Alkhayal22

Page 1




‫• �شاكر عبد احلميد‪ ..‬واالختبار ال�صعب‪.‬‬ ‫كثريون ال يعرفون د‪� .‬شاكر عبد احلميد‪ ،‬وكثريون ي�س�ألوننى ماذا تعرف عن �شاكر عبد احلميد ؟! و�أقول‪� :‬إن د‪.‬‬ ‫الثقافة علم وخبره �شاكر عبد احلميد رجل را�سخ متمكن فى تخ�ص�صه‪ ،‬وهو �صاحب �أهم درا�سات فى فل�سفة الإبداع فى م�صر والوطن‬ ‫وليست اجتهاد!!‬ ‫العربى‪ ،‬وكتبه هى مراجع ملعظم دار�سى الفنون مبا فيهم كاتب هذه ال�سطور‪ ،‬والرجل على امل�ستوى الإن�سانى هو‬ ‫�شخ�ص رائع متوا�ضع حمب للثقافة‪� ،‬أما ما ‪�v‬سيحدث فى وزارة الثقافة حتت رئا�سته و�إدارة الوزارة فهذا اختبار �آخر‬ ‫�ستك�شفه الأيام‪ ،‬ونحن كلنا تفا�ؤل و�أمل ب�أن تن�صلح �أو�ضاع كثرية فى وزارة الثقافة و�أن ت�ستكمل امل�شاريع العظيمة‬ ‫التى بد�أت فى عهد الوزارة ال�سابقة !! ونتمنى �أال تعطله م�شاكل املوظفني فى الوزارة عن الإجناز وتفعيل دور وزارة‬ ‫الثقافة‪.‬‬ ‫أي���ه���ا ال��م��ص��ري��ون‬

‫• د‪� .‬شاكر عبد احلميد فى عهدك يجب ان يكون امل�سئولني فى وزارة الثقافة ممن لديهم العلم واخلربة بالعمل الثقافى ولي�س جمرد‬ ‫االقدمية !! وانت �سيد العارفني ب�أن الثقافة علم ولي�س اجتهاد!!‬

‫• جهاز الإعالم امل�صرى �سبب االكتئاب للم�صريني‪ ،‬فهو �إما يهلل للحاكم مببالغة تدعو لال�ستفزاز‪� ،‬أو يهاجم بطريقة ا�ستعرا�ضية‬ ‫اغ����ل����ق����وا ج���ه���از‬ ‫ال��ت��ل��ف��زي��ون حتى بعد الثورة‪ ،‬تدفع النا�س لأن يحزموا �أمتعتهم ويغادروا الوطن‪ ..‬الإعالم جهاز �أ�صبح يعي�ش على �آالم النا�س‪ ،‬وهو يبحث عن اجلوانب‬ ‫ال�سلبية فى احلياة فقط !!‬ ‫اليزيد اكتئابكم!!‬ ‫• االطباء وال�شعب ايد واحده ‪ ,‬الفالحني وال�شعب ايد واحده ‪ ،‬املعلمني وال�شعب ايد واحده ‪ ،‬اجلي�ش وال�شعب �إيد واحده‪ ..‬اجلي�ش جزء‬ ‫من ال�شعب وال يجب و�ضع اجلي�ش فى كفه وال�شعب فى كفه‪ ..‬هذا ال�شعار (ال�شعب واجلي�ش ايد واحده رمبا جاء بنتيجة عك�سية على‬ ‫غري ما هو مق�صود‪ ،‬لأنه ال يجب ان يو�ضع اجلي�ش فى كفه وال�شعب فى كفه اخرى؛ الن هذا اجلي�ش لي�س جي�ش مرتزقة او جي�ش م�أجور‬ ‫من دولة اخرى‪ ،‬انه بب�ساطه جي�ش ال�شعب‪ ،‬ان هذا اجلي�ش هو نحن !! اجلي�ش هو ابناءنا جميع ًا واهلنا فكيف يتم الف�صل بني اجلي�ش‬ ‫وال�شعب‪ ،‬ان اجلي�ش ال يجب ان مين على ال�شعب ب�أنه يحميه الن هذا مفهوم خاطئ ‪ ،‬الن هذا اجلي�ش فى معظمة يخدم الوطن متطوع ًا‬ ‫بال مقابل‪ ،‬على االقل القاعدة العري�ضة من الع�ساكر واجلي�ش ال يقدم خدمة ولكن يخدم اهله ولي�س ال�شعب لأننا اذا قلنا ان اجلي�ش او‬ ‫الجيل العجوز العاجز ال�شرطة فى خدمة ال�شعب‪ ،‬الي�س االطباء فى خدمة ال�شعب والفالحني فى خدمة ال�شعب ؟!‬ ‫عن العطاء عليه أن • الثورة و�صراع الإجيال‬ ‫ينصرف اآلن !!‬ ‫عندما التقيت بع�ض الأ�صدقاء القدامى �صعقت من تلك احلالة من ال�شيخوخة املبكرة قبل الآوان ‪،‬وذلك العجز والوهن البادى على‬ ‫هيئاتهم‪ ،‬الأمر الذى دفعنى للتفكري العميق فى �أحوالنا وما �صرنا �إليه‪ ،‬فه�ؤالء الأ�صدقاء يتمتعون باملقدرة الفنية والقدرة الإدارية ‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك �شاب �شعرهم دون �أن ي�صل �أحدهم ملرحلة امل�سئولية التى نراها فى الدول الأجنبية‪ ،‬حيث يكون فى مو�ضع امل�سئولية من هم �أ�صغر‬ ‫�سنا من �أ�صدقائى ه�ؤالء‪ ،‬لكن فى م�صر احلال يختلف؛ لأن امل�سئول يظل مت�شبثا مبقعده‪ ،‬حمافظا عليه ولو بروحه حتى يحال �إىل املعا�ش‪،‬‬ ‫ويظل يحاول التجديد ليبقى فى من�صبه دون �أن يعطى فر�صة للأجيال ال�شابة‪� ،‬أو يعطيهم اخلربة الالزمة حتى يظل هو امل�سئول الوحيد‪،‬‬ ‫فت�شيخ الأجيال ال�شابة دون �أمل فى الو�صول لتحقيق �أحالمها ور�ؤاها بالو�صول ملوقع امل�سئولية‪ ،‬وهو ما ي�صيب تلك الأجيال بالإحباط‬ ‫والي�أ�س‪ ،‬ويجعل من �صراع الأجيال العنوان الرئي�س مب�صر‪ ،‬حيث �أجيال تبحث عن فر�صتها وحقها فى احلياة‪ ،‬وجيل يتم�سك باملنا�صب‬ ‫حتى املوت‪ .‬وقد يرجع ات�صاف امل�سئولني بالبخل ال�شديد وال�شح فى تعليم الأجيال الالحقة‪ ،‬ودفعهم لتحمل امل�سئولية �إىل �أن معظمهم‬ ‫«وج��ي��ه يسى» أول‬ ‫يفتقد اىل العطاء و�ضيق الأفق وانعدام اخليال‪.‬‬ ‫المتبرعين النشاء‬ ‫• د‪ .‬عماد �أبو غازى دخل وزارة الثقافة ونحن نحرتمه وخرج منها ونحن اكرث حب ًا واحرتام ًا له‪.‬‬ ‫م����راس����م األق���ص���ر‬ ‫• حينما علم الفنان وجيه ي�سى ب�أننا ب�صدد فتح باب التربع لبناء مر�سم االق�صر الدوىل بادرنا ب�إر�سال مبلغ‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫ع�شرة االف جنية وهى �أول مبلغ و�صلنا من املتربعني ولذلك فهى بالن�سبة لنا �أعظم مبلغ تقا�ضيناه بهذا ال�صدد له‬ ‫منا كل ال�شكر والعرفان‪.‬‬ ‫‪ibrahimghazala@yahoo.com‬‬


‫عالمــــــــات‬

‫ال ت��وج��د ق���وة فى‬ ‫العالم تستطيع أن‬ ‫تأخذ المصريين فى‬ ‫ات��ج��اه دي��ن��ى بعيدًا‬ ‫عن التدين الفطرى‬ ‫للشعب المصرى‪.‬‬

‫ي���ه���ون ال��ع��م��ر إال‬ ‫ل���ح���ظ���ة وت����ه����ون‬ ‫األرض إال موضعا‬ ‫ُ‬ ‫محى المشاهد إال‬ ‫وت َ‬ ‫مشهدا‪..‬‬

‫ال��ن��ق��د ال ي��ج��ب أن‬ ‫ي��ت��ح��ول إل���ى بالغة‬ ‫إنشائية‪.‬‬

‫• امل�صريون �أقوى من �أى تيار دينى لأنهم �شعب متدين بطبعه‪..‬‬ ‫يبدو �أن ح�صول التيار الإ�سالمى على �أغلبية فى جمل�س ال�شعب كان مفاج�أة كبرية لبع�ض التيارات ال�سيا�سية‪ ،‬التى من املفرت�ض‬ ‫�أنها متار�س ال�سيا�سة وتدرك مقدمات هذه الأغلبية‪ ،‬لكن بدال من مناق�شة كيفية حدوث هذه الأغلبية وكيف تُواجه بتكتل �سيا�سى مقنع‬ ‫للنا�س‪ ،‬وجدناهم ينطلقون نحو احلجة القمعية ذاتها التى كان ي�ستغلها النظام ال�سابق فى ناحيتني‪� ،‬أحدهما ‪ :‬داخلية‪ ،‬ت�ؤدى �إىل القمع‬ ‫ال�سلطوى وا�ستخدام البط�ش لتحجيم هذه ‪v‬‬ ‫التيارات التى تخرج عن املر�سوم لها‪ ،‬والثانية ‪ :‬خارجية‪ ،‬ال�ستمرار دعم القوى الأجنبية‬ ‫للنظام بحجة �أنه مينع التيار الإرهابى من اخلروج من قمقمه‪ ،‬ف�أ�صبحت حجة التيارات ال�سيا�سية التى فاج�أها الفوز الكا�سح للتيار‬ ‫الإ�سالمى هى نف�سها حجة النظام ال�سابق‪ ،‬حيث اال�ستباق للنتائج وادعاء �أن هذا التيار �سيعيد م�صر للخلف و�ستنح�صر كل مهامه‬ ‫ال�سيا�سية فى النواحى الدينية ال�شكلية‪ ،‬مثل ‪�:‬إطالق اللحى‪ ،‬وارتداء اجللباب الق�صري‪ ،‬وتغطية املر�أة‪ ،‬ونفيها من احلياة‪ ،‬و�إلغاء‬ ‫ال�سياحة‪ ،‬و�أ�شياء �أخرى كثرية ال يقبلها عقل وال منطق‪ .‬وه�ؤالء بهذه الطريقة فى الرد على الفوز الكا�سح للتيار الإ�سالمى ي�سيئون �إىل‬ ‫�أنف�سهم قبل الإ�ساءة لذلك التيار؛ لأنهم يظهرون �أنف�سهم مبظهر اجلاهل �سيا�سي ًا‪ ،‬الذى ال يدرك �أن هناك كوادر ذكية فى التيارات‬ ‫الإ�سالمية تخطط لها كيفية ك�سب الأ�صوات عن طريق الرتغيب ال الرتهيب �أو التنفري‪ ،‬كما �أن لل�شعب امل�صرى طبيعة خا�صة‪ ،‬فهو‬ ‫ال يفعل �إال ما يقتنع به بعيد ًا عن �سيا�سة القمع ولوى الذراع‪ ،‬فلم ي�ستطع حكم الأتراك �أكرث من ‪ 400‬عام‪ ،‬وال الإجنليز ‪ 100‬عام‪ ،‬وال‬ ‫الفرن�سيني �أن يحرك ال�شعب امل�صرى فى �أى اجتاه يرف�ضه‪ ،‬ال ناحية التطرف الدينى‪ ،‬وال �إ�ضعاف عقيدتهم الدينية‪ ،‬وبالتاىل فال‬ ‫ميكن لأى جماعة �إ�سالمية‪ ،‬وال �أى تيارات دينية من �أى مكان فى العامل �أن ت�أخذ امل�صريني لأى اجتاه دينى غري التدين الفطرى لل�شعب‬ ‫امل�صرى‪ ،‬فليهد�أ املبالغون‪ ،‬وليهد�أ اخلائفون‪ ،‬ولنرتك اال�سالميون على حمك االختبار �أمام ال�شعب‪.‬‬ ‫• الإخوان امل�سلمون ف�ص ملح وذاب !!‬ ‫كما قلنا بعاليه �أن الأحداث واملواقف هى التى �ستك�شف حقيقة التيارات اال�سالمية‪ ،‬نراهم فى �أول اختبار قد اختفوا من امل�شهد‬ ‫العام ومل ن�سمع لهم �صوت ًا برغم مقتل ال�شيخ الأزه��رى «عماد عفت»‪ ،‬وبرغم �سحل الن�ساء وده�سهم فى ميدان التحرير ‪ !!..‬لقد‬ ‫ردوا اجلميل لن�ساء م�صر اللذين ا�صطفوا طوابري طويله لإعطائهم �أ�صواتهم وللم�صريني الب�سطاء الذين تعاطفوا معهم ووقفوا‬ ‫بجانبهم وردوا اجلميل الأكرب للثوار الأحرار الذين �أخرجوهم من اجلحور وجعلوهم يت�صدرون امل�شهد ال�سيا�سى‪ ،‬ليتحولوا �إىل �أباطرة‬ ‫ومنظرين فى كل و�سائل الأعالم‪.‬‬ ‫• يهون العمر �إال حلظه وتهون الأر�ض �إال مو�ضع ًا وتُن�سى امل�شاهد �إال م�شهد ًا ‪ ،‬هذا امل�شهد هو م�شهد �سحل فتاة ميدان التحرير‬ ‫من جانب ع�ساكر اجلي�ش هذا امل�شهد املريع الذى تلقفته ون�شرته كل و�سائل الأعالم فى العامل ‪ ..‬م�شهد �صعب على �أى ذاكرة �أن تن�ساه‬ ‫مهما كانت �ضعيفة !!‬ ‫• حينما ي�سرق الناقد الفنان !!‬ ‫كثريون من الذين يكتبون نقد يريدون �أن يقدموا انف�سهم اكرث مما يقدموا العمل الفنى ذاته !! النقد يجب �أن‬ ‫ُين�صب على العمل الفنى وعلى الفنان �أحيان ًا والناقد مثل القا�ضى ال يجب ان يكتب كلمة زائده او كلمة ناق�صة لأن‬ ‫كل كلمة لها �أهميتها �أما الكالم الكثري واملبالغ فيه واال�إن�شائى فهذا �أكرث ما يثري االمتعا�ض والزهق من جانب القارئ‪,‬‬ ‫ونحن فى جملة اخليال نحاول جاهدين ان نر�سخ فكرة التب�سيط وال�صدق فى النقد واالبتعاد عن اال�ستعرا�ض‬ ‫اللغوى ولهذا فنحن ن�ستبعد بع�ض الكتابات التى ال تتفق مع توجهات املجلة‪.‬‬ ‫• مثلما حدث التجريف فى كل نواحى احلياة فى م�صر حدث �أي�ض ًا فى جمال الفن الت�شكيلى ومت تخريب الأجيال‬ ‫الت�شكيلية وت�صنيع ان�صاف ومعدومى املواهب لو�ضعهم فى مقدمة امل�شهد الت�شكيلى ذلك على ح�ساب الكثريين من‬ ‫املوهوبني احلقيقني ولكن ه�ؤالء كنفايات البحر �ستقذف بها االمواج يوم ًا على ال�شاطئ منظفة نف�سها!!‬



‫رئي�س جمل�س الإدارة‬ ‫�سعد عبد الرحمن‬ ‫�أمني عام الن�شر‬ ‫حممد �أبو املجد‬ ‫مدير الن�شر‬ ‫�صبحى مو�سى‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫د‪�.‬إبراهيم غزالة‬ ‫مديرالتحريرالتنفيذى‬ ‫�أمين هالل‬ ‫هيئة التحرير‬ ‫�صالح بي�صار‬ ‫�أمين حامد‬ ‫وليد الدرمللى‬ ‫فينو�س ف�ؤاد‬ ‫امل�ست�شار الفني‬ ‫حممد الطراوى‬ ‫الدي�سك املركزى‬ ‫د‪ .‬حربى طلعت‬ ‫كمبيوتر جرافيك‬ ‫حممد خمتار‬ ‫رنـــــــــا �أ�شرف‬ ‫�أحمد �شرابى‬ ‫ر�شا فهمـي‬

‫أحمد نبيل ‪ -‬فنان العدد‬

‫‪6‬‬

‫قرية الفواخير بالفسطاط‬

‫‪12‬‬

‫نهضة مصر‬

‫‪18‬‬

‫الخروج إلى النهار‪ ..‬عرض كتاب‬

‫‪22‬‬

‫شاكر عبد الحميد مثقف على درجة وزير‬

‫‪24‬‬

‫ثورة ‪ 25‬يناير ‪ ..‬ملف العدد‬

‫‪26‬‬

‫األخبـــــــار‬

‫‪44‬‬

‫معرض نجيب محفوظ‬

‫‪56‬‬

‫حلمى التونى‬

‫‪60‬‬

‫الراهب الفنان‬

‫‪64‬‬

‫مصر واليونان تواصل ثقافى‬

‫‪68‬‬

‫لوركيانا والليلة الكبيرة‬

‫‪72‬‬

‫عرض جديد للمخرج خالد جالل‬

‫‪76‬‬

‫أحمد عباس فنان فطري‬

‫‪78‬‬

‫مهرجان التحطيب‬

‫‪82‬‬

‫فى زمن العزلة‬

‫‪84‬‬

‫ملتقى عمان الدولى لفن الجرافيك‬

‫‪88‬‬

‫‪www.Facebook.com/alkhayal.art‬‬ ‫‪Email: alkhayal_art@hotmail.com‬‬

‫العدد الثانى والعشرون ‪ -‬يناير ‪2012‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪v‬‬

‫الآراء الواردة باملقاالت ُت َع رِّب عن ر�أى �أ�صحابها‬ ‫و لي�ست بال�ضرورة ُت َع رِّب عن ر�أى املجلة‬


9

v


‫فنان العدد‬

‫أحمد نبيل رائد التصوير الجدارى‬

‫�صالح بي�صار‬

‫ودنيا مفتوحة على الواقع والخيال واألحالم‬

‫�أحمد نبيل م�صور له لغته و�أبجدياته الت�شكيلية‪ ..‬وهو �أ�ستاذ‬ ‫�أكادميى‪� ،‬أ�س�س ق�سم الت�صوير اجل��دارى مع الفنان الراحل زكريا‬ ‫الزينى‪ ،‬بكلية الفنون اجلميلة بالقاهرة‪ ..‬و �أي�ضا له ب�صمة وا�ضحة فى‬ ‫الت�صوير اجلدارى‪ ..‬كان لقا�ؤنا معه فى مر�سمه باملنيل‪ ،‬حيث تت�ألق‬ ‫مل�سته بال�سحر واجلمال فى جداريتني‪ ،‬فى مدخل العمارة‪ ..‬تنبىء‬ ‫عن وجود �أحد �ساكنيها من الفنانني‪ ..‬وهى دعوة لفنانينا لالهتمام‬ ‫بالو�سط املحيط حيث يقيمون ‪ ..‬ودعوة لالرتقاء بالذوق والتذ وق ‪.‬‬ ‫يقول ‪:‬كان مولدى فى ‪1‬من مايو عام ‪ 1937‬فى يوم عيد العمال‪..‬‬ ‫ون�ش�أتى منذ الطفولة كانت بال�سيدة زينب‪ ..‬وهو من الأحياء التى‬ ‫�سكنها العديد من ال�شخ�صيات الأدبية والفنية‪ ،‬مثل عبد الهادى‬ ‫اجل��زار‪ ،‬ويحيى حقى‪ ،‬ويو�سف ال�سباعى ‪ ..‬وك��ان م�سرحا للعديد‬ ‫من الروايات امل�صرية‪ ،‬والق�ص�ص الق�صرية‪ ،‬كما نرى فى « قنديل‬ ‫�أم ها�شم » ليحيى حقى‪ ،‬وق�ص�ص «�أب��و الري�ش‪ ،‬وجنينة نامي�ش »‬ ‫لل�سباعى‪.‬‬ ‫ع�شنا عمق احلياة ال�شعبية‪ ..‬خا�صة فى مولد ال�سيدة‪ ..‬فمع‬ ‫الطرق ال�صوفية وموكب اخلليفة‪ ..‬كانت هناك مباهج وم�ساخر‬ ‫‪v‬‬

‫‪8‬‬

‫تعتمد على الإيهام وخفة اليد مثل‪ :‬الفتاة التى ت�ضىء‪� ،‬أو«اللى ج�سمها‬ ‫بينور»‪ ،‬و«البقرة ذات ال�ستة �أرجل»‪..‬مع «�شجيع ال�سيما» ‪،‬و«الراق�صات‬ ‫اللولبيات»‪ ..‬وكان والدى ي�أخذنا لزيارة �سيدنا احل�سني‪ ،‬وكثريا ماكنا‬ ‫نوزع �أرغفة الفول النابت هناك ‪..‬وهذه ال�صور هى التى كان لها ت�أثري‬ ‫على فيما بعد‪.‬‬ ‫كان بداية تعلقى بالفن فى مدر�سة الإبراهيمية الثانوية‪ ،‬وكانت‬ ‫الدرا�سة منوذجية ‪ ..‬حيث توجد قاعة حمرتمة للر�سم‪ ،‬مزودة بكافة‬ ‫الإمكانات الفنية من الأدوات واخلامات‪ ..‬وكان زمن الف�سحة �ساعة‬ ‫وربع‪� ،‬أق�ضيها هناك ‪ ..‬كان �أ�ستاذ الرتبية الفنية فى ذلك الوقت الأ�ستاذ‬ ‫الفلكى الذى �أ�صبح فيما بعد عميد الفنون التطبيقية‪ ،‬وكان معه �أي�ضا‬ ‫الأ�ستاذ حممد ح�سنني على ‪ ..‬وهما من الفنانني الكبار‪.‬‬ ‫الفن واملو�سيقى‬ ‫وعندما حتدد موعد االمتحان دخلت‪ ،‬وجاء ترتيبى التا�سع ‪ ..‬ومع‬ ‫االنتظام فى الدرا�سة كنا نرتدد على متحف الفن احلديث‪ ،‬و مديره فى‬ ‫ذلك الوقت الفنان �صالح طاهر ‪ ..‬وقد ارتبطت املو�سيقى الكال�سيك‬ ‫بالفن كما لوكانا ت��و�أم�ين ‪ ..‬فكنا عندما ندخل املتحف جند النا�س‬


11

v


‫“معووجة” �شمال و”معووجة” ميني فى جل�سة‬ ‫�سماع‪ ،‬وه��و م�شهد تتوحد فيه الأل��وان واخلطوط‬ ‫والأ�ضواء والظالل مع الأحلان والأنغام ‪ .‬التحقت‬ ‫بق�سم الت�صوير‪ ،‬وك��ان يكربنا فى دفعة �أخ��رى‪:‬‬ ‫م�صطفى ح�سني‪ ،‬ويو�سف فرن�سي�س‪ ،‬وف���ؤاد تاج‬ ‫‪ ..‬وكانوا ير�سمون فى ذلك الوقت وهم طلبة فى‬ ‫�صحف الثورة‪ ،‬و معهم فى نف�س الدفعة �إيهاب �شاكر‬ ‫وناجى �شاكر‪ ،‬وعبد الوهاب مر�سى ‪..‬وكنا نقف‬ ‫�أمام �أعمالهم مبهورين فى ده�شة‪ ،‬خا�صة ونحن فى‬ ‫�سنة �إعدادى ‪.‬‬ ‫بيكار �أب حقيقى و�أ�ستاذ ‪..‬مكتبه اليتجاوز‬ ‫م�ساحته ‪� 70× 50‬سم ‪ ..‬وفى يوم من �أيام الدرا�سة‬ ‫نادانى �أحد الزمالء ‪..‬قال‪ :‬الأ�ستاذ بيكار منتظرك‬ ‫ف��ى مكتبه‪“ ،‬علق �صالح ع�سكر وزك��ري��ا الزينى‬ ‫‪�:‬أك�ي��د عملت ك��ارث��ة “ ‪ ..‬وم��ع خوفى دخلت عليه‬ ‫فبادرنى بقوله ‪ :‬يا ولد اال�سكت�شات دى بتاعتك ‪..‬‬ ‫وكانت مر�سومة على ورق رخي�ص‪ ،‬و�أ�صابع طبا�شري‬ ‫متوا�ضعة‪ ،‬و�إمكانياتها حمدودة �أ�شرتيتها بخم�سة‬ ‫قرو�ش ‪ ..‬قلت مل يكن معى نقود ‪ ..‬امل��رة القادمة‬ ‫�سوف �أهتم �أكرث بالتفا�صيل ‪�..‬أ�ضاف ‪� :‬أنت مدر�سة‬ ‫فى الكروكى‪ ،‬ت�ستحق ‪300‬من ‪، 300‬وعنما توجهت‬ ‫�إىل الأتيليه �صحت بفرحة ‪� :‬أحمد نبيل مدر�سة فى‬ ‫الكروكى ‪ ..‬هكذا كان الت�شجيع ‪..‬وك��ان كل �أ�ستاذ‬ ‫‪v‬‬

‫‪10‬‬

‫له �شخ�صية ‪ ..‬يتحدثون �أمامنا وي�شركونا معهم فى‬ ‫احلديث ‪ ..‬وفى عام ‪ 1960‬ح�صلت على بكالوريو�س‬ ‫الفنون اجلميلة‪ ،‬ق�سم ت�صوير‪ .‬وبعد التخرج انطلقت‬ ‫مع زميلى هانى عزازى متجهني �إىل ليبيا‪ ..‬عملنا‬ ‫رحلة بالأوتو�ستوب‪ ،‬وانتقلنا بالقطار حتى مر�سى‬ ‫مطروح‪ ،‬وركبنا عربة �إىل ال�سلوم ‪..‬ودخلنا ليبيا‬ ‫وكنا نبيت فى بيوت ال�شباب على اعتبار �أننا من‬ ‫فريق الك�شافة‪ ،‬وانتقلنا من بنغازى �إىل طرابل�س‪،‬‬ ‫ومنها دخلنا تون�س ‪..‬‬ ‫اللوفر �أكرب املتاخف‬ ‫وانتقلنا �إىل باري�س‪ ،‬وكان احللم الأكرب الذى‬ ‫حت �ق��ق‪ ،‬متحف ال�ل��وف��ر ال ��ذى ي �ق��ع ع�ل��ى ال�ضفة‬ ‫ال�شمالية لنهر ال�سني فى باري�س‪ ،‬والذى يعد �أكرب‬ ‫املتاحف الفنية فى العامل ‪..‬ومل��ا نفدت كل نقودنا‬ ‫ذهبنا �إىل مومنارتر‪ ،‬حى الفنانني‪ ،‬قلت لزميلى‬ ‫هانى‪� :‬أن��ت جتل�س و�أن��ا �أر�سمك ميكن “ تفرج “‬ ‫وبالفعل جل�س‪ ،‬وعندما ب��د�أت �أر�سمه هل علينا “‬ ‫زبون “ولد �أمريكانى‪ ،‬عملت له ا�سكت�ش مقابل ‪30‬‬ ‫فرنك ‪ ..‬رجعنا مر�سيليا ‪ ..‬وعدنا �إىل م�صر!!‪.‬‬ ‫وماذا عن البعثة �إىل �إيطاليا ؟‪.‬‬ ‫فى عام ‪ 1971‬ر�شحت بالبعثة‪ ،‬وكانت فى معقل‬ ‫فن ع�صر النه�ضة بفلورن�سا ب�إيطاليا ‪ ..‬يعنى ك�أنك‬ ‫�أغم�ضت عينيك‪ ،‬و�صحوت فوجدت نف�سك فى قلب‬

‫هذا الع�صر‪ ..‬كل �شىء هناك يوحى بذلك ‪ ..‬وهى‬ ‫بلدة �صغرية فى حجم حى املنيل‪ ،‬فيها متحف “‬ ‫الأوفيد�سى “ ال��ذى ي�ضم �أع�م��ال كل فنانى هذا‬ ‫الع�صر ‪ ..‬وفيها ‪ 104‬قاعة عر�ض ‪.‬‬ ‫التحقت ب�أكادميية ميكل �أجنلو للفنون اجلميلة‬ ‫‪ ..‬الدرا�سة حتى الواحدة ظهرا‪ ،‬كنا ننزل ن�شوف‬ ‫البنات !!‪..‬ونت�أمل‪ ،‬فى حديقة الأكادميية متاثيل‬ ‫ميكل �أجنلو الذى �أجمع النقاد على �أنه يعد الوريث‬ ‫ال�شرعى للنحت الكال�سيكى الإغريقى والرومانى‬ ‫مثل متثاله دافيد‪ ،‬وهو متثال هائل ي�صل ارتفاعه‬ ‫�إىل �ستة �أمتار‪ ،‬وقد �أجنزه عام ‪،1504‬وكان عبارة‬ ‫عن قطعة نحتية غري مكتملة ملثال جمهول‪ ،‬ولكنه‬ ‫�أيقظها بلم�سته‪ ،‬فجعل منها مثاال للحركة واحليوية‬ ‫والتحفز ‪ ..‬يقف فيها دافيد “ داود “على �أهبة‬ ‫حركة و�شيكة‪ ،‬ترت�صد العدو ‪.‬‬ ‫وكانت ر�سالتى حول الفنان حاييم �سوتني‪ ،‬فنان‬ ‫الذبائح‪ ،‬والتى كان ي�ستعريها من ال�سلخانة لر�سمها‬ ‫‪ ..‬كما ر�سم باعة احللوى بالبالطى البي�ضاء‪ ،‬ور�سم‬ ‫�أ�شخا�صا حتمل �إي�ح��اءات نف�سية م�ضطربة ‪،‬كما‬ ‫ر�سم امليادين واملبانى املتهالكة التى على و�شك‬ ‫االنهيار ‪..‬كان والده ترزيا من كرواتيا‪ ،‬وله ‪ 11‬اخ ‪،‬‬ ‫وكان مثله الأعلى رمربانت ‪ ،‬ومن فرط ولعه به كان‬ ‫ي�ستقل القطار ويذهب �إىل هولندا؛ لريى �أعماله‬


13

v


‫وقد رحل �سوتني �صغريا عن ‪ 50‬عاما ‪.‬‬ ‫الت�صوير اجلدارى‬ ‫فى عام ‪� 1974‬أقمت معر�ضا كبريا فى قاعة‬ ‫بفلورن�سا‪ ،‬وق��د ح�ضره امل�ست�شار الثقافى جالل‬ ‫ثروت ‪ُ ..‬عر�ض على �أن �أ�ستمر �سنة �أخرى‪ ،‬و�أدر�س‬ ‫لعمل دبلومة‪ ،‬وكان �أن اخرتت الت�صوير اجلدارى‪،‬‬ ‫وبعدها عدت اىل م�صر عام ‪. .1975‬وال�أن�سى طوال‬ ‫البعثة م���ؤازرة ال�صديق الدكتور حممود ال�شيخ‪،‬‬ ‫�أ�ستاذ فقه اللغة الإيطالية‪ ،‬ونائب رئي�س جامعة‬ ‫فلورن�سا �سابقا ‪..‬فقد كان خري عون ىل فى االنفتاح‬ ‫على الثقافة الإيطالية من البداية ‪.‬‬ ‫قلنا له ‪:‬ومفهومك للت�صوير اجلدارى املعا�صر‪،‬‬ ‫وماذا عن مكانة م�صر فى هذا االجتاه ؟ ‪.‬‬ ‫الت�صوير اجلدارى املعا�صر �أو احلديث يعك�س‬ ‫فل�سفة مانعي�شه حاليا من �أفكار ذات �صلة وثيقة‬ ‫باحلياة فى احلا�ضر‪ ،‬واملا�ضى‪ ،‬والواقع احلاىل‪،‬‬ ‫وفى نف�س الوقت مواكبة للتقدم العلمى الهائل فى‬ ‫تكنولوجيا اخلامات والأدوات‪ ،‬معتمدا على و�سائط‬ ‫عديدة كال�شرائح املعدنية‪ ،‬والألياف الزجاجية‪،‬‬ ‫والأخ�شاب امل�صنعة‪ ،‬والإكلرييك ال�شفاف‪ ،‬والأحجار‬ ‫وال�سرياميك‪ ،‬وكل ما يت�صل باملواد احلديثة ‪.‬‬ ‫وفى ت�صورى �إن م�صر من املمكن �أن تكون فى‬ ‫مكانة املك�سيك فى الت�صوير اجلدارى‪ ،‬وهناك من‬ ‫فنانينا من قدموا �إ�سهاما كبريا فى هذا املجال ‪..‬‬ ‫فالفنان عبد العزيز دروي�ش عمل جدارية �ضخمة‬ ‫فى جممع املحاكم مب�ساحة ‪55‬مرتا مربعا‪ ،‬ج�سدت‬ ‫“�أول جرمية فى التاريخ – قابيل وهابيل “ وقد‬ ‫تعاونت معه فيها �أنا والفنان كمال ال�سراج‪ ..‬وفى‬ ‫نف�س املبنى “ جممع املحاكم “ قدم اجلزار ت�صميما‬ ‫جلدارية �أخ��رى‪ ،‬وملا �سافر للبعثة ر�سمها البنانى‬ ‫“ فر�سك “ و�ساعدناه فيها �أي�ضا ‪..‬وفى حمطة‬ ‫الأق�صر جداريتان‪ ،‬واح��دة لأم�ين �صبح‪ ،‬والثانية‬ ‫لعزيز م�صطفى‪ ،‬وك��ان �أ�ستاذا لفن اجلرافيك‪،‬‬ ‫وقمنا �أنا وال�سراج بتنفيذهما‪ ،‬واحدة مب�ساحة ‪60‬‬ ‫مرتا مربعا‪ ،‬والثانية مب�ساحة ‪ 50‬مرت ‪ ..‬كما كان‬ ‫هناك جدارية ب�سنرتال الأوب��را للبنانى‪ ،‬وحمطة‬ ‫حلوان له �أي�ضا‪ ،‬ولكن مت �إزالتهما ‪� . .‬أما حمطة بور‬ ‫�سعيد فهناك جدارية من �أعظم اللوحات “ فري�سك‬ ‫“ حول تطور املوا�صالت لعبد العزيز دروي�ش ‪..‬‬ ‫�أقول فى فرتة نهاية اخلم�سينيات كان هناك نه�ضة‬ ‫فى الت�صوير اجلدارى التقل عن مدر�سة املك�سيك‬ ‫لو ا�ستمرت ‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪12‬‬

‫قلت لرائد الت�صوير اجلدارى امل�صرى املعا�صر‬ ‫�أحمد نبيل ‪ :‬وم��اذا عن فل�سفة جتميل املدينة فى‬ ‫جتربتك‪ ،‬وماذا عن �أعمالك ؟‪.‬‬ ‫ف��ى احلقيقة �أن��ا �أح���اول �أن �أع�ك����س املفهوم‬ ‫املعا�صر جلدارية املدينة‪ ،‬من حيث عالقة الفن‬ ‫باملجتمع‪ ،‬و اخلروج على تقليدية اللوحة القدمية‪،‬‬ ‫وذلك من خالل تنوع اخلامات والأ�شكال والأمناط‪،‬‬ ‫مع القيم الفنية ذات امل�ستويات املتعددة من الداخل‬ ‫واخل ��ارج‪ ،‬وال�لام��ع واملطف�أ‪ ،‬على �أن يكون هناك‬ ‫توازنا بني الفكر والفن ‪.‬‬ ‫‪..‬وعامله‬ ‫و�إذا كان الفنان �أحمد نبيل قد قدم م�ساحة‬ ‫مت�سعة تنوعت ب��ال�ثراء من الت�صوير اجل��دارى‪،‬‬ ‫والذى ت�شهد له �أماكن عديدة ‪ ..‬وقد حقق من خالل‬ ‫تلك امل�ساحة املعنى احلقيقى ل�صلة الفن باملجتمع‬ ‫‪� ..‬إال �أنه فيما يتعلق بلوحة الت�صوير �أو لوحة احلامل‬ ‫قد حقق �أي�ضا عاملا متميزا‪ ،‬ميتد فى مراحل و�آفاق‬ ‫من التعبريية الت�شخي�صية �إىل التلخي�ص ال�شديد‪،‬‬ ‫ال��ذى يقرتب من التجريد‪ ،‬م��ع اخليال الفنتازى‬ ‫الذى ي�أخذنا �إىل دنيا جديدة‪ ،‬فيها الواقع‪ ،‬وفيها‬ ‫اخليال ‪..‬وهو يقول ‪:‬‬ ‫“ اليعنى الر�سم لدى نقل الواقع اخلارجى ‪..‬‬ ‫وهو كذلك لي�س حلما غيبيا كما يفعل ال�سريياليون‬ ‫‪ ..‬و�إمن��ا ه��و رحلة �أقطعها على ال�سطح‪ ،‬مفرغا‬ ‫�أثناءها تلك ال�شحنة العاطفية املتولدة من ان�صهار‬ ‫الواقع املحيط بى‪ ،‬والذى ي�ؤثرنى باخليال واحللم‪،‬‬ ‫في�صبح الناجت واقعا جديدا “‪.‬‬ ‫وهو يختار مو�ضوعات �شديدة الإن�سانية كما نرى‬ ‫فى مو�ضوعاته التى يتناول فيها املر�أة التى تنتمى‬ ‫للطبقة ال�شعبية‪ ،‬واملر�أة الفالحة �أي�ضا‪ ..‬مثلما نرى‬ ‫فى لوحته “ اخلياطة “ ‪،‬والتى ج�سدها على اليمني‬ ‫مع خلفية من �أ�شكال �أرابي�سكية‪ ،‬يتو�سطها ماكينة‬ ‫اخلياطة‪ ،‬وهنا تذوب العنا�صر فى �إيقاع جتريدى‬ ‫بني الألوان الداكنة‪ ،‬والألوان امل�ضيئة ‪.‬‬ ‫وينتقل بنا نبيل �إىل م�ساحة تعبريية �أخ��رى‬ ‫فى �أعماله ‪..‬تتحول فيها امل��ر�أة �إىل جمرد �سطوح‬ ‫جتريدية غنائية‪ ،‬ي�سودها الأبي�ض ودرج��ات لونية‬ ‫متناغمة ‪.‬‬ ‫وفى �أعمال �أخرى ينقلنا �إىل تلك الأجرام من‬ ‫البنايات والعمائر‪ ،‬والتى تطل فى معظمها خالية‬ ‫من الب�شر‪ ،‬وهى م�شبعة بكثافة لونية عالية ذات‬ ‫ر�سوخ وقوة تعبريية فى �إيقاعات‪ ،‬يغلب عليها لون‬

