ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌ ﹼﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ ﻣﺒﺪﺃ »ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ«
ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌ ﹼﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ »ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ«
ﺩ .ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺩ .ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺣﺠﺎﺯﻱ
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﰊ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ :ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ :ﺩ .ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ،ﺩ .ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺣﺠﺎﺯﻱ
ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﻼﻑ :ﻣﺘﻄﻮﻋﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺼﻖ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ١٩٨٢
ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ ـ ﺑﻴﺮﻭﺕ ـ ﻟﺒﻨﺎﻥ (٠١ ٠١)٣٠٧٧٧٥ - (٠١ﻓﺎﻛﺲ٣٠٧٧٧٥ : ٠١)٣٠١٤٦١ ﺕ٣٠١٤٦١ : - ٣١٨١ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪﻱ١١٠٧ ٢١٣٠ : ٣١٨١/١١ ﺹ.ﺏ١١ :
www.dar-alfarabi.com
e-mail: info@dar-alfarabi.com
ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠١٤ ISBN: 978-614-432-218-5
© ﲨﻴﻊ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﳏﻔﻮﻇﺔ ﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻜﱰﻭﻧﻴ ﹰﺎ ﻋﱪ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ.
ﺷﻜﺮ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﻘﺪ ﺗﻔﻀﻠﺖ ﻣﺸﻜﻮﺭﺓ ﻭﻟﻠﻤﺮﻩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ ،ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻟﻠﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﺸﺒﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻧﺘﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﻗﻨﺪﻳﻞ
ﻟﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﺣﻮﻝ
ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻭﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﻧﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺷﺒﻴﺐ ﺫﻳﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺯﻫﻴﺮ ﺣﻄﺐ
ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻧﺠﻴﺐ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻴﻀﻮﻥ ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺘﻪ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻏﻨﺘﻪ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺳﻨﺎﺀ ﻛﻴﺎﻝ ﻭﺍﻵﻧﺴﺔ ﺛﺮﻳﺎ ﺣﻴﺪﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﻄﺤﻴﻠﻲ ﻭﺍﻵﻧﺴﺔ
ﻣﺎﻳﺎ ﺟﺰﻳﻨﻲ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻬﺪﻳﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ
ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ. ٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٨
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻛﻤﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺗﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ
ﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻇﻤﺔ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻃﺮ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ .ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﺒﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻧﻘﻄﺔ ﺗﻼﻗﻴﻬﺎ ﻭﺗﻔﺎﻋﻠﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﺷﺮﺍﺋﻊ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻧﻈﻤﻪ ﻭﻗﻴﻤﻪ ﻭﺗﻨﺘﻘﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺒﻤﻘﺪﺍﺭ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺻﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﻭﺃﺩﻭﺍﺭﻫﺎ ﺗﺘﻌﺰﺯ
ﻣﺘﺎﻧﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻓﺎﻷﺳﺮﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ
ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺮﻛﺰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ،ﻭﺃﺳﺎﺱ ﺻﺤﺔ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻨﻮﻥ
ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎﻟﻬﺎ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻮﻓﺮﻩ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻭﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻣﻦ ﺗﺠﺬﻳﺮ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺮﺳﻲ ﺃﺳﺲ
ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﻰ ﻭﺍﻟﻤﻨﻔﺘﺢ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺗﺼﺪﻋﻬﺎ ،ﻭﻓﺸﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺗﻌﺜﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ،ﺳﺘﻨﺸﺊ ﺃﺟﻴﺎﻻﹰ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻼﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ.ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺻﺤﺎﺀ ﺟﺴﻤﻴ ﹰﺎ ﻭﻧﻔﺴﻴ ﹰﺎ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻓﻘﻴﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ ﻭﺍﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ﻣﻬﻨﻴ ﹰﺎ ﻭﺣﻴﺎﺗﻴ ﹰﺎ ﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺃﺳﺮ ﻣﻌﺎﻓﺎﺓ،
ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ.
ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻣﻨﻪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻻﺗﺰﺍﻝ ﺗﻘﻮﻡ
ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺍﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺧﻼﻝ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻭﺍﻛﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻃﺮﻫﺎ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺟﺬﺭﻳ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻓﺮﺩﻳﻦ ﻭﺫﺭﻳﺘﻬﻤﺎ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻫﻲ ﺃﺳﺮﺓ ﻧﻮﺍﺗﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻤﺘﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻷﻭﺳﻊ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻻﺗﺰﺍﻝ ﺫﺍﺕ ﻭﺯﻥ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭﻫﺎ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ ﺗﻠﺠﺄ ﻋﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﻠﺒ ﹰﺎ
ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ
ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻤﻮﻣ ﹰﺎ ﻋﻦ ﻗﺼﻮﺭ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺧﻼﻝ ١٠
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﺘﻪ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺭ ﻭﺧﺴﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ
ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ .ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ ﺗﻠﺠﺄ ﻷﺳﺮﺓ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻃﻠﺒ ﹰﺎ
ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ
ﻋﻤﻮﻣ ﹰﺎ.
ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ
ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ
ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ ﺗﻨﺸﻂ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﻓﻲ
ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ
ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﻬﻢ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ
ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺃﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﺍﻷﺳﺮ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻳﻄﻐﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻤﺘﺪﺓ ،ﻻﺗﺰﺍﻝ
ﺗﻘﻴﻢ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﻃﻨﻬﺎ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻭﻗﺮﺍﻩ .ﻭﺳﻴﺘﻀﺢ ﺧﻼﻝ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﺼﻴﻦ
ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ،ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺇﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺩﻭﺭ
ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺿﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻐﻴﺐ ﺣﻀﻮﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ. ١١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ
ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻤﺖ ﺑﻠﺒﻨﺎﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ،ﻟﻴﺲ
ﺑﻔﻀﻞ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻋﻦ ﺍﻧﺤﺴﺎﺭﻫﺎ
ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ،ﺗﻌﻮﺩﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻫﺎ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻮ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ .ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻮﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ
ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ،ﻟﻜﺎﻥ ﺣﺠﻢ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺏ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﺼﻮﺭﻩ.
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ
ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ،ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻭﺍﻟﺤﺎﻣﻲ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻗﺪﻡ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻓﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﺍﺭﺩﻩ ﻭﺷﺒﻜﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ
ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ .ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﻗﻮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻗﻞ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ،ﺑﺮﻭﺯ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪﻧﻲ
ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ ﻗﻮﻱ ﻋﺎﺑﺮ ﻟﻠﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ،ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ،ﻭﺳﻮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﻃﻨﻴﺔ .ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺇﺣﺪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺎﺑﻬﻬﺎ ﻗﻴﺎﻡ
ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻜﻔﻴﻞ ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ ١٢
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ،ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ،ﻋﻦ
ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻭﺃﻃﺮ ﺍﻟﻔﺮﺯ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ.
ﻗﺪ ﻳﻜﻤﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺗﺠﺎﻩ ﻗﻴﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ
ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺤﺼﻴﻨﻬﺎ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺔ ،ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ
ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪﻧﻲ ﻣﻌﺎﻓﻰ ﻭﻓﺎﻋﻞ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺃﺳﺮ ﹰﺍ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ ﹰﺍ ،ﺿﻤﻦ
ﺇﻃﺎﺭ ﻭﻃﻨﻲ ﺟﺎﻣﻊ.
ﻭﻗﻊ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﺸﺄﺓ ﻛﻴﺎﻧﻪ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﻬﺐ
ﺇﻋﺼﺎﺭ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﺍﻷﺯﻣــﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ
ﻭﺗﻬﺠﻴﺮ ﺃﻫﻠﻬﺎ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻭﻳﻼﺕ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻭﺃﺧﻄﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﺬﻭﺭ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻭﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ
ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻻﺯﺍﻟﺖ ﻣﺤﻂ ﺃﻃﻤﺎﻉ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻛﺒﺮ ﻣﻨﺬ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ.
ﻭﻟﻘﺪ ﻧﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﻴﺐ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ
ﻭﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ،ﻛﻤﺎ ﻧﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺷﺮﺍﺋﺤﻬﺎ ﻧﺼﻴﺒ ﹰﺎ ﻃﻴﺒ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺗﻘﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻦ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﻭﻗﻮﻉ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ،ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺎﻡ ﺟﺪ ﹰﺍ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ .ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺭﺅﻳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ
ﻭﻋﻤﻼﻧﻴﺔ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺿﺪ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ، ١٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺹ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻗﺘﺪﺍﺭ ﻭﺗﻤﻜﻴﻦ ﻭﻧﻤﺎﺀ .ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺘﺨﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻟﻪ ﺷﻌﺎﺭ ﹰﺍ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﻔﺮﻋﻲ ﻭﻫﻮ »ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ« .ﻭﻳﻘﺘﺮﺡ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﻤﻞ ﻫﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺭﺳﻢ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻭﺗﺒﺮﻋﺎﺕ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺧﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ،ﺇﻟﻰ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ
ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﻟﻸﺳﺮﺓ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﻲ ﺷﺆﻭﻧﻬﺎ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ
ﻭﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻳﺆﻫﻠﻬﺎ
ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻋﻨﺼﺮ ﹰﺍ ﻣﺸﺎﺭﻛ ﹰﺎ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ.
ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﻗﺴﻤﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ .ﻳﺮﺳﻢ ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻪ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ؛
ﻭﻳﻌﺮﺽ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ
ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺭ ،ﻭﻳﺘﻮﺻﻞ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ،ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺭﺳﻢ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺑﻐﻴﺔ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ.
ﻭﻳﻌﺮﺽ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻭﺍﻗﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺃﺩﻭﺍﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ .ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﺤﻠﻴﻞ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﻣﺆﺷﺮﺍﺗﻬﺎ ﻟﻌﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ،ﻭﻳﺘﻢ
ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺆﺳﺴﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻛﺤﺎﻟﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ١٤
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ .ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﻴﻦ ﻟﻪ، ﺑﺮﺅ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣ ﹰ ﻼ ﻣﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ.
١٥
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
١٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
١٨
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺑﻐﻴﺔ
ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﻌﻼﺝ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ
ﻭﺗﺤﺼﻴﻨﻬﺎ ،ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
ﺃﻭﻻﹰ :ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ. ﻓﺎﻷﺧﻄﺎﺭ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﺧﻞ ﻧﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ .ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀ ﹰﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻔﺎﻗﻢ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ
ﻣﺜﻞ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻭﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ١٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻸﺳﺮﺓ ،ﻭﻣﺴﺘﻮﺍﻫﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ .ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﺪﺭﺍﺝ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺤﺼﻴﻦ
ﻭﺗﻤﻜﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻟﻌﺒﻬﺎ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻬﻤﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ
ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺻﺢ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺭﺍﺟﻪ ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺔ ﻛﻠﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻧﻜﻮﻥ ﺑﺼﺪﺩ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ
ﻣﻮﻗﺘﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ.
ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ :ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺿﻤﻦ ﺳﻴﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻭﻳﻜﻤﻠﻪ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺿﻊ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺿﻤﻦ ﺳﻴﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ
ﻣﺘﺴﺎﺭﻋﺔ .ﻓﺎﻟﻄﻼﻕ ﻣﺜ ﹰ ﻼ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﻌﺰﻭﻝ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .ﻓﺎﻟﻄﻼﻕ
ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﺔ ﻭﻣﺤﺪﺛﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻮﺩ ﺭﻭﺣﻴﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ
ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ،ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﺘﺼﺪﻋﺔ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﺻ ﹰ ﻼ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﺗﻀﻤﻦ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻧﻤﺎﺋﻬﺎ .ﻭﻛﻼ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻘﺐ ﺯﻳﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﺟﺊ ﺍﻟﻤﺘﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﺷﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ .ﺯﻳﺠﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻼﺟﺊ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻨﺰﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻣﻦ ٢٠
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﺪﺱ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﺟﺊ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﻪ
ﻏﻮﺍﻳﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ .ﻭﺗﺨﺘﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻣﻦ
ﻗﺮﺍﺭ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﻭﺍﻉ ﻭﻣﺘﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ
ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤﺎ ﻋﺪﺍﻫﺎ ﻭﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﺪﺧ ﹰ ﻼ ﻧﻮﻋﻴ ﹰﺎ ﺧﺎﺻ ﹰﺎ .ﺗﻠﻚ ﻗﻀﻴﺔ
ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﻠﻴ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻄﻼﻕ.
ﺛﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ .ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻟﻸﺳﺮﺓ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﻼﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺍﻓﺮ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻟﺪ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﺷﺪ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ،ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﻣ ﹰﺎ ﺃﻭﺟﻪ ﻗﻮﺓ ﻭﺻﺤﺔ ﻭﺍﻗﺘﺪﺍﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻻﺳﺘﻨﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ. ٢١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺣﻞ ﺃﻱ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺗﻔﻌﻴﻠﻬﺎ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .ﻓﺎﻟﺪﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻻ ﻳﺸﻔﻲ ﺇﻻ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺃﻭﺟﻪ
ﺻﺤﺔ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻋﺎﻓﻴﺔ ﻟﺪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ،ﻭﺇﻻ ﻋﺒﺜ ﹰﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭﺟﻪ ﻗﻮﺓ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﻓﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻴﺆﻭﺳ ﹰﺎ ﻣﻨﻬﺎ.
ﺇﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻘﺒﺔ ﺇﺩﺭﺍﻛﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻱ
ﻣﻮﻗﻒ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ،ﻣﺘﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ .ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﻣﺜ ﹰ ﻼ ﻳﻤﻴﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﻋﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺗﺄﺯﻳﻤﻪ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺸﺪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ،ﻳﺮﺍﻫﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻴﺒﺮﺯﻫﺎ ﻭﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺍﺭﺓ .ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻌﺪﹼ ﻝ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ :ﻓﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻬﺎ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺤﺴﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ.
ﻭﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻣﺎ
ﺍﻧﻔﻜﺖ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ،ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻭﻇﺮﻭﻓﻬﺎ .ﻭﻟﻘﺪ ﺩﻟﺖ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻘﻮﺩ
ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ ،ﺃﻥ ﺟﻞ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ
ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ .ﺇﻧﻬﺎ
ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﺛﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ،ﻭﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ ٢٢
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ،ﻭﺇﻧﻬﺎ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ،ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ
ﺗﺂﺯﺭ ﺃﺳﺮﻱ ﻭﻣﺤﻠﻲ ﻭﻭﻃﻨﻲ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ ﻇﻬﺮ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ.
ﻭﻫﻲ ﺃﻭﻻﹰ ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ،ﻭﺭﻭﺡ
ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ .ﻃﺒﻌ ﹰﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺫ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﺤﻘﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﻭﺑﺎﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺆﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻚ
ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﻧﻈﺮﻳ ﹰﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮ
ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ .ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻧﻮﻋﻬﺎ ،ﻓﺄﻣﺜﻠﺔ ﺻﻤﻮﺩ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ،ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.
ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ
ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﺪﺭ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺠﻴ ﹰﺎ ،ﻓﻲ
ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﺗﻔﻌﻴﻠﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻟﻴﺪﻫﺎ .ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ :ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ
ﻣﻊ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ،ﻭﻭﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ.
ﺭﺍﺑﻌ ﹰﺎ :ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ
ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ :ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ٢٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺦ ....ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ :ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺳﻮﺍﻫﺎ .ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺄ ﻣﻨﻬﺠﻲ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﺏ .ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺃﺳﺮﻳﺔ،
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻟﻜﻞ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﻭﻇﺮﻭﻓﻬﺎ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﻻﺑﺪ ﺇﺫ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ:
ﻋﻦ ﺃﻱ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﺃﺳﺮﻳﺔ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ؟ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﺼﻴﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪﹼ ﺓ ﻭﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻭﻋﻠﻰ
ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻭﺭﺳﻢ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﻭﻭﺿﻊ ﺑﺮﺍﻣﺠﻪ ،ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺧﺼﺎﺋﺺ
ﻛﻞ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﺒﻲ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ،ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺍﺗﻬﺎ
ﻭﻣﻌﻮﻗﺎﺗﻬﺎ ﻭﻇﺮﻭﻓﻬﺎ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺭﺑﻊ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ:
)ﺃ( ﺃﺳﺮ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ؛ )ﺏ( ﺃﺳﺮ ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ )ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ(؛ )ﺝ( ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ؛ )ﺩ( ﻭﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﺪﻋﺔ.
.١ﺃﺳﺮ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ /ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺃﺳﺮ ﺍﻹﺛﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺃﺳﺮ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺃﺳﺮ ﺍﻹﺛﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ،
ﻫﻤﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻓﺌﺔ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ ﻃﺎﻣﺤﺔ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ .ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ٢٤
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺗﻤﻠﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌ ﹰﺎ ،ﻭﺗﺘﻮﺍﺭﺛﻬﻤﺎ ﻋﺒﺮ ﺃﺟﻴﺎﻟﻬﺎ ،ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ
ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻫﺮﺍﺕ .ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺤﺼﻨﺔ ﺿﺪ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ
ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺳﻮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ .ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ
ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻓﻘﻂ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ
ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺳﺮ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺇﻓﻼﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ .ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ: ﺍﺑﺘﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻫﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ .ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺃﺯﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﻮﻟﻢ ﻭﺃﺭﺑﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ
ﻣﺎﻝ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ .ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ
ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑـ»ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺨﻤﺲ« ) %٢٠ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﻤﺘﻠﻚ %٨٠
ﻣﻦ ﻣﻘﺪﺭﺍﺗﻬﺎ( .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻜﻮﻧﻲ،
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻭﺟﻮﺩﻫﺎ .ﻭﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻬﺎ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ .ﻭﻫﻮ ﺇﺛﺮﺍﺀ ﻣﺸﻜﻮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻛﺒﺮ
ﻣﻦ ﺷﺮﻋﻴﺘﻪ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻪ .ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﻣﺤﺼﻨﺔ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺿﺪ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ .ﻛﻤﺎ
ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺷﻄﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﺩ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﺮﺹ ﻋﻴﺸﻬﻢ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.
٢٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺗﺼﻴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﺼﺪﻉ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﻋﺎﺩﺓ،
ﺇﺫ ﻻ ﻳﻨﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺟﻮ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻣﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﺴﺮﺍﺗﻪ ﻭﺻﻔﻘﺎﺗﻪ ﻭﺃﺳﻔﺎﺭﻩ ﻭﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺗﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻨﺨﺮﻃﺔ
ﻓﻲ ﻫﻮﺱ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺭﻱ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻫﺎﺓ ﺑﺎﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻣﻈﺎﻫﺮﻩ. ﻭﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﺿﺎﻥ ﺍﻟﺤﺐ
ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺑﺮﺷﻮﺓ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﺎﻟﻴ ﹰﺎ ﻭﺩﻓﻌﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ
ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺻﺮﻋﺎﺗﻪ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻀﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ
ﺍﻟﺨﻠﻘﻲ )ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ،ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﻋﻦ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﻣﻠﺬﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺦ .(....ﻭﻳﺴﺘﻬﻠﻚ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻛﺬﻟﻚ ﺁﺧﺮ ﺻﺮﻋﺎﺕ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ،ﻭﻻ ﻟﺰﻭﻡ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻟﻠﺠﻬﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺣﻴﺚ ﺛﺮﻭﺓ
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺗﻌﻮﺽ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.
..٢ﺃﺳﺮ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﺣﻘﻘﺖ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺍﻻﻧﻐﺮﺍﺱ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰ .ﻭﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ
ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺼﻒ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﺰﻭﺟﻴﻦ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺗﻘﻮﻡ ﺇﺟﻤﺎﻻﹰ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺘﻴﻦ .ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺤﻈﻰ
ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺮ .ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ
ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ،ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺟﻴﺪﺓ ٢٦
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻭﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﻳﻬﻴﺆﻫﻢ ﺟﻴﺪ ﹰﺍ ﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻫﻢ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻣﻬﻨﻴ ﹰﺎ ،ﻭﺃﺑﻄﺎﻝ
ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ،ﻭﻫﻢ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻸﻫﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻫﻲ ﻭﺃﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ
ﺿﺪ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ﻭﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎﺗﺘﺼﻒ ﺑﺤﺴﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ
ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻭﻓﺮﺻﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﺗﺨﻠﻖ ﺃﺣﻴﺎﻧ ﹰﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺹ .ﻭﻫﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺷﺆﻭﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ.
ﺇﻧﻬﺎ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻦ ﻭﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺑﺠﻬﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺷﺒﻜﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ .ﻋﻠﻰ
ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻤﻨﺄ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻜﺒﺮ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻈﻞ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﺇﺟﻤﺎﻻﹰ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺹ ﻟﻠﻨﻤﺎﺀ .ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ
ﺍﻷﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ،ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﺮﻭﺣﺘﻪ.
.٣ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺩﺣﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻃﻴﺒﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻭﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻧﺪ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ٢٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺣﺲ ﻣﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎﺀ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﻣﺤﺪﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﻜﺎﻓﺤﺎﻥ ﻣﻦ
ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ،ﻭﻳﺘﻔﺎﻧﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ.
ﺗﺘﺼﻒ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﺇﺟﻤﺎﻻﹰ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﻮﺽ ﺫﻟﻚ
ﺑﺤﺴﻦ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .ﻭﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻳﺘﻮﺟﻬﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ.
ﻭﻫﻢ ﺭﻏﻢ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻫﻢ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺤﻈﻮﻥ ﺑﻔﺮﺹ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ
ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﻨﺎﻓﺴ ﹰﺎ ﺷﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻋ ﹰﺎ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﻫﻼﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ؛ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ .ﻭﻫﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺃﺑﺮﺯ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺳﻮﻕ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻌﻮﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺪ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻴﺘﻌﺮﺽ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﺮﺑﻴ ﹰﺎ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ
ﻟﻠﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺧﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﻞ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ )ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ،ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻟﻠﻌﻤﻞ،
ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺮﺯ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺪﺍﻥ
ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ( .ﻭﻫﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻟﺘﺤﺼﻴﻨﻬﺎ ﻭﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺑﻤﺴﺘﻮ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ .ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ ٢٨
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﺤﺼﻦ ﺿﺪﺩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻻﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ.
.٤ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﺪﻋﺔ ﻳﺸﻴﻊ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ )ﺃﺣﻴﺎﺀ
ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺆﺭ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺪﻫﻮﺭﺓ ﻋﻤﺮﺍﻧﻴ ﹰﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ( .ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﺼﺪﺭ ﺧﻄﺮ
ﺧﻠﻘﻲ ﻭﻗﻴﻤﻲ ﻛﺒﻴﺮ ،ﺇﺫ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ،ﻭﺗﻈﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ
ﻭﺿﺒﻄﻬﺎ ﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺑﺤﺜ ﹰﺎ ﻋﻦ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ
ﺃﻭ ﻣﻄﻠﻮﺑﻴﻦ .ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ
ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ )ﺑﻴﻊ ﺑﻀﺎﺋﻊ
ﻣﻬﺮﺑﺔ( .ﻭﺗﺘﺪﻫﻮﺭ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻛﻤﺎ
ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﺣﺘﻴﺎﻟﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ.
ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺧﻄﺮ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻮﺩ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺧﻂ
ﺍﻟﻔﻘﺮ .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻥ »ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ
ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺧﻂ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ«.
ﻏﺎﻟﺒ ﹰﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺭﻛﻴﻜﺔ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ:
ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﺃﻣﻴﺎﻥ ،ﺍﻷﺏ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻫﻞ ﻣﻬﻨﻴ ﹰﺎ ﻭﻳﺮﺗﺰﻕ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻔﺮﺹ ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﻴﻒ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﻳﺘﺬﺑﺬﺏ ﺍﻷﺏ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ،ﻛﻤﺎ ٢٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺨﺪﺭ .ﺍﻷﻡ
ﺃﻣﻴﺔ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻭﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺷﺆﻭﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮﺓ .ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻔﻖ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﻭﻣﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .ﻭﻻﺩﺍﺕ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﺘﻜﺮﺭﺓ ﻭﻣﺘﻼﺣﻘﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺻﺤﺔ ﺇﻧﺠﺎﺑﻴﺔ .ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻥ
ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ :ﺣﺮﻣﺎﻥ ﻣﺎﺩﻱ ﻣﻦ
ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﺣﻴﺚ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻠﺘﺤﻘﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ،ﺃﻭ
ﻳﻈﻠﻮﻥ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ،ﺣﺮﻣﺎﻥ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ،ﻭﺣﺮﻣﺎﻥ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ .ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻷﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ .ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﻦ
ﻣﺠﺎﻝ ﺣﻴﻮﻱ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺘﻜﻴﻒ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ
ﻋﺎﻟﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻟﻸﻗﻮ.
ﻛﻞ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺗﺼﻴﺐ ﺃﺳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ،ﻭﻫﻲ
ﺗﻔﺘﻘﺪ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻌﺠﺰ ﻭﻟﻸﻗﺪﺍﺭ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺗﺄﺗﻲ .ﻭﺟﻞ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻫﻮ ﻃﺮﻕ ﺃﺑﻮﺍﺏ
ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻃﻠﺒ ﹰﺎ ﻟﻠﻤﻌﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ
ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ .ﻭﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺎﺕ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻋﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻭﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﻤﺴﺘﻮﺍﻫﺎ ﺃﻭ ﺗﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ٣٠
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﺔ ﻭﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻭﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ
ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻟﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻌﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﻳﻌﻴﺪ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻣﻨﻪ ﻭﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺠﻬﻮﺩﻫﺎ ،ﻭﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ.
ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺮ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﻭﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺘﻬﺠﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺳﻜﻨﻬﺎ ﺍﻷﺻﻠﻲ
ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺃﻗﺎﻣﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺗﺘﺪﺑﺮ ﺃﻣﻮﺭﻫﺎ .ﻭﻻﺑﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻧﺪﺗﻬﺎ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ.
ﺧﺎﻣﺴ ﹰﺎ :ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ
ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺿﺪ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻧﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻤﻮﻣ ﹰﺎ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ،ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﺭﺍﻫﻨ ﹰﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻜﻤﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﻘﻮﺓ ،ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﻗﻮﻳﺎﺀ ،ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .ﻓﻘﻂ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻭﻥ ﺳﻮﻑ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﻜﺎﻧﺔ
ﺃﻛﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺃﺩﻭﺍﺭﻫــﺎ
ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺃﺟﻴﺎﻟﻬﺎ. ٣١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺗﺘﺼﻒ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
.١ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ
ﺇﻟﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻮﻇﻒ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﺒﺎﺕ ﻭﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺎﺕ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﺑﺪﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻤﺎﺳﻜﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺿﻌﻬﺎ
ﻭﺻﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﻣﻌﺎﻓﺎﺓ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ،ﻣﺮﻭﺭ ﹰﺍ ﺑﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻭﻣﻌﺮﻓﻴ ﹰﺎ
ﻭﻣﻬﺎﺭﻳ ﹰﺎ ﻭﻣﻮﺍﻃﻨﺔ .ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻻﺗﻜﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺑﺪﻭﻥ
ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪﺭ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ
ﺇﻟﻰ ﻣﺂﺯﻕ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺬﺭ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ/ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ.
.٢ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺿــﺮﻭﺭﺓ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﻴﻦ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻟﺠﻬﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻋﺠﺰﻫﺎ ﻭﺍﺗﻜﺎﻟﻴﺘﻬﺎ .ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ
ﺟﻤﻊ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻹﻋﺎﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ
ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻤﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ.
.٣ﺗﻄﻤﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻧﺠﺎﺡ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻼﺝ ٣٢
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺃﻭ ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ .ﻭﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﻭﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ
ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ،ﻭﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻕ ﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﺑﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ،ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ،
ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺗﺪﺭﻳﺠ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ،
ﻭﺗﺘﺤﻮﻝ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻫﻴﺌﺎﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻼﺕ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ
ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺃﺳﺮ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ )ﻣﻤﺎ
ﺳﻴﺮﺩ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻗﺎﺩﻡ(.
.٤ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳــﺮﺓ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻗﺘﺪﺍﺭﻫﺎ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ،ﺿﻤﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ،ﻭﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻨﺎﻃﻘﻴﺔ ،ﺗﺒﻌ ﹰﺎ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻛﻞ ﻗﻄﺎﻉ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻩ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺨﻔﻴﺔ .ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﻭﺗﻜﺎﻣﻞ
ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺐ ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻓﺮﺩﻱ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻤﻜﻴﻨﻲ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﺗﻨﻤﻮﻱ ﻋﺎﻡ ﻟﻠﻮﻃﻦ. ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻥ ﺑﻌﺜﺮﺓ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻭﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺃﻭ ﺗﻮﺍﺯﻳﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﺿﻤﻦ
ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺘﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﻌﺮﺽ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻟﻠﻬﺪﺭ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ،ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﺗﻈﻞ ﻣﺠﺮﺩ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺴﻜﻴﻦ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ.
.٥ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ٣٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻧﻌﻨﻲ ﺑﻪ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ .ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻ ﹰﺎ ﻗﺎﺋﻤ ﹰﺎ
ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺗﻤﻨﺢ ﻓﻴﻪ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ(. ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺛﻼﺛﻲ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ :ﻋﻼﺟﻲ ،ﻭﻗﺎﺋﻲ ،ﻭﻧﻤﺎﺋﻲ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻌﻼﺟﻲ ﻓﻴﺨﺘﺺ ﺑﻌﻼﺝ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻼﺝ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﺃﻭ ﻋﻼﺝ ﺃﺣﺪ
ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩﻱ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻭﺣﺪﺓ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺔ.
ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺗﺨﻠﻴﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺄﺯﻡ
ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻞ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻟﺪﻳﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﻳﺨﺘﺺ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ
ﺍﻟﻌﻼﺟﻲ ﺑﻌﻼﺝ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻄﻼﻕ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﻞ ﻟﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ .ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻨﻌ ﹰﺎ
ﻟﻠﻄﻼﻕ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻴﻪ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻲ ﻓﻬﻮ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻧﻔﺴﻴ ﹰﺎ
)ﺯﻭﺟﻴ ﹰﺎ ﻭﻭﺍﻟﺪﻳ ﹰﺎ( ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺃﺯﻣﺎﺗﻬﺎ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺗﻬﺎ ﻭﺣﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺪﺭﻳﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺑﻄﺮﻕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺰﻭﺟﻴﻦ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺘﻞ ﺭﺍﻫﻨ ﹰﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻷﺑﺮﺯ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ
ﺍﻷﺳﺮﻱ .ﻭﻳﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻨﻪ ﻛﻞ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ،ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ٣٤
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ،ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ
ﻭﺷﺮﺍﻛﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ.
ﺗﻜﻤﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺮﺭ ﻃﺎﻗﺎﺕ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻣﻬﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﻳﺠﻨﺒﻬﺎ
ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺂﺯﻡ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﺭ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻌﻄﻠﻬﺎ .ﻭﻻﺑﺪ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺷﺪﻳﻦ ﺍﻷﺳﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻼﺟﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﻤﺎﺋﻴﻴﻦ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﺗﺪﺧﻠﻬﻢ ﺳﻮﻑ ﻳﻮﻓﺮ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ.
ﺳﺎﺩﺳ ﹰﺎ :ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ :ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻭﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﺼﻄﻠﺢ .Empowerment
ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻭﺍﻟﻤﺸﺘﻖ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ،Empowerﻭﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺇﻋﻄﺎﺀ
ﺳﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ .ﺃﻣﺎ ﻋﻤﻠﻴ ﹰﺎ ﻓﻴﻌﻨﻲ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻑ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ
ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻟﻤﺮﺅﻭﺳﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﻭﺗﺰﻭﻳﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ
ﻣﻌﻴﻦ .ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺷﺎﺋﻊ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺸﻴﻊ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻓﻲ ٣٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻐﺒﻮﻧﺔ ﻹﻋﻄﺎﺋﻬﺎ
ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ .ﻭﻟﻘﺪ ﺷﺎﻉ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻓﻲ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ
ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻏﺒﻦ ،ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭﺗﻬﻤﻴﺶ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .ﺃﻣﺎ ﻓﻲ
ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻴﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ
ﺑﺎﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﺍﻫﺎ
ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻲ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻲ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺠﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻗﺪ ﺗﻮﺳﻊ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ :ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ ،ﺻﺤﻴ ﹰﺎ، ﻣﻌﺮﻓﻴ ﹰﺎ ﻣﻬﺎﺭﻳ ﹰﺎ ،ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ﹰﺎ ،ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴ ﹰﺎ ،ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮﺳﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﺗﻨﻤﻮ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺻﻨﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﻭﻟﻌﺐ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻨﺸﻂ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺷﺆﻭﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ.
ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻳﺸﻜﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﺑﺸﺆﻭﻧﻬﺎ ﻭﺗﺤﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻜﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﻛﻴﺎﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺪﺍﻓﻌﻴﺔ ﻟﺘﻮﻟﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻌﺪ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ
ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺐﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﺑﺄﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ.
ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻤﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺤﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﻸﺳﺮﺓ ٣٦
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ /ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ،ﺇﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻻﻣﺘﻼﻙ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ
ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ،ﻭﺣﻞ ﺻﺮﺍﻋﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ
ﺗﻤﺎﺳﻜﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ،ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻋﻤﻠﻴ ﹰﺎ ﻭﻓﻌﻠﻴ ﹰﺎ ﻧﻮﺍﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﺸﻄﺔ ﻭﻧﺎﻣﻴﺔ ،ﻭﻣﻨﺨﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
ﻭﺗﺘﻄﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﺝ ﻣﻌﻮﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻟﺪﻳﻬﺎ، ﻭﺗﺤﺮﻳﻚ ﺩﺍﻓﻌﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﺮﺿﻮﺥ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﻨﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .ﻭﻫﻮ ﺟﻬﺪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﻬﺰﺍﻣﻴﺔ ﻟﺪ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﻤﻌﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ
ﺑﺎﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻬﺎ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻣﻮﺍﻃﻦ
ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﻭﻓﺮﺻﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭﺓ .ﻳﻤﺮ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻡ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺇﺿﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ .ﻓﻤﺎ ﺃﺑﻌﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻲ ﻟﻸﺳﺮﺓ ،ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻤﺠﺘﺰﺃﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻬﺎ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻞ ﻗﻮﺍﻡ ﻳﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺭﺍﻫﻨ ﹰﺎ .ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﹼ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. ٣٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺳﺎﺑﻌ ﹰﺎ :ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ،ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﻲ ﺍﻟﻼﻋﺐ .ﻓﺘﻠﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻟﻨﺠﺎﺡ
ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ .ﻭﺗﻘﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ:
.١ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺧﺒﺮﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺑﺸﻜﻞ
ﺧﺎﺹ ﻣﻤﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﺒﺮﺓ ﻣﻨﻪ .ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺎﺩﻝ
ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺎﺥ ﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺟﻬ ﹰﺎ ﻟﻮﺟﻪ.
.٢ﻳﻬﺘﻢ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻩ
ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﻭﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﻳﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ/ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ
ﺃﻥ ﻳﺸﺠﻊ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻬﻤﻬﻢ ﻭﻳﺨﻄﻄﻮﻥ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻨﻬﺎ.
.٣ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺬﻛﺮﻫﻢ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ/ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﻦ ﻭﺇﻣﻼﺀ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻦ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ.
٣٨
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
.٤ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺍﺗﻬﻢ ﻭﺗﺠﺎﺭﺑﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﻤﺎ
ﺳﻤﻌﻮﻩ ﺃﻭ ﻗﺮﺃﻭﻩ .ﻭﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ/ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ،ﺃﻭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ )ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ
ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﻴﺎﺕ( ﺃﻥ ﻳﺼﻔﻮﺍ »ﺃﻫﻢ ﺣﺪﺙ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻭﺍ ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﻣﻨﻪ« .ﻭﻓﻲ
ﺧﻄﻮﺓ ﺗﺎﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺩﻭﺍ »ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻣﻔﻴﺪ ﹰﺍ«، ﻭﻓﻲ ﺧﻄﻮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ »ﺃﻥ ﻳﻌﺪﺩﻭﺍ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻤﻜﻨﺔ«.
.٥ﻳﺠﺮﻱ ﻧﻘﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻷﻓﻜﺎﺭ ﻛﻞ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﺎﺕ :ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻫﻢ ﺣﺪﺙ ،ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﻔﻴﺪ ﹰﺍ ،ﻭﻣﺎ ﻫﻲ
ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ.
.٦ﺗﻄﺒﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻰ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻬﺎ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ/ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺣﻈ ﹰﺎ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ
ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺗﻬﺎ.
.٧ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺻﺔ ،ﺑﺄﻥ
ﻳﺸﺎﺭﻙ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ .ﻭﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﻱ
ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪﺍ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ .ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﻳﻤﻜﻦ
ﺗﺘﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﹼ ﻓﻌﻠﻲ ﺣﻞ ﹼ ﺃﻥ ﹼ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ.
.٨ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺼﺪﺩ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﻲ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﺑﻤﺒﺎﺩﺭﺗﻬﺎ
ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ،ﻓﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﺳﺦ .ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻳﺸﺔ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﻨﻲ.
٣٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
.٩ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﺘﻌ ﹼﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ )ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﻨﻲ( ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺳﻴﺦ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻓﻘﻂ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ .ﻭﻳﺸﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﺻﺔ
ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺷﺆﻭﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ .ﺇﻧﻪ ﺩﺭﺱ ﻓﻲ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ،ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻟﻲ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺃﻣﻮﺭ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ
ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ .ﻭﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﺸﺠﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺗﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺳﺘﻔﺘﺢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﺮﺹ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺍﻟﺘﺤﻤﺲ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﻢ ﻭﻋﺎﻟﻤﻬﻢ .ﺫﻟﻚ
ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻌ ﹰﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺇﻣﻼﺋﻬﺎ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
.١٠ﻳﺸﺪﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﻋﻴﻬﻢ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ
ﻭﺗﺪﺑﺮ ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ .ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻳﻨﻄﻠﻘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻭﺃﻥ
ﺃﻓﻀﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺎﺟﺎﺗﻬﻢ. ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺼﺪﺩ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﺘﻮﻟﻲ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺇﻣﻼﺀ
ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻻﺗﻬﻢ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ.
.١١ﺇﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﻌﺎﻓﺎﺓ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ
ﻋﻦ ﻓﻬﻤﻬﻢ ﻟﻸﻣﻮﺭ ،ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻣﻌ ﹰﺎ ،ﻭﻋﻠﻰ
ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﺸﻜﻼﺗﻬﻢ ﻣﻌ ﹰﺎ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻛﻲ ٤٠
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﻳﺨﻄﻄﻮﺍ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺟﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ ﻛﺄﺳﺮﺓ ﻣﺘﺸﺎﺭﻛﺔ .ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺼﺪﺩ ﺗﻮﻟﻲ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻆ ﻭﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ
ﺍﻟﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ .ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ/ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﺡ ﻭﻳﺰﻭﺩ
ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﻭﻳﺸﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﻨﺼﺤﻬﻢ.
.١٢ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻭﺭﻳﻦ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺸﺎﺭﻙ ،ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﻣﻼﺀ. ﻭﺃﺑﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ،ﻫﻲ:
ﺃ ـ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻓ ﹼﻌﺎﻝ ،ﻣﻬﻤﺎ
ﺑﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ.
ﺏ ـ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻨﺎﺥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻘﺒﻮﻟﻮﻥ ﻭﻳﺤﻈﻮﻥ
ﺑﺎﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺗﺠﻤﻌﻬﻢ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻭﺁﻣﺎﻝ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺃﺣﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.
ﺝ ـ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺠﻨﺒﻮﺍ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ )ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻜﻞ ﻋﻀﻮ ﻛﻲ ﻳﻌﺒﺮ
ﻋﻦ ﺁﺭﺍﺋﻪ(.
ﺩ ـ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺕ،
ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﻞ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﻳﺤﻠﻠﻮﻧﻪ.
ﻫـ ـ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺚ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻢ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ٤١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺎﻫﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ، ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﻼﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﻭﻓﺮﺽ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺇﺳﻜﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪ ﹰﺍ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﺑﺄﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻃﻼﻋ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻭﻟﻪ ﺭﺃﻳﻪ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺭﻏﺎﻡ ﺃﻭ ﻓﺮﺽ ﺃﻭ ﺇﻣﻼﺀ ،ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻝ .ﺇﻧﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻛﻲ ﻳﺘﺄﻣﻠﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻢ
ﻓﻴﻪ ،ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻧﻬﺎ .ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺗﺒﻌ ﹰﺎ ﻟﻬﺎ .ﻫﻨﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ/ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺗﻪ ﻭﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻬﺎ.
