ﰲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﳌﺠﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﲏ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ
ﻳﻌﻮﺩ ﺭﻳﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ
ﺩ .ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ
ﰲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﳌﺠﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﲏ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﰊ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ :ﰲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﳌﺠﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﲏ ـ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ
ﺍﳌﺆﻟﻒ :ﺩ .ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ
ﺍﻟﻐﻼﻑ :ﻓﺎﺭﺱ ﻏﺼﻮﺏ
ﺍﻟﻨﺎﴍ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﰊ ـ ﺑﲑﻭﺕ -ﻟﺒﻨﺎﻥ
(01 01)307775 - (01ﻓﺎﻛﺲ307775 : 01)301461 ﺕ301461 :
ﺹ.ﺏ - 11/3181 :ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﱪﻳﺪﻱ1107 2130 : www.dar-alfarabi.com e-mail: info@dar-alfarabi.com
ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ :ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﲏ 2013 ISBN: 978-9953-71-914-6
© ﲨﻴﻊ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﳏﻔﻮﻇﺔ ﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻜﱰﻭﻧﻴ ﹰﺎ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ: www.arabicebook.com
ﺷﻜﺮ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﻘﺪ ﺗﻔﻀﻠﺖ ﻣﺸﻜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ ،ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ
ﻟﻠﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ »ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ« ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ
ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻟﻠﺸﺒﻜﺔ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻪ »ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« ،ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ
) .(IYV+10ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪﺗﻪ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ
ﺭﺍﻓﺪ ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،ﻭﺇﺑﺮﺍﺯ ﻣﻼﻣﺢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜ ﹾﻴﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎﻏﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ »ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ«، ﻭﻣﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﻧﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ ﺣﻮﻝ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺇﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ.
ﻭﺇﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ
ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﻟﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .ﻭﺇﻟﻰ ﻛﻞ 7
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻣﻦ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ :ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ،ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎﻏﻲ ،ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ
ﻋﻠﻲ ﻧﺼﺎﺭ ،ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ
ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻴﻀﻮﻥ ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺘﻪ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻏﻨﺘﻪ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻧﺴﺔ ﺛﺮﻳﺎ ﺣﻴﺪﺭ
ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﺪﻳﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﺑﻨﻲ ﹼ ﺑﺸﺎﺭ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻓﺎﻳﺪﺓ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ :ﺯﻳﻨﺔ ﻭﺃﺳﻌﺪ ﻭﻣﺮﻳﻢ ﻭﻧﻮﺭ ،ﻟﻠﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﻴﻦ.
ﻭﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ. ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻓﻲ 2011/09/20
8
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﻤﻬﻴﺪ ﺇﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ،ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺒﻠﻮﺭ ﺑﺪﺍﻳﺔ
ﻋﺒﺮ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ،ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ..ﻭﻣﻊ ﺑﺮﻭﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ
ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ،ﻭﻣﺎ ﻭﻟﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺂﺱ ،ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺷﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﻻ ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ
ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ ﻋﻦ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺣﻜﻤﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻪ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﺛﻘﺎﻓﺘﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﺎﻥ،
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ.
ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺃﺧﺬﺕ ﺭﻭﺡ
ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺗﺤﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺘﻴﻦ 9
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻣﻊ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺟﻨﻲ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺛﻢ ﺗﻮﺳﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﺇﺫ ﺑﺪﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃ ﹰﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳ ﹰﺎ ،ﻭﻣﺆﺛﺮ ﹰﺍ ،ﻓﻲ
ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﺳ ﹰﺎ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ .ﻭﻻ ﺷﻚ
ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﺗﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﺑﺈﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺃﻓﺮﺯﺗﻪ ﻣﻦ
ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ،ﻣﻤﺎ ﺃﺩ ،ﺑﺎﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ، ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻭﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻹﺳﻬﺎﻣﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻣﻨﻪ).(1
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﺘﺼﺎﻋﺪﻱ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ ،ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺗﻲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ،ﻭﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺭﻕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﻓﻘﺎﺭ
ﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ،ﺑﺪﺃ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻨﺤﻰ ﺟﺪﻳﺪ ﹰﺍ،
ﺑﺄﺟﺮ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺟﺮ ،ﺇﺫ ﺑﺎﺕ ﻳﻘﺎﺱ ﻛﻘﻮﺓ ﻋﻤﻞ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ .ﻭﺑﺎﺕ ﻳﺤﺘﺴﺐ ﺍﻟﺠﻬﺪ
ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺑﺪﻻﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ،ﻭﻳﺘﻜﺎﻓﺄ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ،
)(1
ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ – ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .1998 10
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺇﺫ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﺑﻌﺪ ﹰﺍ
ﺗﻨﻤﻮﻳ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻈﺮﻑ ﻃﺎﺭﺉ ،ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻭﺿﻌﻬﺎ.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﻧﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻗﻴﺎﺳﺎﺕ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻛﻠﻬﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺤﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ
ﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﻲ.
ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺣﺴﺐ
ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻗﻴﺎﺳ ﹰﺎ ﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻫﻤﻴﺔ
ﻭﺣﺠﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻴﻪ .ﻭﻟﻘﺪ ﺑﺮﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻭﺳﺎﻋﺪﺕ -ﻋﺒﺮ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻄﻠﻴﻌﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻟﻬﻤﻮﻣﻬﻢ -ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺗﻔﻜﻜﻪ.
ﺇﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻳﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺧﻴﺮﻳ ﹰﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎﹰ ،ﻭﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ.
ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﺎﻡ 1909ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﺢ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ 11
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﻗﺪ ﺷﺠﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ.
ﺗﻼﺯﻡ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ.
ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﺎﻡ ،1943ﻟﻢ ﺗﻮﻓﻖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺇﻟﻰ
ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ،
ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﺩﻭﻟﺔ
ﺣﺪﻳﺜﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﺑﺬﻟﻚ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮﺽ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﺑﺮﺯﺕ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ
ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺃﺳﺴﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﺗﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﻖ
ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ،ﺇﻻ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺃﺧﺮ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ 12
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻳﻌﻜﺲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ
ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1975
)(1
ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ،
ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ،ﻭﺑﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺛﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ،
ﻋﻤﻠﺖ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺭﻏﻢ ﺿﺂﻟﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻭﺇﺑﺎﻥ
ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ،ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪﺓ،
ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ،ﺑﺎﻟﺘﺂﺯﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺟﺴﺪﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ
ﻗﻠﺔ ،ﺍﺳﺘﻐﻠﺘﻬﺎ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺔ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺒﻠﺴﻢ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ،ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ،ﻭﻣﻦ ﹶﺛ ﱠﻢ ﺗﺘﻌﺎﻭﻥ
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ،ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻣﻤﺜﻠﻮ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﻤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻭﻗﺪﹼ ﻣﻮﺍ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺎﻡ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻧﺎﺿﻠﻮﺍ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﺑﺔ ،ﺃﻥ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ )(1
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .1985 13
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺴﻠﻢ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻗﺪ ﹸﻋ ﹼﻮﻣﺖ ﻋﺒﺮ ﺇﺷﺮﺍﻛﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺃﻗﺼﻴﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﻗﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺭﺍﻛﻤﺘﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ .ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻫﻮ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ،ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﻣﻦ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ :ﻓﺘﺤﺮﻛﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ،ﻭﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﻭﻧﻈﻤﺖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺍﺕ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺒﺮﻉ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ
ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻼﻋﻨﻒ ،ﻣﺘﺴﻤ ﹰﺎ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺾ
ﻟﻠﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺏ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﹰﺍ ﺑﻴﻦ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ
ﺃﻭ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﻭﺇﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺴﺎﻋﺪ
ﻓﻲ ﻧﻤﻮ ﺃﻭ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻧﺤﻴﺎﺯﻫﺎ ﺃﻭ ﻋﺪﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺌﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ
14
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
»ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ«
)(1
.GONGO’Sﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺪﺛﺮﺓ ﺑﻌﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ »«BONGO’S
». «Business oriented non governmental organization
ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻌﺮﺿﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻪ ﺻﻤﺎﻡ
ﺃﻣﺎﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻭﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ،
ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻳﻤﺜﻞ
»ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻐﻴﺮ ،ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺈﺣﺴﺎﺱ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ« ،ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺗﺘﻼﺯﻡ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻲ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺇﺑﺎﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ
ﻣﻊ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .ﻭﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺗﺒﺮﺯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ
ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋــﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻓﻔﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ )(1
ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺩ .ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ :ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .2001 15
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) ،(social mediaﻣﺘﻨﻔﺴ ﹰﺎ
ﻳﻮﺍﻛﺐ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ،ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﺣﻴﺚ ﻟﻌﺒﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻫﺎﻣ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻭﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﺰﺯ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ
ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺇﺫ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ
ﺃﺑﻮﺍﺑ ﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ.
ﻭﺗﺸﺎﺭﻙ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ« ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻈﻼﺕ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ .ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺇﻧﺴﺎﻥ – ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ
ﺍﻟﺘﺮﺳﻴﻤﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ.
ﺇﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺑﺮﺯ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺷﻤﻠﺖ
ﺳﺒﻊ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻫﻲ :ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ،ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ،ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ،ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ
»ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎﻏﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ،ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺗﻔﻮﻕ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺑـ ،20%ﻣﻘﺎﺑﻞ ،15%ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ – ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻋﺎﺀ – ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ،65%ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ 16
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻉ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ،ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺗﻮﻗﻊ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﺪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ
ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ
ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ،ﻭﻭﺿﻊ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﺴﻬﻢ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ
ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ %42ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ
ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ
18
ﺇﻟﻰ
39
ﻋﺎﻣ ﹰﺎ ،ﻭﻳﺮ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺣﻮﺍﻓﺰ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻬﻢ .ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ
ﺇﻟﻰ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻓﺮﺩﻱ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ.
ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ
ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻻﺟﺘﺬﺍﺏ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ﻭﺗﻨﺸﻴﻂ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ .ﻭﻋﻠﻰ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻚ ﺃﻭﻻﹰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻃﺮ ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﺔ ﻗﻄﺎﻋﻴﺔ،
ﻭﻣﻦ ﹶﺛ ﱠﻢ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﻣﺴﺎﻧﺪﺗﻪ.
17
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﻟﻘﺪ ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ ،ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ،ﺃﻥ
ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ« ﻛﺤﺎﻟﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻭﺧﻼﺻﺘﻬﺎ ﺃﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ،ﻭﻫﻲ
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻋﺎﻡ ،1978ﻭﻟﺪﻳﻬﺎ 23ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ
ﹴ 300 ﺷﺨﺺ ،ﺑﻴﻨﻬﻢ 100ﻣﺘﻔﺮﻍ ﻭ 200ﻳﺘﻘﺎﺿﻮﻥ ﺑﺪﻻﹰ ﻷﺗﻌﺎﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﺍﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺸﺎﻃﻬﻢ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ.
ﺇﻥ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﺑﺘﻬﺎ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻠﻴﻮﻥ
ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺿﻔﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ،ﺗﺼﺒﺢ ﺿﻌﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺃﻱ 3ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺩﻭﻻﺭ .ﺗﺆﻣﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« %53ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ،ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺆﻣﻨﻪ
ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻈﻢ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ 3ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻟﻠﺪﻋﻢ
ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ -ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺻﻮﺭ .ﻭﻳﺤﻀﺮ ﻛ ﹰ ﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺆﺷﺮ ﻫﺎﻡ ﻟﻠﺜﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﻃﺎﺋﻔﻲ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻒ
ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ.
ﺇﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﻛﺒﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ )ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، 18
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻛﺎﺭﻳﺘﺎﺱ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ،ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ(.
ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻋﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ،ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ ،ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،...ﻭﺗﻨﺴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ )ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ -ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ،ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ،ﺍﻟﺒﻠﻤﻨﺪ ،ﺍﻟﻴﺴﻮﻋﻴﺔ (...ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺑﻌﺜﺎﺕ
ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ )ﻓﻨﻠﻨﺪﺍ ،ﺍﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،ﺑﻠﻐﺎﺭﻳﺎ ،ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ ،ﺍﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ ،ﻣﺼﺮ،
ﺗﻮﻧﺲ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ،ﺍﻟﺴﻮﻳﺪ ،ﺍﻟﻨﺮﻭﺝ ،ﺍﻟﺪﺍﻧﻤﺮﻙ ...ﺍﻟﺦ( ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ،
ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ
ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ( ،ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ،
ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺓ ،ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ...ﺍﻟﺦ(.
ﺗﺤﺎﻭﻝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻓﻜﻮﻧﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ 19
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻧﻈﺎﻣﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻃﺎﺋﻔﻲ ،ﻓﺈﻥ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﺻﻌﺒﺔ ﺟﺪ ﹰﺍ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ،ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻬﺪﺍﻡ ،ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﻭﻣﻨﻄﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﻻ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ،ﻓﺤﺪﺩﺕ
ﻧﻬﺠﻬﺎ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
– 1ﺷﻌﺎﺭ» :ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ«. – 2ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻣﻴﻤﺎﺕ» :ﻣﺒﺪﺃ ،ﻣﻮﻗﻒ ،ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ«. 3
– »ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻳﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ
ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ،ﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ«.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ،ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻮﻕ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻳﺰﺩﺍﺩﻭﻥ ﻓﻘﺮ ﹰﺍ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﺛﺮﺍﺀ ،ﻭﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﻮﻝ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﻟﻼﺭﺗﺰﺍﻕ ،ﻭﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ
ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ.
ﻟﻬﺬﺍ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﻧﻤﻮﺫﺝ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺪﻱ
ﺑﻪ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻣﻦ
ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ،ﺗﻤﻬﻴﺪ ﹰﺍ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺑﺈﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﹶﺛ ﱠﻢ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ .ﻭﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ 20
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
»ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﻠﻮ ﺗﻘﺎﺿﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻣﺒﻠﻐ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ .ﻭﺇﻥ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻛﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﻬﺘﻢ
ﺑﺎﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ...ﺍﻟﺦ.
ﻭﺇﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2010ﺑﺎﺗﺖ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﺟﻨﻴﻒ،
ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ
ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻏﺮﺍﻗﻪ
ﻓﻲ »ﺃﺟﻨﺪﺍﺕ« ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ
ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﻟﻘﻀﻴﺔ .ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻧﺘﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ
ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺳﻮﻳﺴﺮﺍ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ...ﺍﻟﺦ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻋﺎﺩﻝ ﻟﻠﺜﺮﻭﺍﺕ ،ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ،ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ،ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﺑﻜﻞ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻓﺾ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮ ،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻭﻗﻌﻮﺍ ﺿﺤﻴﺔ ﺣﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺪﻓﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ
ﺇﻟﻰ ﺿﺮﺏ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻓﺮﺩﻳ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻃﺎﺋﻞ.
ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺨﻨﻖ ﻭﻳﻬﻤﺶ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ،
ﻣﻤﺎ ﻳﺼ ﹼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ 21
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺗﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﻣﻦ
ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ،ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ
ﺇﻟﻰ ﺭﺣﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ،ﺇﻧﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻟﺘﻘﺘﺤﻢ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺤﺮﺗﻘﺔ ﺇﻟﻰ
ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺴﺮﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻧﺪﻓﻌﺖ،
ﺟﻤﻮﻋ ﹰﺎ ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ،ﺭﺍﻓﻌ ﹰﺔ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ ،ﻭﻟﻼﺣﺘﺠﺎﺝ ﻋﻠﻰ
ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﺗﻬﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ،ﻧﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺸﻬﺪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﻘﻮﻁ ﻋﻬﻮﺩ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻲ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ ﻣﻦ
ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ .ﻓﺰﻣﻦ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻓﺮﺻﺔ
ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ -ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ،
ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ،ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺒﺎﻥ ﻭﺷﺎﺑﺎﺕ ﻧﺎﺷﻄﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: 22
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
• ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻳﺴﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ.
• ﺗﺒﻨﹼﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻐﻴﻴﺮﻱ ﺷﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺎﺕ
ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻬﺪﺭ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
• ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻣﺠﻠﺲ ﻧﻮﺍﺏ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻧﻈﺎﻡ
ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﻘﻔﻠﺔ ﺗﺮﺳﺦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ.
• ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﺪﻧﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﻸﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
• ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ،ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ.
• ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻭﺗﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺟﻤﻴﻊ
ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ
ﻛﻤﺎ ﻭﺗﻌﻠﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻦ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ: 23
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
• ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺴﻜﻦ ،ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ
• ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ.
• ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. • ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ. • ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ.
• ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﺻﻌﺪﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
• ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻣﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ، ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
• ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ.
• ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺪﻣﺞ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ. ﻙ.ﻡ
24
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺇﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ – ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮ ﺑﻬﺎ – ﺑﻘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺠﺎﺫﺑﻴﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ،ﻋ ﹼﺒﺮﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺃﻭﻏﺴﺘﻮ ﺭﻳﺘﺸﺎﺭﺩ ﻧﻮﺭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ
ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
»ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﺣﻠﻚ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ،ﻷﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻜﺎﻧﺎ« ﺑﺎﺭﺯ
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻏﻮﺍﺀ .ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻼﺩ ﺃﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺁﺳﺮﺓ ﻟﻠﻨﻔﺲ
ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﻭﺣﻼﻭﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ
ﺑﻄﻌﻤﻪ ﻳﻄﻮﻝ«.
ﺇﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻫــﺬﺍ ،ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﺄﺳﺎﺓ
ﺇﻟﻰ ﻣﺄﺳﺎﺓ ،ﺇﺫ ﻋﺎﺩ ﻣﺠﺪﺩ ﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺭﻓﻴﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻏﺘﻴﺎﻻﺕ، ﺷﺮﻉ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ ،ﻣﻤﺎ ﹼ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﺮﻳﺎﺡ ﺃﺯﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺬﺭﻫﺎ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻣﻨﺬ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺭﺑﻴﻊ 25
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻫﻮ ﺻﻤﺎﻡ
ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺿﺪ
ﺍﻟﻤﺤﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻫﻲ ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ )ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻪ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ( ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ
ﺻﻤﺎﻡ ﺃﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ
ﻟﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺷﻌﺒﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ
ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫﻲ
ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1943
ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﻟﻢ ﺗﻮﻓﻖ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ
ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ .ﻓﻠﻘﺪ ﺑﺮﺯﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻜﻞ
ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ )ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﻧﺸﻘﺎﻗﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ( ،ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻫﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻮﻟﻢ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨ ﹼﻠﺖ ﺃﺣﻴﺎﻧ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻟﻠﻄﻮﺍﺋﻒ ،ﻭﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻧﻔﺴﻪ
ﻣﻀﻄﺮ ﹰﺍ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺿﻐﻄﻲ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺕ
ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺜﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻀﻐﻄﻴﻦ ﺇﺫ ﻳﺤﺘﻤﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺿﺪ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻷﺧﺮ .ﻭﺑﺎﺗﺖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ 26
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﻓﺌﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﻠﺪﻭﻧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ،ﺃﻱ ﺃﺳﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺸﻮﺀ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ .ﻭﺍﻟﻬﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﻴﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﺘﺨﺬ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ )*(. ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺑﺈﺷﺒﺎﻉ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺇﺷﺒﺎﻋﻬﺎ .ﻭﻳﺴﻤﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺸﺪ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﺑﺄﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻣﻌ ﹼﻴﻨﺔ، ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﺸﺄﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺜﻴﺮﻭﻥ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ« )ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ...ﺍﻟﺦ( ،ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ »ﺧﻄﺮﻭﻥ«
)ﻛﺎﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ(.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻳﺠﺘﺬﺏ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧ ﹰﺎ
ﺃﻧﺎﺳ ﹰﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺛﺮﻭﺍ ﺑﻌﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻈﻴﻢ
ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ ،ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺒﺮ
ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ
ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ
)*( ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻳﺎﻧﺎﺑﺎ ـ ﻗﺒﺮﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1995 27
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻧﺸﺮ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ،ﺃﻭ
ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ .ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻤﺜﻞ ﻗﻮﺓ ﻣﺆﺛﺮﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ
ﺃﺟﻮﺭ ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺟﺮ).(1
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻳﻮﻓﺮ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻭﻫﻮ
ﻣﺎ ﻋ ﹼﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺟﻮﻥ ﻭﺟﺎﺭﺩﻧﺮ ،ﺃﺣﺪ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺑﺤﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ
ﻟﻔﺘ ﹰﺎ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻫﻲ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ.
ﻓﻔﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻨﻮﺍ ﺃﻭ ﻳﺘﺒﻌﻮﺍ ﺃﻱ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻭ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺫﻟﻚ .ﻭﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ،ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ
ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ .ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻛﺬﻟﻚ ،ﺑﺨﻼﻑ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻷﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﻓﻘﻂ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺮﺑﺢ«)..(2
ﻭﺗﻤﺜﻞ ﻏﺎﻟﺒ ﹰﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
)(1
)(2
ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟـ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻤﺂﺭﺏ ﺷﺨﺼﻴﺔ.
charity business
ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﺟﻴﻮﺑﻬﻢ ﻭﻳﺘﻠ ﱡﻄﻮﻥ
Independent sector. «From Belief to Commitment» Washington. D.C: 1993.
28
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﻀﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﺔ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ،ﻭﻫﻲ »ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺞ ﻭﺗﻌﺎﺭﺽ ﻭﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ« .ﻛﻤﺎ
ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻤﻜﹼﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﻣﻦ ﺇﻋﻼﻥ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ،ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ
ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ .ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻧﻤﺎﻃ ﹰﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ
ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﻴﺎﻛﻞ ﺭﺋﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺮﺓ .ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺤﺮﺹ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺘﺒﻊ
ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺑﺎﺭﺯﻳﻦ ،ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺩﻳﻨﻴﻴﻦ.
ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ،ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ
ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗ ﹼﻠﻤﺎ ﻧﺠﺪ
ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ،ﻭﺇﻥ ﻣﻌﻈﻢ
ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ – ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ
ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ
ﺍﻷﺧﻴﺮﻳﻦ – ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻌﺮﻳﻒ
ﻣﻮﺣﺪ ﻟﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﺍﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒ ﹰﺎ ﻫﻮ »ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻳﻤﺜﻞ ﻗﻴﻢ
ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻐﻴﺮ ،ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ )ﻭﺣﺪﺓ
ﺍﻟﺤﻲ ﺃﻭ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ :ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺍﻟﺤﺰﺏ ،ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ...ﺇﻟﺦ(، ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ.
ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ 29
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻭﺗﻴﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ )ﺣﺮﻭﺏ ،ﻛﻮﺍﺭﺙ ،ﺃﻭﺑﺌﺔ ،ﺗﻠﻮﺙ ﺑﻴﺌﻲ...ﺇﻟﺦ(، ﻭﻳﻨﺤﺴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﹰﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﻒ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﻼ
ﻳﺒﺬﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧ ﹰﺎ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ،
ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺴﺪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮﻭﺡ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ،
ﻭﺗﻔﺎﻥ ﻣﻤﻴﺰ .ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺇﺣﺪ ﺍﻷﻧﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﺣﻴﺚ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ
ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﻩ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ«).(1
ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺘﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺩ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ ،ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ
ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺗﻲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ،ﻭﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺭﻕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﻓﻘﺎﺭ
ﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ،ﺑﺪﺃ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻨﺤﻰ ﺟﺪﻳﺪ ﹰﺍ،
ﺑﺄﺟﺮ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺟﺮ ،ﺇﺫ ﺑﺎﺕ ﻳﻘﺎﺱ ﻛﻘﻮﺓ ﻋﻤﻞ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ .ﻭﺑﺎﺕ ﻳﺤﺘﺴﺐ ﺍﻟﺠﻬﺪ )(1
ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ – ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .1998 30
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﻤﺪ
ﻣﻦ ﺑﺪﻻﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ،ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ،
ﺣﻴﺚ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﹰﺍ ﺗﻨﻤﻮﻳ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻈﺮﻑ ﻃﺎﺭﺉ ،ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺃﻭ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻭﺿﻌﻬﺎ .ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻫﻨﺎﻙ 1.400ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﺃﺭﺑﻌﻤﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺮﺑﺢ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ
ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻭﻳﺼﻞ ﺭﻗﻢ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ
ﻧﺼﻒ ﺗﺮﻟﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ) 500ﺑﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ( .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ،
ﺃﻥ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ
ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ،ﻭﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻧﺸﻴﺮ ﻛﺬﻟﻚ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻮﻟﻴﺪ 6%ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، ﻭﻳﻮﻓﺮ % 10.5ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻳﺤﺪﺩ ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﻳﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ
ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺤﻮﺍﻟﻰ
300
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ
ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ ،ﺩﻭﻥ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ )ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﺺ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﺗﻘﺪﺭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻋﺎﻡ ،2000ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺑـ 11.619ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺣﻮﺍﻟﻰ 20ﺃﻟﻔ ﹰﺎ .ﻭﺗﻮﺟﺪ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻴﻴﺶ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺃﻛﺒﺮ )ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ( ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ(.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ 31
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺣﺪﺩﺕ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﻠﻔﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ) (% 10ﻣﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻭﺇﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻳﻤﻠﻚ ﺣﺎﻟﻴ ﹰﺎ 760ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ﻭﻣﺴﺘﻮﺻﻔ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ 860ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ
ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﺟﺪﻭﺍﻩ).(1
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﻳﻘﺪﺭ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺤﻮﺍﻟﻰ
،10.000ﻭﻗﺪ ﻗﺪﺭ ﺇﺳﻬﺎﻣﻬﻢ ﺑﺤﻮﺍﻟﻰ ﻣﻌﺪﻝ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ﻫﻮ
200
33
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﻋﻤﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ
ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻤﻞ ﻭﻳﻘﺎﺱ ﺇﺳﻬﺎﻣﻬﻢ،
ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻟﻸﺟﻮﺭ ،ﺃﻱ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﺯﻱ 215ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ
ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ).(2
ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﻧﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻗﻴﺎﺳﺎﺕ ﻟﻪ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳ ﹰﺎ
ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﹰﺎ ،ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺤﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﻲ.
)(1 )(2
ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .1997/08/19
ﺗﻼﺯﻡ ﻧﻤﻮ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻲ
ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ :ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ. 32
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺇﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ،ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻨﺬ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺒﻠﻮﺭ ﺑﺪﺍﻳﺔ
ﻋﺒﺮ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ،ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ،ﻭﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ..ﻭﻣﻊ ﺑﺮﻭﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ،ﻭﻣﺎ ﻭﻟﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺂﺱ ،ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺷﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﻻ ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ،
ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻬﺪﻑ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ ﻋﻦ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻪ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﺛﻘﺎﻓﺘﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﺎﻥ،
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ. ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺃﺧﺬﺕ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺗﺤﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺘﻴﻦ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﻲ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﻗﺪ ﺗﻮﺳﻊ 33
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﺧﻼﻝ ﻋﻘﺪﻱ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﺇﺫ ﺑﺪﺃ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃ ﹰﺎ
ﻣﻠﻤﻮﺳ ﹰﺎ ،ﻭﻣﺆﺛﺮ ﹰﺍ ،ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﺳ ﹰﺎ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ .ﻭﻻ ﺷﻚ ﺑﺄﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﺑﺈﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺃﻓﺮﺯﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ،ﻣﻤﺎ ﺃﺩ ،ﺑﺎﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ،ﺇﻟﻰ
ﺑﺮﻭﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻹﺳﻬﺎﻣﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻣﻨﻪ).(1
ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻗﻴﺎﺳ ﹰﺎ ﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺣﺠﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻴﻪ .ﻭﻟﻘﺪ ﺑﺮﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ،
ﺣﻴﺚ ﺍﺿﻄﻠﻌﺖ ﺑﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻭﺳﺎﻋﺪﺕ -
ﻋﺒﺮ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻄﻠﻴﻌﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻟﻬﻤﻮﻣﻬﻢ -ﻣﻊ
ﺑﺎﻗﻲ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. )(1
ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. 34
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺇﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻳﺮﺗﺒﻂ
ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻊ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺇﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺧﻴﺮﻳ ﹰﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎﹰ،
ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ
ﻭﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ.
ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﺎﻡ 1909ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﺢ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﻗﺪ ﺷﺠﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻭﺗﺤﺖ ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻼﺯﻡ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ
ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ. -ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ
ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﺎﻡ ،1943ﻟﻢ ﺗﻮﻓﻖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ،
ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ
ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ 35
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ.
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ،
ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮﺽ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﺑﺮﺯﺕ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ
ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﻧﻲ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺃﺳﺴﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺗﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﻖ
ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ
ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ،ﺇﻻ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﹲ ﹲ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺃﺧﺮ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ
ﻭﺍﻗﻊ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻳﻌﻜﺲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1975
)(1
)(1
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .1985 36
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
-ﺩﻭﺭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﺤﺮﺏ
-ﺩﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ:
ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤ ﹰﺎ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺳﺎﻫﻤﺖ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﺠﺎﻋﺎﺕ
ﺇﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻓﻘﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺔ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻼﺃﻧﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺴﺎﻃﻊ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺠﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺄﺑﻬﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ
ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻣﻠﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ.
ﻓﻔﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ،ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺍﺋﻤﺎ
ﻣﻦ ﻳﺮﻣﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﺮﻣﻴﻤﻪ ﻛﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻦ ....ﺍﻟﺦ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﻃﻊ ،ﻓﻘﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻛﺎﻥ
ﻳﻮﺟﺪ 20ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻦ ﻭﺍﻵﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﻮﺍﻟﻰ 80ﺟﻤﻌﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ 37
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ 250ﻣﺴﺘﻮﺻﻔ ﹰﺎ ﻭﺍﻵﻥ ﻳﻮﺟﺪ 860ﻣﺴﺘﻮﺻﻔ ﹰﺎ ﻭﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ، ﺑﻴﻨﻬﺎ 760ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ 40ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺣﺮﻓﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ .250
ﺇﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻓﻜﻴﻒ
ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ،ﻟﻮﻻ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ
ﺃﻗﻮ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﺮ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﺑﺪﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﻋﻨﻒ ﻭﻗﺘﻞ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺷﺎﺫﺓ ﻛﺎﻥ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻬﺶ .ﻓﻠﻘﺪ ﺍﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺔ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﺑﺸﻊ
ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻹﺛﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺮﺳﻚ ﻭﻛﻮﺳﻮﻓﻮ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻷﺥ ﺑﺄﺧﻴﻪ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺑﺠﺎﺭﻩ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ .ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻠﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻗﻮ
ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ .ﻓﻠﺪ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺗﻀﺎﻫﻲ ﺃﻫﻢ
ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻭﻟﻮ ﺗﻢ ﺗﺄﻃﻴﺮﻫﺎ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻷﻋﻄﺖ ﺍﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ. 38
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻟﻘﺪ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ،ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ،ﻭﺑﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺛﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﻋﻤﻠﺖ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ
ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺭﻏﻢ ﺿﺂﻟﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ،ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ .ﺑﺎﻟﺘﺂﺯﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺑﺎﻗﻲ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺟﺴﺪﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺧﻼﻝ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻗﻠﺔ ،ﺍﺳﺘﻐﻠﺘﻬﺎ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ،
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺔ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺒﻠﺴﻢ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ،ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ،ﺗﺘﻌﺎﻭﻥ
ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻣﻤﺎ ﺃﺩ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻌﺼﻴﺒﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻋﻘﺪﺕ
ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﺗﺄﺳﺴﺖ
ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺗﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ
ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ
ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺴﺪﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﺘﻪ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ،ﻳﺮﺗﺒﻂ
ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺴﺪﺗﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ.
ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﺗﻬﺎ »ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ« ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1995
ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ 39
ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺗﺠﺎﻭﺑﻪ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ،ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻤﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻫﻨﺎﻙ
ﺍﺛﻨﺘﺎﻥ ﺗﺎﺑﻌﺘﺎﻥ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﺍﺛﻨﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻭﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺃﺭﺑﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻣﺪﻧﻴﺔ ،ﻭﻛﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺗﻘﺪﻡ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺧﺬ
ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ.
ﻟﻘﺪ ﺟﺴﺪﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ )ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻗﻠﺔ ﺍﺳﺘﻐﻠﺖ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ
ﺧﺎﺻﺔ( ،ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ .ﻭﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺯ ﺩﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ:
-ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،1975
ﺑﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺑﻨﺰﻉ ﺭﻣﺰﻱ ﻟﻠﺤﻮﺍﺟﺰ ﻓﻲ ﻏﺮﺑﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺷﺮﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﻮﺭﻱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺎﺡ.
-ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻼﻋﻨﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﻮﺑﻪ ،ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ .1987ﻭﻗﺪ
ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﺍﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻼﻋﻨﻔﻴﺔ.
ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ 25ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺃﻭﻝ .1988 40
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ :ﺑﺮﺯﺕ ﺧﻼﻝﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ،
)ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ( ،ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﺎﻡ ،1982
ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺻﺤﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰ
ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺳﺘﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻭﺟﻬﺎﺯ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ .ﻟﻘﺪ ﻣﺜﻠﺖ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺟﺪ ﹰﺍ.
– ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ :ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ:
ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺧﻄﻂ ﻭﺃﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻣﻊ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ :ﺻﺤﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺄﻫﻴﻠﻴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻛﺘﻔﺎﺀ ﺫﺍﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺗﺤﺖ
ﺷﻌﺎﺭ »ﺧﺪﻣﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻜﻠﻔﺔ ﺃﻗﻞ »Better» «Mieux mais moins cher «but cheaper 41
ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
-ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ :ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ
ﺫﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﺎﺏ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﺒﺮﻫﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
ﻟﻬﻢ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻣﻌﻬﻢ ،ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﻣﻌﻘﺪﺓ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻮﺍﺟﻬﻬﺎ
ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ!
– ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ )ﺑﻌﺪ
:(1990
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ،ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻣﻤﺜﻠﻮ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﻤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻭﻗﺪﹼ ﻣﻮﺍ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺎﻡ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻧﺎﺿﻠﻮﺍ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﺑﺔ ،ﺇﻥ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻢ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻗﺪ ﹸﻋ ﹼﻮﻣﺖ ﻋﺒﺮ ﺇﺷﺮﺍﻛﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺃﻗﺼﻴﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﻗﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺭﺍﻛﻤﺘﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ
ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ .ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻫﻮ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ،ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ 42
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﻣﻦ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ :ﻓﺘﺤﺮﻛﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ،ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ،ﻧﻈﻤﺖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺍﺕ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺒﺮﻉ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ
ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻼﻋﻨﻒ .ﻟﻘﺪ ﺍﺗﺴﻢ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺾ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺏ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﹰﺍ ﺑﻴﻦ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ
ﺃﻭ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﻭﺇﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺴﺎﻋﺪ
ﻓﻲ ﻧﻤﻮ ﺃﻭ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻧﺤﻴﺎﺯﻫﺎ ﺃﻭ ﻋﺪﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺌﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ
»ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ«).GONGO’S (1
)(1
ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺩ .ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ :ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .2001 43
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ :ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺩﻓﺎﻋ ﹰﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺿﺪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻭﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ – ﺍﻟﺼﺤﺔ –
ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺃ -ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺁﺏ ،1994ﺑﺮﺯﺕ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻣﺴﺘﻮﻋﺐ
ﺍﻟﺮﻋﺐ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣــﻮﺍﺩ ﺳﺎﻣﺔ ﻭﺧﻄﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ﻟﻄﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﻛﺴﺮﻭﺍﻥ )ﺟﺒﻞ ﺻﻨﻴﻦ( ،ﺃﻱ
ﻓﻮﻕ ﺍﻛﺒﺮ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﻳﻐﺬﻱ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ
ﺳﻜﺎﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻓﺘﺼﺪ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﺤﻖ
ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﻭﺻﻮﻻﹰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻓﺄ .ﻭﻗﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ
ﻧﻮﺍﺓ ﻟﻠﻘﻮ ﺍﻟﻀﺎﻏﻄﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ
ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ
ﻋﻦ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﺎ .ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ
ﺷﺒﺎﻁ
1995
ﺿﻢ
24
ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺃﻫﻠﻴﺔ ،ﺗﻢ ﺧﻼﻟﻪ 44
ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﺄﻟﻴﻒ »ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ« ،ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﺧﻄﺔ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﺘﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ،ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ
ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ
ﺏ -ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻗﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﺴﺎﻥ ،1996ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ
،1999ﺗﺠﻠﺖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺻﻮﺭﻫﺎ ،ﻣﻤﺎ
ﺷﻜﻞ ﻣﺤﻄﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﻟﻮ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﺟﻴﺪ ﹰﺍ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻝ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﻛﻞ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ .ﻭﻗﺪ ﻟﻌﺒﺖ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻃﻠﻴﻌﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻟﺪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻋﺒﺮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ
ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ .ﻭﺇﺑﺎﻥ
ﺣﺮﺏ ﺗﻤﻮﺯ ،2006ﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺸﺨﺺ
ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺗﻨﺴﻖ ﻋﻤﻞ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
ﺝ -ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻋﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ،
ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻊ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣﻤﻠﺔ )ﺑﻠﺪﻱ ..ﺑﻠﺪﻳﺘﻲ.. 45
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺑﻠﺪﺗﻲ( ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺪﺩﺕ ﺑﺘﻐﻴﻴﺐ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ .ﻓﻜﺎﻧﺖ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺪﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ
ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺄﺟﻴﻠﻬﺎ
ﻳﺸﻜﻞ ﺭﻓﻀ ﹰﺎ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﺤﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ .ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺃﻭﻝ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1998
ﺩ – ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﺧﻠﺺ ...ﻣﻌ ﹰﺎ ﻟﺨﻼﺹ ﻟﺒﻨﺎﻥ« ﻓﻲ ﺧﻄﻮﺓ ﻻﻓﺘﺔ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺩﻋﺖ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﱡ
ﺃﺟﻞ ﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻭﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻬﺎ ،ﻟﺘﺠﻨﻴﺐ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ .ﻭﻗﺪ ﻋﻘﺪ
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ »ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺳﺎﻥ ﻛﻠﻮ » ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ » ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،2007ﻣﺴﺘﻨﺪﺍ«
ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻊ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻒ
ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ،ﻭﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺃﻟﻘﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺩ .ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﻛﻠﻤﺔ ،ﺃﺷﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺤﻤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻭﻭﺯﻉ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ،ﻧﻤﻮﺫﺝ
ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ » ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻷﺩﺍﺀ » ﻣﻴﺜﺎﻕ ﱡ 46
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻛﺴﻼﺡ ﺗﺤﺮﻳﻀﻲ ،ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ
ﻭﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺑﺸﺘﻰ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ.
