املحن مل تزد احلركة �إال جتذرا يف مبادئ احلرية الغنويش يف ذكرى التأسيس:
هناك �أخطار حقيقية تهدد ثورتنا حممد فوراتي احتفلت حركة النهضة األسبوع املاضي بالذكرى الثالثني لتأسيسها ،وبهذه املناسبة نظمت ندوة صحفية بحضور أعضاء املكتب التنفيذي والهيئة التأسيسية وعدد من رؤساء األحزاب الوطنية وممثلي وسائل اإلعالم الوطنية والدولية .وقد أكد الشيخ راشد الغنوشي في كلمته أمام احلضور ،أن احلركة اليوم تخرج وهي أصلب عودا وأكثر استعدادا لنشر قيم احلرية والعدالة .وقال أن احملن لم تزد احلركة إال تعمقا وجتذرا في مبادئ احلرية .كما أشار إلى أن شعبية احلركة لم حتملها يوما على الغرور والنزوع نحو االنفراد وستظل دائما داعية إلى تعددية وإلى تونس التي تتسع للجميع. وأشاد الغنوشي بشباب الثورة وبقدرة الشعب التونسي على حماية ثورته والوصول بها إلى ب ّر األمان .وقال :لقد رفعت ثورة 14جانفي راية تونس خفاقة ملهمة الشعوب املقهورة .وقال أيضا :نشعر أن هناك أخطارا حقيقية على ثورتنا ،وهذه األخطار ليست فقط في عناصر احلزب املنحل ،وما يحصل في قفصة من فتنة أحد مظاهره ،ولكن السعي لضرب التوافق الوطني أحد أكبر األخطار .وأضاف أن لديه شكوكا حقيقية بوجود محاوالت لتأخير انتخابات املجلس التأسيسي أو إلغائها واستبدالها مبسارات سياسية أخرى .وانتقد سعي الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والهيئة العليا لالنتخابات لالنفراد بالرأي وممارسة استبداد دون وجه حق فهما ال متتلكان اآلن أي شرعية، ال شرعية الوفاق ،وال شرعية الصندوق .وحمل من سماهم «اإلخوة» مسؤولية احلياد عن الوفاق وما ميكن أن ينجر عنه من تبعات .كما أكد أن تأخير االنتخابات عودة إلى الوصاية، ولذلك وجب العودة إلى الوفاق. وقال :تراودنا شكوك حقيقية على أن من زلزل هذا التاريخ ال عجب أن يتراجع عن أي موعد الحق لالنتخابات .ولكنه رغم هذه الشكوك قال :لدينا ثقة عميقة في شعبنا وفي شباب الثورة فهم حراسها ،ونحن معهم مصممون على أن هذه الثورة ستنجح في حتقيق أهدافها ،وسيوفق شعبنا إلى منوذج مجتمع راق وسننهي نظرية االستثناء العربي واإلسالمي. كما أكد الغنوشي في سياق حديثه عن أفكار ومنهاج احلركة على رفض العنف والتأكيد على حياد املساجد ووسائل اإلعالم وعدم احتكار التحدث باسم اإلسالم .كما ذ ّكر بإميان احلركة بحرية املرأة واملساواة بني اجلنسني ،وقال أن النظام املخلوع هو الذي أسس لفزاعة التخويف من اإلسالميني وأن النهضة خطر على املرأة والفن والسياحة. وفي رده على سؤال جلريدة الفجر أكد أن للحركة برنامجا اقتصاديا واجتماعيا سيعرض قريبا في مؤمتر صحفي ،وقد قام على إعداده جامعيون وخبراء من مختلف القطاعات ،وأن هذا البرنامج سيكون قطاعيا وكذلك جهويا ،حيث سيكون لكل جهة من جهات البالد برنامج خاص بها للتنمية االقتصادية واالجتماعية .وقال إن املشكلة التونسية باألساس هي مشكلة اقتصادية وأن أي حكومة قادمة ال حتمل برنامجا مجديا لن يقبلها الشعب كما أشاد الغنوشي بالشيخ عبد الفتاح مورو وقال أن قيمته ثابتة وهو مؤسس كبير ،مؤكدا أنه لم يخرج من احلركة يوما، وقد كانت هذه الكلمات كافية ملوجة من التصفيق احلارة في القاعة ،حيث وقف احلاضرون محيني الشيخ عبد الفتاح ومؤكدين تعلقهم به. ومن جهتها أكدت السيدة فريدة العبيدي عضو املكتب التنفيذي أن املرأة التونسية ناضلت من داخل حركة النهضة ومن خارجها من أجل حتقيق هذه الثورة ،وقالت أن مكتب املرأة واألسرة في حركة النهضة يضم أكثر من 250فرع جهويا ومحليا، وان هناك أكثر من 300مناضلة قيادية في احلركة ،باعتبار أنها شريك أساسي في النضال وحتقيق أهداف الثورة .وحيت العبيدي في كلمتها األخوات املؤسسات :هند شلبي ومفيدة عباس وفاطمة الدعداع وهناء العبيدي واملرحومة جميلة النجار. كما أشاد الشاب زياد بونحلة بدور الشباب في ثورة الكرامة مترحما على أرواح الشهداء منهم وقال :جندد لهم العهد على الوفاء لنضالهم حتى حتقق الثورة أهدافها .وأضاف :تواصال مع نضال األجيال ووفاء لدماء الشهداء نعلن تأسيس منظمة شباب النهضة ولذلك لتأطير العدد الكبير من الشباب الوافد على احلركة.
محادي اجلبايل
والصادق شورو
عبد الوهاب الكا يف أكرب عضو يف ا
هليئة ا لتأسيسية احلالية
ور خالل الندوة
جانب من احلض
الشاب زياد بو
خملة :بداية اإل
عداد لتأسيس منظمة شباب ال
نهضة
اجلمعة ـ 10جوان 1 2011
توطئة
ا لب
حل ر ك ي ة س ا س ال ي س س جت ا أ أ ت ه ن ال ا ل سسإ يا تون�س يف 1981 - 6 - 6 التعامل الصادق املسؤول مع الدين ،ترى من حقها تبني تصور لإلسالم يكون من الشمول بحيث يشكل األرضية العقائدية التي منها تنبثق مختلف الرؤى الفكرية واالختيارات السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي حتدد هوية هذه احلركة وتضبط توجهاتها االستراتيجية ومواقفها الظرفية. وبهذا املعنى تكون «حركة االجتاه اإلسالمي» واضحة احلدود محددة املسؤولية غير ملزمة بكل صنوف التحركات واملواقف التي قد تبرز هنا وهناك ـ إال ما يقع تبنيه منها بصورة رسمية ـ مهما أضفى أصحاب هذه التحركات على أنفسهم من براقع التدين ورفعوا رايات اإلسالم. وتأكيدا لهذا الوضع من ناحية ،وتكافؤا مع جسامة املهمة ومقتضيات املرحلة من ناحية أخرى ،فإنه يتعني على اإلسالميني دخول طور جديد من العمل والتنظيم يسمح لهم بتجميع الطاقات وتوعيتها وتربيتها وتوظيفها في خدمة قضايا شعبنا وأمتنا .وال بد أن يكون هذا العمل ضمن حركة مبلورة األهداف مضبوطة الوسائل ذات هياكل واضحة وقيادات ممثلة. إن «حركة االجتاه اإلسالمي» التي حالت بينها وبني جماهيرها املسلمة العريضة ظروف القهر واإلرهاب ،لتأمل أن تكون مساهمة جماهيرها أعمق وأشمل في مستقبل األيام. املهام: تعمل هذه احلركة على حتقيق املهام التالية: أ ـ بعث الشخصية اإلسالمية لتونس حتى تستعيد مهمتها كقاعدة كبرى للحضارة اإلسالمية بأفريقيا ووضع حد حلالة التبعية واالغتراب والضالل. ب ـ جتديد الفكر اإلسالمي على ضوء أصول اإلسالم الثابتة ومقتضيات احلياة املتطورة وتنقيته من رواسب عصور االنحطاط وآثار التغريب. ج ـ أن تستعيد اجلماهير حقها املشروع في تقرير مصيرها بعيدا عن كل وصاية داخلية أو هيمنة خارجية. د ـ إعادة بناء احلياة االقتصادية على أسس إنسانية وتوزيع الثروة بالبالد توزيعا عادال على ضوء املبدأ اإلسالمي «الرجل وبالؤه ،الرجل وحاجته» أي (من حق كل فرد أن يتمتع بثمار
الم
ي
