mol7a9

Page 1

‫املحن مل تزد احلركة �إال جتذرا يف مبادئ احلرية‬ ‫الغنويش يف ذكرى التأسيس‪:‬‬

‫هناك �أخطار حقيقية تهدد ثورتنا‬ ‫حممد فوراتي‬ ‫احتفلت حركة النهضة األسبوع املاضي بالذكرى الثالثني لتأسيسها‪ ،‬وبهذه املناسبة نظمت ندوة صحفية بحضور أعضاء‬ ‫املكتب التنفيذي والهيئة التأسيسية وعدد من رؤساء األحزاب الوطنية وممثلي وسائل اإلعالم الوطنية والدولية‪ .‬وقد أكد‬ ‫الشيخ راشد الغنوشي في كلمته أمام احلضور‪ ،‬أن احلركة اليوم تخرج وهي أصلب عودا وأكثر استعدادا لنشر قيم احلرية‬ ‫والعدالة‪ .‬وقال أن احملن لم تزد احلركة إال تعمقا وجتذرا في مبادئ احلرية‪ .‬كما أشار إلى أن شعبية احلركة لم حتملها يوما‬ ‫على الغرور والنزوع نحو االنفراد وستظل دائما داعية إلى تعددية وإلى تونس التي تتسع للجميع‪.‬‬ ‫وأشاد الغنوشي بشباب الثورة وبقدرة الشعب التونسي على حماية ثورته والوصول بها إلى ب ّر األمان‪ .‬وقال‪ :‬لقد رفعت‬ ‫ثورة ‪ 14‬جانفي راية تونس خفاقة ملهمة الشعوب املقهورة‪ .‬وقال أيضا‪ :‬نشعر أن هناك أخطارا حقيقية على ثورتنا‪ ،‬وهذه‬ ‫األخطار ليست فقط في عناصر احلزب املنحل‪ ،‬وما يحصل في قفصة من فتنة أحد مظاهره‪ ،‬ولكن السعي لضرب التوافق‬ ‫الوطني أحد أكبر األخطار‪ .‬وأضاف أن لديه شكوكا حقيقية بوجود محاوالت لتأخير انتخابات املجلس التأسيسي أو إلغائها‬ ‫واستبدالها مبسارات سياسية‬ ‫أخرى‪ .‬وانتقد سعي الهيئة العليا‬ ‫لتحقيق أهداف الثورة والهيئة‬ ‫العليا لالنتخابات لالنفراد بالرأي‬ ‫وممارسة استبداد دون وجه حق‬ ‫فهما ال متتلكان اآلن أي شرعية‪،‬‬ ‫ال شرعية الوفاق‪ ،‬وال شرعية‬ ‫الصندوق‪ .‬وحمل من سماهم‬ ‫«اإلخوة» مسؤولية احلياد عن‬ ‫الوفاق وما ميكن أن ينجر عنه‬ ‫من تبعات‪ .‬كما أكد أن تأخير‬ ‫االنتخابات عودة إلى الوصاية‪،‬‬ ‫ولذلك وجب العودة إلى الوفاق‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬تراودنا شكوك حقيقية على‬ ‫أن من زلزل هذا التاريخ ال عجب‬ ‫أن يتراجع عن أي موعد الحق لالنتخابات‪ .‬ولكنه رغم هذه الشكوك قال‪ :‬لدينا ثقة عميقة في شعبنا وفي شباب الثورة فهم‬ ‫حراسها‪ ،‬ونحن معهم مصممون على أن هذه الثورة ستنجح في حتقيق أهدافها‪ ،‬وسيوفق شعبنا إلى منوذج مجتمع راق‬ ‫وسننهي نظرية االستثناء العربي واإلسالمي‪.‬‬ ‫كما أكد الغنوشي في سياق حديثه عن أفكار ومنهاج احلركة على رفض العنف والتأكيد على حياد املساجد ووسائل‬ ‫اإلعالم وعدم احتكار التحدث باسم اإلسالم‪ .‬كما ذ ّكر بإميان احلركة بحرية املرأة واملساواة بني اجلنسني‪ ،‬وقال أن النظام‬ ‫املخلوع هو الذي أسس لفزاعة التخويف من اإلسالميني وأن النهضة خطر على املرأة والفن والسياحة‪.‬‬ ‫وفي رده على سؤال جلريدة الفجر أكد أن للحركة برنامجا اقتصاديا واجتماعيا سيعرض قريبا في مؤمتر صحفي‪ ،‬وقد‬ ‫قام على إعداده جامعيون وخبراء من مختلف القطاعات‪ ،‬وأن هذا البرنامج سيكون قطاعيا وكذلك جهويا‪ ،‬حيث سيكون لكل‬ ‫جهة من جهات البالد برنامج خاص بها للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وقال إن املشكلة التونسية باألساس هي مشكلة‬ ‫اقتصادية وأن أي حكومة قادمة ال حتمل برنامجا مجديا لن يقبلها الشعب‬ ‫كما أشاد الغنوشي بالشيخ عبد الفتاح مورو وقال أن قيمته ثابتة وهو مؤسس كبير‪ ،‬مؤكدا أنه لم يخرج من احلركة يوما‪،‬‬ ‫وقد كانت هذه الكلمات كافية ملوجة من التصفيق احلارة في القاعة‪ ،‬حيث وقف احلاضرون محيني الشيخ عبد الفتاح ومؤكدين‬ ‫تعلقهم به‪.‬‬ ‫ومن جهتها أكدت السيدة فريدة العبيدي عضو املكتب التنفيذي أن املرأة التونسية ناضلت من داخل حركة النهضة ومن‬ ‫خارجها من أجل حتقيق هذه الثورة‪ ،‬وقالت أن مكتب املرأة واألسرة في حركة النهضة يضم أكثر من ‪ 250‬فرع جهويا ومحليا‪،‬‬ ‫وان هناك أكثر من ‪ 300‬مناضلة قيادية في احلركة‪ ،‬باعتبار أنها شريك أساسي في النضال وحتقيق أهداف الثورة‪ .‬وحيت‬ ‫العبيدي في كلمتها األخوات املؤسسات‪ :‬هند شلبي ومفيدة عباس وفاطمة الدعداع وهناء العبيدي واملرحومة جميلة النجار‪.‬‬ ‫كما أشاد الشاب زياد بونحلة بدور الشباب في ثورة الكرامة مترحما على أرواح الشهداء منهم وقال‪ :‬جندد لهم العهد على‬ ‫الوفاء لنضالهم حتى حتقق الثورة أهدافها‪ .‬وأضاف‪ :‬تواصال مع نضال األجيال ووفاء لدماء الشهداء نعلن تأسيس منظمة‬ ‫شباب النهضة ولذلك لتأطير العدد الكبير من الشباب الوافد على احلركة‪.‬‬

‫محادي اجلبايل‬

‫والصادق شورو‬

‫عبد الوهاب الكا‬ ‫يف أكرب عضو يف ا‬

‫هليئة ا‬ ‫لتأسيسية احلالية‬

‫ور خالل الندوة‬

‫جانب من احلض‬

‫الشاب زياد بو‬

‫خملة ‪ :‬بداية اإل‬

‫عداد لتأسيس‬ ‫منظمة شباب ال‬

‫نهضة‬

‫اجلمعة ـ ‪ 10‬جوان ‪1 2011‬‬


‫توطئة‬

‫ا لب‬

‫حل‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫جت‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ن ال‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫سسإ‬ ‫يا‬ ‫تون�س يف ‪1981 - 6 - 6‬‬ ‫التعامل الصادق املسؤول مع الدين‪ ،‬ترى من حقها تبني‬ ‫تصور لإلسالم يكون من الشمول بحيث يشكل األرضية‬ ‫العقائدية التي منها تنبثق مختلف الرؤى الفكرية واالختيارات‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي حتدد هوية هذه‬ ‫احلركة وتضبط توجهاتها االستراتيجية ومواقفها الظرفية‪.‬‬ ‫وبهذا املعنى تكون «حركة االجتاه اإلسالمي» واضحة احلدود‬ ‫محددة املسؤولية غير ملزمة بكل صنوف التحركات واملواقف‬ ‫التي قد تبرز هنا وهناك ـ إال ما يقع تبنيه منها بصورة رسمية‬ ‫ـ مهما أضفى أصحاب هذه التحركات على أنفسهم من براقع‬ ‫التدين ورفعوا رايات اإلسالم‪.‬‬ ‫وتأكيدا لهذا الوضع من ناحية‪ ،‬وتكافؤا مع جسامة‬ ‫املهمة ومقتضيات املرحلة من ناحية أخرى‪ ،‬فإنه يتعني على‬ ‫اإلسالميني دخول طور جديد من العمل والتنظيم يسمح لهم‬ ‫بتجميع الطاقات وتوعيتها وتربيتها وتوظيفها في خدمة‬ ‫قضايا شعبنا وأمتنا‪ .‬وال بد أن يكون هذا العمل ضمن حركة‬ ‫مبلورة األهداف مضبوطة الوسائل ذات هياكل واضحة‬ ‫وقيادات ممثلة‪.‬‬ ‫إن «حركة االجتاه اإلسالمي» التي حالت بينها وبني‬ ‫جماهيرها املسلمة العريضة ظروف القهر واإلرهاب‪ ،‬لتأمل أن‬ ‫تكون مساهمة جماهيرها أعمق وأشمل في مستقبل األيام‪.‬‬ ‫املهام‪:‬‬ ‫تعمل هذه احلركة على حتقيق املهام التالية‪:‬‬ ‫أ ـ بعث الشخصية اإلسالمية لتونس حتى تستعيد مهمتها‬ ‫كقاعدة كبرى للحضارة اإلسالمية بأفريقيا ووضع حد حلالة‬ ‫التبعية واالغتراب والضالل‪.‬‬ ‫ب ـ جتديد الفكر اإلسالمي على ضوء أصول اإلسالم‬ ‫الثابتة ومقتضيات احلياة املتطورة وتنقيته من رواسب عصور‬ ‫االنحطاط وآثار التغريب‪.‬‬ ‫ج ـ أن تستعيد اجلماهير حقها املشروع في تقرير مصيرها‬ ‫بعيدا عن كل وصاية داخلية أو هيمنة خارجية‪.‬‬ ‫د ـ إعادة بناء احلياة االقتصادية على أسس إنسانية وتوزيع‬ ‫الثروة بالبالد توزيعا عادال على ضوء املبدأ اإلسالمي «الرجل‬ ‫وبالؤه‪ ،‬الرجل وحاجته» أي (من حق كل فرد أن يتمتع بثمار‬

