دليل توثيق انتهاكات حقوق الانسان

Page 1

‫يوزع مجانا ً‬


‫منظمة الكواكبي حلقوق االنسان‬ ‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫إهداء‬ ‫نهدي هذا العمل املتواضع اىل مجيع الناشطني يف جمال‬ ‫حقوق االنسان حول العامل‬

‫رئيس املنظمة‬



‫منظمة الكواكيب يف سطور‬ ‫منظمة الكواكيب حلقوق االنسان هي منظمة حقوقية مدنية غري حكومية‬ ‫مسجلة يف السويد برقم \‪\802493-1225‬تعنى بنشر ثقافة حقوق‬ ‫اإلنسان واملرأة والطفل ورصد وتوثيق االنتهاكات الواقعة على هذه احلقوق‬ ‫والسعي لتحقيق العدالة االنتقالية ملعاجلة االرث التارخيي النتهاكات حقوق‬ ‫اإلنسان يف سوريا بالتعاون مع الفعاليات املدنية العاملة هبذا اجملال اقليميا‬ ‫ودوليا‪.‬‬ ‫رؤيتنا‪:‬‬ ‫ان نكون الشريك الدويل االكثر موثوقية يف جمال حقوق االنسان يف نطاقنا‬ ‫اجلغرايف‪.‬‬ ‫رسالتنا‪:‬‬ ‫رصد وتوثيق انتهاكات حقوق االنسان يف سورية ودول اللجوء‬‫نشر ثقافة الفكر املدني ومبادئ حقوق االنسان يف سورية‬‫تعزيز مشاركة الفئات الضعيفة يف اجملتمع (املرأة‪-‬الطفل – ذوي االعاقة)‬‫‪-‬العمل مع مجيع االطراف املدنية على بناء عدالة انتقالية حقيقة يف سورية‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪5‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫التأسيس‬ ‫تأسست املنظمة يف تركيا انطاكيا ‪ , 2012‬واخذت على عاتقها العمل‬ ‫على توثيق انتهاكات حقوق االنسان الواقعة على االنسان السوري يف‬ ‫سورية ويف دول اللجوء‪ ,‬كما اخذت على عاتقها نشر الفكر املدني و‬ ‫ثقافة حقوق االنسان يف سورية لبناء عدالة انتقالية ناجحة‪.‬‬ ‫يعمل نشطائنا يف اخلطوط االمامية لالزمة السورية‪ ،‬يف عدة مشاريع نالت‬ ‫ثقة املنظمات احلقوقية واملؤسسات املاحنة واهليئات احمللية‪ ،‬لدى املنظمة‬ ‫مكاتب يف تركيا ويف السويد ويف الواليات املتحدة ويف الداخل السوري‪.‬‬ ‫تصدر املنظمة جملة حقوقية ورقيا والكرتونيا بشكل شهري لنشر فكر‬ ‫حقوق االنسان واجملتمع املدني وتوزع بالداخل السوري ملواجهة التطرف‬ ‫املتنامي يف سورية ورفع مستوى الوعي بني املدنيني هناك كما توزع على‬ ‫عدد من منظمات اجملتمع املدني املهتمة بالشأن السوري‬ ‫موقع املنظمة االلكرتوني‪:‬‬ ‫‪www.alkawakibi-sy.org‬‬ ‫صفحة املنظمة على الفيس بوك‪:‬‬ ‫‪https://www.facebook.com/alkawakibiorganization‬‬ ‫صفحة املنظمة على تويرت‪:‬‬ ‫‪https://www.twitter.com/alkawakibiorganization‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪6‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫شركائنا في العمل‬

‫المؤسسة األورومتوسطية لدعم المدافعين عن حقوق االنسان‬

‫الوكالة االلمانية للتعاون الدولي‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪7‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫املقدمة‬

‫خرج السوريون يف آذار عام ‪ 2011‬بثورة شعبية يطالبون فيها حبقوقهم الطبيعية اليت كانت مسلوبة من قبل النظام‬

‫األمين السوري ورافعني شعارات احلرية والكرامة ‪ ,‬إال أن النظام تعامل مع تلك املطالب بكل قسوة و وحشية ومل يرتك‬ ‫وسيلة إال واستخدمها لقمع تلك الثورة مما دفع الشباب الثائر إىل محل السالح للدفاع عن أنفسهم مما أدى إىل حتول‬

‫األرض السورية إىل ساحة للصراع الدويل واالقليمي األمر الذي سبب انتهاكات واسعة حلقوق االنسان من قبل مجيع‬

‫االطراف املشاركة يف هذا الصراع سواء عن قصد أو دون قصد ‪.‬‬

‫والن سورية كانت فقرية بتجارب توثيق انتهاكات حقوق االنسان بسبب النظام األمين الذي كان سائدا قبل الثورة ‪,‬‬

‫فقد ظهرت جهود فردية وحمدودة يف جمال التوثيق إىل أهنا بقيت دون املستوى املطلوب لعدم اطالعها على جتارب‬

‫الشعوب والدول األخرى يف هذا اجملال ‪.‬‬

‫لذلك قررنا حنن منظمة الكواكيب وضع هذا الدليل بني يدي الباحثني وراصدي حقوق االنسان يف سورية والوطن‬ ‫العربي ملساعدهتم يف أداء عملهم آملني أن حيقق طموح الباحثني واملنظمات على حد سواء ‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪8‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الباب األول‬ ‫مصطلحات حقوق االنسان‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪9‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫املصطلحات‬

‫املوثق و الباحث امليداني ‪ :‬هو مَنْ يقوم بعملية التوثيق‪ ،‬وذلك حسب سياق املوضوع‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الرصد‪ :‬هو مفهوم واسع يشمل كافة أشكال وطرق مراقبة امليدان ملعرفة واقع حقوق االسان سواء كان سلبا‬

‫أم إجيابا‪ ،‬من اجل حتديد االنتهاكات واألمناط اليت قد تطرأ على األرض‪ ،‬األمر الذي جيعل الرصد رادار إنذار‬

‫مبكر لالنطالق يف عملية ممنهجة حنو التحقيق‪ ،‬ومن ثم التوثيق‪.‬‬

‫مفهوم رصد حقوق اإلنسان ‪ :‬هو مراقبة وحتليل حالة حقوق اإلنسان يف بلد أو سياق معني وينطوي توثيق‬ ‫حقوق اإلنسان على مجع املعلومات منهجيا وحتليلها هبدف حتسني محاية حقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫تقصي احلقائق‪ :‬هي عملية البحث عن احلقيقة عند وقوع انتهاك أو حدث ما‪ ،‬حبيث هتدف عملية التقصي‬ ‫جلمع املعلومات واحلقائق واألدلة‪ ،‬ويف نفس الوقت التأكد من مدى دقتها ومصداقيتها‪ ،‬وذلك من اجل إثبات‬

‫وقوع احلدث أو االنتهاك‪.‬‬

‫التوثيق‪ :‬تأتي مرحلة التوثيق بعد عملييت الرصد والتقصي‪ ،‬وهي عملية بناء سجل أو ملف حول انتهاك حمدد‬ ‫يشمل كافة الوثائق واألدلة اليت تثبت وقوع فعل االنتهاك املخالف ألحكام القوانني الدولية واحمللية‪.‬‬

‫القانون الدويل حلقوق اإلنسان ‪ :‬هو جمموعة من القوانني اليت ُترسي احلد األدنى من املعايري اليت جيب على الدول‬ ‫أن تستوفيها يف تعاملها مع املواطنني‪ ،‬مبا يف ذلك الفئات الضعيفة كاألطفال والنساء والالجئني‪ .‬تشمل حقوق‬

‫اإلنسان على سبيل املثال حق عدم التعرض للتعذيب وغريه من ضروب املعاملة القاسية أو الالإنسانية أو‬ ‫املهينة‪ ،‬واحلق باحملاكمة العادلة‪ ،‬واحلق يف حرية تكوين اجلمعيات مع اآلخرين‪.‬‬

‫الوثائق األساسية اليت تشكل القانون الدويل حلقوق اإلنسان ‪ :‬فهي اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‪ ،‬والعهد‬

‫الدويل اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية‪ ،‬والعهد الدويل اخلاص باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪.‬‬

‫القانون الدويل اإلنساني هو جمموعة مستقلة من القوانني اليت تنظم سلوك األطراف سواء كانت دوال أو غري دول‬

‫املنخرطة يف النزاعات املسلحة‪.‬‬

‫الوثائق األساسية اليت تشكل القانون الدويل اإلنساني ‪ :‬هي اتفاقيات جنيف األربع والربوتوكولني اإلضافيني‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪10‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫التفاقيات جنيف الصادرين يف العام ‪ . 1977‬وبالرغم من أ ن سوريا ليست طرفا يف الربوتوكوالت األخرية‪ ،‬إال‬

‫أن بعض القواعد الواردة يف تلك الصكوك واليت حتظى بدعم دويل واسع النطاق جيعلها ملزمة بالنسبة لسوريا ‪.‬‬ ‫االنتهاكات اجلسيمة للقانون الدويل اإلنساني ( قانون النزاع املسلح ) ‪:‬هي جرائم قابلة للمقاضاة يف احملاكم مثل‬

‫احملكمة اجلنائية الدولية‪ .‬وتشمل هذه االنتهاكات التشريد القسري أو القتل املتعمد للسكان املدنيني‪.‬‬

‫املادة الثالثة املشرتكة بني اتفاقيات جنيف‪ :‬يف حالة قيام نزاع مسلح ليس له طابع دويل يف أراضي أحد‬

‫األطراف السامية املتعاقدة‪ ،‬يلتزم كل طرف يف النزاع بأن يطبق كحد أدنى األحكام التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬األشخاص الذين ال يشرتكون مباشرة يف األعمال العدائية‪ ،‬مبن فيهم أفراد القوات املسلحة الذين ألقوا عنهم‬

‫أسلحتهم واألشخاص العاجزون عن القتال بسبب املرض أو اجلرح أو االحتجاز أو ألي سبب آخر‪ ،‬يُعامَلون يف‬

‫مجيع األحوال معاملة إنسانية‪ ،‬دون أي متييز ضار يقوم على العنصر أو اللون‪ ،‬أو الدين أو املعتقد‪ ،‬أو اجلنس‪،‬‬

‫أو املولد أو الثروة أو أي معيار مماثل آخر وهلذا الغرض‪ُ ،‬تحظر األفعال التالية يف ما يتعلق باألشخاص املذكورين‬

‫أعاله‪ ،‬وتبقى حمظورة يف مجيع األوقات واألماكن‪:‬‬

‫أ‪ -‬االعتداء على احلياة والسالمة البدنية‪ ،‬وخباصة القتل جبميع أشكاله‪ ،‬والتشويه‪ ،‬واملعاملة القاسية‪،‬‬

‫والتعذيب‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أخذ الرهائن‪.‬‬

‫ج ‪-‬االعتداء على الكرامة الشخصية‪ ،‬وعلى األخص املعاملة املهينة واحلاطة بالكرامة‪.‬‬

‫د‪ -‬إصدار األحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء حماكمة سابقة أمام حمكمة مشكلة تشكيال قانونيا‪ ،‬وتكفل‬

‫مجيع الضمانات القضائية الالزمة يف نظر الشعوب املتمدنة‪.‬‬

‫‪ -2‬يُجمع اجلرحى واملرضى ويُعتنى هبم‪.‬‬

‫وجيوز هليئة إنسانية غري متحيزة‪ ،‬كاللجنة الدولية للصليب األمحر‪ ،‬أن تعرض خدماهتا على أطراف النزاع‪،‬‬

‫وعلى أطراف النزاع أن تعمل فوق ذلك عن طريق اتفاقات خاصة‪ ،‬على تنفيذ كل األحكام األخرى من هذه‬

‫االتفاقية أو بعضها ‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪11‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الباب الثاني‬ ‫أهداف وغايات التوثيق‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪12‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫أهداف وغايات التوثيق‬

‫تعد عملية توثيق واقع حقوق اإلنسان جهد ًا مركب ًا وشامالً‪ ،‬يهدف إىل ‪:‬‬

‫‪ -1‬محاية حقوق اإلنسان وتعزيزها ونشر الوعي هبا‪ ،‬كما ويهدف إىل كشف احلقائق متهيد ًا ملساءلة وحماسبة‬ ‫املنتهكني وإنصاف الضحايا وحتقيق العدالة ‪.‬‬

‫‪ -2‬إثبات وقوع أمناط من االنتهاكات ما يعين وقوف سياسة ممنهجة خلف تلك االنتهاكات‪ ،‬فالتوثيق الذي يثبت‬ ‫وقوع انتهاك ما يف عدة أماكن وبصورة متكررة يساعد على إثبات أن االنتهاك هو منط وليس حدثا معزوال ألي‬

‫سبب كان‪.‬‬

‫‪ -3‬بناء أرشيف حول حالة حقوق اإلنسان حبيث يتم استخدام هذا األرشيف فيما بعد إلعداد دراسات‪،‬‬ ‫مداخالت‪ ،‬وأحباث‪ ،‬ناهيك عن كون ملفات اجلرائم اليت مت إعدادها من خالل عملية توثيق مهنية قد يتم‬

‫اللجوء هلا ولو بعد مرور سنوات طويلة بعد حدوث االنتهاك‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أنه يف كثري من األحيان يصعب تصور إمكانية حماسبة مرتكيب اجلرائم بعيد وقوعها‪ ،‬إال أن‬

‫التجربة التارخيية أثبتت إمكانية مالحقة وحماكمة بعض مرتكيب اجلرائم واالنتهاكات اجلسيمة ولو بعد حني‪ ،‬ومن‬

‫هنا فإن عملية التوثيق اليت جترى بشكل مهين تشكل القاعدة الذهبية لعمل حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫يتوجب على أيّة منظمة حقوقية تضع نصب أعينها العمل على التوثيق متهيدا لالنطالق يف براجمها أيا كانت‪ ،‬أن‬

‫جتيب بوضوح عن أسئلة من نوع‪:‬‬

‫ملاذا أوثق؟ ماذا أريد أن أوثق؟ وكيف أوثق؟‬

‫وذلك لبناء خطة عمل قابلة للتنفيذ بنجاح‪.‬‬

‫باإلضافة لتقديم إجابات مقنعة للناس حني يتساءلون‪:‬‬ ‫ملاذا هذا التوثيق ؟ وما هي فائدته؟‬

‫إن اإلجابة على تلك األسئلة ستحدد مسار عمل منظمات حقوق اإلنسان‪ ،‬و خطط العمل واألهداف‪،‬‬ ‫وحتديد اإلمكانيات واملوارد والطاقات البشرية‪ ،‬وهي تشكل أيضا الرسالة اليت يتوجب إيصاهلا للناس‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪13‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫التوثيق ليس غاية يف ذاته‪ ،‬بل هو حاجة ووسيلة هامة لعمل منظمات حقوق اإلنسان‪ ،‬خاصة تلك اليت تواجه‬

‫احتال ًال عسكري ًا كما هو احلال يف فلسطني أو العراق‪ ،‬وكذلك اليت جتد نفسها تعمل وسط نزاع مسلح‪ ،‬مثل‬

‫سورية أو تلك اليت تعمل حتت ظل حكم سلطات استبدادية بوليسية‪ ،‬ذلك أن التوثيق أداة لكشف احلقيقة‬

‫من خالل ما يتم مجعه من معلومات صحيحة ودقيقة تفيد بوقوع انتهاك ما‪ ،‬كما ويهدف التوثيق أيضا إىل إثبات‬

‫وجود منط ما من االنتهاك‪ ،‬والذي ال يرتكب بسبب جتاوزات فردية‪ ،‬بل لوقوف سياسة ممنهجة وراءه وختطيط‬

‫مسبَّق ونية مبيتة‪ ،‬ويف هناية األمر فإن غاية التوثيق الكربى هي االنتقال بالوضع إىل األفضل من خالل محاية‬

‫وحتسني حالة حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫وترتبط طبيعة التوثيق بطبيعة عمل منظمات حقوق اإلنسان‪ ،‬فقد ختتار منظمات حقوقية التدخل القانوني أو‬ ‫املناصرة والضغط من أجل الدفاع ومحاية حقوق اإلنسان‪ ،‬بينما تقرر أخرى التدخل املباشر لدى السلطات‬

‫املعنية‪ ،‬ومنها من يقرر العمل على املساءلة ومالحقة منفذي املخالفات ومقرتيف اجلرائم‪ ،‬إن تلك اجلهود ال ميكن‬

‫أن يكتب هلا النجاح دون أن تكون منظمات حقوق اإلنسان على إطالع مبا جيري على األرض‪.‬‬

‫يستوجب مما سبق أن تكون تلك املنظمات فاعلة على مستوى الرصد واملراقبة كمقدمات مرتبطة بعملية‬ ‫التوثيق‪ ،‬من أجل حتديد أمناط االنتهاكات وخمالفات حقوق اإلنسان‪ ،‬ومن ثم بناء ملفات حوهلا تكشف‬

‫احلقيقة‪ ،‬حبيث تكون امللفات أداة للمنظمات احلقوقية ملمارسة الضغط حمليا ودوليا كخطوة أوىل من أجل وقف‬

‫االنتهاك أو حض األطراف املعنية للتدخل لوقف االنتهاكات‪،‬‬

‫ناهيك عن مواجهة اجلهات املعنية أو اجلهات اليت ارتكبت االنتهاكات أو املخالفات‪.‬‬

‫كيف ميكن القيام بعملية التوثيق ‪:‬‬

‫يرتبط ذلك بطبيعة وأهداف املنظمة ‪:‬‬

‫‪-1‬إذا كانت طبيعة عمل املنظمة تعتمد على اإلحصائيات فإن من األنسب أن تستخدم نظام االستمارة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬إذا كانت املؤسسة تعنى بالتحليل القانوني وتقديم املداخالت و‪/‬أو‬

‫تركز على املساءلة القانونية عن تلك االنتهاكات‪ ،‬فالطريقة املثلى هي من خالل إعداد ملفات خاصة عن تلك‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪14‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫االنتهاكات كملفات اجلرائم الدولية‪ ،‬حيث تتطلب عملية بناء تلك امللفات توفري معلومات حمددة من حيث‬

‫الشكل واملضمون‪ ،‬مثل اإلفادات والتقارير املدعومة بالوثائق الثبوتية األخرى مثل التصرحيات اإلعالمية والوثائق‬

‫الرمسية‪ ،‬أفالم فيديو ‪ ،‬الصور‪ ،‬التقارير الطبية‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا كانت املنظمات متارس دور الرقابة‪ ،‬فستقوم إصدار تقارير دورية عن واقع حقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫‪ -4‬وأما املنظمات احلقوقية اليت تركز على اسرتاتيجية املناصرة والضغط من أجل تغيري سياسات أو قوانني‬ ‫حملية حمددة تنتهك حقوق اإلنسان‪ ،‬فإهنا حباجة إىل دراسات حتليلية تعتمد أيضا على التقارير‪ ،‬من أجل‬ ‫الضغط على اجلهات املعنية عرب نشر الوعي ‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪15‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الباب الثالث‬ ‫عناصر عملية التوثيق‬


‫‪16‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل األول‬ ‫املوثّق‬

‫‪ -1‬مواصفات املوثق والقواعد الواجب مراعاهتا من قبله ‪:‬‬

‫أ‪ -‬املوضوعية واحليادية‬

‫يتوجب على املوثق أن يراعي املوضوعية واحليادية يف عمله خالل التوثيق والتحقيق‪ ،‬حيث نقصد مبوضوعية‬

‫املوثق وجوب توثيق الباحث للحدث كما هو على أرض الواقع‪ ،‬فال يقدم املوثق تأويالته الشخصية غري املبنية‬

‫على حقائق ملموسة‪ ،‬وال حياول التأثري على شاهد العيان أو الضحية بقصد أو بغري قصد‪ ،‬يف حني تتلخص‬

‫احليادية يف عدم حتيزه ألي طرف كان‪ ،‬أو التحيز ملصلحة رأي أو جهة ما‪ ،‬أو إمهال وجتاهل حقائق ما بشكل‬

‫متعمد أو حتى بدون قصد‪ ،‬ذلك إن أهم ما مييز املوثق احملرتف هو عدم حتيزه إال للحقيقة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬املصداقية والدقة‪:‬‬

‫مها من العناصر األساسية لنجاح عملية التوثيق‪ ،‬ولذلك على املوثق أن حيرص على مصداقيته‪ ،‬فال يعطي‬

‫وعود ًا ال يستطيع اإليفاء هبا‪ ،‬كما جيب عليه أن يكون واضحا خالل مقابالته للضحايا والشهود‪ ،‬بشرح طبيعة‬ ‫عمله واجلهة اليت يعمل معها واهلدف من توثيقه‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬النزاهة واملهنية‬

‫على املوثق أن يعامل مجيع الضحايا والشهود ومن يُجري معهم مقابالت بلياقة واحرتام‪ ،‬كما ينبغي له أن ينفذ‬

‫بأمانة وشرف املهام اليت يكلف هبا‪ ،‬فال يغري حقائق توصل إليها خلدمة أهداف شخصية أو غايات آخرين‪،‬‬

‫حتى وإن كانت تلك األهداف «نبيلة »‪.‬‬

‫كما ينبغي للموثق التعامل مع كل مهمة على حنو يتسم بالرباعة املهنية‪ ،‬وينبغي أن يتحلى بسعة املعرفة واجلد‬

‫يف العمل‪ ،‬والكفاءة والعناية الفائقة بالتفاصيل‪ .‬وعلى املوثق عدم التهاون أو استسهال التوثيق كاالعتماد على‬

‫شاهد مسع عن احلدث أو على شاهد غري دقيق‪ ،‬لصعوبة الوصول إىل حيث يوجد شاهد عيان آخر أكثر‬ ‫دقة أو عايش احلدث لكنه يقطن يف منطقة نائية‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪17‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫د ‪ -‬منفتح لتقبل اجلميع ‪:‬‬

‫من عناصر قوة املوثق أن يكون مستمعا ومراقبا جيدا‪ ،‬وأن ال يستهني بأي شي مهما بدى صغريا أو «تافها »‪،‬‬

‫ومن املهم عدم التقليل من شأن شاهد العيان أو الضحية‪ ،‬وأن يستوعب أي رأي يطرح أمامه دون إبداء أيّ‬

‫امتعاض‪ ،‬حتى لو تناقض مع قناعته‪ ،‬كما جيب عليه االنتباه إىل أنه يعمل على مجع احلقائق لبناء ملف األدلة‪،‬‬

‫وأنه ليس قاضيا يصدر أحكام ًا‪ ،‬ومن احلكمة أن يستشري املسئولني عنه عندما يواجه قضية معقدة أو يصعب‬ ‫عليه الفصل فيها أو حني يلتبس األمر عليه‪ ،‬ذلك أن عمل الفريق أجنع وأفضل‪.‬‬

‫يساهم استخالص املعلومات جراء املقابالت ومناقشتها على حنو منتظم مع فريق التوثيق يف تقييم مستمر لعملية‬

‫التوثيق‪ ،‬كما يسمح بتحديد األمناط أو الثغرات يف وقت مبكر‪.‬‬

‫قد يكون هناك حاجة أيضا إىل االستعانة خبرباء من خارج نطاق فريق العمل يقدمون املشورة القانونية مثال أو‬

‫اخلربة العسكرية بشأن اآلثار املرتتبة على بعض جوانب عملية التوثيق‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬السرعة ودقه املالحظة‬

‫إن التحلي باجلاهزية التامة ملواكبة أي حدث‪ ،‬والتمتع بروح املبادرة‪ ،‬لتخطي الصعاب يف متابعه احلدث حال‬

‫وقوعه‪ ،‬متطلبات هامة يف املوثق‪ ،‬من أجل تسهيل مجع األدلة ومقابلة شهود العيان أو الضحايا‪ ،‬وبناء قاعدة‬

‫البيانات‪ ،‬كي تباشر املنظمة عملية التدخل املناسب ‪.‬‬

‫على القائمني باملقابالت أن يتحلوا باملهنية والتهذيب واملعرفة‪ .‬وعليهم أن حيافظوا على سلوك موضوعي وأن‬

‫يتفادوا األحكام املسبقة على اآلخرين‪ ،‬وأن يتواصلوا مع املستجيبني بشكل واضح وصريح عند تناول القضايا‬

‫املعقدة ‪.‬‬

‫ينبغي عليهم أيضا قدر اإلمكان حفظ األسئلة غيبا باعتبار أن التواصل بالنظر والتفاعل مع املستجيب أمران‬

‫بالغا األمهية يف سياق القابلة ‪.‬‬

‫قد تواجه يف سياق توثيق انتهاكات حقوق اإلنسان ظروفا غري متوقعة‪ ،‬كاستياء املستجيب مثال أو أن يصدر‬

‫عنه سلوكا عدوانيا ‪ .‬لذلك‪ ،‬من املهم أن تعرف متى ُتنهي املقابلة أو توقفها لربهة‪ ،‬كما ال بد من االمتثال دائما‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪18‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫ملبدأ عدم التسبب بالضرر وااللتزام باملهام املوكلة إليك يف إطار املشروع‪ ،‬وحسن التقدير ‪.‬‬

‫و ـ املتابعة‪:‬‬

‫إن صريورة عملية التوثيق والتحقيق تتجلى من خالل املتابعة‪ ،‬وعليه فإن املوثق ال جيب أن يكتفي مبعلومة‬

‫واحدة ليجزم أمر التحقيق‪ ،‬مهما بدت له تلك املعلومة واضحة ومؤكدة‪ ،‬ذلك إن املتابعة ولو بعد حني قد تقود‬

‫إىل معرفة حقائق وأدله أخرى‪.‬‬ ‫ز ‪ -‬احرتام خصوصية الغري‪:‬‬

‫إن طبيعة عمل املوثق مع الضحايا والشهود كمحقق تفضي إىل كشف أسرار ومعلومات حول حياهتم‬

‫الشخصية‪ ،‬فهو خالل لقاءاته ومقابالته سيدخل بيوهتم ويعرف عن حياهتم معلومات كثرية‪ ،‬منها ما يفيد‬

‫التحقيق ومنها ما ال جيب أن يعرفه هو نفسه‪ ،‬وعليه جيب أن يعرف املوثق أين هي حدوده ومتى جيب أن‬

‫يتوقف‪ ،‬فمن واجبه احرتام خصوصية هؤالء األشخاص‪ .‬يف حني جيب أن يتحلى الباحث حبس مرهف جتاه‬

‫الضحايا وقصصهم‪ ،‬فخالل مقابلة ضحية تعذيب أو حترش جنسي جيب أن يراعي حالة الضحية النفسية‪،‬‬

‫وتقبل أن الضحية ال ميكن أن يتحدث بسهولة ودفعة واحدة عن تلك التجربة‪ ،‬كذلك يتوجب عليه االلتزام مببدأ‬ ‫السرية يف العمل وعدم البوح ما شاهده أو مسعه ألي شخص حبيث يفضي ذلك إىل إحلاق األذى بسمعة األسرة‬

‫أو الشخص اجتماعي ًا ‪.‬‬

‫ط ‪ -‬عدم إفشاء املعلومات واحلفاظ على سريه املصدر‬

‫إن السرية مبدأ مهم يف جمال توثيق انتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬ألن عدم التزام السرية قد يتسبب بعواقب وخيمة‬

‫للضحايا والشهود وكذلك للموثق نفسه‪ ،‬لذلك جيب اختاذ تدابري خاصة حلماية سرية املعلومات وهوية الضحايا‬

‫والشهود‪ ،‬وباختصار يتوجب احلرص على سرية أية معلومة إذا طلب مقدمها ذلك‪ ،‬ألن عدم االلتزام بالسرية يف‬

‫مثل هذه احلاالت سيمس مبصداقية املوثق واجلهة اليت يعمل معها‪ ،‬ويفقد الضحايا أو الشهود واجملتمع ككل الثقة‬

‫هبم‪ ،‬خاصة يف حال تسبب عدم التزام السرية يف الضرر للضحايا أو الشهود‪.‬‬

‫ل‪ -‬عدم التسبب يف الضرر‪:‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪19‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫إن أهم واجب يقع على عاتق املوثق كناشط حقوق إنسان‪ ،‬هو دوره جتاه محاية ضحايا االنتهاكات والضحايا‬

‫احملتملني‪ ،‬ولذلك من غري املقبول أن يلحق عمله ضررا إضافيا بالضحايا‪ .‬فمثال حينما يكون املوثق حباجة إىل‬ ‫املعلومات من الضحايا أو الشهود ملساعدهتم‪ ،‬ويف نفس الوقت خيشى من تعرضهم للخطر نتيجة ذلك‪ ،‬على‬

‫الباحث أن يضع سالمة الضحايا على رأس أولوياته‪ ،‬وان يتخذ مجلة من التدابري اليت تضمن سالمتهم ومن ثم‬

‫حصوله على تلك املعلومات‪.‬‬

‫فال جيوز أن يقوم توثيق انتهاكات حقوق اإلنسان على حساب سالمة املستجيبني اجلسدية أو صحتهم العقلية‬ ‫أو العاطفية‪ .‬لذلك‪ ،‬ينبغي تنظيم املقابلة بشكل ال يعرض سالمة شخص املستجيب وأمنه للخطر‪ .‬وتشمل‬

