جوبالن للوحة «محمود سعيد -بنات بحري» تنفيذ الفنان محمد عمار
من واجب المثقفين ف��ى مصر االهتمام أوال ب��م��ح��و أم��ي��ة المجتمع إن النقد علم وليس مجرد موهبة
أي��ه��ا المتأسلمون رفقــــا بالــمصريين المسلمين
ال��م��س��ؤل ال��ج��اه��ل أش������د ض��������ررا م��ن المسؤل الفاسد
قصـــــر الفنـــــون وبيـــت جحــــــــــا
• الأمية تعطيل لن�صف املجتمع ،واملثقفون vيجب �أن يهتموا مبحو الأمية فى م�صر ،لأن حمو الأمية �سوف يدفع باحلركة الثقافية �إىل ال�ضعف ..هل يعقل �أن ن�صف املجتمع ( حواىل 40مليون ) ال يقر�ؤون وال يكتبون ..معقول ؟! �إن هذا �شيء خميف ،وينذر بخطر كبري! كيف �ستتقدم م�صر وبها 40مليون �أمى ؟! �أربعون مليون �أمى ال يقر�ؤون وال يكتبون ،و�أي�ض ًا ال ي�ستخدمون الإنرتنت ،وال يقر�ؤون جرائد �أو كتب !! كيف يكون هناك حركه ثقافية �إذن بحجم ال�شعب امل�صري؟! • قلنا و�سنظل نقول� :إن النقد علم ولي�س جمرد موهبة لغوية �أو �إن�شائية ،و�إال لأ�صبح كل ال�شعراء وعلماء اللغة نقاد ًا !! �إن الناقد البد �أن يكون دار�س ًا للفن الذى ينقده ،بالإ�ضافة �إىل درا�سته للفل�سفة ،وعلم اجلمال ،كما يجب �أن يتاح له زيارة العديد من املتاحف واملعار�ض على م�ستوى العامل ،كذلك البد له �أن يجيد �إحدى اللغات الأجنبية ( ال �سيما �إذا كان هذا الناقد عربيا) حتى ي�ستطيع �أن يقر�أ املراجع �أو بع�ضها بلغتها الأم؛ نظر ًا ل�صعوبة ترجمة امل�صطلحات واملعانى فى معظم الأحيان ،وحتى ي�ستطيع �أن يتحاور مع الفنانني حينما يلتقى فنانني غري م�صريني �أو عرب ..و�إن جاز �أال يكون كل ذلك مهم ًا بالن�سبة للفنان ،فهو حتم ًا و�ضرورى بالن�سبة للناقد ،فالنقد لي�س وجهة نظر و�إال �أ�صبحنا جميع ًا نقاد ًا !! • �أيها امل�سلمون ـ املت�أ�سلمون ـ رفق ًا بال�شعب امل�صرى الطيب امل�سامل الغلبان النبيل املكافح ،ترفقوا بهذا ال�شعب و�أنتم تعدون العدة لأ�سلمة امل�صريني مرة �أخرى بعد �أن كان قد �أ�سلموا منذ �أكرث من 1400عام ًا ومل يرتدّوا حتى ُت�أ�سلموهم من جديد ،وتفر�ضوا عليهم تطبيق �شرع اهلل ،وك�أنهم خارجون عن �شرع اهلل � ..أيها الأحباب من الأحزاب الدينية� ،إن ال�شعب امل�صرى ي�صلى وي�صوم ويحج البيت احلرام فماذا تريدون �أكرث ؟! و�إذا كنتم تعتقدون �أنكم �أكرث �إميان ًا من الذين حكمونا �سنوات طويلة ،وملئوا حياتنا ف�ساد ًا ،ف�أنتم خمطئون ،لأنهم جميع ًا كانوا ي�صومون وي�صلون ويحجون البيت احلرام كل عام ،وي�سرقون ال�شعب كل يوم ..فقط مل يكونوا ملتحني!! • لقد �سعدت جد ًا بخرب اعتزام اململكة ال�سعودية �إلغاء نظام الكفيل؛ لأنه مل يكن يتما�شى مطلق ًا مع ر�سالة نبينا حممد �صلى اهلل عليه و�سلم ،والتى حرمت نظام العبودية �إال هلل. • �إن اجلاهل �إذا توىل من�صبا يكون �أثر وجوده �أ�سو�أ كثريا من �أثر الف�ساد ،فالف�ساد �سرقة ما هو موجود ،واجلهل �إهدار ما هو موجود ،ومنع ما يحتمل وجوده ،الف�ساد م�صادرة احلا�ضر ،واجلهل م�صادرة احلا�ضر وامل�ستقبل معاً . (�أحمد امل�سلمانى فى كتابه -م�صر الكربى) ق�صر الفنون ؟! كلما ذهبت �إىل ق�صر الفنون مل�شاهدة �أحد املعار�ض ،كلما تعجبت ،وت�ساءلت عن هذا العبقرى الذى ق�سم هذا الفراغ الداخلى بهذا ال�شكل الذى الينطبق عليه �سوى �أنه مثل (بيت جحا) ،و هذا الفراغ الكبري جدا الميكن لفنان �أو اثنني �أن يعر�ضوا فيه� ،سواء منفردين �أو جمتمعني (مثلما كان يحدث فى جممع الفنون)؛ لأنه ال يوجد قاعة واحدة ت�صلح لعر�ض فني ،ولهذا فاملكان ال ي�صلح �إال للعرو�ض الكبرية التى تعلق فيها اللوحات ع�شوائي ًا ملجرد ملئ اجل��دران و املمرات و الدهاليز !! و بذلك نكون قد خ�سرنا فر�صة كبرية لعرو�ض الكثري من الفنانني ،و�أعتقد �أنه من الواجب الآن �أن نفكر فى �إعادة �صياغة معمارية �أكرث مالئمة من العرو�ض ،و�أكرث تنظيم ًا للفراغ الداخلى للق�صر.
ibrahimghazala@yahoo.com
عالمــــــــات vطبائع االستبداد فى مصر
لم يكن بناء المصريين لألهرامات يوما من قبيل السخرة
ل�����م ت����ع����رف م��ص��ر ن��ظ��ام العبيد وك��ان العمال الذين يبنون األهرامات من األحرار
انده�شت جد ًا وا�ست�أت حينما �شاهدت هذا الفيلم الوثائقى اجليد فى قناة اجلزيرة «م�صر طبائع اال�ستبداد» ،لأنه ذكر فى بداية الفيلم حينما تعر�ض للأهرامات �أنها كانت رمز ًا لال�ستبداد ,وهذا يجعلنا فى حاجة �إىل مراجعة التاريخ املكتوب عن الفراعنة� ,أو التاريخ املتواتر لدى العامة ,فالفراعنة مل يكونوا م�ستبدين ,بل هم �صنعوا �أعظم و�أجمل دولة فى التاريخ ,وفى ع�صرهم ازدهرت العلوم والفنون كما مل يحدث من قبل فى التاريخ ,وال من بعد حتى الآن ,فالفنون امل�صرية القدمية ,وبع�ض علومها ,ي�ستع�صى على الإن�سان والعلماء فى الع�صر احلديث ،فكيف ي�أتى �أحد ويتطوع بكل ب�ساطة ويقول على رمز و�إجناز من �أهم �إجنازات الب�شرية ,و�أعجب بناء حجرى على كوكب الأر�ض� :إنه كان رمز ًا لال�ستبداد !! نحن فى م�صر الآن نحتاج �إىل �إعادة النظر فى التعامل مع الفن والآثار والتاريخ ،فنحن يجب �أن نفيق من الغيبوبة احل�ضارية، ونفهم �أننا يجب �أن ن�ستثمر ون�ستغل الرثوة الرتاثية والتاريخية التى لدينا ،ويجب �أن يكون هناك تعاون وثيق ودائم بني وزارة الثقافة والآثار وال�سياحة ،و�أن يكون هناك جلنة �أو هيئة ت�ضم خرباء من الوزارات الثالثة؛ كى ي�صنعوا خطة لكيفية ا�ستثمار �أهم و�أغلى �شيء متلكه م�صر ،وهو تاريخ م�صر وتراثها احل�ضارى والفني. وحل�سن احلظ وجدت عندى هذا الكتاب الرائع (طيبة �أو ن�ش�أة �إمرباطورية) ،وهو من ت�أليف (كلري اللويت) ،وترجمة (ماهر جويجاتي) ،ومن �إ�صدارات املجل�س الأعلى للثقافة ،ووجدته يتعر�ض لنف�س النقطة فى �صفحة 29حيث يقول ( :ولي�س من ال�صواب فى �شيء �أن نتحدث -على غرار ما قاله بع�ض ال ُكتاب الذين ينتمون �إىل احل�ضارتني اليونانية والرومانية القدميتني -عن اجلموع الفقرية من العبيد الذين ُي�ضربون �ضرب ًا بال�سياط ،ويعملون ق�سر ًا فى خدمة ملك طاغية! هذه ال�صورة ال تعك�س الظروف التى كان فى ظلها بناء الأهرامات� ,سواء على ال�صعيد املادى �أو ال�صعيد الروحي؛ فلم تعرف م�صر نظام العبيد .وكان علينا �أن ننتظر طوي ًال حتى نرى �أ�سرى احلرب فى عهود الحقة ي�ستخدمون أيد عاملة م�ستعبدة� .إن العمال الذين كانوا َي�سحبون بوا�سطة احلبال الزالقات التى و�ضعت عليها كتل احلجر ك� ٍ اجلريى امل�صقولة بكل عناية ،كانوا من العمال الأحرار ،وقد وقع عليهم االختيار للعمل لفرتات حمددة ،ويقدم لهم ولذويهم الطعام طوال مدة عملهم ،كما كانوا �أحيان ًا من اجلنود ،فمازلنا نقر�أ على بع�ض كتل �أحجار هرم خوفو الوحدات الع�سكرية التى كانوا ينتمون �إليها� ،أما ال�سياط فال وجود لها �إال فى �أفالم هوليود ،حتى �أ�صبحت من �ضروريات هذا الإنتاج ال�سينمائى ال�ضخم ،و�أخري ًا ف�إن ه�ؤالء الرجال يعملون من �أجل حتقيق م�صائر امللك الأبدية ،فقد كان العمل الذى ينجزونه يحقق لهم فى الوقت نف�سه م�صريهم اخلا�ص ،ويبدو كما لو �أن ال�شعب امل�صرى قد انقاد على ما يعتقد فى �أعقاب العاهل امللكى �إىل الفوز بحياة �شاملة بعد املوت ،حياة جماعية جمهولة �أ�سماء �أفرادها ،ومن ال�ضرورى على الدوام �أن ُنعيد و�ضع الوقائع والأفكار فى ال�سياق املادى والروحى لع�صرها، وال ي�صح �أبد ًا �أن نح�شرها فى �إطار مفاهيم حديثة� ،سواء كانت �سيا�سية �أم غريها ،ففى هذه الأزمنة القدمية عندما كان الكون ب�أ�سره بطاقاته وقدراته كيانات م�ؤلهة ،وعندما كان امللوك �آلهة ،كان بناء هرم فى نظر العامل امل�صرى ال يختلف عن احلافز الروحى الذى حرك حرفيى الع�صور الو�سطى ،عندما قاموا بت�شييد كني�سة نوتردام notre- dameفى قلب باري�س).
رئي�س جمل�س الإدارة �سعد عبد الرحمن �أمني عام الن�شر حممد �أبو املجد مدير الن�شر �صبحى مو�سى رئي�س التحرير د�.إبراهيم غزاله مديرالتحريرالتنفيذى �أمين هالل امل�ست�شار الفني حممد الطراوى هيئة التحرير �أمين حامد وليد الدرمللى فينو�س ف�ؤاد الدي�سك املركزى د .حربى طلعت كمبيوتر جرافيك حممد خمتار رن ـ ـ ـ ــا �أ�شرف
عايدة عبد الكريم ..فنان العدد
6
الربيع فى حديقة األورمان
12
الخيال في مقدونيا
18
عجيبة كونية بتلمسان
28
الولع بالشرق
34
مراسم سيوة
38
عرض كتاب ..االنتخاب الثقافى
46
محمد حجى ..يرسم ليبيا
52
مؤتمر الفن وثقافة اآلخر بالمنيا
58
برنارد رايس والجرافيك المصرى
64
فيلم أماديوس
66
أسبانيا فى متحف الفن الحديث
68
موسيقار التحريك األفريقى
74
احتفاالت يوم اليتيم
78
ملف المعارض
81
سيد عبد الرسول
98
بحيرة البجع
104
Facebook.com/khayal.art alkhayal_art@hotmail.com
السنةالثالثة -العدد السادس والعشرون -مايو 2012
الآراء الواردة باملقاالت ُت َع رِّب عن ر�أى �أ�صحابها و لي�ست بال�ضرورة ُت َع رِّب عن ر�أى املجلة
الكرمي كان لنا معها هذا احلوار: ماذا عن ن�ش�أتك وطفولتك؟منذ طفولتى كنت قليلة احلركة ،ال �ألعب كثري ًا مثل بقية الأطفال كنت �أهوى الفن منذ طفولتي .ولأن وال��دى كان يعمل بالق�ضاء ،لذا ارتبطت منذ طفولتى بالرتحال والتنقل من بلد �إىل بلد فى جميع �أنحاء م�صر .ورغم التنقل والرتحال امل�ستمر �إال �أن ذلك كان له ت�أثري �إيجابي ،حيث دفعنى �إىل الت�أمل فى الطبيعة ،وهو ما جعل الفن له دور كبري فى حياتي. ح�صلت على ال�شهادة االبتدائية مرتني ،الأوىل باللغة العربية ،والثانية باللغة الفرن�سية ،وذلك حلر�ص والدى على تعليم �أبنائه اللغات ،ثم �أكملت بعد ذلك
تعليمى باللغة الفرن�سية �إىل �أن التحقت باملعهد العاىل ملعلمات الفنون اجلميلة، وفى العام الأخ�ير من درا�ستي ،قام املعهد بعمل معر�ض ،حيث حازت القطعة النحتية اخلا�صة بى على �إعجاب ال�صحفيني والنقاد. تخرجت وتخ�ص�صت فى فن النحت الذى كنت �أع�شقه رغم حبى ال�شديد للر�سم ،حيث �أي�ض ًا مار�ست الر�سم :تكبري ال�صور منذ ال�صغر .ومت تر�شيحى من قبل الكلية لبعثة �إىل �إجنلرتا ،ولكن قوبل هذا الأمر بالرف�ض ال�شديد من قبل والدي .وبعد ذلك مت تعيينى معيدة بالكلية ،ثم تقدمت �إىل م�سابقة خمتار وهى من امل�سابقات املهمة فى احلقل الفني ،وفزت باجلائزة الثانية مرتني على التوايل. فى املرة الأوىل كان مو�ضوع املعر�ض عن حرب فل�سطني ،وقد ر�شحت �آنذاك للفوز v
7
فنان العدد
حصلت على الشهادة االبتدائية مرتين ،األولى باللغة العربية والثانيةباللغة الفرنسية. كان أملى أن أكون «مايكل أنجلو» مصر . زوجى ترك مدرسة مفتوحة لها حوائط. قررت أن أكون أمًا لمائة طفل كل عام. -ال يوجد إنسان يخلو من الموهبة ،ويجب أال نسخر من إنتاج الطفل الفنى.
د�.إينا�س ح�سنى
عايدة عبد الكريم ..أول ٌّ مثالة مصرية
د .عايدة عبد الكرمي فنانة من نوع خا�ص جد ًا ،فعلى الرغم من �أن بدايتها كانت مع فن النحت �إال �أنها اجتهت بعد ذلك �إىل اخلزف ال��ذى ت�ألقت فيه على امل�ستويني الإب��داع��ى والعلمي .ثم �أ�صبحت متار�س «التعبري املج�سم» بخامات خمتلف ٍة ،وهاهى فى معر�ضها اجلديد تقدم �أعما ًال فنية من النحت الزجاجى ،وكذلك مزج احللى بالزجاج؛ لتكمل امل�سرية التى بد�أها زوجها الراحل زكريا اخلنانى عام .1965 ت�شغل حالي ًا وظيفة �أ�ستاذ النحت غري املتفرغ بكلية الرتبية الفنية جامعة حلوان ،وح�صلت على �أعلى الدرجات العلمية فى تخ�ص�صها v
6
من اجلامعة الكاثوليكية فى وا�شنطن ،و�أكادميية الفنون اجلميلة فى بوداب�ست ،والتحقت بدورة علمية عن �أ�س�س علم اجلمال من جامعة نيويورك ،بالإ�ضافة �إىل ح�صولها على العديد من اجلوائز فى النحت اخلزفى ،وميداليات التقدير من جهات عديدة فى م�صر وخارجها وهكذا تعترب �أول �سيدة م�صرية تخ�ص�صت فى النحت ،وت�شارك فى احلركة الفنية امل�صرية ..والتى �سبق لها �إقامة معار�ض لأعمالها منذ ال�ستينيات فى م�صر وخارجها (االحت��اد ال�سوفييتى ـ �أملانيا ـ املجر ـ فرن�سا ـ �سوي�سرا ـ النم�سا) . وب�ين ج��دران املتحف اخلا�ص بـزكريا اخلنانى ،وعايدة عبد
ال��وط��ن .فكرت فى ت��رك زينب فى املجر فى تلك امل�ؤ�س�سة ،ولكنى اكت�شفت �أن زينب لها �أحا�سي�س ومتعلقة ب��ي ،وك��ان امل��وق��ف �صعب ًا للغاية ،ولكنى قررت ا�صطحاب زينب معى �إىل م�صر .وفى م�صر وجدت من ي�ساعدنى فى رعايتها .فزينب التى يبلغ عمرهاالآن �أربعة و�أربعني عام ًا متثل بالن�سبة ىل «بركة البيت وروحه» لقد خلقها اهلل ،وعلى رعايتها، و�أن��ا ال �أ�ستطيع �أن �أتخيل حياتى من دونها ،فقد �أ�ضاف وجودها فى حياتى الإح�سا�س بالأمومة نظر ًا حلالتها .كانت طفلة من دون مطالب ،لذلك �أتيحت لنا الفر�صة �أنا وزوجى كى نعمل �أكرث .وفى الوقت الذى كان زوجى يخجل من اخلروج بها ،كنت �أ�صر على ا�صطحابها معي. ماذا عن ر�سالتك للأطفال؟قررت �أن �أكون �أم ًا ملئة طفل كل عام ،حيث كنت �أقوم بتدريب الأطفال واكت�شاف مواهبهم الفنية من خالل ور�شة عمل فى متحف «خمتار» ،حيث كنت ع�ضو ًا فى جمل�س �إدارة هذا املتحف �آن��ذاك ،ولكن مع الأ�سف �أغلق املتحف ب�سبب �أعمال مرتو الأنفاق فى ذلك الوقت .وكنا منذ �سنوات كثرية قبل الإغالق �أول من خ�ص�ص ور�شة للطفل داخ��ل املتحف .كنا ن�ستقبل مئة طفل كل عام ،وكان عملى مع الأطفال ه��و النحت باعتباره الأ���س��ا���س ف��ى تعليم �أى فن، وكذلك الر�سم بالقلم. الب��د �أن البدايات الأوىل ملمار�ستكالنحت �أحاطتها بع�ض الظروف ..حدثينا عنها؟ اختيارى للنحت نابع من طبيعتى منذ طفولتى �أحب عمل املج�سمات والت�شكيل ..كنت �أبنى بيوت ًا و�ألعب بالعرائ�س التى كنت �أقوم بتنفيذها من القطن وكذلك بخامات �أخ��رى .ر�أي��ت النحت واملج�سمات و�أنا �صغرية وتعلقت بهما ..وعندما بد�أت الدرا�سة فى املعهد زرت املتحف امل�صرى �أول مرة هز كيانى وت�أكد النحت بداخلي ..فاملتحف غني ..متنوع به كل الأن��واع التى تخ�ص احلياة ..م�صادر كثرية للر�ؤية ولال�ستنباط. مل يعار�ض �أهلى عند اختيارى لق�سم النحت لأنهم �أدرك���وا �أن النحت مهم بالن�سبة ىل و�أننى مقتنعة به. ت��رت��ب��ط ك��ل��م��ة ال�����ص��ع��وب��ة بالنحتأيك ؟ دائ ًما ..ما ر� ِ كل متخ�ص�ص واحد فى النحت يقابله � 10أو 20فى جماالت الفن الأخرى. ال�صعوبة لي�ست فى التقنية� ..أى واحد ممكن �أن
v
9
باجلائزة الأوىل ولكنى مل �أنلها ،وفزت بالثانية .وقال ىل لفزت �أح��د �أع�ضاء جلنة التحكيم « :لو مل تكونى بنت ًاِ ، باجلائزة الأوىل» .وتوالت املعار�ض بعد ذلك ،فقد كر�ست كل وقتى للفن ,وكان �أملى �أن �أكون «مايكل �أجنلو» م�صر. لك؟ هل جتربة الزواج متثل عائق ًا بالن�سبة ِجتربة ال��زواج تعود �إىل خم�سني عام ًا م�ضت ،حيث �أعجب بى �ضابط باجلي�ش يهوى الفن �أثناء جتواله فى �أحد معار�ضي .وتعرفت �إليه عن طريق �أحد �أقاربي .وفى �أول لقاء عر�ض على فكرة الزواج ب�شرط �أال �أعمل ولكنى رف�ضت .وك��ان ه��ذا ال�ضابط هو الفنان زكريا اخلنانى ال��ذى عر�ض على ال��زواج مرة �أخ��رى ،بعدها تقابلنا فى املتحف امل�صرى فاكت�شفت بداخله فنان ًا ،وعلمت �أن والده كان مفت�ش �آثار ،وكان موجود ًا وقت اكت�شاف مقربة توت عنخ �آمون فى الأق�صر. �أقنعت زوجى بعد الزواج با�ستمرارى فى العمل ،وفعلت كل ما بو�سعى كى ال �أق�صر فى �أى واجب من واجباتى نحو زوجى �أو بيتي ،و�سرنا مع ًا على طريق الفن ،و�سافرنا �إىل �أوروب���ا ثم �إىل �أمريكا حيث التحقت هناك باجلامعة، وقمت بعمل درا�سة حول اخلزف والنحت ،كما قمنا بزيارة العديد من املتاحف. وعند عودتنا من اخلارج �أح�ضرنا معنا فرن ًا �صغرياً، وبد�أت �أنا وزوجى القيام ببع�ض التجارب فى مطبخ منزلنا ال�صغري فى الدقي ،حتى تو�صلنا �إىل �شيء �أطلقنا عليه «العجينة امل�صرية» .وبعد جمهود كبري تو�صلنا �إىل نتائج مبهرة من منتجات اخلزف واحللي .بعد ذلك ،بد�أ اهتمام زوجى بنوع �آخر من الفنون وهو فن الزجاج ،الذى �أ�صبح بعد ذلك رائد ًا فيه. ماذا عن �أمومتك؟طيلة ف�ت�رة زواج����ي ،ك��ان��ت ىل �سبع جت���ارب حمل و�إجها�ض ،كانت �أخر جتربة حمل ىل عام ،1962ا�ستمر احلمل �ستة �أ�شهر وع�شرة �أيام فقط ،ثم جاءت ابنتى زينب التى و�ضعت فى جهاز احل�ضانة ،مل يكن فمها قد اكتمل، وطوال ثمانية �أ�شهر مل �أكن �أعلم �أن لديها �ضمور ًا فى خاليا املخ .و�أنها معاقة ب�شكل كامل (�أى ج�سماني ًا وذهني ًا) ذهبت بها �إىل الطبيب ف�صارحنى بحقيقة حالتها .وقال ىل ب�شكل جارح« :يا �ستى روحى هاتيلك واحدة ثانية» ،ولكن مل ت�أت الثانية .منذ ذلك احلني �أدركت حجم امل�شكلة ،ومررت بعد ذلك ب�أزمات وحتديات كثرية .فلم يكن متاح ًا فى م�صر وقتها مراكز لت�أهيل املعاقني. ث��م ج��اءت ىل منحة �إىل امل��ج��ر .وبالطبع ج��اء معى زوج���ى وزي��ن��ب ،وه��ن��اك �أحل��ق��ت زي��ن��ب مب�ؤ�س�سة كبرية ل��ذوى االحتياجات اخل��ا���ص��ة .وتفرغت لدرا�ستى التى متت معادلتها بالدكتوراه ،وعندما جاء وقت العودة �إىل
v
8
v
11
يتعلم التقنية باملمار�سة واجلهد ..فال�صانع والفاعل ينحت احلجر ..ولكن املهم الفكر ..الإح�سا�س.. الأ�سلوب ..احل�س ..يختلف من �شخ�ص لآخر ..من فنان لآخ��ر ..يتوقف على م��دى ح�سا�سيته لكل ما هو حميط به وثقافته وت�أمله للطبيعة؛ لأنها م�صدر �أ�سا�سى ل��ل��ر�ؤي��ة لي�س بال�ضرورى تقليدها ولكن ن�ستقى منها قوانينها ..ال�صعوبة فى اجلمع بني كل هذه الأ�شياء. ما هى ال�صعوبات التى تقابل النحات؟بداية مكان ي�شتغل فيه ..لأن خاماته لي�ست م�سطحات ولكن جم�سمات طينية ..جب�س ..حجر.. خ�شب ..يحتاج �إىل عمل قوالب� ..صب ..فال�صعوبة ف��ى احل��ي��ز ال���ذى يحتاجه النحات وه��ى م��ن �أه��م ال�صعوبات التى تقابله �أن يجد مكان ًا يعمل فيه.. و�أي�ض ًا اخلامات غالية ويجب �أن يكون لها موا�صفات وك��ذل��ك نقلها مكلف ج���د ًا ..فعند عمل �أى متثال يحتاج �إىل مكان وتكلفة ..وال يوجد مقتني ..حيث �أنه من النادر �أو القليل من يرغب فى �شراء �أو اقتناء القطع النحتية. فالفنان ال��راح��ل جمال ال�سجينى ك��ان يرمى متاثيله فى النيل لعدم توفر مكان لو�ضعها فيه ..وال يجد من يقتنيها. ما �أهم املحطات فى حياتك؟�أوىل املحطات كانت اخلزف عام 1954حينما �سافرت �إىل �أمريكا ،حيث قمت بدرا�سة اخلزف، وعند عودتى �أدخلت درا�سة اخل��زف حيث �إنها مل تكن �ضمن درا���س��ة املعهد العاىل ملعلمات الفنون اجلميلة ،وكانت خطوة جديدة فى تدري�س اخلزف ك�أ�س�س وكناحية �أكادميية. �أم��ا املحطة الثانية حينما �سافرت �إىل املجر للدرا�سات العليا ع��ام ،1970حيث كانت مرحلة مهمة امتزج (اندمج) اجلانب ال�صويف ..الروحانى مع النحت واخلزف ،بد�أت بعمل لوحات ..جداريات حتتوى على �آيات قر�آنية ..احلج ..العمرة ..جتربة جديدة من خالل لوحات من النحت اخلزفى ي�ضم اللون وال�شكل. واملحطة الثالثة كانت بعد وف��اة زوج��ى الفنان زكريا اخلنانى عام ،2000وكانت ا�ستمرار ًا لعطائه فى ت�شكيل الزجاج حراري ًا ،حيث بد�أت �أ�ستفيد من التقنية التى تو�صل �إليها ب�أعمال جديدة وبر�ؤية ج��دي��دة خا�صة ب��ى على م��دى ال�سنوات اخلم�س، بحيث ك��ل ع��ام �أق���وم بتقدمي اع�ت�راف مب��ا قدمه وا�ستمرار ًا مل�سريته �أع��م��ا ًال جديدة من الزجاج.. �أول �سنة كان مو�ضوع «الفراغ» ..ثانى �سنة مو�ضوع v
10
«الفن واحل��ي��اة» ..ثالث �سنة «ملن يحب ال�سالم».. رابع �سنة «زه��رة – وردة»� ..أما اخلام�سة �أى هذا العام مو�ضوعها «م��داخ�لات وح���وارات ال��زج��اج.. ت�شكيالت نحتية وحلي .كل �سنة طريقة خمتلفة عن العام ال�سابق� ..إ�ضافة �شاملة من التقنية واحل�س.. �شمولية ما بني التقنية ..ال�شكل ..اخلط ..الفراغ.. اللون ..امللم�س ..وكل �شكل خمتلف عن الآخر. ما مدى ت�أثرك ب�أعمال زوجك الفنانالراحل زكريا اخلنانى فيما يخت�ص بالنحت الزجاجي؟ اهتممت فى املقام الأول بال�شكل والكتلة بغ�ض النظر عن املو�ضوع الفني .ف�إذا نظرنا �إىل ال�شكل فى �أعمال الفنان الراحل زكريا اخلنانى جند �أنها حتمل �سمات �شخ�صية خمتلفة من حيث املعاجلة الفنية. حيث �أهم ما مييزنى هو توظيف «الفراغ الداخلي» للعمل الفنى لي�ؤدى دور ًا �أ�سا�سي ًا فى التكوين ،فيدخل فى حوار جماىل مع «الفراغ اخلارجي» الذى يحيط بالكتلة. و�إذا كانت اخلطوط فى فن النحت هى التى حتدد احليز الذى ت�شغله الكتلة فى الفراغ ،وهى ما يطلق عليها «اخلطوط اخلارجية» ،وهذه اخلطوط فى �أعماىل تتميز بالتنوع بني اخلطوط امل�ستقيمة التى تكون زواي��ا ح��ادة �أو قائمة ،واخلطوط اللينة املنحنية التى تعطى �إيحاء باحلركة ،فتخرج الكتلة من حالة ال�سكون «املرئية» وتدخل بها فى حالة احلركة «املفرت�ضة» ،فت�ضيف للعمل الفنى نب�ض احلياة وخا�صة �إذا كان العمل النحتى ي�صور امر�أة فى و�ضع حركى ميثل حالة «ال�سري» كما نرى فى �أحد الأعمال .وي�ؤكد هذا املعنى العر�ض فى مكان مفتوح نرى فيه فرا�شة زجاجية معلقة بني الأغ�صان فى جت�سيد حلالة الطريان. هل للخامات امل�ستخدمة دور مهم فى�إبراز موهبة الفنان؟ �أكيد كل خامة لها �إمكانياتها ولها خ�صو�صيتها ولها �سلوكها ولها تعبريها ..الفنان يف�ضل خامة عن الأخرى تكون و�سيلته للتعبري .فلي�ست كل خامة ت�ؤدى غر�ض اخلامة الأخرى �أو ت�صبح بدي ًال عن الأخرى.. فكل خامة لها خ�صو�صيتها من اللون ..امللم�س.. احل�س ..فاخل�شب مث ًال يرتك بطبيعته حتى ال ت�ضيع �سمارته وطبيعته وحيويته ..ف���إذا مت دهنه يفقد قيمته� ..أى قيمة اخلامة نف�سها .ولكن ميكن تغطيه خامة كاحلديد بلون و�أي�ض ًا خامة اجلب�س قابلة للتغطية ..وكل خامة ت�أخذ حقها الطبيعي. �أم��ا ال��زج��اج� ..شفافيته ج��زء �أ�سا�سى فيه..