‫واحد من الأحمر �إىل الأزرق الذى يوحى بالليل ‪ .‬وقد‬ ‫يطل الإن�سان �ضئيال �صغريا‪ ،‬كما فى لوحة العرو�س‪،‬‬ ‫والتى تبدو فى و�ضع جانبى بروفيل‪ ،‬وخلفها بع�ض‬ ‫ال�شخو�ص ‪.‬‬ ‫وف��ى �أح��دث �أعمال �أحمد نبيل ينتقل بنا من‬ ‫الواقع �إىل اخليال الفنتازى‪ ،‬ولكن مادته الواقع‬ ‫�أي�ضا خا�صة‪ ،‬وهو يقول ‪:‬‬ ‫“عاملى ف��ى ال�ف�ترة احلالية ل��ه �صلة كبرية‬ ‫بقرية الفنانني ‪..‬قرية �صغرية‪ ،‬ىل بيت فيها‪� ،‬أنا‬ ‫والفنان م�صطفى الفقى‪ ،‬وا�شرتكت م��ع الفنان‬ ‫املعمارى عاطف فهيم‪� ،‬أ�ستاذ العمارة ‪ ..‬وعملنا‬ ‫عمارة تنتمى باملفهوم البيئى لعمارة ال�صحراء ‪..‬‬ ‫واملنطقة هنا جند كله عاي�ش مع بع�ضه‪� ،‬أول ما‬ ‫نقرتب من هناك تتجمع القطط والكالب والبط‬ ‫والوز بعد �سماع �صوت ال�سيارة ‪..‬املكان فيه ت�آلف‬ ‫عجيب‪ ،‬بعيدا عن املودرنزم ‪ . .‬نقاء البيئة والتلقائية‬ ‫‪ ..‬وهناك �أ�ستمتع بلغة الت�صوير‪ ،‬ومفردات التعبري‬ ‫م��ن ال��داك��ن وال �ف��احت‪ ،‬وال�ظ��ل وال �ن��ور ‪ ،‬واملالم�س‬ ‫و�شخ�صية املفردات‪ ،‬وخا�صة و�أننى �أحاول �أن �أ�ضع‬ ‫عنا�صر متنافرة فى عامل متوافق “‪.‬‬ ‫وهو هنا يعمد �إىل م�شاك�سات ومداعبات مع‬ ‫فتاته الأث�يرة‪ ،‬وح�صان ‪ ،‬وقد �صورها فى بدايات‬ ‫تلك املرحلة م�سرتخية على ظهره‪ ،‬ولكنه نقلها‬ ‫معه �إىل تلك احلوارات الرمزية‪ ،‬التى تعنى ال�سفر‬ ‫والرحيل �إىل م��دن ج��دي��دة‪ ،‬وع��وامل خمتلفة عما‬ ‫نعي�شه حاليا من ظروف �ضاغطة‪ ،‬وواقع تنتهك فيه‬ ‫احلقوق ‪..‬ع��وامل مثالية ‪..‬كل هذا على خلفية من‬ ‫البيوت ب�ألوان متتد من الأزرق الليلى‪ ،‬مع مل�سات من‬ ‫الأحمر والربتقاىل‪ ،‬و�أخ��رى نحا�سية‪ ،‬ميتزج فيه‬ ‫البنى مع الأ�سود‪ ،‬ويتخللها �أ�ضواء بي�ضاء �أ�شبه بنور‬ ‫ال�صباح‪� ،‬أو �شبورة الفجر ‪ ،‬تقتحم ال�سطوح ‪.‬‬ ‫والفنان د‪�.‬أحمد نبيل له عمر ور�شا املدر�سان‬ ‫امل�ساعدان ب�شعبة الت�صوير اجل��دارى‪ ،‬قلنا ل��ه ‪:‬‬ ‫ثورة ‪ 25‬يناير ‪،‬ومامتر به م�صر حاليا من ظروف‬ ‫م�ضطربة ‪..‬ماتعليقك ؟ ‪.‬‬ ‫ثورة م�صر التى قام بها ال�شباب‪ ،‬وحتولت �إىل‬ ‫ثورة �شعبية‪ ،‬قامت ب�أحدث �أدوات هذا الع�صرمن‬ ‫تكنولوجيا التوا�صل االجتماعى عرب الإن�ترن��ت‪،‬‬ ‫وهذا فى حد ذاته ميثل �إعجازا وحتدى ‪..‬وعموما‬ ‫�أن��ا ل�ست خائفا‪ ،‬فالعجلة ل��ن ترجع �إىل ال��وراء‪،‬‬ ‫و�سوف يكون القادم فى حياتنا �أجمل و�أروع‪ ،‬ولكن‬ ‫علينا �أن ننتظر قليال‪.‬‬


‫ـــــــــر بالفسطاط‬ ‫ـــــــــية الصناعات الحرفية‬ ‫د ‪ /‬ابراهيم غزاله‬


‫قرية الفواخيــــــــــ‬ ‫مشروع نموذجى لتنمـــــــــــ‬

‫‪v‬‬

‫‪14‬‬


‫يجرى اآلن العمل على قدم وساق لالنتهاء من المرحلة األولى من مشروع قرية الفواخير الذى تتبناه‬ ‫وزارة التعاون الدولى‪ ،‬بقيادة الوزيرة األسطورة د‪ .‬فايزة أبو النجا‪ ..‬هذه الوزيرة التى تحقق إنجازات‬ ‫رائعة وناجحة‪ ،‬تفيد الوطن وتفيد المصريين‪ ..‬هذا المشروع هو بمثابة نقلة حضارية واجتماعية ألصحاب‬ ‫الفواخير القديمة‪ ،‬والتى كانت حالتها غير إنسانية؛ مما كان له أثر سلبى على العاملين فى هذا‬ ‫المجال‪ ..‬وهذه القرية تضم (‪ )101‬فاخورة‪ ،‬و(‪ )50‬أتيليه للعرض‪ ،‬ومبنى خدمات ومسجد‪ ،‬وهذه القرية قد‬ ‫تم تغذيتها بكامل المرافق من كهرباء وماء وغاز طبيعى‪ ،‬وخطوط تليفونات‪ ،‬وتوجد هذه القرية فى‬ ‫شارع اإلمام بالفسطاط فى منطقة تسمى بطن البقر‪.‬‬ ‫وحينما مررت بهذا المشروع ‪ -‬بالصدفة ‪ -‬وتجولت فيه‪ ،‬شعرت بالغيرة والحسرة النابعة من خيبة‬ ‫الفنانين التشكيليين الذين لم يستطيعوا عمل مثل هذا المشروع الرائع‪ ،‬وهم أولى الناس بذلك‪،‬‬ ‫ولكنهم لم يتعاونوا لتأسيس مثل هذا المشروع العظيم‪ ،‬والقاهرة تحديدا كانت فى حاجة إلى مثل‬ ‫هذه القرية ( قرية الفنانين أو حى الفنانين ) الذى من الممكن إقامته فى مصر القديمة على سبيل‬ ‫المثال ‪ .‬وهناك شوارع كاملة بها بيوت خاوية يمكن ترميمها وتسليمها للفنانين‪ ،‬هذه األماكن يمكن‬ ‫أن تصبح مراكز جذب سياحى مثل وكالة الغورى سابقا‪ ،‬والتى تم غلقها فى وجه الفنانين التشكيليين‬ ‫بفعل فاعل زمنا طويال‪ .‬و ال أعلم إلى اآلن لماذا لم يتم تسليم وكالة بازرعة للفنانين‪ ،‬بالرغم من أن ذلك‬ ‫األمر كان مطروحا فى عهد فاروق حسني‪ ،‬ولكن ذلك لم يحدث حتى اآلن‪ ،‬ولى مع وكالة بازرعة وقفة فى‬ ‫مقال قادم إن شاء اهلل ‪.‬‬


16

v


‫الفخار صناعة الطين !!‬

‫يعد فن ت�شكيل الطني وت�صميم الأدوات الفخارية املختلفة من �أقدم‬ ‫الفنون ال�صناعية املميزة حل�ضارات العامل من قبل اكت�شاف النار ومن بعدها؛‬ ‫ملا تت�صف به تلك ال�صناعة من وجود �أ�سا�سياتها بوفرة فى الطبيعة دون �أن‬ ‫حتتاج �إىل مواد معقدة‪� ،‬أو �آالت غري متوافرة‪ ،‬فما على الإن�سان البدائى �سوى‬ ‫ت�شكيل الطني ب�شكل حمدد‪ ،‬وتركه يجف فى ال�شم�س؛ ليتحول �إىل نوع من‬ ‫الفخار املتما�سك‪ ،‬ثم بعد �أن مت اكت�شاف النار �أ�صبح يعر�ض الطني امل�شكل‬ ‫على النار لبع�ض الوقت؛ ليكت�سب ال�صالبة املميزة للفخار‪ ،‬ومل تختلف تلك‬ ‫ال�صناعة وهذا الفن عن طبيعته الأوىل اختالفا جوهريا �إىل الع�صر احلديث‪،‬‬ ‫فما زال ميار�س تقريبا بال�صورة البدائية ذاتها التى بد�أ بها‪ ،‬وقد �شاعت‬ ‫�صناعة الفخار مب�صر منذ ع�صور ما قبل التاريخ‪ ،‬وبداية تواجد امل�صريني‬ ‫فى دلتا ووادى النيل‪ .‬وميكن للأثريني ت�أريخ الت�سل�سل الزمنى للح�ضارات‬ ‫الأكرث قدما من خالل الفخار؛ بالن�سبة �إىل �أ�ساليب �صناعته وزخارفه‪ ،‬وذلك‬ ‫قبل �شيوع الكتابة‪ .‬و�أقدم �أنواع الفخار كانت ت�صنع يدويا‪ ،‬من الطني‪ ،‬ثم‬ ‫ترتك لتجف حتت ال�شم�س‪ .‬وبعد اكت�شاف النار‪ ،‬كان الفخار يحرق؛ لي�صبح‬ ‫�أكرث �صالبة ومتانة‪ ،‬ويعمر �أطول‪ .‬وتتم �أوىل عملية �صناعة الفخار بتح�ضري‬ ‫الطني فى حفرة دائرية ال�شكل ن�صف قطرها مرت ون�صف ‪ ،‬ويو�ضع بداخلها‬ ‫الرتاب وي�صب عليها املاء‪ ،‬ثم يقوم ال�صانع بالتمليك والعجن حتى تختلط‬ ‫الطينة ‪ ،‬وبعدها ي�أتى العمال وينزلون �إىل داخل احلفرة الدائرية التى بها‬ ‫املاء والطني لعملية اخللط ‪ ،‬وا�ستخراج ال�شوائب من الطني ‪ ،‬ويرتك الطني‬ ‫حتى يتما�سك‪ ،‬ثم ي�أخذ ال�صانع منه ما يريد‪ .‬وهناك ثـالث طـرق لعمـل‬ ‫الأوانى الفخارية وت�شمل‪ :‬الت�شكيل عن طريق عمل مناذج مفردة‪ ،‬كل قطعة‬ ‫تعمل باليد على حدة‪ ،‬والطريقة الثانية تقوم على �أ�سا�س ا�ستخدام القوالب‪،‬‬ ‫وهى ت�شكل ب�أن ُيعمل لكل �آنية قالب ت�صب فيه العجينة‪ ،‬وترفع من القالب بعد‬ ‫«فخره» بالنار‪ ،‬ثم �إخراجه من الفـرن‪ .‬والطريقة الثالثة‪ ،‬وهى الأكرث �شيوعا‬ ‫وا�ستخداما تلك التى يلج�أ فيها ال�صانع �إىل ا�ستخدام الدوالب «العجلة «‪،‬‬ ‫وذلك بو�ضع الطني فى دوالب يدور‪ ،‬وت�شكل الطينة �أثناء الدوران من �أعلى‬ ‫و�أ�سفل �إىل �أن يتم ال�شكل املطلوب ‪ .‬وكان اخرتاع عجلة الفخرانى فى ع�صر‬ ‫الدولة القدمية؛ لتدار باليد الي�سرى‪ ،‬بينما ت�شكل القطعة الفخارية باليد‬ ‫اليمنى‪ .‬وفى الع�صور املبكرة من احل�ضارة امل�صرية‪ ،‬كانت قطع الفخار‬ ‫تزخرف منطيا؛ ب�أ�شكال حيوانية و�أ�شكال معقدة وحليات هند�سية ونباتية‬ ‫وحيوانية ملونة‪ .‬وبداية من الأ�سرة الرابعة‪ ،‬قل االهتمام بالزخارف و�صنع‬ ‫الفخار العادى لال�ستخدام اليومي‪ .‬وحيث �أن الفخار م�سامي‪ ،‬فلقد مال‬ ‫الفنانون �إىل ا�ستخدام حلية زجاجية لإنتاج ما عرف باخلزف امل�صري؛ الذى‬ ‫كان ي�صنع ب�إ�ضافة �سليكون الرمل وطبقة زجاجية �شفافة‪ ،‬وكان يف�ضل �أن‬ ‫يطلى باللونني الأزرق والأخ�ضر‪ .‬ثم لقيت �صناعة الفخار اهتماما �أقل خالل‬ ‫ع�صر الدولة احلديثة؛ وحلت مكان الفخار �أوان زجاجية مزخرفة‪ ،‬بقيت‬ ‫خالل الع�صرين البطلمى والروماين‪ .‬ثم جاء الع�صر الفاطمى لكى تزدهر‬ ‫�صناعة خزف القي�شانى «الفيان�س»‪ ،‬الذى كان يحمل ر�سوما وزخارف رائعة‬ ‫ب�أ�شكال الب�شر والطيور واحليوانات والنباتات؛ �إىل جانب الأ�شكال الهند�سية‬ ‫واخلطوط الكوفية الفنية املتقنة‪.‬‬


18

v


‫الأوىل فى معر�ض بنادى ال�سيارات امللكى بالقاهرة‪ ،‬وال��ذى مت‬ ‫افتتاحه فى ‪ 13‬يناير ‪، 1911‬وكان �ضمن امل�شاركني املثالون حممود‬ ‫خمتار ‪ ،‬وحممد ح�سن‪ ،‬وانطوان حجار‪ ،‬وامل�صورون راغب عياد‪،‬‬ ‫ويو�سف كامل‪ ،‬وعلى الأهوانى ‪.‬‬ ‫ومل يقت�صر الرواد على خريجى مدر�سة الفنون اجلميلة‪ ،‬ولكن‬ ‫�أي�ض ًا ا�شتمل على �آخرين‪ ،‬تعلموا فى مرا�سم الفنانني الأوروبيني‬ ‫الذين عا�شوا فى م�صر‪� ،‬أو خالل رحالتهم الدرا�سية فى �أوروبا‪� ،‬إذ‬ ‫�أن هذا كان يعد جز ًء هام ًا فى تربية �أبناء ال�صفوة‪ ،‬ومن �أمثلة ه�ؤالء‬ ‫حممد ناجى‪ ،‬وحممود �سعيد‪ ،‬و�سند ب�سطا ‪.‬‬ ‫وقد ا�ستفاد معظم ه�ؤالء الرواد من منح درا�سية لإ متام تعليمهم‬ ‫فى �أوروبا‪ ،‬وب�صفة خا�صة فى باري�س‪ ،‬وروما‪ ،‬وفلوران�س‪ ،‬ولقد ت�أثر‬ ‫ه�ؤالء بثقافات البالد التى عا�شوا بها ل�سنوات عديدة ‪ ،‬ف�إىل جانب‬ ‫تعليمهم الفن ح�صلوا على لغة جديدة‪ ،‬وتعر�ضوا لثقافات خمتلفة‪،‬‬ ‫وحينما عادوا �إىل بالدهم وجدوا وطن ًا متزقه اال�ضطرابات ال�سيا�سية‬ ‫املرتبطة بنمو احلركة الوطنية‪ ،‬والكفاح من �أجل اال�ستقالل‪ ،‬وهنا‬ ‫كان التحدى الذى واجههم‪ ،‬والذى متثل فى �ضرورة خلق نوع من‬ ‫الفن الذى ي�ستند �إىل �إتقان الأ�ساليب احلديثة‪ ،‬وفى نف�س الوقت‬ ‫ي�ساهم فى ال�صحوة الثقافية امل�صرية‪� ،‬أى النه�ضة ‪.‬‬ ‫ويعترب متثال نه�ضة م�صر للمثال حممود خمتار مثال حيا على‬ ‫ا�ستجابة فنانى ذلك الع�صر لهذه التحديات ‪.‬‬ ‫ولقد بد�أ خمتار العمل فى هذا التمثال حينما كان طالب ًا فى‬ ‫باري�س‪� ،‬ضمن منحة علمية فى �صالون الفنانني الفرن�سيني فى عام‬ ‫‪، 1920‬وحظى بالثناء من ال�صحافة الباري�سية ‪ .‬وفى م�صر وفى‬ ‫نف�س الوقت تقريب ًا مت تكوين جلنة حتت �إ�شراف �سعد با�شا زغلول‪،‬‬ ‫ا�شتملت على �شخ�صيات هامة‪ ،‬مثل وهبا وا�صف بك ‪ ،‬وحافظ‬ ‫عفيفى با�شا ‪،‬وحممد حممود خليل بك ‪،‬وكانت مهمتها �إقامة متثال‬ ‫نه�ضة م�صر فى �أحد امليادين العامة فى فى القاهرة‪ ،‬ومتت الدعوة‬ ‫فى ال�صحافة امل�صرية لالكتتاب فى متويل هذا التمثال‪ ،‬وبعد جهود‬ ‫نتيجة �صعوبة التمويل‪ ،‬والأح��داث ال�سيا�سية‪ ،‬مت ك�شف ال�ستار عن‬ ‫التمثال �أمام حمطة باب احلديد فى يوم ‪ 20‬مايو ‪، 1928‬بح�ضور‬ ‫امللك ف�ؤاد الأول ‪ ،‬ثم مت نقله �إىل موقعه احلاىل �أمام جامعة القاهرة‬ ‫فى عام ‪، 1953‬بناء على قرار من ال�سيد الرئي�س جمال عبد النا�صر‬ ‫و�إحالل متثال �ضخم لرم�سي�س الثانى حمله ‪.‬‬ ‫�إن متثال « نه�ضة م�صر» هو �أول متثال من �أعمال فنان م�صرى‬ ‫يعر�ض فى مكان عام‪ ،‬وهو م�صنوع من حجر اجلرانيت الأ�سوانى‪،‬‬ ‫وه��و نف�س احلجر ال��ذى ا�ستخدمه امل�صريون القدماء فى �صنع‬ ‫�آثارهم وي�شري التمثال �إىل رمزين متكاملني ‪� :‬أبو الهول ‪ ،‬و�شخ�صية‬ ‫الفالحة امل�صرية‪ ،‬وجند �أبو الهول ناه�ضا على قدميه الأماميتني‬ ‫رمز ًا للنه�ضة‪ ،‬بعد خروجه من الثبات العميق‪� ،‬أما الفالحة فهى رمز‬ ‫الأمومة التى حتت�ضن �أبو الهول فى يد‪ ،‬وترفع احلجاب عن وجهها‬ ‫باليد الأخرى‪ ،‬معلنة نهاية فرتة من اجلهل الأعمى‪ ،‬ويرمز ذلك كله‬ ‫�إىل عودة الروح للوطن‪ ،‬و�إىل ما�ضيه الفرعونى‪ ،‬وجذوره الفالحية‬


‫الفن المصرى الحديث والتحوالت‬ ‫رؤيـــة‬

‫السياسية واالجتماعية‬

‫نادية ر�ضوان‬

‫نهضة مصر‬ ‫لقد كان الفن فى م�صر جزء ًا‬ ‫�أ� �س��ا� �س �ي � ًا م��ن احل��رك��ة ال��وط�ن�ي��ة‪،‬‬ ‫ولقد لعب جيل ال��رواد من الفنانني‬ ‫امل�صريني دور ًا ه��ام � ًا ف��ى ت�شكيل‬ ‫ال��وج��دان ال�سيا�سى واالجتماعى‬ ‫منذ نهاية ال�ق��رن التا�سع ع�شر ‪،‬‬ ‫وف��ى ال��واق��ع ك��ان��وا م�ساهمني فى‬ ‫احلوار الفكرى والثقافى فى الفرتة‬ ‫التى عا�صروها ‪ ،‬فمن ناحية �أثاروا‬ ‫جدلية دور الفن فى جمتمع ي�سعى‬ ‫�إىل التحديث‪ ،‬وم��ن ناحية �أخ��رى‬ ‫ت�صدوا لتحدى خلق �صيغة جديدة‬ ‫للتعبري عن القيم الوطنية ‪.‬‬ ‫ومع كل ذلك ‪،‬جاء الناجت الفنى‬ ‫فى الع�شرينيات والثالثينيات من‬ ‫ال �ق��رن امل��ا� �ض��ى؛ ليعك�س ت��واج��د‬ ‫النخبة الثقافية نحو االجت��اه��ات‬ ‫العاملية ال�سائدة فى ذل��ك الوقت؛‬ ‫مما ي�ؤكد �أهمية التوا�صل الثقافى بني م�صر و �أوروبا؛ مما �ساهم فى‬ ‫منو احلركة الفنية‪ .‬ومع بزوغ القرن الع�شرين تزامن �إن�شاء امل�ؤ�س�سات‬ ‫الفنية مثل املتاحف واملعاهد‪ ،‬مع �إر�ساء دعائم ال�سيا�سة الفنية‪ ،‬وكان‬ ‫فى طليعة هذه امل�ؤ�س�سات « مدر�سة الفنون اجلميلة « التى ت�أ�س�ست‬ ‫فى عام ‪ 1908‬فى نف�س وقت �إن�شاء اجلامعة امل�صرية املعروفة �آنذاك‬ ‫بجامعة ف�ؤاد الأول‪ ،‬وهى الآن جامعة القاهرة‪ ،‬ولقد كان �إن�شاء هذه‬ ‫املدر�سة نتيجة مل�ب��ادرة �شخ�صية من الأم�ير يو�سف كامل‪ ،‬حفيد‬ ‫�إبراهيم با�شا ابن حممد على‪ ،‬ولقد �شجع حب يو�سف كامل للفنون‬ ‫املثال الفرن�سى جيوم الب��ون ‪ guillaume laplagne‬على‬ ‫تنفيذ م�شروعه التمثايل‪ ،‬وقد �أ�صبح ذلك املثال �أول مدير للمدر�سة ‪.‬‬ ‫وفى البداية كان مقر املدر�سة فى فيال مت ا�ستئجارها من الوقف الذى‬ ‫ان�ش�أه يو�سف كمال من ح�صيلة بيع بع�ض الأرا�ضى الزراعية‪ ،‬وكان‬ ‫هذا هو �أول وقف يتم تخ�صي�صه مل�ؤ�س�سة فنية‪ ،‬وقد افتتحت املدر�سة‬ ‫�أبوابها فى ‪ 13‬مار�س باملجان لكافة ال�شباب‪ ،‬دون متييز بالأ�صل �أو‬ ‫‪v‬‬

‫‪20‬‬

‫الدين �أو الطبقة االجتماعية ‪.‬‬ ‫ول �ق��د ا�ستلهم ت�شكيل امل��در��س��ة‬ ‫منوذج « �أكادميية الفنون اجلميلة فى‬ ‫باري�س « وبذلك ا�شتملت على �أربعة‬ ‫�أق�سام‪ ،‬لكل منها مدير من الفنانني‬ ‫الأوروبيني ‪ :‬الق�سم الأول ق�سم النحت‬ ‫وي��ر�أ��س��ه م��دي��ر امل��در��س��ة امل�ث��ال جيوم‬ ‫البون ‪guillaume laplagne‬‬ ‫والق�سم ال�ث��ان��ى الت�صوير‪ ،‬وي��ر�أ��س��ه‬ ‫باولو فورت�شيال ‪paolo forcella‬‬ ‫والثالث ق�سم العمارة‪ ،‬وير�أ�سه هرنى‬ ‫ب�ي�رون ‪� . henry pieron‬أم��ا‬ ‫الق�سم ال��راب��ع فهو ق�سم ال��زخ��رف��ة‪،‬‬ ‫وي ��دي ��رة ج�ي�م����س ك ��ول ��ون ‪james‬‬ ‫‪ . coulon‬ولقد ظلت �إدارة املدر�سة‬ ‫حلواىل ‪ 30‬عاما قا�صرة على الفنانني‬ ‫الأوروب� �ي�ي�ن ‪ .‬ب��داي��ة م��ن ج�ي��وم الب��ون‬ ‫الذى تبعة فى ‪ 1918‬امل�صور الفرن�سى‬ ‫جابريل بي�سى ‪ Gabriel biessy‬ثم امل�صور الإي�ط��اىل كاميلو‬ ‫انون�شنتى ‪ camillio innocent‬فى عام ‪، 1928‬ولقد ظل هذا‬ ‫الو�ضع حتى عام ‪، 1937‬حينما توىل امل�صور ال�سكندرى حممد ناجى‬ ‫‪،‬وه��و التاريخ ال��ذى تزامن مع �إع�لان اال�ستقالل الر�سمى مل�صر عن‬ ‫بريطانيا ‪.‬‬ ‫يلخ�ص �أول كتالوج �صادر عن املدر�سة �أهدافها كما يلى ‪ :‬يكر�س‬ ‫الأ�ساتذة كل جهودهم فى تلقني الطلبة �أ�صول الفن‪ ،‬مع �ضرورة حثهم‬ ‫على تطوير نوع من الفن الوطنى ال��ذى يعرب عن احل�ضارة امل�صرية‬ ‫احلديثة‪ ،‬م�ستلهم ًا املرياث الرائع للأثار امل�صرية القدمية‪ ،‬وكذلك ما‬ ‫خلفه الع�صر الذهبى للفن العربى ‪.‬‬ ‫وكان الرعيل الأول الذى تخرج من هذه املدر�سة يحمل مهمة تربية‬ ‫الذوق لفن وطنى‪ ،‬والتعبري عن احل�ضارة امل�صرية احلديثة‪ ،‬ومن هنا‬ ‫�أطلق عليهم ا�سم الرواد‪ ،‬باعتبار �أنهم طليعة الفنانني امل�صريني الذين‬ ‫�أتقنوا الأ�ساليب الفنية احلديثة للغرب‪ ،‬وقد قدم ه�ؤالء �أعمالهم للمرة‬


Egyptian modern arts and socio-political change :

Egyptís Awakening Egyptian modern artists have always played a significant role in the social and political transformations, which took place in Egypt from the end of the 19th century. In fact, they largely contributed to the intellectual and cultural debates of their time; on the one hand, by questioning the place of art in a society addressing the needs of modernisation and, on the other hand, by facing the challenge of visually re-defining the cultural values of their nation. The artistic production of the 1920ís and 1930ís embodies the reflections of an intelligentsia characterized by its cosmopolitanism and thereby indicates the importance of cultural exchanges between Egypt and Europe. At the beginning of the 20th century, the creation of artistic institutions, such as museums and schools, along with the institution of cultural policies, had a tremendous impact on the development of the artistic field. Amongst these new institutions, one should mention the School of Fine Arts in Cairo founded the same year as Cairo University in 1908. The creation of this institution was the result of a private initiative undertaken by Prince Yusuf Kamal, a wealthy landowner and art lover, grandson of Ibrahim Pacha, himself son of Muhammad Ali. Yusuf Kamal was encouraged in his endeavour by French sculptor Guillaume Laplagne who was to become the schoolís first director. The school was first located in Darb alGamamiz, in a rented villa financed by a waqf established by Yusuf Kamal through the sale of agricultural land. It is significant to note that this waqf was the first to be allocated to an artistic institution. When it opened its doors on the 13th of March, the school was free of charge and open to all young people without distinction of origin, religion or social class. The school was based on the model of the Académie des Beaux-Arts in Paris and divided into four sections, each headed by a European artist: the sculpture section was directed by the schoolís director, Guillaume Laplagne, the painting section by Paolo Forcella, the architecture section by Henri Piéron and the decoration section by

23

v

Nadia Radwan

James Coulon. Furthermore, for almost thirty years, European artists were in charge of the school: Guillaume Laplagne was succeeded in 1918 by French painter Gabriel Biessy, followed by Italian painter Camillo Innocenti in 1928. It was not until 1937, that an Egyptian artist, Alexandrian painter Muhammad Naghi (1888-1956), was appointed director. This momentum also corresponds to the capitulation of the British Empire and the official independence of the country when foreign public officials were progressively replaced by Egyptians. The first printed catalogue of the school presented its objectives as follows: ìAfter having taught to the students the techniques of their art, the professors shall endeavour to help them develop the taste for national art, which should be the expression of modern Egyptian civilization, thanks to the beautiful remaining examples of the Egyptian antiquities and of the Golden Age of Arab art î. Thus, the first graduates of this school are commonly called the ìpioneersî as they endured the responsibility of creating a ìnational artî which was to express ìthe modern Egyptian civilisationî, while at the same time, mastering modern European artistic techniques and mediums. The graduates presented their works for the first time in an exhibition held at the Automobile Club in Cairo inaugurated on the 13th of January 1911. Amongst the participants were the artists: Mahmud Mukhtar, Muhammad Hassan and Antoine Haggar, Raghib Ayad, Yusuf Kamil and Ali Al-Ahwani. Others amongst the so-called ìpioneersî did not graduate from the School of Fine Arts but received their art education in the ateliers of European artists established in Egypt or during their visits to Europe. Private artistic lessons were traditionally part of the education of young members of the elite. This was the case, for example, of the painters Muhammad Naghi, Mahmud Said and Sanad Basta. Most of these artists benefited from scholarly grants to complete their studies mainly in Paris, Rome and Florence.


Therefore, they were deeply influenced culturally by the countries in which they resided for several years. Indeed, besides their art education, they also had to learn a new language and were exposed to a totally different culture. As they returned to their homeland, they found a country shaken by political turmoil within the context of the emergence of national movements and the struggle for independence. There, they were faced with the task of creating an art that would demonstrate the mastering of the modern techniques they learnt abroad while at the same time, contributing to the cultural awakening of Egypt, namely, the Nahda. Sculptor Mahmud Mukhtarís (1891-1934) monument, Egyptís Awakening, is an explicit example of how artists of this time addressed this challenge. Mukhtar started to work on the model of this sculpture when he was still in Paris, benefiting from a scholarly grant from Prince Yusuf Kamal. The work was received by the Salon des Artistes Français in 1920 and was praised by the Parisian press. In Egypt, a committee lead by Saad Zaghlul was formed by personalities such as Wisa Wasef Bey, Hafez Afifi Pacha and Muhammad Mahmud Khalil Bey, to support the erection of the monument in one of Cairoís public squares. Consequently, calls were made in Egyptian newspapers for a national subscription in order to finance its execution. After several interruptions, due to a lack of finance and political unrest, the monument was finally unveiled with delay on the 20th of May 1928 on Bab al-Hadid square in front of Cairo Railway Station in presence of King Fuad I. It was relocated to its present site in front of Cairo University in 1953, by order of Gamal Abdel Nasser and replaced by the colossal statue of Ramsis II. Egyptís Awakening represents the first monument in public space to be sculpted by an Egyptian artist. It was carved granite (pink for the monument and black for the pedestal), a local material reminiscent of the glorious past of ancient Egyptian statuary transported from the quarries in Aswan. The cultural awakening of Egypt is symbolised by a double allegory: a sphinx and a fallaha. The sphinx is standing up on its front legs, as awaking after centuries of hibernation, and the fallaha is maternally embracing the sphinx with one hand, while unveiling her face with the other as to signify the end of a blind period of ignorance. The nation is thereby incarnated both by its Pharaonic past and by its contemporary rural world. One should emphasise here that cultural links to Egyptís ancient past as well as to peasantry were central at that time in the writings of intellectuals such as Taha Hussein, Tawfiq al-Hakim, Muhammad Hussein Haykal and Ahmad lutfi Sayyid. In addition, when Mukhtar started to work on his monument the tomb of Tutankhamun had just been excavated by English Egyptologist Howard Carter. The discovery of this outstanding treasure in 1922 had a tremendous impact not only on a national level, but also worldwide, thereby valuing an exceptional local heritage. In this particular context, the gesture of the fallaha unveiling her face is also noteworthy as feminists and nationalist women were amongst the most important patrons of the arts. Huda Shaarawi, founder of the Feminist Union and Ceza Nabarawi were the first to promote and support Mahmud Mukhtarís work. Moreover, the event of their public unveiling at Cairo Railway Station in 1923, when returning from an international feminist conference in Rome was still fresh in the collective memory when Mukhtarís monument was inaugurated. Mukhtar’s work therefore testifies of the social, political and cultural transformations of his society. At the same time, it reflects his academic

‫ كما �أن ه��ذه ال��رم��وز كانت عالمة مميزة فى‬، ‫املعا�صرة‬ ،‫ وحممد ح�سني هيكل‬، ‫كتابات املفكرين من �أمثال طه ح�سني‬ ‫ومل يكن من قبيل امل�صادفة �أنه عند اكتمال متثال نه�ضة‬ ‫على يد الأثرى‬، ‫م�صر مت الك�شف عن مقربة توت عنخ �آمون‬ ‫ وقد ترك هذا االكت�شاف‬، 1922 ‫الربيطانى هوارد كارتر فى‬ ‫ وكذلك على امل�ستوى الوطنى‬،‫ت�أثريا عميقا على العامل �أجمع‬ . ‫الذى �أعاد االعتبار للمرياث الفرعونى العظيم‬ ‫ومن �ضمن هذه الرموز ف�إن منظر الفالحة وهى تنحى‬ ‫ ومن‬،‫ تزامن مع حركة حترير امل��ر�أة‬،‫احلجاب عن وجهها‬ ،‫ وخا�صة ه��دى �شعراوى‬،‫هنا جند ق�ي��ادات ه��ذه احل��رك��ة‬ ‫ وكانت‬،‫ فى مقدمة امل�شجعني ملحمود خمتار‬،‫و�سيزا نرباوى‬ ‫حلظه تاريخية حينما خلعت ه��ذه القيادات احلجاب فى‬ ‫حمطة م�صر عند عودتهم من م�ؤمتر عاملى للمر�أة فى روما‬ ‫بعد �إزاحة ال�ستار عن متثال حممود خمتار بعد‬، 1923 ‫عام‬ .‫ذلك‬ ‫�إن �أعمال حممود خمتار تقف �شاهدا على التحوالت‬ ‫ دون التخلى عن‬،‫ال�سيا�سية واالجتماعية والثقافية لبلده‬ ‫ فلقد متر�س خالل‬،‫ت��أث��ره بالتيارات الإن�سانية الأخ ��رى‬ ‫درا�سته فى مدر�سة الفنون اجلميلة مب�صر وباري�س على‬ ‫مع احلفاظ على معرفة عميقة‬، ‫�أ�صول النحت الكال�سيكية‬ ‫ وكذلك الإغريقى والرومانى والقبطى‬،‫بالرتاث الفرعونى‬ ‫ وكان من حظه ت�أثره خالل �إقامته فى باري�س ب�أعمال‬،‫مل�صر‬ ‫ الذى تتجلى �آثار‬،‫النحاتني العظماء �أمثال �أوج�ست رودان‬ ‫لقد جنح حممود خمتار فى‬. ‫�أعماله على ما �أبدعه خمتار‬ ‫�إتقان لغة م�شرتكة بني تيارات خمتلفة تعر�ض لها فى م�صر‬ ‫ وهنا تكمن عظمة �أعماله فى اال�ستجابة للتحدى‬، ‫وفى �أوروبا‬ ‫ وذلك التحدى املتمثل فى �إعادة‬،‫الذى واجهه هو ومعا�صريه‬ . ‫�صياغة الوجه احلديث لأمة متر بتغريات عميقة‬

education and mastering of classical sculpture learnt at the Fine Arts in Cairo as well as in Paris. The evolution of his work reveals his constant permeability to multiple and diverse influences. It also demonstrates a deep knowledge of the artistic legacy of his country, not only Pharaonic, but also Coptic and Greco-Roman. In parallel, he was confronted in Paris with the works of modern sculptors such as Auguste Rodin, whose influence is obvious in many of he’s sculptures. Thus, Mahmud Mukhtar elaborated a unique language built up on diverse artistic vocabularies, which he drew from Egypt and Europe. His work reflects the challenges, which he and his contemporaries had to take up in sculpting and painting the face of a changing nation.