‫تدابري الوقاية على سبيل املثال‪ ،‬احلفاظ على سرية املقابالت وهوية املستجيبني‪ ،‬إال إذا كان املستجيب يوافق‬

‫صراحة على اإلفصاح عن هويته‪.‬‬

‫يُعترب احلفاظ على سالمة شخص املستجيبني وأمنهم أولوية‪ ،‬لذلك ينبغي اختاذ التدابري الالزمة حلمايتهم‪.‬‬

‫ف ‪ -‬االلتزام حبدود املهام املوكلة إىل الباحث‬

‫حافظ على احلدود املهنية بينك وبني املستجيب‪ .‬ال تسع إىل بناء عالقات صداقة مع املستجيبني وال تقدم‬

‫هلم النصائح‪ .‬إال أن ذلك ال يعين على اإلطالق معاملتهم بغري مباالة ‪ ,‬فمجرد السؤال عن حالة أسرهم‪،‬‬

‫وسالمتهم وظروفهم املعيشية يساعد يف إرساء أجواء ودية ومرحية إلجراء املقابلة من دون إفساح اجملال ألي‬

‫توقعات ‪.‬‬

‫ال جيوز أبدا دفع املال للمستجيبني لقاء مشاركتهم يف املقابالت‪ ،‬لكن على فرق التوثيق أن تنظر يف إمكانية‬ ‫تغطية أي تكاليف نقل أو مصاريف نثرية أخرى يتكبدها املستجيبون من جراء مشاركتهم يف املقابالت‪.‬‬

‫على فرق التوثيق أن تتجنب التعهد بتقديم الدعم املايل للمستجيبني‪ ،‬باستثناء تسديد النفقات اليت يتكبدها‬ ‫هؤالء من أجل املشاركة يف املقابلة‪ .‬فالتحفيز املايل ملشاركة املستجيبني يف املقابلة قد يقوض مصداقية‬

‫إفاداهتم‪.‬‬

‫قد يتوقع املستجيبون أحيانا جراء مشاركتهم يف املقابلة نوعا من الدعم املادي أو اإلغاثة‪ ،‬حتى ولو مت اطالعهم‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪20‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫بشكل واضح على هدف املقابلة‪ .‬لذلك‪ ،‬البد من أن توضح‪ ،‬تفاديا ألي توقعات من هذا النوع‪ ،‬أن عمل‬

‫املنظمة اليت متث ُلها يقتصر على البحث والتوثيق حصرا‪ ،‬وال يشمل تقديم مساعدات اإلغاثة‪.‬‬

‫كما يفيد التوضيح بأن املنظمة متتنع عن مساعدة املستجيب ماديا ألسباب تتعلق باملصداقية ولتجنب تضارب‬

‫املصاحل ‪.‬‬

‫إذا طلب منك املستجيب مساعدة ال تندرج ضمن صالحياتك املهنية‪ ،‬حاول أن تعطيه املعلومات الالزمة‬

‫إلحالته إىل املنظمة املناسبة ‪.‬‬

‫ق‪ -‬فهم السياق العام ‪:‬‬

‫قبل مباشرة مهمتك‪ ،‬احرص على اكتساب فهم سليم للسياق التارخيي والثقايف والسياسي والعسكري ملوقع‬

‫العمل‪.‬‬

‫ويشمل هذا التحضري إجراء حبث مكتيب حول النزاع الدائر وفهم اجملتمعات أو اجلماعات الفرعية اليت ستلتقي‬

‫هبا‪ ،‬والتعرف إىل العادات واللغة والدين والتاريخ والبنى األسرية واالجتماعية‪.‬‬

‫إذا مل تكن يف سياق عملك على اتصال مباشر مع أفراد من اجملتمعات احمللية اليت ستعمل فيها ‪،‬حاول العثور‬ ‫على شخص من اجملتمع احمللي يستطيع أن يقدم لك ولفريقك النصائح حول الديناميات االجتماعية السائدة‪.‬‬


‫‪21‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬طبيعة االنتهاك‬

‫املعلومات اليت جيب البحث عنها‬

‫إن أول معلومة جيب احلصول عليها هي اليت جتيب عن طبيعة االنتهاك‪ ،‬من حيث ماهية املخالفة أو اجلرمية‬ ‫املرتكبة‪ ،‬ثم احلصول على معلومات حول الضحية والشهود واجلناة‪ ،‬وذلك من أجل حتديد طبيعة االنتهاك‬

‫واجلرمية املرتكبة ومن ثم الطريقة املناسبة اليت جيب اتبعاها يف عملية التحقيق والتوثيق‪ ،‬فكل موضوع له طريقته‬

‫يف التوثيق‪ ،‬ويتطلب وثائق حمددة يتوجب احلصول عليها‪.‬‬

‫ويكون ذلك من خالل معاينة الضحية أو موقع احلدث‪ ،‬مقابلة الشهود‪ ،‬مجع األدلة املادية اليت تساعد يف حتديد‬

‫العناصر القانونية لالنتهاك‪ ،‬واخذ صور ملوقع احلدث ورسم خارطة له‪ ،‬وكذلك تتبع التصرحيات اإلعالمية‬

‫للجهات الرمسية أو غري الرمسية اليت يشتبه بوقوفها خلف االنتهاك‪.‬‬

‫‪ -2‬معلومات حول الشخص الذي تعرض لالنتهاك ‪:‬‬

‫سواء كان بالغا أو قاصرا‪ ،‬مدنيا أو عسكريا‪ ،‬أسريا أو معتقال‪ ،‬تويف أو على قيد احلياة‪ ،‬ذكرا أو أنثى ‪.‬‬

‫‪ -3‬معلومات حول اجلاني مرتكب االنتهاك ‪:‬‬

‫إن حتديد هوية املنتهكّ قد يكون أحيانا من أصعب ما قد يواجه الباحث‪ ،‬ذلك أن املنتهكني غالبا ما حياولون‬

‫إخفاء هويتهم‪ ،‬ولذلك يتوجب أن يكون املوثق دقيقا يف حبثه وأسئلته‪،‬‬

‫‪ -4‬شهود العيان على احلدث ‪:‬‬

‫من املهم أن جيد املوثق شهود العيان‪ ،‬وأن خيتار االعتماد على من يرى أنه أكثرهم دقة ومصداقية‪ ،‬حيث‬

‫يستطيع الباحث تقدير ذلك من خالل مقارنة أقوال الشهود ببعضها البعض‪ ،‬ومن ثم حتليل نتيجة تلك املقارنة يف‬

‫سياق حتليل كافة املعلومات اليت حبوزته ‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪22‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل الثالث‬ ‫مصادر املعلومات‬

‫قدمت ثورة االتصاالت العاملية الكثري من وسائل تلقي ونقل املعلومات‪ ،‬كاالنرتنت وحمطات التلفزة الفضائية‬

‫والصحف واهلواتف اخللوية‪ ،‬حبيث أصبح العامل قرية صغرية بالفعل‪ ،‬وجعل إمكانية احلصول على املعلومات‬

‫متاحة للجميع بصورة غري مسبوقة‪ ،‬وهو ما يسّر مهمة املوثق يف الوصول للمعلومات‪ ،‬اليت يستند إليها من حيث‬

‫كوهنا معلومات أولية متثل طرفا للخيط‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إىل ضرورة بناء شبكة واسعة من العالقات من قبل املوثق يف حميطه‪ ،‬لتكون مصدر معلوماته‬

‫األساسي اليت يثق هبا‪ ،‬حيث تعد شبكة العالقات اليت يبنيها املوثق بنفسه من أكثر الوسائل صدقيه واألسرع‬

‫يف احلصول على معلومات مفصلة ودقيقة حلني وصوله إىل امليدان‪ ،‬ذلك انه ال ميكن للموثق االعتماد على وسائل‬ ‫اإلعالم فقط كمصدر للمعلومات‪ ،‬لعدم دقتها يف بعض األحيان وذلك حلرصها على السبق الصحفي دون التأكد‬ ‫من تفاصيل اخلرب‪ ،‬كما ال يستطيع االستناد إىل أقوال الناس اليت تتحول إىل إشاعات‪ ،‬خاصة إذا كانت املنطقة‬

‫تشهد نزاعات سياسية‪ ،‬عسكرية‪ ،‬حتزبات سياسية أو طائفية‪ ،‬وهنا كثريا ما تكون املعلومات غري صحيحة‬ ‫أو مبالغا فيها ألهداف وغايات عديدة‪ ،‬أو قد يتم طمس أحداث ومعلومات ألجل إخفائها لذات األسباب‪،‬‬

‫هلذا ال بد من بناء شبكة تواصل ممتدة ومتشعبة موثوقة يستطيع املوثق االعتماد عليها‪.‬‬

‫هذا ويتوجب على املوثق أن يبين عالقات شبكته بصورة متنوعة من حيث مصادر املعلومات‪ ،‬لتضم نشطاء‬

‫حقوق إنسان آخرين‪ ،‬صحفيني‪ ،‬حمامني‪ ،‬أحزاب سياسية‪ ،‬املؤسسات‪ ،‬اجلمعيات والنقابات‪ ،‬كما يفضل أن‬ ‫يتوفر يف أفراد تلك الشبكة احلد األدنى من املواصفات من أجل التعويل عليهم كمصدر دقيق للمعلومات‪.‬‬


‫‪23‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل الرابع‬ ‫تقييم املعلومات‬

‫إذا كان توثيق انتهاكات حقوق اإلنسان هو إعداد ملف معلومات حول أمناط تلك االنتهاكات‪ ،‬ميكن االعتماد‬ ‫عليه بغض النظر عن تنوع االستخدامات اليت ميكن أن يُستغل فيها هذا امللف‪ ،‬أو الفرتة الزمنية اليت ميكن‬

‫الرجوع إليها‪ ،‬يتوجب أن تكون معلومات امللف املوثقة نوعية ودقيقة وتتصف باملصداقية والوضوح والتكامل إىل‬

‫أقصى حد ممكن‪.‬‬

‫وألن انتهاكات حقوق اإلنسان غالب ًا ما حتدث يف ظروف عنيفة وصعبة يشوهبا الغموض‪ ،‬ووسط حالة‬

‫استقطاب لالنفعاالت واملشاعر‪ ،‬فإنه يصعب التأكد دوما من نوعية ودقة املعلومات اليت مجعها املوثق من‬

‫امليدان‪ ،‬وهنا تلعب التجربة الشخصية ومعرفة الباحث بالواقع الدور األكرب يف تقييم املعلومات اليت مجعها‪،‬‬

‫جبانب بذل قصارى اجلهود اللتزام املوضوعية واحليادية عند تقييم طبيعة املعلومات بغض النظر عن املوقف‬

‫والرأي الذي يتبناه الباحث من تلك املعلومات‪.‬‬

‫إن درجة جودة نوعية املعلومات والدقة واملصداقية الضرورية تكون يف الغالب متفاوتة ونسبية‪ ،‬لذا على‬

‫الباحث دائم ًا أن يهدف إىل أعلى املستويات املمكنة من دقة وصدق املعلومات يف ظل الظروف احمليطة‬

‫واإلمكانيات املتاحة‪ ،‬كما وتعتمد جودة املعلومات الضرورية املتعلقة بادعاء حصول انتهاك معني على الغرض‬

‫الذي ستستخدم فيه‪ ،‬فمثال إذا كان اهلدف احلصول على إحصاءات وأرقام فإن جودة املعلومات يتم تقييمها‬

‫بصورة خمتلفة عن تلك املتعلقة باإلجراءات القضائية‪ ،‬سواء كانت حملية أو دولية‪ ،‬ألهنا عادة ما تتطلب مستوى‬

‫عا ٍل من األدلة والرباهني‪ ،‬كي تنجح املؤسسة يف متابعة اجلرمية اليت يدور حوهلا امللف‪ ،‬لذا جيب أن يعمل املوثق‬

‫على احلصول على أفضل املعلومات املمكنة يف ظل الظروف احمليطة سلبية كانت أو اجيابية‪ ،‬أو يف ظل حمدودية‬

‫اإلمكانيات كعدم توفر خرباء يف األسلحة‪ ،‬عدم وجود خمتربات متخصصة‪ ،‬عدم وجود خربة يف التحقيق‬ ‫اجلنائي‪.‬‬

‫‪ -1‬العوامل اليت تساعد على التأكد من دقة وصحة املعلومات ‪:‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪24‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫أ‪ -‬درجة تفصيل املعلومات ‪:‬‬

‫جيب احلصول على كافة التفاصيل مهما بدت غري مهمة‪ ،‬فكلما حصل املوثق على تفاصيل أكثر‪ ،‬كلما كانت‬ ‫املعلومات أفضل‪ ،‬ألن التفاصيل تساعد اآلخرين على فهم كافة جوانب احلدث‪ ،‬فمثال عند أخذ إفادة من‬

‫ضحية أو شاهد عيان قد يسقط الكثري من املعلومات خالل روايتهم للحدث‪ ،‬مفرتضني أهنا معروفة للجميع‬ ‫كما هي معروفة هلم‪ ،‬فال يذكرون مكان احلدث بالضبط‪ ،‬كذكر اسم املكان دون ربطه مبكان معروف مثل‬

‫اسم مدينة أو شارع أو مبنى معروف‪ ،‬أو عدم ذكر وحتديد املسافات واجلهات‪.‬‬

‫لذلك على املوثق االنتباه والعمل على أخذ التفاصيل مفرتض ًا أن من سيطلع على هذا امللف ال يعرف شيئا‬ ‫عن الواقع والبلد الذي حصل فيه االنتهاك‪ ،‬أو أنه سيتم اإلطالع على هذه املعلومات بعد مضي سنوات من‬

‫وقوع احلدث‪ ،‬إن سرد كل التفاصيل يزيد من فائدة وفاعلية املعلومات سواء على املدى القصري أو البعيد‪،‬‬

‫وسواء كانت املعلومات ستستخدم من أجل إجراءات قضائية حملية أو دولية أو لدراسات من قبل باحثني‬

‫حمليني أو دوليني‪ ،‬مع االنتباه إىل أن التفاصيل اليت يدور احلديث عنها‪ ،‬هي املتعلقة باحلدث واالنتهاك وليس أية‬

‫تفاصيل أخرى ال تتعلق باحلدث‪ ،‬فال يهم الباحث توثيق معلومات تفصيلية عن احلالة االجتماعية ملعطي اإلفادة‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬إذا مل تكن هلا عالقة باحلدث أو انتهاكات تتعلق باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫ب‪ -‬االنسجام وترابط املعلومات‬

‫جيب أن حيرص املوثق على أن تكون املعلومات اليت يوثقها مرتابطة‪ ،‬متكاملة ومتسلسلة وبال فجوات أو‬

‫تناقضات من البداية وحتى النهاية‪ ،‬ويف حال وجود فجوة أو تناقض ما‪ ،‬يتوقع منه أن يعطي تربير ًا وتفسري ًا‬

‫لذلك‪.‬‬

‫إن ظهور تناقضات أو فجوات تشري إىل شيء ما مفقود‪ ،‬وهذا أمر متوقع ويظهر يف كثري من امللفات‪ ،‬لكنها ال‬

‫تؤثر على دقة ومصداقية املعلومات اليت حيتويها امللف املوثق يف حال كوهنا مربرة وبسيطة‪ ،‬أما يف حال كانت‬ ‫التناقضات جسيمة وصارخة فإهنا تنسف امللف بالكامل‪ ،‬فمثال وجود تضارب بني أقوال الضحية وشاهد‬

‫العيان يف إفاداهتم حول وقت وقوع االنتهاك‪ ،‬ال يغدو تناقضا كبريا إذا كان األمر يدور حول وجود فرق دقائق‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪25‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫معدودة مثال‪ ،‬أما إذا كان االختالف يف الوقت يصل إىل فرق كبري يف الساعات أو التواريخ فهذا تناقض جيب‬

‫التوقف عنده‪.‬‬

‫ج ‪ -‬وجود أو عدم وجود العناصر الداعمة أو اليت تدحض اإلدعاء‬

‫إذا كانت رواية الضحية اليت حصل عليها املوثق مدعومة بإفادات شهود عيان تؤكد عليها‪ ،‬أو إذا حصل‬

‫الباحث على شهادة طبية أو تقرير تشريح يثبت إصابات الضحية‪ ،‬فذلك يدعم املعلومات اليت حصل عليها‬

‫الباحث‪ ،‬وهذا يدعم ويقوي تلك املعلومات‪ ،‬فكلما استطاع الباحث احلصول على عناصر داعمة أكثر سواء‬ ‫كانت معلومات أو أدلة أو وثائق‪ ،‬كلما زادت جودة املعلومات وارتفعت مصداقيتها ودقتها ‪.‬‬

‫د‪ -‬مدى داللة املعلومات على منط معني ‪:‬‬

‫إن حصول املوثق على معلومات عديدة تشري إىل تكرار انتهاك بعينه‪ ،‬يزيد من افرتاض صحة املعلومات‪،‬‬

‫وبالتايل حدوث االنتهاك‪ ،‬ما يقود إىل إثبات وقوف سياسة خلف تلك االنتهاكات وأهنا مل حتدث بسبب تصرف‬ ‫فردي معزول هنا أو هناك‪ ،‬لذا على املوثق أن يتساءل إذا ما كانت املعلومات اليت حبوزته تشري إىل وقوع انتهاك‬

‫وحيد ومعزول؟ أم أهنا تدل على وقوع انتهاكات متشاهبة ومتكررة يف املنطقة نفسها‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬املدة الزمنية واملعلومات‬

‫من املهم أن يتم مجع وتوثيق املعلومات مباشرة بعد وقوع االنتهاكات أو اجلرائم‪ ،‬وذلك من أجل الوصول إىل‬

‫معلومات وأدلة دقيقة‪.‬‬

‫إن أخذ معلومات من ضحية أو شاهد عيان بعد احلدث مباشرة‪ ،‬أفضل ألهنم اقدر على سرد الوقائع بدقة‬

‫أكرب‪ ،‬يف حني لو متت مقابلتهم بعد عدة أشهر فقد ختوهنم الذاكرة‪ ،‬إىل جانب أنه كلما تقادمت املعلومات كلما‬ ‫قلت درجة دقتها ألنه من الصعب فحصها‪ ،‬وهذا ينطبق على توثيق انتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬فكلما تباطأ‬

‫الباحث يف زيارته كلما زادت فرص ضياع األدلة اليت قد يعثر عليها‪.‬‬

‫هذا وجيب االنتباه كثريا إىل التوقيت واملعلومات‪ ،‬فقد يكون الضحية أو الشاهد يف اللحظات املباشرة األوىل‬

‫بعد احلدث مشوشا وخمتل الرتكيز بسبب تأثري الصدمة عليه‪ ،‬ما قد جيعل املعلومات اليت يعطيها غري دقيقة‪،‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪26‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫معدودة مثال‪ ،‬أما إذا كان االختالف يف الوقت يصل إىل فرق كبري يف الساعات أو التواريخ فهذا تناقض جيب‬

‫التوقف عنده‪.‬‬

‫ج ‪ -‬وجود أو عدم وجود العناصر الداعمة أو اليت تدحض اإلدعاء‬

‫إذا كانت رواية الضحية اليت حصل عليها املوثق مدعومة بإفادات شهود عيان تؤكد عليها‪ ،‬أو إذا حصل‬

‫الباحث على شهادة طبية أو تقرير تشريح يثبت إصابات الضحية‪ ،‬فذلك يدعم املعلومات اليت حصل عليها‬

‫الباحث‪ ،‬وهذا يدعم ويقوي تلك املعلومات‪ ،‬فكلما استطاع الباحث احلصول على عناصر داعمة أكثر سواء‬

‫كانت معلومات أو أدلة أو وثائق‪ ،‬كلما زادت جودة املعلومات وارتفعت مصداقيتها ودقتها ‪.‬‬

‫د‪ -‬مدى داللة املعلومات على منط معني ‪:‬‬

‫إن حصول املوثق على معلومات عديدة تشري إىل تكرار انتهاك بعينه‪ ،‬يزيد من افرتاض صحة املعلومات‪،‬‬

‫وبالتايل حدوث االنتهاك‪ ،‬ما يقود إىل إثبات وقوف سياسة خلف تلك االنتهاكات وأهنا مل حتدث بسبب تصرف‬ ‫فردي معزول هنا أو هناك‪ ،‬لذا على املوثق أن يتساءل إذا ما كانت املعلومات اليت حبوزته تشري إىل وقوع انتهاك‬

‫وحيد ومعزول؟ أم أهنا تدل على وقوع انتهاكات متشاهبة ومتكررة يف املنطقة نفسها‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬املدة الزمنية واملعلومات‬

‫من املهم أن يتم مجع وتوثيق املعلومات مباشرة بعد وقوع االنتهاكات أو اجلرائم‪ ،‬وذلك من أجل الوصول إىل‬

‫معلومات وأدلة دقيقة‪.‬‬

‫إن أخذ معلومات من ضحية أو شاهد عيان بعد احلدث مباشرة‪ ،‬أفضل ألهنم اقدر على سرد الوقائع بدقة‬

‫أكرب‪ ،‬يف حني لو متت مقابلتهم بعد عدة أشهر فقد ختوهنم الذاكرة‪ ،‬إىل جانب أنه كلما تقادمت املعلومات كلما‬ ‫قلت درجة دقتها ألنه من الصعب فحصها‪ ،‬وهذا ينطبق على توثيق انتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬فكلما تباطأ‬

‫الباحث يف زيارته كلما زادت فرص ضياع األدلة اليت قد يعثر عليها‪.‬‬

‫هذا وجيب االنتباه كثريا إىل التوقيت واملعلومات‪ ،‬فقد يكون الضحية أو الشاهد يف اللحظات املباشرة األوىل‬

‫بعد احلدث مشوشا وخمتل الرتكيز بسبب تأثري الصدمة عليه‪ ،‬ما قد جيعل املعلومات اليت يعطيها غري دقيقة‪،‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪27‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫لذا فإن أفضل األوقات هي األيام القالئل األوىل اليت تلي احلدث‪ ،‬حبيث يكون قد هدأ واستوعب احلدث‪،‬‬

‫وميكنه اإلدالء مبعلوماته بشكل أفضل‪ ،‬وهنا يأتي دور الباحث امليداني يف تقدير الوضع النفسي للضحية أو‬

‫الشاهد‪ ،‬ويفضل إتباع هذه الطريقة يف احلاالت اليت ال حتتاج فيها املؤسسة إىل املعلومات يف نفس اليوم إلصدار‬

‫موقف حوله ‪.‬‬

‫‪ -2‬تدابري عامة معينة ميكن من خالهلا الوصول إىل أعلى درجات الدقة واملصداقية ‪:‬‬

‫•معرفة وثقة الباحث امليداني مبصادر املعلومات‪ ،‬وأن يكون على إطالع كامل بالظروف اليت تقدم فيها‬

‫االدعاءات عن االنتهاك‪.‬‬

‫•أن يبقي الباحث امليداني على اتصال مبصادره‪ ،‬فقد حيتاج إىل تفاصيل أكثر أو إىل التحقق منها يف مرحلة‬

‫قادمة‪.‬‬

‫•أن يسأل عن أمساء الضحايا وعن التفاصيل املرتبطة هبم‪.‬‬

‫•توخي احلذر والدقة إزاء املعلومات الغامضة أو اليت تتسم بالعمومية‪.‬‬

‫•جتنب االعتماد على تقارير وسائل اإلعالم أو الشائعات‪ ،‬بل القيام بدعم املعلومات باألدلة‪.‬‬

‫وأخري ًا‪ ،‬جيب أن يعتمد الباحث على قدرته يف احلكم والتقييم‪ ،‬خاصة عندما تساوره الشكوك حول دقة أو‬ ‫سيطلعُ على ملف املعلومات الذي مت توثيقه سرياه من خالل عيين‬ ‫مصداقية املعلومات‪ ،‬دون أن يغفل أن من َّ‬ ‫ومنظور الباحث امليداني الذي قام بتوثيق امللف‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪28‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫لذا فإن أفضل األوقات هي األيام القالئل األوىل اليت تلي احلدث‪ ،‬حبيث يكون قد هدأ واستوعب احلدث‪،‬‬

‫وميكنه اإلدالء مبعلوماته بشكل أفضل‪ ،‬وهنا يأتي دور الباحث امليداني يف تقدير الوضع النفسي للضحية أو‬

‫الشاهد‪ ،‬ويفضل إتباع هذه الطريقة يف احلاالت اليت ال حتتاج فيها املؤسسة إىل املعلومات يف نفس اليوم إلصدار‬

‫موقف حوله ‪.‬‬

‫‪ -2‬تدابري عامة معينة ميكن من خالهلا الوصول إىل أعلى درجات الدقة واملصداقية ‪:‬‬

‫•معرفة وثقة الباحث امليداني مبصادر املعلومات‪ ،‬وأن يكون على إطالع كامل بالظروف اليت تقدم فيها‬

‫االدعاءات عن االنتهاك‪.‬‬

‫•أن يبقي الباحث امليداني على اتصال مبصادره‪ ،‬فقد حيتاج إىل تفاصيل أكثر أو إىل التحقق منها يف مرحلة‬

‫قادمة‪.‬‬

‫•أن يسأل عن أمساء الضحايا وعن التفاصيل املرتبطة هبم‪.‬‬

‫•توخي احلذر والدقة إزاء املعلومات الغامضة أو اليت تتسم بالعمومية‪.‬‬

‫•جتنب االعتماد على تقارير وسائل اإلعالم أو الشائعات‪ ،‬بل القيام بدعم املعلومات باألدلة‪.‬‬

‫وأخري ًا‪ ،‬جيب أن يعتمد الباحث على قدرته يف احلكم والتقييم‪ ،‬خاصة عندما تساوره الشكوك حول دقة أو‬ ‫سيطلعُ على ملف املعلومات الذي مت توثيقه سرياه من خالل عيين‬ ‫مصداقية املعلومات‪ ،‬دون أن يغفل أن من َّ‬ ‫ومنظور الباحث امليداني الذي قام بتوثيق امللف‪.‬‬


‫‪29‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل اخلامس‬ ‫التوثيق‬

‫يقوم الباحث امليداني خالل أي عملية توثيق بتحليل ظاهري للمعلومات اليت حبوزته وذلك من أجل التثبت من‬ ‫صحة املعلومات ودقتها‪ ،‬لكنه أحيانا جيد نفسه أمام عملية توثيق مشاهبة حلاالت التحقيق القضائي اجلنائي‪،‬‬

‫اليت تتطلب وجود طواقم أو أفراد مؤهلني للقيام هبذا النوع من التحقيق‪ ،‬يتمتعون مبهارات وأدوات متكنهم من‬ ‫مجع املعلومات اليت تتعلق باألدلة اجلنائية حول جرمية ما‪ ،‬وهو األمر الذي قد ال يتوفر للباحث امليداني‪ ،‬ومع‬

‫هذا جيب عليه التعامل مع هذه القضايا قدر اإلمكان وليس التغاضي عنها‪ ،‬ذلك إن التوثيق عملية حتقيق‪ ،‬ويف‬ ‫ظل توفر احلد األدنى من اإلمكانيات والقدرات اليت حيتاجها أي باحث ميداني يقوم بتوثيق انتهاك ما‪.‬‬

‫فما هي عملية التحقيق؟‬

‫‪ -1‬التحقيق‪:‬‬

‫عملية منهجية هتدف للتأكد من الظروف واألفعال اليت أدت إىل انتهاك ما‪ ،‬إهنا يف األساس تسعى إىل مجع‬

‫األدلة حول االنتهاك‪ ،‬ذلك أن األدلة هي من يشري لصحة املعلومات حول االنتهاك‪ ،‬مرتكبيه‪ ،‬الضحايا‪ ،‬ومن ثم‬

‫إثبات وقوع االنتهاك أو اجلرمية ‪.‬‬

‫هبذا املعنى تنطلق مؤسسات حقوق اإلنسان يف حتقيقها‪ ،‬وهو ما خيالف التحقيق اجلنائي الذي جيب أن يصدر‬

‫أمر قانوني من جهة خمولة للقيام به‪.‬‬

‫‪ -2‬األدلة ‪ :‬تعريفها و أنواعها ومواصفاهتا ‪:‬‬

‫أ‌‪-‬األدلة ‪:‬هي أيّ شيء من شأنه توفري املعلومات حول احلادثة اليت جيري التحقيق فيها‪ ،‬حبيث يثبت كل دليل‬ ‫من األدلة حقيقة ما‪ ،‬بصورة مباشرة أو غري مباشرة‪ ،‬وهي مبثابة املادة األولية اليت يستخدمها القضاة خالل‬

‫مساعيهم اهلادفة إىل التثبت من احلقيقة وعليه تكون األدلة النتيجة األساسية املرتتبة على أي عملية حتقيق‪،‬‬

‫ومن هنا يتوجب أن تتحلى تلك األدلة بالدقة والصدق‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪30‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫ب – أنواع األدلة ‪ :‬األدلة املباشرة وغري املباشرة‬