اللون يبني جماليات �أك�ثر ..اللعب بامللم�س واخلط وامل�سطحات ميكن �أن يدخل فى م��واد �أو خامات �أخرى. كيف يرثى الفنان الت�شكيلى جتربته؟باالطالع على ما يجرى فى عامل تخ�ص�صه �أو عامل الفن ب�شكل عام ..لأن كل واحد يوحى للآخر تفتح �آفاق جديدة وفكر جديد ..الر�ؤية تعمل خلق جديد� ..إىل جانب عدم ن�سيانه �أ�صوله ..يكون دائم الت�أمل مبا يحيط به من �أحداث ومواقف طبيعية� ..أن يكون متفتح ..حوا�سه حية حتى ي�ستطيع اال�ستقبال والإر�سال ..ح�سا�سية لكل ما حوله. هناك من ي��رى �أن الفنان الت�شكيلىيعي�ش ف��ى ب���رج ع��اج��ى ب��ع��ي��د ًا ع��ن هموم أيك؟ جمتمعه ..ما ر� ِ الفنان ي�صنع عامله ..طبيعته �أن ي�صنع عامله اخلا�ص ..اخليال عنده �أ�سا�سى ل�صنع عامله اخلا�ص. الفنان �أك�ثر ح�سا�سية فهو يت�أثر ويتفاعل مع الأح����داث م��ن ح��ول��ه ،ول��ك��ن ميكن �أال ي�شارك �إال بعمل ..فيخيل �أنه يعي�ش فى برجه العاجى ،ولكن ال فهو ي�صنع عاملا خا�صا به. هل �أخذت احلركة الت�شكيلية حقها فىو�سائل الإعالم (امل�سموع واملقروء واملرئي)؟ الإعالم ال يغطى الفن الت�شكيلى بال�شكل الذى يحتاجه ..برغم كل ما تبذله و�سائل الإع�لام من كاف. جهد ولكن لي�س ٍ الفن الت�شكيلى مهم�ش ف��ى م�صر ملي�أخذ حظه من اجلماهريية ..ما تعليقك؟ حالي ًا �أ�صبح له جمهوره ..لأن��ه يوجد فنانون ت�شكيليون كثريون ..ولكن الن�سبة بعيدة ج��د ًا بني اجلمهور وال��ف��ن��ان ..حالي ًا الفنانون ب���الآالف فى زي��ادة ..فهناك �إقبال على الفرجة ،و�أحيان ًا على االقتناء .ولكن مازالت الن�سبة بعيدة لأن عدد ال�شعب كبري .هذا الع�صر متفتح للفنون ..هناك تفهم ووعى بقيمة الفن الت�شكيلي ..ع�صر ذهبى بالن�سبة للفن. و�أخري ًا ما اجلديد فى �أعمال الفنانةعايدة عبد الكرمي؟ �أع��م��ال نحتية ..تكوينات م��ن ال��زج��اج فيها ال�شكل ..اخلط ..الفراغ ..اللون ..امللم�س ..التعبري.. الر�ؤية اخلا�صة. احللى يجمع ما بني اخلزف والزجاج فى �أ�شكال لها اجلانب الوظيفى واجلمايل ..تكوينات خمتلفة.. حرية لت�شكيل الزجاج ب�ألوانه و�شفافيته و�أ�شكاله.. وفيها التنوع واالختالف.
ــــــــان للزهور والنباتات
ـــــــــــــهرجان فنى وثقافى
امين هالل
آدى الربيع عاد من تانى
معرض األورمــــــــــ
هل يتحول إلى مـــــــ
v
12
�أ�صبح معر�ض الأورمان للزهور والنباتات ح��دث��ا �سنوي ًا ننتظره جميع ًا ف��ى مقدم الربيع ،حيث يذهب ع�شاق الورد والنباتات لال�ستمتاع وم�شاهدة �شتى �أ�شكال و�أل��وان ال��ورود التى تدخل ال�سعادة على �أرواحهم املجهدة ،وتلك فل�سفة اخلالق العظيم الذى خلق كل هذا الكم من اجلمال الذى يجلب ال�سعادة للب�شر. فقد ب���د�أت منذ �أي���ام �أوىل الطقو�س الر�سمية لف�صل الربيع ف��ى م�صر وذل��ك بافتتاح معر�ض زه��ور الربيع ال��ذى يكمل دورت��ه ال��ـ 89هذا العام ،وذلك فى حديقة «الأورم���ان» التاريخية والتى �أن�شئت منذ �أك�ث�ر م��ن 100ع���ام ،كن�سخة م��ن حديقة بولونيا فى فرن�سا التى فنت بها اخلديوى «�إ�سماعيل» حاكم م�صر ف��ى ذل��ك الوقت، و�أ�صبحت منذ ع�شرات ال�سنني مقر �سنوى لالحتفال بالربيع ،وي�شارك فى املعر�ض هذا العام 300عار�ض. وي��ت��م��ي��ز م��ع��ر���ض ه���ذا ال���ع���ام مب���زارع متخ�ص�صة فى زراع��ة نبات ال�صبار ،والتى ت��ق��دم ن��ب��ات��ات ���ص��ب��ار خمتلفة الأ���ش��ك��ال واالل����وان ،وبع�ضها يتجاوز عمرها املائة عام ،وي�صل عدد �أنواع ال�صبار املوجودة فى املعر�ض �إىل %70من نباتات ال�صباراملوجودة على م�ستوى العامل ،هذا باال�ضافة �إىل نخبة من زه��ور القطف ونباتات الظل املختلفة والتى تتما�شى مع �أحدث التكنولوجيات فى جم��ال زراع���ة ،كل ه��ذا �إىل جانب نباتات احلديقة نف�سها والتى ت�شمل 84ن��وع من الأ�شجار املعمرة النادرة 98نوعا من ال�صبار، و� 33صنفا من النخيل ،وي�صل عمر بع�ض ه��ذه الأ���ش��ج��ار م��ن النخيل وال�صبار �إىل 125عام ًا ،وهى �أنواع نادرة وال تقدر بثمن لندرة �أن��واع��ه��ا ،ه��ذا بالإ�ضافة �إىل بنك معلومات احلديقة «املع�شبة» ،والتى ت�ضم من��اذج م��ن النباتات مرتبة ب ��أح��دث نظم الت�صنيف،وهناك �شتالت الزهور املختلفة الأ�شكال والألوان. ومتيز مهرجان هذا العام بتوافد جمهور v
14
املعر�ض من كل �أنحاء القاهرة ،فقد تعود اجلمهور على ميعاد املعر�ض ،وال��ذى يبد�أ قبل عيد �شم الن�سيم ب�شهر تقريبا ،حيث يجده جمهور املعر�ض فر�صة للتمتع ب�إبداع و�سحر و�ألوان الربيع فى الزهور والنباتات املختلفة ،وتكون فر�صة للمخت�صني لالطالع على �أف��ك��ار مبتكرة ف��ى �أ���س��ال��ي��ب تن�سيق احل��دائ��ق وع��ر���ض ال��زه��ور مبعر�ض زه��ور الربيع ،بالإ�ضافة �إىل وجود عدد كبري من منتجى م�ستلزمات الإنتاج من �أوان للزراعة مت��ي��زت ب���الأل���وان والأ���ش��ك��ال اجل��دي��دة، والتى تعر�ض لأول مرة ،كما يقدم منتجو امل�سطحات اخل�ضراء �سابقة التجهيز �أنواع ًا جديدة تتحمل اجلفاف وامللوحة،بالإ�ضافة �إىل �إن معر�ض زهور الربيع هذا العام قدم �أ�شجار الفاكهة القزمية ،والتى تو�ضع فى �أ�ص�ص وهى مثمرة ،وكذلك �شتالت �أ�شجار الفواكه املختلفة ،وتعترب �إ�ضافة جدية ال���س��ت��خ��دام �أ���ش��ج��ار الفاكهة ف��ى تن�سيق احلدائق العامة �أو املنزلية. كما ح��وى املعر�ض ك��ل ل���وازم ال��زراع��ة من معدات و�آالت زراعية ،و�أ�صي�ص الزرع البال�ستيكى واخل���زف���ى ،ب��الإ���ض��اف��ة �إىل الأ�سمدة وبع�ض �أعمال الديكور (النوافري و�شالالت املياة ). واخليال ترى �أن هذا املعر�ض ميكن �أن يتحول �إىل ح��دث ثقافى فنى ل��و تعاون منظمو املعر�ض ب��وزارة الزراعة وحمافظة اجليزة مع وزارة الثقافة ،ممثلة فى هيئة ق�صور الثقافة ،وقطاع الفنون الت�شكيلية ، فق�صور الثقافة ميكن �أن تنظم �أن�شطة فنية م�سائية فى موقع املعر�ض ،وكذلك يقوم قطاع الفنون الت�شكيلية بعمل ور���ش فنية �أثناء فرتة املعر�ض للفنانني الذين يحبون ر�سم ال��زه��ور والنباتات ،وم��ن املمكن عمل م�سابقة للت�صوير الفوتوغرافى �أي�ضا ،ويتم عمل معر�ض كبري فى نهاية احلدث ،وبذلك نكون جميعا قد ا�ستفدنا من هذا املعر�ض ال�سنوى اجلميل ،الباعث على الأمل واملحبة والتفا�ؤل. v
16
ـــــندر األكبر
ملف مصور
ــــــى مقدونيا
د.ابراهيم غزالة
(الخيال) فـــــــ
بلد اإلسكــــــ
v
18
تنتشر المساجد ف��ى مدينة سكوبى ،وتسمع األذان م��ع كل صالة ،فتشعر أنك فى القاهرة أو دمشق.
v
21
من الملفت لزائر مدينة سكوبى أن ي��رى م��آذن المساجد ،ويسمع اآلذان خ��م��س م���رات ف��ى ال��ي��وم، فيشعر وكأنه فى القاهرة ،أو جدة أو دم��ش��ق!! وم��ن المدهش أيضًا أن المساجد تمتلئ بالمصلين مع كل أذان!؟ كما أن المساجد تظل مفتوحة مضيئة وممتلئة بالمصلين فى ليالى رمضان حتى أذان الفجر، وهذا يثير قضية مهمة ،وهى كيفية التواصل مع هؤالء ،والتعاون معهم على المستوى الثقافى .
v
20
بحث سبل التعاون بين مصر ومقدونيا
لقد كانت سعادتى بالغة حينما شاهدت خبر لقاء وزير الثقافة المصرى وسفير دولة مقدونيا ،نظرًا ألننى ذهبت إلى دولة مقدونيا فى الصيف الماضى للمشاركة فى ملتقى سكوبى للفنون ،وقد انبهرت بتلك المدينة التاريخية ،ودولة اإلسكندر األكبر... وحينما ذهبت إلى هناك شعرت أننى فى بلد أنتمى إليها بشكل أو بآخر ..كما أن مقدونيا تقع مالصقة أللبانيا ،تلك المدينة التى جاء منها محمد على مؤسس مصر الحديثة ،إن تلك البقعة لنا معها تاريخ من الحنين، وعلينا أن نحيي هذه العالقات التاريخية ُ ونعمل على تنميتها.. ومن هنا رأيت أهمية هذا اللقاء بين وزير الثقافة المصرى والسفير األلبانى ،ونتمنى أن يتم بدء خطوات فورية للتعاون الثقافى ،أو حتى التجارى واالقتصادى
بين البلدين ..والخيال قد بدأت تواجدها بالفعل فى البدء فى ه��ذا االتجاه منذ العام الماضي..وقد كان ذلك من خالل المشاركة فى ملتقى (سكوبي) -عاصمة مقدونيا -للفنون الذى تنظمه بلدية سكوبى مع جمعية الفنون التشكيلية هناك ،و بدعم من فندق آركا حيث إن الفنادق الكبيرة فى معظم دول أوروبا تقوم باستضافة الملتقيات الفنية ،كنوع من التعاون الثقافى و الدعائى المتبادل ،ونحن نتمنى أن تقوم الفنادق و القرى السياحية فى مصر بمثل ه��ذا ال��دور ،ف�لا تظل وزارة الثقافة وحدها هى الداعمة للفن بل الفنادق و رجال األعمال ،و كذالك بعض األغنياء من المبدعين الذين يتبرعون بجزء من ثرواتهم لتكون وقفًا للفن أو يوقفون البعض منها للصرف على جوائز الفنانين . v
23
األماكن التاريخية يتم ترميمها وإعادة توظيفها واستغاللها سياحيًا v
22
الفنانون �أثناء العمل فى ملتقى �سكوبى و قد قامت بتن�سيق املعر�ض و تغطيته الفنانة تانيا بالك ()tanja balac
v
25
...وحفل ختام ملتقى سكوبى الدولى للتصوير
حمافظ مدينة �سكوبى يتفقد املعر�ض اخلتامى مللتقى �سكوبى الدوىل
راعى امللتقى
راعية امللتقى
وسوف يظل اإلبداع التشكيلى على مر العصور وفى حاضرنا المعاصر لغة عالمية ،تؤكد العالقات الدولية ،وتنقل الحضارة وثقافات الشعوب ..هذا على الرغم من تجاهل رجال السياسة لمعنى الفن ،معتقدين أن السياسة وحدها من الممكن أن تصنع العالقات الدولية ،وتؤصل المحبة بين الشعوب ،ولقد كان ملتقى سكوبى الدولى للتصوير صورة حقيقية لدور الفن ،والتآخى بين دول العالم. v
24
ت���م���ث���ال اإلس����ك����ن����در األك���ب���ر المقدونى ،ويعد اإلسكندر األكبر المقدونى أح��د ملوك مقدونيا اإلغ���ري���ق ،وم���ن أش��ه��ر ال��ق��ادة العسكريين والفاتحين عبر التاريخ. ُول���د ف��ى م��دي��ن��ة پ��ي�لا ق��راب��ة سنة 356ق.م ،وتتلمذ على يد ال��ف��ي��ل��س��وف وال��ع��ال��م الشهير أرسطو حتى بلغ ربيعه السادس ع��ش��ر .وب��ح��ل��ول ع��ام��ه الثالثين، كان قد أسس إح��دى أكبر وأعظم اإلمبراطوريات التى عرفها العالم القديم ،والتى امتدت من سواحل البحر األي��ون��ى غ��ر ًب��ا ،وص���والً إلى سلسلة جبال الهيمااليا شر ًقا. فى مدينة سكوت تلك وجدنا إع��ادة الترميم والبناء بها على ق���دم وس����اق ،ك��أن��ه ح���دث ه��ام هناك!!»..يرتفع تمثال اإلسكندر هذا التمثال الضخم -على قاعدةدائرية؛ مما يؤكد شخصيته بمالمح القوة واالنطالق ،والتى تؤكد روح القائد والفاتح .
v
27
وم��ن الملفت ف��ى مدينة س��ك��وب��ى وش���وارع���ه���ا ،أن��ك تلتقى وجهًا لوجه مع الفن فى كل شارع وركن وزقاق من خالل تلك التماثيل التى تحمل روح الماضى ف��ى بعضها ،ونبض الحاضر فى البعض اآلخر ..مما يشكل حالة من الحوار الدائم والمزاح بين البشر من المارة والتماثيل المسكونة بسحر الفن ،والتى تعكس شخصية أهل المدينة وتاريخها ،البشر والتماثيل.
v
26
ــــــــيبة كونية على األرض حتقيقات اخليال من اجلزائر
كانت مفاجأة مدهشة تفوق خيالنا حين أخذنا المرافقون لنا -من وزارة الثقافة -إلى هذه المغارة العجيبة بدرجة ال توصف ..إنها شئ مذهل ..بل يكفى أن تشد الرحال إلى تلمسان لمشاهدة هذا الكهف المعجزة الفنية الطبيعية!!
مغارة بنى عاد بتلمسان عجــــــ
v
28
من الأقوال امل�أثورة التى يرددها معظم
واللوحات الطبيعية واملناظر اخلالبة؛ مما
ف��ى ال��ع��امل ،وب��ه��رت ال��ك��ث�ير م��ن امل ��ؤرخ�ين
زائرى مدينة تلم�سان فى غرب اجلزائر« :من
يجعل الزائر لهذه املغارة -والتى هى بعمق
امل�شاهري ،من مثل :عبد الرحمن بن خلدون،
زار عا�صمة الزيانيني فقد اكت�شف املعامل ،و
57مرتا على طول 700مرت ،وبدرجة حرارة
وابن �أبى زرع ،كما �سلبت لب بع�ض ال�شعراء
من زار مغارة بنى عاد فيها فقد جال العامل»
ثابتة طوال العام ،بحدود 13درجة فى كل
خا�صة ابن خفاجة ،وابن اخلمي�س ،وغريهم
.وامل��ع��روف �أن تلم�سان ه��ى م��ن �أه���م مدن
الف�صول – ي�شعر وك�أنه انتقل �إىل عامل من
من الذين مروا على هذا املتحف الطبيعى
املغرب العربي ،وكانت عا�صمة ململكة عربية
الأحالم ال ميت للواقع املعي�ش ب�صلة ،فيعي�ش
الذى ع ّمر لأكرث من � 1800سنة ،وكان من
حتت حكم �ساللة عبد الودود �أو الزيانيني
فا�صل م��ن ال���ر�ؤى واخل��ي��االت ،ت��أخ��ذه فى
اكت�شاف الأمازيغ فى القرن الأول �أو الثانى
فى القرون الو�سطى ،ومن هنا �سميت عا�صمة
جوفها ،وتظل توحى له ب�أ�ساطري وحكايات
قبل امليالد ح�سب اختالف الروايات التى
ال��زي��ان��ي�ين� ،أم���ا ع��ن م��غ��ارة بنى ع��اد فهى
ومواقف وم�شاهد وردي��ة ،الأم��ر ال��ذى قد
تداولها العلماء و الباحثون عرب الزمن،
مغارة طبيعية ،لكن جمالها يفوق الو�صف،
ي�صيبه ب�صدمة عندما يخرج من املغارة،
ليتخذوا منها م�سكنا �آمنا لهم وق�صورا مللوكهم
فقد عملت فيها يد الطبيعة ك�أعظم فنان
ويعود لأر�ض الواقع .
وزعمائهم .وهناك باملغارة قاعة الواحة
�شامل ا�ستطاع �أن يبدع التماثيل الكل�سية v
30
وقد �صنفت املغارة كثانى �أكرب املغارات
التى ي�صل لها الزائر عرب م�سلك �ضيق مت
تهيئته للراجلني ،وه���ذه القاعة �سميت بالواحة نظرا لأنها �أ�شبه ما تكون بواحة فى ال�صحراء ،حيث جتد من خالل تكويناتها ما ي�شبه النخيل بظالله يعانق بع�ضه بع�ضا، ويلتف مكونا حديقة من النخيل اجلميل الذى تكّون من ال�صخور الكل�سية العجيبة، وقد ارت�سمت فوقها �أ�شكال غريبة وعجيبة يف�سرها كل ح�سب خميلته و�إدراكه ،وهناك قاعة ال�سيوف فى �أ�سفل مغارة بنى عاد، و�سميت كذلك للعدد الكبري من ال�صخور ال���ن���وازل ال��ت��ى ت�شبه ال�����س��ي��وف العربية البي�ضاء ،واملقدر عددها بع�شرات الآالف من خمتلف الأحجام ،وت�سمى هذه القاعة الف�سيحة كذلك بقاعة املجاهدين ،حيث ك��ان يتخذ منها الثوار اجلزائريون ملج�أ يهربون �إليه من ثقب �صغري كان ي�ؤدى �إىل �سفح اجلبل ،و بعد اكت�شاف الأمر من طرف اال�ستعمار الفرن�سى �سنة 1957مت تدمري ذلك الثقب بوا�سطة الديناميت ،مما �أدى �إىل ردمه وبقيت �آثار اجلرمية بادية �إىل اليوم ،و تت�سرب مياه الأمطار املت�ساقطة �إىل ج��وف الأر���ض و�إىل �أ�سفل مغارة بنى عاد ،و ال�شيء املميز بهذا اجلزء من املغارة هو تواجد متثال جلندى يحمل بندقية بيده لكن هذا التمثال من نحت الطبيعة و لي�س الإن�����س��ان .وب�ين قاعتى «ال�سيوف» و«املجاهدين» اللتني تخلدان م�آثر الذاكرة اجلزائرية العريقة ،تنت�صب ثالثة الروائع فى هذه املغارة الوا�سعة الأرجاء ،هى جدار �أبي�ض م ّلون كالرخام ميكن للمرء �أن ينقر عليه بعمود خ�شبي ،فتنبعث منه نوتات مو�سيقية نخالها م�ضاهية للنغم الإفريقى الذائع ال�صيت فى القارة ال�سمراء. v
32
ـــــــد فنانى أوروبا
�أحمد جمال
الولع بالشرق عنـــــــــ
v
34
�سوق الربتقال فى البليدة Marché d›oranges à Blidah- وا�صطحبته عرب ممرات املنزل كى ي�صلوا �إىل حى احلرمي ،حيث كانوا يغزلون الكتان وهم مت�شحون باحلرير ،وفى هذه اللحظة غزا جمال تلك الن�ساء و�أطفالهن ظالم عينيه ،و�إذا به ي�صيح قائ ًال « هذا رائع وجميل �إننى �أتخيل كما لو �أننى فى ع�صر هومريو�س ،الن�ساء تعتنى ب�صغارها وتنتج من الكتان �أ�شكا ًال بديعة �إنها امل��ر�أة كما يجب �أن تكون». ويطل علينا هيرنى �إيفنبول ذلك ال�شاب البليجيكى الأملعى الذى مات بعد ٢٧ربيع ًا الذى �سافر للجزائر ،وكان قد در�س فى �أتيليه جو�ستاف موروفى بباري�س ،حيث كان �صديق ًا لهرنى ماتي�س هناك، وق��رر �أن يهجر امل��دن ذات العيون القبيحة ،وا�ستقر به املقام فى (البليدة) على حدود جبال الأطل�سى. وجند (�إيفينبول) �أكرث من (رينوار ) يهتم مبو�ضوعات �شرقية بحتة ت�ستبعد �أدن��ى ظهور للم�ستعمر كما فعل فى لوحة « �سوق
ال�برت��ق��ال ف��ى البليدة Marché d›oranges à Blidah - وذكريات �إيفنيبول فى املغرب العربى موثقة فى اخلطابات التى كان يبعث بها لأبيه �إدموند ،و�صارت مكتملة اليوم بال�صور. �أما بالن�سبة لكاندن�سكى فله �إنتاج فنى �أكرث غزارة �إذا ما قورن برينوار �-أكرث من ثالثني ر�سمة -بخامة التيمربا ،و�أعمال زيتية على الطريقة االنطباعية ،و ١٣٠لوحة جمموعة ومرتبة فى �ألبوم واحد ،فقد �أم�ضى كاندن�سكى فى تون�س �أكرث من ثالثة �أ�شهر خالل فرتة �سفره التى ا�ستمرت لثالث �سنوات ،زار خاللها ( �سيدى بو�سعيد- �سو�سة -القريوان) ،و�أجنز خاللها بع�ض الأعمال املهمة مثل «مدينة عربي ة .» ville Arabe- ويبدو �أن��ه لي�س فقط ال�شرق فنان ًا كما يقول « د .زكى جنيب حممود» ولكنه �أي�ض ًا ت�سبب فى جعل الغرب فنان ًا �أي�ض ًا ،وفتح له �آفاق ًا جديدة. v
37
»Femmes d’A ن�ساء اجلزائر فى منزلهم – lger dans leur appartement (فى الفرتة الزمنية للوي�س الرابع ع�شر كنا �إغريق ًا� ،أما الآن فنحن م�شارقة مولوعون بال�شرق) كان هذا تعبري الأديب الفرن�سى املخ�ضرم «فيكتور هوجو» عن ت�أثري ال�شرق على �أوروب��ا فى القرن ً خا�صة على فنانيها ،وبعد �سهولة املوا�صالت ووجود التا�سع ع�شر، م�صالح �سيا�سية لأوروبا فى دول ال�شرق� ،سافر كثري من الفنانني �إىل هناك ،حيث الروعة والألوان اجلديدة . وجند من ه�ؤالء الفنانني عى �سبيل املثال ال احل�صر ديالكروا، �أدول���ف �سيل� ،إدوب���ن ل��وردوف��ي��ك ،ج�يروم .ري��ن��وار و كاندني�سكى، جون �سنغر �سارجنت،ليوبونا�،ألبريجوبى،يعقوب ،جند �أن ك ًال منهم نقل وا�ستلهم ال�شرق فى �أعماله ،منهم من كان حامل ًا ،ومنهم من كان �أكرث واقعية ،مما يجعلنا حقيقة �أمام ظاهرة ت�سمى الولع بال�شرق وهى ظاهرة جديرة بالبحث والدرا�سة ،لي�س لرثائها فقط ولكن كل من الفنان واملتلقى فى �آن واحد ،وجلمعها بني ال�ستثارتها خليال ٍ v
36
متعة اال�ستك�شاف اجلغرافى واجلماىل. حينما ميم �أوجني ديالكروا وجهه �شطر املغرب مل يكن يعلم ماذا �سري�سم بالتحديد ،ومل يكن يدرى �أن الولع باملغرب �سي�سيطر على قلبه ،ثم ميتد بعد ذلك لفر�شاته ،وهو قد قدَ م مع بعثه دبلوما�سية فرن�سيه ،و�أبدع لوحته عن طنجة ،ومن �شدة �إعجابه باملغرب وطبيعته َا ال�ساحرة قال « ال �أ�ستطيع �أن �أعرب لكم عما يجي�ش بخاطرى �إال �إذا كان قلبى ميتلك مفردات اللغة» .وقبل الرحيل نهائي ًا �إىل فرن�سا ق�ضى دى الكروا ومرافقوه ثالثة �أيام فى مدينة اجلزائر ،وهنا عا�ش ديالكروا خربة عميقة متخ�ض عنها عمله ال�شهري « ن�ساء اجلزائر فى ،»Femmes d’A منزلهم – lger dans leur appartement وبف�ضل ال�سيد بويريل امل�سئول عن ميناء اجلزائر متكن ديالكروا من اقتنا�ص تلك الفر�صة النادرة لغربى �أن يزور منز ًال فى اجلزائر ،مبا فيه من غرف احلرمي ،وقد احتفت به مديرة املنزل ،و�أكرمت وفادته
ــــم ســيوه فينو�س ف�ؤاد
مراســــــ
v
38
يا�سر حممد جاد v
41
فى احتفالية كبرية افتتح ال�شاعر �سعد عبد الرحمن ،ود� .صالح املليجى معر�ض مرا�سم �سيوه ،هذا امل�شروع املهم
فرقة الفنون الشعبية التى شاركت فى حفل افتتاح معرض مراسم سيوه
الواحة هى مكان منخف�ض فى ال�صحراء ،بها عيون و�أبار و�أ�شجار تعك�س جمال الطبيعة و�سحرها ،وتوجد فى م�صر خم�سة واح��ات هى :الواحات الداخلة ،الواحات اخلارجة ،والفرافرة ،والواحات البحرية و هي تابعة ملحافظة ال��وادى اجلديد ،وواح��ة �سيوه التابعة ملحافظة مر�سى مطروح . وت�شتهر �أغلب هذه الواحات بالآثار النادرة .كما �أن املالب�س والأزياء والعمارة واملبانى الب�سيطة واحلياة فى تلك الواحة التى يغلب عليها الطابع الفطرى البدائى ،كلها عوامل م�ساعدة وحمفزة على الإب��داع الفنى ،كما �أن «واحة �سيوة» هى جزء مميز من �أر�ض م�صر له �أهمية خا�صة . لذا تقدم الهيئة العامة لق�صور الثقافة بالتعاون مع قطاع الفنون v
40
الت�شكيلية والإدارة العامة للفنون الت�شكيلية ،والفنون البيئية ،منحة �سنوية تُقدم ملجموعات من الفنانني بالتناوب كل عام؛ للتعرف عن قرب على البيئة الرتاثية مبنطقة �سيوه التى تتميز بنوع خا�ص من الفن ،تفر�ضه طبيعة البيئة التى تنتمى �إىل الواحات ذات الطقو�س اخلا�صة .حيث �أقيم م�ؤخر ًا املعر�ض ال�سنوى « مرا�سم �سيوه» الذى �ضم �أعمال الفنانني احلا�صلني على املنحة ال�سنوية للهيئة العامة لق�صور الثقافة بتلك الواحة ال�ساحرة ،وهم 19فنانا وفنانة � (:أحالم فكرى – �أحمد عبا�س وهب – �أ�سماء �أحمد �سعيد – �أ�سماء الد�سوقى – �أمانى زهران – �أمل من�سى ال�سيد – �أمين هالل – حنان ال�شيخ – زينب حممد �سامل – �سمري حممود عبد الف�ضيل – �شاكر الإدري�س –
طابعها املميز؛ ليحقق الراحة احلرارية الداخلية للإن�سان ،حيث ا�ستخدمت اخلامات البيئية وكذا �شكل الفتحات والفراغات والأل��وان امل�ستخدمة، و �شكل التغطيات؛ مما �أ ّث��ر و�أث��رى طابع عمارة ال�صحراء والعمارة البيئية .فنتيجة لالرتفاع ال�����ش��دي��د ل���درج���ات احل�����رارة ب��ال��واح��ات؛ �أدى ذلك �إىل �صغر حجم الفتحات ،كما �أن اخلامة امل�ستخدمة فى البناء هى الطني التى ال ت�سمح �أي�ضا بعمل فتحات مت�سعة؛ مما يقلل من انتقال احل���رارة م��ن اخل���ارج �إىل ال��داخ��ل والعك�س مع حركة الهواء .و التغطية �أي�ضا بالقبوات ال�صغرية و�أن�صاف القباب تعمل على حتقيق راحة حرارية داخ���ل امل��ب��ن��ى ،حيث يتم تعر�ض �إح���دى جهتى القبو لل�شم�س� ،أما اجلهة الأخ��رى فغري معر�ضة مما يعمل على حركة الهواء وانتقاله من اجلزء ال�ساخن �إىل البارد ،ويعمل على تخفي�ض درجة احلرارة داخل الفراغ� ،أما اخلامات امل�ستخدمة فى البناء �أدت �إىل �إلغاء الزوايا القائمة باملبنى من اخلارج ،وميلها للداخل نتيجة حلركة الرمال التى ت����ؤدى �إىل نحت م��واد البناء نتيجة حمل الرياح للرمال مبنطقة الواحات. وه��ذا ما ر�صده ه���ؤالء الفنانون ،فغلب على معظم �أعمالهم ا�ستخدام ط��اب��ع ال��ع��م��ارة فى �سيوه كمو�ضوع �أ�سا�س وحيوى بها ،ومنهم «يون�س ح�سن يون�س» ال��ذى عرب عن �أمن��اط العمارة فى �سيوه ب�أ�سلوب مبتكر يعتمد على الأل��وان املبهجة وال�ساخنة واحليوية التى ت�ؤكد �سطوع ال�شم�س على املنطقة ،كما �أكدت لوحاته التلقائية فى البناء ، وكذلك البناء على املرتفعات . بينما ا�ستخدم «يا�سر ج��اد» درج��ات اللون الأ�صفر وال��ل��ون البنى «الطينى» لر�سم �أمن��اط �أخ��رى من العمارة فى �سيوه ،ذلك النمط الذى يعتمد على بع�ض املرتفعات التى ت�شبه امل���آذن وال��ت��ى متيز العمارة الدينية هناك (امل�ساجد والأديرة) ،بينما ا�ستخدمت «جناح �صدقى» نف�س املجموعة اللونية ولكن مع �إ�ضافة اللون الأزرق ال�صافى فى ال�سماء؛ مما �أعطى بعد ًا جمالي ًا �آخر للمكان ،كما بالغت فى جت�سيد الع�شوائية فى بناء املنازل ،فبدت ك�أنها قالع �أثرية ح�صينة حت�صن �سكانها من حرارة اجلو خارج تلك البيوت. تبعهم فى ذلك «�أحمد عبا�س» الذى �سجل فى لوحاته �أ�شكال ال�شوارع واحل��ارات والبيوت ذات
�أمين هالل v
43
�أ�سماء الد�سوقى
�أمين هالل v
42
�شيماء حم��م��ود – ط���ارق ال�شيخ – ع��م��اد عبد الوهاب – عواطف �صالح – مهنى يا�ؤد – جناح �صدقى – هانى رزق – يا�سر جاد). حيث ت��ن��اول��ت «�أم��ان��ى زه����ران» ال�شخ�صية امل�����ص��ري��ة ال�ثري��ة ف��ى ���س��ي��وة واه��ت��م��ت بتو�ضيح مالحمها اخلا�صة التى متيز �سكان تلك املنطقة ع��ن غ�يره��م م��ن �سكان ب��اق��ى امل��ن��اط��ق وال��ق��رى امل�صرية ،حيث اكت�ست وجوههم بال�سمرة ذات احليوية التى تعرب ع��ن �سطوع ال�شم�س معظم �شهور العام ،ولكنها مل تكتف فقط با�ستخدام مالمح ال��وج��وه للتعبري ع��ن مالمح الهوية ،بل �أ�ضافت �إىل تلك اللوحات �سمات ومالمح الفنون ال�شعبية فى �سيوه ،والتى تعتمد فى معظمها على ا�ستخدام جريد النخل فى �صناعة ال�سالل اليدوية ذات الأل���وان املبهجة .وق��د �أب��دع��ت الفنانة فى توزيع م�ساحات ال�ضوء داخل لوحاتها ،فاكت�ست بالواقعية ال�شديدة . بينما ا�ستلهم «هانى رزق» من احلياة الفطرية والبدائية �أ�سلوب ًا للوحاته التى اعتمدت على الأ���س��ل��وب الفطرى والتلقائى ف��ى التعبري ،كما �أك��د على الهوية امل�صرية فى �أعماله من خالل ا�ستخدام �أحد �أهم �سمات الفن امل�صرى القدمي وه��ى تق�سيم اللوحة �إىل ع��دة م�ستويات تو�ضح كل منها حالة معينة ،كما ا�ستخدم الزخارف ال�شعبية فى خلفيات لوحاته التى �شكلت �أي�ض ًا تو�ضيح �أمن��اط احلياة والعمارة فى �سيوه .وقد متيزت �أعماله بنعومة الألوان وان�سيابية اخلطوط مبا يتنا�سب مع �أ�سلوب املعاجلة اخلا�ص به .كما ا�ستخدم فى �إحدى لوحاته الكليم ال�سيوى الذى مييز فرا�ش تلك املنطقة ب�ألوانه الزاهية كخلفية و�أر�ضية ثرية بالألوان املبهجة .كما ظهر بو�ضوح تكراره ال�ستخدام �أ�شكال النخيل التى ت�شتهر به الواحات امل�صرية مبعاجلات خمتلفة فى جميع �أع��م��ال��ه��� ،س��واء ب�����ص��ورة واق��ع��ي��ة �أو زخ��رف��ي��ة �أو جتريدية. و تتميز ال�صحراء امل�صرية بطابع خا�ص وم��ن��اخ خ��ا���ص ،حيث �إن م�صر تقع ف��ى املنطقة احل���ارة �شبه اجل��اف��ة ،وب��ال��ت��اىل ت���أث��رت عمارة ال�صحراء بالعوامل الطبيعية البيئية والظروف املناخية ،وك��ذا م��واد البناء امل�ستخدمة كنتيجة للتفاعل مع البيئة و املكان والزمان ،ف���أدى ذلك �إىل �أن �أ�صبحت املبانى نابعة من البيئة ،ولها
الأنظار �إىل ما يخفيه هذا املكان من جمال � ّآخاذ. كما ُيعد هذا املعر�ض �أحد الإ�سهامات الهامة فى دعم ال�سياحة امل�صرية الداخلية حيث يقوم ب�إلقاء ال�ضوء على البقاع ال�ساحرة من �أر�ض م�صر من خالل ر�ؤي��ة فنية خا�صة من فنانني من خمتلف الأجيال ،يقدموا �أعما ًال فنية على م�ستوى رفيع تر�صد �أجواء واحة �سيوه اخلالبة وت�سجل عادات وتقاليد �أهلها الرتاثية وت���ؤرخ لكنوزها الطبيعية والتاريخية. وقد توجهت ب�س�ؤال �إىل بع�ض احلا�صلني على املنحة ومنهم الفنان «�أمين هالل» :ف�س�ألته عن �أهمية املنحة بالن�سبة له؟ �سعدت كثري ًا بتجربة �سيوه ،حيث كانت مهمه ج��د ًا بالن�سبة ىل ،حيث �أع��ادت��ن��ى �إىل احلركة الفنية م��رة �أخ��رى بعد مقاطعة دام��ت �أك�ثر من ع�شر�سنوات. هل ذهبت �إىل �سيوه من قبل ؟ال ،ف�أنا مل �أذهب �إىل �سيوه من قبل قط على الرغم من �أننى فنان م�صرى .ملاذا ؟ لأن منطقة الواحات بالكامل مهملة فني ًا نظر ًا لبعدها عن دائرة ال�ضوء . م��ا م���دى ت���أث��رك بالبيئة ف��ى �سيوهوتفاعلك معها؟ ما �أن ذهبت �إىل هناك حتى تفرغت للر�سم هم ىل �إال ت�سجيل كل كبرية، ملدة ع�شرة�أيام ،ال ّ و�صغرية فى تلك البيئة ال�صحراوية اجلرداء . ما الذى لفت نظرك فى �سيوه؟احلياة البدوية اجلافة ،والرمال ،و البيوت القدمية ،والعادات و التقاليد البدوية . ما هى �أمنياتك فى امل�ستقبل؟�أمتنى من وزارة الثقافة �أن تكرثمن هذه املنح التى بدورها تعيد �شحن ذاكرة الفنان ليبدع من جديد ،و ذلك لأن الفنان كالإ�سفنجة ميت�ص ال�صور الفنية لفرتات طويلة ،ثم يقوم بتفريغ كل ذل��ك على م�ساحات بي�ضاء ،و�إال من �أي��ن ي�أتى الفنان بجديد؟ �إن الأف��ك��ار بالفعل ال ت�أتى من فراغ. �أقيم املعر�ض فى الفرتة من 27مار�س حتى � 5إبريل 2012برعاية د� .شاكر عبداحلميد وزير الثقافة ،وافتتحه د� .صالح املليجى رئي�س قطاع الفنون الت�شكيلية ،وال�شاعر �سعد عبدالرحمن رئي�س الهيئة العامة لق�صور الثقافة .
