فتاتان من النوبة -للفنانة «حتية حليم» ( )2003 -1919
v
ت��ع��د مسؤلية “ال��خ��ي��ال“ كبيرة وش����اق����ة خ��اص��ة وع����ل����ي����ه����ا ان تجسد وج���ه مصر ال��ت��ش��ك��ي��ل��ى فى ال��ح��اض��ر وال��ت��اري��خ وان ت��ك��ون نافذة على االبداع فى كل مساحة من مصر
تف�صيل من لوحة ال�سوق للفنان يو�سف كامل
و«ما�شاء اهلل » من الف�ضة و عرو�سة �شعبية ..مع تلك ال�صور العديدة من الو�شم والت�صاوير اجلدارية التى نراها على واجهات البيوت فى املنا�سبات والأعياد الدينية بات�ساع م�صر وامتداد �أقاليمها وال�صور التى كانت تباع فى اال�سواق لعنرتة بن �شداد وذات الهمة و�أباريق ال�سبوع وغريها . لي�س هذا فقط بل كان الريف امل�صرى وحتى الآن بكل ربوعه �أغنية طويلة وملحمة تعبريية انعك�ست فى �أعمال كبار فنانينا ..من فنانى القاهرة وخارجها. كما نرى فى �أعمال ابن القاهرة الرائد يو�سف كامل على �سبيل املثال والتى منحنا فى لوحاته �سحر الريف امل�صرى م�صورا ج�م��وع الفالحني ..ف��ى �أغ�ن�ي��ات ب�صرية م�سكونة باحلكايات الهام�سة . وكذلك اللوحات التى كان ي�صور فيها الدواب فى حيوية م�سكونة باحلركة ف��ى تلخي�ص �شديد يتوهج فيها ال�ضوء بلم�سات ق�صرية حافلة بالتوهج والإ��ش��راق وك��ان �أ�صدقا�ؤه من الفالحني من جريان مر�سمه ب�ضاحية عني �شم�س يوم ان كانت جنة عذراء ..ي�أتون �إليه ومعهم املاعز واحلمري والطيور الداجنة لي�صورها فى حديقة مر�سمه . فجاءت متثل انعكا�سا للبيئة الريفية ..فى مل�سات �سريعة خاطفة ج�سدت احلركة ..فى مقابالت لونية من ال�شروق والغروب والتوهج واالنطفاء . ورمب��ا كانت لوحة «ال�سوق» للرائد الكبري فى مل�ساتها
ال�سريعة اخل��اط�ف��ة قطع م��ن ال �ن��ور امل �ل��ون تتوهج ب�أنفا�س الب�شرمن �أهل الريف فى �سالم ومودة . وم��ع يو�سف كامل هناك �أع�م��ال ع��دي��دة تتغنى بالريف ل�صالح طاهر و�إجن��ى افالطون وح�سن �سليمان وم�صطفى �أحمد وحتية حليم ..وكلها جت�سد �شخ�صية م�صر التى تر�سم احلياة الأ�صيلة وعبقرية املكان التى تفي�ض بالهوية املحلية . ثورة االت�صاالت و�شباب الأقاليم فى ع�صرنا احلاىل �أ�صبح �شباب الأقاليم على وعى كبري ودراي��ة بكل مايدور بعاملنا خا�صة بعد ثورة االت�صاالت التى جعلت العامل قرية كونية �صغرية ..كما كان لثورة اخلام�س والع�شرين من يناير 2011التى انتف�ضت فى كل مكان من م�صر دور كبري فى �إثراء الوعى وظهور الفن اجلرافيتى وت�ألقه فى كل مكان والذى جعل من العلم امل�صرى رمزا للوطنية والفداء . ومع كلية الفنون اجلميلة بالقاهرة وكلية الفنون التطبيقة.. لدينا حاليا ث�لاث كليات خ��ارج العا�صمة :الفنون اجلميلة بالإ�سكندرية والفنون اجلميلة بالإق�صر والفنون اجلميلة باملنيا هذا مع كليات الرتبية النوعية التى تنت�شر فى كل مكان ومعاهدالفنون العليا مما �ساهم فى خلق �أجيال و�أجيال فى ربوع م�صر تهفو �إىل الثقافة الب�صرية . لذا كانت م�س�ؤلية «اخليال» كبرية و�شاقة خا�صة وعليها �أن جت�سد وجه م�صر الت�شكيلى فى احلا�ضر والتاريخ و�أن تكون نافذة على الإبداع فى كل م�ساحة من م�صر ..و ان تلقى ال�ضوء على كل التجارب الإبداعية الرائدة فى الريف امل�صرى وت�ؤكد على �أهمية رعاية �أ�صحاب املواهب من الفنانني التلقائيني فى الريف واحل�ضر مع كبار الفنانني و�شباب الفن باالقاليم . و�إذا كان الفنان امل�صرى قد كتب تاريخ م�صر بالفر�شاة والأزميل من بداية احل�ضارة امل�صرية حتى توا�صلت حلقاتها من الفن القبطى والفن الإ�سالمى �إىل الفن املعا�صر حاليا فلي�س �أجمل من تلك امل�ساحات ال�سعيدة التى ت�ؤكد روح الأ�صالة واالنتماء وترتقى بالذوق والإح�سا�س نقدمها فى �أعمال ت�شكيلية تعك�س معنى الفن . و�إذا كنا النعي�ش مبعزل عن الآخرين ف�سوف تكون اخليال كعهدها نافذة على كل مايحدث من اجت��اه��ات الإب ��داع فى العامل . معكم وب�ك��م ��س��وف ن�ق��دم ك��ل ج��دي��د .ولنقلب �صفحات اخليال بعني احلب و الفن . �صالح بي�صار
الخيال ..وجه مصر التشكيلى
كانت «جماعة ال���خ���ي���ال «ال��ت��ى اس��س��ه��ا م��ث��ال مصر مختار عام 1928تهدف الى ت��ع��ري��ف ال��ن��اس ب��ال��ف��ن واث�����ارة االهتمام باالعمال الفنية وفى نفس ال���وق���ت تعكس الهمية دور الفن ومعنى االبداع .
ف�����ى ع��ص��رن��ا ال���ح���ال���ى اص��ب��ح ش��ب��اب االقاليم ع��ل��ى وع���ى كبير ودراي�����������ة ب��ك��ل م��اي��دور بعالمنا خ��اص��ة بعد ث��ورة االت��ص��االت التى جعلت العالم قرية كونية صغيرة.
«مثل دنيا ال��واق��ع ..ه�ن��اك دنيا اخل�ي��ال ..ومثلما يقف الإن�سان على الأر�ض ..يحلق فى �آفاق ال�سماء» . v وبفعل اخليال كانت �أول ر�سوم �أبدعها الإن�سان البدائى على ج��دران كهوف التامريا �..شمال �أ�سبانيا م��ن � 18أل��ف �سنة � ..صورت حيوانات نافرة بدقة فائقة ووفرة فى ال�شعور وعاطفية �شديدة ..مثلما �أب��دع امل�صرى القدمي �صور احلياة فى الت�صاويرمن اجلداريات واملج�سمات من التماثيل ..كما �ألهم اخليال مايكل اجنلو فكانت روائعه على كني�سة ال�س�ستني ب�إيطاليا فى ع�صر النه�ضة والتى ج�سد فيها �آيات الإبداع من الت�صوير الدينى . وهو الذى جعل « عبا�س بن فرنا�س» يحلق بجناحني فى اول حماولة للطريان ..حتى و�صل بنا غزوالف�ضاء حاليا �إىل �آفاق بعيدة باملركبات العمالقة التى تطوى امل�سافات . وال�شك �أن الب�شرية عموما وبطول التاريخ مدينة للخيال بكل مان�شهد من طرز و�أمناط ومدار�س فى الفن . ولقد كانت «جماعة اخليال» التى �أ�س�سها م ّثال م�صر خمتار عام 1928تهدف �إىل تعريف النا�س بالفن واث��ارة االهتمام باالعمال الفنية وفى نف�س الوقت تعك�س الهمية دور الفن ومعنى االبداع . وقد ن�شر خمتار مقاال افتتاحيا فى �صحيفة االخبار يدعو فيه �إىل تقدير الفنون ..ويعد مدخال �إىل تقييمها وتذوقها قال فيه « :هناك عامالن �أ�صيالن فى كل الأعمال الفنية :ت�صوير احلقيقة وت�صوير اخليال». وارت�ب��ط بجماعته ن�شرة «راي��ة اخل�ي��ال» التى �أك��دت على ال�صلة بني الفنان واجلمهور. من �أجل كل هذا جاءت « جملة اخليال -للفنون الب�صرية ت�أكيدا على تلك القيم واملعانى». هذا بع�ض مما كتبته بالعدد االول من املجلة فى عددها ال�صادر فى �إبريل من عام 2010والذى ر�أ�س حتريرها الفنان د .ابراهيم غزالة حتى عددها ال�ساد�س والع�شرين وو�صل بها �إىل درجة رفيعة على كل امل�ستويات من الطباعة وف�صل االلوان واالخراج الفنى واملادة التحريرية . ونحن نقدم له ال�شكر على تلك اجلهود التى جعلت من املجلة نافذة على الإبداع الب�صرى بكل �صوره . االبداع الب�صرى وف��ى العدد املا�ضى « ..يونيه »2012من املجلة ..كانت
امل�س�ؤولية كبرية م�شوبة بالقلق واخل��وف ..وم�شوبة بالطموح �أي�ضا فى �أن تظل «اخليال» جملة تعتز بها الهيئة العامة لق�صور الثقافة ..خا�صة وهى جملة متفردة فى الإب��داع الب�صرى فى م�صر ورمبا فى الوطن العربى ..واجلميل هنا �صدورها عن تلك الهيئة الثقافية العريقة والتى تخاطب العقل والوجدان امل�صرى من �أق�صى جنوب م�صر اىل �أق�صى �أط��راف الدلتا بات�ساعها حتى الإ�سكندرية ..ومن �سيناء اىل الواحات ومطروح ..باال�ضافة �إىل �أنه من بني دورها اال�سا�سى �أن تعك�س كل �آفاق الت�شكيل والتعبري فى اقاليم م�صر ..تعك�س عبقرية الزمان واملكان بتعبري املفكر «جمال حمدان» مبا ت�شتمل تلك العبقرية من تعدد فى اجلوانب والأبعاد ..والتى متتد باخل�صو�صية من مكان �إىل �آخر مع التوحد فى ال�سمات العامة . وم��ن هنا ج��ادت اقاليم وادى النيل ب��رم��وز الإب ��داع فى الفكر والأدب والفن ..بدئا من رفاعة الطهطاوى الذى ينتمى �إىل طهطا �شمال �سوهاج..واالمام ال�شيخ حممد عبدة الذى ك��ان م��ول��ده ون�ش�أته الأوىل مبحلة ن�صر بالبحرية وال�شاعر على اجلارم وحممد عبد احلليم عبد اهلل بقرية اخرى بنف�س املحافظة ..وم�صطفى لطفى املنفلوطى و�أمينة ال�سعيد من �أ�سيوط ..ومثال م�صر خمتارالذى ينتمى �إىل قرية بالغربية بالقرب من املحلة وطلعت حرب وحممد عبد الوهاب ويو�سف �إدري�س و�صالح عبد ال�صبور وعبد احلليم حافظ من ال�شرقية والعقاد من �أ�سوان واملثال �أحمد عثمان م�ؤ�س�س الفنون اجلميلة باال�سكندرية وعميدها االول ينتمى �إىل النوبة ..وط��ه ح�سني وهدى �شعراوى من ريف املنيا ..وجادت املنوفية باملازنى وعبد الرحمن ال�شرقاوى وبنت ال�شاطىء ..وتعتز القليوبية بابنيها جمال حمدان وم�صطفى �صادق الرافعى ..ومن الدقهلية �أحمد ح�سن الزيات و�أم كلثوم وحممد ح�سني هيكل وزكريا احلجاوى والرائد امل�صور واملثال حممد ح�سن ..ورموز عديدة كان مولدها ون�ش�أتها بالإ�سكندرية من بينها � :سالمة حجازى و�سيد دروي�ش وح�سن فتحى وبريم التون�سى وحممود �سعيد و�سيف و�أدهم وانلى وعبد الهادى اجلزار ..و�أ�سماء �أخرى كثرية �أثرت احلياة الفنية والثقافية فى م�صر املحرو�سة . كما ج��اد ري��ف م�صر بالفن ال�شعبى ال��ذى يعد التعبري احلقيقى عن روح الأمة ..ميتد من الأدب ال�شفاهى واملدون مع التقا�سيم ال�سمعية التى تنبعث من عازفى الربابة واملن�شدين واملغنني اجل��وال�ين � ..إىل ال�صور الب�صرية التى تت�ألق فى ح�صرية ملونة من الق�ش و�سجادة �شعبية �أو كليم » ،
لوحة للفنانة «رباب منر»
رئي�س جمل�س الإدارة �سعد عبد الرحمن �أمني عام الن�شر حممد �أبو املجد مدير الن�شر �صبحى مو�سى مدير التحرير �صالح بي�صار مديرالتحريرالتنفيذى �أمين هالل امل�ست�شار الفني حممد الطراوى هيئة التحرير �أمين حامد وليد الدرمللى فينو�س ف�ؤاد كمبيوتر جرافيك حممد خمتار رنـــــــــا �أ�شرف
للفنون الب�صرية �أ�س�سها د�.إبراهيم غزالة الحصير الملون فى قصر ثقافة الشرفا
6
رمضان كريم
10
أخبار قصور الثقافة
12
المثال عبد الهادى الوشاحى
16
الفنان الكولومبى بوتيرو
22
جامع عمرو بن العاص
26
فنان من سيناء
34
هندرت فاسر
36
الريف البهيج
42
جيهان سليمان ..ولغة جديدة فى التصوير
46
إبداعات الشباب
52
األيقونة وعمق التراث اإلنسانى
54
أخبارهم
58
فن البوب
60
الفنان التلقائى مصطفى العزبى
66
التنورة والمولوية واإلشراق الصوفى
70
معرض فى قاعة الباب
76
دعاء العدل ..المرأة فى مصر سوبرمان
80
جولة المعارض
83 Facebook.com/khayal.art alkhayal_art@hotmail.com
السنةالثالثة -العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
الآراء الواردة باملقاالت ُت َع رِّب عن ر�أى �أ�صحابها و لي�ست بال�ضرورة ُت َع رِّب عن ر�أى املجلة
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
7
قصر ثقافة الشرفا
يعيد سيرة اإلبداع فى الحصير الملون
الرحلة طويلة من القاهرة �إىل كفر ال�شرفا م��رور ًا بالقناطر اخلريية ولكن نهاية الرحلة جميلة �إذ ت�ستقبلك عمارة الفنان ح�سن فتحى �شيخ املعماريني الذى �أبدع هذا الق�صر« ،ان�ش�أ ع��ام 1965فى عهد الرئي�س جمال عبد النا�صر كوحدة ثقافية» بخامات بيئية (ت�بن وط�ين)، وجعله يتعانق مع البيئة بحيث ال ت�ستطيع ف�صله عنها v
6
وقد متت تو�سعة الق�صر وافتتاحه ملمار�سة احلرف البيئية فى عام ،1990و الق�صر ملئ بالأن�شطة املختلفة ويعترب فع ًال خري مثل عن الهيئة فى جم��االت متعددة كاحل�صري واخلزف والأركت وال�سجاد والزجاج املع�شق بالإ�ضافة �إىل ور�ش الأطفال املختلفة وكذلك الندوات واملحا�ضرات التى ي�ست�ضيفها الق�صر.
اجلديدة مل ت�ؤثر على احل�صر التقليدية ،بالعك�س فقد جاءنى �أكادميى لتطوير احل�صر البال�ستيكية. اخلامات ال�س َمار من الفيوم /والكتّان من كفر ال�شيخ � /أما َ ال�صبغة فيتم ا�ستريادها من اخلارج ب�ألوانها املتعددة. ال�س َمار :هو اخلامة الأ�سا�سية التى ت�صنع منها َ احل�صري ،وتتم زراعتها فى الفيوم وال�شرقية. �إنتاجنا من احل�صري ال يقت�صر فقط فى ت�سويقه على هيئة ق�صور الثقافة التى تتعامل معه باعتباره فن يجب املحافظة عليه ،ولكنه فى احلقيقة يلقى رواج � ًا كبريا فى الأرياف حيث ال يخلو بيت من وجود احل�صري. طبيعة انتاجنا للح�صري يومية وال ترتبط باملوا�سم ،ونحن نعر�ضه من خالل وزارة الثقافة فى معار�ض كثرية حملية وعاملية ،ولكن للأ�سف الوزارة ال تقوم ببيع املنتجات مهما كان الإقبال عليها ورغ��م االنبهار اخلارجى مبحتواها الفنى حيث يطلبها العديد من الأجانب �أو العرب ولكن طبيعة العمل فى الثقافة ال ت�سمح بالبيع. ت�ستغرق بع�ض احل�صر فى ر�سمها �أك�ثر من ثالثة �شهور والبع�ض الآخر يتم اجنازه فى خالل يومني وذلك ح�سب طبيعة الر�سم على احل�صري ودقته وتعدد الألوان والأ�شكال به. ف��ن احل�صري م��وج��ود بق�صر ال�شرفا منذ بداية ان�شا�ؤه حيث �أنه ق�صر متخ�ص�ص فى احلرف البيئية( ، احل�صري ،الكليم ،وال�سجاد ،والفخار) ويتميز ق�صر ال�شرفا �أن��ه الوحيد ال��ذى يهتم بفن �صناعة احل�صري فى م�صر. �أدوات ال�صناعة: امل�شط «امل�ضرب» ،و�أربعة �أوت��ار ،قناتان «خ�شبتان عري�ضتان» ،الكر�سي ،ا ِمل�ل� َوة ،وهناك عدة ثابتة وعدة متنقلة. وتتعدد الأ�شكال التى نقوم بر�سمها على احل�صري ولكن �أكرثها مرتبط بالبيئة الريفية وعنا�صرها املختلفة. و�أحيانا نقوم بعمل ر�سوم ترتبط بالأو�ضاع ال�سيا�سية واالج�ت�م��اع�ي��ة ،ف�ه�ن��اك ر� �س��وم ك �ث�يرة �صممناها عن ث��ورة يناير ،وعن الوحدة الوطنية ،وحتى عن املقاومة الفل�سطينية. يجب �أن ت�ضع كافة �أج�ه��زة ال��دول��ة الر�سمية على عاتقها مهمة الت�سويق الدوىل واملحلى ملنتجات احلرف اليدوية لأنها ال�ضمانة الوحيدة لعدم انقرا�ضها ول�ضمان العائد املادي ،فال�سوق العاملى للحرف اليدوية يدر 100 مليار دوالر �سنوياً. �أمين هالل v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
9
وكما يقول الأ�ستاذ جم��دى عبد ال�سالم غنيم - مدير ق�صر ال�شرفاء :احل�صري هى �سجادة الفقري وزينة امل�ساجد القدمية وال يخلوا دوار العمدة من فر�ش احل�صري.العديد من املهن واحلرف ال�شعبية القدمية التى مازالت متار�س حتى وقتنا احلا�ضر �أو التى اندثرت وباتت جزء ًا من الرتاث والفولكلور ال�شعبى -تعد ج�سرا لربط املا�ضى العريق بالواقع املعا�صر .فهى حرف ومهن متثل �أ�صالة الآباء والأج��داد وتذكرنا بتاريخهم املجيد وبنتاجهم الإبداعى الإن�سانى العريق املتمثل فى ال�صناعات اليدوية واحل��رف التقليدية فى وقت كان يفتقر فيه املجتمع �إىل الو�سائل الع�صرية احلديثة ومن ال�س َمار بني تلك احلرف �صناعة احل�صري امل�صنوع من َ (خامة �شبيهة بثمرة نبات الغاب -البو�ص) التى بد�أت تتال�شى منذ عقود �أم��ام زح��ف ال�سجاد و�صناعات الن�سيج واملفرو�شات ،فاحل�صري فى املا�ضى كان �سيد املفرو�شات ،كان يتم ت�صنيعها على �شكل م�ستطيالت �أو مربعات تفر�ش على �أر�ضيات البيوت وامل�ساجد وغريها بعد �أن يكون ت�صنيعها ق��د ا�ستغرق ق��راب��ة الأ�سبوع لت�صبح جاهزة لفر�شها فى �أر�ض البيت� ،أما فى الوقت احلا�ضر فقد تغلب ال�سرياميك والبالط الفاخر على احل�صري امل�صنوع من البو�ص و�أ�صبحت هذه احلرفة حمدودة على الزبائن الذين يبحثون فقط على الرتاث القدمي وقد عرفت هذه ال�صناعة تراجعات ملحوظة نتيجة ع��زوف امل�ستهلك عن اقتنائها بالإ�ضافة �إىل مناف�سة اخليوط اال�صطناعية البال�ستيكية التى زادت من �ضعف القدرة ال�شرائية للح�صري التقليدي. �سيد حممد �أب ��و �صامية م ��درب ق�سم احل�صري بق�صر ثقافة احل��رف البيئية بكفر ال�شرفا ،عمرى �ستون عام ًا� ..أعمل فى املهنة منذ �أكرث من 34عاما، حا�صل على ابتدائية ق��دمي��ة ،تعلمت ف��ن احل�صري بالوراثة من خالل �أبى وجدى� .أكرث املنتجات واحل�صري التى ن�صنعها ترتبط باملنا�سبات .ح�صلت على جوائز عاملية عن منتجات احل�صري التى �أ�صنعها من فرن�سا واملك�سيك بالإ�ضافة �إىل عدد كبري من اجلوائز املحلية. َع ّلمت العديد من ال�صناع بالق�صر فن احل�صري فوالدى و�أخوتى وابنى وزوجتى وكل ابنائى ال�سبعة يجيدون هذا الفن ووزارة الثقافة �ساهمت ب�شكل كبري فى تعليم وانت�شار هذا الفن من خالل عائلتى «ابو �صامية» ف�أنا �أعلم جيد ًا �أهمية ه��ذه ال�صناعة و�أنها فى طريقها بالإنقرا�ض ،نقوم بتطوير الت�صميمات على احل�صري ف�أ�ضفنا ر� �س��وم ك�ث�يرة للع�صر ترتبط باملنا�سبات �سواء كانت رم�ضانية �أو غريها ,احل�صر البال�ستيكية v
8
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
11
كلما ي�أتينا �شهر رم���ض��ان ال �ك��رمي م��ن ك��ل ع��ام �إال ويفاجئنا �صانعوا الفواني�س باجلديد من الأ�شكال والأحجام وهناك العديد من الق�ص�ص عن �أ�صل الفانو�س� .أحد هذه الق�ص�ص �أن اخلليفة الفاطمى كان يخرج �إىل ال�شوارع ليلة الر�ؤية لي�ستطلع هالل �شهر رم�ضان ،وكان الأطفال يخرجون معه لي�ضي�ؤا ل��ه ال�ط��ري��ق.ك��ان ك��ل طفل يحمل فانو�سه ويقوم الأطفال مع ًا بغناء بع�ض الأغانى اجلميلة تعبري ًا عن �سعادتهم با�ستقبال �شهر رم�ضان. هناك ق�صة �أخ��رى عن �أح��د اخللفاء الفاطميني �أنه �أراد �أن ي�ضئ �شوارع القاهرة طوال لياىل �شهر رم�ضان، ف�أمر كل �شيوخ امل�ساجد بتعليق فواني�س يتم �إ�ضاءتها عن طريق �شموع تو�ضع بداخلها.وتروى ق�صة ثالثة �أنه خالل الع�صر الفاطمي ،مل يكن ُي�سمح للن�ساء برتك بيوتهن �إال فى �شهر رم�ضان وكان ي�سبقهن غالم يحمل فانو�س ًا لتنبيه الرجال بوجود �سيدة فى الطريق لكى يبتعدوا .بهذا ال�شكل كانت الن�ساء ت�ستمتعن باخلروج وفى نف�س الوقت ال يراهن الرجال .وبعد �أن �أ�صبح لل�سيدات حرية اخل��روج فى �أى وق��ت ،ظل النا�س متم�سكني بتقليد الفانو�س حيث يحمل الأطفال الفواني�س ومي�شون فى ال�شوارع ويغنون .وهناك ق�صة �أخرى تقول �أن الفانو�س تقليد قبطى مرتبط بوقت الكري�سما�س حيث كان النا�س ي�ستخدمونه وي�ستخدمون ال�شموع امللونة فى االحتفال بالكري�سما�س. �أي � ًا ك��ان �أ��ص��ل الفانو�س ،يظل الفانو�س رم��ز خا�ص ب�شهر رم�ضان خا�ص ًة فى م�صر .لقد انتقل هذا التقليد من جيل �إىل جيل ويقوم الأطفال الآن بحمل الفواني�س فى �شهر رم�ضان واخلروج �إىل ال�شوارع وهم يغنون وي�أرجحون الفواني�س .قبل رم�ضان بب�ضعة �أي��ام ،يبد�أ كل طفل فى التطلع ل�شراء فانو�سه ،كما �أن كثري من النا�س �أ�صبحوا يعلقون فواني�س كبرية ملونة فى ال�شوارع و�أم��ام البيوت وال�شقق وحتى على ال�شجر. لي�ست �صناعة الفواني�س �صناعة مو�سمية ،ولكنها م�ستمرة طوال العام حيث يتفنن �صناعها فى ابتكار �أ�شكال ومناذج خمتلفة ،وتخزينها ليتم عر�ضها للبيع فى رم�ضان الذى يعد مو�سم رواج هذه ال�صناعة.وتعد مدينة القاهرة امل�صرية من �أهم املدن الإ�سالمية التى تزدهر فيها هذه ال�صناعة.وهناك مناطق معينة مثل منطقة حتت الربع القريبة من حى الأزه��ر ..والغورية ..ومنطقة بركة الفيل بال�سيدة زينب من �أهم املناطق التى تخ�ص�صت فى �صناعة الفواني�س. وف��ى جولة فى منطقة حتت الربع جتد �أ�شهـر ور�ش ال�صناعة وكذلك �أ�شهر العائالت التى تتوارثها جيال ً بعد جيل .وتعترب الفواني�س امل�صرية طويلة العمر ،وقد �شهدت
v
10
هذه ال�صناعة تطور ًا كبري ًا فى الآون��ة الأخ�يرة ،فبعد �أن كان الفانو�س عبارة عن علبة من ال�صفيح تو�ضع بداخلها �شمعة ،مت تركيب ال��زج��اج م��ع ال�صفيح م��ع عمل بع�ض الفتحات التى جتعل ال�شمعة ت�ستمر فى اال�شتعال .ثم بد�أت مرحلة �أخرى مت فيها ت�شكيل ال�صفيح وتلوين الزجاج وو�ضع بع�ض النقو�ش والأ�شكال.وكان ذلك يتم يدوي ًا وت�ستخدم فيه املخلفات الزجاجية واملعدنية ،وكان الأمر يحتاج �إىل مهارة خا�صة وي�ستغرق وقتا طويال. وكان لنا لقاء مع �أحد �أحمد م�صنعى فانو�س رم�ضان مبنطقة حتت ال َربع: �أح �م��د �سيد امل���ص��رى �� 56س�ن��ة ،يعمل ب�صناعةالفواني�س منذ كان عمره �ست �سنوات وتعلمها عن �أبيه وجده فهى مهنة متوارثة ،هناك اختالف بني �صناعة الفواني�س حاليا وبني �صناعتها فى عهد والدى وجدى ف�أيامها كانت الفواني�س ت�صنع يدوي ًا بالكامل ولكن اليوم دخلت امليكنة فى ال�صناعة ب�شكل وا�ضح وخا�صة فى ت�صنيع خامات ال�صاج، ولكن تبقى امل�ه��ارة اليدوية فى ت�صميم وجتميع �أج��زاء الفانو�س. ال �أرى �صناعة الفانو�س اليدوية ميكن �أن تنقر�ض فهى مرتبطة بوجود �شهر رم�ضان ،و�ستظل موجودة طاملا يحتفل اجلميع بال�شهر ال�ك��رمي .ال يوجد دول غ�ير م�صر تقوم بت�صنيع الفواني�س اليدوية ،وحتى الفواني�س التى ت�صنع فى اخلارج ،يكون هدفها الت�سويق داخل م�صر فقط. نحتاج دائ �م � ًا �إىل ت�صميمات ج��دي��دة ف��ى �صناعة الفواني�س وهى �أمور ال تكفيها املهارة اليدوية املتوارثة ،ولكن يجب اال�ستعانة بالعلوم والفنون احلديثة البتكار ت�صميمات جديدة ،ولذا نحن بحاجة جليل جديد من املتعلمني لت�صنيع الفواني�س اليدوية .نقوم بت�صدير الفانو�س بكثافة وخا�صة للدول العربية ،و�أكرث الدول العربية التى تطلبه هى �سوريا وليبيا ،والأردن. جمدى فهمى �أبو العجب 62 ،عاما� ،أعمل ب�صناعةالفواني�س منذ كان عمرى خم�سة �أعوام ،وتعلمتها من خالل �أبى وجدي .تتعدد �أ�شكال الفواني�س و�أهمها� :أبو الأوالد، عالمة الن�صر� ،شقة البطيخ ،املركب ،الرتماي ،الدبابة، عبد العزيز .وكل الأ�شكال والأن��واع تلقى روج � ًا كبري ًا .. وخا�صة فى الدول العربية. ف��ى الغالب ال نقوم بت�صنيع الفواني�س خ�لال �شهر رم�ضان ذات��ه ،وخا�صة فى الأي��ام الأوىل منه ،لأننا نكون قد بذلنا جهد ًا كبري ًا لت�صنيع �أكرب كم وعدد من الفواني�س لتلبية احتياجات اجلمهور ،فنحن نقوم بت�صنيع الفانو�س على مدار العام ،ونقوم ببيعه فقط خالل ال�شهر الكرمي.
مهرجان االبــــداع فى العيـــد القومـــى للمنوفيــة
امل�ست�شار � .أ�شرف هالل حمافظ املنوفية و الأ�ستاذ .حممود طرية رئي�س �إقليم غرب وو�سط الدلتا واال�ستاذ� .سامى حنفى �أبو املجد مدير عام ثقافة املنوفية
�إحتفلت حمافظة املنوفية بامل�ساهمة مع ثقافة املنوفية فى الثالث ع�شر من يونيه املا�ضى بالعيد القومى للمحافظة والذى يعود �إختيار هذا اليوم لإرتباطه بحادثة دن�شواى التى �أثرت على التاريخ امل�صرى املعا�صر. وح�ضر حفل الإفتتاح امل�ست�شار د� /أ�شرف هالل حمافظ املنوفية واال�ستاذ /حممود طرية رئي�س �إقليم غرب و�سط الدلتا ،واال�ستاذ � /سامى حنفى �أب��و املجد مدير ع��ام ثقافة املنوفية وا�ستقبلتهم التنوره والطبول ومزامري فرقه الآالت ال�شعبية بق�صر ثقافة �شبني الكوم وتفقد اجلميع احلديقة التى ا�صطفت بالتماثيل امل�صرية التى متثل زعماء وم���ش��اه�ير امل�ن��وف�ي��ة وك��ذل��ك ع��دد م��ن ال�ل��وح��ات
عمل لأمرية حما باملعر�ض القومى
اجلدارية املعربة عن حادثة دن�شواى والتى �صاغها الفنان النحات /طارق الكومى بخامة البولي�سرت، وتوجه اجلميع اىل معر�ض الفنون الت�شكيلية لعدد من فنانى املنوفية وهم : م�صطفى بط -بثينه ال��دردي��رى – �أ�سماء �شاهني –�صالح عبد الرحيم – �إينا�س ن�صر – فاتن �شوقى – �أم�يره حما – �أحمد �أبو طالب – ح�سناء نويه – الهام نبوى. وعر�ضت الفرقة القومية للمو�سيقى العربية بقيادة املاي�سرتو /مدحت العامل عدد من الأغانى الوطنية والتوا�شيح م��ن ال�ت�راث و��س��ط ح�ضور جماهريى تعاي�ش مع �أداء الفرقة املتميز احلا�صله ع�ل��ى ال�ع��دي��د م��ن امل��راك��ز الأوىل ع�ل��ى م�ستوى
اجلمهوريه ،وقدم �شعراء املنوفية بح�ضور الأديب د /ي�سرى العزب عدد من الق�صائد والأ�شعار التى تغنت بهذه املنا�سبة وهم : (عبد الرحمن البجاوى – فوقية ال�سحيمى – �أحمد عبد احلفيظ – معاويه املهدى ). و�أختتمت الأحتفالية بعر�ض قدمته الفرقه ال�سرحية بق�صر ثقافة �شبني الكوم بعنوان �أوبريت دن�شواى ال�صمود �إخراج الفنان /يو�سف النقيب وبطولة ( خالد مو�سى – عزت جابر – حممد عو�ض � -صبحى �سيف – هانى الدحلب -ح�سنى عطية – م�صطفى كامل ) والأوبريت من �أحلان / على ال�سعيد وديكور /ال�سيد �سيف).