‫الم‬

‫ي‬

‫يشهد العالم اإلسالمي ـ وبالدنا جزء منه ـ أبشع أنواع‬ ‫االستالب والغربة عن ذاته ومصاحله فمنذ التاريخ الوسيط‬ ‫وأسباب االنحطاط تفعل فعلها في كيان امتنا وتدفع بها‬ ‫إلى التخلي عن مهمة الريادة واإلشعاع‪ ،‬طورا ً لفائدة غرب‬ ‫مستعمر وآخر لصالح أقليات داخلية متحكمة انفصلت عن‬ ‫أصولها وصادمت مطامح شعوبها‪.‬‬ ‫وكان املستهدف األول طوال هذه األطوار كلها هو اإلسالم‪،‬‬ ‫محور شخصيتنا احلضارية وعصب ضميرنا اجلمعي‪ .‬فقد‬ ‫عزل بصورة تدريجية بطيئة‪ ،‬وأحيانا ً بشكل جريء سافر عن‬ ‫مواقع التوجيه والتيسير الفعلي لواقعنا‪ .‬فهو رغم بروزه عامال‬ ‫محددا في صنع اجلوانب املشرقة من حضارتنا وفي جهاد‬ ‫بالدنا لطرد املستعمر‪ ،‬قد بات اليوم أو يكاد مجرد رمز‬ ‫حت ّدق به املخاطر ثقافيا وأخالقيا وسياسيا نتيجة‬ ‫ما تعرض له في املرحلة املعاصرة واألخيرة‬ ‫خاصة من إهمال واعتداء على قيمه‬ ‫وعلى مؤسساته ورجاله‪.‬‬ ‫وإضافة إلى هذه املعطيات‬ ‫احلضارية التي تشترك فيها‬ ‫بالدنا مع سائر بالد العالم‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬عرفت تونس في‬ ‫أواخر اخلمسينات وطيلة عشريتي‬ ‫الستينات والسبعينات ـ رغم حصولها على وثيقة االستقالل‪-‬‬ ‫أوضاعا خصوصية اتسمت بالتأزم واحتداد الصراع‬ ‫االجتماعي وتعطل سبل النمو الشامل‪ .‬وقد تك ّرس هذا الوضع‬ ‫نتيجة أحادية االجتاه السياسي املتحكم «احلزب الدستوري»‬ ‫وتد ّرجه املتصاعد نحو الهيمنة على السلطة واملؤسسات‬ ‫واملنظمات اجلماهير ّية من ناحية‪ ،‬ونتيجة ارجتالية االختبارات‬ ‫االقتصادية واالجتماعيّة وتقلبها وارتباطها مبصالح دوليّة‬ ‫تتعارض مع مصالح شعبنا الوطنية من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫في هذا املناخ ظهر االجتاه اإلسالمي بتونس في بداية‬ ‫السبعينات بعد أن توفرت له كل أسباب الوجود‪ ،‬وتأكدت‬ ‫ضرورته‪ ،‬وقد ساهم هذا االجتاه من مواقعه في إعادة االعتبار‬ ‫لإلسالم فكرا وثقافة وسلوكا‪ ،‬وإعادة االعتبار للمسجد‪ .‬كما‬ ‫ساهم في تنشيط احلياة الثقافية والسياسية فأدخل عليها‬ ‫ألول م ّرة نفسا ً جديدا ً في اجتاه تأصيل الهوية والوعي‬ ‫باملصلحة وتأكيد التعدد بتجسيمه واقعياً‪.‬‬ ‫وقد عبر االجتاه اإلسالمي من خالل نشاطه ومواقفه‬ ‫العديدة عن التحامه بذات أمته وجتسيده آمال شعبه وتطلعاته‬ ‫فالتفت حوله قطاعات عريضة من احملرومني والشباب‬ ‫واملثقفني‪ .‬وكان منوه السريع مجلبة الهتمام املالحظني‬ ‫وترصد القوى واألنظمة السياسية في الداخل واخلارج‪ .‬ورغم‬ ‫سعيه الرصني املتعقل لتل ّمس أجنع سبل التط ّور والتغيير فقد‬ ‫تع ّرض هذا االجتاه إلى سلسلة من التهم الباطلة واحلمالت‬ ‫الدعائيّة املغرضة نظمتها ض ّده السلطة احلاكمة ووسائل‬ ‫اإلعالم الرسميّة وشبه الرسمية‪ ،‬بلغت هذه احلمالت حد‬ ‫االعتداء تعسفا على وسائل إعالمه قصد منعه من إبالغ صوته‬ ‫وتطورت بعد ذلك إلى أشكال أشد قهرا فقدمت عناصره إلى‬ ‫احملاكمات وتكثفت ضد أفراده التتبعات والتحقيقات وفتحت‬ ‫أمام شبابه السجون واملعتقالت حيث الضرب والتعذيب‬ ‫واإلهانة‪.‬‬ ‫إن استمرار أسباب تخلف الوضع السياسي واالقتصادي‬ ‫والثقافي في مجتمعنا يرسخ لدى اإلسالميني شعورهم‬ ‫املشروع مبسؤوليتهم الربانية الوطنية واإلنسانية في‬

‫ضرورة مواصلة مساعيهم وتطويرها من أجل حترر البالد‬ ‫الفعلي وتقدمها على أسس اإلسالم العادلة وفي ظل نهجه‬ ‫القومي‪.‬‬ ‫وقد يذهب البعض إلى أن هذا العمل هو من باب إقحام الدين‬ ‫في دنيا السياسة وأنه مدخل إلى احتكار الصفة اإلسالمية‬ ‫ونفيها بالتالي عن اآلخرين‪ .‬إن هذا الفهم فضال عن كونه يعبر‬ ‫عن تصور كنسي دخيل على ثقافتنا األصلية يكرس استمرارية‬ ‫«حديثة» لواقع الضياع التاريخي الذي عاشته أمتنا‪.‬‬ ‫على أن «حركة االجتاه اإلسالمي» ال تقدم نفسها ناطقا‬ ‫رسميا باسم اإلسالم في تونس وال تطمع يوما في أن ينسب‬ ‫هذا اللقب إليها‪ .‬فهي مع إقرارها حق جميع التونسيني في‬

‫جهده في حدود مصلحة اجلماعة وأن يحصل على حاجته في‬ ‫كل األحوال) حتى تتمكن اجلماهير من حقها الشرعي املسلوب‬ ‫في العيش الكرمي بعيدا عن كل ضروب االستغالل والدوران‬ ‫في فلك القوى االقتصادية الدولية‪.‬‬ ‫هـ ـ املساهمة في بعث الكيان السياسي واحلضاري‬ ‫لإلسالم على املستوى احمللي واملغربي والعربي والعاملي حتى‬ ‫يتم إنقاذ شعوبنا والبشرية جمعاء مما تردت فيه من ضياع‬ ‫نفسي وحيف اجتماعي وتسلط دولي‪.‬‬ ‫الوسائل‪:‬‬ ‫لتحقيق هذه املهام تعتمد احلركة الوسائل التالية‪:‬‬ ‫ إعادة احلياة إلى املسجد كمركز للتعبد والتعبئة‬‫اجلماهيرية الشاملة أسوة باملسجد في العهد النبوي وامتداد‬ ‫ملا كان يقوم به اجلامع األعظم‪ ،‬جامع الزيتونة‪ ،‬من صيانة‬ ‫للشخصية اإلسالمية ودعما ملكانة بالدنا كمركز‬ ‫عاملي لإلشعاع احلضاري‪.‬‬ ‫ تنشيط احلركة الفكرية والثقافية‪،‬‬‫من ذلك‪ :‬إقامة الندوات‪ ،‬تشجيع حركة‬ ‫التأليف والنشر‪ ،‬جتذير وبلورة‬ ‫املفاهيم والقيم اإلسالمية في‬ ‫مجاالت األدب والثقافة عامة‬ ‫وتشجيع البحث العلمي ودعم‬ ‫اإلعالم امللتزم حتى يكون بديال عن‬ ‫إعالم امليوعة والنفاق‪.‬‬ ‫ دعم التعريب في مجال التعليم واإلدارة مع التفتح على‬‫اللغات األجنبية‪.‬‬ ‫ رفض العنف كأداة للتغيير‪ ،‬وتركيز الصراع على أسس‬‫شورية تكون هي أسلوب احلسم في مجاالت الفكر والثقافة‬ ‫والسياسة‪.‬‬ ‫ رفض مبدأ االنفراد بالسلطة «األحادية» ملا يتضمنه من‬‫إعدام إلرادة اإلنسان وتعطيل لطاقات الشعب ودفع للبالد‬ ‫في طريق العنف‪ .‬وفي املقابل إقرار حق كل القوى الشعبية‬ ‫في ممارسة حرية التعبير والتجمع وسائر احلقوق الشرعية‬ ‫والتعاون في ذلك مع كل القوى الوطنية‪.‬‬ ‫ بلورة مفاهيم اإلسالم االجتماعي في صيغ معاصرة‬‫وحتليل الواقع االقتصادي التونسي حتى يتم حتديد مظاهر‬ ‫احليف وأسبابه والوصول إلى بلورة احللول البديلة‪.‬‬ ‫ االنحياز إلى صفوف املستضعفني من العمال والفالحني‬‫وسائر احملرومني في صراعهم مع املستكبرين واملترفني‪.‬‬ ‫ دعم العمل النقابي مبا يضمن استقالله وقدرته على‬‫حتقيق التحرر الوطني بجميع أبعاده االجتماعية والسياسية‬ ‫والثقافية‪.‬‬ ‫ اعتماد التصور الشمولي لإلسالم‪ ،‬والتزام العمل‬‫السياسي بعيدا عن الالئكية واالنتهازية‪.‬‬ ‫ حترير الضمير املسلم من االنهزام احلضاري إزاء‬‫الغرب‪.‬‬ ‫ بلورة وجتسيم الصورة املعاصرة لنظام احلكم‬‫اإلسالمي مبا يضمن طرح القضايا الوطنية في إطارها‬ ‫التاريخي والعقائدي واملوضوعي مغربيا وعربيا‬ ‫وإسالميا وضمن عالم املستضعفني عامة‪.‬‬ ‫ توثيق عالقـات األخوة والتعـاون مع‬‫املسلمني كافة‪ :‬في تونس وعلى صعيد‬ ‫املغرب والعالـم اإلسالمـي كلـه‪.‬‬ ‫دعم ومناصرة‬ ‫‬‫حركات التحرر في‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 10‬جوان ‪2 2011‬‬

‫‪ 1‬ـ جاء في البيان التأسيسي املعد للندوة الصحفية‬ ‫مبناسبة إعالن ‪ 6‬جوان ‪« :1981‬أن حركة االجتاه‬ ‫اإلسالمي ال تقدم نفسها ناطقا رسميا باسم اإلسالم في‬ ‫تونس وال تطمع يوما في أن ينسب هذا اللقب إليها‪ .‬فهي مع‬ ‫في التعامل الصادق‬ ‫إقرارها حق جميع التونسيني‬ ‫حقها‬ ‫املسؤول مع الدين ترى من‬ ‫تبني تصورا لإلسالم يكون‬ ‫من الشمول بحيث يشكل‬ ‫األرضية العقائدية التي‬ ‫منها تنبثق مختلف الرؤى‬ ‫الفكرية « ‪ .‬تلك هي احلركة منذ‬ ‫أول يوم‪ .‬تقوم رؤيتها على أن اإلسالم ملك‬ ‫مشاع بني كل التونسيني والتونسيات ال ينكر بعضهم على‬ ‫بعض تبني رؤية مناسبة إال أن يكون حوارا هادئا تسلم فيه‬ ‫األسلحة واألسنة إلى احلجج والبراهني‪.‬‬