22

v


‫وظلت حتى عام ‪ 525‬قبل امليالد حيث بد�أ االن��زواء ومنها‬ ‫اخذ العربانيون ثم انتقلت منهم �إىل االوربيون ‪ ،‬وبذلك‬ ‫ت�صحيح خلط�أ �شائع �شهري ب�أن الأوربيون نقلوا ح�ضارتهم‬ ‫عن العربانيون متغافلني �أن امل�صريني القدماء هم الأولون‬ ‫والأ�سبق فى احل�ضارة ثم بعد ذلك نقل عنهم العربانيون ‪.‬‬ ‫ولنا �أن نفخر مبقولة الزعيم م�صطفى كامل ‪ «:‬لو مل �أكن‬ ‫م�صري ًا لوددت �أن �أكون م�صري ًا »‪ ...‬لرند بها على نفو�س‬ ‫م�صرية �ضعيفة حالية تع�شق جلد الذات وو�صم امل�صريون‬ ‫احلاليون بكل ال�صفات ال�سالبة ‪ .‬هكذا ي�ضع كتاب « اخلروج‬ ‫�إىل النهار» الن�صاب فى �سياقها ال�سليم وي�ضع النقط على‬ ‫احل��روف لي�ؤكد الأ�صالة والتفرد واالبتكار ون�ش�أة العلوم‬ ‫والتكنولوجية ووالدة علم االخالق على ار�ض م�صر وعند‬ ‫التغلغل فى روح «الن�صو�ص » �أو « اخلراطي�ش » ن�ستخل�ص‬ ‫بع�ض من احلكمة‪ « -:‬يعرتف بف�ضل الرجل ال��ذى يتخذ‬ ‫العدالة نربا�س ًا له ‪ ،‬فينهج نهج ًا ( من اقوال الوزير االكرب‬ ‫بتاح حتب املنفى اال�صل فى القرن ال�سابع والع�شرون ق ‪ .‬م )‬ ‫« �إن ف�ضيلة الرجل امل�ستقيم احب »« عند اهلل » من ثور‬ ‫الرجل الظامل «اى من قربان الرجل الظامل »‬ ‫( من الن�صيحة املوجهة للأمري مريكارع من وال��دة‬ ‫الفرعون �أهنا�سى اال�صل عا�ش فى القرن الثالث والع�شرون‬ ‫ق‪ .‬م ) ‪« ،‬ان العدالة خالدة الذكرى ‪ ،‬فهى تنزل مع من‬ ‫يقيمها �إىل القرب ‪ ...‬ولكن ا�سمة ال ميحى من االر���ض بل‬ ‫يذكر على مر ال�سنني ب�سبب العدل » ( من ق�صة الفالح‬ ‫الف�صيح الأهنا�سى الذى عا�ش فى القرن الثالث والع�شرون‬ ‫ق‪.‬م ) «�إن ف�ضيلة الرجل هى اثرة ‪ ،‬ولكن الرجل ال�سيئ‬ ‫الذكر من�سى » (من �شاهد قرب م�صرى عا�ش حواىل القرن‬ ‫الثانى والع�شرون ق ‪ .‬م ) ‪ « ،‬قد يفرح �أهل زمان بالإن�سان‬ ‫وقد يعمل ابن الإن�سان على تخليد ا�سمة �أبد االبدين ‪� ..‬إن‬ ‫العدالة �ستعود �إىل مكانها والظلم ينفى من الأر�ض» (من‬ ‫�أق��وال «نفروهو » وهو نبى م�صرى عا�ش حواىل ‪ 2000‬ق‪.‬‬ ‫م‪).‬‬ ‫«يا �آمون �أنت �أيها الينبوع العذب الذى يروى الظم�أ فى‬ ‫ال�صحراء ‪� ،‬إنه ينبوع مو�صد ملن يتكلم ملن يتزرع بال�صمت‪،‬‬ ‫ف��أن��ه حينما ي��أت��ى ال�صامت ‪ ،‬ت��أم��ل ف��أن��ه ه�ن��اك يج�سد‬ ‫الينبوع»‬ ‫( عن حكيم م�صرى قدمي عا�ش حواىل ‪ 1000‬ق ‪ .‬م‪) .‬‬ ‫اخري ًا ن�أمل فى الطبعات القادمة لهذا الكتاب �أن نرى‬ ‫ترجمة ول��و خمت�صرة مل�ؤلف الكتاب و�أي�ض ًا ثبت للكتاب‬ ‫وتعليق �أفتتاحى يمُ هد و ُيهئ للقارئ العادى الغري متخ�ص�ص‬ ‫الولوج واالبحار فى مطاياه ب�سهولة كما ن�أمل فى تعليق عقب‬ ‫الن�صو�ص ل�شرح فحواها ‪ ،‬ونهنئ انف�سنا قبل ان نهنئ هيئة‬ ‫ق�صور الثقافة ب�صدور هذا الإ�صدار الفخيم ‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪25‬‬


‫عرض كتاب‬

‫« الخروج إلى النهار‪»!...‬‬ ‫كتاب الموتى للمصريين القدماء‬

‫�أمين حامد‬

‫إطاللة بديعة من سلسلة الذخائر لهيئة قصور الثقافة‬ ‫قدمت هيئة ق�صور الثقافة للجمهور املتعط�ش للثقافة واملعرفة‬ ‫احلقة لتاريخ وعظمة احل�ضارة امل�صرية القدمية «ك�ت��اب املوتى‬ ‫للم�صريني القدماء» وهى �شرح الن�صو�ص والرتجمة من امل�صرية‬ ‫القدمية �إىل العربية والإجنليزية �أعدها الأ�ستاذ‪ /‬حم�سن لطفى‬ ‫ال�سيد‪� ،‬أجد من الق�سر بل من الغباء اجتزاء �أو اخت�صار هذا الكتاب‬ ‫العمالق فى �سطور قليلة هنا!؛ فيجب‬ ‫لكل م�صرى غيور على معرفة حقيقية‬ ‫ب��أ��ص��ول��ه وج� ��ذوره ق ��راءة ه��ذا الكتاب‬ ‫بتمعن‪ ،‬والكتاب يقع ف��ى ‪� 510‬صفحة‬ ‫بخالف ملف �صور ملونة طبعت ب�أناقة‬ ‫ودق ��ة ف��ى ح ��واىل ‪� 100‬صفحة ملونة‬ ‫(ملف ال�صور غري مرقم) في�صبح عدد‬ ‫�صفحات الكتاب حواىل ‪� 610‬صفحة من‬ ‫القطع الكبري‪ ،‬تعر�ضها الهيئة ب�سعر‬ ‫زهيد للغاية فقط ‪ 6‬جنيهات بينما يباع‬ ‫هذا الكتاب فى الأ�سواق مبا يفوق ‪110‬‬ ‫جنيه ًا وللأجانب يت�ضاعف هذا ال�سعر!‬ ‫وه��ذا ي�شكل ميزة هامة تقوم بها هيئة‬ ‫ق���ص��ور ال�ث�ق��اف��ة ب�ت��وف�ير ك�ت��اب��ا عظيم ًا‬ ‫للجمهور ب�سعر ثمن �ساندوت�ش ‪ ،‬فما‬ ‫اعظم تلك الوجبة الثقافية ‪.‬‬ ‫جند منت الكتاب بديع ًا ولكنه يفيد‬ ‫املثقف الواعى به ويهمل القارئ العادى‬ ‫وال يقدم له ما يفى احتياجاته الب�سيطة لفهم الكتاب‪ ،‬ويقدم الكتاب‬ ‫‪ 37‬لوحة وكل لوحة عدة �سطور ترتاوح ما بني الع�شرة �سطور �أو �أكرث‪،‬‬ ‫وي�صف الكتاب كل لوحة ويذكر الن�ص الفرعونى والإجنليزى والعربى‬ ‫له لي�شكل توثيق بديع لتلك الن�صو�ص من خالل ال�سطور «الر�أ�سية»‬ ‫الفرعونية لت�صبح �شاهد ًا عن عظمة الأجداد‪ ...‬حتفل بالأجماد‪!...‬‬ ‫ولعلنا نتدبر ذلك جميع ًا ‪.‬‬ ‫ولنتناول مع ًا اللوحة الأوىل الف�صل «‪ »10‬كا�ستهالل لأوىل‬ ‫الن�صو�ص وجند ن�ص ال�سطر الأول يقول‪« :‬الت�سابيح‪ ،‬احلمد عندما‬ ‫ي�شرق رع فى الأف��ق ال�شرقى من ال�سماء‪ ...‬بوا�سطة الكاتب مدون‬ ‫القرابني املقد�سة لكل الآلهة الأوزي��ر –�أى املرحوم «�أين»‪-‬؛ ال�سطر‬ ‫‪v‬‬

‫‪24‬‬

‫الثاين‪ :‬يقول ه��و‪« :‬التحيات ل��ك‪ ،‬مرحب ًا للذى ج��اء خ�برى –ب�شكل‪-‬‬ ‫ب�صور خربى الذى خلق الآلهة‪� ...‬أنت ت�شرق‪.‬‬ ‫وكما نرى الن�ص بديع وجدير بال�شرح والتف�سري والتحليل‪.‬‬ ‫ويجدر ذكر �أن اال�سم احلقيقى والأ�صلى للكتاب هو «اخلروج‬ ‫�إىل النهار» �أما اال�سم املغلوط وللأ�سف اكت�سب �شهرة حملية وعاملية هو‬ ‫«كتاب املوتى»‪ ،‬ولعلنا نلم�س فى اال�سم الأ�صلى‬ ‫«اخلروج �إىل النهار» الإ�شراقة والأمل وحالوة‬ ‫العامل الآخر حيث النعيم الأبدى الذى ال ينتهى‬ ‫وهذا يف�سر ملاذا �أهمل امل�صريون القدماء بناء‬ ‫الق�صور والفلل والبيوت الفاخرة‪ ،‬فالفرعون‬ ‫ي�سكن فى بيت متوا�ضع من الطني! �أم��ا بعد‬ ‫وفاته فرتقد رفاته فى معبد فخيم مهيب يليق‬ ‫بالعامل الآخ��ر وت��دف��ن معه زوج��ات��ه وج��واري��ه‬ ‫وخدمه وعبيده بالإ�ضافة �إىل �أدوات الت�سلية‬ ‫والطعام وكل ما يحتاجه من مفردات و�أدوات‬ ‫احلياة‪� ،‬أم��ا احلياة الدنيا فهى زائلة ال قيمة‬ ‫لها ولذا كان االهتمام بالق�صور للحياة الدنيا‬ ‫منعدم ًا‪ ..‬هكذا كانت حكمة قدماء امل�صريني‬ ‫وال ع�ج��ب ع�ن��دم��ا ن �ق��ر�أ ك�ت��اب «فجر‬ ‫ال�ضمري» جليم�س بري�ستد ال��ذى ا�صدر كتابة‬ ‫ع��ام ‪ 1934‬و�أث���ار �إه�ت�م��ام دول العلم �أجمع‬ ‫وترجمة للعربية العالمة « د ‪� .‬سليم ح�سن »‬ ‫الهيئة امل�صرية العامة للكتاب – مكتبة اال�سرة‬ ‫‪ 2000‬حني ين�سب للفراعنة �شرف تعليم الب�شرية كلها «الأخالق» وعلم‬ ‫«ال�سلوكيات» والربوتوكول فكيف �آكل وكيف �أعامل الآخر وكيف �أحرتم‬ ‫و�أق��در امل��ر�أة و�أعطف على الطفل و�أوق��ر الكبري وا�ست�شرف امل�ستقبل‬ ‫و�أت��دب��ر بعظة املا�ضى و�أتعلم درو���س الإن�سانية احلقة ب�أجل و�أعظم‬ ‫�صورها! ولذا كانت «العني الدامعة» لدى الفراعنة رمز للتدبر والت�أمل‬ ‫والعظة ومعرفة �أن الدنيا فانية!‪.‬‬ ‫م�صر �أ�صل احل�ضارة ومهدها الأول ‪ ،‬بل فى م�صر �شعر الإن�سان‬ ‫ولأول مرة فى تاريخ الب�شرية ونداء ال�ضمري‪ ،‬فن�ش�أ ال�ضمري الإن�سانى‬ ‫مب�صر وترعرع وتكونت الأخ�لاق النف�سية وظلت فى حالة توهج وت�ألق‬ ‫– تلك احلالة امل�صرية الأخالقية التى �سبقت كل ال�شعوب والقبائل‬


‫فما تنامى ظاهرة الع�شوائيات‪ ،‬وعدم احلفاظ على‬ ‫الأماكن الأثرية �أو العامة‪ ،‬وظهور بع�ض ال�سلبيات‪،‬‬ ‫مثل ال�سلبية والالمباالة‪ ،‬وال�ق��ذارة فى ال�شوارع‪،‬‬ ‫والتكا�سل ع��ن العمل‪،‬والتخلف العلمي‪ ،‬و�ضعف‬ ‫خمرجات التعليم �إال من نتاج عدم االهتمام بت�شكيل‬ ‫الوعى اجلمايل‪ ،‬وتنمية الإح�سا�س بالإمتاع والتذوق‬ ‫ل��دى امل��واط �ن�ين‪ ،‬وه��ذا ه��و ال ��دور امل �ن��وط ب��وزارة‬ ‫الثقافة القيام ب��ه‪ ،‬خا�صة ف��ى عهد املتخ�ص�ص‬ ‫فيه‪ ،‬الدكتور �شاكر عبد احلميد الذى ح�صل على‬ ‫تعليمه كامال فى هذا التخ�ص�ص‪ ،‬فهو حا�صل على‬ ‫درجة اللي�سان�س تخ�ص�ص علم النف�س ‪ ،1974‬ثم‬ ‫ح�صل على درج��ة الدبلوم تخ�ص�ص علم النف�س‬ ‫التطبيقى تخ�ص�ص علم النف�س الإكلينيكى ‪، 1976‬‬ ‫ونال درجة املاج�ستري تخ�ص�ص علم نف�س الإبداع‬ ‫‪ ، 1980‬ودرج ��ة ال��دك �ت��وراه تخ�ص�ص علم نف�س‬ ‫الإبداع ‪،1984‬كل ذلك من جامعة القاهرة ‪،‬وعمل‬ ‫من خالل هذا التخ�ص�ص فى املجاالت التى ا�ستفاد‬ ‫منها فى تطبيق درا�سته عمليا ‪،‬حيث عمل عميدا‬ ‫للمعهد العاىل للفنون ال�شعبية‪ ،‬وم�شرفا عاما على‬ ‫مركز اللغات والرتجمة ب�أكادميية الفنون‪ ،‬كما عمل‬ ‫�أي�ضا مديرا ملركز �أبحاث املوهبة وتنمية الإبداع‪.‬‬ ‫وو�صل �إىل مركز نائب لرئي�س الأكادميية فى‬ ‫الفرتة ‪. 2005 -2003‬كما �شغل �سابقا من�صب عميد‬ ‫املعهد العاىل للنقد الفنى بنف�س الأكادميية‪ ،‬وتوىل‬ ‫�إدارة برامج تربية املوهوبني بكلية الدرا�سات العليا‬ ‫بجامعة اخلليج العربى (مملكة البحرين‪-2005 /‬‬ ‫‪، )2011‬وعمل ك�أ�ستاذ غري متفرغ للتدري�س فى علم‬ ‫نف�س الإبداع ب�أكادميية الفنون ‪ ،‬وكان �آخر من�صب‬ ‫قد �شغله – قبل توليه وزارة الثقافة ‪ -‬الأمني العام‬ ‫للمجل�س الأعلى للثقافة ‪،‬وقد �ساهم مع فى متابعة‬ ‫وتطوير م�شروعات الأكادميية الرئي�سية ‪،‬ومنها‬ ‫م�شروع البالتوه ال�سينمائي‪ ،‬وم�شروع مبانى املعاهد‬ ‫اجل��دي��دة داخ��ل الأك��ادمي�ي��ة ‪،‬واه�ت��م ب�شكل خا�ص‬ ‫بتطوير وحدة الإ�سكندرية التابعة للأكادميية‪.‬‬ ‫كما �شارك فى العديد من م�ؤمترات ون��دوات‬ ‫املجل�س الأع�ل��ى للثقافة ‪،‬والهيئة العامة لق�صور‬ ‫الثقافة ‪،‬وهيئة الكتاب‪ ،‬وقطاع الفنون الت�شكيلية من‬ ‫خالل الأبحاث �أو رئا�سة اجلل�سات �أو امل�شاركة فى‬ ‫املناق�شات خالل الفرتة املمتدة من عام ‪ 1990‬حتى‬ ‫الوقت الراهن ‪ .‬وقد �شغل ع�ضوية اللجنة الت�أ�سي�سية‬ ‫للم�شروع القومى للرتجمة‪ ،‬وع�ضوية جلان ‪« :‬الكتاب‬ ‫الأول»‪ ،‬و « الرتبية و علم النف�س» و�سال�سل «كتابات‬

‫نقدية»‪،‬و»�آفاق الرتجمة»‪ ،‬و»�آف��اق عربية» بالهيئة‬ ‫العامة لق�صور الثقافة‪.‬وله العديد من امل�ؤلفات‬ ‫والأبحاث فى جماالت متعددة منها‪« :‬املر�ض العقلى‬ ‫والإبداع الأدبي»‪ ،‬درا�سة ن�شرت مبجلة « عامل الفكر‬ ‫بالكويت» املجلد الثامن ع�شر العدد الأول ‪. 1987‬‬ ‫و»الفروق االرتقائية فى الأداء على الر�سم املوجه‬ ‫والر�سم احلر» ( درا�سة ارتقائية عن الأطفال ما‬ ‫بني �سن ‪� 12 -3‬سنة) بحث قدم فى امل�ؤمتر الرابع‬ ‫لعلم النف�س ف��ى م�صر ‪ -‬القاهرة ‪:‬كلية الآداب‬ ‫جامعة عني �شم�س ‪1988‬م ‪.‬و»العالقات بني الر�سم‬ ‫والإب��داع» ( درا�سة ارتقائية على الأطفال من �سن‬ ‫‪� 12-3‬سنة) بحث قدم �إىل امل�ؤمتر ال�سنوى الأول‬ ‫للطفل امل�صرى تن�شئته ورعايته ‪ -‬القاهرة ‪ :‬مركز‬ ‫درا�سات الطفولة جامعة عني �شم�س ‪1988‬م ‪.‬‬ ‫وقام �أي�ضا بعمل درا�سة ارتقائية على املرحلتني‬ ‫االبتدائية والإعدادية عن حب اال�ستطالع والإبداع‬ ‫��ض�م��ن ب �ح��وث امل���ؤمت��ر ال �ث��ال��ث للطفل امل���ص��رى‬ ‫وعالقتها بامل�ستوى االقت�صادى االجتماعى للوالدين‬ ‫بكل م��ن ح��ب اال�ستطالع ل��دى عينة م��ن تالميذ‬ ‫املرحلة الإعدادية ‪ ..‬ودرا�سة للعالقة بني الإب��داع‬ ‫والتفكري بال�صور والكلمات قدم �إىل امل�ؤمتر ال�سابع‬ ‫لعلم النف�س فى م�صر ‪ . 1991‬وقد ا�ستخدم الدكتور‬ ‫�شاكر عبد احلميد تخ�ص�ص علم النف�س الإبداعى‬ ‫ف��ى تطبيق عملى على بع�ض �أف ��رع الإب� ��داع مثل‬ ‫النقد الأدب��ى ال��ذى قدم بع�ض الدرا�سات املتعلقة‬ ‫به من خ�لال علم النف�س مثل ‪:‬الق�صة امل�صرية‬ ‫الق�صرية‪ ،‬الدوافع والغايات‪ ،‬الأق�لام (العراق)‬ ‫ال�ع��دد ال��راب��ع‪.1983‬وع��امل عبد ال��رح�م��ن منيف‬ ‫الروائي‪� ،‬إبداع ـ م�صر ال�سنة الثالثة‪ ،‬العدد الأول‪،‬‬ ‫يناير ‪ .1985‬وق��راءة فى رواي��ة اجلبانات للكاتب‪:‬‬ ‫ر�شيد غمري‪� ،‬أخبار الأدب‪ .2010 ،‬ومن درا�ساته‬ ‫فى الفن الت�شكيلى ‪ :‬الر�ؤية الإبداعية لدى �أنطونى‬ ‫تونى‪ ،‬املنهل ـ ال�سعودية فرباير ‪1995‬م‪ .‬والر�ؤية‬ ‫الإبداعية لدى هرنى ماتي�س‪ ،‬املنهل فرباير ‪.1985‬‬ ‫وال��ر�ؤي��ة الإب��داع�ي��ة ل��دى فن ج��وخ‪ ،‬املنهل‪� ،‬أبريل‬ ‫‪ .1985‬وجرنيكا‪� :‬أ�شهر �أعمال بيكا�سو الفنية‪� ،‬آفاق‬ ‫عربية (العراق) مايو ‪ .1985‬والر�ؤية الإبداعية لدى‬ ‫بول كلى‪ ،‬املنهل �سبتمرب ‪ .1985‬ور�سائل فان جوخ‪،‬‬ ‫جملة الكويت‪ ،‬مايو ‪.1987‬والر�ؤية الإبداعية لدى‬ ‫بيكا�سو‪ ،‬املنهل‪ ،‬يناير ‪ .1990‬وملاذا قطع فان جوخ‬ ‫�أذنه؟ �سطور‪ .1997 ،‬وجمموعة درا�سات حول بع�ض‬ ‫الفنانني امل�صريني وخا�صة‪ ،‬حامد ندا‪ ،‬وحامد عبد‬

‫اهلل‪ ،‬وحممود بق�شي�ش وغريهم‪ .‬ومن درا�ساته فى‬ ‫ال�سينما ‪:‬الواقع وما وراء الواقع فى ال�سينما امل�صرية‬ ‫اجلديدة‪ ،‬القاهرة ‪ .1997‬و�صناعة النجوم‪« ،‬جملة‬ ‫الفن ال�سابع» القاهرة يناير ‪.1998‬‬ ‫ومن م�ؤلفاته ‪ :‬العملية الإبداعية فى الت�صوير ـ‬ ‫الكويت ـ �سل�سلة عامل املعرفة ـ العدد ‪ .1987‬وال�سهم‬ ‫وال�شهاب (درا�سات فى الق�صة والرواية العربية) ـ‬ ‫القاهرة وطنطا ـ م�صر ـ مطبوعات الرافعى ‪.1987‬‬ ‫والطفولة والإب ��داع (�سل�سلة فى خم�سة �أج��زاء)‬ ‫�صدر عن اجلمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية‬ ‫ـ الكويت ‪ .1989‬وفى علم النف�س العام (باال�شرتاك‬ ‫م��ع �آخ��ري��ن) ـ ال �ق��اه��رة ـ مكتبة غ��ري��ب ‪.1989‬‬ ‫ودرا�سات نف�سية فى التذوق الفنى (كتاب ي�شمل‬ ‫على �ستة �أبحاث حول تذوق الأدب وت��ذوق الفنون‬ ‫الت�شكيلية‪� ،‬إ�ضافة �إىل مقدمة نظرية)ـ القاهرة‬ ‫ـ مكتبة غريب ‪ .1989‬والأدب واجلنون ـ الهيئة‬ ‫العامة لق�صور الثقافة ـ القاهرة ‪ .1993‬وعلم نف�س‬ ‫الإبداع ـ القاهرة ـ مكتبة غريب ‪ .1995‬واملفردات‬ ‫الت�شكيلية ـ رموز ودالالت ـ القاهرة ـ الهيئة العامة‬ ‫لق�صور الثقافة ـ م�صر ‪ .1997‬واالكت�شاف وتنمية‬ ‫املواهب‪ ،1995 .‬القاهرة ‪ :‬الهيئة العامة لق�صور‬ ‫الثقافة‪ .‬واحللم وال��رم��ز والأ��س�ط��ورة‪ .‬القاهرة ـ‬ ‫الهيئة امل�صرية العامة للكتاب ‪ .1998‬ودرا�سات فى‬ ‫حب اال�ستطالع واخليال والإبداع باال�شرتاك مع �أد‪.‬‬ ‫عبد اللطيف خليفةـ القاهرة‪ .‬دار غريب للطباعة‬ ‫والن�شر والتوزيع ‪ .2000‬والتف�ضيل اجلماىل درا�سة‬ ‫فى �سيكولوجية التذوق الفنى الكويت �سل�سلة عامل‬ ‫املعرفة ـ ‪ .2000‬والفكاهة وال�ضحك ـ �سل�سلة عامل‬ ‫املعرفة ـ الكويت ـ يناير ‪ .2003‬وع�صر ال�صورة‪،‬‬ ‫الإيجابيات وال�سلبيات‪ .‬الكويت‪ :‬املجل�س الوطنى‬ ‫للثقافة والفنون والآداب‪� -‬سل�سلة ع��امل املعرفة‪،‬‬ ‫يناير ‪ .2005‬والفكاهة و�آليات النقد االجتماعى‬ ‫(ب ��اال�� �ش�ت�راك)‪ .‬ال��ق��اه��رة‪ .‬م��رك��ز ال��درا� �س��ات‬ ‫االجتماعية بجامعة القاهرة ‪ .2004‬و�آليات الإبداع‬ ‫ومعوقاته فى العلوم االجتماعية‪ .‬القاهرة �أكادميية‬ ‫ال�ب�ح��ث ال�ع�ل�م��ي‪ .)2007( .‬وال �ف �ن��ون الب�صرية‬ ‫وعبقرية الإدراك‪ .‬القاهرة‪ :‬العني للن�شر‪2007 ،‬‬ ‫وطبعة خا�صة م��ن مكتبة الأ� �س��رة‪ .‬واخل �ي��ال من‬ ‫الكهف �إىل الواقع االفرتا�ضي‪ .‬الكويت‪� :‬سل�سلة عامل‬ ‫املعرفة ‪ .2009‬والفن والغرابة‪ .‬القاهرة‪ :‬مرييت‬ ‫للن�شر والتوزيع ‪ 2010‬وطبعة ثانية من مكتبة الأ�سرة‬ ‫‪.2010‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪27‬‬


‫شخصيات غامه‬

‫د‪.‬حربى طلعت‬

‫شاكر عبد الحميد مثقف على درجة وزير‬ ‫تثبت م�صر الثورة يوما بعد يوم �سداد ًا فى اخلطوات‪ ،‬وتغري ًا فى‬ ‫االجتاهات والتوجهات واملفاهيم‪ ،‬نحو الأف�ضل وخا�صة فى دائرة‬ ‫اختيار امل�سئولني‪ ،‬تلك الدائرة التى كانت قبل الثورة تقف عند حدود‬ ‫القرب من النظام‪ ،‬واملقدرة على تنفيذ ر�ؤاه‪ ،‬وحتقيق رغباته‪ ،‬والدرجة‬ ‫الرفيعة من جلنة �سيا�سات احلزب الوطنى املنحل‪ ،‬لكن بعد الثورة‬ ‫كان املعيار غالبا يتم فى حدود‬ ‫امل�صلحة العامة‪ ،‬والرغبة فى‬ ‫ال�ن�ه���ض��ة مب �� �ص��ر‪ ،‬وك� ��ان من‬ ‫ح�سن حظ وزارة الثقافة �أنها‬ ‫ف��ازت بنمط من ال��وزراء على‬ ‫�أع �ل��ى م�ستوى م��ن امل�س�ؤولية‬ ‫ال��وط �ن �ي��ة‪ ،‬وال ��وع ��ى اخل��ا���ص‬ ‫ب� ��دور ال� � ��وزارة ف��ى احل �ف��اظ‬ ‫على مكانة م�صر وري��ادت�ه��ا‪،‬‬ ‫والكفاءة املهنية املميزة‪ ،‬من‬ ‫مثل الدكتور جابر ع�صفور‪،‬‬ ‫وال��دك �ت��ور ع �م��اد �أب���و غ ��ازي‪،‬‬ ‫لكن نظرا لعدم حتقق �آمالهم‬ ‫ور�ؤاهم فى الوزارة و�سيا�ستها‪،‬‬ ‫وتوافقها م��ع ال�صالح العام‪،‬‬ ‫ونظرا لأنهما لي�س من النوع‬ ‫ال�ساعى للمن�صب بل املن�صب‬ ‫ه��و ال ��ذى �سعى �إل�ي�ه�م��ا‪ ،‬فقد‬ ‫�أث��را تقدمي اال�ستقالة ‪ -‬بكل‬ ‫ب�ساطة‪ -‬حفاظا على مكانتهم‬ ‫العلمية وال�شعبية ف��ى قلوب‬ ‫وعقول حمبيهم‪ .‬لكن من ح�سن حظ م�صر ووزارة الثقافة �أن توىل‬ ‫املن�صب �شخ�صية �أخرى لها املميزات نف�سها‪ ،‬مع القدرة على العطاء‪،‬‬ ‫وتفهم طبيعة وزارة الثقافة‪ ،‬تلك الوزارة التى هى من �أخطر الوزارات‬ ‫و�أهمها على الإطالق فى م�صر – خالفا لل�سائد من وجهات النظر‬ ‫‪v‬‬

‫‪26‬‬

‫حولها – فهى الوزارة املعنى بها ت�شكيل وجدان م�صر وعقلها الثقايف‪،‬‬ ‫مبا ي�ؤديه هذا الوجدان‪ ،‬وذلك العقل‪ ،‬من باقى املهام الأمنية الداخلية‬ ‫واخلارجية واالقت�صادية ‪.‬‬ ‫فالدكتور �شاكر عبد احلميد يتميز ب�أنه مثقف من النوع النادر‬ ‫الذى ي�ستطيع �أن يطوف بعوامل الثقافة املختلفة‪ ،‬ويجمع منها ما ميكن‬ ‫تطبيقه واال�ستفادة منه �شعبيا‪،‬‬ ‫ولي�س �أكادمييا فقط ‪،‬الأمر الذى‬ ‫يعنى ا�ستفادة وزارة الثقافة‪،‬‬ ‫وبالتاىل م�صر كلها‪ ،‬من العلوم‬ ‫املختلفة ال�ت��ى تخ�ص�ص فيها‬ ‫ا�ستفادة فورية وعملية‪ ،‬بعك�س‬ ‫ال �ك �ث�يري��ن ال��ذي��ن تخ�ص�صوا‬ ‫ف��ى ال�ع�ل��وم الثقافية املختلفة‬ ‫لكن ظ��ل تخ�ص�صهم �أك��ادمي��ى‬ ‫بحت‪ ،‬مل ينعك�س على املنا�صب‬ ‫ال�ت��ى ت��ول��وه��ا ب�ف��ائ��دة تطبيقية‬ ‫تذكر‪ ،‬رغم �أنه من املفرت�ض �أن‬ ‫اختيار امل�سئول وفق تخ�ص�صه‪،‬‬ ‫ليعك�س ه��ذا التخ�ص�ص على‬ ‫عمله‪ ،‬وبالتاىل ال�صالح العام ‪.‬‬ ‫واملالحظ �أن التخ�ص�ص العلمى‬ ‫للدكتور �شاكر عبد احلميد من‬ ‫�أهم التخ�ص�صات املطلوبة ب�شدة‬ ‫فى وزارة الثقافة‪ ،‬وهو علم نف�س‬ ‫الإبداع‪ ،‬ذلك العلم الذى يلخ�ص‬ ‫طبيعة وعمل ال��وزارة‪ ،‬وتعاملها‬ ‫مع كافة �أن��واع الإب��داع العقلى والوجدانى ‪ ،‬لكافة املراحل العمرية؛‬ ‫مما يحافظ على مكانة م�صر وح�ضارتها ‪،‬فمن املعلوم �أن تربية جيل‬ ‫من املبدعني‪ ،‬وتنمية التذوق الفنى لديهم‪ ،‬ي�ؤثر بكل �سهولة فى ت�شكيل‬ ‫ال�سلوكيات و�أمناطها‪ ،‬تلك التى تعانى م�صر منها فى الوقت احلا�ضر‪،‬‬


‫ملف العدد‬

‫ثورة ‪ 25‬يناير‬


28

v


31

v


‫ثورة ‪ 25‬يناير‬

‫سنة أولى ثورة ‪ ..‬والفن‬

‫�إذا كانت الثورة فع ًال �إن�ساني ًا ا�ستثنائي ًا‪ ،‬هدفه التغيري‪ ،‬فالعملية‬ ‫الفنية الإبداعية‪ ،‬ن�شاط �إن�سانى ا�ستثنائي‪ ،‬هدفه الإ�ضافة واالبتكار‪،‬‬ ‫لكن من ال�ضرورى التمييز بني فن الثورة‪ ،‬والفن الثورى التحري�ضي‪،‬‬ ‫فالأول‪ :‬فن الثورة‪ ،‬تعبري انفعاىل فى الغالب والأعم‪ ،‬يعك�س فعل الثورة‬ ‫الإن�سانى اال�ستثنائي‪ ،‬وي�صور تفاعالتها‪ ،‬وي�شكل معادال مو�ضوعيا‬ ‫فنيا للثورة‪ ،‬على نحو ير�سم منحنى ل�ل�أح��داث الثورية املت�أججة‪،‬‬ ‫يعك�س خلجاتها‪ ،‬كرد فعل ملا ج��رى‪ ،‬بينما الفن الثورى ي�ساهم فى‬ ‫تكوين ال�شخ�صية الوطنية‪ ،‬وبناء قواعد فى البنية الأ�سا�سية للمكونات‬ ‫الثقافية للجماهري‪ ،‬بهدف تثويري‪ ،‬حتري�ضى ناه�ض‪ ،‬حمفز‪ ،‬فاعل‪.‬‬ ‫الفن والثورة‪ ،‬مو�ضوع يطرح نف�سه فى �شكل �س�ؤال‪ ،‬هل كان الفن‬ ‫�سالح ًا فى ال�ث��ورة ؟ والتحري�ض عليها‪ ،‬وم��ا هى قيمته‪ ،‬اجلمالية‬ ‫والفكرية ؟ ومن املمكن �أن يكتب له اخللود‪� ،‬أم �أنه انعكا�س �سريع‪،‬‬ ‫انفعايل‪ ،‬يعالج ح��دث؟ وهل الفعل الثورى يعد �إي��ذان� ًا بتحوالت فى‬ ‫‪v‬‬

‫‪30‬‬

‫�سيد هويدى‬

‫م�سارات ومفاهيم‪ ،‬الإبداع على نحو فكرى‪� ،‬سواء من حيث املنطلقات‪،‬‬ ‫�أو الو�سائل والتقنيات‪ ،‬وطريقة التعبري والتناول؟‪.‬‬ ‫�أم �أن للفن هدفا مغايرا لهدفه اجلمايل‪ ،‬مع الثورة كما يقول ميكل‬ ‫دوف��ري��ن‪ ،‬فى كتابه (الفن فى الغرب) حيث يقول‪ :‬مفهوم اجلمالية‬ ‫قد تعر�ض لنوع من االعتداء حتت م�سمى الثورة �ضد القيم التقليدية‪،‬‬ ‫كت�شويه املو�سيقى ب�إ�ضافة ال�ضو�ضاء لها‪ ،‬وت�شويه الت�صوير ب�إ�ضافة‬ ‫�أ�شياء جرت العادة على حذفها‪ ،‬لقد مت رف�ض كل ما هو جميل بحجة‬ ‫�أنه �أمر تقليدي‪ .‬وهو ما ي�شبه فى عامل ال�سيا�سة‪ ،‬الهدم من �أجل البناء‪،‬‬ ‫والتخل�ص من النظم ال�سابقة‪.‬‬ ‫جاءت م�شاركة الفن فى الثورة امل�صرية ال�شعبية �إجماال‪ ،‬عندما‬ ‫تطلعت قوى التغيري‪� ،‬إىل واقع جديد‪ ،‬وهو الأمر الذى يتفق مع العملية‬ ‫الإبداعية‪ ،‬فى رغبتها الدائمة فى جتاوز ال�سائد وامل�ألوف‪ ،‬فالفن ي�سعى‬ ‫�إىل ف�ضاءات‪ ،‬غري م�سبوقة‪ ،‬والثورة ت�سعى �إىل للتغيري‪ ،‬وغر�س واقع‬


‫جديد‪ ،‬بديال لقدمي متهالك‪ ،‬فقد اجتهت‬ ‫البنية الفوقية‪ ،‬املمهدة للثورة‪� ،‬إىل هدم‬ ‫اجل�سور مع املواقع القدمية‪« ،‬ميكن القول‬ ‫�أن ه �ن��اك م��ا مي�ك��ن ت�سميته بالقطيعة‬ ‫اجلمالية التى حدثت بني الفنون املعا�صرة‬ ‫والفنون التى �سبقتها‪.‬‬ ‫الفن املعا�صر ثوري‬ ‫ك�شف الفن املعا�صر عن ثورية تتجاوز‬ ‫توقعات الإطار الذهنى الذى يقولب الفن‬ ‫العادى فى نطاقه‪ ،‬ويهاجر بالأذهان �إىل‬ ‫�إط��ار مرجعى يحل حم��ل ال�ق��دمي‪ ،‬لذلك‬ ‫ما كان ميكن للثورة �أن تنجح‪� ،‬إال بتبنى‬ ‫ال�شباب‪ ،‬ملفاهيم معا�صرة‪ ،‬بخروج ال�شباب‬ ‫ي�ساندهم �شرائح من املجتمع‪ ،‬لل�شوارع مع‬ ‫فجر ي��وم ‪ 25‬يناير‪ ،‬بهدف ر�سم �صورة‬ ‫للحلم امل�صرى‪ ،‬لكن �سرعان ما �شارك‬ ‫فيها كل �أطياف ال�شعب‪.‬‬ ‫ا�ستفاد �شباب ال �ث��وار م��ن �إمكانات‬ ‫املوجة الثالثة املعلوماتية‪( ،‬بعد الزراعة‬ ‫وال�صناعة)‪ ،‬و�إن كان التح�ضري للثورة‪ ،‬بد�أ‬ ‫من �سنوات مع احلركات االحتجاجية‪� ،‬إال‬ ‫�أن فكرة الدعوة تفاعلت عرب الأثري والعامل‬ ‫االفرتا�ضي‪ ،‬عن طريق املواقع الإلكرتونية‪،‬‬ ‫و�شبكة املعلومات الدولية الإنرتنت‪ ،‬تلك‬ ‫ال��و� �س��ائ��ل ال �ت��ى ك��ان��ت � �س�لاح��ا‪ ،‬و�ساحة‬ ‫قتال‪ ،‬وملعبا‪ ،‬وحلبة نزال‪ ،‬لعب فيها الفن‬ ‫واخليال ن�صيبا كبريا‪ ،‬حل�شد ال�شباب فى‬ ‫الطرقات‪ ،‬وال�شوارع وامليادين‪ ،‬تفجرت‬ ‫�آبار الغ�ضب‪ ،‬فى النفو�س‪ ،‬مل يخفها تفجري‬ ‫قنابل الغاز‪� ،‬أو الر�صا�ص‪.‬‬ ‫�شارك العديد من الفنانني فى الثورة‪،‬‬ ‫باعتبارهم �شريحة من اجلماعة الثقافية‪،‬‬ ‫ومنهم من ا�ست�شهد‪ ،‬كزياد بكري‪ ،‬والفنان‬

‫‪v‬‬

‫‪33‬‬


32

v


‫شارع عيون الحرية ‪ -‬الفنان عمار ابو بكر‬


‫جرافيتى الشارع‬ ‫‪v‬‬

‫‪34‬‬


‫خالد‪ ،‬على �إزالة ر�سوم هانى خالد‪ ،‬والتى ر�سمها‬ ‫�أثناء الثورة‪ ،‬فى منطقة ميدان التحرير‪ ،‬على نحو‬ ‫غريب يدعو �إىل الده�شة‪ ،‬فيما كان م�صري جنزير‪،‬‬ ‫املعروف با�سم موفا‪ ،‬االعتقال ب�سبب ر�سومه‪.‬‬ ‫جداريات ال�شهداء‪ ،‬التى �صورت وجوه ال�شهداء‬ ‫و�أ�سماءهم‪ ،‬وبع�ضا من �سريتهم الذاتية‪ ،‬كانت �أ�سرع‬ ‫عمل فنى ظهر فى �أنحاء عديدة من القاهرة‪ ،‬لأ نها‬ ‫اتبعت �أ�سلوبا �سريعا فى التنفيذ‪ ،‬حيث يقوم جنزير‬ ‫بالتعاون مع عدد من الفنانني ال�شباب املتطوعني‬ ‫بالإعداد فى املر�سم �أوال على طريقة التفريغ‪ ،‬وفى‬ ‫موقع اجلدارية يتم ر�ش اال�سرباى‪ ،‬وهى جرافيتى‬ ‫على نحو مبتكر‪ ،‬جمع ب�ين تقنيات ق��دمي��ة‪ ،‬ورح‬ ‫التمرد فى اجلرافيتى‪.‬‬ ‫رق �ع��ة � �ش �ط��رجن ب�ح�ج��م ج ��داري ��ة‪ ،‬ت���ص��درت‬ ‫�أ�سوار اجلامعة الأمريكية بالتحرير‪ ،‬جت�سد وقوف‬ ‫الع�ساكر على الرقعة فى �صفوف‪ ،‬بينما فى املواجهة‬ ‫جميع القطع الأخرى فى موقعها املعتادة فى الوقت‬ ‫الذى ر�سم فيه امللك مقلوبا‪ ،‬والإم�ضاء التنني �أ�شهر‬ ‫فنانى اجلرافيتى فى و�سط البلد‪.‬‬

‫الفن املفاهيمي‬ ‫جاء حدث ومهرجان (فن امليدان)‪ ،‬والذى �أقيم‬ ‫فى ميدان عابدين‪ ،‬بعد �أي��ام من تنحى الرئي�س‪،‬‬ ‫ليلتقى مع النماذج الأوىل للفن املفاهيمى (حواىل‬ ‫‪ ،)1966 -1965‬ون�شاطات حركة فوك�س التى ظهرت‬ ‫مع ال�ستينات فى �أوروبا و�أمريكا‪ .‬وهى احلركة التى‬ ‫ت�شكل ام�ت��دادا للحدوثية (‪.)Happening‬‬ ‫التى �أرادت دمج الفن باحلياة‪ ،‬وحماربة التقاليد‪،‬‬ ‫والتحرر من القيود االجتماعية والثقافية‪ ،‬عرب‬ ‫منطلقات فكرية خ��ا��ص��ة‪ ،‬ت�ت�ج��اوز �أ��ش�ك��ال الفن‬ ‫املطروحة وطرق (ا�ستهالكه)‪ .‬بعد �أن اخت�صرت‬ ‫امل�سافة لأق�صى درج��ة بني الفن واحلياة‪ ،‬وحترر‬ ‫الفنان من كل الو�سائل‪ ،‬وتوجه مبا�شرة الكت�شاف‬ ‫نف�سه والعامل‪ .‬لت�صبح الفكرة الهدف الفعلى بدال‬ ‫من العمل الفنى نف�سه‪.‬‬ ‫ومع املوجة الثانية من الثورة‪ ،‬والتى انطلقت‬ ‫مع فجر ‪ 18‬نوفمرب‪ ،‬افتتحت ال��دورة ‪ 22‬ل�صالون‬ ‫ال�شباب‪ ،‬بعد �أن تعرثت لأ�سباب عدة‪� ،‬أغلبها يرجع‬ ‫�إىل ع��دم �إدراك‪ ،‬طبيعة ت�شابك عنا�صر امل�شهد‬