ﻭ ـ ﺗﺪﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺳﻮﺍﺀ
ﺧﻼﻝ ﻧﻘﺎﺵ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻣﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ
ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﺇﺑﺮﺍﺯﻫﺎ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻭﻧﻘﺎﺷﻬﺎ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻬﺎ .ﺇﻥ
ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻺﻳﺠﺎﺑﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻠﺴﻠﺒﻲ .ﺃﻣﺎ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﺴﻠﺒﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻄﻤﺲ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﻳﺴﺪ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ.
ﺯ ـ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩﻳﺔ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻐﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﻢ ﻭﻳﻤﺜﻞ ﻫﻤﻮﻣﻬﻢ .ﻭﺗﻨﺠﺢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ
ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ .ﻭﻳﻨﺠﺢ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ/ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ٤٢
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﺍﻻﺳﺘﻄﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻝ
ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻆ .ﺇﻧﻪ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻥ »ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ،
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﻜﺮ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ« .ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ/ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ
ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﺍ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀ ﹰﺎ »ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻨﺪ ﻟﻠﻨﺪ« .ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻌ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ.
ﺧﻼﺻﺔ :ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ/ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﻮ »ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ« .ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻬﻢ
ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ .ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺃﻥ
ﻻ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺁﺭﺍﺋﻪ ﻭﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺨﻄﺌﻮﺍ .ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ
ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻬﻢ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﻢ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ
ﻳﻘﺮﺭﻭﺍ ﻫﻢ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ،ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ
ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﺒﻴﺘﻬﺎ.
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭ»ﻓﺮﺽ
ﺍﻟﺮﺃﻱ« .ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻟﺠﻌﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺘﻨﺎ
ﻧﺤﻦ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ »ﻳﺘﻮﺻﻠﻮﺍ« ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺤﻦ .ﺃﻣﺎ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﻴﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺼﺪﺩﻫﺎ.
٤٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻤﺮﺷﺪ/ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺒﻪ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻭ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﻘﺒﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ
ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﺴﺎﺅﻝ .ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻲ ﻻ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻌﻬﻢ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ .ﻓﺎﻟﻤﺮﺷﺪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻛﻲ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﻫﻲ ﺃﻣﻮﺭﻫﺎ.
٤٤
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﺮﺹ ﻻ ﺑﺪ ﻛﻲ ﻧﻔﻬﻢ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮﺍﺋﺤﻬﺎ ﺑﻤﺎ
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻮﺍﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺹ ،ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ .ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺑﺤﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﹰﺍ ﺛﻼﺛﺔ :ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌ ﹰﺎ ﻭﺩﻭﻟﺔ ،ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻐﺮﺱ ﻓﻴﻪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻋﻮﺍﻣﻠﻪ ﻭﻇﺮﻭﻓﻪ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻣﺘﻠﻘﻴ ﹰﺎ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ
ﻭﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻓﺮﺻﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻭﻗﻮ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺴﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺏ ،ﺃﻱ ﺑﺎﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ،ﻛﻤﺎ
ﺑﺎﻟﻔﺮﺹ ﻭﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ.
ﺃﻭﻻﹰ :ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﺳﺘﻘﻠﺖ ﻛﻴﺎﻧ ﹰﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ﹰﺎ ﻣﻨﺬ ٤٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺳﺘﺔ ﻋﻘﻮﺩ ،ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺸﺄ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺤﺪﻭﺩﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ
ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﻀﻐﻮﻁ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ .ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺟﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ،ﻭﺃﻣﺎ
ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ .ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺳﻴﻄﺮﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺳﻴﺎﺳﻲ/
ﺭﺃﺳﻤﺎﻟﻲ/ﻃﺎﺋﻔﻲ .ﻭﺗﺮﻛﺰﺕ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﻧﻤﻮ ﹰﺍ ﻋﻤﺮﺍﻧﻴ ﹰﺎ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﹰﺍ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻇﻠﺖ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ )ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ،
ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ،ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ( ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺯﺭﺍﻋﻲ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ،ﻭﺳﻮﻗ ﹰﺎ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ،ﻭﻟﻢ ﺗﻨﻞ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺣﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ؛ ﺇﻧﻤﺎ ﻇﻠﺖ ﻣﻬﻤﺸﺔ ﻭﻣﺤﺮﻭﻣﺔ.
ﺍﺗﺒﻊ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ/ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﺗﺒﻌ ﹰﺎ
ﻟﻤﺒﺪﺃ :ﺩﻋﻪ ﻳﻌﻤﻞ ،ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻨﻬﺎ .ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻧﻔﺘﺎﺣ ﹰﺎ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ )ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ( ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﻛﻴﻠﺔ
ﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺪﺍﺭﺱ
ﺍﻻﺭﺳﺎﻟﻴﺎﺕ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺼﺼﺖ ﻹﻋﺪﺍﺩ
ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ/ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ )ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻭﻣﺼﺎﺭﻑ ﻭﻭﻛﺎﻻﺕ( .ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻧﻬﻀﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﻓﻲ ٤٦
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﺳﻄﻲ .ﻛﻤﺎ ﺍﺗﺒﻊ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ/ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ )ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﺍﻹﺳﻜﺎﻥ ﻭﺳﻮﺍﻫﺎ( ﺗﺎﺭﻛ ﹰﺎ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻣﻊ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ
ﻟﻸﻗﺎﻟﻴﻢ .ﻭﺳﻴﻄﺮﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﺔ ﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ/ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﻤﺎﺕ )ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ( ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺳﺎﻟﻴﺎﺕ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻷﺿﻌﻒ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ،ﻭﺗﺄﻃﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
ﻭﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ
ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﻣﺰﻳ ﹰﺎ ،ﺃﺻﺒﺤﺖ
ﻛﻞ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﻜﺮ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﻣﺘﻨﻔﺬﺓ ﺗﺘﻮﺍﺭﺙ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺗﻪ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻣﻨﺎﺻﺒﻬﺎ ،ﻭﺭﺋﺎﺳﺔ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻓﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﻓﺮﺯ ﻃﺎﺋﻔﻲ ﻭﺍﺿﺢ .ﻭﻟﻘﺪ ﻓﺸﻠﺖ ﺃﻭ ﺗﻢ ﺇﻓﺸﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺧﺪﻣﺎﺕ ﻣﺆﺳﺴﻴﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻨﺎﻃﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﺆﺍﺩ ﺷﻬﺎﺏ ،ﻭﻋﺎﺩﺕ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺃﻗﻮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ.
ﺍﺗﺼﻔﺖ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻧﻬﺐ ﺛﺮﻭﺍﺕ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻤﺴﺮﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ
ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺒﻪ ﻛﺎﻣﻞ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺩ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻐﻴﻢ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻞ
ﻣﻨﺬ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ/ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ/ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻲ ،ﻣﺎ ﻭ ﹼﻟﺪ
ﺃﺧﻄﺎﺭ ﹰﺍ ﺑﻨﻴﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺷﺮﺍﺋﺤﻬﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ. ٤٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻨﺸﺄﺓ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﻋﻠﻴﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻹﺭﺳﺎﻟﻴﺎﺕ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﻣﺤﻠﻴ ﹰﺎ ﻭﻋﺮﺑﻴ ﹰﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ
ﻟﻠﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺑﺪﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ،ﻣﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﺳﻌﺔ
ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﹰﺍ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ )ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺍﻟﺠﺒﻞ(، ﺣﻴﺚ ﻗﺪﻣﺖ ﻛﻮﺍﺩﺭﻩ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻨﻔﻂ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﺻﺤﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ،ﻭﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺗﻪ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻗﺒﻠﺔ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ.
ﺃﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﻖ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ ﻣﻊ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻭﺗﻬﻤﻴﺸﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻧﺰﻭﺡ ﻛﺜﻴﻒ ﻧﺤﻮ ﺿﻮﺍﺣﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻜﻠﺖ
ﺃﺣﺰﻣﺔ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻗﺒﻞ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺃﺳﺮ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻄﺎﻣﺤﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻪ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺸﺄﺕ ﻣﻦ
ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺣﺰﻣﺔ ﺑﺆﺱ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺯﺍﺗﻬﺎ ﻧﺸﺄﺕ ﻃﺒﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺃﺳﺮ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﺭﺗﻘﺖ ﻋﻠﻤﻴ ﹰﺎ ﻭﻣﻬﻨﻴ ﹰﺎ ﻭﺗﻘﻨﻴ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻗﺒﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ،ﻭﻧﺎﻟﺖ ﻧﺼﻴﺒ ﹰﺎ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ.
ﻭﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻠﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻧﺼﻴﺒﻬﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ،ﻭﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻔﺪﺍﺣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺇﺯﻣﺎﻥ
ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ،ﺍﻧﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﻣﻬﻴﺄﺓ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺷﻜﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. ٤٨
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ :ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺃﺩﺕ ﻧﻜﺒﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ »ﺩﻭﻟﺔ
ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻭﻧﺰﻭﺡ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻭﺃﺣﺰﻣﺔ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﻓﻲ ﻣﺪﻧﻪ ﺍﻟﻜﺒﺮ ،ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻐﺒﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻊ ﻏﺒﻦ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ.
ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺑﻌﺪ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ .ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ
ﻣﺤﻮﺭ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻨﻔﻂ ،ﻭﻣﺤﻮﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ .ﻭﺷﻜﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﺣﺪ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻲ
ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ.
ﺛﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺳﺎﻧﺪﺕ ﺃﻭﺭﻭﺑــﺎ ﻭﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺻــﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﻭ
»ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﺍﻟﻤﻐﺘﺼﺐ ،ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻜﺎﻣﻬﺎ .ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﺣﺪ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻓﻘﺪﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺗﻪ ﺣﺪﺓ.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺿﺤﻴﺔ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﺳﺘﻔﺤﺎﻝ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ/ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ٤٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪ ،ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﻣﻊ ﺟﻮﻻﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻊ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻐﻴﺔ
ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ .ﻭﺑﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﺯﻡ ﺃﻗﺼﺎﻩ ﺑﻌﺪ ﻫﺰﻳﻤﺔ ٥ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ
،٦٧ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻬﺪﺕ
ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻟﻤﺪﺓ ﻋﻘﺪ ﻭﻧﺼﻒ ،ﻭﺣﻤﻠﺖ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺩﺣﺔ .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺳﺮ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺕ
ﻭﻣﺤﺪﺛﻲ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﺄﻣﻦ
ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ
ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮ ،ﻭﺣﻴﺚ ﻭﺭﺙ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻧﻔﻮﺫ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ﻭﺛﺮﻭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺳﻠﻄﺎﺗﻬﻢ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺘﺪﺃﺕ ﻓﻲ ١٣ﻧﻴﺴﺎﻥ
ﻋﺎﻡ ،١٩٧٥ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٨٩ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ،ﺑﻠﻎ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ١٥٠ﺃﻟﻔ ﹰﺎ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ٢٠٠ﺃﻟﻔ ﹰﺎ ،ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺧﻠﻔﺖ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌ ﹰﺎ ﻣﻔﻜﻜ ﹰﺎ
ﻭﻣﻤﺰﻗ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺗﺪﻫﻮﺭ
ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭﻗﻠﺼﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﻭﺩﻣﺮﺕ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ
ﻓﺎﻗﻤﺖ ﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺃﺿﻌﻔﺖ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺷﺠﻌﺖ ﻣﻴﻮﻝ ﺍﻻﻧﻜﻔﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ »ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﺔ«.
ﻟﻘﺪ ﻃﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ٥٠
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ،ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮﺍﺀ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ »ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ
ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ« ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﹼ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻓﻮﻟﺪﺕ ﺍﺧﺘﻼﻻﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺷﻜﻠﺖ ﺗﺮﺍﻛﻤ ﹰﺎ
ﻟﻤﻌﻀﻼﺕ ﻣﺰﻣﻨﺔ ،ﺃﺑﺮﺯ ﻇﻮﺍﻫﺮﻫﺎ »ﺃﺣﺰﻣﺔ ﺍﻟﺒﺆﺱ« ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻋﻠﻰ
ﺗﺨﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺬﺭﺕ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻗﺒﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﻌﺜﺔ IRFEDﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٥٩ﺣﻴﺚ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺗﺎﺕ
ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺎ ﺃﻇﻬﺮﺗﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ %٥٠ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ )ﻭﺻﻔﺘﻬﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﻮﺯﻳﻦ( ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺤﺼﻠﻮﻥ ﺇﻻ
ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ١٨ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ٤ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﻨﺤﻮ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ.
ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﺍﻻﺧﺘﻼﻻﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ،ﺣﻴﺚ
ﺍﻟﺘﻘﺖ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺗﺪﺍﺧﻼﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻟﺘﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻻﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ،ﻭﻣﻮﺟﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ،ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﺩ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﺍﺙ
ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺑﻨﻴﻮﻱ ﺟﺬﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺯﻳﺎﺩﺓ »ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﺲ« ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺑﻬﺎﺕ
ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ،ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺷﺘﻌﺎﻝ ،ﻣﻤﺎ
ﻳﻀﻊ ﺍﻷﺳﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﺔ )ﺳﻴﺄﺗﻲ ٥١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ( .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺼﻦ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ.
ﺭﺍﺑﻌ ﹰﺎ :ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻜﻦ ﺭﻏﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ،ﺗﻤﻴﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺑﺤﻴﻮﻳﺔ
ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﻋﻨﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ،ﻭﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ
ﻭﺍﻟﺘﺂﺯﺭ .ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﻣﻦ ﺟﻮﻻﺕ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺣﺼﺎﻧﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ
ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ،ﺇﺫ ﺑﻨﺖ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻭﺣﺼﺎﻧﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺣﺼﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺿﻮﺍﺣﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻲ
ﻋﺎﻣﻞ ﺧﻄﺮ ،ﺣﻴﺚ ﺍﺭﺗﻘﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ،ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻓﺮﺹ ﺗﺄﻣﻴﻦ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺘﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ،
ﺣﻴﺚ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺍﻟﺤﺮﻓﻲ ،ﻣﻤﺎ ﻋﻮﺽ ،ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻋﻦ
ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﻓﻔﻲ ﻣﻮﺍﺯﺍﺓ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﺛﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻛﻤﺔ ،ﺑﺮﺯﺕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻭﻇﻔﺖ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺭﺩ
ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ .ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺹ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﻭﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ.
ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻣﻞ ﺫﺍﺗﻲ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺃﺗﺎﺡ ﺗﺤﻮﻳﻞ
ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺻﺔ .ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻠﻢ ٥٢
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻳﺨﻮﺽ ﻣﻌﺮﻛﺘﻪ ﺑﻮﺳﺎﺋﻠﻪ ﻭﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ،ﻭﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻫﺎﻣﺔ .ﻓﺎﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺩﺣﺔ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻓﻌ ﹰ ﻼ ﻓﻲ
ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻇﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﺑﻊ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﻃﻤﻌ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺼﺮ ﻗﻮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ
ﺣﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ) ،(Inner Freedomﺇﺫ ﺇﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ
ﻓﻲ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻻ ﻳﻘﻤﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻧﻔﺴﻴ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﺘﺼﺪﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺼﻒ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭﺗﺒﺨﻴﺲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﻬﺪﺭ
ﻃﺎﻗﺘﻪ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭﻳﻔﻘﺪﻩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ
ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﻮﻇﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﻴﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ،ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﺸﻂ .ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ،ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺎﻡ »ﺩﻋﻪ ﻳﻌﻤﻞ«
ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﻓﻖ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺧﺼﻮﺻﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ،ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ :ﺇﻧﻪ
ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺑﻬﺔ .ﺗﻠﻚ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻫﻢ
ﻓﺮﺻﺔ ﺃﺗﻴﺤﺖ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ﺍﻟﺬﻱ
ﻣﺎﺭﺳﺘﻪ ﻭﻻﺗﺰﺍﻝ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ/ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ. ٥٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺇﻥ ﻣﺮﻭﺣﺔ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺑﻌﺾ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻀﺎﻓﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛﻲ
ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ .ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺧﻄﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺼﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ.
ﺃﻭﻻﹰ :ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻟﻢ ﺗﺆﺳﺲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﺣﻀﻮﺭ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ
ﻭﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻗﻮﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ.
ﻳﻌﻴﺶ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺭﺍﻫﻨ ﹰﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﻗﻮ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ
ﻧﻮﻋ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻴﺔ .ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺼﺪﺩ ﻋﺼﺒﻴﺎﺕ ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻧﻔﻮﺫ ﻭﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﻏﻨﺎﺋﻢ ،ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻛﻴﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺑﺤﻴﺚ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺧﻠﻖ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﺗﻐﻨﻲ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﺩﻩ. ٥٤
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻷﻣﻨﻲ ،ﻓﺘﻀﻄﺮ ﺍﻷﺳﺮ ﻷﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻮﻁ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
ﻫﺬﻩ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ .ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ.
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺿﻐﻮﻃ ﹰﺎ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺧﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﻱ
ﻭﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺧﻼﻓﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ .ﻛﻤﺎ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺿﻐﻮﻁ ﻣﺰﻣﻨﺔ ﺑﺂﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﻗﻠﻖ ﻭﺍﻛﺘﺌﺎﺏ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ
ﻳﻔﺎﻗﻢ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ
ﻣﻬﺪﺋﺔ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ ﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪ ﹰﺍ.
ﹼ ﺇﻥ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻬﺎ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻏﻤﻮﺿ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺃﺯﻣﺎﺕ ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻮ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ :ﺗﻮﺗﺮ، ﺻﺮﺍﻉ ،ﺗﻠﺒﺪ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻷﺳﺮ ،ﻛﺂﺑﺔ ﻭﺿﻴﻖ .ﻓﻮﺭﺍﺕ ﻏﻀﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺗﺮﺗﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ،ﺗﺼﺎﺣﺒﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺻﺤﻴﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﻌﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻗﺐ ﻭﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻭﻏﻤﻮﺽ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ٥٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺔ ﻭﻣﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻭﺗﻀﻴﻴﻖ ﻣﺠﺎﻟﻪ
ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ ﻭﺍﻧﻜﻔﺎﺋﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ .ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ:
• ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﺑﺪﻳﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﻳﺘﻬﻦ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﻭﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ
ﻧﻤﻮ ﺍﻷﺳﺮﺓ.
• ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﻣﺜﻞ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ.
• ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ٦٠-٤٠ﺳﻨﺔ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻌﺪﻡ ﺗﻔﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ.
• ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ.
• ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ.
• ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻌﺪﻳﺔ ) ﺍﻟﺴﻞ ﺍﻟﻴﺮﻗﺎﻥ ﺍﻟﺘﻴﻔﻮﺋﻴﺪ … ﺍﻟﺦ(.
• ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻌﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻟﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ.
• ﺣﻮﺍﻟﻰ ﻧﺼﻒ ﺍﻷﺳﺮ ﻗﺪ ﺧﻔﻀﺖ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻬﺎ ﻟﻠﻤﻮﺍﺩﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ) ﺣﻠﻴﺐ ،ﻟﺤﻮﻡ …ﺍﻟﺦ( ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻴﻖ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ.
ﻭﺗﺸﺘﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺂﺯﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺿﻐﻮﻃﺎﺗﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺘﺄﺯﻡ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ٥٦
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
)ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ( ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺷﻠﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺴﻴﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﻧﺬﺭ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﺯﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﺴﺮﺏ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ.
ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ :ﺍﻟﺘﺴﻴﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺴﻴﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺪﺍﻫﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ
ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ .ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺍﻫﻨ ﹰﺎ ﺷﺒﻪ ﻏﻴﺎﺏ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﻣﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺒﻴﻦ.
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﻜﺸﺎﻑ ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻟﺠﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺷﺒﻪ ﻣﻌﻄﻠﺔ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﻟﺪ ﻓﻘﺪﺍﻥ
ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻟﺪ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺎﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻬﺎ .ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺑﺮﺯ ﺍﻟﻔﺮﺯ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ
ﺍﻟﺤﺎﺩ .ﻓﻔﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺍﻷﺳﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﺀ
ﺑﻄﻮﺍﺋﻔﻬﺎ ﻭﺣﺼﺎﻧﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻀﺮﺏ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ
ﺑﺎﻟﺼﻤﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ .ﻛﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﺳﺮ ﺭﻫﻴﻨﺔ ﻟﻠﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﺔ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ .ﻭﻳﻨﺴﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﻬﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .ﻓﻼ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻤﻞ ﻟﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ
ﺍﺭﺗﻬﺎﻧﻲ ﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﺳﻄﺔ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﻓﺮﺻﺔ
ﻋﻤﻞ ،ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ.
٥٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺛﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻧﻬﺐ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻧﻬﺐ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻐﻴﺎﺏ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ
ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ .ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻔﺶ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻕ ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺷﺒﻪ ﻛﻠﻲ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻘﺔ .ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﺒﺮﺯ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﻓﺴﺎﺩ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻤﺲ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ :ﺍﻟﻘﻤﺢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ،
ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ،ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ،ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﺍﻟﻤﻠﻮﺛﺔ ،ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ ﻋﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ .ﻭﺣﻴﻦ ﹸﻳﻜﺘ ﹶﹶﺸﻒ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ،ﺇﺫﺍ
ﺑﺎﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺗﻄﻤﺲ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻗﺎﺩﺭ ،ﻭﻳﻔﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻷﻧﻬﻢ
ﻣﺤﻤﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻓﻲ ﻃﻮﺍﺋﻔﻬﻢ ،ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ .ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻭﺻﺤﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺧﻄﺮ ﹰﺍ ﻓﻌﻠﻴ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﺤﺘﻤ ﹰ ﻼ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺘﻰ ﻳﺼﻴﺒﻬﺎ.
ﻭﺣﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﺀ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺒﺮﺯ ﺟﺰﺀ ﺿﺌﻴﻞ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ .ﻭﻫﻨﺎ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﻄﻤﺲ ،ﻭﺗﺘﻌﺮﺽ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﻈﻴﻴﻦ ﻭﺫﻭﻱ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ،ﺇﻟﻰ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺟﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭﺳﻼﻣﺘﻬﻢ.
ﺭﺍﺑﻌ ﹰﺎ :ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻭﺗﻬﺪﺩ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻧﻤﻮﻫﺎ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﻰ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ .ﻫﻨﺎﻙ ٥٨
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻋﻜﺎﺭ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺿﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻭﺃﺣﺰﻣﺔ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ .ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﺇﺫ ﹰﺍ ،ﻭﻣﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ
ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﻭ ﺩﻭﻧﻪ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻗﻠﺔ.
ﺇﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﺯ،
ﻭﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
ﺍﻟﻤﻠﻮﺛﺔ ،ﻭﻳﺘﻢ ﺷﺪ ﺍﻟﺨﻨﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﺪﺧﻞ،
ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺭ ﻭﺍﻟﺒﺬﺥ ،ﻭﻻ ﻳﺤﺴﺐ ﺃﻱ ﺣﺴﺎﺏ ﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﺃﻭ ﺗﺬﻣﺮ ﺃﻭ ﺷﻜﻮ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻛﺘﻮﺍﺀ ﺍﻷﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﻨﺎﺭ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ،ﻭﺃﺑﺮﺯ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ:
%٢٨ﺗﺤﺖ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ،ﻭ %٨ﺗﺤﺖ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﺪﻗﻊ ،ﻭﺗﻔﺎﻭﺕ ﻛﺒﻴﺮ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﺩ ﻃﺎﺋﻔﻲ ﻭﻣﺬﻫﺒﻲ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺇﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﺫﻡ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻣﺎ ﺩﻭﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ )ﺻﺤﺔ ،ﺗﻌﻠﻴﻢ ،ﺗﻐﺬﻳﺔ ،ﺳﻜﻦ ،ﻣﺮﺍﻓﻖ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﺃﻭﻟﻴﺔ .(...ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ
ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺪﺭ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻫﺪﺭ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ،ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺹ.
ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ٥٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ )ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻳﻈﻠﻮﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺣﻘﻮﻕ
ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ :ﻻ ﺗﻐﺬﻳﺔ ،ﻭﻻ ﺳﻜﻦ ،ﻭﻻ ﻛﺴﺎﺀ ،ﻭﻻ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻣﻬﻨﻲ ﻳﻮﻓﺮ ﻓﺮﺹ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ( .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﺐ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻧﻐﺮﺍﺱ ﻣﻬﻨﻲ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺳﻮﻑ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻭﻗﻮﺩ
ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻔﺠﺮ ﺩﻭﺭﻳ ﹰﺎ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻷﻧﻬﻢ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻈﻞ .ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ
ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ،ﺑﺜﻤﻦ
ﺑﺨﺲ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﺘﺄﻣﻴﻦ ﺭﺍﺗﺐ ﺷﻬﺮﻱ ﻫﺰﻳﻞ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻛﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
ﻭﻳﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﺪﻧﻲ ﻣﺴﺘﻮ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ
ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ .ﻓﺎﻷﺳﻌﺎﺭ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﻟﺘﺰﻳﺪ ﺃﺭﺑﺎﺡ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﺗﻜﺘﻞ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ/ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻴﻞ
ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺘﺮﺍﺟﻊ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .ﻭﺗﻌﻴﺶ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺗﺎﻟﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ.
ﻭﻳﺠﺎﺑﻪ ﺷﺒﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺃﺯﻣﺔ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻌﻮﻟﻢ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺆﻫﻼﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ .ﻭﺗﺒﺮﺯ ﺃﺯﻣﺔ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺘﺼﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﺓ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺬﻟﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﺟﺴﺎﻣ ﹰﺎ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﺇﺫ ﺑﻬﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﺘﺮﺓ ﺇﻋﺎﻟﺘﻬﻢ ﻧﻈﺮ ﹰﺍ
ﻟﻌﺪﻡ ﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺿﻐﻮﻃ ﹰﺎ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻬﺪﺩ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻭﺻﺤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ. ٦٠
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﻭﻣﻦ ﻇﻔﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩ ﻓﺴﻴﻈﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺒﺎﻃﻪ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻠﺐ ،ﺣﻴﺚ ﻟﻦ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺳﻜﻦ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺃﺳﺮﺓ .ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﻣﻬﺪﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺳﻜﻨﻬﻢ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎﻓﻴﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺣﻒ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﻓﺘﻔﺮﻏﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﺘﺒﻨﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﺑﺮﺍﺝ ﺍﻟﺸﻘﻖ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﻠﻢ
ﺣﺘﻰ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺛﻤﻨﻬﺎ .ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺒﺮﺯ
ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﻮﺳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻬﺪﺩ ﺗﻜﻴﻔﻬﻢ .ﺇﺫ
ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻭﻑ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ،ﻭﻧﻴﻞ ﺣﻆ ﻣﻦ ﻃﻤﻮﺡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﺮﺻﺔ
ﻋﻤﻞ ﻣﺠﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ.
ﻭﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺑﺄﺳﻮﺍﻕ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻣﺎﻟﻬﺎ ﻛﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﹰﺍ ﺃﺧﺮ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ .ﻓﺤﺘﻰ ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺠﺪ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﻣﺠﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺳﺮﻫﺎ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟﻼﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ .ﻭﻳﻀﻄﺮ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﺸﺮﻛﺔ ﻣﻌﻮﻟﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ :ﻫﻮ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻭﻓﻲ ﺑﻠﺪ ،ﻭﻳﻜﺎﺩ
ﻻ ﻳﻌﻴﺶ ﺇﻻ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻳﺴﻴﺮ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺤﺮﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻣﻌﻪ .ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻭﺣﻴﺎﺗﻲ ﺗﺆﺛﺮ
ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺻﺤﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ .ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺜﻨﻴﻨﺎ ﻣﻔﺎﺟﺂﺕ ﻭﻛﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺃﺯﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ،ﻭﺗﺎﻟﻴ ﹰﺎ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﻔﻘﺪﺍﻥ ٦١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺮﺧﻴﺼﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ. ﻭﺑﺎﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ
ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ.
ﺧﺎﻣﺴ ﹰﺎ :ﺍﻟﺨﻄﺮ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻭﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﺰﻣﻨﺔ ﻭﺩﻭﺭﻳﺔ ﻭﺗﺮﺍﻭﺣﺖ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﺎ
ﺑﻴﻦ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﻭﺍﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ،ﺃﻋﻘﺒﻬﺎ ﺍﺣﺘﻼﻝ
»ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ١٩٩٦ ،١٩٩٣ ،١٩٨٢ﻭ ،٢٠٠٦ﻭﺑﻴﻦ ﺣﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ١٥ﻋﺎﻣ ﹰﺎ
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ ،١٩٨٩-١٩٧٥ﺗﺼﺎﺭﻋﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻗﻮ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ .ﻭﻟﻘﺪ ﺩﻓﻊ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺃﺛﻤﺎﻧ ﹰﺎ ﺑﺎﻫﻈﺔ
ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ،ﻭﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ،
ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﻗﻴﻦ .ﻛﻤﺎ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺪﻋﺎﺕ ﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﻓﺎﺩﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﹲ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ.
.١ﺍﻟﺨﻄﺮ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﺩ ﻭﺣﺪﺓ ﻭﺳﻼﻣﺔ
ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﻧﻜﺒﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻋﺎﻡ .١٩٤٨ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﺘﻬﺎ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ ﻋﺎﻡ ،٢٠٠٦
ﺃﺑﻠﻎ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺮ.
ﻣﺮ ﺑﻌﺪﺓ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻋﻨﻴﻔﺔ ،ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﹼ .٢ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ :ﻟﻘﺪ ﹼ ٦٢
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﻣﻦ ﺣﺮﻭﺏ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﻼﻝ »ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« .ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﻤﺎﻧﻲ
ﺩﻭﻝ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑ ﹰﺎ ﺣﺴﺐ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻓﻲ
٨ﺩﻭﻝ ﺍﺧﺘﺒﺮﺕ ﺃﻭ ﺗﺨﺘﺒﺮ ﺣﺎﻟﻴ ﹰﺎ ﻧﺰﺍﻋﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﺨﻠﺼﺖ ﺩﺭﺍﺳﺔ
Our World. Views From The Fieldﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ:
ﺇﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﹰﺎ ﺫﺍﻗﻮﺍ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﻔﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺮ .ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ % ٩٦ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺗﺄﺛﺮﻭﺍ ﻓﻌﻠﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺎ ﻭﻃﻌﻤﻬﺎ ﹼ ﺑﺎﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟـ % ٧٥ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﻣﻦ
ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻗﻠﻖ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﺪ ،%٦٢ﺣﺰﻥ ﻟﺪ ،%٥٥ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻟﺪ ،%٣٤ﺗﺰﻋﺰﻉ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻟﺪ ،%٢٠ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺌﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺧﻮﻓﻬﻢ
ﺍﻷﻭﻝ ،ﺗﻘﺪﻡ »ﺧﻮﻑ ﻭﺍﺣﺪ« ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥ »ﻳﺨﺴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ
ﺃﺣﺒﺎﺀﻩ«.
ﻭﺭﺻــﺪﺕ ﺍﻟــﺪﺭﺍﺳــﺔ ﺃﻧــﻮﺍﻋ ـ ﹰﺎ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ ﺫﻛﺮﻫﺎ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻮﺑﻮﻥ: ﹶ
% ٦١ -ﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ.
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﺑﺎﻉ ) (%٧٨ﻋﺎﻧﻮﺍ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ،ﺃﻭ ﻭﺍﺟﻬﻮﺍ ﺇﻓﺎﺩﺓ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺮﻡ
% ٢٨ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ.
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻒ ) (%٥٧ﻛﺎﺑﺪﻭﺍ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ،ﺃﻭﻓﻘﺪ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻘﺮﻳﺐ ) .( %٥١
ﺧﺴﺮ ﺍﻟﻨﺼﻒ ) (%٥١ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻋﻴﺸﻪ.٦٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺃﻓﺎﺩ ﺭﺑﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻮﺑﻴﻦ ) (%٢٦ﺃﻥ ﻋﻀﻮ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﻌﺮﺽﻟﻠﻘﺘﻞ.
-ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ) (%١٢ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺠﺮﻭﺡ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ.
% ٧ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ،ﻭ %٦ﻟﻠﺨﻄﻒ %٤ ،ﻭﻗﻌﻮﺍ ﺿﺤﻴﺔﻋﻨﻒ ﺟﺴﺪﻱ.
ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﹼ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﺗﻌﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺲ ﺃﻭ ﺳﺖ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺻﺎﺩﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .ﻭﺇﻥ %٩٠٫٣ﻣﻦ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﻭ %٦٨ﺃﺟﺒﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ،ﻭ% ٥٤٫٥
ﻋﺎﻧﻮﺍ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ %٥٠٫٣ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺷﻬﻮﺩ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، %٢٦ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻬﻢ ٢١٫٣٠ ،ﺃﻓﺘﺮﻗﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻬﻢ.
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺪﻭﺍﻥ ٢٠٠٦ﺗﻀﺮﺭﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺣﻴﺚ ﻓﻘﺪﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﺃﻟﻒ ﻗﺘﻴﻞ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٤٠٠٠ﺟﺮﻳﺢ ،ﻭﻫﺠﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺿﺎﺣﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ .ﻛﻤﺎ ﺃﺻﻴﺐ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺭﺑﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﺓ ،ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ،ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﻭﺟﺴﻤﻴﺔ ،ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ
ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ .ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ )ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ٤ﻋﻘﻮﺩ( ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻓ ﹰﺎ
ﻭﺍﻷﻗﻞ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ )ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ(
ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ .ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺩﻭﻣ ﹰﺎ
ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ »ﻫﻞ ﺳﺘﻨﻔﺮﺝ ﺃﻡ ﺳﺘﻨﻔﺠﺮ؟« .ﻭﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ٦٤
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﺣﺘﺪﺍﻡ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ
ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺇﻋﺎﻗﺔ ﺗﺨﻄﻴﻄﻬﺎ
ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺍﻧﻔﻠﺘﺖ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﻣ ﹰﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺗﺒﺮﺯ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺧﻀﺔ
ﺃﻣﻨﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﺻﻐﻴﺮﺓ .ﻭﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ
ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ،ﺇﺫ ﺑﻬﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺨﻄﻂ ﻃﻮﺍﺭﺉ .ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ ﻟﻤﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺒﻴﻼﹰ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ
ﻟﻸﻗﺪﺍﺭ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻷﺳﻮﺃ ،ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ
ﻭﺗﻮﺗﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺟﻮ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻭﻣﻊ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺍﻛﺘﺴﺒﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﻣﻦ ﺣﺼﺎﻧﺔ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ .ﻓﺎﻻﺿﻄﺮﺍﺏ
ﻳﻈﻞ ﻛﺎﻣﻨ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺟﺎﻫﺰ ﻟﻠﺒﺮﻭﺯ ﻭﻋﺮﻗﻠﺔ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ،ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ
ﻋﺎﻡ ،٢٠٠٦ﻭﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻷﻣﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺗﻠﻮﻳﺚ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ، ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ،ﺑﺎﻷﻟﻐﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﻨﻘﻮﺩﻳﺔ ،ﺇﺫ ﺗﻌﻤﺪﺕ ﻗﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺜﻴﻒ ﻭﻋﺸﻮﺍﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺠﺮﻭﺩ ﻭﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ﻭﺍﻷﻧﻬﺎﺭ .ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ
ﺗﻠﻮﺛﺖ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،٢٠٠٧/١/٢٣ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ١٧٣ﻧﻬﺮ ﹰﺍ ﻭﻧﺒﻌ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺑﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﹼ
ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﻨﻘﻮﺩﻳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻛﺪ ﻣﻨﺴﻖ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺩﻳﻔﻴﺪ ﺷﻴﺮﻳﺮ
ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ،ﺃﻗ ﹼﻠﻪ ٦ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ) ٦٤ﻛﻠﻢ (٢ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ٦٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﺤﻤﻀﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺯ ،ﻭ ١٠ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ) ٧٤ﻛﻠﻢ (٢ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺔ،
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻠﻮﺛﺔ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﺑﻞ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻔﺠﺮﺓ ،ﻭﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ) ٣٥ﻛﻠﻢ (٢ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻌﺸﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻟﺮﻋﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﻣﻠﻮﺛﺔ
ﺑﻘﻨﺎﺑﻞ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻔﺠﺮﺓ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ .ﻭﻻﺗﺰﺍﻝ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺭﻓﺾ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺧﺮﺍﺋﻂ ﺍﻷﻟﻐﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﺑﻞ
ﺍﻟﻌﻨﻘﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﺣﺮﺏ ،٢٠٠٦ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻗﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺯﺍﻟﺘﻬﺎ
ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﻒ ،ﻭﻳﺘﺴ ﹼﺒﺐ ﺑﻤﻘﺘﻞ ﻭﺟﺮﺡ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﻳﻀﻌﻒ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺮﻣﻬﻢ ﻣﻦ
ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ.
ﺳﺎﺩﺳ ﹰﺎ :ﺍﻧﺤﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﻔﺸﻲ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ
ﻭﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﻷﺳﺮ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﻨﺖ ﻭﻻﺗﺰﺍﻝ ﺗﺠﻨﻲ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ
ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ،ﺃﻭ ﻣﻤﻮﻫﺔ ﺑﻐﻄﺎﺀ ﻣﺸﺮﻭﻉ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ.
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻟﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻞ ﻣﺘﻜﻴﻔﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﺿﻤﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺼﻨﺔ ﻗﻴﻤﻴ ﹰﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻛﻲ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﺇﻏﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺑﺄﻗﻞ ﺟﻬﺪ ،ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ٦٦
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺗﺘﺒﺎﻫﻰ ﺑﻤﺎ ﺟﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻭﻣﺎ ﺣﻘﻘﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﻏﺪ ﺍﻟﻌﻴﺶ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺒﻮﻫﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﺮﺿﻬﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺣﺬﺍﻗﺔ ﻭﺑﺮﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺍﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ .ﺗﺘﻌﺮﺽ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺃﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ،ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﻓﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ
ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻫﺎﺓ ﺑﻤﻈﺎﻫﺮﻩ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ﻓﻴﻪ ،ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭﻩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ .ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻧﺔ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ .ﻳﻨﺨﺮﻁ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻮﻧﻪ ﺑﺴﺒﺐ
ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﻨﺸﺌﺘﻬﻢ ﻭﺗﺤﺼﻴﻨﻬﻢ
ﺍﻟﺨﻠﻘﻲ ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﻲ .ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻫﻢ ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ »ﺃﺑﻄﺎﻝ« ﻣﺎ ﺗﺮﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻣﻦ »ﺭﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ« ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻊ ﺍﻵﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ،
ﻭﻓﺮﻁ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﻻﺃﺧﻼﻗﻴﺔ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻬﻢ ﻵﺧﺮ ﺻﺮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺿﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ »ﺃﺑﻄﺎﻝ«
ﺍﻟﺘﺴﻮﻕ ﻓﻲ »ﺍﻟﻤﻮﻻﺕ« ،ﻫﻢ ﻭﺃﻫﻠﻬﻢ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﻗﻴﻤﻴﺔ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﻋﺎﺩﺓ،
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺩﻭﻥ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻬﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻧﺤﺔ،
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ ﻭﺍﻹﺩﻣــﺎﻥ .ﻭﻳﻀﺎﻑ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺗﺴﻴﺐ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻨﺤﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ،ﻭﺑﺮﻭﺯ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺗﻌﻨﻴﻒ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﻠﻎ ﺣﺪ ﹰﺍ ﺧﻄﻴﺮ ﹰﺍ ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ. ٦٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮ ،ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ
ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻻﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ ﺍﻷﺻﻠﻲ،
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﺘﻜﻴﻔﺔ )ﻣﺴﺘﻮﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺷﻌﺒﻴ ﹰﺎ( .ﺗﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺗﻔﻘﺪ ﻣﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺿﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ
ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ ﺍﻷﺻﻠﻲ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻬﺪﺩ ﺑﺘﻔﻜﻚ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻴﻒ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺩﺭﺍﺳﻴ ﹰﺎ ﻭﻣﻬﻨﻴ ﹰﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ .ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻜﺒﺮ ﻫﺆﻻﺀ
ﻓﻘﺪ ﻳﻌﻴﺪﻭﻥ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ،ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﺔ،
ﻭﻻﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﻥ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ )ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ( ،ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺑﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻢ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ.
