افتتاحية العدد :املنطقة اآلمنة هل ستكون آمنة ؟
من ظالم اىل ظالم ص 5 - 4 وصية الحلبي االخرية ص 7 - 6 الهروب من قبضة داعش ص 9-8 افطار الرس الشهداء واملعتقلني ص 10
من حلب اىل غزة ص 12
العدد السابق
افتتاحية العدد
املنطقة اآلمنة هل ستكون آمنة فعال ؟ أعلنــت تركيــا عــن اقامــة منطقــة آمنــة يف شــال ســورية متتــد عــى طــول 150كــم مــن جرابلــس غــرب الفــرات اىل رأس العــن وبعمــق 50كــم وانهــا اتفقــت مــع االمريــكان عــى اســتخدام قاعــدة انجرليــك الجويــة يف الهجــات الجويــة عــى داعــش وان هــذه املنطقــة ســيتم فيهــا تجميــع الالجئــن الســوريني. ويف الوقــت نفســه أعلنــت الواليــات املتحــدة انهــا تخطــط إلقامــة مــا يســمى « منطقــة آمنــة مــن الدولــة اإلســامية «عــى طــول الحــدود الســورية الرتكيــة مــع تأكيدهــم ان هــذا ال يتضمــن إقامــة منطقــة حظــر جــوي يف الشــال الســوري وان الحاميــة الجويــة ســتكون فقــط للقــوة املقاتلــة لداعــش املنطقــة املحــددة مبعظمهــا يســيطر عليهــا مقاتلــون اك ـراد وقــد رصح وزيــر الخارجيــة الــريك مولــود شــاويش اوغلــو يف مؤمتــر صحفــي يف لشــبونة »:ليــس هنــاك مــن فــرق بــن ال يب يك يك وداعــش وال ميكــن ان نقــول ان ال يب يك يك افضــل ألنهــا تقاتــل داعــش ...انهــم يقاتلــون مــن اجــل الســلطة وليــس مــن اجــل الســلم واالمــن »... فهــل ميكــن تحقيــق منطقــة آمنــة ؟ ام انهــا منطقــة آمنــة
الواليــات املتحــدة تقصــف داعــش ملســاعدة االك ـراد وتركيــا تقصــف االكــراد بشــكل أســايس وتــرب داعــش بشــكل خجــول ......ويف حــال إقـرار املنطقــة االمنــة لتجميــع الالجئــن الســوريني فيهــا هــل ســتكون خاليــة مــن الجامعــات املســلحة وامــراء الحــرب ؟ وهــل ســيتم توفــر االمــن للمواطنــن الســوريني يف مختلــف مجــاالت الحيــاة لهــم بإقامــة جهــاز امنــي وبوليــس ؟ وهــل ســيتم انشــاء جهــاز قضــايئ فيهــا ؟ ولتحقيــق مصالــح الحيــاة للســوريني فيهــا يقتــي ذلــك انشــاء مؤسســات لهــذه املصالــح .فهــل ميكــن تحقيــق ذلــك بــدون إرادة دوليــة عامــة ؟ ام انهــا ســتكون محميــة تركيــة بــإدارة مدنيــة ســورية تابعــة لهــا ؟
بقلم الدكتور طالل العبد الله
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
من ظالم اىل ظالم
4
العدد الثاين عرش
مجلة الكواكبي الحقوقية
...قصة الالجئ السوري الرضير ابراهيم االحمد
من الظالم إىل الظالم: رحلة الجئ سوري مــا بــن الرغبــة والقانــون .........الرغبــة باملســاعدة والقانــون الــذي يحــول دون ذلــك ...... تناشــد منظمــة الكواكبــي لحقــوق االنســان جميــع املنظــات الحقوقيــة واإلنســانية مــد يــد املســاعدة للرجــل الســوري الرضيــر إبراهيــم األحمــد ...... حــرب أهل ّيــة مــن ظــام الرحــم إىل ظــام الدنيــا ,ومــن ظــام ٍ إىل ظــام مســتقبل مجهــول .املواطــن الســوري هيثــم ابراهيــم حــي عندمــا تصطــدم اإلنســانية يف حائــط األحمــد هــو مثــال ّ القانــون املج ـ ّرد .إلتقــت معــه منظمتنــا يف محاولــة للعثــور عــى الجانــب املظلــم يف الهجــرة إىل أوروبــا. من هو هيثم األحمد قبل الثورة؟ولــد يف عــام 1978إىل عــا ٍمل خــا ٍل مــن النــور (حيــث ولــد رضيـرا ً)،خــا ٍل مــن األمــل .لكــن ذلــك مل مينعــه مــن صنــع االمــل .فــدرس يف مــدراس املكفوفــن يف ســوريا إىل أن حصــل عــى شــهادة البكالوريــا قبــل أن يســافر إىل تونــس ويــدرس لثــاث ســنوات حصــل يف نهايتهــا عــى دبلــوم تقنــي ســامي يف العــاج الفيزيــايئ .بعــد تخرجــه حصــل عــى عمــل يف تونــس ثــم قــرر العــودة لســوريا ليتــزوج ويعمــل الحقـاً يف مديريــة الص ّحــة يف حلــب عــاش حيــاة طبيعيــة ومل يســمح لإلعاقــة أن تســلبه ح ّقــه يف حيــاة طبيعيــة؛ فــكان يذهــب إىل عملــه مبفــرده دون مســاعدة أحــد ويشــري ـت البقالــة للمنــزل ويصطحــب أوالده إىل الســوق وعندمــا انتقلَـ ْ ـت منطقــة الحــرب إىل حلــب يف الســنة الثانيــة مــن الثــورة ،تع ّرضـ ْ
ســكنه للقصــف العشــوايئ مــن قبــل قـ ّوات النظــام مــا اضطــره وعائلتــه أن ينتقــل إىل ريــف حلــب. يقول احمد: الحياديّــة مل تكــن يوم ـاً خيــارا ً يف ســوريا ومل تصبــح كذلــك بعــد ي إمــا أن أختــار أن أكــون طرف ـاً يف ال ـراع وإمــا الثــورة .كان ع ـ ّ أال أكــون هنــاك أبــدا ً .وهــذا مــا اخرتتــه ألننــي مل أكــن يومـاً مــن منــارصي العنــف .باإلضافــة إىل ســيطرة تنظيــم الدولــة اإلســامية عــى قريتــي وكان هــذا يف مثابــة الدافــع األســايس لرحيــي. بــدأتْ الرحلــة مــن تركيــا مــع مجموعــة مــن األصدقــاء بخطــواتمتعـ ّـرة – أو هكــذا اعتقــد فلــم تكــن بالــيء الجديــر بالذكــر مقارنــة مبــا حصــل الحقــاً – فلقــد اصطــدم بعوائــق كثــرة مل يكــن عــى علــمٍ مســبق بهــا أول العوائــق كان احتــكار مهــريب البــر ملمـرات العبــور إىل أوروبــا بفرضهــم أســعار خياليــة نســبياً بالنســبة لرجــل مــن الطبقــة العاملــة يف ســوريا فاســتدان مــا كان ينقصنــه مــن مــال ودفــع مــع أصدقائــه ملهــرب بــر أخربهــم انــه ســوف يقــوم بإيصالهــم إىل أوروبــا مســتخدما «طرقــه الخاصــة» لقــد بــدا لهــم تعريفــه للطــرق الخاصــة غريبـاً منــذ اليــوم األول فقــد كانــت معظــم الرحلــة س ـرا ً عــى األقــدام ونامــوا الحق ـاً ع ـ ّدة ليــايل يف األح ـراش منــذ أن انطلقــوا مــن تركيــا ,عــى نحــو مخالــف متامــاً للصــورة التــي رســمها لهــم عندمــا دفعــوا لــه النقــود مل يفــي بوعــده فلقــد تــم توقيفهــم يف بلغاريــا بينــا كان االتفــاق أن يأخذهــم إىل أوروبــا عــن طريــق اليونــان ألن بصمــة اليونــان غــر معــرف بهــا كانــت املعاملــة ســيئة للغايــة يف بلغاريــا ...فلقــد عاملوهــم كمجرمــن وليــس كالجئــن هاربــن مــن املــوت آب 2015 -
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
العدد الثاين عرش
