في التطوع والمجتمع المدني مؤسسة عامل نموذجاً

Page 1


‫ﰲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﳌﺠﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﲏ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ‬


‫ﻳﻌﻮﺩ ﺭﻳﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ‬


‫ﺩ‪ .‬ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ‬

‫ﰲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﳌﺠﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﲏ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ‬

‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﰊ‬


‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‪ :‬ﰲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﳌﺠﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﲏ ـ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ‬

‫ﺍﳌﺆﻟﻒ‪ :‬ﺩ‪ .‬ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ‬

‫ﺍﻟﻐﻼﻑ‪ :‬ﻓﺎﺭﺱ ﻏﺼﻮﺏ‬

‫ﺍﻟﻨﺎﴍ‪ :‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﰊ ـ ﺑﲑﻭﺕ ‪ -‬ﻟﺒﻨﺎﻥ‬

‫‪(01‬‬ ‫‪01)307775‬‬ ‫‪ - (01‬ﻓﺎﻛﺲ‪307775 :‬‬ ‫‪01)301461‬‬ ‫ﺕ‪301461 :‬‬

‫ﺹ‪.‬ﺏ‪ - 11/3181 :‬ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﱪﻳﺪﻱ‪1107 2130 :‬‬ ‫‪www.dar-alfarabi.com‬‬ ‫‪e-mail: info@dar-alfarabi.com‬‬

‫ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ‪ :‬ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﲏ ‪2013‬‬ ‫‪ISBN: 978-9953-71-914-6‬‬

‫© ﲨﻴﻊ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﳏﻔﻮﻇﺔ‬ ‫ﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻜﱰﻭﻧﻴ ﹰﺎ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ‪:‬‬ ‫‪www.arabicebook.com‬‬


‫ﺷﻜﺮ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺗﻔﻀﻠﺖ ﻣﺸﻜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ‬

‫ﻟﻠﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ »ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ« ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻟﻠﺸﺒﻜﺔ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻪ »ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ«‪ ،‬ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ‬ ‫ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ‬

‫)‪ .(IYV+10‬ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪﺗﻪ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ‬

‫ﺭﺍﻓﺪ ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪ ،‬ﻭﺇﺑﺮﺍﺯ ﻣﻼﻣﺢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜ ﹾﻴﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ‬

‫ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎﻏﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ »ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ«‪،‬‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﻧﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ ﺣﻮﻝ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺇﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪.‬‬

‫ﻭﺇﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ‬

‫ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﻟﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ .‬ﻭﺇﻟﻰ ﻛﻞ‬ ‫‪7‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ‪ :‬ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎﻏﻲ‪ ،‬ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ‬

‫ﻋﻠﻲ ﻧﺼﺎﺭ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ‬

‫ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻴﻀﻮﻥ‬ ‫ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺘﻪ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻏﻨﺘﻪ‪ ،‬ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻧﺴﺔ ﺛﺮﻳﺎ ﺣﻴﺪﺭ‬

‫ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﺪﻳﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﺑﻨﻲ ﹼ‬ ‫ﺑﺸﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻲ‬ ‫ﻓﺎﻳﺪﺓ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ‪ :‬ﺯﻳﻨﺔ ﻭﺃﺳﻌﺪ ﻭﻣﺮﻳﻢ ﻭﻧﻮﺭ‪ ،‬ﻟﻠﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﻴﻦ‪.‬‬

‫ﻭﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪.‬‬ ‫ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ‬ ‫ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻓﻲ ‪2011/09/20‬‬

‫‪8‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﻤﻬﻴﺪ‬ ‫ﺇﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ‬

‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ‬

‫ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺒﻠﻮﺭ ﺑﺪﺍﻳﺔ‬

‫ﻋﺒﺮ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ‪ ..‬ﻭﻣﻊ ﺑﺮﻭﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ‬

‫ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻧﺪﻻﻉ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻭﻟﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺂﺱ‪ ،‬ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺷﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬

‫ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﻻ ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ‬

‫ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ‬

‫ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ ﻋﻦ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺣﻜﻤﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻪ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﺛﻘﺎﻓﺘﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﺎﻥ‪،‬‬

‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﺃﺧﺬﺕ ﺭﻭﺡ‬

‫ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺗﺤﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺘﻴﻦ‬ ‫‪9‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺟﻨﻲ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﻮﺳﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ‪ ،‬ﺇﺫ ﺑﺪﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃ ﹰﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳ ﹰﺎ‪ ،‬ﻭﻣﺆﺛﺮ ﹰﺍ‪ ،‬ﻓﻲ‬

‫ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﺳ ﹰﺎ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ‪ .‬ﻭﻻ ﺷﻚ‬

‫ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ‬

‫ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﺑﺈﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺃﻓﺮﺯﺗﻪ ﻣﻦ‬

‫ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺃﺩ￯‪ ،‬ﺑﺎﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ‪،‬‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻭﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻹﺳﻬﺎﻣﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻣﻨﻪ)‪.(1‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﺘﺼﺎﻋﺪﻱ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﻇﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ‬

‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ‪ ،‬ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺗﻲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺭﻕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﻓﻘﺎﺭ‬

‫ﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ‪ ،‬ﺑﺪﺃ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻨﺤﻰ ﺟﺪﻳﺪ ﹰﺍ‪،‬‬

‫ﺑﺄﺟﺮ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺟﺮ‪ ،‬ﺇﺫ ﺑﺎﺕ ﻳﻘﺎﺱ ﻛﻘﻮﺓ ﻋﻤﻞ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ‬

‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‪ .‬ﻭﺑﺎﺕ ﻳﺤﺘﺴﺐ ﺍﻟﺠﻬﺪ‬

‫ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﺪﻻﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻜﺎﻓﺄ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪،‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ – ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ‬ ‫ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪.1998‬‬ ‫‪10‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺇﺫ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﹰﺍ‬

‫ﺗﻨﻤﻮﻳ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻈﺮﻑ ﻃﺎﺭﺉ‪ ،‬ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻭﺿﻌﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭﻫﻜﺬﺍ‪ ،‬ﻧﺮ￯ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻗﻴﺎﺳﺎﺕ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻛﻠﻬﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ‬

‫ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺤﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ‬

‫ﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﻲ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺣﺴﺐ‬

‫ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻗﻴﺎﺳ ﹰﺎ ﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻫﻤﻴﺔ‬

‫ﻭﺣﺠﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻴﻪ‪ .‬ﻭﻟﻘﺪ ﺑﺮﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺳﺎﻋﺪﺕ ‪ -‬ﻋﺒﺮ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻄﻠﻴﻌﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻟﻬﻤﻮﻣﻬﻢ‪ -‬ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻨﻊ ﺗﻔﻜﻜﻪ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻳﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬

‫ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ‪ ،‬ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ‬

‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺧﻴﺮﻳ ﹰﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎﹰ‪ ،‬ﻭﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﺎﻡ ‪ 1909‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﺢ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ‬ ‫‪11‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻗﺪ ﺷﺠﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ‪.‬‬

‫ﺗﻼﺯﻡ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‪.‬‬

‫ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﺎﻡ ‪ ،1943‬ﻟﻢ ﺗﻮﻓﻖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ‪،‬‬

‫ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﺩﻭﻟﺔ‬

‫ﺣﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‬

‫ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮﺽ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‪ ،‬ﺑﺮﺯﺕ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺃﺳﺴﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﻖ‬

‫ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻹﻧﻤﺎﺀ‪ ،‬ﺇﻻ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺃﺧﺮ￯ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ‬ ‫‪12‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻳﻌﻜﺲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﺑﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ‬

‫ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪.1975‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ‪،‬‬

‫ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﺑﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺛﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻋﻤﻠﺖ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺭﻏﻢ ﺿﺂﻟﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ‪ ،‬ﻭﺇﺑﺎﻥ‬

‫ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪﺓ‪،‬‬

‫ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﺂﺯﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺟﺴﺪﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ‪ ،‬ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ‬

‫ﻗﻠﺔ‪ ،‬ﺍﺳﺘﻐﻠﺘﻬﺎ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺔ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺒﻠﺴﻢ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﹶﺛ ﱠﻢ ﺗﺘﻌﺎﻭﻥ‬

‫ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ‪ ،‬ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻣﻤﺜﻠﻮ‬

‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﻤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻭﻗﺪﹼ ﻣﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺎﻡ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻧﺎﺿﻠﻮﺍ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ‬

‫ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﺑﺔ‪ ،‬ﺃﻥ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪.1985‬‬ ‫‪13‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺴﻠﻢ‪ .‬ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻗﺪ ﹸﻋ ﹼﻮﻣﺖ ﻋﺒﺮ ﺇﺷﺮﺍﻛﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺃﻗﺼﻴﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﻗﻮ￯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ .‬ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ‬

‫ﺭﺍﻛﻤﺘﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﻋﺎﻣ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ‪ .‬ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪ ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻫﻮ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﻣﻦ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ :‬ﻓﺘﺤﺮﻛﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﻭﻧﻈﻤﺖ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺍﺕ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺒﺮﻉ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ‬

‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻼﻋﻨﻒ‪ ،‬ﻣﺘﺴﻤ ﹰﺎ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺾ‬

‫ﻟﻠﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺏ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﹰﺍ ﺑﻴﻦ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ‬

‫ﺃﻭ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ .‬ﻭﺇﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺴﺎﻋﺪ‬

‫ﻓﻲ ﻧﻤﻮ ﺃﻭ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻧﺤﻴﺎﺯﻫﺎ ﺃﻭ ﻋﺪﻣﻪ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺌﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ‬

‫‪14‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫»ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ«‬

‫)‪(1‬‬

‫‪ .GONGO’S‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺪﺛﺮﺓ ﺑﻌﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺫﺍﺗﻬﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ »‪«BONGO’S‬‬

‫»‪. «Business oriented non governmental organization‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻌﺮﺿﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻪ ﺻﻤﺎﻡ‬

‫ﺃﻣﺎﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﻭﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪،‬‬

‫ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪ .‬ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻳﻤﺜﻞ‬

‫»ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻐﻴﺮ‪ ،‬ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺈﺣﺴﺎﺱ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪،‬‬ ‫ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ«‪ ،‬ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺗﺘﻼﺯﻡ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻲ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺇﺑﺎﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬

‫ﻣﻊ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺗﺒﺮﺯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ‬

‫ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋــﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺩ‪ .‬ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ‪ :‬ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‪.2001‬‬ ‫‪15‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )‪ ،(social media‬ﻣﺘﻨﻔﺴ ﹰﺎ‬

‫ﻳﻮﺍﻛﺐ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻟﻌﺒﺖ‬ ‫ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻫﺎﻣ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬ﻭﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮ￯‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﺰﺯ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‬

‫ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺇﺫ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‬

‫ﺃﺑﻮﺍﺑ ﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ‬ ‫ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﺗﺸﺎﺭﻙ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ« ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺍﻟﻤﻈﻼﺕ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ‪ .‬ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻣﺴﺘﻤﺮ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺇﻧﺴﺎﻥ – ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺳﻴﻤﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺑﺮﺯ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺷﻤﻠﺖ‬

‫ﺳﺒﻊ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻫﻲ‪ :‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ‬

‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎﻏﻲ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ‪ ،‬ﻧﺴﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺗﻔﻮﻕ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺑـ ‪ ،20%‬ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪ ،15%‬ﻭﺃﻥ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ – ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻋﺎﺀ – ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ‪ ،65%‬ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ‬ ‫ﻳﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ‬ ‫‪16‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻉ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ‪ ،‬ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺗﻮﻗﻊ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﺪ￯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ‬

‫ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‬

‫ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺿﻊ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬

‫ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﺴﻬﻢ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ‬

‫ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ‪ %42‬ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ‬

‫ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ‬

‫‪18‬‬

‫ﺇﻟﻰ‬

‫‪39‬‬

‫ﻋﺎﻣ ﹰﺎ‪ ،‬ﻭﻳﺮ￯‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺣﻮﺍﻓﺰ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻬﻢ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻓﺮﺩﻱ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‪.‬‬

‫ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬

‫ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ‬ ‫ﻻﺟﺘﺬﺍﺏ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ﻭﺗﻨﺸﻴﻂ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ‬

‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻚ ﺃﻭﻻﹰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻃﺮ ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﺔ ﻗﻄﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻭﻣﻦ ﹶﺛ ﱠﻢ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﻣﺴﺎﻧﺪﺗﻪ‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ‪ ،‬ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ ،‬ﺃﻥ‬

‫ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ« ﻛﺤﺎﻟﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻭﺧﻼﺻﺘﻬﺎ ﺃﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻﻃﺎﺋﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻋﺎﻡ ‪ ،1978‬ﻭﻟﺪﻳﻬﺎ ‪ 23‬ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ‬

‫ﹴ‬ ‫‪300‬‬ ‫ﺷﺨﺺ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻬﻢ ‪ 100‬ﻣﺘﻔﺮﻍ ﻭ ‪ 200‬ﻳﺘﻘﺎﺿﻮﻥ ﺑﺪﻻﹰ ﻷﺗﻌﺎﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺸﺎﻃﻬﻢ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﺑﺘﻬﺎ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻠﻴﻮﻥ‬

‫ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺿﻔﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺼﺒﺢ ﺿﻌﻒ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺃﻱ ‪ 3‬ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺩﻭﻻﺭ‪ .‬ﺗﺆﻣﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ‪ %53‬ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ‪ ،‬ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺆﻣﻨﻪ‬

‫ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻈﻢ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ‪ 3‬ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻟﻠﺪﻋﻢ‬

‫ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ‪ -‬ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺻﻮﺭ‪ .‬ﻭﻳﺤﻀﺮ ﻛ ﹰ‬ ‫ﻼ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺆﺷﺮ ﻫﺎﻡ ﻟﻠﺜﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﻃﺎﺋﻔﻲ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻒ‬

‫ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﻛﺒﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ )ﺟﻤﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ،‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪،‬‬ ‫‪18‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻛﺎﺭﻳﺘﺎﺱ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻓﺮﺡ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ‬

‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ‪ ،‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ(‪.‬‬

‫ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻋﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ‪ ،‬ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ‪ ،‬ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‪ ،...‬ﻭﺗﻨﺴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ )ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ‪ -‬ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻠﻤﻨﺪ‪ ،‬ﺍﻟﻴﺴﻮﻋﻴﺔ‪ (...‬ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺑﻌﺜﺎﺕ‬

‫ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ )ﻓﻨﻠﻨﺪﺍ‪ ،‬ﺍﺳﺒﺎﻧﻴﺎ‪ ،‬ﺑﻠﻐﺎﺭﻳﺎ‪ ،‬ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ‪ ،‬ﺍﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪،‬‬

‫ﺗﻮﻧﺲ‪ ،‬ﺍﻷﺭﺩﻥ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻚ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻮﻳﺪ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺮﻭﺝ‪ ،‬ﺍﻟﺪﺍﻧﻤﺮﻙ‪ ...‬ﺍﻟﺦ(‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪،‬‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ‬

‫ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ(‪ ،‬ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ‪،‬‬

‫ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺓ‪ ،‬ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‪ ،‬ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ...‬ﺍﻟﺦ(‪.‬‬

‫ﺗﺤﺎﻭﻝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻓﻜﻮﻧﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ‬ ‫‪19‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻧﻈﺎﻣﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻃﺎﺋﻔﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﺻﻌﺒﺔ ﺟﺪ ﹰﺍ‬

‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﻐﻴﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻬﺪﺍﻡ‪ ،‬ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ‬

‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻄﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﻻ ﺷﻲﺀ‪ ،‬ﻭﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ‪ ،‬ﻓﺤﺪﺩﺕ‬

‫ﻧﻬﺠﻬﺎ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪ – 1‬ﺷﻌﺎﺭ‪» :‬ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ«‪.‬‬ ‫‪– 2‬ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻣﻴﻤﺎﺕ‪» :‬ﻣﺒﺪﺃ‪ ،‬ﻣﻮﻗﻒ‪ ،‬ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ«‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫– »ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻳﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ‪ ،‬ﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ«‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺃﻥ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ‪ ،‬ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ‬

‫ﺍﻟﺴﻮﻕ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻳﺰﺩﺍﺩﻭﻥ ﻓﻘﺮ ﹰﺍ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﺛﺮﺍﺀ‪ ،‬ﻭﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﻮﻝ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﻟﻼﺭﺗﺰﺍﻕ‪ ،‬ﻭﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻲ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ‬

‫ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ‪.‬‬

‫ﻟﻬﺬﺍ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﻧﻤﻮﺫﺝ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺪﻱ‬

‫ﺑﻪ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻲ‬ ‫ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺗﻤﻬﻴﺪ ﹰﺍ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺑﺈﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬

‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﹶﺛ ﱠﻢ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‪ ،‬ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ‪ .‬ﻭﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ‬ ‫‪20‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﺗﻘﺎﺿﻰ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻣﺒﻠﻐ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ‪ .‬ﻭﺇﻥ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻛﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﻬﺘﻢ‬

‫ﺑﺎﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ‪ ...‬ﺍﻟﺦ‪.‬‬

‫ﻭﺇﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ 2010‬ﺑﺎﺗﺖ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﺟﻨﻴﻒ‪،‬‬

‫ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻏﺮﺍﻗﻪ‬

‫ﻓﻲ »ﺃﺟﻨﺪﺍﺕ« ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ‬

‫ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﻟﻘﻀﻴﺔ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻧﺘﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ‬

‫ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺳﻮﻳﺴﺮﺍ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ‪ ...‬ﺍﻟﺦ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ‬

‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺯﻳﻊ‬ ‫ﻋﺎﺩﻝ ﻟﻠﺜﺮﻭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺠﺐ‬

‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ‬

‫ﺑﻜﻞ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻓﺾ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮ￯‪ ،‬ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬

‫ﻭﻗﻌﻮﺍ ﺿﺤﻴﺔ ﺣﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺪﻓﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺿﺮﺏ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻓﺮﺩﻳ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻃﺎﺋﻞ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺨﻨﻖ ﻭﻳﻬﻤﺶ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ‪،‬‬

‫ﻣﻤﺎ ﻳﺼ ﹼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫‪21‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺗﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻦ‬

‫ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ‪ ،‬ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺭﺣﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ‪ ،‬ﺇﻧﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‬ ‫ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻟﺘﻘﺘﺤﻢ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺤﺮﺗﻘﺔ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺴﺮﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻧﺪﻓﻌﺖ‪،‬‬

‫ﺟﻤﻮﻋ ﹰﺎ ﻻ ﺗﺤﺼﻰ‪ ،‬ﺭﺍﻓﻌ ﹰﺔ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻼﺣﺘﺠﺎﺝ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﺗﻬﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻧﻌﺘﺒﺮ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺸﻬﺪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﻘﻮﻁ ﻋﻬﻮﺩ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻲ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ ﻣﻦ‬

‫ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ .‬ﻓﺰﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺮﺻﺔ‬

‫ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ -‬ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ‪،‬‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ‪ ،‬ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺒﺎﻥ ﻭﺷﺎﺑﺎﺕ ﻧﺎﺷﻄﻴﻦ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪22‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫• ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ‪ ،‬ﻳﺴﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪ ،‬ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ‪.‬‬

‫• ﺗﺒﻨﹼﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻐﻴﻴﺮﻱ ﺷﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺎﺕ‬

‫ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻬﺪﺭ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ‪ ،‬ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ‬ ‫ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬

‫• ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻣﺠﻠﺲ ﻧﻮﺍﺏ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻧﻈﺎﻡ‬

‫ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﻘﻔﻠﺔ ﺗﺮﺳﺦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪.‬‬

‫• ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﺪﻧﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﻸﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‪.‬‬

‫• ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ‪ ،‬ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ‪.‬‬

‫• ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺟﻤﻴﻊ‬

‫ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ‬ ‫ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ‬

‫ﻛﻤﺎ ﻭﺗﻌﻠﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻦ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‪:‬‬ ‫‪23‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫• ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻜﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ‬

‫• ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪.‬‬

‫• ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫• ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ‪.‬‬ ‫• ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫• ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﺻﻌﺪﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬

‫• ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻣﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ‪.‬‬

‫• ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ‬ ‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ‪.‬‬

‫• ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺪﻣﺞ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪.‬‬ ‫ﻙ‪.‬ﻡ‬

‫‪24‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﺇﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ – ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮ ﺑﻬﺎ – ﺑﻘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺠﺎﺫﺑﻴﺔ‬

‫ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻋ ﹼﺒﺮﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺃﻭﻏﺴﺘﻮ ﺭﻳﺘﺸﺎﺭﺩ ﻧﻮﺭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ‬

‫ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬

‫»ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﺣﻠﻚ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ‪ ،‬ﻷﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻜﺎﻧﺎ« ﺑﺎﺭﺯ‬

‫ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻏﻮﺍﺀ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻼﺩ ﺃﺧﺮ￯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺁﺳﺮﺓ ﻟﻠﻨﻔﺲ‬

‫ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﻭﺣﻼﻭﺓ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ‬

‫ﺑﻄﻌﻤﻪ ﻳﻄﻮﻝ«‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻫــﺬﺍ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﺄﺳﺎﺓ‬

‫ﺇﻟﻰ ﻣﺄﺳﺎﺓ‪ ،‬ﺇﺫ ﻋﺎﺩ ﻣﺠﺪﺩ ﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ‬ ‫ﺭﻓﻴﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻏﺘﻴﺎﻻﺕ‪،‬‬ ‫ﺷﺮﻉ‬ ‫ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﹼ‬

‫ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﺮﻳﺎﺡ ﺃﺯﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺬﺭﻫﺎ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻣﻨﺬ‬ ‫ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺭﺑﻴﻊ‬ ‫‪25‬‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬ ‫ﻫﻮ ﺻﻤﺎﻡ‬

‫ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺿﺪ‬

‫ﺍﻟﻤﺤﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪ￯ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ )ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻪ‬

‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ( ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ‬

‫ﺻﻤﺎﻡ ﺃﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ‬

‫ﻟﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺷﻌﺒﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ‬

‫ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫﻲ‬

‫ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪1943‬‬

‫ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ‪ ،‬ﻟﻢ ﺗﻮﻓﻖ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ‬

‫ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ‪ .‬ﻓﻠﻘﺪ ﺑﺮﺯﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻜﻞ‬

‫ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ )ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﻧﺸﻘﺎﻗﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ‬

‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ(‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ‪ .‬ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻫﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻮﻟﻢ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺨ ﹼﻠﺖ ﺃﺣﻴﺎﻧ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻟﻠﻄﻮﺍﺋﻒ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ .‬ﻟﻘﺪ‬ ‫ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻧﻔﺴﻪ‬

‫ﻣﻀﻄﺮ ﹰﺍ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺿﻐﻄﻲ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺕ‬

‫ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪ .‬ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺜﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻀﻐﻄﻴﻦ‬ ‫ﺇﺫ ﻳﺤﺘﻤﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺿﺪ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻷﺧﺮ￯‪ .‬ﻭﺑﺎﺗﺖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫‪26‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﻓﺌﺎﺗﻬﻢ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﻠﺪﻭﻧﻲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﺳﺒﻘﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻧﺸﻮﺀ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭ‬ ‫ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ‪ .‬ﻭﺍﻟﻬﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﻴﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﺘﺨﺬ‬ ‫ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ )*(‪.‬‬ ‫ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺑﺈﺷﺒﺎﻉ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ‬

‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺇﺷﺒﺎﻋﻬﺎ‪ .‬ﻭﻳﺴﻤﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺸﺪ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﺑﺄﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻣﻌ ﹼﻴﻨﺔ‪،‬‬ ‫ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﺸﺄﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺜﻴﺮﻭﻥ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ« )ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ‪ ،‬ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‪ ...‬ﺍﻟﺦ(‪ ،‬ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ »ﺧﻄﺮﻭﻥ«‬

‫)ﻛﺎﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ(‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻳﺠﺘﺬﺏ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧ ﹰﺎ‬

‫ﺃﻧﺎﺳ ﹰﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺛﺮﻭﺍ ﺑﻌﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬‬

‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻈﻴﻢ‬

‫ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ‪ ،‬ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺒﺮ‬

‫ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ‬

‫ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ￯‬

‫)*( ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻳﺎﻧﺎﺑﺎ ـ ﻗﺒﺮﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫‪.1995‬‬ ‫‪27‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻧﺸﺮ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ‪ ،‬ﺃﻭ‬

‫ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﺒﺸﺮ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ‬ ‫ﺑﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬

‫ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻤﺜﻞ ﻗﻮﺓ ﻣﺆﺛﺮﺓ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ‬

‫ﺃﺟﻮﺭ ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺟﺮ)‪.(1‬‬

‫ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ‬

‫ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻳﻮﻓﺮ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ .‬ﻭﻫﻮ‬

‫ﻣﺎ ﻋ ﹼﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺟﻮﻥ ﻭﺟﺎﺭﺩﻧﺮ‪ ،‬ﺃﺣﺪ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺑﺤﻲ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ‪» :‬ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ‬

‫ﻟﻔﺘ ﹰﺎ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻫﻲ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻨﻮﺍ ﺃﻭ ﻳﺘﺒﻌﻮﺍ ﺃﻱ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻭ‬ ‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺫﻟﻚ‪ .‬ﻭﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ‬

‫ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ‪ .‬ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻛﺬﻟﻚ‪ ،‬ﺑﺨﻼﻑ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪ ،‬ﻷﻥ‬ ‫ﻳﺘﺒﻊ ﻓﻘﻂ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺮﺑﺢ«)‪..(2‬‬