ﺧﻼﺻﺔ :ﻣﻦ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺩﺣﺔ ﻟﻼﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ .ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ٦٨
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺿﻬﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﻤﺪ ،ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﻛﻲ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺣﺎﻟﻴ ﹰﺎ .ﻻ ﺑﺪ ﺇﺫ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ
ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻛﻞ
ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ/ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﻴﻢ ،ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺗﻤﺎﺳﻚ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺃﺳﺎﺳ ﹰﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺤﻤﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ .ﻛﻤﺎ ﹼ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻓﻘﺪﺕ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺣﻘﻮﻕ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ .ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻴﺢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺮ.
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺒﺮﺯ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻫﻴﺌﺎﺗﻪ ﻟﺒﻨﺎﺀ
ﻛﻴﺎﻥ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺣﻤﻼﺕ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ،ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻛﻲ ﺗﻨﻘﻲ ﺳﺎﺣﺘﻬﺎ ٦٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﺗﻀﻊ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﻬﺰﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ،ﻭﺗﻌﺰﺯ ﻣﻨﺎﻋﺘﻪ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ .ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺣﺼﺎﻧﺔ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ،ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻃﺮﺩﻳ ﹰﺎ ﻣﻊ ﺳﻼﻣﺔ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ.
ﻭﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ،
ﻭﺿﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﺑﻨﻴﻮﻳ ﹰﺎ )ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ،ﻭﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ
ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ( ،ﻭﻭﻇﻴﻔﻴ ﹰﺎ )ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺘﻬﺎ ﻭﺣﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻬﺎ( ،ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﻭﺟﺪﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ
ﺳﻦ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺍﻧﻔﺠﺎﺭ
ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ،ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﻮﺻﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻣﺼﻴﺮﻩ
ﺍﻟﻨﻤﺎﺋﻲ ،ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻳﻐﻨﻴﻬﺎ .ﻭﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ
ﻣﻊ ﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻦ ﺿﺪ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﻳﺘﻮﺝ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺨﻠﻘﻲ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺱ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ.
ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ٧٠
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻳﻮﻓﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﺿﺪ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺨﻄﺮ ﻟﻴﺲ ﺧﻄﺮ ﹰﺍ ﺇﻻ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺗﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﺣﺠﻤﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍﺗﻪ .ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ،ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺃﺳﺮﻱ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺃﺻﺒﺤﺖ
ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻠﻤﻴ ﹰﺎ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﺏ ﻛﻮﺍﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻨﻴﺎﺗﻪ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ.
ﻟﻦ ﻧﺨﻮﺽ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺋﺢ
ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﺘﺼﺪﻋﺔ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ،ﻛﺎﻷﺭﺍﻣﻞ ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺎﺕ ﻭﺃﺳﺮ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﻳﻦ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻞ ﻃﻔ ﹰ ﻼ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ
ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻓﻠﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻄﻂ ﺇﺭﺷﺎﺩﻳﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻭﻧﻤﺎﺋﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ
ﺑﻬﺎ ﺗﺒﻌ ﹰﺎ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻭﻇﺮﻭﻓﻬﺎ .ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﻄﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺗﺒﻌ ﹰﺎ
ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﺒﺪﺃ ﺇﻃﻼﻕ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻟﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ
ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ،ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ،ﻣﺎ ﻳﻮﻓﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ
ﺿﺪ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ،ﻭﻳﻀﻤﻦ ﻧﺠﺎﺡ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ. ٧١
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
)ﻋــﺎﻣـــــــــﻞ ﺃﻧـﻤـــﻮﺫﺟـــــــــــ ﹰﺎ(
٧٣
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺗﻌﺪﺩﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺴﺘﻬﻞ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻬﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ،ﺗﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ .ﻭﺗﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺠﺰﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻭﻻ ﺗﻌﻜﺲ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ،ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻭﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ .ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺗﻔﻌﻴﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻧﻌﻴﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ.
ﺃﻭﻻﹰ :ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺇﻥ ﻣﺼﻄﻠﺢ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ، ٧٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺎﺳﺎﺗﻪ ،ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ؛ ﻓﺘﻜﻮﻳﻨﺎﺕ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ« ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﻓﺌﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﺃﻭ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ،ﻏﻴﺮ
ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ »ﺇﻧﺠﺎﺯﻳﺔ« ﺣﺪﻳﺜﺔ ،ﻻ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ
»ﺇﺭﺛﻴﺔ« ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻣﺒﺪﺋﻴ ﹰﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻭﺑﺘﻜﺎﺛﺮ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ،ﺳﺘﺸﻌﺮ ﺃﻋﺪﺍﺩ
ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺪﻳ ﹰ ﻼ ﻭﻇﻴﻔﻴ ﹰﺎ ﻣﻌﻘﻮﻻﹰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎﺕ ﺍﻹﺭﺛﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ )ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ( ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻻﺀ
ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﻭﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻠﺜﺎﻧﻴﺔ).(١
ﻳﺼﺐ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ) (٢ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻳﻌﺮﻓﻪ »ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺼﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ،ﺇﺫ ﹼ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻗﺒﻞ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺪﺩ ﻣﺠﺎﻻﹰ ﻣﺘﻤﺎﻳﺰ ﹰﺍ
ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺃﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺔ ﻓﻲ ﺁﻥ .ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ
ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺦ...
) (١ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻭﺭﺷﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﻴﺴﺎﻥ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺹ.٣٢ ) (٢ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ، ﺑﻴﺮﻭﺕ ،١٩٩٧ﺹ .١٨٥
٧٦
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﺣﻮﻝ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﻣﻬﻤﺎﺗﻪ ﺑﺪﺀ ﹰﺍ« ﻣﻦ ﺭﻭﺳﻮ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ؛ ﻭﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻫﻮ ﻭﻟﻴﺪ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ،
ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺍﻧﻄﻼﻗﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ. ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻣﻨﺬ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﺛﻢ ﺗﺮﺍﻓﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ
ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺭﻭﺳﻮ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻳﺘﻤﺎﻳﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻭﻳﺸﻜﹼﻞ ﻣﺼﺪﺭ ﹰﺍ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﻟﻬﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻏﺮﺍﻣﺸﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺃﺩﺍﺓ
ﻟﻠﺘﺮﻫﻴﺐ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﻓﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ :ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﻫﻤﺎ ﺗﺮﺗﻜﺰﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ
)ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻴﺔ ،ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﺃﺣﺰﺍﺏ ،ﻧﻘﺎﺑﺎﺕ ،ﺍﺗﺤﺎﺩﺍﺕ.(...
ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﺬﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻭﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻭﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻬﺰﺓ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻋﺒﺮ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ، ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ٧٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻔﺮﺯ ﺧﻄﺎﺑ ﹰﺎ ﻭﻃﻨﻴ ﹰﺎ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻓﻬﻲ ﻓﻀﺎﺀ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ.
ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ :ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ: ﻧﺤﻮ »ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ«...
ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
ﻓﻤﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻹﻋﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ.
ﻭﻳﻼﺣﻆ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻧﺸﺮﺕ
ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻭﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﻭﻋﻘﺪﺕ ﻭﺭﺵ ﻋﻤﻞ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ،ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ
ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺇﻋــﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﻳﺒﺮﺯ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺠﻬﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ:
.١ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﻟﻠﺮﺑﺢ ،ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ
ﺍﻟﺮﺑﺢ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
٧٨
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
.٢ﺗﺤﻮﻝ ﻗﻄﺎﻉ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺔ
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ
ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ،ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ
ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻔﺌﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ،ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
.٣ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻧﺤﻮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ،ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻫﺘﺰﺍﺯ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ،ﺣﻴﻦ ﺗﺘﻮﺟﻪ
ﺇﻟﻰ ﺃﻗﻠﻴﺎﺕ ﻋﺮﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻣﺘﺒﻨﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠ ﹰﺎ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﻌﻤﻖ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ.
.٤ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻸﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ،
ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ،
ﻭﻗﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ،ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺁﻟﻴﺔ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﻟﻠﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧ ﹰﺎ.
ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻴﻼﺣﻆ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ،ﻛﻴﻒ ﺃﻥ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ ،٢٠١١ ،ﻣﺜﺎﻻﹰ( ،ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺘﻐﻴﺮ .ﻭﺗﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﺗﺠﺎﻫ ﹰﺎ ﻧﻘﺪﻳ ﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ٧٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .ﻭﻳﻄﺎﻟﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺑﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ
ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ:
.١ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺪ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ،ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺑﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻤﻲ ،ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻭﺯﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.
.٢ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻫﻮ ﻋﻼﻗﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺑﺘﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻭﻗﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻨﺔ ﻭﺗﻔﺘﻘﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ.
.٣ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺒﺐ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ،ﺃﻫﻤﻬﺎ ،ﺗﻤﺘﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ
ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺯﻧﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻢ ﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ.
.٤ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻤﺎ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ،
ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ،ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺣﻘﻮﻗﻴﺔ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮ).(١
) (١ﺃﻣﺎﻧﻰ ﻗﻨﺪﻳﻞ» .ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ« .ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ، ﺍﻟﺴﺒﺖ ١٩ ،ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ.٢٠١٣ ، ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/237869.aspx.
٨٠
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ »ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ« ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻟﺪﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻪ
ﻭﺟﻤﻌﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ:
ـ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻘﻞ؛ ﻓﺎﻷﺑﺤﺎﺙ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ
ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺣﺠﻢ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺷﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻳﺠﺎﺑﻪ ﻋﺪﺩ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ،ﺃﻫﻤﻬﺎ:
ﺃ ـ ﻧﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻓﺮﺓ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺛﻖ ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ
ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ.
ﺏ ـ ﻗﻠﺔ ﺟﻬﻮﺩ ﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺑﺎﻻﺭﺗﺒﺎﻁ
ﻣﻊ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ.
ﺝ ـ ﺇﻥ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻘﻞ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ،ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺿﻴﻘﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ،ﻭﻻ ﺗﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ.
ـ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻘﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺃﻭ ﻣﺼﻄﻠﺢ
»ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ« ﺃﻭ »ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ« ،ﻟﻢ ﺗﺸﻜﻞ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺍﺭ ﺑﺤﺚ ﻛﺎﻑ ﻭﺣﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ٨١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺻﻮﻍ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ
ﻭﻣﻨﺎﺳﺒﺔ. ـ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ،ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻃﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻞ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼﺹ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻤ ﹰ ﻼ ﻣﺘﺴﺮﻋ ﹰﺎ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻬﻤ ﹰﺎ ﻣﺸﻮﻫﺎ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻭﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺑﺘﻨﺎﻣﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ،ﻛﻘﻮﺓ ﺩﺍﻓﻌﺔ ﺗﻤﻠﻚ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﹰﺍ ﻫﺎﻣ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺇﺳﻬﺎﻣ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ.
ﺛﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ :ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻭﺳﻴﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺑﺈﺷﺒﺎﻉ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﻲ
ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺇﺷﺒﺎﻋﻬﺎ .ﻭﻳﺴﻤﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ
ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺸﺪ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﺑﺄﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﺸﺄﻭﺍ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺜﻴﺮﻭﻥ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ )ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ
ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ...ﺍﻟﺦ( ،ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ
»ﺧﻄﺮﻭﻥ« )ﻛﺎﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ(. ٨٢
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻳﺠﺘﺬﺏ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧ ﹰﺎ ﺃﻧﺎﺳ ﹰﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺛﺮﻭﺍ
ﺑﻌﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ ،ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺒﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻧﺸﺮ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ،ﺃﻭ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ .ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻻﻳﺰﺍﻝ ﻳﻤﺜﻞ ﻗﻮﺓ ﻣﺆﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻓﻴﻤﺎ
ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﺟﻮﺭ ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺟﺮ).(١
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻳﻮﻓﺮ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻭﻫﻮ
ﻣﺎ ﻋ ﹼﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺟﻮﻥ ﻭﺟﺎﺭﺩﻧﺮ ،ﺃﺣﺪ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺑﺤﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ
ﻟﻔﺘ ﹰﺎ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻫﻲ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ. ﻓﻔﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻨﻮﺍ ﺃﻭ ﻳﺘﺒﻌﻮﺍ ﺃﻱ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻭ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺫﻟﻚ .ﻭﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ،ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ
ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ .ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻛﺬﻟﻚ ،ﺑﺨﻼﻑ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻷﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﻓﻘﻂ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺮﺑﺢ«).(٢
ﻭﺗﻤﺜﻞ ﻏﺎﻟﺒ ﹰﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﺍﻟﻤﺆ ﱠﻟ ﹶﻔ ﹾﺔ ﺟﻴﻮﺑﻬﻢ ﻭﻳﺘﻠﻄﻮﻥ ) (١ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟـ charity businessﹸ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻤﺂﺭﺏ ﺷﺨﺼﻴﺔ. )Independent sector. «From Belief to Commitment» Washington. (٢ D.C: 1993
٨٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﺗﻀﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﺔ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ،ﻭﻫﻲ »ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺞ ﻭﺗﻌﺎﺭﺽ ﻭﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ« .ﻛﻤﺎ
ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﹼﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﻣﻦ ﺇﻋﻼﻥ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ،ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ
ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ .ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻧﻤﺎﻃ ﹰﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ
ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﻴﺎﻛﻞ ﺭﺋﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺮﺓ .ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺤﺮﺹ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺘﺒﻊ ﺯﻋﻤﺎﺀ
ﺑﺎﺭﺯﻳﻦ ،ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺩﻳﻨﻴﻴﻦ.
ﻣﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ: ﻭﻟﻘﺪ ﹼ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﻭﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺘﻴﻦ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻃﺎﺑﻌﻪ ﺗﺒﺸﻴﺮﻳ ﹰﺎ ﺇﺣﺴﺎﻧﻴ ﹰﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺓ .ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ
ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﺇﺑﺎﻥ ﺣﺮﺏ ﻓﻴﻴﺘﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺆﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔﺍﻟﺠﻴﻔﺎﺭﻳﺔ ،ﺗﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻭﺟﺪﺍﺭ ﺑﺮﻟﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻲ ﻇﻞ
ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ،ﺇﺫ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ »ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ« ،ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻳﺰﺩﺍﺩﻭﻥ ﻏﻨﻰ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻘﺮ ﹰﺍ ﻭﺍﻟﻬﻮﺓ ﺗﺘﺴﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻪ
ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻗﻄﺎﻋ ﹰﺎ ﺛﺎﻟﺜ ﹰﺎ ،ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ، ٨٤
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﻳﻠﺘﺰﻡ ﻗﺴﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﻪ »ﺑﺄﺟﻨﺪﺍﺕ« ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒ ﹰﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ
ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﻭﻣﻊ ﺑﺰﻭﻍ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭ»ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﻴﻦ« ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻧﻌﻤﻞ ﻟﻜﻲ ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻨﻲ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻧﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﺑﻤﻜﻴﺎﻟﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ
ﺑﻤﻘﻴﺎﺳﻴﻦ ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ،ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﻘﺎﺭﺍﺕ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺰﺯ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻥ
%٢٠ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺴﺘﺤﻮﺫﻭﻥ ﻋﻠﻰ %٨٠ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺍﺗﻪ.
ﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺩ ﻟﺪﻭﺭﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ
ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ ،ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﺍﻟﺤﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺗﻲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ،ﻭﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﻓﻘﺎﺭ ﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ،ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﹰﺍ ﺗﻨﻤﻮﻳ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻃﺎﺭﺋﺔ ،ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ
ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻭﺿﻌﻬﺎ .ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﻫﻨﺎﻙ ١٫٤٠٠ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﺃﺭﺑﻌﻤﺎﻳﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺮﺑﺢ
ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻭﻳﺼﻞ ﺭﻗﻢ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﻧﺼﻒ ﺗﺮﻟﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ) ٥٠٠ﺑﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ( .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﺃﻥ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻲ
ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ .ﻭﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻧﺸﻴﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻮﻟﻴﺪ %٦ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ،ﻭﻳﻮﻓﺮ %١٠٫٥ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ. ٨٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻳﺤﺪﺩ ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﻳﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ
ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺤﻮﺍﻟﻰ ٣٠٠ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ ،ﺩﻭﻥ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ )ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﺺ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ،ﻭﺗﻘﺪﺭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻨﻚ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻋﺎﻡ ،٢٠٠٠ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺑـ ١٫٦١٩ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺣﻮﺍﻟﻰ ٢٠ﺃﻟﻔﺎ« .ﻭﺗﻮﺟﺪ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺗﺠﻴﻴﺶ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺃﻛﺒﺮ )ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ( ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ(.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺣﺪﺩﺕ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﻠﻔﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻨﺴﺒﺔ
ﻋﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ) (%١٠ﻣﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻳﻤﻠﻚ ﺣﺎﻟﻴ ﹰﺎ ٧٦٠ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ﻭﻣﺴﺘﻮﺻﻔ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ٨٦٠ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﺟﺪﻭﺍﻩ).(١
ﺭﺍﺑﻌ ﹰﺎ :ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻪ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﺿﻤﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ:
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ. ) (١ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .١٩٩٧/٠٨/١٩
٨٦
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺃﺧﺬﺕ ﺭﻭﺡ
ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺗﺤﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ .ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺘﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻲ
ﻇﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﻲ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻗﺪ ﺗﻮﺳﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﺧﻼﻝ ﻋﻘﺪﻱ
ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﺇﺫ ﺑﺪﺃ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃ ﹰﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳ ﹰﺎ ،ﻭﻣﺆﺛﺮ ﹰﺍ ،ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﺳ ﹰﺎ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ.
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺑﺄﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ
ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺃﻓﺮﺯﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ،ﻣﻤﺎ ﺃﺩ ،ﺑﺎﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ،ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻭﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺪﻭﺭ
ﺍﻹﺳﻬﺎﻣﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻣﻨﻪ).(١
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ )ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻪ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ( ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺻﻤﺎﻡ ﺃﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺷﻌﺒﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻮﻃﻦ .ﻓﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٤٣ ) (١ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.
٨٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﻟﻢ ﺗﻮﻓﻖ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ.
ﺇﻥ ﺑﺮﻭﺯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
)ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﻧﺸﻘﺎﻗﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ( ،ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻫﻲ ﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻮﻟﻢ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺨ ﹼﻠﺖ ﺃﺣﻴﺎﻧ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ
ﻟﻠﻄﻮﺍﺋﻒ ،ﻭﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻛﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ
ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻀﻄﺮ ﹰﺍ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺿﻐﻄﻲ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺕ
ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻀﻐﻄﻴﻦ ﺇﺫ ﻳﺤﺘﻤﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺿﺪ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻷﺧﺮ .ﻭﺑﺎﺗﺖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﻓﺌﺎﺗﻬﻢ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﻠﺪﻭﻧﻲ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ،ﺃﻱ ﺃﺳﺒﻘﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺸﻮﺀ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭ
ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ .ﻭﺍﻟﻬﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﻴﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﺘﺨﺬ ٨٨
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺗﻨﺎﻣﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ
) ،(١٩٨٩-١٩٧٥ﺣﻴﺚ ﺍﺿﻄﻠﻌﺖ ﺑﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻭﺳﺎﻋﺪﺕ ﻋﺒﺮ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻄﻠﻴﻌﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻟﻬﻤﻮﻣﻬﻢ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻣﻨﻊ ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ .ﻭﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻗﻴﺎﺳ ﹰﺎ ﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺣﺠﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻴﻪ.
ﺇﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻊ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺇﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،ﻭﻟﻘﺪ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺧﻴﺮﻳ ﹰﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ ،ﻭﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺸﻜﻞ
ﻋﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ.
ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﺎﻡ ١٩٠٩ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﺢ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﻗﺪ ﺷﺠﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻭﺗﺤﺖ ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ .ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻼﺯﻡ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ،
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ.
ﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺣﻘﺒﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﺆﺍﺩ ﺷﻬﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ٨٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ
ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮﺽ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﺑﺮﺯﺕ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺄﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺗﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ
ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺃﺧﺮ ﻳﻌﺒﺮ
ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻭﻳﻌﻜﺲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .١٩٧٥
)(١
ﺧﺎﻣﺴﺎ :ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٤٣ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،١٩٧٩
١٫٣٠٣ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ )ﺑﻴﻨﻬﺎ ٨٨ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ() .(٢ﻭﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﻤﺖ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ ) ١٩٨٠ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ
) (١ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .١٩٨٥ ) (٢ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺃﻭ ﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ )ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻋﺎﻡ .(١٩٨٠
٩٠
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻝ ﻋﻠﻤ ﹰﺎ ﻭﺧﺒﺮ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ( ،ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺑﻠﻐﺖ ١٫٩٠٠ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٨٩ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ ،١٩٩٩ﺃﻱ ﺑﻤﺘﻮﺳﻂ ٢٠٠ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺳﺠﻼﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ )ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻧﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺤﺮﺓ...ﺇﻟﺦ( ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ٣٫٩٤٦ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ .١٩٩٩
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ »ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻋﻘﺪﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﺮﺑﻴﻦ« ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﺏ ﺃﻭ
ﻫﺰﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺗﺮﺗﻔﻊ ،ﺇﺫ ﺳﺠﻠﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٢٥ ،٢٠٠٤ﺟﻤﻌﻴﺔ ،ﻟﺘﻀﻴﻒ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ٣٢٣ ﺟﻤﻌﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻡ ،٢٠٠٦ﺇﺫ ﺳﺠﻞ ﻭﺟﻮﺩ ٥١٨ﺟﻤﻌﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٧ﻧﺤﻮ ،٢٥٢ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ٨٨٤ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ
٢٠٠٨ﻭ ...٢٠٠٩ﻟﺘﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ٥٩١ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ .٢٠١٠
ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻘﺮﻳﺒﻲ ،ﻭﺻﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ٦٫٦٠٠ﺟﻤﻌﻴﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻳﺘﻌﺪ ﺍﻟـ ٦٠٠ﺟﻤﻌﻴﺔ .ﻻ ﺑﻞ ﺗﺄﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻭﺧﺒﺮ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ )ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ( ،ﻭﻋﺪﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺑﺎﻟﻤﺌﺎﺕ ،ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٧ﺁﻻﻑ ﺟﻤﻌﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻓﺠﺮ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺎﺭﻳﺲ ٣ﻭﻣﺎ ﺗﻼﻩ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﻨﺎﻣﻲ ٩١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺃﺩ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺸﻮﺀ ﻋﺪﺩ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻮﻳﻞ.
ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻟﻬﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﻓﺎﻋﻞ ،ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟـ ١٥٠ﺟﻤﻌﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺑﻠﻎ .١١٫٦١٩
ﺇﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺃﻗ ﹼﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺠﻤﻌﻴﺔ
ﺃﻭ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻄﻮﻋﻲ ﻣﺎ .ﻭﺇﻥ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺗﺘﺄﺛﺮ
ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻣﻬﻤ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ )ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻐﺘﺮﺏ( ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻲ
ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺍﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ
ﺭﻏﻢ ﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺬﻟﻚ.
ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﻘﺪ ﻭﺿﻊ ﹼ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ )ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺣﺮﻳﺔ ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ( ،ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻑ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ).(١ ) (١ﻣﺘﺄﺛﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﺘﻜﺮﻳﺲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺿﻤﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﻗﺎﻧﻮﻥ ٢١ﺁﺫﺍﺭ ١٨٨٤ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺗﻤﻮﺯ ١٩٠١ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﺰﺍﻝ ﺳﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ. ﺣﺮﻳﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ :ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺻﻘﺮ ،ﺭﻭﺍﻕ ﻋﺮﺑﻲ، ﺍﻟﻌﺪﺩ .١٧
٩٢
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﻭﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ» :ﺣﺮﻳﺔ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻗﻮﻻﹰ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ
ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻜﻔﻮﻟﺔ ﺿﻤﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ)«(١
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﺃﺧﺮﺕ
ﻧﻤﻮﻫﺎ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ .ﻓﻘﺪ ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﺩﻭﺭﻫﺎ
ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ،ﻭﺃﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻛﻮﻧﻪ ﺍﺿﻄﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻭﻣﻬﺎﻡ ﺗﻔﻮﻕ ﻃﺎﻗﺘﻪ ،ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ
ﺟﻬﻮﺩﻩ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ.
ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺑﺘﺒﻨﻲ
ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺗﺸﺮﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ، ﺃﻥ ﹼ ﺃﻗﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ .ﻓﻔﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،ﺳﻬﻠﺖ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻄﻠﻖ
ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ،ﻭﻟﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ
) (١ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ – ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﻣﺎﺩﺓ ١٣ﺹ .١٣
٩٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﹼ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ،ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻏﻴﺒﺖ ﻗﺴﺮ ﹰﺍ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ،ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻻﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﻨﺘﺞ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﺤﻔﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺸﻴﻂ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻭﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺿﺮﻳﺒﻲ
ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﺑﺤﻲ ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﺍﺳﻮﺓ ﺑﺘﻠﻚ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ،ﻻ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺰﻝ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ،
ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﻓﺌﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﻴﺮﺓ ﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺿﻴﻘﺔ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
٩٤
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
٩٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٩٦
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
٩٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٩٨
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
٩٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ،ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﻭﻫﻴﺌﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ
ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺩﻋﻢ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺗﻨﺎﺳﺒﺖ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ .ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ
ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻌﻴﺎﺭﻳﺔ ﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ،ﻷﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
»ﺗﺘﺼﻒ ﺑﻤﺴﺎﺭ ﺑﻨﺎﺋﻲ ﺗﺮﺍﻛﻤﻲ«) .(١ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻬﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻋﺎﻡ
) (١ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﻮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺠﻞ ،ﻳﻮﻡ ٢٦ﺃﻳﻠﻮﻝ .٢٠١٣
١٠٠
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
،١٩٨٩ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ،ﺃﻱ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﺎﻣﻞ ،ﻓﺈﻥ ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ ﺃﻥ
ﻧﻘﺴﻢ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴﺘﻴﻦ:
ﺃﻭﻻﹰ :ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«: ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ
ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤ ﹰﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ
ﻭﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﺠﺎﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻭﺷﻜﻠﺖ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺔ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ .ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ
ﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺴﺎﻃﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺄﺑﻬﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ.
.١ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ: .
ﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ )ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻗﻠﺔ ﺍﺳﺘﻐﻠﺖ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ( ،ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ١٠١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ«
ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ :ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﺍﻷﻭﻝ ﻋﺎﻡ ،١٩٧٨ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻋﻤﻼﺋﻪ ﻟﻘﺮ »ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻱ«،
ﻭﺗﻌﻤﺪﻫﻢ ﻃﺮﺩ ﺳﻜﺎﻧﻪ ﻭﺗﻬﺠﻴﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﺭﺟﺎﺀ
ﺍﻟﻮﻃﻦ .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺎﻡ ،١٩٨٢ﺣﻴﺚ ﺍﺣﺘﻞ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺛﻠﺜﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﺟﺒﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺤﺎﺏ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﻫﺰﻳﻤﺘﻪ ،ﻭﺩﺣﺮﻩ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻋﺎﻡ .٢٠٠٠
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﻟﻼﺣﺘﻼﻝ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ،ﻓﺈﻥ ﺭﻓﻀﻬﻢ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﺩﻓﻊ ﺑﺎﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ:
ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻓﻲﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،١٩٧٥ﺑﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ .ﻛﺎﻥ
ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻨﺰﻉ ﺭﻣﺰﻱ ﻟﻠﺤﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻓﺼﻠﺖ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻋﻦ ﺷﺮﻗﻬﺎ ،ﻭﺗﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ ﻓﻲ
ﺷﺎﺭﻉ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﻮﺭﻱ ﻭﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ.
ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻼﻋﻨﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﻮﺑﻪ ،ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ .١٩٨٧ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻼﻋﻨﻔﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﺍﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﹼ ١٠٢
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
-ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ٢٥
ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺃﻭﻝ .١٩٨٨
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺪﻻﻻﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺭﻣﺰﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ
ﺃﻛﺪﺕ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ،ﻭﺇﺻﺮﺍﺭﻫﻢ
ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﻋﺖ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﻣﻌ ﹰﺎ ﻃﻮﺍﻝ ١٥ﻋﺎﻣ ﹰﺎ .ﻟﻜﻦ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺤﻨﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ«
ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﻦ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺘﻮ ﻣﺘﻘﺪﻣ ﹰﺎ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻋﺎﻡ ،١٩٨٢
ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺻﺤﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰ ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ
ﺳﺘﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻭﺟﻬﺎﺯ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ.
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻗﺪﻣﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ ﺭﺍﺋﺪ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻋﻨﻒ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ،ﻛﻤﺎ ﻋﻨﻒ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻫﺪﺩﺍ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﺃﻣﻨﻬﻢ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺍﻓﺮ
ﻣﺜﻴﻞ ﻗﺒﻠﻪ.
.٢ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺃﻭﻝ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ: . ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻋﺎﻡ ١٩٨٢
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﻃــﺮﺍﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ١٠٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺇﻏﺎﺛﻴﺔ ﻭﺻﺤﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺼﻌﻴﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻧﻮﻋ ﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ .ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺃﺳﻔﺮﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﻋﺸﺮﺍﺕ
ﺁﻻﻑ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﺰﺍﻡ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻜﺮﻧﺘﻴﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﺦ ﻭﺍﻟﻨﺒﻌﺔ ﻭﺑﺮﺝ ﺣﻤﻮﺩ ﻭﺳﻦ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭﺍﻟﺪﻛﻮﺍﻧﺔ ﻭﺗﻞ ﺍﻟﺰﻋﺘﺮ،
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﺪﺍﻣﻮﺭ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﻣﺪﻥ ﻭﻗﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻟﻠﻐﺰﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﺎﻡ ،١٩٧٨ﻭﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﻴﺶ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﺃﻋﻤﺎﻻﹰ ﺇﺟﺮﺍﻣﻴﺔ
ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ،ﻗﺎﻣﺖ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﺤﺮﺏ ﻭﺍﺳﻌﺔ ،ﻓﺤﺎﺻﺮﺕ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ
ﻳﻮﻣ ﹰﺎ ﺗﻮﺟﺖ ﺑﻤﺠﺰﺭﺓ ﺻﺒﺮﺍ ﻭﺷﺎﺗﻴﻼ.
ﺑﻌﺪ ﺍﺟﺘﻴﺎﺡ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻮﻑ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻭﺟﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،١٩٨٢ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻮﻃﻦ ،ﻭﺃﺣﻜﻤﺖ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ
ﻭﺑﻴﺮﻭﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺗﻤﺮﻛﺰﺕ ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻋﻨﺪ ﺑﻮﺍﺑﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺿﺤ ﹰﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻭﺑﺄﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺟﺪ ﹰﺍ ،ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ .ﻓﻤﺎ ﻫﻲ
ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺨﻄﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺮﺣﺘﻬﺎ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﻧﻔﺬﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻧﺠﺎﺡ ١٠٤
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻲ
ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﻭﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ﺑﺤﺪﻭﺙ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﺭ
»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ،ﺗﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻧﺰﻳﻪ ﺍﻟﺒﺰﺭﻱ ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ )ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ،
ﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺟﻨﺒﻼﻁ ،ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ( ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ »ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ« ﺑﺮﺋﺎﺳﺘﻪ ﻭﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﻨﺪﻭﺑﻲ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﻛﻞ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻭﺿﻢ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻭﺗﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺮ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ
ﻣﻜﺎﻧ ﹰﺎ ﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻬﺎ .ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﻜﻢ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ،ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﻘﺼﻒ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ، ﻧﻘﻠﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻬﺰﺗﻪ
ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﺴﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﺑﻮ ﺟﻤﻴﻞ .ﻭﻗﺪ
ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ١٠٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻣﻼﺟﺊ ﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑﻘﺼﻒ
ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ.
ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻭﺗﺤﺖ
ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﺇﻧﺠﺎﺯﻩ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ،
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ .ﻟﻘﺪ ﺗﻤﻜﻨﺎ ﺧﻼﻝ
ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺳﺖ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﻣﺮﻛﺰﻳﻦ ﻟﻠﻄﻮﺍﺭﺉ، ﺗﻢ ﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
ﺃ ـ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ:
ـ ﺣﻲ ﺑﺮﺝ ﺍﺑﻲ ﺣﻴﺪﺭ :ﻣﺮﻛﺰ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ.
ـ ﺣﻲ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ :ﻣﺮﻛﺰ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺑﺎﺷﺮﺍﻑ ﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ.
ـ ﺣﻲ ﺯﻗﺎﻕ ﺍﻟﺒﻼﻁ :ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺟﻨﺒﻼﻁ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ ﻟﻴﺴﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ.
ـ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﻄﺒﺔ :ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺟﻨﺒﻼﻁ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ.
ـ ﺍﻟﻮﺗﻮﺍﺕ /ﺍﻟﻘﻨﻄﺎﺭﻱ :ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺮ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻧﺘﺮﺍﻧﻴﻚ.
ـ ﺣﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﺑﻮ ﺟﻤﻴﻞ :ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﺴﻮﻥ. ١٠٦
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺏ ـ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ:
ـ ﺣﻲ ﺍﻟﺮﻭﻳﺲ :ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ.
ـ ﺣﻲ ﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ :ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺸﺊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮ ،ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻄﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻗﻒ
ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺟﺰﺋﻴ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻛﻠﻴ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺼﻒ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ،ﻭﻗﺮﺏ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺟﺮ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺭﺩ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻓﺮﺓ ﻟﺪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺪﺍﺕ ﺗﻢ ﺷﺮﺍﺅﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻣﻦ »ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ« ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺭﺻﺪﺗﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻴﻒ ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻮﻟﺪﺍﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ،
ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻭﺗﻢ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ ﻟﻠﻤﻮﻟﺪﺍﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﺰﺍﻧﺎﺕ
ﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ،ﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯﻭﺩﻭﺍ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﺍﻻﺭﺗﻮﺍﺯﻳﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ .ﺃﻣﺎ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﻓﻘﺪ ﻭﻓﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻋﺰﺯﺕ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﺍﺗﻬﺎ.
ﺃ ﹼﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭﺍﻟﻄﺒﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻢ ١٠٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺗﺄﻣﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﻭﻣﻤﺮﺿﺎﺕ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺩﻭﻝ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺗﺪﻓﻘﺖ ﻟﻠﻌﻤﻞ
ﻣﻌﻨﺎ ،ﻓﻲ ﺟﻮ ﺗﻀﺎﻣﻨﻲ ﺭﺍﺋﻊ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻭﻣﻌﻘﺪﺓ ،ﺗﺠﻠﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ
ﺃﺳﻤﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻟﺪ ﻛﻞ ﻣﺘﻄﻮﻉ ﻭﻛﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ،ﻓﻌﺎﺷﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ
ﻭﺑﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺨﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮﺓ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ،ﻭﻧﻤﺖ ﻣﻠﺘﺼﻘﺔ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻤﻮﻣﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ،ﻓﺒﺎﺗﺖ
ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﻭﺳﻊ ﻓﺌﺎﺗﻪ ،ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﻭﺗﻮﺳﻌﺖ ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻀﺎﻥ ﻟﻬﺎ.
ﺃﺣﺼﺖ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﻋﺎﻣﻞ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺧﻼﻝ ٨٨ﻳﻮﻣ ﹰﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﺼﻒ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ .ﻭﺗﻜﻤﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺩﻗﻴﻘﺔ
ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺣﺼﺎﺭ ﺍﻟﺠﻴﺶ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«
ﻟﻠﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﺧﻼﻝ ﻏﺰﻭ ﻋﺎﻡ .١٩٨٢ﻓﻘﺪ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﻣﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ٢٤٥٩ﺟﺮﻳﺤ ﹰﺎ .ﻛﻤﺎ ﻋﺎﻟﺠﺖ
٢٣٠٩٥ﻣﺮﻳﻀ ﹰﺎ .ﻭﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﻏﺮﻑ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ٦٤٩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺇﺟﺮﺍﺀ ٢٠٠ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﻻﺩﺓ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ .ﻭﺧﻼﻝ ١٠٨
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻭﺯﻋﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﻭﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ٣٧٧٧٠ﻭﺣﺪﺓ ﺩﻭﺍﺀ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺗﺒﻴﻦ ﺣﺠﻢ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻣﺘﻄﻮﻋﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﺻﺎﻣﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ.
.٣ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺛﺎﻥ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ: . ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ
ﺧﻼﻝ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﻋﺎﻣﻲ ١٩٨٤-١٩٨٣
ﹼ ﺇﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺰﻭ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ،ﻟﻢ ﺗﺪﻡ ﻃﻮﻳﻼﹰ ،ﻓﻔﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺃﻳﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ ،١٩٨٣ﺍﻧﺪﻟﻊ ﻣﺎ
ﺳﻤﻲ ﺑﺤﺮﺏ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ،ﺣﺎﻣﻠ ﹰﺔ ﻟﻸﻫﺎﻟﻲ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻭﺗﺴﻠﻂ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ ﻭﺍﻵﻻﻡ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ،ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻘﺼﻒ ،ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ،ﺃﻧﺸﺊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﹰﺍ ﻣﻦ
ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺻﺤﻴﺔ ﻭﻣﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺩﻓﺎﻉ
ﻣﺪﻧﻲ.
ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ،ﺗﻢ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ
ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺸﺌﺖ
ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺃﻣﻞ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺸﺌﺖ ١٠٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺃﻣﻞ ،ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺟﻨﺒﻼﻁ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻹﻧﻌﺎﺵ، ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﺍﺗﺤﺎﺩ ﻏﻮﺙ ﺍﻷﻭﻻﺩ،
ﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ …ﺍﻟﺦ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ،ﺃﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﻫﻴﺌﺔ ﺇﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺩﻣﺮ ،ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ
ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ
ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻗﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ
ﻣﻨﺪﻭﺑﻮﻥ ﻋﻦ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺧﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﻲ،
ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻭﻭﻗﺎﺋﻴﺔ ،ﺷﻤﻠﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻹﻧﻌﺎﺵ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ:
ﺃ ـ ﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺒﺮﺍﺟﻨﺔ ،ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻹﻧﻌﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺒﻴﺮﻱ ﻭﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ ﻭﺑﺮﺝ ﺍﻟﺒﺮﺍﺟﻨﺔ.
ﺏ ـ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ:
ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻲ ﻭﺍﻻﻭﺯﺍﻋﻲ ﻭﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ.
١١٠
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺝ ـ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺃﻣﻞ :ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ ،ﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ ،ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺒﺮﺍﺟﻨﺔ ،ﺣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ.
ﺩ ـ ﻣﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ ،ﻣﺎﺭﻭﻥ ﻣﺴﻚ ﻭﻛﻨﻴﺴﺔ ﻣﺎﺭ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ.
ﻫـ ـ ﻣﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ،ﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺟﻨﺒﻼﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ.
ﻭ ـ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺒﻴﺮﻱ ﻭﺑﺮﺝ ﺍﻟﺒﺮﺍﺟﻨﺔ ﻭﺑﻌﺠﻮﺭ.
ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻳﺠﺔ ﻭﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﻧﻘﺎﻝ ﻓﻲ
ﺑﺌﺮ ﺣﺴﻦ.
ﺯ ـ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺣﺴﻦ.
ﺡ ـ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﻏﻮﺙ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ.
ﻁ ـ ﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺒﻴﺮﻱ.
ﻙ ـ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ ،ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﺔ ،ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺒﺮﺍﺟﻨﺔ ،ﺣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺻﻔﻴﺮ.
ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﻤﻮﻟﻲ
ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﺩﻭﺭﻩ ،ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ )ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻴﻒ( ،ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻭﺃﻃﺒﺎﺀ ﺃﻭﻓﺪﺗﻬﻢ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ،ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
ﺍﻟﺒﻮﻟﻨﺪﻱ ﺑﺰﺍﻧﻲ .ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻤﺖ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻘﻴﺢ ١١١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺿﺪ ﺍﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻲ )ﺷﺎﻫﻮﻕ ،ﺧﺎﻧﻮﻕ ،ﻛﺰﺍﺯ( ﻭﺍﻟﺤﺼﺒﺔ،
ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻋﻦ ﻛﻮﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
.٤ﺧﻼﺻﺔ :ﻋﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ، .
