مجلة الكواكبي الحقوقية العدد الثاني عشر - عربي سويدي

Page 1


‫افتتاحية العدد ‪ :‬املنطقة اآلمنة هل ستكون آمنة ؟‬

‫من ظالم اىل ظالم ص ‪5 - 4‬‬ ‫وصية الحلبي االخرية ص ‪7 - 6‬‬ ‫الهروب من قبضة داعش ص ‪9-8‬‬ ‫افطار الرس الشهداء واملعتقلني ص ‪10‬‬

‫من حلب اىل غزة ص ‪12‬‬

‫العدد السابق‬


‫افتتاحية العدد‬

‫املنطقة اآلمنة هل ستكون آمنة فعال ؟‬ ‫أعلنــت تركيــا عــن اقامــة منطقــة آمنــة يف شــال ســورية متتــد‬ ‫عــى طــول ‪ 150‬كــم مــن جرابلــس غــرب الفــرات اىل رأس‬ ‫العــن وبعمــق ‪ 50‬كــم وانهــا اتفقــت مــع االمريــكان عــى‬ ‫اســتخدام قاعــدة انجرليــك الجويــة يف الهجــات الجويــة‬ ‫عــى داعــش وان هــذه املنطقــة ســيتم فيهــا تجميــع الالجئــن‬ ‫الســوريني‪.‬‬ ‫ويف الوقــت نفســه أعلنــت الواليــات املتحــدة انهــا تخطــط‬ ‫إلقامــة مــا يســمى « منطقــة آمنــة مــن الدولــة اإلســامية‬ ‫«عــى طــول الحــدود الســورية الرتكيــة مــع تأكيدهــم ان هــذا‬ ‫ال يتضمــن إقامــة منطقــة حظــر جــوي يف الشــال الســوري‬ ‫وان الحاميــة الجويــة ســتكون فقــط للقــوة املقاتلــة لداعــش‬ ‫املنطقــة املحــددة مبعظمهــا يســيطر عليهــا مقاتلــون اك ـراد‬ ‫وقــد رصح وزيــر الخارجيــة الــريك مولــود شــاويش اوغلــو يف‬ ‫مؤمتــر صحفــي يف لشــبونة ‪ »:‬ليــس هنــاك مــن فــرق بــن ال‬ ‫يب يك يك وداعــش وال ميكــن ان نقــول ان ال يب يك يك افضــل‬ ‫ألنهــا تقاتــل داعــش ‪...‬انهــم يقاتلــون مــن اجــل الســلطة‬ ‫وليــس مــن اجــل الســلم واالمــن ‪»...‬‬ ‫فهــل ميكــن تحقيــق منطقــة آمنــة ؟ ام انهــا منطقــة آمنــة‬

‫الواليــات املتحــدة تقصــف داعــش ملســاعدة االك ـراد وتركيــا‬ ‫تقصــف االكــراد بشــكل أســايس وتــرب داعــش بشــكل‬ ‫خجــول ‪......‬ويف حــال إقـرار املنطقــة االمنــة لتجميــع الالجئــن‬ ‫الســوريني فيهــا هــل ســتكون خاليــة مــن الجامعــات املســلحة‬ ‫وامــراء الحــرب ؟ وهــل ســيتم توفــر االمــن للمواطنــن‬ ‫الســوريني يف مختلــف مجــاالت الحيــاة لهــم بإقامــة جهــاز‬ ‫امنــي وبوليــس ؟ وهــل ســيتم انشــاء جهــاز قضــايئ فيهــا ؟‬ ‫ولتحقيــق مصالــح الحيــاة للســوريني فيهــا يقتــي ذلــك انشــاء‬ ‫مؤسســات لهــذه املصالــح‪ .‬فهــل ميكــن تحقيــق ذلــك بــدون‬ ‫إرادة دوليــة عامــة ؟ ام انهــا ســتكون محميــة تركيــة بــإدارة‬ ‫مدنيــة ســورية تابعــة لهــا ؟‬

‫بقلم الدكتور طالل العبد الله‬


‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫من ظالم اىل ظالم‬

‫‪4‬‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫‪ ...‬قصة الالجئ السوري الرضير ابراهيم االحمد‬

‫من الظالم إىل الظالم‪:‬‬ ‫رحلة الجئ سوري‬ ‫مــا بــن الرغبــة والقانــون ‪ .........‬الرغبــة باملســاعدة والقانــون‬ ‫الــذي يحــول دون ذلــك ‪......‬‬ ‫تناشــد منظمــة الكواكبــي لحقــوق االنســان جميــع املنظــات‬ ‫الحقوقيــة واإلنســانية مــد يــد املســاعدة للرجــل الســوري الرضيــر‬ ‫إبراهيــم األحمــد ‪......‬‬ ‫حــرب أهل ّيــة‬ ‫مــن ظــام الرحــم إىل ظــام الدنيــا‪ ,‬ومــن ظــام‬ ‫ٍ‬ ‫إىل ظــام مســتقبل مجهــول‪ .‬املواطــن الســوري هيثــم ابراهيــم‬ ‫حــي عندمــا تصطــدم اإلنســانية يف حائــط‬ ‫األحمــد هــو مثــال ّ‬ ‫القانــون املج ـ ّرد‪ .‬إلتقــت معــه منظمتنــا يف محاولــة للعثــور عــى‬ ‫الجانــب املظلــم يف الهجــرة إىل أوروبــا‪.‬‬ ‫من هو هيثم األحمد قبل الثورة؟‬‫ولــد يف عــام ‪ 1978‬إىل عــا ٍمل خــا ٍل مــن النــور (حيــث ولــد رضيـرا ً)‪،‬‬‫خــا ٍل مــن األمــل‪ .‬لكــن ذلــك مل مينعــه مــن صنــع االمــل‪ .‬فــدرس يف‬ ‫مــدراس املكفوفــن يف ســوريا إىل أن حصــل عــى شــهادة البكالوريــا‬ ‫قبــل أن يســافر إىل تونــس ويــدرس لثــاث ســنوات حصــل يف‬ ‫نهايتهــا عــى دبلــوم تقنــي ســامي يف العــاج الفيزيــايئ‪ .‬بعــد‬ ‫تخرجــه حصــل عــى عمــل يف تونــس ثــم قــرر العــودة لســوريا‬ ‫ليتــزوج ويعمــل الحقـاً يف مديريــة الص ّحــة يف حلــب عــاش حيــاة‬ ‫طبيعيــة ومل يســمح لإلعاقــة أن تســلبه ح ّقــه يف حيــاة طبيعيــة؛‬ ‫فــكان يذهــب إىل عملــه مبفــرده دون مســاعدة أحــد ويشــري‬ ‫ـت‬ ‫البقالــة للمنــزل ويصطحــب أوالده إىل الســوق وعندمــا انتقلَـ ْ‬ ‫ـت منطقــة‬ ‫الحــرب إىل حلــب يف الســنة الثانيــة مــن الثــورة‪ ،‬تع ّرضـ ْ‬

‫ســكنه للقصــف العشــوايئ مــن قبــل قـ ّوات النظــام مــا اضطــره‬ ‫وعائلتــه أن ينتقــل إىل ريــف حلــب‪.‬‬ ‫يقول احمد‪:‬‬ ‫الحياديّــة مل تكــن يوم ـاً خيــارا ً يف ســوريا ومل تصبــح كذلــك بعــد‬ ‫ي إمــا أن أختــار أن أكــون طرف ـاً يف ال ـراع وإمــا‬ ‫الثــورة‪ .‬كان ع ـ ّ‬ ‫أال أكــون هنــاك أبــدا ً‪ .‬وهــذا مــا اخرتتــه ألننــي مل أكــن يومـاً مــن‬ ‫منــارصي العنــف‪ .‬باإلضافــة إىل ســيطرة تنظيــم الدولــة اإلســامية‬ ‫عــى قريتــي وكان هــذا يف مثابــة الدافــع األســايس لرحيــي‪.‬‬ ‫بــدأتْ الرحلــة مــن تركيــا مــع مجموعــة مــن األصدقــاء بخطــوات‬‫متعـ ّـرة – أو هكــذا اعتقــد فلــم تكــن بالــيء الجديــر بالذكــر‬ ‫مقارنــة مبــا حصــل الحقــاً – فلقــد اصطــدم بعوائــق كثــرة مل‬ ‫يكــن عــى علــمٍ مســبق بهــا أول العوائــق كان احتــكار مهــريب‬ ‫البــر ملمـرات العبــور إىل أوروبــا بفرضهــم أســعار خياليــة نســبياً‬ ‫بالنســبة لرجــل مــن الطبقــة العاملــة يف ســوريا فاســتدان مــا كان‬ ‫ينقصنــه مــن مــال ودفــع مــع أصدقائــه ملهــرب بــر أخربهــم انــه‬ ‫ســوف يقــوم بإيصالهــم إىل أوروبــا مســتخدما «طرقــه الخاصــة»‬ ‫لقــد بــدا لهــم تعريفــه للطــرق الخاصــة غريبـاً منــذ اليــوم األول‬ ‫فقــد كانــت معظــم الرحلــة س ـرا ً عــى األقــدام ونامــوا الحق ـاً‬ ‫ع ـ ّدة ليــايل يف األح ـراش منــذ أن انطلقــوا مــن تركيــا‪ ,‬عــى نحــو‬ ‫مخالــف متامــاً للصــورة التــي رســمها لهــم عندمــا دفعــوا لــه‬ ‫النقــود مل يفــي بوعــده فلقــد تــم توقيفهــم يف بلغاريــا بينــا كان‬ ‫االتفــاق أن يأخذهــم إىل أوروبــا عــن طريــق اليونــان ألن بصمــة‬ ‫اليونــان غــر معــرف بهــا كانــت املعاملــة ســيئة للغايــة يف بلغاريــا‬ ‫‪...‬فلقــد عاملوهــم كمجرمــن وليــس كالجئــن هاربــن مــن املــوت‬ ‫آب ‪2015 -‬‬


‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫‪...‬الطعــام كان عبــارة عــن قطعــة مــن الخبــز والجــن مــرة‬ ‫واحــدة يف اليــوم فقــط‪ .‬حتــى اســتخدام املرحــاض كان مرشوطـاً‪:‬‬ ‫مــرة كل يــوم أو يومــن وبالنســبة لــه «ال» يســتخدموا العنــف‬ ‫معــه‪ ،‬ألنــه مل يقاومهــم جســدياً فــكان التعذيــب نفســياً فحســب‬ ‫أخربهــم املحقــق الــذي احــروه –عــن طريــق املرتجــم– أنــه ال‬ ‫مفـ ّر مــن الســجن إال يف املوافقــة عــى البصمــة‪ .‬ويف هــذا الوقــت‬ ‫كانــت عزميتهــم وأي احـرام ألنفســهم قــد تحطــم متامـاً فوافقــوا‬ ‫عــى البصمــة مرغمــن وخرجــوا مــن الســجن إىل الكامــب حيــث‬ ‫كانــوا يعطوهــم ‪ 65‬ليــف بلغــاري (‪ 30‬يــورو) شــهرياً ويجــب أن‬ ‫يكفيهــم هــذا الراتــب للطعــام وامللبــس واالحتياجــات الشــخصية‪.‬‬ ‫ومبــا أن أســعار مطعــم الكامــب ســياح ّية جــدا ً‪ ،‬فكانــوا يضطــروا‬ ‫إىل املــي مســافة ‪ 7‬كلــم إىل أقــرب قريــة لــي يشــروا البقالــة‬ ‫بســعرها الطبيعــي‪.‬‬ ‫شــهرين إىل أن حصــل عــى اإلقامــة البلغاريــة املؤقتــة ملــدة‬ ‫ثالثــة ســنوات وجــواز الســفر فــور حصولــه عــى اإلقامــة توقفــت‬ ‫املعونــة (‪ 30‬يــورو) وطــردوه خــارج الكامــب‪ .‬كانــوا ‪ 7‬أشــخاص‬ ‫اســتأجروا منــزل ريفــي متهالــك مببلــغ ‪ 550‬ليــف بلغــاري (‪250‬‬ ‫يــورو) وكان يفتقــر حتــى إىل أبســط أساســيّات املعيشــة مثــل‬ ‫املرحــاض واملــاء الســاخن‪ .‬مكــث هنــاك ملــدة تقــارب الشــهرين‬ ‫إىل أن اســتطاع الســفر خــارج بلغاريــا حيــث قطــع مســافات‬ ‫كبــرة حتــى وصــل الســويد يف ‪ 2014-01-15‬الجنــة التــي كان‬ ‫يبحــث عنهــا والتــي ستســاعده عــى مــا تبقــى مــن عمــره‬ ‫وتســاعد اوالده ولكــن الــذي حصــل انــه حصــل عــى الرفــض‬ ‫النهــايئ مــن املحكمــة العليــا يف الســويد يف حزيــران ‪ 2015‬كان‬ ‫عــى إطــاع تــام عــى اتفاقيــة دبلــن‪ .‬ولكنــه توقــع قـرارا ً مختلفـاً‬ ‫متام ـاً فخــال الســنة والنصــف التــي قضاهــا يف الســويد‪ ،‬عــرف‬ ‫الكثــر مــن الالجئــن الذيــن أتــو مــن بلغاريــا أو إيطاليــا وحصلــوا‬ ‫عــى قــرارات «كــر البصمــة» ألســباب إنســانية فــكان مــن‬ ‫األحــرى لــو منحــوا القليــل مــن إنســانيتهم تجــاه رجــلٍ رضيــر‬ ‫مل يــرى أوالده وعائلتــه منــذ مــا يقــارب الســنتني‪ .‬باإلضافــة إىل‬ ‫إخبــار محققــة الهجــرة لــه أنهــم لــن يرســلوه إىل بلغاريــا بســبب‬ ‫حالتــه الص ّحيــة فقــد ذهــب إىل طبيــب ســويدي يدعــى يوهــان‬ ‫آندرســن والــذي‪ ,‬بعــد فحصــه‪ ,‬أع ـ ّد تقري ـرا ً موجه ـاً إىل مصلحــة‬ ‫بــن فيــه أنــه بحاجــة إىل مرافــق بصــورة دامئــة يف كل‬ ‫الهجــرة ّ‬ ‫مــكان وإال مــن املمكــن أن يــؤذي نفســه لكــن مصلحــة الهجــرة‬ ‫مل تأخــذ بهــذا التقريــر ومل يوافقــوا حتــى عــى التنســيق مــع‬ ‫الحكومــة البلغاريــة لتأمــن مســاعدة لــه يف حــال الوصــول إىل‬ ‫مطــار بلغاريــا و الســبب األســايس باعتقــاده هــو خــوف مصلحــة‬ ‫الهجــرة مــن تح ّمــل مســؤولية رجــل رضيــر حيــث يتابــع قائ ـاً ‪:‬‬ ‫رمبــا ظنــوا أننــي ســأكون عنـرا ً خامـاً يف املجتمــع بالرغــم مــن‬ ‫أن ســريت الذاتيــة حافلــة بتاريــخ طويــل مــن العمــل والتعلّــم‬ ‫وتخصــي يف العــاج الفيزيــايئ هــو مــن املهــن املطلوبــة جــدا ً‬ ‫يف الســويد ولــو كنــت أفتقــر إرادة الحيــاة كــا يعتقــدون‪ ,‬ملَ‬

‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫‪ ,‬ملَ اســتطعت أن أقطــع مســافة ‪ 4000‬كلــم يف حالتــي هــذه بحثـاً‬ ‫عــن مســتقبل أفضــل واننــي مــن هنــا اتحــدى أي شــخص بالعــامل‬ ‫اذا كان قــادرا عــى ان يســر مغمــض العينــن يف شــارع او طريــق‬ ‫وملــدة خمــس دقائــق فقــط فهــل يعقــل إلنســان تغلــب عــى‬ ‫اعاقتــه وقطــع مســافة ‪ 4000‬كــم ليصــل اىل دنيــا تســاعده ان‬ ‫يلقــى هــذه املعاملــة ؟؟؟‬ ‫يضيف هيثم قائالً‪:‬‬ ‫لقــد تواصلــت مــع عــ ّدة منظــات ولكــن املنظمــة الوحيــدة‬ ‫التــي حاولــت مســاعديت فعليـاً هــي «منظمــة الكواكبــي لحقــوق‬ ‫اإلنســان» وبدورهــم راســلوا «منظمــة العفــو الدوليــة» (أمنســتي)‬ ‫يف ســتوكهومل ولكــن مل نحصــل عــى النتائــج املتوقعــة منهــم‪.‬‬ ‫أتذكــر عائلتــي بحرقــة فهــم مثــل مــا هــو حــال عائــات كثــرة يف‬ ‫ســوريا تعيــش يف حالــة مــن الخــوف املســتمر مــن خطــر قصــف‬ ‫ط ـران النظــام الســوري أو مامرســات تنظيــم الدولــة اإلســامية‬ ‫املتطـ ّرف‪ .‬باإلضافــة إىل تحـ ّول املــدارس إىل مالجــئ بســبب نــزوح‬ ‫العائــات إليهــا واإلقامــة فيهــا؛ فــإن كُتــب ألوالدي أن يعيشــوا‬ ‫مســتقبالً فســوف يكــون مســتقبالً ال ميكــن التنبــؤ بــه بســبب‬ ‫افتقارهــم للتعليــم املــدريس كــا أخربتنــي زوجتــي أن أطفــايل‬ ‫يتعرضــون بشــكل مســتم ّر لنوبــات هلــع بســبب األشــياء التــي‬ ‫ي‬ ‫يرونهــا وميــ ّرون بهــا يوميــاً‪ .‬باإلضافــة إىل أنهــم يعتبــون عــ ّ‬ ‫ألنهــم يظ ّنــون أننــي قــد تخليــت عنهــم فلقــد مــى مايقــارب‬ ‫الســنتني منــذ خروجــي مــن ســوريا‪.‬‬ ‫أعلــم بأنهــم ســوف يرســلوين إىل بلغاريــا ق ـرا ً ولكــن مــا لــذي‬‫ميكــن فعلــه يف بلــد ليــس يل فيــه أي حقــوق أو أدىن فرصــة يف‬ ‫الحيــاة! إذا مــا أرســلوين إىل بلغاريــا ق ـرا ً‪ ،‬فاملــوت جوع ـاً هــو‬ ‫ماســوف يحصــل يل عــى أفضــل تقديــر وقــد قــررت أنــه يف حــال‬ ‫ترحيــي قــرا ً ســأعود إىل ســوريا مبــارشة‪ ،‬فأطفــايل وزوجتــي‬ ‫يواجهــون خطــر املــوت والتط ـ ّرف املس ـلّح يف كل ثانيــة تنقــي‬ ‫ومبــا أننــي عجــزت يف أوروبــا عــن تأمــن مســتقبل آمــن ألطفــايل‬ ‫فاألفضــل أن أمــوت ممســكاً زوجتــي بيــد وباليــد األخــرى يــد‬ ‫طفــي األصغــر الــذي مل يــرين بعــد‪.‬‬ ‫أحمد ف‪ .‬ع ّموري‬