�أمانى زهران
عماد عبد الوهاب v
45
�شاكر الأدري�سى
الفتحات ال�ضيقة والأ�سقف املغطاة ب�سعف النخيل ف��ى تكوين غلب عليه اللونني الأ���ص��ف��ر والبنى بدرجاتهما ،مع تو�ضيح الإيقاع فى �شكل وطول املبانى. بينما ر�صدت «�أح�لام فكرى» �شكل املنازل البدائية ولكن مبعاجلة لونية جديدة غلب عليها الأل��وان ال�ساخنة ت�أكيدا ل�سرعة الإيقاع احلاىل ف��ى تلك ال��واح��ة اجلميلة ،ومالحقتها للركب احل�����ض��ارى ،حيث ظ��ه��رت الأق��م��ار ال�صناعية و�أطباق «الد�ش» تعلو �أ�سطح تلك املنازل فى كناية عن غزو التعليم والتطور ل�سيوه ،حيث مزجت بني الطرز احلديثة والقدمية فى املبانى املعمارية . فى حني ر�صدت «�أ�سماء الد�سوقى» �أبواب ونوافذ v
44
تلك البيوت وطرزها الزخرفية واملعمارية عن ق��رب ،وك�أننا نراها حتت عد�سة جمهر ،فبدت الزخارف دقيقة والأل��وان قوية ،كما ا�ستطاعت �أن تقرب �إلينا الإح�سا�س ب��اخل��ام��ات الرملية واخل�شبية امل�ستخدمة فى البناء على الرغم من رقة اخلامة التى ت�ستخدمها فى التعبري عن ذلك وهى خامة الألوان املائية ذات الطبيعة ال�شفافة الناعمة. كما متيزت �أعمال «مهنى ي��ا�ؤد» بالتكوينات اجل��دي��دة وال�تراك��ي��ب ال�ثري��ة ال��ت��ى م��زج��ت بني �سمات املبانى والعمارة والبيئة ،و�أمن��اط احلياة فى لوحات متيزت بالديناميكية واحليوية ،والتى يظهر بها ال�شق االبتكارى والبعد عن التقليد
ب�صورة كبرية � .إن هذا املعر�ض ال�سنوى �أ�صبح �أح���د ال��ع�لام��ات املميزة على �أج��ن��دة الأن�شطة الثقافية والفنية ،وي�ؤكد دوم ًا على التعاون املثمر وال��ب��ن��اء ب�ين قطاعات وهيئات وزارة الثقافة، كما �أن فى م�صر العديد من املناطق ال�ساحرة والعبقرية التى تتميز برثاء بيئى ملهم للفنانني من بينها واحة �سيوه التى متثل كنز ًا فني ًا ثري ًا. وتتمثل هذه املنحة فى �إر�سال �أف��واج من �شباب الفنانني احلا�صلني على املنحة ال�سنوية للهيئة العامة لق�صور الثقافة با�ست�ضافتهم ملدة �أ�سبوعني بتلك الواحة ال�ساحرة ،لينهلوا من نبعها الفنى الفريد.كما �أن رونق ودفئ هذه الواحة الن�ضرة جعل �إقامة هذه املرا�سم بها �سنوي ًا �ضرورة لتوجيه
فى احلياة الواقعية مثل الفن �أو الدين �سيكون معقدا بدرجة مهولة ،وي�شتمل على كثري من املحددات املجهولة التى ال جدوى منها . وتتبلور فكرة االنتخاب عند �أج�نر وغ�يره من علماء االجتماع حول مفهوم املناف�سة بني الأفكار �أو احلوادث �أو الأ�شخا�ص �أو الطبيعة ،ثم الو�صول �إىل ال�صورة املثلى واالختيار للأف�ضل والأ�صلح ،ذلك االختيار الذى قد يكون طبيعيا مثل بقاء الكائنات القوية على قيد احلياة ،وم��وت الأ�ضعف �أو يكون باختيار الإن�سان مثل اختيار الأ�صلح لتمثيل احلياة ال�سيا�سية ،ويجعل الكاتب حا�صل كل مناف�سة يعترب انتخابا كما يحدث فى االقت�صاد ،وهو ما ي�صدق على االنتخابات الدميقراطية ،ذلك �أن كل انتخاب ميثل حدثا انتخابيا �أى عملية انتقاء بني عنا�صر متباينة ،وم��ن ث��م ي��غ��دو ���ض��روري��ا حتليل معايري االنتخاب بغية الو�صول �إىل حتليل علمى لعملية تطور جمتمع دميقراطى . وي�ؤكد امل�ؤلف �أن التطويريني فى القرن ال19 حتدثوا عن التميز بني الوراثة الع�ضوية واالجتماعية، لأنهم مل يكونوا على علم بقوانني «مندل» فى الوراثة، كما كان مبد�أ البقاء للأ�صلح يعنى عندهم �أن التطور يعتمد على �أقوى الأفراد الذين ينت�صرون على من هم �أ�ضعف ،واع��ت�بروا ه��ذه عملية طبيعية ،ومن ثم مل مييزوا بني التطور والتقدم ،وكانت النتيجة املنطقية لهذه الفل�سفة القول مببد�أ �سيا�سة حرية العمل ،حيث ال�سيادة حق للقوى الأعظم ،وجتلت النزعة العرقية فى �أق�صى �صورها تطرفا عند من ي�سمون الداروينيون االجتماعيون الذين اعتقدوا �أن �ساللتهم وثقافاتهم هما الأ�سمى قيا�سا �إىل �ساللة وثقافة الآخرين جميعا ،وترتب على هذا �إميانهم ب���أن حقهم وواج��ب��ه��م غ��زو ال��ع��امل كله و�إخ�ضاعه مل�شيئتهم . بينما �أ�سا�س االنتخاب الثقايف ،يرجع �إىل �أن التطور الثقافى �أ�سرع من التطور الوراثى اجلينى نظرا لتوافر ما ي�سمى بـ «طاقة التكيف» �أى القدرة على التكيف ،ولي�ست التكيف نف�سه ،بالإ�ضافة �إىل �أن الإن�سان يتميز فى جمال الثقافة مبا يعرف ب «ال�سلوك اجلمعي» ،نظرا لال�ستعداد الطبيعى عند الإن�سان على التعاون والعمل اجلمعى ،بل وت�صنيف الب�شر الآخ��ري��ن ح�سب جماعتهم ،وه��و ما ي�سمى بالعرقية �أو االثنية .ويتم التعبري عن هذا االنتماء ع��ن طريق الو�شم �أو اللغة والطقو�س وال�شعائر الدينية ،وه��ذا ال�شعور نف�سه ،له دور �أ�سا�سى فى عملية االنتخاب الثقايف .وي�ضرب امل���ؤل��ف �أمثلة
موثقة ت�برز االنتقال الثقافى عند احل��ي��وان ،ففى عام 1953م اكت�شف الباحثون ق��ردا يابانيا يغ�سل الرمل العالق بالبطاطا با�ستخدام املاء ،ثم ي�أكلها. بعد �أربع �سنوات كانت %18من جماعة كبار القردة تقلده ،بينما %79من �شباب القردة تعلموا التقنية �أي�ضا .وغريها من الأمثلة .كما �أن متابعة الطيور وبع�ض احليوانات الأخرى ك�شفت عن �أمثلة ايجابية لالنتخاب الثقافى بالتقليد واملحاكاة والتعلم .ويرى الكاتب �أن فكرة النظرية موجودة منذ عام 1867م، �إال التطبيقات عليها كانت فى درا�سة ظواهر العامل الواقعي .مثال ذلك �أن حما�صيل جديدة تعطى غلة
�أف�ضل عن �سابقتها ،وهى (عنده) نتيجة مبتذلة، فال �ضرورة ل�صياغة نظرية حمكمة لتف�سري تلك احلقيقة املالحظة من اجلميع� ،أو لتف�سري ما هو وا�ضح �سلفا. ومل ت��ك��ن ن��ظ��ري��ة االن��ت��خ��اب ال��ث��ق��اف��ى مبحثا م�ستقال ،ولكنها ك��ان��ت مو�ضوع بحث م��ن جانب علماء ف��ى ف���روع علمية ع��دي��دة وخمتلفة ،منها الفل�سفة واالقت�صاد وعلم االجتماع واالنرثوبولوجيا وعلم النف�س االجتماعى وعلم اللغة والبيولوجيا االجتماعية وغريها ،و�أدت فجوات االت�صال ال�شديد بني العلوم املختلفة و�إهمال البحث فى �أدبيات العلوم �إىل ن�سيان ذات الأفكار التى يقدمها الباحثون ، و�إع���ادة ابتكارها م��رات عديدة دون حتقيق تقدم كبري .ويخفق علماء كثريون فى االعرتاف بالفوارق الأ�سا�سية بني االنتخاب الوراثى واالنتخاب الثقافى
.و�أح��دث التطورات متثله مدر�سة املبحث امليمى التى مل تعد مبحثا علميا م�ضبوطا وحمكما �ش�أنها فى ذلك �ش�أن البيولوجيا االجتماعية ،وكثريا ما كان افتقار املبحث امليمى �إىل الدقة وال�صقل مو�ضع ا�ستهجان ،بيد �أن ليونة هذا الإط��ار الفكرى رمبا ت�ساعد على جت�سيد الهوة م�ستقبال بني البيولوجيا والعلوم الإن�سانية .وكثريا ما قيل فيما يتعلق بنظرية االنتخاب الثقافى �أن املعرفة تراكمية و�أنها ملفارقة يتعذر ت�صديقها �أن نعرف �أن هذه النظرية ذاتها انحرفت كثريا جدا عن هذا املبد�أ عند النظر �إليها باعتبارها م�س�ألة واقعية فى تاريخ الأفكار . ويتناول الكاتب فكرة االنتخاب الثقافى مطبقا لها على الدين ،وكيف انتقل من �أفكار مبهمة و�صور غريبة �إىل التوحيد ،حيث كان ال�شرط الأول لظهور التطور الثقافى فى الأزم��ن��ة الأوىل هو وج��ود �آلية تكاثر فعالة ،وك��ان املطلوب هو حامل للمعلومات ميكنه نقل تعليمات حتكمية مطلقة من جيل �إىل جيل ،حتى ي�صبح بديال كف�ؤا عن اجلينة ومن هنا ن�ش�أ الدين .وميثل الدين �صورة بدائية من �صور تنظيم املجتمع واخلطوة الأوىل التى تعلو املنظومة الرتاتبية الهرمية فى �سلم احليوانات االجتماعى .وكانت ال�شعوب البدائية ت�ؤمن ب��الأرواح �أكرث من الأرب��اب ،ومل يقت�صر دور الدين فقط على تقدمي نظرة �إىل العامل و�صورة �إدراكية عن الزمان واملكان ،و�إمنا حتكم فى العالقة بني ال�صياد وطريدته .ومل يحدث �أن ن�ش�أ دين دفعة واحدة بكل عنا�صره ،ذلك �أن جميع ديانات العامل القدمية حتتوى على �سمات من ديانات �سابقة عليها ،وجند �آثار التوفيقية فيها جميعا ،ولقد كان كل م�ؤ�س�س لدين ما يحيط علما بالكثري م��ن ال��دي��ان��ات املختلفة ،و�ضمن ر�سالته عنا�صر من العديد من الديانات القائمة �أو ال�سابقة. ويقدم الكاتب تف�سريا منطقيا لثقافة العداء من الإ�سرائيليني جتاه الفل�سطينيني ،والقتل الوح�شى بحقهم حتى اليوم ،وذلك فى �سياق حتليله للفرق بني �آليتني لالنتخاب الثقافى فى املجتمعات الب�شرية ميكن �أن تنتج منطني م��ن املنتجات الثقافية( : الثقافة الريجالية ،regal cultureامل�ستبدة كونها تن�ش�أ من حالة حروب خارجية دائمة وتو�سعية و(�أخ��ط��ار جمعية �أخ����رى) .والثقافة الكاليبتية ( kalyptic cultureالتى ال حتكمها نزاعات خارجية بل يكون االهتمام بالإنفاق على الداخل وتنمية ح��ري��ة ال��ف��رد ه��ى امل��وج��ه الرئي�س .وذل��ك يالحظ عند التطبيق الكامل للنمط الريجاىل فى خمتلف �أديان التوحيد. v
47
عرض كتاب
يتناول أجنر فوج كل ما يخص نظرية االنتخاب الثقافى فى كتابه الشيق ، حيث يعرض لتلك النظرية عرضا شامال ،بما فى ذلك تاريخ النظرية ،ومدارس الفكر المختلفة المعنية بالقضية ،ويتضمن عرضا شيقا لجوهر عمليات التفاعل واالنتخاب الثقافى ،وتطور ذلك فى التاريخ ،وما اقترن به من معارك فكرية ، وما طرحته المعارك من القضايا ،وآليات االنتخاب المختلفة .
د .حربى طلعت
كتاب « االنتخاب الثقافي» يدعم نظرية االنتخاب الديمقراطى للوصول لألصلح تعنى نظرية االنتخاب الطبيعى لعامل الطبيعة الربيطانى ت�شارل�س داروي��ن عملية حتدث فى الكون ،وبوا�سطتها تبقى الكائنات الأكرث تكي ًفا مع بيئاتها على قيد احلياة -وقد �أطلق على هذه العملية البقاء للأ�صلح -حيث اعتقد داروي��ن �أن النباتات واحليوانات قد ن�ش�أت تدريجيا من �أ�سالفها القليلة امل�شرتكة بوا�سطة االنتخاب الطبيعي. وهذا االعتقاد مبنى على �أ�سا�س �أن بع�ض ال�صغار متوت مبك ًرا قبل الأوان ؛ لأن هناك م�صد ًرا حم��دودًا من الغذاء واملاء وال�ضروريات الأخرى للحياة جلميع الكائنات ،لذا تتناف�س هذه الكائنات وتت�صارع للح�صول على �ضروريات البقاء .كما تكافح � ً أي�ضا لدفع الأخطار التى تدمرها .ونتيجة لذلك تعي�ش الأف��راد ذات ال�صفات املالئمة للبقاء ودفع الأخطار ،بينما متوت الأفراد ذات ال�صفات غري املالئمة وغري القادرة على احل�صول على �ضروريات البقاء �أو دفع الأخطار .وقد اعتقد ـ داروين ـ �أن جميع �أنواع الكائنات قد ا�ستمرت بهذه الطريقة بعد ح�صول التنا�سل. وا�ستلهاما لهذه النظرية فى ال�ش�أن الإن�سانى ،وجانب علم االجتماع ،وعلى خطاها ظهرت نظرية االنتخاب الثقافى التى تتخذ مادتها بدال من اجلينات فى النظرية الطبيعية ،العنا�صر الثقافية ،تلك التى متثل من خالل الهيكل االجتماعى ،والتقاليد والدين والطقو�س ،والفن واملعايري والأخالقيات والأيديولوجيات ،والأفكار واالبتكارات واملعارف الخ .وقد تناول هذه النظرية بالبحث والدرا�سة كتاب « االنتخاب الثقافى « ت�أليف �أجرن فوج � ،أ�ستاذ الأنرثوبولوجيا فى جامعة كوبنهاجن ،وترجمه �شوقى جالل ،و�صدر الكتاب عن املجل�س الأعلى للثقافة �ضمن امل�شروع القومى للرتجمة ،فى عدده 609الطبعة الأوىل ،فيما يقرب من � 400صفحة من القطع الكبري .وتنظر تلك النظرية �إىل العنا�صر الثقافية باعتبار �أنها متاثل اجلينات ،مبعنى �إمكانية تكاثرها من جيل �إىل جيل ،و�أن تتغري خالل هذه العملية ،وميكن لثقافة ما �أن تتطور لأن عنا�صر ثقافية بذاتها مهي�أة �أكرث من غريها لالنت�شار والتكاثر ،الأمر الذى ميثل الأنواع التى تتطور؛ لأن �أف��راد النوع تتوافر لديها �سمات معينة ،جتعلها �أك�ثر مالءمة من غريها للتكاثر ،ومن ثم نقل هذه ال�سمات �إىل ذريتها .وتهتم نظرية االنتخاب الثقافى بالإجابة عن ال�س�ؤال الهام وهو :ملاذا ثقافات
v
46
�أو عنا�صر ثقافية بعينها تنت�شر وتذيع ،رمبا على ح�ساب ثقافات �أو عنا�صر ثقافية �أخرى والتى يكون م�آلها االندثار ؟ . على �أن هناك فروقا وا�ضحة بني االنتخاب الطبيعى واالنتخاب الثقافى ،ف���إذا كانت الوراثة اجلينية تنتقل فقط من الأبوين �إىل الأبناء ،فان الرتاث الثقافى ينتقل فى كل االجتاهات حتى بني �شعوب ال عالقة بينهم .والتطور الثقافى �أ�سرع كثريا من التطور الوراثى اجلينى ،وقد هي�أ هذا ميزة مهولة على احليوانات الأخرى من حيث القدرة على التكيف . فنظرية االنتخاب الثقافى هى نظرية عن ظواهر ميكن �أن تنت�شر داخل جمتمع ما ،مثل ال�شعرية الدينية �أو �أ�سلوب فى الفن �أو طريقة فى ال�صيد ،وت�شتمل النظرية على ثالثة عمليات �أ�سا�سية � :أوال �أن تن�ش�أ الظاهرة ،وهذا هو ما ي�سمى التجديد �أو الإب��داع ،ثانيا ميكن �أن تنت�شر الظاهرة من �إن�سان �إىل �آخ��ر� ،أو من جماعة من الب�شر �إىل جماعة �أخ��رى ،وهذا ما ي�سمى التكاثر �أو النقل �أو املحاكاة �أو االنت�شار ،وثالث العمليات الأ�سا�سية فى النظرية هى االنتخاب �أى �آلية �أو عامل ي�ؤثر فى مدى انت�شار الظاهرة من حيث الكرثة �أو القلة ،و�أو�ضح �أنواع االختيار هو االختيار الواعى من جانب الب�شر .وجدير باملالحظة �أن هذا النموذج من االنتخاب الثقافى ي�شبه كثريا جدا نظرية ت�شارل�س داروي��ن عن االنتخاب الطبيعى ،ذلك �أن العمليات الثالثة الأ�سا�سية هى نف�سها تباين وتكاثر وانتخاب ،والفارق هو �أن نظرية داروين تتناول الوراثة اجلينية ،بينما تتناول نظرية االنتخاب الثقافى الوراثة الثقافية ،وهناك فوارق مثل �أن التكاثر الثقافى ال يرتبط لزوما بالتكاثر الب�شرى .ورغم وجود نظرية االنتخاب الثقافى منذ عام � 1867إال �أن هذه النظرية وحتى عهد قريب جدا نادرا ما طبقها الباحثون على درا�سة ظواهر العامل الواقعى . ومن امل�ستحيل �صياغة منوذج ريا�ضى كلى �شامل وي�صف �أية عملية انتخاب ثقافى كما هو احلال فى نظرية االنتخاب الطبيعى ،ذلك �أن كال من �آلية االبتكار و�آلية التكاثر و�آلية االنتخاب ووحدة االنتخاب رهن ظاهرة نوعية مو�ضوع درا�سة ،واملالحظ �أن غالبية الظواهر الثقافية تخ�ضع لعديد من �آليات االنتخاب التى تتفاعل جميعها مع بع�ضها البع�ض ؛ ولهذا ف�إن منوذجا ريا�ضيا حمكما للظاهرة الثقافية
�أن تظل فى خانة املتلقى والتابع ،ف�أن�ش�أ ناجى ـ رحمة اهلل عليه ـ مر�سم الأق�صر مبنزل على عبد الر�سول بالرب الغربى ،وكان تابعا ملدر�سة الفنون اجلميلة ، الذى �أفرز عالمات مهمة م�ضيئة فى حركة الفنون الت�شكيلية امل�صرية ،كان لها �أثرها الإيجابى رغم �أنها كانت �إجابات فردية مل يكتب لها قدر منا�سب من الرتاكم و اال�ستمرارية � ،إال �أنها �ساهمت مع ما جاء به اجليل الأول من �أفكار و توجهات نحو ت�أ�سي�س مالمح مدر�سة م�صرية ،متتلك �أ�سباب اخل�صو�صية و احلداثة ،و مع بدايات االنهيار والتف�سخ و االرتباك تخلت كلية الفنون اجلميلة عن مر�سم الأق�صر، وانهار م�شروع وطنى مهم على عتبة اجلهل � ،أعتقد �أن كل من كان فى موقع امل�س�ؤولية �شارك فى اغتيال الروح امل�صرية الناه�ضة حينها و�أهدر جمهود �أجيال ،و ب��د�أت القطيعة مع اجل��ذور مرة �أخ��رى ،وتوالت ال�ضربات كلما �أو�شك الإلت�آم باجلذور ،و قال من قال من الكهنة التقدميني املب�شرين بالقطيعة فى حمفل ثقافى هام فيما معناه « :فلندو�س على القدمي
باحلذاء» �أو الأق��دام ،ال بالدقة �إمن��ا كان الدو�س على القدمي ،والأه���م �أن اجلمع الغفري �صفق له و�سار على دربه الكثري ...و فى غيبوبة �أخرى تخلت الأكادمييات عن درا�سة الفنون امل�صرية القدمية �إال قلي ًال ،و تعمقنا فى نفق اللهث وراء التجربة الغربية وو�صلنا فيه الذروة ،و مل يتبق �سوى م�شروع مرا�سم الأق�صر الذى تبنته الهيئة العامة لق�صور الثقافة
هو ال�ضوء فى �آخ��ر النفق ،رغ��م ما ك��ان عليه من حتفظات فى الر�ؤية و التطبيق. و فى حلظة �إفاقة ال ندرى هويتها �سوى ذلك النداء احلتمى نداء الر�أ�س للج�سد الذى �أنع�ش �إرادة الو�صل ،فتم �إن�شاء كلية الفنون اجلميلة بالأق�صر عام 1996تقريبا ....و مع بداية 1997بد�أ تزايد انتباه �أ�ساتذة الفنون اجلميلة ،ونخبة من الفنانني واحلاملني مبدر�سة م�صرية خال�صة ،وبعد جمهودات م�ضنية بد�أ يظهر للوجود م�شروع م�صر فى عيون م�صرية ،تبنته �أي�ض ًا الهيئة العامة لق�صور الثقافة وت�أ�صل مع الوفود املتنوعة �ضرورة و�أهمية الأق�صر كنبع من منابع الإلهام اخل�صب الذى يخ�صب جتربة كل من يقرتب منه ،ومع الوقت و�أ�صوات احلاملني ات�سعت رقعة م��ن انتبهوا لأهمية �إح��ي��اء مرا�سم الأق�صر ،ون��ادى الزمالء و الأ�ساتذة الذين كان ينظر �إليهم -من قبل الذين ن�صبوا �أنف�سهم على منرب احلداثة و التحديث -باعتبارهم �أ�صحاب ر�ؤى وو�سائط تقليدية؛ لأنهم يكنون احرتاما لفن الر�سم v
49
سمبوزيوم
إن سمبوزيم التصوير باألقصر يعد نموذجًا للتعاون بين مؤسسات الدولة لتكامل أنشطتها ،فهو يساهم فى مسار تعليم الفنون بصورة منقطعة النظير ،كما يساهم فى وضع مصر على خريطة حركة الفن العالمية ،و أن مشروع مراسم األقصر من المشروعات الهامة لمصر ثقافيا و سياحيا و فكريا و تعليما ،يجب أن نتكاتف نحن أصحاب المصلحة األولى -الفنانين التشكيليين -إلنجازه وخاصة بعد أن كشفت لنا الثورة عن الصدع الكبير الذى يشق المجتمع المصرى ،فالحل الوحيد أمامنا هو سرعة إعادة بلورة التعليم ،و توجيه األنشطة الفنية و اإلبداعية نحو تعزيز التنمية الثقافية لمجتمعنا ،والنظر إلى الفنون عامة باعتبارها ضرورة اجتماعية و تعليمية و تثقيفية واقتصادية ،و ليست من دروب الرفاهية أو الترف.
