alfajr 30

Page 1

‫‪El Fejr‬‬

‫رئي�س الطائفة‬ ‫اليهودية يزور‬ ‫مقر النه�ضة‬

‫ص‪5‬‬

‫قطر جتري �أول‬ ‫انتخابات ملجل�س‬ ‫ال�شورى يف‪2013‬‬

‫ص‪21‬‬

‫الجمعة ‪ 08‬ذو الحجة ‪1432‬هـ الموافق لـ ‪ 04‬نوفمبر ‪ 2011‬م‬

‫اﻟﻌﺪد‬

‫‪30‬‬

‫اﻟﺜﻤﻦ ‪ 600 :‬مليم ‪ -‬الثمن في الخارج ‪ 1 :‬يورو‬

‫عبد الستار أبو ُغ ّدة‪:‬‬

‫التمويل الإ�سالمي‬ ‫�سيكون بديال عن‬ ‫�صندوق النقد الدويل‬

‫ص‪15‬‬

‫سعيد للفجر‪:‬‬ ‫قيس ّ‬

‫مشاورات عسرية من أجل تشكيل احلكومة‬

‫جتاوز عقبات الت�أ�سي�سي‬ ‫ال يتم �إال بت�شكيل‬ ‫م�شهد �سيا�سي جديد‬ ‫ص‪7‬‬

‫خيارات خمتلفة‬ ‫و�أهم الوزارات ل�شخ�صيات م�ستقلة‬

‫ص‪4‬‬

‫اجلبايل‪« :‬رجال الأعمال �شركاء‬ ‫يف القرار ويف كل امللفات االقت�صادية» ص‪3‬‬

‫املرأة يف املجلس التأسييس‬ ‫ال�سيول والفي�ضان‬ ‫�سيف‬ ‫ّ ّ‬ ‫طموح للم�شاركة يف بناء تون�س اجلديدة م�سلط على املـواطنيـن‬ ‫مع كـل مو�سـم �أمطـار‬ ‫ص‪12‬‬

‫الغذائي‬ ‫أمن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫الطريق‬ ‫التون�سية‬ ‫الفالحة‬ ‫تطوير‬ ‫ص‪13‬‬

‫ص‪6‬‬


‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫مــطلع الفجر‪...‬‬

‫‪2‬‬

‫وحدة وطنية‬ ‫املتتبع ملسرية حركة النهضة منذ نشأهتا‬ ‫ّ‬ ‫وإىل حدود الساعة الراهنة‪ ،‬يالحظ خيطا‬ ‫رفيعا يربط مواقفها وسلوكها وخياراته‪،‬‬ ‫وهو العمل ضمن أفق وطني جممع عىل‬ ‫احلدود الدنيا املتفق عليها مع القوى السياسية‬ ‫دون استثناء‪ ،‬إال من استثنى نفسه‪ .‬يدفعها‬ ‫إىل ذلك وضوح الرؤيا يف أن األولويات الوطنية‬ ‫هلا قصب السبق عىل أي أولوية حزبية أو‬ ‫فئوية‪ .‬فاحلريات واالنتقال الديمقراطي‬ ‫أهم املشاغل التي وضعت‬ ‫كانا وسيظ ّالن من ّ‬ ‫النهضة ثقلها وكل إمكانياهتا من أجل‬ ‫حتقيقهام إىل جانب كل القوى احلقوقية‪،‬‬ ‫متجاوزة كل املناورات من هنا وهناك إلهلائها‬ ‫عن هذا اهلدف الوطني النبيل‪ ،‬حتى كانت‬ ‫ثورة الكرامة فحسمت املعركة بال رجعة‬ ‫ّ‬ ‫وحققت هدفا دفع من أجلها التونسيون‬ ‫الشهيد تلو الشهيد والسجني تلو السجني‪.‬‬ ‫اليوم وقد جتاوزت بالدنا مرحلة‬ ‫االنتخابات وقالت صناديق االقرتاع كلمتها‬ ‫متد حركة النهضة‬ ‫واختار الشعب الثائر نوابه ّ‬ ‫يدها‪ ،‬كعادهتا‪ ،‬إىل كل القوى الوطنية‪ ،‬من فاز‬ ‫منها ومن مل يفز للبحث سو ّية عن خارطة‬ ‫طريق إلدارة املرحلة القادمة وحتقيق‬ ‫أوسع دائرة توافق من أجل مصلحة تونس‬ ‫وحتقيق أهداف الثورة وأوىل أولوياهتا‬ ‫حتقيق التنمية الشاملة وخاصة باجلهات‬ ‫الداخلية واملحرومة التي عانت من التهميش‬ ‫طيلة عقدين من الزمن‪.‬‬ ‫وتؤكد هذه احلركة أهنا وليدة املجتمع‬ ‫متسكها املبدئي‬ ‫التونيس األصيل من خالل ّ‬ ‫يف هذه املرحلة احلساسة والدقيقة بالعمل‬ ‫املشرتك والوفاق واحلوار مع كل األطياف‬ ‫ّ‬ ‫ومنظامت‬ ‫السياسية واالجتامعية واحلقوقية‬ ‫املجتمع املدين عىل أساس املصلحة العليا‬ ‫للوطن وإلنجاز املهام املستعجلة السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتامعية‪ ،‬التي عىل أساسها‪،‬‬ ‫ثار الشعب التونيس‪ ،‬وعىل أساسها انتخب‬ ‫ممثّليه يف املجلس التأسييس‪.‬‬ ‫إن هذه املرحلة من تاريخ تونس ليست‬ ‫مرحلة اصطفاف إيديولوجي‪ ،‬وال جني‬ ‫للمكاسب السياسية‪ ،‬وال بحثا عن املنافع‬ ‫الشخصية وال مرحلة تقسيم للمجتمع‬ ‫التونيس عىل أسس جهوية أو طبقية أو‬ ‫تقسيم له بني معارضة وسلطة‪ .‬إهنا مرحلة‬ ‫املوحدة‬ ‫البناء األسايس لتونس اجلديدة‬ ‫ّ‬ ‫يشق ّ‬ ‫ّ‬ ‫صفها الوطني أي‬ ‫واملتجانسة التي ال‬ ‫خالف يف الرأي أو التقييم أو يربك مسريهتا‬ ‫التي انطلقت يوم ‪ 14‬جانفي ‪ 2011‬عندما‬ ‫موحدين من أجل احلرية‬ ‫خرج التونسيون‬ ‫ّ‬ ‫والكرامة‪.‬‬ ‫إننا مجيعا أمام مسؤولية تارخيية يف بناء‬ ‫جتربة خمتلفة يف التنمية والديمقراطية‬ ‫والقبول بالرأي املخالف واحلوار داخل البيت‬ ‫الواحد والغرية عىل مستقبل هذا الوطن‪.‬‬

‫الفجر‬

‫استقبل الشيخ محد بن خليفة آل ثاين‬ ‫أمري دولة قطر يف مكتبه بالديوان األمريي‬ ‫االثنني املايض األستاذ راشد الغنويش رئيس‬ ‫حركة النهضة والوفد املرافق‪ ،‬وقد أبدى‬ ‫األمري سعادته لنجاح االنتخابات واستعداد‬ ‫بالده للدفع باستثامرات ضخمة للنهوض‬ ‫باملناطق املحرومة‪.‬‬ ‫ومن جهته شكر الغنويش ويل العهد‬ ‫القطري ووقوف قطر واجلزيرة إىل جانب‬ ‫الثورات العربية وحث املسؤولني القطريني‬ ‫عىل مواصلة الوقوف إىل جانب بالدنا من‬ ‫خالل االستثامر ودعم جمهود التنمية ‪/‬‬ ‫الغنوشي مع ولي العهد القطري‬ ‫وإكراما هلذه الزيارة وعد ويل العهد بمضاعفة‬ ‫عدد التونسيني العاملني يف قطر ثالثة أضعاف‬ ‫كام وعد بإطالق مجلة من املشاريع الكربى يف املناطق املحرومة يف إطار التعاون بني البلدين‪.‬‬ ‫من جهة اخرى زار الغنويش فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي شاكرا له مساندته لثورة تونس وقد عرب القرضاوي عن بالغ رسوره‬ ‫لنجاح أول جتربة ديموقراطية يف تونس مؤكدا أن بقية الثورات عىل الطريق وان الدور عىل طاغيتي اليمن وسوريا‪.‬‬

‫جمعيات تطالب ب�إدراج احلق يف الإعالم بالد�ستور‬ ‫طالبت منظمات وجمعيات وهيئات تعنى‬ ‫بالشأن اإلعالمي والصحفي‪ ،‬األعضاء‬ ‫املنتخبني باملجلس الوطني التأسيسي‪ ،‬بتضمني‬ ‫فصل بالدستور‪ ،‬ينص صراحة على “احلق في‬ ‫اإلعالم كأحد حقوق اإلنسان األساسية واحلق‬ ‫في حرية الرأي والتعبير والصحافة ومنع سن‬ ‫قوانني لتقييدها”‪.‬‬ ‫ودعت هذه األطراف املجتمعة يوم االثنني‪،‬‬ ‫بدعوة من النقابة الوطنية للصحفيني التونسيني‪،‬‬ ‫في بيان مشترك‪ ،‬إلى العمل على توحيد جهود‬

‫مكونات املجتمع املدني والسياسي للدفاع عن‬ ‫حق الشعب التونسي في املعلومة وفي حرية‬ ‫الرأي والتعبير وحرية الصحافة‪.‬‬ ‫كما نادى املمضون على البيان‪ ،‬كافة‬ ‫الهيئات واملنظمات واالحتادات الوطنية‬ ‫والقوى السياسية‪ ،‬إلى العمل على الدفاع عن‬ ‫قيم احلرية‪ ،‬باعتبارها “الضامن ألي انتقال‬ ‫دميقراطي حقيقي”‪.‬‬ ‫واعتبروا أن غياب حرية التعبير‬ ‫والصحافة “كانت سببا في العهد البائد لظهور‬

‫الدّوالتلي يع ّقب على �شيخ روحه‬ ‫إن كانت ّ‬ ‫الشكاية املق ّدمة من طرف مح ّمد الفاضل ال ّدوالتلي‬ ‫املتض ّرر والقائم باحلق الشخصي للنيابة العمومية ض ّد بنك البركة‬ ‫لتونس مغرضة وباطلة وغير ثابتة ملا بقيت ‪ 19‬سنة لدى القضاء وهي‬ ‫اآلن منشورة أمام الدائرة اجلنائية من أجل تدليس ومسك واستعمال‬ ‫مدلس واخليانة املوصوفة مبوجب قرار دائرة االتهام عدد ‪78477‬‬ ‫الصادر بتاريخ ‪ 02‬فيفري ‪ 2010‬القاضي بإحالة بنك البركة بتونس‬ ‫في شخص ممثّلها القانوني املنصف الشيخ روحه صحبة احملجوز‬ ‫على الدائرة اجلنائية باحملكمة االبتدائية‪ .‬علما وأّنّه قد وقع تعقيب‬ ‫قرار دائرة االتهام من طرف البنك واملنصف شيخ روحه وصدر قرار‬ ‫تعقيبي عدد ‪ 65008‬بتاريخ ‪ 04‬نوفمبر ‪ 2010‬القاضي بقبول مطلبي‬ ‫التعقيب شكال ورفضهما أصال واحلجز‪.‬‬ ‫وحيث أنّ اجلرائم احملال على الدائرة اجلنائية اخلامسة ضمن‬ ‫القضيّة عدد ‪ 21681‬أكثر من ‪ 260‬جرمية اختالس مبا فيها تزوير‬ ‫لوثائق بالفسخ واإلقحام مقترفة من طرف املنصف شيخ روحه‬ ‫بوصفه املمثّل القانوني لبنك البركة لتونس ومن بني تلك اجلرائم جرمية‬ ‫استصدار البنك ألحكام مدنيّة لفائدته مبا قدره ‪1.496.155.697‬‬ ‫دينارا وهو املبلغ الذي ورد بتوضيح البنك بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر ‪2011‬‬ ‫والذي ثبت لدى االتهام ومحكمة التعقيب أن األحكام املدنيّة الصادرة‬ ‫لفائدة البنك مرتكزة على وثائق ثبت زورها ووقع حجزها وإحالتها‬ ‫على الدائرة اجلنائية‪...‬‬

‫العنوان‪ 25 :‬نهج محمود بيرم التونسي‪ .‬منفلوري ـ تونس‬ ‫فاكس‪ - 71.490.027 :‬الهاتف‪71.490.026 :‬‬ ‫الحساب البنكي‪BIAT-RIB: 08204000571000710319 :‬‬ ‫العنوان االلكتروني‪elfejr2011@gmail.com :‬‬

‫المدير المسؤول‬ ‫الصحبي عتيق‬

‫جرائم الفساد والدكتاتورية ونهب األموال‬ ‫العمومية”‪.‬‬ ‫يذكر أن املمضني على هذا البيان املشترك‬ ‫ميثلون النقابة الوطنية للصحفيني التونسيني‬ ‫والنقابة العامة للثقافة واإلعالم باالحتاد العام‬ ‫التونسي للشغل واجلمعية التونسية ملديري‬ ‫الصحف واملركز اإلفريقي لتدريب الصحفيني‬ ‫واالتصاليني والهيئة الوطنية املستقلة إلصالح‬ ‫اإلعالم واالتصال واملجلس الوطني املستقل‬ ‫لإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫زيارة تهنئة‬ ‫قام السيد املولدي اجلندوبي رفقة احلقوقي السيد الهادي‬ ‫بن رمضان بزيارة إلى مقر حزب حركة النهضة بجندوبة لتقدمي‬ ‫تهانيهم الصادقة بعد الفوز في انتخابات املجلس التأسيسي وذلك‬ ‫يوم األحد املوافق املاضي حيث استقبلهم كل من الكاتب العام‬ ‫اجلهوي السيد توفيق الزائري ورئيس القائمة األستاذ اجلامعي‬ ‫السيد أحمد املشرقي وقد عبروا عن احترامهم الكبير ألداء احلزب‬ ‫خالل احلملة االنتخابية متمنني التوفيق حلركة النهضة ومؤكدين‬ ‫على ضرورة تعاون كل األطراف كل من موقعه لإلسهام في نهضة‬ ‫تونس اليوم وغدا‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫محمد فوراتي‬

‫اإلشراف الفني‬ ‫مكرم أحمد‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫اجلبايل‪« :‬رجال ا ألعمال �شركاء يف القرار ويف كل امللفات االقت�صادية»‬

‫قريبا‪ ..‬م�شاريع قطرية يف املناطق املحرومة‬

‫تصدر عن دار الفجر‬ ‫للطباعة والنشر‬ ‫مطبعة دار األنوار‬

‫تونس (وات)‬ ‫طمأن حمادي اجلبالي‪ ،‬أمني عام‬ ‫حركة النهضة‪ ،‬احلائزة على أغلبية‬ ‫املقاعد في املجلس الوطني التأسيسي‪،‬‬ ‫أصحاب األعمال واملستثمرين مؤكدا‬ ‫أن احلركة تعول على رجال األعمال‬ ‫في البالد «كشركاء في القرار وفي كل‬ ‫امللفات االقتصادية واالجتماعية»‪.‬‬ ‫وأبرز في لقاء جمعه‪ ،‬يوم الثالثاء‪،‬‬ ‫بثلة من أعضاء ومسؤولي االحتاد‬ ‫التونسي للصناعة والتجارة والصناعات‬ ‫التقليدية‪« ،‬أن احلركة تعول على رجال‬ ‫األعمال في الفترة االنتقالية التي متر‬ ‫بها البالد من أجل االستجابة إلى‬ ‫احتياجات التشغيل واالستثمار ودفع‬ ‫التنمية باجلهات»‪ .‬ودعا اجلبالي‪ ،‬الذي‬ ‫كان مرفوقا بعدد من قياديي احلركة‬ ‫يتقدمهم السيد رضا السعيدي املكلف‬ ‫بالبرنامج االقتصادي‪ ،‬أصحاب األعمال‬ ‫إلى املساهمة في «التأسيس لعقد‬ ‫اجتماعي جديد في البالد وتكريس قيم‬ ‫احلرية والعدالة االجتماعية»‪ .‬وحثهم‬ ‫على املساهمة إلى جانب احلركة ومبعية‬ ‫كافة مكونات املجتمع على «بناء دولة‬ ‫املواطنة والعدالة» قائال أن» الدولة في‬ ‫مفهومها اجلديد يجب أن تكون حكما‬ ‫وليست طرفا ودولة ضامنة للحريات‬ ‫والتوزيع العادل للثروات»‪ .‬وجدد التزام‬ ‫حركة النهضة بدعم االستثمار ودفعه‬ ‫ومساندة رجال األعمال في املرحلتني‬

‫الجبالي مع السيدة وداد بوشماوي‬

‫الراهنة والقادمة معتبرا أن املستثمرين‬ ‫التونسيني سيجدون لدى احلركة كل‬ ‫الترحاب واإلنصات ملشاغلهم‪ .‬ورحبت‬ ‫السيدة وداد بوشماوي‪ ،‬رئيسة منظمة‬ ‫األعراف باخلطاب «املطمئن» الذي وجهته‬ ‫احلركة الى املستثمرين التونسيني‬ ‫واألجانب على حد السواء‪ .‬وشددت‬ ‫على أن رجال األعمال مستعدون للتعاون‬ ‫مع كل القوى السياسية بالبالد بهدف‬ ‫خدمة البالد واسترجاع النسق العادي‬ ‫لالقتصاد الوطني‪ .‬واقترحت «أن يقع‬ ‫تشريك املنظمة في القرارات االقتصادية‬ ‫واالجتماعية وأن تكون صوتا للقطاع‬ ‫اخلاص في احلكومة القادمة»‪.‬‬ ‫وعبرت عن استعداد املنظمة‪ ،‬للقيام‬ ‫بحملة خارج البالد لطمأنة املستثمرين‬ ‫األجانب حول الوضع في البالد‬

‫وحتفيزهم على االستثمار بها‪.‬‬ ‫وأكد عدد من رجال األعمال وأعضاء‬ ‫منظمة األعراف احلاضرين في اللقاء‪،‬‬ ‫ضرورة رفع املظالم عن أصحاب األعمال‬ ‫في تونس وال سيما تهمة االنتساب إلى‬ ‫النظام السابق‪.‬وأوضحوا أن النظام‬ ‫السابق سلط على رجال االعمال العديد‬ ‫من الضغوطات موصني بضرورة مد‬ ‫قنوات احلوار والتواصل مع احلكومة‬ ‫اجلديدة وتشريكهم في املسائل‬ ‫االقتصادية والتنموية التي تهم البالد‪.‬‬ ‫ودعوا ايضا الى مراجعة مجلة التشجيع‬ ‫على االستثمار مبا يتماشى والوضع‬ ‫اجلديد الذي متر به البالد مع احلرص‬ ‫على «إعادة هيكلة اإلدارة التونسية في‬ ‫اجتاه ترسيخ إدارة عادلة ومنصفة وغير‬ ‫متسلطة»‪.‬‬

‫اجلل�سة العامة للمحكمة الإدارية ترف�ض الدعوى يف ‪ 13‬ق�ضية طعن‬ ‫قررت اجللسة العامة للمحكمة اإلدارية بتونس اليوم‬ ‫اخلميس عقب إجراء املفاوضات القانونية رفض الدعوى في‬ ‫‪ 13‬قضية طعن شكال في ما أسقطت الدعوى في قضية طعن‬ ‫في األصل بعد قبولها شكال‪ .‬ومت خالل جلسة علنية قبيل‬ ‫ظهر اليوم برئاسة روضة املشيشي رئيسة احملكمة اإلدارية‬ ‫وبحضور األربعة عشر عضوا باجللسة العامة التصريح‬ ‫باألحكام الباتة بشأن ‪ 14‬ملف طعن مت الترافع فيها يوم‪31‬‬

‫‪3‬‬

‫أكتوبر املاضي‪ .‬وستوجه إلى طرفي النزاع نسخة من األحكام‬ ‫الصادرة في هذه الطعون التي تقدم بها ممثلون عن قائمات‬ ‫حزبية ومستقلة مترشحة بعدد من الدوائر النتخابات املجلس‬ ‫الوطني التأسيسي ضد الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات‪.‬‬ ‫وكانت اجللسة العامة للمحكمة اإلدارية قد قررت يوم األربعاء‬ ‫إسقاط الدعوى شكال في ‪ 22‬ملف طعن مت الترافع فيها يوم‬ ‫‪ 30‬أكتوبر املاضي من بني ‪ 104‬ملف طعن تلقتها احملكمة‪.‬‬

‫من ي�ضع ح ّدا لهذا الكابو�س‬ ‫بعد إقدام احلكومة العراقيّة على إعدام شاب‬ ‫مغربي األسبوع املاضي وهو نزيل نفس الغرفة‬ ‫التي يقيم فيها املواطن التونسي يسري الطريقي‬ ‫واحملكوم بدوره باإلعدام‪ ،‬تعيش عائالت‬ ‫املساجني التونسيني بالعراق رعبا حقيقيّا مع‬ ‫انطالق حكومة املالكي في تنفيذ بعض أحكام‬ ‫اإلعدام املسلّطة على بعض املساجني العرب‪،‬‬ ‫ويتجاوز عدد التونسيني املوقوفني بالعراق‬ ‫السبعني أسيرا سلّطت عليهم أحكاما قاسية‪،‬‬ ‫وفي ظروف لم تتو ّفر فيها أبسط مقتضيات‬ ‫احملاكمة العادلة‪ ،‬ويوجد بينهم بعض احملكومني‬ ‫باإلعدام نذكر منهم علي اخلصخوصي ويسري‬ ‫بن فاخر الطريقي ومحمد املديني‪ ،‬وقد قامت عائالت املساجني واملفقودين بتح ّركات عديدة وبأماكن مختلفة منها السفارة العراقية‪،‬‬ ‫ولكن دون جدوى‪ ،‬آخر هذه التحركات الوقفة التحسيسيّة يوم الثالثاء املاضي أمام املسرح البلدي ملناشدة احلكومة واألحزاب‬ ‫والهيئات للتح ّرك قبل فوات األوان‪ ،‬إن دم التونسي صار أغلى بعد الثورة وإنقاذ هؤالء الشباب يع ّد اليوم واجبا وطنيا وأولوية من‬ ‫أولويات الثورة‪ ،‬وقد علمنا أن السيد حمادي اجلبالي الكاتب العام حلركة النهضة قد اجتمع بالسفير العراقي يوم األربعاء املاضي‬ ‫وطرح عليه املوضوع آمال أن تتّخذ احلكومة العراقية إجراءات إللغاء األحكام الصادرة ض ّد التونسيني والعمل اجل ّدي على عودتهم‬ ‫إلى أرض الوطن‪.‬‬

‫يف العمق‪...‬‬

‫املراهنون‬ ‫على الف�شل‬

‫محمد فوراتي‬

‫سألني صديق‪ :‬أليست لعبة احلكم أصعب من لعبة‬ ‫املعارضة ؟ قلت له نعم‪ .‬ولكن أليس من أظهر قدرة كبرية‬ ‫عىل الصرب واملناورة زمن القمع قادر أيضا عىل النجاح‬ ‫يف احلكم ما دامت له التجربة والطاقات البرشية والدعم‬ ‫الشعبي‪ .‬قال‪ :‬ممكن ولكن التحديات كثرية وليس الفاشل‬ ‫يف املعارضة كالفاشل يف احلكم‪.‬‬ ‫املراهنون عىل الفشل كثريون وهم احيانا يرصحون‬ ‫بذلك ويتمنون فشل اخلصم‪ ،‬حتى وان كان ذلك عىل حساب‬ ‫املصلحة الوطنية‪ .‬ليس هذا أمرا غريبا عىل الطبيعة البرشية‬ ‫فدائام جتد يف املجتمعات من يرفض قرار األغلبية ويتمرد‬ ‫عىل اجلميع وربام حيقد عىل كبار احلومة رغم عجزه عن‬ ‫تقديم أي منفعة للمجتمع‪.‬‬ ‫املراهنون عىل النجاح اليوم هم األغلبية‪ ،‬ومهام كان‬ ‫شكل احلكومة القادم واألسامء التي ستقوم بتسيري دواليبها‬ ‫فالعمل عىل اخلروج بالبالد من مربع الغموض والفقر‬ ‫وعدم االستقرار هو حلم اجلميع‪ .‬مسؤولية النجاح إذا تقع‬ ‫ضد الفشل وبالتايل عىل اجلميع‬ ‫عىل اجلميع‪ .‬فثورتنا قامت ّ‬ ‫التشمري عىل ساعد اجلد لبناء وطننا كام نريد ونحلم به قويا‬ ‫منيعا‪ .‬ليس علينا أن ننظر إىل الوراء‪ ،‬وإىل ُمنظري الفشل‬ ‫واملشككني‪ ،‬واحلاملني بنكسة تعيدهم إىل الواجهة بعد أن‬ ‫لفظتهم الثورة‪ .‬بل علينا أن ننظر إىل األمام وأن نكون مجيعا‬ ‫حراسا هلذا الوطن من أجل مستقبل أفضل ألبنائنا‪.‬‬ ‫لنرتك أبواق الفشل تنعق كالبوم‪ ،‬فلهم حق الكالم‪ ،‬ولنبدأ‬ ‫نحن العمل‪ ،‬فلنا احلق يف الفعل والبناء‪ .‬كل واحد فيكم قادر‬ ‫اليوم عىل وضع حجر يف أساس تونس اجلديدة‪ .‬وكل واحد‬ ‫منا يف موقعه قادر عىل صنع النجاح‪ ،‬وال تبخسوا أي عمل‬ ‫مهام كان بسيطا من أجل الوطن فإن اجلبال الشاخمات من‬ ‫احلصى‪.‬‬

‫اللحا�سة‬ ‫ّ‬ ‫ليس أخطر عىل املجتمعات والدول من املنافقني‬ ‫واملتزلفني واملتسلقني والوصوليني واملداحني وأصحاب‬ ‫االبتسامات الصفراء املاكرة‪ .‬فمنذ أن فازت النهضة بدأت‬ ‫قائمة هؤالء يف التوسع وبعضهم كان من أشهر اللحاسة يف‬ ‫العهد البائد‪ .‬فالرجاء ثم الرجاء احلذر من هؤالء ألهنم هم‬ ‫الدمار بعينه‪.‬‬

‫ذكـرى الثـورة الجزائرية‬ ‫مت ّر بنا هذه األيام ذكرى اندالع الثورة اجلزائرية املجيدة‬ ‫‪ 01‬نوفمبر ‪ 1954‬ض ّد االحتالل الفرنسي‪ .‬دامت ثورة التحرير‬ ‫سبع سنوات ونصف سقط خاللها ما يزيد عن املليون ونصف‬ ‫املليون شهيد‪ ،‬وارتكب خاللها اجليش الفرنسي أبشع أنواع‬ ‫اجلرائم وأش ّد الفظاعات ض ّد اإلنسانية‪ ،‬وقد كانت الثورة‬ ‫اجلزائرية ملهمة ألكثر من حركة حت ّرر في العالم‪.‬‬

‫لجنة متابعة‬ ‫سارعت حركة النهضة إلى تشكيل جلنة داخليّة برئاسة‬ ‫األستاذ نور الدين البحيري ملتابعة التط ّورات األخيرة الناجمة‬ ‫عن األمطار الغزيرة التي تساقطت على جهات مختلفة بالبالد‬ ‫وذلك قصد حثّ أبناء احلركة وأنصارها على املساعدة امليدانية‬ ‫وفتح أبواب منازلهم للمتض ّررين‪ .‬كما أصدرت احلركة بيانا‬ ‫املختصة في امليدان إلى املسارعة‬ ‫ناشدت فيه اجلمعيات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالتدخل ومعاضدة اجلهات ال ّرسميّة لتخفيف األضرار واحل ّد‬ ‫من تداعياتها‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫مشاورات عسرية من أجل تشكيل احلكومة‬

‫خيارات خمتلفة و�أهم الوزارات ل�شخ�صيات م�ستقلة‬ ‫محمد فوراتي‬

‫تتوا�صل امل�شاورات حثيثة بني امل�ؤمتر والتكتل وحركة النه�ضة ببطء من �أجل الو�صول �إىل �أر�ضية وفاقية لت�شكيل حكومة وحدة وطنية �آو م�صلحة وطنية كما ي�سميها البع�ض‪.‬‬ ‫والأحزاب الثالثة الفائزة هي التي تقود هذه امل�شاورات فيما بينها ورمبا ت�شمل احتاد ال�شغل وبع�ض القوى ال�سيا�سية الأخرى و�شخ�صيات وطنية‪ .‬وقد �أكدت م�صادر من قيادة النه�ضة‬ ‫�أنها ال ت�ضع �أي فيتو على �أي قوى �سيا�سية �أو �شخ�صيات م�ستقلة �سواء يف احلوار �أو امل�شاركة يف احلكومة و�أن قاعدة امل�شاورات تبقى هي حتقيق الوفاق الوطني مبا ي�ضمن امل�صلحة الوطنية‬ ‫واال�ستقرار ال�سيا�سي واالجتماعي‪.‬‬

‫كما أكد املؤمتر على ضرورة القطع مع‬ ‫وجوه املاضي وسياساته وان تكون احلكومة‬ ‫اجلديدة سياسية وليست حكومة تكنوكراط‬ ‫تعبر عن حقيقة املشهد السياسي في حني يريد‬ ‫التكتل توسيع دائرة املشاورات واملشاركة إلى‬ ‫أحزاب وتيارات أخرى مثل التقدمي والقطب‬ ‫وغيرهما‪.‬‬

‫من هو الرئي�س؟‬

‫يرى بعض املالحظني أن ترشيح النهضة‬ ‫للمهندس حمادي اجلبالي لرئاسة احلكومة‬ ‫يتطلب منطقيا في صورة التحالف الثالثي‬ ‫حصول التكتل واملؤمتر على إحدى الرئاستني‪:‬‬ ‫رئاسة اجلمهورية ورئاسة املجلس التأسيسي‪.‬‬ ‫وقد تردد كثيرا اسم مصطفى بن جعفر حتى‬ ‫قبل اإلعالن عن نتائج االنتخابات كمرشح‬ ‫ملنصب رئيس اجلمهورية لعدة اعتبارات‬ ‫داخلية وخارجية وألنه من الشخصيات القليلة‬ ‫التي ميكن أن تقوم بهذا الدور في هذه املرحلة‬ ‫االنتقالية‪ .‬وإذا كان املؤمتر ينظر إلى نفسه‬ ‫على أنه احلزب الثاني فإن إقناعه بهذا اخليار‬ ‫ليس سهال‪ ،‬أو أن قبوله بنب جعفر رئيسا يعني‬ ‫حصوله على عدد من الوزارات املهمة‪.‬‬ ‫وف��ي ص��ورة ع��دم التفاهم ح��ول هذا‬ ‫اخليار فإن اختيار شخصية مستقلة لرئاسة‬ ‫اجلمهورية يبقى أيضا واردا واألسماء في هذا‬ ‫املجال كثيرة ومنها العميد عبد الرزاق الكيالني‬ ‫والباجي قايد السبسي وعياض بن عاشور‬ ‫وأحمد املستيري وغيرهم‪ .‬وفي كلتا احلالتني‬ ‫فإن على القوى السياسية الفاعلة هنا تغليب‬ ‫املصلحة الوطنية وعدم إطالة أمد املشاورات‬ ‫حتى ال يتسلل القلق للمواطنني وحتى ال تفقد‬ ‫الدولة والتجربة الدميقراطية التونسية هيبتها‪.‬‬

‫المرزوقي‬

‫رئيس الدولة ورئيس احلكومة سيكون توزيع‬ ‫احلقائب الوزارية معقدا بعض الشيء مادامت‬ ‫القوى السياسية املشاركة في احلكومة ثالثة‬ ‫آو أكثر‪ .‬وقد أكدت مصادر متطابقة للفجر‬ ‫أن النهضة تفضل أن يكون على رأس عدد‬ ‫من الوزارات مهمة شخصيات مستقلة ولكن‬ ‫مشهود لها بالوطنية والنظافة وخاصة وزارات‬ ‫الثقافة والتربية والتعليم العالي‪ .‬في حني‬ ‫وباستثناء وزارة الدفاع ستكون كل احلقائب‬ ‫الوزارية األخرى محل تشاور بني املؤمتر‬ ‫والتكتل والنهضة‪.‬‬

‫معار�ضة و�سلطة‬

‫حذر عدد من املراقبني من نبرة تقسيم‬ ‫املجتمع مرة أخرى على أساس إيديولوجي‬ ‫أو على أساس حكومة ومعارضة‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن اإلشارات الصادرة عن التقدمي والقطب‬ ‫والعمال الشيوعي غير مريحة‪ ،‬وباخلصوص‬ ‫وزارات حزبية و�أخرى م�ستقلة‬ ‫عند احلديث عن تفضيل هذه القوى السياسية‬ ‫بعد انعقاد املجلس التأسيسي وانتخاب لعب دور املعارضة في هذه املرحلة و"حراسة‬ ‫رئيس املجلس والنظام الداخلي وانتخاب مكتسبات املجتمع"‪ ،‬وهو ما يعني ضمنيا‬

‫التكتل وامل�ؤمتر والنه�ضة حري�صون على الوفاق‬ ‫فائزة الناصر‬

‫أ ّكد السيد عبد الوهاب مع ّطر أن «املؤمتر من‬ ‫أجل اجلمهورية» ال يف ّكر في تشكيل حكومة بقدر‬ ‫ما يف ّكر في حتديد وضبط السياسات والبرنامج‬ ‫الذي ستلتقي عليها هذه احلكومة‪ ،‬كما بينّ أنّ‬ ‫حزبه يسعى جاهدا لتقريب وجهات النظر بني‬ ‫األطراف املتحاورة معتبرا أنّ بضبط السياسات‬ ‫املستقبلية وااللتقاء حولها تصبح ك ّل املسائل‬ ‫مقدور عليها‪.‬‬ ‫ويؤ ّكد أن حزبه واع ومدرك متاما خلطورة‬ ‫هذه املرحلة وحساسيّتها مشيرا إلى وجود‬ ‫بعض األطراف التي تطمح في فشل وتع ّطل سير‬ ‫هذه احملاورات‪ ،‬وفي تغليب الفرقة على التوافق‬ ‫التوصل إلى نتائج ترضي‬ ‫ولكن أملنا كبير في‬ ‫ّ‬ ‫شعبنا وترضي شركاءنا وتضمن املرور بسالم‬ ‫للمرحلة االنتقالية الثانية‪.‬‬

‫ور ّدا على اختالف التسميات حول احلكومة‬ ‫املرتقبة بني من يتبنّى فكرة حكومة مصلحة‬ ‫وطنية أو حكومة وحدة وطنية أو حكومة‬ ‫ّ‬ ‫وضح األستاذ عبد الوهاب‬ ‫ائتالف وطني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املعطر أن حزبه ال يفقه معنى حلكومة مصلحة‬ ‫وطنية باعتبار أنّ كل حكومة حت ّركها املصلحة‬ ‫الوطنية‪ ،‬أ ّما إذا كان املقصود من هذا املصطلح‬ ‫هو التغاضي عن استحقاقات الثورة وتشريك‬ ‫من هم خارج الثورة وخارج اإلرث النضالي‪،‬‬ ‫فإن «املؤمتر من أجل اجلمهورية» يتح ّفظ على‬ ‫ّ‬ ‫يفضل االنخراط في حكومة‬ ‫هذا الطرح وهو‬ ‫ائتالف وطني وهذا في رأيه ما ميليه من جهة‬ ‫إرادة الناخبني الذين وضعوا ثقتهم في أطراف‬ ‫بعينها‪ ،‬ومن جهة ثانية تشريك جميع القوى‬ ‫الوطنية احلريصة على مكاسب الثورة‪.‬‬ ‫وفي سياق آخر‪ ،‬يرى حزب «التكتّل من أجل‬ ‫العمل واحلر ّيات» الذي تبنّى حكومة مصلحة‬

‫بن جعفر‬

‫استعداد البعض اليقاد نار الصراعات مجددا‬ ‫على قاعدة معارضة وسلطة في مرحلة تونسية‬ ‫هشة وحساسة ومعقدة‪.‬‬ ‫في هذا االطار شدد محمد القوماني عن‬ ‫حزب االصالح والتنمية على أنّ خصائص‬ ‫املرحلة االنتقالية التي لم تستق ّر فيها مؤسسات‬ ‫دستورية‪ ،‬وال تتيح فترتها الوجيزة التي تُقدر‬ ‫بسنة واحدة‪ ،‬ال تتح ّمل دفع املشهد السياسي‬ ‫إلى تش ّكل سلطة ومعارضة‪ ،‬وأنّ على‬ ‫الكتل السياسية باملجلس التأسيسي حت ّمل‬ ‫مسؤولياتها في حسن تقدير املرحلة وتقدمي‬ ‫املصلحة الوطنية العليا على األجندات احلزبية‪.‬‬ ‫كما أكد القوماني رفض االستقطاب‬ ‫اإليديولوجي والسياسي‪ ،‬والعمل على دعم‬ ‫االستقرار وطمأنة املواطنني‪ ،‬عبر مواصلة‬ ‫العمل على حتقيق التوافق وتشكيل حكومة‬ ‫ائتالف سياسي واسع حتظى بالدعم املطلوب‬ ‫من داخل املجلس الـتأسيسي ومن خارجه‪،‬‬ ‫ملواجهة امللفات العاجلة والصعبة التي ترتبط‬ ‫بها تطلعات التونسيني‪.‬‬ ‫وطنية والذي يدعو من موقعه إلى توسيع دائرة‬ ‫احلوار وتشريك أكبر عدد ممكن من األطراف‬ ‫السياسية في احملاورات أنّ حكومة ائتالف‬ ‫وطني أو وحدة وطنية مسألة غير مطروحة في‬ ‫ومتعسرة‪ ،‬وأ ّكد السيد مولدي‬ ‫الوقت احلالي‬ ‫ّ‬ ‫الرياحي أن حزبه يعمل اآلن مع شركائه من‬ ‫حزبي «النهضة» و»املؤمتر» من أجل إزاحة‬ ‫كل أسباب التوتّر وما من شأنه أن يع ّطل سير‬ ‫املشاورات والتي تسير في نسق إيجابي على‬ ‫ح ّد قوله‪ .‬كما أشار الرياحي إلى ضرورة تعميق‬ ‫املشاورات قصد الوصول إلى أرضيّات مشتركة‬ ‫قبل الوصول إلى املجلس التأسيسي وصياغة‬ ‫ّ‬ ‫ووضح بأن حزبه وشركاءه قد التقوا‬ ‫الدستور‪،‬‬ ‫إلى ح ّد اآلن في مجموعة نقاط مشتركة مثل‬ ‫اإلصالحات االقتصادية واالجتماعية الكبرى‪.‬‬ ‫حركة النهضة من جهتها تتبنى حكومة‬ ‫وحدة وطنية أو ائتالف وطني وتؤ ّكد على‬ ‫ضرورة االلتقاء حول اخلطوط العريضة و حول‬ ‫أرضيّة مشتركة وعلى سياسات واضحة إميانا‬ ‫منها حسب ما ص ّرح به رئيس احلركة راشد‬

‫الجبالي‬

‫ومن جانبها أكدت النهضة على لسان‬ ‫العديد من قادتها أنها مع الوفاق ومع املصاحلة‬ ‫الوطنية مع اجلميع‪ .‬كما متيز خطاب النهضة‬ ‫بالتطمني والتجميع والبحث عن نقاط االلتقاء‬ ‫واالنفتاح على مختلف القوى السياسية‪ .‬أما‬ ‫املؤمتر من أجل اجلمهورية فهو أيضا مع‬ ‫الوفاق ولكنه يطالب أيضا القطع مع املاضي‬ ‫وعدم تشريك أعداء الثورة واألسماء القدمية‬ ‫في أي مشاورات أو مسؤوليات سياسية‪.‬‬ ‫مصطفى بن جعفر من جهته أكد أن حزبه‬ ‫مستعد للتحالف مع كل األطراف التي ستكون‬ ‫أولوياتها مصلحة تونس مع العمل على‬ ‫التخلص شيئا فشيئا من الصراع اإليديولوجي‬ ‫في امل��داوالت والشروع في تنفيذ البرامج‬ ‫االقتصادية ذات األولوية‪ .‬ولكن بن جعفر يريد‬ ‫أن يكون قريبا بشكل ما من القوى السياسية‬ ‫األخ��رى ذات ال��وزن الضعيف في املجلس‬ ‫التأسيسي‪ ،‬ورمبا يريد تزعمها في املرحلة‬ ‫املقبلة مبا أنه احلزب الثالث واألقرب إلى القوى‬ ‫الدميقراطية واليسارية‪.‬‬ ‫الغنوشي في أكثر من مناسبة أنّ احلركة منفتحة‬ ‫على ك ّل القوى الوطنية التي ساهمت في اإلطاحة‬ ‫بنظام بن علي بقطع النظر عن املقاعد التي حصلت‬ ‫عليها في املجلس التأسيسي ألنّ املهام املطروحة‬ ‫وحساسية املرحلة وعظم املسؤولية وظروف‬ ‫الثورة وصعود املعارضة إلى د ّفة احلكم تقتضي‬ ‫مشاركة اجلميع لرفع التح ّديات ويعتبر ذلك‬ ‫واجبا وطنيا ونضجا سياسيا‪.‬‬ ‫مما رشح من أخبار من بعض املصادر‬ ‫و ّ‬ ‫املباشرة للمفاوضات في حركة النهضة أنّه ّ‬ ‫مت‬ ‫التوافق حول عدد من الوزارات وتبقى العقبة‬ ‫األساسية في مؤسسة الرئاسة والتي لم يقع‬ ‫احلسم فيها الختالف بني أه ّم حزبني بعد‬ ‫النهضة‪ .‬كما أفادنا السيّد حسني اجلزيري عضو‬ ‫الهيئة التأسيسية حلركة النهضة بأنّ املفاوضات‬ ‫بني النهضة وشريكيه املؤمتر والتكتل حترز‬ ‫تق ّدما في الطريق نحو الوفاق الوطني وبأنّهم‬ ‫يلتقون حول استحقاقات املرحلة وما تتطلبه من‬ ‫حلول عاجلة لبعض اآلفات اإلجتماعية كالتشغيل‬ ‫والتفاوت بني اجلهات‪.‬‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫وطنية‬

‫يف بيان م�شرتك ‪ ..‬تنديد بطرد‬ ‫�صحفية وتقني من دار الأنوار‬

‫عميد املحامني‪� :‬أحداث �سيدي بوزيد‬ ‫على غاية من اخلطورة والتعقيد‬ ‫فائزة الناصر‬ ‫اعتبر عميد الهيئة الوطنية‬ ‫للمحامني عبد الرزاق الكيالني‬ ‫أنّ "أح��داث الشغب األخيرة‬ ‫التي جدت مبدينة سيدي بوزيد‬ ‫عقب اإلعالن اجلزئي عن نتائج‬ ‫انتخابات املجلس الوطني‬ ‫التأسيسي على غاية من اخلطورة‬ ‫والتعقيد وأوضح أنّ اإلقدام على‬ ‫حرق مراكز األمن والبلدية مبا‬ ‫حتتويه مصاحلها من صفقات عمومية‪ ،‬وإشعال النيران في أماكن محددة باحملكمة على غرار الدهليز الذي يضم‬ ‫كامل األرشيف بطريقة "مدبرة ومحكمة أتت على احلديد واآلجر ومست أسس البناية إلى جانب حرق أقسام‬ ‫مركزية بقصر العدالة على غرار أقسام الضبط واحملجوز واجلناحي ومكتب عدول األشهاد وقسم الشيكات‬ ‫وغيرها يقيم الدليل على أنّ هناك عملية منظمة لطمس احلقائق وإتالف كافة أدلة وحجج الفساد‪ .‬كما ن ّوه عميد‬ ‫احملامني في هذا الصدد إلى أنّ هذه األحداث في عالقة برموز النظام السابق الذين خرجوا في مسيرة بسيدي‬ ‫بوزيد أل ّول مرة بعد الثورة مشيرا إلى تسجيل "انسحاب كلي لرجال األمن واجليش الوطنيني رغم وجود كافة‬ ‫املؤشرات الدالة على التأهب للقيام بأعمال شغب"‪.‬‬ ‫وبعد أن أ ّكد أنّ أحداث الشغب بسيدي بوزيد "لم حتظ بتغطية إعالمية مالئمة ومتابعة حثيثة من قبل وسائل‬ ‫اإلعالم التونسية" أشار عبد الرزاق الكيالني إلى "ما يثيره إطالق سراح ‪ 20‬شابا من بني املورطني في عمليات‬ ‫احلرق والنهب بتعلّة اخلوف من مزيد تأجج األوضاع بسيدي بوزيد من تساؤالت ونقاط استفهام"‪.‬‬ ‫وتضمنت شهادات حيّة لعدد من محامي سيدي بوزيد الذين حضروا الندوة بدعوة من الهيئة الوطنية للمحامني‬ ‫التأكيد على أنّ ‪" ‬عملية النهب واحلرق استهدفت أهالي سيدي بوزيد وهو عمل انتقامي وأنّ الشبان الذين أقدموا‬ ‫على القيام باألعمال التخريبية ليسوا بالضرورة من سيدي بوزيد" وأجمعوا على أنّ أعداء الثورة من بقايا النظام‬ ‫البائد املتورطني في قضايا فساد هم املتهم األ ّول في إدارة هذه األعمال اإلجرامية‪.‬‬ ‫وفي تصريح للفجر أ ّكد األستاذ خالد عواينية محام حاضر كشاهد عيان من سيدي بوزيد أنّ ما حصل من‬ ‫املتحصلة على األغلبية‬ ‫عنف وتخريب داخل املنطقة يحمل جملة من الرسائل األولى موجهة للنهضة باعتبارها‬ ‫ّ‬ ‫النيابية مفادها على ح ّد تعبيره "أنهم قادرون على إعادة تنظيم األوراق والسيطرة على الوضع" أ ّما الرسالة‬ ‫الثانية فمفادها تشويه والية سيدي بوزيد وتقدمي أهلها كرعاع وفوضويني"‪.‬‬ ‫كما استغربت األستاذة سامية حمدي وهي محامية أيضا وشاهدة عيان من سيدي بوزيد في تصريحها للفجر‬ ‫حدوث عملية حرق منطقة للحرس الوطني في معتمدية سيدي علي بن عون أثناء فرض حضر التج ّول والتي من‬ ‫املفروض تواجد األمن فيها بكثافة كما أبدت استياءها الشديد من سلبية أعوان احلماية الذين لم يحركوا ساكنا‬ ‫رغم استنجادها بها أثناء اندالع احلريق مبحكمة سيدي بوزيد الذي امت ّد من العاشرة صباحا حتى اخلامسة‬ ‫مساءا دون أي تدخل إلطفائه‪.‬‬

‫رئي�س الطائفة اليهودية يزور مقر النه�ضة‬

‫أدى رئيس الطائفة اليهودية في تونس‬ ‫“‪ “ Roger Bismuth‬روجي بيسموث “‬ ‫زيارة إلى مق ّر حركة النّهضة التقى خاللها‬ ‫رئيس احلركة الشيخ راشد الغنوشي و األمني‬ ‫العام األستاذ ح ّمادي اجلبالي و بعض أعضاء‬ ‫املكتب التنفيذي كما هنأ احلركة بالفوز في‬ ‫انتخابات املجلس التأسيسي‪.‬‬ ‫الشيخ راشد أ ّكد أن املواطنني التونسيني‬ ‫اليهود يتمتعون بحقوقهم كاملة و لهم احلقّ‬ ‫في ممارسة شعائرهم الدينية و معتقداتهم‬ ‫بك ّل حر ّية كما تؤ ّكد على ذلك سماحة الدين‬ ‫اإلسالمي العظيم ‪ .‬كما أ ّكد أنّ حركة النهضة‬ ‫تف ّرق جيّدا بني احلركة الصهيونيّة و جرائم الكيان الصهيوني في فلسطني احملتلّة و بني الديانة السماو ّية اليهود ّية‬ ‫و أنّ اليهود التونسيني كما بقيّة التونسيّني يجب أن يكون والؤهم لتونس وحدها و ليس ألي دولة أخرى ‪ .‬كما‬ ‫طرح ممثّل الطائفة اليهود ّية جملة من اإلستفسارات و األسئلة تشغل يهود تونس أجاب عنها الغنوشي بك ّل رحابة‬ ‫صدر‪.‬‬ ‫يذكر أنّ عدد أتباع الديانة اليهود ّية في تونس يناهز ‪ 3‬أالف مواطنا من جملة نحو ‪ 12‬مليون تونسيا وهم‬ ‫يعيشون في تونس منذ مئات السنني في ج ّو من التسامح و اإلحترام‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫نددت النقابة الوطنية للصحفيني التونسيني والنقابة العامة للثقافة‬ ‫واإلعالم والنقابة األساسية لدار األنوار في بيان مشترك مبوقف الرئيس‬ ‫املدير العام لدار األنوار التي أكدت أن فصل الصحفية والتقني العاملني‬ ‫باملوقع االلكتروني جلريدة "الشروق" " نهائي وال رجعة فيه"‪.‬‬ ‫كان ذلك في لقاء التأم يوم األربعاء مبطبعة دار األنوار بالشرقية‬ ‫بحضور أعضاء من النقابة الوطنية للصحفيني التونسيني والنقابة‬ ‫األساسية لدار األنوار وخصص للنظر في وضعية الزميلني وفاء جميل‬ ‫وصالح جعفر اللذين دخال في إضراب جوع منذ يومني احتجاجا على‬ ‫طردهما ‪.‬‬ ‫قالت الرئيس املدير العام لدار األنوار سعيدة العامري حسب البيان‬ ‫املشترك إنها "قررت غلق موقع واب جريدة الشروق نهائيا" رافضة‬ ‫كل املقترحات األخرى" مشيرة إلى أن "القانون إلى جانبها بالرغم‬ ‫من "العديد من الثغرات القانونية التي شابت عملية الطرد الذي صار‬ ‫مألوفا بقسم الواب منذ بعثه" وفق ما يؤكده البيان‪ .‬وحملت النقابات‬ ‫التي أمضت هذا البيان إدارة دار األنوار مسؤولية احلالة الصحية‬ ‫للزميلني املضربني عن الطعام والتي "تسوء ساعة بعد ساعة بشهادة‬ ‫األطباء املتابعني حلالتهما" منذ األمس مالحظة أن هذه األزمة "أظهرت‬ ‫أن مؤسسة دار األنوار مازالت متمادية في خرق القانون واعتماد أشكال‬ ‫التشغيل الهش"‪.‬‬

‫كما نددت بهذه "املمارسات املهينة" التي يأتيها أصحاب بعض‬ ‫املؤسسات اخلاصة داعية كل مكونات املجتمع املدني حتمل مسؤولياتها‬ ‫من أجل "فرض إعالم حر ونزيه يرتقى إلى نضاالت الشعب التونسي‬ ‫التواق إلى احلرية والكرامة"‪.‬‬ ‫ويذكر أن الصحفية وفاء جميل والتقني صالح جعفر اللذين يعمالن‬ ‫باملوقع االلكتروني جلريدة "الشروق" دخال في إضراب جوع منذ‬ ‫يوم الثالثاء مبقر اجلريدة إحتجاجا على قرار إيقافهما عن العمل بصفة‬ ‫فجئية ودون سابق إعالم على حد قولهما‪.‬‬ ‫وكانت جريدة الشروق أوردت في عددها الصادر يوم األربعاء "أن‬ ‫العونني املضربني عن الطعام لم يثبتا كفاءتهما مما انعكس سلبا على‬ ‫مردودية موقع اجلريدة شكال ومضمونا"‪.‬‬

‫بو�سامل‪ :‬املياه تغمر معظم �أحياء املدينة‬ ‫واملواطنون يف خطر‬ ‫إثر تساقط كميات هائلة من األمطار على والية جندوبة اجتاحت السيول مدينة‬ ‫بوسالم فغمرت املياه معظم أحياء املدينة وخاصة حي فطومة والهادي خليل مما‬ ‫أستوجب تدخل السلط اجلهوية واجليش الوطني فقامت احلماية املدنية بضخ املياه من‬ ‫املنازل‪ .‬كما حوصرت منطقة سيدي علي اجلبيني باملياه كعادتها كل سنة‪ ،‬فاستحال‬ ‫إجالء املواطنني ولم جتد احلماية املدنية من حل سوى مد أهالي املنطقة باإلعاشة‬ ‫بواسطة قوارب سريعة‪ .‬فهل من تدخل جذري للتخلص من هذا الكابوس الذي يكاد‬ ‫يتكرر كل سنة؟‬ ‫لم تقدر البالوعات على استيعاب الكميات الهائلة من األمطار التي تساقطت‬ ‫على مدينة جندوبة فغمرت املياه‪ .‬حي التطور واجتاحت املنازل وفي ظل انشغال كل‬ ‫السلط اجلهوية واحمللية بالوضع في بوسالم سارع أعضاء املكتب اجلهوي حلركة‬ ‫النهضة بجندوبة على رأسهم السيد توفيق السعيدي والسيد أحمد املشرقي عضو‬ ‫املجلس التأسيسي إلى عني املكان منذ الصباح حيث عاينوا األضرار واتصلوا مباشرة‬ ‫باملواطنني املتضررين وحرصا على سالمة املواطنني وخدمتهم قام مكتب النهضة‬ ‫بكراء محرك لضخ املياه وأنابيب لشفط املياه من املنازل كما تطوع األخ عبد الكرمي‬ ‫العبيدي بتوفير جرار وجرافة إلعانة األهالي وقام اإلخوة بزيارة البيوت املتضررة‬ ‫ومعاينة حاالت اجتماعية تدمي القلب وقد أكد املتساكنون على ضرورة االلتفات إلى‬ ‫جهتهم ومراجعة البنية التحتية بها خاصة وان طفح املجاري هو عادة مالزمة لكل مطر‬ ‫تقريبا فمتى ستنتهي هذه املأساة في بوسالم؟‬


‫‪6‬‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫الدمهاين‬

‫ال�سيـول والفي�ضـان م�س ّلـط‬ ‫�سيـف ّ‬ ‫على املـواطنيـن مع كـل مو�سـم �أمطـار‬

‫الأمطار الغزيرة‬ ‫ّ‬ ‫ت�شل حركة القطار‬

‫سيف الدين بن محجوب‬ ‫أ ّدى نزول األمطار ببالدنا في الفترة‬ ‫املاضية إلى وفاة عدد من املواطنني وإلى‬ ‫خسائر ما ّدية جسيمة‪ ،‬حيث تراكمت املياه‬ ‫بالعديد من األماكن املنخفضة وأغلقت‬ ‫العديد من الطرقات‪ ،‬وجرفت السيول‬ ‫سيارات و شاحنات وحتى حافالت‪ .‬كما‬ ‫غمرت مياه األمطار عديد البيوت واحملالت‬ ‫التجار ّية مثلما وقع مبدن باجة ومجاز‬ ‫الباب وغيرها‪ ،‬وأ ّدت إلى غرق مناطق‬ ‫متسح هكتارات بأكملها في الواليات‬ ‫الداخلية على غرار واليات زغوان وباجة‬ ‫وجندوبة وبنزرت وسليانة‪ ،‬وال ننسى‬ ‫واليات تونس الكبرى التي أصبحت أشبه‬ ‫مبدينة البندقية العائمة‪.‬‬ ‫سجلت‬ ‫صحيح أنّ الكميّات التي‬ ‫ّ‬ ‫استثنائية إذ بلغت ‪ 200‬ملم في بني خالّد‬ ‫مثال‪ ،‬إالّ أنها خلقت العديد من املشاكل‬ ‫وتسبّبت في تعطيل مصالح املواطنني‪.‬‬

‫الغريب في األمر أنّ نفس املشهد يتك ّرر‬ ‫سنو ّيا تقريبا‪ ،‬فكلّما نزلت كميّات من‬ ‫األمطار كبيرة كانت أو قليلة إالّ وعانينا‬ ‫من نفس املشكل وتصاب البالد بشلل يكاد‬ ‫يكون كلّيا ج ّراء غرق الطرقات الكبرى‬ ‫واألنفاق وجريان أودية من األوحال في كل‬ ‫مكان‪ .‬والغريب أيضا أنّ السلطات املعنيّة‬ ‫ال تتّخذ اإلج��راءات الوقائية لكي متنع‬ ‫حدوث مثل هذه املشاكل واالضطرابات‬ ‫في البالد رغم علمها باحلالة السيئة‬ ‫يسجل كل‬ ‫لقنوات تصريف املياه‪ ،‬ورغم ما‬ ‫ّ‬ ‫سنة من نقائص‪ ،‬بل تخرج علينا اجلهات‬ ‫املعنيّة كل م ّرة بنفس التبريرات الضعيفة‬ ‫املهزوزة املتك ّررة منذ عشرين سنة ونيف‬ ‫لتب ّرر عجزها عن اتخاذ التدابير الالزمة‪.‬‬ ‫تقصر‬ ‫فهذا مسؤول يعتبر أنّ وزارته لم ّ‬ ‫وأجنزت ما أوكل لها بكل حرفيّة وإتقان‬ ‫املختصة اتّخذت‬ ‫وآخر يؤ ّكد أنّ السلطات‬ ‫ّ‬ ‫التدابير الالزمة ولك ّن الواقع يأتي ليكشف‬ ‫غير ذلك‪.‬‬ ‫يبينّ نزول األمطار كل سنة ضعف‬ ‫خاصة البنية‬ ‫البنية التحتية ببالدنا‬ ‫ّ‬ ‫التحتيّة اللوجستيّة على غرار قنوات‬

‫تصريف املياه التي امتألت باألوساخ‬ ‫واألتربة ولم يتم تهيئتها ملوسم نزول‬ ‫األمطار وال جند جهة مح ّددة معنيّة‬ ‫مبجاري مياه األمطار‪ ،‬فالبل ّدية تلقي‬ ‫باملسؤولية على وزارة التجهيز واألخيرة‬ ‫تلقي باملسؤولية على األولى‪ .‬وتسبّبت‬ ‫كميّات األمطار التي شهدتها بالدنا‬ ‫ورغم أنّها اعتبرت ها ّمة خالل يومني‬ ‫فقط في ك ّل هذه الفيضانات التي أ ّدت إلى‬ ‫خسائر بشر ّية وما ّدية إضافة إلى تعطيل‬ ‫مصالح املواطنني‪ .‬ويبقى املواطن أبرز‬ ‫املتض ّررين من الفيضانات التي تداهمنا‬ ‫كل سنة‪ ،‬ويتساءل في كل م ّرة بعد أن نفذ‬ ‫صبره‪ ،‬إلى متى ستتواصل معاناته مع‬ ‫األمطار كلّما م ّن الله علينا بغيثه؟ إلى متى‬ ‫ستواصل السلطات جتاهلها لألوضاع‬ ‫املزرية للبنية التحتية؟ وإلى متى ستواصل‬ ‫السلطات استغفال املواطن ومترير أعذار‬ ‫وتبريرات ال تنفعه في شيء إن لم نقل‬ ‫الصحة‪ .‬ويبقى‬ ‫إنّها ال جتد أساسا من‬ ‫ّ‬ ‫التساؤل األخير‪ ،‬كيف سيكون الوضع إذا‬ ‫ما كانت ك ّميات األمطار أكبر من هذا بكثير‬ ‫في امل ّرات املقبلة؟ هل ستغرق كل البالد؟‬

‫عىل هامش نزول األمطار‬ ‫األمطار في تونس عموما شحيحة‪،‬‬ ‫واملع ّدل السنوي العام ال يتجاوز الـ‪ 235‬مم‪،‬‬ ‫وعدد األ ّيام املمطرة في السنة ال يتع ّدى مع ّدلها‬ ‫العام الـ‪ 50‬يوما‪ ،‬سمتها البارزة حسب بعض‬ ‫املختصني أنها تأتي بعد فترة انقطاع تطول أو‬ ‫ّ‬ ‫مما‬ ‫تقصر ولكنّها كثيفة في غالب األحيان‪ّ ،‬‬ ‫قوي يجرف األرض ويرفع‬ ‫ينج ّر عنها سيالن ّ‬ ‫مما يه ّدد حركة املرور‬ ‫منسوب األودية فجأة‪ّ ،‬‬ ‫وسكان األراضي املنخفضة‪ ،‬وجاءتنا مساء‬ ‫يوم األحد ‪ 30‬أكتوبر اجلاري األخبار غير‬ ‫السا ّرة بوفاة ثالثة مواطنني‪ ،‬شابني وامرأة‬ ‫قضوا غرقا بعد أن جرفتهم مياه أحد األودية‬ ‫بوالية زغوان والكاف إضافة إلى أحياء واسعة‬ ‫من العاصمة وغيرها غمرتها مياه السيالن‪،‬‬ ‫وفقد معها املواطنون أدباشهم وأثاثهم‪،‬‬ ‫وعاشوا ساعات من ال ّرعب‪ ،‬إن لم يبيتوا ليالي‬ ‫عديدة خارج محالّتهم‪.‬‬ ‫إنها خسارة جسيمة بفقدان مواطنني أبرياء‬

‫يحثون اخلطى للعودة إلى منازلهم‪ ،‬وما ينج ّر‬ ‫عن هذه الكارثة من ُيتْم لألوالد وتر ّمل للنساء‬ ‫وفقدان ال ّدخل‪ ،‬وكل ذلك كان باإلمكان تفاديه‬ ‫عبر حملة توعية وبأشكال بسيطة معمول بها‬ ‫في أغلب الدول التي حتترم رعاياها ويهت ّز فؤاد‬ ‫مسؤوليها ملوت ه ّرة فما بالك مبوت مواطن‪،‬‬ ‫تعمد البلد ّيات ومسؤولو املناطق الريفية إلى‬ ‫وضع إشارات (‪ )Repères‬باألماكن اخلطرة‪،‬‬ ‫بل وكتابة نصوص تؤ ّرخ للحوادث السابقة‬ ‫كشاهد ملموس على مأساة سابقة تش ّكل أثرا‬ ‫ماديا لتحسيس أهالي املنطقة‪ .‬فتنجح بهذا‬ ‫األسلوب البسيط في تكوين ذاكرة جماعية‬ ‫للسكان واألجيال املتعاقبة‪ ،‬حت ّفز على احلذر‬ ‫وعدم املخاطرة بقطع األودية عند فيضانها‪،‬‬ ‫وتدفع اجلهات املسؤولة إلى اإلسراع بتهيئة‬ ‫مناطق الفيضان مبا يحفظ أرواح التونسيني‬ ‫ويخ ّفف العبء على املجموعة الوطنية‪ ،‬ولم‬ ‫ال تعمد األجهزة املعنيّة بالرصد والتك ّهن إلى‬

‫على غرار بقية مناطق اجلمهورية تلقت الدهماني‬ ‫كميات هامة من الغيث النافع التي استبشر بها الفالحون‬ ‫‪،‬كما تبشر مبوسم فالحي واعد ‪.‬في املقابل تسببت‬ ‫السيول املتهاطلة في قطع الطريق بني تونس والقلعة‬ ‫اخلصباء ‪.‬فمنذ األحد الفارط توقفت الرحالت على هذا‬ ‫اخلط احلديدي بسبب الوضع املتردي للجسر بقنطرة‬ ‫الفحص فتوقفت الرحالت في االجتاهني وبقي القطاران‬ ‫رابضني مبحطة الدهماني ‪.‬البعض من املواطنني اتصل‬ ‫بنا وعبر عن استغرابه من عدم تدخل شركة النقل‬ ‫احلديدي ملعاجلة الوضعية بالتنسيق مع شركة النقل‬ ‫البري وذلك بتخصيص حافالت لنقل املسافرين من‬ ‫احملطة التي بها اجلسر الذي تضرر من املطر الى احملطة‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫سعيد للفجر‪:‬‬ ‫أستاذ القانون الدستوري قيس ّ‬

‫جتاوز عقبات الت�أ�سي�سي‬ ‫ال يتم �إال بت�شكيل م�شهد �سيا�سي جديد‬ ‫حاوره أسامة ّ‬ ‫بالطاهر‬ ‫بعدما باحت صناديق االقتراع بأسرارها‪ ،‬وعرفت كل‬ ‫األطراف ما لها وما عليها‪ ،‬يتهيّأ الناجحون‪ ،‬وسط تر ّقب‬ ‫الشعب التونسي‪ ،‬النعقاد اجللسة االفتتاحيّة للمجلس‬ ‫التأسيسي‪ ،‬الذي كان مطلبا شعبيّا صدحت به حناجر‬ ‫املعتصمني في ساحة القصبة‪ .‬وعن كيفيّة الدعوة إلى‬ ‫التئام املجلس ومهامه والصعوبات التي قد تعترضه كان‬ ‫لنا مع أستاذ القانون الدستوري السيّد قيس سعيّد احلوار‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫عملية اجتامع املجلس التأسييس؟‬ ‫ستتم‬ ‫تقنيا‪ ،‬كيف ومتى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫يبدو أن النيّة تتّجه إلى إصدار أمر من رئيس اجلمهور ّية‬ ‫املؤ ّقت بدعوة املجلس التأسيسي إلى التئام في موعد مح ّدد‬ ‫النص وسيتم ذلك إثر اإلعالن النهائي عن النتائج‬ ‫في هذا‬ ‫ّ‬ ‫ألنّه الب ّد من جهة تتولّى دعوة املجلس إلى التئام واجلهة‬ ‫املخ ّولة هي التي تضمن استمرار ّية الدولة وهي في هذه‬ ‫احلالة رئاسة اجلمهور ّية‪.‬‬ ‫االفتتاحية للمجلس؟‬ ‫وما هي اخلطوة األوىل يف اجللسة‬ ‫ّ‬

‫املوالية لتتواصل الرحالت بشكل عادي‪ ،‬خاصة وأنه‬ ‫خالل هذا االسبوع تتكثف تنقالت السكان على هذا‬ ‫اخلط الذي متيز باالكتظاظ خالل األيام العادية ‪،‬فما‬ ‫بالك اذا تعلق األمر بعطلة اخلريف وعيد االضحى وهو‬ ‫أمر يفسر بإقبال متوسطي الدخل وذوي االحتياجات‬ ‫اخلصوصية الذين يتمتعون بتخفيضات هامة وكذلك‬ ‫الشأن بالنسبة إلى األطفال ‪.‬من هنا وجب تدخل السلط‬ ‫املعنية في الوقت املناسب حتى يعود اخلط إلى االشتغال‬ ‫وحتل بذلك مشاكل العائالت محدودة الدخل حتى‬ ‫تتمكن من قضاء عطلة عيد االضحى في ظروف طيبة‪.‬‬ ‫نورالدين اليعقوبي‬

‫كيف نتفادى �إزهاق الأرواح ؟‬

‫في العادة‪ ،‬ومن قبيل العرف اجلاري به العمل‪ ،‬يتولّى‬ ‫أكبر الن ّواب سنّا رئاسة اجللسة األولى مبساعدة أصغرهم‬ ‫ّ‬ ‫الترشح لرئاسة املجلس‪ .‬والب ّد من‬ ‫سنّا‪ .‬ث ّم يفتح باب‬ ‫االتفاق بني أعضاء املجلس على األغلبية الضرور ّية لفوز‬ ‫ّ‬ ‫املترشحني برئاسة املجلس‪ .‬وقد يكون من األسلم‬ ‫أحد‬ ‫في هذا السياق أن يت ّم اشتراط األغلبية املطلقة ألعضاء‬ ‫ّ‬ ‫مترشح على‬ ‫يتحصل أي‬ ‫املجلس في دورة أولى‪ ،‬فإذا لم‬ ‫ّ‬ ‫هذه األغلبيّة يتم تنظيم دورة انتخابيّة ثانية ال يتق ّدم لها إالّ‬ ‫ّ‬ ‫حتصال على أكثر ّية األصوات في الدورة‬ ‫املترشحان اللذان‬ ‫ّ‬ ‫األولى وتكتفي الدورة الثانية باألغلبيّة النسبيّة لتحديد‬ ‫الفائز‪.‬‬ ‫ث ّم يتولّى رئيس جلسة االفتتاح دعوة الرئيس املنتخب‬ ‫خاصة تتولّى‬ ‫إلى رئاسة املجلس ثم يدعو إلى انتخاب جلنة‬ ‫ّ‬ ‫إعداد مشروع نظام داخلي للمجلس‪ ،‬ث ّم تعرض أعمال هذه‬ ‫اللجنة على اجللسة العا ّمة للمصادقة‪ ،‬وإذا متت املصادقة‬ ‫ينطلق املجلس في مباشرة أعماله التأسيسيّة وغيرها‪.‬‬

‫بكل تأكيد‪ ،‬سيكون األثر كبيرا على عمل املجلس‪ ،‬فإلى‬ ‫جانب النقاشات التي ستحصل على املواضيع املعروضة‬ ‫سواء منها التأسيسيّة أو غيرها‪ ،‬فإنّ نظام التصويت الذي‬ ‫سيتم اعتماده سوف يكون اإلطار الذي ميكن أن تؤ ّثر فيه‬ ‫مختلف التحالفات مبعنى أن هذه التحالفات قد تتغيّر فمن‬ ‫كان من الفرقاء قد يتح ّول إلى حليف ومن كان في صف‬ ‫احللفاء قد يخرج منه وينتقل إلى اجلهة املقابلة‪.‬‬

‫األولو ّية األولى‪ ،‬وإن كانت غير تأسيسيّة‪ ،‬هي‬ ‫وضع تنظيم جديد للسلط العموميّة يت ّم بناء عليه اختيار‬ ‫رئيس جديد للدولة واختيار الوزير األ ّول‪ ،‬إن كان هذا‬ ‫سينص عليه هذا التنظيم املؤ ّقت اجلديد والب ّد من‬ ‫ما‬ ‫ّ‬ ‫بالنص ّ‬ ‫املنظم لهذه السلط‬ ‫حتديد اختصاصات هذه السلط‬ ‫ّ‬ ‫املؤ ّقتة‪.‬‬ ‫األولو ّية الثانية‪ ،‬يتعلقّ األمر بوضع دستور لتونس‬ ‫كما سيتولّى مباشرة مهام أخرى حسب التنظيم املؤ ّقت‬ ‫للسلط العموميّة‪.‬‬

‫تتعلقّ الصعوبات‪ ،‬في الواقع‪ ،‬بكل عمل املجلس بدءا‬ ‫بالنظام الداخلي وصوال إلى املصادقة على مشروع‬ ‫الدستور وعلى بقيّة املشاريع‪ .‬أه ّم هذه الصعوبات تتمثّل‬ ‫في مسألة االصطفاف التي بدأت تظهر مالمحها منذ‬ ‫األ ّيام األولى التي تلت ‪ 23‬أكتوبر وهي في الواقع امتداد‬ ‫لالصطفافات التي ظهرت إثر ‪ 14‬من جانفي وال ميكن‬ ‫جتاوز هذه العقبات إالّ إذا ّ‬ ‫مت االبتعاد عن هذا املشهد‬ ‫وتشكيل مشهد جديد أساسه إعادة التأسيس وحتقيق‬ ‫تطلّعات الشعب في احلر ّية والكرامة‪.‬‬

‫ما هي‪ ،‬حسب رأيك‪ ،‬أولو ّيات عمل املجلس التأسييس خالل‬ ‫مدّ ة انتصابه؟‬

‫«المحرّر» تتو ّقف عن الصدور‬

‫وضع خارطة مع ك ّل موجة أمطار أو عاصفة‬ ‫وحتديد األودية اخلطرة واألق ّل خطورة وم ّد‬ ‫أجهزة اإلعالم بها‪ ،‬أو نشرها عبر مواقعها‬ ‫اإللكترونية ؟ ولم ال إنشاء هيكل نطلق عليه‬

‫اسم «اليقظة‪ ،‬فيضان» على غرار ما نراه مثال‬ ‫بفرنسا واملس ّمى بـ«‪ .»Vigicrues‬هل من‬ ‫أذن صاغية ؟‬ ‫ص‪.‬ص‬

‫‪7‬‬

‫هل يوجد ما يمنع أن جيمع نواب املجلس بني النيابة ومنصب‬ ‫يف احلكومة؟‬

‫ال يوجد ما مينع اجلمع بني املنصبني‪ ،‬ولكن إذا رأى‬ ‫املجلس خالف ذلك يجب في ذلك الوقت أن يس ّن قانونا‬ ‫مينع هذا اجلمع‪ .‬وفي ذلك الوقت يجب س ّد الشغورات التي‬ ‫ستحصل بناء على هذا القرار‪ .‬ولكن ال ب ّد من التأكيد على‬ ‫أن الكلمة النهائيّة تبقى للمجلس‪.‬‬

‫ّ‬ ‫املشكلة للحكومة عىل عمل‬ ‫هل سيؤ ّثر حتالف األحزاب‬ ‫التأسييس؟‬

‫ما هي الصعوبات التي قد تعرتض التأسييس يف انطالق‬ ‫أشغاله وطيلة املداوالت؟‬

‫فوجئت الساحة اإلعالمية ّ‬ ‫«املحرر»‬ ‫«املحرر» اليومية عن الصدور األسبوع املنقيض‪ ،‬وصحيفة‬ ‫بتوقف جريدة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املؤسسة علل‬ ‫يومية تصدر بعد الثورة‪ ،‬صاحبها رجل األعامل عبد الرمحان البهلول‪ .‬صاحب‬ ‫هي ّأول صحيفة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السلبية‬ ‫النتيجة‬ ‫إىل‬ ‫القرار‬ ‫أرجعوا‬ ‫املالحظني‬ ‫بعض‬ ‫لكن‬ ‫الصحيفة‬ ‫تعيشها‬ ‫التي‬ ‫الكبرية‬ ‫املالية‬ ‫بالصعوبات‬ ‫القرار‬ ‫ّ‬ ‫أسسه بالتزامن‬ ‫والذي‬ ‫التأسييس‪،‬‬ ‫للمجلس‬ ‫األخرية‬ ‫االنتخابات‬ ‫ان‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫الصحيفة‬ ‫باعث‬ ‫حزب‬ ‫عليها‬ ‫حصل‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متسكهم بكامل‬ ‫وتقدم يف عرش دوائر‬ ‫مع بعث الصحيفة‬ ‫ّ‬ ‫انتخابية‪ .‬الصحفيون العاملون بالصحيفة عبرّ وا عن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فإن جريدة‬ ‫اعتصاما‬ ‫موا‬ ‫ونظ‬ ‫الشغل‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫تفقد‬ ‫إىل‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫تظ‬ ‫تقديم‬ ‫إىل‬ ‫سارعوا‬ ‫حقوقهم‪ ،‬وقد‬ ‫بمقر النقابة‪ ،‬وباملناسبة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫«الفجر» تعبرّ عن تضامنها الكامل مع كل الزمالء‪.‬‬

‫أركان‬

‫امل�ساواة العادلة‬

‫‪18‬‬

‫د‪ .‬عبد المجيد النجار‬

‫الك ّل ينشد املساواة بني املواطنني‪ ،‬وال غرو‪ ،‬فالفطرة تطلب املساواة‬ ‫وتأبى احليف‪ ،‬فهي إذن ركن من أركان البناء املستقبلي للوطن‪،‬‬ ‫وباإلضافة إلى كون الشوق إلى املساواة مطلبا فطريا‪ ،‬فإنّه شوق‬ ‫تعزّز في النفوس‪ ،‬واشت ّد الطلب عليه مبا عاناه الناس طيلة عقود طويلة‬ ‫من احليف الصارخ على مستويات ع ّدة فردية وجهوية واقتصادية‬ ‫واجتماعية‪ ،‬فقد كانت متارس احملسوبية والرشوة واحملاباة للتمييز بني‬ ‫املواطنني بالتقدمي والتأخير في املراتب املستح ّقة على نطاق واسع‪ ،‬ولع ّل‬ ‫وفجرت الثورة‪.‬‬ ‫ذلك كان إحدى أكبر القطرات التي أفاضت الكأس ّ‬ ‫ولك ّن املساواة في إطالقها حتمل معاني ع ّدة ينبغي التمييز بينها‬ ‫لتبينّ املعنى املطلوب منها في هذا املقام‪ ،‬و ُيستبعد غيره مما يندرج‬ ‫ضمن هذه التسمية ولكنه ال يفي بالغرض‪ ،‬بل قد ينتهي إلى ض ّد‬ ‫املطلوب‪ ،‬فيؤول األمر إلى احليف من حيث ُطلب التساوي ‪ ،‬وإلى الظلم‬ ‫من حيث أُريد العدل‪ .‬ويروج اليوم كالم في مضمار التدافع السياسي‬ ‫واالجتماعي تختلط فيه مفاهيم املساواة‪ ،‬وينحرف فيه االجتاه أحيانا‬ ‫نحو ما ينتهي إلى الغنب واحلال أنّ املنشود هو البناء على العدل‪.‬‬ ‫ث ّمة مساواة رياضية تُسند فيها األنصبة إلى األطراف املعنية‬ ‫بالتساوي في الكمية بقطع النظر عن ظروف ك ّل طرف من تلك األطراف‬ ‫وحاجاته وقدراته‪ ،‬كما إذا أعطي رغيف لك ّل فرد من احلاضرين بقطع‬ ‫النظر عن اختالفهم في أسنانهم وفي أجسامهم وفي أحوال حاجتهم‬ ‫للطعام وفي أوضاعهم الصحية وغير ذلك من العوارض‪.‬‬ ‫وثمة مساواة عادلة‪ ،‬وهي التي توزّع فيها األنصبة على األطراف‬ ‫املعنية بحسب حاجاتهم وطاقاتهم وأوضاعهم وأحوالهم؛ ولذلك رمبا‬ ‫نقص نصيب هذا عن نصيب ذاك في مرفق معني من مرافق احلياة في‬ ‫مقابل زيادة له عنه في مرفق آخر منها بسبب حاجة له فيما كانت له فيه‬ ‫زيادة‪ ،‬واكتفاء فيما كان له فيه نقصان‪.‬‬ ‫إذا كانت املساواة بني املواطنني مبدأ مطلوبا على وجه اإلطالق في‬ ‫كل القيم اإلنسانية مبا يحفظ الكرامة واحلرية واألهلية املدنية واحلقوق‬ ‫العا ّمة‪ ،‬فإنّ املساواة الرياضية بأن توزع عليهم الدولة نفس املقادير‬ ‫من املال قد تنتهي إلى احليف‪ ،‬إذ حاجاتهم متفاوتة بحسب أوضاعهم‪،‬‬ ‫وتوزيع املقادير بالتساوي بينهم ينتهي إلى تفاوت قد يكون مجحفا‬ ‫بالنظر إلى تفاوت أوضاعهم قبل التوزيع‪ ،‬ومن ثمة يكون التوزيع عليهم‬ ‫بحسب أوضاعهم هو املساواة العادلة‪.‬‬ ‫ولو كانت التكاليف في األعمال أو في املسابقات الرياضية توزّع‬ ‫باملساواة احلسابية بني الرجل واملرأة مع التفاوت بينهما في طبيعة‬ ‫التح ّمل البدني فإنّ األمر سيؤول حتما إلى حيف ُيظلم فيه الطرف‬ ‫األضعف من حيث التح ّمل البدني‪ ،‬واملساواة العادلة في هذا الشأن‬ ‫إمنا تكون بتوزيع التكاليف بحسب التفاوت الفطري في طاقة التح ّمل‬ ‫اجلسمي‪.‬‬ ‫إنّ الذين ينادون مبساواة حسابية في اإلرث بني الرجل واملرأة‬ ‫في نظام إسالمي قائم على معادالت دقيقة في توزيع التكاليف املادية‬ ‫بينهما في نطاق التكافل األسري سينتهي بهم األمر في هذه املساواة‬ ‫احلسابية إلى غنب كبير النخرام تلك املعادالت التي قامت على املساواة‬ ‫العادلة في توزيع التكاليف واالستحقاقات بني الطرفني‪.‬‬ ‫وحينما وضع القانون االنتخابي الذي ستجري عليه انتخابات‬ ‫املجلس التأسيسي على مبدإ من املساواة احلسابية بني الرجال والنساء‬ ‫في القوائم النسبية املع ّدة على أساس املناصفة والتتالي فإنّ الواقع أثبت‬ ‫أنّ النتائج لم حتصل فيها املرأة على أكثر من نيف وعشرين باملائة من‬ ‫املقاعد‪ ،‬ولو وضع هذا القانون على أساس من املساواة العادلة التي‬ ‫تتاح فيها الفرص متساوية للمترشحني بأن ُي ّ‬ ‫رشح من ِتؤنس فيه‬ ‫الكفاءة األعلى‪ ،‬وللناخبني بأن ُيفتح لهم باب االختيار ملن هو أكفأ بصفة‬ ‫مرسلة لكانت النتيجة املنتظرة ملقاعد النساء أكثر مما جاء به القانون‬ ‫احلالي‪ ،‬فضال عن أن يك ّن قد اكتسنب تلك املقاعد باالستحقاق الذاتي‬ ‫بدل االستحقاق " التناصفي"‪ ،‬ولكان املآل أقرب إلى العدل في حظوظ‬ ‫كل من الرجال والنساء في التمثيل الشعبي‪ ،‬ولكنّها الغفلة عن التفرقة‬ ‫بني املساواة الرياضية واملساواة العادلة هي التي أوقعت في مثل هذه‬ ‫الفخاخ‪ ،‬ولو متادى األمر على تلك الغفلة فستوقعنا في فخاخ أكبر‪ ،‬وفي‬ ‫إجحافات ومظالم أكثر وأفظع‪.‬‬


‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫احلجي‪:‬‬ ‫لطفي ّ‬

‫احرتام �أخالق ّيات‬ ‫ال�صحافة تر�سيخ لثقافة‬ ‫حقوق الإن�سان‬ ‫حاوره أسامة بالطاهر‬

‫حمل و�سائل االعالم‬ ‫يبدو �أن ما تعي�شه تون�س اليوم من انفتاح على الدميقراط ّية واحلر ّيات قد ّ‬ ‫وخا�صة منها االقت�صاد ّية واالجتماع ّية‪.‬‬ ‫وال�صحف ّيني م�س�ؤول ّية جتاه ال�شعب من �أجل تعريفه بحقوقه ّ‬ ‫حجي‪ ،‬مبنا�سبة ندوة عن ق�ضايا التنمية واحلقوق االقت�صاد ّية‬ ‫بهذا اخل�صو�ص حاورنا الإعالمي لطفي ّ‬ ‫واالجتماع ّية ّنظمها املعهد العربي حلقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫يؤدي دور الوسيط بني‬ ‫كيف يمكن لألعالم أن ّ‬ ‫مؤسسات الدولة واملجتمع املدين واملواطن من‬ ‫ّ‬ ‫أجل تبسيط مفاهيم حقوق اإلنسان؟‬