الصامتون... دعوة لتواصل األجيال واستلهام تجارب ثقافية رائدة �أ�صدرت الهيئة العامة لق�صور الثقافة الطبعة الثانية من كتاب « ال�صامتون» ،جتارب فى الثقافة والدميقراطية للناقد الكبري والفنان عز الدين جنيب ،وي�صف « جنيب» ال�صمت ب�أنه �آفة ال�شعوب املغلوبة وحكمتها فى نف�س الوقت ،فهو �آفة عندما يكون تعبري ًا عن اخلوف ،وحكمة ،عندما يعرب عن موقف ال�صرب في�صبح طاقة خمتزنة ...والوعى هو ال�سبيل الوحيد لتحويل هذه الطاقة �إىل فعل ملواجهة الطغيان ،والوعى �أي�ض ًا يلزمه طليعة و�آلة
ثقافية تتعامل مع ال�صامتني بحن ّو الأخوة ال بتعاىل املثقفني ... ويتحول الوعى اجلديد لدى ال�صامتون �إىل حالة ابداعية تروى ظم�أ للمعرفة واجلمال ،وي�سرد الكتاب التجارب التى �أ�سهمت فى تفجري وعى �أبناء الريف من خالل القوافل التى نظمتها « الثقافة اجلماهريية» فى �أواخر ال�ستينيات و�أواخر ال�سبعينيات بعدد قليل من املثقفني الذين �أطلقوا م�شروعني ملحو الأمية وامل�سرح كانت التجربة الأوىل بكفر ال�شيخ ،والثانية بالدقهلية. v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
13
اتفاقية تعاون مشترك بين الهيئة العامة لقصور الثقافة وصندوق التنمية الثقافية ودار األوبرا المصرية
أخبـــــــــــــار قصور الثقافة
ال�شاعر �سعد عبد الرحمن و د�.إينا�س عبد الدامي و املهند�س حممد �أبو �سعده
مت توقيع اتفاقية تعاون م�شرتك بني الهيئة العامة لق�صور الثقافة برئا�سة ال�شاعر �سعد عبد الرحمن ،و�صندوق التنمية الثقافية برئا�سة املهند�س حممد �أبو �سعده ،واملركز الثقافى القومى «دار الأوبرا امل�صرية» برئا�سة د� .إينا�س عبد الدامي، حيث مت االتفاق على التعاون فيما بينهم للإ�ستفادة من مركز الإب��داع الثقافى بدمنهور التابع ل�صندوق التنمية الثقافية، وما ميلكه من قاعات للبحث والإطالع وقاعة للعرو�ض الفنية ومكتبة وقاعات للفنون الت�شكيلية و�أخرى لإكت�شاف املواهب وف�صول تعليمية وقاعة حا�سب �آىل ف�ض ًال عن املكاتب الإدارية. اتفق الأطراف الثالث على �أن ي�ؤول ا�ستخدام القاعات التى مت جتهيزها مبركز الإب��داع �إىل الهيئة العامة لق�صور الثقافة وتقوم مب�سئولياتها الكاملة فى �إدارتها وهى :قاعة فنون ت�شكيلية ،قاعة د� .أحمد زويل ،قاعتان للمعار�ض الفنية،
فى احتفالية أتوبيس الفن الجميل سعد عبد الرحمن :الثورة فعل ثقافى تجاه حركة التاريخ مبنا�سبة �أح��داث انتخابات الرئا�سة فى م�صر وال��دول العربية عامة ،حتت رعاية د�.صابر عرب وزير الثقافة �شهد ال�شاعر �سعد عبد الرحمن رئي�س الهيئة العامة لق�صور الثقافة احتفالية «تعالوا نحلم ببكرة» التى �أقامها �أتوبي�س الفن اجلميل ب��إ��ش��راف م��اج��دة �صقر وذل��ك على امل�سرح املك�شوف ب��دار االوبرا امل�صرية بح�ضور ال�شاعر حممد ك�شيك رئي�س الإدارة
v
12
قاعة �إطالع للأطفال ،املكاتب الإدارية ،قاعة الأن�شطة ،قاعة الأديب توفيق احلكيم ،قاعة املفكر د .عبد الوهاب امل�سريى، قاعتان للحا�سب الآىل ،قاعة تعليم اللغات� ،أربعة ف�صول تعليمية ،قاعة الإمام حممد عبده. كما ي�ستخدم امل��رك��ز الثقافى ال�ق��وم��ى «دار الأوب ��را امل�صرية» قاعة املو�سيقى والتدريب احلركى بالطابق الثالث من مبنى املركز ،بالإ�ضافة �إىل املكتب الإدارى ،على �أن ت�سرى مدة االتفاقية ع�شر �سنوات �إعتبار ًا من تاريخ توقيعها. وقد �صرح ال�شاعر �سعد عبد الرحمن ب�أن هذا االتفاق يعد الأول من نوعه فيما بني قطاعات وزارة الثقافة ومتنى �أن يكون املردود الثقافى لهذا التعاون مثمر ًا ب�شكل كامل ،كما نوه �إىل �أن هذا التعاون يعد نقطة للإنطالق نحو ن�شر الثقافة على م�ستوى املحافظات كافة.
املركزية للدرا�سات والبحوث ،وب��د�أت فعاليات االحتفالية ب�إفتتاح معر�ض لأطفال �أتوبي�س الفن اجلميل مب�شاركة �أطفال من فل�سطني و�سوريا ،و�ضم املعر�ض حواىل 40لوحة �شمل 5 لوحات لفل�سطني 10 ،لوحات «�سوريا» 25 ،لوحة «م�صر» ،وقدم املعر�ض جوانب خمتلفة عن ثورة 25يناير.
عثمان و�أحل��ان هيثم الكاتب وف��ازت بجائزة قدرها �أربعة �آالف وخم�سمائة جنيه و�شهادة تقدير. على �أن توزع قيمة اجلوائز ال�سابقة ما بني امل�ؤلف وامللحن واملطرب جوائز جلنة التحكيم: فاز ب�شهادة تقدير جلنة التحكيم كال من الطفل �أحمد عماد عن �أغنية «بنحبك يام�صر» ،الطفلة منه اهلل ط��ارق عن �أغنية «قولوا مل�صر �أطمنى»� ،أحمد عبدون عن �أغنية «حتلم �شعوب الكون» ،ويحى عبد اجلواد عن �أغنية «م�صر اخلري». جوائز �أح�سن �شاعر وملحن ومغنى: حيث فازت �أغنية «امليدان فينا» بجائزة �أح�سن �شاعر وملحن و�صوت وه��ى من غناء وتلحني رجب ال�شاذىل ومن كلمات عبد النا�صر حجازى. جائزة �أح�سن ملحن: حيث ف��ازت �أغنية «بنحبك يام�صر» بجائزة �أح�سن تلحني وه��ى م��ن غناء الطفل �أح�م��د عماد، وتلحني حممد عبد املنعم طه ،وكلمات حممود جاد كرمي. جائزة �أح�سن مطرب: حيث فازت �أغنية «م�صر م�صرنا» بجائزة �أح�سن مطرب من غناء �شيماء حممد �شريف ،وتلحني حممد عو�ض ،وكلمات �أحمد عبد احلميد. كما فاز ب�شهادات التقدير من الهيئة �أغنية «عيد ميالد ثورة يناير» غناء و تلحني �أحمد �صالح ،وكلمات حممد ي�س �أحمد ،و�أغنية «ال�شعب يريد» غناء وتلحني ح�سام الدين ح�سنى وكلمات حممد جابر املتوىل، و�أغنية «�شدى حيلك يابلد» غناء وتلحني وكلمات �إميان زكى ،و�أغنية «قولوا مل�صر �أطمنى» غناء الطفلة منه اهلل طارق ،وتلحني وكلمات ح�سام ال�شريف ،و�أغنية «غنى يا �سم�سمية للثورة امل�صرية» غناء حممد يحى، وتلحني يحى عبد الغنى ،وكلمات �سمري كمال. وق��د منح ال�شاعر �سعد عبد الرحمن الطفالن منه اهلل طارق و�أحمد عماد �ألف جنيها لكال منهما ت�شجيع ًا ملوهبتهم الواعده ،كما منح فرقة ال�سم�سمية بالإ�سماعيلية �أل��ف ومئتان جنيها حلفاظهم على الرتاث ال�شعبى ،كما منح الطفل يو�سف حممد فرج من فرقة املو�سيقى العربية بالهيئة خم�سمائة جنيها لإمتالكة موهبة الغناء وهو فى �سن �صغرية.
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
15
عبد الرحمن وبكر والحلو وسحاب ونصار يعلنون الفائزين فى مسابقة ثورة يناير األولى لألغنية الوطنية
أخبـــــــــــــار قصور الثقافة
v
14
حتت رعاية وبح�ضور د� .صابر عرب وزير الثقافة ،وال�شاعر �سعد عبد الرحمن رئي�س الهيئة العامة لق�صور الثقافة� ،أُعلنت نتيجة م�سابقة ثورة يناير الأوىل للأغنية الوطنية التى �أقامتها الإدارة العامة للم�سرح برئا�سة الفنان �أحمد �إبراهيم على امل�سرح ال�صغري ب��دار الأوب��ر امل�صرية ،حيث مت ت�صعيد 15 �أغنية فى الت�صفية النهائية للم�سابقة ،وقد �أ�ستمعت جلنة التحكيم التى تكونت من املو�سيقار حلمى بكر رئي�س ًا للجنة التى �شملت �أربعة �أع�ضاء هم الفنان حممد احللو ،املاي�سرتو �سليم �سحاب ،الفنان جمال بخيت ،والناقد �أ.د زين ن�صار لهم. بد�أ االحتفال ب�إفتتاح د�.صابر و�سعد عبد الرحمن معر�ض فنون ت�شكيلة لإدارة ذاك��رة الوطن �أحتوى على جمموعة من التماثيل ل�شهداء ث��ورة 25يناير� ،أعقبها اال�ستماع للخم�سة ع�شر �أغنية التى مت ت�صعيدها وهى «عيد ميالد ثورة يناير، ال�شعب يريد� ،شدى حيلك يابلد ،قولوا مل�صر �إطمنى ،وحدووه، �أحلى من الأول� 30 ،سنة� ،أيها ال�شرق ،م�صر اخلري ،بنحبك يام�صر ،غنى يا�سم�سمية للثورة امل�صرية ،حتلم �شعوب الكون، خري خري ،امليدان فينا» �أعقبها كلمة ال�شاعر �سعد عبد الرحمن الذى �أكد �أن هذه امل�سابقة �سوف تقام �سنويا لإحياء وجتديد الأغنية الوطنية من خالل �أكت�شاف املواهب اجلديدة ورعايتها والإهتمام بها ،وقال �أن م�صر والدة ،و�أهم مامتلكه هو الرثوة الب�شرية م��ن امل��واه��ب امل��وج��ودة بها م��ن �شمالها جلنوبها،
واحلقيقة �أننا اليوم نحتفى بهذه املواهب ،كتعبري عن الإحتفاء بالغد امل�شرق للم�صر ،و�أ�شار �إىل �أن ه�ؤالء املبدعني هم من نتاج الثورة ،قائال «فكما �أن للثورات �أ�سبابها ،لها كذلك نتائجها وها هم نراهم الأن يتوجون عر�س م�صر الذى �شاهدناه فى ميدان التحرير» ،و�أو�ضح �أن الثورة م�ستمرة وكذلك �أبطالها ال�شباب ال �ق��ادرون على حماية وطنهم م��ن املرتب�صني ب��ه ،فبالفعل والكلمة والفن يحمون ويدافعون عن �أر�ض م�صر ،و�أختتم كلمتة ب�أن اهلل قادر على �أن ين�صر ثورة 25يناير واملجد لل�شهداء. ث��م ق��ام رئي�س الهيئة بتكرمي ا��س�م��اء �أع�ل�ام الأغنية الوطنية وه��م «ال��راح��ل �صالح جاهني ،الراحل عبد احلليم حافظ ،والراحل كمال الطويل» كما قام بتكرمي جلنة التحكيم ب�إهدائهم درع الهيئة و�شهادات تقدير مل�شاركتهم فى امل�سابقة، �أعقب ذلك �إعالن جلنة التحكيم للفائزين وكانت كالتاىل: جوائز املراكز الثالث الأوىل: املركز الأول �أغنية «وحدووه» غناء هايدى مو�سى� ،أحلان �أ�شرف حممد ذك��ى ،وكلمات ال�شاعر ال�سيد �أحمد حممود وفازت بجائزة قدرها ت�سعة �آالف جنيه و�شهادة تقدير. املركز الثانى �أغنية «�أحلى من الأول» غناء �أحمد �سعد، �أحلان حممد عزت ،وكلمات رانيا الن�شار وفازت بجائزة قدرها �ستة �آالف جنيه و�شهادة تقدير. املركز الثالث �أغنية «�أيها ال�شرق» غناء وكلمات مى ح�سن
طه ح�سني1996-بولي�سرت �230x130x290-سم v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
17
المثال عبد الهادى الوشاحى فنان العدد
عمق التشكيل بين « طه حسين » و«القفزة المستحيلة »
�صالح بي�صار
القفزة امل�ستحيلة -1975 -نحا�س مطروق -ارتفاع �170سم
يعد املثال عبد الهادى الو�شاحى احد عالمات النحت من اجليل الثالث لفن االج��داد ..ه��ذا الفن الذى اطلق �شرارته مثال م�صر خمتار بعد ط��ول انقطاع واكمل الفنان جمال ال�سجينى م�شواره متمثال فى اجليل الثانى بلم�سة جديدة مبثابة امتداد وا�ضافة ملا قدمه �صاحب متثال «نه�ضة م�صر» . واذا كان الو�شاحى له تعبري بليغ يقول فيه »:املثال هو املالك ال�شرعى للفراغ «مب��ا ي�ؤكد عظمة فن النحت ودوره كت�شكيل فى الثقافة الب�صرية واالرتقاء بالذوق والتذوق ..واي�ضا تخليد الرموز القومية ..اال انه وحتى االن مل ياخذ حقه فى هذا االطار ..فلي�س هناك ميدان واحد فى القاهرة بل وخارجها يقف فيه احد متاثيل الفنان الو�شاحى ..هذا على الرغم من ان املثال الكبري له ثالثة v
16
متاثيل با�سبانيا يعتز بها �شعبها اولها الن�صب التذكارى « اىل الفالح – اجلينيت « بفالين�سيا عام 1969ومتثالني اخرين احدهما بالهيئة االوملبية اال�سبانبة مبدريد عام 1975والثانى متثاله بنادى « ريال مدريد «عام .1977 التقت اخليال باملثال الكبريعبد الهادى الو�شاحى وكان هذا احلديث حول عامله ودنيا فن النحت . �شاكو�ش وازميل يقول :بدايتى بب�ساطة مع فن النحت كانت وعمرى ثالث �سنوات ..كنت كلما وجدت �شاكو�شا انزل دق وخبط على احلوائط واملوبيليا كنت اميل للنحت خا�صة وهو مرتبط بال�شاكو�ش واالزميل . و فى البداية كنت دائم التفكري واف�ضل االنفراد كثريا بنف�سى
ام��راة بارتفاع � 80سم ..اح�ضرت طينة وب��دات اعمل درا�سة من وحيه وق��ررت االلتحاق بالفنون اجلميلة . فى االمتحان التقيت بثالثة من اال�ساتذة : م�صطفى متوىل وابو �صالح االلفى واحل�سني فوزى ..قالوا ىل انت جاى ليه ..قلت نف�سى التحق بق�سم النحت ..وم��ع العملى ..اطلعنى م�صطفى متوىل على جمموعة من الكروت لتماثيل واخذ ي�سالنى وان��ا اجيب :قبلة رودان – مو�سى ملايكل اجنلو وغريها من النحت العاملى هو ي�شري وان��ا اجيب ولوحات فى الت�صوير اي�ضا لدافن�شى وفان جوخ ..قال :انت جنحت بتفوق 20من . 20 متثال «الربد « ف��ى كلية ال�ف�ن��ون اجلميلة ف��ى ق�سم النحت كان معى حممود رحمى كان نحاتا عبقريا اخذته العرائ�س واحمد قا�سم احللو وم�صطفى احلالج
فل�سطينى رحل عن عاملنا فى حادث اليم وعدنان اجنيلة من �سوريا ومن اال�ساتذة :م�صطفى متوىل وجمال ال�سجينى . .واحمد امني عا�صم وهوعبقرى من اال�ساتذة الكبارالذين يفنون انف�سهم من اجل الطلبة وكان يعطى كل ماعنده من اجلنا . فى عام 1960اخر �سنة اوىل كان فيه م�شروع اعمال �سنة ..دخل علينا ال�سجينى ..قال « :الربد !!» واعطى ظهره وخرج !!. تذكرت احمد ربيع زميلى بق�سم العمارة كان طويال و�شكله « �سمارت «انيق طلبت منه ان يكون موديال خلع مالب�سه ووق��ف فى االتيليه عاريا اال من املالب�س الداخلية ووقف وكانت الدفاية �شغاله وكنا فى اعز ال�شتا ..وكان تعليقه :انا احرتمتك ياو�شاحى تعرف من البداية اول ماخلعت مالب�سى لقيت نف�سى ب��ردان وعملت ه��ذه احل��رك��ة ..وانا بدورى �شكلتها مع االح�سا�س بالربد..عملته جب�س دراجة - 1971 -نحا�س مطروق ارتفاع � 63سم
وعملته خ�شب فيما بعد ،وفى م�شروع البكالوريو�س عملت �شهيد دن�شواى وح�صلت على 100من 100 وهو رقم مل يحدث فى تاريخ الكلية . القفزة امل�ستحيلة ي�ضيف :تخرجت من كلية الفنون اجلميلة ع ��ام 1964وع �ي �ن��ت م �ع �ي��دا ب��ال �ف �ن��ون اجلميلة باال�سكندرية ..بعد ذلك ح�صلت على منحة ملر�سم االق�صر وك��ان مدتها عامني ..يق�ضى ال��دار���س ال�شتاء باالق�صر ويق�ضى ال�صيف «بحو�ش قدم «بقاهرة املعز ..يعنى زاد وزواد م��ن ال�ت�راث.. ولكن ات��ذك��ر رج��ل عبقرى ا�سمه امل�ث��ال ال�شهري عبد القادر خمتار..قابلنى وق��ال ىل :ياو�شاحى هناك معر�ض فى ا�سبانيا «بيناىل ابيثا ال��دوىل» وانا ار�شحك له ..ك��ان هذا عام .. 1968تقدمت بتمثال «ال�برد «بعدها ات�صل بى ..ق��ال مربوك ح�صلت على اجلائزة الثانية والبد ان ا�ساعدك فى ال�سفروا�ستالم اجلائزة وق��ام بجهود وات�صاالت مكثفة حتى �سافرت ..وتغريت املوازين من منحة مر�سم االق�صر اىل اال�ستمرار هناك ولذلك ق�صة .. ..فقد مت تكليفى بعمل متثال الفالح مبقاطعة فالين�سيا با�سبانيا وهى اخر مكان و�صل اليه العرب هناك وه��ى مركز حلدائق الربتقال بكل اوروب��ا ..وفى هذه البلدة نخبة من الفنانني الت�شكيليني.. جمموعة من املثالني يقومون بعمل متاثيل �ضخمة من الورق واخل�شب بارتفاع اكرث من �سبعة امتار وفى يوم من العام يقومون بحرقها فى م�ساءاحد االيام كتقليد يحدث كل �سنة ..وهو احتفال على ح�ساب اهل البلدة يرمز اىل التخل�ص من اال�شياء القدمية ..ويحدث هذا فى كل امليادين على غرار ح��رق اللمبى عندنا ..يعنى ان��ا وقعت ف��ى ح��ارة النحت مبعنى اخر حارة ال�سقايني !!. والعمل عبارة عن ن�صب تذكارى نحت بارز» رلييف «..نحا�س مطروق على نافورة مبيدان ي�صور فالح يحرث بح�صان كعادتهم فى الزراعة وميتد مب�ساحة 4مرت و�20سم ×2مرت و�20سم . وانتقلت من ا�سبانيا اىل ايطاليا فقد �شاركت ف��ى معر�ض « النحت ف��ى ال�ه��واء الطلق الجناتو «بدعوة �شخ�صية وذلك مبيالنو واقتنت م�ؤ�س�سة «كانى «عمل ىل موجود حاليا مبتحف الفن احلديث هناك « اخلطوة االوىل – تاتا تاتا» . عدت اىل م�صر عام 1974فى فرباير ..لكن كان على ان ا�سافر من جديد..وكان هناك بيناىل v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
19
....و اهفو دائما اىل الت�شكيل واه��وى اال�شغال الفنية واقتناء الطوابع خا�صة الطوابع التاريخية التى حتتفى برموز الفكر والفن وكنت ارى فى قطع اخلبز «النا�شف «ا�شكاال فنية ..ومع تاملى لل�سحاب خا�صة وقت الغروب ومايحفل من ت�شكيالت توحى بجبال وا�شجار وجياد وطرق وجماميع من الب�شر كنت اهفو اىل �سماع احلواديت واعي�ش فى عامل كله خيال فى خيال !!. الت�شكيل بال�صابون ومتى بدات رحلتك مع الت�شكيل ؟. بدات فى االول من خالل �شمعة كانت �شهرية على ايامنا ثمنها تعريفة وكانت بي�ضاء �ضخمة ..اظل انحت فيها مع ال�صابون املنزىل ..كل هذا ك��ان م��ادة خ��ام للنحت فى طفولتى ..وكنت من فرط ا�ستخدامى لل�صابون فى الت�شكيل ذات مرة قاموا بتانيب الغ�سالة على ا�ستهالك ال�صابون !!. وفى يوم عمات م�ؤامرة ..اخذت مفتاح دوالب ال�ه��داي��ا امل��وج��ود بال�صالون خل�سة وك��ان دائما مغلقا ..اتذكر اننى �شكلت متثاال وفتحت الدوالب وو�ضعته بني التحف وقفلت الباب باهتمام واحرتام ووقار ..ورجعت اىل اخللف حواىل مرت وقلت :انا حابقى بتاع اثار !!..كان هذا وعمرى ثمان �سنوات ومل اكن اعرف ان هناك فنون جميلة وهناك ق�سم للنحت !!. وعندما كربت قليال ا�ستمر الت�شكيل بال�صابون وال�صل�صال الذى كنت اع�شق رائحته وا�ضافة اىل هذا كنت انحت فى �سطح املكتب وعملت رليفات «نحت غائر وب��ارز» ونلت على ه��ذا تانيبا ولوما متهما باتالف املكتب وج��ا�ؤوا بالنجار ال��ذى قام بقلب ال�سطح ..وتكرر مافعلته من قبل فماكان من اال�سرة االان اح�ضرت �سمكرى وغطى ال�سطح ب��ال��زن��ك وو� �ض �ع��وا رخ��ام��ة ومت ن�ق��ل امل�ك�ت��ب اىل املطبخ!!. فيل خ�شب فى املرحلة االبتدائية ..عملت متثال خ�شب لفيل ..ك��ان فيه �صعوبات فى البداية ولكن نال االعجاب ال�شديد من ا�ستاذ الرتبية الفنية وكررت املحاولة بال�صل�صال وكلما ب��دات ف��ى الت�شكيل كان التمثال يقع ل�ضخامته اىل ان وقف متحديا الظروف حني بدا يجف . وفى الثانوى وبحكم عمل والدى ببنك الت�سليف كنا ننتقل من بلدة اىل اخرى فانتقلنا من بلدتنا v
18
املن�صورة اىل حمافظة الغربية وق�ضيت عام كامل فى طنطا هناك فى املدر�سة تعرفت على ر�سام الكاريكاتري حجازى والفنان جميل �شفيق . وفى التوجيهية «الثانوية العامة « ..ومن فرط حبى لناظر املدر�سة عملت متثال يج�سد �شخ�صيته من �شمع الربافني ..كتلة كبرية من ال�شمع ..اكدت من خاللها قوة �شخ�صيته واناقته . وف��ى ذل��ك ال��وق��ت اي���ض��ا ..عملت ال�ستاذ ال��ري��ا��ض�ي��ات مت�ث��ال ن�صفى وك�ن��ت اح�ب��ه واح��ب الريا�ضيات وت��اث��رت ب��ه فيما بعد ف��ى معاملتى للطلبة !!. و اعجبت ب�شخ�صية الثائر احمد عرابى وقمت بت�شكيل متثال له ..ولكن مل يرق والدى ان ا�ستمر فى النحت ..كان يريد ىل ان التحق بكلية الهند�سة بدال من الفنون اجلميلة ..وكان م�صرا على هذا ..وه�ن��ا تركت املنزل حامال عرابى التمثال فى
حقيبتى وتوجهت اىل القاهرة عند اعمامى الذين ا�ستقبلونى بت�شجيع كبري . لقاء بكمال خليفة وفى القاهرة قبل دخوىل الكلية تعرفت على متحف الفن احل��دي��ث ومكتبة الفن ..ك��ان ذلك ب�شارع ق�صر النيل» مكانه جراج حاليا» ..وكان به قاعة للمو�سيقى الكال�سيك و�صالة معار�ض وهناك التقيت بالعظيم كمال خليفة الذى مل ياخذ حقه ل�لان وف��ى حلظة ف��ارق��ة ا��ش��ار اىل متثالني وق��ال :اخ �ت��ار ياو�شاحى ايهما ي��روق ل��ك فا�شرت اىل احدهما وك��ان ت�شخي�صيا لكنه اختار التجريدى واالكرث تعبريية وقال عليك ان تتامل جيدا ..هذا هو النحت احلقيقى ..يومها تعلمت ان ارى اال�شياء على حقيقتها مبعنى اخر ان اتاملها !! وهناك اي�ضا طالعت متثال بديع بلم�سة املثال ادوار زكى خليل رخام ابي�ض ك��رارة يج�سد جذع احلمامة-جب�س�38x25.5x43 - 1967-سم
وهو ي�صور من خاللها رجال ي�ضع يده اليمنى على را�سه مدققا بعيننيه ..فى نظرة يتطلع فيها اىل امل�ستقبل فى نف�س الوقت التى تن�ساب عباءته وراءه منفرجة عن م�سطح م�سكون بال�سطوح الدائرية القو�سية وال�سطوح التكعيبية وكانه يحمل ارث املا�ضى من ال�تراث فى ا�شارة اىل تلك ال�صيغة التى نن�شدها من اال�صالة واملعا�صرة اواحلداثة واملحلية والعاملية . ويعك�س متثاله لطه ح�سني ..ا�ست�شراف اخر ..مبا يحمل من فكر خا�صة وقد ج�سده جال�سا فى ا�ستطالة و�شموخ بنظرة تامل تطول رقبته يكاد يهم من فرط التطلع واال�ست�شراف !!. ورمبا كان متثاله» ان�سان القرن الع�شرين «مبا يحمل من مل�سة �شديدة الع�صرية مع هذا الت�شكيل اال�سطورى الغنى بالفتحات والتموجات الن�سان برا�س دقيق مبهم املالمح ميثل م�ساحة تتج�سد فيها كل افاق الع�صر واجنازاته واحباطاته اي�ضا فهو مفتوح على دنيا من الت�سا�ؤالت . ونت�صور ان الو�شاحى قد ج�سد فى منحوتته « البومة « مبا متوج بتلك الفراغات خا�صة العينني املعنى احلقيقى لويالت الع�صروخرائب الغ�شم والت�سلط . اال ان القفزة امل�ستحيلة متثل قفزة االن�سان لي�س ف��ى الريا�ضة فقط ول�ك��ن فيما يجتاز من حواجز وم��ا يحقق من اجن��ازات كانت فى حكم امل�ستحيل ..ب �ه��ذا الكائن االن�سانى ال��ذى ي�شق الفراغ..تنفرج اطرافه وترتفع ب�شحنة انفعالية �شديدة وحركة تتجاوزكل احلدود . وج��اءت منحوتة الفنان « ذات ال�سبعة ع�شر ربيعا « �صورة للتحفز واالنطالق والتطلع اىل افاق جديدة ..وعموما تبدو اعمال الو�شاحى م�ساحة من ال�سمو تتالق فيها منحوتاته وكانها تقف على اطراف اال�صابع ا�شبه براق�صات الباليه . ومن بني اعمال فناننا « رجل وكرة فى الفراغ « و»العجلة او الدراجة « ..وغريها من اعمال وكلها تخرج على دائرة االعتياد التقليدية فى الت�شكيل والتعبري وتبدو م�شدودة بالتوتر واالنفعال كما تتميز بعمق درامى مع ال�صرحية بلم�سة معا�صرة التعرف ال�سكون ..وهى اعمال تثري الده�شة . حتية اىل الو�شاحى الفنان واالن�سان . ان�سان القرن الع�شرين ارتفاع � 302سم v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
21
عازف العود� 60x40x85-1990-سم
v
20
الريا�ضة ف��ى الفنون اجلميلة با�سبانيا ..قلت اعمل متثال و ا�شرتك فى البيناىل عملت «القفزة امل�ستحيلة « نحا�س مطروق اخذت اجلائزة وابتديت م��رة اخ��رى م��ن ال�صفر ..لقد ع�شت «القفزة امل�ستحيلة» ب�شكل حقيقى ..التمثال ارتفاعه « 180 �سم نحا�س مطروق تركيب مع الزانة وكان الناقد امل�ع��روف « ر�ؤوف �شفارى» ف��ى جلنة التحكيم.. التمثال ح�صل على جائزة الهيئة االوملبية اال�سبانية وهو بيناىل يقام كل عامني مع االقتناء اخلا�ص . بعدها بعامني ف��ى م��دري��د ع��دت لل�شمع من جديد قمت بت�شكيل متثال « رجل وكرة فى الفراغ «رحت ال�ستاذ فى اكادميية �سان فرناندو وطلبت منه �صبه ب��رون��ز ح�صلت ب��ه على ج��ائ��زة ري��ال مدريد « النادى امللكى «..كما ح�صلت على درجة اال�ستاذية من اكادميية �سان فرنادوللفنون اجلميلة مبدريد عام . 1978 وماذا يعنى متثال طه ح�سني بالن�سبة للو�شاحى؟ ط��ه ح�سني ..ه��ورم��ز للفكر امل�ستنري ورم��ز حلرية االبداع ..عملته بحب ومثلما يكون الفراغ له ح�ضور ووجود ميثل طه ح�سني احل�ضورفى احليز املادى و املعنوى وميثل بالن�سبة ىل اخلربة احلياتية والثقافية وقبل كل ذلك تلك اللحظة التى جتمع بني الوعى والالوعى او الال�شعور والتى يظل فيها الباب مواربا على حرية االبداع . ..وعامله فن النحت يعد بالن�سبة لعبد الهادى الو�شاحى الهواء الذ ى يتن�سمه وكان كل �شىء فى حياته من اجل هذا الفن :الدرا�سة وال�سفر والعودة والرحيل م��رة اخ��رى ال�شىء يعنيه �سواه ..حتى ان��ه يقول بب�ساطة �شديدة انا عاي�ش للنحت وال�شىء يقف امامه .واعمال الفنان الو�شاحى متثل مل�سة خا�صة جتمع بني الثباث واالتزان وبني التلخي�ص ال�شديد الذى يقرتب من التجريد مع قوة التعبريوحيوية االداء واخل ��روج م��ن ال�سكونية وه��ى تنطلق من نقطة لتنفرج فى افاق وجتليات تتنوع فيها ال�سطوح من اللم�سات الهند�سية التكعيبية واالنحناءات واال�ستدارات القو�سية وتبدو غنية بالفتحات التى جتعلها فى جت��اوب �شديد مع ال�ف��راغ ..يتخللها ال�ضوءمن�سابا على �سطوحها . ورمب��ا كانت منحوتته « ا�ست�شراف» مبثابة ايقونة اعماله و�سرها ومعناها الرمزى والتعبريى