...الطعــام كان عبــارة عــن قطعــة مــن الخبــز والجــن مــرة واحــدة يف اليــوم فقــط .حتــى اســتخدام املرحــاض كان مرشوطـاً: مــرة كل يــوم أو يومــن وبالنســبة لــه «ال» يســتخدموا العنــف معــه ،ألنــه مل يقاومهــم جســدياً فــكان التعذيــب نفســياً فحســب أخربهــم املحقــق الــذي احــروه –عــن طريــق املرتجــم– أنــه ال مفـ ّر مــن الســجن إال يف املوافقــة عــى البصمــة .ويف هــذا الوقــت كانــت عزميتهــم وأي احـرام ألنفســهم قــد تحطــم متامـاً فوافقــوا عــى البصمــة مرغمــن وخرجــوا مــن الســجن إىل الكامــب حيــث كانــوا يعطوهــم 65ليــف بلغــاري ( 30يــورو) شــهرياً ويجــب أن يكفيهــم هــذا الراتــب للطعــام وامللبــس واالحتياجــات الشــخصية. ومبــا أن أســعار مطعــم الكامــب ســياح ّية جــدا ً ،فكانــوا يضطــروا إىل املــي مســافة 7كلــم إىل أقــرب قريــة لــي يشــروا البقالــة بســعرها الطبيعــي. شــهرين إىل أن حصــل عــى اإلقامــة البلغاريــة املؤقتــة ملــدة ثالثــة ســنوات وجــواز الســفر فــور حصولــه عــى اإلقامــة توقفــت املعونــة ( 30يــورو) وطــردوه خــارج الكامــب .كانــوا 7أشــخاص اســتأجروا منــزل ريفــي متهالــك مببلــغ 550ليــف بلغــاري (250 يــورو) وكان يفتقــر حتــى إىل أبســط أساســيّات املعيشــة مثــل املرحــاض واملــاء الســاخن .مكــث هنــاك ملــدة تقــارب الشــهرين إىل أن اســتطاع الســفر خــارج بلغاريــا حيــث قطــع مســافات كبــرة حتــى وصــل الســويد يف 2014-01-15الجنــة التــي كان يبحــث عنهــا والتــي ستســاعده عــى مــا تبقــى مــن عمــره وتســاعد اوالده ولكــن الــذي حصــل انــه حصــل عــى الرفــض النهــايئ مــن املحكمــة العليــا يف الســويد يف حزيــران 2015كان عــى إطــاع تــام عــى اتفاقيــة دبلــن .ولكنــه توقــع قـرارا ً مختلفـاً متام ـاً فخــال الســنة والنصــف التــي قضاهــا يف الســويد ،عــرف الكثــر مــن الالجئــن الذيــن أتــو مــن بلغاريــا أو إيطاليــا وحصلــوا عــى قــرارات «كــر البصمــة» ألســباب إنســانية فــكان مــن األحــرى لــو منحــوا القليــل مــن إنســانيتهم تجــاه رجــلٍ رضيــر مل يــرى أوالده وعائلتــه منــذ مــا يقــارب الســنتني .باإلضافــة إىل إخبــار محققــة الهجــرة لــه أنهــم لــن يرســلوه إىل بلغاريــا بســبب حالتــه الص ّحيــة فقــد ذهــب إىل طبيــب ســويدي يدعــى يوهــان آندرســن والــذي ,بعــد فحصــه ,أع ـ ّد تقري ـرا ً موجه ـاً إىل مصلحــة بــن فيــه أنــه بحاجــة إىل مرافــق بصــورة دامئــة يف كل الهجــرة ّ مــكان وإال مــن املمكــن أن يــؤذي نفســه لكــن مصلحــة الهجــرة مل تأخــذ بهــذا التقريــر ومل يوافقــوا حتــى عــى التنســيق مــع الحكومــة البلغاريــة لتأمــن مســاعدة لــه يف حــال الوصــول إىل مطــار بلغاريــا و الســبب األســايس باعتقــاده هــو خــوف مصلحــة الهجــرة مــن تح ّمــل مســؤولية رجــل رضيــر حيــث يتابــع قائ ـاً : رمبــا ظنــوا أننــي ســأكون عنـرا ً خامـاً يف املجتمــع بالرغــم مــن أن ســريت الذاتيــة حافلــة بتاريــخ طويــل مــن العمــل والتعلّــم وتخصــي يف العــاج الفيزيــايئ هــو مــن املهــن املطلوبــة جــدا ً يف الســويد ولــو كنــت أفتقــر إرادة الحيــاة كــا يعتقــدون ,ملَ
مجلة الكواكبي الحقوقية
,ملَ اســتطعت أن أقطــع مســافة 4000كلــم يف حالتــي هــذه بحثـاً عــن مســتقبل أفضــل واننــي مــن هنــا اتحــدى أي شــخص بالعــامل اذا كان قــادرا عــى ان يســر مغمــض العينــن يف شــارع او طريــق وملــدة خمــس دقائــق فقــط فهــل يعقــل إلنســان تغلــب عــى اعاقتــه وقطــع مســافة 4000كــم ليصــل اىل دنيــا تســاعده ان يلقــى هــذه املعاملــة ؟؟؟ يضيف هيثم قائالً: لقــد تواصلــت مــع عــ ّدة منظــات ولكــن املنظمــة الوحيــدة التــي حاولــت مســاعديت فعليـاً هــي «منظمــة الكواكبــي لحقــوق اإلنســان» وبدورهــم راســلوا «منظمــة العفــو الدوليــة» (أمنســتي) يف ســتوكهومل ولكــن مل نحصــل عــى النتائــج املتوقعــة منهــم. أتذكــر عائلتــي بحرقــة فهــم مثــل مــا هــو حــال عائــات كثــرة يف ســوريا تعيــش يف حالــة مــن الخــوف املســتمر مــن خطــر قصــف ط ـران النظــام الســوري أو مامرســات تنظيــم الدولــة اإلســامية املتطـ ّرف .باإلضافــة إىل تحـ ّول املــدارس إىل مالجــئ بســبب نــزوح العائــات إليهــا واإلقامــة فيهــا؛ فــإن كُتــب ألوالدي أن يعيشــوا مســتقبالً فســوف يكــون مســتقبالً ال ميكــن التنبــؤ بــه بســبب افتقارهــم للتعليــم املــدريس كــا أخربتنــي زوجتــي أن أطفــايل يتعرضــون بشــكل مســتم ّر لنوبــات هلــع بســبب األشــياء التــي ي يرونهــا وميــ ّرون بهــا يوميــاً .باإلضافــة إىل أنهــم يعتبــون عــ ّ ألنهــم يظ ّنــون أننــي قــد تخليــت عنهــم فلقــد مــى مايقــارب الســنتني منــذ خروجــي مــن ســوريا. أعلــم بأنهــم ســوف يرســلوين إىل بلغاريــا ق ـرا ً ولكــن مــا لــذيميكــن فعلــه يف بلــد ليــس يل فيــه أي حقــوق أو أدىن فرصــة يف الحيــاة! إذا مــا أرســلوين إىل بلغاريــا ق ـرا ً ،فاملــوت جوع ـاً هــو ماســوف يحصــل يل عــى أفضــل تقديــر وقــد قــررت أنــه يف حــال ترحيــي قــرا ً ســأعود إىل ســوريا مبــارشة ،فأطفــايل وزوجتــي يواجهــون خطــر املــوت والتط ـ ّرف املس ـلّح يف كل ثانيــة تنقــي ومبــا أننــي عجــزت يف أوروبــا عــن تأمــن مســتقبل آمــن ألطفــايل فاألفضــل أن أمــوت ممســكاً زوجتــي بيــد وباليــد األخــرى يــد طفــي األصغــر الــذي مل يــرين بعــد. أحمد ف .ع ّموري
آب 2015 -
5
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
أ خ�ة الحل� ال ي وصية ب ي ...قصة حقيقية
العدد الثاين عرش
