Tawasol issue 14 ar

Page 1


‫تواصل‬ ‫نشرة فصلية تتناول قضايا تطوير جامعة قطر‬ ‫*تعبر المقاالت المنشورة عن آراء أصحابها وال تمثل الرأي الرسمي للجامعة أو ألية جهة فيها‬ ‫نرحب بالمساهمات واألسئلة والتعليقات على العنوان ‪:‬‬ ‫‪zalazmeh@qu.edu.qa‬‬ ‫فاكس‪55033044 :‬‬

‫مفهوم وداللة اإلبداع في التعليم المعماري والعمراني المعاصرنحو رؤية للنقد ومنهجية‬

‫للتطوير‪30..................................‬‬

‫كيف نجعل الدراسة الجامعية متعة للطالب حالة لعلوم الحاسب اآللي ‪13......................................................................................‬‬ ‫استخدام وانتشار وسائل اإلعالم الجديدة في شبكة اتصاالت الجامعة‪45.......................................................................................‬‬ ‫إدخال التعلم القائم على المشاريع في طرق تدريس هندسة العمارة في جامعة قطر‪44.......................................................................‬‬ ‫تضمين مزيد من أسس ومعايير شبكة اإلنترنت في موقع الجامعة اإلليكتروني‪41...........................................................................‬‬


‫مفهوم وداللة اإلبداع في التعليم المعماري والعمراني المعاصر‬

‫نحو رؤية للنقد ومنهجية للتطوير‬ ‫د‪.‬على عبد الرءوف‬ ‫جامعة قطر‬ ‫‪alialraouf@qu.edu.qa‬‬

‫ملخص البحث‬ ‫يمثل اإلبداع مكونا رئيسيا فى العملية التعليمية وخاصة عندما ترتبط بواحد من أهم المجاالت اإلبداعية وهو العمارة والعمران‬ ‫‪ ،‬وكما يطرح دونالد ماكينون فى دراسته الشهيرة (الرءوف ‪ )4991‬عن الصفات الشخصية للمصمم المبدع فان اإلبداع فى‬ ‫العمارة والعمران يظل غامضا ويظل دائما ظاهرة جديرة بالدراسة والتحليل والتفسير‪ .‬ومن ثم فان التساؤالت الخاصة بالكيفية‬ ‫التى من خاللها يتمكن المعلمين فى مدارس العمارة والعمران والتخطيط بإمداد الطالب باألدوات والمناهج التى تزيد فكرهم‬ ‫وقدراتهم اإلبداعية هى تساؤالت مشروعة وجوهرية (كولتر ‪ . )8002‬وفى إطار هذا البحث فأننا نطرح فرضية رئيسية‬ ‫تتعلق بأهمية تركيز مدارس العمارة والتصميم العمراني على تعليم الطالب القدرة على التفكير على مستوى المفاهيم والرؤى‬ ‫وخاصة فى عالمنا المعاصر شديد التعقيد والتركيب وبالتالى فاذا كان دور الجامعة تعليم الطالب كيف يفكر فانه من المتوقع‬ ‫انه تفكير إبداعي تجديدي تجريبي متميز ‪ .‬إال ان المالحظ الدقيق لنظم التعليم المعمارى والعمراني (الرءوف ‪ )8002‬فى عدة‬ ‫دول عربية يرصد بوضوح عدم تطبيق تلك الفرضية وبالتالي تصدق مقولة بيتر ايزنمان (ايزنمان ‪ )4994‬التى يحلل فيها‬ ‫ضعف اإلنتاج المعمارى ويرجعه الى ضعف المعمارى والعمراني واسلوب إعداده لممارسة المهنة وهى الظاهرة التى يمكن‬ ‫رصدها بسهولة فى الواقع العمراني والمعماري العربي المعاصر بصفة خاصة ‪.‬‬ ‫ان التعليم المعمارى والعمراني المعني بانتاج البيئات المبنية هو قضية جوهرية مؤثرة على الممارسة المهنية وعلى القدرة‬ ‫على اال بتكار واإلبداع بل اننا نعتقد ان تميز الممارسة المهنية وارتقاء نوعية التعليم المعمارى هما وجهين لعملة واحدة ‪،‬‬ ‫فعلى الرغم من وجود مئات االقسام لتدريس العمارة والتصميم العمراني فى الجامعات والمعاهد العربية وأكثر من خمسين‬ ‫ألف معماري وعمراني ممارس تبعا إلحصاءات االتحاد الدولي للمعماريين ومع ذلك فان الناتج المعمارى والعمراني‬ ‫المرصود فى عمارة وعمران األمة العربية بمختلف أقاليمها ومدنها ومستقراتها ال يعبر عن هذا الكم وبالتالي فالمعتقد‬ ‫والمستنتج هو وجود مشكلة نوعية وليست كمية في التعليم المعماري والعمراني يجب التوقف أمامها من اجل التغيير الحالي‬ ‫والمستقبلي (الرءوف ‪ )8040‬وسيحاول البحث تقديم رؤية نقدية لحالة التعليم المعماري والعمراني المعاصر راصدا إشكالياته‬ ‫وسلبياته ثم يطرح منهجية لتطوير العملية التعليمية تعتمد على إعادة صياغة العالقة بين المعلم والطالب وكذلك الكيفية التى يتم‬ ‫من خاللها التأكيد على المكون اإلبداعي للعملية التعليمية وخاصة فى تدريس التصميم المعماري والعمراني بمستوياته المختلفة‬ ‫وكذلك الكيفية التي يدعم بها التعليم المعماري فى العالم العربي احتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية ويستجيب لها بصورة‬ ‫مبدعة تساهم في استعادة المعماري العربي لمكانته على خريطة اإلبداع اإلقليمي والعالمي ‪.‬‬

‫مقدمة‬ ‫اليوم يتواجد توجه متزايد نحو مناهج بديلة للتعليم المعمارى والعمراني تتجاوز أنماط التعليم الحالية التي اعتمدت على المناهج‬ ‫التقليدية وخاصة المستمدة من البوزار والباوهاوس‪ .‬اننا بحاجة إلى طرح جديد للتعليم يحفز اإلبداع ويرتبط باحتياجات المهنة‬ ‫وقضايا المجتمع واعتبارات وتحديات البيئة‪ .‬ومن ثم فان مدارس العمارة والعمران والتخطيط تتحمل المسئولية العظمى فى‬ ‫التعرف على المتطلبات والتحديات الشمولية للمجتمع وإعادة صياغة مناهج التعليم لتنتج معماريين وعمرانيين ومخططين أكثر‬ ‫إبداعا فى محاوالتهم التجديدية والتجريبية والحقيقية لممارسة دورهم الحضاري فى مجتمعاتهم‪ .‬ان التعليم المعني بصياغة‬ ‫البيئة المبنية كواحد من أهم أنماط التعليم يتطلب تنمية قدرات إبداعية خاصة حيث ان الهدف الرئيسى من ممارسة المهنة هو‬ ‫انتاج فراغات وتشكيالت ثالثية االبعاد تستوعب بنجاح األنشطة اإلنسانية المتمايزة والمتغايرة (كولتر ‪ )8002‬ومن ثم فان‬ ‫العملية التعليمية يجب ان تركز على اعتبارين هامين اولهما هو االتزان بين الجوانب التشكيلية والجوانب االجتماعية فى‬ ‫التصميم وثانيهما التوازن بين القدرات الخاصة للطالب على المستوى االبداعى والبحثي والذهني والفكري‪ .‬وحيث أن أستوديو‬


‫التصميم هو قلب العملية التعليمية فى العمارة والعمران وهو بوتقة اإلبداع التي تنصهر فيها جهود المعلمين والطالب على‬ ‫السواء يصبح من الهام طرح تساؤالت عن طرق وأساليب ومناهج واطروحات وفلسفة تعليم التصميم فى االستوديوهات‬ ‫التقليدية ونجاحها فى تحفيز القدرات اإلبداعية لمعماريي ومخططي المستقبل‪.‬‬ ‫والتعليم المعمارى بصفة خاصة يهدف الى تقديم المعرفة للمعماريين بما يمكنهم من إبداع بيئات مبنية متميزة وهو هدف‬ ‫منطقى حيث ان االعتبار االكثر اهمية للمعماريين كما اشرنا سابقا هو خلق تكوينات فراغية ثالثية األبعاد تستوعب وتحتوى‬ ‫األنشطة اإلنسانية بتنويعاتها وتصنيفاتها المختلفة (الوسن ‪ ، )4998‬ولذا يظل التساؤل الجوهري سواء فى التعليم المعمارى‬ ‫او الممارسة المهنية هو كيف نبدع عمارة تستجيب الحتياجات اإلنسان فى إطار مجتمعه المحلى واإلقليمي والدولي كما تحقق‬ ‫للمعماري مكانا متميزا فى المشروع اإلبداعي المعمارى محليا او عالميا‪.‬‬