يشهد العالم اإلسالمي ـ وبالدنا جزء منه ـ أبشع أنواع االستالب والغربة عن ذاته ومصاحله فمنذ التاريخ الوسيط وأسباب االنحطاط تفعل فعلها في كيان امتنا وتدفع بها إلى التخلي عن مهمة الريادة واإلشعاع ،طورا ً لفائدة غرب مستعمر وآخر لصالح أقليات داخلية متحكمة انفصلت عن أصولها وصادمت مطامح شعوبها. وكان املستهدف األول طوال هذه األطوار كلها هو اإلسالم، محور شخصيتنا احلضارية وعصب ضميرنا اجلمعي .فقد عزل بصورة تدريجية بطيئة ،وأحيانا ً بشكل جريء سافر عن مواقع التوجيه والتيسير الفعلي لواقعنا .فهو رغم بروزه عامال محددا في صنع اجلوانب املشرقة من حضارتنا وفي جهاد بالدنا لطرد املستعمر ،قد بات اليوم أو يكاد مجرد رمز حت ّدق به املخاطر ثقافيا وأخالقيا وسياسيا نتيجة ما تعرض له في املرحلة املعاصرة واألخيرة خاصة من إهمال واعتداء على قيمه وعلى مؤسساته ورجاله. وإضافة إلى هذه املعطيات احلضارية التي تشترك فيها بالدنا مع سائر بالد العالم اإلسالمي ،عرفت تونس في أواخر اخلمسينات وطيلة عشريتي الستينات والسبعينات ـ رغم حصولها على وثيقة االستقالل- أوضاعا خصوصية اتسمت بالتأزم واحتداد الصراع االجتماعي وتعطل سبل النمو الشامل .وقد تك ّرس هذا الوضع نتيجة أحادية االجتاه السياسي املتحكم «احلزب الدستوري» وتد ّرجه املتصاعد نحو الهيمنة على السلطة واملؤسسات واملنظمات اجلماهير ّية من ناحية ،ونتيجة ارجتالية االختبارات االقتصادية واالجتماعيّة وتقلبها وارتباطها مبصالح دوليّة تتعارض مع مصالح شعبنا الوطنية من ناحية أخرى. في هذا املناخ ظهر االجتاه اإلسالمي بتونس في بداية السبعينات بعد أن توفرت له كل أسباب الوجود ،وتأكدت ضرورته ،وقد ساهم هذا االجتاه من مواقعه في إعادة االعتبار لإلسالم فكرا وثقافة وسلوكا ،وإعادة االعتبار للمسجد .كما ساهم في تنشيط احلياة الثقافية والسياسية فأدخل عليها ألول م ّرة نفسا ً جديدا ً في اجتاه تأصيل الهوية والوعي باملصلحة وتأكيد التعدد بتجسيمه واقعياً. وقد عبر االجتاه اإلسالمي من خالل نشاطه ومواقفه العديدة عن التحامه بذات أمته وجتسيده آمال شعبه وتطلعاته فالتفت حوله قطاعات عريضة من احملرومني والشباب واملثقفني .وكان منوه السريع مجلبة الهتمام املالحظني وترصد القوى واألنظمة السياسية في الداخل واخلارج .ورغم سعيه الرصني املتعقل لتل ّمس أجنع سبل التط ّور والتغيير فقد تع ّرض هذا االجتاه إلى سلسلة من التهم الباطلة واحلمالت الدعائيّة املغرضة نظمتها ض ّده السلطة احلاكمة ووسائل اإلعالم الرسميّة وشبه الرسمية ،بلغت هذه احلمالت حد االعتداء تعسفا على وسائل إعالمه قصد منعه من إبالغ صوته وتطورت بعد ذلك إلى أشكال أشد قهرا فقدمت عناصره إلى احملاكمات وتكثفت ضد أفراده التتبعات والتحقيقات وفتحت أمام شبابه السجون واملعتقالت حيث الضرب والتعذيب واإلهانة. إن استمرار أسباب تخلف الوضع السياسي واالقتصادي والثقافي في مجتمعنا يرسخ لدى اإلسالميني شعورهم املشروع مبسؤوليتهم الربانية الوطنية واإلنسانية في
ضرورة مواصلة مساعيهم وتطويرها من أجل حترر البالد الفعلي وتقدمها على أسس اإلسالم العادلة وفي ظل نهجه القومي. وقد يذهب البعض إلى أن هذا العمل هو من باب إقحام الدين في دنيا السياسة وأنه مدخل إلى احتكار الصفة اإلسالمية ونفيها بالتالي عن اآلخرين .إن هذا الفهم فضال عن كونه يعبر عن تصور كنسي دخيل على ثقافتنا األصلية يكرس استمرارية «حديثة» لواقع الضياع التاريخي الذي عاشته أمتنا. على أن «حركة االجتاه اإلسالمي» ال تقدم نفسها ناطقا رسميا باسم اإلسالم في تونس وال تطمع يوما في أن ينسب هذا اللقب إليها .فهي مع إقرارها حق جميع التونسيني في
جهده في حدود مصلحة اجلماعة وأن يحصل على حاجته في كل األحوال) حتى تتمكن اجلماهير من حقها الشرعي املسلوب في العيش الكرمي بعيدا عن كل ضروب االستغالل والدوران في فلك القوى االقتصادية الدولية. هـ ـ املساهمة في بعث الكيان السياسي واحلضاري لإلسالم على املستوى احمللي واملغربي والعربي والعاملي حتى يتم إنقاذ شعوبنا والبشرية جمعاء مما تردت فيه من ضياع نفسي وحيف اجتماعي وتسلط دولي. الوسائل: لتحقيق هذه املهام تعتمد احلركة الوسائل التالية: إعادة احلياة إلى املسجد كمركز للتعبد والتعبئةاجلماهيرية الشاملة أسوة باملسجد في العهد النبوي وامتداد ملا كان يقوم به اجلامع األعظم ،جامع الزيتونة ،من صيانة للشخصية اإلسالمية ودعما ملكانة بالدنا كمركز عاملي لإلشعاع احلضاري. تنشيط احلركة الفكرية والثقافية،من ذلك :إقامة الندوات ،تشجيع حركة التأليف والنشر ،جتذير وبلورة املفاهيم والقيم اإلسالمية في مجاالت األدب والثقافة عامة وتشجيع البحث العلمي ودعم اإلعالم امللتزم حتى يكون بديال عن إعالم امليوعة والنفاق. دعم التعريب في مجال التعليم واإلدارة مع التفتح علىاللغات األجنبية. رفض العنف كأداة للتغيير ،وتركيز الصراع على أسسشورية تكون هي أسلوب احلسم في مجاالت الفكر والثقافة والسياسة. رفض مبدأ االنفراد بالسلطة «األحادية» ملا يتضمنه منإعدام إلرادة اإلنسان وتعطيل لطاقات الشعب ودفع للبالد في طريق العنف .وفي املقابل إقرار حق كل القوى الشعبية في ممارسة حرية التعبير والتجمع وسائر احلقوق الشرعية والتعاون في ذلك مع كل القوى الوطنية. بلورة مفاهيم اإلسالم االجتماعي في صيغ معاصرةوحتليل الواقع االقتصادي التونسي حتى يتم حتديد مظاهر احليف وأسبابه والوصول إلى بلورة احللول البديلة. االنحياز إلى صفوف املستضعفني من العمال والفالحنيوسائر احملرومني في صراعهم مع املستكبرين واملترفني. دعم العمل النقابي مبا يضمن استقالله وقدرته علىحتقيق التحرر الوطني بجميع أبعاده االجتماعية والسياسية والثقافية. اعتماد التصور الشمولي لإلسالم ،والتزام العملالسياسي بعيدا عن الالئكية واالنتهازية. حترير الضمير املسلم من االنهزام احلضاري إزاءالغرب. بلورة وجتسيم الصورة املعاصرة لنظام احلكماإلسالمي مبا يضمن طرح القضايا الوطنية في إطارها التاريخي والعقائدي واملوضوعي مغربيا وعربيا وإسالميا وضمن عالم املستضعفني عامة. توثيق عالقـات األخوة والتعـاون معاملسلمني كافة :في تونس وعلى صعيد املغرب والعالـم اإلسالمـي كلـه. دعم ومناصرة حركات التحرر في العالم. اجلمعة ـ 10جوان 2 2011
1ـ جاء في البيان التأسيسي املعد للندوة الصحفية مبناسبة إعالن 6جوان « :1981أن حركة االجتاه اإلسالمي ال تقدم نفسها ناطقا رسميا باسم اإلسالم في تونس وال تطمع يوما في أن ينسب هذا اللقب إليها .فهي مع في التعامل الصادق إقرارها حق جميع التونسيني حقها املسؤول مع الدين ترى من تبني تصورا لإلسالم يكون من الشمول بحيث يشكل األرضية العقائدية التي منها تنبثق مختلف الرؤى الفكرية « .تلك هي احلركة منذ أول يوم .تقوم رؤيتها على أن اإلسالم ملك مشاع بني كل التونسيني والتونسيات ال ينكر بعضهم على بعض تبني رؤية مناسبة إال أن يكون حوارا هادئا تسلم فيه األسلحة واألسنة إلى احلجج والبراهني.