‫احلركة املساجد يوما للدعاية احلزبية‪ .‬كل ما في األمر هو وملا حتول اسمها إلى النهضة عام ‪ 1989‬وغير ذلك )‪.‬‬ ‫أن احلركة نشأت في املساجد بسبب طابعها اإلسالمي‬ ‫من جهة وبسبب إغالق املنافذ التي ميكن أن تتواصل بها‬ ‫‪ 8‬ـ أولوية احلريات والعدالة‪ .‬تلك قولة صاغتها‬ ‫احلركة مع الناس من جهة ثانية‪ .‬على أن التمييز بني أمرين احلركة قبل ثالثة عقود كاملة‪ .‬حفل بها الناس أخيرا ملا‬ ‫ال بد منه تعميقا للوعي وتصحيحا له‪ :‬السياسة شأن من وقع إحياؤها من لدن بعض رموز العلم والدعوة في العالم‬ ‫شؤون املسجد يأتيه اخلطيب أو غيره دون ضير بل هو اإلسالمي‪ .‬حفلوا بها على أساس أنه تطور جديد جدير‬ ‫مطلوب جلماع الرسالة اإلسالمية‪ .‬إمنا التحزيب باالحتفاء‪ .‬إنّ احلركة تؤمن أن اإلسالم ال يغدق عطاءه إال‬ ‫للمساجد أي الدعوة صراحا أو إمياء في مناخات احلرية وأجواء العدل والكرامة‪ .‬تأكيد احلركة‬ ‫إلى حزب ما ‪ ..‬ذلك هو أن رسالتها األولى واألخيرة هي احلرية لكل الناس ليس‬ ‫املمنوع‪ .‬مناورة سياسية أو تالعبا باأللفاظ ولكن معنى ذلك هو أن‬ ‫احلرية هي صانعة العجائب ‪.‬‬

‫�‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫حم‬

‫ط‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫يف‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫حل‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ة‬

‫‪ 6‬ـ التعددية حق‬ ‫واجلماهير هي احملدد لشروط ممارسته‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ حركة تستلهم التاريخ التونسي منذ أول يوم ذلك عنوان بيان أمضاه الشيخان الغنوشي ومورو يوم‬ ‫كذلك‪ .‬تقرأ في أول مهام احلركة في املؤمتر‬ ‫الصحفي املشار إليه آنفا‪ „ :‬بعث الشخصية‬ ‫اإلسالمية لتونس حتى تستعيد مهمتها كقاعدة‬ ‫كبرى للحضارة اإلسالمية بإفريقيا ‪ “..‬أي بإعادة‬ ‫االعتبار جلامع الزيتونة‪ .‬أي أننا حركة تونسية‬ ‫حلما ودما أي حركة وطنية ال تستنسخ التجارب‬ ‫حتى لو كانت ناجحة ولكنها حتاول بناء عالقة‬ ‫بني الواجب واملمكن فوق أدمي تونسي وطني مبا‬ ‫يناسب الزمان واملكان واحلال والعرف‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ حركة حتديثية جتديدية اجتهادية منذ‬ ‫أول يوم‪ .‬تقرأ في ثاني هدف ‪ « :‬جتديد الفكر‬ ‫اإلسالمي على ضوء أصول اإلسالم الثابتة‬ ‫ومقتضيات احلياة املتطورة ‪ .»..‬لسنا عبيدا لسلف‬ ‫مهما تألق كسبه وال عبيدا خللف (غربي) مهما طال‬ ‫باعه في التحضر والترقي مع حفظ القدر والكرامة‬ ‫للسلف واخللف معا‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ حركة تتعامل مع الواقع لتفيد من صاحله‪.‬‬ ‫إستفادت احلركة من احلراك الفكري والنضالي باجلامعة‬ ‫التونسية كثيرا مبثل ماستفادت من احلراك اإلسالمي‬ ‫الذي ابتعد مبوجبه بعض اإلخوة من احلركة من مثل‬ ‫الدكتور النيفر واجلورشي‪ .‬ومبثل ذلك استفادت احلركة‬ ‫من التجربة النضالية لإلحتاد التونسي للشغل ليترسخ‬ ‫اهتمامها بالعمل والعمال وحقوقهم وكانت ندوة شهيرة‬ ‫عام ‪ 1980‬عرفت بندوة الزرارعية للملكية في اإلسالم‪.‬‬ ‫وكذلك أفادت احلركة من الثورة اإليرانية عام ‪ 1979‬لتعمق‬ ‫اهتمامها بالوضع الدولي‪ .‬وغير ذلك من األحداث احمللية‬ ‫والدولية التي كانت مناسبة لترسيخ االهتمام بهذا اجلانب‬ ‫أو ذاك‪ .‬لذلك وقع االنفتاح على بعض التجارب اإلسالمية‬ ‫في اإلصالح السياسي املعاصر‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ حركة لم تستخدم املساجد يوما للدعاية احلزبية‪.‬‬ ‫يظن بعض الناس أن للحركة موقفا جديدا في هذا الشأن‬ ‫قوامه أنها راجعت أمرها وخرجت على الناس بسياسة‬ ‫إسمها‪ :‬عدم تسييس املساجد‪ .‬ذلك وهم‪ .‬لم تستخدم‬

‫‪ 9‬ـ اخليار السلمي‪.‬‬ ‫أكدت احلركة باستمرار‬ ‫تبنّيها للخيار السلمي‬ ‫املديني وبرز ذلك جليّا في‬ ‫خطابها السياسي ومواقفها‬ ‫املبدئية من العنف وانتصارها‬ ‫ملنهج التغيير السلمي بالوسائل املدنية‪.‬‬ ‫وقد جنحت احلركة في احملافظة على سمتها‬ ‫يسر انتصارها في معاركها‬ ‫املدنية واعتدال موقفها مبا ّ‬ ‫السياسية واالعالميّة والقضائيةمع السلطة‪.‬‬

‫‪ 10‬ـ العلنية خيار إستراتيجي‪ .‬احلركة من‬ ‫أولى احلركات السياسية التونسية التي أعلنت عن‬ ‫نفسها وكان ذلك في ‪ 6‬جوان ‪ .1981‬كلفها ذلك‬ ‫اإلعالن سنوات من السجن والتشريد والطرد من‬ ‫العمل‪ .‬ثم ما لبثت احلركة أن أعلنت عن مؤسساتها‬ ‫وقياداتها ومكاتبها في مناسبات كثيرة‪ .‬أعلنت عن‬ ‫بعض الناطقني اإلعالميني ملا كانت القيادة التاريخية‬ ‫في السجن ومنهم األخ جنيب اخلذيري ومنهم الشيخ‬ ‫بعض مساجني االجتاه االسالمي «سجن الناظور» ‪1983‬‬ ‫عبد الوهاب الكافي وغيرهما‪ .‬كما أعلنـت قبل ذلك‬ ‫كله عن قيادتها ملا ظل الشيخـان الغنوشي ومورو‬ ‫‪ 17‬أفريل ‪ .1981‬كان ذلك مبناسبة خطاب بورقيبة الذي يوقعان البيانات السياسية قبل حتى اإلعالن عنها أصال‪.‬‬ ‫اعترف فيه ألول مرة في حياته بحق التعدد‪ .‬اعترف بذلك‬ ‫على املإل فلما أعلنت احلركة عن نفسها بعد ذلك بأسابيع‬ ‫رؤساء احلركة أو من توىل ذلك يف مناسبات‬ ‫قليلة جابهها بالزج في السجون واملنافي والتعذيب البدني‬ ‫استثنائية‪.‬‬ ‫والطرد من الشغل‪ .‬قال الشيخ الغنوشي عام ‪ 1980‬في‬ ‫حوار شهير معروف ‪ :‬نحترم إرادة الشعب لو إختار احلزب‬ ‫‪1‬ـ الشيخ راشد الغنوشي‪.‬‬ ‫الشيوعي ولكننا نعمل من بعد ذلك على تغيير موازين‬ ‫‪ 2‬ـ املهندس حمادي اجلبالي‪.‬‬ ‫القوى بالوسائل السلمية‪ .‬كان ذلك يومها ثورة في دنيا‬ ‫‪ 3‬ـ األخ الفاضل البلدي‪.‬‬ ‫اإلسالميني شرقا وغربا‪ .‬وظلت احلركة تعمل بالتنسيق‬ ‫‪ 4‬ـ الدكتور عبد الرؤوف بولعابي‪.‬‬ ‫والتحالف مع كل العائالت الفكرية والسياسية التونسية‬ ‫‪ 5‬ـ األخ محمد القلوي‪.‬‬ ‫جنبا إلى جنب‪ .‬لم يكن ذلك في مناسبة أو مناسبتني بل على‬ ‫‪ 6‬ـ األخ محمد العكروت‪.‬‬ ‫امتداد ثالثة عقود كاملة‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ األخ وليد البناني‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ االعتراف وطلب التأشيرة‪ .‬لم يحدث قبل ‪ 6‬جوان‬ ‫‪ 8‬ـ األخ جمال الطاهر‪.‬‬ ‫‪ 1981‬أن قدم حزب إسالمي مطلب تأشيرة إلى وزارة‬ ‫‪ 9‬ـ الشيخ احلبيب اللوز‪.‬‬ ‫الداخلية في بالده‪ .‬لم يحدث ذلك قطعا إال في تونس‪ .‬تطور‬ ‫‪ 10‬ـ الدكتور الصادق‬ ‫نوعي من وزن ثقيل جدا ولكنه تطور لم يلتقط بإيجابية‬ ‫شورو‪.‬‬ ‫فضاعت فرص كثيرة وكبيرة‪ .‬لم يكن ذلك فلتة من فلتات‬ ‫‪ 11‬ـ املهندس‬ ‫احلركة بل ظلت متشبثة بالعمل حتت طائلة القانون وظلت‬ ‫محمد بن سالم‪.‬‬ ‫جتهز امللفات وتقدمها في كل مناسبة إلى وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫(ما سمي مبكتب حمادي عام ‪ 1983‬في شهر جانفي مثال‬ ‫‪3‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 10‬جوان ‪2011‬‬