‫ﻭﺗﻤﺜﻞ ﻏﺎﻟﺒ ﹰﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬

‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟـ‬ ‫ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻤﺂﺭﺏ ﺷﺨﺼﻴﺔ‪.‬‬

‫‪charity business‬‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﺟﻴﻮﺑﻬﻢ ﻭﻳﺘﻠ ﱡﻄﻮﻥ‬

‫‪Independent sector. «From Belief to Commitment» Washington. D.C:‬‬ ‫‪1993.‬‬

‫‪28‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﻀﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﺔ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻲ »ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺞ ﻭﺗﻌﺎﺭﺽ ﻭﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ«‪ .‬ﻛﻤﺎ‬

‫ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ‬

‫ﻳﻤﻜﹼﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﻣﻦ ﺇﻋﻼﻥ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ‬

‫ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ‪ .‬ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ .‬ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻧﻤﺎﻃ ﹰﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‬

‫ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ‪ .‬ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﻴﺎﻛﻞ ﺭﺋﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺮﺓ‪ .‬ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ‬ ‫ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺤﺮﺹ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ‪ ،‬ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺘﺒﻊ‬

‫ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺑﺎﺭﺯﻳﻦ‪ ،‬ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺩﻳﻨﻴﻴﻦ‪.‬‬

‫ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ‪ ،‬ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ‬

‫ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻗ ﹼﻠﻤﺎ ﻧﺠﺪ‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻣﻌﻈﻢ‬

‫ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ – ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ‬

‫ﻣﻔﻬﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬

‫ﺍﻷﺧﻴﺮﻳﻦ – ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻌﺮﻳﻒ‬

‫ﻣﻮﺣﺪ ﻟﻪ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﺍﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒ ﹰﺎ ﻫﻮ »ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻳﻤﺜﻞ ﻗﻴﻢ‬

‫ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻐﻴﺮ‪ ،‬ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ )ﻭﺣﺪﺓ‬

‫ﺍﻟﺤﻲ ﺃﻭ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ :‬ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺰﺏ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ‪ ...‬ﺇﻟﺦ(‪،‬‬ ‫ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ‪.‬‬

‫ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫‪29‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻭﺗﻴﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ‬ ‫ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ )ﺣﺮﻭﺏ‪ ،‬ﻛﻮﺍﺭﺙ‪ ،‬ﺃﻭﺑﺌﺔ‪ ،‬ﺗﻠﻮﺙ ﺑﻴﺌﻲ‪...‬ﺇﻟﺦ(‪،‬‬ ‫ﻭﻳﻨﺤﺴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﹰﺍ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﻒ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻓﻼ‬

‫ﻳﺒﺬﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧ ﹰﺎ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ‪،‬‬

‫ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺴﺪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮﻭﺡ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻭﺗﻔﺎﻥ ﻣﻤﻴﺰ‪ .‬ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺇﺣﺪ￯ ﺍﻷﻧﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﺣﻴﺚ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ‬

‫ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ‬

‫ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﻩ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ«)‪.(1‬‬

‫ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺘﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺩ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﻇﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ‬

‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ‪ ،‬ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ‬

‫ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺗﻲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺭﻕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﻓﻘﺎﺭ‬

‫ﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ‪ ،‬ﺑﺪﺃ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻨﺤﻰ ﺟﺪﻳﺪ ﹰﺍ‪،‬‬

‫ﺑﺄﺟﺮ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺟﺮ‪ ،‬ﺇﺫ ﺑﺎﺕ ﻳﻘﺎﺱ ﻛﻘﻮﺓ ﻋﻤﻞ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ‬

‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‪ .‬ﻭﺑﺎﺕ ﻳﺤﺘﺴﺐ ﺍﻟﺠﻬﺪ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ – ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ‬ ‫ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪.1998‬‬ ‫‪30‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﻤﺪ‬

‫ﻣﻦ ﺑﺪﻻﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ‪ ،‬ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪،‬‬

‫ﺣﻴﺚ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﹰﺍ ﺗﻨﻤﻮﻳ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻈﺮﻑ ﻃﺎﺭﺉ‪ ،‬ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‬

‫ﺃﻭ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻭﺿﻌﻬﺎ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ‪،‬‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ‪ 1.400‬ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﺃﺭﺑﻌﻤﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺮﺑﺢ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ‬

‫ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻭﻳﺼﻞ ﺭﻗﻢ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ‬

‫ﻧﺼﻒ ﺗﺮﻟﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ )‪ 500‬ﺑﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ(‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ‪،‬‬

‫ﺃﻥ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ‬

‫ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ‪ ،‬ﻭﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻷﻣﺮ‪ ،‬ﻧﺸﻴﺮ ﻛﺬﻟﻚ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻮﻟﻴﺪ ‪ 6%‬ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ‪،‬‬ ‫ﻭﻳﻮﻓﺮ ‪ % 10.5‬ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻳﺤﺪﺩ ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﻳﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ‬

‫ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺤﻮﺍﻟﻰ‬

‫‪300‬‬

‫ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ‬

‫ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ )ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﺺ ﻛﺒﻴﺮ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﺗﻘﺪﺭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻨﻚ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻋﺎﻡ ‪ ،2000‬ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺑـ ‪ 11.619‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﺪﺩ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺣﻮﺍﻟﻰ ‪ 20‬ﺃﻟﻔ ﹰﺎ‪ .‬ﻭﺗﻮﺟﺪ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻴﻴﺶ‬ ‫ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺃﻛﺒﺮ )ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ( ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ(‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ‬ ‫‪31‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺣﺪﺩﺕ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﻠﻔﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻨﺴﺒﺔ‬ ‫ﻋﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ )‪ (% 10‬ﻣﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬ﻭﺇﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬ ‫ﻳﻤﻠﻚ ﺣﺎﻟﻴ ﹰﺎ ‪ 760‬ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ﻭﻣﺴﺘﻮﺻﻔ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ‪ 860‬ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ‬

‫ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﺟﺪﻭﺍﻩ)‪.(1‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺩﻥ‪ ،‬ﻳﻘﺪﺭ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺤﻮﺍﻟﻰ‬

‫‪ ،10.000‬ﻭﻗﺪ ﻗﺪﺭ ﺇﺳﻬﺎﻣﻬﻢ ﺑﺤﻮﺍﻟﻰ‬ ‫ﻣﻌﺪﻝ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ﻫﻮ‬

‫‪200‬‬

‫‪33‬‬

‫ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﻋﻤﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ‬

‫ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻤﻞ ﻭﻳﻘﺎﺱ ﺇﺳﻬﺎﻣﻬﻢ‪،‬‬

‫ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻟﻸﺟﻮﺭ‪ ،‬ﺃﻱ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﺯﻱ ‪ 215‬ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ‬

‫ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ)‪.(2‬‬

‫ﻭﻫﻜﺬﺍ‪ ،‬ﻧﺮ￯ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻗﻴﺎﺳﺎﺕ ﻟﻪ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ‬

‫ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬ ‫ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺤﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﻲ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ‪.1997/08/19‬‬

‫ﺗﻼﺯﻡ ﻧﻤﻮ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻲ‬

‫ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ :‬ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪.‬‬ ‫‪32‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬ ‫ﺇﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻨﺬ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ‬

‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ‬

‫ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺒﻠﻮﺭ ﺑﺪﺍﻳﺔ‬

‫ﻋﺒﺮ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ‪ ،‬ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ‪ ..‬ﻭﻣﻊ ﺑﺮﻭﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ‬ ‫ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻭﻟﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺂﺱ‪ ،‬ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺷﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﻻ ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ‪،‬‬

‫ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﺗﻬﺪﻑ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ ﻋﻦ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻪ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﺛﻘﺎﻓﺘﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﺎﻥ‪،‬‬

‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‪.‬‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﺃﺧﺬﺕ ﺭﻭﺡ‬ ‫ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺗﺤﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺘﻴﻦ‬

‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﻗﺪ ﺗﻮﺳﻊ‬ ‫‪33‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﺧﻼﻝ ﻋﻘﺪﻱ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ‪ ،‬ﺇﺫ ﺑﺪﺃ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃ ﹰﺎ‬

‫ﻣﻠﻤﻮﺳ ﹰﺎ‪ ،‬ﻭﻣﺆﺛﺮ ﹰﺍ‪ ،‬ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﺳ ﹰﺎ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ‬

‫ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ‪ .‬ﻭﻻ ﺷﻚ ﺑﺄﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ‬

‫ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ‬ ‫ﻭﺍﻷﺧﺬ ﺑﺈﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺃﻓﺮﺯﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺕ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺃﺩ￯‪ ،‬ﺑﺎﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ‪ ،‬ﺇﻟﻰ‬

‫ﺑﺮﻭﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻹﺳﻬﺎﻣﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻣﻨﻪ)‪.(1‬‬

‫ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‬ ‫ﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻗﻴﺎﺳ ﹰﺎ ﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺣﺠﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻴﻪ‪ .‬ﻭﻟﻘﺪ ﺑﺮﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ‪،‬‬

‫ﺣﻴﺚ ﺍﺿﻄﻠﻌﺖ ﺑﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺳﺎﻋﺪﺕ ‪-‬‬

‫ﻋﺒﺮ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻄﻠﻴﻌﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻟﻬﻤﻮﻣﻬﻢ‪ -‬ﻣﻊ‬

‫ﺑﺎﻗﻲ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫‪34‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬

‫ﺇﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻳﺮﺗﺒﻂ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻊ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻱ‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ‪ ،‬ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ‬

‫ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺧﻴﺮﻳ ﹰﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎﹰ‪،‬‬

‫ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ‬ ‫ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‬

‫ﻭﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺃﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﺎﻡ ‪ 1909‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﺢ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻗﺪ ﺷﺠﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻭﺗﺤﺖ‬ ‫ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻼﺯﻡ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ‬

‫ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ‬

‫ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﺎﻡ ‪ ،1943‬ﻟﻢ ﺗﻮﻓﻖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ‪،‬‬

‫ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ‬

‫ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ‬ ‫‪35‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ‪.‬‬

‫ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ‬‫ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ‪،‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ‪،‬‬ ‫ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮﺽ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‪ ،‬ﺑﺮﺯﺕ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺃﺳﺴﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺗﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﻖ‬

‫ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ‬

‫ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺗﻔﺎﻭﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻹﻧﻤﺎﺀ‪ ،‬ﺇﻻ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺃﺧﺮ￯ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ‬

‫ﻭﺍﻗﻊ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻳﻌﻜﺲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ‬

‫ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪.1975‬‬

‫)‪(1‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪.1985‬‬ ‫‪36‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫‪ -‬ﺩﻭﺭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺧﻼﻝ‬

‫ﺍﻟﺤﺮﺏ‬

‫‪ -‬ﺩﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤ ﹰﺎ‬

‫ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺳﺎﻫﻤﺖ‬

‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻓﻠﻘﺪ‬ ‫ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﺠﺎﻋﺎﺕ‬

‫ﺇﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ‬

‫ﻃﻮﻳﻠﺔ‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ‬

‫ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺔ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻼﺃﻧﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺴﺎﻃﻊ ﺍﻟﺬﻱ‬

‫ﺗﺠﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺄﺑﻬﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ‬

‫ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‬

‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ‬

‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻣﻠﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ‪ ،‬ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺍﺋﻤﺎ‬

‫ﻣﻦ ﻳﺮﻣﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﺮﻣﻴﻤﻪ ﻛﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻦ‪ ....‬ﺍﻟﺦ‪.‬‬

‫ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﻃﻊ‪ ،‬ﻓﻘﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻛﺎﻥ‬

‫ﻳﻮﺟﺪ ‪ 20‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻦ ﻭﺍﻵﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﻮﺍﻟﻰ ‪ 80‬ﺟﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬ ‫‪37‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ‪ 250‬ﻣﺴﺘﻮﺻﻔ ﹰﺎ ﻭﺍﻵﻥ ﻳﻮﺟﺪ ‪ 860‬ﻣﺴﺘﻮﺻﻔ ﹰﺎ ﻭﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ‪،‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﺎ ‪ 760‬ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ‪ 40‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺣﺮﻓﻴﺔ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ‪.250‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻓﻜﻴﻒ‬

‫ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻮﻻ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ‪ ،‬ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ‬

‫ﺃﻗﻮ￯ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﺮ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﺑﺪﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﻋﻨﻒ ﻭﻗﺘﻞ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ‬ ‫ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺷﺎﺫﺓ ﻛﺎﻥ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ‬

‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻬﺶ‪ .‬ﻓﻠﻘﺪ ﺍﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ‬ ‫ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺔ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﺑﺸﻊ‬

‫ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻹﺛﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺮﺳﻚ ﻭﻛﻮﺳﻮﻓﻮ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻷﺥ ﺑﺄﺧﻴﻪ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺑﺠﺎﺭﻩ‬ ‫ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻥ‬

‫ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻇﻠﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻗﻮ￯‬

‫ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ‪ .‬ﻓﻠﺪ￯ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺗﻀﺎﻫﻲ ﺃﻫﻢ‬

‫ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﻭﻟﻮ ﺗﻢ ﺗﺄﻃﻴﺮﻫﺎ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻷﻋﻄﺖ ﺍﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ‪.‬‬ ‫‪38‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻟﻘﺪ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﺑﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺛﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻤﻠﺖ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ‬

‫ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺭﻏﻢ ﺿﺂﻟﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ‪ .‬ﺑﺎﻟﺘﺂﺯﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺑﺎﻗﻲ‬

‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺟﺴﺪﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺧﻼﻝ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ‪ ،‬ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻗﻠﺔ‪ ،‬ﺍﺳﺘﻐﻠﺘﻬﺎ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ‪،‬‬

‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺔ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ‪،‬‬ ‫ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺒﻠﺴﻢ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ‪ ،‬ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ‪ ،‬ﺗﺘﻌﺎﻭﻥ‬

‫ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺃﺩ￯ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻌﺼﻴﺒﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻋﻘﺪﺕ‬

‫ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺄﺳﺴﺖ‬

‫ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺗﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ‬

‫ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ‪ .‬ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺴﺪﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ‬

‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﺘﻪ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ‪ ،‬ﻳﺮﺗﺒﻂ‬

‫ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺴﺪﺗﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ‪.‬‬

‫ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﺗﻬﺎ »ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪1995‬‬

‫ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫‪39‬‬

‫ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺗﺠﺎﻭﺑﻪ‬ ‫ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ‬

‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ‪ ،‬ﺃﻧﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻤﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪ ،‬ﻫﻨﺎﻙ‬

‫ﺍﺛﻨﺘﺎﻥ ﺗﺎﺑﻌﺘﺎﻥ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺛﻨﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺭﺑﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻣﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻛﻞ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺗﻘﺪﻡ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺧﺬ‬

‫ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺟﺴﺪﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ )ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻗﻠﺔ ﺍﺳﺘﻐﻠﺖ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ‬

‫ﺧﺎﺻﺔ(‪ ،‬ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ‪ .‬ﻭﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ‬

‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺯ ﺩﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪،1975‬‬

‫ﺑﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ‬

‫ﺑﻨﺰﻉ ﺭﻣﺰﻱ ﻟﻠﺤﻮﺍﺟﺰ ﻓﻲ ﻏﺮﺑﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺷﺮﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ‬ ‫ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﻮﺭﻱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻼﻋﻨﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﻮﺑﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ‪ .1987‬ﻭﻗﺪ‬

‫ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﺍﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻼﻋﻨﻔﻴﺔ‪.‬‬

‫ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ‪ 25‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ‬‫ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺃﻭﻝ ‪.1988‬‬ ‫‪40‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ‪ :‬ﺑﺮﺯﺕ ﺧﻼﻝ‬‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪،‬‬

‫)ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ(‪ ،‬ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ‬ ‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﺎﻡ ‪،1982‬‬

‫ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺻﺤﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰ‬

‫ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺳﺘﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻭﺟﻬﺎﺯ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ .‬ﻟﻘﺪ ﻣﺜﻠﺖ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺟﺪ ﹰﺍ‪.‬‬

‫– ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ :‬ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ‪:‬‬

‫ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺧﻄﻂ ﻭﺃﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ‬

‫ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻣﻊ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ‪ :‬ﺻﺤﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺄﻫﻴﻠﻴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ‬‫ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻛﺘﻔﺎﺀ ﺫﺍﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ‬ ‫ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺗﺤﺖ‬

‫ﺷﻌﺎﺭ »ﺧﺪﻣﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻜﻠﻔﺔ ﺃﻗﻞ‬ ‫»‪Better» «Mieux mais moins cher‬‬ ‫‪«but cheaper‬‬ ‫‪41‬‬

‫ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﺏ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫‪ -‬ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ‬

‫ﺫﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﺎﺏ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﺒﺮﻫﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ‬ ‫ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬

‫ﻟﻬﻢ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﺑﻞ ﻣﻌﻬﻢ‪ ،‬ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﻣﻌﻘﺪﺓ‬ ‫ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻮﺍﺟﻬﻬﺎ‬

‫ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ!‬

‫– ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ )ﺑﻌﺪ‬

‫‪:(1990‬‬

‫ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ‪ ،‬ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻣﻤﺜﻠﻮ‬

‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﻤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻭﻗﺪﹼ ﻣﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺎﻡ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻧﺎﺿﻠﻮﺍ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ‬

‫ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﺑﺔ‪ ،‬ﺇﻥ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ‬

‫ﺍﻟﺴﻠﻢ‪ .‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻗﺪ ﹸﻋ ﹼﻮﻣﺖ ﻋﺒﺮ ﺇﺷﺮﺍﻛﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺃﻗﺼﻴﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﻗﻮ￯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ .‬ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ‬

‫ﺭﺍﻛﻤﺘﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ‬

‫ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ‪ .‬ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ‬

‫ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪ ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻫﻮ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ‬ ‫‪42‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﻣﻦ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ :‬ﻓﺘﺤﺮﻛﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ‪ ،‬ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ‪ ،‬ﻧﻈﻤﺖ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺍﺕ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺒﺮﻉ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ‬

‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻼﻋﻨﻒ‪ .‬ﻟﻘﺪ ﺍﺗﺴﻢ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺾ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺏ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﹰﺍ ﺑﻴﻦ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ‬

‫ﺃﻭ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ .‬ﻭﺇﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺴﺎﻋﺪ‬

‫ﻓﻲ ﻧﻤﻮ ﺃﻭ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻧﺤﻴﺎﺯﻫﺎ ﺃﻭ ﻋﺪﻣﻪ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺌﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ‬

‫»ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ«)‪.GONGO’S (1‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺩ‪ .‬ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ‪ :‬ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‪.2001‬‬ ‫‪43‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ‪ :‬ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺩﻓﺎﻋ ﹰﺎ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺿﺪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻭﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ – ﺍﻟﺼﺤﺔ –‬

‫ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺃ ‪ -‬ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺁﺏ ‪ ،1994‬ﺑﺮﺯﺕ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻣﺴﺘﻮﻋﺐ‬

‫ﺍﻟﺮﻋﺐ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣــﻮﺍﺩ ﺳﺎﻣﺔ‬ ‫ﻭﺧﻄﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ﻟﻄﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﻛﺴﺮﻭﺍﻥ )ﺟﺒﻞ ﺻﻨﻴﻦ(‪ ،‬ﺃﻱ‬

‫ﻓﻮﻕ ﺍﻛﺒﺮ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﻳﻐﺬﻱ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ‬

‫ﺳﻜﺎﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﻓﺘﺼﺪ￯ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﺤﻖ‬

‫ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻋﺐ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬

‫ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻓﺄ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‬

‫ﻧﻮﺍﺓ ﻟﻠﻘﻮ￯ ﺍﻟﻀﺎﻏﻄﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ‬

‫ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻹﺧﺮﺍﺝ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ‬

‫ﻋﻦ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﺎ‪ .‬ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ‬

‫ﺷﺒﺎﻁ‬

‫‪1995‬‬

‫ﺿﻢ‬

‫‪24‬‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺃﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻢ ﺧﻼﻟﻪ‬ ‫‪44‬‬

‫ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ‬ ‫ﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﺄﻟﻴﻒ »ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ«‪ ،‬ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﺧﻄﺔ‬

‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﺘﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ‪ ،‬ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ‬

‫ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‬

‫ﺏ ‪ -‬ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ‬ ‫ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻗﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﺴﺎﻥ ‪ ،1996‬ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬

‫‪ ،1999‬ﺗﺠﻠﺖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺻﻮﺭﻫﺎ‪ ،‬ﻣﻤﺎ‬

‫ﺷﻜﻞ ﻣﺤﻄﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﻟﻮ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﺟﻴﺪ ﹰﺍ ﻣﻦ‬

‫ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻝ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ‬

‫ﻛﻞ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻟﻌﺒﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻃﻠﻴﻌﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ‬ ‫ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻟﺪ￯ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻋﺒﺮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ‪ .‬ﻭﺇﺑﺎﻥ‬

‫ﺣﺮﺏ ﺗﻤﻮﺯ ‪ ،2006‬ﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺸﺨﺺ‬

‫ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺗﻨﺴﻖ ﻋﻤﻞ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪.‬‬

‫ﺝ ‪ -‬ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻋﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪،‬‬

‫ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻊ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣﻤﻠﺔ )ﺑﻠﺪﻱ‪ ..‬ﺑﻠﺪﻳﺘﻲ‪..‬‬ ‫‪45‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺑﻠﺪﺗﻲ( ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺪﺩﺕ ﺑﺘﻐﻴﻴﺐ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ‪ .‬ﻓﻜﺎﻧﺖ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺪﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ‬

‫ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺗﺄﺟﻴﻠﻬﺎ‬

‫ﻳﺸﻜﻞ ﺭﻓﻀ ﹰﺎ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﺤﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ‪ .‬ﻟﻘﺪ‬ ‫ﺳﺎﻋﺪﺕ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ‬ ‫ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺃﻭﻝ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪.1998‬‬

‫ﺩ – ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﺧﻠﺺ‪ ...‬ﻣﻌ ﹰﺎ ﻟﺨﻼﺹ ﻟﺒﻨﺎﻥ«‬ ‫ﻓﻲ ﺧﻄﻮﺓ ﻻﻓﺘﺔ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺩﻋﺖ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬

‫ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ‬ ‫ﱡ‬

‫ﺃﺟﻞ ﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪ ،‬ﻭﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ‬ ‫ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻟﺘﺠﻨﻴﺐ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻋﻘﺪ‬

‫ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ »ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺳﺎﻥ ﻛﻠﻮ » ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ » ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ،2007‬ﻣﺴﺘﻨﺪﺍ«‬

‫ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻊ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻒ‬

‫ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ‪ ،‬ﻭﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺃﻟﻘﻰ ﺭﺋﻴﺲ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺩ‪ .‬ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﻛﻠﻤﺔ‪ ،‬ﺃﺷﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺤﻤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻭﻭﺯﻉ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ‪ ،‬ﻧﻤﻮﺫﺝ‬

‫ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ » ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻷﺩﺍﺀ‬ ‫» ﻣﻴﺜﺎﻕ ﱡ‬ ‫‪46‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻛﺴﻼﺡ ﺗﺤﺮﻳﻀﻲ‪ ،‬ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ‬ ‫ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ‬

‫ﻭﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺑﺸﺘﻰ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ‪.‬‬

‫ﻫـ ‪ -‬ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﻉ ) ﻣﺜﺎﻝ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ(‬ ‫ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺎﻡ‬

‫‪1998‬‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻟﺘﺼﺒﺢ‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﻫﺎﻣ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻳﺆ ﹼﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺟﻬﻮﺩﻫﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺷﺒﻜﺔ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺗﻀﻢ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 100‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺃﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﺳﺴﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻲ‪ ،‬ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ‬

‫ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻨﺪﻭﺑﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ‪ ،‬ﺑﻬﺪﻑ ﺇﻓﺴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ‬

‫ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻩ‪،‬‬ ‫ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﻤﻬﺎ ﻟﻨﺸﺮ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪.‬‬

‫ﻭ ‪ -‬ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‬ ‫)ﻣﺜﺎﻝ‪ :‬ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬ ‫ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻮﺍﻋﺚ ﺩﻳﻨﻴﺔ‬

‫ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻮ ﺗﺄﺛﺮﻫﺎ‬

‫ﺑﺎﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪،‬‬ ‫‪47‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫»ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ »‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﻭﻋﻲ‬ ‫ﺇﺳﻼﻣﻲ –ﺣﻘﻮﻗﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﺴﻴﻴﺮ‬ ‫ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺰﻛﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ‪ ،‬ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪،‬‬

‫ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪،‬‬

‫ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻠﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬ ‫ﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ‪.‬‬

‫ﺯ ‪ -‬ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ )ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻎ‬

‫ﻋﺪﺩﻫﺎ ‪ (1)(760‬ﺗﻘﺪﻡ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻟﻤﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ‪ ،‬ﻣﻦ‬

‫ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻭﻋﻼﺝ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺩﻭﺍﺀ ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻋﺒﺮ‬

‫ﺗﻌﺮﻓﺔ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺗﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﻤﺎﺕ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺃﻧﻈﺮ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ‪ :‬ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫‪.1998/09/04‬‬ ‫‪48‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ‬‫ﻭﻫﻮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ) ﺍﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻟﺤﺼﺒﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻲ‪ :‬ﺍﻟﺨﺎﻧﻮﻕ‪ ،‬ﺍﻟﺸﺎﻫﻮﻕ‪ ،‬ﺍﻟﻜﺰﺍﺯ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﺬ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪1987‬‬