‫أدلة مباشرة ‪ :‬هي اليت تثبت بطريق مباشر حقيقة ما‪ ،‬دون احلاجة إىل االستدالل‪ ،‬مثال رؤية شاهد عيان‬

‫لشخص يصوب فوهة بندقيته مباشرة على حنو شخص ويطلق النار بعد أن أمسكه تعترب هذه املالحظة دليال‬

‫مباشرا على عملية القتل العمد‪.‬‬

‫أدلة غري مباشرة ‪ :‬هي اليت ال تثبت احلقيقة بصورة مباشرة‪ ،‬مثال أن يرى الشاهد شخصا مطروحا على‬

‫األرض وينزف من الرأس فيستنتج أن شخص ما قد أطلق النار عليه لقتله‪ ،‬حيث يبقى احتمال ما‪ ،‬بأن تكون‬

‫اإلصابة من رصاصة طائشة‪.‬‬

‫تصنف األدلة لثالثة جمموعات هي‪:‬‬

‫‪ . 1‬األدلة املادية‪:‬‬

‫أيّ عني مادي من شأنه توفري معلومات حول احلادثة‪ ،‬حبيث يعتمد عليها بذاهتا‪ ،‬مثل جثة الضحية‪ ،‬السالح‬

‫املستخدم‪ ،‬الذخرية‪ ،‬منطقة احلدث‪ ،‬أجهزة كمبيوتر‪ ،‬وسائل اتصال‪ ،‬أشرطة تسجيل مسموعة أو مرئية‪ ،‬صور‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل أعيان مواد ميكن الكشف عنها بواسطة االختبارات العلمية كآثار مواد مشعة أو مسوم‪.‬‬

‫‪ . 2‬األدلة التحريرية‪:‬‬

‫مصطلح عام يتضمن اإلفادات اليت يديل هبا الضحايا والشهود واملشتبه هبم‪ ،‬وتعتمد مصداقيتها على مصداقية‬

‫املصرح هبا‪ ،‬كما ميكن أن تكون تصرحيات إعالمية أو صحفية للجاني أو من أمر بتنفيذ االنتهاك‪.‬‬

‫‪ . 3‬األدلة التوثيقية‪:‬‬

‫وهي تشري إىل النماذج والوثائق والرسائل‪ ،‬وهي عبارة عن أدلة مادية وحتريرية ‪.‬‬

‫ولذلك يغدو من املهم مبكان أن يتوجه املوثق ملسرح اجلرمية أو االنتهاك‪ ،‬وهو متفتح الذهن‪ ،‬ملالحظة أي شيء‪،‬‬

‫وحماولة العثور على أي شيء من شأنه أن يقود ملعلومات جديدة حول االنتهاك وحتديد مكان كل دليل وكيف‬

‫عثر عليه وتصوير الوضعية اليت وجد عليها‪ ،‬ومن ثم حفظه بطريقة ال تعرضه للتلف أو التغيري‪ ،‬كما إن رسم‬ ‫خمطط ملكان وقوع احلدث بكل تفاصيله وإحداثياته بعد التجول فيه‪ ،‬يعطي فكرة جيدة حول الكيفية اليت‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪31‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫جرى فيها كل شيء‪ ،‬ومن املهم تصوير مكان احلدث أو الضحية‪ ،‬ليقوم بعد ذلك الباحث امليداني مبقابلة‬

‫الشهود وحماولة مجع أي أدلة أخرى ‪.‬‬

‫ج ـ أركان اجلرمية ‪:‬‬

‫حيث تنقسم عناصر اجلرمية إىل جزئني مها الفعل اجلرمي والنية اجلرمية‬

‫‪ . 1‬الفعل اجلرمي‪:‬‬

‫السلوك احملظور الذي ارتكبه املتهم‪ ،‬مبينا النتائج اليت ترتبت على ذلك السلوك واليت جتعل منه جرمية‪ ،‬ويصف‬

‫الظروف املطلوبة اليت نفذ يف ضوئها سلوك حمدد كي يشكل جرمية فالفعل اجلرمي هو الواقعة املادية‬

‫‪ . 2‬النية اجلرمية ‪:‬‬

‫تتعلق باحلالة العقلية املسئولة للشخص الذي تورط يف الفعل اجلرمي وهنا ال ميكن الدخول لعقل مرتكب اجلرم‬

‫ملعرفة نيته‪ ،‬غري أنه ميكن االستدالل عليه من خالل بعض األدلة ‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪32‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل السادس‬ ‫مراحل عملية التوثيق‬

‫‪ -1‬استطالع مكان االنتهاك وظرفه ومالبساته وبناء تصور أويل ‪:‬‬

‫على الباحث امليداني أن يصل إىل مسرح اجلرمية أو املكان الذي وقع فيه االنتهاك يف أسرع وقت‪ ،‬ويفضل أن‬

‫تكون زيارته للموقع برفقة الشهود أو الضحايا قبل أخذ اإلفادات أو كتابة التقارير‪ ،‬وذلك إلجراء التحقيق األويل‬

‫والتعرف على جغرافية املوقع وحماولة العثور على أدلة‪ ،‬والتأكد من مكان تواجد الشهود أو الضحية واجلاني‬

‫خالل احلدث‪ ،‬فكل ذلك يساعد يف كتابة اإلفادة أو التقرير بدقة و وضوح وتسلسل‪.‬‬

‫‪ -2‬حتديد أطراف العالقة‪« .‬الشهود‪ ،‬الضحية واجلاني »‬

‫قبل حتديد أطراف العالقة على الباحث امليداني أن يستمع للجميع فمن اخلطأ عدم االستماع ألي شخص لديه‬ ‫االستعداد لإلدالء مبعلومات‪ ،‬وذلك ألمهية مجع أكثر قدر ممكن من معلومات عن احلادثة نفسها وعن الضحية‬

‫وعن اجلناة‪.‬‬

‫يلي ذلك قيام الباحث امليداني بتحديد أطراف العالقة باالنتهاك فيحدد الضحية سواء كانت على قيد احلياة‬

‫أو متوفاة‪ ،‬ثم حتديد الشاهد األنسب أو الشهود الذين سيعتمد على إفاداهتم من بني بقية الشهود‪ ،‬فرمبا يلتقي‬ ‫مع شاهد مهم ولكن ليس لديه القدرة على الرتكيز وإعطاء اإلفادة‪ ،‬أو قد ال يتفق الشهود على نفس اجلاني‬

‫ما يعين وجود تضارب يف أقوال شهود العيان‪ ،‬هلذا على الباحث امليداني احملرتف أن ينتقي شهود العيان‬

‫بعناية فائقة‪ ،‬وهي مهمة حتتاج إىل ذهن متفتح وروية‪ ،‬لتفادي الوقوع ضحية لبعض املستهرتين أو الفضوليني أو‬

‫أصحاب غايات خاصة‪ ،‬فقد يتمكن شخص ما من إقناعه أنه شاهد عيان مهم‪ ،‬ليكتشف الباحث أن هذا‬

‫الشاهد مل يرَ شيئ ًا‪ ،‬بل مجع القصص من روايات اآلخرين‪ ،‬هلذا ال بد من تدخل احلدس وحسن التقدير لدى‬ ‫الباحث‪ ،‬كي يتأكد أن هذا الشاهد يصلح إلعطاء إفادة‪.‬‬

‫ما أن حيدد الباحث شهود العيان عليه أن حيدد هوية أو طبيعة اجلاني‪ ،‬من خالل أقوال الضحية أو الشهود‬

‫وطبيعة احلدث‪ ،‬لكن يف بعض احلاالت‪ ،‬خاصة تلك املتعلقة جبرائم اإلعدام خارج نطاق القانون أو التعذيب قد‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪33‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫ال جيد الباحث شاهد عيان واحد‪ ،‬والسبب حرص مرتكيب اجلرائم على عدم ترك أدلة ضدهم خالل قيامهم‬

‫بتنفيذ اجلرمية‪ ،‬أو حني تكون اجلرمية مرتكبة من قبل أجهزة األمن الوطنية‪ ،‬حيث خيشى شهود العيان من‬

‫اإلدالء بأقواهلم خوفا من تعرضهم للخطر‪.‬‬

‫‪ -3‬مجع املعلومات من األطراف وحتليلها‬

‫قد يكون من السهل على الباحث مجع املعلومات من الضحايا أو شهود العيان‪ ،‬ولكن كيف ميكن مجع املعلومات‬ ‫حني حياول اجلناة إخفاء احلقائق‪ ،‬هنا ميكن للباحث امليداني اللجوء إىل مصادر عديدة جلمع املعلومات‪،‬‬

‫فمثال إن إعالن مسئول عسكري أو أمين عن محلة اعتقاالت أو اغتياالت جتاه أهداف حمددة عرب الصحف‬ ‫أو التلفاز‪ ،‬تعد وثائق وأدلة مهمة‪ ،‬يف حني أن حتركات عسكرية لقوات مسلحة يف حميط منطقة وقوع اجلرائم‬ ‫واالنتهاكات‪ ،‬تساعد يف حتديد اجلهة اليت ارتكبت الفعل‪ ،‬وهكذا فان مجع املعلومات من األطراف املتعلقة‬

‫باالنتهاك ال تنعدم بتاتا‪ ،‬بل هي موجودة مهما كانت قليلة‪.‬‬

‫بعد زيارة موقع احلدث وااللتقاء مع الضحية والشهود وبقية األطراف اليت ميكن أن يكون هلا عالقة مثل األطباء‬

‫أو رجال اإلسعاف أو رجال األمن‪ ،‬ومجع اإلفادات وكتابة التقارير وكذلك مجع الوثائق املطلوبة خاصة التقارير‬ ‫الطبية‪ ،‬ال بد للباحث امليداني أن يقوم بدراسة وحتليل كافة الوثائق والصور اليت حصل عليها بتمعن وبعني‬

‫احملقق احملرتف‪ ،‬حماوال اكتشاف مواطن التناقض أو اخللل أو الفجوات‪ ،‬والتأكد من تسلسل ومنطقية احلدث‬

‫كما تقدمه املعلومات اليت مجعها‪ ،‬يلي ذلك كتابة التقرير الذي يوضح فيه حتليله لكل ما قام بتوثيقه‪ ،‬إضافة إىل‬

‫حكمه وتقييمه الشخصي يف النهاية‪.‬‬

‫من الضروري أن حياول الباحث امليداني كشف وتوضيح أي تناقض منذ حلظة التوثيق األوىل‪ ،‬إضافة لسد‬

‫الثغرات أو الفجوات‪ ،‬أي أن حياول القيام بذلك قبل أخذ اإلفادات على سبيل املثال‪ ،‬ما سيوفر عليه جهدا‬

‫كبريا ويقلص وقت التحقيق‪ ،‬أما إن مل يستطع فهذا يعين العودة مرة أخرى للميدان من أجل إكمال امللف‪.‬‬

‫‪ -4‬مجع األدلة املادية اليت تتعلق باالنتهاك‬

‫عند زيارة الباحث امليداني ملوقع احلدث‪ ،‬ال بد له من التجوال يف كافة أرجائه وتفحصه بعناية ودقة‪ ،‬ومجع‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪34‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫ما جيده من أدلة حتى لو كانت بسيطة‪ ،‬مثل مظروفات األعرية النارية‪ ،‬نواة األعرية النارية‪ ،‬بقع الدم‪ ،‬أعقاب‬

‫السجائر‪ ،‬أدوات طبية‪ ،‬كلها أدلة مهمة إذا ما توفر إمكانيات تقنية مثل خرباء وخمتربات‪ ،‬وهي أيضا مفيدة من‬ ‫حيث كوهنا أدلة تعطي مؤشرات حول احلدث‪ ،‬فمثال إذا وجد الباحث امليداني بعض ًا من املستلزمات الطبية‬ ‫فهذا دليل على تقديم اإلسعاف الطيب للضحية يف املكان‪ ،‬وهنا عليه أن يصل للجهة اليت قدمت اإلسعاف‬

‫للضحية‪ ،‬يف حني انه إذا وجد كميات دماء غزيرة فهذا يعين مبدئيا أن الضحية ُترك ينزف حتى املوت‪ ،‬وهنا‬

‫يتوجب عليه نفي أو إثبات هذه الفرضية إما من خالل شهود العيان أو التقارير الطبية‪ ،‬ذلك أن عدم العثور‬

‫على بقايا مستلزمات طبية ال يعين عدم تقديم املساعدة للضحية من اجلناة فقد يكونوا أسعفوه داخل سيارة‪،‬‬

‫أما خراطيش األعرية النارية الفارغة فقد تشري إىل نوعية السالح املستخدم‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪35‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الباب الرابع‬ ‫أشكال وأساليب التوثيق‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪36‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل األول‬ ‫االستمارة‬

‫هي عبارة عن وثيقة تشتمل على جمموعة أسئلة متسلسلة وجمزئة إىل أقسام‪ ،‬حبيث يتكون اجلزء األول من‬

‫معلومات شخصية عن الضحية‪ ،‬مثل العنوان ورقم اهلوية وغريها‪ ،‬أما اجلزء الثاني فيتضمن تفاصيل ملعلومات‬ ‫حول طبيعة االنتهاك‪ ،‬احلدث املكان والزمان‪ ،‬اجلهة املنتهكة أو اجلناة‪ ،‬حجم وطبيعة الضرر‪ ،‬تاريخ تعبئة‬

‫االستمارة‪.‬‬

‫ومن عناصر دقة معلومات االستمارة الضرورية أن يقوم الباحث امليداني بتعبئة االستمارة بنفسه خالل مقابلة‬

‫مع الشخص املتضرر‪ ،‬ويف حال تعذر ذلك تعبئ من خالل مقابلة األقارب من الدرجة األوىل أو الدرجة الثانية‬

‫أو شهود العيان‪ ،‬ومن الضروري أن يرفق مع االستمارة أي وثيقة ذات صلة‪ ،‬فمثال إذا كانت االستمارة حول‬ ‫القتل يفضل إرفاق صورة الضحية‪ ،‬خارطة ملسرح احلدث‪ ،‬هوية الضحية‪ ،‬تقارير طبية أو تقرير التشريح‪.‬‬

‫ملاذا االستمارة ؟‬

‫يتم استخدام االستمارة عادةً للوصول إىل حقائق وأرقام وإحصائيات حمددة حول انتهاكات أو أفعال متشاهبة‪،‬‬

‫وبالتايل الوصول إىل مؤشرات حول االنتهاك أو احلدث‪ ،‬ويرتبط شكل وأسئلة االستمارة بطبيعة عمل املؤسسة‬

‫أو اهلدف الذي تبنى االستمارة من أجله‪ ،‬فإذا كانت استمارة ملؤسسة قانونية‪ ،‬تكون طبيعة أسئلة االستمارة‬

‫خمتلفة عن أسئلة استمارة مؤسسة اجتماعية تعنى باألوضاع االجتماعية‪.‬‬ ‫لتعبئة االستمارة بطريقة صحيحة جيب االنتباه للنقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يفهم الباحث امليداني أسئلة االستمارة جيدا قبل الذهاب لتعبئتها‪ ،‬كي حيصل على اإلجابات املطلوبة‪.‬‬ ‫‪-2‬إضافة أوراق لالستمارة إذا ما كانت املساحة املرتوكة لإلجابة غري كافية‪ ،‬مع وضع مالحظة واضحة تدل‬ ‫على مكان اإلجابة مع الرتقيم الدقيق‪.‬‬

‫‪ -3‬كتابة اإلجابة يف املكان احملدد هلا‪ ،‬وجيب أن تكون واضحة ومباشرة وخبط واضح مع جتنب الشطب‬ ‫واحلشو‪.‬‬


‫‪37‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫‪ -4‬جيب إرفاق كل الوثائق واألوراق امللحقة باالستمارة مع توضيح وشرح بسيط عن املرفقات‪ ،‬مثال إذا‬

‫مت إرفاق صور مع االستمارة‪ ،‬جيب كتابة التاريخ وتوضيحات بسيطة عنها‪ ،‬ويفضل الكتابة حبرب غري سائل‬

‫حفاظا على املعلومات على خلفية الصورة‪ ،‬وإذا كانت الوثيقة املرفقة خارطة للمكان الذي وقع فيه احلدث‪،‬‬ ‫فيجب كتابة وصف مقتضب عن طبيعة احلدث وجغرافية مكانه‪ ،‬التاريخ‪ ،‬املكان واسم الباحث امليداني‬

‫على اخلارطة املرفقة‪.‬‬

‫‪ -5‬إذا ما أخذت إفادة عن حدث ما‪ ،‬جيب ذكر ذلك يف خانة املالحظات يف االستمارة مع ذكر اسم مقدم‬ ‫اإلفادة‪ ،‬ليسهل الرجوع لإلفادة عند الضرورة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬ ‫اإلفادة‬

‫اإلفادة ‪ :‬هي تصريح مشفوع بالقسم وهي تأخذ من الضحية أو شاهد العيان فقط‪ ،‬حيث تتميز اإلفادة‬

‫املأخوذة من شاهد العيان باعتبارها وثيقة قانونية تعطى حتت القسم ‪.‬‬

‫جيب التمييز بني اإلفادة اليت تؤخذ من قبل اجلهات القضائية والقانونية‪ ،‬وبني تلك اليت تؤخذ من اجلهات الناشطة‬ ‫يف جمال حقوق اإلنسان‪ ،‬حيث يتم اعتماد مثل هذه اإلفادات من األجسام الدولية مبا فيها احلقوقية إذا توافرت‬

‫فيها عناصر أساسية مثل الوضوح‪ ،‬الدقة‪ ،‬التسلسل والتكامل‪ ،‬مع ضرورة اشتماهلا على كافة التفاصيل حول‬

‫احلدث‪.‬‬

‫طرق ألخذ اإلفادة ‪:‬‬

‫هناك أكثر من طريقة ميكن للموثق أن يتبعها يف أخذ اإلفادة‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكتب املوثق ما يسرده مقدم اإلفادة مباشرة‪ ،‬فيما ميكن للموثق أن يطرح استفساراته من حني آلخر‬ ‫حتى هناية اإلفادة‪ ،‬وهنا يكون املوثق مقيدا بأسلوب مقدم اإلفادة وتسلسله يف سرد احلدث‪.‬‬

‫‪ -2‬االستماع لقصة مقدم اإلفادة مع كتابة املالحظات من املوثق‪ ،‬وبعد انتهاء املقابلة يقوم بكتابة اإلفادة يف‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪38‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫وقت الحق‪ ،‬ثم يعود ملقدم اإلفادة لتوقيعها بعد قراءهتا له‪ ،‬ومن إجيابيات هذا األسلوب أن املوثق يأخذ وقته‬

‫الكايف يف الكتابة بدقة‪ ،‬وقد يكون هذا األسلوب مناسبا يف أخذ اإلفادات الطويلة خاصة اليت حتتاج لتفاصيل‬

‫مميزة مثل قضايا التعذيب‪ ،‬أما سلبيات هذا األسلوب فهي تكمن يف طول الوقت الذي يستغرق إلكمال اإلفادة‬

‫وتوقيعها‪.‬‬

‫‪ - 3‬مساع مقدم اإلفادة بشكل كامل‪ ،‬ثم كتابة اإلفادة‪ ،‬يلي ذلك قيام املوثق بقراءة ما يكتبه على مسمع مقدم‬ ‫اإلفادة‪ ،‬علما أن نقطة ضعف هذا األسلوب تتمثل يف مضاعفة اجلهد والوقت‪ ،‬خاصة حينما يكون احلدث‬

‫طويال‪.‬‬

‫لذلك جيب االنتباه خالل كتابة اإلفادة ملا يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التسلسل يف عرض تفاصيل احلدث‪ ،‬كما عايشه أو شاهده ومسعه مقدم اإلفادة مقرون ًا بوحدة الزمن‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ذكر كافة التفاصيل مثل الزمن‪ ،‬الوزن‪ ،‬املسافة واحلجم‪.‬‬

‫ج ‪ -‬أن تتم اإلجابة على أسئلة (كيف ومتى وأين ومن)‬

‫فمثال إذا قال شاهد العيان‪ :‬كان الشخص يطلق النار عن مسافة ‪ 500‬مرت فيجب تفسري كيف حدد تلك‬

‫املسافة كأن يقول‪:‬‬

‫‪ 500‬مرت حسب تقديري الشخصي أو أن يلجأ للتقريب كأن يقول‪ 500 :‬مرت تقريبا‬

‫د ‪ -‬كذلك ال يكفي القول من مقدم اإلفادة‪ :‬عثرت يف مكان احلدث على رصاص من احلجم الكبري ‪ ،‬ألنه ميكن‬ ‫تصنيف رصاص البندقية أو رصاص املدفعية أو رصاص الرشاش على أنه كبري‪ ،‬لذا األفضل الطلب من مقدم‬

‫اإلفادة إعطاء تفصيل كالقول‪ :‬رصاص بطول سيجارة ومساكة إصبع اليد تقريبا ‪ ،‬حبيث تصبح حدود احلجم‬

‫معروفة‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬أما بالنسبة لوصف الوقت فاألفضل القول‪ :‬مسعت صراخ استغاثة وكانت الساعة الثامنة مساء تقريبا‬

‫أو مسعت صوت استغاثة ونظرت للساعة على يدي فكانت الثامنة وعشرة دقائق مساء ‪.‬‬

‫و ‪ -‬هذا وعند استخدام مقدم اإلفادة لكلمة أو مصطلح غري واضح أو مفهوم‪ ،‬لكونه من هلجة منطقة دون‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪39‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫غريها‪ ،‬فتتم كتابته ووضع معناه بني قوسني‪ ،‬كذلك األمر عندما يذكر مقدم اإلفادة كلمة ليست عربية‪ ،‬فيجب‬ ‫ذكر اللغة اليت ترجع هلا تلك الكلمة ومعناها‪ ،‬وإذا مل يكن مقدم اإلفادة يعرف معناها وال املوثق‪ ،‬فانه يفضل‬

‫وضعها بني قوسني ويذكر أهنا غري مفهومة‪.‬‬

‫ز ‪ -‬وصف الشيء كما هو‪ ،‬أي دون إعطاء أحكام أو تربيرات أو حتليال شخصيا‪ ،‬ففي حالة رؤية شاهد‬

‫عيان لعملية قتل طفل نتيجة إطالق شخص النار عليه‪ ،‬جيب تنبيه مقدم اإلفادة لضرورة عدم إطالق األحكام‪،‬‬

‫فمن غري املقبول القول مثال‪ :‬شاهدت الرجل اجملرم يطلق النار على الطفل دون مربر هبدف القتل بل جيب‬

‫القول ‪ :‬شاهدت شخصا يطلق النار من مسافة ‪ 100‬مرت تقريب ًا على طفل عمره يقارب ال ‪ 15‬عام ًا كان هاربا‬ ‫باجتاه منزله وهو حيمل حقيبته املدرسية وقد أصابه يف رأسه من اخللف‪.‬‬

‫ل‪ -‬عدم اإلحياء لشاهد العيان بأي شيء‪ ،‬فال يصح أن يسأل الباحث قائال‪ :‬أنت شاهدت الرجل يطلق‬

‫النار‪..‬؟ وإمنا جيب أن يسأله بالقول‪ :‬ماذا شاهدت؟ فإذا قال ‪ :‬أطلق اجلندي النار هنا يسأل الباحث ‪:‬هل‬

‫رأيت اجلندي يطلق النار؟‬

‫ع ‪ -‬كتابة اإلفادة بلغة واضحة متاما ملقدم اإلفادة‪ ،‬ومراعاة املستوى التعليمي للشاهد أو الضحية‪ ،‬ثم قراءة‬

‫اإلفادة قبل التوقيع عليها‪ ،‬ويف حال كون مقدم اإلفادة ال يستطيع القراءة فيجب أن يقوم الباحث بقراءة اإلفادة‬

‫أمامه‪ ،‬ومن ثم يقوم بأخذ بصمة إهبامه إذا مل يكن لديه اعرتاض‪ ،‬ويف حال اعرتض على شيء ما جيب على‬

‫الباحث إعادة كتابته مرة أخرى كما يريد مقدم اإلفادة‪.‬‬

‫غ‪ -‬التأكد من أن شاهد العيان قد شاهد بالفعل ما يرويه للباحث‪.‬‬

‫ط ‪ -‬حصر االنتهاكات اليت جرت خالل احلدث الذي يرويه مقدم اإلفادة‪ ،‬فقد يذهب الباحث ألخذ إفادة من‬

‫رجل إسعاف شارك يف عملية إسعاف أحد األشخاص‪ ،‬وأثناء سرد املسعف للقصة تبني أن اجليش منعوه من‬ ‫أداء عمله‪ ،‬فهذا يعين ارتكاب انتهاك آخر‪ ،‬لذا جيب الرتكيز يف اإلفادة على كافة االنتهاكات خالل احلدث‪.‬‬

‫ظ‪ -‬عدم الشطب والتغيري أو احلشو‪ ،‬وإذا حدث ذلك فمن األفضل تغيري الصفحة وإعادة كتابتها‪ ،‬إال إذا كان‬ ‫اخلطأ بسيط وهنا ميكن الطلب من مقدم اإلفادة أن يوقع جبانب اخلطأ‪ ،‬ويف مرات ميكن استخدام‪ (:‬ال بل ) ‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪40‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫ن ‪ -‬عدم ترك فراغات بني السطور‪.‬‬

‫ي‪ -‬كتابة البيانات الشخصية ملقدم اإلفادة ‪:‬االسم‪ ،‬املهنة‪ ،‬تاريخ امليالد‪ ،‬احلالة االجتماعية‪ ،‬رقم جواز السفر‬

‫أو بطاقة اهلوية واجلنسية‪ ،‬مكان السكن‪.‬‬

‫م ‪ -‬كتابة إسم وتوقيع مقدم اإلفادة على كل ورقة من اإلفادة‪.‬‬

‫س‪ -‬كتابة إسم وتوقيع الباحث امليداني الذي كتب اإلفادة على كل ورقة من أوراق اإلفادة‪ ،‬باإلضافة لذكر‬

‫الزمن والتاريخ واملكان الذي أخذت فيه‪.‬‬

‫لغة اإلفادة‬

‫خيتلف أسلوب لغة الكتابة من باحث آلخر‪ ،‬فيمكن كتابة اإلفادة بلغة الشاهد أو الضحية‪ ،‬حتى لو كانت‬

‫باللهجة العامية شرط أن يتم تفسري بعض الكلمات واملصطلحات غري املفهومة ما بني قوسني‪ ،‬كما ميكن كتابة‬ ‫اإلفادة بلغة عربية فصحى شرط أن يوافق معطي اإلفادة على ذلك وأن تكون واضحة له‪ ،‬يف حني ميكن أن‬

‫تكتب اإلفادة بلغة جتمع ما بني اللغة العربية الفصحى واللغة العامية‪.‬‬

‫ـ الرتاجع عن أخذ اإلفادة ‪:‬‬

‫حيدث هذا بعد مساع الباحث امليداني لقصة الضحية أو شاهد عيان ‪ ،‬يكتشف الباحث عدم صدق القصة‬

‫نتيجة وجود تناقض يف رواية الشخص املدعي أو نتيجة حدس الباحث وتقديره الشخصي‪ ،‬أو عندما يكون‬

‫الباحث قد أخذ إفادات أخرى عن نفس الواقعة وسري اإلحداث‪ ،‬وهنا يكتفي الباحث ببعض املالحظات وال‬

‫يكتب إفادة ويغادر بلباقة‪.‬‬

‫ـ عدم االكتفاء بإفادة واحدة عن احلدث‪:‬‬

‫إن عملية التوثيق والتحقيق املتكاملة والدقيقة حباجة ألكثر من إفادة عن نفس احلدث وهذا لألسباب اآلتية‪:‬‬

‫‪- 1‬التأكد من صحة رواية الضحية أو شاهد العيان‪.‬‬

‫‪ - 2‬التأكد صحة الوقائع يف حال اتفق الشهود يف إفاداهتم على نفس الرواية‪.‬‬

‫‪ - 3‬تكملة الصورة اإلمجالية يف حال تعذر على أحد الشهود متابعة ورؤية احلدث كامال‪.‬‬


‫‪41‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫‪ - 4‬تراجع بعض شهود العيان عن روايتهم ألسباب ختصهم‪ ،‬ولذا جيب توفري البديل‪.‬‬ ‫‪ - 5‬للمقارنة بني أقوال شهود العيان والضحية وحتديد أي الشهود أكثر دقة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬عدم أخذ إفادات الشهود أمام بعضهم البعض بل بشكل منفصل‪.‬‬ ‫ـ اخلطوات الالزمة للحصول على اإلفادة‪:‬‬

‫‪ - 1‬مجع معلومات عامة عن احلدث قبل أخذ اإلفادة‪.‬‬

‫‪ - 2‬هتيئة الشاهد‪ ،‬بإعطائه فكرة عن هوية الباحث امليداني واجلهة اليت يعمل معها‪ ،‬وفكرة عن اإلفادة‬ ‫وأمهيتها وكيف ستستخدم وما هي الغاية من أخذها واختيار وقت مناسب لتقديم االفادة ‪.‬‬