حممد عرابى
فى رحاب المدينة الملهمة تتجلى اإلنسانية فنانة أمريكية شاركت فى سمبوزيم األقصر للعام الثانى
تحضر مع تالمذتها كى يتعلموا الفن فى األقصر
الأق�صر مدينة عاملية مل تغب عنها احلياة منذ �آالف ال�سنني، وو�صفت على مر التاريخ ب���أروع بهرت الرحالة و كل من دخلها ِ ... و�أجمل الأو�صاف التى مل حتظ بها �أى مدينة �أخرى فى العامل ،كل من �أنعم اهلل عليه بقب�س من املعرفة يعرف قدرها اجلليل ،ملا ال ؟!!! وهى املدينة التى متتلك �إرثا لتجربة �إن�سانية فريدة عميقة بقيمها الفكرية و الثقافية و الروحية� ،أبدعت كنوزا فنية ال مثيل لها على الإطالق ،يكون من الذكاء النفعى و الروحى العمل ب�شتى ال�سبل و كل الطاقات الإيجابية على �إحيائه و ن�شره و تفعيله فى املجتمع الإن�سانى �أجمع ،وذلك ل�صياغة �صورة جديدة ملجتمع �إن�سانى يتجاوز حدوده اجلغرافية و الأيديولوجية والإثنية -التى ق�سمت ال�شعوب واجلماعات v
48
– حيث ي�صري العدل و امل�ساواة والتعاي�ش و ال�سالم والتكاف�ؤ . بب�ساطة �شديدة الأق�صر متتلك �أه��م مدر�سة للعمارة والفنون والعلوم الإن�سانية �ستظل ملهمة و معلمة للعامل ،ونحن الآن و فى الألفية الثالثة ،وبعد ثورة �إن�سانية رفيعة امل�ستوى ،ا�ستوعبت كل امللل و النحل والطوائف ،فذابت احلدود املفتعلة بني امل�صريني ،و ظهروا فى �أروع م�شهد مبيدان التحرير جماعة واحدة ،ي�ؤمنون بالوحدة و التنوع. مع بداية ثورة ، 1919وبعد تخرج اجليل الأول من مدر�سة الفنون اجلميلة انتبه امل�صور اجلليل حممد ناجى لأهمية الأق�صر كمدر�سة للفنون ...لها �ضرورة حتمية لت�أ�سي�س حركة فنية متفردة بروافدها التاريخية و املعا�صرة ،فتكون �إ�ضافة حلركة احلداثة العاملية بد ًال من
v
51
الفنانة جوليا فى زيارة مل�سجد ابن طولون مع طالبها و التلوين �أى الت�صوير ،كما يكنون احرتاما للمكان و الزمان ومو�ضوعات فنية م�ستدامة التف�ضيل على مدار م�سرية الإن�سانية و�إبداعاتها الفنية . ب��د�أت فكرة �إح��ي��اء مرا�سم الأق�صر ب�صيغة ج��دي��دة ت��ت��ج��اوز البعد املحلى �إىل �آف���اق عاملية، وو�ضعت لها الئحة مل�شروع طموح يحيل املرا�سم �إىل مدر�سة �أو �أكادميية للفنون دولية ،و تبنى �صندوق التنمية الثقافية املو�ضوع ،و كذلك حمافظة الأق�صر، ووظهرت بع�ضا من فعالياته للنور ومنها� :سمبوزيوم الأق�صر الدوىل للت�صوير ،الذى نرى �أنه ت�أخر كثريا وعرب دوراته بد�أ ي�ضع يده على �صيغ جديدة للحوار بني م�صر برثائها الأق�صرى مع العامل ،وبالتكامل مع جناحات �سمبوزيوم النحت ب�أ�سوان بد�أت م�صر تتبو�أ مكانتها كمعلم ،و ملهم حلركة الفن العاملية، كما بد�أ امل�صريون يتفاعلون مع ما ميلكون من �إرث ويدركون �أهمية جتربتهم الإن�سانية ،التى �أبدعت ذلك الإرث العظيم من الفنون الب�صرية ،ب�أبعادها املختلفة من عمارة ،و ت�صوير و ر�سم ونحت وما يتمتع بهم من قيم مرجعية ملهمة لالبتكار و التميز والعطاء امل�ستدام. ف��ه��ل ل��ن��ا �أن نفكر ف��ى ال��ت��ط��وي��ر و التجويد والتح�سني ،وط��رح ال��ر�ؤى و الآليات اجلديدة التى ت�ساعدنا على ا�ستثمار ما لدينا من ث��روات الفكر و الإب��داع ل�صاحلنا و �صالح الإن�سانية � ....أم نظل v
50
غارقني فى ال�شخ�صنة ،ون�ضرب و نهدر ما لدينا من �أفكار ....و فى هذا الإطار �أذكركم و نف�سى ب�أننا كنا منتلك �أول �أو ثانى �أقدم بيناىل للفن احلديث فى العامل ،و هو بيناىل الإ�سكندرية لدول البحر الأبي�ض املتو�سط � ،أين هو الآن على خريطة فعاليات الثقافة و الفنون الدولية ؟! ....وعلى �صدى �سمبوزمي الأق�صر تتوا�صل �أجيال الفنانني امل�صريني و تنتقل اخلربات، و ينفتح �شبابنا امل�صرى متمثال فى طالب الفنون اجلميلة بالأق�صر و�آخرين على تلك اخلربات املحلية و الدولية فى ح�ضرة املعلم الأكرب طيبة التى �صاغها الفنان و املبدع امل�صرى القدمي ،مع جتليات الطبيعة وعبقرية املكان ،وعلى ال�صدى �أي�ضا تن�ش�أ فكرة ت�صيغ �آلية ،ت�شق دربا من دروب التوا�صل فى ح�ضرة املعلم – الأق�صر -تتمثل فى ور�شة عمل انعقدت لعامها الثانى بني طالب من فنون الأق�صر و طالب من كلية وليام ،وهى ثانى �أهم كلية بالواليات املتحدة الأمريكية ،وحتت �إ�شراف �أ�ستاذ م�صرى و �أ�ستاذة �أمريكية كانت قد حظيت بامل�شاركة فى �أحد دورات ال�سمبوزيوم وهى جوليا ليمون ،ه�ؤالء الطالب من اجلانبني �سي�شكلون جزءا من م�ستقبل تتوا�صل فيه ثقافتني ،و ميثلون ج�سورا جديدة بلغتها الع�صرية، قوامها التكاف�ؤ و امل�شاركة و التعاون واالنفتاح على ثقافة الآخر عرب الفن الذى ي�ضعنا بكل راحة �ضمري فى موقف املعلم � ،أثمرت هذه الور�شة هذا العام
بعد ما مت من تدريبات تقنية وحما�ضرات عن عمل فنى جماعى ،يعك�س تفاعلهم مع الثورة امل�صرية اجلديدة ،التى �ألهمت العامل وم��ن �آث��اره��ا حركة �إكيوباى وول �إ�سرتيت بنيويورك ،هذه الور�شة كان املعلم فيها من الطالب ن�شطاء الثورة بالكلية الذين جتلت �إ�سهاماتهم اجلرافيتية على جدران الأق�صر و القاهرة ورب��وع ال�صعيد ،احلقيقة ال ميكن �أن �أ�صف مدى الده�شة واالنبهار التى بدت على طالب و طالبات وليامز مب�صر و امل�صريني و فنونهم القدمية و احلديثة ،و�أداء طالبنا و طالباتنا بالكلية عامة و امل�شاركني خا�صة ...و�أترك ىل و لكم تخيل مدى الإفادة لنا و للعامل �أجمع مع ات�ساع دائرة هذا النوع من �صيغ التوا�صل ،وتطور �أ�شكاله وا�ستدامته ، وذلك على امل�ستوى االقت�صادى متمثال فى الدعاية ال�سياحية ،و الوجدانى ،و الثقافى ،و العلمى وغريه من الأبعاد التى تتعلق بالتنمية الثقافية . وىل �أن �أخ��ت��م ه��ذه ال�صفحة ب�صفتى عميدا و�أ�ستاذا للفن ،بالإعالن عن امتنانى وتقديرى لكل من �ساهم فى حتقيق هذا امل�شروع الذى جتلت �آثاره الإيجابية على طالب و خريجى الكلية ،و �أ�صبح م�صدرا مهما من م�صادر التعلم باالنفتاح على جتارب الفنانني و ر�ؤاهم املتنوعة.
املطبوع ..عا�ش حجى فى ليبيا فى الفرتة من � 1974إىل 1977وتعرف عن قرب على هذا ال�شعب العربى املميز و تنقل خ�لال امل�ساحات املرتامية هناك م��ا ب�ين امل��دن و ال��ري��ف وم��ن ال�صحراء �إىل ال��ت�لال كما توقف كثريا عند الر�سوم ال�صخرية بالكهوف للإن�سان فى الع�صر احلجرى التى اكت�شفت فى ه�ضبة «التا�سيلى» وهى الر�سوم التى يرجع تاريخها �إىل ع�شرة �آالف ع��ام قبل امليالد. كما تابع حجى تفاعل �أبناء املجتمع الليبى فى الأ�سواق واملوالد واملقاهى واحلوانيت ..والبيوت وكل �صور احلياة. وال��ك��ت��اب ال���ذى تعر�ض اخل��ي��ال بع�ضا م��ن لوحاته ميثل تلخي�صا حقيقيا ل�شعب عربى وقد طبع حتى الآن فى طبعتني ..الأوىل ب�إيطاليا وطبع منه � 25ألف ن�سخة والطبعة الثانية فى ا�سبانيا وطبع منه � 10آالف ن�سخة . واملتابع لأعمال الفنان الكبري حممد حجى �سوف يجد �أن ر�سومه ب�شكل عام بها خا�صية مميزة ,وهى الرتكيز على امللم�س ,فك�أنه يحول ثنائية الظل والنور التى تتفاعل معها عيوننا �إىل ثنائية �أخرى هى ثنائية اخل�شونة والنعومة ..فيبدو �أنه يتعمد �أن يتعامل مع يديك �أكرث من عينيك فينقلك مبا�شرة �إىل داخل لوحاته وعامله الت�شكيلى فاعال ومتفاعال بدال من �أن تقف خارجها م�شاهدا ومتفرجا. ومن الالفت للنظر �أن �أكرث اللوحات فى كتاب ر�سوم من ليبيا قد نفذها حجى با�ستخدام �أل��وان الفلوما�سرت وهى �ألوان حمدودة االمكانيات ،حيث ي�صعب �أحيانا تنفيذ الظالل والدرجات اللونية بها ،ورغم ذلك فقد ظهرت لنا هذه اللوحات كدرا�سات ت�شكيلية متكاملة . وتتمنى اخليال تكرار هذه التجربة الفريدة للفنان الكبريحممد حجى التى خل�ص من خاللها �شخ�صية وطن بالكامل ,فلماذا الن��رى كتبا �أخ��رى لري�شات �أخ��رى من كل البلدان العربية حيث تتنوع الثقافات وتختلف البيئات ولكننا فى النهاية �سن�ستطيع �أن نتفاعل وبقوة مع املنتج الفنى وت�صبح الكتب الت�شكيلية حماولة �أكرث عمقا لفهم واقعنا العربى وو�سيلة �أخرى من و�سائل توا�صل ال�شعوب وفهمها لبع�ضها البع�ض ب�شكل �أكرث عمقا ووعيا ومتيزا. م��ن �أع��م��ال ال��ف��ن��ان ال��ك��ب�ير حم��م��د حجى: ���ش��م��ال مي�ين 1977الطبعة الأوىل تون�سالطبعة ال��ث��ان��ي��ة ب��ع��ن��وان ال��ع��ار 2010م�صر ر�سوم من ليبيا 1984الطبعة الأوىل ليبياال����ط����ب����ع����ة ال����ث����ان����ي����ة 2000ت���ون�������س �أحالم فرتة النقاهة ( جملة ن�صف الدنيا ) 2000 -ر�سام يقر�أ القر�آن ( مل يطبع بعد ) 1984
v
53
فنون دولية
محمد حجي رسوم من ليبيا ..ريشة ترسم وطن
م�صطفى الهندى
ا�ستطاع الفنان الكبري حممد حجى �أن يلخ�ص لنا وطنا فى كتاب من خالل جتربته الفريدة واملميزة وهى كتابه :ر�سوم من ليبيا .. وحتتفى جملة اخليال بهذة التجربة رغم مرور ع�شرات الأعوام على مرورها لعدة �أ�سباب :فكتاب ر�سوم من ليبيا من التجارب القليلة جدا على امل�ستوى العربى الذى ح ّول املعر�ض الت�شكيلى من جدران املعار�ض والقاعات �إىل �صفحات الكتاب املطبوع . كما يعرب الكتاب عن بيئة جمتمع عربى مميز ،وهو املجتمع الليبى فى ال�سبعينيات من خالل درا�سات ت�شكيلية للفنان تر�صد العنا�صر البيئية واملجتمعية املختلفة ,ف�نرى البيوت وامل��داخ��ل وامل�ساجد واملالب�س واالحتفاالت ,الرجال والن�ساء والأطفال ,البحر وال�صحراء حيث يتجلى �أمامنا عن�صرا الثقافة املادية واملعنوية للمجتمع فى مزج
v
52
فريد ,ف�أعمال الفنان حممد حجى لي�ست ك�أعمال امل�ست�شرقني التى تنظر �إىل املجتمع ال�شرقى بعيون غربية غريبة ,ولكنها عيون �شرقية �أي�ضا ..ولكن �أ�ضيف �إليها وعى الفنان بذاته وجمتمعه و�إدراكه للحظة الراهنة. حجى ..اب��ن الريف امل�صرى بقرية �سندوب بالدقهلية اختار منذ بداية حياته الفنية �أن يتجه للر�سم ال�صحفى ليلتحم مع واقعه وي�صل ب�شكل �أ�سرع �إىل �أبناء قريته من خالل «جورنال �سندوب» .. ثم وقبل تخرجه فى كلية الفنون اجليملة ي�شارك فى ت�أ�سي�س «جملة املن�صورة» وهى �أحد التجارب املميزة فى ال�صحافه الإقليمية ثم �أكمل جتربته فى عامل الر�سوم ال�صحفية مع روزاليو�سف و�صباح اخلري .. �إىل �أن اجته منذ بداية ال�سبعينيات �إىل تقدمي الفن من خالل الكتاب
تحت شعار «مفيش مستحيل دا حلم جيل» قصور الثقافة تحتفل بمرور خمسمائة عام على إنشاء سور مجرى العيون
حتت رعاية د� .شاكر عبد احلميد وزير الثقافة ،وانطالق ًا من حر�ص الهيئة العامة لق�صور الثقافة برئا�سة ال�شاعر �سعد عبد الرحمن للحفاظ على الهوية الثقافية امل�صرية ،واحلفاظ على الرتاث ،وبعد دقها ناقو�س اخلطر ملا يتعر�ض له �سور جمرى العيون من ت�شويه ،ت�ستعد الهيئة العامة لق�صور الثقافة لإقامة مهرجان ثقافى فنى مبنا�سبة مرور خم�سمائة عام على �إن�شاء �سور جمرى العيون وذلك بالتعاون مع ت�سعة ع�شر وزارة وهيئة ،وهم « :البيئة ،ال�سياحة ،الآث��ار، ال�صحة ،التنمية املحلية ،ال��رى وامل���وارد املائية ،الأوق���اف ،الرتبية والتعليم، املجل�س القومى لل�شباب ،حمافظة القاهرة� ،صندوق التنمية الثقافية ،ال�صندوق الإجتماعى للتنمية ،الهيئة العامة للإ�ستعالمات ،الهيئة العامة ملحو الأمية وتعليم الكبار ،جهاز التن�سيق احل�ضارى ،الهالل الأحمر امل�صرى ،االحتاد العام
للجمعيات الأهلية ،جامعة القاهرة� ،سيدارى لل�شراكة املائية امل�صرية». وقد قام ال�شاعر �سعد عبد الرحمن رئي�س الهيئة يرافقة بع�ض قياداتها والفنان الت�شكيلى نبيل �أحمد �صاحب فكرة االحتفال واملن�سق وامل�شرف العام له بتفقد موقع �سور جمرى العيون؛ للوقوف على االحتياجات املطلوبة للمهرجان واملطلوب تنفيذه من اجلهات امل�شاركة به. وقد ُعقد اجتماع مبركز الأزم��ات التابع للهيئة العامة لق�صور الثقافة يوم اخلمي�س � 12إبريل املا�ضي ،ح�ضره رئي�س الهيئة وقياداتها ،وم�س�ؤلني من اجلهات امل�شاركة فى املهرجان؛ لو�ضع ت�صور مبدئى ومقرتحات التنفيذ وخطواته كل ح�سب اخت�صا�صه.
افتتاح الدورة الـ 12لمؤتمر أدباء القاهرة وشمال الصعيد حتت رعاية د� .شاكر عبد احلميد وزير الثقافة ،افتتح ال�شاعر �سعد عبد الرحمن رئي�س الهيئة العامة لق�صور الثقافة فعاليات الدورة الثانية ع�شر من م�ؤمتر �أدباء �إقليم القاهرة الكربى و�شمال ال�صعيد الثقافى ،الذى يحمل عنوان «جتليات ثورة 25يناير فى الإبداع الثقايف» ،بح�ضور �أ.د �أحمد �شم�س الدين احلجاجى رئي�س امل�ؤمتر ،وعبد العليم �إ�سماعيل �أم�ين ع��ام امل���ؤمت��ر ،وح�سن اخل��وىل رئي�س الإقليم ،وع��دد من قيادات الهيئة ولفيف من الإعالمني.بد�أ امل�ؤمتر بتفقد معر�ض للفن الت�شكيليى بقاعة اخليال ومعر�ض كتاب لأحداث �إ�صدارات الهيئة. وفى كلمته وجه ال�شاعر �سعد عبد الرحمن التهنئة لأدباء الإقليم بانعقاد هذه الدورة، كما وجه ال�شكر لأمانة امل�ؤمتر لأختيار عنوان امل�ؤمتر «جتليات ثورة 25يناير فى الإبداع الثقايف» الذى ي�ؤكد التوا�صل بني مو�ضوعات امل�ؤمترات الإقلمية وامل�ؤمتر العام لأدباء م�صر الذى حمل عنوان «�سقوط ن�ص اال�ستبداد» ،و�أ�شار عبد الرحمن �إىل �أن الثورة امل�صرية متر الآن ب�أزمة ،و�أن هناك قوى م�ضادة حتاول �إجها�ضها ،م�ؤكدا �أن هذه اللحظة التاريخية تطلب منا التواجد بني النا�س ولي�س االنف�صال عنهم ،وهذا هو م�أزق امل�ؤمترات الأدبية،
وطالب ب�ضرورة البحث عن �صيغة حقيقة لتفعيل هذه امل�ؤمترات لتكون بني اجلماهري ولي�س داخل الغرف املغلقة. وفى ختام االفتتاح كرم ال�شاعر �سعد عبد الرحمن كل من �أ.د �أحمد �شم�س الدين رئي�س امل�ؤمتر ،والأدي��ب م�صطفى عبد الباقى «الفيوم» ، والأ�ستاذة وجيهة عبد الرحمن �أمني عام الإقليم ب�إهدائهم درع الهيئة. v
55
وزير الثقافة يفتتح متحف شوقى بعد التطوير
أخبـــــــــــــار قصور الثقافة
v
54
افتتح ا.د� .شاكر عبد احلميد وزير الثقافة ،وا.د� .صالح املليجى رئي�س قطاع الفنون الت�شكيلية ،متحف �أمري ال�شعراء �أح���م���د ���ش��وق��ى ي���وم � 24إب��ري��ل ال�سابق ،بح�ضور الأ�ستاذ �أحمد عبدالفتاح رئي�س الإدارة املركزية للمتاحف واملعار�ض ،ولفيف من ال�شعراء والأدب����اء واجل��م��ه��ور ، و�صاحب االفتتاح فقرات غنائية لأ���ش��ه��ر م��ا �أل���ف �أم�ي�ر ال�شعراء �أح��م��د �شوقى ،وتغنى بها كبار املطربني. و���ص��رح د��� .ص�لاح املليجى �أن االفتتاح ي�أتى مواكب ًا لذكرى تتويج ال�شاعر العظيم الراحل �أحمد �شوقى بلقب �أمري ال�شعراء فى � 29إبريل عام ،1927وكان �ضمن جمموعة املتاحف القومية والفنية التى �شملتها خطة التطوير والتحديث بهدف حماية تراث م�صر الثقافى والفني، عدد منها مثل متحف ح�سني وقد انتهى القطاع بالفعل من تطوير ٍ �صبحى ،ومتحف اخلط العربى بالإ�سكندرية ،ومتحف طه ح�سني بالهرم ،ومتحف حممود خمتار باجلزيرة ،وجميعها على �أجندة
االفتتاحات قريب ًا ،بالإ�ضافة �إىل متحف الن�صر ببور�سعيد، والذى مت ت�أجيل افتتاحه م�ؤقت ًا نظر ًا مل�ستجدات الأحداث التى يعلمها اجلميع. ج��دي��ر ب��ال��ذك��ر �أن متحف �أح��م��د �شوقى «ك��رم��ة ب��ن هانئ» وهو اال�سم املف�ضل للمنزل لدى �أم�ي�ر ال�����ش��ع��راء ،ح��ي��ث ك���ان من �أ�شد املعجبني بال�شاعر العبا�سى ال��ع��ظ��ي��م احل�������س���ن ب����ن ه��ان��ئ (النوا�سي) ،هو فى الأ�صل منزله الذى حتول بقرار جمهورى رقم 549ب��ت��اري��خ 3م���اي���و� 1972إىل متحف �أمري ال�شعراء �أحمد �شوقى ،وهو �أحد املتاحف القومية التابعة لقطاع الفنون الت�شكيلية ،وي�ضم مقتنيات العائلة الكرمية من �أثاث وم�سودات �أ�شعار �شوقى والأو�سمة والنيا�شني والهدايا ومالب�س الت�شريفة اخلا�صة به ،بجانب جمموعة من اللوحات الزيتية والتحف وال�صور الفوتوغرافية اخلا�صة به وب�أ�سرته و�أقاربه ،وبع�ض �أ�صدقائه ،وكذلك بع�ض ال�شخ�صيات الهامة.
نقل الخبرات المصرية فى مجال المتاحف لدولة ألبانيا فى �إطار التعاون الثقافى بني جمهورية م�صر العربية ودولة �ألبانيا ،قرر �أ.د� .شاكر عبد احلميد وزير الثقافة �سفر كل من �أحمد عبدالفتاح رئي�س الإدارة املركزية للمتاحف واملعار�ض بقطاع الفنون الت�شكيلية ،و�إلهام �صالح الدين اخلبرية فى جمال املتاحف ب��وزارة الآث��ار �إىل �ألبانيا ،لنقل اخل�برات امل�صرية فى حتديث املتاحف ،وح�سن �إدارتها للجانب الألبانى ،وذلك خالل الفرتة من � 16إىل � 20إبريل املا�ضي. ً وي�أتى هذا التعاون تعزيزا للعالقات التاريخية بني البلدين، وت�أكيد ًا على ري��ادة و�أهمية ال��دور امل�صرى فى جمال الثقافة �شاكر عبد احلميد �صالح املليجي وزير الثقافة والفنون العامليني ،فى خطوة تُعد ج�سر ًا للتوا�صل والتكامل بني رئي�س قطاع الفنون الت�شكيلية اخل�برات الفنية املختلفة ،وت�ثرى م�ساحة العالقات امل�صرية املتميزة بالعامل اخلارجي. و�أ�ضاف �أ.د� .صالح املليجى رئي�س قطاع الفنون الت�شكيلية �أن ا�ستعانة اجلانب الألبانى باخلربات امل�صرية �إمنا هو ت�أكيد لدعم �أوا�صر ال�صداقة فى هذا املجال احليوى الهام املرتبط باحلفاظ على الرثوات والكنوز الأثرية والفنية للدولة ،و�أهمية وقيمة امل�ؤ�س�سات امل�صرية وخرباتها العريقة و�أياديها املدربة ،وهو ر�سالة راقية يوجهها اجلانب امل�صرى للخارج مفادها �أن م�صر �ستظل دوم ًا جزء ًا هام ًا من التاريخ احل�ضارى والإن�سانى العاملى وم�شارك ًا فى نه�ضته واحلفاظ عليه.
ثورة سماح كمال بأتيليه القاهرة افتُتح ب�أتيليه القاهرة �أح��دث معار�ض الفنانة �سماح كمال حتت عنوان «ثورتي» بح�ضور د .حمدى �أب��وامل��ع��اط��ى نقيب الت�شكيليني ،وال��ف��ن��ان الكبري د .ال�سيد القما�ش ،ولفيف م��ن الفنانني والنقاد واجلمهور. متيزت �أعمال الفنانة �سماح كمال حالوة ب�صدق الأح�سا�س الفنى وعذوبته ،الذى �أنعك�س على ثراء الفكر والر�ؤية التى تتميز بهما الفنانة ،والتى دائم ًا ما تت�ألق عندما تُخرج اللوحة عن �صمتها لتخاطب وجدان وم�شاعر املتلقى فى حوار فنى راق لتنقل �إليه ب�إح�سا�س �أنثوى متفرد م�شاعر التمرد على الواقع، و�أحا�سي�س الغ�ضب واحل���زن جت��اه مظاهر القهر والظلم والفقر والإهانة وال�ضعف التى عانى منها
ال�شعب امل�صرى طيلة عقود م�ضت ،دون �أن تغفل تطلعات امل�ستقبل وطموحاته بعيون الفنان الباحث دائم ًا عن الأمل. وو�صفت الفنانة �سماح كمال احل��ال��ة الفنية التى �سيطرت عليها �أثناء تنفيذ جمموعة الأعمال املعرو�ضة « :الثورة �أثرت فينا جميع ًا �سواء بال�سلب �أو الإيجاب ..وخا�صة اجليل ال��ذى �أنتمى �إليه .. جيل ما بعد ن�صر حرب �أكتوبر ..جيل مل ي ِع�ش حياة احل��روب ..ولكنه د ُِم�� َر من داخله ..ك�أنه مر بكل احلروب ُ ..مت�سائلة هل تكفى ثـورة واحدة للتخ ُل�ص من كل هذه الأحا�سي�س املريرة التى عا�شها �شعب لأكرث من ثالثني عام ًا ؟؟!!».
“ مصر فوق الجميع “ معرض للفنان رمزي مصطفى حتت رعاية د� .شاكر عبد احلميد وزير الثقافة، افتتح ا.د��� .ص�لاح املليجي رئي�س ق��ط��اع الفنون الت�شكيلية معر�ض « م�صر ف��وق اجلميع» للفنان رم���زي م�صطفى ال���ذي ا�ست�ضافته ق��اع��ة الباب مبتحف الفن امل�صري احلديث ( �ساحة دار الأوبرا )يوم 26من ال�شهر ال�سابق ،ويقول د� .صالح املليجي �أن املعر�ض ُيعد محُ اولة جادة و�صادقة من فنان كبري ومبدع هو رمزي م�صطفى لإيجاد ت�صميم مبتكر لن�صب تذكاري تخليد ًا لثورة 25يناير و�شهدائها، بجانب جمموعة متميزة من اللوحات التي تدعو بح�س وطني �أ�صيل ملعاين الوحدة والت�ضامن ال�شعبي ب�أطيافه وفئاته و�ألوانه املختلفة يف �إطار نداء واحد هو م�صر فوق اجلميع. وع��ن معر�ضه �صرح الفنان رم��زي م�صطفى: «�أن املعر�ض �إ�ضافة �إىل معار�ضي ال�سابقة التي دعوت فيها �إىل �ضرورة التغيري والتطور نحو الأف�ضل مل�صر وامل�����ص��ري�ين ،ه��و دع���وة �إىل ت��ق��دمي ���ص��ورة ت�شكيلية م�سطحة وجم�سمة لثورة 25يناير نتيجة للمعاي�شة وامل�شاركة وامل�شاهدة الكاملة للأحداث .. ودعوة للبعد عن حب الذات وعباءة الفرد والعودة �إىل روح بناء ال�سد العايل وروح العبور والإنت�صار حيث التجمع والوحدة و�إعطاء م�صر حقها الذي ت�ستحق.».
�ضم املعر�ض معرو�ضات من �أعمال الت�صوير كبرية احلجم منها 4لوحات مقا�س 2.5م × 2.5م ،و 11لوحة مقا�س 1م × 2م بجانب � 4صروح ي�صل طولها �إىل 3.75م جزء منها من اخل�شب والآخر من احلديد التي �إ�ستلهم خاللها الفنان روح الفنان امل�صري القدمي ب�إعتبار امل�سلة من �أجمل الأ�شكال املعمارية يف تاريخ الإن�سان. الفنان رمزي ال�سيد م�صطفى مواليد الدقهلية ،1926در���س بالفنون التطبيقية وباملعهد العايل احلكومي للخزف بفالن�سيا – �إيطاليا ،وب�أكادميية الفنون الإيطالية ببولونيا ،وبالكلية امللكية للفنون بلندن ،ومعهد الأبحاث للخزف بفرن�سا ،وبالعديد من الكليات يف براغ ومو�سكو و�أمريكا ويعمل حالي ًا �أ�ستاذ ًا متفرغ ًا ب�أكادينية الفنون مب�صر� ..أق��ام العديد م��ن امل��ع��ار���ض اخلا�صة واجلماعية ومثل م�صر يف العديد من املعار�ض الدولية ،كما له الكثري من الأبحاث والإ�سهامات يف جمال امل�سرح والفن الت�شكيلي ..وح�صد خ�لال م�شواره الفني الطويل العديد من اجلوائز والتكرميات منها جائزة امللك ف���ؤاد للعلوم والفنون ،وجائزة اخلديوي �إ�سماعيل للفنون ،جائزة الدولة الت�شجيعية يف فن النحت، و�سام العلوم والفنون من الطبقة الأوىل وغريها الكثري يزخر به تاريخه الفني الكبري.. v
57
الفنان محمود الببالوى
أخبـــــــــــــارهم v
56
حتت رعايه قطاع الفنون الت�شكيلية و املركز الثقافى الرو�سى بالدقي ،افتتح امل�ست�شار الإعالمى الرو�سى و الفنان جمال قطب معر�ض الفنان الت�شكيلى حممود الببالوي، والذى ي�ضم 50لوحة ت�صوير زيتي ،و ح�ضر االفتتاح الفنان حم�سن �شعالن ،و الفنان طارق الكومي ،و نخبة من كبار الفنانني ،و حمبى الفن الت�شكيلي ،و ك��ان املعر�ض حتت عنوان الوحدة الوطنية و �إبداعات لونية.
أع���ض���اء أس����رة مجلة الخيال يهنئون أعضاءأسرة مجلة (المجلة) على صدور العدد األول والصادرة عن هيئة ال��ك��ت��اب ،ومبروك ل��ل��دك��ت��ور أح��م��د مجاهد رئ��ي��س ه��ي��ئ��ة ال��ك��ت��اب، واألستاذ أسامة عفيفى رئيس التحرير.