ﻭﺩﻭﺭ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻔﺬﺗﻬﺎ ﻋﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ
ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ ،ﺇﺫ ﺭﻓﻌﺖ ﺣﺠﻢ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ
ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻭﺗﺨﻔﻴﻒ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻷﺷﺪ ﻓﻘﺮ ﹰﺍ ﻋﻦ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺔ .ﻭﻳﻌﺰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
ﺃ ـ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ،ﻳﻮﻟﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻗﻠﻤﺎ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻢ.
ﺏ ـ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻸﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ.
ﺝ ـ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﻟﺨﻄﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ،ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ
ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺼﺤﻲ.
ﺩ ـ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻣﺪﻓﻮﻋﻴﻦ ﺑﺮﻏﺒﺔ ١١٢
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻟﺪ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻟﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺣﺼﺎﻧﺔ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ .ﻭﻟﻘﺪ ﺷﻐﻠﺖ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻣﺤﻠﻴ ﹰﺎ ﺑﺎﺭﺯ ﹰﺍ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﻭﺇﺧﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮﺓ.
ﻫـ ـ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻟﻬﻢ ﺃﺻﻼﹰ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺻﺪﻗﻴﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
ﻭـ ﹼ ﺇﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﻮﻟﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻗﻞ ﻣﺜﻴﻠﻪ ،ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻣﺘﺠﻠﻴ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﺑﺮﻭﺡ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻭﺃﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ
ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﻭﺗﻘﺒﻞ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ،ﺷﻜﻞ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﺪﹼ ﺫﺍﺗﻬﺎ.
ﺯ ـ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﻫﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻭﺣﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻭﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺿﻊ ،ﻣﻤﺎ ﺃﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﺮﺯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﺳﻬﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
١١٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ
ﺗﻨﻔﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ،ﻭﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ،ﻭﺇﻗﺤﺎﻡ ﺍﻟﺪﺧﻼﺀ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻴﺸﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ.
ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺇﻻ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ،ﺑﻞ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺟﺘﺎﺣﺘﻪ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ. ﻓﺎﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ،ﻭﻇﻠﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻗﻮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺊ ﺁﺧﺮ.
ﻭﻣﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺗﻨﺎﻣﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻛﻤ ﹰﺎ
ﺑﺎﻟﻤﻌﻮﻗﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻧﻮﻋ ﹰﺎ .ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ٢٠ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﹼ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺤﺖ ٨٠ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ .ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻧﺤﻮ ٢٥٠ﻣﺴﺘﻮﺻﻔ ﹰﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻓﺎﺭﺗﻔﻊ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺇﻟﻰ ٨٦٠
ﻣﺴﺘﻮﺻﻔ ﹰﺎ ﻭﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ٧٦٠ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﻳﻨﺴﺤﺐ
ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻣﻦ ٤٠ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺣﺮﻓﻴﺔ
ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺇﻟﻰ ٢٥٠ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﺢ ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺑﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ١١٤
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺭﻛﻴﺰﺗﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺭﻏﻢ ﺿﺂﻟﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ،
ﻃﺮﻓ ﹰﺎ ﻣﻜﻤ ﹰ ﻼ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ،ﺑﺎﻟﺘﺂﺯﺭ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﺗﻬﺎ »ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٩٥ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ
ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ،ﺍﻧﻪ
ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﺍﻟﻤﺸﻤﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺛﻨﺘﺎﻥ ﺗﺎﺑﻌﺘﺎﻥ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﺍﺛﻨﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻭﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺃﺭﺑﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻣﺪﻧﻴﺔ ،ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻗﺪﻣﺖ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ.
ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ :ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ
ﺩﺧﻠﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺨﻄﻂ ﻭﺑﺒﺮﺍﻣﺞ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ
ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺳﻮﺓ ﺑﻤﻌﻈﻢ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ. ١١٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﻏﺎﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﻭﺳﻴﻠﺘﻬﺎ .ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ،ﻭﻫﻲ ﺍﺳﺘﻮﺟﺒﺖ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻛﺘﻔﺎﺀ ﻣﺎﻟﻲ ﺫﺍﺗﻲ ،ﺣﻘﻘﺖ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎﺭ »ﺧﺪﻣﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻜﻠﻔﺔ ﺃﻗﻞ« Mieux
.mais moins cher, Better but cheaper
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺿﺤﺎﻳﺎ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻟﻬﻢ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﹰﺍ
ﻭﺃﺻﻌﺐ ﺗﻄﺒﻴﻘ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻞ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻬﺘﻪ
ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻪ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺑﻌﺪ
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻋﺎﻡ .١٩٨٩
ﻟﻘﺪ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﻭﺛﻘﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴ ﹰﺎ ﻭﻋﺎﻟﻤﻴ ﹰﺎ ،ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﺯﺗﻪ ﻣﻜﻨﻬﺎ ،ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ
ﺩﻋﻢ ﺇﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻩ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻗﺪﻡ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ١١٦
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻭﺟﺮﺣﻰ ،ﻭﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺣﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ .ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺪﻫﺎ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻭﻗﺪﻣﺖ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻫﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ :ﺃﻭﻻﹰ ،ﺗﺼﺪﻱ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ
»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ »ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ،٢٠٠٦ ،١٩٩٦ ،١٩٩٣ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﺔ .ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ ،ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﺐ
ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻧﺒﺬ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻭﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﺎ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺣﻘﻮﻕ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.
.١ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ: . ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﺯﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ
ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻗﺪ ﻣﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺆﺳﺴﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ،ﺗﻨﺘﺞ
ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺑﻜﻠﻔﺔ ﺯﻫﻴﺪﺓ ،ﻓﻲ ﺣﻮﺍﻟﻰ ٧٥٠ﻣﺮﻛﺰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ﻭﺍﺳﺘﺸﻔﺎﺋﻴ ﹰﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ.
١١٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﺩﻭﺭ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﻭﺍﻥ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ«
ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ ،١٩٩٣ﻛﻤﺎ ﻋﺪﻭﺍﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﺴﺎﻥ ،١٩٩٦ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ، ﻭﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻓﻲ ﺻﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ،ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.
ﺃ ـ ﻋﺪﻭﺍﻥ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ ١٩٩٣ﻭﻧﻴﺴﺎﻥ :١٩٩٦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺧﺎﺿﺖ »ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻳﺤﺘﺬ ﺑﻬﺎ«...
ﺑﻌﺪ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﺠﻴﺶ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ ﻋﺎﻡ ،١٩٨٢ﻭﺍﺻﻞ
ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﺣﺘﻼﻟﻪ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺭﺍﻓﻀ ﹰﺎ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﺭﻗﻢ ٤٢٥ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻭﻗﺪ ﺻﻌﺪﺕ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻭﺗﻴﺮﺓ
ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺗﻬﺎ ،ﻭﺷﻨﺖ ﻋﺪﻭﺍﻧ ﹰﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳ ﹰﺎ ﻭﺍﺳﻌ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ ﻋﺎﻡ .١٩٩٣ﻛﺬﻟﻚ
ﺷﻨﺖ ﻋﺪﻭﺍﻧ ﹰﺎ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﻧﻴﺴﺎﻥ ،١٩٩٦ﻛﺎﻥ ﺃﺧﻄﺮ ﻭﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ .ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻌﺪﻭ
»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻗﺎﻧﺎ ،ﺑﺄﻥ ﻗﺼﻒ ﻋﻤﺪ ﹰﺍ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﻟﺠﻮﺀﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺮ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ
ﺳﻴﺤﻤﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ .ﻭﻗﺪ ﺃﺳﻔﺮﺕ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻗﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ١٠٩ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺟﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰﺓ.
ﺇﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻣﻦ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﻭﻗﺘﻞ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻐﺔ ١١٨
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻤﺖ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﺑﺘﻀﺎﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺇﺫ ﺗﻢ ﺇﻳﻮﺍﺀ ﻧﺤﻮ
ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻧﺎﺯﺡ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .ﻭﻟﻘﺪ ﺑﺮﺯﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ.
ﺗﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻄﻮﺍﺭﺉ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﻋﻀﻮﻳﺔ
ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺔ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻭﺿﻊ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻷﻣﺎﻛﻦ ﺗﻮﺯﻉ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ،ﻭﺗﻢ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﻧﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻮﻥ ،ﻭﺣﺼﻞ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺃﺩ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻭﺣﺸﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻭﻫﺪﺭ
ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ .ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎﺕ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ،ﻭﺣﺘﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ.
ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺗﻤﻮﺯ ﻋﺎﻡ
،١٩٩٣ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺬ ﺑﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﺃﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﺭﺑﻊ ١١٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺎﻣﺔ .ﺃﻭﻻﹰ ،ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻴﻪ .ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ ،ﺟﺮ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺮﺟﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻊ ٣١ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ،
ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻟﺘﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ،ﻣﻊ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ
ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ﺛﺎﻟﺜ ﹰﺎ ،ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺻﺤﺔ ﺍﻟﻔﻢ ﻭﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻌﺪﻳﺔ ﻭﺍﻹﻳﺪﺯ ،ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺷﺮ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻮﺝ ﻣﺆﺧﺮ ﹰﺍ ﺑﻌﻘﺪ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺗﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺔ،
ﺑﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺛﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.
ﻭﺃﺧﻴﺮ ﹰﺍ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ
ﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﻭﺍﻥ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ ،١٩٩٣ﺇﻃﻼﻕ
ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ،
ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ
ﺗﻤﺖ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻭﻗﻮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﹼ
ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻭﺃﻋﺪﺕ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ، ١٢٠
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﻟﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺪﻑ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺒﺮﻣﺠﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ .ﺇﻥ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺑﺎﺗﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ،ﻣﻨﺬ
ﺣﺮﺏ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٠٦ﻭﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ.
ﺏ ـ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺗﻤﻮﺯ :٢٠٠٦ﻗﻮﺓ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺗﻌﻠﻮ ﻓﻮﻕ ﺭﻛﺎﻡ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«
ﻟﻘﺪ ﺳﺠﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ،ﺃﺑﻬﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺗﻬﺠﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻠﺚ ﺷﻌﺒﻪ ﻭﺩﻓﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ
ﻧﺴﺎﺀ ﻭﺃﻃﻔﺎﻻﹰ ﻭﺷﻴﻮﺧ ﹰﺎ ﺗﺤﺖ ﺃﻧﻘﺎﺽ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ،ﺑﺬﺭﻳﻌﺔ ﺗﺄﺩﻳﺐ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﻛﻠﻔﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ
»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺣﺠﻢ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺜﻠﻪ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻓﺎﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺗﺠﺎﻭﺯﻭﺍ ﺍﻷﻟﻒ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻤﺎﻳﺔ ،ﻭﻋﺪﺩ
ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﻳﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺭﺩﺕ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺃﺭﻗﺎﻣ ﹰﺎ ﻋﻦ ﻓﻈﺎﻋﺔ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺗﻤﻮﺯ ،٢٠٠٦ﻭﺣﺪﺩﺕ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
ـ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻦ :ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻣﺔ ﺟﺰﺋﻴ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻛﻠ ﹼﻴ ﹰﺎ ﺑﻠﻎ ٢٠٥١٤ﻣﺴﻜﻨ ﹰﺎ .ﻭﻟﺤﻘﺖ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﺑـ ٣٢١٦١ﻣﺴﻜﻨ ﹰﺎ ﺁﺧﺮ ،ﻓﻴﻤﺎ
ﺃﺻﻴﺐ ٥٩٩٦٤ﻣﻨﺰﻻﹰ ﺑﺄﺿﺮﺍﺭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ١٢١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻛﻦ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ
١ﻣﻠﻴﺎﺭ ١٫٣ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ .ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺼﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺟﻮﺩ ١١٨٩٦٣ﻣﺴﻜﻨ ﹰﺎ ﻣﻬﺪﻣ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﺘﻀﺮﺭ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ.
ـ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮ :ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ
ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻫﻨﺎﻙ ٢٠ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﻗﺮﻳﺔ ﻟﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻭﺍﺳﻊ،
ﻭﺗﻤﺜﻞ ﺧﺴﺎﺋﺮﻫﺎ ﺣﻮﺇﻟﻰ %٣٠ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ:
ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ،ﺑﻨﺖ ﺟﺒﻴﻞ ،ﻋﻴﺘﺮﻭﻥ ،ﻋﻴﺘﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﻋﻴﻨﺎﺛﺎ ،ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ،ﺑﺮﻋﺸﻴﺖ، ﺣﺪﺍﺛﺎ ،ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ،ﺣﺎﺭﻭﻑ ،ﺣﻮﻻ ،ﻛﻔﺮﺷﻮﺑﺎ ،ﻣﻌﺮﻭﺏ ،ﻣﺠﺪﻝ ﺳﻠﻢ ،ﻣﺮﻛﺒﺎ،
ﺻﺪﻳﻘﻴﻦ ،ﺻﺮﻳﻔﺎ ،ﺍﻟﻨﺒﻄﻴﺔ ،ﺑﻌﻠﺒﻚ ،ﻫﺬﺍ ﻓﻀ ﹰ ﻼ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺒﻠﺪﺍﺕ ﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ ،ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ ،ﻭﺑﺮﺝ ﺍﻟﺒﺮﺍﺟﻨﺔ ﻓﻲ ﺿﺎﺣﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ. ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺯﻋﺖ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ %٥٢ :ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﻨﺒﻄﻴﺔ %٤٥ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ %٣ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻷﺧﺮ.
ـ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﺍﻷﺳﺮ :ﺃﺩ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﺣﻮﺇﻟﻰ ١٫٠٥
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ، ﺍﺗﺠﻪ ٧٥٠ﺃﻟﻔ ﹰﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺃﺧﺮ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻧﺴﺒﻴ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﻒ،
ﻭﺣﻮﺇﻟﻰ ٣٠٠ﺃﻟﻒ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﺗﻮﺟﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ،
ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺩ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻓﻮﺭ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻲ .٢٠٠٦/٨/١٤ﻭﻗﺪ
ﻗﺪﹼ ﺭﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﻘﺎﺀ ﻧﺤﻮ ٢٠٠ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻣﺸﺮﺩﻳﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ،ﻓﻀ ﹰ ﻼ ﻋﻦ
ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻐﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﻨﻘﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻜﻨﻬﻢ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ.
١٢٢
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ـ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ :ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻭﺗﻀﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ %١٥ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺗﻘﺪﺭ ﻛﻠﻔﺔ ﺗﺮﻣﻴﻤﻬﺎ ﺑﻨﺤﻮ ١٥ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ،ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ،ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻮﺇﻟﻰ ٢٢ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻣﻬﺪﻣﺔ ﻛ ﹼﻠﻴ ﹰﺎ
ﻭ ٤٨٧ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻣﺘﻀﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ٦٣ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﻓﺎﺩﺣﺔ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ٣٥٣ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺇﺷﻐﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ.
ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ :ﺗﻀﺮﺭ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ ١٦ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ٦٥ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ﺑﻨﺴﺐ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺣﻮﺇﻟﻰ ٦٠ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﹰﺍ ﻣﻦ ١٢ﺁﺏ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ،ﻭ ﹸﺃﺟﺒﺮﺕ ﺛﻤﺎﻥ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ،
ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺛﻼﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﺒﻴﺮﻭﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻏﻼﻕ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴ ﹰﺎ.
ـ ﺗﻀﺮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ :ﺑﻠﻐﺖ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺧ ﹼﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٦ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺗﻴﻦ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ،ﻧﺤﻮ ٥٦٧
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ،ﻛﺎﺑﺪﻫﺎ ﺣﻮﺇﻟﻰ ٤٣١٩٩ﻣﻮﺍﻃﻨ ﹰﺎ ﻣﺘﻀﺮﺭ ﹰﺍ .ﻭﺗﺮﻛﺰﺕ ﺛﻠﺚ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ )ﺑﻨﺴﺒﺔ
،(%٣٦٫٠٢ﻳﻠﻴﻬﺎ ﻗﻀﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺟﺒﻴﻞ )ﺑﻨﺴﺒﺔ ،(%٢٠٫٣٧ﺛﻢ ﻗﻀﺎﺀ ﺻﻮﺭ
) ،(%١٦٫٣٣ﻓﺎﻟﻨﺒﻄﻴﺔ ) ،(%١١٫٥٢ﺛﻢ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ) ،(%٩٫٠٠ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ١٨ﻗﻀﺎﺀ ﺗﻮﺯﻋﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﺓ .ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ١٢٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻛﻞ ﻗﻀﺎﺀ ،ﻓﻘﺪ
ﺗﺮﻛﺰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺼﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ %٥٥٫٤٧ﻣﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ.
ـ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ :ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﹼﺃﻭﻟﻲ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ) (ILOﻋﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﻤﻮﺫﺝ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﺃﻥ ﻫﺒﻮﻃ ﹰﺎ ﺇﺟﻤﺎﻟﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ
ﺗﻜﻬﻦ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، %٥٫٥ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻛﻤﺎ ﹼ
ﺳﻴﻨﺠﻢ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺣﻮﺇﻟﻰ ٣٢٠٠٠ﻭﻇﻴﻔﺔ ،ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻣﻘﺪﺍﺭﻫﺎ ٣ﻧﻘﺎﻁ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﹰﺎ ﻋﺎﻡ .٢٠٠٦ﻭﺗﻠﺘﻘﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟ ﹼﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ
ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻗﻒ ١٢٠ﺃﻟﻒ ﻋﺎﻣﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻟﻴﺴﺘﻘﺮ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻋﻠﻰ ٣٠ﺃﻟﻔ ﹰﺎ ﻣﻊ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.
ـ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ :ﺩﻣﺮ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻌﺪﻭ
»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﺧﻼﻝ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺗﻤﻮﺯ ٩١ ،٢٠٠٦ﺟﺴﺮ ﹰﺍ ﺭﺋﻴﺴﻴ ﹰﺎ ﺗﻘﺪﺭ ﻛﻠﻔﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻋﻤﺎﺭﻫﺎ ﺑﺤﻮﺇﻟﻰ ٤٢ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ٤٢ﻋ ﹼﺒﺎﺭﺓ
ﻭﺟﺴﺮ ﹰﺍ ﻓﺮﻋﻴ ﹰﺎ ،ﻭﻟﺤﻘﺖ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﺑـ ٦٢٠ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ .ﻭﺑﺤﺴﺐ
ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺩ ﹼﻣﺮ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻮﻥ« ﺁﺑﺎﺭ ﻭﺃﻧﺎﺑﻴﺐ ﻣﻴﺎﻩ ﻭﺻﻬﺎﺭﻳﺞ
ﺗﺨﺰﻳﻦ ﻭﻣﺤﻄﺎﺕ ﺿﺦ ﻭﻣﺮﺍﻓﻖ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺟﻨﻮﺏ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺗﻌﻄﻠﺖ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ،ﻭﺗﺸﻤﻞ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﺁﺑﺎﺭ ﹰﺍ ﻭﺻﻬﺎﺭﻳﺞ ﻭﻣﺤﻄﺎﺕ ﺿﺦ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺎﺑﺔ ١٢٤
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ٩٠٠ﻭﺍﻷﻧﺒﻮﺏ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻟﻲ .ﻛﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ،ﻭﻗﺪﺭﺕ ﺍﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺑـ ٣٧٫١ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﻣﺠﻠﺲ
ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﻭﺍﻹﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺣﻮﺇﻟﻰ ٢٠٨ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ.
ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺗﻀﺮﺭ ﹰﺍ ،ﻣﻊ ﺃﻥ ﺧﺴﺎﺋﺮﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺪﱠ ٤ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺩﻭﻻﺭ،
ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺧﺴﺎﺋﺮﻩ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻋﺪﻭﺍﻥ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ
ﻋﺎﻡ ٢٠٠٦ﻗﺎﺭﺑﺖ ٤٠٠ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ).(١
ﻟﻘﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻃﻮﺍﻝ ٣٣ﻳﻮﻣ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻎ
ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ،
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺘﻀﺎﻥ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﺭﻡ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺒﻮﻕ ﻟﻤﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺿﻄﺮﺗﻬﻢ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ
ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻭﻗﺮﺍﻫﻢ ﻭﺑﻠﺪﺍﺗﻬﻢ.
ﺇﻥ ﺣﺠﻢ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﺤﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﻓﺎﻗﺖ
ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ .ﻓﻘﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﺎﻡ .٢٠٠٦
) (١ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ،ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﺏ :ﻧﻘﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ) ،(٣/٣ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ،ﺗﻤﻮﺯ .٢٠٠٧
١٢٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻟﻘﺪ ﻋﺎﻧﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﺭﺗﺒﺎﻛ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ )ﺍﻟﺼﺤﻲ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﻲ( ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﺇﺫ ﺣﺼﻞ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻮﺩﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻃــﻮﺍﺭﺉ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺎﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻪ ﻛﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ﻣﺪﻧﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ.
ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﺧﻼﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﺍﻓﺮ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ،ﺇﻟﻰ ﻓﺘﻨﺔ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ
ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻃﺆ ،ﺣﺼﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻗﻌ ﹰﺎ .ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺮﺯﺕ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﻃﻨﻴﺔ
ﻭﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﻴﺾ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﺜﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺗﻤﻮﺯ ،٢٠٠٦ﻟﺼﺎﺭ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺳﻬﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻝ.
ﺑﺎﺩﺭﺕ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ١١ﺟﻤﻌﻴﺔ )ﻛﺎﺭﻳﺘﺎﺱ ،ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ١٢٦
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ
ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻓﺮﺡ ،ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ،ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺳﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ( ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺘﻘﺖ
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺃﻣﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ .ﻭﺭﻓﻌﻨﺎ
ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﺘﻬﺎ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺷﻌﺎﺭ
»ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ« ﻭ»ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ« ،ﻭﻃﻠﺒﻨﺎ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻮﺯﻉ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺗﺤﺪﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ
ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ »ﻭﻃﻨﻴ ﹰﺎ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻴ ﹰﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﺌﻮﻳ ﹰﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴ ﹰﺎ.
ﻓﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ )ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ،(٢٠٠٦/٠٨/١٤ﻋﺎﺩ ﻣﺌﺎﺕ
ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻭﻗﺮﺍﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ،ﺟﺎﺀﺕ
ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ .ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺪﺕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻛﻞ
ﺭﻛﺎﻡ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺼﺐ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻃﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻧﻬﻢ
ﻭﻗﺮﺍﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺗﻤﺴﻜﻬﻢ ﺑﺎﻷﺭﺽ ،ﺿﺎﺭﺑﻴﻦ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺑﻜﻞ ﺍﻹﺷﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺑﻘﺎﺋﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﻫﻢ ،ﺑﻬﺪﻑ ١٢٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺧﻠﻖ ﻧﺰﺍﻋﺎﺕ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻭﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﻮﻫﻢ
ﻃﻮﺍﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«.
ﺝ ـ ﻛﻴﻒ ﺗﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٠٦؟
ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺳﻊ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﻃﻨﻲ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ) ،(١ﻭﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻘ ﹼﻴﺔ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﻗﺪ
ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻟﺠﺎﻥ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ
ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ.
ﻋﻤﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺗﻀﻢ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ) (١ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ :ﻭﻫﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻳﺮﺃﺳﻬﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺗﻀﻢ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻗﻮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﻭﺍﻻﻋﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ. ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻭﺍﻷﻗﻀﻴﺔ ،ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻃﺒﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ...ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
١٢٨
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺗﻢ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﹼ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﺻﻤﺎﻡ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ
ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻣﺮﺣﻠﺘﻴﻦ :ﺍﻷﻭﻟﻰ،
ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﻢ .ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﻌﺪ
ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻤﻬﺠﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ.
ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﻭﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺪﺑﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻪ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﻤﺎﺕ ﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ،
ﻟﻢ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ.
ﻭﻭﺳﻂ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﻭﺁﻻﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺗﺘﺪﺍﻓﻊ ﺣﻮﻝ
ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻋﻤﺎﺭ ﻭﺭﺑﻂ ﺃﻭﺻﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ
ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺗﺴﺮﺏ
ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻃﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﺰﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺼﻔﺘﻬﺎ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ
»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﻓﻲ ﻣﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ. ١٢٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﻴﺐ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻜﺎﺭﺛﺔ ﺑﻴﺌﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ
ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ« ﻋﻦ
ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺇﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﻭﺑﻴﻨﺎﺕ ﻹﺩﺍﻧﺘﻬﻢ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺧﻄﻂ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﻟﻠﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ،ﺣﺘﻰ ﻻ
ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ.
ﺩ ـ ﺧﻼﺻﺔ :ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﻌﺪ ﻋﺪﻭﺍﻥ ٢٠٠٦
ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﺳﻠﻒ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻟﻠﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﺗﻬﺠﻴﺮ ﻣﺎ
ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ،ﺇﻟﻰ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻧﺴﺎﺀ ﻭﺃﻃﻔﺎﻻ«
ﺗﺤﺖ ﺭﻛﺎﻡ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ .ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﻊ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺩﻋﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺠﺴﻮﺭ .ﻟﻘﺪ ﻣﺰﻗﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﺷﻼﺀ.
ﺷﻜﻠﺖ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻳﻮﻡ ١٣ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٠٦ﻟﺠﻨﺔ
ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺴﻘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ .ﻭﻗﺪ
ﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ١٣٠
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻭﺿﻌﺖ ﺁﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،٢٠٠٦/٠٧/٣١ﻭﺃﺑﺮﺯ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺗﻬﺎ:
.١ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ ،ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ، ﻭﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻗﻮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ.
.٢ﻭﺿﻊ ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺑﻜﻞ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ،ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ.
.٣ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﻐﺮﺽ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻭﻃﻨﻲ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺳﻴﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻭﻓﺌﻮﻳ ﹰﺎ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺻﻤﺎﻡ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
.٤ﺃﻥ ﺗﺸﻤﻞ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ،ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﻭﻟﻴﺔ :ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ،ﻭﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﻒ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻌﻮﺩﺓ
ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻟﻠﺘﺮﻛﻴﺐ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻌﻄﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ.
.٥ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺸﺄﻥ ١٣١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺣﺜﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ ،ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻮﺍﺯﻱ
ﺗﻘﺪﻳﻤﺎﺗﻬﺎ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﻲ.
ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻨﺘﻪ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،٢٠٠٦ﺑﺼﺪﻭﺭ
ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺭﻗﻢ ،١٧٠١ﻓﺘﻮﻗﻔﺖ »ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ« ﺿﺪ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻓﻲ ١٤ﺁﺏ ،٢٠٠٦ﻟﻜﻦ ﻣﺨﻠﻔﺎﺗﻬﺎ ﻇﻠﺖ ﺗﻨﺬﺭ ﺑﺎﻟﻤﺂﺳﻲ .ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ
»ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﻨﻘﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻷﻟﻐﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻔﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ »ﺯﺭﻋﺘﻬﺎ« ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ.
ﻭﻻﺗﺰﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﺘﻞ ﻭﺗﺠﺮﺡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ،ﻭﺗﺨﺮﺏ
ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ،ﻭﺗﻠﻮﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ.
ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻓﻲ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ،ﺳﻮﻑ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ
ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﻤﺖ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺍﻟﻐﺎﺷﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺑﺪﻋﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺗﺤﺼﻴﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ .ﻭﺃﺑﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ:
ﺃ ـ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ
ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻵﻣﻨﺔ ،ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺧﻔﻒ
ﻣﻦ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ
ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ،ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺇﺑﺎﻥ
ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ.
١٣٢
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺏ ـ ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺎﺭﻙ ﺑﺒﺬﻟﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ،
ﺣﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻘﺘﻪ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ:
»ﻭﺣﺪﺓ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﻀﺎﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ« ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ.
ﺝ ـ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﺒﺎﺩﺭ ﹰﺍ ﺧﻼﻝ
ﻋﺪﻭﺍﻥ ،٢٠٠٦ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ،ﻭﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻷﻱ ﻃﺎﺭﺉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
ﺩ ـ ﺇﻥ »ﺣﺮﺏ ﺗﻤﻮﺯ« ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄﻥ ﻛﻞ ﺣﺮﺏ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ،ﻛﺸﻔﺖ
ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ.
ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ،ﻭﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻟﺪ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ،ﺇﻻ
ﺃﻧﻨﺎ ،ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ،ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺗﺠﺪﺩ ﺣﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ،ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ .ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻀﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻛ ﹰ ﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻗﻮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ،ﻭﻳﺤﺪﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻮﺍﻓﺮ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻭﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ. ١٣٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻫـ ـ ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻮﺍﻓﺮ
ﺃﻭﻻﹰ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ .ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ ،ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ .ﺛﺎﻟﺜ ﹰﺎ ،ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ .ﺭﺍﺑﻌ ﹰﺎ ،ﺍﺣﺘﻴﺎﻁ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ .ﺧﺎﻣﺴ ﹰﺎ ،ﻣﺪ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﻼﺟﺊ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺧﻄﺔ
ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﻼﺟﺊ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ .ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ،ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ ﻭﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻭﻫﺪﺭ
ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ.
ﻭ ـ ﻛﺸﻒ ﻋﺪﻭﺍﻥ ،٢٠٠٦ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ،
ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺗﺼﻮﺭ ﻣﺴﺒﻖ ﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﻤﺸﺎﺑﻬﺔ ،ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
ﺃ ـ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ﻭﻗﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺮ ﻭﻗﺼﻒ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ،ﻭﺣﺼﺎﺭ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮ ،ﻣﻊ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻘﺼﻒ
ﻭﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﺫﺍ ﺗﻜﺮﺭ ﻣﺎ
ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺗﻤﻮﺯ /ﺁﺏ .٢٠٠٦
ﺏ ـ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻹﻳﻮﺍﺀ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺑﻨﻴﺔ ﺗﺤﺘﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﻴﻦ.
ﺝ ـ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ،ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﺔ. ١٣٤
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺩ ـ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻟﻮﺍﺋﺢ ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ
ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ
ﻭﻗﻮ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ...ﺍﻟﺦ.
ﻫـ ـ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻟﻮﺍﺋﺢ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ،ﺗﺠﻨﺒ ﹰﺎ ﻹﺭﺳﺎﻝ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺃﻭ
ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻭﺃﺩﻭﻳﺔ ﻣﻨﺘﻬﻴﺔ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ
ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﻭﺍﻥ .٢٠٠٦
ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﺤﺠﻢ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺟﺪﻭ ﺍﻟﺠﻬﺪ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﺘﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺩﻋﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﺤﺼﻴﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟــﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺩﺍﻳﻔﻴﺪ ﺷﻴﺮﺍﺭ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻮﺩﺍﻋﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ ﺗﻤﻮﺯ ،٢٠٠٦ﻭﺇﻧﻬﺎﺀ
ﻣﻬﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ» :ﻟﻘﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻓﻲ ١٢ﺑﻠﺪ ﹰﺍ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﻗﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﺪﻱ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺓ
ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ،ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺷﻌﺒ ﹰﺎ ﻋﺒﻘﺮﻳ ﹰﺎ ﻭﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴ ﹰﺎ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ.
ﺇﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﺰﺧﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻫﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ،ﻭﻳﺠﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ١٣٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﻞ
ﻣﻌ ﹰﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﺍﺭﺗﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻐﺮﺽ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺤﺪ
ﻣﻦ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻭﻃﻨﻲ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ
ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻓﺌﻮﻱ ،ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻜﻞ ﺻﻤﺎﻡ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ.
ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻣﺂﺳﻲ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﺑﻴﺌﻴﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ
ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺗﻌﻴﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺎ ﺗﻬﺪﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺪﻧﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ ،ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻼ ﻳﻠﺠﺄﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ.
ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺗﻀﻊ ﻣﻠﻔﺎﺕ
ﻣﻬﻨﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺘﻬﺎ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ
ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﻨﻘﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻷﻟﻐﺎﻡ ،ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺇﺣﺼﺎﺀ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ
»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﺮﻭﻳﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻭﺗﻠﻮﻳﺚ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ .ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻋﺎﻭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺟﻨﺴﻴﺎﺕ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻹﺩﺍﻧﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ،
ﻭﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﺘﻪ ﺟﻴﻮﺵ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ١٣٦
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
.٢ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ .
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ،ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻣﻤﺜﻠﻮ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﻤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻭﻗﺪﹼ ﻣﻮﺍ
ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺎﻡ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻧﺎﺿﻠﻮﺍ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﺑﺔ ،ﹼ ﺃﻥ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻢ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻗﺪ ﹸﻋ ﹼﻮﻣﺖ ﻋﺒﺮ ﺇﺷﺮﺍﻛﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻭﺃﻗﺼﻴﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻗﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
ﻟﻢ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﻛﻤﺘﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ
ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻟﻢ ﻳﺤﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ .ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﻣﻦ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ .ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻫﻮ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ،ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﺗﺤﺮﻛﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ،ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ،
ﻧﻈﻤﺖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺍﺕ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺒﺮﻉ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ
ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻼﻋﻨﻒ.
١٣٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺇﻥ ﺍﻧﺤﻴﺎﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺿﻌﻒ ﺣﻴﺎﺩﻫﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺌﻮﻱ ،ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ »ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ« ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ »ﺍﻟﺒﺰﻧﺴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ«)،(١
ﻳﻔﺮﺽ ﺗﺤﺪﻳ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻤﺜﺎﺑﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ،ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ،
ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ .ﻭﻫﺬﻩ
ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﺃ ﹼﺛﺮﺕ ﻓﻲ
ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ .١٩٨٩
ﻟﻘﺪ ﺍﺗﺴﻢ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺾ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ .ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻳﺮﺟﺢ ﻛﻔﺔ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﺘﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺏ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻤﻮﻗﻒ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﹰﺍ ﺃﻭ ﻣﻌﺮﻗ ﹰ ﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺑﻴﻦ ﻛﻼ ﺍﻟﻮﻻﺀﻳﻦ،
ﻣﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻧﻤﻮ ﹰﺍ ﺃﻭ ﺗﺮﺍﺟﻌ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﻓﻈﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻤﻮﺍﺻﻠﺔ
)(١
)GONGO’s (Governmental Non Govermantal organizations
.(BONGO’s (Business Oriented Non Govermented Organisation’s ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺩ .ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ :ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .٢٠٠١
١٣٨
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻠﻰ
ﻏﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺎﻡ .٢٠٠٦ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﺿﻤﻦ ﺛﻼﺛﺔ
ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ :ﺃ .ﻧﺸﺮ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ.
ﺏ .ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ) (virtuelﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ
ﻣﺤﻄﺔ ﻟﻠﺘﺸﺒﻴﻚ ﺑﻴﻦ ﻫﻴﺌﺎﺗﻪ ،ﻭﺇﺣﺪ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ. ﺝ .ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ
ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ.
ﺃ ـ ﻧﺸﺮ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺑﺨﺎﺻﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ، ﹼ
ﺧﻄﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺧﻄﻮﺓ ﻫﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ
ﻧﻈﺎﻣﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺷﺮﻋﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ .ﻟﻘﺪ ﻛﺮﺱ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ٧ﻭ١٢ ﻭ ٢١ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ
ﺑﺠﺎﻧﺒﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (٧ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺗﻮﻟﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (٢ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (٢١ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ٢ﻭ٩ ﻭ ١٠ﻭ ١٢ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮﺱ ﺗﺒﺎﻋ ﹰﺎ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ﻭﺣﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ.
ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺭﻗﻢ ) ٩٧/١ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ ٤٤ﺗﺎﺭﻳﺦ (١٩٩٧/٠٩/١٨ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ١٣٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺷﺄﻥ ﺃﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
• ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﺇﻥ ﻣﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ
ﺗﻜﻔﻞ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻻ ﻳﻘﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﺻﺮﻳﺢ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﻭﺗﻘﺪﻡ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺗﻢ ﺇﺩﺭﺍﺟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺎﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻋﻲ ﺭﻗﻢ ٩٠ﺗﺎﺭﻳﺦ ١٩٨٣/٠٩/١٦ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ:
»ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻣﻊ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ،ﺗﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ«.
ﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ،ﻟﺘﺪﻋﻢ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻭﻧﻀﺎﻝ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ. • ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ
ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻭ ﺳﻨﺔ
،١٩٩٦ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ: ١٤٠
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺙ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﻴﻦ. ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ. ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﺤﻤﻞ. ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺳﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ )ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ(. ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ. ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﺑﻤﺰﺍﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ
ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ. ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ. ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ. ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻭ ) (CEDAWﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﺎﺕ ،ﺇﺫ
ﺟﺮﺕ ،ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭﺇﺑﺮﺍﻣﻬﺎ ،ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﹼ ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ. ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﻤﺨﻔﻒ ﻓﻲ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺸﺮﻑ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭﺇﺑﺮﺍﻣﻬﺎ ١٤١
ﻋﺎﻡ ١٩٥٣ ﻋﺎﻡ ١٩٥٩ ﻋﺎﻡ ١٩٦٠ ﻋﺎﻡ ١٩٨٣ ﻋﺎﻡ ١٩٨٧ ﻋﺎﻡ ١٩٩٣ ﻋﺎﻡ ١٩٩٤ ﻋﺎﻡ ١٩٩٤ ﻋﺎﻡ ١٩٩٤ ﻋﺎﻡ ١٩٩٥ ﻋﺎﻡ ١٩٩٦ ﻋﺎﻡ ١٩٩٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺗﻢ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥٦٢ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﻇﻔﺔ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻓﻴﻤﺎ
ﻋﺎﻡ ٢٠١١ ﻋﺎﻡ ٢٠٠١
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺻــﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻭﺍﻟﻤﻮﻇﻔﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺘﺺ
ﻋﺎﻡ ٢٠٠١
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ. ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ٢٦ﻭ ٢٧ﻭ ٢٨ﻭ ٥٢ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻋﺎﻡ ٢٠٠٠
ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﺎﺕ ﺗﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﺪﺓ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ) ٤٩ﻳﻮﻣ ﹰﺎ( ﻭﻋﺪﻡ
ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ. ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ.
ﻋﺎﻡ ٢٠١١
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﺃﺧﺮ ﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺇﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻲ. ـ ﻟﻘﺪ ﺃﻗﺮ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻤﻌﻴﺔ »ﻛﻔﻰ ﻋﻨﻒ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ« ﻓﻲ ٢٠١٠/٠٤/٠٦ﻭﺑﻘﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺘﺠﺮﻳﻢ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺣﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﺪﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻪ .ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻲ ﻹﻗﺮﺍﺭﻩ. ١٤٢
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
• ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻭﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻋﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ،
ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻊ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣﻤﻠﺔ )ﺑﻠﺪﻱ ..ﺑﻠﺪﻳﺘﻲ..