بقلم – عبد الغني سالمة. وصية الحلبي األخرية ...قصة حقيقية بعــد أســبوع مــن اختفائــه ،وعــى إثــر انبعــاث روائــح غريبــة مــن املــكان ،تفقــد الجـران منــزل األســتاذ «عــي بــكار» ،ليجــدوا جثتــه شــبه متحللــة ،وهــو ممــدد إىل جانــب زوجتــه ،وأيديهــا متشــابكة معـاً ،كان يرتــدي بذلتــه الرماديــة مــع ربطــة عنــق كحليــة ،فيــا ارتــدت زوجتــه فســتانا أبيضــا موشــحا بخطــوط ســوداء ،مــا زال يحتفــظ ببعــض بهائــه. وقــد عــر أحدهــم عــى مجموعــة أوراق خطّهــا األســتاذ بيــده ،منهــا رســالة االنتحــار ،وقــد أرســلها يل بالربيــد اإللكــروين ،مــع رشح موجــز ملالبســات وأســباب انتحــاره ،وهــا أنــا ذا أعيــد نرشهــا كــا وصلتنــي متامــا ،مــن بــاب األمانــة ،وإكرامــا لــروح الفقيــد: الورقــة األوىل« :منــذ شــهر تقريبــا ،وتحديــدا يف اليــوم الــذي اقرتبــت فيــه داعــش مــن تخــوم بلدتنــا ،وأنــا أفكــر باالنتحــار ،مــا يجعلنــي أقــف مــرددا ،وأؤجــل املوضــوع مــن يــوم آلخر هــو زوجتــي املســكينة ماجدة، التــي ترفــض فكــرة االنتحــار مــن منطلقــات إميانيــة ،فهــي متدينــة، وتعتــر االنتحــار نوعــا مــن قتــل النفــس التــي حـ ّرم اللــه ،أمــا أنــا فكانت ترعبنــي فكــرة املــوت ،وتركهــا وحيــدة تواجــه أهــوال الحــرب ،كنــت أتخيــل قطعــان داعــش وهــم يعبثــون بخزانتهــا ،ويحطمــون صورهــا ومراياهــا ،ثــم يقودونهــا إىل ســوق الســبايا ...لــذا فــإن أكــر مــا يؤرقنــي كيــف منــوت مع ـاً ،كــا عشــنا معــا خمســة وثالثــون عامــا». «يف األســابيع األخــرة ،كان األســتاذ عــي ،عــى غــر عادتــه ،دائــم الــرود والتجهــم ،قلقـاً عــى نحــو الفــت ،مــع أنــه ال يكــف عــن شــتم املحطــات الفضائيــة ،إال أنــه ميــي ليلــه متنقـاً بينهــا مــن نــرة إىل أخــرى ،باحثـاً عــن أي خــر يخرجــه مــن حالتــه املضطربــة ,ومــن عــى رشفــة منزلــه، أمضينــا األســابيع األخــرة نتجــاذب أطـراف الحديــث ،كنــا نحــدق ســوي ًة نحــو الجبــل املقابــل ،ويف خيالنــا مــا وراءه مــن أحــداث وذكريــات واحتــاالت ،قبــل أن يبــدأ األســتاذ بالــكالم بنــرة حزينــة :أصارحكــم القــول ،أين أرتعــب كلــا رأيــت ســيافا داعشــيا يجــر أحدهــم مــن ياقتــه كــا لــو أنــه ســخلة ،ويجعلــه يجثــو عــى ركبتيــه بــا إرادة ،ثــم ينحــره بــدم بــارد .يــا إلهــي ،كلــا تخيلــت نفــي ذلــك الشــخص ينتفــض بــدين. الورقــة الثانيــة «رمبــا تكــون هــذه أســوأ لحظــة متــر بهــا الضيعــة ،الجميع مــدرك أنهــا النهايــة ،مستســلم لهــا كقــدر محتــوم ..ضيعتنــا باتــت بــا حــول ،وبــا خيــارات ،حتــى رغبــة النــاس بالهجــرة تضاءلــت ،وقــد أيقنــوا أنــه ال مفــر ،وكل مــن لديــه مــكان شــبه آمــن ،تكــدس أقربائــه وجريانــه فيــه ،عــى أمــل أن مينحهــم ذلــك بعــض األمــان ،أو ليكــون املــوت عليهــم أخــف وطــأة؛ فاملــوت مــع الجامعــة رحمــة».
6
مجلة الكواكبي الحقوقية
عيل بكار الحلبي غــر األســتاذ ،ودفعــه نحــو االنتحــار ،مــا حــدث يف ضيعــة لكــن مــا ّ «مســكنة» القريبــة منــا ،قبــل أســبوعني ،حــن دعــت داعــش كل مــدريس الضيعــة ،والضيــع املجــاورة ،وجمعتهــم يف مســجد اإلميــان (الــذي حولتــه إىل مســجد ابــن تيميــة) وأخربتهــم بأنــه يتعــن عــى كل معلــم حضــور دورة رشعيــة ،إضافــة إىل تقديــم اســتتابة ،ومبايعــة الخليفــة البغــدادي، وكل مــن يتخلــف عــن ذلــك ســيتم التعامــل معــه كمرتــد .يعنــي ذبحــه بعــد اســتباحة بيتــه وأموالــه. الورقــة الثالثــة «يف الســنتني األخريتــن تراخــت قبضــة النظــام ،وصــار مبقدورنــا تنفــس بعــض الهــواء ،وظلــت ضيعتنــا لفــرة ليســت قصــرة بعيــدة عــن معــارك «النــرة» و»الجيــش الحــر» ،مل نعــرف خاللهــا الرجــم وحــز الرقــاب ،وال الرباميــل والكيــاوي ،وال الطوائــف واألحقــاد ... لكــن هــذا الهــدوء النســبي رسعــان مــا انتهــى يف الشــهر األخــر ،فجــأة انقلبــت الدنيــا ،وتغــر كل يشء ،وأكــر مــا حــرين :أيــن كانــت كل هــذه األحقــاد مختبئــة؟ مــن أيــن أتــت كل هــذه القســوة؟ وكيــف تغــر النــاس بهــذه الرسعــة؟ هــل كانــوا طيبــن فعـاً؟ أم أين الغبــي الوحيــد؟ «وجــوه غريبــة تتكاثــر يف ضيعتنــا ،مــن كل جنــس ولــون ،مــن شــتى البلــدان ،وبــكل اللغــات واللهجــات .مــا شــاء اللــه ،كلهــم متحــدون وراء هــدف واحــد ،أتــوا مــن أطــراف األرض وأقاصيهــا لتحقيقــه :تعليمنــا األدب ،وفــرض الحشــمة عــى نســائنا ،وتطهــر ضيعتنــا مــن الكفــرة! أبــو حجــر ،مــا غــرو ،حــارس املدرســة ،صــار أســمه الشــيخ أبــو القعقــاع، ويــا ويــل الــي بناديــه باســمه القديــم ،ســيجلده بــا رحمــة ،واملفاجــأة، أنــه أبــو حجــر ،قصــدي أبــو القعقــاع ،صــار مديــر املنطقــة التعليميــة، ويــوم الجمعــة وقــف قــدام النــاس ،وصــار يخطــب :نعلــن براءتنــا مــن تعليــم املناهــج الباطلــة ،والكتــب النصرييــة ،ومــن اليــوم وطالــع مــا
آب 2015 -
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
العدد الثاين عرش
لفــي نشــيد وطنــي و َعلَــم وطابــور صبــاح ،وعــاك مصــدي .هــدا كلــه مــن بقايــا العلامنيــة والكفــر .كتــر أشــياء تغــرت :مدرســة ترشيــن ،التــي د ّرســت فيهــا عرشيــن ســنة ،صــار اســمها «مدرســة أبــو مصعــب الزرقــاوي» .كيــف بــدك إيــاين ،وقــف قــدام طــايب، واعــرف لهــم إين كنــت كل الســنني الــي فاتــت كافــر ولعــن، واليــوم اللــه هــداين ورصت مســلم ؟! الورقــة الرابعــة« :أنــا ســأموت ،ولكنــي لــن أنــى ،وال أريدكــم أن تنســوا؛ النســيان خيانــة ،ســأخترص عمــري كلــه بهــذه الوريقــات، ســأخط عليهــا أوجاعــي ومخــاويف ،وذكريــايت ،والتــي هــي ذكريــات الخــوف ،رمبــا الخــوف وحــده األقــدر عــى أن يكــون تاريخــا موازيــا لتواريخنــا املزيفــة ،الخــوف هــو ظلنــا ونحــن نســر يف طرقنــا املوحشــة ،التــي ال تفــي إال إىل الخيبــات» .ليــس ســهال أن تكتــب وصيتــك األخــرة ،وصيتــك التــي لــن تــويص فيهــا شــيئا، ألنــه مــا عــاد هنــاك مــا يســتحق أن يُقــال ..ســأكتب عــن أحالمنــا التــي ظلــت رهــن التأجيــل ،عــن آالمنــا التــي أحســها تتكــدس اآلن دفعــة واحــدة ،تنتظــر أن تغــادر مــرة أخــرة ،ولألبــد .ليــس ســهال أبــدا أن تكتــب بــن ألســنة اللهــب ،وأنــت يف قــاع الجحيــم.« . «األمل الــذي اختربتــه يف األســبوع األخــر ،مل يختــره أحــد مــن قبــل، أشـ ّد مــا يؤملنــي نظـرات ماجــدة ،وهــي ترمقنــي بالحــب والحنــن تــارة ،وبالوجــع والحــزن تــارة أخــرى ..نتبــادل حديثا صامتــا مفعام صمتــت بالوجــد ،ويف داخــل كلٍ منــا حريقــا يكفــي غابــة ..إذا ْ تقتلنــي بصمتهــا ،وإذا تحدثــت تــري رعشــة يف جســدي تهــزين ه ـزا ً ..فنبــدأ بالنشــيج معــا ،مل أعــد أخجــل مــن دموعــي ،فرمبــا كانــت أصــدق اعتــذار .« ..