‫بطاقة هوية‬ ‫إنّ رصد التط ّور الفكري حلركة النهضة عملية مع ّقدة ألن‬ ‫املظاهر الفكر ّية والثقافيّة التي رافقت ظهور احلركة كانت‬ ‫متع ّددة وثر ّية ومنفتحة‪ ،‬مثّلت كثير من املدارس الفكرية‬ ‫روافد رئيسية ساهمت بتع ّددها في تشكيل فكر احلركة‬ ‫بتونس‪ ،‬وكانت الكتابات األساسيّة والها ّمة التي راجت‬ ‫داخل أبناء وبنات احلركة اإلسالميّة تق ّدم األطر العا ّمة للفكر‬ ‫اإلسالمي ومس ّوغات االنشداد إلى هذا الفكر سعيا إلى‬ ‫محاورة العصر وفهم الواقع والتأثير فيه‪ ،‬وبحثا عن وثوقيّة‬ ‫ترتكن إليها في ظ ّل مناخ علماني مهيمن داخل مناهج التعليم‬ ‫في املعاهد واجلامعات حتى ُع ّد اإلسالميّون انفالتا عن هذه‬ ‫الهيمنة واستثناء حت ّرريا يحمل نزعة االستقالل‬ ‫والهوية التي يعتبر اإلسالم مق ّومها‬ ‫األساسي وخلفيّتها الثقافيّة‪،‬‬ ‫بل هو نظام أنظمتها املعرفيّة‬ ‫واألخالقيّة‪.‬‬ ‫والسياسيّة‬ ‫ال�صحبي عتيق‬ ‫شهدت هذه املرحلة التاريخيّة‬ ‫صراعا كبيرا بني الناقلني للفكر‬ ‫الغربي واملنش ّدين إلى عامليّة الغرب ومركز ّيته األوروبيّة باسم بوحاجب واملف ّكر محمد الفاضل ابن عاشور‪ ،‬والعالّمة الكبير‬ ‫احلداثة والتق ّدم وبني احلاملني للفكر اإلسالمي والتائقني محمد الطاهر ابن عاشور‪ ،‬صاحب املوسوعة الكبيرة (تفسير‬ ‫لالنبعاث اجلديد من داخل الهو ّية العربيّة اإلسالميّة إحياء التحرير والتنوير)‪ .‬كما ّ‬ ‫اطلعت على التيّارات العقالنيّة داخل‬ ‫للمصادر التأسيسيّة‪ ،‬فهما واستجالء ملقاصدها ووعيا الفكر اإلسالمي من أمثال كتابات اإلمام األستاذ محمد عبده‬ ‫بأبعادها الشاملة في تنظيم حياة األفراد والشعوب‪ ،‬فكانت والكواكبي والطهطاوي وقاسم أمني‪ ،‬ث ّم فتحي عثمان ومحمد‬ ‫احلركة اإلسالميّة بني ّ‬ ‫عمارة وما عرف بتيّار اليسار اإلسالمي ضمن مجلّة «املسلم‬ ‫خطني ثقافيّني ‪:‬‬ ‫خط علماني ّ‬ ‫املعاصر»‪ ،‬فاكتشفت عناصر جديدة ساهمت في تكوين‬ ‫يبشر باحلداثة والتنوير ومبرجعيّة غربيّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خط تقليدي عاكف على الفكر‬ ‫القدمي‪ ،‬محتميا بالتراث بني اجلمود‬ ‫املؤمتر الصحفي لالعالن عن تأسيس احلركة ‪ 6‬جوان ‪1981‬‬ ‫والتعصب له وبني العجز عن‬ ‫عليه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االجتهاد والتجديد مبا عطل الفكر‬ ‫اإلسالمي عن االنخراط في واقع‬ ‫الصراع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اخلط األ ّول مدعوم ونافذ‬ ‫ومتواطئ مع املشروع البورقيبي‪،‬‬ ‫ويتوارى وراء متاريس السلطة ليدفع‬ ‫إلى مزيد اإلحلاق الثقافي بالغرب‪،‬‬ ‫وقطع الطريق أمام الفكر اإلسالمي‬ ‫معتبرا أن األصالة واحملافظة‬ ‫مع ّوقات مانعة من حتقيق التحديث‬ ‫والتق ّدم تصريحا أو تورية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اخلط الثاني يعاني من التبخيس‬ ‫والقمع والتهميش‪ ،‬فكانت احلركة اإلسالميّة بني ف ّكي التقليد فكرها‪.‬‬ ‫نقسم هذه املرحلة إلى ثالثة أطوار ‪ :‬‬ ‫والتغريب‪ .‬فنشأت احلركة في جفوة مع تراث التد ّين في‬ ‫وميكن أن ّ‬ ‫الطور األ ّول «اجلماعة اإلسالميّة» ‪ :‬اهت ّمت فيه احلركة‬ ‫البالد‪ ،‬فلم تخرج من رحاب جامع الزيتونة األعظم‪ ،‬ولكن‬ ‫كان من مؤسسيها الشيخان محمد الصالح النيفر وعبد القادر بنشر الثقافة اإلسالميّة وإعادة االعتبار لإلسالم كمنهج‬ ‫يوجه اإلنسان لتحقيق مسؤوليّات األمانة‬ ‫سالمة‪ .‬بل نهلت من تراث اإلصالح املشرقي تأ ّثرا بحركتي شامل للحياة‬ ‫ّ‬ ‫اإلخوان املسلمني مبصر واجلماعة اإلسالميّة بشبه اجلزيرة ومهام االستخالف‪ ،‬ووقع التأكيد على ‪ - :‬شموليّة املشروع‬ ‫الهند ّية‪ ،‬وانفتاحا على مدرسة املف ّكر اجلزائري مالك بن نبي اإلسالمي (اإلسالم دين ودولة‪ ،‬اإلسالم عقيدة وشريعة)‪.‬‬ ‫ التأكيد على األبعاد األخالقيّة وتزكية النفس والتربية‬‫والعالّمة محمد باقر الصدر من املدرسة الشيعيّة فانتشرت‬ ‫داخلها كتابات اإلمام البنّا رحمه الله وسيّد قطب ومحمد قطب الروحيّة والسلوك القومي‪.‬‬ ‫ بداية تشريك املرأة في العمل اإلسالمي‪.‬‬‫ومحمد الغزالي ويوسف القرضاوي وأنور اجلندي وفتحي‬ ‫وشهدت هذه املرحلة ضمورا في البعد االجتماعي والوعي‬ ‫يكن وسعيد ح ّوى وأبي األعلى املودودي وأبي احلسن‬ ‫نب عناصر التد ّين التقليدي بتونس السياسي‪ ،‬وهذه املرحلة لم تخل من وعي فكري جديد يعبّر عن‬ ‫الندوي‪ ،‬كما أنّها لم تت ّ‬ ‫في الفقه (املذهب املالكي) والعقائد األشعر ّية وبقايا الطرق توتّر في طرح بعض القضايا وحيرة بدأت تبرز مع الصراع‬ ‫الذي يخوضه االتجّ اه اإلسالمي في اجلامعة مع مختلف‬ ‫الصوفيّة‪ ،‬فاجتهت أكثر إلى‪:‬‬ ‫رفض التقليد املذهبي في املجال الفقهي أخذا بالتد ّين‬ ‫السلفي املشرقي‪ ،‬فراج كتاب «فقه السنّة» للشيخ سيّد سابق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بخط‬ ‫محاربة الطرقيّة والبدع في العقائد دون التزام‬ ‫معينّ ‪.‬‬ ‫العودة إلى األصول الصافية‪ ،‬أي القرآن والسنّة مع‬ ‫للنص على العقل‪.‬‬ ‫األولو ّية املطلقة‬ ‫ّ‬ ‫ولكن سرعان ما بدأت املراجعة في املنتوج املشرقي الوافد‬ ‫مما جعل احلركة ّ‬ ‫تطلع على تراث مدرسة اإلصالح التونسيّة‬ ‫ّ‬ ‫من أمثال كتابات خير الدين والشيخ النخلي والشيخ سالم‬

‫التيّارات الفكر ّية والسياسيّة من الشيوعيّني والقوميّني‪،‬‬ ‫وظهور اليسار اإلسالمي ونقده ملسلّمات الفكر اإلسالمي‬ ‫السائد‪ .‬وكانت املسألة األساسيّة املطروحة هي إعادة تأسيس‬ ‫الفكر اإلسالمي وإعادة تشكيل العقل واالستجابة للتحد ّيات‬ ‫املطروحة وكانت القضيّة اجلوهر ّية التي شغلت النخبة في‬ ‫وخاصة لدى الفصيل الطالّبي هي مسألة‬ ‫احلركة اإلسالمية‬ ‫ّ‬ ‫العقل والنقل‪.‬‬ ‫الطور الثاني «حركة االجتاه اإلسالمي» ‪ :‬حيث تنامى وعي‬ ‫أبناء احلركة وانتشر الفكر االجتماعي والسياسي وحصل‬ ‫انفتاح كبير على كتابات متع ّددة ومرجعيّات مختلفة‬ ‫(حسن حنفي‪ ،‬محمد عابد اجلابري‪،‬‬ ‫العروي‪ ،‬تزيني‪ ،‬عصمت‬ ‫سيف الدولة‪ ،‬علي شريعتي‪،‬‬ ‫حسني فضل الله‪ ،‬منير‬ ‫شفيق‪ ،)...‬وكانت الشواغل‬ ‫منهجيّة باألساس وأفرزت‬ ‫احلركة وثيقة رئيسيّة حاولت‬ ‫أن متثّل إطارا نظر ّيا يجمع املنتمني على أسس فكر ّية واضحة‬ ‫وخاصة في منهج التعامل مع نصوص الوحي الكرمي‪ ،‬فكانت‬ ‫(الرؤية الفكرية واملنهج األصولي) فمثّلت هذه الوثيقة مرحلة‬ ‫متق ّدمة في تاريخ احلركة اإلسالميّة‪.‬‬ ‫الطور الثالث «حركة النهضة» ‪ :‬لم تكن حركة النهضة‬ ‫أ ّول حركة إسالميّة سياسيّة ولكنّها متيّزت اليوم بإعالنها‬ ‫تبنّي الدميقراطيّة واالحتكام لصناديق االقتراع وتدعيم‬ ‫حقوق املرأة والعمل النقابي‪ ،‬واالعتراف‬ ‫بالتع ّدد الفكري والثقافي على قاعدة املواطنة‪،‬‬ ‫وللحركة سبق كبير في جتديد قيم اإلسالم‬ ‫واالنتقال به من موقع الهامشيّة إلى قلب‬ ‫الصراع الثقافي واالجتماعي والسياسي‬ ‫وأولت امله ّمة الفكر ّية والتربو ّية والثقافيّة‬ ‫مكانة بارزة في ّ‬ ‫خطتها وبرامج عملها‪ ،‬وهي‬ ‫تعبّر باستمرار عن ضرورة جتديد الفكر‬ ‫اإلسالمي على ضوء أصول اإلسالم الثابتة‬ ‫ومقتضيات احلياة املتط ّورة‪ .‬واملتأ ّمل اليوم في‬ ‫مسار حركة النهضة يالحظ دون عناء الفوارق‬ ‫النوعيّة بني «اجلماعة اإلسالميّة» في بداية‬ ‫السبعينات و»االجتاه اإلسالمي»‪ ،‬ثم «حركة‬ ‫النهضة» اليوم‪ ،‬فلقد حافظت حركة النهضة‬ ‫على املرجعيّة اإلسالميّة وتع ّدد األبعاد اجلامعة‬ ‫ملشروعها التغييري الدميقراطي وتصاحلها مع مدرسة تراث‬ ‫اإلصالح التونسيّة‪ ،‬وهي اليوم تندرج في تيّار الوسطيّة مبا‬ ‫يعنيه من اعتدال وتد ّرج ومرونة وانفتاح وفقه للواقع والسنن‬ ‫الكونيّة وفقه مقاصد الشريعة اإلسالميّة‪ ،‬وفقه املوازنات‬ ‫وفقه األولو ّيات واعتبار املآالت‪ ...‬ولها مساهمة كبيرة في‬ ‫بلورة هذا التيّار داخل الفكر اإلسالمي والذي يستوعب‬ ‫مفاهيم التعدد ّية والدميقراطيّة واملواطنة وحقوق‬ ‫اإلنسان ويستفيد من مكاسب العقل البشري‬ ‫واملنجز اإلنساني‪ .‬فهل تنجح اليوم حركة‬ ‫النهضة كحزب سياسي في توازن‬ ‫أبعاد املشروع اإلسالمي‪ ،‬أم‬ ‫سيعود «السياسي» للتم ّدد‬ ‫ليحت ّل الصدارة في سلّم‬ ‫أولو ّياتها ؟‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 10‬جوان ‪4 2011‬‬

‫كر‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫حل‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫مل‬ ‫ك‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫تطـ ّ‬ ‫ض ةض‬