‫الب ّد على االعالم أن يحافظ على استقالليّته‬ ‫عن السلطة وعن األحزاب كي ال يتح ّول إلى‬ ‫بوق دعاية ألي طرف كان مهما كانت شرعيّته‬ ‫ومصداقيّته‪ .‬ألنّي أعتبر أن االستقالليّة مدخل‬ ‫إلرساء ثقافة حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫إضافة إلى االستقالليّة‪ ،‬أرى أن احترام‬ ‫أخالقيّات املهنة الصحفيّة يع ّد من املظاهر التي‬ ‫تبينّ أنّنا أصبحنا نولي اهتماما بحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫فااللتزام بعدم ثلب الناس أو التشهير بهم‬ ‫وغيرها من جرائم الصحافة هي مبادئ ال ب ّد أن‬ ‫يتر ّبى عليها الصحفي‪.‬‬ ‫ففي العهد السابق استخدم النظام عديد‬ ‫مس من‬ ‫الصحفيّني لهتك أعراض النّاس وهذا ّ‬ ‫حقوق اإلنسان‪ .‬لكنّنا اليوم منلك مجاال لتجسيد‬ ‫هذه األخالقيّات‪.‬‬ ‫إذا هل ترى أن االعالم مقصرّ‬ ‫بمسائل حقوق اإلنسان؟‬

‫يف االهتامم‬

‫اهتمام اإلعالم بحقوق اإلنسان ضعيف في‬ ‫كثير من احلاالت‪ .‬لذا الب ّد من تقوية هذا املجال‬ ‫داخل وسائل اإلعالم‪ .‬فلماذا ال يكون‪ ،‬على سبيل‬ ‫مختصون أو ربمّ ا لديهم فكرة‬ ‫املثال‪ ،‬صحافيّون‬ ‫ّ‬ ‫أو تكوين في مجال حقوق اإلنسان واملواثيق‬ ‫اخلاصة بهذا املوضوع‪.‬‬ ‫واملعاهدات الدوليّة‬ ‫ّ‬ ‫فلو وصلنا إلى حتقيق هذا الهدف الستطعنا‬ ‫تركيز مد ّونة سلوك يلتزم الصحافيّون باحلفاظ‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫لو افرتضنا أن الصحفي يملك تكوينا يف جمال‬

‫حقوق اإلنسان‪ ،‬ما هي الطريقة األنجع التي عليه‬ ‫إتّباعها من أجل تبسيط مفاهيم حقوق اإلنسان‬ ‫للمواطن؟‬

‫أذكر هنا كلمة جيّدة تتر ّدد كثيرا في وسائل‬ ‫االعالم وهي "نبض الشارع"‪ .‬أن يكون‬ ‫اإلعالمي نبض املواطن التونسي وينجح في‬ ‫تبسيط مفهوم حقوق اإلنسان عندما يكتشف‬ ‫انتهاكات حقوق اإلنسان وكشفها‪ .‬فعندما ينتقل‬ ‫الصحفي إلى املناطق النائية التي تشهد كثيرا‬ ‫من االنتهاكات‪ ،‬ليس فقط بالتعذيب والتضييق‬ ‫في حر ّية تعبير وإمنا افتقار املواطن إلى قوت‬ ‫يومه انتهاك حلقوقه‪ ،‬افتقاره إلى ما يضمن له‬ ‫صحة أو تعليم انتهاك‬ ‫كرامته من مسكن الئق أو ّ‬ ‫حلقوقه‪ ،‬عندما يعاين الصحفي هذه األوضاع‬ ‫عن قرب ويكتشف هذه املظالم يكون قد ساهم‬ ‫بقسط كبير في ضمان حقوق اإلنسان عبر دفع‬ ‫السلطات‪ ،‬إن كانت وطنيّة‪ ،‬أو املن ّظمات القادرة‬ ‫على التمويل أو املستثمرين للعمل على تنمية‬ ‫هذه املناطق‪.‬‬ ‫يطبق عىل أي دولة‪ ،‬هل ترى‬ ‫هذا الرأي قد ّ‬ ‫تونسية يف هذه املسألة؟‬ ‫خصوصية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ال‪ ،‬ففي تونس قام النظام السياسي السابق‬ ‫بهتك كبير للكرامة اإلنسانية طيلة ‪ 5‬عقود‪.‬‬ ‫ونحن نريد اليوم أن يتع ّود املواطن التونسي‬ ‫على االعتزاز بكرامته والدفاع عنها وأن يعتبر‬ ‫االعالم ومن ّظمات املجتمع املدني أول الهياكل‬ ‫واألطراف التي ميكنها املساعدة على حتقيق‬ ‫هذا الهدف‪ .‬وعلى وسائل اإلعالم واملجتمع‬ ‫املدني أيضا أن تتحمل مسؤولية الرفع من وعي‬ ‫املواطن وحتقيق كرامته‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫وطنية‬

‫املثقفون والثورة وال�سلطة‬ ‫بعد صدور نتائج االنتخابات خاطبني أحد طلبتي األعزاء‬ ‫فقال لي مازحا " أهال مبثقف السلطة"‪ .‬كانت املزحة ستكون‬ ‫ثقيلة لوال معرفتي بحسن نوايا مخاطبي ‪ .‬واحلقيقة أن مخاطبي‬ ‫محمد الرحموني‬ ‫أراد تذكيري مبقاالت نشرتها قبل الثورة وبعدها رأى فيها‬ ‫البعض شيئا من القسوة في التعامل مع " رهط" من النخبة‬ ‫التونسية كنت قد نعتهم في إحدى مقاالتي بـ " الثقفوت"‪ .‬مع األسف الشديد لم تتغير‬ ‫قناعتي هذه بعد خصوصا ونحن نقرأ ونسمع ونشاهد هذه النخبة وهي تنهال على الشعب‬ ‫سبا وشتما ملجرد أنه مارس حقه في انتخابات نزيهة ودميقراطية كانت نتائجها في غبر‬ ‫صاحلهم ‪ ،‬وتندب حظها التعيس متسائلة عن مصير اخلمارات وأفالم العري املجاني‬ ‫والزوجة الواحدة وما شابه ذلك من مكاسب " حداثية" يخشون االنقالب عليها من قبل‬ ‫"النهضة" ولم يفد في ذلك كل األميانات التي يحلفها قادة النهضة صباح مساء وعلى‬ ‫كل منبر حتى خيّل للناس أننا إزاء مجتمع مدمن على اخلمر رجاله مهووسون باجلنس‬ ‫ينتظرون أول إشارة لالنقضاض على النساء‪. ...‬لذلك فرسالتي لهذه النخبة تتلخص في "‬ ‫رسالتني" واحدة من عندي والثانية بقلم الراحل إدوارد سعيد‪:‬‬ ‫‪ – 1‬األولى موجهة للذين كانوا " شياطني خرسا وناطقني " زمن االستبداد‪:‬‬ ‫على هؤالء أن" يغتسلوا" و" يتطهروا " من " كبائرهم" قبل االنخراط في أية‬ ‫مطالبات والطريق إلى ذلك معلومة ‪ :‬نقد ذاتي وليس هناك أبسط من النقد الذاتي فقد علمتنا‬ ‫الثورات العظيمة أنّ املثقفني هم أول من يبادر إلى نقد الذات ولنذكر نكسة ‪ 67‬وما تالها من‬ ‫مراجعات ( نزار قباني – سعد الله ونوس – ياسني احلافظ – سليمان العيسى ‪ -‬صادق‬ ‫جالل العظم – هشام شرابي ‪ . ) ..‬وللنقد الذاتي معنيان يتمثل األول وهو أضعف اإلميان‬ ‫في أن نغيّر ما بأنفسهم فيبدؤون مبواجهة مشاكلهم عوض الفرار منها‪ ،‬فيراجعون ذواتهم‬ ‫ويحاسبونها ويصارحون أنفسهم وينقدونها حتى يعرفوا األسباب احلقيقية للسقوط‬ ‫املريع زمن االستبداد عوض اإلنكار والبحث عن مبررات أو البكاء على ما فات وضاع‪.‬‬ ‫املعنى الثاني للنقد الذاتي يشمل املنهج إذ يتوجب عليهم جتاوز النزعة التجزيئية التي‬ ‫طبعت حتاليلهم ورؤيتهم للواقع‬ ‫ونقصد بها جنوحا إلى عزل الظواهر عن بعضها و دراستها مفصولة و كأننا نفترض أن‬ ‫حياتنا تتكون من مجموعة من املجاالت املتضاربة التي اجتمعت مصادفة في خليط‪ .‬فنحن‬ ‫اعتدنا أن نلتقط من كل مستوى من مستويات الفكر نقطة نسلّط عليها الضوء و ندرسها‬ ‫معزولة عن سائر النقاط‪ ،‬فبدال من أن ندرس مشكالتنا باعتبارها محصلة ملختلف القوى‬ ‫نعمل على عزل هذه القوى عزال قاطعا فنتناول اللّغة و كأنّها عنصر مفصول عن الدين‪ ،‬و‬ ‫نرى للسياسة كيانا منفصال عن قضايا الدين والفن ويخيّل إلينا أن العلوم دائرة معارضة‬ ‫لدائرة األدب ( النزعة الوضعانية ) و هكذا تنتهي بنا كل دراسة إلى زاوية ضيقة نصدر‬ ‫منها أحكاما مصطنعة تزيدنا حيرة و ارتباكا ‪.‬هذه النزعة الشمولية ستفضي " حتما"‬ ‫إلى اجلذرية التي تعني جتاوز السياسي إلى الثقافي واملركزي إلى الهامشي واألنظمة إلى‬ ‫املجتمعات والظواهر إلى أصولها‪ ،‬أي أنها تعني في النهاية جتاوز سطح املجتمع إلى بناه‬ ‫العميقة‪ ،‬و جتاوز واقعه إلى تاريخه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الثانية موجهة للذين مازالوا يناضلون في الغرف ووراء أجهزة الكمبيوتر‬ ‫يلوكون " اللوبان الثقافي " وإلى الذين بدؤوا منذ اآلن وقبل تسلم الفائزين في‬ ‫االنتخابات للسلطة يغيّرون جلودهم ويتهيّؤون للقيام بنقلة بيولوجية غير مسبوقة من‬ ‫صنف الزواحف إلى صنف " اللواحس"‪:‬‬ ‫كتب إدوارد سعيد في خامتة كتابه " املثقف والسلطة "‪ " :‬ال شك أن لديك قناعات‬ ‫وأنك تصدر أحكاما ولكنك ال تصل إليها إال بالعمل‪ ،‬وباإلحساس بارتباطك باآلخرين‪،‬‬ ‫باملثقفني اآلخرين‪ ،‬وبحركة القاعدة الشعبية‪ ،‬وباستمرار التاريخ ‪،‬ومبجـــموعة من‬ ‫خـبرات احلياة التي عاشها الناس‪ .‬وأ ّما عن املجردات و"العقائد الصحيحة" فاملشكلة‬ ‫التي تكتنفها هي أنها متثّل رعاة يطلبون اإلسعاد واالسترضاء ك ّل الوقت‪ .‬ويجب أال تتخذ‬ ‫الشرعة األخالقية واملبادئ اخلاصة باملثقف أو املفكر صورة "علبة التروس"‪ُ ،‬محكمة‬ ‫توجه مسار الفكر والعمل في اجتاه واحد وتستمد طاقتها‬ ‫اإلغالق في السيارة وهي التي ّ‬ ‫من مح ّرك يعتمد على مصدر واحد للوقود‪ ،‬بل إنّ على املفكر أن يتج ّول كيفما شاء‪ ،‬وأن‬ ‫يتمتع بحرية التوقف والر ّد على السلطة ‪،‬إذ إن اخلضوع للسلطة في عالم اليوم ميثل أكبر‬ ‫خطر يهدد احلياة الفكرية واخللقية النشطة‪".‬‬

‫دعوة �إىل وفاق وطني من �أجل عقد اجتماعي جديد‬

‫َع َمى الألوان‬

‫دعا السيد حممد النارص‪ ،‬وزير الشؤون االجتامعية يف احلكومة املؤقتة‪ ،‬إىل وفاق وطني إلرساء‬ ‫عقد اجتامعي جديد يؤمن تنمية عادلة ومتضامنة‪ ،‬وفرصا متكافئة جلميع فئات املجتمع‪ ،‬ويعيد‬ ‫الثقة يف املستقبل ويف مؤسسات الدولة وذلك يف إطار رؤية جمتمعية يكرسها الدستور اجلديد‪.‬‬ ‫كان ذلك يف ندوة ّ‬ ‫نظمت ببادرة من املعهد العريب حلقوق اإلنسان عن "قضايا التنمية واحلقوق‬ ‫االقتصادية واالجتامعية‪ :‬من اجل حوار جمتمعي" وذلك يومي ‪ 28‬و‪ 29‬من الشهر الفارط‬ ‫بمشاركة ممثلني عن األحزاب واملنظامت واجلمعيات الوطنية والعربية وثلة من اإلعالميني‬ ‫والناشطني يف حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫حرض ّ‬ ‫كل يشء لدى زعامات اليسار واملاركسيني لتحليل وفهم نتائج انتخابات املجلس‬ ‫والرجعية واملساجد والدين وغاب التحليل الطبقي‬ ‫التقدمية‬ ‫التأسييس‪ ،‬حرضت األفكار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لفوز حركة النهضة‪ ،‬هل القادمون جدد كمربادور‪ ،‬كبار م ّالك األرايض‪ ،‬برجوازية فاحشة‬ ‫ومتوسطي الدخل وعنارص من الربوليتاريا‬ ‫ال تعنيها إال مصاحلها‪ ،‬أم هم طبقة من العماّ ل‬ ‫ّ‬ ‫أن غلبة التد ّين عىل القادمني اجلدد‪ ،‬أصاب‬ ‫واملستضعفني يف األرض‪ ،‬أم هم شبه شبه‪ ،‬أم ّ‬ ‫بع َمى األلوان ؟‬ ‫أصحاب العقيدة املاركسية والتفسري املادي للتاريخ َ‬

‫نقابة‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫مؤسسة ّ‬ ‫املوفق اإلداري‪:‬‬ ‫إطارات وأعوان ّ‬

‫‪9‬‬

‫م� ّؤ�س�ستنا الإبن املنبوذ لرئا�سة اجلمهور ّية‬

‫أسامة بالطاهر‬ ‫يتواصل إضراب أعوان وإطارات مصالح املوفق اإلداري‬ ‫مبؤسسة رئاسة اجلمهورية والذي انطلق بداية من ‪ 11‬أكتوبر‬ ‫مؤسسة رئاسة اجلمهور ّية واستمرار‬ ‫الفارط‪ .‬أمام تصلب‬ ‫ّ‬ ‫املظلمة التي تعيشها مصالح املوفق اإلداري‪.‬‬ ‫ويأتي هذا اإلضراب بعد عديد املراسالت إلى الديوان‬ ‫الرئاسي والنقابة األساسيّة ألعوان رئاسة اجلمهور ّية‪ .‬كما‬ ‫أصدر إطارات وأعوان املؤسسة بيانا طالبوا فيه بتسوية‬ ‫وضعيّتهم املهنيّة وذلك بتمكينهم من حقهم في االمتيازات‬ ‫املشروعة واملمنوحة لنظرائهم باإلدارة املركزية للمؤسسة‪ .‬كما‬ ‫أعلنوا في البيان ذاته أنّهم سيحملون الشارة احلمراء مل ّدة ثالثة وتهميش رغم ما يق ّدمونه من خدمات للمواطن التونسي‪ .‬كما‬ ‫أ ّيام مه ّددين باللجوء إلى اإلضراب في حالة عدم االستجابة أبدوا استغرابهم من سياسة املكيالني التي تتعامل بها املركزية‬ ‫املؤسسة هيكل من هياكل‬ ‫اإلدارية التابعني لها‪ .‬مؤ ّكدين أن هذه‬ ‫إلى هذه املطالب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حقوق اإلنسان في مجال اإلدارة وحتتّل في بلدان أخرى مرتبة‬ ‫مماطلة‬ ‫وطالب أعوان املوفق اإلداري بنبذ سياسة التهميش مميّزة في صناعة القرار السياسي‪.‬‬ ‫املؤسسة «كان من األجدر أن تفتخر‬ ‫وأضاف أحد إطارات‬ ‫واإلقصاء واالستثناء من قبل رئاسة اجلمهورية داعني إلى‬ ‫ّ‬ ‫خاصة في منحة التكاليف تونس بهذا الهيكل الذي ساهم في تكوين مو ّفقني إدار ّيني لع ّدة‬ ‫تلبية عدد من املطالب‪ ،‬وتتمثل‬ ‫ّ‬ ‫اخلاصة املمنوحة للموظفني والعملة باإلدارة املركزية للرئاسة‪ ،‬بلدان عربيّة جاءت لتستلهم من التجربة التونسيّة‪ .‬مش ّددا في‬ ‫واالنخراط في تعاونية الرئاسة والتمتع بالعالج باملستشفى الوقت ذاته على أن احتجاجهم اليوم ليس له عالقة مبوجة‬ ‫املطلبيّة التي تشهدها البالد منذ ‪ 14‬جانفي‪ ،‬لك ّن مساعيهم من‬ ‫العسكري‪.‬‬ ‫املؤسسة الذين أجل تسوية وضعيّتهم انطلقت منذ ‪ 1994‬لكن في ك ّل مناسبة‬ ‫«الفجر» التقت بعض املضربني من إطارات‬ ‫ّ‬ ‫عبّروا عن شعورهم بالغنب والظلم ملا يتع ّرضون له من إقصاء يتع ّرضون للمماطلة والتسويف‪.‬‬

‫‪� 50‬ألف دينار ّ‬ ‫حتل امل�شكل‬ ‫وأشار إلى أن هذا الوضع الذي يعيشونه مر ّده قرارات‬ ‫سياسيّة وليس مسائل ماد ّية‪ ،‬فعدد إطارات وأعوان مصالح‬ ‫املؤسسة ال يتجاوز ‪ 45‬شخصا وفي حالة االستجابة ملطالبهم‬ ‫ّ‬ ‫لن يتجاوز احلجم املالي اإلجمالي املرصود لذلك ‪ 50‬ألف دينارا‪.‬‬ ‫ومؤسسة املوفق اإلداري تتبع إدار ّيا رئاسة اجلمهور ّية‬ ‫وهي مكلّفة بالنظر في الشكاوى الفردية الصادرة عن‬ ‫تخصهم‬ ‫األشخاص املاد ّيني واملتعلّقة باملسائل اإلدار ّية التي‬ ‫ّ‬ ‫والتي ترجع بالنظر إلى مصالح الدولة واجلماعات العموميّة‬ ‫واملؤسسات العموميّة ذات الصبغة اإلدار ّية واملنشآت‬ ‫احملليّة‬ ‫ّ‬ ‫العموميّة وغيرها من الهياكل املكلّفة مبه ّمة تسيير مرفق‬ ‫عمومي‪ .‬وينظر كذلك في الشكاوى الصادرة عن الذوات املعنو ّية‬ ‫تخصها على أن تق ّدم الشكوى من‬ ‫املتعلّقة باملسائل اإلدار ّية التي‬ ‫ّ‬ ‫املؤسسة‬ ‫طرف شخص مادي له مصلحة مباشرة‪ .‬وكانت هذه‬ ‫ّ‬ ‫مؤسسات حاول النظام السابق حتسني صورته بها‬ ‫ضمن ع ّدة‬ ‫ّ‬ ‫املؤسسة‪،‬‬ ‫لينعكس ذلك بالسلب عليها اليوم‪ .‬فقد أصبحت هذه‬ ‫ّ‬ ‫في أذهان الكثير من املواطنني‪ ،‬من رموز النظام السابق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املوظفني تنحصر في مرحلة أولى في أن‬ ‫مطالب هؤالء‬ ‫تتع ّهد إحدى اجلهات سواء كانت الدولة أو النقابة باجللوس‬ ‫معهم والتفاوض‪ ،‬في انتظار الوصول إلى احل ّل املناسب‪ .‬لذلك‬ ‫فالدولة مدع ّو إلى تلبيّة هذه الدعوة ألن لهؤالء املواطنني حقّ‬ ‫تصح مقولة أحدهم «أن ثورة ‪14‬‬ ‫عليها وجب االلتزام به لكي ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتخط باب رئاسة اجلمهور ّية»‪.‬‬ ‫جانفي لم‬

‫أخبار نقابية‪ ..‬أخبار نقابية‪ ..‬أخبار نقابية‪ ..‬أخبار نقابية‪..‬‬

‫اجلمهورية التونسية‬

‫بيــــــان‬

‫اإلدارة اجلهوية بقبلي‬

‫أصدر االحتاد العام التونسي للشغل بيانا‪ ،‬إثر صدور نتائج انتخابات املجلس التأسيسي‪،‬‬ ‫وصف فيه العملية االنتخابية بأنها “جيّدة من حيث اإلعداد واإلجناز والنتائج” وبعد أن‬ ‫توجه البيان‬ ‫ج ّدد اعتزازه بك ّل األطراف التي ساهمت في إجناح الثورة واملرحلة التي تلتها‪ّ .‬‬ ‫“بالتهنئة إلى كل من حازوا ثقة الشعب عبر صناديق االقتراع باعتبارها من املرتكزات األولى‬ ‫لبداية التأسيس للدميقراطية بأبعادها املختلفة”‪ ،‬وش ّدد البيان على دور االحتاد الريادي في‬ ‫التأصل في‬ ‫تأطير الثورة وانخراطه منذ التأسيس في مشروع حداثي قوامه التوازن بني‬ ‫ّ‬ ‫الهوية العربية اإلسالميّة دون انغالق واالنفتاح على احلضارات األخرى دون انبتات في إطار‬ ‫تص ّور مجتمعي ملنوال تنموي يراعي التوازن االجتماعي واجلهوي ويك ّرس احترام احلر ّيات‬ ‫العامة والفردية‪.‬‬

‫زيادات يف �أجور �أعوان الديوان الوطني للتطهري‬

‫مت إمضاء إتفاق الزيادات في أجور أعوان الديوان الوطني للتطهير‪ ،‬وذلك بحضور نخبة‬ ‫من إطارات الديوان الوطني للتطهير والكتاب العامني للنقابات األساسية الثالثاء املاضي‪.‬‬ ‫ولدى إشرافه على هذا املوكب أعرب السيد سالم حامدي كاتب الدولة لدى وزير الفالحة‬ ‫والبيئة املكلف بالبيئة روح احلوار املسؤول والوطنية العالية التي صبغت املفاوضات التي‬ ‫أفضت إلى هذا االتفاق‪ ،‬الذي ُيعد مكسبا هاما ألعوان التطهير‪ ،‬متوجها بالتحية للطرف النقابي‬ ‫ملا ابداه من تعاون وتفهم لدقة املرحلة‪ ،‬حيث لم تتجاوز الزيادات املقررة مستوى الزيادات في‬ ‫اإلتفاق السابق‪ ،‬كما أبدى األمل في أن يسمح اإلتفاق مبزيد دعم حركية املؤسسة وتعزيز‬ ‫مناخ اإلنسجام والتناغم بني مختلف عناصر أسرة التطهير‪.‬‬ ‫من جهته عبر السيد عبد اللطيف احلمروني كاتب عام جامعة األشغال العمومية والتجهيز‬ ‫باإلحتاد العام التونسي للشغل عن سعادته بإمضاء االتفاق الذي يكرس حرص مختلف‬ ‫األطراف مبا فيها املنظمة الشغيلة على احلفاظ على مناخ احلوار والتعاون من أجل خدمة‬ ‫متطلبات التحول الدميقراطي في البالد‪.‬‬ ‫كما بني احلرص على مواصلة العمل بروح وطنية في سبيل مزيد تفعيل أحد أبرز أهداف‬ ‫الثورة وهي العدالة اإلجتماعية من خالل النهوض بالوضعية املادية واالجتماعية لألجراء‪.‬‬

‫جناح �إ�ضراب‬ ‫أكد السيّد كمال سعد كاتب عام اجلامعة العامة للصناعات الغذائية والسياحة والتجارة‬ ‫والصناعات التقليدية أن نسبة جناح اإلضراب الذي شنه أعوان القطاع السياحي ووكاالت‬ ‫األسفار الثالثاء الفارط فاق ‪ 87‬باملائة‪ .‬وكانت اجلامعة دعت إلى شن اإلضراب يوم الثالثاء‬ ‫الفارط وليوم واحد للضغط على أصحاب العمل للزيادة في األجور بعنوان سنة ‪ 2011‬تطبيقا‬ ‫لبروتوكول االتفاق حول الزيادات في األجور املمضى بني األطراف االجتماعية بتاريخ ‪29‬‬ ‫جويلية ‪. 2011‬‬

‫وزارة التجهيز‬

‫إعالن طلب عروض‬ ‫عدد ‪2012 / 01‬‬

‫تزويد الإدارة اجلهوية للتجهيز بقبلي بقطع غيار لأ�سطول النقل‬ ‫والآليات الثقيلة ل�سنة ‪2012 /01‬‬ ‫ق�سط عدد ‪ : 1‬ال�سيارات اخلفيفة والدراجات النارية‬ ‫ق�سط عدد ‪ : 2‬ال�شاحنات والآليات الثقيلة‬ ‫يعتزم املدير اجلهوي للتجهيز بقبلي إجراء طلب عروض لـ"تزويد اإلدارة اجلهوية للتجهيز بقبيل خالل سنة‬ ‫‪ 2012‬بقطع غيار ألسطول النقل واآلليات الثقيلة ‪:‬‬ ‫ قسط عدد ‪ : 1‬السيارات اخلفيفة والدراجات النارية‬‫ قسط عدد ‪ : 2‬الشاحنات واآلليات الثقيلة"‪.‬‬‫املزودين املرخص هلم وفق التشاريع والرتاتيب اجلاري هبا العمل والراغبني في املشاركة االتصال‬ ‫فعىل‬ ‫ّ‬ ‫باإلدارة اجلهوية للتجهيز بقبلي (مصلحة صيانة واستغالل الطرقات) لسحب املل ّفات وذلك أثناء أوقات العمل‬

‫اإلدارية وتقدمي عروضهم حسب اإلجراءات التالية ‪:‬‬ ‫العرض الفني والعرض املايل يوضعان في ظرفني مختلفني ومغلقني وهذان الظرفان مع الضمان الوقتي‬ ‫مببلغ (‪300‬د) للقسط عدد ‪ 1‬و(‪400‬د) للقسط عدد ‪ ،2‬صاحلني ملدة ‪ 90‬يوما من اليوم املوايل لتاريخ آخر أجل‬ ‫لقبول العروض‪ ،‬والوثائق اإلدارية والوثائق املؤ ّيدة للعرض توضع في ظرف ثالث مثبت الغلق ويحمل اسم‬ ‫وعنوان املرسل إليه وعبارة "ال يفتح" طلب عروض عدد ‪ 2012/ 01‬تزويد اإلدارة اجلهوية للتجهيز بقبيل خالل‬ ‫سنة ‪ 2012‬بقطع غيار ألسطول النقل واآلليات الثقيلة ‪ :‬قسط عدد ‪...........‬‬ ‫ويمكن املشاركة يف قسط أو أكثر‪.‬‬

‫وثائق العر�ض ‪:‬‬

‫الظرف أ "العرض الفني" وحيتوي عىل الوثائق حسب الفصل ‪ 7‬من كراس رشوط طلب العروض‪.‬‬ ‫الظرف ب "العرض املايل" وحيتوي عىل الوثائق حسب الفصل ‪ 7‬من كراس رشوط طلب العروض‪.‬‬ ‫الوثائق اإلدارية حسب الفصل ‪ 7‬من كراس رشوط طلب العروض‪.‬‬ ‫*‪ -‬ترسل العروض باسم املدير اجلهوي للتجهيز بقبيل على العنوان "شارع احلبيب بورقيبة‪4200 ،‬‬

‫قبلي" عن طريق البريد في ظروف مضمونة الوصول أو البريد السريع أو تسلم مباشرة إلى مكتب الضبط‬ ‫املركزي باإلدارة اجلهوية للتجهيز بقبلي‪.‬‬

‫وقد حدّ د آخر أجل لوصول العروض ليوم ‪ 2011/ 11/ 26‬وذلك أثناء التوقيت اإلداري‪ ،‬ويعتمد حرصيا ختم‬ ‫مكتب الضبط املركزي باإلدارة اجلهوية للتجهيز بقبيل لتحديد تاريخ الوصول‪.‬‬

‫*‪ -‬يت ّم فتح العروض في جلسة علنية يوم ‪ 2011/ 11/ 28‬على الساعة العاشرة صباحا مبقر اإلدارة‬ ‫اجلهوية للتجهيز بقبلي ويسمح للعارضني املشاركني باحلضور‪ ،‬ويعتبر هذا اإلعالن استدعاء شخصيا‬ ‫لكل عارض‪.‬‬ ‫طريقة فتح وفرز العرو�ض ‪:‬‬ ‫يقع فتح وفرز العروض طبقا للفصلني ‪ 9‬و‪ 10‬من كراس رشوط طلب العروض‪.‬‬

‫يلغى وجوبا كل عرض ال يكون مطابقا لرشوط هذا اإلعالن أو يصل بعد األجل املحدّ د أعاله أو ال يحتوي على‬ ‫الضمان الوقتي‪ ،‬مع األخذ بعني االعتبار األحكام املنصوص عليها بالفصل ‪ 6‬من األمر ‪ 623‬لسنة ‪2011‬‬ ‫املؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪.2011‬‬


‫جهات‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫حاجب العيون‬

‫الأهالـي يرف�ضـون‬ ‫النيابـة اخل�صو�صية‬ ‫ويقرتحـون البديـل‪...‬‬ ‫رفض أهالي حاجب العيون من جديد قائمة أعضاء‬ ‫النيابة اخلصوصية التي ّ‬ ‫مت اقتراحها من قبل والي‬ ‫القيروان بعد موافقة املعتمد السابق حلاجب العيون السيّد‬ ‫جنيب بن فرحات‪ ،‬فلقد تبينّ تباعا أنّ األعضاء املقترحني‬ ‫ّ‬ ‫مترشحة‬ ‫جميعهم ينشطون ومنخرطون بأحزاب سياسية‬ ‫للمجلس التأسيسي‪ ،‬بل فيهم من هو رئيس لقائمة مستقلةّ‬ ‫ّ‬ ‫سيوظفون تواجدهم‬ ‫بدائرة القيروان ومن الطبيعي أنهم‬ ‫بالنيابة اخلصوصية لبلدية حاجب العيون خلدمة أهدافهم‬ ‫السياسية‪ .‬كما نشير بأن البعض منهم أوكلت إليه مه ّمة‬ ‫التواجد مبجلس حماية الثورة باملنطقة‪ ،‬لكن فشلوا ولم‬ ‫يفلحوا في مه ّمتهم خاصة في مجال التشغيل لتنشط‬ ‫من جديد احملاباة واحملسوبية دون هوادة‪ ،‬واجلميع‬ ‫في حاجب العيون يهيبون بالسيد محمد الصحراوي‬ ‫والي القيروان والسيد حافظ البوراوي املعتمد اجلديد‬ ‫حلاجب العيون بضرورة إعادة النظر في تركيبة النيابة‬ ‫اخلصوصيّة للبلدية وذلك بتكليف أعضاء مستقلني‬ ‫ومحايدين ونزهاء في أداء مهامهم على أحسن وجه‪،‬‬ ‫وهم يقترحون قائمة بديلة تتك ّون من ‪ 8‬أفراد كأعضاء‬ ‫للنيابة اخلصوصية اجلديدة لبلدية حاجب العيون‪ ،‬فهل‬ ‫تقع املوافقة على هذه التركيبة‪ ،‬وهي أمنية أهالي حاجب‬ ‫العيون األحرار‪.‬‬ ‫محمد علي العباسي‬

‫العيون‬

‫‪10‬‬

‫باجـــة‬

‫حي «اخلم�سة» كل املرافق الأ�سا�سية مفقودة‬ ‫يف ّ‬

‫حي شعبي يقع على بعد‬ ‫هو‬ ‫ّ‬ ‫خمسة كيلومترات من باجة على‬ ‫الطريق املؤدية إلى "نفزة" حذو‬ ‫اجلسر الشهير املعروف في املنطقة‬ ‫بـ " قنطرة اخلمسة " تك ّون حديثا‪،‬‬ ‫وكان يعرف إلى وقت قريب بأنّه‬ ‫من إجنازات صندوق ‪ .26-26‬تقيم‬ ‫باحلي عشرات العائالت جيء بها من‬ ‫أماكن مختلفة وقد ُوعدت باملسكن‬ ‫الالئق واملرافق الضرورية للحياة‬ ‫صدمت وفوجئت‬ ‫الكرمية ‪ ..‬غير أنّها ُ‬ ‫بنوعية هذه املساكن التي أع ّدت لها‬ ‫وبحجم التمويل من طرف الصندوق‬ ‫مما جعل‬ ‫وال��ذي كان ضئيال جدا ّ‬ ‫بعضها يرفض قبول مثل هذه املساكن‬ ‫إلى حد يومنا هذا ‪..‬أما العائالت التي‬ ‫قبلت األمر حتت وطأة احلرمان والفقر فقد ُوعدت مرة أخرى بتدفق متويالت صندوق‪ .. 26-26‬ومت ّر األشهر والسنوات‬ ‫ويبقى األمر على حاله ‪ :‬مساكن هي في احلقيقة أقرب إلى األكواخ القصديرية ‪..‬جدرانها حمراء ‪..‬متشققة‪ ..‬مائلة ‪..‬الكثير منها‬ ‫ال يزيد عدد غرفها على الواحدة ‪ ..‬ال ماء صالح للشراب و الغريب أنّ في أز ّقتها البائسة م ّدت قنوات تصريف املياه املستعملة‪،‬‬ ‫فماذا يص ّرف فيها يا ترى؟ هذا احلي البائس يقيم به بؤساء فقراء يعمل البعض من الكهول في حضائر البناء وتقوم بعض‬ ‫النسوة بالعمل الفالحي املوسمي ‪..‬‬ ‫يحصل الشهادة‬ ‫و‬ ‫منهم‬ ‫التلميذ‬ ‫ينجح‬ ‫وكيف‬ ‫شهادات‬ ‫دون‬ ‫أكثرهم‬ ‫‪..‬عاطلون‪،‬‬ ‫أنهم‬ ‫غير‬ ‫ويحلمون‬ ‫ولهؤالء شبان يحلمون‬ ‫ّ‬ ‫و هو يذهب إلى مدرسة تبعد كيلومترات ‪..‬يذهب إليها بردان ‪ ..‬جوعان مريضا ‪ ..‬وإذا تهاطلت األمطار في الشتاء يقبع اجلميع‬ ‫في تلك البيوت مكرهني ينشدون بعض الدفء في بقايا كانون إن وجد ‪ ،‬تضطرمثل هذه الظروف التلميذ إلى االنقطاع املبكر‬ ‫عن الدراسة بيد فارغة وأخرى ال شيء فيها ‪.‬‬ ‫احلي" ال حياة ‪..‬كرمية ‪..‬‬ ‫"‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫‪..‬‬ ‫نقل‬ ‫وسائل‬ ‫ال‬ ‫مسجد‬ ‫في هذا احلي ال مدرسة ال مستوصف ال‬ ‫ّ‬ ‫عبد الستار العمدوني‬

‫املاء واملدر�سة وامل�ست�شفى �أبرز امل�شاغل‬

‫تعد العيون من والية القصرين أرضا خضبة لكل‬ ‫الزراعات نظرا إلى خصوبة وجمال غاباتها وتربية‬ ‫املواشي فيها‪ .‬ولكن باملقابل تعاني هذه املعتمدية من فقر‬ ‫مدقع وبنية حتتية محطمة‪.‬‬ ‫أغلب سكانها يعيشون على عتبة الفقر وعاطلون عن‬ ‫العمل وأمام طرقات مهترئة وبعض اجلسور املتآكلة‪ .‬كما‬ ‫أن هذه اجلهة تفتقر إلى مستشفى عصري بتجهيزات‬ ‫عصرية ونقص كبير في االطارات الطبية وشبه طبية مع‬ ‫انعدام طب االختصاص ومركز لرعاية األم والطفل‪ .‬كما‬ ‫تعاني هذه اجلهة من تقادم املؤسسات التربوية وخاصة‬ ‫املدارس وتداعي بعضها لالنهيار وافتقارها إلى وسائل‬ ‫أن سد " البرك" ال بد من استغالله ومد املاء منه إلى‬ ‫التعليم العصري‪ .‬كما ان املدارس تعاني تفاقم االكتظاظ‬ ‫مختلف العمادات للمساعدة على استصالح األراضي‬ ‫وتفشي ظاهرة العمل بنظام الفرق وافتقار اجلهة الى‬ ‫وري األشجار وإنشاء و استحداث مناطق سقوية تضمن‬ ‫فضاءات لتدريس التربية البدنية وتكاثر بؤر ومستنقعات‬ ‫مواطن رزق لصغار الفالحني وإيجاد متويل لهم وحفر‬ ‫املياه واألوحال‪.‬‬ ‫اآلبار مع كهربتها بالتيار عالي الضغط وتعبيد املسالك‬ ‫ويبقى شغل الفالحني الشاغل تراكم الديون‬ ‫الفالحية وتيسير متويل املشاريع‪ .‬كما يعاني قرابة ‪500‬‬ ‫ومتكينهم من قروض موسمية بال فوائض وأملهم في‬ ‫معوقا من نقص في الرعاية الصحية العاجلة ويطالبون‬ ‫احلكومة املقبلة أن تقوم بجدولة ديونهم أو اسقاطها‬ ‫بضرورة ايجاد حلول لهم‪.‬‬ ‫مع ضرورة تدعيم أسعار البذور واملشاتل واألسمدة‬ ‫أن أهالي العيون وكل عماداتها من ( توشة –‬ ‫وألدوية وياه الري‪ ،‬كما أنهم يلفتون نظر احلكومة إلى‬ ‫الزوارعية – بوعرعار – احملافظية – البرك – البواجر –‬ ‫آبار تاغوت – القرين – الفحيص – عني السلسلة) يأملون‬ ‫أن تكون احلكومة املقبلة نصيرة لكل مقهور ومظلوم‬ ‫ومطمح كل األحرار‪ ،‬فهذه املعتمدية مبا فيها من مخزون‬ ‫مائي و تربة خصبة وثروة حيوانية مؤهلة أن تكون قطبا‬ ‫فالحيا واقتصاديا مع توفير كل االعتمادات لنهضة هذه‬ ‫اجلهة حتى يستقر أكثر من ‪ % 70‬من رجالها فيها وال‬ ‫يضطرون إلى النزوح إلى الواليات املجاورة‪.‬‬ ‫الواثق باهلل الساري‬

‫قاب�س‬

‫املواطنون يطالبون بالت�سريع يف‬ ‫تنظيم انتخابات املجال�س البلدية‬ ‫تتزايد األصوات املنادية إلى التسريع في عمليّة انتخاب املجالس البلدية‬ ‫نتيجة ما أصاب العمل البلدي من شلل شبه تام خاصة أنّ النيابات اخلصوصيّة‬ ‫املعيّنة لقيت صعوبات ج ّمة في تنفيذ بعض القرارات‪ ،‬إضافة إلى التجاذبات‬ ‫التي تعانيها من طرف بعض القوى واألطراف التي تريد استغاللها لتمرير أو‬ ‫حتقيق مكاسب سياسيّة‪ ،‬ويش ّدد املراقبون واملتابعون للشؤون احملليّة على‬ ‫ضرورة أن تكون أولى أولو ّيات املجلس الوطني التأسيسي بعد انعقاده س ّن‬ ‫قانون انتخاب املجالس البلدية لتضطلع احلكومة املش ّكلة بالتوافق من طرف‬ ‫األغلبية بتنظيم هذه االنتخابات التي أصبحت مطلبا شعبيّا ملا للمرافق البلدية‬ ‫خاصة ما تعلّق‬ ‫متس جميع جوانب حياتهم‬ ‫ّ‬ ‫من قيمة حيو ّية في حياة املواطنني ّ‬ ‫منها برفع الفضالت وتنظيف الشوارع وتنظيم األسواق في اإلنارة والضبط‬ ‫ّ‬ ‫مخططات التهيئة الترابيّة‪ ،‬هذه املرافق شهدت‬ ‫البلدي ومراقبة مدى احترام‬ ‫في الفترة األخيرة تراجعا كبيرا ملسه املواطن الذي‪ ،‬ولئن تع ّود على ضعف‬ ‫اخلدمات البلد ّية في النظام السابق‪ ،‬إالّ أنه اليوم يرى تراجعا حتى ع ّما كانت‬ ‫عليه اجلماعات احملليّة من تر ّد‪ ،‬وترجع األسباب باألساس إلى كون النيابات‬ ‫اخلصوصيّة‪ ،‬وبال ّرغم من مرجعيّتها الثورية‪ ،‬لم تكتسب مشروعيّة أدبيّة‬ ‫من طرف جميع األهالي لطبيعة تعيينها من طرف قوى ظهرت بعد الثورة ال‬ ‫ّ‬ ‫نشك في نضاليّتها إال أنها لم تع ّوض املشروعيّة االنتخابيّة‪ ،‬لذلك أصبح لزاما‬ ‫التسريع في انتخاب املجالس احملليّة باعتبارها أولى احتكاك املواطن مبفهوم‬ ‫املؤسساتي كمق ّوم من مق ّومات دولة القانون‬ ‫اجلماعات العموميّة والعمل‬ ‫ّ‬ ‫واملؤسسات في شكلها املصغّر‪ .‬األمر الثاني الذي أعاق عمل هذه اجلماعات‬ ‫ّ‬ ‫احملليّة تراكم املشاكل اإلدار ّية واملالية والفنية التي ورثتها من املجالس السابقة‬ ‫واملنظومة التي حكمت العمل البلدي سابقا‪ ،‬فاالستقاللية املاليّة حبر على ورق‬ ‫املخصصة ويرجع ذلك باألساس إلى‬ ‫نتيجة ضعف املوارد املاليّة وامليزانيّات‬ ‫ّ‬ ‫عاملني أساسيني أ ّولهما ضعف منظومة اجلباية احملليّة وعدم استقالليتها عن‬ ‫جباية الدولة كجماعة عموميّة وطنيّة‪ ،‬والثاني يرجع إلى تقصير األهالي في‬ ‫دفع الضريبة وتفاقم مستح ّقات وديون املواطنني جتاه البلد ّية نتيجة املماطلة‬ ‫وعدم االلتزام الذي يرجع لدى قطاع واسع من النّاس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫متوكل الجماعي‬