‫‪ -1‬التاريخ النقدي لحركة التعليم المعماري والعمراني‬ ‫إن مدارس العمارة المعاصرة بدأت فى صياغة وتكوين رؤيتها للتعليم المعمارى كامتداد للرؤية التى طرحت فى مدرسة‬ ‫الفنون الجميلة فى فرنسا (البوزار) والتى اعتمدت بصورة جوهرية على إنتاج المهنى المحترف المدعم بالمعرفة والمهارات‬ ‫التى تمكنه من تحقيق هدفا معينا وبصفة عامة فان العالقة بين التعليم المعمارى ومهنة العمارة (تشومى ‪ )4994‬يمكن رؤيتها‬ ‫وتحليلها فى ضوء ثالث تحوالت او انفصاالت رئيسية فى مسار تلك العالقة على مدار األلفيتين الماضيتين ‪:‬‬ ‫‪ 1-1‬االنفصال األول‪" :‬المعمارى ال يبنى ولكن العامل والحرفي يبنون"‬ ‫على مسار التاريخ وحتى نهاية العصور الوسطى كان المعمارى منصهرا ومتواجدا فى موقع البناء وهو فى هذا األطار يعتبر‬ ‫مسئول مسئولية كاملة عن عملية إنتاج المبنى وتجسيده كحقيقة مادية فى الوجود العمراني لحيز ما ونادرا ما استقل كوحدة‬ ‫منفصلة حتى عام‪ 4160‬عندما حدثت االنفصالة الهامة األولى بين العمارة والبناء عندما انشأ كولبرت مدرسة العمارة األولى‬ ‫(بيرس ‪ )4994‬التى سميت األ كاديمية الملكية للعمارة ومن ثم لم يصبح المعماري مستقبال للمعرفة من موقع البناء ولكنه‬ ‫يتلقاها من المدرسة المتخصصة وتركت مهمة البناء للعامل والحرفي المطالبين بتجسيد أفكار المعمارى الذى تفرغ لدراسة‬ ‫العمارة منفصال عن عملية وموقع البناء ‪.‬‬ ‫‪ 2-1‬االنفصال الثاني ‪" :‬ضمور سيطرة المعماريين على عمليات البناء"‬ ‫بعد قرنين من إنشاء األكاديمية الملكية للعمارة أسست مدرسة الفنون الجميلة لدراسة العمارة فى فرنسا عام ‪4249‬حيث تفرغ‬ ‫المعماريون لتصميم تكوينات متميزة يحكمها منطق جمالى تشكيلى ثنائى االبعاد‪ .‬واصبحت القضية المحورية لممارسة العمارة‬ ‫القدرة على إنتاج لوحات الواجهات الملونة بألوان الماء المبهرة ومن ثم حدث االنفصال الثاني عندما ضمرت سيطرة وتداخل‬ ‫وتفاعل المعمارى مع عملية البناء وانقسمت عملية االبداع فى العمارة الى مرحلتين االولى يمارسها المعمارى فى حدود‬ ‫مرحلة التصميم والثانية فقد السيطرة عليها والمساهمة المبدعة فيها وهى مرحلة البناء واالنتاج ‪.‬‬ ‫‪ 0-1‬االنفصال الثالث‪" :‬الممارسة النظرية للعمارة تنشر وال تبنى"‬ ‫بعد قرابة ثالثة قرون من إنشاء كولبرت الول مدرسة معمارية ‪ ،‬انتشرت مدارس العمارة عالميا وصيغت كلمة "نظرية"‬ ‫للمرة األولى ككلمة دالة ومؤثرة (سوسن حلمى ‪ .)4994‬واليوم يمارس العديد من األجيال المعمارية ما يسمى بالممارسة‬ ‫النظرية للعمارة التى سمحت بتطورات غير مسبوقة فى األبعاد الحضارية والفلسفية للعمارة وخاصة فى العقد األخير ومهدت‬ ‫لالنفصال الثالث وهو اإلنتاج المعمارى النظري المنشور بديال عن النتاج المبنى الحقيقي‪.‬‬ ‫ان التساؤالت النابعة من فهم هذا المسار النقدي لتاريخ التعليم المعمارى تتمثل فى األتي‪:‬‬ ‫ ما هو توجهنا ناحية التزايد المستمر فى انفصال المعماريين والعمرانيين عن عمليات النتاج الحقيقي للعمارة‬‫والعمران؟‬ ‫ ما هو نوع وطبيعة ومفهوم التعليم الذي يعبر هذه االنفصاالت ويعيد مكانة المعماري وموقعه الحقيقي وسط‬‫عملية تشكيل وانتاج البيئة المبنية؟‬


‫‪ -2‬الموقف المعاصر لمدارس العمارة‬ ‫ان مدارس العمارة المعاصرة نبعت من النموذج الكالسيكي الذى طرحته مدرسة البوزار (الفنون الجميلة) وأيضا من حركة‬ ‫التعليم فى منتصف القرن التاسع عشر التى تبلورت نتيجة االحتياج فى قطاعي الصناعة والتجارة الى عاملين مهرة ومتعلمين‬ ‫قياديين واداريين بصورة غير مسبوقة‪ .‬وقد اعتمدت فلسفتها التعليمية على إنتاج مهني محترف ‪ Professional‬يملك‬ ‫المعرفة والمهارات وقادر على ممارسة العمل المعماري بكفاءة وبما يحقق مستويات أداء تتفق مع أهداف محددة وواضحة‬ ‫(تايلور ‪ . )8002‬والواقع ان هذه الرؤية التعليمية (دانا كف ‪ )4994‬تتناقض مع دور الجامعة الذي يجب ان يساعد الطالب‬ ‫فى تحويل الحصيلة المعرفية الى مفاهيم مؤثرة تمكنه من فهم البيئة حوله بما تحتويه من حياة ومجتمعات وطبيعة‪.‬‬ ‫‪“I think that we have bad architecture in this world because we have bad architects, not‬‬ ‫‪because we have bad clients. We have bad architects because the system of education‬‬ ‫‪is obviously not very effective. I think it’s one of the lowest forms of intellectual‬‬ ‫‪communication.” Eisenman, Peter In Anthony, Kathryn Design Juries on Trial., p.182‬‬

‫ان بيتر اينزمان (‪ )4993‬يهاجم بعنف الموقف المعاصر لمدارس العمارة ويعزى وجود عمارة سيئة فى عالمنا المعاصر الى‬ ‫وجود ممارسين سيئين وليس مستعملين سيئين ويعتقد أن تدنى مستوى الممارسة يعود إلى ضعف تأثير أنظمة التعليم‬ ‫المعماري وإنها اقل أشكال التواصل الفكري ‪( Intellectual Communication‬هايدك ‪ ، 8000‬فورمان ‪ .)8003‬ان‬ ‫تعلم القدرة على التفكير على مستوى المفاهيم هو هدف جوهرى فى وقتنا المعاصر وحضارتنا العالمية المركبة وبالتالى فان‬ ‫الهدف األكثر أهمية فى مستوى التعليم الجامعى هو تعليم الطالب منهجية التفكير بصورة مبدعة وجديدة وبرؤى وتصورات‬ ‫متمايزة ‪ .‬وفى اطار هذا الفهم فان المراجعة االمينة للكيفية التى يتم من خاللها تدريس العمارة والعمران يوضح انفصال‬ ‫مناهج وطرق التدريس عن تحقيق هدف الجامعة المثالى كما سبق طرحه‪ .‬ان انظمة تعليم العمارة والعمران المعاصرة ركزت‬ ‫بصورة اساسية حتى الستينيات من القرن العشرين على ما يمكن تعريفه بالتصميم للصفوة او التصميم الموجه نحو حل‬ ‫مشكالت تصميمية محدودة التاثير وشبه منفصلة عن تحديات ومتطلبات وقضايا المجتمع المحيط ‪ .‬والواقع ان هذا الطرح كان‬ ‫يتناقض بصورة جوهرية مع الفرضية الرئيسية لتعليم وممارسة العمارة وهى محاولة تحسين نوعية ومستوى الحياة للفرد‬ ‫والعائلة والمجتمع ‪.‬‬