‫الإ�سالميون والثورة‬ ‫عبد العزيز التميمي‬ ‫ثالثون سنة مرت على أول تأسيس رسمي حلركة سياسية‬ ‫تونسية ذات مرجعية إسالمية في ‪ 6‬جوان ‪ ،1981‬تستمد أصولها‬ ‫من تراث الفكر اإلصالحي للتعليم الزيتوني املستنير ألول جامعة‬ ‫تأسست في أفريقيا باسم الزيتونة املستند إلى األرض والطبيعة‬ ‫واإلنسان‪ ،‬وإلى جتارب اإلصالح منذ جمال لدين األفغاني ومحمد‬ ‫عبده والكواكبي وخير الدين التونسي والشيخ محمد الطاهر بن‬ ‫عاشور وحركة الشباب التونسي لعلي باش حانبه والشيخ الكبير‬ ‫عبد العزيز الثعالبي وغيرهم كثير‪ ،‬إضافة إلى تطلع مخصوص في‬ ‫احلركة نحو األفق العاملي وما تنتجه احلداثة الكونية من رهانات‬ ‫وحتديات‪..‬‬ ‫ثالثون سنة مرت على ميالد ظاهرة هي إحدى أهم الظواهر‬ ‫االجتماعية التي أثرت وتؤثر في املجتمع التونسي‪..‬‬ ‫ثالثون سنة مرت سراعا من الدعوة إلى القيم والربط بني‬ ‫الشهادة والغيب بني أهل بلدي البسطاء الكرماء في‬ ‫الفترة األولى للجماعة اإلسالمية‪ ،‬إلى التدرج في‬ ‫اكتشاف مسالك الوعي االجتماعي املفضي‬ ‫رأسا إلى اجلدل السياسي وإشراق‬ ‫احلرية والهوية من أبواب الوطن‪ ،‬ابتداء‬ ‫من فترة االجتاه اإلسالمي لثمانينات‬ ‫القرن املاضي وصوال إلى تشكل‬ ‫العمل السياسي املنظم في حزب‬ ‫النهضة وانطالق ملحمة للصراع‬ ‫فداء حلرية الوطن وهويته‪ .‬وعزاء‬ ‫املقاومني أن يكون كل ذلك في‬ ‫سبيل الله واملستضعفني من النساء‬ ‫والرجال والولدان ‪.‬‬

‫لي�ست الثورة فعال ناجزا‬ ‫ليست الثورة ولم تكن يوما فعال ناجزا‪،‬‬ ‫بل نكتشف تدريجيا أنها صيرورة تتشكل مكوناتها‬ ‫وتنبني مفاعيلها املادية والروحية واالجتماعية في املمارسة‬ ‫والوعي‪ .‬ونحن نسلك طريق التحدي واملمانعة يدا بيد مع أهلنا وشعبنا‬ ‫ورفاقنا‪ .‬من كان يدري كم كان يلزم من شهيد؟ من كان يدري كم كان‬ ‫يلزم من سجني من أبناء الشعب؟ ألف‪ ..‬ألفان ‪..‬ثالثون ألفا ‪..‬؟ من كان‬ ‫يدري كم كان يلزم من تعذيب وضحايا من نساء وأطفال وصراخ‬ ‫حتت أجهزة صهر اللحم البشري للمضاربة على املبادئ والعقول؟‬ ‫كم كان يلزم من حوض منجمي ؟ كم كان يلزم من سيدي‬ ‫بوزيد والرقاب وتالة والقصرين حتى ينبلج صبح ثورة ‪17‬‬ ‫ديسمبر‪.2010‬‬ ‫قيل ابتداء‪..‬هل ميكن أن تكون األرض الثقافية اإلسالمية لشعبنا‬ ‫منطلقا للثورة‪ .‬حتى بعض مجادلينا كان ينكر هذا املعنى‪ .‬وكأن الثورة‬ ‫ال ميكن أن تكون إال في (كمونة باريس)‪ ..‬أو في موسكو وبيكني‬ ‫وسان بترسبورغ‪ .‬وال ميكن أن تتكلم باللغة العربية‪.‬‬

‫للشعوب‪ .‬وال ميلك أن يكون مفجرا للثورة‪ .‬ألن صاحب مقولة‬ ‫الدين أفيون الشعوب مع احترامنا له لم يعرف من الدين سوى ذلك‬ ‫الدين الذي ارتضى األسلوب القمعي أسلوبا ً له‪ ،‬وارتضى أن يحجر‬ ‫التحصيل العلمي والعملية الفكرية على ثلّة ممن ينتسبون إليه‪.‬فلما‬ ‫انخرطت شرائح واسعة من الشعب من خالل ثقافتها اإلسالمية‬ ‫الوطنية في النقابات واحلركة العمالية وفي اجلماعات احمللية والعمل‬ ‫املدني‪ ،‬وانبرى الدين ليكون مناعة للمستضعفني وسالحا لوعيهم‬ ‫الذاتي واالجتماعي ومحررا للشعوب‪ ،‬ال أفيونا ومخدرا لوعيهم‪،‬‬ ‫قيل لهم وما عالقة ثقافتكم اإلسالمية وهويتكم الوطنية بالثورة‬ ‫والسياسة والسياسيني‪ .‬وتغيرت احلالة من انتقاد وضع تخديري‬ ‫للديانات إلى محاولة إلزاحة فاعليتها من امليدان أو حتييدها‪.‬‬ ‫كان شباب احلركة اإلسالمية في تونس حاضرا في‬ ‫أهم احملطات النضالية‪ .‬وتشير العديد من الدراسات‬ ‫املوضوعية واملنصفة إلى أنه أسهم مبكرا في‬ ‫النضال النقابي والسياسي‪ .‬وكانت انتفاضة‬ ‫‪ 26‬جانفي ‪1978‬م العمالية حلظة فارقة‬ ‫في نقلة الوعي السياسي واالجتماعي‬ ‫للعديد من شباب ومناضلي احلركة‬ ‫اإلسالمية‪ .‬وانطلق البحث في طبيعة‬ ‫احلركة العمالية واحلركة الطالبية‪.‬‬ ‫وليس منصفا القول إنّ الوعي‬ ‫الثوري واالجتماعي لم ينتشر‬ ‫بني اإلسالميني إال غداة الثورة‬ ‫اإلسالمية في إيران يوم ‪ 13‬فيفري‬ ‫‪ .1979‬فمنذ ‪ 1978‬حتول الوعي‬ ‫اجلنيني والدعوي من تصور املجتمع‬ ‫على أنه مجموعة من األفراد ضمن‬ ‫منظومة جامدة ال تتحول فيها خالل‬ ‫التاريخ سوى الشخوص واألبدان‪ ،‬إلى‬ ‫تصورات ومقاربات متنوعة وجديدة تنظر‬ ‫للمجتمع باعتباره بنى وهياكل ينتظمها حراك‬ ‫وقانون اجتماعي واقتصادي ونفسي وروحي‬ ‫واجتماعي ثقافي‪.‬‬

‫اخليار الدميقراطي‬

‫أسهم طلبة االجتاه اإلسالمي منذ سنة ‪ 1980‬في تطوير احلركة‬ ‫الطالبية واسترجاع جماهيريتها‪ .‬ومثلت محطة انتخابات ‪1989‬‬ ‫رغم تزويرها معركة حاسمة أدخلت حزب النهضة ضمن احلركة‬ ‫الدميقراطية‪ .‬وخيار النضال السلمي واملدني من أجل التغيير‪.‬‬ ‫ويحسب للحركة اإلسالمية سعيها احلثيث للوفاق الدميقراطي مع‬ ‫مكونات احلقل السياسي عبر حوارات متعددة توجت بتوافقات هيئة‬ ‫‪ 18‬أكتوبر وإسهامها في إزالة جميع العوائق التنظيمية واإليديولوجية‬ ‫أمام ثورة الشعب املظفرة‪ .‬ثم تعددت املسالك واملسارات‪.‬‬ ‫إنّ نقلة بعيدة معرفية وسياسية بصدد التشكل في الفضاء‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬تصنع صيرورة الثورة في أفق البناء املتجدد لشروط‬ ‫كان الدين ال ينظر إليه في الثقافة السائدة إال على أنه أفيون خيرية األمة التي أخرجت للناس ومن أجل الناس‪.‬‬

‫االسم‪ :‬حركة النهضة‬ ‫تاريخ امليالد‪ :‬صائفة ‪1969‬‬ ‫املؤسسون‪ :‬الشيخ حممد صالح‬ ‫النيفر والشيخ عبد القادر سالمة‬ ‫والشيخ راشد الغنويش والشيخ عبد‬ ‫الفتاح مورو واملستشار صالح بن عبد‬ ‫اهلل‬ ‫اهلوية‪ :‬عربية إسالمية سياسية‬ ‫وسطية جامعة وديمقراطية حتديثية‬ ‫إصالحية‬ ‫املذهب‪ :‬كل إجتهاد يقبله اإلسالم‬ ‫والعرص معا كائنا من كان صاحبه‬ ‫الرشيك‪ :‬كل وطني خملص‬ ‫لتونس وثوابتها العليا (اإلسالم‬ ‫والعروبة واجلمهورية والديمقراطية‬ ‫واحلريات والعدالة واحلق يف املقاومة‬ ‫والوحدة املتدرجة)‬ ‫اخلصم‪ :‬كل استئصايل انتقائي‬ ‫العدو‪ :‬الظلم واالستبداد والفقر‬ ‫واجلوع واملرض واجلهل والتجزئة‬ ‫والتبعية واالحتالل‬ ‫الكسب‪ :‬مسامهة معتربة يف إعادة‬ ‫االعتبار للهوية العربية واإلسالمية‬ ‫لتونس من جهة وللعمل السيايس‬ ‫الديمقراطي انطالقا من خلفية‬ ‫إسالمية وسطية معتدلة من جهة‬ ‫أخرى وحلقة من حلقات املقاومة‬ ‫املعارصة ضد التبعية والتجزئة‬ ‫واالحتالل والقهر والنهب والسلب‬ ‫والفساد من جهة ثالثة وتنشئة جيل‬ ‫إسالمي تونيس يساهم يف هنضة البالد‬ ‫يف كل احلقول من جهة رابعة وبناء‬ ‫مدرسة يف الصرب واملصابرة والثبات‬ ‫عىل املنهاج السلمي الديمقراطي من‬ ‫جهة خامسة‪.‬‬ ‫األمل‪ :‬حتقيق مقاصد ثورة ‪14‬‬ ‫جانفي يف تونس وحتقـق وحـدة‬ ‫عربية وإسالميـة متدرجة راشدة‬ ‫واملسامهة يف اكتامل حلقات املقاومة‬ ‫الفلسطينية لتحرير فلسطني بام‬ ‫تتسع له تونس من مقاومة‬ ‫سلمية سياسيا واقتصاديا‬ ‫واجتامعيا وثقافيا‪.‬‬