ﺑﻠﺪﺗﻲ( ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺪﺩﺕ ﺑﺘﻐﻴﻴﺐ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ .ﻓﻜﺎﻧﺖ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺪﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﻭﺍﻥ ﺗﺄﺟﻴﻠﻬﺎ
ﻳﺸﻜﻞ ﺭﻓﻀ ﹰﺎ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﺤﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ .ﻟﻘﺪ
ﺳﺎﻋﺪﺕ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺃﻭﻝ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ .١٩٩٨ • ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﺧﻠﺺ ...ﻣﻌ ﹰﺎ ﻟﺨﻼﺹ ﻟﺒﻨﺎﻥ«
ﻓﻲ ﺧﻄﻮﺓ ﻻﻓﺘﺔ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺩﻋﺖ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻭﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ
ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻬﺎ ،ﻟﺘﺠﻨﻴﺐ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ .ﻭﻗﺪ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ » ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺳﺎﻥ ﻛﻠﻮ« ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،٢٠٠٧
ﻣﺴﺘﻨﺪ ﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻊ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ،
ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ،ﻭﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺃﻟﻘﻰ
ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﻛﻠﻤﺔ ،ﺃﺷﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ١٤٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺤﻤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻭﻭﺯﻉ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ، ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ« ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻷﺩﺍﺀ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻛﺴﻼﺡ ﺗﺤﺮﻳﻀﻲ ،ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ
ﻭﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺑﺸﺘﻰ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ. • ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ
ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺁﺏ ،١٩٩٤ﺑﺮﺯﺕ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻣﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﺍﻷﺑﻴﺾ
ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺩ ﺳﺎﻣﺔ ﻭﺧﻄﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ﻟﻄﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﻛﺴﺮﻭﺍﻥ )ﺟﺒﻞ ﺻﻨﻴﻦ( ،ﺃﻱ ﻓﻮﻕ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺨﺰﻭﻥ
ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﻳﻐﺬﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺳﻜﺎﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻓﺘﺼﺪ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻓﺄ .ﻭﻗﺪ ﺷﻜﻠﺖ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻧﻮﺍﺓ ﻟﻠﻘﻮ ﺍﻟﻀﺎﻏﻄﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ
ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﺎ .ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻁ ١٩٩٥ﺿﻢ ٢٤ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺃﻫﻠﻴﺔ،
ﺗﻢ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺄﻟﻴﻒ »ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ« ،ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ
ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﺘﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ،ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ ﺑﺤﻖ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
١٤٤
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
• ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ »ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ«
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻗﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﺴﺎﻥ ،١٩٩٦ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﺍﻟﺠﻮﻱ
ﻭﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،١٩٩٩ﺗﺠ ﹼﻠﺖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ
ﺃﻓﻀﻞ ﺻﻮﺭﻫﺎ ،ﻣﻤﺎ ﺷﻜﻞ ﻣﺤﻄﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻝ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻟﻮ ﺗﻢ
ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﺟﻴﺪ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ .ﻭﻗﺪ ﻟﻌﺒﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻃﻠﻴﻌﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻟﺪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﻋﺒﺮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ .ﻭﺇﺑﺎﻥ ﺣﺮﺏ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٠٦ﻛﺮﺭﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ،ﻭﻗﺪ ﺗﻮﻟﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺸﺨﺺ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﻋﻤﻞ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ. • ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺗﻘﻮﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ .ﻭﻗﺪ
ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠ ﹰﺎ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ »ﺣﻼﹰ« ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﻘﺮ ﹰﺍ،
ﻳﺆﻣﻦ ﺗﺴﺠﻴ ﹰ ﻼ ﻣﺠﺎﻧﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ .ﻭﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ،ﻭﻟﻘﺪ ١٤٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ١٨ﺃﻟﻒ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ٦٠ﺃﻟﻒ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﻟﺪ
ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ.
ﺏ ـ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ )(virtuel ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻟﻌﺒﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻫﺎﻣ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ،
ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻓﻔﻲ
ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩ ،ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
) ،(social mediaﻣﺘﻨﻔﺴ ﹰﺎ ﻳﻮﺍﻛﺐ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ،ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ
ﻓﻴﺰﻭﺩﻫﻢ ﺑﺂﺧﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .ﹼ ﻭﻳﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺠﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ،ﺣﻮﻝ ﺃﻣﻮﺭ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻄﺮﺡ ﺑﺘﻮﺳﻊ
ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ.
ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ :ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ
ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺔ ﺇﻧﺘﺮﻧﺖ .ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ،
ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺸﺎﺭﻙ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ،ﻳﻨﻘﻞ ﻭﻳﻌﻠﻖ ،ﻋﻠﻰ
ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻟﺤﻈﺔ ﻭ ﹸﻗﻮﻋﻪ .ﻭﻳﻜﻤﻦ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻫﻮﻳﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻟﻺﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ،ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻹﻋﻼﻡ
ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺒﺘﻜﺮﺓ ﻫﺬﻩ ،ﺗﺸﻜﻞ ١٤٦
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺃﺳﻠﻮﺑ ﹰﺎ ﻓﺮﻳﺪ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ،ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ،ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ:
ـ ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺟﺬﺏ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ.
ـ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ.
ـ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ،ﻭﺧﻔﺾ ﺃﻛﻼﻑ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﻳﺔ.
ﺗﻤﺜﻞ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻷﺑﺮﺯ ﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ،
ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ» :ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ) ،(Facebookﻭ»ﺗﻮﻳﺘﺮ«
)» ،(Twitterﻳﻮﺗﻴﻮﺏ« )» ،(You Tubeﺳﻜﺎﻳﺐ« ،( Skype ) ،ﻭ»ﻧﻈﺎﻡ
ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ) ،( SMSﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺨﻠﻮﻳﺔ .ﻭﻳﺘﻜﻮﻥ
»ﺍﻟﻔﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ،ﻭﺗﺼﻨﻒ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ،ﻭﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ .ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺃﺣﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ،ﺛﻢ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﺢ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻟﻘﺪ ﺗﻤﻜﻦ »ﺍﻟﻔﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ،ﻛﺸﺒﻜﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻓﻌﺎﻻﹰ،
ﻓﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﺃﻳﺔ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺧﺮ،
ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺇﻋﻼﻧﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ »ﺍﻟﻔﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ«
ﻟﻴﺤﻘﻖ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﺑﺎﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺑﻨﺴﺒﺔ ،%٤٠ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﻘﻘﺖ %٣٠ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ، ١٤٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻖ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻥ »ﺍﻟﻔﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ﻧﺠﺢ ﻓﻲ
ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻣﻦ ﺍﻹﺷﺒﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺣﺸﺪ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ).(١
ﺃﻣﺎ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﺓ »ﻳﻮﺗﻴﻮﺏ« ،ﻓﺘﺴﺘﺨﺪﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺳﻊ
ﻟﻌﺮﺽ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻭﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﻣﻄﻠﺒﻴﺔ ،ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺍﺩ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﺫﻱ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ).(٢ ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻩ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ
ﺑﺠﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﺃﻣﺎ ﻣﻮﻗﻊ »ﺗﻮﻳﺘﺮ« ،ﻓﻴﺘﻤﻴﺰ ﺑﺄﻧﻪ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ،ﺍﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﻟﻮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻳﺨﻮﻝ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺗﺪﻭﻳﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻷﺧﺮ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺑﺴﻴﻂ ،ﹼ
ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﺇﺣﺪﺍﺛﻴﺔ ،ﺑﺄﺳﺮﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ .ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺃﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﻳﺔ،
ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﻗﻊ »ﺳﻜﺎﻳﺐ«.
• ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻚ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻛﻴﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺃﺑﻮﺍﺑ ﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ،
ﻭﻋﺰﺯﺕ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺳﻬﻠﺖ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ ) (١ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ
showsubject.aspx?id=20341
)(٢
ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲhttp://www.anntv.tv/new/:
ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂhttp://www.hounaloubnan.com/news/25927 :
١٤٨
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ .ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﻜﻞ ﺟﻤﻌﻴﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ،ﻳﻤﻜﹼﻦ ﻣﺘﺼﻔﺢ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ،
ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ،ﻭﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ،ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻬﺎ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.
ﻭﺳﺎﻫﻢ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ .ﻭﻗﺪ ﻋﻤﺪ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﹼ ﺃﻥ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﺌﻮ ﹼﻳﺔ ،ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺎﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﺗﺠﺘﻤﻊ
ﻣﻌ ﹰﺎ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ.
ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺠﻞ ﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻓﻴﻜﻤﻦ ﻓﻲ
ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺑﻌﻀﻬﺎ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ .ﻓﺎﻹﻋﻼﻡ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻫﻮ »ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ« ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻙ ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ »ﺍﻵﺧﺮ« .ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻗﺪ ﹼ
ﺑﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﺒﺮ ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ.ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ،
ﻧﺸﺄ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧ ﹼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔ ﹼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺧﻠﻘﺖ ﻓﺴﺤﺔ ﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ.
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻃﺎﺭﺋ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺇﺫ ١٤٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺗﺸﻴﺮ ﻣﺮﺍﺟﻌﺎﺕ ﻋﺪﺓ ﹼ
ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻋﻠﻨ ﹼﻴﺔ ﻭﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ .ﻓﻔﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٠٩ﻇﻬﺮﺕ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ »ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻨﻮﺍﻥ »ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ« .ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﺤﻮ ٤٠٠٠
ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ .ﻭﻓﻲ ٢٥ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠١٠ﺃﺑﺼﺮ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻧ ﹼﻈﻤﺖ ﻣﻦ ﹼ
ﺿﻤﺖ ﻧﺤﻮ ٥٠٠٠ﺷﺨﺺ ﺍﻟﺘﻘﻄﺘﻬﺎ ﻋﺪﺳﺎﺕ ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﹼ
ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﻳﻦ ،ﻭﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ. ﹼ
ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﻧﺎﺷﻄﻲ »ﻓﻴﺴﺒﻮﻙ« ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ »ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﻳﺮﻳﺪ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ« .ﻓﻤﻊ ﺑﺪﺀ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ،
ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎﺭ »ﺇﺳﻘﺎﻁ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ« .ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ١٥
ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻴﺴﺒﻮﻙ ﺗﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎﺭ »ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ« .ﹼ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔ ﹼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓ ﹼﻴﺔ .ﻳﺨﻮﺽ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﻔﻴﺴﺒﻮﻙ ﻧﻘﺎﺷﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ،
ﻭﺷﻜﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﻠﻮﻧﻪ .ﻭﻗﺪ ﻧ ﹼﻈﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ،
ﻭﻭﺻﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻔ ﹰﺎ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺷﺎﺭﻛﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺮﺃﺳﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻈﻼﺕ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ١٥٠
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ،
ﺗﻮﻟﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ،ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ،ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ،ﻭﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
• ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ :ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ»ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ«
ﻧﻈﻤﺖ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻭﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ »ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ﻭ»ﺗﻮﻳﺘﺮ«،
ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ
ﻟﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻔﻠﺘﻬﺎ ﻟﻬﻦ ﺷﺮﻋﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻭﺫﻟﻚ
ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﻣﺜﻘﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، ﻭﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ،
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻀﺖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗــﺪﺍﻡ ،ﻧﺴﺎﺀ ﻭﺭﺟــﺎﻻﹰ ،ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻲ .ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ،ﻧﻮﺍﺏ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﻣﻦ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﻻﺀ
ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ،ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺓ.
ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻚ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻗﺒﻞ ٧ﺳﻨﻮﺍﺕ .ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺣﻤﻠﺔ »ﺟﻨﺴﻴﺘﻲ« ١٥١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﺣﻖ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ
ﻳﺤﺼﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺣﺎﻟﻴ ﹰﺎ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻂ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺮﺭ ﹰﺍ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﺑﺄﺟﻨﺒﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ.
ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺗﻮﻧﺲ ،ﻓﻲ
ﻇﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺕ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻐﻼﺀ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻜﻠﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻨﺸﺄ ﺣﺮﻛﺔ ﺿﺪ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺮﻭﻧﺔ ﻣﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﻭﺷﺮﺡ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ،ﻭﺗﻌﺒﺌﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ .ﻭﺍﺗﱡﺨﺬﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎﺭ »ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ«.
ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪ ٢٧ﺷﺒﺎﻁ ٢٠١١ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻤﻄﻠﺒﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻊ ﺣﻮﺍﻟﻰ ٢٠٠٠ﻣﺘﻈﺎﻫﺮ ﺿﺪ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ
ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﻼﺀ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ .ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﻮﻥ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻣﻌﻴﺸﻴﺔ
ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻫﻮﺭ
ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ .ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺑﺸﺄﻥ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻫﺪﺭ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ،
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺨﺘﺰﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ١٥٢
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ).(١ ﺇﻥ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺫﻛﺮﻩ ﺣﻮﻝ ﺗﺄﺛﺮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻭﺑﺎﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ،
ﻳﻠﺤﻆ ﺍﺭﺗﻘﺎ ﹰﺀ ﻣﺘﻨﺎﻣﻴ ﹰﺎ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ .ﺑﻴﺪ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻸﺳﺮ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ،ﻭﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ،ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﻓﻲ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،ﺇﻟﻰ ﻭﻻﺩﺓ ﻋﺼﺮ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻞ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺍﺭﻙ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﻌﺰﺯ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻟﺪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺝ ـ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺼﺤﻲ
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ
ﺍﻷﻫﻠﻲ) (٢ﺇﺣﺪ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ .ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺗﻘﺪﻡ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻟﻤﺌﺎﺕ ) (١ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﺃﻧﻈﺮ :ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ :ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ – ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ.
http://www.facebook.com/pages/
) (٢ﻭﺻﻞ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ٧٦٠ﻣﺴﺘﻮﺻﻔ ﹰﺎ ﻭﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ. ﺃﻧﻈﺮ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ :ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .١٩٩٨/٠٩/٠٤
١٥٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ،ﻣﻦ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻭﻋﻼﺝ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺩﻭﺍﺀ
ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻋﺒﺮ ﺗﻌﺮﻓﺔ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺗﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﻤﺎﺕ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ.
ﺇﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻣﻦ
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﺒﺮﺯ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺤﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ،
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻫﻲ:
• ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ
ﻭﻫﻮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ) ﺍﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻟﺤﺼﺒﺔ
ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻲ :ﺍﻟﺨﺎﻧﻮﻕ ،ﺍﻟﺸﺎﻫﻮﻕ ،ﺍﻟﻜﺰﺍﺯ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﺬ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ
١٩٨٧ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻄﻼﻗﻪ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﺧﻤﺴﻴﺔ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺃﺑﺮﺯ
ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،١٩٩٦ﻭﻫﻲ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺷﻠﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺸﺎﻫﻮﻕ ﻭﺍﻟﺨﺎﻧﻮﻕ ﻭﺍﻟﻜﺰﺍﺯ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻘﺎﺡ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰﻩ ،ﻭﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺿﺪ
ﺍﻟﺤﺼﺒﺔ ،ﻛﻤﻬﻤﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ .ﻭﻟﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺩﻑ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻧﻴﺴﺎﻥ ،ﺃﻳﺎﺭ ﻭﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺣﻮﻝ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﻠﻘﻴﺢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻟﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ.
١٥٤
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﻟﻘﺪ ﺣﻘﻖ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺃﻣﺮﺍﺽ
ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋ ﹰﺎ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺿﺪﻫﺎ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃ ﹰﺎ ﻭﺛﻴﻘ ﹰﺎ ﺑﻨﺸﺮ ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻭﺯﺍﺭﺗﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻭﺑﻮﺟﻮﺩ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻭﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﺪﻋﻮﻡ
ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ. • ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ
ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻄﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻣﻨﺪﻭﺑﻴﻦ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻜﻞ
ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻣﺤﻮﺭ ﹰﺍ ﺭﺋﻴﺴﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ .ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺑﺨﻄﻮﺓ ﻫﺎﻣﺔ ﺗﻤﺜﻠﺖ
ﺑﺈﺩﺧﺎﻝ »ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ« ﻛﻤﺎﺩﺓ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ.
ﻭﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻓﻲ ٨
ﺷﺒﺎﻁ .١٩٩٣ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٩٧ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺸﺠﻴﻌﻪ
ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ.
• »ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ«
ﺇﻥ »ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ« ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ١٥ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻭﻫﻲ:
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺭﺍﺑﻄﺔ ١٥٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻛﺎﺭﻳﺘﺎﺱ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ
ﻓﺮﺡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ،ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬ »ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺼﺤﻲ
ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ« ﻟﻠﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ٢٠٠٦ -٢٠٠٥ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺗﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ .ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ«: ـ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻧﻘﺼ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ.
ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﺤﺺ ﻃﺒﻲ ﻟﻄﻼﺏ ١٥ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﻣﻮﺯﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻵﺗﻴﺔ :ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ،ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ،ﺟﺒﻞ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺿﻮﺍﺣﻴﻬﺎ.
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ.
ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ﻋﺒﺮ ٤ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﻃﺒﻴﺔ ﺷﻬﺮﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺪﺭﺳﺔ.
ـ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ
ﺻﺤﻲ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻋﺪﺓ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ،ﺑﻌﺪ ﺭﺻﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ،ﻭﻳﺠﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺸﺠﻴﻊ ١٥٦
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺃﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ .ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﻋﻘﺪ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﻫﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ
ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ.
• ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ
ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻊ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ،
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺻﺪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ،ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﻟﻠﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺇﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ.
ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻘﻄﺐ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﺟﻬﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ،ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ،
ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ،ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ...ﺍﻟﺦ .ﻭﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻟﺠﺎﻥ ﺍﻷﻫﻞ،
ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻟﺪﻳﻬﺎ ،ﻭﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﺍﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻟﺘﺒﻨﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﻢ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺸﻤﻞ
ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ،
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻛﺘﻴﺐ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ،ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ،ﻳﻮﺯﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ،ﻭﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ.
• ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺗﺘﻢ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﺒﺮ ﺟﻤﻌﻴﺔ ١٥٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﹰﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺗﺸﺮﻑ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ. • ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ
ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺸﺮﻑ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﺑﺎﻟﻤﻌﻮﻗﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﹼ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ.
• ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ
ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﺃﻗﺮﺕ ﺍﻟــﻮﺯﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،١٩٩٦ ﻭﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ،ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ. ﻓﺄﻃﻠﻘﺖ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﺗﻢ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻊ ٣٠ ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ،ﻣﻨﻬﺎ ٢٠ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ١٠ ،ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻭﻗﺪ
ﺗﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ).(١
) (١ﹼ ﺇﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺣﻮﻝ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﺒﻌﻤﺎﻳﺔ ﻣﺮﻛﺰ ﺻﺤﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﻳﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ
ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ =
١٥٨
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺩ ـ ﺧﻼﺻﺔ :ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻧﺤﻮ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ«
ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﺗﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ،ﻭﺗﻌﻤﺪ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺜﻼﺙ ؟؟؟ ﻣﺒﺪﺃ ،ﻣﻮﻗﻒ،
ﻣﻤﺎﺭﺳﻰ.
ﺇﻥ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻋﻦ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ
ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ
ﺑﻮﺿﻊ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ .ﺃﻭﻻﹰ ،ﺑﺴﺒﺐ
ﻋﺪﻡ ﻭﻓﺮﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ .ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ،
ﺗﺤﺼﺮ ﺩﻋﻤﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﺍﻷﻋﻢ ،ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺤﻠﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺗﻲ ،ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺃﻭ ﻣﺬﻫﺐ .ﺛﺎﻟﺜ ﹰﺎ ،ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻟﻸﻛﺜﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻭﻳﺸﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ
ﻧﺤﻮ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ«.
=
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺴﺪﺓ ﺑﻌﻘﻮﺩ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻋﺪﺩﻫﺎ ٣١ﻣﺆﺳﺴﺔ، ﺑﺎﺩﺭﺓ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺪﻋﻢ. ﺃﻧﻈﺮ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ :ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .١٩٩٨/٠٩/٠٤
١٥٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
١٦٠
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
١٦١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
١٦٢
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ
١٦٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
١٦٤
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )»ﻋﺎﻣﻞ« ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻤﻮﺫﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ(
١٦٥
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﺍﺧﺮ
ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ،ﻣﻨﻘﺴﻤ ﹰﺎ
ﺣﻮﻝ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﺟﻮﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ) ،(١٩٩٠ -١٩٧٥ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﺍﻷﻭﻝ )(١٩٧٨
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ) (١٩٨٢ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻭﻗﻌﺎ ﺇ ﱠﺑﺎﻧﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ،
ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ) ،(١ﺃﻥ ﺗﺒﺘﻜﺮ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
) (١ﻳﺮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ« ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، »ﻳﻮﺍﺯﻱ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ« ،ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺪﺭﻙ »ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻤﺎ« .ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺆﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .ﺭﺍﺟﻊ: ـ ﻛﻮﺛﺮﺍﻧﻲ ،ﻭﺟﻴﻪ» .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ« ،ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺪﻭﺓ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ« .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ »ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« ،ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺃﻳﻠﻮﻝ ،١٩٩٢ﺹ.١٢١-١١٩
١٦٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
١٦٨
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻄﻠﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ،ﺇﺫ ﻧﺸﻂ ﻣﺘﻄﻮﻋﻮﻫﺎ ،ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ،
ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ،ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ .ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ،ﺍﺗﺼﻔﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ،ﺑﻄﺎﺑﻊ »ﺗﻌﻮﻳﻀﻲ« ﻟﻀﻌﻒ ﺃﻭ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ) ،(١ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﺳﺨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ،ﻭﻛﺸﻔﺖ
) (١ﺇﻥ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ ﺿﻌﻒ ﺃﻭ ﻏﻴﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻜﻜﺖ ﺃﻭ ﺩﻣﺮﺕ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺳﻮﺀ ﹰﺍ .ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺃﻧﻈﺮ: ﻋﻴﺴﻰ ،ﻧﺠﻴﺐ .ﻭﺭﻗﺔ »ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺸﻮﻩ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ« ،ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ »ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ« .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ =
١٦٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺟﺪﻭ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ.
ﺇﻥ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻭﺍﺟﻬﺖ
ﺗﺤﺪﻳ ﹰﺎ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ،ﻋﻨﺪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺟﺘﺎﺯ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ) (١ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﺗﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ
ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﺗﻤﺎﻣ ﹰﺎ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻇﺮﻭﻑ
ﺍﻟﻤ ﹶﺤﺪﱢ ﺩﺓ ﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ،ﹸ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺍﺿﻄﺮﺕ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻤﻮﺿﻊ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ،ﻭﺑﻔﻌﻠﻪ، ﹼ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴ ﹰﺎ ﻭﻟﻮﺟﺴﺘﻴ ﹰﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﻃﺮﻕ
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ .ﺇﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻧﺼﺐ ﺃﻋﻴﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﻣﺪﻣﺮ ﹰﺍ ،ﺧﺎﺭﺟ ﹰﺎ ﻟﺘﻮﻩ ﻣﻦ ﺣﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻣﺮﻳﺮﺓ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻﻳﺰﺍﻝ ﻳﻨﻈﻢ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻟﺪﺣﺮ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻋﻦ ﺃﺭﺿﻪ .ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭﻩ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ »ﻭﺭﺷﺔ« ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﺎﻣﻞ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ. = »ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻹﺳﺘﺸﺎﺭﻱ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ« ،ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻧﻴﺴﺎﻥ ،٢٠٠٨ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .١٥٧ -١١١ ) (١ﻳﺸﻴﻊ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻔﻬﻮﻡ »ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ« ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻏﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻣﺜﻘﻞ ﺑﺪﻻﻻﺕ ﺳﻮﺳﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ،ﻏﻴﺮ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ،ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﺨﻼﻑ ﻣﻔﻬﻮﻡ »ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ«.
١٧٠
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻣﻊ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣﻊ ﺩﻭﺭ ﻋﺎﻣﻞ ،ﺃﻓﻀﺖ ﻫﺬﻩ »ﺍﻟﻮﺭﺷﺔ« ﺇﻟﻰ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﺸﺎﻁ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﺠﺪﺩ ﹰﺍ ،ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ .ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ
ﻭﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻭﺗﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﻨﺎﺀ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .ﻟﻘﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻧﺘﻘﺎﻻﹰ ﻧﻮﻋﻴ ﹰﺎ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻗﻴﺎﺳﻲ ﻗﺼﻴﺮ ،ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻌﻠﻴ ﹰ ﻼ ﻭﺣﺮﻛﺘﻬﺎ. ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﺍ ،ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﱠ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺗﺮﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻑ ﺃﻫﻢ ﺗﺠﺎﺭﺏ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻭﺇﻧﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺩﻗﻘﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻮﻟﻨﺎ ،ﻓﻠﻦ ﻧﺠﺪ ،ﺇﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻞ ﻭﻧﺪﺭ ،ﻓﻌﻼﹰ ،ﺳﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﻤﺘﺎﺯ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺕ »ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ« ﺍﻵﺗﻴﺔ:
.١ﺗﻤﺘﺪ ﺟﺬﻭﺭ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ) ،(١ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺣﺘﻰ
) (١ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ« ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ »ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ« ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﻟﺪﺗﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋـﻦ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳـﺪ« ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳـﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﺑﻌـﺪ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﻧﻬـﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫـﻠﻴﺔ ).(١٩٩٠- ١٩٨٩ ـ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻭﺍﻗﻊ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ« ،ﺭﺍﺟﻊ: ﺿﺎﻫﺮ ،ﻣﺴﻌﻮﺩ» .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ« ،ﺑﺤﺚ ﻗﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﻧﺪﻭﺓ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ« ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .٢٠٠١ﺹ.٤١٣- ٣٩٧ =
١٧١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺇﻗﺎﻣﺔ »ﺩﻭﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ« ،ﻭﺗﺮﻛﺰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﺛﻢ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺣﻠﺘﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ )(١٩٤٣
ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ) ،(١٩٩٠-١٩٧٥ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺻﺎﻍ ﺭﺅﺍﻩ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ
ﻭﺑﺮﺍﻣﺠﻪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻳﺔ.
.٢ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻪ
ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻣﺘﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻏﻤﺎﺭ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﺗﺤﺖ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻭ ﹸﺃﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﺘﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ.
.٣ﻃﻮﺭﺕ ﻋﺎﻣﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ،
ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ،ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﻭﺍﺟﻬﺖ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ،
ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ،ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ »ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ« ،ﻭ»ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ« ﻭﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻤﻮﻟﻴﻦ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ.
= ـ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻭﺍﻗﻊ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ« ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺭﺍﺟﻊ: KARAM, karam. Le mouvement civil au liban. Revendications, protestations et mobilisations associatives dans l’après – guerre. Préface d’ Elisabeth PICARD. Editions karthala, Paris 2006. p 33 – 168.
ﻭﻛﺬﻟﻚ، ﻧﺼﺎﺭ ،ﻋﻠﻲ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ» .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ« .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .٢٠٠٣ ،ﺹ.٩٢-٧٧
١٧٢
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
.٤ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻼﻃﺎﺋﻔﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ،ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ،ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻭﺷﻤﺖ ﺑﻨﻰ ﻭﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻭﻫﻮ ،ﺑﺪﺍﻫﺔ ،ﻣﻦ ﺭﻛﺎﺋﺰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴ ﹾﻤ ﹾﺖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﻗﻮﺓ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻼﺀ ﱢ
ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ،ﻧﺴﺒﻴ ﹰﺎ ،ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
.٥ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺃﻭ
ﻋﻨﺎﺻﺮ »ﺧﻄﺎﺏ« ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ »ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ« ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪ.
ﻭﻫﺬﻩ »ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ« ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺗﺒﺮﺯ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺬﻫﺎ ﻋﺎﻣﻞ ،ﻭﺗﺠﻌﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﻘﻠﺒﺎﺕ »ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ«، ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻭﻓﺎﺀ ﻟﻬﺎ.
ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﻭﻗﻔﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻣﻨﺬ
ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﺣﻴﺚ ﻧﻤﺖ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﻭﺳﻂ ﺃﺧﻄﺮ
ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ. ﻭﺑﺬﻟﻚ ،ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﻌﻜﺲ ،ﻧﺴﺒﻴ ﹰﺎ ،ﺃﻭ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ
ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ١٧٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
»ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ« ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ،ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ )-١٩٨٩ .(١٩٩٠ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺗﺆﻟﻒ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻋﻠﺔ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻓﺈﻥ ﺗﺠﺮﺑﺔ
»ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻱ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ،
ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﻠﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ.
١٧٤
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺇﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ،ﺣﻘﻮﻗﻴﺔ ،ﺻﺤﻴﺔ ﺧﺮﻗﺖ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ
ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ـ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ .ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪ ﻧﻴﻒ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ
ﻋﺎﻣ ﹰﺎ ﻣﺎ ﺍﻧﻔﻜﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺧﻄﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﻴﺔ
ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺤﻦ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ،ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﻕ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ـ ﺍﻟﻮﻃﻦ،
ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻐﺸﻮﻡ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﻠﻖ ،ﻣﺘﺼﺪﻳﺔ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻬﺪﺍﻡ ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ، ﻭﺫﻫﻨﻴﺔ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﻻ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻋﻤﻮﻣ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .ﺧﻼﻓ ﹰﺎ
ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺒﻨﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺷﻌﺎﺭ »ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ«،
ﻭﺣﻮﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﻌﺎﺭ »ﻧﻬﺠﻮﻱ« ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ،ﺗﺨﺘﺰﻟﻪ »ﻣﻴﻤﺎﺕ« ﺛﻼﺙ: »ﻣﺒﺪﺃ ﻭﻣﻮﻗﻒ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ«.
١٧٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
١ـ ﺗﻤﻮﺿﻊ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺰﻭ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻟﺠﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺎﻡ ،١٩٧٨ﻟﺪﻳﻬﺎ ٢٣ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ٣٠٠ﺷﺨﺺ ،ﺑﻴﻨﻬﻢ ١٠٠ﻣﺘﻔﺮﻍ ،ﻭ ٢٠٠ﻳﺘﻘﺎﺿﻮﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﺪﻻﺕ ﺃﺗﻌﺎﺏ ﻧﺸﺎﻃﻬﻢ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ .ﻭﺗﺒﻴﻦ
ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ،ﺃﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ
ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﻠﻴﻮﻧ ﹰﺎ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺿﻔﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ،ﺗﻘﺪﺭ ﺑﻀﻌﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺃﻱ ﻧﺤﻮ ٣ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ.
ﺗﺆﻣﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ٥٣ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ،ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺆﻣﻨﻪ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻈﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ
ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ـ ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺻﻮﺭ
ﻭﺑﻴﺮﻭﺕ .ﻭﻳﺤﻀﺮ ﻛ ﹰ ﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺆﺷﺮ ﻫﺎﻡ
ﻟﻠﺜﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻃﺎﺋﻔﻲ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻟﺒﺮﺍﻣﺠﻬﺎ.
ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﻛﺒﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ،
ﺍﻟﺴﺎﻟﻒ ﺫﻛﺮﻫﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﻛﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ. ١٧٦
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﺳﺘﻤﺪﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺗﻤﻮﺿﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﺌﺔ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﻣﻊ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ،ﻭﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﻳﺪﻳﻦ ﻭﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﺃﺗﺎﺡ ﻟـ»ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺠﺎﻻﹰ
ﺣﻴﻮﻳ ﹰﺎ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎﺩﻱ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﻭﺗﻨﺸﻂ
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻧﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ
ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ.
٢ـ ﺍﺳﻢ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺩﻻﻟﺘﻪ :ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﺿﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﻢ ﻋﺎﻣﻞ ﻋﻨﻮﺍﻧ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ،
ﻛﺎﻥ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻭﺍﻋﻴ ﹰﺎ ،ﻟﺪ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﻋﻦ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ،ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ .ﻓﺎﻻﺳﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟـ»ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻫﻮ »ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ« .ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﻃﺎﺭ ﻭﻃﻨﻲ ﺟﺎﻣﻊ. ١٧٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻃﻮﻳﻼ ،ﺣﻴﺚ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺍﻻﺳﻢ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ
ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻃﻮﻝ ﺍﻻﺳﻢ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺣﻔﻈﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻣﺮ ﹰﺍ ﺻﻌﺒ ﹰﺎ .ﻟﺬﺍ ،ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﺳﻢ
ﺫﻱ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﻣﻌﺒﺮ ﻭﻳﺴﻬﻞ ﺗﺪﺍﻭﻟﻪ ﻭﺣﻔﻈﻪ).(١
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻭﺻﺪﻳﻖ ﻗﺪ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﺍﺳﻢ ﻋﺎﻣﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳ ﹰﺎ ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ،ﻭﺍﺧﺘﺰﺍﻻﹰ ﻣﻜﺜﻔ ﹰﺎ ﻟﻠﻤﻬﺎﻡ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺘﻤﺘﻬﺎ .ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﺍﻷﻭﻝ
ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ) ،(١٩٧٨ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﻮﺭ ،ﺛﻢ ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ
ﻣﻊ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ،ﻋﺮﻓﺖ ﻻﺣﻘ ﹰﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻂ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ).(٢
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ »ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ
ﻃﺎﺋﻔﻴ ﹰﺎ ،ﻛﺎﻥ ﺣﻴﻨﺌﺬ ،ﺑﺆﺭﺓ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺒﺒﻬﺎ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﺭﻣﺰ ﹰﺍ ﺃﻭ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﹰﺍ ﻟﻠﺘﻨﺎﻗﺾ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﺳﻴﻘﺘﺮﻥ ﺍﺳﻢ »ﺟﺒﻞ
ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻭﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ،
ﺑﺎﻟﻄﻤﻮﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ).(٣ ) (١ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ٢٢ﺗﻤﻮﺯ .٢٠٠٩ ) (٢ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. ) (٣ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.
١٧٨
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺍﺳﻢ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ .ﻓﺎﻟﻌﺎﻣﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻞ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ،ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻏﺎﻳﺘﻪ .ﻟﻘﺪ ﺻﺎﺭ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﺮﺍﺩﻓﺎ ﻟﻺﺻﻼﺡ
ﻭﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻫﻮ ﺇﺫ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ، ﻓﻘﺪ ﺣﻤﻞ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻜﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ. ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺳﻬﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ).(١
ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﻢ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻌﻞ ﺭﻣﺰﻱ ﺑﺤﺖ ،ﻳﺪﻝ ،ﺇﺫ ﹰﺍ ،ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻘﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ،ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ »ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ« ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ
ﻧﻔﺬﺗﻪ ﻋﺎﻣﻞ ،ﻟﻢ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﺤﺎﺟﺎﺕ
ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻧﻔﺴﻪ .ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ،ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ،ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﹰﺍ ﻟﻈﺮﻭﻓﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻣﻼﺀ ﻣﻦ ﻗﻮ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ).(٢
) (١ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. ) (٢ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ،ﻣﻨﺬ ﺷﻬﻮﺭ ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﺣﻮﻝ ﺇﺻﻼﺡ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ »ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ،ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻥ »ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ) (NSCﻋﻠﻰ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ]ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺔ[ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻢ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻭﺿﻊ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻟﻠﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ،ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻀﻢ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ) (USAIDﺃﻭ ﻣﻤﺜ ﹰ ﻼ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ،ﻭﺳﻴﻮﻓﺮ ﺫﻟﻚ ﺭﺅﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﻤﻠﺔ =
١٧٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٣ـ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ
ﻳﻼﺣﻆ ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋــﺎﻣــﻞ« ﺃﻥ ﺧــﻴــﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻓﻌﻬﺎ ،ﻻﺗﺰﺍﻝ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻗﻮﻣﻲ ﻭﻭﻃﻨﻲ .ﺃﻣﺎ
ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ﻓﺘﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﺑﻤﺮﺗﺒﺔ
ﺃﺩﻧﻰ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ) .(١ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ،ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ،
ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺤﻮﺭ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ
ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻻﺗﺰﺍﻝ
ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ،ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ،ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺳﻮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ).(٢
ﺣﺎﻭﻟﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪﺓ ،ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﻫﻢ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﻤﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ) .(٣ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺮﺽ
= ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ« .ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ،ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺭﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺓ ،ﻣﻦ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ،ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲhttp://www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=1247: ) (١ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ١٧ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .٢٠٠٩ ) (٢ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .ﻭﻟﻼﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺒﻠﻴﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺎ ﺑﺎﻟﻤﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮﺓ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ،ﺭﺍﺟﻊ ،ﻣﺜﻼﹰ :ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﻣﺎﻫﺮ» .ﻫﻞ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻫﻤ ﹰﺎ ﻓﻜﺮﻳ ﹰﺎ ﻋﺮﺑﻴﺎ؟« .ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ »ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ« ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ،٨٢ﺭﺑﻴﻊ .٢٠١٠ ) (٣ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.
١٨٠
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻋﻘﻠﻨﺔ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﻣﻊ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ
ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ »ﺍﻟﺸﻌﺒﻮﻱ«
ﺍﻟﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ .ﻷﻥ ﻣﻐﺰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺑﺎﻷﺣﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺆﻭﻝ ﺩﻭﻥ ﺗﺴﻴﻴﺲ
ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺩﻭﻥ ﺭﺑﻄﻪ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ) ،(١ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺮﺻ ﹰﺎ
ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ،ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺭﺩ ﺗﻘﻨﻲ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ
ﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ،ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﺸﺄﺓ
ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﺎﻣﻞ ،ﺿﻤﻦ ﺳﻴﺎﻕ ﺗﺼﺪﻳﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ،ﺃﻱ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺩﺍﺧﻠﻴ ﹰﺎ ،ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺧﺎﺭﺟﻴ ﹰﺎ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ
ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻭﺗﺼﻠﻴﺒﻬﺎ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﺮﺡ ﻗﺎﺩﺓ ﻋﺎﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ
ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ـ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ
ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻧﻘﻴﻀﻴﻦ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ) ،(٢ﺑﻞ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ
)(١ )(٢
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ٣٠ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .٢٠٠٩ ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ١٧ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .٢٠٠٩
١٨١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻢ ﺑﻬﻤﺎ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑـ»ﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ») (١ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻓﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﺴﻤﺎﺕ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﺣﺘﻤﻬﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ
ﺻﺪﺍﻡ ﺩﻭﻟﻲ ـ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﻴﻮ ـ ﺳﻴﺎﺳﻲ ،ﺣﺎﻓﺰ ﹰﺍ ﻟﻨﺸﺄﺓ ﻭﺗﻄﻮﺭ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺭﺍﺋﺪﺓ ،ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﻫﻲ:
ﺃ .ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ :ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻇﻢ ﻭﻗﻌﻪ ﺇﺛﺮ ﻧﻜﺒﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ،ﻭﻣﺎ ﺭﺍﻓﻘﻬﺎ
ﻣﻦ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﺃﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﺻﻮﻝ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻭﺟﻨﻮﺑﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﻮﺀ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﻦ،
ﺃﺫﻛﺘﻬﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ.
ﺏ .ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ :ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻳﻘﻆ ﻟﺪ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺘﻄﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺮﺳﺖ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻼﻣﺘﻮﺍﺯﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﻓﻲ
ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻲ ،ﻭﺃﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﺔ ،ﻭﺣﻔﺰﺕ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻹﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﻭ ﹼﻟﺪﺕ
ﻟﺪ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﻘﺮ ﹰﺍ.
ﺝ .ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ :ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﻤﺎﻳﺰ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ،
ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﺇﺫ ﻋﺰﺯ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻫﻨﺎﻙ، ﺣﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ـ ﺍﻟﻼﻃﺎﺋﻔﻲ ﻟﺪ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻭﺳﺎﻋﺪ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻭﺑﺪﻭﺭﻫﺎ
) (١ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ١٧ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .٢٠٠٩
١٨٢
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺾ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ،ﻛﻜﻴﺎﻥ ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
٤ـ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﺆﺩﻱ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؟ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺮﺱ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻬﺬﻩ »ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ« ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺭﻓﻊ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻑ ﺃﻫﻢ ﺗﺠﺎﺭﺏ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻗﺪ ﻣﻜﻨﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﺪﺧﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﺮﻳﺪ ،ﺑﻘﻲ ﻣﺤﺼﻨ ﹰﺎ ﺑﻮﺟﺪﺍﻥ
ﺟﻤﻌﻲ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻫﻜﺬﺍ ﻭﻟﺪﺕ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﺳﺴﺖ ﻟﺬﺍﻛﺮﺓ
ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻓﺘﺎﺑﻌﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻐﺰﻭﺍﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ،ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ،ﻭﺭﺍﻓﺪ ﹰﺍ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻣﺪﻣﺎﻛﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ،ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﺗﺤﺎﻭﻝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ ﻣﺪﻧﻴ ﹰﺎ ،ﻓﻜﺮ ﹰﺍ ﻭﻗﻮﻻﹰ ﻭﻋﻤﻼﹰ،
ﻟﻜﻲ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻓـ»ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻲ«، ﺇﻥ ﺻﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﻳﻌﻤﻖ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻓﻤﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ
ﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ .ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻘﺎﺿﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻣﺒﻠﻐ ﹰﺎ ﻣﻦ ١٨٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻤﺎﻝ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﺪﺛﺮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺫﻭ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﻐﺎﻳﺮ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻭﻗﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ .ﺇﻥ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﺩﺍﺀ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻛﺠﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ
ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻃﺎﺋﻔﻲ .ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺾ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻻﻧﻀﻮﺍﺀ ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ،ﻣﻊ ﺑﻘﺎﺀ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻣﻘﺒﻮﻻﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺃﻱ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﺎﻫﺎ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﺭﻛﺎﺋﺰ:
ﺃ .ﺗﻄﺮﺡ »ﺷﻌﺎﺭ :ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ«.
ﺏ .ﺗﻠﺘﺰﻡ »ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻣﻴﻤﺎﺕ :ﻣﺒﺪﺃ ،ﻣﻮﻗﻒ ،ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ«.
ﺝ .ﺗﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ »ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻳﺪﻳﻦ
ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ،ﻭﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ«.