ﻫـ -ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﻉ ) ﻣﺜﺎﻝ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ( ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺎﻡ
1998
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻟﺘﺼﺒﺢ
ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﻫﺎﻣ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ،ﻳﺆ ﹼﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺟﻬﻮﺩﻫﺎ ،ﻭﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﻌﻬﺎ ،ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺷﺒﻜﺔ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺗﻀﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 100ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺃﻫﻠﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺳﺴﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻲ ،ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ
ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ،ﻭﻣﻨﺪﻭﺑﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ،ﺑﻬﺪﻑ ﺇﻓﺴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ،ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻩ، ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﻤﻬﺎ ﻟﻨﺸﺮ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ.
ﻭ -ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ )ﻣﺜﺎﻝ :ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ( ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻮﺍﻋﺚ ﺩﻳﻨﻴﺔ
ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻫﻮ ﺗﺄﺛﺮﻫﺎ
ﺑﺎﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ، 47
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
»ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ » ،ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﻭﻋﻲ ﺇﺳﻼﻣﻲ –ﺣﻘﻮﻗﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ،ﻭﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺰﻛﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ،ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ،
ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ،ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ،
ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻠﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ.
ﺯ -ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ )ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻎ
ﻋﺪﺩﻫﺎ (1)(760ﺗﻘﺪﻡ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻟﻤﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ،ﻣﻦ
ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻭﻋﻼﺝ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺩﻭﺍﺀ ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻋﺒﺮ
ﺗﻌﺮﻓﺔ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺗﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﻤﺎﺕ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ،ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ:
)(1
ﺃﻧﻈﺮ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ :ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .1998/09/04 48
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞﻭﻫﻮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ) ﺍﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻟﺤﺼﺒﺔ
ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻲ :ﺍﻟﺨﺎﻧﻮﻕ ،ﺍﻟﺸﺎﻫﻮﻕ ،ﺍﻟﻜﺰﺍﺯ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﺬ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1987
ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻄﻼﻗﻪ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﺧﻤﺴﻴﺔ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻗﺒﻞ
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1996ﻭﻫﻲ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺷﻠﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﺍﺽ
ﺍﻟﺸﺎﻫﻮﻕ ﻭﺍﻟﺨﺎﻧﻮﻕ ﻭﺍﻟﻜﺰﺍﺯ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻘﺎﺡ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰﻩ ،ﻭﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺼﺒﺔ ،ﻛﻤﻬﻤﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ .ﻭﻟﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺩﻑ
ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﺷﻬﺮ ﻧﻴﺴﺎﻥ ،ﺃﻳﺎﺭ ﻭﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺣﻮﻝ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﻠﻘﻴﺢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻟﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ.
ﻟﻘﺪ ﺣﻘﻖ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺃﻣﺮﺍﺽ
ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋ ﹰﺎ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺿﺪﻫﺎ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃ ﹰﺎ ﻭﺛﻴﻘ ﹰﺎ ﺑﻨﺸﺮ ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻭﺯﺍﺭﺗﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻭﺑﻮﺟﻮﺩ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻭﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﺪﻋﻮﻡ
ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ. 49
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔﺗﻀﻢ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻄﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ
)(1
ﻣﻨﺪﻭﺑﻴﻦ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻒ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻣﺤﻮﺭ ﹰﺍ ﺭﺋﻴﺴﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ .ﻭﻗﺪ
ﻗﺎﻣﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺑﺨﻄﻮﺓ ﻫﺎﻣﺔ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﺑﺈﺩﺧﺎﻝ »ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ« ﻛﻤﺎﺩﺓ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ .ﻭﻗﺪ
ﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻓﻲ 8ﺷﺒﺎﻁ
.1993ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1997ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ
ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﺭﺓ
ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ.
ﺇﻥ »ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ« ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ
15
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻭﻫﻲ :ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ
ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻛﺎﺭﻳﺘﺎﺱ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ،
ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ،ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
)(1
ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ :ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ – ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ -1994 .1995
50
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬ »ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ« ﻟﻠﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ 2006 – 2005ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺗﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ .ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ:
– ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺻﺤﻴﺔ • ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ
ﻧﻘﺼ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ.
• ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﺤﺺ ﻃﺒﻲ ﻟﻄﻼﺏ 15ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ
ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﻣﻮﺯﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ) :ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ،ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﺟﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺿﻮﺍﺣﻴﻬﺎ(
• ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ.
• ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ﻋﺒﺮ ﺷﻬﺮﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺪﺭﺳﺔ.
4
ﺷﺒﻜﺎﺕ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ
ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﻃﺒﻴﺔ
– ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺻﺤﻴﺔ :ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ ﺻﺤﻲ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻋﺪﺓ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ،
ﺑﻌﺪ ﺭﺻﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ.
51
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
– ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ • ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺃﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ.
• ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﻫﻞ ﺑﺘﺒﻨﻲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ. – ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ • ﺭﻓﻊ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ.
• ﺭﺻﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ .ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﻟﻠﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ
ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ،
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﻱ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ،ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ،ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ
ﺭﺋﻴﺲ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ،ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ...ﺍﻟﺦ .ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺟﺰﺀ
ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻟﺠﺎﻥ ﺍﻷﻫﻞ،
ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ
ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻟﺪﻳﻬﺎ، ﻭﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﺍﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻟﺘﺒﻨﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ 52
ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﻢ.
ﺇﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻳﺸﻤﻞ
ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ
ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻛﺘ ﱢﻴﺐ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ،ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ،ﻳﻮﺯﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ،ﻭﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ.
ﺡ – ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺗﺘﻢ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﺒﺮ ﺟﻤﻌﻴﺔ
ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻫﺬﺍ
ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﹰﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺗﺸﺮﻑ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ. ﻁ – ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ
ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺸﺮﻑ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ
ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ.
53
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻱ -ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ
ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﺃﻗﺮﺕ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1996ﻭﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ
ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ،ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻓﺄﻃﻠﻘﺖ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﺗﻢ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻊ 30
ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﺻﺤﻴ ﹰﺎ ،ﻣﻨﻬﺎ 20ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻭ 10ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻭﻗﺪ
ﺗﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ.
ﻭﺗﻐﻄﻲ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ :ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ
ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ؛ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻔﻢ ﻭﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ،ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ، ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺼﻮﺗﻲ ،ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻠﻘﺎﺣﺎﺕ ،ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺼﺤﻲ .ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ
ﻟﺘﺸﻤﻞ 42ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﻓﺎﻋ ﹰ ﻼ )ﻭﻟﺘﺼﻞ ﻻﺣﻘ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺍﻟﻰ 150ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ( ﻣﻮﺯﻋﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﺍﻋﻴﺔ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻐﻄﺎﺓ ﺳﺎﺑﻘ ﹰﺎ.
ﺗﻌﻮﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﺠﺎﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻣﻊ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ.
54
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻕ – ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻘﻴﻢ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ،ﻣﺨﻴﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ
ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ﺩﻻﻻﺕ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1943ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1979
1.303ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ )ﺑﻴﻨﻬﺎ
ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ().(1
88
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻭﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ
ﺗﻤﺖ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﹼ
ﺍﻟﻌﺎﻡ
1980
)ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻝ
ﻋﻠﻤ ﹰﺎ ﻭﺧﺒﺮ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ( ،ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺑﻠﻐﺖ 1.900ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1989ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ ،1999ﺃﻱ ﺑﻤﺘﻮﺳﻂ 200
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ .ﻭﺇﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺳﺠﻼﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ )ﺑﻤﻌﺰﻝ
)(1
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻷﻭ ﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻋﺎﻡ .1980 55
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ
ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻣﺘﺼﺎﻋﺪ
3.946ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1999ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ »ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻋﻘﺪﺓ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻧﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺤﺮﺓ...ﺇﻟﺦ( ﻗﺪ ﺑﻠﻎ
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﺮﺑﻴﻦ« ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﺏ ﺃﻭ ﻫﺰﺓ
ﻟﻨﻤﻮ ﻋﺪﺩ
ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺗﺮﺗﻔﻊ .ﺇﺫ ﺳﺠﻠﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 125 2004ﺟﻤﻌﻴﺔ ،ﻟﺘﻀﻴﻒ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ 323ﺟﻤﻌﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺎﻡ 2006ﺇﺫ ﺳﺠﻞ 518ﺟﻤﻌﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2007ﻧﺤﻮ 252ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ 884ﺟﻤﻌﻴﺔ
ﺑﻴﻦ 2008ﻭ ...2009ﻟﺘﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ 591ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ .2010
ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻘﺮﻳﺒﻲ ،ﻭﺻﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 6.600ﺟﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻳﺘﻌﺪ ﺍﻟـ 600ﺟﻤﻌﻴﺔ .ﻻ ﺑﻞ ﺗﺄﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻭﺧﺒﺮ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ )ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ( ﻭﻋﺪﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺑﺎﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 7ﺁﻻﻑ ﺟﻤﻌﻴﺔ.
ﻭﻗﺪ ﻓﺠﺮ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺎﺭﻳﺲ 3ﻭﻣﺎ ﺗﻼﻩ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﻨﺎﻣﻲ
ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺃﺩ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺸﻮﺀ ﻋﺪﺩ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻮﻳﻞ. 56
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻟﻬﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﻓﺎﻋﻞ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟـ 150ﺟﻤﻌﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺑﻠﻎ ،11.619ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺣﻮﺍﻟﻰ 20ﺃﻟﻔﺎ ،ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺗﺠﻴﻴﺶ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺃﻛﺒﺮ )ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ(.
ﺇﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺎ ،ﺑﺠﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻓﺮﺹ ﻗﺎﺋﻤﺔ
ﺃﻭ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻄﻮﻋﻲ ﻣﺎ .ﻭﺃﻥ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺗﺘﺄﺛﺮ
ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ ﺗﺴﻬﻢ
ﻣﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﺟﺰ ﹰﺀﺍ ﻣﻬﻤ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ )ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﻜﺮﺓ
ﻓﻲ ﺗﻔﻌﻴﻞ
ﻭﺍﻟﻤﻐﺘﺮﺏ( ،ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ.