‫ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻄﻼﻗﻪ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﺧﻤﺴﻴﺔ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻗﺒﻞ‬

‫ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ،1996‬ﻭﻫﻲ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺷﻠﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﺍﺽ‬

‫ﺍﻟﺸﺎﻫﻮﻕ ﻭﺍﻟﺨﺎﻧﻮﻕ ﻭﺍﻟﻜﺰﺍﺯ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻘﺎﺡ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰﻩ‪ ،‬ﻭﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺼﺒﺔ‪ ،‬ﻛﻤﻬﻤﺔ‬ ‫ﻋﺎﺟﻠﺔ‪ .‬ﻭﻟﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺩﻑ‬

‫ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﺷﻬﺮ ﻧﻴﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺃﻳﺎﺭ ﻭﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺣﻮﻝ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﻠﻘﻴﺢ‬ ‫ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻟﺪ￯ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺣﻘﻖ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺃﻣﺮﺍﺽ‬

‫ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋ ﹰﺎ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺿﺪﻫﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃ ﹰﺎ ﻭﺛﻴﻘ ﹰﺎ ﺑﻨﺸﺮ ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻭﺯﺍﺭﺗﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ‬

‫ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻭﺑﻮﺟﻮﺩ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻭﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﺪﻋﻮﻡ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ‬‫ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻄﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻣﻨﺪﻭﺑﻴﻦ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ‬

‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ‬

‫ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬ ‫ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻣﺤﻮﺭ ﹰﺍ ﺭﺋﻴﺴﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ‪ .‬ﻭﻗﺪ‬

‫ﻗﺎﻣﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺑﺨﻄﻮﺓ ﻫﺎﻣﺔ ﺗﻤﺜﻠﺖ‬ ‫ﺑﺈﺩﺧﺎﻝ »ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ« ﻛﻤﺎﺩﺓ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ‬

‫ﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻓﻲ ‪ 8‬ﺷﺒﺎﻁ‬

‫‪ .1993‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ 1997‬ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ‬

‫ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﺭﺓ‬

‫ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺇﻥ »ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ«‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ‬

‫‪15‬‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻭﻫﻲ‪ :‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ،‬ﺟﻤﻌﻴﺔ‬

‫ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻛﺎﺭﻳﺘﺎﺱ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ‪،‬‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺳﻌﺪ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ‪ ،‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﺸﺮ‪ ،‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ :‬ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ – ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ‪-1994‬‬ ‫‪.1995‬‬

‫‪50‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬ »ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ«‬ ‫ﻟﻠﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ‪ 2006 – 2005‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺗﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ‪:‬‬

‫– ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺻﺤﻴﺔ‬ ‫• ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ‬

‫ﻧﻘﺼ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‪.‬‬

‫• ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﺤﺺ ﻃﺒﻲ ﻟﻄﻼﺏ ‪ 15‬ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ‬

‫ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﻣﻮﺯﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪) :‬ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ‪ ،‬ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ‪ ،‬ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ‪،‬‬ ‫ﺟﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺿﻮﺍﺣﻴﻬﺎ(‬

‫• ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪.‬‬

‫• ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ﻋﺒﺮ‬ ‫ﺷﻬﺮﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺪﺭﺳﺔ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ﺷﺒﻜﺎﺕ ﻓﺎﻋﻠﺔ‬ ‫ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‬

‫ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﻃﺒﻴﺔ‬

‫– ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺻﺤﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ‬ ‫ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ ﺻﺤﻲ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻋﺪﺓ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ‪،‬‬

‫ﺑﻌﺪ ﺭﺻﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫– ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ‬ ‫• ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺃﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ‪.‬‬

‫• ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﻫﻞ ﺑﺘﺒﻨﻲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‪.‬‬ ‫– ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ‬ ‫• ﺭﻓﻊ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ‪.‬‬

‫• ﺭﺻﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ‪ .‬ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﻟﻠﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ‬

‫ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ‪،‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﻱ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬‬

‫ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ‪ ،‬ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ‬

‫ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ‬

‫ﺭﺋﻴﺲ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ‪ ...‬ﺍﻟﺦ‪ .‬ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺟﺰﺀ‬

‫ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻟﺠﺎﻥ ﺍﻷﻫﻞ‪،‬‬

‫ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‬

‫ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻟﺪﻳﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﺍﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻟﺘﺒﻨﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫‪52‬‬

‫ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﻢ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻳﺸﻤﻞ‬

‫ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ‬

‫ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻛﺘ ﱢﻴﺐ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬

‫ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‪ ،‬ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻳﻮﺯﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺡ – ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺗﺘﻢ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﺒﺮ ﺟﻤﻌﻴﺔ‬

‫ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ .‬ﻫﺬﺍ‬

‫ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﹰﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺗﺸﺮﻑ‬

‫ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻁ – ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ‬

‫ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺸﺮﻑ‬

‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ‬

‫ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻱ‪ -‬ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ‬

‫ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ‪ ،‬ﺃﻗﺮﺕ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ،1996‬ﻭﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ‬

‫ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ‪ ،‬ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ .‬ﻓﺄﻃﻠﻘﺖ‬ ‫ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ‬

‫ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ .‬ﻭﺗﻢ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻊ ‪30‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ ‪ 20‬ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻭ ‪ 10‬ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ‬

‫ﺗﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﺗﻐﻄﻲ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ‬

‫ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ؛ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻔﻢ ﻭﺍﻷﺳﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺼﻮﺗﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻠﻘﺎﺣﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺑﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺼﺤﻲ‪ .‬ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ‬

‫ﻟﺘﺸﻤﻞ ‪ 42‬ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﻓﺎﻋ ﹰ‬ ‫ﻼ )ﻭﻟﺘﺼﻞ ﻻﺣﻘ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺍﻟﻰ ‪ 150‬ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ( ﻣﻮﺯﻋﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﺍﻋﻴﺔ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ‬

‫ﺍﻟﻤﻐﻄﺎﺓ ﺳﺎﺑﻘ ﹰﺎ‪.‬‬

‫ﺗﻌﻮﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﺠﺎﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ‬

‫ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ‬ ‫ﻭﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﻗﻮﺍﻋﺪ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻕ – ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺗﻘﻴﻢ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ‪ ،‬ﻣﺨﻴﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻻﻻﺕ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ 1943‬ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪،1979‬‬

‫‪ 1.303‬ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ )ﺑﻴﻨﻬﺎ‬

‫ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ()‪.(1‬‬

‫‪88‬‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬

‫ﻭﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬

‫ﺗﻤﺖ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻣﻨﺬ‬ ‫ﹼ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻡ‬

‫‪1980‬‬

‫)ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻝ‬

‫ﻋﻠﻤ ﹰﺎ ﻭﺧﺒﺮ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ(‪ ،‬ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺑﻠﻐﺖ ‪ 1.900‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ 1989‬ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ ‪ ،1999‬ﺃﻱ ﺑﻤﺘﻮﺳﻂ ‪200‬‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ‪ .‬ﻭﺇﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺳﺠﻼﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ )ﺑﻤﻌﺰﻝ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻷﻭ ﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻋﺎﻡ ‪.1980‬‬ ‫‪55‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ‬

‫ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻣﺘﺼﺎﻋﺪ‬

‫‪ 3.946‬ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ .1999‬ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ »ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻋﻘﺪﺓ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻧﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺤﺮﺓ‪...‬ﺇﻟﺦ( ﻗﺪ ﺑﻠﻎ‬

‫ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﺮﺑﻴﻦ« ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﺏ ﺃﻭ ﻫﺰﺓ‬

‫ﻟﻨﻤﻮ ﻋﺪﺩ‬

‫ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‬

‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺗﺮﺗﻔﻊ‪ .‬ﺇﺫ ﺳﺠﻠﺖ‬ ‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪ 125 2004‬ﺟﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻟﺘﻀﻴﻒ‬

‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ‪ 323‬ﺟﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺎﻡ ‪ 2006‬ﺇﺫ ﺳﺠﻞ ‪ 518‬ﺟﻤﻌﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪ 2007‬ﻧﺤﻮ ‪ 252‬ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ‪ 884‬ﺟﻤﻌﻴﺔ‬

‫ﺑﻴﻦ ‪ 2008‬ﻭ ‪ ...2009‬ﻟﺘﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ‬ ‫‪ 591‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ‪.2010‬‬

‫ﻭﻫﻜﺬﺍ‪ ،‬ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻘﺮﻳﺒﻲ‪ ،‬ﻭﺻﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 6.600‬ﺟﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫ﻧﻔﺴﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﺘﻌﺪ￯ ﺍﻟـ ‪ 600‬ﺟﻤﻌﻴﺔ‪ .‬ﻻ ﺑﻞ ﺗﺄﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻭﺧﺒﺮ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ‬

‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ )ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ( ﻭﻋﺪﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬

‫ﺑﺎﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 7‬ﺁﻻﻑ ﺟﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻗﺪ ﻓﺠﺮ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺎﺭﻳﺲ‪ 3‬ﻭﻣﺎ ﺗﻼﻩ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﻨﺎﻣﻲ‬

‫ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺃﺩ￯ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺸﻮﺀ ﻋﺪﺩ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻮﻳﻞ‪.‬‬ ‫‪56‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻟﻬﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﻓﺎﻋﻞ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟـ ‪150‬ﺟﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺑﻠﻎ ‪ ،11.619‬ﺑﻴﻨﻤﺎ‬

‫ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺣﻮﺍﻟﻰ ‪ 20‬ﺃﻟﻔﺎ‪ ،‬ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺗﺠﻴﻴﺶ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺃﻛﺒﺮ )ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ(‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ‬

‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺎ‪ ،‬ﺑﺠﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﻓﺮﺹ ﻗﺎﺋﻤﺔ‬

‫ﺃﻭ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻄﻮﻋﻲ ﻣﺎ‪ .‬ﻭﺃﻥ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪ ،‬ﺗﺘﺄﺛﺮ‬

‫ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ ﺗﺴﻬﻢ‬

‫ﻣﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﺟﺰ ﹰﺀﺍ ﻣﻬﻤ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ )ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﻜﺮﺓ‬

‫ﻓﻲ ﺗﻔﻌﻴﻞ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﻐﺘﺮﺏ(‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ‬ ‫ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 13‬ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ‪» :‬ﺣﺮﻳﺔ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻗﻮﻻﹰ‬

‫ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻛﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻜﻔﻮﻟﺔ ﺿﻤﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ)‪.«(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺿﻊ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﹼ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ – ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﻣﺎﺩﺓ ‪13‬‬

‫ﺹ ‪.13‬‬

‫‪57‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ )ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺣﺮﻳﺔ ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ( ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻑ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮ￯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ‬ ‫ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ)‪.(1‬‬

‫ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺮﺕ‬

‫ﻧﻤﻮﻫﺎ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﺩﻭﺭﻫﺎ‬

‫ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺧﺪﻣﺔ‬ ‫ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻛﻮﻧﻪ‬ ‫ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻭﻣﻬﺎﻡ ﺗﻔﻮﻕ ﻃﺎﻗﺘﻪ‪ ،‬ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﺿﻄﺮ ﺇﻟﻰ ﱡ‬

‫ﺟﻬﻮﺩﻩ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﻷﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺑﺘﺒﻨﻲ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ‬ ‫ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ‬

‫ﺗﺸﺮﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺃﻗﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ‪ ،‬ﺳﻬﻠﺖ‬

‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻄﻠﻖ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺘﺄﺛﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﺘﻜﺮﻳﺲ‬ ‫ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺿﻤﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﻗﺎﻧﻮﻥ‬ ‫‪ 21‬ﺁﺫﺍﺭ ‪ 1884‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺗﻤﻮﺯ ‪ 1901‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ‬ ‫ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺳﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ‬ ‫ﻫﺬﺍ‪ .‬ﺣﺮﻳﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ :‬ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺻﻘﺮ‪ ،‬ﺭﻭﺍﻕ ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌـﺪﺩ ‪.17‬‬ ‫‪58‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮ￯‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺒﻌﺪ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ‪ ،‬ﻭﻟﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﹸﻏ ﱢﻴﺒﺖ ﻗﺴﺮ ﹰﺍ‬

‫ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ‪ ،‬ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ‪ ،‬ﺑﺤﺎﺟﺔ‬ ‫ﻣﺎﺳﺔ ﻻﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺗﻨﺘﺞ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﺤﻔﺰﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺗﻨﺸﻴﻂ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺿﺮﻳﺒﻲ‬ ‫ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﺑﺤﻲ ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﺍﺳﻮﺓ ﺑﺘﻠﻚ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻻ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ‬

‫ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺰﻝ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ‪،‬‬

‫ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﻓﺌﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺃﻥ‬

‫ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﻴﺮﺓ ﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺿﻴﻘﺔ‪ ،‬ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ‬ ‫ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ‬ ‫ﺃ ‪ -‬ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻟﻌﺒﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻫﺎﻣ ﹰﺎ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮ￯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩ‪ ،‬ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻹﻋﻼﻡ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )‪ ،(social media‬ﻣﺘﻨﻔﺴ ﹰﺎ ﻳﻮﺍﻛﺐ‬

‫ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪.‬‬

‫ﻓﻴﺰﻭﺩﻫﻢ ﺑﺂﺧﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻑ‬ ‫ﹼ‬

‫ﺇﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻳﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺠﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ‪ ،‬ﺣﻮﻝ‬

‫ﺃﻣﻮﺭ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻄﺮﺡ ﺑﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ‪ .‬ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺔ‬

‫ﻋﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺸﺎﺭﻙ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ‪ ،‬ﻳﻨﻘﻞ‬

‫ﻭﻳﻌﻠﻖ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻟﺤﻈﺔ ﻭ ﹸﻗﻮﻋﻪ‪ .‬ﻭﻳﻜﻤﻦ‬

‫ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻓﻲ‬ ‫ﺧﻠﻖ ﹸﻫﻮﻳﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ‪ ،‬ﺗﻌﺮﺽ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ –ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻹﻋﻼﻡ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ‬ ‫ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﺘﻜﺮﺓ ﻫﺬﻩ‪ ،‬ﺗﺸﻜﻞ ﺍﺳﻠﻮﺑ ﹰﺎ ﻓﺮﻳﺪ ﹰﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﻮﻋﻪ‪ ،‬ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ‬ ‫ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺟﺬﺏ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪ ،‬ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﺪ‪ :‬ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪،‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ‪ ،‬ﻭﺧﻔﺾ ﺃﻛﻼﻑ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺏ ‪ -‬ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻷﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‬

‫ﺗﻤﺜﻞ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻡ‬

‫ﺍﻷﺑﺮﺯ ﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ‪:‬‬

‫»ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« )‪ ،(Facebook‬ﻭ»ﺗﻮﻳﺘﺮ« )‪،(Twitter‬‬

‫»ﻳﻮﺗﻴﻮﺏ« )‪» ،(You Tube‬ﺳﻜﺎﻳﺐ«‪،(Skype) ،‬‬

‫ﻭ»ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ« )‪ ،(SMS‬ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ‬

‫ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‬ ‫ﺃﺑﻮﺍﺑ ﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ‬

‫ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬

‫ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺨﻠﻮﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻳﺘﻜﻮﻥ »ﺍﻟﻔﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« )‪ (Face Book‬ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺗﺘﺄﻟﻒ‬

‫ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ‪ ،‬ﻭﺗﺼﻨﻒ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪،‬‬ ‫‪61‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺃﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ‪ .‬ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭﺃﺣﺪ ﺗﻠﻚ‬

‫ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﺃﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ‪ ،‬ﺛﻢ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﺢ ﻭﺇﺧﺘﻴﺎﺭﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻨﻬﺎ‪،‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺗﻤﻜﻦ »ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ«‪ ،‬ﻛﺸﺒﻜﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﹸﺍ ﻓﻌﺎﻻﹸ‪ ،‬ﻓﻰ‬ ‫ﺗﻮﻓﻴﺮﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﺃﻳﺔ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺧﺮ￯‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺇﻋﻼﻧﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ »ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ« ﻟﻴﺤﻘﻖ‬

‫ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﺑﺎﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ ،%40‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﻘﻘﺖ‬

‫‪ %30‬ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻖ‬

‫ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻛﺜﺮﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻥ »ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ« ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬

‫ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻣﻦ ﺍﻹﺷﺒﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ‬

‫ﻓﻲ ﺣﺸﺪ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ)‪ .(1‬ﺃﻣﺎ‬ ‫ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﺓ »ﻳﻮﺗﻴﻮﺏ » )‪ ،(You Tube‬ﻓﺘﺴﺘﺨﺪﻡ ﺑﺸﻜﻞ‬

‫ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻌﺮﺽ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻭﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﻣﻄﻠﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻮﺿﺢ ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻳﺮﺍﺩ‬ ‫ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﺫﻱ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ)‪ .(2‬ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻤﻜﻦ‬

‫ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻩ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺠﻤﻠﺔ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﻣﻮﻗﻊ »ﺗﻮﻳﺘﺮ« )‪ ،(Twitter‬ﻓﻴﺘﻤﻴﺰﺑﺄﻧﻪ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ‪ ،‬ﺍﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﻟﻮﺝ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ‪http://www.anntv.tv/new/showsub- :‬‬ ‫‪ject.aspx?id=20341‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ‪http://www.hounaloubnan.com/news/25927 :‬‬

‫‪62‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻳﺨﻮﻝ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺗﺪﻭﻳﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮ￯‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺑﺴﻴﻂ‪ ،‬ﹼ‬

‫ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﺇﺣﺪﺍﺛﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺄﺳﺮﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻛﺜﺮﻫﺎ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ‪ .‬ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ‬

‫ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺃﺧﺮ￯ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﻣﻦ‬

‫ﺧﻼﻝ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﻗﻊ »ﺳﻜﺎﻳﺐ« )‪.(Skype‬‬ ‫ﺝ‪ -‬ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬

‫ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺃﺑﻮﺍﺑ ﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪،‬‬

‫ﻭﻋﺰﺯﺕ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻬﻠﺖ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﻜﻞ ﺟﻤﻌﻴﺔ‬

‫ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ‪ ،‬ﻳﻤﻜﹼﻦ ﻣﺘﺼﻔﺢ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﻗﻊ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﹲ‬ ‫ﹲ‬

‫ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﺳﺎﻫﻢ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ -‬ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺫﻟﻚ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻋﻤﺪ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﹼ‬ ‫ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﺌﻮ ﹼﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺎﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‪ ،‬ﺗﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﻣﻌ ﹰﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ‪ ،‬ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ‬ ‫ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺠﻞ ﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻓﻴﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ‪،‬‬

‫ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪،‬‬

‫ﻭﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ‪ -‬ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ‬ ‫ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻹﻋﻼﻡ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻫﻮ »ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ« ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻙ‬ ‫ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻗﺪ ﹼ‬

‫ﻧﻤﺎﺫﺝ‬

‫ﻟﺤﺮﻛﺎﺕ‬

‫ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺘﻄﻮﻉ‬ ‫ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ‬

‫ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‬

‫ﺃﻧﻪ »ﺍﻵﺧﺮ«‪ .‬ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺍﻟﺒﺪﺀ‬

‫ﺑﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﺒﺮ ﺷﺎﺷﺔ‬

‫ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ‪.‬ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻧﺸﺄ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ‬ ‫ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧ ﹼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔ ﹼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺧﻠﻘﺖ ﻓﺴﺤﺔ ﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ‪.‬‬

‫ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪،‬‬

‫ﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ‬ ‫ﺇﺫ ﺗﺸﻴﺮ ﻣﺮﺍﺟﻌﺎﺕ ﻋﺪﺓ‬ ‫ﹼ‬

‫ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻋﻠﻨ ﹼﻴﺔ ﻭﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ 2009‬ﻇﻬﺮﺕ‬

‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ »ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻨﻮﺍﻥ »ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ«‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﺤﻮ‬ ‫‪64‬‬

‫‪4000‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ‪ .‬ﻭﻓﻲ ‪ 25‬ﻧﻴﺴﺎﻥ ‪ 2010‬ﺃﺑﺼﺮ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻧ ﹼﻈﻤﺖ‬ ‫ﻣﻦ ﹼ‬ ‫ﹴ‬ ‫ﺿﻤﺖ ﻧﺤﻮ ‪5000‬‬ ‫ﺷﺨﺺ ﺍﻟﺘﻘﻄﺘﻬﺎ ﻋﺪﺳﺎﺕ‬ ‫ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﹼ‬

‫ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﻳﻦ‪ ،‬ﻭﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﻧﺎﺷﻄﻲ »ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ »ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‬ ‫ﻳﺮﻳﺪ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ«‪ .‬ﻓﻤﻊ ﺑﺪﺀ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪،‬‬

‫ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎﺭ »ﺇﺳﻘﺎﻁ‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ«‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺍﻟﻰ‬ ‫ﹴ‬ ‫ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ ﺗﺪﻋﻰ »ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ‬ ‫‪ 15‬ﺃﻟﻒ‬

‫ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ -‬ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ«‪.‬‬ ‫ﹼ‬

‫ﺷﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔ ﹼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓ ﹼﻴﺔ‪ .‬ﻳﺨﻮﺽ‬

‫ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﻔﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ ﻧﻘﺎﺷﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ‪ ،‬ﻭﺷﻜﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﻠﻮﻧﻪ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻧ ﹼﻈﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻭﺻﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻔ ﹰﺎ‪.‬‬

‫ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺷﺎﺭﻛﺖ »ﻋﺎﻣﻞ«‬ ‫ﱡ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺃﺳﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻈﻼﺕ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻘﻴﺔ‬

‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬

‫ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﺠﻬﺪ‬

‫ﻣﺴﺘﻤﺮ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ – ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺇﻧﺴﺎﻥ – ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪65‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺩ‪ -‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻋﺒﺮ‬

‫ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‬

‫‪ -‬ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﻛﺎﻓﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ‬

‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪ :‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ »ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ » )‪ (Face Book‬ﻭ»ﺗﻮﻳﺘﺮ« )‪،(Twitter‬‬

‫ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻋﺪﺓ‪ ،‬ﻧﻈﻤﺖ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻭﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ ‪ :‬ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻔﻠﺘﻬﺎ ﻟﻬﻦ ﺷﺮﻋﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﻣﺜﻘﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮﺍﺋﺢ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ‪ .‬ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻀﺖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ‪ ،‬ﻧﺴﺎ ﹰﺀ ﻭﺭﺟﺎﻻﹰ‪ ،‬ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻲ‪ .‬ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ‪ ،‬ﻧﻮﺍﺏ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﻣﻦ‬

‫ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﻻﺀ‬

‫ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻴﺎﻓﻄﺎﺕ‪ ،‬ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺓ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ‪ :‬ﻗﺒﻞ‬

‫‪7‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺣﻤﻠﺔ‬

‫»ﺟﻨﺴﻴﺘﻲ« ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬

‫ﻟﺤﻖ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ‬ ‫ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺼﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻂ‪ .‬ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ‬ ‫‪66‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺮﺭ ﹰﺍ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ‪ :‬ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ‬

‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺑﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻨﺸﺄ ﺣﺮﻛﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬

‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﺍﺗﹼﺨﺬ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺗﺤﺖ‬

‫ﺷﻌﺎﺭ »ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ«‪ .‬ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪ ‪ 27‬ﺷﺒﺎﻁ ﺍ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻤﻄﻠﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻊ ﺣﻮﺍﻟﻰ ‪ 2000‬ﻣﺘﻈﺎﻫﺮ ﺿﺪ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ‪،‬‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﻼﺀ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‪ .‬ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﻮﻥ‬

‫ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻣﻌﻴﺸﻴﺔ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻫﻮﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ‪ .‬ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺑﺸﻌﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪،‬‬

‫ﺇﻟﻰ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ‬ ‫ﻭﻫﺪﺭ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﻛﻬﺬﻩ ﺃﻥ ﺗﻮﺣﺪ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ)‪.(1‬‬

‫ﺇﻥ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺫﻛﺮﻩ ﺣﻮﻝ ﺗﺄﺛﺮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻠﺤﻆ ﺍﺭﺗﻘﺎﺀ ﹰﺍ ﻣﺘﻨﺎﻣﻴ ﹰﺎ‬

‫ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ‬

‫ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ‪ .‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﻓﻲ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮﻫﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﺍﻧﻈﺮ ‪) http://www.facebook.com/pages/ :‬ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ‪ :‬ﻓﺎﻳﺲ‬ ‫ﺑﻮﻙ – ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ (‪.‬‬ ‫‪67‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻣﺎ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﻭﻻﺩﺓ ﻋﺼﺮ ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻣﺪﺍﺭﻙ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺗﺨﺪﻡ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ )ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﻢ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ(‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﻔﺘﻘﺮ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳــﺎﺕ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺗﺮﺻﺪ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺪﺭﺱ ﻣﺪ￯ ﺇﺳﻬﺎﻣﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ –‬

‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ‪ ،‬ﺃﻭ‬

‫ﺍﻷﻫﻠﻲ‪ .‬ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ‬

‫ﻣﻼﻣﺢ ﻧﺘﺎﺋﺞ‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺤﺚ ﺣﻮﻝ ﻭﺍﻗﻊ‬

‫ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ‪ ،‬ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻟﺴﺒﻊ‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺃﺟﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋ ﹼﻴﻨﺔ‬ ‫ﻋﻤﺪﻳﺔ ﺷﻤﻠﺖ ‪ 63‬ﻣﺘﻄﻮﻋ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻨﻌﺮﺽ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ‪ ،‬ﻗﺒﻞ ﺃﻥ‬

‫ﻣﻔﺼ ﹰ‬ ‫ﻼ ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﹼ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪.‬‬