٥ـ ﺧﻼﺻﺔ :ﺍﻟﻤﻐﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻟﺪ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ
ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻐﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻐﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻛﻞ ١٨٤
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺃﺭﺟﺎﺀ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻣﺜﻼﹰ ،ﻟﺪ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﺡ ،ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻳﻘﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ ﺑﻮﺻﻔﻬﻤﺎ »ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ـ ﺍﻟﺮﻣﺰ« ﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻋﺎﻡ .١٩٧٥ﻛﺬﻟﻚ ،ﹼ ﻓﺈﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ـ ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻀﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ) .(١ﺇﻥ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻨﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ ،ﺗﺆﻛﺪ
ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻻ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ،ﺑﻞ ﺗﻘﺘﺮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺇﻥ ﺻﻼﺡ ﺃﻭ ﺟــﺪﻭ ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻳﺆﻫﻠﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻗﺪﻭﺓ
ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﺔ،
ﻭﺃﻥ ﺗﺠﺒﻲ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺗﻤﻬﻴﺪ ﹰﺍ
ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ،ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ.
) (١ﻟﺪ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺧﻤﺴﺔ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﺕ ﻛﻔﺮﺷﻮﺑﺎ ،ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺲ ،ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ،ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻡ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺧﺪﻣﻴﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ.
١٨٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ـ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﻘﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﺎﻡ .١٩٤٣
ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻋﺎﻡ ١٩٧٥ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﺍﻻﺧﺘﻼﻻﺕ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ،ﻓﺎﻟﺘﻘﺖ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺗﺪﺍﺧﻼﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ،ﻭﻣﻮﺟﺎﺕ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ،ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺑﻨﻴﻮﻱ ﺟﺬﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﻘﺴﺮﻳﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ
»ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﺲ« ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
١ـ ﻗﻴﺎﺱ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« :ﺗﻼﺅﻡ ﺍﻟﺘﻤﻮﺿﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻓﺮﺿﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ »ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ« ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ، ١٨٦
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻪ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ .ﻭﺃﻛﺜﺮ
ﻣﺎ ﻟﻮﺣﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻷﻫﻠﻲ /ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ.
ﺑﻌﺪ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٨٩ﻭﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ،
ﺷﺮﻋﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻋﺐﺀ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﺪ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺘﻤﻮﺿﻊ ﻭﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻲ
ﻓﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻭﻓﻘ ﹰﺎ ﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟﺬﺭﻳ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺋﺪ ﹰﺍ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ.
ﺇﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻤﻮﺿﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ،
ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ـ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ـ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﺑﻞ
ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺃﻭ ﺳﻮﺍﻫﺎ .ﻭﻳﺪﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻜﺮﻭﻧﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﺘﺤﻮﻻﺕ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺃﻥ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﻧﻔﺬﺗﻬﺎ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ،ﻭﺍﻣﺘﺎﺯﺕ ﺑﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﻻﻓﺘﺔ،
ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻭﻓﻖ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﺘﻬﺎ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻭﻫﻲ:
ﺃ ـ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ :ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻭﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻋﺎﻡ .١٩٨٩
ﺏ ـ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ :ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ ١٩٩١ـ .١٩٩٤
١٨٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺝ ـ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ :ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٩٥ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ.
ﺇﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻤﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ،ﻋﻠﻰ
ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺪ
ﺍﻷﺳﺮ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺍﺷﺘﺪﺕ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺨﻠﻒ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ .ﻭﺗﺰﺧﺮ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﻋﺎﻣﻞ،
ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﻗﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﺑﺈﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻭﺭﻓﻀﻪ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ .ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﻮﺀ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻘﺾ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻧﻘﻀ ﹰﺎ ﻛﻠﻴ ﹰﺎ.
ﻙﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ »ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ
ﺍﻷﻭﻟﻰ« ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ،ﻭﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻹﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ
ﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ .ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﻮﻥ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺳﺒﺒ ﹰﺎ ﻟﻼﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻮﻫﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻲ، ﻷﻧﻪ »ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ]ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ـ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ[ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺩﻭﻥ ﻓﺌﺔ ﺃﺧﺮ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺨﺐ ]ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ[ ﻣﺮﺗﺒﻄ ﹰﺎ ﺑﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﻇﺔ
ﻭﺣﺪﻫﺎ ،ﺩﻭﻥ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﺨﺒ ﹰﺎ ]ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ[ ﺗﺪﻭﺭ
ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻣﻐﻠﻘﺔ ،ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻤﻮﻣﺔ ﺣﻈﻮﻇﻬﺎ ﻭﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺗﻬﺎ ]ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ١٨٨
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ[ ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ]ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ[
ﻛﻜﻞ«).(١
ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻏﺎﺭﻗﺎ ﻓﻲ ﺍﻭﻫﺎﻡ »ﻣﻌﺠﺰﺓ« ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
)(٢ ﺼﺮ ﹰﺍ ﺍﻟﺘﻲ »ﻋﺎﺵ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻳﻤﺪ ﺑﻬﺎ ﻛﺴﻠﻪ ﻭﺿﻴﻖ ﺃﻓﻘﻪ« ،ﹸﻣ ﱠ
ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺾ ﺗﺤﻤﻞ ﻛﻠﻔﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ .ﻭﻗﺪ ﻻﺣﻆ ﻣﺆﺳﺴﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﺃﻥ »ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ
ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﺎﻡ ،١٩٤٣ﻟﻢ ﺗﻮﻓﻖ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ
ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻧﺼﻬﺎﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ
ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻫﻮ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ـ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ«) ،(٣ﻭﺻﺎﻏﻮﺍ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.
ﺇﻥ »ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻜﺴﺘﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻞ ﺑﻨﻴﻮﻱ
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ .(٤)«١٩٧٥ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺃﻭ ﻳﺘﺤﺴﻦ ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ )(١ )(٢ )(٣ )(٤
ﻣﻨﻴﺮ ﺑﺸﻮﺭ ،ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ» .ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻴﺔ«. ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ،ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ .ﺹ ١٦٠ـ .١٧١ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻧﺴﻴﺐ ﻃﺮﺑﻴﻪ» .ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﻹﻧﻤﺎﺀ« .ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ،ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ، ﺹ.١٩٩ »ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ:ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ« ،ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ .ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ .١٩٩٢ ﻣﻬﻨﺎ .ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.
١٨٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻋﺎﻡ ،١٩٨٩ﻭﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺮﺭﺕ ﻣﻦ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ
ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻘﻨﹼﻌﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ،
ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻣﻦ ﺗﺪﻧﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻟﻀﻮﺍﺣﻲ .ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺒﺆﺱ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻲ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ
ﻧﺤﻮ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ،ﺿﺎﻋﻒ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻷﺳﺮ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ).(١
ﻟﻘﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺇﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻥ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ .(٢) ١٩٩٤ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺗﺪﻫﻮﺭ
ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻﺣﻘ ﹰﺎ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﻭﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻟﻌﺠﺰ
ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻜﻦ ،ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻳﺒﺨﺲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﻗﺒﻞ ﺗﺼﺤﻴﺤﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﺪﺍﻧﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ).(٣
ﻭﺗﺮﺍﻓﻖ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺗﻮﺳﻊ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ،ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻣﻦ
ﺗﻮﺣﺶ ﺍﻟﻨﻴﻮﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺠﺸﻊ ﻟﻠﻜﺴﺐ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ
ﻛﺎﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺮﻕ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ،ﻭﺍﻧﺠﺮﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﺮ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻜﺴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﺨﺼﻴﺺ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ.
) (١ﻧﺼﺎﺭ .ﻋﻠﻲ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ،ﺍﻟﺪﻣﻘﺮﻃﺔ، ﺍﻟﺴﻮﻕ .ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .٢٠٠٣ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ. ﺹ ٨٢ـ .٨٣ ) (٢ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻋﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ .١٩٩٤ ESCWA ) (٣ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ .ﺷﺒﺎﻁ .١٩٩٨
١٩٠
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭﻗﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺗﺸﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻠﻎ
ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻭﺗﻘﻠﺺ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻭﺣﺮﻣﺎﻥ ﻗﺴﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺭﺩ ﺭﺯﻕ
ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬﻢ).(١
٢ـ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ »ﻋﺎﻣﻞ«
ﺇﻥ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ
٢٣ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ ﺗﻨﻤﻮﻳ ﹰﺎ ﺻﺤﻴﺎ ﺣﻘﻮﻗﻴ ﹰﺎ ،ﺗﺸﻜﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ .ﻭﺗﻌﻤﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﻭﻓﻖ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ
ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺑﻌﺪ ﹰﺍ ﺩﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴ ﹰﺎ ،ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺃﻱ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻠﻪ ،ﻓﻲ ﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺑﻞ ﻭﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ.
ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﺮﺍﻛﺰ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺟﻬ ﹰﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺿﻴﻘﺔ
ﺃﻭ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺇﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ،ﻫﻲ ﺟﺰﺀ
ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ
) (١ﺩﺍﻏﺮ ،ﺃﻟﺒﻴﺮ» .ﻛﻴﻒ ﺃﻓﺮﻍ ﺭﻳﻒ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ« .ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ،ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ٥ـ ٦ﺃﻳﻠﻮﻝ .٢٠١١
١٩١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺇﻣﻜﺎﻥ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ :ﺃﻭﻻﹰ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﻭﺧﻔﺾ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻭﻧﻤﻮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻳﻮﻓﺮ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮ ﻻﺋﻖ ﻟﻸﺟﻮﺭ ﺗﻮﻓﺮ
ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ ﺑـ»ﺇﻃﻼﻕ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺣﻀﺮﻳﺔ ـ
ﺭﻳﻔﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﻣﺤﻠﻴﺔ،
ﻭﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺃﻗﻮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ،ﻭﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ
ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ،ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ـ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺑﻤﻨﺄ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ.
ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ،ﺃﺭﺑﻊ ﺧﻄﻂ
ﺧﻤﺴﻴﺔ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ :ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ١٩٩٥ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻋﺎﻡ .١٩٩٩ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ٢٠٠٠ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ .٢٠٠٤ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٥ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ .٢٠٠٩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٢٠١٠ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ .٢٠١٥
(١٩٩٩ ١٩٩٥ـ ١٩٩٩ ﺃ ـ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ))١٩٩٥ ﺭﻛﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻦ ﺍﻷﺳﺮ ،ﻭﺗﺸﻤﻞ
ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ،ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﻴﻦ ،ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪﺓ ﻟﻠﺪﺧﻞ ،ﺇﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ
ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺭﻛﺰﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ـ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻡ ١٩٢
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ،ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺼﺤﻲ ،ﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ .ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻤﻜﻨ ﹰﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻄﻮﻳﺮ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ.
((٢٠٠٤ ٢٠٠٠ـ ٢٠٠٤ ﺏ ـ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ))٢٠٠٠ ﺳﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﻋﺒﺮ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ: ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ،ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ،ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ .ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﺮﺍﻣﺞ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ ،ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ،ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﻟﻜﻲ ﻳﺮﺗﻔﻊ
ﻣﺴﺘﻮ ﻭﻋﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﻳﺘﻌﺰﺯ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ ﻓﺮﺹ
ﻋﻤﻞ ﻟﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ) ١٩٩٥ـ ،(١٩٩٩ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻫﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺪﺛﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ) .(١ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ) (١ﺃﺑﻮ ﻣﺼﻠﺢ ،ﻏﺎﻟﺐ .ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ )ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻝ( .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.٢٠٠٧ ، ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺃﺑﻮ ﻣﺼﻠﺢ ﺹ :٣٩ﺃﻥ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﻦ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ،ﻷﻧﻪ »ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ]ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻋﻤﺎﺭ ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ[ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺩﻭﻥ ﺿﻮﺍﺣﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺰﻣﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ »ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ« =
١٩٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺑﺮﺍﻣﺞ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ،ﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ، ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﻴﻦ.
(٢٠٠٩ ٢٠٠٥ـ ٢٠٠٩ ﺝ ـ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ))٢٠٠٥ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ،
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ،ﻛﺎﻥ ﺗﻮﺟﻪ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻧﺤﻮ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ،
ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ
ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﻌﻨﻒ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﺷﻤﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻋﻼﻗﺎﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ :ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺍﻟﻌﻤﻞ )ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ( ،ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ.
((٢٠١٥ ٢٠١٠ـ ٢٠١٥ ﺩ ـ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ))٢٠١٠ ﺭﻏﻢ ﺗﻔﺸﻲ ﻣﻴﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ
ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ =
ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﻧﺎﻟﺖ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭ ﻟﻠﻔﺮﺩ )ﺣﺴﺐ ﺧﻄﺔ ﺁﻓﺎﻕ (٢٠٠٠ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﻟﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٤٤ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ.
١٩٤
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ،ﺗﻮﺍﺻﻞ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ .ﻭﻻ
ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﻃﻤﻮﺣﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ،ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﺷﻌﺎﺭ »ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ« ،ﻭ»ﻧﻬﺞ :ﻣﺒﺪﺃ ،ﻣﻮﻗﻒ ،ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ« .ﻣﻊ
ﺍﻟﺤﺮﺹ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻮﻃﻦ .ﻭﻟﺬﺍ ،ﺗﺜﺎﺑﺮ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﺪﻧﻲ ،ﻭﻃﻨﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ،ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﺤﺼﻴﻦ
ﺍﻷﺳﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻗﺪﻭﺓ ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻋﺒﺮ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻮﺍﺣﻲ ﻭﺍﻷﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ،ﻣﺎ ﻳﻤﻬﺪ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺃﻭﺳﻊ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
٣ـ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺭﺅﻳﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺗﻠﺘﺰﻡ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ«) (١ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺣﻘﻮﻗﻴﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ،
ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻣﻌﺰﺯ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﻭﻋﻤﺎﺩﻫﺎ
) (١ﺍﻧﻀﻤﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ٢٠١٠ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ،DPI / NGOﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﻟﺪ »ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ« ECOSOCﻭﺍﻧﻀﻤﺎﻣﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ – ،HAPﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻠﻮﻛﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔICV.
١٩٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ،ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺩﻋﻢ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ
ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ،ﺑﻌﻴﺪ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﺮﻓﺾ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ
ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻋﺎﻟﻤﻴ ﹰﺎ ،ﺇﺫ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ،ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﻋﺎﺩﻝ ﻟﻠﺜﺮﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ/ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ).(١
ﺇﻥ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﺔ
ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ..ﻗﻀﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ .ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﻟﻼﺭﺗﺰﺍﻕ ،ﺃﻭ ﻳﺼﻴﺮ
ﺗﻘﻨﻴ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﻬﻨﻴ ﹰﺎ ﻓﻘﻂ ،ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ.
ﻭﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ، ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺮﺹ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻠﺘﺰﻣ ﹰﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ،
ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ،ﺍﻵﻥ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭ»ﺍﻟﺒﺰﻧﺲ«،
ﺑﺎﺗﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻘﺮ ﺃﻭﺭﻭﺑﻲ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ ،ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ
،٢٠١٠ﻭﻫﻲ ﺑﺼﺪﺩ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ »ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ
ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ«).(٢
ﺇﻥ ﻧﺸﺎﻁ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻫﻴﺌﺔ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﻭﺭﺍﻓﻀﺔ ﺍﻹﻣﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﻓ ﹰﺎ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﻣﺎ ﺭﺍﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ )(١ )(٢
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﺳﻜﻨﺪﺭ ﺣﺒﺶ ،ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ٦ ،ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .٢٠١٣ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﺳﻜﻨﺪﺭ ﺣﺒﺶ.
١٩٦
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ،ﺻﻨﹼﻔﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺛﻤﺮﺓ ﺟﻬﻮﺩ ﺑﺬﻟﺘﻬﺎ ﻭﻻﺗﺰﺍﻝ ،ﻭﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ،ﺣﺎﻓﺰ ﹰﺍ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪﺓ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻱ
ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﻭﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻﺗﺰﺍﻝ ﻭﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ،ﻭﻟﻠﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺪﺃﺕ ،ﻣﺨﺘﺼﺮ ﹰﺍ
ﺑﺎﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ» :ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺴﻢ ،ﺣﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ،ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻼﺋﻘﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ«.
ﺇﻥ ﻫﺪﻑ »ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ،
ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻏﺮﺍﻗﻪ ﻓﻲ »ﺃﺟﻨﺪﺍﺕ« ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ
ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ .ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ. ﻭﺗﺘﺸﺎﺭﻙ »ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺳﻮﻳﺴﺮﺍ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ
ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻋﺎﺩﻝ ﻟﻠﺜﺮﻭﺍﺕ، ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ.
ﻭﻣﻊ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ،ﻓﺈﻥ »ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ«
ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺃﻣﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﻠﺒﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻓﺾ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮ ،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻗﻌﻮﺍ ﺿﺤﻴﺔ ﺣﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺪﻓﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﺏ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻓﺮﺩﻳ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻃﺎﺋﻞ.
١٩٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺗﺴﻌﻰ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻹﻧﺘﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ
ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻴﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻭﺗﺪﺭﻙ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﻣﺸﺮﻭﻉ
ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﻭﻃﻨﻲ ﻻ ﻃﺎﺋﻔﻲ ،ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺈﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺗﻪ ﻭﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻪ ﻭﻳﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻳﺤﻔﺰ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻧﺤﻮ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺧﻄﻂ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻄﻮﺭ
ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻤﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺈﺭﺳﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺤﺴﺒﺎﻥ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﺴﻮﺩ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ.
ﺇﻥ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ
ﻣﻦ ﻣﻬﻨﻴﺔ ﻭﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻧﺤﻮ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻴﻦ ،ﻓﻴﺠﺬﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺇﻟﻰ
ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺗﺴﻌﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺴﻨﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻬﻨﻴﺔ .ﻭﻳﺘﻜﺎﻣﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ،ﻣﻊ ﻫﺪﻑ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ
ﺷﺮﺍﻛﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ،ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ .ﻭﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺑﻨﺎﺀ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻭﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻟﺪ ١٩٨
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻟﻜﻲ ﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻣﺨﻄﻄﻴﻦ ﻓﻌﻠﻴﻴﻦ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻋﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ،ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ ،ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ .ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺒﻠﻤﻨﺪ ،ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻴﺴﻮﻋﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﻌﺜﺎﺕ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣﻊ
ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﻨﻠﻨﺪﺍ ،ﺍﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،ﺑﻠﻐﺎﺭﻳﺎ ،ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ ،ﺍﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ ،ﻣﺼﺮ ،ﺗﻮﻧﺲ، ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ،ﺍﻟﺴﻮﻳﺪ ،ﺍﻟﻨﺮﻭﺝ ،ﺍﻟﺪﺍﻧﻤﺮﻙ ...ﺍﻟﺦ.
ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ
ﺣﺼﻞ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴـﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺓ ،ﻭﻏﺰﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﻣﺼﺮ .ﻭﻛﻤﺎ
ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ،ﺗﺤﺮﺹ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ.
٤ـ ﺧﻼﺻﺔ :ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﻘﻮﺩ ﻣﺴﻴﺮﺓ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ
ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﺴﻠﻜﻴﺔ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ ١٩٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ .ﻓﻬﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎﺭ » ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ«،
ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺷﻌﺎﺭ »ﺍﻟﻬﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﻭﻻ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻏﻴﺮﻱ« .ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺳﻢ ﻧﻬﺞ »ﺍﻟﻤﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ :ﻣﺒﺪﺃ ،ﻣﻮﻗﻒ ،ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ« ،ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺍﻟﺪﻳﺎﻟﻜﺘﻴﻜﻴﺔ /ﺍﻟﺠﺪﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ »ﺍﻟﻔﻜﺮ«» ،ﺍﻟﻘﻮﻝ« ﻭ»ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ« .ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ،ﻭﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻣﻮﻗﻔﺎ ،ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ
ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ،ﺇﺫ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ
ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﻓﻲ ﺁﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻭﺍﻟﻤﺒﺴﻂ ﻭﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻋﺒﺮ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ.
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ،ﻻ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﻣﻼﺀ ،ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻋﺪﻡ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ،ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ .ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺸﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ،
ﻓﺘﺘﻤﺴﻚ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺮﻥ ﻣﻊ ﺍﻹﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻳﺪﻳﻦ
ﻭﺍﻷﺧﺼﺎﻡ.
ﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﺃﺳﻠﻮﺑ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺑﻞ ٢٠٠
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ،ﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻄﻼﻗﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺧﻄﻂ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﹰﺎ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ
ﺗﺒﺮﻫﻨﻪ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﻄﻂ ﺇﺭﺷﺎﺩﻱ
ﻣﺜﻠﺚ ﺍﻷﺿﻼﻉ ،ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔـ ﺿﻤﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﻋﻠﻴﺎ،
ﻫﻲ :ﺧﺪﻣﺔ .ﺗﻨﻤﻴﺔ .ﺣﻘﻮﻕ.
ﺃ ـ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ـ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ـ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﻊ
ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻋﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻪ.
ﺏ ـ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻭﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺑﻠﻮﺭﺓ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﻣﺒﺮﻣﺠﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﺝ ـ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻣﻜﺮﺱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻛﻴﺔ .ﺑﺪﺀ ﹰﺍ ﺑﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ـ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﺇﻥ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺗﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ .ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺾ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ
ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ،ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻬﻢ، ٢٠١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺣﻖ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ
ﺧﺎﺿﻌ ﹰﺎ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ ﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺷﺆﻭﻧﻪ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ.
٢٠٢
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ )ﺗﻤﻮﺿﻊ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ(
٢٠٣
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺇﻥ ﺍﻋﺘﺰﺍﺯ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﺘﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ
ﻋﺎﻣ ﹰﺎ ،ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ،ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻓﻘﺪ ﺗﻤﻴﺰ
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺆﺳﺴﻴﺔ ﺿﻤﻨﺖ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ،
ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﻓﻬﻢ ﺩﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ـ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺗﺪﺧ ﹰ ﻼ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ ﻧﻤﻮﺫﺟﻴ ﹰﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻐﻮﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ.
٢٠٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٢٠٦
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺗﻤﻮﺿﻊ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺇﻥ ﻫﺪﻑ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺳﻊ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻮﻃﻦ ،ﻟﺘﺴﺎﻫﻢ ﺑﺘﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻗﺪ ﻧﻮﻉ ﺑﺮﺍﻣﺞ
ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺬﻫﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ :ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ .ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ .ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ .ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ .ﺩﻋﻢ
ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ .ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ .ﻛﻤﺎ
ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻗﺪ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ،
ﺑﺤﻴﺚ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻀﻮﺍﺣﻲ ﻭﺍﻟﺮﻳﻒ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺒﻌﻠﺒﻜﻲ ،ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺗﻨﻮﻉ ﻭﻏﻨﻰ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ٢٠٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ .ﻭﻫﺬﻩ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﺮﺍﻛﺰ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﻤﻮﺿﻊ
ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻳﻬﺎ: •
ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺣﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﻄﺒﺔ ،ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ
ﺍﻵﺗﻴﺔ:
.١ﻣﻘﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ.
.٢ﺑﻴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ـ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ.
•
ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺟﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻗﻀﺎﺀ ﺑﻌﺒﺪﺍ ،ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﺒﻴﺮﻭﺕ ،ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
.٣ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﺔ
ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻣﻬﻨﻲ ،ﺗﻤﺮﻳﺾ ،ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﻣﻮﻣﺔ ﻭﻃﻔﻮﻟﺔ،
ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺻﺤﻲ .ﻛﻤﺎ ﻳﻀﻢ ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻭﺍﺧﺘﺼﺎﺹ )ﻧﺴﺎﺋﻲ، ﺃﻃﻔﺎﻝ ،ﻋﻈﺎﻡ ،(...ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺨﺒﺮﻱ ،ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺃﺳﻨﺎﻥ ،ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ.
.٤ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﺸﺎﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ
ﻣﺘﺨﺼﺺ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ،ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ـ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ.
.٥ﻣﺮﻛﺰ ﺩﻋﻢ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ )ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻭﻥ( ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ
ﻳﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﻠﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ،ﻭﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ
ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ،ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻐﺎﺕ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ،ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ .ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺻﺤﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﺌﻲ. ٢٠٨
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
.٦ﻣﺮﻛﺰ ﺩﻋﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻧﺔ
ﻳﻨﻔﺬ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺣﺮﻓﻲ ،ﺧﻴﺎﻃﺔ ،ﻟﻐﺔ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺩ
ﺭﻳﺎﺿﻲ.
.٧ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺒﺮﺍﺟﻨﺔ ،ﺣﻲ ﺑﻌﺠﻮﺭ
ﺗﺮﻛﺰ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻟﺼﺤﻲ،
ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ )ﻧﺴﺎﺋﻲ،
ﻗﻠﺐ ﻭﺷﺮﺍﻳﻴﻦ ،ﺃﻧﻒ ﺃﺫﻥ ﺣﻨﺠﺮﺓ ،ﺟﻠﺪ ،ﻋﻴﻮﻥ ،(..ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺨﺒﺮﻱ،
ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺻﻮﺗﻲ ) ،(Echographieﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ،ﺗﻠﻘﻴﺢ.
.٨ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ،ﺍﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ،ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ
ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ،ﺗﻤﺮﻳﺾ ،ﺃﺷﻐﺎﻝ ﻳﺪﻭﻳﺔ ،ﺗﺰﻳﻴﻦ ﻧﺴﺎﺋﻲ ﻭﻣﺎﻛﻴﺎﺝ ،ﻣﺤﻮ ﺃﻣﻴﺔ.
ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ
)ﻧﺴﺎﺋﻲ ،ﺃﻃﻔﺎﻝ ،ﻗﻠﺐ ،ﻋﻴﻮﻥ( ،ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺻﻮﺗﻲ )(Echographie ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ،ﺗﻠﻘﻴﺢ.
•
ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﻌﻠﺒﻚ ـ ﺍﻟﻬﺮﻣﻞ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
.٩ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺷﻤﺴﻄﺎﺭ ٢٠٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻳﺆﻣﻦ ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ )ﻧﺴﺎﺋﻲ ،ﺃﻃﻔﺎﻝ،
ﺃﻧﻒ ﺃﺫﻥ ﺣﻨﺠﺮﺓ ،ﻗﻠﺐ ﻭﺷﺮﺍﻳﻴﻦ ،ﻋﻈﺎﻡ( ،ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ،ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺻﻮﺗﻲ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺃﺳﻨﺎﻥ،
ﺗﻠﻘﻴﺢ ،ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﻣﻮﻣﺔ ﻭﻃﻔﻮﻟﺔ ،ﺻﺤﺔ ﺇﻧﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ ﺻﺤﻲ ،ﺑﺮﺍﻣﺞ
ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ.
ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻔﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻣﻬﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ،ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ،ﺗﺼﻔﻴﻒ
ﺷﻌﺮ ،ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ،ﺗﻤﺮﻳﺾ.
ﻭﻳﻀﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺷﻤﺴﻄﺎﺭ،
ﺩﺍﺭ ﺣﻀﺎﻧﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ.
.١٠ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﻌﻴﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ )ﻧﺴﺎﺋﻲ،
ﺃﻃﻔﺎﻝ (..ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ،ﺗﻠﻘﻴﺢ ،ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﻣﻮﻣﺔ ﻭﻃﻔﻮﻟﺔ.
ﻳﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﻭﺭﺍﺕ
ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻣﻬﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺾ ،ﺗﺰﻳﻴﻦ ﻧﺴﺎﺋﻲ ﻭﻣﺎﻛﻴﺎﺝ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ. .١١ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﻋﺮﺳﺎﻝ
ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ )ﻧﺴﺎﺋﻲ،
ﺃﻃﻔﺎﻝ ،ﻋﻴﺎﺩﺓ ﻋﻴﻮﻥ ،(..ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺃﺳﻨﺎﻥ ،ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺻﻮﺗﻲ ،ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ.
ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﻣﻮﻣﺔ
ﻭﻃﻔﻮﻟﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺾ ،ﺗﺼﻔﻴﻒ ﺷﻌﺮ،
ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ،ﺧﻴﺎﻃﺔ.
٢١٠
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
•
ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ /ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
.١٢ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﻛﺎﻣﺪ ﺍﻟﻠﻮﺯ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ )ﻧﺴﺎﺋﻲ،
ﺃﻃﻔﺎﻝ ،ﻗﻠﺐ ،ﺃﻧﻒ ﺃﺫﻥ ﺣﻨﺠﺮﺓ ( ،ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺻﻮﺗﻲ ،ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺃﺳﻨﺎﻥ ،ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ، ﺗﻠﻘﻴﺢ ،ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﻣﻮﻣﺔ ﻭﻃﻔﻮﻟﺔ .ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻣﻬﻨﻲ )ﺗﻤﺮﻳﺾ( ،ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ.
.١٣ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻣﻬﺪﻱ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻴﺪﻱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﻣﺸﻐﺮﺓ
ﻳﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ
ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ،ﺃﺷﻐﺎﻝ ﻳﺪﻭﻳﺔ ،ﺭﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻳﺎ ،ﻣﺎﻛﻴﺎﺝ،
ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ،ﻟﻐﺎﺕ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ،ﻏﺮﺍﻓﻴﻚ ﺩﻳﺰﺍﻳﻦ ،ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻚ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ.
ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ
ﺩﻋﻢ ﻧﻔﺴﻲ ـ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺃﻧﺸﻄﺔ ﺗﺮﻓﻴﻬﻴﺔ .ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺩﻋﻢ ﻧﻔﺲ ـ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻨﻴﻦ.
ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ،ﺇﺫ ﺇﻧﻪ ﻣﺠﻬﺰ
ﺑﻤﺴﺘﻮﺻﻒ ،ﻭﻣﺨﺘﺒﺮ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻀﻢ ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ
)ﺃﻃﻔﺎﻝ ،ﻧﺴﺎﺋﻲ ﻭﺗﻮﻟﻴﺪ ،ﻗﻠﺐ( ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺃﺷﻌﺔ ،ﻭﻗﺴﻢ ﻋﻼﺝ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻲ. •
ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻗﻀﺎﺀ ﺻﻮﺭ .١٤ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻮﺭ .ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻴﺎﺩﺓ
ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ )ﺃﻃﻔﺎﻝ ،ﻧﺴﺎﺋﻲ ،ﺟﻠﺪ، ٢١١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺃﻋﺼﺎﺏ ،ﺟﺮﺍﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،(..ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺃﺳﻨﺎﻥ ﻭﺑﺎﻧﻮﺭﺍﻣﻴﻚ ،ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺨﺒﺮﻱ ،ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺻﻮﺗﻲ ،ﻋﻼﺝ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ،ﺗﻠﻘﻴﺢ ،ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ .ﻛﻤﺎ
ﻳﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﻣﻮﻣﺔ ﻭﻃﻔﻮﻟﺔ ،ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ ﺻﺤﻲ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﺌﻲ ،ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ .ﻭﻳﻀﻢ ﻣﺮﻛﺰ »ﻋﺎﻣﻞ«
ﻓﻲ ﺻﻮﺭ ﻧﺎﺩﻱ ﺻﺤﺔ ﺑﺪﻧﻴﺔ.
.١٥ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺩﺭﺩﻏﻴﺎ.
.١٦ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺩﺍﺭ ﻟﻠﻤﺴﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺩﺭﺩﻏﻴﺎ.
.١٧ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﺒﺎﺯﻭﺭﻳﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ
ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ )ﺃﻃﻔﺎﻝ ،ﻧﺴﺎﺋﻲ ،ﻗﻠﺐ،
ﻋﻴﻮﻥ ،ﻋﻈﺎﻡ ،(..ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺃﺳﻨﺎﻥ ﻭﺑﺎﻧﻮﺭﺍﻣﻴﻚ ،ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺨﺒﺮﻱ، ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺻﻮﺗﻲ ،ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻣﺎﻣﻮﻏﺮﺍﻓﻲ ،ﺗﻠﻘﻴﺢ ،ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ .ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻔﺬ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﻣﻮﻣﺔ ﻭﻃﻔﻮﻟﺔ ،ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻬﻦ ﺧﻴﺎﻃﺔ ،ﻃﺒﺎﻋﺔ ،ﻟﻐﺎﺕ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ،ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ،
ﺗﻤﺮﻳﺾ.
ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻗﻀﺎﺀ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ .١٨ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ .ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ )ﺃﻃﻔﺎﻝ، ﻧﺴﺎﺋﻲ ،ﻗﻠﺐ ،ﻋﻴﻮﻥ ،ﻋﻈﺎﻡ ،(..ﻋﻼﺝ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ،ﺃﺷﻌﺔ، ٢١٢
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﺤﺎﻟﻴﻞ ﻣﺨﺒﺮﻳﺔ ،ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺻﻮﺗﻲ ،ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻣﺎﻣﻮﻏﺮﺍﻓﻲ ،ﻋﻴﺎﺩﺓ ﻭﺗﻘﻮﻳﻢ ﺃﺳﻨﺎﻥ ﻭﺑﺎﻧﻮﺭﺍﻣﻴﻚ ،ﻓﺤﺺ ﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺗﺮﻗﻖ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ) ،(Osteodensitometryﺗﻠﻘﻴﺢ ،ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺄﻣﻴﻦ
ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ .ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺮﺍﻣﺞ
ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻬﻦ ﺧﻴﺎﻃﺔ ،ﻃﺒﺎﻋﺔ ،ﻟﻐﺎﺕ
ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ،ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ،ﺗﻤﺮﻳﺾ .ﻭﻳﻘﻴﻢ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺜﻘﻴﻔﻴﺔ
ﺗﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ.
.١٩ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ.
ﻳﻌﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺗﻌﺎﻭﻧﻴﺔ
ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺰﺭﺍﻋﺔ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻟﻠﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺮﻳﺔ .ﻭﻓﻴﻪ
ﻣﻌﻤﻞ ﻟﻠﺼﺎﺑﻮﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ. ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ
.٢٠ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺣﻠﺘﺎ .ﻳﻀﻢ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻭﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ،ﻭﻳﻘﺪﻡ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺃﻭﻟﻴﺔ، ﻭﻳﻨﻔﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ.
.٢١ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺲ .ﻳﻀﻢ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ
ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺻﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻭﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺪﻡ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺻﺤﻴﺔ
ﺃﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻳﻨﻔﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ.
٢١٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻟﻤﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ .ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻚ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻫﻨﺎﻙ ١٧٠ﺃﻟﻒ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﺳﻴﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﺗﺤﺖ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﺗﺤﺖ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ،ﺣﺎﻟﻴ ﹰﺎ .ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻠﺺ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٢,٩ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ) .(١ﺗﺮﺳﻢ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ،ﺗﻠﺢ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻘﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ.
ﻭﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ،ﺗﺤﺬﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ
) (١ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ١٩ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠١٣ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭhttp://alhayat.com/Details/553286 :
٢١٤
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻌﺐﺀ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ،ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﻜﺎﻓﺄ ﻭﺣﺠﻢ ﺃﺭﺍﺿﻴﻪ ﻭﻋﺪﺩ ﺳﻜﺎﻧﻪ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺪﻳﻪ) .(١ﺇﻥ
ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺗﺼﺪﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺩﺍﺧﻠﻴ ﹰﺎ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴ ﹰﺎ.
ﻓﻔﻲ ﺳﻨﺘﻲ ٢٠١٢ـ ٢٠١٣ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ،ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻒ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ١,١ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ،ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ
ﻟﻠﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ،ﻭﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺷﺒﻴﻬﺔ) .(٢ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﻻ ﺗﺸﻤﻞ ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻀﺨﻤﺔ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻣﺘﻮﺍﻓﺮﺓ ﻟـ ٤ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﺃﺿﻴﻒ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻠﻴﻮﻥ
ﻧﺎﺯﺡ ﺳﻮﺭﻱ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻓﻖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ٢,١ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﺣﺎﻟﻴ ﹰﺎ.
ﻭﺳﺘﺮﺗﻔﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻭﻧﻮﻋﻴﺘﻬﺎ .ﻟﻜﻦ ﺇﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻠﺼﺖ ١,٥ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ .ﺃﻣﺎ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ
) (١ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﻴﻘﺎﺗﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﺒﺤﺚ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺃﺑﻮ ﻓﺎﻋﻮﺭ ﻭﻧﺤﺎﺱ ﻭﺩﻳﺎﺏ ﻭﻣﻤﺜﻠﻮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻣﺪﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ،ﻭﺳﻔﺮﺍﺀ ﻭﻣﻤﺜﻠﻮ ٤٣ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺎﻧﺤﺔ .ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ١٩ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠١٣
http://alhayat.com/Details/553286
)(٢
ﺣﺪﻳﺚ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺋﻞ ﺃﺑﻮ ﻓﺎﻋﻮﺭ .ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.
٢١٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﺘﺒﻠﻎ ٧,٥ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ).(١
ﻳﺘﺴﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ـ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ،
ﺑﺘﺪﻫﻮﺭ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﺳﺮ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﻭﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﻗﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ.
ﻭﺗﺴﻤﺢ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺧﺪﻣﺎﺕ ﻧﻤﻮﺫﺟﻴﺔ،
ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ .ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ:
.١ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ
ﻭ»ﺍﻟﻐﺮﺍﻓﻴﻚ ﺩﻳﺰﺍﻳﻦ« ﻭﺗﺼﻔﻴﻒ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺘﺰﻳﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﻮﻳﺔ ،ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ
ﺑﺎﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﺒﻴﺮﻭﺕ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ
ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ.
.٢ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺟﻤﻌﻴﺔ »ﻣﺪﻳﻜﻮ ﺍﻧﺘﺮﻧﺎﺳﻴﻮﻧﺎﻝ« ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ
ﺷﻤﺴﻄﺎﺭ /ﺑﻌﻠﺒﻚ.
.٣ﺗﺠﺪﻳﺪ »ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺩﻋﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ )(١
ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.
٢١٦
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰﻱ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺼﺤﻴﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﺔ ﻭﻛﺎﻣﺪ
ﺍﻟﻠﻮﺯ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ.
.٤ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﺸﺎﻁ ﺻﺤﻲ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ »ﻋﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ« ﻓﻲ
ﺣﺮﺝ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ »ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ« ﻭ»ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻧﻴﺮﺍ« »ﻭﺟﻤﻌﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ« ،ﻭﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ »ﺍﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ« ﻭ»ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ«.
.٥ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻗﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﺒﺎﺯﻭﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ.
.٦ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺣﻮﻝ »ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﻭﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ـ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ
»ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ« ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ .ﻳﻬﺪﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻰ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺣﻖ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﻜﻴﻦ
ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻻﺣﻘ ﹰﺎ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻲ.
.٧ﻣﺸﺮﻭﻉ »ﻣﺎ ﻣﻨﺨﺘﻠﻒ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺔ »ﻣﺮﺳﻲ ﻛﻮﺭ« ﻭ»ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ« ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ
ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻧﺔ .ﻛﻤﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺔ ٢١٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ/ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻧﺔ ﺃﻳ ﹰﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ .ﻭﻗﺪ ﺗﻢ
ﺗﺨﺮﻳﺞ ١٠٠ﺷﺎﺏ ﻭﺷﺎﺑﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺇﻃﻼﻕ ﺣﻤﻠﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻭﺗﻘﺪﻳﻤﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟـ ٤٧ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺘﻴﻦ.
.٨ﻣﺸﺮﻭﻉ »ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﻰ
ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻓﻲ:ﺍﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ،ﺗﺰﻳﻴﻦ ﻭﺗﺼﻔﻴﻒ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺭﺳﻢ ﺍﻟﺘﺎﺗﻮ ،ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻭﺗﺰﻳﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ،ﻭﺗﺰﻳﻴﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮ ،ﻭﺩﻭﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻫﻦ ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺗﺴﻬﻞ ﻟﻬﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﻭﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﹼ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ )ﻋﺮﺳﺎﻝ،
ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺷﻤﺴﻄﺎﺭ( ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ )ﺻﻮﺭ ﻭﺍﻟﺒﺎﺯﺭﻭﻳﺔ(.
.٩ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺃﻃﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ »ﺗﻌﻤﻴﻢ
ﺣﻖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ« .ﻳﺘﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺑﻴﺮﻭﺕ ) ﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ ،ﺑﻌﺠﻮﺭ ،ﻣﺸﺮﻓﻴﺔ، ﺣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ( ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ) ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ،ﺣﻠﺘﺎ ،ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺲ( .ﻳﻬﺪﻑ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻦ ٢١٨
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻟﺪﻣﺠﻬﻦ ﺑﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺧﻴﺎﻝ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺸﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻲ.
.١٠ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺸﺮﻭﻉ »ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ،ﺃﻃﻠﻘﺖ
ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺷﻴﺴﺘﺎﺱ ﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ،ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺤﻤﻞ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ .ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﻫﻮ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺪﺭﺑﻴﻦ ﻟﺘﺄﻫﻠﻴﻬﻢ ﻟﻤﺴﺘﻮ »ﻣﺮﻭﺝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ« »Social
«Promoterﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ
ﺷﺄﻧﻪ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ؛ ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ
ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻭﺗﻌﺘﻤﺪ ﹼ ﹰ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ .ﻭﺗﻢ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﺣﻮﻝ »ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﻇﺮﻭﻑ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ«.