الإقليم ،وال�شاعر �سعد عبد الرحمن رئي�س الهيئة العامة لق�صور الثقافة وبرئا�سة الدكتور �أحمد �صقر عميد الكلية، والدكتور �أحمد و�صيف وكيل الكلية ومقرر عام امل�ؤمتر. وق������د �أك�������د ال����دك����ت����ور ����ش���ري���ف ف����ى ك��ل��م��ت��ه �أن :ع����ن����وان امل�����ؤمت����ر ج����اء مم���ي���زا ل���ه���ذه امل���رح���ل���ة ال��ت��ي مت��ر ب��ه��ا م�����ص��ر؛ ل��ي��ق��دم ك��ل م��ن��ا الآخ�����ر ..ف��ال��ك��ل يهتم بهذا الوطن ،وم�صر بحاجة لكل الأف��ك��ار والآراء ،وكل اجلهود املختلفة ،خا�صة بعد ث��ورة 25من يناير ،التى �أظهرت العديد من الفنون على �أر�ض ميدان التحريرمن ر�سومات على الأر����ض واجل���دران ،وفنون تعبريية تعرب عن الثقافات املتنوعة ل�شباب و�شيوخ الثورة امل�صرية . و امل�ؤمتر يعد الأول للكلية حتت رعاية عميدها اجلديد واملنتخب الفنان ال�شاب الدكتور �أحمد رجب �صقر ،بعد ث��ورة اخلام�س والع�شرين من يناير ،وه��و �أك�بر م�ؤمتر للكلية منذ �إن�شائها ،وذل��ك م��ن حيث ع��دد الأب��ح��اث املقدمة ،حيث و�صل عدد امل�شاركني 130باحثا ..وكان فى ال�سابق التتعدى الأبحاث ال�ستني بحثا ..وقد واكب امل�ؤمتر جمموعة من الفاعليات الفنية :ملتقى اخل��زف ال��دوىل ومعر�ض الطباعة الدوىل لطلبة الكليات الفنية فى العامل ..ومعر�ض �شخبط �شخابيط . نحن والآخر ..و�آفاق الإبداع و مفهوم «الآخ��ر» كما يقول د� .صقر عميد الكلية : عن�صر �أ�سا�سى فى ت�أكيد هوية الفرد مبا ي�شكل دوره وقيمه ومنهج حياته مع ماحوله من ب�شر دون متييز فى اجلن�س �أو الدين �أوال�سيا�سة ،وحتى امل�سائل العرقية ..وهو تفاعل بيئى يقود �إىل الوحدة ..وحدة الإن�سانية مع التعدد والتنوع والرثاء ..كما ي�ؤكد اخل�صو�صية التى تلتقى فى النهاية مع العاملية ..وميثل الدميوقراطية فى �أرقى �صورها . ومن هنا يبدر ت�سا�ؤلنا :كيف يرانا الآخر؟ وكيف نراه هو ؟ �س�ؤال �أجابت عنه م�صر و العامل بالأم�س القريب �أثناء ثورة 25يناير ..فقد قامت تلك الثورة املجيدة بعد �أن وحدت املجتمع امل�صرى بكل طوائفه و�أجياله ،وحملت �شعار «م�سلم م�سيحى �إي��د واح��دة ..ق��ر�آن �إجنيل �إيد واحدة» ،كما توحدت عليها كل اجتاهات و�أفكار املجتمع . وج��اء �صداها فى كل �أنحاء العامل على اعتبار �أنها واحدة من �أعظم الثورات احلديثة ،و�أعظم ثورة فى العقد الثانى من الألفية الثالثة ..فمن منا ين�سى تعليق �شبكة ال�سى �إن �إن :لأول مرة نرى �شعب ًا يقوم بثورة ثم ينظف ال�شوارع بعدها. وي�ضيف د� .صقر :والكاتب الربيطانى ال�شهريروبرت في�سك له مقال بعنوان «رحيل طاغية ون�شوة �شعب ،ن�شر ب�صحيفة «الإندبندنت» :هب امل�صريون ونف�ضوا عنهم خوفهم ،وطردوا الرجل الذى يحبه الغرب ويعتربه زعيما
v
59
مؤتمرات
فى كلية الفنون الجميلة بالمنيا
“الفن وثقافة اآلخر“ وملتقى الفخـار
�صالح بي�صار
ومعـرض الطباعة الدولـى للطلبـة
كانت حمافظة املنيا عرو�س �صعيد م�صر ،والتى تبعد عن القاهرة 241كيلومرت ،منذ �أيام قدماء امل�صريني حمافظة لها تاريخ يعد م�صدر �إلهام لكثري من املبدعني والفنانني واملثقفني ،تتحاكى بها �آثارها التى ت�ألقت على ج��دران املعابد املوجودة فى مقابر بنى ح�سن وتل العمارنة والأ�شمونيني ،والتى تعك�س مدى �شغف �أبناء ه��ذا الإق��ل��ي��م وغ�ي�ره م��ن حم��اف��ط��ات م�صر بالفن والفنون . وتعد كلية الفنون اجلميلة باملنيا ثالث كلية ف��ن��ون جميلة �أن�شئت ف��ى م�صر ،بعد كليتى ال��ف��ن��ون اجلميلة ب��ال��ق��اه��رة ،وكلية الفنون اجلميلة بالإ�سكندرية ،وق��د ب��د�أت الدرا�سة فيها عام ، 1983مبلحق مبنى كلية
v
58
العلوم ،وفى عام 1990مت االنتهاء من �إن�شاء املبنى اخلا�ص بها، وافتتحت الدرا�سة فيه ..ومنذ ت�أ�سي�سها حتر�ص دائما على مواكبة التطور والتحديث فى العملية التعليمية ..لذا جند بها �أق�سام التوجد بالكليات الأخرى املناظرة . وبفنون املنيا متحف فى الفن احلديث، يعترب ثانى �أكرب متحف على م�ستوى جامعات العامل بعد اليابان ،و�أول متحف بال�شرق الأو�سط ..وي�ضم �أكرث من �ألف عمل فنى فى النحت والت�صوير والر�سم واجلرافيك . ج���اء م���ؤمت��ر الكلية ه��ذا ال��ع��ام حتت ع��ن��وان « ال��ف��ن وث��ق��اف��ة الآخ����ر» ..افتتحه الدكتور حممد �أحمد �شريف رئي�س جامعة املنيا ،واللواء �سراج الدين الروبى حمافظ
بعد �أن �شارك فى ملتقى الفخار ..رحل فج�أة رحمه اهلل ،وكان متثاله اخلزفى «بورتريه «ج�سد فيه وجه �شخ�ص مغم�ض العينني مازال داخل الفرن ..يحمل ح�سا ميتافيزيقيا كونيا ،يعك�س ملعنى احلياة واملوت وامليالد ..وكما يقول عنه الفنان �ضياء »:ما�أذكره للفنان �أ�شرف هو حبه للمعرفة والتجاوب مع الآخرين فى رد فعله لعمل ب�سيط يحمل دالالت و�إيحاءات تعبريية ،كما يحمل تلخي�صا �شديدا للوجه ..فى جتريد على م�ستويني ر�أ�سى و�أفقى ميتد الوجه بينهما . والفنان ال�شاب مواليد �أ��س��وان ، 1967وح�صل على بكالوري�س الفنون اجلميلة ق�سم النحت ،و�شارك فى �صالون ال�شباب الثانى 1990 والثالث والرابع واخلام�س �إىل ال�صالون الثانى ع�شر 2000وح�صل على اجلائزة الثانية فى �صالون ال�شباب الثالث ،وجائزة ت�شجيعية من ال�صالون الرابع وجائزة ت�س�شجيعية فى م�سابقة املثال حممود خمتار ،1990وامليدالية الف�ضية واملركز الثانى فى م�سابقة «مت�شانكا»اليابانية لتجميل �أحد ميادين كنزاو باليابان نوفمرب . 2007 معر�ض دوىل وقد نظمت كلية الفنون اجلميلة -جامعة املنيا املعر�ض الدوىل ال�سنوى الأول للأعمال الطباعية ال�صغرية للطلبة ،والذى يعد حدثا فنيا دوليا بالغ الأهمية ت�ست�ضيفة م�صر .وهو ميثل فر�صة جيدة لالحتكاك الفنى و الثقافى بني طلبة فن اجلرافيك امل�صريني و الأجانب من خمتلف دول العامل ،قدموا 150عمال فنى ،مب�شاركة �أكرث من 90فنانا ،ميثلون 17دولة هى :م�صر� -أمريكا� -إجنلرتا - فرن�سا -الهند -اليونان -ا�سرتاليا -كو�ستاريكا -بورتوريكو -كندا �إيرلندا -كوريا -ا�سكتلندا � -سنغافورا -فينزوال � -أملانيا � -سلوفكيا . .وقد جمعت الأعمال فى تنوع وثراء بني اجتاهات عديدة من الواقعية والتعبريية و الرمزية �إىل الإيقاع الهند�سى ،واجلمع بني الهند�سى والع�ضوى ..واملعر�ض �سوف ي�ستمر ملدة عام مب�صر ،حيث من املحتمل �أن يطوف بكليات الفنون ملدة �شهر بكل كلية..وقام بالإ�شرف والإعداد والتن�سيق على هذا احلدث الفنان الدكتور وائل عبد ال�صبور املدر�س بق�سم اجلرافيك بالكلية ،ومعه نخبة من �شبا ب الباحثني من الق�سم . �شخبط �شخابيط وجاء معر�ض» �شخبط �شخابيط « للفنانة ال�صغرية مرام م�صطفى» خم�س �سنوات « �صورة حقيقية ملعنى املوهبة ،فقد قدمت �أعماال ت�صويرية ت�شهد على عمق التعبري والت�شكيل ،جتاوزت من خاللها تلك ال�سن ال�صغرية ،وفى نف�س الوقت مل تفقد الروح التلقائية فى �أعمالها التى تنوعت ب�ألوان الفلوما�سرت والزيت والبا�ستيل ،مع اللوحات التى ر�سمتها عن طريق الكمبيوتر وبنف�س الإيقاع مع ا�ستخدام الأل��وان املركبة ،والتى قدمتها باقتدار مثل البرتوىل والوردى والأ�صفر الداكن « االوكر « والأخ�ضر الزيتى ،والزيتونى كل هذا فى طالقة تعبريية . وق��د ر�سمت الفنانة ال�صغرية عاملا غنائيا ي�شدو ب�سحر اللون وال�شخو�ص الإن�سانية التى �أبدعتها من خالل عالقتها ال�شخ�صية بها، وقد تفاعلت معها . ر�سمت مرام :بابا وماما و�شقيقها مريو ،وثالثة من �صديقاتها فى �إيقاعات خمتلفة ،مع قطها الذى تتحاور معه فى �أوقات الفراغ . v
61
معتدال ..وال ميكن �أن نن�سى جريدة «ديلى تليجراف الربيطانية» التى قالت « :قوة ال�شعب ت�صنع التاريخ فى م�صر»� ..أو قول باراك �أوباما معلقا على �شباب التحرير «يـجب �أن نربى �أبـناءنا لي�صبحوا ك�شباب م�صر». �إن تلك ال�شهادات ال�سابقة �أعادت لل�شعب امل�صرى الكثري من �صورته احلقيقية �أمام نف�سه ،و�أمام الآخر ،و�أجمع العامل من �شرقه و غربه على تلك الر�ؤية . و ر�ؤى «الآخر» تتعدد فى جميع املجاالت ،ومتتد فى الفن والثقافة � .أما �س�ؤال «كيف يرانا الآخر وكيف نراه؟»..من خالل الإبداع الت�شكيلى ف�سوف يجيب عليه كوكبة من الباحثني الذين ج��ا�ؤوا �إلينا � ..إىل كلية الفنون اجلميلة باملنيا ،م�شاركني ب�أبحاثهم التى ولأول مرة فى تاريخ م�ؤمترات الكلية تزيد على 130بحثا من كليات الفنون اجلميلة والتطبيقية والرتبية الفنية ،والرتبية النوعية فى ربوع املحرو�سة ملتقى اخلزف الدوىل وجاءت �أوىل فاعليت امل�ؤمتر ملتقى الفخار الدوىل الثانى ع�شر ،والذى يدعو نخبة من �أهم فنانى اخلزف فى العامل. امللتقى حتت رعاية جامعة املنيا ،كلية الفنون اجلميلة ،والهيئة العامة لق�صور الثقافة ،متمثلة فى وزارة الثقافة ..والتى قدمت دعما ماديا ومعنويا كبريا للم�ؤمتر ،وتربعت للكلية بعدد 1200كتاب من �أهم مطبوعات املجل�س الأعلى للثقافة . يقول الفنان د� .ضياء الدين داوود « :امللتقى يعد فكرة غري م�سبوقة فى اختيار مكان يختلف عن امللتقيات ال�سابقة� ،أو ماي�سمى فى اخلزف «بالفاخورة» من خالل التعاون بني احلرفى والفنان بغر�ض �إلقاء ال�ضوء على �أهمية احلرفة فى املجتمع من خالل هذا احلوار املتبادل بني الفنان الأكادميى بر�ؤيته الفنية والعلمية ،وخربة احلرفى وفطرية �أدائه الفنى . وهذا احلوار يتلخ�ص فى ن�شاط فنى ي�ستوحى الفنان من خالله الأ عمال ال�شعبية للحرفى ،وطبيعة املكان ،ونوعية الطينة امل�ستخدمة فى الت�شكيل و�أ�ساليب الإنتاج �أو احلريق امل�ستخدم فى عملية الإبداع . وقد �أكد امل�ؤمتر ا�ستفادة الفنانني امل�صريني من خالل ر�ؤيتهم وتفاعلهم مع الفنانني الأجانب �أو مانطلق عليه اخلربة الفنية عن قرب ولي�س بر�ؤية العمل الفنى فى قاعة العر�ض ،وتعميق هذه الر�ؤية من خالل مايعن من م�شاكل حلظية ،تتغري ح�سب املوقف والت�صرف ،و�إيجاد احللول الإيجابية . وي�ضيف الفنان �ضياء � :شارك من الفنانني الأجانب �سبعة فنانني من �إ�سبانيا وتركيا و�أملانيا وهولندا وال�سويد ..من بينهم الفنان العاملى الإ�سبانى راف ب�يرز ،وهو فنان وخ��زاف عاملى حقيقى ،كما �أن الفنانة ال�سويدية ابخر حا�صلة على العديد من اجلوائز العاملية . و�شارك من الفنانني امل�صريني :د.خالد �سراح وعادل هارون ود� .ضياء الدين داود و د .مروة زكريا وهيثم هماية ..كما �شارك العديد من �أع�ضاء هيئة التدري�س بكلية الفنون اجلميلة باملنيا ،من بينهم الفنان د� .أ�شرف ال�صادق. وال�شك �أنه من عوامل �إجناح هذا امللتقى الدور احلقيقى للفنان د. �أحمد رجب �صقر عميد الكلية فى توفري جميع الإمكانيات وتذليل امل�شاكل ..كل هذا على �أر�ض ق�سم اخلزف . وبكل احلزن الذى �شملنا جميعا مع �أبناء الكلية وال�سادة ال�ضيوف امل�شاركني رحل الفنان الدكتور �أ�شرف ال�صادق املدر�س بق�سم النحت،
v
60
وفى بحث د .تهامى حممود تهامى « الر�سوم املتحركة كلغة تعبري عن الآخ��ر» ..يو�ضح �أهمية الر�سوم املتحركة كفن ت�شكيلى ثقافى ،واعتبارها لغة ثقافية بني ال�شعوب ،تعتمد على كل املفردات من حيث ال�صورة وال�صوت والكلمات ،وه��ى لغة جامعة تخاطب العقل والقلب والثقافة ،وت�ؤثر فيهم، و الر�سوم املتحركة كلغة تعبريية م�ؤثرة فى �سلوك ا ّالخر ،و�صورة ا ّالخر امل�شوهة التى ت�صدر لنا عن طريق الأفالم امل�ستوردة واملدبلجة من ا ّالخر .كما يت�ضح لنا �ضرورة �إنتاج افالم ر�سوم متحركة حتمل قيم وعادات وثقافة املجتمع . وفى حماولة من �أجل طرق جديدة �أكرث جاذبية لتدري�س الفنون قدمت د .هديل نظمى بحثا بعنوان “ جدلية العالقة بني الن�ص الأدبى والقيم الت�شكيلية كممار�سة �إبداعيية فى تدري�س الفنون� ،أ�شارت فيه �إىل � :أهمية ا�ستيعاب لتجارب �أعمق فى البحث عن اللغة الت�شكيلية.. وكان هذا املقرتح فى التدري�س قد و�ضح �أهمية ربط الطالب مبمار�سة العملية التعليمية ،و لي�س فقط ق�صرهم على دور املتلقى فى تدري�س الفنون ك�أحد النتائج الهامة التى تو�صى الدرا�سة التطبيقية بتفعيلها ،و�إدراجها فى طرق تدري�س الفنون اجلميلة مب�صر. وحول» الفنون الب�صرية املعا�صرة بني اجلماليات الفنية واملالحقات ال�سيا�سية «..قدمت د .رمب ح�سن بحثا �أ�شارت فيه �إىل ظهور �أ�شكال التغيري الثقافى فى جميع القنوات الثقافية العاملية مع مطلع القرن الع�شرين ،وكذلك مع انتهاء احلرب العاملية الثانية، وب���د�أت مفاهيم العامل تتغري نحو الثقافة ب�شكل عام و�أ�صبحت تتغري جميع القوانني ال�شرعية التى تقوم ب�سن الت�شريعات ال�سيا�سية فى العامل �أجمع ،و الثقافة بالطبع لن تكون �أبعد عن هذا التغري بكثري ،فهى الأق��رب و هى القناة ال�شرعية الوحيدة التى من خاللها ميكن عمل الكثري ل�سحق ال�شعوب وهى تغري الهوايات ،و تغري املفاهيم املجتمعية من خالل تغري الثقافات فى كثري من الدول ،ومع هذا بد�أ ي�أخذ فى الظهور كلمة و مبد�أ التعددية الثقافية التى متثل حمور البداية لغزو الثقافات �سيا�سيا على كثري من امل�ستويات ،وفى عدد كبري من البلدان ،ومن هنا ب��د�أت نار احل��روب الثقافية ت�شتعل ،ومن هنا نرى العديد من �أ�شكال الفنون الب�صرية تغريت من منهج جماىل ب�صرى متنوع �إىل قوالب فكرية ذات م�ضمون �سيا�سى بحت . وانتقلت بع�ض الأب��ح��اث �إىل ال��ف��ن ف��ى حياة
الإن�سان املعا�صر كمافى بحث د .نهى عبد ال�سالم �إبراهيم « �أث��ر ثقافة العوملة على الهوية امل�صرية لفن �صناعة الأث��اث فى م�صر « وهى تقدم حلوال �إيجابية ملواجهة الآثار ال�سلبية امللمو�سة لذلك ..من خالل ترجمة الت�صميمات الوافدة ،وانتقاء املنا�سب منها للذوق امل�صرى بهدف االرتقاء به ،وا�ستبعاد اخلطوط الغربية والتى تنافى ال��راح��ة الب�صرية والتو�صل خلطوط جديدة تعك�س الهوية امل�صرية . ويعد بحث د .مها حممود �إبراهيم « العمارة الرقمية وظاهرة االغرتاب فى الت�صميم الداخلى، من بني الأبحاث التى تف�سر ظاهرة االغ�تراب فى املجتمعات احلديثة ،فيما يتعلق بالعمارة ..ذلك لأن الع�صر املعلوماتى كما تقول كان له بالغ الأثرعلى �سرعة التطور التكنولوجى املتالحق ،بحيث �إنه �أ�صبح جزءا الميكن �إغفال ت�أثريه على العمارة والت�صميم، و�أ�صبحت تلك التقنيات من �أدوات امل�صمم ل�صياغة
فكر معني فى العملية الت�صميمية ،وحقيقة الأمر �أن الثورة الرقمية �أفرزت عمارة غري م�سبوقة ،متثلت ف��ى اجت��اه��ات معمارية معا�صرة ،وه��ى ت���ؤك��د �أن �إجنازات املعماريني امل�صريني فى جانب كبري منها ال ارتباط لها بالرتاث احل�ضارى مل�صر ،وهم يعربون عما �أ�صابهم من اغرتاب فر�ضوه على �أنف�سهم بعد �أن رف�ضوا فكر ح�سن فتحى ،وتنكروا لر�سالته، ومت�سحوا باملعماريني الأجانب . ..وب��ع��د ،تلك ك��ان��ت بع�ض مل��ح��ات م��ن بع�ض الأبحاث التى قدمت مب�ؤمتر « الفن وثقافة الآخر « وه��ى قليل من كثري ،عالج العديد من الق�ضايا الفنية امللحة فى ع�صرنا ،هذا الع�صر امل�ضطرب، والذى �شهد العديد من املتغريات املتالحقة والتطور التكنولوجى الهائل .
v
63
وال �شك �أن �أع �م��ال الفنانة ال�صغرية متثل م�ساحة ت�أخذنا �إىل دنيا من ال�صفاء بطزاجتها التلقائية ،وجر�أتها اللونية ..وقد ر�سمت نف�سها غا�ضبة فى �إح��دى اللوحات ،وذلك لأن �أحد املقربني �إليها �أثار �أع�صابها كما تقول بتعبريها . وم� ��رام م�ت�ف��وق��ة ف��ى درا� �س �ت �ه��ا ،وذات �شخ�صية قوية كما يقول والدها �أ�ستاذ النحت بالكلية ،ووالدتها د .جيهان الأ�ستاذ امل�ساعد بق�سم الت�صوير بالكلية �أي�ضا ..وه��ى كما يقوالن ت�أخذ طريقا خا�صا فى الر�سم ،بعيدا عن امل�ؤثرات اخلارجية� ،أو النقل من مناذج، وال يتدخل فى ر�سومها �أحد . حتية �إىل الفنانة ال�صغرية بعمق موهبتها الكبرية .
v
62
الفن وثقافة الآخر وف���ى امل����ؤمت���ر ن��وق�����ش��ت ال��ع��دي��د م��ن الأب��ح��اث املقدمة ،وتكونت جلنة جل�سات امل�ؤمتر من اال�ساتذة :د� .أحمد نوار – د .وفاء م�سلم – د .حممد جاهني – د� .أحمد خليل – د .حمدى عبد اهلل – د .خالد �سليم – د .حامت احللو د� .صباح عبد الفتاح . ودارت الأب��ح��اث ح��ول ال��ف��ن وث��ق��اف��ة الآخ���ر، وعالقة ذل��ك بالرتاث والعوملة ،وتنوع الفنون من اجت��اه��ات احل��داث��ة ،ومابعد احل��داث��ة ،مثلما نرى فى خمتلف الفنون و التى �أكدتها الو�سائط املتعددة ،و�أنظمة الديجيتال . وق��د �ألقى الدكتور �أحمد حمدى عبد احلميد ال�ضوء فى بحثه على التقنيات احلديثة امل�ستخدمة ف��ى الت�صميمات اجلرافيكية ،ال��ت��ى حت��ت��وى على التيبوغرافيا « الطبعة الفنية « و�أث���ر التقنيات
الرقمية على تلك الت�صميمات ،وعر�ض لتقنيات الطباعة احلديثة ،وتاريخ الطبعة الفنية ،و�أثرها على املطبوعات . وق���دم د .ه�شام تهامى ال��ع��دوى للمحاوالات ال��ع��دي��دة للنحاتني ال��ق��دام��ى واملعا�صرين الذين ا�ستلهموا التجربة ال�شعرية الأ�سطورية لل�شاعر» �أوفيد «�صاحب امللحمة ال�شعرية « م�سخ الكائنات « مبا يعد ترجمة لأفكاره املكتوبة �شعراباللغة الالتينية �إىل لغة عاملية هى لغة النحت . و�أ�شارت الدكتورة رانية احل�صرى �إىل �أهمية ال��ع�لاق��ة امل��ت��ب��ادل��ة ب�ين امل����ادة ال��ك�لام��ي��ة ،وامل���ادة املر�سومة فى الكتاب الفرن�سى عرب عدة قرون من ع�صر النه�ضة وحتى القرن التا�سع ع�شر . وفى بحث د� .شوقى الد�سوقى عر�ض لل�صورة الفنية حلرية التعبري وعالقتها بحقوق الإن�سان فى الر�سوم ال�ساخرة ،على اعتبار �أن تلك الر�سوم تعد فن حقوق الإن�سان الذى ينمو ويزدهر ويرتعرع فى مناخ خ�صب من حرية التعبري . وحول الطبعة الفنية وعالقتها بالقيم الت�شكيلية والإب��ه��ار الب�صرى ي��رى الدكتورحممد نبيل عبد ال�����س�لام �أن ن��ه��اي��ات ال��ق��رن الع�شرين وب��داي��ات القرن احلادى والع�شرين ،قد �شهدت تطورا هائال ف��ى تقنيات الطبعة الفنية ،فقد ظهرت تقنيات الطباعةالرقمية ،و�أخ��ذت فى التطور التكنولوجى املتالحق حتى مكنت الفنان من ا�ستخدامها فى �أع��م��ال الطبعة الفنية� ،إىل جانب تطور تقنيات الطبعة الفنية ال��ت��ق��ل��ي��دي��ة ،م��ن ح��ي��ث اخل��ام��ات امل�ستحدثة ،وظهور طرق م�ستحدثة جديدة كطباعة الليتوغراف غري املائية . ويت�ساءل الباحث د .مدحت ال�سعودى عن مدى ت�أثري الفنون التفاعلية فى تطوير الفكر الفنى، والت�أكيد على وحدة الفنون ب�صريا و�سمعيا ،ومدى ت�أثريها وهل ميكن م�ساهمة فن الفيديو فى �إعادة �صياعة الر�ؤية امل�سرحية ،ب�صورة كاملة �أك�ثر من ا�ستخدامه كمجرد ت�أثري ب�صرى . وف��ى بحث د .حنان عبد العظيم تفرت�ض �أن الأع��م��ال الت�شكيلية ميكن توظيفها ف��ى �إب��داع��ات فيلمية فى �شكل �أفالم متحركة ،با�ستخدام الو�سائط التكنولوجية احلديثة . �أما د� .إينا�س �أحمد حماد فت�ؤكد توظيف الر�سوم ال�شعبية فى جدارية الطفل كمدخل لتنمية الثقافة الب�صرية لديه ،وت�أ�صيل الهوية امل�صرية ،وذلك من �أجل رقع م�ستوى التذوق والإدراك اجلماىل للطفل، وتدعيم �سلوكه الإيجابى نحو جمتمعه .
ال�صور الفوتوغرافية النادرة و�صور ًا لأعمال فنية، بلغ جمموعها ثمانية وثمانني �صورة ،من بينها خم�س و�أرب��ع��ون �صورة ت َ ُن�شر للمرة الأوىل ،لنك�شف من خاللها النقاب عن ال�سريتني احلياتية والفنية لهذا الرائد الفذ ،م�ستعر�ضني �إياها بالت�أريخ والتوثيق والتحليل النقدي. ونزعم �أن هذه املحاولة تردم هوة التناق�ض القائم بني �أهمية هذا الفنان الرائد الذي برز يف جم��االت �شتى ،وب�ين التجاهل الكبري ال��ذي لقيته �سريته يف م�صر – وبخا�صة ب�ين �صفوف فناين اجلرافيك والباحثني يف �ش�أنه – طوال فرتة زمنية امتدت حوايل خم�سة و�ستني عام ًا!! ظل فيها «راي�س» جمهو ًال متام ًا يف م�صر منذ رحيله عنها �إىل �إجنلرتا عام ،1948وحتى بدء حماولتنا البحثية هذه لنعيد �إليه بع�ض ًا من التقدير الذي ي�ستحقه. وق��د حاولنا يف �سياق ه��ذه ال��درا���س��ة حتليل �أعمال عدد من �أبناء اجليل الأول من اجلرافيكيني امل�صريني ،ممن ت�أثروا ب�أ�سلوب “راي�س” الفني، حماولني �إلقاء �ضوء جديد على الفرتة الت�أ�سي�سية ل��ه��ذا ال��ف��ن ،ق��د ي��ك��ون م��ن ���ش���أن��ه��ا تف�سري بع�ض الظواهر التي ارتبطت بالطابع الأ�سلوبي خلريجي ق�سم اجلرافيك القاهري زمن ًا لي�س بالقليل ،كما
�أننا نزعم �أن الدرا�سة �ستزيح ال�ستار للمرة الأوىل عن بع�ض اجل��وان��ب املجهولة يف عالقة “راي�س” بالتاريخ الثقايف وال�سيا�سي مل�صر؛ منها دوره يف الك�شف التاريخي ع��ن واح���دة م��ن �أ�شهر املقابر امل�صرية القدمية وترميم كنوزها ،ودوره بني �صفوف الن�شطاء ال�سيا�سيني الإجنليز على �أر�ض م�صر يف �أثناء احلرب العاملية الثانية ،وبخا�صة يف ال�صراع الذي دار بني عمالء النازية وخاليا ال�شيوعيني من �أن�صار “تروت�سكي”. و�أح�سب �أن ق��ارئ ه��ذا الكتاب �سي�ست�شعر – �ضمن ما قد جتي�ش به نف�سه خالل القراءة – فداحة الظلم الذي وقع على هذا الرجل العظيم، وع َ��ظ��م الق�صور ال��ذي ط��ال حركة التوثيق لتاريخ ِ الفن امل�صري احلديث ،حني �أ�سقطت من ح�ساباتها “برنارد راي�س” ،وتغافلت ع��ن دوره التاريخي ال��ذي �أداه على �أر���ض م�صر ،ويا له من دور يحار املرء يف حتديد �سر عظمته؛ �أيكون ملا بذله يف تعليم وتن�شئة روادن��ا من اجلرافيكيني الأوائ��ل ،وتلقينهم �أ�سرار الطبعة الفنية و�أ�صول فنها؟ �أم تراه ماث ًال يف ما بذله من جهد وخ�برة يف �سبيل �إع���ادة �أحد �أهم كنوزنا الفرعونية العظيمة لرونقه القدمي؟ و�إن كان هذا �ش�أن “راي�س” الفنان ،فما بالنا مبا �أداه
“راي�س” ال�سيا�سي من جهود يف حلبة ال�صراع ،من �أج��ل حتقيق التوازن الثقايف بني ممثلي الأط��راف املتناحرة على �أر���ض م�صر خالل احل��رب العاملية الثانية؟ الظن الغالب عندي �أن القارئ – �سواء كانت مالمح �شخ�صية “راي�س” من النوع الذي يروق له �أو العك�س ،و�سواء مل�ست �أعمال “راي�س” يف نف�سه وتر االهتزاز للجمال �أم مل تلم�س – لن ميلك �إال �أن ي�ست�شعر غ�صة الأ�سف لهذا الرجل الكبري الذي هدرت �سريته عقود ًا ،ليظل جمهو ًال ولتظل �سريته �أُ ِ و�أعماله يف طوايا الن�سيان ،حتى بني �أبنائه من خريجي الق�سم الذي لواله ما ت�أ�س�س. وللقارئ الكرمي �أق��ول� :إن هذه الغ�صة التي ت�ست�شعرها هي بعينها التي ظلت تعتمل يف نف�سي ��ارم لإ�صدار هذا �سنني ع��دد ًا ،لتتحول �إىل داف ٍ��ع ع ٍ الكتاب ،ال��ذي �أمتنى �أن يكون قد حقق ما �أ ّملته فيه ،ف�أزاح ال�ستار عن ال�صورة النا�صعة التي طاملا حجبتها �أ�ستار التغافل والن�سيان ،ليتيح لنا �أن نتفر�س �سوي ًا يف املالمح الق�سيمة لـ”برنارد راي�س” ...الأب املجهول للجرافيك امل�صري.
