ ‫املخلوع لدورات انتخابية عديدة‪.‬‬

‫أحمد الخصخوصي‬ ‫هؤالء هم الذين يعودون اآلن من جديد‬ ‫ليد ّبروا مؤامراتهم الرهيبة ويصطنعوا‬ ‫مبساعدة إعالم العهد البائد هيئات صورية‬ ‫في محاولة لالنقالب على الشرعية حتت‬ ‫جملة من العناوين اخلادعة كـ"لم الشمل"‬ ‫و"املصاحلة" و"التوحيد" وما إلى ذلك‬ ‫من الشعارات املشبوهة بغرض االلتفاف‬ ‫على ثورة الشعب املباركة وإجهاضها‬ ‫وإعادة البالد إلى ظلمات الدكتاتورية‬ ‫والفساد‪.‬‬ ‫وحركة الدميقراطيني االشتراكيني‬ ‫إذ تدعو مجلسها الوطني باعتباره أعلى‬ ‫سلطة بعد املؤمتر إلى االنعقاد قريبا‪،‬‬ ‫تدعو مناضليها وإطاراتها وسائر القوى‬ ‫احليّة بالبالد إلى اليقظة والتنبّه ملثل هذه‬ ‫الدسائس واملؤامرات التّي ال تستهدف‬ ‫احلركة فقط بل تتجاوزها للتر ّبص بثورة‬ ‫احلرية والكرامة‪.‬‬ ‫واحلركة ستعمل على مقاومة هذه‬ ‫املؤامرات اخلطيرة وذلك بالعمل جنبا إلى‬ ‫جنب مع التنظيمات السياسية واالجتماعية‬ ‫املساندة للثورة وذلك على املستويني‬ ‫ال ّرسمي والشعبي سواء في إطار الهيئة‬ ‫العليا للدفاع عن الثورة واإلصالح‬ ‫السياسي واالنتقال الدميقراطي أو عبر‬ ‫التنسيق مع األحزاب الدميقراطية املناضلة‬ ‫ّ‬ ‫املخططات‬ ‫حتى تتص ّدى جميعا ملثل هذه‬ ‫اجلهنمية التّي تنف ّذها قوى ال ّردة واملناشدة‬ ‫واملتربصة مبصالح املجموعة‬ ‫واملواالة‬ ‫ّ‬ ‫الوطنية عا ّمة‪.‬‬ ‫كما أن احلركة تص ّر على املطالبة‬ ‫بوجوب محاسبة ومقاضاة رموز الفساد‬ ‫املالّي والسياسي بصورة ج ّدية وبدون‬ ‫تباطؤ‪ ،‬ومن ناحية أخرى تؤكد احلركة على‬ ‫ضرورة ترسيخ استقالل القضاء ليتمكن‬ ‫من القيام مبهامه ال ّرامية إلى خدمة العدالة‬ ‫انسجاما مع طموحات الشعب التونسي‬ ‫ومتاشيا مع أهداف الثورة‪.‬وقد أق ّرت‬ ‫احلركة في خصوص انتخابات املجلس‬ ‫الوطني التأسيسي التزاما باملشاركة‬ ‫بقائماتها التي تسهر عليها جلنة انتخابات‬ ‫خاصة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ي�سجلوا‬ ‫ن�صف التون�سيني مل ّ‬ ‫يف القائمات االنتخابية‬ ‫املسؤولني التجمعيني املمنوعني من الترشح‬ ‫فائزة الناصر‬ ‫مشيرا إلى أنّ الهيئة ق ّدمت مطالب للحصول‬ ‫بلغ عدد املسجلني بالقائمات االنتخابية على أرشيف التجمع املنح ّل إلعداد هذه‬ ‫من التونسيني والتونسيات مع موفى يوم القائمة لكنّها لم تتلقّ إجابة إلى ح ّد اليوم‪.‬‬ ‫كما ذ ّكر بالفترة الزمنية املخصصة‬ ‫‪ 14‬أوت اجلاري ‪ 3‬ماليني و‪ 882‬ألفا و‪727‬‬ ‫مواطنا أي ما يعادل ‪ 55‬باملائة من مجموع لتعليق القائمات االنتخابية والتي متتد‬ ‫الناخبني(‪ 7‬ماليني ناخبا) من بينهم أكثر من ‪ 20‬إلى ‪ 26‬أوت اجلاري مشيرا إلى‬ ‫من ‪ ‬مليون ونصف املليون شخصا سجلوا أن الهيئة املركزية ستتولى طبع قائمات‬ ‫خالل فترة التمديد بحسب ما أفاد به ‪ ‬رئيس الناخبني املسجلني والناخبني الواردة‬ ‫الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات كمال أسماؤهم بقاعدة معطيات بطاقة التعريف‬ ‫اجلندوبي‪ ،‬وهي نسبة حسب بعض املالحظني الوطنية ليتم تسليمها عبر الهيئات الفرعية‬ ‫دون مستوى التطلّعات و الطموحات ونسبة ال إلى البلديات واملعتديات والعمادات املعنية‬ ‫تليق بثورة شعب عانى اإلقصاء والتهميش و كي يتم تعليقها‪.‬‬ ‫واستعرض رئيس الهيئة املستقلة‬ ‫سلب حقه في االختيار طيلة عقود‪ .‬وبحسب‬ ‫آخر إحصائيات الهيئة املستقلة لالنتخابات لالنتخابات برنامج عمل الهيئة في قادم‬ ‫فقد مثلت ‪ ‬فئة الشباب من ‪ 18‬الى ‪ 30‬سنة‪ /‬األيام والذي يشمل باخلصوص لقاء‬ ‫النسبة األعلى ضمن مختلف ‪ ‬الفئات التي مع األحزاب يوم ‪ 19‬أوت اجلاري وعدة‬ ‫قامت بالتسجيل بنسبة ‪ 26‬باملائة فيما ‪ ‬بلغت اجتماعات مع الهيئات الفرعية باإلضافة إلى‬ ‫مواصلة اللقاءات الدورية مع احلكومة‪.‬‬ ‫نسبة مشاركة النساء ‪ 45‬باملائة ‪.‬‬ ‫وفي توضيح للفجر حول مسألة الطلبة‬ ‫في املقابل اعتبر اجلندوبي النتيجة‬ ‫احلاصلة ايجابية بالنظر إلى عدة اعتبارات الذين لم يتمكنوا من التسجيل بالقائمات‬ ‫أهمها حداثة التجربة في حد ذاتها إضافة االنتخابية نظرا إلى عدم حصولهم على‬ ‫إلى قصر الفترة الزمنية ‪ 5‬أسابيع والظرف التوجيه اجلامعي بعد وكذا الشأن بالنسبة‬ ‫الذي انطلقت فيه عملية التسجيل كانعدام إلى احلجيج الذين يبلغ عددهم ‪12000‬‬ ‫األمن معبرا في هذا السياق عن ‪ ‬استياء حاجا لهذا املوسم لتواجدهم في البقاع‬ ‫الهيئة من العنف الشديد الذي مارسه أعوان املقدسة فترة االنتخابات أ ّكد األستاذ‬ ‫األمن ‪ ‬لتفريق مظاهرات يوم االثنني والذي بوبكر ثابت الكاتب العا ّم للهيئة املستقلّة‬ ‫طال احلبيب ‪ ‬اخلضراوي عضو الهيئة لالنتخابات أنّ الهيئة ال ميكنّها أن تعطي‬ ‫الفرعية لالنتخابات بدائرة تونس‪ 1‬كما حلوال لكل طائفة بح ّد ذاتها وليس هناك آلية‬ ‫جتدر اإلشارة إلى أنّ اجلندوبي قد استنكر جاهزة في الوقت احلالي للتعاطي مع هذه‬ ‫عدم تعاون اجلهات املعنية في إعداد قائمة احلاالت وعلى وجه اخلصوص احلجيج‪.‬‬

‫ال�سري يف االجتاه املعاك�س خطر‬ ‫االحتقان الذي ارتفعت درجته منذ بداية شهر أوت بإطالق رساح عدد من املتهمني الرئيسيني‬ ‫مكرمة‬ ‫خالل حكم نظام بن عيل واخلروج املستفزّ للسيدة العقريب مرفوعة الرأس معزّ زة ّ‬ ‫السابق وأعضاده‬ ‫بالقانون إىل خارج أرض الوطن واملحاكامت املستفزّ ة أيضا لرئيس الدولة ّ‬ ‫متت إىل الفساد السيايس بصلة‪ ،‬وبقاء قتلة الشهداء‬ ‫وأفراد عائلته حول قضايا جانبية ال‬ ‫ّ‬ ‫مقدرات الدولة من خالل‬ ‫تتبع مقنع‪ ،‬وتواصل استيالء أزالم النظام السابق عىل ّ‬ ‫والقناصة دون ّ‬ ‫ّ‬ ‫بشدة عىل‬ ‫استحواذهم عىل املناصب العليا يف البالد‪ ،‬كل هذه الظواهر واملظاهر أصبحت تدق ّ‬ ‫أعصاب وعزائم األطراف املهنية والسياسية الختاذ موقف يناسب هذه التحد ّيات وكانت‬ ‫ّ‬ ‫كل هذه اإلرهاصات ّ‬ ‫هبة نضالية جديدة تعيد بوصلة احلكومة‬ ‫تدل عىل أننا مقبلون عىل ّ‬ ‫برمتها إىل ما بعد االنتخابات لتأخذ املؤسسات الرشعية‬ ‫إىل القضايا األساسية أو إىل تأجيلها ّ‬ ‫اهلبة التي شملت‬ ‫املنتخبة اخلطوات الالزمة‪ .‬فكان يوم اإلثنني املايض ‪ 15‬أوت تاريخ هذه ّ‬ ‫كل الرشائح بقطع النّظر عن درجة نربة االحتجاج بني جهة وأخرى فاحتاد الشغل كان‬ ‫يف الشارع‪ ،‬واألطراف السياسية واملحامون والقضاة ّ‬ ‫وكل الرشفاء‪ ،‬رغم أنه يكاد يكون من‬ ‫يتحرك التونسيون يف مثل هذا التاريخ‪ ،‬العطلة الصيفية ودخول شهر رمضان‬ ‫املستحيل أن‬ ‫ّ‬ ‫الراحة ومواسم األفراح والتزاور‬ ‫املعظم موسم اعتاد التونسية منذ القدم أن يركنوا فيه إىل ّ‬ ‫وهو ما يؤشرّ عىل أن درجة االستعداد للنضال من أجل حتقيق أهداف الثورة واملحافظة عىل‬ ‫ما ّ‬ ‫الكم واملساحة والدرجة‪ ،‬وهو أمر نرى أنه باالستطاعة‬ ‫حتقق ما زالت مرتفعة من حيث ّ‬ ‫حتمل الرشفاء يف هذا الوطن مسؤولياهتم التارخيية باختاذ إجراءات تستجيب‬ ‫جتنّبه إذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملطامح التونسيون يف تعقب حقيقي للفساد وأهله‪ ،‬وتعقب للجناة والقتلة احلقيقيني وليس‬ ‫ملجرد أعوان بسطاء ّ‬ ‫منفذين‪ ،‬وإرادة صادقة يف إطالق مرحلة العدالة االنتقالية التي تعيد‬ ‫ّ‬ ‫لتتفرغ إىل البناء‬ ‫األمور إىل نصاهبا وتدخل بذلك تونس ضمن أصحاب الثورات الناجحة‬ ‫ّ‬ ‫املتقدمة واملتط ّلعة إىل ما هو أحسن وتونس ‪ 2011‬جديرة‬ ‫احلقيقي الذي يدخلنا ضمن األمم‬ ‫ّ‬ ‫بكل ذلك وباستطاعة ثوارها إنجاز هذا األمل‪.‬‬ ‫الصادق الصغيري‬

‫‪5‬‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫ه�شام القرفايل‪ :‬عمليات �سرب الآراء لي�ست دائما بريئة‬ ‫في صناعة الرأي العام وتصبح مح ّددا في‬ ‫نتائج االنتخابات بصفة مسبقة وتصنع رموزا‬ ‫وتقصي أخرى‪ .‬هذه بعض زوايا عمليات سبر‬ ‫اآلراء وهي بال ش ّك علم يحتاجه املجتمع ولكن‬ ‫تبقى املصداقية هي العملة الصعبة املبحوث‬ ‫عنها‪.‬‬

‫الصادق الصغيري‬ ‫لم تعتد الساحة التونسية متابعة لعمليّات‬ ‫سبر اآلراء وال توليها عناية تذكر ألن النتائج‬ ‫معلومة مسبقا والشخصيات املتألقة هي‬ ‫الشخصيات املز ّكاة من قبل احلزب املستبد‪،‬‬ ‫وعليه كانت سوقها كاسدة‪ ،‬ولكن مع انتصار‬ ‫الثورة واتساع دائرة احلرية والتعبير واحلديث‬ ‫عن االنتخابات ومحاولة الوقوف على نوايا‬ ‫واجتاهات الرأي العام عاد االهتمام إلى عمليات‬ ‫سبر اآلراء الستشراف املستقبل‪.‬‬ ‫ما مدى مصداقية سبر اآلراء ؟ ما مدى‬ ‫نزاهة هذه العملية ؟ كيف يتدخل املال والسياسة‬ ‫في النتائج ؟ لإلجابة عن هذه التساؤالت‪،‬‬ ‫التقت الفجر بالسيد هشام قرفالي املدير العام‬ ‫لشركة (‪ )3C‬وهي شركة حازت على رضا‬ ‫املتعاملني معها في أوروبا لسعيها اجلاد إلى‬ ‫احملافظة على نزاهة العملية وأخالقياتها‪ .‬يؤ ّكد‬ ‫السيد هشام أن عملية سبر اآلراء متش ّعبة‬ ‫ومت ّر على األقل بعشر حلقات وأي ضعف‬ ‫يعتري احداها ينعكس على كل العمليّة‪ ،‬أ ّولها‬ ‫تكوين العيّنة وحتليل املعطيات ثم احلرفية‬ ‫والنزاهة‪ ،‬ولألسف يعد تقدمي العملية على أنها‬ ‫علمية وهنا تكمن اخلطورة‪ ،‬ويضيف صاحب‬ ‫هذه املؤسسة أن املمارسات التي تقع عندنا‬

‫من �أخالق الثورة‬

‫في تونس عليها نقطة استفهام حول العملية‬ ‫ونتائجها‪ ،‬وقد أظهر شريط فيديو ُبثّ على‬ ‫اليوتوب عملية تعمير أوراق سبر آراء باملكاتب‪.‬‬ ‫إضافة إلى أنه ال يقع عادة احترام متثيلية العينة‬ ‫للشعب التونسي (اجلمهور املدروس) وذلك‬ ‫حسب النسب الفعلية واملتغيّرات األساسية‬ ‫وفي مق ّدمتها األجناس واألعمال واجلهات التي‬ ‫كثيرا ما يقع إهمالها‪ ،‬وال ب ّد أن تكون العيّنة لها‬ ‫متثيلية حضرية وريفية ومهنية واجتماعية‪،‬‬ ‫وهذه املسائل عادة ما تهمل في سبر اآلراء‬ ‫إلى في تونس وال حتترم إال بنسب نادرة‪.‬‬ ‫وبخصوص العناصر املكلّفة بالبحث امليداني‬

‫يالحظ املتح ّدث بحكم خبرته وجتربته امليدانية‪،‬‬ ‫أنّ انتقاء وتلقي املعلومات يتطلّب نزاهة كبيرة‬ ‫فطريقة السؤال تؤ ّثر على اإلجابة خصوصا أن‬ ‫الباحث يصبح له مع التقدم في البحث معلومات‬ ‫مح ّددة فيحاول متريرها إلى املستجوبني‪ .‬أ ّما‬ ‫عن التالعب في تقدمي النتائج فيشير مح ّدثنا‬ ‫إلى أنها رائجة كثيرا لألسف الشديد وتخضع‬ ‫التوجهات والتوجيهات السياسية واملقابل‬ ‫إلى‬ ‫ّ‬ ‫املادي أو ابتغاء جاه أو مناصب‪ .‬ولع ّل أخطر‬ ‫ما في هذه العملية أن سبر اآلراء له آثار كبيرة‬ ‫وخطيرة على االقتصاد الرتباطه بالتسويق‬ ‫وحتديد األرزاق‪ .‬أ ّما في السياسة فهي تساهم‬

‫كنت بصدد عيادة مريض بأحد‬ ‫املستشفيات العامة وبينام كنت بانتظار‬ ‫اإلذن بدخول القسم الذي يقيم به املريض‬ ‫حيث يقوم الطبيب بجولة يتفقد فيه‬ ‫مرضاه شاهدت من خالل النافذة ممرضة‬ ‫متوسطة العمر ترتدي بدلتها وغطاء‬ ‫رأسها الطبي يف أناقة المتناهية وتطعم أحد‬ ‫املرضى بيمناها وحتتضن إياه بيرساها‪،‬‬ ‫حتى إذا اطمأنت انه قد طعم‪ ،‬رشعت يف‬ ‫مسح ما علق بفمه من بقايا الطعام بكل‬ ‫رقة ولطف ثم ساعدته يف العودة إىل مكانه‪.‬‬ ‫كانت تفعل ذلك يف حنو قد ال يصدق املرء‬ ‫ما يرى فلم آلف هذا املشهد من قبل وقد‬ ‫دخلت العقد اخلامس من عمري‪ .‬ولكن‬ ‫يبدو أن الثورة رشعت يف تغيري العقليات‬ ‫ولعل هذا املشهد أول بركاهتا‪.‬‬ ‫مواطن‬


‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫حمامون وقضاة‪:‬‬

‫عملية الإ�صالح تبد�أ ب�إقالة وزير العدل‬ ‫فائزة الناصر‬ ‫على إثر ما شهدته الساحة الوطنية في الفترة األخيرة من تباطأ‬ ‫وتعطل لفتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين وما تاله من إطالق‬ ‫سراح كل من عبد الرحيم الزواري وبشير التكاري الذي يعتبر من‬ ‫أخطر الشخصيات السياسية في عهد بن علي وما أثارته هذه اخلطوة‬ ‫من نقاط استفهام عديدة‪ ،‬فضال ع ّما ترتب على إثر إقرار حركة النقلة‬

‫محمد عبو‬

‫وفي اإلطار ذاته يعتبر احملامي عيّاشي الهمامي أنّ وجود‬ ‫الوزير احلالي لزهر القروي هو العامل الذي يؤجج فتيل التوتر و‬ ‫يؤكد اله ّمامي‪ :‬على احلكومة أن تقيل وزير العدل كخطوة أولى نحو‬ ‫إصالح القضاء وتأكيد استقالليته ألنّ الوزير ميثّل رأس املنظومة‬ ‫القضائية التي تبدو اليوم امتدادا للمنظومة التقليد ّية الفاسدة إلى‬ ‫احلساسة على ح ّد‬ ‫جانب فشله في التعاطي مع القضايا وامللفات‬ ‫ّ‬ ‫تعبيره وجتلّى ذلك خاصة من خالل حركة النقلة السنوية التي‬

‫كلثوم كنو‬

‫السنوية للقضاة من تثبيت ما سماهم بيان احملامني "بقضاة الفساد‬ ‫والتعليمات"‪ ،‬مما جعل قوى وطنية حزبية وغير حزبية ترفع‬ ‫الصوت بشعار "الشعب يريد قضاء مستقل"‪" ،‬التطهير التطهير‬ ‫والبداية من الوزير"‪ .‬وقد بدا واضحا وجليا أن املطلب األوكد الذي‬ ‫التقى حوله اجلميع في هذه املرحلة الدقيقة هو إقالة وزير العدل‬ ‫احلالي األزهر القروي الشابي الذي تبني فشله في معاجلة ملفات‬ ‫الفساد والقضاء‪.‬‬ ‫وقد كانت األسرة احلقوقية من محامني وقضاة أول الرافعني‬ ‫لهذا املطلب فماهي خلفياته وما هي البدائل املطورحة ؟‬ ‫محمد عبو أ ّكد أنّ اإلفراج عن الزواري والت ّكاري وفرار السيدة‬ ‫العقربي كانت القطرة التي أفاضت الكأس ونبّهت الشعب التونسي‬ ‫وقواه السياسية إلى خطورة ما يحدث داخل املنظومة القضائية‪،‬‬ ‫لذلك يرى عبو أنّ عملية اإلصالح ال ب ّد أن تبدأ بتنحية وزير العدل‬ ‫بسبب فشله في تطهير القضاء من رموزه الفاسدة وفي التعاطي‬ ‫اجلاد مع ملفات الفساد وهي ضمانة مبدئية نحو حتقيق استقاللية‬ ‫القضاء‪.‬‬

‫فوزي بن مراد‬

‫جاءت لتد ّعم مكانة القضاة ممن ارتبطت أسماؤهم بالفساد‪.‬‬ ‫كما أ ّكد احملامي فوزي بن مراد أنّ من أوك ّد األولويات اليوم هو‬ ‫تطهير القضاء من رموز الفساد وحتريره من ك ّل القيود وأشار إلى‬ ‫أنّ وزير العدل لو كان له إرادة حقيقية إلصالح املنظومة القضائية‬ ‫خاصة وأنه أدرى برموز الفساد وميلك‬ ‫ملا جتاوز األمر بضعة أ ّيام‬ ‫ّ‬ ‫ك ّل ملفاتهم‪ .‬كما يرفض بن مراد حصر إصالح منظومة الفساد في‬ ‫شخص وزير العدل فقط ألنّ من يرعى منظومة الفساد في القضاء‬ ‫وفي قطاعات أخرى هي هذه احلكومة املؤقتة التي تتص ّدى لك ّل‬ ‫محاوالت اإلصالح والتي تبدو حسب قوله متآمرة على الثورة‬ ‫لذا فالتطهير على ح ّد تعبيره ال ب ّد أن تبدأ بتطهير هذه احلكومة‬ ‫بوزيرها‪.‬‬ ‫وفي سياق متّصل تلتقي جمعيّة القضاة مع هذه املطالب وقد‬ ‫ص ّرحت كاتبتها العا ّمة كلثوم كنّو أنّ حترير القضاء من قيوده‬ ‫وفساده تبدأ بإقالة وزير العدل احلالي الذي ما زال متمسكا باملنظومة‬ ‫املوروثة للقضاء الفاسد ويأتي في مرحلة ثانية ح ّل املجلس األعلى‬ ‫للقضاء وتشكيل آخر انتقالي ومنتخب‪.‬‬

‫كامل العبيدي‪:‬‬

‫اخلا�صة‬ ‫تغ ّول وا�ضح لأ�صحاب امل�ؤ�س�سات الإعالمية ّ‬

‫عادت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة‬ ‫بسرعة شديدة إلى سالف عهدها وإلى النهج‬ ‫الذي ارتأته لعملها واملتمثّل في س ّن مراسيم‬ ‫القوانني واملصادقة عليها والذي كان األسبوع‬ ‫املنقضي مح ّل نقد شديد من طرف عدد كبير‬ ‫من أعضائها الذين اتهموها أثناء جلسة‬ ‫غلبت عليها محاسبة الذات بانتحال دور‬ ‫البرملان املش ّرع مقابل إهمالها وانفصامها‬ ‫عن القضايا املصيرية التي تشغل الرأي العا ّم‬ ‫التونسي‪ .‬هكذا كانت أحداث يوم االثنني‬ ‫املاضي وتداعياتها ومشاغل الثورة الغائب‬ ‫بامتياز في جلسة األربعاء املاضي للهيئة‬ ‫العليا لتحقيق أهداف الثورة والتي تفاجأ فيها‬ ‫العديد من األعضاء باستدعاء الهيئة املستقلّة‬ ‫إلصالح اإلعالم دون سابق إعالم‪.‬‬ ‫وقد أوضح رئيس الهيئة الوطنية‬ ‫إلصالح اإلعالم واالتصال كمال العبيدي‬ ‫في كلمته أن ما شهده املشهد اإلعالمي من‬ ‫انفالت بعد ثورة ‪ 14‬جانفي يعود إلى غياب‬ ‫الثقافة الدميقراطية في املؤسسات اإلعالمية‬ ‫وضعف برامج التكوين لتعزيز خبرة‬

‫‪6‬‬

‫الصحافيني للتعامل مع مقتضيات مثل هذه‬ ‫املرحلة الدقيقة التي متر بها تونس كما أشار‬ ‫إلى ما يشهده الواقع اإلعالمي من “تغول‬ ‫ألصحاب املؤسسات اإلعالمية السمعية‬ ‫البصرية اخلاصة” وسعيهم إلى استغالل‬ ‫نفوذهم لتحقيق مكاسب سياسية‪.‬‬ ‫وأضاف أن ملف اإلعالم مازال إلى اآلن‬ ‫يحتوي على العديد من نقاط االستفهام التي‬ ‫حتتاج إلى توضيح من قبل احلكومة احلالية‬ ‫أبرزها ملف وكالة االتصال اخلارجي‬ ‫إلى جانب التساؤل حول مقاييس تعيني‬ ‫مديرين جدد على رأس املؤسسات اإلعالمية‬ ‫العمومية ومحاسبة رموز النظام السابق في‬ ‫هذا القطاع‪.‬‬ ‫وردا على تدخالت أعضاء مجلس الهيئة‬ ‫العليا لتحقيق أهداف الثورة والتي متحورت‬ ‫أساسا حول مسألتي اإلشهار السياسي‬ ‫وإعداد القائمة السوداء لإلعالميني املتورطني‬ ‫في الفساد أوضح هشام السنوسي عضو‬ ‫الهيئة الوطنية إلصالح اإلعالم واالتصال‬ ‫أن اإلشهار السياسي “ممنوع أخالقيا‬

‫ومهنيا” وغير معمول به في الدول الغربية‬ ‫واعتبر ناجي البغوري أن اإلشهار السياسي‬ ‫يعد ضربا ملبدأي استقاللية املؤسسات‬ ‫اإلعالمية وحيادها‪ .‬وردا على مطالبة العديد‬ ‫من أعضاء مجلس هيئة حتقيق أهداف الثورة‬ ‫بإصدار “قائمة سوداء” باسم الصحافيني‬ ‫الذين خدموا النظام السابق وساهموا في‬ ‫تلميع صورته ذكر كمال العبيدي بأن النقابة‬ ‫الوطنية للصحفيني التونسيني هي بصدد‬ ‫إعداد “كتاب ابيض” لتسليط الضوء على‬ ‫التجاوزات املسجلة في الوسط اإلعالمي‬ ‫خالل العقدين املاضيني‪.‬‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫‪7‬‬

‫وطنية‬ ‫حممد القوماين للفجـــر‪:‬‬

‫فوضى املفاهيم‬

‫من �أنتم؟‬ ‫منصف الساليمي‬ ‫منصب جلحافل شعبه الذي ق ّرر أن‬ ‫قالها زعيم عربي‬ ‫ّ‬ ‫الوطن بدونه أجمل‪.‬‬ ‫كان يخاطب أفرادا من نفس طينة املواطن التونسي‬ ‫الذي نزل إلى الشارع‪ ،‬وكشف عن وجهه احلقيقي‪ .‬وجه‬ ‫توحده القيم الراسخة وتربة‬ ‫ميكن تسميته بالوجه اجلمعي‪ّ ،‬‬ ‫املنشأ على اختالف املشارب واألهواء‪ .‬فمفهوم الشهادة مثال‪،‬‬ ‫ونعني به فداء املبدإ بالنفس والعقيدة الفلسفية بالوجود‪ ،‬لم‬ ‫يكن دينيا وال ماركسيا وال قوميا وص ّدق مقولة مظ ّفر نواب‪:‬‬ ‫"فللثوار وجه واحد في روحي" لعلّه وجه احلسني بن علي أو‬ ‫شي غفارا أو أبي ذ ّر الغفاري أو عنترة العبسي أو كليب وائل‬ ‫أو فرحات حشاد أو سبارتكيس أو سواهم‪ .‬فقيم اإلنسان‬ ‫كونية‪ ،‬وحلظة كسر حاجز اخلوف متثل العالمة الفارقة بني‬ ‫حيوانية اإلنسان املص ّر على حب البقاء قبل كل شيء‪ ،‬وإنسانية‬ ‫يضحي بالبقاء في سبيل نوعية البقاء‪ ،‬ويختار‬ ‫اإلنسان الذي‬ ‫ّ‬ ‫أن يرى املنشود بعني اجلمع احلاضن للمثال على أن يكتفي‬ ‫برؤية املوجود بأ ّم عينه‪ .‬إنّه ما ميكن تسميته بسندروم أو‬ ‫متالزمة اإلنعتاق‪.Le Syndrome d’Emancipation ،‬‬ ‫وتكمن فارقية هذه العالمة وخطرها في كونها ال تقبل‬ ‫الرجوع أو املراجعة‪ ،‬ومن يريد تشخيص احلالة التونسية‬ ‫من باحثي املجتمع األهلي أو العاملي‪ ،‬بوصف األخير معنيًا ّ‬ ‫من منطلق ضرورة التعايش والتجاور‪ ،‬عليه أن ال ُيغفل هذه‬ ‫احلقيقة املتحكمة بصيرورة الوجدان العام مستقبال‪ :‬حقيقة‬ ‫التح ّرر كقاسم مشترك وعا ّم لكل التونسيني‪ .‬هذه احلقيقة هي‬ ‫بال ّ‬ ‫شك جدلية‪ ،‬فتعيّنها على أرض الواقع السياسي لن يكون‬ ‫أي خيار أو شكل للحكم يتطلب وجوبا التضحية‬ ‫سهال طاملا أنّ ّ‬ ‫ببعد من اخليار املقابل‪.‬‬ ‫ممن جنح‬ ‫سوف نضرب لذلك مثال يراعي قراءنا الشباب ّ‬ ‫العهد البائد في تغييب الوعي الفلسفي والسياسي لديهم‪:‬‬ ‫عندما نقول عبارة "مواطن" أو"إنسان" فهذا املقصود‬ ‫ميكن أن يكون طفال‪ ،‬شيخا‪ ،‬امرأة‪ ،‬رجال‪ ،‬أسود‪ ،‬أبيض‪،‬‬ ‫مؤمنا‪ ،‬ملحدا‪ ...‬بينما نحن ال جند في الواقع فردا يحمل‬ ‫كل هذه املتناقضات في آن واحد‪ ،‬ولعلنا كل ما ركزنا على‬ ‫متطلبات فرد أو شريحة أفراد نقع في محظور التضحية‬ ‫بالبقية‪ ،‬واحلكمة في احل ّد من هذه التضحية والتأكيد على‬ ‫نقاط االلتقاء‪.‬‬ ‫إن املن ّظر السياسي احملكوم بأي نوع من الهلوسة‬ ‫األيديولوجية أو التص ّورات الضيقة للشكل املستقبلي لتونس‬ ‫مدع ّو إلى مزيد املراجعة والتّأني‪ .‬واملف ّكر املنهجي واملوضوعي‬ ‫بوصف املنهجية واملوضوعية شرطني لكل خطاب منتج‬‫وفاعل‪ -‬ال يجب أن يغت ّر بهدوء البركان أو الضعف البادي‬ ‫للقطرة املك ّونة للطوفان‪ ،‬لكي يظل حبيس نظرته املرجعية‬ ‫الضيقة وينطلق منها إلى البناء النظري لواقع قد يتح ّول من‬ ‫منظور لتنظيم اجتماعي‪ ،‬إلى عامل لزرع بذور ثورة باملعنى‬ ‫التقليدي‪ ،‬تكون فيها الكلمة للفئة الغالبة وال مكان فيها للرأي‬ ‫اآلخر ومتثل فيها الشرعية الثورية منطلق التشريع لإلقصاء‬ ‫واالستبداد أيا كان وجه هذه الثورة الثانية‪ ،‬ولع ّل أغلب النظم‬ ‫الثورية إن لم نقل كلّها في العالم أمثلة حيّة على ذلك‪ ،‬وفي هذا‬ ‫تنبيه للمفكر السياسي خلطر أن يحيد عن هدفه إلى نقيضه‪.‬‬ ‫إن األغلبية‪ ،‬ال نقول الصامتة ألن الصامت ال يتكلم‪ ،‬ولكن‬ ‫التي قالت قولها بوضوح‪" :‬الشعب يريد إسقاط النظام"‬ ‫وهي تعلم علم اليقني أن إرادتها قدر محتوم‪ ،‬هي اجلسم‬ ‫املوضوع على طاولة التشريح السياسي اليوم‪ .‬ومن يتجاهل‬ ‫هذه احلقيقة عن خطإ أو عن جهل أو عن عمد‪ ،‬يحيد حتما عن‬ ‫املوضوعية وبالتالي عن النتيجة العلمية السليمة واملنتجة‬ ‫على أرض الواقع ويتحول عمله بذلك‪ ،‬من البحث عن ح ّل‬ ‫لواقع قائم‪ ،‬إلى افتراض واقع وهمي ال وجود له إال في ذهنه‬ ‫ومحاولة تلبيسه لفكره‪ ،‬وهو لعمري عني اخللط واخلبط‪.‬‬

‫اال�ستقطاب الأيديولوجي انتهى‬ ‫وحان الوقت لتحالفات �سيا�سية حتمي الثورة‬ ‫عرفته منا�ضال ال يلني يف زمن �صمت فيه الكثريون عن جمرد الكالم‪ .‬دافع عن كل املظلومني من خمتلف العائالت ال�سيا�سية‪ ،‬وخا�ض �أكرث من جتربة‪،‬‬ ‫بد�أها مع احلركة الإ�سالمية‪ ،‬ثم جتربة الإ�سالميني التقدميني‪ ،‬وم�شاركته وتيار وا�سع معه يف ت�أ�سي�س احلزب الدميقراطي التقدمي‪ ،‬وهو الآن يقود حزبا و�سطيا هو‬ ‫حزب الإ�صالح والتنمية‪.‬‬ ‫وطني غيور‬ ‫عرفته يف الرابطة واحتاد ال�شغل وهيئة ‪� 18‬أكتوبر والعديد من جلان امل�ساندة ودعم �ضحايا القمع والظلم‪ ،‬وهو باخت�صار منا�ضل خم�ضرم‪ ،‬عا�ش العديد من التجارب‪ ،‬ور�سخ يف ذهني �أنه ّ‬ ‫�صاحب مبادئ‪ ،‬عقالين‪ ،‬وال تغلب م�صاحله ال�شخ�صية �أو احلزبية على ان�شغاالته الوطنية‪.‬‬ ‫يف هذه امل�صافحة نتيح ملحمد القوماين �أن يقدم لقراء الفجر جانبا من جتربته وهوية حزبه اال�صالح والتنمية‪ ،‬كما نتعرف على �أرائه يف عدد من الق�ضايا الوطنية‪.‬‬ ‫حاوره محمد فوراتي‬ ‫أنتم حزب جذوره قديمة ولكن والدته الرسمية جاءت بعد ثورة‬ ‫الكرامة‪ .‬كيف تقدم لنا الوضع التنظيمي حلزب اإلصالح والتنمية ؟‬

‫حزب اإلصالح والتنمية حزب قدمي جديد كان ينشط كتيار‬ ‫غير معترف به قبل الثورة وحتصل على التأشيرة في ‪ 19‬أفريل‬ ‫‪ ،2011‬وحرصنا قبل تقدمي املطلب على استكمال حوار بدأناه‬ ‫مع ممثلني من واليات مختلفة‪ ،‬حتى نعطي للحزب بعده الوطني‬ ‫منذ التأسيس‪ ،‬ومننحه أكثر إمكانية للحياة واالستمرار‪ ،‬وهذا‬ ‫ما حتقق فعال حيث ضمت قائمة املؤسسني ‪ 59‬عضوا من ‪16‬‬ ‫والية‪ ،‬وهذه النواتات التأسيسية حتولت خالل األشهر الثالثة‬ ‫املاضية إلى فروع وجامعات بعضها له مقرات والبعض اآلخر‬ ‫التوسع‪.‬‬ ‫بصدد‬ ‫ّ‬ ‫ماهي هوية احلزب ضمن خريطة سياسية واسعة ؟‬

‫حيث سنشكل على األقل ‪ 16‬قائمة‪ .‬وقد قطعنا شوطا كبيرا في أهداف الثورة‪ ،‬كما نعمل على تأمني أفضل الظروف النتخابات‬ ‫استكمال املشاورات داخل الهياكل احلزبية لتشكيل هذه القائمات ‪ 23‬أكتوبر‪ ،‬وهذا أحد الدوافع األساسية للتقارب بني االحزاب‬ ‫وبعضها صار جاهزا‪.‬‬ ‫األربعة التي وقعت أرضية العمل املشترك ونعمل على توسيعها‬ ‫لتشمل قوى سياسية أخرى‪.‬‬ ‫وهل هناك نية واستعدادا لديكم للدخول يف حتالفات انتخابية؟‬ ‫ندعوك للتعليق بشكل برقي عىل هذه األسئلة‪:‬‬ ‫مبدئيا نع ّد أنفسنا خلوض االنتخابات بصفة منفردة باسم‬ ‫اإلصالح والتنمية‪ ،‬لكننا لن نغلق األبواب إلمكانية حتالفات‬ ‫كثرة األحزاب بعد الثورة‪ ..‬أكثر من ‪ 100‬حزبا والقائمة مفتوحة؟‬ ‫انتخابية إذا وجدنا فيها املقومات السياسية التي ال متس من هوية‬ ‫لم تعد ظاهرة صحية وال تبررها الرغبة في التعبير والتنظم‬ ‫ّ‬ ‫حزبنا ومبادئه وبرامجه‪.‬‬ ‫بعد فترة قمع شديد‪ .‬وأنا أشك أن تكون دوافع عدد كبير من‬ ‫شهدت األشهر املاضية حماوالت للدفع بالبالد نحو االستقطاب األحزاب هي حرية التعبير والتنظم‪ .‬وعموما فإن هذه الكثرة‬ ‫جتعل أغلب األحزاب ديكورا ألن األحزاب الضعيفة ال تؤثر وال‬ ‫اإليديولوجي كيف تعاملتم مع هذا الواقع ؟‬ ‫ّ‬ ‫نحن حزب وسطي يتجاوز االستقطابات اإليديولوجية ويراها تدل على التعددية‪.‬‬ ‫اإلشهار السيايس الذي سلكته بعض األحزاب؟‬ ‫مضرة باملشهد الوطني ففضال عن التصنيفات االديولوجية التي‬ ‫اإلشهار السياسي الذي رأيناه خالل املدة األخيرة يجعل‬ ‫تعود إلى ما قبل نهاية احلرب الباردة والتي لم تعد تساعد على‬ ‫متيز املشهد السياسي‪ ،‬وتُوق ُع في املغالطة السياسية‪ ،‬فاالختالف األحزاب أقرب للشركات التجارية وهو في نظرنا أكبر مظهر‬ ‫يصل إلى ح ّد التناقض في نص األرضية االيديوجلية ملجموعة لالستعمال السياسي للمال املشبوه‪ ،‬وهو مرفوض ألنه خطر‬ ‫أحزاب‪ ،‬هذا اضافة إلى أن تونس شهدت جتربة مريرة في على احلياة السياسية وعلى استقاللية القرار الوطني‪.‬‬ ‫التسعينات مع نظام املخلوع قامت على االستقطاب اإليديولوجي‬ ‫هروب السيدة العقريب ؟‬ ‫انتهت إلى استئصال الدميقراطية‪ .‬ولذلك رفضنا منذ أشهر‬ ‫هروب العقربي وتسريح موقوفني من رموز النظام السابق‬ ‫الدخول في أي حتالفات ذات طابع أيديولوجي‪ ،‬ونحرص في املدة هو أكبر مؤشر على مخاطر االلتفاف على الثورة‪ ،‬وهو إدانة‬ ‫األخيرة على دفع املشهد السياسي نحو تكتالت سياسية واضحة واضحة ألجهزة الدولة وتقصير احلكومة في محاكمة ومتابعة‬ ‫األرضية واألهداف‪.‬‬ ‫رموز العهد السابق‪.‬‬

‫هوية حزب اإلصالح والتنمية تعكسها تسميته التي تعود‬ ‫إلى ‪ ،2009‬فالتنمية بالنسبة إلينا ننظر إليها كأولوية وطنية ألن‬ ‫التنمية ترتبط باالستثمار والتشغيل وحتسني أوضاع اجلهات‬ ‫ورفاهية األفراد وتعزيز موقع تونس اإلقليمي والدولي‪ ،‬والتنمية‬ ‫كما نفهمها ال تقتصر على املجال االقتصادي‪ ،‬وال تختزل في‬ ‫أرقام مؤشرات معدل التنمية‪ ،‬بل هي تنمية شاملة وعادلة متتد‬ ‫إلى مختلف األنشطة واملجاالت‪ .‬وهذه التنمية حتتاج إلى ثقافة‬ ‫مثل األرضية املشرتكة التي وقعتموها مع املؤمتر والنهضة‬ ‫تنموية وإلى نظام سياسي وتربوي ولذلك اعتبرنا اإلصالح والشعبية ؟‬ ‫السياسي الذي يقطع مع منظومة الفساد واالستبداد ويجعل‬ ‫نعم وقعنا مؤخرا على أرضية للعمل املشترك في هذا اإلطار‪،‬‬ ‫املواطنة أساسا لالنتماء واالنتخابات احلرة والشفافة أساسا وهي أرضية قابلة للتطور ومحتواها سياسي وليست فيها أي‬ ‫وحيدا للشرعية السياسية‪.‬‬ ‫احاالت أيديولوجية‪ .‬فمكونات هذا االلتقاء السياسي جتمعها‬ ‫وماذا عن اهلوية الثقافية للحزب؟‬ ‫نضاالت مشتركة في املرحلة السابقة‪ ،‬وتقارب في حتليل‬ ‫ّ‬ ‫صف الثورة‪ ،‬التي تقتضي‬ ‫حزبنا حزب تونسي متجذر في الثقافة الوطنية العربية الوضع احلالي‪ ،‬وانحياز كامل إلى‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وهو في نفس الوقت يتحرك بروح العصر وال يرى إنهاء منظومة الفساد واالستبداد واتاحة فرصة حقيقية لتجديد‬ ‫تناقضا بني الهوية واحلداثة‪ .‬واخللفية الثقافية املشار إليها الساحة السياسية سواء في منظومة احلكم أو في أشخاص‬ ‫نعتبرها شرطا لنجاح التنمية التي نتطلع إليها‪ ،‬كما نعتبرها دعما احلاكمني‪.‬‬ ‫للوحدة الوطنية ومشتركا بني التونسيني‪.‬‬ ‫ارتفعت العديد من األصوات التي تنبه إىل خطر االلتفاف عىل‬ ‫كيف تنظرون إىل انتخابات املجلس الوطني التأسييس يف ‪23‬‬ ‫أكتوبر القادم ؟‬

‫انتخاب مجلس وطني تأسيسي يعتبر العنوان البارز لضمان‬ ‫حتقيق أهداف الثورة في القطع مع منظومة الفساد واالستبداد‬ ‫السابقة وتأسيس بديل دميقراطي‪ .‬وهو اآللية الوحيدة للعودة‬ ‫إلى الشرعية الشعبية واالنتخابية‪ ،‬ولذلك نحن مع هذا التوجه‬ ‫منذ بداية الثورة‪ ،‬ونعمل على اجناح هذا املوعد‪ ،‬ونع ّول على‬ ‫أن يكون حزبنا من بني األحزاب املمثلة في املجلس الوطني‬ ‫التأسيسي‪ ،‬وهذا التمثيل حيوي في استمرار احلزب وتطوره‬ ‫بعد االنتخابات‪ ،‬لكننا ال جنعل من متثيلنا في التأسيسي معركة‬ ‫حياة أو موت‪.‬‬ ‫وسنجعل من االنتخابات فرصة الستكمال وجودنا مبختلف‬ ‫الواليات وهيكلة فروعنا وجامعاتنا‪ ،‬وفي نفس الوقت فرصة‬ ‫للتنافس السياسي النزيه‪ ،‬ونعول على مصداقية مرشحينا في‬ ‫مختلف الدوائر لضمان أفضل لتمثيليتنا في املجلس‪.‬‬ ‫هل ستشاركون يف كل الدوائر؟‬

‫مبدئيا سنتقدم في الدوائر التي لنا فيها وجود تنظيمي‪،‬‬

‫مجعيات تقرتح حذف الفصل األول من الدستور؟‬

‫مضمون الفصل األول من دستور ‪ 1959‬ميثل في نظرنا‬ ‫احل ّد األدنى من االجماع الوطني حول الهوية العربية اإلسالمية‬ ‫لتونس وهذا أساس وحدتنا‪ .‬وك ّل من يحاول التنكر لهذا املعطى‬ ‫يعرض الوحدة الوطنية للخطر وعدم االستقرار‪.‬‬ ‫هل تفضلون النظام الربملاين أم الرئايس ؟‬

‫لم نحسم خيارنا بعد وإن كانت النقاشات األولية متيل إلى‬ ‫نظام رئاسي تكون فيه احلكومة مسؤولة أمام البرملان ويكون‬ ‫رئيس البرملان من األغلبية البرملانية وال تكون فيه لرئيس الدولة‬ ‫صالحيات واسعة‪.‬‬ ‫التناصف يف القائامت االنتخابية ؟‬

‫نحن أيدنا مبدأ التناصف في القانون االنتخابي اجلديد‬ ‫الثورة‪ ،‬فهل لديكم نفس اخلشية والتخوف؟‬ ‫الثورة بعد السبعة أشهر من سقوط رأس الفساد مازالت تشجيعا للمرأة التونسية بعد الثورة على املشاركة في احلياة‬ ‫تعاني من نفس التهديد واملخاطر التي بدأت عقب هروب املخلوع‪ ،‬العامة وفي صياغة القرار السياسي‪.‬‬ ‫وهي محاولة االلتفاف على الثورة برسكلة النظام السابق‬ ‫هل لديكم مشكلة يف عدد النساء بالقائامت االنتخابية؟‬ ‫ومحاولة متريره دون بن علي وعائلته‪ ،‬وهذا ما رفضناه في‬ ‫لدينا عدد كاف من النساء للتواجد في كل القائمات دون أن‬ ‫حزب اإلصالح والتنمية وما رفضته قوى سياسية أخرى‪ ،‬وما ننكر صعوبات التناصف والتناوب بالنسبة إلى بعض األطراف‬ ‫عبرت عنه يقظة الشعب من خالل املظاهرات واالعتصامات السياسية األخرى وفي بعض اجلهات من البالد بصفة خاصة‪.‬‬ ‫واسقاط حكومة الغنوشي‪ .‬واآلن وبعد ‪ 4‬أشهر من تولي الباجي‬ ‫مستقبل اهليئة العليا لتحقيق أهداف الثورة ؟‬ ‫قايد السبسي الوزارة األولى عادت املخاوف من جديد بعد تأجيل‬ ‫الهيئة العليا أجنزت املهمة الرئيسية وهي وضع قانون‬ ‫االنتخابات وظهور أصوات تشكك في خيار املجلس الوطني انتخابي وانتخاب هيئة لالشراف على االنتخابات‪ ،‬وتعثرت في‬ ‫التأسيسي وعودة القمع الوحشي لالحتجاجات السلمية وتنامي مهمة إدارة حوار سياسي يوفر مناخا يسمح بإجراء انتخابات‬ ‫أنشطة األحزاب املستنسخة من التجمع املنح ّل وتواتر معلومات شفافة وفي موعدها ويقبل املتنافسون نتائجها‪ ،‬ولذلك انتقدنا‬ ‫عن التعذيب ومصادقة احلكومة على تعيينات تشمل مسؤولني في حزب اإلصالح والتنمية آداء الهيئة بعد تأجيل االنتخابات‬ ‫في النظام السابق دون رقابة من أي جهة‪.‬‬ ‫واعترضنا على جدول أعمالها وعلقنا مشاركتنا‪ ،‬لكننا مازلنا‬ ‫كل هذه املؤشرات جتعلنا نستشعر سيناريوهات لالنقالب نرى فائدة في بقائها والتوصل إلى توافق بني مكوناتها إلدارة‬ ‫على الثورة والقبول بها شكال ( تسمية) والتنكر لها في املضمون‪ ،‬املرحلة املتبقية قبل ‪ 23‬أكتوبر‪ ،‬فهي الهيئة االوسع متثيال رغم‬ ‫وهذا ما نرفضه ونعمل على تشكيل قوة سياسية تدافع بصدق عن ضعف ذلك التمثيل وعدم التوازن في التركيبة‪.‬‬


‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫حتقيق‬

‫‪8‬‬

‫جمعيات تون�سية ترف�ض م�شروع قانون ال�صحافة‬

‫�إ�صرار على ا�سرتجاع ما افتكه عماد الطرابل�سي‬ ‫ال تختلف ق�صة حي الرباطل بحلق الوادي يف �شيء عن اال�ستعمار اال�ستيطاين يف فل�سطني املحتلة‪ .‬فمن �شهد وقائع الهدم ومنظر اجلرافات وهي تهدم البيوت يخال نف�سه �أمام �شا�شة الأنباء ي�شاهد «�شرين‬ ‫�أبو عاقلة» وهي تنقل ما تفعله العنجهية الإ�سرائلية ببيوت الفل�سطينيني‪ُ .‬ه ِ ّج َر النا�س من ديارهم بغري حق و�أهينوا حتى يت�سنى لعماد الطرابل�سي ومن معه �أن يبتنوا نزال �سياحيا على �شاطئ البحر‪ .‬ما زال النا�س‬ ‫يف (حلق الوادي) يذكرون كيف طوقت قوات الأمن احلي و�أجربت النا�س على اخلروج كرها‪ ،‬هرع البع�ض خائفا من الكالب املدربة ومن مت�سك بالبقاء مت �سحله على الأر�ض حتى يكون عربة لغريه‪.‬‬ ‫سليم الحكيمي‬ ‫مأل العويل املكان وانهمرت دموع‬ ‫املظلومني واجتهت أعينهم إلى السماء‬ ‫بعد تأله اإلنسان في األرض‪ .‬هرولت‬ ‫كل الوزارات لتنفيذ األوامر واإلسراع‬ ‫في اجن��از الفندق إذ أن الفنادق‬ ‫اخلاصة في عهد القهر تصبح مصلحة‬ ‫عامة‪ .‬وعبثا حاول السكان الضعفاء‬ ‫أن يع ّطلوا قرار الهدم وبتاريخ ‪07‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2008‬استصدر السكان إذنا‬ ‫من احملكمة ضد البلدية واملعتمدية‬

‫لتسلم نسخة قانونية من هذا القرار‬ ‫دون جدوى‪.‬‬ ‫أجبرت مافيا القصر ‪ 75‬عائلة‬ ‫تونسية على الرحيل وقررت ليلى‬ ‫أن تسكنهم بالكرم الغربي في شقق‬ ‫كلّفت إح��دى الشركات العقارية‬ ‫التابعة لها ببنائها‪ ،‬وبقيت ‪ 12‬عائلة‬ ‫مرابطة ترفض أي ح ّل غير العودة‬ ‫إلى مراتع الصبا‪ ،‬فال يوجد قانون‬ ‫في األرض يجبر اإلنسان على تغيير‬ ‫موطنه‪ .‬توجد اآلن حديقة بائسة مكان‬ ‫حي البراطل بنتها البلدية لتحفظ بها‬ ‫ماء الوجه املراق أصال‪ ،‬وما تفعله‬

‫اخلطة «ب»‬

‫معتمدا لدى وزير الداخلية‪.‬‬

‫تساؤل‬

‫خالد مصدق‬ ‫وشقيقه‬ ‫يقفان على‬ ‫أنقاض بيتهما‬ ‫المهدّم‬

‫هكذا بعثرت الوزارة حياة أسر‬ ‫وش ّردتها‪ ،‬وألقت بها إلى املجهول‬ ‫وبعد االتفاق مع وزارة أمالك الدولة‬ ‫بحضور الوزير واحملامني حول‬ ‫طريقة التعويض واالقتراب من احلل‬ ‫النهائي لكن وزارة التجهيز ترفض‬ ‫االتفاق ومتنع األسر من تعويض‬ ‫يحفظ الكرامة واحلقوق‪ .‬وتشير‬ ‫عائلة مصدق إلى وجود ست شقق‬ ‫كانت ليلى الطرابلسي قد قررت‬ ‫إهداءها إلى من تريد من الصحب‬ ‫واألهل في حني متكنت عائالت أخرى‬ ‫من توسيع شققها إلى أجزاء إضافية‪.‬‬ ‫وبقي احلال على ما هو عليه لضحايا‬ ‫البراطل في حني يتوسع آخرون في‬ ‫البناء‪.‬‬ ‫مهب الريح‬ ‫في‬ ‫كثيرة‬ ‫أسر‬ ‫مازالت‬ ‫ّ‬ ‫من بينها عائلة بوعرعارة وعائلة‬ ‫اخلالة عزيزة وعائلة راضية وعائلة‬ ‫بن سليمان‪ ..‬هذه األسر تتساءل كيف‬ ‫تتمسك وزارة أمالك الدولة بتعليمات‬ ‫ليلى آلخر حلظة وحتافظ على الشقق‬ ‫ليقع وهبها ملن شاء‪ ،‬وبيعها من قبل‬ ‫وكالة التهذيب العمراني بينما تطالب‬ ‫أهل الدار احلقيقيني بدفع مبلغ ستني‬

‫ألف دينار حتى يستكمل التعويض‬ ‫شروطه وكيف تخضع وزارة كاملة‬ ‫إلى تهديد أسرتني أقبلتا على وزارة‬ ‫الدولة وغيرتا االتفاقية ؟‬ ‫مازالت هناك عائالت لم توقع‬ ‫إلى ح ّد اآلن على هذه اآللية اجلديدة‬ ‫للتعويض‪ .‬والغريب أن وزارة أمالك‬ ‫الدولة عوض أن تصلح اخلطأ مبنح‬ ‫تعويضات مجزية للناس وتعتذر‬ ‫لهم على ما بدر منها من قهر وظلم‬ ‫وتسلط‪ ،‬جندها تقبل من جديد‬ ‫التعليمات‪ ،‬وال تقيم وزنا آلالم الناس‪،‬‬ ‫وجتعل من املأساة ملهاة وفرصة‬ ‫جديدة للسمسرة واملضاربة‪.‬‬ ‫مأساة دمعت ملرآها عيون الكثير‬ ‫من التونسيني قبل الثورة وبعدها‪.‬‬ ‫ورغم أن ثورة الكرامة جاءت لتعيد‬ ‫احل��ق ألصحابه ف��إن سكان حي‬ ‫البراطل لم ينعموا إلى اليوم بهذا‬ ‫احلق‪ .‬وبالرغم من القبض على عماد‬ ‫الطرابلسي ال��ذي شاهدناه وراء‬ ‫القضبان ببدلته األنيقة‪ ،‬فهاهم أهالي‬ ‫حي البراطل يذرفون دموع احلسرة‬ ‫حتى الساعة في انتظار ساعة‬ ‫احلقيقة‪.‬‬

‫وضع اللمسات األخيرة على مشروع البرنامج السياسي‬ ‫واالقتصادي واالجتماعي للحركة الذي يبدو أنه كان نتاج جهد‬ ‫شارك فيه عشرات من املختصني في مختلف املجاالت‪.‬‬

‫يتر ّدد في أوساط الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة أن‬ ‫النية متجهة نحو املطالبة بإعادة املطالبة في تركيبة مكتب‬ ‫تساءل بعض ممن حضر اللقاء الذي جمع السيد الوزير‬ ‫الهيئة البحث عن آليات جديدة تضمن استمرار عملها بعد األول الباجي القايد السبسي بعدد من ممثلي األحزاب عن‬ ‫انتخابات ‪ 23‬أكتوبر ‪.2011‬‬ ‫املغزى من إثارة مسألة إجراء استفتاء حول م ّدة عمل ومهام‬ ‫املجلس الوطني التأسيسي في وقت يعلم فيه اجلميع أنّ‬ ‫بعد بعث مرصد لالنتخابات ض ّم الرابطة التونسية للدفاع‬ ‫املرسوم ّ‬ ‫وال‬ ‫املنظم للسلط العمومية ال يخ ّول ال للرئيس املؤ ّقت‬ ‫عن حقوق اإلنسان وعدد من اجلمعيات احملسوبة على تيّار‬ ‫لغيره الدعوة إلي استفتاء‪.‬‬ ‫سياسي معينّ وبتمويل أوروبي‪ ،‬انطلقت الهيئة الوطنية‬ ‫يروج في عدد من األوساط املتن ّفذة ترشيح محسن مرزوق‬ ‫للمحامني وجمعية احملامني الشبان وعدد من اجلمعيات‬ ‫ملنصب وزير العدل في احلكومة املؤ ّقتة‪ ،‬وإذا صدقت هذه‬ ‫واملنظمات في حوار لبعث مرصد وطني لالنتخابات منفتح‬ ‫التك ّهنات يرتفع عدد الوزراء من مركز الكواكبي واجلمعيات‬ ‫يعكف املكتب التنفيذي حلركة النهضة هذه األيام على على كل من يرغب في املشاركة‪.‬‬ ‫املرتبطة به بعد أن سبق تعيني السيد األزهر العكرمي وزيرا‬

‫مرصد لالنتخابات‬

‫ّ‬ ‫مرشح للوزارة‬

‫برنامج‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫سكان حي الرباطل بحلق الوادي‬

‫البلدية ليس إال مساحيق على «وجه‬ ‫خنزير»‪.‬‬ ‫السيد خالد مصدق أحد ضحايا‬ ‫البراطل مازال يتجرع مرارة األلم‬ ‫والتهجير داخل وطنه‪ .‬يقيم الرجل في‬ ‫شقة يتسوغها على وجه الكراء منذ‬ ‫‪ 01‬فيفري ‪ 2010‬إلى غاية الساعة‪،‬‬ ‫مازال السيد خالد يتذكر بيتا يتربى‬ ‫فيه وحيّا لعب في دروبه‪ .‬كان مقر‬ ‫سكناه مساحة جملية تبلغ ‪117‬م‪²‬‬ ‫عرف فيها أجمل أيام العمر والصبا‬ ‫ويجد نفسه اآلن صحبة ولديه بعيدا‬ ‫عن واقع الدراسة والعمل وأتلفت‬ ‫ممتلكاته يوم أقبل (التتار) ذات‬ ‫فجر يجبرونهم على الرحيل‪ .‬تتردد‬ ‫العائالت التي يبلغ عددها ‪ 12‬عائلة‬ ‫على وزارة أمالك الدولة يرغبون في‬ ‫العودة إلى مكان تربوا فيه‪ ،‬إذا كان‬ ‫عماد الطرابلسي وزمرته حتت طائلة‬ ‫القضاء فلماذا ال يعود الناس إلى‬ ‫أماكنهم ؟‬ ‫الوزارة ق ّررت يوم ‪ 01‬أوت ‪2011‬‬ ‫أن تسكن هذه العائالت في عمارة بحي‬ ‫خير الدين بتونس الشمالية ولم تراع‬ ‫وضعية خالد مصدق وبقية العائالت‬ ‫التي شر ّدت‪ ،‬فبعد أن وافقت على‬ ‫تقدمي شقتني تبلغ مساحة كل منها‬ ‫‪80‬م‪ ²‬تراجعت‪ ،‬واعتبرت أن األمر‬ ‫يتطلب دفع مبالغ مسبقة من أجل أن‬ ‫متتلك العائلة احلق في السكن‪ .‬السيد‬ ‫خالد مصدق يتساءل كيف له بهذا‬ ‫املبلغ وهو الذي فقد شغله منذ مدة‬ ‫ومحتويات بيته التي نهبت وحجزت‬ ‫لشهور طويلة تسببت فيها وزارة‬ ‫أمالك الدولة ويقضي بياض النهار‬ ‫صحبة زوجه في بهو الوزارة ينتظر‬ ‫احلل‪ ،‬فهو ال ميلك معني الكراء ويقيم‬ ‫أبناؤه عند اجلدة في بن عروس‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫عبرت عدد من اجلمعيات التونسية والتي‬ ‫تض ّم أئمة وخطباء املساجد وباحثني في العلوم‬ ‫الشرعية عن رفضها ملشروع مجلة الصحافة‬ ‫والطباعة والنشر الذي اقترحته الهيئة العليا‬ ‫لتحقيق أهداف الثورة واإلصالح السياسي‬ ‫واالنتقال الدميقراطي وخاصة بعض الفصول‬ ‫منه وفيما يلي نص بيان اجلمعيات املذكورة‪:‬‬ ‫قال الله تعالى‪َ { :‬و َم ْن أ َ ْظل َ ُم ممِ َّ ْن َمنَ َع َم َس ِ‬ ‫اج َد‬ ‫اس ُم ُه َو َس َعى ِفي َخ َرا ِب َها أُولَئِ َك‬ ‫الل َّ ِه أَنْ ُي ْذ َك َر ِفي َها ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ني ل ُه ْم في ال ُّد ْنيَا‬ ‫َما َكانَ لَ ُه ْم أَنْ َي ْد ُخلُوهَا إِال َخائف َ‬ ‫اب َع ِظي ٌم }‪.‬‬ ‫ِخز ٌْي َولَ ُه ْم ِفي الآْ ِخ َر ِة َع َذ ٌ‬ ‫وبعد‪ ،‬فإن اجلمعيات التالية‪:‬‬ ‫اجلمعية التونسية ألئمة املساجد‬ ‫اجلمعية التونسية للعلوم الرشعية‬ ‫مجعية املصطفى للعلوم الرشعية‬ ‫مجعية نون والقلم‬ ‫مجعية الزيتونة للعلوم الرشعية‬ ‫مجعية املنرب اإلسالمي‬ ‫مجعية اخلطابة والعلوم الرشعية‬ ‫بعد إطالعها على مشروع مجلة الصحافة‬ ‫والطباعة والنشر‪ ،‬املتضمن فصوال تراها تتعلق‬ ‫باملساجد وباخلطاب الديني تتسم بالصبغة‬ ‫الزجرية الصريحة وتستهدف علماء اإلسالم‬

‫رحل نور الدين ال�شورابي‬ ‫وهو يف عز العطاء‬ ‫على إثر حادث مرور ج ّد بطريق سليمان‬ ‫قربص‪ ،‬توفى األخ املناضل نور الدين الشورابي‬ ‫على عني املكان‪ .‬الفقيد يبلغ من العمر خمسني‬ ‫سنة‪ ،‬متز ّوج‬ ‫وله أربعة ابناء‬ ‫وقد إنض ّم إلى‬ ‫حركـة النهضـة‬ ‫منذ شبابـــــه‪،‬‬ ‫وق��د عانى من‬ ‫امل��ت��اب��ع��ـ��ات‬ ‫و ا لتضييقــا ت‬ ‫األمنيـة انتهــت‬ ‫بإلقاء القبــض‬ ‫عليـــه والــزج‬ ‫السجن‬ ‫به في‬ ‫ّ‬ ‫في احملنة التي‬ ‫عرفتها البالد منذ‬ ‫بداية التسعينات‪.‬‬ ‫تغمد اللّه الفقيد برحمته الوسعة ورزق أهله‬ ‫وذويه جميل الصبر والسلوان‪.‬‬

‫رسقة‬ ‫فوجئت الرابطة التونسية للدفاع عن‬ ‫حقوق االنسان بسرقة مق ّرها املركزي الكائن‬ ‫مبنطقة العمران عن طريق اخللع في الليلة‬ ‫الفاصلة بني األحد واإلثنني‪ ،‬وقد عاينت‬ ‫الشرطة مكان السرقة و ّ‬ ‫مت فتح حتقيق في‬ ‫الغرض‪.‬‬

‫واألئمة واخلطباء والوعاظ واملدرسني والباحثني‬ ‫في العلوم اإلسالمية وجترمهم وحتكم على‬ ‫نواياهم (الفصل ‪ )54‬وتسلط عليهم رقابة شديدة‬ ‫لم يسبق لها مثيل ال في العهد البائد وال في عهد‬ ‫االحتالل وال في سائر دول العالم اإلسالمي‬ ‫والغربي‪ ،‬وحتجر عليهم التعبير عما يتعلق‬ ‫بالشأن العام للبالد (السياسي‪ ،‬واالقتصادي‪،‬‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬والثقافي‪ ،‬والتربوي)؛ من خالل‬ ‫ذكر بيوت العبادة واخلطب والتطرف الديني‬ ‫والكتابات واعتماد فحوى العبارات الواردة في‬ ‫اخلطب‪ ،‬األمر الذي يعتبر حصارا لهم في أداء‬ ‫مهمتهم النبيلة‪ ،‬ووصاية عليهم واستمرارا‬ ‫لسياسة اإلقصاء التي مارسها العهد البائد‬ ‫وإرهابا فكريا مسلطا عليهم‪،‬‬ ‫هذا في الوقت الذي يوفر فيه هذا املشروع‬ ‫للصحفي كل ضمانات احلماية كما جاء في‬ ‫الفصول ‪ ،11‬و‪ ،12‬و‪ ،13‬و‪ ،14‬التي تنص‬ ‫على عدم جواز أن يكون الرأي الذي يصدر‬ ‫عن الصحفي أو املعلومات التي ينشرها سببا‬ ‫للمساس بكرامته وحرمته اجلسدية واملعنوية‪،‬‬ ‫وعلى عدم جواز تعريضه ألي ضغط من جانب‬ ‫أي سلطة أو مساءلته عن رأي يبديه‪ ،‬و تعاقب‬ ‫كل من يهينه أو يتعدى عليه بالقول أو اإلشارة أو‬

‫التهديد حال مباشرته لعمله‪ .‬أما اخلطيب الديني‬ ‫فليس له من خالل هذا املشروع كرامة وال حرمة‬ ‫جسدية ومعنوية‪ ،‬بل هو معرض حسب هذا‬ ‫املشروع للعقوبات املالية والبدنية‪ ،‬وهو ما ميثل‬ ‫حتامال وعداء سافرا للخطاب الديني ومؤسساته‬ ‫وعلمائه‪.‬‬ ‫ومع تأكيدنا على احترام احلرية املسؤولة‬ ‫للصحفيني‪ ،‬فإن اجلمعيات املذكورة أعاله تعلن‬ ‫رفضها لهذا املشروع السيما الفصول ‪ ،49‬و‪،50‬‬ ‫و‪ ،51‬و‪ ،52‬و‪ ،53‬و‪ 54‬لألسباب التالية‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬أن اجلهة التي تقترح هذا املشروع‬ ‫(الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة واإلصالح‬ ‫السياسي واالنتقال الدميقراطي) ليس لها أي‬ ‫شرعية تخ ّول لها هذا العمل‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أن املساجد لها وضع شرعي خاص في‬ ‫الدين اإلسالمي وفي التاريخ واحلضارة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يحتم اعتماد األسس الشرعية الضابطة ألنشطتها‬ ‫وأن علماء اإلسالم واألئمة واخلطباء والوعاظ‬ ‫واملدرسني والباحثني في العلوم اإلسالمية فيما‬ ‫يقومون به من تعليم املواطنني شؤون دينهم‬ ‫في دور العبادة (املساجد وغيرها) أو األماكن‬ ‫العمومية‪ ،‬من خالل خطبهم وكتاباتهم‪ ،‬كل ذلك‬ ‫ال يندرج حتت طائلة مشروع مجلة الصحافة‬

‫والطباعة والنشر‪ .‬قال الله تعالى‪َ ( :‬ولِتَ ُك ْن‬ ‫ِمنْ ُك ْم أ ُ َّم ٌة َي ْد ُع ْونَ إِلَى ا َ‬ ‫خليْ ِر َو َيأْ ُم ُر ْونَ بِامل َ ْع ُر ِ‬ ‫وف‬ ‫َو َينْ َه ْونَ عن املُنك ِر وأولئك ه ُم املُفلِحون)‬ ‫ثالثا‪ :‬نستنكر ونستغرب من تغافل واضعي‬ ‫هذا املشروع عن عدم جترمي املساس والتهكم‬ ‫والسخرية والتطاول على املقدسات الدينية‬ ‫(الذات اإللهية والقرآن الكرمي وشخص الرسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم والسنة النبوية وأزواجه‬ ‫الطاهرات وصحابته الكرام)‪ ،‬وكذلك الطعن في‬ ‫أحكام الشريعة‪.‬‬ ‫لذا نتوجه إلى الشعب التونسي بجميع‬ ‫مكوناته السياسية واملدنية والعلمية واحلقوقية‬ ‫بضرورة التصدي لهذا املشروع الرامي إلى‬ ‫محاصرة اخلطاب الديني وتكميم أفواه علماء‬ ‫الدين وحتويل اإلسالم إلى كهنوت وصبغه‬ ‫بطابع كنسي‪.‬‬ ‫كما نطالب اجلهات الرسمية بإلغاء الفصول‬ ‫املتعلقة بدور العبادة والسلك الديني من هذا‬ ‫املشروع ملا ميكن أن حتدث من االحتقان‬ ‫والكراهية‪ ،‬ما يؤدي إلى الفتنة ويهدد الوحدة‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫ونشعر اجلهات املعنية أننا سنتصدى لهذا‬ ‫املشروع بكل الوسائل املتاحة‬

‫يف ندوة صحفية‪:‬‬

‫عائلة ال�شهيد في�صل بركات تن�شد عدالة‬ ‫حمكمة ال�شعب بعد �أن فقدت الأمل يف عدالة الق�ضاء‬ ‫الحبيب ستهم‬ ‫العدالة وال شيء غير العدالة‬ ‫ورد االعتبار للشهيد فيصل‬ ‫بركات هذا ما متحورت حوله‬ ‫الندوة الصحفية التي انعقدت‬ ‫في مقر الرابطة التونسية حلقوق‬ ‫اإلنسان بدعوة من عائلة الشهيد‬ ‫والسيد خالد مبارك ممثل اجلمعية‬ ‫الدولية ملناهضة التعذيب يوم‬ ‫االثنني ‪ 15‬أوت اجلاري ‪ ،‬حيث‬ ‫وبعد كلمة االفتتاح لألستاذ‬ ‫املختار الطريفي تناول السيد خالد‬ ‫مبارك الكلمة ليبني أن السبب الذي‬ ‫دفعهم لالستنجاد بالرأي العام هو‬ ‫مسلسل املماطالت والبطء وعدم‬ ‫اجلدية في تناول امللف من طرف‬ ‫اجلهة القضائية التي أوكلت إليها‬ ‫القضية‪ .‬وال أدل عن ذلك من عدم‬ ‫استدعائها للتحقيق وسماع أقوال‬ ‫أعوان األمن الذين تتهمهم العائلة‬ ‫بقتل ابنها حتت التعذيب خاصة‬ ‫بعد استماعها ألقوال الشهود‬ ‫الذين كانوا موقوفني مع الشهيد‪،‬‬ ‫وعاشوا عملية تعذيبه حتى املوت‬ ‫وقد أكد شقيق الشهيد السيد جمال‬ ‫بركات الذي كان موقوفا معه أثناء‬ ‫احلادثة في إجابته عن سؤال أحد‬ ‫الصحفيني حول اعتراض العائلة‬ ‫على إخراج اجلثة للتشريح بناء‬ ‫على طلب اللجنة الطبية األوروبية‬ ‫بأنه لم يعترض على إخراج اجلثة‬ ‫من أجل عرضها على اللجنة الطبية‬

‫قصد حتديد سبب الوفاة املختلف‬ ‫فيه‪ ،‬ولكنه اعترض على استعمال‬ ‫السيد وكيل اجلمهورية للهاتف‬ ‫إلعالمه بنيته إخراج اجلثة عوضا‬ ‫عن املراسالت الرسمية‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى عدم قبوله بحضور طبيب‬ ‫تختاره العائلة ساعة إخراج اجلثة‬ ‫إلى جانب الوفد الصحي املعني من‬ ‫طرف اجلهة القضائية بعد أن تعذر‬ ‫تواجد الوفد الطبي األوروبي‪ ،‬هذا‬ ‫وقد أكدت والدة الشهيد بأنها ال‬ ‫تفتش عن التعويض املادي بقدر ما‬ ‫تريد إنصاف ولدها ورد االعتبار‬ ‫له على أساس أنه قد ظلم ثالث‬

‫‪ 1991‬من طرف فرقة التفتيشات‬ ‫للحرس بنابل طالبا بكلية العلوم‬ ‫بتونس وكان تعرض لعمليات‬ ‫تعذيب شديد أدت ملفارقته‬ ‫احلياة بشهادة العديد من إخوانه‬ ‫ورفاق دربه الذين كانوا معه‬ ‫رهن االعتقال وقد قامت العائلة‬ ‫برفع قضية في سبب وفاة ابنها‬ ‫ومحاسبة املتورطني فيها بناء على‬ ‫التقرير الطبي املسلم من إدارة‬ ‫املستشفى اجلهوي بنابل والذي‬ ‫يعارض رواية اجلهات األمنية‪..‬‬ ‫إن قضية فيصل بركات‬ ‫ليست الوحيدة ضمن املآسي التي‬

‫خالد مبارك ووالدة الشهيد‬ ‫مرات عند اعتقاله بغير حق وعند تعرض لها اإلسالميون زمن حكم‬ ‫قتله بدم بارد وعند إرجاع سبب الطاغية بن علي فقائمة الشهداء‬ ‫الوفاة إلى حادث مرور ليس له طويلة سواء من مات حتت‬ ‫التعذيب أو من مات في السجن‬ ‫وجود‪.‬‬ ‫للتذكير فإن الشهيد فيصل بسبب اإلهمال الصحي أو من مات‬ ‫بركات كان عند اعتقاله سنة بعد خروجه من السجن بسبب‬

‫األمراض اخلبيثة التي أصيب‬ ‫بها داخل السجن‪ ،‬ولئن توصلت‬ ‫عائلة الشهيد فيصل بركات إلى‬ ‫جمع مؤيدات وإثباتات قانونية‬ ‫مكنتها من التقاضي دوليا ومحليا‬ ‫فإن البقية ممن استشهدوا وممن‬ ‫أصيبوا بسقوط مستمر وعجز‬ ‫دائم لم يسعفهم احلظ جلمع ما‬ ‫ميكنهم من تتبع اجلناة واملطالبة‬ ‫بإنصافهم بل هناك من الشهداء‬ ‫من ال يعرف له قبر وال حتصلت‬ ‫عائلته على جثته مثل الشهيد‬ ‫احلي كمال املطماطي‪ ،‬وهذا األمر‬ ‫يحتم على كل اجلمعيات احلقوقية‬ ‫ومنظمات املجتمع املدني العمل مع‬ ‫كل املتضررين وعائالت الشهداء‬ ‫جنبا إلى جنب من أجل عملية‬ ‫كشف احلقيقة أوال ثم إنصاف‬ ‫الضحايا ورد االعتبار لهم‪.‬‬


‫نقابة‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫املولدي اجلندويب‪:‬‬

‫جراد مغادر والتعدّد ّية النقابية ت�ضعف وال تق ّوي‬ ‫سيف الدين بن محجوب‬ ‫أ ّكد مولدي اجلندوبي مغادرة تسعة‬ ‫أعضاء من املكتب التنفيذي لالحتاد العام‬ ‫التونسي للشغل خالل املؤمتر القادم‬ ‫طبقا للفصل العاشر الذي يح ّدد فترة‬ ‫الترشح بخمس سنوات ال غير‪ .‬كما اتّهم‬ ‫اجلندوبي األطراف التي تسعى إلى فرض‬ ‫التع ّددية النقابية بالعمل على إفشال‬ ‫الثورة التونسية‪ ،‬كان ذلك خالل الندوة‬ ‫الصحفيّة التي عقدها يوم الثالثاء املاضي‬ ‫مبقر االحتاد بساحة مح ّمد علي‪ .‬وأبرز أنّ‬ ‫الندوة تأتي في إطار إعالم الرأي العام‬ ‫عموما والرأي النقابي خصوصا مبجمل‬ ‫أنشطة االحتاد‪.‬‬ ‫وأوضح اجلندوبي أنّ االحتاد كان‬ ‫فاعال في عديد املفاوضات واملشاورات‬ ‫حل ّل بعض اإلشكاليات املهنية على غرار‬ ‫املناولة والفساد في املؤسسات‪ ،‬حيث‬ ‫أ ّدت املفاوضات التي قام بها اإلحتاد‬ ‫مع املؤسسات إلى توقيع اتفاق يقضي‬ ‫بالقطع مع املناولة التي تعتبر سمسرة‬ ‫باليد العاملة‪ ،‬وقد مت االنطالق في تفعيل‬ ‫هذا االتفاق على أرض الواقع حيث ّ‬ ‫مت‬ ‫ترسيم اآلالف من العملة رغم تل ّكؤ بعض‬ ‫املؤسسات في تطبيق هذه االتفاقيات‬ ‫على غرار شركة إتصاالت تونس‪ .‬وأبرز‬ ‫اجلندوبي أنّ اإلحتاد قام باالتفاق مع‬ ‫شركة إتصاالت تونس يوم ‪ 9‬فيفري‬ ‫بخصوص قضية الفساد واألجور املرتفعة‬ ‫لـ ‪ 63‬إطارا من إطارات إتصاالت تونس‪،‬‬ ‫ويقضي االتفاق برجوع هؤالء اإلطارات‬

‫‪10‬‬

‫مولدي الجندوبي‬ ‫إلى مؤسساتهم األصليّة‪ ،‬لكن الشركة‬ ‫مازالت كذلك تتل ّكأ في التنفيذ‪ .‬كما عمل‬ ‫اإلحت��اد على توحيد شركة اخلطوط‬ ‫التونسية التي مت تفكيكها إلى ‪ 4‬فروع من‬ ‫قبل العائلة احلاكمة زمن الرئيس السابق‬ ‫للسيطرة على الشركة‪ ،‬ومت ّكن اإلحتاد‬ ‫من توقيع اتفاق في ‪ 3‬فيفري يقضي بأن‬ ‫يكون مجلس إدارة الشركة من تونس‬ ‫والعمل على مزيد تعديل األج��ور بني‬ ‫املوظفني في الشركة‪ .‬ولعل أبرز وضعيّة‬ ‫متّت معاجلتها هي وضعيّة ع ّمال البلديات‬ ‫توصل اإلحتاد إلى ترسيم عدد كبير‬ ‫حيث ّ‬ ‫من هؤالء الع ّمال تراوح بني ‪ 8600‬عامل‬ ‫و ‪ 10000‬عامال‪ .‬وقال اجلندوبي إنّه‬ ‫ّ‬ ‫توجد أشكال ّ‬ ‫متفشية في‬ ‫هشة للتشغيل‬ ‫اإلدارة واملؤسسات العمومية وسيكون‬

‫من بني امللفات الرئيسية لإلحتاد في‬ ‫الفترة القادمة‪.‬‬ ‫وأ ّك��د اجلندوبي أنّ إدارة اإلحتاد‬ ‫حسمت األمر في الفصل العاشر والذي‬ ‫يقضي بتحديد فترة الترشح إلى األمانة‬ ‫العامة واملجلس التنفيذي بـ ‪ 5‬سنوات‬ ‫جت ّدد م ّرة واحدة‪ ،‬وسيت ّم تطبيقه وبذلك‬ ‫سيغادر األمني العام عبد السالم جراد‬ ‫رفقة ‪ 8‬أعضاء من املجلس التنفيذي إثر‬ ‫انعقاد املؤمتر القادم والذي ح ّدد في شهر‬ ‫ديسمبر القادم بطبرقة‪.‬‬ ‫و في إجابة عن سؤال يتعلّق بالتع ّددية‬ ‫النقابية التي أصبحت متيّز املشهد النقابي‬ ‫التونسي ونظرة اإلحتاد العام التونسي‬ ‫للشغل لهذه التع ّددية قال اجلندوبي إنّ‬ ‫التع ّدد ّية النقابية جائزة في التشريع‬ ‫التونسي والدولي‪ ،‬وأ ّك��د أنّ اإلحتاد‬ ‫كان دائما احلاضن ل ّكل احلساسيات‬ ‫ومك ّونات املجتمع املدني والسياسي‬ ‫والنقابي وسيظل كذلك‪ .‬وقال اجلندوبي‬ ‫إنّ التع ّددية السياسية أمر محمود بل‬ ‫مطلوب‪ ،‬لك ّن التع ّدد ّية النقابية تضعف‬ ‫العمل النقابي وال تق ّوي‪ .‬كما دعا إلى‬ ‫موحدة في‬ ‫أن تكون احلركة النقابيّة‬ ‫ّ‬ ‫جسم واحد لتأمني حقوق العملة والطبقة‬ ‫الشغيلة‪ .‬وق��ال اجلندوبي إنّ الناس‬ ‫الذين ي ّدعون التع ّددية النقابية معروف‬ ‫ماضيهم‪ ،‬وال ميكن ملن خرج من الشباك‬ ‫حسب تعبيره العودة والدفاع عن الطبقة‬ ‫الشغيلة‪ .‬كما لم يستبعد وجود أطراف‬ ‫تريد االلتفاف على الثورة وراء هذه‬ ‫الهياكل النقابية تسعى إلى إيجاد املقابل‬ ‫لإلحتاد العام التونسي ّ‬ ‫للشغل ولضرب‬ ‫الصف النقابي املناضل‪.‬‬ ‫وحدة ّ‬

‫بعد أن أصبح الرصاع معلنا بني جراد والسحباين‪:‬‬

‫�إ�ضراب هنا وم�سرية هناك‪ ...‬فماذا بعد؟‬ ‫محمد البوخاري‬ ‫تباينت األهداف فتع ّددت مسيرات يوم االثنني الفارط‪ .‬وفي‬ ‫حني تع ّرض احملامون ومن التحق بهم من النقابيني واجلماهير‬ ‫إلى املطاردة والقمع والقنابل املسيلة للدموع‪ .‬كانت املسيرة التي‬ ‫انطلقت من أمام بورصة الشغل تسير آمنة مطمئنّة في شارع‬ ‫مح ّمد اخلامس تتص ّدرها قيادة االحتاد وإلى جانبها عدد من‬ ‫قياديي األحزاب‪ .‬ولع ّل هذه املسيرة التي نادى إليها االحتاد العام‬ ‫موجهة‪ .‬فهناك شبه إجماع على أن قرار‬ ‫كانت تستبطن رسائل‬ ‫ّ‬ ‫املسيرة جاء كر ّدة فعل على «جناح» إضراب النقل الذي شنّه‬ ‫احتاد ع ّمال تونس‪.‬‬ ‫وحول اإلضراب الذي شنّه احتاد ع ّمال تونس يوم الثالثاء‬ ‫‪ 9‬أوت بقطاع النقل‪ ،‬فقد حقق بذلك إجنازا ها ّما الب ّد من الوقوف‬ ‫عنده واستخالص العبر منه‪ .‬فعديدة هي األسباب التي ساعدت‬ ‫على حتقيق هذا اإلجناز‪ .‬وأنا ممّ ن يعتقدون أن هذا التح ّرك لم يكن‬ ‫عفو ّيا وال بريئا وإنمّ ا هو حت ّرك محسوب لتحقيق هدف أساسي‬ ‫يتجاوز املطالب املاد ّية املطروحة على أهميّتها ويرقى إلى مستوى‬ ‫استراتيجي أال وهو إثبات الوجود والظهور مبظهر الطرف الذي‬ ‫مما يزيد من قيمة هذا االجناز أنه‬ ‫ال ميكن جتاهله مستقبال و ّ‬ ‫حت ّقق في قطاع طاملا عرف بوالئه للسيد عبد السالم جراد األمني‬ ‫املتفحص للحدث‬ ‫العام لالحتاد العام التونسي للشغل‪ .‬وإن‬ ‫ّ‬ ‫ومالبساته ليكتشف أن قيادة احتاد عمال تونس قد أحسنت‬

‫استغالل وتوظيف بعض العوامل السلبية في أداء االحتاد العام‬ ‫التونسي للشغل إلى جانب بعض الظروف املواتية حيث استفادت‬ ‫من التململ احلاصل داخل قواعد قطاع النقل والذي أفرز نتائج‬ ‫وخيمة تتراوح بني ّ‬ ‫تفشي الالمباالة وتصاعد النقمة إزاء إطارات‬ ‫االحتاد العام التونسي للشغل الذين استعاضوا عن والئهم‬ ‫للقواعد بوالئهم للقيادة‪ .‬كما استفاد االحتاد العام الذي يبدو أنّه‬ ‫جاء نتيجة اعتبارات اقتصادية وسياسية ضاغطة‪ .‬واستفاد أيضا‬ ‫من املناخ االجتماعي املتر ّدي نسبيا داخل قطاع النقل والذي جاء‬ ‫نتيجة تراكم املشاكل من ناحية وتشبث نقابيي القطاع مبواقعهم‬ ‫رغم تواضع أدائهم‪ .‬ما جعل نقابة السحباني تنتهز الفرصة‬ ‫الصلب عن حقوق الشغّالني‬ ‫لتتق ّدم إلى القواعد في ثوب املدافع ّ‬ ‫واألمني على مصاحلهم‪.‬‬ ‫هذا الصراع الذي أصبح معلنا يطرح عديد التح ّديات على‬ ‫األطراف املعنية فالتح ّديات التي يواجهها االحتاد العام للشغل‬ ‫يعجل باجراء‬ ‫تتمثّل في خيارين إ ّما أن يراجع حساباته وأن ّ‬ ‫اإلصالحات الضرور ّية وإ ّما أن يتبنّى سياسة الهروب إلى األمام‬ ‫فيدخل في مهاترات وحتالفات مشبوهة مع احلكومة ملقاومة‬ ‫«امل ّد» النقابي التع ّددي الذي سيت ّم عندها على حسابه‪..‬‬ ‫وحتّى احتاد الع ّمال يقف أمام حت ّد يكمن أساسا في حتديد‬ ‫اخلطوات املوالية في صورة عدم استجابة احلكومة ملطالبه والتي‬ ‫تضمن استمرارية التعبئة ومتنح املصداقيّة لقيادته التي لم تكن‬ ‫تتمتّع بها في يوم من األ ّيام‪.‬‬

‫أخبار نقابية‬ ‫من العهد البائد‪...‬‬

‫أدانت النقابة اجلهوية بسيدي بوزيد تعيني السيد‬ ‫الشريف بوعزيزي مندوبا جهويا للتربية بسيدي بوزيد‬ ‫لل ّدور اخلطير الذي لعبه في التوتّرات التي حصلت سابقا‬ ‫باملندوبية اجلهوية وإلشرافه على احلملة االنتخابية‬ ‫للرئيس املخلوع سنة ‪ 2004‬وأ ّكدوا رفضهم قطعيّا لهذا‬ ‫التعيني‪.‬‬

‫وقفة احتجاجية‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وموظفي الشركة التونسية للكهرباء‬ ‫نظم أعوان‬ ‫والغاز بجميع أقاليم املؤسسة بالبالد األربعاء الفارط‬ ‫وقفة احتجاجية من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة‬ ‫التاسعة احتجاجا على تنامي ظاهرة العنف املسلط على‬ ‫األعوان من قبل املواطنني في مراكز عملهم ومبختلف‬ ‫اختصاصاتهم‪ .‬احلركة االحتجاجية القت جناحا منقطع‬ ‫النظير وعبّر خاللها األعوان عن مدى انشغالهم لتك ّرر‬ ‫هذه الظاهرة في ظل غياب شبه تام لعناصر األمن‬ ‫ّ‬ ‫تتدخل بالسرعة واملهنية‬ ‫واجليش التي من املفروض أن‬ ‫املطلوبتني والتص ّدي لكل ما من شأنه أن يعرقل العمل‬ ‫الطبيعي ألعوان الشركة في هذا الظرف الدقيق‪.‬‬

‫إلغاء إرضاب‬

‫أعلنت النقابة األساسية للشركة الوطنية للسكك‬ ‫احلديدية التونسية فرع برج السدرية وحمام األنف‬ ‫ورادس التابعة الحتاد عمال تونس عن إلغاء اإلضراب‬ ‫احلضوري املقرر يوم أمس اخلميس ‪ 18‬أوت‪ .‬وأفاد‬ ‫احتاد عمال تونس في بالغ أصدره يوم األربعاء أن‬ ‫إلغاء اإلضراب يأتي اثر االستجابة إلى مطالب النقابة‬ ‫خالل جلسة عمل انعقدت يوم الثالثاء بتفقدية الشغل‬ ‫مع ممثلي وزارة الشؤون االجتماعية‪.‬‬

‫اتفاق‬

‫عبّرت النقابة العامة للثقافة واإلعالم والنقابة الوطنية‬ ‫للصحافيني في بيان مشترك صدر الثالثاء الفارط عن‬ ‫حرصهما على النهوض باإلعالم الوطني ليكون في‬ ‫مستوى استحقاقات الثورة‪ ،‬والدفاع عن مصالح العاملني‬ ‫في القطاع اإلعالمي مبا يضمن استقراره ويجعله قادرا‬ ‫على القيام بدوره املطلوب من أجل إعالم مهني وتعددي‬ ‫وح ّر يعكس ثراء احلراك املجتمعي والسياسي والثقافي‬ ‫في تونس‪ ،‬وواقع املواطنني وتطلعاتهم‪.‬‬ ‫واتفقت النقابتان على ‪ ‬دعم التعاون في مجال العمل‬ ‫النقابي واالجتماعي‪ ،‬وتنسيق التحركات و‪ ‬تكوين‬ ‫وفد تفاوضي مشترك لتمثيل القطاع في املفاوضات‬ ‫اجلماعية عالوة على تنظيم اجتماعات دورية لقيادتي‬ ‫النقابتني وتشكيل جلنة للتنسيق واملتابعة‪.‬‬

‫مطالبة بالتغيري‬

‫أدان املكتب التنفيذي لنقابة القضاة التونسيني بشدة‬ ‫«االعتداءات التي استهدفت القضاة مؤخرا بعدة محاكم»‪،‬‬ ‫مؤكدا أن هذه االعتداءات من شأنها «النيل من هيبة القضاء‬ ‫واستقالليته والتأثير في قدرته على أداء مهامه في هذا‬ ‫الظرف الوطني احلساس»‪.‬‬ ‫ودعت نقابة القضاة التونسيني كافة وسائل اإلعالم‬ ‫إلى «ضرورة االلتزام بإبالغ املعلومة الصحيحة بصفة‬ ‫واضحة ونزيهة ومن مصادر مطلعة ومحايدة» لكي يكون‬ ‫الرأي العام على بينة من حقيقة الدور الذي تضطلع به‬ ‫السلطة القضائية‪.‬‬ ‫كما طالب املكتب بتغيير جذري على مستوى وزارة‬ ‫العدل «نظرا إلى فشلها الذريع في التعاطي مع موضوع‬ ‫الفساد»‪.‬‬

‫انتهاك‬

‫أصدرت النقابة األساسية ملنظمة «أندا» للعالم‬ ‫العربي بيانا أعربت فيه عن رفضها النتهاك اإلدارة احلق‬ ‫النقابي من عدم التفاوض مع الطرف النقابي في كل ما‬ ‫يهم األعوان وعدم تسهيل مهامه‪ .‬واستنكر البيان عملية‬ ‫اتخاذ جملة من القرارات من ترسيم ونقل و ترقيات‬ ‫وعقوبات دون تشريك الطرف النقابي خالفا ملا وقع‬ ‫االتفاق عليه‪.‬‬

‫صوت الشعب‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫ويتواصل اجلدل ‪...‬‬

‫ر ّد �آخر على مقال « عون من البولي�س ال�سيا�سي يبتز عائلة»‬

‫وصلنا ر ّد جديد من عون األمن السيد‬ ‫خليفة بوزيان من جهة سوسة عن طريق‬ ‫محاميه األستاذ قيس بن أحمد على توضيح‬ ‫السيد محسن الوافي الذي ذكر في مقال‬ ‫سابق تضرره من عون األمن السياسي الذي‬ ‫ابتزه وعائلته زمن املخلوع‪ .‬وفيما يلي نص‬ ‫الر ّد ‪:‬‬ ‫تبعا لصدور املقال بجريدة الفجر في‬ ‫العدد ‪ 19‬حتت عنوان توضيح على توضيح‪،‬‬ ‫يشرفني موافاتكم في حق منوبي السيد خليفة‬ ‫بوزيان مبا يلي ‪:‬‬ ‫ من الواضح أن املدعو محسن الوافي‬‫حاول مغالطة الرأي العام من خالل صحيفتكم‬ ‫وذلك بتعمده جتاهل ذكر القرابة الدموية التي‬ ‫تربطه باملنوب إذ أن ما ورد باملقال املؤرخ‬ ‫في ‪ 2011/ 07/ 08‬لم يتضمن اإلشارة‬ ‫إلى هذا العنصر بتاتا وذلك لغاية في نفسه‬ ‫تتمثل في محاولة إبراز املنوب في ثوب عون‬ ‫االمن املتسلط على عائلة ال تربطه بها أية صلة‬ ‫واحلال أن هناك قرابة دموية من الدرجة‬ ‫االولى تربطهما فهو إبن خال املنوب ‪.‬‬ ‫وحيث تراجع في مقاله الثاني ليقر بأن‬ ‫القرابة التي أنكر وجودها متاما في البداية هي‬ ‫قرابة من بعيد بسبب إستقرار عائلته مبكان‬ ‫غير الذي تقطن به عائلة املنوب وكأن وجود‬ ‫الرابطة الدموية والعالقة العائلية مرتبط‬ ‫بالقرب أو البعد اجلغرافيني‪ ،‬واليعود تنكره‬ ‫هذا سوى إلى إقامة عائلته باملدينة خالفا‬ ‫لعائلة املنوب التي بقيت مستقرة بالريف الذي‬ ‫يحاول الضد ان ينكر إنتسابه إليه وهو السبب‬ ‫الذي متسك به ملنع زواج شقيقته باملنوب‪.‬‬ ‫وحيث ومن ناحية أخرى فقد عاب الضد‬ ‫على املنوب تأخره في رد الفعل مستنتجا أنه‬ ‫فوت على نفسه فرصة إثبات براءته برفضه‬ ‫إجراء املكافحة معه أمام جهة مختصة‪.‬‬ ‫وحيث أن هذا القول مردود عليه بإعتبار‬ ‫أن املنوب من ناحية يتمتع بقرينة البراءة وما‬ ‫على من يقول العكس سوى االدالء بحججه إن‬ ‫كان من الصادقني ‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإنه‬ ‫حترك بكل رصانة وبطريقة حضارية وفي‬ ‫كنف القانون ما إن علم بصدور مقال ماس‬ ‫بشخصه بهذه الصحيفة فضال عن أنه تقدم‬ ‫بالفعل مبجموعة من الشكايات امام اجلهات‬

‫املختصة للنظر في عديد االفعال املنسوبة إلى‬ ‫الضد على خالف الشكايات التي تقدم بها هو‬ ‫والتي ألت كلها للحفظ‪.‬‬ ‫وحيث بخصوص رفض املنوب إجراء‬ ‫املكافحة معه أمام جهة مختصة ‪ ،‬فإنه أمر ال‬ ‫يقبل قانونا النه ما من احد بإمكانه ان يرفض‬ ‫هذا االجراء طاملا كان في إطار بحث عدلي‬ ‫رسمي‪.‬‬ ‫وحيث وطاملا تعهد القضاء بهذه الشكايات‬ ‫فإن املنوب لم ير من داع للتشهير وإعالم‬ ‫اخلاص والعام بأنه قام بالتشكي لسبب‬ ‫بسيط وهو انه على يقني من انه على حق من‬ ‫جهة ومن جهة ثانية الن له من احلجج القوية‬ ‫ما يغنيه عن االلتجاء إلى الصحف الستدرار‬ ‫عطف الرأي العام‪.‬‬ ‫ وحيث أن أصل اخلالف يعود إلى عدم‬‫إمتام الزيجة بني املنوب وشقيقة الضد الذي‬ ‫يعلم أكثر من غيره أنه هو من كان سببا في‬ ‫عرقلتها بعد أن بذل ما في وسعه الثناء والده‬ ‫رحمه الله على املوافقة‪.‬‬ ‫وحيث أن إنكاره وجود مشروع الزواج‬ ‫مردود عليه الن التساؤل عن الشهود واملكان‬ ‫والصيغة ال يقبل من رجل عاقل بإعتبار وأنه‬ ‫يروم إستدراج املنوب للحديث عن تفاصيل‬ ‫خاصة جدا حول هذا املوضوع يأبى احلديث‬ ‫عنها تقديرا للروابط العائلية التي لم يعرها هو‬ ‫وزنا‪.‬‬ ‫وحيث أن االصرار على تلفيق تهمة‬ ‫االبتزاز للمنوب مرده رغبة الضد في التخلص‬ ‫من ماضيه التجمعي القدمي عبر محاوالته‬ ‫اليائسة والبائسة للظهور في ثوب من عانى‬ ‫زمن النظام البائد واحلال انه كان من بني‬ ‫املتمعشني منه واجلميع يعلم ذلك ‪ ،‬ومن‬ ‫ناحية ثانية ليحصل على عفو عائلة شقيقته‬ ‫التي تخلى عنها زمن محنتها وتبرأ من أبنائها‬ ‫الذين تورطوا في قضايا سجنية سابقا وذلك‬ ‫أمام القاصي والداني حتى ال يفسد ذلك صفو‬ ‫حياته الزوجية واملهنية وحتى يتخلص من‬ ‫عقدة الذنب التي بقي يعاني منها جتاه شقيقته‬ ‫التي تسبب في حرمانها من الزواج‪.‬‬ ‫وحيث وعندما تقاعد من العمل وأضطر‬ ‫إلى العودة إلى مسقط رأسه لم يجد من‬ ‫وسيلة يلمع بها صورته أمام عائلته التي‬