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
23
كاريكاتير
ابتسم و تأمل
اعمال الفنان الكوليمبى بوتيرو
الفنان الكولومبى فرناند بوتريو ..فنان من عاملنا من العامل الثالث ..اقتحم �أوروبا و�أمريكا بفنه وحتدىالعوملة ب�أعماله ذات الطابع اخلا�ص و التى ج�سدها فى تعبريية و كال�سيكية جديده ب�شخو�صه البدينة و التى جائت عالمة على فنة الذى يدعو �إىل الت�أمل و االبت�سام. ول��د فناننا فى بلدة �صغرية بكولومبيا تدعى ميدالن ع��ام 1937 لأ�سرة فقرية فقدت عائلها فى طفولته الأوىل ..وهناك فى تلك البلدة ال�صغرية اخل�ضراء املفعمة بال�سحر اال�ستوائى من �أ�شجار املوز واملاجنو و التوت الربى اجنذب �إىل عامل الر�سم ..وظل ير�سم فى د�أب على غري رغبة عمه الذى �أراد له �أن يكون م�صارعا للثريان ..و ب��د�أ يلحقه بالفعل ب�إحدى مدار�س امل�صارعة ..لكنه حتول
v
22
من العب فا�شل �إىل ر�سام كل عامله فى البداية يتناول م�صارعى الثريان ..و ملا الق��ت لوحاته النجاح مبيتالن البلدة ال�صغرية و جتاوزتها �إىل كل �أرجاء كولومبيا اجته اىل �أوروب��ا و كانت حمطته الأوىل ب�أ�سبانيا ..وهناك مكث كثريا مبتحف �ألربادو ين�سخ الأعمال الفنية لكبار عظماءالفن من جويا و فال�سكي�س و فريمري ..و انتقل بعد ذلك �إىل ايطاليا باحثا عن الفن فى ع�صر النه�ضة بفلورن�سا ..و فى النهاية تفتحت بحور الأل��وان و الظالل كا�شفة عن عامله املغلف بالغمو�ض ب�أبطاله البدناء و بني االمتالء ال�شديد وال�ضخامة املفرطة ات�سعت تعبرييته الكال�سيكية و التى ال تخلو من الطرافة وال�سخرية و هو ير�سم رج��اال ون�ساء وحيوانات و زه��ور و فواكه
فكرة
الحرف اليدوية ومفهوم التصنيع الثقافى
مفهوم الت�صنيع الثقافى بناء على تعريف اليوني�سكو,ف�أن ال�صناعات الثقافيه و �أحيانا تعرف بال�صناعات االبداعيه, تت�ضمن االبداع و االنتاج و التوزيع ل�سلع و خدمات ذات �صبغه ثقافيه و عاده ما تكون حمميه بحقوق امللكيه الفكريه.ففكره ال�صناعات الثقافيه ت�شتمل عموما على الن�صو�ص االدبيه,املو�سيقى,التلفزيون وانتاج االفالم و الن�شرعالوه على احلرف اليدويه و الت�صاميم .وفى بع�ض الدول فان العماره و ف�ن��ون االداره و الريا�ضه و االع�ل�ام و ال�سياحه الثقافيه ميكن ت�ضمينها هذه ال�صناعه مل��ا ت�ضيفه م��ن قيمه لالفراد و املجتمعات.فهذه ال�صناعه تقوم على امل �ع��رف��ه و ال �ت��وظ �ي��ف ال�ك�ث�ي��ف ل�لاف��راد وتخلق وظ��ائ��ف و ت��در ث��روه طائله.فعرب رعايه االب��داع و املبدعني فان املجتمعات ميكنهااملحافظه على تنوعها الثقافى مع تعزيزادائها االقت�صادى الذى يف�ضى اىل حت�سني دخول االفراد و اجلماعات . ب �ي��د ان ه ��ذا ال �ت �ع��رف لل�صناعات ال�ث�ق��اف�ي��ه ي�ف�ت��ح ال �ب��اب وا� �س �ع��ا لت�ضمن ك��ل م �ك��ون��ات ال �ت�راث ال���ش�ع�ب��ى مل��ا حت �ت��وي��ه من ابداعات,حيث ميكن بذلك ادخال �صناعه املالب�س و ديكورات املنازل و �صناعه الطعام وبقيه املعارف ال�شعبيه,كالطب املكمل و ادوات الزراعه التقليديه و غريها. �أن ال�ت�ن�م�ي��ه ي�ج��ب ان ت�ت�لائ��م م��ع امل�ع��رف��ه التقليديه و ط��رق االن �ت��اج ال�سائد حتى ميكنها تلبيه احتياجات املجتمع امل�ستهدف.فالتنميه ال تبد�أ او تنتهى بانتاج ال�سلع,و لكنها تبد�أ بالب�شر و امكانايتهم املتاحه و بكل ما يحفزهم و يجعلهم مبادرين و كل ما ينظم حركه �أدائهم و �أ�سهامهم فى املجتمع:وبدون ذلك ف�أن كل املوارد تظل كامنه و غري م�ستغله.فالتنميه عمليه تراكميه و م�ستمره و
لها قوه �أنتاج تنمو عرب حتكم �أجتماعى ي�شتمل على جمموعه من املتغريات التى متهد الب��داع و�أليات حمليه تقود للتقدم االجتماعى.بهذا ف�أن الرتاث ال�شعبى,املادى منه و غ�ير املادى,للمجموعات امل�ستهدفه بالتنميه البد ان يحرتم و ي�ستفاد منه كو�سيله ت�ضيف البعد الثقافى و االجتماعى الذى ي�ضمن جناح انفاذ امل�شروعات التنمويه. احلرف اليدويه و �صناعه الثقافه تتوافر فى كثري من دول العامل الثالثه احلرف
و ال�صناعات التقليديه والتى مل يتم ا�ستغاللها اقت�صاديا بطريقه مثلى مل�صلحه تلك االوط��ان و مواطنيها.هذه احلرف تختزن الكثري من املعارف التى اكت�سبها االن���س��ان ب��ال�تراك��م و ال�ت�ج��ارب و ا�سهمت ف��ى ح��ل كثري م��ن اال��ش�ك��االت احلياتيه ل�سنني ع��دة.ف��ان وج��دت ه��ذه احل��رف الرعايه املطلوبه و الدعم الفنى و امل��ادى فانها دون �شك ��س��وف ت�سهم ف��ى حم��ارب��ه الفقر و ح��ل م�شاكل البطاله لكثري من املجموعات,كما ميكنها ان تدر مبالغ �ضخمه و ت�سهم فى تنميه املجتمعات ب�شكل عام. ان هذه احلرف تظهر مهارات التى امتلكتها ه��ذه املجموعات عرب �سنني من التجارب.ولكن لكى ن�ضمن ا�ستمراريه حت�سينها ب�شكل مطرد,ف�أن
�أمين هالل
هذه املهارات وما تنتجه يجب ان تكون ا�سلوب فى احلياه ,اذا كنا نرغب فى اال�ستفاده من مواردنا الكامنه فى بناء الثقافه ال�صناعيه. واخل��ام��ات البيئيه التوفرة بكرثة فى م�صر وق��د تعامل معها العديد من النا�س فى خمتلف انحاء اجلمهوريه وانتجوا منها انواع متعددة من امل�صنوعات اجللدية وال�سعفية واحل�صري وال�سجاد وال��زج��اج املع�شق ول�ك��ن اذا مت ت��وف�ير االدوات امل�ساعدة فى االنتاج وا�ستحدثت بع�ض الت�صميمات اجل ��دي ��دة ,ا� �ض��اف��ة مل��ا ه��و م �ت��واف��ر من ت�صميمات تقليدية ,ميكن احل�صول على نتيجه اف�ضل جتد لها �سوقا رائجة داخل البالد وخارجها ,ومن ثم ت�ساهم فى زيادة دخل االفراد وحتارب الفقر. �صناعة الفخار واملنحوتات بالدوله يجب ان يكون لهذا الن�شاط �شراكة مع وزاره ال�سياحة ,ان النحت و�صناعة الفخار من احل��رف التى عرفها امل�صريون منذ فجر التاريخ ومن منتجات الفخار والنحت جتد �سوقا رائجا فى م�صر والتى تزخر بعدد غ�ير قليل م��ن ال��ذي��ن يجيدون مثل هذه احلرفة ,ان الطريقة الوحيدة هى ان نوفر فر�ص عرب التمويل ال�صغري حتى يتمكن ه��ؤالء املوهوبون من اب��راز مهاراتهم وانتاج وت�صنيف ثقافتهم بتوفري �سلع ذات قيمة فنية ووظيفة عالية ,تدر عليهم ربح عرب ت�سويقها داخليا وخارجيا. فقد �صار الت�سويق االلكرتونى من اجنح ا�ساليب الت�سويق احلديث التى توفر فر�صا للو�صول اىل ع��امل الت�سويق الوا�سع .ه��ذا وم��ن املفرو�ض ان ت�ساعد ك�ل�ي��ات ال�ف�ن��ون اجلميلة والتطبيقية , والرتبيه الفنيه واحتاد الغرف التجارية لل�صناعات ال�صغرية كمرافقني لهذه ال�صناعات و تفيد فى حت�سني الكفائة االنتاجية واال�ستفاده من اخلربات فى جمال الرتويج والت�سويق..... aymanhelal99@yahoo.com v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
25
تنتفخ و متتلئ فى بدانه ب�أوزان ثقيلة وكثافة هائلة وعامل يت�أرجح بني الربائة والبالهة وبني اجلدية والوقار و الطهر و العفاف و اخلالعة و اال�ستهتار . ي�ق��ول :عندما �أر� �س��م �أج��د نف�سى ف��ى ح��ال��ة من ال�ل�اوع ��ى وحت� ��ت ت� ��أث�ي�ر ع� ��امل غ �ن��ى ب��ال���ص��ور ال�شعبية الفلكولورية ..وبالن�سبة ىل متثل البدانة ف��ى ال �ف��ن و ف��ى �أع �م��اىل ع�ل��ى وج��ه اخل�صو�ص م�ساحة م��ن الإب� ��داع مو�صوله بالده�شة تدعو v
24
امل���ش��اه��د �إىل االب�ت���س��ام م��ع القيمة التعبريية. و ب��وت�يرو ي�صور احل �ي��اة اليومية امل�ع��ا��ص��رة مع رج ��ال ال�ع���ص��اب��ات و رج ��ال ال�سيا�سة وامل �ل��وك ال�سابقني وامللكات وال�ع��وام من ب�سطاءالنا�س و رج��ال ال��دي��ن و �شخو�صه م��ن ال��رج��ال و الن�ساء مطالعهم ف��ى احل�ف�لات وال�سهرات ف��ى املالهى الليلية مع فرق املو�سيقى و فى ال�شارع و احلديقة وه ��ى ت�ضج ب��ال��روح اال��س�ت��وائ�ي��ة ال���س��اخ�ن��ة من
خ�لال �أل��وان املالب�س و امل�ط��رزات رغ��م ما توحى من �إيقاع بطيئ بفعل تلك الأج�ساد ال�شاحمة.. و مع عامل الفنان بوتريو ال�ساخر امتدت �أعماله �إىل �سجن �أبو غريب م�صور ًا فى �أكرث من خم�سني لوحة جت�سد ظلم االن�سان لأخيه الإن�سان و م�شاهد التعذيب هناك م�ستعريا نف�س �شخو�صه املت�ضخمة و التى تطل ب�أج�ساد ع��اري��ة ت�ت��أمل وت�صرخ �إىل ال�سماءم�ستجرية من فرط التعذيب.
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
27
جامع عمرو بن العاص أول مسجد بنى فى مصر وأقدم جامعة علمية ( 21هـ 642م)
يذكر ابن عبد احلكم املتوفى فى �سنة 257هـ 871/م فى فتوحه � :أن عمرو بن العا�ص خال ب�أمري امل�ؤمنني عمر بن اخلطاب وقال له :ائذن ىل �أن �أ�سري �إىل م�صر ،وحر�ضه عليها ،وقال :انك �إن فتحتها كانت قوة للم�سلمني وعونا لهم ،وهى �أكرث الأر�ض �أم��وا ًال ،فتخوف �أمري امل�ؤمنني عمر بن اخلطاب على امل�سلمني ،وكره ذلك ،وظل عمرو بن العا�ص يعظم �أمرها عند �أمري امل�ؤمنني ويخربه مبالها ،ويهون عليه فتحها حتى وافق عمر ،فعقد له حملة مكونة من �أربعة �آالف رجل ،وقيل ثالثة �آالف وخم�سمائة رج ًال، وقال له ابن اخلطاب �« :سر و�أنا م�ستخري اهلل فى �سريك» و�س�أتيك كتابى �سريعا �إن �شاء اهلل ،ف�إن جاءك كتابى �آمرك فيه بالإن�صراف عن م�صر قبل �أن تدخلها �أو �شيئ ًا من �أر�ضها فان�صرف و�إن �أنت دخلتها قبل �أن ي�أتيك كتابى فام�ض لوجهك وا�ستعن باهلل وا�ستن�صره. v
26
د .رفعت مو�سى حممد ا�ستاذ الأثار الإ�سالمية
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
29
ف�سار عمرو بن العا�ص وجد فى امل�شي ،وا�ستخار عمرو بن اخلطاب اهلل ،فك�أنه تخوف على امل�سلمني فى وجهتهم تلك ،فكتب �إىل عمرو بن العا�ص� ،إن ين�صرف مبن معه من امل�سلمني ،ف ��أدرك الكتاب عمرو وهو فى رفح ،فتخوف عمرو بن العا�ص �إن هو �أخ��ذه وفتحه �أن يجد فيه االن�صراف عن فتح م�صر كما عهد �إليه عمرو بن اخلطاب ،ونزل فى قرية بني رفح والعري�ش ،ف�س�أل عنها ،فقيل انها من م�صر ،فدعا بالكتاب ،فقر�أه على امل�سلمني ،وقال عمرو بن العا�ص معه �أل�ستم تعلمون هذه القرية من م�صر ؟ فقالوا � :إن �أمري امل�ؤمنني عمر بن اخلطاب �أمرين� ،إن حلقنى كتابه ومل �أدخل �أر�ض م�صر �أن �أرج��ع ،ومل يلحقنى كتابه حتى دخلنا �أر���ض م�صر، ف�سريوا وام�ضوا على بركة اهلل. وتقدم عمرو بن العا�ص �إىل �أر�ض م�صر حتى الفرما ففتح اهلل عليه بعد �شهر ،وتقدم �صوب ح�صن بابليون فحا�صروه �شهر ًا ،وك��ان به �أك��اب��ر القبط ور�ؤ��س��ا�ؤه��م وعليهم املقوق�س ،حتى م��نّ اهلل عليهم بالفتح وعقد ال�صلح مع املقوق�س. و�أراد عمرو ب��ن العا�ص امل�سري �إىل اال�سكندرية لفتحها ،ف�أمر بف�سطاطة ان يقو�صن ف ��إذا بيمامة قد با�ضت فى �أعاله ،فقال :لقد حترمت بجوارنا ،و�أقروا الف�سطاط حتى يطري افراخها ،واق��ر الف�سطاط فى مو�ضعه ،فبذلك �سميت الف�سطاط ،وعن تلك الت�سمية فقيلت �آراء كثرية ،فقد ذكر بتلر فى كتابه ( فتح م�صر) �أن كلمة الف�سطاط م�شتقة من كلمة Fassatum الالتينية وتعنى احل�صن املنيع ،ويزعم �آخرون �أن العرب ا�شتقوها من بالد ال�شام �أثناء حروبهم مع الروم ،وهذا اال�سم ينطبق على مدينة الف�سطاط لوقوعها بجوار ح�صن بابليون ،بيد �أن ال ن�أخذ فى هذا الر�أى لأنه كلمة ف�سطاط فى حد ذاتها كلمة عربية موجودة فى قوامي�س اللغة العربية ،معناها املدنية واخليمة ،ولأن وظيفة املدن العربية كانت مق�صورة فى بادئ الأم��ر على التعريب، وال �شك �أن �أغلب املدن الإ�سالمية اتخذت �أ�سماء عربية بحتة. وع��ن �سبب �إختيار عمرو بن العا�ص ملوقع مدينة الف�سطاط عا�صمة ل��ه لأن�ه��ا تتو�سط ال��وج��ه البحرى والقبلي،حتى ي�ستطيع منها �أن ي�شرف على حكم م�صر، ويتمكن من ت�أمني املوا�صالت بينه وبني ال�شام ،وكانت مدينة الف�سطاط تتميز بتوفري هذه ال�شروط ،ولذلك عدل عمرو بن العا�ص عن اختيار الإ�سكندرية عا�صمة v
28
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
31
مل�صر ،واختار الف�سطاط لذلك الغر�ض ،ويقال �أي�ض ًا �أن اخلليفة عمر بن اخلطاب كان يخ�شى �أن يفرق بينه وبني امل�سلمني ماء ،وانه �س�أل عمرو «هل يحول بينى وبني امل�سلمني ماء؟» فقال :نعم يا �أمري امل�ؤمنني يا �أمري امل�ؤمنني �إذا جرى النيل ،فكتب �إىل عمرو �إن��ى ال �أح��ب �أن تنزل بامل�سلمني منز ًال يحول املاء بينى وبينهم فى �شتاء وال �صيف ،فال جتعل بينى وبينهم ماء ،فمتى �أردت �أن �أركب �إليهم راحلتى حني �أقدم عليهم ،فوقف و�أ�شار على عمر بن العا�ص اتخاذ مدينة �أخرى غري الإ�سكندرية. ومل��ا رج��ع عمرو بن العا�ص من الإ�سكندرية فقال �أي��ن تنزلون ،فقالوا الف�سطاط وهم يعنون ف�سطاطه ال��ذى خلفه �سابق ًا قبل ال��ذه��اب �إىل الإ�سكندرية ،فاختط عمرو مو�ضع الف�سطاط داره ال�صغرى وجامعه ،ف�أنزل النا�س خططهم وف�صلوا بني القبائل وذل��ك �سنة « 21ه �ـ 642 /م» وكان جامع عمرو بن العا�ص �أول امل�ساجد التى �أن�شئت فى م�صر ،ولذلك جمع من الأ�سماء الكثري فمنها اجلامع العتيق ،وجامع �أهل الراية ،و�إمام امل�ساجد، ومقدم املعابد قدب �سماء اجلوامع ،ومطلع الأنوار اللوامع ،عني ق�لادة البنيان ،وعقلية بيوت امللك ال��دي��ان ،وط��وب��ى مل��ن حافظ على ال�صلوات فيه وواظ��ب على القيام بنواحية ومم��ا قيل فيه من ال�شعر: هلل ما �أجمل و�صف م�صرنا وما حوى جامعها املفرد قد �أطرب النا�س ب�صوت �صيته وكيف ال يطرب وهو معبد. �أن�شئ جامع عمرو بن العا�ص على �شاطئ النيل ال�شرقى فى منطقة بها �أ�شجار الكروم ،بعد فراغه من فتح الإ�سكندرية �سنة « 21هـ 645 /م» ،وكان ي�شغل م�ساحة م�ستطيلة طولها 50ذراع ًا ،عر�ضا �أى ما يقرب من « 29م × 17م» تقريب ًا ،وكان ب�سيط ًا جد ًا ،ويطيف الطريق من جوانبه الأربعة، وفتح به �ست ابواب ،بابان يقابالن عمرو فى اجلهة ال�شمالية التى كان يف�صلها عنه طريق عر�ضه (7 �أذرع) �أى ما يقرب من 3.5م تقريب ًا ،وبابان فى غربه وبابان فى جنوبه ،وكان �سقفه مط�أط�أ ،وال �صحن له وال مئذنه. وق��د ح��دد اجت��اه القبلة فيه ثمانون �صحابي ًا جلي ًال ،ومل يكن حمرابه جموف ًا فى �أول �أمره ،ومع كل فقد جاء مائ ًال �إىل ال�شرق قلي ًال ،وقيل :انه بعد �أن فرغ عمرو من بنائه اتخذ له منرب ًا من عمل v
30
بقطر النجار من �أهل دندره ،يخطب عليه ،فكتب �إليه اخلليفة عمربن اخلطاب ( ر�ضى اهلل عنه) ي�أمر بك�سره قائ ًال � :أم��ا يح�سبك �أن تقوم قائما وامل�سلمون جلو�س ًا حتت عقبيك فك�سره. وق�ي��ل �أن��ه �أع���اده م��رة �أخ ��رى بعد وف��اة ابن اخلطاب ( ر�ضى اهلل عنه) ،وق��د مر جامع بن ال�ع��ا���ص مب��راح��ل ك�ث�يرة م��ن التجديد والتعمري والرتميم على تعاقب ال��والة وال�سنني واحلكام، باعتباره �أول امل�ساجد فى م�صر ،فبلغت �سعته �أ�ضعاف م�ساحة اجلامع الأ�صلية الذى مل يبق منها �سوى الأر�ض اال�صلية التى �سري عليها ،و�أول من زاد فيه هو م�سلمة بن خملد الأن�صارى واىل م�صر من قبل معاوية بن �أبى �سفيان فى �سنة « 53هـ 673 / م» فزاد من اجلهة ال�شمالية مما يلى دار عمرو بن العا�ص ،ومن اجلهة الغربية ،وجعل له رحبة فى تلك اجلهة ،وزخرف جدرانه و�سقفه وجعل له �أربع �صوامع ب�أركانه الأربعة ،نق�ش عليه ا�سمه ،و�أمر م�ؤذنى اجلامع �أن ي�ؤذنوا الفجر اذا م�ضى ن�صف الليل ،وفر�شه باحل�صري بد ًال من احل�صباء. وفى �سنة (79هـ 698 /م) ،و�سعه عبد العزيز بن مروان واىل م�صر من قبل �أخيه عبد امللك بن مروان من جهة اجلنوب ،و�أدخل فيه الرحبة التى كانت فى بحريه ،وفى �سنة (89هـ 707 /م) �أمر عبد اهلل بن مروان واىل م�صر من قبل �أخيه الوليد برفع �سقف اجلامع الذى كان مط�أط�أ. على �أن �أهم التجديدات فى القرن (1هـ 7 /م « والتى قام بها قرة بن �شريك العب�سى واىل م�صر من قبل اخلليفة الوليد بن عبد امللك فى �سنة (93 هـ 712 /م ) والتى ت�شمل زيارة من ناحية ال�شرق وال�شمال بعد ادخال دار عمرو بن العا�ص ،وجزء ًا من دار عبد اهلل بن عمرو ،وبقايا الطريق الذى يقع بني اجلامع وبينهما ،و�أ�ضاف �إليه منرب ًا من اخل�شب بد ًال من منرب عبد اهلل بن �أبى ال�سرح ،كما �أمر بعمل حمراب جموف� ،أ�سوة مبا �أحدثه عمرو بن عبد العزيز فى امل�سجد النبوى ال�شريف،وذهب التيجان -الأعمدة – االربعة التى تتقدمه ،وفتح باجلامع اربعة �أبواب ،و�أ�ضاف مق�صورة على غرار مق�صورة امل�سجد الأم��وى بدم�شق والتى �أحدثها معاوية بن �أبى �سفيان. وف��ى �سنة (133ه� �ـ 750 /م) �أدخ��ل �صالح بن على – �أول والة العبا�سيني فى م�صر – دار الزبري بن العوام ،وا�ضاف باب خام�س فى اجلدار
ال�شماىل ُعرف بباب الكحل ،وذلك لوقوعه مقاب ًال لزقاق الكحل ،و�أ�ضاف مو�سى بن عي�س واىل م�صر م��ن قبل ه ��ارون الر�شيد �سنة ( 175ه�ـ 791 / م) ن�صف رحبة �أبى �أي��وب والتى تقع فى م�ؤخرة اجلامع جهة الغرب. وف��ى الع�صرين الطولونى والفاطمي� ،شهد جامع عمرو بن العا�ص �أعما ًال كثرية من التجديد وال�ترم�ي��م – فيذكر �أن خ�م��اروي��ة ب��ن �أح�م��د بن ط��ول��ون �أت�ف��ق على ترميم اجل��ام��ع 6400دي�ن��ار ًا ذهبا ،كما �أ�ضاف يعقوب بن كل�س وزير اخلليفة الفاطمى العزيز ب��اهلل ال �ف��وارة �أ�سفل بيت مال امل�سلمني فى �سنة ( 387هـ 988 /م) ،وفى �سنة ( 403هـ 1012 /م) �أهداه اخللفة احلاكم ب�أمر اهلل تنور ًا من الف�ضة يبلغ وزنه �ألف درهم ف�ضة، وقيل �أن باب اجلامع مل يت�سع لدخوله ،فخلعوا �أحد الأبواب و�أدخلوه فيه ،ثم �أعيد تركيب الباب مرة ثانية. وت�صدعت جدران جامع عمرو بن العا�ص �سنة ( 564هـ 1168 /م)� ،إثر حريق �شب فيه ،والذى �أ�شعله الوزير �شاور و�ضرغام فى مدينة الف�سطاط، ف�أ�صلحه ال�سلطان �صالح الدين الأيوبى فى �سنة ( 568هـ 1172 /م) وجدد بيا�ضه ،وجال عمده، و�أ�صلح رخامه بحيث �صار جميعه مفرو�ش بالرخام حتى مل يبق من �أر�ضه مو�ضعا حتى رخم بالرخام حتت ح�صره على �صدق قول ابن لقمان. وفى ع�صر �سالطني املماليك زادت العناية به ،على �أن �أهم تلك الإ�صالحات ،التى متت �إثر زلزال �سنة ( 702هـ 1303 /م) ،والتى قام بها الأمري �سالر ،فهدم احلد البحرى الذى بني م�ؤخرة اجلامع وبني الزيادة البحرية ،وهو من �سلم �سطح اجلامع �إىل باب الزيارة البحرية ال�شرقية ،و�أعيد ال�سور �إىل ما ك��ان عليه ،ورخ��م وبي�ض اجلامع، و�أعيد �إىل ما كان عليه �سابق ًا ،وقد و�صفه ابن لقمان و�صف ًا دقيق ًا لذلك� ،أما الع�صر العثمانى فنال عمرو بن العا�ص عناية كبرية ،على �أن �أهم اال�صالحات التى �شهدها ،كانت �أيام الأمري مراد بك فى �سنة ( 1212هـ 1798 /م) ،والتى قام بتعديل رواق القبلة ،فهدم بائكاته و�أع��اد بنائها مع تغيري اجتاهها ،فبد ًال من �أن توازى البائكات جدار القبلة� ،أ�صبحت متعامدة على جدار القبلة، دون مراعاة لو�ضع ال�شبابيك ،مما نتج عنه تقابل عقود بع�ض البائكات اجلديدة بفتحات النوافذ
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
33
جدار القبلة ،كما �شيد به مئذنتي ،وهما الباقيتان �إىل الآن ،واث�ب��ت ذل��ك ف��ى لوحة ت�أ�سي�سية تعلو الباب الغربي ،واملحرابني الكبري وال�صغري بروامد القبلة. وقد نال اجلامع اهتمام كبري من قبل جلنة حفظ الآثار العربية ،ففى �سنة 1930م ،اعتمدت جلنة حفظ الآث��ار العربية مبلغ ( )4000جنيه ًا لإ��ص�لاح ظلة القبلة �إ�صالح ًا �شام ًال ،مع تقوية جدران الأجزاء االخرى من اجلامع ،و�أثناء القيام بالرتميم �أم�ك��ن الك�شف على �أب��واب��ه ال�شرقية اخلم�سة ،وباب غرفة اخلطيب على ميني املحراب الكبري ،وثالثة �أبواب باجلانب الغربي ،ومل يبق من �أبواب اجلامع بعد الك�شف �سوى باب رابع يعف بباب « �سوق الغزل» كما مت الك�شف على �شبابيك قدمية حمالة بزخارف خ�شبية ترجع �إىل القرن الثالث الهجرى /التا�سع امليالدى ق��وام تلك الزخارف �أوراق العنب الثالثية ،واخلما�سية البتالت ،وقرون الرخاء ،وزخرفة البي�ضة وال�سهم ،وقبل �أن نختم كالمنا عن جامع عمرو بن العا�ص جند �أن ظلة القبلة �أو بائكات اجلامع ،كانت يتجانبها �أعمدتها
v
32
عبارة عن تيجان كورن�شية التى تتكون من ثالث حطاط من ورقة الأكانت�س ب�إجماىل �أربع وع�شرين ورق��ة ،وتيجان �أيونية التى تتكون ما ي�شبه قرون الوعل ،وتيجان دوري��ة ،وتيجان مركبة عبارة عن الن�صف العلوى من تيجان الأيونية مع حطتان من ورقة الأكانت�س ب�إجماىل �ستة ع�شرة ورقة اكانت�س. هذا بالإ�ضافة �أن جامع عمرو بن العا�ص مل يقت�صر دوره على �أداء الفرائ�ض الدينية فح�سب، بل لعب دور ًا خطري ًا فى ن�شر التعليم فى م�صر، ف�ق��د ع �ق��دت ف�ي��ه ح�ل�ق��ات ال�ع�ل��م ال �ت��ى بلغت فى منت�صف القرن ( 4هـ 10/م) مائة وع�شر حلقة، خ�ص�ص بع�ضها لل�سيدات التى ت�صدرتها �أم اخلري احلجازية فى �سنة ( 415هـ 1024 /م) كما كان يعقد فيه جمال�س الق�ضاء ،الأمر الذى جعله �أقدم جامعة علمية فى م�صر الإ�سالمية ،والذى ما زال م�صدر �إ�شعاع دينى حتى الآن ،ف�ض ًال عن �أنه كان ي�صلى فيه لآخ��ر جمعة ( اجلمعة اليتيمة) فى رم�ضان من كل عام ،هذا بالإ�ضافة للعناية الفائقة من قبل احلكومات املتتالية �إىل الآن.