احلركة املساجد يوما للدعاية احلزبية .كل ما في األمر هو وملا حتول اسمها إلى النهضة عام 1989وغير ذلك ). أن احلركة نشأت في املساجد بسبب طابعها اإلسالمي من جهة وبسبب إغالق املنافذ التي ميكن أن تتواصل بها 8ـ أولوية احلريات والعدالة .تلك قولة صاغتها احلركة مع الناس من جهة ثانية .على أن التمييز بني أمرين احلركة قبل ثالثة عقود كاملة .حفل بها الناس أخيرا ملا ال بد منه تعميقا للوعي وتصحيحا له :السياسة شأن من وقع إحياؤها من لدن بعض رموز العلم والدعوة في العالم شؤون املسجد يأتيه اخلطيب أو غيره دون ضير بل هو اإلسالمي .حفلوا بها على أساس أنه تطور جديد جدير مطلوب جلماع الرسالة اإلسالمية .إمنا التحزيب باالحتفاء .إنّ احلركة تؤمن أن اإلسالم ال يغدق عطاءه إال للمساجد أي الدعوة صراحا أو إمياء في مناخات احلرية وأجواء العدل والكرامة .تأكيد احلركة إلى حزب ما ..ذلك هو أن رسالتها األولى واألخيرة هي احلرية لكل الناس ليس املمنوع .مناورة سياسية أو تالعبا باأللفاظ ولكن معنى ذلك هو أن احلرية هي صانعة العجائب .
� أ ف ك ا ر و حم
ط ا ت يف ت ا ر ي خ ا حل ر ك ة
6ـ التعددية حق واجلماهير هي احملدد لشروط ممارسته. 2ـ حركة تستلهم التاريخ التونسي منذ أول يوم ذلك عنوان بيان أمضاه الشيخان الغنوشي ومورو يوم كذلك .تقرأ في أول مهام احلركة في املؤمتر الصحفي املشار إليه آنفا „ :بعث الشخصية اإلسالمية لتونس حتى تستعيد مهمتها كقاعدة كبرى للحضارة اإلسالمية بإفريقيا “..أي بإعادة االعتبار جلامع الزيتونة .أي أننا حركة تونسية حلما ودما أي حركة وطنية ال تستنسخ التجارب حتى لو كانت ناجحة ولكنها حتاول بناء عالقة بني الواجب واملمكن فوق أدمي تونسي وطني مبا يناسب الزمان واملكان واحلال والعرف. 3ـ حركة حتديثية جتديدية اجتهادية منذ أول يوم .تقرأ في ثاني هدف « :جتديد الفكر اإلسالمي على ضوء أصول اإلسالم الثابتة ومقتضيات احلياة املتطورة .»..لسنا عبيدا لسلف مهما تألق كسبه وال عبيدا خللف (غربي) مهما طال باعه في التحضر والترقي مع حفظ القدر والكرامة للسلف واخللف معا. 4ـ حركة تتعامل مع الواقع لتفيد من صاحله. إستفادت احلركة من احلراك الفكري والنضالي باجلامعة التونسية كثيرا مبثل ماستفادت من احلراك اإلسالمي الذي ابتعد مبوجبه بعض اإلخوة من احلركة من مثل الدكتور النيفر واجلورشي .ومبثل ذلك استفادت احلركة من التجربة النضالية لإلحتاد التونسي للشغل ليترسخ اهتمامها بالعمل والعمال وحقوقهم وكانت ندوة شهيرة عام 1980عرفت بندوة الزرارعية للملكية في اإلسالم. وكذلك أفادت احلركة من الثورة اإليرانية عام 1979لتعمق اهتمامها بالوضع الدولي .وغير ذلك من األحداث احمللية والدولية التي كانت مناسبة لترسيخ االهتمام بهذا اجلانب أو ذاك .لذلك وقع االنفتاح على بعض التجارب اإلسالمية في اإلصالح السياسي املعاصر. 5ـ حركة لم تستخدم املساجد يوما للدعاية احلزبية. يظن بعض الناس أن للحركة موقفا جديدا في هذا الشأن قوامه أنها راجعت أمرها وخرجت على الناس بسياسة إسمها :عدم تسييس املساجد .ذلك وهم .لم تستخدم
9ـ اخليار السلمي. أكدت احلركة باستمرار تبنّيها للخيار السلمي املديني وبرز ذلك جليّا في خطابها السياسي ومواقفها املبدئية من العنف وانتصارها ملنهج التغيير السلمي بالوسائل املدنية. وقد جنحت احلركة في احملافظة على سمتها يسر انتصارها في معاركها املدنية واعتدال موقفها مبا ّ السياسية واالعالميّة والقضائيةمع السلطة.
10ـ العلنية خيار إستراتيجي .احلركة من أولى احلركات السياسية التونسية التي أعلنت عن نفسها وكان ذلك في 6جوان .1981كلفها ذلك اإلعالن سنوات من السجن والتشريد والطرد من العمل .ثم ما لبثت احلركة أن أعلنت عن مؤسساتها وقياداتها ومكاتبها في مناسبات كثيرة .أعلنت عن بعض الناطقني اإلعالميني ملا كانت القيادة التاريخية في السجن ومنهم األخ جنيب اخلذيري ومنهم الشيخ بعض مساجني االجتاه االسالمي «سجن الناظور» 1983 عبد الوهاب الكافي وغيرهما .كما أعلنـت قبل ذلك كله عن قيادتها ملا ظل الشيخـان الغنوشي ومورو 17أفريل .1981كان ذلك مبناسبة خطاب بورقيبة الذي يوقعان البيانات السياسية قبل حتى اإلعالن عنها أصال. اعترف فيه ألول مرة في حياته بحق التعدد .اعترف بذلك على املإل فلما أعلنت احلركة عن نفسها بعد ذلك بأسابيع رؤساء احلركة أو من توىل ذلك يف مناسبات قليلة جابهها بالزج في السجون واملنافي والتعذيب البدني استثنائية. والطرد من الشغل .قال الشيخ الغنوشي عام 1980في حوار شهير معروف :نحترم إرادة الشعب لو إختار احلزب 1ـ الشيخ راشد الغنوشي. الشيوعي ولكننا نعمل من بعد ذلك على تغيير موازين 2ـ املهندس حمادي اجلبالي. القوى بالوسائل السلمية .كان ذلك يومها ثورة في دنيا 3ـ األخ الفاضل البلدي. اإلسالميني شرقا وغربا .وظلت احلركة تعمل بالتنسيق 4ـ الدكتور عبد الرؤوف بولعابي. والتحالف مع كل العائالت الفكرية والسياسية التونسية 5ـ األخ محمد القلوي. جنبا إلى جنب .لم يكن ذلك في مناسبة أو مناسبتني بل على 6ـ األخ محمد العكروت. امتداد ثالثة عقود كاملة. 7ـ األخ وليد البناني. 7ـ االعتراف وطلب التأشيرة .لم يحدث قبل 6جوان 8ـ األخ جمال الطاهر. 1981أن قدم حزب إسالمي مطلب تأشيرة إلى وزارة 9ـ الشيخ احلبيب اللوز. الداخلية في بالده .لم يحدث ذلك قطعا إال في تونس .تطور 10ـ الدكتور الصادق نوعي من وزن ثقيل جدا ولكنه تطور لم يلتقط بإيجابية شورو. فضاعت فرص كثيرة وكبيرة .لم يكن ذلك فلتة من فلتات 11ـ املهندس احلركة بل ظلت متشبثة بالعمل حتت طائلة القانون وظلت محمد بن سالم. جتهز امللفات وتقدمها في كل مناسبة إلى وزارة الداخلية. (ما سمي مبكتب حمادي عام 1983في شهر جانفي مثال 3 اجلمعة ـ 10جوان 2011
بطاقة هوية إنّ رصد التط ّور الفكري حلركة النهضة عملية مع ّقدة ألن املظاهر الفكر ّية والثقافيّة التي رافقت ظهور احلركة كانت متع ّددة وثر ّية ومنفتحة ،مثّلت كثير من املدارس الفكرية روافد رئيسية ساهمت بتع ّددها في تشكيل فكر احلركة بتونس ،وكانت الكتابات األساسيّة والها ّمة التي راجت داخل أبناء وبنات احلركة اإلسالميّة تق ّدم األطر العا ّمة للفكر اإلسالمي ومس ّوغات االنشداد إلى هذا الفكر سعيا إلى محاورة العصر وفهم الواقع والتأثير فيه ،وبحثا عن وثوقيّة ترتكن إليها في ظ ّل مناخ علماني مهيمن داخل مناهج التعليم في املعاهد واجلامعات حتى ُع ّد اإلسالميّون انفالتا عن هذه الهيمنة واستثناء حت ّرريا يحمل نزعة االستقالل والهوية التي يعتبر اإلسالم مق ّومها األساسي وخلفيّتها الثقافيّة، بل هو نظام أنظمتها املعرفيّة واألخالقيّة. والسياسيّة ال�صحبي عتيق شهدت هذه املرحلة التاريخيّة صراعا كبيرا بني الناقلني للفكر الغربي واملنش ّدين إلى عامليّة الغرب ومركز ّيته األوروبيّة باسم بوحاجب واملف ّكر محمد الفاضل ابن عاشور ،والعالّمة الكبير احلداثة والتق ّدم وبني احلاملني للفكر اإلسالمي والتائقني محمد الطاهر ابن عاشور ،صاحب املوسوعة الكبيرة (تفسير لالنبعاث اجلديد من داخل الهو ّية العربيّة اإلسالميّة إحياء التحرير والتنوير) .