alfajr 25

Page 1

‫‪El Fejr‬‬

‫برهان ب�سي�س‬ ‫�أو فاجعـــة‬ ‫الثقافـــة ص‪14‬‬ ‫الجمعة ‪ 02‬ذو القعدة ‪1432‬هـ الموافق لـ ‪ 30‬سبتمبر ‪ 2011‬م‬

‫مــطلع الفجر‪...‬‬

‫اﻟﺜﻤﻦ ‪ 600 :‬مليم ‪ -‬الثمن في الخارج ‪ 1 :‬يورو‬

‫مع انطالق أكرب محلة انتخابية يف تاريخ تونس‬

‫لحظة فارقة‬ ‫في تاريخ تونس‬ ‫يمثل انتخاب املجلس الوطني التأسييس‬ ‫تتوجيا للثورة باعتباره سيمكن الشعب التونيس‬ ‫ألول مرة من اختيار ممثليه بحرية وشفافية‪،‬‬ ‫وبالتايل تصعيد ثلة من الكفاءات املشهود هلا‬ ‫بالنضال واملصداقية واألمانة إيل مواقع القرار‬ ‫والتسيري واإلرشاف عىل اإلصالحات اجلوهرية‬ ‫القادمة معتمدين عىل ما يزخر به جمتمعنا‬ ‫وإدارتنا من اخلربات والكفاءات العالية و النزهية‪.‬‬ ‫وسيكون املجلس الوطني التأسييس جتسيدا‬ ‫لكل الرشعيات ومنطلقا لبناء النظام السيايس‬ ‫ومؤسساته الديمقراطية‪ ،‬الرئاسة‪ ،‬احلكومة‪،‬‬ ‫والدستور واإلصالحات القانونية ثم إفراز‬ ‫املؤسسات الدستورية يف ضوء دستور جديد‬ ‫حيظى بموافقة الشعب وممثليه‪ .‬هذا زيادة‬ ‫عىل الدور الترشيعي والرقايب يف املجال املايل‬ ‫واالقتصادي واالجتامعي‪.‬‬ ‫إن هذه االنتخابات حلظة فارقة يف تاريخ بالدنا‬ ‫ّ‬ ‫وليس لنا كتونسيني إال خيار واحد هو النجاح فيها‬ ‫لتحقيق النقلة النوعية ووضع بالدنا عىل سكة‬ ‫االستقرار واحلرية والتنمية‪.‬‬ ‫البقية ص ‪2‬‬

‫اﻟﻌﺪد‬

‫‪25‬‬

‫جمع ّية الق�ضاة‬ ‫تقاطع افتتاح‬ ‫ال�سنة الق�ضائ ّي ص‪3‬ة‬

‫علي العريض‬

‫العجمي الوريمي‪:‬‬

‫مناف�سة �ساخنة ومفاج�آت منتظرة‬

‫ص‪4‬‬

‫على خطى الثورة النه�ضة‬ ‫تطلق حملتها من �سيدي بوزيد‬

‫ص‪3‬‬

‫�شبـــاب تونــ�س فـي �ضيـافــة غــزة‬

‫ص‪17‬‬

‫أبو يعرب املرزوقي‪:‬‬

‫املنصف بن سامل ‪:‬‬

‫�صفاق�س قلعة اقت�صادية‬ ‫وقاطرة للتنمية ص‪6‬‬ ‫املبدع �شريك‬ ‫يف االنتقال‬ ‫الدميقراطي‬ ‫ص‪15‬‬

‫قرية «حليمة» وحلم التنمية‬

‫ص‪18‬‬

‫�أنا نه�ضوي‬ ‫وال �أنتمي �إىل‬ ‫حركة النه�ضة‬ ‫ص‪7‬‬


‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫مــطلع الفجر‪...‬‬

‫لحظة فارقة‬ ‫في تاريخ تونس‬ ‫هيب‬ ‫وأملنا أن تتالقى كل اإلرادات وأن‬ ‫ّ‬ ‫كل التونسيني للمشاركة املكثفة يف كامل‬ ‫مراحل هذه املحطة االنتخابية بأفضل أسلوب‬ ‫حضاري‪ ،‬قناعة بأننا بذلك نواصل رسالة‬ ‫الشهداء ونتعاون عىل حتديد مستقبل بالدنا‬ ‫وجمتمعنا واختياراته الكربى ونبني نظاما‬ ‫يليق بأبنائنا وأحفادنا ويوفر هلم االستمرار‬ ‫واالستقرار والرخاء فضال عىل احلرية والعدالة‬ ‫ّ‬ ‫وحل معضالت البطالة والتنمية‬ ‫والتنمية‬ ‫اجلهوية والتعليم والصحة والسكن وغريها‪.‬‬ ‫إننا يف حركة النهضة التي تعرضت لش ّتى‬

‫أنواع املحن وتتعرض اليوم ألساليب التشويه‬ ‫واالدعاء نتبنى مرشوعا وطنيا ال فئويا وال‬ ‫طبقيا هيدف إىل حتقيق التنمية والرخاء‬ ‫واحلرية والعدالة يف كامل ربوع بالدنا ويف كل‬ ‫يقوي الوحدة‬ ‫الفئات بال استثناء‪ ،‬إنه مرشوع ّ‬ ‫الوطنية وحيمي مكاسب البالد ويؤمن بأن‬ ‫تونس ّ‬ ‫لكل التونسيني وأن خدمة املواطن‬ ‫حيثام كان هي أوىل األولويات‪.‬‬ ‫إنه مرشوع تنموي حيرتم هويتنا الوطنية‬ ‫وهيتدي بقيم ديننا ومقاصده التي ال تنضب يف‬ ‫خمتلف جماالت احلياة ويدفع طاقة االجتهاد‬ ‫والتجديد فينا ويف شبابنا ويالئم باستمرار بني‬ ‫مكاسب احلداثة وهويتنا العربية اإلسالمية‪.‬‬ ‫إننا واقعيون وال نتبنى اخلطاب الرغائبي‬ ‫الذي يعد بام ال يستطيع شعارنا قوله تعاىل‪:‬‬ ‫ان َم ْس ُئوال''‪.‬‬ ‫''و َأ ْو ُفوا بِا ْل َع ْه ِد إِ َّن ا ْل َع ْه َد كَ َ‬ ‫َ‬ ‫أبناء تونس وبناهتا ‪:‬‬

‫مشاركتكم يف االنتخابات نجاح حلارضنا‬ ‫الرقي ضامنة‬ ‫ومستقبلنا ووعيكم بمتطلبات‬ ‫ّ‬ ‫ومحاية الستقاللنا ووحدتنا ومكاسب بالدنا‪.‬‬ ‫فتوكّ لوا عىل اهلل وال تتخلفوا عن هذه‬ ‫ِح ْبلِ اللهَّ ِ مَ ِ‬ ‫‪ ‬جيع ًا‬ ‫(وا ْع َت ِص ُموا ب َ‬ ‫املواعيد التارخيية َ‬ ‫َوال ت َ​َف َّر ُقوا)‪.‬‬

‫حيكُ ْم)''‪.‬‬ ‫''(وال َت َنازَ ُعوا َف َت ْف َش ُلوا َوت َْذ َه َب‪ِ ‬ر ُ‬ ‫َ‬

‫علي العريض‬

‫م�ؤمتر‬ ‫جلمعية القضاة‬ ‫أعلن املكتب التنفيذي‬ ‫ّ‬ ‫تقرر عقد املؤمتر العارش‬ ‫التونسيني أنه ّ‬ ‫للجمعية يومي السبت‬ ‫اخلارق للعادة‬ ‫ّ‬ ‫واألحد ‪ 29‬و‪ 30‬أكتوبر ‪ 2011‬حتت شعار‬ ‫ّ‬ ‫مستقل" عىل أن‬ ‫"الثورة ال تكتمل إ ّال بقضاء‬ ‫جتري انتخابات املكتب التنفيذي اجلديد يف‬ ‫رسي وشخيص ويف‬ ‫اليوم الثاين باقرتاع‬ ‫ّ‬ ‫دورة واحدة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫اجتماع �شعبي‬ ‫يف �إيطاليـا‬

‫‪� 10‬آالف عونا جديدا يدعمون املنظومة الأمنية‬

‫رئيـ�س جديد للرابطة‬

‫أفاد املتحدث باسم وزارة الداخلية هشام املؤدب أن»املنظومة األمنية ستتدعم في األشهر‬ ‫القليلة القادمة بتخرج ‪ 10‬آالف (‪ )10000‬رجل أمن هم اآلن بصدد تلقي التكوين‪ ،‬مذكرا في هذا‬ ‫الصدد بتخرج ألفي عون حرس اخلميس في انتظار تخرج ألفني آخرين‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن عطلة نهاية األسبوع املاضي شهدت إطالق حمالت أمنية شملت كامل تراب‬ ‫اجلمهورية مت «التحري خاللها مع قرابة ‪ 20‬ألف شخص وأكثر من ‪ 7400‬سيارة «مضيفا أنه‬ ‫مت منذ شهر فيفري إلى اليوم‪ ،‬إيقاف أكثر من ‪ 28600‬شخص‪ ،‬صدرت في حق ثلثهم أحكاما‬ ‫قضائية»‪.‬‬ ‫وكشف عادل الشارني من اإلدارة الفرعية ملكافحة املخدرات أن أعوان إدارته متكنوا منذ بداية‬ ‫السنة والى غاية الشهر احلالي‪ ،‬وبالتنسيق مع وحدات احلرس والديوانة‪« ،‬من إيقاف ‪ 160‬فردا‬ ‫بني مهرب ومروج ومستهلك وضبط أكثر من ‪ 60‬كلغ من التكروري (الزطلة) و‪ 1000‬قرص‬ ‫مخدر مع تسجيل أكثر من ‪ 40‬قضية في الغرض»‪.‬‬

‫مت انتخاب العميد السابق للمحامني‬ ‫السيّد عبد الستّار بن موسى رئيسا جديدا‬ ‫للرابطة التونسية‬ ‫للدفاع عن حقوق‬ ‫اإلنسان بعد‬ ‫حوالي أسبوعني‬ ‫انعقاد‬ ‫من‬ ‫املؤمتر السادس‬ ‫لل ّرابطة‪ ،‬ويعزو‬ ‫بعض املطلّعني‬ ‫هذا التأخير إلى‬ ‫ما تطلّبته العملية‬ ‫ّ‬ ‫املترشحني للرئاسة للوصول‬ ‫من حوار بني‬ ‫إلى وفاق‪ ،‬ولكن األمر انحصر في األخير بني‬ ‫السيد أنور القوصري واألستاذ بن موسى‬ ‫وقد حسم باالنتخاب لفائدة هذا األخير‪.‬‬ ‫تنصب مجهودات الهيئة‬ ‫ومن املنتظر أن‬ ‫ّ‬ ‫اجلديدة على متابعة مراحل االنتخابات‪.‬‬

‫م�ساعدات‬ ‫أعلنت السفارة األمريكية هذا األسبوع على موقعها اإللكتروني عن برنامجها للراغبني في‬ ‫احلصول على املنح و املساعدات مبوجب برنامج «مبادرة الشراكة في الشرق األوسط» ولئن‬ ‫سمح القانون التونسي بقبول مثل هذه املنح للجمعيات دون غيرها‪ ،‬فإنّ جدال كبيرا تثيره هذه‬ ‫املساعدات الرتباطها في أغلب األحيان بخدمة أغراض الدولة املم ّولة سياسيّة كانت أم ثقافيّة‬ ‫وللعلم فإنّ حجم املنح قد تضاعف ع ّدة م ّرات بعد الثورة‪.‬‬

‫يرتجل‪..‬‬ ‫فار�س جديد ّ‬ ‫في موكب مهيب‪ ،‬شيّع أهالي عمادة شواط مبنوبة‪ ،‬بداية هذا األسبوع‪ ،‬جنازة األخ املناضل‬ ‫سجني الرأي السابق املرحوم صالح اخلشرومي الذي ُعرف بدماثة أخالقه ورحابة صدره‬ ‫وابتسامته املمزوجة بروح الدعابة العذبة وحب الناس له‪.‬‬ ‫املرحوم صالح اخلشرومي واحد من أولئك الرجال الذين‬ ‫رفعوا لواء احلركة في الوسط الريفي‪ ،‬وهو الفالح الذي عرف‬ ‫بتشبثه باألرض والكدح ومقارعة الصعاب في استصالحها‪ ،‬وكان‬ ‫املرحوم من أوائل الذين انضموا إلى حركة االجتاه اإلسالمي منذ‬ ‫ثمانينات القرن املاضي إلى أن قبض عليه البوليس السياسي في‬ ‫عهد املخلوع حيث القى صنوفا من العذاب من ذلك طريقة «الغرق‬ ‫احلقيقي» وليس اإليهام بالغرق‪ .‬وقد واجه األجهزة القمعية بصبر‬ ‫وشجاعة ورباطة جأش نادرة‪ ،‬وملا خرج من السجن‪ ،‬تواصل‬ ‫احلصار واستمرت متابعة األمن له إلى أن داهمه املرض اخلبيث‪ .‬وبهذه املناسبة األليمة تتقدم‬ ‫املوسعة ولك ّل‬ ‫حركة النهضة وك ّل أصدقاء الفقيد بأح ّر التعازي لزوجته الصابرة ولكامل عائلته‬ ‫ّ‬ ‫إخوانه الذين قاسموه السجون واآلالم‪.‬‬

‫العنوان‪ 25 :‬نهج محمود بيرم التونسي‪ .‬منفلوري ـ تونس‬ ‫فاكس‪ - 71.490.027 :‬الهاتف‪71.490.026 :‬‬ ‫الحساب البنكي‪BIAT-RIB: 08204000571000710319 :‬‬ ‫العنوان االلكتروني‪elfejr2011@gmail.com :‬‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫على خطى الثورة النه�ضة تطلق حملتها من �سيدي بوزيد‬

‫ّ‬ ‫نظم فرع حركة النهضة بإيطاليا تظاهرة‬ ‫ثقافية للجالية التونسية تناولت مستقبل‬ ‫العالقات التونسية اإليطالية بعد الثورة وذلك‬ ‫بمدينة رجيو إيميليا (‪،)Reggio Emilia‬‬ ‫وقد حرض االجتامع ما يزيد عن ‪2000‬‬ ‫شخصا‪ ،‬وتداول عىل إلقاء الكلامت عدد من‬ ‫مقدمتهم‬ ‫الشخصيات التونسية واإليطالية يف ّ‬ ‫األستاذ راشد الغنويش رئيس حركة النهضة‬ ‫وممثّل للحزب الديمقراطي اإليطايل السيد‬ ‫البو بيسايل‪ ،‬وممثّل عن حزب احلريات‬ ‫اإليطايل السيد إيمزدزيو باربياري‪ ،‬وقد كان هلذا اللقاء املشرتك األثر الطيب يف أوساط اجلالية التونسية والعربية واألصدقاء اإليطاليني‪ ،‬كام تناول عدد‬ ‫الصعبة التي يعيشها الشباب التونيس املهاجر يف جزيرة المبادوزا ورضورة تكاثف ّ‬ ‫كل اجلهود حلل كل املسائل العالقة‪.‬‬ ‫من احلارضين الظروف ّ‬

‫المدير المسؤول‬ ‫الصحبي عتيق‬

‫رئيس التحرير‬ ‫محمد فوراتي‬

‫اختارت حركة النهضة أن تكون ضربة البداية في حملتها االنتخابية من مدينة سيدي بوزيد ملا في هذا االختيار من‬ ‫رمزية وأبعاد أهمها أنها شرارة الثورة التي ال ب ّد من مواصلة رفع شعلتها وأنها والية ه ّمشت كبقية الواليات الداخلية ال‬ ‫بد أن حتظى مستقبال باالهتمام الضروري حتى يكون ركب التنمية عادال بني مختلف جهات البالد‪ ،‬فالتونسيون جميعا‬ ‫من ح ّقهم أن يعاملوا على أساس املواطنة والعدل والتضامن والتآخي ال غير‪.‬‬ ‫غدا سيكون عرسا شعبيا بامتياز في مدينة الثورة بحضور الشيخ راشد الغنوشي وعددا من قيادات النهضة ووجوه‬ ‫الثورة في سيدي بوزيد واملدن املجاورة‪ .‬وهي فرصة حقيقية إلعادة االعتبار لهذه الربوع التي حرمت وهمشت زمن‬ ‫املخلوع‪ ،‬واليوم حان الوقت ليحصل مواطنوا سيدي بوزيد وكل اجلهات احملرومة من التنمية على حقوقهم كاملة‪.‬‬ ‫ ال شك أن احلملة االنتخابية‪ ،‬مبا هي استعراض علني‪ ،‬نّ‬ ‫مقن ألهداف وبرنامج كل قائمة ليس بالعمل اليسير‬ ‫تعج بعشرات القائمات املتشابهة شكال ومضمونا ولكن في تقديرنا أن حركة النهضة تتميّز بوضوح في‬ ‫خاصة والساحة ّ‬ ‫الفكر والبرنامج يؤ ّهالنها الفتكاك موقع محترم في اخلارطة السياسية التونسية باعتبار أن مرجعيتها الفكرية املعاصرة‬ ‫واملنصهرة في قيم احلداثة واملتفاعلة مع التراث البشري قدميا وحديثا ولسمعة مناضليها‪ ،‬كل ذلك يؤهلها للمساهمة‬ ‫في التح ّوالت الفكرية دون نكوص إلى الوراء أو االرمتاء في أحضان كل وافد‪ ،‬كما أن تفتّحها على كل الطاقات واملبدعني‬ ‫واخلبراء من أجل اإلفادة واالستفادة يجعلها اليوم صاحبة مشروع إصالحي قادر مبعيّة كل اخليّرين على املرور بتونس‬ ‫إلى ب ّر األمان‪ ،‬فحركة النهضة‪ ،‬هذا الفصيل السياسي التونسي األصيل‪ ،‬واعية باللحظة التاريخية التي مت ّر بها البالد‪،‬‬ ‫وجناح كل خطوة هو جناع لتونس‪ ،‬وليس مج ّرد جناح لطرف أو حزب ما‪.‬‬ ‫صبرين مورو‬ ‫متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪ ...‬متفرقات ‪...‬‬ ‫أستاذ في إضراب عن الطعام‬ ‫بدأ الثالثاء األستاذ محسن اجلعيدي إضرابا عن الطعام مبقر‬ ‫وزارة التربية ودالك احتجاجا عن طول فترة بطالته التي امتدت‬ ‫ملدة ثالث وعشرين سنة مع العلم انه قام بالعديد من الشكاوي‬ ‫وقد حاول فتح روضة باملروج منذ أربعة سنوات وكالعادة البحث‬ ‫األمني يحيل بينه وبني لقمة العيش األستاذ محسن اجلعيدي له‬ ‫األستاذية في الفلسفة وأب لطفل وله العديد من اإلسهامات في‬ ‫احلقل السياسي يبلغ من العمر سبع وأربعني سنة له جسم‬ ‫نحيف جدا ويعاني من العديد من األمراض املزمنة وأتوقع تدهور‬ ‫سريع لصحته‪.‬‬

‫سيدي بوزيد‪ :‬مشاريع بقيمة ‪ 77‬مليون دينار‬

‫صادقت «شركة التنمية االقتصادية» بسيدي بوزيد على عدد‬ ‫من املشاريع ستنطلق أشغالها في الفترة القليلة القادمة‪.‬‬ ‫وشركة «التنمية االقتصادية بسيدى بوزيد» هي شركة خفية‬ ‫االسم انطلق نشاطها في شهر أوت املاضي وهى تعمل حتت‬ ‫إشراف وزارة املالية ومهمتها القيام بدراسة ومتويل املشاريع‪.‬‬ ‫وتبلغ قيمة املشاريع املصادق عليها أكثر من ‪ 77‬مليون دينار‬ ‫وتوفر حوالي ‪ 3387‬موطن شغل في بداية نشاطها‪.‬‬

‫العفو الدوليّة‬

‫قطرية تمنح قرض لتونس بقيمة ‪ 500‬مليون دوالر‬

‫ينتظر أن يعقد فرع تونس ملنظمة العفو‬ ‫صحفية يعرض‬ ‫الدولية يف قادم األيام ندوة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيها النتائج التي ّتم التوصل هلا بخصوص‬ ‫نقاطه العرش التي طرحها عىل املرشحني‬ ‫للمجلس التأسييس من اجل تدعيم حقوق‬ ‫اإلنسان وتتمثّل هذه اخلطوات يف‪ :‬إصالح‬ ‫شامل لقوات الرشطة ومكافحة التعذيب‬ ‫وحرية التعبري وإصالح‬ ‫ومراقبة االعتقال‬ ‫ّ‬ ‫نظام العدالة ووضع حد لكل أشكال‬ ‫التمييز ووقف العنف ضد املرأة وإلغاء‬ ‫عقوبة اإلعدام والتحقيق يف االنتهاكات‬ ‫التي ارتكبت يف ظل حكم املخلوع و جرب‬ ‫األرضار للضحايا‪.‬‬

‫قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس‬ ‫الوزراء وزير الشؤون اخلارجية القطري‪ ،‬أن بالده ستساهم في‬ ‫منح قرض لتونس «في شكل سندات» بقيمة ‪ 500‬مليون دوالر‬ ‫وذلك في إطار املساعدة على تطوير االستثمار سيما في مناطق‬ ‫وسط وجنوب البالد التونسية‪.‬‬ ‫وكشف في تصريحات لوسائل اإلعالم عشية األربعاء بقصر‬ ‫احلكومة بالقصبة عقب استقباله والوفد املرافق له من قبل الوزير‬ ‫األول في احلكومة املؤقتة الباجي قائد السبسي عن «وجود أفكار‬ ‫مشاريع جديدة لالستثمار والتعاون بني البلدين في املجاالت‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية»‪.‬‬ ‫وقد مت خالل اللقاء التوقيع على اتفاقية تتعلق باجناز دراسة‬ ‫لتنفيذ مشروع سياحي مبدينة املهدية وعلى مذكرة تفاهم بني‬ ‫احلكومة التونسية ومؤسسة «قطر القابضة» تتعلق بإنشاء‬ ‫صندوق استثماري مشترك‪ .‬كما مت توقيع مذكرة تفاهم ثانية‬ ‫تخص التعاون الثنائي في مجال املعادن‪.‬‬

‫بعث المركز الوطني للسينما والصورة‬

‫اإلشراف الفني‬ ‫مكرم أحمد‬

‫مطبعة‬ ‫دار األنوار‬

‫صدر املرسوم عدد ‪ 86‬املؤرخ في ‪ 13‬سبتمبر ‪ 2011‬املتعلق‬ ‫بإحداث «املركز الوطني للسينما والصورة» في إطار سعي وزارة‬ ‫الثقافة إلى مراجعة معمقة وشاملة للمجال التشريعي والترتيبي‬ ‫املنظم لقطاع السينما وغيره من القطاعات الثقافية بعد التغييرات‬

‫‪3‬‬

‫اجلذرية التي تشهدها البالد منذ ‪ 14‬جانفي‪.2011‬‬ ‫وحسب املرسوم تتمتع هذه املؤسسة العمومية اجلديدة‬ ‫بالشخصية القانونية واالستقالل املالي وأوكلت لها العديد‬ ‫من املهام منها ‪ :‬إعداد وتنفيذ السياسات العمومية في مجاالت‬ ‫السينما والصورة املتحركة وتنمية الصناعة السينمائية‪ ،‬و تنظيم‬ ‫التظاهرات الوطنية والدولية‪.‬‬

‫الشبـاب واألحزاب‬ ‫في عملية لسبر اآلراء أجنزه املرصد الوطني للشباب ومنتدى‬ ‫العلوم االنتخابية حول االستحقاق االنتخابي في عيون الشباب‪،‬‬ ‫تبني أن حوالي ‪ % 78‬من املستجوبني ال يشاركون في أنشطة‬ ‫األحزاب‪ ،‬كما أن الفضاء احملبّذ للحوار السياسي هي املقاهي‬ ‫(‪ ،)%22.8‬دور الثقافة (‪ ،)%22.4‬املدارس واجلامعات (‪%20‬‬ ‫‪ ،).7‬احمليط العائلي (‪ ،)%17.5‬ودور الشباب (‪ ،)%8.7‬بينما‬ ‫تأتي املساجد في املرتبة السادسة‪ ،‬كما تؤ ّكد الدراسة أنّ اله ّوة‬ ‫الزالت عميقة بني األحزاب وقطاعات عريضة من الشباب‬ ‫التونسي‪.‬‬

‫االنتخابات ليست كل العملية الديمقراطية‬

‫حر ّية وإنصاف‬

‫هذا ما يحدث من تعذيب‬ ‫يف تون�س بعد ‪ 14‬جانفي‬

‫أثارت الصور واملالبسات والشهادات التي عرضتها األستاذة‬ ‫إيامن الطريقي رئيسة منظمة حرية وإنصاف حول حاالت‬ ‫ضحيتها شيخ قيل أنه جمهول‬ ‫تعذيب وقعت بعد الثورة كان‬ ‫ّ‬ ‫متسكت فيه السلطات األمنية بأ ّنه‬ ‫اهلو ّية‪ ،‬يف الوقت الذي ّ‬ ‫يدعى عبد امللك السبوعي‪ ،‬وكذلك حالة السجني سمري الذي‬ ‫حاول أخاه هتريبه من املستشفى لكن أعوان األمن ّ‬ ‫تفطنوا إليه‬ ‫لتنطلق رحلته مع التعذيب الذي جتاوز كل احلدود اإلنسانية‬ ‫واألخالقية حسب ما جاء عىل لسان والدة سمري بتواطؤ من‬ ‫ّ‬ ‫الطبي‪.‬‬ ‫اإلطار ّ‬ ‫األمنية مل يستوعبوا بعد‬ ‫ويبدو أن بعض املنتمني لألجهزة‬ ‫ّ‬ ‫حالة التغيري التي تعيشها البالد أو أخذهم احلنني إىل ممارسات‬ ‫وتعد عىل حقوق اإلنسان‪ ،‬فهذا ما ّبينته‬ ‫العهد البائد من تعذيب‬ ‫ّ‬ ‫قدمت فيها‬ ‫الفارط‬ ‫االثنني‬ ‫عقدهتا‬ ‫ندوة‬ ‫األستاذة إيامن يف‬ ‫ّ‬ ‫صحي حرج تضاربت‬ ‫تسجيالت فيديو حلالة شيخ يف وضع‬ ‫ّ‬ ‫األقوال حول هو ّيته وسبب وجوده رهن اإليقاف وبتلك احلالة‬ ‫األخالقية التي‬ ‫املزرية‪ ،‬ولشهادة الشاب سمري عىل التجاوزات‬ ‫ّ‬ ‫جد بينه وبني أحد أفراد األمن ليذوق من‬ ‫تعرض هلا بعد شجار ّ‬ ‫ّ‬ ‫صنوف التعذيب ألوان‪.‬‬ ‫وأكدت رئيسة ّ‬ ‫ّ‬ ‫املنظمة أن منذ تبنّيها هلذا املوضوع وهي‬ ‫حريصة عىل التوثيق والتسجيل وإحضار الشهود بسبب إحلاح‬ ‫أكثر من اجلهات طرف عىل مطالبة األستاذة بتقديم طلب عفو‬ ‫هلذا الشيخ مع وعد بإطالق رساحه يف احلال ما جعلها ترتاب‬ ‫يف األمر‪.‬‬ ‫وشددت رئيسة منظمة «حرية وإنصاف» يف ختام هذه‬ ‫الندوة الصحفية عىل دور اإلعالم يف كشف احلقائق جمددة‬ ‫لومها «لبعض األطباء الذين يتسرتون عىل مثل هذه اجلرائم‬ ‫زمن الثورة»‪.‬‬

‫في تصريح مط ّول جلريدة األهرام املصر ّية‪ ،‬أشار هيكل في‬ ‫ّ‬ ‫حتف باالنتقال‬ ‫معرض حديثه عن الصعوبات والعراقيل التي‬ ‫الدميقراطي‪ ،‬أنّ «بعض الناس يتص ّورون أن الدميقراطية هي‬ ‫نتائج الصندوق وذلك ليس دقيقا‪ ،‬ألن الصندوق نفسه ليس إال‬ ‫ّ‬ ‫حصالة ملا حوله من قريب ومن بعيد وحتى إذا كان فرز األوراق بأكثر جناعة وبخصوص املل ّفات التي بلّغت بها اللجنة‪ ،‬أفاد أن هذه‬ ‫احلقيقة‪،‬‬ ‫هو‬ ‫وحوله‬ ‫الصندوق‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫فإن‬ ‫صحيحا‪،‬‬ ‫الصندوق‬ ‫في‬ ‫ّ‬ ‫األخيرة استلمت أكثر من ‪ 10.000‬ملفا لم تتمكن من اإلطالع سوى‬ ‫فالدميقراطية عملية تنظيم ملمارسة احلر ّية»‪.‬‬ ‫على ‪ 4500‬أحالت من بينها ‪ 226‬على العدالة وتو ّرط فيها حوالي‬ ‫‪ 800‬شخصا‪.‬‬ ‫تطـــوّر الفـــــت‬ ‫تحويل وجهة‬ ‫في خطابه السنوي أمام مجلس الشورى في الرياض‪ ،‬ق ّرر‬ ‫مثل يوم االثنني املاضي أمام قاضي التحقيق وزير الداخلية‬ ‫العاهل السعودي امللك عبد الله بن عبد العزيز يوم األحد املاضي‬ ‫موجهة إلى وزارة‬ ‫‪ 2011/09/25‬مشاركة املرأة في مجلس الشورى تعيينا السابق عبد الله الكعبي الستنطاقه حول هبة‬ ‫ّ‬ ‫واملجالس البلدية ترشيحا واقتراعا انطالقا من الدورات القادمة‪ ،‬ال ّداخليّة فوقع حتويل وجهتها إلى زوجة املخلوع خالل فترة‬ ‫وللتذكير‪ ،‬فإن مجلس الشورى السعودي أق ّر توصيته منذ إشرافه على الوزارة‪.‬‬ ‫شهر جوان املاضي بإدماج املرأة في سير البلديات‪ ،‬وتعود أ ّول‬ ‫انتخابات بلد ّية في تاريخ اململكة إلى سنة ‪.2005‬‬

‫�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون‬

‫هيئة قارّة‬ ‫مبناسبة انعقاد الندوة الدولية حول الرشوة والفساد التي‬ ‫التأمت بتونس نهاية األسبوع املنقضي‪ ،‬أ ّكد السيد عبد الفتاح‬ ‫تقصي احلقائق على ضرورة مصادقة احلكومة‬ ‫عمر رئيس جلنة ّ‬ ‫على هيئة جديدة وقا ّرة لتسلّم مهام اللجنة احلالية ملكافحة الفساد‬

‫احلباذي يوم‬ ‫انتقلت إىل رمحة اهلل تعاىل السيدة لطيفة ّ‬ ‫األحد ‪ 25‬سبتمرب‪ ،‬وقد ووري جثامهنا الطاهر بمقربة منزل‬ ‫بأحر التعازي‬ ‫تتقدم حركة النهضة‬ ‫نور‪ .‬وهبذه املناسبة األليمة ّ‬ ‫ّ‬ ‫لعائلة الفقيدة وألبنائها حممد األزرق واحلاج إبراهيم وتوفيق‬ ‫واهلاشمي وخالد وشاذلية وسعاد داعي اهلل أن يرزقهم مجيل‬ ‫الصرب والسلوان وللفقيدة بالرمحة والغفران‪.‬‬


‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫مع انطالق أكرب محلة‬ ‫انتخابية يف تاريخ تونس‬ ‫محمد فوراتي‬ ‫حلظات وتنطلق أهم وأكثر حملة انتخابية‬ ‫تشويقا في تاريخ تونس على اإلطالق‪ .‬مئات‬ ‫القائمات احلزبية واملستقلة وآالف الرجال‬ ‫والنساء والشبان يصنعون اليوم ربيع تونس‬ ‫وملحمة الشعب التونسي التي بدأت منذ أعلن‬ ‫رفضه لالستبداد وثورته على الظلم في ‪14‬‬ ‫جانفي‪ .‬مرحلة مفصلية في تاريخنا ومحددة‬ ‫ملستقبلنا ولكنها ليست سهلة كما نتصور‬ ‫وإن كانت في متناول أيدينا‪ .‬املنافسة ستكون‬ ‫حامية الوطيس‪ ،‬متعددة األوجه‪ ،‬والفرقاء‬ ‫السياسيني سيسلكون كل الطرق املشروعة‬ ‫للفوز‪ .‬أما من يفكر في طرق غير مشروعة‬ ‫فسيكون له اآلالف باملرصاد‪ ،‬شبان الثورة‬ ‫ومئات املراقبني وعشرات املنظمات ووسائل‬ ‫اإلعالم وغيرها كلها ستكون شاهدة على‬ ‫هذه احلملة ومدى التزام اجلميع بالقانون‪،‬‬ ‫الذي يؤكد حتضرنا وانتمائنا إلى هذا الشعب‬ ‫العظيم‬ ‫ال ميكن اجلزم بالفائزين في انتخابات‬ ‫املجلس التأسيسي كما ال ميكن التكهن بعدد‬ ‫اخلاسرين‪ ،‬ولكن املعطيات التي بني أيدينا‬ ‫تعطي للبعض حظوظا أوفر‪ ،‬وجتعل مهمة‬ ‫آخرين صعبة إن لم نقل مستحيلة‪ .‬ورغم أن‬ ‫القانون االنتخابي الذي اعتمد في هذه املرحلة‬ ‫صعب ومع ّقد إال أن الطرف الذي له شعبية‬ ‫أكبر‪ ،‬وبرنامج واض��ح‪ ،‬وخبرة أكثر في‬ ‫إدارة احلملة االنتخابية هو األقدر بالفوز عن‬ ‫جدارة‪.‬‬ ‫من أكثر الدوائر االنتخابية صعوبة على‬ ‫مختلف األح��زاب وأكثرها كثافة سكانية‬ ‫جند خاصة تونس ‪ 1‬وتونس ‪ 2‬وبنعروس‬ ‫وأريانة‪ ،‬والتي يترشح على رأس قائماتها‬ ‫عدد من الشخصيات السياسية والرموز‬ ‫احلزبية والفكرية املعروفة‪ .‬أما بقية اجلهات‬ ‫فإن املنافسة فيها تتفاوت أهمية ولكن السمة‬ ‫البارزة ألغلبها وجود أقطاب انتخابية كبرى‬ ‫تتمثل في اإلسالميني والتقدمي والتكتل‬ ‫واليساريني مبختلف أحزابهم باإلضافة إلى‬ ‫القوميني وأحزاب التجمع وخاصة الوطن‬ ‫واملبادرة وآفاق‪.‬‬ ‫تون�س ‪:2‬‬ ‫�سعاد عبد الرحيم وجها لوجه مع عبد الفتاح‬ ‫في دائرة تونس ‪ 2‬املنافسة ستنحصر‬

‫مناف�سة �ساخنة ومفاج�آت منتظرة‬ ‫بني أسماء قليلة لها وزن انتخابي أو اعتباري‬ ‫ونضالي‪ ،‬ولكنها منافسة لن تكون سهلة‬ ‫ورمبا هي األصعب على االطالق‪ .‬قائمة حركة‬ ‫النهضة على رأسها إمراة مناضلة وصيدالنية‬ ‫يقف وراءه���ا اس��م احلركة وأنصارها‬ ‫ومنخرطيها ستنافس بجدية الشيخ عبد‬ ‫الفتاح مورو الذي سيكون له جمهوره ولكنه‬ ‫لن يحصل على أصوات اإلسالميني‪ ،‬وسيكون‬ ‫موقفه صعبا‪ ،‬امام منافسة جدية من قائمة‬ ‫على رأسها إمرأة وهو ما عناه في تصريح‬ ‫سابق بقوله « النهضة ربططهالي ربطة‬ ‫حراثي»‪ .‬أما أحمد جنيب الشابي رئيس قائمة‬ ‫الدميقراطي التقدمي فحظوظه أيضا ستكون‬ ‫صعبة بحكم الشعبية التي تتمتع بها النهضة‬ ‫في هذه الدائرة‪ ،‬ولكن وزنه االنتخابي لن‬ ‫يكون هينا خاصة وأنه من سكان املرسى ومن‬ ‫قدماء السياسيني بالبالد‪.‬‬ ‫تون�س ‪:1‬‬ ‫�أبو يعرب يناف�س �أحمد �إبراهيم‬ ‫في دائرة تونس ‪ 1‬جامعيان في منافسة‬ ‫مفتوحة ولكنها األسهل على اإلط�لاق‬ ‫فالفيلسوف أبو يعرب املرزوقي كان بحق‬ ‫مفاجأة قائمة النهضة‪ ،‬وهو يدخل بقوة هذه‬ ‫املنافسة العتبارين على األقل األول قوة‬ ‫النهضة في تونس ‪ 1‬وخاصة في األحياء‬ ‫الشعبية‪ ،‬وثانيا اسم الرجل املفكر الكبير الذي‬ ‫حافظ على استقالليته‬ ‫ف��ي زم��ن ب��ن علي‬ ‫ولم يتورط في أي‬ ‫مستنقع باإلضافة‬ ‫إلى احلب الكبير الذي‬ ‫يكنه له تالمذته‪ .‬أما‬ ‫أحمد ابراهيم ورغم‬ ‫أن��ه مرشح القطب‬ ‫احل��داث��ي فحظوظه‬ ‫ضعيفة ج��دا أوال‬ ‫بسبب تراجع شعبية‬ ‫والقطب‬ ‫التجديد‬ ‫احل��داث��ي وثانيا‬ ‫لعدم شعبية الرجل‬ ‫في أوس��ط املثقفني‬ ‫واجلامعيني مقارنة‬ ‫باملرزوقي‪ .‬وتتوقع العديد من األوساط أن‬ ‫يكون انتصار أبو يعرب مدويا ومن ورائه‬ ‫قائمة النهضة بحكم ضعف القائمات املنافسة‬ ‫كما أن هذه الدائرة تبقى رمزية جدا وبها أكثر‬

‫األحياء كثافة سكانية وتعاني من حتديات‬ ‫كثيرة أهمها الفقر والبطالة وضعف البنية‬ ‫التحتية وحتقيق مطالب هذه الفئات الشعبية‬ ‫وحتقيق مطالبها محدد في هذه املنافسة‪.‬‬ ‫بنعرو�س‪:‬‬ ‫نورالدين البحريي �أم مية اجلريبي ؟‬ ‫املنافسة في والية بنعروس متعددة‬ ‫األوج��ه فهي حزبية باألساس كما تعتمد‬ ‫على صراع األسماء الكبرى‪ .‬البعض يعتقد‬ ‫أن املنافسة ستنحصر بني البحيري ومية‬ ‫اجلريبي‪ ،‬فالبحيري‬ ‫وجه وطني مناضل‬ ‫في قطاع احملاماة وله‬ ‫جتربة طويلة وخاصة‬ ‫في انتخابات الهيئة‬ ‫الوطنية للمحامني التي‬ ‫كان أحد مهندسيها‪،‬‬ ‫وه���و أي��ض��ا وج��ه‬ ‫ن��ه��ض��وي شهير‬ ‫وإعالميا‬ ‫سياسيا‬ ‫وتقف وراءه قاعدة‬ ‫شعبية كبيرة‪ ،‬خاصة‬ ‫إذا علمنا أن قائمة‬ ‫النهضة في بنعروس‬ ‫هزمت التجمع وهو‬ ‫الصحبي عتيق‬ ‫في احلكم سنة ‪1989‬‬ ‫وحصلت على نسبة كبيرة تصل إلى ‪80‬‬ ‫‪%‬بحسب ما تسرب من معلومات وهو ما‬ ‫جعل بن علي يزور االنتخابات ويشن حملة‬ ‫على احلركة االسالمية‪ .‬أما مية اجلريبي‬ ‫فتستمد حظوظها من كونها أول امرأة تترأس‬ ‫حزبا سياسيا معارضا في عهد بن علي وهي‬ ‫رمز لهذا احلزب منذ سنوات‪ ،‬ولكن هذا لن‬ ‫يشفع لها أمام عدد من مواطني بنعروس‬ ‫بعد االنتقادات احلادة التي وجهت للحزب‬ ‫خالل التحاقه بحكومة محمد الغنوشي‪ ،‬وقد‬ ‫شهدت جهة بنعروس العديد من االستقاالت‬ ‫املعلنة من الدميقراطي التقدمي وهو ما يزيد‬ ‫في التشويش وإضعاف هذه القائمة‪ .‬وتبقى‬ ‫أسماء أخرى تنافس على املرتبة الثانية مثل‬ ‫محمد القوماني ممثل االصالح والتنمية‬ ‫والصادق بلعيد املرشح املستقل‪.‬‬ ‫�أريانة‪:‬‬ ‫ال�صحبي عتيق يحلق وحيدا‬ ‫رغم أن دائرة أريانة هي األكثر عددا من‬ ‫حيث القائمات حيث بلغت ‪ 92‬قائمة إال أن‬