‫فى بلد فجر ثورة �سلمية‪� ،‬ضد نظام م�ستبد‪ ،‬لكن‬ ‫�أقيمت الدورة حتت عنوان التغيري‪ ،‬وت�صدر ال�شباب‬ ‫امل�شهد‪ ،‬بقدرتهم على الإب��داع فى ظل التحديات‪،‬‬ ‫وكان على ر�أ�س ه�ؤالء الفنانني الفنان عمار �أبو بكر‬ ‫املعيد بكلية الفنون اجلميلة بالأق�صر‪.‬‬ ‫والفن جزء من الن�ضال الكلى ال�ساعى حلرية‬ ‫الإن�سان‪ ،‬ولذلك فالثوريون والفنانون هم حلفاء‬ ‫حمتملون‪ ،‬لكن هذا التحرر ال يعنى‪ ،‬بال�ضرورة‪،‬‬ ‫�أن اخللق الفنى يتم خارج نطاق احلقيقة احلية‪،‬‬ ‫�أو بعيدا عنها‪ ،‬ودون ارتباط بواقع اجتماعي‪� ،‬أى‬ ‫البد للفنان من القبول بهذه احلقيقة‪ ،‬والتحرك من‬ ‫خاللها‪.‬‬ ‫بالطبع �سيكون خط�أ ف��ادح � ًا حم��اول��ة ح�صر‬ ‫الفن للأ�سباب ال�سيا�سة املبا�شرة‪� ،‬أو الإ�صرار على‬ ‫�ضرورة خدمة الفن لق�ضية �سيا�سية مبا�شرة‪ ،‬الفن‬ ‫يخدم كل التطورات املتعلقة بال�شخ�صية الإن�سانية‪،‬‬ ‫حيث يتعامل ال�ف��ن م��ع احل��ب‪ ,‬وامل ��وت‪ ،‬وال ��ر�ؤى‪،‬‬ ‫وجملة العالقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫‪37‬‬


‫�أحمد ب�سيوين‪ ،‬الذى خرج ب�سالحه الكامريا‪ ،‬فيما‬ ‫ا�شرتك كل امل�صريني فى ر�سم امل�شهد فى امليادين‪،‬‬ ‫ور��س�م��وا � �ص��ورة احتجاجية‪ ،‬تت�شكل على م��دار‬ ‫ال�ساعة‪ ،‬يتابعها العامل كله كفعل �إن�ساين‪ ،‬نادر وغري‬ ‫م�سبوق‪ .‬عندما ربطوا الفن بالواقع‪ ،‬وهم يقومون‬ ‫بتوفري �سبل حياة‪ ،‬ورفع الفتات معربة‪ ،‬و�ساخرة‪،‬‬ ‫وح�ضارية‪.‬‬ ‫ك�شفت الثورة فى كل امليادين وال�شوارع �أن الفن‬ ‫فى جينات امل�صرى‪ ،‬ابتكروا و�سائل للتعبري عن‬ ‫�آرائهم‪ ،‬بالهتاف‪ ،‬والر�سوم‪ ،‬لقد �صنع التحريريون‬ ‫كل �أن��واع الفنون‪ ،‬من فنون الفرجة‪ ،‬والفلكلور‪،‬‬ ‫والغناء‪ ،‬والر�سم‪ ،‬والأداء امل�سرحي‪ ،‬حتى فنون‬ ‫الفيديو �آرت‪ ،‬لقد اخرتعوا �شروط �سجن‪ ،‬للبلطجية‬ ‫الذين وقعوا فى �أيدى الثوار‪ ،‬والتقوا بذلك مع �أحدث‬ ‫االجتاهات ما بعد احلداثة‪ ،‬والفن املفاهيمي‪.‬‬ ‫�صنع الثوار ثورتهم فى ف�ضاء افرتا�ضي‪� ،‬أوال‬ ‫عندما جعلوا من �صفحات التوا�صل االجتماعى‬ ‫�ساحة ح ��رب‪ ،‬قبل �أن ي��وج�ه��وا ق ��وات الأم ��ن فى‬ ‫ال �� �ش��وارع وال �ط��رق��ات‪ ،‬جتلى الفعل ال �ث��ورى‪ ،‬فى‬ ‫‪v‬‬

‫‪36‬‬

‫املواجهة‪ ،‬بني �إرادة التغيري‪ ،‬التى ال ميتلك �أ�صحابها‬ ‫�شيئا‪� ،‬إال حناجرهم‪ ،‬فى مقاربة مع ما فعل الإن�سان‬ ‫الأول ور�سامى الكهوف‪ ،‬فقد كان بداية املواجهة‪،‬‬ ‫على جدران الكهوف‪ ،‬قبل اخلروج �إىل املعركة‪ ،‬مع‬ ‫الوحو�ش‪.‬‬ ‫هدف التحريريني‬ ‫انطلق ال�شباب ير�سم على اجل��دران‪ ،‬ما يراه‬ ‫فى امل�شهد العا�صف‪ ،‬فى �أروقة الثورة‪ ،‬واملواجهات‪،‬‬ ‫وك�أنه ير�سم خريطة جديدة لوطنه‪ ،‬ك�أنه يتحدى‬ ‫كما حتدى ر�سامى الكهوف‪ ،‬املخاطر‪ ،‬وي�ستعد لها‬ ‫بالر�سم‪ ،‬قبل اخلروج خارج الكهوف‪ ،‬كان احلما�س‬ ‫هو عنوان تلك اجلداريات‪ ،‬للدرجة التى جعلت منها‬ ‫مظاهرة فنية‪ ،‬تعدت الر�سم‪� ،‬إىل م�شاركة البع�ض‬ ‫فى ر�سم علم البالد على كل �شيء حتى الأ�شجار‪،‬‬ ‫و�صناديق القمامة‪ ،‬فى مفارقة �صعبة‪.‬‬ ‫ج��اءت ه��ذه اجل��داري��ات‪ ،‬فى ع��دة م�ستويات‪،‬‬ ‫الأول عفوى تلقائي‪ ،‬ينفذه هواة‪ ،‬يت�شابه من حيث‬ ‫ال�شكل مع الر�سوم التى يحتفل بها النا�س باحلج‪،‬‬ ‫�أم امل�ستوى الثانى فينتمى �إىل ف��ن اجلرافيتى‪،‬‬

‫وعلى الرغم من �أن فن اجلرافيتى (ف��ن الر�سم‬ ‫على اجلدران)‪ ،‬مطارد فى دول �أوروبا‪� ،‬إال �أن هذا‬ ‫الفن التحري�ضى الثورى امل�ستفز‪� ،‬سواء لل�سلطات �أو‬ ‫اجلمهور‪ ،‬ظهر على نحو مثري قبل الثورة‪ ،‬و�أثنائها‬ ‫و�أظ �ن��ه �سيتعاظم دوره‪ ،‬ف��ى امل�ستقبل القريب‪،‬‬ ‫باعتباره و�سيط �سريع ينقل عواطف ور�سائل ثورية‪،‬‬ ‫ففى الإ�سكندرية ظهرت ع��ام ‪ ،2009‬الفتاة �آية‬ ‫طارق بدراجتها‪ ،‬و�ألونها لتجوب �شوارع الثغر‪ ،‬تر�سم‬ ‫وتلون اجلدران‪ ،‬غري مكرتثة لتعليقات النا�س‪ ،‬بعد‬ ‫�أن فتحت ا�ستوديو جدها‪ ،‬لتجعله مركزا ينطلق منه‬ ‫هذا الفن‪ ،‬و�شاركها‪� ،‬ساره حممد‪ ،‬وحممد رجب‪،‬‬ ‫وحممد جابر‪.‬‬ ‫الثورة تبد�أ من هنا‪ ،‬هى العبارة التى كتبتها �آية‬ ‫طارق هى و�شركا�ؤها املحر�ضون على الثورة‪ ،‬بجوار‬ ‫ر�سم ملخ �إن�سان‪ ،‬ويذكر �أحمد ناجى فى درا�سة عن‬ ‫فن اجلرافيتى بجريدة �أخبار الأدب‪ ،‬حتت عنوان‬ ‫يحيا الفن الزائل‪ ،‬و�أب��رز عبارات �آي��ة‪« :‬م�سارك‪،‬‬ ‫حدد‪ ،‬م�صريك»‪.‬‬ ‫�أم ��ا ف��ى ال�ق��اه��رة فقد �أن�ق����ض �شباب عمرو‬


39

v


‫ثورة ‪ 25‬يناير‬

‫مع «يحيى عبده»‪...‬‬ ‫الزهر رمزًا والصخور مجازًا‬ ‫كثري ٌة هى الأط��روح��ات الب�صرية التى �أعقبت قيام ث��ورة ‪25‬‬ ‫يناير‪ ،‬متخذة من في�ضها قب�س ًا لال�ستلهام ال�صياغى والت�أ�سي�س‬ ‫اجلمايل‪ ،‬وكثري ٌة هى امل�شروعات الفنية و(الإرها�صات بالتجارب)‪،‬‬ ‫التى ح��اول �أ�صحابها من خاللها االحتفاء باحلدث ومتجيده‪� ،‬أو‬ ‫الت�أريخ له وت�سجيله‪� ،‬أو حماورته وا�ستكناه جتلياته‪� ،‬أو اتخاذه منطلق ًا‬ ‫لن�صو�ص ب�صرية ت�ستهدى زخم االنفعالية التعبريية‪� ،‬أو تتو�سل بحرفية‬ ‫ٍ‬ ‫الت�سجيلية‪ ،‬متوقفة عند �ضرورات التوثيقية‪.‬‬ ‫ويغلب على ال��را��ص��د املتابع ملُج َمل تلك الأط��روح��ات وه��ذه‬ ‫امل�شروعات الإح�سا�س ب�أن ثمة ق�صدية متعجلة ترين بظاللها الكثيفة‬ ‫على معظمها‪ ،‬وهو �إح�سا�س �سرعان ما يتعزز لدى املتلقى الفاح�ص‬ ‫املت�أين‪ ،‬متك�شف ًا عن �إدراك �أن ثمة ما يقف حائ ًال دون هذه التجارب‬ ‫وبلوغ �أفق التوهج اجلماىل ال�صرف‪ ،‬و�أن هذا احلائل املانع يتج�سد فى‬ ‫كلمة واحدة وجيزة‪ ...‬هي‪ :‬الظاهرية‪.‬‬ ‫ففى خ�ضم اللهاث خلف تلقف احلدث وتثبيته وت�أطريه‪ ،‬وفى‬ ‫غمار حمية املتابعة والرغبة فى مواكبة الثورة‪� ،‬ألفينا �أنف�سنا ب�إزاء‬ ‫كثري من الأعمال الق�شرية‪ ،‬التى مل تتعد حدود ظاهر ال�صورة‪ ،‬ومل‬ ‫تغادر عتبات ال�صياغة املبا�شرة �إىل خال�صة اجلوهر املتجاوز‪.‬‬ ‫من هنا ت�أتى �أهمية ما يطالعنا به الفنان والأكادميى البارز‬ ‫واملكني �أ‪ .‬د‪“ .‬يحيى عبده” فى معر�ضه احلايل‪ ،‬ذلك الذى يحتفى‬ ‫البي‬ ‫عقود ثالثة من الف�ساد نّ‬ ‫فيه بثورة �شعبه التى ن�ضت عنه �أدران ٍ‬ ‫والنكو�ص املعيب‪ ،‬مت�سلح ًا بخربته العري�ضة فى حلبة فنون الكتاب‪،‬‬ ‫منوال يتجاوز ظاهرية احلدث �إىل عمق‬ ‫لإع��ادة غزْ ل ال�صورة على‬ ‫ٍ‬ ‫معناه‪ ،‬ويتجافى عن غواية ال�سقوط فى �أ�سر الت�سجيل املبا�شر ل�صالح‬ ‫االرتقاء ببالغة الرتميز فى اللوحة‪ .‬فنحن ال نقع لدى “يحيى عبده”‬ ‫على العنا�صر املكرورة واملتوقعة‪ ،‬التى طاملا ا�صطدمنا بها لدى غريه‪،‬‬ ‫ممن مل يتجاوزوا ظاهر احلدث الثورى �إىل باطنه؛ �إذ �إنك لن ترى‬ ‫فى � ّأي من لوحاته �أثر ًا للميدان وال لثواره‪� ،‬أو لغري ذلك من العنا�صر‬ ‫الب�صرية التى باتت �أيقونات مالزمة لثورة ‪ 25‬يناير من فرط تكرارها‬ ‫و�إحلاحها الإعالمي‪ ،‬بل هو ينقلك نق ًال �إىل �أفق من بالغة الرمز‪،‬‬ ‫و�إىل ف�ضاءٍ من املجاز املك ّثف؛ وذلك حني ي�ستنه�ض تر�سانته الب�صرية‬

‫‪v‬‬

‫‪38‬‬

‫د‪ .‬يا�سر منجي‬

‫وخربته املتح�صلة من �سابق جتربته الطويلة‪ ،‬في�سعفانه على �أوفى ما‬ ‫يكون‪ ،‬لي�أتى قراره ب�صياغة هذه املجموعة البه ّية من الأعمال املونقة‪،‬‬ ‫متخذ ًا من الزهور معاد ًال ب�صري ًا لغ�ضا�ضة �شباب الثورة وبراءة ُحلمهم‬ ‫الوطنى ال�شفيف‪ ،‬ومن ال�صخور مرادف ًا لع�سف نظام ت�صلب هيكله حتى‬ ‫حتجر‪ ،‬وجتربت قب�ضته اخل�شنة حتى ت�صلبت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بات الرهان �إذن فى معر�ض “يحيى عبده” دائرا حول ا�ستجالء‬ ‫�صور ال�صراع الدائر بني ليونة الزهر و�صالدة احلجر‪ ،‬وحول معاجلة‬ ‫التناق�ض القائم بني ق�ساوة هذا وط��راوة ذاك‪ ،‬وح��ول توكيد التقابل‬ ‫بني هند�سية الت�شظى املتك�سر فى �أ�سطح ال�صخر وع�ضوية االن�سياب‬ ‫امل�سرت�سل لغ�صون الزهر و�أوراقه وبتالته الرهيفة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ونرى فى جتربة الدكتور “يحيى عبده” تعوي ًال كبريا على االرتكان‬ ‫�إىل �إيحاءات التكوين فى اللوحة‪ ،‬لبث الإح�سا�س بال�صراع القائم بني‬ ‫تلك النقائ�ض والأ�ضداد؛ فثمة ما يجعلنا ن�ست�شعر وط�أة هيمنة الكتل‬ ‫ال�صخرية على عموم امل�ساحة فى بع�ض الأعمال‪� ،‬أو نتطيرّ من �إرها�صة‬ ‫هجوم و�شيك تنذر به بع�ض اجلالميد فى �أعمال �أخ��رى‪ ،‬وقد نرتع�ش‬ ‫َف َرق ًا على ب�ضعة �أعواد من الزهر تو�شك �أن تتق�صف ج ّراء ما تختربه‬ ‫من �ضغط تو�شك �أن ت�سحقها به بع�ض الأحجار‪� ،‬أو ن�سرت�سل مع �أمل‬ ‫اخلال�ص الو�شيك مع تطلع ب�ضعة �أزهار للخروج تلقاء النور منفلتة من‬ ‫براثن ا ُ‬ ‫حل ُجب ال�صخرية ومواتها الثقيل‪ .‬وفى غمار ذلك كله ال نربح‬ ‫مدركني �أن ثمة حتوير ًا وحتو ًال قد مار�سهما “يحيى عبده” على �أبطاله‬ ‫من الزهور وال�صخور‪ ،‬وهما حتوير وحتول يتجاوزان التوقع دفاع ًا عن‬ ‫ال�ضرورة اجلمالية وامل�سرة الب�صرية املح�ضة‪.‬‬ ‫ففى �سياق التحوير و�آليات التحول قد ُنلفى �أنف�سنا ب�إزاء �أربعة‬ ‫(م ْ�سخ ًا)؛ فتتحول �صورها‬ ‫م�صائر �أ�سا�سية‪ :‬ف�أولها �أن تخترب الكائنات َ‬ ‫ً‬ ‫�إِىل �صور بديلة �أَقبح منها‪� ،‬أو يتحول خ ْل ُقها خلقا �آخر‪� ،‬أو يت�شوه ذاك‬ ‫للخلق وتنقلب اخللقة من �شيء �إِىل �شيء ومن حال �إىل غريه‪ .‬وثانيها‬ ‫يحدث(ن�سخٌ) للكائنات عن طريق ِ�إبطال ال�شيء و ِ�إقامة �آخر مقامه‪.‬‬ ‫�أن‬ ‫ْ‬ ‫(ف�سخ) اخللقة و َن َق�ض‬ ‫وثالث امل�صائر �أن تقع الكائنات �صرعى �آليات َ‬ ‫الرتاكيب اجل�سمانية‪� .‬أما رابع امل�صائر فهو ( َر ْ�سخ) الكائنات والكيانات‬ ‫ب�إثباتها فى موا�ضعها ر�سوخ اجلمادات‪.‬‬


41

v


‫غري �أن «يحيى عبده» يتجاوز املوا�ضع االعتيادية‬ ‫واملكرورة من التبدل والتحوير التقليدي؛ فهو ال يعب�أ‬ ‫بامل�سخ وال الن�سخ‪� ،‬إذ �إن عنا�صره املتبناة فى �أعماله‬ ‫الراهنة لي�ست بالكائنات العابرة التى تتَدا َول على‬ ‫امل�سطح الت�صويرى فيكون بع�ضها مكان بع�ض‪ .‬كما‬ ‫�أنه مل ين�شغل كثري ًا ب�آليات الف�سخ واملبالغة فى حتوير‬ ‫�صورة الأ�شياء‪ ،‬على الرغم من �أ�ستاذيته املكينة فى‬ ‫جمال فنون الكتاب ودرايته املحيطة ب�أ�سرار الر�سوم‬ ‫املتحركة‪ ،‬وهما جماالن ل�صيقان – على الأقل وفق ًا‬ ‫للم�ستوى الأك��ادمي��ى من اخل�برة – بفكرة التحوير‬ ‫والتبدل والتحوير‪ .‬ب��ل ك��ان ره��ان��ه �أو ًال و�أخ�ي�ر ًا هو‬ ‫الإن�شاء الب�صرى على مفهوم (الر�سخ) من حيث هو‬ ‫جم��از ‪ Metaphor‬وك�ن��اي��ة ‪Metonymy‬‬ ‫وت��وري��ة ‪ ،Periphrasis‬وه��و ف��ى ره��ان��ه على‬ ‫( َر ْ�سخ) �شخو�صه ال�صخرية ‪ -‬ب�إثباتها فى موا�ضعها‬ ‫ر�سوخ اجلمادات ‪ -‬مل يدر بخلده هواج�س �إف�ساد �سو ّية‬ ‫اخللق‪ ،‬وال �أق��ام وزن� ًا ل ِفعل التحوير مق�صود ًا لذاته؛‬ ‫و�إمنا هو من�شغل ان�شغا ًال بابتعاث كوامن ال�سجال فى‬ ‫باطن ال�ضمري وال�شعور‪ ،‬بني ما هو (جامد) فى قرارة‬ ‫�شر�س فى نزوعه‪� ،‬صخرى فى‬ ‫الفطرة و�أ�صل التكوين‪ٌ ،‬‬ ‫�سلطوي فى حت ُّكمه‪ ،‬وبني ما هو �أليف‬ ‫غلظته و�صالفته‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫رقيق فى تكوينه‪ ،‬مت�شح باحلق والنور فى منافحته عن‬ ‫ذات��ه وهويته وق�ضيته‪ ،‬وجتلية روح ال�صراع الأزىل‬ ‫بينهما على �سطح اللوحة بتقنيات وجيزة‪ ،‬ال ت�سرف‬ ‫فى ال�سرد‪ ،‬وال تعب�أ بتهاويل ا�ستعرا�ض ال�صنعة‪ .‬غري‬ ‫�أن ان�شغاله يظل متوهج ًا ومرتهن ًا – بالدرجة الأوىل‬ ‫– ب�سطوة اللون وعنفوانه وبكارته الباعثة على البهجة؛‬ ‫فهو من �أولئك ال�صنف من امل�صورين املفطورين على‬ ‫ُن�شدان اللون‪ ،‬والتبتل فى حمرابه‪ ،‬والت�أليف بني غري‬ ‫امل��أل��وف من تخريجاته و�أط�ي��اف��ه‪ ،‬على نحو ي�ستفز‬ ‫فى متلقيه �شهقة عناق املتعة الب�صرية وا�ستدعاء‬ ‫اندها�شات الطفولة الأوىل‪.‬‬ ‫لقد �أثبت «يحيى عبده» فى معر�ضه الراهن �أن‬ ‫الرمز واملجاز هما ركنا البوابة امللكية للولوج �إىل جوهر‬ ‫البالغة الب�صرية‪ ،‬و�أن ثمة وهم ًا قائم ًا فى االعتقاد‬ ‫ب�ضرورة الت�سجيلية والتوثيق للأحداث الكربى‪ ...‬حتى‬ ‫ولو كانت بحجم ثورة ‪ 25‬يناير‪ .‬وهو – فوق ذلك –‬ ‫يثبت �أن��ه هو بعينه ذلك الأ�ستاذ املكني ال��ذى لطاملا‬ ‫اختربنا معه طزاجة اللون وفرحته البهيجة‪ ،‬والذى‬ ‫ما ب��رح يباغتنا بتو�سيع قامو�سه اللونى جتربة بعد‬ ‫جتربة‪ ....‬وعم ًال فى �إثر عمل‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪40‬‬


‫د‪ .‬ال�سيد القما�ش‬

‫ع�صمت داو�ستا�شى‬ ‫من جهة اليمني من احلائط الذى يحمل الأبطال‬ ‫يطل منه �شعاع وب�صي�ص لطيور بريئة جديدة‪،‬‬ ‫�صاغها الفنان بح�سه الفنى‪ ،‬منطلقة فى ال�سماء‬ ‫ب�سرعة ملحوظة‪ ،‬تعبريا عن االنتقال من الظلمة �إىل‬ ‫النور‪ ،‬كما تالحظ �أن اجلزء الأعلى به درجات من‬ ‫ال�ضوء والإ�ضاءة على �سطحه؛ مما ي�ؤكد املعنى‪ ،‬كما‬ ‫ي�ؤكد �أي�ضا الأبطال احلقيقيني‪ ،‬والتى تعلوا ر�ؤ�سهم‬ ‫تيجان من احلرية واحلياة والنبات‪ ،‬واللوحة جتمع‬ ‫بني الأ�شكال الإن�سانية من فتيات و�شباب ورجال‪،‬‬ ‫وطيور و�سماء وجدران‪ ،‬و�أ�سوار‪ ،‬وقد �أجاد الفنان‬ ‫فى جتربته وجنح فى �أن يبنى على درجات ال�ضوء‬ ‫والظل تركيبة �ضوئية من ر�سم لل�سالمل التى تعلو‬ ‫ال�سطح الأمامى للجدران‪ ،‬وكذلك التعبري الإن�سانى‬ ‫للوجوه والنظرات‪ ،‬م�ؤكدا فيها النظر �إىل امل�ستقبل‬ ‫الأف�ضل‪ ،‬والإ�صرار والعزمية على البناء للمرحلة‬ ‫اجل��دي��دة؛ مم��ا �أح�س�سنا بالتنف�س بال�سعادة مع‬ ‫احلرية البادية على الوجوه ‪.‬‬ ‫قدم الفنان الفوتوغرافى جالل امل�سرى عم ًال‬ ‫فوتوغرافي ًا‪ ،‬حمل عنوان (جيل الثورة )‪ ،‬م�صورا‬ ‫الأم التى حتت�ضن ابنتها مب�صر التى حتت�ضن جيل‬

‫الثورة‪ ،‬وت��رى �أمامها �إجن��ازات املا�ضى‪ ،‬وتطالبه‬ ‫بحمل الراية نحو م�ستقبل �أف�ضل‪ ،‬وي�شهد النيل على‬ ‫هذا العهد‪ ،‬كما حر�ص على ت�سجيل بع�ض مظاهرها‬ ‫من خالل الكامريا‪ ،‬التى �سجلت فرحة امل�صريني‬ ‫و�إن �ف �ع��االت �ه��م ف��ى م �ي��دان ال�ت�ح��ري��ر م��ن خمتلف‬ ‫الطوائف وامل�ستويات االجتماعية‪ ،‬والفئات العمرية‬ ‫من الذين �شاركوا ثورة ‪ 25‬يناير ‪. 2011‬‬ ‫م�ي�لاد ث��ورة ج��دي��دة قدمتها الفنانة جيهان‬ ‫ال�صبان فى لوحاتها التى عربت عنها بالت�صوير‬ ‫الزيتى‪ ،‬و�شعورها ب�أن جميع امل�صريني توحدوا‪ ،‬و�أنه‬ ‫حان موعد ميالد م�صر جديدة‪ ،‬التى ينعم �شعبها‬ ‫م�سلمون و�أقباط مع نهاية الظلم‪ ،‬و�إع��ادة الأمن‬ ‫وال�سالم‪ ،‬ومناجاة من ال�شعب امل�صرى لتوحيد‬ ‫ال�صفوف‪ ،‬كما حملت اللوحة م��ن اخللفية علم‬ ‫م�صر ال��ذى يحت�ضن امل�صريني من اللون الأعلى‬ ‫للأحمر والأبي�ض‪� ،‬أم��ا اجلهة ال�سفلى فقد �أكدت‬ ‫على اللون الأ�سود‪ ،‬و�أعطته م�ساحة كبرية من اللون‬ ‫الأ�سود؛ تعبريا على ال�سواد امل�ؤكد فى نظام مبارك‬ ‫وجمال وعالء‪ ،‬وت�ضيف عليهم الوزراء حكام م�صر‬ ‫فى ع�صره ‪.‬‬

‫كما �شارك الفنان الكبري ع�صمت داو�ستا�شى‬ ‫بلوحاته (قبل وبعد الثورة) م�سجال ر�ؤيته الفنية‬ ‫لثورة ‪ 25‬يناير‪ ،‬متناوال من وجهة نظره ال�شخ�صية‬ ‫امل�صرية‪ ،‬واملتغريات التى واكبت معاي�شتها لهذا‬ ‫احل��دث التاريخى‪ ،‬را�صدا جتربته بح�سه كفنان‬ ‫ج��رئ متمكن من �أدوات ��ه‪ ،‬مع تفاعله مع جتربته‬ ‫الذاتية اخلا�صة به‪ ،‬والدفع �إىل الأم��ام نحو مزيد‬ ‫من احلرية والدميوقراطية ‪.‬‬ ‫ح��ول تبدل الأح��وال التى حدثت فى ث��ورة ‪25‬‬ ‫يناير ي�شارك الفنان بلوحات حملت عنوان م�صر‬ ‫ت�شرق من جديد‪� ،‬ألقى ال�ضوء على بع�ض ال�شخو�ص‬ ‫املهم�شة الب�سيطة املتواجدة بالأماكن ال�شعبية‪،‬‬ ‫م��ن خ�لال ر�ؤي �ت��ه وجتربته التى حملت تركيبات‬ ‫بنائية‪ ،‬حملت الطابع التعبريى فى عمل عالقة بني‬ ‫ال�شخو�ص والأل��وان‪ ،‬مرة �ساخنة و�أخ��رى مبهجة‪،‬‬ ‫ولكنها حتمل ب�صي�ص ًا من احلزن‪ ،‬و�أكد ذلك فى‬ ‫ا�ستخدامه للإ�ضاءة فى لوحاته؛ مما �أ�ضفى على‬ ‫اللوحات �إح�سا�س ًا تعبريي ًا‪ ،‬و�أبراز املالمح الإن�سانية‬ ‫التى ت�أثر بها فى �إخراجه للعمل الفنى ‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫‪43‬‬


‫ثورة ‪ 25‬يناير‬

‫فى ذكرى مرور عام على ثورة ‪ 25‬يناير‬

‫فى ذكرى مرور عام على ثورة ‪ 25‬يناير ‪، 2011‬الثورة التى حققت‬ ‫فجرا جديدا مل�صر فى م�سرية تاريخية خالدة‪ ،‬والتى قادها ال�شباب‬ ‫ب�أنف�سهم ‪ ،‬الثورة العظيمة البي�ضاء‪ ،‬والتى �سطرت فى التاريخ اجلديد‬ ‫�صفحات عمالقة؛ لت�ؤكد للعامل ق��درة ال�شباب امل�صرى على �صنع‬ ‫املعجزات ‪،‬ومواجهة التحديات ‪.‬‬ ‫وع��ن جت��ارب الفنانني الت�شكيليني مبختلف �أنواعهم ر�أي�ن��ا �أن‬ ‫يعر�ضوا لنا جتاربهم من خالل الثورة‪ ،‬وجتاوبهم معها من �إبداعاتهم‬ ‫الت�شكيلية التى تنوعت بني جم��االت خمتلفة من الفنون‪ ،‬من ر�سم‬ ‫‪v‬‬

‫‪42‬‬

‫زينب منهى‬

‫وت�صوير زيتى وت�صوير فوتوغرافى‪ ،‬و�أخرى �أعمال نحتية ‪.‬‬ ‫وكانت البداية مع الأ�ستاذ الدكتور ال�سيد القما�ش ال��ذى حملت‬ ‫�أع�م��ال��ه ع�ن��وان (اخل ��روج م��ن ح��اج��ز وج ��دران اخل��وف ) وه��ى ر�سم‬ ‫بالأبي�ض والأ�سود‪ ،‬عرب فيها الفنان عن اخلروج الرائع جلماهري ال�شباب‬ ‫وال�شعب بجميع �أطيافة فى ثورة ‪ 25‬يناير التى �أذهلت العامل؛ لتحطيم‬ ‫وك�سر اجلدران التى كانت جاثمة على مقدرات ال�شعب وحريته و�أمانيه‬ ‫وممتلكاته النف�سية واحل�سية‪ ،‬والعقلية واملادية‪ ،‬والإن�سانية‪ ،‬معربا من‬ ‫خالل ر�سم حوائط من الطوب تعلو بع�ضها البع�ض‪� ،‬إال �أن جزءا �صغريا‬


‫ذلك بع�ض الفنانني املتميزين و�سطعت �أ�سمائهم‬ ‫وت�سارع الأثرياء لإقتناء �أعمالهم ‪ -‬ومن هنا ن�ش�أت‬ ‫فكرة الفنان كعبقرى مبدع فريد‪ .‬و�شاعت حتى‬ ‫فى دوائرنا االجتماعية �أ�سماء بيكا�سو وماتي�س من‬ ‫م�شاهري وايقونات الفن احلديث‪.‬‬ ‫ومع �شيوع هذه الأ�سماء �أ�صبح هناك حافز للعمل‬ ‫من �أجل ال�شهرة وال�صيت‪ ،‬كما ظهر �أي�ض ًا احلافز‬ ‫للح�صول على حياة كرمية رغدة‪ .‬والفنان احلديث‬ ‫�إن مل يكن قد �أ�صاب ق��در ًا من ال�شهرة وامل��ال فى‬ ‫م��أزق نف�سى قد ي�أخذ ذلك معيار ًا على انعدام �أو‬ ‫�ضعف موهبته وحرفيتة كما �أن حالته تخالف ما‬ ‫هو متوقع من مثله وبالتاىل يعانى هذا الفنان من‬ ‫فجوه بني حالته الفعلية واحلالة املرجوة ‪ ,‬وقد يلج�أ‬ ‫الفنان فى �سبيل ذلك �إىل اال�شتغال ب�أعمال �أخرى‬ ‫�أو اللجوء �إىل الو�ساطة �أو التزلف للمي�سورين �أو‬ ‫اجلرى وراء ما ميكن �أ ن يتك�سب منه بغ�ض النظر‬ ‫عن قيمته الفنية فى نظره ولذلك ومع بزوغ فكر‬ ‫حرية الفنان يجد نف�سة حتت رحمة ال�سوق‬ ‫الذى قد ي�سمح للبع�ض فى الظهور فى مرحلة ما من‬ ‫مراحل حياتهم ( والأغلب بعد �أن يتحرروا من قيود‬ ‫هذا العامل ) ولكن الغالبية العظمى من الفنانني ال‬ ‫يوافيهم مثل هذا احلظ‪ ..‬وحتى اولئك الذين تروج‬ ‫�أعمالهم فهم �أي�ض ًا حتت رحمة الأقبال على نوعية‬ ‫معينة من �إنتاجهم مما ي�ؤدى �إىل و�ضع قيود ذاتية‬ ‫�ضد التجديد والتعدد خ�شية �أن ينح�سر الأقبال على‬ ‫�أعمالهم‪.‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى يجد الفنان املثقف نف�سة فى‬

‫طليعة املجتمع مع زم��رة من الكتاب وال�صحفيني‬ ‫واملفكرين‪ ،‬وم��ع �إميانه بحريته �سيجد نف�سة فى‬ ‫امل��وق��ف ال��ذى يتطلب منه �أن يعرب ع��ن �أراءه فى‬ ‫ال�سيا�سة واملجتمع والدين‪ .‬وقد يكون موقفة من‬ ‫ن�ظ��ام فا�شى قمعى �سي�ضطره �إم��ا لال�ست�سالم‬ ‫للنظام وفقدانه حريته كفنان �أو التحقري �أو الت�شهري‬ ‫�أو النفى‪ ،‬وقد يكون النظام دينيا متع�صب ًا مت�شدد ًا‬ ‫ي�سعى لقمع حريته بل وتكفريه �إذا مل يخ�ضع للفتاوى‬ ‫والأحكام اجلائرة‪،‬‬ ‫وقد ي�ضطر الفنان �إزاء ذلك �أن ينعزل �سجيناً‬ ‫فى معتقل ذاتى فى امل�ساحة ال�ضيقة التى ميكنه �أن‬ ‫ميار�س فيها �إح�سا�سه بذاته‪.‬‬ ‫وق��د يجد ال�ف�ن��ان نف�سه اي���ض� ًا خ��ارج الآراء‬ ‫ال�شائعة �أو اجلو العام فى املجتمع الذى يعي�ش فيه‬ ‫وهو ما يعنى �أي�ض ًا ارتطام حريته ب�سياج جمتمعى‪.‬‬ ‫وعند هذه النقطة من املقال علينا �أن نخرج من‬ ‫ت�شخي�ص �إ�شكاليات حرية الفنان �إىل حلول يرتا�ضى‬ ‫فيه املجتمع مع مترد الفنان وحريته ويوظف فيها‬ ‫الفنان �أعماله لهدف يتعدى ذاتيته وتفرده‪ .‬ونطرح‬ ‫هنا فر�ض ًا ال غنى عنه فى هذه املراحل التاريخية‬ ‫من احل�ضارة الإن�سانية وهى مرحله تتميز بانح�سار‬ ‫املتواجدات االحادية املتزمتة فى ال�سيا�سة والفل�سفة‬ ‫وال�ع�ق��ائ��د وال�ف�ن�ي��ة‪ ،‬وه��و م��ا ي�خ��رج بنا م��ن عامل‬ ‫التو�صيات والع�صبيات �إىل جمتمع �إن�سانى تتحدد‬ ‫معايره ال على ا�سا�س قيم التنابز والتعارفى ولكن‬ ‫على ا�سا�س من القيم الإن�سانية امل�شرتكة والتى‬ ‫عربت عنها بو�ضوح وثيقة حقوق الإن�سان‪ .‬و�سيقف‬

‫الفنان هنا ال كمدافع عن مذهب �ضيق �أو �سيا�سة‬ ‫�شوفنيه �أو عقيدة تعلى من �ش�أن امل�ؤمنني بها على‬ ‫ح�ساب الأخرين‪ .‬وهنا �ستكون حرية املجتمع من‬ ‫حرية الفنان ال��ذى لن يقف منفرد ًا �أو منبوذ ًا �أو‬ ‫خمالف ًا ولكنه �سيقف بفنه ن�صري ًا لر�ساله �إن�سانية‬ ‫ح�ضارية معا�صرة يقود جمتمع �إىل ع��امل �أف�ضل‬ ‫تُعلى فيه قيم الكرامة وامل�ساواة والتكافل والرتاحم‬ ‫والتعاطف واملحبة وال���س�لام وال�ع��دال��ة والكفاية‬ ‫والأب� ��داع واالت� ��زان وت�ت�ح��اور فيه قيمه العلم مع‬ ‫قيمة الفن والتوا�صل الإن�سانى‪ .‬و�سيلتزم ذلك من‬ ‫املجتمع �أن يعرتف بدور الفنان اخلالق املبدع فى‬ ‫ا�ست�شراف امل�ستقبل واال�ستمتاع باحلا�ضر والنهر‬ ‫من م��وارد الفن عرب الع�صور ومن كل الثقافات‪.‬‬ ‫لقد �ساهم الفنان احلديث فى تقريب الفوارق بني‬ ‫ال�شعوب وجاهد ليحقق التوازن بني معطيات ثقافته‬ ‫�أم��ام الثقافات الغالبة املهنية – وقد جاء الوقت‬ ‫ليخرج من حلبة ال�صراع بني جذور ثقافته الفنية‬ ‫والفن االوروىل احلديث‪ ،‬و�أن يتفتح على ثقافات‬ ‫احل�ضارات الإن�سانية وتنوعها وثرائها وعطائها ‪.‬‬ ‫وعلى الفنان اال ينحرف �إىل منفى االغرتاب‬ ‫واال يقع فري�سة للت�شزرم وال�ضياع وال�ضياع حتى‬ ‫ال ت�ستنزف حريته وتفقد معناها الإيجابى لأنه‬ ‫احلرية التزام باالختيار والتزام بامل�سئولية‪ .‬لنقف‬ ‫فى �صف الفنان وندعم حريته ولنقدم له الدعم‬ ‫والتقدير لأنه يعيد �صياغة العامل �إىل الأف�ضل‪ ،‬وهو‬ ‫من يعت�صر ذات��ه لننعم بحياة �إن�سانية تليق بنا‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪45‬‬