‫ﺃ ‪ -‬ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺷﻤﻠﺖ ﺳﺒﻊ‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﺎﻋﻠﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﻧﻔﺬﻫﺎ ﻣﺘﻄﻮﻋﻮ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫‪68‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺷﻤﻠﺖ ﻋ ﹼﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﺎﻋﻠﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ‬

‫ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ .‬ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻹﻧﺎﺙ‪ ،‬ﺗﻔﻮﻕ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ‪ % 15 ،‬ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ – ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻋﺎﺀ‪ -‬ﻓﻲ‬

‫ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ‪ ،% 65 ،‬ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻳﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﺎﻟﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻉ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺗﻮﻗﻊ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪﺓ‪.‬‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻠﺤﻆ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﺨﺘﺎﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺲ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ‬ ‫ﺫﻛﺮ‬

‫ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‬

‫ﻟﻠﺘﺄﻫﻴﻞ‬

‫ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‬ ‫ﻣﺠﻤﻮﻉ‬

‫‪%‬‬

‫ﺍﻧﺜﻰ‬ ‫‪10‬‬

‫‪15‬‬

‫ﻃﻮﺍﺭﺉ ﻭﺇﻏﺎﺛﺔ‬ ‫‪20‬‬

‫ﻣﺠﻤﻮﻉ‬ ‫‪45‬‬

‫‪120‬‬

‫‪50‬‬

‫‪75‬‬

‫‪245‬‬

‫‪15‬‬

‫‪15‬‬

‫‪100‬‬

‫‪130‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪500‬‬

‫‪500‬‬

‫‪45‬‬

‫‪120‬‬

‫‪25‬‬

‫‪190‬‬

‫‪30‬‬

‫‪90‬‬

‫‪250‬‬

‫‪370‬‬

‫‪225‬‬

‫‪285‬‬

‫‪970‬‬

‫‪1480‬‬

‫‪%15‬‬

‫‪%20‬‬

‫‪%65‬‬

‫‪% 100‬‬

‫‪69‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﺘﻔﺮﻉ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ‪،%44‬‬ ‫ﻭﺩﺭﺟﺘﻲ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺗﺴﺎﻭﺗﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺪﻧﻴﺔ ‪ ،%28‬ﻛﻤﺎ ﻳﻠﺤﻆ‬ ‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﺩﻧﺎﻩ‪.‬‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻠﺤﻆ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬ ‫ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ‬ ‫ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ‬

‫ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪ ﹰﺍ‬

‫ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ‬ ‫ﻣﺠﻤﻮﻉ‬ ‫‪%‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‬

‫ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ‬

‫ﻣﺠﻤﻮﻉ‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪7‬‬

‫‪% 28‬‬

‫‪%44‬‬

‫‪%28‬‬

‫‪%100‬‬

‫ﺃﻣﺎ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻧﻈﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﻕ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺴﻴﺮﺓ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻓﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ ‪ %23‬ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺿﻐﻒ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺓ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣ ﹰ‬ ‫ﻼ ﻣﻌﻮﻗ ﹰﺎ ﻟﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻓﻲ‬

‫ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ‪ ،%19‬ﺍﻋﺎﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﻱ‬ ‫‪70‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻟﻠﻔﺮﺩ‪ ،‬ﻭﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺿﻌﻒ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻨﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ‬ ‫ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ) ‪ ،%14‬ﻧﺴﺒﺘﺎﻥ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺘﺎﻥ(‪ .‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮ￯‪ ،‬ﻛﻀﻌﻒ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ‪ ،%13 ،‬ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﻗﻞ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻳﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ‬

‫ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ ﺑﻴﺎﻧﻴ ﹰﺎ ﺃﺩﻧﺎﻩ‪.‬‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻖ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫ﻋﺪﺩ ﺍﻻﺟﺎﺑﺎﺕ‬

‫ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ‬

‫ﻋﺪﻡ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﺿﻌﻒ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻘﻄﺎﺏ‬

‫ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ‬

‫ﻋﺪﻡ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻣﻜﺎﻓﺂﺕ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ‬ ‫ﺿﻌﻒ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ‬

‫ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻣﻬﺎﻡ ﺗﻔﻮﻕ ﻗﺪﺭﺗﻪ‬ ‫ﻣﺠﻤﻮﻉ‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪23‬‬

‫‪3‬‬

‫‪13‬‬

‫‪4‬‬

‫‪19‬‬

‫‪2‬‬

‫‪9‬‬

‫‪3‬‬

‫‪14‬‬

‫‪3‬‬

‫‪14‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪22‬‬

‫ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﺳﻴﺮ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪،‬‬ ‫ﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻷﺩﺍﺀ‬ ‫‪71‬‬

‫‪%‬‬

‫‪% 100‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺭﺍﻓﻘﺘﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﻟﺘﺠﺎﺭﺏ‬ ‫ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ‪ .% 100 ،‬ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻟﺤﻆ ‪،% 71‬‬

‫ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺣﺲ ﺍﻟﺪﻣﻘﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‬ ‫ﻳﺸﻜﻞ ﺭﺍﻓﺪ ﹰﺍ ﺣﻴﻮﻳـ ﹰﺎ ﻟﺤﺮﻛـﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ .‬ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑـﺔ‪ ،‬ﺃﻥ ‪ % 57‬ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﺗﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺩﻭﺭ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺗﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ –‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬

‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺇﺩﺧﺎﻝ‬

‫ﺃﻳﻀ ﹰﺎ‪ ،‬ﻟﺠﻬﺔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﺼﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺧﻄﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺎﻭﺕ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪،% 57 ،‬‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ‬

‫ﻓﻲ ﺻﻠﺐ‬

‫ﻳﺤﺴﻦ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺎ‬ ‫ﹼ‬

‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺿﻊ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﺑﻴﻦ‬

‫ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻫﻢ‬

‫ﺍﻹﻋــﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﻃﺔ ﺑﻪ‪.‬‬

‫ﺃﻣـﺎ ﻟﻨـﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ ﺍﺷﺎﺭ‬ ‫‪ % 42‬ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬

‫ﻣﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳ ﹰﺎ‪ ،‬ﻭ ‪ ،% 42‬ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﺄﻱ‬ ‫ﺑﻪ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ‪ ،‬ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) ‪(%14‬‬ ‫‪72‬‬

‫ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ‬

‫ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺴﻦ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ‬

‫ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ‬

‫‪% 100‬‬

‫ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﺓ ﻟﻬﺎ‬

‫ﺣﻘﻠﻴﺔ‬

‫ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬

‫‪% 57‬‬

‫ﻭﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺣﺲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‬

‫‪%57‬‬ ‫‪%71‬‬

‫ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻣﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳ ﹰﺎ‬

‫‪%42‬‬

‫ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ ﻟﺪﻋﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫‪% 57‬‬

‫ﻭﺿﻊ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ‬ ‫ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬

‫‪% 57‬‬ ‫‪% 14‬‬

‫ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ‬

‫‪% 42‬‬

‫ﺝ‪ -‬ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳــﺔ ﺣﻘﻠﻴﺔ ﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻣﻦ‬

‫‪69‬‬

‫ﻣﺘﻄﻮﻋ ﹰﺎ ﻳﻨﺸﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ‪ ،‬ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪،‬‬ ‫ﻭﻫﻤﻮﻣﻪ‪ ،‬ﻭﺳﺒﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ‪ .‬ﻭﻟﻜﻦ‪ ،‬ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﺽ ﻟﻤﻮﺟﺰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪،‬‬ ‫ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺸﻤﻮﻟﻴﻦ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ؟‬

‫‪73‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫‪1‬ﹰ‪ -‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬ ‫ﻟﺤﻈﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ‪-18‬‬

‫‪ 39‬ﺳﻨﺔ ﺗﺸﻜﻞ ‪ % 61‬ﻣﻦ ﻋ ﹼﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻓﻲ‬

‫ﺫﻟﻚ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺑﺘﺮﻛﻴﺒﻪ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻐﺮﺍﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻓﺘﻲ‪ .‬ﺗﺸﻜﻞ ﻓﺌﺔ ﺍﻹﻧﺎﺙ ‪،%71‬‬

‫ﻭﻓﺌﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ‪ ،%29‬ﺇﺫ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ‬

‫ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺭﻛﻴﺰﺗﻪ‬ ‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ ،‬ﺗﺒﻴﻦ‬

‫ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻟــﺰﻭﺍﺝ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ‬

‫‪44‬‬

‫‪%‬‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻫﻢ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﻴﻦ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ‪ % 72‬ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺰﺍﻭﻟﻮﻥ ﺃﻋﻤﺎﻻﹰ‪،‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ‪ ،% 28‬ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﺃﻭ‬

‫ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﺪ￯ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﺯﻣﺔ ﺳﻮﻕ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﺗﺘﻌﺪ￯‬ ‫ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻧﺴﺒﺔ ‪ %18‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‪.‬‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻟﻮﺣﻆ ﺃﻥ‬

‫‪56‬‬

‫‪%‬‬

‫ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﺪﺍﺧﻴﻠﻬﺎ‬ ‫‪74‬‬

‫ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ‬

‫ﻣﻦ ‪ 39 – 18‬ﻋﺎﻣ ﹰﺎ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻋﻦ‬

‫‪700‬‬

‫ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺗﺮﺩﻱ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ‪ .‬ﻳﺘﻤﻴﺰ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻻﻓﺘﺔ‪ ،‬ﺇﺫ‬ ‫ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ‪ .%65‬ﻭﻫﻢ ﺑﻤﻌﻈﻤﻬﻢ‬

‫ﻣﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ‪ %80‬ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭ ‪ %20‬ﻓﻲ ﺍﺣﺰﺍﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‪ .‬ﻭ ﻳﻤﺎﺭﺱ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻫﻮﺍﻳﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻓﺮﺍﻏﻬﻢ‪،‬‬

‫ﻓﻘﺪ ﻟﺤﻈﺖ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﺰﺍﻭﻟﺘﻬﻢ ﺃﻧﺸﻄﺔ‬

‫ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻤﻄﺎﻟﻌـﺔ ‪ ،59%‬ﺍﻟﺰﻳـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬

‫‪ ،%71‬ﻫﻮﺍﻳﺔ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ‪ ،%2‬ﻭ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ‬

‫‪.% 45‬‬

‫‪2‬ﹰ‪ -‬ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ￯ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬ ‫ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ￯ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺬﻱ‬

‫ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،%66‬ﻭﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ‬

‫ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ‪ ،%65‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺃﺧﺮ￯‪ ،‬ﻛﺎﻹﻳﻤﺎﻥ‬ ‫ﺑﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻀﻮﻳﻦ ﺗﺤﺖ ﺭﺍﻳﺘﻬﺎ ‪ %50‬ﻭﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ﺃﺧﺮ￯ ﻳﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻠﻪ‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻈﻬﺮ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ￯ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ‬

‫ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪%65‬‬

‫ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺩﻳﻨﻴﺔ‬

‫‪%5‬‬

‫ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫‪% 66‬‬

‫ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ‬

‫‪%50‬‬

‫ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬

‫‪%11‬‬

‫ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬

‫‪%44‬‬

‫ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‬

‫‪%49‬‬

‫ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ‬

‫‪%11‬‬

‫ﺭﺳﻢ ﺑﻴﺎﻧﻲ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫‪76‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫‪3‬ﹰ‪ -‬ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺨﺎﺹ‬

‫ﺑﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺎﻷﻃﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﺎﺓ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺣﻘﻮﻕ‬

‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ‪ .‬ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺃﻓﺴﺤﺖ ﻋﻮﻟﻤﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ‬

‫ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺘﻨﻮﻉ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻋﺒﺮ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ‪ ،‬ﺍﺫ ﺗﻠﺤﻆ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻧﻘﻠﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ‬

‫ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،% 42 ،‬ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‪ ،%40 ،‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺼﺮﺓ‪ ،%34 ،‬ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ‪ ،%28 ،‬ﻭﻣﺠﺎﻻﺕ ﺃﺧﺮ￯‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬ ‫ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫‪%‬‬

‫ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺻﺤﻴﺔ‬

‫‪40‬‬

‫ﺑﻴﺌﺔ‬

‫‪23‬‬

‫ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻧﺼﺮﺓ‬

‫‪34‬‬

‫ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ‬

‫‪42‬‬

‫ﻣﺨﻴﻤﺎﺕ‬

‫‪11‬‬

‫ﻋﻤﻞ ﺧﻴﺮﻱ‬

‫‪28‬‬

‫ﻋﻤﻞ ﺍﺩﺍﺭﻱ‬

‫‪31‬‬

‫‪77‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺭﺳﻢ ﺑﻴﺎﻧﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬ ‫‪4‬ﹰ‪ -‬ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬ ‫ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻔﻴ ﹰﺎ‪،‬‬ ‫ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﻃﺮ ﹰﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ‬

‫ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻷﻭﺳﻊ‪ .‬ﻓﻌﻠﻰ‬

‫ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻳﺮ￯ ‪ %60‬ﻣﻦ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺗﻤﻨﺢ ﺍﻟﻔﺮﺩ‬

‫ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺗﻔﺘﺢ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻉ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺬﻝ‬

‫ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ‪ ،%47 ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻓﺄﺑﺮﺯﻫﺎ ‪ :‬ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺗﻔﻮﻕ ﻗﺪﺭﺗﻪ‪ ،%13 ،‬ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫‪78‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪ ،% 36 ،‬ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ‬

‫ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ‪ ،% 17 ،‬ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ‪ %13‬ﻣﻦ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻗﺪ‬

‫ﺍﺷﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻻ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻭﻻ‬

‫ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ‪.% 4 ،‬‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﺁﺭﺍﺀ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬ ‫ﻟﺪ￯ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‬ ‫ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺣــﻮﻝ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬

‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ‬

‫‪%‬‬

‫‪13‬‬

‫ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ‬

‫‪36‬‬

‫ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻫﻤﻴﺔ‬

‫‪4‬‬

‫ﺗﻘﺪﹼ ﺭ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻭﺗﺸﺠﻌﻪ‬

‫‪46‬‬

‫ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻉ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ‬

‫‪47‬‬

‫ﺗﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‬

‫‪60‬‬

‫ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ‬

‫ﻳﺮ￯ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ‬

‫ﻣﺰﻳﺪ ﻣــﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬

‫‪17‬‬

‫ﻻ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫‪13‬‬

‫‪5‬ﹰ‪ -‬ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻵﻳﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬ ‫ﻳﺮ￯ ‪ %55‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‪ ،‬ﺃﻥ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺪﻋﻢ‬

‫ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﺃﻣﺮ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ‬

‫ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ .‬ﻛﻤﺎ‪ ،‬ﻳﺮ￯ ‪ % 55‬ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫‪79‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺃﻳﻀ ﹰﺎ‪ ،‬ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺗﺘﻄﻠﺐ‬

‫ﻧﺸﺮ ﹰﺍ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﻗﻴﻤﻪ‪ .‬ﻭﺑﺮﺃﻱ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ‬

‫ﻣﻨﻬﻢ‪ ،‬ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ‪ ،% 53‬ﺃﻥ ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻳﻔﺘﺮﺽ‬

‫ﻳﺮ￯‬

‫ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﺣﻘﻠﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﻟﻜﻲ‬

‫ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ‬

‫ﺍﺩﺧــﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ‪،‬‬

‫ﺗﺘﺮﺳﺦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ ﻟﻠﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﻭﻳﺸﻴﺮ‬ ‫‪%49‬‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ‬

‫ﺣﻮﺍﻓﺰ ﺗﺠﺘﺬﺏ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺇﻟــﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ‪ ،‬ﻭﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺁﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻢ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﻳﻌﻠﻘﻮﻥ‬

‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪ ،% 49 ،‬ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﻛﻌﻄﺎﺀ ﺍﻧﺴﺎﻧﻲ‪ ،% 39 ،‬ﻭﻭﺿﻊ ﺭﻭﺯﻧﺎﻣﺔ ﻋﻤﻞ ﻭﻃﻨﻴﺔ‬ ‫ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪،‬‬

‫‪36‬‬

‫‪ ،%‬ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺪ‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺩﺍﺓ‪ ،‬ﻭﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ‬ ‫ﺣﻮﺍﻓﺰ ﻣﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺔ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬ ‫ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺣﻮﺍﻓﺰ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬ ‫ﻭﺿﻊ ﺭﻭﺯﻧﺎﻣﺔ ﻋﻤﻞ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ‬ ‫ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻉ‬ ‫ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻪ‬ ‫ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‬ ‫ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‬

‫‪%‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪40‬‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ؟‬ ‫ﺃ –ﻫﻞ ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺃﻡ ﻳﻨﺤﺴﺮ؟‬

‫ﺗﺸﻴﺮ ﺇﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﺍﻟﻬﻼﻝ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺪ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ 1988‬ﻣﻦ ‪ 265‬ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺘﻄﻮﻉ‬ ‫ﺇﻟﻰ ‪ 150‬ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ،2000‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ‬

‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ .% 25‬ﻭﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ 2.006 ،2001‬ﻣﺘﻄﻮﻋﻴﻦ)‪ ،(1‬ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ،1.206‬ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬ ‫ﹴ‬ ‫‪800‬‬ ‫ﻋﻀﻮ‪.‬‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ‪ ،‬ﻳﻮﺟﺪ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎﹴ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ‬

‫ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺭﺍﺟﻊ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻋﺎﻡ ‪.2001‬‬

‫‪81‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ‪ ،‬ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻸﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻧﻘﺔ‬

‫ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﺳﺘﻨﻬﺎﺽ ﺍﻟﻬﻤﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬

‫ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺃﺧﺮ￯ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬ ‫ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻣﺪ￯ ﺧﺒﺮﺍﺕ‬

‫ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻋﺪﺩ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ‬ ‫ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻓﺮﺩﻱ‬ ‫ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ‬ ‫ﺍﺳﺘﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻟﺪ￯ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‪.‬‬

‫ﺏ – ﻣﺪ￯ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ‬ ‫ﻭﺣﺠﻢ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬

‫ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺧﻠﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ‬

‫ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ‪ ،‬ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻗﺪ ﺧﻔﻔﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻞ‪.‬‬ ‫ﺝ – ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ‬

‫ﺇﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻮﺩ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻭﻻ‬

‫ﺗﺰﺍﻝ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺭﻭﺡ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻣﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻜﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﻜﻞ‪ ،‬ﻭﻻ ﺇﻟﻐﺎﺀ‬

‫ﻟﻠﻄﺎﻗﺎﺕ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻛﻞ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻭﻋﺪﻡ ﻫﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ‪.‬‬ ‫‪82‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺩ – ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‬‫ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ‬‫ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ‪.‬‬

‫ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ‪.‬‬

‫ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺬﻫﺎ‬‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺩﺍﺧﻞ‬‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‪.‬‬

‫ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ‬‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺃﻭ ﺻﻘﻞ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﻗﻠﺔ ﺗﺸﺠﻴﻊ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪.‬‬

‫ﻫـ – ﺗﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﺟﺮ ﻭﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻗﺎﺋﻢ‪،‬‬

‫ﻭﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻟﺪ￯ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺸﺠﺒﻊ ﺗﻌﺒﺌﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪.‬‬

‫ﻭ – ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬ ‫‪83‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻻﺟﺘﺬﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﻨﺸﻴﻂ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪.‬‬

‫ﺯ – ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻚ‪ :‬ﺃﻭﻻﹰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺧﻠﻖ ﺃﻃﺮ‬

‫ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﺔ ﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﹶﺛ ﱠﻢ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻛﻤﺠﺪﺩ ﻭﻛﻤﻨﺸﻂ ﻟﻠﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻛﻤﺴﺎﻧﺪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪.‬‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ‪» :‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ«‬ ‫»ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻﻃﺎﺋﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺄﺳﺴﺖ‬

‫ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻟﺠﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ«‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ‬

‫ﻋﺎﻡ ‪ ،1978‬ﻟﺪﻳﻬﺎ ‪ 23‬ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ‬

‫ﻏﻴﺮ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ‬

‫ﹴ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ‪300‬‬ ‫ﺷﺨﺺ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻬﻢ ‪ 100‬ﻣﺘﻔﺮﻍ‬

‫ﻭ ‪ 200‬ﻳﺘﻘﺎﺿﻮﻥ ﺑﺪﻻﹰ ﻷﺗﻌﺎﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼﻝ ﻧﺸﺎﻃﻬﻢ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﺑﺘﻬﺎ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻠﻴﻮﻥ‬

‫ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺿﻔﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻘﺪﱠ ﺭ ﺑﻀﻌﻒ‬

‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺃﻱ ‪ 3‬ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺩﻭﻻﺭ‪ .‬ﺗﺆﻣﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ‪ % 53‬ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﺑﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ‪ ،‬ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺆﻣﻨﻪ‬

‫ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻈﻢ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ‬

‫‪3‬‬

‫ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ‬

‫ﻟﻠﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ‪ -‬ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺻﻮﺭ ﻭﺑﻴﺮﻭﺕ‪.‬‬ ‫‪84‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﻳﺤﻀﺮ ﻛ ﹰ‬ ‫ﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺆﺷﺮ ﻫﺎﻡ ﻟﻠﺜﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﻃﺎﺋﻔﻲ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ »ﻋﺎﻣﻞ«‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ‪.‬‬

‫ﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‬ ‫ﺇﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫ﱡ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﻛﺒﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ )ﺟﻤﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ،‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪،‬‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻛﺎﺭﻳﺘﺎﺱ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻓﺮﺡ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ‬

‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ‪ ،‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ(‪.‬‬

‫ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻋﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ‪ ،‬ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ‪ ،‬ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ‬

‫ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‪ ،...‬ﻭﺗﻨﺴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ‬ ‫)ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ‪ -‬ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻠﻤﻨﺪ‪ ،‬ﺍﻟﻴﺴﻮﻋﻴﺔ‪ (...‬ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ‬ ‫ﺑﻌﺜﺎﺕ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ )ﻓﻨﻠﻨﺪﺍ‪ ،‬ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ‪ ،‬ﺑﻠﻐﺎﺭﻳﺎ‪ ،‬ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ‪ ،‬ﺃﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ‪،‬‬ ‫ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﺗﻮﻧﺲ‪ ،‬ﺍﻷﺭﺩﻥ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻚ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻮﻳﺪ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺮﻭﺝ‪ ،‬ﺍﻟﺪﺍﻧﻤﺮﻙ‪ ...‬ﺍﻟﺦ(‪،‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪85‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬

‫ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ‬

‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ(‪ ،‬ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴـﻄﻴﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺓ‪ ،‬ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‪ ،‬ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﻣﺼﺮ‬

‫ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ...‬ﺍﻟﺦ(‪ ،‬ﺇﺫ ﺗﺤﺮﺹ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ‬ ‫ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻓﻲ‬ ‫ﺗﺤﺎﻭﻝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ‬ ‫ﱢ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻓﻜﻮﻧﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻧﻈﺎﻣﻪ‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻃﺎﺋﻔﻲ‪ ،‬ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻻﻧﻀﻮﺍﺀ ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎﺀﺓ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ‬ ‫ﻣﻬﻤﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻓﻠﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ‬

‫ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻬﺪﺍﻡ‬

‫ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻣﻨﻄﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﻻ ﺷﻲﺀ‬ ‫ﻭﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ‪ ،‬ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻛﺈﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫– ﺷﻌﺎﺭ »ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ‬

‫ﺷﻌﺎﺭﻫﺎ‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫– ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻣﻴﻤﺎﺕ »ﻣﺒﺪﺃ‪ ،‬ﻣﻮﻗﻒ‪،‬‬

‫ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ‬

‫‪3‬‬

‫– »ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ«‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ«‪.‬‬

‫ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ«‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺤﺎﻳﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ‪ ،‬ﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ«‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫»ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻛﻤﺎ ﺃﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ‬

‫ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻋﺎﻟﻤﻴ ﹰﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺑﺎﺏ ﻟﻼﺭﺗﺰﺍﻕ‪ .‬ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻘﻨﻴ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﻬﻨﻴ ﹰﺎ ﻓﻘﻂ ﺩﻭﻥ‬ ‫ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﻭﻓﻲ‬

‫ﻧﻬﺠﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺙ‬ ‫ﻣﻴﻤﺎﺕ‪ :‬ﻣﺒﺪﺃ‪،‬‬

‫ﻣﻮﻗﻒ‪ ،‬ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ‪.‬‬

‫ﻟﻬﺬﺍ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺃﻥ ﻧﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ »ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ« ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ‬

‫ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﺒﺮ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﺑﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺗﻤﻬﻴﺪ ﹰﺍ‬ ‫ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺑﺈﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﻦ‬

‫ﹶﺛ ﱠﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‪ ،‬ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ‬ ‫ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬ ‫ﱡ‬

‫ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺤﺎﻭﻝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﺪﻡ‬

‫ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻓﻜﺮ ﹰﺍ ﻭﻗــﻮﻻﹰ ﻭﻋﻤﻼﹰ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﺛﻘﺎﻓﺔ‬

‫ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪:‬‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﺗﻘﺎﺿﻰ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ‬

‫ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ .‬ﻓﻤﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻳﻤﺜﻞ‬

‫ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻣﺒﻠﻐ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ‪ ،‬ﻓﻬﻮ‬ ‫ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺃﻭ‬

‫ﺍﻟﺘﺪﺛﺮ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻧﻌﻤﻞ‬

‫ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ‬ ‫‪87‬‬

‫ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ‬‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ‬‫ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ‬‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﺮﺍﻛﺰ‬

‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﻌ ﹼﺒﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰ‬

‫ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﺡ‪» ،‬ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺮﻣﺰ« ﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ‬