‫‪ -0‬التعليم واإلبداع‬ ‫ان التصميم المعمارى والعمراني ليس مجرد نشاط يهدف الى حل مشكالت ولكنه القدرة على إدراك وتحديد ماهية المشاكل‬ ‫الحقيقية التى يتطلب مواجهتها بصورة مبدعة فكما يوضح (شون ‪ )4924‬فان طالب العمارة يحتاجون باستمرار الى تعليم‬ ‫انفسهم خلق تحديات جديدة‪ ،‬والفهم البسيط والمباشر لإلبداع فى العمارة يعتمد على القدرة على إنتاج عمل معمارى متميز‬ ‫يحقق التوازن بين رغبات وطموحات ورؤى المعمارى وبين متطلبات المستعمل والعميل والبيئة والمجتمع ‪ .‬وفى اطار هذا‬ ‫الفهم ينبع سؤاال جوهريا يتطلب االجابة وهو كيف يتعامل التعليم المعمارى مع تلك االزدواجية فى فهم العملية التصميمية‬ ‫اإلبداعية فى العمارة ؟ ولذا يصبح من الهام فهم وتحليل وفحص فلسفة التعليم المعاصر وخاصة فى مستوى ما قبل التخرج ‪.‬‬ ‫فالتعليم المعمارى معنى ومسئول عن تقديم المهارات والمعارف والقيم الى طالب العمارة (معمارى المستقبل) لتمكينه من‬ ‫ممارسة المهنة التى قرر احترافها‪ .‬وبصفة خاصة فان تعليم التصميم المعمارى يعتمد فى مدارس العمارة المعاصرة على مبدأ‬ ‫التعلم بالتجربة ‪. Learning By Doing‬‬ ‫فى العمارة التى هى مجاال ابداعيا يتطلب التجديد والحلول المبدعة يجب على المعلم ان يطور القدرات االبداعية لدى طالب‬ ‫العمارة وان تصبح التحديات التصميمية المطروحة امامهم تحديات مثيرة ومحفزة على االبداع والتجريب والتجديد وفى الوقت‬ ‫ذاته يدرك الطالب حقيقة العمارة ويتفاعل مع مواقف تصميمية حقيقية تمثل العمليات الفعلية النتاج العمل المعمارى‬ ‫‪ .Process of Making Architecture‬وم ن ثم فان التعليم المعمارى الذى يحث على االبداع يجب ان يتسع ليشمل‬ ‫قضايا اجتماعية واتصال مع المجتمع (كف‪ ،4994‬الوسن‪ ،4990‬مور ‪ ،4960‬لوزانو ‪ )4990‬وتطوير قدرات ومهارات‬ ‫المعمارى فى التواصل مع الجماعات االنسانية التى يبدع لها وخاللها‪.‬‬

‫‪ -4‬الفردية في آليات العملية التعليمية‬ ‫ان العمليات التعليمية المعاصرة فى مجال العمارة أكدت مفهوم الفردية ‪ ytddaddividnI‬ودعمته على حساب جماعية التفكير‬ ‫والنتاج والتحليل النقدي ‪ ،‬فطالب العمارة يتدربون على التصميم بصورة فردية وعلى اتخاذ قرراتهم الخاصة وبالتالي فانهم‬ ‫يمارسون من خالل برامج استوديوهات التصميم ما يمكن ان يسمى باإلبداع الفردى المستقل‪ .‬فعلى الرغم ان العمارة فى‬


‫واقعها الحقيقى هى نتاج جهد جماعي لفريق عمل متجانس فان هذه الحقيقة ال تدعم فى مدارس العمارة بل على العكس فان‬ ‫المطروح فى مدارس العمارة بصفة خاصة واستوديوهات التصميم بصفة خاصة هو التعامل مع الطالب بمفرده وتصبح لغة‬ ‫التواصل ‪ Mode of Communication‬هى اخباره ماذا يفعل وفى بعض االحيان كيف يقوم بهذا الفعل‪ .‬وقد اكدت (دانا‬ ‫كف‪ )4994‬هذا التوجه فى طرحها ان نقل المعرفة التصميمية فى االستوديو يتناقض مع الطبيعة الجماعية لمهنة العمارة بينما‬ ‫أوضحت (كاثرين انتونى ‪ )4993‬ان عمليات تقييم الطالب تشجع رؤية العمارة كمنتج لجهد فردى‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تعددية االختالفات فى آليات تدريس وتعليم معماريي المستقبل فى أنحاء العالم اال ان العامل المشترك هو‬ ‫سيطرة "أستوديو التصميم" كساحة رئيسية لالستكشاف والممارسة اإلبداعية لطالب العمارة وهو يمثل على المستوى النظري‬ ‫البوتقة التى تنصهر خاللها باقى المعارف لكى تنتهى بتعليم الطالب القدرة على تصميم مبنى متميز ‪ ،‬ومن ثم فان أستوديو‬ ‫التصميم يمثل جوهر العملية التعليمية فى العمارة وهو ما ينعكس على الوقت المخصص له مقارنة باى مادة او مقرر اخر ‪،‬‬ ‫إضافة الى األهمية المؤكدة له من قبل الطالب والمعلمين على السواء‪.‬‬

‫‪Introversion‬‬

‫‪Feeling Intuition‬‬

‫‪Current Paradigm: Architecture As An Art‬‬

‫دياجرام يوضح مفهوم الحقبة المعاصرة لالبداع فى العمارة وتأثيرها على مرحليات التصميم والتعليم‬ ‫ان التعليم المعماري المعاصر يؤكد مفهوم "المبنى المنفرد للعميل الواحد" ‪ ytddaddivi fididdti B l v iiddtn‬الذى‬ ‫يتعامل مع العمارة بصورة عامة كفن التركيب التشكيلي ‪ .B i l vi i l mdnd toln‬إن تعليم التصميم المعماري‬ ‫المبنى على مبدأ األستوديو التقليدي يحدد أو يحصر دور المعرفة الالبصرية وأهميتها فى عملية التصميم ويقلل مفهوم المجال‬ ‫العمراني والحيز المجتمعي ‪ tlevt i tndrn‬للمشروع الى مجرد مواقع عامة ‪ sdnd ivtm‬بينما تنفصل مقررات‬ ‫الدراسات النظرية والتاريخية التي تدرس خارج األستوديو عن التجربة اإلبداعية لطالب العمارة‪ .‬األكثر أهمية فى التوجه‬ ‫السابق ان طالب العمارة يصبح مرتبطا بفهم محدود وسطحي للتصميم ويفتقد القدرة على بناء العالقة بين العمل فى أستوديو‬ ‫التصميم وبين العوامل األخرى الهامة فى مرحليات التصميم أو العالقة مع باقي مكونات ومقررات المنهج الدراسي وخاصة‬ ‫الدراسات النظرية والتاريخية ‪.‬‬

‫‪Extroversion‬‬

‫‪ThinkingPerception‬‬

‫‪Proposed Paradigm: Architecture As A Social Art‬‬


‫دياجرام يوضح مفهوم الحقبة المقترحة لالبداع فى العمارة وتأثيرها على مرحليات التصميم والتعليم المعمارى‬

‫‪ -5‬التعليم والمجتمع‬ ‫ان التوجه االجتماعي للعمارة وتأثرها وتفاعلها مع متطلبات المجتمع المحيط هو توجه عالمي بدأ منذ نهايات الحرب العالمية‬ ‫الثانية ثم ازدهر فى الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين واثر بصورة جوهرية وفاعلة على تقنيات ومفاهيم التعليم‬ ‫المعماري والممارسة المهنية على السواء‪ .‬ويزداد هذا األمر تعقيدا وأهمية فى حالة نقاش موقف الدول النامية ومدى أدراك‬ ‫المعماري لدوره الحيوي فى تطوير وانماء مجتمعه المحلى وخاصة تلك المجتمعات التى تتمتع برصيد حضارى وتراثى‬ ‫متميز‪ .‬وقد ناقش (سراج الدين ‪ )4923‬هذه االشكاليه حيث يشير الى ان تدريب المهني المحترف فى مجال العمارة والعمران‬ ‫والتخطيط وتنسيق المواقع وبصرف النظر عن مكان تدريبه فى جامعات محلية او عالمية فان التوجة دائما ناحية "الحلول‬ ‫الغربية" التى دائما ما يعتقد انها حلول معاصرة بينما توارت دراسة الحقبات التاريخية المختلفة وما بها من اطروحات إبداعية‬ ‫قابلة للتطوير والتحديث الى مقررات تاريخ العمارة المنفصلة عن أنشطة التصميم‪ .‬من هذا المنطلق فال توجد دهشة من تقلص‬ ‫وضمور دور المعماري المعاصر فى صياغة دور مؤثر فى المشروع التنموى لبلده يحافظ فيه على تراثه وحضارته وهويته‬ ‫او من أن ينفصل عن التصميم للمجتمع كما يطرح (لورانزو ‪ )4990‬فى ان المعماريين معدين بصورة جيدة لتصميم مباني‬ ‫الصفوة ‪ ، sidnd fididdtim‬ولكنهم بالقطع غير معدين للتصميم للمجتمع ‪ . Community Design‬بل يكتفي المعمارى‬ ‫باالهتمام البسيط بالتراث الذى ينعكس على االستخدام السطحي لألشكال التقليدية المكررة من حقبات سالفة (ابولغد ‪،4995‬‬ ‫واينيس ‪ )8000‬بدال من السعى المبدع نحو حلول معاصرة تستجيب ألنماط ومفاهيم الحياة الجديدة وتنعكس على كيفية‬ ‫صياغة الفراع العام والخاص‪ .‬وب التالى يصبح من الجوهرى والهام تطوير مناهج وطرق لتدريس العمارة والتصميم تستوعب‬ ‫حتمية األبعاد االجتماعية وإشكاليات التصميم للمجتمع (البينا ‪.)8009‬‬