ح�ضارات خمتلفة. والفنان فاروق ناجى ح�صل على دكتوراة فى فل�سفة الفن من كلية الفنون اجلميلة جامعة حلوان و�أق��ام العديد من املعار�ض اخلا�صة وله مقتنيات مبتحف الفن احلديث ودار الأوب��را امل�صرية وله �أعمال فى جمال النحت امليدانى فى مدينة العري�ش وبع�ض املدن العربية وهو يقيم فى حمافظة �شمال �سيناء بالعري�ش. v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
35
فـنـان من سيناء كتبت ـ رنا �أ�شرف: تعد �سيناء قطعة غالية على م�صر فهى جزء ال يتجز�أ من الكيان امل�صرى ككل وق��د منح اهلل عز جالله هذه الأر���ض الكثري من املقومات التى جتعلها ذات مكانة ا�سرتاتيجية كبرية مع ما حتمل من ثروات تراثية وفنية ومعامل تاريخية. ل��ذا ك��ان��ت دائ�م��ا م�صدر لإل �ه��ام الكثري من الفنانني واملبدعني لكل ه��ذا مع ما متتاز به من معامل دينية وح�ضارية فريدة حيث اجلبال تعانق البحر الأحمر فى م�شاهد خالبة ،كما يوجد مناطق البدو وهم ال�سكان املحليني فى �أماكن جتمعهم من خ�لال رح�لات ال�سفارى التى تتم فى ال�صحراء و�سباق الهجن. وف ��اروق ن��اج��ى ف�ن��ان ول��د ف��ى �سيناء وعكف منذ بدايته مع الإب��داع يت�أمل الأل��وان وتداخالت اخل�ط��وط ليخرج لوحاته ال�ت��ى ت�ع��زف مو�سيقى م�صرية يتناغم فيها ال�تراث ال�شعبى مع البيئة ال�صحراوية ,ولوحاته تت�ضمن املا�ضى واحلا�ضر وامل�ستقبل فهى مو�سيقى مرئية يناجى بها الفنان �أبناء الوطن لبناء �سيناء وامل�شاركة فى تنميتها النها ك�أر�ض مقد�سة حباها اهلل الكثري من الكنوز. وه �ن��ا اع�ت�م��د ال �ف �ن��ان ع�ل��ى ر�ؤي �ت��ه اخلا�صة مبتعد ًا عن الر�ؤية الب�صرية التقليدية وم�ستخدم ًا عنا�صر من البيئة و�أع��اد �صياغاتها فى تنغيمات وم�ساحات متنوعة حمقق ًا فكرته فهى �أ�شبة مبن مي�سك �آل��ة مو�سيقية وي�ع��زف �سيمفونية فرنى الزخارف الهند�سية وهى تت�شابك بكثافة ك�أنها نغمات ودرجات مو�سيقية هادئة ,ثم جند عنا�صر زخرفيه جديدة �أخذت م�ساحات �أكرب حمدثا تنوع فى درجات ال�صوت وقد اندجمت مع درجات من اخلطوط .وق��د ا�ستخدم الفنان احل��رف العربى مثل حرف الهاء « هـ « وهو ي�أخذ �أحجام خمتلفة كما ي�ضيف له بع�ض اخلطوط �أ�شبة بحرف الألف وهى حتيط بحرف الهاء لتكتب لفظ اجلاللة. وطبيعة �سيناء برمالها وكثبانها الرملية املمتدة �إىل ما ال نهاية و�سمائها ال�صافية والقمر والنجوم v
34
وال�شم�س ت�أملها �أ�شبة بالنقو�ش غنية بالتاريخ واحل�ضارة ,هذا الغنى على �أر�ض �سيناء هو الإبداع ملن يراه ويعي�شه ,فيقدم لنا الفنان البدوية التى ترف�ض الواقع وتخرج عن القيود والتقاليد لكى ت�شارك فى املجتمع حمفوفة بحمامات ال�سالم التى ترفرف حولها. كما ا�ستخدم فى لوحاته الهودج ال��ذى ميثل املنا�سبات ال���س��ارة ك��الأف��راح وح�ف�لات الزفاف فهو ميثل التكنولوجيا والعلم واحل�ضارة احلديثة
ك�م��ا يتمناه ك��ل �أب �ن��اء ��س�ي�ن��اء .ك�م��ا جن��د و�سط الكثبان الرملية واحات خ�ضراء من النخيل �أ�شبة بالف�سيف�ساء فهو يعر�ض النخلة ب��ر�ؤي��ة خا�صة فالنخلة هى عرو�س متزينة بالزخارف البدوية ال�ت��ى اع�ت�م��دت ع�ل��ى العنا�صر الهند�سية وه��ى موزعة بنظام �أ�شبه بالتنظيم ال��ذى اعتمد عليه الفن الإ�سالمي ,كما انه يعيد �صياغة الزخارف الإ��س�لام�ي��ة ب�شكل معا�صر فنجد النخلة تقف �شاخمة وحتت�ضن حتت ظلها عنا�صر �أدمية متثل
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
37
«هندرت فاسر» آخر عمالقة القرن العشرين
جماليات المدينة المعاصرة
v
36
د .فاروق وهبة
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
39
رحل هندرت فا�سر ،طائرا بعيدا عن الأر�ض على منت الباخرة العمالقة (�إليزابيث الثانية) ودفن بعيدا عن موطن �أحالمه فيينا ،فى �أر�ض نيوزيالندة فى التا�سع من فرباير عام 2000عن عمر يناهز الواحد و�سبعني عاما. هكذا كانت نهاية �أ�سطورة الأح�ل�ام ،حيث عا�ش يحلم ب�أن يخلف «بيكا�سو» فى ال�شهرة واجلاه والعظمة ،وظ��ل يحلم ب ��أن ي�ضيف على احلركة الت�شكيلية العاملية بالقدر ال��ذى �أ�ضافه �أف��ذاذ الع�صور ال�سابقة من عظمة وعطاء وحكمة ،و�أن يلوك ا�سمه �أفواه من ينظمون ويكتبون التاريخ. وال�شك �أن �أعماله جابت فيينا الوطن ،فهو �صاحب امل�شروع الذى يقوم بتدفئة فيينا باملياه ، كغالية حتت املدينة عن طريق حرق النفايات ، وقد قلب وحول هذه الغالية اىل �أهم مطاعم فيينا ال�سياحية العاملية ،حيث يدور مع دوران ال�شم�س ، و�أ�صبح مزارا �سياحيا ،لعظمته وجالل ت�صميمه ،ولنا �أن نالحظ �أن هذا الفنان �صاحب ال�شهرة واجلاه مل يتعلم الفن فى معهد �أو �أكادميية ،ولكنه التحق ب�أكادميية فيينا للفنون ملدة ثالثة �أ�شهر فقط حيث �أبطلت احلرب الثانية كل الأن�شطة الثقافية v
38
،والدرا�سة فى املعاهد واجلامعات ،وكانت هذه الأ�شهر كفيلة ب�أن ي�صرح له بالتوقيع ب�إ�سمه على لوحاته .وف��ى بطاقة التعارف و�ضع ا�سمه حتت بند �أنه معمارى وفنان ،فقد بهرته العمارة وبهره �أع�م��ال الفان اال�سبانى (انتونى ج��ودي) 1918 – 1982وراقه �أعمال النم�ساوى العظيم (�إيجون�شيلي) و(جو �ستاف كليمت) .وقد حاكى (كليمت) فى ر�سم �أحد �أحياء فيينا ،وزخرف �أوجه عمائرها الباروكية بزخارفه املعهودة مبهارته املبكرة. ول��د ه �ن��درت ف��ا��س��ر بفيينا ع��ام 1928فى اخلام�س ع�شر م��ن دي�سمرب ف��ى �شتاء ق��ار���ص ، وتوفى �أبوه بعد عام من مولده ،وتكفلت به والدته (�إل��زا) فرتكت له العنان لأن يحلم كيفما ي�شاء حتى ت�صادف �أن تقابل مع الفن فع�شقه ،وهناك تف�سريا ملعنى ا�سمه الالتينى الأملانى ( ،مائه ماء) ومر الفنان ب�أوقات ع�صيبة فى حياته ،حيث التحق �أثناء احلرب الثانية بتنظيم �شباب هتلر ،والقى ا�ضطهادا بعده ب�سبب والدته اليهودية والتى كانت تدعو اىل ع��ودة املا�ضى الإم�براط��ورى بالنم�سا ، والفنان كان دائم الأ�سفار حيث ا�صطحب �أدواته لي�سجل الطبيعة واحلياة ،وخالل حياته املمتدة مل
ينجح فى توزيع �أعماله فى �سوق الفن �إال عام1952 فى فيينا. وقد تزوج (فا�سر) مرتان ،الأوىل من من�ساوية طلقته بعد عامان ،والثانية يابانية طلقته �أي�ضا ، وعا�ش حياته وحيدا ،مع الأحالم والآمال. ول�سنا ن�ستطيع �أن نقلل م��ن � �ش ��أن جتربة (فا�سر) الت�صويرية ،فقد ح��دد لنف�سه �إط��ارا فل�سفيا عن فكرة ا�شتقها من الفنان الأ�سبانى املعمارى (جاودي) فقد ر�أى �أن املربع وامل�ستطيل �أ�شكاال تثري �ضغوطا على تركيبه النف�سى وقد�س الدائرة واالنحناءات واللولب ،وركز على ن�ضارة اللون والت�صميم املركب ،فاللوحة عنده �شبكة لونية كثيفة يتفوق فيها الهارمونى اللونى املمتد العاىل ،وذهبت به هذه اخلا�صية لت�ؤكد ع�شقه للفنون التطبيقية وت�صميم العمالت والطوابع الربيدية واجلداريات ،بالإ�ضافة اىل ع�شقه للعمارة كفن له �أ�صول و�أحكام ،وميله احل��اد �إىل الزخرف ، والرتكيز على التزيني والرتمن ،وقد اتخذ �أ�شكاال طريفة لت�صميم ا�شارات معار�ضه وكتالوجاته. وال�ف�ن��ان ل��ه تطلعات لل�شهرة جتعله ي�سلك �سلوكا غري تقليدى ،و�إن��ى �أذك��ر معر�ضه الذى
و�إن ك��ان��ت ظ��اه��رة (ف��ا��س��ر) مل ت��ؤث��ر ومل حت�ظ��ى ب��ال �ع��رف��ان �أم� ��ام جت��رب��ة كتجربة املثال الفرن�سى �سيزار بل حتدد فا�سر فى ت�صميمات �أغلفة الكتب و�أغلفة املنتجات التجارية فى نطاق ال�صناعة بالرغم من �أن الفنان ترك �أعما ًال جدارية كبرية �إال �أن ت�أثريها مل يتخطى نطاق النم�سا – بالرغم من �أن �شهرته كانت كبرية حيث يعترب �آخر عمالقة الفن الت�شكيلى فى القرن الع�شرين ،ولكنه تبوء ظاهرة الدعاية الوا�سعة التى عملت على �أن يرتفع (فا�سر) �إىل م�صاف الكبار. واجلدير بالذكر �أن فا�سر ولد وترعرع ف��ى ن �ط��اق النم�سا ب�ل��د املو�سيقى وال�ف��ن والثقافة – �إال �أن النم�سا مل تفرز فى نطاق الفن الت�شكيلى الكثري من الفنانني لهذا كانت فر�صة (فا�سر) كبرية كفنان متميز �أف�سح له املجال لأن يت�ألق ويذهب اىل �آفاق بعيدة فى جمال ال�شهرة.
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
41
�أقيم فى القاهرة مببنى االحت��اد اال�شرتاكى على النيل فى قلب ميدان التحرير عام 1976وكانت �إعالنات و�إ��ش��ارات املعر�ض غري م�سبوقة ،حيث ظهر (فا�سر) لأول مره بالقاهرة – كفنان وداعية ومفكر . ويفاجئنا (فا�سر) كنا�شط �سيا�سى كبري عمل �ضد فكرة وح��دة �أوروب��ا ون�ش�أة ال�سوق الأوروب�ي��ة امل���ش�ترك��ة م��ن �أج ��ل دع��م ف �ك��رة فيينا الأم لأن تبقى بعيدا عن حم��اوالت فرط عقدها ،و�شارك (فا�سر) فى عملية تهريب الدالى الما من التبت من قبل زعيم احلملة الإنتخابية الدينية للتبت و�أ�صبح (فا�سر) نا�شطا ومعار�ضا الأكرث بروزا فى االحتاد الأوربى ،ودعوته للحفاظ على اخل�صائ�ص الإقليمية وال�ت��زام��ه بامللكية الد�ستورية ،ودع��ا (فا�سر) �إىل �أن النم�سا فى حاجة اىل الأمرباطور الذى هو م�ؤ�س�سة نابعة من ال�شعب وقد نادى ب�أنه يحب اجلمال والثقافة وال�سالم اخلارجى والإميان الذى يخرج بثقة من القلب. وعلى اجلانب الآخ��ر ،فى الوقت ال��ذى القى �ش�أنا فى كونه نا�شطا �سيا�سيا ،نادى بالفكر الفنى و��س�ح��ره للخطوط اللولبية ودع��ا �إىل اخلطوط v
40
امل�ستقيمة هى �أدوات لل�شيطان ،والفن عنده تلقائيا �سرياليا والرتكيز على �إ�شراك املتلقى فى العمل الفنى مع الفنان ،هذا زيادة على الألوان الزاهية ودعى �إىل الأ�شكال الع�ضوية ،وم�صاحلة الب�شر مع الطبيعة والنزعة الفردية القوية وامليل �إىل الأ�شكال الغري منتظمة . وف ��ى ع ��ام 1950رك ��ز ب�شكل م �ت��زاي��د على الهند�سة املعمارية والدعوة �إىل �أن تكون العمارة كائنا وديا ،فهى ك�إالن�سان تتنف�س وت�شعر وتت�أمل . وترتكز م�شاريع فا�سر املعمارية فى الآتى -: بيت الفن Kunst Hausفيينا ،مطعم الطريق ال�سريع النم�سا ،كني�سة هندرت فا�سر النم�س ،بيت امل�سنني �سوي�سرا ،حمرقة النبات – �أو�ساكا اليابان ،الينابيع ال�ساخنة – النم�سا، املراحي�ض العامة – نيوزيالندا ،حمطة ال�سكك احلديدية – البيئة املانيا ،حمطة الطاقة احلرارية – النم�سا ،ت�صميم الطوابع الربيدية ،ت�صميم 26 طابعا بريديا مع الإدارات املختلفة بفيينا� ،إدارة بريد الأمم املتحدة (فيينا – جنيف – نيويورك، الذكرى الثانوية لإع�لان حقوق الإن�سان العاملي، لوك�سمبورج عا�صمة الثقافة الأورب �ي��ة ،ت�صميم
املن�سوجات و�أغلفة الكتب ،ت�صميم الكتاب املقد�س عام 1995ب�أبعاده c.m5X2فى ح��دود 1682 �صفحة ،ك��ان هندرت فا�سر دائ��م اال��ش�تراك فى امل�سابقات الفنية واحل�صول على اجلوائز فيها، 1959ج��ائ��زة بيناىل �ساوباولو 1961 ،جائزة مايتيت�ستى ف��ى طوكيو 1980 ،اجل��ائ��زة الكربى للفنون الب�صرية( ،جائزة الدولة النم�ساوية)، 1981جائزة حماية الطبيعة 1987 ،و�سام العلوم والفنون بفيينا 1988 ،امليدالية الذهبية ملدينة فيينا ،بالإ�ضافة اىل الأفالم الفنية والثقافية. وي �ع��د ه �ن��درت ف��ا� �س��ر م��ن ه � ��ؤالء الفنانني الذين خدمتهم الظروف املت�أثرة باحلرب الثانية وظهورهم الوا�ضح بعد انتهاء الن�صف الأول من القرن الع�شرين بعد �أن طرح اجلزء الأول من هذا القرن �أفذاذ الفنانني �أمثال (مار�سيل دو �شامب) وبابلوبيكا�سو و�سلفادوردايل. وظهر فى حقبة ظهور (فا�سر) فنانني مثل الفرن�سى �سيزار ،وجوزيف بويز . و�أب��ى ال�ق��رن الع�شرين �أن يذهب �إال وي�أخذ معه كل الفنانني ال�سابقني الذكر ليف�سح املجال �إىل فنانني يدلوا بدلوهم فى �سري احلركة الفنية
« خيال احلقل» ق�صة طويلة كتبها �أديب الأطفال الكبري عبد ال�ت��واب يو�سف ..ور�سمها الفنان الكبري عبد احلليم الربجينى ..الذى ت�ألقت ر�سومه مبجالت الأطفال� « :سمري» و «ماجد» و « قطر الندى » . �صدرت فى طبعتها الأوىل عام 1969فى �سل�سلة «ق�ص�ص الهالل للأوالاد والبنات» برئا�سة حترير رائدة ثقافة الطفل نتيلة را�شد « ماما لبنى» ..والتى رحلت عن عاملنا فى ال�شهر املا�ضى بعد �أن �ساهمت بقوة فى ت�شكيل وجدان الطفل امل�صرى خالل جملة «جملة �سمري» 1956-التى تولت رئا�سة حتريرها من عام 1959بعد ال�سيدة نادية ن�ش�أت لأكرث من خم�سة و ثالثني عاما على فرتتني وحتى عام . 2002 وخيال امل�آتة حتكى على ل�سان خيال احلقل ق�صة الأر�ض
و مايدور بالقرية امل�صرية . يقول فى مقدمتها « :ا�سمى الناطور» وعملى الكبري فى احلقل «خيال امل�آتة» ..وقفت مكانى طويال ..مل �أتنف�س .. مل �أحترك ..مل �أتكلم ..عرفت وفهمت الكثري و�أنا �صابر و�أنا �صامت و�أنا عاقل . مع �أن ر�أ�سى حم�شوة بالق�ش �أريد �أن انطق � ..أقول � ..أتكلم ..عندى �أفكار ..عندى ذكريات ..عندى حكايات وبودى �أن �أروى �أحكى �..أق�ص واحدة من مغامراتى . الق�صة فيها نب�ض القرية وروح الريف الذى كان «ونتمنى �أن يعود منتجا من جديد ..و�أن تت�أكد فيه �صور احلب واملودة ك�سابق عهده ..بعد ثورة اخلام�س والع�شرين من يناير» . . فيها جوانب من املا�ضى قبل ث��ورة 1952وحت��والت املجتمع
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
43
الريف “ خيال الحقل “ البهيج ..نبض وروح القرية المصرية
v
42
قلت فى حزم � :إذا �أردت �أن ن�صبح �صديقني فالمت�س حبة واح��دة من قمح هذااحلقل ..عند ئذ تركنى الع�صفور وطار !!. وجلمال “ خيال احلقل « وقيمتها الأدبية قررتها وزارة الرتبية والتعليم على تالميذ املرحلة االبتدائية عام . 1971 والق�صة زاده��ا جماال ترجمتها الب�صرية فى لوحات
فيها عمق الأ�صالة واللم�سة احلديثة بري�شة ف�صيحة للفنان الربجينى ..فى ر�سوم كرتونية وبتعبريية عالية . ونحن نتمنى �أن تعود لأطفال املدار�س من جديد . حتية �إىل الكاتب عبد ال�ت��واب يو�سف والفنان عبد احلليم الربجينى ..و�سالم على رائدة ثقافة الطفل نتيلة را�شد “ ماما لبنى « ..رحمها اهلل رحمة وا�سعة .
ال���ع���دد ال���ق���ادم ال��ري��ف البهيج مع �أب��ط��ال رواي��ة الأر�������ض ل�ل��أدي���ب عبد ال���رح���م���ن ال�������ش���رق���اوى بر�سوم الفنان ح�سن ف�ؤاد v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
45
و�صعوده بعدها ..وفيها �سحر اخليال و�شاعرية التعبري ..و�أبطالها �أطفال �صغار . يقول الناطور �:أقبل الربيع ..كان يحمل على �أجنحة الن�سيم احللو ..علب الألوان ..زجاجات عطر �..أقفا�ص طيور � ..أم�سك الربيع بالفر�شاة وب��د�أ ير�سم لوحة الطبيعة ..ي�صبغ الأر���ض باخل�ضرة ويك�سو الأ�شجار بالأوراق ويزينها بالثمار ويلون الورد والأزهار فيجعلها v
44
حمراء وبي�ضاء و�صفراء وينرثها هنا وهناك . وخيال احلقل كان حار�سا للحقول املنتجة ومن بني مايحكى يقول :حامت الطيور فى ال�سماء وحتركت ب�أجنحتها ولكن ع�صفور جميل �صاح :هل تريد نى �أن اذهب؟ – بل ابق لت�سلينى -هل ت�سمح ىل ب�أن �آكل بع�ض القمح ؟.
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
47
دراسات نقدية
جيهان سليمان ..ولغة جديدة فى التصوير
بين «المدينة الفاضلة» و«كرسى الحكم» د .هوايدا ال�سباعى
�أعادت فنانة اال�سكندرية امل�صورة جيهان �سليمان ال�صلة بني املرئى و الالمرئى وبني الفكرة والواقع واحل�ضور ،الغياب والوجود وال�لاوج��ود ،كما �أع��ادت ال�صلة بني النف�س و اجل�سم ،و ميكننا احلديث عنها كفنانة ذات وعى فردى فى �سياق متعدد .فلقد بد�أت تلك ال�صلة مع موهبتها الفنية منذ �سن مبكر ف�أظهرت �شغفها و مهارتها الفنية ،و مع ت�شجيع الأخرين لها ب�شكل م�ستمر �شعرت ب�أنها متتلك �شىء ثمني له �صفة الإختالف �إ�ستخدمته كطريقة �أخرى لكتابة مذكراتها عن فرتة وجودها فى الكويت حيث ولدت هناك عام 1966م .و هى الفرتة التى �أ�ستمدت منها الكثري من العالقات اللونية و اخلطية ثم ظهرت فيما بعد داخل التجربة الفنية ،فنجد خط الأفق احلاد و حيوية اللون الأ�صفر لل�صحراء مع �أ�شعة ال�شم�س احلارقة و النجوم التى تظهر ليال بو�ضوح ،و املبانى التى ال يتعدى �إرتفاعها الثالثة �أدوار حيث �صبغها �أهل البدو بالطابع البدوى ، الذى مل يتطور �إال فى نهاية ال�سبعينيات و �أول الثمانينيات ،كما ينحدر ال�سطح انحدا ًرا تدريج ًيا جتاه �سواحل البحر .وتتكون فى غالبيتها من �سهول رملية م�ستوية تتخللها بع�ض التالل قليلة االرتفاع وبع�ض الأودية اجلافة ،و التى �أختزنت فى ذاكرة الفنانة منذ ال�صغر
v
46
حتى ال�صبا ف�أ�ستثمرتها بوعى الفنان فى �أعمال و جتارب عديدة �أظهرت اختالفها الفنى و متيزها .ولقد تركت الفنانة الكويت متجهة �إىل وطنها م�صر للإلتحاق باجلامعة عام 1983م .و بالفعل �إلتحقت بكلية الفنون اجلميلة مبدينة الإ�سكندرية لتتعلم الفن ب�شكل �أكادميى ،و �إجتازت �سنوات الدرا�سة بالكلية بتميز ملحوظ .و كان عام التخرج من الكلية 1988م يعترب بالن�سبة لها مبثابة نقطة االنطالق احلقيقية �إىل عامل احلركة الت�شكيلية فى م�صر . و فى تلك الفرتة بد�أت تبادل ل�ل�أدوار بني احلقيقة الب�صرية و احلقيقة الفكرية ،حيث �إرتبطت الأوىل ب���الإدراك الب�صرى الأكادميى و الثانية بالوجدان العقلى ،فجاءت الأوىل مقيدة منقولة عن الطبيعة ملتزمة بالأ�صل � ،أم��ا الثانية فكانت حم��ررة م�ؤلفة و حتمل حالة من الإب��داع تذوقتها و �إ�ستمتعت بها .و من خالل �إلتقاطها ملفهوم الإبداع جاء م�شروع التخرج بعنوان «حلقة ال�سمك» فقدمت �إن�صهار للمو�ضوعية فى ترجمة الواقع مع الذاتية فى الإيحاء التعبريى عن وجدانها و �أفكارها ،ذل��ك من خ�لال ال�صور التى �أختزنتها فى الذاكرة عن حلقة ال�سمك و منطقة بحرى بالأ�سكندرية .فركنت اىل ت�صوير امل�شاعر التى تثريها اال�شياء واالح��داث فى
الأ�ستاذية ا�ستطاعت موا�صلة حتركها جتاه تطلعها الإبداعى الذى كانت قد بد�أته من �سنوات ب�إ�صرار وطموح وعزمية غري متناهية .وك��ان لنجاحاتها املتتالية الدافع الكبري ملوا�صلة امل�شوار الفنى بثقة متجددة .حيث �شاركت فى �صالون ال�شباب الأول عام 1989م و ح�صلت على جائزة ت�شجيعية ،ثم �صالون ال�شباب الثانى عام 1990م و الذى ح�صلت به على اجلائزة الأوىل فى الت�صوير ،و �شاركت باملعر�ض العام الدورة رقم 21من نف�س العام . . وف��ى ع��ام 1993م �شاركت ب�صالون ال�شباب اخل��ام����س و ح�صلت ع�ل��ى اجل��ائ��زة ال�ث��ان�ي��ة فى الت�صوير � ،أما عام 1994م فح�صلت على درجة املاج�ستري كما ح�صلت على جائزة �شرفية ببيناىل ال�ق��اه��رة ال ��دوىل اخلام�س .و ف��ى ع��ام 1997م �شاركت باملعر�ض القومى �أم��ا عام 1999م فلقد
�شاركت ببيناىل الأ�سكندرية الدورة الع�شرين لدول البحر الأبي�ض املتو�سط حيث قدمت ر�ؤية جديدة درامية عن «احلياة و امل��وت» و �أك��دت �أعمال هذه التجربة �أن الفنان املبدع احلقيقى يت�أثر كث ًريا مبا يدور حوله من ظروف اجتماعية �أو �سيا�سية ،ويكون ذلك هو املثري لفنه و�إبداعه و نظرا لوفاة والدها فلقد قدمت ترجمة مل�شاعرها عن «احلياة و املوت» فجاءت مزج بني درامية �أجلريكو و حداثة املرحلة ال��زرق��اء عند بيكا�سو ،كما قدمت ر�سوم خطية باحلرب الأ�سود عن ذكرياتها مبرحلة الطفولة و عالقتها بالأطفال من حولها و �سيارة والدها و كيف كانت متثل عامل بالن�سبة لها ...و فى عام 2000م ح�صلت جيهان �سليمان على درج��ة الدكتوراه .. ومرت الفنانة بعدة مراحل فنية تطورية كانت هذه املراحل من خالل عدد من املعار�ض الهامة التى
و ّثقت بها جتربتها الإبداعية . .بد�أتها مبعر�ض عن «الهيوىل ..و ما بعد الهيوىل» مبعنى املادة وما بعد املادة مبجمع الفنون بالزمالك قاعة �أخناتون بالقاهرة ع��ام 2001م ،و ملا كانت امل��ادة بداية لل�صورة و هما ال ينف�صالن ،بد�أت جيهان �سليمان التق�صى العميق ل�صورة الإن�سان فى هذا املعر�ض ،فاخت�صرت امل�سافات لتوحى باملادة حتى �أنها ج�سدت ما هو �أرقى من ال�شكل . .و �أظهرت قوة فى الإيحاء و �إمتالء العمل بالتعبري و�إن جاء خاطفا ،و هو كون الإن�سان مل ي�صبح هو البطل كما هو متعارف علية على م�سطح العمل الت�صويرى ،لكنه �أ�صبح �شىء من �ضمن الأ�شياء . و ج ��اء امل �ع��ر���ض ال �ث��ان��ى ل�ه��ا ع ��ام 2004م مبتحف حممود �سعيد بالأ�سكندرية بعنوان «قيم معا�صرة»حيث ع�برت بلغة ت�شكيلية م�ستحدثة
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
49
نف�سها كفنانة .و �أق�ترب��ت م��ن ال�ت��أث�يري��ة حيث �سجلت ت�أثري �ضوء ال�شم�س على الأج�سام والأ�شكال ،كما ظهرت لوحاتها مت�ألقة ب��الأل��وان .و لقد عنيت جيهان �سليمان بت�سجيل الإنطباع الكلى عن الأ�شياء مبتعدة عن التفا�صيل .حيث اعتمدت على ال�شدة اللونية بطبقات �سميكة من اللون على غرار الوح�شية .و �أ�ستفادت من التعبريية فى �إعادة بناء العنا�صر بطريقة تثري امل�شاعر حيث عملت على التنظيم والبناء من جديد لل�صورة الرومان�سية ، ولكن فى �إ�سلوب تراجيدى يت�سم مبا تعانيه الأجيال فى الع�صر احلديث من قلق و�أزمات ،كما جمعت بني الب�ساطة و اجلر�أة فى و�ضع اللون و �إ�ستخال�ص املو�ضوع .و لقد �أهتمت مبتابعة �أعمال الفنانيني امل�صريني على �سبيل امل�ث��ال ال احل�صر الفنانة جاذبية ��س��رى بت�صويرها امل�شحون بانفعاالت
v
48
داخلية الغري مرتبط بالبحث عن اجلمال فقط بل على العك�س فهى مت�أهبة دائما لقلب القوانني والقواعد فى حل ف��راغ ال�صورة .كذلك الفنان حامد ندا الذى تو�صف �أعماله بال�سريالية ال�شعبية امل�صرية ،ملا جتمع من ذكريات و�سحر و�أ�ساطري مرتبطة بالعامل ال�شعبى امل�صرى � ..أم��ا الفنانة عفت ناجى التى ر�سمت فى حياتها املبكرة لوحات تعرب عن الأمومة � ،إال �أن �أ�سلوبها فى الر�سم تغري �إىل الفن ال�شعبى والأ�ساطري والأبراج الفلكية ،كما �أنها �أي�ضا ر�سمت لوحات من وحى النوبة القدمية ب�شاعرية مميزة ..و كذلك الفنان عبد الهادى اجل��زار ال��ذى ق��دم مرحلة الأ�ساطري ال�شعبية ، ومرحلة االن�سان والتكنولوجيا وبينهما مرحلة ق�صرية كان �أميل فيها اىل التجريد ف�أ�صبح هو فنان اخليال والأ��س��اط�ير والفن ال�شعبى . .من
كل ما �سبق قامت جيهان �سليمان بدمج كل تلك اخلربات فى بوتقة �أعمالها ،مما �أظهر قدراتها كفنانة على حتقيق املعادلة املتوازنة و �أمتالكها لأدواتها ،الأمر الذى حاز �إعجاب جلنة التحكيم فمنحتها تقدير �أمتياز ،و كان من بني الأ�ساتذة بلجنة التحكيم حامد ن��دا ،و حامد عوي�س ،و عبا�س �شهدى ،و فاروق وهبة ،و عبد ال�سالم عيد ،و فاطمة العرارجى ،و ملك �أبو الن�صر ،حممد ف�ؤاد تاج الدين ،حممد �سامل ،نعيمة ال�شي�شينى .كما عينت بالكلية عام 1989م ثم تدرجت فى الرتقى حتى ح�صلت على الأُ�ستاذية عام 2012م .و �صنعت تاريخا فنيا ُم�شرفا �شهد له اجلميع من فنانيني و �أ�ساتذة زمالء ،و طالب ،و جامعى �أعمال حمليا و �إقليميا. و بي��ن ع ��ام ال �ت �خ��رج وع� ��ام احل �� �ص��ول على
من �صور عن الواقع �إىل �أ�شكال �أكرث ب�ساطة جتلى فيها الإح�سا�س باللون واحلركة واخليال .و جاءت اخللفية عبارة عن م�شهد للمدينة .فكان الهدف هو تقدمي �شكال ذو دالالت فعلية عن املدنية التى تبتعد ع��ن اب�سط م�لام��ح الإن���س��ان�ي��ة .فاجلميع يعي�ش حالة من ال�صراع ُم�ؤرقة ،و ال وجود لرقة امل�شاعر �أو الأحا�سي�س .و رمبا هذه ال�صورة منذ زمن و لي�ست من الزمن احلاىل .تلك هى امل�صورة جيهان �سليمان ف��ى م��ا انتهت �إل�ي��ه بعد جت��ارب عميقة و�صادقة .حيث تقدمت بعمل هام للمعر�ض العام الدورة 34لعام 2012م و الذى عربت فيه عن ثورة 25يناير ،جندها قد و�صلت به �إىل قمة من
قمم البالغة و الو�ضوح فى تب�سيط التفا�صيل مما يزيد من العمق فى الإيحاء ،حيث املعنى الأ�سا�سى املُركز فى فل�سفة ح�ضور كر�سى احلاكم بالعمل الفنى ،و ال�صورة تعك�س امل�شهد ب�صدق .و يعد هذا العمل من �أهم الأعمال التى وثقت الثورة ،و مل يكن ذلك هو احل�ضور الوحيد لعن�صر الكر�سى فمنذ معر�ض الهيوىل و حتى معر�ض املدينة الفا�ضلة و هى تتناول معنى الكر�سى �أجتماعيا و �سيا�سيا، �إىل �أن و�صلت به �إىل تلك اجلملة البليغة ف�أثرت املعر�ض العام حيث وقف اجلميع فنانيني و نقاد �أم��ام ه��ذا العمل حتية و �إعجابا .وم��ن هنا جند �أن م�سرية جيهان �سليمان قد حفلت فى ميدان
الت�شكيل بخ�صائ�ص فنية متميزة جعلتها واحدة من �أب��رز الفنانني امل�صريني الذين �أ�ضافوا �إىل احلركة الت�شكيلية �صبغة مبتكرة ا�ستمدت قيمها الفنية لت�صل بها �إىل املعا�صرة.. لقد �أ�صبحت جتربة الفنانة امل�صورة جيهان �سليمان «م��در��س��ة فنية» ،حتى �أن العديد من الفنانيني قد �أ�ستلهموا جتربتها فى �أعمالهم . و لكنها ك��ان لها ال�سبق فى التناول و ال�سبق فى الطرح . .و هذا لي�س بغريب على التجارب الفنية القوية ال�صادقة حيث تعلق فى الذاكرة و ال ميكن ان تن�سى ب�سهولة . . v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
51
�أ�ضافت لها الطابع العاملى .فبدت املفردات حتمل طابع ًا ميتزج فيه اخليال مع الواقع عرب لغة ت�شكيلية جريئة ت�سهم الألوان الكثيفة والدافئة فى �إغنائها وتوهجها،وتطل ال�شخو�ص من خالل الظالل لتعلن ح�ضورها ،وتروى املواقف التى اختزلتها الفنانة فى كيانات ت�شكيلية �أب�سط مما �سبق ،حيث خرجت من مفهوم الف�سيف�ساء و التفتيت �إىل تلخي�ص للم�ساحات .كما �أظهرت حتكم فى الفراغات الت�شكيلية داخ��ل م�سطح العمل .وال �سيما �أن الألوان جاءت بعجائن كثيفة عرب طبقات لونية يطل �أدناها على �أعالها عرب ثغرات و�أخاديد متنح العمل عمقا ت�شكيليا وبعدا زمني ًا و تك�سبه مالمح من الغنى اللونى ..و مل تن�سى الفنانة العربية جيهان �سليمان �أن تعرب ع��ن ق�ضية «حرب العراق» التى اندلعت منذ عام 2003م ، بل قدمت �ضمن �أعمال معر�ضها «قيم معا�صرة» عدد من اللوحات املعربة عن منهج التفتيت و اخلرائط امل�صورة بالقمر ال�صناعى و حتديد الهدف و حتركات اجلنود . ثم تاله فى نف�س العام معر�ض «الأ�سكندرية. .مثري �إب��داع��ى» بقاعة امل ��ؤمت��رات ال�شرقية مبكتبة الأ�سكندرية ،و هو من املعار�ض املفاجئة بل ال�صادمة ،فاجلميع كان يتوقع �أن يرى مناظر طبيعية عن الأ�سكندرية و لكن جيهان �سليمان ذهبت فى زاوية ر�ؤية خمتلفة �أحدثت بها عن�صر املفاجئة ف�إذا بالفطرى لديها يقدم ما هو ح�ضارى ،و�إذا بالتاريخى ميثل ك�شف ًا عن ر�ؤى امل�ستقبل . فقدمت تراكمات للأيقونات اليونانية الرومانية لت�شكل ك ًال واحد ًا ..مما ا�ستمر م�شع ًا فى لوحاتها ،كما �أكد على فرحتها باحلياة ،فتحولت اللوحات �إىل مهرجان عن ح�ضارة الأ�سكندرية .. و بعد ف�ترة م��ن ال��درا��س��ات و البحث الفنى �أق��ام��ت معر�ضها «ج�م��ال�ي��ات ال�ت�ك��وي��ن» بنقابة الت�شكيليني ع��ام 2009م ،ح�ي��ث غ��دا �إنتاجها الت�شكيلى فى هذه املرحلة �أكرث حتررا من القيود ،وباتت لوحاتها ال تقف عند ح��دود الت�شخي�ص �أوالتجريد ،ب��ل قدمت حالة �إب��داع�ي��ة م�شرتكة ت�سودها روح االبتكار والبحث فى �صور ت�شكيلية معا�صرة جتاوزت بها معظم ال�صيغ امل�ستهلكة .و ركزت جيهان �سليمان فى تلك الفرتة على التكوين الب�سيط و الإقت�صاد فى �إ�ستخدام اخلط وال�شكل و الكتلة �أقتداءا بالت�صغريية ،كما �أ�صبح املقيا�س v
50
ال�صحيح لإختبار التكوين اجليد بالن�سبة لها هو �إ�ستحالة رفع �أى عن�صر من ال�صورة دون الت�أثري على الإخالل بتكوينها ،فكل عن�صر له من الأهمية بحيث ي��ؤدى دوره فى التكوين بدقة وعناية مهما كان �صغريا. و افتتح معر�ضها ال ��ذى �أق �ي��م ف��ى جالريى
امل�سار بالزمالك القاهرة بعنوان «املدينة الفا�ضلة» عام 2010م و الذى يعد بالن�سبة لها نقطة حتول ارت�ك��ازي��ة ف��ى جتربتها الفنية جت��اه التجريدية الهند�سية ،مدركة �أن املدينة الفا�ضلة تتحقق حينما تتكامل القوى العقلية فى الإن�سان خا�صة حينما يعمل على الإرتقاء الروحى ،مما يحدث ح�ضارة تكنولوجية متقدمة قيا�سية..من هنا كان بحثها اجلديد حول �إ�ستلهام قيم املا�ضى العريق امل�ث��ال�ي��ة ,وق �ي��م احل��ا��ض��ر امل�ت�ط��ور ف��ى حم��اول��ة لإقتبا�س النظرة العلمية ،و �إدراك كل ماميكن �إدراك��ه من حولها فى املدينة عن طريق جمموعة من املعادالت الريا�ضية الهند�سية التى ُعرب عنها من خالل م�ضمون ذو �صيغة عددية وقانون ريا�ضى هند�سى ،ك��ان ه��و الأ��س��ا���س ف��ى جميع الأ�شكال املطروحة �أيا كانت ع�ضوية �أو غري ذلك ,فالأ�شكال جميعها يحكمها قانون ريا�ضى يبدو هو املتحكم فى عملية منوها وتطورها .مما �أدى فى بع�ض الأحيان �إىل ظهور مدن لها الطابع التعبريى القيا�سى..