‫دعا السيد جمال الدين عويديدي‬ ‫املنسق العام للجنة “إنقاذ االحتاد‬ ‫والتجارة‬ ‫للصناعة‬ ‫التونسي‬ ‫والصناعات التقليدية” أعضاء االحتاد‬ ‫إلى مقاطعة املؤمتر الوطني واملؤمترات‬ ‫اجلهوية التي ستنظم قريبا ألنها لن‬ ‫تتسم بالشفافية‪.‬‬ ‫وأبرز في اجتماع نظمته اللجنة‬ ‫يوم الثالثاء بتونس حول الفساد املالي‬ ‫واإلداري بقاء رموز للنظام السابق‬ ‫صلب كبرى الهيئات احلكومية رغم ما‬ ‫قدمه التونسيون من تضحيات‪.‬‬ ‫وأضاف أن االحتاد الذي يتعني‬ ‫عليه أن يضطلع بدور رئيسي في دفع‬

‫نورالدين البحيري‬

‫املنافسة أيضا ستنحصر بني بعض األسماء‬ ‫الكبيرة مثل الصحبي عتيق مرشح النهضة‬ ‫وعصام الشابي عن التقدمي وصالح الدين‬ ‫اجلورشي عن قائمة مستقلة ومحمد الكيالني‬ ‫عن القطب احلداثي‪ .‬وستكون حظوظ النهضة‬ ‫األكثر وضوحا في أريانة في غيرها من‬ ‫الدوائر‪ ،‬أوال لشعبية النهضة في أريانة‬ ‫وخاصة األحياء الكبرى بها مثل حي التضامن‬ ‫واملنيهلة وغيرها والتي افتتحت فيها النهضة‬ ‫مكاتب قوية بعد الثورة مباشرة وبها عدد‬ ‫كبيرة من املناضلني اإلسالميني الذين لهم‬ ‫شرعية نضالية وشعبية‪ ،‬وثانيا بسبب تشتت‬ ‫األص��وات بني ‪ 90‬قائمة منافسة‪ ،‬وهو ما‬ ‫سيجعل قائمة النهضة تتحرك بأريحية‪ ،‬كما‬ ‫أن األسماء املنافسة ليس لها حظوظ شعبية‬ ‫وبقيت أهميتها في حدود النخبة فقط‪ .‬وبذلك‬ ‫سيكون الصحبي عتيق ورفاقه في القائمة لهم‬ ‫قصب السبق في مضمار املجلس التأسيسي‪.‬‬ ‫مفاج�آت ممكنة‬ ‫تبقى هذه القراءة لدوائر تونس الكبرى‬ ‫مجرد قراءة ملعطيات على أرض الواقع ال‬ ‫متنع حدوث مفاجآت‪ ،‬فكل األحزاب الكبرى‬ ‫والصغرى وعشرات القائمات املستقلة‬ ‫مشاركة في هذه املنافسة التاريخية‪ ،‬وهناك‬ ‫أحزاب لها دعم كبير من بعض رجال األعمال‬ ‫واملتنفذين في النظام السابق وأخرى لها أموال‬ ‫طائلة ميكن أن تساهم في ترجيح كفتها إذا لم‬ ‫ينجح القانون والهيئة املستقلة لالنتخابات‬ ‫في إجبارها على التقيد بشروط احلملة‬ ‫االنتخابية‪ .‬وتبقى كل االحتماالت ممكنة حتى‬ ‫يوم ‪ 23‬أكتوبر حيث ستفرز هذه االنتخابات‬ ‫أول خريطة سياسية حقيقية في تاريخ تونس‬ ‫املعاصر‪.‬‬

‫�ألف مربوك‬

‫*** *** *** ***‬

‫*** *** *** ***‬

‫عبد الفتاح‬

‫مية الجريبي‬

‫ازدان فراش السيد عبد الرؤوف البدوي‬ ‫وحرمه فاطمة املالكي بمولود هبي الطلعة‬ ‫اختارا له من األسامء‪:‬‬

‫‪« *‬يو�سف»‬

‫وطنية‬

‫دعوة �إىل مقاطعة م�ؤمترات منظمة الأعراف‬

‫*‬

‫ووهبذه املناسبة السعيدة يتقدّ م الوالدان‬ ‫بأحر التهاين‬ ‫الكريامن و أرسة «الفجر»‬ ‫ّ‬ ‫واألمنيات إىل املولود اجلديد سائلني اهلل أن‬ ‫يكأله بعينه التي ال تنام وأن يكتب له النجاح‬ ‫والتوفيق يف حياته‪.‬‬

‫*** *** *** ***‬

‫*** *** *** ***‬

‫سعاد عبد الرحيم‬

‫‪4‬‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫‪5‬‬

‫أعضاء مكتبه التنفيذي‪ .‬وأوضح أن‬ ‫هدف هذا الهيكل يتمثل في اإلصالح‬ ‫واملشاركة في بناء تونس احلداثة‬ ‫والتقدم‪.‬‬ ‫وطالب املشاركون في االجتماع‬ ‫بضرورة إجراء حتقيقات قضائية في‬ ‫كل عمليات الفساد وسوء التصرف‬ ‫املسجلة في املنظمة إلى جانب حل‬ ‫املكتب التنفيذي احلالي والذي فقد‬ ‫أعضاؤه صفة الشرعية‪.‬‬ ‫جمال الدين‬ ‫وأكدوا أنهم يطمحون إلى تركيز‬ ‫التنمية االقتصادية في البالد طيلة هيئة وطنية متثل االحتاد وتعمل على‬ ‫املرحلة احلاسمة احلالية يشكو عديد بلورة قانون أساسي جديد له يقوم‬ ‫النقائص من بينها غياب االنسجام بني على مبادئ الشفافية واملصداقية‪.‬‬

‫جمع ّية الق�ضاة تقاطع افتتاح ال�سنة الق�ضائ ّية‬ ‫القضائية بقرص العدالة بتونس وبمختلف حماكم‬ ‫قرر القضاة مقاطعة مراسم افتتاح السنة‬ ‫يف بيان صادر عن‬ ‫اجلمعية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القضائية‪ ،‬ويف سياق خت ّليها عن أي إصالح للقضاء‪،‬‬ ‫االستئناف العتبارهم أن إرصار احلكومة عىل االحتفال بافتتاح السنة‬ ‫ّ‬ ‫وحيد من طموحات القضاة وعموم الشعب التونيس يف‬ ‫يكرس لرمز ّية اهليمنة املطلقة للسلطة التنفيذ ّية عىل القضاء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حتمل احلكومة ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعهدت يف معاجلة‬ ‫عدم‬ ‫عىل‬ ‫القضاة‬ ‫احتجاج‬ ‫البيان‬ ‫ن‬ ‫وتضم‬ ‫ونزيه‪.‬‬ ‫مستقل‬ ‫قضاء‬ ‫املؤقتة ملسؤولياهتا التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ظاهرة الفساد القضائي وعىل عدم االستجابة ملطالبة القضاة بإقالة وزير العدل لفشله يف إدارة العدالة وتآمره عىل القضاة‬ ‫ومجعيتهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فعاليات املجتمع املدين إىل مقاطعة االحتفاالت املذكورة‬ ‫املهنية وكافة‬ ‫كام دعا البيان كافة القضاة ومجيع اهليئات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القضائية بمثابة يوم وطني لتطهري القضاء‪.‬‬ ‫واعتبار اليوم املعلن الفتتاح السنة‬ ‫ّ‬

‫الشابة‪ :‬المواطنون يطردون‬ ‫حزبا مصرّا على اإلشهار السياسي‬

‫في حتد واضح لقانون منع االشهار السياسي حلت مبدينة الشابة‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 27‬سبتمبر ‪ 2011‬قافلة سياسية تابعة حلزب افاق تونس‬ ‫متمثلة في شاحنة ضخمة مجهزة خصيصا للدعاية وحطت رحالها‬ ‫امام مقر بلدية املدينة ومن ثم بدأت بتوزيع منشورات دعائية حتض‬ ‫على اختيار مرشحي احلزب في انتخابات املجلس التأسيسي املقبلة‬ ‫وبسرعة جتمع عدد من مواطني املدينة الذين استفزهم املشهد وطالبوا‬ ‫افراد حزب افاق تونس باحترام القانون والكف عن إثارة الفوضى‬ ‫في الشارع خاصة وان املوقع قد عرف حينها حالة اكتظاظ مروري‬ ‫وبالرغم من حالة التمنع التي ابداها هؤالء في البداية متحججني‬ ‫باوراق يدعون انها تسمح لهم بالدعاية السياسية غير انه حتت ضغط‬ ‫املواطنني اضطروا الى جتميع اشيائهم واالنسحاب ‪..‬ويظل هذا احلدث‬ ‫جزءا من سلسلة من التجاوزات التي تقوم بها بعض القوى السياسية‬ ‫التي ترفض االمتثال للقانون وهي خارج احلكم فما بالك لو تتمكن من‬ ‫السلطة فحينها قد تعيد انتاج الدكتاتورية من جديد ‪..‬‬

‫سمير حمدي‬


‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫املنصف بن سامل رئيس قائمة النهضة بصفاقس «‪»1‬‬

‫�صفاق�س قلعة اقت�صادية وقاطرة للتنمية‬

‫الصادق الصغيري‬

‫إلنجاز االستحقاق االنتخايب ؟‬

‫أمتنّى أن يكون ‪ 23‬أكتوبر هو مبثابة‬ ‫احلصول على االستقالل احلقيقي لتونس‪،‬‬ ‫مبعنى أن املواطن يشعر بعد هذا التاريخ بأنه‬ ‫مواطن ح ّر يعيش على أرض ح ّرة في دولة ح ّرة‪،‬‬ ‫وأنه باستطاعتنا أن ننجز هذا االستحقاق املنشود‬ ‫إذا حت ّملت مختلف األطراف من أحزاب سياسية‬ ‫ومستقلني وحكومة والهيئة العليا لالنتخابات‬ ‫واجليش والشرطة والشعب التونسي باعتباره‬ ‫احلاكم اجلديد في تونس الذي أعيد له االعتبار‬ ‫بعد الثورة والذي اكتشف أنه قادر على أن‬ ‫يصدع برأيه وال يهاب أحدا في احلق‪.‬‬ ‫الدكتور املنصف بن سالم‪ ،‬أستاذ جامعي عاد‬ ‫إلى مباشرة عمله مبدرسة املهندسني بصفاقس‪،‬‬ ‫متحصل على العديد من الشهائد اجلامعية احمللية‬ ‫والدولية من أه ّمها حصوله على شهادة مهندس‬ ‫أ ّول في الصناعات اآللية ودكتوراه فيزياء‬ ‫نظرية‪ ،‬وهو في س ّن الثالث والعشرين من عمره‬ ‫باإلضافة إلى دكتوراه دولة في الرياضيات وهو‬ ‫في سن السابعة والعشرين من عمره‪ ،‬وقد باشر‬ ‫التدريس باجلامعة التونسية بصفاقس وهو لم‬ ‫يبلغ سن الرابعة والعشرين وكلّف بتأسيس‬ ‫قسم الرياضيات واإلشراف عليه وهو التونسي‬ ‫الوحيد يومئذ‪ ،‬تع ّرض منذ سنة ‪ 1987‬إلى شتى‬ ‫أنواع املتابعة والتنكيل والسجون‪ ،‬يتز ّعم قائمة‬ ‫حركة النهضة بصفاقس ‪1‬‬ ‫ّ‬ ‫املرتشحة بجهتكم ؟‬ ‫كيف ّتم اختيار القائمة‬

‫بعد التشاور مع كل احملليات وسعيا إلى‬ ‫تشريك كل اجلهات‪ ،‬أخذنا باالعتبار الثقل‬ ‫السكاني ثم الكفاءة املهنية واإلشعاع واملقدرة‬ ‫ّ‬ ‫للمترشح بني املواطنني إضافة إلى‬ ‫على التواصل‬ ‫إملام املترشح بقضايا اجلهة واطالعه عليها‪ ،‬هذا‬ ‫ال يعني أننا اخترنا أفضل ما يوجد بدائرتنا‪ ،‬بل‬ ‫ممن يستحقون‬ ‫أق ّر شخصيا بأن هناك كفاءات ّ‬ ‫الترشح ولكن ألسباب أهمها العدل بني اجلهات‬ ‫لم يتس ّن تشريكهم‪.‬‬ ‫ما هو تقييمك للخطوات التي قطعتها البالد‬

‫صفاقس من أهم املدن التونسية ذات ثقل‬ ‫سكاين واقتصادي هام‪ ،‬فامذا ستقدّ مون هلا ؟‬

‫صفاقس قلعة نضالية بامتياز حيث لم‬ ‫يتمكن االستعمار الفرنسي من دخولها إال بعد‬ ‫حوالي سنة من بسط نفوذه على كامل التراب‬ ‫التونسي وق ّدمت العديد من الشهداء على رأسهم‬ ‫علي بن خليفة والهادي شاكر وفرحات حشاد‪.‬‬ ‫فاملدينة والريف لعب كالهما دورا حاسما‬ ‫ّ‬ ‫وبشرت‬ ‫باملظاهرة التاريخية يوم ‪ 12‬جانفي‬ ‫بنهاية عهد بن علي‪ ،‬هذه القلعة نرجو أن نر ّد لها‬ ‫االعتبار لتتب ّوأ مكانتها الطبيعية كقلعة اقتصادية‬ ‫وقاطرة للتنمية‪ ،‬تش ّع على مختلف البالد باخلير‬ ‫والبركة‪ ،‬وهي أيضا قلعة علمية وثقافية واملجال‬ ‫للتوسع‪ .‬واعون جيّدا كقائمة حلركة‬ ‫ال يسعنا‬ ‫ّ‬ ‫النهضة بأغلب النقائص والتحديات التي عرفتها‬ ‫مدينة صفاقس‪ ،‬خصوصا وأنها كانت مستهدفة‬ ‫من رأس النظام وسلّط على العديد من رجاالتها‬ ‫ورموزها إجراءات تهدف إلى تهميشهم وحتطيم‬ ‫مؤسساتهم كما أن ريف صفاقس الشاسع‬ ‫ّ‬ ‫يشكو من غياب شبه تام للبنية التحتية‪ .‬ستعمل‬ ‫قائمتنا إذن على تدارك كل النقائص وذلك عبر‬ ‫العمل اللصيق مع املواطنني باجلهة‪.‬‬ ‫كلمة أخرية حول حظوظ قائمتكم ؟‬

‫متفائلون بنجاح قائمتنا وثقتنا في أهالينا‬ ‫بدائرتنا االنتخابية‪ ،‬وسنفاجئ املتابعني بنتائج‬ ‫باهرة تؤ ّكد مدى مكانة حركة النهضة بصفاقس‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫حممد الصغري رئيس قائمة النهضة بتطاوين‪:‬‬

‫هدفنا التنمية ال�شاملة ولدينا الرثوات الطبيعية‬ ‫تشكلت حديثا وأن الشعب سيختار من‬ ‫هو أجدر من غيره في حتقيق طموحاته‬ ‫محمد بنحامد‬ ‫وأهداف الثورة ‪ ...‬عموما أرجو النجاح‬ ‫رئيس قائمة تطاوين يجيب عن بعض للجميع ألننا في النهاية أبناء وطن واحد‬ ‫أسئلة الفجر في هذه املصافحة‪:‬‬ ‫وإخوة في الدين والوطن‪.‬‬ ‫ما هي الطريقة التي اعتمدمتوها يف اختيار‬ ‫ق��ائ��م��ت��ك��م االن��ت��خ��اب��ي��ة‬ ‫يف صيغتها احل��ال��ي��ة ؟‬ ‫وه��ل نالت رض��ا كافة‬ ‫القواعد؟‬

‫ما هي أهم النقاط يف برناجمكم التي تتعلق‬ ‫بالتنمية اجلهوية يف تطاوين ؟ وكيف‬ ‫تنظرون إىل مشاكل التشغيل يف‬ ‫حقول النفط ضمن الرشكات‬ ‫العاملية والبرتولية يف اجلهة ؟‬

‫ع��ان��ت والي���ة تطاوين‬ ‫من التهميش واإلقصاء وال‬ ‫تزال منذ االستقالل وبقيت‬ ‫كما تركها االستعمار منطقة‬ ‫عسكرية يخيّل لزائرها وهو‬ ‫مير بنقاط التفتيش فيها أنه‬ ‫يدخل دولة أخرى ويتجاوز‬ ‫حدودها‪ .‬أما التنمية بتطاوين‬ ‫فهي من أوكد األولويات لدينا ‪ ...‬فالوالية‬ ‫تزخر بالثروات الطبيعية الباطنية واملواد‬ ‫اإلنشائية من جبس ورخام وطني وتراب‬ ‫ذهبي وأمالح الصوديوم و غيرها‪ ..‬كما‬ ‫تتميز مبصادر للطاقة البديلة نظرا ملناخها ‪,‬‬ ‫كذلك صحراء تطاوين حتتوي على مخزون‬ ‫ضخم من املياه اجلوفية ‪.‬‬

‫نعم تعتبر عملية‬ ‫اختيار املرشحني‬ ‫م��رح��ل��ة صعبة‬ ‫للغاية نظرا ألهمية‬ ‫مرحلة االستحقاق‬ ‫االنتخابي وقد نتج‬ ‫عنها تصدع أحزاب‬ ‫وسقوط‬ ‫عريقة‬ ‫قائمات أخرى بكاملها بسبب عدم التفاهم‬ ‫واالنسجام بني األطياف املكونة لهذه‬ ‫األحزاب واالئتالفات السياسية ‪ ...‬في‬ ‫حركة النهضة فتح املكتب اجلهوي بتطاوين‬ ‫املجال أمام مختلف اإلطارات والكفاءات‬ ‫باحلركة من مختلف املناطق واملعتمديات‬ ‫بالوالية كمرحلة أولى‪ ،‬ثم نظم املكتب‬ ‫كيف ترون مستقبل العمل السيايس يف‬ ‫العملية االنتخابية بطريقة االقتراع السري‬ ‫واملباشر بحضور أعضاء من املركزية تونس وما هو انعكاساته عىل والية تطاوين ؟‬ ‫نعتقد أن يكون لوالية تطاوين شأن‬ ‫التي أسفرت عن انتخاب القائمة احلالية‬ ‫والتي جرت في كنف الشفافية والوضوح كبير حيث ستكون بوابة أخ ّوة وتعاون‬ ‫بني تونس وليبيا ملا جمعت بني الشعبني‬ ‫والتنافس النزيه بني جميع املترشحني ‪.‬‬ ‫كيف ترون املنافسة بتطاوين بني القوائم الشقيقني من أواصر احملبة واإلخاء في‬ ‫االنتخابية؟ وما هي حظوظ حركة النهضة ؟‬ ‫أيام احملنة أثناء ثورة ‪ 17‬فبراير املباركة‬ ‫بوالية تطاوين هناك ما يقارب األربعة بالشقيقة ليبيا ‪ ..‬كما نأمل أن تكون تطاوين‬ ‫والثالثني قائمة التي حصلت على وصلها بوابة على القطر اجلزائري الشقيق وشعبه‬ ‫النهائي وال تزال قائمات أخرى على قائمة الشجاع الذي جتمعنا به روابط األخوة‬ ‫االنتظار ‪ ...‬أعتقد أن املنافسة ستكون دون والدين واللغة عالوة عن روابط التاريخ‬ ‫املأمول نظرا ألن أغلب هذه األحزاب قد واجلغرافيا‪.‬‬

‫اهلادي بن ابراهم رئيس قائمة النهضة باملهدية‪:‬‬

‫البقاء للأ�صلح والأف�ضل و ال�شعب من �سيح�سم بني القوائم املختلفة‬ ‫سمير حمدي‬ ‫اخلبير املالي واالقتصادي الهادي بن‬ ‫ابراهم رئيس قائمة النهضة باملهدية حاصل‬ ‫على اإلجازة في االقتصاد قسم التصرف سنة‬ ‫‪ 1974‬ثم دبلوم الدراسات العليا علوم اقتصادية‬ ‫(‪ )1975‬ثم دبلوم الدراسات املعمقة في التصرف‬ ‫ودكتوراه مرحلة ثالثة (‪..)1981‬‬ ‫أجنز ونشر الكثير من البحوث العلمية في‬ ‫مجال اختصاصه كما شارك في ندوات مختلفة‬ ‫في املالية والتصرف الهادف التي وضعها املعهد‬ ‫العربي ملدراء األعمال ‪ ،‬كما تولى الدكتور الهادي‬ ‫بن ابراهم التدريس ولفترات متفاوتة بالتعليم‬ ‫العالي وخصوصا في كلية الهندسة الزراعية‬ ‫مبقرن ‪.‬‬ ‫كيف تم اختيار مرشحي قائمة حركة النهضة‬ ‫باملهدية ؟‬

‫لقد مت اختيار كل املرشحني من خالل‬ ‫انتخابات داخلية لضمان متثيلية جيدة وعادلة‬ ‫لكل مناطق والية املهدية ‪،‬مراعني في ذات الوقت‬ ‫شروط املناصفة والكفاءة والتمثيلية حيث شملت‬ ‫القائمة وجوها شابة مع مستوى تعليمي جيد‬ ‫فكل املرشحني ال يقل مستواهم عن األستاذية‬ ‫فما فوق ‪..‬‬

‫هل توضحون لنا طبيعة استعداداتكم للحملة‬ ‫االنتخابية باجلهة ؟‬

‫لقد بدأنا التهيئة للحملة من خالل اإلنصات‬ ‫إلى مشاغل أهل اجلهة فنحن نحاول مالمسة‬ ‫مشاغل الناس لنكون بحق صوتا معبرا عن‬ ‫تطلعات سكان الوالية وبناء على هذه التطلعات‬ ‫بدأنا بإعداد برنامج تفصيلي يتعلق باجلهة‬ ‫سنعلن عنه قريبا وقد حرصنا على أن يكون‬ ‫اقرب ما ميكن لالجناز والواقعية ‪..‬‬ ‫ما هي أهم مالمح هذا الربنامج ؟‬

‫نحن سنتقدم ببرنامج عميق وعملي للنهوض‬

‫باجلهة وسنركز على القطاعات املركزية بالوالية‬ ‫وهي الفالحة والصيد البحري وقطاع الصناعة‬ ‫وقطاع السياحة وقطاع الصناعات التقليدية‬ ‫حيث يعاني الصيد البحري باملهدية من مشاكل‬ ‫تتعلق باملوانئ والتجهيزات من جهة ومن مشكلة‬ ‫في أسعار احملروقات وهي أمور حرصنا على‬ ‫إيجاد حلول عملية لها كما مت إعداد برامج للتنمية‬ ‫الفالحية بجهة املهدية سواء من حيث تطوير‬ ‫قطاع تربية املاشية أو من حيث إيجاد مسالك‬ ‫توزيع جديدة للمنتوجات الفالحية ومن خالل‬ ‫تركيز صناعة حتويلية مبختلف مناطق الوالية ‪..‬‬ ‫أما السياحة فخالفا ملا يعتقد البعض فان برامج‬ ‫حركة النهضة تولي هذا القطاع ما يستحق من‬ ‫عناية وذلك من خالل تنويع املنتوج السياحي‬ ‫وتدعيم السياحة الثقافية واالستشفائية وتطوير‬ ‫الصناعات التقليدية بوصفها رافدا مهما للسياحة‬ ‫وفوق كل هذا حرصنا على االهتمام بقضايا‬ ‫البنية األساسية كالطرقات ( ربط املهدية بطريق‬

‫سيارة) واخلدمات الصحية واملرافق التعليمية ‪..‬‬

‫ما هو املوقع الذي حتتله قائمتكم يف املشهد‬ ‫االنتخايب بالوالية ؟‬

‫بالرغم من كثرة القائمات املترشحة فنحن ال‬ ‫يضايقنا هذا التعدد بل بالعكس هو عالمة على‬ ‫الدميقراطية التي تعيشها البالد بعد الثورة‪،‬‬ ‫ونحن نعتقد أن البقاء لألصلح واألفضل و الشعب‬ ‫هو الذي سيحسم بني القوائم املختلفة ونحن‬ ‫متأكدون أن شعبنا سيختار األكفأ واألنظف‬ ‫واألفضل ونحن لدينا واحلمد لله الكفاءات‬ ‫واأليدي النظيفة التي تخشى الله سبحانه وتعالى‬ ‫وستخدم بالدها بصدق و نزاهة ‪.‬‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫‪7‬‬

‫وطنية‬

‫الفيل�سوف �أبو يعرب املرزوقي‪:‬‬ ‫�أنا نه�ضوي وال �أنتمي �إىلحركة النه�ضة‬ ‫�أثار تر�شح املفكر والفيل�سوف �أبو يعرب املرزوقي على ر�أ�س قائمة حركة النه�ضة يف تون�س‪ 1‬الكثري من اجلدل يف الأو�ساط الثقافية وال�سيا�سية‪ ،‬حيث‬ ‫كان مفاج�أة من احلجم الثقيل مل يتوقعها �أحد‪ .‬ولأن املرزوقي م�ستقل و مفكر كبري ف�إن لرت�شحه �أ�صداء داخل تون�س وخارجها �أظهرت اختالفا وت�شكيكا‬ ‫لدى البع�ض كما �أظهرت ارتياحا لدى �آخرين وخا�صة من �أن�صار التيار العروبي والإ�سالمي‪ .‬يف هذه امل�صافحة يبني املرزوقي القول الف�صل يف قبوله هذا‬ ‫الرت�شح مع حركة النه�ضة وي�شرح �أبعاد ذلك‪.‬‬ ‫ميكن أن يخالف أحد ما كان منها حقيقيا وليس‬ ‫حول انتمائه حلركة النهضة من عدمه يقول كاريكاتوريا‪.‬‬ ‫أبو يعرب‪ :‬لست مبنكر أني نهضوي إذا كان‬ ‫التعبري ال�صادق‬ ‫القصد باملصطلح النهضة العربية واإلسالمية‬ ‫ويقول أبو يعرب‪ :‬هذه احلركة التي لم يكن‬ ‫التي عمرها بات مناهزا لقرنني على األقل ال عدم انتسابي إليها بسبب رفضي لقيمها وال‬ ‫االسم العلم حلركة ذات تنظيم حزبي دون أن ملنطق حتديدها العالقة بني الديني والسياسي‬ ‫يعني ذلك أني أستهني بالتحزب إذ هو عندي وخاصة بعد أن فصلت بني الدعوي والسياسي‬ ‫شرط كل فعل سياسي نبيل ومؤثر خاصة بل فقط حلرصي على رفض كل انضباط حزبي‬ ‫إذا صاحبه التزام بقيم روحية من جنس القيم يعارض حرية التفكير والنقد‪ .‬هذه احلركة هي‬ ‫التي يقول بها أهل هذه احلركة‪ .‬وإذا أزيل هذا الوحيدة التي نالت ما ناله الشعب احملروم‬ ‫اخللط القصدي تبني للجميع أني ال أنتسب من عنت وظلم بحيث إنها هي الوحيدة التي‬ ‫إلى حزب النهضة رغم كوني نهضويا باملعني يجد فيها الشعب التعبير الصادق واحلقيقي‬ ‫القيمي املتمثل في اإلميان بأن حضارتنا العربية عما عانى منه‪ .‬ولوال ذلك ملا كانت الهدف شبه‬ ‫اإلسالمية أفق كوني ميكن أن ميثل فرصة ملسار الوحيد لكل النبالة والرماة من محاربي قيم‬ ‫تاريخي بشري أوسع وأرحب من األفق الغربي احلضارة العربية اإلسالمية بقيم هي أقرب إلى‬ ‫حتى وإن كان ال يستثنيه ألن كونيته ال تعرف اللقاطة منها إلى احلداثة في حلظة اختلط فيها‬ ‫نفسها بنفي رصيد الغير بل هي تؤمن مببدأ احلابل بالنابل فلم يتم خاللها فرز الصفوف‬ ‫التصديق والهيمنة ملن يعلم القصد بهذا املبدأ الصادقة خلدمة األمة من الدخالء عليها كما‬ ‫سواء قرئت الهيمنة مبعنى االئتمان على القيم يبني ما نراه من تدخالت تابعة ملستعمر األمس‪.‬‬ ‫اإلنسانية أو مبعنى السلطان عليها من منطلق لذلك فانحيازي حلركة النهضة له علتان‪ :‬فهي‬ ‫قيم القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫عندي املعبر احلقيقي عن هموم الشعب بكل‬ ‫ثورة �شعب‬ ‫فئاته وطبقاته من أدناها في السلم االجتماعي‬ ‫ويضيف‪ :‬ما جعلني أحالف حزب النهضة إلى أسماها شعورا بفقدان الكرامة اإلنسانية‬ ‫باملعنى الضيق فأقبل باالنضواء في مسعاه واحلقوق املشروعة للمواطن احلر‪ .‬وليس ذلك‬ ‫احلالي السترداد سلطة الشعب للشعب بسبب تاريخ النضال ضد نظام االستبداد‬ ‫وباعتباره حاليا أفضل مسعى ممثل لفكر والفساد الذي عرفته البالد فحسب بل وكذلك‬ ‫النهضة باملعنى الواسع أمران من ينكرهما مبقتضى ما تبني لي من خالل زياراتي الكثيرة‬ ‫يكون غير منصف لتاريخ تونس احلديث للمناطق احملرومة في أنحاء الوطن فضال عن‬ ‫وخاصة للخاصية األساسية للشعب الذي ثار األحياء املسحوقة في العواصم‪.‬‬ ‫وليس للراكبني على الثورة ممن كان حليفا‬ ‫وعندي أن ما عداها من األحزاب ال يعبر إال‬ ‫لالستبداد والفساد فشارك في حكومات بن عن فئة ضيقة من املصالح احملدودة وأغلبها‬ ‫علي ومجالسه النيابية ومن ثم ملن شرع له ذو صلة قريبة أو بعيدة بالنظام املستبد‬ ‫قانونيا وإعالميا سياسة جتفيف املنابع دفاعا والفاسد الذي كان يحكم البلد بدليل مواصلة‬ ‫عن كاريكاتور احلداثة ممثلة بنظام االستبداد نفس السلوك اإلقصائي واالستئصالي لكل‬ ‫والفساد واحلكم املافياوي حكم من ه ّرب ثروات ما ميثل االنطالق من منابع الذات‪ .‬لذلك تراهم‬ ‫البالد وهدم تراثها بل تالعب برموزه وز ّين به حتى مبجرد أجنداتهم ومتويالتهم أقرب إلى‬ ‫دوره واستحوذ على معموره وبوره‪ :‬فأما الواجهات من بقايا التجمع منهم إلى ما كانوا‬ ‫األمر األول فهو أن الشعب الذي ثار هو الشعب يتزينون به من املعارضة الصالونية‪.‬‬ ‫احملروم واملضطهد من مسحوقي هذا البلد في‬ ‫حزب الثورة وحزب فرن�سا‬ ‫املناطق املستثناة من التنمية والبناء احلضاري‬ ‫ويضيف الفيسلوف املرزوقي‪ :‬الساحة‬ ‫وفي أحواز املدن والعواصم احملظوظة بحيث إن السياسة واالجتماعية في تونس وخاصة منذ‬ ‫الثورة التي يتكلم اجلميع باسمها اليوم ليست النجاح املعنوي والرمزي للثورة عندي تراوح‬ ‫ثورة البرجوازية بل هي ثورة الشعب وبالذات بني صفني واضحي املعالم رغم تعدد التقازيح‬ ‫ثورة مسحوقيه من الطبقات والفئات واجلهات فيهما كليهما‪:‬‬ ‫احملرومة ومن العاطلني عن العمل واملبعدين عن‬ ‫صف الثوار الساعني إلى استكمال شروط‬ ‫املشاركة في بناء البلد ملجرد كونهم لم يكونوا حرية الوطن وحترر املواطن وعلى رأس هذا‬ ‫قابلني لالستبداد والفساد‪ .‬وأما األمر الثاني الصف جند النهضة التي اعتبرها النظام‬ ‫فهو أن احلركة الوحيدة التي نالت من نظام الفاسد وحلفاؤه في الداخل واخلارج العدو‬ ‫االستبداد والفساد ما جعلها عينة من هذا الشعب األول لكونها قد وقفت ضد االستبداد والفساد‬ ‫عينة أمينة وممثلة حق التمثل له التمثيل الذي وسعت إلى حترير املواطنني والوطن مواصلة‬ ‫يخولها الكالم باسم هؤالء هي هذه احلركة التي حلركة اإلصالح ببعديه الصوري حكما وتربية‬ ‫يعتبرها من عمل مع النظام وحالفه على سياسة واملادي اقتصادا وثقافة‪.‬‬ ‫جتفيف املنابع مواصلة للسياسة االستعمارية‬ ‫صف أعداء الثورة الساعني إلى توطيد‬ ‫مبسمى جديد هو مكتسبات احلداثة التي ال التبعية النافية حلرية الوطن وحترر املواطن‪.‬‬

‫وعلى رأس هذا الصف جند حزب فرنسا‪ .‬فهذا‬ ‫الصف يستبدل ذلك كله بكاريكاتور احلداثة‬ ‫والتقدم املقصورين على مجتمع االستهالك‬ ‫والتفسخ من دون شروط اإلنتاج واإلبداع ومن‬ ‫دون القيام الذاتي املستقل‪.‬‬ ‫فجل هؤالء الذين يتألف منهم الصف الثاني‬ ‫يواصلون سياسة ابن علي ولياله صراحة أو‬ ‫ضمنا وإن بثوب املتثائرين لكأن الثوار يريدون‬ ‫قشور احلداثة وليس شروط التحرر الفعلي‬ ‫سياسيا واقتصاديا وتربويا وثقافيا من منطلق‬ ‫عودتهم إلى ذاتهم وحتقيق شروط التحديث‬ ‫األصيل‪ .‬وقد أضيف إلى ذلك تعليال أخيرا ال‬ ‫أنكره وهو أن من يريد فعال سياسيا شرعيا‬ ‫بحق فعليه أن يطلب شرطني‪:‬‬ ‫األول هو أن يكون بأداة حزبية ممثلة حلركة‬ ‫جماهيرية بحق وليس بحزب ال يتوفر على متثيل‬ ‫مؤثر لكون منتسبيه ال يتجاوزون ما ميكن أن‬ ‫يضمه ركن من أركان مقاهي املثقفني الذين‬ ‫يتصورون مضغ الشائعات فكرا سياسيا أو‬ ‫تقدمية حضارية ويعتبرون احلريات مقصورة‬ ‫على ما ميكنهم هم من الرفاه االنتلكتوالي‪.‬‬ ‫الثاني هو أن يكون ما اختاره من أداة‬ ‫سياسية كيانا سياسيا حيا وحيويا ينتسب إليه‬ ‫خيرة شباب األمة في كل مجاالت الفكر احلديث‬ ‫من االختصاصات التي تعبر عن أن التحديث‬ ‫ال يكون إال بأدواته العلمية والتقنية والفكرية‬ ‫وليس مبجرد مضغ كليشهات احلداثة‪.‬‬ ‫فاملاضغون لهذه الكليشيهات ال يتجاوز‬ ‫كالمهم العناوين الزائفة لكونها من الطالء‬ ‫اخلارجي اخلالي من املضمون احلقيقي مثل‬ ‫االبستمولوجية والهرمينوطيقية والتحليلية‬ ‫النفسية‪ .‬وهذا النوع من العناوين البراقة ليس‬ ‫إال مجرد صدى خافت لقراءات سطحية ملصنفات‬ ‫التقريب اجلمهوري فيتحول من تسكره زبيبة‬ ‫إلى مفكر ومنظر وهو في احلقيقة منتحل صفة‬ ‫تكفي حلظة سريعة لبيان الطالء اخلارجي‬ ‫لثقافته الصحفية التي يستحي منها أي إنسان‬ ‫حتى لو كان ممن يتخايلون في مشيتهم ملجرد‬ ‫تصورهم اإلبداع في قلة اإلطالع وخلو الوطاب‬ ‫إلى حد اإلدقاع مع "صحة الرقاع"‪.‬‬

‫�صنفا النقدة والعذال‬

‫ال أنكر أن الكثير من النقدة ملوقفي األخير‬ ‫وانحيازي إلى حركة النهضة هم من احملبني‬ ‫لي والغيورين على مسعاي الفكري‪ .‬وهم‬ ‫ولله احلمد موجودون في كل أقطار األمة‬ ‫من اندونيسيا إلى املغرب وحتى في املهاجر‬ ‫الغربية‪ .‬لذلك فشكري لهم هو الذي دعاني لهذا‬ ‫العالج واجلواب‪ .‬ذلك أني ما كنت ألولى أهمية‬ ‫للمنكرين ممن يدرك اجلميع أن نقدهم ال يحدوه‬ ‫حسن النوايا بالغير وال صدق النبرة‪ .‬فهؤالء‬ ‫ال يعترفون أصال بكوني جديرا بصفة املفكر‬ ‫لكنهم مع ذلك يحاولون أن يثبتوا ما ينفوه مبا‬ ‫يعتبروه انقشاع القناع عن القناع كما قال أحد‬ ‫طلبتي ممن أفهم علل موتوريته سامحه الله‬

‫هو ومن شاركه في التجديث من جيف النظام‬ ‫السابق أصحاب املعلقات في أخالق من ال خالق‬ ‫له بل وفي ثورته الهادئة املزعومة‪ .‬وهؤالء ال‬ ‫أرد عليهم بل يكفيهم التذكير باحلكمة الشعبية‬ ‫القائلة إن "الدق في اجليفة حرام" واحلكمة‬ ‫الغاندية القائلة إن احلكيم ال يعض من يعضه‬ ‫لئال يصبح كلبا مثله‪.‬‬