‫الفجر‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 10‬جوان ‪5 2011‬‬


‫ال�شهيد‬ ‫ّ‬

‫فقرات من البيان اخلتامي للم�ؤمتر الثامن‬ ‫استطعت وما توفيقي إال بالله عليه‬ ‫اإلصالح ما‬ ‫« إن أُري ُد إال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫توكلت وإليه أُنيب» ( هود‪) 88/‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ...‬انعقد املؤمتر في ظروف عاملية وإقليمية وداخلية تتصف‬ ‫بجملة من اخلصائص وتتو ّفر على جملة من املعطيات ق ّدرها‬ ‫املؤمتر على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ الو�ضع العاملي‪:‬‬ ‫يعيش العالم وضعا من االحتقان العام الذي كان من أه ّم‬ ‫أسبابه أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،2001‬ويتمثل هذا االحتقان في‬ ‫التضييق من ِقبل القوى العاملية املهيمنة على شعوب العالم‬ ‫وقواه احلية واملنطقة اإلسالمية بصفة خاصة إلى جانب‬ ‫تفاقم التداعيات السلبية حلركة العوملة التي ازدادت استشراء‬ ‫في مجاالت احلياة املختلفة‪ ،‬وخاصة منها املجال االقتصادي‬ ‫والثقافي والسياسي‪ ،‬مما كان له األثر السيئ على املناهج‬ ‫التربوية في العاملني العربي واإلسالمي‪ ،‬وعلى الوضع‬ ‫االقتصادي للشعوب التي تزداد فقرا‪ ،‬وعلى القيم اإلنسانية‬ ‫العليا التي داخلتها موازين االزدواجية والتفرقة مبا أدى إلى‬ ‫تفاقم العنف وانتشار احلروب وتزايد اليأس ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ الو�ضع العربي والإ�سالمي‪:‬‬ ‫كان للوضع العاملي احملتقن أثر سلبي على الوضع اإلقليمي‪،‬‬ ‫من أه ّم مظاهره االعتداء على بالد عربية وإسالمية مثل احتالل‬ ‫أفغانستان ومن بعده العراق ثم الصومال‪ ،‬فقد انتُهكت كلّها‬ ‫بغزو عسكري مباشر أحدث فيها دمارا ماديا ومعنويا واسعا‪،‬‬ ‫وصودرت فيها احلريات وخيارات الشعوب على نحو صارخ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫كما يستمر العدوان على الشعب الفلسطيني األعزل من طرف آلة‬ ‫االحتالل الصهيوني ومعه سياسات احلصار والتجويع والتدمير‬ ‫التي تفرضها القوى الدولية بسبب اخليار الدميقراطي للشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬كما استشرت التوتّرات الطائفية بني املسلمني على‬ ‫نحو ما متثّل في بالد الرافدين التي أوشكت الطائفية فيها أن‬ ‫تؤول إلى حرب أهلية طاحنة‪ ،‬ويحدث ك ّل ذلك في ظ ّل حالة من‬ ‫التفكك العربي وغياب مقومات التضامن والعمل املشترك‪ ،‬مع‬ ‫شيوع نزوعات قطرية انعزالية مدمرة لألوطان وعموم كيان‬ ‫األمة العربية اإلسالمية ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ الو�ضع الداخلي‪:‬‬ ‫يشهد الوضع الداخلي حالة تتصف في معظمها بالسلبية‪،‬‬ ‫وحتمل في طياتها أمراضا مزمنة تستشري مضاعفاتها في‬ ‫مجاالت مختلفة من احلياة‪ ،‬وال تخرق تلك الصورة إال ومضات‬ ‫من العوامل املضا ّدة التي تناضل من أجل اإلصالح في ظروف‬ ‫صعبة‪.‬‬ ‫ففي املجال السياسي تبدو تونس كأنها نشاز في احمليط‬ ‫املغاربي الذي يشهد شيئا من االنفتاح في طريق الدميوقراطية‬ ‫واملشاركة الشعبية‪ ،‬بينما يستم ّر في تونس االنغالق السياسي‬ ‫واخلاصة‪ ،‬ومنعا‬ ‫في مظاهره املختلفة‪ ،‬انتهاكا للحريات العامة‬ ‫ّ‬ ‫للتنظيم احلزبي والتح ّرك املدني‪ ،‬ومتاديا في استعمال القبضة‬ ‫األمنية الغليظة وفي السيطرة على القضاء لتمأل السجون‬ ‫بأفواج متعاقبة من املناضلني من مختلف االجتاهات‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى استمرار املظلمة املسلطة على مساجني حركة النهضة ملا‬ ‫يقارب سبعة عشر عاما‪ .‬وقد أفضى هذا االحتقان السياسي‬ ‫إلى مضاعفات خطيرة متثلت في ظهور عنف مسلح ألول مرة‬ ‫منذ ما يقارب ثالثني عاما‪ ،‬وهو ما ينذر بانفجارات خطيرة قد‬ ‫تكون البالد مقدمة عليها إذا لم يحصل تط ّور إيجابي في احلياة‬ ‫السياسية‪.‬وقد ألقى هذا الوضع السياسي املنغلق بظالله السلبية‬ ‫على مجمل احلياة االجتماعية واالقتصادية والثقافية‪.‬‬ ‫ثانيا ـ مقررات املؤمتر‬

‫على ضوء هذا املشهد الواقعي الذي انعقد فيه املؤمتر‪،‬‬ ‫وانطالقا من املبادئ التي تقوم عليها احلركة‪ ،‬واألهداف التي‬ ‫تسعى إلى حتقيقها‪ ،‬فإن املؤمتر توصل بعد املداوالت إلى جملة‬ ‫من القرارات والتوجهات في املجاالت التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ جمال هوية احلركة‪:‬‬ ‫ج ّدد املؤمترون التزام حركة النهضة بالهوية التي حددتها‬ ‫وثائقها السابقة‪ ،‬والتي تعني اإلعتماد على املرجعية اإلسالمية‬ ‫وما يعنيه من تقيد في جميع تصوراتها ومواقفها مبا هو معلوم‬ ‫من الدين بالضرورة ُمضمنَّا في النصوص الشرعية القطعية‬ ‫مع التوسع في غيرها من الظنّيات باالجتهاد بشروطه املعتبرة‪،‬‬ ‫والتمسك في ذلك بالقيم السياسية واالجتماعية العليا من حرية‬ ‫وشورى واحترام للخيار الشعبي وتكافل اجتماعي ومساواة‬ ‫أي إقصاء أو‬ ‫بني جميع املواطنني في احلقوق والواجبات دون ّ‬ ‫إلغاء‪ .‬وهي تعتبر نفسها امتدادا جلهود اإلصالح والتجديد التي‬ ‫توارد عليها املصلحون واملجددون في داخل تونس وخارجها‪،‬‬ ‫انطالقا من منهجها الوسطي‪ ،‬وهي املنهجية التي تتخذ منها‬ ‫احلركة منطلقها في ك ّل آرائها ومواقفها السياسية واالجتماعية‬ ‫والثقافية‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ املجال ال�سيا�سي‪:‬‬ ‫يؤكد املؤمترون التزام احلركة مببادئ العمل السياسي‬ ‫املدني‪ ،‬والدعوة إلى حتقيق املصاحلة الوطنية الشاملة التي ال‬ ‫تستثني أحدا‪ ،‬هذا التوجه األصيل الذي وقعت الدعوة إليه في‬ ‫مؤمتري ‪ 1995‬و‪ 2001‬واحلركة تعاني من مخلفات القمع‬ ‫واحملنة ال يزال هو املبدأ املعتمد على أنه هو السبيل إلى وضع‬ ‫البالد على طريق اإلصالح‪ .‬وضمن هذا اخليار فإن احلركة‬ ‫تتحمل مسؤوليتها كاملة في القيام بدور املعارضة البناءة التي‬ ‫تراعي االختالف وتدعو إلى احترامه وتعتبره ضرورة لتوازن‬ ‫احلياة السياسية والفكرية واالجتماعية في البالد في إطار منهج‬ ‫احلوار السياسي مع مختلف األطراف‪.‬‬ ‫‪ ...‬وفي هذا السياق اعتبر املؤمترون أنّ املبادرات التي‬ ‫تهدف إلى تكتيل القوى السياسية وقوى املجتمع املدني حول‬ ‫هذا التوجه الهادف أمر مطلوب ويحتاج إلى التعزيز املستمر‬ ‫واحلماية من االنفراط بالتأكيد على القضايا األساسية وذات‬ ‫األولوية وجتنب القضايا اخلالفية التي هي من جوهر التعدد‬ ‫الفكري والسياسي املعبرة عن خصوصية كل طرف منها‪.‬‬ ‫واعتبر املؤمترون أن للحركة دورا أساسيا في العمل على‬ ‫نشر وتأصيل الفكر الوسطي املعتدل في مواجهة نزعات التشدد‬ ‫والعنف‪ .‬كما أكد املؤمتر على إيجابية حضور عدد من الفعاليات‬ ‫اإلسالمية في ساحة العمل احلقوقي واإلعالمي ودورهم في‬ ‫ترشيد املمارسة واخلطاب مبا يشجع مختلف األطراف على‬ ‫تيسير مطلب االنفتاح‪.‬‬ ‫ودعا املؤمتر قيادة احلركة إلى اتخاذ السياسات املناسبة‬ ‫لدعم حضور املرأة والشباب وإلى توفير شروط التجدد في‬ ‫أجيال احلركة وقياداتها في العمل السياسي وسائر املجاالت‬ ‫مواكبة ملا دأبت عليه طيلة تاريخها من جتدد وتطوير‪.‬‬ ‫وبعد مصادقة املؤمتر على هذه القرارات والتوجهات‬ ‫انتخب رئيسا للحركة ومجلسا للشورى‪ .‬وقد استعفى الرئيس‬ ‫السابق للحركة الشيخ راشد الغنوشي من أن ُيح َّمل مسؤولية‬ ‫الرئاسة مجددا‪ ،‬داعيا إلى إرساء سنّة التداول على املسؤولية‪،‬‬ ‫وبعث الدماء اجلديدة في احلركة‪ ،‬ولكن أغلبية املؤمترين جددوا‬ ‫له مسؤولية الرئاسة للدورة املقبلة بانتخابه من بني بعض‬ ‫امل ُ َر ّ‬ ‫شحني اآلخرين بنسبة ‪ 60‬باملائة من األصوات مق ّدرين أنّ‬ ‫ّ‬ ‫الظرف احلالي وما يتطلبه من مها ّم يقتضي ذلك التجديد‪.‬‬

‫مبناسبة ذكرى تأسيس حركة النهضة التي ما‬ ‫لبثت منذ ما يزيد عن ربع قرن تناضل من أجل حرية‬ ‫املواطن التونسي و كرامته و قد دفعت في مسيرتها‬ ‫النضالية كوكبة من أبنائها األبرار قضوا حتت‬ ‫التعذيب و بسبب اإلهمال و عدم العناية الصحية‪.‬‬ ‫إلى هؤالء األبطال الذين نحسبهم شهداء عند الله‬ ‫و ال نزكي على الله أحدا أهدي هذه اخلواطر‪.‬‬ ‫يف دياجري الدجى‬ ‫شدّ ين صوت حزين‬ ‫مفعم ّ‬ ‫بالشوق حينا‬ ‫ّثم باآلالم حني‬ ‫فيه صرب و جت ّلد‬ ‫فيه آهات السنني‬ ‫فيه حرص و ثبات‬ ‫فيه إرصار األمني‬ ‫فيه بعض الذكريات‬ ‫فيه أحالم السنني‬ ‫الصوت هونا‬ ‫رست نحو ّ‬ ‫ع ّلني أن أستبني‬ ‫فإذا طفل و ّأمه‬ ‫وامجان يف سكون‬ ‫مررت يرساها فوق‬ ‫ّ‬ ‫رأسه حتى اجلبني‬ ‫أسندته يف حنان‬ ‫طوقته باليمني‬ ‫ّ‬ ‫ردا عيل‬ ‫س ّلمت ّ‬ ‫يف حياء املؤمنني‬ ‫وثب ّ‬ ‫الطفل إيل‬ ‫يف حمياه شجون‬ ‫قليّ عماّ ه‪ :‬ملاذا‬ ‫والدي عاش سجني‬ ‫حتى أن وافاه يوما‬ ‫مرض ّثم املنون؟؟‬ ‫كان ذا ما حدّ ثوه‬ ‫ويلهم من كاذبني‬ ‫قلت يف حزم متاسك‬ ‫كي أخبرّ ك اليقني‪:‬‬ ‫ِح ّبنا كان جماهد‬ ‫ال هياب الالئمني‬ ‫كان معطاء شجاعا‬ ‫ال ّ‬ ‫يكل ال يلني‬ ‫للهّ‬ ‫بيعة أعطى‬ ‫مقسام عنها اليمني‬ ‫و مضى ينجز وعدا‬ ‫رغم كيد الكائدين‬ ‫حتى أن كان مساء‬ ‫أوقعوه يف كمني‬ ‫صلبوه‪ ،‬صعقوه‬ ‫نخروه باحلديد‬ ‫حرقوه بالسجائر‬ ‫ّ‬ ‫نتفوا شعر اخلدود‬ ‫هنشوه بالكالب ـ‬ ‫كالكالب‬