مجلة الكواكبي الحقوقية
الورقــة األخــرة» :منــذ أســبوع بــدأت أضيــف نوعــا مــن الســم بجرعــات محــددة إىل قهوتهــا الصباحيــة ،مــع كل يــوم ،أرى صحتها تتدهــور شــيئا فشــيئا ،وجنتيهــا تضمـران ،شــعرها يتســاقط ،تســعل بقــوة ،تنتابهــا موجــات غثيــان وصــداع شــديدين ،تتــأمل ببــطء، ولكــن بكربيــاء ،صامتــة متامــا ،تنظــر إيل بحــزن ،ورشود ..يبــدو أنهــا كانــت تعلــم مــا كنــت أفعلــه ،لكنهــا متواطئــة مــع مؤامــريت الحقــرة .. ـت مــن اليــوم ،الســادس عــر مــن أيــار ،صحونــا مبكريــن ،طلبـ ُ ماجــدة أن ترتــدي فســتانها األبيــض األثــر الــذي كانــت ترتديــه كل عيــد ،اســتجابت دون تــردد ،لكنهــا بــدت فيــه أنحــف قليــا ،رشبنــا قهوتنــا الصباحيــة ..كانــت فــروز تغنــي «ليليــة برتجــع يــا ليــل»، يف حيــايت كلهــا مل أ َر صباحــا يشــبه هــذا الصبــاح ،قبــل الظهــر بقليــل كانــت ماجــدة قــد أســلمت روحهــا لبارئهــا ..حملتهــا إىل رسيرهــا ،غطيتهــا برفــق ..ثــم متــددتُ إىل جوارهــا ورشبــت قنينــة الســم الخاصــة يب دفعــة واحــدة ،عــى األكــر ســأحتاج ســويعات قليلــة ،قبــل أن أغادركــم للمــرة األخــرة ستســامحني ماجــدة ،ألين ضمنــت لهــا نهايــة هادئــة ،بــا دمــاء ،وال أشــاء ،وألننــا ســنموت ـقي .« ... جنبــا إىل جنــب ،بكرامــة .وكعاشـ ْ
عــي بــكار الحلبــي ....ضيعــة جــب الحــام – حلــب الشــهباء ......... .بقلــم – عبــد الغنــي ســامة .
آب 2015 -
7
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
العدد الثاين عرش
مجلة الكواكبي الحقوقية
اهلروب من قبضة
داعـش
هروب مواطنة يزيدية من قبضة تنظيم داعش احــد نشــطاء املنظمــة يف محافظــة الرقــة ســاعد املدعــوة ( هـــ م ) عــى الهــروب حتى وصلت اىل منطقة آمنة املواطنــة اإليزيديــة “هـــ ب ” البالغــة مــن العمــر 16عامـاً كانــت متزوجــة مــن “س ع ” وتعيــش يف حــي نــر مبدينــة شــنكال، اســتطاعت النجــاة مــن مرتزقــة داعــش بعــد 11شــهرا ً مــن املعانــاة ووصلــت إىل مدينــة رسيــه كانيــه .عندمــا هاجمــت مرتزقــة داعــش مدينــة شــنكال ،ظلــت يف منــزل زوجهــا وكانــت حامــل بطفــل هربــت مــع مــن تبقــى مــن أهــايل املدينــة ،وأثنــاء ســرهم بـــ 10عربــات عــى الطريــق صادفتهــم مرتزقــة داعــش وأوقفوهــم ومــن ثــم اختطفوهــم ونقلوهــم إىل ســجن مل يتمكنــوا مــن معرفــة مكانــه وتــم فــرز الرجــال ،النســاء والفتيــات كل عــى حــدا و تــم نقــل املختطفــات إىل إحــدى قــرى املوصــل وهنــاك يف تلــك القريــة جــاء املرتزقــة وبــدأوا بأخــذ الفتيــات التــي ت ـراوح أعامرهــن بــن 15 – 10ســنة ،وقالــت “ه ب” أبشــع مــا رأيتــه
8
يف تلــك القريــة هــو قيــام 3مرتزقــة مــن داعــش باغتصــاب فتــاة إيزيديــة يف الـــ 10مــن العمــر ويف ليلــة واحــدة ..مل تعلــم مــا حصــل للفتــاة بعدهــا”. نقــل املختطفــات إىل كــر املحــراب وبعدهــا فــرزوا النســاء املتزوجــات بحيــث كان يتــم فــرز النســاء الصغــرات يف مــكان واملســنات يف مــكان آخــر ،وأخــذوا النســاء الصغــرات للــزواج بهــن ،واملســنات فكانــوا يجعلــن منهــن خادمــات ،أمــا املعاقــات واملشــوهات فكانــوا يرتكنهــن يف الربيــة. لــو تكلــم أحــد الرجــال أمامهــم وقــال أنــا لــن أتــرك دينــي يقومــون بقطــع رأســه وبالنســبة للفتيــان الذيــن تتجــاوز أعامرهم 7ســنوات فــكان املرتزقــة ينقلوهــم إىل معســكرات تدريبيــة مــن أجــل تدريبهــم عــى القتــال ليشــاركوا بالحــرب. وبعــد حــوايل 5أشــهر ،نقلهــا املرتزقــة مــرة أخــرى إىل مدينــة تلعفــر ،وهنــاك نقلهــا مرتــزق يدعــى أبــو مالــك (هــو ســعودي التحــق بداعــش ويبلــغ مــن العمــر 30عام ـاً ،كان متزوج ـاً مــن فتــاة مــن مدينــة الرقــة الســورية تدعــى ياســمني)إىل مشــفى
آب 2015 -
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
العدد الثاين عرش
وأجريــت لهــا عمليــة قيرصيــة ورزقــت بابــن اطلقــت هــي عليــه اســم “ســوزدار” ألنهــا وزوجهــا اتفقــا عــى ذلــك ولكــن مرتزقــة داعــش أطلقــوا عليــه اســم “محمــد”. وقامــت الطبيبــة التــي أجــرت العمليــة القيرصيــة لـــ “هـــ ب ” باالتصــال بأبــو مالــك وطلبــت منــه أخذهــا ،حيــث قــام بســجنها يف غرفــة لوحدهــا ،ووضــع الطعــام بجانبهــا وتركهــا لوحدهــا وكان ليلــة صعبــة جــدا وبعــد أن أمضــت “ه ب” شــهرين يف مدينــة تلعفــر ،ووصلــت يف شــهر آذار/مــارس 2015إىل مدينــة الرقــة. وبعــد أن وصلــت إىل الرقــة تــم وضعهــا يف الســجن مجــددا ً وأخــذوا منهــا طفلهــا ليومــن ،وأجربوهــا عــى نطــق الشــهادة أو قتلهــا او قتــل ابنهــا فأجــرت عــى نطــق الشــهادة وبعــد يومــن أعــادوا لهــا طفلهــا بعــد أن “طهــروه” عــى الطريقــة اإلســامية، ومــن ثــم ألبســوها اللبــاس األســود “الربقــع”. وقــام أبــو مالــك الســعودي بأخذهــا ملنزلــه اغتصبهــا بالقــوة، وقالــت “ه ب ” عــن مــا جــرى معهــا يف ذلــك ‘كان يقيدهــا باألصفــاد ويغتصبهــا بوحشــية’ وكان يتقــن اللغــة الكرديــة ويتحــدث معهــا بالكرديــة .
مجلة الكواكبي الحقوقية
بعــد شــهرين قتــل ابــو مالــك يف منطقــة كوبــاين واصبحــت هيــام خادمــة وكانــوا ينــون بيعهــا مــرة اخــرى بتاريــخ 13مــن متــوز وأثنــاء موعــد االفطــار يف رمضــان ،كانــت إحــدى النوافــذ مفتوحــة فهربــت “ه ع” برفقــة ابنهــا مــن املنــزل والتجــأت إىل منــزل يف املدينــة وطلبــت منهــم أن يســاعدوها ،فقضــت يومــن لديهــم وبعــد بــدء مرتزقــة داعــش بالبحــث عنهــا أخربتهــا العائلــة بأنهــا تخــاف مــن داعــش وال تســتطيع إبقاءهــا لديهــا فخرجــت “ه ع” يف ســاعة الظهــرة والتقــت بامرأتــن يف أحــد الشــوارع وترجتهــا أن يخلصاهــا ثــم قــام الناشــط ع م بالتعــاون مــع بعــض االشــخاص وبعــد دفــع مبلــغ مــن املــال بنقلهــا لخــارج مدينــة الرقــة اىل رسييــه كانيــه.