‫ثورة ‪ 25‬يناير‬

‫الفن الحديث والحرية‬

‫رمبا كان �أهم معامل الفن احلديث ت�شعبه واختالف طرائقه ومدار�سة‬ ‫واه��داف��ه‪ ،‬ويختلف الفن احلديث عن فنون احل�ضارات ال�سابقة يتوارى‬ ‫�أو تال�شى دور ال�سلطة احلاكمة فى توجيه م�سارة وحتديد مناهجه ولذلك‬ ‫فهناك ارتباط وثيق بني النظم ال�سيا�سية والفن ويرجع ذلك �إىل �إلت�صاق‬ ‫الفن بالوجود االن�سانى ودوره فى التوا�صل بني الب�شر وال نفرق هنا بني الفنون‬ ‫املختلفة من �سمعيه وب�صريه فال يخلوا �إحتفال �أو اجتماع حميمى من املو�سيقى‬ ‫والغناء واحيان ًا الرق�ص التى ال يخلوا منها جمل�سى «�صحبه» �أو «فرح» �أو حتى‬ ‫ما يتم فى بع�ض املجتمعات‪.‬‬ ‫ال�ف��ن ومم��ار��س��ة ال�ف�ن��ون ج��زء ال ي�ت�ج��ز�أ من‬ ‫كينونة الإن�سان‪ ،‬ووج��وده‪ ،‬و�صريورته‪ ،‬وهو و�سيله‬ ‫االت�صال والتوا�صل بني النا�س‪ .‬وظهور الفن ثورة‬ ‫غ�ير م�سبوقة ف��ى ت��اري��خ احل�ي��اة وعندما ظهرت‬ ‫الدولة – كان ظهورها مربوط ًا بتنظيم وتقنيني‬ ‫الفنون بغر�ض تعميق الروابط وتوحيد ال�صف وبث‬ ‫احلما�س فى قلوب املحاربني وت�أكيد هيبة احلاكم‬ ‫ومنعته و�سطوته – بل – والوهيته وبذلك �أ�صبح‬ ‫الفن �أه��م �سالح ف��ى تكنولوجيا ال�سلطة والقوة‬ ‫و�أ��ص�ب��ح احل��اك��م �أك�بر م��ن حجمه وال�ن��ا���س رعيه‬ ‫ي�سا�سوا مطالبون بال�سمع والطاعة وبذلك مت خلط‬ ‫ال�سلطة والفن والدين فى برنامج تربوى يبد�أ من‬ ‫الطفولة كما فى ممار�سات «ال�سبوع « و «التعميد»‬ ‫م��رور ًا بطقو�س عبادة احلاكم (امل�ؤله) وتعظيمه‬ ‫وتبجيله ف��ى الأع �ي��اد واملنا�سبات واالح�ت�ف��االت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ولعبت الفنون الت�شكيلية خا�صة‪ ،‬النحت والت�صوير والعمارة‪ ،‬دورا هاما فى‬ ‫تنظيم العالقة بني احلاكم وعامة ال�شعب بجميع �أطيافه الذين فر�ضت عليهم‬ ‫الطاعة واالمتثال‪ .‬ولتحقيق هذه املنظومة �سيا�سي ًا كان الفن و�سيلة لتج�سيد‬ ‫املعتقدات ودجمها فى العامل املُعا�ش‪ ،‬ولذلك ف�إن ما نراه من فنون احل�ضارات‬ ‫القدمية‪ ،‬على روعتها وعظمتها ومتيزها‪ ،‬تنويعات على متجيد الوهيه احلاكم‬ ‫عن طريق ت�صوير �أ�ساطري وق�ص�ص خيالية �أو تعظيم مكانته وثروته وهيلمانه‬ ‫مبا تربزه الق�صور الفخيمه والتحف النادرة والأعمال الفنية املتميزة‪� ،‬أو‬ ‫ا�ستعرا�ض قوته فى املعارك احلربية ومتثل لوحة نارمر التى ترجع �إىل بداية‬ ‫ت�أ�سي�س الدولة امل�صرية ايقونة لهذا الفن ال�سيا�سى الدينى‪ .‬وفى هذا االطار‬ ‫االجتماعى حتول الفن �إىل مهنة ومتتع الفنان املتميز بالرعاية املادية ليتفرغ‬ ‫�إىل اخلدمة الفنية والأبداع فى املجال امل�سموح به واملتعارف عليه – وبذلك‬ ‫‪v‬‬

‫‪44‬‬

‫د‪.‬فكرى ح�سن‬

‫خرج ه��ؤالء الأف��راد من طبقة الكادحني والفالحني واالرق��اء لينعموا بق�سط‬ ‫من الي�سر املادى والوقت الذى ميكن ا�ستخدامه للتدريب والتح�صيل والنهل‬ ‫من موارد الثقافة وقد و�صل وه�ؤالء الفنانون �إىل املرتبة التى �سمحت لهم ب�أن‬ ‫يتخذوا لأنف�سهم قبور ًا خا�صة فى اجلبانة امللكية وتظهر الر�سوم والت�صاوير‬ ‫على جدران هذه املقابر‪� .‬إلتزام الفنانني بالعقيدة امللكية الدينية فى الوقت‬ ‫الذى يتحرر فيه فن الت�صوير من ال�صيغة الر�سمية الطقو�سية للمقابر امللكية‪.‬‬ ‫وميكننا �أن ن�ستنتج �أن الفنان مل يكن حر ًا باملعنى الذى نعرفه اليوم ولكنه كان‬ ‫ملتزم ًا بالعقائد واملمار�سات التى تقنن لها امل�ؤ�س�سة‬ ‫الر�سمية وال �أدل على ذلك مما قام به �أخناتون –‬ ‫عندما طرح عقيدة مغايره ملا كان �سائد ًا وقامت‬ ‫امل�ؤ�س�سة الر�سمية بطرح �أ�سلوب جديد فى الت�صوير‬ ‫ا�ستمرت حتى جنحت امل�ؤ�س�سة الدينية التى مترد‬ ‫عليها �أخناتون فى ا�سرتداد مكانتها والتخل�ص منه‬ ‫وعند ذلك عاد الفن �إىل ما كان عليه !‬ ‫ومل يت�سنى للفنان �أن يتحرر من �سلطة احلاكم‬ ‫�أو امل�ؤ�س�سة الدينية �إال منذ تقل�ص دور الكني�سة فى‬ ‫احلياة العامة وبعد �أن تهاوت الدولة الدينية – التى‬ ‫تخلت عن مبادى امل�سيحية االجتماعية والإن�سانية‬ ‫والتى تعلى من �ش�أن امل�ساوة بني الب�شر والعدالة‬ ‫واملحبة بني النا�س وكانت �أول مالمح التحول الفنى‬ ‫فى ظهور بورتريه لرجال الأع�م��ال والأث��ري��اء من‬ ‫التجار الذين متكنوا من ال�سيطرة على احلكم فى‬ ‫مقاطعات �إيطالية‪ .‬ومع ظهور طبقة �أثرياء اغتنوا‬ ‫من ال�صناعة والتجارة وطبقة متو�سطة من املوظفني واملهنيني بد�أ االهتمام‬ ‫باقتناء الأعمال الفنية كمظهر من مظاهر الرقى والوجاهة واملركز االجتماعى‬ ‫وواكب ذلك توظيف الفن كمهنة �أو حرفة يح�صل منها الفنان على قوته‪ ،‬وال نن�سى‬ ‫�أن فنان ًا من مكانة فان جوخ كان ال يكل عن التدريب على ر�سم البورتريهات حتى‬ ‫يت�سنى له احل�صول على فر�صة وعمل بورتريه لأحد املي�سورين وتعك�س حمنة فان‬ ‫جوخ الذى عا�ش ومات معدم ًا ا�شكاليه حرية الفنان فى الع�صر احلديث فهو‬ ‫يتك�سب من طبيعة الفن ومن غياب �سلطة حاكمة مهيمنة القدرة على التحرر‬ ‫من املعتقدات ال�سائدة والأ�ساليب الفنية املتعارف عليها – وقد �ساهم فى ذلك‬ ‫التناف�س القتناء اعمال منفردة لأن ع�صر ال�صناعة احلديث ميجد القدرة على‬ ‫التجديد واالبتكار والأبداع والتحرر من القدمي – ولذلك تناف�س الفنانون لتكون‬ ‫�أعمالهم فريده منفردة وا�صبح هناك �سوق لتداول الأعمال وبرز من خالل‬


‫تدشين الملتقى الثقافى األول «مفيش مستحيل‪...‬ده حلم جيل»‬ ‫بقصر ثقافة بنها‬ ‫حتت رعاية الدكتور �شاكر عبد احلميد وزير الثقافة‪ ،‬وال�شاعر �سعد‬ ‫عبد الرحمن رئي�س الهيئة العامة لق�صور الثقافة‪ ،‬مت افتتاح امللتقى‬ ‫الثقافى الأول ل�شباب بيحب م�صر حتت �شعار “مفي�ش م�ستحيل‪...‬ده‬ ‫حلم جيل” بق�صر ثقافة بنها يوم ‪ 8‬دي�سمرب ‪ ،2011‬بح�ضور لفيف من‬ ‫قيادات الهيئة العامة لق�صور الثقافة وممثلني عن حمافظة القليوبية‬ ‫وجامعة بنها واملجل�س الأعلى للآثار‪ ،‬ووزارة ال�صحة‪ ،‬وهيئة التن�شيط‬ ‫ال�سياحى‪ ،‬وجهاز �شئون البيئة‪ ،‬ومنظمات املجتمع املدين‪.‬‬ ‫ت�ضمن احلفل افتتاح معر�ض فن ت�شكيلى‪ ،‬ومعر�ض للحرف البيئة‪،‬‬ ‫ثم عر�ض فيلم ت�سجيلى يحمل ا�سم �شعار امللتقى‪ ،‬ثم �أعلن ال�شاعر‬ ‫حممد ك�شيك رئي�س الإدارة املركزية للدرا�سات والبحوث عن بد�أ‬ ‫فعاليات امللتقى‪.‬‬ ‫وفى نهاية فعاليات امللتقى مت ت�سليم الدروع املهداة من الهيئة العامة‬ ‫لق�صور الثقافة �إىل ممثلى الهيئات امل�شاركة فى امللتقى‪ ،‬ثم اختتم‬ ‫امللتقى بتقدمي فقرة فنية لفرقة املو�سيقى العربية لق�صر التذوق الفنى‬ ‫ب�سيدى جابر‪.‬‬

‫تكريم الراحل د‪ .‬صالح ترك‬ ‫بقصر ثقافة المحلة‬ ‫ن�ظ��م �إق �ل �ي��م غ ��رب وو� �س��ط ال��دل �ت��ا الثقافى‬ ‫احتفالية ثقافية لتكرمي الأدي��ب الراحل د‪� .‬صالح‬ ‫تُرك بنادى �أدب ق�صر ثقافة املحلة الكربى بح�ضور‬ ‫الكاتب �أح�م��د زح��ام نائب رئي�س الهيئة العامة‬ ‫لق�صور الثقافة و�أبنة الراحل �أ‪� .‬شاهندة �صرح تُرك‬ ‫ونخبة كبرية من الأدباء وحمبى الراحل وعديد من‬ ‫الإعالميني‪.‬‬ ‫ب��د�أت االحتفالية بعر�ض فيلم ت�سجيلى عن‬ ‫ال�سرية الأدبية والفنية للأديب الراحل و�أكد الكاتب‬ ‫يعقوب ال�شارونى على �أنه �سريوى للأطفال حكاية‬ ‫ه��ذا العامل املكافح ال��ذى حقق جن��اح �ساحق فى‬ ‫رو�سيا من خالل ق�صة للأطفال‪.‬‬ ‫وفى كلمتة طالب الكاتب �أحمد زحام من �شعب‬ ‫املحلة باملحافظة على الق�صر لأنه لي�س ملك ًا للهم‪،‬‬ ‫و�أكد �أ‪ .‬حممود طريه على �أن الق�صر عندما �إحتاج‬ ‫�إىل ترميم قامت الهيئة برتميمه للحفاظ عليه‪.‬‬ ‫وفى نهاية االحتفالية قام الكاتب �أحمد زحام‬ ‫ب�إهداء درع الهيئة لأبنة الراحل‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫‪47‬‬


‫ختام ناجح لبطولة الجمهورية للشطرنج‬ ‫بقصر ثقافة الجيزة‬

‫أخبـــــــــــــار‬ ‫قصور الثقافة‬ ‫‪v‬‬

‫‪46‬‬

‫فى �إطار التن�سيق بني هيئة ق�صور الثقافة برئا�سة ال�شاعر �سعد عبد الرحمن‪ ،‬واحتاد لعبة ال�شطرجن برئا�سة‬ ‫عادل �سعد‪� ،‬أقيم حفل ختام بطولة اجلمهورية لل�شطرجن بق�صر ثقافة اجليزة‪ ،‬ومت توزيع الك�ؤو�س و�شهادات التقدير‬ ‫على الفائزين فى البطولة‪ ،‬جدير بالذكر �أنه مت توقيع بروتوكول تعاون بني ق�صور الثقافة واحتاد ال�شطرجن‪ ،‬يتم من‬ ‫خالله ا�ستغالل املواقع الثقافية لن�شر اللعبة‪ ،‬وتو�سعة قاعدتها ال�شعبية من خالل رواد هذه املواقع‪ ،‬و�أي�ض ًا �إقامة‬ ‫امل�سابقات والبطوالت فى تلك املواقع‪.‬‬

‫مسرحية «الشعب لما يفلسع»‬ ‫بالهيئة العامة لقصور الثقافة‬

‫حت��ت رع��اي��ة ال���ش��اع��ر ��س�ع��د ع�ب��د ال��رح�م��ن‬ ‫رئي�س الهيئة العامة لق�صور الثقافة‪� ،‬صدر حديث ًا‬ ‫م�سرحية “ال�شعب مل��ا يفل�سع” للكاتب حممود‬ ‫الطوخى �ضمن �سل�سلة “ن�صو�ص م�سرحية”‪،‬‬ ‫تطرح امل�سرحية ت�سا�ؤ ًال ي��دور حول م��اذا لو ترك‬ ‫ال�شعب وط�ن��ه‪ ،‬ومل يقدم ل��ه �شيئ ًا‪ ،‬ب��ل ومل يبال‬ ‫بالق�ضية �أ�سا�س ًا؟‪ ،‬حيث ي�ستخدم الكاتب �أ�سلوب‬ ‫الفانتازيا ليك�شف عن الواقع كام ًال ب�سخرية مرير ًة‬ ‫“الكوميديا ال�سوداء”‪ ،‬وهذا يتبدى لنا من �أول‬ ‫وهلة فى اختيار الكاتب لعنوان امل�سرحية‪ ،‬ف�إن‬ ‫امل�سرحيــــــــــة رغم �أنها فانتازيا‪� ،‬إال �أنهــا ت�ستمــــــــر‬ ‫ب�أ�سلوب كتابة �شيـــــــق ومتنـوع‪ ،‬بال ملل‪ ،‬وال تكرار‪،‬‬ ‫فعنا�صر ال��درام��ا مكتملة‪ ،‬تعطى كتابة جمالية‬ ‫درامية بديعة‪.‬‬


‫نور الشريف بقصر األمير بشتاك‬

‫الفنان نور ال�شريف والأ�ستاذ عماد عبد املح�سن �أثناء �إفتتاح معر�ض عالء �صبح‬ ‫إفتتح الفنان الكبير نور الشريف معرض الفنان عالء صبح بقاعة الفنون التشكيلية بقصر‬ ‫االمير بشتاك (التابع لصندو ق التنمية الثقافية) بشارع المعز‪.‬‬

‫ألول مرة فى مصر و العالم‬

‫معرض المايكرو موزاييك فى المركز الثقافى الروسى‪.‬‬ ‫افتتح �ألك�سندر بالينكو مدير املراكز الثقافية الرو�سية مب�صر‪ ،‬و حممد‬ ‫دياب رئي�س الإدارة املركزية ملراكز الفنون ب��وزارة الثقافة‪ ،‬معر�ض املايكرو‬ ‫موزاييك (الف�سيف�ساء) للفنان امل�صرى‬ ‫�سعد رومانى‪ ،‬رغم عراقة فن املوزاييك‬ ‫�إال �أن �ه��ا امل ��رة الأوىل ف��ى ت��اري��خ ه��ذا‬ ‫ال �ف��ن ي �ق��ام م �ع��ر���ض م �ت �ك��ام��ل‪ .‬حمل‬ ‫املعر�ض عنوان «املايكرو موزاييك الفن‬ ‫اخل��ال��د»‪ .‬متيزت �أع�م��ال الفنان �سعد‬ ‫روم��ان��ى باملوهبة ال�ف��ري��دة و ال��دق��ة و‬ ‫�شفافية الألوان‪� ،‬ضم املعر�ض جمموعة‬ ‫بورتريهات ل�شخ�صيات عاملية‪ ،‬منها‬ ‫امل��و� �س �ي �ق��ى ال��رو� �س��ى ال�ع�ظ�ي��م ب�ي��وت��ر‬ ‫ت�شايكوف�سكى‪ ،‬وملكة �إجنلرتا و الفنان‬

‫عمر ال�شريف‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل اللوحات الكال�سيكية امل�شهورة التى ا�ستطاع رومانى‬ ‫�أن يعرب عنها بتقنية املايكرو موزاييك لأول مرة‪ ،‬بع�ضها �ضم ‪� 90‬ألف قطعة‬ ‫مايكرو موزاييك‪ ،‬مثل بورتريه ملكة �إجنلرتا‪.‬‬ ‫مت تنظيم املعر�ض بالتعاون م��ع اجلمعية‬ ‫امل�صرية خلريجى اجل��ام�ع��ات الرو�سية‪،‬‬ ‫ودول الكومنولث‪ ،‬ح�ضر العديد من الفنانني‬ ‫و ال�شخ�صيات الديبلوما�سية و ممثلى وزارة‬ ‫الثقافة امل�صرية و الإعالم امل�صرى‪ .‬و رحب‬ ‫حممد دياب باقرتاح �ألك�سندر بالينكو بنقل‬ ‫املعر�ض �إىل مو�سكو بالتن�سيق مع امل�ست�شار‬ ‫الثقافى امل�صرى مبو�سكو د‪� .‬أ�سامة ال�سروى‪،‬‬ ‫و �أك��د بالينكو �أن هذا امل�ستوى الرفيع من‬ ‫�إب��داع املوزاييك �سوف يلقى اهتماما من‬ ‫‪v‬‬

‫‪49‬‬


‫مدحت الخولى وانوشكا فى حفل غنائى لصالح شهداء ومصابى الثورة‬

‫أخبـــــــــــــارهم‬

‫فى �سهرة غنائية رائعة �أعادت الأذهان �إىل فن الزمن اجلميل‪ ،‬قدم امللحن وال�شاعر مدحت اخلوىل حفله الغنائى ب�ساقية‬ ‫ال�صاوي‪ ،‬والذى ح�ضره لفيف كبري من جمهور الطرب‪ ،‬وقد رافقه فى �أغنية بالد طيبة ال�شهرية الفنانة املحبوبة انو�شكا‪،‬‬ ‫وتعتربهذه �أول جتربة يخو�ضها على امل�سرح منفردا‪ ،‬ولعلها تكون بداية مل�شروع غنائي!‬

‫مركز الجزيرة للفنون « صور من الميدان »‬ ‫سخط و غضب الشارع المصري‬

‫قدمت قاعات مركز اجلزيرة للفنون معر�ض َا جماعي َا‬ ‫حمل عنوان “�صور من امليدان”‪� ،‬شارك فيه عدد (‪)14‬‬ ‫فنان َا و فنانة فى جم��االت الت�صوير الفوتوغرافى‪ ،‬حيث‬ ‫�سجلت عد�سات الكامريا حلظات من الثورة امل�صرية بعيون‬ ‫كل من امل�صورين الفوتغرافيني وهم‪� ،‬أحمد عبد اللطيف‬ ‫‪،‬و�إمي��ان جالل ‪ ،‬وتوما�س هارتويل‪ ،‬وجيهان ن�صر‪ ،‬وراندا‬ ‫�شعث ‪،‬وروج�ي��ه �أني�س ‪،‬وعلى ه��زاع ‪،‬و ف��ادى ع��زت ‪،‬ولبنى‬ ‫‪v‬‬

‫‪48‬‬

‫طارق ‪،‬وجمدى �إبراهيم ‪،‬وحممد امليمونى ‪ ،‬وحممد ح�سن‬ ‫‪ ،‬وحممود خالد‪ ،‬و هبة خليفة ‪ ،‬عرب الفنانون ب�صدق �شديد‬ ‫من خالل ال�صورة الفوتغرافية التى تعترب خالية من تدخل‬ ‫�أى ت�أثري خارجى‪� ،‬سوى مهارة الفنان و ح�سه الفنى‪ ،‬عن‬ ‫�أجواء الثورة‪ ،‬و م�شاعر الثوار‪ ،‬و ما تعر�ضوا له من وح�شية و‬ ‫قمع‪ ،‬قابلوها بتحد و �أ�صرار على تكملة م�شوار التغيري‪.‬‬


‫فى قصر ثقافة بنها‬

‫فنانون عبروا عن الثورة‬

‫دائما ما يتمخ�ض عن الثورات مدار�س ومذاهب و�أ�ساليب جديدة فى الفن‬ ‫كما يتمخ�ض عنها حتول اجتماعى و�سيا�سى وثقافى ب�شكل عام ‪.‬ونحن الآن مازلنا‬ ‫فى مد ثورى مل ينته بعد ‪ .‬مد عاىل املوج �إذا �أردت �أن تر�سمه الآن �سي�سطري‬ ‫عليك عنفوانه و�إندافاعه ال�صارخ احلاد‪ .‬وفى ر�صدى للوحات الفنانني الذين‬ ‫ر�سموا عن ثورة ‪ 25‬يناير وجدت ت�شابها كبري ًا فى التعبري عن الثورة ‪ ،‬فغلبت على‬ ‫اللوحات ر�صد ال�صرخات والهتافات والالفتات‪ ،‬و�أي�ضا جتريد �ألوان العلم وملئ‬ ‫معظم م�ساحات اللوحة باللون الأحمر‪ ،‬وخطوط تعرب عن حترر الن�سر امل�صرى‪،‬‬ ‫ور�صد م�شهد جمعة الغ�ضب على كوبرى ق�صر النيل‪ ،‬وقنابل الدخان‪ ،‬فجاء‬ ‫امل�شهد فوتوغرافيا معربا بعنف وتلقائية عن �أحداث الثورة ‪ .‬رغم �أن كادارت‬ ‫الكامريات تناف�س ب�شدة ر�صد امل�شهد الب�صرى والأحداث‪� ،‬إال �أنه يبقى للوحة‬ ‫عمق املعنى و�صدق الإح�سا�س ‪ ،‬والبحث عن خبايا مل تقدر الكامريا على ر�صدها‬ ‫�إمنا املغاير فى الر�سم عن ثورة ‪ 25‬يناير �شاهدته فى �صالون �أتيليه ق�صر ثقافة‬ ‫بنها الذى افتتح م�ؤخرا بقاعة املعار�ض‪ ،‬حيث تنوعت الأعمال بني الت�صوير‬ ‫والنحت واجلرافيك والت�شكيل باخلردة‪ ،‬وات�سمت الأعمال بروح املد الثورى وعلو‬ ‫قيمة الوطن‪ ،‬وكانت اللوحة الأج��در بالتعبري عن روح الثورة وحب الوطن هى‬ ‫لوحة الفنان القدير حافظ الدريدى‪ ،‬الذى تخرج من كلية الفنون اجلميلة جامعة‬ ‫حلوان عام ‪ ،1969‬وقد اختار لنف�سه العزوف عن ال�صراعات‪ ،‬وت�صوف بلوحته‬ ‫الغالب عليها م�ساحات اللون الأزرق بدرجاته‪ ،‬والرتكواز ب�سحره وخ�شوعه ‪ .‬حيث‬ ‫ر�سم فى �أ�سفل اللوحة خريطة م�صر ب�شكل جمرد بدرجات الأبي�ض‪ ،‬ي�شدها حبل‬ ‫نحو املاء كى تعوم وتنطلق ك�سفينة نوح ‪.‬‬

‫الدريدى جعل اللون هو البطل �أو هو العن�صر املعرب عن تالحم الثوار ليدفعوا‬ ‫بالوطن �إىل الأمام ‪ .‬والثوار عند الدريدى هم ثوار مالئكيون ‪�.‬أما لوحة الفنان‬ ‫�أحمد خملوف غلبت على لوحته طابع احل��زن‪ ،‬فقد ر�سم بورتريه جمرد لأم‬ ‫ال�شهيد‪ ،‬دون تفا�صيل ملالمح الوجه‪ ،‬ومل ين�س �أن ير�سم ب�شكل جمرد ما يعرب عن‬ ‫م�صريتها‪� ،‬أو ي�ؤكد عليها‪ ،‬وذلك بر�سمه احللق املخرطة‪� ،‬أو الهالل كى ي�ؤكد ثبات‬ ‫هويتها ‪� .‬إن �أحمد خملوف �أتقن فى لوحته هذه املزج بني احلزن والفرح فى �آن ‪.‬‬ ‫ومتثال الفنان كرمي حمدى الذى جمع حمتوياته من �أ�شياء مهملة‪ ،‬وكون‬ ‫�شكال الم��ر�أة تت�شح بال�سود‪ ،‬حاملة على ذراعيها لفة بي�ضاء ملطخة بالدماء‬ ‫لتعرب عن �أم ال�شهيد‪ ،‬تقدمه قربانا للوطن كى يتحرر من عبوديته ‪ ،‬ف�أم�س متثاله‬ ‫�صادما و�أي�ضا مثريا ي�شدك نحوه ‪ ،‬ولكنه ال يرتك لك م�ساحة �أخرى للتفكري‬ ‫فهو م�شهدى تنا�ص مع لقطات الكامريا‪ ،‬ولكنه ج�سده كى يبقى دم ال�شهيد فى‬ ‫�أعناقنا ال نن�ساه ‪.‬‬ ‫والفنانة هند رجب ع�ضو �آتيليه الق�صر بلوحاتها قد ر�سمت �أي�ضا وجه‬ ‫المر�أتان فى حالة انتظار وبحث عن �أبناء فقدوا ومل يعودوا ‪ .‬وهنا من اجلائز‬ ‫�أن �أ�شري �أن املر�أة فى لوحة �أحمد خملوف‪ ،‬وفى متثال كرمي‪ ،‬وفى لوحة هند رجب‬ ‫تعرب بالأحرى عن الوطن الأم ‪ .‬ولكنها الأم الر�ؤم التى تبكى �أبناءها فى احلزن‬ ‫والفرح ‪ .‬وفى الغياب واحل�ضور‪ ،‬هى الأم التى �أثار بكا�ؤها �أبناءها فهبوا فى وجه‬ ‫القهر واال�ستبداد؛ لتبقى م�صر حرة كرمية‪ ،‬ال يك�سرها جاحد �أو جبان‬ ‫حممد عكا�شة‬

‫‪v‬‬

‫‪51‬‬


‫فى األسبوع الثقافى اإليطالى‬ ‫الوادى الجديد ضيف اإليطاليين‬

‫أخبـــــــــــــارهم‬ ‫‪v‬‬

‫‪50‬‬

‫ق��ام اللواء ط��ارق مهدى حمافظ ال��وادى اجلديد ورافقه‬ ‫ال�سفري الإي �ط��اىل بالقاهرة ك�لادودي��و ب��ا �شيفيكيو بافتتاح‬ ‫فعاليات الأ�سبوع الثقافى‪ ،‬الذى �أقيم باملركز الثقافى الإيطاىل‬ ‫بالقاهرة ‪ ،‬و�أكد اللواء طارق مهدى �أن الأ�سبوع الثقافى هذا‬ ‫العام يعد امتداد ًا حقيقي ًا لأوا�صر التعاون املثمر بني الوادى‬ ‫اجلديد وال�سفارة الإيطالية‪ ،‬وهو تعاون �أ�سفر عن كثري من تنفيذ‬ ‫امل�شروعات مبحافظة الوادى اجلديد‪ ،‬كان منها تنفيذ خميمات‬ ‫�سياحية مبنطقة دو���ش بباري�س‪ ،‬و�أ� �ش��ار امل�ه��دى �أن اجلهود‬ ‫الإيطالية �ساهمت فى دعم وتطوير حمميتى ال�صحراء البي�ضاء‬ ‫واجللف الكبري؛ مبا يخدم ال��زوار ويحافظ على املحتويات‬ ‫الثقافية لهذه املحميات ‪،‬ودعم من اجلمعيات الأهلية للتو�سع‬ ‫فى ال�صناعات احلرفية والت�سويق‪ ،‬و�إعداد الربامج ال�سياحية‬ ‫وكيفية االرتقاء بال�صناعات الب�سيطة ‪ ،‬ف�ض ًال عن جهود اجلانب‬ ‫الإيطاىل فى الت�سويق ل�سياحة ال�صحراء من خالل �إقامة �أ�سبوع‬ ‫ثقافى عن ال��وادى اجلديد عام ‪ 2006‬وتنظيم م�ؤمتر الوادى‬ ‫اجلديد مبيالنو ‪ 2008‬وامل�شاركة فى معر�ض الت�سويق ال�سياحى‬ ‫‪، 2009‬وكذلك �إعداد دليل �سياحى عن مقومات حمافظة الوادى‬ ‫اجلديد ال�سياحية باللغة الإيطالية والعربية والإجنليزية ‪،‬و�أن‬ ‫هذا هو الأ�سبوع الرابع للتعاون مع اجلانب الإيطايل‪.‬‬ ‫وعلى هام�ش الأ�سبوع الثقافى �أقيم معر�ض ًا لل�صناعات‬ ‫احلرفية والبيئية لأبناء ال��وادى اجلديد خللق فر�صة ت�سويق‬ ‫لال�ستثمار املتاح باملحافظة ‪.‬‬

‫ت�ضمن املعر�ض العديد من اللوحات الفنية امل�صنوعة من‬ ‫الفخار والرمل امللون‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل العديد من امل�شغوالت‬ ‫امل�صنوعة من البيئة الواحاتيه كما �أقيم خالل الأ�سبوع الثقافى‬ ‫عرو�ض فنية للفنون ال�شعبية التى قدمتها فرقة الوادى للفنون‬ ‫ال�شعبية التابعة لهيئة ق�صور الثقافة‪ ،‬متثلت العرو�ض فى حفل‬ ‫االفتتاح ال�ستقبال ال�ضيوف‪ ،‬وكذلك حفل ختامى �أقيم على‬ ‫م�سرح املركز الثقافى ت�ضمن �صورة فلكورية قدمتها فرقة‬ ‫ال��وادى‪ ،‬عك�ست البيئة الإجتماعية من مو�سم ح�صاد البلح �أو‬ ‫زفة العري�س‬ ‫وم��ن جانبه �أك��د امل�ست�شار الثقافى الإي�ط��ال�ـ��ى �سعادته‬ ‫مب�شاركة ال��وادى اجلديد فى الأ�سبوع الثقافى‪ ،‬و�أع��رب عن‬ ‫�إعجابه مبنتجات الوادى‪ ،‬و�أنه قام ب�شراء العديد من الأعمال‬ ‫امل�صنوعة من الفخار والزعف‪ ،‬كما قام ب�شراء البلح وزيت‬ ‫الزيتون امل�صنوع مب�صانع الوادى‪ ،‬و�أ�شار �إىل �أن حر�ص اجلانب‬ ‫الإيطاىل على التعاون مع الواحات امل�صرية مل ي�أت من فراغ‪،‬‬ ‫بل لأنها �إحدى املحافظات التى متتلك املواهب الفنية �أو البيئة‬ ‫وال�سياحة‪ ،‬وهى مقومات ت�ساهم فى دعم اقت�صاد البلدين لو مت‬ ‫ا�ستغاللهما ب�شكل جيد‪.‬‬ ‫�إذا احلرف اليدوية التى تكتز بها املحافظات �أحد الركائز‬ ‫االقت�صادية الهامة مل�صر‪ ،‬فرنجو من وزارة الثقافة وال�سياحة‬ ‫املزيد لدعمهما‪.‬‬


‫قصور الثقافة تحتفى بأديب نوبل بقصر الطفل بجاردن سيتي‬

‫حتت رعاية ال�شاعر �سعد عبد الرحمن رئي�س الهيئة العامة لق�صور الثقافة‬ ‫احتفلت الإدارة العامة للثقافة العامة التابعة ل�ل�إدارة املركزية لل�شئون الثقافية‬ ‫بالأديب العاملى جنيب حمفوظ‪ ،‬مبنا�سبة املئوية الأوىل مليالد �أديب نوبل بق�صر‬ ‫الطفل بجاردن �سيتى‪ ،‬وذلك يوم الأثنني ‪ 12‬دي�سمرب ‪.2011‬‬ ‫وق��د ب��د�أت االحتفالية بندوة ثقافية بعنوان “�أدب جنيب حم �ف��وظ‪...‬ر�ؤى‬ ‫جديدة” تالها جل�سة نقا�شية بعنوان “ر�ؤية النقاد اجلدد لأدب جنيب حمفوظ”‬ ‫واختتمت االحتفالية بعر�ض الفليم الت�سجيلى “حارة جنيب حمفوظ”‪ ،‬و�أقيم على‬ ‫هام�ش االحتفالية معر�ضا للكتب التى �أ�صدرتها الهيئة العامة لق�صور الثقافة عن‬ ‫�أعمال و�أدب جنيب حمفوظ‪.‬‬

‫المليجى يعتمد مشروعًا ثقافيًا فنيًا‬ ‫للتوثيق والتعريف بجيل الرواد‬ ‫��ص��رح د‪�� .‬ص�لاح املليجى رئي�س ق�ط��اع الفنون‬ ‫الت�شكيلية‪� ،‬أن م�شروعه الوثائقى والتعريفى بالفنانني‬ ‫الت�شكيليني من �أجيال ال��رواد ي�أتى �ضمن االهتمام‬ ‫بدرا�سة �أعمال ه��ؤالء الفنانني‪ ،‬والتى تُعد جتاربهم‬ ‫و�إ�سهماتهم الهامة جديرة ب�أن تتطلع عليها الأجيال‬ ‫اجلديدة من �شباب الفنانني وم��ن الباحثني بكليات‬ ‫الفنون‪� ،‬إميان ًا ب�أهمية الدرا�سة النقدية فى �صياغة‬ ‫امل�ن��اخ الفني‪ ،‬و�إدراك � � ًا مب��ا تعانية املكتبة الثقافية‬ ‫امل�صرية من ق�صور فى هذه النوعية من الكتب‪ ،‬يهدف‬ ‫ذلك خللق �إهتمام جمتمعى بقيمة الإب��داع فى كافة‬ ‫املجاالت‪ ،‬لتواكب الثورات الإجتماعية ث��ورات علمية‬ ‫تتواءم مع الواقع املُعا�ش‪،‬و�إنتاج عمل بحثى متخ�ص�ص‬ ‫للفنانني ال��رواد وللفنانني ال�شباب وي�شتمل كل كتاب‬ ‫�سيتم �إ��ص��داره على ال�سرية الذاتية للفنان ودرا�سة‬

‫متعمقة فى �أعماله‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف املليجى �أن الكتاب الأول يحتوى على‬ ‫درا�سات نقدية ل�ستة من كبار النقاد الفنيني هم ‪:‬‬ ‫د‪� .‬أم��ل ن�صر – حممد كمال – �صالح بي�صار –‬ ‫عزالدين جنيب – �أ�سامة عفيفى – د‪ .‬يا�سر منجي‪،‬‬ ‫ليلقى ُ‬ ‫كل منهم ال�ضوء بال�شرح والتحليل على �أثنني‬ ‫من الفنانني وهم مرجريت نخله‪ -‬فاطمة عرارجى‬ ‫– عبداملنعم مطاوع ‪� -‬شاكر املعداوى – �أحمد ماهر‬ ‫رائف ‪ -‬ممدوح عمار – حامد عبداهلل ‪ -‬عبدالبديع‬ ‫عبداحلى – النحات حممد رزق ‪ -‬احل�سني فوزى –‬ ‫النحات م�صطفى جنيب ‪ -‬حممد ريا�ض �سعيد‪.‬‬ ‫و�سوف ُيقام عند �صدور الكتاب معر�ض ًا فني ًا‬ ‫لأهم �أعمال الفنانني الذين ي�شملهم ي�صاحبه توقيع‬ ‫الن�سخ الأوىل منه‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪53‬‬


‫د ‪ .‬شاكر عبد الحميد فى افتتاح االحتفال بأديب نوبل‬ ‫تأمل نجيب محفوظ فى الواقع كان سببًا فى حصوله على نوبل‬

‫أخبـــــــــــــارهم‬ ‫‪v‬‬

‫‪52‬‬

‫ف��ى ي��وم الأث�ن�ين ‪ 11‬دي�سمرب ‪، 1911‬وبحى‬ ‫اجلمالية ولد الأديب العاملى جنيب حمفوظ بحى‬ ‫اجلمالية لأ� �س��رة متو�سطة ودر� ��س ف��ى مدر�سة‬ ‫بني الق�صرين االبتدائية قبل �أن يح�صل على‬ ‫البكالوريا من مدر�سة ف�ؤاد الأول ‪ ..‬ثم لي�سان�س‬ ‫الفل�سفة عام ‪ .. 1934‬بد�أ الكتابة مبكر ًا وكانت‬ ‫بداياته بروايتني مل ين�شرها « �أحالم القرية « و»‬ ‫الأعوام « حتى كانت رواياته الأوىل « عبث الأقدار‬ ‫« و « رادوي�س « «وكفاح طيبة» ‪ ..‬وجميعهما ي�ستند‬ ‫�إىل الرتاث الفرعونى الذى �أحبة الأديب العاملى‪.‬‬ ‫احتفلت وزارة الثقافة مبئوية جنيب حمفوظ‬ ‫و�سط جتمع فكرى و�إعالمى كبري ‪ ..‬باملجل�س الأعلى للثقافة‬ ‫‪ ،‬وكان رد ًا على بع�ض الأقوال التى و�صفها املثقفون والأدباء‬ ‫باخلارجة ‪� ،‬ضد �أعمال هذا الأديب الفريد فى م�صر والعامل‬ ‫‪ ،‬وهو ما دفع العديد من املثقفني فى م�صر والعامل الندالع‬ ‫حمله دفاع عن �أدب الراحل الكبري مع و�صف كل من يتهكم‬ ‫على �أعماله ب�أنهم جهالء ‪ ...‬وال يدركون قيمة هذا الأدب‬ ‫الدافئ املتوا�صل مع فكر كافة الفئات ‪ ،‬فلم تكن �أعمال‬ ‫الأدي��ب الراحل مق�صورة على امل�ستوى املحلى ‪ .‬بل باتت‬ ‫منت�شرة فى ال�سينما امل�صرية والعربية والعاملية‪ ،‬وخالل‬ ‫حفل االفتتاح �أكد الدكتور �شاكر عبد احلميد وزير الثقافة �أن‬ ‫التجمع فى االحتفال بالأديب العاملى الراحل جنيب حمفوظ‬ ‫هو �أكرب رد على الأق��وال اخلارجة عن الزمان واملكان �ضد‬ ‫الأديب والتى انتقدناها و�سن�ستمر ‪،‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن جنيب حمفوظ كتب العديد من ال�سيناريوهات‬ ‫فى ال�سينما‪ ،‬و�أن العديد من �أعماله �أخ��ذت فى ال�سينما‬

‫العربية والعاملية �أي�ض ًا ‪ ،‬و�أن الأ�سباب التى جعلت هذا الأديب‬ ‫من �أ�صحاب هذا الإبداع �أن لديه ما ي�سمى بالتفكري الب�صرى‬ ‫‪ ،‬فهو من �أ�صحابه ‪ ،‬وه��و ما يعنى �أن��ه يتجول فى الواقع‪،‬‬ ‫وير�صد تفا�صيله‪ ،‬ثم يحول ما التقطه �إىل م��ادة �إبداعية‬ ‫خ�صبة ممتعة ومفيدة خليال املتلقى ‪� ،‬سواء كان موجود ًا فى‬ ‫جمال الأدب �أو ال�سينما �أو التليفزيون ‪ ،‬و�أ�شار �إىل �أن جنيب‬ ‫حمفوظ متيز بالأ�سلوب املعرفى ‪ ،‬وهو مييز ال�شكل وكيف‬ ‫ينتقى املعلومات من البيئة ثم كيفية معاجلتها ثم كيفية‬ ‫التعبري عنها ‪ ،‬وهو ما يعنى �أن الأديب العاملى من �أ�صحاب‬ ‫الأ�سلوب املعرفى املت�أمل؛ لأنه كان مت�أم ًال كثري ًا فى الواقع‬ ‫بهدوء‪ ،‬ثم يكتب عنها‪ ،‬ثم يقدمها بطريقة �سهلة وب�سيطة ‪،‬‬ ‫فالأديب حمفوظ كان يكتب فى املقام الأول ر�ؤية ولكنه يكتب‬ ‫�أي�ض ًا ق�صة ق�صرية ‪ ،‬ولقد كان متميز ًا فى كل ما يكتبه ‪ ،‬لو‬ ‫مل يت�أمل « جنيب حمفوظ « ملا كان �أحد مبدعى م�صر والعامل‬ ‫ككل‪ ،‬وبدون هذا الت�أمل مل يكن ي�ستطيع احل�صول على نوبل ‪.‬‬