‫نبذته لتخليه عنها وتنكره لها ويكتسب من‬ ‫خاللها تقديرا سوى إختالق هذه الرواية التي‬ ‫ال تنطلي سوى على ذوي العقول الضعيفة ‪،‬‬ ‫فهل يعقل أن تنطلي إدعاءات من نوع أن املنوب‬ ‫وهو عون االمن البسيط يتحكم في املنظومة‬ ‫االعالمية بوزارة الداخلية ويفعل فيها ما يشاء‬ ‫أو ان له سلطة على أرشيف الوزارة فيبرئ من‬ ‫يشاء ويورط من يشاء؟‬ ‫وهل تنطلي من باب أولى هذه االدعاءات‬ ‫على مستشار في التصرف في املؤسسات‬ ‫مثل الضد ليغنم املنوب منه ومن عائلته مبالغ‬ ‫مالية طائلة مثلما يزعم؟‬ ‫وحيث أن إصرار الضد على نشر هذه‬ ‫االدعاءات على أعمدة الصحف مرده عجزه عن‬ ‫االتيان بدليل واحد على صدقها مثلما طالبته‬ ‫اجلهات املختصة بذلك االمر الذي دفعه إلى‬ ‫طرق أبواب الصحف ليقول ما يشاء ويختلق ما‬ ‫يشاء من وقائع ال اساس لها سوى مخيلته‪.‬‬ ‫وحيث وعلى كل حال فإن محاوالته‬ ‫ليتقمص زي االبطال قد إنكشفت بتعمده‬ ‫إختالق سيناريو أبطاله يجدون صدى حسنا‬ ‫لدى الرأي العام الن البوليس السياسي‬ ‫واالبتزاز هي مفردات تشد االنتباه لدى الرأي‬ ‫العام بعد الثورة ‪..‬‬ ‫وحيث وفي اخلتام فإن الضد أصبح‬ ‫محل تندر كل من يعرفه وال سيما من أقاربه‬ ‫ومعارفه بسبب تلفيقه تهما باطلة للمنوب‬ ‫بناء على رواية خيالية وان الرأي العام أصبح‬ ‫بعد الثورة على درجة عالية من الوعي متكنه‬ ‫من التمييز بني الغث والسمني وان محاوالته‬ ‫لن تنطلي عليه مهما فعل ‪.‬‬ ‫األستاذ قيس بن أحمد‬ ‫المحامي بسوسة نيابة عن خليفة بوزيان‬

‫مل ي�شملني العفــو‬ ‫إنّي املسمى حامت بن محجوب‪ ،‬صاحب‬ ‫بطاقة التعريف الوطنية عدد ‪03366473‬‬ ‫والقاطن بقبلي نهج ‪ 08‬سبتمبر عدد ‪ ،22‬متتّعت‬ ‫بالعفو العام الصادر في فيفري ‪ 2011‬والذي‬ ‫يقضي بإرجاعي إلى سالف عملي كمهندس‬

‫جلميـع اعالناتكـم يف جريـدة « الفجـر »‬ ‫إلى جميع المؤسسات الحكومية والخاصة‪..‬‬ ‫الوزارات والواليات والبلديات ‪ ..‬الشركات الخاصة واألفراد‬ ‫لنشر اعالناتكم في جريدة «الفجر» الرجاء االتصال باألرقام التالية‪:‬‬ ‫‪71 490026‬‬ ‫‪97 19 02 58‬‬

‫�أو‬

‫الربيد االلكرتوين‬

‫‪21 39 67 31‬‬

‫‪commerciale.elfajer@gmail.com :‬‬

‫‪11‬‬

‫رف�ض تطبيق �أحكام �إدارية‬ ‫اتصل باجلريدة املواطن علي بن‬ ‫احلقي النصراوي‪ ،‬القاطن بـ ‪ ،23‬نهج‬ ‫‪ 9198‬سيدي فتح الله وأفاد بأنه رغم‬ ‫التحول احلاصل بالبالد وما أشاعه من‬ ‫أمل في استرداد احلقوق وتنفيذ األحكام‪،‬‬ ‫فإنّ احلكومة االنتقالية لم تسارع إلى‬ ‫تنفيذ قرارات السلطة القضائية بعد‬ ‫مارطون تقاضي أسفر عن ‪ 5‬أحكام‬ ‫إدارية إضافة إلى حكم سادس يرفض‬ ‫إيقاف التنفيذ ض ّد بلدية تونس طيلة ‪15‬‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫هذا وأغرب ما في األمر أن يقوم السيد‬ ‫رئيس البلدية املذكورة بالنيابة باستشارة‬ ‫ال مب ّرر لها بخصوص تنفيذ أحكام باتة‬ ‫ّ‬ ‫مؤخرا إلى الوزارة‬ ‫ونهائية بعث بها‬ ‫األولى لتبرئة الذمة نحو عدم اكتمال‬ ‫التقاضي في الدعاوى التراجعيّة التي‬ ‫قام بها رئيس البلدية عباس محسن املقال‬ ‫باستئناف مطلب التماس إعادة النظر فيها‬ ‫إلبطال مفعول احلكم الذي أدان بلدية‬ ‫تونس ورئيسها املذكور ومن معه لتجاوز‬ ‫نفوذهم في السلطة من أجل ارتكاب جرمية‬ ‫اقتصادية في رهن امللك البلدي بأكثر من‬ ‫‪ 40‬مليارا لفائدة تعاضدية اخلمور‪.‬‬ ‫وبال ّرغم من أن هذه االستشارة باطلة‬ ‫باعتبارها جاءت في أحكام ملزمة للتنفيذ‬ ‫إال أنها أقامت احلجة على الوزارة األولى‬ ‫من خالل ر ّدها املتمثّل في إحالة هذه‬ ‫االستشارة إلى احملكمة اإلدارية ّ‬ ‫للطعن‬ ‫في أحكامها السابقة وهي ليست من‬ ‫مشموالت الوزارة كسلطة إشراف‪ ،‬وهذا‬ ‫الر ّد يوحي بوجود مخلّفات الدكتاتور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫للتدخل‬ ‫أتوجه إلى سامي اجلناب‬ ‫ولذلك‬ ‫ّ‬ ‫شخصيّا لصرف مستحقاتي املالية التي‬ ‫أق ّرتها احملاكم التونسية في مختلف‬ ‫مراحلها‪.‬‬

‫مساعد بديوان رجيم معتوق ومتكيني من‬ ‫التعويض الكامل عن األذى املادي واملعنوي‬ ‫الذي حلق بي جراء السجن واملراقبة اإلدارية‬ ‫بتهمة االنتماء إلى حزب سياسي‪ ،‬ولكن وبعد‬ ‫مرور ‪ 6‬أشهر على صدور قرار العفو‪ ،‬لم يت ّم‬ ‫إرجاعي إلى عملي‪ ،‬لذلك أرجو من املسؤولني‬ ‫في وزارة الدفاع الوطني اإلسراع بتفعيل قرار‬ ‫العفو العام على غرار باقي الوزارات‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫االقتصادي‬ ‫حت�سن يف ال�سياحة‬

‫�صعوبات يف قطاع ال�صيد البحري‬ ‫سجل إنتاج نشاط الصيد البحري تراجعا بنسبة ‪ 4‬باملائة خالل األشهر السبعة األوىل من سنة‬ ‫‪ ،2011‬ليتحول من ‪4‬ر‪ 60‬ألف طنا يف ‪ 2010‬إىل ‪8‬ر‪ 57‬ألف طن يف ‪.2011‬‬ ‫وسجلت املنتوجات القاعية انخفاضا بنسبة ‪ 23‬باملائة مقابل زيادة يف إنتاج السمك األزرق بنسبة‬ ‫‪9‬باملائة‪ .‬ويعزى النقص يف اإلنتاج يف جانب منه إىل عدم انتظام نشاط أسطول الصيد البحري وتوقف‬ ‫جل وحداته عن العمل خالل شهري جانفي وفيفري ‪ 2011‬فضال عن االنعكاسات السلبية للصيد‬ ‫اجلائر واملتواصل باألعامق القصرية (قرب السواحل) واستفحال هذه الظاهرة يف ظل الوضع‪.‬‬

‫التنمية االقت�صادية ترتكز على تطوير اجلهات الداخلية‬ ‫البرني الصالحي‬

‫ادى تطور السياحة الداخلية خالل‬ ‫شهري جوان وجويلية الى حتسن في نسبة‬ ‫االمتالء في النزل التونسية بلغ ‪ 47‬في املائة‬ ‫وهي نسبة محترمة اذا قارناها باالرقام‬ ‫التي كانت عليها خالل االشهر االولى للسنة‬ ‫والتي جعلت القطاع يعيش حالة ازمة حادة‪.‬‬ ‫وكانت العائدات السياحية عرفت خالل‬ ‫السبعة أشهر األولى من سنة ‪ 2011‬تقلصا‬ ‫بنسبة ‪2‬ر‪ 47‬باملائة مقارنة بنفس الفترة من‬ ‫سنة ‪ 2010‬لتصل هذه العائدات الى ‪5‬ر‪952‬‬ ‫مليون دينارا‪.‬‬ ‫وبلغت الليالي املقضاة في الفترة‬ ‫املذكورة اكثر من ‪ 9‬ماليني ليلة أي بتراجع‬ ‫بنسبة ‪1‬ر‪ 43‬باملائة بالنسبة إلى السبعة‬ ‫أشهر األولى من سنة ‪.2010‬‬ ‫وتقهقر عدد الوافدين من السوق‬ ‫األوروبية في هذه الفترة بنسبة ‪ 49‬باملائة‬ ‫(مقارنة بالفترة ذاتها من سنة ‪ )2010‬فيما‬ ‫تراجع عدد السياح الوافدين من السوق‬ ‫املغاربية بنسبة ‪ 36‬باملائة‪.‬‬

‫التنمية الب�شرية‬ ‫عبد الرزاق حامدي‬

‫أصبحت سياسات التنمية في الدول الغنية تعتبر التنوع الطبيعي‬ ‫والثقافي للجهات في الوطن الواحد واستغالل الطاقات احمللية عنصرا‬ ‫أساسيا للرفع من نسق النمو‪ .‬ويرتكز هذا التوجه على خصوصيات‬ ‫املنطقة اجلغرافية وما متتاز به من نقاط قوة لتصور املشاريع والبحث‬ ‫عن مصادر التمويل لها‪ ،‬وذلك مبشاركة الكفاءات احمللية في وضع‬ ‫البرامج واجنازها‪ .‬ويصحب هذا التوجه تعزيز الالمركزية بنقل الكفاءات‬ ‫العالية من العواصم إلى اجلهات‪ .‬أما دور الدولة فيتمحور حول وضع‬ ‫االستراتيجيات واملخططات الوطنية التي متثل االطار الذي تنصهر‬ ‫فيه البرامج اجلهوية‪ ،‬وكذلك توفير التسهيالت وبعض الوسائل التي‬ ‫حتتاجها اجلهات إلجناز املشاريع التنموية‪.‬‬ ‫ومن اجل أن تصبح اجلهة أو اإلقليم إحدى ركائز السياسة التنموية‬ ‫بالبالد وعنصرا أساسيا في وحتقيق الرقي للوطن بأكمله يجب اعتماد‬ ‫استراتيجية تنمية قوامها تشخيص نقاط القوة ونقاط الضعف اخلاصة‬ ‫بكل جهة‪ ،‬وتقييم رأس املال الطبيعي والبشري الذي تتمتع به‪ ،‬وكذلك‬ ‫العالقات التفاعلية التي تعزز حركية هذه العوامل مجتمعة ومدى اندماجها‬ ‫في مسار التنمية على املستوى الوطني وفي مدى مساهمتها في حتقيق‬ ‫األهداف الوطنية‪.‬‬ ‫و هنا يبرز دور الدولة في دفع التنمية في اجلهات و في تقليص الفوارق‬ ‫بينها من حيث اإلمكانيات املادية و البشرية من خالل توفير العناصر‬ ‫األساسية للتنمية من بنى حتتية ووسائل نقل واتصال وكذلك مؤسسات‬ ‫مالية وإدارية وحتسني مناخ األعمال و تشجيع املجتمع املدني احمللي إلى‬ ‫تفعيل نقاط القوة على مستوى النسيج االجتماعي ودفع الشراكة بني‬ ‫العناصر الفاعلة في اجلهة او االقليم واستغالل فرص االستثمار واجناز‬ ‫مشاريع تنموية ناجعة وإحداث حركية اقتصادية تتميز بها اجلهة والعمل‬ ‫على إبراز تلك الصورة على املستوى الداخلي واخلارجي‪ .‬و ان تعطي‬ ‫الدولة للجهة دورا اكبر في عملية التنمية ابتدءا من البرمجة والتخطيط‬

‫الى املساهمة الفعالة في اجناز املشاريع والسياسات التي يتم إقرارها‬ ‫وكذلك احملافظة عليها وصيانتها‪ .‬إلى جانب إعطاء اجلهة أو اإلقليم في‬ ‫اطار الالمركزية كل الصالحيات لربط عالقات تعاون وصداقة مع جهات‬ ‫وأقاليم من بلدان صديقة في إطار التعاون الدولي الالمركزي حتى تتمكن‬ ‫اجلهة من استغالل الفرص التي تتيحها العوملة في هذا املجال ويساعدها‬ ‫على االرتباط مباشرة بالشبكات عاملية اإلنتاج و االستفادة من التجارب‬ ‫األجنبية في هذا املجال‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬وجتسيما لهذا الهدف ميكن إعادة النظر في التقسيم‬ ‫احلالي لألقاليم في اجتاه أن يضم اإلقليم واليات متفاوتة من مستوى‬ ‫التنمية‪ ,‬سعيا إلى تطوير احلركية االقتصادية و لتستفيد كل املناطق من‬ ‫نتائج النمو داخل كل اقليم‪ .‬و حتى تضطلع اجلهة بدورها في مسيرة‬ ‫التنمية يجب ان تعمل الدولة على توفير املستلزمات التالية‪:‬‬ ‫تدعيم اإلدارات اجلهوية باملوارد البشرية من أصحاب الكفاءات‬ ‫العالية وبالوسائل اللوجيستية حتى تتمكن من القيام بدورها بأكثر‬ ‫وخاصة فيما يتعلق باالستغالل األمثل للطاقات االقتصادية‬ ‫فاعلية‬ ‫ّ‬ ‫الكامنة في اجلهة والتعريف بها‬ ‫دعم التنمية التشاركية من خالل وضع القانون املنظم لها و الذي‬ ‫يحدد دور الهياكل املنتخبة و منظمات املجتمع املدني في وضع خطط‬ ‫التنمية و متابعة تنفيذها و السهر على دميومتها وجناعتها‪.‬‬ ‫وخاصة في مجال النقل واالتصال‪.‬‬ ‫تدعيم البنية األساسية‬ ‫ّ‬ ‫توفير مخزون عقاري صناعي في مختلف املناطق يتم وضعه‬ ‫لالستجابة لطلبات باعثي املشاريع اجلديدة‪.‬‬ ‫التعريف أكثر بإمكانيات اجلهة وفرص االستثمار املتوفرة بها‬ ‫واملزايا التفاضلية التي تتمتع بها وذلك لدى رجال األعمال التونسيني‬ ‫و األجانب‪.‬‬ ‫توفير كل مقومات العيش الكرمي جلميع إفراد املجتمع من مؤسسات‬ ‫صحية و تربوية و وسائل ترفية و فضاءات ثقافية وعلمية‪...‬‬

‫�إعجاز القر�آن يف ك�شف قوانني احل�ضارة‬ ‫‪ - I‬قانون التداول‬

‫تق�سيم جهوي‬

‫والتدافع هنا هو األمر باملعروف والنهي‬ ‫عن املنكر وال طاعة في معصية اخلالق فمثال‬ ‫حينما انحاز اجليش إلى الشعب و ُع ِ‬ ‫ص َي‬ ‫السلطان وهذا نوع من التدافع ساهم في‬ ‫جناح الثورات العربية‪.‬‬ ‫فقانون التدافع هو الذي اجنح كل الثورات‬ ‫التي أطاحت بطواغيت العرب فسقوط كل‬ ‫شهيد في هذه الثورات هو شكل من أشكال‬ ‫التدافع وهو إذا قانون وسنة البد منها حتى‬ ‫يتم التغيير‪.‬‬ ‫وشكل أخر من التدافع هو صراع احلق‬ ‫ضد الباطل وصراع الباطل ضد احلق ويكون‬ ‫النصر لهذا أو ذاك‪.‬‬

‫مستشار في التنمية البشرية‬

‫"يا أيها الذين‬ ‫امنوا إن تنصروا‬ ‫الله ينصركم ويثبت‬ ‫أقدامكم"‬ ‫القانون‬ ‫وهذا‬ ‫يخضع أيضا إلى شروط ‪ .‬فنصر الله‬ ‫املسلمني في بدر حني أخذوا باألسباب لكنهم‬ ‫هزموا في احد لعدم األخذ بأمر رسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم يعني حني يخالف‬ ‫القانون حتصل الهزمية‪.‬‬

‫لألمانة اذكر دوما بأن هذه السلسلة‬ ‫" وتلك األيام نداولها بني الناس " ‪ ..‬يعني‬ ‫منسوبة إلى الدكتور طارق السويدان ضمن‬ ‫أن األيام هي دولة بني الناس ال استمرار ألي‬ ‫برنامجه رياح التغيير‪.‬‬ ‫إن الله سن سننا وقوانني تسير حياة حضارة مهما عظمت رغم أن بعض املؤرخني‬ ‫البشر في الدنيا واآلخرة ‪ " .‬ولن جتد لسنة مثل " ‪" Francesco Vocayame‬‬ ‫الذي يعتقد بان احلضارة األوروبية هي‬ ‫الله تبديال "‬ ‫نهاية التاريخ ‪ ..‬وحتدث آخرون عن تصادم‬ ‫فمن هذه القوانني نذكر‪:‬‬ ‫احلضارات وتنافسها لكن الشكل الصحيح‬ ‫قانون التداول‬ ‫هو تكامل احلضارات فلما فتح املسلمون‬ ‫قانون التدافع‬ ‫‪ -VI‬قانون التغيري‬ ‫بالد فارس حافظوا على احلضارة الفارسية‬ ‫قانون الغلبة والنرص‬ ‫ومنقوها بجملة من األفكار النيرة فدامت تلك‬ ‫قانون التغيري‬ ‫"إنّ اللّه ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما‬ ‫احلضارة وأصبحت متينة ‪.‬‬ ‫‪ -III‬قانون الغلبة والن�صر‬ ‫وكل قانون له تطبيقات عملية والقرآن‬ ‫بأنفسهم"‬ ‫‪ – II‬قانون التدافع‬ ‫يذكرنا بأن التاريخ البشري مليء بالقوانني‬ ‫فقانون التغيير يعتمد باألساس على‬ ‫"ولوال دفع الناس بعضهم ببعض‬ ‫" قل سيروا في األرض فانظروا كيف‬ ‫" كتب الله الغلنب أنا ورسلي إن الله رغبة البشر ليغيروا واقعهم الذاتي حتى‬ ‫قوي عزيز"‬ ‫لفسدت األرض"‬ ‫كانت عاقبة املكذبني " صدق الله العظيم‬ ‫يأتي نصر الله‪.‬‬

‫اقتصاد‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫حت�سيـن القـدرة ال�شرائيـة‬ ‫�أهم عوامل الدفع االقت�صادي‬ ‫حسام الدين التعبوري‬ ‫بقي االقتصاد التونسي على مدى العشريات األخيرة‬ ‫وثيق االرتباط بتفاعالت االقتصاد العاملي‪ .‬فكل األزمات‬ ‫التي أدت إلى ارتفاع األسعار في بلدان املنشأ كانت لها‬ ‫االنعكاسات السلبية على اقتصادنا وذلك لتداخل الواردات‬ ‫في الدورة االقتصادية الوطنية‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى هذه العوامل‪ ،‬أدى تباطؤ نسق منو‬ ‫االقتصاد التونسي إلى تدحرج في قيمة الدينار مقابل األورو‬ ‫والدوالر مما زاد في عمق أزمة غالء األسعار‬ ‫كما ان االنخرام الواضح في شبكات توزيع املواد‬ ‫االستهالكية عامل أساسي من عوامل ارتفاع األسعار ولم‬ ‫تستطع الدولة عبر العقود األخيرة التحكم في هذه الشبكات‬ ‫أو باألحرى تسلط عليها أصحاب املنافع الرخيصة ليجعلوا‬ ‫منها سببا في املكسب الوفير على حساب املواطن البسيط‪.‬‬ ‫وبالفعل فإن تدخل شرائح مختلفة من املوزعني في هذه‬ ‫الشبكات له نتيجة حتمية هي تضخم األسعار حتى حتقق كل‬ ‫شريحة نصيبا من الربح‪.‬‬ ‫وباستثناء العدد القليل‪ ،‬فإن القاسم املشترك بني‬ ‫املؤسسات االقتصادية هو الضعف الفادح في اإلنتاجية‪.‬‬ ‫فعلى الرغم من أن طاقة اإلنتاج االسمية مرتفعة في الكثير‬ ‫من األحيان فإن القيمة الفعلية لإلنتاج غدت منخفضة‬ ‫ألسباب عديدة ولتغطية كلفة اإلنتاج املرتفعة (نظرا لضعف‬ ‫اإلنتاجية) وخاصة تكاليف اإلنتاج القارة يتم الترفيع في‬ ‫األسعار لتحقيق هوامش ربح مطابقة للحقيقة االقتصادية‪.‬‬ ‫وتطلب املرور إلى االقتصاد احلر البحث عن حقيقة‬ ‫األسعار من أجل إرسـاء قواعد املنافسة النزيهة‪ .‬ولتحقيق‬ ‫هذا الغرض كان لزاما خوصصة املؤسسات الدوليـة‬ ‫املتدخلـة في املجاالت االقتصادية التنـافسية‪ .‬ورفع الدعم‬ ‫عن العديد من املواد االستهالكيـة من أجل إرساء منظومة‬ ‫حقيقة األسعـار من جهـة وتخفيـف كاهل ميزانيـة الدولة‬ ‫من جهة أخرى الستثمارهـا في مجاالت مختلفة‪ .‬فبدأ‬ ‫تدريجيا رفع الدعم عن املواد املستخرجة من القمح كاخلبز‬ ‫والعجني‪ ،‬وارتفع نسق رفع الدعم عن احملروقات وطال رفع‬ ‫الدعم بعض املواد كالسكر والشاي واألرز وبعض اخلدمات‬ ‫كالنقل‪.‬‬

‫عقلية الك�سب ال�سريع‬

‫وانقلبت خالل العقدين األخيرين املوازين االقتصادية‬ ‫العاملية على كل املستويات‪ :‬فقد كانت الغاية للمستثمرين في‬ ‫السابق توفير كل العوامل من أجل إطالة عمر املؤسسة مع‬ ‫توفير أسباب الربح املعقول‪ .‬وأصبح هم املستثمرين اليوم‬ ‫حتقيق الكسب السريع دون مراعاة توازنات السوق‪.‬‬ ‫ولعل من املقترحات العملية التي من املمكن أن تؤدي إلى‬ ‫قفزة هامة على طريق توفير العيش الكرمي للتونسي من خالل‬ ‫حتسني دخله تعتمد على جملة من الركائز اهمها‪:‬‬ ‫‪ 1‬ختفيض الرضيبة عىل الدخل لألشخاص الطبيعيني‬

‫اذ يتراوح دخل األغلبية الساحقة من التونسيني بني‬ ‫‪ 4000‬دينارا و ‪ 10000‬دينارا سنويا ويتوافق هذا تقريبا‬ ‫مع اإلحصاءات الرسمية التي تدل على أن الدخل املتوسط‬ ‫للتونسي بلغ سنة ‪ 2010‬مبلغ ‪ 5600‬دينارا‪.‬‬ ‫ومتثل هذه الشريحة املنبع الرئيسي للضرائب املباشرة‬ ‫ألنها متكونة أساسا من موظفني يتم اقتطاع ضرائبهم عند‬ ‫املورد‪ .‬نسبة الضريبة على دخل هؤالء األشخاص تتراوح بني‬ ‫‪ 15‬و‪ 20‬حسب مجمل الدخل السنوي اخلاضع للضريبة‪.‬‬ ‫ونقترح أن يتم خفض ‪ 5‬نقاط (‪ )5‬من نسبة الضريبة‬ ‫على مدى ‪ 5‬سنوات بحيث تصبح نسبة الضريبة تتراوح بني‬ ‫‪10‬و‪ 15‬بحلول سنة ‪.2016‬‬ ‫ومتثل ‪ 5‬من مجمل الدخل املتوسط دون اعتبار التطور‬ ‫املمكن في الدخل مبلغا قدره ‪ 280‬دينارا‬ ‫هذا التخفيض ميكن أن ميثل عامال هاما من عوامل‬ ‫حتسني الدخل للمواطن التونسي املتوسط‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫أما النقص احلاصل في ميزانية الدولة من جراء هذا‬ ‫التخفيض فيمكن تالفيه بتمديد فترة التخفيض على ‪5‬‬ ‫سنوات‪ .‬مع اإلشارة إلى أنه ال مانع من إعادة النظر في نسب‬ ‫ضرائب أصحاب الدخل املرتفع وذلك من أجل احلد النسبي‬ ‫من فاعلية هذا التخفيض‪.‬‬ ‫التهرب الضريبي والذي يقدره البعض بـ ‪ 20‬سينخفض‬ ‫بصفة ملحوظة بعد الثورة وذلك لعاملني أساسيني‪ :‬العامل‬ ‫األول مرتبط بالسلوك احلضاري الذي سيتبناه التونسي‬ ‫والذي سيدفعه للقيام بواجبه الضريبي بتمام اإلخالص‪.‬‬ ‫أما العامل الثاني فمرتبط بالشرائح التي كانت تتمتع جراء‬ ‫عالقاتها مع أجهزة النظام البائد‪ ،‬بتهرب ضريبي تام دون أن‬ ‫تقع مراقبتها أو محاسبتها‪..‬‬ ‫نسق النمو االقتصادي املرتقب والذي نصبو إلى أن‬ ‫يكون ذا رقمني بحلول سنة ‪ 2014‬أو على أقصى تقدير سنة‬ ‫‪ 2015‬سيمكن من خلق املزيد من املؤسسات أي تدفق املزيد‬ ‫من الضريبة على الشركات في ميزانية الدولة‪ ،‬وسيمكن من‬ ‫خلق املزيد من مواطن الشغل أي املزيد من تدفق الضريبة‬ ‫على دخل األشخاص الطبيعيني وسيمكن من املزيد من فرص‬ ‫تدفق الضرائب غير املباشرة في ميزانية الدولة‪.‬‬ ‫‪ 2‬تعميم الصناديق االجتامعية‪:‬‬

‫يتمتع أجراء بعض القطاعات (بنوك‪ ،‬توزيع احملروقات‪)...‬‬ ‫بامتياز الصندوق االجتماعي‪.‬‬ ‫ويتلخص هذا االمتياز في ما يلي‪ :‬يتم اقتطاع نسبة من‬ ‫ربح املؤسسة املشغلة ويقع تبويبها محاسبيا مبا يسمى‬ ‫الصندوق االجتماعي‪ .‬ومن اجلدير بالتذكير أن هذا االقتطاع‬ ‫يتم على قاعدة الربح اخلام قبل الضريبة على الشركات‪.‬‬ ‫بحيث يترتب على هذا االقتطاع اقتصاد ضريبي للمؤسسة‬ ‫بنسبة ‪.35‬‬ ‫أما استعماالت هذا الصندوق فهي متعددة مثل توزيع‬ ‫اإلعانات املالية على األجراء في مختلف املناسبات كاألعياد‬ ‫والعودة املدرسية والزواج‪...‬وتقدمي قروض بدون فائدة في‬ ‫حدود مبالغ معقولة لتلبية تكاليف ظروف طارئة‪.‬وتوزيع‬ ‫منح على األجراء خاضعة للضريبة على دخل األشخاص‬ ‫الطبيعيني‪.‬‬ ‫إن تعميم هذا النموذج على بقية القطاعات االقتصادية‬ ‫يعود قطعا بالفائدة على املؤسسة وعلى األجير ألن هذا‬ ‫األخير من شأنه أن يعطي املزيد من املجهود وأن يحسن‬ ‫إنتاجيته ليتحصل على نسبة أكبر في األرباح وفي ذلك تنمية‬ ‫ألرباح املؤسسة ودخل األجير‪.‬‬

‫‪ 3‬إنشاء منظومة أجور معفاة من الرضائب ومن األداءات‬ ‫االجتامعية‪:‬‬

‫إن املنظومة احلالية لألجور تثقل كاهل املؤسسة خاصة‬ ‫بالنسبة إلى األداءات االجتماعية التي حققت في السنني‬ ‫األخيرة ارتفاعا ملحوظا في نسبها من أجل متويل صندوق‬ ‫التأمني على املرض‪ .‬وعند مناقشته لألجور فإن أول ما يتبادر‬ ‫إلى ذهن املؤجر ليس بالضرورة األجر الصافي في حد ذاته‬ ‫ولكن األداءات االجتماعية املترتبة عليه والتي يقدر متوسطها‬ ‫بحوالي ‪ 26‬من إجمالي األجور اخلام‪.‬‬ ‫وإذا زدنا على ذلك الضرائب املقتطعة من األجور والتي‬ ‫تتأرجح بني ‪ 15‬و ‪ 20‬فإن السيولة النقدية الواجب دفعها‬ ‫دوريا حتوم حول نسبة ‪ 40‬أو ‪ 45‬من األجور‪.‬‬ ‫لذلك وجب التفكير في إنشاء منظومة أجور أو منح تتميز‬ ‫بامتيازات جبائية واجتماعية ترتبط وثيق االرتباط باإلنتاج‬ ‫واإلنتاجية والتميز في أداء العمل أو الوظيفة واالبتكار لطرق‬ ‫جديدة في العمل والقدرة على دعم السلم االجتماعية في‬ ‫املؤسسة‪....‬‬ ‫ومن املمكن أن يكون هذا اإلعفاء الضريبي واالجتماعي‬ ‫مؤقتا (من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات مثال) قابال للتجديد مرة أو‬ ‫مرتني حتى تتمكن املؤسسة من دعم قدرتها املالية وحتى ال‬ ‫تؤثر فيها هذه املنح متى وجب إخضاعها إلى الضريبة وإلى‬ ‫األداء االجتماعي‪.‬‬

‫تراجع ال�صادرات‬

‫سجلت الصادرات التونسية خالل شهر جويلية ‪ 2011‬تراجعا‬ ‫بنسبة ‪7‬ر‪ 7‬باملائة مقارنة بذات الشهر من سنة ‪ 2010‬مما أثر على‬ ‫نسق منو الصادرات منذ‬ ‫بداية السنة ويعود سبب هذا‬ ‫التراجع إلى تقلص صادرات‬ ‫النفط بنسبة ‪ 44‬باملائة إلى‬ ‫جانب انخفاض املبيعات‬ ‫اخلارجية للفسفاط ومشتقاته‬ ‫بنسبة ‪4‬ر‪ 59‬باملائة‪.‬‬ ‫كما تراجع نسق منو‬ ‫الصادرات في إطار نظام التصدير الكلي في الشهر الفارط على غرار‬ ‫قطاع امليكانيك والكهرباء الذي حقق نسبة منو بـ‪2‬ر‪ 4‬باملائة مقابل‬ ‫‪2‬ر‪ 22‬باملائة في السداسي األول من سنة ‪2011‬‬ ‫وتراجع أيضا نسق صادرات قطاع النسيج واملالبس واجللود‬ ‫واألحذية خالل شهر جويلية املاضي بنسبة ‪1‬ر‪ 2‬باملائة مقابل ‪2‬ر‪12‬‬ ‫باملائة في النصف األول من هذا العام‬

‫ع�شرات امل�شاريع ّ‬ ‫معطلة‬

‫حني قامت الثورة‪ ،‬كنّا ننتظر من احلكومة احلالية أن تتح ّمل جميع‬ ‫مسؤولياتها لالنتقال بالبالد من األوضاع املتر ّدية التي طالت جميع‬ ‫امليادين مبا فيها الوضع االقتصادي الذي من املفروض أن يكون على‬ ‫سلّم أولو ّياتها‪ ،‬إالّ أنه حني تغيب اإلرادة احلقيقية لإلصالح‪ ،‬وحني‬ ‫تغيب روح املسؤولية عن بعض الكوادر في وزاراتنا ونظ ّل نتعامل‬ ‫بنفس بيروقراطية إدارة ما قبل الثورة‪ ،‬فالنتيجة ستكون حتما كارثية‬ ‫على نفسية املواطن الذي ال يزال ينتظر الكثير من اإلصالحات التي من‬ ‫ومتس جوهر مشاكل املواطن‬ ‫املفروض أن تكون في خطى متسارعة‬ ‫ّ‬ ‫خاصة منها التشغيل‪.‬‬ ‫لقد راهنت حكومات بن علي على املستثمرين األجانب لدفع نسق‬ ‫التشغيل إالّ أنها لم تكن تثق في إمكانيات شبابها ولم تعطهم الدعم‬ ‫والتأطير الالزمني لتركيز اقتصاد يكون فيه التونسي الداعم األساسي‬ ‫له‪ .‬لألسف حني تواجه مسؤولني في الوزارات بهذه احلقائق يع ّددون‬ ‫لك جملة االمتيازات التي ميكن أن يتمتّع بها املستثمرون التونسيون‪،‬‬ ‫مع أنهم يعلمون متاما أن كل هذا سيظ ّل نظريا أمام تراخي اإلدارة‬ ‫والفساد املنتشر فيها‪.‬‬ ‫حني أعلنت حكومة السبسي في شهر ماي حزمة من التعديالت‬ ‫لدعم االمتيازات التي ميكن أن يستأثر بها املستثمرون التونسيون‪،‬‬ ‫استبشر بها املالحظون ورجال األعمال وخاصة منهم الشباب‪ ،‬إال‬ ‫أنه ما راعنا إالّ أن هذه األخيرة (االمتيازات) ظلت حبرا على ورق‬ ‫مبا أنه لم يقع إلى تاريخ كتابة هاته األسطر إقرار مشروع القانون‬ ‫وآليات تنفيذه‪ .‬وظلت العشرات من املشاريع ّ‬ ‫معطلة في انتظار حسم‬ ‫اإلشكال الذي وقع بني وزارتي النهوض بالصناعة واملالية من جهة‪،‬‬ ‫واملتوسطة وبقية البنوك اخلاصة‬ ‫املؤسسات الصغرى‬ ‫وبنك متويل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من جهة أخرى في كيفيّة إسناد منح االستثمار‪ .‬ومن الغريب أنه رغم‬ ‫اللقاءات املتعددة بني هذه األطراف ملدة أكثر من شهرين لم يقع بعد‬ ‫تفعيل القانون اجلديد‪ ،‬ورغم الثورة تظ ّل اإلدارة التونسية معتبرة من‬ ‫أكبر العراقيل التي تواجه املواطن ورجل األعمال‪.‬‬ ‫فإلى متى ستظ ّل إداراتنا حجر عثرة أمام النهوض باقتصادنا ؟‬ ‫ّ‬ ‫املعطلون عن العمل ضحية هذه اإلدارة ؟‬ ‫وإلى متى سيظ ّل‬

‫تهذيب الطرقات‬ ‫سيتم االنطالق في اشغال تهذيب ‪ 545‬كلم من الطرقات املرقمة‬ ‫من ضمن ‪ 903‬كلم‪ ،‬كما سيتم الشروع في اشغال تدعيم ‪ 357‬كلم‬ ‫من الطرقات بـ‪ 18‬والية على ان يقع تدعيم ‪ 257‬كلم اخرى في مرحلة‬ ‫الحقة‪.‬‬ ‫وتقرر تدعيم بعض االجزاء على الطرقات الوطنية ‪ 14‬و‪13‬‬ ‫بواليتى القصرين وسيدى بوزيد ملزيد اضفاء النجاعة على نوعية‬ ‫حركة اجلوالن ويتوقع ان تنطلق االشغال نهاية سنة ‪.2011‬‬ ‫كما سيتم اطالق االشغال اخلاصة بتهيئة ‪ 83‬مسلكا ريفيا بطول‬ ‫‪ 760‬كلم قبل نهاية اكتوبر القادم واشغال اضافية تهم تهيئة ‪1000‬‬ ‫كلم موزعة على ‪ 14‬والية‪.‬‬


‫جهات‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫دقــــا�ش‬

‫حي الب�ساتني يف انتظار‬ ‫م�شاريع التعبيد والتنوير‬ ‫يعتبر حي البساتني الذي يقع في مدخل مدينة دقاش من‬ ‫اجلهة اجلنوبية من اجمل االحياء باملدينة فقد مت بناؤه سنة‬ ‫‪1987‬وكل بناءاته خاضعة المثلة هندسية وتقطنه حوالي ‪30‬‬ ‫عائلة لكنه لم ير أي حتسن رغم مجهودات الدولة الكبيرة في‬ ‫مجال حتسني االحياء السكنية إضافة الى انه يشكو العديد من‬ ‫النقائص كغياب مشروع للتطهير حيث لم تشمله هذه اخلدمة‬ ‫الضرورية الى اليوم‪.‬‬ ‫ويأمل سكان احلي باالسراع بتهيئته وترصيف أنهجه‬ ‫وتعبيدها واحداث مشروع للتنوير العمومي يجنبهم كثيرا من‬ ‫مخاطر الطريق التي تتحول حني تنزل األمطار الى مستنقعات‬ ‫مليئة باألوحال واحلفر العميقة واخلطيرة‪.‬‬ ‫أما املشكل البارز حسب رأي أحد القاطنني باحلي فيتمثل‬ ‫في املزابل التي حتيط باملساكن على شكل هالل وتنبعث منها‬ ‫الروائح الكريهة والدخان عندما يتم حرقها فتتسبب سحابة‬ ‫الدخان في االختناق خاصة في صفوف كبار السن واألطفال‬ ‫الصغار وهذه املزابل توجد في مجاري املياه اخلاصة بحماية‬ ‫املدينة من الفياضانات اضافة الى ان البلدية جعلت من هذا املكان‬ ‫مصبّا لها‪.‬‬

‫تالــة‬

‫غلق معمل اجلري‬ ‫في الوقت الذي يتطلّع فيه أهالي مدينة تالة إلى إحداث مواطن‬ ‫شغل جديدة باجلهة المتصاص النسبة املرتفعة للبطالة‪ ،‬يحصل‬ ‫ما لم يكن في احلسبان‬ ‫إذ عمد صاحب معمل‬ ‫اجلير إلى غلقه يوم اإلثنني‬ ‫املاضي وذلك إثر استيالء‬ ‫بعض األهالي على مقطع‬ ‫احلجارة الكلسية املتواجد‬ ‫في أحواز املدينة بدعوى‬ ‫أنه من أمالكهم اخلاصة‪ ،‬هذا املعمل يشغّل ‪ 214‬عامال منهم ‪78‬‬ ‫مرسمون والبقية متعاقدون وقد نزل هذا اخلبر نزول الصاعقة‬ ‫ّ‬ ‫على الع ّمال وعائالتهم للنتائج اخلطيرة املترتبة ال ق ّدر الله على‬ ‫غلقه‪ .‬وفي انتظار أن حت ّل املشكلة‪ ،‬يبقى األمل معقودا على جناح‬ ‫املساعي اجلارية حل ّل هذه املشكلة وعودة املياه إلى مجاريها‪.‬‬ ‫عبد العزيز الصعايني‬

‫املروج الثاين‬

‫‪14‬‬

‫�أم العرائ�س‬

‫ن�ضاالت املر�أة املنجمية وو�ضعيات ت�ستدعي احللول‬ ‫حركة االحتجاجات واالعتصامات‬ ‫التي عرفتها مدن احلوض املنجمي‬ ‫‪ 2008‬لم تقتصر على الشباب فاملرأة‬ ‫املنجمية بدورها خاضت كذلك نضاالت‬ ‫متعددة وحت ّدت القمع وبطش بوليس‬ ‫النظام البائد‪ ،‬ففي مدينة أم العرائس‬ ‫مت اعتصام أكثر من عشرين امرأة مبقر‬ ‫اإلقليم احمللي لشركة فسفاط قفصة‬ ‫ودام ألكثر من شهر مطالبات بحقوق‬ ‫أزواجهن الذين أصيبوا في حوادث‬ ‫شغل خلّفت لهم عاهات مستدمية وعجز‬ ‫يصل إلى مائة باملائة ويتقاضون جراية‬ ‫عمرية تتراوح بني ‪ 30‬و‪ 200‬دينارا‬ ‫في الثالثة أشهر‪ ،‬في حني أن القانون‬ ‫التونسي يخ ّول للذين أحيلوا على عدم‬ ‫املباشرة املهنية التخلي عن اجلراية‬ ‫العمرية وإدخال أحد أفراد األسرة‬ ‫مكانه كما أن البعض منهن اعتصمن‬ ‫احتجاجا على إيقاف أزواجهن عن‬ ‫العمل بطريقة تعسفية وكانت سلطة‬ ‫النظام البائد واجهت مطالبهن املشروعة‬ ‫بهجوم شرس ألعوان األمن على مكان‬

‫خاض أبناء العائالت املعوزة مبعتمدية أم العرائس‬ ‫نضاالت واعتصامات في أحداث حراك احلوض املنجمي‬ ‫‪ 2008‬للمطالبة بأحقيتهم في التشغيل السيّما وعددهم‬ ‫يتجاوز الـ‪ 50‬شابا وشابة وأغلبيتهم من أصحاب الشهادات‬ ‫العليا وكان الرئيس املخلوع أصدر قرار تشغيل واحد‪ ،‬فأكثر‬ ‫من أبناء العائالت املعوزة في وظيفة قارة تضمن له العيش‬ ‫الكرمي لكن على أرض الواقع في أم العرائس لم يستفيدوا‬ ‫من هذا القرار على الرغم من الزيارات املتكررة للمرشدات‬ ‫االجتماعيات لبيوت العائالت املعوزة‪.‬‬ ‫واآلن وبعد ثورة احلرية والكرامة يتطلع أبناؤهم إلى‬ ‫إدماجهم في وظائف قارة بشركة فسفاط قفصة باعتبار أنّ‬ ‫لهم األولوية في التشغيل‪ ،‬فوضعياتهم االجتماعية واملادية‬ ‫متردية واحللول ظرفية ووقتية كإدماج البعض في التكوين‬ ‫واحلضائر ملدة معينة بجراية تقارب ‪ 100‬دينارا في حني يتم‬

‫إدماج البعض في إطار "‪ "CVP‬فلم تعد احللول الوقتية‬ ‫تقنع‪...! ‬‬ ‫فأبناء العائالت املعوزة لهم شهادات تعليم عال واملطلوب‬ ‫فتح باب املناظرات للقيمني واملعلمني واألساتذة أمامهم‬ ‫أو تدعيمهم مبشاريع صغرى ومتوسطة ذات مردودية‬ ‫وجناعة كما على شركة فسفاط قفصة التي امتصت ثروات‬ ‫املنطقة لسنوات طويلة ولم تستثمر للتنمية والنهوض‬ ‫مبشاريع وواقع مدن احلوض املنجمي عامة عليها أن تقيم‬ ‫ماسة وأكيدة‬ ‫معامل ومصانع حتى في املواد التي حاجتها ّ‬ ‫الستغاللها‪ ،‬مثل هذه املصانع تستوعب بطالة أصحاب‬ ‫الشهائد العليا السيما أبناء العائالت املعوزة الذين يفتقرون‬ ‫ملن يدافع عن مطالبهم ‪ ...‬فهل من حلول واقعية وجذرية‬ ‫لبطالة أبناء العائالت املعوزة ؟‬ ‫بلقاسم برهومي‬

‫غياب ّ‬ ‫خمل ملرافق التنمية وامل�شاريع االقت�صاد ّية‬

‫الطاملا ارتفعت أصوات عديدة تدعو إلى‬ ‫العناية باجلهات الداخلية واملناطق النائية في‬ ‫بالدنا‪ ،‬ألن أصحاب هذه األصوات يعتبرون أن‬ ‫العاصمة وأحوازها قد نالها القسط األوفر من‬ ‫االهتمام والتنمية‪ .‬لكن املفارقة التي قد تخفى على‬ ‫الكثير منهم هي أن األحياء التابعة لوالية تونس‬ ‫نفسها ال تزال تعاني التهميش رغم وقوعها في‬ ‫“دائرة الضوء” اإلداري والسياسي‪.‬‬ ‫ومن هذه األحياء حي املروج الثاني الذي‬ ‫يتسع ألكثر من خمسة وعشرين ألف ساكنا‬ ‫(‪ ،)25000‬وقد أنشئ منذ بداية ثمانينات القرن‬ ‫املاضي‪ .‬وهو يعاني من ع ّدة نواقص أبرزها ‪:‬‬ ‫ـ اهرتاء الطرقات ‪ :‬يبدي أبناء املروج‬ ‫الثاني تذ ّمرهم الشديد من اهتراء الطرقات التي‬ ‫عبّدتها الوكالة العقارية للسكنى ‪ AFH‬منذ‬ ‫حوالي ثالثني سنة‪ .‬ولم تقع صيانتها إلى اليوم‪.‬‬

‫على بلدية تونس عشرات املاليني شهريا‪ .‬أم أن‬ ‫“خيرنا ميشي لغيرنا ؟”‬ ‫ـ غياب املنشآت الثقافية‪ :‬إذ ال يوجد في‬ ‫احلي أي فضاء ثقافي‪ ،‬مثل دار الشباب أو دار‬ ‫الثقافة أو نادي األطفال أو مكتبة عمومية‪ .‬وحتى‬ ‫املنتزه‪ ،‬املالذ الوحيد للعائالت‪ ،‬ال ميكن التمتع‬ ‫به نظرا إلى غياب األمن حلمايته من اللصوص‪.‬‬ ‫ـ غياب املرافق الصحية ‪ :‬من يتص ّور أن‬ ‫حيا يسكنه ‪ 25‬ألف ساكنا ليس به مستشفى‬ ‫وال أي مركز صحي عمومي‪ ،‬والدولة تدعي أنها‬ ‫رائدة في تعميم اخلدمات الصحية‪.‬‬ ‫وأمام هذه الوضعية املزرية التي يعيشها‬ ‫احلي‪ ،‬فإن أبناء املروج الثاني يرفعون أصواتهم‬ ‫عاليا ملن يهمه األمر من أجل إكرامهم في ظل‬ ‫ثورة الكرامة‪ .‬ويقولون كفى تهميشا‪.‬‬ ‫الشاذلي البخاري‬

‫حاجب العيون‬

‫املطالبةبالكهرباء‬ ‫واملاء ال�صالح ّ‬ ‫لل�شراب‬ ‫اتصلنا بعريضة ممضاة من قبل‬ ‫عديد املواطنني مبعتمدية حاجب العيون‬ ‫يشيرون فيها إلى عدم متتّعهم بالنور‬ ‫الكهربائي‪ ،‬ففي القرن احلادي والعشرين‬ ‫الزالت العديد من العائالت تستعمل طرقا‬ ‫بدائية وغريبة للتنوير‪ ،‬وهم يناشدون‬ ‫ّ‬ ‫التدخل‬ ‫السلط اجلهوية بضرورة‬ ‫ّ‬ ‫العاجل لتمكني هذه العائالت من التنوير‬ ‫الكهربائي‪ .‬ومن جانب آخر تطالب بعض‬ ‫العائالت بضرورة متتّعها باملاء الصالح‬ ‫ّ‬ ‫للشراب‪ .‬ورغم هذه النقائص في التز ّود‬ ‫بالنور الكهربائي واملاء الصالح ّ‬ ‫للشراب‪.‬‬

‫حاجب العيون‬

‫أغلبها باحلفر وكثيرا ما تتسبب في حوادث‬ ‫خطيرة تسفر عن خسائر بشرية جسيمة‬ ‫كما تعاني بعض املناطق من غياب التنوير‬ ‫الذي زاد الطني بله و رغم الوعود العديدة‬ ‫من طرف املصالح اجلهوية للتدخل وإزالة‬ ‫عائق رواد الطرقات لكن الوضع لم يتغير‬ ‫و بقي على حاله‪.‬‬ ‫زيـاد‬

‫�سرقة مبطنة للحليب‬ ‫لن نأتي باجلديد إذا قلنا أنّ ج ّل مر ّبي‬ ‫األبقار احللوب يعانون على أكثر من صعيد‬ ‫فباإلضافة الى الصعود الصاروخي‬ ‫ألسعار األعالف التي ال تستق ّر على‬ ‫حال‪ ،‬خصوصا في املناطق التي تكثر‬ ‫فيها ظاهرة اإلحتكار‪ ،‬وباإلضافة الى‬ ‫الثمن البخس للتر احلليب على مستوى‬ ‫التّجميع فإن هذا الفالح املسكني يتعرض‬ ‫يوميّا الى السرقة املبطنة من طرف ناقلي‬ ‫احلليب الذين يستعملون أنية بالستيكية‬ ‫مرقمة ترقيما اعتباطيّا ال يستقيم مع‬ ‫مما يس ّهل‬ ‫مواصفات الكيل الرسمية ّ‬ ‫عليهم سلب الفالح بعض انتاجه دون أن‬ ‫يتفطن إلى ذلك وبالتالي يغنب الفالح ذو‬ ‫ال ّدخل املتدنّي أصال مبا يعادل ‪ 6‬الى ‪10‬‬ ‫لترات في اليوم أي مبعدل ‪ 140‬دينارا‬ ‫شهر ّيا «للفالح الصغير»‪ ،‬تسرق منّه‬ ‫بهذا األسلوب في الكيل والذي ال يراعي‬ ‫حرمة هذا الشهر الكرمي‪ ...‬لذلك فإننا‬ ‫نهيب بناقلي احلليب أن يغيّروا هذه األنية‬ ‫إذا كان يهمهم إنصاف الفالح وتشجيعه‬ ‫على األقل على مكابدة األتعاب في سبيل‬ ‫لقمة عيش أصبحت عسيرة املنال‪.‬‬ ‫زهير الحجالوي‬