آب 2015 -
9
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
العدد الثاين عرش
مجلة الكواكبي الحقوقية
منظمة الكواكبي حلقوق االنسان تنظم افطار السر الشهداء و املعتقلني يف مدينة انطاكية الرتكية
أقامت منظمة الكواكبي لحقوق االنسان حفل افطار لزوجات املعتقلني والشهداء يف مدينة انطاكيا الرتكية . إدارة املنظمة أقامت مأدبة االافطار يف مركز الدكتور اسعد اسعد يف مدينة انطاكيا و دعت اليها زوجات وأبناء وبنات املعتقلني والشهداء املقيمني يف مدينة انطاكيا . تتوجه منظمة الكواكبي لحقوق االنسان بالشكر والثناء لكوادرها يف مدينة انطاكيا عىل جهودهم املباركة يف إنجاح هذه الفعالية كام تتوجه ادارة املنظمة بالشكر الجزيل للدكتور اسعد اسعد عىل استضافته هذه الفعالية يف مركزهم وتتمنى له املزيد من النجاح والشكر كل الشكر لالستاذ املحامي سليامن العيىس عىل جهوده املباركة يف انجاح هذه الفعالية كام تتوجه بالشكر لكل من تفضل مشكورا للمساعدة يف هذه الفعالية وساهم معنا يف رسم .االبتسامة عىل شفاه األطفال يف هذه األيام املباركة...............
10
آب 2015 -
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
العدد الثاين عرش
مجلة الكواكبي الحقوقية
من حلب اىل غزة ....قصة الشاب السوري وريف حميدو وريــف حميــدو شــاب ســوري يف الثالننــي مــن عمــره مــن مدينــة حلــب ،يعمــل يف مجــال املطاعــم منــذ اكــر مــن خمســة عــر عا ًمــا ،عمــل مــع أمهــر الطهــاة يف أشــهر الفنــادق الســياحية يف ســوريا بــدأت رحلــة حميــدو بعــد تأزمــت االوضــاع يف ســوريا وتحديــدا ً يف مدينــة حلــب التــي يقيــم فيهــا وريــف ،وعائلتــه ،حدثنــا وريــف قائــا « :بعــد أن خــرت منــزيل وعمــي ونزحــت عائلتــي اىل تركيــا هربــا مــن ال ـراع الدائــر يف ســوريا ،توجهــت اىل تركيــا عــن طريــق معــر بــاب الســامة الواقــع يف ريــف حلــب الشــايل كانــت رحلــة خطــرة ومحفوفــة باملخاطــر» من تركيا ملرص ... وصــل وريــف اىل محطتــه يف تركيــا بعــد ســفر طويــل دام لســاعات ،مل ميكــث فيهــا كثـرا ً ليتوجــه فيــا بعــد عــر البحــر اىل مينــاء بورســعيد يف مــر ،حيــث عمــل فيهــا الكــر مــن مثانيــة شــهور يف احــد املطاعــم يف القاهــرة باالضافــه العــداده وتحضــره ملوائــد خاصــة لكــرى الــركات ،ويقــول حــول حــول هــذا االمــر « :كنــا نقــوم بتحضــر والئــم كبــرة للــركات وايضــا اقــوم بتزيــن بعــض الفواكهــه مبــا يليــق بعمــل كــرى الــركات ،حيــث ننــوع يف االصنــاف املقدمــة خاصــة ان الطعــام الشــامي هــو املفضــل للعديــد مــن الشــعوب العربيــة « من النفق اىل غزة ... قابــل وريــف صديــق فلســطيني خــال عملــه يف القاهــرة ،قــدم اليــه عرضً ــا للعمــل يف مطعمــه الكائــن يف قطــاع غــزة ،مل يســتجب وريــف
عــى الفــور ،وقــرر ان يفكــر قليــا يف هــذا العــرض وان يقــوم بزيــارة مســبقه لقطــاع غــزة وللمطعــم قبــل اتخــاذ هــذا القــرار ،ويقــول وريــف حــول زيارتــه االوىل للقطــاع والتــي كانــت مــن خــال احــد االنفــاق املــارة بــن مــر ورفــح املرصيــة « :منــذ دخــويل لغــزة الول مــرة ال انكــر ان االجــواء تغــرت عــي ،شــعرت وكأننــي يف احــدى القــرى الســورية ،خاصــة ان النــاس يف غــزة لديهــم عــادات وتقاليــد مشــابه لنــا ،حتــى ان هنــاك بعــض املناطــق والحــارات قريبــة جــدا لســورية ،زرت املطعــم واعجبنــي بالرغــم مــن بســاطته» وبعــد الزيــارة االوىل التــي قــام بهــا وريــف لغــزة ،اســتطاع ان يأخــذ قـراره بالعمــل مــع الرشيــك الفلســطيني مــن غــزة ،خاصــة ان اجــواء العمــل يف مــر مل تعــد بالســهلة وتــأزم اوضــاع الالجئيــن الســوريني يف مــر وصعوبــة ايجــاد عمــل دائــم ناهيــك عــن غــاء االجــارات بشــكل ملحــوظ ،اســباب جعلــت مــن وريــف ينهــي عملــه يف القاهــرة ليتجــه اىل قطــاع غــزة مــرة اخــرى عــر االنفــاق عقــب وريــف قائــا عنــد ســؤالنا لــه عــن رلحتــه يف النفــق « :البــد مــن تحنــي رأســك عنــد دخولــك للنفــق ،تشــعر بضيــق يف الصــدر لقلــه الهــواء ،كانــت الزيارة الثانيــة اصعــب مــن االوىل فقــد مكثــت يف النفــق لعــدة ســاعات لتعطــل يف اج ـراءات دخــويل لغــزة ،تجربــة كانــت صعبــه وخطــرة ولكــن البــد مــن املغامــرة « إزمري ...املحطة االوىل يف غزة آب 2015 -
11
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
العدد الثاين عرش
زمــر اســم املطعــم الــذي عمــل فيــه حميــدو هــو وشــاب ســوري اخــر كان رفيقــه يف رحلتــه اىل غــزة مــن مــر ،حيــث عمــل حينهــا وريــف عــى ادخــال اصنــاف جديــدة للمطبــخ الغــزي ،فالئحــة الطعــام تنوعــت بــن املطبــخ الســوري والــريك واللبنــاين ،والــذي لقــي اقبــاال كبـرا مــن الجمهــور الغــزي « ،كانــت هنــاك صعوبــه كبــرة يف ايجــاد مــواد الخــام وبعــض املســتلزمات الخاصــة بالطعــام كانــواع البهــارات ،حاولــت ان اســتبدلها مبــا هــو موفــر يف غــزة ،الحصــار االرسائيــي لعــب دورا ســلي ًبا عــى مجريــات االوضــاع بشــكل عــام يف غــزة ونحــن تاثرنــا بهــا» هــذا مــا عــاىن منــه وريــف بعــد عملــه يف مطعــم ازمــر الكــر مــن ســنة ،ناهيــك عــن انقطــاع التيــار الكهربــايئ والنقــص الحــاد يف الوقــود والغــاز الطبيعــي ،ومــع ذلــك اســتطاع وريــف ان يجعــل مــن هــذا املطعــم االشــهر يف قطــاع غــزة ،وتناولــت كافــة وســائل االعــام الدوليــة والعامليــة عمــل وريــف ومغامرتــه للقــدوم اىل غــزة هربــا مــن الحــرب الدائــرة يف ســوريا ويقــول وريــف يف هــذا « مل ارفــض اي مقابلــة كانــت تجــرى معــي وذلــك الننــي كســوري الجــئ يف غــزة املحــارصة كان البــد منــي ان اوصــل صــويت كســوري مــن غــزة اىل العــامل « فرح وحرب ... ٌ تعــرف وريــف خــال ذلــك الوقــت عــى صحفيــة فلســطينية مــن غــزة تعمــل ملحطــة فرانــس 24العربيــة والتــي كانــت بصــدد اعــداد تقريــر عــن أوضــاع الالجئــن الســوريني يف غــزة ،ليتــم بعــد ذلــك االتفــاق فيــا بينهــا عــى الــزواج . بــدأت حــرب عــام الفــن وأربعــة عــر بعــد شــهرين مــن زواج وريــف ،االمــر الــذي اضطــر صاحــب مطعــم إزمــر الغالقــه ،وخــال الحــرب التــي دامــت واحــد وخمســون يومــا كان وريــف يرافــق زوجتــه الصحفيــة ويســاعدها يف كل تغطيتهــا االعالميــة تاركــن منزلهــم ومغامريــن بحياتهــم يقــول وريــف « :كنــت اشــعر انــه مــن الواجــب عــي ان اكــون داعــا ومســاندا لزوجتــي يف عملهــا يف الصحافــة ولكــن يف الحــرب شــعرت ايضــا اننــي مصــدر حاميــة وطاقــة لهــا يف نفــس الوقــت « سوريانا ... انتهــت الحــرب ليســعى وريــف مــن جديــد وريــف اليجــاد عمــل اخــر ،ولكــن قطــاع غــزة كان يعــاين مــن دمــار كبــر وســوء يف االوضاع االقتصاديــة التــي جعلــت مــن عمليــة البحــث عــن عمــل امـرا صعبــا ،خمســة اشــهر قضاهــا وريــف يف البحــث عــن عمــل ،ليطــرح عليــه احــد رجــال االعــال فكــرة انشــاء مطعــم ســوري للوجبــات الرسيعــه يف احــد احيــاء غــزة املشــهورة « اســميته ســوريانا ،تيمنــا بســوريا بلــدي االم ،هــو اســم يشــعرين بالراحــه الدامئــه ،وحاولــت ايضــا ان اضيــف انواعــا جديــدة مــن الطعــام كالشــاورما الســورية والرتكيــة والفرنســية وهــي ليســت موجــودة يف مطاعــم غــزة « يقــول وريــف . ســوريانا بــدا رسيعــا باالنتشــار يف كل محافظــات القطــاع ،اســم
12
مجلة الكواكبي الحقوقية
ووجبــات مبــذاق مختلــف لقــي شــعبية كبــرة بــن الغزيــن ،ليمــي بعدهــا الشــيف وريــف حميــدو نجــا معروفــا يف غــزة ،ســلطت عليــه وســائل االعــام الضــوء مــرة املــذاق الســوري الــذي اضافــه اىل الطعــام الغــزي. الالجئني السوريني يف غزة ... وريــف الــذي احــب غــزة وســكانها ورأى فيهــا تشــابها كبـرا يف العديد مــن االمــور االجتامعيــه اال انــه محــارص يف غــزة كغــره مــن الالجئيــن الســوريني الــذي لجــؤ اىل القطــاع ويبلــغ عددهــم اربعــة عــر عائلــة ســورية االصــل ،يحملــون جــوازات ســورية منتهيــة الصالحيــة ،وال امكانيــة لديهــم للخــروج مــن القطــاع لتجديــد جوازاتهــم ،فمعــر رفح الــري املنفــذ الوحيــد للقطــاع مغلــق مــن اشــهر بســبب االحــداث الدائــرة يف ســيناء ،ناهيــك عــن ان هــذه العائــات تعــاين مــن اوضــاع معيشــية صعبــه وبــدون عمــل ،االمــر الــذي دعاهــم النشــاء جمعيــة مختصــة بأمــور الالجئيــن الســوريني كان وريــف رئيســا لهــا دقــوا مــن خاللهــا كل االبــواب للتحســن مــن اوضاعهــم ،ولكــن يبقــى الهــم االكــر بالنســبة لهــم هــو امكانيــة الخــروج مــن القطــاع وريــف معقبــا « :املشــكلة ان معظــم الســوريني خروجــوا مــن الحــرب والدمــار اىل حــرب ودمــار اخــر يف غــزة ،وايضــا هــذه العائــات ال مصــدر رزق لهــا وال عمــل ايضــا ،مــن خــال الجمعيــة حاولنــا ســد االحتياجــات املتعلقــة بســات غذائيــة ولكــن مــا يتعلــق باجــارات املنــازل كان االمــر صعبــا واالن ناحلــو ان نجــدد جــوازات ســفرنا املنتهيــة حتــى متكننــا مــن التنقــل بحريــة « رحلة قد ال تنتهي ... تســتمر رحلــة حيــاة وريــف حميــدو يف البحــث الحريــة ،فحتــى ان امــى نجــم غــزة يف كل الصحــف ووســائل االعــام اال انــه يريــد حقــه يف التنقــل بحريــة مــن بلــد الخــر ،ويف غــزة هــو ســجني فيهــا كغــره مــن الســوريني بــدون اي اوراق رســمية او جــوازات ســفر يقــول وريــف « :مــا نريــده نحــن هــو ان يتــم الســاح لنــا ان نجــدد عــى االقــل جوازاتنــا الســورية املنتهيــه حتــى نتمكــن مــن الســفر والتنقــل يف حــال تحســنت العالقــات املرصيــة الغزيــة وفتــح معــر رفــح الــري ،هــذا احــد حقوقنــا التــي ننــادي بهــا وســنظل ننــادي بهــا «
آب 2015 -
مجلة الكواكبي الحقوقية
العدد الثاين عرش