‫‪ - 3‬زيارة موقع احلدث مع الضحية أو شاهد العيان لريى الباحث امليداني بنفسه جغرافية املوقع على‬

‫الطبيعة‪ ،‬مواقع الضحية‪ ،‬شهود العيان واجلناة يف املوقع‪ ،‬معاينة أو العثور على األدلة واآلثار اليت خلفها احلدث‪.‬‬

‫‪ - 4‬حتضري وحتديد طبيعة األسئلة املتعلقة باإلفادة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫الرصد واملراقبة‬

‫كما أسلفنا فإن الرصد واملراقبة خطوات تسبق التوثيق‪ ،‬هلذا على منظمات حقوق اإلنسان أن تبقي عينيها‬

‫يقظة على امليدان خاصة خالل النزاعات املسلحة‪ ،‬أو يف األماكن أو األوقات اليت قد متارس فيها االنتهاكات‬

‫أكثر من غريها مثل‪:‬‬

‫‪ - 1‬احملاكم‪ :‬مراقبة سري وإجراءات احملاكم والقرارات الناجتة عنها‪.‬‬

‫‪ - 2‬السجون ومراكز التوقيف واملخافر‪ :‬حيث ميكن الطلب من ذوي املعتقلني قبل زيارهتم توجيه أسئلة‬ ‫ألقارهبم يف السجون عن املعلومات اليت هتم املنظمة احلقوقية‪ ،‬أو من خالل الزيارات املباشرة إن أمكن‪.‬‬

‫‪ - 3‬االنتخابات‪ :‬مراقبة كافة مراحل االنتخابات من مرحلة التسجيل والرتشح إىل الدعاية االنتخابية ومرورا‬ ‫باالقرتاع وصوال إىل الفرز وإعالن النتائج‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪42‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫‪ - 4‬متابعة وسائل اإلعالم من الصحف والتلفاز واإلذاعات‪.‬‬ ‫‪ - 5‬أقوال وتصرحيات اجلهات الرمسية‪.‬‬

‫‪ - 6‬مراقبة مباشرة للميدان‪ ،‬مثل مراقبة حتركات أو انتهاكات لألجهزة األمنية‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬ ‫الوثائق الداعمة‬

‫هي وثائق تثبت وقوع االنتهاك وتوضح طبيعته أو جزء منه‪ ،‬ومن املفيد بصورة كبرية احلصول على هذه الوثائق‬

‫إذا أمكن‪ ،‬ومن الوثائق الداعمة األمور التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬تقارير طبية‪ :‬وهي تقارير قد تكون مؤقتة أو هنائية‪ ،‬وقد تصدر عن جهات حكومية أو خاصة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬قرارات حماكم‪ :‬ومن املهم أن تكون باللغة اليت صدرت هبا مع إمكانية الرتمجة‪.‬‬

‫‪ - 3‬القرارات واألوامر العسكرية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الصور وتسجيالت الفيديو‪.‬‬

‫‪ - 5‬تصرحيات ملسئولني رمسيني‪ :‬ويفضل أن تكون مسجلة تسجيال صوتيا ومرئيا‪ ،‬أما إذا أخذت من الصحافة‬ ‫فيجب ذكر إسم الصحيفة وتارخيها‪ ،‬مع إرفاق نسخة منها ‪.‬‬

‫‪ - 6‬تربيرات املنتهك أو اعرتافات مرتكب االنتهاك‪ :‬من اجليد إرفاق االدعاء أو التربير ملرتكب االنتهاك أو‬ ‫اإلعرتاف يف حال توفره‪.‬‬

‫‪ - 7‬تقرير التشريح الطيب‪ :‬مع توضيح إذا كان قد أجري التشريح مبوافقة األهل أو رغما عن إرادهتم‪ ،‬أو إذا‬

‫م ّثل األسرة طبيب من طرفهم أم ال‪.‬‬

‫‪ - 8‬تصرحيات ووثائق حمايدة‪ :‬وقد تكون هذه صادره عن دولة أو منظمة دولية حمايدة‪.‬‬ ‫‪ - 9‬خرائط وتقارير منشورة‪ :‬وهنا جيب ذكر مصدرها وكيف مت احلصول عليها‪.‬‬

‫‪ - 10‬رسم باليد من شاهد العيان أو الضحية‪ :‬وهي رسم توضيحي ملكان وقوع احلدث‪.‬‬


‫‪43‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل اخلامس‬ ‫التوثيق املرئي‬

‫‪- 1‬الفيديو‪ :‬وهو التصوير احلي لالنتهاك‪ ،‬مثل أن يتم تصوير جندي يطلق النار على شاب مقيد‪ ،‬كما ميكن‬

‫توثيق إفادة كاملة بواسطة كامريا الفيديو أو املسجل‪ ،‬إذا شعر الباحث امليداني أن هذه اإلفادة قوية‪ ،‬حبيث‬

‫تصبح يف متناول اليد عند احلاجة إليها الحقا‪.‬‬

‫‪ - 2‬الصور‪ :‬واملقصود هبا الصور الثابتة اليت تدل على االنتهاك‪ ،‬وهي تعتد أدلة بثالث مستويات‪ ،‬فهي قد‬

‫تكون ‪:‬‬

‫ـ دليال مباشر ًا مثل صورة لدبابة هتدم منزل ‪.‬‬

‫ـ أو قد تكون دليل غري مباشر مثل أن يظهر بالصورة جندي بزيه العسكري وبالقرب منه شاب ممدد على‬

‫األرض وهو ينزف ‪.‬‬

‫ـ أما النوع الثالث من الصور فهو ما يظهر من آثار االعتداء وميكن إضافته للتوثيق كنوع من الوثائق املرفقة‬

‫لتدعيم اإلفادة أو االستمارة أو التقرير‪ ،‬مثل صور الكدمات واجلروح الناجتة عن التعرض للتعذيب ‪.‬‬

‫مالحظات ختامية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬جيب على الباحث امليداني محل آلة التصوير بشكل دائم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬استخدام دفرت لتدوين ما مت إجنازه‪.‬‬

‫‪ - 3‬استخدام أقالم من نفس النوع واللون‪ ،‬خصوص ًا إذا كان يكتب إفادة ألن اإلفادة جيب أن تكتب بنفس‬ ‫اخلط‪ ،‬لذلك يتطلب من الباحث امليداني محل أقالم إضافية من نفس النوع دائما‪.‬‬


‫‪44‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل السادس‬ ‫املقابلة‬

‫جيب على الباحث امليداني اإلملام بكيفية إجراء املقابلة‪ ،‬ذلك أهنا من أكثر وسائل مجع املعلومات استخدام ًا‪،‬‬

‫حيث تتكون من ثالثة مراحل كالتايل‪:‬‬

‫‪ - 1‬اإلعداد للمقابلة من خالل‪:‬‬ ‫• التحضري اجليد‪.‬‬

‫ويتمثل بفهم واستيعاب ودراسة االنتهاك قيد التوثيق‪ ،‬عرب االطالع اجليد على اإلفادات واالستمارات املرتبطة‬

‫باملوضوع‪ ،‬فذلك يساعد على حتديد املعلومات اليت يريد احلصول عليها وحتديد األسئلة اليت سيتم توجيهها ملن‬

‫ستجري معه املقابلة‪ ،‬وعليه فإنه من املهم االطالع على كل ما يتعلق باحلدث موضوع املقابلة مثل ما مت نشره يف‬

‫وسائل اإلعالم واالنرتنت‪.‬‬

‫•التأكد من مالئمة الوقت للشخص الذي تقابله‪.‬‬

‫من املهم االتفاق مع الشخص الذي ستجرى معه املقابلة على الوقت املالئم‪ ،‬ذلك أن عدم مالئمة الوقت له قد‬

‫تؤدي إىل استعجاله يف املقابلة ما قد يضيع معلومات مهمة‪ ،‬أو يضيع وقت الباحث امليداني الذي يتوجه ملقابلته‬

‫ليكتشف أن الوقت الذي سيعطيه الشخص ال يسمح بإجراء املقابلة كما يريد الباحث ‪.‬‬

‫• أمهية أن تكون املقابلة فرديه‬

‫من املهم احلرص قدر اإلمكان على أن تتم املقابلة بني الباحث امليداني وبني الشاهد أو الضحية بصورة فردية‪،‬‬

‫دون أي تواجد ألشخاص آخرين يف مكان إجراء املقابلة‪ ،‬و ذلك لتجنب‪:‬‬

‫أ‪ -‬تأثري اآلخرين على الشاهد‪.‬‬

‫ب‪ -‬ملنع شعور الشاهد باحلرج أمام اآلخرين‪ ،‬فليس من السهل على ضحايا التعذيب واالعتداء أو التحرش‬

‫اجلنسي‪ ،‬احلديث عن جتربتهم عالنية‪.‬‬

‫ج ‪ -‬جتنب تشويش ذهن الشاهد أو الضحية مما قد يعيق قدرته على التسلسل يف سرد األحداث وحتديد‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪45‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫األوقات واألوصاف الدقيقة املتعلقة مبوضوع االنتهاك‪ ،‬أو حتى تغيري أقواله‪.‬‬

‫قد جيد الباحث امليداني نفسه يف أحيان كثرية مضطر ًا للقبول بوجود شخص آخر يف مكان املقابلة وخاصة‬ ‫إذا كان جيري املقابلة مع سيده ويرغب زوجها أو ابنها أو أحد أقربائها بالتواجد يف موقع املقابلة‪ ،‬هنا عليه‬

‫الطلب من الشخص املتواجد االستماع وعدم التدخل بشكل مطلق‪.‬‬

‫‪ -2‬أثناء املقابلة‬

‫أ‪ -‬بناء الثقة وإبداء االحرتام للوقت الذي خيصصه الشاهد أو الضحية‪.‬‬

‫فور إلتقاء الشاهد أو الضحية ال بد من مصافحته وطرح التحية وتقديم الشكر له على الوقت الذي خصصه‬ ‫إلجراء املقابلة‪ ،‬ثم إبراز البطاقة الشخصية اليت تبني أسم الباحث امليداني ومهنته واجلهة احلقوقية اليت يعمل‬

‫معها‪ ،‬ومن املهم خماطبة الشاهد بإمسه والنظر إليه مباشره فكل ذلك سيشعره بالطمأنينة ويبين الثقة بني‬

‫الباحث امليداني وبني الضحية أو الشاهد‪ ،‬كما ميكن تبادل أي حديث هبدف خلق الثقة والتواصل ‪.‬‬

‫ب‪ -‬مقدمه مرحية للشخص الذي تقابله ‪.‬‬

‫من الضروري إعطاء مقدمة يشرح فيها الباحث امليداني طبيعة عمله واملؤسسة اليت يعمل لديها وعن أهدافها‬

‫وما هي أنشطتها يف اجملتمع وخاصة يف جمال حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ج ‪ -‬توضيح اهلدف من مجع املعلومات‪:‬‬

‫من املهم أن يعطي الباحث امليداني نبذة عن الكيفية اليت سيتم فيها استخدام املعلومات اليت سيأخذها‪ ،‬ملاذا‬

‫وكيف ستستخدم هذه املعلومات‪ ،‬مع إبراز أمهية ذلك يف جمال احلماية والدفاع عن حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫د ‪ -‬موازنة الباحث ما بني مشاعره واملعلومات الدقيقة ‪:‬‬

‫على الباحث امليداني دوما تذكر أن اهلدف من عمله هو احلصول على معلومات دقيقة وصحيحة‪ ،‬فال‬

‫ينجرف خلف عواطفه خالل مقابلة الضحايا الذين تتدفق مشاعرهم خالل احلديث عما تعرضوا له من انتهاك‪،‬‬ ‫كي ال يفقد قدرته على تقييم األمور وحيافظ على التوازن ما بني الوصول إىل احلقائق من جهة واحلرص على‬

‫إبداء التعاطف والتفاعل مع الضحايا ‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪46‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫بطبيعة احلال ليس مطلوبا من الباحث امليداني التجرد من مشاعره اإلنسانية‪ ،‬ولكن عليه أن يضع نصب عينيه‬

‫مهمته اإلنسانية كمدافع عن حقوق اإلنسان وأنه جيب أن ينجزها بكل مهنية‪ ،‬مع إبداء تعاطفه مع الضحايا‬

‫بصورة ال متس عمله‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬التأكد من أن معلومات الضحية أو الشاهد هي نتيجة جتربه حقيقية ‪:‬‬

‫وذلك من خالل تركيز الباحث امليداني على رواية الضحية أو الشاهد‪ ،‬واملراقبة اجليدة لطريقة سرد القصة‬

‫واالنتباه للغة جسده‪ ،‬فيما ميكن القيام بطرح بعض األسئلة عن نفس النقطة من وقت آلخر‪ ،‬وعموما تلعب‬

‫خربة الباحث دورا كبريًا يف حكمه على مدى صحة الرواية من عدمه‪ .‬إضافة إىل عدم االجنراف وراء‬

‫التخمينات‪ ،‬جيب البعد عن طرح فرضيات على الضحية‪ ،‬على الباحث امليداني أن يتذكر دائم ًا أن املعلومات‬

‫اليت يرويها الشاهد أو الضحية هي ملخص لتجربة إنسانية مر هبا وبالتايل عليه أن يرتك اجملال ملعطي املعلومة أن‬

‫يرويها كما حصلت‪.‬‬

‫و ‪ -‬عدم إظهار أي نوع من احلكم خالل اجللسة ‪:‬‬

‫جيب على الباحث امليداني خالل املقابلة شهود العيان أو الضحايا‪ ،‬جتنب إظهار أي نوع من األحكام سواء‬

‫االجيابية أو السلبية على ما يقدمونه من معلومات‪ ،‬كي ال يفقد ثقتهم ويدفعهم بذلك إلهناء املقابلة بأقصى‬

‫سرعة ممكنه أو إلغائها‪ ،‬فال جيب أن يقول الباحث عبارات من نوع‪:‬‬

‫صح أو خطأ هل أنت متأكد مما تقول هذا مبالغ به فمثل هذه العبارات تعرب عن أحكام صادره من قبل‬

‫الباحث على أقوال الشاهد أو الضحية الذي سيظن أن الباحث يتهمه بالكذب‪ .‬ويف حال شكك الباحث‬

‫امليداني يف معلومة معينة‪ ،‬فعليه أن يتأكد منها بطريقة ال توحي بعدم تصديقه للضحية أو الشاهد‪ .‬فمثال ميكن‬

‫التظاهر بأنه مسع املعلومة من شخص آخر بطريقة مغايرة‪ ،‬هنا إما أن يعزز الضحية أو الشاهد ويؤكد على‬

‫املعلومة‪ ،‬أو أن يغريها ويعدهلا‪ .‬وبذلك يصل الباحث إىل احلقيقة دون جتريح أو التشكيك يف أقوال الضحايا أو‬

‫الشهود‪.‬‬

‫ز ‪ -‬االستماع اجليد واالنتباه للغة اجلسد ‪:‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪47‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫يتوجب على الباحث امليداني أثناء إجراء املقابلة أن يكون مستمعا جيد ًا لكل ما يصدر عن الشاهد أو‬

‫الضحية من أقوال واالنتباه للغة اجلسد‪ ،‬كتعابري العيون والوجه‪ ،‬طريقة اجللوس وحركات األيدي وكذلك نربة‬ ‫الصوت‪ ،‬وهو ما حيتاج من الباحث استخدام مجيع حواسه ملراقبة ذلك‪.‬‬

‫خالل إجراء املقابلة قد يتوقف الشاهد أو الضحية عن الكالم ويقوم حبركات يعرب من خالهلا عما يف داخله‪،‬‬

‫أو يقوم بتصرفات تعرب عن عدم قدرته على التعبري أو عدم قدرته على االستمرار يف احلديث لرغبته يف البكاء‬

‫أو اخلجل من ذكر معلومات حمددة كاحلديث عن أحد أشكال التعذيب اجلسدي أو اجلنسي‪ ،‬وهنا جيب على‬ ‫الباحث مساعدته للتعبري عنها من خالل قيامه بتوجيه األسئلة احملددة أو إيقاف املقابلة حسب ما يتطلبه‬

‫املوقف‪.‬‬

‫كما وعلى الباحث امليداني أن يدرك أن الشاهد أو الضحية مير يف حلظات حرجة وحساسة‪ ،‬إثر خوضه‬

‫لتجربة قاسية أو مريرة‪ ،‬لذلك جيب على الباحث امليداني إظهار أنه مستمع جيد ومتفهم ملا يرويه الشاهد أم‬

‫الضحية‪.‬‬

‫ح ‪ -‬ال تعطي الوعود ‪:‬‬

‫جيب عدم إعطاء أي وعود للشهود أو لضحايا انتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬فال يعد الباحث امليداني بأنه سيعمل‬

‫على تقديم مساعدة ما أو حتقيق نتائج فوريه مثل احلصول على تعويضات أو تقديم مرتكيب االنتهاكات للقضاء‪،‬‬ ‫ذلك أن مثل تلك الوعود ستضعه الحقا حتت ضغوط مستمرة من قبل شهود العيان والضحايا‪ ،‬بل ويف حال مل‬

‫تتحقق تلك الوعود فإن هذا سيفقد الشاهد أو الضحية الثقة باملؤسسة وعملها‪.‬‬

‫لذا على الباحث امليداني أن يكون واضحا فيبني ويشرح مدى وشكل التدخل الذي ميكن أن تقوم به‬

‫املؤسسة‪ ،‬ويوضح اهلدف من املقابلة‪ ،‬والطرق واألساليب اليت سيتم استخدام مثل هذه املعلومات‪.‬‬

‫ط ‪ -‬جتنب السرعة يف اإلنتهاء من املقابلة ‪:‬‬

‫على الباحث امليداني أن ال ينهي املقابلة بشكل سريع ألي سبب كان‪ ،‬أو أن يبدأ بالنظر إىل ساعته كي ال‬

‫يشعر الشاهد أو الضحية أن الباحث امليداني على عجلة من أمره‪ ،‬كي ال يفقد أي معلومات مهمة‪ .‬كما أن‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪48‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫إهناء املقابلة بشكل سريع قد يشعر الشاهد أو الضحية الذي خصص الوقت هلذه املقابلة بعدم احرتام الباحث‬

‫امليداني له أو ملا قدمه من معلومات‪.‬‬

‫ي ‪ -‬استخدم لغة مفهومة ‪:‬‬

‫مثل استخدام اللغة العامية خالل احلديث مع شهود العيان والضحايا‪ ،‬إذا كان ذلك يشعرهم بقرب الباحث‬

‫منهم‪ ،‬مما يسهل ذلك عملية التواصل معهم‪ ،‬ومن اجليد أن يطلب الباحث امليداني من األشخاص الذين جيري‬

‫معهم املقابلة أن يتحدثوا العامية إذا حتدثوا العربية الفصحى وظهر للباحث اهنم ال يتقنوهنا‪ ،‬كي ال تبدو املقابلة‬

‫مصطنعة وركيكة‪ ،‬خاصة إذا ما كان يتم تسجيل املقابلة بكامريا فيديو‪.‬‬

‫ك ‪ -‬طلب اإلذن باستخدام االسم ‪:‬‬

‫يف هناية املقابلة على الباحث امليداني أن يسأل الشاهد ما إذا كان يريد حجب هويته أم ال‪ ،‬ويف حال طلب‬

‫عدم الكشف عن هويته‪ ،‬على الباحث امليداني أن يؤكد له أنه لن يكشف عن هويته‪ ،‬وأنه سيتم استخدام‬ ‫املعلومات الواردة على لسانه دون استخدام امسه ‪.‬‬

‫‪ -3‬ما بعد املقابلة ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬كتابة معلومات أساسيه‪ ،‬املكان والزمان‪ ،‬وأية معلومات يرغب يف إضافتها حول الشخص الذي أجريت‬

‫معه املقابلة‪:‬‬

‫هذه النقطة على قدر كبري من األمهية وميكن القيام هبا يف بداية املقابلة مع إمكانية تأجيلها إىل ما بعد املقابلة‪،‬‬

‫ومن ضمن هذه املعلومات إضافة االسم الرباعي للشخص الذي جترى معه املقابلة‪ ،‬واإلشارة ملكان سكن‬ ‫الشاهد أو الضحية إضافة إىل رقم هاتف خاص به أو قريب منه للتواصل معه إذا ما اقتضى األمر ذلك‬

‫الحقا‪ ،‬مثل احلاجة إىل معرفة املزيد من املعلومات أو التأكد جمددا من مدى دقة معلومات وأدلة ووقائع قدمها‬

‫الشاهد‪.‬‬

‫على الباحث امليداني دائما التأكد من دقة العنوان وصحة أرقام اهلواتف‪ ،‬كما جيب التأكد من صحة أمساء‬

‫الشهود عرب التدقيق يف بطاقات اهلوية الشخصية لنقل األمساء بشكل حريف وتسجيل أرقام البطاقات الشخصية‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪49‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫وعناوين الشهود وأي معلومات إضافية مطلوبة‪.‬‬

‫كما جيب على الباحث امليداني ما أمكن إجراء املقابالت يف منازل الشهود أو الضحايا بعد زيارة موقع احلدث‬

‫واخذ الرواية األولية منهم أو قرب منازهلم على األقل للتأكد من دقة العناوين وكل ذلك يساعد على العودة‬

‫إليهم جمدد ًا‪ ،‬يف أي وقت وزمان‪ ،‬إذا ما تطلب األمر ذلك‪.‬‬

‫فيما جيب تسجيل تاريخ إجراء املقابالت يف املوقع املخصص هلا وبشكل واضح ال لبس فيه‪ ،‬هذا وميكن‬

‫إرفاق املقابلة بتقرير إضايف يعده الباحث امليداني حول أي معلومات إضافية يرى أنه من الضروري ذكرها‬

‫حول الشخص الذي قام بإجراء املقابلة معه‪ ،‬وذلك هبدف توضيح بعض األمور مثل تصحيح أرقام اهلواتف‬ ‫أو توضيح إضايف لعنوان الشاهد والضحية أو ذكر بعض األحداث اليت وقعت خالل املقابلة ومل يتمكن من‬

‫تسجيلها خالل املقابلة‪ ،‬فعلى سبيل املثال قد يضع الشاهد بصمته بدل التوقيع على أقواله‪ ،‬وهنا من املفيد ذكر‬

‫سبب ذلك وهو أن الشاهد ال يعرف القراءة والكتابة أو ألنه إنسان ضرير أو مصاب بعجز جسدي حيول دون‬ ‫قدرته على التوقيع‪ ،‬كما يفضل أن يتم أخذ بصمة مقدم اإلفادة حبضور شخص آخر‪ ،‬ويقوم الباحث امليداني‬

‫بأخذ توقيعه مفيدا بأن أخذ البصمة جرى أمامه بعد أن وافق معطي اإلفادة‬

‫على ما جاء فيها‪.‬‬

‫قد يفضل الشاهد عدم ذكر بعض التفاصيل اليت قد يرويها خالل املقابلة‪ ،‬فيطلب عدم تسجيلها يف حمضر‬

‫املقابلة‪.‬‬

‫ب‪ -‬قراءة حمتوى املقابلة للتأكد من دقتها وسالمتها‪:‬‬

‫وهي من النقاط اهلامة اليت تعرب عن مدى مصداقية ومهنية الباحث امليداني الذي يقوم بإجراء املقابالت‪ ،‬كما‬

‫أهنا تزيد ثقة الشخص الذي جترى معه املقابلة‪ ،‬إذا أدرك أن الباحث امليداني عمل على تسجيل وكتابة ما‬

‫قاله بشكل شبه حريف دون أي إضافات أو تعديل‪ ،‬مما يدفعه إىل التوقيع على أقواله دون أي توجس أو شعور‬

‫باخلوف‪ ،‬لذلك على كل باحث ميداني جيري مقابالت مع شهود العيان أن يعيد قراءة ما كتبه ونقله على لسان‬ ‫الشاهد أو الضحية يف حمضر املقابلة وبشكل واضح ومتأني أمام الشخص الذي تنفذ معه املقابلة مع إمكانية‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪50‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫قبول أي تعديل وتصحيح معلومات يرغب الشاهد أو الضحية يف حذفها أو إضافتها حتى لو أضطر إىل إعادة‬ ‫تسجيل املقابلة جمددا للحفاظ على شكل حمضر املقابلة (اإلفادة) دون حذف وإضافة قد جتعل من احملضر‬ ‫سيئ املظهر‪ ،‬أو تشكك يف مدى قانونية اإلفادة‪ ،‬ويف حال أشار الشاهد أو الضحية باملوافقة على ما مت‬

‫تسجيله يطلب الباحث امليداني منه التوقيع على أقواله‪.‬‬

‫ج ‪ -‬كتابة قائمه بأمساء شهود آخرين أو وثائق ذكرت أثناء املقابلة ملتابعتها الحقا‪.‬‬

‫خالصة ‪ :‬للوصول إىل معلومات تتمتع بدقة ومصداقية إىل أقصى درجة ممكنة من خالل املقابلة ميكن مراعاة‬

‫التايل ‪:‬‬

‫•استخدام أسئلة دقيقة وحمددة‪.‬‬

‫•تناول اإلفادة أو التقرير بالرتتيب الزمين لألحداث؛ حبيث يسهل مالحظة أي تضارب كي يتم تداركه‪.‬‬

‫•إعادة النظر يف التناقض الواضح من عدة زوايا‪ ،‬بإعادة صياغة األسئلة إذا اقتضى األمر‪ ،‬ذلك أن الشخص‬

‫الذي جتري املقابلة معه قد يرتبك أو قد ال يفهم السؤال‪.‬‬

‫•التأكد مما إذا كان هناك شهود على احلادثة موضوع االدعاء‪ ،‬أو أي وثائق مساندة مثل تقرير طيب‪ ،‬فالوثائق‬

‫املساندة ميكن أن تساعد يف تقوية االدعاء‪.‬‬

‫•متابعة ومالحظة سلوك الشخص‪ ،‬ولغة اإلشارة واجلسد اليت يستخدمها‪ ،‬وفى هذا السياق‪ ،‬جيب أن يكون‬ ‫الباحث امليداني على وعي ودراية بتأثري عوامل الثقافة واجلنس واحلالة النفسية‪• .‬إذا أشار الشخص يف‬

‫حديثة إىل وجود دليل مساند حمتمل‪ ،‬جيب أن حياول الباحث احلصول على هذا الدليل إذا أمكن ذلك‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪51‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الباب اخلامس‬ ‫مشاكل ومعيقات التوثيق‬


‫‪52‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل األول‬

‫صعوبة الوصول إىل مكان احلدث ( االنتهاك )‬

‫يف الوضع الطبيعي يستطيع الباحث امليداني الوصول ملكان احلدث بدون أي مشاكل أو معيقات‪ ،‬غري أن‬

‫املشكلة تكمن يف الوضع غري الطبيعي الذي تشوبه حالة التوتر واالضطراب‪ ،‬إىل جانب خماطر قد متس بأمن‬ ‫وسالمة الباحث امليداني أو الضحايا والشهود وحتى املعلومات اليت حصل عليها الباحث امليداني‪ ،‬وهذه‬

‫الظروف تتمثل عادة يف حاالت احلرب أو النزاعات املسلحة أو العمليات العسكرية ومنع التجول‪ ،‬وكذلك‬ ‫املظاهرات واالحتجاجات اجلماهريية ‪..‬اخل‪.‬‬

‫على الباحث امليداني جتاوز ذلك من خالل طرق أخرى جانبية‪ ،‬بطريقة ال تشكل خطر ًا على حياته‪ ،‬وإذا‬

‫مل يستطع فعليه حماولة التواصل مع الضحايا أو الشهود عرب اهلاتف مثال‪ ،‬أو حماولة الوصول للمكان مع طواقم‬

‫هيئات دولية تستطيع احلركة خالل منع التجول أو املرور عرب تلك احلواجز و عليه عدم املغامرة بتعريض نفسه‬ ‫للخطر أو فقدان املعلومات ومصادرهتا من أي جهة كانت‪ ،‬والعمل على تأمني إيصاهلا إىل املكتب بطريق‬

‫أخرى‪.‬‬

‫أما بالنسبة لعملية توثيق أحداث داخلية‪ ،‬فقد يصعب أحيانا على الباحث امليداني الوصول إىل مكان احلدث‬

‫للقيام بعملية التوثيق‪ ،‬نتيجة إجراءات تفرضها السلطات احمللية أو األجهزة األمنية‪ ،‬مثل منع السلطات احمللية‬

‫موظفي وحمامي مؤسسات حقوق اإلنسان من زيارة السجون ملقابلة املعتقلني والوقوف على حقيقة ما جيري‬

‫داخلها‪ .‬يف مثل هذه احلاالت ميكن العمل على إطالق محلة من أجل الضغط أو تفعيل مظلة الدعم واحلماية‬

‫للمؤسسة حمليا ودوليا كي يتم الضغط على السلطات من أجل جتاوز تلك العقبات إن أمكن‪.‬‬