‫جهات‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫بنــاء فو�ضــوي وم�شــاريــع تنمو ّية معطـلــة‬

‫مـاطـــر‬ ‫سليم الحكيمي‬

‫مدينة ماطر هي إحدى املدن التي غشيتها غاشية االستبداد‬ ‫وكان اخلراب فيها أعدى من اجلرب‪ ،‬تتع ّدد مشاكلها وتتراكم‬ ‫عبر العقود وال يحلو فيها العيش عموما‪ ،‬ويش ّكل فيضان وادي‬ ‫جومني هذه األيام أحد مشاكلها فلم يقع إجنازه في الوقت‬ ‫املناسب وميثّل استهتارا تخطيطيا كاد يؤدي بكارثة‪ ،‬ولسبر غور‬ ‫ما يعانيه الناس‪" ،‬الفجر" اتصلت مبعتمد اجلهة السيد فخري‬ ‫بوزيان‪ ،‬احلاصل على الدراسات املع ّمقة في االقتصاد‪ ،‬وشاب‬ ‫حسن السمعة لدى الناس‪ ،‬وأدركنا خالل زيارتنا للمعتمدية‬ ‫حجم املعاناة التي يقاسيها املوظفون إلقناع الناس وتهدئة‬ ‫اخلواطر‪ ،‬فهم بني مطرقة القوانني وسندان أوضاع الناس املؤملة‪،‬‬ ‫يؤكد السيد فخري أنّ ‪" :‬التشغيل والسكن االجتماعي وحاجة‬ ‫اجلهة إلى املاء‪ ،‬معضالت كبرى تعيشها ماطر وتبقى شكايات‬ ‫شح املاء عويصة في "بومخيلة"‬ ‫ّ‬ ‫"احلاجة" و"بني داود"‬ ‫وهنشير‬ ‫ّ‬ ‫و"سيدي مبارك" وكأن السكة‬ ‫احلديدية تفصل ال ّريف عن املدينة‪،‬‬ ‫فهل يعقل أن يعيش الناس دون ماء‬ ‫وهم يسكنون املدينة؟!‪ ،‬وأرى أنّ‬ ‫اجلمعيات املائية لن حت ّل املشكلة‪،‬‬ ‫فاحلل األمثل هو تزويد كل أسرة‬ ‫بع ّداد‪ ،‬ستنطلق مشاريع للتزويد‬ ‫التيجاني الهذلي باملاء الصالح للشراب ملناطق عانت‬ ‫طويال‪ ،‬ومازالت تشرب من اآلبار‪،‬‬ ‫مازال كثير من املواطنني في جهة ماطر يعانون الفقر واإلمالق‬ ‫واحلاجة‪ ،‬ويتر ّدد الكثير منهم على اإلعانات فنحاول جهدنا‬ ‫أن نرضيهم‪ ،‬فقد زرت أسرة في حي النصر مباطر تتك ّون من‬ ‫عشرين نفرا يقطنون بيتا واحد‪ ،‬وقد رفضت وزارة النقل أن‬

‫الدهماين‬

‫‪11‬‬

‫تق ّدم لنا تسخيرا للمرضى املعوزين حتى يتم ّكنوا من العالج‬ ‫بالعاصمة‪ ،‬ونطلب من وزارة النقل أن تو ّفر التساخير فهي‬ ‫تساعد بذلك الفقراء وتخ ّفف من آالمهم‪ ،‬أما عن البناء الفوضوي‪،‬‬ ‫فتعجز املعتمدية في الوقت احلالي عن مقاومته إذ انتشرت ظاهرة‬ ‫بناء األكشاك‪ ،‬تسعى املعتمدية ملساعدة ضعاف احلال ولم نقدر‬ ‫التوسط في عمل احلظائر واالتصال باملنطقة الصناعية‬ ‫إال على‬ ‫ّ‬ ‫حملاولة إدماج بعض طلبات الشغل‪ ،‬وعموما‪ ،‬فإن أبناء ماطر هم‬ ‫ناس عاديون ال يرفضون أيا كان وأيا كانت جهته بشرط قيامه‬ ‫بواجبه ومساعدة الناس واإلحساس بآالمهم ومعاناتهم"‪.‬‬

‫قنطرة واد جومين أنموذج لفوضى التخطيط‬

‫وملزيد توضيح األمور‪ ،‬اتصلت "الفجر" بالسيد التيجاني‬ ‫الهذلي‪ ،‬النائب األول لرئيس بلدية ماطر والذي يع ّد من أفضل‬ ‫الكفاءات العلمية ورئيس اللجنة اإلدارية واملالية ومهندس أ ّول‬ ‫ومد ّرس باملدرسة العليا للفالحة مباطر وقائد حركة احتجاجيّة‬ ‫تلمذية وطالّبية شهيرة في العهد البورقيبي كلّفته سنوات من‬ ‫دراسته فأدلى لنا بالتصريح التالي‪" :‬جهتنا ثرية بأراضيها‬ ‫الشاسعة ويعتبر سوق ماطر األسبوعي من أحسن أسواق‬

‫امل�سلخ البلدي يف و�ضع مزر‬

‫جانب من محيط المسلخ وقد تحوّل إلى مصب أوساخ‬

‫يبدو أن عديد املشاريع في العهد البائد تنجز ملجرد اإلجناز ‪،‬فيذكر املشروع بكثير من املديح والشكر لصاحبه‬ ‫واإلطراء ‪،‬لكن الفاعلية واجلدوى والفائدة هو آخر شيء ينظر إليه ‪،‬وان دل ذلك على شيء فهو يعبر عن فساد اداري‬ ‫ومالي حف بتنفيذ املشاريع التي تنجز والتي تضخم ميزانيتها بشكل ال يكشف حقيقة التكلفة ‪ .‬ولنا في املسلخ‬ ‫البلدي بالدهماني الذي شيد بجانب املنطقة الصناعية بأطراف املدينة خير دليل على ذلك ‪ .‬فإقامة املسلخ بهذا املكان‬ ‫هو التخلص من الفضالت والروائح الكريهة ولكن مامت هو العكس‪.‬‬ ‫لقد حتول املكان إلى مصب أوساخ في ظل غياب أي ارتباط بشبكة الصرف الصحي فبعد االنتهاء من عملية‬ ‫سلخ الذبائح –وهو عمل يومي‪ -‬تتم عملية تنظيف املكان لكن األوساخ وبقايا املواشي واجللود واملياه املستعملة‬ ‫تركد بجانب املسلخ ‪،‬حيث يتحول املجال إلى خليط من األوساخ والروائح الكريهة ومجلبة للحشرات والكالب‬ ‫السائبة ‪ .‬ورغم تدخل عمال التنظيف التابعني للبلدية لم يقع حل املشكل نظرا لبقاء الروائح الكريهة‪ .‬واألمر الذي‬ ‫زاد الطني بلة وجود عديد احملالت باملنطقة الصناعية مع غياب كلي لدورة مياه فيعمد البعض إلى استعمال الفضاء‬ ‫املقابل للمسلخ لقضاء حاجاتهم البشرية ‪.‬يقف اليوم اجلميع –وخاصة أصحاب احملالت – حائرين أمام هذه‬ ‫الوضعية التي يستعصي إيجاد حل لها ‪.‬وقد اكد أحد محدثينا وهو» الهادي بولعراس»‪ -‬وهو ميكانيكي ويعد األكثر‬ ‫تضررا من هذا الوضع – أن أحسن حل هو اعادة املسلخ الى مكانه القدمي الذي يعد األنسب كما أنه بعيد عن مواقع‬ ‫العمران واحلركية االقتصادية التي ميكن أن تتضرر من انعكاساته‬ ‫ان هذه الوضعية تستدعي حال جذريا خاصة وأن الفضالت التي يتم التخلص منها بطريقة عشوائية بإلقائها‬ ‫في مجرى «وادي ايزيد» تفاقم مشكل التلوث خاصة وأن مجرى هذا الوادي يتوغل بعدة مناطق سهلية مستغلة‬ ‫في املجال الزراعي وتوجد بها عديد االبار ‪.‬من ناحية أخرى يبقى هذا اإلجناز من األخطاء املرتكبة والتي تنم عن‬ ‫االرجتال والتسرع في اتخاذ القرارات ‪.‬‬ ‫نورالدين اليعقوبي‬

‫اجلمهورية‪ ،‬إذ تبلغ مداخيله مليار‬ ‫و‪ 300‬مليون سنويا‪ ،‬تخضع‬ ‫بلديتنا إلى قابض بلدية ولكننا‬ ‫الحظنا العديد من التجاوزات‪،‬‬ ‫فنحن إزاء معضلة ‪ 23‬ألف دينار‬ ‫سلّمت كوصوالت بناء مشبوهة‬ ‫وتو ّرطت البلدية في االلتزام‬ ‫بخالصها ووافق املجلس البلدي‬ ‫فخري بوزيان‬ ‫أيضا على املصادقة على تقسيم‬ ‫حي ز ّروق رغم أنه ذو صبغة‬ ‫احلي‬ ‫فالحية ويتر ّدد أنّ لباعثه عالقة بالعائلة املالكة‪ ،‬إذ وضع‬ ‫ّ‬ ‫ثم القيام بالتهيئة وهذا ما أض ّر ببنيته التحتيّة‪ ،‬يتق ّدم الناس اليوم‬ ‫عادة إلى احلصول على رخص البناء وبدؤوا يعتصمون بالقانون‬ ‫من جديد ويبتعدون عن الفوضى‪ ،‬ولكننا نعاني مشكلة عدم دفع‬ ‫األداء البلدي من العقارات التابعة للبلدية والسوق املركزية‪ ،‬وهذا‬ ‫ما أض ّر مبيزانية البلدية‪ .‬نعاني من نقص في مع ّدات النظافة‬ ‫رغم أنّ املواطنني أثناء الثورة جتنّدوا للتنظيف وحلماية األمالك‬ ‫واملع ّدات واملرافق البلدية‪ .‬يساعد أصحاب النزل في الساحل اجلهة‬ ‫والبلديات‪ ،‬وإذا ما ساعد الفالحون ورجال األعمال بلد ّيتهم فإننا‬ ‫سنتط ّور بشكل سريع‪ ،‬فلو تو ّفرت ‪ 100‬مليم عن القنطار الواحد‬ ‫من القمح‪ ،‬لتو ّفرت لدينا ‪ 240‬ألف دينارا سنويا عائدات للبلدية‪.‬‬ ‫توجد ع ّدة مشاريع وبرامج واعتمادات سترصد قريبا للتهيئة‬ ‫املعمارية‪ ،‬وقد ُبدئ في توسعة قنطرة جومني من قبل وزارة‬ ‫التجهيز ورصدت ‪ 260‬مليون لتعبيد طرقات "سيدي عبد الله"‪،‬‬ ‫ورصدت وزارة الشباب ‪ 300‬مليون إلعادة تهيئة ملعب ماطر‬ ‫القدمي و‪ 500‬ألف دينارا لبناء مدارج ثانو ّية مللعب ماطر اجلديد‪،‬‬ ‫و‪ 300‬ألف دينارا للتنوير العمومي و‪ 650‬مليون لبناء دار الثقافة‬ ‫من جديد "دار التج ّمع سابقا"‪ .‬نراهن على أبناء املدينة للنهوض‬ ‫بجهتهم‪ ،‬فماطر منجم إطارات وكفاءات عليا تفخر بها اجلهة‪.‬‬

‫�أم العرائ�س‬

‫املناطق الريفية يف حاجة �إىل مزيد ال ّدعم‬ ‫«سيدي بوبكر»‪« ،‬الدوارة»‪« ،‬هنشير السويطير»‪« ،‬البركة»‪« ،‬احلشانة»‪« ،‬رأس املاء»‪،‬‬ ‫«القطع»‪« ،‬سواني حاج»‪« ،‬فم جنان»‪« ،‬واد السردوك»‪« ،‬اجلالبية» هي املناطق الريفية‬ ‫التابعة ملعتمدية أم العرائس ورغم أنّ املائدة املائيّة متو ّفرة وبغزارة إال أنها عانت التهميش‬ ‫واإلقصاء من السياسات التنمو ّية للعهدين البورقيبي والنوفمبري ال سيّما وأنّ سلطات‬ ‫احلكومة املركز ّية‪ .‬تعتبر أم العرائس من مدن احلوض املنجمي وشركة فسفاط قفصة‬ ‫لها دورها في النهوض باملنطقة تنمويا وفي ح ّل مسألة أو قضيّة التشغيل وتناست أنه‬ ‫منذ انتهاج هذه الشركة نهج اإلصالح الهيكلي وتسريح العمال وإغالق املناجم العميقة أو‬ ‫موجهة ملصالح‬ ‫الباطنية لم تعد أم العرائس‬ ‫يصح عليها القول إنها منطقة منجمية‪ .‬الدعوة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وزارة الفالحة لتشجيع األهالي في املناطق الريفية على تعاطي الفالحة واإلحاطة التامة‬ ‫بصغار الفالحني ومر ّبي املاشية‪ ،‬كما ينتظر عموم متساكني معتمدية أم العرائس فتح فرع‬ ‫توجه اإلرادة الشبابية خلدمة املساحات الواسعة‬ ‫باملدينة للبنك الوطني الفالحي لتدعيم ّ‬ ‫ّ‬ ‫من األراضي‪ ،‬فالفالحون مبناطق أم العرائس الريفيّة يتكبّدون مشاقا جسيمة إلجناح‬ ‫جتاربهم رغم ضعف احلال ومحدود ّية مواردهم‪ ،‬ورغم ذلك فقد ح ّققت جتربة زراعة‬ ‫ّ‬ ‫التدخل املباشر‬ ‫مشجعة‪ ،‬وعلى مصالح وزارة التجهيز‬ ‫أشجار الزيتون والفستق نتائج‬ ‫ّ‬ ‫ماسة‬ ‫لتعبيد املسالك الريفيّة وإقامة السدود‪ ،‬فمنطقة «رأس املاء» على سبيل املثال بحاجة ّ‬ ‫وأكيدة لس ّد كبير ضخم ينتفع من مائدته املائية أصحاب األراضي‪ ،‬فالزيتون والفستق‬ ‫وحي على قابليّتها ألن تصبح واحات غنّاء وضيعات فالحيّة إذا تو ّفر‬ ‫فيها دليل واضح‬ ‫ّ‬ ‫الدعم الكافي واإلرادة الصادقة فسيت ّم تصدير الباكورات‪ ،‬فهل يت ّم تدارك ما فات؟‬ ‫بلقاسم برهومي‬

‫رد الرشكة الوطنية الستغالل وتوزيع املياه‬ ‫ّ‬ ‫ر ّدا على املقال الصادر بجريدة الفجر بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪ 2011‬حتت عنوان ‪:‬‬ ‫«أين املاء الصالح للشراب ؟»‪ ،‬تو ّد الشركة الوطنية الستغالل وتوزيع املياه اإلفادة‬ ‫حي األمل ‪ 1‬الكائن مبدينة أ ّم العرائس جاهزة منذ سنة ‪،2003‬‬ ‫أنّ دراسة تزويد ّ‬ ‫وقد ّ‬ ‫مت حتيينها في مناسبتني كانت آخرها سنة ‪ 2009‬على إثر الطلب الذي تق ّدم‬ ‫به ‪ 62‬مواطنا يقطنون باحلي املذكور‪ .‬كما تفيد الشركة أنّها تنتظر منذ ذلك احلني‬ ‫أن يقوم العارضون بتقدمي مطالب فرد ّية للتز ّود باملاء الصالح للشراب وتسديد‬ ‫معاليم الربط حتى يتسنّى االنطالق في األشغال‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫تطوير الفالحة التون�سية الطريق �إىل الأمن الغذائي‬

‫املرأة يف املجلس التأسييس‬

‫طمــوح للم�شـاركــة يف بنــاء تونـ�س اجلديــدة‬ ‫صبرين مورو‬

‫رغم مبد�أ املنا�صفة الذي �أقرته الهي�أة العليا لتحقيق �أهداف الثورة ف�إن ن�صيب املر�أة داخل املجل�س الت�أ�سي�سي كان دون امل�أمول ح�سب ما يرى البع�ض‪ .‬فقد بلغ عدد الن�ساء داخل‬ ‫املجل�س الت�أ�سي�سي ‪ 49‬امر�أة من بينهن ‪ 42‬امر�أة من حركة النه�ضة‪ .‬ولكن رغم ذلك فان هذا العدد ميثل مك�سبا مهما للن�ساء حيث �سيتيح لهن فر�صة الدفاع عن حقوقهن و�ضمان‬ ‫عدم الرتاجع عن مكا�سبهن بل وت�ضمينها يف الد�ستور اجلديد للبالد‪.‬‬ ‫عن الدور الذي �ستلعبه املر�أة داخل املجل�س والتحديات والوفاق وغريها من النقاط املطروحة خالل هذه املرحلة االنتقالية‪ ،‬حتدثت الفجر �إىل بع�ض الن�ساء الالتي ح�صلنا على‬ ‫ع�ضوية املجل�س‪.‬‬

‫بية جوادي مرشحة النهضة من مهد الثورة التونسية من‬ ‫سيدي بوزيد‪ ،‬جنحت في دخول املجلس‪ .‬ترجو جوادي أن‬ ‫يكون دور املرأة فعاال في السير قدما نحو حتقيق الدميقراطية‬ ‫املنشودة في بالدنا‪ ،‬كما ترى أنه من الصعب جدا أن تتغير‬ ‫العقلية التي تقصي املرأة من املشاركة في احلياة السياسية‬ ‫حيث تقول ‪ :‬تغير العقلية لن يقع بني عشية وضحاها وهو‬ ‫بحاجة إلى فترة من الزمن حتى تتبلور هذه الفكرة صلب‬ ‫املجتمع التونسي"‪.‬‬

‫النه�ضة حتقق املنا�صفة‬

‫مت سن قانون املناصفة في بداية األمر كورقة ضغط ضد‬ ‫حركة النهضة ‪.‬غير أن هذه الورقة زادت من أسهم احلركة‬ ‫وأكسبتها مزيدا من النقاط ساهمت في حتقيق التفاوت الكبير‬ ‫في نسبة حضورها داخل املجلس مقارنة ببقية األحزاب‪.‬‬ ‫فحركة النهضة كان يعتقد أنها احلزب الرافض لوجود املرأة‬ ‫كعنصر شريك في صناعة التنمية داخل وطننا‪ .‬غير أن املفاجأة‬ ‫كانت بقبول احلركة مبدأ املناصفة بل ودفعها نحو احملافظة‬ ‫على مكتسباتها بدءا من مجلة األحوال الشخصية وصوال إلى‬ ‫تعزيز مكانتها في املجال السياسي وهو ما حققته النهضة‬ ‫بامتياز مقارنة ببقية األحزاب التقدمية احلداثية‪.‬‬ ‫حركة النهضة لها ثقل كبير داخل املجلس التأسيسي سواء‬ ‫تعلق األمر بعدد املرشحني أو املرشحات وسعاد عبد الرحيم‬ ‫إحداهن‪ .‬تقول إن وجودها داخل املجلس كان على أساس‬ ‫الكفاءة وأن ما حققته املرأة التونسية حري بأن يحترم وفي‬ ‫هذا السياق وتضيف" أنا مرشحة الشعب وأستطيع أن أقدم‬ ‫اإلفادة له من أي موقع"‪.‬‬

‫�صياغة الد�ستور والتنمية �أولوية‬

‫من املعلوم أن من بني أولويات املجلس التأسيسي صياغة‬ ‫دستور للبالد سيكون الثاني منذ االستقالل‪ .‬دستور أجمع‬ ‫السياسيون على أنه سيكون خالفا ملا كان أي أنه سيعمل على‬

‫بية جوادي‬

‫سلمى بكار‬

‫خدمة الشعب ال احلاكم‪ .‬دستور تقول عنه ممثلة النهضة داخل‬ ‫املجلس التأسيسي صاحلة بن عائشة "إنه الدستور الذي يجمع‬ ‫كل التونسيني والتونسيات ويحقق أحالمهم وطموحاتهم"‪.‬‬ ‫موقف جوادي تقاسمته صحبة ميينة الزغالمي التي ترى بأن‬ ‫الدستور يجب أن يكون الضامن للتوازن اجلهوي والتوزيع‬ ‫العادل للثروات‪.‬‬

‫املر�أة الريفية ال تن�سى‬

‫"سأمثل املرأة أم الشهيد التي لن ترضى باملصاحلة قبل‬ ‫احملاسبة‪ ،‬األم التي تذوق األمرين لتعلم أبناءها في املدرسة‬ ‫وفي املعهد وفي اجلامعة‪ ،‬سأمثل اجلامعية املعطلة عن العمل‬ ‫والتي تنتظر منذ سنوات التشغيل الذي ال يأتي‪ ،‬سأمثل املرأة‬ ‫الريفية التي تبقى محاصرة في بيتها عند أول قطرات املطر‬ ‫وتأمل في املسلك الريفي‬ ‫الذي سيفك عزلتها ويوصل‬ ‫أبناءها إلى املدرسة ويوصلها‬ ‫إلى السوق واملستشفى‪ .‬وكم‬ ‫من امرأة ولدت في مجرورة‬ ‫اجل ّرار‪ ،‬واملرأة التي تقضي‬ ‫الساعات عند عني ماء بغدير‬ ‫تصفي شوائبه ولكن تبقى‬ ‫رائحته أمال في غد جتلب‬ ‫فيه األنابيب ماء صافيا‪،‬‬ ‫سأمثل املرأة التي تخشى‬ ‫أن يفرغ صبر أبنائها‬ ‫خيرة الصغيري‬ ‫وينزحون ويتركون األرض‬ ‫الغالية عرضة للتصحر‪ ،‬سأمثل املرأة التونسية التي تأمل في‬ ‫التنمية العادلة"‪ .‬كانت هذه أمال وأمنيات ممثلة النهضة خيرة‬ ‫الصغيري ممثلة النهضة عن دائرة القصرين‪.‬‬

‫الوفاق عنوان ال�شراكة‬

‫يمينة الزغالمي‬

‫سعاد عبد الرحيم‬

‫من جانبها لم تستبعد لبنى اجلريبي عضو املجلس‬ ‫التأسيسي عن حزب التكتل من أجل العمل واحلريات أن يعمل‬ ‫احلزب على أرضية مشتركة مع بقية األحزاب من أجل مصلحة‬ ‫البالد‪ .‬لكنها أكدت في الوقت ذاته على أن هناك خطوطا حمراء‬ ‫ال يجب املساس بها تتمثل في حرية املرأة على حد تعبيرها‪.‬‬ ‫ممثلة النهضة عن دائرة نابل صاحلة بن عائشة ترد على هذا‬ ‫املنزع بقولها ‪" :‬ال يجب احلفاظ على مكتسبات املرأة فقط بل‬ ‫من الضروري تفعيلها أيضا لكن تفعيال مسؤوال يحترم فيه‬ ‫اآلخر ويساهم في نشر األخالق احلميدة والعمل من منطلق أن‬ ‫العدو الوحيد للشعب ليس سوى ثنائية الفقر والفساد"‪.‬‬ ‫أمال كبيرة معقودة على دور املرأة في املجلس التأسيسي‬ ‫بعد الدور الريادي والبطولي الذي قامت به املرأة زمن‬ ‫االستبداد وأيام الثورة ويوم االنتخاب حيث حضرت بقوة‬ ‫وسجلت حضورها بكثافة ألول مرة في تاريخ تونس‪.‬‬

‫�صورة وتاريخ‬

‫يض ّم املجلس التأسيسي الوطني بني جنابته مرجعيات‬ ‫مختلفة من إسالميني ويساريني ولبراليني ومستقلني‪ .‬هذه‬ ‫التيارات مطالبة بأن حتقق الوفاق حتى تستكمل رسم الصورة‬ ‫الدميقراطية التي جنح املسار االنتخابي في بلورتها‪ .‬وفي هذا‬ ‫الصدد ترى مرشحة القطب الدميقراطي احلداثي سلمى بكار‬ ‫من منطلق املعقول اإلنساني أنّ جتاوب املرأة مع املرأة مسألة‬ ‫حتمية مهما كانت املرجعيات مختلفة وتعتبر أن أولوية املجلس‬ ‫التأسيسي تتمثل في طرح املواضيع املتعلقة مبصلحة البالد‬ ‫عامة وتؤكد بكار بأن القطب سيبقى في املعارضة وسيبني‬ ‫حتالفا مع احلزب الدميقراطي التقدمي ضد ما أسمته "حكومة‬ ‫النهضة"في إشارة إلى إمكانية ترأس أمني عام احلركة حمادي‬ ‫اجلبالي رئاسة احلكومة‪.‬‬

‫التونسية حفصية حرزي رئيسة جلنة حتكيم مهرجان األفالم املستقلة بربوكسال‬ ‫تعزز كل من املمثلة التونسية الفرنسية حفصية حرزي وفيلم «النخيل اجلريح» لعبد اللطيف بن عامر احلضور التونيس يف الدورة ‪ 38‬للمهرجان‬ ‫الدويل لألفالم املستقلة الذي انطلقت فعالياته صباح يوم األربعاء بربوكسال لتتواصل إىل السادس من الشهر اجلاري‪.‬‬ ‫وترتأس حفصية احلرزي (‪ 24‬عاما) جلنة التحكيم الدولية لألفالم الطويلة التي يشارك فيها ‪ 80‬فيلام من ‪ 30‬دولة من خمتلف القارات‪.‬وهي‬ ‫ممثلة من اب تونيس وام فرنسية ولدت يف مرسيليا وصافحت اجلمهور التونيس يف مناسبات عدة من بينها عرض فيلم «الكسكيس والبوري» لعبد‬ ‫اللطيف كشيش الذي قامت ببطولته‪ .‬ويتنافس فيلم «النخيل اجلريح» لعبد اللطيف بن عامر مع افالم من تركيا واملغرب والفيليبني وفرنسا واملانيا‬ ‫ومرص ونيزيالندا (ضيف رشف الدورة) عىل اجلائزة الكربى للمهرجان ‪.‬‬ ‫ومن بني هذه االفالم فيلم «‪ 18‬يوما» الذي تم تصويره من طرف ‪ 10‬خمرجني مرصيني ويروي االحداث التي شهدهتا الثورة املرصية يف ‪18‬‬ ‫يوما‪،‬كام يشارك يف نفس املسابقة فيلم مشرتك بني املغرب واملانيا وفرنسا حيمل عنوان «عىل متن الطائرة» من اخراج ليىل الكيالين اىل جانب فيلم‬ ‫تركي بعنوان «حيدر»‪.‬‬

‫العجمي وسعاد عبد الرحيم‬ ‫يف ساحات النضال الطلاّ يب قبل مخس وعرشين سنة‬

‫وطنية‬

‫‪13‬‬

‫منور العباسي‬ ‫لئن بدا لكثير من اخلبراء أن الفالحة التونسية جنحت في‬ ‫التش ّكل كقطاع رئيسي القتصاد البالد ومتيزت في جتاوز‬ ‫منعطف اإلصالح الهيكلي والولوج إلى اقتصاد السوق دون‬ ‫أضرار تذكر‪ ،‬فإن ثورة احلرية والكرامة ك ّذبت قراءاتهم‬ ‫وكشفت أن قطاع الفالحة لم يستطع مواكبة احتياجات البالد‬ ‫من الغذاء ومن الشغل ولم يراع متطلبات التوازن اجلهوي وال‬ ‫دميومة املواد املتاحة وأكدت أن السياسات املتبعة تعرف إخالال‬ ‫كبيرة يجب القطع معها ونقاط ضعف كثيرة يجب جتاوزها‪.‬‬ ‫وكان منطلق حركة النهضة في صياغة برنامجها لتطوير قطاع‬ ‫الفالحة والصيد البحري طرح جملة من التساؤالت تتعلق‬ ‫أساسا مبا يلي‪ :‬ما هي أهم هذه السياسات؟ وما مدى تناسبها‬ ‫مع اخلصائص الطبيعية واالقتصادية واالجتماعية للفالحة‬ ‫التونسية؟ وما هي مالمح فشل هذه السياسات؟ ما هي أهم‬ ‫اإلشكاليات املترتبة عليها؟ وما هي الدروس املستخلصة؟ ثم ما‬ ‫هي السياسات البديلة؟ وما هي شروط جناحها؟‬ ‫إن القراءة التقييمية ملنوال التنمية الفالحية الذي سارت عليه‬ ‫تونس خالل العقود املاضية تبينّ أنه ارتكز على سبعة مرتكزات‬ ‫أساسية شكلت ماهية الفالحة التونسية‪ .‬املرتكز األول‪ ،‬ومتثل‬ ‫في محاولة النهوض بالفالحة املطرية‪ .‬وهي سياسة لم تنجح‬ ‫في تطوير وسائل اإلنتاج ولم مت ّكن أكثر من ‪% 50‬من الفالحني‬ ‫التونسيني من احلصول على مداخيل فالحية تفي بحاجيات‬ ‫عائالتهم ومتكنهم من حتسني ظروف عيشهم فاجته جزء كبير‬ ‫منهم إلى تعاطي مهن أخرى إلى جانب‬ ‫عملهم مبستغالتهم‪.‬‬ ‫املرتكز الثاني‪ ،‬تعبئة هامة للموارد‬ ‫املائية مما مكن من التح ّكم في ‪% 88‬‬ ‫من اإلمكانيات السطحية واجلوفية‪.‬‬ ‫إال أن هذا املجهود صاحبه فشل في‬ ‫االستغالل األمثل لهذه املوارد من‬ ‫حيث التكثيف وتثمني االستثمارات‬ ‫التي أجنزت ومن حيث االقتصاد في‬ ‫املياه املعبأة‪ .‬كما أن منط االستغالل‬ ‫لم يستطع معاجلة املشاكل التي تهدد‬ ‫دميومة هذه املوارد من متلح للموائد‬ ‫وتوحل للسدود‬ ‫املائية الساحلية‬ ‫ّ‬ ‫واستنزاف للموائد غير املتجددة‬ ‫بجنوب البالد‪.‬‬ ‫املرتكز الثالث‪ ،‬محاولة حتقيق األمن‬ ‫الغذائي عن طريق تغطية الواردات من‬ ‫املواد األساسية بالصادرات دون‬ ‫استهداف إنتاج حد أدنى من املواد‬ ‫األساسية يضمن األمن واالستقاللية الغذائية‪ .‬وحيث أن لهذا‬ ‫اخليار آلياته وشروطه‪ ،‬فإن هذه السياسة فشلت في استدامة‬ ‫مستوى متوازن لتغطية تكلفة الواردات بعائد الصادرات‪ ،‬فعرفت‬ ‫نسبة التغطية تذبذبا بني ‪ )1989( %45‬و‪ )1991( %159‬في‬ ‫ارتباط آلي باملستوى السنوي لألمطار‪.‬‬ ‫املرتكز الرابع‪ ،‬النهوض بالتصدير‪ .‬وهي سياسة اكتفت‬ ‫بالتوجه نحو تصدير املنتجات ذات امليزات التفاضلية الطبيعية‬ ‫ُّ‬ ‫واقتصرت على األسواق التقليدية دون مجهود يذكر في‬ ‫استكشاف أسواق جديدة للمنتجات الوطنية ذات القيمة املضافة‬ ‫العالية على غرار املنتجات البيولوجية والزراعات احملمية‬ ‫واجليوحرارية‪.‬‬ ‫املرتكز اخلامس وهو االجتاه نحو اخلصخصة والذي متظهر‬ ‫خاصة في التفويت في األراضي الدولية على وجه الكراء‪ .‬وهي‬ ‫عملية لم تكن شفافة وكانت مناسبة الستئثار املقربني من دوائر‬ ‫السلطة بجزء منها‪ .‬وأما املرتكز األخير فتمثل في إرساء منظومة‬ ‫تشريعية للنهوض باالستثمار الفالحي قابلها تراجع مستمر في‬ ‫مستوى االستثمار العمومي من ‪ % 17‬في منتصف التسعينات‬ ‫إلى ‪ % 7‬خالل السنوات األخيرة وضعف في مساهمة البنوك‬ ‫في متويل الفالحة إذ اكتفت هذه األخيرة بتخصيص معدل ‪% 7‬‬ ‫فقط من متويالتها اجلملية لقطاع الفالحة‪.‬‬ ‫ومع اإلقرار ببعض النتائج اإليجابية على مستوى إنشاء‬

‫البنية التحتية كالسدود واملناطق السقوية والتشريعات ‪ ،‬فإن الفالحي واملوارد الطبيعية كما تعيد تشكيل أدوار كل من الدولة‬ ‫هذا املنوال أدى إلى تراجع نسبة مساهمة القطاع الفالحي ومنظمات املجتمع املدني في عالقتها بالنشاط الفالحي والتصرف‬ ‫في االقتصاد الوطني لتصل إلى ‪ % 9‬واكتفى بتحقيق نسب املستدمي في املوارد‪.‬‬ ‫من ّو بني ‪ 2‬و‪ % 3.5‬ووصل إلى سقف قدراته على املستوى‬ ‫يتّجه برنامج حركة النهضة إلى مواصلة اجناز املشاريع‬ ‫االجتماعي والبيئي‪ .‬لقد عجز هذا األخير عن إيجاد احللول الكبرى للتهيئة املائية من سدود وآبار عميقة ومحطات تطهير‬ ‫املناسبة لإلشكاليات األساسية املتعلقة بـ (ا) ضعف مستوى للمياه املستعملة وإحداث ‪ 30000‬هك من املناطق السقوية‪.‬‬ ‫األمن الغذائي في ظل االختالل الهيكلي للميزان التجاري الغذائي وستعمل احلركة على ضمان مقومات األمن املائي من خالل مزيد‬ ‫و(ب) ضعف عام إلنتاجيّة القطاع‪ .‬وهي إشكالية ال يجب أن التح ّكم في الكميات املعبأة وترشيد استهالكها واالقتصاد فيها‬ ‫تبحث املستوى الكمي فقط بل عليها البحث في نوعية السياسات وتوظيف املوارد غير التقليدية وتطوير نسبة التكثيف باملناطق‬ ‫التي يجب إتباعها على مستوى االستثمار واالرشاد الفالحي السقوية لتصل إلى معدل ‪ %110‬ومراجعة أمناط التصرف في‬ ‫والبحث العلمي واخلزن والتحويل والترويج وهيكلة املنتجني املنشآت املائية وتسعيرة مياه الري وتعميم خدمات التزود باملاء‬ ‫و(ج) تشتت امللكية والتراجع امل ّطرد حلجم املستغالت الفالحية الصالح للشرب على مختلف املناطق وحتسني نوعية مياه الشرب‬ ‫وما نتج عنه من ضعف إنتاجية األرض وضعف تنافسية املنتوج باجلنوب التونسي وبالعديد من املدن الكبرى بإحداث محطات‬ ‫وكان سببا أيضا في ظواهر اإلهمال الكلي أو اجلزئي لألراضي حتلية للمياه اجلوفية ومياه البحر‪ .‬كما ستعمل على إحكام‬ ‫والنزوح من األرياف وكان السبب األساسي أيضا في تش ُّكل التصرف في املوارد البحرية وتأهيل بنية القطاع األساسية‬ ‫نوعني من الفالحات ‪ :‬فالحة اجتماعية غير قادرة على إعالة العائلة وتطوير اإلنتاج السمكي املتأتي من تربية األحياء املائية‪ .‬أما في‬ ‫املرتبطة بها وفالحة اقتصادية مرتبطة بالسوق ولها آفاق ربحية ما يخص املوارد الغابية والرعوية‪ ،‬فستسعى إلى ال ّرفع في نسبة‬ ‫و(د) ضعف استغالل املوارد املائية وغياب التصرف األمثل في الغطاء الغابي وال ّرعوي ليصل إلى حدود ‪ % 18‬وستعمل على‬ ‫املناطق السقوية واملتمظهرة في ضعف نسبة التكثيف وعدم حماية ‪ 10‬آالف كلم مربع سنويا من أدمي األرض من االجنراف‬ ‫استغالل كل الكميات املائية املرصودة ونقص في صيانة املعدات والتصحر وتطوير املراعي االشتراكية وإعادة النظر في هياكلها‬ ‫واملنشات وتطبيق أمناط تسعيرة املياه ال تغطي التكلفة ولم تؤد املسيرة وذلك قصد ترشيد استغاللها والتوسيع في مساحات‬ ‫دورها في تكثيف الزراعات والرفع من إنتاجيتها وانحصار دور األعالف للترفيع في اإلنتاج العلفي‪.‬‬ ‫مجامع التنمية الفالحية املكلفة بالتسيير والتصرف في املناطق‬ ‫أما لتحقيق األمن الغذائي فيقترح البرنامج‪ ،‬أوال‪ ،‬تطوير‬ ‫السقوية في استخالص ثمن الكميات املائية املستهلكة من طرف اإلنتاج واإلنتاجية بكافة القطاعات الفالحية ضمن استراتيجيات‬ ‫قطاعية تفصيلية توازن بني حتسني‬ ‫مداخيل الفالحني وتلبية احتياجات السوق‬ ‫الداخلية من املواد األساسية واستغالل‬ ‫الفرص املتاحة للتصدير وثانيا‪ ،‬تطوير‬ ‫إنتاج احلبوب واألعالف ضمن إستراتيجية‬ ‫موجهة للتخفيض من درجة تأ ّثر اإلنتاج‬ ‫باجلفاف وتذبذب األمطار ترتكز على‬ ‫حتسني إنتاجية احلبوب واملواشي‬ ‫باملنظومات البعلية والسقوية وتطوير طاقة‬ ‫اخلزن لهذه املواد‪ .‬ثم يقترح ثالثا‪ ،‬دفع‬ ‫االستثمار اخلاص في املنتوجات التي لها‬ ‫قدرة تنافسية عاملية عالية وذلك من حيث‬ ‫اإلنتاج واجلودة والتحويل والتحكم في‬ ‫الكلفة مع دعم املساندة وتطوير العالمات‬ ‫التونسية وتعميم نظم االسترسال‬ ‫(الباكورات واإلنتاج البيولوجي وزيت‬ ‫الزيتون والغالل واللحوم ومنتوجات‬ ‫المحافظة على الموارد المائية ضمانة لتطوّر الفالحة‬ ‫الصيد البحري)‪.‬‬ ‫ولضمان حتقيق هذين الهدفني كان البد‬ ‫الفالحني و(هـ) تراجع خصوبة األراضي واستمرار ضياع للبرنامج من تقدمي احللول جلملة من العوائق الهيكلية‪ ،‬كتشتت‬ ‫مورد التربة بفعل االجنراف الناجت عن عدم النجاح في التعامل امللكية واملديونية وضعف التمويل والبحث العلمي واالرشاد‬ ‫األمثل مع عوامل املناخ وخاصيات التربة وطرق حراثة األرض الفالحي ومسالك التوزيع‪ .‬فكانت التوجهات في هذا املجال‬ ‫والرعي اجلائر و(و) تصرف غير محكم في املوارد البحرية‪ .‬تتمحور حول تفعيل القوانني اخلاصة باحلد من تشتّت امللكية‬ ‫فرغم أن املخزون القابل لالستغالل يقدر بـ ‪ 100‬ألف طنا بضم القطع واحلد من تقسيم املستغالت وتشجيع االستغالل‬ ‫للمنتوجات السطحية من السمك األزرق صغير احلجم و‪ 60‬ألف عن طريق الشركات العائلية وحتريك السوق العقارية ومعاجلة‬ ‫طنا للمنتوجات القاعية في السنة‪ ،‬فإن نسبة االستغالل تقدر أشكال املديونية لدى الفالحني بشطب فوائد الديون املتراكمة‬ ‫على التوالي بـ ‪ %50‬و‪ .%87‬وهذا املستوى من االستغالل وإعادة جدولة أصولها ومتتيع احلرفاء املخلصني بالتخفيض‬ ‫يخفي وراءه جملة من اإلشكاليات أهمها‪ :‬ضعف استغالل السمك بنقطة في نسبة الفائدة ومعاجلة ضعف متويل القطاع عن طريق‬ ‫األزرق في حني تعرف أنواع األسماك ذات القيمة التجارية العالية البنوك مبراجعة نسب الفائدة ومدد االستخالص وباالجتاه نحو‬ ‫استغالال مفرطا خصوصا بخليج قابس‪ ،‬استعمال تقنيات صيد الهياكل التمويلية اإلسالمية‪.‬‬ ‫محجرة‪ ،‬ضعف إنتاج قطاع تربية األحياء املائية رغم ارتفاع عدد‬ ‫كما أولى البرنامج املقترح أهمية ملحوظة لتطوير البحث‬ ‫ّ‬ ‫املشاريع احملدثة‪ ،‬هيمنة الوسطاء وأصحاب مؤسسات التحويل العلمي حيث اقترح الرفع إلى ‪ %2‬في ميزانية القطاع مبا ميكن‬ ‫على القطاع‪ ،‬ضعف انخراط املشتغلني في البحر من مجهزين من تطوير اإلنتاجية وأنظمة اإلنتاج واقترح دعم برامج البحوث‬ ‫وبحارة في أنظمة التأمني والضمان االجتماعي و(ز) تراكم اخلاصة باملشاتل والبذور الوطنية وسيتعزز ذلك بوضع‬ ‫املديونيّة لدى ‪ % 23‬من الفالحني أغلبهم من متوسطي وصغار برنامج خصوصي لتطوير وأقلمة البذور العلفية وإنتاج نسبة‬ ‫الفالحني لعجز كثير منهم على السداد‪.‬‬ ‫من األعالف البديلة تع ّوض مادتي الذرة والصوجا امل ّوردة‪.‬‬ ‫إن البرنامج املقترح من طرف حركة النهضة ّ‬ ‫يبشر بتنمية ولم يغفل البرنامج عن ضرورة إعادة هيكلة منظومة اإلرشاد‬ ‫فالحية مستدمية تتأسس على عقد جديد بني الدولة واملجتمع الفالحي واإلحاطة بالفالحني وتطوير مضامينه ومناهجه‬ ‫والفالحني في إطار تنمية مندمجة شاملة تط ّور وتن ّوع األنشطة وتنشيط الشركات التعاونية للخدمات الفالحية ومراجعة‬ ‫االقتصادية على املستوى اجلهوي لتخفيف الضغط على القطاع القوانني اخلاصة بها‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫االقتصادي‬

‫تقلي�ص املديونية ودفع اال�ستثمار والت�شغيل �أهم التحديات ال�ضاغطة‬ ‫حسام الدين التعبوري‬ ‫اآلن واحلكومة القادمة بصدد التكوين فإنه‬ ‫من املجدي تذكير أصحاب القرار املقبلني بأن‬ ‫ثاني حتديات الثورة بانتظارهم وهي االنطالق‬ ‫في اإلصالح االقتصادي واالجتماعي مع العمل‬ ‫على إيجاد حلول آنية وفورية لبعض املعضالت‬ ‫التي يعاني منها الشعب التونسي وخاصة منه‬ ‫الفئات الفقيرة واملناطق احملرومة‪.‬‬ ‫وأعتقد أن قانون املالية للتصرف في سنة‬ ‫‪ 2012‬ميكن أن يكون أولى العالمات والرسائل‬ ‫املوجهة للشعب التونسي من حيث االستجابة‬ ‫لتطلعات التونسيني التي قامت على أساسها‬ ‫الثورة املجيدة‪.‬‬ ‫هذه العالمات والرسائل تتمحور حول‬ ‫محورين أساسيني‪ :‬احملور األول يكرس‬ ‫إعادة تبويب ميزانية الدولة وخاصة منها‬ ‫ميزانية االستثمار لتوجيه القسط األوفر من‬ ‫االستثمارات الوطنية نحو املناطق احملرومة‪.‬‬ ‫أما احملور الثاني فينطلق في إعادة بناء‬ ‫املنظومة اجلبائية مبا يقتضيه الوضع الراهن‬ ‫واملستقبل‪.‬‬ ‫وأعتقد أن أولى املراجعات الواجب القيام‬ ‫بها هي تخفيف العبء اجلبائي على ذوي‬ ‫الدخل الضعيف وذلك على واجهتني‪ :‬أما‬ ‫األولى فتقتضي مراجعة جدول الضريبة على‬ ‫األشخاص الطبيعيني وذلك بالرفع في سقف‬ ‫القسط املعفى من الدخل إلى ‪ 2500‬دينارا على‬ ‫أقل تقدير‪.‬‬ ‫وأما الثانية فترمي إلى الترفيع في مبالغ‬ ‫التخفيضات املشتركة ( األعباء العائلية‪ ،‬رئيس‬ ‫العائلة‪ ،‬األطفال والوالدين في الكفالة)‪.‬‬

‫هذه املراجعة األولية من املمكن أن تؤدي‬ ‫إلى حتسني آني وفوري في األجر الصافي‬ ‫بحوالي ‪ 25‬دينارا في الشهر‪.‬‬ ‫أما األولويات االقتصادية العاجلة التي‬ ‫من واجب احلكومة املقبلة االنطالق فيها فورا‬ ‫فتتشكل حسب تصوري في اإلجراءات التالية‪:‬‬ ‫االنطالق في تفعيل االستثمارات واملشاريع‬ ‫الوطنية الكبرى مع البدء الفوري في األشغال‬ ‫فيما يخص املشاريع اجلاهزة‪.‬‬ ‫هذه االستثمارات في البنى التحتية (تهيئة‬ ‫الطرقات‪ ،‬إحداث مسالك توزيع املياه الصاحلة‬ ‫للشراب‪ ،‬إحداث املستشفيات‪ ،‬واملدارس‬ ‫واملعاهد واإلدارات اجلهوية‪...‬إلخ) وإحداث‬ ‫األقطاب التكنولوجية واملناطق الصناعية‬ ‫فتشغل آالف العاطلني عن العمل وحتفز‬ ‫االستهالك الداخلي الشيء الذي سيساعد على‬ ‫حتقيق منو أفضل‪.‬‬ ‫املعاجلة الفورية ملشكلة مديونية الفالحني‬ ‫وتوفير كل العوامل املادية من أجل تطوير اإلنتاج‬ ‫الفالحي لسنة ‪ 2012‬في انتظار االنطالق في‬ ‫املعاجلة العميقة ملشاكل الفالحة عبر مراجعة‬ ‫املنظومة القانونية وإضفاء الشفافية على عمل‬ ‫وزارة الفالحة‪.‬‬ ‫إطالق برنامج تسويقي وإشهاري واسع‬ ‫النطاق لترويج املنتوج السياحي التونسي‬ ‫في ظل املعطيات السياسية اجلديدة وطمأنة‬ ‫األسواق اخلارجية عبر تكثيف االتصاالت‬ ‫املباشرة مع املؤثرين في هذه األسواق وذلك‬ ‫من أجل إجناح املوسم السياحي املقبل مع البدء‬ ‫في القيام باإلصالحات اجلوهرية لهذا القطاع‪.‬‬ ‫ولعل تشكيل حكومة ائتالف وطنية تشارك‬ ‫فيها أوسع طبقة ممكنة من سياسي املجلس‬

‫التأسيسي سيكون لها الوقع اإليجابي لدى‬ ‫هذه األسواق‪.‬‬ ‫التعجيل في تشغيل نسبة معقولة من‬ ‫حاملي الشهادات اجلامعية في املؤسسات‬ ‫العمومية واجلهوية وحتفيز التشغيل في‬ ‫املؤسسات اخلاصة لتعزيز التأطير وحتسني‬ ‫املردودية والقضاء التدريجي على البطالة‪.‬‬ ‫تعبئة طاقات التمويل من أجل توظيفها‬ ‫عاجال في االستثمارات التنموية وذلك من‬ ‫جهة بتفعيل صندوق الودائع والضمانات في‬ ‫أقرب اآلجال حتى ينطلق في حتقيق أهدافه‬ ‫سريعا ويساهم آنيا وبقسط وافر في متويل‬ ‫االستثمارات الهادفة ومن جهة أخرى بتفعيل‬ ‫املنظومة القانونية للبنك املركزي والتي توجه‬ ‫املؤسسات الراغبة في التمويل والتي بلغت‬ ‫مديونيتها مستويات معينة إلى السوق املالية‬ ‫(البورصة) من أجل رفع األموال واإلعتمادات‬

‫املؤمتر السنوي للمنتدى العريب للبيئة والتنمية يف بريوت‬

‫منــط اقت�صـادي عــادل‬

‫دعا اخلبراء املشاركون في املؤمتر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية في بيروت‪،‬‬ ‫األسبوع الفارط وعلى مدى يومني‪ ،‬احلكومات العربية إلى إعطاء األهميّة الالزمة للتنمية‬ ‫الفالحية الريفية قصد حتقيق األمن الغذائي وتخفيف وتيرة الفقر في املناطق احملرومة‪،‬‬ ‫وش ّددوا على أن التنمية الفالحية يجب أن تصاحبها عناية باملياه السطحية واجلوفيّة‪،‬‬ ‫الري ورفع اإلنتاجية وتسهيل ترويج املنتوجات الزراعية ودعم برامج‬ ‫وحتسني القدرات على ّ‬ ‫املخصصة للبحوث الزراعية‪ .‬كما دعوا إلى‬ ‫حماية التربة واألرض واملياه وزيادة االستثمارات‬ ‫ّ‬ ‫زيادة معاجلة املياه املستعملة وحتسني نسبة إعادة استعمالها‪ ،‬وللتذكير‪ ،‬فإن تونس تعرف‬ ‫العديد من التحد ّيات بخصوص مستقبل املياه‪ ،‬وهي مدع ّوة بجد ّية إلى استباق األزمة وتعميق‬ ‫البحوث واإلجنازات في هذا امليدان وفي مق ّدمتها شحن املوائد املائيّة السطحيّة التي استهلكت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والسيالن‪.‬‬ ‫التبخر‬ ‫وحسن التح ّكم في كميّات‬ ‫ّ‬

‫جلميـع اعالناتكـم يف جريـدة « الفجـر »‬ ‫إلى جميع المؤسسات الحكومية والخاصة‪..‬‬ ‫الوزارات والواليات والبلديات ‪ ..‬الشركات الخاصة واألفراد‬ ‫لنشر اعالناتكم في جريدة «الفجر» الرجاء االتصال باألرقام التالية‪:‬‬ ‫‪71 490026‬‬ ‫‪97 19 02 58‬‬

‫�أو‬

‫الربيد االلكرتوين‬

‫التي حتتاجها‪ .‬هذه اآلليات ستحقق بلوغ‬ ‫احتياجات التمويل وتنشط السوق املالية وتقلل‬ ‫من مخاطر البنوك ورمبا حتد من كلفة التمويل‬ ‫للمؤسسات االقتصادية‪.‬‬ ‫دعم منظومة استقصاء وحتصيل األموال‬ ‫املنهوبة واملهربة من أجل استرجاع نسبة من‬ ‫هذه األموال خالل سنة ‪ 2012‬والعمل على‬ ‫اإلسراع بإدماج بعض املؤسسات املصادرة‬ ‫من أمالك العائلة احلاكمة السابقة والتي تتمتع‬ ‫بقابلية للنمو واالزدهار في السوق املالية على‬ ‫أن تخصص نسبة من رأس مال هذه املؤسسات‬ ‫إلى االكتتاب العمومي حتى يشعر التونسيون‬ ‫أنهم سيسترجعون بعضا مما سلبوا‪ .‬هذه‬ ‫اآلليات ستمكن من تعبئة موارد مالية هامة‬ ‫تدخل في ميزانية الدولة إما ضمن باب تقليص‬ ‫عجز امليزانية أو ضمن باب مصادر التمويل‬ ‫والنتيجة في جميع احلاالت واحدة‪.‬‬

‫‪21 39 67 31‬‬

‫‪commerciale.elfajer@gmail.com :‬‬

‫حوار‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫عبد الستار أبو ُغ ّدة فقيه العرص يف االقتصاد اإلسالمي‪:‬‬

‫البنك املركزي يطرح ورقة نقدية جديدة من فئة ‪ 50‬د‬ ‫يطرح البنك املركزي ابتداء من‪ 3‬نوفمرب‪ ،‬ورقة نقدية جديدة من فئة ‪ 50‬دينارا صنف ‪ 2011‬هلا‬ ‫الرواج القانوين والقوة اإلبرائية وفق البالغ‪ .‬وحددت أبعاد هذه الورقة بـ‪ 158‬مم عىل ‪ 79‬مم ويشكل‬ ‫االخرض واالزرق اللونيني الرئيسيني للورقة‪ .‬وسيتم تداول الورقة النقدية من فئة مخسني دينارا‬ ‫صنف ‪ ،2011‬حسب البالغ‪ ,‬بالتوازي مع االوراق والقطع النقدية املتداولة حاليا‪ .‬وجتدر االشارة اىل‬ ‫ان هذه الورقة النقدية اجلديدة ستعوض الورقة النقدية من فئة ‪ 50‬دينارا صنف ‪ 2008‬التي سيتم‬ ‫سحبها تدرجييا من التداول بمقتضى امر يصدر الحقا ويضبط تاريخ فقدان رواجها القانوين‬ ‫وقوهتا االبرانية واملدة الزمنية التي يمكن خالهلا إبداهلا لدى شبابيك البنك املركزي التونيس‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫التمويل الإ�سالمي �سيكون بديال عن �صندوق النقد الدويل‬ ‫حاوره سليم الحكيمي‬

‫�إثر �صدور "اقت�صادنا" لل�شهيد حممد باقر ال�صدر‪ ،‬يندر �أن يعرث القارئ على م�ؤلفات يف االقت�صاد الإ�سالمي‬ ‫تروي ظم�أ معرفيا ملجال ظل حبي�س التنظري‪ .‬يلوح عبد ال�ستار �أبو غُ ّدة‪ ،‬فقيه الع�صر يف االقت�صاد الإ�سالمي‬ ‫وامل�صرفية الإ�سالمية‪ ،‬خبريا لي�س له تو�أم‪ ،‬هو ع�ضو املجل�س الأوروبي للإفتاء ومتخ�ص�ص يف الفقه الإ�سالمي‬ ‫املقارن وفقه املعامالت املالية‪� ،‬إ�ضافة �إىل خربته الوا�سعة يف درا�سة الزكاة والأوقاف وفقه املحا�سبة واملراجعة‬ ‫وحتقيق املخطوطات‪ .‬ح�صل على ‪� 5‬شهائد عليا �آخرها دكتوراه يف جمال الفقه املقارن‪ .‬له م�ؤلفات تر ُبو عن‬ ‫‪ 40‬كتابا من بينها "اخليار و�أثره يف العقود" و"دليل الإر�شادات �إىل ح�ساب زكاة ال�شركات"‪" ،‬الفجر" التقت‬ ‫الفقيه العامل خالل زيارته �إىل تون�س فكان هذا احلوار‪.‬‬ ‫ما جدوى احلديث عن اقتصاد إسالمي يف غياب‬ ‫كيان سيايس يعتمد اإلسالم رشعة ومنهاجا‪ ،‬وما هي‬ ‫خصائصه ؟‬

‫املال في املفهوم اإلسالمي ليس ملكا لإلنسان‬ ‫ولكنه مستخلف فيه ويجب أن يراعي فيه‬ ‫الضوابط التي وضعها الله الستخدام املال وليس‬ ‫له أن يعمل به ما يشاء‪ .‬وهذا كان شأن اجلاهلية‬ ‫واألمم السابقة فقد نهى النبي شعيب قومه عن‬ ‫املفاسد االقتصادية فأجابوه "أتنهانا أن نعبد ما‬ ‫كان يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء"‪،‬‬ ‫فوظيفة املال إصالح الفرد واملجتمع وهي مبنية‬ ‫في آية جامعة على لسان أهل العلم عندما خاطبوا‬ ‫اك الل َّ ُه ال َّدا َر ِ‬ ‫قارون " َوا ْبتَ ِغ ِفي َما آ َت َ‬ ‫نس‬ ‫اآلخ َر َة َوال َت َ‬ ‫َن ِ‬ ‫صيبَ َك ِم َن ال ُّد ْنيَا َوأ َ ْح ِسن َك َما أ َ ْح َس َن الل َّ ُه إِلَيْ َك َوال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫لمْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َتبْ ِغ الف َسا َد في األ ْرض إ َّن الل َه ال ُيح ُّب ا فسدينَ"‬ ‫(القصص‪ .)77 ،‬إذن فنحن مستخلفون في‬ ‫املال وعلينا أن نؤدي فيه حق املال من الصدقات‬ ‫والزكاة والتطوع للقيام بالفروض الكفاية التي‬ ‫تنفع املجتمع وال ينفق املال في ما ح ّرمه الله‪.‬‬ ‫وباختصار إن الشريعة اإلسالمية وضعت معيارا‬ ‫للتصرف في املال وهو معيار احلالل واحلرام‪،‬‬ ‫أ ّما املذاهب االقتصادية األخرى فهي تطلق يد‬ ‫اإلنسان فيفعل ما يشاء مباله أو تعطي كل احلق‬ ‫للدولة وجتعل الفرد أداة ومجرد مسمار في عجلة‬ ‫ال قيمة له ويصير كل شيء بيد الدولة واإلنسان‬ ‫محروم من أن يتصرف في ماله فال ينفع الفرد‬ ‫حينئذ نفسه وال ينفع غيره‪ ،‬بينما املنهج اإلسالمي‬ ‫منهج وسطي‪.‬‬ ‫بام يزيد عن ‪ 50‬مؤسسة مالية ومرصف تتعامل‬ ‫بمبادئ الرشيعة اإلسالمية بالساحة األوربية الواسعة‪،‬‬ ‫بلغت املعامالت ‪ 1.7‬تريليون دوالر يف السنة‪ ،‬هل‬ ‫يتحول اإلسالم يف أوروبا من العقيدة إىل الرشيعة أم‬ ‫ّ‬ ‫صار اإلسالم أمجل بلغات أخرى ؟‬

‫صار اإلسالم مرجع الناس بعد سقوط‬ ‫االشتراكية وبعد الهزات العاملية بدأ الغرب يفتّش‬ ‫عن س ّر جناة البنوك اإلسالمية من أزمة ‪2008‬‬ ‫االقتصادية احلادة‪ ،‬إذ لم يسقط بنك إسالمي‬ ‫واحد بينما سقط في أمريكا وحدها ‪ 100‬بنك‬ ‫ألنها دخلت في ممارسات ممنوعة مثل التعامل‬ ‫بالديون التي يجب أن تكون مثال مبثل‪ ،‬وخصمت‬ ‫الكمبياالت وباعت الديون فإذا كان لدي دين‬ ‫بـ‪100‬د ال ميكنني بيعه بـ‪ 90‬ألن هذا ممنوع‪ .‬و‬ ‫منعت الشريعة التص ّرف في الرهون‪ ،‬فإذا كان لك‬ ‫رهن فيجب أن يبقى لديك حتى يس ّدد املدين دينه‬ ‫وال يجوز أن يقدم الرهن جلهة أخرى فتبيعها هي‬ ‫بدورها ألخرى وتأخذ أمواال‪ ،‬فتداول الرهون‬ ‫والديون وما يس ّمى باملشتقات والتعامل مع‬ ‫املستقبليات خطر اقتصادي‪ .‬اعتمدت هذه البنوك‬ ‫البيع القصير أي بيع ما ال أملك وكل هذا فيه‬ ‫مجازفة اقتصادية وأخالقية دخل فيها االقتصاد‬ ‫الرأسمالي و دفع ثمنها أزمة مالية مدوية‪.‬‬ ‫تعدل أوروبا قوانينها من أجل االستبقاء عىل‬

‫املصارف اإلسالمية وال يدفعها إىل ذلك االقتناع باإلسالم‬ ‫بل النفعية‪ ،‬فالعديد من أصحاب البنوك اإلسالمية يف‬ ‫الغرب مسيحيون‪ ،‬ما رأيكم ؟‬

‫هذا الكالم صحيح ولكننا ال نأخذه باالعتبار‪،‬‬ ‫فإقبال الناس على املصارف اإلسالمية فيه نفع‬ ‫للمسلمني والغربيني في بريطانيا وفرنسا بلجيكا‬ ‫وأملانيا وكل اجلالية املسلمة واملغاربة وهذه البنوك‬ ‫تقدم خدمات جليلة ومقبولة شرعا‪ ،‬أما عن نية‬ ‫الغرب فال تعنينا وهم متسلطون علينا في مجال‬ ‫املال دون أن يفتحوا بنوكا‪ ،‬فأموالنا كلها تذهب‬ ‫إلى هناك وأرصدة البترول تودع في املصارف‬ ‫الغربية ويتحكمون فيها عند احلاجة وهذا بالء‪.‬‬ ‫بدأنا في الغرب بنوافذ إسالمية في البلدان التي‬ ‫لم ّ‬ ‫يرخص فيها مبصارف إسالمية وكانت البنوك‬ ‫التقليدية ال تسمح إال بالنوافذ‪ ،‬نعلم مآربهم‪،‬‬ ‫ولكننا نحن من نقطف ثمار هذا التوجه‪.‬‬ ‫يوجد في بريطانيا ‪ 5‬بنوك إسالمية وشركتا‬ ‫تأمني تكافلية‪ .‬وتعدل فرنسا اليوم قوانينها ألن‬ ‫البنوك فيها تشترط على البنك أن يقدم فوائض على‬ ‫املدخرات وهو شرط أساسي تريد أن تزيله‪ ،‬وقد‬ ‫يكون هذا في إطار التنافس بينها وبني بريطانيا‪،‬‬

‫الشريعة في مجال املال واحلكم واملجتمع وإزالة‬ ‫االحتكار والتسلط‪ ،‬والزكاة تساهم في تقليص‬ ‫البطالة وقد شهد مفهوم الزكاة تقهقرا إذ صار‬ ‫صنوا للصدقة‪ .‬فإذا كان لديك فقير ال يعني أنك‬ ‫تعطيه كل سنة من مال الزكاة ولكن توفر له آالت‬ ‫الصناعة والعمل والفقير يعطى من مال الزكاة‬ ‫ما يكفيه نفقة سنة‪ ،‬وقد بدأ العمل في دول مثل‬ ‫الكويت والسودان واجلزائر‪ ،‬نحن ال نريد طفرة‬ ‫ولكننا ننهج أسلوب التدرج‪ ،‬فهذه النظم العربية‬ ‫رزحت حتتها الشعوب طويال وال ميكن أن نغيّر‬ ‫األمر بسرعة‪.‬‬

‫ذهب القرضاوي إىل القول بأن الزكاة ال تغني عن‬ ‫الرضيبة‪ ،‬هل تشاطرونه الرأي أم ترون بالقول الذي‬ ‫ينزع إىل ختفيف الرضيبة عىل من يؤدي الزكاة؟‬

‫الزكاة ال تغني عن الضريبة والضريبة ال‬ ‫تغني عن الزكاة ألنّ للزكاة مصارف خاصة وهي‬ ‫احلاجات التي تتعلق بنقص املال واحلاجة إليه‬ ‫ورعاية الفقير واملسكني والغارمني املدينني وابن‬ ‫السبيل واإلنفاق في الدعوة في سبيل الله‪ ،‬وهذه‬ ‫األمور ال تؤخذ من الضرائب‪ ،‬أما الضريبة فهي‬ ‫إلقامة املرافق وبناء اجلسور واالعتناء باملصالح‬ ‫االجتماعية العامة تكون جزءا من ميزانية الدولة‬ ‫وعلى السلطات الضريبة أن تخصم مقدار الزكاة‬ ‫من مقدار الضريبة لتشجع الناس على إيتاء‬ ‫الزكاة‪.‬‬

‫إذا كنا سنخصم مقدار الزكاة من الرضيبة فلم ال‬ ‫نكتفي بالرضائب ؟‬

‫مسيرة ألمريكيين بشالرع «ولستريت» تدعو‬ ‫العتماد النهج االسالمي في المعامالت البنكية‬

‫وهي تريد أيضا أن تصدر الصكوك والسندات‬ ‫اإلسالمية‪ .‬وأعلنت وزيرة املالية الفرنسية التي‬ ‫ترأس صندوق النقد الدولي عن هذا‪.‬‬ ‫ ما هي أفضل احللول التي يمكن أن يقدمها‬‫االقتصاد اإلسالمي ملشكلة البطالة وهل تقدر الزكاة‪،‬‬ ‫بعد تقهقر مفهومها‪ ،‬أن تكون رفدا و ظهريا للدولة‬ ‫يف ذلك ؟‬

‫قاوم النبي نفسه البطالة فقد وجد عاطال‬ ‫يسأل الناس إحلافا‪ ،‬فقال له هل عندك في البيت‬ ‫شيء ؟ فقال عندي بساط فقال النبي ائتني به‬ ‫وشرع الرسول ينادي من يشتري هذا البساط‬ ‫بدرهم‪ ...‬وملّا باعه في املزاد العلني أعطى نصف‬ ‫ثمنه لصاحبه حتى يطعم عياله وأمره أن يشتري‬ ‫بثمنه املتبقي فأسا ليحتطب‪ .‬وهذا ميثل روح‬ ‫التعامل مع البطالة أي بتوفير وسائل اإلنتاج‬ ‫وتشجيع االستثمار ورفع عوائقه وتطبيق‬

‫ال‪ ،‬فإذا كانت مقدار الضريبة مقدرا بـ ‪1000‬‬ ‫د مثال‪ ،‬و قد أدى صاحبها الزكاة ‪200‬د فإننا‬ ‫نخفض عنه الضريبة تشجيعا له‪ .‬أما إذا رفض‬ ‫أداء الزكاة بدعوى الضريبة فإن ذلك مرفوض‬ ‫ألن الزكاة بنصوص القرآن لها وعاء زكوي غير‬ ‫الوعاء الضريبي والضريبة تكون على الربح‬ ‫والدخل‪ ،‬أما الزكاة فهي على امللك التام لعروض‬ ‫التجارة واملواشي والزروع ولها مصارف غير‬ ‫مصارف الضريبة‪ ،‬وليس ألحد شرعا أن يرفض‬ ‫إيتاء الزكاة بدعوى دفعه الضريبة‪.‬‬

‫هل تفرض الزكاة من الدولة أم تظل طوعا يراهن‬ ‫فيها عىل الوعي واحلال أن املال شقيق الروح ؟‬

‫تأخذ الزكاة‪ ،‬في األصل‪ ،‬من الدولة رأسا وقد‬ ‫قال الله تعالى "خذ من أموالهم صدقة" وخاطب‬ ‫الله الرسول بصفته احلاكم‪ ،‬ولكن على الدولة أن‬ ‫تشجع الزكاة من خالل الصناديق ألداء الزكاة‬ ‫الباطنية مثل الدراهم والنقود‪ ،‬أما الزكاة األخرى‬ ‫مثل املواشي والزروع وهي أموال قليلة األعباء‬ ‫وكثيرة الدخل وظاهرة وجمعها من مشموالت‬ ‫الدولة‪ .‬وال تستطيع الدولة أن تتّجه إلى شخص‬ ‫وتسأله عن كمية املال لديه‪ ،‬وهذا ممكن بالنسبة‬

‫للشركات التي صارت أموالها ظاهرة‪ .‬وال ب ّد‬ ‫للدولة أن تصدر قانونا جلمع الزكاة من الشركات‬ ‫كما حدث في ماليزيا والسعودية وال ميكن إلدارة‬ ‫الشركة أن تخرج الزكاة دون موافقة املساهمني‬ ‫وعليهم أن يصوغوا نصا في النظام األساسي‬ ‫لشركتهم حول أداء الزكاة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫حذر منري شفيق من تأثري البنك الدويل وصندوق‬ ‫النقد عىل أداء احلركات اإلسالمية التي تقف عىل عتبة‬ ‫احلكم بعد الثورات‪ ،‬ونجحت ماليزيا يف رفض أجندة‬ ‫صندوق النقد الدويل وخيرّ ت االعتامد عىل الذات‪،‬‬ ‫هل ينجح التمويل اإلسالمي يف مساعدة الثورات عىل‬ ‫حتقيق أهدافها ؟‬

‫صندوقالنقدالدوليوالصندوقالعربيوالبنك‬ ‫اإلسالمي للتنمية والبنك اإلفريقي تقرض دون‬ ‫فائدة‪ ،‬وال يحملون الدول املقترضة إال مصاريف‬ ‫دراسة املشروع وأجور املوظفني وال تتجاوز في‬ ‫العادة ‪ %1‬ويجب أن تنشئ الدولة بنوك تنمية‬ ‫متعددة مثل البنك الزراعي والصناعي والعقاري‬ ‫وال حتمل املقترضني فوائد بل املصروفات الفعلية‬ ‫دون زيادة‪ ،‬وإذا ما انطلقت هذه البنوك في عمل‬ ‫فإنها تقدر في ظرف ثالث سنوات أن حتلق‪ .‬ألن‬ ‫البنك اإلسالمي يحتاج سنة للتأسيس وثانية‬ ‫للنشاط وفي الثالثة ينطلق في تنمية حقيقية ألنه‬ ‫ميتلك صيغ استثمار جاهزة وخبرات اقتصادية‪.‬‬ ‫اعترف صندوق النقد الدولي بالعقود اإلسالمية‬ ‫مثل عقد املرابحة وعقد اإلجارة ألنه يتعامل مع‬ ‫دول تطبق الطريقة الشرعية مثل عقد االستصالح‬ ‫فوجد البنك نفسه مضطرا إلى إدراج هذه العقود‬ ‫في برنامجه هذا منذ ‪10‬سنوات‪.‬‬

‫يعتقد ُح ّراس املعبد العلامين أن القرآن نص‬ ‫تارخيي حيول بني الشعوب واحلداثة‪ ،‬ويف هذا اإلطار‬ ‫طالبت مجعية النساء الديمقراطيات يف تونس بإلغاء‬ ‫الو ْقف ما رأيكم ؟‬ ‫َ‬

‫هذا مؤسف ومخجل‪ ،‬هذه الشريعة تواصلت‬ ‫‪ 14‬قرنا وقدمت للعالم روائع فهل عندما جاء‬ ‫الغرب وقلب املوازين نسرع بالقول أنها لم تعد‬ ‫صاحلة ؟ يذكرنني ما يفعلونه بقول شوقي عن‬ ‫اإلسالم ‪:‬‬ ‫الد ْوح حالل للطري من كل جن�س‬ ‫� َأحرام على بالبله ّ‬ ‫لقد حاربوا الوقف في كل مكان رغم فضله‬ ‫على استقالل العلماء واملثقفني إذ م ّكنهم من العمل‬ ‫خارج َفلك السلطة‪ ،‬بنت مؤسسة الوقف مجتمعا‬ ‫مدنيا وكانت لها أياد سابغة على التعليم والتطبيب‬ ‫وكان الوقف وراء بناء احلضارة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ومتى كانت احلداثة تتعارض مع الشريعة؟‬ ‫أينفي التمسك باألصالة احلداثة ؟ واحلكمة ضالة‬ ‫املؤمن وال يعني أن نطمس قيمنا التي قامت عليها‬ ‫حضارتنا إذا وجدنا حكمة جديدة‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫الثقافي‬ ‫ثقافة الثورة وثقافة الدولة‬ ‫بحري العرفاوي‬ ‫الثورات دائام تتأسس عىل أفكار جاحمة حمرورة وعىل قيم متسامية وعىل‬ ‫روحانية متمردة شجاعة ‪...‬تسكن الثورة يف الفكرة الشجاعة ويف األشواق‬ ‫احلية ويف اإلرادة املتقدة‪...‬حني تنترص "الثورة" وتتشكل يف هيئة "دولة" تبدأ يف‬ ‫الربود ويف اإلنحسار وتبدأ مفردات جديدة يف الشيوع من "واقعية" و"تدرجية"‬ ‫و"رضورات املرحلة" و"مقتضيات السياسة" ويبدأ الثوريون يف البحث عن‬ ‫مواقعهم وعن حجم تضحياهتم وعن صورهتم يف املشهد اجلديد‪...‬تبدأ "الدولة"‬ ‫يف ابتالع "الثورة" وحيل األفرادُ حمل األفكار واملعاين وتبدأ بذور الثورة القادمة‬ ‫يف التخلق‪...‬تتخلق من حجم األخطاء ومن حجم العثرات واإلساءات ‪...‬تلك‬ ‫السياسة ماكرة ومرتبصة ومنتقمة دائام ‪...‬السياسيون ا َمل َهرة هم الذين ينظرون‬ ‫للمستقبل جمهزين بمحبة الناس وبقدرة عىل التحمل والتجاوز واإليثار وهم‬ ‫الذين يتدربون باستمرار عىل تنقية النفس من التشوهات الطارئة تفرزها‬ ‫للعجب والكربياء‬ ‫والعجب التحكمي ‪ ...‬حالة التحكم ُمولدة ُ‬ ‫الغرائزية السياسية ُ‬ ‫واخليالء والنسيان‪ ...‬قد ينقلب املستضعفون عىل أنفسهم حني يتبدل حاهلم‬ ‫وتتغري مواقعهم حيث تسوقهم األقدار إىل رأس اهلرم "إن اإلنسان ليطغى أن رآه‬ ‫اخلري منوعا"‬ ‫استغنى" "إن اإلنسان ُخلق هلوعا إذا مسه الرش جزوعا وإذا مسه‬ ‫ُ‬ ‫‪...‬بالءات الرخاء أشد من بالءات الشدة وإن اإلنسان لينسى‪ ...‬كيف هلذا الكائن‬ ‫الذي مشى طويال ُمكبا عىل وجهه خوفا وتوجسا أن ينقلب عىل نفسه ليصبح‬ ‫متعاليا ومكابرا مدفوعا بشهوة التحكم وبرغبة جاحمة يف اإلنتقام من نفسه‬ ‫ـ التي ضعفت وتذللت ـ وليس من اإلستبداد الذي أضعفه وأذله‪...‬من انترص‬ ‫تشه َم َر ّ‬ ‫يض لقهر غريه إذا ما دفعت به األقدار‬ ‫لإلنسان املقهور فيه ال ُينتظر منه ّ‬ ‫إىل وضعية خمتلفة‪...‬حتتاج الثورات متخصصني يف علم النفس السيايس حتى‬ ‫بع َقدٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ولوثات‬ ‫ُيسهموا يف بناء الدولة" بعد انتصارها كي ال يتسلل إليها ا ُملثقلون ُ‬ ‫وأعطاب لن تكون إال بذورا لثورات مضادة وبقدر خطورة تلك األعطاب" بقدر‬ ‫ترسيع آجال تداعي "الدولة اجلديدة" وللتاريخ سننه وللدول آجال تتحدد وفق‬ ‫العمران البرشي‪...‬إن العواطف اخلالقة هي وقود حركة وتنامي الدول‪:‬‬ ‫قانون ُ‬ ‫عواطف الشوق واملحبة والتسامح واإليثار والتواضع والتعفف‪...‬التشوهات‬ ‫النفسية ال تتوارى يف األنفس كام قد ُيظن أو يعتقد الطب النفيس إنام تنساب‬ ‫يف النسيج اإلجتامعي تفتك به وتضعف فيه جهاز املناعة املدين و ُتعطل حركته‬ ‫إىل املستقبل املتجدد‪" ...‬الدولة" تأكلها األنفس املعوقة حني يتسلل اجلشعون‬ ‫واملتملقون والناممون واإلنتقاميون والقوادون إىل مفاصلها يشلون حركتها‬ ‫بح ّمى دائمة ‪ ...‬النزعة الغنائمية غريزة‬ ‫و ُيصيبون جسدها ـ من أدناه إىل أعاله ـ ُ‬ ‫ُ‬ ‫بعض‬ ‫برشية ولكنها ُمهلكة ومجُ هضة لكل مقدمات وبشائر نرص ‪...‬لقد تسبب‬ ‫"الغنائميني" يف هزيمة كل جيش املسلمني وهو يف حالة نرص يف معركة أحد‬ ‫حني نزلوا من عىل اجلبل يستعجلون نصيبهم من الغنائم ‪ ..‬حتتاج الدولة روحانية‬ ‫متسامية متعففة ومعطاءة كي تتوغل يف املستقبل وكي يمتد هبا األجل وكي‬ ‫اً‬ ‫وقيم‬ ‫نامء وعدالة ورفاها‬ ‫ترتجم أناشيد الثورة ودماء الشهداء وأشواق الناس ً‬ ‫جديدةً ‪ ...‬حني يتدافع الفارغون وضعاف النفس وا ُملراؤون إىل مقدمات املشهد‬ ‫يكونون قد حجبوا ُمدخرات علمية وفكرية وختصصية حيرمون منها "دولة‬ ‫الثورة" ويكونون أيضا قد استعجلوا تداعي البناء ‪ ...‬حتتاج "الدولة" ثقافة ال تغادر‬ ‫"زمن الثورة" وال ترحل إىل "زمن الدولة" حتى يظل املستقبل حمروسا بالفكرة‬ ‫احلية والنقد الشجاع واحلكمة اهلادئة وهنا يكمن اخلالف بني سياسيني يتكلمون‬ ‫عام بعد الثورة حني ُيمسكون بالدولة وبني مثقفني يتحدثون عن ثورة ال تنتهي‬ ‫وال تستنفد أغراضها بمجرد تبدل األسامء أو حتى تغري األحوال ‪ ...‬فالثورة يف‬ ‫العقل السيايس هي حدث يرتتب عنه اهنيار جهاز حاكم وقيام جهاز جديد‬ ‫بمضامني خمتلفة وسياسات خمتلفة أيضا ‪،‬وهي يف قاموس املثقف حالة من‬ ‫التجدد الدائم والتوغل املستمر يف املعاين والقيم واألشواق ‪ ...‬وحتى تستمر الدولة‬ ‫عليها أن تظل يف حالة "ثورة" أي حالة من التطهر الدائم من التشوهات واملعوقات‬ ‫الكامنة يف مفردات قاموس السياسة واخلطاب أو يف شخوص ثقيلة كامنة يف‬ ‫مفاصل الدولة ومؤسساهتا‪.‬‬

‫امللتقى التون�سي الإ�سباين الأ ّول للمث ّقفني والك ّتاب‬ ‫ّ‬ ‫للمثقفني والكتّاب الذي‬ ‫األول‬ ‫انطلقت الثالثاء املايض أشغال امللتقى التونيس اإلسباين ّ‬ ‫ّ‬ ‫التونسية لداريس اللغة اإلسبانية وآداهبا بالتعاون مع دار "بيقامليون ايديريو"‬ ‫اجلمعية‬ ‫تنظمه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وضاحية قرطاج ووالية توزر‪ .‬وتتواصل‬ ‫تونسية وهي تونس العاصمة‬ ‫بعدة مناطق‬ ‫للنرش ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عدة حماور من بينها تاريخ ومالمح‬ ‫وسيتم‬ ‫نوفمرب‪،‬‬ ‫‪6‬‬ ‫إىل‬ ‫‪1‬‬ ‫من‬ ‫امللتقى‬ ‫فعاليات‬ ‫التطرق إىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األدب احلديث واملعارص بمنطقة املتوسط وفن القصة وفن الرواية واحلكاية والرمزية يف‬ ‫الشعر واملقالة األدبية واألدب والرواية التارخيية‪ .‬كام هيدف امللتقى إىل التعارف بني ّ‬ ‫املثقفني‬ ‫خاصة وعىل ّ‬ ‫ضفتي املتوسط عموما‪.‬‬ ‫والكتّاب يف تونس وإسبانيا‬ ‫ّ‬