‫‪ -6‬الموقف الفكري اإلبداعي للمعماري العربي‬ ‫ان تقلص دور المعماري العربي وضمور فعاليته وانخفاض صوته فى اإلطار الحضاري لمجتمعه (براده ‪ ،4991‬اوزكان‬ ‫‪ ،4929‬سالمه ‪ ،4994‬الرءوف ‪ )8004‬انما هو نتيجة لضعف الحركة اإلبداعية الفكرية فى العمارة العربية ويؤكد تبعيتها‬ ‫للحركات الفكرية الغربية دون تحليل وفهم عميق لهذه الحركات من حيث مبادئها ومفاهيمها وانساقها المؤثرة على اإلبداع‬ ‫المعماري ‪ .‬وبمزيد من الصدق والموضوعية فان التفسير المقبول الختفاء المعمارى العربي من خريطة التميز المعماري‬ ‫محليا وإقليميا ودوليا هو ضمور فكرى فى التوجهات اإلبداعية وباستثناءات محدودة للغاية فان المعماريين المؤثرين‬ ‫والمسئولين عن مشروعات كبرى ومتعددة يتراجعون امام اى مواجهة إقليمية او دولية ‪.‬‬ ‫والواقع المعماري فى العالم العربي يؤكد ان العمارة ال ترى كوسيلة للتنمية الشاملة وبالتالي فان المعماري لم يعد مهتما بان‬ ‫العمارة هى استخدام الخيال والحس اإلبداعي لتناول ومعالجة الواقع بإمكاناته واطروحاته المختلفة ‪ .‬ومما يزيد تعقيد األمور‬ ‫هو عدم وجود الحد األدنى من المفاهيم المشتركة والحوارات النقدية بين المعماريين بسبب ندرة الندوات والمعارض‬ ‫والمؤتمرات والتقلص المذهل فى حركة التأليف والنشر ‪ ،‬وغيرها من العوامل التى تساهم فى خلق مناخ فكرى نقدى صحى‬ ‫يسمح بتناول اآلراء وتفاعلها ويسم ح بحرية التعبير عن االتجاهات والمدارس الفكرية المختلفة ويعرضها للنقد والتحليل ‪،‬‬ ‫وغيبة هذا المناخ يؤدى الى مزيد من التخلف اإلبداعي والعلمي والحضاري ومزيد من التبعية السطحية للغرب دون مقاومة‬ ‫من المعماريين الممارسين او النقاد والمنظرين ‪ ،‬وينعكس هذا بصورة سلبية على مدارس العمارة من حيث افتقاد اصالة‬ ‫المحتوى العلمى المعرفى المقدم منها ومدى ارتباطه بقضايا حقيقية ومن ناحية اخرى فان هذا الواقع يجعل الطالب مفتقدا‬ ‫للقدوة االبداعية والمثل االعلى فى الممارسة المتميزة المؤثرة محليا واقليميا وعالميا ‪.‬‬ ‫‪ 1-6‬الروافد الغربية والمشروع االبداعى‬ ‫يصعب علينا ان ننكر او نتنكر للتأثير الغربى المذهل بل اننا نشجع على االتصال واالنفتاح الذى هو ايقاع عصر القرية‬ ‫الكونية الواحدة ولكننا نتعلم دائما من التاريخ وفى مجال العمارة والعمران فان القراءة التاريخية لعمارة الحداثة على سبيل‬ ‫المثال ي كشف المراجعة العالمية لمبادئها بعد ان تكشف للعالم انها لم تحقق وعودها ولم تنتج حضارة جديدة وعجزت عن‬ ‫مالحقة تغيرات انسانية عميقة ومع ذلك يندهش المراقب للمشهد المعماري فى العالم العربى عندما يرى تمسك مثير للتساؤل‬ ‫بانساق عمارتها التى رفضها العالم بل دمر بالكامل بعض من مشروعاتها محققا أعلى درجات الرفض والمواجهة ‪ .‬هذه‬ ‫الروافد الغربية وما يتبعها من توجهات ومدارس معمارية يجب ان تقابل باعلى درجات الوعى النقدى من المعمارى المحلى‬ ‫وان يكون تحليله لتلك التوجهات هدفها تدعيم مشروعه ورؤيته اإلبداعية الخاصة واال يصبح مستقبل سلبي مستسلم النتاج‬ ‫االخر دون تفاعل او مساهمة ويكفى ان بعض المعماريين الممارسين يدعون انتماؤهم لتوجهات معمارية مثل ما بعد الحداثة‬


‫والتاريخية والتفكيكية والتصنيعية والكالسيكية الجديدة والعضوية الطبيعية والبيئية من منطلق التقليد السطحي الشكلي واألكثر‬ ‫خطورة انتقال العدوى الى طالب العمارة وارتباطهم الساذج بقوالب شكلية وإسقاط الركائز الفكرية المفسرة للتوجه اإلبداعي ‪،‬‬ ‫وبالتالي فان الروافد الغربية مقبولة فى مدارس العمارة شريطة تحليلها العميق وفهم ما وراء تشكيالتها بدال من ان تتحول الى‬ ‫لغة بصرية يستخدمها الطالب بسطحية وسذاجة معتمدا على طرح زائف بأنه يتحدث لغة العصر ويواكبه ‪.‬‬