‫املعتمد ك�شف التالعب فتعر�ض �إىل العنف‬

‫في الوقت الذي يتطلب فيه الوضع الراهن تضافر اجلهود وتعاون مختلف األطراف وااللتفاف‬ ‫حول هدف واحد وهو إجناح الثورة وتصحيح مسارها‪ ،‬تبرز بعض املمارسات التي تعرقل املسار‬ ‫االنتقالي وتعيد إلى األذهان صور ممارسات العهد البائد‪ .‬فقد تعرض معتمد حاجب العيون‬ ‫بالقيروان إلى االعتداء بالعنف على يد أحد املواطنني اثر تفطن املعتمد إلى وجود تالعب في قائمة‬ ‫املنتفعني بالعمل حيث مت تغيير ‪ 50‬اسما‪ .‬وعندما استدعى املوظف الذي ظن انه املسؤول عن‬ ‫العملية‪ ،‬دار خالف حاد بينهما سرعان ما حتول إلى عنف‪.‬‬ ‫حيث غادر املوظف ثم عاد ومعه عدد من املواطنني عمد بعضهم الى محاصرة املعتمد في‬ ‫مكتبه قبل أن يتدخل اجليش حلمايته وإخراجه‪ .‬ورغم احلماية التي متتع بها املعتمد تسلل إليه احد‬ ‫الشبان مهددا اياه بآلة حادة ثم صفعه على وجهه وسط هتافات من قبل مرافقي الشاب ومطالبة‬ ‫املعتمد بالرحيل‪.‬‬ ‫وينتظر ان يتم اجراء بحث امني في الغرض بناء على شكوى املعتمد ‪ .‬بينما تعطلت شؤون‬ ‫املواطنني ومصاحلهم‪ ،‬كما احتج املواطنون الذين تضرروا من تغيير أسمائهم مبا حدث من‬ ‫تالعب مطالبني السلط اجلهوية بالتدخل‪ .‬أما في الوسالتية فقد تعرض املعتمد األول إلى العنف‬ ‫بدوره من قبل أطراف حتسب على مجلس حماية الثورة بإيعاز من احد املسؤولني‪...‬فأين البناء‬ ‫والتعاون؟‬ ‫سامي بن محمد‬

‫ت�ستور‬

‫االعتصام‪ ...‬فهل رفع وبناء األسوار‬ ‫حول مقر إقليم شركة الفسفاط‬ ‫باملدينة هو احل ّل‪ ‬؟!‪ ...‬وحتى بعد الثورة‬ ‫املباركة مازالت بعض وضعيات النّساء‬ ‫واملطالبات بحقوق أزواجهن لم جتد‬ ‫احللول على أرض الواقع ‪ ..‬فاملماطلة‬ ‫و«التسويف» أسلوب ال يجدي نفعا‪.‬‬

‫هل من حلول جذرية لأبناء العائالت املعوزة ؟‬

‫حتى أن بعض األنهج هجرتها السيارات ألن بها‬ ‫حفرا عميقة تعيق حركتها ولو كانت تسير سيرا‬ ‫بطيئا جدا‪.‬‬ ‫ـ تآكل شبكة التنوير العمومي ‪ :‬حتى‬ ‫أصبحت حالة الظالم هي األصل في الليل‬ ‫في هذا احلي‪ .‬وقد عبّرت سيدة صاحبة محل‬ ‫لبيع العطورات عن تضررها من تقلص حركة‬ ‫جتارتها مبجرد حلول الظالم‪.‬‬ ‫تكدس القاممة يف شتى أنحاء احلي‪:‬‬ ‫ـ ّ‬ ‫منذ ما قبل الثورة‪ ،‬وقد تفاقم األمر خاصة بعد‬ ‫الثورة‪ ،‬بسبب الغياب املتك ّرر من قبل أعوان‬ ‫البلدية مما ينبئ بحدوث كارثة بيئية في احلي‪.‬‬ ‫ـ غياب املشاريع االقتصادية‪ :‬رغم أن‬ ‫املروج الثاني يحتضن أكبر سوق للسيارات‬ ‫في اجلمهورية‪ ،‬فإن املتساكنني لم يلمسوا فعليا‬ ‫فوائد هذا النشاط التجاري املهم جدا والذي يدر‬

‫طرقات رديئة‬ ‫و حفر يف كل مكان‬ ‫من يوم إلى آخر تزدد معاناة مواطني‬ ‫والية سيدي بوزيد من مختلف املعتمديات‬ ‫والقرى وخاصة في املناطق الريفية‪.‬‬ ‫ليس فقط مع تواصل سياسة التهميش‬ ‫واإلقصاء التي سئم منها اجلميع‪ ،‬بل هناك‬ ‫مشاغل أخرى بات التدخل لتجاوزها أمرا‬ ‫ضروريا‪ .‬و املوضوع هنا يتعلق بالطرقات‬ ‫سواء املعبدة أو غير معبدة واملسالك‬ ‫الفالحية التي أصبحت في حالة يرثى‬ ‫لها‪ ،‬ووضعها ينذر باخلطر حيث امتألت‬

‫االعتصام وأخرجوا النّساء عنوة وبك ّل‬ ‫تعسف فأغمي على بعضه ّن واحتاجت‬ ‫بعضه ّن إلى تدخل اإلسعاف الطبي‬ ‫وإذا كانت إدارة شركة فسفاط قفصة‬ ‫بادرت برفع أسوار بناية إقليمها احمللي‬ ‫بأم العرائس من كل الواجهات حتى‬ ‫متنع النساء والعجائز والشباب من‬

‫جهات‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫�سيدي بوزيد‬

‫‪15‬‬

‫عمل خريي ودعم للم�شاريع الن�سائية‬

‫إدراكا ألهمية العمل اجلمعياتي ووعيا بواقع املرأة في مدينة تستور وما جاورها من األرياف‬ ‫بادرت ثلّة من النساء املناضالت في املنطقة إلى تكوين جمعية نسائية آلت على نفسها النهوض‬ ‫خاصة‬ ‫بواقع املرأة في اجلهة وحتسني وضعيتها في املجال االقتصادي واالجتماعي والثقافي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫و أنّ هذا الواقع يزداد سوءا بسبب‬ ‫عامل الفقر املدقع الذي تعاني منه‬ ‫أسر عديدة‪ .‬فعملت املشرفات في‬ ‫خطوة أولى على تعليم النساء‬ ‫العاطالت من ربات املنازل والفتيات‬ ‫بعض احلرف اليدوية مثل ‪ :‬اخلياطة‬ ‫والطريزة والرسم على البلور‬ ‫واحلرير و"الكروشي"‪ ...‬كما عملت‬ ‫على دعم املشاريع النسائية الصغرى‬ ‫وخاصة احلرفية لتوفير مواطن شغل‬ ‫إضافية‪ ..‬ولم يقف نشاط اجلمعية‬ ‫عند هذا احل ّد إذ صارت املنخرطات يتآزرن ويتعاونّ ويقدمن يد املساعدة إلى األسر الفقيرة وما‬ ‫أكثرها في تستور‪ ..‬وبالتنسيق مع جمعية "رحمة للعمل اخليري واإلغاثي بباجة" حاولت هذه‬ ‫اجلمعية الفتية في األيام األولى للشهر الفضيل التخفيف من آالم بعض العائالت احملرومة‪.‬‬ ‫عبد الستار العمدوني‬

‫املزونة‬

‫احلرمان و التهمي�ش طال اجلميع‬

‫املزونة منطقة فالحية أهلها ال يعرفون غير تربية املاشية‪ ،‬وتعد املعتمدية حوالي ‪ 24‬ألف‬ ‫ساكنا وتضم ثمان عمادات منها‪ :‬الفوني‪ ،‬اخلبنة‪ ،‬بوهدمة‪...‬عانت من التهميش واإلقصاء طيلة‬ ‫حكم احلبيب بورقيبة ثم جاء عهد بن علي الذي زاد الطني بله وجعل منها منطقة فقر باألساس‬ ‫إلى درجة أنها أصبحت منسية ولم تنل حظها من التنمية‪.‬‬ ‫ولئن كان في احلسبان أن تتغير هذه املعادلة بعد ثورة ‪ 14‬جانفي‪ ،‬وتشهد املزونة‬ ‫حتسينات على جميع األصعدة وتدور عجلة التنمية خاصة بعد الدور البارز الذي لعبته خالل‬ ‫االحتجاجات الشعبية التي خرج أثناءها أبناء اجلهة من الشباب الغاضب والثائر على األوضاع‬ ‫املزرية إلى الشوارع بل وحتولوا أكثر من مرة إلى ساحة القصبة ملساندة مطالب الشعب من‬ ‫مما هو عليه ‪.‬‬ ‫جهة وإيصال صوتهم من جهة ثانية قبل أن يسوء الوضع أكثر ّ‬ ‫لقد حتولت املزونة بعد تواصل اإلهمال إلى ساحة لالحتجاجات واالعتصامات التي باتت‬ ‫السمة األبرز باجلهة من ذلك إضراب اجلوع الذي نفذه عدد كبير من املعطلني عن العمل مبقر‬ ‫املعتمدية لكن هذا بدوره لم يف باحلاجة‪ .‬وتتالت الوعود التي مازلت إلى حد اآلن حبرا على‬ ‫ورق فهذه املعتمدية الراجعة بالنظر إلى والية سيدي بوزيد‪ .‬ال يختلف اثنان بكونها أحد أهم‬ ‫األقطاب الفالحية ليس بالوالية فحسب و إمنا حتى بجهة الوسط التونسي غير أن احلرمان‬ ‫الذي طال القطاع أثر سلبا على مردودية اإلنتاج إضافة إلى غياب الدعم للفالحني إلى جانب‬ ‫انحطاط البنية التحتية التي تبقى منظومتها غير متكاملة فالطرقات رديئة وحتى املؤسسات‬ ‫العمومية املنتصبة باجلهة في حالة يرثى لها‪ ،‬في حني أن القطاعات األخرى املتبقية ومنها‬ ‫الصحي والتعليمي في وضعية بدائية‪ ...‬وأمام تواصل سياسة التهميش واإلقصاء واملماطلة‬ ‫التي تنتهجها احلكومة املؤقتة أصبح من الضروري إيجاد حلول عاجلة و ناجعة للنهوض‬ ‫باجلهة و إعادة االعتبار لها‪.‬‬ ‫زياد عطية‬

‫الق�صرين‬

‫‪ 2‬مليمات وراء‬ ‫االحتجاجات‬ ‫جتمع عدد من مجمعي احلليب يوم‬ ‫اخلميس ‪11‬اوت املاضي أمام املندوبية‬ ‫اجلهوية للفالحة والتنمية بالقصرين‬ ‫حوالي منتصف النهار لالحتجاج على‬ ‫قرار إلغاء منحة الـ‪2‬مليمات لكل لتر‬ ‫حليب يقع تقدميه إلى املجمع املركزي‬ ‫للحليب‪ .‬وحسب بعض املصادر فان قرار‬ ‫هذا اإللغاء قام به رئيس االحتاد اجلهوي‬ ‫للفالحني وهو ما وتّر األوضاع وجعل‬ ‫عددا من مج ّمعي احلليب يعتصمون ليوم‬ ‫كامل أمام مقر االحتاد قبل االنتقال إلى‬ ‫املندوبية للمطالبة مبقابلة السيد املندوب‬ ‫اجلهوي للفالحة الذي لم ميض على‬ ‫تعيينه إال بضعة أسابيع‪.‬‬ ‫فما الغاية من إلغاء هذه املنحة التي‬ ‫تبدو في ظاهرها غير ذات قيمة ولكن مع‬ ‫تراكم التزويد اليومي تصبح ذات قيمة‬ ‫فعلية تساهم في خالص فواتير املاء‬ ‫واإلضاءة حسب ما صرح به لنا بعض‬ ‫املتابعني للموضوع‪.‬‬

‫زانو�ش‬

‫�شبان غا�ضبون يحرقون‬ ‫مركز احلر�س الوطني‬ ‫عمدت مجموعة من مواطني منطقة‬ ‫زانوش والتي تقع ‪ 20‬كلم غرب معتمدية‬ ‫السند من والية قفصة الى غلق الطريق‬ ‫الوطنية رقم ‪14‬الرابطة بني صفاقس‪-‬‬ ‫قفصة علي خلفية عدم استقبالهم‬ ‫من قبل معتمد السند قصد ايصال‬ ‫مشاغلهم ومشاكلهم االجتماعية خاصة‬ ‫مع تفشي واستفحال ظاهرة البطالة في‬ ‫صفوف الشباب‪ ،‬فكان ر ّد فعلهم عنيفا‬ ‫وذلك بعمدهم الى حرق مركز احلرس‬ ‫الوطني مساء اجلمعة الفارط‪ .‬كما طالب‬ ‫احملتجون السلطة احمللّية باحداث هيكل‬ ‫اداري بجهتهم يستمع الى مشاغلهم‬ ‫مما استدعى تدخل قوات مشتركة‬ ‫من احلرس واالمن واجليش الخالء‬ ‫الطريق لتندلع بعدها االشتباكات التي‬ ‫اسفرت عن ايقاف ‪ 4‬شبان‪ .‬وما كان‬ ‫من احملتجني اثر هذه املواجهات إال أن‬ ‫حاصروا مركز احلرس الوطني بزانوش‬ ‫و احتجاز رئيس املركز في حني الذ بقية‬ ‫االعوان بالفرار وعلي اثر مفاوضات‬ ‫طويلة أخلي املركز من الذخيرة احلية‬ ‫واألسلحة واألجهزة االعالمية وأحرق‬ ‫املبنى بالكامل‪.‬‬ ‫وقد مت خالل اليومني الفارطني‬ ‫اطالق سراح املوقوفني مما جعل‬ ‫النفوس تهدأ وتعود احلياة في القرية‬ ‫إلى طبيعتها‪.‬‬ ‫ناجح كريمى‬


‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫‪16‬‬

‫مجتمع‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫املر�أة حتتفي بعيدها الأ ّول يف ظل االنعتاق من اال�ستبداد‬ ‫االحتفال بعيد املر�أة �سنويا �أ�صبح حدثا عاديا‪ ،‬لكن ما لي�س‬ ‫عاديا هو االحتفال بعيد املر�أة بعد ثورة دفعت ثمنها هذه املر�أة‬ ‫بالت�ضحية بفلذات �أكبادها‪ .‬و�ضمن هذا ال�سياق نظم املكتب‬ ‫املح ّلي حلركة النه�ضة بباب بحر م�ساء ال�سبت ‪� 13‬أوت املا�ضي‬ ‫بق�صر امل�ؤمترات بالعا�صمة‪ ،‬حفال �ساهرا ح�ضره جمع غفري‬ ‫رجا ًال ون�ساء من خمتلف الأعمار‪ ،‬وكان مبثابة تقدمي لل�شكر‬ ‫والتقدير من حركة النه�ضة �إىل ن�ساء قدمن �إىل الوطن وال�شعب‬ ‫ت�ضحيات ج�سيمة‪،‬وتكرمي للمنا�ضالت املجاهدات ومل�سة وفاء‬ ‫لالتي وقفن يف وجه الطغاة‪.‬‬ ‫وقد شارك رئيس احلركة الشيخ راشد الغنوشي‬ ‫املرأة التونسية احتفالها بعيدها وقال في كلمة له بهذه‬ ‫املناسبة‪" :‬إن هذا االحتفال هو للمرأة احملجبة وغير‬ ‫احملجبة‪ ،‬واملتدينة وغير املتدنية‪ ،‬وليس مقتص ًرا على فئة‬ ‫معيّنة مثلما كان في السابق"‪ .‬وأكد الغنوشي أن احلركة‬ ‫تعزز ك ّل حق اكتسبته املرأة التونسية منذ أكثر من خمسني‬ ‫سنة لكن ليس فقط املرأة التي تعيش في املدن‪ .‬وأضاف‬ ‫قائال‪" :‬احتفال هذه السنة بعيد املرأة هو احتفال فيه ج ّو‬ ‫من احلقائق بعد أن انقشع الضباب والنفاق‪ ،‬انه أول سنة‬ ‫ُيحتفل فيها بهذا العيد وقد أشرقت شمس احلر ّية"‪.‬‬ ‫وأشاد راشد الغنوشي بالدور الذي لعبته املرأة طيلة‬ ‫سنوات طوال‪ ،‬وقال إنه رغم معاناتهن‪ ،‬لم تُك ّرم أمهات‬ ‫شهداء الثورة ألن أغلبيتهن يعشن في الريف‪ .‬ودعا‬ ‫رئيس احلركة الكبار والصغار إلى صناديق االقتراع‬ ‫للمشاركة في اللحظة التاريخية التي ستعيشها‬ ‫تونس يوم ‪ 23‬أكتوبر القادم‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬بيّنت األستاذة فريدة‬ ‫العبيدي موقف حركة النهضة‬ ‫من بعض النقاط التي أشاعها‬ ‫خصوم احلركة واحلاقدين‬ ‫عليها في الشارع التونسي مثل‬ ‫موقف النهضة من مجلة األحوال‬ ‫الشخصية ومسألة تعدد الزوجات‬ ‫وعمل املرأة حيث أ ّكدت العبيدي أنه‬ ‫ليس في برنامج احلركة تع ّدد الزوجات‬ ‫ألن املسألة متعلّقة باجتهاد‪ .‬وعن موقف‬ ‫حركة النهضة من عمل املرأة‪ ،‬قالت األستاذة‬ ‫العبيدي إن احلركة تسعى إلى النهوض بواقع املرأة‬ ‫وحتقيق املساواة بينها وبني الرجل ومقاومة النظرة‬

‫ت‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ن‬

‫ن‬

‫جليلة فرج‬

‫ملحق‬

‫‪17‬‬

‫علماء القر�آن واحلديث‬ ‫الفوائد ال�صحية واجل�سدية لرم�ضان‬ ‫درو�س يف ال�شورى من غزوة بدر‬ ‫الدونية لها ودعت إلى سن قوانني واتخاذ اجراءات تدعم‬ ‫موقع املرأة اجتماعيا وسياسيّا للخروج بها من موقع‬ ‫االستغالل الذي تتع ّرض له يوميا عند آدائها لواجباتها‬ ‫العائلية واملهنية‪ ،‬وتابعت فريدة العبيدي قائلة‪" :‬العمل‬ ‫حق للمرأة‪ ،‬ولوال عمل املرأة‪ ،‬ملا مت ّكن الرجال من‬ ‫الصمود أمام الطاغية‪ ،‬واملرأة مواطنة كشقيقها الرجل‬ ‫وصمودها أ ّدى إلى صمود احلركة"‪.‬‬

‫امل�شاركة يف �إدارة �ش�ؤون البالد‬ ‫إلى تلك النسوة الالتي ق ّدمن املثل والقدوة في‬ ‫التضحية ووقفن في وجه الطغاة‪ ،‬تق ّدم عضو املكتب‬ ‫التنفيذي حلركة النهضة نور الدين البحيري بكلمة خالل‬ ‫هذا االحتفال منوها بجهاد املرأة وصمودها وتط ّوعها‬ ‫وعملها‪ ،‬حيث قال‪" :‬طوبى لك ّن أ ّيتها األخوات‪ ،‬الزوجات‪،‬‬ ‫البنات‪ ،‬ولوالكن ما كانت هذه الثورة وما كان لالستبداد‬ ‫نهاية‪ ،‬أننت أجنبنت هذا الشباب الذي قام بالثورة فلوالك‬ ‫أ ّيتها األم الولاّ دة ما كانت الثورة"‪ .‬وأكد البحيري‬ ‫أنه آن األوان أن تشارك املرأة في إدارة شؤون‬ ‫البالد‪ ،‬وأن يكون لها دور في املجلس‬ ‫التأسيسي‪.‬‬ ‫هذه املداخالت تخلّلتها فقرات‬ ‫غنائية أحيتها فرقة توفيق املستاوي‪،‬‬ ‫وكان لف ّن 'الراب' نصيب في هذا‬ ‫احلفل مبشاركة ‪ Psyco-M‬و‬ ‫سجلت‬ ‫‪ .Gueddour‬أيضا الفكاهة ّ‬ ‫حضورها مع الفكاهي منير ساسي‪.‬‬ ‫و ّ‬ ‫مت خالل هذا االحتفال الذي تواصل‬ ‫إلى حدود الساعة الواحدة بعد منتصف‬ ‫الليل‪ ،‬تكرمي بعض أالخوات اللواتي استشهد‬ ‫جسدن‬ ‫أبناؤهن وبعض السجينات السابقات اللواتي ّ‬ ‫فعال مبدأ املشاركة والصبر وحتمل ضريبة النضال‪.‬‬

‫الفقه املي�رس‪:‬‬

‫م�سابقة رم�ضان‬

‫االعتكاف و�أحكامه‬

‫األستاذ ـ محمد خليفة بونا صري‬ ‫لقد كان احلبيب حممد صىل اهلل عليه وسلم يستعد للثلث األخري من رمضان أشد‬ ‫االستعداد‪ ،‬وكان خيص العرش األواخر بالعبادات وجيتهد فيها ما ال جيتهد يف‬ ‫غريها ملا فيها من الفضل واخلري ‪ ،‬كيف ال وفيها ليلة خري من ألف شهر أي تعدل أكثر‬ ‫من ثالث وثامنني سنة وكان إذا دخلت العرش جد وشد مئزره كام بينت أمنا عائشة‬ ‫–ريض اهلل عنها‪ -‬حيث قالت‪( :‬كان رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم إذا دخل العرش‪،‬‬ ‫شد مئزره ‪ ،‬وأحيى ليله‪ ،‬و أيقظ أهله)‪ .‬وقالت ‪ ( :‬كان النبي صىل اهلل عليه وسلم‬ ‫َ‬ ‫جيتهد يف العرش األواخر ماال جيتهد يف غريها ) وهذا يدل داللة واضحة عىل فضل‬ ‫هذه األيام‪ .‬ومن أجل ذلك كان يعتكف فيها لتحري ليلة القدر وكيف ال يفعل ذلك‬ ‫وهو الذي بني لنا فضلها وحثنا عىل القيام فيها فقال صىل اهلل عليه وسلم ‪( :‬من قام‬ ‫ليلة القدر إيامنا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )‪ .‬وقد قالت أمنا عائشة – ريض‬ ‫اهلل عنها – يف فضل االعتكاف ‪( :‬كان النبي صىل اهلل عليه وسلم يعتكف العرش األواخر‬ ‫من رمضان حتى توفاه اهلل ثم اعتكف أزواجه من بعده ) ‪ ،‬ويف لفظ البخاري ‪( :‬كان‬ ‫النبي صىل اهلل عليه وسلم يعتكف يف كل رمضان عرشة أيام ‪ ،‬فلام كان العام الذي‬ ‫قبض فيه اعتكف عرشين يوما)‪.‬‬ ‫االعتكاف لغة ‪:‬اإلقامة واحلبس ‪ .‬ورشعا‪ :‬اإلقامة عىل عمل خمصوص (من العبادات‬ ‫كقراءة القرآن والذكر مثال) دون ما سواه يف موضع خمصوص (املسجد) ال يتعداه‬ ‫عىل رشائط‪( ،‬أي رشوط بينتها السنة) أحكمتها السنة يف ذلك‪ .‬وقال بعض العلامء‪:‬‬ ‫لزوم مسلم (غري كافر) مميز مسجدا مباحا (أي غري مغصوب) بصوم (ملن يشرتط‬ ‫الصوم باالعتكاف كاملالكية مثال) )‪ ،‬كاف ًا عن اجلامع ومقدماته‪( ،‬أي ممتنعا عن فعله)‬ ‫ليله وهناره‪ .‬أي حال كونه معتكفا) واالعتكاف باختصار هو لزوم املسجد لطاعة اهلل‪،‬‬ ‫واالنقطاع لعبادته‪ ،‬والتفرغ من شواغل احلياة‪ ،‬طلبا لفضله وثوابه‪ ،‬وإدراك ليلة القدر‪،‬‬ ‫وهو سنة عن النبي صىل اهلل عليه وسلم‪ .‬ويشرتط يف االعتكاف‪ --1 :‬النية ‪– -2‬اإلسالم‬ ‫‪ --3‬العقل ‪ – 4‬التمييز ‪ – -5‬املسجد ‪ – -6‬الكف عن اجلامع ومقدماته ‪ - 7 -‬الطهارة من‬ ‫اجلنابة واحليض والنفاس ‪ --8‬إذن الزوج لزوجته ‪ ،‬وهو رشط عند احلنفية والشافعية‪،‬‬ ‫وأما احلنابلة فال يصح اعتكاف املرأة بغري إذن زوجها ولو منذورا‪ ،‬ويصح عند املالكية مع‬ ‫اإلثم أليب حنيفة‪ ،‬و أما مفسدات االعتكاف فهي ‪ :‬ـ‪1‬ـ اجلامع واملبارشة وإن مل ينزل أليب‬ ‫حنيفة ـ ‪ 2‬ـ الردة ـ ‪ 3‬ـ السكر ـ ‪ 4‬ـ اخلروج من املعتكف لغري رضورة‪...‬ومكان االعتكاف‬ ‫املسجد ‪ ،‬ويستحب دخول املعتكف قبل الغروب وله بعد ذلك‪ ،‬وأما اخلروج فيكون‬ ‫بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان‪ ،‬وله أن يبقى إىل الفجر أو إىل صالة العي‪،‬‬ ‫كل ذلك واسع وهلل احلمد فاللهم وفقنا لليلة القدر واجعلنا ممن يقومها إيامنا واحتسابا‬ ‫وأعتق رقابنا فيها يارب العاملني وإىل لقاء آخر دمتم يف رعاية اهلل وحفظه‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫برعاية‪:‬‬

‫اجلوائز‪:‬‬

‫الفائ‬

‫ز‬ ‫الأول ‪ 1000‬دينار‬

‫و�أربعة فائزين‪ :‬مو�سوعة القرن‬ ‫متنح جوائز امل�سابقة يف �أواخر �شهر رم�ضان املبارك‬ ‫بعد �إجراء القرعة بح�ضور عدل منفذ يو�سف العياري‬

‫األسئلة ‪:3‬‬ ‫‪ - 1‬من هو خامس اخللفاء الراشدين‬ ‫‪ - 2‬من هو قائد معركة حطني‬ ‫العربية‬ ‫‪- 3‬كم عدد الدول‬ ‫ّ‬ ‫‪- 4‬ما أكرب املحيطات يف العامل‬ ‫‪ - 5‬من هو خمرتع اهلاتف‬ ‫‪ - 6‬كم يبلغ عدد املعلقات يف الشعر اجلاهيل‬ ‫‪ - 7‬ما هي الدولة األوروبية التي ليس ليها جيش‬ ‫‪ - 8‬متى كان وعد بلفور‬ ‫‪ - 9‬ما هي أقوى عضلة يف جسم اإلنسان‬ ‫‪ - 10‬ماذا تسمى امليته التي تقع من مكان مرتفع ؟‬

‫تر�سل الأجوبة م�صحوبة بهذه‬ ‫الق�صا�صة �إىل‪:‬‬ ‫جريدة الفجر ‪ 25 -‬نهج حممود‬ ‫بريم التون�سي – مونفلوري ‪ -‬تون�س‪.‬‬ ‫مع الكتابة على الظرف‬ ‫(م�سابقة رم�ضان)‬

‫ق�صا�صة م�سابقة رم�ضان ‪3‬‬ ‫اال�سم واللقب‪............................................ :‬‬ ‫العنوان بكل دقة ‪................................................... :‬‬ ‫‪........................................................................‬‬ ‫الهاتف‪.............................................................. :‬‬


‫نفحات رمضان‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫همه‬ ‫ما كانت الدنيا‬ ‫ّ‬

‫بلوغ القمة‬

‫قال عمر بن اخلطاب رضى اهلل عنه ( ما كانت‬ ‫الدنيا هم أحد إال لزم قلبه أربع فقر اليدرك‬ ‫غناه وهم ال ينقيض مداه وشغل ال ينفد أوله‬ ‫وأمل اليدرك منتهاه ) ‪.‬‬

‫«�إذا بلغت القمة فوجه نظرك‬ ‫�إىل ال�سفح لرتى من عاونك‬ ‫فى ال�صعود �إليها وانظر �إىل ال�سماء‬ ‫ليثبت اهلل �أقدامك عليها»‪.‬‬

‫من أسامء اهلل احلسنى‬

‫قيل يف ال�صرب‪:‬‬

‫�آية ومعنى‬

‫العظيم}‪.‬‬

‫وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫يدعو عند الكرب‪( :‬ال إله إال اهلل العظيم‪ ،‬ال‬ ‫إله إال اهلل رب العرش العظيم‪ ،‬ال إله إال اهلل‬ ‫رب الساموات ورب العرش العظيم)‪.‬‬

‫قال تعالى‪َ { :‬ذ ِل َك َو َمن ُي َع ِّظ ْم َش َعا ِئ َر‬ ‫الل َفإ هَّ َ‬ ‫هَّ ِ‬ ‫وب}‪( ...‬احلج‬ ‫ِنا ِمن ت َْق َوى ا ْل ُق ُل ِ‬

‫ ‪ )32‬وحظ العبد من هذا االسم أن‬‫من يعظم حرمات الله ويحترم شعائر‬ ‫الدين‪ ،‬ويوقر كل ما نسب إلى الله فهو‬ ‫عظيم عند الله وعند عباده‪.‬‬

‫ال حتزن أهيا املؤمن‬ ‫َ‬ ‫واملصاب‬ ‫املرض يزو ُل ‪،‬‬ ‫فإن‬ ‫ال حتزنْ ‪َّ :‬‬ ‫َ‬ ‫والذنب ُيغف ُر‪ ،‬وال َّد ْي َن ُيقضى‪،‬‬ ‫يحو ُل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واحملبوس ُي ُّ‬ ‫والغائب يقد ُم ‪ ،‬والعاصي‬ ‫فك ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يتوب ‪ ،‬والفقي َر يغتني ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ال حتزنْ ‪ :‬أما ترى السحاب األسود كيف‬ ‫ينقش ُع‪ ،‬والليل البهيم كيف ينجلي ‪ ،‬والريح‬ ‫ص َر كيف تسكنُ‪ ،‬والعاصفة كيف تهدأ‬ ‫الص ْر َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫وعيشك إلى هناء‪،‬‬ ‫؟! إذا ً فشدائ ُدك إلى رخاء ‪،‬‬ ‫ومستقبلُك إلى َن ْعما ِء‪.‬‬ ‫لهيب الشمس يطفئُ ُه وارفُ‬ ‫ال حتزنْ ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الظ ِّل ‪ ،‬وظمأُ الهاجر ِة ُيبر ُده املا ُء النمي ُر‪،‬‬ ‫ض ٌة اجلوعِ ُيس ِّكنُها ا ُ‬ ‫و َع َّ‬ ‫خلبْ ُز الدا ِف ُئ‪ ،‬ومعانا ُة‬ ‫ِ‬ ‫السه ِر يعقبُ ُه نو ٌم لذي ٌذ ‪ ،‬وآال ُم‬ ‫املرض ُيزيلُها‬ ‫لذي ُذ العافي ِة‪ ،‬فما عليك إال الصب ُر قليالً‬ ‫واالنتظا ُر حلظ ًة ‪.‬‬ ‫ال حتزنْ ‪ :‬فق ْد حا ِر األطبا ُء‪ ،‬و َع َج َز‬ ‫َ‬ ‫ووقف العلما ُء ‪ ،‬وتساء َل الشعراء‪،‬‬ ‫احلكما ُء‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وبارت احليل أمام نفاذ القدرة‪ ،‬ووقوعِ‬ ‫علي ب ُن جبل َة ‪:‬‬ ‫القضا ِء‪ ،‬وحتمي ِة املقدو ِر قال ُّ‬ ‫ُ‬ ‫يكون عسى‬ ‫فرج‬ ‫عسى ٌ‬ ‫نع ّل ُل نفسنا بعسى‬ ‫ُ‬ ‫َّفسا‬ ‫مه ًا‬ ‫القيــت ّ‬ ‫يقبض الن َ‬ ‫فال تقنط وإن ْ‬ ‫فرج إذا ِ‬ ‫ُ‬ ‫يئسا‬ ‫فأقرب ما‬ ‫ُ‬ ‫املر ُء ِم ْن ٍ‬ ‫يكون ْ‬

‫ِيل ر ِّب َك باحل ِْك َم ِة واملَ َ‬ ‫وجادل ُهم بالتي هي‬ ‫قال تعاىل } ا ْد ُع � ىَإل �سب ِ‬ ‫وعظ ِة ا َحل َ�سنَة َ‬ ‫عن �سبِي ِل ِه وهو �أعلم باملهتدين {‬ ‫� ْأح َ�سن � َّإن ر َّب َك هو � ْأع َل ُم مبن َّ‬ ‫�ضل ْ‬ ‫ُ‬ ‫(النحل ‪)125‬‬ ‫�إن الأ�سلوب اخل�شن ي�ض ّي ُع امل�ضامني احل�سنة‪ ،‬فمن �أمر مبعروف فليكن �أم ُره‬ ‫باملعروف‪ ،‬ومن نهى عن املنكر فليكن يف نه ِيه املعروف‪ ،‬يقول الإمام الغزايل رحمه اهلل يف‬ ‫كتاب �إحياء علوم الدين‪ :‬ال ي�أم ُر باملعروف وال ينهى عن املنكر �إ ّال ٌ‬ ‫رفيق فيما ي�أمر به ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫رفيق فيما ينهى عنه‪ ،‬حلي ٌم فيما ي�أمر به ‪ ،‬حلي ٌم فيما ينهى عنه‪ ،‬فقي ٌه فيما ي�أمر به ‪ ،‬فقي ٌه‬ ‫فيما ينهى عنه‪).‬‬

‫الفوائد ال�صحية واجل�سدية لرم�ضان‬ ‫الهادي بن رمضان‬ ‫لقد عرف اإلنسان الصوم ومارسه منذ فجر البشر ّية واستحسنته األمم ّ‬ ‫والشعوب على اختالف‬ ‫أديانها وثقافاتها كوسيلة مه ّمة من وسائل الوقاية والعالج والتعجيل ّ‬ ‫بالشفاء من األمراض وأوصى‬ ‫به األطباء مرضاهم على م ّر العصور واألزمان‪ .‬من ذلك أن سقراط كان يصفه ملرضاه الذين يصل‬ ‫بهم املرض إلى أحرج مراحله‪ .‬ومن ذلك قيام أحد أطبّاء أوروبا في القرن اخلامس عشر ميالديا‬ ‫الصوم في عالج أمراض عديدة‪ ،‬ولقد طبّق التجربة على نفسه و ّ‬ ‫مت له‬ ‫(لوفيفو كورتا) باستعمال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشفاء بعد أن كان يعاني من داء عضال‪ ،‬وع ّمر ما يقارب عن مائة سنة وألف في أ ّيامه األخيرة كتابا‬ ‫الصوم في عالج مختلف األمراض بعنوان "من يأكل قليال يع ّمر طويال"‪.‬‬ ‫عن أهميّة ّ‬ ‫أ ّما األطبّاء املسلمون فقد نصحوا به واستخدموه كأحد أه ّم وأجنع ال ّطرق لعالج العديد من‬ ‫األمراض وخاصة أمراض اجلهاز الهضمي‪ ،‬وكان على رأس هؤالء الشيخ الرئيس ابن سينا حيث‬ ‫السواء‪ .‬يقول ابن قيم اجلوزية في كتابه‬ ‫كان يعالج به أمراضا عديدة ويصفه‬ ‫للغني والفقير على ح ّد ّ‬ ‫ّ‬ ‫"الصوم جنّة من أدواء ال ّروح والقلب‪ ،‬والبدن منافعه تفوق اإلحصاء وله تأثير عجيب‬ ‫الطب النبوي ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصحة وإذابة الفضالت وحبس النّفس عن تناول مؤذياتها‪ ،‬ثم إنّ فيه من إراحة القوى‬ ‫في حفظ‬ ‫ّ‬ ‫واألعضاء ما يحفظ عليها قواها وفيه خاصية تقتضي إيثاره وهو تفريجه للقلب عاجال وآجال وهو‬ ‫صحتهم"‪.‬‬ ‫أنفع شيء ألصحاب األمزجة الباردة وال ّرطبة وله تأثير عظيم في حفظ ّ‬ ‫الطب احلديث فلقد أثبت أهميّة الصوم ودوره في جتديد خاليا اجلسم وفي التخلّص من‬ ‫أ ّما‬ ‫ّ‬ ‫الصحة وإكساب اجلسم املناعة الالزمة ملقاومة‬ ‫على‬ ‫احملافظة‬ ‫وفي‬ ‫عة‬ ‫م‬ ‫املتج‬ ‫واألدوية‬ ‫األغذية‬ ‫سموم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للصوم فوائد طبية كثيرة‬ ‫األمراض‪ ،‬كما أثبتت التجارب العلميّة احلديثة في العديد من بلدان العالم أنّ ّ‬ ‫ونتائج عالجيّة رائعة في عالج الكثير من األمراض والتعجيل بشفائها وهو ما يؤ ّكد اإلعجاز اإللهي‬ ‫في هذا الواجب العبادي كما قال تعالى ‪ ..." :‬وإن تصوموا خير لكم" وقال ال ّرسول األكرم (ص)‬ ‫الصوم في الوقاية منها‬ ‫"صوموا‬ ‫تصحوا وسافروا تستغنوا"‪ .‬ومن هذه األمراض التي ساهم ّ‬ ‫ّ‬ ‫خاصة ‪:‬‬ ‫نذكر‬ ‫وعالجها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ احلفاظ على مستوى الذكاء وزيادة قوة الذاكرة‪.‬‬‫ عالج االلتهابات املختلفة ومنها التهابات القناة املرارية والتهاب املفاصل‪.‬‬‫والصداع النصفي والغدد الص ّماء وأمراض احلساسية وأمراض الكبد‪.‬‬ ‫ عالج السمنة والبدانة‬‫ّ‬ ‫ عالج بعض أمراض اجلهاز الهضمي واجلهاز التن ّفسي (ضيق التن ّفس وال ّربو) واجلهاز‬‫الدوري (تصلّب الشرايني وضغط الد ّم والكولسترول)‪.‬‬ ‫ عالج بعض أمراض السرطان وبعض أمراض العيون وبعض األمراض العصبيّة والنفسيّة‪.‬‬‫أ ّما القول بأنّ رمضان عالج لك ّل األمراض فهو قول فيه الكثير من املبالغة ويعتبر من الغل ّو في‬ ‫س َف ٍر‬ ‫ال ّدين املنهي عنه شرعا‪ ،‬فضال عن كونه يتنافى مع قوله تعالى ‪َ " :‬ف َمن َكانَ ِمن ُكم َّم ِريضا ً أ َ ْو َعلَى َ‬ ‫الصوم عالجا لك ّل األمراض ما أباح الله اإلفطار‬ ‫َف ِع َّد ٌة ِّم ْن أ َ َّيا ٍم أ ُ َخ َر" (سورة البقرة‪ ،)184 ،‬فلو كان ّ‬ ‫ّ‬ ‫للمريض‪ ،‬بل كان قد أوجب عليه الصيام لتحقيق ّ‬ ‫والشفاء‬ ‫الشفاء‪ .‬وعلى ك ّل حال‪ ،‬فإن طلب العالج‬ ‫من وراء صوم رمضان ليس هدفا في ح ّد ذاته‪ ،‬فاملؤمن على ح ّد تعبير الشيخ الشعراوي "ال يصوم‬ ‫لشفاء أمراضه ومن فعل ذلك بطل ثواب صيامه‪ ،‬ولك ّل من يتح ّدث عن فوائد العالج بصوم رمضان‪،‬‬ ‫نقول له‪ ،‬فنحن ال نصوم لنعالج مرضا ولكننا نصوم ألن الله تعالى قد أمرنا بذلك"‪.‬‬

‫نفحات رمضان‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫�أعرا�ض وهميّة‬

‫قال عيل بن أيب طالب رضى اهلل عنه ‪:‬‬ ‫أال إن الصرب من اإليامن بمنزلة‬ ‫الرأس من اجلسد ‪ ،‬فإذا قطع الرأس‬ ‫بار اجلسم ‪ ،‬ثم رفع صوته فقال ‪:‬‬ ‫إنه ال إيامن ملن ال صرب له ‪.‬‬

‫العظيـم‬ ‫العظيم لغويا مبعنى الضخامة والعز‬ ‫واملجد والكبرياء‪ ،‬والله العظيم أعظم من‬ ‫كل عظيم ألن العقل ال يصل إلى كنهه‪،‬‬ ‫واألبصار ال حتيط بسرادقات عزته‪،‬‬ ‫وكل ما سوى الله فهو حقير بل كالعدم‬ ‫احملض‪ ،‬وقال تعالى‪{ :‬فسبح باسم ربك‬

‫‪18‬‬

‫مدح امللك ‪...‬‬

‫بعد أن أهنى ّ‬ ‫تقدم‬ ‫الطبيب فحص الزّ وجة‪ّ ،‬‬ ‫إن‬ ‫نحو الزّ وج وقال بصوت منخفض ‪« :‬عفوا‪ّ ...‬‬ ‫ومهية فقط‪ ،‬وقد كتبت هلا أدوية‬ ‫أعراض زوجتك‬ ‫ّ‬ ‫ومهية‪ »! ‬وهنا بادر الزّ وج ‪« :‬ما دامت األعراض‬ ‫ّ‬ ‫ومهية إذن‪»! ‬‬ ‫ومهيا‪ ،‬فلتكن أتعابك‬ ‫ومهية‪ ،‬والعالج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وخرج من غرفة الطبيب !‪.‬‬

‫محمد خليفة بوناصري‬

‫علماء القر�آن واحلديث‬ ‫نواصل احلديث عن تاريخ تونس يف نرش السنة‬ ‫النبوية‪ ،‬فأقول وباهلل التوفيق‪ :‬لقد قام الصحابة‬ ‫الفاحتون برواية يشء من احلديث بإفريقية‪،‬‬ ‫وخاصة أوالئك الذين وجدوا فيها بعد تأسيسها‪،‬‬ ‫وبناء جامعها‪ ،‬حيث جلس بعضهم للتحديث فيه‬ ‫كام سيأيت وظهرت الرواية للحديث الرشيف‪،‬‬ ‫مما جعل األمري عقبة بن نافع يويص بتحري‬ ‫حديث النبي صىل اهلل عليه وسلم عن الثقات وجتنب‬ ‫كتابة ما يشغلهم عن القرآن؛ أما يف عهد التابعني فقد‬ ‫فشت رواية احلديث ‪ ،‬حيث كانت مدينة القريوان‬ ‫تعج هبم‪ ،‬وكان كثري منهم صاحب رواية واسعة‬ ‫مع العدالة والضبط واحلرص عىل حفظ احلديث‬ ‫وروايته‪ ،‬ولقد كانت مدينة تونس (العاصمة) من‬ ‫القوة بمكان‪ ،‬واملتانة يف نرش احلديث وعلومه ال‬ ‫تكاد تدانيها صلة بني القريوان وبني مدينة إفريقيا‬ ‫أخرى ‪ ،‬وخاصة يف القرنني األولني‪ ،‬ومن أشهر‬ ‫من مثل هذه الصلة عيل بن زياد التونيس (ت‪)183‬‬ ‫الذي كان أول من أدخل املوطأ وجامع سفيان‬ ‫الثوري‪ ،‬وهو الذي فرس ألهلها أصول مالك فكان‬ ‫أهل القريوان يرحلون إليه لسامع املوطأ وغريه من‬ ‫حديثه ويتفقهون عليه‪ ،‬ومن أبرز من تتلمذ عليه‪:‬‬ ‫اإلمام سحنون والذي ولد سنة ‪ 160‬وتويف سنة ‪240‬‬ ‫هجري وأسد بن الفرات الذي ولد يف ‪ 142‬وتويف‬ ‫سنة ‪ 213‬هجري وعبد امللك بن أيب كريمة التونيس‬ ‫املحدث تويف سنة ‪ 240‬هجري سمع منه القرو ّيون‬ ‫وعنبسة بن خارجة (ت‪ 110‬وقيل‪ 220 :‬وحيي بن‬ ‫سليامن اخلراز (ت‪ )237‬واإلمام سحنون (ت‪)240‬‬ ‫وعون بن يوسف (ت‪ )239‬وداود بن حيي (ت‪)249‬‬ ‫وكذلك هشام بن اخلليل التونيس املحدث له سامع‬ ‫من سفيان الثوري (ت‪ )161‬وعبد اهلل بن املبارك‬ ‫(ت‪ )181‬وغريمها ؛ وهذا عباس بن الوليد الفايس‬ ‫التونيس (ت‪218‬وكان حمدثا جليل القدر واسع‬ ‫الرواية حافظا متقنا سمع من سفيان بن عيينة (ت‬ ‫‪ )218‬ومحا د بن زيد (ت‪ ) 179 -‬والفضيل بن عياض‬ ‫(ت ‪...) 187‬‬ ‫أهيا القارئ الكريم إن تاريخ هذه البالد حافل‬ ‫بالعلم الرشعي وقد تربى أهلها عىل السنة النبوية‬ ‫الرشيفة‪ ،‬فقل للذين ال يقرؤون التاريخ كيف يقال‬ ‫عنكم باحثون ومفكرون وأنتم ال تعلمون تاريخ‬ ‫هذه البالد وتزعمون االنتساب إليها‪ ..‬أهيا األفاضل‬ ‫– القراء‪ -‬مل يبق لدي اآلن إال أن أودعكم عىل أمل‬ ‫اللقاء بكم يف احللقة املوالية والسالم عليكم ورمحة‬ ‫اهلل وبركاته‪.‬‬

‫الشورى في غزوة بدر‪ ،‬ليست استنتاج‬ ‫متأمل‪ ،‬بل هي احلدث األبرز‪ ،‬الذي يطفو‬ ‫عبر مسار الواقعة كلها‪ ،‬ويهيمن على مجمل‬ ‫األحداث املنتظمة عبرها‪ ،‬فأحرى بالعمل املدني‬ ‫الهادئ واملعقلن والبطيء‪ ،‬بناء عليه‪ ،‬أن ينضح‬ ‫بالشورى في كل جوانبه‬ ‫أ ‪ -‬الشورى عند اختاذ القرار (قبل املعركة)‬

‫عندما فوجئ املسلمون بأن العير قد أفلتت‬ ‫وأن النفير في املواجهة‪ ،‬وقف النبي (ص)‬ ‫يستشير املسلمني‪:‬‬ ‫مراعاة الظروف‪ :‬إن النبي (ص) إذ قام‬ ‫يستشير أصحابه إمنا يريد مراعاة ظروف‬ ‫الناس في اتخاذ القرار‪ .‬وظروف هؤالء الناس‬ ‫أنهم خرجوا للعير وندبوا له ندبا اختياريا‪ .‬ثم‬ ‫إنهم لم يأخذوا كل ما عندهم من السالح‬ ‫قام الرسول (ص) يكرر‪« :‬أشيروا علي أيها‬ ‫الناس!» ولم يقنع برأي صفوة املهاجرين‪ ،‬بل‬ ‫طفق يستزيد أصواتا أخرى ليسمع رأي العموم‪،‬‬ ‫وليسمع على اخلصوص رأي األنصار‪.‬‬ ‫احترام العهود واملواثيق‪ :‬فالبيعة عقد‬ ‫بالتراضي بني طرفني على بنود‪ ،‬وقد استوثق‬ ‫له عمه العباس من األنصار في بيعة العقبة‬ ‫الثانية‪« :‬بأن يحموه مما يحمون منه نساءهم‬ ‫وأطفالهم»‪ ،‬ومعنى هذا أن يحموه داخل‬ ‫املدينة املنورة دفاعا ال خارجها هجوما‪ .‬وإذ‬ ‫تغير الوضع‪ ،‬فإنه (ص) لم يكتف بالتعويل‬ ‫على إميانهم وطاعتهم وحبهم‪ ،‬بل طرح األمر‬ ‫للشورى حتى يكون قرار األنصار اختياريا‪.‬‬ ‫جتنب اإلحراج‪ :‬لم يتوجه النبي (ص)‬ ‫لألنصار باالسم‪ ،‬ليخلق لديهم إرادة املنافسة‬