v
65
دراسات
«برنارد رايس ،األب المجهول للجرافيك المصري» هناك �سري ٌة جمهول ٌة لواحد من �أهم الأ�ساتذة الأوائل يف «مدر�سة الفنون اجلميلة العليا» (كلية الفنون اجلميلة بالقاهرة حالي ًا) ،وهو من �أفذاذ الفنانني الذين �أُ ْل ِق َي ْت عليهم �أ�ستار كثيفة من التجاهل يف كافة مراجع تاريخ احلركة الت�شكيلية امل�صرية ،وبخا�صة مراجع تاريخ فن اجلرافيك العربي� ،إىل احلد الذي ال نكاد نعرث معه يف �سريته املبت�سرة -التي ترد ملام ًا يف بع�ض تلك املراجع � -إال على اال�سم فقط، بل ودون �أن يكون م�شفوع ًا حتى ب�إثبات تاريخ امليالد �أو الوفاة!! على الرغم من كونه واحد ًا من فناين بريطانيا امل�ؤ ّثرين يف تطور الطباعة الفنية البارزة خالل الن�صف الأول من القرن الع�شرين ،وكان له ف�ضل ترميم �أحد �أهم �آثارنا امل�صرية القدمية و�أ�شهرها� ،إ�ضافة لن�شاطه ال�سيا�سي املهم داخ��ل م�صر خ�لال احل��رب العاملية الثانية ،ودوره التاريخي يف ا�ستكمال معامل مدر�سة الفنون اجلميلة القاهرية ،وتعليم �أبرز رواد فن اجلرافيك امل�صريني من اجليل الأول ،ويف مقدمتهم: «نحميا �سعد» و «عبد اهلل جوهر». �إنه «برنارد راي�س» ،ذلك احلفار الإجنليزي املعلم ،الذي تجُ مع كافة امل�صادر اخلا�صة بتاريخ فن اجلرافيك امل�صري على كونه الرجل الذي �أ�س�س ق�سم احلفر (اجلرافيك حالي ًا) بكلية الفنون اجلميلة بالقاهرة فيما بني عامي 1933و ،1934متولي ًا تعليم �أ�سرار احلفر والطباعة لعدد من طالب الكلية ،الذين �سرعان ما ا�ضطلعوا بت�أ�سي�س املدر�سة امل�صرية احلديثة يف فن اجلرافيك ،ثم ال نعرث بعد هذا يف � ّأي من هذه امل�صادر على �أكرث من ذلك!! فال وجود لن�صو�ص موثقة ت���ؤرخ للفرتة التي عا�شها هذا الرجل يف م�صر خالل قيامه مبهمته التاريخية ،وال وجود لنماذج من �أعماله – بل وال حتى �صور لها - ن�ستطيع منها تكوين فكرة عن �أ�سلوبه الفني �أو اجتاهه ،ليظل كل ما نعرفه عن «راي�س» هو �أنه ذلك الرجل الإجنليزي (املجهول) ،الذي ظهر يف كلية الفنون القاهرية (فج�أة) لين�شئ فيها ق�سم ًا �إ�ضافي ًا، ّ ويد�شن جم��ا ًال جديد ًا من جم��االت الفن يف م�صر ،وي�ؤ�س�س جي ًال من احلفارين الأقوياء ،ثم (يختفي) من حيث �أت��ى!! ولتظل �أجيال الدار�سني والباحثني يف تاريخ اجلرافيك امل�صري تردد دون انقطاع: �أن «احل�سني فوزي» ( )1999 -1905عمل بالق�سم الذي �أ�س�سه «برنارد راي�س» ،و�أن «نحميا �سعد» ( )1945 -1912تعلم على يد «برنارد راي�س» ،و�أن «عبد اهلل جوهر» ( )2006 -1916تعلم كذلك على يد «برنارد راي�س» ،و�أن ق�سم اجلرافيك بكلية الفنون اجلميلة بالقاهرة
v
64
د .يا�سر منجي
ت�أ�س�س على يد «برنارد راي�س» ،دون �أن ي�سفر ذلك عن حماولة بحثية واحدة ت�ستهدف معرفة من يكون هذا الـ «برنارد راي�س»؟!! وعلى هذا فقد ن�ش�أت احلاجة لإعادة تكوين �سرية هذا الفنان ال��رائ��د امل��ه��م� ،صاحب الف�ضل يف �إدخ���ال فنون اجلرافيك �ضمن املنظومة الأكادميية للفنون اجلميلة يف م�صر ،وبناء �صورة وا�ضحة املعامل ل�شخ�صيته وفنه ،وحماولة ترتيب مالمح الفرتة التي ق�ضاها يف م�صر ،م�ؤ�س�س ًا ومع ّلم ًا ،ومربي ًا جليل كامل من الرواد امل�شار �إليهم بالبنان يف م�ضمار فنون اجلرافيك امل�صري ،وذلك من خالل �إ�صدار كتاب عنه ،ا�ستغرقت الرحلة البحثية جلمع مادته قرابة ما يزيد على الأربع �سنوات. وكان الدافع الأول لهذه املحاولة التوثيقية اال�ستعادية – �إىل جانب ما يتمتع الرجل به من �أهمية تاريخية – هو حماولة تخلي�ص �سريته الرثية مما ظل ل�صيق ًا بها عقود ًا طويلة من غمو�ض ،وا�ستدراك ما �شابها من ق�صور معيب ونق�صان فادح ،تقع م�س�ؤوليته يف املقام الأول على عواتق املت�صدين للبحث التاريخي والدرا�سة النقدية يف م�ضمار اجلرافيك ،وبخا�ص ٍة منهم �أجيال الباحثني الذين تخرجوا يف الق�سم الذي �أ�س�سه هو بنف�سه ،والذي يت�شرف كاتب هذه ال�سطور بكونه واحد ًا من �أبنائه وع�ضو ًا من �أع�ضاء هيئته التدري�سية. وقد ا�ستعنت يف ا�ستكمال مادة الكتاب بعدد من امل�صادر الفنية والوثائقية الأ�صلية ،من بينها وثائق حمفوظة يف �أر�شيف «جامعة جال�سجو» ،وبيانات و�صور �أعمال من حمفوظات «املجل�س الثقايف الربيطاين» ،وبيانات من �أر�شيف «املتحف الربيطاين» ،و�صور �أعمال من مقتنيات احلفار الإجنليزي املعا�صر «جوردون كالرك» ،و�صور من جمموعة «جوناثان بلوند» اجلرافيكية ،وبيانات و�صور من �سجالت ري �صالة «كري�ستي» للمزادات بلندن .وقد جت ّمع من ح�صيلة ذلك كث ٌ من املواد العلمية الق ّيمة وال�صور النادرة ،التي توثق بع�ض �أهم �أعمال «راي�س» و�أحداث حياته. ويف �إطار هذا اجلهد البحثي والتوثيقي مت التعاون مع «املجل�س الثقايف الربيطاين» The British Councilبالقاهرة يف م�شروع �إعادة �إحياء ذكرى “برنارد راي�س” وتوثيق �سريته و�أعماله، لإ�صدار كتاب – حتت الطبع حالي ًا -بعنوان “برنارد راي�س ،الأب املجهول للجرافيك امل�صري” ،وتي�سري ن�شره بدعم من “املجل�س الثقايف الربيطاين” ،مت�ضمن ًا ق�سم ًا خا�ص ًا يحتوي على جمموعة من
�سالريى وحدهم �أم��ام النوتات املو�سيقية. لكن التاريخ �أبقى لنا موت�سارت ،ومل يعد العامل ي�سمع عن �سالريى ومو�سيقاه الذى مات مع غله وجرميته ،حيث ظل يعمل على �إفناء خ�صمه الذى يهدد مكانته وينجح فى ذلك فعال. ي�صور لنا الفيلم �أن هناك جرمية قتل متعمدة ارتكبها �سالريى ،و�أن ه��ذا اجلرم الذى اقرتفه ظل يطارده ل�سنوات طويلة . فال�سماء مل ترحم املوظف الر�سمى ومنحته ال�شيخوخة .فطارده الندم ال�شديد وظلت مو�سيقى و�أوبريتات موت�سارت ترتمن وتعزف و َ متثل �أثناء حياة �سالريى ،و�أي�ضا حتى الآن، وطوال حياة الب�شرية ،بينما مات� سالريى �إىل الأب��د حتى ق��ام بيرت �شافر ب�إحيائه فى م�سرحيته التى ميكن قراءتها باللغة العربية ،فقد �صدرت فى ع��ام 1986عن �سل�سلة رواي���ات الهالل من ترجمة �شوقى فهيم. ت����رى ك���م م���ن ���س��ال�يرى ت��خ��ل�����ص��وا من
اماديو�س فى كافة جماالت الإبداع الب�شرى فى م�صر!!� ،إذا �أردت �أن تت�أكد فتابع �سري املوظفني الذين ج��اء فى �سريهم الذاتية �أنهم كانوا من كبار املوظفني الذين يح�صلون
على اجلوائز الر�سمية ،ويتمتعون بالوظائف الكربى ،وكثريون منهم كانوا ينتقلون بني الوظائف ،بل �إن بع�ضهم ك��ان له �أك�ثر من خم�س ع�شرة وظيفة كربى ،ومتلأ �أخبارهم ال�صحف وو�سائل الإع�لام ،حتى �إذا تركوا ه��ذه ال��وظ��ائ��ف وخ�يرات��ه��ا دخ��ل��وا دوائ��ر الظالم ,و�سوف يك�شف التاريخ عن جرائمهم ف��ى ح��ق املبدعني .و���س��وف جن��د كتابا من طراز بيرت �شافر يك�شف عنهم النقاب بعد فوات الآوان � سوف يبقى وجه �سالريى امللئ بالعجز و�ضعف املوهبة ماثال �أم��ام الأع�ين بوجه املمثل موراى �إبراهام الذى ج�سد �شخ�صية �سالريى ،وح�صل عن دوره فى ه��ذا الفيلم على جائزة �أح�سن ممثل م�ساعد ،و�أعتقد �أن املخرج فورمان قد تعمد �أن يختار �إبراهام �أك�ث�ر موهبة م��ن املمثل ت��وم هال�س ال��ذى ج�سد �أماديو�س ،كى ي�ؤكد �أن بطل الفيلم هو �سالريى ،ولي�س موت�سارت ،وقد جنح فى هذا فعال. v
67
سينما
مات «ساليرى» إلى األبد بينما يمأل «موتسارت» العالم بموسيقاه. سيظل الموهوبون يعانون حقد العجزة إلى األبد. « ساليرى » حاصل على ثمانية جوائز أوسكار وأكثر من ثالثين جائزة أخرىولم يترك أثرًا يذكر أكثر من حقده -الجوائز أبدًا ال تصنع مجدًا للفنان ..فقط موهبته.
حممود قا�سم
أماديوس
يختلف فيلم «�أماديو�س» مليلو�ش فورمان 1984عن �أى �سرية ذاتية مكتوبة عن �شخ�صية �شهرية ،فنحن هنا ل�سنا �أم��ام� سرية خا�صة ح��ول املو�سيقار فولفجاجن �أماديو�س موت�سارت بقدر مانحن �أمام �سرية ذاتية حول حياة املو�سيقار �سالريى الذى �شعر بالفارق ال�شديد الذى يف�صل موهبته اخلارقة باعتباره املو�سيقار الر�سمى ل�صاحب اجلاللة، �أى الناطق با�سم املو�سيقى التى ت�صدح فى �أنحاء النم�سا فى �أواخر القرن الثامن ع�شر� .سالريى الر�سمى هذا الذى يتعامل مع الإب��داع املو�سيقى ك�أنه وظيفة حكومية تتبع الأمري يكت�شف فج�أة �أن �شابا �صغري ي�سمى �أماديو�س يتمتع مبواهب �أكرث خرقا مما يتمتع املوظف الر�سمى بدرجات ك��ب�يرة ،وذل��ك مثل ان��ط�لاق الفر�س �إىل ج��وار �سلحفاة, ف�سالريى فى �أح��د م�شاهد الفيلم احلا�صل على ثمانية جوائز �أو�سكار بالإ�ضافة �إىل �أكرث من ثالثني جائزة �أخرى يبدو عاجزا عن ا�ستيعاب �أحلان موت�سارت ال�شاب ،ويكت�شف v
66
الفارق الهائل بينه وبني الوافد اجلديد الذى كان ي�ؤلف ال�سيمفونيات وهو فى �سن اخلام�سة من العمر ،حتى �إذا �صار �شابا ف�إنه بكل تلقائية يلحن ب�إيقاعه الذي الميكن �أن يلحق به �أحد .هذا الفيلم امل�أخوذ عن م�سرحية لكاتب موهوب هو بيرت �شافر الذى �أبهرنا مب�سرحية جدلية �أخرى هي« احل�صان «يقدم لنا�سرية ذاتية للرجلني معا ،هما �سالريى املخ�ضرم فى احلياة واملو�سيقى معا ،وموت�سارت ال�شاب الذى وهبته ال�سماء تلقائية وموهبة متدفقة مل متنحها لي�س فقط �إىل املو�سيقار الر�سمى ،بل مئات الذين جند �أ�سمائهم فى مو�سوعات املو�سيقيني فى كل الع�صور .ونحن �أي�ضا �أم��ام �سرية ذاتية ملا ميكن �أن يعتمل فى قلوب كافة املوظفني الر�سميني �أ�صحاب القرارات الذين ي�صطدمون فى طرقهم مبوهوبني من طراز موت�سارت ،فيتوقفون عن الإب��داع اجلديد ،وي�صبح كل همهم هو �أن يقتلوا املوهوب وموهبته ،ويحرموا الب�شرية منه من �أجل �أن يظل �أمثال
ـــــــــــــــــــــانيا يعبرون عن ..
ــــــات و التنوع
فينو�س ف�ؤاد
فنانون من أسـبــــــــــ
الثقافـــــــــــ
الفنانون المشاركون يحيى يو�سف رم�ضان -مو�سى روخا�س كابيثودو -تيموتيو ديباث روثا�س� -أوخينيو رامو�س الباريث -خوان لوبي�س نونيو -فران�سي�سكوا بايادوليد كارريتريو -خو�سا انخيل� -سونيا كا�سريو الثارو -ماري�سا ريفريا مارتني -خو�سى لوي�س البيث رومريال -انتونيو كانكا �سريرانو -جابرئيل مارتة�س دي��اث -خوان مانيول مونيوث -دانييل دوران روم�يرو -مانيول مونتانيا رويث -ا�سابيل �سان�شي�س اجنيته -انا �سبو�ش ريدوندو� -سيلفيا بالثكيث� -سريخيو ديلجادو – خابري �سيبييا مونيوث
v
68
v
71
«ال كاربا» وامل�ؤ�س�سات الأهلية : تعد امل�ؤ�س�سات الأهلية هى �أحد الآليات الهامة لتحقيق ال�سيا�سيات الثقافية ل��ل��دول ،ودع��ام��ة �أ�سا�سية الميكن �إغفالها مهما تقدمت ال��دول ،و «ال ك��ارب��ا» (– Artistas de la carpa )careadores de getafeه��ى جمعية �أهلية �أ�سبانية لفنانى حمافظة “خيتايف” التى تهدف ف��ى �أعمالها وفعالياتها �إىل ن�شر وترويج �أع��م��ال فنانيها على جميع الأ���ص��ع��دة وف��ى جميع املجاالت وفى جميع �أنحاء العامل ،وذلك عن طريق اختيار عناوين حمددة مل�شروعات ثقافية ت�ساهم فى حتقيق هدف واحد� ،أال وهو ن�شر الفن على امل�ستوى اجلماهريي .و حتقيق مبد�أ «الفن للجميع» ،وكذلك �إتاحة الفر�صة للموهوبني ملمار�سة الفن ،وكذلك �إتاحة الفر�صة لغريهم لتذوقه. وف��ى �إط���ار خطة حتقيق تلك الأه���داف كانت زي��ارة جمموعة من الفنانني الأ�سبان ملجموعة من ال��دول منها «م�صر» لعر�ض انطباعاتهم عن هذا v
70
البلد الأ�سطورى «كما ي�صفه الأ�سبانيون» من خالل ثقافتهم النظرية وال��ق��راءات املختلفة عنها عرب الو�سائط املتعددة ،على �أن يلى ذلك زياة تفقدية ملعامل م�صر على الواقع ملعرفة حقيقة انطباعاتهم عنها و�إ�ضافة انطباعات جديدة .وقد مت ذلك من خالل برنامج التبادل الثقافى الذى �أبرمته جمعية “ال كاربا” مع الأ�ستاذ «ح�سام ن�صار» رئي�س قطاع العالقات الثقافية اخلارجية بوزارة الثقافة ،والذى ين�ص على �أن يتم �إر���س��ال جمموعة من الفنانني امل�صريني �إىل �أ�سبانيا لت�سجيل انطباعاتهم اخليالية والواقعية عن هذا البلد «قبل وبعد الزيارة» .حيث تتم ا�ست�ضافتهم وع��ر���ض �أعمالهم ف��ى حمافظة «خيتايف» الأ�سبانية . الثقافات ..الألفية ..التنوع : وي�أتى هذا املعر�ض الذى احت�ضنته قاعة �أبعاد مبتحف ال��ف��ن امل�����ص��رى احل��دي��ث ب��ع��ن��وان��ه املثري (ال��ث��ق��اف��ات ..الأل��ف��ي��ة ..ال��ت��ن��وع) حتقيق ًا لهدف نقل الر�سالة الثقافية من خالل تكوين انطباعات
م�سبقة لـ 30فنان ًا �أ�سباني ًا قاموا بالتعبري عن تلك االنطباعات مبختلف و�سائل التعبري ،والتى امتد بع�ضها �إىل تكبري ال��ك��روت ال�بري��دي��ة التى حتمل �صور ًا للمعامل ال�سياحية امل�صرية ،و�إ�ضافة مل�سات حية عليها تفيد التعبري عن �إح�سا�سهم ال�شخ�صى باختالف ما ق��ر�أه ه���ؤالء الفنانون عن م�صر وما �شاهدوه فى كروت الربيد. اخللفية التاريخية والإبداع : وق��د ظهر بالفعل م��ن خ�لال �أع��م��ال��ه��م �شدة ت�أثرهم بقراءاتهم ع��ن م�صر ،وعمق ح�ضارتها امل�صرية القدمية ،ومن��و العديد م��ن احل�ضارات على �أر�ضها ،وقد بدا ذلك وا�ضح ًا فى �إبداع �أعمال مبتكرة مثل ل��وح��ة «نفرتيتى �أج��م��ل اجلميالت» «لأوجينيو رامو الفاريز Eugenio Ramos ”Alvarezوال���ذى م��زج فيها ب�ين ع��دد من املعامل ال�سياحية امل�صرية ،وهى الأهرامات ور�أ�س نفرتيتى و الزخارف ال�شعبية والرموز الفرعونية وف��ن اخليامية برتكيب مبتكر وجديد ي�ؤكد عمق
v
73
ثقافة الفنان و�إملامه ب�أنواع الفنون املختلفة التى حتت�ضنها م�صر . وظهر ذلك �أي�ض ًا فى لوحة «قدا�سة الإن�سان عند الإن�سان» للفنان “تيموتيو دياز روثا�س Timoteo ”Diez Rozasوالذى مزج �أي�ض ًا بني �شكل الهرم ومتثال �أبى الهول و�أ�شكال العمارة املختلفة ف��ى م�صر ،م��ث��ل ال��ع��م��ارة الإ���س�لام��ي��ة والقبطية واحلديثة ،كما �أ�ضاف �أي�ضا ر�سوم مب�سطة ل�شكل الفالحات امل�صريات كما ا�ستخدم �أي�ض ًا درجات اللون الربتقاىل ال�ساخن فى اجلانب ال�شرقى من العمل لت�أكيد �أن م�صر بلد احل�ضارة ،و�شم�س ال�شرق بينما قام بالرمز �إىل مياه النيل بامل�ساحة الزرقاء الوا�سعة التى ا�ستخدمها كخلفية للجزء الأك�ب�ر م��ن اللوحة وال��ت��ى ا�ستخدمها للعبري عن معانى مزدوجة وهى �صفاء مياه النيل و�صفاء �سماء م�صر ،حيث عرب عن ماء النيل ب�صوة غري مبا�شرة م��ن خ�لال انعكا�س ���ص��ورة متثال �أب��ى الهول والأهرامات على مياهه ال�صافية ،بينما ا�ستغل نف�س امل�ساحة لإ�ضافة مل�سات بي�ضاء ت��وح��ى ب�صفاء �سماء م�صر ونقاءها . ب��ي��ن��م��ا ج���اء ع��م��ل “خوان لوبيز ن��ون��ي��و ”Juan Lopezب��ع��ن��وان “لقاء احل�ضارات” حيث مزج فيه بني احل�ضارات امل�صرية القدمية والإغريقية والرومانية من خالل تداخل �أ�شكال الر�سوم اجلدارية التى تغطى جدران امل��ع��اب��د امل�����ص��ري��ة ،م��ع ���ص��ور التماثيل الرومانية والإغريقية كرمز لتداخل فنون البحر املتو�سط وتداخل احل�ضارات وامتزاجها على �أر���ض م�صر، كما �أ�ضاف الفنان طباعة مب�سطة باللون الأ�سود ل�شكل ب��رج �إيفل كرمز لالحتالل الفرن�سى مل�صر على الرغم من ق�صر مدته ،ومل ين�س �إ�ضافة �صورة الإن�سان الآىل “الروبوت” وهو يحلق فى منت�صف ال��وح��ة كرمز لتطور م�صر العلمى .وف��ى اللوحة تراكب �إبتكارى رائع �إعتمد على “الكوالج” . بينما ر�سم “خو�سى لوي�س البيثJose Luis Lopezلوحة بعنوان “روح فى حجر” مزج فيها بني �إجتاهات الفنون املعا�صرة وخا�صة التجريدية v
72
والرمزية فى قالب جديد ،حيث جعل من قلب اللوحة مركز ًا للإ�شعاع احل�ضاى والثقافى على العامل من خ�لال ر�سم مثلث خطى رم��ز ًا للأهرامات يحيط به �أن�صاف دوائر تخرج منها خطط ًا مت�شعبة رمز ًا لل�شم�س ،وقد جاء عنوان العمل “روح فى حجر” من خالل ر�سمه ل�شخ�صيتان حموريتان على جانبى العمل يرتديان املالب�س الفرعونية رم��ز ًا للتماثيل احلجرية والتوابيت الفرعونية بينما حملت وجوههم املالمح �إن�سانية واقعية حية ومعا�صرة .بينما ظهر الهرم فى �صورة جتريدية فى خلفية العمل كرمز هند�سى لإتزان العامل بوجود م�صر على اخلريطة. بينما جاءت لوحة “املحفل الرومانى” للفنان
“دافيد دي��اث ”David Diazgلتعرب عن ت�أثر الفنان مبا قر�أه عن �آثار احل�ضارة الرومانية املوجودة فى م�صر وخا�صة فى مدينة الإ�سكندرية ، وبالتاىل ظهر فى لوحته الت�أثر والتزاوج والدمج بني احل�ضارة الرومانية واحل�ضارات الالحقة لها . ك���م���ا ع��ب��رت “�سونيا ك����اث��ي�رو «Sonia Caseroفى لوحتها “الأرا�ضى عن انطباعها عن م�صر من خالل ر�ؤية جوية مل�صر التى �شاهدتها لأول مرة من نافذة الطائرة التى عربت بها فوق م�صر ،فر�أت �صحاريها حتت�ضن وديانها و�أرا�ضيها اخل�����ض��راء ف��ى م�شهد ب��دي��ع ع�برت عنه ب�أ�سلوب جتريدى رائ��ع ،متتزج فيه درج��ات الأل���وان البنية وال�صفراء باللون الأخ�ضر الزرعى. احللم والواقع : �شكل املعر�ض رحلة حاملة م�شبعة بالأحا�سي�س
التى �أثرتها اخل�ب�رات ال�شخ�صية لفنانيه ،وك��ان م��و���ض��وع��ه ج��دي��د و���ش��ي��ق ح��ي��ث عك�ست الأع��م��ال املعرو�ضة م��دى التقارب بني الثقافات من خالل الأ���ش��ك��ال والأل����وان واخل��ط��وط ف��ى ف�ضاء ال حتده احل��واج��ز فكان الإح��ت��ك��اك الفنى ه��و لغة تخطت حدود الكلمات ف�أ�صبح ج�سر التوا�صل بني اخلربات الفنية املختلفة ،كما ك�شفت الأع��م��ال املعرو�ضة وعناوينها ع��ن وع��ى و �إدراك الفنانني للحقوق الثقافية وللتعاي�ش ال�سلمى بني الثقافات املختلفة والتى ت�ضفى ال�شخ�صية والرثاء وت�ؤكد هوية ال�شعوب والأج��ن��ا���س ،وال�لاف��ت للإنتباه ه��و م�شاركة فنان م�صرى واحد باملعر�ض هو د .يحيى يو�سف رم�ضان وه��و �أ�ستاذ بجامعة مور�سيا الأ�سبانية وقومي�سري املعر�ض فهو من كان حلقة الو�صل بني اجلمعية واحللم ومراحل حتقيقه على �أر�ض الواقع. ال�����ع��ل��اق�����ات ال���ث���ق���اف���ي���ة اخلارجية: ويعد هذا املعر�ض باكورة ملجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية فى �إطار ت��ع��اون مثمر ب�ين اجل��ان��ب�ين امل�صرى والأ�سبانى ،والتى �سيكون من �ضمنها �إق��ام��ة ور����ش فنية لفنانني م�صريني و�أ�سبانيني ،ي�صحبها �إق��ام��ة عرو�ض لفرقة الفنون ال�شعبية الأ�سبانية بالقاهرة ك�أحد �سبل ال��ت��ب��ادل الثقافى ب�ين ال��دول��ت�ين ،وق��د افتتح املعر�ض د� .شاكر عبد احلميد وزي��ر الثقافة ،و د.عبد القوى خليفة حمافظ القاهرة ،و د� .صالح املليجي رئي�س قطاع الفنون الت�شكيلية ،و الأ�ستاذ ح�����س��ام ن�����ص��ار رئ��ي�����س ق��ط��اع ال��ع�لاق��ات الثقافية اخلارجية ،و فيدل �سينداجورتا كامبيللو �سفري دولة �أ�سبانيا بالقاهرة .و خوان �سولري �إ�سبياوبا جاييو عمدة مدينة “خيتايف” ،وال�سيد موي�سي�س روخا�س كابيثودو رئي�س جمعية مبدعى خيتافى “ ال كاربا “. وفى النهاية �أمتنى �أن نكرث من مثل هذه اللقاءات فى املرحلة احلالية ؛لنتمكن من معرفة انطباعات ال��ع��امل ع��ن م�صر و�شعبها ،لنتمكن م��ن ت�صحيح املفاهيم اخلاطئة ،وحت�سني ال�صورة امل�ستقبلية مل�صر من �أجل غد م�شرق.