‫الفصل الثاني أمن وسالمة الباحث امليداني‬

‫إن احلفاظ على أمن وسالمة الباحث امليداني تعد من أولويات القائمني على املؤسسة‪ ،‬وجيب أن تكون كذلك‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪53‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل الثاني‬

‫أمن وسالمة الباحث امليداني‬

‫إن احلفاظ على أمن وسالمة الباحث امليداني تعد من أولويات القائمني على املؤسسة‪ ،‬وجيب أن تكون كذلك‬ ‫بالنسبة للباحث امليداني نفسه‪ ،‬لذلك يتوقع منه اختاذ جمموعة من االحتياطات منها‪:‬‬

‫•التأكد دائما من أن املشرف امليداني أو املدير املباشر على علم مبكان تواجد الباحث امليداني يف امليدان‪.‬‬ ‫•االحتفاظ دائما بالبطاقة اليت حتمل اسم املؤسسة اليت يعمل فيها الباحث امليداني‪ ،‬ووضع البطاقة يف مكان‬

‫بارز على الصدر باستخدام مشبك وعدم وضعها يف اجليب أو احلقيبة‪.‬‬

‫•أن يتذكر الباحث امليداني دائما أن سالمته أكثر أمهية من عملية التوثيق‪.‬‬

‫•جتنب التواجد يف أماكن خطرة أو مشبوهة واحلرص دائما على اختيار الوقت املناسب إلجراء املقابالت أو‬

‫القيام بعملية التوثيق‪.‬‬

‫•عدم محل مبلغ كبري من املال أو أشياء مثينة بشكل يلفت االنتباه مما قد يعرض حياة الباحث للخطر ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫معلومات متناقضة ومبالغة و إخفاء معلومات و كذب‬

‫من املعيقات الكربى اليت تواجه الباحث امليداني خالل عمله تناقض املعلومات حول حدث أو انتهاك ما‪ ،‬لذلك‬

‫ينبغي عليه حتديد املعلومات املتناقضة اليت توصل إليها سواء من الضحية أو شهود العيان‪ ،‬ومن ثم العمل على‬

‫احلصول على معلومات أخرى من شهود عيان آخرين‪ ،‬ثم يقوم بتحليل كل ما مجعه من معلومات كي يربر أو يزيل‬ ‫التناقض املوجود‪.‬‬

‫قد يواجه الباحث امليداني خالل عملية التوثيق أشخاصا) شهود أو ضحايا( مييلون إىل املبالغة يف وصف ما‬

‫تعرضوا له من انتهاك‪ ،‬أو حياولون إخفاء معلومات ألي سبب كان أو حتى يكذبون بالكامل‪ ،‬لذا على الباحث‬ ‫امليداني أن يؤكد للشاهد أو الضحية يف البداية على أمهية التصريح املشفوع بالقسم‪ ،‬وعلى أن املعلومات اليت‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪54‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫يصرح هبا جيب أن تكون صحيحة وصادقة وإال عرض نفسه للمساءلة القانونية بصورة واضحة ولكن بطريقة‬ ‫لبقة وذكية حبيث ال خيشى من إعطاء اإلفادة‪ ،‬وأن يشرح أمهية أن تكون املعلومات صحيحة ودقيقة سواء‬

‫يف قضيته أو قضايا اآلخرين‪ ،‬ذلك أنه ميكن أن يطوى ملف قضية كاملة وقعت بالفعل‪ ،‬إذا مت الطعن بصدقية‬

‫املعلومات كلها أو بعض منها‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫اخلوف من إعطاء معلومات‬

‫قد ميتنع الشاهد أو الضحية عن إعطاء معلومات للباحث امليداني‪ ،‬نتيجة اخلوف من اجلهة اليت اعتدت عليه‪،‬‬

‫أو عدم معرفته التامة باملؤسسة اليت ميثلها الباحث امليداني أو عدم ثقته وإميانه بقضية حقوق اإلنسان‪ ،‬وللتغلب‬

‫على تلك الصعاب ميكن القيام بالتايل‪:‬‬

‫‪ -1‬يتوجب على الباحث امليداني التعامل بلباقة مع مقاومة الشاهد أو الضحية‪ ،‬خاصة مع ضحايا التعذيب‬ ‫وأن يواجه ذلك بكياسة ألن هذا النوع من املقاومة شيء طبيعي يقابل معظم الباحثني امليدانيني يف حماولة‬

‫احلصول على معلومات من الناس‪.‬‬

‫‪ - 2‬أما فيما يتعلق بالضحايا أو الشهود الذين ال يعريون اهتمام ًا أو ال يعون أمهية رصد وتوثيق انتهاكات‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬خاصة إذا كانت االنتهاكات واسعة ومتكررة ومل يسبق حدوث مساءلة ملرتكيب تلك‬

‫االنتهاكات‪ ،‬يف هذه احلالة يتوجب على الباحث امليداني أن يقدم شرح ًا موجز ًا عن أمهية حقوق اإلنسان مع‬

‫تقديم نفسه للشاهد والتعريف باملؤسسة من خالل توضيح‬

‫اهلدف العام من عملية التوثيق‪ ،‬واالجنازات اليت مت حتقيقها نتيجة مثل هذه املعلومات ‪ ،‬دون أن يقع يف فخ‬ ‫إعطاء الوعود غري احلقيقية ملا يستطيع أن يفعله من أجل الضحية‪.‬‬

‫‪ - 3‬قد خياف بعض الشهود من البوح بأسرار قد يرتتب عليها مسئوليات‪ ،‬مثل أن يكون ضابط ًا عسكري ًا أو‬

‫أمني ًا شاهد جرمية قتل أو تعذيب‪ ،‬وهنا على الباحث أن يعمل على إقناع الشاهد بأمهية املعلومات والتأكيد‬


‫‪55‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫على سريتها‪ ،‬فإذا أصر على عدم إعطاء إفادة فإن الباحث امليداني قد يطلب من الشاهد أن خيربه هبا‪ ،‬دون‬

‫أخذ امسه أو معلوماته الشخصية‪ ،‬حيث ميكن للباحث أن‬

‫يستفيد من تلك املعلومات بطريقة أخرى‪.‬‬

‫الفصل اخلامس‬

‫نقص يف مصادر املعلومات‬

‫كثريا ما يواجه الباحث امليداني نقصا يف مصادر املعلومات خالل توثيق انتهاك أو حدث ما‪ ،‬فمثال ميكن‬

‫أن حيصل الباحث امليداني على معلومات من معتقل سابق أو أحد أفراد جهاز أمين‪ ،‬تفيد بتعرض معتقل‬

‫للتعذيب‪ ،‬إال أن تلك اجلهة األمنية ترفض السماح بزيارة ذلك املعتقل‪.‬‬

‫قد تصبح القضية هنا شبه مغلقة‪ ،‬وهو ما حيتم على الباحث عدم انتظار مصادر معلومات جديدة فقط‪ ،‬بل‬ ‫ِّ‬ ‫جيب عليه أحيانا خلق مصادر أخرى‪ ،‬فمثال ميكن أن تقوم املؤسسة اليت يعمل لديها الباحث حبملة إعالمية‬ ‫إلجبار تلك اجلهة على السماح بزيارة هذا املعتقل‪.‬‬

‫وقد يكون التحدي األكرب واألكثر صعوبة عندما يتم العثور على جثة ملقاة يف حقل أو مكان ما‪ ،‬وال يوجد‬

‫شاهد يقدم معلومات حول هذا احلدث‪.‬‬

‫الفصل السادس‬

‫عدم قدرة الشاهد على التعبري‬

‫قد يواجه الباحث امليداني عند القيام بعملية التوثيق أشخاص ًا ال يستطيعون التعبري عن أنفسهم وما تعرضوا له‬ ‫من انتهاك‪ ،‬مثل ضحايا التعذيب أو إساءة املعاملة أو ضحايا االعتداء اجلنسي‪ ،‬وهنا على الباحث امليداني‬

‫اجليد تقديم نفسه ومؤسسته بطريقة بسيطة وبلغة متواضعة يفهمها الشاهد أو الضحية‪ ،‬وأن حيرص على‬

‫إشاعة جو من األلفة بينه وبني الشاهد أو الضحية لكي يكسب ثقته‪ ،‬وعلى تشجيع الضحية أو الشاهد على‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪56‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫احلديث واستعمال لغة الشاهد ما أمكن‪.‬‬

‫ومع هذا فإن التعامل مع تلك الفئات يستوجب توفر خلفية علمية وعملية ومهارات خاصة لدي الباحث‬

‫امليداني‪ ،‬ويف حال عدم توفرها ميكن أن يستعني مبن له تلك القدرات‪ ،‬فمن املمكن أن يكون الضحية أو شاهد‬ ‫العيان أصم أو أبكم‪ ،‬هنا يتم االستعانة مبن يتحدث لغة اإلشارة‪ ،‬ويف مثل هذه احلالة جيب أن يذكر الباحث‬ ‫امليداني بأنه استعان مبن جييد لغة اإلشارة يف تقريره‪ ،‬وأن يرفق مع اإلفادة شهادة تثبت قدرته على التحدث‬

‫بلغة اإلشارة إن وجدت‪ ،‬ومن اجليد أن حيرر هذا الشخص رسالة تفيد أنه قام بالعمل على الرتمجة ويوقع‬

‫عليها‪.‬‬

‫الفصل السابع‬

‫طبيعة األسئلة املوجهة إىل الشاهد أو الضحية‬

‫ال جيب أن تكون طبيعة األسئلة اليت يوجهها الباحث امليداني للضحية أو الشاهد على هيئة استجواب أو‬

‫حتقيق أو استفهام‪ ،‬بل جيب أن تكون ذات طبيعة استيضاحية‪.‬‬

‫فقد يشعر الشاهد باحلرج أو اخلوف من اإلجابة على بعض األسئلة اليت قد تشعره بأنه حتت االستجواب أو‬

‫التحقيق‪ ،‬لذلك ينبغي على الباحث امليداني أن يكون حذر ًا يف اختيار وتوجيه األسئلة للشاهد أو الضحية‬ ‫خالل املقابلة‪ ،‬وأن يعطيه الوقت الكايف لإلجابة عن األسئلة‪ ،‬لذا يفضل أن يقوم بطرح األسئلة ببطء ووضوح‬

‫وبلغة بسيطة عند كتابة اإلفادة ضمن التسلسل املوجود واحملافظة على تسلسل املعلومات وإعطاء الشاهد فرتة‬

‫زمنية كافية لإلجابة عن األسئلة‪ ،‬فمثال عوض أن يوجه الباحث امليداني سؤا ًال من قبيل‪:‬‬

‫أذكر الوقت واملكان بالتحديد؟‬

‫ميكنه أن يوجهه بطريقة أخرى مثل‪ :‬هل ميكنك تذكر الوقت واملكان؟‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪57‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الباب السادس‬ ‫التقارير‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪58‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫تقديم التقارير هو عنصر ضروري وأساسي لعمل حقوق اإلنسان‪ ،‬على أن يتالءم وجمال عمل واهتمامات‬

‫املؤسسة ونطاق عمل الراصد واملوثق‪ ،‬حيث تعد التقارير أداة فعالة داخل أي مؤسسة حترص على ديناميكية‬

‫عمل وتواصل فعال يف حني تتعدد أنواع أو أشكال التقارير املتعلقة بالرصد والتوثيق كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تقارير داخلية‪:‬‬

‫وهي التقارير اليت يقوم بكتابتها الراصد أو املوثق من اجل استخدامها داخلي ًا يف إطار املؤسسة‪ ،‬وهي تتكون‬

‫من عدة أنواع‪:‬‬

‫•تقارير دورية‪ :‬توثق العمل املنجز‪ ،‬وتكون دورية انسجام ًا مع موضوعها‪ ،‬فقد تكون أسبوعية‪ ،‬شهرية‪ ،‬ربعيه‪،‬‬ ‫نصفية‪ ،‬ومن الضروري أن تعكس مجيع أبعاد العمل الذي مت اجنازه‪.‬‬

‫•تقارير طارئة‪ :‬وهي تقارير تقدم بشكل سريع لتنبيه الرؤساء يف العمل إىل حدث ما أو إىل ضرورة التحرك‪،‬‬ ‫كأن يشري التقرير إىل ممارسة منط جديد النتهاكات حقوق اإلنسان للعمل على وقف ممارسته‪ ،‬أو تعرض حياة‬

‫فرد أو مجاعة للخطر‪ ،‬مما يستدعي العمل بسرعة من اجل محايتهم‪.‬‬

‫•تقارير عن مقابلة‪ :‬وهي من أجل حتليل النتائج املرتتبة عن إجراء املقابلة دون إرفاق منت املقابلة‪ ،‬حبيث‬

‫يضع الباحث وجهة نظره الشخصية حول احلدث‪ ،‬أو يعمل على توضيح وجود فجوات أو تناقضات يف أقوال‬

‫الشخص الذي مت إجراء املقابلة معه‪ ،‬وذلك من أجل تقديم صورة متكاملة ومتسلسلة عن احلدث‪.‬‬

‫•تقارير حول أحداث حمددة‪ :‬وهنا يأتي التقرير لعرض نتائج حتقيق يف انتهاك ما مثل عملية اغتيال أو أحداث‬ ‫يلفها الغموض‪ ،‬وكذلك الستعراض قضية حمددة يف شأن من شئون حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪-2‬تقارير خارجية‪:‬‬

‫وهي تقارير يقوم بكتابتها الباحثون أو احملامون املختصون يف املؤسسة وهي تعتمد باألساس على املعلومات‬

‫الواردة يف التقارير الداخلية‪ ،‬حيث من املهم أن حتتوي على كافة التفاصيل‪ ،‬وأن تستخدم مصطلحات موحدة‪،‬‬ ‫وتلتزم منهجية موحدة يف استعراض وحتليل األحداث والتعاطي مع القضايا‪ ،‬حبيث تتنوع أغراض تلك التقارير‬

‫كالتايل‪:‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪59‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫•تقارير من أجل خماطبة السلطات أو اجلهات الرمسية يف شأن من شئون حقوق اإلنسان للعمل على محايتها أو‬

‫حتسينها‪.‬‬

‫•تقارير تكتب من أجل دعم محلة قانونية أو محلة ضغط للتأثري بسياسات معينة تنتهك حقوق اإلنسان من‬ ‫أجل وقفها أو احلد من ممارستها من السلطة أو اجلهة املسيطرة‪.‬‬

‫•التقارير املطلوبة يف إطار منظمة األمم املتحدة‪.‬‬

‫•التقارير املوجهة لوسائل اإلعالم‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مبادئ أساسية يف كتابة التقارير الداخلية‪:‬‬

‫•التأكد من دقة وصحة املعلومات مع سردها بالتفصيل ‪:‬‬

‫جيب أن يتوفر يف التقرير عنصر الدقة يف سرد احلدث‪ ،‬كون التقارير من الوسائل اليت تعتمد عليها املؤسسة‬

‫يف عملها بشكل جوهري ‪،‬حيث يتم التحليل والتكييف القانوني استناد ًا إىل تلك املعلومات‪ ،‬حبث تعزز من‬

‫مصداقية ومهنية املؤسسة‪ .‬أو لتسهيل عملية املتابعة الفورية إذا ما احتاجت الضرورة لذلك‪ .‬العنصر اآلخر‬

‫املهم هو التسلسل والتكامل يف كتابة التقرير‪ ،‬حبيث يسهل على الباحث القانوني الوصول إىل التفاصيل بشكل‬

‫سهل ويتفادى العودة إىل الباحث امليداني من أجل مزيد من التفاصيل‪.‬‬

‫•السرعة وعدم اإلبطاء ‪:‬‬

‫جيب أن تتم كتابة التقارير عن األوضاع أو األحداث بسرعة لتواكب التقارير احلدث‪ ،‬فال يعقل أن يكتب تقرير‬ ‫من أجل العمل على التدخل من احلكومة أو جهات دولية بعد فرتة طويلة جد ًا من وقوع انتهاك ما‪ ،‬حبيث‬ ‫يستحيل التدخل بشأهنا بعد ذلك‪ .‬كذلك إصدار التقرير مباشرة وبسرعة من أجل إبقاء القضية حية‪.‬‬

‫•مقدمة بسيطة‪:‬‬

‫يتم يف مقدمة التقرير عرض بسيط ملوقع احلدث‪ ،‬فإذا كنا نتحدث عن قرية معينة‪ ،‬من املفيد تقديم عرض‬

‫بسيط عن موقع القرية‪ ،‬عدد سكاهنا‪ ،‬طبيعة عملهم‪ ،‬وماذا حييط بالقرية و إذا كنا نتحدث عن انتهاك وقع يف‬ ‫منطقة خارج حدود املدينة أو القرية‪ ،‬أيضا يتطلب أن تشمل املقدمة حتديد هذا املوقع وبعده أو قربه بالكيلو‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪60‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫مرت عن اقرب موقع معروف‪.‬‬

‫وصف لطبيعة املكان‪ ،‬هل هو جبلي أم صحراوي‪ ،‬أو أيه ميزات خاصة به تساعد وتقرب فهم تفاصيل‬

‫احلدث ‪.‬‬

‫التطرق لتاريخ وزمن وقوع احلدث‪ ،‬طبيعة االنتهاك أو احلدث‪ ،‬من هو الضحية ومن هو اجلاني وذكر شهود‬

‫العيان من عدمه‪.‬‬

‫•عرض لوضع حقوق اإلنسان واألمناط ‪:‬‬

‫ال بد أن يتطرق التقرير الداخلي ألوضاع وظروف حقوق اإلنسان يف املنطقة املستهدفة بالتقرير‪ ،‬حبيث مير ما‬

‫مت رصده من انتهاكات وأمناط االنتهاكات املمارسة‪ ،‬فمن خالل حتديدها وحصرها ميكن معرفة إن كان هناك‬

‫منط جديد قد ظهر أو إذا كان هناك منط ما قد توقف أو ما يزال مستمر ًا‪ ،‬وعليه إذا كان موضوع التقرير يدور‬ ‫حول انتهاك مثل االغتيال‪ ،‬فيجب املرور على أوضاع حقوق اإلنسان يف املنطقة اليت وقع فيها االنتهاك موضوع‬

‫التقرير‪ ،‬وحتديد إذا كان منطا جديد ًا أو قدميا‪ ،‬منتشر ًا على نطاق واسع أم حمدود‪ ،‬وربطه بأحداث وانتهاكات‬

‫أخرى‪.‬‬

‫• عرض لألمناط األساسية سواء كانت اجيابية أو سلبية‪:‬‬

‫إن التطرق ألمناط االنتهاكات أمر بديهي‪ ،‬وذلك للعمل على إلزام األطراف املسئولة على احرتام حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫غري انه من الضروري أيضا استعراض أمناط املمارسات االجيابية اليت تقوم هبا اجلهات الرمسية من أجل محاية‬

‫وتعزيز حقوق اإلنسان‪ ، ،‬ذلك إن تركيز الضوء على آليات احلماية اليت متارسها السلطات‪ ،‬وإعطاء تقييم اجيابي‬

‫قد يشجع على االستمرار يف تلك املمارسات‪ ،‬بل ميكن أن يستفاد منها يف حالة كوهنا تتصف باإلبداعية‪ .‬فإذا‬

‫كان التقرير على سبيل املثال متعلقا مبوضوع االعتقال والتعذيب‪ ،‬فمن الطبيعي الرتكيز على أمناط وأساليب‬ ‫التعذيب املمارسة يف منطقة ما‪ ،‬غري انه إذا تبني للباحث امليداني أن اجلهات اليت تقوم باالعتقال والتحقيق‬

‫مع األفراد املعتقلني تلتزم بقواعد ومبادئ حقوق اإلنسان يف التعاطي مع املعتقلني‪ ،‬ومتارس أمناطا ميكن وصفها‬

‫باإلجيابية ‪ ،‬فيجب ذكرها‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪61‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫•وجهة نظر الراصد أو املوثق يف احلدث واستنتاجاته‪:‬‬

‫يف بعض األحداث يكون التأكد من صحة ودقة املعلومات أمر يف غاية الصعوبة‪ ،‬على الرغم من مجيع‬

‫االحتياطات اليت قد تتخذ‪ ،‬ولذلك فان وجهة نظر الباحث امليداني تغدو ركيزة أساسية يف تقييم عملية‬

‫التحقيق برمتها‪ ،‬فإذا كان موضوع التقرير يدور حول عملية قتل يف ظروف غامضة‪ ،‬ووجد الباحث امليداني‬

‫نفسه بعد قيامه بعملية حتقيق متكاملة متحفظا على النتائج اليت وصل إليها‪ ،‬فانه هنا سيلجأ إىل خربته‬

‫املاضية وقدرته على احلكم والتقدير السليم الذي اكتسبه من خالل جتربته‪ ،‬حبيث يضع تقديره وحتليله‬ ‫وحدسه الشخصي حتى لو خالفت هذه االستنتاجات ما تشري إليه املعلومات اليت توصل إليها خالل‬

‫التحقيق‪.‬‬

‫•حتديد مصدر املعلومات‪:‬‬

‫يف أي تقرير داخلي من الضروري اإلشارة إىل مصدر املعلومات‪ ،‬وإبداء الرأي أحيانا يف مدى الثقة هبذا‬

‫املصدر‪ ،‬خاصة إذا كان موضوع التقرير حول انتهاكات مل يتم التأكد من صحة وقوعها‪ .‬باإلضافة إىل أن ذكر‬

‫مصدر أي معلومة يف أي تقرير يكتب من أسس املهنية‪.‬‬ ‫•اخلامتة‪:‬‬

‫يقوم الباحث امليداني هنا باستعراض موضوع التقرير بصورة موجزة‪ ،‬واضعا توصياته حول املوضوع وكيفية‬

‫التعامل معه‪ ،‬فإذا كان التقرير ملف عن قضية قتل مثال‪ ،‬فإن توصيات الباحث قد تكون باجتاه التأكيد على‬

‫نتائج التحقيق ومباشرة العمل على القضية‪ ،‬وقد تكون يف إبقاء امللف مفتوحا يف انتظار معلومات أخرى‪ ،‬أو‬

‫قد تكون التوصيات باجتاه تقييم مصدر املعلومات بكونه غري موثوق مثال‪.‬‬

‫•مرفقات لكل الوثائق اليت مت عمل عليها‪:‬‬

‫من الضروري تزويد التقرير بكل ما يلزم من وثائق مثل تقارير طبية‪ ،‬تقرير التشريح‪ ،‬صور‪ ،‬خرائط‪ ،‬وذلك من‬

‫أجل إعطاء صورة كاملة عن موضوع التقرير‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أمور جيب مراعاهتا عند كتابة التقارير‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪62‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫•الوضوح يف اللغة‪:‬‬

‫وهي مسألة يف غاية األمهية‪ ،‬ذلك أن التقرير سيعترب وثيقة قد يبنى عليها مداخالت قانونية أو قد يتم اللجوء‬

‫هلا بعد فرتة زمنية الحقة ومن أشخاص آخرين‪ ،‬ولذلك جيب أن تكون اللغة واضحة غري غامضة مع جتنب‬

‫اللغة العامية‪ ،‬إضافة إىل كون املفردات املستخدمة جيب أن تراعي عملية الرتمجة إىل لغات أخرى‪ ،‬لذلك يفضل‬

‫استخدام مفردات مفهومة للجميع وليس يف منطقة معينة‪.‬‬

‫فمثال إذا استخدم الباحث كلمة «أمسر البشرة » لوصف شخص ما‪ ،‬فإن هذه الكلمة ستشكل عقبة أمام‬

‫الرتمجة إىل اللغة االجنليزية ذلك أهنا ال تعين أسود اللون‪ ،‬فيما جيب أن تكون املفردات املستخدمة موحدة‬ ‫تنطلق من لغة حقوق اإلنسان والقانون الدويل املتفق عليها ‪.‬‬

‫•استخدام االقتباس عند الضرورة‪ ،‬ففي كثري من احلاالت حيتاج التقرير إىل إدراج اقتباس من أقوال الضحية أو‬

‫الشاهد ما جيعل التقرير أكثر قوة‪ ،‬ويؤكد حياديته من خالل نقله أقوال وليس الظهور كمصدر لألحكام‬

‫•ذكر االجيابيات إذا وجدت يف حاالت التقارير املتعلقة حبالة حقوق اإلنسان‪ ،‬وقد مت التطرق إليها بالتفصيل‬

‫سابق ًا‪.‬‬

‫•أن يقدم التقرير يف وقته وحسب الضرورة واملوضوع‪ ،‬إذ يصبح من غري اجملدي التأخري يف حاالت كثرية‪ ،‬فقد‬ ‫يكون موضوع التقرير حيتاج إىل تدخل سريع من قبل املؤسسة اليت يعمل فيها الباحث امليداني‪ ،‬يف هذه احلالة‬

‫تأخريه يعيق العمل‪ ،‬ويصبح التدخل غري فعال وال ضرورة له‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪63‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الباب السابع‬ ‫محاية العاملني يف التوثيق‬ ‫وحفظ املعلومات وسريتها‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪64‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫‪ -1‬العمل يف ظل حالة طوارئ‪:‬‬

‫جيب على أي مؤسسة حقوق إنسان أال تغفل عن توفري شبكة أمان حملية ودولية‪ ،‬تؤمن هلا غطاء للحماية حني‬

‫تتعرض لالعتداء من السلطات سواء كانت رمسية أو غري رمسية‪ ،‬حبيث تطلق تلك الشبكة محلة ضغط ودعم‬ ‫حملي ودويل ملنع أو وقف االعتداء على تلك املؤسسة‪.‬‬

‫وميكن لتلك الشبكة أن توفر مقرا طارئا أو مؤقتا للمؤسسة املستهدفة باملدامهة والتخريب أو اإلغالق أو يف‬

‫أوقات النزاعات املسلحة‪ ،‬مما ّ‬ ‫ميكن أفراد املؤسسة من مواصلة العمل‪ ،‬األمر الذي يساهم يف استمرار عملية‬

‫الرصد والتوثيق‪ ،‬وعليه فان توفري بدائل يف حاالت الطوارئ أمر يف غاية األمهية‪ ،‬لتبقى املؤسسة على تواصل‬

‫مع األحداث ‪.‬‬

‫‪ -2‬سالمة وأمنّ الباحث‬

‫من البديهي أن تكون سالمة الباحث هي األهم يف أيّ عملية توثيق‪ ،‬وهلذا جيب أن تتخذ املؤسسة كافة‬ ‫االحتياطات اليت تضمن أمن وسالمة باحثها‪ ،‬حيث جيب احلرص على سالمته حتى لو كلف ذلك عدم‬

‫احلصول على املعلومات املطلوبة يف الوقت احملدد إذا كان امليدان خطر ًا‪ ،‬وأن حيدد شخص يف املكتب ينسق‬ ‫العمل ويتواصل مع الباحثني امليدانيني دوما‪ ،‬فيعرف يوميا كافة حتركاهتم وأماكن تواجدهم خاصة يف حاالت‬

‫التوتر‪ ،‬وذلك من اجل تدخل املؤسسة يف حال تعرض الباحث للخطر ‪.‬‬

‫إن حفظ أمن وسالمة الباحث امليداني ليس واجب ًا على املؤسسة فقط‪ ،‬بل هو أمر واجب عليه هو أيضا‪،‬‬

‫فإذا قدّر الباحث امليداني أن نزوله للميدان لتغطية قضية ما يتضمن خماطرة كبرية على أمنه الشخصي‪ ،‬فعليه‬

‫أن حياول إجياد سبل ومصادر معلومات أخرى بديلة‪ ،‬حلني توفر إمكانية وصوله للميدان‪ ،‬كذلك عدم التواجد‬ ‫يف أماكن خطرة‪ ،‬مثل شوارع تشهد اشتباكات مسلحة‪ ،‬أو التواجد يف آماكن قد تتعرض للقصف اجلوي أو‬

‫املدفعي‪ ،‬أو العمل يف مناطق تعتد خطرة ليال‪ ،‬كما جيب عليه تبليغ املقر عن حتركاته دوما‪ ،‬كما وجيب على‬ ‫الباحث امليداني كشف هويته للجميع دوما إال إذا لزم األمر غري ذلك‪.‬‬

‫جيب على الباحث امليداني أن يكون حذر ًا يف إيصال املعلومات اليت حبوزته إن كانت تعد سرية بطريقة ال‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪65‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫تعرضه للخطر أو تعرض املعلومات للضياع أو املصادرة‪ ،‬فلو قام بتوثيق حالة ما ومن ثم كان عليه عبور حاجز‬

‫عسكري‪ ،‬فقد يتعرض هو واملعلومات والضحايا أو الشهود للخطر إذا ما مت تفتيشه‪ ،‬وهلذا عليه أن يقوم بتأمني‬

‫توصيل املعلومات إىل مقر مؤسسته بطريقة ما‪ ،‬مثل بعثها عرب الربيد املستعجل إن كانت وثائق وسجالت‪.‬‬

‫‪ -3‬سالمة وأمنّ الضحايا والشهود‬

‫قد تشكل عملية التوثيق يف بعض األحيان خطر ًا على الضحية أو الشاهد‪ ،‬لذا جيب توثيق احلالة مع احلفاظ‬ ‫على سرية التوثيق واحلرص على عدم كشف هوية معطي املعلومات‪ ،‬وهنا جيب على الباحث امليداني أن‬