‫علم االجتماع الديني اال�شكاالت وال�سياقات‬ ‫تسود في مجال دراسة الدين‪ ،‬في الثقافة العربية احلديثة‬ ‫واملعاصرة‪ ،‬غفلة هائلة عن األدوات املعرفية العلمية املتّصلة‬ ‫املترجمة في‬ ‫بتتبّع الظواهر الدينية‪ .‬وتكاد األعمال املؤلَّفة أو‬ ‫َ‬ ‫علم االجتماع الديني ال تتجاوز عدد أصابع اليد‪ ،‬ناهيك عما‬ ‫في مجاالت أخرى قريبة‪ ،‬مثل اإلناسة الدينية‪ ،‬التي يبدو‬ ‫االنشغال بها منعدما معرفيّا ً وأكادمييّاً‪ .‬وعيا بهذا النقص‬ ‫أصدر ‘مشروع كلمة’ التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث‬ ‫كتابا ً بعنوان‪‘ :‬علم االجتماع الديني’‪ ،‬للمؤلّفني اإليطاليني‬ ‫سابينو أكوافيفا وإنزو باتشي‪ ،‬قام بنقله إلى العربية‬ ‫األستاذ التونسي عزالدين عناية‪.‬‬ ‫يأتي هذا الكتاب في وقت تشهد فيه الثقافة العربية‬ ‫حاجة ماسة إلى هذه النوعية‬ ‫من املؤلفات العلمية‪ .‬ويهدف‬ ‫ّ‬ ‫ملخص‬ ‫الكتاب إلى تقدمي‬ ‫إجمالي للمحاور الكبرى‬ ‫لعلم االجتماع الديني‪ ،‬كما‬ ‫حضرت في طيّات األعمال‬ ‫الكالسيكية الكبرى للفكر‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫فرغم انتشار أقسام‬ ‫علم االجتماع‪ ،‬خالل‬ ‫العشريات األخيرة‪ ،‬في‬ ‫ج ّل جامعات البلدان‬ ‫العربية‪ ،‬فإنها ما زالت تشكو‬ ‫بعض النقائص الالفتة‪ّ ،‬‬ ‫تتلخص أساسا في عدم قدرة علم‬ ‫االجتماع املستو َرد على اإلحاطة بإشكاليات االجتماع‬ ‫العربي‪ ،‬والدين إحداها‪ ،‬إذ ثمة اغتراب للمعرفة عن واقعها‪.‬‬ ‫وهو عجز ناجت عن مناهج تدريس تع ّول على استعراض‬ ‫النظريات واملناهج السوسيولوجية الغربية‪ ،‬تعريفيا‬ ‫وأحيانا بافتتان‪ ،‬يفتقد إلى تعريبها الوظيفي‪ ،‬ونقصد به‬ ‫جعل تلك األدوات املعرفية في خدمة الواقع الديني العربي‬ ‫لفهم مضامينه وحتوالته وحتدياته‪.‬‬ ‫ولذلك فغالبا ما أتت نقوالت ‘الكونْتية’ و‘الدوركهاميية’‬ ‫و‘الفيبيرية’‪ ،‬واملدرسة اجلدلية‪ ،‬ومدرسة جورج لوبرا‬ ‫ومثيالتها‪ ،‬عروضا تاريخية باهتة ال أدوات معرفية ِ‬ ‫مرشدة‬ ‫ورشيدة‪ .‬خصوصا وقد طالت تلك املدارس مراجعات عميقة‬ ‫وتسربت الشكوك إلى مدى إملامها بحقبة عودة املق ّدس وما‬ ‫تطفح به من مفارقات عجيبة‪ .‬ونشهد في التاريخ الراهن‬ ‫تطور نظريات مستج ّدة في علم االجتماع الديني‪ ،‬خصوصا‬ ‫في الفضاء األمريكي‪ ،‬في مجاالت ما يعرف بـ ‘السوق‬ ‫الدينية’‪ ،‬وبتف ّرعاته املتن ّوعة‪ ،‬من ‘نظريات العرض والطلب’‬ ‫إلى نظريات ‘االحتكار الديني’‪ ،‬والتي تط ّورت باخلصوص‬ ‫مع دارن أ‪ .‬شركات وكريستوفر‪.‬ج‪ .‬إلّيسيون‪ ،‬وش ّككت في‬ ‫عديد القناعات التي طاملا سادت في التعامل مع الظواهر‬ ‫الدينية واألحكام الصادرة بشأنها‪ ،‬مثال ذلك أن العصور‬ ‫الوسطى كانت أكثر تد ّينا من العصور احلديثة‪ ،‬وأنّ‬ ‫اإلنسان يسير نحو الالتد ّين‪ ،‬وأنّ احلرية الدينية متو ّفرة‬ ‫في أوروبا‪.‬‬ ‫املترجم‪ ،‬هو باألساس كتاب علمي تعليمي‪،‬‬ ‫الكتاب‬ ‫فهذا‬ ‫َ‬ ‫ينأى عن السجال اإليديولوجي املتوتّر في إصدار املواقف‬ ‫بشأن الدين‪ ،‬ويتطلّع إلى ترسيخ املعاجلة العلمية الهادئة‬ ‫للظواهر املتصلة به‪ .‬وليس غرضه االكتفاء باستعراض‬ ‫النظريات الكالسيكية‪ ،‬أو التعريف بالرواد في مجال علم‬ ‫االجتماع الديني‪ ،‬بل يسعى أساسا لإلمساك بخالصة‬

‫املقاربات السوسيولوجية‪ ،‬ووضعها على محك املواجهة مع‬ ‫الظواهر الدينية‪ ،‬واختبار مدى قدراتها على اإلحاطة بها من‬ ‫عدمه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وليس هذا املؤلف انتصارا أو دحضا لعديد اإلشكاليات‬ ‫املطروحة‪ ،‬كالعلمنة‪ ،‬ومتازج السياسي بالديني‪ ،‬والدين‬ ‫وممارسات العنف املقدس‪ ،‬والدين وإثارة الصراعات‪،‬‬ ‫والدين والتغيير االجتماعي‪ ،‬وغيرها من املسائل‪ ،‬بل يأخذ‬ ‫بيد الباحث والدارس ليدلّه على مسالك اإلحاطة بتلك الوقائع‪،‬‬ ‫دون مواالة أو معاداة‪ .‬وهو ما يحتاجه الباحث االجتماعي‬ ‫العربي اليوم‪ .‬إذ ثمة تدين شعبي واسع في الواقع‪ ،‬مؤثر‬ ‫وفاعل وحاسم‪ ،‬في عديد اخليارات االجتماعية واالقتصادية‬ ‫والسياسية‪ ،‬لكنه خارج املتابعة‬ ‫والفهم واإلحصاء‪.‬‬ ‫فما معنى أن تبقى‬ ‫ظاهرة مثل ظاهرة ‘اإلسالم‬ ‫السياسي’ خارج تناول علم‬ ‫االجتماع العربي؟ وما معنى أن‬ ‫تبقى املسيحية العربية إشكالية‬ ‫طائفية داخلية وال يرصدها‬ ‫علم االجتماع في اجلامعات‬ ‫العربية؟ وما معنى أن تغيب‬ ‫الدراسات العربية عن الوجه‬ ‫الديني اخلفي للغرب‪ ،‬والعربي‬ ‫يلهج بذكره وحضوره وتأثيره‪،‬‬ ‫صباحا ً مسا ًء؟ ثمة تدابر بني مجالني في الوسط األكادميي‬ ‫العربي‪ ،‬رغم اشتراك وتداخل عديد احلقول بينهما‪.‬‬ ‫فغالبا ما انفصلت الدراسة في ‘كلّية الشريعة’ عن‬ ‫الدراسة في قسم علم االجتماع‪ ،‬وال نقول متيزت‪ ،‬فذلك‬ ‫عائد لطبيعة اختالف منهجي املقاربتني‪ .‬األمر الذي أفرز‬ ‫بالنهاية خ ّريج دراسات إسالمية نائيا عن املتابعة اخلارجية‬ ‫للظاهرة الدينية‪ ،‬ويفتقر إلى أبسط األدوات العلمية في‬ ‫الشأن‪ .‬وباملقابل أفرز باحثني اجتماعيني يفتقرون إلى خبرة‬ ‫التعامل مع املادة اخلام‪ ،‬املادة األولى‪ ،‬في مجال الدين‪،‬‬ ‫ورمبا طغت دراساتهم اخلارجية على الداخلية منها‪ ،‬التي‬ ‫تفتقر إلى احلميمية مع التجربة الدينية‪ .‬ويبدو تط ّور علم‬ ‫االجتماع الديني في الثقافة العربية رهني هذا التقارب‪،‬‬ ‫ورمبا يستدعي السياق التذكير بأن ابن خلدون قد احتضنته‬ ‫الزيتونة‪.‬‬ ‫الكتاب من تأليف باحثينْ اجتماعيني إيطاليني‪ :‬سابينو‬ ‫املؤسس ملدرسة علم االجتماع‬ ‫أ ْكوافيفا‪ ،‬الذي ُيع ّد من ال ّرعيل‬ ‫ّ‬ ‫في إيطاليا‪ ،‬أشهر أعماله كتاب ‘أفول املق ّدس في املجتمعات‬ ‫الصناعية’ (‪ .)1961‬أما إنزو باتشي‪ ،‬فهو أستاذ علم‬ ‫االجتماع في جامعة بادوفا‪ ،‬نشر العديد من األعمال منها‬ ‫‘النِ َّحل’‪ )1997( ،‬و‘اإلسالم في أوروبا‪ :‬أمناط االندماج’‬ ‫(‪ ،)2004‬الذي سبق وأن نُقل إلى العربية من ِقبل املترجم‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫املترجم عز الدين عناية‪ ،‬أستاذ من تونس متخصص‬ ‫في علم األديان‪ ،‬يد ّرس في جامعة السابيينسا في روما‪.‬‬ ‫ترجم العديد من األعمال من الفرنسية واإليطالية منها ‘علم‬ ‫األديان’ مليشال مسالن‪ )2009( ،‬و‘اإلسالم اإليطالي’‬ ‫لستيفانو أليافي (‪ ،)2010‬كما نشر العديد من األبحاث‬ ‫منها‪‘ :‬نحن واملسيحية في العالم العربي وفي العالم’ دار‬ ‫توبقال في املغرب (‪ )2010‬و‘االستهواد العربي في مقاربة‬ ‫التراث العبري’‪ ،‬منشورات اجلمل‪ ،‬أملانيا (‪.)2006‬‬

‫نفحات إيمانية‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫الفقه املي ّسر‬

‫�أحكــام الأ�ضحيــة‬

‫محمد خليفة بوناصري‬

‫وبعد ‪ :‬مبا أننا نعيش هذه األيام أجواء عيد‬ ‫األضحى املبارك فالبد من توضيح أحكام األضحية‬ ‫من الناحية الشرعية ومشروعيتها فأقول وبالله‬ ‫التوفيق‪ :‬األضحية في اللغة العربية‪ :‬اسم ملا يضحى‬ ‫به وهي بضم الهمزة وكسرها وسكون الضاد وكسر‬ ‫احلاء وتشديد الياء‪،‬واجلمع‪ :‬أضاحي بتشديد الياء‪،‬‬ ‫أوملا يذبح أيام العيد‪ ،‬ومن الناحية الفقهية فهي‪:‬‬ ‫ذبح حيوان مخصوص‪ ،‬أي معني وبشروط‪ ،‬بنية‬ ‫مخصوصة وهي التقرب إلى الله بالذبيحة‪ ،‬في‬ ‫زمن مخصوص وهي يوم العيد وأيام التشريق وقد‬ ‫شرعت في السنة الثانية من الهجرة النبوية‪ ،‬وثبتت‬ ‫مشروعيتها بالكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬فأما الكتاب‬ ‫فقوله تعالى ‪{:‬فصل لربك وانحر} سورة الكوثر‬ ‫اآلية رقم‪ ،2‬وأما السنة فعن أنس رضي الله عنه أنه‬ ‫قال‪{:‬ضحى رسول اهلل صىل اهلل عله وسلم بكبشني‬ ‫أملحني أقرنني‪ ،‬فرأيته واضعا قدميه عىل صافحها‪،‬‬ ‫يسمي ويكرب‪ ،‬فذبحهام بيده} رواه اجلماعة‪ ،‬وأحمد‬ ‫أيضا عن عائشة رضي الله عنها‪ ،‬وأجمع املسلمون‬ ‫على مشروعية األضحية‪ ،‬واحلكمة من تشريعها‪:‬‬ ‫هو شكر الله على نعمه املتعددة‪ ،‬ولتكفير السيئات‪،‬‬

‫وللتوسعة على األسرة وغيرها‪ ،‬وأما حكمها فهي‪:‬‬ ‫سنة واجبة واملشهور في املذهب سنة مؤكدة‪ ،‬وجتب‬ ‫على املسلم احلر غير احلاج لنفس السنة والقادر‬ ‫عليها وهو من عنده قوت عامه‪ ،‬فالفقير ال جتب عليه‪،‬‬ ‫ولذلك أقول لللفقير ال تقلق فقد ضحى عنك احلبيب‬ ‫محمد صلى الله عليه وسلم عندما ذبح األول قال‪{:‬‬ ‫هذا عن حممد وآله }‪ ،‬وعندما ذبح الثاني قال‪{ :‬هذا‬ ‫يضح من أمتي}‪،،‬وعلى من سيضحي أن ال‬ ‫عمن مل‬ ‫ّ‬ ‫يذبح قبل صالة العيد فإن فعل ذلك فإمنا هو حلم قدمه‬ ‫ألهله وعليه أن يذبح أخرى بعد الصالة ‪ ،‬وأما العيوب‬ ‫التي ال جتوز في األضحية فهي باالختصار‪ :‬العرجاء‬ ‫البني عرجها‪ ،‬واملريضة البني مرضها‪ ،‬والعجفاء التي‬ ‫ال تنقى يعني الهزيلة التي المخ لها في عضامها وهي‬ ‫ضعيفة جدا‪ ،‬والعوراء البني عورها‪ ،‬واملجنونة جنونا‬ ‫دائما‪ ،‬واجلرباء‪ ،‬والبكماء‪ ،‬والصماء‪ ،‬والبخراء‪ ،‬وأما‬ ‫عن سن األضحية‪ :‬فاملاعز‪ :‬من له سنة‪ ،‬والغنم من له‬ ‫ستة أشهر قال به احلنفية واحلنابلة وبعض املالكية‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬من له ثمانية أشهر وقال بعضهم ‪ :‬من‬ ‫له سنة‪ ،‬ومن البقر‪ :‬من له ثالث سنوات‪ ،‬ومن اإلبل‪:‬‬ ‫من له خمس سنوات‪ ،‬وبالنسبة للبقر واإلبل يجوز أن‬ ‫يشترك سبعة أشخاص في كل واحد منهما‪ ،‬وأخيرا‬ ‫أقول تقبل الله ضحاياكم وبارك لكم في العيد وكل عام‬ ‫وأنتم بخير والسالم‪.‬‬

‫م�صطلحــات قـر آ�نيــة‬ ‫الصادق العرفاوي‬ ‫حتت هذا العنوان نبدأ بإذن الله سلسلة مقاالت تبحث‬ ‫في أسرار املصطلح القرآني الذي ميثّل احملور الذي تدور‬ ‫حوله اآلية أو اآليات‪ ،‬فقد تض ّمن القرآن الكرمي مفردات‬ ‫ومصطلحات عديدة ذات دالالت متن ّوعة‪ ،‬سياسية‪،‬‬ ‫عقائدية‪ ،‬تربوية‪ ،‬اجتماعية وغيرها وهي تقريبا متثّل‬ ‫أغلب املفردات التي يدور حولها الفكر اإلنساني بكل‬ ‫مجاالته‪ .‬وسنذكر احلديث في هذه املقالة األولى عن‬ ‫مفهوم املصطلح القرآني وداللته‪.‬‬ ‫إن املصطلح القرآني ليس إال مفردة من مفردات‬ ‫القرآن املجيد‪ ،‬يشارك مثلها في تركيب اآلية وفي توجيه‬ ‫السياق الذي متضي فيه اآلية‪ ،‬لكنه يختلف عنها ويتميّز‬ ‫بقوة موقعه وبالدور الف ّعال الذي يقوم به في اإليحاء‬ ‫واإلبالغ‪ ،‬وملزيد التوضيح نقول إن املصطلح القرآني‬ ‫هو املفردة التي متسك باحلركة الرئيسية في اآلية وهي‬ ‫منبع اإلشعاع الذي يوزّع اإليحاء ويبث املعنى‪ ،‬وبدون‬ ‫فهمها على وجهها الصحيح الدقيق ال يتم ّكن الدارس‬ ‫وال الباحث املتد ّبر أن ينفذ إلى أسرار القرآن وال يحظى‬ ‫بكشف أعماقه والتحليق في أبعاده‪.‬‬ ‫ومن األدلة التي ميكن االستئناس بها ملزيد البيان‪،‬‬ ‫قوله تعالى ‪ُ " :‬يؤْ يِت الحْ ِ ْك َم َة َم ْن َي َش ُاء َو َم ْن ُيؤْ َت‬ ‫الحْ ِ ْك َم َة َف َق ْد ُأ يِ َ‬ ‫ريا َو َما َي َّذ َّك ُر إ اَِّل ُأو ُلو‬ ‫وت َخيرًْ ا َك ِث ً‬ ‫اب" (البقرة‪ ،)269 ،‬ففي اآلية األولى نرى أن‬ ‫الأْ َ ْل َب ِ‬ ‫"احلكمة" هي املفردة القرآنية التي متسك بعنان املعنى‬ ‫فيها وفي الثانية نرى أنّ فعل "يذكر" هو املفردة التي‬ ‫يستأثر بالتفكير كله وهو املفتاح الذي يفتح مغالق اآلية‪.‬‬ ‫و"احلكمة" هنا قد تعني النب ّوة‪ ،‬وقد تعني اإلحاطة‬ ‫مبعاني القرآن املجيد‪ ،‬وقد تغني رؤية األشياء على‬ ‫حقائقها‪ ،‬وقد تعني الفلسفة كلها من أ ّولها إلى آخرها‪،‬‬ ‫ومفردة "يذكر" قد تعني ‪ :‬يعرف‪ ،‬أو يف ّكر‪ ،‬أو يفهم‪ ،‬أو‬ ‫يعي أو يرى رؤية محسوسة‪ ،‬وكل هذه املعاني والدالالت‬ ‫للمصطلحني تنزل من النفوس منزل الصواب وتأخذ من‬

‫العقول مأخذ الرضا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫لأْ‬ ‫ومن ذلك أيضا قوله تعالى ‪" :‬إِ َّنا َع َر ْضنَا ا َما َن َة‬ ‫َعلىَ السَّماَ َو ِ‬ ‫ض َوالجْ َِبالِ َف َأ َبينْ َ َأن يحَ ْ ِم ْلن َ​َها‬ ‫ات َوالأْ َ ْر ِ‬ ‫ِنس ُ‬ ‫وما‬ ‫ان إِ َّنهُ َك َ‬ ‫ان َظ ُل ً‬ ‫َو َأ ْش َف ْق َن ِمن َْها َوحمَ َ َل َها الإْ َ‬ ‫َجهُ ول"‪ ،‬فمفردة "األمانة" هي قلب اآلية وهي بابها‬ ‫ومفتاحها وال سبيل إلى فهم اآلية واإلحاطة بها‪ ،‬ومن‬ ‫فسر األمانة‪ ،‬بالدين وجملة التكاليف‬ ‫املفسرين من ّ‬ ‫ّ‬ ‫فسرها‬ ‫فسرها بالتوحيد ومنهم من ّ‬ ‫الشرعية‪ ،‬ومنهم من ّ‬ ‫بالعقل‪ ،‬لكن يبقى ذلك مج ّرد اجتهاد ويبقى املصطلح‬ ‫حامال ألفق مترامي السعة واالمتداد‪.‬‬ ‫وهكذا هو شأن كل مصطلح من مصطلحات‬ ‫القرآن‪ ،‬يبدو في النظرة األولى قريبا من الفهم ميسور‬ ‫التناول‪ ،‬حتى إذا ه ّم العقل بالتطاول إليه‪ ،‬يعود وقد‬ ‫اشت ّد عنده ثوران الشوق وغليان التطلع إلى مزيد من‬ ‫اجلني والقطاف‪ ،‬فالدالالت اللغوية ال تكفي وحدها‪،‬‬ ‫واجلماالت األدبية والبالغية ال تنهض باملسؤولية كاملة‬ ‫وال تقود إلى الهدف املنشود‪ ،‬كما أن املعاني الفقهية‬ ‫والدينية ال تستطيع أن تنوء بالعبء كلّه‪ ،‬فيبدو عليها‬ ‫التعب واإلرهاق من حمل الذخائر املكنوزة‪ ،‬فلم يبق إال‬ ‫أن يكون في هذه املصطلحات شيء آخر يحس به الفهام‬ ‫وال يقوى على الوصول إليه أو اإلحاطة به‪ ،‬وهذه واحدة‬ ‫من عجائب القرآن ومظاهر إعجازه‪ ،‬وفي هذه املكامن‬ ‫والذخائر تنافست املواهب وتش ّعبت األقوال‪ ،‬ولم يفت‬ ‫املفسرين أن يعاينوا هذه احلقيقة ويدهشوا لها‪ .‬كما‬ ‫جلة‬ ‫ّ‬ ‫دهش العرب األوائل من أئ ّمة اللسان الذين عايشوا نزول‬ ‫القرآن الكرمي‪ ،‬فلم يجدوا ب ّدا من اإلذعان له والسجود‬ ‫أمامه حتى رفعوه فوق سحر السحرة وكهانة الك ّهان‪،‬‬ ‫وقالوا وهم في أوج عنادهم وخصامهم "ما هذا بقول‬ ‫بشر"‪.‬‬ ‫وإذا ُوجد بيننا اليوم كما وجد باألمس من ينزع‬ ‫إلى تكذيب ما كان عليه العرب من ذهول واندهاش أمام‬ ‫هذه احلقيقة أو هذا اإلعجاز وجعله ضربا من الوهم‬ ‫والتحريض فألنّهم لم يبلغوا مبلغهم من اإلحساس ولم‬ ‫يحيدوا إلى ما كانوا عليه من تذ ّوق ومتتّع‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫يف املوجهات اإلسالمية‬ ‫للفعل السيايس‬

‫واجـب ال�شهـادة‬ ‫علـى الع�صـر‬

‫الدكتور أحمد األبيض‬

‫لقد َع َد القرآن الكرمي الشهادة على الناس في كل مرحلة وعصر ومصر‬ ‫من أخص اخلصائص التكوينية للذات اإلسالمية املفردة واجلماعي ّة‬ ‫«وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس » البقرة ‪- 143‬‬ ‫كما نهى القرآن في موضع آخر عن التخلف عن أداء الشهادة‪ ،‬ورتب على‬ ‫التورط في ذلك إثما عظيما «وال تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه»‬ ‫البقرة ‪« - 283‬ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما‬ ‫تعملون» البقرة ‪.- 14‬‬ ‫والشهادة تفترض في منطوقها ومدلولها عدة أمور ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬احل�ضور‪ :‬وهذا املعنى في غاية الوضوح في االستعمال العربي‬ ‫عامة والقرآني‪ ،‬كما نالحظ ذلك عند مراجعتنا للسان العرب إلبن منظور‬ ‫القفصي ‪ ... ":‬والشهيد ‪ :‬احلاضر ‪ ...‬واملشاهدة‪ :‬املعاينة‪ ،‬وشهده شهودا‪:‬‬ ‫أي حضره فهو شاهد‪ ...‬وفي حديث الصالة‪ :‬فإنها مشهودة مكتوبة ‪ ،‬أي‬ ‫تشهدها املالئكة وتكتب أجرها للمصلي‪ .‬وفي صالة الفجر ‪ :‬فإنها مشهودة‬ ‫محضورة‪ ،‬يحضرها مالئكة الليل والنهار‪ ،‬هذه صاعدة وهذه نازلة‪....‬‬ ‫واملشهد‪ :‬محضر الناس‪"...‬‬ ‫فال معنى إطالقا لشهادة شخص أو أمة إذا ما كانا غائبني عن العالم‬ ‫وحياة الناس‪ ،،‬فالذين فضلوا االستقالة االجتماعية ال ميكنهم أن يكونوا‬ ‫شهداء‪ ،،‬وليس بوسع جماعة أو أمة أن تكون شاهدة على عصرها وواقعها‬ ‫إذا لم ميتد حضور كل أبنائها وبناتها ليغطي كل الساحات واملجاالت‪ ،‬من‬ ‫سياسة واقتصاد وإدارة وثقافة واجتماع وفنون وعالقات محلية وإقليمية‬ ‫ودولية‪...‬‬ ‫‪ - 2‬العلم والدراية‪ :‬فـ«الشهيد‪ :‬الذي ال يغيب عن علمه شيء‪ ،،‬الشاهد‪:‬‬ ‫العالم الذي يبينّ ما علمه‪ »...‬فالشهادة إذن هي في وضع االستحالة مع‬ ‫اجلهل‪.‬‬ ‫والذين يريدون أن يكونوا شهداء على عصورهم فلن يكفيهم احلضور‬ ‫دون املعاينة وامتالك املعرفة بالعالم من حولهم‪ .‬وال بد لهذه املعرفة أن متتد‬ ‫لتسع كل املجاالت‪ .‬وأن تلتقي اجلهود وتتكامل فيقاوم اجلهل والتجهيل‪.‬‬ ‫‪ - 3‬املراقبة ‪ :‬ولقد وردت هده الداللة في أكثر من آية قرآنية‪ ،‬من ذلك‬ ‫قوله تعالى على لسان عيسى عليه السالم‪« :‬وكنت عليهم شهيدا ما دمت‬ ‫فيهم‪ ،‬فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد»‬ ‫املائدة ‪ 117-‬وقوله تعالى‪« :‬إن الله كان على كل شيء شهيدا» النساء‬ ‫‪- 33‬‬ ‫فال يكفي أن تكون حاضرا‪ ،‬أو أن تكتفي ببعض املعلومات عما يحدث‪،‬‬ ‫وإمنا أنت مطالب بأن تكون عني الرقيب املتفحص‪ ،‬املدقق واملتابع لكل ما‬ ‫يحدث‪ .‬فالذين يكتفون مبجرد العلم دون رصد ومتابعة لصيقة ملا يحدث‪،‬‬ ‫ودون سلطة نقدية حازمة ورحيمة في الوقت ذاته‪ ،‬ال ميكن أن يرقوا إلى‬ ‫مستوى الشهادة احلقة والناجزة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ال�شجاعة الأدبية‪ :‬هذه الشجاعة الالزمة التخاذ املوقف املناسب‬ ‫جتاه ما يحدث‪ ،‬وإلظهار ما تعلمه الذات من معطيات وعن استتباعاتها‬ ‫بفعل املتابعة القريبة واللصيقة ملا يحدث‪.‬‬ ‫فال يكفي الذات الشاهدة أن تتواجد وأن تراقب ما يحدث وأن حتيط به‬ ‫علما ‪ ،،‬إذ ال بد لها من أن تخرج من صمتها‪ ،‬وتظهر للعلن كل ذلك مصحوبا‬ ‫باحلكم املعياري احلق والعادل واملناسب ‪ ،،‬فتقف بذلك إلى جانب احلق‬ ‫وأهله‪ ،‬فتكون شاهدة للحق‪،،‬‬ ‫وتقف ضد الباطل وأهله‪ ،‬فتكون شاهدة على الباطل‪ .‬وهي في كل‬ ‫ذلك جادة ألن تظهر حجج الله وبيناته‪ ،‬ليهلك من هلك عن بينة‪ ،‬ويحي من‬ ‫حيى عن بينة ‪ ،‬فتتوحد إرادة اخللق مع إرادة الله‪ ،‬ويكونوا قدر اإلمكان‬ ‫معايشني حلقيقة قوله تعالى‪« :‬فأينما تولوا فثم وجه الله » البقرة ‪- 115‬‬ ‫وبذلك تخرج الذات من موقع املشاهد املكتفي باملتابعة السلبية‪ ،‬إلى موقف‬ ‫الشاهد االيجابي والفاعل‪ .‬جاء في لسان العرب ‪« :‬الشاهد‪ :‬العالم الذي‬ ‫يبينّ ما علمه‪ ،‬فالله قد د ّل على توحيده بجميع ما خلق‪ ،‬فبينّ أنه ال يقدر‬ ‫أحد أن ينشئ شيئا واحدا مما أنشأ‪ ،‬وشهدت املالئكة ملا عاينت من عظيم‬ ‫قدرته‪ ،،‬وقال‪ :‬أبو العبّاس ‪ :‬شهد الله = بينّ الله وأظهر‪» ...‬‬ ‫فهل من عالقة بني هذه الدالالت ؟ وما الذي يترتب عن ذلك ؟‬


‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫رأي‬

‫الإ�سالميون يت�صدرون امل�شهد‬ ‫سميـر حمدي‬ ‫عندما فازت حركة املقاومة اإلسالمية حماس‬ ‫في االنتخابات الفلسطينية سنة ‪ 2006‬وجدت‬ ‫نفسها تعاني عزلة حقيقة فرضها عليها النظام‬ ‫الرسمي العربي قبل غيره ( طبعا باإلضافة‬ ‫إلى الكيان الصهيوني والقوى االستعمارية )‬ ‫بالنظر إلى أن قوى االستبداد العربي أزعجتهم‬ ‫الدميقراطية الفلسطينية الوليدة وأصابتهم‬ ‫اخلشية من عدواها وحتديدا فوبيا فوز القوى‬ ‫اإلسالمية فبذلوا كل ما في الوسع إلفشال هذه‬ ‫التجربة وقبل هذا وذاك حرصوا على إرسال‬ ‫رسالة إلى الشعوب العربية مفادها أن من يسلك‬ ‫مثل هذا الطريق سيدفع الثمن حصارا وعزلة‬ ‫ورفضا ولن يجد له في الساحة الدولية من حليف‬ ‫‪ ..‬واآلن وبعد فيض الثورات العربية املتالحقة‬ ‫نشهد صعودا قويا للحركات اإلسالمية قد تفضي‬ ‫إلى انقالب الصورة العامة للمشهد السياسي في‬ ‫املنطقة العربية بل وسيكون لها‪ ،‬ال ريب‪ ،‬تأثيراتها‬ ‫الدولية‪ .‬فما هي أسباب تصدر القوى اإلسالمية‬ ‫للمشهد السياسي بعد وفي خضم أحداث الربيع‬ ‫العربي ؟ وملاذا كانت القوى اإلسالمية هي األكثر‬ ‫استفادة من التحول الدميقراطي على الرغم مما‬ ‫يزعم من عدائها للدميقراطية ؟‬ ‫ميكن القول ودون مبالغة إن القوى اإلسالمية‬ ‫في املنطقة العربية كانت هي األكثر تعرضا للقمع‬ ‫واإلقصاء من الناحية السياسية بل وقد حتولت‬ ‫في بعض األحيان إلى أحد عوامل تبرير استمرارية‬ ‫االستبداد واالستعداد لتوريثه حتت مظلة التخويف‬ ‫من اإلرهاب وفي ظل التواطؤ املعلن للقوى الدولية‬ ‫ضد كل نفس حترري في البالد العربية ومن هنا‬ ‫لم يكن غريبا أن تكون القوى اإلسالمية هي األكثر‬

‫استفادة من الثورات املتالحقة في بلدانها ‪ ،‬فإذا‬ ‫قلنا إن العالمة على حصول انتقال ثوري حقيقي‬ ‫هو تغير السائد السياسي فإنه من األكيد أن من‬ ‫أولى املؤشرات سيكون إطالق سراح املساجني‬ ‫السياسيني وعودة املنفيني و فتح املجال حلرية‬ ‫التعبير والتنظم وهو ما يعني استفادة اجلهات‬ ‫األكثر تعرضا للقمع في ظل أنظمة االستبداد‬ ‫وسيكون اإلسالميون في طليعة هؤالء هذا من‬ ‫الناحية احلقوقية ‪ ،‬أما من الناحية السياسية فإن‬ ‫فهم أسباب تفوق احلركات اإلسالمية يحيلنا إلى‬ ‫جملة من املسائل املركزية التي ميكن اختزالها على‬ ‫النحو التالي ‪:‬‬ ‫ـ مسألة الهوية ‪ :‬منذ استقاللها ظلت الدول‬ ‫العربية تعاني من أزمة هوية حادة جتلت في‬ ‫فقدانها حملددات اخلصوصية احلضارية التي‬ ‫كانت متيزها عن غيرها خاصة في ظل انتقالها إلى‬ ‫طور الدولة الوطنية التي فشلت في منح مواطنيها‬ ‫داللة واضحة ملعنى الهوية فتونس مثال في ظل‬ ‫البورقيبية ظلت تتغنى زمنا طويال مبا يسمى "‬ ‫القومية التونسية " واحلديث عن أمة مفترضة‬ ‫منتزعة من سياقاتها احلضارية اعني انتماءها‬ ‫إلى الفضاء العربي اإلسالمي ‪ ،‬و حتى الدول التي‬ ‫رفعت الشعار القومي فقد حملته ضدا للشعار‬ ‫اإلسالمي وهو ما ورطها في مفارقة استفزاز‬ ‫الشعور الديني للناس ‪ ،‬ومن هذا املنطلق يبدو‬ ‫طبيعيا أن يتصاعد الشعور بالوالء للقوى التي‬ ‫حتمل لواء الدفاع عن الهوية الوطنية ببعديها‬ ‫العروبة واإلسالم وأن تكون احلركات اإلسالمية‬ ‫األكثر تأهيال للعب هذا الدور بالنظر إلى مرجعيتها‬ ‫الدينية من ناحية ولنضاليتها في ظل األنظمة‬ ‫القمعية من ناحية أخرى وهو ما منحها مصداقية‬ ‫عالية لدى اجلماهير الشعبية ‪..‬‬

‫اجلمهورية التونسية‬

‫وزارة الفالحة والبيئة‬

‫املندوبية اجلهوية للتنمية الفالحية بزغوان‬ ‫طلب عروض عدد ‪2011/ 27‬‬

‫تهذيب م�شروع املاء ال�صالح لل�شراب‬ ‫باخلماي�سية من معتمدية الفح�ص ـ اجلزء الأ ّول‬ ‫في نطاق برنامج مشاريع املاء الصالح للشراب باملناطق الريفية لسنة ‪ ،2011‬تعتزم‬ ‫املندوبية اجلهوية للتنمية الفالحية بزغوان إجراء طلب عروض قصد تهذيب مشروع املاء‬ ‫الصالح للشراب باخلمايسية من معتمدية الفحص – اجلزء األول‪.‬‬ ‫واملتحصلني على شهادة الترخيص اختصاص "ط‬ ‫فعلى املقاولني الراغبني في املشاركة‬ ‫ّ‬ ‫ش م‪ "0‬أو "ط ش م‪ "1‬و"ب ‪ "0‬أو "ط ش م‪ "1‬و"ط ش م‪ّ "3‬‬ ‫لكل األصناف‪ ،‬االتصال‬ ‫باملندوبية اجلهوية للتنمية الفالحيّة بزغوان (خليّة الصفقات) لسحب مل ّفات طلب العروض‬ ‫مقابل دفع ‪ 50‬دينارا إلى السيد محتسب املندوبية (احلساب البريدي ‪.)626 - 29 :‬‬ ‫ترسل العروض طبقا للفصل عدد ‪ 07‬من ك ّراس الشروط ومصحوبة بضمان بنكي وقتي‬ ‫بقيمة ثمانية آالف دينار ومختومة عن طريق البريد السريع أو مضمونة الوصول على العنوان‬ ‫التالي ‪ :‬املندوبية اجلهوية للتنمية الفالحية بزغوان هنج اهلادي شاكر‪ 1100 ،‬زغوان‪ ،‬أو‬ ‫تسلّم مباشرة إلى مكتب الضبط املركزي باملندوبية‪ ،‬وحيمل الظرف اخلارجي عبارة "ال‬ ‫يفتح طلب عروض عدد ‪ ،2011/ 27‬هتذيب مرشوع املاء الصالح للرشاب باخلامسية من‬ ‫األول"‪.‬‬ ‫معتمدية الفحص – اجلزء ّ‬ ‫آخر أجل لقبول العروض يوم ‪ 29‬نوفمرب ‪ ،2011‬ختم مكتب الضبط باملندوبية يشهد على‬ ‫ذلك‪ .‬مع العلم أنّ كل عرض يصل بعد األجل احمل ّدد أو ال يحتوي على إحدى الوثائق املطلوبة‬ ‫ال يؤخذ بعني االعتبار‪.‬‬ ‫تفتح الظروف خالل جلسة علنية وذلك يوم ‪ 30‬نوفمرب ‪ 2011‬عىل الساعة العارشة صباحا‬ ‫بقاعة االجتماعات باملندوبية اجلهوية للتنمية الفالحية بزغوان‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬يبقى املترشحون ملزمني بعروضهم ملدة ‪ 120‬يوما بداية من اليوم املوالي‬ ‫للتاريخ األقصى لقبول العروض‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫ـ مسألة االستقاللية ‪ :‬لقد فشلت األنظمة‬ ‫العربية في قضايا كثيرة ولكن سقوطها في‬ ‫امتحان االستقاللية كان مدويا فاملتأمل في بنية‬ ‫النظام الرسمي العربي يالحظ غيابا تاما حلرية‬ ‫القرار بل إن الكثير من القضايا العربية املصيرية‬ ‫كانت حتسم في العواصم الغربية الكبرى مبا‬ ‫فيها مسائل داخلية كان ينبغي أن يكون الشعب‬ ‫هو ا َ‬ ‫حل َكم فيها ومن هذا املنطلق كانت اجلماهير‬ ‫العربية أكثر ميال إلى القوى التي تعتقد أنها اقل‬ ‫تأثرا بالنفوذ األجنبي ومن هنا نفهم ملاذا حرص‬ ‫الشعب الفلسطيني على التصويت حلماس‬ ‫(بوصفها الطرف األقل خضوعا للقرار األمريكي)‬ ‫وملاذا حظيت حركة النهضة بدعم شعبي واسع‬ ‫في تونس (بالنظر إلى أنها األكثر استقاللية جتاه‬ ‫النفوذ الفرنسي الكالسيكي في تونس ) وباملثل‬ ‫ستحظى باقي القوى اإلسالمية في املنطقة العربية‬ ‫بالدعم الواسع طاملا ظلت اجلماهير تراهن عليها‬ ‫باعتبارها اجلهة التي حتمل لواء املقاومة واملمانعة‬ ‫ضد النفوذ األجنبي والقوى االستعمارية ‪.‬‬ ‫ـ مسألة العدالة االجتماعية ‪ :‬إن حالة االحتقان‬ ‫االجتماعي التي عرفتها الدول العربية كانت أوال‬ ‫وأساسا نتاجا حلالة التفاوت االجتماعي وانتشار‬ ‫الفساد االقتصادي وشيوع الرشوة واحملسوبية‬ ‫وإحساس أبناء الشعب باحلرمان من حقوقهم‬ ‫الطبيعية في العمل والسكن والعيش الكرمي ‪..‬‬ ‫وقد يبدو من الطبيعي أن شعارات ذات طابع‬ ‫اقتصادي ـ اجتماعي مثل هذه تصب في خدمة‬ ‫قوى اليسار العربي مبا لهم من خلفية نقابية‬ ‫حترص على املطالب االجتماعية للقوى املسحوقة‪،‬‬ ‫غير أن املشهد يوحي بغير ذلك وخاصة في ظل ما‬ ‫حلق قوى اليسار من هزمية انتخابية منكرة في‬ ‫االنتخابات التونسية مثال ‪ ،‬وميكن أن جند تفسيرا‬ ‫لهذا األمر في عامل مهم وهو املصداقية ‪ ،‬حيث‬ ‫يحظى اإلسالميون بثقة قطاع عريض من الشعب‬ ‫العربي من جهة أنهم األكثر نزاهة وأمانة وتضحية‬ ‫وهو ما مينحهم أسبقية نفسية على غيرهم من‬ ‫القوى التي فشلت في استجالب جماهير الناس‬ ‫بل وتنفيرهم من خالل اكتفائهم باخلطب املنمقة‬ ‫الرنانة في مقابل اخلدمات االجتماعية الكبيرة التي‬ ‫تسديها احلركات اإلسالمية للناس وبشكل تطوعي‬ ‫( حمالت نظافة ‪ ،‬دروس تعليمية مجانية‪ ،‬مساعدة‬ ‫للمحتاجني ‪ )..‬وهذه اجلهود وان انتقدها البعض‬ ‫بزعم أنها تدخل في باب الرشوة السياسية إال أن‬ ‫الوقائع تقول إن جماهير الشعب ال تريد زعماء‬ ‫وخطباء بقدر ما متيل إلى من يخدمها ويسخر‬ ‫جهده لرفع العنت عنها في ظل معاناتها اليومية‬ ‫لطلب الرزق‪ ..‬إن هذه املسائل املركزية الثالث‬ ‫اعني الهوية واالستقاللية والعدالة االجتماعية‬ ‫مبثل ما كانت هي القادح الذي فجر الثورات وأطاح‬ ‫باألنظمة مبثل ما سيكون الرافعة التي ستحمل‬ ‫القوى اإلسالمية إلى احلكم مانحة إياها سلطة لم‬ ‫تكن لتحلم بها قبل سنني أو قبل أشهر ـ رمبا ـ غير‬ ‫أن هذه العوامل الثالث ستشكل في ذات الوقت‬ ‫أوراقا ضاغطة على أجندة األحزاب اإلسالمية‬ ‫القادمة حديثا إلى احلكم ألن الشعوب مستعدة‬ ‫للصبر وحتمل الضغوط إذا تأكدت من صدق‬ ‫حاكميها ( الحظ مثال مدى ثقة الشعب الفلسطيني‬ ‫في حركة حماس رغم سنوات احلصار ) غير أن‬ ‫هذه الشعوب ذاتها ستتحول إلى أ ُ ُسود تفترس‬ ‫كل من سيحاول خداعها أو التالعب بها بوعود‬ ‫ُخلَب وال أظن أن هذا األمر يخفى على احلركات‬ ‫اإلسالمية التي ُقدر لها أن تتحمل مسؤولية إمتام‬ ‫عملية البناء الدميقراطي ومن ثم حتقيق النهوض‬ ‫االجتماعي وهذه مهمة لعمري ليست باليسيرة‬ ‫ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم ‪..‬‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫رأي‬

‫ح�سمت املعركة بثقل التاريخ وعمق اجلغرافيا‬

‫�أ�صبحنا‬ ‫على‬ ‫وطن‪..‬‬

‫الصادق الصغيري‬

‫محمد كشت‬ ‫إن أهم مكسب يمكن أن نتحدث عنه‬ ‫يف االنتخابات الفارطة بقطع النظر عن‬ ‫الصاعدين و النازلني أو حتى املنقرضني‬ ‫فيها هو الشعب‪ ..‬بخالف كل املشككني يف‬ ‫ذكاء وفطنة ووعي التونسيني ‪..‬وبخالف‬ ‫كل الذين واصلوا هنجهم القديم يف استحامر‬ ‫الشعب واالستخفاف بمقدراته ونعته بأبشع‬ ‫النعوت فقط ألنه عبرّ عن إرادته احلقيقية‬ ‫ألول مرة يف تارخيه بدون تدخل و ال تزييف‬ ‫ّ‬ ‫وال تدليس و تبعا لذلك فقد متكن كل طرف‬ ‫من معرفة حجمه احلقيقي الذي سيحدد‬ ‫مستقبله السيايس بعد لفظ الناخب التونيس‬ ‫كل الظواهر الصوتية وكذلك الظواهر‬ ‫اإلعالمية ‪..‬بخالف كل هؤالء نرصخ عاليا‬ ‫عىل لسان الشهيد “فرحات حشاد” ‪:‬‬ ‫نحبك يا شعب‪..‬‬ ‫إن شعبا يقف يف طابور طويل ملدة تزيد‬ ‫عن مخس ساعات ال ليأخذ بل ليعطي ‪..‬‬ ‫ال ليأخذ اإلعانات وال ليسحب األموال وال‬ ‫حتى ليشرتي حاجاته بل ليديل بصوته أن‬ ‫مثل هذا الشعب ال يمكن بحال أن يوصف‬ ‫بنعوت تزري به بل حيق له أن نفخر به وان‬ ‫نباهي به األمم‪..‬‬ ‫إن شعبا استطاع بذكائه الثاقب أن يميز‬ ‫بني الغث و السمني وان يعاقب األطراف‬ ‫التي أرادت أن تشرتي ضمريه بكثري املال‬ ‫أو قليله و تلك التي اعتمدت اسرتاتيجيات‬ ‫األراجيف و الكذب وقلب احلقائق وكذلك‬ ‫الوعود الكاذبة إن مثل هذا الشعب يستحق‬ ‫منا أن نقف له حتية و تقديرا‪.‬‬ ‫لقد اثبت التونيس اليوم أن ما قام به يوم‬ ‫‪ 14‬جانفي هو ثورة حقيقة ال يمكن لعاقل‬ ‫أن يشكك فيها بل إن ما نراه اليوم من سلوك‬ ‫حضاري يؤرش إىل أن ثورة ثقافية جذرية‬ ‫بصدد االختامر و التبلور تبرش بميالد إنسان‬ ‫جديد و عرص جديد‪.‬‬ ‫إن شعب تونس يستحق منا التقدير كله‬ ‫لكن ذلك ال يكفي ‪ ..‬فاألهم من كل ذلك هو‬ ‫أن ننجح يف حتقيق آماله و تطلعاته إىل دولة‬ ‫احلق والعدل واحلرية والرفاه وهو ما يعني‬ ‫بالرضورة إن مسؤولية الذين سيتحملون‬ ‫األمانة أصبحت مضاعفة فشعارهم اليوم‬ ‫واحد و حيد “الفشل ممنوع”‪.‬‬ ‫لن نغني اليوم مع “نزار قباين” و“أم‬ ‫كلثوم”‪:‬‬ ‫�أ�صبح عندي الآن بندقية‬ ‫�إىل فل�سطني خذوين معكم‬

‫وإنام سنقول اليوم فقط أصبحنا و‬ ‫أصبح لنا اليوم وطن فجميعا اىل ساحات‬ ‫فعدونا اليوم هو الوقت‪.‬‬ ‫الفعل و العمل‬ ‫ّ‬

‫استغرب العديد من زعماء األحزاب النسبة احملترمة التي‬ ‫حازت عليها حركة النهضة في االنتخابات األخيرة‪ ،‬وذلك حقّ‬ ‫من حقوقهم‪ ،‬ووجهة نظر محترمة‪ ،‬ولكن ما نختلف فيه هي‬ ‫األسباب التي يسوقونها لتبرير هذه النتيجة من حضور مكثّف‬ ‫لرموز التيار اإلسالمي في وسائل اإلعالم بش ّقيه اإليجابي‬ ‫والسلبي وتوظيف املساجد‪ ،‬واستعمال املال السياسي‪ ،‬إلى غير‬ ‫ذلك من التبريرات التي ال جتد لها في الواقع أثرا‪ .‬في اعتقادي‬ ‫أن تف ّوق اإلسالميني يعود إلى تاريخ أبعد بكثير من احلملة‬ ‫االنتخابية األخيرة يعود إلى سنة ‪ ،1989‬وانتخابات أفريل التي‬ ‫ز ّورت إذ أتيحت للحركة عبر قائمات مستقلّة ورموز غادروا للت ّو‬ ‫الزنازين‪ ،‬فرصة التفاعل مع قواعد عريضة منحتها أصواتها‬ ‫يومها‪ ،‬وهبّت إلى البلد ّيات لإلمضاء على عرائض التزكية التي‬ ‫استُغلّت الحقا من قبل البوليس السياسي لتصفية املناصرين‬ ‫والتضييق عليهم وجعلهم يدفعون فاتورة باهظة نتيجة البوح‬ ‫بس ّرهم‪ .‬معركة االنتخابات ُحسمت يوم دخل البوليس السياسي‬ ‫بيت كل إسالمي‪ ،‬و"ع ّم" كل إسالمي‪ ،‬و"خال" ك ّل إسالمي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫و"صهر" كل إسالمي‪ ،‬وجاء يوم ‪ 23‬أكتوبر ليعبر كل هؤالء عن‬ ‫االنحياز لهذا الطرف‪ .‬معركة االنتخابات حسمت‪ ،‬يوم أغلق باب‬ ‫الرزق أمام اآلالف من املس ّرحني من السجون‪ ،‬فلم يجدوا أماهم‬ ‫إالّ االنتصاب على الهامش في األسواق األسبوعيّة‪ ،‬أو على قارعة‬ ‫الطريق لبيع ما ق ّل ثمنه وثقل حمله‪ ،‬ثم إلى فتح دكاكني وسط‬ ‫األحياء الشعبيّة وقضاء كامل اليوم في رصد معاناة األهالي‬ ‫والتفاعل اإليجابي معهم‪ .‬االنتخابات ُحسمت يوم نزل قياد ّيو‬ ‫احلركة وقواعدها على وجه سواء إلى األسواق الشعبيّة‪ ،‬وأذكر‬ ‫املؤسس والشيخ الذي يشكو من‬ ‫األخ صالح بن عبد الله العضو‬ ‫ّ‬ ‫إعاقة مزمنة يدفع عربة خضار‪ ،‬أو يجمع قوارير البالستيك‬ ‫بالطرقات لتوفير لقمة العيش وأمثاله باآلالف‪ .‬االنتخابات‬ ‫السجون زمرا‬ ‫ُحسمت‪ ،‬يوم سيق الذين عارضوا بن علي إلى ّ‬ ‫زمرا‪ ،‬وجماعات جماعات‪ ،‬وتركوا وراءهم عائالت‪ ،‬وأ ّمهات‬ ‫وآباء وأزواجا وبنني وبنات يفترشون األرض ويلتحفون السماء‪،‬‬ ‫فش ّمرت النسوة عن سواعده ّن واجتهدن في استنباط األعمال‬ ‫املنزلية‪ ،‬واخلارجية لتوفير لقمة العيش وق ّفة الزوج‪ ،‬وتكاليف‬ ‫زيارة السجون‪ ،‬ودراسة األبناء‪ ،‬وثمن العالج واألدوية ‪ ،‬بينما‬

‫‪19‬‬

‫ممن يتش ّدقون باحلداثة والدميقراطية واالنتماء‬ ‫الزم األغلبية ّ‬ ‫إلى املجتمع املدني الصمت الرهيب‪ُ .‬حسمت االنتخابات‪ ،‬حني‬ ‫استقام مناضلو احلركة في سلوكهم وأخالقهم على القواعد‬ ‫الثابتة للمجتمع‪ ،‬فقاسهم هذا األخير مبقياس القبول واالرتياح‪.‬‬ ‫ُحسمت االنتخابات‪ ،‬يوم أدمج املخلوع وأدواته اإلجرامية‬ ‫مساجني الصبغة اخلاصة‪ ،‬وهو االسم الذي يطلق على مساجني‬ ‫النهضة‪ ،‬مع مساجني احلق العام ليسوموهم العسف واإلهانات‬ ‫وسوء العذاب‪ ،‬فانقلب السحر على الساحر فأصبحوا لهم‬ ‫إخوة ومستشارون وناصحون وأصدقاء ودعاة إنقاذ لهم من‬ ‫براثن اجلرمية واملخ ّدرات وغيرها‪ .‬حسمت االنتخابات يوم‬ ‫هاجر مناضلو احلركة عابرين احلدود خلسة فا ّرين مببادئهم‬ ‫فأسسوا داخل اجلاليات‪ ،‬اجلمعيات‬ ‫إلى أرض الله الواسعة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية واملهنية للدفاع عن حقوقهم واحملافظة على هو ّيتهم‪.‬‬ ‫حسمت االنتخابات‪ ،‬وقضي األمر الذي فيه تستفتون‪ ،‬منذ م ّدة‬ ‫طويلة‪ ،‬يوم استشرى الفساد‪ ،‬يوم أذ ّل التونسي ويوم ه ّمش‬ ‫ويوم سرق ويوم ع ّذب‪ُ .‬حسمت االنتخابات‪ ،‬يوم انكفأ اخلصوم‬ ‫واختاروا خوض املعارك في الصالونات املر ّفهة‪ ،‬والدفاع عن‬ ‫حقوق اإلنسان في النزل واملنتجعات‪ ،‬واالعتناء مبج ّرد البيانات‪.‬‬ ‫حسمت معركة االنتخابات يوم اختار العديد من مث ّقفي احلداثة‬ ‫من اليمني واليسار على السواء االصطفاف االنتهازي وراء‬ ‫عصا السلطة وأبواق الدعاية‪ ،‬والرقص على أنقاض املجازر‬ ‫وآهات املقهورين‪ ،‬وأنّات املوجوعني‪ ،‬ودموع اليتامى والثكالى‪.‬‬ ‫ُحسمت املعركة‪ ،‬مع انطالق املسلسالت املكسيكيّة ذات األلف‬ ‫حلقة واحملتوى املبتذل وأفالم الدعارة األخالقية التي جتلد‬ ‫قيم الشعب املسلم‪ُ .‬حسمت املعركة يوم صدر منشور ‪108‬‬ ‫والقاضي مبنع احملجبات من دخول املدارس واملعاهد وطرد‬ ‫البسيه من املؤسسات واإلدارات‪ُ .‬حسمت املعركة يوم نزل‬ ‫الصهاينة بأرض الوطن وأهني العلم التونسي يوم وضعه إلى‬ ‫جانب العلم الصهيوني‪ ،‬مبطار تونس الدولي أثناء انعقاد ق ّمة‬ ‫املعلوماتية‪ ،‬وفتح مكتب لدولة متغطرسة حتت ّل أرض فلسطني‬ ‫املنصب‪،‬‬ ‫احلبيبة‪ُ .‬حسمت املعركة يوم أهني اآلذان مبق ّر البرملان‬ ‫ّ‬ ‫ُحسمت املعركة يوم أص ّر أنصاف وأرباع املث ّقفني على االعتداء‬ ‫على الذات اإللهية باسم حر ّية التعبير‪ ،‬وتكلّموا في املنابر‬ ‫وامللتقيات بلغات غير لغة القرآن‪ ،‬ولغة الشابي ولغة احل ّداد ولغة‬ ‫املسعدي وابن عاشور‪ .‬حسمت املعركة‪ ،‬يوم انحازت النهضة‬ ‫ومن على شاكلتها إلى الشعب وإلى قيم الشعب‪.‬‬

‫حول التب ّني والكفالة‬ ‫سمير مراد * ‬ ‫ّ‬ ‫مؤخرا‬ ‫تابعت جانبا من احلوار الذي دار‬ ‫ومما لفت نظري املوقف‬ ‫عىل قناة “فرنسا ‪ّ ”2‬‬ ‫قضية‬ ‫الذي أبدته السيدة سهري بلحسني من‬ ‫ّ‬ ‫التبني ورفضها لفكرة الكفالة التي اقرتحها‬ ‫األستاذ راشد الغنويش يف حواره األخري عىل‬ ‫قناة اجلزيرة كتعويض للتبنّي الذي يتعارض‬ ‫نص قرآين ال اجتهاد معه‪،‬‬ ‫مع اإلسالم برصيح ّ‬ ‫أن ذلك األمر أي تعويض‬ ‫السيدة بلحسني زعمت ّ‬ ‫التبني بالكفالة سوف حيدث كارثة كربى يف‬ ‫تونس بعد ‪ 50‬سنة من تطبيقه‪ ،‬وال أرى الكارثة‬ ‫تتحدث عنها بلحسني أعظم من الكوارث‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫التي يعيشها األبناء “املزعومون” حني يعلمون‬ ‫يف يوم من أ ّيام حياهتم أن اللقب الذي حيملونه‬ ‫وأن األب ليس أباهم احلقيقي‬ ‫ليس لقبهم احلقيقي ّ‬ ‫احلقيقية‪ ،‬أيهّ ام أخطر عىل‬ ‫وان ّأمهم ليست األم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأم يف كنف‬ ‫تتم كفالتهم من قبل أب ّ‬ ‫الناشئة‪ ،‬أن ّ‬ ‫الوضوح منذ البداية ؟ أم أن يعيشوا يف إطار كذبة‬ ‫املرة‬ ‫كربى سنوات من العمر ليكتشفوا احلقيقة ّ‬ ‫يتم عادة من طرف‬ ‫ّ‬ ‫املدمرة وهو األمر الذي ّ‬ ‫أشخاص من خارج األرسة املوهومة ّ‬ ‫للطفل‬ ‫يف هناية الطفولة وبداية املراهقة‪ ،‬فتنضاف إىل‬ ‫أزمة املراهقة أزمة أخرى خانقة حني يعرف‬ ‫نفسانيا عرشات احلاالت من هؤالء‬ ‫أخصائيا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األطفال الذين وقع تبنّيهم ومغالطتهم‪ ،‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫فكر الكثريون منهم يف االنتحار وعاشوا أزمات‬ ‫نفسية خانقة‪ ،‬فاإلسالم يتوافق مع علم النفس‬ ‫ّ‬ ‫القضية‪.‬‬ ‫يف هذه‬ ‫ّ‬ ‫* أخصائي نفساني‬

‫هل تنجح النه�ضة التون�سية يف تفكيك حقل �ألغام ال�سلطة يف التاريخ الإ�سالمي‬ ‫ص‪ .‬بن األزهر‬ ‫أتيحت لي الفرصة بحكم مسيرة طويلة نسبيّا في العالم‬ ‫اإلسالمي بتونس‪ ،‬أن أقف على حقائق للتاريخ‪ ،‬خاصة والنهضة‬ ‫اليوم كما بقيّة األحزاب هي شأن عام مفتوح لك ّل التونسيني‪ ،‬فما‬ ‫أظ ّن تونسيا واحدا يقبل بعد الثورة أن ال يكون عارفا بالطرف‬ ‫الذي يسهر على تقدمي اخلدمات له ويؤ ّثر في مسار حياته‪.‬‬ ‫اتسمت حركة النهضة منذ نشأتها بانفتاح فكري كبير على‬ ‫مختلف العاملني في الساحة اإلسالمية رغم اختالف انتماءاتهم‬ ‫املذهبيّة‪ ،‬ولم تف ّرق بني مالكي‪ ،‬وحنفي‪ ،‬وإباضي وغيرهم‪،‬‬ ‫انفتحت على ك ّل القضايا الـمجتمعية وأساسا املتعلّقة بالنضال‬ ‫من أجل العدالة والتنمية منذ نشأتها وعلى اجلدل الفكري املثمر‬ ‫مع قوى اليسار سواء في اجلامعة أو النقابات‪ .‬وللتاريخ‪ ،‬فإن‬ ‫من يغادر احلركة كان يغادرها على اليسار وليس على اليمني‪.‬‬ ‫واليسار اإلسالمي خير دليل‪ ،‬وال أذكر مجموعة اختارت اخلروج‬ ‫إلى ميني احلركة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إنّ ك ّل الدالئل تؤكد تو ّرط السلطة بشكل أو بآخر في نشأة‬ ‫التيّارات املوغلة في التفاصيل والشكليات والتي ال تف ّرق بني‬ ‫السنّة احلميدة وعادات الريف والصحراء‪ .‬وبخصوص بعض‬ ‫القضايا التي تلوكها النخبة اليوم‪ ،‬فقد حضرت آالف اللقاءات‬ ‫خصص لقاء واحد ملسألة تع ّدد‬ ‫داخل السجن أو خارجه‪ ،‬وما ّ‬

‫الزوجات‪ ،‬أو اخللوة‪ ،‬أو‪ ،...‬إالّ ضمن حقوق املرأة ككيان بشري‪،‬‬ ‫معزّز مك ّرم‪ ،‬كأخيها الرجل متاما‪ ،‬بل إنّ أي تشريع أو قانون أو‬ ‫حتس املرأة من ورائه اإلهانة هو مناف ملقصد اإلسالم‬ ‫سلوك‬ ‫ّ‬ ‫ومن ورائه احلركة لقوله صلى الله عليه وسلم "ما أكرمه ّن إال‬ ‫كرمي وما أهانه ّن إالّ لئيم"‪.‬‬ ‫وحركة النهضة وهي تخوض غمار معركة الكرامة في‬ ‫تونس‪ ،‬خاضتها بعناصر نسو ّية شجاعة‪ ،‬أعطتها احلركة الثقة‬ ‫في نفسها وفي قدرتها على القيادة والريادة‪ ،‬فكان العمل النسوي‬ ‫ضمن أه ّم املناشط‪ ،‬وأه ّم شريحة اجتماعية حاضنة للعمل‬ ‫اإلسالمي‪ .‬هذه قضايا يلمسها ال ّدارسون ماضيا ومستقبال في‬ ‫مل ّفات احلركة احملجوزة بوزارة الداخلية منذ أوائل الثمانينات‪،‬‬ ‫أما بخصوص امللف السياسي‪ ،‬فقد كانت االنتخابات‪ ،‬والكمال‬ ‫لله‪ ،‬اآلليات األكثر استعماال داخل هياكل احلركة رغم الظروف‬ ‫األمنية القاهرة‪ ،‬وظروف العمل الس ّري التي تستدعي التكتّم على‬ ‫قيادات العمل‪ ،‬والذين عاشوا جتربة السجن نهاية الثمانينات‬ ‫ضجوا من كثرة رفع األيدي لالنتخاب على أبسط القضايا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واخلاصة ‪ ،‬وهل "الق ّفة" ملك خاص‬ ‫انطالقا من امللكية العا ّمة‬ ‫ّ‬ ‫أو عام ؟ وإن أجمعت أغلب "الغرف السجنيّة" أنها ملك مشاع‬ ‫للجميع‪ ،‬فإن غرفا أخرى كانت مرنة واستثنت من "الق ّفة" ما‬ ‫كان يعتبر رسالة مو ّدة ومحبّة من الزوجة أو الوالدين أو األبناء‬ ‫كقطع احللوى أو حبّات اللوز سترجع إلى أصحابها‪.‬‬

‫خاض املساجني االنتخابات لتحديد ساعة النوم‪ ،‬وساعة غلق‬ ‫التلفاز وساعة فتحه‪ ،‬وتوزيع األس ّرة‪ ،‬ورئاسة الغرفة ورئاسة‬ ‫املطبخ‪ ،‬وإمامة اخلمس‪ ،‬وإمامة اجلمعة‪ ،‬وكل أشكال النضال‬ ‫واملراعاة مع إدارة السجن‪ ،‬كانت حتسم باالقتراع وأغلبية‬ ‫األصوات‪ ،‬بل ومت ّرس فيها اإلخوة‪ ،‬ولربح الوقت‪ ،‬تسند الكلمة‬ ‫لعضوين لك ّل جهة لبيان وجاهة الطرح ثم املرور إلى التصويت‪،‬‬ ‫وبفضل تلك اآللية‪ ،‬عشنا ما يقارب السبعني في غرفة ال تتّسع‬ ‫لعشرين‪ ،‬ورغم ضغوطات السجن التي ال تخفى على أحد‪ ،‬ما‬ ‫علمت وأنا أغادر الغرفة أنّ أحدا‪ ،‬حقد أو اشمأ ّز أو‪ ...‬أو‪ ...‬من‬ ‫رفيق دربه‪ ،‬رغم اختالف الثقافة والعادات والوعي والدرجة‬ ‫العلميّة واجلهات‪.‬‬ ‫هذه بعض الشذرات‪ ،‬أسوقها ألؤ ّكد على عراقة آليات العمل‬ ‫الدميقراطي داخل احلركة مهما شابته من نقائص ويبقى أرقى‬ ‫وأوسع من أي تنظيم سياسي تونسي الذي ال يكاد يجتمع حتى‬ ‫ينشطر لغلبة الزعامة والشخصنة وغياب اآلليات املعاصرة لكل‬ ‫عمل شعبي‪ .‬واحلركة‪ ،‬وعيا منها‪ ،‬مبا عانته جماهير األمة العربية‬ ‫واإلسالمية من االستبداد استنادا إلى غلبة السيف والقهر وتغليف‬ ‫كل ذلك برداء اإلسالم‪ ،‬حسمت أمرها منذ نشأتها بأن احلرية في‬ ‫كل أبعادها الشخصية والعامة وآلياتها اإلنسانية كاالختيار احل ّر‬ ‫واملسؤول هي الضمانة لإلقالع احلضاري والقطع مع االستبداد‪.‬‬ ‫فهل من م ّدكر ؟‬


‫‪20‬‬

‫دولي‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫شدد عىل «بناء دولة حترتم حقوق اإلنسان»‬ ‫ّ‬

‫قطر‬

‫الكيب‪ :‬احلكومة الليبية خالل �أ�سبوعني‬ ‫بدأ رئيس احلكومة الليبي اجلديد عبدالرحيم هذه املرحلة االنتقالية لها حتدياتها اخلاصة‪،‬‬ ‫الكيب‪ ،‬مشاوراته لتشكيل احلكومة االنتقالية‪ ،‬وتتطلب وسائل وطرقا ً أخرى غير التي اتبعت‬ ‫قائال انه يريد بناء دولة حتترم حقوق االنسان‪ ،‬في املرحلة السابقة‪.‬‬ ‫وتوقع اختيار اعضاء حكومته في غضون‬ ‫وأضاف الكيب‪« :‬أمامنا ملفات عديدة‬ ‫أسبوعني‪ ،‬في وقت أفادت تقارير إخبارية أبرزها األمن واملصاحلة واإلعمار‪ ،‬وسنعمل‬ ‫عن وقوع اشتباكات بني املئات من الثوار في موحدين لنصل إلى النتائج التي يستحقها‬ ‫العاصمة طرابلس‪ ،‬وسط مخاوف من انتشار الشعب الليبي»‪.‬‬ ‫السالح‪.‬‬ ‫وقال الكيب إن احلكومة حتيي جهود الثوار‬ ‫ً‬ ‫وقال الكيب الذي انتُخب أمس رئيسا وتتذكرهم ولن تنسى أسرهم‪ .‬ولم يعلن عن أي‬ ‫حلكومة مؤقتة في ليبيا في تصويت اجراه خطط محددة لليبيا خالل االشهر املقبلة‪ ،‬لكنه‬ ‫اعضاء املجلس الوطني االنتقالي احلاكم‪ ،‬قال إن املخاوف بشأن تعاقدات النفط الليبية ال‬ ‫متحدثا ً باالجنليزية في مؤمتر صحافي أساس لها‪ .‬وأضاف أن الليبيني عايشوا حاكما ً‬ ‫عقده في طرابلس‪« ،‬نتعهد ببناء دولة حتترم مستبدا مدة ‪ 42‬عاما‪ ،‬ولذلك فإن تلك املخاوف‬ ‫حقوق االنسان وال تقبل بأي انتهاكات حلقوق في محلها‪.‬‬ ‫وقال الكيب إنه يتوقع اختيار أعضاء العديد من امللفات ذات األولوية والتي تهم على‬ ‫االنسان‪.‬‬ ‫لكننا بحاجة إلى بعض الوقت»‪ .‬وأضاف أن حكومته في غضون اسبوعني‪ ،‬لتبدأ العمل في اخلصوص إعادة االعمار والتكفل باجلرحى‬ ‫وذوي الشهداء واملفقودين‪.‬‬ ‫ووفق خارطة طريق أعلنها املجلس‬ ‫االنتقالي‪ ،‬على الكيب أن يشكل حكومة انتقالية‬ ‫في موعد أقصاه شهر من إعالن حترير ليبيا‪،‬‬ ‫عبد الرحيم الكيب الذي انتخب مساء االثنني رئيس ًا للحكومة االنتقالية يف ليبيا‪ ،‬أستاذ جامعي يتحدر من‬ ‫ورحبت‬ ‫األمر الذي كان أعلن في ‪ 23‬اكتوبر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫طرابلس‪ ،‬وأمضى القسم األكرب من حياته املهنية يف اخلارج‪.‬‬ ‫فرنسا أمس‪ ،‬بانتخاب الكيب رئيسا ً جديدا ً‬ ‫وانتُخب الكيب املتخصص يف اهلندسة الكهربائية‪ ،‬يف الدورة األوىل من قبل أعضاء املجلس الوطني االنتقايل‬ ‫من بني مخسة مرشحني‪.‬‬ ‫للحكومة االنتقالية‪ ،‬قائلة إنه تقع عليه مسؤولية‬ ‫ولد الكيب عام ‪ ،1950‬كام جاء يف صفحته عىل موقع «فايسبوك» للتواصل االجتامعي‪ .‬وقد خترج من‬ ‫السير بليبيا على طريق املصاحلة وإعادة اإلعمار‬ ‫جامعات طرابلس وكاليفورنيا وكاروالينا الشاملية‪ ،‬وانضم يف ‪ 1985‬بصفة استاذ مساعد يف اهلندسة الكهربائية اىل‬ ‫وبناء دولة حتترم حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫جامعة أالباما حيث أصبح أستاذ ًا يف ‪ .1996‬وتوىل التدريس أيض ًا يف جامعتي طرابلس وكاروالينا الشاملية واجلامعة‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أفادت صحيفة ديلي‬ ‫األمريكية يف الشارقة (االمارات) حيث كان مدير ًا من ‪ 1999‬اىل ‪ 2001‬لدائرة الكهرباء وااللكرتونيات واهلندسة‬ ‫تليغراف البريطانية أمس‪ ،‬بأن اشتباكات وقعت‬ ‫املعلوماتية‪.‬‬ ‫بني املئات من الثوار بالقرب من مستشفى في‬ ‫وآخر منصب شغله كان يف معهد البرتول‪ ،‬وهو مركز للبحوث يف االمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫العاصمة الليبية طرابلس‪.‬‬ ‫ويعد الكيب باحث ًا يف جمال هندسة الطاقة الكهربائية ومؤلف ًا للعديد من األوراق البحثية‪ .‬وقد رعت بحوثه‬ ‫ووصفت الصحيفة هذه االشتباكات‬ ‫وزارة الطاقة األمريكية ورشكة الطاقة أالباما (أبكو)‪.‬‬ ‫بأنها األكبر بني رفقاء الثورة منذ مقتل معمر‬ ‫وحصل الكيب عىل العديد من اجلوائز العلمية يف جمال ختصصه‪ ،‬من بينها جائزة الريادة والتميز يف‬ ‫القذافي‪ .‬وأضافت أن االشتباكات أسفرت عن‬ ‫أبحاث هندسة الطاقة‪ ،‬وجائزة االمتياز يف اخلدمة من اجلامعة األمريكية يف الشارقة يف ‪ ،2001‬وجائزة يف كلية‬ ‫مقتل شخصني نتيجة إطالق النار عليهم وجرح‬ ‫اهلندسة جامعة والية أالباما ‪ .1998-1997‬ويف ‪ ،2005‬أسس يف ليبيا رشكته اخلاصة‪ ،‬وهي الرشكة الدولية للطاقة‬ ‫سبعة مسلحني‪.‬‬ ‫والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫وبدأت املواجهة عندما اعترض مسلحون‬

‫عبد الرحيم الكيب يف �سطور‬

‫من كتيبة طرابلس طريق مسلحني من بلدة‬ ‫الزنتان كانوا يحاولون دخول املستشفى‬ ‫املركزي في املدينة لتصفية نزيل‪ .‬وامتألت‬ ‫بوابة املستشفى وصالة االستقبال بالرصاص‪،‬‬ ‫فيما اضطر األطباء واملرضى إلى الهروب من‬ ‫املبنى‪ ،‬وتوفي مسنان مريضان نتيجة اإلصابة‬ ‫بأزمات قلبية خالل تبادل إطالق النار‪ ،‬حيث‬ ‫استخدم الطرفان املدافع الرشاشة الثقيلة‬ ‫واألسلحة املضادة للطائرات‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬تبنى مجلس األمن الدولي أول‬ ‫من أمس باالجماع قرارا ً يدعو ليبيا والدول‬ ‫املجاورة لها إلى وضع حد النتشار االسلحة‬ ‫التي تعود إلى عهد معمر القذافي‪ ،‬خصوصا‬ ‫صواريخ ارض جو قصيرة املدى‪ .‬وهذا القرار‬ ‫الذي تقدمت به روسيا‪ ،‬يفرض على السلطات‬ ‫الليبية ان تتخذ التدابير الضرورية ملنع انتشار‬ ‫االسلحة‪ ،‬ويطلب من الدول الوفاء بالتزاماتها‬ ‫الدولية التي كانت اتخذتها ابان عهد القذافي‬ ‫والقاضية بتدمير االسلحة الكيميائية املخزنة‬ ‫لديها‪.‬‬

‫سافر منذ ما يزيد عن الشهرين الشاب التونسي ‪ :‬ربيع‬ ‫د ّوة ‪ /‬أصيل مدينة القلعة الكبرى منخرط بدار الشباب احلي‬ ‫اجلديد وعضو ناشط بجمعية التبادل الشبابي والثقافي‬ ‫بسوسة ‪( AJMEC‬وفي إطار البرنامج املتوسطي الشبابي‬ ‫املبرم بني جمعيات عديدة على ضفاف البحر األبيض املتوسط ‪،‬‬ ‫تشجيعا للشباب في شتى أنحاء العالم لتعزيز اجلانب العالئقي‬ ‫بينهم‪ )..‬إلى مدينة تركية على احلدود السورية للمشاركة في‬ ‫برنامج ملتقى متوسطي تطوعي انض ّم إليه شباب من بلدان‬ ‫عديدة نذكر من بينها ‪ :‬رومانيا ‪ ،‬بلغاريا ‪ ،‬ايطاليا ‪ ،‬سلوفينيا ‪،‬‬ ‫البرتغال ‪ ،‬ليتوانيا ‪ ،‬املجر ‪ ،‬ماسيدونيا وبالطبع تونس ممثلة‬ ‫في ربيع د ّوة الذي أفصح عن إعجابه مبثل هاته البرامج‬ ‫التنموية والبيئية لشباب البلدان املتوسطية ويتمثل تدخل‬ ‫الشباب املنخرط بهذا امللتقى في اكتشاف السلحفاة البحرية‬ ‫واقتفاء حتركاتها و نظام عيشها والسعي للمحافظة عليها‬ ‫نظرا ألنها مه ّددة باإلنقراض ج ّراء ظاهرة التلوث التي تضرب‬ ‫السواحل املتوسطية ‪ ،‬كما تض ّمن البرنامج إلى جانب الرحالت‬ ‫اإلستطالعية والترفيهية مبختلف املدن التركية املتاخمة‬

‫للحدود السورية واإليرانية وإقامة عالقات أخوية وصداقات‬ ‫مستقبلية ‪ ،‬قام الشاب التونسي باملساهمة في عمليات تطوعية‬ ‫والعناية بالبيئة في الكثير من مقرات اجلمعيات احمللية هناك‬ ‫في تركيا أو مبؤسسات عمومية تستحق التدخل فاختلط‬ ‫بالتالي اجلانب الترفيهي باإلفادة املرج ّوة وقد أعرب لنا‬ ‫املنظمون لهذا امللتقى بتركيا عن إعجابهم وتقديرهم للمساهمة‬ ‫التونسية والروح التطوعية العالية التي اتصف بها الشاب‬ ‫التونسي ربيع د ّوة إضافة إلى حماسته الواضحة للمشاركة‬

‫جتري �أول انتخابات ملجل�س ال�شورى يف ‪2013‬‬

‫أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل‬ ‫ثاني إجراء أول انتخابات ملجلس الشورى في‬ ‫تاريخ بالده في النصف الثاني من ‪.2013‬‬ ‫وقال أمير قطر في افتتاح دور االنعقاد‬ ‫اجلديد ملجلس الشورى املعني أمس‪« :‬أعلن‬ ‫من على منصة هذا املجلس أننا قررنا أن‬ ‫جترى انتخابات مجلس الشورى في النصف‬ ‫الثاني من العام ‪ ،»2013‬وذلك بحسب كلمته‬ ‫التي نقلتها وكالة األنباء القطرية‪.‬‬ ‫وأضاف الشيخ حمد أن غالبية األهداف‬ ‫التي حددها الدستور القطري قد طبقت‪.‬‬ ‫وقال «أجرينا انتخابات بلدية وأقمنا احملكمة‬ ‫الدستورية»‪ .‬إال أنه أوضح أن «بعض البنود‬ ‫تأجل تطبيقها ألسباب متعلقة بتحديات‬ ‫التنمية في البلد واألوضاع العاصفة في‬ ‫املنطقة ال سيما أن بعض البنود يحتاج إلى‬ ‫قوانني لكي ينفذ»‪ ،‬في إشارة إلى انتخابات مجلس الشورى‪ ،‬مضيفا ً «نحن نعلم أن هذه اخلطوات كلها ضرورية لبناء دولة قطر‬ ‫احلديثة واإلنسان القطري القادر على خوض حتديات العصر وبناء الوطن»‪.‬‬ ‫وتطرق الشيخ حمد إلى الوضع العربي‪ ،‬فقال إنه «فيما يتغير وجه وطننا العربي‪ ،‬وتعصف باملنطقة تغيرات كبرى‪ ،‬علينا أال‬ ‫نكتفي بتهنئة أنفسنا على إجنازاتنا‪ ،‬بل علينا أن نتأكد مما إذا كانت رؤانا وتطلعاتنا تتالءم مع طموحات وآمال شعوبنا»‪.‬‬ ‫وأضاف يمُ كنني أن أؤكد لكم بضمير مرتاح أننا فعال نقف على أرض صلبة‪ ،‬وذلك بجهودنا املشتركة‪ ،‬وأننا راهنا دائما على‬ ‫العدالة واإلنصاف‪ ،‬واعتبرناها قيما إنسانية ال تستثني الشعوب العربية خالفا ملا كان يدعى‪ .‬نحن نعلم أن الشعوب ال تسكت على‬ ‫الضيم لألبد‪ ،‬لذلك لم جتد قطر صعوبة في تقبل ما يجري»‪.‬‬ ‫وتابع قائال «ما زلنا نفضل أن تقوم األنظمة باإلصالح‪ ،‬وأن تقود هي عملية التحول‪ ،‬بدال من أن تنتفض الشعوب»‪ .‬وش ّدد على‬ ‫أن بالده «ستقف دائما وبقدر ما تسمح لها ظروفها إلى جانب كل شعب عربي إذا كانت تطلعاته صائبة وملحة وال يقبل الصمت‬ ‫على ما يتعرض له»‪ .‬وأضاف‪« :‬نحن إذ نؤكد أن الضامن الوحيد الستقرار الدول العربية‪ ،‬على املدى القريب والبعيد‪ ،‬يكمن في‬ ‫تبني إصالحات متواصلة خلدمة تطلعات شعوبها‪ ،‬حيث إن الواقع يؤكد أن ما من دولة تستطيع عزل نفسها عن احلراك السياسي‬ ‫الراهن‪ ،‬فالشعوب قد اكتشفت قوتها في القدرة على املطالبة بحقوقها وترسيخ قيم احلرية والكرامة والعدالة االجتماعية»‪.‬‬

‫ع�شرة �شهداء يف غزة ‪ ..‬واملقاومة ترد‪ ‬‬ ‫‪ ‬غزة ‪-‬سليم سليم‬

‫طرابلس ــ وكاالت‬

‫م�شاركة تون�سية ناجحة يف جمال العمل التطوعي برتكيا‬ ‫الفجر ـ تركيا‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫دولي‬

‫البنّاءة وترك بصمة تونسية في الربوع التركية ‪ ،‬وينتظر أن‬ ‫تنتهي أشغال و فعاليات هذا امللتقى الشبابي املتوسطي في‬ ‫منتصف شهر نوفمبر ‪ 2011‬ويبقى في جدوله انتظام وإقامة‬ ‫عديد التظاهرات والزيارات واحلمالت التطوعية واملشاركة في‬ ‫مختلف املهرجانات الثقافية امللتئمة هنا وهناك في األراضي‬ ‫التركية ‪ ،‬هذا وقد أعجب الشاب التونسي باملعمار التركي‬ ‫الالفت خاصة اجلانب اجلمالي في تزويق وبناء املساجد ث ّم‬ ‫اخلصوصيات الغنائية والفنية واللوحات التركية الراقصة‬ ‫واالهتمام الالفت باللباس التقليدي عند إقامة حفالت الزواج أو‬ ‫أيام األعياد ‪ ،‬معتبرا تركيا مثاال يقتدى به في احتضان الشباب‬ ‫املتوسطي و العربي واإلسالمي معا لبناء شبكة عالئقية ثابتة‬ ‫وقوية بني شباب هاته املناطق رغم اختالف العرق و الديانة‬ ‫واالنتساب‪ ،‬هاجسهم األ ّول و األخير هو إذابة عوامل التفرقة‬ ‫والسعي لبناء صرح شبابي متعاون يعمل في كنف احلرية بال‬ ‫وصاية أو تهميش وتسييس‪ ،‬وينتظر في اليوم اخير من هذا‬ ‫امللتقى الشبابي أن يع ّد تقريرا ضافيا وشامال حول ما أجنز في‬ ‫تركيا من طرف الشبان املشاركني والعمل على تكرار التجربة‬ ‫في بلدان متوسطية شبيهة على غرار تونس في القريب‬ ‫العاجل‪.‬‬ ‫أبو سيف‬

‫بلغت حصيلة التصعيد اإلسرائيلي األخير على قطاع غزة‬ ‫‪ 10‬شهداء و‪ 6‬جرحى في سلسلة غارات من ظهر السبت وحتى‬ ‫مساء األحد‪.‬‬ ‫وقالت مصادر طبية إن العدوان اإلسرائيلي بدأ ظهر‬ ‫يوم السبت بقصف مجموعة مواطنني في رفح مما أسفر عن‬ ‫استشهاد خمسة منهم غالبيتهم من سرايا القدس اجلناح‬ ‫العسكري حلركة اجلهاد اإلسالمي بينهم القيادي البارز‬ ‫أحمد الشيخ خليل ‪ ,‬فيما أصيب ثالثة آخرون‪ ،‬وأعقب ذلك‬ ‫غارة أخرى على محافظة رفح األمر الذي أسفر عن استشهاد‬ ‫مواطنني اثنني وإصابة ثالث‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬كما قصفت املدفعية اإلسرائيلية أراضي شرق دير البلح‬ ‫مما أسفر عن إصابة مواطن بجراح متوسطة نقل على إثرها إلى‬ ‫مستشفى شهداء األقصى في دير البلح‪ ،‬ومساء السبت قصفت‬ ‫طائرات االحتالل منطقة غرب مدينة غزة مما أسفر عن سقوط‬ ‫شهدين‪ ،‬نقل جثماناهما إلى مستشفى الشفاء في غزة‪.‬‬ ‫‪ ‬وشن االحتالل فجر األحد أكثر من خمس عشرة غارة‬ ‫جوية استهدفت مناطق مختلفة في قطاع غزة لم توقع جرحى‪،‬‬ ‫لكنها خلفت حالة رعب وهلع لدى العديد من األطفال والنساء‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من االعالن عن التوصل لتهدئة بوساطة‬ ‫مصرية‪ ،‬إال أن االحتالل استهدف عصر األحد مجموعة من‬ ‫املواطنني شرق رفح مما أسفر عن استشهاد املواطن أحمد‬ ‫جرغون واصابة آخر بجراح خطيرة نقلوا ملستشفى أبو يوسف‬ ‫النجار في احملافظة‪.‬‬ ‫‪ ‬وأكد أدهم أبو سلمية الناطق بإسم اللجنة العليا لإلسعاف‬ ‫والطوارئ أن ما يقوم به االحتالل اإلسرائيلي من استهداف‬