كما ّ اطلعت على التيّارات العقالنيّة داخل للمصادر التأسيسيّة ،فهما واستجالء ملقاصدها ووعيا الفكر اإلسالمي من أمثال كتابات اإلمام األستاذ محمد عبده بأبعادها الشاملة في تنظيم حياة األفراد والشعوب ،فكانت والكواكبي والطهطاوي وقاسم أمني ،ث ّم فتحي عثمان ومحمد احلركة اإلسالميّة بني ّ عمارة وما عرف بتيّار اليسار اإلسالمي ضمن مجلّة «املسلم خطني ثقافيّني : خط علماني ّ املعاصر» ،فاكتشفت عناصر جديدة ساهمت في تكوين يبشر باحلداثة والتنوير ومبرجعيّة غربيّة. ّ خط تقليدي عاكف على الفكر القدمي ،محتميا بالتراث بني اجلمود املؤمتر الصحفي لالعالن عن تأسيس احلركة 6جوان 1981 والتعصب له وبني العجز عن عليه ّ ّ االجتهاد والتجديد مبا عطل الفكر اإلسالمي عن االنخراط في واقع الصراع. ّ اخلط األ ّول مدعوم ونافذ ومتواطئ مع املشروع البورقيبي، ويتوارى وراء متاريس السلطة ليدفع إلى مزيد اإلحلاق الثقافي بالغرب، وقطع الطريق أمام الفكر اإلسالمي معتبرا أن األصالة واحملافظة مع ّوقات مانعة من حتقيق التحديث والتق ّدم تصريحا أو تورية. ّ اخلط الثاني يعاني من التبخيس والقمع والتهميش ،فكانت احلركة اإلسالميّة بني ف ّكي التقليد فكرها. نقسم هذه املرحلة إلى ثالثة أطوار : والتغريب .فنشأت احلركة في جفوة مع تراث التد ّين في وميكن أن ّ الطور األ ّول «اجلماعة اإلسالميّة» :اهت ّمت فيه احلركة البالد ،فلم تخرج من رحاب جامع الزيتونة األعظم ،ولكن كان من مؤسسيها الشيخان محمد الصالح النيفر وعبد القادر بنشر الثقافة اإلسالميّة وإعادة االعتبار لإلسالم كمنهج يوجه اإلنسان لتحقيق مسؤوليّات األمانة سالمة .بل نهلت من تراث اإلصالح املشرقي تأ ّثرا بحركتي شامل للحياة ّ اإلخوان املسلمني مبصر واجلماعة اإلسالميّة بشبه اجلزيرة ومهام االستخالف ،ووقع التأكيد على - :شموليّة املشروع الهند ّية ،وانفتاحا على مدرسة املف ّكر اجلزائري مالك بن نبي اإلسالمي (اإلسالم دين ودولة ،اإلسالم عقيدة وشريعة). التأكيد على األبعاد األخالقيّة وتزكية النفس والتربيةوالعالّمة محمد باقر الصدر من املدرسة الشيعيّة فانتشرت داخلها كتابات اإلمام البنّا رحمه الله وسيّد قطب ومحمد قطب الروحيّة والسلوك القومي. بداية تشريك املرأة في العمل اإلسالمي.ومحمد الغزالي ويوسف القرضاوي وأنور اجلندي وفتحي وشهدت هذه املرحلة ضمورا في البعد االجتماعي والوعي يكن وسعيد ح ّوى وأبي األعلى املودودي وأبي احلسن نب عناصر التد ّين التقليدي بتونس السياسي ،وهذه املرحلة لم تخل من وعي فكري جديد يعبّر عن الندوي ،كما أنّها لم تت ّ في الفقه (املذهب املالكي) والعقائد األشعر ّية وبقايا الطرق توتّر في طرح بعض القضايا وحيرة بدأت تبرز مع الصراع الذي يخوضه االتجّ اه اإلسالمي في اجلامعة مع مختلف الصوفيّة ،فاجتهت أكثر إلى: رفض التقليد املذهبي في املجال الفقهي أخذا بالتد ّين السلفي املشرقي ،فراج كتاب «فقه السنّة» للشيخ سيّد سابق. ّ بخط محاربة الطرقيّة والبدع في العقائد دون التزام معينّ . العودة إلى األصول الصافية ،أي القرآن والسنّة مع للنص على العقل. األولو ّية املطلقة ّ ولكن سرعان ما بدأت املراجعة في املنتوج املشرقي الوافد مما جعل احلركة ّ تطلع على تراث مدرسة اإلصالح التونسيّة ّ من أمثال كتابات خير الدين والشيخ النخلي والشيخ سالم
التيّارات الفكر ّية والسياسيّة من الشيوعيّني والقوميّني، وظهور اليسار اإلسالمي ونقده ملسلّمات الفكر اإلسالمي السائد .وكانت املسألة األساسيّة املطروحة هي إعادة تأسيس الفكر اإلسالمي وإعادة تشكيل العقل واالستجابة للتحد ّيات املطروحة وكانت القضيّة اجلوهر ّية التي شغلت النخبة في وخاصة لدى الفصيل الطالّبي هي مسألة احلركة اإلسالمية ّ العقل والنقل. الطور الثاني «حركة االجتاه اإلسالمي» :حيث تنامى وعي أبناء احلركة وانتشر الفكر االجتماعي والسياسي وحصل انفتاح كبير على كتابات متع ّددة ومرجعيّات مختلفة (حسن حنفي ،محمد عابد اجلابري، العروي ،تزيني ،عصمت سيف الدولة ،علي شريعتي، حسني فضل الله ،منير شفيق ،)...وكانت الشواغل منهجيّة باألساس وأفرزت احلركة وثيقة رئيسيّة حاولت أن متثّل إطارا نظر ّيا يجمع املنتمني على أسس فكر ّية واضحة وخاصة في منهج التعامل مع نصوص الوحي الكرمي ،فكانت (الرؤية الفكرية واملنهج األصولي) فمثّلت هذه الوثيقة مرحلة متق ّدمة في تاريخ احلركة اإلسالميّة. الطور الثالث «حركة النهضة» :لم تكن حركة النهضة أ ّول حركة إسالميّة سياسيّة ولكنّها متيّزت اليوم بإعالنها تبنّي الدميقراطيّة واالحتكام لصناديق االقتراع وتدعيم حقوق املرأة والعمل النقابي ،واالعتراف بالتع ّدد الفكري والثقافي على قاعدة املواطنة، وللحركة سبق كبير في جتديد قيم اإلسالم واالنتقال به من موقع الهامشيّة إلى قلب الصراع الثقافي واالجتماعي والسياسي وأولت امله ّمة الفكر ّية والتربو ّية والثقافيّة مكانة بارزة في ّ خطتها وبرامج عملها ،وهي تعبّر باستمرار عن ضرورة جتديد الفكر اإلسالمي على ضوء أصول اإلسالم الثابتة ومقتضيات احلياة املتط ّورة .واملتأ ّمل اليوم في مسار حركة النهضة يالحظ دون عناء الفوارق النوعيّة بني «اجلماعة اإلسالميّة» في بداية السبعينات و»االجتاه اإلسالمي» ،ثم «حركة النهضة» اليوم ،فلقد حافظت حركة النهضة على املرجعيّة اإلسالميّة وتع ّدد األبعاد اجلامعة ملشروعها التغييري الدميقراطي وتصاحلها مع مدرسة تراث اإلصالح التونسيّة ،وهي اليوم تندرج في تيّار الوسطيّة مبا يعنيه من اعتدال وتد ّرج ومرونة وانفتاح وفقه للواقع والسنن الكونيّة وفقه مقاصد الشريعة اإلسالميّة ،وفقه املوازنات وفقه األولو ّيات واعتبار املآالت ...ولها مساهمة كبيرة في بلورة هذا التيّار داخل الفكر اإلسالمي والذي يستوعب مفاهيم التعدد ّية والدميقراطيّة واملواطنة وحقوق اإلنسان ويستفيد من مكاسب العقل البشري واملنجز اإلنساني .فهل تنجح اليوم حركة النهضة كحزب سياسي في توازن أبعاد املشروع اإلسالمي ،أم سيعود «السياسي» للتم ّدد ليحت ّل الصدارة في سلّم أولو ّياتها ؟ اجلمعة ـ 10جوان 4 2011
كر ف ل ي ا ر حل ا س ر س مل ك ة ا ا ر ل و ن ه تطـ ّ ض ةض
الإ�سالميون والثورة عبد العزيز التميمي ثالثون سنة مرت على أول تأسيس رسمي حلركة سياسية تونسية ذات مرجعية إسالمية في 6جوان ،1981تستمد أصولها من تراث الفكر اإلصالحي للتعليم الزيتوني املستنير ألول جامعة تأسست في أفريقيا باسم الزيتونة املستند إلى األرض والطبيعة واإلنسان ،وإلى جتارب اإلصالح منذ جمال لدين األفغاني ومحمد عبده والكواكبي وخير الدين التونسي والشيخ محمد الطاهر بن عاشور وحركة الشباب التونسي لعلي باش حانبه والشيخ الكبير عبد العزيز الثعالبي وغيرهم كثير ،إضافة إلى تطلع مخصوص في احلركة نحو األفق العاملي وما تنتجه احلداثة الكونية من رهانات وحتديات.. ثالثون سنة مرت على ميالد ظاهرة هي إحدى أهم الظواهر االجتماعية التي أثرت وتؤثر في املجتمع التونسي.. ثالثون سنة مرت سراعا من الدعوة إلى القيم والربط بني الشهادة والغيب بني أهل بلدي البسطاء الكرماء في الفترة األولى للجماعة اإلسالمية ،إلى التدرج في اكتشاف مسالك الوعي االجتماعي املفضي رأسا إلى اجلدل السياسي وإشراق احلرية والهوية من أبواب الوطن ،ابتداء من فترة االجتاه اإلسالمي لثمانينات القرن املاضي وصوال إلى تشكل العمل السياسي املنظم في حزب النهضة وانطالق ملحمة للصراع فداء حلرية الوطن وهويته .وعزاء املقاومني أن يكون كل ذلك في سبيل الله واملستضعفني من النساء والرجال والولدان .