‫يتأكد من أن لقاءه هبم سيتم يف مكان آمن وبعيدا عن األنظار‪ ،‬ما يساعد على تأمني عدم كشف هويتهم‪،‬‬

‫فيعمل على ترتيب اللقاء هبم يف مكان ليس مراقب ًا فإذا كان املوضوع يتعلق بضحية انتهاك من السلطات اليت‬

‫تراقب الضحية وهتدده‪ ،‬جيب على الباحث امليداني الرتتيب مع أقرب األشخاص الذين هم حمل ثقة الضحية‪،‬‬

‫متجنبا استخدام اهلواتف والرسائل االلكرتونية‪.‬‬

‫ويف مثل احلاالت السابقة الذكر‪ ،‬يفضل أن يقوم الضحية بتحديد مكان اللقاء‪ ،‬كونه يعلم أكثر ما هي األماكن‬

‫اآلمنة له‪ ،‬باإلضافة إىل أن ذلك يساهم يف أن يكون هو مطمئنا ومرتاحا أثناء إجراء اللقاء‪ .‬كما يلجأ الباحث‬

‫لعدم كتابة ما يشري إىل هوية الضحية أو الشاهد على الوثائق مما يساهم يف احلفاظ على سرية هوية معطي‬ ‫املعلومات‪ ،‬ثم يقوم الباحث بتأمني وصول الوثائق إىل املؤسسة اليت بدورها تتابع املوضوع‪.‬‬

‫‪ -4‬ترميز الوثائق والسجالت‬

‫يف احلاالت اليت يتوجب فيها احلفاظ على سرية هوية الشهود والضحايا ملنع تعريضهم للخطر‪ ،‬جيب احلرص‬

‫على السرية من خالل حجب هوية مقدم املعلومات أثناء عملية التوثيق وبعدها‪ ،‬وهو ما يدعو إىل تصميم‬

‫طريقة حلفظ املعلومات دون إضاعة هوية مقدم املعلومات‪ ،‬ففي اإلفادات احملجوبة عن النشر‪ ،‬تأخذ اإلفادة‬

‫من الضحية أو الشاهد مع عدم كتابة ما يشري إىل شخصيته‪ ،‬بل توثق يف دفرت مالحظات صغري‪ ،‬حلني إرساهلا‬ ‫للمؤسسة‪ ،‬اليت بدورها حتتفظ باإلفادة يف مكان خمصص هلا‪ ،‬وحتتفظ مبا يشري هلوية مقدم اإلفادة يف مكان‬

‫خمصص آخر‪ ،‬حبيث يتم ربط اإلفادة مبقدم اإلفادة من خالل نظام رموز وأرقام تصممه املؤسسة ويكون أحد‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪66‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫املوظفني على دراية كاملة هبذا النظام‪ ،‬وهو ما حيمي الضحية أو الشاهد يف حال وقوع اإلفادة يف األيدي اخلطأ‬

‫ألي سبب كان‪.‬‬

‫‪ -5‬أمن املكاتب‬

‫يتسم أمن املكاتب بأمهية كبرية نظرا ألمهية الوثائق والسجالت اليت تكون حمفوظة يف املكتب‪ ،‬جبانب املعلومات‬ ‫املخزنة يف احلواسيب‪ ،‬واليت قد تتعرض للضياع بسبب السرقة أو التدمري أو املصادرة أو حدوث خلل يف‬

‫أجهزة احلواسيب أو نشوب حريق‪ ،‬حيث يؤدي ضياع املعلومات إىل عرقلة أو فقدان املؤسسة إلمكانية متابعة‬

‫عملها‪ ،‬وعليه يوصَى باالحتفاظ بالوثائق يف أماكن عليها أقفال واستعمال كلمات السر يف نظم احلواسيب وعمل‬ ‫نسخ احتياطية‪ ،‬وأن يتم إخراج الوثائق ذات األمهية بعد إجراء املسح االلكرتوني عليها إىل خارج املكتب يف‬

‫مكان آمن يعرفه شخص أو اثنني على األكثر من املؤسسة‪.‬‬

‫فيما يتعلق باملقر أو املكتب جيب وضع أقفال على مجيع األبواب اخلارجية للمبنى وعلى عدة أبواب داخلية‪،‬‬

‫وأن تتمتع تلك األبواب بدرجة عالية من الصالبة واجلودة‪ ،‬ومما ال شك فيه أنه إذا كان هناك أشخاص يريدون‬

‫اقتحام املبنى فمن احملتمل أهنم سيستطيعون كسر أي أقفال تواجههم‪ ،‬غري أن اهلدف هو تأخريهم إىل أطول‬ ‫فرتة ممكنة‪ ،‬ذلك إن وجود أقفال خارج و داخل املبنى ميكن أن يساعد على تأخري املقتحمني وإتاحة مزيد‬

‫من الوقت لوصول املساعدة‪ ،‬هذا ومن املهم أن تزود املكاتب بنظام إنذار ضد السرقة واحلريق وكذلك بنظام‬

‫كامريات‪.‬‬

‫أما إذا كان من ينفذ االقتحام جهة رمسية تقوم بعملية االقتحام يف وضح النهار وبأمر قضائي أو قانوني فهنا‬

‫تلعب درجة احلرص واحلذر والكيفية اليت تتعامل فيها املؤسسة مع قاعدة معلوماهتا السرية اليت ال تريد كشفها‬

‫الدور األكرب يف محاية املعلومات ومنع وقوعها يف يد اجلهات اليت تبغي الوصول إليها‪ ،‬من خالل إجراءات أمن‬

‫املعلومات الالحقة الذكر‪.‬‬

‫كما وينبغي القيام بصورة منتظمة برتحيل امللفات السرية املخزنة يف أجهزة احلاسوب املوجودة يف املكتب‬

‫ووضعها يف مكان مأمون بصورة أكرب‪ ،‬وأن يكون ذلك حتت مسئولية شخص أو اثنني فقط من أفراد املؤسسة‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪67‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫املوثوق هبم‪ ،‬حبيث حيتفظون بتلك النسخ يف أماكن ال يعرفها إال هم كأن يضعوها يف قبو بنك‪ ،‬وبالنسبة‬

‫للسجالت والوثائق اهلامة‪ ،‬ميكن مسحها الكرتونيا مما يوفر عنها نسخا ميكن حفظها بسهولة هي األخرى‪.‬‬

‫‪ -6‬أمن وسرية املعلومات‬

‫متتلك أي مؤسسة حقوق إنسان قاعدة معلومات تشكل املصدر الذي تنطلق غالبية نشاطاهتا منها‪ ،‬حيث‬

‫تنقسم هذه املعلومات لقسمني‪ :‬معلومات علنية ال يشكل كشفها خطر ًا على أحد‪ ،‬بل اهلدف من مجعها هو‬ ‫نشرها عرب طرق عدة من أجل محاية حقوق اإلنسان‪ ،‬وبشكل عام تشكل هذه املعلومات يف العادة السواد‬

‫األعظم من قاعدة املعلومات‪.‬‬

‫املعلومات السرية ‪ :‬فهي معلومات جيب احلفاظ على سريتها من املؤسسة حلماية الضحايا والشهود واملؤسسة‬

‫ذاهتا‪ ،‬وحتى من أجل النجاح يف استكمال ملف تلك املعلومات السرية‪ ،‬فخالل العمل على بناء ملف جرائم‬ ‫حرب يف منطقة نزاع مسلح ما‪ ،‬من املهم احلفاظ على سرية هوية الضحايا إذا ما كان النزاع مستمر ًا‪.‬‬

‫وعليه فإنه من املهم توفري احلماية للمعلومات السرية من املخاطر اليت هتددها ومن أنشطة االعتداء عليها‪ ،‬لذا‬

‫ميكن القول أن أمن املعلومات‪ :‬هو الوسائل واإلجراءات الالزم توفريها لضمان محاية املعلومات من األخطار اليت‬

‫قد هتدد سالمة سريتها ووجودها ‪.‬‬

‫وعليه جيب توافر العناصر التالية ألي معلومات يراد توفري احلماية الكافية هلا‪:‬‬

‫السرية‪ :‬وهي التأكد من أن املعلومات ال تكشف وال يطلع عليها من جهة أشخاص غري خمولني بذلك‪.‬‬

‫التكامل وسالمة احملتوى‪ :‬التأكد من أن حمتوى املعلومات صحيح ومل يتم تعديله أو العبث به أو االنتقاص منه‪،‬‬

‫يف أيّ مرحلة من مراحل عملية التوثيق‪ ،‬مراحل املعاجلة من حتليل وتصنيف وإدخال وفرز‪ ،‬وصوال إىل عملية‬

‫احلفظ يف األرشيف‪.‬‬

‫استمرارية توفر املعلومات‪ :‬التأكد من استمرار عمل نظام أرشيف املعلومات‪ ،‬واستمرار القدرة على الوصول إىل‬ ‫املعلومات‪ ،‬أي أن يكون نظام األرشيف آمنا يف ما يتعلق حبفظ املعلومات وعدم فقداهنا ألي سبب كان‪ ،‬أي أن‬ ‫يكون النظام فعاال‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪68‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫من الواجب على أي مؤسسة تعمل على قضايا حتتاج إىل السرية من أجل محاية الضحايا أو الشهود أو حتى‬ ‫طاقم املؤسسة نفسها‪ ،‬احلذر يف التعاطي مع املوظفني واملتطوعني اجلدد الذين يوجب عملهم الولوج لقاعدة‬

‫املعلومات السرية إذا مل يكونوا معروفني مسبقا‪ ،‬كما ال جيب الدخول لقاعدة املعلومات السرية ملن هو غري خمول‬

‫باإلطالع على تلك البيانات‪ ،‬إن اخلربة تلعب دور ًا كبري ًا يف مقدرة أفراد املؤسسة املخضرمني على احلكم أو‬ ‫تقييم أي فرد جديد ينتسب للمؤسسة‪ ،‬كي ال يتم اخرتاق معلومات تلك املؤسسة من جهات أخرى‪.‬‬

‫وهلذا يفضل أن يتم اختيار أشخاص معروفني مسبقا إذا كان عملهم يتعلق جبمع أو تصنيف أو أرشفة‬

‫املعلومات السرية‪ ،‬فان مل يتوفر ذلك جيب أن تتم معرفتهم بصورة كبرية والتأكد من خلفياهتم‪ ،‬ويتم هذا من‬

‫خالل السؤال عنهم أو طلب معرفني موثوقني هلم‪ ،‬وأن يتم التأكد من حقيقة سريهتم الذاتية‪ ،‬فهل هم من الذين‬

‫عملوا مع مؤسسات حقوقية معروفة يف املاضي فعال؟ فإن صح ذلك وجب التأكد من تلك املؤسسات بطلب‬

‫شهادة توصية مثال‪ ،‬ومن ثم إخضاعهم لفرتة عمل جتريبية لثالث أو ست شهور‪ ،‬حيث أن احلياة اليومية هي‬ ‫احملك احلقيقي‪ ،‬حيتاج األمر فقط لالنتباه من شخص متمرس دقيق املالحظة ومرهف احلس‪.‬‬

‫‪ -7‬التخلص واحملو اآلمن من املعلومات والبيانات‬

‫حني ال تعود املؤسسة معنية ببعض السجالت والوثائق‪ ،‬ولكن تبقى حريصة على محاية سريتها‪ ،‬جيب التخلص‬

‫من تلك الوثائق والسجالت بطريقة أمنة‪ ،‬أي أن يقوم الشخص املخول بالتخلص من تلك السجالت بتمزيقها‬ ‫بواسطة آلة متزيق الوثائق مثال‪ ،‬ال أن يتم رميها يف النفايات كما هي‪ ،‬لتقع يف األيدي اخلطأ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للبيانات االلكرتونية فيجب أن يكون التخلص من تلك البيانات عرب احمل ٍو اآلمنٍ ‪ ،‬ذلك انه ميكن‬

‫اسرتجاع أي بيانات على أجهزة احلاسوب كان قد مت حموها‪ ،‬ولذلك ميكن اللجوء إىل احملو اآلمن والذي يعين‬ ‫طمس البيانات املراد حموها بكتابة بيانات أخرى فوقها‪ ،‬و هبذا ال يعود باإلمكان اسرتجاع البيانات اليت مت‬

‫حموها‪ ،‬و مع أن طمس البيانات هبذه الطريقة يُصعِّب جدا‬

‫اسرتجاعها‪ ،‬إال أنه قد ميكن باستخدام تقنيات متقدمة و أجهزة متخصصة مكلفة اسرتجاع أجزاء منها‬

‫تتفاوت حسب التقنية و اخلربة‪ ،‬و عموما كلما زادت مرات الطمس بتكرار كتابة بيانات بديلة خمتلفة قلت‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪69‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫للغاية إمكانية اسرتجاع البيانات املطموسة‪.‬‬

‫نظر ًا للتقدم التكنولوجي خالل العقدين املاضيني‪ ،‬فقد أصبح اجلميع يلجأ إىل استخدام كافة وسائل االتصال‬ ‫والتواصل املتطورة احلالية مثل اهلواتف النقالة‪ ،‬الرسائل االلكرتونية واالنرتنت‪ ،‬الفيديو و نظم االتصال عرب‬

‫األقمار الصناعية‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة للمعلومات فيتم تسجيلها ونقلها وحفظها بواسطة الوسائل الرقمية مثل‬

‫احلاسوبات واملسح الضوئي واألقراص املرنة والفيديو‪.‬‬

‫كذلك فإن العمل على محاية البيانات من حماوالت االخرتاق والتصنت مهمة جد ًا‪ ،‬فال جيب االحتفاظ بالبيانات‬ ‫املهمة والسرية على أجهزة كمبيوتر موصولة بأجهزة الكمبيوتر األخرى يف املقر واليت تتصل باإلنرتنت‪ ،‬وذلك‬

‫حلماية البيانات من عمليات االخرتاق والسرقة‪.‬‬

‫كما جيب أن يكون األفراد أو الشركات املتخصصة يف جمال التقنيات االلكرتونية موثوقني بالنسبة للمؤسسة‪،‬‬

‫فال يتم تسريب معلوماهتا من خالل أحد ما‪ ،‬ولذلك يفضل أن يكون لدي املؤسسة موظف متخصص وموثوق‬ ‫عوضا عن التعامل مع من هم من خارج الطاقم‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪70‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الباب الثامن‬ ‫منهجية التوثيق‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪71‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل األول‬

‫إعداد بروتوكول للتوثيق‬

‫يُعترب تصميم الربوتوكول اخلاص بعملية التوثيق ضروريا لضمان حتقيق األهداف اليت يسعى إليها مع فريق العمل‬

‫وتصميم الربتوكول مير باخلطوات التالية ‪:‬‬

‫حتديد اهلدف‬

‫االطالع على خلفية املوضوع والسياق‬

‫تصميم منهجية التوثيق وتشكيل فريق العمل‬ ‫اعتماد نظام إلدارة القضايا‬

‫اخلطوة األوىل‪ :‬حتديد اهلدف‬

‫اطرح على نفسك األسئلة التالية‪:‬‬

‫ماذا تأمل أن حتقق؟ ما هي أهداف املشروع؟ هل هو تكرار لعمل جا ٍر حاليا أم أن فيه قيمة مضافة؟‬ ‫ما هي النتائج اليت قد ترتتب عن املشروع؟ ماذا سيكون املنتج النهائي؟‬

‫اخلطوة الثانية ‪ :‬االطالع على خلفية املوضوع والسياق ‪:‬‬

‫‪ -1‬حدد موضوع املشروع ونطاقه ‪:‬‬

‫كن واضحا يف حتديد املوضوع الذي حيتاج إىل التوثيق والتحقيق‪ ،‬مبا يف ذلك انتهاكات حقوق اإلنسان املرجح‬

‫وقوعها‪.‬‬

‫تأكيد احلاجة إىل التوثيق ضروري لتحقيق مبدأ «ال حتدث أي ضرر»‪ ،‬ألن التوثيق يتطلب من املستجيبني‬

‫االخنراط يف عملية قد تكون حمفوفة باملخاطر اجلسدية او العاطفية‪ .‬هلذا السبب‪ ،‬حدد نطاق موضوع التوثيق‬

‫حبسب ما هو متاح من وقت ومال وموارد للمنظمة اليت متثلها ‪.‬‬

‫مثال‪ :‬توثيق حاالت التعذيب‬

‫على ضوء التقارير الصادر بشأن التعذيب الذي ترتكبه القوات احلكومية واملعارضة‪ ،‬قد يرغب فريق العمل‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪72‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫بتوثيق حاالت التعذيب يف إطار دميغرايف معني على سبيل املثال‪ ،‬مع املدنيني الذين يعيشون حاليا أو كانوا‬

‫يعيشون سابقا يف بلدة أو منطقة معينة يف حماولة لتحديد منط انتهاكات حقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫‪ -2‬حدد معايري حقوق اإلنسان ذات الصلة باملوضوع‬

‫باإلضافة إىل ما سبق‪ ،‬ال بد أيضا من كسب فهم واضح ملعايري حقوق اإلنسان املتعلقة مبوضوع أو مواضيع‬

‫التوثيق‪ .‬لكن‪ ،‬مع تغري طبيعة‬

‫االنتهاكات‪ ،‬البد للمنظمات اليت تتوىل التوثيق من حتديث وتعميق فهمها لطبيعة النزاع وملستويات احلماية الدنيا‬

‫املتاحة للمدنيني خالل النزاع املسلح‪.‬‬

‫مثال‪ :‬حظر التعذيب مبوجب القانون الدويل‬

‫حظر التعذيب مبوجب القانون الدويل هو حظر مطلق‪ .‬أي أنه ما من ظروف تربر ألي دولة ممارستها التعذيب‪.‬‬ ‫وحيظر التعذيب يف عدد من الصكوك الدولية حلقوق اإلنسان ويف القانون الدويل اإلنساني‪ ،‬ويعترب جرمية دولية‬

‫ونظرا حلجم الدعم الدويل حلظر التعذيب‪ ،‬ختضع مجيع البلدان هلذا احلظر ‪.‬‬

‫حيصل التعذيب عند التسبب بأمل ذهين أو جسدي شديد أو معاناة شديدة ويعترب التعذيب انتهاكا عندما يتم ‪:‬‬

‫أ‪ -‬مبوافقة سلطات الدولة أو إذعاهنا ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬يف سياق نزاع مسلح‪ ،‬من قبل طرف يف النزاع املسلح يعلمُ أن الضحية ال تشارك فعليا يف العمليات‬

‫العدائية ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬عموما‪ ،‬حيصل التعذيب لغرض معني‪ ،‬مثل احلصول على املعلومات أو املعاقبة أو الرتهيب‪ .‬وميكن أن‬

‫يشمل االغتصاب وغريه من أشكال العنف اجلنسي‪.‬‬

‫‪ -3‬حدد املعلومات املطلوبة وكيفية احلصول عليها ‪:‬‬

‫عند اختيار منهجية التوثيق‪ ،‬ال بد من حتديد نوع املعلومات املطلوبة لتقييم وقوع انتهاكات حلقوق اإلنسان أو‬

‫عدمها‪ .‬وتشمل هذه املعلومات‪:‬‬

‫أ ‪ -‬املصادر املباشرة (كالضحايا والشهود‪ ،‬واملواد االستداللية )‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪73‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫ب‪ -‬املصادر الثانوية ( كتقارير من منظمات أخرى حلقوق اإلنسان‪ ،‬وتقارير وسائل اإلعالم‪ ،‬اخل)‪ .‬تكون‬ ‫املصادر الثانوية مفيدة بشكل خاص كوسيلة للتحقق من املعلومات اليت مت مجعها من املصدر املباشر‪.‬‬

‫تنصح األمم املتحدة بأن «تقضي القاعدة األكثر شيوعا لضمان املصداقية يف تقصي احلقائق حول حقوق‬

‫اإلنسان باعتماد مبدأ اتساق املعلومات مع املواد اليت يتم مجعها من مصادر مستقلة‪ .‬كما ينبغي أن تكون‬

‫املصادر الثانوية موثوقة أيضا ‪.‬‬

‫‪ -4‬حدد معيار اإلثبات‬

‫معيار اإلثبات هو عنصر آخر قد يكون مه ما ملنهجية العمل‪ .‬تربز أمهية هذا املكون مثال عندما ال يقتصر‬

‫املشروع على التوثيق بل يشمل أيضا «تقصي احلقائق»‪ ،‬أي استخالص استنتاجات واقعية على ضوء أنشطة‬

‫التوثيق‪.‬‬

‫يف هذه احلالة‪ ،‬ال بد أن تعكس أهداف املشروع هدف السعي إىل مجع «أدلة كافية» الستخالص‬

‫االستنتاجات ذات الصلة بانتهاك مزعوم حلقوق اإلنسان‪.‬‬

‫«األدلة الكافية»‪ ،‬أو توازن االحتماالت‪ ،‬هي نقطة انطالق متماسكة ملعيار اإلثبات وهي معيار شائع‬

‫االستعمال يف الشؤون اإلنسانية وبعثات تقصي احلقائق بشأن حقوق اإلنسان‪ .‬الستيفاء هذا املعيار‪ ،‬جيب أن‬

‫تكون صحة الواقعة أو االفرتاض املطروحني أكثر احتماال من عدم صحتها‪.‬‬

‫أما يف احلاالت اليت تستخدم فيها االستنتاجات ذات الصلة يف إجراءات قضائية‪ ،‬أو عندما تصب هذه‬

‫االستنتاجات اللوم علنا على أفراد معينني‪ ،‬فيكون من املناسب اعتماد معيار إثبات أكثر صرامة‪.‬‬

‫على سبيل املثال‪ ،‬تشرتط احملكمة اجلنائية الدولية عند إدانة فرد ما بارتكاب جرمية أن تكون احملكمة مقتنعة‬

‫بذنب املتهم «من دون أي شك معقول»‪.‬‬

‫اخلطوة الثالثة‪ :‬تصميم منهجية التوثيق وتشكيل فريق العمل ‪:‬‬

‫على ضوء املعرفة املكتسبة من اخلطوة األوىل‪ ،‬والثانية ميكنك تصور املقاربة اليت ستعتمدها يف عملية‬

‫التوثيق‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪74‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫حاول أوال أن حتدد إطارا زمنيا لتحقيق أهدافك على أساس املوارد املادية والبشرية املتاحة‪.‬‬

‫فكر ثانيا بكيفية تشكيل فريق التوثيق‪ ،‬واحرص عند اختيار األعضاء على ضرورة احلفاظ على مصداقية‬

‫الفريق وحياده واستقالليته‪.‬‬

‫قد يكون من اجملدي أيضا أن تعرف ما إذا كان ألعضاء فريقك خربة سابقة يف جمال إجراء املقابالت واذا كانوا‬

‫على معرفة جيدة بالسياق احمللي والطبيعة السكانية‪ ،‬ومدى استعدادهم للعمل حتت الضغط أو بشكل منفرد‪،‬‬ ‫وما إذا كانت مواقفهم خالية من األحكام املسبقة‪ ،‬كذلك مدى قدرهتم على التواصل مع اآلخرين‪.‬‬

‫ويتكون الفريق املثايل من أفراد ضالعني يف جماالت متنوعة كحقوق اإلنسان والصراعات والقوانني والطب‬

‫والرعاية الصحية واالجتماعية‪ ،‬باإلضافة إىل مرتمجني فوريني حمرتفني‪ ،‬إذا لزم األمر‪ .‬و البد من حتقيق توازن‬

‫بني اجلنسني أيضا عند تشكيل فريق العمل‪.‬‬

‫للخطوة الرابعة‪ :‬اعتماد نظامًا إلدارة القضايا ‪:‬‬

‫على فرق التوثيق أن تطور نظاما آمنا وفعاال إلدارة القضايا ‪:‬‬ ‫‪Case Management System‬‬ ‫وأن حترص على تدريب مجيع أعضاء الفريق على استخدام هذا النظام‪ .‬أما ضمان فعالية نظام إدارة القضايا‬

‫فيتطلب‪ ،‬على أقل تقدير‪ ،‬أن حيتفظ أعضاء الفريق بسجل جلميع األنشطة‪ ،‬وأن يرتبوا ملفات التوثيق بطريقة‬ ‫منهجية‪ ،‬ويدونوا املهام العالقة وغري املكتملة على قوائم خمصصة هلذا الغرض‪ ،‬ونعين بذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬االحتفاظ بسجالت دقيقة ومفصلة وواضحة عن مجيع األعمال املنجزة لكل قضية‪ ،‬مبا يف ذلك التواريخ‬ ‫واألوقات‪.‬‬

‫‪-2‬حفظ األدلة يف ملفات مصنفة نذكر منها على سبيل املثال‪ :‬ملف أقوال املستجيبني وملف الصور وملف‬ ‫األدلة املادية؛ وملف املستندات وملف النسخ املأخوذة عن مجيع الوثائق و‪/‬أو سجل جبميع الوثائق اليت مت‬

‫احلصول عليها‪ ،‬وملف الرسوم واخلرائط‪.‬‬

‫‪ -3‬ختزين مجيع امللفات يف مكان آمن‪ .‬ال جيوز أن يكون مسمى امللفات دالليا واضحا‪ .‬كإجراء وقائي‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪75‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫إضايف‪ُ ،‬تسمى امللفات اليت حتتوي على معلومات حول فرد و‪/‬أو مستجيب‪/‬مستجيبني باألرقام‪ ،‬وال حتمل اسم‬ ‫الفرد املعين‪ .‬ويُحتفظ بالقوائم اليت حتتوي على أمساء املستجيبني يف مكان منفصل عن امللفات ‪ .‬و يستحسن‬

‫االحتفاظ بنسخ عن امللفات وختزينها يف مكان مستقل وآمن ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬ ‫أوال ‪ :‬التحضري ‪:‬‬

‫إجراء املقابالت‬

‫‪-1‬اختيار املستجيبني ‪:‬‬

‫يف معظم أعمال التوثيق يف جمال حقوق اإلنسان‪ ،‬تكون إفادات الضحايا والشهود املباشرة املصدر الرئيس‬

‫واألبرز لألدلة‪.‬‬

‫فكل ما كان املستجيب أقرب إىل الواقعة موضوع البحث‪ ،‬كل ما ارتفعت قيمة أقواله ‪ ,‬لكن باإلضافة إىل‬ ‫الضحايا والشهود املباشرين‪ ،‬ينبغي على فرق التوثيق أن تسعى إىل توسيع نطاق مقابالهتا‪ ،‬فيشمل مثال‬

‫املنظمات أو اجلهات احلكومية املعنية باالستجابة النتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬وأفرادا من اجملتمع احمللي ليسوا‬

‫شهودا وال ضحايا‪.‬‬

‫بالتايل‪ ،‬ميكن االعتماد على هذا النوع من اإلفادات لتأكيد النتائج ‪.‬‬

‫يعترب اختيار نوع البحث من املسائل األساسية يف مشاريع توثيق حقوق اإلنسان وهناك نوعان ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬البحث الكمي‪ :‬يهدف إىل استخالص االستنتاجات من خالل عينة من السكان ميكن تعميم ما ينطبق‬

‫عليها على مجيع السكان‪.‬‬

‫ب‪ -‬البحث النوعي‪ :‬يهدف إىل تعميق فهم األبعاد املختلفة ملسألة أو ظاهرة اجتماعية معينة‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪76‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫حتدد أهداف املشروع املنهجية األنسب ؛ على سبيل املثال ‪:‬‬

‫إذا كان اهلدف من املشروع يقضي التحقق من مدى انتشار انتهاك معني حلقوق اإلنسان‪ ،‬يكون البحث الكمي‬

‫هو األنسب‪.‬‬

‫بينما إذا كان اهلدف من املشروع فهم األسباب املؤدية إىل انتهاك معني حلقوق اإلنسان وردود الفعل املرتتبة عنه‬

‫‪ ،‬تكون املنهجية النوعية اليت تنطوي على التواصل مع أفراد ذوي خلفيات ووجهات نظر متنوعة أكثر مالءمة‪.‬‬

‫من ناحية أخرى يعتمد عدد كبري من املشاريع مزجيا من املنهجيتني الكمية والنوعية ؛ على سبيل املثال ‪:‬‬

‫قد ينطوي توثيق انتهاكات حقوق اإلنسان يف أوساط الالجئني والنازحني على أخذ عينات كمية هبدف‬

‫تعميم النتائج على السكان كلهم باإلضافة إىل حبث نوعي هبدف اكتساب فهم شامل لكيفية وقوع االنتهاكات‬

‫واألسباب املؤدية هلا‪.‬‬

‫االستجواب الكمي والنوعي‬

‫من املرجح أن يكون االستجوابان النوعي والكمي ضروريني يف املقابالت كما هو مبني أدناه ‪:‬‬

‫س‪ :‬ملاذا تركت احلي الذي كنت تعيش فيه؟ (نوعي)‬

‫ج‪ :‬بسبب القصف املتكرر (كمي ونوعي )‬

‫قد ال يتضح النمط املنهجي ألنواع أخرى من االنتهاكات‪ ،‬مثل ترهيب السكان املدنيني يف إطار تكتيك‬