finding a permanent job and expensive leases, causes made wareef finished his work in Cairo and heading to the Gaza Strip again through tunnels wareef said when we asked him about walking in the tunnel : “You must bend your head when entering the tunnel, feel tightness in your chest you I can not breath easy , because of the lack of air, the second visit was harder than the first I stayed in the tunnel for several hours , the experience was difficult and dangerous but you must adventure”Izmir ... the first leg in Gaza Izmir was the restaurant named which wareef and his Syrian friend who came with him from Egypt worked in , wareef tried to mix the taste of the food between Syrian and Turkish and a Lebanese, which people in Gaza love it , “the most difficulty thing I faced is to find raw materials and some supplies for food like spices, I tried to replace it with what is the provider in Gaza, the Israeli blockade has played negatively on situation In Gaza and on our work” he said , after working in Izmir restaurant for over a year, not to mention the power outages and acute shortage of fuel and natural gas, however, Izmir was the most famous restaurant in Gaza Strip, and get the attention from international and global media telling the story about wareef and his adventure to come to Gaza escaping the war in Syria, says wareef, “I did not refuse any interview with me because its my responsibility to show the whole world my story and to rise my voice “Happiness and war... During that time wareef met a Palestinian journalist from Gaza working for France 24 Arabic and she was preparing a report about the Syrian refugees in Gaza, and after couple of month they get married. The war began in 2014, 2 months after wareef marriage, Izmir owner had to close the restaurant, during the war, which lasted fifty-one days wareef decided to help his wife during her media converge wareef says: “I was supportive for my wife’s work in media, but I also felt its kind of protection for her at the same time” Suryana “our Syria”...The war ended and wareef begin to search for another job, but Gaza Strip suffered from huge destruction and poor economic conditions
13
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
that made the search difficult, five months took wareef searching for a new job, till one day a businessman discussed with wareef an idea of create a Syrian fast food restaurant wareef : “ suryana “our Syria “ , I named the restaurant , the name makes me feel comfortable and also tried to add new types of food As Syrian and Turkish, French shawerma, , which is not found in Gaza’s restaurants, “.Suryana began rapidly spreading in Gaza, unique name and taste; the gazan’s love it, which makes wareef Hamidou a star known chef and all the Medias focusing on his journey Syrian refugees in Gaza.Wareef who loved Gaza strip and the people and felt that there are many similarity in social matters , but he can not leave Gaza as other original 14 Syrian refugees families carrying a Syrian Passport “expired” beside they entered Gaza through tunnels , not to mention that these families Experiencing a difficult living conditions and without work, all these problems makes the Syrian create the first Association in Gaza strip , to improve their situation and wareef was the manager , but the big problem they faced is how to travel outside Gaza : “the problem that most Syrians run from the war in Syria to face another war in Gaza, and also these families do not have a source of income and do not work as well, through the Association we tried to help the families as much as we can such as providing baskets food, but still need to provide the rent for houses, and the most problem we faced was is how to renew our passports” wareef said A trip may not be End...Wareef hamedo journey Continuing searching for freedom , even if he become a star in Gaza newspapers and media, but he wants his right to move freely from one country to another, and in Gaza he is a prisoner as other Syrians without any official papers or passports, wareef says: “what we want is to allow us to renew our passports so we can travel in case the relations between Gaza and Egypt become better, this one Our rights that we proclaim and will continue call for it till we get it “ 2015 - آب
مجلة الكواكبي الحقوقية
العدد الثاين عرش
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
From Aleppo to Gaza .. the Story of Warief Hamido a young Syrian man Wareef … Wareef Hamidou Syrian guy, 30-year-old from Aleppo, working in restaurants since more than fifteen years, worked with chefs in the most popular hotels in Syria The journey began when the conditions became dangerous in Syria especially in Aleppo where wareef and his family lived, “after losing my house, my job and my family fled to Turkey to escape from the conflict in Syria, by crossing Bab Al-salama which located in the North of Aleppo, the trip was dangerous and risky” wareef said . From Turkey to Egypt. Wareef arrived to Turkey after long hours of travelling, he didn’t stay in turkey for long time to fly later by sea to port said in Egypt, where he worked for more than eight months in a restaurant in Cairo, preparing special food, for famous companies, he said about that: “we prepare facilities for large companies and also I do decorate some fruits, which fits for a famous company also we diversify a particular Syrian foods which many 2015 - آب
Arabic people preferred” From the tunnel into Gaza strip... During wareef working in Cairo he met a Palestinian friend from Gaza Whose offer wareef to work at his restaurant in the Gaza Strip, wareef did not respond fast , and decided to think a little bit on this offer and to visit Gaza Strip to see the restaurant before making this decision, about his first visit to Gaza , which has been through one of the tunnels between Egypt and Rafah wareef said : “Since I entered Gaza for the first time I can not deny that the atmosphere changed, I felt like I was in a Syrian villages, especially the people in Gaza have customs and traditions similar to us, so there are some areas and lanes too close to Syria, I visited the restaurant and I liked despite its simplicity” After the first visit to Gaza, wareef accept to work with the Palestinian partner, especially the work in Egypt was no longer easy, and the situation of Syrian refugees in Egypt were bad , beside the difficulty of
14
مجلة الكواكبي الحقوقية
العدد الثاين عرش
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
Al kawakibi Organization hosted a breakfast ceremony for the Al kawakibi Organization for human rights hosted a breakfast ceremony (Iftar Ramadan) for the wives of the detainees and martyrs in the Turkish city of Antakya. The Organization Management has set up a banquet in Dr. Asaad Asaad center in the city of Antioch and called for it the wives and sons and daughters of the detainees and martyrs living in the city of Antioch. Al kawakibi Organization for Human Rights submits its thanks and praise for its cadres in the city of Antioch for their blessed efforts in the success of this event The Organization management directs its thanks to Dr. Asaad Asaad for hosting this event in his center, and wishes him further success And all thanks to professor lawyer Suleiman Al-Issa for his blessing to the success of this event. Also we thank everyone who graciously helped in this event and helped us in the draw a smile on the lips of children in these blessed days
15
2015 - آب
مجلة الكواكبي الحقوقية
العدد الثاين عرش
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
Alhalabi Last CommandmentTrue Story most sincere apology. The last paper “: One week ago I began to add some kind of poison with specific doses to her morning coffee, every day, I see her health deteriorate little by little, her cheeks avouch, her hair falling out, she coughs strongly, quickly nausea, headache, haunt her with severe waves, hurting slowly, but with pride, she was completely silent, looking at me with sadness, and wandering. It seems that she knew what I was doing, but she was complicit with my despicable conspiracy. Today, the sixteenth of May, we awakened early, I asked Magda to wear her favorite white dress that she used to wear every holiday, she responded without hesitation, but she looked a little thinner, we drank our morning coffee. Fairouz was singing “Every night you return back oh night”, along my life, I did not see such a morning like this morning, before the noon, Magda had gave her spirit to its maker .. I hold her to her bed, I’ve just covered her lightly. Then I lay down next to her and drank my bottle of poison all at once, at most I need a few hours, before I leave you for the time Last, Magda would forgive me, because I ensured her a quiet end, with no blood, no body parts, and because we will die together, with dignity and as lovers ... “. Ali Bakkar al-Halabi.... Village of Jeb Al Hamam - Aleppo.