‫يدك مغلولة �إىل عنقك !‬ ‫جاء رجل إىل فقيه فقال ‪« :‬أفطرت يوما يف رمضان؟»‪..‬‬ ‫فقال ‪« :‬اِقض يوما مكانه»‪.‬‬ ‫«مأمونية»‬ ‫قال ‪« :‬قضيت‪ ،‬وأتيت أهيل وقد عملوا‬ ‫ّ‬ ‫(نوع من ّ‬ ‫الطعام) فسبقتني يدي إليها فأكلت منها»‪.‬‬ ‫قال ‪ « :‬اِقض يوما آخر مكانه»‪ .‬قال ‪« :‬قضيت‪ ،‬وأتيت‬ ‫أهيل وقد عملوا هريسة فسبقتني يدي إليها»‪ .‬فقال له‪:‬‬ ‫«أرى أن ال تصوم إ ّال ويدك مغلولة إىل عنقك !!!»‪.‬‬

‫امتدح شاعر ملكا بقصيدة رائعة فأمر‬ ‫له بربدعة‪ ،‬فحملها وخرج‪ ،‬فلقيه أحد‬ ‫أصحابه وسأله ‪« :‬ما هذه ؟»‬ ‫فقال ‪« :‬امتدحت امللك بأنفس أشعاري‬ ‫فخلع ّ‬ ‫عيل أفخر مالبسه»‪.‬‬

‫درو�س يف ال�شورى من غزوة بدر الكربى‬

‫من تاريخ‬ ‫اإلسالم يف تونس‬

‫‪19‬‬

‫عن طريق اإلحراج املعنوي‪ ،‬بل أخذ يعمم‪ ،‬حتى‬ ‫قام إليه سيد األنصار‪ ،‬وقال له‪« :‬لكأنك تقصدنا‬ ‫يا رسول الله»‪!.‬‬ ‫االشتراك في اتخاذ القرار‪ :‬عندما يشارك‬ ‫الناس في اتخاذ القرار يكون تنفيذه جيدا‪ .‬أما‬ ‫عندما يفرض عليهم‪ ،‬يكونون سلبيني وغير‬ ‫مستعدين وملزمني‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬الشورى يف تسيري القتال (أثناء املعركة)‪:‬‬

‫شرع النبي (ص) في اخلطوات التنفيذية‪،‬‬ ‫فجاءه احلباب بن املنذر وقال‪« :‬أهذا منزل‬ ‫أنزلكه الله أم هو الرأي واحلرب واملكيدة؟»‪.‬‬ ‫فأجابه بكل واقعية ووضوح وتواضع‪« :‬بل هو‬ ‫الرأي واحلرب واملكيدة»‪ .‬فكان تعليق احلباب‬ ‫صريحا‪« :‬إن هذا ليس مبنزل»‪ .‬وهكذا ملا أنس‬ ‫هذا الصحابي بأن األمر يتعلق باالجتهاد وليس‬ ‫بالوحي‪ ،‬عبر بكل وضوح عن رأيه‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬الشورى يف تدبري النتائج (بعد املعركة)‪:‬‬

‫أهم نتيجة جنمت عن معركة بدر‪ ،‬هي وقوع‬ ‫سبعني أسيرا من املشركني بيد املسلمني‪ .‬وهو‬ ‫مستجد يحتاج إلى اجتهاد‪ .‬وقد أكثر رسول‬ ‫الله (ص) املشورة بشأنه‪ ،‬حتى تبلور موقفان‬ ‫بصدده‪ :‬موقف شدة رآه عمر بن اخلطاب‬ ‫وموقف لني رآه أبو بكر‪ .‬وقام رسول الله (ص)‬ ‫بحسم االختيار مرة أخرى بالشورى ومبا مييل‬ ‫إليه طبعه «اللني» من مساملة وحب للخير‪.‬‬ ‫وهكذا صاحبت الشورى هذه املعركة املباركة‬ ‫من بدايتها إلى نهايتها‪ ،‬دليال على تأصل‬ ‫الشورى في الفعل النبوي السياسي بل وحتى‬ ‫العسكري‪ .‬مما يعتبر منهجا ملزما للمسلمني‪!.‬‬

‫مالحظة‪ :‬بسبب تأخر الربيد يف ايصال رسائل القراء املشاركني يف املسابقة نرجئ‬ ‫االعالن عن اسم الفائز للعدد القادم عىل أننا نعتمد التاريخ املوجود عىل اخلتم والذي ال‬ ‫يتجاوز اخلميس ‪ 18‬أوت‪.‬‬

‫�أجوبة الأ�سبوع املا�ضي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ من أول من ألف في أحكام القرآن ؟‬ ‫اإلمام الشافعي ريض اهلل عنه ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ماهي القرابة اجلامعة بني عمر بن اخلطاب‬ ‫وعمر بن عبد العزيز ؟‬ ‫ابن اخلطاب هو جد عمر بن عبد العزيز ألمه‬ ‫‪ – 3‬في أي من األيام خلق الله آدم عليه السالم‬ ‫يوم اجلمعة‬ ‫‪ - 4‬ماهي دار البوار‬ ‫جهنم‬ ‫‪ 5‬ـ ما اسم زوجة ملك مصر العزيز التي راودت‬ ‫يوسف عن نفسه ؟‬ ‫زليخا‬

‫‪ 6‬ـ ما اسم السورة التي تنتهي آياتها بحرف‬ ‫السني ؟‬ ‫الناس‬ ‫‪7‬ـ من هو النبي الذي ظهرت عند قدميه مياه زمزم‬ ‫؟‬ ‫إسامعيل عليه السالم‬ ‫‪8‬ـ ما اسم الصحابي املكنى بـ « أبي هريرة « ؟‬ ‫عبد الرمحن بن صخر ‪ ،‬ريض اهلل عنه‬ ‫‪ 9‬ـ كم حديثا ً شريفا ً في « صحيح مسلم « ؟‬ ‫أربعة آالف حديث‬ ‫‪ - 10‬ماهي السورة التي يطلق عليها قلب‬ ‫القرآن؟‬ ‫سورة يس ‪.‬‬

‫م�سابقة‬

‫‪3‬‬

‫اجلائزة‪ 500 :‬دينار‬ ‫ت�سلم اجلائزة بداية ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل �أ�سبوع‬ ‫األسئلة ‪:3‬‬ ‫‪ – 1‬ماهو لقب الرسول صىل اهلل عليه وسلم يف اجلاهلية ؟‬ ‫‪ – 2‬أذكر ما حيرم صومه من األيام ؟‬ ‫‪ – 3‬ماهي أركان احلج ؟‬ ‫‪ –4‬ماهو ركن احلج األكرب ؟‬ ‫‪ - 5‬ماهي األشهر ُ‬ ‫احل ُرم‬ ‫‪ - 6‬من أول من كتب ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل عىل العملة ؟‬ ‫‪ - 7‬يف أي سنة حج النبي صىل اهلل عليه وسلم حجة الوداع ؟‬ ‫‪ - 8‬ماهي أقرص آية يف القرآن الكريم ؟‬ ‫‪ - 9‬ماهي السورة التي تكررت هبا آية واحدة ‪ 31‬مرة‬ ‫‪ – 10‬متى جتوز إمامة املرأة يف الصالة ؟‬ ‫تر�سل الأجوبة م�صحوبة بهذه‬ ‫الق�صا�صة �إىل‪:‬‬ ‫جريدة الفجر ‪ 25 -‬نهج حممود‬ ‫بريم التون�سي – مونفلوري ‪ -‬تون�س‪.‬‬ ‫مع الكتابة على الظرف‬ ‫(م�سابقة الفجر)‬

‫ق�صا�صة م�سابقة الفجر‪3‬‬ ‫اال�سم واللقب‪............................................ :‬‬ ‫العنوان بكل دقة ‪................................................... :‬‬ ‫‪........................................................................‬‬ ‫الهاتف‪.............................................................. :‬‬


‫نفحات رمضان‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫‪20‬‬

‫من كتاب «احلريات العامة يف الدولة اإلسالمية»‬

‫الت�ص ّور الإ�سالمي للحر ّية وحقوق الإن�سان‬ ‫األستاذ راشد الغنوشي‬ ‫إذا كانت إعالنات حقوق اإلنسان عن احلريات في إطار‬ ‫الفلسفة املادية واملذهب الرأسمالي مجرد كفاالت للبرجوازية‬ ‫ضد اإلقطاع والبابوية قد تكشفت في النهاية عما تنطوي عليه من‬ ‫زيف‪ ،‬وعن محدودية أثرها في احل ّد من جشع األقوياء وإمعانهم‬ ‫في نهب جمهرة املستضعفني حتى من شعوبهم فضال عن‬ ‫غيرها‪ ،‬وفي التدمير املتفاقم ملق ّومات احلياة املادية والروحية‬ ‫واالجتماعية زيفها وجزئيّتها‪ ،‬وجاءت املذاهب االشتراكية‬ ‫لتفضح شكالنيّتها مؤ ّكدة على احلقوق االجتماعية لتفرض‬ ‫هي بدورها طواغيت أخرى على اإلنسان(‪ ،)1‬فإن تص ّور‬ ‫اإلسالم للحرية ال ينطلق من طبيعة لإلنسان تنبثق عنها‬ ‫بذاتها حقوق طبيعية – كما ا ّدعى الفكر الغربي – وإمنا‬ ‫احلقيقة التي ينطق باسمها كل شيء في هذا الكون ‪ :‬إنه‬ ‫الله خالق هذا الكون ومالكه‪ ،‬وهو أعلم مبخلوقاته‪ ،‬فهو‬ ‫املش ّرع األعلى واآلمر واملستحقّ وحده للعبادة واخلضوع‬ ‫والطاعة واالستخالف واجلزاء والعقاب‪ ،‬وإن اإلنسان‬ ‫خص من دون الكائنات باالستخالف مبا استحفظ عليه‬ ‫ّ‬ ‫من أمانات العقل واإلرادة واحلرية واملسؤولية واملنهج‬ ‫اإللهي ّ‬ ‫املنظم حلياته‪ ،‬وآيات التسخير والتكرمي وحتميل‬ ‫األمانة أو األمانات لإلنسان تدور حول املعاني املتقدمة‪،‬‬ ‫مبا يؤ ّكد املساواة بني الناس في أصل اخللق والكرامة‬ ‫وأمام القانون‪ ،‬ويح ّرض على رفض الطغيان ومقاومته‬ ‫بكل الوسائل املتاحة إلى درجة اإلقدام على خطر املوت‬ ‫شهيدا وذلك ما حدا بعلماء اإلسالم إلى تلخيصه بأنه‬ ‫ثورة حت ّررية شاملة ض ّد كل الصور املادية واملعنوية‬ ‫لتسلّط اإلنسان على أخيه(‪ ،)2‬إال أنه ما ينبغي أن يفهم‬ ‫من احلرية هنا معناها املتداول بأنّها مج ّرد إذن أو‬ ‫إباحة‪ ،‬فليس واردا في منطق احلقّ أن ّ‬ ‫تتلخص رسالة‬ ‫اإلسالم التحررية التي حملها إلى البشر من أول‬ ‫اخلليقة آالف من األنبياء وال ّرسل فضال عن خلفائهم‪،‬‬ ‫في اإلعالن العام للناس ‪ :‬أن الله إذ ك ّرمكم دون كل‬ ‫مخلوقاته بحرية وإرادة تخ ّولكم أن تفعلوا ما شئتم‪،‬‬ ‫يحب لكم وال يرضى أن‬ ‫وتتح ّملوا مسؤولية أفعالكم‪ ،‬فإنه ال‬ ‫ّ‬ ‫تفعلوا ما تشاؤون‪ !!! ‬فإن شعار تلك الرسالة على النقيض من‬ ‫ذلك متاما‪ ،‬إن الله خالقكم ينهاكم أن تتبعوا أهواءكم وجهاالتكم‬ ‫ويأمركم أن تتّبعوا – عن وعي وإرادة وقصد خالص إلى طاعة‬ ‫موالكم ومحبّته – النهج الذي ارتضاه حلياتكم‪ ،‬ففيه وحده‬ ‫سعادتكم ورقيّكم في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وفي التن ّكب عنه الشقاء‬ ‫األبدي‪ ،‬ولكنكم أحرار في أن تستجيبوا لنداءات العقل والفطرة‪،‬‬ ‫فتؤمنوا بر ّبكم وتطيعوه وأن ّ‬ ‫اخلاصة والعا ّمة‬ ‫تنظموا حياتكم‬ ‫ّ‬ ‫وبالسعادة في‬ ‫وفق شريعته فتفوزوا برضا خالقكم ومحبّته‬ ‫ّ‬ ‫الدنيا واآلخرة‪ ،‬أو أن تعرضوا عن صوت العقل والضمير‬ ‫متّبعني أهواءكم وإغراءات الشيطان مبا يعرضكم لغضب ر ّبكم‬ ‫والشقاء في الدنيا واآلخرة‪ .‬قال تعالى ‪َ " :‬و ُق ِل الحْ َ ُّق ِم ْن َر ِّب ُك ْم‬ ‫شا َء َفلْيُ ْؤ ِم ْن َو َم ْن َ‬ ‫َف َم ْن َ‬ ‫شا َء َفلْيَ ْك ُف ْر"‪( ،‬الكهف‪ .)29 ،‬وقال‬ ‫َاي َفال َي ِ‬ ‫ض ُّل َوال َيشْ َقى‪َ ،‬و َم ْن أ َ ْع َر َ‬ ‫ض‬ ‫سبحانه ‪َ " :‬ف َم ِن ا َّتبَ َع ُهد َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َعن ِذ ْك ِري َفإِ َّن لَ ُه َم ِع َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يش ًة ضنكا َون ْحش ُر ُه َي ْو َم القيَا َمة أ ْع َمى"‪،‬‬ ‫(طه‪.)124 ،‬‬ ‫إن احلرية في التصور اإلسالمي أمانة‪ ،‬أي مسؤولية‪ ،‬وعي‬ ‫باحلق والتزام به‪ ،‬وإخالص في طلبه وتضحية من أجله تبلغ ح ّد‬ ‫االستشهاد‪ .‬نعم إن احلرية باملعنى التكويني هي إباحة واختيار‬ ‫اختصنا الله بخلقة متلك القدرة على فعل اخلير‬ ‫أو هي فطرة‪ ،‬فقد‬ ‫ّ‬ ‫والسير في أكثر من اجتاه‪ ...‬وكانت تلك مسؤولية‪ ،‬أ ّما‬ ‫والش ّر‬ ‫ّ‬ ‫باملعنى األخالقي أو التشريعي فهي (تكيّف) حسب عبارة‬ ‫األصوليني‪ .‬احلرية‪ :‬أن منارس مسؤوليتنا ممارسة إيجابية‪،‬‬

‫أن نفعل الواجب طوعاً‪ ...‬بإتيان األمر واجتناب النهي‪ ،‬فنستحقّ‬ ‫درجة اخللفاء وأولياء الله الصاحلني‪ ...‬وتدور جملة مواقف‬ ‫مفكري اإلسالم حول احلرية حول هذا املعنى‪ ...‬ولع ّل أفضل‬ ‫من بلور مفاهيم احلرية في اإلسالم من املفكرين اإلسالميني‬ ‫احملدثني العالمة التونسي الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور‪،‬‬ ‫والعالمة املغربي الشيخ عالل الفاسي واملفكر السوداني حسن‬ ‫الترابي‪ ،‬والفيلسوف محمد إقبال‪ ،‬واملفكر اجلزائري مالك بن‬

‫نبي‪ ،‬واألستاذ محمد فتحي عثمان‪.‬‬ ‫فذهب األستاذ الفاسي إلى أن احلرية "جعل قانوني وليس‬ ‫حقا ً طبيعياً‪ ،‬فما كان اإلنسان ليصل إلى حريته لوال نزول‬ ‫الوحي‪ ...‬وأن اإلنسان لم يخلق حرا‪ ،‬وإمنا ليكون حرا" بقدر‬ ‫خضوعه لشرع الله‪ ،‬إن احلرية كدح ونضال في طريق عبودية‬ ‫تعجب األستاذ الفاسي كيف‬ ‫الله‪ ،‬وليست انطالقا حيوانيا‪ .‬ولقد ّ‬ ‫أن علماء اإلسالم لم يتفطنوا في آية البيّنة "لَ ْم َي ُك ِن الَّ ِذي َن َك َف ُروا‬ ‫ني َحتَّى َتأْ ِتيَ ُه ُم الْبَيِّنَ ُة" (البيّنة‪،‬‬ ‫ني ُمن َف ِّك َ‬ ‫ِم ْن أ َ ْه ِل الْ ِكتَابِ َوالمْ ُشْ ِر ِك َ‬ ‫‪ )1‬إلى هذا املعنى اللطيف‪ :‬أنه ال سبيل إلى اإلنفكاك والتح ّرر إال‬ ‫مبنهج العبودية لله‪ ،‬منهج التكاليف‪ ،‬األمر الذي يجعل احلرية‬ ‫خلقا ذاتيا تتجلى آثاره في أعمال اإلنسان الصادرة عن شعوره‬ ‫بالتكليف‪ .‬إنّ اإلنسان اجلدير بصفة احل ّر هو املؤمن بالله‪...‬‬ ‫وأن التكليف هو أساس احلرية وعالمتها‪( .‬مقاصد الشريعة‬ ‫اإلسالميّة)‪.‬‬ ‫وإلى قريب‪ ،‬يذهب األستاذ الترابي ‪" :‬إلى أن احلرية‬ ‫هي قدر اإلنسان الذي متيّز من كل مخلوق سواه‪ ،‬فسجد لله‬ ‫طوعا إذ لم يجعل الله في تركيبه ما يجبره على اإلميان‪ ،‬وال‬ ‫سمح له أن يجبر غيره على اإلميان‪ .‬إن احلرية ليست غاية‪ ،‬بل‬ ‫وسيلة لعبادة الله‪ ،‬وأن هذه العبودية ال تثير شعورا باملجانبة‪،‬‬ ‫ألنّ املؤمن يعبد الله بدافع احملبة واإلجالل واستشعار النعمة‬ ‫الدافعة إلى ّ‬ ‫الشكر‪ ،‬األمر الذي يجعل احلرية الوسيلة والثمرة‬ ‫لعبادة الله‪ .‬ولئن كانت احلرية في وجهها القانوني إباحة‪ ،‬فإنها‬

‫في وجهها الديني طريق لعبادة الله‪ ،‬فواجب على اإلنسان أن‬ ‫يتح ّرر لر ّبه‪ ،‬مخلصا في اتخاذ رأيه ومواقفه‪ ،‬وهذه احلرية في‬ ‫التصور اإلسالمي مطلقة ألنها سعي ال ينقطع نحو املطلق‪...‬‬ ‫وكلما زاد إخالصا في العبودية لله زاد حتررا من كل مخلوق في‬ ‫الطبيعة‪ ...‬وحقق أقدارا أكبر من درجات الكمال اإلنساني"(‪.)3‬‬ ‫"إن اإلسالم ‪-‬كما يقول الشيخ عباسي مدني‪ -‬إذ يرفض‬ ‫القسر واإلكراه‪ ،‬فقد ق ّرر احلر ّية واالختيار ألن احلرية عنده‬ ‫تبدأ من ضرورة إخالص العبودية لله وحده الذي يقتضي‬ ‫عدم اخلضوع لغيره ابتداء من نفسه التي ال يطيعها في‬ ‫معصية الله إذ احلرية تبدأ من قدرة التح ّكم في النفس‬ ‫وأهوائها والتزامها اتّباع ّ‬ ‫الشرع حتى ال ترغب إال فيما‬ ‫يتّفق مع ما جاء به ّ‬ ‫الشرع‪ ،‬حتى يصبح اإلنسان في غنى‬ ‫عن الوازع اخلارجي"‪.‬‬ ‫وإذا تق ّدمنا صوب املعاني التشريعية من أجل وضع‬ ‫إطار قانوني حلريات اإلنسان أو لواجباته(‪ )4‬وجدنا‬ ‫مفكري اإلسالم املعاصرين يكادون يجمعون على‬ ‫تزكية اإلطار األصولي الذي وضعه العالمة الشاطبي‬ ‫(‪)5‬‬ ‫ّ‬ ‫في املوافقات‬ ‫واملتلخص في اعتبار أنّ غاية الشريعة‬ ‫هي حتقيق املصالح الكبرى للبشرية‪ ،‬والتي صنّفها إلى‬ ‫الصنف‬ ‫ضروريات‪ ،‬وحاجيات وحتسينات‪ ،‬وقد ح ّدد ّ‬ ‫األول في جملة من املقاصد‪ ،‬حفظ الدين والنفس والعقل‬ ‫والنّسب واملال‪ ،‬على اعتبار أن الدين إمنا جاء لتحقيق‬ ‫احلياة وما تتح ّقق به من وسائل‪ ،‬وحفظ العقل وما يتعلق‬ ‫به من تعليم وحرية وتفكير وتعبير‪ ،‬وفي حفظ النسب‬ ‫وما يقتضيه من حق في إقامة أسرة‪ ...‬وفي حفظ املال وما‬ ‫يترتب عنه من حقوق اقتصادية واجتماعية‪ ،‬إلى جانب ما‬ ‫يقتضيه حتقيق املقاصد احلاجية والتحسينات من حقوق‬ ‫اإلنسان فضال ع ّما يقتضيه كل ذلك من إقامة نظم للجماعة‬ ‫املسلمة‪ ،‬من قبيل أن ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪ ،‬وما‬ ‫يح ّمله ذلك املسلم من واجبات أو تكاليف يطلق عليها في الفقه‬ ‫الدستوري‪ :‬احلريات السياسية‪ .‬ولقد أضاف إليها بعض‬ ‫العلماء مقاصد أخرى كالكرامة واحلرية والعدالة "مقاصد‬ ‫الشريعة اإلسالمية" (ابن عاشور)‪ .‬فاحلرية في اإلسالم‬ ‫ليست فحسب حقا لإلنسان‪ ،‬بل هي واجبة عليه ومنحة الله‬ ‫الكبرى له‪ ،‬وإحدى املقومات اجلوهرية لتكرميه واألمانة التي‬ ‫ناءت بحملها السماوات واألرض ‪ ":‬إ ِ َنّا َع َر ْ‬ ‫ضنَا األَ َما َن َة َعلَى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫َ‬ ‫ات َواألَ ْر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ض َوالجْ ِ بَا ِل َفأَ َبينْ َ أَن َي ْح ِملْنَ َها َوأشفق َن منْ َها‬ ‫َّ‬ ‫ِنسانُ إ ِ َّن ُه َكانَ َظلُو ًما َج ُهوال" (األحزاب‪ ،)72 ،‬إنّها‬ ‫َو َح َمل َ َها اإل َ‬ ‫هذه الطاقة احليوية اجلبارة‪ .‬وألنّ حقوق اإلنسان وحرياته‬ ‫وواجباته متف ّرعة عن حق لله سبحانه في طاعة اإلنسان له‬ ‫باعتبار اإلنسان مخلوقا لله مستخلفا عنه‪ ،‬مبا يفرض عليه‪،‬‬ ‫وقد اختار عن وعي وحرية وإرادة أن يؤ ّمن بهذه احلقيقة‪،‬‬ ‫فال يخضع إالّ للّه حيث ميلك وعيا وحرية‪ ،‬وأنه ليس حرا في‬ ‫التخلي عن حريته أو إهدار نفسه أو إهالك ماله ألنّ حريته كما‬ ‫حياته ملك لله‪.‬‬

‫هوام�ش‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ حسن الترابي‪ ،‬من محاضرته حول‪" :‬احلرية والوحدة"‪ ،‬احتاد‬ ‫طالب جامعة اخلرطوم‪«،‬د‪.‬ت‪.‬أ»‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ لع ّل أول من أطلق هذا التعريف لإلسالم العالّمة املودودي‪،‬‬ ‫وتبعه الشهيد سيّد قطب‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ الترابي‪ ،‬احلرية والوحدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يلخص مالك بن نبي في مقارنته بني اإلسالم والدميقراطية‪،‬‬ ‫‪4‬ـ‬ ‫األول في أنه جملة واجبات والثانية أنها جملة حقوق‪ ،‬أنظر رسالته "مالك‬ ‫بن نبي‪ ،‬اإلسالم والدميقراطية"‪ ،‬ترجمة راشد الغنوشي وجنيب الريحان‪،‬‬ ‫مطبعة قرطاج‪ ،‬تونس‪.1983 ،‬‬ ‫‪ 5‬ـ أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي‪“ ،‬املوافقات في أصول‬ ‫الشريعة”‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار املعرفة د‪ .‬ت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.5‬‬

‫نفحات رمضان‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫نفحات عطرة من القر�آن الكرمي‬ ‫«و َما ِمن َدآ َّب ٍة فيِ َ‬ ‫ري‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫َ‬ ‫ض َو َال َطا ِئرٍ َي ِط ُ‬ ‫اح ْي ِه إِ َّال ُأ َم ٌم َأ ْمثَا ُل ُكم َّما َف َّر ْط َنا فيِ ِ‬ ‫اب‬ ‫الك َت ِ‬ ‫ب َِج َن َ‬ ‫ون»‬ ‫ِمن شيَ ْ ٍء ُث َّم إِلىَ َربهِّ ِ ْم يحُ ْ شرَ ُ َ‬

‫ن�صيحة‬

‫�أ�ستغفر اهلل‬

‫�إ ّياك �أن تكون ممن جعل نهار‬ ‫رم�ضان نوما وغفلة وليله �سهرا‬

‫ا�ستغفر اهلل العظيم من الرياء‬

‫على مع�صية هلل‬

‫(األنعام ‪)38‬‬

‫رم�ضان �شهر الأمة الإ�سالمية‬ ‫عن ابن عباس قال‪ ،‬قال رسول الله صلى‬ ‫السنَ ِة إِلَى‬ ‫الله عليه وسلم ‪َّ :‬‬ ‫"إن الجْ َ نَّ َة لَتُ َز َّي ُن ِم َن َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫السنَ ِة لِ َش ْه ِر َر َم َ‬ ‫ِ‬ ‫ضانَ ‪ ،‬فإذا دَخل ش ْه ُر َر َمضان‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َقالَ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫لجْ‬ ‫اج َع ْل لَنَا ِفي َه َذا َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الش ْه ِر ِم ْن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫لحْ‬ ‫اج َعلْ‬ ‫وقـال ْت ا و ُر الع ُ‬ ‫ني ‪ :‬الل ُه َّم ْ‬ ‫ِعبَادك ُسكا ًنا‪َ ،‬‬ ‫لَنَا ِم ْن ِعبَا ِد َك ِفي َه َذا َّ‬ ‫اجا"‪َ .‬قا َل النَّب ُِّي‬ ‫الش ْه ِر أ َ ْز َو ً‬ ‫ِ‬ ‫صانَ َن ْف َس ُه في‬ ‫سل َّ َم ‪َ " :‬ف َم ْن َ‬ ‫َ‬ ‫صل َّى الل َّ ُه َعلَيْ ِه َو َ‬ ‫َ‬ ‫ضانَ ‪َ ،‬فل َ ْم َيشْ َر ْب ِفي ِه ُم ْس ِك ًرا‪ ،‬ولَ ْم َير ِمِ‬ ‫ش ْه ِر َر َم َ‬ ‫ِفي ِه ُم ْؤ ِمنًا بِالْبُ ْهتَ ِ‬ ‫ان‪ ،‬ولَ ْم َي ْع َم ْل ِفي ِه َخ ِطيئَ ًة‪َ ،‬ز َّو َج ُه‬ ‫ص ًرا ِفي الجْ َ نَّةِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الل َّ ُه ُك َّل لَيْل َ ٍة ِما َئ َة َح ْو َرا َء‪َ ،‬و َبنَى ل ُه ق ْ‬ ‫ض ٍة َو َيا ُق ٍ‬ ‫ِم ْن َذ َهبٍ و ِف َّ‬ ‫وت و َز َب ْر َج ٍد‪ ،‬لَ ْو أ َ َّن ال ُّد ْنيَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ص ِر ل ْم َي ُك ْن فيه إِال‬ ‫ُج ِم َع ْت َف ُج ِعل َ ْت في َذل َك الْ َق ْ‬ ‫َك َم ْر َب ِط َعنْ ٍز ِفي ال ُّد ْنيَا‪َ ،‬و َم ْن َ‬ ‫ش ِر َب ِفي ِه ُم ْس ِك ًرا‬ ‫َو َر َمى ِفي ِه ُم ْؤ ِمنًا ِببُ ْهتَ ٍ‬ ‫ان‪َ ،‬و َع ِم َل ِفي ِه َخ ِطيئَ ًة أ َ ْحبَ َط‬ ‫َ‬ ‫ضانَ ؛ فإِ َّن ُه َ‬ ‫سنَ ًة‪َ ،‬فا َّت ُقوا َ‬ ‫ش ْه َر َر َم َ‬ ‫ش ْه ُر‬ ‫الل َّ ُه َع َمل َ ُه َ‬ ‫الل َّ ِه‪ ،‬إنْ ُت َف ِّر ُطوا ِفي ِه َف َق ْد َج َع َل لَ ُك ْم أ َ َح َد َع َش َر َ‬ ‫ش ْه ًرا‬ ‫َتنْ َع ُمونَ ِفي َها َو َتتَل َ َّذ ُذونَ ‪َ ،‬و َج َع َل لِنَ ْف ِس ِه َ‬ ‫ش ْه َر‬ ‫اح َذ ُروا َ‬ ‫ش ْه َر َر َم َ‬ ‫َر َم َ‬ ‫ضانَ "‪.‬‬ ‫ضانَ ‪َ ،‬ف ْ‬ ‫يتجسد‬ ‫فرمضان هو شهر الله وفيه‬ ‫ّ‬ ‫اإلخالص ويترسخ‪ .‬إن الصوم تبطل فيه كلّ‬ ‫مظاهر ٍّ‬ ‫الشك وال ّرياء واملباهات ‪ ...‬عن أبي هريرة‬ ‫رضي الله عنه قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله‬ ‫عليه وسلم قال الله تعالى ‪ُ " :‬ك ُّل َع َمل ابن آدم لَ ُه‬ ‫إالَّ الصو َم فإِ َنّه لي وأنا أجزي ب ِه"‪.‬‬ ‫قال أَبو عبيد ‪ :‬إمنا خص الله تبارك وتعالى‬ ‫الص ْو َم ليس‬ ‫الصو َم بأَنه له وهو َي ْج ِزي به‪ ،‬ألَن َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫بلسان وال ِف ْع ٍل َت ْكتُبه احل َف َظ ُة‪،‬‬ ‫َي ْظ َه ُر من اب ِن آد َم‬

‫‪21‬‬

‫إمنا هو ِنيَّ ٌة في القلب وإ ْم ٌ‬ ‫ساك عن حركة امل َ ْط َعم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫واملَشْ َرب‪ ،‬يقول الله تعالى ‪ :‬فأنا أت َولّى جزاءه‬ ‫على ما أ ُ ِح ُّب من التضعيف وليس على كتابٍ ُكتِ َب‬ ‫له"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وهو كذلك شهر اإلسالم بكل املعاني فهو‬ ‫شهر اإلسالم‪ ،‬مبعناه اللغوي أي شهر الطاعة‬ ‫واالنقياد لله ع ّز وج ّل حيث تتع ّدد فيه الطاعات‬ ‫والقربات وهو كذلك شهر اإلسالم كمنهج ودين‬ ‫لكون الصوم من خصائص هذا الدين ومن‬ ‫خصائص األمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫فالصوم فرضه الله ع ّز وج ّل على ك ّل‬ ‫األمم لقوله تعالى ‪" :‬يا أيها الذين آمنوا كتب‬ ‫عليكم الصيام كما ُكتِ َب َعلَى ال ِذي َن ِم ْن َقبْل ِ ُك ْم‬ ‫وخص األمة‬ ‫لَ َعل َّ ُك ْم َتتَّ ُقونَ " البقرة أيـ‪183‬ـة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمية بصيام شهر رمضان ولذلك يقول‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم في األشهر الثالثة‬ ‫"أما رجب فشهر الله وشعبان شهري ورمضان‬ ‫شهر أ ّمتي"‪.‬‬ ‫وهو كما قال صلى الله عليه وسلم شهر األمة‬ ‫اإلسالمية حيث تبرز هذه األمة بفضل رمضان‬ ‫وما يتركه من بصمات روحية وإميانية وتتميز‬ ‫على بقية األمم بصيام نهاره وقيام ليله وتنفرد‬ ‫مبا يح ّققه لها البرنامج الرمضاني من تكافل‬ ‫وتراحم ومن تعبئة إميانية وتربوية وثقافية‬ ‫تترك تأثيراتها على حركة اإلسالم بك ّل أبعاده‬ ‫وفي احلياة كلّها‪.‬‬ ‫الهادي بن عمر‬

‫واملجاهرة بالذنب وعقوق‬ ‫الوالدين وقطع الرحم ‪...‬‬

‫من وصايا الر‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ىل‬ ‫ا‬ ‫هلل‬ ‫ع‬ ‫لي‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫سلم‬ ‫وحى{‬ ‫}و َما َينطِ ُق َع ِن الْ َه َوى * �إِنْ ُه َو �إ َاِّل َو ْح ٌي ُي َ‬ ‫قال تعاىل َ‬ ‫(‪ 3‬و‪� )4‬سورة النجم‬ ‫(‪ )5‬الو�صية اخلام�سة‪:‬‬ ‫صل الصالة لوقتها‬ ‫الشرح ‪ :‬احلق سبحانه و تعالى يريد أن يدمي صله اإلنسان بربه اخلالق‪,‬‬ ‫فإذا ذهبت إلى ملك من ملوك الدنيا فإنه يحدد الزمان و املكان و لكن الله‬ ‫تعالى هو الذي يدعو عباده ليقابلوه كل يوم خمس مرات ‪ ,‬فالذي خلقك‬ ‫يستدعيك إلى لقائه ليخفف عنك ما ألم بك من متاعب قبل الوقت و يعطى لك‬ ‫طاقة من اإلميان إن لك ر ّبا ‪ ,‬هذا الرب هو الذي دعاك ليحتفي بك فإن طلبك‬ ‫للقائه فال تؤجل لقاءه ألنه سيمدك بطاقة إميانية كبيرة ‪.‬‬

‫(‪ )6‬الو�صية ال�ساد�سة‪:‬‬ ‫أفشوا السالم بينكم‬ ‫الشرح ‪ :‬نعم ألن اإلنسان إذا كان جالسا و طرأ عليه طارئ فإن نفسه‬ ‫حتدثه هل جاء بشر أم جاء بخير ؟! فإن قال ‪ :‬السالم عليكم ورحمه الله‬ ‫و بركاته فإن هذا دليل أنة قدم بسالم و ليس بشر فيحدث طمأنينة بني‬ ‫الطرفني ‪.‬‬

‫�شرح ف�ضيلة ال�شيخ حممد متويل ال�شعراوى‬

‫قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم ‪:‬‬ ‫ژ �إ ّنه َمنْ �أَ ْح َيا ُ�س َّن ًة مِ نْ ُ�س َّن ِتي َق ْد ُ�أمِ ي َت ْت َب ْع ِدي َف إِ� َّن َلهُ مِ نَ ا َلأ ْجرِ مِ ْث َل َمنْ َعمِ َل ِب َها مِ نْ َغ رْ ِ‬ ‫ي‬ ‫ي ٌء ے‬ ‫�أَ ْن َي ْن ُق َ‬ ‫�ص مِ نْ ُ�أجُ ورِ ِه ْم َ�ش ْ‬ ‫رواه الرتمذي وابن ماجه‬

‫فمن حييي س ّنة االعتكاف ؟‬ ‫ال�سبت ‪ 20‬رم�ضان قبل غروب ال�شم�س ونهايته �صباح العيد‪.‬‬ ‫بداية االعتكاف ّ‬


‫‪22‬‬

‫دولية‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫الثوار الليبيون يزحفون نحو طرابل�س وايام القذايف باتت معدودة‬ ‫ذكرت تقارير إخبارية أن الثوار الليبيني‬ ‫توغلوا بشكل كبير نحو طرابلس‪ ،‬حيث زحفوا‬ ‫إلى بلدة واقعة غربي البالد تربط ما بني‬ ‫العاصمة الليبية ومدينة سرت‪ ،‬مسقط رأس‬ ‫العقيد الليبي معمر القذافي ومعقل جيشه‬ ‫وقد وصلت فرق من الثوار إلى ضواحي‬ ‫بلدة الهيشة‪ ،‬ومتكنت من طرد القوات املوالية‬ ‫للقذافي منها‪.‬‬ ‫وكان حلف شمال األطلسي «ناتو» قال‬ ‫في وقت سابق إن الثوار الليبيني يقتربون من‬ ‫العاصمة الليبية‪.‬‬ ‫وقال املتحدث باسم الناتو الكولونيل‬ ‫رونالد الفوي إن الثوار وصلوا خالل‬ ‫األسبوع املاضي إلى مدن الزاوية وصبراته‬ ‫وصرمان الساحلية غرب طرابلس‪ ،‬ومدينة‬ ‫العزيزية جنوب شرق العاصمة‪.‬‬ ‫وأضاف في مؤمتر صحفي في نابولي‬ ‫بإيطاليا‪ ،‬مقر عمليات الناتو في ليبيا‪ ،‬إن «هذه‬ ‫التقدمات هي أهم مكسب على األرض ضد‬ ‫القذافي شهدناه منذ شهور»‪.‬‬ ‫في األثناء‪ ،‬صرح الثوار الليبيون ان‬ ‫حربهم ضد نظام معمر القذافي دخلت «مرحلة‬ ‫حاسمة» متوقعني النصر بنهاية اوت احلالي‪.‬‬ ‫وجاء اعالن الثوار بعد ان قالت واشنطن‬ ‫ان ايام العقيد الليبي «باتت معدودة»‪.‬‬ ‫وقال منصور سيف النصر ممثل املجلس‬ ‫الوطني االنتقالي في باريس ان «قواتنا تسيطر‬ ‫بشكل كامل على الزاوية «غربي العاصمة» ما‬

‫يفتح الطريق امام طرابلس‪ ،‬ويتيح لسكانها‬ ‫الثورة على النظام»‪.‬‬ ‫وتابع قائال إلذاعة فرنسا الدولية «اننا‬ ‫ندخل مرحلة حاسمة‪ ،‬وقريبا سنحرر كافة‬ ‫انحاء جنوب ليبيا‪ ،‬ونأمل ان نحتفل بالنصر‬ ‫النهائي بنهاية شهر رمضان»‬ ‫وتابع قائال «السكان داخل طرابلس‬ ‫يستعدون لالنتفاضة‪ ..‬قبل اسابيع قليلة‬ ‫اخمدت قوات القذافي الثورة اذ كانت متلك‬ ‫سالح جو ودبابات‪ ،‬ولم تكن قواتنا على‬ ‫مشارف طرابلس»‪ ،‬مؤكدا ان انصار القذافي‬

‫القوات ال�سورية حتتجز مئات‬ ‫اال�شخا�ص يف ملعب ريا�ضي بالالذقية‬ ‫داهمت القوات السورية اول امس‬ ‫منازل في منطقة سنية مبدينة الالذقية‬ ‫احملاصرة واعتقلت مئات االشخاص‬ ‫واقتادتهم الى ملعب رياضي بعد هجوم‬ ‫بالدبابات استمر أربعة أيام لسحق‬ ‫احتجاجات ضد الرئيس بشار االسد‬ ‫وهاجمت قوات االسد في مطلع‬ ‫االسبوع منطقة الرمل الفلسطيني املسماة‬ ‫باسم مخيم لالجئني الفلسطينيني أقيم‬ ‫بها في اخلمسينات في اطار حملة لسحق‬ ‫انتفاضة مستمرة منذ خمسة أشهر‬ ‫اشتدت ضد مراكز االحتجاج الرئيسية‬ ‫في املدن منذ بداية شهر رمضان في أول‬ ‫شهر اوت‬ ‫ولالذقية أهمية خاصة لالسد الذي‬ ‫ينتمي إلى االقلية العلوية‪ .‬وينتمي‬ ‫الرئيس البالغ من العمر ‪ 45‬عاما الى قرية‬ ‫جنوب شرقي الالذقية دفن فيها والده‬ ‫الراحل حافظ االسد‪ .‬وتهيمن عائلة االسد‬ ‫وأصدقاء لها على ميناء املدينة وعلى‬ ‫مواردها املالية‬ ‫وقال أحد سكان املدينة في اشارة‬ ‫الى مجمع اقيمت فيه دورة ألعاب البحر‬ ‫املتوسط في الثمانينات «القصف وصوت‬

‫رشاشات الدبابات هدأ اليوم‪ .‬انهم‬ ‫ينقلون مئات االشخاص باحلافالت الى‬ ‫املدينة الرياضية من الرمل‪ .‬واالشخاص‬ ‫الذين يؤخذون بطريقة عشوائية من‬ ‫أماكن اخرى في الالذقية ينقلون الى‬ ‫هناك أيضا‪».‬‬ ‫وقال دبلوماسي في العاصمة‬ ‫السورية «التقارير اخلاصة بظروف‬ ‫االحتجاز والتعذيب تثير االنزعاج بشكل‬ ‫متزايد‪ .‬االسد يضيق على نفسه باطراد‬ ‫من خالل االيغال في العنف واستعداء‬ ‫مزيد من السوريني‪».‬‬ ‫وقال املرصد السوري حلقوق‬ ‫االنسان نقال عن شهود عيان في الالذقية‬ ‫ان قوة تضم زهاء ‪ 700‬من افراد االمن‬ ‫انتشرت في أنحاء الرمل ويجري هدم‬ ‫منازل في احلي بحجة عدم وجود‬ ‫تصاريح بناء‪.‬‬ ‫وقال رامي عبد الرحمن مدير املرصد‬ ‫إن مالعب املدينة الرياضية تستخدم‬ ‫اليواء الجئني ومنعهم من الهرب خارج‬ ‫الالذقية كما تستخدم كمراكز اعتقال‬ ‫مثلما شوهد في مدن أخرى تعرضت‬ ‫للهجوم‪.‬‬

‫«لم يعد لديهم سالح جو وال دبابات وباتت‬ ‫قواتنا على مشارف طرابلس»‪.‬‬ ‫وسمحت السيطرة على الزاوية وصرمان‬ ‫وغريان للثوار بالسيطرة على جزء من الطريق‬ ‫الساحلية وقطع خط االمدادات بني تونس‬ ‫وطرابلس التي تشكل منفذا اساسيا بالنسبة‬ ‫إلى نظام القذافي‪.‬‬ ‫ومن جانبها اعربت الواليات املتحدة عن‬ ‫تفاؤلها بتضييق الثوار اخلناق على القذافي‪،‬‬ ‫الذي استمر يحكم البالد منذ اكثر من ‪40‬‬ ‫عاما‪ ،‬حيث قال جاي كارني املتحدث باسم‬

‫البيت االبيض إن ايام العقيد الذي يعاني من‬ ‫عزلة متزايدة «باتت معدودة»‪.‬‬ ‫وكان املبعوث اخلاص لالمم املتحدة الى‬ ‫ليبيا عبد االله اخلطيب غادر تونس الثالثاء‬ ‫بعد زيارة استمرت ‪ 24‬ساعة التقى خاللها‬ ‫ممثلني عن «فرقاء ليبيني» واخرين من‬ ‫السلطات التونسية‪.‬‬ ‫ونفى اخلطيب علمه باجراء مفاوضات‬ ‫في جربة‪ ،‬في حني اشارت االمم املتحدة الى‬ ‫انه لم يات الى تونس للمشاركة في احملادثات‬ ‫بني الثوار وممثلي النظام الليبي‪.‬‬ ‫ونفى الثوار كل املزاعم عن اجراء‬ ‫محادثات مع نظام القذافي بالكامل‪ .‬وقال‬ ‫رئيس املجلس الوطني االنتقالي مصطفى‬ ‫عبد اجلليل في مؤمتر صحافي عقده في‬ ‫بنغازي في شرق ليبيا انه «ليس هناك‬ ‫مفاوضات سواء مباشرة او غير مباشرة مع‬ ‫نظام القذافي»‪ ،‬كما نفى وجود اي مفاوضات‬ ‫«مع املوفد اخلاص لالمم املتحدة» الى ليبيا‬ ‫االردني عبد االله اخلطيب‪.‬‬ ‫كما تعهد عبد اجلليل بتنحي املجلس‬ ‫الوطني االنتقالي عن السلطة في فترة اقصاها‬ ‫ثمانية اشهر بعد سقوط العقيد الليبي معمر‬ ‫القذافي‪.‬‬ ‫وقال عبد اجلليل ان املجلس الوطني‬ ‫االنتقالي وضع خريطة طريق للفترة االنتقالية‬ ‫التي تلي سقوط القذافي «بطلب من املجتمع‬ ‫الدولي»‪.‬‬

‫اخبار رسيعة‪ ...‬اخبار رسيعة‪ ...‬اخبار رسيعة‪ ...‬اخبار رسيعة‪...‬‬ ‫«وثيقة األزهر»‬ ‫شهدت أولى جلسات احلوار‬ ‫بني األحزاب والقوى السياسية‬ ‫املصرية التي عقدت مبشيحة‬ ‫األزهر الشريف‪ ،‬واستمرت‬ ‫لساعات طويلة‪ ،‬حالة توافق بني‬ ‫تلك األحزاب والقوى السياسية‬ ‫حول وثيقة األزهر الشريف‬ ‫التي سبق طرحها‬ ‫وقال املفكر اإلسالمي‬ ‫واملرشح احملتمل لرئاسة‬ ‫اجلمهورية محمد سليم العوا‬ ‫في مؤمتر صحافي عقب‬ ‫االجتماع األول إن اجتماع‬ ‫األحزاب والقوى السياسية‬ ‫عكس توافقا ً على وثيقة األزهر‬ ‫واالتفاق على تفعيلها بصورة‬ ‫استرشادية لتحويل اخلالفات‬ ‫الظاهرية الشكلية التي جاءت‬ ‫بني بعض املشاركني إلى توافق‬ ‫عملي كامل‬ ‫******‬ ‫أزمة دواء‬ ‫أكدت وزارة الصحة في‬ ‫احلكومة املقالة‪ ،‬أمس‪ ،‬أن أزمة‬ ‫القطاع الصحي في غزة ال تزال‬ ‫مستمرة وتتعمق بشكل خطير‬ ‫منذ نحو شهرين‪ ،‬جراء النقص‬ ‫احلاد في األدوية واملستهلكات‬ ‫الطبية ‪ .‬وقال مدير عام التعاون‬

‫الدولي بوزارة الصحة محمد‬ ‫الكاشف إن األزمة طالت‬ ‫خدمات صحية مهمة في القطاع‬ ‫الصحي‪ ،‬خاصة اخلدمات‬ ‫النوعية‬ ‫وحذر في بيان من “كارثة‬ ‫حقيقية ال حتمد عقباها” إذا لم‬ ‫يتم العمل بجدية إلنهاء األزمة‪،‬‬ ‫الفتا ً إلى أن األزمة دخلت مرحلة‬ ‫أشد خطورة مطلع العام احلالي‬ ‫رغم حتذير الوزارة املستمر‬ ‫بضرورة حتييد امللف الصحي‬ ‫عن أية مناكفات سياسية‬ ‫وحمل الكاشف وزارة‬ ‫الصحة في رام الله جزءا ً كبيرا ً‬ ‫من املسؤولية عن األزمة بعد‬ ‫ما قال إنه استثناء غزة من‬ ‫حصتها القانونية من األدوية‬ ‫واملستهلكات الطبية‪ ،‬التي نصت‬ ‫عليها االتفاقات املبرمة مع البنك‬ ‫الدولي واالحتاد األوروبي‬ ‫والبالغة ‪ 40‬في املئة لغزة‪ ،‬و‪60‬‬ ‫في املئة للضفة‬ ‫******‬ ‫التعاون االسالمي تتعهد‬ ‫بمساعدات للصومال‬ ‫قال االمني العام ملنظمة‬ ‫التعاون االسالمي اكمل الدين‬ ‫احسان اوغلو إن املنظمة تعهدت‬ ‫خالل قمة طارئة لها بتقدمي‬

‫مساعدات قدرها ‪ 350‬مليون‬ ‫دوالر ملكافحة املجاعة في‬ ‫الصومال‬ ‫ويتعرض ‪ 3.7‬مليون‬ ‫صوماليا خلطر املوت جوعا‬ ‫وقال احسان اوغلو إنه يأمل‬ ‫ان يصل حجم املساعدات قريبا‬ ‫الى ‪ 500‬مليون دوالرا وحث‬ ‫اجلهات املانحة على حتسني‬ ‫االمن الغذائي في الصومال على‬ ‫املدى الطويل عن طريق املساعدة‬ ‫في إعادة بناء بنيته االساسية‬ ‫وقطاعه الزراعي ‪.‬‬ ‫ودعا رئيس الوزراء‬ ‫التركي رجب طيب اردوغان‬ ‫الى تقدمي معونات للصومال‬ ‫منتقدا االغنياء الذين يقودون‬ ‫السيارات الفارهة وغطرسة‬ ‫«العالم الغربي» في جتاهل‬ ‫محنة الفقراء‬ ‫وقال اردوغان امام‬ ‫وزراء خارجية منظمة املؤمتر‬ ‫االسالمي التي تضم ‪57‬‬ ‫عضوا في قمة طارئة عقدت‬ ‫في اسطنبول حلشد الدعم‬ ‫للصومال واملناطق املجاورة‬ ‫التي تعاني من اجلفاف أيضا»ان‬ ‫كنت تقود سيارة فارهة فال‬ ‫أقل من أن تكون كرميا مع من‬ ‫يكابدون اجلوع‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫أخبار اجلمعيات‬ ‫محمد القرماسي‬