‫عسكري‪ ،‬إال بعد إجراء سلسلة من املقابالت اليت تستخدم أساليب االستجواب النوعي‪ .‬ويف هذه املرحلة‪،‬‬ ‫يتم تسجيل هذه االنتهاكات ومعاجلتها باعتبارها بيانات كمية ‪.‬‬

‫تتفاعل منهجية البحث أيضا مع البيئة اليت تعمل فيها املنظمة ؛ ففي خميمات الالجئني مثال ‪ ،‬قد يضطر‬

‫املكلفون بإجراء املقابالت‪ ،‬بداعي القيود األمنية املفروضة‪ ،‬إىل انتظار من يبادر بالتقرب منهم للتحدث إليهم‬

‫عن جتربته‪.‬‬

‫يف هذه احلالة‪ ،‬يصعب أخذ العينات عشوائيا‪ ،‬ويصبح على فريق التوثيق التأكد من السبب الذي دفع‬

‫املستجيب إىل االقرتاب منهم والتحدث إليهم‪ ،‬والنتائج احملتملة لذلك على مصداقيته وموثوقية املعلومات اليت‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪77‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫يدليها‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬تعرتض عملية توثيق بعض انتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬كاالعتداء اجلنسي مثال ‪ ،‬نقصا يف‬

‫اإلبالغ بسبب مشاعر العار أو اخلوف الناجتة عن هذه التجربة‪ .‬يف هذه احلالة‪ ،‬يتوجب على فريق التوثيق تقويم‬

‫مدى إمكانية الوصول إىل الضحايا وكيفية الوصول إليهم‪.‬‬

‫تربز هنا أمهية التنسيق مع سائر املنظمات املعنية حبقوق اإلنسان والقادرة على تزويد الفريق باملعلومات املفيدة‬

‫لتحديد املستجيبني احملتملني بغض النظر عن نوع املنهجية اليت يعتمدها املشروع ‪.‬‬

‫من الضروري أن تعكس استنتاجات البحث بشفافية ماهية احلدود العملية اليت اعرتضت تطبيق هذه‬

‫املنهجية ‪.‬‬

‫‪ - 2‬تصميم بروتوكول للمقابالت‬

‫ينطوي بروتوكول املقابلة على مبادئ توجيهية شاملة ُتوجه الشخص الذي جيري املقابلة‪ .‬ويشدد الربوتوكول‬ ‫املذكور أيضا على احرتام املبادئ الرئيسة بعد تعديلها بقدر ما يتناسب مع السياق احمللي ‪.‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬يوضح بروتوكول املقابلة شروط هذه املقابلة اليت يتوىل الشخص الذي جيري املقابلة مهمة إطالع‬

‫املستجيب عليها‪.‬‬

‫على سبيل املثال تبدأ املقابلة مبقدمة توضح بدقة األمور التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬هدف املقابلة‪ ،‬وكيفية استخدام املعلومات الناجتة عنها‪ ،‬مبا يف ذلك مدة االحتفاظ هبذه املعلومات ‪.‬‬

‫ب‪ -‬التعريف بالشخص الذي جيري املقابلة ( أي امسه وشرح عام جملال )‪.‬‬

‫ج ‪ -‬التأكيد بوضوح على استقاللية ونزاهة وحياد املنظمة القيمة على املشروع وعدم انتمائها إىل أي حزب‬

‫متورط يف الصراع ‪.‬‬

‫مواعيد املقابالت‪ :‬ينص بروتوكول املقابلة على وجوب تقدير فرق التوثيق للوقت الذي تستغرقه كل مقابلة‪ .‬فإذا‬ ‫توقع الفريق أن تتعدى املقابلة الساعة‪ ،‬يكون من احلكمة ختصيص بعض الوقت السرتاحة قصرية‪.‬‬

‫لذلك احرص دائما على املباعدة بني املواعيد املتتالية حتسبا للمقابالت اليت تطول بشكل غري متوقع‪ ،‬وللوقت‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪78‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الذي حتتاجه لالنتقال من مقابلة إىل أخرى أو من منطقة إىل أخرى‪.‬‬

‫‪ -3‬صياغة األسئلة ‪:‬‬

‫تكون أسئلة املقابالت مصممة بشكل يسمح باحلصول على معلومات كفيلة بإعطاء صورة أوسع للسياق الذي‬ ‫يُزعم وقوع انتهاكات حقوق اإلنسان فيه‪ .‬تصاغ األسئلة على حنو يسمح مبا يلي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬حتديد طبيعة االنتهاكات ودرجتها‪ :‬مبا يف ذلك احلصول على تفاصيل حمددة بشأن مرتكيب االنتهاك ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬وصف العدد من األسلحة اليت مت استخدامها خالل النزاع‪ ،‬وذلك هبدف مساعدة فرق التوثيق على التع‬

‫رف إىل هذه األسلحة من خالل األدلة اجملموعة‪.‬‬

‫ج ‪ -‬معرفة األسباب احملتملة‪ ،‬مبا يف ذلك األسباب البنيوية كالقوانني واملمارسات الثقافية ‪.‬‬

‫د ‪ -‬فهم نتائج االنتهاك أو األذى الناجم عنه ‪.‬‬

‫هـ احلصول على معلومات كمية‪ ،‬كعدد األشخاص الذين تأثروا باالنتهاك مثال ‪ ،‬وعدد الذكور منهم واإلناث‪،‬‬

‫وأعدادهم حبسب السن‪ ،‬اخل ‪.‬‬

‫و ‪ -‬فهم نوع اإلنصاف الذي يسعى إليه املستجيبون من ضحايا انتهاكات حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫عند ترتيب أسئلة املقابلة‪ ،‬احرص دائما على أن تبدأ املقابلة بطرح سؤال‬

‫مفتوح يسمح للمستجيب بسرد ما شهده بطريقته اخلاصة وبالوقت الذي حيتاجه لذلك عند إجراء املقابالت مع‬ ‫الالجئني أو املشردين داخليا‪ ،‬ميكن البدء بالسؤال حول سبب فرار اجمليب من منزله‪ ،‬فانطالقا من هذا السؤال‬

‫يصل اجمليب تلقائيا إىل التحدث عن انتهاكات حقوق اإلنسان اليت شهدها‪.‬‬

‫بشكل عام جيب أن تكون األسئلة مفتوحة وغري تلقينية أو استدراجية كما جيب طرح األسئلة األكثر أمهية‬ ‫يف بداية املقابلة‪ .‬ونوصي مبعاجلة املواضيع األقل جدال وحساسية أو ال ثم التطرق تدرجييا بعد أن يبدي‬

‫املستجيب ارتياحا أكرب إىل تلك األكثر جدال وحساسية‪.‬‬

‫من املفيد أيضا استخدام اخلرائط أو السماح للمستجيب باالستعانة بالرسم لتسهيل الشرح‪.‬‬

‫يف هناية املقابلة‪ ،‬ال بد من ختصيص بعض الوقت للتفاصيل اليت قد يرغب املستجيب إضافتها على إجاباته‪،‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪79‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫او األسئلة اليت قد يرغب بطرحها على الشخص الذي جيري املقابلة‪ ،‬وألمساء األشخاص اإلضافيني الذين قد‬

‫يوصي‬

‫مبقابلتهم‪ .‬وحيرص الشخص الذي جيري املقابلة على طمأنة املستجيب جمددا بشأن سرية املقابلة ‪.‬‬

‫‪ -4‬سالمة األشخاص ‪:‬‬

‫تكون سالمة شخص املستجيبني وفريق التوثيق أولوية عند اختاذ قرار إجراء املقابلة مع املستجيب أو عدمها‪.‬‬

‫وينبغي تقييم املخاطر األمنية يف مجيع مراحل عملية التوثيق‪ ،‬أي منذ االتصال األول باملستجيب إىل حني إجراء‬ ‫املقابلة‪ ،‬وحتى يف فرتة ما بعد املقابلة عند إجراء أي اتصال ملتابعة القضية مع املستجيب‪.‬‬

‫يتأثر مستوى اخلطر على املستجيب مبجموعة من العوامل‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مكان تواجد املستجيب وهويته ‪.‬‬

‫ب‪ -‬موارد احلماية الذاتية املتوفرة للمستجيب ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬التهديدات أو حماوالت الرتهيب اليت يتعرض هلا املستجيب‪ ،‬وتلك اليت تعرض هلا يف السابق ‪.‬‬

‫د‪ -‬البيئة األمنية السائدة ‪.‬‬

‫ـ وخيتلف مستوى اخلطر أيضا حبسب قدرة فريق التوثيق على توفري احلماية للمستجيب‪.‬‬

‫ـ من الضروري األخذ برأي املستجيب املعين حيال املخاطر احملتملة عند تقييم مستوى اخلطر ‪.‬‬ ‫ـ تكون التدابري اليت على فريق التوثيق اختاذها خاصة جدا بالسياق األمين املستهدف‪.‬‬

‫كقاعدة عامة‪ ،‬يوصى باعتماد احلذر الشديد‪ .‬ونعين بذلك بذل كل اجلهود املمكنة للتخفيف قدر اإلمكان من‬

‫لفت االنتباه إىل األفراد الضحايا والشهود ومصادر املعلومات‪ ،‬وغريهم من األشخاص املتعاونني مع فريق التوثيق‬

‫‪.‬‬

‫أما بالنسبة إىل أعضاء فرق التوثيق‪ ،‬فتشمل تدابري محاية سالمة شخصهم التواصل الدائم يف ما بينهم ومحل‬

‫اهلاتف اخلليوي خالل التنقل‪ ،‬والتوجه إىل املقابالت ضمن جمموعات مؤلفة من شخصني أو أكثر ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إجراء املقابلة ‪:‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪80‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫‪1‬ـ املكان ‪:‬‬

‫تعترب سالمة شخص املستجيب العامل األول واألساسي يف حتديد مكان املقابلة‪.‬‬

‫ينبغي إجراء املقابالت على انفراد حيثما كان ذلك ممكنا‪ ،‬ويف مكان آمن وحمايد‪ ،‬كاملدارس أو املراكز‬

‫االجتماعية حيث يقل خطر لفت االنتباه إىل املستجيب أو مراقبته‪.‬‬

‫يف أفضل احلاالت‪ ،‬يسمح للمستجيب باختيار زمان ومكان املقابلة‪.‬‬

‫‪2‬ـ توثيق املقابلة‬

‫هناك عدة خيارات لتسجيل املقابلة أو توثيقها‪ ،‬مبا يف ذلك تدوين جمريات املقابلة باليد‪ ،‬أو تسجيل الصوت‬

‫أو التصوير بالفيديو‪ .‬و يعتمد اختيار أسلوب التوثيق األفضل ملشروع معني على حتقيق التوازن بني عوامل كثرية‬ ‫نذكر منها الدقة والفعالية يف حفظ أقوال املستجيب و الناحية العملية اليت ختتلف حبسب املوارد املتاحة‬

‫للمؤسسة القائمة بالبحث‪ ،‬وضمان السرية‪.‬‬

‫قد يبدي الشهود املباشرون النتهاكات حقوق اإلنسان يف سوريا بشكل خاص ترددا حيال تسجيل صوهتم‬

‫وحفظ هويتهم‪ ،‬لذلك يُعترب تدوين املالحظات خطيا يف هذه احلالة أسلوب التوثيق األكثر قبوال‪ .‬فتدوين‬

‫املالحظات خبط‬

‫اليد ال يثري قلق املستجيبني بقدر ما يثريه التسجيل الرقمي‪ ،‬كما يسهل استعانتهم بالرسوم البيانية أو اخلرائط اليت‬

‫توضح أقواهلم‪.‬‬

‫باإلضافة إىل كل ما سبق‪ ،‬يسمح التسجيل على الورق بضمان سرية أكرب واحلد من املخاوف األمنية‪.‬‬

‫قد يستحيل تدوين مجيع املعلومات أثناء املقابلة‪ ،‬لكن ميكن حل هذه املسألة بتشكيل فرق توثيق من شخصني‪،‬‬ ‫فيقوم األول بتوجيه األسئلة بينما يتوىل الثاني تدوين األقوال‪ .‬لكن يفضل املشاركون بشكل عام التحدث إىل‬

‫شخص واحد فقط‪.‬‬

‫ميكن أيضا استخدام مناذج موحدة لتعبئة املعلومات‪( .‬االستمارات) و تكون النماذج املوحدة مفيدة لضمان‬

‫االتساق بني املقابالت ومجع املعلومات الكمية ‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪81‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫‪3‬ـ خالل املقابلة ‪:‬‬

‫أ‪ -‬األساليب األساسية‬

‫غالبا ما يعاني األشخاص الذين تعرضوا النتهاكات حقوق اإلنسان او الالجئون النازحون من إجهاد نفسي‬

‫شديد‪ .‬قد يشعروا أيضا بالريبة وبفقدان السيطرة‪ .‬لذلك‪ ،‬على موظفي حقوق اإلنسان أن يتعاطفوا مع هذه‬

‫املشاعر وأن يراعوا الواقع الذي يعيشه هؤالء جمردين من أي موارد وبعيدين عن منازهلم ورمبا عن أسرهم‪.‬‬

‫على األشخاص الذين جيرون املقابلة أن ينتبهوا أيضا إىل هلجتهم ونربة صوهتم أثناء التفاعل مع املستجيبني‪ ،‬كما‬

‫عليهم أن حيافظوا على التواصل بالعينني معهم خالل املقابلة‪.‬‬

‫قد يركز املستجيبون على األسباب االقتصادية اليت دفعتهم إىل اهلروب ويغفلوا ذكر انتهاكات حقوق اإلنسان اليت‬

‫تعرضوا هلا‪.‬‬

‫يف كل األحوال‪ ،‬يسمح األشخاص الذين جيرون املقابلة للمستجيبني بالتكلم حبرية حول هذه املواضيع ومن ثم‬

‫حياولوا إعادة الرتكيز على موضوع املقابلة‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ما سبق‪ ،‬ال بد من طمأنة املستجيب بتذكريه بإمكانية االنسحاب من املقابلة يف أي وقت‪ ،‬وبأنه‬

‫ليس جمربا على إجابة األسئلة اليت ال يرغب باإلجابة عليها‪.‬‬

‫يف املقابل‪ ،‬على الشخص الذي جيري املقابلة أن يتمتع حبسن التقدير لكي يرتأي عدم طرح سؤال مع ين‪ ،‬أو عدم‬ ‫متابعة طرحه‪ ،‬عندما يتضح له أن السؤال قد يتسبب باملزيد من الضغط على املستجيب‪ .‬كما عليه أن حيسن‬

‫تقدير الوقت املالئم إلهناء املقابلة حرصا على مصلحة املستجيب أو مصلحته ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬التحقق من الوقائع وتسلسلها الزمين‬

‫جتدر اإلشارة إىل أن املستجيبني قد يبالغوا أو يتظاهروا بضغط شديد لإلحياء بوضع معني‪ ،‬ال سيما إذا كانوا‬

‫حياولون تربير قرارهم بالفرار من وطنهم‪.‬‬

‫هذا ال يعين أن قصتهم غري صحيحة‪ ،‬بل أهنا حتتوي على بعض عناصر املبالغة‪.‬‬

‫قد يلجأ املستجيب أيضا إىل تكرار قصص مسعها أو شاهدها يف وسائل اإلعالم من دون أن يكون قد شهد‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪82‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫يف الواقع على أحداث هذه القصص‪.‬‬

‫و ألن التحقق من أقوال الالجئني صعب بسبب تعذر زيارة وطنهم ملعاينة موقع القصة اليت يسردوهنا‪ ،‬ميكنك أن‬

‫تطلب منهم‪ ،‬بكل احرتام‪ ،‬املزيد من التوضيح حيث تبدو وقائع القصة غري متناسقة أو متناقضة‪.‬‬

‫على سبيل املثال‪ ،‬ميكنك طرح أسئلة حمددة حول املسافة اليت كانت‬

‫تفصل بني املستجيب واجلاني أو الضحية مثال أو حول شكل الضحايا أو اجلناة للحصول على إجابات أكثر‬

‫دقة ‪.‬‬

‫حاول أن ترتب األحداث يف تسلسلها الزمين الصحيح عرب طرح األسئلة نفسها بطرق خمتلفة ‪ ,‬هبذه الطريقة‬

‫تضمن دقة املعلومات‪.‬‬

‫على الشخص الذي جيري املقابلة أن حياول امتحان دقة القصة اليت يسردها املستجيب ومتاسكها من دون‬

‫التعرض بشكل مباشر ملصداقيته‪.‬‬

‫ج‪ -‬تسجيل األعراض اجلسدية والنفسية‬

‫قد يرغب األشخاص الذين جيرون املقابلة بتسجيل األعراض اجلسدية أو النفسية اليت يالحظوهنا لدى‬

‫املستجيب خالل املقابلة أو خالل فحص طيب مستقل‪.‬‬

‫لذلك جيوز حيثما أمكن ذلك‪ ،‬االستعانة بطبيب لتقييم هذه األعراض أثناء املقابلة‪ .‬أو جيوز الشخص الذي‬

‫جيري املقابلة أيضا أن يراقب املستجيب بعناية خالل املقابلة وأن يسجل أي تفاصيل مفيدة لكي يعرضها يف‬ ‫وقت الحق على األطباء لتقييمها‪ .‬إذا مت التقاط صور فوتوغرافية هلذا الغرض و ينبغي احلرص على عدم‬

‫الكشف عن هوية الفرد يف هذه الصور عرب حذف املالمح املميزة اليت تفضح هويته ‪.‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬جيب تسجيل أي إصابة واضحة لدى املستجيب من تورم أو كدمات أو جروح أو خدوش أو‬

‫حروق‪ .‬ويف هذه احلالة‪ ،‬حياول األشخاص الذين جيرون املقابلة حتديد موقع اإلصابة وحجمها وشكلها ولوهنا‬

‫ونوعها‪.‬‬

‫قد تفيد اإلشارة إىل اإلصابات على رسم ختطيطي للجسم‪ .‬أما حجم اإلصابة‪ ،‬فيمكن حتديده مبقارنته مع‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪83‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫حجم شيء آخر معروف‪ .‬على ضوء هذه التدابري‪ ،‬ومبساعدة طبيب‪ ،‬ليتسنى للشخص الذي جيري املقابلة‬ ‫معرفة ما إذا كانت األعراض املسجلة لدى اجمليب تتسق مع حادثة سوء املعاملة اليت يزعم التعرض هلا ‪.‬‬

‫قد يعاني األشخاص الذين تعرضوا للتعذيب من اضطراب ما بعد الصدمة وصعوبات عاطفية أو نفسية‬

‫أخرى‪ ،‬مبا يف ذلك ضعف الذاكرة‪ ،‬والقلق‪ ،‬والرهاب‪ .‬فإذا أ رى الشخص الذي جيري املقابلة أن املستجيب‬

‫يواجه صعوبة يف تذكر جتاربه أو وصفها‪ ،‬يصبح من الضروري االعتماد على مصادر أخرى للمعلومات‪،‬‬

‫كأقارب املستجيب أو أصدقائه مثال‪ ،‬ملعرفة تاريخ املستجيب وفهمه‪ .‬وتكون املشورة الطبية مفيدة يف هذه‬

‫احلالة أيضا‪.‬‬

‫د ‪ -‬مقابلة الناجني من العنف اجلنسي‬

‫بسبب وصمة العار االجتماعية املرتبطة باالغتصاب أو العنف اجلنسي يف العديد من اجملتمعات‪ ،‬قد يرتدد‬

‫املستجيبون ممن تعرضوا هلذا النوع من العنف بشكل خاص بشأن الكالم عن جتربتهم‪ .‬يف هذه احلالة‪ ،‬ينبغي‬

‫بذل جهد إضايف لتهيئة جو يساعد هذه الفئة من املستجيبني على سرد وقائع االعتداء خالل املقابالت‪ ،‬كما‬ ‫جيب توطيد العالقة معهم وطمأنتهم بشأن سرية املقابلة‪ .‬وعندما يصبح الشخص الذي جيري املقابلة قادرا‬

‫على فهم الوقائع األساسية حلادثة سوء املعاملة أو العنف ( ماذا حدث ومتى وأين ومن الذي كان مسؤوال‪ ،‬وما‬

‫إذا كان هناك من شهود)‬

‫يف هذا السياق‪ ،‬تتوىل النساء يف فريق التوثيق مقابلة املستجيبات‪ .‬وهناك بعض التوجيهات لألشخاص الذين‬

‫جيرون املقابلة ‪:‬‬

‫‪ -1‬مقابلة امرأة واحدة فقط يف كل أسرة ‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم طرح أسئلة حول موضوع العنف اجلنسي على رجل ينتمي إىل أسرة أو مجاعة سبق أن سألت‬ ‫النساء فيها حول هذا املوضوع ‪.‬‬

‫‪ -3‬حتضري بعض األسئلة املتفرقة حول مواضيع أقل حساسية الستعماهلا إذا دخل آخرون‪ ،‬مبن فيهم أطفال‪،‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪84‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫إىل مكان املقابلة أثناء إجرائها‪.‬‬

‫هـ ‪-‬إجراء املقابالت مع أشخاص تعرضوا لصدمة نفسية‪:‬‬

‫قد يعطي األشخاص عند تذكرهم وسردهم للحوادث املؤملة اليت تعرضوا هلا انطباعا بعدم املصداقية ألهنم‬

‫يواجهون صعوبة يف استعادة أجزاء من جتربتهم‪ ،‬أو ختتلط عليهم التفاصيل او األوقات واألماكن‪ ،‬فيضيفوا هذه‬ ‫التفاصيل حسب ورودها إىل ذهنهم‪ ،‬أو كل ما ازدادت ثقتهم بالشخص الذي يج ري املقابلة ؛هلذا السبب‬

‫ينبغي ‪:‬‬

‫‪ -‬منح هؤالء فرصة لتوضيح إجاباهتم‪ ،‬السيما فيما يتعلق بالتفاصيل األساسية كالتواريخ واألوقات واألمساء‪.‬‬

‫‪ -‬يف املقابل‪ ،‬حيرص األشخاص الذين جيرون املقابلة على عدم التعبري عن الشك أو عدم الثقة أو التعايل‪ .‬فإذا‬

‫اضطرب املستجيب أو انفعل خالل املقابلة‪ ،‬غري املوضوع وحاول العودة إليه يف وقت الحق‪.‬‬

‫ـ ال تضغط على املستجيب‪ ،‬بل احرتمه وتعاطف مع التجارب اليت مر هبا‪.‬‬

‫ـ كن صبورا وامسح للمستجيب بالتعبري عن نفسه‪.‬‬

‫ـ اطلب اسرتاحة إذا الحظت أن املستجيب أصبح متعبا أو شديد التأثر ‪.‬‬

‫على األشخاص الذين جيرون املقبلة أن يكونوا مستعدين ملا قد ينتج عن مناقشة الصدمات املاضية كالتعذيب‬

‫مثال ألهنا تؤدي أحيانا إىل استعادة حالة الصدمة‪.‬‬

‫حتصل استعادة حالة الصدمة عندما خيترب الشخص جمددا حالة صدمة عاشها يف املاضي‪ .‬ال ميكن جتنب‬

‫هذه النتيجة يف مجيع احلاالت‪ ،‬لكن ميكن تقليص اخلطر باختاذ اخلطوات اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬ضبط سرعة املقابلة لتجنب إرهاق املستجيب ‪.‬‬

‫‪ -2‬االعرتاف واإلقرار بصعوبة تذكر األحداث املؤملة بطريقة حمرتمة ومن دون تعايل ‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلصغاء إىل ما يقوله املستجيب‪ ،‬وتشجيعه على التحدث عن جتاربه ‪.‬‬

‫‪ -4‬جتنب تصنيف سلوك املستجيب‪ ،‬أو وضع االفرتاضات أو األحكام حول سلوكه‪.‬‬

‫جتدر اإلشارة هنا إىل أن مواقف الشخص الذي جيري املقابلة ال تظهر فقط من خالل كلماته بل أيضا من خالل‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪85‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫لغة جسده ‪.‬‬

‫‪ -5‬تدريب األشخاص الذين جيرون املقابلة على السيطرة على انفعاالهتم العاطفية اخلاصة حيال جتربة‬

‫املستجيبني‪ ،‬أو التوضيح‪ ،‬عند االقتضاء خالل املقابلة‪ ،‬بأن الواقعة حبد ذاهتا‪ ،‬وليس املستجيب‪ ،‬هي األمر‬

‫الذي يشعرهم بعدم الراحة ‪.‬‬

‫‪ -6‬عدم جواز معانقة املستجيب أو ملسه‪ .‬فبالرغم من وجوب التعاطف مع املستجيب‪ ،‬على األشخاص‬ ‫الذين جيرون املقابلة االنتباه إىل أن مهامهم ال تشمل تقديم املشورة للمستجيبني أو معاجلتهم‪.‬‬

‫‪ -4‬بعد املقابلة ‪:‬‬

‫بعد املقابلة‪ ،‬يعدُّ الشخص الذي جيري القابلة تقريرا كامال للمقابلة يف أقرب وقت ممكن‪ ،‬ومن املستحسن أن يتم‬

‫ذلك يف غضون أربع وعشرين ساعة من املقابلة‪.‬‬

‫إلعداد التقرير يقتضي العودة إىل الئحة املسائل اليت مت حتضري األسئلة يف األساس ملعاجلتها هبدف ربط‬ ‫املعلومات اليت مت احلصول عليها أثناء املقابلة هبذه املسائل‪.‬‬

‫وعند تقييم دقة املعلومات اليت مت احلصول عليها أثناء املقابلة‪ ،‬يعطي الشخص الذي أجرى املقابلة رأيه بشأن‬

‫سلوك الشاهد ومصداقيته بشكل عام‪ ،‬مع األخذ باالعتبار أن طبيعة القضايا اليت متت مناقشتها واالختالفات‬

‫الثقافية قد تتسبب بصعوبة يف التواصل بالنسبة إىل املستجيب‪.‬‬

‫إضافة إىل ذلك‪ ،‬قد متنع الصدمات النفسية والثقافة املستجيب من أن يكون حازما أو واضحا يف أقواله‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬ال بد من االنتباه الشديد إىل تأثري سلوك املستجيب على مصداقيته‪.‬‬

‫إذا كان الشخص الذي جيري املقابلة ال يصدق أقوال املستجيب‪ ،‬وجب عليه شرح السبب ولو مل يكن عدم‬

‫االقتناع مبصداقية املستجيبني أمرا غري مألوف‪ .‬حتى أنه قد يكون من الضروري يف بعض احلاالت نبذ جزء من‬

‫املقابلة أو كلها‪.‬‬

‫لكن قبل أن حيدث هذا‪ ،‬ختضع كل مقابلة لعملية مراجعة داخلية بناء على مالحظات فريق التوثيق حملاولة‬ ‫التوصل إىل توافق يف اآلراء داخل الفريق حول ما إذا كان جيب نبذ أي جزء من املقابلة ‪.‬‬


‫‪86‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل الثالث‬ ‫مجع األدلة‬

‫يف سياق إجراء املقابالت‪ ،‬قد جيد فريق التوثيق أنه بإمكانه مجع األدلة إما من موقع املقابلة أو من خالل التعاون‬ ‫مع املؤسسات املناسبة‪ ،‬كالسجون أو املستشفيات‪ ،‬اليت تساعد على إثبات قيام انتهاكات حقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫األدلة األكثر قيمة هي األدلة األولية أو املباشرة‪ ،‬واليت‪ ،‬إذا كانت صحيحة‪ ،‬تؤكد احلدث أو الواقعة موضوع‬ ‫البحث‪ .‬وتعترب أقوال الشهود والضحايا اليت يتم تسجيلها يف مقابلة شكل من أشكال األدلة املباشرة ‪.‬‬

‫أما األدلة غري املباشرة‪ ،‬واليت متيل لتأكيد وقوع احلدث‪ ،‬فهي أيضا تشكل نوعا مهما من األدلة‪.‬‬

‫قد تثبت األدلة غري املباشرة األقوال املسجلة خالل املقابالت‪ ،‬ونذكر منها السجالت الطبية اليت تؤكد األقوال‬

‫املرتبطة بتعرض الشخص ملعاملة سيئة‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬قد تؤدي األدلة غري املباشرة إىل استنتاج يؤكد‬

‫احلدث‪ ،‬مثل‪ ،‬فوارغ الرصاص أو شظايا قنبلة عثر عليها بالقرب من منزل الضحية ‪.‬‬

‫وتشمل أشكال أخرى من األدلة غري املباشرة حماضر احملاكم وسجالت الشرطة او السجون‪ ،‬والصور‬

‫الفوتوغرافية فضال عن التقارير اليت تنش رها وسائل اإلعالم أو منظمات أخرى واليت قد تكون مفيدة أيضا ‪,‬‬ ‫ويف كل األحوال‪ ،‬ختضع مصداقية املصادر الثانوية وحيادها إىل تقييم دقيق عند مجع الوثائق ‪.‬‬