‫أوثقوه بالقيود‬ ‫ّ‬ ‫غطسوا رأسه خنقا‬ ‫يف مياه من صديد‬ ‫هدّ دوه باغتصاب الزّ وجة‬ ‫أو قتل الوليـــد‬ ‫جوعوه‪ ،‬أضمأوه‬ ‫ّ‬ ‫جاوزوا ّ‬ ‫كل احلدود‬ ‫صابر اآلالم حتّى‬ ‫أبطل كيد العبيد‬ ‫طاول األنجم جمدا‬ ‫و مضى صلبا عنيد‬ ‫ّلقن األنذال درسا‬ ‫الصمود‬ ‫يف الثبات و ّ‬ ‫رسا‬ ‫و قضى حيمل ّ‬ ‫حافظا ّ‬ ‫كل العهود‬ ‫بني‬ ‫ّ‬ ‫ضمد اجلرح ّ‬ ‫أكمل الدّ رب الكؤود‬ ‫فأبوك مل يمت يابن‬ ‫ولكن شهيــــد‬ ‫ُّ‬ ‫فلتكن يف الدّ رب مثله‬ ‫و لرتث طبع األسود‬ ‫ولتصن جمدا بناه‬ ‫بالدّ م ال بالوعود‬ ‫فهو يشتاق لقاك‬ ‫عند جنات اخللود‬ ‫فإذا رمت رؤاه‬ ‫عن خطاه ال حتيد‬ ‫أطلقت أختي زفرة‬ ‫حرة مثل الوقود‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫خي‬ ‫و رنت يل أن أ ّ‬ ‫إ ّنه ذخري الوحيد‬ ‫قلت ذخر الدّ نيا فان‬ ‫فانظري يوم الوعيد‬ ‫يشفع اهلل ألختي‬ ‫بشهيد و شهيد‬ ‫كفكفت دمعا و قالت‪:‬‬ ‫حسبي اهلل الودود‬

‫العربي القا�سمي‬ ‫ـ �سوي�رسا‬

‫اجلمعة ـ ‪ 10‬جوان ‪6 2011‬‬

‫الهادي بريك‬

‫إنبالج فجر الثورات العربية الراهنة من تونس ـ من‬ ‫الغرب العربي أو من مناطق احمليط واألطراف بتعبير املفكر‬ ‫سمير أمني ـ لم يكن إحتضان تونس لهذا الشرف يحملنا‬ ‫جميعا مسؤولية تاريخية كبيرة وقدميا قال احلكماء‪ :‬الغنم‬ ‫بالغرم‪ .‬ولألوائل في التاريخ دوما واملتقدمني مسؤوليات ال‬ ‫ينوء بها إالّ سواهم‪ .‬أما التنازع على أسبقية مراكمة أسباب‬ ‫الثورة أقرب إلى لهو‬ ‫األطفال‪ .‬على أن ذلك ال‬ ‫يغيب حقيقة تاريخية‬ ‫ناصعة قوامها أن‬ ‫فعاليات املقاومة احلية‬ ‫في البالد باءت بعبء املراكمة مصابرة ومغالبة بأقدار‬ ‫متفاوتة بينها وأن تلك املقاومة لم تخمد يوما‪ .‬ليكن التاريخ‬ ‫في الوعي املعاصر حلقات ولبنات منتظمة في عقد سميك‬ ‫يزين جيد الزمان باحلقائق الناصعة الثابتة متأبية عن‬ ‫التزوير والدجل‪ .‬ليكن الشهيد فرحات حشاد لؤلؤة مضيئة‬ ‫في ذلك العقد الطويل إلى جانب الشهيد محمد البوعزيزي‬ ‫عليهما رحمة الله سبحانه وعلى شهداء املقاومة التونسية‬ ‫كافة‪.‬‬

‫األقصى وقبل ذلك إلى العربية السعودية إلخ‪ ..‬جرى كل‬ ‫ذلك وطبول احلرب ضد اإلسالم ـ رأسا ـ في البلقان أوال‬ ‫ثم كارثة سبتمبر ‪ 2001‬تدق ليال نهارا صباحا مساء‪ .‬أما‬ ‫ما تعرضت له احلركة في تونس ـ فضال عما تعرض له‬ ‫اإلسالم ذاته من خالل خطة جتفيف منابع التدين الشهيرة ـ‬ ‫سيما في احملنة األخيرة التي تواصلت عقدين كاملني ‪ ..‬فهو‬ ‫عامل آخر من العوامل التي كان ينبغي لها أن تدفع احلركة‬ ‫إلى الدفاع عن النفس‪ .‬كان ذلك هو أمل قوى االستئصال‬

‫كلمات وعرفان‬ ‫الكلمة األولى ‪ :‬عربون عرفان إلى شهداء البالد األبرار‬ ‫ومنهم شهداء احلركة إذ يجتمع كالهما على درب املقاومة‬ ‫لتحرير تونس من نير االحتالل أوال ثم من قهر االستعباد‬ ‫ثانيا‪ .‬عربون وفاء إلى النساء الالئي ر ّبني أجياال لم يترددوا‬ ‫يوما في الوفاء لتونس حتى لو كان الثمن هو الروح احلرى‬ ‫التي جتري منا مجرى‬ ‫النفس‪ .‬عربون وفاء إلى‬ ‫الالئي صمدن صمود‬ ‫اجلبال الراسخات وثبنت‬ ‫ثبات األطواد الشامخات‪.‬‬ ‫عربون وفاء إلى الذين‬ ‫ظلوا في السجون يسامون العسف سيما إمام املقاومني في‬ ‫تونس ‪ :‬الدكتور الصادق شورو‪ .‬عربون وفاء إلى رجال‬ ‫احلركة ونسائها وشبابها ـ من كل األجيال ـ ممن صدقت‬ ‫فيهم القولة العربية القدمية ‪ :‬جتوع احلرة وال تأكل بثدييها‪.‬‬ ‫أجل‪ .‬بات أولئك على الطوى خائفني مشردين منفيني في‬ ‫وطنهم فما أكل واحد منهم لقمة عيش بحبة خردل من‬ ‫كرامته‪.‬‬ ‫الكلمة الثانية ‪ :‬إن دماء الشهداء لن تذهب هدرا وأن‬ ‫ثورته أكبر من أن تغتصب‪ .‬إمنا هو قانون إجتماعي إسمه‬ ‫‪ « :‬لن يضروكم إال أذى »‪ .‬وهل يسلم الشرف الرفيع من‬ ‫األذى؟ ومبثل ذلك قال املثل الغربي ‪ :‬الناس ال يرفسون‬ ‫الكلب امليت‪.‬ا لذي يراهن عليه أعداء الثورة ليس سوى سراب‬ ‫يحسبه الظمآن ماء‪ .‬أنتم الذين غرستم‬ ‫بأيديكم ـ بل بدمائكم ـ جذر شجرة الثورة‪.‬‬ ‫قد يتأخر ثمرها ولكن حياة الثورة بحياة‬ ‫جذرها وليس جذرها سواكم‪ .‬الشعب يريد‪:‬‬ ‫ال خوف إذن على الثورة‪ .‬حتى لو نال منها‬ ‫أعداؤها اليوم عضة وغدا نيبة‪.‬‬ ‫الكلمة الثالثة ‪ :‬إذا كانت احلياة عمل وأمل‬ ‫يتعانقان فإن أملنا في الثورة التونسية‬ ‫وأخواتها أن يدونها التاريخ أنها كانت ضربة‬ ‫البداية لتحرير فلسطني بقدسها الشريف‪.‬‬ ‫لم يثر الشعب التونسي ليتحرر هو فحسب‬ ‫من عصابات النهب والسلب والتصهني‪ .‬إمنا‬ ‫ثار الشعب التونسي ليعطي إشارة االنطالق‬ ‫عربيا وإسالميا نحو تدشني دورة حضارية‬ ‫جديدة تبدأ بالتحرر الداخلي من عصابات‬ ‫إغتصاب السلطة والثروة وال تنتهي‬ ‫بالتحرر اخلارجي من العدو احملتل‪ .‬ذلك هو أفق الثورة‪.‬‬ ‫أكبر بشارة على ذلك هو أن الثورة املصرية كانت ثاني ثورة‬ ‫عربية‪ .‬ألم يفتح معبر رفح في هذه األيام ليكسر حصارا‬ ‫خانقا ضد املقاومة؟ من يرجع إلى أدبيات حركة النهضة‬ ‫التونسية يلفى شعارا كبيرا تلهج به األفئدة يومها ـ أي‬ ‫قبل ثالثة عقود على األقل رغم أن احلركة أعلن عنها‬ ‫يوم ‪ 6‬جوان ‪ 1981‬ولكنها تأسست في أواخر‬ ‫عام ‪ 1969‬ضمن حلقات تأسيس متنوعة‬ ‫ـ لم يكن ذلك الشعار سوى ‪ :‬القضية‬ ‫الفلسطينية قضيتنا املركزية‪.‬‬ ‫أجل‪ .‬قضية مركزية‬ ‫اهتماما‬ ‫وليست‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 10‬جوان ‪7 2011‬‬ ‫عاديا‪.‬‬

‫حتى تكون احلركة م�ست�أمنة على ثورة ‪ 14‬جانفي‬ ‫تونسيا وعربيا ودوليا ولكن احلركة سفهت أحالمهم جميعا‬ ‫بفضل تشبعها مبنهاجها السلمي الدميقراطي الذي خلصته‬ ‫أدبياتها القدمية ‪ :‬البالغ املبني والصبر اجلميل‪ .‬هل أثمر‬ ‫الصبر شيئا؟ أجل‪ .‬أثمر ثورة عارمة معطاءة هي ثورة ‪14‬‬ ‫جانفي ‪.2011‬‬