و بحكم معي�شتها فى مدينة �ساحلية جاءت املحاولة لي�س فقط لإ�ستلهام الطابع املعمارى بل حماولة للو�صول �إىل حالة النقاء اللونى .و ملا كانت الهند�سة هى رم��ز الكمال املطلق ال��ذى ال ميكن حتقيقه �إال عمليا .و الهند�سة املجردة على حد قول � ِأميدى �أوزانفان:هى املثل الأعلى للذهن الإن�سانى و هى فى نف�س الوقت ال تت�صل بالواقع . ث��م ج ��اء معر�ضها «الت�شخي�ص ر�ؤي ��ة معا�صرة» و ال��ذى قدمته عام 2011م بقاعة كلية الفنون اجلميلة بالأ�سكندرية ،و هى جت��رب��ة ت�شخي�صية ق��دم��ت جيهان �سليمان ر�ؤيتها عن �شخو�ص و عنا�صر ك�أنها فى و�ضع ت�سجيل �صورة فوتوغرافية للذكرى ُ ..معربة م��ن خ�لال�ه��ا ع��ن ال���ض�غ��وط الكا�سحة التى �أحبطت ال�سمات االيجابية ف��ى ال�شخ�صية امل�صرية وع�ل��ى ر�أ��س�ه��ا الت�سامح وال��رف��ق و ال���ص�بر وال�ط�ي�ب��ة وخ �ف��ة ال �ظ��ل ال �ت��ى تركت ال�شخ�صية امل�صرية مرتبكة مكتئبة �ضعيفة الإنتماء فاقدة للأمان والطم�أنينة .كما عربت ع��ن انت�شار ح��ال��ة ع��ام��ة م��ن ال�ك��آب��ة والقلق والإحباط والي�أ�س �أعلنت عن نف�سها بعنف فى الفرتة الأخ�يرة حيث �أ�صبح هذا هو امل�شهد العام لل�شارع امل�صرى �،أي�ضا مل تخلو التجربة من املفهوم الهند�سى الذى ظهر بو�ضوح من خ�لال اخلطوط الهند�سية التى �أخ��ذت حتا�صر ال�شكل الإن�سانى �سواء فى خلفية العمل �أو مقدمته. فظهرت ال�شخ�صيات بها حالة م��ن الإنطوائية � ،ساكنة ال تحُ بذ احل��رك��ة �أوامل�غ��ام��رة ب��ل تف�ضل البقاء فى مكانها و�إن كان هذا املكان (الوطن) ال يالئمها من حيث الراحة وقد انعك�س هذا امللمح على طموحات ال�شخو�ص فجمدها و ق�ضى عليها و �أحيانا ما ن�ست�شعر تداخل املوت مع احلياة .كما �أن هناك �سوء فهم ملعنى التقدم و التخلف حني يتم ح�صرهما فى الو�سائل التكنولوجية واملو�ضة ، و�أن التقدم فى جمتمعنا �أ�صبح يقا�س بقوة التبعية الفكرية كنوع من الأ�سر اخلفى . و �أعتمد العمل فى بنائه على اخلط الهند�سى ل�ك��ل ��ش�ك��ل ،وت�ن��وع��ت امل���س��اح��ات الهند�سية فى الأ�شكال تبعا لتنوع اخلطوط والأ�شكال واجتاهاتها امل�خ�ت�ل�ف��ة .ك�م��ا جن��د ت ��أل��ف ب�ين ال�ع�ن��ا��ص��ر دون �إ�ستخدام الظل والنور .و �أعتمدت الفنانة ب�شكل �أ�سا�سى على �أ�سلوب التب�سيط فى الأ�شكال فتحولت
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
53
مواهب شابة
إبداعات الشباب
المثال صالح شعبان و حيويه التشكيل امل�ؤهـل :بكالوريو�س فنون جميلة « الأق�صر». 2004 التخ�ص�ص :نحت – �شعبة النحت البارز وامليدالية. ماج�ستري الفنون اجلميلة – جامعة حلوان . 2009 مدر�س م�ساعد بق�سم النحت بكلية الفنون اجلميلة بالأق�صر . ع�ضو بنقابة الفنانني الت�شكيليني .مواليـد � :سوهاج . 1981 وتتميز �أعماله بر�شاقة وحيوية الت�شكيل ومو�ضوعاته مو�صولة بالبيئة امل�صرية والرتاث كما فى منحوتته «احل�صان املجنح» باال�ضافه �إىل �أعمال يغلب عليها الطابع اخلياىل «الفنتازي» وهو ي�شارك فى
v
52
املعر�ض العام فى دورته احلالية. و�أع �م��ال ال�ف�ن��ان ��ص�لاح �شعبان يغلب عليها ال�ط��اب��ع اخلياىل الفنتازى كما نرى فى منحوتته ال�سمكة والتى �شخ�صها ككائن مي�شى على الأر�ض ميتطيه �آدم وخلفه حواء .وهو �أي�ض ًا مت�أثر بروح البيئة والرتاث كما نرى فى منحوته للحيوانات و�أي�ض ًا منحوتته التى ج�سد فيها روح ثورة 25يناير ب�شكل رمزى ..ج�سدها بهيئة ح�صان جمنح جال�س يكاد يهم ويطري فى الف�ضاء تعبري ًا عن قفزة الثورة والإنتقال �إىل حالة تعبريية جديدة تتغري فيها احلياة �إىل الأف�ضل.
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
55
تاريخ فن
األيقونة وعمق التراث اإلنسانى فى المتاحف العالمية
�أكرث من فنانة وفنان يعر�ضون الآن �أعمالهم الفنية فى متحف بيت الأمة �أو مركز �سعد زغلول الثقافى ..حتت عنوان «رحلة العائلة املقد�سة» ومن الفاعليات املهمة تلك الندوة التى يديرها الدكتور م�صطفى الرزاز حتت عنوان « الفن ورحلة العائلة املقد�سة» هذا الن�شاط الثقافى يدعونا ملناق�شة العالقة احلتمية املمتدة بني عامل امل�صريني القدماء ذلك العامل الأر�ضي ،وعاملهم ال�سماوى والذى تولدت عنه الأ�ساطري تلك املادة الدينية الر�سمية التى ارتبطت باملعتقد من ناحية وبنظام احلكم امل�صرى القدمي. كانت هذه الأ�ساطري املنبع اخل�صب للمبدعني فقاموا بت�صوير ما يعرفونه من �أ�ساطري على �أوراق ال�بردى ت��ارة وعلى لوحات خ�شبية من �أ�شجار اجلميز �أو على جدران دور العبادة من كنائ�س و�أديرة ..وفى الع�صر احلديث �أ�صبحت الأيقونة تُر�سم على �أ�سطح زجاجية كما هو احلال فى رومانيا وخا�صة فى متحف الأيقونات مبدينة �سيبيل.
v
54
ح�سن عثمان
ون�ستطيع القول �أن التعبري الدينى الرمزى ب��د�أ منذ القرن الثانى امليالدى بالإ�ضافة �إىل التعبري ( الأيقونوغرافى الواقعى)، «الكرمة ،العنب ،الك�أ�س املقد�س ،الطاوو�س واحلمامة» وهنا جند ت�أثري ًا كبري ًا للحياة والواقع الذى �أجرب امل�سيحيني على عدم الرتكيز ال�شديد على الأيقونة ،ولكن باالنتقال التدريجى من القرن الثانى حتى الرابع امليالدى ظهرت �أيقونات الر�سل �إىل جانب �أيقونات ال�سيدة العذراء. ومن القرن الرابع حتى ال�ساد�س امليالدى ط��ورت امل�سيحية ال�شكل الفني ،و�أ�صبحنا ن�شهد �أيقونات القدي�سيني �إىل جانب �أي�ق��ون��ات ال�سيد وال�سيدة ،والأي �ق��ون��ات التاريخية وق��د �سادت الت�أثريات الكهنوتية فى ال�شخو�ص والوقفات ،واخلط اخلارجى وال�ت��ى �أت��ت م��ن الكني�سة الأنطاكية ،والإ�سكندرية وروم ��ا� ،أم��ا الت�أ�سي�س النقلى فمن الإ�سكندرية بورتريهات الفيوم �أما الزخارف فهى تتبع الكلدانية والأناقة والر�صانة من العا�صمة البيزنطية
القبطية ال�ق��دمي��ة وال��و��س�ط��ى وت�ترك��ز ع�ل��ى فن «الن�سيج» وينفرد املتحف بعدد من الأيقونات من القرنني الثامن ع�شر والتا�سع ع�شر و�أعمال �أخرى تعرب عن التقاليد والفنون ال�شعبية. ويحتفظ متحف اللوفر بجزء من �أطالل باويط خ�ص�صت لها قاعة ب��اوي��ط باملتحف الفرن�سى العريق ..كما ي�ضم املتحف ج��زء من حفريات (�إدف��و) و(وميدا مود وتود) ،ويتميز متحف ال�ل��وف��ر ب ��أن��ه يقدم جمموعة بانوراميه ومعرفية ع���ن ال� �ف� �ن ��ون وال �ت �ق��ال �ي��د القبطية. وف ��ى رو� �س �ي��ا يحتفظ املتحف الإم�ب�راط ��ورى فى مو�سكو ( متحف بو�شكني ح��ال��ي��ا) ،ب� �ح ��واىل 4000 قطعة �أث��ري��ة ،كما تُعر�ض 500ق�ط�ع��ة م��ن ال�ق�م��ا���ش القبطى ال �ق��دمي ف��ى �سان بطر�سربج. وف � ��ى �أمل ��ان� �ي ��ا ي���ض��م متحف ب��رل�ين ال�ع��دي��د من الأقم�شة القدمية النادرة، وي �� �ض��م م �ت �ح��ف ( ه��اي��د لربج) العديد من حفريات مدينة املوتى الواقعة عند مدينة ملوى بالوجه القبلي. �أما املتاحف الربيطانية ف�أنها ت�ضم العديد من الآثار القبطية من �أهمها لوحة من ( وادى �سرجا). وجدير بالذكر االهتمام باملجموعات ال�ت��ى حتتفظ الفاتيكان وروم��ا وفلورن�سا ب�ه��ا وق��د وردت ع�ل��ى ف�ترات طبق ًا لبعثات الآثار التى تقوم بزيارة املواقع الأثرية فى م�صر. الأيقونة على الزجاج الأيقونة فى الكني�سة الأرثوذك�سية الرومانية تخدم نف�س الغر�ض الذى فى الكني�سة الأرثوذك�سية ال�شرقية ،وهو التعبري عن ُبعد روحى ما.
وق ��د ق ��ام ع ��دد م��ن ال��ر� �س��ام�ين ل�ل�أي�ق��ون��ة امل�ستوحاة من الفن البيزنطى مما متيز به فن الأيقونة الرومانية هو ر�سم الأيقونات على الزجاج ف��ى ال �ق��رن التا�سع ع�شر ،مم��ا �ساعد الفقراء م��ن ال�ف�لاح�ين اق�ت�ن��اء الأي �ق��ون��ة ف��ى ( مولرافيا وترن�سلفانيا ) ،وق��د متيزت الأيقونة الرومانية بالب�ساطة ل ُقربها من الفن البيزنطى واقرتابها
من التعبري كر�سوم الأطفال بالرغم من قيمتها الروحية العالية. وقد �أُقيم متحف ًا خا�ص ًا بالأيقونات املر�سومة على ال��زج��اج ي�ضم �أك�ثر م��ن � 600أي�ق��ون��ة متثل الأي �ق��ون��ات ال�ق��دمي��ة ال�ت��ى ال ت��زي��د �أب �ع��اده��ا عن �20سم × �30سم والتى انت�شرت فى عدة مناطق من تران�سلفانيا ( نيكوال) و�ضواحيها فى جنوب
بن�سلفانيا ،منطقة برازون، ( وادى �سيبا�سى �إيفالوليا) ويعود ُمعظم هذه الأيقونات �إىل �أ�صول من�ساوية. ومن �أهم هذه املناطق فى نيكوال القرية التى تقع ف��ى �شمال تران�سلفانيا حيث كانت مركزا للديانات الروحانية التى ا�ستخدمت الر�سم على الزجاج فى القرن اخلام�س ع�شر. وت�ألق ه��ذا الفن فى قرية �سيبيل فى القلب من رومانيا على ُبعد 20كم من مدينة �سبليو ( مطار دويل) ،ف��ى هذا املتحف مالمح العامل القدمي حيث الإخال�ص واحلياة ،العمل وال �� �ص�لاة ت��زي��ن ه ��ذا ال�ع��امل القدمي اجلديد. بعد ه��ذا العر�ض ال�سريع ن�ح��اول التعرف على الأيقونة وت��اري�خ�ه��ا ف��ى ال �ف��ن القبطى ال ��ذى �سجل �أ� �س��اط�ير ال�ع��امل ال �ق��دمي ف��ى �أ� �س �ل��وب تعبريى ب���س�ي��ط وق ��د ح �ظ��ى ب��اه�ت�م��ام �شعبي ،مما دفع البع�ض للخلط ب�ي�ن ال �ف��ن ال���ش�ع�ب��ى القبطى ال� �ن ��اجت ع ��ن ال �ف �ك��ر اجل�م�ع��ى وتتنوع رواياتها و�أفكارها فى ح�ين �أن امل ��ادة اال��س�ط��وري��ة ( الأيقونة) تت�سم بالثبات. والفرق كبري بني الأيقونة ال �ت��ى ت���س�ت�خ��دم ف��ى اخل��دم��ة ال��روح�ي��ة ف��ى طق�س الكني�سة الأرث ��وذك� ��� �س� �ي ��ة وب �ي�ن تعبري (الأيقونة) وه��و علم ال�صورة من حيث التو�صيف �أو الو�صف �أو الرمز وتف�سري طريقة الأداء وعالقتها بالأ�صل املنقول عنه. والأي�ق��ون��ة فى الفن القبطى تقابل املفخمة فى احل�ضارة الإ�سالمية وكالهما توافق م�ضمونى وتبادل تقني ،والعبارتان تدالن على منجز فنى ب�صري� ،أ�صحهما ارتبط بالديانة امل�سيحية والثانى ظهر فى القرن ال�ساد�س الهجرى فى بالد الرافدين مرتبط ًا بالفنون الإ�سالمية. v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
57
وهنا جند �أن فن الأيقونة ت�شكل عاملي ًا فهو تركة لكل الدول وال�شعوب. رغ��م م��ا ع��رف�ت��ه الأي �ق��ون��ة م��ن ردة عنيفة مع بداية القرن ال�سابع على يد بع�ض الأباطرة البيزنطيني مما ُعرف بحرب الأيقونات ،وتُعرف (بالأيكونوكال�سم ) نتج عنها حتطيم العديد من الأيقونات وحترمي ت�صويرها. تعريف الأيقونة الأيقونة عبارة عن �صورة دينية ت�ستخدم فى اخلدمة الروحية لتعك�س طق�س الكني�سة الأرثوذك�سية وجتمع بني الرمز واحلقيقة والتاريخ: وك�ل�م��ة �أي �ق��ون��ة ت�ع��ري��ف لكلمة يونانية تعنى ��ص��ورة �أو �شبه مثال ( )Eikonوت�صنع وفق �أ�ساليب حمددة وبالنظر العتبارات الهوتية حم � ��ددة وت� �ه ��دف الأي� �ق ��ون ��ة �إىل االرت �ق��اء بحياة ال�ن��اظ��ر �إل�ي�ه��ا من الأمور الأر�ضية للروحية ،ولكنها من حيث املعنى الدقيق �أبعد �أي�ض ًا من الت�صوير ،فر�سم �إ��ش��ارة ال�صليب هو �أيقونة ،وخلق اهلل للإن�سان على �صورته ومثله هو �أيقونة ،والأيقونة �أي �� �ض � ًا ب��ال�ي��ون��ان�ي��ة ت�ع�ن��ى ال�ك�ت��اب امل�ق��د���س ،وطبق ًا ل ��ر�أى القدي�س ( يوحنا مك�سوفيت�ش) ت�صبح اندماج ًا بني الرمز والر�سم ،ومتتد الأيقونة ف ��ى ال �ف �ك��ر ال�ل�اه��وت��ى ل�ت�ع�بر عن املرئيات الروحية� ،أو من الأ�شخا�ص فى حالة الغبطة الإلهية. ك��ان��ت م �� �ص��ر ت�ع�ي����ش ع�صر اجلريكورومان قبل ظهور امل�سيحية وانت�شارها ب�صورة �سريعة مبتدئة من �أور�شليم ( القد�س) �إىل �آ�سيا ال���ص�غ��رى ث��م �إىل ب�ل�اد الإغ��ري��ق وال���روم���ان ،ث��م ال���س��اح��ل ال�شماىل لأفريقيا ثم م�صر التى ب�شرها ( القدي�س مرق�س الر�سول) بامل�سيحية فى القرن الأول امليالدي، والذى ا�ست�شهد فى مدينة اال�سكندرية بعد �إن�شائه ملدر�سة اال�سكندرية الالهوتية. ً وكان انت�شار امل�سيحية فى م�صر موكبا لع�صر مزدهر بامل�ضامني الفكرية والفل�سفية والإب��داع v
56
الفنى و�إن كان للحكام وهم من الرومان طغيان العقيدة اجلديدة امل�سيحية �إال �أن امل�صريني وجدوا فى التعاليم امل�سيحية م�ضمون اخلال�ص من الفكر الوثنى ال��روم��اين ،ظهرت املقد�سات فى �أماكن بعيدة ع��ن �إط�ه��اد الطغاة ،كذلك ظهرت فنون الأيقونات وت�ألقت فنون الأيقونة بني القرن ال�سابع
ع�شر �إىل التا�سع ع�شر وق��د ا�ستعانت الكني�سة القبطية ببع�ض الفنانني امل�صريني مثل يوحنا الأرمني ،و�إن�سطا�س الرومي ،و�إبراهيم النا�سخ الذى قام ب�أعمال كني�سة ال�شهيد �أبى �سيفني مب�صر القدمية. قيمة الأيقونات داخل الكني�سة امل�صرية
ت��و��ض��ع الأي��ق��ون��ات داخ���ل الكني�سة ح�سب طقو�س ترمز �إىل امل�ضامني الالهوتية فى العقيدة امل�سيحية ،وتزف الأيقونات فى منا�سبات متعدة من بينها الأع�ي��اد اخلا�صة بحياة ال�سيد امل�سيح وكذلك ب�أعياد ال�شهداء والذين توجد لهم �أيقونات بالكني�سة. وف��ى الع�صر احل��دي��ث �أن�شئ معهد الدرا�سات القبطية عام 1954 بالقاهرة وع�ين الفنان الت�شكيلى �إي��زاك فانو�س رئي�سا لق�سم الفن القبطى مبعهد الدرا�سات القبطية، ومن خالل هذا املعهد ظهرت حركة فنية قبطية معا�صرة ،ا�ستطاعت ا�ستخال�ص القيم الفنية فى الرتاث امل�صرى القدمي �إىل جانب احلفاظ على خدمة امل�ضمون الالهوتي. ومييز الفن القبطى امل�صرى ب�ع��دة عنا�صر �أول �ه��ا� :إل �غ��اء ال ُبعد الثالث ( امل�ن�ظ��ور) ،والتعامل مع ال �ط��ول وال �ع��ر���ض ،وه�م��ا ُب �ع��دان ال يتغريان ،وثانيها :ا�ستغالل الكتلة مع الفراغ و�شغل الفراغ ب�إح�سا�س جماىل ي�ؤكد ر�سوخ النظام الكونى ف��ى جم��ال الت�شكيل ،ومي �ي��ز الفن القبطى االهتمام باللون وما يرمز �إل � �ي� ��ه ...ف��ال �ل��ون الأ� �ص �ف��ر ي��رم��ز للقدا�سة ،واللون الأحمر بدرجاته ي��رم��ز �إىل امل�ج��د وال �ف��داء ،ويرمز اللون الأبي�ض �إىل الطهارة القلبية ويرمز اللون الأزرق �إىل الأبدية التى ال نهاية لها ،وي�ستخدم اللون الأ�سود فى ت�أكيد الوجود وت�أكيد الأ�شكال و�إبراز الت�صميم. التحف القبطية ف��ى املتاحف العاملية ف��ى �أواخ ��ر ال�ق��رن التا�سع ع�شر �شغف العامل مبا �أعلنت عنه بعثات اال�ستك�شافات الأثرية من لفائف وخمطوطات تك�شف عن التاريخ املجهول لفرتات بعيدة .ي�ضم املتحف الوطنى فى القاهرة العديد من �أهم املكت�شفات اخلا�صة بدير باويط و�سقارة كما ي�ضم املتحف القبطى مب�صر القدمية جمموعات تتمحور عموم ًا حول الع�صور
أكبر موسوعة للفنانين التشكيليين فى مصر
عماد ابراهيم
معرض «الرؤية» The Vision معرض فن معاصر
افتتح ا.د� .صالح املليجى رئي�س قطاع الفنون الت�شكيلية املعر�ض الفنى اجلماعى «الر�ؤية» مبركز كرمة بن هانئ القافى مبتحف �أحمد �شوقى ،بح�ضور لفيف من الفنانني والنقاد واجلمهور. ً ويقول حممود حمدى مدير املركز �أن املعر�ض �ضم �أعمال 11فنانا من �أجيال خمتلفة و�أي�ض ًا ذوى �إجتاهات فنية متعددة وخلفيات ثقافية متنوعة وهم ( :خالد حافظ – حممد امل�صرى – هانى را�شد – عايدة خليل – حنان ال�شيخ – طارق ال�شيخ – عماد �إبراهيم – �أحمد �شوقى – عمرو هيبة – �أمين ال�سمرى – معتز الإم��ام ) ،تتناول مفهوم الر�ؤية «�سواء كانت ر�ؤية كونية �أو ر�ؤية العامل» ،م�ضيف ًا �أن م�صطلح الر�ؤية بد�أ فى الفل�سفة الأملانية ليدل على مفهوم �أ�سا�سى م�ستخدم فى هذه الفل�سفة والإيب�ستمولوجيا وت�شري �إىل طريقة «الإح�سا�س وفهم العامل ب�أكمله» بالتاىل ميثل الإطار الذى يقوم من خالله كل فرد بر�ؤية وتف�سري العامل املحيط والتفاعل معه ومع مكوناته.
�إ�سهام ًا منه فى �إث��راء احلركة البحثية والفنية ،ي�ستعد قطاع الفنون الت�شكيلية برئا�سة ا.د� .صالح املليجى لإ�صدار اجلزء الأول من «مو�سوعة الفنانني الت�شكيليني فى م�صر» والتى �ستُعد �أكرب مو�سوعة تر�صد وتوثق جلميع الفنانني الت�شكيليني �سواء كانوا م�صريني �أو �أجانب ممن �أ�سهموا فى تاريخ احلركة الت�شكيلية امل�صرية ،و�صرح ا.د� .صالح املليجى �أن تلك املو�سوعة �ستُعد من �أهم املراجع التى �سوف يعتمد عليها م�ستقب ًال الباحثون وامل�ؤرخون ونقاد الفن الت�شكيلى ملا بها من معلومات مل تتوفر من قبل عن عدد من الفنانني الذين مت �إغفالهم تاريخي ًا بق�صد �أو بدون ,جدير بالذكر �أن هذا الإجناز يقوم عليه فريق عمل يتكون من ا .عالء �شقوير مدير عام بنك املعلومات و�أ .جمدى عثمان مدير جممع الفنون ،وا� .أمين غراب مدير البنك الرئي�سى لتكنولوجيا املعلومات الفنية ،وا .نادية فتحى مدير �إدارة البحوث الفنية ببنك املعلومات، وع�ضوية كل من ا� .شيماء اجلوهرى ونهى توفيق و�شريف �سليمان و�إبت�سام �أحمد.
حين هربت ..عاريات مودليانى كتاب جديد للفنان أحمد الجناينى «ذات مرة مددت كفى لعراف فرن�سى التقيته فى «هامبورج» ..ت�أمل خارطة يدى وخطوط راحتى وهم�س ىل « ..قلبك ي�شتعل على راحتيك ..قلبى معك» يومها �سحبت ال�ه��واء املحيط بى كى �أم�ل�أ به �صدري ،و�أع�ي��ده دخانا حمرتق ًا ك�أنه البارود، ولأول مرة خفت من املوت ..وتذكرت حني ُكنت فى ال�ساد�سة ع�شر ربيع ًا. كنت �أت�أمل املوت فى كل مفردات احلياة ،خلتنى حممو ًال نحو بوابة الأبد ..كتبت يومها �صفحات بلون القلب ..وارتعا�شه الروح». هكذا يقول الفنان وامل�صمم �أحمد اجلناينى فى
كتابه البديع « حني هربت عاريات مودلياين»� ..سرية لذاكرة هوام�ش فنان وهو ُيعد مبثابة �سرية ذاتية حقيقية حلياة زميلنا الفنان ..كتبها ب�إح�سا�سه ال�شاعرى ولغته التى مت�س الروح والوجدان ..وما �أ�شبهها بق�صيدة �شعرية درامية طويلة ،وهو ي�صفع فى مقدمته عاملنا املعا�صر بقوله « كان يوم خال�صى من رحم �أمى وكان �أبى ي�صلى من �أجلى وحني �صرنا �أنا و�أمى اثنني بكيت لأول مرة عاتبتها كثري ًا :ملاذا قذفت بى يا �أمى نحو هذا العامل ال�ضيق ؟!. حتية للزميل اجلناينى ونرتككم م��ع الكتاب يتحدث عن نف�سه.
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
v
59
قطاع الفنون التشكيلية يعيد الحياة لمقتنيات المتاحف الفنية
أخبـــــــــــــارهم v
58
فى �إطار دوره فى الإهتمام واملحافظة على ثروات م�صر الفنية والتاريخية والتى تزخر بها متاحفنا القومية والفنية، يوا�صل قطاع الفنون الت�شكيلية برئا�سة ا.د� .صالح املليجى �أعمال ال�صيانة والرتميم للكثري من مقتنيات متاحفه والتى ت�ضرر بع�ضها طبيعي ًا بت�أثري عامل الزمن عليها ،وتعر�ض البع�ض الآخر للإتالف والتدمري �إبان فرتة الفراغ الأمنى التى �أعقبت الثورة. و�صرح د� .صالح املليجى �أن القطاع ينتهج خطة طموحة ترتكز على الدرا�سات العلمية واملهارات الفنية التى يتمتع بها القائمني عليها م��ن املتخ�ص�صني والعاملني ب���إدارة الرتميم وال�صيانة ،تهدف �إىل احلفاظ على تلك املقتنيات وال�ث�روات التى ال تقدر بثمن ،و�أن�ن��ا ن�ضع �أم��ام�ه��م كافة املقومات والو�سائل التى تعينهم على هذه املهمة الثقافية والفنية الوطنية وتذليل كافة املعوقات التى حتول دون ذلك ف��ور ًا ،وقد �سبق و�أن �أجنزنا الكثري من املهام التى �أعلنها عنها �سابق ًا والتى ي�شرف بها القطاع مثل ترميم و�صيانة مقتنيات متحف م�صطفى كامل بعد �إ�سرتدادها وكانت فى حالة يرثى لها من التلف والتدمري وهى الآن فى �أبهى �صورة وعادت ل�سريتها الأوىل ت�ستعد لإ�ستقبال زوارها بعد �أن يتم �إفتتاح املتحف ب�إذن اهلل قريب ًا. و�أ� �ض��اف �أن �إدارة الرتميم تعكف حالي ًا على مهمة ك �ب�يرة �أخ� ��رى وه ��ى ��ص�ي��ان��ة وت��رم �ي��م م�ق�ت�ن�ي��ات متحف
لوحة حممد على با�شا بعد الرتميم
اجلزيرة والذى ُيعد �أهم متحف فى ال�شرق الأو�سط ،وي�ضم جمموعة كبرية من املقتنيات الفنية النادرة من خمتلف الع�صور مل�شاهري الفنانني العامليني والتى كانت تزخر بها ق�صور �أ�سرة حممد على وهى متثل قيمة فنية ومادية ال تقدر بثمن حيث ُيعد املتحف مر�آة حقيقية تعك�س ثراء النه�ضة امل�صرية مبا فيها من �أ�صالة وتراث خالد ،ولهذا حتتل م�صر مكانة عاملية من حيث ح�ضارتها ومتاحفها الغنية بالدرر النادرة.
لوحة للرسام االسبانى خوان ميرو تحقق رقما قياسيا �سجلت دار مزادات �سوثبى رقم ًا قيا�س ًا جديد ًا للر�سام الأ�سبانى خوان مريو بعد �أن بيعت لوحة النجم الأزرق ( )Etoile Bleueمقابل 23.6 مليون جنيه �إ�سرتلينى ( 36.9مليون دوالر) فى مزاد فى لندن. وجمعت �سوثبى �إجماال 75مليون �إ�سرتلينى ( 117.7مليون دوالر) من مزادها للفن االنطباعى واحلديث لتتجاوز بالكاد التقدير املنخف�ض قبل املزاد وهو 73مليون �إ�سرتليني ،واملزاد هو الأول فى مو�سم حافل ملبيعات الفن الت�شكيلى قد جتمع مليار دوالر �إذا حتققت التوقعات ،واللوحة التى عر�ضت فى م��زاد �سوثبى واح��دة من �أه��م لوحات م�يرو وحطمت الرقم القيا�سى ال�سابق للر�سام اال�سبانى وهو 16.8مليون �إ�سرتلينى ب�سهولة ،وحققت لوحة الرجل اجلال�س ( )Homme Assisللر�سام بابلو بيكا�سو ثانى �أعلى �سعر حيث بيعت مقابل 6.2مليون �إ�سرتليني.