‫أطلب الوثيقة األصلية حيثما أمكن على سبيل املثال ‪:‬‬

‫عند طلب حماضر احملكمة‪ ،‬يُستحسن احلصول على الوثيقة األصلية بدال من النسخة‪.‬‬

‫إذا كان فريق التوثيق خيطط لزيارة موقع معني جلمع األدلة‪ ،‬يستعني خبرباء خمتصني إذا دعت احلاجة ألي خربة‬

‫خاصة لتقييم املوقع‪ ،‬كعلم األدلة اجلنائية مثال‪.‬‬

‫عمو ما‪ ،‬حيرص فريق التوثيق على عدم تعكري صفو املواقع اليت قد تكون مصدرا لألدلة‪ ،‬وعدم لفت االنتباه‬ ‫غري املرغوب إليها‪ ،‬بل يعمل على تسجيل مالحظاته مبا فيها املخططات أو اخلرائط حبذر وموضوعية ‪.‬‬

‫ـ أدوات التسجيل الصوتي والبصري ‪:‬‬

‫ميكن استخدام آالت تسجيل الصوت والصورة أو الكامريات لتوثيق أدلة انتهاكات حقوق اإلنسان اليت ال تنطوي‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪87‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫على شهادات أشخاص‪ .‬وبالرغم من أن هذه األدوات تقدم بعض املزايا‪ ،‬كاألثر الفوري لألصوات والصور‬

‫والسرعة والسهولة النسبية يف توزيع املعلومات الرقمية‪ ،‬يبقى هذا الشكل من التوثيق حمفوفا مبخاطر كبرية من‬

‫حيث السرية واألمن ؛ لذلك تستخدم التسجيالت الصوتية والبصرية حصرا عندما يكون احرتام مبدأ ال‬

‫حتدث أي ضرر ممكنا‪.‬‬

‫استخدام التسجيل الصوتي والبصري عند مجع شهادات األشخاص‪ .‬وينحصر استخدام هذا التسجيل جبمع‬ ‫األدلة غري املباشرة فقط‪ .‬و ال جيوز تصوير األفراد فوتوغرافيا أو بالفيديو‪ ،‬فقد يؤدي ذلك إىل استيائهم‪.‬‬

‫أما يف احلاالت النادرة اليت يتم فيها تسجيل شهادة بواسطة إحدى األدوات املذكورة‪ ،‬فيجب بذل مجيع اجلهود‬

‫املمكنة إلخفاء هوية الشاهد وتسمية التسجيل بشكل ال يفصح عن امسه‪.‬‬

‫إذا كان فريق التوثيق أكيدا من إمكانية التصوير من دون تعريض أمن املستجيبني للخطر‪ ،‬يتخذ اخلطوات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬استخدم أجهزة مناسبة‪ :‬أي مثال‪ ،‬كامريا صغرية وعاكسة للنور و ال تصدر الكامريات أصوات عند‬ ‫استخدامها ‪.‬‬

‫‪ -2‬استخدام الكامريا من دون احلاجة إىل النظر عرب العدسة ‪.‬‬

‫‪ -3‬التقاط أكثر من صورة واحدة لكل فرد‪.‬‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬ختزين األدلة‬

‫أوال ‪ :‬األدلة اليت تنطوي على شهادات األشخاص ‪:‬‬

‫ختزين األدلة على حنو آمن ومأمون ضمانة أساسية لفعالية توثيق حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬األدلة املادية وسلسلة املسؤولية‬

‫أما األدلة املادية اليت جيمعها فريق التوثيق‪ ،‬من مستندات أو أشياء‪ ،‬فيجب ختزينها وتصنيفها بطريقة حتافظ‬

‫على وضوح «سلسلة املسؤولية» اخلاصة هبا‪.‬‬

‫سلسلة املسؤولية هي كناية عن سجل تدون فيه أمساء مجيع األشخاص‬

‫الذين تناقلوا حيازة الدليل‪ .‬قد تعتمد احملكمة على هذا السجل للتأكد من أن الدليل مل يتم العبث به بطريقة‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪88‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫غري سليمة ومل يتعرض للتعديل أو التخريب منذ سحبه من مسرح اجلرمية ؛ ويعترب احلفاظ على سلسلة مسؤولية‬ ‫حمدودة وسيلة فعالة حلماية سرية األدلة ‪ .‬ينص سجل سلسلة املسؤولية بوضوح على املعلومات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬وصف الغرض الدليل ‪.‬‬

‫‪ -2‬هوية الشخص الذي سحب الدليل ‪.‬‬

‫‪ -3‬يف أي تاريخ وزمان مت سحب الدليل ‪.‬‬ ‫‪ -4‬املوقع الذي وجد فيه الدليل‪.‬‬

‫يف كل مرة ينتقل الدليل إىل عهدة شخص جديد‪ ،‬يتم حتديث سجل املسؤولية اخلاص به‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬ ‫ختزين األدلة‬

‫أوال ‪ :‬األدلة اليت تنطوي على شهادات األشخاص ‪ :‬ختزين األدلة على حنو آمن ومأمون ضمانة أساسية لفعالية‬

‫توثيق حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األدلة املادية وسلسلة املسؤولية‪ :‬أما األدلة املادية اليت جيمعها فريق التوثيق‪ ،‬من مستندات أو أشياء‪،‬‬

‫فيجب ختزينها وتصنيفها بطريقة حتافظ على وضوح «سلسلة املسؤولية» اخلاصة هبا‪ .‬سلسلة املسؤولية هي‬

‫كناية عن سجل تدون فيه أمساء مجيع األشخاص الذين تناقلوا حيازة الدليل‪ .‬قد تعتمد احملكمة على هذا‬

‫السجل للتأكد من أن الدليل مل يتم العبث به بطريقة غري سليمة ومل يتعرض للتعديل أو التخريب منذ سحبه من‬ ‫مسرح اجلرمية ؛ ويعترب احلفاظ على سلسلة مسؤولية حمدودة وسيلة فعالة حلماية سرية األدلة ‪.‬‬

‫ينص سجل سلسلة املسؤولية بوضوح على املعلومات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬وصف الغرض الدليل ‪ -2 .‬هوية الشخص الذي سحب الدليل ‪ -3.‬يف أي تاريخ وزمان مت سحب‬ ‫الدليل ‪ -4.‬املوقع الذي وجد فيه الدليل‪.‬‬

‫يف كل مرة ينتقل فيها الدليل إىل عهدة شخص جديد‪ ،‬يتم حتديث سجل املسؤولية اخلاص به‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪89‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الباب التاسع‬ ‫أنواع االنتهاكات‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪90‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫أوال ‪ :‬تعذيب من قبل جهة حكومية فهنا ما جيب إثباته هنا هو‪:‬‬

‫‪ -1‬التسبب بأمل ذهين أو جسدي شديد أو معاناة‬ ‫‪ -2‬موافقة سلطات الدولة ‪.‬‬

‫‪ -3‬حصول التعذيب لغرض معني مثل احلصول على املعلومات أو املعاقبة أو الرتهيب أو اإلذالل‪.‬‬ ‫‪-4‬يشمل التعذيب االغتصاب وغريه من أشكال العنف اجلنسي‪.‬‬

‫ويعترب التعذيب انتهاكا للقانون الدويل حلقوق انسان والقانون الدويل االنساني ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعذيب من قبل جهة غري حكومية و ما جيب إثباته هنا هو ‪:‬‬

‫‪ -1‬التسبب بأمل ذهين أو جسدي شديد أو معاناة‬ ‫‪ -2‬الضحية مل تشارك بعمليات عدائية ‪.‬‬

‫‪ -3‬حصول التعذيب لغرض معني مثل احلصول على املعلومات أو املعاقبة أو الرتهيب أو اإلذالل‪.‬‬ ‫‪-4‬يشمل التعذيب االغتصاب وغريه من أشكال العنف اجلنسي‪.‬‬

‫ويعترب التعذيب انتهاكا للقانون الدويل حلقوق انسان والقانون الدويل االنساني ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬سوء معاملة ال يصل إىل حد التعذيب(معاملة وحشية – ال انسانية – مهينة) وما جيب اثباته هنا هو‪:‬‬

‫‪ -1‬التعريض املتع مد ألمل ذهين أو جسدي شديد أو معاناة شديدة‪.‬‬ ‫‪-2‬موافقة سلطات الدولة أو إذعاهنا ‪.‬‬

‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل حلقوق انسان والقانون الدويل االنساني ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬اإلعدام خارج نطاق القانون أو بإجراءات موجزة أو اإلعدام التعسفي وما جيب إثباته هنا هو ‪:‬‬

‫‪ -1‬احلرمان من احلياة من دون حماكمة عادلة ‪.‬‬

‫‪-2‬نتيجة ألمر صادر عن الدولة أو بالتواطؤ مع الدولة ‪.‬‬

‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل حلقوق انسان والقانون الدويل االنساني ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬االعتقال التعسفي أو اخلارج عن نطاق القانون وما جيب إثباته هنا هو‪:‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪91‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫‪ -1‬االحتجاز مبوافقة الدولة يف سجن أو يف مركز اعتقال آخر‬

‫‪ -2‬ال يُعطى أي سبب العتقال‪ ،‬أو ال يسمح للمعتقل باملثول أمام ٍ‬ ‫قاض‬

‫‪ - 3‬ال يُحاكم املعتقل ضمن فرتة زمنية معقولة‪.‬‬

‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل حلقوق انسان ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أخذ الرهائن ما جيب إثباته هنا هو ‪:‬‬

‫‪-1‬حجز أو اعتقال شخص يف سياق النزاع املسلح‬

‫‪-2‬التهديد بقتل الرهائن أو إصابتهم‪ ،‬أو مواصلة احتجازهم إلجبار طرف ثالث على القيام بفعل ما أو االمتناع‬ ‫عن القيام به ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل االنساني ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬التجنيد القسري لألطفال وما جيب اثباته هنا هو‪:‬‬

‫يتم جتنيد طفل دون سن اخلامسة عشرة كجندي أو مقاتل من قبل القوات احلكومية أو املعارضة ‪.‬‬

‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل حلقوق انسان ‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬فرض القيود على حرية الرأي والفكر والدين وما جيب اثباته هنا هو‪:‬‬

‫اإلتيان بفعل أو إغفاله هبدف منع شخص من حرية اعتناق أو ممارسة أي دين أو معتقد خيتاره‪.‬‬ ‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل حلقوق انسان ‪.‬‬

‫تاسعا ‪ :‬السلب والنهب وما جيب اثباته هنا هو ‪:‬‬

‫سرقة القوات املسلحة ملمتلكات خاصة يف سياق نزاع مسلح‬ ‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل االنساني ‪.‬‬

‫عاشرا ‪ :‬التهجري القسري للسكان املدنيني وما جيب إثباته هنا هو‪:‬‬

‫نقل جمموعة من األشخاص قسرا أو طردهم من دون أساس قانوني من املنطقة اليت يتواجدون فيها بصفة‬

‫مشروعة باستثناء حاالت إجالء املدنيني لدواع عسكرية أو أمنية ملحة‪ ،‬ما دامت الظروف اليت تربر اإلخالء‬

‫قائمة‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪92‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل االنساني ‪.‬‬

‫أحد عشر ‪ :‬نشر الرعب بني املدنيني وما جيب اثباته هنا هو ‪:‬‬

‫‪ -1‬القصف العشوائي على نطاق واسع‪.‬‬

‫‪ -2‬االعتداء واالغتصاب وسوء املعاملة أو التعذيب ضد النساء واألطفال‪.‬‬

‫‪-3‬القتل اجلماعي ‪.‬‬

‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل االنساني ‪.‬‬

‫اثنا عشر ‪ :‬استخدام األسلحة العشوائية األثر بطبيعتها ( القنابل العنقودية – األسلحة احلارقة )‬

‫ما جيب اثباته هنا هو ‪:‬‬

‫‪ -1‬ال ميكن من خالهلا استهداف هدف عسكري حمدد دون غريه ‪.‬‬ ‫‪-3‬هلا آثار غري قابلة للحصر أو التحكم هبا ‪.‬‬ ‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل االنساني‬

‫ثالثة عشر ‪ :‬استخدام األسلحة الكيميائية ‪:‬‬

‫ُتعرف األسلحة الكيميائية عموما بأهنا ذخائر أو أجهزة تنشر املواد الكيميائية السامة هبدف التسبب باألذى‬ ‫أو القتل و تكون هذه األسلحة قابلة للنشر على شكل غازي أو سائل أو صلب‪ .‬مثل غاز السارين و غاز‬

‫اخلردل و عامل ‪VX‬‬

‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل االنساني ‪.‬‬

‫أربع عشر ‪ :‬استخدام الدروع البشرية وما جيب اثباته هنا هو ‪:‬‬

‫االستفادة من وجود املدنيني أو حتركهم لردع عمليات عسكرية ضد نقاط أو مناطق معينة‪.‬‬

‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل االنساني ‪.‬‬

‫مخس عشر ‪ :‬اهلجمات العسكرية اليت ال تفرق بني حماربني ومدنيني وما جيب اثباته هنا هو ‪:‬‬

‫‪-1‬هجمات عسكرية تستهدف السكان املدنيني واألفراد املدنيني ‪،‬أو املناطق اليت يسكنها املدنيون مثل‬


‫‪93‬‬

‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫املساجد والكنائس واملستشفيات‪ ،‬أو املدارس‪.‬‬

‫‪ -2‬حرمان فئات معينة من السكان عمدا من احلق يف احلصول على الغذاء واملاء والدواء‪ ،‬أو غريها من‬ ‫اخلدمات األساسية‪.‬‬

‫‪-4‬شن هجوم عسكري من دون اعتبار واجب تقليل الضرر على السكان املدنيني‬ ‫ويعترب ذلك انتهاكا للقانون الدويل االنساني ‪.‬‬

‫مصادر الدليل‬

‫‪-1‬دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان الصادر عن املنظمة السورية للعدالة واملساءلة‬ ‫‪-2‬دليل توثيق االنتهاكات الصادر عن مؤسسة حق الفلسطينية حلقوق االنسان‪.‬‬ ‫‪-3‬دليل املفوضية السامية لألمم املتحدة حلقوق االنسان‪.‬‬

‫‪-4‬دليل األخصائيني عن رصد حقوق االنسان وتوثيقها واملدافعة عنها الصادر عن منظمة أنصار حقوق‬ ‫االنسان‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪94‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفهرس‬

‫الباب األول ‪ :‬مصطلحات حقوق االنسان ‪........................‬ص ‪6-4‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬أهداف وغايات التوثيق ‪ ..........................‬ص ‪10-7‬‬

‫الباب الثالث ‪ :‬عناصر عملية التوثيق ‪ ...........................‬ص ‪30-11‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬املوثق ‪ ....................................‬ص ‪16-12‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬املعلومات اليت جيب البحث عنها ‪ .....................‬ص ‪17‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬مصادر املعلومات ‪ .............................‬ص ‪18‬‬

‫الفصل الرابع ‪:‬تقييم املعلومات ‪ ................................‬ص ‪24-19‬‬ ‫الفصل اخلامس‪ :‬التوثيق‪ ...................................‬ص ‪27-25‬‬

‫الفصل السادس مراحل عملية التوثيق ‪ ............................‬ص ‪30-28‬‬

‫الباب الرابع أشكال وأساليب التوثيق ‪ ............................‬ص ‪46-31‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬االستمارة ‪ ...................................‬ص‪32‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬اإلفادة ‪ .....................................‬ص‪37-33‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬الرصد واملراقبة ‪ ...............................‬ص ‪38-37‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬الوثائق الداعمة ‪ .................................‬ص‪38‬‬

‫الفصل اخلامس ‪ :‬التوثيق املرئي ‪ .................................‬ص ‪39‬‬

‫الفصل السادس ‪ :‬املقابلة ‪ ....................................‬ص ‪46-40‬‬

‫الباب اخلامس ‪ :‬مشاكل ومعيقات التوثيق ‪ ..........................‬ص ‪52-47‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬صعوبة الوصول إىل مكان احلدث (االنتهاك) ‪ ................‬ص ‪48‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬أمن وسالمة الباحث امليداني ‪ ........................‬ص ‪49‬‬

‫‪ ............................‬ص ‪52‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪95‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬معلومات متناقضة ومبالغة و إخفاء معلومات‪ .................‬ص ‪50-49‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬اخلوف من إعطاء معلومات ‪ ............................‬ص ‪50‬‬ ‫الفصل اخلامس ‪ :‬نقص يف مصادر املعلومات ‪ ...........................‬ص‪51‬‬

‫الفصل السادس ‪ :‬عدم قدرة الشاهد على التعبري ‪ ........................‬ص ‪52-51‬‬ ‫الفصل السابع ‪ :‬طبيعة األسئلة املوجهة إىل الشاهد أو الضحية‪ ..................‬ص ‪52‬‬

‫الباب السادس ‪ :‬التقارير ‪ .......................................‬ص ‪58-53‬‬

‫الباب السابع ‪ :‬محاية العاملني يف التوثيق وحفظ املعلومات وسريتها ‪ ................‬ص ‪65-59‬‬

‫الباب الثامن ‪ :‬منهجية التوثيق ‪ .....................................‬ص ‪84-66‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬اعداد بروتوكول التوثيق ‪ ................................‬ص ‪71-67‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬اجراء املقابالت ‪ ....................................‬ص ‪81-71‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬مجع األدلة ‪ .......................................‬ص ‪84-82‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬ختزين األدلة ‪ .......................................‬ص ‪84‬‬

‫الباب التاسع ‪ :‬أنواع االنتهاكات ‪ .....................................‬ص ‪89-85‬‬ ‫مراجع الدليل ‪ ..............................................‬ص ‪89‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪96‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫ملحق‬

‫االعالن العالمي لحقوق االنسان‬ ‫الديباجة‬ ‫لما كان االعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء األسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية‬ ‫الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسالم في العالم‪.‬‬ ‫ولما كان تناسي حقوق اإلنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير اإلنساني‪،‬‬ ‫وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر‬ ‫من الفزع والفاقة‪.‬‬ ‫ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق اإلنسان لكيال يضطر المرء آخر األمر‬ ‫إلى التمرد على االستبداد والظلم‪.‬‬ ‫ولما كان من الجوهري تعزيز تنمية العالقات الودية بين الدول‪،‬‬ ‫ولما كانت شعوب األمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق اإلنسان األساسية‬ ‫وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت أمرها على أن تدفع‬ ‫بالرقي االجتماعي قدما ً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح‪.‬‬ ‫ولما كانت الدول األعضاء قد تعهدت بالتعاون مع األمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة‬ ‫حقوق اإلنسان والحريات األساسية واحترامها‪.‬‬ ‫ولما كان لإلدراك العام لهذه الحقوق والحريات األهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد‪.‬‬ ‫فإن الجمعية العامة تنادي بهذا اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أنه المستوى المشترك‬ ‫الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب واألمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع‪ ،‬واضعين‬ ‫على الدوام هذا اإلعالن نصب أعينهم‪ ،‬إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق‬ ‫التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة‪ ،‬قومية وعالمية‪ ،‬لضمان االعتراف بها ومراعاتها‬ ‫بصورة عالمية فعالة بين الدول األعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها‪.‬‬ ‫المادة ‪:1‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق‪ ،‬وقد وهبوا عقال وضميرا وعليهم أن‬ ‫يعامل بعضهم بعضا ً بروح اإلخاء‪.‬‬ ‫المادة ‪:2‬‬ ‫لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا اإلعالن‪ ،‬دون أي تمييز‪،‬‬ ‫كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي‬ ‫آخر‪ ،‬أو األصل الوطني أو االجتماعي أو الثروة أو الميالد أو أي وضع آخر‪ ،‬دون أية تفرقة‬ ‫بين الرجال والنساء‪ .‬وفضال عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو‬ ‫القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقال‬ ‫أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة ألي قيد من القيود‪.‬‬ ‫المادة ‪.3‬‬ ‫لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسالمة شخصه‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪97‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسالمة شخصه‪.‬‬ ‫المادة ‪.4‬‬ ‫ال يجوز استرقاق أو استعباد أي شخص‪ ،‬ويحظر االسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعهما‪.‬‬ ‫المادة ‪.5‬‬ ‫ال يعرض أي إنسان للتعذيب وال للعقوبات أو المعامالت القاسية أو الوحشية أو الحاطة‬ ‫بالكرامة‪.‬‬ ‫المادة ‪.6‬‬ ‫لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية‪.‬‬ ‫المادة ‪.7‬‬ ‫كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة‪ ،‬كما‬ ‫أن لهم جميعا الحق في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا اإلعالن وضد أي تحريض على‬ ‫تمييز كهذا‪.‬‬ ‫المادة ‪.8‬‬ ‫لكل شخص الحق في أن يلجأ إلى المحاكم الوطنية إلنصافه عن أعمال فيها اعتداء على الحقوق‬ ‫األساسية التي يمنحها له القانون‪.‬‬ ‫المادة ‪.9‬‬ ‫ال يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا‪ً.‬‬ ‫المادة ‪.10‬‬ ‫لكل إنسان الحق‪ ،‬على قدم المساواة التامة مع اآلخرين‪ ،‬في أن تنظر قضيته أمام محكمة مستقلة‬ ‫نزيهة نظراً عادالً علنيا ً للفصل في حقوقه والتزاماته وأية تهمة جنائية توجه إليه‪.‬‬ ‫المادة ‪.11‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫( ‪ ) 1‬كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى أن تثبت إدانته قانونا بمحاكمة علنية تؤمن له‬ ‫فيها الضمانات الضرورية للدفاع عنه‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬ال يدان أي شخص من جراء أداة عمل أو االمتناع عن أداة عمل إال إذا كان ذلك يعتبر‬ ‫جرما ً وفقا ً للقانون الوطني أو الدولي وقت االرتكاب‪ ،‬كذلك ال توقع عليه عقوبة أشد من تلك‬ ‫التي كان يجوز توقيعها وقت ارتكاب الجريمة‪.‬‬ ‫المادة ‪.12‬‬ ‫ال يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسالته أو لحمالت‬ ‫على شرفه وسمعته‪ ،‬ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك‬ ‫الحمالت‪.‬‬ ‫المادة ‪.13‬‬ ‫( ‪ ) 1‬لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬يحق لكل فرد أن يغادر أية بالد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه‪.‬‬ ‫المادة ‪.14‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪98‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫المادة ‪.14‬‬ ‫ً‬ ‫( ‪ ) 1‬لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بالد أخرى أو يحاول االلتجاء إليها هربا من االضطهاد‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬ال ينتفع بهذا الحق من قدم للمحاكمة في جرائم غير سياسية أو ألعمال تناقض أغراض‬ ‫األمم المتحدة ومبادئها‪.‬‬ ‫المادة ‪.15‬‬ ‫(‪ )1‬لكل فرد حق التمتع بجنسية ما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫(‪ )2‬ال يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفا أو إنكار حقه في تغييرها‪.‬‬ ‫المادة ‪.16‬‬ ‫(‪ )1‬للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج حق التزوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس‬ ‫أو الدين‪ ،‬ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحالله‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ال يبرم عقد الزواج إال برضى الطرفين الراغبين في الزواج رضى كامالً ال إكراه فيه‪.‬‬ ‫(‪ )3‬األسرة هي الوحدة الطبيعية األساسية للمجتمع ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة‪.‬‬ ‫المادة ‪.17‬‬ ‫( ‪ ) 1‬لكل شخص حق التملك بمفرده أو باالشتراك مع غيره‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬ال يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفاً‪.‬‬ ‫المادة ‪.18‬‬ ‫لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين‪ ،‬ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو‬ ‫عقيدته‪ ،‬وحرية اإلعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك‬ ‫سراً أم مع الجماعة‪.‬‬ ‫المادة ‪.19‬‬ ‫لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير‪ ،‬ويشمل هذا الحق حرية اعتناق اآلراء دون أي‬ ‫تدخل‪ ،‬واستقاء األنباء واألفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية‪.‬‬ ‫المادة ‪.20‬‬ ‫( ‪ ) 1‬لكل شخص الحق في حرية االشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬ال يجوز إرغام أحد على االنضمام إلى جمعية ما‪.‬‬ ‫المادة ‪.21‬‬ ‫( ‪ ) 1‬لكل فرد الحق في االشتراك في إدارة الشؤون العامة لبالده إما مباشرة وإما بواسطة‬ ‫ممثلين يختارون اختياراً حراً‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البالد‪.‬‬ ‫( ‪ ) 3‬إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة‪ ،‬ويعبر عن هذه اإلرادة بانتخابات نزيهة‬ ‫دورية تجري على أساس االقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء‬ ‫مماثل يضمن حرية التصويت‪.‬‬ ‫المادة ‪.22‬‬ ‫ً‬ ‫لكل شخص بصفته عضوا في المجتمع الحق في الضمانة االجتماعية وفي أن تحقق بوساطة‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪99‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫المجهود القومي والتعاون الدولي وبما يتفق ونظم كل دولة ومواردها الحقوق االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والتربوية التي الغنى عنها لكرامته وللنمو الحر لشخصيته‪.‬‬ ‫المادة ‪.23‬‬ ‫( ‪ ) 1‬لكل شخص الحق في العمل‪ ،‬وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أن له حق‬ ‫الحماية من البطالة‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬لكل فرد دون أي تمييز الحق في أجر متساو للعمل‪.‬‬ ‫( ‪ ) 3‬لكل فرد يقوم بعمل الحق في أجر عادل مرض يكفل له وألسرته عيشة الئقة بكرامة‬ ‫اإلنسان تضاف إليه‪ ،‬عند اللزوم‪ ،‬وسائل أخرى للحماية االجتماعية‪.‬‬ ‫( ‪ ) 4‬لكل شخص الحق في أن ينشئ وينضم إلى نقابات حماية لمصلحته‬ ‫المادة ‪.24‬‬ ‫لكل شخص الحق في الراحة‪ ،‬وفي أوقات الفراغ‪ ،‬والسيما في تحديد معقول لساعات العمل‬ ‫وفي عطالت دورية بأجر‪.‬‬ ‫المادة ‪.25‬‬ ‫( ‪ ) 1‬لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له‬ ‫وألسرته‪ ،‬ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات االجتماعية‬ ‫الالزمة‪ ،‬وله الحق في تأمين معيشته في حاالت البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة‬ ‫وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن إرادته‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬لألمومة والطفولة الحق في مساعدة ورعاية خاصتين‪ ،‬وينعم كل األطفال بنفس الحماية‬ ‫االجتماعية سواء أكانت والدتهم ناتجة عن رباط شرعي أو بطريقة غير شرعية‪.‬‬ ‫المادة ‪.26‬‬ ‫( ‪ ) 1‬لكل شخص الحق في التعلم‪ ،‬ويجب أن يكون التعليم في مراحله األولى واألساسية على‬ ‫األقل بالمجان‪ ،‬وأن يكون التعليم األولي إلزاميا ً وينبغي أن يعمم التعليم الفني والمهني‪ ،‬وأن‬ ‫ييسر القبول للتعليم العالي على قدم المساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬يجب أن تهدف التربية إلى إنماء شخصية اإلنسان إنماء كامالً‪ ،‬وإلى تعزيز احترام‬ ‫اإلنسان والحريات األساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات‬ ‫العنصرية أو الدينية‪ ،‬وإلى زيادة مجهود األمم المتحدة لحفظ السالم‪.‬‬ ‫( ‪ ) 3‬لآلباء الحق األول في اختيار نوع تربية أوالدهم‪.‬‬ ‫المادة ‪.27‬‬ ‫( ‪ ) 1‬لكل فرد الحق في أن يشترك اشتراكا ً حراً في حياة المجتمع الثقافي وفي االستمتاع‬ ‫بالفنون والمساهمة في التقدم العلمي واالستفادة من نتائجه‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬لكل فرد الحق في حماية المصالح األدبية والمادية المترتبة على إنتاجه العلمي أو األدبي‬ ‫أو الفني‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪100‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬

‫المادة ‪.28‬‬ ‫لكل فرد الحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات المنصوص‬ ‫عليها في هذا اإلعالن تحققا ً تاما‪.‬‬ ‫المادة ‪.29‬‬ ‫( ‪ ) 1‬على كل فرد واجبات نحو المجتمع الذي يتاح فيه وحده لشخصيته أن تنمو نمواً حراُ‬ ‫كامالً‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط‪،‬‬ ‫لضمان االعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام‬ ‫والمصلحة العامة واألخالق في مجتمع ديمقراطي‪.‬‬ ‫( ‪ ) 3‬ال يصح بحال من األحوال أن تمارس هذه الحقوق ممارسة تتناقض مع أغراض األمم‬ ‫المتحدة ومبادئها‪.‬‬ ‫المادة ‪.30‬‬ ‫ليس في هذا اإلعالن نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في‬ ‫القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه‪.‬‬


‫دليل توثيق انتهاكات حقوق االنسان‬

‫‪101‬‬

‫منظمة الكواكبي لحقوق االنسان‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.