2015 - آب
16
مجلة الكواكبي الحقوقية
العدد الثاين عرش
But what had pushed the professor toward suicide commitment, what happened in the nearby village “Maskana”, two weeks ago, when ISIS called all teachers in the village, and neighboring villages, and gathered them in the Faith mosque (which turned it into the Ibn Taymiyyah mosque) and told them that every teacher must attend legitimacy course, in addition to provide a letter of repentance, and swear allegiance to the Caliph al-Baghdadi, and everybody who fails of that, would be dealt as a apostate, that means to be slaughtered after seizing his house and his money. The third paper: “in the last two years, the regime’s grip has been zhicheng, and we became able to breath some air, our village remained for not a short period, far from battles of “ Al Nusra “ and the” Free Army “, during which we did not know stoning, slitting necks, or drums and chemical weapons, nor sects and hatred ... but this relative calm quickly ended up in the last month, suddenly the world turned over, and everything changed, and the most what puzzled me was: Where was all this hatred hidden? Where was all this cruelty? And how did people change so quickly? Have they been really nice? Or I was the only stupid? “Strange faces increased in our village, of every race and color, various countries, and in all languages and dialects. God willing, all of them are united behind one goal, they came from the ends of the world to achieve it: to teach us ethics, imposing decency on our women, and cleansing our village from infidels! Abu stone, who else?, the school guard whose name became the Sheikh Abu Al Qaqaa, Oh woe of who calls him with his old name, he would lash him mercilessly, and the surprise is , that Abu stone, I mean Abu Al Qaqaa, became the educational district director. On Friday he stood in front of people, and became a sermon: We declare our innocence
17
2015 - آب
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
of the false curriculum education, Nusayris books, and from now on, there would not be national anthem or a flag and morning queue, and meaningless chatter, these are all remnants of secular and disbelief. Many things have been changed: November School, where I studied for twenty years, its name became “School Abu Musab al-Zarqawi “.. How do you want me, stopping in front of my students, and I admit to them that all the past years, I was an infidel and a bad person, and today God guided me and I became Muslim?! The fourth paper: “I’m going to die, but I will never forget, and I don’t want you to forget; oblivion betrayal, I would summarize all my life with these leaflets, I would write on them my pains and my fears, and my memories, which are the memories of fear, perhaps only the fear is the most capable to be a history in parallel to our counterfeit histories, the fear is our shade while we walk in our lonely ways, which do not conducive to anything but only to disappointments. It’s not easy to write your last will, your will that will not recommend it something, because it is nothing deserves to be told. I will write about our dreams, which remain under postponement, about our pains that I feel them accumulate now at once, waiting to leave for last time, and forever. It is not easy that you write between the flames, and you are in the bottom of hell. “The pain that I experienced last week, nobody tried before, the most what hurts me are Magda’s reviews, when she ogle me with love and nostalgia sometimes, and with pain and sadness another times. We exchange a silent conversation that is full of ecstasy, and within each of us a fire that is enough for a forest. If she keeps silent, she kills me with her silence, and if she talks, a jerk applies in my body that shakes me entirely. We start to cry together, no longer I ashamed of my tears, perhaps they were the
مجلة الكواكبي الحقوقية
العدد الثاين عرش
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
Alhalabi last commandment True Story By - Abdul Ghani Salama. A week after his disappearance, following the emission of strange smells of the place, the neighbors checked the house of Professor “Ali Bakar”, to find his semi-decomposed body, lying along with his wife, and their hands intertwined together. He was wearing his gray suit with a blue neck tie, while his wife wore a black lined white dress, still retains some of its splendor. One of them was found some papers that the Professor wrote with his hand, including suicide commitment message, and he sent it to me by e-mail, with a brief explanation of the circumstances and the reasons for his suicide commitment, and I publish it exactly as I received it, as a kind of integrity, and an honor of the spirit of the deceased. The first paper, “about a month ago, specifically in the day when ISIS approached from the edge of our town, and I’m thinking of suicide commitment, what makes me stand hesitant, and postpone the subject from day to day, is my poor wife Magda, who rejects the idea of suicide commitment from an out of faith, she is religious, and she considers suicide commitment as some sort of killing the soul which Allah has forbidden, but I was scared of the idea of death, leaving her alone facing the horrors of war, I imagined herds of ISIS are messing her closet, and smashing her images and mirrors, then 2015 - آب
lead her to the captives market ... so the most thing that haunts me is how we die together , as we lived together for thirty-five years. “ “In recent weeks, Mr. Ali, uncharacteristically, permanent straying and frown, remarkably worried, although he does not stop cursing the space station, but he spends his night moving from one news to another, searching for any news that takes him out of his troubled , and on the balcony of his home, we spent recent weeks chatting, we stare together towards the mountain on the other side, in our imagination, what behind it of the events, memories and possibilities, before the professor starts talking with a sad tone: I tell you frankly, I was scared whenever I saw the executioner of ISIS dragging someone by the collar as if he is a goat, and he brought to knees without a will, then slaughters him with cold blood. Oh my God, whenever I imagined myself as that person, my body recoils. The second paper, “this is may be the worst moment experienced by the village, everyone is aware that it is, the end, they surrender to it, just like a predetermination. Our village has become powerless, without options, even the desire of people in migration diminished, and they realized that it is inevitable, and anyone who has a semi-safe place, his relatives and neighbors accumulated in it, hopefully that gives them some security, or their death becomes lighter; death with the group is a mercy. “
18
مجلة الكواكبي الحقوقية
of a lot of refugees who came from Bulgaria or Italy, and their cases got “exceptions” for humanitarian reasons and were approved, so it would have been nice if they gave a little of their humanity towards the blind man who has not seen his children and his family for nearly two years. In addition, his case officer assured him that they will not send him to Bulgaria because of his health. He went to a Swedish doctor named Johan Anderson, who, after conducting few tests, prepared a report addressed to the Swedish Migration Agency which says that he needs a personal escort at all times or he might hurt myself. But the Migration Agency did not agreed on coordinating with the Bulgarian government to secure help for him in case he arrived at Bulgarian airport. He thinks the main reason is that the Swedish Migration Agency did not want to take the responsibility of a blind man. He continues saying: Maybe they thought I would be an inactive member in the society despite the fact that my resume is a long history of work and learning. Not to mention that I am a professional physical therapist, which is an in-demand profession in Sweden. And if I lacked the will to live as they might think, I would not have crossed 4000 km through Europe searching for a better future, and I dare any human being in the whole world to find their way in the street if s/he closed him/ her eyes for only 5 minutes. So how can a man like me who conquer his disability and crossed 4000 Km to be treated in such a way. Haysam continues: I reached out to several humanitarian organizations but the only organization that actually tried to help me is “al-Kawakibi Organization for Human Rights” by contacting “Amnesty International” in Stockholm several times but we did not get the expected response from an organization this big. I remember my family dearly; they are just like many