لي�ست الثورة فعال ناجزا ليست الثورة ولم تكن يوما فعال ناجزا، بل نكتشف تدريجيا أنها صيرورة تتشكل مكوناتها وتنبني مفاعيلها املادية والروحية واالجتماعية في املمارسة والوعي .ونحن نسلك طريق التحدي واملمانعة يدا بيد مع أهلنا وشعبنا ورفاقنا .من كان يدري كم كان يلزم من شهيد؟ من كان يدري كم كان يلزم من سجني من أبناء الشعب؟ ألف ..ألفان ..ثالثون ألفا ..؟ من كان يدري كم كان يلزم من تعذيب وضحايا من نساء وأطفال وصراخ حتت أجهزة صهر اللحم البشري للمضاربة على املبادئ والعقول؟ كم كان يلزم من حوض منجمي ؟ كم كان يلزم من سيدي بوزيد والرقاب وتالة والقصرين حتى ينبلج صبح ثورة 17 ديسمبر.2010 قيل ابتداء..هل ميكن أن تكون األرض الثقافية اإلسالمية لشعبنا منطلقا للثورة .حتى بعض مجادلينا كان ينكر هذا املعنى .وكأن الثورة ال ميكن أن تكون إال في (كمونة باريس) ..أو في موسكو وبيكني وسان بترسبورغ .وال ميكن أن تتكلم باللغة العربية.
للشعوب .وال ميلك أن يكون مفجرا للثورة .ألن صاحب مقولة الدين أفيون الشعوب مع احترامنا له لم يعرف من الدين سوى ذلك الدين الذي ارتضى األسلوب القمعي أسلوبا ً له ،وارتضى أن يحجر التحصيل العلمي والعملية الفكرية على ثلّة ممن ينتسبون إليه.فلما انخرطت شرائح واسعة من الشعب من خالل ثقافتها اإلسالمية الوطنية في النقابات واحلركة العمالية وفي اجلماعات احمللية والعمل املدني ،وانبرى الدين ليكون مناعة للمستضعفني وسالحا لوعيهم الذاتي واالجتماعي ومحررا للشعوب ،ال أفيونا ومخدرا لوعيهم، قيل لهم وما عالقة ثقافتكم اإلسالمية وهويتكم الوطنية بالثورة والسياسة والسياسيني .وتغيرت احلالة من انتقاد وضع تخديري للديانات إلى محاولة إلزاحة فاعليتها من امليدان أو حتييدها. كان شباب احلركة اإلسالمية في تونس حاضرا في أهم احملطات النضالية .وتشير العديد من الدراسات املوضوعية واملنصفة إلى أنه أسهم مبكرا في النضال النقابي والسياسي .وكانت انتفاضة 26جانفي 1978م العمالية حلظة فارقة في نقلة الوعي السياسي واالجتماعي للعديد من شباب ومناضلي احلركة اإلسالمية .وانطلق البحث في طبيعة احلركة العمالية واحلركة الطالبية. وليس منصفا القول إنّ الوعي الثوري واالجتماعي لم ينتشر بني اإلسالميني إال غداة الثورة اإلسالمية في إيران يوم 13فيفري .1979فمنذ 1978حتول الوعي اجلنيني والدعوي من تصور املجتمع على أنه مجموعة من األفراد ضمن منظومة جامدة ال تتحول فيها خالل التاريخ سوى الشخوص واألبدان ،إلى تصورات ومقاربات متنوعة وجديدة تنظر للمجتمع باعتباره بنى وهياكل ينتظمها حراك وقانون اجتماعي واقتصادي ونفسي وروحي واجتماعي ثقافي.
اخليار الدميقراطي
أسهم طلبة االجتاه اإلسالمي منذ سنة 1980في تطوير احلركة الطالبية واسترجاع جماهيريتها .ومثلت محطة انتخابات 1989 رغم تزويرها معركة حاسمة أدخلت حزب النهضة ضمن احلركة الدميقراطية .وخيار النضال السلمي واملدني من أجل التغيير. ويحسب للحركة اإلسالمية سعيها احلثيث للوفاق الدميقراطي مع مكونات احلقل السياسي عبر حوارات متعددة توجت بتوافقات هيئة 18أكتوبر وإسهامها في إزالة جميع العوائق التنظيمية واإليديولوجية أمام ثورة الشعب املظفرة .ثم تعددت املسالك واملسارات. إنّ نقلة بعيدة معرفية وسياسية بصدد التشكل في الفضاء اإلسالمي ،تصنع صيرورة الثورة في أفق البناء املتجدد لشروط كان الدين ال ينظر إليه في الثقافة السائدة إال على أنه أفيون خيرية األمة التي أخرجت للناس ومن أجل الناس.
االسم :حركة النهضة تاريخ امليالد :صائفة 1969 املؤسسون :الشيخ حممد صالح النيفر والشيخ عبد القادر سالمة والشيخ راشد الغنويش والشيخ عبد الفتاح مورو واملستشار صالح بن عبد اهلل اهلوية :عربية إسالمية سياسية وسطية جامعة وديمقراطية حتديثية إصالحية املذهب :كل إجتهاد يقبله اإلسالم والعرص معا كائنا من كان صاحبه الرشيك :كل وطني خملص لتونس وثوابتها العليا (اإلسالم والعروبة واجلمهورية والديمقراطية واحلريات والعدالة واحلق يف املقاومة والوحدة املتدرجة) اخلصم :كل استئصايل انتقائي العدو :الظلم واالستبداد والفقر واجلوع واملرض واجلهل والتجزئة والتبعية واالحتالل الكسب :مسامهة معتربة يف إعادة االعتبار للهوية العربية واإلسالمية لتونس من جهة وللعمل السيايس الديمقراطي انطالقا من خلفية إسالمية وسطية معتدلة من جهة أخرى وحلقة من حلقات املقاومة املعارصة ضد التبعية والتجزئة واالحتالل والقهر والنهب والسلب والفساد من جهة ثالثة وتنشئة جيل إسالمي تونيس يساهم يف هنضة البالد يف كل احلقول من جهة رابعة وبناء مدرسة يف الصرب واملصابرة والثبات عىل املنهاج السلمي الديمقراطي من جهة خامسة. األمل :حتقيق مقاصد ثورة 14 جانفي يف تونس وحتقـق وحـدة عربية وإسالميـة متدرجة راشدة واملسامهة يف اكتامل حلقات املقاومة الفلسطينية لتحرير فلسطني بام تتسع له تونس من مقاومة سلمية سياسيا واقتصاديا واجتامعيا وثقافيا.