‫‪23‬‬

‫جمعيات‬

‫م�ساعدات جمعية«تون�س اخلريية»‬

‫الدورة ‪ 21‬لــ « ليلة النجوم »‬ ‫نظمت اجلمعية التونسية « الشبان والعلم « الدورة ‪ 21‬لـ «ليلة النجوم « مبنتزه سيدي‬ ‫بوسعيد يوم السبت ‪ 06‬أوت اجلاري ابتداء من الساعة التاسعة والنصف مساء وإلى حدود‬ ‫منتصف الليل‪ .‬اهتمت التظاهرة بالتعريف بعلم الفلك ونشر الثقافة الفلكية‪ ،‬بينما تضمن‬ ‫برنامج السهرة الفلكية محاضرة حول الرحالت الفضائية وورشات في علم الفلك وعرض‬ ‫شريط وثائقي حول تاريخ الرحالت الفضائية باإلضافة إلى حصة لرصد األجرام السماوية‬ ‫وأشرف على تنشيط السهرة مختصون في علم الفلك وقد كان اإلقبال على السهرة مفاجأة إذ‬ ‫بلغ عدد احلضور من املنخرطني في اجلمعية و زوار املنتزه بعض آالف من مختلف األعمار‪.‬‬

‫رم�ضان يف اجلمبوري العاملي بال�سويد‬ ‫بعد وصولهم إلى مكان امللتقى الكشفي العاملي بالسويد واستقبالهم بحفاوة خاصة‬ ‫خلصوصية رحلتهم والبالد التي قدموا منها‪ ،‬احتفل أعضاء وفد الكشافة التونسية كسائر‬ ‫الوفود العربية واإلسالمية بحلول شهر رمضان املبارك وقد مت باملناسبة إعداد مطعم خاص‬ ‫بشهر رمضان‪ .‬كما كان لشهر الصيام حضور في العدد الثالث من نشرية املخيم الكشفي‬ ‫العاملي بورقة تبرز فضائل شهر رمضان املعظم و تقاليد املجتمعات اإلسالمية في هذا الشهر‬ ‫الكرمي على مستوى العبادات ودعم صلة الرحم و تقاليد تناول اإلفطار واختار الوفد التونسي‬ ‫املشاركة مع الوفود العربية و اإلسالمية موائد اإلفطار وتبادل العادات الرمضانية و األكالت‬ ‫التي تعرف بها بعض الدول العربية و اإلسالمية املشاركة على غرار اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫و اململكة العربية السعودية و ماليزيا و غيرها‪ .‬و قد أعدت املنظمة الكشفية العربية برنامجا‬ ‫خاصا بشهر رمضان املعظم بالتنسيق مع إدارة اجلمبوري‪.‬‬

‫الغابات حترتق ف�أين منظمات ال�شباب‬ ‫بعيدا عن التداعيات السياسية للحرائق التي اجتاحت عديد املناطق الغابية من باجة إلى‬ ‫جندوبة إلى نابل وغيرها وبقطع النظر عن التصريحات والتجاذبات التي صدرت عن األحزاب‬ ‫السياسية يبقى التفاعل مع ما يزيد عن ‪ 40‬حريقا في قترة وجيزة ضعيفا ال يرقى إلى‬ ‫مستوى احلدث الذي يهدد إحدى أهم ثروات بالدنا وخيراتها‪ .‬فهذه الغابات كانت باستمرار‬ ‫مقصدا للمنظمات والسواح والعائالت في املواسم املختلفة وطاملا تسابق املتسابقون على‬ ‫مركز التخييم بوادي القصب للفوز بحجز مسبق ملدة وجيزة‪.‬‬ ‫أما اليوم وقد أتلفت هكتارات عديدة من الغابات لم نسجل عمال واحدا صدر عن هذه‬ ‫املنظمة أو تلك ممن كانوا يتسابقون على التمتع بهذه الغابات لنجدة الغابات ومحيطها ناهيك‬ ‫عن إيجاد حلول ناجعة لتفادي مثل هذه الكوارث مستقبال وباستثناء البيان الذي أصدرته‬ ‫الكشافة التونسية للحفاظ على الغابات وحث الناس على ذلك لم يتدفق املتطوعون من‬ ‫الشباب وأحباء البيئة لتنظيم احلضائر وتعويض ما احترق من أشجار‪..‬‬

‫دعوة �إىل ع�ضوية مكاتب االقرتاع‬ ‫على إثر صدور بيان اللجنة املستقلة لالنتخابات و املتعلق بشروط الترشح لرئاسة و‬ ‫عضوية مكاتب االقتراع خالل انتخابات ‪ 23‬أكتوبر ‪ 2011‬توجهت القيادة العامة للكشافة‬ ‫التونسية إلى كافة القيادات الكشفية و الذين تتوفر فيهم الشروط التقدم خالل املدة الفاصلة‬ ‫بني ‪ 16‬و ‪ 22‬أوت بترشحاتهم للمساهمة في هذه العملية االنتخابية‪ .‬مذكرة بشروط الترشح‬ ‫لرئاسة وعضوية مكاتب االقتراع حسب البالغ الصادر عن الهيئة سيما ما يتعلق بحياد‬ ‫واستقاللية املترشحني وهي شروط تتوفر في أغلب القادة الشباب في الكشافة التونسية‬ ‫ولعلهم األقدر على هذه املهمة بحكم جتربتهم الواسعة في التواصل مع الناس وقدرات‬ ‫التنظيم واإلشراف على التجمعات الكبرى‪.‬‬

‫اليوني�سيف والك�شافة و�أطفال الالجئني‬ ‫أعدت اليونسيف بالتعاون مع وزارة التربية وجهة مدنني للكشافة التونسية برنامج‬ ‫تدخل إنساني لفائدة األطفال الالجئني باجلنوب التونسي وذلك أيام ‪ 16 - 15‬و ‪ 17‬أوت‬ ‫‪ 2011‬بنزل ‪ .O.D.C‬بجرجيس‪ .‬و حتظى منظمة الكشافة التونسية بثقة كبيرة لدى‬ ‫األوساط الناشطة في مجال اإلغاثة باجلنوب التونسي و في مقدمتهم جمعية األمم املتحدة‬ ‫باعتبار أن هذه املشاركة هي الثانية بعد تكليف الكشافة التونسية بتنفيذ عملية املراقبة‬ ‫لعمليات التوزيع للمواد الغذائية بالواليات اخلمسة باجلنوب التونسي خالل شهر رمضان‪.‬‬

‫جمعية «تونس اخليرية» منوذج متميز‬ ‫من اجلمعيات التي مت تأسيسها بعد ثورة‬ ‫‪ 14‬جانفي يرأسها الدكتور عبد املنعم‬ ‫الدائمي ويتركز نشاطها حاليا بواليتي‬ ‫مدنني وتطاوين وقد كان للجمعية دور فعال‬ ‫في إغاثة واستقبال األشقاء الليبيني وسيما‬ ‫اإلحاطة بأبناء الالجئني من خالل برنامج‬ ‫ثقافي وتنشيطي ثم سرعان ما انتقل نسق‬ ‫أنشطتها إلى السرعة القصوى مبناسبة شهر‬ ‫رمضان من خالل برنامج خيري تنموي امتد‬ ‫إلى ‪ 14‬والية من واليات اجلمهورية‪.‬‬ ‫ويتمثل البرنامج في استقبال شهر‬ ‫رمضان املبارك مع املواطنني التونسيني‬ ‫والليبيني على حد سواء وتوفير طرود من‬ ‫املواد الغذائية يكفي الطرد الواحد منها‬ ‫عائلة ملدة أسبوعني من شهر رمضان وقد‬ ‫استعدت اجلمعية ملساعدة ‪1500‬عائلة بقفة‬ ‫رمضان و حتتوي القفة مساعدات قيمة‬ ‫الس ّكر والزيت‬ ‫من املواد األساسية مثل‬ ‫ّ‬ ‫والطماطم واملقرونة والكسكسي وغيرها من‬ ‫املواد التي يقبل املواطن التونسي أو الليبي‬ ‫على استهالكها في شهر رمضان وصوال‬ ‫إلى الدقلة والبريك‪.‬‬ ‫وقد بدأ التوزيع خالل شهر رمضان في‬

‫‪ 14‬والية بتكلفة إجمالية تفوق الـ‪ 50‬ألف‬ ‫دينارا تونسيّا تتعاون جمعية تونس اخليرية‬ ‫على اجناز هذا العمل اإلنساني مع جمعية‬ ‫االعمال اخليرية ببريطانيا‪ .‬كما تستعد تونس‬ ‫اخليرية حسب ما أفادنا به رئيسها لتنظيم‬ ‫حفالت ختان لألطفال حتييها فرق موسيقية‬ ‫محلية وحترص اجلمعية على توفير املالبس‬ ‫التقليدية لألطفال وتوفير ما يتطلبه حفل‬ ‫اخلتان من حلويات ومظاهر احتفالية‪.‬‬ ‫من جهة ثانية اهتمت «تونس اخليرية»‬ ‫باجلانب النفسي والروحي لألطفال والكبار‪،‬‬ ‫فهيأت فضاءات لألطفال للترفيه والتربية‬ ‫من خالل نوادي التنشيط واملطالعة والرسم‬ ‫والكتابة اإلبداعية واأللعاب التحفيزية‬ ‫والتثقيفية مثل الشطرجن واملكعبات التركيبية‬ ‫واأللعاب املركبة‪ .،‬أما الكبار‪ ،‬فستخصهم‬ ‫اجلمعية ببرنامج للسهرات واحملاضرات‬ ‫الدينية الشيقة التي تدعو إلى السمر في‬ ‫إطار روحي ونقاشي طيب وتتناول اجلانب‬ ‫الديني واالجتماعي واألسري‪...‬‬ ‫وتستعد اجلمعية مستقبال لتركيز‬ ‫مكاتب لها في كافة الواليات من اجل إيصال‬ ‫خدماتها ألكبر عدد ممكن من التونسيني في‬ ‫كافة اجلهات‪.‬‬

‫اجلمعيات املائية واملجالس القروية يف اجلنوب الرشقي‬

‫مغامن قد تثري العرو�شية من جديد‬ ‫كان إحداث املجالس القروية واملجمعات‬ ‫املائية في أرياف اجلنوب الشرقي وسيما‬ ‫واحات والية قابس مكسبا لتيسير إدارة شؤون‬ ‫املواطنني في تلك املناطق لتقريب اخلدمات‬ ‫وإثراء احلياة االجتماعية ولذلك استبشر بها‬ ‫الناس وانتظروا منها الكثير‪ ،‬وقد ساهمت‬ ‫بتفاوت في االستجابة الحتياجات املواطنني‬ ‫ولكنها أيضا هياكل اختلط فيها السياسي‬ ‫بالتنموي فكانت أذرعا للتجمع فشابها ما كان‬ ‫سائدا من فساد مالي ومحسوبية وغيرها من‬ ‫سلوكات املسؤولني في العهد البائد‪.‬‬ ‫اليوم خلفت هذه اجلمعيات واملجالس‬ ‫مغامن مالية كثيرة وتركت فراغا في حياة‬ ‫الناس في األرياف حيث تقوم حياتهم على‬ ‫األنشطة الفالحية وتعتبر املوارد املائية مسألة‬ ‫حيوية لديهم‪ ،‬وفي املقابل تهربت اإلدارة من‬ ‫حسم هذا امللف وإعادة هيكلة هذه املجالس‬ ‫واجلمعيات وأحالت املسألة إلى املواطنني‬ ‫للقيام بذلك على شاكلة ما حصل في جلان‬ ‫حماية الثورة‪.‬‬ ‫والنتيجة أن بقي األمر معلقا فال جلان‬ ‫حماية الثورة استطاعت إعادة تشكيل هيئات‬ ‫منتخبة وال املواطنون توصلوا إلى االتفاق على‬

‫من يسيرها بل بدأت بعض التجاذبات حتدث‬ ‫هنا وهناك إما متسكا مبنصب قدمي أو طلبا‬ ‫الستعادة هذه الهياكل لصالح الناس ودعم‬ ‫التمثيلية فيها بالتوافق أو االنتخاب‪.‬‬ ‫ما ينذر باخلطر في املوضوع أن تركيبة‬ ‫تلك القرى واألرياف ليست بعيدة عن‬ ‫العروشية والقبلية املضمنة ببعض الوالءات‬ ‫السياسية وهو ما يجعل تعاطي املعتمديات‬ ‫مع هذا امللف ال يخلو من مخاطر وقد يتسبب‬ ‫التسابق على املناصب والفوز مبغامن‬ ‫اجلمعيات واملجالس القروية في صراعات ال‬ ‫حتمد عقباها وما حوادث ما حصل في املتلوي‬ ‫وجبنيانة منا ببعيد‪.‬‬ ‫وال شك أن السادة املعتمدين يعلمون أن‬ ‫السلوك الدميقراطي والتوافق قد ال يحصل‬ ‫بسهولة إذا تعلق األمر مبواطن رزق الناس‬ ‫وبإدارة موضوع حيوي في حياتهم سيما في‬ ‫أجواء يغلب عليها االنفالت واجلرأة على خرق‬ ‫القوانني‪.‬‬ ‫املسألة تتطلب تدخال سريعا وحاسما‬ ‫لتفادي ما قد يحدث ولتأمني احتياجات‬ ‫املواطنني وتيسير شؤونهم البسيطة‬ ‫واألساسية‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫الثقافي‬

‫مهرجان الفيلم الفرنكفوين بـ�أنغوالم يك ّرم ال�سينما التون�سية‬ ‫تتميز دورة ‪ 2011‬ملهرجان الفيلم الفرنكفوين بـأنغوالم بجنوب‬ ‫ّ‬ ‫فرنسا باحتفائها بالسينام التونسية بني ‪ 24‬و‪ 28‬أوت اجلاري‪ .‬وقد‬ ‫وجهت إدارة املهرجان الدعوة إىل السينامئي رشيد فرشيو بمناسبة‬ ‫عرض فيلمه «كش امللك»‪ ،‬كام يستضيف املهرجان املخرج اجليالين‬ ‫السعدي لعرض فيلمه «عرس الذيب»‪ ،‬ومراد بالشيخ لعرض فيلمه‬ ‫«ال خوف بعد اليوم»‪ ،‬وستكون املخرجة رجاء لعامري حارضة أيضا‬ ‫درة بوشوشة ضيفة رشف عىل املهرجان‪.‬‬ ‫بفيلمها «الستار األمحر» وستنزل املنتجة ّ‬

‫ق�صر �أوالد دباب ي�شتاق �إىل زائريه‬ ‫مريم معتوق‬ ‫تغطي جدرانه األلوان البنية الضاربة في القدم‬ ‫و يزين بوابته اخلشبية متثال الديناصور ‪ -‬الذي‬ ‫كان يقطن املكان في العصور القدمية رمزا للقوة‬ ‫واحلرية في البرية ‪ -‬ينتصب قصر أوالد دباب‬ ‫مبدينة تطاوين ‪،‬يناطح الصحراء املمتدة أمامه‬ ‫غير انه و كغيره من املعالم السياحية أصابته‬ ‫أزمة السياحة التي تضرب البالد بشكل عام هذا‬ ‫املوسم‪.‬‬ ‫ويعد قصر "أوالد دباب" احد أهم القصور‬ ‫الصحراوية بوالية تطاوين و التي يطلق عليها‬ ‫متساكنوها البربر القدامى " العيون" وهو‬ ‫ينتصب كالرباط فوق سفح جبل جنوب غرب‬ ‫تطاوين‬ ‫ومثل القصر طوال السنوات القليلة املاضية‬ ‫احد أهم املواقع الترفيهية والسياحية في‬ ‫املنطقة خاصة و انه قد ساهم في خلق مواطن‬ ‫شغل لشباب اجلهة بعد أن مت التفويت فيه ألحد‬ ‫اخلواص ليصبح عبارة عن مركب سياحي‬ ‫متكامل‪.‬‬

‫ق�صر الأ�صالة و املعا�صرة‬

‫ورغم عمليات الترميم التي أجريت على‬ ‫القصر في فترات متباعدة من الزمن فانه لم‬ ‫يفقد طابعه القدمي و حافظ على خصوصياته من‬ ‫حيث الشكل كما من حيث الهندسة بجمال غرفه‬ ‫املقوسة املنتصبة على ‪ 3‬طوابق و املتكونة من‬ ‫قرابة ال ‪ 800‬غرفة‪.‬‬ ‫األجزاء الثالثة للقصر مت توظيفها من أجل‬ ‫توفير الراحة لزائريه‪ ،‬فالسقيفة وظفت مساحة‬ ‫كبيرة منها لتكون فضاء للمقهى غير أنها في هذه‬ ‫األيام تبدو خاوية من روادها‬ ‫في وسط ساحة املقهى تركزت نافورة تنعش‬ ‫بخريرها حرارة الطقس فيما وقع استغالل باقي‬

‫مساحة الساحة لزراعة بعض أشجار الزينة التي‬ ‫تنسي الزائر انه في مناخ صحراوي‪.‬‬ ‫امام طاوالت املقهى اخلاوية من الزبائن يقول‬ ‫لنا النادل متأففا "مللت العمل بهذا القطاع فأنا‬ ‫اعمل منذ ‪ 17‬سنة بهذا امليدان و لم يسبق لي أن‬ ‫عشت مثل هذه الوضعية فقد مير اليوم كامال‬ ‫دون إن يأتي ولو سائح واحد"‪.‬‬ ‫أما اجلزء الثاني من القصر وهو الصحن‬ ‫فقد جعله املستثمر معرضا للعديد من القطع‬ ‫التقليدية والتحف اخلشبية و البرنزية التي‬ ‫تعكس موروث اجلهة‪ .‬ويتكون اجلزء الثالث‬ ‫من القصر من الغرف التي تعتبر من أكثر أجزاء‬ ‫القصر التي شملها الترميم إذ طليت جدرانها‬ ‫باألحمر و البرنزي وزينت بنقوش مستوحاة من‬ ‫التراث التونسي تتماشى و زركشة املنسوجات‬ ‫التقليدية التي غطت املقاعد احلجرية‪.‬‬

‫�صمت الق�صور‬

‫وفي تصريح ملوقع "تونس تنتخب"‬ ‫يقول أحمد عبد اللطيف نائب مدير املشروع‬ ‫"ال ينقصنا سوى السياح و خطة إنقاذ عاجلة‬ ‫للقطاع السياحي فكل سبل الراحة بقصر أوالد‬ ‫دباب متوفرة وسنفتتح قريبا نظام إقامة جديدا‬ ‫في القصر يتم مبوجبه تركيز غرفة نوم وغرفة‬ ‫جلوس و حمام تقليدي في كل جناح"‪.‬‬ ‫ويضيف عبد اللطيف "كما سيقع قريبا تركيز‬ ‫مسبح و قاعة استشفاء طبيعي هذا إضافة إلى‬ ‫املطعم التونسي املوجود و الذي سيقع توسعته‬ ‫وتدعيمه مبختصني في الطبخ التونسي"‪.‬‬ ‫ومثل قصر أوالد دباب احد ابرز مواطن‬ ‫الشغل لشبان اجلهة كما انه أصبح أحد أهم‬ ‫املواقع الترفيهية بالنسبة لسكان مدينة تطاوين‬ ‫وزائريها غير أن قيام الثورة التونسية و ما رافقها‬ ‫من انفالت امني أصاب هذا املعلم السياحي مثل‬ ‫غيره بأزمة غير مسبوقة في تاريخ البالد‪.‬‬

‫«املرحلة» ت�ساند ال�شعب ال�سوري‬ ‫بعد النجاح الذي القته جمموعة املرحلة للموسيقى يف ّ‬ ‫كل من جندوبة وقابس وصفاقس‬ ‫وسوسة واملهدية وتونس‪ ،‬ويف إطار مهرجان الثورات العربية‪ّ ،‬‬ ‫تنظم فرقة املرحلة سهرة تضامنا‬ ‫مع الشعب السوري حتت شعار «حتية إكبار للشعب السوري» وذلك يوم األربعاء ‪ 24‬أوت ‪2011‬‬ ‫عىل الساعة العارشة والنصف مساء باملرسح البلدي بالعاصمة‪.‬‬ ‫جتسم نضال الشعوب العربية وباألخص الشعب‬ ‫يتخلل العرض جمموعة من لقطات فيديو ّ‬ ‫السوري‪ .‬كام يتضمن العرض جمموعة من األغاين لفرقة املرحلة مع جمموعة من األغاين‬ ‫الوطنية للدول التي خاضت الثورات من مرص وليبيا وسوريا وفلسطني بثورهتا األوىل والثانية‬ ‫عرب انتفاضتها األوىل والثانية‪.‬‬

‫جليلة فرج‬

‫" كان القصر يستقبل حوالي ‪ 60‬سائحا يوميا‬ ‫غير انه مع اندالع الثورة في تونس و الصراع‬ ‫املسلح الذي تعيشه ليبيا في الوقت احلالي جعل‬ ‫أصحاب وكاالت األسفار متخوفني و متر ّددين‬ ‫في القدوم إلى ربوع اجلنوب الشرقي" يقول‬ ‫احمد عبد اللطيف‪.‬‬ ‫وزاد ركود السياحة الصحراوية من الكساد‬ ‫الذي أصاب اقتصاد اجلهة من حدة أزمة البطالة‬

‫لدي الشباب و جعل الصمت و السكون يكتنف‬ ‫القصر‪.‬‬ ‫" أوالد دباب "هذه السنة يعيش حالة صمت‬ ‫شبيهة بصمت املقابر وهو الذي كان في فترات‬ ‫سابقة مبثابة خلية نحل وخاصة في فترة "‬ ‫املهرجان الدولي للقصور الصحراوية " الذي‬ ‫ألغي هذه السنة‪.‬‬

‫بالتعاون مع موقع تونس تنتخب‬

‫(‪) http://www.latunisievote.org‬‬

‫عـــودة جملــة «الطريــق»‬ ‫صدرت بالعاصمة اللبنانية هذه األيام مجلة الطريق‬ ‫وهي املجلّة التاريخية للحزب الشوعي اللبناني ولليسار‬ ‫العربي عا ّمة والتي إحتضنت في السبعينات والثمانينات‬ ‫أبرز النقاشات والصراعات الفكرية والسياسية بني‬ ‫فصائل املاركسيني العرب‪ .‬وقد توقفت منذ ‪ 2003‬عن‬ ‫الصدور نتيجة إختالفات داخل خط حترير الصحيفة‬ ‫وان أدعي يومها أنها ألسباب ما ّدية‪ ...‬كما ذكر رئيس‬ ‫حتريرها تعود اليوم هذه املجلّة لتطرح على نفسها‬ ‫«اعادة القراءة اجلا ّدة في النظرية» وان تستجيب هذه‬ ‫املجلة «لضرورات احلوار املعرفي الدميقراطي في أوسع‬ ‫مدى لهذه الدميقراطية»‪ .‬وان تكون «أرض لقاء وحوار‬ ‫ونقاش بني مختلف الكتاب واملبدعني واملفكرين العرب‪،‬‬ ‫من مختلف االجتاهات الوطنية والتنوعات والتيارات الفكرية املعاصرة في عاملنا» ذلك بعض‬ ‫السابقني «محمد دكروب» فأين ماركسيو شمال‬ ‫ّ‬ ‫مما جاء في مقدمتها بقلم شيخ مديريها ّ‬ ‫املتحررة فهم مازالوا متكلسني حول منط من نظرية أجمع ر ّوادها شرقا‬ ‫أفريقا من هذه املناهج ّ‬ ‫وغربا أنها بحاجة إلى التطوير والتعديل ولم ال التفاعل الثري مع الواقع للتجاوز‪ .‬ونلفت نظر‬ ‫السبعني لصيف ‪ 2011‬قد متحور حول خصوصية ثورتي‬ ‫القراء أنّ هذا العدد األ ّول للسنة ّ‬ ‫تونس ومصر واإلنتفاضات الشعبيّة وقد شارك في هذا امللف من تونس كل من الطاهر لبيب‬ ‫والهادي التيمومي إلى جانب نخبة من املفكرين العرب‪.‬‬

‫ثقافة‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫ذهب «التح ّول» وبقي �شعراء الت�س ّول‬ ‫محمد الجاللي‬ ‫عمد نظام بن علي طوال عشرين عاما إلى وأد احلرية وتكميم‬ ‫األفواه بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى لينجلي الغبار عن‬ ‫تصحر ثقافي وخواء روحي ال مثيل له‪ ،‬وانقسم املثقفون في البالد‬ ‫في تلك احلقبة البائسة إلى ثالث أقسام ‪:‬‬ ‫فئة انسحبت من احلياة الثقافية وسعت إلى حتصيل لقمة‬ ‫العيش مؤثرة في ذلك السالمة‪ ،‬متخلية عن دورها في ممارسة‬ ‫الفعل احلضاري املوجه حلركة املجتمع نحو الترقي والسمو‪.‬‬ ‫وفئة كبيرة أخرى انخرطت في نظام الفساد‪ ،‬قابلة التطويع‬ ‫والتشكيل الستعدادها الفطري لقبول فعل التدجني‪ ،‬فعمدت إلى‬ ‫التضليل الثقافي وتزييف الوعي‪ ،‬وساهمت في جتفيف املنابع‬ ‫والتصحر الثقافي واخلواء الروحي بتقدمي ثقافة عقيمة ضحلة‬ ‫(كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء)‪.‬‬ ‫وفئة ثالثة قليلة العدد‪ ،‬ضعيفة الناصر لكنها‬ ‫قوية اإلرادة أعلنت احلرب املفتوحة على النظام‬ ‫الفاسد وأساليب حكمه املتخلفة‪.‬‬ ‫وهذه الفئة النيرة مثّلت ضمير األ ّمة‬ ‫ونبضها ال ّدافق عطاء ونبال وعانت‬ ‫الويالت من التضييق‪ ،‬واملالحقات‬ ‫األمنية‪ ،‬والتهم الكيدية‪ ،‬وفرض‬ ‫اجلباية غير املستحقة‪ ،‬وأغلقت في‬ ‫وجهها الفضاءات العمومية‪.‬‬ ‫وما يعنينا في هذا املقال هو الفئة الثانية التي‬ ‫سارت في ركاب نظام الفساد‪ ،‬ورسمت لها حدود‬ ‫ال ميكنها احلياد عنها‪ ،‬وسوقت لثقافة التهومي‬ ‫واالبتذال‪ ،‬ثقافة تلغي الذاكرة ومتتهن‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وتسفه العقل‪ ،‬وتبلد اإلحساس‪.‬‬ ‫وتعامل النظام الفاسد مبكر شديد مع‬ ‫هذه النخبة‪ ،‬فأبقاها في حالة خصاصة‬ ‫دائمة وأعطاها بقدر ال تستطيع معه‬ ‫االستغناء عنه‪ ،‬ألن اإلحساس بالشبع قد‬ ‫يغريها بشق عصا الطاعة‪.‬‬ ‫ومع مرور األيام حولها النظام إلى‬ ‫مجموعات من املثقفني املتسولني كما فعل مع‬ ‫مدعي السياسة من أحزاب الكرتون‪.‬‬ ‫ومن هؤالء الشعراء الشاعر‬ ‫محمد الصغير أوالد أحمد الذي‬ ‫اكتسب هالة املثقف املعارض في‬ ‫نهاية حكم بورقيبة‪ ،‬لكن نظام بن علي متكن من تدجينه بعد مقاومة‬ ‫ضعيفة أبداها الشاعر في بادئ األمر‪ ،‬ولم يسع النظام إلى محو‬ ‫تلك الهالة لغاية في نفس يعقوب‪ ،‬فمادام الشاعر يؤدي مهمته على‬ ‫أحسن وجه فبقاء تلك الهالة ينفع أكثر مما يضر‪.‬‬ ‫رحل نظام بن علي لكن الغريب في األمر ظلت صفة املتسول‬ ‫مالزمة لهؤالء املثقفني ونحن نقول هذا ليس جتنيا على أحد بل‬ ‫كشفا خللل أورث جتربة مريرة نبذل املستحيل كي ال تتكرر‪.‬‬ ‫وإليضاح مسألة التسول الثقافي سنأتي مبثالني ونترك للقارئ‬ ‫حرية التقدير‪.‬‬ ‫هل أن ما حدث هو تسول أو شيء آخر ؟‬ ‫سقط نظام بن علي وبدأت اجلموع تتوافد على سيدي بوزيد‬ ‫والرقاب ومنزل بوزيان وبقية املدن والقرى‪ ،‬وجاء اإلعالميون من‬ ‫كل أنحاء العالم‪ ،‬واملفكرون‪ ،‬والسياسيون‪ ،‬واألدباء‪ ،‬والشعراء‪،‬‬ ‫واحملامون فرادى وجماعات وفي قوافل منظمة‪ ...‬غنوا‪ ،‬وهتفوا‪،‬‬ ‫وذرفوا الدموع‪ ،‬واعتذروا‪ ،‬واعترفوا باجلميل‪.‬‬ ‫وفي غمرة هذا االحتفال يأتي الشاعر العظيم محمد الصغير‬ ‫أوالد أحمد إلى مدينة الرقاب التي قدمت الشهداء‪ ،‬وثارت على نظام‬ ‫الفساد برجالها البسطاء‪ ،‬وشبابها األعزل‪ ،‬ويلقي الشاعر قصيدة‬ ‫عصماء لعلها من وحي اللحظة‪.‬‬ ‫وفي طريق عودته إلى سيدي بوزيد يهاتف مندوب الثقافة كي‬ ‫يعطيه على عجل مائتي دينار ومت له ذلك (انتبه إلى املبلغ ألنه نفس‬ ‫املبلغ الذي يعطيه بن علي عن كل أمسية)‪.‬‬ ‫عجبا‪ ! ‬الناس قدمت أرواحها‪ ،‬وأطفالها‪ ،‬وأموالها‪ ،‬وعجز‬ ‫الشاعر العظيم عن تقدمي كلمات باملجان كما فعل القادمون من كل‬ ‫مكان‪ ،‬كل قصائد الدنيا تنحني أمام طفل عاري الصدر يقذف حجرا‬ ‫بوجه طاغية‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫وفي يوم املوالي يوم السابع والعشرين من مارس يحل هذا‬ ‫الشاعر الثوري العظيم ضيفا على "نادي السينما" الذي وقع‬ ‫إحياءه بعد الثورة‪.‬‬ ‫وفي احلفل املتواضع الصغير يقرأ الشاعر على مسامع‬ ‫احلاضرين نصا نثريا قال أنه كتبه في الرابع عشر من جانفي‪.‬‬ ‫لم يقرأ شعرا هذه املرة‪ ،‬مع أن الرابع عشر من جانفي كان يوما‬ ‫شاعريا بامتياز لكنه لم يكن ملهما بالقدر الكافي للشاعر العظيم‬ ‫على ما يبدو‪.‬‬ ‫بعد قيام أصحاب النادي بواجب الضيافة للشاعر العظيم‬ ‫ورفاقه ‪ :‬حلم خروف بوزيدي مشوي في الهواء الطلق كلف‬ ‫املضيفني تسعني دينارا ‪ .‬وعند التوديع وقف شاعر الثورة العظيم‬ ‫ليطالب أصحاب النادي املتواضع والذي ال رصيد له مبائتي دينار‬ ‫لقاء الكلمة النثرية التي كتبها يوم الرابع عشر من جانفي (انتبه‬ ‫إلى مقدار املبلغ الذي ال يزيد وال ينقص سواء كان النص نثريا أو‬ ‫شعريا)‪.‬‬ ‫‪ ...‬ذهل اجلميع‪ ،‬فهم كانوا يعتقدون أن الشاعر الثائر الذي‬ ‫"يحب البالد كما ال يحب البالد‬ ‫أحد "جاء لتحيتهم وشد أزرهم‬ ‫ولالعتذار لهم عن تخلفه عن‬ ‫املناصرة في وقت كانوا فيه في‬ ‫أمس احلاجة إلى مثله‪ ،‬ورغم أن‬ ‫اليوم كان يوم أحد فإن ذلك لم يشفع‬ ‫لهم ألن الشاعر يحب البالد "صباحا‬ ‫‪ ..‬مساء ‪ ..‬ويوم األحد"‪.‬‬ ‫اقترضوا املبلغ على عجل من أحد‬ ‫احلاضرين‪ ،‬وغادر الشاعر الثوري‬ ‫جدا سيدي بوزيد مزهوا‪ ،‬منتفخ اجليب‪،‬‬ ‫مرفوع الرأس‪ ،‬موفور الكرامة ميني النفس‬ ‫بثورة كل أسبوع‪.‬‬ ‫متنيت لو قرأ عليهم نص التهدئة الذي أدلى‬ ‫به إلى صحيفة الشروق قبل سقوط الطاغية بأيام‬ ‫قليلة يدعو فيه الشعب الثائر إلى الهدوء وضبط‬ ‫النفس ويطالب فيها الشباب – ضمنيا – بالكف‬ ‫عن إطالق الرصاص على رجال األمن‬ ‫ذوي الصدور العارية حتى تطول‬ ‫أنفاس هذا النظام قليال عله يورث احلكم‬ ‫إلى زوجته وابنه من بعدها ألن النصوص‬ ‫املساندة للطغاة تكون – عادة – أكثر صدقا‬ ‫وأبلغ في النفس أثرا‪.‬‬ ‫هذا الشاعر العظيم توكل إليه مهمة قافلة الشعر سماها "تونس‬ ‫الشاعرة" كان يفترض فيه عند إعداد قائمة الشعراء الذين سيقلون‬ ‫الشعر في األماسي وفي مسرح قرطاج أن يقدم الشعراء الذي‬ ‫تكلموا‪ ،‬وكتبوا في سنني اجلمر والعطش‪ ،‬وذلك احتراما لذاكرة هذا‬ ‫الشعب وشرف هذه الثورة لكنه لم يفعل ذلك مطلقا بل تغافل عن‬ ‫ذلك مخافة أن تسحب منه األضواء الباهتة‪.‬‬ ‫ونسي هذا الشاعر الثوري أن الشعر احلقيقي هو ما كتب‬ ‫ونشر وقرئ قبل الثورة ال بعدها ألن الشعر قبل الثورة هو قداحها‪،‬‬ ‫والشعر بعد الثورة مداحها‪.‬‬ ‫والشعر قبل الثورة أبلغ صدقا وأعمق شجنا‪ ،‬وأبقى في العمر‬ ‫زمنا‪ ،‬وأغلى في املواقف ثمنا ألن القصيدة في زمن الطغيان قد‬ ‫تساوي زنزانة أو عيشة ضنكا وقد تصير عند بعضهم كفنا‪.‬‬ ‫ماذا لو قدر لهذا الشاعر الذي المه الصمت على صمته إن‬ ‫كتب ونشر وألقى القصائد عن التعذيب في أقبية السجون‪ ،‬وعن‬ ‫االنتخابات املزيفة‪ ،‬واحملاكمات الصورية‪ ،‬وجتفيف املنابع‪،‬‬ ‫وعصابات املافيا‪ ،‬وأحزاب الكارتون ‪ ...‬وحتمل في سبيل ذلك‬ ‫احلصار وترك الوظيفة واملتابعة األمنية اللصيقة وخلع املكاتب‪...‬‬ ‫في اخلتام أقول للمشرفني على الثقافة في هذه البالد إن اللذين‬ ‫صمتوا حني كان ال يجب الصمت وكانوا شهود زور‪ ،‬وزيفوا‬ ‫الوعي‪ ،‬ومارسوا التسول الثقافي ال ميكن بحال أن يكونوا صناع‬ ‫الثقافة اجلديدة‪.‬‬ ‫وأن أصحاب األقدام املتعثرة‪ ،‬واأليدي املرتعشة‪ ،‬والرؤوس‬ ‫املترنحة‪ ،‬والرائحة الكريهة الذين مارسوا التسول طيلة عشرين‬ ‫عاما ومازالوا ميارسونه ال ميكنهم أن يصنعوا ثقافة الغد التي‬ ‫نريد‪.‬‬ ‫وإلى لقاء قريب في مقال آخر لكشف القناع عن ثائر آخر‬

‫طبعة ثالثة من كتاب‬ ‫« مفاهيم اجلماعات‬ ‫يف اال�سالم »‬ ‫سليم الحكيمي‬ ‫صدرت عن دار اجلداول بالكويت الطبعة الثالثة املزيدة‬ ‫واملنقحة لكتاب األستاذ رضوان السيد «مفاهيم اجلماعات‬ ‫في اإلسالم» بعد صدور الطبعة الثانية ببيروت في مطلع‬ ‫التسعينات‪.‬‬ ‫تش ّكـل الفصول اخلمسة لهذه الدراسة محاولة‬ ‫سوسيولوجية لفهم االجتماع اإلسالمي الوسيط‪ .‬ففي‬ ‫التمهيد نظرة مقتضبة في رؤية ملسلمي القرن األ ّول للهجرة‬ ‫آلل��ي��ات اجتماعهم‪،‬‬ ‫وأشكال تفاعل النص‬ ‫والتجربة‬ ‫القرآني‬ ‫التاريخية للجماعة في‬ ‫ظهور هذا االجتماع‬ ‫وتطوراته املبكرة‪ .‬في‬ ‫الفصل األول قراءة‬ ‫م��وج��زة ف��ي عالم‬ ‫القرآني‬ ‫املصطلح‬ ‫فيما يتّصل بقضايا‬ ‫اجلماعات ووج��وه‬ ‫تشكلها في السياق‬ ‫القرآني العام‪ .‬وفي‬ ‫الفصل الثاني تأمل‬ ‫للنصوص التاريخية‬ ‫املبكرة حول ظهور‬ ‫جماعتي اخلوارج والشيعة‪ .‬ويدور الفصل الثالث حول‬ ‫ظاهرة مدينية خالصة هي ظاهرة األصناف أو اجلماعات‬ ‫املهنية التي استمرت حتى مطالع القرن العشرين‪ .‬أما‬ ‫الفصل األخير فيقرأ النص الفقهي اإلسالمي املتصل‬ ‫بجماعات الذميني في االجتماع اإلسالمي‪ ،‬مهتما بشكل‬ ‫خاص باملسيحيني كمجموعة بشرية في هذا االجتماع‪.‬‬ ‫تتصل اجلماعات السالفة الذكر بالنص اإلسالمي‬ ‫بسبب أو بآخر‪ .‬فيرى بعضها أنه نتيجة مباشرة لهذا‬ ‫النص بينما يرى بعضها اآلخر أنه نشأ مبقتضى النص‬ ‫بشكل ما من مثل العرف أو اإلجماع أو املصلحة العامة‬ ‫للجماعة‪ ،‬املؤسسة على اجلذر األول والباقي والضامن‬ ‫لهذا االجتماع وجودا ومصائر‪.‬‬ ‫وباإلضافة لهذا املشترك األساس بني هذه اجلماعات‪،‬‬ ‫هناك مشتركات أخرى منها أن اجلماعات هذه جماعات‬ ‫استقرار ومدينية أ ّيا كان موقفها األيديولوجي من املصر‬ ‫أو املستقر‪ ،‬فإنها ظهرت فيه واتخذته في الغالب مسرحا‬ ‫لدعوتها أو معارضتها أو انتظامها‪ .‬ومنها أن هذه اجلماعات‬ ‫ظلت في اجلماعة اإلسالمية الشاملة حتاول عن طريق‬ ‫تعامل خاص مع النص أن جتتذب هذه اجلماعة الشاملة‬ ‫إليها أو أن تنتزع على األقل مشروعية وموقعا للبقاء ضمن‬ ‫هذا االجتماع التاريخي‪.‬‬ ‫منطلق الدراسة أن النص اإلسالمي استطاع تأسيس‬ ‫اجتماع شامل موحد على األرض التي عرفت فيما بعد‬ ‫باسم دار اإلسالم‪ .‬بيد أن هذه الوحدة تضمنت متايزات‬ ‫وخصوصيات وفئات اجتماعية مختلفة‪ ،‬كان موقف‬ ‫اجلماعة منها وموقفها من اجلماعة يتح ّدد في النهاية‬ ‫مبدى االقتراب والتنائي عن السنة اجلامعة التي شكلت‬ ‫مجرى النص في اجلماعة والتاريخ‪ .‬يقول أبو احلسن‬ ‫األشعري في «مقاالت اإلسالميني واختالف املصلني»‬ ‫‪« :‬اختلف الناس بعد نبيهم في أشياء كثيرة ضلل فيها‬ ‫بعضهم بعضا‪ ...‬فصاروا فرقا متباينني وأحزابا مشتتني‬ ‫إال أن اإلسالم يجمعهم ويشتمل عليهم»‪ ،‬والكتاب من‬ ‫املتوسط وجاء في ‪ 160‬صفحة‪ ،‬ويتنزّل في إطاره‬ ‫احلجم‬ ‫ّ‬ ‫التاريخي إثر فوز الثورة اإليرانية سنة ‪ 1989‬والشروخات‬ ‫التي عرفتها احلركات اإلسالمية‪.‬‬


‫رأي‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫إضاءات عىل االنتخابات‬

‫�أحكام �إ�شهار‬ ‫قائمـــــات‬ ‫النـاخبيــن‬

‫مرايا الفجر‪:‬‬

‫يف الإعالم وال�سلطة والثورة‬

‫قراءة ‪:‬محمد وليد قاسمي‬ ‫ُ‬ ‫يقول نابليون بونبارت‪ ”:‬لو أنيّ‬ ‫تفعل ما‬ ‫تركت الصحافة‬ ‫ُ‬ ‫خلرجت من احلكم يف غضون ثالثة أشهر”‪.‬‬ ‫تريد‬ ‫ُ‬ ‫***‬

‫األستاذ الحبيب خضر‬ ‫حسب الرزنامة املعلن عنها من قبل هيئة االنتخابات‬ ‫فإن نشر كل قائمات الناخبني سيتم في املوقع االلكتروني‬ ‫لتلك الهيئة كما سيتم تعليق قائمات الناخبني اجلزئية في‬ ‫مقر الهيئات الفرعية لالنتخابات‪ ‬وفي البلديات واملعتمديات‬ ‫والعمادات‪ .‬واملرجع في ورود اسم الناخب في قائمة دون‬ ‫أخرى هو العنوان املصرح به في عملية التسجيل االختياري‬ ‫التي انقضت أو العنوان املدرج ببطاقة التعريف الوطنية ملن‬ ‫لم يقم بالتسجيل‪.‬‬ ‫من املهم لفت االنتباه إلى أنه لئن كانت مرحلة التسجيل‬ ‫االختياري املنقضية شخصية فإن عملية مراجعة تلك‬ ‫القائمات ليست كذلك‪ ،‬بل ميكن للشخص أن يقوم بالتثبت من‬ ‫وضعيته ومن وضعيات غيره وهو ما يعفي من تنقل املسنني‬ ‫ومن لهم مشاغل تعيق تنقلهم إلى مكان التعليق‪ .‬وعندما يتم‬ ‫تعليق ونشر قائمات الناخبني فإنها ميكن أن تكون محل طلب‬ ‫شطب أو ترسيم أو نقل لبعض األسماء‪.‬‬ ‫ميكن الشطب إما تلقائيا من قبل الهيئة الفرعية‬ ‫لالنتخابات‪ ،‬أو بناء على طلب كل معني‪ ،‬وكل ناخب معني‪،‬‬ ‫فكل من يالحظ تسرب اسم ممن ال حق لهم في االنتخاب أو‬ ‫اسم أحد املتوفني مدعو للمبادرة بطلب شطبه سعيا ألن تكون‬ ‫قائمات الناخبني أقرب ما ميكن للحقيقة‪.‬‬ ‫وميكن أن تكون تلك القائمات موضوع اعتراض بطلب‬ ‫الترسيم‪ .‬يكون ذلك الترسيم استثنائيا ملن تخلص من صفة‬ ‫من صفات اإلقصاء (مثال عسكريون أو قوات األمن الداخلي‬ ‫أو احملجور عليهم) وملن بلغ السن القانونية بعد آجال‬ ‫بات يقضي‬ ‫الترسيم ولألشخاص الذين صدر لفائدتهم حكم ّ‬ ‫بترسيمهم بقائمات الناخبني وللتونسيني املقيمني باخلارج‬ ‫املوجودين بتونس فترة االنتخابات‪ .‬وفي هذه احلاالت‬ ‫يستوجب الترسيم تقدمي مطلب كتابي مرفق باإلثباتات‬ ‫للهيئة الفرعية لالنتخابات قبل ما ال يقل عن عشرة أيام من‬ ‫يوم االقتراع أي قبل يوم ‪.2011/ 10/ 13‬‬ ‫ويكون ذلك الترسيم عاديا‪ ،‬ملن سقط اسمه من القائمات‬ ‫فلم يرد فيها دون أي سبب من أسباب اإلقصاء ورغم توفر‬ ‫شروط الناخب فيه بدليل أن الفصل ‪ 13‬من املرسوم عدد ‪35‬‬ ‫املتعلق باالنتخابات قد نص على أن من أوجه االعتراض على‬ ‫قائمات الناخبني طلب الترسيم‪ ،‬وما هو بالترسيم االستثنائي‬ ‫ألن أجله سبعة أيام من التعليق والنشر حال أن أجل الترسيم‬ ‫االستثنائي يتواصل إلى حد عشرة أيام قبل االقتراع‪.‬‬ ‫وميكن أيضا طلب الترسيم املتبوع بالشطب أو االنتقال‬ ‫من قائمة إلى أخرى فيكون بناء على طلب كتابي أوال بالترسيم‬ ‫في قائمة ناخبني في الدائرة التي يريد الناخب التصويت فيها‬ ‫ثم طلب شطب من القائمة التي ورد اسمه فيها‪ .‬ويقدم كل من‬ ‫املطلبني للهيئة الفرعية لالنتخابات في الدائرة املعنية ويكون‬ ‫طلب الشطب مرفقا مبا يثبت تقدمي طلب الترسيم‪.‬‬ ‫وطلب الترسيم أو الشطب أو كالهما معا من أوجه‬ ‫االعتراض على قائمات الناخبني‪ ،‬وميارس االعتراض‬ ‫عمليا من خالل إرسال رسالة في املوضوع للهيئة الفرعية‬ ‫لالنتخابات املختصة ترابيا بصيغة رسالة مضمونة الوصول‬ ‫مع إعالم بالبلوغ في أجل سبعة أيام من تاريخ تعليق القائمات‬ ‫أي مبدئيا في أجل ال يتجاوز ‪ 26‬أوت (وختم البريد عند إيداع‬ ‫الرسالة هو املرجع في احترام األجل من عدمه)‪.‬‬