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
61
فن عالمى
«فن البوب» فن العامة ولغة الحياة اليومية الحديثة ميكن اعتبار فن العموم دع��وة فنية ت�شكيلية عال �صوتها بعد احلرب العاملية الثانية « »1945وليدة النت�شار الفكر الإ� �ش�تراك��ى واحل ��ق للجميع ف��ى احل �ي��اة باملثل للآخرين والأخذ مببد�أ �أن الواقع هو �أجمل الأ�شياء وال بد من معاي�شته ومتجيده واالفتخار به ،واعتباره م�صدر جديد للفنون عامة ،و�ضرورة الأخ��ذ بالتغري عما كان عليه احلال فى تبعية الفن بفكره وفل�سفته �إىل حماباة و�إر�ضاء الطبقات العليا احلاكمة فى البالد ورجال الدين فى �إنتاج ما ي�ؤكد بقائهم ونفوذهم ومتتعهم دون غريهم ب��الإب��داع واجل �م��ال وجت�سيد حل�ظ��ات ال�سعادة و�صور الأ�شياء ومعانيها والأ�شخا�ص مبقامها ت�أكيد ًا للدوام وال�سيطرة واجلاه واملن�صب. غري �أن التيار ال�سيا�سى نحو �أحقية الآخ��ري��ن فى ال��وج��ود والتمتع واالف�ت�خ��ار مبعي�شتهم ق��د دف��ع بع�ض الفنانني �إىل تطبيق ه��ذه ال��ر�ؤي��ة اال�شرتاكية مثل ما ق��ام به الفنان «ك�لاو���س �أو ل��دن ب��رج « بعمل فنى رائع جم�سم جل�سم املرحا�ض و�صندوق املياه العلوى اخلا�ص بال�صندوق وال�شيء الذى ي�ستعمله «العموم» للدليل على توغل الفكر اال�شرتاكى بني العموم و�صورة �صادقة ملعادلة الفكر والإبداع الت�شكيلى باجلو ال�سيا�سى اجلديد. ولعل اال�سم ال��ذى �أطلقه الفنان غاية فى البالغة واجلمال حيث كان ا�سم العمل «تواليت ناعم»1966 ، ومي�ك��ن الإ��ض��اف��ة ب���أن عمل ال�ف�ن��ان الكبري «بابلو بيكا�سو» 1950،كان بداية فردية لفن البوب حيث �أنه ي�ؤكد عربة الطفل التى يو�ضع بها وجتره �أو ت�سوقه �أمامها
v
60
�أمه فى طريقها لل�شراء �أو العمل دعوة جديدة مرتبطة مببد�أ متجيد حياة العامة وعنا�صر حياتها ،و�أنها بداية �صارخة من «بيكا�سو» لغريه من الفنانني فى تلك الفرتة �إىل متجيد ما ي�ستعمله العامة واعتبارها م�صدر للإلهام واالبتكار والتفنن ولكنها مل جتد �صداها ب�سرعة �إال بعد ال�ستينيات حيث حققت اال�شرتاكية فى تطبيقها وقوانينها بع�ض ما كان يطالب ويحلم به العامة قبل احلرب العاملية الثانية وال�سنوات التى تلت� 1451 ،إىل �أوائل ال�ستينيات حيث ب��د�أت الدعوة �إىل اال�شرتاكية فى �أمريكا انتقاال من دول �أوربا وكانت عملية االنتقال حمرك ًا جوهري ًا فى حتويل االدب والفن ب�صفة عامة مبختلف �أ�شكاله و�أنواعه �إىل بداية اح�ترام ما ميلكه العامة من ع��ادات و�أدوات و�أجهزة و�أ�شكال والوان و�أزياء وعادات وتقاليد ك�أ�سا�سى للأبداع الفكرى الإن�سانى و�إىل الر�ؤية الت�شكيلية املتكاملة بفروعها املختلفة من نحت وت�صوير وجرافيك. وامل�ت��أم��ل مل��ا ح��دث ي��رى �أن ال�ت��اري��خ ُيعيد نف�سه ب�ضرورة التغري والأخ ��ذ بالأ�سباب والتحرر من القدمي و�إىل اح�ترام الإن�سان وحياته اخلا�صة والعامة واعتبارها م�صدر ًا ل�ل�أدب والفكر والفل�سفة والعلم واملعرفة وك��ذل��ك فى ال ُبعد عن املدار�س الت�شكيلية القائمة على الرومان�سية �أو الواقعية امل�صنفة و�� �ض���رورة الأخ � ��ذ ن �ح��و ال�ت�ح��رر واالخ�� �ت� ��زال ل �ع �ن��ا� �ص��ر ك �ث�يرة م��ن ح�ي��ث ا��س�ت�ك�م��ال ال�شكل
رمزى م�صطفى
بني ر�ؤية امللوك واحلكام ورجال الدين فقد �أجته الفنانون الت�شكيليون �إىل واقع احلياة� ،إىل حياة العموم ،و�أ�صبحت منجزاتهم م��ن �أع�م��ال فنية تابعة لر�ؤية جديدة �أ�سا�سها العموم ( حياتهم – معي�شتهم – مالب�سهم – م�شاعرهم – عالقاتهم االجتماعية والقومية �-أوراق��ه��م امل�ستعملة – عادتهم وتقاليدهم – تفكريهم الفطرى املرتبط ب��ر�أى اجلماعة – �أمالهم و�أحالمهم وتطلعاتهم وم�شاعرهم والتناغم بني عواطفهم والبيئة حيث الإق��ام��ة وم��ا يحيطه وال�ت�راب��ط اجل�م��اع��ى نحو م�ستقبل زاه��ى و�أن احلياة احلقيقية لي�ست �إال
�صورة حياة العموم و�ضرورة التعبري واملعاي�شة لأن��واع الفنون املختلفة من غناء ومو�سيقى وت�شكيلى راق ����ص وم���س��رح��ى و�سينمائى وفنى ت�شكيلى ذا م�صدر واحد هو حياة العامة وبذلك �صار هذا النهج اجلديد حتت م�سمى ( فن العموم) popART وهكذا �أدت كل االرها�صات الفنية بعد احلرب العاملية الثانية وفق ًا للنمو اال�شرتاكى ال�سيا�سى مع �ضرورة �أحقية العي�ش للجميع ،و�أن ما بعد الإن�سان هو �أن يرى ما يعي�ش به وفيه ( �أى حاله عامة) مو�ضع االهتمام والتقدير وم�صدر للوحى والإلهام
والإب��داع لرجال الأدب والفن الت�شكيلى والرق�ص والغناء واملو�سيقى وامل�سرح وال�سينما وغريهم من الن�شطاء فى فروع التعبري املرئى واملح�سو�س وامل�سموع واملدرك. وقد �أهتمت ال�صحوة االمريكية بهذه الر�ؤية اجلديدة وعمل على تعزيز وتن�شيط �أعالمها فى جمال فن البوب ( فن العموم) وعملت �أي�ض ًا على ن�شر هذه الر�ؤية االبداعية للفنانني وما �أجن��زوه من الأعمال م�ؤكدين �صدق مبادئ هذه املدر�سة اجلديدة املعا�صرة وتكرمي وتعزيز ون�شر �أعمال النابغني فيها على �سبيل املثال ولي�س للح�صر.
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
63
�أو ال�صورة وال��دخ��ول فى مرحلة جديدة قوامها اال��ص�لاح واالم��ان��ى والتعبري ال�ث��ورى واالح�سا�س مب�شاكل احل �ي��اة احلياتية وات �خ��اذ �أب �ط��ال هذه الأعمال بعيد ًا عن االم��راء وامللوك بل �إىل طبقة جديدة من املجتمع مل ت�صل بعد �إىل العامية �إال بعد الثورة اال�شرتاكية بعد احلرب العاملية الثانية وحقق العموم. ويجدر الإ�شارة �أن الواليات املتحدة االمريكية قد ت�أثرت ب�شرارة ووه��ج الر�ؤية اال�شرتاكية فى بداية ال�ستينيات ،وهو ما �ساعد على تغري جذرى ف��ى جم��ال الإب� ��داع ب�صفة ع��ام��ة وخ��ا��ص��ة الفن
v
62
الت�شكيلي ،حيث ظهرت مدار�س جديدة بعيده عن الدول االوروبية مثل مدر�سة « التجريدية التعبريية» على يد «جاك�سون بولك « حيث �أ�صبح التعبري الت�شكيلى الفنى عن طريق اللون وال�شكل والتالحم والت�ضاد والو�ضوح و�صراحة اللون وال�شكل مع اخل�ف��وت واالن�ط�ف��اء وال�ت�ط��اول واالنتقا�صى بني عنا�صر اللم�سات اللونية ذات ال�شحنة التعبريية والفكرية واملفاهيمية عند تطبيقها وو�ضعها على �سطح اللوحة ،بغية وحتقيق ًا ملفهوم جديد بعيد ًا عن ال�صورة احلقيقية �أو الواقع املرئي ،رغبة فى �أ�ضافة واقع جديد ًا للر�ؤية حمققة للواقع بطريق
االي �ق��اع النغمى (املو�سيقي) واحل��رك��ى الناجت للم�سات الفر�شاة ب�ألوانها على �سطح اللوحة. وه �ك��ذا ب ��د�أ ال �ف��ن ف��ى ال �ع��امل ب�ع�ي��د النظر ف��ى م��دار� �س��ه ال�سابقة كال�سريالية وال��رم��زي��ة واالنطباعية الخ ..من م�سميات �إىل �صورة جديدة مل ي�سبق لها مثيل حمققة منو �سريع وت�أكيد لر�ؤية ج��دي��دة والأخ ��ذ بها متعدية ال��واق��ع واندماجها فى واقع ال�شعور والإدراج واالحا�سي�س وم�شاركة العموم كعن�صر ا�سا�سى فيه. ومع هذا التيار التطورى الهائل والرغبة فى احلرية وامل�شاركة احلياتية للجميع و�إلغاء الفوارق
لعنا�صر ووح��دات احلياة العامة ومتثال الزيارة للعائلة مع الطفلة ال�صغرية يو�ضح نوع من النموذج ال�سلوكى للأ�سرة العامية ب�أزيائها فى ا�ستقبال ال�ضيف القادم �أرمان :1967جمع بني الواقع املج�سم ملجموعة من العنا�صر والوحدات امل�ستعملة ب�ألوانها املختلفة بالرغم من �شكلها الواحد ولكن خزين �صندوق خ�شبى على جتمع الأ�شياء مبختلف �ألوانها فى �صندوق واحد هذا بالإ�ضافة �إىل نزعة �سريالية خيالية انتابت بع�ض �أعماله �أ�شهرها ج�سد �أمر�أه من البال�ستيك ال�شفاف بداخلها �أيد ذات قفازات منت�شر داخل بدن هذا التمثال ال�شفاف1967 . وبرت �أنديانا� 1968 :أ�ستطاع �أن ي�ضع االرقام واحل��روف الهجائية كعن�صر �أ�سا�سى فى ت�شكيل �أعماله الفنية باعتباره عن�صر عام بني العموم فى حياتهم اخلا�صة والعامة. وهكذا �سجل فن العموم �صالحية ا�ستخدام
ما ي�ستعمله ويعي�ش الإن�سان فى حياته م�ستعينا بها فى حتقيق وج��وده كعن�صر �أ�سا�سى و�ضرورى فى ال��وج��ود الداخلى والعقل الباطن واالدراك��ى واملعرفى والتعبريى للإن�سان املعا�صر فى ابداعاته الفنية واالدبية والت�شكيلية واالدائية اعتبارا منه ب ��أن م��ا يفكر فيه ويعي�ش وبحياته م��ن عواطف و�أحا�سي�س وم�شارك وادراك ��ات ومعرفة و�سلوك ب�أن تكون عنا�صر الإبداع عن الإن�سان فى متجيد وت�سجيل واالفتخار مبا هو فيه من قيم وحال و�شكل وجمال و�أم��ال و�أح�لام وم��ا قد ي�صدر من جديد فيما يحقق قدرته على ا�ستخدام عنا�صر الوجود الذى �سخرها له اهلل فى خلقه ووجوده ُمعمر ًا لهذه احل�ي��اة الفخور بها وب�غ�يره م��ن النا�س باعتباره فرد منهم « منهم ولهم يعمل ويعي�ش فرد مثلهم مكونا جماعة العموم الإن�سانى فى الوجود كله بفنه الت�شكيلى وغريه من �أنواع الفنون املتعددة ،والتى �سميت الآن با�سم « فن العموم».
.
أعالم مدرسة فن العامة (البوب أرت) بابلو بيكا�سو ( )1950مب�شر ل��ر�ؤي��ةجديدة. مار�سيل دى �شامب ( )1951معرت�ضعلى املدار�س الفنية. �أندى وارهولد ()1963 -1962 -1956من االعمدة الأوىل لفن العامة. روبرت رو�شن برج (.)1958– كلري �أولد برج .1965 – توم في�سلمان. بيرت بالك (.)1959 �أرمان (.)1961 روبرت بر�شت (.)1961 رت�شرد لندر (.)1961 �آالن جونز (.)1962 ديفيد هوكنى (.)1962 روى لين�شني (.)1962جو تل�سون (.)1963 �أوك�سى �سومور�س (.)1963 مارى �سون (.)1964مار�سيل دى �شامب (.)1964 جورج �سيجال ( .)1965 رم��زى م�صطفى ( )1965فتح عينكت�أكل ملنب باملركز الت�شكيلى بالقاهرة. دى �سانت فاال ( .)1968فكى دى �سانت فاال ( .)1969 -1968 وغريهم كثريون ممن يقدمون �أعما ًال فنية ت�شكيلية تخ�ص�ص ملفاهيم وقواعد وا�صول و�ضوابط مدر�سة فن العامة. v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
65
جا�سرب جونز متيزت �أعماله با�ستعمال العلم االمريكى بخطوطه احلمراء والبي�ضاء وال��زرق��اء وجنومه البي�ضاء مببادعات بارعة الت�شكيل للعلم و�ألوانه وخطوطه ذات دالله على االنتماء اجلماعى للوحدة املختارة واالفتخار بعلم ب�لاده باعتباره حق كل مواطن �أن يحمله ويحميه وملكه مع االخرين ،وهو تطور فى اختيار عنا�صر العمل الفنى الت�شكيلى ب�صورة جديدة م�ؤكدة ريادة فن العموم. �أندى وارهولد متيزت �أعماله الفنية ب�ضرورة االحتفاء بكل ما ي�ستعمله الإن�سان فى حياته العادية من �أكل وم�شرب ج��اه��ز التح�ضري خ��ارج البيت ك��ل م��ا ي�ستطيع احل�صول عليه بال�شكل واللون واحلجم الواحد، م ��ؤك��د ًا دور ال�صناعة اجلماهريية مل�ستلزمات احل�ي��اة م��ن عنا�صر ي�ستعملها اجلميع وي�سهل احل�صول عليها فهى �شريكة ب�أ�شكالها و�ألوانها فى ثقافة وحياة العموم واملحققة ملبد�أ العدل وامل�ساوة وطبيعة ا�ستمرارية التواجد االجتماعى ومن �أ�شهر �أعماله الفنية علبة ال�صل�صة ، 1968 ،وكذلك علب الفاكهة املحفوظة و�أ�شهرها علبة كمبوت امل�شم�س، 1962ومل يدع �أندى وارهولد الفنانني املمثالت من ا�ستعمالهم كعنا�صر فنية فى �أعماله وعلى �سبيل املثال الفنانة املمثلة اجلميلة «مارلني مونرو» ر�سم لها لوحات كثرية �أ�شهرها ( �شفاتاها ) عام 1963 و�أ�ستخدم �صور الأوراق النقدية الدوالر فى �أعماله كذلك روى لي�شتاين Roy lichtcnstien �أهتم هذا الفنان ب�أعماله �أقرب �إىل القراءة ال�سريعة للمتفرج با�ستخدام الكتابة وال�صور املو�ضحة ب�أ�سلوب يقرتب من االعالن املبا�شر �سهل القراءة و�إي�ضاح الغر�ض الفنى فى تناغم �صارخ ومو�ضح خل�صائ�ص عنا�صر عمله. بيرت بالك 1959 �أ�ضاف علوية �أو جاذبية لل�صورة امل�سطحة �إىل جزء جل�سم يحمل فى طياته عنا�صر ووحدات جم�سمة وهكذا كانت حماوالت للجميع بني امل�سطح واجل�سم فى عمل واحد �أعترب فيما بعد باملركب. مارى �سول 1964 من �أ�شهر �أعماله النحت امللون عن طريق تكيف الأ� �ش �ك��ال �إىل ع�لاق��ات طبيعية مكونة ل�شخو�ص جامعة بني التعديل والت�شكيل واال�ستعمال v
64
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
67
فنون فطرية
الفنان التلقائى مصطفى العزبى
وصور شعبية من بورسعيد
فى قاعة الفن الت�شكيلى ب�ساقية ال�صاوى بالزمالك �أقيم معر�ض الفنان التلقائى البور�سعيدى م�صطفى العزبى والذى �ضم 62لوحة ج�سدت �صور احلياة ال�شعبية و�سحر البيئة مبدينة بور�سعيد ..وهذا هو املعر�ض الأول له مب�صر على الرغم من �أنه عر�ض �أعماله من قبل مبوانى كثرية بدول العامل وكان ذلك من خالل معر�ض متنقل على بارجة برتول. يقول الفنان العزبى هويت الفن من بداية الطفولة وتعلقت به باملدر�سة االبتدائية وك��ان �أ�ستاذى الأول الفنان التلقائى طه �شحاته والذى كان يزين واجهات البيوت ببور�سعيد فى منا�سبات احلج وبينما كان ير�سم م�ستخدم ًا ال�سلم كنت �أقوم بالر�سم على الأر�ض وكانت ر�سومى تبهر املارة �أكرث من ر�سمه رغم �صغر �سنى
v
66
وفى املرحلة الإعدادية كنت رئي�س ًا جلمعية الر�سم والتحقت بعد ذلك بالثانوى ال�صناعى ق�سم العمارة ولكن كنت �أق�ضى معظم الوقت بق�سم الزخرفة و�أقوم بالر�سم و�أتفوق على زمالئى بالق�سم وذلك من خالل اللوحات والالفتات الإعالنية واخلطوط الزخرفية وبعد االنتهاء من املرحلة الثانوية التحقت باجلي�ش والتقيت هناك ب�صديق طفولتى اخلطاط خ�ضري البور�سعيدى وقمنا �سوي ًا بت�أجري حمل باجلمالية وبينما ا�ستمر هو فى كتابة لوحاته اخلطية ..كنت د�ؤوب ًا فى الر�سم وتتلمذت �أي�ض ًا على ر�سام الإعالنات عبده حممد وكنت �أتردد عليه ب�شارع جالل بجوار �سينما كايرو حتى �أ�صبحت من ر�سامى البورتريه «ال�صورة ال�شخ�صية». ول��وح��ات ال�ف�ن��ان م�صطفى ال�ع��زب��ى � �ص � َّور م��ن خاللها وجه
�إ�ضاءة مصطفى أحمد حلم باالنتصار فى �أم�سية من ليال �شوارع الزمالك اخللفية، وفى مقهى ال��ورد ،حكى الراوئى بهاء طاهر عن ف�ترة التكوين الثقافى ،وي �ق��ول�“ :أعتز ب�صفة خا�صة ب�أن الفنان م�صطفى �أحمد هو الذى ر�سم �أول جمموعة ق�ص�صية ن�شرتها ،وه��ى جمموعة “اخلطوبة» ع��ام ،1972ك��ان��ت ال�ل��وح��ات التى �أهداها ىل ت�ضم املجموعة منها �سبعة ر�سوم غري لوحة الغالف ،قراءة بالغة الت�أثري مل�ضمون الكتاب، جت�سد فيها ت�ط��اب��ق ب�ين منهج ال�ك�ت��اب��ة ومنهج الت�صوير. يروى بهاء طاهر“ :عرفت ال�صديق الراحل م�صطفى �أحمد فى �أوائ��ل اخلم�سينات ،فى عام .. ،1953كنا ف��ى مطلع الأم��ل وحتقق حلم.. ، جالء الإجنليز عن م�صر الذى كان حلما غاليا، ومت توزيع �أرا���ض على فقراء الفالحني ،وتقررت جمانية التعليم للجميع ،وبعد قليل �سيكون ت�أميم القناة وحرب ال�سوي�س ،وبناء ال�سد العاىل ،وكان احلما�س ميلئونا لهذه الإجنازات وغريها “. ومن ال يعرف م�صطفى �أحمد هو فنان ،حلم باالنت�صار ،وه��و يعرب من االنك�سار ،بعد زل��زال عام ،1967فقد خرج م�صطفى �أحمد من رحم خم�سينات ال�ق��رن الع�شرين� ،إىل جمتمع يحلم بواقع جديد ،و�شهد حت��والت ث��ورة يوليو ،1952 وميالد بناء دعائم الدولة القومية ،بكل حتدياتها، لكنه عا�ش ع�صريني ،ع�صر النهو�ض والرغبة فى التحديث ،والتقدم ،وع�صر االنك�سار ،بعد نك�سة العام ،1976وع�بر عن كليهما ،ويعد �أح��د �أب��رز �أفراد اجليل الثالث فى حركة الت�شكيل امل�صرية، فقد ا�ستطاع �أن ينفذ اىل املنطلقات الأ�سا�سية للفن امل�صرى القدمي ،حيث تت�سم �أعماله بقوة البناء وال�صرحية امل�سكونة بالغمو�ض والأ�سرار. كما ينتمى م�صطفى �أحمد اىل ذلك الطراز من الفنانني الذين ينطوى عملهم الإبداعى على �أبعاد فكرية وفل�سفية ،من رحم القاهرة ال�صاخبة ولد م�صطفى �أحمد فى العام الذى اختاره �أديب نوبل جنيب حمفوظ عنوانا لروايته عن القاهرة
،1930وتفتح وعيه مع �أح��داث ث��ورة يوليو العام ،1952فقد وق��ف ال�شاب م�صطفى �أح�م��د على �أع �ت��اب كلية الفنون اجلميلة م��زه��وا باجتيازه، اختبارا عمليا �صعبا ي�ؤهله االلتحاق بالكلية االح�ت�ي��اج ال�شديد للمو�سيقى ال�شغف بها، وال�شوق ال�ع��ارم لأنغامها و�إيقاعاتها الغام�ضة �أح�ي��ان��ا وامل�ع�ق��دة �أح�ي��ان��ا �أخ ��رى ،دف��ع م�صطفى �أحمد �إىل �سماع ال�سيمفونيات الكال�سيكية لكبار م�ؤلفى ال�غ��رب .تخرج فى كلية الفنون اجلميلة ق�سم الت�صوير فى عام ،1954بعد الثورة بعامني، معاي�شا املناخ الثقافى والفنى والفكرى املنحاز اىل الفقراء ،فقد ظل طوال حياته ملتزما بق�ضايا املجتمع اجلديد �سواء فى فنه� ،أو عمله الأكادميى، ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن �أن ال �ت��اري��خ ال�ف�ن��ى �شهد حم��اوالت وجت��ارب كثرية لالقرتاب من الت�صوير امل���ص��رى ال�ف��رع��ون��ى ال �ق��دمي� � ،س��واء م��ن فنانني ت�شكيلني م�صرين �أو �أجانب ،وتعددت املحاوالت التى و�صلت فى بع�ض الأحيان اىل حالة من الهو�س بالفرعونيات� ،إال �أن �أغلب هذه املحاوالت انزلقت فى املبا�شرة ال�صريحة ،فيما �أرادت �أن حتتفى بهذا الفن اخلالد ،ف ��إذا بهذه التجارب تقع فى براثن الت�شويه وال�سطحية ،لكن عندما �أم�سك م�صطفى �أحمد بخط خفى يربطه بالفن امل�صرى القدمي ،مل يعد �إنتاج �أو ا�ستن�ساخ �صور اجلداريات الفرعونية ال�صرحية ،لكنه احتفظ ب��روح الفن القدمي ،بدافع و�صل املا�ضى باحلا�ضر عرب �إعادة �صياغة للنموذج ككل ولي�س مفردات وعنا�صر، فلم نرى فى �أعماله �أى حماولة ال�ستدعاء عنا�صر بعينها ،بل عندما ا�ستح�ضر الهرم ،ج��اء بجزء ب�سيط منه ولي�س كله ،وعندما �صور �أبا الهول فى لوحة (العمل فى احلقل) جاء وك�أنه حار�سا يقف و�سط الفالحات العامالت ،فى الوقت الذى جمع بني النيل وخطوط موحية تدلل على وجود الهرم، لكنه لي�س الهرم ذاته. و�أن ك��ان ا�ستدعى �شكل ن��وت رب��ة ال�سماء، لدى امل�صرى القدمي ،فى ت�صويره للفالحات فى
�سيد هويدى
احلقل ،م�ضفيا عليها بعدا معا�صرا ،على نحو يحيلنا �إىل توا�صل ال�سنني رغم التباعد الزمنى. با�ستثناء ل��وح��ات “البورترية» التى ت�صور وجه زوجته ووجوه �شخ�صيات عامة من ال�سيدات ف��إن امل��ر�أة ترمز فى معظم لوحاته �إىل م�صر.. لذلك ف�إنه يحر�ص �أ�شد احلر�ص على �أن يظهر ج�سدها عفيفا ،بعيدا كل البعد عن الإثارة احل�سية وا�ستخدم كل مهاراته فى �إخفاء العرى .. ،و�إذا ا�ضطر �إىل ر�سم امر�أة عارية مثل لوحة “الأمرية تنتظر .عام ،1985من متخيالت ولي�س من موديل، فلم يتعامل مع “املوديالت �إال فرتة درا�سته فى كلية الفنون اجلميلة “( .حممود بق�شي�ش -م�صطفى �أحمد -دار ال�شروق). اتك�أ الفنان م�صطفى �أحمد فى �إبداعاته على ثقافة مو�سوعية ت�ضافر فيها الأدب مع املو�سيقى مع الر�سم و�أي�ض ًا العمارة ،ويلتقى مع الفنان الإيطاىل جورجيودى كريكو ( ،)1978-1888فى الغمو�ض ال��ذى ينبعث من جنبات لوحاته ،عندما �أ�ضفى رهبة وخوف ،وانتظار فى �سماء لوحاته ،بتج�سيده ظالال كثيفة ،لتلك الأطياف التى تظهر فى هيئة �شخو�ص ق��ادم��ة م��ن املجهول ،مت�سللة م��ن خلف اجل��دران العالية املعتمة ،لقد كان ت�أثري اخلوف داف �ع��ا ،ف��ى اغ�ل��ب ل��وح��ات م��ا بعد ال�ع��ام ،1967 وان كان قد تنب�أ بجانب من فجيعة النك�سة ،قبل حدوثها ب�شهور ،عندما ر�سم لوحة (�أم ال�شهيد)، وفى �أ�صداءها ر�سم لوحة (ع��امل الغروب) ،لقد ا�ستطاع م�صطفى �أحمد �أن ينتقل من مرحلة فنية اىل �أخرى فى حياته بنعومة واعتدال� ،إال �أنه عرب هذه املراحل ظل متواجدا مع عمله الإبداعى اىل الدرجة التى جتعله فى حالة ت�ألق حتى فى �سنواته الأخرية ،وي�شاء القدر �أن ي�ضع مل�ساته الأخرية على لوحة بعنوان “م�صر امل�ستقبل» ،وي�صور بهاء نادر مل تعرفه �ألوانه من قبل ،وك�أنه ي�سجل �أمنياته، ويقدم �شهادته الأخ�يرة ،فى الن�صف الثانى من القرن الع�شرين ،تلك التى حظى عنها بجائزة �صالون الأعمال الفنية ال�صغرية قبل وفاته ب�أيام.
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
v
69
بور�سعيد املا�ضى واحلا�ضر واحلرف ال�شعبية التى انقر�ضت مثل مبي�ض النحا�س واحل�صري الق�ش وبائع الطرابي�ش والإ�سكافى مع الكنفانى واحلياة على ال�شاطئ ومراكب ال�صيد وباعة ال�سمك و�أم اخللول كما �صور العب ال�سريك ودنيا البيانوال و�إنارة ال�شوارع بغاز اال�ست�صباح وباعة البطيخ والف�شار والكابوريا. ي�ضيف الفنان العزبى :بعد االنتهاء من ت�أدية اخلدمة الع�سكرية �سافرت �إىل اليونان وهناك التحقت بالعمل على منت باخرة برتول وب��د�أت �أ�ستعيد قدراتى مرة �أخرى فكنت �أر�سم �أغلب �أوقات الفراغ ووجدت ر�سومى اهتمام ًا كبريا من ربان ال�سفينة اليونانى خا�صة التى كانت حول م�صر والأهرامات و�أبو الهول.. فكان �أن عر�ض على �أن �أقوم بعمل معر�ض داخل ال�سفينة فتم حتويل امل�ست�شفى �إىل قاعة للعر�ض من خالل حوائط خ�شبية علقت عليها اللوحات وطاف املعر�ض مبعظم موانئ العامل ب�أوروبا و�أمريكا من �أملانيا وفرن�سا و�أمريكا ال�شمالية �إىل الأرجنتني وكوبا كما انتقلت به ال�سفينة �إىل �آ�سيا و�أفريقيا من �سنغافورة �إىل اليابان و�شنغهاى فى ال�صني وبعد �أن طفت مع لوحاتى جئت مرة �أخرى �إىل بلدى م�صر وحالي ًا �أعمل باملعمار مع ممار�ستى للر�سم وكانت هذه اللوحات التى �أمتنى �أن يقوم ال�سيد اللواء «�أحمد عبد اهلل» حمافظ بور�سعيد بطبعها فى كتاب حيث �أت�صور �أنها متثل ذاكرة بور�سعيد فى املا�ضى واحلا�ضر. و�أعمال م�صطفى العزبى جتمع بني اللم�سة التلقائية والواقعية التعبريية وتتوهج ب�ألوان �صداحة من الأحمر والربتقاىل مع الأزرق والأخ�ضر والزيتونى والأ�سود. واخليال ت�ضم �صوتها �إىل فنان بور�سعيد العزبى وتتمنى �أن يكون له معر�ض باملحافظة من خالل مبنى يعك�س روح املدينة البا�سلة ووجهها احل�ضاري. v
68
ال�صوفى الذى له �أ�سا�س ففل�سفى ودالىل يرجع فى جوهره �إىل املفهوم املواوى القائل ب�أن احلركة فى الكون تبد�أ من نقطه وتنتهى عند ذات النقطة و�أن احلركة لذلك تكون دائرية ،وعندما يدور راق�ص التنورة ( اللفيف) حول نف�سه فك�أنه ال�شم�س يلتف حوله الراق�صون ( احلناتية) وك�أنهم الكواكب،
الف�صول الأربعة فهم يلفون عك�س عقارب ال�ساعة وح�ين يقوم راق�ص التنورة (اللفيف) برفع يده اليمنـــــى من �أعلى وي��ده الي�سرى �إىل �أ�سفل فهو يعقد ال�صلة ما بني الأر�ض وال�سماء وهو بدورانه ح��ول نف�سه ك��أمن��ا يتخفف م��ن ك��ل �شيء بق�صد ال�صعود �إىل ال�سماء 0وعندما يفك الرباط الذى ح��ول جذعه فهو يرمز ل��رب��اط احل�ي��اة والعديد من ال��رم��وز التى يهدف معظمها ملحاولة �إيجاد
معادل مو�ضوعى يتمثل فى حركات متثل الفهم الفل�سفى للحياة �إال �أن الطابع ال�ع��ام للرق�صة هنا -وم��ع ا�ستيعابها ب�صفة عامة لكل املعانى الدينية ال�سابقة والتى قد جتعلها تلتقى مع بع�ض النظائر والأ�شباه فى جمتمعات �إ�سالمية-اكت�سبت من الروح ال�شعبية امل�صرية بهجة خا�صة ظهرت فى تنوع الإيقاع من البطيء واملتو�سط وال�سريع0
و�أ�شار عي�سى �أنه ف�ض ًال عن ثراء الأل��وان والقيم الت�شكيلية امل�صرية التى تنب�ض بها البيئة املحلية، جندها تعك�س ت�صورات امل�صرى عن احلياة والكون ،الأمر الذى جعلها ال تتحدد بحدود الطق�س الدينى املبا�شر و�إمنا تدخل بر�شاقة فى قالب الفن ال�شعبى اجلماهريى والقائم �أ�صال على املهارة احلركية 0 �أما الغناء امل�صاحب فهو الدعاء �إىل اهلل ومديح ال�ن�ب��ى حم�م��د �صلى اهلل عليه و��س�ل��م والأول �ي��اء ال�صاحلني وبع�ض الأغانى واملواويل عن مو�ضوعات �شعبية ت��دور ح��ول ال���ص��داق��ة وال���س�لام وال�ك��رم واملحبة واحلكمة بني النا�س. رق�صات “التنورة” ال�صوفية ..ر�ؤية جمالية متزج اللون باحلركة و�أكد بع�ض الباحثني فى الرتاث امل�صرى �أنه
مل يعد خافيا على �أى من متتبعى فنون الرق�صات ال�شعبية� ،أن جلها مبختلف �أ�ساليبها �إمن��ا هو نتاج بيئي ،ذو �ضرورة للتعبري العاطفى والروحى ملجتمعاتها ،ومن تلك الفنون “رق�ص التنورة”، وال��ذى يعرب من خالله «احلاناتي” -الراق�ص امل���ؤدى لهذا النوع من الرق�صات -عما يجي�ش به من م�شاعر؛ معتمدً ا على اللف وال��دوران حول ال��ذات؛ مرتديا تنورة واح��دة �أو �أك�ثر؛ م�صنوعة من القما�ش اخل�شن ليتحمل اال�ستخدام ال�شاق له وتيارات الهواء املتدفقة �أثناء ال��دوران ،ومبجرد و�صول الراق�ص ملرحلة خلع التنورات ،فهذا يعنى �أنه بذلك ارتقى وارتفع ،بل �إنه كلما تخل�ص من تنورة تخل�ص من تعلقه بالأر�ض ليتخل�ص متاما من ال�شق الأر��ض��وى لريقى �إىل ال�شق ال�سماوي،
لي�صل �إىل ال�ن�ق��اء ال �ت��ام و��ص�ف��اء ال� ��روح .وعن الرق�صة وارتباطها بالفكر ال�صويف ،ف�إنها قامت منذ ن�ش�أتها على الدوران حول النف�س ،فى حركات ترمز �إىل التعبد ال�صوفى ال��ذى �ساد فى تركيا قبل ع�شرات ال�سنني ،لتحكى ق�صة ميالد العامل، وتقدم معانى روحية عظيمة لالنفكاك من قيود الأر�ض والتحليق فى ال�سماء وعقد ال�صلة معها.. �إال �أن الروح ال�شعبية امل�صرية جنحت فى �إ�ضفاء ح��ال��ة خا�صة على “التنورة» ،لتحولها �إىل فن ا�ستعرا�ضى �شعبى ينتظم على �أن�غ��ام املو�سيقى والفواني�س؛ لت�صبح بذلك واحدة من �أهم و�أجمل الرق�صات امل�صرية و�أكرثها تعقيدا .لت�ستقطب - على �أثر ذلك � -أنظار امل�شاهدين �أينما حلت ،فى املهرجانات واالحتفاالت العاملية املختلفة ،ويبهر
ومن خالل ال��دورات املتعاقبة يرمزون �إىل تعاقب
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
v
71
تحقيقات الخيال
فى رمضان «التنورة» والمولوية واالشراق الصوفي ن�سرين حجاج -حممد من�صور
ي�أتى رم�ضان كل ع��ام بنفحاته الدينية والفنية التى ترتبط به ارتباطا وثيقا وجند وزارة الثقافة فى حالة ت�أهب وا�ستعداد ال�ستقبال هذا ال�شهر الكرمي من خالل �أجندة ثقافيه فنيه حتظى بها االماكن الثقافية الفنية التاريخية بالقاهرة الفاطمية ومن اهم تلك الأن�شطة حفالت فرقه التنورة التى مل تنقطع طوال العام بل و�أ�صبحت عنوانا لالحتفال بال�شهر الف�ضيل وقبل الغو�ص فى تاريخ واهميه تلك الفرقة علينا تعريف القارىء بها. فى �إحدى فرق الهيئة العامة لق�صور الثقافة امل�صرية تكونت فى فرباير 1988مبقر ق�صر الغورى للرتاث وهو ق�صرفنى متخ�ص�ص يهدف �إحياء الأ�شكال الرتاثية الفنية التى اندثرت �أو على و�شك االن��دث��ار وتقدم عرو�ضها ب�صفة دوري��ة ط��وال العام �أي��ام ال�سبت واالثنني والأربعاء �شاركت الفرقة فى كل املنا�سبات الوطنية داخل وخارج م�صر ,كما �أنها ت�شارك فى برنامج التبادل الثقافى اخلارجى واملهرجانات الدولية حيث زارت الفرقة وقدمت عرو�ضها فى العديد
v
70
من الدول منها اليابان -الواليات املتحدة االمريكية -النم�سا -املجر- �إيطاليا -ال�سويد -الرنويج -الدامنارك -فلندا -فرن�سا -ال�صني �أما عن الفرقة فنجدها متتلك العديد من الأدوات التى جتعلهامتميزة فى اللون الفنى ال��ذى يخطف االب�صار وي��روى االذه��ان حيث تقدم الفرقة عرو�ضها مب�صاحبة الآالت املو�سيقية ال�شعبية مثل الربابة -ال�سالمية -امل��زم��ار -ال�صاجات - -الطبلة وهى الآت ل�ه��ا ج�م��اه�يري��ة ع��امل�ي��ه ,بينما ي �ق��وم ب��ال�غ�ن��اء مب�صاحبة الرق�ص ُمن�شد �شعبى يعتمد على التلقائية والإن���ش��اد الدينى 0 تعتمد عنا�صر الرق�ص بالفرقة على راق�ص التنورة ( اللفيف)والراق�صني ( احلناتية) الذين يرق�صون ب�آلة الإيقاع (املزهر)0 وع � � � ��ن ت � �ف� ��ا� � �ص � �ي� ��ل م � � ��ا ت� � �ق � ��دم � ��ه ال� � �ف�� ��رق�� ��ة ي � �ق� ��ولال� � �ف� � �ن � ��ان حم� � �م � ��ود ع� �ي� ��� �س ��ى م � ��دي � ��ره � ��ا �أن ال � �ت � �ن� ��ورة تتميز برق�صة ال�صوفية وهى احدى الرق�صات ذات طابع خا�ص فريد فى نوعه �إذ تعتمد على احلركات الدائرية وتنبع من احل�س الإ�سالمى
الطريقة املولوية والتنوره لي�ست الفرقه الوحيد التى اربطتت عرو�ضها بروحنيات رم�ضان ففى م�صر فرقه اخرى �شهريه وهى فرقه املوالويه ولها من اال�سرار حكايات فالذى ال يعرفه الكثريين ان امل��ول��وي��ة �أح ��دى ال �ط��رق ال�صوفية ال�سنية. م�ؤ�س�سها ال�شيخ جالل الدين الرومى ( 1207هـ- 1272هـ) .وهو �أفغانى الأ�صل واملولد ،عا�ش معظم حياته فى مدينة قونية الرتكية ،وقام بزيارات �إىل دم�شق وب�غ��داد .وه��و ناظم معظم الأ�شعار التى تن�شد فى حلقة الذكر املولوية .وا�شتهرت الطريقة املولوية بت�ساحمها مع �أهل الذمة ومع غري امل�سلمني �أ ّي ًا كان معتقدهم وعرقهم ،ويعدها بع�ض م�ؤرخى الت�صوف من تفرعات الطريقة القادرية ا� �ش �ت �ه��رت ال �ط��ري �ق��ة امل��ول��وي��ة مب ��ا ي�ع��رف بالرق�ص الدائرى ملدة �ساعات طويلة ،حيث يدور الراق�صون ح��ول مركز ال��دائ��رة التى يقف فيها ال�شيخ ،ويندجمون فى م�شاعر روحية �سامية ترقى بنفو�سهم �إىل مرتبة ال�صفاء الروحى فيتخل�صون من امل�شاعر النف�سانية وي�ستغرقون فى وجد كامل يبعدهم عن العامل امل��ادى وي�أخذهم �إىل الوجود الإلهى كما يرون.