الفجر اجلمعة ـ 10جوان 5 2011
ال�شهيد ّ
فقرات من البيان اخلتامي للم�ؤمتر الثامن استطعت وما توفيقي إال بالله عليه اإلصالح ما « إن أُري ُد إال ُ َ توكلت وإليه أُنيب» ( هود) 88/ ُ ...انعقد املؤمتر في ظروف عاملية وإقليمية وداخلية تتصف بجملة من اخلصائص وتتو ّفر على جملة من املعطيات ق ّدرها املؤمتر على النحو التالي: 1ـ الو�ضع العاملي: يعيش العالم وضعا من االحتقان العام الذي كان من أه ّم أسبابه أحداث 11سبتمبر ،2001ويتمثل هذا االحتقان في التضييق من ِقبل القوى العاملية املهيمنة على شعوب العالم وقواه احلية واملنطقة اإلسالمية بصفة خاصة إلى جانب تفاقم التداعيات السلبية حلركة العوملة التي ازدادت استشراء في مجاالت احلياة املختلفة ،وخاصة منها املجال االقتصادي والثقافي والسياسي ،مما كان له األثر السيئ على املناهج التربوية في العاملني العربي واإلسالمي ،وعلى الوضع االقتصادي للشعوب التي تزداد فقرا ،وعلى القيم اإلنسانية العليا التي داخلتها موازين االزدواجية والتفرقة مبا أدى إلى تفاقم العنف وانتشار احلروب وتزايد اليأس . 2ـ الو�ضع العربي والإ�سالمي: كان للوضع العاملي احملتقن أثر سلبي على الوضع اإلقليمي، من أه ّم مظاهره االعتداء على بالد عربية وإسالمية مثل احتالل أفغانستان ومن بعده العراق ثم الصومال ،فقد انتُهكت كلّها بغزو عسكري مباشر أحدث فيها دمارا ماديا ومعنويا واسعا، وصودرت فيها احلريات وخيارات الشعوب على نحو صارخ، ُ كما يستمر العدوان على الشعب الفلسطيني األعزل من طرف آلة االحتالل الصهيوني ومعه سياسات احلصار والتجويع والتدمير التي تفرضها القوى الدولية بسبب اخليار الدميقراطي للشعب الفلسطيني ،كما استشرت التوتّرات الطائفية بني املسلمني على نحو ما متثّل في بالد الرافدين التي أوشكت الطائفية فيها أن تؤول إلى حرب أهلية طاحنة ،ويحدث ك ّل ذلك في ظ ّل حالة من التفكك العربي وغياب مقومات التضامن والعمل املشترك ،مع شيوع نزوعات قطرية انعزالية مدمرة لألوطان وعموم كيان األمة العربية اإلسالمية . 3ـ الو�ضع الداخلي: يشهد الوضع الداخلي حالة تتصف في معظمها بالسلبية، وحتمل في طياتها أمراضا مزمنة تستشري مضاعفاتها في مجاالت مختلفة من احلياة ،وال تخرق تلك الصورة إال ومضات من العوامل املضا ّدة التي تناضل من أجل اإلصالح في ظروف صعبة. ففي املجال السياسي تبدو تونس كأنها نشاز في احمليط املغاربي الذي يشهد شيئا من االنفتاح في طريق الدميوقراطية واملشاركة الشعبية ،بينما يستم ّر في تونس االنغالق السياسي واخلاصة ،ومنعا في مظاهره املختلفة ،انتهاكا للحريات العامة ّ للتنظيم احلزبي والتح ّرك املدني ،ومتاديا في استعمال القبضة األمنية الغليظة وفي السيطرة على القضاء لتمأل السجون بأفواج متعاقبة من املناضلني من مختلف االجتاهات ،إضافة إلى استمرار املظلمة املسلطة على مساجني حركة النهضة ملا يقارب سبعة عشر عاما .وقد أفضى هذا االحتقان السياسي إلى مضاعفات خطيرة متثلت في ظهور عنف مسلح ألول مرة منذ ما يقارب ثالثني عاما ،وهو ما ينذر بانفجارات خطيرة قد تكون البالد مقدمة عليها إذا لم يحصل تط ّور إيجابي في احلياة السياسية.وقد ألقى هذا الوضع السياسي املنغلق بظالله السلبية على مجمل احلياة االجتماعية واالقتصادية والثقافية. ثانيا ـ مقررات املؤمتر
على ضوء هذا املشهد الواقعي الذي انعقد فيه املؤمتر، وانطالقا من املبادئ التي تقوم عليها احلركة ،واألهداف التي تسعى إلى حتقيقها ،فإن املؤمتر توصل بعد املداوالت إلى جملة من القرارات والتوجهات في املجاالت التالية: 1ـ جمال هوية احلركة: ج ّدد املؤمترون التزام حركة النهضة بالهوية التي حددتها وثائقها السابقة ،والتي تعني اإلعتماد على املرجعية اإلسالمية وما يعنيه من تقيد في جميع تصوراتها ومواقفها مبا هو معلوم من الدين بالضرورة ُمضمنَّا في النصوص الشرعية القطعية مع التوسع في غيرها من الظنّيات باالجتهاد بشروطه املعتبرة، والتمسك في ذلك بالقيم السياسية واالجتماعية العليا من حرية وشورى واحترام للخيار الشعبي وتكافل اجتماعي ومساواة أي إقصاء أو بني جميع املواطنني في احلقوق والواجبات دون ّ إلغاء .وهي تعتبر نفسها امتدادا جلهود اإلصالح والتجديد التي توارد عليها املصلحون واملجددون في داخل تونس وخارجها، انطالقا من منهجها الوسطي ،وهي املنهجية التي تتخذ منها احلركة منطلقها في ك ّل آرائها ومواقفها السياسية واالجتماعية والثقافية. 2ـ املجال ال�سيا�سي: يؤكد املؤمترون التزام احلركة مببادئ العمل السياسي املدني ،والدعوة إلى حتقيق املصاحلة الوطنية الشاملة التي ال تستثني أحدا ،هذا التوجه األصيل الذي وقعت الدعوة إليه في مؤمتري 1995و 2001واحلركة تعاني من مخلفات القمع واحملنة ال يزال هو املبدأ املعتمد على أنه هو السبيل إلى وضع البالد على طريق اإلصالح .وضمن هذا اخليار فإن احلركة تتحمل مسؤوليتها كاملة في القيام بدور املعارضة البناءة التي تراعي االختالف وتدعو إلى احترامه وتعتبره ضرورة لتوازن احلياة السياسية والفكرية واالجتماعية في البالد في إطار منهج احلوار السياسي مع مختلف األطراف. ...وفي هذا السياق اعتبر املؤمترون أنّ املبادرات التي تهدف إلى تكتيل القوى السياسية وقوى املجتمع املدني حول هذا التوجه الهادف أمر مطلوب ويحتاج إلى التعزيز املستمر واحلماية من االنفراط بالتأكيد على القضايا األساسية وذات األولوية وجتنب القضايا اخلالفية التي هي من جوهر التعدد الفكري والسياسي املعبرة عن خصوصية كل طرف منها. واعتبر املؤمترون أن للحركة دورا أساسيا في العمل على نشر وتأصيل الفكر الوسطي املعتدل في مواجهة نزعات التشدد والعنف .كما أكد املؤمتر على إيجابية حضور عدد من الفعاليات اإلسالمية في ساحة العمل احلقوقي واإلعالمي ودورهم في ترشيد املمارسة واخلطاب مبا يشجع مختلف األطراف على تيسير مطلب االنفتاح. ودعا املؤمتر قيادة احلركة إلى اتخاذ السياسات املناسبة لدعم حضور املرأة والشباب وإلى توفير شروط التجدد في أجيال احلركة وقياداتها في العمل السياسي وسائر املجاالت مواكبة ملا دأبت عليه طيلة تاريخها من جتدد وتطوير. وبعد مصادقة املؤمتر على هذه القرارات والتوجهات انتخب رئيسا للحركة ومجلسا للشورى .وقد استعفى الرئيس السابق للحركة الشيخ راشد الغنوشي من أن ُيح َّمل مسؤولية الرئاسة مجددا ،داعيا إلى إرساء سنّة التداول على املسؤولية، وبعث الدماء اجلديدة في احلركة ،ولكن أغلبية املؤمترين جددوا له مسؤولية الرئاسة للدورة املقبلة بانتخابه من بني بعض امل ُ َر ّ شحني اآلخرين بنسبة 60باملائة من األصوات مق ّدرين أنّ ّ الظرف احلالي وما يتطلبه من مها ّم يقتضي ذلك التجديد.