‫منحاز �إىل الأحياء ال�شعبية‬

‫أما أخوتي ممن يغار على مهمة الفكر لكونه‬ ‫ينزلها املنزلة التي تليق بها فإني أعتقد أني قد‬ ‫قلت لهم ما يقنعهم أو على األقل ما أقنعني بأن‬ ‫اقبل شاكرا عرض أخي وصديقي وزميلي الشيخ‬ ‫راشد الغنوشي أبقاه الله ورعاه للمشاركة‬ ‫قدر املستطاع في مواصلة النضال من أجل ما‬ ‫أومن به من قيم مع حفاظي على كامل احلرية‬ ‫واالستقالل وإن باالشتراك مع قائمة حزبية‬ ‫منفتحة على املستقلني حزبيا وامللتزمني قيميا‬ ‫بقيم النهضة في معناها الواسع أعني مواصلة‬ ‫مسعى حترير الوطن واألمة واإلنسان‪.‬‬ ‫وليس من الصدف أن رشحت على رأس‬ ‫هذه القائمة املمثلة ملا ميكن أن يعتبر عينة من‬ ‫الشعب احملروم‪ .‬فهي قد وافقت هوى في‬ ‫النفس‪ :‬أن أكون واحدا ممن يعبرون عن الشعب‬ ‫ممثال بعينة منه هي األحياء األكثر شعبية من‬ ‫أحياء العاصمة واألكثر متثيال لتونس العتيقة‬ ‫التي هي عاصمة الغرب اإلسالمي كما يرمز إلى‬ ‫ذلك ما فيها من معالم حضارية لعل أسماها هو‬ ‫جامع الزيتونة الذي لم يبقوا له من املعمورية إال‬ ‫الدعاء والقصبة التي أصبحت عنوان استرداد‬ ‫الشعب لسيادته بحيث أصبح يريد ويحقق‬ ‫مايريد‪.‬‬ ‫ويختم حديثه قائال‪ :‬آخر ما أريد أن أعلم به‬ ‫هؤالء القائسني غيرهم بأنفسهم الصغيرة لهفة‬ ‫منهم على املادة وإخالدا إلى األرض ويأسا من‬ ‫وجود اخلير في البشر أولئك املدعني أن النهضة‬ ‫قد اشترتني‪-‬ولو كنت ممن ُيشترى لكنت مثلهم‬ ‫من صنائع ابن علي ومافيته‪ -‬ولعلهم يعلمون‬ ‫ذلك فال ينكروه‪ .‬وهم يعلمون دون شك ما صار‬ ‫مناط حسدهم أعني أن ما سأضحي به من أجل‬ ‫هذا الواجب ال يساوي شيئا بالقياس إلى من‬ ‫دفع دمه من أجل هذه الثورة أعني شهداءها من‬ ‫شبابها وشاباتها‪ .‬نعم سأتخلى عن دروسي في‬ ‫اخلارج وعن عقود العمل في الترجمة والتأليف‬ ‫ورمبا عن اخللوة الفكرية الضرورية ملواصلة‬ ‫التفسير الفلسفي للقرآن الكرمي التفسير الذي‬ ‫شرعت فيه وملا أفرغ منه‪ .‬لكن ذلك سيكون‬ ‫ملدة سنة‪ .‬كما سأتخلى عما يدره علي ذلك كله‬ ‫من الرزق من كد مييني وعرق جبيني يقدر‬ ‫بأضعاف ما يتصورون أني طامع فيه‪ .‬فعلى‬ ‫قدر أهل العزم تأتي العزائم‪ .‬والكالم مع صغار‬ ‫النفوس وقت ضائع‪.‬‬ ‫سلسبيل الحبيب‬


‫‪8‬‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫يرشف عليها أكثر من ‪ 100‬قاضيا‬

‫دائرة املحا�سبات تتوىل مراقبة نفقات احلملة االنتخابية وعقوبات يف الأفق‬ ‫الفجر ـ فائزة الناصر‬ ‫أ ّكد السيد عمر التونكتي املكلف بالشؤون‬ ‫اإلدارية واملالية في الهيئة املستقلة لالنتخابات‬ ‫في تصريح للفجر‪ ،‬أنّ املرسوم املتعلق بإجراءات‬ ‫وصيغ ممارسة رقابة دائرة احملاسبات على‬ ‫متويل احلملة االنتخابية‪ ،‬من شأنه أن يؤمن‬ ‫الشفافية واملصداقية في عملية التمويل‪.‬‬ ‫والحظ أن املرسوم خول لدائرة احملاسبات‬ ‫مراقبة كل النفقات املتعلقة باحلملة االنتخابية‬ ‫وأوضح أن األحزاب والقائمات ملزمة بفتح‬ ‫حساب بنكي وحيد للحملة االنتخابية‪ ،‬تصرف‬ ‫منه جميع النفقات‪ .‬كما يتعني عليها م ّد الهيئة‬ ‫العليا املستقلة لالنتخابات مبعرف احلساب‬ ‫البنكي الوحيد وهوية الشخص أو األشخاص‬ ‫املخول لهم التصرف في هذا احلساب ومسك‬ ‫سجل مرقم ومختوم من الهيئة‪.‬‬ ‫وستتولى دائرة احملاسبات التنسيق‬ ‫ ‬ ‫مع الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات في األعمال‬ ‫الرقابية املتأكدة‪ .‬وشدد على أنّ دائرة احملاسبات‬ ‫لن يقتصر عملها الرقابي على احلساب البنكي‬ ‫الوحيد الذي تودع فيه املصاريف ويتم إعالم ونشر التقرير النهائي حول متويل احلملة‬ ‫الدائرة به بل سيمتد إلى ماهو خارج احلساب االنتخابية في غضون ستة أشهر‪.‬‬ ‫البنكي‪.‬‬ ‫وبخصوص استعداد دائرة احملاسبات‬ ‫وتضمن املرسوم عقوبات مالية تتراوح لالستحقاق االنتخابي‪ ،‬سيتم تسخير أكثر‬ ‫بني ‪ 500‬دينارا و‪ 5‬آالف دينارا لكل من يتولى من ‪ 100‬قاضيا‪ ،‬سيتفرغون خالل هذا احلدث‬ ‫تعطيل أعمال دائرة احملاسبات أو ال يحترم للقيام بجمع املعلومات حول سير متويل احلملة‬ ‫االلتزامات املنصوص عليها بتمويل احلملة االنتخابية إلى جانب تكوين جلان يقظة أثناء‬ ‫االنتخابية‪ .‬وأفاد بأن الدائرة ستتولى إعداد احلملة االنتخابية‪ .‬وجتدر اإلشارة بأنّ مهمة‬

‫األصوات ملزمة بإرجاع ‪ 50‬باملائة من حجم‬ ‫املبلغ املمنوح لها من الدولة لتمويل احلملة‪.‬‬ ‫وقد جرت منذ نهاية األسبوع الفارط‬ ‫مبقر الهيئات الفرعية املستقلة لالنتخابات‬ ‫حتت إش��راف ع��دول تنفيذ عملية القرعة‬ ‫اخلاصة بترتيب تعليق القائمات املترشحة‬ ‫وذلك بحضور عدد من رؤساء القوائم التي‬ ‫حتصلت على الوصل النهائي أو من ميثلهم‪.‬‬ ‫ومت باملناسبة التعريف بقواعد وإج��راءات‬ ‫احلملة االنتخابية حيث مت تذكير ممثلي‬ ‫القائمات املترشحة بضرورة أن تتقيّد القائمات‬ ‫املترشحة باملساحات املخصصة لها‪.‬‬ ‫ودعا مسؤولو الهيئات الفرعيّة لالنتخابات‬ ‫القائمات املترشحة إلى االبتعاد خاصة عن‬ ‫العنف والعروشية وباالنضباط إلى مدونة‬ ‫السلوك االنتخابي مذكرا كذلك بحرص الهيئة‪ ‬‬ ‫على التصدي لكل جتاوزات ومخالفات قرار‬ ‫منع اإلشهار السياسي والدعاية السياسية‬ ‫املبكرة‪ .‬ومت م ّد مرشحي القائمات بهذه املناسبة‬ ‫بوثائق حول دليل قواعد وإج��راءات احلملة‬ ‫االنتخابية‪ .‬كما ج ّددوا حرصهم على ضمان‬ ‫كل شروط احلياد والشفافية‪ ‬واملساواة بني‬ ‫النص املش ّرع القائمات في تنافسها على عضوية املجلس‬ ‫دائرة احملاسبات ال تنطلق بحسب ّ‬ ‫الوطني التأسيسي في إطار القانون وطبق‬ ‫إالّ بعد االنتخابات‪.‬‬ ‫وفي سياق أخر أفادنا التونكتي بأنّ ما أحكام املرسوم االنتخابي‪.‬‬ ‫وقد انطلقت بالفعل منذ بداية هذا األسبوع‬ ‫يعادل ثلثي القوائم املترشحة قد فتحت حسابا‬ ‫بنكيا وبأنّ متويل القوائم سيكون على قسطني عملية جتهيز األماكن املخصصة لتعليق‬ ‫قسط قبل احلملة والقسط الثاني خالل ال‪ 10‬البيانات االنتخابية وصور الناخبني وأسمائهم‬ ‫أ ّيام األخيرة من احلملة االنتخابية مش ّددا على في جميع الدوائر االنتخابية استعدادا النطالق‬ ‫أنّ القائمة التي حتصل على أق ّل من ‪ 3‬باملائة من احلملة االنتخابية غدا ‪ 1‬أكتوبر‪.‬‬

‫األستاذ أمحد املرشقي رئيس قائمة حركة النهضة بجندوبة‪:‬‬ ‫أحمد املشرقي رئيس قائمة النهضة‬ ‫بجندوبة أستاذ جامعي اختصاص فلسفة‪،‬‬ ‫جمع إلى جانب الفلسفة العلوم الشرعية‬ ‫والعلوم السياسية‪ .‬وهو أيضا كاتب وباحث‬ ‫من مؤلفاته «حقيقة العوملة» و»العرب‬ ‫ونهاية السياسة»‪ ،‬وله مجموعة مقاالت في‬ ‫مجالت تونسية وعربية وعاملية‪ .‬التقيناه‬ ‫في جندوبة فكان لنا معه هذا احلوار‪:‬‬

‫من وجهة نظركم كيف تقيمون الوضع العام‬ ‫بوالية جندوبة ؟‬

‫جندوبة يوجد حوالي ‪ % 66‬من العائالت‬ ‫تعيش بني حالة الفقر وحالة الهشاشة وهو‬ ‫أمر ناجت عن اإلقصاء والتهميش الذي حلق‬ ‫واليتنا‪ .‬ومما يزيد في تأزم الوضع معاناة‬ ‫أبناء اجلهة من نسبة بطالة مرتفعة تنوعت‬ ‫بني يد عاملة وحرفيني وأصحاب شهائد‪.‬‬ ‫وتعاني األري��اف في جندوبة من غياب‬ ‫املسكن الالئق‪ ،‬ونحن على وعي بوجود‬ ‫إشكاالت أخرى كالتغطية االجتماعية‬ ‫وارتفاع نسبة ذوي االحتياجات اخلاصة‪.‬‬ ‫ثالثا الوضع االقتصادي والذي متثل فيه‬ ‫الفالحة العمود الفقري للدورة االقتصادية‬ ‫باجلهة وبالرغم من ذلك يعيش الفالح‬ ‫وضعيات صعبة على رأسها غالء تسعيرة‬ ‫مياه الري وارتفاع تكلفة اإلنتاج وتكلفة‬ ‫احملاصيل الزراعية كما يعاني فالحي‬ ‫جندوبة صعوبة في ترويج منتوجهم ولنا‬ ‫في مادة احلليب أحسن مثال على ذلك‪.‬‬

‫ميكن تقسيم الوضع إلى ع ّدة مستويات‪:‬‬ ‫أوال الوضع السياسي والذي يشهد حراكا‬ ‫بعد هذه الثورة املباركة ففضاء احلرية قد‬ ‫مكن أبناء اجلهة من أن يعبروا عن آرائهم‬ ‫وتصوراتهم بالطريقة التي يرتضونها وال‬ ‫ضرر في ذلك بل إن التنوع واالختالف عامل‬ ‫إثراء ودافع طاملا يدار ضمن قواعد السلم‬ ‫واألمن االجتماعي‪ .‬أما على صعيد الوضع‬ ‫االجتماعي فبعد التنقل ولقائنا بأهلنا في‬ ‫ما هي مالمح برناجمكم االنتخايب اخلاص‬ ‫أرياف جندوبة املترامية ومدنها اكتشفنا بجهة؟‬ ‫الوضع االجتماعي الهش لألهالي ففي‬ ‫يعتمد برنامجنا االنتخابي أساسا‬

‫ماهي حظوظ قائمتكم يف الفوز؟‬

‫يحدونا أمل كبير في الفوز وسنراهن‬ ‫على جميع املقاعد ألنّ املواطن في جندوبة‬ ‫يعرف ماضينا النضالي ويعرف صدقنا‬ ‫وأمانتنا‪ ،‬كما خبر أهالينا في جندوبة حبّنا‬ ‫جلهتنا خصوصا ولوطننا عموما ويدرك‬ ‫متام اإلدراك أنّنا سنكون أوفياء لدماء‬ ‫شهدائنا وسنعمل على حتقيق أهداف‬ ‫الثورة‪ .‬وأمتنى أن تكون العملية االنتخابية‬ ‫مناسبة لتكريس روح التنافس احلر‬ ‫واالختالف النزيه‪.‬‬ ‫محمد العيادي‬

‫نقابة‬

‫االحتاد يطالب بوقف الإعت�صامات‪ ...‬لإجناح االنتخابات‪! ‬‬ ‫محمد البخـاري‬ ‫وجهت قيادة االحتاد العام التونسي‬ ‫ّ‬ ‫للشغل نداء لعموم الشغّالني واملنخرطني‬ ‫حتديدا تطالبهم فيه بتجنّب االعتصامات‬ ‫واإلضرابات طيلة األشهر املقبلة مبا‬ ‫يجنّب البالد مخاطر الفوضى وعدم‬ ‫االستقرار بالنظر إلى ما ح ّققته املفاوضات‬ ‫االجتماعيّة من نتائج جيّدة رغم هشاشة‬ ‫الوضع االقتصادي ود ّقة املرحلة سياسيّا‬ ‫وأمنيّا‪ .‬فما هو صدى هذا النداء في ضوء‬ ‫ما يجري في الساحة االجتماعيّة؟‬ ‫إنّ املتابع للشأن السيّاسي واالجتماعي‬ ‫ّ‬ ‫بالساحة النقابيّة‬ ‫واملطلع على ما يجري‬ ‫ّ‬ ‫ليدرك أن هذا النداء املعقول‪ ،‬مبدئيّا‪،‬‬ ‫والطبيعي في الظروف االستثنائيّة التي‬ ‫مت ّر بها بالدنا هو أقرب إلى إعالن النوايا‬ ‫أو إلى محاولة تبرئة ذ ّمة منه إلى قرار‬ ‫قابل للتنفيذ في ظ ّل مستوى تفلّت القواعد‬ ‫النقابيّة التي رفعت من سقف مطالبها‬ ‫وباتت ترفض التنازل واملساومة أو حتّى‬ ‫االنضباط لقرارات ال تقتنع مبشروعيّتها‬ ‫وفي ظ ّل بروز نقابات موازية غير ّ‬ ‫مرشدة‬ ‫تتعاطى املنافسة دون ضوابط ما يجعلها‬ ‫ال تستنكف من عرض احللول الوهميّة‬ ‫والبدائل املعتلّة لكسب و ّد الناقمني أو‬ ‫الغافلني‪.‬‬ ‫إنّ من شروط االستجابة ملثل هذا‬ ‫النداء أن تتمتّع القيادة برصيد ها ّم من‬ ‫النزاهة والصدقيّة والثقة لدى القواعد‬ ‫وأن تكون لها شرعيّة فوق الشبهات أو أن‬

‫أخبار نقابية‬ ‫المنتدى األورومتوسطي‬

‫دعا السيد عبد السالم جراد األمني العام لالحتاد العام‬ ‫التونسي للشغل واألمني العام لالحتاد النقابي لعمال املغرب‬ ‫العربي‪ ،‬في افتتاح أشغال‪ ‬املنتدى النقابي األوروموتوسطي‬ ‫حول الوضع السياسي والنقابي واالجتماعي في تونس‬ ‫ومصر وليبيا‪ ،‬النقابات األوروبية للضغط على حكومات‬ ‫بلدانها من أجل أن يكون تضامنها مع ثورة احلرية والكرامة‬ ‫تضامنا حقيقيا وذلك بحثّ الدول األوروبية على االستثمار‬ ‫في تونس وبعث مؤسسات اقتصادية قادرة على توفير‬ ‫الشغل خاصة في أوساط الشباب وحاملي الشهادات‬ ‫العليا‪.‬‬

‫إلغاء المناولة‬

‫ألغى الديوان الوطني لألسرة والعمران البشري نهائيا‬ ‫العمل باملناولة بالديوان واعتمد صيغة جديدة تتمثل في‬ ‫اختيار كل األعوان واحلراس وعملة التنظيف املباشرين عن‬ ‫طريق االنتداب‪ ،‬وقد قدر الديوان احتياجاته بـ ‪ 63‬عامال‬ ‫وعاملة ويندرج هذا القرار في إطار تفعيل االتفاق املبرم بني‬ ‫احلكومة املؤقتة واإلحتاد العام التونسي للشغل بتاريخ ‪22‬‬ ‫أفريل املاضي‪.‬‬

‫انتخاب‬

‫يكون أداؤها مقنعا بعيدا عن عقد الصفقات أمام أصحاب النوايا الطيّبة واأليدي‬ ‫املشبوهة داخل الغرف املظلمة واألهم من النظيفة ليعيدوا للعمل النقابي اعتباره‬ ‫كل ذلك أن تكون جسور االتصال بالقواعد ولالحتاد العام التونسي للشغل إشعاعه‬ ‫قائمة ممت ّدة ومتينة حتّى يتح ّقق املستوى عبر ترسيخ الشفافيّة ودعم املساءلة‬ ‫املطلوب من الوعي والثقة‬ ‫والتوحد والتآزر اجلد ّية واحترام الشرعيّة‪ .‬أ ّم من أين‬ ‫ّ‬ ‫حتمي وجازم وقد طالب‬ ‫الذي يحول دون االنقسام والتشرذم عند نبدأ؟ فاجلواب‬ ‫ّ‬ ‫مواجهة األزمات‪.‬‬ ‫به ممثّلو االحتاد األحزاب في هيئة حماية‬ ‫ولئن تع ّذر توفير هذه الشروط على أهداف الثورة أال وهو الشفافيّة املاليّة‬ ‫البعض سابقا بسبب سياسات القمع وعلى هذا األساس هل يبقى مقبوال أن تقع‬ ‫والتعسف التي مارستها النظم السابقة تالوة التقارير املاليّة على املؤمترين دون‬ ‫ّ‬ ‫فإن رياح الثورة قد فتحت املجال واسعا توزيعها عليهم؟‬

‫ف�شل �أول م�ؤمتر ت�أ�سي�سي للنقابة الوطنية للمهند�سيني‬ ‫فشل املؤمتر التأسيسي األول للنقابة الوطنية للمهندسني‬ ‫التونسيني الذي ُعقد يوم األحد الفارط بتونس العاصمة اثر‬ ‫مشادات بني أعضاء النقابة على خلفية ما أسماه البعض‬ ‫جتاوزات قانونية ووجود عناصر من حزب التجمع املنحل‬ ‫ناشطة داخل النقابة إضافة إلى عدم التزام املكتب التنفيذي‬ ‫بالقانون األساسي للنقابة في ما يخص تاريخ إغالق باب‬ ‫الترشحات حيث تواصل قبول الترشحات ليلة قبل انعقاد‬ ‫املؤمتر‪.‬وقد رفض بعض أعضاء جلنة اإلعداد للمؤمتر انعقاد‬ ‫املؤمتر وقال أحدهم يجب تأجيل املؤمتر التأسيسي األول إلى‬ ‫أن يستوفي شروطه ويلتف كل املهندسني حول هذه النقابة‪.‬‬ ‫ولم َي َ‬ ‫خف على احلضور وجود إشكاليات عدة داخل‬ ‫النقابة يتعلق البعض منها مبشاكل داخلية منها التمويل وجمع‬

‫املواطن يعرف ما�ضينا الن�ضايل ويعرف �صدقنا و�أمانتنا‬ ‫على تنمية جميع القطاعات ففي القطاع‬ ‫السياحي سنعمل على تنمية ودفع وتنويع‬ ‫املجاالت السياحية واخلروج بها من ضيق‬ ‫املوسمية إلى فسحة كامل السنة خاصة‬ ‫وأن اجلهة تتمتع مبواقع أثرية ذات شهرة‬ ‫عاملية‪ .‬أما على الصعيد االقتصادي ميكن‬ ‫إنشاء معمل طماطم ومعمل للعجني وآخر‬ ‫لتعليب احلليب ومشتقاته‪ .‬كما ميكن جلهة‬ ‫جندوبة أن تنهض وتتحول إلى سلة غذاء‬ ‫للوطن إذا توفرت اإلرادات الصادقة‪ .‬ولن‬ ‫تكون التنمية إال عملية شاملة تبدأ بتطوير‬ ‫البنية التحتية باملدينة والريف وتهتم‬ ‫بصحة املواطن وجعل هذا املطلب أولوية‬ ‫من أولوياتنا ليتوسطها اعتناء بالتعليم‬ ‫وبالبحث العلمي‪ ،‬انتهاء إلى اإلحاطة‬ ‫بالرياضة والرياضيني فتشمل بذلك التنمية‬ ‫كل مجاالت احلياة في جندوبة فنحن ال‬ ‫نريد جلندوبة أن تكون في املراتب األخيرة‬ ‫نريدها أن تكون نبع حياة وجهد إرادة‬ ‫وحلم مستقبل‪ ،‬سوف نتعلق بحبها وبحب‬ ‫من يحبها ألنّ حبها جزء من حب الوطن‪.‬‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫‪9‬‬

‫حان الوقت لي�أخذ القانون جمراه‬ ‫في رسالة مط ّولة يشرح السيد صالح الغريبي املظلمة‬ ‫التي تع ّرض لها وسبق له منذ انطالقتها أن راسل بخصوصها‬ ‫جهات عديدة وهو يأمل أن يكون الوضع بعد الثورة مناسبا‬ ‫لتناول مثل هذه القضايا وأن يخضع اجلميع إلى مقتضيات‬ ‫املوجهة إلى السيد وزير‬ ‫القانون‪ ،‬ونورد أه ّم ما جاء بالرسالة‬ ‫ّ‬ ‫العدل يناشده ّ‬ ‫النظر في الشكوى التي تقدم بها ملنطقة احلرس‬ ‫الوطني بقبالط من والية باجة منذ يوم ‪ 16‬فيفري ‪ 2008‬ضد‬ ‫بعض األشخاص من أجل خلع مح ّل سكناه واالستيالء على‬ ‫ما بداخله من وثائق هامة ومصيرية‪ ،‬عالوة عن افتكاك حوز‬

‫أكبر عدد ممكن من املهندسني ومتثيل النقابة داخل جهات‬ ‫اجلمهورية‪.‬ودعا أكثر من عضو داخل النقابة إلى مقاطعة‬ ‫املؤمتر الذي ُوصف “بعدم املشرف للمهندسني التونسيني في‬ ‫تونس الثورة” كما أملح البعض األخر إلى إمكانية قيام نقابة‬ ‫أخرى على أنقاض النقابة السابقة‪.‬‬ ‫وقال نقيب املهندسني املؤقت عبد احلفيظ الزريبي «سأسلم‬ ‫مفتاح النقابة إلى الدولة إذا لم يتم ترشيح مكتب جديد»‪.‬‬ ‫وانتهت املشاحنات مبغادرة النقيب املؤقت القاعة وتعيني‬ ‫حسام الشارني الكاتب السابق للنقابة في خطة نقيب مع‬ ‫وجود ‪ 10‬أعضاء أخريني داخل املكتب التنفيذي في انتظار ما‬ ‫سيتم االتفاق عليه مستقبال‪.‬‬ ‫صبرين مورو‬ ‫بالقوة والسرقة املوصوفة وقد أحيل احملضر املضمن بعدد ‪19‬‬ ‫‪ 2008/ 03/‬في نفس التاريخ على وكالة اجلمهورية بابتدائية‬ ‫باجة‪ ،‬وبعد النظر فيه وإلمتام إجراءات البحث أحيل على‬ ‫ابتدائية تونس وبعد انتظار دام أشهر وملا للموضوع من أهمية‬ ‫كبرى واحلاجة امللحة إلمتام إجراءات البحث وإحالة امللف على‬ ‫النيابة العمومية التخاذ ما تراه صاحلا في شأنه‪ .‬طالب العديد‬ ‫من املرات أهل االختصاص اإلسراع بفصل احملضر غير أنه لم‬ ‫يجد أذنا صاغية فالتجأ إلى وزارة العدل بتاريخ ‪/06/ 22‬‬ ‫‪ 2009‬وباستفسارها النيابة العمومية بابتدائية باجة‪ ،‬أجاب‬ ‫السيد وكيل اجلمهورية بإحالته عدد ‪ 6609/1‬واملضمنة‬ ‫بالوزارة حتت عدد ‪ 27001/2010‬أن املسؤول األ ّول عن‬ ‫عملية اخللع والسرقة قاض ويتمتّع بحصانة قضائية وبالتالي‬ ‫يتع ّذر اتخاذ أي إجراء ض ّده وض ّد من ثبتت مشاركته له‪.‬‬

‫مت في اجتماع اإلحتاد الدولي للسياحة بجينيف انتخاب‬ ‫كمال سعد الكاتب العام جلامعة املعاش والسياحة باإلحتاد‬ ‫العام التونسي عضوا بالهيئة العليا لإلحتاد الدولي للسياحة‬ ‫وهو أعلى هيئة عاملية للسياحة‪ .‬وأ ّكد كمال سعد أن املنظمة‬ ‫التونسية طالبت اإلحتاد العاملي بتقدمي الدعم لتونس بعد‬ ‫الثورة والعمل على إخراج السياحة التونسية من أزمتها‪.‬‬

‫اتفاق‬

‫مت توقيع اتفاقية إطارية بني الوكالة الوطنية للتشغيل‬ ‫والعمل املستقبل واجلمعية التونسية لالتصاالت‬ ‫والتكنولوجيا يتم مبقتضاها متكني خريجي التعليم‬ ‫العالي من تكوين إشهادي في اللغات األجنبية الفرنسية‬ ‫واالجنليزية وفي مجاال تكنولوجيات املعلومات واالتصال‬ ‫وفي هذا اإلطار تلتزم الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل‬ ‫املستقبل بوضع برنامج تكويني ملدة ‪ 10‬أشهر في القطاعات‬ ‫ذات التشغيلية العالية يتم ضمنه تنظيم دورات تكوينية‬ ‫وتربصات للتأهيل‪ .‬أما اجلمعية التونسية لالتصاالت‬ ‫والتكنولوجيا فتتكفل بعد انتهاء مدة التكوين بانتداب عدد‬ ‫من حاملي شهادات التعليم العالي باملؤسسات الناشطة في‬ ‫قطاع تكنولوجيات االتصال التي متثلها‪.‬‬

‫نقابة ال�ضمان االجتماعي على ّ‬ ‫املحك‬ ‫ّ‬ ‫نظم أعوان الصندوق القومي‬ ‫للضمان االجتماعي وقفة احتجاجيّة‬ ‫ببطحاء مح ّمد علي يوم األربعاء‬ ‫الفارط على الساعة التاسعة‬ ‫للتعبير عن غضبهم واستيائهم من‬ ‫أداء نقابتهم للمطالبة بحلّها‪ .‬وقد‬ ‫استقبل السيّد املولدي اجلندوبي‬ ‫األم�ين العام املساعد وف��دا من‬ ‫المولدي الجندوبي‬ ‫احملتجني وتع ّهد لهم بأن يتولّى‬ ‫ّ‬ ‫شخصيّا الدفاع عن مطالبهم مبا يعني استبعاد النقابة ومراجعة‬ ‫سقف الزيادة احمل ّددة في األجور‪ .‬أ ّما بخصوص طلب سحب‬ ‫احملتجون فقد طلب السيّد اجلندوبي تسليمه‬ ‫الثقة الذي رفعه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عريضة في الغرض ليتمكن من االستجابة للطلب‪.‬‬ ‫وقد سبق أن ّ‬ ‫نظم األعوان يوم ‪ 26‬من هذا الشهر وقفات‬ ‫احتجاجيّة أمام مق ّرات العمل للتنديد بتقصير نقابتهم في الدفاع‬ ‫احملتجون أن‬ ‫عن مصاحلهم عبر تقدمي قائمة تض ّم ‪ 25‬مطلبا يعتبر‬ ‫ّ‬ ‫النقابة للضمان االجتماعي ال توليها ما يجب من االهتمام والعناية‬ ‫“نتيجة تواطئها مع اإلدارة على ح ّد قولهم‪ .‬وقد أصدرت النقابة‬ ‫بيانا بتاريخ ‪ 27‬سبتمبر تتّهم من خالله “عصابات بقايا التج ّمع‬ ‫وجلان اليقظة” مبحاولة تكسير الهياكل النقابيّة وتستعرض ما‬ ‫ح ّققته من اجنازات في ‪ 13‬نقطة واختتمت النقابة البيان بالتو ّعد‬ ‫“باملقاومة بكافة األساليب”‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫االقتصادي‬

‫تقل�ص عدد ال�سياح بن�سبة ‪ 4،35‬باملائة‬

‫تقلص عدد السياح الوافدين إلى تونس خالل ال‪ 9‬اشهر األولى من ‪ 2011‬بشكل‬ ‫يبعث عن االنشغال حيث تراجعت نسبة التوافد ب ‪ 4،35‬باملائة مقارنة مع نفس الفترة‬ ‫من سنة ‪ 2010‬ولم يتجاوز بذلك عددهم ‪3‬ر‪ 3،‬مليون سائحا مقابل ‪ 2،5‬مليون سائحا‬ ‫خالل نفس الفترة‪ .‬وحسب أرقام وزارة التجارة والسياحة فان عدد الليالي املقضاة بلغ‬ ‫‪ 15 ،7‬مليون ليلة ما بني غرة جانفي و‪ 20‬سبتمبر ‪ 2011‬أي بانخفاض بنسبة ‪43 ،2‬‬ ‫باملائة مقارنة بالسنة املاضية‪ .‬كما تقلصت العائدات السياحية بنسبة ‪ 4،39‬باملائة حيث‬ ‫بلغت قيمتها ‪ 1520‬مليون دينارا‪.‬‬

‫االقتصادي واملناضل النقايب الطيب الوراري ‪:‬‬

‫برنامج النه�ضة �شامل وطموح ولكن يحتاج �إىل الإثراء‬ ‫حاوه عبد العزيز التميمي‬ ‫مواصلة في استطالع اآلراء وتوسيع دائرة‬ ‫النقاش حول البرنامج اإلقتصادي حلركة النهضة‬ ‫استضافت صحيفة الفجر اخلبير اإلقتصادي‬ ‫واملناضل النقابي املعـــروف الطيب الوراري‬ ‫اإلطار في الشركة التونسية للكهرباء والــغاز‪.‬‬ ‫تطرقنا إلى مسالك ومفاصل شتى في البرنامج‬ ‫فكانت هذه املصافحة ‪..‬‬

‫ابتداء ما هي النقاط التي تشد اهتاممكم يف‬ ‫الربنامج االقتصادي واالجتامعي حلركة النهضة؟‬

‫ النقطة األولى أن البرنامج جريء وطموح‪،‬‬‫فحينما يكشف البرنامج عن التخطيط ملستوى‬ ‫من التطور ونسبة للنمو تصل إلى ‪ 7‬في املائة‬ ‫خالل السنوات اخلمس القادمة ‪ ،‬ويقترح حتقيق‬ ‫نسبة تشغيلية ب‪ 590‬ألف موطن شغل‪ ،‬والنزول‬ ‫"بالتمويل اخلارجي املصحوب بفائدة من قروض‬ ‫عمومية وقروض خاصة بنسبة ضئيلة تصل‬ ‫إلى ‪ 6‬في املائة " فإن تخطيطه يكون جريئا جدا‪..‬‬ ‫باعتباره ال يعتمد التداين اخلارجي بالكامل‪.‬‬ ‫أما النقطة الثانية فهي التي متثل وجه الطرافة‬ ‫في البرنامج ملا تضمنته من تأكيد على دور‬ ‫القيم واألخالق باملعنى اإليتيقي للكلــــــمة في‬ ‫النشاط االقتصادي وهي إحدى أركان احلوكمة‬ ‫الرشيدة التي طرحت بإحلاح كبير عقب األزمة‬ ‫االقتصادية العاملية لسنة ‪ 2008‬ولو راجعنا‬ ‫اليوم السياسات االقتصادية وحتى السياسات‬ ‫التعليمية في املعاهد العليا بأوروبا وأمريكا‬ ‫لالحظنا ما باتت تعطيه تلك املعاهد من أهمية‬ ‫بالغة لألخالقيات وضوابط النشاط االقتصادي‪.‬‬ ‫كيف تنظرون إىل مسألة إعادة االعتبار للطبقة‬ ‫الوسطى يف الدورة االقتصادية؟‬

‫متثل إعادة االعتبار للطبقة الوسطى نقطة قوة‬ ‫أخرى حتسب للبرنامج‪ ،‬ذلك أن الطبقة الوسطى‬ ‫تعد رافعة للنمو االقتصادي ثبتت جدواها في‬ ‫صعود اقتصاديات دول مثل الصني‪ ،‬كما ثبتت‬ ‫جدواها أثناء األزمات االقتصادية‪ .‬ففي طليعة‬ ‫الدول التي تعافت من أزمة ‪ 2008‬تأتي الدول‬ ‫التي راهنت على الطبقة الوسطى‪.‬‬ ‫إحداث صندوق للبطالة هل يمثل إضافة نوعية‬ ‫يف املجال االجتامعي؟‬

‫بطبيعة احلال فإحداث صندوق للبطالة هو‬ ‫استجابة وحتقيق ملطلب شعبي طاملا ناضلت من‬ ‫أجله الطبقات الكادحة واإلحتاد العام التونسي‬ ‫للشغل‪..‬‬ ‫ووضع األمن الغذائي كإسرتاتيجية للنهوض ؟‬

‫ وضع هدف األمن الغذائي كإستراتيجية‬‫للنهوض بالقطاع الفالحي‪ ،‬ميثل استجابة‬

‫للتحدي الذي تطرحه األسعار املتزايدة في‬ ‫املواد الفالحيّة بشكل قياسي في السوق العاملية‪،‬‬ ‫والسياسات احلمائية التي تنتهجها بعض البلدان‬ ‫مثل الهند التي منعت تصدير األرز سنة ‪2008‬‬ ‫وهي السنة التي عرفت صعودا جنونيا ألسعار‬ ‫املواد الفالحية‪ ،‬مما طرح موضوع األزمة الغذائية‬ ‫العــاملية بحدة‪ ،‬وتعد تلك األزمة من املخاطر‬ ‫الدائمة خاصة بعدما بات يشهده العالم من اعتماد‬ ‫بعض الدول مثل الواليات املتحدة األمريكية على‬ ‫استغالل املواد الفالحية كمصدر إنتاج الطاقة‪.‬‬

‫هل حافظ الربنامج عىل التزام تونس إزاء‬ ‫الرشاكة الدولية ؟‬

‫يوجد التزام بتلك الشراكة إضافة إلى إدخال‬ ‫تنوع في عناوين الشراكات االقتصادية إذ جند‬ ‫بطبيعة احلال الفضاء املغاربي باإلضافة إلى‬ ‫الطموح املشروع للحصول على مرتبة الشريك‬ ‫املتميز مع أوروبا‪ .‬والشراكة مع الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية والتوجه نحو الصني وبلدان آسيا مع‬ ‫التأكيد على تنمية مناخ األعمال باعتباره الشرط‬ ‫األول لتشجيع االستثمار الداخلي واخلارجي‪.‬‬ ‫وال تفوتنا اإلشارة هنا إلى نقطة قوة مهمة في‬ ‫البرنامج وهي اعتماده على املصرفية اإلسالمية‬ ‫في تعبئة جزء من التمويل االقتصادي‪ ،‬وهي‬ ‫تعتبر عامال واعدا بالنظر إلى التجارب املوجودة‬ ‫في بريطانيا و شرقي آسيا ‪ ،‬على الرغم من أن‬ ‫هذه التجربة ال زالت ال متثل حجما كبيرا على‬ ‫املستوى العاملي‪ ،‬ذلك أن حجم ‪ 800‬مليار دوالر‬ ‫من سلة األموال‪ ،‬حجم صغير في سوق األموال‬ ‫العاملية‪ ،‬فهي جتربة جنينية كما أنها لم تتأثر‬ ‫بهزات األزمة املالية العاملية‪.‬‬ ‫ماهي اآلن املجاالت التي مازالت تتطلب املزيد‬ ‫من دفع النقاش واجلدل حوهلا وحتيينها وتطويرها‬ ‫داخل الربنامج ؟‬

‫البرنامج لم ُيو ِل اهتماما يذكر لظاهرة‬ ‫األزمات االقتصادية العاملية والهزات التي‬ ‫أصبحت مالزمة للنشاط االقتصادي‪ ،‬ولم‬ ‫يتول البرنامج تفصيل تلك األزمات وتوصيفها‬ ‫وتقييمها وإعداد السيناريوهات ملواجهتها‬ ‫واخلطط والبرامج البديلة لها‪ .‬فالعالم الذي هو‬ ‫بصدد التعافي اليوم من تداعيات أزمة ‪،2008‬‬ ‫ها هو ذا يسقط من جديد في أزمة املديونية التي‬ ‫سيكون لها انعكاس على اإلستثمارات اخلارجية‪.‬‬ ‫مؤرش النمو ومتوسط الدخل هل يكفيان‬ ‫كبوصلة للتنمية؟‬

‫اقتصر البرنامج على االعتماد على مؤشر‬ ‫النمو ومتوسط الدخل الذي سيبلغ ‪ 10‬آالف دينارا‬ ‫سنة ‪ ،2016‬ولكنه لم يبرز املؤشرات األخرى‬ ‫التي فرضت من قبل مؤسسات األمم املتحدة‪.‬‬ ‫ومثال ذلك مؤشر التنمية البشرية املعتمد من قبل‬ ‫برنامج األمم املتحدة لإلمناء (‪ )IDH‬املنجز من‬

‫قبل ال( ‪ )PNUD‬والذي أخذه عن اإلقتصادي‬ ‫الباكستاني (محبوب احلق)‪...‬‬ ‫أو مؤشر التنمية اإلنسانية الذي طوره‬ ‫اخلبراء العرب الذين ساهموا في حترير تقارير‬ ‫‪ 2002‬و‪ 2003‬للتنمية البشرية التابعة لألمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬

‫ملاذا ال يمكن االقتصار يف الربنامج عىل اعتامد‬ ‫مؤرش النمو ومتوسط الدخل ؟‬

‫ ألن متوسط الدخل لوحده أونسبة النمو ال‬‫تعكس مستوى التنمية احلقيقية املنشودة‪.‬‬ ‫وحتفيز الطلب الداخيل هل يطور نسبة النمو؟‬

‫يعتمد البرنامج على حتفيز الطلب الداخلي‬ ‫واالستهالك بهدف حتقيق نسبة منو عالية‪ ،‬وهي‬ ‫فكرة مستوحاة من النظرية الكينزية‪ ،‬وفي نفس‬ ‫الوقت يلتزم البرنامج بالتحكم في نسبة التضخم‬ ‫إلى حدود ال‪ 3‬في املائة سنة ‪ .2016‬وهما هدفان‬ ‫يصعب في الواقع التوفيق بينهما‪ ،‬اللهم إذا تزامن‬ ‫ذلك مع حتسن ملحوظ في اإلنتاجية‪.‬‬