‫آب ‪2015 -‬‬

‫‪5‬‬


‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫أ‬ ‫خ�ة‬ ‫الحل� ال ي‬ ‫وصية ب ي‬ ‫‪ ...‬قصة حقيقية‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫بقلم – عبد الغني سالمة‪.‬‬ ‫وصية الحلبي األخرية ‪ ...‬قصة حقيقية‬ ‫بعــد أســبوع مــن اختفائــه‪ ،‬وعــى إثــر انبعــاث روائــح غريبــة مــن‬ ‫املــكان‪ ،‬تفقــد الجـران منــزل األســتاذ «عــي بــكار»‪ ،‬ليجــدوا جثتــه شــبه‬ ‫متحللــة‪ ،‬وهــو ممــدد إىل جانــب زوجتــه‪ ،‬وأيديهــا متشــابكة معـاً‪ ،‬كان‬ ‫يرتــدي بذلتــه الرماديــة مــع ربطــة عنــق كحليــة‪ ،‬فيــا ارتــدت زوجتــه‬ ‫فســتانا أبيضــا موشــحا بخطــوط ســوداء‪ ،‬مــا زال يحتفــظ ببعــض بهائــه‪.‬‬ ‫وقــد عــر أحدهــم عــى مجموعــة أوراق خطّهــا األســتاذ بيــده‪ ،‬منهــا‬ ‫رســالة االنتحــار‪ ،‬وقــد أرســلها يل بالربيــد اإللكــروين‪ ،‬مــع رشح موجــز‬ ‫ملالبســات وأســباب انتحــاره‪ ،‬وهــا أنــا ذا أعيــد نرشهــا كــا وصلتنــي‬ ‫متامــا‪ ،‬مــن بــاب األمانــة‪ ،‬وإكرامــا لــروح الفقيــد‪:‬‬ ‫الورقــة األوىل‪« :‬منــذ شــهر تقريبــا‪ ،‬وتحديــدا يف اليــوم الــذي اقرتبــت‬ ‫فيــه داعــش مــن تخــوم بلدتنــا‪ ،‬وأنــا أفكــر باالنتحــار‪ ،‬مــا يجعلنــي أقــف‬ ‫مــرددا‪ ،‬وأؤجــل املوضــوع مــن يــوم آلخر هــو زوجتــي املســكينة ماجدة‪،‬‬ ‫التــي ترفــض فكــرة االنتحــار مــن منطلقــات إميانيــة‪ ،‬فهــي متدينــة‪،‬‬ ‫وتعتــر االنتحــار نوعــا مــن قتــل النفــس التــي حـ ّرم اللــه‪ ،‬أمــا أنــا فكانت‬ ‫ترعبنــي فكــرة املــوت‪ ،‬وتركهــا وحيــدة تواجــه أهــوال الحــرب‪ ،‬كنــت‬ ‫أتخيــل قطعــان داعــش وهــم يعبثــون بخزانتهــا‪ ،‬ويحطمــون صورهــا‬ ‫ومراياهــا‪ ،‬ثــم يقودونهــا إىل ســوق الســبايا ‪ ...‬لــذا فــإن أكــر مــا يؤرقنــي‬ ‫كيــف منــوت مع ـاً‪ ،‬كــا عشــنا معــا خمســة وثالثــون عامــا»‪.‬‬ ‫«يف األســابيع األخــرة‪ ،‬كان األســتاذ عــي‪ ،‬عــى غــر عادتــه‪ ،‬دائــم الــرود‬ ‫والتجهــم‪ ،‬قلقـاً عــى نحــو الفــت‪ ،‬مــع أنــه ال يكــف عــن شــتم املحطــات‬ ‫الفضائيــة‪ ،‬إال أنــه ميــي ليلــه متنقـاً بينهــا مــن نــرة إىل أخــرى‪ ،‬باحثـاً‬ ‫عــن أي خــر يخرجــه مــن حالتــه املضطربــة‪ ,‬ومــن عــى رشفــة منزلــه‪،‬‬ ‫أمضينــا األســابيع األخــرة نتجــاذب أطـراف الحديــث‪ ،‬كنــا نحــدق ســوي ًة‬ ‫نحــو الجبــل املقابــل‪ ،‬ويف خيالنــا مــا وراءه مــن أحــداث وذكريــات‬ ‫واحتــاالت‪ ،‬قبــل أن يبــدأ األســتاذ بالــكالم بنــرة حزينــة‪ :‬أصارحكــم‬ ‫القــول‪ ،‬أين أرتعــب كلــا رأيــت ســيافا داعشــيا يجــر أحدهــم مــن ياقتــه‬ ‫كــا لــو أنــه ســخلة‪ ،‬ويجعلــه يجثــو عــى ركبتيــه بــا إرادة‪ ،‬ثــم ينحــره‬ ‫بــدم بــارد ‪ .‬يــا إلهــي‪ ،‬كلــا تخيلــت نفــي ذلــك الشــخص ينتفــض بــدين‪.‬‬ ‫الورقــة الثانيــة «رمبــا تكــون هــذه أســوأ لحظــة متــر بهــا الضيعــة‪ ،‬الجميع‬ ‫مــدرك أنهــا النهايــة‪ ،‬مستســلم لهــا كقــدر محتــوم ‪ ..‬ضيعتنــا باتــت بــا‬ ‫حــول‪ ،‬وبــا خيــارات‪ ،‬حتــى رغبــة النــاس بالهجــرة تضاءلــت‪ ،‬وقــد أيقنــوا‬ ‫أنــه ال مفــر‪ ،‬وكل مــن لديــه مــكان شــبه آمــن‪ ،‬تكــدس أقربائــه وجريانــه‬ ‫فيــه‪ ،‬عــى أمــل أن مينحهــم ذلــك بعــض األمــان‪ ،‬أو ليكــون املــوت عليهــم‬ ‫أخــف وطــأة؛ فاملــوت مــع الجامعــة رحمــة»‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫عيل بكار الحلبي‬ ‫غــر األســتاذ‪ ،‬ودفعــه نحــو االنتحــار‪ ،‬مــا حــدث يف ضيعــة‬ ‫لكــن مــا ّ‬ ‫«مســكنة» القريبــة منــا‪ ،‬قبــل أســبوعني‪ ،‬حــن دعــت داعــش كل مــدريس‬ ‫الضيعــة‪ ،‬والضيــع املجــاورة‪ ،‬وجمعتهــم يف مســجد اإلميــان (الــذي حولتــه‬ ‫إىل مســجد ابــن تيميــة) وأخربتهــم بأنــه يتعــن عــى كل معلــم حضــور‬ ‫دورة رشعيــة‪ ،‬إضافــة إىل تقديــم اســتتابة‪ ،‬ومبايعــة الخليفــة البغــدادي‪،‬‬ ‫وكل مــن يتخلــف عــن ذلــك ســيتم التعامــل معــه كمرتــد‪ .‬يعنــي ذبحــه‬ ‫بعــد اســتباحة بيتــه وأموالــه‪.‬‬ ‫الورقــة الثالثــة «يف الســنتني األخريتــن تراخــت قبضــة النظــام‪ ،‬وصــار‬ ‫مبقدورنــا تنفــس بعــض الهــواء‪ ،‬وظلــت ضيعتنــا لفــرة ليســت قصــرة‬ ‫بعيــدة عــن معــارك «النــرة» و»الجيــش الحــر»‪ ،‬مل نعــرف خاللهــا‬ ‫الرجــم وحــز الرقــاب‪ ،‬وال الرباميــل والكيــاوي‪ ،‬وال الطوائــف واألحقــاد ‪...‬‬ ‫لكــن هــذا الهــدوء النســبي رسعــان مــا انتهــى يف الشــهر األخــر‪ ،‬فجــأة‬ ‫انقلبــت الدنيــا‪ ،‬وتغــر كل يشء‪ ،‬وأكــر مــا حــرين‪ :‬أيــن كانــت كل هــذه‬ ‫األحقــاد مختبئــة؟ مــن أيــن أتــت كل هــذه القســوة؟ وكيــف تغــر‬ ‫النــاس بهــذه الرسعــة؟ هــل كانــوا طيبــن فعـاً؟ أم أين الغبــي الوحيــد؟‬ ‫«وجــوه غريبــة تتكاثــر يف ضيعتنــا‪ ،‬مــن كل جنــس ولــون‪ ،‬مــن شــتى‬ ‫البلــدان‪ ،‬وبــكل اللغــات واللهجــات‪ .‬مــا شــاء اللــه‪ ،‬كلهــم متحــدون وراء‬ ‫هــدف واحــد‪ ،‬أتــوا مــن أطــراف األرض وأقاصيهــا لتحقيقــه‪ :‬تعليمنــا‬ ‫األدب‪ ،‬وفــرض الحشــمة عــى نســائنا‪ ،‬وتطهــر ضيعتنــا مــن الكفــرة!‬ ‫أبــو حجــر‪ ،‬مــا غــرو‪ ،‬حــارس املدرســة‪ ،‬صــار أســمه الشــيخ أبــو القعقــاع‪،‬‬ ‫ويــا ويــل الــي بناديــه باســمه القديــم‪ ،‬ســيجلده بــا رحمــة‪ ،‬واملفاجــأة‪،‬‬ ‫أنــه أبــو حجــر‪ ،‬قصــدي أبــو القعقــاع‪ ،‬صــار مديــر املنطقــة التعليميــة‪،‬‬ ‫ويــوم الجمعــة وقــف قــدام النــاس‪ ،‬وصــار يخطــب‪ :‬نعلــن براءتنــا مــن‬ ‫تعليــم املناهــج الباطلــة‪ ،‬والكتــب النصرييــة‪ ،‬ومــن اليــوم وطالــع مــا‬

‫آب ‪2015 -‬‬


‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫لفــي نشــيد وطنــي و َعلَــم وطابــور صبــاح‪ ،‬وعــاك مصــدي‪ .‬هــدا‬ ‫كلــه مــن بقايــا العلامنيــة والكفــر‪ .‬كتــر أشــياء تغــرت‪ :‬مدرســة‬ ‫ترشيــن‪ ،‬التــي د ّرســت فيهــا عرشيــن ســنة‪ ،‬صــار اســمها «مدرســة‬ ‫أبــو مصعــب الزرقــاوي»‪ .‬كيــف بــدك إيــاين‪ ،‬وقــف قــدام طــايب‪،‬‬ ‫واعــرف لهــم إين كنــت كل الســنني الــي فاتــت كافــر ولعــن‪،‬‬ ‫واليــوم اللــه هــداين ورصت مســلم ؟!‬ ‫الورقــة الرابعــة‪« :‬أنــا ســأموت‪ ،‬ولكنــي لــن أنــى‪ ،‬وال أريدكــم أن‬ ‫تنســوا؛ النســيان خيانــة‪ ،‬ســأخترص عمــري كلــه بهــذه الوريقــات‪،‬‬ ‫ســأخط عليهــا أوجاعــي ومخــاويف‪ ،‬وذكريــايت‪ ،‬والتــي هــي ذكريــات‬ ‫الخــوف‪ ،‬رمبــا الخــوف وحــده األقــدر عــى أن يكــون تاريخــا‬ ‫موازيــا لتواريخنــا املزيفــة‪ ،‬الخــوف هــو ظلنــا ونحــن نســر يف‬ ‫طرقنــا املوحشــة‪ ،‬التــي ال تفــي إال إىل الخيبــات»‪ .‬ليــس ســهال‬ ‫أن تكتــب وصيتــك األخــرة‪ ،‬وصيتــك التــي لــن تــويص فيهــا شــيئا‪،‬‬ ‫ألنــه مــا عــاد هنــاك مــا يســتحق أن يُقــال ‪ ..‬ســأكتب عــن أحالمنــا‬ ‫التــي ظلــت رهــن التأجيــل‪ ،‬عــن آالمنــا التــي أحســها تتكــدس اآلن‬ ‫دفعــة واحــدة‪ ،‬تنتظــر أن تغــادر مــرة أخــرة‪ ،‬ولألبــد‪ .‬ليــس ســهال‬ ‫أبــدا أن تكتــب بــن ألســنة اللهــب‪ ،‬وأنــت يف قــاع الجحيــم‪.« .‬‬ ‫«األمل الــذي اختربتــه يف األســبوع األخــر‪ ،‬مل يختــره أحــد مــن قبــل‪،‬‬ ‫أشـ ّد مــا يؤملنــي نظـرات ماجــدة‪ ،‬وهــي ترمقنــي بالحــب والحنــن‬ ‫تــارة‪ ،‬وبالوجــع والحــزن تــارة أخــرى ‪ ..‬نتبــادل حديثا صامتــا مفعام‬ ‫صمتــت‬ ‫بالوجــد‪ ،‬ويف داخــل كلٍ منــا حريقــا يكفــي غابــة ‪ ..‬إذا‬ ‫ْ‬ ‫تقتلنــي بصمتهــا‪ ،‬وإذا تحدثــت تــري رعشــة يف جســدي تهــزين‬ ‫ه ـزا ً ‪ ..‬فنبــدأ بالنشــيج معــا‪ ،‬مل أعــد أخجــل مــن دموعــي‪ ،‬فرمبــا‬ ‫كانــت أصــدق اعتــذار ‪.« ..‬‬

‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫الورقــة األخــرة»‪ :‬منــذ أســبوع بــدأت أضيــف نوعــا مــن الســم‬ ‫بجرعــات محــددة إىل قهوتهــا الصباحيــة‪ ،‬مــع كل يــوم‪ ،‬أرى صحتها‬ ‫تتدهــور شــيئا فشــيئا‪ ،‬وجنتيهــا تضمـران‪ ،‬شــعرها يتســاقط‪ ،‬تســعل‬ ‫بقــوة‪ ،‬تنتابهــا موجــات غثيــان وصــداع شــديدين‪ ،‬تتــأمل ببــطء‪،‬‬ ‫ولكــن بكربيــاء‪ ،‬صامتــة متامــا‪ ،‬تنظــر إيل بحــزن‪ ،‬ورشود ‪ ..‬يبــدو‬ ‫أنهــا كانــت تعلــم مــا كنــت أفعلــه‪ ،‬لكنهــا متواطئــة مــع مؤامــريت‬ ‫الحقــرة ‪..‬‬ ‫ـت مــن‬ ‫اليــوم‪ ،‬الســادس عــر مــن أيــار‪ ،‬صحونــا مبكريــن‪ ،‬طلبـ ُ‬ ‫ماجــدة أن ترتــدي فســتانها األبيــض األثــر الــذي كانــت ترتديــه كل‬ ‫عيــد‪ ،‬اســتجابت دون تــردد‪ ،‬لكنهــا بــدت فيــه أنحــف قليــا‪ ،‬رشبنــا‬ ‫قهوتنــا الصباحيــة ‪ ..‬كانــت فــروز تغنــي «ليليــة برتجــع يــا ليــل»‪،‬‬ ‫يف حيــايت كلهــا مل أ َر صباحــا يشــبه هــذا الصبــاح‪ ،‬قبــل الظهــر‬ ‫بقليــل كانــت ماجــدة قــد أســلمت روحهــا لبارئهــا ‪ ..‬حملتهــا إىل‬ ‫رسيرهــا‪ ،‬غطيتهــا برفــق ‪ ..‬ثــم متــددتُ إىل جوارهــا ورشبــت قنينــة‬ ‫الســم الخاصــة يب دفعــة واحــدة‪ ،‬عــى األكــر ســأحتاج ســويعات‬ ‫قليلــة‪ ،‬قبــل أن أغادركــم للمــرة األخــرة ستســامحني ماجــدة‪ ،‬ألين‬ ‫ضمنــت لهــا نهايــة هادئــة‪ ،‬بــا دمــاء‪ ،‬وال أشــاء‪ ،‬وألننــا ســنموت‬ ‫ـقي ‪.« ...‬‬ ‫جنبــا إىل جنــب‪ ،‬بكرامــة‪ .‬وكعاشـ ْ‬

‫عــي بــكار الحلبــي ‪ ....‬ضيعــة جــب الحــام – حلــب‬ ‫الشــهباء‪ ......... .‬بقلــم – عبــد الغنــي ســامة ‪.‬‬

‫آب ‪2015 -‬‬

‫‪7‬‬


‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫اهلروب من قبضة‬

‫داعـش‬

‫هروب مواطنة يزيدية من قبضة تنظيم داعش‬ ‫احــد نشــطاء املنظمــة يف محافظــة الرقــة ســاعد املدعــوة ( هـــ م‬ ‫) عــى الهــروب‬ ‫حتى وصلت اىل منطقة آمنة‬ ‫املواطنــة اإليزيديــة “هـــ ب ” البالغــة مــن العمــر ‪ 16‬عامـاً كانــت‬ ‫متزوجــة مــن “س ع ” وتعيــش يف حــي نــر مبدينــة شــنكال‪،‬‬ ‫اســتطاعت النجــاة مــن مرتزقــة داعــش بعــد ‪ 11‬شــهرا ً مــن‬ ‫املعانــاة ووصلــت إىل مدينــة رسيــه كانيــه‪ .‬عندمــا هاجمــت‬ ‫مرتزقــة داعــش مدينــة شــنكال‪ ،‬ظلــت يف منــزل زوجهــا وكانــت‬ ‫حامــل بطفــل هربــت مــع مــن تبقــى مــن أهــايل املدينــة‪ ،‬وأثنــاء‬ ‫ســرهم بـــ ‪ 10‬عربــات عــى الطريــق صادفتهــم مرتزقــة داعــش‬ ‫وأوقفوهــم ومــن ثــم اختطفوهــم ونقلوهــم إىل ســجن مل يتمكنــوا‬ ‫مــن معرفــة مكانــه وتــم فــرز الرجــال‪ ،‬النســاء والفتيــات كل عــى‬ ‫حــدا و تــم نقــل املختطفــات إىل إحــدى قــرى املوصــل وهنــاك يف‬ ‫تلــك القريــة جــاء املرتزقــة وبــدأوا بأخــذ الفتيــات التــي ت ـراوح‬ ‫أعامرهــن بــن ‪ 15 – 10‬ســنة‪ ،‬وقالــت “ه ب” أبشــع مــا رأيتــه‬

‫‪8‬‬

‫يف تلــك القريــة هــو قيــام ‪ 3‬مرتزقــة مــن داعــش باغتصــاب فتــاة‬ ‫إيزيديــة يف الـــ ‪ 10‬مــن العمــر ويف ليلــة واحــدة ‪ ..‬مل تعلــم مــا‬ ‫حصــل للفتــاة بعدهــا”‪.‬‬ ‫نقــل املختطفــات إىل كــر املحــراب وبعدهــا فــرزوا النســاء‬ ‫املتزوجــات بحيــث كان يتــم فــرز النســاء الصغــرات يف مــكان‬ ‫واملســنات يف مــكان آخــر‪ ،‬وأخــذوا النســاء الصغــرات للــزواج‬ ‫بهــن‪ ،‬واملســنات فكانــوا يجعلــن منهــن خادمــات‪ ،‬أمــا املعاقــات‬ ‫واملشــوهات فكانــوا يرتكنهــن يف الربيــة‪.‬‬ ‫لــو تكلــم أحــد الرجــال أمامهــم وقــال أنــا لــن أتــرك دينــي‬ ‫يقومــون بقطــع رأســه وبالنســبة للفتيــان الذيــن تتجــاوز أعامرهم‬ ‫‪ 7‬ســنوات فــكان املرتزقــة ينقلوهــم إىل معســكرات تدريبيــة مــن‬ ‫أجــل تدريبهــم عــى القتــال ليشــاركوا بالحــرب‪.‬‬ ‫وبعــد حــوايل ‪ 5‬أشــهر ‪ ،‬نقلهــا املرتزقــة مــرة أخــرى إىل مدينــة‬ ‫تلعفــر‪ ،‬وهنــاك نقلهــا مرتــزق يدعــى أبــو مالــك (هــو ســعودي‬ ‫التحــق بداعــش ويبلــغ مــن العمــر ‪ 30‬عام ـاً‪ ،‬كان متزوج ـاً مــن‬ ‫فتــاة مــن مدينــة الرقــة الســورية تدعــى ياســمني)إىل مشــفى‬

‫آب ‪2015 -‬‬


‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫وأجريــت لهــا عمليــة قيرصيــة ورزقــت بابــن اطلقــت هــي عليــه‬ ‫اســم “ســوزدار” ألنهــا وزوجهــا اتفقــا عــى ذلــك ولكــن مرتزقــة‬ ‫داعــش أطلقــوا عليــه اســم “محمــد”‪.‬‬ ‫وقامــت الطبيبــة التــي أجــرت العمليــة القيرصيــة لـــ “هـــ ب ”‬ ‫باالتصــال بأبــو مالــك وطلبــت منــه أخذهــا‪ ،‬حيــث قــام بســجنها‬ ‫يف غرفــة لوحدهــا‪ ،‬ووضــع الطعــام بجانبهــا وتركهــا لوحدهــا وكان‬ ‫ليلــة صعبــة جــدا‬ ‫وبعــد أن أمضــت “ه ب” شــهرين يف مدينــة تلعفــر ‪ ،‬ووصلــت يف‬ ‫شــهر آذار‪/‬مــارس ‪ 2015‬إىل مدينــة الرقــة‪.‬‬ ‫وبعــد أن وصلــت إىل الرقــة تــم وضعهــا يف الســجن مجــددا ً‬ ‫وأخــذوا منهــا طفلهــا ليومــن‪ ،‬وأجربوهــا عــى نطــق الشــهادة أو‬ ‫قتلهــا او قتــل ابنهــا فأجــرت عــى نطــق الشــهادة وبعــد يومــن‬ ‫أعــادوا لهــا طفلهــا بعــد أن “طهــروه” عــى الطريقــة اإلســامية‪،‬‬ ‫ومــن ثــم ألبســوها اللبــاس األســود “الربقــع”‪.‬‬ ‫وقــام أبــو مالــك الســعودي بأخذهــا ملنزلــه اغتصبهــا بالقــوة‪،‬‬ ‫وقالــت “ه ب ” عــن مــا جــرى معهــا يف ذلــك‬ ‫‘كان يقيدهــا باألصفــاد ويغتصبهــا بوحشــية’ وكان يتقــن اللغــة‬ ‫الكرديــة ويتحــدث معهــا بالكرديــة ‪.‬‬

‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫بعــد شــهرين قتــل ابــو مالــك يف منطقــة كوبــاين واصبحــت هيــام‬ ‫خادمــة وكانــوا ينــون بيعهــا مــرة اخــرى بتاريــخ ‪ 13‬مــن متــوز‬ ‫وأثنــاء موعــد االفطــار يف رمضــان‪ ،‬كانــت إحــدى النوافــذ مفتوحــة‬ ‫فهربــت “ه ع” برفقــة ابنهــا مــن املنــزل والتجــأت إىل منــزل يف‬ ‫املدينــة وطلبــت منهــم أن يســاعدوها‪ ،‬فقضــت يومــن لديهــم‬ ‫وبعــد بــدء مرتزقــة داعــش بالبحــث عنهــا أخربتهــا العائلــة بأنهــا‬ ‫تخــاف مــن داعــش وال تســتطيع إبقاءهــا لديهــا فخرجــت “ه ع”‬ ‫يف ســاعة الظهــرة والتقــت بامرأتــن يف أحــد الشــوارع وترجتهــا‬ ‫أن يخلصاهــا ثــم قــام الناشــط ع م بالتعــاون مــع بعــض االشــخاص‬ ‫وبعــد دفــع مبلــغ مــن املــال بنقلهــا لخــارج مدينــة الرقــة اىل‬ ‫رسييــه كانيــه‪.‬‬