مبناسبة ذكرى تأسيس حركة النهضة التي ما لبثت منذ ما يزيد عن ربع قرن تناضل من أجل حرية املواطن التونسي و كرامته و قد دفعت في مسيرتها النضالية كوكبة من أبنائها األبرار قضوا حتت التعذيب و بسبب اإلهمال و عدم العناية الصحية. إلى هؤالء األبطال الذين نحسبهم شهداء عند الله و ال نزكي على الله أحدا أهدي هذه اخلواطر. يف دياجري الدجى شدّ ين صوت حزين مفعم ّ بالشوق حينا ّثم باآلالم حني فيه صرب و جت ّلد فيه آهات السنني فيه حرص و ثبات فيه إرصار األمني فيه بعض الذكريات فيه أحالم السنني الصوت هونا رست نحو ّ ع ّلني أن أستبني فإذا طفل و ّأمه وامجان يف سكون مررت يرساها فوق ّ رأسه حتى اجلبني أسندته يف حنان طوقته باليمني ّ ردا عيل س ّلمت ّ يف حياء املؤمنني وثب ّ الطفل إيل يف حمياه شجون قليّ عماّ ه :ملاذا والدي عاش سجني حتى أن وافاه يوما مرض ّثم املنون؟؟ كان ذا ما حدّ ثوه ويلهم من كاذبني قلت يف حزم متاسك كي أخبرّ ك اليقني: ِح ّبنا كان جماهد ال هياب الالئمني كان معطاء شجاعا ال ّ يكل ال يلني للهّ بيعة أعطى مقسام عنها اليمني و مضى ينجز وعدا رغم كيد الكائدين حتى أن كان مساء أوقعوه يف كمني صلبوه ،صعقوه نخروه باحلديد حرقوه بالسجائر ّ نتفوا شعر اخلدود هنشوه بالكالب ـ كالكالب
أوثقوه بالقيود ّ غطسوا رأسه خنقا يف مياه من صديد هدّ دوه باغتصاب الزّ وجة أو قتل الوليـــد جوعوه ،أضمأوه ّ جاوزوا ّ كل احلدود صابر اآلالم حتّى أبطل كيد العبيد طاول األنجم جمدا و مضى صلبا عنيد ّلقن األنذال درسا الصمود يف الثبات و ّ رسا و قضى حيمل ّ حافظا ّ كل العهود بني ّ ضمد اجلرح ّ أكمل الدّ رب الكؤود فأبوك مل يمت يابن ولكن شهيــــد ُّ فلتكن يف الدّ رب مثله و لرتث طبع األسود ولتصن جمدا بناه بالدّ م ال بالوعود فهو يشتاق لقاك عند جنات اخللود فإذا رمت رؤاه عن خطاه ال حتيد أطلقت أختي زفرة حرة مثل الوقود ّ ُ خي و رنت يل أن أ ّ إ ّنه ذخري الوحيد قلت ذخر الدّ نيا فان فانظري يوم الوعيد يشفع اهلل ألختي بشهيد و شهيد كفكفت دمعا و قالت: حسبي اهلل الودود
العربي القا�سمي ـ �سوي�رسا
اجلمعة ـ 10جوان 6 2011
الهادي بريك
إنبالج فجر الثورات العربية الراهنة من تونس ـ من الغرب العربي أو من مناطق احمليط واألطراف بتعبير املفكر سمير أمني ـ لم يكن إحتضان تونس لهذا الشرف يحملنا جميعا مسؤولية تاريخية كبيرة وقدميا قال احلكماء :الغنم بالغرم .ولألوائل في التاريخ دوما واملتقدمني مسؤوليات ال ينوء بها إالّ سواهم .أما التنازع على أسبقية مراكمة أسباب الثورة أقرب إلى لهو األطفال .على أن ذلك ال يغيب حقيقة تاريخية ناصعة قوامها أن فعاليات املقاومة احلية في البالد باءت بعبء املراكمة مصابرة ومغالبة بأقدار متفاوتة بينها وأن تلك املقاومة لم تخمد يوما .ليكن التاريخ في الوعي املعاصر حلقات ولبنات منتظمة في عقد سميك يزين جيد الزمان باحلقائق الناصعة الثابتة متأبية عن التزوير والدجل .ليكن الشهيد فرحات حشاد لؤلؤة مضيئة في ذلك العقد الطويل إلى جانب الشهيد محمد البوعزيزي عليهما رحمة الله سبحانه وعلى شهداء املقاومة التونسية كافة.
األقصى وقبل ذلك إلى العربية السعودية إلخ ..جرى كل ذلك وطبول احلرب ضد اإلسالم ـ رأسا ـ في البلقان أوال ثم كارثة سبتمبر 2001تدق ليال نهارا صباحا مساء .أما ما تعرضت له احلركة في تونس ـ فضال عما تعرض له اإلسالم ذاته من خالل خطة جتفيف منابع التدين الشهيرة ـ سيما في احملنة األخيرة التي تواصلت عقدين كاملني ..فهو عامل آخر من العوامل التي كان ينبغي لها أن تدفع احلركة إلى الدفاع عن النفس .كان ذلك هو أمل قوى االستئصال
كلمات وعرفان الكلمة األولى :عربون عرفان إلى شهداء البالد األبرار ومنهم شهداء احلركة إذ يجتمع كالهما على درب املقاومة لتحرير تونس من نير االحتالل أوال ثم من قهر االستعباد ثانيا .عربون وفاء إلى النساء الالئي ر ّبني أجياال لم يترددوا يوما في الوفاء لتونس حتى لو كان الثمن هو الروح احلرى التي جتري منا مجرى النفس .عربون وفاء إلى الالئي صمدن صمود اجلبال الراسخات وثبنت ثبات األطواد الشامخات. عربون وفاء إلى الذين ظلوا في السجون يسامون العسف سيما إمام املقاومني في تونس :الدكتور الصادق شورو .عربون وفاء إلى رجال احلركة ونسائها وشبابها ـ من كل األجيال ـ ممن صدقت فيهم القولة العربية القدمية :جتوع احلرة وال تأكل بثدييها. أجل .بات أولئك على الطوى خائفني مشردين منفيني في وطنهم فما أكل واحد منهم لقمة عيش بحبة خردل من كرامته. الكلمة الثانية :إن دماء الشهداء لن تذهب هدرا وأن ثورته أكبر من أن تغتصب .إمنا هو قانون إجتماعي إسمه « :لن يضروكم إال أذى » .وهل يسلم الشرف الرفيع من األذى؟ ومبثل ذلك قال املثل الغربي :الناس ال يرفسون الكلب امليت.ا لذي يراهن عليه أعداء الثورة ليس سوى سراب يحسبه الظمآن ماء .أنتم الذين غرستم بأيديكم ـ بل بدمائكم ـ جذر شجرة الثورة. قد يتأخر ثمرها ولكن حياة الثورة بحياة جذرها وليس جذرها سواكم .الشعب يريد: ال خوف إذن على الثورة .حتى لو نال منها أعداؤها اليوم عضة وغدا نيبة. الكلمة الثالثة :إذا كانت احلياة عمل وأمل يتعانقان فإن أملنا في الثورة التونسية وأخواتها أن يدونها التاريخ أنها كانت ضربة البداية لتحرير فلسطني بقدسها الشريف. لم يثر الشعب التونسي ليتحرر هو فحسب من عصابات النهب والسلب والتصهني .إمنا ثار الشعب التونسي ليعطي إشارة االنطالق عربيا وإسالميا نحو تدشني دورة حضارية جديدة تبدأ بالتحرر الداخلي من عصابات إغتصاب السلطة والثروة وال تنتهي بالتحرر اخلارجي من العدو احملتل .ذلك هو أفق الثورة. أكبر بشارة على ذلك هو أن الثورة املصرية كانت ثاني ثورة عربية .ألم يفتح معبر رفح في هذه األيام ليكسر حصارا خانقا ضد املقاومة؟ من يرجع إلى أدبيات حركة النهضة التونسية يلفى شعارا كبيرا تلهج به األفئدة يومها ـ أي قبل ثالثة عقود على األقل رغم أن احلركة أعلن عنها يوم 6جوان 1981ولكنها تأسست في أواخر عام 1969ضمن حلقات تأسيس متنوعة ـ لم يكن ذلك الشعار سوى :القضية الفلسطينية قضيتنا املركزية. أجل .قضية مركزية اهتماما وليست اجلمعة ـ 10جوان 7 2011 عاديا.