19
العدد الثاين عرش
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
other families in Syria living in a state of constant fear of the danger of getting bombarded by the Assad forces or experience the practices of the extremist soldiers of the Islamic State. Moreover, schools have turned into shelters because many families have emigrated there. Therefore, if my children were destined to live, their future is unpredictable because of their lack of schooling. My wife told me that my children are having panic attacks because of the things they see and experience every day. Besides, they blame me because they think that I might have abandoned them since it has been two years since I left Syria. They will deport me to Bulgaria and what can one do in a country where you do not have any rights or the slightest chance of survival? If they are to send me to Bulgaria by force, starvation is the best outcome for me. I decided that if they deported me by force, I will return to Syria directly. My wife and kids are facing the risk of death and armed conflict every second. Since I failed in Europe by securing a good future for my children, I think it is better to die holding my wife’s hand in one hand, and with the other, holding the hand of my youngest child who has not seen me yet. Ahmad F. Ammouri Translated into English by: Ahmad F. Ammouri Jamal F. Ammouri
2015 - آب
مجلة الكواكبي الحقوقية
العدد الثاين عرش
motivation of why he had to leave immediately. * The journey began from Turkey with a group of friends to a stumbled beginning -or that is what he thought because it was nothing in comparison to what happened later- they ran into many difficulties that they did not anticipate. The monopolization of the routes to Europe by human smugglers, and enforcing unbelievable high rates for a middle class man from Syria so he borrowed the money he was short of and paid along with his friends to a human smuggler who told them that he will get them to Europe using his own “special methods.” It seemed that his definition of special methods is strange since the first day because they spent the entire first day walking on foot as well as sleeping several times in the woods, which was the exact opposite of the image he painted for them when they paid him the money. He did not keep his word because they were stopped in Bulgaria, while the agreement was that he is to take them to Europe through Greece because even if they get caught in Greece, and got fingerprinted, it is unaccounted for. In Bulgaria, they were treated like criminals not as refugees fleeing from a certain death. The food which they gave them was one piece of bread and cheese for the whole day. Even using the toilet was, sometimes, once every other day. They did not abuse him physically, because he did not give them any reason to, so mainly it was just mental torture. The
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
detective, through an interpreter, told them that there is no way to avoid prison unless if they were willingly agree to get their fingerprinted. Meanwhile, their willpower is long gone and any self-respect they had is now completely shattered, so they were forced to agree as they saw no other alternative. They got released from the prison and transferred to a camp where they got paid 65 Bulgarian lev (30 euros) a month which was supposed to be enough for food, clothes and other personal necessities. Since the prices in the camp’s cafeteria were super high, they had to walk 7 km to the nearest village so they could buy groceries at normal price. Two months have passed, until he got his temporary three years Bulgarian residency papers and a passport. Once they got the residency papers, they stopped giving them the 30 euros and they were forced outside the camp. They were seven people who rented an old country house for 550 BGN (250 EUR) and it lacked even the most basic requirements of living such as a toilet and hot water. He stayed there for nearly two months until he was able to travel outside of Bulgaria. He arrived in Sweden 15-01-2014 and got the final rejection of the Supreme Court in Sweden in June 2015.He was fully informed of the Dublin Convention. However, he expected a completely different decision. During the year and a half he spent in Sweden, he knew 2015 - آب
20
مجلة الكواكبي الحقوقية
from
into
العدد الثاين عرش
Darkness the story of Ibrahim al-Ahmad Darkness a blind Syrian refugee ..........
From Darkness into Darkness The Voyage of a Syrian Man It all began with the desire to help and the law that stood between.. The desire to help those who are in need and the strict law that contradicted with that wish.. “al-Kawakibi Organization for Human Rights” is reaching out for all Humanitarian Organizations to lend the helping hand to the Syrian blind man, Haysam Ibrahim al-Ahmad. From the darkness of the womb into the darkness of life, and from the darkness of a civil war into the darkness of the unknown future. The Syrian citizen Haysam Ibrahim al-Ahmad is a living example of the clash of humanity and human laws. Our organization has met with him in an attempt to find the dark side of the migration to Europe. Who is Haysam al-Ahmad before the revolution? He was born in 1978 into a world without light, without hope. But that did not stop him from making his own hope, and, in a way, his own light. So he studied in the schools for the blind in Syria until he got his baccalaure-
21
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
ate then he traveled to Tunisia and studied there for three years. Eventually he got his Bachelor in physical therapy and learnt French. After he graduated, he got a job in Tunisia before he decided to go back to Syria to get married and to work in the Directorate of Health in Aleppo. He lived a normal life and did not let his disability take away his right to live a normal life; he used to go alone to his job without any help, go grocery shopping and take his kids for a walk and when the war was shifted towards Aleppo, in the second year of the revolution, the place where he was working in was bombarded by the Assad forces, so he had to move with his family to the suburbs of Aleppo. Ahmad says: Neutrality was never an option in Syria and it did not become so after the revolution. He had to choose; either to be part of the ongoing armed conflict or not to be there at all. And that is what he chose because he was never in favor of violence and violent actions. Besides, the Islamic State (ISIS) has just seized control over the village where he used to live, so this worked very well as the main 2015 - آب
مجلة الكواكبي الحقوقية
العدد الثاين عرش
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
Editorial
Safe area be really secure? would Turkey announced the establishment of the safe area in northern Syria stretching along 150 km from Jarablus on the Western bank of Euphrates to Ras Al-Ain and depth of 50 km, and Turkey agreed with the Americans to use the Injerlik Air Base in air attacks on daash and this reign will be used to host the Syrian refugees. Meanwhile the United States announced that it plans to establish a so-called safe zone from Islamic State ‹ along the Turkish-Syrian border with their assertion that this does not include a no-fly zone in the north and air protection will be only for the force which is fighting daash. selected area is mostly controlled by Kurdish fighters and Turkish Foreign Minister, miflon Shawish Ihsan oglu, told in a press conference in Lisbon : ‹ There is no difference between B KK and daash and we cannot say that BKK is better because it is fighting daash ... They are fighting for power, not for peace and security. Can 2015 - آب
the secure area be achieved ? Or is it only a safe zone for Turkey? The United States bombed daash to help the Kurds, Turkey bombed Kurdish basically and hit daash shyly. In case they adapt the safe zone for the Syrian refugees, would it be free of armed groups and warlords? And would there be security for Syrian citizens in all fields of life to establish security system and police? And would there be judicial system ? In order to achieve the interests of life for the Syrians in this area which requires the establishment of institutions for these interests. Can this be achieved without international will? Or will it be a Turkish colony with a civil Syrian administration controlled by Turkey?
Talal Al Abdullah
22
منظمة الكواكبي لحقوق االنسان
العدد الثاين عرش
آب 2015 -
مجلة الكواكبي الحقوقية
23