‫ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ – ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻠﺪﻳﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ‬

‫ﻛﻔﺮﺷﻮﺑﺎ‪ ،‬ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺲ‪ ،‬ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ‪ ،‬ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻡ‪ ،‬ﺃﻱ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﺋﺪ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ‬ ‫ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ‪ ...‬ﺍﻟﺦ‬ ‫ﺇﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬

‫‪2010‬‬

‫ﺑﺎﺗﺖ ﺟﻤﻌﻴﺔ‬

‫ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﺟﻨﻴﻒ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻌﻲ‬

‫ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ«‬ ‫ﺟﻤﻌﻴﺔ‬

‫ﺩﻭﻟﻴﺔ‪ :‬ﺭﻓﺾ‬

‫ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺇﻏﺮﺍﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﻣﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‬

‫ﻓﻲ ﺃﺟﻨﺪﺍﺕ‬

‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻏﺮﺍﻗﻪ ﻓﻲ »ﺃﺟﻨﺪﺍﺕ« ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻙ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺘﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ‬ ‫‪88‬‬

‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‬ ‫ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺟﻨﻴﻒ‬ ‫ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ‪ ...‬ﺍﻟﺦ‪ ،‬ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ‬

‫ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬ ‫ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻋﺎﺩﻝ ﻟﻠﺜﺮﻭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ‬

‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﺣﺪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ‬

‫ﺑﻜﻞ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‬

‫ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ‬

‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ‬

‫ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ‬

‫ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮ￯‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺃﻣﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻗ ﹼﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﻭﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻓﺾ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ‬

‫ﺗﺤﺖ ﺇﺷــﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ‬ ‫ﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮ￯‪ ،‬ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻗﻌﻮﺍ‬ ‫ﺿﺤﻴﺔ ﺣﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﻫﺪﻓﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﺏ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬

‫ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻓﺮﺩﻳ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻃﺎﺋﻞ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻟـ»ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ ﻻﻃﺎﺋﻔﻴﺔ‪:‬‬

‫‪89‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫‪ 1‬ـ ﻣﻘـﺪﻣـﺔ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﺍﺧﺮ‬

‫ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ‪ .‬ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ‪ ،‬ﻣﻨﻘﺴﻤﺎ‬

‫ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﺘﻬﺎ‬ ‫ﺣﻮﻝ ﺧﻄﻮﻁ‬ ‫ﹼ‬

‫ﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬ ‫)‪1975‬‬

‫ﻓﺮﺿﺖ ﺟﻮﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ‬ ‫ـ ‪ ،(1990‬ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﺍﻷﻭﻝ‬

‫)‪ (1978‬ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ )‪ (1982‬ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻭﻗﻌﺎ ﺇ ﱠﺑﺎﻧﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ)‪ ،(2‬ﺃﻥ ﺗﺒﺘﻜﺮ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ‬

‫ﺗﺄﺳﺴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ«‬ ‫ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺰﻭ‬ ‫ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ‬

‫ﻟﺠﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪1978‬‬

‫ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﻫﺬﻩ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻭﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻳﻀﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﻧﺼﺎﺭ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ ﺳﺘﺼﺪﺭ ﻗﺮﻳﺒ ﹰﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ »ﻋﺎﻣﻞ ﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺪﻧﻲ ﺗﻄﻮﻋﻲ‪.‬‬ ‫ﻳﺮ￯ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ« ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪» ،‬ﻳﻮﺍﺯﻱ‬ ‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ«‪ ،‬ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺪﺭﻙ »ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ‬ ‫ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻤﺎ«‪ .‬ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺆﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ‪.‬‬ ‫ﺭﺍﺟﻊ‪:‬‬ ‫ـ ﻛﻮﺛﺮﺍﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺟﻴﻪ‪ .‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ .‬ﻭﺭﻗﺔ‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺪﻭﺓ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ«‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ »ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ«‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ ،‬ﺃﻳﻠﻮﻝ ‪ .1992‬ﺹ‪ 119‬ـ ‪.121‬‬ ‫‪90‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﻫﺬﻩ‬

‫ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ‪ .‬ﺇﺫ ﻧﺸﻂ ﻣﺘﻄﻮﻋﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ‪ ،‬ﺍﺗﺼﻔﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ‪،‬‬

‫ﺑﻄﺎﺑﻊ »ﺗﻌﻮﻳﻀﻲ« ﻟﻀﻌﻒ ﺃﻭ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ)‪ ،(1‬ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺳﺨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺸﻔﺖ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺟﺪﻭ￯ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ‪.‬‬

‫ﺇﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ‪ ،‬ﻗﺪ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺗﺤﺪﻳ ﹰﺎ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ‪ ،‬ﻋﻨﺪ‬ ‫ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ‪ ،‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺟﺘﺎﺯ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‬

‫)‪(2‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ«‬ ‫ﻃﻠﻴﻌﺔ‬

‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ‬

‫ﺇﻥ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺿﻌﻒ ﺃﻭ‬

‫ﻏﻴﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻜﻜﺖ ﺃﻭ ﺩﻣﺮﺕ‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺳﻮ ﹰﺀﺍ‪ .‬ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺃﻧﻈﺮ ‪:‬‬

‫ﻋﻴﺴﻰ‪ ،‬ﻧﺠﻴﺐ‪ .‬ﻭﺭﻗﺔ »ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺸﻮﻩ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ«‪ ،‬ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ »ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‬ ‫ـ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ«‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ »ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻱ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ«‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻧﻴﺴﺎﻥ ‪ ،2008‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪ 111‬ـ ‪.157‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﻳﺸﻴﻊ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻔﻬﻮﻡ »ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ« ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻏﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ‪،‬‬ ‫ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻣﺜﻘﻞ ﺑﺪﻻﻻﺕ‬ ‫ﺳﻮﺳﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ‪ ،‬ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﺏ‬ ‫ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺨﻼﻑ ﻣﻔﻬﻮﻡ »ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ«‪.‬‬ ‫‪91‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ .‬ﻭﺗﻤ ﱠﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﹴ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﺗﻤﺎﻣ ﹰﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻇﺮﻭﻑ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻷﻫــﺪﺍﻑ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤ ﹶﺤﺪﱢ ﺩﺓ ﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫ﺍﺿﻄﺮﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻤﻮﺿﻊ‬ ‫ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ‪ ،‬ﻭﺑﻔﻌﻠﻪ‪،‬‬ ‫ﹼ‬

‫ﺗﻨﻈﻴﻤﻴ ﹰﺎ ﻭﻟﻮﺟﺴﺘﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﻃﺮﻕ‬

‫ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ‪ .‬ﺇﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻧﺼﺐ ﺃﻋﻴﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻮﻑ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ‬

‫ﻟﺘﻮﻩ ﻣﻦ ﺣﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻣﺮﻳﺮﺓ‪ ،‬ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ‬ ‫ﻣﻊ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪ ﱠﻣﺮ‪ ،‬ﺧﺎﺭﺝ ﱢ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ .‬ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ »ﻭﺭﺷﺔ«‬ ‫ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ‪:‬‬

‫ـ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ ،‬ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﺑﻴﻦ ﻛﻮﺍﺩﺭﻫﺎ‬

‫ﻭﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺃﻧﺼﺎﺭﻫﺎ ﺍﺃﺭﺍﺩ ﹰﺍ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ‪.‬‬

‫ـ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ‪ ،‬ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺱ‪ ،‬ﻭﻣﻊ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣﻊ ﺩﻭﺭ »ﻋﺎﻣﻞ«‪.‬‬

‫ﺃﻓﻀﺖ ﻫﺬﻩ »ﺍﻟﻮﺭﺷﺔ« ﺇﻟﻰ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﺸﺎﻁ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺠﺪﺩ ﹰﺍ‪ ،‬ﺑﻌﺪ‬

‫ﺍﻟﺤﺮﺏ‪ .‬ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ‬ ‫‪92‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻭﺗﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﻨﺎﺀ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ـ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻧﺘﻘﺎﻻﹰ ﻧﻮﻋﻴ ﹰﺎ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻗﻴﺎﺳﻲ‬

‫ﻗﺼﻴﺮ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻌﻠﻴ ﹰ‬ ‫ﻼ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﹰﺍ‪ ،‬ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﺮﺽ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﻭﺗﻮﺛﻴﻖ‬ ‫ﻭﺣﺮﻛﺘﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﱠ‬ ‫ﺇﻥ ﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ‪ ،‬ﻭﺗﺎﻟﻴ ﹰﺎ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪،‬‬

‫ﻻ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺫﺍﺗــﻲ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ‬

‫ﺳﺮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ »ﺟﻤﻌﻴﺎﺗﻲ« ﺑﺤﺖ)‪ ،(1‬ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ‬

‫ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ‬ ‫»ﻋﺎﻣﻞ«‬ ‫ﺗﻜﺸﻒ‬

‫ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻧﻔﺴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ‬

‫ﺗﺤﻮﻻﺕ‬

‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺨﺎﺹ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪.‬‬

‫ﻫﻲ ﺇﺫﻥ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻻ ﻋ ﹼﻴﻨﺔ »ﺟﻤﻌﻴﺎﺗﻴﺔ« ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻫﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ‬

‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺗﻌﻜﺲ ﻧﺴﺒ ﹼﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﺃﻭ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﻱ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺟﻤﻌﻴﺎﺗﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ ‪ associatif‬ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺎﺗﻴﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ‪،associatisation‬‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺿﺢ ﻛﻞ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻓﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ‪ ،‬ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ‬ ‫ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻷﻃﺮﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬ ‫‪93‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬ﻭﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺑﺤﺴﺒﺎﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﺆﻟﻒ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻋﻠﺔ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ‪.‬‬

‫ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺷﺎﺑﺘﻪ ﻣﻼﻣﺢ‬

‫ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ‪ ،‬ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋ ﹰﺎ‪ ،‬ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹶﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬ ‫ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺗﺮﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻑ ﺃﻫﻢ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﺣﻴﺚ ﺗﺒﺮﺯ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻤﺘﺎﺯ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ‬

‫ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺕ »ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ« ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺃﻭﻻﹰ‪ :‬ﺗﻤﺘﺪ ﺟﺬﻭﺭ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ‬

‫ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ)‪ ،(1‬ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ« ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ »ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ« ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﻟﺪﺗﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ‬

‫»ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ« ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ )‪ 1989‬ـ ‪.(1990‬‬

‫ـ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻭﺍﻗﻊ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ«‪ ،‬ﺭﺍﺟﻊ ‪:‬‬

‫ﺿﺎﻫﺮ‪ ،‬ﻣﺴﻌﻮﺩ‪ .‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ .‬ﺑﺤﺚ ﹸﻗﺪﱢ ﻡ ﺇﻟﻰ ﻧﺪﻭﺓ‬

‫»ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ«‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺮﻛﺰ‬ ‫ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ .2001‬ﺹ‪ 397‬ـ ‪.413‬‬

‫ـ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻭﺍﻗﻊ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ« ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺭﺍﺟﻊ ‪:‬‬ ‫‪karam. Le mouvement civil au liban. Revendications,‬‬

‫‪KARAM,‬‬

‫‪protestations et mobilisations associatives dans l’après – guerre. Préface‬‬ ‫‪d’ Elisabeth PICARD. Editions karthala, Paris 2006. p 33 – 168.‬‬

‫ﻭﻛﺬﻟﻚ‪،‬‬

‫ﻧﺼﺎﺭ‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬

‫ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ .2003 ،‬ﺹ‪ 77‬ـ ‪.92‬‬

‫‪94‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﺣﺘﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ »ﺩﻭﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ«‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺗﺮﻛﺰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺣﻠﺘﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ )‪ (1943‬ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ‬

‫ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ )‪ 1975‬ـ ‪ ،(1990‬ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺻﺎﻍ ﺭﺅﺍﻩ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻭﺑﺮﺍﻣﺠﻪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ‪،‬‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺧﻼﻝ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺤﺖ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻲ‪ ،‬ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻭ ﹸﺃﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﺘﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺛﺎﻟﺜ ﹰﺎ‪ :‬ﻃﻮﺭﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺍﺟﻬﺖ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ‬ ‫ﻣﺒﻜﺮ‪ ،‬ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ »ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ«‪ ،‬ﻭ»ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ« ﻭﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻤﻮﻟﻴﻦ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ‬ ‫ﺍﻳﻀﺎ‪.‬‬

‫ﺭﺍﺑــﻌ ـ ﹰﺎ‪ :‬ﺣﺎﻓﻈﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻼﻃﺎﺋﻔﻲ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ‪ ،‬ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﺭ‬

‫ﺣﺎﻓﻈﺖ‬ ‫»ﻋﺎﻣﻞ«‬

‫ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ‪،‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ‬

‫ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻮ‪ ،‬ﺑﺪﺍﻫﺔ‪ ،‬ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻼﻃﺎﺋﻔﻲ‬

‫ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺷﻤﺖ ﹸﺑﻨﻰ ﻭﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬

‫ﺭﻛﺎﺋﺰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫‪95‬‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺎ ﺟﻌﻞ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻗﻮﺓ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻼﺀ‬

‫ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ‪ ،‬ﻧﺴﺒ ﹼﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫ﺍﻷﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ ‪ :‬ﺣﺎﻓﻈﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﻋﻨﺎﺻﺮ »ﺧﻄﺎﺏ«‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ »ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ« ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪ‪ .‬ﻭﻫﺬﻩ‬

‫»ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ« ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺯ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﺗﻨﻔﺬﻫﺎ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺗﺠﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ‬ ‫ﺍﻹﺻﻼﺡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬

‫ﻣﻊ ﺗﻘﻠﺒﺎﺕ »ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ«‪ ،‬ﺃﺷﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺰﺍﻣ ﹰﺎ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻭﻓﺎ ﹰﺀ ﻟﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺳﺎﺩﺳ ﹰﺎ‪ :‬ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﻭﻗﻔﺖ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ‬

‫ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺕ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ‪ ،‬ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺮ￯‪ ،‬ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎﺕ‪ ،‬ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﺣﻮﺍﻓﺰ‬

‫ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬ ‫»ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ«‪ ،‬ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ‪ ،‬ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‬ ‫)‪ 1989‬ـ ‪.(1990‬‬

‫‪96‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ‪ ،‬ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﺍﻟﻜﺮﻭﻧﻮﻟﻮﺟﻲ‬

‫ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻷﺣــﺪﺍﺙ‪ ،‬ﺳﻮﻑ ﻳﺠﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ￯‬

‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‪ .‬ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬‬

‫ﺳﻴﻜﺸﻒ ﺃﻥ ﺣﺮﻛﺔ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ«‪ ،‬ﻗﺪ ﺍﺗﺴﻤﺖ‪ ،‬ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺑﺴﻴﻮﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﻨﺎﻇﺮ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪ‪ ،‬ﻭﺗﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻘﺎﻃﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻫﻮ ﺧﻮﺽ‬

‫ﻓﻲ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟــﺪﻭﺭ ﺍﻹﺻــﻼﺣــﻲ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻱ‬

‫ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ‪،‬‬ ‫ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻤﺴﺎﻫﻤﺔ‪ ،‬ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ‬

‫ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺎﺭﻩ‪ ،‬ﻣﺆﺧﺮ ﹰﺍ‪ ،‬ﻓﻠﻮﺭﻧﺲ ‪، Mottot‬‬

‫ﺑﻘﻮﻟﻪ »ﻫﻞ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ«)‪(1‬؟‪.‬‬

‫ﺗﺠﺮﺑﺔ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ«‪:‬‬

‫ﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺔ‬ ‫ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‬

‫ﻣﻦ ﺃﺭﺽ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺗﺨﺺ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﺷﺘﺮﻙ‬

‫ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ‪ ،‬ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﻗﻬﺎ‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪Mottot, Florence. L’histoire a-t-elle encore un sens?. sciences hu‬‬ ‫‪maines. Grands Dossiers N° 10 - mars-avril-mai 2008.‬‬ ‫_‪http://www.scienceshumaines.com/l-histoire-a-t-elle-encore-un-sens-‬‬ ‫‪fr_21989.html‬‬

‫‪97‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ‪ ،‬ﺑﺄﻥ ﻗﺪﹼ ﻡ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫ﻭﺟﻬﺪﻩ‪ ،‬ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﺧﻼﻝ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﻭ‬

‫ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺒﺤﺚ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ‪ ،‬ﺑﺄﻥ ﻣﺎﺩﺗﻪ ﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ‪،‬‬ ‫ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ)‪ ،(1‬ﻭﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻛﻞ ﻣﺎ‬

‫ﺃﻧﺠﺰ‪.‬‬

‫ »ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ«‪ ..‬ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺔ‬‫ﺗﻜﺸﻒ ﺍﻟﺒﺤـﻮﺙ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻇـﺎﻫﺮﺓ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟـﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻟـﻢ ﺗﺘﺒﻊ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺗﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺛﺎﺑﺘﺔ‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺗﺤـﻮﻻﺕ ﻓﻲ‬

‫ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫـﺮﺓ)‪ ،(2‬ﺃﺧـﺬﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺣـﻞ‬

‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺭﺍﺟﻊ »ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ« ﺍﻟﻤﺮﻓﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﻫﺬﻩ »ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ«‪.‬‬ ‫ﺣﻨﺎ‪ ،‬ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ‪ .‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﻥ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪ￯ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺩﻣﺸﻖ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪.2002 ،‬‬ ‫‪98‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺻﻌﻮﺩ‪ ،‬ﻭﻣﺮﺍﺣـﻞ ﻫﺒﻮﻁ‪ ،‬ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ)‪.(1‬‬

‫ﻭﺗﻌﻮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳــﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ)‪،(2‬‬ ‫ﻭﺗﻜﺘﺴﺐ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﻣﻨﻬﺞ‬

‫ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ‪ ،‬ﻛﺄﺩﺍﺓ »ﺗﻔﺴﻴﺮ«‬

‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‬ ‫ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ‬

‫ﻟﻠﻌﻨﺎﺻﺮ‬

‫ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ« ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻨﺎ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ‬

‫ﻣﺜﻞ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻋﺼﺐ ﺍﻻﻟــﺘــﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬ ‫ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬

‫ﺃﻣﻴﻦ‪ ،‬ﺟﻼﻝ‪ .‬ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﺃﻟﻘﻴﺖ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ،‬ﻳﻮﻡ ‪ 5‬ﺁﺫﺍﺭ ‪ ،2010‬ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺌﺔ ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻴﻼﺩ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻦ ﺯﺭﻳﻖ‪ .‬ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﺠﻠﺔ »ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ«‪ ،‬ﻗﺪ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ‪.2010 ،‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﺟﺮﺍﺅﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ‪ .‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﻧﺪﻭﺓ‬ ‫ﻧﻈﻤﻬﺎ »ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ«‪ ،‬ﻭ«ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﻮﻧﺮﺍﺩ ﺃﺩﻳﻨﺎﻭﺭ«‬ ‫ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ‪.2005 ،‬‬ ‫ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ‪ ،‬ﺟﻮﻥ‪ .‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺣﺎﻛﻢ ﺻﺎﻟﺢ ﺣﺴﻦ ﻧﺎﻇﻢ‪ .‬ﺇﺻﺪﺍﺭ »ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺔ«‪ .‬ﺗﻮﺯﻳﻊ »ﻣﺮﻛﺰ‬ ‫ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ«‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ‪ ،‬ﺷﺒﺎﻁ‪/‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ‬ ‫‪ .2008‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ‪ 431‬ـ ‪ 432‬ـ ‪.434‬‬ ‫‪99‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﺗﺸﻜﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺠﺎﻻﹰ ﻣﺪﻧﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﻳﻮﻓﺮ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻫﺬﻩ‬

‫ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﻱ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻭﻱ‬ ‫ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ‪ ،‬ﺑﺼﺮﻑ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﱡ ﻡ ﺃﻭ »ﺗﻘﻬﻘﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ«)‪ .(1‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ)‪ ،(2‬ﻻ ﺑﺄﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﻴﺪ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﺗﻔﺼﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻕ)‪.(3‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪.355‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 25‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪ ،2009‬ﻭﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬ ‫‪ 27‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪ .2009‬ﻭﻳﻨﻄﻮﻱ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺱ‬ ‫ﻛﻤﻴﺔ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻷﺧﺬ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ‪/‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ـ ﺑﻨﺤﻤﻮ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‪ .‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ‪ .‬ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻧﺖ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫‪http://www.aljazeera.net/NR/exeres/563049A3-F46E-4891-B3FE‬‬‫‪5951F14235E7,frameless.htm?NRMODE=Published‬‬

‫ـ ﺍﻟﻄﺮﺍﻭﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‪ .‬ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ .‬ﻣﻘﺎﻝ‬ ‫ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ‪http://pal-lp.org/article36.html :‬‬ ‫ـ ﺑﺎﺭﻭﺩ‪ ،‬ﺯﻳﺎﺩ‪ .‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻀﻐﻂ‪ .‬ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ‬ ‫ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 27‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2002‬‬ ‫ـ ﻣﺎﺟﺪ‪ ،‬ﺯﻳﺎﺩ‪ .‬ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ .‬ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ‬ ‫ﻓﻲ‪» :‬ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺮﺟﻌﻲ«‪ .‬ﺇﺻﺪﺍﺭ‬ ‫‪100‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬‫ﻳﻘﺪﻡ ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺭﺅﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻀﻊ‬

‫ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺩﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ‪ ،‬ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻲ ﺑﺄﻥ‬

‫ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ‪،‬‬

‫ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ »ﻗﻮﺱ ﺍﻻﺯﻣﺎﺕ«‪،‬‬

‫ﺑﻔﻌﻞ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ‪ :‬ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ‬ ‫ﺑﺎﻣﺘﺪﺍﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻗــﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﻏﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﻓﺮ‬

‫ﺑﻤﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ‪ .‬ﺛﻢ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﻣﻊ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﻦ‬

‫ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ‪،‬‬

‫ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ‬

‫ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﺸﺮﻭﻉ‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ‬

‫ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ـ »ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ«‪ ،‬ﻣﺎ ﺟﻌﻞ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻠﻴﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ)‪.(1‬‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻦ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻭﺗﻄﻮﺭﻩ‪ ،‬ﺗﻘﻀﻲ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺠ ﹼﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻫﻮ ﺑﺆﺭﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺴﺮﺡ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﻛﻠﻪ« ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻟﺪ￯ ﺃﻣﺔ ﻣﺎ)‪ .(2‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻳﻌ ﹼﺒﺮ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻭ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ‪ .2004 .‬ﺹ‪.49‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 15‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫ﻣﺎﺭﻛﺲ‪ ،‬ﻛﺎﺭﻝ‪ .‬ﻓﻮﺭﺑﺎﺥ‪ .‬ﺍﻟﺘﻀﺎﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺹ‪83‬‬ ‫ـ ‪ .84‬ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ‪:‬‬ ‫ـ ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﻓﺮﻳﺪﺭﻳﻚ ﺇﻧﺠﻠﺰ‪ .‬ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺎﺕ‪ .‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ‪،‬‬ ‫‪101‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪ ،‬ﻭﺣﺘﻰ »ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ«‪ ،‬ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻋﻦ »ﺻﻴﺎﻏﺔ‬ ‫ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ«)‪ (1‬ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﻜﺒﺮ￯‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻭﻗﻮﻉ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ‬

‫ﺻﺪﺍﻡ ﺩﻭﻟﻲ‪ ،‬ﻳﻔﺴﺮ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﺖ‬

‫ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻭﺍﻛﺘﻨﺎﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ‪ .‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ‬

‫ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ‪ ،‬ﺑﻞ ﺃﻫﻢ ﻣﺼﺎﺩﺭ‪،‬‬

‫ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ‬

‫ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ‬ ‫»ﻋﺎﻣﻞ«‬

‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ‪ ،‬ﻳﺒﺮﻫﻦ ﺃﻥ ﺍﻧﻄﻼﻗﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﺗﺄﺕ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻍ‪ ،‬ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﹰﺍ ﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻗﺪ ﺣﺘﻤﺖ ﺍﻟﺤﻴﺜﻴﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺜﻠﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ‬

‫ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺿﻄﻠﻌﺖ ﺑﻪ‪ ،‬ﺗﺄﺳﻴﺲ‬

‫ﺣﻴﺜﻴﺔ ﻧﻀﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺘﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪،‬‬

‫ﺭﺳﻤﺖ ـ ﺃﺻ ﹰ‬ ‫ﻼ ـ ﻭﺟﻬﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ »ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ«‪ ،‬ﻣﻮﺳﻜﻮ‪.1980 ،‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ »ﺣﻠﻘﺔ ﺗﺜﻘﻴﻔﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ«‪.1998 .‬‬ ‫‪102‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﻛﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺧﻼﻝ‬

‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﺖ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ)‪ .(1‬ﻭﻫﻲ ‪:‬‬

‫ـ ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‪ :‬ﺗﻌﺎﻇﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺧﻼﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ‬

‫ﺍﻟﻜـﻮﻟﻮﻧﻴـﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻭﺇﺛـﺮ ﻧﻜﺒـﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ )‪ ،(1948‬ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻜﻴـﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧـﻲ ـ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺩﻭﻟﻲ ﻇﺎﻟﻢ‪ .‬ﺍﻧﺼﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ‬

‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻭﺻﻞ‬

‫ﺍﻟﻼﺟﺌﻮﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﻩ ﻭﺑﻠﺪﺍﺗﻪ ﻭﻣﻜﺜﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ‪ ،‬ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺃﺷﺘﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ)‪ .(2‬ﻭﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ‬

‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﺤﻴﻔﺎ ﻭﺑﺎﻧﻴﺎﺱ ﻭﺍﻟﻘﻨﻴﻄﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ،‬ﺻﻴﺮﺗﻬﻢ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺃﻭ ﺁﺧﺮ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ)‪ ،(3‬ﻣﺴﻜﻮﻧﻴﻦ ﺑﺮﻭﺡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ـ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ :‬ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬

‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 15‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﺇﻥ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻗﺪ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ‪ 1948‬ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ ‪ .1952‬ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫‪103‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻲ)‪ ،(1‬ﺇﺫ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺤﻮﺍﺿﺮ‬

‫ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺟﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬

‫ﺗﺤﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺰﻣﻦ‬ ‫ﻟﻠﺴﻮﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ)‪ .(2‬ﻭﻗﺪ ﹼ‬

‫ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ‪ ،‬ﺣﻔﺰ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻹﻗﻄﺎﻉ ﻭﻭﺣﺸﻴﺘﻬﺎ‬

‫ﻭﻗﺴﻮﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺼﺒﺢ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻜﺒﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺟﺒﻬﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺧﻂ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ـ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻒ ﻛﻞ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ)‪.(3‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬

‫ﻓﻀﻞ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻧﺘﻴﺠﺔ‬ ‫»ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻭﺍﺿﻌﻲ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ‪ ،‬ﻗﺪ ﹼ‬ ‫ﻣﺰﺍﻳﺎﻫﺎ ﻛﻘﺎﻋﺪﺓ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻭﺟﻮﻳﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﻧﺔ ﻣﺜﻞ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺗﺎﺑﺖ‪ ،‬ﻭﺇﻣﻴﻞ ﺇﺩﻩ‪ ،‬ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻜﺘﻞ ﺿﺎﻏﻂ ]ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ[ ﺃﺩ￯ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ‬ ‫ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﺟﻐﺮﺍﻓ ﹼﻴ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ« ﺍﻱ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ‪.‬‬

‫ﺭﺍﺟﻊ ‪:‬‬ ‫ـ ﺍﻟﺼﻠﺢ‪ ،‬ﺭﻏﻴﺪ‪ .‬ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ‬ ‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﻗﻲ‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ .2006‬ﺹ ‪.26‬‬ ‫ﻛﺴﺒﺎﺭ‪ ،‬ﺗﻮﻓﻴﻖ‪ .‬ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ‪ 1948‬ـ ‪ .2002‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ‪،‬‬ ‫ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ .2005 ،‬ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ‪» :‬ﻧﻤﻮ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﻧﻤﺎﺀ« ﺹ‬ ‫‪ 87‬ـ ‪.123‬‬ ‫»ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ‪ .‬ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺗﺠﺮﻳﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺨﺰﻭﻧ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ‪ .‬ﺃﻧﺎ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ‪ ،‬ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻻﻗﻄﺎﻉ ﻳﻬﺠﻤﻮﻥ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎﻛﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻛﻴﻒ ﻛﻨﺎ ﻧﻮﺍﺟﻬﻬﻢ‪ ،‬ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ‬ ‫ﺃﺯﻻﻡ ﺍﻹﻗﻄﺎﻉ ﺷﺘﻢ ﺃ ﹼﻣﻲ‪ .‬ﻭﻻ ﺃﻧﺴﻰ ﻛﻴﻒ ﺧﺮﺝ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﻭﺇﺧﻮﺍﺗﻲ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺘﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﺒﻠﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻜﺎﻛﻴﻦ‪ .‬ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻨﺎ‪ .‬ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﺠﺄﻭﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ‪ ،‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﺮﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺭﺍﺿﻴﻬﻢ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﻗﻄﺎﻉ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ =‬ ‫‪104‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ـ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪ :‬ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‬

‫ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻲ‪ .‬ﻭﻳﺸﻴﺮ ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ«‬

‫ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ـ ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻴﺶ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ »ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﺁﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﻟﻌﻴﺶ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑـ»ﺍﻵﺧﺮ« ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻲ‪ .‬ﻭﻣﺎ ﻧﺸﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ »ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ« ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻼﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ‬

‫ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺧﻂ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ‪ ،‬ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺟﺰ ﹰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻋﺎﻣﻠﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ‪ ،‬ﻫﻤﺎ ‪ :‬ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ‬

‫ﺗﻬﺪﻳﺪﺍ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴ ﹰﺎ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‪.‬‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺍﻹﻗﻄﺎﻉ)‪ ،(1‬ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺭﻁ ﺭﻣﻮﺯﻩ ﻭﺃﺯﻻﻣﻬﻢ‪ ،‬ﺑﺎﻛﺮ ﹰﺍ‪ ،‬ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄ ﻓﻴﻬﺎ‬

‫ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ‬ ‫ﺟﺮﻳﺌ ﹰﺎ‪ ،‬ﻳﺄﺑﻰ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﺎﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻭ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺨﻴﺒﺔ‪ .‬ﻭﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻐﻔﻞ‬

‫ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻻ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬ ﹼﻦ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﻘﺒﻞ«‪.‬‬ ‫ﺭﺍﺟﻊ ‪:‬‬ ‫ـ ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 15‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‬ ‫‪105‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ‪ ،‬ﻓﺈﻥ‬

‫ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺃﻭ ﻧﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ‬

‫ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺛﻘﺎﻓﺔ‬

‫ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬

‫ﻋﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ‬

‫ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ‪ ،‬ﺍﻓﺮﺍﺩ ﻳﻘﺮﻧﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪،‬‬ ‫ﻋﺒﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮﻳﺔ‪ .‬ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻳﺠﺐ‬

‫ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺓ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ)‪.(1‬‬

‫ﺗﺆﻟﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ‪ :‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻣﺤﺘﻮ￯ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬ ‫ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻭﺗﻜﺸﻒ‬

‫ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ)‪ ،(2‬ﻭﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ)‪ ،(3‬ﺃﻥ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫ﺣﻨﺎ‪ ،‬ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ‪ .‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﻥ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪ￯ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺩﻣﺸﻖ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪.2002 ،‬‬ ‫»ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ«‪ ،‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ‪ 5‬ـ ‪.18‬‬ ‫»ﺇﻥ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‬ ‫]ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ[ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ]ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ـ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ[ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ‪ ،‬ﻳﻄﺮﺡ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ‬ ‫ﺟﺪﻳﺔ‪ .‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ]ﻋﺮﺑﻲ[ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺳﺘﻘﻒ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻣﻦ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ‪.‬ﺃﻱ ﺳﻼﻡ ﺩﺍﺋﻢ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻜﻨ ﹰﺎ‬ ‫ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﻗﺒﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‪ .«...‬ﺃﻧﺪﺭﻭ ﺷﺎﺑﻴﺮﻭ‪ .‬ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ‪ .‬ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻧﺺ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻌﻬﺪ »ﺑﺮﻭﻛﻴﻨﻐﺰ«‪ ،‬ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ‪ .‬ﺭﺍﺟﻊ ‪:‬‬ ‫=‬ ‫‪106‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺤﻮﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮ￯ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ‪ ،‬ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻫﺬﺍ‬

‫ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺃﻱ‬ ‫ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﻣﻬﺎﻣﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ)‪.(1‬‬ ‫ﺇﻥ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﺗﺆﻟﻒ ﺟﻮﻫﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺭﻓﺪﺕ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ‬

‫ﺳﻴﺎﺳﺔ‬

‫ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬ﻭﻳﻨﻀﻮﻱ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺗﺖ ﺟﺰ ﹰﺀﺍ‬

‫ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟــﺬﻱ ﺭﺳﺦ ﻫﺬﻩ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‪ ،‬ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ﺇﺻﻼﺣﻴﺎ ﺭﻓﻴﻌﺎ ﻟﺪ￯ ﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺸﻐﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺑﺴﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ‬

‫ﺟﻮﻫﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ‬ ‫»ﻋﺎﻣﻞ«‬

‫ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ـ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻮﻡ ‪ 17‬ﺗﻤﻮﺯ ‪ .2010‬ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﻮ ﻣﻌﻜﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ‪.‬‬ ‫ﺣﻮﻝ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ »ﻓﻠﺴﻔﺔ« ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺇﻧﻜﻠﺘﺮﺍ ﻭﺃﻣﻴﺮﻛﺎ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ‪ ،‬ﺑﺸﺄﻥ ﻣﻬﺎﻡ ﻭﺩﻭﺭ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ« ﻓﻲ‬ ‫ﺩﻭﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺧﻼﻝ »ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ« ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪ .‬ﺭﺍﺟﻊ ‪:‬‬ ‫ـ ﺍﻫﺮﻧﺒﺮﻍ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ .‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ‪ 277‬ـ ‪ 327 ،323‬ـ ‪ 373‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ‪.‬‬ ‫‪107‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻟﻜﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻻ ﺗﻮﻗﻊ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ »ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ« ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺠﺎﻫﺮ‬ ‫ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺣﺮﻛﺔ‬

‫ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‬ ‫ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ‬

‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‬

‫ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ‬

‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﻋﺎﺩﻝ ﻟﻠﺜﺮﻭﺍﺕ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻻﺣﺘﻼﻝ)‪.(1‬‬ ‫ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺇﻥ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻻﺗﻪ‪،‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‬

‫ﻭﺑﻴﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻴﻴﻦ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ‪،‬‬ ‫ﻳﻌﺪﻭ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻓﺤﺼ ﹰﺎ ﺗﻘﻨ ﹼﻴ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻛﺮﻭﻧﻮﻟﻮﺟﻴ ﹰﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺃﻭ ﺻﻔﺎﺕ ﻣﺎ‪،‬‬

‫ﺗﺠﻤﻊ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ‪.‬‬ ‫ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺷﺒﻜﺔ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺣﺰﺏ ﺃﻭ ﱡ‬ ‫ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻠﺔ‪ ،‬ﻳﺮﻛﺰ ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﻮﻋﻲ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﻙ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺤﺮﻙ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‪ ،‬ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻐﻮﺭ‬

‫ﻋﻤﻴﻘ ﹰﺎ ﻓﻲ »ﺑﺆﺭﺓ‪ ...‬ﻭﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ«‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﹶﺗﻜ ﱠﹶﻮﻥ ﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ‬

‫ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻒ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ‪ ،‬ﺩﻋﻤ ﹰﺎ‬ ‫ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ)‪ .(2‬ﻭﻳﻤﺘﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 27‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ‪» :‬ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ =‬ ‫‪108‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻄﻮﺭ‪ ،‬ﻃﻮﺍﻝ ﺟﻴﻞ ﻭﺃﻛﺜﺮ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻠﺔ‪ ،‬ﻷﻧﺸﻄﺔ‬

‫ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺣﺮﺏ‬

‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ‪ ،‬ﺛﻢ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﺎﻡ ‪.1990‬‬

‫ﻳﺼﺮ ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ‬

‫ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺇﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻡ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟــﻮﻻﺀﺍﺕ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟ ﹸﺒﻨﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‬

‫ﺗﻔﺮﺯﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ .‬ﻭﻟﺬﻟﻚ‪،‬‬ ‫ﻳﺨﺘﺰﻝ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ)‪ ،(1‬ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺪﻳﺎﻟﻜﺘﻴﻜﻲ‪/‬‬

‫ﺗﺪﺧﻞ ﻣﺸﺤﻮﻥ‬ ‫ﱡ‬

‫ﺑﺎﻟﺤﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ‬

‫ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻜﺮﻭﻧﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺱ‪ .‬ﻭﻟﻢ ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ«‪ .‬ﻭﻳﻀﻴﻒ ‪» :‬ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮ￯ ‪ :‬ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ‪ ...‬ﻛﻨﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﺍﻵﻥ«‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ‬ ‫ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 15‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 15‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫‪109‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ‪ ،‬ﻟﺘﺒﻴﺎﻥ‬

‫ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﻂ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ)‪ (2‬ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺔ‬ ‫ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ)‪ ،(3‬ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻃﻐﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ‪ .‬ﺇﺫ ﻧﻠﺤﻆ‬

‫ﺃﻧﻪ ﺃﻣــﺎﻡ ﺣﺎﻟﺔ »ﻋــﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ«)‪ ،(4‬ﻓﻲ ﻭﻃﻦ ﻳﻔﺘﻘﺮ‪ ،‬ﺃﺻﻼ‪ ،‬ﺇﻟﻰ‬

‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬

‫)‪(4‬‬

‫ﻳﻨﻘﻞ ﺃﻫﺮﻧﺒﺮﻍ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪ ،427‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻋﻦ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺩ‪Put- .‬‬

‫‪ .nam‬ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺮ￯ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻳﻀﺎﺭﻉ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻛﻼ‬ ‫ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻣﻴﻦ ﻳﺸﻴﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻧﺘﻴﺠﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﻀﺞ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﻳﺸﻜﻞ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺭﺍﻫﻨﺔ‪،‬‬ ‫ﻣﺤﺪﺩﺓ‪.‬‬ ‫ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺭﺍﺟﻊ‪ ،‬ﹰ‬ ‫ﻣﺜﻼ‪:‬‬ ‫ـ »ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺮﺟﻌﻲ«‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ‪.2004 .‬‬ ‫ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﺭﺍﺟﻊ‪ ،‬ﻣﺜﻼ ‪:‬‬ ‫ـ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ‪ ،‬ﺩﻣﺸﻖ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ .2003 ،‬ﻭﺭﻗﺔ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ‪ ،‬ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ‪» :‬ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺇﺳﻼﻣﻲ‪ :‬ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ«‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ‪ 59‬ـ ‪.234‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 25‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2010‬‬ ‫‪110‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ)‪ ،(1‬ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ‬

‫ﻛﻞ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎﺩﻱ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ‪ ،‬ﻳﻜﺪ ﻣﻤﺜﻠﻮ ﻫﺎﺗﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﺰﻋﺘﻴﻦ‪ ،‬ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ‪ ،‬ﺑﺪﺍﻓﻊ ﻓﻜﺮﻱ‬

‫ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ‬

‫ﺍﻻﺣﺼﺎﺀﺍﺕ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬

‫ﻭﻏﺮﺽ ﺳﻴﺎﺳﻲ)‪ ،(2‬ﻟﻄﻤﺲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ‪ ،‬ﺑﻜﻞ‬

‫ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺘﺰﻧﻪ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺰﻟﻮﺍ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﻋﻦ‬

‫ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ »ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ« ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪.‬‬

‫ﻭﺗﻌﻄﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ‪» ،‬ﻗﺼﺔ« ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﻢ ﻫﺬﻩ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭﺿﺢ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‪،‬‬

‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ‪.‬‬ ‫ﺃﻱ ﺑﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻟﺪ￯ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ‬ ‫ﱢ‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﻧﺎﻗﺶ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ »ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ«‪ ،‬ﻭﺣﻠﻞ ﺍﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ‪ ،‬ﻣﻦ ﻫﺬﻩ »ﺍﻷﺯﻣﺔ« ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ‪ .‬ﺃﻧﻈﺮ ‪:‬ﻣﺎﺭﻭﻥ‪ ،‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ .‬ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ »ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ«‪ .‬ﻋﻤﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‬ ‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ .2003 ،‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ‪ 35‬ـ ‪.52‬‬ ‫ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﺝ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﻓﺮﻳﺪ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺿﻤﻦ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ‪ .‬ﺇﺫ ﻳﺪﻋﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺇﻟﻰ »ﻣﺪ ﺟﺴﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ...‬ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ« ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺠﻴﻮﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ‪.‬‬ ‫ﺭﺍﺟﻊ ‪» :‬ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺮﺩﻉ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﺗﻬﺪﻳﺪﻫﺎ«‪ .‬ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ‬ ‫ﺟﺮﻳﺪﺓ »ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ« ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 13‬ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ‪/‬ﺃﻭﻛﺘﻮﺑﺮ ‪.2009‬‬ ‫‪111‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻻﻣﺘﺪﺍﺩ‪ ،‬ﺃﻱ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ »ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﺟﺰﺀ ﺃﺳﺎﺳﻲ‬

‫ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺨﻠﺼﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﺃﺷﺪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ«)‪.(1‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﻢ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻨﻮﺍﻧ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ‬

‫ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ )‪ ،(1979‬ﻛﺎﻥ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬

‫ﻣﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‪ ،‬ﻋﻦ‬ ‫ﺳﻨﺮ￯‪ ،‬ﺗﻌﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻭﺍﻋﻴ ﹰﺎ ﻟﺪ￯ ﱢ‬ ‫ﺟﺪﻟﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ‪ ،‬ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ‬

‫ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﻢ‬

‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪ :‬ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻭﻃﻨﻲ ﻭﺷﻌﺒﻲ‬

‫ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ‪ ،‬ﻓﻲ‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻻﺳﻢ ﺍﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟـ»ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻫﻮ »ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ«‪.‬‬

‫ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﻃﺎﺭ ﻭﻃﻨﻲ ﺟﺎﻣﻊ‪ .‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﻌﻨﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻃﻮﻳﻼﹰ‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬

‫ﻻﺣﻈﻨﺎ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺍﻻﺳﻢ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬

‫ﺃﻥ ﻃﻮﻝ ﺍﻻﺳﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﺣﻔﻈﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻣﺮ ﹰﺍ ﺻﻌﺒ ﹰﺎ‪ .‬ﻟﺬﺍ‪ ،‬ﺍﺻﺒﺢ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻣﺮﻛﱢﺰ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﺳﻢ ﺫﻱ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﻣﻌ ﱢﺒﺮ ﻭﻳﺴﻬﻞ ﺗﺪﺍﻭﻟﻪ‬ ‫ﻭﺣﻔﻈﻪ)‪.(2‬‬

‫ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻭﺻﺪﻳﻖ ﻗﺪ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ‬

‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﻻﻛﻮﺳﺖ‪ ،‬ﺇﻳﻒ‪ .‬ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺇﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ‪ .‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،1978 ،‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪.47‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 22‬ﺗﻤﻮﺯ ‪.2009‬‬ ‫‪112‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ‪ ،‬ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﺍﺳﻢ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻛﺎﻥ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳ ﹰﺎ ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺧﺘﺰﺍﻻ ﻣﻜﺜﻔﺎ ﻟﻠﻤﻬﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻜﻔﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺘﹼﻤﺘﻬﺎ‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«‬

‫ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ )‪ ،(1978‬ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ‬

‫ﺻﻮﺭ‪ ،‬ﺛﻢ ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮ￯ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ‪ ،‬ﹸﻋﺮﻓﺖ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻂ‬ ‫ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ)‪.(1‬‬

‫ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﻴﺶ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻭﻋﻤﻼﺅﻩ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ‪،‬‬

‫ﺟﺮﺍﺋﻢ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻓﻈﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﹼ‬ ‫ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪ .‬ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻐﺰﻭ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻭﻋﻤﻼﺅﻩ ﻗﺪ ﺃﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺇﺑﺎﺩﺓ‬

‫ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﺣﻴﺎﺋﻬﺎ‪،‬‬

‫ﻭﻗﺘﻞ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻬﺠﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﺸﺮﻳﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ‪ .‬ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ‬

‫»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ«‪ ،‬ﺟﻌﻠﺖ »ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ‪ ،‬ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻠﺘﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ)‪.(2‬‬

‫ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ »ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‬

‫ﻃﺎﺋﻔﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﺣﻴﻨﺌﺬ‪ ،‬ﺑﺆﺭﺓ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺒﺒﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫‪113‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺭﻣﺰ ﹰﺍ ﺃﻭ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﹰﺍ ﻟﻠﺘﻨﺎﻗﺾ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ .‬ﻭﻫﻜﺬﺍ‪ ،‬ﺳﻴﻘﺘﺮﻥ ﺍﺳﻢ »ﺟﺒﻞ‬

‫ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻭﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪،‬‬

‫ﺑﺎﻟﻄﻤﻮﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ)‪.(1‬‬

‫ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺍﺳﻢ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻝ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻌﺎﻣﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﹼ‬ ‫ﻳﻔﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ‬ ‫ﻭﻏﺎﻳﺘﻪ‪ .‬ﻟﻘﺪ ﺻﺎﺭ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﺮﺍﺩﻓ ﹰﺎ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻭﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺮﺍﺩﻑ‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺣﻤﻞ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ‬

‫ﻭﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺇﺫ ﹸﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ‬

‫ﻟﻺﺻﻼﺡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻜﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ‪ .‬ﻭﺑﺬﻟﻚ‬

‫ﺳﻬﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ)‪.(2‬‬

‫ﺃﻋﻄﻴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻳﺴﺎﺭﻳﺔ ﺗﻘﺪﻣﻴﺔ‪،‬‬

‫ﺁﻧــﺬﺍﻙ‪ ،‬ﻷﻥ »ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« ﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﺗﺄﺳﺴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺍﻃﺎﺭﻫﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﺭﺋﻴﺲ‬

‫ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻼﻓﺖ ﻓﻲ »ﻗﺼﺔ« ﺍﻻﺳﻢ‪،‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫‪114‬‬

‫ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻳﺴﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﺗﻘﺪﻣﻴﺔ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻚ ﺗﻠﻚ »ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ« ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪،1982‬‬

‫ﻭﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ‪،‬‬ ‫ﺑﻘﻴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺨﻴﺎﺭ ﺧﺪﻣﺔ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬

‫ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ‪ .‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﻮﺩﺓ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻭﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ـ ﺩﻭﻟﺘﻴﺔ)‪.(1‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﻢ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻌﻞ ﺭﻣﺰﻱ ﺑﺤﺖ‪ ،‬ﻳﺪﻝ‪ ،‬ﺇﺫ ﹰﺍ‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ‪ .‬ﻭﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ »ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ« ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﻭ‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺬﺗﻪ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻟﻢ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻘﺪﺭ‬

‫ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻧﻔﺴﻪ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‬ ‫ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻋﻲ‪ ،‬ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ‪ ،‬ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﹰﺍ ﻟﻈﺮﻭﻓﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻣﻼ ﹰﺀ ﻣﻦ ﻗﻮ￯ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ .‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪،‬‬ ‫ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﻭﺩﻭﺭ ﻃﺎﺋﻔﻲ‪،‬‬ ‫ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺭﺳﻤﻴﺔ‪ .‬ﺭﺍﺟﻊ ‪:‬‬ ‫ـ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﻛﻮﺑﻨﻬﺎﻏﻦ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .1995 ،‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪.60‬‬ ‫‪115‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ)‪ ،(1‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻮ ﺭﻓﺪ‬

‫ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﻧﻔﻮﺫﻩ‪.‬‬ ‫ﻋﺼﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻳﺠﺎﺩﻝ ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺄﻥ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺇﻃﺎﺭ‬

‫ﻣﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ‪ ،‬ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ‪ .‬ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ‬

‫ﺳﻮﺍ ﹰﺀ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺃﻭ ﺣﺰﺑ ﹰﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻣﺠﺎﻝ‬ ‫ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ‬

‫ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ‬ ‫ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ)‪ .(2‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺛﻘﺔ ﻓﻲ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪:‬‬

‫ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ‬ ‫ﺑﺎﻵﺧﺮ‬

‫ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺟﻠﻪ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ‪ ،‬ﻣﻨﺬ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ‪ ،‬ﺣﻮﻝ‬ ‫ﺇﺻﻼﺡ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ »ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ«‪ .‬ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻥ »ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺠﻠﺲ‬ ‫ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ‪ NSC‬ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ]ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺔ[ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻢ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻭﺿﻊ‬ ‫ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻟﻠﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻀﻢ ﻋﻀﻮﻳﺔ‬ ‫ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ‪US-‬‬ ‫‪ AID‬ﺃﻭ ﻣﻤﺜﻞ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺳﻴﻮﻓﺮ ﺫﻟﻚ ﺭﺅﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ«‪ .‬ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺭﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺓ‪ ،‬ﻣﻦ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ‪ ،‬ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ‪http://:‬‬ ‫‪www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=1247‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﻋﺼﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‬

‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 25‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫‪116‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ »ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ«‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﺗﻌﺮﻳﻒ »ﻋﺼﺐ« ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪،‬‬

‫ﺗﺒﺮﻫﻨﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ‪.‬‬

‫ﻣﺆﺳﺴﻲ »ﻋﺎﻣﻞ«‪» ،‬ﻳﺘﺠﻠﻰ‪،‬‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻤﺮ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﱢ‬

‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻀﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩ ]ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ[ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ‪،‬‬

‫ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻗﺒﻴﻠﺔ«)‪ .(2‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﻌﺼﺐ« ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻛﺮﺱ »ﻋﺎﻣﻞ«‬

‫»ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﻟﻼﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻼﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ«)‪ (3‬ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ‬

‫ﺗﺨﺘﺮﻗﺎﻥ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ‪.‬‬

‫ﻳﻼﺯﻡ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻄﻼﻗﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺿﻤﻦ ﺍﻃﺎﺭ‬

‫ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺭﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮﻱ‪ ،‬ﻛﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻣﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ)‪.(4‬‬

‫ﻭﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺳﺲ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«‬

‫ﻋﻠﻰ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺳﻨﺔ ‪ ،1978‬ﻭﻫﻮ ﺣﺪﺙ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻧﺘﺎﺋﺞ‬

‫ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ‪ .‬ﻭﻟﻜﻦ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪.410‬‬ ‫ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ .‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪.305‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 25‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫‪117‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺭ ﹼﺩ ﹰﺍ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«‬

‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ‪ ،‬ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺭ ﹼﺩ ﹰﺍ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﺘﻪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ‪.‬‬

‫ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻨﻪ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺟﺰ ﹰﺀﺍ‬