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 13ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ» :ﺣﺮﻳﺔ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻗﻮﻻﹰ
ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﻛﻠﻬﺎ
ﻣﻜﻔﻮﻟﺔ ﺿﻤﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ).«(1
ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﻭﺿﻊ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﹼ
)(1
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ – ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﻣﺎﺩﺓ 13
ﺹ .13
57
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ )ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺣﺮﻳﺔ ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ( ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻑ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ).(1
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﺃﺧﺮﺕ
ﻧﻤﻮﻫﺎ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﺩﻭﺭﻫﺎ
ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ،ﻭﺃﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻛﻮﻧﻪ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻭﻣﻬﺎﻡ ﺗﻔﻮﻕ ﻃﺎﻗﺘﻪ ،ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﺮ ﺇﻟﻰ ﱡ
ﺟﻬﻮﺩﻩ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ .ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺑﺘﺒﻨﻲ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ
ﺗﺸﺮﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ، ﹼ ﺃﻗﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ .ﻓﻔﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،ﺳﻬﻠﺖ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻄﻠﻖ
)(1
ﻣﺘﺄﺛﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﺘﻜﺮﻳﺲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺿﻤﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﻗﺎﻧﻮﻥ 21ﺁﺫﺍﺭ 1884ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺗﻤﻮﺯ 1901ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺳﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ .ﺣﺮﻳﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ :ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺻﻘﺮ ،ﺭﻭﺍﻕ ﻋﺮﺑﻲ ﺍﻟﻌـﺪﺩ .17 58
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺒﻌﺪ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ،ﻭﻟﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺟﺰﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ،ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﹸﻏ ﱢﻴﺒﺖ ﻗﺴﺮ ﹰﺍ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ،ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻻﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﻨﺘﺞ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﺤﻔﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺸﻴﻂ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻭﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺿﺮﻳﺒﻲ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﺑﺤﻲ ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﺍﺳﻮﺓ ﺑﺘﻠﻚ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ،ﻻ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ
ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺰﻝ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ،
ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﻓﺌﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﻴﺮﺓ ﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺿﻴﻘﺔ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﺃﻭ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
59
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺃ -ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻌﺒﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﻫﺎﻣ ﹰﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻓﻔﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩ ،ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) ،(social mediaﻣﺘﻨﻔﺴ ﹰﺎ ﻳﻮﺍﻛﺐ
ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ،ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ.
ﻓﻴﺰﻭﺩﻫﻢ ﺑﺂﺧﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻑ ﹼ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻳﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺠﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ،ﺣﻮﻝ
ﺃﻣﻮﺭ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻄﺮﺡ ﺑﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ .ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺔ
ﻋﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ .ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺸﺎﺭﻙ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ،ﻳﻨﻘﻞ
ﻭﻳﻌﻠﻖ ،ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻟﺤﻈﺔ ﻭ ﹸﻗﻮﻋﻪ .ﻭﻳﻜﻤﻦ
ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﹸﻫﻮﻳﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ،ﺗﻌﺮﺽ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ –ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. 60
ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﺘﻜﺮﺓ ﻫﺬﻩ ،ﺗﺸﻜﻞ ﺍﺳﻠﻮﺑ ﹰﺎ ﻓﺮﻳﺪ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ،ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ،ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ :
-ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺟﺬﺏ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ.
-ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﺪ :ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ،
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ.
-ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ،ﻭﺧﻔﺾ ﺃﻛﻼﻑ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﻳﺔ.
ﺏ -ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻷﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺗﻤﺜﻞ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻡ
ﺍﻷﺑﺮﺯ ﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ:
»ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ) ،(Facebookﻭ»ﺗﻮﻳﺘﺮ« )،(Twitter
»ﻳﻮﺗﻴﻮﺏ« )» ،(You Tubeﺳﻜﺎﻳﺐ«،(Skype) ،
ﻭ»ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ« ) ،(SMSﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ
ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺃﺑﻮﺍﺑ ﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ
ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺨﻠﻮﻳﺔ.
ﻳﺘﻜﻮﻥ »ﺍﻟﻔﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ) (Face Bookﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺗﺘﺄﻟﻒ
ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ،ﻭﺗﺼﻨﻒ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ،ﻭﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، 61
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺃﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ .ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭﺃﺣﺪ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﺃﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ،ﺛﻢ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﺢ ﻭﺇﺧﺘﻴﺎﺭﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻨﻬﺎ،
ﻟﻘﺪ ﺗﻤﻜﻦ »ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ« ،ﻛﺸﺒﻜﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﹸﺍ ﻓﻌﺎﻻﹸ ،ﻓﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﺃﻳﺔ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺧﺮ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺇﻋﻼﻧﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ »ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ« ﻟﻴﺤﻘﻖ
ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﺑﺎﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺑﻨﺴﺒﺔ ،%40ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﻘﻘﺖ
%30ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻖ
ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻛﺜﺮﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻥ »ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ« ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻣﻦ ﺍﻹﺷﺒﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ
ﻓﻲ ﺣﺸﺪ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ) .(1ﺃﻣﺎ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﺓ »ﻳﻮﺗﻴﻮﺏ » ) ،(You Tubeﻓﺘﺴﺘﺨﺪﻡ ﺑﺸﻜﻞ
ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻌﺮﺽ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻭﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﻣﻄﻠﺒﻴﺔ ،ﻭﺗﻮﺿﺢ ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻳﺮﺍﺩ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﺫﻱ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ) .(2ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻤﻜﻦ
ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻩ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺠﻤﻠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﺃﻣﺎ ﻣﻮﻗﻊ »ﺗﻮﻳﺘﺮ« ) ،(Twitterﻓﻴﺘﻤﻴﺰﺑﺄﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ،ﺍﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﻟﻮﺝ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ )(1
ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲhttp://www.anntv.tv/new/showsub- : ject.aspx?id=20341
)(2
ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂhttp://www.hounaloubnan.com/news/25927 :
62
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻳﺨﻮﻝ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺗﺪﻭﻳﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻷﺧﺮ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺑﺴﻴﻂ ،ﹼ
ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﺇﺣﺪﺍﺛﻴﺔ ،ﺑﺄﺳﺮﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻛﺜﺮﻫﺎ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ .ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ
ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺃﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﻳﺔ، ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﻭﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﻗﻊ »ﺳﻜﺎﻳﺐ« ).(Skype ﺝ -ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺃﺑﻮﺍﺑ ﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ،
ﻭﻋﺰﺯﺕ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﻭﺳﻬﻠﺖ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ .ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﻜﻞ ﺟﻤﻌﻴﺔ
ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ،ﻳﻤﻜﹼﻦ ﻣﺘﺼﻔﺢ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ، ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﹲ ﹲ
ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ،ﻭﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ،ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻬﺎ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ.
ﻭﺳﺎﻫﻢ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ -ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ .ﻭﻗﺪ ﻋﻤﺪ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﹼ ﺃﻥ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﺌﻮ ﹼﻳﺔ ،ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺎﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﺗﺠﺘﻤﻊ
ﻣﻌ ﹰﺎ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ.
63
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺠﻞ ﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻓﻴﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ،
ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ،
ﻭﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ -ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ.
ﻓﺎﻹﻋﻼﻡ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻫﻮ »ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ« ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻙ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻗﺪ ﹼ
ﻧﻤﺎﺫﺝ
ﻟﺤﺮﻛﺎﺕ
ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺘﻄﻮﻉ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ
ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ
ﺃﻧﻪ »ﺍﻵﺧﺮ« .ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺍﻟﺒﺪﺀ
ﺑﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﺒﺮ ﺷﺎﺷﺔ
ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ.ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻧﺸﺄ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧ ﹼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔ ﹼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺧﻠﻘﺖ ﻓﺴﺤﺔ ﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ.
ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ،
ﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺇﺫ ﺗﺸﻴﺮ ﻣﺮﺍﺟﻌﺎﺕ ﻋﺪﺓ ﹼ
ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻋﻠﻨ ﹼﻴﺔ ﻭﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ .ﻓﻔﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ 2009ﻇﻬﺮﺕ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ »ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻨﻮﺍﻥ »ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ« .ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﺤﻮ 64
4000
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ .ﻭﻓﻲ 25ﻧﻴﺴﺎﻥ 2010ﺃﺑﺼﺮ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻧ ﹼﻈﻤﺖ ﻣﻦ ﹼ ﹴ ﺿﻤﺖ ﻧﺤﻮ 5000 ﺷﺨﺺ ﺍﻟﺘﻘﻄﺘﻬﺎ ﻋﺪﺳﺎﺕ ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﹼ
ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﻳﻦ ،ﻭﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ. ﹼ ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﻧﺎﺷﻄﻲ »ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ« ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ »ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ« .ﻓﻤﻊ ﺑﺪﺀ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ،
ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎﺭ »ﺇﺳﻘﺎﻁ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ« .ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺍﻟﻰ ﹴ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ ﺗﺪﻋﻰ »ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ 15ﺃﻟﻒ
ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ -ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ«. ﹼ
ﺷﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔ ﹼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓ ﹼﻴﺔ .ﻳﺨﻮﺽ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﻔﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ ﻧﻘﺎﺷﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ،ﻭﺷﻜﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﻠﻮﻧﻪ .ﻭﻗﺪ ﻧ ﹼﻈﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻭﺻﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻔ ﹰﺎ.
ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﺷﺎﺭﻛﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﱡ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺃﺳﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻈﻼﺕ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻘﻴﺔ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ،ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﺠﻬﺪ
ﻣﺴﺘﻤﺮ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ – ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺇﻧﺴﺎﻥ – ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. 65
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺩ -ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻋﺒﺮ
ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ
-ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﻛﺎﻓﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ :ﻣﻦ ﺧﻼﻝ »ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ » ) (Face Bookﻭ»ﺗﻮﻳﺘﺮ« )،(Twitter
ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻋﺪﺓ ،ﻧﻈﻤﺖ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻭﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ،ﻣﻨﻬﺎ :ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻔﻠﺘﻬﺎ ﻟﻬﻦ ﺷﺮﻋﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﻣﺜﻘﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮﺍﺋﺢ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﻭﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻀﺖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ،ﻧﺴﺎ ﹰﺀ ﻭﺭﺟﺎﻻﹰ ،ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻲ .ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ،ﻧﻮﺍﺏ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﻣﻦ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﻻﺀ
ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻴﺎﻓﻄﺎﺕ ،ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺓ.
-ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ :ﻗﺒﻞ
7
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺣﻤﻠﺔ
»ﺟﻨﺴﻴﺘﻲ« ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﺤﻖ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺼﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻂ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ 66
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺮﺭ ﹰﺍ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ.
-ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ :ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺑﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻨﺸﺄ ﺣﺮﻛﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﺍﺗﹼﺨﺬ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺗﺤﺖ
ﺷﻌﺎﺭ »ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ« .ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪ 27ﺷﺒﺎﻁ ﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻤﻄﻠﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻊ ﺣﻮﺍﻟﻰ 2000ﻣﺘﻈﺎﻫﺮ ﺿﺪ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ،
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﻼﺀ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ .ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﻮﻥ
ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻣﻌﻴﺸﻴﺔ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻫﻮﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ .ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺑﺸﻌﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ،
ﺇﻟﻰ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻫﺪﺭ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﻛﻬﺬﻩ ﺃﻥ ﺗﻮﺣﺪ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ
ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ).(1
ﺇﻥ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺫﻛﺮﻩ ﺣﻮﻝ ﺗﺄﺛﺮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ،ﻳﻠﺤﻆ ﺍﺭﺗﻘﺎﺀ ﹰﺍ ﻣﺘﻨﺎﻣﻴ ﹰﺎ
ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ
ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﻓﻲ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮﻫﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ
)(1
ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﺍﻧﻈﺮ ) http://www.facebook.com/pages/ :ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ :ﻓﺎﻳﺲ ﺑﻮﻙ – ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ (. 67
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻣﺎ ،ﺇﻟﻰ ﻭﻻﺩﺓ ﻋﺼﺮ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺍﺭﻙ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﺨﺪﻡ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ )ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﻢ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ(
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﻔﺘﻘﺮ
ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳــﺎﺕ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺗﺮﺻﺪ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﻭﺗﺪﺭﺱ ﻣﺪ ﺇﺳﻬﺎﻣﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ –
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ،ﺃﻭ
ﺍﻷﻫﻠﻲ .ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﻣﻼﻣﺢ ﻧﺘﺎﺋﺞ
ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺤﺚ ﺣﻮﻝ ﻭﺍﻗﻊ
ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ،ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻟﺴﺒﻊ
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺃﺟﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋ ﹼﻴﻨﺔ ﻋﻤﺪﻳﺔ ﺷﻤﻠﺖ 63ﻣﺘﻄﻮﻋ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺳﻨﻌﺮﺽ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﻣﻔﺼ ﹰ ﻼ ﻧﻤﻮﺫﺝ »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﹼ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ.
ﺃ -ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺷﻤﻠﺖ ﺳﺒﻊ
ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﺎﻋﻠﺔ
ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﻧﻔﺬﻫﺎ ﻣﺘﻄﻮﻋﻮ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ 68
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺷﻤﻠﺖ ﻋ ﹼﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﺎﻋﻠﺔ ،ﻫﻲ :ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ،ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« .ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺙ ،ﺗﻔﻮﻕ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ % 15 ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ – ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻋﺎﺀ -ﻓﻲ
ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ،% 65 ،ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻳﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﺎﻟﻴﺔ،
ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻉ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ،ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺗﻮﻗﻊ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻠﺤﻆ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﺨﺘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﻨﺲ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﺫﻛﺮ
ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ
ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
ﻟﻠﺘﺄﻫﻴﻞ
ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺠﻤﻮﻉ
%
ﺍﻧﺜﻰ 10
15
ﻃﻮﺍﺭﺉ ﻭﺇﻏﺎﺛﺔ 20
ﻣﺠﻤﻮﻉ 45
120
50
75
245
15
15
100
130
-
-
500
500
45
120
25
190
30
90
250
370
225
285
970
1480
%15
%20
%65
% 100
69
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﺘﻔﺮﻉ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ،%44 ﻭﺩﺭﺟﺘﻲ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺗﺴﺎﻭﺗﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺪﻧﻴﺔ ،%28ﻛﻤﺎ ﻳﻠﺤﻆ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﺩﻧﺎﻩ.
ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻠﺤﻆ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ
ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪ ﹰﺍ
ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻣﺠﻤﻮﻉ %
1
1
1
1
1
1
1
1
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«
ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ
ﻣﺠﻤﻮﻉ
1
1
1
1
1
1
2
3
2
7
% 28
%44
%28
%100
ﺃﻣﺎ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻧﻈﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﻕ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺴﻴﺮﺓ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻓﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ %23ﻣﻨﻬﺎ ،ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺿﻐﻒ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣ ﹰ ﻼ ﻣﻌﻮﻗ ﹰﺎ ﻟﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻓﻲ
ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ،%19ﺍﻋﺎﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﻱ 70
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻟﻠﻔﺮﺩ ،ﻭﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺿﻌﻒ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻨﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻭﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ) ،%14ﻧﺴﺒﺘﺎﻥ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺘﺎﻥ( .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮ ،ﻛﻀﻌﻒ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ،%13 ،ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﻗﻞ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻳﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ ﺑﻴﺎﻧﻴ ﹰﺎ ﺃﺩﻧﺎﻩ.
ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻖ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻻﺟﺎﺑﺎﺕ
ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ
ﻋﺪﻡ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ
ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﺿﻌﻒ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻘﻄﺎﺏ
ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ
ﻋﺪﻡ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻣﻜﺎﻓﺂﺕ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﺿﻌﻒ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ
ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻣﻬﺎﻡ ﺗﻔﻮﻕ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻣﺠﻤﻮﻉ
1
4
5
23
3
13
4
19
2
9
3
14
3
14
1
4
22
ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﺳﻴﺮ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ، ﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻷﺩﺍﺀ 71
%
% 100
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺭﺍﻓﻘﺘﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ .% 100 ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻟﺤﻆ ،% 71
ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺣﺲ ﺍﻟﺪﻣﻘﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﺸﻜﻞ ﺭﺍﻓﺪ ﹰﺍ ﺣﻴﻮﻳـ ﹰﺎ ﻟﺤﺮﻛـﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ .ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑـﺔ ،ﺃﻥ % 57ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﺗﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ
ﺩﻭﺭ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺗﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ –
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺇﺩﺧﺎﻝ
ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ،ﻟﺠﻬﺔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﺼﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺧﻄﺔ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺎﻭﺕ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ،% 57 ،
ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ،ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ
ﻓﻲ ﺻﻠﺐ
ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﻣﺎ ﹼ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻭﺿﻊ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﺑﻴﻦ
ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻫﻢ
ﺍﻹﻋــﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ ،ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ، ﺑﺎﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﻃﺔ ﺑﻪ.
ﺃﻣـﺎ ﻟﻨـﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ،ﻓﻘـﺪ ﺍﺷﺎﺭ % 42ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ
ﻣﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳ ﹰﺎ ،ﻭ ،% 42ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻨﺄﻱ ﺑﻪ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ،ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) (%14 72
ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ
ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺴﻦ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ
ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺍﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ
% 100
ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﺓ ﻟﻬﺎ
ﺣﻘﻠﻴﺔ
ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ
% 57
ﻭﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺣﺲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
%57 %71
ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻣﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳ ﹰﺎ
%42
ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ ﻟﺪﻋﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
% 57
ﻭﺿﻊ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ
% 57 % 14
ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ
% 42
ﺝ -ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳــﺔ ﺣﻘﻠﻴﺔ ﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻣﻦ
69
ﻣﺘﻄﻮﻋ ﹰﺎ ﻳﻨﺸﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ ،ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ، ﻭﻫﻤﻮﻣﻪ ،ﻭﺳﺒﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ .ﻭﻟﻜﻦ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﺽ ﻟﻤﻮﺟﺰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ،ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺸﻤﻮﻟﻴﻦ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ؟
73
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
1ﹰ -ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻟﺤﻈﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ -18
39ﺳﻨﺔ ﺗﺸﻜﻞ % 61ﻣﻦ ﻋ ﹼﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ،ﻭﻓﻲ
ﺫﻟﻚ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺑﺘﺮﻛﻴﺒﻪ ﺍﻟﺪﻳﻤﻐﺮﺍﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻓﺘﻲ .ﺗﺸﻜﻞ ﻓﺌﺔ ﺍﻹﻧﺎﺙ ،%71
ﻭﻓﺌﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ،%29ﺇﺫ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ
ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺑﻞ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺭﻛﻴﺰﺗﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ .ﻭﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ،ﺗﺒﻴﻦ
ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻟــﺰﻭﺍﺝ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ
44
%
ﻣﻦ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻫﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﻴﻦ .ﺃﻣﺎ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ % 72ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺰﺍﻭﻟﻮﻥ ﺃﻋﻤﺎﻻﹰ،
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ،% 28ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﺃﻭ
ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ،ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﺯﻣﺔ ﺳﻮﻕ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ،ﺇﺫ ﺗﺘﻌﺪ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻧﺴﺒﺔ %18ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ. ﻓﻘﺪ ﻟﻮﺣﻆ ﺃﻥ
56
%
ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﺪﺍﺧﻴﻠﻬﺎ 74
ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ
ﻣﻦ 39 – 18ﻋﺎﻣ ﹰﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻋﻦ
700
ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ ،ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ
ﺗﺮﺩﻱ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ .ﻳﺘﻤﻴﺰ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻻﻓﺘﺔ ،ﺇﺫ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ .%65ﻭﻫﻢ ﺑﻤﻌﻈﻤﻬﻢ
ﻣﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﻫﻠﻴﺔ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ %80ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ
ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭ %20ﻓﻲ ﺍﺣﺰﺍﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻭ ﻳﻤﺎﺭﺱ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻫﻮﺍﻳﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻓﺮﺍﻏﻬﻢ،
ﻓﻘﺪ ﻟﺤﻈﺖ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﺰﺍﻭﻟﺘﻬﻢ ﺃﻧﺸﻄﺔ
ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﻛﺎﻟﻤﻄﺎﻟﻌـﺔ ،59%ﺍﻟﺰﻳـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
،%71ﻫﻮﺍﻳﺔ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ،%2ﻭ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ
.% 45
2ﹰ -ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،%66ﻭﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،%65ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺃﺧﺮ ،ﻛﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻀﻮﻳﻦ ﺗﺤﺖ ﺭﺍﻳﺘﻬﺎ %50ﻭﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ﺃﺧﺮ ﻳﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻠﻪ.