‫للمدنيني في قطاع غزة يعد استهتارا ً بأرواحهم وهو ما يخالف‬ ‫صراح ًة نص املادة ‪ 33‬من اتفاقية جنيف الرابعة املوقعة في‬ ‫‪ 12‬آب‪ -‬أغسطس لعام ‪1949‬م والتي تنص على حماية أرواح‬ ‫املدنيني‪ ،‬مطالبا ً رعاة القانون الدولي بتحمل مسؤولياتهم جتاه‬ ‫احملاصرين في القطاع‪.‬‬ ‫و في سابقة هي األولى من نوعها ‪ ،‬قام اجلناح العسكري‬ ‫حلركة اجلهاد اإلسالمي سرايا القدس بإطالق دفعة من‬ ‫صواريخ الغراد نحو األهداف اإلسرائيلية عن طريق راجمات‬ ‫محمولة على سيارات أوقعت قتيال وجرحى في صفوف‬ ‫مستوطني اإلحتالل‪.‬‬ ‫‪ ‬ونشرت السرايا على موقعها االلكتروني يوم ‪ ‬السبت‬ ‫املاضي‪ ،‬صورا لسيارة دفع رباعي تستقر فوقها منصة‬ ‫صواريخ غراد‪ ،‬بينما أظهرت صورا أخرى للصواريخ أثناء‬ ‫انطالقها نحو أهداف إسرائيلية‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫الآالف ي�شاركون يف‬ ‫�إحياء م�سرية الذكرى‬ ‫الـ ‪ 55‬ملجزرة كفر قا�سم‬ ‫شارك السبت املايض اآلالف من أهايل مدينة كفر‬ ‫قاسم‪ ،‬ووفود من املدن والقرى العربية يف الداخل‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬يف املسرية السنوية إلحياء الذكرى الـ‬ ‫‪ 55‬لشهداء جمزرة كفر قاسم‪ .‬ورفع املشاركون يف‬ ‫املسرية صور الشهداء وشعارات تعرب عن استنكارهم‬ ‫جلرائم القتل التي إرتكبت بحق الشهداء يف تلك املجزرة‬ ‫املشئومة والرهيبة‪ .‬وقد برز من بني املشاركني يف‬ ‫املسرية رئيس بلدية كفر قاسم املحامي نادر رصصور‪،‬‬ ‫وأعضاء كنيست مثل إبن كفر قاسم الشيخ النائب‬ ‫إبراهيم عبد اهلل رصصور رئيس حزب الوحدة العربية‬ ‫ورئيس القائمة املوحدة والعربية للتغيري‪ ،‬الدكتور أمحد‬ ‫الطيبي‪ ،‬والنائب طلب الصانع ‪ ،‬الدكتور مجال زحالقة‪،‬‬ ‫النائبة حنني زعبي‪ ،‬وحممد بركة ودوف حنني‪،‬‬ ‫وقيادات من الوسط العريب أمههم حممد زيدان رئيس‬ ‫جلنة املتابعة ورمز جراييس رئيس بلدية النارصة ورئيس‬ ‫اللجنة القطرية لرؤساء املجالس والبلديات‪ ،‬كام شاركت‬ ‫قيادات احلركة اإلسالمية عىل رأسهم الشيخ محاد أبو‬ ‫دعابس رئيس احلركة اإلسالمية‪ .‬‬ ‫جتمعت اجلامهري يف مركز املدينة بجانب مسجد أبو‬ ‫بكر الصديق‪ ،‬ومن ثم انطلقت صوب النصب التذكاري‪،‬‬ ‫وهناك أفتتح برنامج الذكرى عادل عامر بكلمة قصرية‬ ‫عن املجزرة‪ ،‬وشكر احلضور عىل مشاركتهم‪ ،‬ثم قام‬ ‫الشيخ عبد الكريم خري اهلل واحلضور بقراءة الفاحتة‬ ‫عىل أرواح الشهداء‪ .‬بعدها كانت كلمة رئيس البلدية‪،‬‬ ‫كامتم وضع أكاليل الزهور‪ ،‬وألقت الطالبة زينب بدير‬ ‫حفيدة الشهيد عثامن بدير كلمة باملناسبة‪ .‬تال ذلك‬ ‫كلمة الطالب باسل سامي عيسى رئيس جملس طالب‬ ‫املدرسة الثانوية ‪ ،‬ويف اخلتام كانت كلمة حممد زيدان‬ ‫رئيس جلنة املتابعة العليا للجامهري العربية ‪.‬وأمجع‬ ‫املتحدثون يف كلامهتم عىل رضورة مواجهة احلملة‬ ‫العنرصية بوحدة الصف ونبذ كل الظواهر السلبية يف‬ ‫املجتمع العريب التي ال تساهم يف تقدمه وتطوره خاصة‬ ‫ظاهرة العنف‪ .‬وشددوا عىل أنه ورغم مرور أكثر من ‪5‬‬ ‫عقود ونصف عىل تلك املجزرة إال أن األخطار املحدقة‬ ‫بجامهري شعبنا هي خماطر كبرية وخطرية وما زال‬ ‫خطر الرتحيل والتهجري‪ ،‬واملجازر جاثام أمامنا‪ .‬‬ ‫بعدها توجه املشاركون إىل مقربة الشهداء‪ ،‬حيث‬ ‫قام الشيخ أرشف عيسى واحلضور بقراءة الفاحتة‬ ‫عىل أرواح الشهداء ‪ ،‬ومن ثم الكلمة التقليدية للشيخ‬ ‫شدد‬ ‫عبد اهلل نمر درويش ‪ ،‬مؤسس احلركة اإلسالمية‪ّ ،‬‬ ‫أن سياسات إرسائيل الغبية لن جتدهيا نفع ًا يف‬ ‫فيها ّ‬ ‫إخافة اجلامهري العربية يف املطالبة يف حقوقهم‪ ،‬مؤكداً‬ ‫عىل أمهية وحدة الصف والعمل عىل توحيد األحزاب‬ ‫والعمل عىل إدخال ‪ 18‬نائب ًا عربي ًا يف الكنيست ‪ ،‬مناشدا‬ ‫اجلبهة أن ال تكون عقبة أمام هذه الوحدة‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن مدينة كفر قاسم شهدت يف األسبوع‬ ‫األخري العديد من النشاطات والفعاليات داخل املدارس‬ ‫ومؤسسات أخرى إحياء هلذه الذكرى‪ ،‬والدراسة‬ ‫عنها كي يتم التعرف عىل أحداث الذكرى بصورة‬ ‫أوسع‪ ،‬خاصة وأن مصايب املجزرة مثل حممود فريج‬ ‫وإسامعيل دير كان هلم مشاركة واسعة يف إخراج هذه‬ ‫النشاطات إىل حيز التنفيذ‪ ،‬حيث قدموا حمارضات‬ ‫قيمة عن املجزرة وبدايتها‪ ،‬والطرق التي قتل هبا‬ ‫الشهداء‪.‬‬

‫وكاالت‬


‫أدب‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫�أنــا م�سلـــــم‬ ‫اهلل أف����رح����ن����ي ب��������روح ع���ق���ي���ديت‬ ‫اهلل يف ق���ل���ب���ي وق����ل����ب����ي يف ي����دي‬ ‫س������أق������ول ل��ل�أغ����ي����ار م����ه��ل�ا إن���ك���م‬ ‫أن����ا م��س��ل��م ت��س��ب��ي��ح��ت��ي ص��ف��و ال��ف��ؤا‬ ‫أن�����ا م��س��ل��م ط���ل���ق اجل����ن����اح وه��ام��ت��ي‬ ‫أن����ا م��س��ل��م وال����ك����ون ك��� ّل���ه م�سرح��ي‬ ‫ح������ده‬ ‫أح�����ي�����ا وآم������������ايل حم����ي����ط‬ ‫ّ‬ ‫أم��ض�ي وأن���ث���ر يف ال���وج���وه بشاشتي‬ ‫أم�����ش�����ي ع����ل���ى درب ويضء‬ ‫وع�������ب�������اديت هلل ف���ي���ه���ا ك���رام���ت���ي‬ ‫واألف����������ق أمل�����ح�����ه ف�����أذك�����ر ل���وع���ة‬ ‫ورف���ي���ف ط�ي�ر إن س�م�ا يف س��اح��ت��ي‬ ‫ال���ت���ح���رر يف دم�����ي م��ت��غ��ل��غ��ل‬ ‫ع���ش���ق‬ ‫ّ‬ ‫ألم���ت���ي‬ ‫ال أرت���ض��ي غ��ي�ر ال���ن���ه���وض ّ‬ ‫أض���م���ه‬ ‫وأت���������وه يف دن����ي����ا اجل���م���ال‬ ‫ّ‬ ‫وإذا اجل���م���ال ع��ل�ام����ة يف م�س�ريب‬ ‫تبسم‬ ‫ف��ال��ش��م��س يف ح��ص��ن ال��ش��روق ّ‬ ‫واحل�������ب ك����ال����ورد امل���ف��� ّت���ح يف ي���دي‬ ‫ّ‬ ‫أن�������ا ب�����اجل��م��ال ول����ل����ج��م�ال وإ ّن���م���ا‬ ‫ي�����ا أن����ت����م ال هت�����ن�����ؤوا ب���ش���ق���اويت‬

‫الـمخبـــــــر‬ ‫يا خمربي‬ ‫يا خمربي‬ ‫يا طيفي املت�ست‬ ‫�أمتي تغيب‬ ‫حلظة واحدة‬ ‫عن ناظري ؟؟؟‬ ‫***‬ ‫يا خمربي‬ ‫يا خمربي‬ ‫يا ظلي املت�س ّمر‬ ‫حيثما جلت‬ ‫�أراك �سائال‬ ‫�أو دائرا‬ ‫�أو �سائرا يف �أثري‪..‬‬ ‫***‬ ‫يا خمربي‬ ‫يا خمربي‬ ‫يا قدري امل�ستنفر‬ ‫تقريرك �إذ يكتب‬ ‫ال يكذب‬ ‫ال يفرتي‪...‬‬ ‫***‬ ‫وذات يوم‬ ‫قيل يل ‪:‬‬

‫‪22‬‬

‫النوري بريك ‪ /‬القلعة دوز‬ ‫وحي���������اول األغ�����ي�����ار أن ي��ش��ق��وين‬ ‫وس��م�اح����ة اإلس����ل���ام م������لء ع��ي��وين‬ ‫ال ت����ع����رف����ون ث���ق���اف���ت���ي وف���ن���وين‬ ‫د وب��س��م��ت��ي أل�����ق ي��ض��يء ش��ج��وين‬ ‫ب������ال������دون‬ ‫ت�������واق�������ة ال ت�����رت��ض��ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أح����ي����ا ل�����ه يف وق��������ديت وس���ك���وين‬ ‫ال�����س��م��اء ون����ظ����رة ب��ج��ف��وين‬ ‫أف�����ق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احل����س����ون‬ ‫ه����ش����ة‬ ‫وأه���������ش ف���ي���ه���م‬ ‫ّ‬ ‫ك�� ّل��ه أم���ل جي��ي��ش ب��خ��اط��ري ويقيني‬ ‫وك���رام���ت���ي يف األرض ه���ي ع��ري��ن��ي‬ ‫ل����ل����ح����امل��ي�ن ب����ف����رح����ة امل���س���ك�ي�ن‬ ‫ّ‬ ‫ل�����ك�����ل‬ ‫أب�����ك�����ي‬ ‫م����ك����ب����ل م���س���ج���ون‬ ‫ّ‬ ‫ق�����د خ���ال���ط���ت أري�����اح�����ه ت��ك��وي��ن��ي‬ ‫ّ‬ ‫ل����ت����ظ����ل ت���ع���ل���و راي���������ة ال���ت���م���ك�ي�ن‬ ‫ّ‬ ‫ب�����ك�����ل ح��ن�ين‬ ‫وي����ض����م����ن����ي وهل�������ا‬ ‫ّ‬ ‫حل�����ن ال�����وف�����اء ب���رج���ع���ه امل�������وزون‬ ‫واألف��������ق يف ث������وب ف����ات����ن م��ف��ت��ون‬ ‫وال����ص����دق ع���ط���ر ف�����اح يف ت��ل��ح��ي��ن��ي‬ ‫مت��������ددت يف ط��ي��ن��ي‬ ‫روح اجل���م���ال‬ ‫ّ‬ ‫م����ا دم�����ت أح���ي���ا يف مج�����ال ال���ذي���ن‪.‬‬

‫محمد المنصف جحيدر ‪ /‬مدنين‬

‫� ّأن كبري املخربين‬ ‫يطلب باملخفر‬ ‫ف ّيا كبري املخربين‬ ‫�أنا ما فعلت � ّأي مكروه‬ ‫وما القيت � ّأي مكروه‬ ‫وما القيت � ّأي م�شبوه‬ ‫وذي �أفعايل‬ ‫ال تخفى على الب�رش‪...‬‬ ‫***‬ ‫غري � يّأن �س ّيدي‬ ‫قد ر�أيت‬ ‫يف املنام بلدي‬ ‫ينف�ض عنه ّ‬ ‫الظالم‬ ‫لل�س�ؤدد‬ ‫يرتقي ّ‬ ‫ت�رشق فيه الكرامة‬ ‫يومئ للمبعد‬ ‫يبلغ ال�شعب مرامه‬ ‫ي�سقط امل�ستعبد‬ ‫هذا ما يف الأمر‬ ‫و�س�أل �إن �أردت خمربي‬ ‫ذاك الذي تقريره‬ ‫�إذ ي�سطر‬ ‫ال يبطر‬ ‫ال يفرتي‪...‬‬

‫حديث املعاين‬

‫حديث بياع الدوار‬

‫حدث "هوام احلراني" قال‪ :‬احترفت جتارة‬ ‫التجوال ممتطيا صهوة حماري "اجلفال"الذي‬ ‫ال يغمض له جفن وال يهدأ له بال حتى يطوف‬ ‫كل" الدواوير "ويظفر بالشعير و العلف‬ ‫الوفير بعد تشنيف أسماع األهالي بالنهيق‬ ‫والشخير الذي يتخلل أصوات اخلرير‪ .‬ومع‬ ‫انبالج األفجار أمأل "الزنبيل"بأصناف من‬ ‫البضائع و احللويات و حتى األواني واجلرار‬ ‫وهو مطلب يومي للنساء "األحرار "‪ .‬ثم أنطلق‬ ‫مع جفال أطوي فسيح البراري في احلال وعند‬ ‫نباح كالب الدوار أقف منتظرا حرفائي األخيار‬ ‫ألقنعهم بجودة وندرة بضائعي و"أحرن "‬ ‫في اتخاذ القرار بالشراء الفوري ولو كلف‬ ‫األمر مقايضة بالصوف او البيض أو القمح‬ ‫وحتى العملة املهربة من الدوالر‪.‬‬ ‫فاملهم بالنسبة لي درء اخلسارة و إنقاذ‬ ‫التجارة ولو كلف األمر مزيجا من احليلة و‬ ‫الشطارة‪ .‬اليوم و على غير العادة مررت دون‬ ‫هوادة بدوار" بني مدس "ولم يكن بيدي ولو‬ ‫مسدس فاألمر ال يستدعي غير دهاء وحذر‪،‬‬ ‫فكلهم يحدثونني في السياسة بكياسة دون‬ ‫حصاد وظفر فال و جود للمال‪.‬ثم سرت بني‬ ‫بساتني املشمش ألبلغ دوار بني "ح ّوش"‬ ‫علني أبلغ املراد وأبيع بضاعتي باملزاد ما دام‬ ‫املال مكدسا في احلال‪ .‬لكن كان اسم دون‬ ‫مسمى فلم اصب املرمى ألن الدوار لم يجن‬ ‫شيئا فاأليادي قصار واملرمى غامض املسار‪.‬‬ ‫غادرت احلي بني حيرة وقلق وأدركت"‬ ‫دواراملنزلق"فهتفت في احلني فلم اسمع‬ ‫صوتا و ال رنينا غير تغريد لطير حزين قال لي‬ ‫إن احلي على عروشه خاو وتعرض لعديد"‬ ‫البالوي" فأصبح كفزاعة تهرب منه النفوس‬ ‫السباع‪ .‬فأدركت وفهمت أحداث‬ ‫امللتاعة وحتى‬ ‫َ‬ ‫الساعة عند وصولي إلى أكبر دوار حيث توج‬ ‫املسار ببني "ردس" أصحاب املال واجلاه‬ ‫والترديس على كل غال و نفيس ‪.‬‬ ‫وكانوا كبني هالل يحصلون على‬ ‫األكوام في احلال ومينحون بقية الدواوير‬ ‫الفتات مقابل التلميع واألصوات وتعطير‬ ‫األفواه باحللويات‪.‬انسقت إلى كالم بني‬ ‫"ردس "املعسول طمعا في بيع كل بضائعي‬ ‫ومضاعفة الربح واحملصول‪ .‬أدركني املساء‬

‫بطــاقـــة هــو ّيـــــة‬

‫بني ديارهم فصمموا أن أنزل ضيفا بني‬ ‫أوكارهم فأكرم وأظفر بخيراتهم وأسمارهم‪.‬‬ ‫أدخلني كبيرهم إلى فناء الدار فاستقبلني‬ ‫األطفال بصوت الطبل واملزمار وحتت اخلجل‬ ‫أهديتهم –دون مقابل‪-‬احللوى واللعب‬ ‫األخيار وكان نصيب النسوة بعض أواني‬ ‫الفخار ونصيبا من اخلضر وحتى اخليار‪ .‬أما‬ ‫الرجال الثالثة فقد اقتادوا احلمار إلى اصطبل‬ ‫األبقار مع الوعد بحسن الضيافة والقرار‪.‬‬ ‫وأدخلت إلى غرفة "املعلم"حيث بقينا نتسامر‬ ‫و عن السياسة نتكلم ‪،‬فلمست معسول الكالم‬ ‫دون إن يترجمه فعل ووئام وكل مرة يغادر‬ ‫أحد الثالثة إلى املطبخ ليذكر التعجيل بالطعام‬ ‫‪،‬فالضيف متعب ويريد أن ينام ‪.‬لكنني أدركت‬ ‫بعد ساعة خطة اجلماعة املسكونة بالشناعة‪،‬‬ ‫فقد كانوا على العشاء يتداولون دون إشعاري‬ ‫مبا يفعلون إلى أن منت في سكون بعد أن فعل‬ ‫في اجلوع فعله امللعون‪.‬‬ ‫أفقت على نهيق فاجتهت إلى مستودع‬ ‫األسرار فوجدت كوم تنب حتت احلمار وهو‬ ‫يتضور جوعا الن املخالة املعلقة برأسه حاجز‬ ‫وستار‪،‬فكان املسكني ال يقوى على السير‬ ‫و االستمرار فاقتدته خارج املنزل وحددت‬ ‫املسار متأملا من الهزمية وبئس اخليار و أنا‬ ‫ألعن وأسب "بني ردس" متضرعا إلى الله أن‬ ‫يشتت شملهم ويكثر همهم وغمهم‪.‬‬ ‫وبعد أعوام عاودني احلنني إلى قوم اللئام‪،‬‬ ‫فجهزت احلمار واملتاع وأنا مما جرى سابقا‬ ‫ملتاع‪ ،‬وحملت السالح و الكراع لكن الدوار‬ ‫يخيم عليه السكون كمقبرة بعد طول نزاع‪.‬‬ ‫احترت في األمر وبأول مار استرشدت فقال‬ ‫إن ثورة بعد عاصفة هوجاء رفستهم وعن‬ ‫بكرة أبيهم شتتتهم وأصبحوا أيتاما بعشرات‬ ‫اخليام مشردين‪ ،‬ونسوا احلبور والسرور‪،‬‬ ‫لكن احلنني عاودهم للخسة والدناءة فسارعوا‬ ‫الى "بني هوش " املقيمني باكبر حوش علهم‬ ‫يساعدونهم على اعادة البناء أو الترميم الذي‬ ‫يساعد على البقاء دون اكتراث باحلياء ‪.‬وبينما‬ ‫هم بصدد التحالف و البناء جاءت سيول‬ ‫طوفانية فدمرت أعمالهم وأفكارهم الطوباوية‬ ‫وسدت عليهم منافذ املرورولله عاقبة األمور‪.‬‬ ‫نورالدين اليعقوبي‬

‫مراد بن بركة‬

‫بعــــزة و�إبــــــــاء‬ ‫نهــــوى احليــــاة ّ‬ ‫غاياتنـــــا فــي قمــــة العليــــاء‬ ‫�شعـــــب �أبــي دائمــــــا ال ينحنــــــي‬ ‫قمــــر ُيرى فــي الليلـة الظلمــاء‬ ‫ ‬ ‫ثرنــا فزلزلــت العــــرو�ش ب�صوتنـــــا‬ ‫�إن احليـــاة بــال �صــــدى كفنــــاء‬ ‫ ‬ ‫يظننــــا فــي غفلـــة‬ ‫الكــل كــان ّ‬ ‫ولقـــد �ألفنـــــا عي�شــة ال�ضعفــاء‬ ‫ ‬ ‫مدويـــــا‬ ‫ف ّـ�إذا بنـــا الربكــــان ثـــار ّ‬ ‫الدنــى و�أطــــاح بـــالعمـــــالء‬ ‫ ‬ ‫هز ّ‬ ‫ّ‬ ‫وكذلـــك الربكـــان فيـــه منــافـع‬ ‫فاخل�صب يبعث يف ربى اخل�ضراء‪.‬‬ ‫ ‬

‫ألوان‬

‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫كاريكاتور ‪...‬‬

‫‪23‬‬

‫ال عدل �إال �إن تعادلت القوى‬

‫رسم‪ :‬صالح الدين البحري‬

‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫باإلرهاب"‬ ‫اإلره�������اب‬ ‫ال����ق����وى ** وت����ص����ادم‬ ‫ت���ع���ادل���ت‬ ‫"ال ع����دل إال إن‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫** ُم��ت��ع��ل��م ق��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ان��ون��ه م���ن غ��اب‬ ‫مل‬ ‫ب��ع��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ا ٍ‬ ‫ال ح���ق إال ل��ل��ق��وي َ‬ ‫ُ‬ ‫���س�ت�رد ب���ق���وة ال��ط��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ�لاب‬ ‫اجل��م��ي��ل ت����وس��ل�ا ** ب���ل ُي‬ ‫ال ي���ؤخ���ذ احل����ق‬ ‫ّ‬ ‫**‬

‫ح��ت��ى ُي��ق��ل��ع آخ����ر األنيــــــــاب‬

‫ال���غ�ل�اب ل��ي��س ب���ق���ان���ع‬ ‫ف��ال��غ��اص��ب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫غ��ي�ر ي���د م��ش��ل��ول��ة وخ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��راب‬ ‫س��ي��ظ��ل ي��ض�رب ح��ت��ى ال ُي��ب��ق��ي ل���ن���ا **‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وخ����رائ����ط األوط������ان واألع���ص���اب‬ ‫ك����اجل����ذام ج���ل���ودن���ا **‬ ‫س��ي��ظ��ل ي��ق��ض��م‬ ‫���و ّش���ح ب��ف��ك��رة ِ‬ ‫وح��ـ��ـ��ـ��راب‬ ‫��س��ل��م ال��ك��ف ال���ط���ري م���ن األذى ** م���ا مل ُي َ‬ ‫ال َي ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وق���ات���ل ب��ال��ب��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��اب؟‬ ‫ع���ن���وان احل��ي��ـ��ـ��ـ��ـ��اة ك���ري���م���ة ** أي س��ل�ام‬ ‫ال��س��ل��م‬

‫دم ال��ش��ب��اب‬ ‫أي ح����وار ُي‬ ‫ُ‬ ‫������دار دون ت��ك��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��اف��ؤ ** ب�ي�ن ال���رص���اص وب��ي�ن ّ‬ ‫َ‬ ‫زي����ف س�ل�ام ُي�����داس ف���وق ال��ت�راب؟‬ ‫ن��ك��س��ب **‬ ‫س��ن��دف��ع ك���ي‬ ‫ك���م م���ن ش��ه��ي��د‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ول���وع���ة وع����ذاب؟‬ ‫ك���م م���ن دم����اء وم���ن دم����وع وم���ن أس�����ى ** ك���م م���ن ج����راح‬ ‫ُ‬ ‫وخ���رق���ة األث�����واب‬ ‫غ��ي�ر اهل�����وان‬ ‫ف��س��ت��دف��ع��ون ح��ت��ى ال َي��ب��ق��ى ل����ك����م **‬ ‫ُ‬ ‫** تتمسحـــــــون ب��ع��ت��ب��ة األغ����راب‬ ‫وس��ت��زح��ف��ون ك�م�ا ال��ع��ب��ي��د م���ه���ان���ة‬ ‫َ‬ ‫م�����ال ب��ع��د ل��ص��ال��ح األع�����راب‬ ‫وس��ت��زع��م��ون ب����أن م���ي���زان ال����ق����وى ** م���ا‬

‫وب��أن��ك��م ت��ت��ص��ي��دون ت��غ��ي��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��را‬

‫**‬ ‫**‬

‫ك��ي��ف ي��م��ي��ل ألم����ة ُج��ه��ـّ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��اهل��ا‬ ‫خي��ش��ون ف��ك��را ث���ائ���را وع��ق��ي��ـ��ـ��ـ��ـ��دة‬

‫يف ل��ع��ب��ة األح��ل��اف واألق���ط���اب‬ ‫ي��س��ت��ن��زف��ون م��ن��اب��ع اإلخ��ص��اب‬

‫** و ُي����روج����ون امل����وت ب��األس��ب��ـ��ـ��ـ��اب‬

‫ٍ‬ ‫ب����ذل����ة‬ ‫ال���ع���دو‬ ‫ي��ت��ح��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��اورون م���ع‬ ‫ّ‬ ‫محُ������ر َر األل���ب���اب؟‬ ‫** ش��ع��ب��ا ع���زي���زا‬ ‫ت��ن��ت��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ج‬ ‫ك��ي��ف ُت���ع���ز أم����ة ال‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫م��غ��ل��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ول��ة ** ُت��ق��ت��اد ب����األه����واء واألن��س��ـ��ـ��اب؟‬ ‫أم�����ة‬ ‫ت���ق���اوم‬ ‫ك��ي��ف‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل��ع��ن��ة ال���ق���دس ع�ل�ى م���ن ب���اع���ه���ا ** وع��ل�ى ال���ذي���ن ت����واط����أوا ب��ح��س��اب‬ ‫ي���ا‬

‫** وم���ع ال��ق��ري��ب ب��غ��ل��ظ��ة األخ��ش��اب‬

‫‪MINISTERE DE L’AGRICULTURE‬‬ ‫‪ET DE L’ENVIRONNEMENT‬‬ ‫‪CRDA DE ZAGHOUAN‬‬

‫‪Avis d’appel d’offres N° 27 /2011‬‬ ‫‪rehabilitation du projet‬‬ ‫‪d’ALIMENTATION EN EAU POTABLE‬‬ ‫‪DE KHMAISSIA DELEGATION FAHS TRANCHE 1‬‬ ‫‪Dans le cadre du programme des projets d’alimentation en eau potable rurale‬‬ ‫‪pour l’année 2011, le CRDA de Zaghouan se propose de lancer un avis d’appel‬‬ ‫‪d’offres pour la réhabilitation du projet d’alimentation en eau potable rurale de‬‬ ‫‪Khmaissia, Délégation Fahs – Tranche 1.‬‬ ‫‪Les Entreprises intéressées par le présent avis d’appel d’offres et ayant‬‬ ‫‪l’agrément « VRD0 » ou « VRD1 » et « B0 » ou « VRDI » et « VRD3 » de toute‬‬ ‫‪catégorie, peuvent participer et peuvent retirer les cahiers des charges auprès du‬‬ ‫‪CRDA de Zaghouan (Cellule des Marchés), contre le paiement de 50 dinars à Mr‬‬ ‫‪l’agent comptable du CRDA (CCP 626 - 29).‬‬ ‫‪Les offres doivent parvenir conformément à l’article 07 du cahier des charges‬‬ ‫‪et accompagnées d’une caution provisoire d’un montant de huit mille dinars,‬‬ ‫‪et envoyées sous plis fermé et recommandé ou par rapide poste au nom de Mr.‬‬ ‫‪Le Directeur Général, Commissaire Régional au Développement Agricole de‬‬ ‫‪Zaghouan à l’adresse suivante : Rue Hédi Chaker, 1100 Zaghouan, ou remis en‬‬ ‫‪main propre contre décharge au bureau d’ordre central du CRDA de Zaghouan,‬‬ ‫‪et présentées dans une enveloppe extérieure portant la mention : « ne pas ouvrir‬‬ ‫‪appel d’offres n° 27 / 2011, réhabilitation du projet d’alimentation en eau‬‬ ‫‪potable rurale de Khmaissia, Délégation Fahs-tranche 1 ».‬‬ ‫‪La date limite de remise des offres est fixée pour le 29 novembre 2011, le‬‬ ‫‪cachet du bureau d’ordre central du CRDA fait fois.‬‬ ‫‪Toute offre remise après cette date ou ne contenant pas l’une des pièces‬‬ ‫‪demandées, ne sera pas prise en considération.‬‬ ‫‪Les plis seront ouverts en présence des représentations des soumissionnaires‬‬ ‫‪qui souhaitent être présents à l’ouverture, le 30 novembre 2011 à 10h00, à la‬‬ ‫‪salle des réunions du CRDA de Zaghouan.‬‬ ‫‪N.B. : Les soumissionnaires resterons engagés par leurs offres pendant 120‬‬ ‫‪jours et ce à partir du lendemain de la date limite de remise des offres.‬‬

‫ُ‬ ‫ع����ن����وان ال���ن���ب���وة مل ت����ك����ن‬ ‫ال����ق����دس‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال��ق��س��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ام واخل���ط���اب‬ ‫وك���ت���ائ���ب‬ ‫وص��ل�اح����ه **‬ ‫ج���ي���ش حم��م��د‬ ‫س��ي��ع��ودُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ع�����رى ال���ع���راة وش����ق ك���ل ِح��ج��اب‬ ‫���ب���ح���ه **‬ ‫ل��ل��ف��ج��ر‬ ‫س���ح���ر إذا ت��ن��ف��س ُص ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫**‬

‫ن��ـ��ـ��ـ��ـ��ور اهلل يف أك�����وان�����ه **‬ ‫ف���احل���ق‬ ‫ُ‬

‫إال خل�ي�ر ّأم�����ة وك��ت��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��اب‬

‫اإلره�������اب‬ ‫����م����ى‬ ‫ِ‬ ‫س�� ُي��ت��م��ه رغ�����م َع َ‬

‫بحري العرفاوي‬

‫ ‬

‫�إرادة احلياة‬

‫�أبا القا�سم قد �أردنا احلياة‬ ‫فرثنا لها وا�ستجابة القدر‬ ‫وهاهو ليل الطغاة اجنلى‬ ‫وهاهو قيد العتاة انك�رس‬ ‫القالّلي الجمني‬

‫مكتبة تون�س‬ ‫لطفي غربال‬

‫بيع باجلملة والتف�صيل‬

‫ا‬

‫جل‬ ‫ديد‬

‫ال قيد‪ ،‬ال �إذالل‪ ،‬ال ا�ستخفاف بالإن�سان‬ ‫مرة يف تونس وحتت هذا الشعار تعرض مكتبة تون�س عىل قرائها الكرام كتبا هادفة‬ ‫ألول ّ‬ ‫عدة دور نرش معروفة بأقالم كتّاب‬ ‫فكرية‪ ،‬أدبية‪ ،‬اجتامعية‪ ،‬سياسية‪ ،‬اقتصادية وإسالمية من ّ‬ ‫مرموقني منهم الدكاترة‪ :‬أمحد األبيض‪ ،‬عبد الكريم بكار‪ ،‬صالح اخلالدي‪ ،‬الرسجاين‪ ،‬جمدي‬ ‫اهلاليل‪ ،‬الشيخ حبنكة امليداين‪ ،‬والشيخ راشد الغنويش وغريهم‪ ...‬زيادة عن الكتب املدرسية‬ ‫وشبه املدرسية وكتب األطفال‪.‬‬ ‫ز‬ ‫‪ ،11‬هنج أنقلرتا‪ ،‬تونس (قرب ساحة برشلونة)‬ ‫وروا مكتبتنا لت‬ ‫ج‬ ‫د‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫بت‬ ‫غا‬ ‫كم‬ ‫اهلاتف ‪71 321 888 :‬‬


‫اجلمعة ‪ 4‬نوفمرب ‪2011‬‬

‫إلى فجر جديد‬

‫بال�سـواك احلـــا ّر‬ ‫قالو‪ :‬أحزاب ‪ 1 ,00‬تتّهم النهضة بحمل الناس على‬ ‫التصويت لها وإجبارهم على الصعود في احلافالت‬ ‫حلضور االجتماعات االنتخابية‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬ما اكرب راسك‪ ،‬قالو ‪ :‬طول عمري وأنا نكايل فيه‬

‫أن وزارة الشؤون االجتامعية كانت تقليديا الطرف الثالث‬ ‫يف مثل هذه املفاوضات؟‬

‫قالوا‪ :‬أمطار غزيرة على معظم مناطق الوطن‬ ‫واستبشار كبيرمن الفالحني‪.‬‬

‫قبل فوات األوان‪...‬‬

‫سب النهضة أخيرا يحاول أن‬ ‫قالو‪ :‬محامي تع ّود ّ‬ ‫يحلل ويفهم نتائج االنتخابات ولكن بعيدا عن األضواء‬ ‫قالو‪ :‬حزب كان يظن انه األول فوجد نفسه في آخر‬ ‫القائمة‪ ،‬ينفي التمويل اخلارجي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وفاة حافظ األمن أنيس العلواني التابع لفرقة‬ ‫شرطة النجدة بقابس بعد تعرضه الى الطعن بسكني‬ ‫أثناء قيامه بعمله‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬عرسك أشهرو وطهورك إخفيه‬

‫ّ‬ ‫الترشح فصارت‬ ‫قالو‪ :‬قائمات انتخابية جت ّرأت على‬ ‫مطالبة بإرجاع مصاريف اإلشهار للحملة االنتخابية‬ ‫للهيئة املستقلّة لالنتخابات ألنها حازت أق ّل من ‪.% 3‬‬ ‫قلنا‪ :‬دخولك للحامم موش كيف خروجك منو‪.‬‬

‫قالو‪ :‬أطراف جتمعيّة تتهم النهضة بأنها غير قادرة‬ ‫على إدارة البالد وليست لها اخلبرة الكافية‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬خميبك يا صنعتي كي تبدا عند غريي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬أحداث الشغب األخيرة التي جدت بسيدي‬ ‫بوزيد عقب االعالن اجلزئي عن نتائج انتخابات املجلس‬ ‫الوطني التأسيسي على غاية من اخلطورة والتعقيد‬ ‫باعتبارها استهدفت مؤسسات ومنشآت عمومية‬ ‫معينة‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬رقصة الديك املذبوح من أعداء الثورة يف مهد‬ ‫الثورة‪ ،‬ستشد سيدي بوزيد ضفائرها‪ ،‬وتقوم من ‪.‬‬ ‫نفاسها‪ ،‬وتصنع عرس وليدهتا‪ .‬رجاؤنا فقط أن تكون‬ ‫احللقة األخرية من مسلسل االنفالت األمني املشبوه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فيضان مياه وادي مجردة وحتوله عن مساره‬ ‫عديد الكلمترات‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬هنر ظل عىل الدوام رمزا لتونس‪ ،‬وأبى إال أن‬ ‫يشاركها ثورهتا‪ ،‬عىل املسؤولني تأطريه حتى ال يعربد بعد‬ ‫اليوم وييسء جلريانه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬إضراب مفتوح مبطارات تونس وتوزر وجربة‬ ‫بداية من ‪ 2‬نوفمبر ‪(2011‬احتاد عمال تونس)‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬نساند العماّ ل يف الدفاع عن حقوقهم املرشوعة‪،‬‬ ‫ولكننا نتساءل عن توقيت االرضاب وإرصار النقابة عىل‬ ‫اسبتعاد أي طرف غري اإلدارة العامة من املفاوضات مع‬

‫عصرة‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ص‬

‫مرة‪...‬‬ ‫حاولت أكثر من ّ‬

‫قلنا‪ :‬الشعب يزرع واهلل يسقي واللصوص ذهبوا إىل‬ ‫غري رجعة‪.‬‬

‫السكرة وحرضو املداينية‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬طارت ّ‬

‫‪24‬‬

‫قلنا‪ :‬إهانة لشعب بأكمله‪ ،‬وال بد من إيقاف ظاهرة‬ ‫االعتداء عىل رجل األمن وعىل املواطنني عموما بالوسائل‬ ‫الرادعة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬اتفاق بني سوريا واجلامعة العربية حول‬ ‫مبادرتها بشأن األزمة السورية‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬نرجو أن ال تضيع قضية الشعب السوري الثائر‬ ‫يف كواليس اجلامعة العربية كام حدث للقضية الفلسطينية‬ ‫من قبلها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬رئيس البرملان األوروبي جيرزي بوزيك ُيذ ّك ُر‬ ‫بتجربة الدميقراطيات املسيحية في أوروبا ويقول إن‬ ‫صعود دميقراطية إسالمية وجناحها أمر ممكن في‬ ‫تونس‪.‬‬

‫قلنا‪ :‬هي أكثر إمكانا منها يف أوروبا‪ ،‬فا َمل ِل ُك عندنا ليس‬ ‫ظال هلل يف األرض‪ ،‬والعرب ليسوا شعب اهلل املختار وليسوا‬ ‫أبناءه‪ ،‬بل هم أناس من ذكر وأنثى وشعوب وقبائل‪،‬‬ ‫ليتعارفوا ويعمروا الكون‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬استقالة الناطقة باسم حزب سياسي حداثي‬ ‫مب ّررة ذلك بكون احلزب « ُيدار بطريقة غير دميقراطية‬ ‫وقائم على الشخصنة والزعامات‪».‬‬

‫قلنا‪ :‬احلداثة ممارسة وليست أسامء وشعارات‪ ،‬ومن‬ ‫ال جييد املامرسة الديمقراطية عىل مستوى عائلة صغرية‬ ‫هو بالتأكيد أعجز عنها عىل مستوى وطن بأكمله‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬أحزاب رفضها الشعب في انتخابات املجلس‬ ‫التأسيسي‪ ،‬تتكلم باسم الشعب واحلفاظ على املكاسب‬ ‫السياسية للشعب‪.‬‬ ‫استمعوا إليهم‪ ،‬ألهنم من الشعب‪.‬‬ ‫قلنا‪:‬‬ ‫ُ‬

‫صاحب الكالم‬

‫أن جتد العنوان‪...‬‬

‫اتصلت عرب الثابت‪...‬‬

‫حتى ألقت عليه القبض‪...‬‬ ‫مع ش ّلته‪ ...‬ثالثة وهو الرابع‪...‬‬

‫اتصلت عرب املحمول‪...‬‬

‫مقدمات‪...‬‬ ‫ودون ّ‬

‫فال من جميب‪...‬‬

‫دخلت يف رسد القصة‪...‬‬

‫وكأهنا ختاطب املجهول‪...‬‬ ‫حتاول االتصال كل مرة‪...‬‬

‫«لصة» ؟‪..‬‬ ‫يا أخي مل جعلت مني ّ‬ ‫أقرضتك «فلوس العيد»‪...‬‬

‫أكثر من ساعة‪...‬‬

‫ووضعي املايل‪...‬‬

‫«أرض وكانت له ب ّالعة»‪...‬‬ ‫ضاق عليها البيت‪...‬‬

‫هاتفت من تعرف‬ ‫من األصدقاء‪...‬‬ ‫وقفت‪...‬‬ ‫جلست القرفصاء‪...‬‬ ‫ومن فرط الغيظ‪...‬‬ ‫دامهها البكاء‪...‬‬ ‫مل يبق أمامها‪...‬‬ ‫غري ّ‬ ‫حل وحيد‪...‬‬ ‫أن تبحث عن منزله‪...‬‬ ‫أو مكان العمل‪...‬‬ ‫وهو ما أعاد إليها‬ ‫القليل من األمل‪...‬‬ ‫املارة‪...‬‬ ‫اختذت سبيلها بني ّ‬ ‫ّ‬ ‫حمطاته‪...‬‬ ‫سائلة عن‬ ‫ّ‬ ‫املتنقلة والقارة‪...‬‬

‫ليس عليك بجديد‪...‬‬ ‫واملناسبة عىل األبواب‪...‬‬ ‫ومل أجد لتساؤالت‬ ‫األوالد جواب‪...‬‬ ‫هذا دون مصاريف «احلملة»‪...‬‬ ‫التي خرجت منها‬ ‫بديون «باجلملة»‪...‬‬ ‫حاول التخفيف عنها‬ ‫من الصدمة‪...‬‬ ‫بأنه أخطأ بدخوله االنتخاب‪...‬‬ ‫يف التكتيك واحلساب‪...‬‬ ‫وهي املادة‪...‬‬ ‫التي يعاين منها‪...‬‬ ‫منذ التحاقه بـ«الك ّتاب»‪...‬‬ ‫قالت املهم أموايل‪...‬‬ ‫وال تسأل بعد اليوم‪...‬‬ ‫عن أحوايل‪...‬‬

‫حتى أتاها اخلرب اليقني‪...‬‬

‫يكفيني يا رجل‪...‬‬

‫يف مقهى «اليسار»‪...‬‬

‫أنني خرست «البالصة»‪...‬‬ ‫ثم ّ‬ ‫تتلكأ يف خاليص‪...‬‬

‫أن املبحوث عنه‪...‬‬ ‫مبارشة بعد حمطة البنزين‪...‬‬ ‫دخلت مشيا‪...‬‬ ‫عىل أطراف األصابع‪...‬‬

‫«وادور يف احلياصة»‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫الصادق الصغيري‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.