.١١ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﻗﺴﻢ ﻃﺐ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ
ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ،ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻭﻭﻗﺎﺋﻴﺔ ﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﺸﺎﺭ ﻣﻬﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻘﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ.
.١٢ﻣﺸﺮﻭﻉ »ﻧﺤﻮ ﺑﻴﺌﺔ ﺁﻣﻨﺔ ﻭﺳﻠﻴﻤﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ« ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ
ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﻨﺪﻳﺔ ،ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ٢١٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺗﻌﻤﻴﻢ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ.
.١٣ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﺜﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻋﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺗﻮﻋﻴﺘﻬﻦ ﻧﺤﻮ ﺣﻘﻮﻗﻬﻦ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﻦ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻳﻨﻔﺬ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ.
.١٤ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ ،ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ،
ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ،ﺍﻟﻐﺮﺍﻓﻴﻚ ﺩﻳﺰﺍﻳﻦ ،ﺍﻟﻤﺎﻛﻴﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﺰﻳﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ،ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﻮﻳﺔ ،ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻟﻠﺘﻼﻣﺬﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ،
ﻓﻀ ﹰ ﻼ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻬﻢ ﻋﺒﺮ ﺑﺮﺍﻣﺞ
ﺗﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ UNHCR
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ،ﻭﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ،
ﻭﺟﻤﻌﻴﺔ ،HELPﻭﺟﻤﻌﻴﺔ Save the childrenﺍﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ.
.١٥ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻫﺒﺔ ﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺭﺍﺑﺤﺔ ﻋﻴﺪﻱ ،ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ
ﻣﺸﻐﺮﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺒﻨﻰ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﺮﻛﺰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ،ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻬﺪﻱ ٢٢٠
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻋﻴﺪﻱ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻫﺒﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ.
.١٦ﻣﺸﺮﻭﻉ »ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ« ،ﺑﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ cestas
ﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ .ﻭﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﻤﺪﺓ ٣ﺳﻨﻮﺍﺕ.ﻳﻬﺪﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ
ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ:
»ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻭﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ« .ﺳﻴﺴﻠﻂ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﻲ ،ﻣﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ
ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﻜﻼﻣﻲ، ﻭﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ .ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﻢ
ﺑﺸﺄﻥ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﺒﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﻠﺒﺪﺀ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻻﺕ
ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ،ﻭﺳﻴﺴﻌﻰ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺾ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ
ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺴﺪ ﺛﻐﺮﺓ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻫﺬﺍ
ﺑﻼ ﺷﻚ ﺳﻴﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
.١٧ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺣﻖ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﻠﻤﺴﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻣﻨﺰﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺮﺳﺎﻝ ـ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﻠﺒﻚ ـ ﺍﻟﻬﺮﻣﻞ ،ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎﺭ:
»ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﺄﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ،ﺍﻟﻤﺴﻨﹼﻮﻥ ٢٢١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺃﺣﻖ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﻌ ﹰﺎ« ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻤﻘﻌﺪﻭﻥ ﻫﻢ ﹼ
ﻋﺒﺮ:
• ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ.
• ﺗﻤﻜﻴﻦ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ. • ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ.
• ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﻦ /ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ.
• ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺸﻮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ.
• ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﻼﺝ ) ﻓﺤﻮﺻﺎﺕ ،ﺃﺩﻭﻳﺔ ،ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻃﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﻌﺪﻳﻦ، ﻋﻼﺝ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻲ.(........
• ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺷﺒﻜﺔ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﻨﺰﻟﻴﺔ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ..
• ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﺒﺮ ﻧﺪﻭﺍﺕ ﺻﺤﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ.
• ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴ ﹰﺎ ﻭﻋﻠﻤﻴ ﹰﺎ ،ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻗﺘﺮﺣﺎﺕ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺣﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ـ ﺻﺤﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ، ﺃﻫﻤﻬﺎ :ﺃﻭﻻﹰ ،ﻛﺸﻒ ﺻﺤﻲ ﺷﺎﻣﻞ ﻟـ ٥٧٠ﻣﺴﻨ ﹰﺎ ﻭﻣﻘﻌﺪ ﹰﺍ .ﻭﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ.
ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ ،ﺗﺪﺭﻳﺐ ٤٠ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ ﻭﻣﺤﻴﻄﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻲ ﻟﻬﻢ. ٢٢٢
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
.١٨ﻣﺸﺮﻭﻉ »ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ« ،ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ »ﺃﻧﻴﺮﺍ«. ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ،ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ
ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﺒﺮ ﺑﻨﺎﺀ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﻭﺗﺤﻔﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻮﺀ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﻠﻴﺎ ﻭﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
.١٩ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ
ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﻫﺎ ﺑﻤﻌﺪﺍﺕ ﻃﺒﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻭﺃﺩﻭﻳــﺔ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﻣﻜﺘﺒﻴﺔ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ )،(IMC
ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ،ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ،ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
.٢٠ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﺜﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ) (WHOﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ
ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺒﺎﺯﻭﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ .ﻳﻬﺪﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻟﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺣﻮﻝ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﻋﻦ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﺜﺪﻱ.
.٢١ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ
ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻧﻈﺎﻡ ﻟﻠﺘﺤﺬﻳﺮ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ )(UNICEF
ﺑﻬﺪﻑ ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻬﻤﻴﺸﺎ ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ٢٢٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﺒﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺔ،
ﻭﻳﻨﻔﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ
ﻭﺿﺎﺣﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ.
.٢٢ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ) (YMCAﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺒﺮﺍﺟﻨﺔ /ﺿﺎﺣﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺯﻭﺭﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻡ /ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ.
.٢٣ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺩﻋﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ«
ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ Save the Childrenﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﺔ /ﺿﺎﺣﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻣﺪ ﺍﻟﻠﻮﺯ/ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ.
.٢٤ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﻗﻖ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ« ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺻﻨﺪﻭﻗﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺒﺎﺯﻭﺭﻳﺔ.
.٢٥ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ« ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ ﺑﻬﺪﻑ ﺩﻋﻢ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ
»ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ« ﻋﺒﺮ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ـ ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ ﻭﺩﻋﻢ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﻣﺪﺭﺓ ﻟﻠﺪﺧﻞ. ﺇﺷﺮﺍﻛﻬﻦ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﹼ
.٢٦ﻣﺸﺮﻭﻉ »ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻣﺰﺍﺭﻋﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﺰﻳﻮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺮﻳﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ.
٢٢٤
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺬﻫﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻤﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﺜﻠﺜﺔ ﺍﻷﺿﻼﻉ ،ﻫﻲ :ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ،ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻬﻤﻴﺸ ﹰﺎ ﻋﺒﺮ ﺗﻮﻓﻴﺮ »ﺧﺪﻣﺔ ﺃﻓﻀﻞ، ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﹼ ﺑﻜﻠﻔﺔ ﺃﻗﻞ« ﻣﻘﺎﺭﻧ ﹰﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ .ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺗﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﺓ. ﺇﻥ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ،ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻤﺸﻜﻼﺗﻬﻢ ،ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺼﻴﺎﻏﺔ ﺧﻄﺔ ﺇﻧﻤﺎﺋﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ٢٢٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻗﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻧﺤﻮ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﺑﺤﻴﺚ
ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻋﻴ ﹰﺎ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛ ﹰﺎ ﻟﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺫﻭﻱ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻓﻴﺼﺒﺤﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺰﺯ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ.
ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺬﻫﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ،ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
١ـ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ
ﺗﺘﺒﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺍﻟﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ،ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٩٠ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻣﻬﻨﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ،ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻛﺘﻌﻠﻴﻢ
ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ،ﻭﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺤﺮﺓ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻬﺪﻑ ﺇﺣﺪﺍﺙ
ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻠﻤﻮﺱ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ، ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﻓﺮﺻﻬﻢ ﺑﺎﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ،
ﺗﺴﻌﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻃﺮﺡ ﻣﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﺒﺘﻜﺮﺓ ،ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ. ٢٢٦
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
٢ـ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮ .ﻟﺬﺍ ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻈﻢ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﻭﻧﺪﻭﺍﺕ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺻﺤﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻈﻬﺮ
ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ،
ﺗﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺣﻤﻼﺕ ﺻﺤﻴﺔ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻛﺤﻤﻼﺕ ﺗﻠﻘﻴﺢ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﻭﻓﺤﻮﺻﺎﺕ ﻣﺨﺒﺮﻳﺔ ﺑﺈﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ
ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.
٣ـ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﻛﺰﻳﻬﺎ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ،ﺗﺴﻌﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺇﻟﻰ
ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻔﺎﻋﻠﻲ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﺁﻣﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻟﻼﺟﺌﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻪ ﻭﺧﺪﻣﺎﺗﻪ. ﻓﺘﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻭﺍﻷﻛﺮﺍﺩ
ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﻢ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺑﻨﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ
ﻟﺪﻣﺠﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ. ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ،ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻼﺟﺌﻮﻥ ٢٢٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻣﻤﺜﻠﻴﻬﻢ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﻭﻟﻴﺸﺎﺭﻛﻮﺍ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﻢ.
٤ـ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ،ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻢ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ :ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ .ﻛﻤﺎ
ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺩﻋﻢ ﻧﻔﺲ ـ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺗﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ،ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻭﻓﻬﻢ ،ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻌﺰﻳﺰ
ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ.
ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﻟﺘﺴﻬﻞ ﻓﻬﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﻟﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ،ﻭﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ ﻭﻋﻴﻬﻢ ﻟﻬﺎ.
٥ـ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻛﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺗﻨﻈﻢ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ
ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ،ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،٢٠٠٥ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺗﺜﻘﻴﻔﻴﺔ ﻭﺣﻠﻘﺎﺕ ﻧﻘﺎﺷﻴﺔ ﺩﻭﺭﻳﺔ
ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ،ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺃﺧﺮ ﺫﺍﺕ ﺻﻠﺔ ،ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ
ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭﺧﻠﻖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ. ٢٢٨
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﻣﻊ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺮﻛﺰ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﻡ ،٢٠١١ﻃﻮﺭﺕ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺮﺓ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺃﺧﺮ ،ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﻛﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺩﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﻋﺮﻗﻲ ﺃﻭ ﺟﻨﺪﺭﻱ ،ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ.
٦ـ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ٢٠٠٤ﺣﻴﻦ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻭﻳﻬﺪﻑ
ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﻭﻣﻮﺭﺩ ﺭﺯﻕ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ،ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺗﺪﺭﻳﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺇﻧﺘﺎﺝ
ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﺰﻳﻮﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻼﺛﻤﺌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻣﺰﺍﺭﻉ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺭ .ﻛﻤﺎ ﺯﻭﺩﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ.
ﺧﻼﺻﺔ :ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻧﻤﻮﺫﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺓ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ
ﺗﻘﺪﻡ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﺪﺩ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ
ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﺩﻟﻴ ﹰ ﻼ ﺇﺭﺷﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻟﻘﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ٢٢٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﺔ ﺑﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﺸﻒ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ:
١ـ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺘﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﻔﺬﻩ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ:
ﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻲ ﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺭﻳﻔﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻋﺒﺮ ﺧﻠﻖ ﻓﺮﺹ ﻣﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﺪﺧﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ. ﻭﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ٣٢٠ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺭﻳﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﻭﺗﺼﻨﻴﻊ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ) ﺗﺠﻔﻴﻒ ،ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﺰﻳﻮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ،
ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺻﺎﺑﻮﻥ( .ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﺪﺧﻞ
)ﺇﺩﺍﺭﺓ ،ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ،ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻴﺎﺕ ،ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ( ،ﻭﻓﺘﺢ ﻣﺮﻛﺰ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻭﺗﺼﻨﻴﻊ ﻏﺬﺍﺋﻲ ﻓﻲ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ ،ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ١٠٠ﻣﺰﺍﺭﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ
ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺑﺬﻭﺭ) .ﻧﺴﺒﺔ
ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﺠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻟﻤﺮﻛﺰ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ(.
ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ،ﻛﻤﺸﺮﻭﻉ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﺒﺮ ﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﺬﻩ
ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻭﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ٢٣٠
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻤﻌﻮﻕ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻫﺬﺍ ﻛﺤﻤﻠﺔ ﺣﻖ ﹼ
ﺍﻟﺤﻖ ،ﺇﻟﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ...ﺍﻟﺦ .ﺇﻥ ﻣﺎ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎﻩ ﻳﺸﻜﻞ
ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ
ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ .ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺎﻥ
ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ...ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ،ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﻋﺮﺿﻨﺎﻩ
ﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌ ﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻈﻼﺕ ،ﻛﻤﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ...ﺍﻟﺦ. ٢ـ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﺟﺌﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﻨﻔﺬﻩ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻧﺔ :ﻣﻨﺘﺠﺎﺕ ﻣﻦ ﻫﻲ ؟ ﺗﻘﻮﻡ ﻧﺴﺎﺀ ﻻﺟﺌﺎﺕ ﺑﺘﺼﻨﻴﻊ ﻣﻨﺘﺠﺎﺕ ﻳﺪﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻋﺎﻣﻞ ﻟﺪﻋﻢ
ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻧﺔ .ﻟﻜﻞ ﻣﻨﺘﺞ ﻗﺼﺔ ،ﻗﺼﺔ ﻧﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻴﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ،ﻋﺮﺍﻗﻴﺎﺕ ﻭﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺎﺕ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎﺕ ﻭﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺎﺕ.
ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻬﺎﺭﺍﺗﻬﻦ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺳﻠﻊ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻭﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﻥ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.
ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﺟﺌﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪ ﹰﺍ ﻋﻦ ﺃﻭﻃﺎﻧﻬﻦ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻇﺮﻭﻑ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ .ﺇﻥ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ،ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ٢٣١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻦ ﻭﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻷﺳﺮﻫﻦ.
٣ـ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ« ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ« ـ »ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﺭﻭﻣﺘﻮﺳﻄﻲ« ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻭﺗﺄﻫﻴﻠﻬﻢ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺧﻠﻖ ﻓﺴﺤﺔ ﻹﺑﺪﺍﺀ ﺁﺭﺍﺀﻫﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﻗﻴﻢ
ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﺷﺎﺭﻙ ﻣﺘﻄﻮﻋﻮ ﻣﺆﺳﺴﺔ
ﻋﺎﻣﻞ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ٢٠١١-٢٠١٠–٢٠٠٩ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﺭﻭﻣﺘﻮﺳﻄﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻨﻠﻨﺪﺍ ،ﺍﻟﻨﺮﻭﺝ ،ﺑﻮﻟﻨﺪﺍ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ،
ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ.
ـ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ »ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ« ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ،ﺣﻤﻠﺔ ﺗﺸﺠﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ،
ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪﺓ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻐﺮﺱ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ
ﺍﻟﺤﺮﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ.
ـ ﻧﻈﻤﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ،
ﻭﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ،ﻟﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ »ﺩﺍﻧﺎ« ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﻓﻲ ﺇﺑﻞ
ﺍﻟﺴﻘﻲ ﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ) ٢٠٠٨ﺍﻷﻭﺭﻭ ـ ﻣﺘﻮﺳﻄﻲ(
»ﻟﻨﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻨﺎ« ،ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺷﺎﺑ ﹰﺎ ﻭﺷﺎﺑﺔ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﹼ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﻓﻨﻠﻨﺪﺍ ،ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ٢٣٢
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﻗﻴﻢ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ،ﺗﺨﻠﻠﻪ
ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻭﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﻢ
ﺑﻬﺪﻑ ﻓﻬﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻭﺑﻌﻴﺪ ﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ. ٤ـ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ
ـ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ـ ﺍﻟﻤﺼﻴﻄﺒﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻘﻴﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴ ﹰﺎ ﺗﺎﺑﻌ ﹰﺎ ﻟﺒﻴﺖ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﻃﻮﺭﺕ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺮﺓ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺃﺧﺮ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﻛﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺩﻳﻨﻲ ،ﻋﺮﻗﻲ ﺃﻭ ﺟﻨﺪﺭﻱ،
ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ.
ـ ﺍﺳﺘﻘﻄﺐ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ١ﻭ ٢ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻮﻟﻨﺪ ﹼﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ٢٫٣٥٤ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﹰﺍ .ﻭﺩﺃﺑﺖ ﺳﺒﻊ ﻧﺎﺷﻄﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻓﻲ ٧ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺣﻲ ﺍﻟﺴ ﹼﻠﻢ ـ ﺍﻟﺒﺎﺯﻭﺭ ﹼﻳﺔ ـ ﻋﺮﺳﺎﻝ )ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ـ ﺣﻲ ﺑﻌﺠﻮﺭ ـ ﺷﻤﺴﻄﺎﺭ ـ ﹼ
ـ ﺻﻮﺭ( ﺿﻤﻦ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻧﻘﺎﺵ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺿﻤﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺻﻴﻔ ﹼﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ. ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﻭﻗﺪ ﹼ ﹼ
ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ،ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ٢٣٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﻣﺴﺘﻮ ﻣﻌﻴﺸﻲ
ﻻﺋﻖ .ﻭﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺭﺳﻢ ﻷﻓﻀﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﻌ ﹼﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﻖ ﻣﻦ
ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﹼ ﻛﻞ ﻣﺪﺭﺳﺔ .ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺇﺻﺪﺍﺭ ٤ﻣﻠﺼﻘﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ.
ـ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ .ﻭﻗﺪ ﺳﻌﻰ ﺇﻟﻰ
ﺇﻛﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ
ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ .ﻭﺗﻢ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ »ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ« ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴ ﹰﺎ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ،
ﻭﻫﻢ ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻨﺸﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻃﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ
ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ،ﻭﻓﻜﺮﺓ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺩﻭﺭﺍﺕ، ﻭﺭﺵ ﻋﻤﻞ ،ﻣﺸﺎﻏﻞ ﺣﺮﻓﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﺎﺭﺽ.
ـ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻓﻴﻠﻢ ﻭﺛﺎﺋﻘﻲ ﻗﺼﻴﺮ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ »ﺃﺣﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺃﻓﻀﻞ« ،ﻳﻌﻜﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻬﻢ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﻭﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
)ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ – ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ( ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺗﻘﺒﻞ ﺍﻵﺧﺮ.
ـ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺳﺒﻊ ﻧﺎﺷﻄﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ »ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ـ «١ﻭ» ،«٢ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ ،ﺑﻬﺪﻑ ﻧﺸﺮ ﻭﺗﻌﻤﻴﻢ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ
ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ. ٢٣٤
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ـ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺣﻮﺍﻟﻰ ٣٦٠ﺷﺎﺑ ﹰﺎ ﻭﺷﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﺭﺍﺕ
ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻭﺭﺵ ﻋﻤﻞ ﻭﻣﺸﺎﻏﻞ ﺣﺮﻓﻴﺔ ،ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﻣﻔﻬﻮﻡ
ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ
ﻭﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ.
ـ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺭﺷﺔ ﻋﻤﻞ ﺇﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﻢ ،ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻨﺜﺮ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ« ﺗﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻃﻼﻕ
ﻛﺘﻴﺐ ﻭﺣﻔﻞ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﻠﻰ ٤٠ﻣﺸﺎﺭﻛ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﺧﺘﺘﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻓﻀ ﹰ ﻼ ﻋﻦ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭﺟﻮﺍﺋﺰ.
ـ ﺗﺪﺭﻳﺐ ٣٦٥ﺷﺎﺑ ﹰﺎ ﻭﺷﺎﺑﺔ ﺗﺎﺑﻌﻮﺍ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻓﻲ »ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ«
ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﻮﺭ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ
ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ – ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺗﻤﻮﺯ – ﺁﺏ ٢٠٠٦ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ »ﻣﻮﻓﻴﻤﻮﻧﺪﻭ«.
٥ـ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ :ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ: »ﺑﻴﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ«
ﺍﺗﹼﺴﻤﺖ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ
ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻣﻦ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻣﻦ ﺗﻔﺠﺮ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻋﻦ ﹼ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻤﺔ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺣﺮﺑ ﹰﺎ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ .ﻭﻗﺪ ٢٣٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻋﻤﺎ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ١٩٧٥ﺍﻟﻰ ﺳﻨﺔ ١٩٩٠ﻭﺃﺳﻔﺮﺕ ﹼ
١٣٠٠٠٠ﻭ ٢٥٠٠٠٠ﺿﺤﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﺻﻴﺐ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ )ﺃﻱ
ﻣﻬﺠﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﺭﺑﻊ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ( ،ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺣﻮﺍﻟﻰ ٣٥٠٠٠٠ﺷﺨﺺ ﹼ
ﺍﻟﻴﻮﻡ .ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ـ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ .ﻓﻤﻨﺬ ﻋﺎﻡ ١٩٦٨ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﺗﻬﺰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻪ ﻣﻊ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘ ﹼﻠﺖ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﹼ
ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﺭﺿﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٧٨ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ .٢٠٠٠ﺃﺿﻒ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ
ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻋﺎﻡ ١٩٩٣ﻭ ١٩٩٦ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺏ
٢٠٠٦ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺃﻱ ﺇﻃﺎﺭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺩﻭﻟﻲ .ﻭﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻳﺸﻜﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﺗﺤﺪﻳ ﹰﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ،ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ
ﺑﺨﺎﺻﺔ. ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﹼ
ﻳﺒﻘﻰ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ،ﺃﻱ ﻧﻘﺺ ﺍﻹﻟﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ
ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ؛ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﹶﺒﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﹸ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .ﻭﻗﺪ ﻟﻮﺣﻆ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻓﻲ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻓﻲ
ﺷﻤﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻭﺗﻜﺎﻓﺢ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ،ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ٢٣٦
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﻮﺋﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻛﺘﺴﺒﻮﺍ ﻓﻬﻤ ﹰﺎ ﺷﺎﻣ ﹰ ﻼ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺰﺍﻉ ﻭﻋﻮﺍﻗﺒﻪ .ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴ ﹰﺎ ،ﺗﻘﺪﹼ ﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ
ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ،
ﻧﻈﺮﺓ ﻣﺘﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ )ﻭﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ( ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺤﻜﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ :ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ،ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ،ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ،
ﺍﻟﺦ.
ﺗﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﺧﺮﻳﺠﻲ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑــﺎﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ،ﻭﺇﻟﻰ
ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺯ
ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻟﻤﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ.
ﺗﺨﺮﺝ ٣٥ﺷﺎﺑ ﹰﺎ ﻭﺷﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﺨﺮﺟﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ٢٠١١ﹼ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﻣﻴﻴﻦ ﻭﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﻭﻧﺎﺷﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ٢٠١٢ﺗﺨﺮﺝ ٣٥ﺷﺎﺑ ﹰﺎ ﻭﺷﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﻢ ﻋﺸﺮﺓ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ.
ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ٢٣٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ
ﻭﻣﻄﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﻟﻠﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻋﺪﺍﺩ
ﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ ،ﺿﻤﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ،
ﺭﻛﺰﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺧﻄﺘﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ
) (٢٠١٤–٢٠١٠ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ
ﺑﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻑ ﻭﻣﻬﻦ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺳﻮﻕ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻭﺿﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ.
ﻭﺗﻜﺸﻒ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻧﻮﺭﺍﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻋﻦ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .ﻭﻳﺒﻴﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﺸﻮﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺇﺭﺍﺩﻭﻱ
ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ »ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ« ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻗﻴﻤﺖ
ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ،ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻭﺍﻷﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰ »ﻋﺎﻣﻞ«).(١
) (١ﻟﻘﺪ ﺍﻓﺘﺘﺢ ﻋﺎﻡ » ١٩٩٨ﻣﻌﻬﺪ ﻣﻬﻨﻲ ﻭﺗﻘﻨﻲ« ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﺿﺎﺣﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٠ﺟﺮ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺟﻤﻌﻴﺔ »ﺃﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ« .ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٤ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ .ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٥ﺃﻧﺸﺊ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ. =
٢٣٨
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﺮﺍﻛﺰ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ
ﻭﺿﻮﺍﺣﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ،ﻭﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﻭﺑﻠﺪﺍﺕ ﻭﻗﺮ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ،
ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ،ﻭﺑﻌﻠﺒﻚ ـ ﺍﻟﻬﺮﻣﻞ ،ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣ ﹰﺎ ،ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﺠﺎﻻﺗﻬﺎ.
ﻟﻘﺪ ﻣﻬﺪﺕ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻭﺧﺒﺮﺓ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ) ،(١ﻭﻗﺪ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻹﻋﺪﺍﺩ ﺃﺩﻭﺍﺕ
= ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻓﺘﺘﺢ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٧ﻣﺮﻛﺰﻳﻦ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﻐﺒﻴﺮﻱ ـ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ ،ﻭﻓﻲ ﺣﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻧﺔ ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﺒﻴﺮﻭﺕ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ .ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﺗﻢ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻣﺒﻨﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ ،ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺑﺸﺮﻳﺔ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ) (٢٠٠٨ﺍﻓﺘﺘﺢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺗﻲ ﺣﻠﺘﺎ ﻭﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺘﻴﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺻﺤﻲ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ .ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٢٠١٠ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻭﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻣﻬﺪﻱ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻴﺪﻱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﻣﺸﻐﺮﺓ .ﻭﺃﻋﻘﺐ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٢٠١١ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺮﻛﺰ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﺒﻴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ـ ﺑﻴﺮﻭﺕ/ﺍﻟﻤﺼﻴﻄﺒﺔ. ) (١ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ .ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻫﻮ ﻣﻨﺠﺰﺍﺕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ،ﻭﺃﺑﺮﺯﻫﺎ: ـ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ. ـ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ :ﺣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ،ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺒﺮﺍﺟﻨﺔ
)ﺑﻌﺠﻮﺭ( ،ﻭﺍﺩﻱ ﺃﺑﻮ ﺟﻤﻴﻞ ،ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ،ﺻﻔﻴﺮ ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﻧﺔ. ـ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺻﺤﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭ ﻟﻠﺘﻮﻟﻴﺪ ﻭﻣﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﻭﺟﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻮﻑ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺑﻴﺮﻭﺕ. =
٢٣٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﻞ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﻓﻲ ﺭﺻﻴﺪﻫﺎ ﻭﺿﺎﻋﻔﺖ
ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺩﻭﺭﻫﺎ) .(١ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺭﺍﻓﻘﻬﻤﺎ ،ﺃﺑﺮﺍﺯ
ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻲ ﻓﻲ »ﻋﺎﻣﻞ«.
ﺗﺒﺬﻝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺟﻬﻮﺩﺍ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ
ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ،ﺗﻢ ﺗﻌﺰﻳﺰ
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ،ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭﻟﺠﺎﻥ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ .ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺗﻮﺍﺟﺪ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ...ﺍﻟﺦ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﻳﺴﺘﻤﺮ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻭﺍﻟﺴﻜﻦ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ،
= ـ ﺇﻃﻼﻕ ﺣﻤﻼﺕ ﺗﻠﻘﻴﺢ ﺿﺪ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻌﺪﻳﺔ ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ. ـ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﺎﺕ ﺟﺮﺣﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺑﻠﺠﻴﻜﺎ ،ﻭﺍﻟﻜﻮﻳﺖ :ﺇﻳﻔﺎﺩ ١٠١٢ﺟﺮﻳﺤ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺗﺮﻛﻴﺐ ٤٠٠ﻃﺮﻑ ﺍﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻟﻠﺠﺮﺣﻰ.
ـ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰ ﻣﺮﻛﺰ ﺻﺤﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻟﻸﻫﺎﻟﻲ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ،ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ .١٩٩٨ ) (١ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺠﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
٢٤٠
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﻭﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﻱ
ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻭﺗﺄﻫﻴﻠﻬﻢ
ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺇﻓﻘﺎﺭ ﺍﻷﻛﺜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ.
٢٤١
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ )ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ(
٢٤٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺍﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ
ﻣﻔﺼﻠﺔ ﺗﺮﺻﺪ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ
ﺃﻭ ﺍﻷﻫﻠﻲ .ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ
ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻟﻌﺸﺮ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ١٣ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ.
)(١
ﻣﻘﺪﻣﺔ :ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﺳﺮ
ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﺑﺨﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻫﻲ ،%١٠٠ﻭﻟﻠﻤﺴﻨﻴﻦ ﺑﻨﺴﺒﺔ ،%٤٠ ﻭﻟﺬﻭﻱ ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ،%٥٠ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺎﺕ ﻭﺍﻷﺭﺍﻣﻞ ﺑﻨﺴﺒﺔ .%٥٠ﻭﺗﻘﺪﻡ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺻﺤﻴﺔ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﻗﺎﺋﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ،%١٠٠ﻭ %٥٠ﻣﻨﻬﺎ
ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻭ % ٨٠ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
) (١ﻣﻸﺕ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ١٣ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻫﻲ :ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻛﺎﺭﻳﺘﺎﺱ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ )ﺑﻴﺖ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ( ،ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ، ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﺩﺍﺭ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ـ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
٢٤٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺧﺪﻣﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻭ %٩٠ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻭ %٦٠ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ
ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ،ﻭ%١٠٠ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ،ﻭ%٥٠
ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺧﻴﺮﻳﺔ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ %٥٠ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻭ%٨٠
ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻭ %٦٠ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺤﻮ ﺍﻣﻴﺔ ،ﻭ % ٩٠ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭ%٧٠ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭ %٥٠ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻗﺮﻭﺽ ﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ ،ﻭﺇﻥ %٤٠ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺮﺍﻣﺞ
ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ %٥٠ ،ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻚ ﺍﻷﺳﺮﻱ )ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮ( ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺵ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ،ﻭ %٥٠ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻹﺗﺠﺎﺭ ﺑﻬﻢ.
ﻭﺗﺤﺬﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ :ﺑﻨﺴﺒﺔ %٩٠
ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ،ﻭ %٣٠ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ %٦٠ ،ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ %١٠٠ ،ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ،ﻭ%٦٠
ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻟﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻭ %٨٠ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﻭ%٩٠
ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭﺍﻟﻔﺮﺯ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ،ﻭ %٧٠ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻟﻸﺳﺮﺓ
ﻭﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻭ ٪٣٠ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻮﺳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ.
ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﺑﺪﺕ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ %١٠٠ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻭ %٣٠ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻟﻠﺘﺼﺪﻱ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ.
٢٤٦
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺇﻥ ﻧﺴﺒﺔ %١٠٠ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ،ﻭﺇﻥ %١٠ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻮﺍﻧﻊ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ.
ﺇﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺮﻳﺪ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻫﻲ %١٠٠
ﻭ %٦٠ﻓﻘﻂ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ %٧٠ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻫﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻭ %٣٠ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ .ﻭﺗﺒﻴﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ
%٨٠ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﻠﻌﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻊ ﺟﻬﺎﺕ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﹼ ﻭﺃﻥ
%٩٠ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ .ﻭﺇﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻫﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ %٢٥ﻟﺪ %٥٠ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭ %٢٥ﺇﻟﻰ %٥٠ﻟﺪ %٢٠ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺑﻴﻦ %٥٠ﺇﻟﻰ %٧٥ﻟﺪ %١٠ﻭ %٧٥ﻭﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﻟﺪ %٢٠ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ.
ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻣﻨﻪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻻﺗﺰﺍﻝ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ
ﻧﻮﺍﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺧﻼﻝ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻭﺍﻛﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻃﺮﻫﺎ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ.
ﹼ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻻﺗﺰﺍﻝ ﺫﺍﺕ ﻭﺯﻥ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ ،ﻭﻫﻮﻣﺎ ﻳﻌﻮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ ٢٤٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﺘﻪ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺭ ﻭﺧﺴﺎﺋﺮ
ﻓﻲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ
ﺃﻟﻤﺖ ﺑﻠﺒﻨﺎﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ،ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺑﻔﻀﻞ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﺎﻋﺘﻴﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻫﺎ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻮ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ
ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ
ﻭﺍﻟﺤﺎﻣﻲ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ .ﺇﻥ ﻗﻮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺣﺎﻟﺖ ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺩﻭﻥ ﺑﺮﻭﺯ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪﻧﻲ ﻋﺎﺑﺮ ﻟﻠﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﻣﺜﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ
ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺳﻮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﻃﻨﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪ ﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﺃﻃﺮ ﺍﻟﻔﺮﺯ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ.
ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺼﺪﺩ ﻋﻘﺒﺔ ﺇﺩﺭﺍﻛﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﺩ ﹰﺓ ﻓﻲ
ﺃﻱ ﻣﻮﻗﻒ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ،ﻣﺘﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ
ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ .ﻓﻔﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ،ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ
ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻭﻇﺮﻭﻓﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺩﻟﺖ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ٢٤٨
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺃﺧﻄﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﺍﻫﻤﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﹼ ﺟﻞ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﻤﻜﻨﺖ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ.
ﺇﻧﻬﺎ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﺛﺎﺑﺔ ،ﻭﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎﻡ
ﺍﻟﺘﺂﺯﺭ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﺍﻟﻤﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ.
ﻃﺒﻌ ﹰﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺫ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﻟﺤﻘﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ.
ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺩﻭﺭ ﻃﻠﻴﻌﻲ ﻭ ﹸﻣﻤ ﹼﻴﺰ ،ﺇﻥ ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ،
ﺃﻭ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ.
ﻳﺘﺒ ﹼﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ %٥٠ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺨﺪﻣﺎﺕ ﺫﺍﺕ
ﻃﺎﺑﻊ ﺧﻴﺮﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ %١٠٠ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻨﻔﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﻠﻌﺔ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻫﻲ
ﺑﻨﺴﺒﺔ %٤٠ﻟﻠﻤﺴﻨﻴﻦ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ
ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﺗﻌﺘﺒﺮ
ﺃﻥ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻣﻜﻤﻞ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺪﻳ ﹰ ﻼ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻜﹼﻞ
ﻗﻮﺓ ﺿﺎﻏﻄﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺼﻮﻳﺐ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ .ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ٢٤٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺻﻤﺎﻡ ﺃﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺷﻌﺒﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻜﻞ
ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻮﻃﻦ.
ﻭﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ
ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﹼ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻭﻫﻲ:
ـ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ـ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ،ﻭﻭﺟﻮﺩ
ﺇﺭﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺿﺪ ،ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ.
ـ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ) (Resilienceﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺼﻌﺐ
ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻪ.
ـ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﺫﻭ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ :ﻟﻘﺪ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﻣﻬﺪ ﹰﺍ ﻟﻠﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺟﻤﻴﻌ ﹰﺎ ،ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ
ﻳﺼﻔﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺑﺎﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﻳﺔ.
ﺇﻥ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﺤﻮ ﺇﺻﻼﺡ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ
ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ،ﺗﺮﺑﻮﻳ ﹰﺎ ،ﺣﻘﻮﻗﻴ ﹰﺎ ،ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ ،ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ ،ﻭﺳﻴﺎﺳﻴ ﹰﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ: ٢٥٠
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
١ـ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺗﺮﺑﻮﻳ ﹰﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻷﻫﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻦ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻡ ﺭﻛﺎﺋﺰ ﻧﻤﻮ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﺴﺘﻘﺮﺍﺭ
ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﻤﺎ .ﻟﺬﺍ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﺳﺮ ﺍﻟﺘﻲ
ﻋﺎﺷﺖ ﺣﺮﺑ ﹰﺎ ﻭﺍﺣﺘﻼﻻﹰ ﻭﻇﺮﻭﻓ ﹰﺎ ﺻﻌﺒﺔ ﻟﻠﺘﺄﻗﻠﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ.
ﺇﻥ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻋﻨﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺗﺤﺘﺎﺝ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ﻭﺍﺳﻊ؛ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺸﻘﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ.
ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻛﻮﺣﺪﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ
ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﻋﻼﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻛﻴﺎﻥ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻣﻌﻨﻮﻱ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺛﻘﺎﻓﻲ .ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ،
ﻟﻴﺲ ﻛﻌﻨﺎﺻﺮ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻓﻘﻂ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺄﻓﺮﺍﺩ ﻓﺎﻋﻠﻴﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ .ﻓﻘﺪ
ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﻭﻋﺒﺮﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﺎ
ﻭﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﻟﺪ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺍﻷﻡ .ﻓﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ
ﻟﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻫﻲ ﺃﻗﻞ ﺛﻤﺎﻥ ﻣﺮﺍﺕ ﻟﺪ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻷﻣﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻠﻒ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻫﻲ ﻋﻘﻠﻴﺔ ٢٥١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺯﺟﺮﻳﺔ؛ ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺰﺟﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺗﻨﺒﺜﻖ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ،ﺇﺫ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔ »ﺍﻟﺸﺎﺧﻂ ﻭﺍﻟﻤﺸﺨﻮﻁ« ،ﻓﺎﻟﺰﻭﺝ ﻳﺸﺨﻂ ﺑﺰﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺸﺨﻂ ﺑﺎﻷﻭﻻﺩ ،ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻳﺸﺨﻄﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀ ﹰﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺒﺮﻭﻥ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﺍﻟﻴﻚ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ.
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻷﻡ ﺗﺸﻜﻮ ﺃﻣﺎﻡ ﻃﺒﻴﺐ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ،ﺃﻭ ﻫﻮ ﺧﺠﻮﻝ ،ﻗﺼﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ،
ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ،ﻛﺴﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ،ﻻ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﻴﺎﺗﻪ .ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺮﺑﻲ ﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺳﻠﺒﻲ ﻭﻻ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ:
»ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﻟﺪ ﻭﻟﻮ ﺣﻜﻢ ﺑﻠﺪ« ،ﻭﺇﻥ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻮﻧﻨﺎﻧﻴﻦ ﻣﺘﺤﺪﺛ ﹰﺎ ﻋﻦ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ» :ﻳﺨﻠﻘﻮﻥ ﺃﺫﻛﻴﺎﺀ ﻭﻳﻜﺒﺮﻭﻥ ﺃﻏﺒﻴﺎﺀ« .ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻒ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ ﻟﻜﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﻓﻊ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﻻ ﻳﺆﻣﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ« .ﺇﻧﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺤﺪﺩ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻣﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺳﻠﺒﻲ: ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺧﻄﺄ ﻧﺆﻧﺒﻪ ﻭﻧﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﺤﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺧﻄﺄ ﻧﻌﺘﺬﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺄﻧﻪ» :ﻭﻟﺪ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ٢٥٢
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ« .ﺇﻧﻪ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺍﻹﺣﺒﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮ .ﺇﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻟﺘﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﻳﻨﻬﺮ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭﻳﻌﻨﱢ ﹸﻔﻪ ،ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻓﻲ ﻇﻞ »ﺛﻘﺎﻓﺔ« ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺃﻭ»ﺃﺩﺏ
ﺍﻟﻘﻤﻊ« ﻛﻴﻒ ﻳﺮﻓﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺒﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺃﻭ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ
ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺃﺧﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻡ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺑﺪﻭﺭﻩ
ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻭﺍﻟﻘﻤﻌﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻳﺠﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ
ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻭﺻﻌﺒﺔ .ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ »ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻣﻴﺮﺍﻳﻲ« ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻨﺼﺮ ﻓﺎﻋﻞ، ﻭﺇﻥ ﺩﻭﺭﻧﺎ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﻧﺒﻨﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
ﻭﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ
ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻧﻤﻮﻩ ،ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ )ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ( ،ﺃﻥ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﻦ ﻭﺣﺸﺪ ﺍﻛﺒﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻫﻲ ﺃﻗﻞ ﻓﺎﺋﺪﺓ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ
ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻟﺪﻳﻪ .ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻳﺠﺐ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻴﻂ ﺻﺤﻲ ﻭﺑﻴﺌﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﻲ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺴﻮﺅﻟﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﻣﺤﻔﺰﺓ ٢٥٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻣﺤﻴﻄﻪ.
٢ـ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺣﻘﻮﻗﻴ ﹰﺎ ـ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺇﻥ
ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ .ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﻜﺮﺱ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﺑ ﹰﺎ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﻞ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻬﺎ .ﻓﺎﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺃﺑﻮﻳﺔ ﻫﺮﻣﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻻ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ.
ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻟﺮﻓﻊ ﺍﻹﺟﺤﺎﻑ
ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻌﺰﺯ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻭﺫﻟﻚ
ﺑﺎﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﺪﻧﻲ ﻣﻮﺣﺪ ﻟﻸﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺇﻟﺰﺍﻣﻲ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .ﺇﻥ
ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .ﻓﻬﻮ ﻳﻮﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﻳﻘﺮ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻳﺤﻔﻆ
ﺣﻘﻮﻗ ﹰﺎ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﻭﻳﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ
ﻭﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺃﺧﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﻛﻞ ﻧﺴﺎﺀ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﺠﺎﻩ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﻮﺣﺪ )ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ(. ٢٥٤
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﺎﻓﺮ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﺎ
ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻭﻓﻲ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻧﺨﺮﺍﻃﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻧﺨﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ
ﺃﻭﻻﹰ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻭﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﻓﻲ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺷﺢ ﻭﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ )ﺃﻥ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻣﺜﺎﻻﹰ( .ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺛﻘﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺗﻬﻴﺌﺔ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺆﺍﺗﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ
ﺍﻹﻋﻼﻡ.
ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺒﺎﻳﻦ
ﺻﺮﻳﺢ ﺑﻴﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻔﻮﺀﺓ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﻓﻲ
ﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﻭﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ،ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻭﺑﻴﻦ
ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻄﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻊ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻋﺪﺩ ٢٥٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ.
ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺣﺪﻳﺚ
ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﺗﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻴﺔ ﺃﻗﺮﻫﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺗﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﺘﺔ ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٤ﻭ ٧ﻣﻦ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻭ.
ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﺗﺨﺎﺫ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻮﻗﺘﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻌﺠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ
ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﹰﺍ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺩﺗﻪ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻪ ﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ،
ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ.
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺗﺎ ﺃﻱ ﺣﺼﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺷﺢ ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ.
ﺇﻥ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻜﻮﺗﺎ ﻫﻮ:
• ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪ.
• ﻭﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.
• ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
• ﻭﻫﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻣﻮﻗﺖ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ٢٥٦
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺩﻭﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ
ﻭﺗﻔﻮﻕ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ.
• ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺧﻠﻞ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻧﺎﺟﻢ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺐ ﻧﺼﻔﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﻬﻤﻴﺸﻪ ﻋﻦ ﺣﻖ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺿﺌﻴﻞ ﺟﺪ ﹰﺍ ) (%٤٫٧ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ %٥٢ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ.
ﻭﻧﺤﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺣﺪﻳﺚ
ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻄﻠﺐ ﻭﻃﻨﻲ ﻣﻠﺢ ،ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻤﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺧﺮﻳﻒ ﻋﺎﻡ .٢٠١٤
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ
ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻲ ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﻟﻜﻮﺗﺎ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﻦ ﺑﻤﻌﺪﻝ %١٠ﺗﺮﺷﺤ ﹰﺎ ،ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﹼ
ﺍﻟﻜﻮﺗﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ،ﻭﺗﻮﺟﺪ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺑﺎﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﻜﻮﺗﺎ ﻭﺗﺬﺭﻋﻬﻢ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻴﻨﺴﻔﻮﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻛﻜﻞ.
ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻘﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ – ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻀﻐﻂ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻜﻮﺗﺎ ﻣﺘﻜﺎﺗﻔﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺼﻒ ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻭﻣﺘﻌﺎﻭﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻟﺪﻳﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﻭﺗﻤﺜﻞ ﺿﻤﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺻﻠﺔ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ. ٢٥٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ
ﻓﺎﻋﻼﹰ ،ﻭﻫﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻜﻞ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ
ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻋﺼﺮﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﻓﻲ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺣﺼﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻣﺮﺣﻠﻴ ﹰﺎ ،ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ %٣٠ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻻﺋﺤﺔ ﺃﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﺃﻡ ﻻ.
ﺇﻥ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﺳﻮﻑ ﻳﺆﻣﻦ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ
ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮﻳﺔ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﺃﺧﺮ ﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻨﺘﻈﺮ
ﺇﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻲ.
ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻓﻲ
ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺣﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ ﺟﻬﻮﺩ
ﻭﻧﻀﺎﻝ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻗﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻮﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ
ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻭ ،ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ .ﻭﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺤﻔﻆ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺪﻳﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ ـ ﻓﻲ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻭ ـ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ
ﻳﺘﻌﻠﻘﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ٩ﺍﻟﻤﺘﻤﺤﻮﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٦ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺪﺀ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﻧﺔ ﺁﺧﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﺍﻟﻔﻀﻠﻰ.
٢٥٨
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﺇﺫ ﹰﺍ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺪﺍﻫﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺗﺼﺪﻳﻖ
ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻭ.
ﻭﻧﺸﻴﺮ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺗﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﻓﻊ
ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ،
ﺍﻟﻤﺘﻤﺤﻮﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﺍﺩ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﹼ
).(١٩٩٣
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ:
ﻳﺤﺼﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺑﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﺪﻡ ﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﻌﻬﺎ ﻣﻨﺢ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻷﺟﻨﺒﺒﻲ.
ﺇﻥ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ
،١٩٢٥/٠١/١٩ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﺠﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺎﺕ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ.
ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﺮﻓﻴﺘﻪ »ﻳﻌﺪ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴ ﹰﺎ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ
ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﺏ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ« ،ﻳﺤﺼﺮ ﺇﺫ ﹰﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﺪﻡ ﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﻻ ﻳﻌﻄﻲ
ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺣﻖ ﻣﻨﺢ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﻖ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ
ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﺑﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺴﺐ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ.
٢٥٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻤﻨﺢ ﺍﻷﻡ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻫﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ،ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ،
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻤﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
»ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺄﺟﻨﺒﻲ ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ
ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺷﺮﻁ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﺔ ﻟﻠﺰﻭﺝ ﺃﻭ ﻟﻸﺏ ﺃﻭﻟﻸﻡ ﺃﻭ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺧﺎﺹ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻭﻻﺩ
ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ ﻷﺏ ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺃﻡ ﻷﻡ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﺔ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻷﺏ ،ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺼﻴﺮﻭﻥ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻲ ﺑﻠﻮﻏﻬﻢ .ﻷﻥ »ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ« ﻗﺪ »ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﺔ«.
ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺃﻥ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺴﺮﺕ ﺑﺰﻭﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻣﺠﺪﺩ ﹰﺍ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺣﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ.
ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﻲ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﺨﺴﺮ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﺑﻔﻀﻞ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ﺑﺄﺟﻨﺒﻲ ﺑﺄﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺗﻤﺎﺷﻴ ﹰﺎ ﻣﻊ ﺣﺎﻻﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﻜﺴﺐ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ ﻭﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ: ٢٦٠
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
– ١ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻤﺘﺄﻫﻠﺔ ﺑﺄﺟﻨﺒﻲ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺑﻼﺩﻩ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
)ﻣﺎﺩﺓ ٩ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ٢ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .(١٥
– ٢ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻨﻮﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
)ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .(١٥
ﺭﻏﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻣﻦ ،ﻛﺈﻗﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ
ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺃﻭ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺗﻌﺪﻳﻞ
ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻹﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﺑﺄﺟﻨﺒﻲ ﺣﻘﻮﻗ ﹰﺎ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ ﻷﻥ:
.١ﺣﻖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺑﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺘﻪ ﻳﻨﺸﺄ ﺑﻮﻻﺩﺗﻪ )ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺪﻡ(.
.٢ﺣﻘﻪ ﺑﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻨﺤﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻱ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
.٣ﻭﻷﻥ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺪﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻡ ﻭﻭﻟﺪﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻛﻴﺪﺓ ﻭﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺸﻜﻴﻚ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻜﻞ ﻭﻟﺪ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﻬﺎ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻡ ﻟﻮﻟﺪﻫﺎ ﻫﻮ ﺣﻖ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻘ ﹰﺎ ﻟﻬﺎ .ﻭﻫﻮ ﺣﻖ ﻣﻘﺪﺱ ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻃﺒﻴﻌﻲ ﻭﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ. ﻫﻮ ﻳﻜﺮﺱ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ.
ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻼ ﺗﺰﺍﻝ ﺯﺍﺧﺮﺓ
ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺤﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻴﺔ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ. – ١ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻧﺔ ﻭﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ،
ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ٣ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺴﺎﺏ ﺯﻭﺟﻬﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻧﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺴﺎﺑﻬﺎ. ٢٦١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
– ٢ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺿﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺪﺧﻞ
ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﺯﺑﺔ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﺾ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺒﻲ.
– ٣ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﺘﺤﺮﺵ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻋﺮﺽ ﺍﻷﺯﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺍﻗﺼﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ. – ٤ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ
ﺃ – ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺃﻟﻐﻴﺖ ﺳﻨﺔ .٢٠١١
ﺏ – ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺰﻧﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ٤٨٧ﻭ ٤٨٨ﻭ.٤٫٤٨٩
ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺻﺎﺭﺥ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ:
• ﺷﺮﻭﻁ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ )ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﺩﺍﺧﻞ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ( ،ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺎﻡ ﻋﻼﻗﺔ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﺗﺨﺬ ﺧﻠﻴﻠﺔ ﻟﻪ ﺟﻬﺎﺭ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺃﻱ
ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃ ﻭﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ(.
• ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ :ﺯﻧﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ،ﺃﻣﺎ ﺯﻧﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻫﻮ ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ.
• ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ :ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺔ ،ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻣﻦ ٣ﺃﺷﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺘﻴﻦ.
• ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺸﻜﻮ ﻭﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ٢٦٢
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺝ – ﻓﻲ ﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺗﺎﻥ ٥٠٣ﻭ) ٥٠٤ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ( ﻳﺠﺐ ﺭﻓﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ.
ـ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥٢٢ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻔﻲ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ
ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺯﻭﺍﺝ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺠﻊ ﺍﻟﺨﻄﻒ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻱ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻬﻦ ﺭﻏﻢ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﻦ.
ﻫـ ـ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ٥٣٦ﺣﺘﻰ ٥٤٥ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺟﻬﺎﺽ ،ﺗﻮﺟﺐ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ
ﺍﻹﺟﻬﺎﺽ ﻟﻠﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻤﻞ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺤﻤﻞ
ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺳﻔﺎﺡ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﺗﺨﻔﻴﺾ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ )ﻣﻦ ٦ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺘﻰ ٣ﺳﻨﻮﺍﺕ(.
ﻭ – ﺍﻻﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺗﻢ ﺇﻗﺮﺍﺭﻩ
ﺳﻨﺔ .٢٠١١
ﻫـ ـ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ :ﻟﻦ ﻧﻌﺪﺩﻫﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻮﺩ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺇﻳﻼﺀ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻔﺸﻰ ﻭﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻨﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ.
ﻭﻋﺒﺜ ﹰﺎ ﻧﺎﺿﻠﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺴﺎﺀ ﻳﺘﻌﺮﺿﻦ
ﻟﺸﺘﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﻻ ﺻﻮﺕ ﻟﻬﻦ ﻭﻻ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻳﺤﻤﻴﻬﻦ. ﻳﺘﺨﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﺟﻮﻫ ﹰﺎ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ:
• ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻜﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔﻆ ﻭﺍﻟﻤﺆﺫﻱ.
• ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ :ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎﺳﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﻭﻻ ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ٢٦٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻣﻦ
ﻳﺘﺤﺎﺷﻮﻥ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ.
ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ. ﻫﺠﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ.
ﺇﺟﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ.
• ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ:
ﺧﻮﻑ ﻭﺗﻮﺗﺮ ﺩﺍﺋﻢ. ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻬﻦ.
ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﻦ – ﺇﺫﻻﻟﻬﻦ.
ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻌﺸﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ. ﺍﻟﻄﻼﻕ.
ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺮﺿﻮﺥ ﻭﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ.
• ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ:
ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﻣﺪﺧﻮﻟﻬﺎ ﻟﻠﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ.
ﺳﻠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺻﺮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺬﺍﺗﻪ.
ﺇﺟﺒﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻲ ﻳﺤﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ.
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﺘﻔﺸﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻓﻲ
ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺘﺠﺮﻳﻢ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻫﺬﺍ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
٢٦٤
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻗﺴﻢ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻟﺪ ﻗﻮ ﺍﻷﻣﻦ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻔﺔ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺇﻳﻮﺍﺀ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺁﻣﻨﺔ
ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺧﺎﺹ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺿﺤﺎﻳﺎ
ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻟﻬﻢ.
ﻭﻗﺪ ﺃﻗﺮ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻤﻌﻴﺔ
»ﻛﻔﻰ ﻋﻨﻒ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ« ﻓﻲ ،٢٠١٠/٠٤/٠٦ﻭﻗﺪ ﺃﺣﻴﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﺪﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻹﻗﺮﺍﺭﻩ.
ﻭﻟﺮﻓﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻓﻚ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ؛ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻌﻠﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ )ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ( ﺿﻌﻴﻔ ﹰﺎ ﻭﻗﺎﺑﻌ ﹰﺎ ﺗﺤﺖ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭﺃﻋﺮﺍﻑ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺗﺤﻔﻆ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺤﺠﺔ ﻧﻈﺎﻣﻪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ
ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻤ ﹰﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﻘﺮ ﺑﺤﻖ
ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻘﺮ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻟﻜﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ. ـ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﻭﺣﻘﻮﻗﻪ:
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻫﻢ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺃﻣﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ
ﺍﻷﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﺔ ﺍﻷﺳﻬﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻠﻴﻦ ﻭﻣﻘﺘﻨﺼﻲ ﺍﻟﻔﺮﺹ ،ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺪﻗﺔ ﺑﻬﻢ.
ﻟﻘﺪ ﻧﺼﺖ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ٢٦٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻟﻠﺴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻬﺎ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ .ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻗﺒﻞ ﺇﻛﻤﺎﻟﻬﻢ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ
ﻋﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻄﺮﺓ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﻣﺠﺎﻧﻴ ﹰﺎ ﻭﺇﻟﺰﺍﻣﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺼﺪﺭ ﺣﺘﻰ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺬﻟﻚ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻧﺰﺍﻝ
ﻋﻘﺎﺏ ﺟﺴﺪﻱ ﺑﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻈﺮ ﺗﺄﻧﻴﺒﻬﻢ ﻭﺇﻫﺎﻧﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﺲ ﺑﻜﺮﺍﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻭ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﻭﻳﺠﺐ
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﺈﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻼﻧﺪﻣﺎﺝ ﻭﺭﻓﻊ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ٤٢٢ﺑﺴﺒﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ.
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻣﻦ
ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭﺇﻧﻘﺎﺫﻫﻢ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﺛﻦ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺆﺱ ﻭﺍﻻﺗﺠﺎﺭ ﺑﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻋﺪﻡ
ﺇﺷﺮﺍﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺁﻓﺔ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ
ﺗﺘﻐﻠﻐﻞ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺘﻬﺎ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ. ٣ـ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ
ﺃ ـ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ
ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ.
ﻟﻘﺪ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ٢٦٦
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺗﺸﻜﻞ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻟﻼﻧﻄﻼﻕ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺟﺪﻳﺪ )ﻫﻴﺌﺔ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ (..ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﺘﻌﺎﻟﺞ ﺍﻻﺧﺘﻼﻻﺕ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻗﺒﻠﻬﺎ .ﻟﻜﻦ ﻣﺠﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺳﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ :ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ
ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﺎﺩﻝ.
ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺿﺢ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ،ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺗﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﻇﺎﻫﺮﺗﻲ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺴﺦ ﻻ
ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺪﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ؟
ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻓﺖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺯﺍﺩ ﺣﺠﻤﻪ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻪ ﺗﺪﻧﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ
ﺑﻴﻦ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﺇﻟﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺭ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
• ﹼ ﺇﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ /ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ
ﻭﺷﻘﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻂ )ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ( ﺑﻘﻲ ﺑﻌﻴﺪ ﹰﺍ
ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻌﺪﺩ ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﻭﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﻤﺎﺕ ﻭﻧﺴﺐ ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ،ﻳﺘﺮﻙ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺃﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺣﻤﺎﻳﺔ ،ﻭﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﻣﺨﺎﻃﺮ ٢٦٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻠﻔﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﻫﻈﺔ ﻓﻬﻮ ﻗﻠﻴﻞ
ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ.
• ﺃﻣﺎ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ )ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺇﻟﻰ ﻓﺌﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻧﻔﺴﻪ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺟﻬﺎ( ﻓﻬﻲ ﺗﻤﻮﻝ ﻭﺗﺪﺍﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ )ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ( ﺃﻭ ﺃﻫﻠﻴﺔ )ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ
ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ( ﺃﻭ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻣﻌ ﹰﺎ .ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﻫﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﻷﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
• ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ،ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ )ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻓﻌﻼﹰ( ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻟﻔﺌﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻟﻔﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻌﺮﺿ ﹰﺎ :ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ،ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﺍﻟﺮﺿﻊ ،ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﻥ،
ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻮﻥ ،ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﻮﻥ .ﻭﻳﺘﺼﻒ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﻛﺜﻴﺮﺓ:
• ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ .ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺿﻮﺡ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ،ﻭﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ
ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭﺗﺪﻧﻲ ﻣﺴﺘﻮ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮﺑﻬﺎ
ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﻊ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺃﺧﺮ .ﻭﺧﺎﺭﺝ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺈﻥ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ
ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ »ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ« ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ٢٦٨
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ﻋﻤﻮﻣ ﹰﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ
ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ.
• ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﺑﺨﺼﻮﺻﻪ:
• ﺇﻥ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻧﺨﻔﺾ ﻧﺴﺒﻴ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ.
• ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻐﻄﻴﻬﺎ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ
ﻫﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﹰﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻐﻄﻴﻬﺎ ﻧﺸﺎﻁ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ :ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ،ﺭﻋﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ،ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.
• ﺇﻥ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻳﻔﻮﻕ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺣﺠﻢ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
• ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺃﺿﺎﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻪ ﺑﺮﺍﻣﺞ »ﺍﻹﻗﺮﺍﺽ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ« ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ
ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ.
• ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧــﺪﺭﺓ ،ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﻴﺎﺏ ،ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻭﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﻔﺎﻭﺗ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻧﻮﻋﻴﺔ
ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ٢٦٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺃﻗﻞ ﻋﺪﺩ ﹰﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﺌﻮﻳﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ.
١ـ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﻦ
ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ.
٢ـ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ /ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﺘﻤﻤﺔ ﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻜﺲ.
٣ـ ﺇﻥ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )ﺑﺸﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ(
ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻓﻌﺎﻟﺔ.
٤ـ ﺇﻥ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﻏﺎﻟﺒ ﹰﺎ
ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻔﺌﻮﻱ.
٥ـ ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )ﺑﺸﻘﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ
ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ( ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ )ﺇﺳﻌﺎﻑ ،ﺇﻏﺎﺛﺔ ،ﺭﻋﺎﻳﺔ(
ﻭﻻ ﻳﻮﺍﻛﺐ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻭﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺆﺗﻤﺮ
ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﻨﻬﺎﻏﻦ ١٩٩٥ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺼﻬﺎ
ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺑﻨﻮﺩ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻧﻬﺠ ﹰﺎ ﻣﺘﻜﺎﻣ ﹰ ﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻫﻲ:
• ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ.
• ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ.
• ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ٢٧٠
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
• ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ.
ﺏ – ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻫﻲ:
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ ﺭﺋﻴﺴﺔ
١ـ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻠﺒﻨﺎﻥ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
٢ـ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ .ﺃﻱ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻮﺳﻴﻌ ﹰﺎ
ﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻣﻌ ﹰﺎ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ،
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ،ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ،ﺍﻻﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ...ﺍﻟﺦ.
٣ـ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺘﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺗﻔﺮﺿﻪ ﻣﻦ
ﺿﻐﻮﻃﺎﺕ ﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﻴﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ
ﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻵﺗﻲ:
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ٢٧١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺗﻮﻟﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ،ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ
ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ :ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺑﻴﻦ ﻋﺸﻴﺔ ﻭﺿﺤﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻭﺇﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﻣﻦ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﻓﻲ
ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ )ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ( ﺩﻭﺭ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ
ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ،ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻋﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴﻴﻦ:
ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ
ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ.
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻳﻜﺘﺴﺐ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ )ﻧﺴﺎﺀ ،ﺷﺒﺎﺏ ،ﺃﻃﻔﺎﻝ،
ﻣﺴﻨﻮﻥ ،ﻣﻌﻮﻗﻮﻥ ..ﺍﻟﺦ( ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻻ ٢٧٢
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ :ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺳﺒﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ
ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ ﻓﻴﻤﺎ
ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺰﻳﻞ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ ..ﺍﻟﺦ.
ﺝ ـ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ.
– ١ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ :ﻭﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
ﺃﻭﻻﹰ :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ:
• ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺧﻄﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﹰﺍ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﻭﻳﺨﻔﺾ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﻧﻤﻮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ ﻭﻓﻲ ﺳﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﻌﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻧﻤﻮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻳﻮﻓﺮ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻣﻦ ﻓﺮﺻ ﹰﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ.
• ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮ ﻻﺋﻖ ﻟﻸﺟﻮﺭ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.
• ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻋﺎﺩﻝ ﻟﻠﺪﺧﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.
• ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﻭﺿﻊ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﺳﻴﺎﺳﺔ ٢٧٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﻋﺪﻳﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻞ.
ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ :ﻣﺤﻮﺭ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ(:
ﺃ – ﺍﻟﺼﺤﺔ :ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ:
.١ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﻌﻤﻴﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ. .٢ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ.
ﺏ – ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ:
.١ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺣﺘﻰ ﺳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﻣﺠﺎﻧﻴﺘﻪ.
.٢ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﺮﺳﻤﻲ.
ﺛﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ :ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﻨﻬﺎ: • ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻘﺮﻭﺽ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮﺓ.
• ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻟﻠﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ.
• ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ).(PME
• ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭﺧﻠﻖ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ،ﺇﺫ ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﺗﺒﺮﺯ
ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻋﺒﺮ »ﺇﻃﻼﻕ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻨﻤﻴﺔ
ﺭﻳﻔﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ« ،ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ٢٧٤
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ
ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒ ﹰ ﻼ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ
ﻭﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ ﻣﺤﻠﻴ ﹰﺎ ،ﺃﻱ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﺎﻥ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻨﺴﻮﻳﺔ؛ ﻓﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ
ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻤﻜﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺘﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﻢ
ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ.
ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻴﺔ ،ﻧﻘﺘﺮﺡ ﺇﻧﺸﺎﺀ »ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻴﺔ« ﻋﻠﻰ
ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ
ﻣﺤﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ )ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺣﻮﻝ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺣﻮﻝ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ،ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻄﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺣﻮﻝ ﺯﺣﻠﺔ ﻭﺷﺘﻮﺭﺓ...ﺍﻟﺦ(
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﻮﺯ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻣﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻳﻀﻢ ﻣﺠﻠﺲ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻣﺤﻠﻴﻴﻦ ﻣﻨﺘﺨﺒﻴﻦ ﻭﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
ﻣﻮﻇﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ .ﻭﺇﻥ ﺇﻧﺸﺎﺀﻫﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﺣﻼﻟﻬﺎ ﻣﺤﻞ ﻋﺪﺩ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ .ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻧﺸﺎﺀ »ﻣﻨﺎﻃﻖ
ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ« ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺃﻃﺮ ﹰﺍ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺗﺘﺸﻜﻞ
ﺑﺎﻟﺘﺸﺎﺭﻙ ﺑﻴﻦ ﺑﻠﺪﻳﺎﺕ ﺗﻘﻊ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻛﻠﻴ ﹰﺎ ﺃﻭ ﺟﺰﺋﻴ ﹰﺎ ﺿﻤﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. ٢٧٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺗﺤﻮﺯ »ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ« ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺗﻀﻢ ﻓﺮﻗ ﹰﺎ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺿﻤﻨﻬﺎ )ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ،ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ،
ﺍﻟﺴﻜﻦ ،ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ،ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ،ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ...ﺍﻟﺦ( ﻭﺗﻌﻤﻞ ﺑﻮﻛﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻭﻳﺤﻖ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻬﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ.
ﺩ – ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻣﺜﻠﺜﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ:
ﺇﻧﻨﺎ ﻣﻊ ﺑﺪﺀ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺣﻴﺚ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻏﻨﻰ ،ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻘﺮ ﹰﺍ ،ﻳﺘﻔﺎﻗﻢ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻳﻮﻣ ﹰﺎ ﺑﻌﺪ
ﻳﻮﻡ ،ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺗﻠﻮﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻮﺍﺩﺭ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻻﺑﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺗﺤﺪﻳﺎﺗﻪ ﺑﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺻﻌﺎﺑﻪ.
ﻟﺬﺍ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻈﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ـ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺯﻣﻨﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻧﻈﺮﺓ
ﺗﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﻏﻄﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﻣﺤﻔﺰﺓ،
ﺭﺅﻳﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ،ﻭﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﺤﻜﻢ ﻟﺒﻠﻮﻍ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻧﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ
ﻧﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ .ﻭﺗﺮﺗﻜﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻫﻮ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ﻫﺬﻩ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼﻝ
ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ. ٢٧٦
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﻧﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻈﺮﻓﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ،ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ،
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ،ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺩﺃﺑﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: .١ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺣﻮﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. .٢ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻟﻌﻨﻒ. .٣ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﺎﺩﻝ.
.٤ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ.
.٥ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﺃﻓﻖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ.
.٦ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻲ ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
.٧ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﺩﺍﺧ ﹰ ﻼ ﻭﺧﺎﺭﺟ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﻭﺇﻏﻨﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﻭﺗﻌﺒﺌﺔ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ،ﻭﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎﻇﻤﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﻟﻘﻮﺍﻩ .ﻭﺭﺩﻡ
ﺍﻟﻬﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﺘﻬﻤﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻣﺜﻠﺜﺔ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ.
٤ـ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴ ﹰﺎ ـ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ: ٢٧٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻧﺤﻮ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻓﻀﻞ ،ﺗﻘﺪﻡ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ
ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ـ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ،ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ .ﻭﺗﻘﺘﺮﺡ
ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ:
• ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻳﺴﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ.
• ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻐﻴﻴﺮﻱ ﺷﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺎﺕ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻬﺪﺭ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
• ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻣﺠﻠﺲ ﻧﻮﺍﺏ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﻘﻔﻠﺔ ﺗﺮﺳﺦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ.
• ﺗﺒﻨﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﺪﻧﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﻸﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
• ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ،ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ.
• ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﺑﺔ ،ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ، ٢٧٨
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ،ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﺑﻌﻴﺪ ﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ.
• ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ.
• ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ
ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
• ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ،ﻭﻣﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ،
ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
• ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ.
• ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺪﻣﺞ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ.
• ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻟﻸﺳﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ،ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺩﻭﺭ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻫﻮ ﺩﻭﺭ
ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﹼ
ﺻﻤﺎﻡ ﺃﻣﺎﻥ ﻭﻗﻮ ﺿﺎﻏﻄﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻭﺍﻟﻤﻨﻤﻲ ﻟﻜﺎﻣﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﻤﺴﻚ
ﺑﺰﻣﺎﻡ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻙ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ.
٢٧٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٢٨٠
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٢٨١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٢٨٢
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٢٨٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٢٨٤
ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ» :ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ«
ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻣﻨﻪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻻﺗﺰﺍﻝ ﺗﻘﻮﻡ
ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺍﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻧﺠﺎﺯﻫﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻭﺍﻛﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ
ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ـ ﺍﻟﻔﺮﺩ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ـ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﻟﻤﺆﻃﺮﺓ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻻﺗﺰﺍﻝ ﺫﺍﺕ ﻭﺯﻥ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ
»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﺘﻪ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺭ ﻭﺧﺴﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ
ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻤﺖ ﺑﺄﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻃﻮﺍﻝ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ
ﻋﻘﻮﺩ ،ﻟﻴﺲ ﺑﻔﻀﻞ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩ ٢٨٥
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻫﺎ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻮ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻫﻨﺎﻙ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ
ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ،ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻭﺍﻟﺤﺎﻣﻲ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ .ﺇﻥ ﻗﻮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﻟﺖ
ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ،ﺩﻭﻥ ﺑﺮﻭﺯ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪﻧﻲ ﻋﺎﺑﺮ ﻟﻠﻄﻮﺍﺋﻒ ،ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ
ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ،ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ،ﻣﺜﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«
ﻭﺳﻮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺿﻤﻦ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﻃﻨﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪ ﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﺃﻃﺮ ﺍﻟﻔﺮﺯ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ.
ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺼﺪﺩ ﻋﻘﺒﺔ ﺇﺩﺭﺍﻛﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .ﺇﺫ ﻳﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻱ
ﻣﻮﻗﻒ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ،ﻣﺘﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺃﻡ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ .ﻭﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻻﺗﺰﺍﻝ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ،ﻓﻘﺪ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ
ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻭﻇﺮﻭﻓﻬﺎ .ﻭﻗﺪ ﺩﻟﺖ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺃﺧﻄﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﺍﻫﻤﺔ ،ﺃﻥ ﱠ ﺟﻞ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ.
ﺇﻧﻬﺎ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﺛﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ .ﻭﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ
ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ .ﻭﺇﻧﻬﺎ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ، ٢٨٦
ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﺇﻧﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺂﺯﺭ ﺃﺳﺮﻱ ﻭﻣﺤﻠﻲ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ ،ﻇﻬﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ .ﻫﻨﺎﻙ ،ﻃﺒﻌ ﹰﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺫ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﺤﻘﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺕ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﻭﺑﺎﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻟﻌﺒﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻃﻠﻴﻌﻴ ﹰﺎ ﻭﻣﺘﻤﻴﺰ ﹰﺍ ،ﺇﻥ ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ
ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﺃﻡ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ.
ﻭﺗﺒﻴﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ )ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ( ﺃﻥ ٥٠
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺨﺪﻣﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺧﻴﺮﻱ ،ﻟﻜﻦ ﻧﺴﺒﺔ ١٠٠ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻨﻔﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ،ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ٤٠ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ.
ﺇﻥ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻣﻜﻤﻞ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺪﻳ ﹰ ﻼ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﺿﺎﻏﻄﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺗﺼﻮﻳﺐ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﺷﺆﻭﻧﻬﻢ.
ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺻﻤﺎﻡ ﺃﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ٢٨٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺷﻌﺒﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻜﻞ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ،ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ.
ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ،ﻭﻫﻲ:
ـ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ـ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺍﺗﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ،ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺇﺭﺙ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺿﺪ ،ﻳﺆﻟﻒ ﻋﺎﻣﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ.
ـ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ) (Resilienceﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻪ.
ـ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﺫﻭ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ.
ﺇﻥ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﺤﻮ ﺇﺻﻼﺡ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ
ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ :ﺗﺮﺑﻮﻳ ﹰﺎ ،ﻭﺣﻘﻮﻗﻴ ﹰﺎ ،ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ ،ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ ،ﻭﺳﻴﺎﺳﻴ ﹰﺎ.
٢٨٨
ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ - KARAM, karam. Le mouvement civil au liban. Revendications, protestations et mobilisations associatives dans l’après – guerre. Préface d’Elisabeth PICARD. Editions karthala, Paris 2006.
ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻴﻒ .ﻟﺒﻨﺎﻥ :ﺍﻟﻤﺴﺢﺍﻟﻌﻨﻘﻮﺩﻱ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ )ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ( .ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ. ﺑﻴﺮﻭﺕ.٢٠٠٩ ،
ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ .ﺍﻹﺳﻜﻮﺍ .ﺑﻴﺮﻭﺕ.٢٠٠٣ ،
ﺃﺑﻮ ﻣﺼﻠﺢ ،ﻏﺎﻟﺐ .ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ )ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻝ(.ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.٢٠٠٧ ،
-ﺣﺠﺎﺯﻱ ،ﻣﺼﻄﻔﻰ .ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ :ﺍﻟﻮﺭﺷﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻬﺎ .ﺍﻟﻤﻨﺎﻣﺔ :ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ.٢٠١٢ .
ﺣﻄﺐ ،ﺯﻫﻴﺮ .ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.ﺍﻷﺳﻜﻮﺍ .ﺑﻴﺮﻭﺕ.٢٠٠٣ ،
٢٨٩
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺣﻤﻮﺩﺓ ،ﺃﺣﻤﺪ .ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ :ﺍﻟﻮﺭﺷﺔﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﺍﻟﻤﻨﺎﻣﺔ :ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ.
.٢٠١٢
ﺧﻠﻒ ،ﻣﻨﻰ .ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﻮﻟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.ﺍﻷﺳﻜﻮﺍ .ﺑﻴﺮﻭﺕ.٢٠٠٣ ،
ﻋﺒﻴﺪ ،ﺣﺴﻦ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ .ﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻬﺎﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﺍﻷﺳﻜﻮﺍ .ﺑﻴﺮﻭﺕ.٢٠٠٣ ،
-ﻋﻴﺴﻰ ،ﻧﺠﻴﺐ .ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺸﻮﻩ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ .ﺑﻴﺮﻭﺕ.
ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﻬﻤﻴﺔ .ﺷﺤﺎﺩﺓ ،ﻟﻤﻴﺎ .ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮﺓﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ.
ﻗﻨﺪﻳﻞ ،ﺃﻣﺎﻧﻲ .ﺃﻱ ﺩﻭﺭ ﻳﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ .ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ.٢٠١١ ،
ﻗﻨﺪﻳﻞ ،ﺃﻣﺎﻧﻲ .ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ :ﺍﻟﻮﺭﺷﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ .ﺍﻟﻤﻨﺎﻣﺔ :ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ.٢٠١٢ .
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ .ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔﻭﺇﺷﻜﺎﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ .ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﻟﻸﺳﺮﺓ .ﺑﻴﺮﻭﺕ.٢٠٠٤ ،
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ .ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ٢٩٠
ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ .ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺴﻨﺔ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ .ﺑﻴﺮﻭﺕ.٢٠٠٤ ،
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ .ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻴﻦ ٧ﺑﻼﻳﻴﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ :ﺃﺭﻗﺎﻡ ﺟﺪﻳﺪﺓ،ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻋﺎﻟﻘﺔ .ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ .ﺑﻴﺮﻭﺕ.٢٠١١ ،
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ )ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ( .ﺣﺎﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﺑﻴﺮﻭﺕ :ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ.
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ:ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ .ﺑﻴﺮﻭﺕ :ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ.
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﻤﻬﺠﺮﻳﻦ .ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡﻟﻠﻤﻬﺠﺮﻳﻦ .ﺑﻴﺮﻭﺕ.١٩٩٢ ،
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﺃﻱ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ؟ ﺩﻭﺭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻛﻴﺔ .ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻟﻠﻮﻳﺰﺓ .ﺫﻭﻕ ﻣﺼﺒﺢ.٢٠٠٢ ،
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ :ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ.ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ .ﺑﻴﺮﻭﺕ.٢٠١٢ ،
ﻧﺼﺎﺭ ،ﻋﻠﻲ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ» .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ« .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺮﻛﺰﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.٢٠٠٣ ،
٢٩١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ» ،ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﺏ :ﻧﻘﺎﺵ ﻓﻲﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ) ،(٣/٣ﻣﻘﺎﻝ ﺗﺤﻠﻴﻠﻲ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ،ﺗﻤﻮﺯ .٢٠٠٧
ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ» .ﻧﺤﻮ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ« .ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭﻓﻲ ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ،ﺍﻟﺴﺒﺖ ١٩ ،ﺃﻭﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ.٢٠١٣ ،
٢٩٢
ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺟﺪﻭﻝ )(١ ﺳﻌﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،١٩٩٤ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻋﻘﺪ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻳﺸﻤﻞ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ٢٠٠٢ﺟﺮ ﺗﻮﺳﻴﻊ
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﻓﻀ ﹰ ﻼ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ،ﻣﺮﻛﺰﻱ ﺷﻤﺴﻄﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ.
ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﻟـ ٢٢ﻋﺎﻣﻼﹰ ،ﻳﺘﻮﺯﻋﻮﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ
ﻣﺪﺭﺏ
ﻃﺒﻴﺐ
ﻣﻤﺮﺿﺔ
ﺧﺎﺩﻡ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ
٣
٢
١
١
٧
ﺣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ
٤
ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ
٣
ﺷﻤﺴﻄﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ
١٠
٢
٢
٦
١
١
١
١
٣
٣
٨
٧
٢٢
ﺟﺪﻭﻝ )(٢ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ
ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ٢٠٠٩ـ ٢٠١٠ـ ٢٠١١ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ
ﺧﻴﺎﻃﺔ
ﺃﺷﻐﺎﻝ ﻳﺪﻭﻳﺔ
١٥
١٠
٢٩٣
ﺗﺼﻔﻴﻒ ﺷﻌﺮ ﻭﻣﺎﻛﻴﺎﺝ ٤٨
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ٧٣
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺟﺪﻭﻝ )(٣ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﺍﺕ ﻣﻦ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺠﻞ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ
٢٠٠٩
ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ
ﻣﺴﺎﻋﺪ/ﺓ ﺻﺤﻲ/ﺓ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ
ﺍﻟﻌﻴﻦ
٢٠١٠
ﺗﺼﻔﻴﻒ ﺷﻌﺮ ﻭﻣﺎﻛﻴﺎﺝ
ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻭﺑﺮﻣﺠﺔ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ﺗﺼﻔﻴﻒ ﺷﻌﺮ ﻭﻣﺎﻛﻴﺎﺝ
ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻋﺎﻡ ٢٠١٠
٢٠١١
ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻋﺎﻡ ٢٠١١
١٧
ﻋﺮﺳﺎﻝ
١٥
ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺲ
٩
ﺑﻌﺒﺪﺍ
ﺣﺎﺭﺓ ﺣﺮﻳﻚ
٤
ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ
ﺍﻟﻌﻴﻦ
٢٢
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺣﻠﺘﺎ
ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٩
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ
٩
٥٠ ٨
ﻋﺮﺳﺎﻝ
١٦
ﺍﻟﻌﻴﻦ
١٠
ﻣﺴﺎﻋﺪ/ﺓ ﺻﺤﻲ/ﺓ
ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ
ﺗﺼﻔﻴﻒ ﺷﻌﺮ ﻭﻣﺎﻛﻴﺎﺝ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺯﻭﺭﻳﺔ
ﻋﺮﺳﺎﻝ
٥٠
١١ ١٠
٣١
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮ ﻓﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻣﻊ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ،ﻓﻘﺪ
ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ،ﻭﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ١٦٩ﻃﺎﻟﺒ ﹰﺎ ﻭﻃﺎﻟﺒﺔ.
٢٩٤
ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺟﺪﻭﻝ )(٤ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ٢٠٠٩ـ ٢٠١٠ـ٢٠١١ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ
٢٠٠٩
٢٠١٠
٢٠١١
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ
ﺩﻋﻢ ﻣﺪﺭﺳﻲ
٣٠
٤٠
٤٥
١١٥
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ
٤٥
٦٠
٦٤
١٦٩
ﺍﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ
٩
ﻟﻐﺔ
١٠
١٠
٦
١٠ ٩
٢٩
٢٥
ﺟﺪﻭﻝ )(٥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻨﺬ
ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻭﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ٢٠١١
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ
ﺧﺪﻣﺎﺕ
ﺗﻨﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ
ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺗﺄﻫﻴﻞ
ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
٤٫٩٨٢ ٨٫٨٢١ ٢٫٧٣٦٫٨٢٢
ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ١٣٥
٢٩٥
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ
٣٫٥٥٧٫٤٣٧ ٨٠٥٫١٣٩ ١٫٥٣٨
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٢٩٦
ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎﺕ ﺷﻜﺮ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ٧ .................................................. ﻣﻘﺪﻣﺔ٩ .........................................................
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ١٧ ................................. ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ١٩ ..........
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﺮﺹ ٤٥ .......................................
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ
ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ٥٤ ............................................... ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻦ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ )ﻋﺎﻣﻞ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ(٧٣ ........
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ٧٥ ...........
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«
ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ١٠٠ ....................................... ٢٩٧
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )»ﻋﺎﻣﻞ« ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻤﻮﺫﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﻱ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ( ١٦٥ .......................... ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ
ﺍﻟﻄﻠﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ١٦٩ .....................................
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ» :ﻋﺎﻣﻞ« ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ١٧٥ ..........
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ» :ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ـ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ١٨٦ ........
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ )ﺗﻤﻮﺿﻊ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﺤﺼﻴﻦ
ﺍﻷﺳﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ(٢٠٣ ....................
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺗﻤﻮﺿﻊ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻳﻄﺔ
ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ٢٠٧ ......................
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ
ﻟﻤﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ٢١٤ ............
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺬﻫﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ٢٢٥ ....
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ :ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ )ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ( ٢٤٣ ........
ﺧﺎﺗﻤﺔ٢٨٥ ......................................................... ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ٢٨٩ ................................................ ٢٩٨
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
٣٠١
ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
٣٠٢
ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
٣٠٣