‫هل خيدم اإلصالح اجلبائي الطبقات الدنيا‬ ‫للمجتمع؟‬

‫نعم‪ ..‬لقد تضمن البرنامج إصالحا جبائيا‬ ‫تستفيد منه الشرائح الدنيا للمجتمع‪ ،‬كما‬ ‫ستساهم احلوكمة الرشيدة في التقليص من‬ ‫التهرب اجلبائي‪ ،‬لكن البرنامج لم يتعرض بصفة‬ ‫جلية وواضحة إلى موضوع العدالة اجلبائية‪،‬‬ ‫وهو مطلب نادت به عديد القوى االجتماعية‪،‬‬ ‫ويتمثل في تخفيف العبء على األجراء في مقابل‬ ‫التوظيف اجلبائي املنصف واملعقول على رأس‬ ‫املال ‪ ،‬وميثل ذلك شرطا من شروط العدالة‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫واالستثامر اخلارجي ما دوره يف العملية‬ ‫التنموية؟‬

‫في مجال االستثمار اخلارجي يرمي البرنامج‬ ‫إلى تشجيع االستثمار اخلارجي باعتباره رافعة‬ ‫مهمة للنمو االقتصادي وخلق مواطن الشغل‬ ‫ولكن دون حتديد مساهمة هذا العامل في النهضة‬ ‫الصناعية‪ .‬علما وأن احلقبة املاضية كان نصيب‬ ‫األسد فيها من التدفقات االستثمارية اخلارجية‬ ‫يوظف في مجاالت الطاقة واخلوصصة‪ .‬وفيما‬ ‫يتعلق بالتجارة اخلارجية‪ ،‬احتوى البرنامج على‬ ‫عناوين مهمة لتنويع وتطوير التصدير ولكنه‬ ‫أغفل سياق االقتصاد املعولم‪ ،‬والذي يشهد في‬ ‫هذا النطاق أزمة تعيشها املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬ ‫والتحدي املطروح هنا هو كيف ميكن لتونس‬ ‫مبعية شركاء آخرين أن تعطي للمفاوضات في‬ ‫هذه املنظمة دفعا جديدا‪ ،‬من شأنه أن يحدث‬ ‫توازنا عامليا بني الدول القوية والدول السائرة في‬ ‫طريق النمو ( وقد مثلت دورة مباحثات الدوحة‬ ‫لتحرير التجارة العاملية منذ انطالقتها سنة ‪2001‬‬ ‫معضلة كبيرة ألن الدول الكبرى ترفض تقدمي‬

‫تنازالت لصالح الدول النامية)‪.‬‬

‫هل توجد موارد أخرى لتمويل التنمية؟‬

‫في مجال التمويل لم يول البرنامج أهمية‬ ‫لتحويالت التونسيني املغتربني وهي متثل مصدر‬ ‫متويل مهم حالت عراقيل كثيرة دون استخدامه‬ ‫االستخدام األمثل ‪.‬‬ ‫ويتصل بذلك هدف استقطاب الكفاءات‬ ‫املهاجرة وهو هدف تضمنه البرنامج ولكن‬ ‫املشكلة بالنسبة إلى تونس وغيرها من البلدان‬ ‫أن هذا الهدف غير واقعي واملطلوب االستعاضة‬ ‫عنه بتطوير مفهوم ( حركة األدمغة بني بلدانها‬ ‫ومهاجرها ) عوضا عن استقطابها وهو ما طبقته‬ ‫الهند مثال وجنحت فيه‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة هنا إلى مسألة مهمة وهي‬ ‫مسألة التركيز على تطوير برامج ونسب التأطير‬ ‫في اإلدارة كوسيلة لتشغيل واستيعاب حاملي‬ ‫الشهادات في وقت تعاني فيه اإلدارة من سوء‬ ‫استخدام الطاقات ‪ ،‬وتضخم عدد املستخدمني‬ ‫وتفاقم ظاهرة الطاقات املودعة في الثالجة‪ ،‬على‬ ‫الرغم من أن هذه النقطة ميكن أن تعالج في باب‬ ‫اإلصالح اإلداري الذي تضمنه البرنامج ‪.‬‬

‫الحظ بعض االقتصاديني وجود منزع ليربايل يف‬ ‫هذا الربنامج فامذا ترون يف ذلك؟‬

‫يعد هذا البرنامج برنامجا براغماتيا‪ ،‬والدولة‬ ‫فيه ليست دولة رعاية كما ذكر البعض‪ ،‬ولكنها‬ ‫دولة لها دور في الشأن االقتصادي ‪ .‬وقد جتلى‬ ‫مثل هذا الدور في أكبر البلدان الليبرالية خالل‬ ‫األزمة االقتصادية األخيرة‪ .‬وهنا ال بد من التذكير‬ ‫بضرورة أن تواصل الدولة دورها في املجال‬ ‫االقتصادي وخاصة في القطاعات اإلستراتيجية‪.‬‬ ‫هناك تشجيع في البرنامج للمبادرة احلرة‬ ‫واقتصاد السوق في مجال االقتصاد وفي مجال‬ ‫التعليم والصحة‪ ،‬وهنا جتدر اإلشارة إلى ضرورة‬ ‫االنتباه إلى املخاطر واإلنزالقات املنبئة باألزمات‪.‬‬ ‫كما احتوى البرنامج على خيار إعطاء دور للقطاع‬ ‫التعاوني‪ ،‬مبا يعني وجود القطاعات الثالث في‬ ‫الدورة االقتصادية واالنتاجية وتتمثل في الدولة‬ ‫والسوق والقطاع التعاوني ‪ .‬بالنسبة إلى السؤال‬ ‫املثار حول الطبيعة الليبرالية للبرنامج‪ ،‬ال يوجد‬ ‫في الواقع باراديغم )منوال( ليبرالي وحيد في‬ ‫العالم حتى نحكم بشكل حدي ونهائي على طبيعة‬ ‫ليبرالية منطية في البرنامج‪.‬‬ ‫وما يالحظ أخيرا هو عدم تعرض البرنامج‬ ‫ملوضوع األمية في تونس ال تلميحا وال تصريحا‪،‬‬ ‫فهل انتهت مشكلة األمية في تونس؟‪.‬‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫‪11‬‬

‫جمعيات‬

‫�أي دور للمجتمع املدين يف �إجناح االنتخابات‬ ‫ما يضمن نزاهة وشفافية أي انتخابات في أي‬ ‫مكان في العالم‪ ،‬هو الدور الذي تقوم به مؤسسات‬ ‫املجتمع املدني‪ ،‬ليس في لعب أدوار سياسية‪ ،‬أو حشد‬ ‫الناخبني‪ ،‬وإمنا في مراقبة ومتابعة كل إجراءات العملية‬ ‫االنتخابية‪ ،‬بحيث تصبح نائبا ً عن املواطنني‪ ،‬تراقب‪،‬‬ ‫وتتابع‪ ،‬وتسجل‪ ،‬وترصد التفاصيل كافة‪ ،‬تفضح‬ ‫املزورين‪ ،‬وتكون مبثابة ضمير لألمة فتحاسب معنويا‬ ‫ما لم تستطع القوانني احلالية حسابه‪.‬‬ ‫هذه الرقابة الشعبية لالنتخابات لم تكن في يوم‬ ‫من األيام أمرا مألوفا في املشهد االنتخابي التونسي‬ ‫والعربي عموما‪ ،‬ال قبل الثورات‪ ..‬وال بعدها‪ ،‬حتي‬ ‫أننا لم نشهد في تاريخنا انتخابات توفرت فيها المجتمع المدني ضمان للمسار الديمقراطي‬ ‫الظروف املالئمة ملؤسسات املجتمع املدني ألداء هذا‬ ‫مع كل ذلك تونس اليوم على أبواب انتخابات‬ ‫الدور‪ ،‬ودأبت حكومات ما قبل الثورة على التأثير على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أصوات الناخبني‪ ،‬عبر تزوير مباشر لعمليات االقتراع‪ ،‬مصيرية‪ ،‬تشهد ترحيبا كبيرا بدور املجتمع املدني‪،‬‬ ‫أو إجراءات غير مباشرة لتعطيل العملية االنتخابية‪ ،‬ومنظماته في الرقابة الشعبية على االنتخابات‪ ،‬ولو‬ ‫والتأثير في املجتمع‪....‬أما الدور الوحيد الذي لعبته لعبت هذه املنظمات دورها بشكل إيجابي وحيادي هذه‬ ‫مكونات املجتمع املدني التقليدية فكان املشاركة في املرة فسيكون لها دور كبير في تغيير شكل املمارسة‬ ‫السياسية في تونس لألبد‪.‬‬ ‫الدعاية للحزب الواحد والزعيم االوحد‪...‬‬ ‫فمؤسسات املجتمع املدني هي املدخل األقرب‬ ‫اما اليوم وفي أول انتخابات بعد الثورة فقد تقدمت‬ ‫جمعيات كثيرة وشبكات متعددة تبشرنا بأنها ستشارك للرقابة الشعبية على االنتخابات و على سبيل املثال ليس‬ ‫وستراقب ولن تترك مجاال للسلطة وال ألي طرف بالضرورة أن جند قاضيا عند كل صندوق انتخابي‪،‬‬ ‫بتزوير إرادة الشعب وسوف تفتك دورها الرقابي أو مستشارا ً كبيرا ً يترأس كل جلنة عامة‪ ،‬أو غيرها‬ ‫وتفرض حقها كمؤسسات تنوب عن املواطن في ضمان من أوجه اإلشراف القضائي املتعددة على االنتخابات‪،‬‬ ‫ألن الدميقراطية احلقيقية تعني حكم الشعب للشعب‪،‬‬ ‫شفافية االنتخابات ونزاهتها‪.‬‬ ‫واالنتخابات العامة هي أهم وسيلة اتفق عليها البشر‬ ‫آمال اكبر في الشفافية‬ ‫لترجمة رغبات الناس في شكل احلكم‪ ..‬ومن يتواله‪،‬‬ ‫اجلمعيات احلقوقية‪ ،‬اجلمعيات النسائية االئتالفات ومن يقوم بالرقابة على هذه االنتخابات‪.‬‬ ‫والشبكات اجلمعياتية‪ ،‬اجلمعيات الشبابية الوطنية‬ ‫وحتى تكتمل التجربة الدميقراطية في بالدنا‬ ‫واحمللية وغيرها كثير‪...‬تبحث جميعها عن سبل ملشاركة اليوم‪ ،‬وتخرج من مرحلة وصاية أي مؤسسات أو‬ ‫في حمالت التوعية والتثقيف للمواطنني ملمارسة حقهم جهات عليها فال بد أن يكون الشعب هو صاحب الكلمة‬ ‫في االنتخاب وتؤكد لهم أنها سوف تتصدى ألي محاولة األولي واألخيرة‪ ..‬ويكون املجتمع املدني إحدى األدوات‬ ‫لتزوير إرادتهم فهل سيزيد ذلك من ثقتنا ويدعم آمالنا الشعبية املهمة لتحقيق هذه اإلرادة‪.‬‬ ‫في املوعد االنتخابي القادم؟ وماذا عن شبهات التمويل‬ ‫بهذا املعنى تزداد ثقة الناس باالنتخابات القادمة‬ ‫اخلارجي لهذه اجلمعيات ؟ وما يدور حول برامجها من يوم ‪ 23‬اكتوبر وكلما ازداد حضور املجتمع املدني‬ ‫مواالة لهذا الطرف السياسي او لغيره؟‬ ‫كثافة وفاعلية كلما تدعمت ثقتنا في مستقبل العملية‬ ‫ظلت مشكلة منظمات املجتمع املدني عند مشاركتها السياسية في تونس وقطع الطريق على من يخططون‬ ‫في أعمال رقابة ومتابعة االنتخابات هي التمويل لالنقالب على نتائج االنتخابات أو التشويش عليها‪.‬‬ ‫األجنبي أو احلزبي الذي تتلقاه‪ ،‬خاصة في فترة ال‬ ‫محمد القرماسي‬ ‫نزال حديثي عهد باالستبداد والدكتاتورية حيث ترسخ‬ ‫لدينا التالعب بأصوات الناس وإرادتهم بشتى وسائل‬ ‫التزوير والترهيب‪ ،‬كما أن رقابة منظمات املجتمع املدني‬ ‫لالنتخابات لم تكن بعيدة عن املخططات اخلارجية‬ ‫ملستقبل بلداننا العربية عامة ولتونس بالتحديد التي‬ ‫تعتبرها فرنسا امتدادا لها ولديها بني ظهرانينا مواطئ‬ ‫كثيرة واصدقاء أكثر‪ ،‬وسواء أدركت املنظمات هذا‬ ‫الوضع أو لم تدركه‪ ،‬فإن بعضها قد تلقى عشرات املاليني‬ ‫من الدوالرات‪ ،‬بعضها لم يتوجه أصال للمشروعات‬ ‫املتعلقة مبتابعة االنتخابات‪ ،‬وإقناع املواطنني بالتسجيل‬ ‫في القائمات واملشاركة في االنتخابات‪.‬‬

‫�أخبار اجلمعيات‬ ‫برنامج الحقيبة المدرسية لتونس الخيرية يجوب البالد‬ ‫في سياق برامجها اخليرية أعدت جمعية تونس اخليرية حقائب‬ ‫مدرسية للعائالت محدودة الدخل ملساعدتها على توفير األدوات املدرسية‬ ‫ألبنائها التالميذ وذلك بتوفير حقيبة مدرسية تتضمن منديال وجميع‬ ‫األدوات املدرسية املطلوبة حسب املستوى الدراسي‪.‬‬ ‫وقد متكنت اجلمعية من إعداد هذه احلقائب وفق روزنامة محددة مت‬ ‫مبقتضاها اختيار العائالت ذات األولوية من حيث احتياجها للمساعدة‬ ‫ومت تقدمي عدد كبير من احلقائب املدرسية ملستحقيها من أبناء العائالت‬ ‫محدودة الدخل قارب اخلمسمائة تلميذ وتلميذة‪ .‬وكان االمتياز لفريق‬ ‫املتطوعني باجلمعية الذين قاموا بتنفيذ هذه احلملة لتشمل ‪ 14‬والية وعديد‬ ‫املعتمديات والقرى ابتداء من اجلنوب التونسي عند احلدود الليبية مبنطقة‬ ‫كمبوت بوالية تطاوين وإلى حدود الشقيقة اجلزائر بوالية جندوبة لتنتهي‬ ‫بزغوان يوم ‪ 20‬سبتمبر ‪. 2011‬‬

‫شارك‪..‬راقب‪ ..‬برامج ائتالف أوفياء‬

‫اطلق االئتالف اجلمعياتي أوفياء حملة لتشريك مكونات املجتمع املدني‬ ‫في توعية املواطنني باملشاركة في االنتخابات ويقوم بدوره كائتالف من‬ ‫مؤسسات املجتمع املدني في مراقبة االنتخابات واملساهمة في إجناح هذا‬ ‫املوعد التاريخي الذي تتقدم إليه بالدنا بآمال كبيرة ومحاذير أكبر‪.‬‬ ‫االئتالف اجنز ملتقى معلوماتيا حول دور اجلمعيات ومؤسسات‬ ‫املجتمع املدني في توعية الناخبني وتثقيفهم وذلك مبركز سفير للدراسات‬ ‫والتكوين يوم األحد ‪ 11‬سبتمبر بحضور عدد كبير من ممثلي اجلمعيات‬ ‫من جهات مختلفة‪.‬‬ ‫وللتذكير تأسس ائتالف أوفياء في ‪ 21‬مارس ‪ 2011‬من خمس‬ ‫منظمات في ثالث واليات تونسية وذلك بهدف دعم وتعزيز مشاركة‬ ‫املواطنني في الشأن العام وتعزيز نزاهة وحيادية االنتخابات من خالل‬ ‫تقدمي التوعية للمواطنني ونشر ثقافة وقيم الدميقراطية وحقوق اإلنسان‬ ‫على نطاق واسع سيما لدى الشباب والنساء‪.‬‬ ‫ثم تدعمت الشبكة بانضمام العديد من اجلمعيات ليصل عددها اآلن‬ ‫أكثر من مائة جمعية تتعاون وتنسق فيما بينها في برامج تعيد للمجتمع‬ ‫املدني ومكوناته الدور الذي فقدته خالل العهد السابق‪.‬‬ ‫وقد أفادنا الدكتور كمال الغربي منسق االئتالف بأنه قد أطلق برامج‬ ‫خاصة بانتخابات املجلس الوطني التأسيسي أهمها برنامج شارك وهو‬ ‫موجه للمواطنني حلثهم على املشاركة وأداء واجبهم يوم ‪ 23‬أكتوبر‬ ‫وبرنامج راقب وهو البرنامج الذي مت التنسيق في شانه مع الهيئة العليا‬ ‫املستقلة لالنتخابات لتشريك االئتالف في مراقبة االنتخابات بواسطة‬ ‫مالحظني في مراكز االقتراع يتم تكوينهم مسبقا للمساهمة في حسن‬ ‫سير العملية االنتخابية‪.‬‬

‫للحج املحارضون بصوت واحد‪:‬‬ ‫يف املؤمتر الدويل‬ ‫ّ‬

‫«نعم لالختالف‪ ...‬ال للخالف»‬

‫الفجر ـ أسامة ّ‬ ‫بالطاهر‬

‫للحج على‬ ‫أجمع املشاركون في املؤمتر الدولي‬ ‫ّ‬ ‫إجابة واحدة للسؤال الذي مثّل محور االهتمام‬ ‫وهو «كيف يكون الدين عامل وحدة؟» وكانت‬ ‫اإلجابة «بأن تكون زينته التسامح»‪ ،‬فهذا ما بيّنه‬ ‫احملاضرون في ورقاتهم العلميّة التي ق ّدموها‬ ‫خالل اجللسات العلميّة للمؤمتر الذي عقد حتت‬ ‫عنوان «احلج مدخل إلى التسامح والوحدة»‪.‬‬ ‫ودعا السيد صالح الدين املصري رئيس‬ ‫الرابطة في كلمة افتتاح املؤمتر‪ ،‬الذي شارك‬ ‫فيه نخبة من الباحثني من ع ّدة بلدان على غرار‬ ‫إيران والسعودية ومصر وقطر وتركيا وغامبيا‬ ‫وتونس‪ ،‬إلى أهمية ترسيخ قيم التسامح والتراحم‬ ‫بني املواطنني في هذه الفترة االنتقالية التي قال‬ ‫إنها «شهدت انفالتا أخالقيا في جميع مجاالت‬ ‫احلياة»‪.‬‬

‫وبني أن الدين اإلسالمي هو دين ُيسر وتسامح‬ ‫وهو السبيل األمثل لتنظيم العالقات اإلنسانية‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن النظام السابق شوه صورة اإلسالم‬ ‫في محاولة لطمس صورة اإلس�لام املعتدلة‬ ‫ومقاصده اإلنسانية النبيلة التي تنهى عن الفنت‬ ‫والكراهية وتكرس مبادىء التراحم والتضامن بني‬ ‫اجلميع‪ .‬ومن جهته شدد سماحة مفتي اجلمهورية‬ ‫الشيخ عثمان بطيخ على أن تونس بلد متمسك‬ ‫باإلسالم احلنيف وبتعاليمه السمحة التي تشجع‬ ‫على االنفتاح على الثقافات واحلضارات األخرى‬ ‫وتنبذ العنف والتعصب والكراهية‪.‬‬ ‫وقسمت أعمال املؤمتر على أربع جلسات‬ ‫ّ‬ ‫علميّة تناولت شعيرة احلج في مختلف أبعادها‬ ‫وجوانبها الثقافية واالجتماعيّة وغيرها‪.‬‬ ‫واختتم املؤمتر بصدور بيان ختامي ض ّمنه‬ ‫املشاركون في املؤمتر إكبارهم ملا ق ّدمه التونسيّون‬ ‫من تضحيات إلسقاط الطاغية محررين بذلك جزء‬

‫تكريم شيخ المناضلين‬ ‫حسين التريكي‬

‫وتوجهوا من خالله إلى‬ ‫من إرادة األمة العربية‬ ‫ّ‬ ‫األمة العربية واإلسالمية بتوصيات من‪ ‬أه ّمها‬ ‫دعوة املؤمتر للشعوب اإلسالمية إلى استثمار‬ ‫احلج كعامل رئيسي من عوامل الوحدة اإلسالمية‬ ‫باختالف منابعها الفكرية و السياسية و املذهبية و‬ ‫العرقية‪ .‬كما أوصى املؤمتر بضرورة االستفادة من‬ ‫جميع طاقات الشعوب اإلسالمية (من أئمة ودعاة‬ ‫ومحامني وأطباء وفنانني‪ ‬ومفكرين واقتصاديني‬ ‫وإعالميني وبرملانيني ومقاولني وغيرهم) من أجل‬ ‫حتقيق أكثر ما ميكن من تلك املنافع‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫مجتمع‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫الإذاعات اخلا�صة اجلديدة ‪ ..‬مرخ�صة و�صامتة‬ ‫لطيفة المقبلي‬ ‫على الرغم من حصولهم على التراخيص األولية من الهيئة‬ ‫العليا إلصالح اإلعالم و االتصال ما يزال أصحاب اإلذاعات‬ ‫احلرة اجلديدة في تونس ينتظرون مصادقة احلكومة النهائية‬ ‫حتى يشرعوا في بثهم و هي وضعية تطرح بالنسبة إليهم العديد‬ ‫من األسئلة الغامضة التي لم يجدوا لها أجوبة حتى اآلن‪.‬‬ ‫قبل ثورة ‪ 14‬جانفي لم يكن املشهد السمعي في تونس‬ ‫يضم إال خمس إذاعات خاصة هي موزاييك وشمس واجلوهرة‬ ‫واكسبرس ف ام والزيتونة فيما أسندت تراخيص عملها إلى‬ ‫أقارب و أصهار الرئيس السابق أو موالني للحكم‪.‬‬ ‫ومنحت "الهيئة الوطنية العليا إلصالح اإلعالم و‬ ‫االتصال" في شهر جوان املاضي تصاريح أولية ل ‪12‬‬ ‫إذاعة خاصة من كافة أنحاء تراب اجلمهورية ‪.‬وحتظى‬ ‫تونس الكبرى بأربع إذاعات هي كلمة وكيف وابتسامة‬ ‫‪,‬أما البقية فتوزعت على بعض اجلهات مثل القصرين‬ ‫وقفصة وجربة وبنزرت وجندوبة وسيدي بوزيد‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من حصولها على املوافقة املبدئية فان‬ ‫العديد من اإلذاعات مازال تنشط على االنترنيت والبعض‬ ‫األخر مازالت تصاريحها مجرد مشروع حبر على ورق‪.‬‬ ‫وأعرب العديد من أصحاب اإلذاعات اخلاصة ممن‬ ‫حتصل على تراخيص أولية عن عدم رضاه عن الوضع‬ ‫احلالي‪.‬‬ ‫عمر املستيري مدير إذاعة كلمة أبدى استغرابه من‬ ‫الـتأخير في منح تراخيص البث النهائية قائال إن التأخير‬ ‫غير مبرر‪ ،‬ويذهب املستيري إلى تفسير ذلك بالقول‬ ‫إن "الهدف منه الذهاب إلى االنتخابات بنفس املشهد‬ ‫اإلعالمي القدمي" ‪ ,‬متّهما أطرافا سياسية لم يذكرها‬ ‫باملماطلة في منح التراخيص من اجل خدمة مصاحلها‪.‬‬ ‫ويلحظ انه من بني ‪ 12‬إذاعة خاصة جديدة حتصلت‬ ‫على الترخيص األولي يعتبر "راديو ‪ "6‬الوحيد الذي يبث على‬ ‫األثير و لكن بطريقة غير رسمية من خالل نظام القرصنة‪.‬‬ ‫وانشأ راديو ‪ 6‬منذ ‪ 2007‬على يد مجموعة من الشباب في‬ ‫البدء نشاطه على شبكة االنترنت‪.‬‬ ‫سمير جراي احد املؤسسني لهذه اإلذاعة يقول"ان راديو‬ ‫‪ 6‬هو أول إذاعة حرة مستقلة في تونس ‪,‬وأنه ال ينتظر شرعية‬ ‫احلكومة وال يهمه الترخيص فنشاطه وعمله متواصل في كلتا‬ ‫احلالتني" وأضاف "أن شرعية االذاعة نضالية باألساس‬ ‫وال تنتظر اعترافا من أي جهة" معتبرا أن بيان الهيئة العليا‬

‫لالتصال وإصالح اإلعالم لم يكن في املستوى وال بالطريقة‬ ‫التي أرادوها‪.‬‬ ‫ولفت جراي الى ضرورة توفر إرادة سياسية جدية لتسهل‬ ‫عمل هذه اإلذاعات اجلديدة كي تنافس اإلذاعات القدمية‪.‬‬ ‫واعتبر جراي أن "شرعيتها أقوى من اإلذاعات املوجودة‬ ‫حاليا‪ ،‬ليس فقط في جانبها الثوري بل ألن تلك اإلذاعات حني‬ ‫نشأت في العهد السابق جاءت مخالفة لقانون ‪ 1975‬الذي ينص‬ ‫على احتكار الدولة لوسائل اإلعالم السمعي والبصري"‪.‬وطالب‬ ‫سمير جراي "بسحب الرخص من هذه اإلذاعات حتى يكون‬ ‫اجلميع على قدم املساواة" على حد تعبيره‪.‬‬ ‫من جهتها قالت نزهة بن محمد‪ ،‬الصحفية في راديو‪ 6‬وهي‬

‫من مؤسسات اإلذاعة "إن هناك تعتيما إعالميا واضحا بالنسبة‬ ‫إلى التراخيص وموعد تسليمها"‪.‬‬ ‫وبينت بن محمد أنها اتصلت بالوزارة األولى مرات عدة‬ ‫ولم تتلقّ ردا‪ ،‬كما أرسلت عدة رسائل مطالبة بالتوضيح والرد‬ ‫الشافي دون جدوى‪.‬‬ ‫وفي مقابل عدم رضا املعنيني باألمر من أصحاب اإلذاعات‬ ‫اخلاصة اجلديدة اعتبر هشام السنوسي العضو بالهيأة العليا‬ ‫لإلتصال وإصالح اإلعالم في تصريحات ملوقع "تونس‬ ‫تنتخب" أن "اللجنة لها دور استشاري وقامت به على أحسن‬

‫االئتالف النسائي احلر‪...‬‬

‫�أول هيكل ن�سائي من رحم الثورة‬ ‫بعد أشهر من الثورة التونسية املباركة ولد‬ ‫احتاد نسائي حر متكون من أربع جمعيات نسائية‬ ‫تأسست بعد الثورة وهي جمعيات "حواء" و"نساء‬ ‫تونسيات" و"نساء وتكامل" و"تونسيات"‪.‬‬ ‫وقد اتفقت هذه اجلمعيات على تأسيس‬ ‫"ائتالف نسائي حر" ‪ ‬يهدف إلى تفعيل دور املرأة‬ ‫في عملية اإلصالح وتعزيز حضورها فى ‪ ‬احلياة‬ ‫العامة والتزمت اجلمعيات في بيان مشترك‪،‬‬ ‫بالدفاع عن جملة من املبادىء تتمثل ‪ ‬باخلصوص‬ ‫في التمسك بالهوية العربية اإلسالمية لتونس‬ ‫والتأكيد على ‪ ‬ان الدميقراطية هي اخليار احلقيقي‬ ‫لإلصالح إضافة الى استقاللية ‪ ‬القضاء وحرية‬ ‫االعالم وشفافية املؤسسات االدارية‪ .‬وتندد هذه‬ ‫اجلمعيات بجميع أشكال التوظيف السياسي‬ ‫للمراة ‪ ‬وبالوصاية الداخلية واخلارجية عليها‬ ‫مطالبة بتشريك كافة ‪ ‬اجلمعيات النسائية في دراسة‬

‫وصياغة القرارات املتعلقة باملراة ‪ ‬وفي اجناح املسار‬ ‫الدميقراطي‪.‬‬ ‫وتدعو الى عدم املصادقة على املعاهدات الدولية‬ ‫ذات املساس ‪ ‬بسيادة الدولة وبهويتها العربية‬ ‫االسالمية دون عرضها على االستفتاء ‪ ‬العام وعدم‬ ‫اعتماد أي مشروع تربوي أو ثقافي ميس بالهوية‬ ‫العربية ‪ ‬االسالمية دون اخضاعه لالستشارات‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫وفي تصريح لوكالة تونس افريقيا لألنباء قالت‬ ‫ثريا شطيبة الشابي رئيسة جمعية "حواء" إن‬ ‫االئتالف النسائي احلر ينادي بان تكون املرأة فاعلة‬ ‫فى احلياة ‪ ‬السياسية وان ال يكون حضورها شكليا"‬ ‫مالحظة أن بعض االحزاب ‪ ‬السياسية تعمل على‬ ‫تطبيق مبدأ التناصف فى قائماتها النتخابات ‪ ‬املجلس‬ ‫التاسيسي لسد فراغ ال غير وليس اميانا بدور املرأة‬ ‫فى ‪ ‬عملية االنتقال الدميقراطي‪.‬‬

‫مجتمع‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫عىل هامش اليوم العاملي للسياحة‪:‬‬

‫وجه وقدمت املقترح إلى احلكومة املؤقتة التي وافقت مبدئيا على‬ ‫طلب ‪ 12‬إذاعة تتوفر فيها الشروط الالزمة"‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلى التصريح النهائي لعمل هذه اإلذاعات‬ ‫فيقول السنوسي "إن أي تدبير إجرائي ليس من مشموالتها‪،‬‬ ‫فالترخيص الذي قدمته مبدئي ليس له أي شرعية قانونية"‪.‬‬ ‫وأضاف "أن الطرف الوحيد املسؤول هو احلكومة املؤقتة‬ ‫التي تنظر في هذه القائمة تسلمتها من الهيئة"‪.‬‬ ‫وأعلمنا هشام السنوسي أن الهيئة انتهت من صياغة ‪90‬‬ ‫باملئة من كراس الشروط اخلاصة باإلذاعات وأنها ستقدمها إلى‬ ‫احلكومة في القريب العاجل‪.‬‬ ‫واقترح السنوسي أن تعطي احلكومة تراخيص مؤقتة لهذه‬ ‫اإلذاعات حتى تبث على األثير في انتظار استيفائها‬ ‫الشروط القانونية والتقنية‪.‬‬ ‫ولكن ما هي املشاكل التقنية التي حتول بني هذه‬ ‫اإلذاعات اخلاصة اجلديدة و بني بداية البث؟‬ ‫ولم يتس ّن ملوقع "تونس تنتخب" أخذ رأي‬ ‫احلكومة في قضية التصريح النهائي لبث هذه‬ ‫اإلذاعات‪ ،‬لكن مصادر الهيئة العليا إلصالح اإلعالم‬ ‫قالت إن الطيف الترددي في تونس ال يحتوي على‬ ‫موجات كافية من األثير‪ ،‬موضحة أن النظام السابق‬ ‫كان يعتمد سياسة "إفقار األثير" من خالل التفريط‬ ‫في املوجات كي ال مينح رخصا إلنشاء إذاعات‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫وعلم موقع "تونس تنتخب" أن هناك مفاوضات‬ ‫جارية بني الوكالة الوطنية للترددات والديوان‬ ‫الوطني لإلرسال اإلذاعي والتلفزي مع الوكالة‬ ‫الدولية للترددات للحصول على ترددات جديدة‪.‬‬ ‫كما أن الهيأة وفي إطار تشجيع هذه اإلذاعات‬ ‫اجلديدة على االنطالق وفرض نفسها في املشهد‬ ‫اإلعالمي طالبت احلكومة بالتخفيض من تكلفة البث‬ ‫بالنسبة إلى اإلذاعات اجلديدة‪ ،‬إذ أن تكلفة البث السنوي تفوق‬ ‫‪ 100‬مليون دينارا بالنسبة إلى اإلذاعات التي تبث في تونس‬ ‫الكبرى أو حتى بني املناطق الداخلية‪.‬‬ ‫واعتبر هشام السنوسي"أن رسوم البث يجب أن تكون‬ ‫رمزية كمرحلة أولى كذلك األمر بالنسبة إلى توزيع اإلشهار بني‬ ‫هذه اإلذاعات وتلك القدمية"‪ .‬وأضاف أن "كل هذه األمور يجب‬ ‫أن يوضحها كراس الشروط بصفة نهائية وسريعة وتضع في‬ ‫عني االعتبار الوضعية اخلاصة لإلذاعات اجلديدة"‪.‬‬

‫هل من لفتة �إىل �سوق البالط ؟‬ ‫كان وما زال سوق البالط ير ّوج مختلف البضائع‬ ‫من مالبس مستوردة إلى حتف وأوان منزلية وتوابل‬ ‫وغيرها‪ ،‬إال أن خاصيته أنه متخصص في األعشاب‬ ‫واحلشائش والعقاقير الطبية‪ ،‬وتأتي البضائع احمللية‬ ‫من مختلف البيئات التونسية أما املستوردة فتأتي من‬ ‫العديد من البلدان خاصة الشرقية منها كالسودان‬ ‫ومصر واململكة العربية السعودية واليمن واألردن‬ ‫واملغرب والهند وغيرها‪ ...‬وقد توارث بعض التجار‬ ‫هذه التجارة كما توارثوا اخلبرة بالبضائع التي‬ ‫يروجونها واستعماالتها املختلفة‪ .‬ولم يكتف هؤالء‬ ‫التجار بذلك بل أنهم يطورون معارفهم مبطالعة‬ ‫الكتب املختصة باألعشاب والتداوي بها‪.‬‬ ‫يلفت املهتمون بالتراث والفنون أنظار وزارة الثقافة‬ ‫إلى الوضعية احلرجة التّي أصبح عليها سوق البالط‬ ‫من تآكل ملبانيه وسواريه وفقدان اإلنارة‪ ،‬الشيء الذي‬ ‫أفقده الكثير من خاصيّاته التاريخيّة واملهنيّة‪ .‬ويطالبون‬ ‫املختصة باتخاذ اإلجراءات الالزمة لإلحاطة‬ ‫اجلهات‬ ‫ّ‬ ‫بهذا املعلم التاريخي القدمي الذي تعود نشأته إلى عهد‬ ‫مختصة‬ ‫احلفصيني‪ .‬وللتذكير فإن أسواقا شبيهة به‬ ‫ّ‬ ‫في بيع األعشاب الطبيّة والنافعة حتظى برعاية شديدة‬ ‫وزيارة إلى البلدان املغاربية وأسواقها العتيقة تكشف وننتشله من اإلهمال ونتع ّهده بالرعاية وندخله ضمن‬ ‫املختصة؟‬ ‫الفارق‪ ،‬كما أن إهمال هذا السوق يعود إلى عشرات املسالك السياحية‬ ‫ّ‬ ‫توفيق بن يعقوب‬ ‫السنني‪ .‬فهل يجد هذا املعلم احلظوة في هذه املرحلة‬

‫�شهادة حية على فظائع الإبادة يف البو�سنة‬

‫بالتعاون مع موقع تونس تنتخب‬

‫�أمة اللـه اجلوادي ت�صدر‬ ‫�أول م�ؤلف لها عن اجلابري‬ ‫صدر حديثا عن الدار التونسية للكتاب دراسة‬ ‫هامة بعنوان‪ :‬في الفكر الديني احلديث‪ :‬محمد عابد‬ ‫اجلابري أمنوذجا‪ ،‬للكاتبة أمة الله جوادي‪.‬‬ ‫تناول الكتاب بالبحث مسألة فهم القرآن في فكر‬ ‫الفيلسوف املغربي محمد عابد اجلابري وحتديدا‬ ‫في مشروعه األخير‪ :‬تفسير القرآن‪ .‬والكتاب‬ ‫دراسة حتليلة نقدية ملا قدمه اجلابري من تفسير للنصوص القرآنية ومراجعه‬ ‫وآلياته‪ .‬كما تناول الكتاب مجموع املفاهيم التي أقدم محمد عابد اجلابري على‬ ‫اعتمادها باعتبارها تساعد على حتقيق اصالة النص القرآني ومعاصرته في اآلن‬ ‫ذاته‪.‬‬ ‫وقد عمدت صاحبة الكتاب إلى مراجعة املقاربة العقلية التاريخية التي اعتمدها‬ ‫صاحب التفسير‪ .‬و تعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات األكادميية التي تناولت‬ ‫مشروع اجلابري في تفسير القرآن بالبحث والدراسة‪.‬‬ ‫ومتحصلة على شهادة االستاذية‬ ‫والكاتبة أمة الله اجلوادي من مواليد‪1984‬‬ ‫ّ‬ ‫في اللغة واألدب واحلضارة العربية وعلى شهادة املاجستير في اللغة واألدب‬ ‫واحلضارة العربية مبالحظة حسن جدا‪ ،‬وهي بصدد اإلعداد ألطروحة الدكتوراه‬ ‫حول اخلطاب الديني والسياسي‪.‬‬

‫سراييفو ـ عبدالباقي خليفة‬

‫حظي كتاب “عندما تنطق اجلماجم”‪ ،‬أو “اجلماجم‬ ‫تستطيع أن تتكلم”‪ ،‬للصحفي في جريدة بريبورود‪،‬‬ ‫البوسنية صالح اسماعيلوفيتش‪ ،‬باهتمام غير مسبوق‬ ‫في البوسنة‪ ،‬ومنطقة البلقان‪ ،‬واعتبر شيئا مميزا‬ ‫عما سبقه من كتب تناولت حرب اإلبادة في البوسنة‬ ‫في الفترة ما بني ‪ 1992‬و‪ .1995‬كما تلقته األوساط‬ ‫الرسمية والشعبية بتلهف بالغ رغم أن الكثير من‬ ‫نصوصه نشرت في مقاالت على مدى سنوات خلت‪.‬‬ ‫وقال الباحث في “معهد جرائم احلرب” في سراييفو‪،‬‬ ‫الدكتور فكرت بشيروفيتش‪“ ،‬للشرق األوسط” “كتاب‬ ‫اجلماجم تستطيع أن تتكلم”‪“ :‬تسجيل وتوثيق للكثير‬ ‫مما حدث من جرائم بحق اإلنسانية في البوسنة‪ ،‬وهي‬ ‫جرائم اإلبادة بحق املسلمني في البوسنة والهرسك”‪.‬‬ ‫وتابع “مهما حتدثنا عن الكتاب‪ ،‬فإن الكتاب يقول أكثر‬ ‫من ذلك‪ ،‬ومهما حتدثنا عن جرائم اإلبادة فإن ما وقع‬ ‫كان أفظع” وضرب عدة أمثلة منها تسجيل الكتاب‬ ‫لفظائع اإلبادة‪ ،‬وشهادات الضحايا ووقائع املقابر‬