‫آب ‪2015 -‬‬

‫‪9‬‬


‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫منظمة الكواكبي حلقوق االنسان تنظم افطار السر الشهداء و‬ ‫املعتقلني يف مدينة انطاكية الرتكية‬

‫أقامت منظمة الكواكبي لحقوق االنسان حفل افطار لزوجات املعتقلني والشهداء يف مدينة انطاكيا الرتكية ‪.‬‬ ‫إدارة املنظمة أقامت مأدبة االافطار يف مركز الدكتور اسعد اسعد يف مدينة انطاكيا و دعت اليها زوجات وأبناء وبنات املعتقلني‬ ‫والشهداء املقيمني يف مدينة انطاكيا ‪.‬‬ ‫تتوجه منظمة الكواكبي لحقوق االنسان بالشكر والثناء لكوادرها يف مدينة انطاكيا عىل جهودهم املباركة يف إنجاح هذه الفعالية‬ ‫كام تتوجه ادارة املنظمة بالشكر الجزيل للدكتور اسعد اسعد عىل استضافته هذه الفعالية يف مركزهم وتتمنى له املزيد من النجاح‬ ‫والشكر كل الشكر لالستاذ املحامي سليامن العيىس عىل جهوده املباركة يف انجاح هذه الفعالية‬ ‫كام تتوجه بالشكر لكل من تفضل مشكورا للمساعدة يف هذه الفعالية وساهم معنا يف رسم‪ .‬االبتسامة عىل شفاه األطفال يف هذه‬ ‫األيام املباركة‪...............‬‬

‫‪10‬‬

‫آب ‪2015 -‬‬


‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫من حلب اىل غزة ‪ ....‬قصة الشاب السوري وريف حميدو‬ ‫وريــف حميــدو شــاب ســوري يف الثالننــي مــن عمــره مــن مدينــة‬ ‫حلــب ‪ ،‬يعمــل يف مجــال املطاعــم منــذ اكــر مــن خمســة عــر عا ًمــا‬ ‫‪ ،‬عمــل مــع أمهــر الطهــاة يف أشــهر الفنــادق الســياحية يف ســوريا‬ ‫بــدأت رحلــة حميــدو بعــد تأزمــت االوضــاع يف ســوريا وتحديــدا ً يف‬ ‫مدينــة حلــب التــي يقيــم فيهــا وريــف ‪،‬وعائلتــه ‪ ،‬حدثنــا وريــف قائــا‬ ‫‪« :‬بعــد أن خــرت منــزيل وعمــي ونزحــت عائلتــي اىل تركيــا هربــا‬ ‫مــن ال ـراع الدائــر يف ســوريا ‪ ،‬توجهــت اىل تركيــا عــن طريــق معــر‬ ‫بــاب الســامة الواقــع يف ريــف حلــب الشــايل كانــت رحلــة خطــرة‬ ‫ومحفوفــة باملخاطــر»‬ ‫من تركيا ملرص ‪...‬‬ ‫وصــل وريــف اىل محطتــه يف تركيــا بعــد ســفر طويــل دام لســاعات ‪ ،‬مل‬ ‫ميكــث فيهــا كثـرا ً ليتوجــه فيــا بعــد عــر البحــر اىل مينــاء بورســعيد‬ ‫يف مــر ‪ ،‬حيــث عمــل فيهــا الكــر مــن مثانيــة شــهور يف احــد املطاعــم‬ ‫يف القاهــرة باالضافــه العــداده وتحضــره ملوائــد خاصــة لكــرى‬ ‫الــركات ‪ ،‬ويقــول حــول حــول هــذا االمــر ‪ « :‬كنــا نقــوم بتحضــر‬ ‫والئــم كبــرة للــركات وايضــا اقــوم بتزيــن بعــض الفواكهــه مبــا يليــق‬ ‫بعمــل كــرى الــركات ‪ ،‬حيــث ننــوع يف االصنــاف املقدمــة خاصــة ان‬ ‫الطعــام الشــامي هــو املفضــل للعديــد مــن الشــعوب العربيــة «‬ ‫من النفق اىل غزة ‪...‬‬ ‫قابــل وريــف صديــق فلســطيني خــال عملــه يف القاهــرة ‪ ،‬قــدم اليــه‬ ‫عرضً ــا للعمــل يف مطعمــه الكائــن يف قطــاع غــزة ‪ ،‬مل يســتجب وريــف‬

‫عــى الفــور ‪ ،‬وقــرر ان يفكــر قليــا يف هــذا العــرض وان يقــوم بزيــارة‬ ‫مســبقه لقطــاع غــزة وللمطعــم قبــل اتخــاذ هــذا القــرار ‪ ،‬ويقــول‬ ‫وريــف حــول زيارتــه االوىل للقطــاع والتــي كانــت مــن خــال احــد‬ ‫االنفــاق املــارة بــن مــر ورفــح املرصيــة‪ « :‬منــذ دخــويل لغــزة الول‬ ‫مــرة ال انكــر ان االجــواء تغــرت عــي ‪ ،‬شــعرت وكأننــي يف احــدى‬ ‫القــرى الســورية ‪ ،‬خاصــة ان النــاس يف غــزة لديهــم عــادات وتقاليــد‬ ‫مشــابه لنــا ‪ ،‬حتــى ان هنــاك بعــض املناطــق والحــارات قريبــة جــدا‬ ‫لســورية ‪ ،‬زرت املطعــم واعجبنــي بالرغــم مــن بســاطته»‬ ‫وبعــد الزيــارة االوىل التــي قــام بهــا وريــف لغــزة ‪ ،‬اســتطاع ان يأخــذ‬ ‫قـراره بالعمــل مــع الرشيــك الفلســطيني مــن غــزة ‪ ،‬خاصــة ان اجــواء‬ ‫العمــل يف مــر مل تعــد بالســهلة وتــأزم اوضــاع الالجئيــن الســوريني يف‬ ‫مــر وصعوبــة ايجــاد عمــل دائــم ناهيــك عــن غــاء االجــارات بشــكل‬ ‫ملحــوظ ‪ ،‬اســباب جعلــت مــن وريــف ينهــي عملــه يف القاهــرة ليتجــه‬ ‫اىل قطــاع غــزة مــرة اخــرى عــر االنفــاق عقــب وريــف قائــا عنــد‬ ‫ســؤالنا لــه عــن رلحتــه يف النفــق ‪ « :‬البــد مــن تحنــي رأســك عنــد‬ ‫دخولــك للنفــق ‪ ،‬تشــعر بضيــق يف الصــدر لقلــه الهــواء ‪ ،‬كانــت الزيارة‬ ‫الثانيــة اصعــب مــن االوىل فقــد مكثــت يف النفــق لعــدة ســاعات‬ ‫لتعطــل يف اج ـراءات دخــويل لغــزة ‪ ،‬تجربــة كانــت صعبــه وخطــرة‬ ‫ولكــن البــد مــن املغامــرة «‬ ‫إزمري ‪ ...‬املحطة االوىل يف غزة‬ ‫آب ‪2015 -‬‬

‫‪11‬‬


‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫زمــر اســم املطعــم الــذي عمــل فيــه حميــدو هــو وشــاب ســوري اخــر‬ ‫كان رفيقــه يف رحلتــه اىل غــزة مــن مــر ‪ ،‬حيــث عمــل حينهــا وريــف‬ ‫عــى ادخــال اصنــاف جديــدة للمطبــخ الغــزي ‪ ،‬فالئحــة الطعــام‬ ‫تنوعــت بــن املطبــخ الســوري والــريك واللبنــاين ‪ ،‬والــذي لقــي اقبــاال‬ ‫كبـرا مــن الجمهــور الغــزي ‪« ،‬كانــت هنــاك صعوبــه كبــرة يف ايجــاد‬ ‫مــواد الخــام وبعــض املســتلزمات الخاصــة بالطعــام كانــواع البهــارات‬ ‫‪ ،‬حاولــت ان اســتبدلها مبــا هــو موفــر يف غــزة ‪ ،‬الحصــار االرسائيــي‬ ‫لعــب دورا ســلي ًبا عــى مجريــات االوضــاع بشــكل عــام يف غــزة ونحــن‬ ‫تاثرنــا بهــا» هــذا مــا عــاىن منــه وريــف بعــد عملــه يف مطعــم ازمــر‬ ‫الكــر مــن ســنة ‪ ،‬ناهيــك عــن انقطــاع التيــار الكهربــايئ والنقــص‬ ‫الحــاد يف الوقــود والغــاز الطبيعــي ‪ ،‬ومــع ذلــك اســتطاع وريــف ان‬ ‫يجعــل مــن هــذا املطعــم االشــهر يف قطــاع غــزة ‪ ،‬وتناولــت كافــة‬ ‫وســائل االعــام الدوليــة والعامليــة عمــل وريــف ومغامرتــه للقــدوم اىل‬ ‫غــزة هربــا مــن الحــرب الدائــرة يف ســوريا ويقــول وريــف يف هــذا « مل‬ ‫ارفــض اي مقابلــة كانــت تجــرى معــي وذلــك الننــي كســوري الجــئ‬ ‫يف غــزة املحــارصة كان البــد منــي ان اوصــل صــويت كســوري مــن غــزة‬ ‫اىل العــامل «‬ ‫فرح وحرب ‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫تعــرف وريــف خــال ذلــك الوقــت عــى صحفيــة فلســطينية مــن غــزة‬ ‫تعمــل ملحطــة فرانــس ‪ 24‬العربيــة والتــي كانــت بصــدد اعــداد تقريــر‬ ‫عــن أوضــاع الالجئــن الســوريني يف غــزة ‪ ،‬ليتــم بعــد ذلــك االتفــاق‬ ‫فيــا بينهــا عــى الــزواج ‪.‬‬ ‫بــدأت حــرب عــام الفــن وأربعــة عــر بعــد شــهرين مــن زواج وريــف‬ ‫‪ ،‬االمــر الــذي اضطــر‬ ‫صاحــب مطعــم إزمــر الغالقــه‪ ،‬وخــال الحــرب التــي دامــت واحــد‬ ‫وخمســون يومــا كان وريــف يرافــق زوجتــه الصحفيــة ويســاعدها يف‬ ‫كل تغطيتهــا االعالميــة تاركــن منزلهــم ومغامريــن بحياتهــم يقــول‬ ‫وريــف ‪« :‬كنــت اشــعر انــه مــن الواجــب عــي ان اكــون داعــا‬ ‫ومســاندا لزوجتــي يف عملهــا يف الصحافــة ولكــن يف الحــرب شــعرت‬ ‫ايضــا اننــي مصــدر حاميــة وطاقــة لهــا يف نفــس الوقــت «‬ ‫سوريانا ‪...‬‬ ‫انتهــت الحــرب ليســعى وريــف مــن جديــد وريــف اليجــاد عمــل‬ ‫اخــر ‪ ،‬ولكــن قطــاع غــزة كان يعــاين مــن دمــار كبــر وســوء يف االوضاع‬ ‫االقتصاديــة التــي جعلــت مــن عمليــة البحــث عــن عمــل امـرا صعبــا‬ ‫‪ ،‬خمســة اشــهر قضاهــا وريــف يف البحــث عــن عمــل ‪ ،‬ليطــرح عليــه‬ ‫احــد رجــال االعــال فكــرة انشــاء مطعــم ســوري للوجبــات الرسيعــه‬ ‫يف احــد احيــاء غــزة املشــهورة « اســميته ســوريانا ‪ ،‬تيمنــا بســوريا‬ ‫بلــدي االم ‪ ،‬هــو اســم يشــعرين بالراحــه الدامئــه ‪ ،‬وحاولــت ايضــا ان‬ ‫اضيــف انواعــا جديــدة مــن الطعــام كالشــاورما الســورية والرتكيــة‬ ‫والفرنســية وهــي ليســت موجــودة يف مطاعــم غــزة « يقــول وريــف ‪.‬‬ ‫ســوريانا بــدا رسيعــا باالنتشــار يف كل محافظــات القطــاع ‪ ،‬اســم‬