‫‪maitre.habibkhedher@yahoo.fr‬‬

‫‪26‬‬

‫يبقى امللف اإلعالمي من أكثر امللفات تشابكا وتعقيدا‬ ‫وتداخال بالنظر الرتباطه على الدوام بعاملي اإلقتصاد والسياسة‬ ‫وارتهانه إلى قدرة األطراف املتح ّكمة في دواليبه ‪ ،‬ماليّا‬ ‫وأدبيّا‪ ،‬على تشكيله على النحو الّذي يخد ُم غاياتها وأهدافها‬ ‫ومصاحلها‪ ،‬إلى جانب التأثير املباشر للخطاب اإلعالمي على‬ ‫الرأي العام واإلمكانيات املتو ّفرة للتوجيه واملُغالطة والتزييف‬ ‫وقلب احلقائق‪.‬‬ ‫لقد خضع اإلعالم التونسي منذ ‪ 14‬جانفي ‪ 2011‬إلى‬ ‫لوبيات فئو ّية أوغلت في الضغط على مختلف وسائل اإلعالم‬ ‫والعاملني فيه من أجل إخضاعهم إلى أجندات معيّنة دون سواها‬ ‫ُمستخدمة في ذلك آليات متع ّددة للتضليل واملُغالطة ع ّل أبرزها‬ ‫على اإلطالق‪:‬‬ ‫‪.1‬التوجيه (‪:)Orientation‬‬ ‫يتح ّكم املتنفذون في املشهد السياسي في طبيعة املعلومة‬ ‫التي يجب أن تصل إلى الرأي العام ‪ ،‬وقد شاهدنا في تونس‬ ‫منذ سقوط النظام السابق تسريبا ملعطيات وأخبار دون غيرها‬ ‫والتركيز عليها إعالميّا بكثافة وغزارة وجعلها محور حديث‬ ‫الشارع التونسي وذلك بغاية صرف األنظار حول حقيقة ما‬ ‫جرى من حت ّوالت وتغيّرات وصراعات على صعيد الدولة‬ ‫وداخل‪ / ‬وبني أجهزتها ودرجة التق ّدم في جتسيد خيارات‬ ‫الثورة وتطلعات الشعب نحو االنتقال الدميقراطي وحقيقة ما‬ ‫يجري من جتاذب بني مختلف الفاعلني السياسيني من سلطة‬ ‫وأحزاب ومك ّونات املجتمع املدني وفرض أولويات دون غيرها‬ ‫على مسار التح ّول الدميقراطي‪ ،‬وعادة ما تكون تلك األخبار‬ ‫غير واقعيّة وليست سوى سيناريوهات للتوجيه واملُغالطة‪.‬‬ ‫وباملُعاينة فقد عمدت قوى بعينها على افتعال قضايا رأي عام‬ ‫مطب ُيق ّرب األنظار من انكشاف احلقيقة أو جزء منها‪،‬‬ ‫عند ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫واحلقيقة األبرز هنا والتي ُيراد صرف األنظار عنها والتعمية‬ ‫عليها هي جوهر الصراع اخلفي الدائر منذ ‪ 14‬جانفي ‪2011‬‬ ‫من أجل التح ّكم في مواقع القرار الوطني وامتالك السلطة‬ ‫والسيطرة عليها بعد انهيار سلطة الرئيس بن علي‪( .‬من األمثلة‬ ‫على ذلك تعداد فضائح الرئيس السابق وعائلته ضمن أجندة ما‬ ‫بات ُيعرف بـ”دولة الفساد”)‪.‬‬ ‫‪.2‬االنتقاء (‪:)Sélection‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تهدف مراكز الهيمنة السياسيّة وقوى الثورة املضادة من‬ ‫ّ‬ ‫وغض الطرف عن‬ ‫خالل هذه اآلليات إلى انتقاء أحداث بعينها‬ ‫مناشط وفعاليات أخرى‪ ،‬والغاية من ذلك إبراز هذا الطرف‬ ‫السياسي على سطح املشهد اإلعالمي بشكل الفت وخفض‬ ‫صورة وجاذبيّة هذا الطرف أو ذاك بهدف احل ّد من إشعاعه‬ ‫وتغييبه قدر املستطاع عن مسامع وأنظار الناس خاصة عندما‬ ‫تكون تلك الفاعليات جماهيرية وذات مضامني سياسيّة عميقة‬ ‫من شأنها أن تُـغيّر ُمعادالت الواقع السياسي اجلاري أو تفتح‬ ‫الباب إلى واقع جديد غير مأمول في حساب أصحاب النفوذ‬ ‫والهيمنة‪(.‬عدم تغطية االجتماعات اجلماهيرية حلركة النهضة‬ ‫في املهدية وسوسة ومدنني وتطاوين وقابس وبنزرت وقصر‬ ‫ّ‬ ‫وغض الطرف على تصريحات رموز‬ ‫املؤمترات بالعاصمة‬ ‫سياسيّة عديدة حول قضايا ها ّمة ومصير ّية في مسار الثورة‬ ‫على غرار البوليس السياسي والقمع واالعتقال والتجنيد وعودة‬ ‫التعذيب)‪.‬‬ ‫‪.3‬صناعة األحداث ( ‪:( Fabrication des événements‬‬ ‫وهي من أخطر الوسائل واآلليات وهي خطوة متق ّدمة ج ّدا‬ ‫في التالعب بالعقول وفي مواجهة خصم سياسي عنيد وتتمثّل‬ ‫في اختالق وصناعة وافتعال أحداث ونقلها عبر وسائل اإلعالم‬ ‫على أنّها حقيقة واحلال أنّها مغلوطة وخاضعة ملنطق اخليال‬ ‫واإليهام ‪ ،‬وعادة ما يت ّم اللجوء إلى مثل هذا السلوك اإلعالمي‬ ‫ُ‬ ‫تنخفض درجة فاعلية التوجيه واالنتقاء اإلعالميني‬ ‫املشني عندما‬

‫ُ‬ ‫ويتمسك‬ ‫ويرفض الرأي العام اخلضوع لسياسة األمر الواقع‬ ‫ّ‬ ‫بح ّقه في معرفة احلقائق ومواقف مختلف األطراف السياسيّة‬ ‫الفاعلة‪(.‬ومن األمثلة على ذلك احلادثة الوهميّة الشهيرة الّتي‬ ‫أوردتها صحيفة “الشروق” حول اعتداء ملتحيني على فتاة في‬ ‫مدينة حمام األنف والتصريح الّذي نسبت ُه صحيفة “الصباح”‬ ‫لعضو املكتب التنفيذي حلركة النهضة نور الدين البحيري‬ ‫بخصوص التوافق واالنسجام مع تنظيم القاعدة وتأكيد قناة‬ ‫نسمة على قبول حركة النهضة لتمويل خليجي بقيمة ‪20‬‬ ‫مليارا)‪.‬‬ ‫‪.4‬تشويه األحداث (‪:)Distorsion des événements‬‬ ‫آلية أخرى من آليات محاولة التأثير في الرأي العام‪ ،‬حيث‬ ‫يتح ّول الظالم إلى مظلوم والبريء إلى متّهم‪ ،‬من مثل اإلقرار‬ ‫باحلادثة ولكن نسبتُها إلى غير فاعلها األصلي وإحلاقها بجهة‬ ‫أخرى بغاية تشويهها و ُمضايقتها سياسيّا وإعالميّا ‪ ،‬وفي‬ ‫مثل هذه الصور يت ّم عكس املفاهيم فيتح ّول قمع االحتجاجات‬ ‫وتهجم على‬ ‫السلميّة إلى عنف من املتظاهرين على قوات األمن‬ ‫ّ‬ ‫واخلاصة ويأخذ‬ ‫مق ّرات السيادة واإلضرار باملمتلكات العا ّمة‬ ‫ّ‬ ‫أعداء الثورة مكان مناصريها واملدافعني عنها‪.‬‬ ‫وك ّل هذه اآلليات ال تُـق ّدم إعالما نزيها و ُمحايدا وتزيد‬ ‫الوضع السياسي هشاشة وتعقيدا‪ ،‬وهي بالتالي آليات ُمعادية‬ ‫لتوجهات املجتمع أو الشعب الّذي يتطلّع إلى الدميقراطيّة ويعم ُل‬ ‫ّ‬ ‫ما في وسعه إلجناح مسار ثورته والوصول بها إلى شاطئ‬ ‫األمان‪ ،‬هذا التطلّع وهذا السعي اللذان ال يمُ كن لهما أن يتح ّققا‬ ‫ّ‬ ‫منفك عن ك ّل تلك القيود واملكبّالت وخال من جميع‬ ‫دومنا إعالم‬ ‫تلك اآلليات البغيضة‪.‬‬ ‫إذن ما احلل لتواجد إعالم يخد ُم الثورة ؟‬ ‫يحتاج أكثر ما يحتاج إلى فضح تلك‬ ‫إنّ املسار الثوري‬ ‫ُ‬ ‫األساليب في التوجيه واالنتقاء وافتعال األحداث وصناعتها‬ ‫وتشويهها واملرور إلى إعالم نزيه ُيق ّدم احلقائق والوقائع كما‬ ‫ويتقصى امللفات الغامضة و ُينير الرأي العام بك ّل شفافيّة‬ ‫هي‬ ‫ّ‬ ‫وحياد ّية‪ ،‬وفي هذا الصدد تلتقي جهود أطراف عديدة ‪ ،‬منها‬ ‫أساسا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪1‬املواطن‪ :‬الذي عليه أن ال يتسامح مع الوسيلة اإلعالميّة‬‫يثبت استخدامها آلليات املُغالطة والتزييف وأن ال ينساق‬ ‫الّتي‬ ‫ُ‬ ‫خلف اإلعالم الفضائحي أو التجاري‪ ،‬وفي هذه احلالة يكون‬ ‫أسلوب املُقاطعة هو األجنع واألكثر فاعليّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 2‬األحزاب السياسيّة‪ :‬الّتي عليها أن تُدافع عن حقها في‬ ‫الظهور اإلعالمي مع التنديد بك ّل أساليب التوجيه أو اخلداع أو‬ ‫التالعب أو اإلقصاء‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مك ّونات املجتمع املدني‪:‬الّتي عليها أن تكون رقيبا‬ ‫ُمحايدا على األداء اإلعالمي وأن تنتصر إلى حقّ املواطن في‬ ‫املعلومة الصحيحة دون انزواء إلى هذا الطرف السياسي أو‬ ‫ذاك ولو كان هذا الطرف السلطة احلاكمة‪ ،‬وأن ال تتوانى في‬ ‫فضح ك ّل املتآمرين على اإلعالم احلر والنزيه‪.‬‬ ‫‪ - 4‬السلطة السياسيّة‪ :‬الّتي عليها أن ال تعتبر الوسيلة‬ ‫اإلعالميّة (وخاصة العموميّة) أحد توابعها أو أجهزتها للحكم‬ ‫والتأثير وفرض األجندة السياسيّة‪ ،‬على السلطة أن تترك‬ ‫اإلعالم يتح ّرك مبنتهى احلر ّية وأن جتعل من الوسيلة اإلعالميّة‬ ‫مصدرا لها لالستخبار عن الواقع وحتى تكون قادرة على تقييم‬ ‫أعمالها وتقوميها‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الهياكل املهنيّة‪ :‬التي من الالزم عليها أن تسعى حلماية‬ ‫منظوريها من اإلعالميني والدفاع عنهم ومتكينهم من ح ّقهم‬ ‫في أعلى درجة من االستقالليّة املاد ّية واملعنو ّية والقدرة من‬ ‫ث ّم على التخلّص من ك ّل القيود وامتالك ح ّقهم في التعبير احلر‬ ‫والوصول بيُسر إلى مصادر املعلومة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬اإلعالميون‪ :‬في حتكيم ضمائرهم ورفض ك ّل أشكال‬ ‫الوصاية واإلغراء واالرتقاء الفعلي إلى منزلتهم االعتبارية في‬ ‫املجتمع وأداء وظيفتهم الرئيسيّة في إنارة احلقائق وكشفها‬ ‫ومن ث ّم املساهمة في صناعة الرأي العام اجل ّدي واملثالي املتف ّهم‬ ‫الحتياجات املرحلة التاريخية واملستوعب لتح ّوالت الواقع على‬ ‫أصدق صورة واملتم ّكن من أدوات االختيار الواعي واملسؤول‬ ‫واحلر بعيدا عن ك ّل الضغوطات وعمليات التوجيه والتشويه‬ ‫واملغالطة‪.‬‬

‫رأي‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫ماذا بقي من م�شروع املجل�س الوطني الت�أ�سي�سي؟‬ ‫ياسين الحلواني*‬ ‫ميثل املجلس الوطني التأسيسي مطلبا‬ ‫شعبيا نادت به اجلماهير منذ األيام األولى‬ ‫بعد فرار الطاغية‪ .‬وهو في احلقيقة ميثل األمل‬ ‫األخير املتبقي من منجزات ما نسميه ثورة‪،‬‬ ‫وهو املجلس الذي ستلقى على عاتقه مهمة‬ ‫حتديد مالمح املشروع املجتمعي املستقبلي‬ ‫للبالد خالل عقود قادمة‪.‬‬ ‫وبعد محاولة االلتفاف على هذا املطلب‬ ‫الشعبي وتعويضه مبسارات أخرى‪ ،‬تعمل‬ ‫قوى الردة على تقليم صالحياته والتقليص‬ ‫من أدواره وتقزمي مكانته‪ ...‬مبختلف األساليب‬ ‫والسبل‪ ،‬افتتحت بنظام االقتراع على القائمات‪،‬‬ ‫املوروث عن نظامي بورقيبة وبن علي‪ ،‬عوض‬ ‫األفراد مع احتساب أكبر البقايا‪ ،‬وهو نظام‬ ‫يخدم األحزاب دون املستقلني ومينع تشكل‬ ‫أي أغلبية ولو نسبية داخل املجلس‪ ،‬حيث يفرز‬ ‫هذا النظام هيئة مجزأة ومتشظية يصعب فيها‬ ‫اإلجماع ولو النسبي على أي قرار أو اختيار‬ ‫مصيري مبا في ذلك تشكيل حكومة ورئاسة‬ ‫بديلة للمؤقتة وهو ما يفتح املجال إلمكانية بقاء‬ ‫هذه األخيرة في سدة احلكم في ظل وجود‬ ‫املجلس التأسيسي‪.‬‬ ‫كما ابتكر فخ املناصفة ليزيد من خطر هذه‬ ‫التجزئة والتشرذم‪ ،‬فتحت شعار املساواة بني‬ ‫اجلنسني وقع إقرار مبدأ املناصفة‪ ،‬الذي ميس‬ ‫من كرامة املرأة بفتح املجال لها ال على أساس‬ ‫متثيليتها بل على أساس أنها امرأة اعتمادا‬ ‫على منحة مسبقة شبيهة بتلك املقاعد التي كان‬ ‫يهبها بن علي للمعارضة في انتخاباته املزورة‪.‬‬ ‫وهو اختيار سيؤدي إلى ترشحات مسقطة‬ ‫مللء القائمات مما سيزيد من تش ّظي التشكيلة‬ ‫النهائية للمجلس‪.‬‬ ‫أما احملطة الثالثة في مسار االلتفاف‬ ‫على املجلس الوطني التأسيسي فتتمثل في‬

‫الترخيص لذلك العدد املهول من األحزاب التي‬ ‫لم تقدم بعد برامج عملية وواضحة للمواطن‬ ‫ليبقى مشتتا ومرتبكا بينها‪ ،‬مما سيؤدي إلى‬ ‫مزيد تشظي املجلس املرتقب‪ .‬وقول العديد‬ ‫من املصادر أن عددا ها ّما من هذه األحزاب‪،‬‬ ‫يقدره البعض بـ‪ 30‬والبعض اآلخر بـ‪،80‬‬ ‫هي في حقيقة األمر ال تعدو أن تكون سوى‬ ‫فراخ جتمعية‪ ،‬وهو ما يهدد بعودة الدكتاتورية‬ ‫من الشباك بعد خروجها من الباب‪ ،‬فرغم‬ ‫اإلقرار مببدأ منع التجمعيني الذين تقلدوا‬ ‫مناصب وحتملوا مسؤوليات في العهد البائد‬

‫�إ�صدار قوانني جديدة لبع�ض‬ ‫القطاعات احل�سا�سة هي حماوالت‬ ‫حل�صار املجل�س الوطني الت�أ�سي�سي‬ ‫من الترشح النتخابات املجلس التأسيسي‪،‬‬ ‫إال أن هذه األحزاب سوف ترشح شخصيات‬ ‫أخرى جتمعية دون أن تكون حتملت مثل تلك‬ ‫املسؤوليات لكن دون أن نضمن أفول والئها‬ ‫للنظام البائس‪.‬‬ ‫وتتشكل احملاولة الرابعة في الدفع لتحديد‬ ‫صالحيات املجلس الوطني التأسيسي املرتقب‪،‬‬ ‫فقد ارتفعت العديد من األصوات منادية باحلد‬ ‫من صالحياته واختصارها في سن الدستور‬ ‫دون اإلشراف على حكم البالد خالل فترة‬ ‫عمله‪ .‬كما تقدمت نفس األطراف‪ ،‬التي يبدو‬ ‫أنها تريد أن تكون وصية على الشعب‪ ،‬بوثيقة‬ ‫سموها "امليثاق اجلمهوري" في محاولة‬ ‫للحصول على التزام األطراف السياسية بعدة‬ ‫نقاط ال ميكن للمجلس التأسيسي أن يناقشها أو‬ ‫يغيرها أو جتاوزها‪ ،‬وهي محاولة أخرى لقضم‬ ‫صالحياته وأدواره وهو الذي من املفروض أن‬ ‫يكون ممثال إلرادة الشعب‪.‬‬

‫ويظهر الفصل اخلامس من مسلسل هذا‬ ‫االلتفاف املبرمج في محاولة السلطة املؤقتة‬ ‫احلالية إجناز نوع من األمر الواقع الذي سيلف‬ ‫املجلس التأسيسي‪ ،‬وذلك بإصدار قوانني‬ ‫جديدة لبعض القطاعات احلساسة مثل احملاماة‬ ‫والصحافة واألحزاب وتشكيل مجالس تدعي‬ ‫أن هدفها اإلصالح مثل املجلس الوطني‬ ‫لإلعالم‪ ...‬وهي على ما يبدو محاوالت حلصار‬ ‫املجلس الوطني التأسيسي من خالل واقع‬ ‫وأطر موجودة ال يجد املجلس مف ّرا من التعامل‬ ‫معها وصياغة مشاريعه في إطارها‪ ،‬وهي التي‬ ‫تؤسس لواقع ذي منحى إيديولوجي معني دون‬ ‫غيره سيفرض بهذه الطريقة على الشعب‪.‬‬ ‫واخلوف كل اخلوف اليوم لدى قطاع‬ ‫واسع من الرأي العام من تزوير انتخابات هذا‬ ‫املجلس‪ ،‬إن كتب لها النور‪ ،‬فحضور وصمود‬ ‫النظام البائس بوجوهه البورقيبية والنوفمبرية‬ ‫الذين لم ير الشعب منهم إال التالعب والتزوير‪،‬‬ ‫وهو ما وقع االعتراف به على قناة تلفزية‬ ‫عربية‪ ،‬يبعث على الريبة والتخوف من تزوير‬ ‫هذه االنتخابات‪.‬‬ ‫إذا ماذا بقي من املجلس الوطني التأسيسي‬ ‫املرتقب؟ سيكون‪ ،‬إذا كتب له الوجود‪ ،‬مجرد‬ ‫هيئة مجزأة ومتشظية ذات صالحيات محدودة‬ ‫تعمل بوجود الرئيس املؤقت وحكومته احلالية‬ ‫وال شاغل له في البالد سوى مناقشة مشروع‬ ‫دستور سيكون غالبا مع ّدا مسبقا بخلفيات‬ ‫إيديولوجية واحدة ومعروفة هيمنت على البالد‬ ‫وارتبطت بالنظام منذ أكثر من خمسة عقود‪،‬‬ ‫وبذلك لن يكون مجلس ‪ 2011‬سوى نسخة‬ ‫جديدة من سابقه مجلس ‪ 1959‬الذي أسس‬ ‫للدكتاتورية البورقيبية والنوفمبرية من بعدها‪،‬‬ ‫لتدشن تونس مرحلة ديكتاتورية "الثورة‬ ‫املباركة" على هدى "التحول املبارك"‪.‬‬ ‫*دكتور في علوم وتقنيات الفنون‬ ‫ومهندس معماري ومخطط مدن‬

‫غيب �إرادة االنتقال الدميقراطي ؟‬ ‫ملاذا ُت ُ‬ ‫ّ‬ ‫متوكل جماعي‬

‫لقد عجزت األلسن عن وصف احلالة‬ ‫التونسية وحالة اإلرباك وعدم املباالة التي تتّبعها‬ ‫ّ‬ ‫التمشي السلبي‬ ‫حكومة القائد السبسي‪ .‬ملاذا هذا‬ ‫واملستف ّز ملشاعر املواطنني ؟ أتع ّول احلكومة على‬ ‫املماطلة إلى حني النّسيان ؟ ولكن من الضامن أن‬ ‫ال يكون االنفجار؟ أم أن احلكومة غير قادرة على‬ ‫اتباع إجراءات إصالحيّة حقيقيّة تسير بالبالد‬ ‫نحو ب ّر األمان؟‬ ‫ّ‬ ‫الشك والريبة املمزوجتني‬ ‫نواجه حالة من‬ ‫خاصة بعد أن ّ‬ ‫توضح‬ ‫باخلوف من مستقبل األ ّيام ّ‬ ‫للعا ّمة أنّ القضاء التونسي الذي توصف بعض‬ ‫أجنحته بالفساد غير قادر على محاكمة ّ‬ ‫موظف‬ ‫سام ناهيك عن وزير مت ّعش من الفساد وميلك‬ ‫في خزانته مل ّفات يبت ّز بها خصومه املفسدين‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي يس ّرح فيه أحد املتهمني‬ ‫الرئيسيني بالفساد في تونس وزير العدل‬ ‫السابق ومجموعة أخرى ممن ال يختلف اثنان‬ ‫في فسادهم وإفسادهم الذي يظهر جليّا مبج ّرد‬ ‫تقييم نتائج سياساتهم الكارثيّة على البالد‬

‫‪27‬‬

‫وأ ّولها على القضاء الذي فقد بريقه ونزاهته‬ ‫لدى املواطن التونسي ملا عاينه من فساد يتمظهر‬ ‫ّ‬ ‫تفشي ال ّرشوة واحملسوبيّة واالستثراء‬ ‫في‬ ‫واستغالل املنصب‪ ...‬في املقابل يقوم األمن‬ ‫الوطني كما اصطلح على تسميته في النظام‬ ‫السابق على ال ّرغم من أنه أمن الرئيس وزمرته‪،‬‬ ‫يقوم هذا األمن وبحزم باعتقال من يعتقد في‬ ‫تو ّرطهم بإحراق مركز شرطة الكرم يوم ‪12‬‬ ‫جانفي‪ ،‬كما قيل متناسني أنّ ثورة الكرامة كانت‬ ‫موجهة في جزء منها نحو جهاز‬ ‫بال مزايدة‬ ‫ّ‬ ‫األمن الفاسد قبل ‪ 14‬جانفي الذي لطاملا ن ّكل‬ ‫باملواطنني‪ .‬كيف ميكن محاسبة مواطن انتقم‬ ‫لكرامته وكرامة وحرية شعبه باقتحامه مركز‬

‫شرطة كان يطلق النار على املواطنني ويقمعهم‪،‬‬ ‫في حني ال يت ّم اعتقال من قتل املواطنني وسفك‬ ‫دماءهم ويقع بك ّل وقاحة تبرئة عتاة ورموز‬ ‫الفساد واإلفساد في األرض وهم الذين نهبوا‬ ‫أموال النّاس وتسبّبوا في تفقير شعبنا وتأزمي‬ ‫احلالة االجتماعيّة بانتشار الفاقة والبطالة‬ ‫ونسب الفقر والعزوبيّة‪ ...‬إنّها ملعادلة غريبة‬ ‫عجيبة وازدواجية في التعامل جتعل املواطن‬ ‫في حيرة هل فعال ح ّققت الثورة أهدافها‪ ،‬أم أن‬ ‫املتر ّبصني بها جنحوا في عرقلة مسارها خاصة‬ ‫الذين ي ّدعون أنهم حماتها والقائمون عليها‬ ‫وهم من يتع ّمدون ش ّدنا إلى الوراء بأساليبهم‬ ‫اإلقصائيّة ونفسيّتهم العدائية‪.‬‬

‫ماج�ستري يف املواريث ال�شرع ّية‬ ‫حتصل الباحث األستاذ حممد الطاهر كريستو عىل درجة املاجستري يف اختصاص قسمة الفرائض‬ ‫ّ‬ ‫الرشعية) بمالحظة حسن جدّ ا‪ ،‬عن بحثه «تصميم حمتوى تعليمي إلكرتوين‪ ،‬املواريث‬ ‫(املواريث‬ ‫ّ‬ ‫أنموذجا»‪.‬‬ ‫والباحث من مواليد مدينة غار امللح يف ‪ .1965/09/19‬وقد جرت املناقشة باملعهد العايل ألصول الدين‪.‬‬ ‫وتقوم فكرة البحث عىل توظيف احلاسوب واألنرتنات يف تعليم املواريث عن بعد‪ ،‬وهو حماولة طريفة‬ ‫بمقرر يف مادة املواريث عىل مقتضى املذهب املالكي‪.‬‬ ‫وغري مسبوقة إلغناء اجلامعة االفرتاضية التونسية‬ ‫ّ‬

‫م�سرحية �سخيفة‬ ‫�سيئة الإخراج‬ ‫محمد الشاذلي البخاري*‬

‫من خالل مشاركتي في الترشح‬ ‫خلطة "ناظر أو مدير" التي تنظمها‬ ‫وزارة التربية خالل هذه الصائفة –‬ ‫جويلية ‪ /‬أوت ‪ 2011-‬تبينّ لي أن هذه‬ ‫املناظرة مجرد مسرحية سخيفة ال‬ ‫ميكن أن يقبلها العاقل‪ .‬وإليكم األدلة ‪:‬‬ ‫ اعتبار مجموع النقاط ‪le score‬‬‫ضارب ‪ .3‬وعماد هذا املجموع هو‬ ‫األقدمية التي يتمتع بها أغلب املديرين‬ ‫القدامى والذين عيّنهم النظام البائد‬ ‫وكانوا يقدمون التقارير اليومية عما‬ ‫يدور باملؤسسات التربوية‪ .‬وال ُيعينّ‬ ‫أحدهم إال إذا كان التجمع راضيا عنه‪.‬‬ ‫بينما اعتبرت احملادثة ‪ L’oral‬ضارب‬ ‫‪ 1‬فقط‪.‬‬ ‫ تركيبة اللجنة التي انتدبت‬‫لتولي احملادثة مع املترشحني تركيبة‬ ‫تثير الشكوك وتبني عقلية اإلقصاء‬ ‫واحملاصصة السياسية التي باتت‬ ‫مفضوحة في تونس‪ .‬وهذه التركيبة‬ ‫مقسومة بني ممثلي الوزارة الذين‬ ‫خدموا بن علي وأشرفوا على تنفيذ‬ ‫تعليماته من جهة‪ ،‬إضافة إلى ممثلي‬ ‫تيار فكري وسياسي استئصالي‬ ‫مستحوذ على نقابة التعليم الثانوي‬ ‫التي تكونت في عهد بن علي في‬ ‫ظل تغييب عديد األطراف السياسية‬ ‫املناضلة في تونس‪ ،‬وبعيدا عن مقاييس‬ ‫الشفافية املطلوبة في االنتخابات‪.‬‬ ‫ فتح باب الترشح أمام املديرين‬‫السابقني للمشاركة في هذه املناظرة‪،‬‬ ‫رغم أن منهم رموزا من العهد البائد‬ ‫وفيهم الفاسدون‪ ..‬وكان املفروض‬ ‫إقصاءهم على األقل إن لم تتم‬ ‫محاسبتهم‪.‬‬ ‫ تنفيل من قام مبهمة مدير بعد‬‫‪ 14‬جانفي بـ ‪ 5‬نقاط إضافية‪.‬‬ ‫استنتاج منطقي ‪ :‬تسعى هذه‬ ‫املناظرة – املسرحية‪ ،‬إلى تثبيت واقع‬ ‫الفساد وإضفاء الشرعية عليه‪ .‬ومن‬ ‫يتابع الشأن السياسي في تونس اليوم‬ ‫يالحظ أن هذا املنهج ُطبق على سلك‬ ‫القضاء من خالل احلركة األخيرة‪،‬‬ ‫وملزيد التأكد من هذا األمر أدعوكم إلى‬ ‫االطالع على موقف جمعية القضاة من‬ ‫احلركة األخيرة‪.‬‬ ‫استفهام محير‪ :‬هل من الصدفة‬ ‫أن يستحوذ تيار فكري بعينه على كل‬ ‫اللجان والهيئات املهمة في تونس ما‬ ‫بعد الثورة كهيئة بن عاشور وهيئة‬ ‫اجلندوبي وحتى جلنة مهنية في وزارة‬ ‫التربية؟‬ ‫* أستاذ تعليم ثانوي‬


‫مجتمع‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫التما�س‬ ‫واعـتذار‬

‫تهنئة‬ ‫السيد سامل الصويد‬ ‫ازدان فراش‬ ‫ّ‬ ‫هبي‬ ‫نجل الشيخ ضو صويد‪ -‬بمولود ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطلعة سماّ ه عىل بركة اللهّ ‪.‬‬

‫*** ضياء ***‬

‫يتقدم ّ‬ ‫كل األهل‬ ‫وهبذه املناسبة‬ ‫ّ‬ ‫بأحر ال ّتهاين‬ ‫واألحباب واألصدقاء‬ ‫ّ‬ ‫متمنّني للمالك ّ‬ ‫الطاهر الرتبية احلسنة‬ ‫الصاحلة‪.‬‬ ‫والنّشأة ّ‬

‫تهنئة‬ ‫ازدان فراش األبوين الكريمني‬ ‫فتحي بالرايس وحرمه دالل منرصي‬ ‫بمولودة هبية الطلعة اختارا هلا‬ ‫من األسامء‪.‬‬

‫*** ملكة ***‬

‫وهبذه املناسبة السعيدة تتقدم‬ ‫عواطف منرصي وكامل العائلة بأحر‬ ‫التهاين إىل الزوجني الكريمني‪.‬‬

‫�سيــارة للبيــع‬ ‫سيارة مرسيدس ‪Turbo 250‬‬ ‫جيدة من مواليد‬ ‫‪ Diesel‬يف حالة ّ‬ ‫نوفمرب ‪ ،1988‬ملزيد املعلومات االتصال‬ ‫عىل األرقام التالية ‪:‬‬ ‫‪.26874839 / 97384426‬‬

‫‪28‬‬

‫بمناسبة العطلة الصيفية وشهر‬ ‫ّ‬ ‫املعظم‪ ،‬تشهد خمتلف مدن‬ ‫رمضان‬ ‫وقرى تونسنا العزيزة نشاطا مكثّفا‬ ‫ألغلب هياكل احلركة ويف خمتلف‬ ‫والتثقيفية‬ ‫التعبوية‬ ‫املجاالت‪،‬‬ ‫والرياضية والسياسية‪ ،‬وتعجز مساحة‬ ‫اجلريدة عن رسدها وتغطيتها‪ ،‬وعليه‬ ‫فإننا نعتذر لكل من راسلنا بعدم إدراج‬ ‫مراسلته ال سهوا أو استنقاصا من‬ ‫قيمتها‪ ،‬ولكن عجزا منا عن استيعاهبا‬ ‫مجيعا‪ .‬فالرجاء من اإلخوة الرتكيز‬ ‫عىل املناشط اهلامة والنوعية‪ ،‬ونحن‬ ‫يف انتظار مسامهاتكم ودمتم أوفياء‬ ‫لصحيفتكم وصوتكم الذي لن خيفت‬ ‫بإذن اهلل نرصة لقضايا احلق والعدل‬ ‫واحلرية والكرامة لشعبنا املناضل‪.‬‬

‫للكـــــراء‬ ‫حمل للكراء ‪ 180‬م‪ 2‬طريق رواد‬ ‫كلم ‪ 5‬جعفر‪ 1‬تقا�سيم بن يحي‪ ‬‬ ‫الهاتف‪97670185 :‬‬ ‫‪.96503751‬‬

‫�ألف مربوك يا «رحــاب»‬ ‫ّ‬ ‫حققت التلميذة النجيبة‪:‬‬

‫*** رحاب البحري ***‬

‫متميزة يف عبورها إىل السنة الثامنة أسايس بحصوهلا‬ ‫نتائج‬ ‫ّ‬ ‫بمعدل سنوي ‪17.84‬‬ ‫عىل الرتبة األوىل عىل فصلها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫بأحر التهاين متمنّني مزيدا من التألق‬ ‫وهبذه املناسبة يتقدم هلا أبواها وأرسة الفجر‬ ‫ّ‬ ‫والتميز‪ ،‬وإىل األمام‪...‬‬ ‫ّ‬

‫فيال للبيع‬

‫البقــاء لله‬

‫للبيع بالياسمينات بن عروس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املغطاة‬ ‫فيال مساحتها ‪537‬م‪ ،2‬املساحة‬ ‫‪185‬م‪ 2‬هبا ‪ 3‬غرف – صالة – وسطية‬ ‫– بيت استحامم ومطبخ مع أستوديو‬ ‫به ‪ 2‬غرف – مطبخ ودوش – حديقة‬ ‫كبرية من اجلهات األربع وبئر‪.‬‬ ‫الثمن ‪ 225‬ألف دينار – لالتصال‪:‬‬ ‫‪.22 882 359‬‬

‫انتقلت إىل رمحة اهلل تعاىل زوجة‬ ‫الكاتب العام املحيل حلركة النهضة يف‬ ‫معتمدية الكندار األخ حمسن سوف‬ ‫يف حادث مرور ‪.‬‬ ‫وهبذه املناسبة األليمة تتقدم‬ ‫جريدة الفجر بأحر التعازي إىل‬ ‫ذوهيا راجني أن يتغمدها اهلل برمحته‬ ‫الواسعة ‪.‬‬

‫البارين الشهيد‬ ‫تنعى حركة النهضة أحد فرساهنا ّ‬ ‫مهدي التونكتي بعد رصاع مع مرض عضال أصابه من‬ ‫جراء حقبات السجون املتعاقبة والتي قضاها يف عهد‬ ‫ّ‬ ‫وشيع جثامنه‬ ‫‪،2011‬‬ ‫أوت‬ ‫‪14‬‬ ‫األحد‬ ‫يوم‬ ‫وذلك‬ ‫املخلوع‬ ‫ّ‬ ‫الطاهر بمدينة بن عروس يوم اإلثنني حيث ووري‬ ‫الرتاب بمقربهتا‪ .‬رحم اهلل الشهيد ورزق أهله وإخوانه مجيل الصرب والسلوان‪ .‬وإنا‬ ‫هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫اجلمعية التون�سية مل�ساعدة ال� ّصم ب�صفاق�س ‪ATAS SFAX‬‬ ‫كـــــــــراء‬

‫نحو تنمية مواردها الذاتية والبحث عن استثمار من داخل اجلمعية‪ ،‬نعلم العموم أنه متو ّفر‬ ‫طابقني باتساع ‪ 60‬م‪ 2‬للواحد بخدماتها‪ ،‬لالجتماعات‪ ،‬الندوات‪ ،‬امللتقيات العروض‪ّ .‬‬ ‫للضبط‬ ‫واالستفسار‪ ،‬االتصال مبقر اجلمعية نهج الزيتون «زنقة الشيشمة» طريق تونس كلم ‪،2.5‬‬ ‫‪ 3002‬صفاقس‪ .‬هاتف ‪.98 572 404 / 24 720 012 :‬‬ ‫وتطوع دائم‬ ‫شعارنا ‪ :‬عمل دؤوب‬ ‫ّ‬

‫‪Avis d’appel d’offres‬‬ ‫‪Date 19 aout 2011‬‬ ‫‪Prêt n° 2000 1300 01231‬‬ ‫‪AAO n° 15 / 2011‬‬

‫وال تقوم الثورة إال يف يوم اجلمعة‬

‫ق�صة يوم اجلمعة‪ :‬من اللهو والتربج �إىل العبادة والثورة‬ ‫كان يوم اجلمعة يس ّمى في اجلاهلية يوم ال َعروبة ويبدو أنه‬ ‫كان يوما يخصصه األعراب للهو والتبرج يشهد لذلك " لسان‬ ‫العرب" إذ جند في مادة (ع ر ب ) ما يدعم هذه الفرضية‪:‬‬ ‫"األعراب" وهم بادية العرب ‪.‬‬ ‫" اإلعراب " وهو اإلبانة واإلفصاح ‪.‬‬ ‫" العروب " وهي املرأة العاشقة واحلريصة على اللهو‬ ‫والعاصية لزوجها اخلائنة بفرجها‪.‬‬ ‫" تع ّربت املرأة للرجل " إذا تغزّلت به ‪.‬‬ ‫" أعرب الرجل " إذا غرق في الدنيا‪.‬‬ ‫" معاربة النساء " جماعهن‪.‬‬ ‫" التعريب " الفحش في الكالم‪.‬‬ ‫ومما يدعم هذه الفرضية كذلك أن الصحراء (موطن األعراب)‬ ‫مبا هي فضاء منبسط (أو بسيط بلغة ابن خلدون) وزمان متجانس‬ ‫(ما يسميه القرآن الكرمي الدهر) ومناخ حار ووازع ديني متر ّهل‬ ‫بيئة مناسبة إلثارة الغرائز‪ .‬والكثير من أسمائها ذات بعد جنسي‬ ‫غبر خاف فهي " البراز"( البراز اسم للفضاء الواسع كنّوا به‬ ‫عن قضاء الغائط كما كنّوا به ‪ ،‬لظهوره ‪ ،‬عن املرأة بارزة احلسن‬ ‫املتجلية تبرز للقوم يجلسون إليها ويتحدثون عنها)‪ ،‬وهي "‬ ‫العراء" وهي " اخلرق " وهي " الصرماء "‪ .‬وقد عبّر القدماء‬ ‫عن هذا التالزم بني الصحراء باعتبارها فضاء بسيطا واإلثارة‬ ‫اجلنسية‪ ،‬وإن بطريقة أسطورية‪ ،‬فقد جاء في تفسير أبي حيان‬ ‫األندلسي لآلية الثالثة والثالثني من سورة األحزاب‪َ « :‬و َق ْرنَ ِفي‬ ‫ُبيُو ِت ُك َّن َولاَ َتبَ َّر ْج َن َتبَ ُّر َج الجْ َ ا ِهلِيَّ ِة الأْ ُولَى»‪" :‬واجلاهلية األولى‬ ‫يدل على أنّ ث ّم جاهلية متق ّدمة وأخرى متأخرة فقيل هما ابنان‬ ‫آلدم سكن أحدهما اجلبل فذكور أوالده صباح وإناثهم قباح‬

‫‪1 .Le Ministère de l’éducation a obtenu un prêt1 de la Banque Africaine‬‬ ‫‪de développement2 en différentes monnaies, pour financer le coût du Projet‬‬ ‫‪d’Appui à l’Enseignement Secondaire PAES II. Il est prévu qu’une partie des‬‬ ‫‪sommes accordées au titre de ce prêt sera utilisée pour effectuer les paiements‬‬ ‫‪prévus au titre de construction d’un centre national des langues aux berges du‬‬ ‫‪lac-Tunis.‬‬ ‫‪2 .Le Ministère de l’éducation invité par le présent Appel d’offres, les‬‬ ‫‪soumissionnaires admis à concourir à présenter leurs offres sous pli fermé, pour‬‬ ‫‪la construction d’un centre national des langues aux berges du lac-Tunis.‬‬ ‫‪3 .Les soumissionnaires intéressés par l’appel d’offres (Les entreprises de type‬‬ ‫‪B0 catégorie 4 et plus agréées par le ministère de l’équipement conformément‬‬ ‫‪au décret du 31 juillet 2008) peuvent obtenir des informations supplémentaires et‬‬ ‫‪examiner les dossiers d’appel d’offres dans les bureaux de Mlle ZAYANI Samia,‬‬ ‫‪Sous Directeur des études et suivi, 2ème étage, bureau n°26, Boulevard Bâb‬‬ ‫‪B’net, 1030 Tunis, Numéro de Téléphone : 71569695, Numéro de Télécopie :‬‬ ‫‪71569735, Adresse électronique :‬‬ ‫‪mohamed.tonn@minedu.edunet.tn.‬‬ ‫‪4 .Le dossier d’appel d’offres pourra être acheté par les candidats, sur demande‬‬ ‫‪écrite au service mentionné ci-dessus et moyennant paiement d’un montant non‬‬ ‫‪remboursable de trois cent vingt dinars tunisien (320 DT).‬‬ ‫‪5 .Les clauses des instructions aux soumissionnaires et celles du cahier des clauses‬‬ ‫‪administratives générales sont les clauses du Dossier Standard d’appel d’offres :‬‬ ‫‪Passation des marchés de Travaux Edition de septembre 2010, publié par la Banque‬‬ ‫‪africaine de développement.‬‬ ‫‪6 .Toutes les offres doivent être déposées à l’adresse indiquée ci-dessous au plus‬‬ ‫‪tard le 19 septembre 2011 à 10 heures du matin et être accompagnées d’une‬‬ ‫‪garantie de soumission d’un montant au moins égal à 70000DT. Cette garantie‬‬ ‫‪demeurera valide jusqu’au 28ème jour suivant l’expiration du délai de validité‬‬ ‫‪des offres soit 148 jours au minimum à compter de la date limite de dépôt des‬‬ ‫‪offres.‬‬ ‫‪7 .Les plis seront ouverts en présence des représentants des soumissionnaires‬‬ ‫‪qui souhaitent être présents à l’ouverture, le 19 septembre 2011 à 10h15mn du‬‬ ‫‪matin, au MINISTERE DE L’EDUCATION, Secrétariat Général, Direction‬‬ ‫‪Générale des Bâtiments et Equipement, Boulevard Bâb B’net, Salle des‬‬ ‫‪réunions / 2ème étage, 1030 Tunis.‬‬ ‫‪8 .Aucune marge de préférence ne sera accordée.‬‬

‫فكر اسالمي‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫�إنا لله و�إنا �إليه راجعون‬ ‫ذمة الله‬ ‫مهدي التونكتي يف ّ‬

‫‪29‬‬

‫واآلخر السهل وأوالده على عكس ذلك فس ّوى لهم إبليس عيدا‬ ‫يجتمع جميعهم فيه فمال ذكور اجلبل إلى إناث السهل وبالعكس‬ ‫فكثرت الفاحشة فهو تب ّرج اجلاهلية األولى"‬ ‫بعد البعثة لم يكتف الرسول الكرمي بتغيير االسم بل جعله‬ ‫يوما للعبادة خاصا باملسلمني مييّزهم عن اليهود والنصارى إذ‬ ‫روي عنه قوله ‪" :‬أض َّل الله عن اجلمعة من كان قبلنا‪ ،‬فكان لليهود‬ ‫يوم السبت‪ ،‬وكان للنصارى يو ُم األحد‪ ،‬فجاء الله بنا فهدانا إلى‬ ‫يوم اجلمعة‪ ،‬فجعل اجلمعة والسبت واألحد‪ ،‬وكذلك هم لنا تب ُع‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬نحن اآلخرون من أهل الدنيا‪ ،‬واألولون يوم القيامة‬ ‫املقضي بينهم قبل اخلالئق"‪ .‬وتغيير األسماء كان جزءا من عمل‬ ‫اإلسالم في سياق " سياسة" التميز عن اآلخرين بغية تكوين‬ ‫أمة ذات شأن في التاريخ ترتفع بأبنائها من محل الهامشية إلى‬ ‫الفاعلية احلضارية ‪ .‬ومن ثمة صار لهذا اليوم فضائل ومزايا‬ ‫وآداب لعل أشهرها قراءة سورة الكهف قبل صالة اجلمعة‪ .‬وقد‬ ‫فسر بعضهم ذلك بكون هذه السورة قد ذكرت أربع قصص‬ ‫ّ‬ ‫قرآنية هي قصة أهل الكهف وقصة صاحب اجلنتني وقصة‬ ‫موسى (عليه السالم) واخلضر وقصة ذي القرنني‪ .‬يربط هذه‬ ‫القصص محور واحد هو أنها جتمع الفنت األربعة في احلياة‬ ‫‪:‬فتنة الدين وفتنة املال وفتنة العلم وفتنة السلطة‪ .‬وملّا كان الدين‬ ‫واملال والعلم سلطة أمكننا القول بأن سورة الكهف هي سورة‬ ‫" السلطة" في عمومها و إنّ قراءتها يوم اجلمعة بالذات تذكير‬ ‫بزوال كل صاحب سلطة يستغلها في غير حق‪.‬‬ ‫لقد كان يوم اجلمعة يوم عيد أسبوعي للمسلمني َيجمع‬ ‫الناس للعبادة ولتدارس شؤون حياتهم ‪ .‬وملّا انهارت حضارة‬ ‫َ‬ ‫املسلمني " وانقطعت منهم عن الدولة أجيال نبذوا الدين ونسوا‬

‫د ‪ .‬محمد الرحموني‬

‫السياسة ورجعوا إلي قفرهم‪ ...‬فتوحشوا كما كانوا‪ ...‬وأقاموا‬ ‫بادية في قفارهم ال يعرفون امللك وال سياسته"وعادوا بدوا‬ ‫في قفارهم كما قال ابن خلدون درس عمرانهم و صارت أيام‬ ‫اجلمع أياما حزينة رتيبة يلفها اجلهل واخلنوع والدعاء لسالطني‬ ‫السوء‪( .‬ذكر الرحالة العبدري أنه ملّا زار مدينة تلمسان في القرن‬ ‫السابع الهجري (قرن االنهيار العمراني) حضر مجلس مد ّرس‬ ‫في اجلامع يقرأ عليه األطفال باب التوكيد فسمعه يقول لهم ‪:‬‬ ‫نقول "كال" للمذكرين و"كلتا" للمذكرتني؟؟)‬ ‫ثم جاءت جمعات الثورات العربية لتعيد لهذا اليوم رمزيته‬ ‫وزخمه وفاعليته فإذا كانت جمعة ‪ 14‬من جانفي ذات بعد رمزي‬ ‫إذ فيها " بن علي هرب" فإن جمعة يوم تنحي مبارك كانت‬ ‫احلد الفاصل بني عهدين في مصر احلديثة كما أن جمعات اليمن‬ ‫وليبيا وسوريا والبحرين مازالت تدق املسامير الواحد تلو اآلخر‬ ‫في نعوش الطغاة واملستبدين واملجرمني‪ .‬لقد استعاد اخلطاب‬ ‫الديني أيام اجلمعة دوره الثوري وصار خطاب تعبئة لعموم‬ ‫الشعب بقطع النظر عن الكيفية التي يعيشون بها إسالمهم‬ ‫فلم تعد خطب يوم اجلمعة تتناول مسائل عقدية ال تهم سوى‬ ‫املصلني (حاضرهم وغائبهم) وإمنا صارت تهتم بالشأن العام ‪،‬‬ ‫بشأن املوطنني كلهم سياسة واقتصادا وأمنا ‪ ...‬وبذلك استعاد‬ ‫املسجد ومن ورائه املدينة برمتها (وخصوصا العواصم) دورها‬ ‫كوحدة دينية – سياسية تتالزم فيها مصالح الدين والدنيا ‪.‬‬ ‫ومن دالئل ذلك جواز الصالة في الساحات العامة وهي التي‬ ‫كان يسميها الفقهاء ‪ :‬فناء املصر مبا هو مجال معد ملصالح‬ ‫سكان املصر أساسا ‪ .‬وال شك أن الثورة اليوم هي أوكد مصالح‬ ‫شعوبنا العربية‪.‬‬

‫الت�أ�سي�س الإ�سالمي للحرية‬ ‫منصف الساليمي‬

‫من يشك في كون اإلنسان هو الكائن احلر‬ ‫بامتياز من بني كل الكائنات املادية املعروفة‪،‬‬ ‫الذي يستحيل تكميم رد فعله رياضيا أوالتنبؤ‬ ‫به سلفا ألن ال محدد لسلوكه ساعة الفعل غير‬ ‫اإلرادة؟‬ ‫من يشك في املقابل‪ ،‬أن هذه احلرية تظل‬ ‫على مستوى القيمة‪ ،‬وفي كل الشرائع‪ ،‬محدودة‬ ‫بحرية اآلخر‪ ،‬حتى ال يتحول قدر الفرد املدني‬ ‫بالطبع‪ ،‬إلى واقع القطيع حيث يفترس القوي‬ ‫الضعيف ويستحيل التعايش‪ ،‬ويغرق الوجود‬ ‫املدني في مستنقع احلق الطبيعي باملفهوم‬ ‫اإلفتراضي للفلسفة الغربية وبالتالي حرب الكل‬ ‫ضد الكل؟‬ ‫إنهما املسلمتان اخلفيتان لكل فكر سياسي‪.‬‬ ‫كما أن نتيجتهما املنطقية في الفلسفة الوضعية‬ ‫بش ّقيها املثالي الليبرالي واملادي املاركسي‪ ،‬على‬ ‫األقل على املستوى النظري‪ ،‬هي وجوب حتقيق‬ ‫الدميقراطة بوصفها حال ملعضلة احلر‪ ،‬الذي‬ ‫يجب أن ينضبط إلرادة مجتمعية عامة خارجة‬ ‫عنه‪ ،‬فال أقل من أن يكون مساهما كفرد في‬ ‫صنع القيمة السلوكية العامة وبالتالي متنازال‬ ‫عن حريته لنفسه كفرد كلي وجماعي‪.‬‬ ‫ومبعزل عن املغالطة الكبيرة على مستوى‬ ‫التحقق الواقعي‪ ،‬في كال النظامني‪ ،‬الهاربني‬ ‫من هيمنة الكنيسة‪ ،‬حيث عوض اإلنسانُ الل َه‬ ‫احلزب الكنيس َة وعوضت السفسط ُة‬ ‫وعوض‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الكذب الواصف للمنشود‬ ‫الفلسف َة وعوض‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫فع َل الشهاد ِة الواصف للموجود‪ ،‬كما حللت‬