‫مصر فى عيون عالء‬ ‫فروح وأحمد مراد‬

‫كتبت ‪� :‬أ�سماء الد�سوقي‬

‫فى م�صر دائم ًا ثوار يعربون من خالل فنونهم عن ح�ضارتهم الفرعونية‪ ،‬وفى ق�صر ثقافة بنها خرج معر�ض‬ ‫النحات الفطرى عالء فروح‪ ،‬ف�أعلن عن طاقته الإبداعية من العقيدة الفرعونية‪ ،‬و�أحجارها املطلية بقوة الثبات‬ ‫والعزمية والتحرر من القيود‪ ،‬والتطلع �إىل م�ستقبل م�صر الوا�ضح فى نظرة امللك اجلال�س للأمام‪ ،‬وج�سدها �أزميل‬ ‫النحات فى نعومة ال�سطح‪ ،‬وك�أنه رغد احلياة وخ�شونة امللم�س فيه ق�سوة الزمن‪ ،‬وربط ج�سد امللك بقط يلتف حول‬ ‫�صدره فى حل ت�شكيلى ذكى ‪ .‬ويده قوية مت�سك بقوة على وثيقة مطالبة باحلرية‪ ،‬وعمله الثانى املتمثل فى جمموعة‬ ‫من الوجوه‪ ،‬فهناك ملك حتول تاجه �إىل وح�ش يلتهم‪ ،‬وملكة تنظر بقوة وثبات‪ ،‬وحتمل فوق ر�أ�سها من ينظر �إىل‬ ‫ال�سماء ليعرب �إىل العامل الأبدى‪ ،‬وحتملهم قاعدة التمثال على هيئة مركب فرعونية لتم�ساح‪ ،‬اهتم الفنان بتخ�شني‬ ‫�سطحه‪ ،‬وفى جممل �أعمال الفنان �أظهر اهتمامه بالفن الفرعونى‪ ،‬وقوته‪ ،‬ور�ؤية امل�ستقبل وحتدياته‪.‬‬ ‫وفى ق�صر الفنون بدار الأوبرا امل�صرية جتربة فلمية ق�صرية عن م�ستقبل م�صر بعنوان ( ميلزق�ش ) للفنان‬ ‫ال�شاب �أحمد مراد‪ ،‬ا�ستهل التجربة بكادر ق�سم فيه حكم م�صر �إىل جزئيني‪ ،‬اجلزء الأكرب فيه �شخ�صية الرئي�س‬ ‫ال�سابق‪ ،‬ويتطلع للح�صول على باقى الكادر‪ ،‬واجلزء الأ�صغر لكل التاريخ امل�صرى‪ ،‬جم�سده فى متثال �أبو الهول‬ ‫وامل�شهد الثانى �إ�سقاط الثوار هذا احلاكم وحكومته �إىل طره لند‪ ،‬بو�صفها زنزانة عاملية‪ ،‬على �أر�ض م�صرية ‪ ،‬ليظل‬ ‫حكم م�صر ملن يعطيها‪ ،‬ويثمر فيها فى حدود كر�سى ميلزق�ش‪ ،‬وي�ستمر التوا�صل والرتابط بني كل الفنون‪ ،‬وتفنى‬ ‫الروح وتبقى �أر�ض م�صر ‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫‪55‬‬


‫الفنان عمر يحيى‬

‫عضو جمعية الحق فى الحياة‬ ‫و“ نسمات الحرية “‪..‬تماثيل تجسد ‪ 25‬من يناير‬

‫أخبـــــــــــــارهم‬ ‫‪v‬‬

‫‪54‬‬

‫�إن الهدف من ربط الأن�شطة الفنية‬ ‫لذوى االحتياجات اخلا�صة عموما‪،‬‬ ‫واالح��ت��ي��اج��ات ال��ف��ك��ري��ة‪ ،‬لي�س هو‬ ‫حتقيق �إنتاج فنى فقط ولكن �أي�ضا‬ ‫وه���و الأه����م ‪..‬ي��ع��د و�سيلة للتعلم‬ ‫واكت�ساب م��ه��ارات وتنمية القدرات‬ ‫العقلية‪ ،‬وتن�شيط التفكري مع ال�شعور‬ ‫بالإجناز والر�ضا وال�سعادة ‪.‬‬ ‫وال��ف��ن��ان عمر يحيى “ ‪� 24‬سنة “‬ ‫ع�ضو بجمعية “ احل��ق فى احلياة “‬ ‫للمعاقني ف��ك��ري��ا ‪ ..‬ف��ن��ان م��وه��وب‪،‬‬ ‫ا���س��ت��ط��اع �أن ي��ق��دم �أع��م��اال حققت‬ ‫الإعجاب والتقدير‪ ،‬متثل حالة فنية‬ ‫تثري االهتمام ‪ ..‬وهى �أعمال جديرة‬ ‫بالت�أمل ‪.‬‬ ‫وق���د اف��ت��ت��ح م��ع��ر���ض��ه ‪..‬ال�����ذى �ضم‬ ‫�أحدث مل�ساته الفنية فى �أعقاب ثورة‬ ‫م�صر ‪ ..2011‬ال��دك��ت��ور ع��م��اد �أب��و‬ ‫غازى وزير الثقافة ال�سابق واملهند�س‬ ‫حم��م��د �أب����و ���س��ع��دة م��دي��ر ���ص��ن��دوق‬ ‫التنمية الثقافية‪ ،‬وذلك مبركز طلعت‬ ‫ح��رب الثقافى ‪ ..‬وج��اء بعنوان “‬ ‫ن�سمات احل��ري��ة “ وع�ب�ر ف��ي��ه عن‬ ‫ر�ؤيته لأحداث ثورة ‪ 25‬يناير‪ ،‬ومدى‬ ‫تفاعله معها‪ ،‬وت�أثريها عليه‪ ،‬وذلك‬ ‫م��ن خ�لال �أع��م��ال��ه النحتية‪ ،‬والتى‬ ‫متتد فى تكوينات فردية وجماعية‪،‬‬ ‫تعرب عن مقاومة الثوار ‪،‬وال�شهداء‪،‬‬ ‫والفرحة بالن�صر ‪ ،‬كما ي�ضم املعر�ض‬ ‫العديد م��ن الأع��م��ال النحتية على‬ ‫م��دى ع��ام ون�صف‪ ،‬وه��و يعد املعر�ض‬ ‫الأول لواحد من ذوى االحتياجات‬ ‫اخلا�صة للتعبري عن ثورة م�صر ‪.‬‬


‫�شهادات التقدير‪ ،‬كما �أهدى د‪� .‬صفى الدين خربو�ش رئي�س املجل�س القومى لل�شباب‬ ‫والريا�ضة درع الهيئة‪ ،‬و�شهادات تقدير لكل من حممد �أب��و اخل�ير‪ ،‬و�إك��رام حممد‬ ‫عبدالرحمن مديرة خ�شبة امل�سرح‪.‬‬ ‫وقد �شمل حفل اخلتام توزيع اجلوائز على الفائزين موزعة كالتاىل‪:‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬جائزة �أف�ضل عر�ض م�سرحى‪:‬‬ ‫العر�ض الأول‪ :‬منا�صفة بني عر�ضى “ماكبث” ال�شرقية‪�“ ،‬أنت ل�سه حر” لبور�سعيد‪.‬‬ ‫العر�ض الثانى‪ :‬منا�صفة بني عر�ضى “�أنا الثورة “ �أ�سيوط” و”اناكوندا” قنا‬ ‫ثاني ًا‪ :‬جائزة �أف�ضل ن�ص م�سرحى‪:‬‬ ‫الن�ص الأول‪ :‬حجبت‪ ،‬ومت حتويل قيمتها املالية �إىل جائزة جلنة التحكيم اخلا�صة‬ ‫للعمل اجلماعى وتوزع منا�صفة بني عر�ضى “البو�ساء” ا�سماعيلية‪“ ،‬يوليو�س قي�صر”‬ ‫املن�صورة‪.‬‬ ‫الن�ص الثانى‪ :‬للم�ؤلف عبده امل�شد عن ن�ص “لقد نفذ ر�صيدكم”‬ ‫ثالث ًا‪ :‬جائزة �أف�ضل خمرج‪:‬‬ ‫املخرج الأول‪ :‬منا�صفة لكل من حممد على خمرج عر�ض “ماكبث”‪�،‬أحمد ي�سرى خمرج‬ ‫عر�ض “�أنت ل�سه حر”‪.‬‬ ‫املخرج الثانى‪ :‬منا�صفة لكل من �أحمد ثابت عن عر�ض “�أنا الثورة” ومالك مناع عن‬ ‫عر�ض “يوليو�س قي�صر”‬ ‫رابع ًا‪ :‬جائزة �أف�ضل مو�سيقى‪:‬‬ ‫اجلائزة الأوىل‪ :‬للفنان توفيق فودة لعر�ض “عفو ًا‪...‬لقد نفذ ر�صيدكم”‬ ‫اجلائزة الثانية‪ :‬للمعد املو�سيقى حممد ال�سعيد عن عر�ض “يوليو�س قي�صر”‬

‫خام�س ًا‪ :‬جائزة ال�سينوغرافيا‪:‬‬ ‫اجلائزة الأوىل‪ :‬لأحمد فا�ضل عن عر�ض “ماكبث”‬ ‫اجلائزة الثانية‪ :‬ل�شادى قطام�ش عن عر�ض “يوليو�س قي�صر”‬ ‫�ساد�س ًا‪ :‬جائزة �أف�ضل ممثلة‪:‬‬ ‫املمثلة الأوىل‪ :‬منا�صفة بني كل من �أ�سماء ال�سيد عن دور “مره” بعر�ض‬ ‫“الواغ�ش”‪ ،‬وهدية �أيوب عن دور “ليدى ماكبث” بعر�ض “ماكبث”‬ ‫املمثلة الثانية‪ :‬منا�صفة بني كل من مى عبد الرحمن عن دور “�صاحبة‬ ‫احلانة” بعر�ض الب�ؤ�ساء‪ ،‬و�أ�سماء البلتاجى عن دوريها بعر�ض “عفو ًا‪..‬لقد‬ ‫نفذ ر�صيدكم”‪.‬‬ ‫�سابع ًا‪ :‬جائزة �أف�ضل ممثل‪:‬‬ ‫املمثل الأول‪ :‬منا�صفة بني كل من ايهاب حممد حمفوظ عن دور “دى �صاد”‪،‬‬ ‫وحممد ال�سعيد عن دور “بروت�س”‪.‬‬ ‫املمثل الثانى‪ :‬منا�صفة بني كل من حممود عمران عن دور “ماكبث” وحممود‬ ‫نوح عن دور �صاحب احلانة بعر�ض الب�ؤ�ساء‪.‬‬ ‫وقد قررت جلنة التحكيم منح �شهادات تقدير لكل من املمثلني‪:‬‬ ‫�أحمد عبد املنت�صر ف�ؤاد بعر�ض “�أناكوندا”‪� ،‬أحمد عزت عن دور “يوليو�س‬ ‫قي�صر”‪ ،‬حممد ح�سنى عن دور “ماكدوخان”‪ ،‬م�ؤمن عيد عن دوره بعر�ض‬ ‫“ليه ما �أعرف�ش”‪ ،‬فاطمة ح�سن حممد عن عر�ض “�أناكوندا”‪ ،‬عزيزة نور‬ ‫الدين “ عن عر�ض “جان دارك”‪ ،‬حممد م�سعد عن دوره بعر�ض “�أنت حر”‪،‬‬ ‫حممود الليثى عن عر�ض “�أنت ل�سه حر”‬ ‫‪v‬‬

‫‪57‬‬


‫مهرجانات‬

‫ختام الدورة الواحدة والعشرين‬ ‫للمهرجان الختامى لنوادى المسرح‬

‫ال�شاعر �سعد عبد الرحمن مع �شباب نوادى امل�سرح‬ ‫�شهد ال�شاعر �سعد عبد الرحمن رئي�س الهيئة العامة‬ ‫لق�صور الثقافة حفل ختام ال��دورة الواحدة والع�شرين‬ ‫للمهرجان اخلتامى لنوادى امل�سرح‪ ،‬والتى �أقامتها الإدارة‬ ‫العامة للم�سرح بالهيئة التابعة للإدارة املركزية لل�شئون‬ ‫الفنية‪ ،‬على م�سرح املجل�س القومى لل�شباب‪ ،‬بح�ضور قيادات‬ ‫الهيئة‪ ،‬و�أع�ضاء جلنة حتكيم املهرجان‪ ،‬وهم الناقد �أحمد‬ ‫ها�شم‪ ،‬ود‪ .‬عمر دوارة‪ ،‬واملخرج �سامى طه‪ ،‬واملخرج فهمى‬ ‫اخلوىل‪ ،‬وم�صطفى املعاذ‪.‬‬ ‫وفى بداية حفل اخلتام وجه الناقد �أحمد عبدالرازق �أبوالعال فى‬ ‫كلمته ال�شكر لرئي�س الهيئة لعدم ا�ستجابته لدعوات املطالبة بوقف‬ ‫املهرجان فى ظل الظروف ال�صعبة التى كانت متر بها البالد‪ ،‬م�ؤكد ًا‬ ‫�أن �إرادة الثقافة انت�صرت ل��ر�أى الأغلبية امل�ؤمنة بر�سالتها‪ ،‬وب�أن‬ ‫امل�سرح فعل مقاومة‪ ،‬كما وجه التحية للقائمني على املجل�س القومى‬ ‫لل�شباب والريا�ضة‪ ،‬معلن ًا موافقة رئي�س الهيئة على م�شروع “امل�سرح‬ ‫فى امليدان” ‪،‬حيث �ستقدم عرو�ض املهرجان فى امليادين الرئي�سية‬ ‫وفى القرى والنجوع‪ ،‬م�ست�شهد ًا مب�سرح ال�شارع فى �أمريكا‪ ،‬وم�سرح‬ ‫ال�شارع واجلريدة ب�أمريكا الالتينية الذى كان له دور ًا مهم ًا فى ظل‬ ‫الأح��داث ال�صعبة التى متر بها الأمريكيتني‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن امل�سرح‬ ‫‪v‬‬

‫‪56‬‬

‫فعل مقاومة وميدان للتظاهر‪ ،‬ولكن ب�أدواته‪ ،‬وا�صف ًا هذه ال��دورة من‬ ‫املهرجان ب�أنها دورة ا�ستثنائية‪� ،‬أقيمت فى ظروف ا�ستثنائية‪ ،‬ومتنى‬ ‫�أن ي�ستمر هذا املهرجان حتى ي�ستمر امل�سرح الثورى الذى ال يقل عن‬ ‫�صرخات الثوار‪.‬‬ ‫و�أك��د ال�شاعر �سعد عبدالرحمن ف��ى كلمته �أن امل�سرح ف��ى هذه‬ ‫امل�ؤ�س�سة الثقافية العريقة لي�س جمرد ن�شاط ثقافى وفنى‪ ،‬و�إمنا هو فى‬ ‫املقام الأول �أداة مهمة من �أدوات التوا�صل مع اجلماهري‪ ،‬فهو �أداة تثقيف‬ ‫وتوعية وتنوير‪ ،‬و�أن فكرة نوادى امل�سرح تقع فى القلب من هذا الن�شاط‪،‬‬ ‫وا�صف ًا نوادى امل�سرح ب�أنها ظاهرة حيوية ال�ستمرارها للدورة الواحدة‬ ‫والع�شرين و�أن حيويتها ت�أتى من االعتماد عليها فى جتذير الظاهرة‬ ‫امل�سرحية ب��أق��امي م�صر املختلفة‪ ،‬ال عرب الأ�شكال الأخ��رى من فرق‬ ‫القوميات وق�صور وبيوت‪ ،‬معلق ًا على مطالبة البع�ض بتوقف املهرجان‬ ‫ت�ضامن ًا مع ثوار التحرير ب�أننا الآن بعد ثورة ‪ 25‬يناير بد�أنا ن�ضع �أرجلنا‬ ‫على �أول طريق الدميوقرطية‪ ،‬والدميوقراطية �أن تكون مع الأغلبية‬ ‫املطالبة با�ستمرار املهرجان دون انفعال وتخوين للذين طالبوا بتوقف‬ ‫املهرجان‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن �أهميةعرو�ض النوادى فى انطالقها فى ربوع م�صر‬ ‫فى القرى والنجوع‪.‬‬ ‫وفى ختام املهرجان كرم هيئة �أع�ضاء جلنة التحكيم‪ ،‬ب�أهدائهم‬


‫املهند�س حممد �أبو �سعدة وفريق العمل ب�صندوق التنمية الثقافية فى �صورة تذكارية مع زوجة الأديب الكبري جنيب حمفوظ‬

‫�صورة تذكارية مع الفنانني امل�شاركني‬ ‫‪v‬‬

‫‪59‬‬


‫إفتتاحات‬

‫أسرة «محفوظ»‬ ‫تشارك شباب التشكيليين معرضه (‪ 100‬عام )‬

‫املهند�س حممد �أبو �سعدة مدير �صندوق التنمية الثقافية يفتتح معر�ض «مئوية جنيب حمفوظ»‬

‫فى �إط��ار احتفاالت �صندوق التنمية‬ ‫الثقافية مبئوية الكاتب و الأديب العاملى‬ ‫جنيب حمفوظ‪ ،‬افتتح املهند�س حممد‬ ‫�أبو �سعدة مدير �صندوق التنمية الثقافية‬ ‫امل��ع��ر���ض اجل��م��اع��ى للفنون الت�شكيلية‬ ‫«جنيب حمفوظ ‪ 100‬عام‪ ،‬وا�ستمر حتى‬ ‫‪ 20‬دي�سمرب مبركز الإبداع (ق�صر الأمري‬ ‫ط��از) باخلليفة‪ ،‬ح�ضر افتتاح املعر�ض‬ ‫ال�سيدة عطية اهلل حرم الكاتب الكبري‬ ‫وابنتيه‪ ،‬حيث �أ���ش��ادوا بامل�ستوى الفنى‬ ‫للأعمال املعرو�ضة من �شباب الفنانني‬ ‫‪v‬‬

‫‪58‬‬

‫امل�شارك‪ ،‬ودعم الفنانني الكبار وهم طاهر‬ ‫ع��ب��د ال��ع��ظ��ي��م‪ ،‬و���س��ع��د روم���ان���ى‪ ،‬ووح��ي��د‬ ‫البلقا�سى‪ ،‬وع�ل�اء �صبح‪ ،‬وحم��م��د ف���ؤاد‬ ‫ال�شاذىل‪ ،‬وح�سام ربيع ‪ ‬والفنان الفل�سطينى‬ ‫خالد ن�صار‪ ،‬وبلغ ع��دده��ا‪ 70‬عم ًال فني ًا‬ ‫بني لوحات ومنحوتات‪ ‬وت�صميمات بر�ؤى‬ ‫متنوعة ومتميزة للتعبري عن حبهم للأديب‬ ‫الراحل بتناول �أغلفة الروايات ولوحات‬ ‫زي��ت��ي��ة ل��ل��ح��ارة وال�����ش��خ�����ص��ي��ة امل�صرية‬ ‫وبورتريه ملحفوظ ب�أكرث من تقنية ‪.‬‬


‫�سعد رومانى‬ ‫‪v‬‬

‫‪61‬‬


‫طاهر عبد العظيم‬

‫خالد ن�صار‬ ‫‪v‬‬

‫‪60‬‬


63

v


‫معارض‬

‫فى معرض كان يا مكان‬

‫حلمى التوني‪..‬‬

‫للعلم المصرى بعد الثورة‬ ‫أصبحت أكثر حبًا َ‬ ‫فى ات�صال هاتفى مع الفنان حلمى التونى‪ ،‬كنت �أ�س�أله �إذا قام‬ ‫بعمل لوحات لها عالقة بثورة ‪ ٢٥‬يناير نظرا الننى التقيته فى احد‬ ‫املليونيات فى ميدان التحرير‪ ،‬ففاج�أنى ب�أنه يعد الفتتاح معر�ضه‬ ‫القادم بقاعة بيكا�سو عن انفعاالت قبل وبعد الثورة‪ ،‬ولأننا كنا‬ ‫ب�صدد عمل ملف عن‬ ‫الفن والثورة مبنا�سبة‬ ‫م��رور عام على الثورة‬ ‫املجيدة‪ ،‬فتوجهنا �إليه‬ ‫فور ًا‪ ،‬وفور دخوىل �إىل‬ ‫مر�سمه وج��دت لوحة‬ ‫ع�ل��ى احل��ائ��ط‪ ،‬فقلت‬ ‫ل ��ه ���ش��ك��ر ًا ه� ��ذه هى‬ ‫غالف العدد القادم‪..‬‬ ‫ميكننى �أن �أن�صرف‬ ‫الآن!! ف� ��ى ح�ق�ي�ق��ة‬ ‫الأم��ر كنت �أبحث عن‬ ‫غ��ل ��اف‪ ..‬ف� ��أك�ث�ر م��ا‬ ‫ي�شغلنى فى املجلة هو‬ ‫اخ�ت�ي��ار ال �غ�لاف؛ لأن��ه‬ ‫فى اعتقادى ن�صف املجلة !! فاج�أنى �أي�ض ًا �أن هذه اللوحة نف�سها‬ ‫هى التى مت طبعها لتكون بو�سرت املعر�ض !!‬ ‫املهم جل�سنا وحت��اورن��ا‪ ،‬وك��ان ح��وار ًا رائع ًا‪ ،‬فالفنان حلمى‬ ‫التونى فنان مثقف متحم�س دائم احلركة والن�شاط ‪،‬وهو قارئ‬ ‫جيد ‪،‬وم�ضطلع على ما يحدث فى العامل‪ ،‬ويعرف ماذا يفعل‪ ،‬و‬ ‫‪v‬‬

‫‪62‬‬

‫�أين يقف‪ ..‬ودارت بيننا مناق�شات طويلة ‪،‬تناولت �شخ�صيات عدة‬ ‫فى احلركة الت�شكيلية ‪،‬وق�ضايا الفنون الت�شكيلية وعن ذكرياته‬ ‫مع بع�ض الفنانني امل�صريني مثل �أحمد �سليم‪ ،‬ومم��دوح عمار‪،‬‬ ‫وقد حدثنى عن عالقته الوطيدة التى كانت تربطه ب�أحمد �سليم‪،‬‬ ‫ولكننا اتفقنا على �أنه مل ي�ستطع‬ ‫�أن يتحقق ك�ف�ن��ان �أو ن��اق��د �أو‬ ‫حتى يتوىل من�صب ًا كبري ًا ‪،‬نظر ًا‬ ‫ل�ضعف م�ؤهالته‪ ..‬وهذا ماكان‬ ‫يدفع لإث��ارة امل�شاكل والقالقل‬ ‫فى احلركة الفنية طوال الوقت‪،‬‬ ‫ك��ل ه��ذا ك��ان ي�ضعه ف��ى م ��أزق‬ ‫كبري م��ع نف�سه وم��ع ذات��ه على‬ ‫حد ق��ول الفنان حلمى التوين‪،‬‬ ‫وب��امل �ن��ا� �س �ب��ة ف�شخ�صية مثل‬ ‫�شخ�صية �أحمد �سليم وما فعلته‬ ‫فى احلركة الت�شكيلية ال يجب �أن‬ ‫مير مرور الكالم‪ ،‬ولكن البد �أن‬ ‫ي�أتى الوقت لدرا�سة هذا الأمر!!‬ ‫�س�ألنى الفنان حلمى التونى‬ ‫باعتبارى من جيل �أ�صغر‪ ،‬قائ ًال‪« :‬ما ر�أي��ك‪ ،‬هل يجب �أن نتوقف‬ ‫ونرتك ال�ساحة لل�شباب باعتبارهم �أف�ضل منا‪ ،‬ي�ستحقون �أن نف�سح‬ ‫لهم املجال ؟!» و�شعرت ب�صدق �س�ؤاله‪ ،‬فقلت له بعد تفكري‪� ،‬أن هذا‬ ‫ال يجب �أن يكون فى ال�شق الإبداعى‪ ،‬ف�أنت من حقك �أن تظل تبدع‬ ‫�إىل ما�شاء اهلل‪ ،‬و�أنت حر فى ما تبدعه‪ ،‬لأنك ال تزاحم �أحد ًا فى‬


65

v


‫ذلك‪� ..‬أما �إذا كنت تتوىل من�صب ًا‪ ،‬فبالت�أكيد يجب �أن ترتك مكانك‬ ‫فور ًا للجيل اجلديد من ال�شباب‪ ،‬وهناك �صراع الآن فى �أحد كليات‬ ‫الفنون اجلميلة بني �شباب الأ�ساتذة وعواجيز الأ�ساتذة الذين‬ ‫تخطوا �سن ال�سبعني والثمانني‪ ،‬وال يزالون يزاحمون الأ�ساتذة‬ ‫ال�شباب على اجلداول واحل�ص�ص‪ ،‬وهذه �إهانة كبرية يرتكبونها‬ ‫فى حق �أنف�سهم‪� ،‬إنهم يجب �أن يكونوا كبار ًا ومثقفني‪ ،‬ويجب �أن‬ ‫ي�شجعوا الأجيال من ال�شباب‪ ،‬بل وي�ساعدوهم وميدوهم باخلربة‬ ‫(�إن وج��دت)‪� .‬أم��ا �أن يحدث �صراع بني االب��ن وج��ده على جدول‬ ‫احل�ص�ص‪ ،‬فهذه خيبة كبرية وع��ار!! �إن وقت الفنان الكبري �أهم‬ ‫بكثري من �أن ي�ضيع فى �أ�شياء ميكن �أن يفعلها ال�شباب‪،‬ف�إبداع‬ ‫الكبار �أغلى و�أثمن بكثري!!‬ ‫املهم �أننى قد ا�ستمعت كثري ًا مبا �شاهدت من �أعمال للفنان‬ ‫(ال�شاب) حلمى التونى‪ ،‬والذى �أدعكم ت�ستمتعون بها دون �شرح‪.‬‬ ‫وقد الحظت كرثة تناول العلم فى لوحاته‪ ،‬فقال ىل‪� :‬أننى كنت‬ ‫�أكره العلم امل�صرى جد ًا‪ ،‬ولكنى الآن �أ�صبحت �أكرث حب ًا وع�شق ًا‬ ‫للعلم امل�صرى‪ ،‬ولهذا نراه فى معظم لوحاته عن الثورة‪.‬‬

‫الفنان حلمى التونى مع اال�ستاذ ابراهيم املعلم رئي�س جمل�س �إدارة دار ال�شروق ‪ ،‬اال�ستاذ خالد زيادة �سفري لبنان بالقاهرة‬ ‫‪v‬‬

‫‪64‬‬


‫ــــــــكونوا فنانين أيضًا ‪!..‬‬

‫ــــــــوا إلى السماء‬

‫ــــــــــــــــسان ويقربه إلى اهلل‬


‫رجال الدين يمكن أن يـــــــ‬

‫بالفن نعلـــــــــــــــ‬

‫الفن يرتقى بمشاعر االنــــــــ‬ ‫لكم كانت سعادتى بالغة برسالة الراهب الفنان جوزيف والتى وضح منها حبه للفن‬ ‫وممارسته له أيضًا‪ ،‬ونحن نتمنى أن نشاهد أعماالً فنية ومعارض لرجال الدين سواء كانوا‬ ‫مسيحين أو مسلمين فاالبداع والموهبة نعمة من الخالق العظيم نشكره عليها ‪.‬‬

‫ال�سينائي‬ ‫دير �سانت كاترين للفنان الراهب غريغوريو�س ّ‬

‫‪v‬‬

‫‪66‬‬


‫ال�سينائي‬ ‫امل�سيح ‪ -‬موزاييك للفنان الراهب غريغوريو�س ّ‬ ‫‪v‬‬

‫‪69‬‬


‫حضرة رئيس تحرير ّ‬ ‫مجلة «الخيال» المحترم‪،‬‬ ‫طيبة و بعد‪ .‬اسمحوا لى أن أهنئكم على المستوى‬ ‫تحية ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرفيع الذى تمتاز به مجلتكم على ّ‬ ‫كافة األصعدة‪ ،‬سواء من‬ ‫ناحية ّ‬ ‫جدا كون هذه المجلة‬ ‫الشكل أو المضمون‪ .‬ليسعدنى ّ‬ ‫المتذوق للفن فى مصر و الوطن‬ ‫لسان حال كل من الفنان و‬ ‫ّ‬ ‫الفنية فى مصر و‬ ‫العربى‪ ،‬فضال عن تقريبها ما بين التجربة‬ ‫ّ‬ ‫فنية أخرى فى ّ‬ ‫شتى‬ ‫ما يوازيها و ما يتواصل معها من تجارب ّ‬ ‫ّ‬ ‫المجلة المعطاء و دمتم‪.‬‬ ‫بقاع العالم‪ .‬فشكرًا لكم على هذه‬ ‫السينائى (جوزيف الجاموس)‬ ‫الراهب غريغوريوس ّ‬ ‫وصلنا هذا الخطاب من الراهب جوزيف توفيق يوسف‬ ‫ينائي) ونحن نشكره‬ ‫الس‬ ‫الجاموس‬ ‫(الراهب غريغوريوس ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على اهتمامه بمجلة الخيال‪ ،‬والثناء عليها‪ ،‬ولكم يسعدنا‬ ‫أن يكون أحد رجال الدين مهتما بالفنون‪ ،‬كما يسعدنا أكثر‬ ‫أن يكون فنانًا مثل الراهب جوزيف‪ ،‬ونحن سوف نلبى طلبه‬ ‫بإقامة معرض ألعماله هو وأستاذته «مجدلينى ثيوخاري»‬ ‫قريبا إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫‪68‬‬

‫ال�سرية الذات ّية‬ ‫ّ‬ ‫اال�سم و ال�شّ هرة‪:‬‬ ‫ج � � ��وزي � � ��ف ت ��وف� �ي ��ق‬ ‫ي ��و�� �س ��ف اجل ��ام ��و� ��س‬ ‫(ال ّراهب غريغوريو�س‬ ‫ينائي)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�س ّ‬ ‫ت� ��اري� ��خ و م �ك��ان‬ ‫امليالد‪1966/8/16 :‬م‬ ‫ ع ّمان ‪ ،‬الأردن‪.‬‬‫الدّرا�سات الفن ّية‪ :‬عام ‪1991‬م دورة ر�سم ملدة �أ�سبوعني‬ ‫مل��د ّر���س ي��اب��ا ّ‬ ‫ين ‪ -‬ع� ّم��ان‪ ،‬الأردن‪ .‬عامى ‪1999‬م و ‪2000‬م‬ ‫دورات مكثفة فى ر�سم و ترميم الأيقونات ملد ّر�سني رهبان و‬ ‫م�ساعديهم من خ�براء علمانيي فى �أدي��رة جبل �آثو�س فى‬ ‫اليونان‪ .‬منذ عام ‪2003‬م و �إىل عامنا احلا ّ‬ ‫يل دورات مكثفة‬ ‫ملدّة �شهرين �سنو ّي ًا فى عمل الف�سيف�ساء للمد ّر�سة جمدلينى‬ ‫ثيوخارى ‪� -‬أثينا‪ ،‬اليونان‪ .‬عام ‪2007‬م درو�س ر�سم مك ّثفة ملدّة‬ ‫�شهرين فى ثانو ّية دى نيتي�س للفنون اجلميلة ‪ -‬باري‪� ،‬إيطاليا‪.‬‬ ‫عام ‪2008‬م دورة مكثفة و �أخرى متقدّمة فى عمل الف�سيف�ساء‬ ‫و دورتان مكثفتان فى ر�سم الفر�سكو فى املدر�سة الدّول ّية لفن‬ ‫الف�سيف�ساء فى الفرتة ما بني ‪� 25‬أغ�سط�س و ‪� 19‬سبتمرب ‪-‬‬ ‫راف ّنا‪� ،‬إيطاليا‪ .‬دورة ترميم �أر�ض ّيات ف�سيف�سائ ّية ملدّة �شهر من‬ ‫‪ 4‬يوليو �إىل ‪� 4‬أغ�سط�س‪2009‬م فى معهد مادبا لرتميم و فن‬ ‫الف�سيف�ساء‪ ،‬مادبا‪ ،‬الأردن‪.‬‬ ‫منذ عام ‪1995‬م و �إىل الآن �أزاول حياة ال ّرهبنة فى دير‬ ‫القدّي�سة كاترينا بجنوب �سيناء‪.‬‬ ‫املعار�ض الفن ّية‪ :‬امل�شاركة فى املعار�ض اجلماع ّية العامل ّية‬ ‫فى اليونان‬ ‫و �إيطالية و النم�سا و موناكو‪ .‬امل�شاركة فى بيناىل فلورن�سا‬ ‫لعام ‪2011‬م‪.‬‬ ‫اخل�برة التدري�س ّية‪ :‬د ّر�ست دورة عمل فن الف�سيف�ساء‬ ‫لتالمذة ثانو ّية الفنون اجلميلة فى مدينة بارى الإيطال ّية ملدّة‬ ‫�شهرين عام ‪2007‬م‪.‬‬ ‫اجلوائز‪ :‬حا�صل على العديد من اجلوائز العامل ّية‪.‬‬ ‫الع�ضو ّية‪ :‬ع�ضو فى �آتيليه الإ�سكندر ّية (جت ّمع الفنانني و‬ ‫الكتاب)‪ ,‬الإ�سكندر ّية‪ ،‬م�صر‪ .‬ع�ضو فخرى فى جمع ّية غالريى‬ ‫فوجيا‬ ‫�أ�صدقاء الفن فى كا�ستل نوفو دى داونيا فى مقاطعة ّ‬ ‫الإيطال ّية‪ .‬ع�ضو جمع ّية املرتجمني و اللغو ّيني امل�صر ّيني‪،‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬م�صر‪.‬‬


‫من فنانة يونانية‪..‬‬ ‫دعوة‬ ‫للتواصل الثقافى‬ ‫بين مصر واليونان‬

‫‪Magdalene Theocharis‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪71‬‬


70

v


73

v


‫‪Dear Mr. Ibrahim Ghazala,‬‬ ‫‪Greetings from Athens. I am mosaicist Magdalene Theocharis‬‬ ‫‪the teacher of monk Grigorios Sinaite (Joseph Grigorios El Jamous).‬‬ ‫‪It would be a great honour for me to appear with my biography and‬‬ ‫‪artworks on your fantastic art periodical «El Khayal». Of course‬‬ ‫‪Egyptians and Greece have been sharing intercultural experiences‬‬ ‫‪through out the centuries. I hope that this will continue in the present‬‬ ‫‪and the future as well. Please accept my congratulations for your‬‬ ‫‪work and my deepest gratitude for your kind concern.‬‬ ‫‪Best wishes. Truly, Magdalene Theocharis.‬‬

‫عزيزى الدكتور‪ /‬إبراهيم غزالة‬ ‫تحية م��ن أثينا‪ ،‬أن��ا الفنانة ‪Magdalene Theocharis‬‬ ‫المتخصصة فى خامة الموزاييك‪ ،‬ومعلمة الراهب غريغوريوس‬ ‫ينائي‪ .‬إنه شرف كبير لى أن أظهر سيرتى الذاتية وأعمالى‬ ‫الس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفنيةعلى مجلتكم الرائعة‪ ،‬مجلة الخيال‪ .‬وبطبيعة الحال‬ ‫المصريون واليونانيون يتبادلون الخبرات الثقافية منذ قرون‪.‬‬ ‫وآمل بأن يستمر ذلك فى الحاضر وفى المستقبل أيضا‪ .‬أرجو أن‬ ‫تقبلوا تهنئتى لعملكم‪ ،‬وامتنانى الشديد الهتمامكم‬ ‫مع أطيب تمنياتى ‪ -‬مجدالين‬

‫و�صلنا هذا اخلطاب من الفنانة ‪ Magdalene Theocharis‬ونحن ي�سعدنا �أن‬ ‫يكون هنك توا�صل دائم بني �شعبى م�صر واليونان مثلما كان فى ال�سابق‪.‬ولعل م�سئوىل‬ ‫وزارة الثقافة فى البلدين يبد�أون ع�صر ًا من التعاون املثقف‪.‬‬

‫ول��دت الف ّنانة جمدلينى ثيوخارى‬ ‫ف��ى مدينة الم � ّي��ا ف��ى ال �ي��ون��ان‪ ،‬و هى‬ ‫تقطن حال ّيا مدينة �أثينا حيث متار�س‬ ‫فنّ الف�سيف�ساء فى مر�سمها اخلا�ص‬ ‫أعوام عديدة‪.‬‬ ‫منذ � ٍ‬ ‫تتلمذت الف ّنانة ف��ى ف��نّ امل��وزاي��ك‬ ‫على �أهم و �أجدر مد ّر�سى هذا الفنّ فى‬ ‫اليونان ‪،‬و ت�ض ّلعت فى جميع تقنياته‬ ‫جامعة م��ا ب�ين الأ�ساليب و الو�سائل‬ ‫التقليد ّية و احلديثة لهذا الفنّ العريق‪.‬‬ ‫�شاركت الف ّنانة جمدلينى ثيوخارى‬ ‫ف��ى ال�ع��دي��د م��ن امل�ع��ار���ض اجلماع ّية‬ ‫فى اليونان و �إيطاليا‪ ،‬كما حازت على‬ ‫جوائز ق ّيمة‪ .‬فى عام ‪2002‬م �أقامت‬ ‫الف ّنانة معر�ضها الأ ّول اخلا�ص الذى‬ ‫ح ّقق جناح ًا باهر ًا فى جزيرة ميكونو‬ ‫اليونان ّية‪.‬‬ ‫تد ّر�س الف ّنانة فنّ الف�سيف�ساء حالي ًا‬ ‫للعديد من التالمذة فى �أثينا‪.‬‬ ‫تتمتّع الف ّنانة جمدلينى ثيوخارى‬ ‫بالع�ضو ّيات التّالية‪:‬‬ ‫‪Member of the Association for‬‬ ‫‪the Study and Preservation of Roman‬‬ ‫‪Mosaics (ASPROM), London‬‬ ‫‪Member of the Society of American‬‬ ‫‪Mosaic Artists (SAMA), S. Carolina,‬‬ ‫‪USA‬‬ ‫‪Member of the British Association‬‬ ‫‪for Modern Mosaic (BAMM), Exeter,‬‬ ‫‪UK‬‬ ‫‪Member of the Greek Decorators‬‬ ‫‪and Morphologists Union, Athens‬‬ ‫‪Member of AIMC (Associazione‬‬ ‫‪Internazionale dei Mosaicisti‬‬ ‫‪Contemporanei), based in Ravenna‬‬