‫اجلماعية التي مت العثور عليها‪ ،‬حتى طباعة الكتاب‪ .‬وقال‬ ‫مسؤول دار القلم‪ ،‬التي طبعت الكتاب‪ ،‬مصطفى بالشكيا‬ ‫“الكتاب مهم جدا فهو شهادة على مرحلة تاريخية دامية‬ ‫عاشتها البوسنة والهرسك‪ ،‬وهو مجموعة من التقارير‬ ‫والتحقيقات امليدانية التي أعدها الكاتب في أعقاب‬ ‫زياراته للقرى واملدن واألطالل التي شهدت فظائع‬ ‫اإلبادة” وتابع ‪“ :‬روى صالح اسماعيلوفيتش‪ ،‬قصصا‬ ‫تقشعر منها األبدان‪ ،‬وتهز املشاعر‪ ،‬وكيف ال وهو‬ ‫يتحدث عن جرائم إبادة كالسيكية‪ ،‬تورط فيها اجليش‬ ‫اليوغسالفي‪ ،‬ومن ثم العصابات الصربية‪ ،‬والكرواتية‬ ‫من داخل البوسنة وخارجها‪ ،‬بل هناك مقابر للروس‬ ‫والروانيني واليونانيني والبلغار وغيرهم الذين قتلوا في‬ ‫البوسنة‪ ،‬وكانوا في صفوف املعتدين” ويؤكد الكاتب‬ ‫على أن “جرائم احلرب‪ ،‬لم تكن أعماال فردية‪ ،‬وال أخطاء‬ ‫بعض القادة العسكريني والسياسيني‪ ،‬بل خطط لها من‬ ‫أعلى الهرم السياسي والعسكري‪ ،‬في كل من بلغراد‬ ‫وزغرب‪ ،‬مستشهدا بالعديد من الوثائق‪ ،‬التي تؤكد ما‬ ‫ذهب إليه‪ ،‬ومنها مشروع األكادميية الصربية للعلوم‬ ‫الذي خطط لإلبادة‪ ،‬واجتماع الرئيس الصربي األسبق‬ ‫سلوبودان ميلوشيفيتش‪ ،‬بالرئيس الكرواتي الهالك‪،‬‬ ‫فرانيو توجمان”‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫تقديم كتاب‬

‫بحث جديد عن‬ ‫قانون الأحوال ال�شخ�ص ّية‬ ‫الفجر‬ ‫صدر حديثا عن منشورات مج ّمع‬ ‫املختص أطروحة دكتوراه‬ ‫األطرش للكتاب‬ ‫ّ‬ ‫بعنوان «قانون األح��وال الشخصيّة‬ ‫التونسي وعالقته بالشريعة اإلسالميّة»‬ ‫للكاتب الدكتور حامد اجلندلي‪.‬‬ ‫وهذا العمل كما ورد في تقدميه ال‬ ‫يدعي اإلحاطة بكافة مسائل مجلة األحوال‬ ‫الشخصية‪ ،‬ومقارنتها مسألة مسألة‬ ‫وفصال فصال بالفقه اإلسالمي‪ ،‬ألن ذلك‬ ‫لم يكن هدف هذا البحث وال غايته‪ ،‬وهي‬ ‫حامد الجندلي‬ ‫إضافة إلى ذلك خطة تفكيكية‪ ،‬وليست‬ ‫حتليلية تأليفية قد ترهق العمل‪ ،‬وال‬ ‫تستخلص االستنتاجات من االستشهادات‪ .‬وأن ما سعى إليه هذا البحث‪ ،‬هو‬ ‫الرجوع إلى مسائل األحوال الشخصية‪ ،‬بالقدر الذي ميكن من التعرف على‬ ‫السياسة العامة‪ ،‬التي اتبعها مشرع األحوال الشخصية في عملية أخذه عن‬ ‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ومحاولة استنتاج ما يجب استنتاجه‪ ،‬وربطه باملسائل‬ ‫احلضارية العامة‪ ،‬حتى ال يبقى املوقف الذي اتخذه املشرع في نقطة ما‬ ‫معزوال ومبتوتا عن غيره من بقية املسائل احلضارية العامة‪.‬‬ ‫كما أن هذا العمل ال يدعي احلسم في املسألة نهائيا‪ ،‬وإمنا هي مقاربة من‬ ‫جملة املقاربات في املوضوع‪ ،‬ألن مسألة عالقة قانون األحوال الشخصية‬ ‫يتنصل‬ ‫بالشريعة اإلسالمية‪ ،‬هي مسألة حضارية‪ ،‬وال ميكن ألي شخص أن‬ ‫ّ‬ ‫منها أو يحسم فيها نهائيا‪ ،‬مهما كانت قناعاته‪ ،‬ومهما كان موقفه من الشريعة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬ومن الدين عموما‪ ،‬ألنها مسألة هوية وانتماء حضاري‪ ،‬ال ميكن‬ ‫أن يفسخ مبج ّرد قول ال‪ ،‬وال مبج ّرد التفاتة عن املوضوع‪ ،‬إنها ترتبط بجملة‬ ‫املوروث احلضاري الكامن فينا وحولنا‪ ،‬وهي موضوع للمادة املستهلكة‬ ‫في النقاشات واألحاديث واحلوارات واحملبرة في الكتب واملجالت وتقارير‬ ‫احملامني وأحكام القضاء وبرامج اإلذاعات والتلفزيون‪.‬‬ ‫إن هذا العمل مثله كمثل التحقيق في األدلة اجلنائية واجهه الفراغ وغياب‬ ‫املذكرات التوضيحية وصعوبة نقص األدلة وشهود العيان فاجته إلى‬ ‫القليل املوجود وهي الئحة الشيخ جعيط و م‪ .‬أ‪ .‬ش‪ .‬وراح يقارن هذه بتلك‬ ‫ويستنتج ما ميكن استنتاجه‪ .‬إميانا منه أن األدلة الصامتة هي أصدق من‬ ‫التي تتكلّم وهي ثابتة في موقفها ال تتغير وال تتحيز وال تبرر وال جتامل وال‬ ‫تهاب وال تخاف وال تطمع‬ ‫لتخبرنا في النهاية بنتيجة‬ ‫مفادها أنه باستثناء اعتبار‬ ‫الطالق بالثالث مانعا مؤ ّبدا‬ ‫للزواج وتبني معلوم النسب‬ ‫فإن بقية قانون األحوال‬ ‫الشخصية إما أنه أخذ من‬ ‫الفقه اإلسالمي أو أنه ال‬ ‫يتعارض معه‪ .‬وإن كان لهذا‬ ‫العمل من فضل ففضله يعود‬ ‫إلى حت ّمله مسؤولية اخلروج‬ ‫من هذا البحر الزاخر بنتيجة‬ ‫عاقلة معقولة وطرق موضوع‬ ‫كاد في يوم ما يكون من‬ ‫احمل ّرمات‪.‬‬ ‫الدكتور حامد اجلندلي‬ ‫مؤلف الكتاب‪ ،‬محام وأستاذ‬ ‫جامعي‪ ،‬ناشط حقوقي‪ ،‬خريج‬ ‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬ ‫متحصل على شهادة الدراسات املع ّمقة في العلوم اجلنائية وعلى‬ ‫بتونس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫شهادة الدكتوراه في القانون اخلاص‪ .‬متزوج وأب لطفلني‪ ،‬أصيل بنقردان‬ ‫باجلنوب التونسي‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫الثقافي‬ ‫«الغربان السود»‬

‫برهان ب�سي�س �أو فاجعة الثقافة‬ ‫بحري العرفاوي‬ ‫حني سمعت أن بيته أحرق اتصلت به هاتفيا يوم ‪ 16‬جانفي فأجاب عىل‬ ‫الفور "أحتمل مسؤوليتي يف كل يشء ‪...‬اهلل غالب إيل صار صار ‪ ...‬ولكنني ال‬ ‫أستطيع هذا النفاق ‪ ...‬كلهم أصبحوا ثوارا" ذكرته بجملة ختمت هبا مقاال منذ‬ ‫ثالث سنوات بجريدة "الوحدة" تواصال مع نقاش بيننا يف منتدى التقدم حني‬ ‫قدم حمارضة بعنوان "املثقف والسيايس" ذكرته باجلملة التالية ‪ :‬أخشى أن‬ ‫ينتهي برهان بسيس إىل حمطة يلتفت فيها إىل الوراء يحُ يص ُخطواته ويتأمل‬ ‫لسحب امللفات بني يديه" فعلق‪" :‬اهلل غالب"‪.‬‬ ‫أتذكر أنه حني قرأ مقايل بعنوان "برهان بسيس تداخل األدوار" اتصل‬ ‫يب وقال سرتى الرد يف أكثر من موقع ‪ ،‬وفعال كان رده يف حصة تلفزية لفت‬ ‫انتباهي دفاعه عن املحجبات ودعوته ملحاورة املساجني من اإلسالميني‪،‬‬ ‫اتصلت به يف آخر احلصة أشكره فقال ‪ :‬ريب يسرت ‪ ...‬عرفت أنه كان خيشى‬ ‫طابورا آخر من اليسار اليميني اإلنتهازي وفعال كتب أحد عساكر الظلمة مقاال‬ ‫بمجلة حقائق يتهم فيه برهان باإلصطفاف مع "اإلرهابيني" ويشري إىل كونه‬ ‫خضع يل يقول ويتهمني أنا بحامل السيف دائام يقول هذا اإلنكشاري " وقد‬ ‫عاضده يف ذلك من نعته بفارس القول خصوصا أن صاحب النعت حيمل‬ ‫السيف باستمرار" برهان بسيس جتنب الرد عليه خوفا من مكروه فتوليت‬ ‫أنا الرد يف نص بعنوان "اخلليقة والتشليط الثقايف" ‪.‬‬ ‫كان اول لقاء مبارش مع برهان بسيس يف ندوة فكرية وكنت وحدي أختلف‬ ‫معه حني حتدث عن كون األحزاب مجيعها ذات نشأة وطنية إال النهضة كانت‬ ‫ذات نشأة خارجية ليستنتج أنه لذاك السبب حتالفت كل األحزاب والنخب يف‬ ‫"حرهبا ضد النهضة" ثم يسال احلارضين "من منكم مل يشارك يف تلك احلرب"؟‬ ‫ومل ينف أحدٌ إال صاحب النص سأله إن كانت مهام املثقف خوض حرب ضد‬ ‫أبناء شعبه حتى وإن كانوا عىل خطإ ‪ ...‬حاولت النفاذ إىل أعامق هذا الرجل‬ ‫وراهنت عىل خماطبة اإلنسان النائم فيه وأنا ال أيأس من أحد اعتقادا بأن يف كل‬ ‫فرد قبسا من روح اهلل ال ندري متى ينقدح وال أخفي أين كنت أشفق عليه حني‬ ‫أراه ممزقا بني إغراءات السلطة وبني نداءات ضمريه وقد جالسته أكثر من‬ ‫مرة وكل حديثنا حول أوجاع اإلسالميني وبالتحديد حول وضعيات حساسة‬ ‫وكان يصارحني بأن امللف ال يمكن حله أبدا يف ظل بن عيل ومل يذكر اإلسالميني‬ ‫بسوء ومل ُيفش أيضا أرسار اجلهاز‪.‬‬ ‫هل كان بإمكانه أن يقوم بدور تلطيف حالة اإلحتقان وتربيد درجة‬ ‫سخونة اإلحرتاب؟ أعتقد أنه كان عاجزا وكان يعرف أن السلطة إنام تتعامل‬ ‫مع املثقفني كأدوات جتميل ويف حمارضته حول املثقف والسيايس يقول‬ ‫بسيس‪" :‬هل مازال للمثقف من دور ؟ مل يعد له من دور ال لضعف فيه وإنام‬ ‫لزوال احلاجة إليه" ورشح قوله ذاك بأن السلطة بعد أن ربحت "حرهبا" عىل‬ ‫النهضة أسندت الوظائف للتكنوكراط وختلت عن املثقفني الذين ساندوها يف‬ ‫تلك املعركة‪.‬‬ ‫أعتقد أن برهان بسيس كان الرتمجة العملية "لفاجعة الثقافة" طيلة عقدين‬ ‫كاملني وقد كتبت نصا يف جوان ‪ 2006‬بعنوان " تونس الغصة الثقافية" صورت‬ ‫فيه املشهد وما انتهت إليه حالة املثقفني بني طريح وكسيح وموجوع حتى‬ ‫الذين قاوموا اإلغراءات عانوا ويالت وربام مل يكشفوا عام تعرضوا له تعففا‬ ‫منهم عن كسب بطوالت غري رضورية ويعرف األصدقاء املقربون تفاصيل‬ ‫تلك املرحلة‪ ...‬هل كان برهان بسيس جمرد مذنب يف حق الشعب أم كان يف‬ ‫وجه من الوجوه ضحية ماكينة مفرتسة وقاسية كرست الكثري من القامات‬ ‫وطحنت جل النواتات الصلبة وشوهت أمجل ما يف احلياة من صدق وبراءة‬ ‫وأمان وحمبة ‪ ...‬مل يكن صادقا كام كان عليه يف ظهوره األخري بقناة حنبعل‬ ‫حتدث عن ضعف اإلنسان أمام إغراءات السلطان ـ ومل ينف احتامل وجود‬ ‫من هو أشجع منه ـ ولعله يملك أرسار "النخبة اخلاوية" التي طفت طويال عىل‬ ‫السطح وروائح سوء عملها يف قاع الظاهرة ‪ ...‬الكثري من هؤالء يطلعون اليوم‬ ‫كعفاريت الدم يرصخون بالثورة كام لو أهنم زرعوا بذورها أو مهدوا ُسبلها ومل‬ ‫يكونوا إال قطع غيار يف ماكينة اإلستبداد‪.‬‬

‫اجلاحظ يحتفل بالذكرى الع�شرين‬ ‫بمناسبة ذكرى ميالده العرشين‪ ،‬ينظم منتدى اجلاحظ اليوم اجلمعة عىل الساعة الثالثة‬ ‫والنصف بعد الظهر حفال باملركز الثقايف باملنزه السادس‪ ،‬تتخلله عدد من كلامت الضيوف من‬ ‫املفكرين والباحثني وفقرات موسيقية ومشاركات شعرية‪.‬‬ ‫يذكر أن منتدى اجلاحظ تأسس سنة ‪ 1991‬من قبل جمموعة من الشخصيات والناشطني‬ ‫يف املجالني السيايس والفكري‪ ،‬هبدف تعميق النظر يف الفكر االسالمي‪ ،‬وقد توقف نشاطه‬ ‫بعد احلملة النوفمربية عىل احلركة اإلسالمية طيلة التسعينات‪.‬‬

‫ندوة يف بريوت تبحث دور اخلطاب الديني يف الثورات العربية‬ ‫الفجر‬ ‫قراءة اخلطاب الديني للحركات والقوى الثّورات العربيّة هي نعمة بالنّسبة إلى‬ ‫اإلسالميّة واملسيحيّة لهذه التح ّوالت‪ ،‬اخلطاب الديني أو فتنة من ّ‬ ‫الشيطان؟"‪،‬‬ ‫مؤسسة الفكر اإلسالمي ُي َع ُّد إسهاما ً ال ب َّد من إظهاره بوضوح‪ ،‬وأجاب‪" :‬في ّ‬ ‫نظمت‬ ‫الظاهر إنّها نعمة‪ ،‬ألنها‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫املعاصر واملركز اإلسالمي الثقافي‪ ،‬بعد أن قطعت هذه الثورات شوطا كبيرا تتوافق بوجه غير مباشر مع الكثير من‬ ‫تؤسس لعالم أفكار اخلطاب الديني املسيحي ونواياه‪،‬‬ ‫حلقة حوار حتت عنوان‪" :‬اخلطاب في مساراتها التي ُيؤمل أن ّ‬ ‫عربي أكثر اقترابا ً من نبض ّ‬ ‫الديني والثورات العربية"‪ ،‬في قاعة‬ ‫الشعوب لكنَّها من جهة أخرى‪ ،‬هي فتنة‪ ،‬مبعنى‬ ‫ّ‬ ‫املتحف في قرية الساحة التراثية الت ّواقة إلى العدالة واحلرية والنّماء‪ ."..‬أنّها مشروع تفتيت وجتزئة على قواعد‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وذلك بحضور ممثل أمني‬ ‫وتط َّرق عميد كلية العلوم الدينية ليست واضحة ولم تظهر مالمحها‬ ‫عام اجلماعة اإلسالمية‪ ،‬احلاج في اجلامعة اليسوعية األب الدكتور بعد"‪.‬‬ ‫شفيق كوسا‪ ،‬وممثلني عن السفارات سليم د َّكاش إلى موقف اخلطاب‬ ‫من جانبه‪ ،‬اعتبر النّائب الدكتور‬ ‫البريطانية واملصرية والعراقية‬ ‫علي فيّاض "أنّ اإلسالميني‪ ،‬كما‬ ‫واإليرانية‪ ،‬ورئيس الهيئة‬ ‫أقرانهم من القوميّني واليسار ّيني‪،‬‬ ‫املنظمة لالتصاالت بالوكالة‪،‬‬ ‫كانوا ينتظرون حلظة التّغيير في‬ ‫كما حضر حشد من العلماء‬ ‫العالم العربي منذ سنوات بعيدة‪،‬‬ ‫بل منذ عقود‪ ،‬وكان خطابهم دائما ً‬ ‫واملث ّقفني واملفكرين وأساتذة‬ ‫اجلامعات ووفود إعالميّة‪.‬‬ ‫يشير إلى أنّ األنظمة القائمة هي‬ ‫أنظمة مفروضة‪ ،‬ال متتلك ّ‬ ‫مؤسسة‬ ‫وقد افتتح مدير‬ ‫الشرعيّة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفكر اإلسالمي املعاصر‪،‬‬ ‫الشعبيّة ‪."..‬‬ ‫الدكتور جنيب نور الدين‪،‬‬ ‫وعن خطاب اإلسالميّني‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫هذه احللقة بالقول "إنّه في‬ ‫"إن‬ ‫قبل الثورات قال فيّاض‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫الوقت الّذي يسعى ك ّل طرف‬ ‫هذا اخلطاب شهد حت ّوالً مثيراً‪،‬‬ ‫معني بهذه الثورات إلى ش ّد بساطها الديني املسيحي الكاثوليكي املستند إلى وخصوصا ً لدى احلركات اإلسالميّة‬ ‫إلى داره‪ ،‬وفي حلظة انطالق التحليالت اإلصالح الكنسي والفكري اللّذين حدثا السياسيّة الكبرى التي تعبِّر عن‬ ‫والتفسيرات التي يبدو بعضها منطيا ً في املجمع الفاتيكاني الثاني‪ ،‬فقال إ َنّه‪ :‬االجتاهات الفاعلة في الساحات املختلفة‪.‬‬ ‫إلى ح ِّد التكرار‪ ،‬ويسعى إلى مقاربتها "من النّاحية املبدئيَّة‪ ،‬قبلت الكنيسة هذا ما شهدناه مع حركة اإلخوان‬ ‫الشرق هذا املبدأ‪ ،‬وال َّ‬ ‫على خلفيّة قراءاته ملسار ثورات سابقة‪ ،‬في َّ‬ ‫أن جزءا ً املسلمني في مصر قبل سنوات عندما‬ ‫شك َّ‬ ‫أن البعض اآلخر أخذ‬ ‫منحى من التَّربية في املدارس تُش ِّدد على أطلقت وثيقتها السياسيّة‪ ،‬حتت عنوان‬ ‫يظهر َّ‬ ‫ً‬ ‫ألن حدود "دولة مدنيّة مبرجعيّة إسالميّة"‪،‬‬ ‫جتاوز ّياً"‪ .‬وحاول الدكتور نور الدين هذه املبادئ‪ .‬أقول مبدئيًّا‪َّ ،‬‬ ‫تأصيل مفاهيم مستحدثة لطبيعة هذه هذه احلر ّية هو مصلحة املسيحيّني وهذا ما شهدناه مع رسالة حزب الله‬ ‫الثورات وفلسفتها‪ ...‬وأضاف "من كجماعة‪ ،...‬واخلطاب ال ّديني املسيحي الثّانية‪ ،‬التي أظهرت السعي إلى إقامة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منطلق احلرص على احترام اجلميع‬ ‫دميقراطية ال طائفيّة"‪ .‬وأشار إلى‬ ‫الشرقي عا ّم ًة‪ ،‬هو متع ِّدد ومرتبط دولة‬ ‫نقول إنّه من حقّ اجلميع أن يقارب باألحوال السياسيَّة االجتماعيَّة لك ّل حت ّو ٍل في خطاب احلركات اإلسالميَّة‪،‬‬ ‫املوضوع من زاوية الفهم التي يراها بلد‪ ،‬وهو مرتبط أيضا ً بواقع املسيحيّني قائالً‪" :‬باستثناء حزب التّحرير الّذي‬ ‫بنفسه‪ ،‬لك ّن األكيد‪ ،‬أن ال أحد يستطيع كجماعة وكنيسة‪ ،‬حيث أنّ الواقع ال يزال مص ّرا ً على اخلالفة‪ ،‬ثمة انزياح‬ ‫بناني يختلِف عن املصري‪ ،‬واملصري لدى احلركات اإلسالميّة باجتاه ال ّدولة‬ ‫أن يزعم أنّه ميتلك التفسير النهائي الل ّ ّ‬ ‫لها"‪ ،‬وتابع "نحن اليوم نحاول من يختلِف عن السوري‪."...‬‬ ‫الدميقراطيّة‪ ،‬وتراجع في حضور‬ ‫خالل هذه الندوة الوقوف على اخلطاب‬ ‫وأضاف‪" :‬من وجهة نظري‪ ،‬فإنّ مفهوم ال ّدولة الدينيَّة في خطاب هذه‬ ‫الديني وفهمه لهذه التح ّوالت‪ ،‬قد يكون اخلطاب الديني جتاه هذه الثّورات لم يكن احلركات‪ .‬وثمة استعداد متنا ٍم لقبول‬ ‫من املبكر احلديث عن صيغ نهائية واضحا ً باملقدار املطلوب‪ ،‬وكذلك لم يكن صيغ املشاركة والتع ّدد ّية وتداول‬ ‫مكتملة لفهم ما يجري‪ ،‬لك ّن محاولة مو َّفقا ً مبا فيه الكفاية"‪ ،‬متسائالً‪" :‬هل السلطة واحترام احلر ّيات"‪.‬‬

‫من تاريخ احلـركــة الـوطنيــة‬ ‫ضمن املنشورات الدورية ملؤسسة التميمي للبحث العلمي واملعلومات‪ ،‬وضمن‬ ‫السلسلة الثالثة املتعلّقة بتاريخ احلركة الوطنية التونسية واملغاربية‪ ،‬صدر كتاب “مذ ّكرات‬ ‫الشيخ حسن العيّادي‪ :‬من املقاومة املسلّحة إلى صبّاط الظالم” حتقيق وتقدمي الدكتور‬ ‫املؤسسة د‪ .‬عبد اجلليل التميمي‪.‬‬ ‫محمد ضيف الله وتوطئة بقلم صاحب‬ ‫ّ‬ ‫ويذكر حسن العيادي في مذ ّكراته التي احتفظت بها زوجته‪ ،‬أنه انخرط بأمر من‬ ‫بورقيبة في تصفية اليوسفيني والتحقيق معهم مبركز فتحه خصيصا بصبّاط الظالم‪،‬‬ ‫أين وقع تصفية أغلب من وقع التحقيق معهم‪ ،‬ولكن مع الكشف عن "احملاولة االنقالبية"‬ ‫سنة ‪ّ ،1962‬‬ ‫الزج به في القضية بتهم ع ّدة أبرزها "االعتداء على أمن الدولة الداخلي"‬ ‫مت ّ‬ ‫وإعدامه بعد عشرة أ ّيام من صدور احلكم يوم ‪ 09‬أفريل ‪.1963‬‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫ثقافة‬

‫‪15‬‬

‫تفاعال مع تساؤالت املثقفني حول برنامج النهضة‬ ‫العجمي‬ ‫الورميي‪:‬‬

‫الثقافة تن ّوع اّخلق واملبدع �شريك‬ ‫يف االنتقال الدميقراطي‬

‫حاورته جليلة فرج‬

‫تبعا لردود الأفعال التي �أعقبت ن�شرنا مل�ؤاخذات عدد من املثقفني على برنامج حركة النه�ضة‬ ‫الثقايف يف عددنا الفارط ات�صلنا مب�س�ؤول الق�سم الثقايف يف احلركة ال�سيد العجمي الورميي ليو�ضح‬ ‫للقراء وللمثقفني ما غم�ض وما ا�ست�شكل فيما ورد بالربنامج الثقايف‪.‬‬

‫يرى البعض من املثقفني أن برناجمكم الثقايف عام ويتجنّب تفصيل‬ ‫القول؟‬

‫البرنامج الثقافي حلركة النهضة شامل وليس عا ّما‪ ،‬يستند‬ ‫إلى رؤية ثقافية وإلى تصور لسياسة ثقافية في تونس الثورة‪.‬‬ ‫وما ورد في برنامج الـ‪ 365‬نقطة لم يتضمن كل نقاط برنامجنا‬ ‫الثقافي‪ ،‬فنحن أعددنا ورقة ثقافية مستقلة انتقى منها الفريق‬ ‫الذي أشرف على الصياغة النهائية للبرنامج ما اعتبره نقاطا‬ ‫أساسية على أمل أن تنشر الورقة الثقافية كاملة في وقت الحق‬ ‫وبأكثر تفاصيل‪.‬‬ ‫واملسألة الثقافية عندنا على خالف بعض األحزاب األخرى‬ ‫مسألة إستراتيجية في بناء املجتمع والنهوض باأل ّمة‪ .‬والثقافة‬ ‫هي املستهدف األ ّول في ظ ّل استبداد الدولة وإرهابها بغاية‬ ‫تدمير الروح والوجدان والذاكرة والعقائد ولكن رغم ذلك فإنها‬ ‫تبقى مع اإلميان والقيم األصيلة‪ ،‬وفي زمن االنتقال السياسي‪،‬‬ ‫كاملرحلة التاريخية التي متر بها البالد‪ ،‬تسهم الثقافة بقدر‬ ‫كبير في تعزيز اللُحمة واالنسجام من خالل العملية اإلبداعية‪،‬‬ ‫وضمان التنوع اخللاّ ق والسمو باألذواق واألرواح‪.‬‬ ‫أي مشهد ثقايف تنشده النهضة؟‬ ‫ّ‬

‫لقد عانت الثقافة وأهلها في بالدنا من التهميش املتع ّمد‬ ‫واملمنهج‪ ،‬إذ يشعر املبدعون واملثقفون والفنانون واملف ّكرون‬ ‫ممن يتحدثون عن ظروف‬ ‫باألسى والغنب‪ ،‬حيث جند البعض ّ‬ ‫عملهم ومنط وجودهم اإلبداعي مبرارة‪ ،‬إذ تتح ّكم السلطة‬ ‫املستبدة في املؤسسات الثقافية وفي فضاءات اإلنتاج والعرض‪،‬‬ ‫ومتارس الرقابة وتط ّوق العملية اإلبداعية بترسانة من القوانني‬ ‫التي تضيّق مساحات اإلبداع وتفرض على املبدع اخلضوع وما‬ ‫يفضي إليه من عقم وانسحاب وما يك ّرسه من روح االستسالم‬ ‫املضادة جلوهر الفعل اإلبداعي‪ ،‬أو التم ّرد وما ميكن أن يؤ ّدي‬ ‫إليه من انزواء في برج عاجي وما يعنيه ذلك من موت بطيء‬ ‫إلبداع ال عالقة له بالشعب وهمومه‪.‬‬ ‫ومن املفترض نظريا أن تسبق الثورة الثقافية‪ ،‬الثورتني‬ ‫السياسية واالجتماعية‪ ،‬لكن ما حدث في بالدنا هو العكس‬ ‫متاما بالرغم من وجود بعض احملاوالت وبعض التراكمات التي‬ ‫ال ميكن بأي حال من األحوال أن ترتقي إلى مستوى الثورة‬ ‫الثقافية‪ ،‬وأمام هذا الوضع‪ ،‬فإن ثورتنا السياسية واالجتماعية‬ ‫جعلت مهمة إجناز الثورة الثقافية مهمة ضرورية وعاجلة وهي‬ ‫مهمة صعبة دون شك‪ ،‬لكنها ليست مستحيلة املنال‪.‬‬ ‫ما هي مالمح ثقافة الثورة ؟‬

‫اسمحي لي أن أح ّددها بالسلب قبل اإليجاب‪ ،‬فهي ال ميكن‬ ‫أن تكون ثقافة إقصاء‪ ،‬ألن اإلقصاء سيتسبب في إعادة إنتاج‬ ‫أخطاء املاضي واستبدال مستبد بآخر وعقم بآخر‪ ،‬وهي ليست‬ ‫ثقافة صدام‪ ،‬فنحن لن نتبنى مقولة صدام احلضارات والقطيعة‬ ‫بني الثقافات‪ ،‬فلسنا في جزيرة وال نريد التقوقع واالنطواء على‬ ‫الذات‪ .‬إن الثقافة التي نريد هي الثقافة املتحركة في رحم رحب‪،‬‬ ‫وهي احلر ّية مبا هي فضاء لإلبداع ووعي وإرادة وممارسة‬ ‫ومسؤولية‪ ،‬ومبا هي مسافة بني السياسي والثقافي حتى ال يقع‬ ‫املبدع أو املثقف في قبضة السياسي‪ ،‬وهذا اإلفالت من القبضة‬ ‫ومن القيد ال يتعارض في شيء مع التزام املثقف مبشروع‬ ‫ثقافي وحضاري وسياسي‪ .‬والقضية في ديننا أصل ومقصد‪،‬‬ ‫وإمياننا بهذا املبدأ عميق وأصيل ونحن على ثقة أنه كلّما اتسعت‬ ‫مساحة احلرية‪ ،‬كانت مساحة اإلبداع أرحب وأوسع‪ ،‬واحلرية‬

‫في جوهرها تعني االستقاللية ورفض التبعية وعدم الرضوخ‬ ‫للمشاريع واألجندات التي ال صلة لها باإلبداع أو القرار الذاتي‬ ‫السيادي‪ .‬إن مسألة اإلبداع الثقافي مشروطة حتما باالستقاللية‬ ‫والسيادة‪ ،‬وعلى هذا األساس ال ميكننا احلديث عن ثقافة وطنية‬ ‫أو بديلة في إطار التبعية وخارج مفهوم السيادة‪ ،‬فالثقافة التي خاصة زمن االستبداد‪ ،‬يت ّم الفرز بني املبدع احلقيقي واملبدع‬ ‫نريد متج ّذرة في هويتنا احلضارية وتعلن للعالم أنّنا قادرون املز ّيف‪ ،‬ونحن نعتقد أن البالد في حاجة إلى الصادقني املؤمنني‬ ‫على إجناز مشروع حضاري يح ّقق معادلة األصيل واحلديث بالثقافة ساحة نضال وفعل وإبداع‪.‬‬ ‫دون انبهار أو انسحاب‪.‬‬ ‫وفي ظ ّل احلرية‪ ،‬ننتظر أن يكون واقع املبدعني أفضل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العوملة؟‬ ‫ظل‬ ‫يف‬ ‫بديلة‬ ‫ماذا تقصدون بثقافة‬ ‫وموقع املبدع سيتعزز وفعله سيتد ّعم وتأثيره سيزداد‪ ،‬فهو‬ ‫إنّنا واعون بطبيعة الثقافة السائدة في العالم وبالسعي شريك مساهم وفاعل في عمليّة االنتقال الدميقراطي‪ ،‬وبتحقيق‬ ‫إلى عوملة الثقافة وض ّم ك ّل اخلصوصيات ضمن مشروع ثورته الثقافية‪ ،‬سيت ّم استكمال املشروع الوطني‪ .‬‬ ‫حضاري متغلب عنوانه "األمركة والغربنة"‪ ،‬وهذا لم يعد‬ ‫أي نوع من السينام واملرسح تشجعه النهضة؟ ‬ ‫جائزا في زمن تعمل فيه ك ّل املجتمعات على حتصني نفسها‬ ‫واقع السينما في بالدنا واقع مأساوي يشكو أزمة شاملة‬ ‫وهيكلية وأزمة سيناريو ومتويل ومشكل الرقابة وإمالءات‬ ‫اجلهات الداعمة‪ ،‬ولألسف قد حت ّولت سينما املؤلف إلى سينما‬ ‫الطلب حسب احلاجة‪ ،‬بل إنها في تراجع‪ ،‬ومواقع قاعات السينما‬ ‫يت ّم غلقها الواحدة تلوى األخرى‪ ،‬وبالتالي ال بد من مراجعة‬ ‫شاملة وحوار صريح يشترك فيه ك ّل املتدخلني في القطاع‬ ‫وتقييم حلصيلة نصف قرن من اإلنتاج السينمائي وإرساء خطة‬ ‫شجاعة إلعطاء انطالقة جديدة لإلنتاج السينمائي حتى حتصل‬ ‫نقلة ك ّما ونوعا مبا يغ ّطي حاجيات املشاهد التونسي املولع‬ ‫بالثقافة وك ّل الثقافات على حماية نفسها بالتج ّذر في الهوية بالصورة ويحقق إشعاع السينما التونسية كجزء من إشعاع‬ ‫واللغة الوطنية‪ ،‬وقد تكون لغة اإلبداع كونية جتمع الرسامني ثقافة الثورة‪ .‬وما يقال عن السينما ميكن أن يقال عن املسرح‬ ‫واملوسيقيني واملسرحيني والسينمائيني‪ ،‬ومثلما‬ ‫ّ‬ ‫توحدهم لغة الذي يحتاج العاملون فيه إلى عناية ور ّد اعتبار ودعم وتشجيع‬ ‫وبأسلوبه‬ ‫وخصوصية‬ ‫الفن وتقنياته‪ ،‬يتميّز ك ّل مبدع ببصمة‬ ‫وهيكلة ومصاحلة حقيقية بني اجلمهور وبني الركح علما بأن‬ ‫ثري ج ّدا وميكن أن يو ّفر‬ ‫الشخصي‪ .‬ونحن نرفض أن نكون في موقع املتقبّل السلبي‪ ،‬رصيد التجارب املسرحية في تونس ّ‬ ‫ونطمح إلى اإلسهام باحلضارة الكونية وتقدمي اإلضافة ونقترح أرضية نقيم عليها أسس مسرح املستقبل الذي نريده ممت ّدا على‬ ‫آفاقا جديدة للثقافة اإلنسانية‪ ،‬كما نطمح إلى استئناف دورنا كامل جغرافية الوطن‪ ،‬منفتحا على ك ّل الفئات من شباب املعاهد‬ ‫احلضاري واستردادنا رياح احلضارة'‪ ،‬فمشروعنا الثقافي واجلامعات إلى متساكني املدن واألرياف‪.‬‬ ‫في جوهره سعي إلى االرتقاء مبنجزاتنا إلى املستوى الكوني‪.‬‬ ‫ما هي األنامط املوسيقية التي قد تتبناها حركة النهضة؟‬ ‫ونعتقد أن الثقافة ما تزال خزّانا للحلول جتد فيه شعوبنا ضالّتها‬ ‫ال ميكن ملن يقول بحرية اإلبداع أن يفرض منطا موسيقيا‬ ‫وما يروي ظمأها‪ ،‬فهي ليست ثقافة ميتة بل ثقافة حية‪ ،‬ثقافة معينا وبقاء أمناط معينة أو اندثارها وظهور أمناط جديدة هو‬ ‫مستقبل حتمل داخلها عوامل جت ّذرها مبا هي تواصل مع النبع مرتبط بحاجات اجتماعية‪ ،‬لكن ال بد من احترام املعايير الفنية‬ ‫األصيل والفطرة والعقل والوجدان‪ .‬وميكن أن نتح ّرر من وحشية التي يح ّددها أهل االختصاص حتى ال يت ّم اخللط بني ما ينتمي‬ ‫ومنطية العوملة وإكراهاتها ومن املؤسسة املهيمنة القاتلة لإلبداع فعال إلى املوسيقى وما هو من قبيل التعبيرات العفوية املرجتلة‪،‬‬ ‫ومن البضاعة الثقافية املستوردة لنج ّدد الصلة بالينابيع‪ ،‬وهكذا ويبقى الهدف األسمى للموسيقى هو االرتقاء بالذوق وتهذيب‬ ‫نفهم صلة الثقافة بأنفسنا وبالثورة ومبشروع النهوض‪.‬‬ ‫الوجدان وتنشئة األجيال تنشئة متوازنة تراعي أبعاد اإلنسان‬ ‫ما هو موقع املبدع يف مرشوعكم الثقايف ؟‬ ‫املختلفة‪ .‬وللموسيقى دور في إشاعة معاني اإلخاء اإلنساني‬ ‫النخبة‬ ‫بني‬ ‫القائمة‬ ‫العنصرية‬ ‫كشفت الثورة التونسية عن‬ ‫والتواصل الراقي في مظاهر احتفالية جماعية عفوية تلقائية‬ ‫الفكرية والثقافية‪ ،‬وبني واقع شعبنا‪ ،‬فقد فضحت تو ّرط قطاع في مجموعات محليّة أو بني ثقافات متنوعة في حاجة أكيدة إلى‬ ‫منها مع نظام الفساد واالستبداد وحت ّولها إلى جزء ال يتجزّأ التبادل والتعارف والتناصح‪.‬‬ ‫من منظومة تعيد إنتاجها وتضفي عليها شرعية غير مستح ّقة‪،‬‬ ‫يطالب البعض ّ‬ ‫بحل وزارة الثقافة‪ ،‬ما رأيكم يف ذلك؟‬ ‫وقد وجد شعبنا نفسه بعد الثورة أمام نخبة مو ّرطة من مرتشني‬ ‫نحن مع اإلبقاء على وزارة الثقافة ودعم إمكانياتها والترفيع‬ ‫ومناشدين‪ ،‬كما اكتشف قطاعا منها يستحق ك ّل االحترام في ميزانياتها وإعادة هيكلتها مبا يستجيب حلاجيات املرحلة‪،‬‬ ‫واإلكبار من أدباء وشعراء وكتّاب ومسرحيني وسينمائيني ولكن نعتبر الثقافة ليست مهمة الدولة واألحزاب فقط‪ ،‬بل هي‬ ‫ّ‬ ‫ورسامني وجامعيني شرفاء ومناضلني كانوا بني جماهير مهمة املجتمع والنخبة املنتجة للمعرفة والقائمة على املهمة‬ ‫ّ‬ ‫واملعتصمني‪،‬‬ ‫واملتضررين‬ ‫احملتجني‬ ‫مع‬ ‫األول‬ ‫الصف‬ ‫في‬ ‫شعبنا‬ ‫اإلبداعية بشتى أمناطها الفكرية والفنيّة باعتبار أن اإلبداع‬ ‫وقد تع ّرضوا إلى القمع والتعنيف والتهديد من طرف البوليس حاجة فردية وجماعية وتعبير عن املستوى الروحي والثقافي‬ ‫السياسي‪ ،‬وقد عبروا بعد الثورة عن إميانهم بأهدافها وجتنّدهم واحلضاري لكل أمة في مرحلة من املراحل ورؤية لإلنسان‬ ‫خلدمتها وحتقيق أهدافها‪ .‬ومثلما هو الشأن في ك ّل مجتمع وللمجتمع وللعالم‪.‬‬

‫ك ّلما ات�سعت م�ساحة‬ ‫احلرية كانت م�ساحة الإبداع‬ ‫�أرحب و�أو�سـع‬


‫دولية‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫ممثل مدينة مرصاتة يف املجلس االنتقايل الليبي‬