‫‪12‬‬

‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫ووجبــات مبــذاق مختلــف لقــي شــعبية كبــرة بــن الغزيــن ‪ ،‬ليمــي‬ ‫بعدهــا الشــيف وريــف حميــدو نجــا معروفــا يف غــزة ‪ ،‬ســلطت‬ ‫عليــه وســائل االعــام الضــوء مــرة املــذاق الســوري الــذي اضافــه اىل‬ ‫الطعــام الغــزي‪.‬‬ ‫الالجئني السوريني يف غزة ‪...‬‬ ‫وريــف الــذي احــب غــزة وســكانها ورأى فيهــا تشــابها كبـرا يف العديد‬ ‫مــن االمــور االجتامعيــه اال انــه محــارص يف غــزة كغــره مــن الالجئيــن‬ ‫الســوريني الــذي لجــؤ اىل القطــاع ويبلــغ عددهــم اربعــة عــر عائلــة‬ ‫ســورية االصــل ‪ ،‬يحملــون جــوازات ســورية منتهيــة الصالحيــة ‪ ،‬وال‬ ‫امكانيــة لديهــم للخــروج مــن القطــاع لتجديــد جوازاتهــم ‪ ،‬فمعــر رفح‬ ‫الــري املنفــذ الوحيــد للقطــاع مغلــق مــن اشــهر بســبب االحــداث‬ ‫الدائــرة يف ســيناء ‪ ،‬ناهيــك عــن ان هــذه العائــات تعــاين مــن اوضــاع‬ ‫معيشــية صعبــه وبــدون عمــل ‪ ،‬االمــر الــذي دعاهــم النشــاء جمعيــة‬ ‫مختصــة بأمــور الالجئيــن الســوريني كان وريــف رئيســا لهــا دقــوا‬ ‫مــن خاللهــا كل االبــواب للتحســن مــن اوضاعهــم ‪ ،‬ولكــن يبقــى الهــم‬ ‫االكــر بالنســبة لهــم هــو امكانيــة الخــروج مــن القطــاع وريــف معقبــا‬ ‫‪ « :‬املشــكلة ان معظــم الســوريني خروجــوا مــن الحــرب والدمــار اىل‬ ‫حــرب ودمــار اخــر يف غــزة ‪ ،‬وايضــا هــذه العائــات ال مصــدر رزق‬ ‫لهــا وال عمــل ايضــا ‪ ،‬مــن خــال الجمعيــة حاولنــا ســد االحتياجــات‬ ‫املتعلقــة بســات غذائيــة ولكــن مــا يتعلــق باجــارات املنــازل كان‬ ‫االمــر صعبــا واالن ناحلــو ان نجــدد جــوازات ســفرنا املنتهيــة حتــى‬ ‫متكننــا مــن التنقــل بحريــة «‬ ‫رحلة قد ال تنتهي ‪...‬‬ ‫تســتمر رحلــة حيــاة وريــف حميــدو يف البحــث الحريــة ‪ ،‬فحتــى‬ ‫ان امــى نجــم غــزة يف كل الصحــف ووســائل االعــام اال انــه يريــد‬ ‫حقــه يف التنقــل بحريــة مــن بلــد الخــر ‪ ،‬ويف غــزة هــو ســجني فيهــا‬ ‫كغــره مــن الســوريني بــدون اي اوراق رســمية او جــوازات ســفر يقــول‬ ‫وريــف ‪ « :‬مــا نريــده نحــن هــو ان يتــم الســاح لنــا ان نجــدد عــى‬ ‫االقــل جوازاتنــا الســورية املنتهيــه حتــى نتمكــن مــن الســفر والتنقــل‬ ‫يف حــال تحســنت العالقــات املرصيــة الغزيــة وفتــح معــر رفــح الــري‬ ‫‪ ،‬هــذا احــد حقوقنــا التــي ننــادي بهــا وســنظل ننــادي بهــا «‬

‫آب ‪2015 -‬‬


‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫العدد الثاين عرش‬

hitta ett fast jobb och dyra hyresavtal, färdiga orsaker gjorde wareef sitt arbete i Kairo och på väg till Gazaremsan igen genom tunnlar wareef sa när vi frågade honom om att gå i tunneln: “Du måste böja huvudet vid inträdet i tunneln, känner täthet i bröstet att jag inte kan andas lätt, på grund av brist på luft, det andra besöket var svårare än den första jag stannade i tunneln under flera timmar, var upplevelsen svår och farlig, men du måste äventyr “Izmir ... den första etappen i Gaza Izmir var restaurang som heter som wareef och hans syriska vän som kom med honom från Egypten arbetat i, wareef försökte blanda smaken på maten mellan syriska och turkiska och en libanesisk, där människor i Gaza älskar det, “ svårast sak jag står inför är att hitta råvaror och vissa leveranser för livsmedel som kryddor, försökte jag att ersätta det med vad som är leverantören i Gaza, har den israeliska blockaden spelas negativt om situationen i Gaza och på vårt arbete “, sade han, efter arbetar i Izmir restaurang för över ett år, för att inte tala om strömavbrott och akut brist på bränsle och naturgas, dock Izmir var den mest kända restaurangen i Gazaremsan, och få uppmärksamhet från internationella och globala medier berättar historien om wareef och hans äventyr att komma till Gaza flyr kriget i Syrien, säger wareef, “Jag har inte vägra någon intervju med mig eftersom dess mitt ansvar att visa hela världen min historia och att öka min röst” Lycka och krig ... Under den tid wareef träffade en palestinsk journalist från Gaza som arbetar för Frankrike 24 arabiska och hon förberedde en rapport om de syriska flyktingar i Gaza, och efter några månader de gifter sig. Kriget började 2014, 2 månader efter wareef äktenskap, Izmir ägaren var tvungen att stänga restaurangen, under kriget, som varade femtioen dagar wareef beslutat att hjälpa sin fru under hennes media konvergerar wareef säger: “Jag var stödjande för min fru arbeta i media, men jag kände också sitt slag skydd för henne samtidigt “ Suryana “vår Syrien” ... Kriget slutade och wareef börja söka efter ett annat jobb, men Gazaremsan drabbades

13

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

av enorma förstörelse och dåliga ekonomiska förhållanden som gjort sökandet svårt, tog fem månader wareef söka efter ett nytt jobb, tills en dag en affärsman diskuteras med wareef en idé om att skapa en syrisk snabbmatsrestaurang wareef: “suryana” vår Syrien “, jag heter restaurangen, gör namnet mig att känna mig bekväm och även försökt att lägga till nya typer av livsmedel som syriska och turkiska, franska shawerma, som inte återfinns i restauranger Gazas “.Suryana började snabbt sprida sig i Gaza, unikt namn och smak; Gazas s älskar det, vilket gör wareef Hamidou en stjärna känd kock och alla medier med fokus på hans resa syriska flyktingar i Gaza.Wareef som älskade Gazaremsan och de människor och kände att det finns många likheter i sociala frågor, men han kan inte lämna Gaza som andra ursprungliga 14 syriska flyktingar familj som utför en syrisk pass “gått ut” bredvid de kom Gaza genom tunnlar, för att inte nämna att dessa familjer Uppleva en svåra levnadsförhållanden och utan arbete, alla dessa problem gör den syriska skapa den första föreningen i Gazaremsan, för att förbättra deras situation och wareef var chefen, men det stora problemet de står inför är hur man reser utanför Gaza: “problemet att de flesta syrier löpa från kriget i Syrien för att möta ett krig i Gaza, och även dessa familjer inte har en inkomstkälla och inte fungerar så bra, genom Föreningen vi försökte hjälpa familjerna så mycket som vi kan till exempel ge korgar mat, men ändå måste ge hyran för hus, och det mest problemet vi står inför var är hur man förnya våra pass “wareef åsikten En resa får inte vara End ... Wareef hamedo resan fortsätter att söka efter frihet, även om han blir en stjärna i Gaza tidningar och media, men han vill att hans rätt att röra sig fritt från ett land till ett annat, och i Gaza är han en fånge som andra syrier utan några officiella papper eller pass, wareef säger: “vad vi vill är att tillåta oss att förnya våra pass så att vi kan resa om relationerna mellan Gaza och Egypten bli bättre, här Våra rättigheter som vi proklamerar och kommer att fortsätta uppmaning till det tills vi får det “ 2015 - ‫آب‬


‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

Från Aleppo till Gaza .. Story of Warief Hamido en ung syrisk man Wareef ... Wareef Hamidou syriska kille, 30 år gammal från Aleppo, som arbetar i restauranger sedan mer än femton år arbetat med kockar i de populäraste hotellen i Syrien Resan började när villkoren blev farligt i Syrien, särskilt i Aleppo där wareef och hans familj bodde, “efter att ha förlorat mitt hus, mitt jobb och min familj flydde till Turkiet för att fly från konflikten i Syrien, genom att korsa Bab Al-salama som ligger i norra Aleppo, resan var farligt och riskfyllt “, säger wareef. Från Turkiet till Egypten. Wareef anlände till Turkiet efter många timmars resa, han inte stanna i Turkiet för lång tid att flyga senare med båt till Port Said i Egypten, där han arbetat i mer än åtta månader på en restaurang i Kairo, förbereda speciell mat, för kända företag, sade han om att: “vi förbereder anläggningar för stora företag och även jag dekorerar vissa frukter, som passar för ett känt företag också vi diversifiera en viss syriska livsmedel som 2015 - ‫آب‬