‫ﻣﻦ »ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺗﺄﺳﻴﺲ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺃﻱ ﻫﺬﻩ »ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ« ﺍﻟﺘﻲ ﺿﻤﺖ ﻗﻮ￯‬ ‫ﻣﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﻭﻧﺎﺻﺮﻳﺔ ﻭﺑﻌﺜﻴﺔ ﻭﻗﻮﻣﻴﺔ ﺳﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ‪ ،‬ﻗﺪ‬

‫ﺷﻜﻠﺖ »ﻋﺼﺐ« ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ‪ .‬ﺃﻭﻻﹰ‪ ،‬ﺑﺴﺒﺐ‬

‫ﺗﺮﻛﻴﺒﺘﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ‬ ‫ﻟﻠﻄﻮﺍﺋﻒ‪ .‬ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺑﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ‪ ،‬ﺑﻠﻎ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺻﺪﺭ »ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«)‪.(1‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮ￯‬

‫ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ »ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ«‪ ،‬ﻟﻢ ﺗﻘﺪﺭ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ‬

‫ﻧﺺ »ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 18‬ﺁﺏ ‪،1975‬‬ ‫ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ »ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« )‪ 1975‬ـ ‪ .(1981‬ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺫﻛﺮ‬ ‫ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪ ،‬ﻭﻻ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪.‬‬ ‫‪118‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﺠﻬﺰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺒﻲ‪ ،‬ﻓﻌﻼﹰ‪ ،‬ﺣﺎﺟﺎﺕ‬ ‫ﺃﻥ ﹼ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻣﻊ ﻏﺮﻕ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ‬

‫»ﺍﻟﻠﺒﻨﻨﺔ«)‪.(1‬‬

‫ﻣﻦ ﻫﻨﺎ‪ ،‬ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪ .‬ﻗﺎﻣﺖ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ ﺗﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﺍﻻﻧﻄﻼﻗﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪ ،1982‬ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻌﺪﻭ‬

‫ﺑﻔﺮﺽ ﺣﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻨﻄﻘﺘﺎﻥ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﻣﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ‬ ‫ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ‪ .‬ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺘﻬﺎ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺁﻧﺬﺍﻙ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ)‪.(2‬‬

‫ﻓﺎﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﺇﻗﺮﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬

‫ﺇﻃﺎﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻳﻌﺎﻛﺲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮ￯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺃﻧﻪ‬

‫ﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻌ ﹰﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﻋﺪﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪ .‬ﻫﻜﺬﺍ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬

‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺷﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺧﻼﻝ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ‪ ،‬ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ‬ ‫ﺗﻨﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻣﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻄﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺠﺰ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﺘﻌﻘﺪ‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‪ .‬ﺭﺍﺟﻊ »ﻻﺭﻭﺱ«‪.‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 22‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫‪119‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺗﻌ ﹼﺒﺮ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ‪ ،‬ﺃﻱ ﺇﻧﻨﻲ ﺍﺗﺮﺟﻢ‬

‫ﺩﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻮﺿﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻜﻞ ﻫﻤﻮﻣﻬﺎ)‪.(1‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺈﺷﻐﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺪﻳ ﹰﺎ ﻣﺘﻮﺍﺻﻼﹰ‪ ،‬ﺟﻌﻠﻬﺎ‬

‫ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ‪ ،‬ﻛﻞ ﻳﻮﻡ‪ ،‬ﺃﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﺣﻀﻮﺭﻫﺎ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﹼ‬ ‫ﻭﺃﻻ ﺗﺘﺮﺍﺟﻊ‪.‬‬ ‫ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻻ ﻛﺎﻥ‪ ،‬ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺖ »ﻋﺎﻣﻞ«‬ ‫ﺑﻔﻀﻞ ﺟﺪﻫﺎ ﻭﻛﺪﻫﺎ ـ ﻻ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﻓﻲ‬

‫ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ـ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ »ﺍﻟﻌﺼﺐ«‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪،‬‬

‫ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ)‪.(2‬‬

‫ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﺒﺮ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄﻥ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻭﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ‬

‫ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻠﻤﺴﺎﺋﻞ‬ ‫ﺗﻘﺪﹼ ﻡ ﺃﻭ‬ ‫ﹸ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﻗﻮﺓ ﻧﺴﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻻ ﺗﺠﻴﺌﻪ ﻣﻦ »ﻋﺼﺐ‬

‫ﺗﻘﻠﻴﺪﻱ« ﻋﺎﺋﻠﻲ‪ ،‬ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﻲ ﻳﺬﻭﺩ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻻ ﻣﻦ‬

‫ﺍﺩﻋﺎﺋﻪ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ »ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻮﻱ«‪ .‬ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺭ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 17‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 25‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫‪120‬‬

‫ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ‬

‫ﻳﻮﻣﻲ ﻹﺛﺒﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻛﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻮ ﱞ‬ ‫ﺍﻻﺭﺽ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ)‪ (1‬ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﺗﺒﻌﺖ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻣﻨﺬ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ‪ ،‬ﻧﻬﺠﺎ« ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ« ﻋﻤﺎ ﻫﻮ‬

‫ﺳﺎﺋﺪ‪ ،‬ﻹﺩﺭﺍﻙ ﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻲ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﺎ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺗﻮﻫﻦ »ﻋﺼﺐ« ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺩﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺠﺪﹼ ﻱ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻬﺎ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ‬

‫ﺑﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﻘﺰﻳﻢ ﻭﺗﺮﺫﻳﻞ ﺍﻵﺧﺮ)‪.(2‬‬

‫ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻨﻴﻦ )ﻧﻮﺳﺘﺎﻟﺠﻴﺎ( ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ‪،‬‬

‫ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻭﺟﻨﻮﺡ ﺍﻟ ﹸﺒﻨﻰ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ‪ ،‬ﺑﺪﻻﹰ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ ﻭﻟﻮ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺮﺍﻛﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﻫﻜﺬﺍ‪،‬‬

‫ﻳﻨﻮﺀ »ﺍﻟﻌﺼﺐ« ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺗﺤﺖ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺣﺪ‬ ‫ﻳﻌﻄﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻳﺔ)‪.(3‬‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ‪،‬‬

‫ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺟﻌﻠﺖ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬

‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 22‬ﺗﻤﻮﺯ ‪.2009‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺗﺘﻄﻮﺭ‪.‬‬ ‫ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪.2009 ،‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫‪121‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﻻﺩﺓ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺩﻭﺍﻡ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﺎ‪،‬‬

‫ﻳﺠﺮﻳﺎﻥ ﻭﻓﻘ ﹰﺎ ﻟﻨﺒﻀﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﺤﺪﻳﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ‪ ،‬ﻋﺒﺮ‬

‫ﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ‪ ،‬ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ)‪.(1‬‬

‫ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ‬

‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﻓﻖ‬ ‫ﻧﺒﺾ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬

‫ﻟﻘﺪ ﺃﺳﻬﻤﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻲ‬

‫ﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﺎﻋﻼﹰ‪ ،‬ﻭﻧﺸﻴﻄ ﹰﺎ‪ ،‬ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ »ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«)‪ ،(2‬ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻌﺖ ﺃﻭ ﺃﺩﻧﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ .‬ﻭﻳﺘﻠﺨﺺ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻻﻓﺘﺔ ﹸﻃ ﹺﺮ ﹶﺣﺖ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ‪ ،‬ﻣﺜﻼ‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ .‬ﻳﻼﺣﻆ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﺸﻠﻲ ﺃﻥ‬ ‫»ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ...،‬ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﺢ ﺣﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﺴﻨ ﹼﻴﺔ« ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫»ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻧﻀﻤﺎﻡ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ـ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ« ﻋﺎﻡ ‪.1958‬‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺑﻠﻮﺭﺓ »ﺍﻟﻌﺼﺐ« ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺪ‬ ‫ﻛﻤﻲ ﻭﻧﻮﻋﻲ ﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻩ‪ ،‬ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ‪ .‬ﺭﺍﺟﻊ ‪:‬‬ ‫ـ ﻛﺸﻠﻲ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‪ .‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ـ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ‪ .‬ﻭﺭﻗﺔ‬ ‫ﻗﺪﻣﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺗﻤﺮ »ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻠﻌﺮﻭﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ«‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪،‬‬ ‫ﺷﺒﺎﻁ ‪ .2009‬ﻭﻗﺪ ﺻﺪﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻭﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻓﻲ ‪» :‬ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ«‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ »ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ـ ﻧﺎﺷﺮﻭﻥ«‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪،‬‬ ‫‪ .2009‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪.323‬‬ ‫‪122‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻭﺃﻥ‬

‫ﺗﺘﻄﻮﺭ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‬

‫ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ‬

‫ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺩﻭﺭ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻓﻲ‬

‫ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻜﻔﺎﺀ ﻗﻮ￯‬

‫ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺃﻭ ﺯﻋﻴﻢ ﻛﺒﻴﺮ‪ ...‬ﺍﻟﺦ‪ .‬ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ‬

‫ﻭﺗﺘﻄﻮﺭ‬ ‫ﺗﺴﺘﻤﺮ‬ ‫ﹼ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ 1982‬ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﺣﻴﻦ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ »ﻣﻨﻈﻤﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ؟‬

‫ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ« ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ‪ ،‬ﻭﺍﻧﻜﻔﺄﺕ‬ ‫ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ؟!‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻜﹼﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ‬

‫ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺻﻮﻻ ﺇﻟﻰ »ﺗﻘﻬﻘﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪] ،‬ﺇﺫ[ ﺑﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﺲ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺘﻪ«)‪(1‬؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻤﻜﻨﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ‬

‫ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻨﻮﺍﻧ ﹰﺎ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﺤﻠﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﺇﻗﻠﻴﻤﻴ ﹰﺎ ﻭﺩﻭﻟﻴ ﹰﺎ؟)‪.(2‬‬

‫ﻭﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﺗﻠﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ »ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ«‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ‬

‫ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ‬

‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪ .‬ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪.355‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ‪ ،...‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫‪123‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫»ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ«‪ ،‬ﻭ»ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ«‬ ‫ﻋﺒﺮ‬ ‫ﱡ‬

‫ﻭﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ)‪.(1‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺗﻘﺪﱡ ﻡ ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺗﺒﺮﻫﻦ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﺞ »ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ«‪ ،‬ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻫﺬﺍ‬

‫»ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ« ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻛﻔﺎﻋﻞ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ‪ ،‬ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﻍ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺸﺘﺮﻙ‬

‫ﺗﻨﻌﻘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ‪ ،‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺑ ﹰ‬ ‫ﻼ ﻟﻼﺧﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ)‪ .(2‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ‬

‫ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ »ﺗﻔﺴﻴﺮ« ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻗﻮﺓ »ﺍﻟﻌﺼﺐ« ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﺑﻤﻌﺰﻝ‬

‫ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ)‪.(3‬‬ ‫ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ‬

‫ﻣﺆﺳﺴﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻨﺸﺄ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ‬ ‫ﺇﻥ ﺭﺑﻂ‬ ‫ﱢ‬

‫»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«‪ ،‬ﻭﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻻ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺎﺣﺜﻮﻥ ﻣﺮﻣﻮﻗﻮﻥ)‪ ،(4‬ﺑﻞ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫ﻭﺿﺎﺡ‪» .‬ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ‪ .‬ﻧﺘﻒ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺷﺮﺍﺭﺓ‪ ،‬ﹼ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎﺕ«‪ .‬ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ »ﺑﺎﺣﺜﺎﺕ‪ ،‬ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺎﺕ«‪ .‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ 1996 ،‬ـ ‪ .1997‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ‪276‬‬ ‫ﱡ‬ ‫ـ ‪.286‬‬ ‫ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ .‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪ 431‬ـ ‪ 432‬ـ ‪.434‬‬ ‫ﺷﻜﺮ‪ ،‬ﻋﺒﺪﺍﻟﻐﻔﺎﺭ‪ .‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ =‬ ‫‪124‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻓﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻲ »ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ـ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ)‪ .(1‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻳﺒﻴﻦ ﺣﺠﻢ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﻞ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ)‪.(2‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻼﺗﻮﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ‬

‫ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﱟ‬ ‫ﺗﺠﻞ ﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ‪ .‬ﻓﺎﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ ﺭﻭﺣﻴﺔ‬

‫ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺆ ﹼﻣﻦ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﺇﻥ ﺣﺪﺙ ﻋﺠﺰ ﻟﺪﻳﻬﺎ)‪ .(3‬ﻟﻜﻦ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺮﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ‪ .‬ﻭﻫﺬﻩ ﺩﻭﺍﻓﻊ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ« ﻟﻠﻤﻔﺎﺧﺮﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺎﺑﻌﺔ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫»ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ« ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ،‬ﻭ»ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ« ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪،‬‬ ‫‪ .2003‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪.43‬‬ ‫ﻧﺼﺎﺭ‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ .‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ‪ 82‬ـ ‪.88‬‬ ‫‪Alain Ménargues: Les Secrets de la guerre du Liban Du coup d’État de.‬‬ ‫‪Béchir Gémayel aux massacres des camps palestiniens, Albin Michel,‬‬

‫)‪(3‬‬

‫‪.Paris, 2004‬‬ ‫ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻴﻨﺎﺭﻍ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ‬ ‫ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺣﻮﻝ ﺧﻄﺔ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬ ‫ﻭﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻼﺀﻡ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‪ .‬ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ‪ ،‬ﻓﻘﺪ‬ ‫ﺗﻢ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 27‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫‪125‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻷﺣﺪ‪ ،‬ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻮﻳﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻓﻈﺖ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎﺭ ﻣﺪﻧﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮﻱ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﻭﻃﻨﻲ ﻗﻮﻣﻲ‪،‬‬ ‫ﻭﻣﻬﻨﻲ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻬﻲ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ‬

‫ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﻃﺮﺍﻑ)‪.(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ‬

‫ﺣــﺮﺹ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬

‫ﺣﺮﺹ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ‬

‫ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ﺳﻤﺔ ﻣﻦ‬

‫ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ »ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ«‪،‬‬ ‫ﺗﻜﻮﻧﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ـ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ‬ ‫ﱡ‬

‫ﺑﺨﻀﻮﻋﻬﺎ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺘﺒﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﺑﻞ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺭﺳﻤﻲ‬

‫ﻟﻸﻫﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟــﻤــﺪﻧــﻲ)‪ ،(2‬ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻳﻘﻮﻱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‪ ،‬ﻟﻀﻤﺎﻥ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺧﻴﺎﺭ ﻣﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﻐﻴﻴﺮﻱ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ‬ ‫ﻭﻃﻨﻲ ﻗﻮﻣﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫ﺗﻜﺸﻒ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺇﻧﻔﺎﻗﻬﺎ‪ ،‬ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺘﻠﻊ ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ‬ ‫ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ‪ ،‬ﻟﺤﻈﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺴﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ‪ ،‬ﺑﻠﻎ ﺣﺪ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻗﻴﺎﻡ‬ ‫ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻫﻠﻴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﻭﻫﻤﻴﻴﻦ‪ ،‬ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺘﻊ‬ ‫ﺑﺤﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ‪ .‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﺍﻃﺆ »ﺃﻫﻠﻲ« ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ‪ :‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺧﺒﻴﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺭﻓﺾ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ‪.‬‬ ‫‪126‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ)‪ .(1‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻜﺲ ﻣﻘﺪﺍﺭ‬ ‫ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻮﺳﻊ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ‪،‬‬ ‫ﻭﻳﻠﻘﻲ »ﺍﻟﻌﺼﺐ« ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻮﻁ‬

‫ﻣﻨﻬﻜﺔ)‪.(2‬‬

‫ﺇﻥ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻟﻴﺴﺖ‬

‫ﻣﻌﻴﺎﺭ ﹰﺍ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﻳﺎﺩﺓ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ .‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ‬

‫ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻣﺜﻼﹰ‪ ،‬ﻗﺪ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋ ﹰﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻔﻮﻕ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ‬ ‫ﺃﻫﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ‪ ،‬ﻳﺸﺪﺩ‬ ‫ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ‪ ،‬ﹼ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺹ‪،‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ)‪.(3‬‬ ‫ﻭﺑﺮﻏﻢ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻻﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺿﻤﻦ ﺭﺅﻳﺔ‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﺸﺮﺟﺒﻲ‪ ،‬ﻋﺎﺩﻝ‪ .‬ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬﺪﻡ‪ :‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ‪.‬‬ ‫ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺓ »ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ« ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻮﻡ ‪ 31‬ﺗﻤﻮﺯ ‪.2010‬‬ ‫ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ‪ ،‬ﺭﺍﺟﻊ ‪:‬‬ ‫ـ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﻮﻥ‪ :‬ﻋﺪﻧﺎﻥ ﺍﻷﻣﻴﻦ‪،‬‬ ‫ﻣﻠﺤﻢ ﺷﺎﻭﻭﻝ‪ ،‬ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻌﻠﺒﻜﻲ‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﺑﺰﻱ‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ‪ ،‬ﺟﺎﻙ ﺃ‪ .‬ﻗﺒﺎﻧﺠﻲ‪.‬‬ ‫ﺗﺤﺮﻳﺮ ‪ :‬ﺟﺎﻙ ﺃ‪.‬ﻗﺒﺎﻧﺠﻲ‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪،‬‬ ‫‪.2009‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 15‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫‪127‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ‬

‫ﻣﺆﺳﺴﻲ‬ ‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪ ،‬ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ‪ ،‬ﻓﻲ ﻭﻋﻲ ﱢ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺼﻴﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺿﻤﻦ‬ ‫ﺭﺅﻳﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ‬ ‫ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﺿﺤﺔ‬

‫ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮ￯‪ .‬ﻭﺟﻮﻫﺮ‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﻛﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ‪ ،‬ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻷ ﹼﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ￯‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ)‪.(4‬‬

‫ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺑﺎﻟﻔﺌﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻳﺮﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﺴﺪ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‬

‫ﺿﺪ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‪ ،‬ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ‬

‫ﺑﺎﻻﻧﺴﺎﻥ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‪ ،‬ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﻭﺑﺎﻟﻔﺌﺎﺕ‬

‫ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻋﺎﺕ)‪.(5‬‬

‫ﻓﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺗﺜﻴﺮ ﺳﺠﺎﻻﹰ ﻭﺍﺳﻌ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺼﺮ‬

‫)‪(4‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 27‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪.2009‬‬ ‫ﺃﻱ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‬ ‫ﻳﺸﺪﺩ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﹼ‬ ‫ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ«‪ .‬ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫‪128‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ‪ ،‬ﺍﺫ ﺗﺼﺪﺕ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺩ‪ .‬ﺃﻣﺎﻧﻲ‬ ‫ﻗﻨﺪﻳﻞ‪ ،‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻟﻠﻀﺒﻂ‪ ،‬ﻣﻮﺿﺤﺔ‬

‫ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻭﻃ ﹰﺎ‪.‬‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺩﻋﺖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ‬

‫ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ‪ ،‬ﻣﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﺑﻘﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ)‪.(1‬‬

‫ﺇﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ـ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ‪ ،‬ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻫﻮ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺼﺐ ﻋﻘﺒﺔ ﻛﺄﺩﺍﺀ ﺍﻣﺎﻡ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﺠﺒﺮ ﺃﺑﺮﺯ‬

‫ﻧﺎﺷﻄﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺭﺣﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ »ﺇﻧﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻷﻥ‬ ‫ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻙ ﻭﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ«)‪.(2‬‬

‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺮﻫﻨﺘﻪ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻡ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ﻳﺒﺪﺃ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ‪،‬‬ ‫ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻧﻈﺮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻟﻔﻬﻤﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳﺪﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺭﺃﻱ ﺩ‪ .‬ﺃﻣﺎﻧﻲ‬ ‫ﻗﻨﺪﻳﻞ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ‪ :‬ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪،‬‬ ‫‪.2011/8/17‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫‪129‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻟﻘﺪ ﺳﻤﺤﺖ ﺣﻘﺒﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ‬

‫ﻧﺴﺒﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﻟﻸﻗﻄﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﻴﻦ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ)‪.(1‬‬

‫ﻓﻘﺪ ﺗﻤﻜﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺇﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻓﻌﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ‬

‫ﺧﺼﺨﺼﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‪،‬‬

‫ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺑﺤﻜﻢ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻴﻴﺮ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻗﻄﺎﻋﺎﺕ‪.‬‬

‫ﺧﺼﺨﺼﺔ‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ‬

‫ﻷﻗﻄﺎﺏ‬

‫ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ‪ ،‬ﺻﺎﺭﺕ ﻟﻬﻢ ﺇﻗﻄﺎﻋﺎﺗﻬﻢ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻷﺑﻌﺪ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‬

‫ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ‬

‫ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻪ)‪.(2‬‬

‫ﺇﻥ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻫﻲ ﺇﺫ ﹰﺍ‪ ،‬ﻣﺼﺪﺭ‬

‫ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻜﻞ ﻧﺎﺷﻄﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪،‬‬ ‫ﻭﺇﻥ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺄﻭﺿﺢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻗﺎﺩﺓ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ«‪ .‬ﻓﺎﻹﺧﻼﺹ ﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫»ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮ￯ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺧﺒﺔ ﻭﺗﻮﺟﻬﻬﺎ‪ ,‬ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﻌﻴﻴﻦ‬ ‫ﺛﻠﺚ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ«‪ .‬ﺭﺍﺟﻊ ‪:‬‬ ‫ـ ﺍﻟﺼﻠﺢ‪ ،‬ﺭﻏﻴﺪ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ .‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪.205‬‬ ‫ﺩﺍﻏﺮ‪ ،‬ﺃﻟﺒﻴﺮ‪ .‬ﺣﻮﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ »ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‬ ‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ«‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ .‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ .2008 ،‬ﺹ ‪.54‬‬ ‫‪130‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﺬ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ‪ ،‬ﻛﺸﺮﻁ »ﻹﺣﺪﺍﺙ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺟﺬﺭﻳﺔ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻼﻃﺎﺋﻔﻴﺔ«)‪ ،(1‬ﻭﻟﺮﺩﻡ ﺃﻭ ﺗﺠﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ‬

‫»ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ« ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻀﻌﺎﻑ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﻌﺎﺋﻘﻴﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ‪:‬‬

‫ﻧﺒﺬ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ‬ ‫ﻛﺸﺮﻁ‬ ‫ﻹﺣﺪﺍﺙ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻﺕ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ـ ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻓﻲ‬

‫ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ‪ ،‬ﺭﻏﻢ ﺧﺮﺍﺏ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺩﻣﺎﺭ‬ ‫ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«‪ .‬ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺗﻄﻠﺐ‬

‫ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺗﺒﺮﺭ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ‪ ،1948‬ﻟﻴﺼﻴﺮ‬

‫»ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﻃﻮﺍﺋﻒ‪ ...‬ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﻧﺴﺘﺒﺪﻝ‬ ‫ﺑﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌ ﹰﺎ ﻣﺪﻧﻴ ﹰﺎ«)‪ .(2‬ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ‪ ،‬ﺃﻥ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ »ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«‪،‬‬

‫ﻓﻲ ﻣﺎ ﻣﻤﺜﻠﻮ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﻮﺵ ﺍﻻﺑﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ‬

‫ﺇﻟﻰ »ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﺻﻴﻐﺔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ«)‪ (3‬ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬

‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺣﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ‪ .‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫»ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ«‪ ،‬ﺃﻧﻄﻠﻴﺎﺱ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ .‬ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪.1997‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺰﻱ‪ ،‬ﺳﺠﻌﺎﻥ‪.‬‬ ‫ـ ﺭﺍﺟﻊ ‪ :‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ .‬ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ«‪ 25 .‬ﺗﺸﺮﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،2009‬ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣ ﹰﺎ‪.‬‬ ‫ﺧﻼﻝ ﻟﻘﺎﺀ ﻧﺎﺋﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺩﻳﻔﻴﺪ ﺳﺎﺗﺮﻓﻴﻠﺪ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ‬ ‫‪131‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ـ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ‪ ،‬ﻭﺗﺠﺴﺪﻩ »ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺇﺻﻼﺡ‬

‫ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻣﺎ ﺑﻴﻦ‬

‫‪2003‬‬

‫ـ ‪ .2005‬ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﻧﺤﻮ ﺻﻴﺎﻏﺔ »ﺃﺟﻨﺪﺓ«‪/‬‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺳﻌﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻨﹼﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ‪.(1)«...‬‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻥ »ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ« ﻟﻘﺒﻮﻝ »ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ« ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ‪،‬‬

‫ﺗﻌﻮﺯﻩ ﺍﻟﺼﺪﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻷﻥ ﻫﺬﻩ »ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ« ﺍﺳﺘﻘﻮﺕ‬

‫ﺑﺎﻻﺣﺘﻼﻝ‪ ،‬ﻭﺗﺸﺘﺮﻁ ﺍﻟﺮﺿﻮﺥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟـ»ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ«‪ ،‬ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ‬