وحقيقة مل يكن ه��ن��اك �أى ���ش��يء ميكن ت�سميته بال�سينما الأف��ري��ق��ي��ة ال�����س��وداء قبل اال�ستقالل، فال�سينما الوطنية الأفريقية قد ولدت بال�ضبط فى وقت الوطنيات الأفريقية نف�سه. على �أن جمال الر�سوم املتحركة كان فى �سياق مواكب لتلك احلركة ال�سينمائية ..فبع�ض املراجع ترجح ب�أن �أول فيلم مت تنفيذه فى جنوب �أفريقيا، ك��ان فيلم الر�سوم املتحركة “حلم الفنان” عام 1916للمخرج الأمريكى هارولد �شو Harold )1926-1876( Shawالذى بد�أ حياته كممثل فى �أفالم �أدي�سون الرائدة .بينما حماوالت الإخوة فرنكل ،Frenkelاملهاجرين الرو�س ،فى م�صر فى ثالثينيات القرن الع�شرين ،تعد �أوىل التجارب فى �شمال �أفريقيا وال�شرق الأو�سط قاطبة بفيلمهم الأول “ماركو القرد” ع���ام ،1935و”مفي�ش فايدة”.1936وهى التجربة التى انقطعت بهجرة عائلة فرنكل �إىل فرن�سا. على �أن املحاوالت الأوىل لإنتاج ر�سوم متحركة بوا�سطة �أفارقة ،قد ت�أخرت لأواخ��ر اخلم�سينيات ومطلع ال�ستينيات مع جتارب الأخوين على وح�سام
مهيب فى م�صر ،وكذلك حممد عرام فى اجلزائر وم�صطفى احل�سن فى النيجر.وكلهم فنانني رواد ذوى �أ�صل �إفريقي� ،أنتجوا �أفالمهم مبجهود ذاتى كلي ًا. ت��ب��ع ه�����ؤالء ال��ع��دي��د م��ن امل���ح���اوالت ال��ف��ردي��ة، والتى مل جتد العون الر�سمي ،فعكفت على املجهود الذاتى واملعونات الأوروب��ي��ة .بل �أن بع�ض الفنانني الأفارقة هاجر �إىل اخلارج ،م�ستقر ًا هناك ،ولكنه مازال ينفذ �أفالمه بتلك امل�سحة الإفريقية املغرقة فى املحلية ،كما فى �أعمال الكونغوىل جان مي�شيل كيبوت�شى الذى هاجر �إىل بلجيكا ،و �سيليا �سوادوجو من بوركينافا�سو فى كندا وغريهم. وليام كنرتيدج :الزجنى الأبي�ض ! ولكن التجربة اال�ستثنائية تبدو هناك ،عند �أق�صى اجلنوب..مع واحد من ه�ؤالء “املت�أفرقني” الذى زحف �أجداده �إىل جنوب �إفريقيا فى احلقبة اال�ستعمارية فى �أواخ��ر القرن التا�سع ع�شر و�أوائل القرن الع�شرين. �إن��������ه ول�����ي�����ام ك����ن��ت�ري����دج William Kentridgeاملولود فى جوهان�سربج ()1955
اجل��ن��وب �إف��ري��ق��ى الأب��ي�����ض ،وال���ذى در����س الفنون اجلميلة فى جنوب �إفريقيا ،وامل�سرح فى باري�س، قبل �أن يكت�شف ف�شله كممثل ،ويغري م�سريته لفن التحريك ،لي�صبح واحد من �أ�شهر فنانى �إفريقيا الت�شكيليني على م�ستوى العامل! طوال حياته الفنية ،انتقل كنرتيدج بني الر�سم وال�سينما وامل�سرح ،ولكن تركيزه الأ�سا�سى ال يزال الر�سم ،ور�ؤي��ت��ه للم�سرح وال�سينما العمل بو�صفه النموذج املو�سع لر�سومه .ولكنه اكت�سبت اعرتافا دولي ًا وا�سع ًا ب�أفالمه الق�صرية املتحركة املر�سومة بالفحم. ف��ى ع��ام � ، 1989أخ���رج ك��ن�تري��دج �أول فيلم حتريك بعنوان “جوهان�سربج ،ثانى �أعظم مدينة بعد باري�س” ،فى �سل�سلة ر�سومات من �أجل العر�ض املتحفي .تلك ال�سل�سلة التى �سوف ي�ستخدم فيها تقنية �سوف ت�صبح �سمة من ال�سمات املميزة لفنه، وهى ر�سومات الفحم املتعاقبة ،ودائما على نف�س الورقة ،خالفا لتقنية الر�سوم املتحركة التقليدية التى يتم ر�سمها فى كل حركة على ورقة منف�صلة. وبهذه الطريقة ،جاء �أفالم كنرتيدج حمافظة
v
75
دراسات
موسيقار التحريك األفريقي وليام كنتريدج يعرف الكثري من النا�س معلومات عديدة عن الر�سوم املتحركة كفن وترفيه ،ن�ش�أ قبل 120عام ًا ،و انت�شر بف�ضل فنانني رواد مثل والت ديزين ،الذى �سحر ال�صغار والكبار ب�أفالمه الق�صرية والطويلة التى تناولت ق�ص�ص ًا طاملا رددتها اجلدات بكل لغات العامل ،ف�أ�ضحت كق�ص�ص النوم Lullabiesللجميع .ت�شدهم وتبهرهم ،حتى تعلقوا بها ،وال ي�ستقيم مرحهم �إال بالفرجة عليها. يعرف بع�ض النا�س عن ما �أ�سهمت به هوليود فى دفع هذا الفن لي�صبح �صناعة جتنى امل�لاي�ين ع�بر ال��ع��امل ،حتى ارتبطت الر�سوم املتحركة بهوليود ووالت ديزين ،و�صار ديزنى عنوان ًا لفن التحريك ،وال �أحد ي�ضاهى بريق ا�سمه فى هذا امليدان. بينما يعرف القليل من النا�س �أن الر�سوم املتحركة ك���ان���ت م����وج����ودة ف���ى ب�لاد �أخ���رى ،حتى قبل ال��والي��ات املتحدة ،فى فرن�سا مث ًال، ح���ي���ث ب��������د�أت ال���ت���ج���ارب الأوىل ل���ف���ن ال��ت��ح��ري��ك �أواخ������ر ال��ث��م��ان��ي��ن��ي��ات من القرن التا�سع ع�شر ،وتلتها حم������اوالت ف���ى ب��ري��ط��ان��ي��ا وغ�يره��ا� ،إىل �أن انت�شرت التجارب ع�بر ب�لاد عديدة ف���ى �أوروب�������ا والأم��ري��ك��ت�ين و�أ�سيا. ولكن ما هو إسهام أفريقيا ف��ى عالم الرسوم املتحركة؟ يعلم القليل من املتخ�ص�صني عن �إ�سهامات القارة الأفريقية فى ميدان فن التحريك ..تلك القارة التى عانت من ويالت احلروب والفقر واملجاعات ،واال�ستعمار القا�سى طويل امل��دى ،الذى تعمد �إغ��راق تلك الأر�ض فى ظالم اجلهل والبدائية لتظل مرتبطة به و فى عوز �إليه �إىل الأبد. ولكن �أبت �أجيال من �أبناء تلك القارة ال�سمراء �إال �أن ي�سعوا للحاق بركب احل�ضارة� ،إن مل يكن بالعلم والتقدم ،فبالفن ،وهو اللغة الأكرث
v
74
د .حممد غزالة
ثراء ومتيز ًا لأفريقيا عن غريها من القارات .وال ن�ستثنى من ذلك �أي ًا من �أبناء القارة �سواء من ال�شمال �أو اجلنوب ،البي�ض و ال�سمر ،العرب و العجم. و�صلت �آالت ال�سينما ب��اك��ر ًا �إىل ال��ق��ارة ف��ى ،1896ف��ى عرو�ض باجلزائر وتون�س والإ�سكندرية وجوهان�سربج قادمة مع م�صورى خمرتع ال�سينما لوميري Lumièreالذين جابوا القارة لت�صوير معاملها وعر�ض �أفالمهم على جمهور ،مل يعوزه ال�شغف بهذا االخرتاع اجلديد: ال�سينما! بينما توا�صلت رحالت م�صوريى لوميري ،كان م�ستعمرى �أفريقيا الأجانب ي�ستمتعون بت�صوير م�ستعمراتهم فى �أجواء �ساحرة غريبة ،تعج برحالت ال�سفارى والغابات واحل�����ي�����وان�����ات ،وق��ط��ع��ان الأفارقة الكادحني فى حقول امل�ستعمر ،لبالد ال يبدو �أن لديها ثقافة �أو ت��اري��خ ،بل حياة همجية كما فى �أفالم طرزان! وف��ى تلك الأث��ن��اء ،ب��د�أ زم�����رة م���ن �أب���ن���اء ال���ق���ارة يتلم�سون ب��اك��ر ًا حماولتهم ل�صناعة �أفالمهم مبعاونة ال����واف����دي����ن الأوروب�����ي��ي��ن، فكانت حم��اوالت فى م�صر وت��ون�����س ت��ع��د ال���رائ���دة فى ذل���ك امل��ج��ال .ح��ي��ث ب��رزت ال�����ص��ن��اع��ة ال�����س��ي��ن��م��ائ��ي��ة امل�صرية مع حماوالت حممد كرمي فى الإ�سكندرية ل�صنع �أفالم م�صرية الطابع فى عام .1917بينما ن�شئت ال�سينما التون�سية فى الع�شرينات مع �أعمال الرائد �ألبري �سمانة ال�شيخلي .بينما فى م�ستعمرات �أفريقيا ال�سوداء كان من “املحرم” على الزنوج الت�صوير ال�سينمائى بقوة القانون ،لكونها �أداة من �أدوات التعبري عن الذات! ولكن ال�سينما فى �أفريقيا ال�سوداء ول��دت الحق ًا فى �إط��ار عملية التجديد الثقافى ما بعد اال�ستعمارى فى ال�ستينيات من القرن الع�شرين،
ك�شخ�ص ق��ادم م��ن جنوب �أفريقيا ،الأم���ة التى �أ�صبح �سكانها الأ���ص��ل��ي��ون مواطنني م��ن ال��درج��ة الثانية فى ظل نظام الف�صل العن�صرى الذى فر�ضه الأوروب��ي��ون -ال��ذى �ألغى م���ؤخ��را -كنرتيدج نف�سه من �أ�صل �أوروب���ى ،وعلى ه��ذا النحو لديه موقف فريد ،كمراقب خارجي .حيث كان والداه ميار�سون املحاماة ،وكانا م�شهوران بالدفاع عن �ضحايا نظام الف�صل العن�صرى ،مما �أعطى كنرتيدج القدرة على تربئة نف�سه بع�ض ال�شيء عن الفظائع التى ارتكبت .وهو ما يحدو بنا ل�ضرورة ق��راءة �أعماله فى �ضوء درا�سة للتاريخ ال�سيا�سى و االجتماعى فى جنوب �إفريقيا فى احلقبة اال�ستعمارية وما بعدها. يعترب كنرتيدج امتدادا للمدر�سة التعبريية ؛ ففى كثري من الأحيان يوحى ال�شكل بامل�ضمون ،والعك�س بالعك�س .كما ي�ؤدى التالعب بالتكوين ،والو�سيط، �إىل لعب دور جوهرى فى املعنى العام واملو�ضوع فى عمل فنى معني .مما يتوجب على املرء ا�ستخدام با�ستجاباته الغريزية وكذلك مهارات التكهن فى �إيجاد مقا�صد �أعمال كنرتيدج .حيث الكثري من املحتوى الفعلى يك�شف القليل بغمو�ض ،من خالل �صورة قامتة من الوهلة الأوىل ،وخلق انطباع يوحى بحالة من ال�ضعف والوهن. كانت جوانب الظلم االجتماعى التى ظهرت على مر ال�سنني فى جنوب �أفريقيا ،مادة د�سمة لأعمال
ك��ن�تري��دج .ففيلمه” كا�سبريز تقع ف��ى احلب” ، الذى عر�ض فى متحف املرتوبوليتان ،والذى ي�صور ر�ؤو�س ًا فى �صناديق ،ال يده�ش امل�شاهد الأمريكى العادي ،ولكن امل�شاهد من جنوب �إفريقيا يعرف �أن Casspirهى و�سيلة ت�ستخدم لإخماد �أعمال ال�شغب ،وه��ى ن��وع م��ن دب��اب��ات مراقبة احل�شود. فال�صندوق � ،إذن ،هو Casspirوالر�ؤو�س هم املحتجني الذين قتلوا فى �أعمال ال�شغب واملظاهرات �ضد العن�صرية ،والأ�شخا�ص الذين مت “�إخمادهم” فى �سبيل حفظ النظام!. كتب كنرتيدج عن �أعماله “ :ر�سوماتى ال تبد�أ ‘ ب�شكل جميل’ ،فهدفى هو �سيطرة اليد على العقل، ب��دال م��ن ت��رك العقل يقود ال��ي��د“ .يجب �أن يكون ال�شكل ممث ًال ل�شيء هناك فى هذا العامل ،ولي�س من ال�ضرورى �أن يكون الر�سم دقيقا ،ولكن يجب �أن ينم عن ت�أمل ،ولي�س ما هو جمرد وغام�ض ،مثل عاطفة عابرة”. وجهة نظره ال�سيا�سية ظهرت �أي�ضا فى �إخراجه للأوبرا ،التى ت�شتمل على عدة م�ستويات :الإخراج امل�����س��رح��ي� ،أف��ل�ام ال��ت��ح��ري��ك وال��دم��ى املج�سمة. فقد قام كنرتيدج ب�إخراج �أوب��را Il ritorno ( d’Ulisse in patriaملونتيفريدي) ،و �أوب��را ( Die Zauberflöteمل��وزار) والأن��ف (�شو�ستاكوفيت�ش) .كما ق��دم عر�ضا ق�صري ًا مع
امل��ل��ح��ن ال��ف��رن�����س��ى François Sarhan بعنوان” برقيات من الأنف”. منذ �أن �شارك كنرتيدج فى املعر�ض العا�شر Dokumentaفى كا�سل� /أملانيا (،)1997 وتظهر �أعماله منفردة .حيث عر�ضت فى متحف الفن احلديث (نيويورك) ومتحف الفن املعا�صر (�سان دييغو) .وج��ال معر�ضه فى ع��دد كبري من امل��دن فى 1999-1998مثل بر�شلونة ،بروك�سل، لندن وميونيخ ومر�سيليا .كما عر�ضت �أفالمه فى م��ه��رج��ان ك��ان -2004-وه�����و م��ن فنانى الر�سوم املتحركة القالئل فى العامل الذى ال تعر�ض �أفالمه فى املهرجانات ولكن فى املتاحف الفنية! وف��ى مايو 2002ح�صل كنرتيدج على درج��ة الدكتوراه الفخرية فى الفنون اجلميلة من معهد والي��ة ماريالند للفن املعا�صر ف��ى بالتيمور .كما ح�صد العديد من اجلوائز العاملية والتى كان �أخرها جائزة كيوتو اليابانية -املعادلة جلائزة نوبل -فى نوفمرب، 2010للإجناز مدى احلياة بقيمة �أكرث من ن�صف املليون دوالر ! وليام كنرتيدج ال يزال متجذر ًا فى جوهان�سربج، حيث ال يزال يعي�ش �إىل اليوم هناك مع زوجته وثالثة �أطفال .وهو و�إن مل يكن �أفريقي ًا-من حيث ال�شكل واجلذور -فهو ال يزال يرفع ا�سم �إفريقيا ،مفتخر ًا بانتمائه لهذه الأر�ض امللهمة! v
77
على �آث��ار الر�سوم ال�سابقة� .صور متحركة تتعامل مع مو�ضوعات �سيا�سية واجتماعية من خالل وجهة نظر ذاتية بحتة ،حيث يعكف كنرتيدج على �إدخال �صورته ال�شخ�صية فى معظم �أفالمه. دفع املحتوى ال�سيا�سى و تقنيات العمل الفريدة من نوعها كنرتيدج �إىل املرتبة الأوىل فى ال�ساحة الفنية فى جنوب �أفريقيا وال��ع��امل .وتعد �أعماله الفنية م��ن ب�ين الأك�ث�ر رواج���ا وتكلفة ف��ى جنوب �أفريقيا :فرغم �أن معظم ر�سومه املباعة بالفحم الأ�سود� ،إال �أنه مطلوبة وب�أعلى الأ�سعار.و حيث �إن عمله م��ع واح���دة م��ن �أك�ثر تقنيات التعبري الفنى تقييد ًا وحمدودية ،وذلك با�ستخدام الفحم فقط ومل�سة من اللون الأزرق �أو الأحمر الطبا�شريى ،فقد جعله قادر على �إب��داع �أفالم ًا متحركة ذات �أبعاد مذهله. وال يخفى �أنه كان مغرق ًا فى احلميمة مع مدينته التى ق�ضى فيها ك��ل حياته ،وال��ت��ى ك��ان ي�صر �أن يقحمها فى كل مو�ضوعات �أف�لام��ه .فى حني انه مل ي�صور جوهان�سربج على �أنها مدينة مت�شددة �أو قمعية لل�سود ،ومل ي�ؤكد ال�صورة اخلالبة حلياة البي�ض خالل نظام الف�صل العن�صري ،ولكنه قدم ب��دال م��ن ذل��ك املدينة التى تعانى م��ن ازدواج��ي��ة اجتماعية وثقافية. ف��ى �سل�سلة م��ن ت�سعة �أف�ل�ام ق�صرية ،قدم v
76
كنرتيدج �شخ�صيتان� :سوهو اك�شتاين ,و فيليك�س تيتلباوم .ه��ات��ان ال�شخ�صيتان ت�صوران �صراعا عاطفي ًا و�سيا�سي ًا ،يعك�س حياة الكثريين فى جنوب �أفريقيا فى حقبة ما قبل الدميقراطية. فى مذكرة متهيدية لفيلمه “فيليك�س فى املنفى” ،كتب كنرتيدج “ ،بنف�س الطريقة التى يقوم فيها الإن�سان بتقطيع �أو�صال عالقته مع املا�ضي ،هناك عملية طبيعية فى البيئة من خالل الت�آكل ،والنمو ، والتحول ،وهو ما ي�ؤثر فى حياة الب�شر .وفى جنوب �أفريقيا هذه العملية لها �أبعاد �أخ��رى ،فم�صطلح ‘جنوب �أفريقيا اجلديدة’ –�أى ما بعد الف�صل العن�صري -هو �أقرب ما يكون بر�سم لوحة جديدة على �أ�سا�س لوحة قدمية ،العملية الطبيعية لتغييب املا�ضي ،والتطبيع من الأ�شياء اجلديدة. لي�س فقط ف��ى فيلمه “فيليك�س ف��ى املنفى” ولكن فى جميع �أعماله املتحركة �سوف جتد مفاهيم “الوقت” و”التغري” من موا�ضيعه الرئي�سية .انه ينقل تلك املفاهيم من خالل تقنية الر�سم واملحو ب�أقالم الفحم ،والتى تتناق�ض مع الر�سوم املتحركة التقليدية ،التى هى فى احلقيقة �سل�سلة من ال�صور املر�سومة. �إن تقنية كنرتيدج تعتمد على ر�سم اللوحة الرئي�سية ،ثم ميحو بع�ض املناطق منها ،ثم يعيد ر�سم تلك الأج���زاء املمحوة على م�سافة خمتلفة،
وبالتاىل خلق اللوحة ال��ت��ايل .وبالتاىل فانه قادر على �إن�شاء العديد من الأطر كما يريد ،معتمد ًا على اللوحة املفتاحية الأ�صلية عن طريق حمو �أج��زاء �صغرية.بينما ت��ظ��ل �آث���ار م��ا مت حم��وه��ا وا�ضحة للم�شاهد ،كما لو كانت احلركة تتوالد ،حمدثة ال�شعور بتال�شى الذاكرة �أو مب��رور الزمن ،تارك ًا وراءه �آثار يتم ت�صويرها. ف��ى ه���ذه الأف��ل��ام ال��ت�����س��ع��ة ال��ت��ى ت��ت��ب��ع حياة �سوهو اك�شتاين ،يتعر�ض كنرتيدج حلياة الفرد واملجتمع املعا�صر فى جنوب �إفريقيا .وما حتكمهم م��ن �صراعات ب�ين املعتقدات الفردية الفو�ضوية وال�برج��وازي��ة .وم��رة �أخ��رى �إ���ش��ارة �إىل ازدواج��ي��ة الرجل ،م�شرية �إىل فكرة الثورة االجتماعية من خ�ل�ال ال��ت��دم�ير “ب�شاعرية” للمبانى وامل��ن��اظ��ر الطبيعية. ي�ؤكد كنرتيدج �أنه بالرغم من �أن عمله ال يركز على الف�صل العن�صرى ب�صورة مبا�شرة وعلنية ،ولكن بدال من ذلك ي�ؤكد على احلالة املعا�صرة فى جوهان�سربج .يقول كنرتيدج � :إن فنى يعر�ض الغمو�ض والتناق�ض ،واحل��رك��ات غ�ير املكتملة والنهايات غري م�ؤكد” .فالتقنية تلهمك ما ال يقال، وتخربك مبا مت قمعه �أو ن�سيانه ،حيث ميكنك �أن تراه ب�سهولة. تعتمد �أعمال كنرتيدج ب�شكل كبري على ال�سياق
فقط جمرد تقليد و�إمنا �إ�شعارهم بعدم الوحدة، والديفء ،و�أنهم ف�صيل مهم فى املجتمع ،ورعايتهم واجب وطنى ولي�س جمرد �أداء واجب ،فهم بحق جزء ال يتجز�أ منا. ح�ضر االحتفالية اللواء �سيد اجلمل م�ساعد وزير الداخلية ل�شرطة البيئة وامل�سطحات املائية، والعميد حممد البيطار مدير النادى �شرطة البيئة وامل�سطحات املائية ،والعقيد طارق اجلارحى مدير مكتب م�ساعد الوزير ،والعقيد حممد الع�شماوى رئي�س العالقات العامة ب���الإدارة العامة ل�شرطة البيئة وامل�سطحات املائية ،وع��دد من ال��ل��واءات واملجندين ،ورجال الإعالم. و�أ����ش���ار ال��ل��واء �سيد اجل��م��ل �أن دور وزارة الداخلية ميتد جلميع مظاهر ون��واح��ى احلياة ب�صفة عامة وال يقت�صر على العمل الأمنى وحفظ الأمن والنظام . و�أك���د �أن ام��ت��داد العمل ال�شرطى وتفاعله فى النواحى املجتمعية هو توا�صل �إيجابى وهام فى نواحى احلياة وم��ن ال�ضرورى الت�أكيد عليه وممار�سته بجدية خالل الفرتة احلالية ،لأنه ينتج ويفرز �إيجابيات كثرية تنعك�س وتتوا�صل مع العمل الأ�سا�سى والر�سالة الأمنية بوزارة الداخلية ومن هنا ي�أتى ت�أكيد وزير الداخلية ،و م�ساعد �أول وزير الداخلية للأمن االقت�صادى اللواء ماهر حافظ على ت�أكيد مفهوم هذه الر�سالة بتفعيل االحتفال بيوم اليتيم من خالل الإدارة .. و�أو���ض��ح اجلمل �أن جميع الأدي���ان ال�سماوية �أكدت على الرتاحم والتوا�صل بني خمتلف الفئات املجتمعية ،وخا�صة ال�شرائح التى قد تكون فى حاجة ما�سة مل�ساعدتها ،وخا�صة الأطفال فهم من �أوىل هذه النماذج والتى يجب �أن يحر�ص املجتمع على تن�ش�أتها ن�ش�أة �صاحلة ،ينعك�س م��ردود هذه الن�ش�أة على املجتمع ككل ،وذلك يو�ضح وجود قطاع كامل وهو قطاع الأمن االجتماعى و�إدارات خا�صة بالرعاية الالحقة ،وهذا الدور هو من �ضمن �أدوار وزارة الداخلية بحر�صها على �أن تن�ش�أ الأجيال �صاحلة ليعود نفعها على املجتمع ككل. و�أخ���ي��را ا���ص��ط��ف الأط����ف����ال ف���ى ت��اب��وري��ن بنني وبنات لأخ��ذ هداياهم من الإدارة العامة للم�سطحات املائية ،و�شنطة املالب�س ،والتى �سلمها لهم م�ساعد وزي��ر الداخلية اللواء �سيد اجلمل ، مما �أ�شعر الأطفال بال�سعادة واالهتمام .
ال�شرطة ت�ست�ضيفهم احتفا ًال بهم
نشاط الهيئة
احتفاالت قصور الثقافة بيوم اليتيم
ن�سرين حجاج
نادية م�صطفى ت�شارك اليتامى فرحتهم
ابت�سامة ناق�صة ،وفرحة م�ؤقتة� ...أمل ودموع ،تختلط بفرحة ر�سمها القائمون على �شرطة البيئة وامل�سطحات املائية ،و�إقليم القاهرة الكربى الثقايف ،برئا�سة ح�سن �سعيد اخل��ويل ،التابع للهيئة العامة لق�صور الثقافة ،على �شفاه اليتامى ،فى يوم اليتيم ،وذلك احتفاال بيوم اليتيم الذى �أقامه الإقليم لأيتام جمعية الرتاحم والعطاء و�سط ح�ضور من �شرطة البيئة وامل�سطحات ،وعدد من فناين م�صر ،على ر�أ�سهم املبدعة نادية م�صطفي. بد�أ اليوم برحلة نيلية من القرية الفرعونية ،وانتهى بنادى “�سيلفر نايل” التابع ل�شرطة امل�سطحات التى ا�ست�ضافت الفاعلية ب�أكملها ، الفنانة نادية م�صطفى وب�صوتها الدافئ �شدت ب�أجمل الأغنيات التى تفاعل معها الأطفال ،ليمل�ؤوا االحتفالية فرحة ،وت�ؤكد الفنانة نادية v
78
�أن م�شاركتها فى هذا اليوم �أمر لوجه اهلل ،ولأنها حتب اليتامى التى يعت�صر قلبها عند ر�ؤيتهم ،و�أرادت من خالل م�شاركتها ر�سم االبت�سامة على وجوههم .وقد ا�ستمر احلفل فى فقراته بعد غناء الفنانة نادية التى �أتبعها فرقة التحطيب اخلا�صة بهيئة ق�صور الثقافة ،ثم عرائ�س �شو و�أرجوز و�ساحر ،بعدها كانت ا�سرتاحة الغداء الذى �أقامها النادى للأطفال ،ثم تتابعت فقرات احلفل بالتنورة والدى جى وور�شة الر�سم ثم غنت الفنانة “�ستونه” �أغنيتها ال�شهرية �شوكوالتة مع م�صاحبة رق�ص فرقة التحطيب . تعترب اح��ت��ف��االت هيئة ق�صور الثقافة باليتيم حم��اول��ة لر�سم االبت�سامة على وجوههم ،بل وحماولة لتعوي�ضهم عما ينق�صهم من حنان ورعاية �أو�صت بها الأدي��ان ال�سماوية املختلفة ،فامل�س�ألة لي�ست
�أيمن حامد
جـــولة المعــــارض
v
81
كما �أقام ق�صر ثقافة اجليزة �أي�ض ًا :احتفالية عيد اليتيم مب�شاركة فرقة ق�صور الثقافة للأطفال والتى قدمت باقة غنائية من �أغانى الزمن اجلميل منها �أغنية الفنانة الكبرية �شادية «م�صر هى �أم��ي» التى قدمتها الطفلة �سارة م��راد والتى امتازت بحالة من التمكن فى تقدمي الأغنية جاءت دلي ًال على اجلميل املو�سيقية التى حتملها الأغنية ..و�أي�ض ًا �أغنية «يا حبيبتى يا م�صر» التى قدمتها الطفلة �أمنية ،كما ت�ضمن احلفل العديد من الأغانى اخلفيفة مثل « طاطا» من احلان الفنان �أحمد �إبراهيم و»ب�سبو�سة» التى قدمتها ال�شقيقتني مرمي وحبيبة وكعادته دائم ًا ا�ستطاع الطفل يو�سف �أن يخطف قلوب احل�ضور ب�أغنيته « يا بالدي» التى اعتاد على تقدميها فى حفالت الفرقة املتكررة وكانت مفاج�أة احلفل م�شاركة املطرب الكبري عالء عبد اخلالق « اليتامى فى يومهم» وقدم ثالثة �أغانى مع �أع�ضاء فرقة الثقافة ،وهى « يا رب» و «حبيبتي» و�أختتم احلفل ب�أغنية يا احلى «ا�سم فى الوجود» مب�شاركة عالء واملطربني الواعدين �أدهم �أحمد �إبراهيم ،و�إ�سراء وليلى بعدها ا�سدل ال�ستار على احتفالية هى الأهم فى حياة كل م�صرى وهى �أن يوم اليتيم الذى جاء عدد كبري منهم حل�ضور احلفل الكبري ويظل اليتيم �شاغلى مكان فى قلوب امل�صريني وتظل هيئة ق�صور الثقافة الداعم الأول والأوحد للثقافة ورعاية �أجيال فنية متتالية. v
80
محمد عبله الطريق إلى التحرير «ضجيج فوضى فقر قمامة” كل هذا مرفوض صرخة أو صيحة مدوية يطلقها الفنان احتجاجًا لما أصاب المجتمع المصري من تردي ،حقًا مصر تستحق وضعًا أفضل من هذا بكثير ،ونأمل الكثير جدًا بعد ثورة 25يناير ،حيث يتبوأ فكر جديد ،وعقل مستنير ،وروحًا خالقة تسود المجتمع ..غلب أسلوب البيان الصحفي على المعرض ،وكأنه أليستريشن أو فن الرسم الصحفي الشارح لمحتوى الحدث بوضوح وصراحة ،متجنبًا الغموض أو اإلبهام أو التحوير . ال تخلو اللوحات من لهجة السخرية والتهكم التي نراها لصيقة بفن الكاريكاتير الصحفي أيضًا، إنها رغبة ورجاء ملح ودعوة صريحة للنهوض بالمجتمع المصري حيث اتجه الفنان إلى المباشرة الصريحة للتعبير الفني.
v
82
عماد رزق التشخيص الحنين إلى الكالسيكية عماد رزق وتسجيل مظاهر الحياة اليومية لدى البسطاء والمهمشين الحس الرومانسي ،تجليات العذوبة سواء في األلوان أو في عذوبة المالمح والتصرفات اإلنسانية بين البشر ،العشق الواضح “للتأثيرية” ،أنه االنبهار اللوني وعشق الحياة بألوانها الدافئة الفرحة المرحة ،ال مجال هنا لالقتضاب أو الكأبة فاأللوان هنا ترقص ،حركة ودبيب الحياة باألسواق الشعبية عشق االماكن الشعبية المتاخمة لآلثار الفاطمة العتيقة. تجليات األنوثة ،استعراض مفاتن جسد الفتاة في األحياء الشعبية ،حيث الصدر الناهد والسواعد القوية الناعمة أي تجمع بين أنوثة الفتاة وقوة العضالت الناجمة عن العمل والكد اليومي وراء لقمة العيش ،أو خدمة األسرة بالمنزل ...تتوالى المواضيع الشعبية مثل “الدعاء” واالبتهال إلى اهلل تعالى “ ...جلسة تسامر” بين رجال بسطاء في راحة قصيرة بعد يوم عمل مضن. v
84
محمد عمار جوبالنقاعة صالح طاهر -األوبرا على أنغام سيمفونيات رائدنا العظيم “ محمود سعيد” تأتي لوحات الفنان محمد عمار لفن جوبالن الذي نشأ وترعرع من أسرة جوبالت الفرنسية التي شقت طريقها إلى الشهرة بفرنسا كلها ،من خالل اقتناء وتشجيع ملك فرنسا لفنهم؛ مما جعل تلك األسرة تكتسب شهرة كاسحة ليس بفرنسا وحدها بل بالعالم أجمع ،إن أساس الفن كسائر معظم الفنون المعاصرة يعود الفضل فيها للمصريين القدماء كأول من قدم هذا الفن للبشرية. تحويل اللوحة إلى سجادة حائطية بنفس التفاصيل واأللوان مستفيدًا من ملمس سطح الجوبالن. ولكن لماذا اختار محمود سعيد بالذات؟ وجد فيه إبداعات الظل والنور وعشق التعبير عن الشعبيات وبنات بحري وبنات البلد« ،رقصة التنورة الصوفية الشهيرة ،المصلون في المسجد” يصنع لوحة الجوبالن من الحرير أو الصوف ويستحسن أن يستعين الفنان بالخيوط البيضاء ويقوم بصباغتها وفقا لرغبته الفنية ...وتستغرق تنفيذ اللوحة وقتًا طويالً جدًا قد يمتد إلى عدة شهور لصباغتها ربما ينجز في العام الواحد لوحتين فقط. v
86
سامح إسماعيل بمركز مختار الثقافى قدم معرضه بقاعتي نهضة مصر وإيزيس بمركز محمود مختار ،العائلة اللونية ذات خصوصية شديدة تخص كل لوحة بذاتها فال ألوان معينة تسيطر على المعرض برمته بل كل لوحة لها ما يميزها وفقا لمقدار دراما اللوحة. يقول د .صالح المليجي عن سامح أنه من شباب الفنانين الذين استطاعوا أن يرسموا ألنفسهم حاضرًا يشع وهجا وتألقا يوما بعد يوم ،فرشاته مفعمة بالطاقة دائما ما تتفجر إبداعًا على سطح أعماله تكتسي صدى الرؤى وعمقها ممتزجه بقوة اللون ورونقه ،محاورة األلوان ونثر الحروف والتحرر من كل قيد واالنطالق في آفاق الحرية ،وكأنه يطير في الصدى بال جناحين ،نافضا رماد االعتياد والفظا المصطلحات الركيكة التي تثار بالمجتمع المصري اآلن مثل تخوين، عمالة ،إقصاء ،تمييز ،ففكرة المعرض تقوم على رؤية استشرافية للمستقبل المشرق الواعد لمصر وهذا المستقبل لن يتأتى إال بالعمل الجاد الصادق فقط وإيثار روح المجتمع بأكمله فوق المصالح الحزبية الضيقة أو الخاصة بالذات ...إنه االنطالق بحرية وتحرر نحو المستقبل ...هنا تخلى عن حروفياته الشهيرة جزئيا التي اشتغل عليها طوال حياته الفنية ،ولكن ال يزال يكن العشق الدفين للكاليجراف العربي مسيطرا عليه وال تزال لوحاته تتغنى بالحروف العربية ليس بأشعار صوفية فقط كما في معارضه السابقة بل امتزجت هنا بمكونات الحياة اليومية واندمجت مع شعر فتاة مرحة تقف في وضع يجمع بين الراحة والتحرر واالنطالق في آن واحد. v
88
محمد الصياد نحت خشبى تطويع خامة الخشب بسالسة بين أنامله لتتحول إلى جسد بشري ،أو جسد طائر أو امرأة عارية ،ويقدم بكثرة تلك الملوسة والنعومة بقسوة وعنف ،فيغرز عدة أوتادا أو سلسلة مسامير شديدة الغلظة والعنف ،ألوانها شديدة القتامة بل سوداء تخترق جسد الطائر العاري األعزل المجوف المجرد المسالم ،أو تخترق ما يشبه الجسد األنثوي العاري الغض البض (والتعبير يبتعد عن التشخيص ويقترب رويدا من التجريد ) . قام بخلق حالة التضاد العنيف بين ملوسة الخشب الناعمة ذات األلوان الشاهقة التي تقترب من لون بشرة اإلنسان األبيض ،وبين عنف ووطأة وسواد المسامير المغروسة فيه نوعا من اإلفاقة والتضاد العنيف الذي ال يرحم. إنها مواجهة حادة لتشعرنا بأن المنتج الفني ال يبتعد عن اسمه « الصياد » الجسد العاري من تيمة فينوس « العصر الحجري « حيث اختفاء أو ضعف األط��راف والتركيز والتضخيم لمناطق األنوثة والخصوبة ،وهي سمات المرأة المتكاملة التي تنجب جيشا من األبناء. هكذا كانت نظرة الرجل البدائي للمرأة التي تلبي حاجات الجسد وتأتي باألبناء الكثيرين مما تدعو للمباهاة بكثرة العشيرة. v
90
كريم القريطى جاليرى المســــــــــار تحت عنوان العجل الذهبي قدم الفنان معرضه الذي يجسد حاالت االستقطاب – عالقة الدين بالسياسة ،وحالة عدم الفهم والتخبط وغموض المستقبل ،فمصر إلى أين تتجه وهل سينجح فريق ما بفرض سيطرته عنوه على المجتمع بأسره؟ اللوحات تأتي في حالة التمثال حيث تأخذ شكل الصرحية البنائية ،يجسد لحظة صمت ...وجوم... ترقب ...انتظار ممل قاتل ...الصبر ُقبيل الوشوك على االنفجار...إنها حاالت إنسانية شديدة الوطأة... تحوي جرعات من األلم واألمل والصبر الشديد ال تستطيع أن تمر سريعا أمام تلك األعمال ...إنها تجعلك تتسمر مكانك طويالً لتحاول سبر غورها والولوج في طيات أسرارها الكامنة. الكرسي وما يخط عليه من حكاوي مطولة ورجالن عاريان ،أحدهما ينصرف مدبرًا واآلخر يتطلع للكرسي ويفكر في الجلوس واعتالئه ،ذلك الكرسي السحري الذي أقام بالد وأنهك بالد أخرى!
v
92
v
95
حليم مكرم أتيليه القاهرة نحت معدني االشتغال على الحديد الخردة في عالم الشعبيات الثري ،بل البالغ االتساع والرحابة المبالغة الكاريكاتورية والمرتبطة عضويًا « بالحس الشعبي» من حيث الرغبة في التهكم والسخرية واإليجاز ،قدم العديد من عناصر ومفردات العالم الشعبي مثل لعبة «التحطيب» و»المسحراتي» و»المرأة الشعبية» ،تمسك قدرة الفول بيدها فوق رأسها وباليد األخرى تحمل طفلها ،استخدم في جميع أعماله ملمس سطح خشن يتالئم مع شظف وخشونة الحياة اليومية الجافة ألبناء الطبقة الشعبية الكادحة. «النسر» الفارد لجناحيه ،مرفرفا فاهرًا منقاره وكأنه يصرخ بقوة لحظة تجلي للطائر الجارح العمالق اتخذته العديد من الدول شعارًا قوميًا لها كمصر والواليات المتحدة االمريكية ،وجاء ذكره في العديد من األغاني العالمية ،ولذا أتى شكل النسر مزهوًا بذاته ،وبنفس حالة الزهو ، قدم «شيخ البلد وولده» يسير مختاال فرحا بنفسه بعظمة وخيالء. v
94
v
97
عماد لمعى قدم الفنان عماد لمعي معرضه بقاعة عرض كلية التربية الفنية الزمالك تحت مسمى أيقونات الثورة متبعا اتجاه الترانسفانجارديا التعبيرية يحاول الفنان أن يعبر عن المشاعر اإلنسانية تجاه ما سجلته ثورة 25يناير من منظور قبطي بحت ،ومستوحيا من األشعار الصوفية للبابا شنودة « :يا صديقي لست أدري ما أنا ،أو تدري أنت لم أنت هنا ،أنت مثلي تائه في غربة وجميع الناس أيضًا مثلنا ،نحن ضيفان نقضي فترة ،ثم نمضي حيث يأتي يومنا” وتعبر األشعار عن زوال الدنيا وفناء البشر بعد حين ،ونحن نتجول في الحياة غرباء عرايا ،قليلي الحيلة ،فيجب أن ننبذ الزيف والكبر والخيالء ،استخدم الفنان خامة التمبرا كوسيط تعبيري يبلور تلك األبيات الشعرية المتصوفة الزاهدة، وتفرض التمبرا ( المصنوعة من األكاسيد الطبيعية الترابية المخلوطة مع صفار البيض والخل) مجموعة لونية تمتاز بالهارموني ودفء اللون ،حاول تجسيد الفكر المصري القديم “ الكا» :القرينة أو الجسد “ البا” الروح والتي كانت ترسم علي شكل جسم طائر ،والروح تأخذ لدى “عماد” شكل “ السمكة” لما فيها من رمزية عالية ألن السمكة رمز للسيد المسيح ،وألن مجمل حروف “ سمكة” باللغة القبطية هي نفس حروف السيد المسيح ،والسمكة هي الكائن الوحيد الذي يتكاثر باالتصال الجسدي بين الذكر وااألنثى العذراء ،فهي رمز للعذرية والطهارة ،كما قدم “الخروف” كرمز للتضحية والفداء. v
96
�صوروا هذا املخلوق البديع ب�أعداد ال تتج�أوز �أ�صابع اليد الواحدة ،بينما �سيد عبد الر�سول ،اتخذ من احل�صان� ،أيقونة �شحن بها لوحاته ب�أعداد غفرية، على نحو ف��ري��د ،ل��درج��ة �أن��ه ف��ى �إح���دى اللوحات و�صل عدد اخليول فيها �إىل �أكرث من �ستني ح�صانا، ليك�شف عن قدرة فى الت�شكيل. لقاء اجلغرافيا والتاريخ ف��ى ال��وق��ت ال��ذى انطلقت فيه �صيحات ث��ورة ،1919مطالبة باال�ستقالل والعدالة والد�ستور، وفيما كان حممود خمتار ي�ستعد لتقدمي متثاله نه�ضة م�صر �إىل �صالون باري�س ،بعد �أن �أطلع عليه الزعيم �سعد زغلول ،فى �أثناء وجوده بعا�صمة النور ،بهدف املفاو�ضات من �أجل اال�ستقالل ،كانت �أ�سرة الطفل «�سيد عبد الر�سول» ت�ستعد لفطامه ،فى العام 1917 بجوار (بــاب الفتوح) و�سوق الليمون والزيتون ،حيث راق��ب فى �صباه مواكب الطرق ال�صوفية ،وت�سلل �إىل م�سامعه �سرية «عنرتة» و «�أبو زيد الهالىل» ،و «الظاهر بيرب�س» بل �ألهبت خياله املالحم ال�شعبية، وت�شبعت روح��ه مبظاهر الطق�س ال�شعبي ،وامتلأ وجدانه ب�أحلان خالد الذكر «�سيد دروي�ش» ،وتعرف على �أفكار �أحمد لطفى ال�سيد ،و�أ�شعار �أمري ال�شعراء احمد �شوقي ،واجن��ذب �إىل �شعر حافظ �إبراهيم، وعاي�ش حما�س النا�س وهتافاتهم فى املظاهرات، لقد فتح عينيه ووعيه على فرتة من �أن�ضج فرتات م�صر �سيا�س ًيا واجتماعيا ،زمن اكتتب فيه النا�س لعمل متثال نه�ضة م�صر للمثال خالد الذكر حممود خمتار. ل��ق��د ك��ان��ت ج����دران ح���ارة اجل��وان��ي��ة م�سرحا لر�سوم ال�صبى �سيد عبد الر�سول ط��وال الوقت ، متخذا اجل���دران �سواء فى البيت �أو فى ال�شارع، م�سطحا �صاحلا للر�سم فى �أى وقت ،للدرجة التى جعلته ي�سري فى ال�شارع بجانبه ،ملتفتا �إىل الر�سوم التى ر�سمها على اجل��دران ،ومراقبة الر�سوم على اجل��دران ،فر�سم املراكب و�سفر احلجاج ،و�شاهد البنات التى تلعب احلجلة ،فيما د�أب �شيخ الكتاب دائما على معاقبته ب�سبب ر�سمه �أثناء الدر�س. لكن �أكرث ما �سحره هو ر�ؤيته للألوان الطازجة ال��ت��ى تن�ساب على اجل����دران� ،أث��ن��اء عمل الفنان ال�����ش��ع��ب��ي ،ف���أخ��ذت��ه ط��ري��ق��ة ر���س��م��ه ،ال��ت��ى جتعل القطارات ف��وق الطائرات ومداخنها ..تتجه �إىل ال�سماء وم��ع ق��دوم املولد النبوى ال�شريف ،كانت عرو�سة امل��ول��د واحل�صان احل�ل��أوة تطل م��ن فوق الرفوف اخل�شبية فى ال�سرادقات� ،أك�ثر ما ي�شغل عقل وفكر ابن اجلمالية �سيد عبد الر�سول.