‫فاتورة «الناتو» �ست�س ّددها منظمة الأمم املتحدة‬ ‫حاوره سليم الحكيمي‬

‫ال�شيخ �إبراهيم يو�سف خليفة «بن غ�شري»‪ ،‬هو �شيخ قبيلة «زمورة» وع�ضو‬ ‫املجل�س االنتقايل يف ليبيا وممثل مدينة م�صراتة‪ .‬د ّر�س باملعهد الديني «القويري»‬ ‫يف �صباه ثم التحق بالأزهر وح�صل على الإجازة يف ال�شريعة والقانون‪ ،‬عينّ قا�ضيا‬ ‫ودر�س احلديث والفقه والعقيدة‪.‬‬ ‫«الفجر» التقته على هام�ش زيارة �أع�ضاء من املجل�س االنتقايل �إىل تون�س‬ ‫و�أجرت معه احلوار التايل ‪:‬‬ ‫بعد انتفاضة الشعب الليبي سنة ‪ 1911‬ضد االستعامر االيطايل املدن الليبية يسهل فيها التوافق‪ ،‬ألن الشعب الليبي شعب‬ ‫نجده يثور ضدّ االستبداد بعد مائة عام‪ ،‬هل يعيد التاريخ نفسه ؟‬ ‫متجانس وسيخسأ كل من يف ّكر في اللعب على الوتر الطائفي‬ ‫هذه حقيقة يصدقها التاريخ في الغالب‪ ،‬م ّر القذافي إلى والقبلي‪ ،‬فتقسيم ليبيا قبليا أضغاث أحالم لن تفيد أعداء ليبيا‬ ‫عجل في شيء‪.‬‬ ‫الرصاص منذ أول وهلة في مواجهة املتظاهرين وهذا ما ّ‬ ‫بسقوطه‪ ،‬إذ أنه تع ّود القتل والسحل من زياراته إلى إفريقيا‬ ‫كارثية‬ ‫أن جتربة «االستغاثة» بالغرب كانت‬ ‫اعترب منري شفيق ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولكن الثورة داهمته وكلما كان نظام احلكم طاغية كان من حيث الضحايا واهليمنة يف ليبيا‪ ،‬ويعدّ «الناتو» نفسه اآلن لنهب‬ ‫سقوطه أكثر مأساوية وأتوقع نهاية تراجيدية لكل الطغاة‪.‬‬ ‫الثوار واحلصول عىل عقود اإلعامر بعد أن أعدّ‬ ‫الثروة وانكار دور ّ‬

‫رس اإلمجاع حول مصطفى عبد اجلليل وكيف تقرؤون قوله‬ ‫ما ّ‬ ‫قرر حماكمته باعتباره عمل وزيرا يف‬ ‫بأنه سيمتثل لقرار الشعب إذا ّ‬ ‫نظام القذايف ؟‬

‫الشيخ مصطفى عبد اجلليل‪ ،‬رجل وطني شهم ذو مروءة‬ ‫ويكفيه فخرا أنه طالب في مؤمتر الشعب العام على الهواء من‬ ‫القذافي أن يتقي الله في املساجني الذين ب ّرأهم القضاء وطالب‬ ‫بإطالق سراحهم‪ .‬وتساءل ملاذا‬ ‫ين ّكل بهم في السجون بغير وجه‬ ‫حق‪ ،‬وحني لم يستجب القذافي‬ ‫لطلبه ق ّدم الرجل استقالته‪ ،‬وهذه‬ ‫االستقالة أغضبت القذافي وأراد أن‬ ‫يعاقبه عليها إال أن انتماء مصطفى‬ ‫عبد اجلليل إلى اجلبل األخضر‬ ‫عصمه من البطش‪ ،‬إذ أن القذافي‬ ‫تربطه عالقة مصاهرة بتلك املنطقة‬ ‫فأبقى على حياته‪.‬‬

‫ّ‬ ‫التدخل العسكري بحوايل ألف مليار دوالر‪ ،‬ما رأيكم ؟‬ ‫فاتورة‬

‫لم نطلب التدخل إال بعد نصف شهر من القتال ورأى الشعب‬ ‫الليبي أنه يحتاج إلى غطاء بعد أن استعمل القذافي سالح اجلو‪،‬‬ ‫حيث لم يعد ممكنا حماية املدنيني فالتجأنا إلى اجلامعة العربية‬ ‫فاستجابت وانحازت إلى الشعب الليبي ورفعت األمر إلى‬ ‫األمم املتحدة‪ ،‬وقد صدر القرار بحماية الشعب الليبي‪ .‬وننظر‬ ‫إلى ما قدمته بريطانيا وفرنسا على‬ ‫أنه تسخير من الله إلينا وال نرى‬ ‫لهم في الوقت ذاته فضال علينا‪ .‬هم‬ ‫جاؤوا بأمر من األمم املتحدة ولم‬ ‫ّ‬ ‫يتدخلوا بصفتهم‪ ،‬بل لين ّفذوا قرارا‬ ‫أمميّا وفاتورة «الناتو» ستسددها‬ ‫منظمة األمم املتحدة‪ ،‬ونعلم الشعب‬ ‫العربي واإلسالمي بأنه لم تطأ أقدام‬ ‫جندي واحد من «الناتو» أرض ليبيا‪،‬‬ ‫وإذا كانوا يخططون القتسام النفط‬ ‫الليبي فهذا شأنهم‪ ،‬ولكننا لنا حسابنا أيضا وسنحافظ على‬ ‫ثرواتنا ووطننا بكل جهد وطاقة‪ ،‬ولن ينجح الغرب في شيء‬ ‫طاملا كانت الشعوب واعية مبصاحلها‪.‬‬

‫�سنتعاون مع تون�س‬ ‫حكومة و�شعبا ولن نن�سى‬ ‫الكرم واملروءة‬

‫تعصب وتصري شوكة يف خارصة‬ ‫تتحول العصبية‬ ‫قد‬ ‫القبلية إىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التوجس من وجاهة؟‬ ‫الثورة عند بناء الدولة احلديثة ‪ ..‬فهل هلذا‬ ‫ّ‬

‫انقالب القبيلة إلى خطر يهدد استقرار املجتمع أمر غير‬ ‫ممكن في ليبيا‪ ،‬فاملجتمع عندنا محافظ وليس قبليا كما‬ ‫يروج له األعداء واجلهلة بطبيعته‪ .‬والقبيلة في ليبيا مظلة‬ ‫اجتماعية تؤ ّمن حياة الناس وتساهم في استقرار املجتمع‬ ‫ال في زعزعته إذ يح ّل شيخ القبيلة النزاعات االجتماعية قبل‬ ‫أن يوكل األمر إلى القضاء‪ ،‬والقبيلة في ليبيا تأخذ احلق من‬ ‫ابنها لصالح املظلوم قبل القضاء‪ .‬أنا شيخ قبيلة «زمورة» في‬ ‫مصراتة وهذه املدينة تعد ‪ 450‬ألف ساكنا وتضم ‪ 47‬قبيلة‬ ‫ولكن من ميثّل مصراتة في املجلس االنتقالي ‪ 4‬قبائل فحسب‬ ‫وال ترى بقية القبائل حيفا في ذلك ونحن نشعر أننا منثل كل‬ ‫املدينة بل كل ليبيا‪ ،‬ومصراتة مدينة حضارية كغيرها من‬

‫م�شروع بناء «جامع الهداية»‬ ‫دوار مجال الدين – عامدة غياضة – معتمدية‬ ‫نفزة – والية باجة‬ ‫قرار عـــ ‪ 260‬ـــدد ‪01/ 7900‬‬ ‫رقم احلساب اجلاري بالبنك "الرشكة التونسية‬ ‫للبنك فرع نفزة ‪:‬‬ ‫‪10 212 122 102667 2 788 92‬‬

‫‪16‬‬

‫بدأ ال�صراع بني اإلسالميني والليرباليني يف ليبيا حول مالمح‬ ‫ّ‬ ‫سيشكل ه��ذا رشخ��ا يف النظام‬ ‫النمط االج��ت�ماع��ي ال��ق��ادم‪ ،‬ه��ل‬ ‫واملجتمع؟‬

‫هذه أضغاث أحالم أيضا‪ ،‬الشعب في ليبيا عربي مسلم‬ ‫يعت ّز شبابه بحفظ القرآن وال يوجد لدينا من يرفض اإلسالم‬ ‫عقيدة وشريعة وليس لنا في ليبيا متط ّرفون إسالميون أو‬ ‫ليبراليون‪ ،‬سنعمل على تقريب وجهات النظر‪ ،‬فالشعب في‬ ‫ليبيا يتح ّرق شوقا إلى اإلسالم منهجا للحكم والعدالة التي‬ ‫هي من جوهر الشرع‪ .‬سنقيم دولة دميقراطية إسالمية‬ ‫مدنية حديثة وننسي شعبنا عقود نظام القذافي الغوغائي‪.‬‬ ‫ب َِق َدرِ اجلغرافيا ووشائج التاريخ ومنجز الثورة تبدو الوحدة‬ ‫بني تونس وليبيا عىل مرمى حجر أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬كيف‬ ‫تسترشفون املستقبل؟‬

‫أراد القذافي أن يقيم الوحدة مع تونس سنة ‪1974‬‬ ‫وملا أخفقت‪ ،‬حت ّول مشروع الوحدة إلى مشروع حرب بني‬ ‫البلدين‪ ،‬سنتجاوز عقلية الوحدة بني األنظمة‪ ،‬والكلمة اليوم‬ ‫هي للشعوب التي ملّت االختناق داخل القمقم القطري الذي‬ ‫ستتوحد تونس وليبيا‬ ‫اتضح أنه خانق لإلبداع والطاقات‬ ‫ّ‬ ‫حتما بعد أن يحتكم الشعبان إلى صناديق االقتراع في‬ ‫اختيار أنظمة احلكم‪ ،‬وسنتعاون مع تونس حكومة وشعبا‬ ‫ولن ننسى الكرم واملروءة‪.‬‬

‫دولية‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫�شبــاب تونــ�س ‪ ...‬فـي �ضيـافــة غـزة‬

‫القضية الفلسطينية واألمم املتحدة‪:‬‬

‫ما جدوى املعارك‬ ‫القانونية؟‬

‫‪17‬‬

‫الفلسطينية وإن شاء الله سندعمكم معنويا ً وماديا ً لتقاوموا»‪ .‬‬ ‫ويقول احملامي إلياس بن سدرين ‪« :29‬أنا فخور جدا ً بهذه‬ ‫أما أصغر املشاركني في القافلة وصاحب الفكرة نور الدين‬ ‫الزيارة‪ ‬وهذا شرف لي كتونسي أن أزور غزة التي قبّلت ترابها بالغالي ‪ 23‬سنة من والية منستير فيقول ‪« :‬أنا تونسي اجلنسية‬ ‫منذ وصولي إليها بعد محاوالت عديدة كانت لي في عهد نظام ولكني فلسطيني القلب»‪ .‬ويتحدث نور الدين عن فكرة القافلة ‪:‬‬ ‫السابق ولكني لم أجنح سوى هذه املرة وكانت الرحلة صعبة‪« ،‬حاولت املشاركة في أسطول احلرية لكنني لم أستطع‪ ،‬ففكرت‬ ‫في تنظيم قافلة تونسية لكسر احلصار عن غزة وشيئا ً‬ ‫مراسل الفجر مع مريم الدابي‬ ‫فشيئا ً احلمد لله أصبح احللم حقيقة‪ ،‬كانت هناك‬ ‫صعوبات في البداية لكن الفكرة جنحت بعد أن تقابلت‬ ‫مع أناس مناسبني في الوقت املناسب لتنظيم القافلة»‪.‬‬ ‫ويقول نور الدين إنّه كان يتابع احلياة في غزة عبر‬ ‫اإلنترنت من خالل اتصاله بأصدقائه في غزة لكنه‬ ‫وأحس بالتقصير‪.‬‬ ‫اليوم أدرك حقيقة احلياة في غزة‬ ‫ّ‬ ‫وتقول رمي ساملي ‪ 29‬عاماً‪« :‬أنا لم أستوعب أنني‬ ‫في غزة لم أصدق أني بني أهل فلسطني‪ .‬نحن نحمل‬ ‫القضية الفلسطينية في قلوبنا منذ طفولتنا‪ ،‬وتربينا‬ ‫على أن نحافظ على شرفها وعرضها وتاريخها‬ ‫وثقافتها مبيزاتها‪ .‬وقالت رمي أنّهم أتوا من تونس‬ ‫يحملون رسالة مفادها وقوف الشعب التونسي‬ ‫ومساندته للشعب الفلسطيني في قضيته‪ ،‬وأنّ الثورة‬ ‫التي انطلقت من تونس لن تتوقف إال بتحرير فلسطني‪.‬‬ ‫وتواصل إحدى املتضامنات حديثها‪ « :‬أحسست باني‬ ‫كما كان االستقبال رائعا في غزة وفي مصر»‪ .‬ويضيف إلياس أعرف هذه البلد منذ زمن من خالل كرم وترحاب وطيبة أهلها‪.‬‬ ‫‪ « :‬هناك‪ ‬معاناة في غزة رأيناها من خالل العائالت التي زرناها لقد كان استقباال رائعا جدا ً منذ اللحظة األولى التي دخلنا فيها‬ ‫و آثار الدمار واضحة‪ ،‬لكن الفلسطينيون عندهم روح الصبر من معبر رفح‪ ،‬لقد استقبلنا األهالي واجلهات الرسمية بحفاوة‬ ‫واألمل‪ ،‬وهذا ما فاجأني فاألطفال يلعبون في احلدائق وأنا كبيرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أرى احلياة موجودة و األمل موجودا»‪ .‬ودعا إلياس الغزيني إلى‬ ‫ويقول قيس بوزيد ‪ 30‬عاما مدرس تكنولوجيا من صفاقس‪:‬‬ ‫الصمود ومقاومة االحتالل‪.‬‬ ‫«لقد كان حلمي أن أرى فلسطني واحلمد لله لقد حتقق حلمي‪.‬‬ ‫الشباب‬ ‫إلياس‬ ‫طالب‬ ‫التونسي‬ ‫وفي رسالته للشعب‬ ‫وكان أ ّول شيء قمت به تقبيل أرض غزة أرض املجاهدين‬ ‫باالهتمام أكثر في القضية الفلسطينية خاصة شباب فلسطني واملقاومني»‪ .‬ويضيف بوزيد‪« :‬وجدنا شيئا يشدنا للناس بالرغم‬ ‫الذين يحتاجون إلى رفع املعنويات وال يحتاجون مساعدات أنّنا ال نعرفهم وقد مت ّكنا من زيارة عائالت الشهداء كعائلة‬ ‫مادية بقدر املعنوية وذلك من خالل الرسائل املكتوبة وعبر الس ّموني وبيت الشيخ أحمد ياسني وتعرفنا على املباني املدمرة‬ ‫الهاتف والفيس بوك ‪.‬‬ ‫واآلثار وزرنا قيادات وشخصيات في غزة»‪.‬‬

‫‪ ‬تون�سي اجلن�سية فل�سطيني القلب‬

‫الفجر ـ غزة ـ سليم سليم‬ ‫د‪.‬محمد الرحموني‬

‫" ال أعتقد أن أحدا لديه ذرة ضمري أو وجدان يرفض‬ ‫عضويتنا يف األمم املتحدة"‪ .‬تلخص هذه العبارة الواثقة ملحمود‬ ‫عباس معضلة الدبلوماسية الفلسطينية احلالية ‪ .‬دبلوماسية مازالت‬ ‫رغم " الربيع العريب" ورغم الصلف الغريب تفتقد إىل البعد السيايس‬ ‫يف حتركها وتستبدله بـ " األخالق وحسن النوايا ومقوالت الضمري‬ ‫العاملي والقانون الدويل ‪ "...‬فمنذ أن تفجرت القضية الفلسطينية‬ ‫أواخر القرن التاسع عرش ربح الفلسطينيون أغلب معاركهم‬ ‫القانونية ضد مزاعم احلركة الصهيونية يف فلسطني ومزاعم " دولة‬ ‫إرسائيل" الغاصبة مرورا بمزاعم املستعمر الربيطاين‪ .‬ولكن النتائج‬ ‫كانت دائام هزيلة والقضية يف تراجع مستمر‪.‬لنتذكر بعضا من‬ ‫هذه " االنتصارات الفلسطينية "‪:‬‬ ‫لقد أثبتت كل تقارير اللجان التي أرسلت إىل فلسطني بعد‬ ‫وعد بلفور املشؤوم بطالن كل دعاوى احلركة الصهيونية حول‬ ‫فلسطني (تقرير جلنة كينغ‪-‬كرين‪ ،‬تقرير جلنة التحقق العسكرية‬ ‫سنة ‪ 1920‬حول أسباب ثورة العرب ضد املهاجرين اليهود‪ ،‬تقرير‬ ‫جلنة هيكرافيت سنة ‪ 1921‬حول نفس املوضوع‪ ،‬تقرير جلنة شو‬ ‫حول أحداث الرباق تقرير السري جون هوب سيمسون عن‬ ‫أوضاع االستيطان واهلجرة‪ ).‬فعىل سبيل املثال ذكرت جلنة كينـــج‬ ‫ـ كريــن ‪ King-Crane Commission‬يف تقريرها أن العداء‬ ‫للصهيونية ال يقترص عىل فلسطني فحسب بل يشمل املنطقة كلها‪،‬‬ ‫وأن هناك إمجاع ًا عىل رفض الربنامج الصهيوين متام ًا‪ .‬وأضافت‬ ‫أن اليهود الذين يشكلون نحو ‪ % 10‬من سكان فلسطني هم وحدهم‬ ‫الذين يؤيدون الصهيونية وإن كانوا خيتلفون يف بعض التفاصيل‬ ‫والوسائل املتعلقة بإقامة الدولة اليهودية ومدى ت ُ‬ ‫َوافقها مع تعاليم‬ ‫الدين اليهودي‪ ،‬كام أهنم وحدهم الذين يطالبون بفرض االنتداب‬ ‫الربيطاين عىل فلسـطني ألنه سـيساعدهم عىل حتقيق مشـروعهم‪.‬‬ ‫واعرتفت اللجنة بأهنا ملست بوضوح إرصار الصهاينة عىل هتجري‬ ‫الفلسطينيني واالستيالء عىل األرايض بالقوة‪ .‬ووصف التقرير‬ ‫املزاعم الصهيونية بشأن "احلقوق التارخيية" لليهود يف فلسطني‬ ‫بأهنا ال تستوجب االكرتاث وال يمكن النظر إليها جدي ًا بعني االعتبار‪.‬‬ ‫وبينت اللجنة ما يف تعهدات وعد بلفور من ازدواجية وتناقض إذ "ال‬ ‫َّ‬ ‫يمكن إقامة دولة هيودية دون َه ْضم خطري للحقوق املدنية والدينية‬ ‫للطوائف غري اليهودية يف فلسطني"‪ .‬وكانت أهم توصيات اللجنة‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ ‬رضورة حتديد اهلجرة اليهودية إىل فلسطني والعدول‬ ‫هنائي ًا عن اخلطة الرامية إىل جعلها دولة هيودية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قسام منها‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ‪ ‬ضم فلسطني إىل دولة سوريا املتحدة لتكون‬ ‫املقدسة يف فلسطني حتت إدارة جلنة دولية‬ ‫‪ 3‬ـ ‪ ‬وضع األماكن َّ‬ ‫ترشف عليها الدولة املنتدبة وعصبة األمم‪ ،‬ويمثِّل اليهود فيها بعضو‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫ورغم وضوح تقرير اللجنة وما تالها من تقارير ومن كتب‬ ‫بيضاء أصدرهتا حكومات االنتداب الربيطاين ولعل أمهها الكتاب‬ ‫القسام (‪– 1936‬‬ ‫الثالث وهو األخري الصادر سنة ‪ 1939‬يف أعقاب ثورة ّ‬ ‫‪ . )1939‬وقد فرض هذا الكتاب قيودا مشددة‪ ,‬مل يسبق هلا مثيل‪ ,‬عىل‬ ‫قدوم اليهود إىل البالد واشرتط موافقة السكان العرب عىل ذلك‪.‬‬ ‫ولقد حصل بفعل هذه السياسة االستعامرية يف فلسطني "تزوير‬ ‫تارخيي كبري ال مثيل له ما بني ‪ 29‬نوفمرب ‪( 1947‬تاريخ صدور قرار‬ ‫التقسيم) و ‪ 15‬ماي ‪( 1948‬تاريخ النكبة وقيام دولة إرسائيل)‪ .‬وتتالت‬ ‫بعد ذلك القرارات األممية ‪ :‬القرارات املتعلقة بالالجئني وبالقدس‬ ‫واجلدار العازل وحرب غزة الخ ‪ .‬ولكنها كانت تلقى نفس املصري بل‬ ‫إن بعضه قد تم الرتاجع عنه بفعل الضغوط الصهيونية واألمريكية‬ ‫(تقرير جولدستون الشهري حول حرب غزة)‪.‬‬ ‫لقد شكلت األمم املتحدة مالذا للفلسطينيني ولكل املضطهدين‬ ‫ما يف ذلك شك‪ .‬ولكن التجربة التارخيية تعلمنا أن للحرية طريقا‬ ‫واحدة ال رشيك هلا هي طريق التعويل عىل الذات والتضحية‬ ‫والنضال امليداين وأن الدبلوماسية و"الرأي العام والقانون‬ ‫الدوليني"‪ ...‬ال تكون فعالة إال إذا تزامنت مع النضال امليداين‪ .‬أما أن‬ ‫تكون بديال عن ذلك فهي السبيل األسهل واألقرب لتصفية القضية‪.‬‬ ‫فالقضية ال يعوزها املنطق ولكن شعور اإلنصاف وهو ما يفتقده‬ ‫العامل والعامل الغريب حتديدا‪.‬‬

‫عندما وصلنا شعرنا بأن األرض والسماء تستقبلنا في‬ ‫األحضان‪ ،‬كانت الطبيعة ترحب بنا‪ ،‬وتستقبلنا‬ ‫األرض والشجر وكان اجلو مشحونا بالعاطفة ما بني‬ ‫الطبيعة في غزة وبني ز ّوارها من تونس‪ .‬هكذا تبدأ‬ ‫مرمي الدابي املشاركة في قافلة الكرامة التونسية التي‬ ‫وصلت إلى غزة السبت املاضي التعبير عن فرحتها‬ ‫بوصولها إلى غزة‪.‬‬ ‫وتضيف الناشطة احلقوقية مرمي الدابي ‪31‬‬ ‫عاما ً من تونس العاصمة ‪« :‬زيارة فلسطني كانت‬ ‫بالنسبة إلينا حلم كانت مبثابة الفرحة العارمة التي‬ ‫لم نقدر أن نعبّر عنها ال بالدموع وال باالبتسام كنا‬ ‫في حال الذهول‪ ،‬شخصيا ً لم أقدر أن أعبر عن فرحتي‬ ‫لوصولي إلى التراب الفلسطيني»‪ .‬وما لفت انتباه مرمي‬ ‫في غزة ميثّل مفارقة وهو الدمار الكبير في شوارع‬ ‫وأحياء غزة من جهة والصمود والصبر وعزة النفس‬ ‫واألمل الذي يتمتع به الغزّيون من جهة مقابلة‪.‬‬

‫ا�ستقبال رائع‬ ‫وتتك ّون قافلة الكرامة التونسية التي تزور غزة‪ ‬من ‪ 5‬أفراد‬ ‫وحتمل معها مساعدات عينيّة من أدوية تصل إلى ‪ 400‬كيلوا‬ ‫غرام وكراسي كهربائية ولكن القافلة لم تستطع أن تدخل‬ ‫املساعدات إلى القطاع‪ .‬وتناشد مرمي الدابي السلطات التونسية‬ ‫واملصرية ومؤسسات املجتمع املدني للتدخل‪ ‬إليجاد حل إلدخال‬ ‫املساعدات إلى غزة التي تقول بأن أهل غزة هم بحاجة إليها بعد‬ ‫التأكد من وجود نقص كبير في األدوية‪ .‬وحول رسالة تونس‬ ‫إلى غزة تقول مرمي ‪« :‬الشباب التونسي في املطار قال «مقاومة‬ ‫مقاومة ال صلح وال مساومة» فهذه أمانة أتينا بها لشعب غزة‪ ‬‬ ‫والرسالة األخرى أن تونس متواجدة تدافع وحتمل القضية‬


‫جهات‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫ل�سودة‬

‫فرنانة‬

‫امل�ؤ�سّ �سات الرتبوية‬ ‫بحاجة �إىل لفتة‬ ‫رغم أن املعهد الثانوي بـ»لسودة» هو‬ ‫حديث البناء نسبيّا فإن احلالة التي أصبحت‬ ‫عليها أقسامه الداخلية ال تفرح حتى‬ ‫الشامتني كما يقال‪ ،‬فهذه املؤسسة التربوية‬ ‫التي ينتسب إليها كثير من تالميذ املناطق‬ ‫املجاورة والذين يجبر أغلبهم على الترسيم‬ ‫باملبيت نظرا لبعد املسافة عن مقرات‬ ‫سكناهم أو لعدم تو ّفر وسائل النقل املريحة‪،‬‬ ‫هذه املؤسسة تفتقر إلى احل ّد األدنى من‬ ‫الصحة وحتى السالمة اجلسدية‬ ‫مقومات‬ ‫ّ‬ ‫ألبنائنا التالميذ‪ ،‬فك ّل التالميذ املقيمني –‬ ‫الذين التقيناهم – يؤ ّكدون على عدم جاهزية‬ ‫األس ّرة احلديدية املزدوجة التي يصفونها‬ ‫بـ«اآليلة للتكسير»‪ ،‬وكذا احلال بالنسبة إلى‬ ‫احلشايا املهترئة‪ ،‬كما يشيرون إلى احلالة‬ ‫املقرفة التي أصبحت عليها دورات املياه‬ ‫والتي تعاني هي األخرى من انعدام النظافة‬ ‫وضعف ضخّ املياه فيها وتعطب احلنفيات‪...‬‬ ‫إلخ مما يسبّب لهم إزعاجات متك ّررة‪.‬ونلفت‬ ‫نظر املسؤولني إلى العناية أكثر مبكتبة املعهد‬ ‫وتوفير قاعات مراجعة تستوعب التالميذ‬ ‫أثناء ساعات الفراغ حتى جنّنبهم املكوث في‬ ‫الطريق العام‪ ،‬نن ّوه بحرص أساتذة املعهد‬ ‫الثانوي بلسودة على إجناح هذه السنة‬ ‫الدراسية اجلديدة مبا شهدناه لديهم من‬ ‫نشاط ظاهر وجد ّية ملموسة‪.‬‬ ‫زهير الحجالوي‬

‫الدهماين‬

‫قريــة «حليمــة» وحلـم التنميـة‬

‫«منطقة حليمة» الواقعة على بعد ‪35‬‬ ‫كلم من وسط املعتمدية وهي منطقة مترامية‬ ‫األطراف تنتشر فوق العديد من الهضاب‬ ‫الوعرة أين تناثرت املنازل لتتباعد حينا‬ ‫وتتقارب أحيانا ولتؤم حوالي الثالثة آالف‬ ‫ساكنا مما أنتج مشكالت عويصة متثلت‬ ‫أساسا في التزود باملاء الصالح للشراب‬ ‫عالوة عن مشكلة التنمية باملنطقة حيث‬ ‫تكثر البطالة املتنوعة بني يد عاملة وأصحاب‬ ‫شهائد عليا وعملة مختصني‪.‬‬ ‫في حوارنا مع السيد عبد الغني املزريقي‬ ‫وهو شاب في ‪ 26‬من عمره ومتحصل على‬ ‫األستاذية في التربية املدنية ومعطل عن‬ ‫العمل أكد لنا أن املشكلة العاجلة للمنطقة تأخذ‬ ‫بعدين ملحني‪:‬املاء الصالح للشراب والبطالة‬ ‫حيث أطلعنا على اخلزان املعد لتجميع املاء‬ ‫ثم توزيعه على حنفيات عمومية متباعدة‬ ‫مما أدى في الكثير من املرات إلى انقطاع‬ ‫املاء عنها لضعف املنسوب وخاصة بداية‬ ‫كل صيف مما يضطر األهالي إلى التنقل‬ ‫بالدواب إلى احلنفية املجاورة للخزان مما‬ ‫سبب اكتظاظا قد يطول لساعات طويلة علما‬ ‫وأن الشبكة املائية جاورت املنطقة منذ وقت‬ ‫طويل وهي الشبكة املائية لسيدي سعيد‬ ‫التي ال تبعد إال عشرة كلم عن «حليمة»‬ ‫كما ساهمت مشكلة البطالة في تدني‬ ‫املستوى املعيشي للمتساكنني الذين ال‬ ‫يجدون قوتهم إال في أعمال موسمية‬

‫مدينة على هام�ش التنمية‬

‫تتالت في االون��ة األخيرة احلركات‬ ‫االحتجاجية مبدينة الدهماني من قبل عديد‬ ‫الفئات منها املعطلني من أصحاب الشهائد‬ ‫وخاصة بعد االعالن عن نتائج مناظرة املعلمني‬ ‫األول التي كان نصيب املنطقة منها محدودا‬ ‫للغاية ’األمر الذي زاد في‬ ‫حدة التوتر بني احملتجني‬ ‫و السلط احمللية األمر‬ ‫الذي أفضى الى اغالق‬ ‫املعتمدية وطرد املعتمد‬ ‫‪.‬وان سألت أحد املعطلني‬ ‫يجيبك ب��أن كل شيء‬ ‫معطل في هذه املدينة‬ ‫وال وج��ود ملن يصغي‬ ‫ملشاغلنا ‪.‬وهنا ال ننسى‬ ‫أن معظم مؤسسات‬ ‫املدينة في شلل تام (باستثناء مركز البريد)‬ ‫نتيجة تعرضها الى النهب واحلرق يوم ‪14‬‬ ‫جانفي وهو مازاد في تدهور حالة هذه املدينة‬ ‫التي عانت كثيرا من مختلف مظاهر الفساد‬ ‫في احلقبة السابقة‪.‬‬ ‫لقد كان نصيب املدينة من املشاريع‬ ‫التنموية محدودا اضافة الى أن عديد االجنازات‬ ‫متت مبوجب قرارات مرجتلة وخصصت لها‬ ‫متويالت ضخمة وخيالية في بعض األحيان»‬ ‫طارت العنقاء مبعظمها»فمشروع حماية‬ ‫املدينة من الفيضانات كان عبارة عن اجناز‬ ‫واد أسفل جبل ابة يحده حاجز من الصخور‬ ‫اجلافة والتراب بهدف توجيه مياه السيالن‬

‫‪18‬‬

‫الى وادي» ايزيد» لكن املشروع الذي لم يستند‬ ‫الى دراسات دقيقة و لم تكن له أي جدوى‬ ‫ولم يحتجز الوادي أي مياه‪ ،‬بل استولى على‬ ‫أجزاء من األراضي الزراعية ‪.‬‬ ‫هذا باالضافة الى اجناز اخر في بطحاء‬

‫السوق ويتمثل في سوق جملة‪ -‬وكأن املدينة‬ ‫تفد عليها كميات ضخمة من اخلضر و الغالل‬ ‫و لم يوجد مكان لتخزينها‪.‬‬ ‫وقد رصدت لها متويالت خيالية لكنها‬ ‫اليوم بقيت خرابا وتقوم بدور «خمارة القط‬ ‫األسود» ومالذا حملتسي الكحول ‪،‬والطريف‬ ‫في األمر أن البناية مبجرد االنتهاء من‬ ‫اجنازها اعتبرت آئلة الى السقوط فثبتت‬ ‫عليها عالمة اخلطر‪ .‬وبشكل عام تنم هذه‬ ‫املشاريع عن سوء تصرف وفساد مالي األمر‬ ‫الذي يعطل املسار التنموي ويزيد في تهميش‬ ‫املنطقة ككل‪.‬‬ ‫نورالدين اليعقوبي‬

‫كجني اخلفاف أو أعمال يدوية حرة ال توفر‬ ‫الكفاف وقد أطلعنا محدثنا عن املنزل الذي‬ ‫يقطنه مع أبويه وأخويه املتحصلني أيضا‬ ‫على األستاذية في اجلغرافيا والرياضيات‬ ‫ومعطلني عن العمل وقد تكون من غرفتني‬ ‫واحدة سقفها بالقرميد واألخرى بالزنك‬ ‫ورغم الظروف القاسية كانت تضحية‬ ‫الوالدين من أجل تعليم أبنائهما ولكن كان‬ ‫مصيرهم البطالة رغم كل محاوالت البحث‬ ‫عن شغل وكلما تنقلت بني املنازل إن صحت‬ ‫التسمية تكتشف أن لكل متساكن حالته‬ ‫اخلاصة واألكثر إحلاحا كحال السيد حمادي‬ ‫املزريقي وهو في الستني من عمره وأب‬

‫لثالثة أطفال تعرض حلادث شغل منعه من‬ ‫العمل وال ميلك دخال أو تغطية ولم يتحصل‬ ‫على تعويض من صاحب احلظيرة يعاني ألم‬ ‫املرض وألم الفقر فمن أين له بقوت عياله‬ ‫ويضاف إلى معاناته ضعف اخلدمات التي‬ ‫يقدمها مركز الصحة األساسية والذي‬ ‫ال يزوره الطبيب إال كل يوم اثنني من كل‬ ‫أسبوع ليعايد املرضى ويعود أدراجه وهي‬ ‫مشكلة تطرح إشكال احلاالت االستعجالية‬ ‫حيث يضطر األهالي إلى الذهاب إلى مدينة‬ ‫فرنانة للتداوي ويضاف إليها كذلك النقص‬ ‫الفادح في الدواء باملركز‪.‬‬ ‫محمد العيادي‬

‫دار �شعبان الفهري‬

‫انفالت �سلوكي مروّع وح�ضور �أمني باهت‬ ‫تشهد مدينة دار شعبان الفهري خالل الفترة األخيرة حالة من االحتقان االجتماعي نتيجة‬ ‫تكاثر السرقات وعمليات السلب والنهب سواء بالليل أو في واضحة النهار وقد امت ّدت هذه‬ ‫العمليات اإلجرامية حتى إلى داخل البيوت في أكثر من واقعة خلقت تساؤالت بديهية حول‬ ‫نوعية احلضور األمني الذي يتّسم بالهشاشة في ظل غياب الدوريات األمنية الليلية وظاهرة‬ ‫غلق مركز الشرطة ألبوابه بداية من الثامنة ليال لتصول وجتول زمرة من املنحرفني وصغار‬ ‫اللصوص والنفوس باستعمال الدراجات النارية املسروقة أو غير املؤمنة في بلدة اعتاد أهلها‬ ‫العيش في أمان‪ .‬عديد املواطنني وممثلي املجتمع املدني عبّروا عن تخ ّوفهم من مخاطر ظواهر‬ ‫سلوكية ّ‬ ‫تفشت مؤخرا في عاصمة النقش على احلجارة مثل احتساء اخلمر على قارعة الطريق‬ ‫وفي األنهج الفرعية‪ ،‬إضافة إلى توظيف الدراجات النارية ليال في سلب املارة أو االعتداء اللفظي‬ ‫ومشاكسة اجلنس اللطيف‪ ،‬إضافة إلى االنتشار الفوضوي الرهيب لكراسي املقاهي على جوانب‬ ‫الطريق الرئيسي وما يتبعه من جتاوزات وهو ما أ ّثر سلبا على احلركة التجارية حيث أصبحت‬ ‫احملالت تغلق باكرا ويتحاشى املواطن اخلروج ليال خشبة أن يقع في قبضة الكالب البشرية‬ ‫السائبة من ّ‬ ‫قطاع الطرق‪.‬‬ ‫هذه األسئلة املتّصلة مبب ّررات تواصل االنفالت السلوكي واحلضور الباهت للجهاز‬ ‫ ‬ ‫األمني في معتمدية يقطنها أكثر من ‪ 40‬ألف ساكنا تبقى في حاجة إلى إجابات مقنعة‪ ،‬بل إلى‬ ‫حت ّرك جاد وسريع من طرف السلط اجلهوية للضرب على أيدي العابثني ومر ّوعي املتساكنني‬ ‫بالتطبيق احلازم والرادع للقانون مع تكثيف الدوريات األمنية املصحوبة بحمالت ستهدف‬ ‫الوجوه املعروفة لدى اجلميع من اخلارجني عن القانون مع تركيز مركز استمرار قار بالليل‬ ‫وتعزيزه باإلطار البشري املناسب للكثافة السكانية للبلدة‪.‬‬ ‫فيصل عبد الواحد‬

‫�إنا هلل‬ ‫و�إنا �إليه‬ ‫راجعون‬

‫فقدت الساحة القرآنية بمدينة منزل مجيل أحد أبنائها الربرة وهو‬ ‫الشاب حممد صالح ّ‬ ‫البطي إثر حادث مرور أليم‪ ،‬وهبذه املناسبة األليمة‬ ‫بأحر التعازي إىل األخ‬ ‫مجيل‬ ‫بمنزل‬ ‫النهضة‬ ‫حلركة‬ ‫يتقدم املكتب املحيل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منصف ّ‬ ‫يتغمد‬ ‫البطي والد املرحوم وزوجته ومجيع العائلة داعني اهلل أن‬ ‫ّ‬ ‫الفقيد برمحته الواسعة‪.‬‬

‫جهات‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫�أم العرائ�س‬

‫�أين العناية‬ ‫ب�شريحة الأطفال ؟‬

‫«أوالدنا‪ ،‬أكبادنا متشي على األرض»‪،‬‬ ‫هكذا قال الشاعر‪ ،‬أين مسؤولو النظام‬ ‫البائد أعضاء املجالس البلدية املتعاقبة‬ ‫والسلط احمللية مبعتمدية أم العرائس‬ ‫من الشعر والثقافة ؟‪ ! ‬وهم انتصبوا‬ ‫في مواقعهم للنهب وسرقة املال العام‬ ‫والرشوة والنفوذ والوجاهة و»التكمبني»‪،‬‬ ‫فحتى األطفال هذه الشريحة العمرية حلقها‬ ‫اإلقصاء والتهميش من برامج ومشاريع‬ ‫التنمية فخارج أوقات الدراسة لم تو ّفر لهم‬ ‫البلدية مالعب مهيّأة وال حدائق عمومية‬ ‫وال منتزهات وال مساحات خضراء وحتى‬ ‫ّ‬ ‫للكشافة ومنظمة املصائف‬ ‫الفوج احمللي‬ ‫واجلوالت ال متلك مق ّرات قارة فسيحة‪،‬‬ ‫فلماذا ال تبادر مصالح وزارة الشباب‬ ‫وإدارة الطفولة فيها بالتنسيق مع النيابة‬ ‫اخلصوصية لبلدية أم العرائس والسلط‬ ‫ّ‬ ‫املنظمات‬ ‫احمللية واجلهوية بإحداث دار‬ ‫بوسط أحياء وشوارع البلدة جتمع‬ ‫ّ‬ ‫املنظمات العاملة في قطاع الطفولة‬ ‫فيها‬ ‫ّ‬ ‫كالكشافة وإحداث مر ّكبات للطفولة يتعلّم‬ ‫فيها األطفال اإلعالمية واألنترنات على‬ ‫غرار املدن األخرى باألحياء األكثر كثافة‬ ‫سكانية كحي الكسيلة وحي احملطة واحلي‬ ‫موجهة إلدارات شركات‬ ‫العمالي‪ .‬والدعوة ّ‬ ‫مدن األلعاب الكبرى بتونس العاصمة‬ ‫والساحل لالستثمار وإحداث مدن صغرى‬ ‫لأللعاب باملنطقة تستقطب جمهور األطفال‬ ‫والتصحر وانعدام‬ ‫في مدينة تعاني الفراغ‬ ‫ّ‬ ‫الفضاءات الترفيهية‪.‬‬ ‫صحيح أن املدارس متو ّفرة باملدينة‪،‬‬ ‫ولكن خارج أوقات الدراسة ال يجد األطفال‬ ‫فضاءات ومساحات ترفيهية يلعبون قرب‬ ‫أكوام القمامة ومصبّات الفواضل‪ ،‬هذا‬ ‫حال أجيالنا القادمة‪.‬‬