Arabiska människor föredrog “ Från tunneln till Gazaremsan ... Under wareef arbetar i Kairo träffade han en palestinsk vän från Gaza Vars anbud wareef att arbeta på sin restaurang i Gazaremsan, wareef inte svara snabbt, och bestämde sig för att tänka lite på detta erbjudande och att besöka Gaza för att se restaurangen innan detta beslut, om hans första besök i Gaza, som har gått igenom en av tunnlarna mellan Egypten och Rafah wareef sa: “Sedan jag kom Gaza för första gången jag kan inte förneka att stämningen förändrats, kände jag mig som jag var i en syrisk byar, särskilt människorna i Gaza har tull och traditioner som liknar oss, så det finns vissa områden och gränder för nära Syrien, jag besökte restaurangen och jag gillade trots sin enkelhet “ Efter det första besöket i Gaza, wareef acceptera att arbeta med den palestinska partner, särskilt arbetet i Egypten var inte längre lätt, och situationen för syriska flyktingar i Egypten var dåligt, förutom svårigheten at-

14


‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

Al kawakibi Organization värd en frukost ceremoni för fruar fångarna och martyrer i den turkiska staden Antakya.

Al kawakibi Organisationen för mänskliga rättigheter värd en frukost ceremoni (Iftar Ramadan) för fruar fångarna och martyrer i den turkiska staden Antakya. Organisationen Management har inrättat en bankett i Dr Asaad Asaad centrum i staden Antiochia och efterlyste den hustrur och söner och döttrar fångarna och martyrer som bor i staden Antioch. Al kawakibi Organisationen för mänskliga rättigheter lämnar sina tack och beröm för sina kadrer i staden Antioch för sina välsignade insatser i framgången för denna händelse Organisationen ledningen inriktar tack vare Dr Asaad Asaad för att hysa denna händelse i hans centrum, och önskar honom ytterligare framgångar Och allt tack vare professor advokat Suleiman Al-Issa för hans välsignelse till framgång för denna händelse. Också vi tacka alla som nådigt hjälpt till denna händelse och hjälpte oss i rita ett leende på läpparna av barnen i dessa välsignade dagar

15

2015 - ‫آب‬


‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

Alhalabi Senaste CommandmentTrue Story mest uppriktiga ursäkt. Den sista papper “: En vecka sedan började jag att lägga någon form av gift med specifika doser till sin morgonkaffe, varje dag, jag ser hennes hälsa försämras lite i taget, kinderna ERKÄNNA, håret faller ut, hostar hon starkt, snabbt illamående, huvudvärk, hemsöka henne med svåra vågor, skada långsamt, men med stolthet, var hon helt tyst och såg på mig med sorg, och vandra. Det verkar som om hon visste vad jag gjorde, men hon var delaktig med min föraktliga konspiration. Idag, den sextonde maj, väckte vi tidigt, frågade jag Magda att bära hennes favorit vit klänning som hon brukade bära varje semester, svarade hon utan att tveka, men hon såg lite tunnare, drack vi vårt morgonkaffe. Fairouz sjöng “Varje natt du gå tillbaka oh natten”, längs mitt liv, det gjorde jag inte se en sådan morgon som i morse, innan middagen, hade Magda gav hennes ande till dess skapare .. Jag håller henne till hennes säng, jag har bara täckte hennes lätt. Sedan låg jag ner bredvid henne och drack min flaska gift på en gång, som mest behöver jag några timmar, innan jag lämnar er för tillfället Sist Magda skulle förlåta mig, eftersom jag säker henne en tyst slutet, utan blod inga kroppsdelar, och eftersom vi kommer att dö tillsammans, med värdighet och som älskare ... “. Ali Bakkar al-Halabi .... Village of Jeb Al Hamam - Aleppo.

2015 - ‫آب‬

16


‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫العدد الثاين عرش‬

Men vad som hade drivit professorn mot självmords engagemang, vad som hände i den närliggande byn “Maskana”, för två veckor sedan, när ISIS kallas alla lärare i byn, och närliggande byar, och samlade dem i tron ​​moskén (som gjorde den till den Ibn Taymiyyah moskén) och berättade för dem att varje lärare måste delta legitimitet naturligtvis, förutom att ge en skrivelse av ånger, och svära trohet till kalifen al-Baghdadi, och alla som misslyckas med det, skulle behandlas som en avfälling, att organ att slaktas efter beslagta hans hus och hans pengar. Den tredje papper: “Under de senaste två åren, har regimens grepp har Zhicheng, och vi blev kunna andas lite luft, förblev vår by för att inte en kort tid, långt från striderna i” Al Nusra “och” Free Army “ , under vilken vi inte visste stening, slits halsar, eller trummor och kemiska vapen, eller sekter och hat ... men denna relativa lugnet hamnade snabbt i den senaste månaden, plötsligt världen välte, och allt förändrades, och den mest vad förbryllad mig var: Var var allt detta hat dolda? Där var allt detta grymhet? Och hur har människor förändras så snabbt? Har de varit riktigt nice? Eller jag var den enda dum? “Konstiga ansikten ökade i vår by, i varje ras och färg, olika länder och på alla språk och dialekter. Gud vill, alla av dem är enade bakom ett mål, kom de från ändarna av världen för att uppnå det: att lära oss etik, införande av anständighet på våra kvinnor och rensning vår by från otrogna! Abu sten, vem annars ?, skolan guard vars namn blev Sheikh Abu Al Qaqaa, Oh ve som kallar honom med hans gamla namnet, skulle han surra honom skoningslöst, och överraskningen är att Abu sten, jag menar Abu Al Qaqaa blev utbildningsdistriktsdirektör. På fredagen stod han framför människor, och blev en predikan: Vi förklarar vår oskuld

17

2015 - ‫آب‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

av den falska läroplanen utbildning, Nusayris böcker och från och med nu, skulle det inte finnas nationals å ng eller en flagga och morgonen kö, och menings l öst prat, dessa är alla rester av sekulära och misstro. Många saker har ändrats: November School, där jag studerade i tjugo år, dess namn blev “Skolan Abu Musab al-Zarqawi” .. Hur vill du att jag, stannar framför mina elever, och jag erkänner dem att alla senaste åren, var jag en otrogen och en dålig människa, och i dag Gud vägledde mig och jag blev muslim ?! Den fjärde papper: “Jag kommer att dö, men jag kommer aldrig att glömma, och jag vill inte att du ska glömma; glömska svek, skulle jag sammanfatta hela mitt liv med dessa broschyrer, jag skulle skriva på dem mina smärtor och mina rädslor och mina minnen, som är minnen av rädsla, kanske bara rädslan är den mest kapabla att vara en historia parallellt med våra förfalskade historia, är rädslan vår skugga n medan vi vandrar i våra ensamma sätt, som inte leder till något annat än endast besvikelser. Det är inte lätt att skriva din sista vilja, er vilja som inte kommer att rekommendera det något, eftersom det är ingenting förtjänar att få veta. Jag kommer att skriva om våra drömmar, som kvarstår under uppskjutande, om våra smärtor som jag känner dem samlas nu på en gång, väntar på att lämna för sista gången, och för evigt. Det är inte lätt att du skriver mellan lågorna, och du är i botten av helvetet. “Smärtan som jag upplevde förra veckan, försökte ingen tidigare flest vad smärtar mig är Magda omdömen, då hon snegla mig med kärlek och nostalgi ibland, och med smärta och sorg annan gånger. Vi utbyter en tyst konversation som är full av ecstasy, och inom var och en av oss en brand som räcker till en skog. Om hon håller tyst, dödar hon mig med sin tystnad, och om hon pratar, en idiot gäller min kropp som skakar mig helt. Vi börjar gråta tillsam-


‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

Alhalabi sista budet Sann historia Genom - Abdul Ghani Salama. En vecka efter hans försvinnande, efter utsläpp av konstiga dofter på platsen, grannarna kontrollerat huset professor “Ali Bakar”, att hitta sin halv förmultnade kropp, ligger tillsammans med sin fru och sina händer sammanflätade med varandra. Han var klädd i sin grå kostym med en blå slips, medan hans fru bar en svart fodrad vit klänning, fortfarande kvar en del av sin glans. En av dem konstaterades några papper som professorn skrev med handen, inklusive självmords engagemang meddelande, och han skickade det till mig via e-post, med en kort förklaring av de omständigheter och orsakerna till hans självmord engagemang, och jag publicera det precis som jag fick det, som ett slags integritet och en ära för den anda av den avlidne. Den första papper, “ungefär en månad sedan, särskilt i dag när ISIS närmade från kanten av vår stad, och jag tänker på självmord engagemang, vad som gör mig stå tveksam, och skjuta upp föremål från dag till dag, är min dålig hustru Magda, som avvisar tanken på självmord åtagande från en av tro, är hon religiös, och hon anser självmord engagemang som någon sorts döda själen som Allah har förbjudit, men jag var rädd för tanken på döden, att lämna henne ensam inför krigets fasor, inbillade jag hjordar av ISIS är messing hennes garderob, och krossa hennes bilder och speglar, sedan 2015 - ‫آب‬

leda henne till fångar marknaden ... så det mest sak som plågar mig är hur vi dö tillsammans, som vi levde tillsammans i trettiofem år. “ “Under de senaste veckorna, Ali, okaraktäristiskt, permanent avvikandet och rynka pannan, anmärkningsvärt orolig, även om han inte slutar förbanna rymdstationen, men han tillbringar sin natt flytta från en nyhets till en annan, söker efter några nyheter som tar honom ut ur hans oroliga, och på balkongen i sitt hem, tillbringade vi de senaste veckorna chattar, vi stirrar tillsammans mot berget på andra sidan, i vår fantasi, vad bakom den av händelser, minnen och möjligheter, innan professorn börjar prata med en ledsen ton: Jag säger er ärligt talat, jag var rädd när jag såg bödel ISIS dra någon i kragen som om han är en get, och han förde till knäna utan en vilja, då slaktar honom med kallt blod. Herregud, när jag föreställde mig själv som person, ryggar min kropp. Den andra artikeln, “det här är kan vara den värsta stunden upplevs av byn, är alla medvetna om att det är i slutet, de överlämna sig till det, precis som en föregrips. Vår by har blivit maktlös, utan alternativ, även en önskan hos människor i migration minskat, och de insåg att det är oundvikligt, och alla som har en semi-säker plats, hans släktingar och grannar som samlats i det, förhoppningsvis som ger dem en viss trygghet eller deras död blir lättare; död med gruppen är en nåd.“