‫‪ -7‬نحو رؤية معمارية إلشكالية العولمة وتحديات الواقع المحلى‬ ‫فى غضون فترة زمنية محدودة وبسبب تحوالت عميقة فى عالمنا المعاصر تبلور مصطلح ومفهوم العولمة واخذ مكانه‬ ‫المرموق فى ادبيات العلوم االنسانية باكملها (‪ )Moredifage, 2001‬الى الدرجة التى جعلت استخدام كلمة العولمة فى‬ ‫سياق الحديث المرئى او المسموع او المكتوب هو داللة على وضع ثقافى متميز والمام بمستجدات العصر‪ ،‬والرؤية االكثر‬ ‫انتشارا فى تفسير العولمة واستقراء تداعياتها والتى طرحت امامنا فى مجتمعاتنا العربية بصفة خاصة ودول العالم النامى‬ ‫بصفة عامة من خالل كتابات عالمية ومحلية ترى فى العولمة فخا ومؤامرة محكمة تستعد للفتك بكل المجتمعات المحلية‬ ‫ورصيدها الحضارى المختلف من فنون واداب وعمارة واقتصاد وغيرها من مجاالت الحياة اإلنسانية (مارتين وشومان‬ ‫‪ . )4992‬و الواقع ان هذا الطرح بما فيه من مصداقية ونزعة تحذيرية مطلوبة اال انه يلقى بالمسئولية باكملها عن تلك‬ ‫المؤامرة على اطراف خارجية ويجعلنا كما اعتدنا دائما مطمئنين الى ان المشكلة قادمة من العدو الخارجى الحقيقى فى احيان‬ ‫والوهمى فى احيان اكثر ومن ثم ال نكلف أنفسنا بعناء التقييم والنقد الذاتى والجماعى الرسمى او الشعبى فى محاولة اكثر‬ ‫صدقا لتقدير حجم مجهودنا الحقيقى فى طريق التطور والتقدم (الرءوف ‪ . )8000‬وفى إطار هذا البحث فاننا نقدم طرحا‬ ‫بديال للتعامل مع إشكالية وتحديات العولمة يشجعنا على تحمل مسئوليتنا الحضارية أمام أنفسنا وأمام أجيال قادمة كما نوضح‬ ‫ان فى العولمة ايضا قيما اكثر ايجابية واكثر مساهمة فى الرقى اإلنساني العادل فى عالمنا المعاصر كما نوضح تأثير هذا‬ ‫الطرح على العملية التعليمية فى مدارس العمارة المحلية ‪ .‬وهذا الطرح البديل نقدمه من خالل المجال االبداعى الذى نهتم به‬ ‫ونتخصص فيه وهو العمارة التى نستخدمها كمنتج حضارى يتأرجح بين اشكالية العولمة وتأثيراتها وبين واقع محلى له‬ ‫تحدياته ومالمحه الخاصة والمميزة ‪ ،‬كما يختبر البحث تأثير هذه الرؤية البديلة على كل من التوجهات األكاديمية والتعليم‬ ‫المعمارى وأيضا الممارسة المهنية ‪.‬‬ ‫على الرغم من قسوة الصورة التى ترسمها العولمة فى شقها الرأسمالى االقتصادى لمستقبل المجتمع االنسانى وخاصة من‬ ‫حيث تدهور اوضاع العمال والطبقة الوسطى ومختلف الشرائح االجتماعية محدودة الدخل الى الدرجة التى يقول فيها مارتين‬ ‫وشومان (‪ )4991‬انه فى القرن الجديد سيكون هناك ‪ %80‬فقط من السكان الذين يمكنهم العمل والحصول على الدخل‬ ‫والعيش فى رغد وسالم ‪ .‬اما النسبة الباقية ‪ %20‬فتمثل السكان الفائضين عن الحاجة ‪ ,‬الذين لن يمكنهم العيش تبعا لرؤية‬ ‫المؤلفان اال من خالل االحسان والتبرعات واعمال الخير ‪ .‬اال اننا فى اطار العولمة ايضا وبسبب نتائج مختلفة لثورة‬ ‫االتصاالت وتطبيقاتها الرئيسية فى االقمار الصناعية وشبكة االنترنت والهواتف المحمولة اصبحنا ندعى اننا نعيش فى قرية‬ ‫كونية ويبقى السؤال كيف نعيش فى تلك القرية ؟ هل انصهرت كل الحدود والفوارق والتمايزات واقتربنا مرة اخرى من‬ ‫اطروحة مشروع الحداثة الشهيرة "بوتقة االنصهار"‪ Society as a melting pot‬ام اننا امام تحديا معيشيا جديدا افضل‬ ‫وصف له هو "طبق السالطة"‪Society as a salad bowl‬‬ ‫والواقع ان الفارق الجوهرى بين االطروحتين يمكن صياغته فى ان الطرح االول هو صهر للذاتية والمحلية لكى يؤدى الى‬ ‫قواما جديدا وبناءا اجتماعيا مختلفا ال يمكن رصد مكوناته واجزائه بصورة واضحة ومستقلة ‪ ،‬اما الطرح الثانى فعلى الرغم‬ ‫من انه يطرح اطارا جماعيا مثل (العالم الوا حد والقرية الكونية) اال انه يسمح بالتمايز ويمكن من الحفاظ على الذاتية من‬ ‫خالل محصلة جماعية يمكن بوضوح رؤية واالستدالل على مكوناتها المختلفة ‪ .‬اما كيث جريفين استاذ االقتصاد فى جامعة‬ ‫كاليفورنيا (مورديفاج ‪ )8004‬فهو يدعم ايجابيات العولمة ويبحث بصفة خاصة فى العالقة بين الثقافة والعولمة ويصفها بانها‬ ‫عالقة ايجابية وان اتجاه العالم الى ثقافة عولمية لن يلغى الثقافات الوطنية لكنها ستدفعها الى تطوير نفسها لكى تتقبل التزامات‬ ‫الحقبة الجديدة ‪ .‬ويفسر جريفين العولمة من منظور انها تغيير تلقائى مرغوب ال يمكن تفسيره فقط على انه رغبة امريكية فى‬ ‫السيطرة والهيمنة والتغريب ‪.‬‬ ‫ان االنفتاح الثقافى الواسع النطاق الذى شهده العالم خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة كان حدوثه تلقائيا ومرغوبا ومن اهم‬ ‫نتائجه التاكيد على تنوع الحضارات والثقافات وهذا التنوع الثقافى هو المسئول عن االبداع واالبتكار المحلى فى محاولة‬ ‫للمساهمة االيجابية فى الحوار الحضارى الثقافى الذى افرزته العولمة ‪ .‬يعنى هذا ان الثقافات الوطنية المحلية تتعرض بالفعل‬ ‫الى التغيير فى ظل العولمة ولكنها ال تتعرض للفناء وانما الحادث هو عملية تبادل ناضجة وهذا النضج هو مسئولية المجتمع‬ ‫المحلى الوطنى ‪ .‬وبالتالى فان تبادل المنافع واستكشاف المساوئ من كل ثقافة باختيار المواطن سيزيد قوة االبداع الناتجة من‬ ‫ثراء التنوع الثقافى ‪ .‬فى اطار الفهم السابق للعالقة بين الثقافة والعولمة ودورهما فى دفع االبداع المحلى وفى اطار‬


‫االطروحات المختلفة التى بلورت العالقة بين العمارة والثقافة وتعاملت مع العمارة كمنتج حضارى يعبر افضل تعبير عن‬ ‫الواقع الثقافى لمجتمع أنسان ي معين فاننا يمكننا استنتاج وصياغة طرحا جديدا لمفهوم العمارة واإلبداع المحلى فى عصر‬ ‫العولمة ‪ .‬اننا يجب ان نرى الشق االيجابى فى العولمة المعتمد على تعطش االخر وتطلعه لفهم حضارة وثقافة الغير وان‬ ‫نستغل تقنيات االتصال والتواصل فى عرض إبداعاتنا المحلية فى مجال العمارة والعمران شريطة ان ترتبط هذه اإلبداعات‬ ‫برؤية فكرية عميقة وأصيلة ال تغرق فى الماضي وال تنفلت من الحاضر وال تتجاهل المستقبل ‪.‬‬

‫‪ -8‬تكوين المفهوم التصميمي في التعليم المعماري‬ ‫ما سبق طرحه فى األجزاء السابقة من البحث يوضح اهمية تواجد التعليم المعمارى فى موقع متوسط ما بين التوجهات‬ ‫الفلسفية والقدرات المهارية الحرفية‪ .‬وبصفة خاصة فاننا نعنى فى تدريس العمارة بمقررات التصميم المعمارى التى تمثل‬ ‫العامود الفقرى لمدارس العمارة كما ان التصميم المعمارى هو النشاط الرئيسى والجوهرى الذى يجب ان يمارسه خريج‬ ‫مدرسة العمارة وبصورة مبدعة وخالقة‪ .‬ان قضية الفهم واالدراك المعمارى ‪ Architectural Cognition‬او الكيفية التى‬ ‫يتم من خاللها تكوين المفاهيم والرؤى التصميمية ‪ Concepts‬فى اذهان وخيال الطالب وكيف يطور الطالب فهمه الخاص‬ ‫عن ماهيه العمارة ودوره االبداعى فى ممارسته االكاديمية والمهنية هى جوانب اساسية فى الطرح البديل لتعليم العمارة بصفة‬ ‫عامة والتصميم المعمارى بصفة خاصة (رءوف ‪ .)8002‬وحيث ان معظم اقسام العمارة فى الجامعات والمعاهد العربية‬ ‫تتبنى وتؤكد على الجوانب البصرية ‪ sdmivi omldsnm‬فى انتاج العمارة وعلى الرغم ان التعبير البصرى شديد االهمية فى‬ ‫فهم وادراك العمل المعمارى ولكننا يجب ان نؤكد ان التصميم المعمارى هو نشاط ذهنى فكرى ابداعى يتم التعبير عنه بالرسم‬ ‫وبالتالى فانه من الخطورة اسقاط او التقليل من اهمية المفهوم التصميمى او الفلسفة التصميمية وراء العمل المعمارى‪ .‬والتي‬ ‫تمثل الركيزة التى تمكننا من التفريق بين العمل المعمارى الحضارى وبين مجرد مبنى‪.‬‬ ‫‪“Why have practical men not acquired credit? For the reason that architecture is born‬‬ ‫‪of discourse. Why not the men of letters? For the reason that architecture is born of‬‬ ‫”‪construction. To be an architect, one must seek discourse and construction together‬‬ ‫‪Vitruvius‬‬