‫�أين املاء ال�صالح لل�شراب؟‬ ‫يتذ ّمر س ّكان حي األمل ‪ 1‬مبعتمدية‬ ‫أم العرائس من مصالح الشركة الوطنية‬ ‫الستغالل وتوزيع املياه (‪)SONEDE‬‬ ‫ولتعدمها سياسة «التسويف» و»الوعود‬ ‫الفارغة»‪ ،‬فالعائالت ومواطني هذا احلي‬ ‫املس ّمى باألمل ‪ 1‬كادوا يفقدون األمل في‬ ‫الصالح للشراب إلى بيوتهم‬ ‫إدخال املاء ّ‬ ‫ومأساة هذا احلي متواصلة منذ عام‬ ‫‪ 2003‬حيث أودع س ّكانه مطالب عن‬ ‫طريق الوالية‪ ،‬ورغم حصولهم على‬ ‫املوافقات الالزمة في الغرض فالشركة‬ ‫الوطنية الستغالل وتوزيع املياه جتيبهم‬ ‫في كل عام وفي كل مناسبة ‪« :‬سوف‬ ‫واملختصون بالدراسة‪»...‬‬ ‫يقوم املهندسون‬ ‫ّ‬ ‫فتص ّوروا معي حال العائالت ومعاناتهم‬ ‫من عدم تو ّفر املاء الصالح ّ‬ ‫للشراب الذي‬ ‫هو من املرافق األساسية والضرورية‪! ‬‬ ‫فمنذ سنة ‪ 2003‬إلى ‪ 2011‬لم تنته‬ ‫مصالح الشركة من دراستها املزعومة‬ ‫احلي‪.‬‬ ‫وتنهي مأساة هذا‬ ‫ّ‬

‫بلقاسم برهومي‬

‫‪19‬‬

‫باجة‬

‫اعت�صام من �أجل ال�شغل والكرامة‬

‫هم ستة كهول افترشوا األرضية ‪ ..‬أرضية بهو اإلدارة اجلهوية للتعليم بباجة ‪ ،‬كانوا‬ ‫معتصمني منذ أيام‬ ‫زرتهم في املرة األولى ‪ ..‬التقطت لهم بعض الصور وأنا على عجلة من أمري كانوا يترجونني‬ ‫أن أبلغ صوتهم و كنت مشغوال بهموم أخرى‪ ..‬في البيت و في ساعة متأخرة من الليل عدت إلى‬ ‫تلك الصور الرقمية ‪ ..‬و صدمت ‪..‬با لوجوه ‪ ..‬وجوه ارتسمت عليها املأساة و تأملت و بكيت‪...‬‬ ‫هؤالء ليسوا مجرد محتجني على عدم جناحهم في مناظرة املعلمني‪ ..‬قررت أن أعود إليهم‪ ..‬في‬ ‫صباح الغد جلست بينهم أسمع منهم ‪..‬‬ ‫أنا عصام الدوفاني –قال‬ ‫محدثي‪ -‬مناضل من االحتاد‬ ‫العام التونسي للطلبة في كلية‬ ‫اآلداب منوبة حتصلت على‬ ‫اإلجازة سنة ‪ 1999‬أبي متوفى‬ ‫وأنا في كفالة والدتي املسنة‪..‬‬ ‫بسبب أفكاري حرمت من العمل‬ ‫‪ ..‬عمري ‪ 47‬سنة مازلت أعزب‬ ‫واليوم أحرم من العمل بسبب‬ ‫سني‪...‬‬ ‫ثم تكلم صالح الشعبوني هو‬ ‫اآلخر من مناضلي االحتاد العام التونسي للطلبة من مواليد ‪ 1967‬حتصل على اإلجازة في‬ ‫التاريخ منذ ‪ 1998‬متزوج و له ابنان و هو يعاني من إعاقة عضوية ‪ ..‬حرم من العمل ‪ ..‬بل حرم‬ ‫من بطاقة إعاقة في عهد املخلوع و مازال يحرم إلى اليوم من حقه في الشغل ‪..‬‬ ‫مراد اليحمدي ‪..‬مناضل سياسي من مواليد ‪ ،1968‬حوكم سنة ‪ 1987‬بـ ‪ 5‬سنوات قضى‬ ‫منها ستة أشهر ثم حوكم سنة ‪96‬بسنتني و نصف هو أب لبنتني قضى ‪ 3‬سنوات جامعية بنجاح‬ ‫اختصاص رياضيات ‪..‬‬ ‫السيد فوزي الريحاني املولود سنة ‪1966‬هو اآلخر حوكم سنة ‪ 1992‬ب‪ 3‬سنوات سجنا‬ ‫ثم مرة أخرى سنة ‪ 1996‬قضى سنة و ثالثة أشهر في السجن ‪..‬فيحرم من مواصلة الدراسة‬ ‫وهو في سنة التخرج ثم يخرج من السجن بإعاقة سمعية نتيجة التعذيب ‪ ..‬فوزي ُظلم و ُحرم‬ ‫في عهد املخلوع‪ ..‬واليوم بعد ‪ 14‬جانفي يحرم أطفاله من األمن ‪..‬من العيش الكرمي‪..‬‬ ‫مأساة فوزي ليست أكبر من مأساة محسن البهري البالغ ‪ 44‬سنة فهو أب خلمسة أطفال‬ ‫‪ ..‬نعم خمسة أطفال أحدهم معوق وفي كفالته الوالدان حوكم مرتني سنة ‪ 90‬بـــ ‪ 6‬أشهرو‬ ‫‪ 91‬بــ‪ 3‬سنوات استطاع بعد الثورة أن يتم دراسته فتحصل على اإلجازة من كلية الزيتونة‬ ‫سنة ‪ 2011‬غير أنّ الظلم الذي سلط على محسن مازال متواصال فها هو يحرم مثل أصحابه من‬ ‫الشغل بدعوى جتاوز السن القانونية ‪...‬‬ ‫أما سادس هؤالء الكهول احملرومني املظلومني فهو سليمان البهري املولود سنة ‪ 1972‬و‬ ‫املتحصل على اإلجازة في التاريخ سنة ‪ 2000‬يعاني من وضع اجتماعي بائس جدا و في كفالته‬ ‫والداه املسنان‪..‬‬ ‫إنه يعيش كما حدثنا حتت مستوى الفقر ‪...‬‬ ‫من ينصف محسنا ‪..‬من ينصف هؤالء املظلومني منذ أكثر من عقدين‪ ..‬أال يكفيهم حرمانا ؟‬ ‫أال يكفيهم شقاء؟ متى يعود األمل إليهم وألطفالهم؟‬ ‫عبد الستار العمدوني‬

‫املكنا�سي‬

‫فريق كرة القدم بني املوجود واملن�شود؟!‬

‫تعد رياضة ك��رة القدم بجهة‬ ‫املكناسي أهم متنفس للشباب مبختلف‬ ‫األعمار حيث يشهد امللعب البلدي‬ ‫واملالعب املتواجدة بالفضاءات العامة‬ ‫إقباال منقطع النظير ملمارسة الرياضة‬ ‫الشعبية األولى في العالم وانطالقا من‬ ‫ذلك الشغف واحلب الكبير للرياضة‬ ‫باتت جمعية امللعب املكناسي تستقطب‬ ‫عددا كبيرا من الشباب و استطاع الفريق‬ ‫إجناب العبني أفذاذ وبناء فريق عتيد وقوي نافس أقوى أندية رابطة اجلنوب بصفاقس‪ .‬وكان‬ ‫الفريق دوما منافسا جديا على الصعود فالالعبني الذين صنعتهم اجلمعية كانت لهم كلمة في‬ ‫الرابطة احملترفة األولى مع أقوى األندية على غرار رضوان الفاحلي العب النجم الساحلي‬ ‫ومصدق احلسناوي العب أمل حمام سوسة وأنيس العمري العب النادي األفريقي سابقا‪ .‬لكن‬ ‫وأمام غياب الدعم املالي واملعنوي وهروب رجاالت املنطقة ورفضهم الوقوف إلى جانب النادي‬ ‫أثر سلبا على مشواره ‪ ،‬و أصبح شيئا فشيئا أضعف حتى وقع حل صنف األكابر لكرة القدم في‬ ‫املوسم املاضي إضافة إلى تهميش بقية األصناف الشابة التي لم جتد أبسط املرافق الضرورية‬ ‫للتدرب على اللقاءات الرسمية‪...‬ونتيجة لذلك أصبح الغموض يرافق الفريق األول الذي بات‬ ‫يسبح في املجهول في ظل تواصل غياب املسؤولني على الساحة ؟؟؟‬ ‫زياد عطية‬

‫النفي�ضة‬

‫م�صنعاال�سمنتيعود‬ ‫يعود نهاية هذا األسبوع مصنع‬ ‫اإلسمنت بالنفيضة إلى نشاطه بعد‬ ‫التو ّفق إلى حلول للمشاكل التي كانت‬ ‫مطروحة وأه ّمها األضرار البيئية‬ ‫والترسيم‪ ،‬وقد أغلق املعمل أبوابه‬ ‫منذ نهاية شهر جوان املاضي‪ ،‬الشيء‬ ‫الذي ه ّدد آالف العائالت بفقدان موارد‬ ‫رزقهم كما أ ّثر على تزويد السوق‬ ‫التونسية من مادة اإلسمنت مما دفع إلى‬ ‫غالء أسعار هذه املادة احليوية وجعلها‬ ‫التجار وسماسرة‬ ‫مرتعا للمزايدات بني ّ‬ ‫األزمات‪.‬‬

‫طرببة‬

‫يف انتظار زيارة‬ ‫وزير الفالحة‬ ‫يعيش فالحو اجلهة أوضاعا‬ ‫متشابكة ت��ت��راوح بني املديونية‬ ‫والتهميش‪ ،‬الشيء ال��ذي أ ّث��ر على‬ ‫املردود ّية العامة للفالحة بجهة طبربة‬ ‫والبطان واجلديدة وبرج العامري وهي‬ ‫خصها الله بأرض طيبة وتربة‬ ‫جهات ّ‬ ‫في انتظار زيارة‬ ‫غنيّة وثر ّية‪ .‬‬ ‫وزير الفالحة والبيئة بعد الثورة‪،‬‬ ‫ثورة العدالة بني اجلهات حتى يتدارس‬ ‫اإلشكاليات العقار ّية لألراضي الفالحيّة‬ ‫خاصة وأن اآلالف من الهكتارات‬ ‫يستغلّها أصحابها خ��ارج ال��دورة‬ ‫االقتصاد ّية بسبب وضعها العقاري‪،‬‬ ‫حيث يطالب الفالحون بإعادة النظر في‬ ‫إمكانية متليك أصحابها في إطار جلان‬ ‫جهو ّية وحتى يتم مجابهة إشكالية‬ ‫مما يساعد على‬ ‫تشتّت امللكيّة الفالحيّة ّ‬ ‫حتسني مؤشرات النجاعة واملردودية‬ ‫االقتصادية‪ .‬الفالحون الشبان تائهون‬ ‫في الطريق حيث كبّلتهم إصالحات‬ ‫العهد البائد والتي تتجاوز صالحيات‬ ‫احلكومة االنتقاليّة‪ ،‬فمدينة طبربة في‬ ‫حاجة إلى دفع جديد وج ّدي للتنمية‪.‬‬ ‫من جهة أخرى ال زال عمل اللجنة‬ ‫اخلصوصيّة لبلدية طبربة منقوصا‪،‬‬ ‫إذ وجدت نفسها غير قادرة على وضع‬ ‫ح ّد لظاهرة بناء األكشاك التي تتزايد‬ ‫يوما بعد يوم وبدون ترخيص قانوني‬ ‫ويتحصل أصحابها‬ ‫وبأشكال من ّفرة‬ ‫ّ‬ ‫على تراخيص إلدخ��ال الكهرباء‬ ‫لألسف الشديد‪ ...‬فعندما تدخل بطحاء‬ ‫الطيب املهيري ال جتد غير االنتصاب‬ ‫الفوضوي الذي أ ّرق املواطن وأصحاب‬ ‫املقاهي واحملالت التجارية في النهار‪،‬‬ ‫وفي الليل حيث تسبح في الظالم‬ ‫الدامس وتصبح مغامرة للمرور داخل‬ ‫ذلك الفضاء‪ .‬فالعمل البلدي يحتاج إلى‬ ‫عقلية ثور ّية وإجراءات فورية تضع‬ ‫آليات وحلوال ناجعة وحينيّة لتسوية‬ ‫املشاكل التي تتخبّط فيها مدينة طبربة‪.‬‬

‫محمد الجميعي‬


‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫رأي‬

‫�إ�صـالح النظــام الرتبــوي‬ ‫يتطـلـب ا�ست�شــارة وطنيــة مو�سعــة‬ ‫عبد الجليل الفخفاخ‬

‫*أستاذ فرنسية صفاقس‬

‫حتدثت ّأم يف برنامج إذاعي عن‬ ‫ّ‬ ‫االعتداء عىل ابنها الصغري وكيف نزعوا‬ ‫له حذاءه‪ ،‬وأخرى ذكرت أهنم افتكوا‬ ‫تتعجب وتقول ‪:‬‬ ‫البنها نقوده‪ ،‬واملذيعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يا لطيف‪ ! ‬ريب يسرت‪ ،‬وبقيت تعظم األمر‬ ‫وحترض املواطنني عىل إبالغ أصواهتم‬ ‫ّ‬ ‫واملشاكل التي حتدث ألبنائهم أثناء العودة‬ ‫املدرسية‪ ،‬ثم تك ّلمت معلمة عن تلميذ‬ ‫حيمل معه موسى بني التالميذ‪ ،‬كل هذا‬ ‫صحيح‪ ،‬وأنا ال أعجب من هذه األحداث‪،‬‬ ‫فهي تقع يف بعض مدارسنا سواء قبل‬ ‫الثورة أو بعدها ولكني أعجب من التهويل‬ ‫والتعظيم‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬إن هذه األحداث تقع وأكثر منها‬ ‫أيضا ووقع مثلها يف املايض ومل حتدث‬ ‫ضجة يف وسائل اإلعالم ومل نسمع هذا‬ ‫التهويل والتعظيم والتخويف املكشوف‪،‬‬ ‫ملاذا ؟ ألهنا بكل بساطة أحداث عادية‬ ‫حمدودة تعالج حينيا بيداغوجيا وتربويا‪،‬‬ ‫فهي تصدر عن أطفال صغار يف حاجة‬ ‫إىل نصح وتوجيه وأحيانا إىل ردع‪ ،‬وهي‬ ‫ليست أحداثا يومية وال ظاهرة خطرية‬ ‫تتجنّد ملقاومتها ونفزع هلا‪ .‬كام فزعت‬ ‫السيدة الصحفية املقدمة للربنامج‬ ‫اإلذاعي‪.‬‬ ‫إن اعتداءات األطفال لبعضهم البعض‬ ‫حتدث وال غرابة يف ذلك‪ ،‬فهذا يرضب‬ ‫ّ‬ ‫يفتك قلم هذا‪ ،‬وهذا الذي أطرد‬ ‫هذا‪ ،‬وهذا‬ ‫من املدرسة ومل جيد ما يرشي به سجائر‬ ‫فيعرتض تلميذا ويسلب نقوده وغري‬ ‫ذلك‪ .‬باهلل عليك أيتها السيدة املعتلية كريس‬ ‫اإلعالم‪ ،‬املكربة لألحداث الصغرية‪ ،‬ماذا‬ ‫يقول املواطن يف األماكن اآلمنة عندما‬ ‫يسمع هتويلك وفزعك املفرط وأنت‬ ‫تتكلمني عن حادث بسيط بني تلميذين‬ ‫وكأنه خطر داهم وتنظيم إرهايب‪ ،‬أنا‪،‬‬ ‫يرصون‬ ‫واهلل أعجب من هؤالء‪ ،‬ملاذا‬ ‫ّ‬ ‫عىل بث اخلوف والشك وعدم االطمئنان‬ ‫بني املواطنني‪ .‬يف أيام القمع والظلم‬ ‫واالستبداد كانت بعض األقسام حترق‬ ‫ّ‬ ‫تتعطل واألساتذة ُيعتدى عليهم‬ ‫والدروس‬ ‫والتجهيزات ترسق وحوادث أخالقية‬ ‫يندى هلا اجلبني وال أحد يتك ّلم‪ ،‬واليوم بعد‬ ‫الغمة وانفرجت الكربة ورحل‬ ‫أن انجلت ّ‬ ‫الطاغية يعتيل بعضهم منابر اإلعالم ويبثون‬ ‫وهيولون‬ ‫اخلوف والشكوك بني املواطنني‬ ‫ّ‬ ‫األحداث البسيطة‪.‬‬

‫عبد الفتاح خلفه‬

‫�إنّا لله و�إنّا �إليه راجعون‬ ‫انتقل إىل رمحة اهلل تعاىل األستاذ احلبيب‬ ‫الذيب‪ ،‬كاتب عام املكتب املحيل حلركة النهضة‬ ‫بتطاوين اجلنوبية وذلك يوم اجلمعة ‪ 23‬سبتمرب‬ ‫‪ ،2011‬وقد ووري الثرى بمقربة املكان‪ ،‬وهبذه‬ ‫يتقدم املكتب اجلهوي حلركة‬ ‫املناسبة األليمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بأحر التعازي إىل عائلة‬ ‫معارفه‬ ‫النهضة وكل‬ ‫ّ‬ ‫الفقيد داعني اهلل أن يسكنه فراديس جنانه‬ ‫ويتقبله بواسع رمحته ومغفرته‪.‬‬ ‫ّ‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫عائلة مه ّددة بالت�شريد بعد ‪� 40‬سنة من ال�سكن‪!!..‬‬ ‫دخلت عائلة "العزابي" مبدينة الزهراء‬ ‫في اعتصام وإضراب جوع انطالقا من الثالثاء‬ ‫املاضي وقد ذكر أفراد العائلة أن مأساتهم‬ ‫انطلقت سنة ‪ 2005‬حني أقبل أحد املتن ّفذين‬ ‫بالنظام السابق الذي كان يشغل رئيس‬ ‫إدارة أمالك األجانب برفع قضية ض ّدهم في‬ ‫اخلروج لعدم الصفة‪ ،‬وإثر التقاضي حكمت‬ ‫احملكمة لفائدتهم بالبقاء لكونهم يحوزون‬ ‫العقار منذ سنة ‪ 1972‬وظلّوا يس ّددون معاليم‬ ‫الكراء ألمالك األجانب ثم فيما بعد إلى الشركة‬ ‫العقارية بالبالد التونسية "‪ ."SNIT‬ذكرت‬ ‫مرمي ومنال ومروان ورثة املرحوم صالح‬ ‫العزابي أن الض ّد ا ّدعى أنه مالك للعقار‬ ‫بعد اقتنائه من عند الفرنسيني األجانب‪،‬‬ ‫وبعد احلكم ض ّده سنة ‪ 2005‬رفع قضية‬ ‫سنة ‪ 2006‬في ّ‬ ‫كف الشغب‪ ،‬وسنة ‪2007‬‬ ‫تو ّفي والدنا ودخلت قضيتنا طورا جديدا‪،‬‬ ‫إذ وقع التالعب بالوثائق وإتالف صفحات‬ ‫من احلكم حتى ترفض قضيّتنا شكال لدى‬ ‫محاكم التعقيب‪ ،‬وتشير األسرة أنها ضحية‬ ‫تدليس ويته ّددها الشارع في كل حلظة إذ‬ ‫أن االستئناف ال يوقف التعقيب قانونا‪،‬‬

‫وعلمت "الفجر" أن هذه القضية تك ّررت مع‬ ‫مواطنني آخرين مثل السيد محمد اخلياري‬ ‫املعتصم مع العائلة‪ ،‬إذ أن مسكنه محل نزاع‬ ‫وموجود بـ‪ ،1‬نهج علي باش حامبة بالزهراء‪،‬‬ ‫كما جتدر اإلشارة إلى أن وفودا من أحزاب‬ ‫ومنظمات زارت العائلة املعتصمة‪ ،‬كحركة‬ ‫النهضة وأعضاء من مجلس حماية الثورة‬ ‫وأعضاء من النيابات اخلصوصية وفرع‬

‫�صرخة أ�حد‬ ‫�ضحايا الطرابل�سية‬

‫حقوق اإلنسان باجلهة‪ ،‬وتطالب األسرة‬ ‫في حقها بالبقاء وترفض التفويت في بيت‬ ‫عاشت فيه أربعة عقود‪ .‬وتطالب بفتح حتقيق‬ ‫وباستقالل القضاء الذي تراه مازال يخدم‬ ‫مصالح املتن ّفذين وتعتبر أن من رفع قضية‬ ‫ض ّدهم بهذه الطريقة كان ميكن أن ُيج َّرم ألنه‬ ‫استغ ّل نفوذه بإدارة أمالك األجانب ليستحوذ‬ ‫على عقارات ويف ّوت في مساكن لصاحله‪.‬‬

‫�إىل وزيـر الرتبيـة‪ :‬مع ّلمة تتع ّر�ض �إىل �إهانة‬ ‫نورد فيما يلي رسالة إلحدى املربيات وهي عينة تعكس الواقع‬ ‫الذي وصلته النواة األولى لتربية أوالدنا‪ ،‬والتي كنا نتمنى أن تكون‬ ‫املثال األ ّول الذي يستلهم منه الطفل حسن التواصل وجناح اإلدارة‪.‬‬ ‫املربية السيدة هند بن حميدة‪ ،‬معلمة تطبيق‪ ،‬منتدبة منذ سنة‬ ‫‪ ،1982‬مباشرة حاليا باملدرسة االبتدائية "أبو قاسم الشابي"‬ ‫بحي مراد‪ ،‬سيدي حسني السيجومي ‪ 1‬في رسالة مط ّولة متوجهة‬ ‫بها إلى السيد وزير التربية‪ ،‬تعرض فيها جملة من املظالم التي‬ ‫تعرضت إليها طيلة مسيرتها التربوية‪ ،‬نقتطف أه ّم ما جاء فيها ‪:‬‬ ‫تزامنت مرحلة املعاناة والظلم الذي لم أجد من يرفعه عني‬ ‫إلى اآلن مع قدوم مدير هذه املؤسسة التربوية سنة ‪ ،2004‬حيث‬ ‫أمرنا نحن معلّمو الدرجة األولى القيام بدروس التدارك ملنظورينا‬ ‫رغم علمه مبخالفة هذا الطلب للقانون‪ ،‬وكان موقفي واضحا وهو‬ ‫الرفض املطلق لهذا الطلب‪ ،‬وهو ما أثار حفيظة السيد املدير وثارت‬ ‫ثائرته حيث بدأ مبضايقتي بإعطائي جدول أوقات غير عادل‪،‬‬

‫رعاية الأطفال‬ ‫يف بيئة �إنكليزية‬ ‫ّأم بريطانية ‪ /‬تونسية تبحث عن‬ ‫عمل لرعاية األطفال الصغار يف بيتها‬ ‫يف منطقة املرسى‪ .‬تقدم بيئة تربوية‬ ‫شاملة يف وسط إنكليزي بام فيها‬ ‫اللعب النافع داخل وخارج املنزل‪،‬‬ ‫قصص‪ ،‬أناشيد‪ ،‬أنشطة تعليمية‬ ‫مناسبة واالهتامم بالغذاء الصحي مع‬ ‫حد ملشاهدة التلفاز واستعامل‬ ‫وضع ّ‬ ‫احلاسوب‪ .‬صاحبة املرشوع حاصلة‬ ‫عىل إجازة يف تدريس القرآن الكريم‬ ‫طورت برناجما لفهم وحفظ‬ ‫وقد‬ ‫ّ‬ ‫للصغار‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫ّ‬ ‫هيمه األمر‪ ،‬االتصال عىل‬ ‫لكل من ّ‬ ‫الرقم التايل ‪.71 729 944 :‬‬ ‫‪ :‬الربيد اإللكرتوين ‪e-mail ‬‬ ‫‪ wayfarer82@yahoo.co.uk‬‬

‫واتهامي مبخالفة القانون ثم وصل إلى ح ّد شتمي أمام التالميذ‬ ‫مما أ ّدى إلى إصابتي بانهيار عصبي أوصلني إلى املستشفى‪ ،‬و ّ‬ ‫مت‬ ‫تهديدي مبغادرة املدرسة حيث أكد مدير املدرسة أن له "أكتاف"‬ ‫في وزارة التربية وفي املندوبية اجلهوية للتربية يحمونه من ك ّل‬ ‫عثرة‪ ،‬واتهمني بأنني سأحرق املدرسة‪ ،‬والعديد من التهم واملظالم‬ ‫التي يصعب تعدادها‪.‬‬ ‫وتشير صاحبة امللف التي أم ّدت "الفجر" بنسخة منه إلى احلدث‬ ‫الفظيع الذي ج ّد باملدرسة خالل السنة الفارطة "حيث أقدم السيد‬ ‫املدير بكل جرأة على طردي صحبة مجموعة من األولياء وأبنائهم‬ ‫التالميذ حني كنت بصدد التواصل معهم إليجاد حلول حول الوضع‬ ‫الصحي ألبنائهم ومستواهم التعليمي املتدنّي‪ ،‬بعد أن استدعيت‬ ‫ّ‬ ‫بعض األ ّمهات في هذا اليوم ملقابلته ّن بعد الدرس‪ ...‬ولكن السيد‬ ‫املدير أقدم على طردنا خارج املدرسة متجاوزا بذلك أبسط حقوق‬ ‫الزمالة عليه وهو االحترام املتبادل"‪.‬‬

‫اجلمعية التون�سية مل�ساعدة ال�صمّ ب�صفاق�س ‪ATAS SFAX‬‬

‫كـراء‬

‫نحو تنمية مواردها الذاتية والبحث عن استثمار من داخل‬ ‫اجلمعية‪ ،‬نعلم العموم أنه متو ّفر طابقني باتساع ‪ 80‬م‪ 2‬للواحد‬ ‫بخدماتها‪ ،‬لالجتماعات‪ ،‬الندوات‪ ،‬امللتقيات العروض‪ّ .‬‬ ‫للضبط واالستفسار‪،‬‬ ‫االتصال مبقر اجلمعية نهج الزيتون «زنقة الشيشمة» طريق تونس كلم ‪3002 ،2.5‬‬ ‫صفاقس‪.‬‬ ‫هاتف ‪.98 572 404 / 24 720 012 :‬‬ ‫وتطوع دائم‬ ‫شعارنا ‪ :‬عمل دؤوب‬ ‫ّ‬

‫�ألف مربوك‬ ‫*** *** *** ***‬

‫غير املختصني وكذلك الذين لهم شهادة جامعية‬ ‫دون األستاذية إلى أنشطة حول دعم قدراتهم‬ ‫في استعمال اللغة شفويا و كتابيا يعد صفعة‬ ‫جديدة في وجه املربني هي أشد وطأة من تلك‬ ‫التي تلقوها أثناء لقاء وزير التربية احلالي‬ ‫إبان الثورة مع بعض التالميذ الذين اتهموا‬ ‫مدرسيهم باجلشع و بعدم الوعي و بالتخلف‬ ‫وبضعف املستوى ‪ ٬‬اتهامات تضع في امليزان‬ ‫مصداقية عمل املتفقدين الذين أشرفوا على‬ ‫تكوين ثم ترسيم هؤالء املربني و يشكك أيضا‬ ‫في قيمة الشهائد اجلامعية التي أشرف السيد‬ ‫الطيب البكوش الوزير احلالي في احلكومة‬ ‫املؤقتة على جزء منها طيلة عقود من الزمن عند‬ ‫مباشرته للتدريس بالتعليم العالي ‪.‬‬ ‫إن املنشور املذكور أعاله يحمل في طياته‬ ‫العديد من التناقضات ميكن تلخيصها في ما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫ إن األساتذة غير املختصني و كذلك الذين‬‫لهم شهادة جامعية دون األستاذية هم من‬ ‫الصنف الذين ينتمون إلى نظام ما قبل شهادة‬ ‫الكفاءة املهنية الذي اعتمده النظام السابق منذ‬ ‫منتصف التسعينات من القرن املاضي بحيث أن‬ ‫جل هؤالء املربني قد أشرفوا اآلن على التقاعد‬ ‫بعدما أسهموا في تكوين أجيال من اإلطارات‬ ‫العليا تقود البالد في الوقت الراهن باقتدار‬ ‫و كفاءات عالية‪ .‬فهل يعقل أن نرجع هؤالء‬ ‫املدرسني من أصحاب اخلبرة الطويلة إلى مقاعد‬ ‫الدراسة لتعليمهم النطق و الكتابة من جديد ?‬ ‫ إن تقسيم نظام التعليم الثانوي السابق‬‫إلى التعليم األساسي مرحلة ثانية والتعليم‬ ‫الثانوي و ما تبع ذلك من تصنيفات للمدرسني‬ ‫حسب مستويات التدريس – برز ذلك أيضا في‬ ‫التعليم الثانوي بني أساتذة الباكلوريا وبقية‬ ‫مدرسي املستويات األخرى بإيعاز تارة من‬ ‫بعض املتفقدين و تارة أخرى بقرار من املدرسني‬ ‫الذين يعدون املوازنات دون استشارة زمالئهم‬ ‫واألخذ برغباتهم – أضر فعال باملستوى‬ ‫املعرفي لبعض املدرسني ‪.‬هنا البد من توجيه‬ ‫الدعوة إلى احلكومة املنتخبة القادمة إلى إلغاء‬ ‫التعليم األساسي من املنظومة التربوية التونسية‬ ‫والعودة إلى العمل بنظام التعليم االبتدائي الذي‬ ‫ينتهي مبناظرة السنة السادسة من اجل املرور‬ ‫إلى التعليم الثانوي النموذجي أو العادي و لكن‬ ‫بباكالوريا مختلفة باختالف املستويني ضمانا‬ ‫للعدالة و لتكافؤ الفرص بني مختلف التالميذ‪.‬‬ ‫إجماال فمسؤولية عدم تطوير الذات ال‬ ‫تلقى على عاتق املربي الذي يعيش سنني طواال‬ ‫بني احلل و الترحال متنقال في احلر و القر من‬ ‫قرية نائية إلى أخرى بعيدا عن األهل و اخلالن‬ ‫يلهث وراء نقلة علها توفر له نوعا من االستقرار‬ ‫والسكينة و متكنه من تطوير قدراته العلمية‬ ‫واإلبداعية كي ال يغدو أضحوكة لآلخرين‪.‬‬ ‫ إن إصرار النظام البائد على أن ال يستمع‬‫إال لصوته املجافي للحقائق باعتماده على مناهج‬ ‫ممالة من اخلارج مقابل بعض الدريهمات‬ ‫األجنبية تذهب في الغالب إلى مغارات علي‬ ‫بابا في قصور بن علي و األربعني حرامي من‬ ‫أفراد عائلته و أصهاره و بطانته الفاسدة‪ ٬‬أضر‬ ‫بجودة التعليم و أوصله إلى أزمة عميقة مست‬ ‫املعلم و املتعلم على حد سواء‪.‬‬

‫تهـــويـــــل‬

‫صوت الشعب‬

‫*** *** *** *** *** ***‬

‫ازدان فراش السيد صالح بن رجب الزديني وحرمه نعيمة املنصوري بمولود هبي الطلعة‬ ‫اختارا له من األسامء‬

‫‪« *‬يو�سف»‬

‫*‬

‫*** *** *** ***‬

‫ما من احد ينكر أهمية الدور العظيم الذي‬ ‫تضطلع به املؤسسة التربوية في بناء مستقبل‬ ‫الوطن و نحت شخصية شعبه ‪ ٬‬لذلك بات من‬ ‫الضروري أن ينكب أصحاب الشأن بعد جناح‬ ‫ثورة العزة و الكرامة على صياغة منظومة‬ ‫تربوية صلبة تؤسس لسياسة تعليمية راشدة‬ ‫قادرة على اإلعداد ألجيال متشبعة بقيم احلرية‬ ‫والعدالة و املسؤولية والدميقراطية احلقيقية‬ ‫التي افتقدناها زمن الظلم و القهر واالستبداد‬ ‫الذي مورس علينا في عهد البورقيبية املقيتة ثم‬ ‫في الفترة النوفمبرية املجرمة‪.‬‬ ‫إن اخلوض في موضوع اإلصالح التربوي‬ ‫يعد اآلن مسالة ملحة نظرا حلساسيته والتصاله‬ ‫بأهم شريحة اجتماعية ستأخذ املشعل عن أجيال‬ ‫عانت من قهر االستعمار ثم من استبداد دولة‬ ‫االستقالل التي وان جنحت في بداية عهدها‬ ‫بانتهاج سياسة التعليم العمومي املجاني‪ ٬‬إال‬ ‫أنها فشلت خاصة مع حكم بن علي في خلق جيل‬ ‫متمكن من التعبير السليم عن أفكاره بلغة عربية‬ ‫صحيحة متكنه من التواصل السريع مع اآلخر‬ ‫وتقوده إلى التعمق في ميادين البحث العلمي‪.‬‬ ‫لهذه األسباب بات من املتأكد على السياسات‬ ‫التعليمية القادمة القطع نهائيا مع مناهج‬ ‫االرجتال والتبعية التي ال تتماشى مع واقعنا‬ ‫احلضاري ووضعنا االقتصادي املهتز‪.‬‬ ‫على املهتمني بالشأن البيداغوجي إذا من‬ ‫املربني واملتفقدين وعلماء النفس واالجتماع‬ ‫والتاريخ والدين أن ينكبوا في إطار استشارة‬ ‫وطنية معمقة على بلورة منظومة تربوية صلبة‬ ‫تصحح األخطاء وتركز على الهوية التاريخية‬ ‫للمواطن التونسي املنفتح على محيطه اإلقليمي‬ ‫والعاملي‪ ٬‬دومنا التغاضي عن ايجابيات‬ ‫التجارب التربوية املاضية كتلك التي ظهرت مع‬ ‫برنامج املسعدي إبان االستقالل حيث استطاعت‬ ‫منظومته من أن تؤسس لشخصية وطنية‬ ‫متجذرة في محيطها العربي اإلسالمي‪٬‬منفتحة‬ ‫على الثقافة اإلنسانية و مؤمنة بضرورة التأثير‬ ‫والتأثر دومنا تعصب لفكر يلغي األخر‪ ٬‬يؤله‬ ‫الفرد ويكرس منطق التبعية املطلقة للنموذج‬ ‫التغريبي‪.‬‬ ‫وباعتبار أن تونس بلد عربي مسلم فال بد من‬ ‫أن تتأسس الفلسفة البيداغوجية التي ستبنى على‬ ‫أساسها األجيال القادمة على فكرة أن الله خالق‬ ‫الكون حتى ال تتمكن املذاهب املادية واإلحلادية‬ ‫من أن تتغلغل في عقول أبنائنا الذين يسقطون‬ ‫ضحية الدمغجة التي ينتهجها بعض املدرسني‬ ‫خدمة ألغراضهم السياسية‪ .‬إن ما ساد في‬ ‫البرامج التعليمية منذ االستقالل و خاصة في‬ ‫مادة الفلسفة من طغيان الفكر املاركسي امللحد‬ ‫و أمثاله من املنهج الوجودي والفرو يدي أنتج‬ ‫فئة من الشباب املنبت و املعادي للفلسفة املثالية‬ ‫وللفكر الديني اإلسالمي خاصة الذي أسهم‬ ‫في بزوغ فجر النهضة األوروبية منذ القرن‬ ‫السادس عشر‪.‬‬ ‫إن ما أتى به برنامج محمد الشرفي‬ ‫التربوي بعد انقالب السابع من نوفمبر لم يكن‬ ‫سوى تطبيق للمناهج الغربية الهادفة لطمس‬ ‫الهوية اإلسالمية للمواطن التونسي واإللقاء به‬

‫في أحضان التطبيع مع الكيان الصهيوني عبر‬ ‫إلغاء تدريس بعض السور واآليات القرآنية‬ ‫التي تخاطب الكافرين أو تظهر مكر و غدر بني‬ ‫إسرائيل‪ .‬زد على ذلك بروز بعض األصوات‬ ‫النشاز الداعية إلى إدراج مادة "التثقيف‬ ‫اجلنسي" في صفوف الشباب تقليدا أعمى‬ ‫للمدارس الغربية التي تسوق لإلباحية وللشذوذ‬ ‫اجلنسي باعتباره شهوة طبيعية يجب إشباعها‬ ‫بالرغم من املوانع األخالقية و الدينية‪ ٬‬كما‬ ‫يسعى هؤالء الدعاة لربط هذه املادة الغريبة‬ ‫عن تقاليدنا الشرقية بتدريس الشعر الغزلي‬ ‫واالباحي للمراهقني من تالميذ سنوات األولى‬ ‫والثانية ثانوي بحجة حترير اجلسد متغاضني‬ ‫عن األهداف احلقيقية للنظام السابق املتمثلة في‬ ‫تلهية الشباب عن املشاكل السياسية احلقيقية‬ ‫للبالد وتعزيز غربتهم الروحية واألخالقية بعيدا‬ ‫عن القيم الصحيحة النابعة من تعاليم الدين‬ ‫اإلسالمي احلنيف‪.‬‬ ‫إن النظام التربوي لتونس الثورة عليه أن‬ ‫يقطع جذريا مع الفكر البورقيبي واألسلوب‬ ‫النوفمبري اللذين دمرا أجياال كاملة وأسسا‬ ‫ملقولة التونسة و ما أنتجته من فكر يرسخ منطق‬ ‫القطرية الضيقة ويغرق الوطن في مستنقع‬ ‫التآمر واخلضوع في ظل غياب دميقراطية‬ ‫حقيقية قادرة بالكلمة احلرة والنقد البناء على‬ ‫التصدي للمشاريع االنهزامية املدمرة للذات‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫إن النموذج التربوي الذي نطمح لتركيزه‬ ‫يجب أن يرتقي باملعرفة من خالل االعتماد على‬ ‫مناهج تربوية و علمية حديثة جتعل من املتعلمني‬ ‫محورا أساسيا لكل عملية تربوية و تعمل على‬ ‫تشريك الناضجني منهم في اخليارات املستقبلية‬ ‫ملؤسساتهم التربوية بفضل ما أظهروه من وعي‬ ‫عميق خالل الثورة املجيدة‪ ٬‬مشاركة ترفع من‬ ‫شان التالميذ و تعيد للمربي هيبته و تسمح له‬ ‫بالرقي مبستواه املعرفي والبيداغوجي في إطار‬ ‫برامج التكوين املستمر عبر مراجعة سريعة‬ ‫لنظام الوحدات التقييمية املعتمدة باملعهد‬ ‫األعلى للتربية و التكوين املستمر لكي ال تعيق‬ ‫هذه املؤسسة التربوية العتيدة احلاصلني على‬ ‫شهادة جامعية دون األستاذية و املدرسني غير‬ ‫املختصني ومعلمي و معلمات االبتدائي من‬ ‫مواصلة تعليمهم العالي‪ .‬للتذكير‪ ٬‬لقد تعالت‬ ‫منذ سنوات طويلة أصوات العديد من املدرسني‬ ‫الراغبني في انتهاج مسلك التكوين املستمر‬ ‫مطالبة املعهد األعلى للتربية و التكوين املستمر‬ ‫بتعديل نظامه التقييمي بحيث تصبح الوحدة‬ ‫القيمية مساوية للشهادة اجلامعية األمر الذي‬ ‫يسهم في إزالة الفوارق بني املربني و ميكن‬ ‫اجلميع من االرتقاء املعرفي واملهني بشكل‬ ‫سلس و موضوعي بدون أن يخضعوا ألهواء‬ ‫بعض املسؤولني من املتفقدين و املديرين في‬ ‫تقييم مستواهم العلمي و الببداغوجي‪ .‬لكن هذه‬ ‫الرغبة الصادقة في تطوير الذات والرقي في‬ ‫سلم املعرفة لم جتد أذانا صاغية زمن اإلقصاء‬ ‫والتهميش‪ .‬فهل سيتحقق ذلك في عصر ثورة‬ ‫احلرية و التحرر ?‬ ‫إن املنشور عدد خمسة‪/‬ستة‪/‬ألفان واحد‬ ‫عشر الصادر في ثمانية مارس ألفان واحد عشر‬ ‫حول البرنامج الوطني للتكوين املستمر والذي‬ ‫يدعو أساتذة الفرنسية في اإلعدادي والثانوي‬