‫فلسفة أبي يعرب املرزوقي في أكثر من موقع‬ ‫وخصوصا في كتابيه‪“ :‬في العالقة بني الشعر‬ ‫املطلق واإلعجاز القرآني” و”شرعية احلكم‬ ‫في عصر العوملة”‪ ،‬فإن املغالطة الثانية والتي‬ ‫أصبحت مسلمة حتى لدى األحزاب القريبة من‬ ‫الطرح اإلسالمي هي إسقاط جوهر العالقة‬ ‫بني السياسي والديني متمثال في اليهودية‬ ‫املسيحية على اإلسالم بالذات‪ ،‬في متابعة‬ ‫للدراسات املنحازة واملغالطة للمستشرقني من‬ ‫أمثال جولد تزيهر وكارل بروكلمان وللطرح‬ ‫املاركسي عموما الذي‬ ‫يعتبر الدين جوهر‬ ‫اإلنساني‬ ‫البُؤس‬ ‫مهما نافق أتباع هذا‬ ‫الطرح‪ .‬فكيف تتنزل‬ ‫ميتافيزيقا احلرية في‬ ‫احلقل اإلسالمي انطالقا من اعتبارات موضوعية‬ ‫ال محدد لها غير أدبيات اإلسالم؟‬ ‫سنتابع لذلك ظرف اخللق اإلنساني كما‬ ‫أروده القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫لم يكن في الكون مختا ٌر في أفعاله غي ُر الله‪.‬‬ ‫وكل ما في الوجود املادي الذي تثبت أدبيات‬ ‫اإلسالم أسبقيته التاريخية طويال قبل ظهور‬ ‫اإلنسان‪ ،‬كان مسخرا ملا خلق له‪ ،‬منخرطا وجوبا‬ ‫في نظام توازن وجودي بيئي يستمر بال توقف‬ ‫حسب السنن والقوانني املتحكمة بصيرورته‪،‬‬ ‫إلى أن كان القرار اإللهي‪“ :‬إني جاعل في األرض‬ ‫حتاج إلى تأويل‪ ،‬يرث‬ ‫خليفة”‪ .‬واخلليفة‪ ،‬كما ال ُي ُ‬ ‫أهم صالحيات من استخلفه في ما استخلفه فيه‪،‬‬ ‫وهو التصرف والقرار الواعي واحلرفي وتسيير‬

‫شؤون اخلالفة باملعنى اللغوي للكلمة‪ .‬األمر‬ ‫الذي استدعى استغراب املالئكة التي في األصل‬ ‫ال تعقب على قضاء إلهي بدليل “ال يعصون الله‬ ‫ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”‪ .‬فتساءلت حيال‬ ‫هذا القرار الذي يتنافى مع طبيعة الكون ساعتها‪:‬‬ ‫مخلوق حر ضمن موجودات محكومة باحلتمية‬ ‫الصارمة والسنن املنظمة؟ فقالت استنكارا‪:‬‬ ‫“أجتعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟”‬ ‫على غير ما جرت إرادة الله وسنته من أن الكائن‬ ‫ال يستهلك من احلياة إال مبقدار ما يجعلها‬ ‫تستمر وفق احلتمية‬ ‫العلمية ومقتضيات‬ ‫التوازن البيئي‪.‬‬ ‫وكلف الله اإلنسان‬ ‫وال معنى لألوامر‬ ‫وال النواهي إن لم‬ ‫يكن املكلف حرا ومختارا يحاسب على ما يفعل‬ ‫باإلرادة‪ ،‬حتى أن سورة املائدة تعدد احملرمات‬ ‫في األطعمة كامليتة والدم وحلم اخلنزير‬ ‫وتستثني من اظطر غير باغ وال متجانف إلثم‪،‬‬ ‫الشيء الذي جعل مناط التكليف في الفقه‬ ‫اإلسالمي احلرية والعقل والبلوغ‪ ،‬وأوجد‬ ‫قاعدة كون الضرورات‪ ،‬حيث تغيب احلرية‪،‬‬ ‫تبيح احملضورات‪.‬‬ ‫هذا اإلستخالف وهذا التكليف ال يتجه‬ ‫لإلنسان كمسلم وال كمواطن بل كإنسان‬ ‫اسب فرديا على‬ ‫في املطلق وكفرد متعني ُي َح ُ‬ ‫استخالفه‪“ .‬ويأتينا يوم القيامة فردا”‪.‬‬ ‫و“كل نفس مبا كسبت رهينة”‪ .‬و”لست‬ ‫عليهم مبصيطر”‪ .‬و”لست عليهم بوكيل” …‬

‫مناط التكليف يف الفقه الإ�سالمي‬ ‫احلرية والعقل والبلوغ‬

‫واآليات الواردة في هذا املعني ال تعد‪ .‬مبا يجعل‬ ‫الطرح اإلسالمي‪ ،‬ومن بني جميع الطروحات‬ ‫الفلسفية‪ ،‬الفكر الوحيد الذي يؤسس الوجود‬ ‫اإلنساني ويؤصله على معنى احلرية خالفا‬ ‫ملا ذهب إليه أمثال محمد الشرفي في كتابه‬ ‫“اإلسالم واحلرية ‪ ..‬سوء التفاهم التاريخي”‪،‬‬ ‫حيث غاب التحليل الفلسفي املنهجي وتراكمت‬ ‫األحكام املسبقة والشهادات املغلّطة على عادة‬ ‫التحاليل اليسارية التي تترك الفعل االستنباطي‬ ‫امللزم للعقل وتعتمد تراكم احلجج االستقرائية‬ ‫وهو منهج اخلطابة وليس منهج الفلسفة بقطع‬ ‫النظر عن صحة االستقراء واستيفاء شروطه‬ ‫املنهجية‪ .‬بل أن احلقيقة الفلسفية تقتضي أن‬ ‫تكون املاركسية مثلها مثل كل فلسفة مادية في‬ ‫سوء تفاهم جيني تكويني مع مفهوم احلرية‬ ‫ألن املادة تظل محكومة دائما بقوانني احلتمية‬ ‫الصارمة املالزمة لطبيعتها ولو كان األمر يتعلق‬ ‫بالعقل الذي ال ترى فيه هذه الفلسفات أكثر من‬ ‫نتاج أرقى للمادة‪.‬‬ ‫بقي سؤال يفرض نفسه وال يسعنا اإلجابة‬ ‫عنه في مقال صحفي محدود بعدد الكلمات‬ ‫ونتركه للحلقة القادمة من هذا الركن بإذن‬ ‫الله وهو اآلتي‪ :‬كيف يبني اإلسالم مفهوم‬ ‫االستخالف والتكليف على أساس احلرية‬ ‫الفردية ثم يسن حدودا يراها البعض في منتهى‬ ‫القسوة والقهرإلجبار اإلنسان على سلوك‬ ‫اجتماعي معني؟‬ ‫أال يعتبر ذلك تفويضا إالهيا للسلطان لتقدير‬ ‫مخالفة التكليف والعقاب عليها في تناقض‬ ‫واضح مع كل ما أسلفنا؟‬


‫أدب‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫يف شجاعة التفكري وشناعة التعكري‬ ‫بحري العرفاوي‬ ‫نق�رأ كثي�را ع�ن اإلصلاح والتنوي�ر‬ ‫والتنمية والتغيير ونقرأ مشاريع جادة ُيجه ُد‬ ‫أصحابها أنفسهم لإلقناع بها وحتويلها إلى‬ ‫ج�زء من وع�ي الناس ومطالبه�م وذاك أمر‬ ‫مه�م ف�ي حتري�ك الس�كون املجتمعي وفي‬ ‫تس�ريع احلراك البطيء وفي إيقاظ العزائم‬ ‫وبث األمل‪.‬‬ ‫ولنا أن نسأل إن كانت املشاريع النظرية‬ ‫ـ على عمقها وجديتها ـ كافية لتحقيق قد ٍر من‬ ‫اإلصالح ومن التنوير والتقدم والتغيير؟ إن‬ ‫املش�اريع النظرية هي أشبه ما تكون ببذو ٍر‬ ‫حتتاج تربة وطقس�ا كي تتحقق خصوبتها‪،‬‬ ‫حتت�اج األفكار بيئة مهيأة للتواصل وتقليب‬ ‫األفكار والتعبير بوضوح عما نفكر فيه وعما‬ ‫نعت�رض علي�ه وعما نخش�اه وم�ا نأمله‪...‬‬ ‫«طقسا» اجتماعيا هادئا بغير‬ ‫حتتاج األفكار‬ ‫ً‬ ‫توتر وغي�ر توجس وغير ضغ�ط‪ ...‬حتتاج‬ ‫األف�كار واملش�اريع أن ُيق ّدم إليها بإش�اعة‬ ‫طقس آمن بحيث ال يتوجس أح ٌد من أن يدفع‬ ‫ثمن فك�رة وال ُيضطر إلى قول ما ال يرى أو‬ ‫إل�ى إخفاء م�ا ي�رى ‪ ،‬طقس األم�ان ذاك ال‬ ‫مبعنى األمن املدن�ي الذي تقدر على حتقيقه‬ ‫األحهزة املعنية‪،‬وإمنا مبعنى األمان النفسي‬ ‫حني يطمئن الناس إل�ى بعضهم فيصدقون‬ ‫في تعبيرهم عن تصوراتهم وعن مشاعرهم‬ ‫ُمتحرري�ن م�ن لوث�ات املخاتل�ة والتآم�ر‬ ‫والوقيعة ومن النرجسية واإلستعالء‪ ...‬في‬ ‫الطقس اآلم�ن ذاك تتفتق املواه�ب وتتدافع‬ ‫األفكار ويتعافى املجتمع ذاتيا من الكثير من‬ ‫مظاهر التشوه الثقافي والفكري والسلوكي‪،‬‬ ‫إن «األمان» هو املنبَ ُ�ت الطبيعي للحضارات‬ ‫املتقدم�ة ولي�س أخط�ر عل�ى الش�عوب من‬ ‫فقدان الثقة ومن ش�يوع حاالت «التخوين»‬ ‫و»التوهني» و»التجريح»‪ ...‬تلك حاالت تدفع‬ ‫إل�ى االنطواء وإلى التردد والتس�ليم مبا هو‬ ‫كائن‪،‬أو قد تدفع إلى ممارسات ومواقف لن‬ ‫تكون إال مقدمات للفشل اجلماعي‪.‬‬ ‫املثقف�ون الرس�اليون ه�م فواني�س‬ ‫مجتمعاتهم يكشفون مواقع العطب و ُينيرون‬

‫مس�ارب الس�ير إل�ى املس�تقبل اجلمي�ل‪،‬‬ ‫يبذل�ون جه�دًا ف�ي مغالبة العق�ول الصلدة‬ ‫واألنفس العكرة والطبائع الغليظة يتحملون‬ ‫أذى ويصطبرون وعيا بعظيم دورهم وثقل‬ ‫أمانتهم‪ ،‬إنهم ال يس�تعلون وال ُيكابرون وال‬ ‫يتخ�ذون م�ن أبن�اء ش�عبهم ُخصوما حتى‬ ‫وإن وج�دوا منه�م َعنَتً�ا وأذى‪ ...‬لق ْد أوذي‬ ‫الفالسفة ولم َيس�فوا إلى طيش العامة وقد‬ ‫أوذي األنبي�ا ُء م�ن قبلهم وم�ن بعدهم ولم‬ ‫يثأروا ألنفسهم ‪.‬‬ ‫إن منه�ج «تعكي�ر» األج�واء الثقافية أو‬ ‫يحت�اج جه�دا‬ ‫اإلجتماعي�ة والسياس�ية ال‬ ‫ُ‬ ‫عقليا وال شجاعة أدبية وال ُيحقق ألصحابه‬ ‫ُبطولة ولن يصنع منهم «شهداء» فكر إذا ما‬ ‫ُ‬ ‫فترض‬ ‫جت ّرأ عليهم «الصبي�انُ » فنالوا مما ُي‬ ‫أن يكون�وا علي�ه م�ن مهابة املعرف�ة وهيبة‬ ‫حاجب‬ ‫العارفين ‪ ...‬منه�ج «التعكي�ر» ذاك‬ ‫ٌ‬ ‫للرؤية و ُموقع في «صدام» ومعطل للس�ير‬ ‫احلض�اري وأصحا ُب�ه أش�به م�ا يكون�ون‬ ‫ب»اإلنتحاريني» ُيفجرون أنفسهم في زحمة‬ ‫األفكار مدفوعني بضيق الصدر وبعجز على‬ ‫احلوار وقد أوتوا لسانا ُمبينا‪.‬‬ ‫الذي�ن يج�دون ل�ذة ف�ي إث�ارة الغب�ار‬ ‫وافتع�ال اخلصوم�ات وش�حن األنف�س‬ ‫وتوتير األعص�اب ـ بدعوى حرية التعبير ـ‬ ‫عليهم مراجعة مناهجهم إن كانت ُمؤ ّدية إلى‬ ‫مصلحة ـ وطنية أو إنس�انية ـ أم إنها تدفع‬ ‫باجتاهات ملو ّي ٍة و ُموحشة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كم يكب�ر في أعيننا ذو فكرة عالية وغير‬ ‫متعالية وكم نتألم حني ُيداه ُم مثقفون ً‬ ‫بعضا‬ ‫ٍ‬ ‫اتهامات‬ ‫من أبناء ش�عبهم يس�وقونهم إل�ى‬ ‫ُمهلكة بسبب عدم انسياقهم إليهم‪.‬‬ ‫إن الدلي�ل على سلامة عقولنا ليس في‬ ‫كسر عقول اآلخرين وإمنا في عدم اضطراب‬ ‫منه�ج تفكيرن�ا ُقبال�ة لغط العام�ة وفاقدي‬ ‫السند املعرفي وقبالة القاصرين عن احلركة‬ ‫اإلبداعية باجتاه املستقبل الدائم‪.‬‬ ‫وال حاج�ة إليراد ش�واهد غي�ر جديرة‬ ‫باإليراد من كتابات ٍ‬ ‫ُ‬ ‫فترض أنهم‬ ‫بعض ممن ُي‬ ‫مؤمتنون على «تصنيع» الوعي ـ ورغم أنهم‬ ‫قليلون إال أنه�م يتكلمون من مواقع مرتفعة‬ ‫وقد ُيسيئون إلى أنفسهم وإلى غيرهم ‪.‬‬

‫•••••‬ ‫تصيـــــــــــــح‪......‬‬ ‫يـــــــــــــا أبـــي‬ ‫هيّا معــــــــــــي‬ ‫القضبان متنعنـي‬ ‫يا ولــــــــــــــدي‬ ‫•••••‬ ‫ولّى الشتــــــــــاء‬ ‫والربيع أتــــــــى‬ ‫لك ّن اللّون األخضر‬ ‫امنحى من ذاكـرة‬ ‫أبيـــــــــــــــــــــك‬ ‫فما يبكيــــــــــــك؟؟‬ ‫يا ولـــــــــــــــدي‬ ‫•••••‬ ‫ّ‬ ‫كف عن البكــــــاء‬ ‫السمــاء‬ ‫وانظر إلى ّ‬ ‫تستم ّد منها ّ‬ ‫الضياء‬

‫«رمضان سجني»‬ ‫رم��ض��ان ي��ا ش��ه��ر احمل��بّ��ة ه��ل ت��رى‬ ‫أه����ل ت���ف��� ّرق ج��م��ع��ه��م ومت��زّق��ت‬ ‫ي��ل��ق��ون م��ن ج���ور ال�� ّط��غ��اة م��ذلّ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ت��خ��ض��ب م��ن دم��ي‬ ‫ل��م أش��ت��ك ق��ي��دا‬ ‫ارح�����م إل����ه ال��ع��امل�ين دم��وع��ه��م‬ ‫أف����رغ عليهم م��ن ج��م��ي��ل عطائك‬ ‫دارت ب���ك األ ّي�����ام ع��ب��ر م��داره��ا‬ ‫أن���ت ّ‬ ‫ال��ط��ل��ي��ق جت���وب ك��� ّل ع��وال��م‬ ‫أن����ت ال��رب��ي��ع جت�� ّم��ع��ت أزه����اره‬ ‫السجني عذرتني‬ ‫ل��و كنت ت��دري م��ا‬ ‫ّ‬ ‫أخ����ي ف��إنمّ��ا‬ ‫ب���ال��� ّرأس ال ت��أخ��ذ‬ ‫ّ‬ ‫أن����ا م���ا ت���رك���ت رس��ال��ت��ي أب���دا‬ ‫س��أظ�� ّل أه��ت��ف ف��ي ال���ورى بعقيدتي‬

‫ّ‬ ‫ليخف االبتـــــــالء‬ ‫على أبيــــــــــــــك‬ ‫فال َتبْ ِك يا ولـــدي‬ ‫•••••‬ ‫بعد حتطيم «الرومي»‬ ‫قد نلتقــــــــــــــــي‬ ‫وقد يفرق املـــــوت‬ ‫بيننــــــــــــــــــــــا‬ ‫فكن رجــــــــــــــال‬ ‫وكن ضيــــــــــــاء‬ ‫وادع دومـــــــــــا‬ ‫ألبيــــــــــــــــــــك‬ ‫النصـــــــــــــر آت‬ ‫فال حتــــــــــــــزن‬ ‫يا ولـــــــــــــــــدي‬

‫كمال عبد الرحمان تواتي‬ ‫سجين برج الرومي ‪94-91‬‬

‫ألوان‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫كاريكاتور ‪...‬‬

‫جمتمع الفايس بوك‬

‫رسم‪ :‬صالح البحري‬

‫ن��ل��ق��ى األح���بّ���ة أم ت���رى أش��ج��ان��ي‬ ‫أك���ب���اده���م ل��ه��ف��ي ع��ل��ى األك��ب��اد‬ ‫ن��ل��ق��ى م���ن ال��ط��غ��ي��ان ك��� ّل ه���وان‬ ‫ل��ك��نّ��ه��ا األط���ي���اف ت��غ��زو كياني‬ ‫آب���ائ���ن���ا‪ ،‬أب���ن���ائ���ن���ا‪ ،‬إخ���وان���ي‬ ‫ص��ب��را ي��خ�� ّف��ف ل��وع��ت��ي وه��وان��ي‬ ‫س���ارت وس���رت ول���م أزل مبكاني‬ ‫وأن����ا األس���ي���ر مت����� ّددت قضباني‬ ‫وأن����ا اخل��ري��ف جت���� ّردت أغ��ص��ان��ي‬ ‫رم��ض��ان م��ه�لا ي��ا اب���ن أ ّم كفاني‬ ‫و«ال��س��ام��ري» أضناني‬ ‫قومي نسوا‬ ‫ّ‬ ‫وم��ا أبدلتها أن��ا م��ا ش��ك��وت اجلاني‬ ‫ب���احل���قّ ب��ال��ت��وح��ي��د ب��ال��ق��رآن‪.‬‬

‫جمع عبد السالم التوكابري‬

‫معمّر الماجري ‪ /‬برج الرومي‪1990/1991‬‬

‫هذا زمـانك يا فتى‪ ‬‬ ‫مـا املخيف؟؟؟‪ ‬‬ ‫في احلرب مرتزقة‪ ‬‬ ‫حقدك األعمى أم الدين‬ ‫حتى إذا ثرنا‪ ‬‬ ‫احلنيف؟‬ ‫وحلقنا سرنا‪ ‬‬ ‫بل سخيف أن تبيعوا‬ ‫تبقى صفوف احلمى‪ ‬‬ ‫شعبكم بذرة احلقد العنيف‬ ‫بالوهم ُمخْ تَ َر َقه‪ ‬‬ ‫أين انتم عندما اشتد الوغى‪ ‬‬ ‫باخلوف محترقة‪ ‬‬ ‫أين انتم عندما اشتد النزيف‪ ‬هل اإلسالم من أحيا لكم‬ ‫هل هو اإلسالم ُبعبُ ُع ُكم‪ ‬‬ ‫فتنا‪ ‬‬ ‫مر ِّو ُع ُكم وقامعكم‪ ‬‬ ‫هل اإلسالم من سجى لكم‬ ‫ماذا يخ ِّوفنا؟؟‪ ‬‬ ‫وطنا؟‬ ‫ِ‬ ‫بل ما يخ ِّو ُفكم؟‪ ‬‬ ‫ش ّردمت الناس‪ ‬‬ ‫أن يستباح لكم ماض‬ ‫تنكيال وبهتانــا‪ ‬‬ ‫ِ‬ ‫فيكــش َفكم‪ ‬‬ ‫وسلختم الشعب بالتعذيب‬ ‫أفلم تكونوا عالقني بكل‬ ‫أزمانا‪ ‬‬ ‫باب؟‪ ‬‬ ‫وكنتم مادحني‪ ‬‬ ‫أفلم تكونوا آلة‪ ‬‬ ‫ملن داست حماقته ُعرفا‬ ‫السباب‪ ‬‬ ‫وإنسـانا‪ ‬‬ ‫بالزيف حتترف ُّ‬ ‫تتقاطرون‪ ‬‬ ‫جفت منابـعكم‪ ‬‬ ‫تتساقطون على املوائد‬ ‫خارت دعائمكم‪ ‬‬ ‫كالذبـاب‪ ‬‬ ‫ملوا بضـاعتكم واستجمعوا‬ ‫في السلم مرتزقة‪ ‬‬ ‫معكم‪ ‬‬

‫كل الذي كــانا‪ ‬‬ ‫فالشعب زلزلكم‪ ‬‬ ‫وانهارت معاقلكــم‪ ‬‬ ‫عرشا ً واركــانا‪ ‬‬ ‫يا أيها الشعب الذي‬ ‫ح ِّر ْرتني‪ ‬‬ ‫وفككت اسري من براثن‬ ‫غدرهم‪ ‬‬ ‫ووهبتني طوق النجـاة‪ ‬‬ ‫قد كنت احسب أن وقت‬ ‫النصر فـات‪ ‬‬ ‫قد كنت احسب‪ ‬‬ ‫انه زمن السبات‪ ‬‬ ‫األسد‪ ‬‬ ‫وظننت كل الظن أن ْ‬ ‫حتت ِعقـالها ستظل تقتسم‬ ‫ال ُفتات‪ ‬‬ ‫هذا زمـانك يا فتى‪ ‬‬ ‫فالشعب‪ ‬‬ ‫قد وهب الـكرامة للحياة‬

‫شعر‪ :‬عبد الباسط‬ ‫الشايب سوسة‬

‫أنتم عىل الرؤوس تيجان‬

‫ضيـــــــــــــــــــــــــاء‬ ‫ولدت ولم جتد‬ ‫يدا لك متتــــــ ّد‬ ‫صرخت ولم تجُ ب‬ ‫وعطفي نحوك يشت ّد‬ ‫•••••‬ ‫تبحث عنّــــــــــي‬ ‫أين أنت ؟؟ يا أبي‬ ‫ال صوتا تسمــــع‬ ‫وال صدى ُيرجـع‬ ‫إنّه البرق يلمـــع‬ ‫إنّه ال ّرعد يدمــع‬ ‫إنّه الباب ُيغلـــق‬ ‫إنّه القلب يخفــق‬ ‫•••••‬ ‫ضيــــاء أنت قد أط ّل‬ ‫شعاع زاد في األمــل‬ ‫نور أنت قد أهـــــــ ّل‬ ‫أمل ه ّد امللــــــــــــل‬

‫‪30‬‬

‫سألت الورى حتّام يشت ّد طغيــــــــانُ‬ ‫وحتّام نحيا في صغار كأنغـــــــــــام‬ ‫وحتّام نفني العمر في السجن أقنانــا‬ ‫ونقضي ط��وال العمر جوعا وتنكيـال‬ ‫مل��اذا مي��وت البعض ف��ي السجن تعذيبا‬ ‫سجانـــــــــــا‬ ‫ملاذا كبار القوم يدنون‬ ‫ّ‬ ‫وحتّام يغتال الورى مثل خرفــــــــان‬ ‫ف��إن ج ّرعونا م��ن ك��ؤوس ال���ردى ده��را‬ ‫وإنّ��ا –كملح األرض‪ -‬هيهات نستثنى‬ ‫ولوال رؤانا ما تسامى بهم ملــــــــــك‬ ‫ولوال تقارير لنا حول تعذيـــــــــــــب‬ ‫ول��وال دراس��ات سمت أو محطـــــــات‬ ‫ول���وال ال��ك�لام احل��� ّر م��ا ك��ان تنوير‬ ‫وهذا «احت��اد» شيد للشغل نبراســـــــا‬ ‫كذا قال أحرار –وللحق أجنـــــــــاد‪-‬‬ ‫حتياتنا للشعب‪ ،‬إن فاز أبطــــــــــــال‬ ‫فأنتم –بنو اخلضراء‪ -‬كنتم وال زلتــم‬ ‫ّ‬ ‫احل��ق‪ -‬للخير نبـــــراس‬ ‫مي‬ ‫وأنتم – وأ ُ‬

‫فينفى عن األوطان شيب وشبــــــان؟‬ ‫فيقصى عن امليدان غفل وأعيــــان ؟‬ ‫سجــان؟‬ ‫ويرقى على أشالئنا الكثر‬ ‫ّ‬ ‫فهل نحن أشرار‪ ،‬وفي السجن عبدان؟‬ ‫فهل هم شرار اخللق‪ ،‬بالكاد جرذان؟‬ ‫إذا مات بالتعذيب في السجن إنسان؟‬ ‫مل��اذا يجوب البر واألف��ق غربـــان‬ ‫فإنا لذاك احلق –والله‪ -‬أعــــــوان‬ ‫وإنا لهذا احلكم أس وبنيــــــــــان‬ ‫ول��وال سنانا‪ ،‬كان في امللك عميان‬ ‫ّ‬ ‫ف��ك قيد األس��ر‪ ،‬أو ك��ان إعالن‬ ‫ملا‬ ‫إذاعيّة‪ ،‬ال نه ّد للعدل أركــــــــان‬ ‫فذا «مجلس األح��رار»‪ ،‬للحق عنوان‬ ‫وللحق والتحرير‪ ،‬والعمر أزمــان‬ ‫وما ضاع حقّ قد تبناه فرســـــان‬ ‫فهيهات –لوال الشعب‪ -‬يخض ّر بستان‬ ‫ليوث الوغى لوالكم اشت ّد طغيـــان‬ ‫وأنتم على الرؤوس –والله‪ -‬تيجان‬

‫شعر األستاذ محمد صالح الصغيّرطبلبة‬

‫‪31‬‬

‫يعدّها عادل الجريدي‬

‫�شبكــة الأرقـــام‬

‫حلل هذه اللعبة ضع التواريخ واألرقام يف‬ ‫اجلدول‪:‬‬ ‫أفقيــا ‪:‬‬ ‫أ) في هذه السنة مت ّكن القائد العربي عبد الله‬ ‫بن أبي سرح من هزم اإلمبراطور جرجير املستق ّر‬ ‫بسبيطلة في إطار حملة العبادلة السبعة من أجل‬ ‫فتح إفريقية‪.‬‬ ‫ طول فترة احلمل بحساب ّ‬‫الشهور‪.‬‬ ‫ب) شهدت هذه السنة حملة زهير بن قيس‬ ‫البلوي على شمال إفريقيا ومقتل القائد البربري‬ ‫كسيلة‪.‬‬ ‫ت) عدد احلروب العاملية التي أصابت اإلنسانية‬ ‫خالل القرن املاضي‪.‬‬ ‫ محيط دائرة قياس قطرها ‪ 50‬وحدة طول‪.‬‬‫ث) العدد اجلملي للكواكب واألجرام السماوية‬ ‫قصه على‬ ‫التي رآها سيّدنا يوسف في منامه الذي ّ‬ ‫أبيه‪ .‬‬ ‫ العدد اجلملي لقطع الشطرجن املوضوعة عند‬‫البداية على ذ ّمة كل متبار‪.‬‬ ‫ج) عن هذه الس ّن تو ّفي الرسول عليه الصالة‬ ‫والسالم سنة ‪ 632‬للميالد‪.‬‬ ‫ عدد احلروب البونيقية التي دارت رحاها بني‬‫روما وقرطاج قبل امليالد‪.‬‬ ‫عموديا ‪:‬‬ ‫أ) عدد السور القرآنية التي تبدأ بـ"حم"‪.‬‬

‫ طول املدة بحساب السنوات التي استغرقها‬‫نزول القرآن الكرمي على سيّد املرسلني‪.‬‬ ‫ب) الوزن األقصى بحساب الكلغ بالنسبة إلى‬ ‫مالكم من صنف نصف الذباب‪.‬‬ ‫ عدد آيات سورة املمتحنة‪.‬‬‫ت) طول السنة على كوكب املريخ بحساب األيام‬ ‫األرضية‪.‬‬ ‫ العدد اجلملي للركعات التي تصلّى جهرا‬‫ضمن الصلوات املفروضة يوميّا على املسلمني‪.‬‬ ‫ث) في هذه السنة تو ّفي عثمان بن عفان فخلفه‬ ‫علي بن أبي طالب وهو آخر اخللفاء الراشدين‪.‬‬ ‫ج) ترتيب شهر رمضان في السنة الهجر ّية‪.‬‬ ‫السور القرآنية التي تبدأ بالبسملة‪.‬‬ ‫‪ -‬عدد ّ‬

‫أ‬

‫أ‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫ج‬

‫ب‬

‫ت‬

‫ث‬

‫ج‬

‫ـ تونس حتتل املرتبة الثالثة من حيث إستخدام الفايس بوك هذا ما أكده‬ ‫تقرير ملعهد التنبؤ لعالم البحر األبيض املتوسط خاصة وأن أكثر من ‪ 20‬مليون‬ ‫عربيا يستعملون الفايسبوك حسب إحصائية العام املاضي وتأتي مصر في‬ ‫املرتبة األولى بعدها املغرب ثم تونس بزيادة ‪20%‬من عدد املستخدمني مع‬ ‫إنطالق الثورة التونسية وبارتفاع نحو مليوني شخصا خالل شهر واحد فقط‬ ‫تليها السعودية ثم اإلمارات ثم اجلزائر بزيادة مليون ونصف املليون شخصا‬ ‫بداية السنة اجلارية‪.‬‬ ‫ـ احلكم ببراءة السرياطي في قضية املطار أثار ضجة في املوقع وظهر ذلك‬ ‫من خالل النقاشات والتعليقات كما ظهر له مقطع فيديو داخل احملكمة يقدم‬ ‫فيه إعتذارا للقضاة وللشعب التونسي صحبه التعليق التالي ألحد املدونني‬ ‫«سامحوني وغلطوني زوز على نفس امليزان» وفي تعليق آخر من رمي لسود‬ ‫«كانو باحلق نظيف وما عامل شىء عالش يعتذر؟‬ ‫ـ في تعليقه حول التحركات الشعبية في العاصمة ومختلف املدن الذي‬ ‫شهدها هذا األسبوع كتب لطفي زيتون في صفحته «إذا كان املزاج الشعبي بهذا‬ ‫التوتر في وقت العطلة ورمضان فأنا أرأف حلال الذين يحاولون اإللتفاف على‬ ‫الثورة عندما يأتي الشتاء ويكون الشعب التونسي قد إحتفل بانتصاره الثالث‬ ‫في ليبيا والرابع في سوريا واخلامس في اليمن ‪ ،‬بعض احلمقى يلعبون بالنار‬ ‫فسيأتي الشتاء وحترقهم»‬ ‫ـ املناضلة أم زياد في أول ظهور تلفزي منذ الثورة حيث القى جضورها في‬ ‫التلفزة الوطنية إعجابا من املتابعني في املوقع ووصفتها صفحة ( كورة ) بأنها‬ ‫رمز من رموز تونس حيث ركزت على نقد أداء احلكومة وتخاذلها في احملاسبة‬ ‫ـ تعليقات كثيرة صاحبت املقطع منها التعليق الطريف لصاحبه محمد الشعباني‬ ‫«كما العادة الشىء من أم زياد ال يستغرب»‪.‬‬ ‫ـ مقال خلالد شوكات صدر في صحيفة إيالف اإللكترونية يقول فيه»لن‬ ‫يتمكن التونسيون من القول بأن ثورتهم قد جنحت وأن دولتهم قد أصبحت‬ ‫دميقراطية فعال إال إذا حتولت وزارة الداخلية من قلعة حصينة يلفها الغموض‬ ‫وتسيرها أشباح مرعبة إلى وزارة عادية ردهاتها كما طرق تسييرها مكشوفة‬ ‫للجميع والوزير املشرف على إدارتها إبن إمرأة من سيدي بوزيد مثال تأكل‬ ‫القديد وميشي هو بني الناس في األسواق آمنا على سره معافى في بدنه ميلك‬ ‫فقط قوت يومه»‬ ‫ـ في صفحة املدون والناشط عالء الدين زعتور «في مصر من ينتقد‬ ‫ولو بربع كلمة املجلس العسكري تتم إحالته على القضاء مثل ما وقع ألسماء‬ ‫محفوظ‪...‬وفي تونس من يريد ممارسة حقه في التظاهر السلمي بشارع‬ ‫احلبيب بورقيبة يتم التنكيل به وقمعه بكل الوسائل ورمبا يتطور األمر إلى‬ ‫إعتقاله»‪.‬‬ ‫فمتى يفهم هؤالء األغبياء ممن هم داخل سلطة القرار أن ال وجود خلطوط‬ ‫حمراء للشباب الثائر غير مصلحة بالده وحتقيق أهداف الثورة ‪...‬؟‬ ‫ـ تعليق من صفحة (تفريكة وطنية على وزارة الداخلية ) حول أحد املشاهد‬ ‫في مسيرة يوم اإلثنني بتونس العاصمة «أحسن مشهد اليوم هو إميان الطريقي‬ ‫وسهام بن سدرين اليد في اليد في مظاهرة شارع احلبيب بورقيبة»‬ ‫ـ صفحة باملرصاد تنشر التعليق التالي حول بعض املزايدات التي تنطلق‬ ‫من حني آلخر في املوقع»غريب أمركم نددمت بسكوت األحزاب والنقابات وبعدم‬ ‫خروجها للشارع وملا قرروا اخلروج للشارع هاجمتموهم؟؟؟»‬ ‫صورة وتعليق‪:‬‬ ‫ صورة لضرير يشارك في مسيرة يوم اإلثنني الفارط بالتعليق التالي‬‫«وناس صحاح يطنطنو قاعدين حتت الكليماتيزور ويقولوا يزي دخلتوا البالد‬ ‫في حيط»‪.‬‬ ‫ صورة مقصات ولوازم طبية وحتتها التعليق التالي «القضاء الزمو طهور‬‫على الطريقة التونسية ‪..‬وماكم تعرفوا العادات والتقاليد ‪.‬الطهور ما يجي كان‬ ‫في ‪ 27‬رمضان إن شاء الله بإمضاء العقيد الثوري‬ ‫صورة إنتشرت وهي للصفحة األولى من جريدة اإلعالن عدد الثالثاء‬‫الفارط حيث عنونت مظاهرات اإلثنني بالتالي «مظاهرات نددت بغالء األسعار‪..‬‬ ‫« وعلقت صفحة تونيزيا بقولها «شوفو إعالم بن علي شنوة قال على مظاهرات‬ ‫األمس ‪»..‬علما بأن املظاهرة كان عنوانها األساس حماية الثورة من اإللتفاف‬ ‫واحلفاظ على مكاسبها واستقالل القضاء‬ ‫صفحة متيزت‪:‬‬ ‫وهي صفحة حركة النهضة بباب بحر حيث لم تفتها شاردة وال واردة في‬ ‫الشأن اإلعالمي اخلاص بحركة النهضة إال قامت بتغطيتها ونشرها وكذلك‬ ‫تتابع وتنقل األمور احمللية والوطنية األخرى‪.‬‬


‫إلى فجر جديد‬

‫اجلمعة ‪� 19‬أوت ‪2011‬‬

‫بال�سـواك احلـــا ّر‬

‫عصرة‬

‫يوميا في التلفزات التونسية‪ :‬كروفات‪ ،‬كلمار‪ ،‬علوش‪ ،‬بقري‪،‬‬ ‫قالوا‪ :‬أحداث جبنيانة‪ ،‬ال للحل األمني‪.‬‬ ‫ضد العصابة اإلرهابية التي تقايض حرية ومحاشي حوت‪ ..‬وبوالعيلة يسلّكها كي يخلط على السالطة‬ ‫قلنا‪ :‬بل نعم للحل األمني ّ‬

‫الشعب بأمنه‪ ،‬وال للحل األمني ضد التظاهرالسلمي للتعبري عن‬ ‫الرأي يف القصبة وشارع بورقيبة وكل نقطة من اجلمهورية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬مجلس الوزراء‪ :‬احلرية‪ ،‬األمن والعدالة أعمدة‬ ‫الدميوقراطية‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬نعم‪ ،‬إذا شملت احلرية حق التظاهر السلمي‪ ،‬وشمل األمن‬ ‫إيقاف عصابة االنفالت املزعوم‪ ،‬والعدالة حماسبة الفساد وتطهري‬ ‫القضاء‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬هجومات إسالمية باجلزائر‪ ،‬ثالثة قتلى منهم عسكري‬ ‫وشرطي‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬اكتب «عبد القادر تيقة» عىل متصفح األنرتنت غوغل‪،‬‬ ‫وستعرف حقيقة من هم القتلة‪ .‬وخطاب الفزّ اعة اإلسالمية‬ ‫خطاب القتلة وأعداء الشعوب العربية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬النظام السوري يقصف املدن باألسلحة الثقيلة‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬حيارب «التنظيامت اإلسالمية املتشددة واملتطرفني» مثله مثل‬ ‫عبد اهلل صالح‪ ،‬والقذايف‪ ،‬وبن عيل‪ ،‬ومبارك‪ ،‬وإرسائيل‪ ،‬وأمريكا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬مذكرة إيقاف دولية ضد سيدة العقربي‬

‫ْ‬ ‫عصافر‪.‬‬ ‫واخلط عليها‬ ‫ظم‬ ‫ْ‬ ‫قلنا‪ّ :‬‬ ‫سيبها ْع ْ‬

‫قالوا‪ :‬خيبة أمل الشعب التونسي إزاء مسرحية احملاسبة‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬حماله القانـون مع عصـابة الفساد‪ ،‬مخَ ْ ي ُبو مع شباب‬ ‫القصبة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬منطق الكبار‪ :‬إدانة األمر عند اآلخرين وتبريره محليا‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬بل هو منطق من يضحكون عىل الشعوب‪ ،‬ثم يتضح بكل‬ ‫املقاييس أهنم األصغر‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬قضاء متورط‪ ،‬ضبابية سياسية ومركزية نقابية‬ ‫ضعيفة وراء حترك الشارع‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬تالفز افرتاضية ختاطب يف شعب افرتايض‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬املثقفون اليوم مستقيلون ألنهم تعودوا دائما على‬ ‫األدوار الثانوية‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬هو الفرق بني النخبة الرائدة والنخبة االنتهازية التابعة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬سوق اجلملة‪ ،‬العرض موجود‪ ،‬لكن األسعار مازالت‬ ‫مرتفعة‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬وستظل مرتفعة إىل حد تطهري مسالك التوزيع‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬حتى تكون احلرية دافعا للعمل‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬الدافع للعمل ال يعني الدافع لالستكانة‪ ،‬والنضال العاميل ليس‬ ‫عائقا بل حمفزا لإلقتصاد‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬معاناة عملة التنظيف بالبنك املركزي التونسي مستمرة‬ ‫وتسوية وضعيتهم بعد املناولة بعيدة عن التسوية‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬مواطنون من درجة ثانية ملفهم بيد مواطنني من العهد‬ ‫البائد‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬حضر أحد إعالميينا في ندوة دولية في بلد عربي وهو‬ ‫في سكر واضح في رابعة النهار في رمضان‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬اذا مل تستح فاصنع ما شئت !!‬

‫قالوا‪ :‬زعيم حزب سياسي ق ّرر االستقالة ومغادرة احلزب‬ ‫ألسباب لم يعلن عنها إلى ح ّد الساعة!‬ ‫األول وال األخري‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬عزاؤه أ ّنه لن يكون ّ‬

‫قالوا‪ :‬االحتجاجات االجتماعيّة متأل شوارع عاصمة الضباب‬ ‫لندن والسلطات البريطانية تتهم الثورة التونسية أنّها وراء‬ ‫اشعال فتيل املظاهرات‪.‬‬ ‫سلبية؟‬ ‫قلنا‪ :‬متى كانت العدوى دائام ّ‬

‫قالوا‪ :‬بلغ عدد املسجلني في قوائم االنتخابات للمجلس‬ ‫قلنا‪ :‬بل دعاة تطهري القضاء من التورط‪ ،‬ومناوئي الضبابية‬ ‫السياسية ومنتسبي املركزية النقابية التي ناضلت دائما من أجل التأسيسي حوالي أربع ماليني تونسي من جملة ثمانية‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬صاحب «الشطر موش خارس»!!‬ ‫العدالة اإلجتماعية من هم وراءه‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬بعض األطراف ه ّددت مبقاطعة انتخابات املجلس‬ ‫قالوا‪ :‬بسبب تصويره ملشاهد في مسيرة احتاد الشغل‪،‬‬ ‫التأسيسي إذا لم يواكبه استفتاء حول النظام السياسي للبالد‪.‬‬ ‫جامعي يتعرض للعنف‪.‬‬ ‫حاسك ياغماّ ز ال ّليل»!!!‬ ‫قلنا‪« :‬من ّ‬

‫قلنا‪ :‬ومن يتعرض للعنف سواه؟‬

‫صاحب الكالم‬

‫قالوا‪ :‬تدهشني برامج الطبخ اخلاصة بالشبكة الرمضانية‬

‫مـن املد ّونـة العربيـة‬

‫‪l‬ولّى يوسف بن عمر الثّقفي صاحب‬ ‫العراق أعرابيّا على عمل له فأصاب عليه خيانة‬ ‫فعزله‪ ،‬فل ّما قدم عليه قال له ‪" :‬يا عد ّو الله‪ ،‬أكلت‬ ‫مال الله ؟! لقد راودت إبليس أن يعطيني فلسا‬ ‫فما فعل"‪ .‬فضحك منه وخلّى سبيله‪.‬‬ ‫‪l‬كان أبو حنيفة جالسا ومي ّد رجله‪ ،‬فدخل‬ ‫عليه شيخ ذو عمامة كبيرة وعليه هيئة العلم‪،‬‬ ‫للشيخ‪ .‬فسأله ّ‬ ‫فرفع رجله احتراما ّ‬ ‫الشيخ ‪:‬‬ ‫الصائم ؟" قال ‪" :‬عند‬ ‫"يا أبا حنيفة متى يفطر ّ‬ ‫ّ‬ ‫غروب الشمس"‪ ،‬قال "وإن لم تغرب الشمس‬ ‫إلى منتصف اللّيل !؟"‪ ،‬فقال أبو حنيفة ‪" :‬آن‬ ‫ألبي حنيفة أن مي ّد رجله"‪.‬‬ ‫‪l‬تنبّأ رجل في زمن املهدي فأمر‬ ‫بإحضاره‪ ،‬وملّا َمثُ َل بني يديه قال له ‪" :‬أنت‬ ‫نبي ؟" قال ‪" :‬نعم"‪ ،‬قال ‪" :‬ومتى ُب ِعثْ َت ؟"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أي‬ ‫قال ‪" :‬وما تصنع بالتاريخ ؟"‪ ،‬قال "ففي ّ‬ ‫موضع جاءتك النب ّوة ؟"‪ ،‬قال ‪" :‬وقعنا‪ .‬والله‬

‫‪32‬‬

‫محمد الشارني‬

‫ليس هذا من مناظرات األنبياء‪ ،‬إن كان عزمك‬ ‫أن تص ّدقني فك ّل ما قلت لك اعمل به‪ ،‬وإن عزمت‬ ‫أن تك ّذبني فدعني رأسا برأس"‪ ،‬قال املهدي ‪:‬‬ ‫"هذا ال يجوز‪ ،‬فإنّ فيه فساد الدين"‪ ،‬فغضب‬ ‫وقال ‪" :‬واعجباه‪ ! ‬تغضب أنت لفساد دينك‪ ،‬وال‬ ‫أغضب أنا لفساد ديني ؟ فوالله ما قويت إالّ مبعن‬ ‫بن زائدة واحلسن بن قحطبة ومن أشبههما"‪.‬‬ ‫فضحك املهدي وقال ُ‬ ‫لشريك القاضي ‪" :‬ما تقول‬ ‫فيه ؟"‪ ،‬قال املتنبّئ ‪" :‬تشاور ذاك في أمري وال‬ ‫تشاورني؟"‪ ،‬قال ‪" :‬هات ما عندك"‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫"أكافر أنا عندك أم مؤمن ؟"‪ ،‬قال ‪" :‬كافر"‪ ،‬قال‬ ‫ني‬ ‫‪" :‬فإن الله يقول ‪َ " :‬ولاَ ت ُِط ِع الْ َكا ِف ِري َن َوالمْ ُنَا ِف ِق َ‬ ‫َود َْع أ َ َذا ُه ْم َو َت َو َّك ْل َعلَى الل َّ ِه"‪ ،‬فال تطعني وال‬ ‫تؤذني‪ ،‬ودعني أذهب إلى ّ‬ ‫الضعفاء املساكني‬ ‫فإنّهم أتباع األنبياء‪ ،‬واترك امللوك واجلبابرة‬ ‫فإنّهم حصب جهنّم"‪ .‬فضحك وخالّه‪.‬‬

‫�شـابـه الأ�سـد �أبـاه‬ ‫سأل الولد أباه‬ ‫سمعت يف نرشة األخبار‬ ‫أن أسدا يقتل أهله‬ ‫وقتل محاه‬ ‫ملاذا يا أبتي‬ ‫يقتل «األسد» «محاه»‬ ‫عدوه‬ ‫فر من ّ‬ ‫ر ّبام يكون قد ّ‬ ‫عدوه‬ ‫يفر األسد من ّ‬ ‫حني ّ‬ ‫يقتل «محاه»‬ ‫ال تعجب يا ولدي‬ ‫فقد شابه «األسد» أباه‪.‬‬

‫معمر الماجري‬

‫قارص‬

‫جتمع بمناسبة عيد املرأة‬ ‫لفيف من النساء‪...‬‬ ‫من زوجات رؤساء أحزاب‬ ‫الصباح ‪ ...‬الظهر‪ ...‬العرص ‪ ...‬واملساء‬ ‫وبعد تبادل العناق والقبل‬ ‫آن األوان إللقاء بعض الكلامت‪ ..‬واجلمل‪...‬‬ ‫نودي عىل األوىل‪...‬‬ ‫فعدلت يف لبستها‪...‬‬ ‫وتبسمت يف وجه زميالهتا‪...‬‬ ‫ومتهلت يف مشيتها‪...‬‬ ‫ومهست يف احلارضين «هليو ‪»hello‬‬ ‫زوجي صاحب احلزب الرأساميل‪...‬‬ ‫‪...‬استحوذ عىل أموايل‬ ‫وأمهلني‪...‬وأمهل عيايل‪...‬‬ ‫وما أظنه‪...‬إال خيطط‪...‬‬ ‫«الزوايل»‬ ‫لالستيالء عىل لقمة‬ ‫ّ‬ ‫ونودي عىل الثانية‪...‬‬ ‫فألقت نظرة يف مرآهتا‪...‬‬ ‫ومسحت ما سال من «ماكياجها»‬ ‫وسارت بخطى السلحفاة إىل املنصة‬ ‫حتى ظن احلضور‪..‬‬ ‫اهنا ستضيع ما بقي من احلصة‪...‬‬ ‫زوجي االشرتاكي‪...‬‬ ‫منذ اليوم األول لزواجي‪...‬‬ ‫سارع إىل تأميم كل أمالكي‪...‬‬ ‫ووعدين بالترصف املشرتك‪...‬‬ ‫ولكنه سلط عيل من الضغوط‬ ‫ما جعلني ارضخ إىل مشيئته‬ ‫باإلمضاء لوحده يف الصكوك‪...‬‬ ‫ويل اآلن أكثر من قضية‬ ‫أمام البنوك‪...‬‬ ‫ونودي عىل الثالثة ‪..‬‬ ‫فانطلقت بخفة و رشاقة‪...‬‬ ‫بعد أن اطمأنت أهنا يف كامل األناقة‬ ‫زوجي الليربايل‪...‬‬ ‫متيم بحب «الباب العايل»‬ ‫برشين منذ األيام ُ‬ ‫األ َول‬ ‫باستثامر أموايل ليس يف العمل ‪...‬‬ ‫ولكن يف املآدب‪...‬والوالئم‪...‬‬ ‫للتقرب من «هبل»‬ ‫وجاء الدور عىل زوجة‬ ‫من إىل السلف الصالح ينتسب‪...‬‬ ‫فأمضت برهة وهي حتتجب‬ ‫ثم قالت ‪...‬زوجي‬ ‫استوىل منذ اليوم األول عىل أموايل‪...‬‬ ‫بتعلة أ ّنه املعتمد والوايل‪...‬‬ ‫فأصبحت ال أرى الدينار‬ ‫إال عىل بعد عدة أمتار‪...‬‬ ‫وعند مراجعة زوجي «عبد القهار»‬ ‫أن هذا خمالف ملا جاء يف «الرصيح»‬ ‫قال موقفي هو الصحيح‪...‬‬ ‫ونودي عىل اخلامسة والسادسة‪...‬‬ ‫من أحزاب اهلوية والقومية‪...‬‬ ‫و املدنية‪ ...‬والالئكية‪...‬‬ ‫وبدون تفصيل‪...‬‬ ‫فمن فرط«الغلب» و«القهر»‬ ‫ضجت القاعة بالبكاء والعويل‪...‬‬ ‫وأنزلت الفتة االحتفال‪...‬‬ ‫ورفع احلارضون اكفهم باالبتهال‪...‬‬ ‫أن يغري اهلل حال املرأة إىل خري حال‪...‬‬ ‫الصادق الصغيري‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.