‫فى محاولة لصياغة نموذج بديل لتدريس التصميم المعمارى يتم التاكيد على عمليات الفهم ‪ Cognitive Process‬التى‬ ‫تؤدى الى تكوين المفهوم التصميمى ‪ .i tsdln i l vnd t‬ان كال من التعبير المنطوق ‪ sdlesrlldmmd t‬او‬ ‫المكتوب وكذلك الرسم والتمثيل البصرى ‪ lldmdtnvnd tsdmivi id‬هما تعبيرات مستقلة ومتداخلة عن التفكير المعمارى‬ ‫‪ .‬ان طريقة التدريس المقترحة تعتمد على ان طالب العمارة يمكن ان يفكر ويطور تأمالته وتحليالته للعالم حوله وهو لم‬ ‫يكتسب القدرة على التفكير الفراغي والمعماري بعد ومن ثم فأننا نؤكد جانبى او مستويي التعبير فى العمارة وهما المنطوق‬ ‫المرتبط بالمفاهيم ‪ i tsdlnivi -sdlevi‬والمرسوم المرتبط بالتمثيل البصري ‪.idlldmdtnvnd tvi -sdmivi‬‬

‫تكوين المفهوم التصميمى ‪noCtamc FotpecnoC‬‬

‫المنتج اإلبداعي‬ ‫المعمارى‬ ‫والعمراني‬ ‫و‬

‫‪The Power of‬‬ ‫‪Sketches‬‬

‫‪The Power‬‬ ‫‪of Words‬‬


‫دياجرام يوضح النموذج البديل لتكوين المفهوم التصميمى فى استوديو العمارة‬

‫‪ -9‬التوصيات ‪ :‬نحو إطار بديل لتعليم العمارة والعمران‬ ‫اإلطار البديل المقترح لتعليم العمارة والعمران في العالم العربي يعتمد على فرضية ان العمارة بصفة عامة والتصميم‬ ‫المعمارى بصفة خاصة هو نشاط ذهني فكرى إبداعي تتحاور فيه قدرات الطالب والمعلم بصورة عضوية تستوعب المستويين‬ ‫األساسيين للتعبير المعمارى المنطوق والمرسوم وتستجيب لمتغيرات وإيقاعات العصر المتجددة ويعتمد هذا اإلطار على عدة‬ ‫مقومات ترتبط بثالث عناصر رئيسية هي‪ :‬المحتوى المعرفى وعملية التدريس وأسلوب التدريس واهم تلك المقومات ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ان العمارة ليست أشكال ‪ Forms‬او مفاهيم فلسفية فقط ‪ i tsdlnm‬وانما هى العالقة والتداخل بينهما ومن ثم فان‬ ‫تفاعل الطالب مع العمارة يجب ان يتم من خالل تنمية قدراتهم التعبيرية عن افكارهم بصورة مرسومة وايضا كتابة‬ ‫وتحليال‪ .‬ان العمارة فى هذا السياق ال يمكن رؤيتها كمجرد طرح تنظيرى فلسفي او مهارات تشكيلية وانما هى فى موقع‬ ‫متوسط مابين قوى التجاذب والتنافر لهذين القطبين‪ :‬الفلسفة التصميمية والتشكيل المهارى الحرفي‪.‬‬ ‫المعماريون والعمرانيون فى ممارساتهم المهنية مقلون فى تفاعلهم واهتمامهم بالناس والمجتمع ولكن المتغيرات الحادثة‬ ‫االن تجعل المجتمع هو العمي ل االكثر اهمية ومن ثم يجب ان يعد معمارى المستقبل فى مدارس العمارة لكى يتفهم دوره‬ ‫الجديد فى اطار المجتممع المحلى واالقليمى وايضا المجتمع العالمى وكيف يؤثر عمله على البيئة العالمية ‪i evi‬‬ ‫‪.stadl t dtn‬‬ ‫ان كفاءة االطر البديلة لتعليم العمارة يجب ان تقيم من خالل قياس اكتساب الطالب القدرة على الدمج العضوى‬ ‫للدراسات والمعارف المختلفة ‪ Disciplines‬والتعامل معها ليس من خالل أنها وحدات معرفية مستقلة ولكنها جزء من‬ ‫كل متكامل ‪.el id‬‬ ‫ان ثورة المعلومات وتدفقها المذهل وسالسة تعامل األجيال الجديدة مع الحاسبات (نبيل على ‪ ،8004‬تايلور ‪)8002‬‬ ‫ومع شبكة االنترنيت طورت من مفاهيم الطالب وقدرتهم على النقد والتحليل والتقييم بسبب تواصلهم مع العالم وبالتالى‬ ‫تزداد مسئولية المعلم فى اشباع رغبات الطالب وفضوله المعرفى ومساعدته فى تحويل الحصيلة المعلوماتية الى رصيد‬ ‫معرفى مؤثر على العملية االبداعية فى التصميم المعمارى بصفة خاصة‪.‬‬ ‫محاولة طرح مفهوم ومنهج التفكير العالمي والفعل المحلى ‪ Think Globally & Act Locally‬وانعكاس ذلك على‬ ‫مفاهيم التعددية المعرفية والثقافية وكذلك التداخل المعرفي للعلوم المختلفة التى أصبحت مؤثرة وحيوية فى العملية‬ ‫التعليمية المعما رية والحرص على ان يعطى لطالب العمارة الفرصة للتعرض الحيوي لما يحدث فى العالم حوله‬ ‫بالتحليل والتفكير والتأمل ثم التطبيق‪.‬‬ ‫على المستوى الشمولي فان طالب العمارة والعمران والتخطيط فى العالم العربي يجب ان يتاح لهم إمكانية تحليل وتأمل‬ ‫وفهم احتياجات مجتمعاتهم المحلية وتراثها ورصيدها الحضاري‪ .‬فمن خالل إطار التعليم المقترح فان مفهوم اإلبداع‬ ‫المحلى ‪ Local Creativity‬يقدم ويطرح ومن ثم يتفهم الطالب قيمة تراثهم وكيفية التعامل اإليجابي معه واستعماله‬ ‫فى توليد حلول مبدعة لمشاكل معاصرة وليس فقط انه مجموعة من المبادئ التشكيلية ‪ i l vi ldtsdlidm‬التى‬ ‫يتكرر استعمالها بانفصال كامل المجال والواقع الذى تبنى فيه‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تأكيد مفهوم التوازن بين االبداع والمسئولية االجتماعية‪ Creativity & Social Responsibility‬فى العمارة عن‬ ‫طريق إتاحة فرص التفاعل الحقيقي مع المستعمل ومع قطاعات المجتمع المستفيدة من المشروع موضوع التصميم وأال‬ ‫يقتصر هذا التفاعل على اختبار المنتج النهائي للعملية التصميمية وانما يطور ليكون تفاعال مبدعا فى كافة مرحليات‬ ‫اتخاذ القرارات التصميمية المختلفة‪.‬‬ ‫كيف يكتسب المعماريون والعمرانيون القدرة على التعامل الحساس مع البيئة التى يبنون خاللها؟ هذا التساؤل الهام تمثل‬ ‫اجاباته واحدا من مقومات االطار البديل المقترح حيث يعتمد على تشجيع الطالب على الفهم العميق والشمولى للبيئة‬ ‫واالشكاليات المرتبطة بها وخاصة فى مجال العمارة والعمران‪ .‬ان طالب العمارة يجب ان يتجاوزوا المفهوم البسيط‬ ‫للتعامل مع البيئة من منظور ادوات التحكم البيئي ‪ stadl t dtnvi i tnl i‬كالتحكم فى الشمس والهواء وغيرها‬ ‫من العناصر البيئية الى المستوى االكثر عمقا وهو الفهم والتعامل الناضج مع ابعادها الحضارية الثقافية واالجتماعية‬ ‫والسياسية وغيرها‪ .‬من هذا المنطلق فان االطار المقترح يؤكد على مفهوم التنمية المتواصلة او المستدامة‬ ‫‪ simnvdtvedidnI‬كمفهوم تصميمى حاكم ومؤثر يفهم من خالله الطالب مسئولية المعمارى فى الحفاظ لالجيال القادمة‬ ‫على ما نتمتع به اليوم من مكونات ورصيد بيئى وطبيعى متميز‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬


‫‪‬‬

‫تقديم وتحفيز استخدام "استوديو التصميم والبناء"‪ Design & Build‬والذى يعتمد على ان الدور االبداعى للمعمارى‬ ‫ال ينحصر فى تقديم الرؤية المرسومة لمشروعاته انما يجب ان يمتد ليشمل فترة تنفيذ وإنشاء العمل المعماري‪ .‬ومن ثم‬ ‫فأننا من خالل تطوير استخدام أستوديو التصميم والبناء فإننا نؤكد مفهوم اإلبداع الجماعى ‪vndadnIi iidsndad ild‬‬ ‫فى العمارة ومن ثم فان انتاج العمل المعمارى المتوافق مع بيئته ومجتمعه وتراثه وتحدياته ليس نتاجا ابداعيا للمعمارى‬ ‫وحده وانما هو المحصلة االبداعية الجماعية للمعمارى والمجتمع والبناء والحرفى والمستعمل‪ .‬االكثر اهمية فى تطبيق‬ ‫هذا النموذج التعليمى فى تدريس التصميم ان يتيقن طالب العمارة من استمرارية العملية االبداعية ‪ildvndad‬‬ ‫‪ l sdmm‬فى العمارة الى مرحلة البناء ‪ fididdti l sdmm‬ويدرك مسئوليته الحقيقية كمبدع مسئول عن إنتاجه‬ ‫اإلبداعي الحقيقي وهو المبنى وليس الرسومات‪.‬‬ ‫فى معظم اقسام العمارة فان الجزء االكبر من طاقة ووقت الطالب تخصص فى الرسومات الحرة واالسكتشات والتلوين‬ ‫وغيرها من االنشطة المدعمة لقدرات التعبير المرسوم‪ .‬وعلى الرغم من قناعتنا الجوهرية باهمية وحيوية انغماس‬ ‫الطالب فى تلك االنشطة اال ان المالحظ ان ذلك التوجه ياتى على حساب قدرة الطالب على االندماج فى عملية الفكير‬ ‫‪ Thinking Process‬على مستوى المفاهيم ‪ i tsdlnm‬والرؤية التصميمية‪ .‬من هذا المنطلق فان المقترح ان‬ ‫يتحرك تدريس التصميم فى خطين يتقلطعان وينفصالن ويتحاوران فى صورة عضوية ومثيرة االول هو التعبير‬ ‫البصرى اما الثانى فهو الكتابة الفكرية الفلسفية النقدية التحليلية ‪ ildndsvi eldndti&ytndiidsnivi‬عن افكارهم‬ ‫التصميمية والقضايا المتعلقة بها ‪ sdmdit ymmidm‬واالشكاليات المرتبطة بها او النابعة منها بحيث تتولد لدى الطالب‬ ‫قدرة متوازنة للتعبير المرسوم المتجدد والمنطوق العميق‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ضرورة ازالة الفجوة بين المقررات النظرية التى تقدم فى المحاضرات وبين تطبيقات التصميم فى االستوديو بما يدفع‬ ‫الطالب الى التفكير العميق والتحليل المتكامل لما يطرح امامهم من مشاكل تصميمية محدودة والتمكن من تحويلها من‬ ‫مجرد تدريبات بصرية فراغية الى قضايا واشكاليات تصميمية ‪ Design Issues‬ترتبط بدور العمارة متعدد االبعاد‬ ‫فى اطار المجتمع المحلى وكذلك فى اطار المنظومة العالمية التى يصعب تجاهل اهميتها وتأثيرها‪.‬‬

‫‪‬‬

‫المراجع‬ ‫أوال‪ :‬المراجع العربية‬ ‫بنيلونى مرى "العبقرية‪ :‬تاريخ الفكرة" سلسلة عالم المعرفة عدد ‪ ، 832‬المجلس الوطنى للثقافة والفنون واالداب‪ -‬الكويت‬ ‫‪.4991‬‬ ‫هانس بيتر مارتين ‪ ،‬هارلد شومان "فخ العولمة" سلسلة عالم المعرفة عدد ‪ ، 832‬المجلس الوطنى للثقافة والفنون واالداب‪-‬‬ ‫الكويت ‪.4992‬‬ ‫زكى نجيب محمود "ثقافتنا فى مواجهة العصر" الهيئة المصرية العامة للكتاب – مصر ‪.4996‬‬ ‫فيليب موروديفاج "العولمة" ترجمة‪ :‬كمال السيد ‪ ،‬موسوعة الشباب للعلوم – مصر ‪8004‬‬ ‫كارل بوبر "بحثا عن عالم افضل" ترجمة‪ :‬د‪.‬احمد مستجير‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب – مصر ‪.8004‬‬ ‫سوسن حلمى "النظرية فى العمارة‪ ..‬كمالية ام ضرورية" مجلد ابحاث المؤتمر الدولى الرابع‪ -‬كلية هندسة بجامعة االزهر‬ ‫‪4994‬‬ ‫على عبد الرءوف "رؤية معمارية الشكالية العولمة" جريدة االهرام المصرية‪ 5 ،‬إبريل ‪.8000‬‬ ‫على عبد الرءوف على "النقد المعمارى ودوره فى تطوير العمارة المصرية المعاصرة" رسالة ماجستير غير منشورة ‪،‬‬ ‫جامعة القاهرة ‪4994‬‬ ‫على عبد الرءوف على "العمارة المصرية المعاصرة ‪ :‬القضايا النقدية والتوجهات اإلبداعية" ‪ ،‬مقال منشور بمجلة البناء‬ ‫عدد مايو ‪.8004‬‬ ‫نبيل على "الثقافة العربية وعصر المعلومات" سلسلة عالم المعرفة عدد ‪ ، 861‬المجلس الوطنى للثقافة والفنون واالداب‪-‬‬ ‫الكويت ‪.8004‬‬


References: Abu-Lughod, Janet “The Planners’ Dilemma: What to do with a Historic Heritage”. Design Book Review 29/30 pp.26-31, 1994 Alexander, Christopher 1977 “A Pattern Language” (Oxford University Press, N.Y) Alexander, Christopher 1979 “The Timeless Way of Building” (Oxford University Press, N.Y). Alraouf, Ali 1996 “Collective Creativity in Making Architecture” Unpublished Dissertation, Cairo University. Anthony, Kathryn 1993 Design Juries on Trail. . (Van Nostrand, N.Y). Chadwick, Michael. Back to School : Architectural Education - the Information and the Argument. (John Wiley & Sons), 2004. Cuff, D. 1991 Architecture: The Story of Practice. (MIT Press, MA.). Kostof, S. The Architect 1980 (Oxford University Press, N.Y) Kostof, S 1986 The Education of Muslim Architect in The Aga Khan Award for Architecture. 1986 Architectural Education in the Islamic World. (Proceedings of Seminar 10, Spain). (Concept Media, Singapore) Lawson, Brayne. 1990 How Designers Think (Butterworth, London). Lozano, Edurado. 1990 Community Design and the Culture of Cities (Cambridge University Press, CA). Moore, T. Gary 1970 Creativity and Success in Architecture. Journal of Architectural Education, 24,2/3 (April1970). Martin, Hans. 1998 The Trap of Globalization. (The national council for arts and culture, Kuwait). Nicol, David & Pilling, Simon (Eds.) Changing Architectural Education: Towards a New Professionalism. (Taylor & Francis Group), 2000. Salama, A. Architectural Pedagogy in Transition. Al-Azhar University Fourth International Conference. Dec. 1995 Schoon, Ingrid 1992 Creative Achievements in Architecture. (DSWO Press, Leiden University). (Barada, M., Ozkan, S.,)The Aga Khan Award for Architecture. 1986 Architectural Education in the Islamic World. (Proceedings of Seminar 10, Spain). (Concept Media, Singapore) Pearce, Martin (ed.) 1995 Educating Architects. (Academy Editions, London). Schon, D.A. 1985 The Design Studio. (RIBA Publications, London). Rapoport, A. 1969 “House Form and Culture” (Printice- Hall, London) . Rabkin, Nick . Putting the Arts in the Picture: Reframing Education in the 21st Century.(Columbia College Chicago), 2004. Hobsbawn, E. 1983 “The Invention of History” (Cambridge University Press, London). Dervin, D. 1990 “Creativity and Culture” (Associative University Press, London). Tschumi, B. 1995 One, Two, Three: Jump in Pearce, Martin (ed.) 1995 Educating Architects. (Academy Editions, London). Weyeneth, Robert 2000 “Historic Reservation for a Living City” (University of S. Carolina Press). Warfield, James (ed.) 1986 Fostering Creativity in Architectural Education. ACSA West Centeral Regional Meeting, (University of Illinois Press, Champaign).