حتى تكون احلركة م�ست�أمنة على ثورة 14جانفي تونسيا وعربيا ودوليا ولكن احلركة سفهت أحالمهم جميعا بفضل تشبعها مبنهاجها السلمي الدميقراطي الذي خلصته أدبياتها القدمية :البالغ املبني والصبر اجلميل .هل أثمر الصبر شيئا؟ أجل .أثمر ثورة عارمة معطاءة هي ثورة 14 جانفي .2011
جمتمع دميقراطي
ندرك جيدا أن املقاومة هي عنوان الكدح البشري على احلركة م�س�ؤولة عن احلالة الثورية نحو يسعك فيه أن تقول :أنا مقاوم إذن أنا موجود .إن احلركة التي لم تتخلف عن مقاومة االحتالل الفرنسي من لم يعرف التاريخ العربي املعاصر حركة إسالمية خالل الرجال الذين أسسوها من مثل الشيخني املرحومني: باشرت إشكاليات احلداثة والدميقراطية واملعاصرة حتى آل بها األمر إلى تبني قيم احلداثة احلقيقية األصيلة مثل حركة النهضة التونسية .إذا تعرضت ذاكرتنا الغتياالت فإن ما حدث يوم 6جوان 1981في مكتب األستاذ احملامي الشيخ عبد الفتاح مورو لم يكن عاديا بكل املقاييس .لم تكن حركة النهضة التونسية أول حركة إسالمية سياسية نشأت في ذلك الزمن ولكنها كانت األولى ـ قطعا ـ التي أعلنت تبنيها للدميقراطية واالحتكام لصناديق االقتراع وحقوق املرأة والعمال واعترافها بخارطة التعدد الفكري والثقافي على قاعدة املواطنة والتنافس على استجالب أسباب النهضة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .لم يكن ذلك املوقف يلقى أي قبول وال ترحاب في اخلارطة اإلسالمية املعاصرة في تلك األيام بكل ألوانها وأطيافها .األهم من ذلك كله هو أن عبد القادر سالمة و محمد الصالح النيفر ثم لم تتخلف ذلك املوقف لم يكن إثر أعمال عنف وإرهاب أو تطرف بل كان عن مقاومة السلخ للهوية الوطنية التونسية (العروبة في زمن يغلب فيه االستقرار السياسي واألمني حتى لو كان واإلسالم) ثم لم تتخلف عن مقاومة خطة جتفيف منابع استقرارا مفروضا بعصا الدولة .كان املوقف ثمرة نظرات التدين وخطة جترمي العمل السياسي وخطط السلب والنهب فاحصة في اإلشكالية الثقافية الفلسفية املعاصرة :اإلسالم والفساد والتصهني في عهد بن علي ..إن حركة ذاك شأنها والغرب أو اإلسالم واحلداثة .إمنا ظلت احلركة وفية لتلك ـ فضال عما أنف ذكره من ثباتها على منهاجها الدميقراطي املنطلقات الفكرية وفاء سياسيا على امتداد ثالثة عقود كاملة ـ لن تكون اليوم حمال وديعا يساق إلى مذبحة الدميقراطية من سنوات اجلمر احلامية الطويلة .استدرجت احلركة إلى ومسلخة االنقالب ضد إرادة الشعب .الطريق هو ذاته مهما مستنقعات العنف واإلرهاب طويال حتى أضحت املنطقة تبدلت التحديات :هو طريق املقاومة السلمية الدميقراطية العربية كلها تقريبا ـ سيما املغاربية الشمال إفريقية منها ـ إلسترداد حق الشعب ـ وليس للحركة حق خارج حق الشعب حقال واسعا مملوءا ألغاما متفجرة في إثر األحداث اجلزائرية نفسه في أي حقل من احلقول ـ في احلياة الكرمية واملشهد عقب االنقالب ضد اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ وشيئا شبيها الدميقراطي بعنوانه املعروف :انتخابات نزيهة وسلطات في مصر وليبيا ثم تطايرت األلغام املتفجرة إلى املغرب منفصلة وإعالم حر وتعددية مرعية.
م�ؤمترات احلركة
�شهداء احلركة
عقدت احلركة ثماني مؤمترات هي:
شهداء احلركة ناهزوا اخلمسني بحسب إحصائيات أغلب املنظامت احلقوقية املحلية والدولية من مثل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق اإلنسان وحرية وإنصاف واجلمعية الدولية للدفاع عن املساجني السياسيني و منظمة العفو الدولية وغريهم .ال يتسع املقام لذكرهم مجيعا وها هي عينة منهم عليهم مجيعا رمحة اهلل:
1ـ عثامن بن حممود
28ـ عبد القادر خلرض
2ـ الطيب اخلاميس
29ـ املولدي بن عمر
3ـ عبد العزيز املحوايش
30ـ رضا اخلمريي
4ـ عامر دقاش
31ـ التيجاين دريدي
5ـ فتحي اخلياري
وآخرين ال يتسع املقام لذكرهم.
6ـ إسامعيل مخرية 7ـ كامل املطامطي
مربوك الزرن
8ـ اهلاشمي املكي
كما أعدم بعض اإلخوة منهم على
سبيل الذكر ال احلصر:
9ـ املنصف زروق
1ـ بولبابة دخيل
10ـ سحنون اجلوهري
2ـ حمرز بودقة
11ـ عبد الروؤف العريبي 12ـ الشيخ املربوك زرن
سحنون وهري اجل
13ـ مصطفى احلجالوى
3ـ حممد فتحي الزريبي 4ـ مصطفى بن حسني 5
14ـ عبد الواحد العبديل
ـ
حممد
اهلادي
النيغاوي
15ـ عبد القادر الصويعي 16ـ صالح الدين باباي
ورجال رحلوا عنا ال رشيد شامخي يتسع املقام لذكر كل ال أولئك ولكن نكتفي بذكر بعضهم ومنهم بعد الشيخني : محمد الصالح النيفر وعبد القادر سالمة :
17ـ املربوك الزمزمي 18ـ طارق الزيتوين 19ـ إبراهيم عبد اجلواد 20ـ الرائد املنصوري 21ـ عبد الرزاق سعيد 22ـ أمحد عمري
1ـ األخ عيل نوير -من مؤسسي احلركة
23ـ عدنان سعيد
2ـ األخ ضو صويد -من مؤسسي احلركة
24ـ مربوك رتيمة 25ـ مجال الزموري 26ـ فيصل بركات
3ـ األخ اهلادي احلاجي -من مؤسسي احلركة
4ـ األخ عبد الفتاح لغوان
27ـ عزالدين بن عائشة
5ـ األخ اهلاشمي املدين
1ـ املؤمتر التأسيسي األول في ضاحية منوبة في صائفة .1979 أفرز قانونا أساسيا حلمته وسداه :الدعوة إلى اإللتزام باإلسالم باملنهاج اإلسالمي أي :احلكمة واملوعظة احلسنة .كما أفرزت اإلنتخابات الشيخ الغنوشي أميرا للجماعة اإلسالمية وتواضع املؤمترون على مكتب تنفيذي ومجلس للشورى ثم وقع تعيني عمال املناطق. 2ـ املؤمتر اإلستثنائي األول في تونس في ربيع .1981جتاوبا مع أمرين :أولهما إنكشاف تنظيم احلركة في 5ديسمبر 1980وثانيهما خطاب بورقيبة عن السماح ألحزاب سياسية بالتشكل والعمل في أبريل .1981صادق املؤمتر على تغيير اإلسم من اجلماعة اإلسالمية إلى حركة اإلجتاه اإلسالمي وهو اإلسم الذي إختارته الصحافة املكتوبة في تلك األيام للحركة كما صادق على اإلعالن وحدد موعده ليوم 6جوان 1981 وتقدمي مطلب تأشيرة. 3ـ املؤمتر اإلنتخابي العادي في تونس في صائفة .1984صادق على ما جتهز من التقوميات التي بدأتها احلركة في إثر إعتماد مشروع األولويات وأضفى على القيادة صفة الشرعية بسبب أن القيادة التي تولت األمر في إثر إعتقاالت ومحاكمات 1981لم تكن منتخبة من صف احلركة ولكن من مجلس الشورى فحسب .إنتخب املؤمتر الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة .كانت احلركة تقاد من أمينها العام في ذلك الوقت املهندس حمادي اجلبالي وقبل ذلك تولى األخ الفاضل البلدي املسؤولية. 4ـ املؤمتر العادي املضموني في تونس في ديسمبر .1986هو أول مؤمتر مضموني للحركة .صادق على ورقات مهمة من مثل :حصائل التقومي و اإلستراتيجية املؤقتة والرؤية الفكرية واملنهج األصولي وورقة أخرى في السياسة التنظيمية للحركة .كما أعاد إنتخاب الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة. 5ـ مؤمتر ربيع .1988مؤمتر يغلب عليه الطابع اإلنتخابي إلضفاء الشرعية القانونية على القيادة بسبب مخلفات اإلعتقال واحملاكمات. عقد املؤمتر وقيادة احلركة احملاكمة أمام محكمة أمن الدولة الزالت في السجن وإنتخب الدكتور الصادق شورو رئيسا للحركة.وكان ذلك آخر مؤمتر في البالد بسبب احلملة اإلستئصالية غير املسبوقة التي ستجد بعد ذلك بسنتني فحسب. 6ـ مؤمتر مضموني إنتخابي موسع في املهجر ألول مرة في ربيع .1995أعاد إنتخاب الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة من جهة وثبت الطبيعة السلمية الدميقراطية للحركة وأسس ملؤسسات في املهجر تتولى األمر حتى عودة احلركة إلى البالد وبادر إلى العمل على إطفاء احلريق املشتعل في البالد إغاثيا وإنسانيا وحقوقيا وإعالميا قدر اإلمكان للتخفيف من آثار القصف سيما أن املناخات احلقوقية واإلعالمية في اخلارج سانحة نسبيا .كان موسعا بطبيعة احلال بسبب احلريات املتاحة في املهجر قياسا مع البالد العربية وخاصة تونس .هو أول مؤمتر في املهجر. 7ـ مؤمتر .2001جد قبل كارثة سبتمبر بقليل .أعاد إنتخاب الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة.
احلبيب الردادي
املولدي بن عمر
عز الدين بن عائشة
عامر دقاش
8ـ مؤمتر .2007هو آخر مؤمتر في املهجر وهو املؤمتر الثامن في تاريخ احلركة .أعاد إنتخاب الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة. اجلمعة ـ 10جوان 2011
8