‫‪v‬‬

‫‪72‬‬


75

v


‫االوبرا‬

‫قمدت عروضهما على المسرح الكبير باألوبرا‬

‫لوركيانا والليلة الكبيرة‬ ‫يختتمان مشوار عبد المنعم كامل الفنى‬

‫�شهدت دار الأوبرا امل�صرية على مدار يومني عر�ضى بالية الليلة‬ ‫الكبرية‪ ،‬وبالية لوركيانا من �إخراج الدكتور عبد املنعم كامل رئي�س‬ ‫الأوبرا‪ ،‬املعروف �أن عر�ض الليلة الكبرية من �أحلان املو�سيقار الكبري‬ ‫�سيد مكاوى‪ ،‬وكلمات ال�شاعر الكبري �صالح جاهني وعرائ�س الفنان‬ ‫وعر�ض لأول مرة فى ال�ستينيات من القرن املا�ضى‬ ‫املبدع ناجى �شاكر‪ُ ،‬‬ ‫على م�سرح القاهرة للعرائ�س‪ ،‬وطر�أت فكرة حتويله �إىل باليه تتحرر‬ ‫فيه العرائ�س من خيوطها؛ لتنطلق فى عر�ض باليه حر مع احلفاظ‬ ‫على نف�س الفكرة القدمية‪ ،‬وا�ستطاع خمرج العر�ض الدكتور عبد‬ ‫املنعم كامل حتويل الفكرة �إىل حقيقة واقعية‪ ،‬بعد �إع��ادة �صياغة‬ ‫�أحلانها على يد املو�سيقار جمال �سالمة‪ ،‬وقد القت العرو�ض جناح ًا‬ ‫‪v‬‬

‫‪74‬‬

‫وليد الدرملى‬

‫كبري ًا عند تقدميها فى �شكلها اجلديد‪ ،‬ح�ضر العر�ض خالل مدة عر�ضه‬ ‫ال�سنوات املا�ضية �أكرث من ‪ ٢،٥‬مليون م�شاهد من الأطفال وطلبة املدار�س‬ ‫واجلامعات خالل ال�سنوات املا�ضية‪.‬‬ ‫�أما باليه «لوركيانا» قام بت�أليف مو�سيقاه كل من ادوارد مارك�س‪ ،‬و‬ ‫ماركينا‪ ،‬وهو يروى ق�صة الفتاة اجلميلة «�سوليداد» التى ت�صاب ب�أزمة‬ ‫نف�سية عنيفة ب�سبب موت حبيبها ال�شاب‪ ،‬وتقرر �أن ميتد حزنها للأبد‬ ‫ولكن ا�ستمرارية احلياة تدعوها ب�شدة لن�سيان �أحزانها ‪،‬وترى «�سوليداد»‬ ‫الفجر ومرح ال�شباب ‪،‬وت�سمع �أ�صوات الأجرا�س وهى تدق وتدعوها �إىل‬ ‫الرق�ص والغناء ك�سابق عهدها‪ ،‬وب��دون �أن ت�شعر تخلع ال�سواد وتنزل‬ ‫كامل�سحورة على �ساحة الرق�ص‪.‬‬


77

v


‫وف��ى اجل��زء ال�ث��ان��ى‪ ..‬جن��د احل�ي��اة ه��ى التى‬ ‫انت�صرت‪ ..‬حيث �إن قلب «�سوليداد» بد�أ يدق من‬ ‫جديد باحلب مع م�صارع الثريان الذى تقابلت معه‬ ‫فى حلبة امل�صارعة‪ ،‬ولكنها مل ت�ستطع �أن تتغلب على‬ ‫طيف حبيبها ال�سابق؛ لتهرب من م�صارع الثريان‬ ‫و�سط اجلموع من �أبطال العر�ض‪.‬‬ ‫وفى اجل��زء الثالث‪ ..‬يتزايد العر�ض ت�شويق ًا‬ ‫للمتلقى عندما تندفع «�سوليداد» ملحاربة املا�ضى‬ ‫والق�ضاء عليه‪ ،‬ممل�ؤة بال�شوق والرغبة فى حبها‬ ‫مل�صارع ال �ث�يران‪ ،‬ولكن ك��ان الف�شل حليفها كما‬ ‫ف�شلت حم��اول��ة م�صارع ال �ث�يران ف��ى البحث عن‬ ‫غرمية والتعرف عليه‪ ،‬فتتغلب عليه الغرية‪ ..‬ويطلب‬ ‫من «�سوليداد» �أن تكون له وح��ده‪� ،‬أو ترتكه �إىل‬ ‫الأبد‪ ..‬ولكن خيالها مل يفارق حبيبها الراحل الذى‬ ‫يقف �أمامها فى عتاب �صامت‪ ،‬يحجب عنها الطريق‬ ‫�إىل م�صارع الثريان‪ ..‬وبني ال�صراع النف�سى الذى‬ ‫تعي�شة البطله ال��ذى انعك�س عليها بالي�أ�س تقرر‬ ‫التخل�ص من املا�ضى باملوت‪ ..‬وفى حلاظتها الأخرية‬ ‫فى احلياة تنطلق «�سوليداد» فى رق�صتها الأخرية‬ ‫معلنة حبها مل�صارع الثريان وللحياة‪..‬‬ ‫لوركيانا باليه م��ن ف�صل واح��د‪ ،‬مق�سم �إىل‬ ‫ثالثة �أج��زاء‪ ،‬كتب ن�صه و�صمم رق�صاته الرائع «‬ ‫مارك مينت�سكابيات»‪� .‬أما املو�سيقى وهى البطل فى‬ ‫العر�ض‪ ،‬كانت «لإدوارد مارك�س» ‪،‬وه��ى م�ستمدة‬ ‫من �أغنية «امل��اال جوينا» للم�ؤلف الكوبى «�أرني�ستو‬ ‫لو�سيونا» التى �ألفها ع��ام ‪ ١٩٢٨‬كحركة �ساد�سة‬ ‫من متتابعة �أندل�سية‪ ،‬وكتب �أ�شعارها بنف�سه‪ ،‬وقد‬ ‫ا�شتق ا�سم باليه لوركينا من ا�سم �شاعر �أ�سبانيا‬ ‫«جار�سيتا لوركا» (‪ )١٩٣٦ -١٨٩٨‬التى ات�سمت‬ ‫حياته مبزيج من النجاحات والأ� �س��ى‪ ،‬واختتمت‬ ‫مبقتله �إب��ان احلرب الأهلية فى �أ�سبانيا (‪-١٩٣٦‬‬ ‫‪ )١٩٣٩‬فكانت حياته وكتاباته م�صدر �إلهام لكثري‬ ‫من الأعمال الفنية‪ ،‬ونرى �أن هذا العمل يجمع بني‬ ‫التلوين واالورك�سرتاىل البديع‪ ،‬والإيقاعات القوية‬ ‫وي�صاحب ب� ��أداء م��ن �صوت ال�سوبرانو ب�أ�سلوب‬ ‫الفالمنكو‪ ..‬فلقد �صاغ ه��ذا العر�ض ك��ل �أدوات‬ ‫الإبهار الب�صرى وال�سمعى والذهنى للمتلقى‪.‬‬ ‫كما يعد العر�ضني هما وداع لرئي�س الأوب��را‬ ‫الدكتور «عبد املنعم كامل»‪ ،‬الذى يخرج من الأوبرا‬ ‫مع بداية فرباير القادم بعد ق�ضائه ال�سنة الثالثة‬ ‫بعد املعا�ش‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪76‬‬


‫ـــــــــــخرج «خالد جالل»‬

‫ــــــــــــونية وطنية فى حب مصر‬


‫عرض جديد للمـ‬ ‫�صناعة الفنان والتنقيب عن املواهب �أمر فى غاية من ال�صعوبة‪ ،‬يحتاج‬ ‫�إىل �ساحر ميتلك فى حقيبته �أدوات الإبهار الب�صرى والذهنى‪ ،‬وهى مفردات‬ ‫مل جندها �إال فى �شخ�صية املخرج خالد جالل‪� ،‬أو املاي�سرتو الذى قدم لنا �آخر‬ ‫ح�صاد ور�شته الفنية‪ ،‬عر�ض “ حلو الكالم “ الذى عر�ض على م�سرح مركز‬ ‫الإبداع التابع ل�صندوق التنمية الثقافية ‪ ،‬ك�شف العر�ض عن امتالك م�صر‬ ‫ملواهب مبهرة كانت مدفونة دون البحث عنها‪� ،‬إىل �أن جاء “خالد “ بعقليته‬ ‫ال�ساحرة وذكائه الفطرى ؛ ليقدم لنا جمموعة من ال�شباب‪ ،‬بنات ورجال ما‬ ‫�أروعهم �صوت ًا و�أداء ًا وموهبة ‪.‬‬ ‫يجمع العر�ض �أ�شعار جمموعة من كبار ال�شعراء امل�صريني‪ ،‬منهم الراحل‬ ‫�صالح جاهني‪ ،‬و�أحمد ف�ؤاد جنم ‪ ،‬وجنيب �سرور ‪،‬وعبد الرحمن الأبنودى‬ ‫‪،‬و�سيد حجاب‪ ،‬وجمال جنيب ‪ ،‬وهو لطلبة الدفعة الثالثة با�ستديو امل�سرح عن‬ ‫فيلمه اجلديد “ برتيتا “ الذى من املفرت�ض �أن يعر�ض خالل �إجازة ن�صف‬ ‫العام الدرا�سى ‪.‬‬ ‫فالعر�ض يعد مبثابة �سيمفونية وطنية فى حب م�صر ‪ ..‬وهو ما دفع جميع‬ ‫�أع�ضاء العر�ض فى مناف�سة �شريفة من �أجل تقدمي لوحة فنية لأروع �شعراء‬ ‫م�صر عرب ق�صائد تغازل احل�س الوطنى ‪ ...‬وزاد العر�ض روعة اختياره لأ�شعار‬ ‫م�صر القدامى التى تبث روح ًا جديدة داخل املتلقى بطعم احلرية‬ ‫كل عن�صر فى العر�ض �أح�سن املخرج توظيفه ب�شكل يجعل من امل�سرح‬ ‫حالة متدفقة من اجلماليات املمزوجة بخفة دم يتمتع بها �أغلب �شخو�ص‬ ‫العر�ض‪ ،‬ف�ض ًال عن و�صول الفكرة بي�سر وجمال ‪� ،‬إن مفاج�آت خالد جالل تبهر‬ ‫بتلقائيتها احل�سا�سة اللتقاط املهمل فى احلياة وتوظيفه �إبداعي ًا وجمالي ًا على‬ ‫كل م�شهد ‪ ..‬واملهم فى هذه الور�ش الإميان فى امل�سرح الذى ي�سرى فى تكوين‬ ‫ه�ؤالء ال�شباب‪ ،‬وهذا ما مل�سناه فى غالبية تالميذه الذين �أجنبتهم ور�شه الفنية‬ ‫الثالثة‪ ،‬وتزداد �صورة العر�ض روعة عندما جند االرجتال بط ًال وهو يتدفق‬ ‫من ال�شباب باحرتاف‪ ،‬مع احلفاظ على بكارة الفكرة ‪.‬‬ ‫�أما املو�سيقى فكان لها الدور الأكرب فى العر�ض‪ ،‬و�أكدت مدى ح�سا�سية‬ ‫املخرج فى ا�ستخدامتها التى و�صلت لأعلى م�ستوى بني املخرجني‪ ،‬فلم تكن‬ ‫مكم ًال بل �إنها عن�صر �أ�سا�سى‬ ‫�أخري ًا ‪� ،‬إن مثل هذه التجارب ‪“ ..‬كحلو الكالم” ومن قبلها‪ -‬هانغنى –‬ ‫قهوه �سادة ‪ -‬التى كانت حديث امل�صريني مثقفني ونقاد ًا وكتاب ًا ‪ ..‬وهى �أعمال‬ ‫من نتاج ور�ش مركز الأعمال‪ ،‬فهى مبثابة ثمرة فنية‪ ،‬تنبت و�سط حدائق �شوك‬ ‫�ساءت ال�ساحة الفنية فى م�صر ل�سنوات ‪..‬وهى حتتاج ملن يرويها بفكر م�ستنري‬ ‫مثل فكر خالد جالل ومركزة الإبداعى ‪ ..‬الذى وفر للإن�سان ال�سعادة والثقافة‬ ‫والإمتاع الب�صرى والذهنى مع ًا ‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫‪78‬‬

‫حلو الكالم ‪..‬سيمفـــــــ‬


‫�أنه حمل عرق اخل�شب الكبري‪ ،‬وجرى به وراء املدر�س‬ ‫حتى غرفة الناظر؛ مما رفع من الروح املعنوية لدى عم‬ ‫�أحمد‪ ،‬وبد�أ ي�صر على ا�ستكمال حبه للر�سم وجاءت‬ ‫ال�سنة الثالثة من املرحلة الثانوية‪ ،‬وتقدم عم �أحمد‬ ‫�إىل امتحان القدرات‪� ،‬أوامل�ستوى اخلا�ص كما ي�سمونه‪،‬‬ ‫والذى بدوره يتحكم فى اجتاه م�ستقبله الفنى‪ ،‬واجتاز‬ ‫االختباربتفوق‪ ،‬وبهر بعمله الفنى الأنظار ‪�.‬إال �أن حلمه‬ ‫انهار على �صخرة املجموع‪ ،‬ومل يتمكن من دخول �أى‬ ‫كلية فنية ال�ستكمال م�شواره‪ ,‬وا�ضطر �إىل دخول معهد‬ ‫فنى جتارى ب�أ�سوان ‪ -‬ق�سم ال�سكرتارية ‪ -‬ولأنه ال يحب‬ ‫درا�سته فكان ال يح�ضر �إىل املعهد‪ ،‬وبالتاىل ا�ستلم‬ ‫�إنذارا بالف�صل عدة مرات‪ ،‬فيح�ضر وا�ستمر ذلك حتى‬ ‫ح�صل على الدبلوم‪ ،‬و�أثناء تواجده فى املعهد مل يقرتب‬ ‫من الر�سم‪ ،‬وانتهت مرحلة الدبلوم‪ ،‬و�سافر �إىل �إحدى‬ ‫الدول العربية فى الفرتة من ‪ 89‬اىل ‪، 93‬وفى �أخر تلك‬ ‫الفرتة بعد معاناته من امللل املحيط به‪ ،‬بد�أ يعود مرة‬ ‫�أخرى �إىل الر�سم ‪ ،‬ف�أخرج فى اخلم�سة �شهور الأخرية‬ ‫املتبقية له طاقة ‪� 3‬سنوات ق�ضاها هناك ‪.‬‬ ‫وع �ن��د ع��ودت��ه �إىل ال�ترب��ة ال �� �س��وداء ال �ت��ى خ��رج‬ ‫منها‪،‬بد�أ ي�ستعيد ذاكرته للفن مرة �أخرى‪ ،‬ف�أخذ ير�سم‬ ‫بنهم �شديد‪ ،‬ويق�ضى �أوقات ًا طويلة فى الر�سم وفى تلك‬ ‫الفرتة �أنتج بغزارة �أعما ًال كلها عن البيئة الأ�سوانية‪،‬‬ ‫والنوبية اجلميلة من بيوت و�أ�شخا�ص وطبيعة �صامتة‪،‬‬ ‫وفى تلك الفرتة تلقفه �أحد �أ�صحاب البازارات اخلا�صة‬ ‫املحبني للفن وكان ي�أخذ كل �أعماله وذلك بعد �إقبال‬ ‫ال�سائحني عليها فجعل لأعماله ركن ًا خا�ص ًا بالبازار ‪.‬‬ ‫وق��د �أت��ت لعم �أح�م��د فر�صة ذهبية لل�سفر �إىل‬ ‫فرن�سا‪ ،‬حيث �أعجبت �إحدى ال�سائحات ب�أعماله و�أرادت‬ ‫�أن ت�صطحبه معها عند عودتها �إىل فرن�سا ‪،‬ولكن احلظ‬ ‫مل يكن معه ‪،‬وبد�أ اال�شرتاك فى معار�ض فنية تنظمها‬ ‫الهيئة العامة لق�صور الثقافة‪ ،‬والتى دائما ت�ؤدى دورها‬ ‫فى هذا االجتاه على �أكمل وجه‪ ،‬حيث توفر الإمكانيات‬ ‫الالزمة لكل الفنانني امل�صريني‪ ،‬وح�صل على العديد من‬ ‫اجلوائز وح�صل على املركز الثانى فى م�سابقة نظمتها‬ ‫وزارة ال�شباب والريا�ضة‪ ،‬والعديد م��ن ال�شهادات‬ ‫التقديرية على م�ستوى جنوب ال�صعيد‪ ،‬وامتد ن�شاطه‬ ‫لي�شارك مبعار�ض فى مدينة الإ�سكندرية‪ ،‬املهم �أن يظل‬ ‫ير�سم وير�سم؛ لأن فى ذلك متعة حقيقيه له ‪.‬‬ ‫وي�شعر بانه «عاي�ش «(ع�ل��ى ح��د ق��ول��ه) وعندما‬ ‫يتوقف عم احمدعن الر�سم فليعلم اجلميع انه فارق‬ ‫احلياه ‪....‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪81‬‬


‫من غرب أسوان‬ ‫فنان اقاليم‬

‫احمد عباس فنان فطرى‬ ‫يخرج من التربه السوداء‬ ‫هو فنان فطرى ول��د من رح��م الرتبة ال�سوداء ال�صماء‪ ،‬ولكن‬ ‫�ضجيج الطبيعة من حوله مل يرتكه على حاله‪ ،‬بل ت�سلل �إليه عرب‬ ‫�أنامله ال�صغرية‪ ،‬وهى التى من �أ�شد مناطق اجل�سم ح�سا�سية‪ ،‬فبد�أت‬ ‫تداعبه منذ نعومة �أظافره‪ ،‬وبد�أ هو يتغزل فيها‪ ،‬وحتى البيوت واملبانى‬ ‫ال�صماء قد باحت له ب�أ�سرارها و�أطلعته على مناطق اجلمال فيها‪ ،‬بل‬ ‫وامتد الأمربعد ذلك اىل الفتاة النوبية واملر�أة الأ�سوانية التى هى دائما‬ ‫�صانعة الرجال‪ ،‬فاختزل كل تلك الأ�سرار �إىل �أن �ضاقت به ذاكرته‪،‬‬ ‫فبد�أ ي�ضع كل ذل��ك فى لوحة ت�شكيلية بديعة‪� ،‬إن��ه الفنان الفطرى‬ ‫“�أحمد عبا�س وهب” ‪،‬وهو من مواليد غرب �أ�سوان عام ‪1963‬م ابن ًا‬ ‫لنجار �أي�ض ًا يهوى الفن‪ ،‬فكان وال��ده ير�سم بالقلم الر�صا�ص على‬ ‫اخل�شب االبالكا�ش‪ ،‬وكان دائم ًا يهديها لأ�صدقائه‪ ،‬ومل يحتفظ لنف�سه‬ ‫حتى بعمل واحد‪.‬‬ ‫وبد�أ عم �أحمد الر�سم فى املرحلة االبتدائية‪ ،‬وكان ذلك �سبب ًا لأن‬

‫‪v‬‬

‫‪80‬‬

‫�أمين هالل‬

‫ينال (علقة) متينة‪ ،‬كانت من ن�صيبه من ُمدر�سة اللغه العربية التى وكل‬ ‫�إليها تدري�س مادة الرتبية الفنية‪ ،‬حيث ال يوجد مدر�س للرتبية الفنية‪.‬‬ ‫اعرت�ض عليها عدة مرات على طريقة تدري�سها ملادة الر�سم ‪.‬‬ ‫وف��ى املرحلة الإع��دادي��ة انتقل عم �أحمد �إىل مرحلة جديدة فى‬ ‫الر�سم حيث القى ت�شجيع ًا كبريا من الأ�ستاذة فاطمة مدر�سة الرتبية‬ ‫الفنية حينذاك‪ ،‬والتى يتذكر ا�سمها حتى الآن‪ ،‬والتى من �شدة �إعجابها‬ ‫بر�سمه كانت ترتكه ي�ضع درجاته بنف�سه‪ ،‬وهو من خجله ال ي�ضع لنف�سه‬ ‫الدرجة املنا�سبة‪ ،‬وانتقل �إىل املرحلة الثانوية‪ ،‬ف�صدم �أي�ضا ب�شخ�صية‬ ‫مدر�س الر�سم مبدر�سة العقاد الثانوية‪ ،‬والتى ك��ان الناظر فيها هو‬ ‫الأ�ستاذ ال�شريف ابن اخت الأديب الكبري عبا�س حممود العقاد‪ ،‬فكان‬ ‫هذا املدر�س (مدر�س الر�سم ) على ما يبدو ال يعرف �شيئ ًا عن الر�سم‬ ‫فكان بعد �أن ينتهى عم �أحمد من لوحته‪ ،‬ي�أتى هو وي�شخبط عليها‬ ‫بالقلم اجلاف‪ ،‬لدرجة �أثارت �إحدى زمالء عم �أحمد‪ ،‬فما كان منه �إال‬


‫االن�ح��راف وم��ن خ�لال ه��ذه العائلة الرئي�سية فى‬ ‫الفيلم يوجه املخرج ر�سالة بليغة ووا�ضحة يك�شف‬ ‫من خاللها الوجه القبيح للفقر وتداعياته اخلطرية‬ ‫على الفرد واملجتمع والتى تبد�أ باحلاجة وتنتهى‬ ‫باملوت والإنحراف ‪.‬‬ ‫ول �ق��د ج ��اءت م��دة الفيلم م�لائ�م��ة للحتمية‬ ‫الدرامية التى تفر�ضها امل�شكالت املتعددة املطروحة‬ ‫عرب الأحداث حيث �إن من يق�ضى �أكرث من �ساعتني‬ ‫فى م�شاهدة هذا الفيلم امللئ بال�سوداوية وقتامة‬ ‫الأح��داث لن ينتابه �شعور بامللل بل �سينتابه �شعور‬ ‫بالي�أ�س املمزوج بالإعجاب ال�شديد بهذه احلالة‬ ‫ال�سينمائية الفريدة من نوعها والتى ت�ستحق عن‬ ‫ج��دارة و�صفها بالعاملية حيث ا�ستطاع «احلجر»‬ ‫ب�براع��ة �أن ي�ط��رح ف��ى فيلمه ه��ذا جمموعة من‬ ‫�أهم الق�ضايا وامل�شكالت الإجتماعية ومنها الفقر‬ ‫وال�ب�ط��ال��ة وغ �ي��اب االه �ت �م��ام ب��ال�ت��أم�ين ال�صحى‬ ‫والتعليم‪.‬‬ ‫و�إذا �أمعنا النظر فى ه��ذه امل�شكالت �سنجد‬ ‫�أنها تخرج من �إطار املحلية �إىل العاملية حيث تعانى‬ ‫العديد من �شعوب العامل نف�س تلك امل�شكالت وحتتل‬ ‫جزء ًا كبري ًا من واقعها امل�ؤمل‬ ‫ف�ه��ى ال تخ�ص جمتمع ًا ما‬ ‫بعينه دون الآخر ‪.‬‬ ‫ول �ق��د ف��اج ��أن��ا امل �خ��رج‬ ‫«خ ��ال ��د احل� �ج ��ر» ب� ��إع ��ادة‬ ‫اكت�شاف الفنانة القديرة‬ ‫«�سو�سن بدر» فى دور خمتلف‬ ‫مت��ام الإخ�ت�لاف عما قدمته‬ ‫خالل م�شوارها الفنى حيث‬ ‫�شعرنا �أن �ه��ا االم «فاطمة»‬ ‫بكل ما حتمله ال�شخ�صية من‬

‫قوة و�ضعف و�أمل ومعاناة بل جعلتنا ب�أدائها الرائع‬ ‫وقدرتها على تغيري نربة �صوتها نكاد ن�شعر للحظات‬ ‫�أن بداخلها جن بالفعل خا�صة مع مكياج «حممود‬ ‫ر�شاد» الذى جاء خمتلف ًا و مكم ًال لل�شخ�صية ‪.‬‬ ‫و ك��ان «احل �ج��ر» �أي���ض� َا م��وف�ق� ًا ف��ى اكت�شاف‬ ‫امل�ؤلف «�سيد رجب» كممثل لدور الأب ال�سكري فاقد‬ ‫ال�شعور بامل�سئولية جتاه من حوله حيث �أداه برباعة‬ ‫‪ .‬وبذلك يكون «احلجر» قد ك�سر القاعدة املنت�شرة‬ ‫لدى زمالئه من املخرجني والتى تق�صر اكت�شاف‬ ‫الوجوه اجلديدة على ال�شباب فقط ولكن كما كان‬ ‫للوجوه ال�شابة ن�صيبها دوم � ًا فى �سينما املخرج‬ ‫خالد احلجر ‪ ،‬وق��د حتقق ذل��ك ف��ى فيلم ال�شوق‬ ‫�أي�ض ًا حيث اكت�شف الوجه اجلديد «مريهان» التى‬ ‫�أجادت �أداء دور عواطف الذى �أ�صبح مبثابة �شهادة‬ ‫ميالدها الفنية حيث تفوقت من خالله فى الأداء‬ ‫على �شقيقتها «روبى» التى ت�سبقها خربة فى املجال‬ ‫ال�سينمائى ب�أكرث من جتربة �سينمائية ‪.‬‬ ‫كما جاء ديكور «هند حيدر» معرب ًا عن الواقع‬ ‫امل��ري��ر وامل�ستوى املعي�شى املتدنى ال��ذى يحا�صر‬ ‫ال�شخ�صيات حيث نلحظ ذل��ك فى ديكور «منزل‬

‫فاطمة» وبقية املنازل ف�ض ًال عن الأحداث التى مت‬ ‫ت�صويرها فى الأم��اك��ن اخلارجية املظلمة والتى‬ ‫��س��اع��دت ع�ل��ى ت��أك�ي��د ج��و احل ��زن امل�سيطر على‬ ‫الأح��داث كما �ساعدت مالب�س «مونيا فتح الباب»‬ ‫على تو�ضيح �أث��ر الفقر عليهم ف��ى ح�ين ج��اءت‬ ‫مو�سيقى «ه�شام ج�بر» لتعرب ع��ن الأح� ��داث فى‬ ‫رومان�سية حزينة واقتدار ‪ .‬‬ ‫ولعلنا نلحظ �أن احلجر قد بد�أ فيلمه بالبحر‬ ‫وذل��ك مب�صاحبة تعليق �صوتى يو�ضح الفرق بني‬ ‫هجرة الطيور وهجرة الب�شر وي��ؤك��د التعليق �أن‬ ‫«الب�شر اذا هاجروا لن يعودوا « ونلحظ فى الدقائق‬ ‫القليلة الأوىل من الفيلم �أن الكامريا تتحرك حركة‬ ‫بطيئة م�ستمرة دون انقطاع لتو�ضح وت�برز �أدق‬ ‫تفا�صيل هذا ال�شارع املكتظ بالب�شر الذين ي�سعون‬ ‫بكل طاقتهم من �أج��ل احل�صول على قوت يومهم‬ ‫ومثلما ب��د�أ احلجر فيلمه بالبحر �أن�ه��اه بالبحر‬ ‫�أي�ض ًا مع هروب «�شوق» وعواطف مما يلوح بغمو�ض‬ ‫م�صريهما الذى ي�شبه غمو�ض البحر فك�أن الدنيا‬ ‫�أ�شبه بالبحر والب�شر ال��ذي��ن يعانون فيها �أ�شبه‬ ‫بغرقى ي�صارعون �أم��واج��ه و ال يعلمون �إىل �أي��ن‬ ‫�ستحملهم وماهية نهايتهم‪.‬‬ ‫و�إن ك��ان الفيلم ق��د انتهى‬ ‫دون �أن يرتك ب�صي�ص ًا من الأمل‬ ‫نحو غد �أف�ضل ف�إن طرح امل�شكلة‬ ‫وت�سليط ال�ضوء عليها هو الطريق‬ ‫حللها على �أر���ض الواقع و�إن كان‬ ‫الفيلم يفي�ض بال�سوداوية والي�أ�س‬ ‫�إال �أن ��ه ح��ال��ة �سينمائية بالغة‬ ‫ال��روع��ة تفي�ض ب��الأم��ل فى عودة‬ ‫زمن الفن اجلميل من جديد‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫‪83‬‬


‫أقالم واعدة‬

‫تفعيالً لدور المجلة فى القاء الضوء على المواهب الفنية‬ ‫المختلفة‪ ،‬ونظرًا لوجود أزمة حقيقية فى النقاد الدارسين لهذا‬ ‫المجال النادر ‪ ،‬وقد صادفت العديد من البراعم الفنية المتميزة‬ ‫التى بدأت تحبو لتضع أقدامها على بداية الطريق الصحيح ‪ ،‬لذا فقد‬ ‫قررت مع رئيس التحرير إنشاء باب «أقالم واعدة» يضم بين صفحاته‬ ‫كتابات و أراء «شباب النقاد» ممن نحلم بأن نراهم من كبار النقاد‬ ‫فى المستقبل القريب‪ .‬هذا ويسعدنى تبنى هذا الباب واالشراف‬ ‫عليه كما يسعدنى تلقى مكالمتكم على البريد االلكترونى لنشرها‬ ‫فينوس فؤاد‬ ‫فى المجلة‪.‬‬ ‫‪e-mail: vinousfouad@yahoo.com‬‬

‫احمد خريى‬ ‫طالب باملعهد العاىل للنقد الفنى‬

‫لماذا يمثل فيلم‬ ‫«الشوق» مصر فى األوسكار ؟‬ ‫حظيت ال�سينما امل�صرية بالريادة فى العامل العربى على مدى‬ ‫تاريخها احلافل باالبداعات والذى جتاوز املائة عام وكان من الطبيعى‬ ‫�أن ت�صبو �إىل العاملية وخري مثال على ذلك املخرج العاملى «يو�سف‬ ‫�شاهني» الذى رحل ومل يرتك لنا �أفالم ًا م�صرية عاملية فح�سب ؛ بل‬ ‫ترك تالمذة �أوفياء تعلموا الكثري على يديه و�أ�صبحت لهم �شخ�صيتهم‬ ‫الفنية املتفردة ‪ ،‬ومن �أهم ه�ؤالء املخرج املبدع «خالد احلجر» الذى مت‬ ‫تر�شيح فيلمه «ال�شوق» لدخول ت�صفيات جوائز الأو�سكار العاملية عن‬ ‫فئة «�أف�ضل فيلم �أجنبى لعام ‪« 2011‬ونرتقب بكل ال�شوق هذا الفيلم‬ ‫امل�صرى وهو يوا�صل ال�سري بخطى‬ ‫ثابتة فى طريقه مع النجاح نحو‬ ‫العاملية بعد �أن نال جائزة الهرم‬ ‫الذهبى لأف�ضل فيلم فى مهرجان‬ ‫القاهرة ال�سينمائى ال��دوىل فى‬ ‫دورته الرابعة والثالثون وجائزة‬ ‫�أف �� �ض��ل ممثلة لبطلته الفنانة‬ ‫«�سو�سن ب��در»‪ ,‬ومل ي ��أت اختيار‬ ‫فيلم «ال�شوق» من ف��راغ بل جاء‬ ‫بعد �أن ح�صل على �أغلبية �أ�صوات‬ ‫جل �ن��ة ال �ت �ح �ك �ي��م ال��ت��ى �شكلها‬ ‫الدكتور «عماد �أب��و غ��ازي» وزير‬ ‫ال�ث�ق��اف��ة الخ �ت �ي��ار ال�ف�ي�ل��م ال��ذى‬ ‫�سي�شارك ف��ى امل�سابقة وال�ت��ى‬ ‫ت�شكلت من جمل�س �إدارة املركز‬ ‫القومى لل�سينما حيث ت�ضم فى‬ ‫ع�ضويتها كل من «جم��دى �أحمد‬ ‫علي» و»داود عبد ال�سيد» و»خالد‬ ‫‪v‬‬

‫‪82‬‬

‫ال�صاوي» و «يو�سف �شريف رزق اهلل» و «رام��ى عبد ال��رازق» و «يا�سر‬ ‫حمب» و «هالة خليل»‪.‬‬ ‫ولكن يظل ال�س�ؤال ملاذا هذا الفيلم بالتحديد على الرغم من �أنه قد‬ ‫�شهد مناف�سه قوية مع جمموعة من �أف�ضل الأفالم امل�صرية ؟‬ ‫ولكى ن�ستطيع الإجابة على هذا ال�س�ؤال علينا �أن نتفق �أو ًال على �أن‬ ‫«الإب��داع ال�سينمائي» ال ميكن اختزاله فى جماليات اللغة ال�سينمائية‬ ‫فح�سب بل �إن «�إجادة اختيار املو�ضوع « يلعب الدور الرئي�س فى ت�شكيل‬ ‫ه��ذا الإب��داع منذ حلظاته الأوىل وه��ذا ما ك��ان يدركه املخرج حينما‬ ‫انتقى ق�صة فيلم «ال�شوق» للم�ؤلف‬ ‫«�سيد رجب» والتى جت�سد حياة �أ�سرة‬ ‫تقطن �أح��د الأحياء الفقرية مبدينة‬ ‫الإ�سكندرية وتت�ألف من الأب(�سيد‬ ‫رج� � ��ب) والأم (�� �س ��و�� �س ��ن ب� ��در)‬ ‫وابنتان(«�شوق» وجت�سد دورها «روبي»‬ ‫و «عواطف» وجت�سد دورها «مريهان»)‬ ‫وطفل مري�ض بالف�شل الكلوى الأمر‬ ‫الذى ي�ضطر الأم للتفكري فى الذهاب‬ ‫�إىل القاهرة للت�سول بغر�ض توفري‬ ‫ن�ف�ق��ات ع�لاج��ه وح�ي�ن�م��ا ت �ع��ود وق��د‬ ‫جمعت املال الالزم تعلم بخرب وفاته‬ ‫وه �ك��ذا تفقد الأم �صغريها ب�سبب‬ ‫املر�ض وارتفاع تكلفة العالج والفقر‬ ‫فتعود م��رة �أخ��رى للت�سول �أم�ل ً�ا فى‬ ‫ت�أمني احلياة لإبنتيها لكن غياب دور‬ ‫الأم ي�ؤثر بال�سلب على االبنتني حتى‬ ‫ينتهى بهما الأم��ر بال�سري فى طريق‬


85

v


‫مهرجانات‬

‫مهرجان التحطيب‬

‫يعيد البهجة إلى األقصر فى دورته الخامسة‬

‫حمافظ الأق�صر ال�سفري عزت �سعد وال�شاعر �سعد عبد الرحمن رئي�س الهيئة العامة لق�صور‬ ‫الثقافة فى �صورة تذكارية مع العبى التحطيب‬ ‫حتت رعاية ال�سيد الوزير عزت �سعد حمافظ الأق�صر ‪ ،‬وال�شاعر‬ ‫املهرجان على اختيار ديكور مميز يت�سم بالطابع الريفى اجلنوبى؛ ليكون‬ ‫�سعد عبد الرحمن رئي�س الهيئة العامة لق�صور الثقافة ُافتتح املهرجان‬ ‫من �سمات مهرجان هذا العام‪ ،‬وقد بد�أ االفتتاح فى الثالثة ع�صر ًا ب�ساحة‬ ‫القومى اخلام�س للتحطيب يوم ‪ 17‬دي�سمرب احلاىل ب�ساحة �أبو احلجاج‬ ‫�أبو احلجاج بعر�ض حر م�شرتك من جميع العبى التحطيب امل�شاركني فى‬ ‫مبدينة الأق�صر‪ ،‬و�سط �إقبال جماهريى غري متوقع من ال�سائحني‬ ‫املهرجان‪ ،‬مع م�صاحبة جمموعة املزمار‪ ،‬وقد �شهد العر�ض عدد كبري‬ ‫الذين غابوا عن الأق�صر منذ يناير املا�ضى ب�سبب الظروف التى متر‬ ‫من ال�سائحني من خمتلف اجلن�سيات‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أهاىل الأق�صر‪ ،‬حتى‬ ‫بها البالد‪.‬‬ ‫�أنهى العبى التحطيب عر�ضهم الأول فى اخلام�سة م�سا ًء‪ ،‬وفى الفقرة‬ ‫وق��د حر�صت �إدارة املهرجان على دع��وة ع��دد كبري من العبى‬ ‫الثانية من اليوم الأول عر�ضت فرقة قنا لفنون ال�شعبية �أوىل عرو�ضها‬ ‫التحطيب‪ ،‬و�صل عددهم مايقرب من ‪ 40‬العب ًا من خم�س حمافظات‬ ‫باملهرجان على م�سرح مركز امل�ؤمترات بالأق�صر فى ال�سابعة والن�صف‪،‬‬ ‫خمتلفة هى‪ :‬الأق�صر وقنا و�سوهاج و�أ�سيوط واملنيا بالإ�ضافة �إىل دعوة‬ ‫واختتم اليوم بعر�ض فنى رائع لفرقة الأق�صر للفنون ال�شعبية‪ ،‬ات�سم‬ ‫م�شايخ اللعبة‪ ،‬مع م�صاحبة جمموعة املزمار من فرقة النيل للآالت‬ ‫بالتنوع فى الفقرات املقدمة من قبل الفرقة‪ ،‬نال ا�ستح�سان احل�ضور‬ ‫ال�شعبية‪ ،‬وحر�ص املخرج عبد الرحمن ال�شافعى امل�شرف العام على‬ ‫الذى ملء قاعة امل�سرح عن �آخرها‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪84‬‬


‫والفنان �سامى �أم�ين‪ ،‬والفنان �سامى كامل‪،‬‬ ‫والفنانة هالة طوبار ‪ ،‬والفنان م�صطفى �سليم‪،‬‬ ‫والفنانة �أ�سماء‪ ،‬والفنانة حياة‪ ،‬والفنانة وفيقة‪،‬‬ ‫والفنانة هناء ها�شم» ك��ل ه���ؤالء ‪ -‬ع��ذر ًا �إن‬ ‫ن�سيت ‪ -‬جميعهم لهم جتاربهم اخلا�صة ولهم‬ ‫�أفكارهم اخلا�صة ولكن �أندمج اخلا�ص بالعام‬ ‫بذلك اللقاء الذى يتم كل جمعة من كل �أ�سبوع‬ ‫فى منزل الفنان الت�شكيلى «وجيه منري» والذى‬ ‫حتول �إىل ور�شة عمل كربى‪.‬‬ ‫فهناك �س�ؤ ًال يلوح فى الأفق لدى القارئ من‬ ‫�صاحب فكرة اللقاء وملاذا ؟‬ ‫قد تكون الأجابة غري كافية و�شافية �س�أكون‬ ‫�شاهد ًا على ذلك ب�أن اللقاء بني ه�ؤالء الأ�صدقاء‬ ‫اليكون له �أية �شروط‪� ،‬سوى كل منا يبحث عن‬ ‫�ضالته ورمب��ا يجدها عند �صديق فنان‪ ،‬فعامل‬ ‫الفن بات�ساعه وات�ساع م�ساحته يقبل الكثري‪،‬‬ ‫عرفت �أوروبا هذه اللقاءات فى تاريخها املعا�صر‪،‬‬ ‫وعلى رغم االختالفات الفنية بني الفنانني فى‬ ‫�أوروبا �إال �أنها كونت مناهج ومدار�س و�صالونات‬ ‫خ�لال القرنني التا�سع ع�شر والع�شرين ‪،‬و�أن‬ ‫املت�أمل فى �أعمال ه ��ؤالء الفنانني يجد الكثري‬ ‫والكثري‪ ،‬فالفنان «عبد العال ح�سن» له ذلك‬ ‫العامل الواقعى الرث‪ ،‬ذلك العامل الذى ي�صنعه‬ ‫وك�أنه يعزف عليه بنعومة �شديدة‪ ،‬تلك العنا�صر‬ ‫التى يكاد يلم�سها بالبا�ستيل �أو الألوان الزيتية‪،‬‬ ‫جتدها وك�أنك جزء منها فى بورترية �أو موجود‬ ‫داخل م�ساحة بالقاهرة الفاطمية‪.‬‬ ‫وع��امل «�سمري ف ��ؤاد» قد يختلف كثري ًا عن‬ ‫عوامل فنانني �آخرين فى مدر�سته التى تكونت‬ ‫بدايتها الأوىل فى مر�سم الفنان «ح�سن �سليمان»‪،‬‬ ‫فالفنان �سمري ف�ؤاد من طراز خا�ص فنان مثقف‬ ‫قر�أ كثري ًا عن امل�ستقبلية‪ ،‬وتعامل معها فى �إطار‬ ‫الثقافة امل�صرية ‪ ،‬فهو فنان له جتربته اخلا�صة‪،‬‬ ‫مهموم بالوطن‪ ،‬وهموم الفقراء (الغالبة)‪،‬‬ ‫فنان مترد على �سائده و�أمناطه ال�سابقة‪ ،‬وتقدم‬ ‫�إىل املتلقى بتجربة رائعة‪ ،‬فاهتزاز عنا�صره‬ ‫املر�سومة هو اهتزاز لل�صورة التى نراها فى‬ ‫زامننا اليوم‪.‬‬ ‫وع ��ن ال �ف �ن��ان «ع �ل��ى ال��د� �س��وق��ى» �صاحب‬