‫كيف نجعل الدراسة الجامعية متعة للطالب‬ ‫حالة لعلوم الحاسب اآللي‬ ‫الدكتور‪ :‬أحمد زكي ابو بكر‬ ‫أستاذ زائر – جامعة ماليزيا التقنية‬ ‫ممثل الجامعة الرسمي لدى جامعة قطر‬ ‫بريد إليكتروني‪profzaki@qu.edu.qa :‬‬ ‫‪zaki@utm.my‬‬ ‫© أحمد زكي أبو بكر ‪8044‬‬ ‫ملخص‬ ‫تلعب طريقة التدريس في التعليم الجامعي دورا هاما في تعلم الطلبة وتطورهم كي يصبحوا مهنيين ومتخصصين في المستقبل‪.‬‬ ‫فالتعليم الذي يعتمد على التلقين المطلق على يد معلم تنقصه الكفاءة واإلبداع يفترض أو يتصور بأن الطالب متعلم سماعي‬ ‫ولديه قدرة عالية على التذكر وبارع في تدوين المالحظات وال يتأثر بالكم الهائل من المعلومات التي تفوق قدرته على تحليلها‬ ‫وفهمها وقادر على استيعاب المفاهيم المعقدة والمجردة بيسر وسهولة‪ .‬وعن غير قصد‪ ،‬يتعامل علم أصول التدريس مع طلبة‬ ‫الجامعة كأطفال ويفرز آثارا سلبية من خالل خلق التوتر واالمتعاض والمقاومة لدرجة يجعل الطلبة غير راغبين بدخول‬ ‫غرف الدرس‪ .‬يجب أن يكون التعلم ترفيهيا وممتعا وخالقا ومفيدا وزاخرا بالمعلومات وكذلك المعلم‪ .‬فالمواضيع المعقدة‬ ‫والمجردة والصعبة الفهم في علوم الحاسب اآللي مثل موضوع " تحليل وتصميم الخوارزميات" يمكن أن يصبح موضوعا‬ ‫دراسيا أكثر نفعا ومتعة للطلبة لو تم التعامل معهم كطلبة في سن النضج والعقالنية‪ .‬وباستخدام فن وعلم واستراتيجيات تعليم‬ ‫الكبار مثل التعلم االستكشافي والتجريبي والتفاعلي والقائم على حل المشكالت يجعل من المعلم والمتعلم شركاء في التعلم‪.‬‬


‫استخدام وانتشار وسائل اإلعالم الجديدة في شبكة اتصاالت الجامعة‬ ‫مايكل شولمان‬ ‫تحتل الجامعات مركزا متميزا بين المؤسسات والهيئات التي تتميز بالتقدم الفكري‪ .‬وعلى عكس المؤسسات التجارية وفرق‬ ‫البحث والتطوير‪ ،‬تتوجه المؤسسات األكاديمية والعلمية إلى جذب أوسع طيف ممكن من الجمهور بينما تحتفظ بروابط‬ ‫شخصية داخل مجتمع خاص ومستقر نسبيا‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ونظرا العتمادها وارتكازها اقتصاديا على جيل الشباب‪ ،‬تدعم‬ ‫المجتمعات الجامعية أسلوب حياة تسيطر عليه رؤية شبابية‪ ،‬وقد تأتي في رأس قائمة المواقع التي تتبنى تقنيات االتصاالت‬ ‫والتواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫يضم مصطلح" وسائل اإلعالم الجديدة" لعديد من آخر وسائل االتصال الرقمية ‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬غالبا ما يتم اختزال لفظ" وسائل‬ ‫اإلعالم الجديدة" بأنها رقمية ولها سمات يمكن التالعب فيها وقد تخلق شبكات معينة ومحكمة وتفاعلية وقابلة للدمج‬ ‫واالختصار‪ .‬وعليه فوسائل اإلعالم الجديدة يمكن أن تكون قابلة للتعريف لفترة محددة مع ما يمكن ان ينتج عن ذلك من‬ ‫تداعيات هامة ال يمكن التنبؤ بها‪ .‬تتناول هذه الورقة بالدراسة والتحليل ما تقوم به الجامعات محليا وعالميا من اتباع واستخدام‬ ‫لوسائل اإلعالم الجديدة وما تقدمه من خدمات أساسية منها على سبيل المثال شبكات التواصل االجتماعية ( فيس بوك‪ ،‬تويتر‪،‬‬ ‫يو تيوب) وكذلك الحاجات والمتطلبات التي ال يوجد من يوفرها في الوقت الراهن‪.‬‬


‫إدخال التعلم القائم على المشاريع في طرق تدريس هندسة العمارة في جامعة قطر‬ ‫‪1‬‬

‫األستاذ الدكتور أشرف سالمة‬

‫تصبح جميع عمليات إصالح التعليم ال قيمة لها إذا استمر طلبة الجامعة بتلقي التعليم في بيئة تعلم ال تدعم قدراتهم العقلية أو‬ ‫تعيق قدراتهم اإلبداعية‪ .‬ومن المؤكد أن الطلبة ال يتعلمون الشيء الكثير من محض جلوسهم داخل غرف الدرس يستمعون‬ ‫لمعلمهم ويحفظون عن ظهر قلب بعض المعارف المقولبة والمجزأة‪ .‬وعليه‪ ،‬ينتج هذا التوجه الميكانيكي لعلم التدريس تعامال‬ ‫مع الطلبة كما لو كانوا آالت لها سمات مجتمعة آالت تسجيل أقراص الدي في دي او الكاميرات أو الحواسيب‪ .‬ويتم تقييم‬ ‫الطلبة استنادا إلى قدرته على إعادة سرد أو إنتاج ما قيل له أو اما شاهده‪ .‬وفي المقابل تأتي االختبارات لفحص قدرة الطالب‬ ‫على إعادة انتاج المعلومة التي قدمت له مسبقا‪ .‬وتستند ميكانيكية علم التدريس في معظمها على اساليب وطرق االتصال‬ ‫بالقول او المشاهدة وتثبيط عملية البحث واالستقصاء الطبيعي كسمة من سمات البشر‪ .‬وعليه ‪ ،‬برزت هناك حاجة ملحة للبدء‬ ‫بعلم تدريسي منظم يركز ويؤكد على التعلم القائم على الخبرة‪ ،‬واالستكشاف‪ ،‬والعمل‪ ،‬وكذلك االستنتاج‪ .‬يجب أن يتحدث‬ ‫الطلبة عما يتعلمون وأن يتفكروا فيه ويكتبوا عنه وكذلك ربطه بما لديهم من معلومات أو معرفة سابقة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫د‪ .‬أشرف محمد سالمة‪ :‬دكتوراه في الهندسة المعمارية‪ ،‬باحث وأكاديمي في الهندسة المعمارية‪ ،‬أستاذ و رئيس قسم الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني في جامعة قطر‪ .‬عمل في‬ ‫العديد من المناصب في مصر وإيطاليا وقطر والسعودية والمملكة المتحدة‪ .‬سالمة‪ .‬وقد حازت مؤلفاته وابحاثه ومقاالته في علم أصول التدريس المعماري وممارسات تدريس‬ ‫التصميم‪ ،‬على اعتراف واسع‪ .‬ويشغل الدكتور أشرف سالمة حاليا رئيس تحرير المجلة العلمية الدولية ألبحاث العمارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية والمحرر المشارك في مجلة (أوبن هاوس إنترناشنل) في المملكة المتحدة ‪ ،‬عضو هيئة تحرير نشرة العمارة الدولية بجريدة التايمز‪ ،‬وعضو هيئة تحرير معماريون من أجل‬ ‫السالم ‪ .‬لمزيد من المعلومات حول أعماله ‪ ،‬يرجى تصفح الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪http://qu.academia.edu./AshrafSalama/About‬‬


‫تضمين مزيد من أسس ومعايير شبكة اإلنترنت في موقع الجامعة اإلليكتروني‬ ‫تمام خضوري‬ ‫مدير وحدة المواقع اإلليكترونية – إدارة العالقات الخارجية‬ ‫ملخص‬ ‫لقد تطور موقع جامعة قطر االليكتروني تطورا ملحوظا وهاما على مدى الثالث سنوات الماضية‪ .‬ولذلك فإن فهم العملية التي‬ ‫من خاللها تم تطوير الموقع وما تمخض عنها من نتائج سيتيح إجراء تقييما مناسبا يستفاد منه عند إجراء أي تحسينات في‬ ‫مراحل التطوير المقبلة‪ .‬ويشمل ذلك تحديد األساليب المستخدمة في تقديم المحتوى من داخل الجامعة وما تتركه من انطباعات‬ ‫لدى مستخدمي الموقع‪ ،‬وكذلك فهم األساليب التي يستعملها مستخدمو الموقع تصفح المواقع التعليمية وشبكة اإلنترنت بشكل‬ ‫عام‪ .‬وتقترح النتائج أن المجاالت التي يمكن تحسينها من حيث التصميم ممكنة باإلضافة إلى ضرورة وجود قنوات تغذية‬ ‫راجعة أكثر فعالية وشموال لظهور الموقع بشكل أفضل‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.