18


‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫العدد الثاين عرش‬

av en massa flyktingar som kom från Bulgarien eller Italien, och deras fall fick “undantag” av humanitära skäl och godkändes, så det skulle ha varit trevligt om de gav lite av sin mänsklighet mot den blinde mannen som inte har sett sina barn och hans familj i nästan två år. Dessutom försäkrade hans handläggare honom att de inte kommer att skicka honom till Bulgarien på grund av hans hälsa. Han gick till ett svenskt läkare vid namn Johan Anderson, som efter att ha gjort några tester, utarbetat en rapport till den svenska Migrationsverket som säger att han behöver en personlig eskort vid alla tidpunkter eller han kan skada mig. Men Migrationsverket inte överens om att samordna med den bulgariska regeringen för att säkra hjälp för honom ifall han kom till bulgariska flygplatsen. Han tror den främsta anledningen är att den svenska Migrationsverket inte vill ta ansvar för en blind man. Han fortsätter att säga: Kanske de trodde att jag skulle vara en inaktiv medlem i samhället trots att min CV är en lång historia av arbete och studier. Att inte tala om att jag är en professionell sjukgymnast, vilket är en efterfrågade yrke i Sverige. Och om jag saknade viljan att leva som de kanske tror, ​​jag skulle inte ha korsat 4000 km genom Europa söker efter en bättre framtid, och jag vågar någon människa i hela världen för att hitta sin väg i gatan om han / hon stängt honom / hennes ögon för bara 5 minuter. Så hur kan en man som mig som erövrar hans handikapp och korsade 4000 km som ska behandlas på ett sådant sätt. Haysam fortsätter: Jag nådde ut till flera humanitära organisationer, men den enda organisation som faktiskt försökte hjälpa mig är “al-Kawakibi organisationen för mänskliga rättigheter” genom att kontakta “Amnesty International” i Stockholm flera gånger men vi fick inte det förväntade svaret från en organisation här stor. Jag minns min familj innerligt; De är precis som många

19

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

andra familjer i Syrien lever i ett tillstånd av ständig rädsla för risken för att bli bombarderad av Assad styrkor eller uppleva praxis extremist soldater den islamiska staten. Dessutom har skolor blivit skyddsrum eftersom många familjer har emigrerat där. Därför, om mina barn var avsedda att leva, är deras framtid oförutsägbar på grund av sin bristande skolgång. Min fru berättade för mig att mina barn har panikattacker på grund av de saker som de ser och upplever varje dag. Dessutom är de klandra mig för att de tror att jag kanske har övergett dem eftersom det har gått två år sedan jag lämnade Syrien. De kommer att deportera mig till Bulgarien och vad kan man göra i ett land där man inte har några rättigheter eller den minsta chans att överleva? Om de ska skicka mig till Bulgarien med våld, är svält den bästa lösningen för mig. Jag bestämde mig för att om de deporterade mig med våld, kommer jag tillbaka till Syrien direkt. Min fru och barn står inför risken för dödsfall och väpnade konflikter varje sekund. Eftersom jag misslyckats i Europa genom att säkra en bra framtid för mina barn, jag tycker att det är bättre att dö hålla min hustrus hand i ena handen och med den andra, hålla handen av min yngsta barn som inte har sett mig ännu. Ahmad F. Ammouri Översatt till engelska av: Ahmad F. Ammouri Jamal F. Ammouri

2015 - ‫آب‬


‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫العدد الثاين عرش‬

motivation till varför han var tvungen att lämna omedelbart. * Resan började från Turkiet med en grupp vänner på en snubblat början -eller det är vad han tyckte att det var ingenting i jämförelse med vad som hände later- de sprang in många svårigheter som de inte förutse. Monopolisering av rutterna till Europa från människosmugglare, och genomdriva otroliga höga för en medelklass man från Syrien så han lånade pengar han var kort och betalas tillsammans med sina vänner till en människa smugglare som sa till dem att han kommer att få dem till Europa med hjälp av sina egna “särskilda metoder.” Det verkade som om hans definition av speciella metoder är konstigt eftersom den första dagen eftersom de tillbringade hela första dagen gå till fots, liksom sova flera gånger i skogen, som var raka motsatsen till den bild han målade för dem när de betalade honom pengar. Han ville inte hålla sitt ord, därför att de stoppades i Bulgarien, medan avtalet var att han är att ta dem till Europa via Grekland, eftersom även om de fastnar i Grekland, och fick lämna fingeravtryck, är det försvunna. I Bulgarien, de behandlas som brottslingar inte som flyktingar som flyr från en säker död. De livsmedel som de gav dem var en bit bröd och ost för hela dagen. Även använda toaletten var, ibland, en gång varannan dag. De ville inte missbruka honom fysiskt, eftersom han inte gav dem någon anled-

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

detektiv, genom en tolk, berättade för dem att det finns inget sätt att undvika fängelse inte om de frivilligt överens om att få sina fingeravtryck. Samtidigt är deras viljestyrka långt borta och någon självrespekt hade de är nu helt krossat, så de var tvungna att komma överens när de såg något annat alternativ. De fick utsläppt från fängelset och överfördes till ett läger där de fick betalt 65 bulgariska lev (30 €) per månad som skulle vara tillräckligt för mat, kläder och andra personliga förnödenheter. Eftersom priserna i lägret cafeteria var super hög, var de tvungna att gå 7 km till närmaste by så att de kunde köpa mat till normala priset. Två månader har gått, tills han fick sina tillfälliga tre år Bulgariska hemvist papper och pass. När de fick hemvist papper, slutade de att ge dem 30 euro och de tvingades utanför lägret. De var sju personer som hyrde ett gammalt hus på landet för 550 BGN (250 euro) och den saknade även de mest grundläggande kraven på att leva som en toalett och varmvatten. Han stannade där i nästan två månader, tills han kunde resa utanför Bulgarien. Han kom till Sverige 15-01-2014 och fick det slutliga avslaget på Högsta domstolen i Sverige i juni 2015.He var fullt informerad om Dublinkonventionen. Dock förväntas han helt annat beslut. Under en halv tillbringade han i Sverige under året och visste att han 2015 - ‫آب‬

20


‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

från Darkness berättelsen om Ibrahim al-Ahmad en blind syrisk flykting .......... in i mörkret Från mörker till mörker Resan av en syrisk man Det hela började med en önskan att hjälpa och lagen som stod mellan .. Viljan att hjälpa dem som är i behov och strikt lag som motsade med denna önskan .. “Al-Kawakibi organisationen för mänskliga rättigheter” är att nå ut till alla humanitära organisationer att ge hjälpande hand till den syriska blinde, Haysam Ibrahim al-Ahmad. Från mörker livmodern in i mörkret i livet, och från mörkret av ett inbördeskrig i mörkret för det okända framtiden. Den syriska medborgare Haysam Ibrahim al-Ahmad är ett levande exempel på sammandrabbningen av mänskligheten och mänskliga lagar. Vår organisation har träffat honom i ett försök att hitta den mörka sidan av migrationen till Europa. Vem är Haysam al-Ahmad före revolutionen? Han föddes 1978 i en värld utan ljus, utan hopp. Men det hindrade inte honom från att göra sin egen hopp, och på sätt och vis hans eget ljus. Så han studerade i skolorna för blinda i Syrien tills han fick sitt baccalaure

21

åt då han reste till Tunisien och studerade där i tre år. Till slut fick han sin kandidatexamen i sjukgymnastik och lärde franska. När han tog examen fick han jobb i Tunisien innan han bestämde sig för att gå tillbaka till Syrien för att gifta sig och att arbeta i direktoratet för hälsa i Aleppo. Han levde ett normalt liv och lät inte hans handikapp ta bort sin rätt att leva ett normalt liv; han brukade gå ensam till sitt jobb utan hjälp, gå matinköp och ta sina barn för en promenad och när kriget var förskjutits mot Aleppo, under det andra året av revolutionen, var den plats där han arbetade i bombarderas av Assad styrkor, så han var tvungen att flytta med sin familj till en förort till Aleppo. Ahmad säger: Neutralitet var aldrig ett alternativ i Syrien och det blev inte så efter revolutionen. Han var tvungen att välja; antingen att vara en del av den pågående väpnad konflikt eller inte vara där alls. Och det är vad han valde att han var aldrig till förmån för våld och våldshandlingar. Dessutom, den islamiska staten (ISIS) har just tog kontroll över byn där han brukade leva, så detta fungerat mycket 2015 - ‫آب‬


‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

Redaktionellt

Säkert område vara riktigt säker? skulle Turkiet tillkännagav inrättandet av det säkra området i norra Syrien sträcker sig längs 150 km från Jarablus på den västra stranden av Eufrat till Ras Al-Ain och djup av 50 km, och Turkiet kommit överens med amerikanerna att använda Injerlik flygbas i flygattacker på daash och detta regeringstid kommer att användas för att vara värd för syriska flyktingar. Samtidigt USA meddelat att det avser att etablera en så kallad säker zon från Islamic State <längs den turkisk-syriska gränsen med sitt påstående att detta inte inkluderar en flygförbudszon i norr och luftvård blir bara för kraft som kämpar daash. markerade området är oftast styrs av kurdiska soldater och Turkiets utrikesminister, miflon Shawish Ihsan oğlu, berättade vid en presskonferens i Lissabon: <Det finns ingen skillnad mellan B KK och daash och vi kan inte säga att BKK är bättre eftersom den kämpar daash. .. De kämpar om makten, inte för fred och säkerhet. Can 2015 - ‫آب‬

det säkra området uppnås? Eller är det bara en säker zon för Turkiet? USA bombade daash att hjälpa kurder, Turkiet bombade kurdiska grunden och slog daash blygt. Om de anpassa säker zon för syriska flyktingar, skulle det vara fri från väpnade grupper och krigsherrar? Och skulle det finnas säkerhet för syriska medborgare inom alla områden i livet att inrätta säkerhetssystem och polisen? Och skulle det finnas rättsväsendet? För att uppnå intressen i livet för syrierna i detta område som kräver inrättande av institutioner för dessa intressen. Kan detta åstadkommas utan internationell vilja? Eller kommer det att vara en turkisk koloni med en syrisk civil förvaltning som styrs av Turkiet? Talal Al Abdullah

22


‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫العدد الثاين عرش‬

‫آب ‪2015 -‬‬

‫مجلة الكواكبي الحقوقية‬

‫‪23‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.