‫جمتمع دميقراطي‬

‫ندرك جيدا أن املقاومة هي عنوان الكدح البشري على‬ ‫احلركة م�س�ؤولة عن احلالة الثورية‬ ‫نحو يسعك فيه أن تقول ‪ :‬أنا مقاوم إذن أنا موجود‪ .‬إن‬ ‫احلركة التي لم تتخلف عن مقاومة االحتالل الفرنسي من‬ ‫لم يعرف التاريخ العربي املعاصر حركة إسالمية خالل الرجال الذين أسسوها من مثل الشيخني املرحومني‪:‬‬ ‫باشرت إشكاليات احلداثة والدميقراطية‬ ‫واملعاصرة حتى آل بها األمر إلى تبني قيم‬ ‫احلداثة احلقيقية األصيلة مثل حركة النهضة‬ ‫التونسية‪ .‬إذا تعرضت ذاكرتنا الغتياالت‬ ‫فإن ما حدث يوم ‪ 6‬جوان ‪ 1981‬في مكتب‬ ‫األستاذ احملامي الشيخ عبد الفتاح مورو لم‬ ‫يكن عاديا بكل املقاييس‪ .‬لم تكن حركة النهضة‬ ‫التونسية أول حركة إسالمية سياسية نشأت‬ ‫في ذلك الزمن ولكنها كانت األولى ـ قطعا‬ ‫ـ التي أعلنت تبنيها للدميقراطية واالحتكام‬ ‫لصناديق االقتراع وحقوق املرأة والعمال‬ ‫واعترافها بخارطة التعدد الفكري والثقافي‬ ‫على قاعدة املواطنة والتنافس على استجالب‬ ‫أسباب النهضة سياسيا واقتصاديا‬ ‫واجتماعيا‪ .‬لم يكن ذلك املوقف يلقى أي قبول‬ ‫وال ترحاب في اخلارطة اإلسالمية املعاصرة‬ ‫في تلك األيام بكل ألوانها وأطيافها‪ .‬األهم من ذلك كله هو أن عبد القادر سالمة و محمد الصالح النيفر ثم لم تتخلف‬ ‫ذلك املوقف لم يكن إثر أعمال عنف وإرهاب أو تطرف بل كان عن مقاومة السلخ للهوية الوطنية التونسية (العروبة‬ ‫في زمن يغلب فيه االستقرار السياسي واألمني حتى لو كان واإلسالم) ثم لم تتخلف عن مقاومة خطة جتفيف منابع‬ ‫استقرارا مفروضا بعصا الدولة‪ .‬كان املوقف ثمرة نظرات التدين وخطة جترمي العمل السياسي وخطط السلب والنهب‬ ‫فاحصة في اإلشكالية الثقافية الفلسفية املعاصرة ‪ :‬اإلسالم والفساد والتصهني في عهد بن علي ‪ ..‬إن حركة ذاك شأنها‬ ‫والغرب أو اإلسالم واحلداثة‪ .‬إمنا ظلت احلركة وفية لتلك ـ فضال عما أنف ذكره من ثباتها على منهاجها الدميقراطي‬ ‫املنطلقات الفكرية وفاء سياسيا على امتداد ثالثة عقود كاملة ـ لن تكون اليوم حمال وديعا يساق إلى مذبحة الدميقراطية‬ ‫من سنوات اجلمر احلامية الطويلة‪ .‬استدرجت احلركة إلى ومسلخة االنقالب ضد إرادة الشعب‪ .‬الطريق هو ذاته مهما‬ ‫مستنقعات العنف واإلرهاب طويال حتى أضحت املنطقة تبدلت التحديات‪ :‬هو طريق املقاومة السلمية الدميقراطية‬ ‫العربية كلها تقريبا ـ سيما املغاربية الشمال إفريقية منها ـ إلسترداد حق الشعب ـ وليس للحركة حق خارج حق الشعب‬ ‫حقال واسعا مملوءا ألغاما متفجرة في إثر األحداث اجلزائرية نفسه في أي حقل من احلقول ـ في احلياة الكرمية واملشهد‬ ‫عقب االنقالب ضد اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ وشيئا شبيها الدميقراطي بعنوانه املعروف ‪ :‬انتخابات نزيهة وسلطات‬ ‫في مصر وليبيا ثم تطايرت األلغام املتفجرة إلى املغرب منفصلة وإعالم حر وتعددية مرعية‪.‬‬


‫م�ؤمترات احلركة‬

‫�شهداء احلركة‬

‫عقدت احلركة ثماني مؤمترات هي‪:‬‬

‫شهداء احلركة ناهزوا اخلمسني بحسب إحصائيات أغلب املنظامت احلقوقية املحلية والدولية من مثل الرابطة‬ ‫التونسية للدفاع عن حقوق اإلنسان وحرية وإنصاف واجلمعية الدولية للدفاع عن املساجني السياسيني و منظمة‬ ‫العفو الدولية وغريهم‪ .‬ال يتسع املقام لذكرهم مجيعا وها هي عينة منهم عليهم مجيعا رمحة اهلل‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ عثامن بن حممود‬

‫‪ 28‬ـ عبد القادر خلرض‬

‫‪ 2‬ـ الطيب اخلاميس‬

‫‪ 29‬ـ املولدي بن عمر‬

‫‪ 3‬ـ عبد العزيز املحوايش‬

‫‪ 30‬ـ رضا اخلمريي‬

‫‪ 4‬ـ عامر دقاش‬

‫‪ 31‬ـ التيجاين دريدي‬

‫‪ 5‬ـ فتحي اخلياري‬

‫وآخرين ال يتسع املقام لذكرهم‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ إسامعيل مخرية‬ ‫‪ 7‬ـ كامل املطامطي‬

‫مربوك‬ ‫الزرن‬

‫‪ 8‬ـ اهلاشمي املكي‬

‫كما أعدم بعض اإلخوة منهم على‬

‫سبيل الذكر ال احلصر‪:‬‬

‫‪ 9‬ـ املنصف زروق‬

‫‪ 1‬ـ بولبابة دخيل‬

‫‪ 10‬ـ سحنون اجلوهري‬

‫‪ 2‬ـ حمرز بودقة‬

‫‪ 11‬ـ عبد الروؤف العريبي‬ ‫‪ 12‬ـ الشيخ املربوك زرن‬

‫سحنون‬ ‫وهري‬ ‫اجل‬

‫‪ 13‬ـ مصطفى احلجالوى‬

‫‪ 3‬ـ حممد فتحي الزريبي‬ ‫‪ 4‬ـ مصطفى بن حسني‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 14‬ـ عبد الواحد العبديل‬

‫ـ‬

‫حممد‬

‫اهلادي‬

‫النيغاوي‬

‫‪ 15‬ـ عبد القادر الصويعي‬ ‫‪ 16‬ـ صالح الدين باباي‬

‫ورجال رحلوا عنا ال‬ ‫رشيد‬ ‫شامخي‬ ‫يتسع املقام لذكر كل‬ ‫ال‬ ‫أولئك ولكن نكتفي بذكر‬ ‫بعضهم ومنهم بعد الشيخني ‪:‬‬ ‫محمد الصالح النيفر وعبد القادر سالمة ‪:‬‬

‫‪ 17‬ـ املربوك الزمزمي‬ ‫‪ 18‬ـ طارق الزيتوين‬ ‫‪ 19‬ـ إبراهيم عبد اجلواد‬ ‫‪ 20‬ـ الرائد املنصوري‬ ‫‪ 21‬ـ عبد الرزاق سعيد‬ ‫‪ 22‬ـ أمحد عمري‬

‫‪ 1‬ـ األخ عيل نوير ‪ -‬من مؤسسي احلركة‬

‫‪ 23‬ـ عدنان سعيد‬

‫‪ 2‬ـ األخ ضو صويد ‪ -‬من مؤسسي احلركة‬

‫‪ 24‬ـ مربوك رتيمة‬ ‫‪ 25‬ـ مجال الزموري‬ ‫‪ 26‬ـ فيصل بركات‬

‫‪ 3‬ـ األخ اهلادي احلاجي ‪ -‬من مؤسسي احلركة‬

‫‪ 4‬ـ األخ عبد الفتاح لغوان‬

‫‪ 27‬ـ عزالدين بن عائشة‬

‫‪ 5‬ـ األخ اهلاشمي املدين‬

‫‪ 1‬ـ املؤمتر التأسيسي األول في ضاحية منوبة في صائفة ‪.1979‬‬ ‫أفرز قانونا أساسيا حلمته وسداه ‪ :‬الدعوة إلى اإللتزام باإلسالم‬ ‫باملنهاج اإلسالمي أي ‪ :‬احلكمة واملوعظة احلسنة‪ .‬كما أفرزت اإلنتخابات‬ ‫الشيخ الغنوشي أميرا للجماعة اإلسالمية وتواضع املؤمترون على مكتب‬ ‫تنفيذي ومجلس للشورى ثم وقع تعيني عمال املناطق‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ املؤمتر اإلستثنائي األول في تونس في ربيع ‪ .1981‬جتاوبا مع‬ ‫أمرين ‪ :‬أولهما إنكشاف تنظيم احلركة في ‪ 5‬ديسمبر ‪ 1980‬وثانيهما‬ ‫خطاب بورقيبة عن السماح ألحزاب سياسية بالتشكل والعمل في أبريل‬ ‫‪ .1981‬صادق املؤمتر على تغيير اإلسم من اجلماعة اإلسالمية إلى حركة‬ ‫اإلجتاه اإلسالمي وهو اإلسم الذي إختارته الصحافة املكتوبة في تلك‬ ‫األيام للحركة كما صادق على اإلعالن وحدد موعده ليوم ‪ 6‬جوان ‪1981‬‬ ‫وتقدمي مطلب تأشيرة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ املؤمتر اإلنتخابي العادي في تونس في صائفة ‪ .1984‬صادق‬ ‫على ما جتهز من التقوميات التي بدأتها احلركة في إثر إعتماد مشروع‬ ‫األولويات وأضفى على القيادة صفة الشرعية بسبب أن القيادة التي‬ ‫تولت األمر في إثر إعتقاالت ومحاكمات ‪ 1981‬لم تكن منتخبة من صف‬ ‫احلركة ولكن من مجلس الشورى فحسب‪ .‬إنتخب املؤمتر الشيخ الغنوشي‬ ‫رئيسا للحركة‪ .‬كانت احلركة تقاد من أمينها العام في ذلك الوقت املهندس‬ ‫حمادي اجلبالي وقبل ذلك تولى األخ الفاضل البلدي املسؤولية‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ املؤمتر العادي املضموني في تونس في ديسمبر ‪ .1986‬هو أول‬ ‫مؤمتر مضموني للحركة‪ .‬صادق على ورقات مهمة من مثل ‪ :‬حصائل‬ ‫التقومي و اإلستراتيجية املؤقتة والرؤية الفكرية واملنهج األصولي وورقة‬ ‫أخرى في السياسة التنظيمية للحركة‪ .‬كما أعاد إنتخاب الشيخ الغنوشي‬ ‫رئيسا للحركة‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ مؤمتر ربيع ‪ .1988‬مؤمتر يغلب عليه الطابع اإلنتخابي إلضفاء‬ ‫الشرعية القانونية على القيادة بسبب مخلفات اإلعتقال واحملاكمات‪.‬‬ ‫عقد املؤمتر وقيادة احلركة احملاكمة أمام محكمة أمن الدولة الزالت في‬ ‫السجن وإنتخب الدكتور الصادق شورو رئيسا للحركة‪.‬وكان ذلك آخر‬ ‫مؤمتر في البالد بسبب احلملة اإلستئصالية غير املسبوقة التي ستجد‬ ‫بعد ذلك بسنتني فحسب‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ مؤمتر مضموني إنتخابي موسع في املهجر ألول مرة في ربيع‬ ‫‪ .1995‬أعاد إنتخاب الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة من جهة وثبت‬ ‫الطبيعة السلمية الدميقراطية للحركة وأسس ملؤسسات في املهجر‬ ‫تتولى األمر حتى عودة احلركة إلى البالد وبادر إلى العمل على إطفاء‬ ‫احلريق املشتعل في البالد إغاثيا وإنسانيا وحقوقيا وإعالميا قدر اإلمكان‬ ‫للتخفيف من آثار القصف سيما أن املناخات احلقوقية واإلعالمية في‬ ‫اخلارج سانحة نسبيا‪ .‬كان موسعا بطبيعة احلال بسبب احلريات املتاحة‬ ‫في املهجر قياسا مع البالد العربية وخاصة تونس‪ .‬هو أول مؤمتر في‬ ‫املهجر‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ مؤمتر ‪ .2001‬جد قبل كارثة سبتمبر بقليل‪ .‬أعاد‬ ‫إنتخاب الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة‪.‬‬

‫احلبيب‬ ‫الردادي‬

‫املولدي بن عمر‬

‫عز الدين بن عائشة‬

‫عامر دقاش‬

‫‪ 8‬ـ مؤمتر ‪ .2007‬هو آخر مؤمتر في‬ ‫املهجر وهو املؤمتر الثامن في تاريخ‬ ‫احلركة‪ .‬أعاد إنتخاب الشيخ‬ ‫الغنوشي رئيسا للحركة‪.‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 10‬جوان ‪2011‬‬

‫‪8‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.