‫الفنان عبد الرحيم �شاهني‬

‫الفنان على د�سوقى‬

‫الفنان عبد العال ح�سني‬

‫‪v‬‬

‫‪87‬‬


‫مقاالت نقدية‬

‫« فى زمن العزلة »‬ ‫« جماعة من األصدقاء فنانون »‬

‫عبدالرحيم �شاهني‬

‫االنعزال والفردية‪.‬‬ ‫نحن نعي�ش الآن �أبهى ع�صور الت�شرذم والتفتت‪ ..‬ع�صر‬ ‫وظل الفن على مدار الع�صور هو حلقات االت�صال التعبريية بني‬ ‫املعلومات املتزاحمة واملتالحمة واملنهمرة كال�سيل‪ ،‬و�أن قدرة‬ ‫الأفراد بع�ضهم البع�ض‪ ،‬ولأن الفن يحمل فى كيانه الر�ؤى الإبداعية‬ ‫الإن�سان على ا�ستيعاب ذلك كله فهى تفوق احلد‪ ،‬ولكن فقدان‬ ‫التى تطفو على قيم الواقع وتتجاوزه �إىل �آفاق �أكرث رحابة وات�ساع؛‬ ‫االت���ص��ال االجتماعى وال��وج��دان��ى ف��ى حم��ل ات�ه��ام ذل��ك؛ لأن‬ ‫ك � ��ان ب��ال �ف �ع��ل ه� ��و � �ض��ال��ة‬ ‫الإن�سان كائن عرف معنى‬ ‫ال �ك�ث�ري��ن وال �ب��اح �ث�ين عن‬ ‫املجتمعات وعلوم االجتماع‬ ‫مكان لالت�صال والتوا�صل‬ ‫فى جممل ظواهره‪ ،‬عنيت‬ ‫بني بنى الب�شر متجاوز ًا قيم‬ ‫ومازالت تعتنى بالتوا�صل‬ ‫الرتف واال�ستهالك �إىل قيم‬ ‫واالن ��دم ��اج ح�ت��ى التكيف‬ ‫الت�صوف والتجريد والتنزه‬ ‫مع القيم الإن�سانية والتى‬ ‫بعيد ًا عن الأنانية والفردية‬ ‫تبحث دوم� � ًا ف��ى احلفاظ‬ ‫‪،‬فى زمن العزلة جماعة من‬ ‫على النوع الب�شرى‪ ،‬فكافة‬ ‫الأ��ص��دق��اء وج��دت �ضالتها‬ ‫امل�ن�ت�ج��ات الإن���س��ان�ي��ة من‬ ‫م���ن خ�ل��ال ل � �ق� ��اءات غ�ير‬ ‫ع ��ادات وت�ق��ال�ي��د وعقائد‬ ‫مفتعلة وال تبحث عن هدف‬ ‫وفنون �إن هى �إال حلقات‬ ‫�أو توجه فى توا�صلها �سوى‬ ‫لالت�صال الإن���س��ان��ى و�أن‬ ‫�أف� �ك ��ار ح�م�ي�م�ي��ة ومت�سقة‬ ‫م �ك��ون��ات ت �ل��ك العنا�صر‬ ‫مب �ج �م��وع��ة م ��ن ال �ف �ن��ان�ين‬ ‫حت�م��ل ف��ى ج��وه��ره��ا قيم‬ ‫املتنوعون فى ثقافتهم وفى‬ ‫تبعث على ال��دفء واحلنو‬ ‫تناولهم الإبداعى‪ ،‬اتفاقهم‬ ‫وفائ�ض من امل�شاعر‪.‬‬ ‫الفعلى ه��و حبهم ال�شديد‬ ‫ومب ��ا �أن ال��ع��امل مير‬ ‫للإبداع‪.‬‬ ‫الأن ب��أزم��ة ثقافية كربى‬ ‫وه� � � � � ��ؤالء ال� �ف� �ن ��ان ��ون‬ ‫ب�ف���ص��ل زم ��ن ال �ف��رد عن‬ ‫ه ��م «ال��ف��ن��ان ع �ب��د ال �ع��ال‬ ‫زم ��ن اجل �م��اع��ة‪ ،‬وت��أك�ي��د‬ ‫ح� ��� �س ��ن‪ ،‬وال � �ف � �ن� ��ان ع �ل��ى‬ ‫قيم �أخ��رى منف�صلة عن‬ ‫ال� ��د� � �س� ��وق� ��ى‪ ،‬وال� �ف� �ن���ان‬ ‫قيم املجتمعات ال�سابقة‬ ‫جم� ��د ال� ��دي� ��ن احل �� �س��ام��ي‬ ‫ك��ال��زراع�ي��ة وال�صناعية‪،‬‬ ‫(رح �م��ه اهلل) ال���ذى رح��ل‬ ‫ف��امل��وج��ة ال�ث��ال�ث��ة تختلف‬ ‫الفنان �سمري ف�ؤاد‬ ‫عن عاملنا بالأم�س القريب‪،‬‬ ‫كثري ًا عن �سابقتها من حيث‬ ‫والفنان �سمري ف�ؤاد‪ ،‬والفنان عبد الرحيم �شاهني‪ ،‬والفنان وجيه‬ ‫مكونتها وتفاعالتها التى جعلت من الإن�سان كائن ًُا باحث ًا طول‬ ‫منري‪ ،‬والفنان فرحات زكى‪ ،‬والفنان جمال هالل‪ ،‬والفنان ع�صام‪،‬‬ ‫الوقت با�ستخدام تراكمات ثقافية‪� ،‬سابقة وتراث ًا فردي ًا ي�ؤكد قيم‬ ‫‪v‬‬

‫‪86‬‬


‫تمثال جميل بحديقة الكلية يحتاج للترميم‬ ‫فهل من مجيب لينقذه ؟‬

‫و�ضع الدكتور عماد رزق الأ�ستاذ بكلية الفنون اجلميلة هذه ال�صورة على �صفحة الفي�سبوك‬ ‫وكتب حتتها هذا التعليق ‪ ،‬ونحن فى اخليال نتربع برتميم هذا التمثال اجلميل للفنان «م�صطفى‬ ‫متوىل»من خالل وحدة النحت التابعة مل�شروع ذاكرة الوطن التابع لهيئة ق�صور الثقافة‪ ،‬حلني‬ ‫ان�شاء ق�سم للنحت بكليتكم املوقرة‪.‬‬


‫الأيقونات وم�سحة اللون ال�شاحبة لديه‪ ،‬كم هى‬ ‫حزينة وتدل على �أنه فنان ولد من رحم التاريخ‬ ‫امل�صرى بكل عمقه‪ ،‬فانتما�ؤه الفنى م�صرى‬ ‫خال�ص‪ ،‬ت�صاحبه عفوية ت�صل �إىل تلقائية حنونة‬ ‫�سهلة ‪ ،‬فنان يعرب دون تكلف �أو تقعر (الولد‬ ‫اب��ن احل ��ارة والباعة‬ ‫وال �ن��ا���س وال�ب�ي��وت)‬ ‫كلها عنا�صر طازجة‬ ‫بنت يومها ‪،‬ولكنها‬ ‫ت� ��أت ��ى ف ��ى �أع �م��ال��ه‬ ‫ع� �ت� �ي� �ق ��ة وق� ��دمي� ��ة‬ ‫وعميقة‪ ،‬فهو واحد‬ ‫م � ��ن رواد ال� �ف ��ن‬ ‫امل���ص��رى املعا�صر‪.‬‬ ‫ون��ذه��ب �إىل الفنان‬ ‫امل �ه��اج��ر وامل �ت��وط��ن‬ ‫م �ه��اج��ر �إىل ك�ن��دا‬ ‫ودائ��م التوا�صل مع‬ ‫الوطن الفنان «وجيه‬ ‫م �ن�ير ي �� �س��ه» ف �ن��ان‬ ‫اهتم كثري ًا بعنا�صره‬ ‫ال�����ش��خ�����ص��ي��ة ف��ى‬ ‫�إطار تكنيك ت�أثريى‬ ‫� �ض��رب��ات ال�ف��ر��ش��اة‬ ‫امل �ت �ق �ط �ع��ة وال� �ت ��ى‬ ‫تكون بقع من اللون‬ ‫امل �ت��زاح �م��ة بع�ضها‬ ‫جنب البع�ض؛ لينبثق‬ ‫منها وج��ه ل�شخ�ص‬ ‫نعرفه �أو لفتاة �أي�ض ًا‬ ‫ن�ع��رف�ه��ا‪ ،‬ه��و معنى‬ ‫كثري ًا بفن البورترية‬ ‫ال� �ت ��ى ت �غ �ل��ب ع�ل�ي��ه‬ ‫حا�سته الت�أثريية والتعبريية من حيث اللون‬ ‫واخلطوط التى ت�أتى غري معقدة‪ ،‬فلدى الفنان‬ ‫ج��ر�أة تكنيكية خا�صة‪ ،‬ينفرد بها فى �أعماله‬ ‫(الوجوه ‪ -‬ال�شخو�ص ‪ -‬الزهور) هو فنان يهتم‬ ‫كثري ًا بتلك العنا�صر‪ ،‬والتى تثري لديه الإبداع‪،‬‬ ‫ف ��أل��وان��ه امل��ائ�ي��ة التبعد ك �ث�ير ًا ع��ن تكينيكات‬ ‫‪v‬‬

‫‪88‬‬

‫امل��در��س��ة ال�ت��أث�يري��ة الفرن�سية‪� ،‬أم �ث��ال ( بول‬ ‫�سيزان ‪ ،‬جورج �سريا ‪� ،‬أدوارد مانيه ‪� ،‬أوج�ستني‬ ‫رينوار ) وغريهم ‪.......‬‬ ‫وع� ��ن ال��ف��ن��ان امل �ه �ن��د���س «جم� ��د ال��دي��ن‬ ‫احل�سامى» وهو فى الواقع فنان اهتم بهند�سة‬ ‫الديكور‪ ،‬وذل��ك العامل املت�سع وال��ذى يذكرنى‬

‫بورترية من عمل الفنان وجيه ي�سى‬

‫بفنانني مهند�سني فى مدر�سة (الباوهو�س)‬ ‫‪،‬وال�ت��ى ن�ش�أت فى �أملانيا بعد احل��رب العاملية‬ ‫الأوىل‪ ،‬وزاد �صداها فى احلرب العاملية الثانية‬ ‫اهتمت كثري ًا بقيم الب�ساطة فى الأداء الوظيفى‬ ‫وقيم اجلمال والت�شابه‪ ،‬ولقد رحل عن عاملنا‬

‫ق��ري�ب� ًا رح�م��ه اهلل وذاك��رات��ه ف��ى �أع�م��اق�ن��ا ما‬ ‫حيينا ذل��ك هو مهند�س الديكور وال��ذى ذهب‬ ‫�إىل الت�صوير بكل حب ليجد �ضالته فى �أعماله‬ ‫التعبريية �آخر �أعمال �شاهدتها له فى معر�ضه‬ ‫الأخ�ير مبكتبة الأ�سرة فى مدينة ن�صر ‪،‬حيث‬ ‫عنوان املعر�ض (�سما‬ ‫ال�شجر) �أدرك الفنان‬ ‫بقدرته الرائعة على‬ ‫ت�سجيل حل�ظ��ة تعرب‬ ‫ب�ن��ا وق ��د الن�ه�ت��م لها‬ ‫ك �ث�ير ًا وه��ى خلفيات‬ ‫ال�شجر ف��ى الأع �ل��ى‪،‬‬ ‫ال� ��� �س� �م ��اء ال� ��زرق� ��اء‬ ‫ال �� �ص��اف �ي��ة ت��داع�ب�ه��ا‬ ‫�أغ�صان و�أفرع ال�شجر‬ ‫مكونة عالقة غريبة‬ ‫م� ��ن ن��وع��ه��ا ع�لاق��ة‬ ‫ال� �ف ��راغ ��ات بع�ضها‬ ‫ببع�ض متر فى داخل‬ ‫ه��ذه الفراغات �أف��رع‬ ‫و�أوراق و�أغ�����ص��ان‬ ‫ال �� �ش �ج��ر وه � ��ى غ�ير‬ ‫وا� � �ض � �ح� ��ة امل�ل�ام ��ح‬ ‫ف��ى ح��رك��ة اه�ت��زازي��ة‬ ‫رائ �ع��ة ت�ث�ير امل�شاعر‬ ‫والوجدان ‪،‬ورمبا جتد‬ ‫ذلك من خلف نافذة‬ ‫ق �ط��ار م �� �س��رع ل�ترى‬ ‫الأ���ش��ج��ار وال���س�م��اء‬ ‫فى تالحم جميل هو‬ ‫ذلك جمد احل�سامى‪،‬‬ ‫قدمت �أربع مناذج من‬ ‫جم�م��وع��ة رائ �ع��ة من‬ ‫الفنانني متنوعني فى �أعمالهم مثقفني فى‬ ‫لقائهم‪ ،‬وهم فى �أم�س احلاجة لذلك الدفء‬ ‫وتلك احلميمية‪.‬‬ ‫ه��ذة دع��وة �إىل جميع الفنانني ف��ى م�صر‬ ‫�إىل الذهاب نحو زمن اجلماعة راف�ضني العزلة‬ ‫واالن�سحاب‪.‬‬


‫اجل��راف �ي��ك خ�ل�ال احل �ف��ل اخل �ت��ام��ى ف��ى ف�ن��دق‬ ‫اورك�ي��دا بعدد من التو�صيات قدمها نيابة عنهم‬ ‫الفنان القطرى يو�سف احمد حيث طالبوا ب�ضرورة‬ ‫ا�ستمرار امللتقى لي�صبح تقليدا ثقافيا �سنويا ودعوا‬ ‫�إىل تفعيل االتفاقيات الثقافية لتبادل اخل�برات‬ ‫والإمكانات الفنية مع ال��دول ال�شقيقة وال�صديقة‬ ‫ودعوا �إىل االهتمام باجلرافيك والعمل على �إيجاد‬ ‫حمرتفات مبوا�صفات منا�سبة ‪.‬‬ ‫كما طالبوا خالل احلفل الذى جاء حتت رعاية‬ ‫وزير الثقافة الدكتور �صالح جرار الذى كرم بدوره‬ ‫الفنانني امل�شاركني بت�سليمهم الدروع وال�شهادات‪,‬‬ ‫ب���ض��رورة �إي �ج��اد متحف للفن الأردن���ى املعا�صر‬ ‫وابتعاث ال�شباب املتميزين لدرا�سة اجلرافيك‬ ‫وال�ع�م��ل على �إق��ام��ة م�ع��ار���ض لهم داخ��ل الأردن‬ ‫وخارجه وا�ستقطاب املعار�ض النوعية العربية‪.‬‬ ‫ك�م��ا �أك���د ع�ل��ى وق���وف ال�ف�ن��ان�ين ب�ج��ان��ب كل‬ ‫الق�ضايا العربية امل�صريية وعلى ر�أ�سها الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية‪.‬‬ ‫غازى انعيم‬ ‫من جانبة ق��ال رئي�س اللجنة املنظمة مللتقى‬ ‫عمان ال��دوىل الأول لفن اجلرافيك الفنان غازى‬ ‫انعيم‪ ،‬رئي�س رابطة الت�شكيليني الأردنيني �إن امللتقى‬ ‫ي�سعى �إىل تعزيز مكانة مدينة عمان على ال�ساحة‬ ‫الت�شكيلية العربية والعاملية‪ ،‬وفتح �آفاق جديدة �أمام‬ ‫الفنان الأردن ��ى من خ�لال التوا�صل مع الفنانني‬ ‫الأ�شقاء والأ�صدقاء لتبادل اخلربات معهم‪ ،‬وكذلك‬ ‫النهو�ض بهذا الفن الذى يحتل الآن �صدارة الفنون‬ ‫فى الغرب‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف فى حديث خا�ص اىل جملة “ اخليال‬ ‫“ �أن رابطة الفنانيني الأردنيني الت�شكيلني جتتهد‬ ‫منذ �أرب��ع �سنوات ف��ى تقدمي م �ب��ادرات وم�شاريع‬ ‫ت�شكيلية مهمة‪ ،‬منطلقة من قناعتها ب�أهمية مثل‬ ‫هكذا ملتقيات �سواء ملدينة عمان �أو للفنان الأردين‪،‬‬ ‫وكذلك لطلبة الفنون اجلميلة‪ ..‬فهذه امللتقيات‬ ‫ت�شاهم باالحتكاك مع الفنانني الوافدين واال�ستفادة‬ ‫من خرباتهم وكذلك التعرف على مهاراتهم الفنية‪،‬‬ ‫كما ت�ساهم هذه امللتقيات بالتعريف بالفنان الأردنى‬ ‫ومنجزه الت�شكيلى واالرتقاء به مبا ين�سجم مع الر�ؤية‬ ‫الثقافية والت�شكيلية ملدينة عمان ‪.‬‬ ‫وعن �سبب اختيار تقنية احلفر على اخل�شب‪،‬‬ ‫قال‪ :‬جاء اختيار تقنية احلفر على اخل�شب نظر ًا‬ ‫لأهمية هذه التقنية الفنية وللدور الذى لعبته عرب‬

‫التاريخ �سواء فى طباعة الكتب �أو املل�صقات‪ ،‬وما‬ ‫و�صلت اليه الطباعة الآن من تقدم وازدهار وتطور‬ ‫هو بف�ضل ه��ذه التقنية‪ ،‬بعد ذل��ك ظهرت طباعة‬ ‫املعدن ثم طباعة احلجر وال�شا�شة احلريرية ثم‬ ‫مطبعة التيبو والأوف�ست اىل ان و�صلنا اىل الطباعة‬ ‫الرقمية «‪.‬‬ ‫د‪ .‬طارق نبيه‬ ‫التقت جملة “ اخل�ي��ال “ بالفنان امل�صرى‬ ‫ال��دك�ت��ور ط��ارق نبيه ف��اع��رب ع��ن �سعادتة بهذة‬ ‫امل�شاركة ف��ى ه��ذا امللتقى ال��ذى ي�ضم نخبة من‬ ‫الفنانيني العرب واالجانب وقال بان هذا امللتقى‬ ‫هو الأول من نوعه فى جمال فن اجلرافيك تنظمه‬ ‫دولة عربية فى الوطن العربي‪ ،‬وكان من الأوىل �أن‬ ‫تكون م�صر �صاحبة هذا ال�سبق بهذا امللتقى‪،‬مبا‬ ‫لهامن تاريخ وباعه من فى جمال فن اجلرافيك‬ ‫على ال�صعيد العربى ومبا لديها �أي�ضا من رواد فى‬ ‫هذا املجال من الفن مثل احل�سني فوزى وعبد اهلل‬ ‫جوهر وغريهم من الفنانيني اللذين �أثرو احلركة‬ ‫الت�شكيلية فى جمال فن اجلرافيك‬ ‫د‪ .‬حممد من�صور‬ ‫وحول م�شاركة الفنانني و�أهمية امللتقى �أو�ضح‬ ‫د‪ .‬ال�ف�ن��ان حممد من�صور ح�سني م��ن م�صر ان‬ ‫امللتقى كان مهما على �صعيد فن اجلرافيك والفن‬ ‫الت�شكيلى ب�شكل عام لأنه جمع جتارب وم�شاركات‬ ‫من خمتلف الدول العربية والدول الأوربية ‪.‬‬ ‫و�أ� �ض��اف ان امللتقى ق��دم اجل��دي��د م��ن خالل‬ ‫ال �ع��ودة اىل �أ��س�ل��وب احلفر على اخل�شب كتقنية‬ ‫فى اجلرافيك حيث ان احلفر على اخل�شب واجه‬ ‫عزوف من الفنانني ل�صعوبته ولوجود بدائل كثرية‬ ‫عنه م�شريا �إىل ان امللتقى ا�ستطاع العودة �إىل تقنية‬ ‫ا�ستخدمت قبل امليالد حيث ان �أول عمل حفر على‬ ‫اخل�شب عرث عليه �سنة ‪ 868‬قبل امليالد ‪.‬‬ ‫طالل العبداهلل‬ ‫�أما الفنان ال�سورى طالل العبد اهلل فاكد ان‬ ‫امللتقى يعد فر�صة ذهبية لكل الفنانني امل�شاركني‬ ‫لتنوع اخلربات والتجارب والأ�ساليب الفنية م�شريا‬ ‫�إىل ان امللتقى �سيعر�ض نتاجه من �أعمال وغريها‬ ‫على املتلقى وه ��ذا �سيعمل على اغ �ن��اء الثقافة‬ ‫الب�صرية عند املتابعني للفن واملهتمني ‪.‬‬ ‫�إيثار عبد العزيز‬ ‫و�أك��دت بدورها الفنانة ال�سودانية �إيثار عبد‬ ‫العزيز ان املتقى متيز بروح العمل كفريق وك�أ�سرة‬

‫وانه عمل على توحيد الفنانني ودجمهم فى جو فنى‬ ‫ثقافى واحد‪ ,‬مو�ضحة ان الفنانني ا�ستفادوا كثريا‬ ‫من تبادل خرباتهم وتقنياتهم فى اجلرافيك‬ ‫�أمل العثم‬ ‫وحول �ضرورة ا�ستمرار امللتقى �شددت الفنانة‬ ‫القطرية �أمل العاثم على �ضرورة ا�ستمراره وجعله‬ ‫تقليدا �سنويا لأهميته فى تكوين ال�صورة الثقافية‬ ‫ل�ل�أردن وللحركة الفنية الأردن�ي��ة‪ ,‬م�شرية �إىل ان‬ ‫امللتقى جنح فى مد ج�سور التوا�صل بني الفنانني‬ ‫الت�شكيلني ال�ع��رب م��ن خ�لال جمعهم ف��ى ملتقى‬ ‫كهذا‪.‬‬ ‫حممد العمري‬ ‫ال�ف�ن��ان الأردن� ��ى حممد ال�ع��ام��رى ال��ذى يرى‬ ‫�أهمية وجن��اح ه��ذا املنجز‪ ،‬يتمنى �أن ي�ك��ون فى‬ ‫ال��دورات القادمة م�ساعد لكل فنان ك�ش�أن الدول‬ ‫املتقدمة خا�صة بالفن‪ ،‬ي�أخذ هذا امل�ساعد خربات‬ ‫الفنان وتقنياته‪ ،‬وك��ان يتمنى م�شاركة املتحف‬ ‫الوطنى االردن��ى مع العلم كما �أورد العامرى �أن‬ ‫الرابطة قامت بتقدمي كتاب دعوة للمتحف الذى مل‬ ‫يرد نهائي ًا على الدعوة‪ ،‬لكنه يتمنى وجود املتحف‬ ‫بالدورات القادمة ملا فيه من �أهمية‪.‬‬ ‫جامعة الزرقاء‬ ‫وكانت جامعة الزرقاء الأهلية كرمت الفنانني‬ ‫امل�شاركني‪ ، ،‬وذلك فى حفل خا�ص �أقيم فى اجلامعة‪،‬‬ ‫‪ ،‬وت�ضمن تقدمي �شهادات تقديرية جلميع امل�شاركني‬ ‫املحليني وال�ضيوف‪ ،‬وذلك برعاية رئي�س اجلامعة‬ ‫د‪ .‬يو�سف �أب��و ال�ع��دو���س‪ ،‬وبح�ضور رئي�س جمل�س‬ ‫�أمنائها د‪ .‬راتب ال�سعود‪ ،‬ورئي�س جمل�س الإدارة د‪.‬‬ ‫حممود �أبو �شعرية‪ ،‬وعدد من �أ�ساتذة كلية الفنون‬ ‫والت�صميم فى اجلامعة‪ ،‬وفى مقدمتهم عميد الكلية‬ ‫د‪ .‬ح�سنى �أب��و ك��رمي‪ ،‬ورئي�س ق�سم اجلرافيك د‪.‬‬ ‫عرفات انعيم‪.‬‬ ‫وفى نهاية حفل التكرمي نظمت رئا�سة اجلامعة‬ ‫جولة لل�صحفيني وال�ضيوف فى �أرجاء كلية الفنون‬ ‫والت�صميم‪ ،‬وزاروا خمترباتها املتخ�ص�صة‪ ،‬واطلعوا‬ ‫على اللوحات والأعمال الفنية التى �أجنزها الفنانون‬ ‫خالل امللتقى‪.‬‬ ‫وج��اءت امل�شاركات الأردن �ي��ة كل م��ن‪ :‬الفنان‬ ‫رفيق اللحام واحمد نعوا�ش ود‪� .‬صالح �أبو �شندى و‬ ‫د‪ .‬خالد احلمزة وحممد العامرى وجهاد العامرى‬ ‫وحممد �شقديح‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪91‬‬


‫فعاليات دولية‬

‫اختتام فعاليات ملتقى عمان الدولى‬ ‫لفن الجرافيك بمشاركة مصرية‬ ‫عمان ‪ :‬حنيدق ح�سنني حممد‬

‫وزير الثقافة االردنى �صالح جرار يكرم الفنانيني امل�صرين حممدمن�صور و طارق نبيه‬ ‫اختتمت فى العا�صمة الأردن �ي��ة عمان ‪ ،‬فعاليات ملتقى عمان‬ ‫الأول لفن اجلرافيك ‪ ،‬ال��ذى نظمته رابطة الت�شكيليني الأردنيني‪،‬‬ ‫حتت �شعار “احلفر على اخل�شب “ ومب�شاركة خم�سة وع�شرين فنان ًا‬ ‫ت�شكيلي ًا وخمت�ص ًا فى فن اجلرافيك‪ ،‬من م�صر‪ ,‬و�سوريا‪ ،‬وال�سودان‪،‬‬ ‫وقطر‪ ،‬وفل�سطني‪ ،‬وال�سعودية‪ ،‬وبولندا‪ ،‬و�إ�سبانيا‪ ،‬والكويت‪ ،‬والعراق ‪,‬‬ ‫باال�ضافة اىل الأردن ‪ .‬بالتعاون مع كلية الفنون والت�صميم فى جامعة‬ ‫الزرقاء الأهلية‪ ،‬و�أمانة عمان الكربى‪ ،‬ووزارة الثقافة الأردنية‪ ،‬ودارة‬ ‫الفنون خالد �شومان ‪ .‬خالل الفرتة بني الرابع وحتى احلادى ع�شر من‬ ‫دي�سمرب ‪2011‬‬ ‫حفل اخلتام‬ ‫‪v‬‬

‫‪90‬‬

‫�أكد وزير الثقافة الأردنى الدكتور �صالح جرار فى حفل ختام فعاليات‬ ‫ملتقى عمان الأول لفن اجلرافيك على ا�ستمرارية احت�ضان امللتقى فى‬ ‫دوراته املقبلة لرفيعة امل�ستوى الفنى لفن اجلرافيك فى الأردن والدول‬ ‫العربية وخا�صة “ احلفر على اخل�شب «‬ ‫وقال جرار بان العا�صمة الأردنية ترحب ب�ضيوف الأردن ‪ ،‬واعتزازه‬ ‫باملنجز الفنى الذى حتقق خالل امللتقى‪ ،‬مثمن ًا دور رابطة الت�شكيليني‬ ‫الأردنيني فى �إغناء امل�شهد الإبداعى الأردين‪ ،‬واحت�ضان مواهب وخربات‬ ‫فنية عالية من الأردن والعامل العربي‪.‬‬ ‫التو�صيات‬ ‫خ��رج الفنانون امل�شاركون ف��ى ملتقى عمان ال��دوىل الأوىل لفن‬


93

v


‫مؤتمرات‬

‫تقيم‬ ‫كلية الفنون الجميلة بالمنيا‬ ‫مؤتمرها العلمى األول بعدالثوره‬ ‫تحت عنوان‬

‫الفن وثقافة األخر‬

‫وذلك فى الفتره من ‪ 27-25‬مارس ‪2012‬‬ ‫والخيال تتمنى للكليه وادارتها دوام النجاح‬ ‫والتطوراالكاديمى على ايدى قياداتها الشابه ‪...‬‬

‫د‪.‬احمد رجب �صقر‬ ‫عميد الكليه‬ ‫ورئي�س امل�ؤمتر‬ ‫‪v‬‬

‫‪92‬‬

‫د‪.‬احمد و�صيف‬ ‫وكيل الكليه‬ ‫امني عام امل�ؤمتر‬



‫تون ولون‬

‫النقد واإلبداع ‪ ..‬إشارات‬ ‫وعالمات « ‪» 5‬‬ ‫ال �شك �أن احلديث الينتهى حول النقد والإب��داع خا�صة‪ ،‬وهما متالزمان‬ ‫فى احلا�ضر والتاريخ‪ ،‬وفى عامنا احلاىل فقدت الفنون الب�صرية �أحد دعاتها‬ ‫الكبار‪ ..‬الناقد حممد حمزة‪ ،‬ناقد الفنون الب�صرية ‪،‬والن�ق��ول ناقد الفنون‬ ‫الت�شكيلية‪ ..‬فقد كان م�ساندا ون�صريا ومع�ضدا لتلك الفنون التى ظهرت فى‬ ‫الثلث الأخري من القرن الع�شرين‪ ..‬فنون مابعد احلداثة والتى ظهرت ارتباطا‬ ‫بثورة االت�صاالت من امليديا احلديثة‪ ..‬وكان م�شجعا لها ب�شكل يفوق احلد‪ ..‬هذا‬ ‫مع درا�ساته فى الفنون الأ�صيلة من لوحة الت�صوير والتمثال‪ ،‬وفنون اجلرافيك‪.‬‬ ‫وقد ترك الراحل حمزة ثروة نقدية امتدت فى العديد من الكتابات والدرا�سات‬ ‫النقدية‪ ..‬مب�ؤ�س�سة دار التحرير ال�صحفية وجريدة الأهاىل‪ ،‬وجريدة القاهرة‪،‬‬ ‫جمع فيها بني دقة التوثيق وجمال التعبري ‪.‬‬ ‫ويعد كتابه «ال�سوريالية بني الفنانات وامللهمات» قطعة �أدبية �أ�ضاءت على‬ ‫جنمات الفن ال�سورياىل‪ ،‬والالتى واكنب احلركة ال�سوريالية التى ظهرت عام‬ ‫‪ 1924‬بقيادة زعيمها اندريه بريتون‪ ،‬وارتبطت باملفاهيم التحررية الثورية‪..‬‬ ‫بعد احلرب العاملية الأوىل مثلما ارتبطت بالأحالم والالوعى والعقل الباطن‪..‬‬ ‫وخلقت مناخا فنيا و�أدبيا جديدا‪ .‬وقيمة هذا الكتاب فى �أنه يلقى ال�ضوء ولأول‬ ‫مرة على فنانات ال�سوريالية‪ ..‬خا�صة وهو ي�شري �إىل �أنه التوجد حركة حددت‬ ‫دورها الثورى من �أجل حتررها‪ ..‬والتوجد جماعة فنية �ضمت بني �أع�ضائها مثل‬ ‫هذا العدد الكبري من الفنانات املفعمات بالن�شاط مثلما فعلت ال�سوريالية‪ ،‬ولقد‬ ‫�أ�ضاء الناقد حمزة على �أعمال العديدات ‪،‬مثل «ىل ميللر» «وفاالنتني هوجو»‪..‬‬ ‫اللتني فازتا بحب ال�سورياىل مان راى �أ�شهرم�صور �ضوئى فى القرن الع�شرين‬ ‫و�أحد دعامات ال�سوريالية واندريه بريتون رائد تلك املدر�سة‪.‬‬ ‫وفى الكتاب درا�سة وافية حول فر�شاة الأمل واحلب الفنانة املك�سيكية فريدا‬ ‫كالو زوجة فنان اجلداريات الثائرة ديجو ريفريا‪ ،‬والتى قال عنها بريتون ‪« :‬كنت‬ ‫�أت�أمل ب�إعجاب بورتريه فريدا الذى ر�سمته لنف�سها‪ ،‬واملعلق على حائط مكتب‬ ‫تروت�سكى «الزعيم الرو�سى املن�شق»‪ ..‬حيث �صورت نف�سها ترتدى ثوبا بجناحني‬ ‫مو�شيني كالفرا�شة‪ ،‬و�إعجابى بها لي�س له حدود‪ ،‬عندما اكت�شفت �أعمالها الفنية‬ ‫املزدهرة ذات القوام ال�سريياىل‪ ،‬وقوتها النافذة للوجدان»‪.‬‬ ‫ويعد الفنان حممد حمزة ن�صريا للمر�أة املبدعة فى الفنون الب�صرية‪..‬‬ ‫فقد �أبدع �أي�ضا كتابه «املر�أة والفن فى م�صر» ‪،‬والذى تناول فيه ‪� 30‬شخ�صية‬ ‫ن�سائية من الفنانات امل�صريات من خمتلف الأجيال «ع�شن فى حب م�صر‪،‬‬ ‫وزاول��ن فن الت�صوير من بينهن بع�ض الأجنبيات الالتى ع�شقن م�صر و�أهلها‬ ‫و�أ�صبحن م�صريات باالنتماء وامل�شاعر‪ ،‬واندجمن مع نا�سها وطبيعتها بالإ�ضافة‬ ‫�إىل فنانة م�صرية تعلمت الفن فى فرن�سا‪ ،‬وزاولته فى باري�س ونيويورك‪ ،‬لت�صبح‬ ‫‪v‬‬

‫‪94‬‬

‫�صالح بي�صار‬

‫�أول م�صرية تخرتق حاجز العاملية وتعي�ش فيها»‪ ..‬وهو هنا يق�صد الفنانة غادة‬ ‫عامر‪ ..‬ومن بني تلك الأ�سماء‪ :‬عفت ناجى – مارجوفيون –مرجريت نخلة –‬ ‫كوكب يو�سف – حتية حليم – اجنى افالطون – جاذبية �سرى – مرمي عبد‬ ‫العليم – و�سام فهمى – رباب منر – ايفلني ع�شم اهلل – اكرام عمر‪.‬‬ ‫وفى كتاب الراحل حمزة «ال�صعود �إىل املجهول – طريق التجريدية» يتناول‬ ‫الفن التجريدى‪ ..‬التاريخ واجلذور‪ ..‬كما يتناول ظهور التجريدية فى م�صر من‬ ‫رم�سي�س يونان وف�ؤاد كامل و�سيف وانلى و�صالح طاهر وخديجة ريا�ض �إىل �أبو‬ ‫خليل لطفى‪ ،‬ويو�سف �سيده‪ ،‬وحممد طه ح�سني ‪،‬وفاروق ح�سنى ‪،‬وم�صطفى عبد‬ ‫املعطى ‪،‬و�أحمد ف�ؤاد �سليم ‪،‬ونعيمة ال�ش�شينى وغريهم‪.‬‬ ‫وهو يف�صح عن �أهمية التجريد بقوله ‪« :‬الفن ب�صفة عامة اليخلو من التجريد‬ ‫‪،‬ولكن ن�سبته تتفاوت من فن �إىل �آخر فالفن الفرعونى �أ�شد جتريدا من الفن‬ ‫الإغريقى �أما الفن الإ�سالمى فهو �أكرث جتريدا من االثنني‪.‬‬ ‫ولي�س �أهم من كتاب حممد حمزة «البوب – فن اجلماهري» وهو كتاب تكمن‬ ‫�أهميته فى �أن فن البوب �أو فن العامة يعد مبثابة بوابة الدخول �إىل فنون مابعد‬ ‫احلداثة‪.‬‬ ‫ويقول‪ :‬مل يحدث هجوم مطرد على العني الإن�سانية مثلما يحدث فى ع�صرنا‬ ‫هذا‪ ..‬ف�إننا نرى كل حلظة �صورا ثابتة ومتحركة فى ال�سينما والتلفزيون والفيديو‬ ‫والإنرتنت‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ال�صور املطبوعة فى ال�صحف واملجالت والن�شرات‬ ‫والإع�لان��ات على كافة �ألوانها املختلفة‪ ..‬يرجع ذلك لو�سائل الإع�لام �سريعة‬ ‫االنت�شار والأقمار ال�صناعية‪ ،‬وو�سائط االت�صال و�شبكات الإنرتنت املتطورة‬ ‫ب�صورة غري م�سبوقة‪ ..‬لدرجة �أن الكثري من الرموز والإ��ش��ارات وال�صور قد‬ ‫تر�سخت فى عقلنا الباطن‪ ..‬ك�أحد العادات امل�ساهمة فى خربة �أب�صارنا والتى‬ ‫جعلتنا نفقد الإح�سا�س بال�س�أم وامللل‪.‬‬ ‫وتناول حمزة �أعمال فنانى البوب فى �أوروب��ا و�أمريكا من دافيد هوكنى‬ ‫وفران�سي�س بيكون‪ ،‬ومايكل اجن�ل��و‪ ،‬بي�ستوليتو واي��ف كلني �إىل ان��دى وارول‬ ‫وروا�شنبريج‪ ..‬كما يلقى ال�ضوء على فن البوب فى ال�شرق العربى متمثال فى‬ ‫�أعمال رائد فن البوب امل�صرى رمزى م�صطفى‪ ،‬وبعد‪ ..‬تلك كانت رحلة فى‬ ‫حركة النقد الت�شكيلى‪ ،‬وبع�ض املالمح الإيجابية ملا كان عليه النقد‪ ..‬فماذا نقدم‬ ‫نحن الآن‪� ..‬أت�صور �أن م�س�ؤليتنا بالفعل كبرية فى ع�صرنا احلاىل ‪ ...‬خا�صة مع‬ ‫هذا التدافع والزحام املعرفى الذى ين�ساب فى كل حلظة نعي�شها‪.‬‬ ‫وهذه هى م�س�ؤولية الناقد فى هذا الع�صر الدائم التغري ‪..‬وتلك ر�سالة ال‬ ‫يعدلها ر�سالة ‪.‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.