ا�شتهر فى الطريقة املولوية النغم املو�سيقى عن طريق الناي ،والذى كان يعترب و�سيلة للجذب الإل �ه��ي ،ويعترب �أك�ثر الآلآت املو�سيقية ارتباط ًا بعازفه ،وي�شبه �أنينه ب�أنني الإن�سان للحنني �إىل الرجوع �إىل �أ�صله ال�سماوى فى عامل الأزل. ال تزال الطريقة املولوية م�ستمرة حتى يومنا هذا فى مركزها الرئي�سى فى قونية .ويوجد لها مراكز �أخ��رى فى �إ�سطنبول ،وغاليبويل ،وحلب. ورغم منع احلكومة الرتكية كل مظاهر الت�صوف �إال �أن اجلهات الر�سمية فى تركيا ت�ستخدم مرا�سم امل��ول��وي��ة كجزء م��ن الفولكلور ال�ترك��ي .ويح�ضر جل�سات ذكر املولوية كل من يريد من كل الأجنا�س ومع كل الأديان ويلقى اجلميع ت�ساحم ًا ملحوظ ًا من املولويني. وفى حديثه للخيال اكد مدير الفرقه عامر التونى ان لتلك الرق�صه مبد�أ حيث ي�ؤمن املولويون بالت�سامح الغري املحدود ،بتقبل الأخرىن ،التف�سري والتعقل الإي�ج��اب��ي ،اخل�ير ،الإح���س��ان والإدراك بوا�سطة املحبة .ويقومون بالذكر عن طريق رق�ص دوران��ى م�صاحبا مو�سيقى وت�سمى ال�سمع والتى تعترب رحلة روحية ت�سمو فيها النف�س �إىل �أعماق العقل واحلب لرتقوا �إىل الكمال .وبالدوران نحو
احلق ،ينمو املريد فى احلب ،فيتخلى عن �أنانيته ليجد احلقيقة في�صل �إىل الكمال .ثم يعود من هذه الرحلة الروحية �إىل عامل الوجود بنمو ون�ضج بحيث ي�ستطيع �أن يحب كل اخلليقة ويكون فى خدمتها. واملريد املولوى ي�سمى «دروي����ش» والتى تعنى الفقري �أو ال�شخ�ص املمنت ب�أقل احلاجات املعي�شية. وع��ادة ،متار�س طقو�س ال�سمع فى مكان كان ي�سمى بال�سمعخانة وتعنى مكان ال�سمع بالرتكية. كما حتولت بع�ض التكاية �إىل ما ي�سمى بالتكية املولوية بحيث كانت حتتوى على �سمعخانة ملمار�سة الذكر و�أماكن حلدمة الدراوي�ش. ويرتدى الدروي�ش عباءة �سوداء ت�سمى حركة وتدل على القرب ،فوق الب�سة بي�ضاء ف�ضفا�ضة تدل على املوت وقبعة عالية بنية اللون ت�سمى الك ّل ام��ا ع��ن املن�شا ي�ق��ول ال�ت��ون��ى ان م�ؤ�س�سها حممد جالل الدين بن ح�سني بهاء الدين البلخى ال�ق��ون��وى ,ر�أى � �ض��رورة ظ�ه��ور دع��وة ت�ه��دف �إىل احلفاظ على الإ�سالم فى النفو�س ،وحث امل�سلمني على التما�سك واحلفاظ على وحدتهم ،ومن هنا ظهرت الطريقة املولوية ،خا�صة و�أن موالنا كان قد تتلمذ على يد العارف العامل �شم�س الدين التربيزى الذى حول م�سار مولإنا جالل من علم القال �إىل
v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
73
الراق�صون جمهورهم ب�أدائهم املتقن وقدرتهم على الدوران املتوازن ملدة طويلة بال توقف ..وفى هذا ال�صدد جتدر الإ�شارة �إىل �أن ال��دوران �إمنا يقوم على �أ�س�س معينة يتعلمها الراق�صون فى �أكادمييات الفنون ال�شعبية واال�ستعرا�ضية التى يدر�سون بها، �إ�ضافة �إىل املمار�سة والتدريب املكثف ،بيد �أن الراق�ص يحتاج �إىل تغذية جيدة حتى ي�ستطيع �أن يتوازن وي ��ؤدى الرق�ص بطريقة �أف�ضل .ولكن املتتبع لعرو�ض رق�صات التنورة ،ي�تراءى له �أن لكل من راق�صيها �أ�سلوبه اخلا�ص فى التعبري عن ٍ ضلاً نف�سه وم�شاعره خالل الرق�ص ،ف� عن احلالة النف�سية التى يعي�شها الراق�ص ،وكذلك بح�سب املو�سيقى امل�صاحبة له �أث�ن��اء الرق�ص .التنورة التقليدية �أم��ا فيما يتعلق بتاريخ ال�ت�ن��ورة ،فقد ُعرفت «التنورة” التقليدية باجللباب الأبي�ض منذ �أن بد�أت فى تركيا� ،إىل �أن حلت على م�صر ليغري امل�صريون الكثري من معاملها ،فجعلوها حرة دون جلباب ،و�أ�ضافوا لها الزخرفة والأل��وان لتتنا�سب مع الرق�ص اال�ستعرا�ضى ال��ذى انت�شر م�ؤخرا.. و�أط �ل �ق��وا على ال��دي�ن��ى منها ا��س��م “املولوي”.. وللطائفة “املولوية» تقاليدها اخلا�صة فى طريقة
v
72
لب�سها وتوظيف حركاتها التعبريية امل�صاحبة لآالت مو�سيقية بعينها ،هذه التقاليد ثابتة ومل يحدث فيها �أى تغيري ومل ميحها ال��زم��ن ،ومل يحدث فيها �أى تطور ال فى اللب�س وال فى الرق�ص وال فى الغناء وال فى الآالت املو�سيقية امل�صاحبة .وفى �إحدى معار�ضه حتت عنوان “حركة ولون” الذى ا�ست�ضافته �آنذاك قاعة «دروب” ،بالقاهرة ،قدم الفنان الت�شكيلى امل�صرى طاهر عبد العظيم ،ر�ؤية جمالية متزج بني اللون واحلركة لرق�صة “التنورة” ال�شهرية ،والتى تُعد �أحد الطقو�س ال�صوفية �شديدة اخل�صو�صية .وحمل املعر�ض -الذى �ضم نحو 37 لوحة -الروح ال�صوفية لدى راق�صى “التنورة” فى �أجواء �شديدة االرتباط بالرتاث الإ�سالمي ،مركزة على العمارة ال�شعبية والرتاثية القدمية بالقاهرة � ،إال �أن درج��ات البطولة فى لوحات عبد العظيم تختلف بني راق�صى التنورة والعازفني؛ ليبقى اللون هو البطل الأق��وى ح�ضورا؛ ففى بع�ض اللوحات تركز ري�شته على ر�سم ال�شخ�صيات الأ�سا�سية فى فرقة التنورة؛ مثل :ع��ازف الطبلة� ،أو العب ال�صاجات؛ ليحتل من�صة البطولة فى اللوحة، وي�أتى اللون بطال فى حاالت الدوران وتظهر الألوان
جلية فى احلاالت الهادئة ،وي�شتد �صخب اللون مع احلركات القوية للراق�صني ،فتبدو وك��أن الفنان يدور ويتحرك بفر�شاته مثل بطل لوحته؛ ليتعاي�ش الفنان مع راق�صى التنورة �أنف�سهم الذين يحركهم معتقد ب�أنهم يفعلون �شي ًئا يحمل روحانيات �صوفية تنعك�س عليهم وعلى �أدائهم؛ لذلك جنده ا�ستطاع �أن يظهر تعبري و�شخ�صية كل راق�ص ب�شكل خا�ص. �أم��ا ل��وح��ات ال�ع�م��ارة ال�شعبية ،فقد غا�ص فيها مقدما الفنان فى �أعماق حوارى القاهرة القدمية؛ ً تفا�صيل البيوت وامل�شربيات والنوافذ ،ليحتل هنا املكان مقعد البطولة ،وت��دور لوحات احل��ارة فى امل�سافة بني �شارع املعز مب�ساجده الأث��ري��ة التى قدم لها الفنان ثالث لوحات ،وبني ق�صر ال�سلطان الغورى مكان �إقامة عرو�ض التنورة الرتاثية .ومتيز املعر�ض بو�ضع ب�صمته اخلا�صة للون فى لوحات امل�ع��ر���ض ،فعلى ال��رغ��م م��ن تعبريه ع��ن الأل ��وان الزاهية وال�صريحة فى مالب�س راق�صى التنورة، �إال �أن��ه احتفظ مبجموعته اللونية اخلا�صة فى �أعماله متعاي�شا مع حالة ه ��ؤالء الراق�صني التى ترجمها ت�شكيليا برباعة.
طائفة املولوية زاوية لهم فى القرن اخلام�س ع�شر امليالدى ثم انتقلوا منه �إىل املدر�سة ال�سعيدية فى عهد الدولة العثمانية ،.وكان من �شيوخ هذه التكية ال�شريف نعمة اهلل احل�سينى �شيخ زاوي��ة كرمان اجلاللية ال��ذى ق��دم �إىل م�صر �سنة 820ه �ـ وملا مات ال�شيخ احل�سينى قام بتجديد كهف ال�سودان �أو التكية ال�شريف ن��ور الدين �أحمد الأي�ج��ى ثم �آلت التكية بعد ذلك �إىل دراوي�ش البكتا�شية وهى طريقة �أنا�ضولية دراوي�شها من الأت��راك عملت الدولة العثمانية منذ قيامها على حمايتها وتن�سب هذه الطريقة �إىل «حاجى بكتا�ش» ويرجع تاريخها �إىل ال� �ق ��رن ال �ت��ا� �س��ع ال�ه�ج��رى اخلام�س ع�شر امليالدي. وك � ��ان م �ع �ظ��م امل �ن �� �ش��دون امل��ول��وي��ون ف��ى م�صر ين�شدون املو�شحات الدينية ف��ى ح��دود م �ق��ام��ات ال��را� �س��ت وال�ب�ي��ات��ى وال�صبا دون م�صاحبة �آل�ي��ة، وك� ��ان ال�ب�ع����ض الآخ� ��ر ي � ��ؤدون امل��و� �ش �ح��ات مب���ص��اح�ب��ة بع�ض الآالت :ك��ال �ن��اي ،وال �ك �م��ان؛ وك ��ان رج��ال�ه��ا يلقون الأحل ��ان ال��دي�ن�ي��ة بلغتهم ال�ترك �ي��ة فى تكاياهم مب�صاحبة الناي .وكان امل�ن���ش��دون امل���ص��ري��ون ي� ��ؤدون املو�شحات مب�ساعدة جمموعة م��ن ذوى الأ�� �ص ��وات اجلميلة ي�ط�ل��ق ع�ل�ي�ه��ا ل �ق��ب ال�ب�ط��ان��ة، ف��امل��و��ش��ح ال��دي �ن��ى ع �ب��ارة عن حوار وتبادل �إن�شادى بني املغنى وبطانته .ومن رواد التلحني لهذا اللون الغنائى (املو�شح الديني) «زكريا �أحمد»، الذى جاءت �أحلانه قريبة من االبتهاالت الدينية، و»كامل اخللعي» الذى التزم فى تلحينه للمو�شح الدينى بو�ضعه على �إح��دى ��ض��روب املو�شحات الغنائية العاطفية. وال�شى املبهر وهو ما ذك��ره مديرا الفرقتني حول �أهميتها بالن�سبة للمتلقى من حيث االبهار الب�صرى والذهنى واجل�سدى حيث يعترب الرق�ص ال�صوفى والفالمنكو للتخفيف من �آالم اجل�سد حيث ظل هذا الفن مطلوبا وحمبوبا .فعندما يعجز الإن���س��ان ع��ن ال�ك�لام وت�ستوجب امل��واق��ف
ال���ص�م��ت ،ع�ن��دم��ا ي�ع�ج��ز ال�ل���س��ان ع��ن التعبري وت�ت�ح��ول ال���ص��رخ��ات �إىل �أن�ي�ن ،ي�ق��ف الإن���س��ان حائرا بني �إرادت ��ه و�إمكانياته فيلج�أ هاربا �إىل حركات م�شتتة �أو �ضائعة لكنها تلملمه فى وقت تخونه فيه قوته ون�ف��وذه .فعندما غ�ضب البع�ض وت�ع��ر��ض��وا للقهر واال��ض�ط�ه��اد وال�غ��رب��ة �صمتت �أفواههم و�صرخت عقولهم فتحركت �أج�سادهم ودوت �أناتهم واخ��رج��وا فنا ،و�آخ��رون قد مل�سهم احلب الإلهى فامتلأوا باحلب له وللآخرين حينها تفتح �إدراكهم للروحيات والرمزية فتحركوا ولفوا ليثبتوا على �إح�سا�سهم بكل ما هو بديع واخرجوا فنا .الرق�ص ال�صوفى يعرب عن ال��روح واجل�سد
,فى الرق�ص روحية وتفريغ نف�سى هكذا قال �أحمد علوان راق�ص تنورة (اللفيف) بالفرقة انه قبل بد�أ العر�ض ي�سعى لكى يكون مهي�أ نف�سيا للعر�ض ،وان ي�صفى ذهنه لكى ي�ضع كل تركيزه فى عر�ضه، وان��ه �أثناء العر�ض ي�ستمد �إح�سا�سه من املن�شد والراق�صني احلناتية من حوله ،وان �شعوره يتحرك ت�صاعديا حتى يتملئ �إح�سا�سه روحيا وبالتاىل يتوا�صل مع اجلمهور ،ويذكر �أن العر�ض كثريا ما ي�ساعده على تخفيف ال�ضغوط النف�سية التى ي�شعر بها داخله قبل �أن يبد�أ ،حيث ي�شعر ب�أنه تخفف ج�سديا من هذه ال�ضغوط وانه مهي�أ نف�سيا
للتفكري بهدوء ومراجعة النف�س ،كذلك يجد �أن احلالة الروحية التى يعي�شها فى العر�ض ت�ساعده على التعبري عما بداخله من طاقة روحانية فى ظل الرموز التى ي�ؤديها فى الرق�صة ،يت�ضافر مع ذلك رق�ص الفالمنكو حيث يعد تعبريا عن املظاليم كما ذك��ر الفنان م��ازن املن�صور ع��ازف اجليتار فى معهد الفالمنكو الرنويجى فى �أو�سلو فى �أحد حواراته ال�صحفية ،ب�أنه ولد فن الفالمنكو كتعبري للم�ضطهدين وامل�سحوقني ف��ى ج�ن��وب ا�سبانيا املعروفة بالأندل�س ،ب�سبب ملك ا�سبانيا «فرديناند الثاين» وزوجته امللكة «�إيزابيال» عام 1492م الذى ا�صدر مر�سوما ين�ص ب�أنه �سيتم �إعدام كل �شخ�ص يعي�ش فى مملكته يدين ب��دي��ان��ة غ�ير امل�سيحية الكاثوليكية وبالتاىل فكان على امل�سلمني واليهود والغجر وامل�سيحيني غري الكاثوليك التحول للدين الكاثوليكي ،ل��ذا فقد ه��رب الكثري من الفئات امل�ضطهدة واجتمع كل ه�ؤالء فى تخوف مدركني �أن الهجوم �آت �آجال �أم عاج ًال ،وفى ظل تلك الأجواء املعتمة اجتمعت تلك املجموعات العرقية املختلفة مل�ساعدة بع�ضهم بع�ضا فى التعبري عن م�آ�سيهم وحنينهم �إىل م�ستقبل �أف�ضل ،وهكذا ول ��د ف��ن ال �ف�لام�ن �ك��و م�ع�ت�م��دا على الإمكانيات الب�سيطة .ومن الناحية التقنية ف� ��إن الفالمنكو ف��ن ثالثى الأرك� ��ان يت�ضمن :ال�غ�ن��اء ،الرق�ص واجليتار بالإ�ضافة �إىل �أن الت�صفيق بالفالمنكو هو فن بحد ذاته ،ويكون الغناء هو مركز جمموعة الفالمنكو، حيث �إن الراق�ص يرتجم كلمات وعاطفة املغنى ج���س��دي��ا ،ل ��ذا ف�ك��ان��ت الأغ �ن �ي��ة تتميز ب��احل��زن والك�آبة والكلمات تعرب عن رف�ض الظلم ومقاومته واعتمادهم على االرجتال ،والأداء ي�شمل ال�صراخ و�أحيانا ي�شبه العويل ،ليعرب راق�ص �أو راق�صة الفالمنكو عن القوة والكربياء ورف�ض الظلم .فى النهاية نحن امام لوحتني فنيتني عامليتني قادرين ال�شك عل خلق حاله من االبهار الب�صرى جتعل املتلقى يعي�ش حاله من اال�سرتخاء الذهنى قادره عل �شفاءه من هموم الدنيا الذهنية واجل�سدية v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
75
علم احلال واخللوة والذكر .قام التربيزى بتدريب الرومى على �أ�صول التوحيد مع االحتفاظ بالثقافة ال�شرعية. وانت�شرت املولوية �أيام الدولة العثمانية عندما ت�صاهر احلكام العثمانيون مع املولويون عندما ت��زوج ال�سلطان بايزيد من دول��ة حاتوم حفيدة �سلطان ولد ابن جالل الدين و�أجنبت حممد �شلبى الذى �أ�صبح �سلطان عثمانى بعد �أبيه ف�أقم وقف لهم لدعم �أعمالهم كما فعل ال�سالطني الالحقني. وبنهاية احلكم العثماينُ ،ح ِظرت املولوية من قبل �أتاتورك وحول مركزها فى قونية �إىل متحف و�أغلق كل ال�سمخانات والتكاية. وف� ��ى ع� ��ام � ،1950أع� � ��ادت احلكومة الرتكية االعرتاف بها و�سمحت للدراوي�ش مبمار�سة الرق�ص الدائرى �سنويا فى 17 دي�سمرب ذكرى وفاة الرومي. وع��ن ال�ل��ون الفنى للفرقه ا�شار التونى اىل وج��ود ا�شكال عديده من الوان الرق�ص منها ال� ِ�ذك��ر وه��و جم�م��وع��ة من االبتهاالت والأدعية والأنا�شيد الدينية .ولكل حلقة ذكر رئي�س ي�سمى «رئي�س ال��زاوي��ة» .وهى ق��د ت�سمو لت�صبح م��ن �أن ��واع املراقبات ال�صوفية. وك���ان���ت ح��ل��ق��ات ال��ذك��ر املولوية تقام فى م�ساجد �أن�شئت خ���ص�ي���ص� ًا ل �ه��ذه ال �ط��ري �ق��ة. وت �خ �ت �ل��ف ح �ل �ق��ة ال ��ذك ��ر ف��ى الطريقة املولوية عن غريها، فى �أنها تنفرد باحلركة الدائرية التى يقوم بها عدد من الدراوي�ش وفيها ت�ستخدم �آلة الناي. الإن�شاد �أما الإن�شاد املرافق للمولوية فيبد�أ بن�شيد (يا ام��ام الر�سل يا�سندي�/أنت ب��اب اهلل معتمدي/ وبدنيايا و�آخ��رت��ي/ي��ا ام��ام الر�سل خ��ذ بيدي). ث��م ي��ردد املن�شدون ع�ب��ارة (م��دد م��دد يار�سول اهلل/م��دد م��دد ياحبيب اهلل )..وتتزايد �سرعة الراق�صني فى ال��دوران ب�شكل مذهل حتى ت�صل �إىل قمتها مع ترديد املن�شدين لعبارة (يار�سول اهلل مدد/ياحبيب اهلل مدد) وتتخللها من رئي�س v
74
الزاوية عبارة (حي) وتختم و�صلة الدوران بعبارة (اهلل اهلل..اهلل اهلل..اهلل اهلل يا اهلل ) التى ترتدد مرات عديدة قبل �أن تختم و�صلة الدوران. الفن امل�صاحب للذكر املولوي تعترب الطريقة «ا َملولوية» ال�صوفية امل�س�ؤولة بالدرجة الأوىل عن ظهور وا�ستمرار املو�سيقى الدينية ال�صوفية فى تاريخ تركيا القدمي واملعا�صر على ح��د ��س��واء .كما �أن �أ�شعار وق�صائد رج��ال ال�صوفية امل�شاهري مثل :الرومي ،و�سلطان ولد، ويون�س �إم��رة ،و�سليمان �شلبى هى امل��ادة الد�سمة وحجر الأ�سا�س فى ت�شكيل املو�سيقى ال�صوفية
الرتكية .وكان يطلق تعبري «دروي�ش» داخل الطريقة املولوية على ال�شخ�ص الذى يبلغ درجة «ده ده ليك» وهى �أعلى الدرجات �أو ال�صفات التى تطلق مبالغة على املنت�سب القدمي للطريقة ا َملولو ّية. تنت�شر املولوية فى العامل العربى مثل تركيا حيث �أخ��ذت املو�سيقى الرتكية ال�صوفية الكثري من �أ�شعار وق�صائد كتابى «مثنوي» و»ديوان الكبري» للرومي .ويقول نا�صر عبد الباقى ده ده ب�أن الف�ضل فى املو�سيقى ال�صوفية الرتكية القدمية يرجع للمولوية ،و�إن �أغلب م�شاهري املو�سيقى الرتكية كانوا مريدين فى زوايا املولوية .ومنهم م�صطفى
�أفندي ،وحممد زكائي ،ونيزن �صالح ،وح�سني فخر الدين ،و�أحمد عونى كونوك. �أما فى �سوريا جند املولوية قد ات��ت �إىل ب�لاد ال�شام م��ع العثمانيني .وك��ان ـ»م َل ِويني» .ا�شتهرت �أه��ل ال�شام يلفظون ا�سهم ك ِ املولوبة فى مدينة حلب وك��ان لها جوامع وزواي��ا منها جامع املولوية فى باب الفرج بحلب ،وجامع امل��ول��وي��ة بدم�شق ف��ى �أول ��ش��ارع الن�صر مقابل حمطة احلجاز ,واجلامعان ال يزاالن موجودان،. منها جامع املولوية فى باب الفرج بحلب ،وجامع املولوية بدم�شق فى �أول �شارع الن�صر مقابل حمطة احل�ج��از ,واجل��ام�ع��ان الي��زاالن موجودان. وق��د حت��ول��ت امل��ول��وي��ة �إىل ف�ق��رة فنية م�ستقلة تقدمها الفرق الفنية ،منها فرقة �أمية للفنون ال�شعبية وفرقة احلاج �صربى مدلل. �أم ��ا ف��ى م�صر فانت�شار امل��ول��وي��ة لها ق�صة �شهرية ال ي��درك �ه��ا ال�ب�ع����ض ف�ل�ق��د ك��ان يدعى اتباع املولويون فى م�صر الدراوي�ش �أواجلالليون ن�سبة �إىل جالل الدين الرومي .كما ع��رف��وا ب��دراوي����ش البكتا�شية وال��ذي��ن ه��م م��ن �أ��ص��ل تركي. وك ��ان م�ك��ان جت�م��ع امل��ول��وي��ون ي�سمى التكية املولوية �أو تكية الدراوي�ش �أو ال�سمعخانة (�أى مكان الإن�صات) .وتعد التكية املولوية بالقاهرة �أول م�سرح مب�صر وال�شرق ورمبا بالعامل كله� ،إذ ترجع عرو�ض فرقة ال��دراوي����ش املولوية �إىل الع�صر العثمانى ابتداء من القرن ال�ساد�س ع�شر امليالدي -العا�شر الهجري -وترجع املبانى الأثرية �إىل داخل مبنى التكية �إىل ع��ام 1315م� ،أى فى ب��داي��ات القرن ال��راب��ع ع�شر امليالدي[ .]7وك��ان ال �ه��دف الأول للتكية �إيواء و�إطعام الدراوي�ش املنقطعني للعبادة والفقراء .وتت�ألف «التكية» من عدة �أجنحة ،منها امل�سجد والأ�ضرحة واملدر�سة املخ�ص�صة لتعليم الأوالد القر�آن واخلط. وه�ن��اك تكية كهف ال���س��ودان ال��ذى اتخذته
واملو�سيقيني الكال�سيكيني و مبدعى املو�سيقى احلديثة �أي�ض ًا . كما �أ��ش��ار ال�سفري الهندى �إىل �أن املع�سكر ي�ستمد فكرته من فل�سفة العمالق (طاغور) الذى جمع فى �إبداعاته بني �أكرث من نوع من الفنون فهو �شاعر مت�صوف ور�سام وم�ؤلف رواي��ات وق�ص�ص ق�صرية و�أن هذا اجلمع هو من خلق مبدع متميز مل ول��ن يتكرر ،بينما نفى ال�سفري ما ي�تردد من �أن الثورة امل�صرية قد �أث��رت �سلب ًا على العالقات الثقافية ب�ين البلدين ب��ل على العك�س �أك��د �أن
العالقات الثقافية والدبلوما�سية �أ�صبحث �أكرث ق��وة من ذى قبل كما �أ�شار �إىل �أهمية العالقات الإقت�صادية والتجارية بني البلدين والتى مل تت�أثر �أي�ض ًا فى املرحلة الأخرية ملا حتمله تلك العالقات من تبادل ثقافى ومعرفى ثرى وهام كما �أكد على �إهتمامه ودولته بتعميق العالقات امل�صرية الهندية فى امل�ستقبل . ي�ضم املعر�ض جمموعة فريدة من اللوحات من �إبداع 28فنان من دول جنوب �أ�سيا وهم �شباب من الفنانني من الثمانى دول الأع�ضاء فى رابطة
دول جنوب �أ�سيا للتعاون الإقليمى « ال�سارك « وهى �أفغان�ستان ،بنجالدي�ش ،بوتان ،املالديف ،نيبال ،باك�ستان ،الهند � ،سريالنكا ،ماينمار .تتجاور جميعها لتدخل بنا فى عامل جديد مل نعرفه من قبل لنغو�ص فى �أعماقه لنتعرف على تفا�صيله و�سماته وطبائع �شعبه و�أمن��اط حياتهم وفنونهم املختلفة واملتنوعة �أي�ض ًا . وبت�أمل بع�ض اللوحات املعرو�ضة جند على �سبيل املثال �أن لوحة «�أميتافا دا���س Amitava »Dasمن الهند -جت�سد �سمات الع�صر احلديث
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
v
77
فنون وافدة
السفير الهندى :العالقات الثقافية والدبلوماسية مع مصر أصبحث أكثر قوةبعد الثورة. األعمال المعروضة تؤكد على أن الفن ال يعترف بالحدود الزمانية وال المكانية. رابطة دول جنوب أسيا للتعاون األقليمى « السارك « تقيم معرضها ألول مرةفى القاهرة.