‫ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ)‪.(2‬‬

‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺃﺭﻛﺎﻥ »ﻗﺮﻧﺔ ﺷﻬﻮﺍﻥ« ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪ ﻓﻲ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻮﻛﺮ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ‬ ‫ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻭﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺃﺑﻠﻎ ﺳﺎﺗﺮﻓﻴﻠﺪ ﻣﺤﺪﺛﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ‪،‬‬ ‫ﻭﻭﺟﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺇﺟﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﺼﺎﺩﺭ »ﻗﺮﻧﺔ ﺷﻬﻮﺍﻥ«‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻞ ﺳﺎﺗﺮﻓﻴﻠﺪ‪ ،‬ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ‬ ‫ﺗﺪﻋﻢ ﺿﻢ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺇﻗﻠﻴﻤﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺃﺟﺎﺏ ﺳﺎﺗﺮﻓﻴﻠﺪ ﺇﻥ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺑﻠﺪ ﹰﺍ ﺣﺮ ﹰﺍ ﻭﺳﻴﺪ ﹰﺍ ﻭﻣﺴﺘﻘﻼﹰ‪.‬‬ ‫ﻭﺭﺃ￯ »ﺍﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺗﺪﻳﺮ ﺷﺆﻭﻧﻪ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻻ‬ ‫ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﺩﻭﺭ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‪ ،‬ﻭﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﺻﻴﻐﺔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ«‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ‪ :‬ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ 5 ،‬ﺃﻳﻠﻮﻝ ‪2002‬‬ ‫ﻗﻨﺪﻳﻞ‪ ،‬ﺃﻣﺎﻧﻲ‪ .‬ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪.2005 ،‬‬ ‫ﺹ‪ 16‬ـ ‪.17‬‬ ‫ﻗﺒﻞ ﺻﺪﻭﺭ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻏﻮﻟﺪﺳﺘﻮﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﺿﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺰﺓ‪ ،‬ﺃﻟﻘﻰ »ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺃﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،«2009 ،‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪،‬‬ ‫‪132‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ »ﻋﺎﻣﻞ«‬‫ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻇﻞ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻓﻀﻞ‪ ،‬ﺗﻘﺪﻡ »ﻋﺎﻣﻞ«‬

‫ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﺩﻭﻟﺔ‬

‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ‪ -‬ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ‬

‫ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ‬

‫ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺭﺑﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ‪-‬‬ ‫ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬

‫ﻭﺗﻘﺘﺮﺡ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬

‫• ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﻳﺴﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ‪.‬‬

‫• ﺗﺒﻨﹼﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻐﻴﻴﺮﻱ ﺷﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺎﺕ‬

‫ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻬﺪﺭ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ‪ ،‬ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ‬ ‫ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬

‫ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ »ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ« ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪ ،169‬ﻭ»ﺣﺮﻛﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ« ـ ﺣﻤﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪ ،173‬ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻧﺪﻻﻉ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺷﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪،2006‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺰﺓ ﻋﺎﻡ ‪ 2008‬ـ ‪ .2009‬ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ«‬ ‫ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺑﺘﺎﺗ ﹰﺎ‪ ،‬ﻭﻻ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺩﻭﺭ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ‬ ‫ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻴﺘﻴﻦ‪.‬‬

‫‪133‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫• ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻣﺠﻠﺲ ﻧﻮﺍﺏ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻧﻈﺎﻡ‬

‫ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﻘﻔﻠﺔ ﺗﺮﺳﺦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪.‬‬

‫• ﺗﺒﻨﹼﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﺪﻧﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﻸﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‪.‬‬

‫• ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ‪.‬‬

‫• ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ‪ ،‬ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ‪،‬‬

‫ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻌﻴﺪ ﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﹼﻊ‬

‫ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫• ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫• ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬

‫• ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻣﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ‪ ،‬ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ‪.‬‬

‫• ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ‬ ‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ‪.‬‬

‫• ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺪﻣﺞ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪.‬‬

‫‪134‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﻭﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬‫ﺗﺘﻤﻴﺰ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺑﺨﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻓﻲ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‬

‫ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ‪ .‬ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺬﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺩﺭﺍﺝ‬ ‫ﻭﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﻣﻘﻔﻠﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻋﻤﻞ ﺇﺩﺍﺭﻱ‬

‫ﻳﻌﻜﺲ ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ« ﻋﻠﻨﻴ ﹰﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ‬

‫ﻭﻓﺮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ‪.‬ﺗﻌﺘﻤﺪ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﺮﻥ‬

‫ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻣﻜﺸﻮﻑ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻭﺃﺩﺍﺀ‬ ‫ﻓﻨﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ‬ ‫ﻫﺬﺍ‪ ،‬ﺳﺒﺒ ﹰﺎ ﻫﺎﻣ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻭﺗﻤﺎﻳﺰﻫﺎ‪ .‬ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‬

‫ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﻳﻮﻡ ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﻷﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻨﹼﺎﺀ‬ ‫ﻓﻲ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ‪ ،‬ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻣﺘﻄﻮﺭ ﻭﻋﻠﻤﻲ‪ .‬ﺍﻣﺎ ﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻐﻔﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ‪ ،‬ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺭﻗﻴﺐ ﻭﺣﺴﻴﺐ‪ ،‬ﺍﻳﻤﺎﻧ ﹰﺎ‬

‫ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺘﻔﺮﻋﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﻟﺘﻨﺒﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ‬ ‫ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻷﻥ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺅﻳﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻳﺠﺪﺭ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺤﺲ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﺖ »ﻋﺎﻣﻞ«‪،‬‬

‫ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ‬

‫ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ .‬ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ »ﻟﻌﺎﻣﻞ« ﺧﻴﺎﺭ ﺳﻮ￯ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻣﻊ‬ ‫‪135‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺣﻔﺎﻇﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺗﻘﺪﱢ ﻡ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪﺩﻫﺎ ‪23‬ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ‪،‬‬

‫ﻭﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ 3046353 ،2008‬ﻓﺮﺩ ﹰﺍ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ ﻟﺴﻜﺎﻥ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻓﻘ ﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺒﻴﻨﻪ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﺩﻧﺎﻩ ‪:‬‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﺑﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪2008‬‬ ‫ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺻﺤﻴﺔ‬

‫‪2231323‬‬

‫ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺑﺸﺮﻳﺔ‬

‫‪7113‬‬

‫ﺗﻌﻠﻴﻢ‬

‫‪2270‬‬

‫ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬

‫‪508‬‬

‫ﺩﻓﺎﻉ ﻣﺪﻧﻲ ﻭﺫﻭﻱ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ‬

‫‪805139‬‬

‫ﻣﺠﻤﻮﻉ‬

‫‪3046353‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﺪﺍﺛﺔ‪ ،‬ﻟﺤﻆ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﺃﻥ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻬﺎ‪ ،‬ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ‪ 28.321‬ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﹰﺍ‪،‬‬

‫ﺑﺪﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻟﻐﺎﻳﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﺗﻤﻮﺯ ‪ ،2010‬ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋ ﹰﺎ ﻓﻲ‬

‫ﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪﺕ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ‪3.250.000‬‬

‫ﺩﻭﻻﺭ ﹰﺍ ﺃﻣﻴﺮﻛﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺒﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﺩﻧﺎﻩ ﺣﺠﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ‪،‬‬

‫ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻷﻋــﻮﺍﻡ ‪ ،2010 -2007‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻆ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻘﺪﻳﺮ‬

‫ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻝ‪ ،‬ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻭﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‬ ‫ﻭﻣﺆﻳﺪﻳﻬﺎ‪.‬‬

‫‪136‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ‪($) 2010-2007‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ‬

‫ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ‪$‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪3.250.000‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪3.325.000‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪3.428.000‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪3.516.000‬‬

‫ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ‬ ‫ﻳﻼﺣﻆ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ‪ ،‬ﹼ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﻈﻬﺮ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟـ»ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬

‫‪ 2010‬ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﺗﻮﺯﻉ ﺇﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻟﻠﻌﺎﻡ ‪($) 2010‬‬

‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻮﻥ‬

‫ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ‬

‫ﻣﺠﻤﻮﻉ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ‪$‬‬

‫ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ‬

‫‪% 53.08‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ‬

‫‪376840‬‬

‫‪% 10.39‬‬

‫‪1324943‬‬

‫‪% 36.53‬‬

‫‪1925217‬‬

‫‪% 53.08‬‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ‬

‫‪3627000‬‬

‫‪% 100‬‬

‫ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ‬ ‫ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﺎ‬

‫‪137‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺇﻥ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻤﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﻳﻌﻜﺲ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ‬

‫ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ‪ ،‬ﺷﻬﺪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻃﻔﺮﺓ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﹺ‬ ‫ﺍﻟﻌ ﹾﻠﻢ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ .‬ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻔﺮﺓ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺗﻤﺎﺭﺱ‬

‫ﺿﻐﻄ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻭﺍﻷﺧﺮ￯ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ‪ -‬ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻬﺪﻑ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﻋﺎﺭﺿﺘﻬﺎ‬

‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﻄﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﺖ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﺰﻝ‪ ،‬ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ‬

‫ﺍﻣﻼﺀﺍﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺑﺤﺴﺐ‬

‫ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮ￯ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ‬

‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ .‬ﻓﻔﻲ‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ‬

‫ﻛﺮﺱ ﺳﻠﻄﺔ‬ ‫ﻫﻲ ﺍﻷﻗﻮ￯ ﻓﻲ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﹼ‬

‫ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﱢ‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﺇﺟﺤﺎﻓ ﹰﺎ ﺑﺤﻖ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺪﺭ ﹰﺍ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ‬

‫ﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺧﺎﻭﻱ ﺍﻷﺩﺍﺀ‪ ،‬ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻭﻫﻤﻲ‬

‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ‬

‫»ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ‬

‫ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺑﻤﻌﺰﻝ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﻱ‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ‬

‫ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ)‪.(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎﻏﻲ‪ ،‬ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬ ‫‪138‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﺮﺍﻣﺞ‬

‫ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ‪ ،‬ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺻﻮﻍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ‪ ،‬ﹸﺃﺛﻴﺮ ﺳﺠﺎﻝ ﻭﺍﺳﻊ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﻭﺗﻤﻮﻳﻞ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻟﺪﺭﺟﺔ‬

‫ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪﻫﺎ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‪،‬‬

‫ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ‪ .‬ﻓﺄﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﺟﺪﺍﻻ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﹶﺛ ﱠﻤ ﹶﺔ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ‪،‬‬

‫ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ( ﻭﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪ ،1985‬ﻭﻛﺎﻧﺖ‬

‫ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻋﻴﻨﻪ‪) ،‬ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‬ ‫ﻟﻠﻀﺒﻂ‪ ،‬ﻣﻮﺿﺤﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ‬

‫ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ‪.‬ﻭﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ‪.‬ﻛﻤﺎ‬

‫ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﻢ ﺍﺣﺎﻃﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‬ ‫ﹺ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻘﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ‪ .‬ﺑﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺇﺷﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻹﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺘﺠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ)‪ ،(1‬ﺗﻤﻜﻨﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻓﺮﺍﺋﺾ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،2003 ،‬ﺹ ‪.348‬‬ ‫ﻣﻬﻨﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻣﻞ‪ .‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 15‬ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ‪2009‬‬ ‫‪139‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ‬ ‫ﻋﻤﻠﻬﺎ‪ .‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﻣﺤﻠﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﹴ‬ ‫ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﻮﺩ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ‬ ‫ﻣﻮﺭﺩ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻳﻌﺰﺯ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻳﺘﻌﺪ￯ ‪ % 45‬ﻣﻦ‬

‫ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺿﻴﻔﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺿﺂﻟﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭﺃﻣﺮ ﻛﻬﺬﺍ‪ ،‬ﻗﺪ ﺷﻜﻞ ﺩﻓﻌ ﹰﺎ ﻟﻬﺎ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺨﻔﻖ ﻓﻲ‬

‫ﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ‪ ،‬ﻭﻧﻤﻂ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ‪.‬‬

‫ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻭﻓﺮﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﺮﺻ ﹰﺎ‬ ‫ﻟﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ‪ 300‬ﹴ‬ ‫ﻓﺮﺩ ﻓﻲ ﻓﺮﻭﻉ ﻣﺆﺳﺴﺘﻬﺎ‪ .‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻱ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻭﻡ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻀﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻌﺪ ﹰﺍ‬

‫ﺗﻨﻤﻮﻳ ﹰﺎ‪ ،‬ﻳﻀﻤﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻻﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ‪ .‬ﻭﺗﺘﹼﺒﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ‬ ‫ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ‬ ‫ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻠﻬﺎ‪ .‬ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﻭﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ‬

‫ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺠﻬﺪ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻝ‪ .‬ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﺧﺒﺮﺓ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻭﺗﺨﺼﺼﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﺩﺍﺓ‪ .‬ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺗﻨﻮﻳﻊ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺇﻳﻤﺎﻧ ﹰﺎ ﺑﻤﺒﺎﺩﺉ‬

‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﺴﻴﻦ‬ ‫ﻇﺮﻭﻓﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌ ﹼﺒﺮ‬

‫ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ‪.‬ﻫﺬﺍ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬ ‫‪140‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺧﺒﺮﺍﺕ ﻓﺮﻳﻘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺷﻂ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ‪،‬‬

‫ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻲ ﺗﻈﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺎﺱ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺰﺯ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ »ﻋﺎﻣﻞ«‪ ،‬ﺳﻠﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ‪ ،‬ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ‬ ‫ﱠ‬

‫ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﺠﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻨﺸﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ‪120‬ﻣﺘﻄﻮﻋ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ‪،‬‬

‫ﻳﺘﻮﺯﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺘﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺤﻘﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺒﻴﺔ‪ .‬ﻭﻟﺪ￯ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺠﺎﻝ ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻠﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻲ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﺆﺩﻱ ﻣﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻋﻤﺎﻻﹰ‬

‫ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ￯‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﹸﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻫﻲ ﹸﻫﻮﻳﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ‬

‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺀﺓ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ‪،‬‬

‫ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﻓﺮﺻﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻗﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫ﻣﻴ ﹰ‬ ‫ﻼ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻛﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ‪ 250‬ﻣﺘﻄﻮﻋ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ‬

‫ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ‪.‬‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ‬ ‫ﺫﻛﻮﺭ‬ ‫ﺇﻧﺎﺙ‬

‫ﻣﺠﻤﻮﻉ‬

‫‪141‬‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ‬

‫‪%‬‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪90‬‬

‫‪75‬‬

‫‪120‬‬

‫‪100‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﻔﺘﺮﺽ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ ﺇﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣ ﹰﺎ ﺑﺎﻟﻐ ﹰﺎ‬

‫ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻤﻴﻞ‬ ‫ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻣﻬﻤﺎﺕ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﱡ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻻ ﱢ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺂﺕ‪ ،‬ﻭﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺟﻬﺎﺯﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ‪ ،‬ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻗﻴﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﺃﺳﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ‬

‫ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﻓﺮﺍﺩﺓ »ﻋﺎﻣﻞ« ‪ ،‬ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻤﺮﻭﻧﺔ‬

‫ﻧﻬﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻌﺎﺏ‪ .‬ﻓﻘﺪ‬ ‫ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‬

‫ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪،‬‬ ‫ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ‬

‫ﺿﺂﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺮﺿﻬﺎ ﺃﺳﻮﺓ ﺑﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬

‫ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ‬

‫ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺃﺧﺮ￯‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﺒﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﻦ ﺿﺂﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‬

‫ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬

‫ﺍﻗﺘﻄﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺎﺕ ﺣﻮﺍﻟﻰ‬

‫ﺍﻟـ ‪ % 70‬ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺃﺟﻮﺭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪،‬‬ ‫‪142‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﻧﻔﻘﺎﺕ ﺃﺧﺮ￯‪ ،‬ﻣﺎ ﻣﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺕ‬

‫ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬

‫ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‪،‬‬

‫ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﻳﺠﻴﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ‬

‫ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻔ ﹼﻌﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ‪.‬‬

‫‪143‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫‪144‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ‬ ‫ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﺸﻜﻞ‬

‫ﺳﻤﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻭﺃﻥ‬

‫ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ￯ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺩﻳﻨﻴﺔ‬ ‫ﻭﻣﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬

‫ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺪ￯ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ‬

‫ﺣﻠﻘﺔ ﻭﺳﻴﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺳﻤﺤﺖ‬

‫ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‪،‬‬

‫ﺑﺘﻘﺎﻟﻴﺪﻩ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﺃﺻﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬

‫ﻣﻮﻗﻊ ﻫﺎ ﱞﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ﺑﻬﻴﺌﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ‪ :‬ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ‬ ‫ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ‪.‬‬

‫ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺒﺮ ﻫﻴﺌﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ‬

‫ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﻣﻔﻬﻮﻣ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ‬ ‫ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪،‬‬ ‫‪145‬‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺳﻤﺔ‬ ‫ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ‬

‫ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﻭﻣﻊ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﻧﺴﻴﺠﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ‪،‬‬

‫ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻄﺎ ﹰﺀ‬ ‫ﺇﻧﺴﺎﻧﻴ ﹰﺎ ﻳﺆ ﹼﺩ￯ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ‬ ‫ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮ￯‪ ،‬ﻟﺤﻆ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺃﻥ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺛﺮﺕ‬

‫ﺗﺒﻨﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬

‫ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﻳﻨﺴﺠﻢ‬ ‫ﻣﻊ‬

‫ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻻ ﺃﻥ ﹸﻣﻨﺎﺥ‬ ‫ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺑﻨﻴﻮﻳﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺗﺮﻛﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ￯‬

‫ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮ￯‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ‬

‫ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺃﺷﻜﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻃﺎﺋﻔﻴ ﹰﺎ‬ ‫ﻣﻄﻠﺒﻴﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﻭﺇﻃﻼﻕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﺣﻘﻮﻕ‬

‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ‪،‬‬

‫ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺮﺓ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬

‫ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻱ ‪ -‬ﺍﻟﺘﺤﻮﻟﻲ ﻟﻮﺳﺎﺋﻂ‬ ‫ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ￯ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻭ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‬

‫ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺮ￯ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ‬ ‫ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ ﻋ ﹼﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺑ ﹼﻴﻦ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‪،‬‬ ‫ﻋﺮﺽ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺩﻭﺍﻓــﻊ ﺇﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪146‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻭﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ‪،‬‬

‫ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﻣﻴﺎﺩﻳﻨﻪ‪ ،‬ﻣﺎ‬

‫ﺃﻓﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ‪ ،‬ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫• ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺗﺮﻭﻳﺞ ﺛﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻋــﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ‪،‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ‪ ،‬ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﺿﻌﻒ ﻓﻲ‬ ‫ﺗﺮﻭﻳﺞ‬

‫ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﺑﻤﻬﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺆﺩﺍﺓ‪.‬‬ ‫ﹼ‬

‫• ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪،‬‬

‫ﻟﺠﻬﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ‬

‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ‬

‫ﻳﺼﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﺗﻌﺰﺯ‬

‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ‬ ‫ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‬

‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ‬

‫ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺎﻋﻞ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ‪.‬‬

‫• ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺮ‬

‫ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺜﺮﺓ‪.‬‬

‫‪147‬‬

‫ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﻮﺍﻓﺰ‬

‫ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺔ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺃﻣﺎ ﻟﺠﻬﺔ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺷﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺁﺛﺮﻧﺎ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻳﺮ‪ ،‬ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﻟﻴﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﺃﺧﺮ￯ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﻼﺻﻬﺎ‬

‫ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ￯ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﻴﺮﺕ ﻛﺘﺠﺮﺑﺔ‬ ‫ﺭﺍﺋﺪﺓ‪.‬‬

‫‪148‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ‬ ‫ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺁﺭﺍﺀ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻧﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬

‫ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺲ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‬

‫ﺑﺎﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ‪.‬‬

‫• ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺭﻭﺡ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ‪.‬‬

‫• ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺳﺒﻞ ﺍﻹﻓــﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺗﺒﺎﺩﻝ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻭﺍﻹﻋﻼﻥ‬

‫ﻋﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫• ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‪ ،‬ﻭﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻷﻣﺪ‪،‬‬ ‫‪149‬‬

‫ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻦ‬

‫ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻛﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﻃﻨﻴﺔ‬ ‫ﺗﻠﺤﻆ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬

‫ﻭﺗﺮﺷﻴﺪﻩ‪ ،‬ﻋﻮﺿ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﻬﺎﺝ ﺗﺒﻨﹼﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ‪ ،‬ﺃﻭ ﻣﺎ ﻟﺪ￯ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ﻣﻦ‬

‫ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬

‫• ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻣــﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗــﺪﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﺍﺟﺘﺬﺍﺑﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ ،‬ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ‬

‫ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ‪.‬‬

‫• ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﻴﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ﺃﻃﺮ ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﺔ ﻗﻄﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺓ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪.‬‬

‫• ﺍﻹﻓــﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﻟﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮ￯ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻗﻠﻴﻤﻴ ﹰﺎ‬

‫ﻭﺩﻭﻟﻴ ﹰﺎ‪ ،‬ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ﻋﻮﻟﻤﺔ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫• ﺇﺣﻴﺎﺀ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺣﺚ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ‬ ‫‪150‬‬

‫ﺍﻟﺘﺸﻴﻴﻚ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫ﻣﺪﻧﻴ ﹰﺎ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺩﻭﺭ ﺗﻄﻮﻋﻲ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ‬

‫ﺇﺣﻴﺎﺀ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪.‬‬

‫• ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﻌﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﻪ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﺓ‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﺃﺩﺍﺓ ﺟﺎﺯﻣﺔ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬ ‫ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬

‫ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ‪ .‬ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺭﺑﻂ‬

‫ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺗﺤﻘﻖ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻻ ﺍﺳﺘﻨﺴﺎﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﺑﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﻠﺰﻣﺔ‪،‬‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﻌﺰﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﻠﺰﻣﺔ‬

‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫• ﺗﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﺩﻋﻤﻬﻢ ﻣﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳ ﹰﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﺇﺷﺮﺍﻛﻬﻢ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ‬

‫ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ‬

‫ﻣﺆﺁﺗﻴ ﹰﺎ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻖ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﺎﺧ ﹰﺎ‬

‫ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺛﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‬

‫ﺑﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺑﺨﺎﺻﺔ‪.‬‬

‫• ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫‪151‬‬

‫ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫‪152‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﺑﻂ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺣﻴﺎﺗﻪ‬ ‫ﺃ – ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ‬ ‫‪ .1‬ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺷﺨﺼﻲ‪ :‬ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ‬

‫‪ .2‬ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ )ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺤﻲ‪ ،‬ﺃﻭ ﻭﺣﺪﺓ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ :‬ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺰﺏ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ‪ ...‬ﺍﻟﺦ(‪.‬‬

‫‪ .3‬ﺑﻴﺌﺔ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻭﻣﺸﺠﻌﺔ‪.‬‬

‫‪ .4‬ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.‬‬ ‫‪ .5‬ﺣﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬

‫‪ .6‬ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻣﺪﺭﺳﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬ ‫‪ .7‬ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬

‫‪ .8‬ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﻗﻴﻢ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ‬

‫‪ .9‬ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ .10‬ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺟﻮ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ‪.‬‬ ‫‪153‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫‪ .11‬ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ‪.‬‬

‫‪ .12‬ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺎﺕ‪ :‬ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻼﺀ‪.‬‬

‫‪ .13‬ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﻻ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ‪.‬‬ ‫‪ .14‬ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺍﻟﺰﻣﻼﺀ‬

‫‪ .15‬ﺗﺠﻨﱡﺐ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ‪.‬‬ ‫‪ .16‬ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ‪.‬‬

‫‪ .17‬ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻐﻴﺮ‪.‬‬ ‫‪ .18‬ﺗﻔﺎﺅﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬

‫‪154‬‬


‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺏ ‪ -‬ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ‪/‬ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ‪ /‬ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ‬

‫‪- 1‬ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ‪ :‬ﺷﻌﻮﺭ ﻓﻄﺮﻱ‬

‫ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ‬

‫‪ - 2‬ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻳﺠﺎﺑﻴﺔ‬

‫ﺗﻮﻓﺮ ﻣﻨﺎﺥ ﻣﺴﺎﻋﺪ‪ :‬ﺣــﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺃﺷﺨﺎﺹ‬

‫ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‬

‫ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺯﻣــﻼﺀ ﻣﻬﺘﻤﻮﻥ‬

‫ﺗﻮﺟﻪ ﻣﺪﺭﺳﻲ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‬ ‫‪ -3‬ﱡ‬ ‫‪ - 4‬ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪ :‬ﺍﻟﻤﻮﺭﺩ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ‬

‫ﻭﻣﺘﻀﺎﻣﻨﻮﻥ‬

‫ﻭﺿﻊ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ‬

‫ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺸﺠﻊ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ‬

‫‪ - 5‬ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺪ￯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﻟﻌﺐ‬

‫ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑــﺎﻷﺻــﺪﻗــﺎﺀ‬

‫ﻭﺣﺐ‬ ‫ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﹼ‬ ‫‪ - 6‬ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﱡ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﻣﻌ ﹼﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ‬

‫‪ - 7‬ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻣﻤﻴﺰﺓ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ‬

‫ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻬﻨﻲ ﺃﻭ‬

‫ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‬

‫ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ‪ :‬ﺣﺮﻭﺏ‪ ،‬ﻛــﻮﺍﺭﺙ‪ ،‬ﺃﻭﺑﺌﺔ‪ ،‬ﺗﻠﻮﺙ‬ ‫ﺑﻴﺌﻲ‪ ...‬ﺍﻟﺦ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ‪،‬ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﺃﻭ ﺳﻠﺒﻲ ﻟﻠﺮﻓﺎﻕ‬ ‫ﻗﻴﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‬

‫ﺗﺮﻓﻴﻬﻲ ﺃﻭ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ‪ ...‬ﺍﻟﺦ‬

‫‪ - 8‬ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻟﺪ￯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻏﺐ‬

‫‪ - 9‬ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻘﺪﺭﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ‬

‫ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ‬

‫‪155‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.