‫‪20‬‬

‫‪21‬‬

‫بأحر‬ ‫وذلك يوم اخلميس ‪ 22‬سبتمرب ‪ ،2011‬وهبذه املناسبة السعيدة يتقدّ م الوالدان الكريامن‬ ‫ّ‬ ‫التهاين واألمنيات إىل املولود اجلديد سائلني اهلل أن يكأله بعينه التي ال تنام وأن يكتب له النجاح‬ ‫والتوفيق يف حياته‪.‬‬

‫*** *** *** *** *** ***‬

‫*** *** *** *** *** ***‬

‫مطولة‪ ،‬ومن داخل سجن‬ ‫يف رسالة‬ ‫ّ‬ ‫حربوب بمدنني‪ ،‬بعث هبا السجني مصطفى‬ ‫بن فرج بن يوسف زينويب‪ ،‬املسجون بموجب‬ ‫القضية اجلنائية عدد ‪ 1322‬والتي تعود إىل سنة‬ ‫‪ ،1996‬بأنه كان رجل أعامل ناجح يف ميدان‬ ‫العقارات والتجارة‪ ،‬وقد تس ّلطت عليه املسماّ ة‬ ‫نعيمة بن عيل شقيقة الرئيس املخلوع منذ سنة‬ ‫‪ 1994‬ورمت به يف السجن «بتهم ّ‬ ‫ملفقة بواسطة‬ ‫أحد أصهارها وسامرسهتا»‪ ،‬وقد استطاع‬ ‫أثناء الثورة مغادرة السجن والسعي إىل تسوية‬ ‫مقدمتهم‬ ‫الوضعية عرب االتصال باملسؤولني ويف ّ‬ ‫وزير العدل الذي وعده شخصيا أثناء مقابلته له‬ ‫بإطالق رساحه يف أقرب فرصة حسب ما ورد‬ ‫يف رسالته وإسقاط ما ّ‬ ‫تبقى عليه من عقاب بعد‬ ‫أن ّ‬ ‫التحركات‬ ‫قضى ما يزيد عن ‪ 15‬سنة ورغم‬ ‫ّ‬ ‫واالتصاالت التي قام هبا أفراد أرسته بعد عودته‬ ‫إىل السجن يف حماولة لتفعيل وعد الوزير ورفع‬ ‫املظلمة املسلطة عليه بإطالق رساحه‪ ،‬إال أن كل‬ ‫وتعرضت أغلب أمالكه‬ ‫املحاوالت باءت بالفشل‬ ‫ّ‬ ‫إىل االعتداء‪ ،‬وهو يناشد كل األحرار الوقوف إىل‬ ‫حد ملأساته الشخصية والعائلية‪.‬‬ ‫جانبه ووضع ّ‬

‫ر�سالة مفتوحة‬ ‫�إىل وزير التعليم العايل‬ ‫يلفت السيد يوسف بن العربي‪ ،‬متقاعد‬ ‫وقاطن باملروج أنظار وزير التعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي إلى الصعوبات والعراقيل‬ ‫التي وضعت أمام ابنه حلرمانه من احلصول‬ ‫على منحة اجتماعية ملساعدته على مواصلة‬ ‫تعليمه العالي بأملانيا‪ ،‬وقد ع ّدد في رسالته‬ ‫"الطرق امللتوية" التي ينتهجها بعض العاملني‬ ‫بالوزارة ويطالب بالتحقيق في "امللفات التي‬ ‫حتصل أصحابها على اإلعانة" للتثبّت في مدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قانونيتها ولوضع ح ّد لكل التدخالت وأساليب‬ ‫العهد البائد‪ ،‬ومتنّى لو يحظى مبقابلة مع السيّد‬ ‫الوزير لشرح كل املالبسات واخلفايا"‪.‬‬

‫تو�ضيـح‬ ‫تلفت جريدة «الفجر» انتباه اإلخوة‬ ‫املواطنني أهنا ترحب بكل املراسالت‬ ‫والشكاوى إىل اجلهات املسؤولة وتسعى أن‬ ‫تكون صوت اجلميع‪ ،‬إال أهنا ال تنرش إال القضايا‬ ‫املحررة من قبل أصحاهبا حرصا عىل الدقة‬ ‫ّ‬ ‫واألمانة يف نقل املظامل مصحوبة بنسخة من‬ ‫التعرض‬ ‫بطاقة التعريف الوطنية ودون‬ ‫ّ‬ ‫للخصوم بام من شأنه أن يمثّل خرقا للقوانني‬ ‫والعمل الصحفي األمني‪ ،‬كام أن «الفجر»‬ ‫ليس من مهامها متابعة مآالت الشكاوى‬ ‫واالحتجاجات لدى اجلهات املعنية‪ ،‬أو ربط‬ ‫الصلة بني املواطن وأي جهة كانت سوى‬ ‫باملعلومة املفيدة واإلخبار النزيه‪.‬‬


‫أدب‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫الـلـه‬ ‫إن ق��ل��ت ّإن����ك أع��ظ��م العظماء‬ ‫ّ‬ ‫���ل���اق ج����ل ج�لال��ه‬ ‫أي�����ق�����ارن اخل�‬ ‫ه�لا عظيم م��ن خلقت ول��و ع�لا ؟‬ ‫أو ش� ّ�ق بحرا بالبواخر أو مضى‬ ‫أو ط��ار ف��ي األج���واء م��ن بلد إلى‬ ‫أو ص���ار يحكي ب��اجل��ه��از مباشرا‬ ‫���ز بدا‬ ‫أو غ����ادر األرض��ي��ن ف���ي ع� ّ‬ ‫ي��ظ��ن ّأن����ه ق���ادر‬ ‫وب����دا اجل���ه���ول‬ ‫ّ‬ ‫وس����رى ال���غ���رور لعقله ولقلبه‬ ‫ن���س���ي اإلاله ب���ف���ض���ل���ه ومب���نّ ���ه‬ ‫ل����واله م��ا ف��ه��م اجل��ح��ود كوامنا‬ ‫��ره‬ ‫ف��ال��ل��ه وح����ده م���ن ي��ج� ّ�ل��ي س� ّ‬ ‫ي���ا ش��ام�لا ب��ال��ع��ل��م آدم عندما‬ ‫تكرم‬ ‫ف���رأى امل�لائ��ك م��ن عظيم‬ ‫ّ‬ ‫ث��م اصطفيت م��ن ال��س�لال��ة نخبة‬ ‫��أي���دوا‬ ‫وج��ع��ل��ت م��ن��ه��م أن��ب��ي��اء ف� ّ‬ ‫ي��ا ه����ادي ال��نّ ��اج�ين ف���وق سفينة‬ ‫ملا جرى ّ‬ ‫الطوفان يغرق من عصوا‬ ‫سعرت‬ ‫ي��ا م��ن جعلت ال��نّ ��ار مل��ا ّ‬ ‫مّ‬ ‫ك��أن��ا‬ ‫ب�����ردا س�ل�ام���ا ل��ل��خ��ل��ي��ل‬ ‫ي���ا م��ع��ط��ي��ا ّأي������وب ب��ع��د جناحه‬ ‫توسل‬ ‫ال��ض��ر ب��ع��د‬ ‫فكشفت ع��ن��ه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي��ا سامعا ذا ال��نّ ��ون وه��و بظلمة‬ ‫فجعلت بطن احل��وت عنده مسجدا‬ ‫محمدا‬ ‫ي���ا راف���ع���ا ف���وق اجل��م��ي��ع‬ ‫ّ‬ ‫ص� ّ‬ ‫��ل���ى ج��م��ي��ع األن���ب���ي���اء وراءه‬ ‫ال��س��م��اء معانقا‬ ‫ث��م ارت��ق��ى ي��ل��ج‬ ‫ّ‬ ‫رب��ه بكرامة التبجيـــ‬ ‫وحبا‬ ‫محمد ّ‬ ‫ّ‬

‫‪22‬‬

‫الفاروق المنتصر‬ ‫س��ي��دي أخطائي‬ ‫أخ��ط��أت ف��اغ��ف��ر‬ ‫ّ‬ ‫ع��ظ��م��ت ص��ف��ات��ه ك���ام���ل األس���م���اء‬ ‫��ي���د ص����اع����دا ببناء‬ ‫وغ�������دا ي���ش� ّ‬ ‫ف���ي ال��ع��م��ق أم��ك��ن��ه احل���ي���اة مباء‬ ‫ب���ل���د ول������و ف����ي ّجل������ة األن�������واء‬ ‫ف���ي���رى وي��س��م��ع ك���ام���ل األرج�����اء‬ ‫ظ����ن ّأن�����ه أك���ب���ر ال��ك��ب��راء‬ ‫أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مل�����ا ت����ن����ق����ل غ�����ازي�����ا ل���ف���ض���اء‬ ‫ف��ع�لا ع��ل��ى ال���ف���ق���راء والضعفاء‬ ‫ّ‬ ‫ال����رم����وز ّ‬ ‫ودق������ة األش���ي���اء‬ ‫ف����ك‬ ‫ّ‬ ‫ورأى م�����ن اآلي���������ات واآلالء‬ ‫إن ش���اء أو ي��ب��ق��ي��ه ف���ي اإلخ��ف��اء‬ ‫أل��ه��م��ت ع��ق��ل��ه ك���ام���ل األس���م���اء‬ ‫���ص ب��ال��ت��ف��ض��ي��ل واإلغ���ن���اء‬ ‫إذ خ� ّ‬ ‫وخ��ص��ص��ت��ه��م ب����والي����ة وص���ف���اء‬ ‫ب�����خ�����وارق اإلع�����ج�����از واإلع���ل��اء‬ ‫رب ل�ل�إرس���اء‬ ‫جت�����ري ب���اس���م���ك ّ‬ ‫ألي ن����داء‬ ‫ن���وح���ا وم�����ا الن������وا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال���ك���ف���ار واألع�������داء‬ ‫ك���ي���دا م����ن‬ ‫أدخ���ل���ت���ه ف����ي اجل����نّ ����ة الفيحاء‬ ‫�ص��ب��ر ع��ن��د احمل��ن��ة ال��ك��أداء‬ ‫ف��ي ال� ّ‬ ‫ال��س��ع��ادة ب��ع��د ط���ول عناء‬ ‫ورأى‬ ‫ّ‬ ‫رب������اه خ��ي��ر رج���اء‬ ‫ي���رج���وك ي���ا ّ‬ ‫ي��س��ب��ح وه����و حت���ت امل���اء‬ ‫وم��ض��ى‬ ‫ّ‬ ‫ل���ي���رى م���ن ال���ت���ك���رمي واإلي��ل��اء‬ ‫ب��ال��ق��دس ص� ّ‬ ‫��ف���وا ل��ي��ل��ة اإلس�����راء‬ ‫س��ح��ر ال���وج���ود وب��ه��ج��ة األض����واء‬ ‫ـ���ـ���ـ���ـ���ل واإلي������ث������ار واإلرض���������اء‬

‫منــــاجـــــاة‬ ‫لأن جميع امل�سافات‬ ‫تن�أى بحملي‬ ‫لأن �صدود الطغاة‬ ‫حملناه طوعا‬ ‫ولكن جفا�ؤك عنا‬ ‫يحيل امل�ضامني‬ ‫ال �شيء ال �شيء‬ ‫لأنك ع ّلمت‬ ‫�ألهمت‬ ‫�أ ّال ن�ص ّد الأ�سري‬ ‫و�أال نر ّد الفقري‬ ‫و�أين حبي�س ذنوبي‬ ‫و�أين �أ�سري هواك‬ ‫و�أين فقري‬ ‫فقري‬ ‫فقري‬ ‫ومن يل �سواك؟‬ ‫***‬ ‫�س�أبقى رغم الذنوب‬ ‫ورغم جفاء القلوب‬ ‫�أعيد التم ّلق‬

‫وااللتما�س الطويل‬ ‫الطويل‬ ‫الطويل‬ ‫�إىل �أن �أ�ؤوب‬ ‫***‬ ‫�إلهي �إلهي‬ ‫حزين يذوب‬ ‫ودمعي يذوب‬ ‫�إذا ما املوازين‬ ‫و�شحت‬ ‫خ ّفت ّ‬ ‫�إذا ما املكاييل‬ ‫ج ّفت ول ّفت‬ ‫بفعلي حتا�سبني‬ ‫�أي �إلهي ؟؟؟‬ ‫***‬ ‫ول�ست �أحا�سبك‬ ‫يا كرمي بعفوك‬ ‫فرت�ضى وتعفو‬ ‫وتفنى اخلطوب‬ ‫وتفنى الكروب‪...‬‬ ‫***‬

‫محمد المنصف جحيدر‬

‫ألوان‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫كاريكاتور ‪...‬‬

‫جمتمع الفايس بوك‬

‫رسم‪ :‬صالح البحري‬

‫عفوك ر ّبي‬ ‫عفوك عفوك‬ ‫من ذا يناق�ش عفوك ؟؟‬ ‫من ذا يجادل حكمك ؟؟‬ ‫من ذا يحاجج عدلك ؟؟‬ ‫�أنت الذي قد �سننت‬ ‫و�أنت الذي قد ح�سمت‬ ‫و�أنت الذي قد حكمت‬ ‫ب�أنّ جه ّنم للظاملني‬ ‫و�أنّ جنانك للعاملني‬ ‫وللكادحني �إليك ب�صمت‬ ‫***‬ ‫لأجل عفوك ر ّبي‬ ‫�أموت ا�شتياقا‬ ‫�أموت احرتاقا‬ ‫حبوا �أموت‬ ‫زحفا �أموت‬ ‫كدحا �أموت‬ ‫ولكنّ ح ّبي لك‬ ‫حمال ‪ ..‬حمال‬ ‫حمال ميوت‪...‬‬

‫جمع سفيان الكرباع‬ ‫بسيس‪ ,‬اجلدل‬ ‫أثارت حصة الرصاحة التي استضافت اإلعالمي برهان ّ‬ ‫الكثري يف جمتمع "الفايس بوك" لتنقسم التعليقات بني مشكك يف بث كامل‬ ‫بسيس وبني قلة استحسنوا‬ ‫حمتوى اللقاء وبني عدم االقتناع بترصحيات ّ‬ ‫رصاحة الضيف واعرتافاته‪ ،‬ففي صفحة "–‪ tunisie‬تونس‪"tunisia -‬‬ ‫أن‬ ‫اختلف مرشفان عىل الصفحة يف آرائهم حول احللقة إذ اعترب أحدمها ّ‬ ‫احللقة كانت مفيدة لكل التونسيني ولفتت النظر الكثريين جتاه أناس استغلوا‬ ‫الثورة وصاروا ثوريني وهم أكرب املطبلني للنظام السابق وأكرب املستفيدين‬ ‫تدعي‬ ‫منه‪ .‬كام اعترب ّ‬ ‫بسيس قام بفضح العديد من الوجوه التي ّ‬ ‫أن برهان ّ‬ ‫بسيس شجاع ورصيح لعدم ّإدعائه‬ ‫اعترب‬ ‫و‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫أيامنا‬ ‫يف‬ ‫النضال والثورية‬ ‫ّ‬ ‫النضال عىل غرار البقية التي كانت ختدم مصالح بن عيل ونظامه‪ .‬يف حني‬ ‫أن احللقة كانت فاشلة إذ ع ّلق قائال "متخض اجلمل فولد فأرا"‪،‬‬ ‫اعترب اآلخر ّ‬ ‫إعالمية وإشهارية كبرية وعدونا بتقديم أرسار‪,‬‬ ‫إن الربنامج سيق هبالة‬ ‫وقال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ووعدونا بتقديم أسامء وحقائق لكن يا خيبة املسعى‪ ،‬ما اجلديد فيام قاله‬ ‫بسيس فهي جمرد إحياءات و معلومات القايص والداين أصبح يعرفها يف‬ ‫ّ‬ ‫بسيس‬ ‫برهان‬ ‫علينا‬ ‫هيل‬ ‫أن‬ ‫األقدار‬ ‫سخرية‬ ‫من‬ ‫"‬ ‫بقوله‬ ‫تعليقه‬ ‫وأختتم‬ ‫تونس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ليقدم املواعظ و لينتقد الثورة"‪.‬‬ ‫املدونة لينا بن مهنّي جلائزة نوبل للسالم عىل أساس أهنا‬ ‫أثار إعالن ترشيح ّ‬ ‫من قيادات الثورة ردود فعل كبرية عىل "الفايس بوك" إذ توالت التعليقات‬ ‫أن شهداء وجرحى الثورة‬ ‫التي هتاجم هذا الرتشيح‪ .‬واعترب البعض ّ‬ ‫وعائالهتم أوىل بالرتشيح‪ ،‬يف حني اعترب البعض اآلخر هذا الرتشيح من قبيل‬ ‫صنع قيادات للثورة‪.‬‬ ‫ظهور مراسل القناة الوطنية مخيس بوبطان يف إحدى مراسالته‬ ‫اإلخبارية وهو يرتدي قناعا وسط خمزن لألسلحة الكيميائية يف ليبيا أثار‬ ‫"مخيس املقنع" و منه من‬ ‫العديد من ردود الفعل الطريفة فمنهم من لقبه بـ‬ ‫ّ‬ ‫كتم ضحكته عىل املبارش وهنا نقصد مقدم األخبار الذي مل يتاملك نفسه من‬ ‫هذا املوقف الطريف‪.‬‬

‫فيها لنا ما�ض‪ ...‬وم�ستقبل‬ ‫ست‬ ‫أذكر أنّ سنة وسنتني وثالث‪ ،‬بل هي ّ‬ ‫سنوات م ّرت تباعا‪ ،‬كنّا في ك ّل واحدة منها‬ ‫ّ‬ ‫نصطف في نفس املكان‪ ،‬تتلى على مسامعنا‬ ‫أشياء جميلة وعظيمة‪ ،‬حفظناها ور ّددناها‬ ‫وكنّا نتباهى بتذ ّكرها ك ّل ما طلب منّا ذلك‪.‬‬ ‫ال ّدرس األ ّول كان الدستور‪ ،‬ال ّدرس الثاني‬ ‫كان االنتخاب‪ ،‬الثالث كان ال ّدولة املدنية‪،‬‬ ‫ال ّرابع واخلامس والسادس والعشرون‬ ‫واأللف كانوا دميقراطيّة وحداثة ومؤسسات‬ ‫وجمعيّات وأحزابا‪ .‬كنا صغارا وكنا ال نفقه‬ ‫الكثير ولكننا متنينا في كل مرة أن نكبر حاال‬ ‫لنلمس ونطبق‪.‬‬ ‫توالى علينا املعلمون‪ ،‬كانوا كبارا وكانوا‬ ‫مواطنني أحرارا‪ ،‬فأطنبوا في الوصف وأجادوا‬ ‫في التفسير‪ .‬لكأنّي أراهم اآلن وأرى رؤوسنا‬ ‫الصغيرة تتطلع في شغف ملا يقولون‪ .‬تخطينا‬ ‫الصفوف وتص ّفحنا القوائم ودخلنا اخللوة‬ ‫ّ‬ ‫ووقفنا أمام الصندوق‪ .‬يحلم ك ّل منا‪ ،‬ماذا لو‬ ‫كانت ورقته الورقة الرابحة ؟ يفرح حلسن‬ ‫االختيار‪ ،‬يحمد الله ويسأله أن يكون اجلديد‬ ‫جيدا‪ .‬ثم يبدأ باستعراض تفاصيل دروسه‪.‬‬ ‫مجتمع مدني وأحزاب وجمعيات في ظل دولة‬ ‫دميقراطية وحريات عامة مكفولة وواجبات‬ ‫مؤ ّداة‪ .‬يا لها من مدينة‪ ! ‬يوما ما‪ ،‬تق ّرر أن تنتهي‬ ‫الدروس‪ ،‬ربمّ ا ألننا تعلّمنا مبا فيه الكفاية‪ ،‬أو‬ ‫ألننا استوفينا املعرفة الالزمة وقتها‪ ،‬أو ألننا‬ ‫وتوجب علينا مغادرة املكان‪.‬‬ ‫كبرنا يومها‬ ‫ّ‬

‫�شبكــة الأرقـــام‬

‫غادرنا ولكننا أبدا ما نسينا‪ ،‬ال الفصول وال‬ ‫البنود وال اخللوة يوم االقتراع‪ .‬كبرنا وكبرت‬ ‫السنون‬ ‫في أذهاننا ذكرى يوم االقتراع‪ .‬م ّرت ّ‬ ‫وكنا مع كل سنة مت ّر نحلم بأن نتقدم عمومنا‬ ‫الصف بحر ّية وندخل لنخرج من اخللوة‬ ‫في ّ‬ ‫بسر ّية يوم االقتراع‪ .‬خلت لوهلة أني أفقت من‬ ‫الساعة استأنفت‬ ‫سبات عميق‪ ،‬أو كأنّ عقارب ّ‬ ‫دورتها للت ّو‪ .‬لم تسعفني ذاكرتي إال في‬ ‫حتسس حبل وثيق ربط فجأة س ّن السادسة‬ ‫ّ‬ ‫بالسادسة والعشرين‪ .‬رأيتني وهي تسألني‬ ‫عن أي مكان لالقتراع أريد‪ ،‬يجيبها صوت‬ ‫طفلة في العقد األول من عمرها‪ ،‬تعلو شفتيها‬ ‫خلت‪: ‬‬ ‫ضحكة مليئة بأحالم العشرين سنة قد‬ ‫ْ‬ ‫في مدرستي‪ ،‬مدرسة نهج العلماء بتونس‪...‬‬ ‫ترى هل تعرفني حني أعود ؟‬

‫مروى ابراهيم‬

‫‪23‬‬

‫حلل هذه اللعبة ضع التواريخ واألرقام يف اجلدول‪:‬‬ ‫�أفقيــا ‪:‬‬ ‫أ) املساحة اجلملية للبالد التونسية بحساب األلف كلم‬ ‫مر ّبع‪.‬‬ ‫ عدد الواليات املك ّونة جلهة الساحل التونسي‪.‬‬‫ب) عدد الكواكب التي رآها سيدنا يوسف في املنام الذي‬ ‫قصه على أبيه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ عدد آيات سورة احلجرات‪.‬‬‫ت) العدد اجلملي للقمم بالنسبة إلى شكل املك ّعب‪.‬‬ ‫ مساحة مربع قياس ضلعه ‪ 22‬وحدة طول‪.‬‬‫ث) العدد اجلملي للكروموزونات األحادية في كل خلية‬ ‫من خاليا جسم اإلنسان‪.‬‬ ‫ عدد ذ ّرات الهيدروجني التي يحتويها كل جزيء من‬‫غاز امليتان ‪.CH4 :‬‬ ‫ج) يوم ‪ 09‬سبتمبر من هذه السنة أصدر محمد الصادق‬ ‫باي عهد األمان‪ ،‬وقد وقع التركيز فيه على ضمان احلقوق‬ ‫واملساواة واألمان لكل القاطنني بالبالد التونسية أو الوافدين‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫عموديا ‪:‬‬ ‫أ) ما يعادل بحساب اجلول طاقة حرارية تساوي ألف‬ ‫حريرة (‪.)calorie = 4.186 joules 1‬‬ ‫ طول الوتر ‪ hypoténuse‬بالنسبة ملثلث مستقيم‬‫قياس ضلعيه ‪ 11‬و‪ 60‬وحدة طول‪.‬‬

‫يعدها عادل الجريدي‬ ‫ب) عدد املرات التي ذكرت فيها اجلنة في القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫ت) عدد األقمار الطبيعية بالنسبة إلى كوكب األرض‪.‬‬ ‫ عدد االجتاهات اجلغرافية األساسية‪.‬‬‫ عدد القارات املك ّونة لعاملنا األرضي‪.‬‬‫ث) ارتفاع قمة إيفرست التابعة لسلسلة الهمااليا بحساب‬ ‫األمتار وهي أعلى نقطة على سطح األرض‪.‬‬ ‫ج) مساحة قرص دائري قياس شعاعه ‪ 10‬وحدات‬ ‫طول‪.‬‬ ‫‪ -‬العدد احملايد بالنسبة لعمليات الضرب‪.‬‬

‫أ‬

‫ب‬

‫ت‬

‫ث‬

‫يف صفاقس قام جمموعة من تالميذ املدرسة االبتدائية ‪ 2‬مارس ‪1934‬‬ ‫ّ‬ ‫التدخل باجلهة حيث‬ ‫ممثلني عن كل أطفال اجلهة بزيارة ثكنة وحدات‬ ‫شاركوا يف حتية العلم عىل أنغام النشيد الوطني جنبا إىل جنب مع أعوان األمن‬ ‫و منحوا وسام رمزي حيمل عبارة "يعيشك يا صاحبي" إضافة إىل إهدائهم‬ ‫باقة زهور اعرتافا هلم باجلميل عىل ما يبذلونه من جمهودات إلعادة استتباب‬ ‫األمن واالستقرار بوالية صفاقس وبمختلف املؤسسات الرتبوية هبا‪.‬‬

‫نكتة من "الفايس بوك"‪: ‬‬

‫‪ -‬الثورة التونسية يف شهرها التاسع ‪ :‬ريب خيلص وحلها !!‬

‫�صورة وتعليق من الفاي�سبوك‬

‫ج‬

‫أ‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫ج‬

‫عمره ‪ 20‬سنة‪ ،‬يقطن بوالية القرصين حي الزهور…فقد رجله بعد‬ ‫إصابته برصاص قنّاص وكإمعان من الدولة يف إذالله ُيمنع من احلصول عىل‬ ‫تربع له به أحد التونسيني املقيمني‬ ‫متحرك‬ ‫كريس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خمصص للمعاقني ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتحرك غري مطابقة ملا تسمح به‬ ‫أن مواصفات الكريس‬ ‫باخلارج‬ ‫بحجة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الديوانة ملاذا ال يرشح هؤالء جلائزة نوبل وترشح لينا وعدنان‬


‫إلى فجر جديد‬

‫اجلمعة ‪� 30‬سبتمرب ‪2011‬‬

‫بال�سـواك احلـــا ّر‬ ‫قالوا‪ :‬ميشال فوزيل رئيس مقاطعة «آلب كوت دازور»‬ ‫الفرنسية‪ ،‬تباحث مع قائد السبسي حول القضايا ذات االهتمام‬ ‫املشترك من تونس إلى مستجدات الوضع في ليبيا وتغير املشهد‬ ‫السياسي مبنطقة البحر االبيض املتوسط‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬ا ْمل َرا فا ْي ْت قالت‪ِ ،‬شدُّ وا ّ‬ ‫الض ْ‬ ‫يف آما ُم ْ‬ ‫عيل ّ‬ ‫بيه‪.‬‬ ‫ول الدّ ار ْموالفة ْ‬

‫قالوا‪ :‬صياغة الدستور في مرحلة االنتقال الدميقراطي موضوع‬ ‫هواجس ونقاشات وندوات‬

‫قلنا‪ :‬وماذا عن املال السيايس املرسوق من مايض التونسيني إلحراق‬ ‫مستقبلهم؟‬

‫قالوا‪ :‬حزب ال نزال نحترمه حتى إشعار آخر يؤكد على ضرورة‬ ‫ضمان حرية اإلعالم قبل جتسيد التعددية السياسية‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬بإمكانه توظيف ما يروج بدرجة مؤكدة عن حضوراملال‬ ‫احلر‪.‬‬ ‫السيايس املشبوه يف خدمة اإلعالم ّ‬

‫قلنا‪ :‬انتهت صياغة الدستور من طرف الشعب يف الساحات العامة‬ ‫من سيدي بوزيد والقرصين إىل شارع بورقيبة والقصبة‪ ،‬ودستور‬ ‫بريطانيا ال يزال قِ يماً‬ ‫عامة غري مكتوبة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫قالوا‪ :‬املركز الوطني للسينما والصورة مكسب ثقافي للنهوض‬ ‫بالقطاع‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬من املنتظر ان تستأنف احملكمة العسكرية بباب سعدون‬ ‫النظر في القضية املرفوعة ضد محافظ الشرطة األعلى سمير‬ ‫الفرياني الذي ُيحاكم بتهمة االعتداء على أمن الدولة اخلارجي‬ ‫واملساس بسالمة التراب التونسي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬تسعة مليارات ونصف لقائمات الداخل في انتخابات‬ ‫التأسيسي‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬وحدهم بقايا النظام البائد يبنون الوطن‬

‫قالوا‪ :‬تقلص عدد السياح الوافدين إلى تونس خالل ال‪ 9‬أشهر‬ ‫األولى من ‪ 2011‬بشكل يبعث على االنشغال‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬الربكة يف وسائل اإلعالم واملتنفذين من ورائهم الذين أقنعوا العامل‬ ‫رغم أنفه باالنفالت األمني يف تونس‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬عائشة القذافي الزالت تصرح أن والدها يقاتل في ليبيا‪.‬‬ ‫قلنا‪ُ :‬قيض األمر الذي فيه تستفتيان‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬استأنفت املندوبية اجلهوية للتربية مبدنني يوم األربعاء‬ ‫نشاطها حتت حراسة أمنية مشددة‪.‬‬

‫املرصين عىل االنفالت األمني‪ .‬أصحاب‬ ‫قلنا‪ :‬خرب يثبت حضور‬ ‫ّ‬ ‫الشهائد يواجهون باالقناع وبتكافـؤ الفرص وليس بالغاز املسيل‬ ‫للدموع‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬عضو القيادة الوطنية ألحد األحزاب يقول إن البوليس‬ ‫السياسي مازال ينشط بصفة فعلية بتغطية من وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املنحل‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬أملنا أن ال تكون الوزارة تنشط حتت تأثري اجلهاز‬

‫قالوا‪ :‬احملكمة االبتدائية بالعاصمة ترفض دعوى قضائية تقدم‬ ‫بها عدد من احملامني ضد املخالفني لقرار منع اإلشهار السياسي‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬اشكي للسبيس‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬منع نشر نتائج استطالعات الرأي حول اجتاهات نوايا‬ ‫التصويت بداية من غرة أكتوبر القادم‬

‫قلنا‪ :‬رشيطة عدم توظيف موارد الثقافة خلدمة العقد اإلديولوجية‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬وما خفي كان أعظم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬تساؤل كبير حول عدم تقدمي حوالي ثالثني رئيس حزب‬ ‫ترشحهم النتخابات املجلس الوطني التأسيسي‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫ويأس واقعي منها‬ ‫صادق يف الكرايس من طرف البعض‪،‬‬ ‫قلنا‪ :‬زهدٌ‬ ‫ٌ‬ ‫من البعض اآلخر‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬محافظ البنك املركزي التونسي يشارك في أشغال‬ ‫االجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي‪.‬‬

‫حتمل البنك ملسؤولياته يف كشف ملفات‬ ‫قلنا‪ :‬أهم ما ننتظره منه‬ ‫ّ‬ ‫الفساد يف القطاع البنكي‪ ،‬حتى ال نقرتض عىل حساب الشعب لنمأل‬ ‫جيوب أعدائه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬تالميذ خنقة احلجاج بقرنبالية بال مدرسني وال معلمني‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬ليس غريبا يف ثورة بال قيادة وشعب بال نخبة أن جتد معلام بال‬ ‫عمل وتلميذا بال معلم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬مثقفون يرفضون االستفتاء على شبكة الفايسبوك‬ ‫قلنا‪ :‬بدأت النخبة املهمشة تتشكل وتستعيد دورها‬

‫قالوا‪ :‬قائمات أحزاب زايدت على النهضة في هيئة بن عاشور في‬ ‫موضوع التناصف لم جتد عددا كافيا من النسوة ميألن القائمات‬ ‫االنتخابية للمجلس التأسيسي‪.‬‬ ‫قلنا‪:‬من حفر جبا ألخيه وقع فيه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬مصحات خاصة في البحيرة تبت ّز اجلرحى من الثوار‬ ‫الليبيني وال تعبأ بأنينهم وتض ّعف فواتير إقامتهم‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬فرصة ال ُت َعاد يا مدام سعاد‪.‬‬

‫صاحب الكالم‬

‫يومان يف دفاتر نبهان‬ ‫اعتدل نبهان في جلسته بعد أن كان‬ ‫متّكئا وواصل حديثه بنبرة متشنّجة‬ ‫وكأنّه في خصام قائال‪:‬‬ ‫يحكى في قدمي الزمان أن ندبان‬ ‫ورش��ح��ان التقيا في سوسان ذات‬ ‫يوم من أيام رمضان للنظر في أمور‬ ‫«السطحان»‪ ،‬فطال بهما اجلدل والنقاش‬ ‫فق ّررا أن يجتمعا بحضور ك ّل القبائل‬ ‫لتنظر في امللفات وملناقشـة مشروعات‬ ‫«املمنوعات»‪.‬‬ ‫توقف نبهان عن احلديث برهة وكأنه‬ ‫تذكر شيئا فاته وأراد قوله‪ ،‬وابتسم‬ ‫ابتسامة الهازئ ث ّم واصل الكالم‪« :‬ندبان‬ ‫هذا‪ ،‬رجل شديد احلنكة قليل الكالم‪ ،‬كلفه‬ ‫« َع ْر ُفه» الد ّهان عند وزيره هربان بتسريح‬ ‫مزاريب السطحان غير أنّه متنّع عديد‬ ‫األزمان وفجأة ق ّرر أن يتولّى عضو ّية‬

‫‪24‬‬

‫إحدى اللجان فل ّما حضر املوعد وحان‬ ‫الزمان رغب عن املشاركة وتع ّذر وبالغ‬ ‫في العذران‪ .‬أما رشحان فهو فرد منهك‬ ‫تعبان ساقه القدر للقدوم من أقاصي‬ ‫البلدان ملساعدة ندبان في تصحيح‬ ‫مسارات العرفان»‪ .‬وملّا طال اجلدل بينهما‬ ‫وعال ضجيجهما سمعهما الناس وهما‬ ‫يتصايحان‪:‬‬ ‫ ندبان‪ :‬ما الذي تستطيع فعله وأنت‬‫لم تلثم قدم سيّدك هربان‪.‬‬ ‫ رشحان ‪ :‬لكنّك سيّدي سبقتنا إلى‬‫ذلك ولم يتبق شيء يستحقّ «اللحسان»‪.‬‬ ‫ ندبان وهو يصيح ماسكا بإحدى‬‫الدفاتر ومل ّوحا بسبّابته‪ :‬ما الذي تستطيع‬ ‫فعله غير تسريح ‪ ....‬هل لك قول في بيع‬ ‫«اللوبان»؟‬ ‫عندها التفت رشحان مينة ويسرة‬

‫وجال ببصره في أرجاء املكان وصاح‬ ‫مزمجرا ‪« :‬ما الذي أبقاك بعد هربان؟‬ ‫ألم يكن من األفضل أن تلتحق به فهناك‬ ‫مزاريب عظيمة وشطآن؟‬ ‫ندبان‪ :‬كل الرشحان أمثالك لوثتهم‬ ‫صرخات العربان أما أنا فلي عند الشعب‬ ‫حظوة الثوران‪.‬‬ ‫رشحان‪ :‬عفوا سيّدي‪ ،‬تصحيح جميل‬ ‫‪ :‬نقول حظوة الثورين‪ ،‬فهناك فرق بينّ بني‬ ‫الثور والثوار ‪ ،‬بني الثرى والثر ّيا‪ .‬والثورة‬ ‫أج ّل من يذكرها ندبان عند د ّهان كلّفه‬ ‫هربان‪.‬‬ ‫قال الراوي كنت أسمع صراخ ندبان‬ ‫وهو يهوي وقد رفسته أقدام الشبان ولم‬ ‫أدر ما جرى فقد غمر املكان هتاف رهيب‬ ‫عتيد «الشعب يريد»‪.‬‬ ‫نورالدين اليعقوبي‬

‫عصرة‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫التقيته صدفة‪...‬‬ ‫وهو هيم برشاء‪...‬‬ ‫كمية من العلف‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرة‪...‬‬ ‫ألف‬ ‫ه‬ ‫يلف‬ ‫ّ‬ ‫خوفا عليه من ال ّتلف‪...‬‬ ‫بعد السالم ‪...‬‬ ‫صمت ساعة عن الكالم‪...‬‬ ‫حرك رأسه يمنة ويرسة‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫تلمظ شفتيه‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫مدمها إىل األمام‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫يروج وما يقال‪...‬‬ ‫ّثم مهس‪ ..‬أصحيح ما ّ‬ ‫التفت عىل اليمني ‪ّ ..‬ثم عىل الشامل‬ ‫حدق يف وجوه املارة ‪...‬‬ ‫استكشف الزمان‪ ..‬واملكان‪...‬‬ ‫والسامء وكامل املجال‪...‬‬ ‫أصحيح أننا سندخل االنتخاب‪...‬‬ ‫بدون عمدة‪...‬‬ ‫يقودنا‪ ..‬كالدواب‪...‬‬ ‫قطعانا ‪ ..‬قطعانا‪...‬‬ ‫ومن الصباح ‪ ..‬إىل املساء‪...‬‬ ‫أصحيح أننا سندخل االنتخاب‬ ‫بدون ورقة محراء‪...‬‬ ‫أظن أن ذلك‪ ...‬جمرد إشاعة‪...‬‬ ‫يلوكها البلهاء‪!! ...‬‬ ‫أطنبت يف الرشح‪...‬‬ ‫وأوغلت يف التفصيل‪...‬‬ ‫ورضبت املثال‪ ...‬تلو املثال‪...‬‬ ‫وأ ّننا أطال اهلل أنفاس اجلميع‪...‬‬ ‫عشنا لنرتوي من احلدث السعيد‪...‬‬ ‫كعداء ماهر‪ ...‬استعاد الصدارة‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫وعاد من بعيد‪...‬‬ ‫قال معذرة‪ ...‬ال أفهم‪...‬‬ ‫مس من اجلنون‪...‬‬ ‫أو ّ‬ ‫أن أحدنا أصابه ّ‬ ‫فإن االنتخاب عندنا‪...‬‬ ‫فن من الفنون‪...‬‬ ‫أيعقل انتخاب‪...‬‬ ‫دون احلديث عن عصابة‪...‬‬ ‫وعن مؤامرات‪...‬‬ ‫ودون سجون‪...‬‬ ‫أهناك انتخاب‪...‬‬ ‫والفائز يف عامل الغيب‪...‬‬ ‫غري معلوم‪...‬‬ ‫إذا مل نضع «احلمراء»‪...‬‬ ‫قد نفارق عامل األحياء‪...‬‬ ‫وجمرد اهلواء‪...‬‬ ‫قد نفقد التنفس‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫فبها تكتب يا أخي عند اهلل‪...‬‬ ‫عقيام‪ ...‬أو ترزق باألبناء‪...‬‬ ‫قلت‪ ،‬أستغفر اهلل‪...‬‬ ‫نحن ال نسكن هذا الوطن‪...‬‬ ‫عىل وجه التفضل و الكراء‪...‬‬ ‫نحن لسنا للبيع‪ ...‬أو الرشاء‪...‬‬ ‫ح ّتى ترفع يف وجوهنا‪...‬‬ ‫يف كل انتخاب‪...‬‬ ‫الورقة احلمراء‪...‬‬

‫الصادق الصغيري‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.