فينو�س ف�ؤاد
29فنانًا من آسيا وتفاعل وإمتزاج الحضارات فى معرض بقاعة الباب
مدينة « بودو�شريى »Puducrherryهى �إحدى املدن الواقعة على �ساحل «الكورومانديل» فى جنوب �شرق الهند ،تلك هى املدينة التى احت�ضنت مع�سكر لنخبة من فنانى جمموعة دول من جنوب �أ�سيا ،ذلك املع�سكر الذى نظمه املجل�س الهندى للعالقات الثقافية فى مار�س ، 2010املع�سكر حمل عنوان «بودو �شريى بلو» و قد �سمى بهذا الإ�سم ملا تتمتع به «بودو�شريى »Puducrherryمن �سماء زرق��اء �صافية و�أم��واج زرق��اء ه��ادئ��ة ،ويعد اجلديد ه��ذه فى هذا املعر�ض �أن هذه هى امل��رة الأوىل التى ينتقل فيها املعر�ض لدولة لي�ست من الدول الأع�ضاء فى رابطة «ال�سارك» وهذا يعك�س الأهمية التى توليها الهند لأبناء ال�شعب امل�صرى من حمبى الفن والفنون.
v
76
و�أي�ض ًا يرجع ملكانة م�صر الفنية الكبرية فى العامل �أجمع . وفى لقائى مع ال�سفري الهندى لدى جمهورية م�صر العربية «�أر �سواميناثان � »R. Swaminathanأثناء افتتاح املعر�ض �أ�شار �إىل �أن �إختيار مكان املع�سكر منذ البداية كان عن�صر ًا هاما فى �إيجاد عالقات تفاعلية بني الفنانني وبع�ضهم البع�ض على �إختالف ثقافاتهم ،فلم يكن فقط مكان ًا للر�سم بل كان بوتقة لتفاعل و�إمتزاج احل�ضارات والثقافات املختلفة مع ًا ،حيث اجتمع 28فنان ًا من 9 دول من �أ�سيا ،كما �أ�شار «�سواميناثان» فى حديثه �إىل �أن التفاعل فى املع�سكر مل يقت�صر على الفنانني الت�شكيليني فقط بل �شمل �أي�ض ًا العديد من املبدعني فى املجاالت الفنية الأخ��رى مثل الراق�صني
حماط بالكوارث التى تدفعه �إىل الإح�سا�س ب��ال��ذوب��ان وال �ع��دم �ي��ة ،ف��ال�ل��وح��ة تبحث للإن�سان عن معنى وهوية احلياة ،ومن الوا�ضح فى ذلك العمل �أن «عمر» ت�أثرت بثقافة وفنون و�ألوان الهند. بينما تظهر م�لام��ح ال �ف��ن الهندى ب�صورة مبا�شرة فى لوحة «نيالدرى بول »Niladri Paulمن الهند والتى ينعك�س م��ن خاللها �سمات ث�ق��اف��ات ع��دي��دة من خ�لال جت�سيد ال�شخ�صية امل�ح��وري��ة فى العمل الفنى وال�ت��ى مي�ت��زج فيها �سمات الأزي��اء امل�صرية القدمية وغطاء الر�أ�س الهندى واحلركات الراق�صة الأ�سيوية مع احلر�ص على �إ�ستخدام الأل��وان ال�ساخنة الهندية ،والعمل فى جممله حافز على ال�ت��أم��ل جلميع عنا�صره وه��ى الأل� ��وان، واحلركة والإي�ح��اءات الذاتية والتى تبني تعر�ض مبدع العمل للعديد من الثقافات. ومن خالل ر�ؤيتى للمعر�ض ككل �أرى �أن الهدف من املع�سكر الفنى قد حتقق ،فالأعمال املعرو�ضة ت�ؤكد على �أن الفن ال يعرف احل��دود فهذا املع�سكر وم��ا نتج عنه من �أعمال جت��اوزت ح��دود العالقات الدبلوما�سية وهدفت �إىل متام املزج بني الثقافات عن طريق خلق مناخ ت�سوده لغة عاملية جديدة للفن الآ�سيوى تظهر فيها �سمات الرتاث الثقافى امل�شرتك .كما يعد املزيد من هذه املعار�ض مبثابة نافذة نطل من خاللها على فنون دول �آ�سيوية مما ي�سهل على الفنانني واملثقفني والباحثني واملهتمني بهذا امل�ج��ال معرفة ماو�صلت �إل�ي��ه تلك ال ��دول م��ن تقنيات واجت��اه��ات فنية جديدة ،وبذلك يتم تعوي�ض النق�ص ال�شديد فى الكتب واملراجع الفنية التى ت�ؤرخ للفن فى تلك الدول وخ�صو�صا فنون دولتى �أفغان�ستان وبوتان. ك�م��ا ي�ع��د ه ��ذا امل �ع��ر���ض ب��ان��ورام��ا حقيقية لإجتاهات فنية عديدة ،فعلى الرغم من التعاي�ش الثقافى والفنى العميق �إال �أنه مل يحدث متاهى لأى �شخ�صية من �شخ�صيات الفنانني امل�شاركني فال يزال كل منهم له �شخ�صيته التى متيزه عن غريه.
وبالتاىل يعد املعر�ض زي��ارة ر�سمية ملجموعة من الفنانني عملوا ك�سفراء ملجموعة الدول امل�شاركة الذين قدموا بالدهم من خالل �أعمالهم البديعة. �أفتتح املعر�ض بقاعة ال�ب��اب مبتحف الفن امل�صرى احلديث يوم اخلمي�س املوافق 14يونيو وافتتحه ال�سفري الهندى بالقاهرة و �صالح املليجى رئي�س قطاع الفنون الت�شكيلية و «�سو�شيرتا دوراى »Suchitra Duraiمديرة املركز الثقافى الهندى ود .نادية زخ��ارى وزي��رة البحث العلمى ،كما مت
�أي�ض ًا فى حفل الإفتتاح تد�شني كتاب تذكارى ي�ؤرخ وي�سجل الإحتفاالت التى �أقامتها ال�سفارة الهندية واملركز الثقافى الهندى فى م�صر على مدار عام بعد الثورة امل�صرية ( )2012-2011والذى واكب الإح�ت�ف��ال ب��ال��ذك��رى اخلم�سني بعد امل��ائ��ة مليالد «ج��ورودي��ف راب �ن��دران��اث ط��اغ��ور حيث يعد هذا الكتاب توثيق ًا باللغة العربية والإجنليزية لكافة الأن�شطة الثقافية التى متجد هذين احلدثني على مدار عام كامل ملا لهما من �أهمية بالغة للبلدين. v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
79
املتقلب وما يغلب عليه من عنف وج�شع تارة ونقاء و�صفاء تارة �أخرى وهى �سمات خمتلطة ومتباينة لذا جنده قد جمع فى لوحته بني �أكرث من خامة خمتلفة ومتباينة �أي���ض� ًا مثل �أل� ��وان البا�ستيل واجلوا�ش والزيت ،والتى �أرى �أنها قد �ساهمت فى تو�صيل فكرة التناق�ض والت�صادم بني الرغبات وامل�شاعر املختلفة ،بينما �سيطر على العمل اللون الأ�سود ممث ًال لغلبة الظلم وم�شاعر القهر بينما تظهر اللم�سات البي�ضاء املمثلة للنقاء والأم��ل رفيعة ومتداخلة ومت�شابكة مما يدل على �ضعفها v
78
فى مواجهة هذا القهر. بينما حملت لوحة «�إري�ن��ا تامراكار Erina »Tamrakarم��ن نيبال ب�صمة الفنان العاملى «برا�شانت �شري�شتا »Brachant Shrishtaحيث جندها تعك�س فى لوحاتها �إنطباعاتها الذاتية عن عامل املر�أة من خالل بع�ض الرموز ،كما ا�ستخدمت م��ادة الأكريليك فى التنفيذ وهى ع��ادة ت�ستخدم الألوان كو�سيط له دالالت رمزية �أي�ض ًا ،ولكن يظل املختلف فى عملها احلاىل هو تخليها عن الألوان الداكنة املعروفة با�ستخدامها من قبل وا�ستبدالها
مبجموعة ج��دي��دة م��ن الأل���وان مثل الأ�صفر والأخ�ضر والبنى والذهبى والأبي�ض كما ظهر �أي�ض ًا �إ�ستعانتها ببع�ض الرموز الفلكلورية التى تعرب ع��ن م�شاعر الأم��وم��ة مثل الأوزات والبقرة والثور اللذان يرمزان �إىل اخل�صوبة والنماء وعناية الآلهة فى الرتاث النيباىل. ف � ��ى ح �ي��ن ت� �ظ� �ه ��ر ال�����س��م��ات التقليدية للفنون الآ�سيوية ب�صورة عامة والهندية ب�صورة خا�صة فى ل��وح��ة «ك ��ارم ��ا زاجن� �م ��و Karma »Zangmoمن بوتان والتى نفذتها بالأكا�سيد امللونة واملثبتات الطبيعية التى متيزت بالألوان القوية امل�ضيئة وال ��زخ ��ارف امل �ت �ع��ددة ال �ت��ى حتيط بتمثال ب��وذا ،تلك ال��زخ��ارف التى متيز الفنون ال�شعبية الآ�سيوية بينما ت��زخ��ر اللوحة ب��ال��زخ��ارف النباتية املتنوعة واملتعددة التى ت�شتهر بها بوتان ودول �آ�سيا .وكذلك �أي�ض ًا لوحة «كياو �شاين »Kyaw Sheinالذى ر��س��م الطبيعة ف��ى ميامنار بخامة الأكريليك و التى تظهر فيها الطبيعة ال�ه��ادئ��ة التى متيز املدينة وكذلك تظهر اللوحة الطرز املعمارية الهادئة التى متيز مدينة ميامنار. وع��ن جتربة التفاعل والتعاي�ش م��ع فنانني م��ن دول خمتلفة قالت «ك��ارم��ا زاجن �م��و» �أن املع�سكر �أت��اح لها نقا�شات متعمقة مع فنانني من خمتلف الدول وخ�صو�ص ًا الهند وقد ت�أثرت بذلك حيث مزجت فى لوحتها بني الفن البوتانى والفن الهندى كما �أنها تعلمت فى املع�سكر فن املنمنمات الباك�ستانية من خالل فنانني زمالء لها. وع �ل��ى ال �ع �ك ����س ت �ظ �ه��ر ل��وح��ة «م� ��رمي عمر »Maryam Omarم��ن ج��زر امل��االدي��ف والتى نفذتها باخلامات املختلفة من الألوان فهى تت�سم مبحاولة التعبري ع��ن ح��رك��ات و�إمي� ��اءات الب�شر عن طريق الرتكيز على �إمياءات وحركات الأيدى والأرج��ل ،فمن خالل لوحتها ت�شعر ب�أن الإن�سان
�أترك اجلرافيك متاما و�أجته لر�سم الكاريكاتري.. ثم ذهبت �إىل جملة «قطر الندى» ووقتها تعرفت على الفنان «عمرو �سليم». دور “عمرو �سليم» فى حياة دعاء العدل؟ الفنان «عمرو �سليم» هو �صاحب �أك�بر ف�ضل ع�ل� ّ�ي ،خا�صة و�أن ��ه ه��و ال��ذى فتح �أم��ام��ى الباب لاللتحاق بجريدة الد�ستور ،وقد كان مهتما ب�شدة بفكرة وجود ر�سامات كاريكاتري فى م�صر. املهتم بفنون الكاريكاتري ف��ى م�صر حتما �سيالحظ ن ��درة ع��دد ال�ف�ن��ان��ات ال�لات��ى يعملن فى ه��ذا املجال ال�صعب ..ال�س�ؤال ال��ذى يطرح نف�سه الآن هل هذه ال�صورة لأن �أغلبية ر�سامى الكاريكاتري رجال ؟ �أم هى ثقافة جمتمع ت�ؤمن بها الر�سامات �أي�ض ًا ؟ ال�شك �أن الكاريكاتري فن �ساخر والر�سامني الرجال ي��رون امل��ر�أة من وجهة نظرهم وحدهم، فمنهم من يجدها نكدية ومنهم من يراها قوية ومفرتية ،ولكن وج��ود ام��ر�أة ر�سامة للكاريكاتري من امل�ؤكد �أنه يعك�س م�شاكلها احلقيقة ،لذلك ال ن�ستطيع لوم الر�سامني الرجال على �أ�سلوب تناولهم للمر�أة فى الكاريكاتري لأنهم فى النهاية رجال ، �أما ر�سوماتى ف�أحاول �إبراز املر�أة فيها ب�صورتها احلقيقية دون اعتماد على مفاتنها وجعلها �سلعة . وت�ضيف دعاء :هذا لي�س متييز عن�صرى و�إمنا لأننى امر�أة �أعلم متام ًا م�شاكل املر�أة و�أعلم �أي�ض ًا �أن لديها عقل يجب �أن ينبه �إليه اجلميع لذا �أحاول �إب��رازه واالبتعاد عن مفاتنها التى ي�سعى غالبية الر�سامني �إىل �إظهارها ،ولقد تعلمت على �أن يكون ىل اجتاهى اخلا�ص بى كر�سامة فلم �أنتهك املر�أة و�أحاول التوازن والنظر �إىل ق�ضاياها مبو�ضوعية، ف�ه��ى ف��ى ال�ن�ه��اي��ة م��واط��ن ل��ه ح�ق��وق وواج �ب��ات، وينعك�س عليها �ضغوط احلياة مثل الرجل متام ًا كما �أنها تتلقى �ضغوط الرجل �أي�ض ًا . هل تعتقدين �أن �سبب قلة البنات فى هذا املجال هو كما يقول البع�ض “�إن البنات دمهم تقيل»؟! ترد فى تلقائية“ :وهى ر�سومى دمها تقيل؟!»، �أعلم �أنى �أقل �شخ�ص ميكن �أن يجعل واح��دا من كتيبة ر��س��ام��ى الكاريكتري ف��ى م�صر ي�ضحك، و�أت �ف �ه��م ه ��ذا ب��ال�ط�ب��ع لأن رج ��ال ال�ك��اري�ك��ات�ير معجونون بخفة دم و�شقاوة عفاريت من ال�صعب �أن يجاريهم� ،أعرف �إن كان هناك بنات ر�سامات كتري v
العدد الثامن والعشرون -يوليو 2012
81
كاريكاتير
أعلم أن��ى أق��ل شخص يمكن أن يجعل واح��دا من كتيبة رسامىالكاريكتير فى مصر يضحك. -فى حالة تخلى الرجل عن مسئوليته ال يعد تسلط المرأة إهانة لها.
دعاء العدل..
المرأة فى مصر «سوبر مان» �سهى على رجب
من �أول وهلة تعرف �أنها �شخ�صية جادة جدا هى الفنانة دعاء ر�سامة الكاريكاتري ال�شابة ُو ِل��دت فى دمياط عام 1979 العدلّ . وتخرجت فى كلية الفنون اجلميلة بالقاهرة ق�سم ديكور م�سرح و�سينماُ .ن�شرت ر�سومها بالعديد م��ن اجل��رائ��د وامل �ج�لات مثل «الد�ستور» ،و»�صباح اخلري» ،و»روزاليو�سف» ،حتى التحقت مب�ؤ�س�سة «امل�صرى اليوم» .حائزة على جائزةالتفوق ال�صحفى فى جمال الكاريكاتري لعام .2009 جمال الكاريكاتري مل تدخله امل��ر�أة منذ بدايته فكيف كانت بدايتك؟ «كنت �شاطرة فى م��ادة الر�سم»� ..أحببت الر�سم من والدى
v
80
املهند�س الزراعى الذى كان يهوى هذا الفن ب�شكل كبري فبد�أت �أر�سم لنف�سى و�أر�سل لل�صحف الكربى ولكن «ماحد�ش عربين» ..ولكننى وا�صلت و�أ�صبحت ع�ضوا فى جماعة كاريكاتري «ح�سن الفداوي» الفنان ال�سكندرى وحققت �شهرة معقولة عن طريقها. ومتى ن�شرت �أوىل ر�سوماتك؟ �أول ر�سم ن�شر كان فى جريدة املعكوكة �سنة 1999التى كان ي�صدرها الفنان «م�صطفى ح�سني» ..وبعد التخرج بد�أت ار�سم كتب الأطفال فى دار ن�شر �صغرية جدا ،وعملت كم�صممة جرافيك وفى نف�س الوقت كنت ار�سم فى مدونة بنت م�صرية والر�سومات هناك القت ت�شجيعا جيدا وكذلك من �صاحبة املدونة وهو ما �شجعنى لأن
امين حامد
جـــولة المعــــارض
رنيا حكيم
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
83
لكنهن توقفن عن العمل ..وال �أعرف ملاذا اختفني.. لكن عن نف�سى �أنوى اال�ستمرار ..ر�سم الكاريكاتري ال يتعار�ض مع �أن يكون للر�سامة �أ�سرة وبيت تهتم به ،خا�صة و�أن كثريا من ر�سامى الكاريكاتري لهم �أ�سر ..ولو ظهرت �أى واح��دة وا�ستمرت �سي�شجع ذلك �أن يدخل للمجال فتيات كثريات ..مث ًال الفنانة الفل�سطينية “�أمية جحا» معجبة بها جدا كونها ر�سامة الظروف ال�صعبة التى �صنعت منها فنانة من ال�صعب �أن يت�شابه معها �أحد فهى موجودة فى حالة حرب دائمة ومع ذلك تر�سم بد�أب ولها هدف وا�ضح فى كل ر�سوماتها ..باحرتمها جدا».. ه��ل قابلتك عقبات ف��ى طريقك لكونك فتاة؟ فى بداية دخوىل جمال الكاريكاتري مل �أقابل �صعوبات متنعنى م��ن اال�ستمرار �أو تفرقة بني البنت والولد ،لكن كان هناك حالة من اال�ستغراب جاءت ب�سبب �أن مهنة الكاريكاتري لي�ست مطروقة بالإ�ضافة لل�سخرية واال�ستخفاف فى بع�ض الأحيان من قبل زمالئى الرجال ومل ت�ستمر طوي ًال لأنه ك��ان بداخلى حافز لال�ستمرار والنجاح و�إثبات جناحا و�أح�صل على الذات وهذا ما جعلنى �أحقق ً جائزة نقابة ال�صحفيني و�إذا كان عددنا كر�سامات كاريكاتري قلي ًال �أو ن��اد ًرا ف��إن جمال الكاريكاتري يعانى قلة العدد به ب�صفة عامة والأ�سماء الالمعة فيه يتم ح�سابهم على �أ�صابع اليد وه��ذه مرحلة �سوف متر وم��ع الوقت �سوف يزيد ع��دد ر�سامى الكاريكاتري �سواء من البنات �أو ال�شباب ويرتبط هذا بزيادة عدد املطبوعات من اجلرائد اخلا�صة واملعار�ضة التى �سيكون فيها �سقف احلرية �أعلى من نظريتها القومية. وع��ن �إظ�ه��ار الكاريكاتري للمر�أة ك�شخ�صية مت�سلطة ،تقول دعاء :فى حالة تخلى الرجل عن م�سئوليته ال يعد ت�سلط املر�أة �إهانة لها ،فمن وجهة نظرى عندما �أظهر امل��ر�أة مت�سلطة ف�أنا �أظهرها ال�ط��رف الأق ��وى لأن �شخ�صية ال��رج��ل �أ�صبحت “مهزوزة» مل يعد �سى ال�سيد �صاحب الدور امل�سئول بل بات يتن�صل من م�سئولياته معتمد ًا على املر�أة ،والإح�صائات خري دليل وت�شري �إىل �أن %40من الأ�سر الفقرية تعيلها املر�أة ،من هذا املنطلق تكون �صاحبة اليد العليا وال�شخ�صية الأق��وى من حقها �أن تت�سلط ،فهى “�سوبر مان» موظفة وزوجة و�أم ومربية ومديرة منزل فى �آن واحد. v
82
عفت ح�سنى
م�صطفى رحمه
راغب عياد
جميل �شفيق العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
v
85
عبد العال ح�سن
رحلة العائلة المقدسة حتتفل م�صر فى مطلع يونيو كل عام زيارة العائلة املقد�سة مل�صر حيث دخ��ول ال�سيد امل�سيح عليه ال�سالم ب�صحبة �أمه ال�سيدة العذراء مرمي ويو�سف النجار. وت�ستمر الرحلة ال�شاقة امل�ضنية على ظهر حمار وحتمل حرارة ال�شم�س نهار ًا والربودة ال�شديدة لي ًال بالأماكن الوعرة هروبا من بط�ش الأمرباطور هريود�س. ا��س�ت�ط��اع ج�م��ع ال�ف�ن��ان��ون التعبري ع��ن ج��ل م�شاعرهم
v
84
و�أحا�سي�سهم املت�أججة املُفعمة باحلب وال�شغف لتلك الرحلة املهيبة ،والعجيب تالحم امل�شاعر واحت��اده��ا ل��درج��ة تفوق الفنانون امل�سلمون �أحيان ًا فى التعبري عن في�ض امل�شاعر والع�شق مما ي�ؤكد اللحمة بني ن�سيج �أر�ض م�صر كوطن واحد ي�ضم كافة �أبنا�ؤه . تراوحت الأعمال بني نحت جدارى بارز وت�صوير وجرافيك ور�سم ومائيات . .زيارة واحدة لهذا املعر�ض لن ت�شبعك فنياً.
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
87
عالم الخرافة الشعبية «االسطورة» حمدى عبد اهلل الطالقة ال�شديدة ...ير�سم بب�ساطة وك�أنه يتنف�س احل�س ال�سورياىل املمتزج باخلرافات والق�ص�ص من �أعماق الريف امل�صري ،ح ّكاء عا�شق ال�سرد يبدو وك�أنه راوى مم�سكا بالربابة ين�سج احلواديت فى قالب درامى �شديد الت�شويق ...حوار املخلوقات املم�سوخة والكائنات احلية املركبة (ن�صف �آدمى ون�صف حيوان مث ًال �أو نوعية خمتلفة من احليوانات اخلرافية). �إنه عامل الأبي�ض والأ�سود واحلرب ال�شينى �أو القلم الفلوما�سرت الأ�سود ،خرج من عباءة رائد التعبريية امل�صرية عبد الهادى اجلزار وجمايلة حامد ندا ،خرجت �أجيال عديدة ع�شقت اخلرافات ال�شعبية v
86
منها � -صالح ع�سكر � -إيفلني ع�شم اهلل -م�صطفى يحيى -ال�سيد القما�ش ،وغريهم. حافظ ك��ل منهم على م�ف��ردات��ه وط��روح��ات��ه اخلا�صة واتفقوا جميعا فى ع�شق التعبريية امل�صرية ال�صميمة ،عا�شق عامل الأ�سطورة والطقو�س واحلكاوى والأمثلة ال�شعبية واملواويل والندب فى اجلنائز وال�سبوع والزفاف�،إنه تغلغل ولوج فى �أدق و�أهازيج الأفراح واملوالد ُ ن�سيج املجتمع امل�صري ،وال�سوريالية معه رحلة �إبحار جتمع �أزمنة و�أمكنة متعددة فى تكوين واحد ا�ستطاع �أن�سنة اجلماد �أو �إك�ساب الأ�شياء نب�ض ًا موجب ًا باحلركة.
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
89
دنيا سيرك ..محمد ماضي ا�ستعرا�ض الر�شاقة وخفة احلركة واملهارات اجل�سدية لالعبى ال�سريك و�إظهار خفة دمهم ومرحهم وبراعتهم الأدائية ،البحث عن نقطة «اتزان» نتخيل الكتلة ال�ضخمة مرتكزة على جمرد «نقطة» بالأر�ض متاما كراق�صة الباليه , �أو كتمثال «رامى القر�ص» ال�شهري للمثال الإغريقى العبقرى « مايرون » املوجود حالي ًا مبتحف ق�صر ما�سيمو بروما، حيث يرتكز التمثال ال�ضخم برمته على �أط��راف القدم v
88
فقط م�ؤكد ًا براعة التمثال فى حفظ كتلة التمثال فى الفراغ �إنه قمة « االتزان» واحل�سابات الريا�ضية الدالة على مدى رهافة الفنان وذكا�ؤه الفني ,وهنا ن�ست�شف مهارة «ما�ضي» فى قدرته الفائقة على حفظ االتزان فى �إيقاع حركى بديع. يبدو الفنان وك�أنه خرج من عباءة الرائد الكبري عبد الهادى الو�شاحى غري ُمقلد له ولكن م�ستمتع ًا بحرية تعبريه وانطالقه و�إن�سيابيته.
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
91
سامية عبد المنصف فنانة واعدة ع�شقت فن النحت ،كانت �أ�صغر النحاتات �سنا ممن ا�ست�ضافهم �سمبوزمي �أ�سوان النحت الدوىل ،ن�ستطيع �أن نطلق عليها عا�شقة ال�صخور ..ووجدت فى اجلرانيت �سحر غام�ض ملن يعرفه ولي�س ُمبهم ملن يدخل فى دواخله وكذلك البازلت الأ�سود وهو �أ�صلب من اجلرانيت� ..شاركت فى �سمبوزمي «الفالدا» ثم «�أون كيجو» ثم «كاتا ماركا» والثالث بالأرجنتني ثم �سافرت على نفقتها اخلا�صة �إىل بوليفيا – بريو – �شيلي� ،أبهرت جميع دول �أمريكا الالتينية لكونها فتاة �آن�سة وحمجبة مل ُيعيقها احلجاب عن االنطالق فى �آفاق الفن بل و ُتلقى حما�ضرات فى كليات احلقوق هناك عن حقوق املر�أة فكانت خري �سفرية للفتاة امل�صرية طافت العديد من دول العامل : v
90
جميع دول �أمريكا الالتينية و�إيطاليا والبحرين ور�شحت ل�صالون حوار ال�شخو�ص دراما اخلريف بفرن�سا ..كل هذه ال�سفريات بجهدها ال�شخ�صى دون تر�شيح �أجهزة الدولة الر�سمية � ..أعمالها �شديدة التنوع ال ن�ستطيع قولبتها فى �إط��ار ت�شكيلى ُمعني ..فلكل عمل لها ميتلك دراما خا�صة و�شجن خا�ص � ....صروح معمارية ك�أنها مدينة كاملة جمردة ،بورتريه لإن�سان � ،أن�سنة الأ�شكال ،كتلة ذات عالقات هند�سية �صرحية عمالقة تعطى الإح�سا�س باالنطالق والتمدد ،متازج بني مفردات هند�سية وع�ضوية �أهى حبة ب�سلة ؟ �أم امراة حتمل فى بطنها عدة �أجنة �أو «بذور» عالقات هند�سية منف�صلة مت�صلة� ..شكل �صرحى يبدو كعالقات ان�سانية ..
حامد العجمى
Fair lady dreams
توفيق حلمي
Appropriate for this time v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
93
�سيد توفيق
معرض ثالثــى بالمركز الثقافى المجري فى املركز الثقافى املجريبالقاهره ت�ألقت �أعمال ثالثة فنانني تنوعت مل�ستهم بني الر�سم و فن امليداليه و الت�صوير الزيتى وهم: �سيد عطوه :فنان جرافيك متميز يجيد متاما الر�سم الأكادميى حمافظا على قواعد الت�شرح والظل والنور والن�سب واملنظور ،بارع فى فن « البورتوريه» رغم �صعوبته وهروب العديد من الفنانني فى التطرق �إليه ,له باع طويل فى عامل الر�سم ال�صحفى ،Illustration ويع�شق فن الكاريكاتري ملا يعطيه من نظرة �ساخرة تهكمية لأو�ضاع مقلوبة �أو لك�شف زيف اجتماعي ،كما له �إ�سهامات مميزة كم�صور يتطرق للأ�ساليب الت�شكيلية احلديثة وال يتوقف عند الكال�سيكية. حامد العجمى :فنان قدير فى فن امليدالية� ،صمم الكثري من امل�صوغات الذهبية والف�ضية ،هو من قام بت�صميم اجلنيه والن�صف v
92
جنيه املعدنى املتداول الآن . انطلق فى جم��االت الفنون الأخ��رى فدر�س املو�سيقى العربية وح�صل على دبلوم الدرا�سات العليا من املعهد العاىل للنقد الفني، ومار�س النقد ال�سينمائي� ،صمم العديد من ال�شعارات و�أغلفة الكتب. توفيق حلمى :ن�ستطيع �أن نطلق عليه عا�شق الفن الت�شكيلى ..ال يتوقف مطلق ًا عن الت�صوير تطرق �أي�ض ًا لفن ت�صميم « ال�شعار» وتنفيذ امليدالية واالكلي�شيه. له ع�شق خا�ص فى التعبري عن عامل النوبة� ،شديد الرومان�سية، يكن م�شاعر مت�أججة لأمه الراحلة ال يتوقف مطلق ًا عن التعبري عنها فى كافة معار�ضه.
وفاء النشاشيني �شحنات عاطفية ..حنني جت��اه الب�شر �أو الإن�سانية ب�صفة عامة وعندما يقرتب امل�شهد �أكرث جند الرتكيز على العن�صر الن�سائى من الب�شر ،الن�ساء مبختلف الطبقات �سواء فتيات راقيات من �أبناء الطبقة املرفهة �أو ن�ساء كادحات من املهم�شني واملحرومني �أو ن�ساء فى املجرد ...جمردات املالب�س وامل�شاعر
فقط رمز للأنوثة ،فالنظرة هنا ت�سمو فوق املح�سو�س وتتجه نحو املطلق ولذا تختلف الألوان وجمموعاتها من لوحة لأخرى وفق ًا للمو�ضوع فقد ترى �ألوان حاملة مع فتيات وديعات هائمات كالفرا�شات وفى لوحة �أخ��رى �إيقاع �أل��وان �صاخبة �أو �أل��وان قامتة للداللة على طبقات الن�ساء ا ُلدنيا « الغالبة».
v
العدد الثامن والعشرون -يونيو 2012
95
رانيا الحكيم متتلك «ح�س جتريدي» ينتزع من الأج�سام واملفردات التفا�صيل والهوام�ش والزيادات ليعود بنا �إىل �أ�صل الأ�شياء �أو حماولة الو�صول �إىل جوهرها ،طاقة كامنة متولدة تت�ألق حين ًا �أو تتنافر ،قد تتوائم �أو تتعار�ض وتتقاطع ك�ضدين ،طاقة خالقة تبدو ع�شوائية ف�أحيانا تبدو �ساكنة وتارة �أخرى دينامية ...وفى جمموعة لوحات �أخرى تهتم بخطوط الأفق � ..أفق �سطح البحر
v
94
حيث يتحد خط ال�سماء بالبحر � ..أو خط االفق فى الوديان وال�صحارى بني الأر�ض والتحامها مع ال�سماء �أو عدة خطوط �أفقية ك�أنها ت��واىل الأزم��ان فى مكان و�أح��د � ..أفكار عديدة تتالحق وفق ًا لنظريات اال�ستقبال والتلقى لكل م�شاهد للأعمال، وتباين احلالة املزاجية للمتلقى حني التحامها بالعمل الفنى .
صفحة فن هذه ال�صفحة مفتوحة لكل الآراء فى الفن والفكر والثقافة
تعترب الأوب��را �أحد �أهم القالع الثقافية التى ت�ستهدف اجلمهور بطبقاته املختلفة وتعمل على ن�شر الفنون الراقية. فالأوبرا اخلديوية القدمية كانت تخاطب فئة و�شريحة معينة من املجتمع نظرا ملا كانت تقدمه �آنذاك من �أوبريتات عاملية ومو�سيقى و�سيمفونيات كال�سيكية ،وب�ع��د �إن���ش��اء الأوب���را اجل��دي��دة كان الهدف خمتلفا من حيث الفئة التى يتم خماطبتها من هنا كان �إط�لاق ا�سم املركز الثقافى القومى على الأوب��را اجلديدة حتى ال تكون قا�صرة على فئة �أو �شريحة معينة وح�ت��ى ن�ستطيع الو�صول اىل املتلقى الب�سيط ومنذ �أن بد�أت حياتى الفنية واحللم ي��راودن��ى �أن ي�صل ما �أق��دم��ه من �أعمال v
96
األوبرا على الترعة
مو�سيقية على �آلهة الفلوت اىل جميع امل�ستمعني، وظل هذا احللم معى �إىل �أن تقلدت من�صب رئي�س الأوب��را ولعل الفر�صة هنا لتحقيق حلمى �ستكون �أك�بر حيث كنت فى البداية �أملك وال �أق��در �أما الآن ف�أنا �أملك و�أق��در والق�صد هنا �أننى �صاحبة قرار .وقرارى مرتبط بتوفري الإمكانيات التى متثل عائقا قويا فى حتقيق حلمى كما �أن عدم ا�ستقرار الأو��ض��اع ال�سيا�سية فى م�صر ميثل �أي�ضا عائقا فلو توفرا هاتني النقطتني ال�ستطعت �أن �أ�صل بفن الأوبرا لكل ربوع م�صر بل ز�ستطيع القول �أن يكون فن الأوب��را على الرتعة خماطبا الفالح والريفى الب�سيط ،ولكننا ن�ح��اول جاهدين بكل �أدوات �ن��ا وميزانيتنا دع��وة العديد من الفرق العاملية ذات
د� .إينا�س عبد الدامي
الفن الهادف لتقدمي عرو�ضها على م�سارح الأوبرا مع تخفي�ض �أ�سعار التذاكر للطلبة والب�سطاء حتى يتثنى لهم امل�شاهدة واال�ستماع لفنون الأوبرا ،وهى �إحدى عوامل انت�شار الفنون الراقية للجميع ،ولعل الربوتوكول ال��ذى وق��ع م�ؤخرا بني الأوب��را وهيئة ق�صور الثقافة و�صندوق التنمية الثقافية هو نقطة انطالق حقيقيه لتحقيق حلم الو�صول بفنون الأوبرا للرتعة بعد �أن مت ا�ستغالل م��رك��زالإب��داع الفنى التابع ل�صندوق التنمية فى حمل ر�سالة الفنون املختلفة التى تقدمها الأوبرا وهيئة ق�صور الثقافة مما ي�سمح لأبناء القرى والأقاليم اال�ستمتاع بكل ما هو هادف من فن غاب كثريا عن �ضواحى م�صر ممن لها احلق فى رويته وم�شاهدته.