دراسات نقدية
نظرات فى فن وحياة نجم الستينيات الشامل. سيد عبد الرسول واللقاء مع تراث مصر اإلنسانى والحضاري. ابن الطحان يتخذ من جدران حارة الجوانية مرسمه الخاص. -الخزف على طريقة منهج التصوير.
�سيد هويدي
«سيد عبد الرسول»
�سيد عبد الر�سول ( )1995-1917جنم من جنوم ال�ستينيات فى الفن احلقيقى الذى يبيح ل�صاحبه حمل لقب «فنان» ،ولي�س الفن الزائف ال��ذى ت�صنعه ميديا �إعالمية مغر�ضة ،لأه��داف م�شبوهة، فهو فنان يحمل �شمولية ور�ؤية الفن ،وتكامل عنا�صره ب�صورة ت�ؤدى ما يريده الفنان من التعبري عما يجي�ش ب�صدره وعقله ،م�ستلهما الطابع ال�شعبي ،ومعربا عن احلياة الريفية وروح امل�صرى الأ�صيل على اختالف ح�ضاراته ،بداية من ال�صدى الفرعونى ومرورا بالفن القبطى والإ�سالمي ،جامعا كل ذلك بعني القطة بيئتها املحيطة ،ويد تخرج مدخالت العني ب�أ�سلوب دقيق رقيق مميز ،تك�سوها اللمحة الرتاثية مع الألوان الهادئة امل�ستخدمة فى الفن ال�شعبى ،مما جعل �أ�سلوبه عالمة مميزة يظهر فيه الت�أثر ب�أ�ستاذه راغب عياد ،وبالفن الفرعوين ،مبجرد �أن تطالع �أي��ة لوحة من لوحاته يتج�سد �أمامك عنا�صر الر�ؤية للم�شهد ال�ضارب فى جذور طني وادى النيل وال�صحراء املهجورة ،لدرجة �أنك ال تخطئ انتمائه ،فر�شاقة اخلط التى منحها �سيد عبد الر�سول للفتيات فى لوحاته ال تقل عن جمال ج�سد املر�أة لدى نحات م�صر الأول حممود خمتار ( ، )1934-1881تلك التى ت�أتى امتدادا لأ�سلوب �أجداده الفراعنة. v
98
يتميز �إب���داع �سيد عبد ال��ر���س��ول ،بالقدرة النافذة على ر�ؤي��ة العنا�صر الأ�سا�سية الب�صرية للأمة ككل ،و�إعادة �صياغتها على نحو مده�ش ،يختزل فيه التفا�صيل ل�صالح �شكل متما�سك ،متناغما مع �إيقاع و�إدراك الفنان ال�شرقى للطبيعة ،ذلك الإدراك الكلى وال�شموىل الذى تتكاتف فيه الأجزاء وتتالءم معا لت�شكل تواجدا ون�سقا هند�سيا متكامال. حترر �سيد عبد الر�سول من التعلق �أو االنبهار باملدار�س الفنية الغربية ،التى �شغلت النا�س والنقاد طوال القرن الع�شرين ،ل�صالح فن نابع من ن�سيجنا االجتماعي ،فقد جعل من احل�صان �أيقونة جمالية، كما احتفى بالقوام املم�شوق حلامالت اجل��رار والأواين ،وال�سالل، ور�سم بخطوط من ذهب وف�ضة املراكب ال�شراعية وال�صيادين ،ون�سج على نول الفنان ال�شعبى فى حبه لقلة ال�شرب ،و�إبريق ال�سبوع ،و�أعاد �صياغة عرو�سة املولد التى يعد �أول من قدمها كعن�صر ب�صرى م�صرى �شديد اخل�صو�صية. و�إذا كان احل�صان قد حظى باهتمام واحتفاء الفنانني على مدار التاريخ ،وت�سابقوا فى ر�سم جمال بدن احل�صان الفاتن� ،إال �أن �أغلب الفنانني �صوروا احل�صان فى اللوحات وحيدً ا� ،أو على �أق�صى تقدير،
v
101
وك��ان يقف طويلاً �أم��ام دور احلجاج ليت�أمل �صورة املحمل املر�سومة فوق اجلدران باهتمام كبري ،لقد كانت تلك الر�سوم البدائية ال�ساذجة تبهره ،فتمنى لو �أ�صبح فى غم�ضة عني فى مركز املعلم (طلبة النقا�ش) ،مي�سك الفر�شاة ويغم�سها ف��ى الأ���ص��ب��اغ ال�صفراء واحل��م��راء واخل�ضراء ،ويلون احلوائط ويزينها بال�صور والنقو�ش. وعندما التحق بق�سم ال�صناعات الزخرفية� ،أم�سك ولأول مرة فى حياته بالفر�شاة ..و�أح�س ال�صبى ب�سعادة ال ح��د لها بدخوله ع��امل الأل����وان .ث��م حملته ق��دم��اه من حوارى اجلماليةالرطبة العتيقة �إىل �شوارع (ق�صر النيل) و(�شريف) و(�سليمان) الأنيقة .و�سمع عن معار�ض تعر�ض فيها ال�صور واللوحات ،ف�أ�سرع مل�شاهدتها .وا�صطدم الفنان ال�شاب بعوامل جديدة مل يكن يعلم عنها �شي ًئا، وتك�شفت له �آفاق وا�سعة �أثارت فى قلبه طوف�أنا من الأمانى والرغبات. العزف من مقام ال�صبا ا�ستمد «�سيد» ر�ؤاه من ر�شاقة الفنان ال�شعبى فى اً احتفال بقدوم احلجيج، تلوينه للجداريات فى احل��ارة، فقد جاءت لوحاته كمن يعزف على �آلة ال�سنج (الهارب حال ًيا) الفرعونية القدمية ،لكن من مقام ال�صبا الذى يثري فينا ال�شجن والت�أمل ،فقد اتخذت ع�صا التحطيب فى لوحة (رق�صة اخليل) � اً أ�شكال متعددة ومتب�أينة ،وخمتلفة فى �أي��دى الفر�سان ب�شكل ال ي�شى باحلركة فقط ،ولكن ب�إيقاع مو�سيقى يتناغم مع حركة كل ح�صان على حده، �إن املت�أمل حلركة ع�صا التحطيب فى لوحاته ،ال يجد �صعوبة فى كونها تتجاوز دورها فى الواقع ،ل�صالح تناغم جديد ،وك�أنها ع�صا املاي�سرتو ،يوجه بها العازفني ،فعلى الرغم من �أنها �أق��ل العنا�صر الب�صرية ،فى اللوحة من حيث الأهمية قيا�سا ،بوجود الفر�سان واخليول� ،إال �أنها اتخذت لنف�سها دورا حم��وري��ا ،فى توجيه النظر داخل اللوحة .مل يكتف « �سيد عبد الر�سول» بدرا�سة الفن فى واح��د م��ن �أع���رق املعاهد العليا (ل��ي��ون��اردو دافين�شي) الإيط�إىل بالقاهرة ،وااللتحاق بق�سم الدرا�سات احلرة فى كلية الفنون اجلميلة ملدة �أرب��ع �سنوات ،بل اجته �إىل �أكادميية روما ،حيث تعرف على املدار�س الفنية احلديثة، واحتك بالتيارات واالجتاهات الأوروبية بكل ما حتمله من �شطط وجتاوز ،ومع ذلك ا�ستمد عنا�صر عامله الفنى و�شتى مناحى احلياة ال�شعبية، لقاء التلميذ بالأ�ستاذ التقى « �سيد عبد الر�سـول» مع �أ�ستاذه «راغب عياد» (1892ـ� )1982أح��د فنانى الرعيل الأول ف��ى اختياره لت�صوير احلياة ال�شعبية كمو�ضوع �أثري ،وا�ستلهم ك ُل منهما روح الفن امل�صرى القدمي ،ف�إذا كان راغب عياد ا�ستعار تعدد امل�ستويات الأفقية من امل�صرى القدمي ،فقد توحد v
100
v
103
�سيد عبد الر�سول مع ال�سكون ال��ذى يغلف ر�سوم الفراعنة ،فى الوقت ال��ذى ا�ستمد القوة واحلركة من توزيع العنا�صر على م�سطح لوحاته على نحو فريد يتنوع معه التناول ،فمرة ت�أتى احلركة من تكتل العنا�صر وتوزيعها على ف�ضاء اللوحة ،بخربة معمارى يخطط ملدينة حيوية ،وم��رة �أخ��رى نرى احلركة فى التحرر الن�سبي ،من ال�سكون اخلالد لأ�سلوب الفراعنة ،حركة �أ�شبة ب�صوت ناي ،و�إيقاع ربابة. وقف « �سيد عبد الر�سول « فى املنطقة الفا�صلة بني عفوية الفنان ال�شعبى الذى ي�سجل الواقع ب�شكل خ��ي���إىل خ��ال م��ن املنطق ،وعقلية �إع���ادة �صياغة عامل املوجودات بر�ؤى مدركة واعية ت�ستند لقواعد و�أ�س�س وقوانني جمالية تفرزها الأكادمييات ،فعلى الرغم من �أن��ه ا�ستفاد من ال�صور التى اختزنتها ذاكرته من ال�صغر ،وتعامله املبا�شر مع الر�سوم على احل�صري ،والق�ش امللون ،والكليم واملفار�ش والب�سط املن�سوجة� ،إال �أنه اجته نحو ن�سج عامل خا�ص اتخذت فيه الأ���ش��ك��ال �سمتًا ج��دي��دً ا يجمع ب�ين التعبريية والرمزية التى تعك�س معنى يبدو ً ب�سيطا لكنه يك�شف v
102
للمت�أمل دالالت عميقة .جل���أ «عبد الر�سول» �إىل �إح��داث �سطح خ�شن متوتر متعدد املالم�س ،وك�أنه طبقات حل�ضارات مرتاكمة من فرعونية ،وقبطية و�إ�سالمية� ،سطح يت�سم باخل�شونة ،لكنها اخل�شونة التى ت��ت�لاءم م��ع طبيعة املو�ضوع ال��ذى ا�ستطالت �أ�شكاله و�شخو�صه بن�سب جمالية وتلخي�ص واع يك�شف عن ح�سا�سية ورق��ة لتقرتب من منطلقات الفنان امل�صرى القدمي ،و�إيقاع اجلداريات القدمية التى تخلد احلركة الكامنة فى �سكونها الأبدي� ،أما �ألوانه بالأزرق الفريوزى والأحمر الداكن والبنيات فجاءت تعب ًريا �صاد ًقا عن تنوع م�شاربه التى جتعل م��ن النيل م�����ص��د ًرا للحياة ،وال�����ص��ح��راء ع��ن��و�أ ًن��ا لل�صفاء ،والأ�شكال ال�شعبية م�صد ًرا للإلهام. �سيد عبد الر�سول اخلزاف مل يقت�صر �إ�سهام «�سيد عبد ال��ر���س��ول» على الت�صوير الذى برع فيه ،بل اجته �إىل اخلزف لكن بنف�س منهج الت�صوير ،حيث ج�سد من وحى الأ�شكال ال�شعبية والرتاثية ر�ؤاه اخلزفية البديعة ،ففى عمله اخلزفى ينت�صب الديك رافعا ر�أ�سه فت�شعر ك�أنه يزلزل الفراغ ب�صوته ،فيما اتخذ �شكل �أبريق ال�سبوع
(االحتفال مبرور �أ�سبوع على ميالد طفل) �سبيلاً لتحوير �شكل خزفى جديد ،كما �أعاد �صياغة خطوط القلة من خالل البحث عن قيم جمالية جديدة لهذا العن�صر الرتاثى اخلالد. فيما قام الفنان �سيد عبد الر�سول بالتدري�س مب��در���س��ة ال��ف��ن��ون اجل��م��ي��ل��ة الإي��ط��ال��ي��ة (م��ع��ه��د دافين�شى) ،ورئا�سة ق�سم الت�صوير بها ،و�شاركه فى هذه املهمة ،من �أع�ضاء هيئة التدري�س ،الفنانني زك��ري��ا ال��زي��ن��ي ،ح�سني اجل��ب��اىل ،وغ�يره��م ،تلك �أغلقت هذه املدر�سة ،1976ومازالت حتمل ذكرى طيبة. �سيد عبد ال��ر���س��ول� ..أح��د �أب��رز فنانى القرن الع�شرين ،لي�س لأن��ه �أول فنان ح�صل على و�سام العلوم والفنون من الزعيم «جمال عبد النا�صر»، بعد ح�صوله على جائزة الدولة الت�شجيعية فى العام ،1958ك�أول فنان يح�صل عليها � ً أي�ضا �أو لأنه جمع بني الإب��داع الفنى بقيمه اخلالدة ،والعلم بقواعده الن�سبية ،فقد نقل بود وحب خرباته العلمية والعملية والفنية ،من خ�لال عمله بتدري�س الفن ،لأجيال جنوما الآن. عديدة من الفنانني �أ�صبحوا ً
على مدار خمسة أيام قدمت دار األوبرا المصرية على المسرح الكبير رائعة تشايكوفسكي بحيرة البجع ،هذا العرض الذي يتمتع بشعبية جماهيرية كبيرة على مستوى العالم ،ولهذا الباليه الذي يتكون من أربعة قصص شهيرة ،حيث أنه أول تجربة لتشايكوفسكي لكتابة باليه كبير ،والذي جاء بناء على تكليف مديري مسرح أوبرا موسكو. v
105
رائعة تشايكوفسكى
بحـيرة البجـع بدار األوبــرا المصرية شروق أبو ضيف
v
104
منه ،ي�شعر «�سيجفريد» باحلزن ويتمنى التمكن من اال�ستمرار يف حياة اللهو وامل��رح مع �أ�صدقائه �إىل الأب��د ،وفج�أة ي�سمع الأم�ير �أغنية حزينة ملجموعة من البجعات الطائرة فيتبعهن �إىل البحرية وهنا ي�سدل ال�ستار على الف�صل الأول ليزداد �شوق املتلقي ب��الأح��داث ،ث��م ي�أتي الف�صل الثاين ف�نرى �شاطئ البحرية حيث يرى الأم�ير بجعة ال تلبث �أن تتحول �إىل فتاة جميلة فهي �أودي��ت التي ،يخلب جمالها لهب الأم�ير فيخربها مب�شاعره الفيا�ضة نحوها، وتف�ضي «�أوديت» له ب�سرها وهو �أن ال�ساحر ال�شرير قد �سحرها هي و�صديقاتها فال ي�ستطعن �أن يعدن �إىل حالتهن الب�شرية �إال يف الليل فقط ولكن ال�شيء الوحيد الذي يبطل مفعول هذا ال�ساحر حب �صادق من �شاب ،ويق�سم الأمري �أن يكون خمل�ص ًا يف حبه «لأوديت» حتى يخل�صها من هذا ال�سحر. وعند الفجر تودع «�أودي��ت الأم�ير «�سيجفريد» وتطري مع �صديقاتها.
وي�أتي الف�صل الثالث مت�شابك ًا بالأحداث املثرية التي تبهر عني امل�شاهد ففي قلعة امللكة الأم يقام احلفل الراق�ص ،ويظهر بني ال�ضيوف �أمريات من خمتلف املناطق حيث �سيختار الأمري عرو�سه ،ولكن الأم�ير «�سيجفريد» مل يظهر بعد ،ينتاب ال�ضيوف بع�ض احلرج لغياب الأم�ير ثم يظهر�« ،سيجفريد» ولكن يبدو �أنه ال يزال م�شغو ًال بذكرياته وال يلتفت �إىل جمال الأم�يرات احلا�ضرات حتى ال يخالف ق�سمه «لأوديت». يدخل «روت��ب��ارت» ال�ساحر ال�شرير ومعه ابنته «اوديليا» اجلميلة التي ت�شبه �إىل حد كبري «�أوديت» حبيبة الأم��ي�ر ،خم��دوع��ا بال�شبه ال��ك��ب�ير ،وحتت ت�أثري ال�سحر ي�أخذ الأمري يد «اوديليا» ويق�سم لها بالإخال�ص مرة ثانية ويختارها عرو�سا له ،يبتهج ال�ساحر ال�شرير بانت�صاره «ف�أوديت» �ستبقى الآن هي و�صديقاتها بجعات �إىل الأبد. وهنا يختفي ال�ساحر ومعه «اودي��ل��ي��ا» �شبيهة
«�أودي����ت» وم��ن خ�لال ن��اف��ذة القلعة حتلق البجعة البي�ضاء ويكت�شف الأمري احلقيقة فيذهب م�سرع ًا �إىل بحرية البجع. وهناك وعلى �شاطئ البحرية ،يجد «�أودي��ت» وهي تخرب �صديقاتها بعدم �إخال�ص «�سيجفريد» لها ،و�أنهن �سيبقني بجعات �إىل الأبد ،ولن يتخل�صن من لعنة ال�ساحر ال�شرير ،ويحاول «�سيجفريد» طلب العفو ،ويقرر ال�ساحر �أن يتخل�ص من الأمري ويبد�أ «�سيجفريد» يف قتال «روتبارت» �إىل �أن يقتله وعندئذ ينظر كل من الأم�ير «�سيجفريد» و «�أودي���ت» �إىل �شروق ال�شم�س وحتيطهما الفتيات بعد غياب ال�سحر عنهن. وي�سدل ال�ستار على رائ��ع��ة م��ن روائ���ع الباليه الكال�سيكي التي قدمته فرقة �أوب��را القاهرة �أمام ت�صفيق متوا�صل للجمهور الذي يحظى به العر�ض ال��ذي يتميز ب�إعجاب وتقدير و�إع��ج��اب اجلماهري �أينما ومتى عر�ض.
v
107
�أ�سعد هذا التكليف ت�شايكوف�سكي كثري ًا وذلك الحتياجه الكبري للمال ،ورغبته يف طرق هذا املجال ال��ذي كانت له فيه جتربة مبكرة عام �، 1871ألف فيها باليه �صغري للأطفال الهواة بنف�س العنوان، ا�ستخدم منه بع�ض الفقرات املو�سيقية و�أ�شهرها حلن البجع ال�شهري يف نهاية الف�صل الأول. �أمت ت�شايكوف�سكي كتابه الباليه يف �أبريل 1876 ومل يحقق العر�ض الأول على امل�سرح البول�شوي عام 1877جناح ًا حقيقيا ،حيث مل يعتد الراق�صون واجلمهور على طبيعة مو�سيقى ت�شايكوف�سكي ذات احليوية الإيقاعية التي تتطلب حتكما كبريا يف احلركة ،وقد �أ�سهم ت�صميم جوليو�س را�سينجري للعر�ض الأول �أي�ضا يف عدم النجاح. ل��ذا فقد تعر�ض الباليه لكثري م��ن املراجعة �سواء لت�صميم الرق�صات �أو املو�سيقى التي ال يزال �أ�شهرها الن�سخة التي قدمها ماريو�س بيتيبا وليف �إيفانوف على م�سرح مارين�سكى ب�سانت بيرت�سبورج
v
106
عام ، 1895والتي راجع فيها ريكاردو دريجو (مدير املو�سيقى مل�سارح �سانت بيرت�سبورج). وتت�سم مو�سيقى ال��ع��ر���ض ب��اجل��م��ال اللحني وال�شحنة التعبريية العالية ،وه��ي ت�ستهل مبقدمة ن�سمع يف بدايتها حل��ن غنائي تعزفه الأوب����را ثم يتناقله ال��ك�لاري��ن��ت ليحمل �أ���ص��داء حل��ن البجع ال�شهري يف نهاية الف�صل الأول ،يتميز الق�سم الأو���س��ط بنب�ضاته امل��ت��وت��رة التي ت�سمع م��ن �آالت الرتومبون وبعد فقرة مطولة ن�سمع فيها �إعادة للحن الأول ت�ؤديع الرتومبيت ثم �آالت الت�شيللو والتي ت�سمع يف خلفيتها دقات التيمبانى. وم��ن �أ�شهر ف��ق��رات الباليه التي ت�سحر �أذن املتلقي حلن البجعة ال�شهري يف م�ستهل الف�صل الثاين ،والذي تناوله ت�شايكوف�سكي كلحن دال يرمز ل�شخ�صية البطلة �أوديت وهي يف هيئة البجعة وهو حلن �ساحر ت�ؤديه الأوب��را مع م�صاحبة الهارب مع �أ�صوات الرتعيد من الوتريات.
�أم���ا ال��رق�����ص��ات ال��ت��ي ت�ضمنها ال��ع��ر���ض فهي الرق�صة الرباعية للبجعات ال�صغرية يف الف�صل ال��ث��اين ،وه��ي م��ن �أ�شهر الرق�صات الرباعية يف ريربتوار الباليه الكال�سيكي بلحنها الرقيق الذي ت�ؤديه �آالت النفخ اخل�شبي ،والرق�صة الثنائية من الف�صل الثالث ،والتي تظهر فيها «�أودي��ل��ي��ا» ابنة ال�ساحر يف ف�ستان �أ�سود متنكرة يف �شكل �أودي��ت لتخدع الأم�ير حتى يعلن لها عن حبه وال ت�ستطيع �أوديت التحرر من ال�سحر والعودة ل�شكلها الإن�ساين مرة �أخرى. م��ع الف�صل الأول ،جن��د الأم�ي�ر «�سيجفريد» يق�ضي وق��ت��ا طيبا م��ع �أ���ص��دق��ائ��ه باحلديقة �أم��ام القلعة ،ميرحون ويرق�صون ،تظهر امللكة الأم «والدة �سيجفريد» لتعلن للجميع �أن��ه �سيكون هناك حف ًال كبري ًا غ��د ًا ليختار الأم�ير عرو�س ًا له لبلوغه ال�سن القانونية ،وتقدم له بع�ض العرائ�س لكي يختار منهن، ولكن الأمري يف�شل يف االختيار فتخرج امللكة غا�ضبة
تون ولون حامد سعيد ومدرسة الفن والحياة “ ”4 ك��ل ���ش��ىء ك��ان ي���أخ��ذ ب��ه��اءه ورون��ق��ه � ..سابحا فى ال�ضوء مفعما بالنور ..فى ال�ساعة الثانية ع�شرة من ظهر كل �أربعاء ..وال�شم�س فى قمة توهجها تعامدا على الأر���ض ..هنا تت�شابك الأ�شجار وتتعانق �أغ�صانها فى جمال ع�شوائى بديع ..ت�شكل تلك التعري�شة الطبيعية وحيث تتخللها الأ�شعة احل��ارة .. ت�سقط على املكان متناثرة كالقطع الذهبية مبا فى ذلك �سطح البحرية اخل�ضراء والتى �أخ��ذت لونها انعكا�سا ملا حولها من نباتات وزروع و�أ�شجار ونخيل وبو�ص و�صبار ..متوج بالأ�سماك ال�صغرية املرحة ..ويتحلق حولها فى �شكل دائرى كرا�سى ومنا�ضد من جريد النخيل فى ت�شكيالت زرابي�سكية تعك�س روح ال�شرق الفنان . ه��ن��ا ف��ى ح��دي��ق��ة ح��ام��د �سعيد املفكر والفيل�سوف وف��ى بيته الطينى ك��ان يجل�س و�سط �أ�صدقائه وحمبيه من �أع�ضاء جماعة الفن واحلياة بعد �أن انتقلت دعوته �إىل هذا املكان من كفر ال�شرفا «�ضاحية املرج». ك��ان��ت ظ���روف العمل حت��ول ف��ى �أح��ي��ان ك��ث�يرة دون مواظبتى على ح�ضور حديث الأرب��ع��اء ..وم��ن هنا كنت �أزوره ف��ى �أي��ام اجل��م��ع ..وق��د ك��ان لقائى الأخ�ي�ر ب��ه يوم اجلمعة ال�سابق لرحيله ب�أيام ..ذهبت �إليه فى العا�شرة �صباحا كالعادة ..كان جال�سا ب��اخل��ارج قى عباءة زيتية ب�أخ�ضر �شاحب ورداء �سماوى بلون الأفق .وعادة كان اللقاء ي��دور ح��ول كتاب ..ه��و يقول و�أن���ا �أ�ستمع ..ق���ال :فى القاعة الكربى على املن�ضدة ال�صغرية كتاب كبري باللغة الفرن�سية ..عندما ذهبت �إىل هناك ..كان «كتاب املوتى عند الفراعنة» ..حلظتها �شعرت �أنها النهاية . قال � :أهمية هذا الكتاب �أنه يجمع ن�صو�ص برديات فرعونية م�سجل عليها �أخبار تاريخية تو�ضح عمق الوعى الدينى عند الفراعنة الأقدمني ..جزء مهم من تاريخ القلب امل�صرى امل�ؤمن بوجود اهلل واملقدر خري التقدير الفنى للتعبري عن ملحات من �أخبار هذا القلب الفرعونى الذى عا�ش قبل هذ الع�صر ب�آالف ال�سنني . v
108
و�أ�شار اىل �صورة بالكتاب ”:رمز الإله ي�أخذ امللك ويقدمه لقا�ضى املحكمة الأخرية ..رمز الأخالق واملثل العليا “ . فجاة قال �:ألي�ست معجزة �أن �أعي�ش حتى 98عاما ؟ ..
و�أ�ضاف :عموما الكون كله معجزات ..حني �أغم�ض عينى و�أنظر بداخلى يزداد انبهارى بالعقل الب�شرى وت�أخذنى هزة فرح عرفانا بف�ضل اهلل �صاحب الأمر كله . و�أخ��ذ ي�شرح ب��ردي��ات كتاب امل��وت��ى وقبل �أن يطوى �صفحات الكتاب ..ق��ال فى هم�س :هنا فى بيت الفن واحل��ي��اة كتب قيمة ..و�أه��م هدية �أهديها �إىل �صديق عزيز كتاب �أعجبنى ..ولو ت�أملت التماثيل بالداخل �ستجد �أنها كلها واقفة على قواعد عبارة عن �صناديق حم�شوة بالكتب. وتهلل وجهه مرددا :كن ابن من �شئت واكت�سب �أدبا
�صالح بي�صار
..يغنيك م�ضمونه عن الن�سب ..و�أ�ضاف :ر�أيت �أن �أهدى كل جرة قلم �إىل الدولة تعبريا عن عرفان بالنعمة التى �أنعم اهلل على بها . فى هذا اليوم احلزين كنت كلما هممت باالن�صراف يربت على يدى ويرف�ض �أن �أرحل . تناولنا �سويا الغذاء مثل كل زيارة .. وان�صرفت فى اخلام�سة م�ساء و�سط دموع ان�سابت بال �أ�سباب ظاهرة . وف��ى ال��ي��وم ال��ت��اىل ات�صلت تليفونيا لالطمئنان عليه ..قالت الأ�ستاذة �إح�سان زوج��ت��ه :احل��م��د هلل �أف�ضل وحدثنى هو ثالث كلمات ..كيف حالك ..مب�سوط !!. فى العا�شرة من م�ساء ال�سبت وكما قالت ال�سيدة زوجته :كنا يوميا نتناق�ش حول لقاء الأ�صدقاء ..قال �:أري��د غطاء � ..أح�����ض��رت بطانية �أ���ش��ار راف�ضا وق��ال :ال ..م�لاءة بي�ضاء � ..سحبها حتى وجهه ..وعندما بد�أت �أحادثه قال :يا �إح�سان �أنا الآن �أم��وت ..وكانت هذه �آخر كلماته ورحل حامد �سعيد بعد �أن ترك ثروة فكرية �ضخمة امتدت فى ع�شرات الكتب منها : الفن املعا�صر –بناء الإن�سان والطفل – �أ�سا�سيات ال�شخ�صية امل�صرية – الفنون الإ���س�لام��ي��ة – م�����ص��ر وال���ق���رن احل���ادى والع�شرين . وم��ئ��ات ال�ساعات ال�صوتية امل�سجلة والف�ضل ي��ع��ود ل��زوج��ت��ه الفنانة الراحلة ال�سيدة �إح�سان خليل رفيقة م�شواره التى عكفت طوال رحلتها معه على جمع �أعماله وتنظيمها ،بالإ�ضافة �إىل مذكراته التى كتبتها فى جزئني حتت الن�شر بعنوان «ال�سرية وال�سريرة» النعرف �أين هما الآن . كل مانرجوه من وزارة الثقافة طبع �أعماله الكاملة لقيمتها الفنية والفكرية ..و�إق��ام��ة متثال له باحلجم الطبيعى يو�ضع داخ��ل �إح��دى احل��دائ��ق العامة الكربى بالقاهرة �أو �أم��ام �أح��د املتاحف امل�صرية حتى تتوا�صل فكرة الطبيعة والرتاث . �سالم على حامد �سعيد املفكر والفنان .