75
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻈﻬﺮ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ
ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
%65
ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺩﻳﻨﻴﺔ
%5
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
% 66
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ
%50
ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ
%11
ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ
%44
ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ
%49
ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ
%11
ﺭﺳﻢ ﺑﻴﺎﻧﻲ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
76
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
3ﹰ -ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺨﺎﺹ
ﺑﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺎﻷﻃﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﺎﺓ ،ﻭﺑﺎﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ،ﻭﺣﻘﻮﻕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ .ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺃﻓﺴﺤﺖ ﻋﻮﻟﻤﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ
ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ،ﺑﺘﻨﻮﻉ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻋﺒﺮ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ،ﺍﺫ ﺗﻠﺤﻆ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ،ﻧﻘﻠﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ
ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،% 42 ،ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ،%40 ،ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ،%34 ،ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ،%28 ،ﻭﻣﺠﺎﻻﺕ ﺃﺧﺮ. ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
%
ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺻﺤﻴﺔ
40
ﺑﻴﺌﺔ
23
ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻧﺼﺮﺓ
34
ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ
42
ﻣﺨﻴﻤﺎﺕ
11
ﻋﻤﻞ ﺧﻴﺮﻱ
28
ﻋﻤﻞ ﺍﺩﺍﺭﻱ
31
77
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺭﺳﻢ ﺑﻴﺎﻧﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ 4ﹰ -ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺑﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻔﻴ ﹰﺎ، ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﻃﺮ ﹰﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ
ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻷﻭﺳﻊ .ﻓﻌﻠﻰ
ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ،ﻳﺮ %60ﻣﻦ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺗﻤﻨﺢ ﺍﻟﻔﺮﺩ
ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﻭﺗﻔﺘﺢ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻉ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺬﻝ
ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ،%47 ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ،ﻓﺄﺑﺮﺯﻫﺎ :ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ
ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺗﻔﻮﻕ ﻗﺪﺭﺗﻪ ،%13 ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ 78
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،% 36 ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،% 17 ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ %13ﻣﻦ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ،ﻗﺪ
ﺍﺷﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﻻ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻭﻻ
ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ.% 4 ،
ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﺁﺭﺍﺀ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻟﺪ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺣــﻮﻝ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ
%
13
ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ
36
ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻫﻤﻴﺔ
4
ﺗﻘﺪﹼ ﺭ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻭﺗﺸﺠﻌﻪ
46
ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻉ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ
47
ﺗﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ
60
ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ
ﻳﺮ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ
ﻣﺰﻳﺪ ﻣــﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ
ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
17
ﻻ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
13
5ﹰ -ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻵﻳﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻳﺮ %55ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ،ﺃﻥ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺪﻋﻢ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻉ ،ﺃﻣﺮ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ
ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ .ﻛﻤﺎ ،ﻳﺮ % 55ﻣﻨﻬﻢ 79
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ،ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺗﺘﻄﻠﺐ
ﻧﺸﺮ ﹰﺍ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﻗﻴﻤﻪ .ﻭﺑﺮﺃﻱ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ
ﻣﻨﻬﻢ ،ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ،% 53ﺃﻥ ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻳﻔﺘﺮﺽ
ﻳﺮ
ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﺣﻘﻠﻴ ﹰﺎ ،ﻟﻜﻲ
ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ
ﺍﺩﺧــﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ،
ﺗﺘﺮﺳﺦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ ﻟﻠﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻳﺸﻴﺮ %49
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ
ﺣﻮﺍﻓﺰ ﺗﺠﺘﺬﺏ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﺇﻟــﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ،ﻭﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺁﺗﻴﺔ ،ﻭﻫﻢ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﻳﻌﻠﻘﻮﻥ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ
ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ،% 49 ،ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﻛﻌﻄﺎﺀ ﺍﻧﺴﺎﻧﻲ ،% 39 ،ﻭﻭﺿﻊ ﺭﻭﺯﻧﺎﻣﺔ ﻋﻤﻞ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ،
36
،%ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺪ
ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺩﺍﺓ ،ﻭﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ.
80
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﺣﻮﺍﻓﺰ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺣﻮﺍﻓﺰ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺿﻊ ﺭﻭﺯﻧﺎﻣﺔ ﻋﻤﻞ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻉ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺍﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
% 49 36 55 39 53 55 40
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ؟ ﺃ –ﻫﻞ ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺃﻡ ﻳﻨﺤﺴﺮ؟
ﺗﺸﻴﺮ ﺇﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﺍﻟﻬﻼﻝ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺪ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1988ﻣﻦ 265ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺘﻄﻮﻉ ﺇﻟﻰ 150ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،2000ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﻨﺴﺒﺔ .% 25ﻭﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻡ 2.006 ،2001ﻣﺘﻄﻮﻋﻴﻦ) ،(1ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ،1.206ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﹴ 800 ﻋﻀﻮ. ﻭﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ،ﻳﻮﺟﺪ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎﹴ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ )(1
ﺭﺍﺟﻊ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻋﺎﻡ .2001
81
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ،ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻸﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻧﻘﺔ
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻨﻬﺎﺽ ﺍﻟﻬﻤﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ .ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺃﺧﺮ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ،ﻭﻣﺪ ﺧﺒﺮﺍﺕ
ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻓﺮﺩﻱ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻟﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
ﺏ – ﻣﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭﺣﺠﻢ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺧﻠﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ
ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ،ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻗﺪ ﺧﻔﻔﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻞ. ﺝ – ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ
ﺇﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻮﺩ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻭﻻ
ﺗﺰﺍﻝ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺭﻭﺡ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻓﺎﻟﻜﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﻜﻞ ،ﻭﻻ ﺇﻟﻐﺎﺀ
ﻟﻠﻄﺎﻗﺎﺕ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻛﻞ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻭﻋﺪﻡ ﻫﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ. 82
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺩ – ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ.
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦﺷﺄﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ.
ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ.
ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺬﻫﺎﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ.
ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺩﺍﺧﻞﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ.
ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺃﻭ ﺻﻘﻞ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﻗﻠﺔ ﺗﺸﺠﻴﻊ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ.
ﻫـ – ﺗﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﺟﺮ ﻭﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ :ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻗﺎﺋﻢ،
ﻭﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻟﺪ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ،ﻣﻊ ﺗﺸﺠﺒﻊ ﺗﻌﺒﺌﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ.
ﻭ – ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ 83
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻻﺟﺘﺬﺍﺏ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﻨﺸﻴﻂ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ.
ﺯ – ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻚ :ﺃﻭﻻﹰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺧﻠﻖ ﺃﻃﺮ
ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﺔ ﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﹶﺛ ﱠﻢ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻛﻤﺠﺪﺩ ﻭﻛﻤﻨﺸﻂ ﻟﻠﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻛﻤﺴﺎﻧﺪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ.
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ» :ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﺗﺄﺳﺴﺖ
ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻟﺠﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ
»ﻋﺎﻣﻞ«
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ
ﻋﺎﻡ ،1978ﻟﺪﻳﻬﺎ 23ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ
ﻏﻴﺮ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ
ﹴ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ 300 ﺷﺨﺺ ،ﺑﻴﻨﻬﻢ 100ﻣﺘﻔﺮﻍ
ﻭ 200ﻳﺘﻘﺎﺿﻮﻥ ﺑﺪﻻﹰ ﻷﺗﻌﺎﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺸﺎﻃﻬﻢ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ.
ﺇﻥ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﺑﺘﻬﺎ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻠﻴﻮﻥ
ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺿﻔﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ،ﺗﻘﺪﱠ ﺭ ﺑﻀﻌﻒ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺃﻱ 3ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺩﻭﻻﺭ .ﺗﺆﻣﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« % 53ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﺑﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ،ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺆﻣﻨﻪ
ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻈﻢ ﺳﻨﻮﻳ ﹰﺎ
3
ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ
ﻟﻠﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ -ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺻﻮﺭ ﻭﺑﻴﺮﻭﺕ. 84
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﻳﺤﻀﺮ ﻛ ﹰ ﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺆﺷﺮ ﻫﺎﻡ ﻟﻠﺜﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﻃﺎﺋﻔﻲ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ.
ﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺇﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﱡ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﻛﺒﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ )ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ،
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻛﺎﺭﻳﺘﺎﺱ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ،ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ،ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ(.
ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻋﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ،ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ ،ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،...ﻭﺗﻨﺴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ )ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ -ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ،ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ،ﺍﻟﺒﻠﻤﻨﺪ ،ﺍﻟﻴﺴﻮﻋﻴﺔ (...ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺑﻌﺜﺎﺕ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ )ﻓﻨﻠﻨﺪﺍ ،ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،ﺑﻠﻐﺎﺭﻳﺎ ،ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ ،ﺃﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ، ﻣﺼﺮ ،ﺗﻮﻧﺲ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ،ﺍﻟﺴﻮﻳﺪ ،ﺍﻟﻨﺮﻭﺝ ،ﺍﻟﺪﺍﻧﻤﺮﻙ ...ﺍﻟﺦ(،
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻣﻦ 85
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ
ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ( ،ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴـﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺓ ،ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﻣﺼﺮ
ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ...ﺍﻟﺦ( ،ﺇﺫ ﺗﺤﺮﺹ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ.
ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﱢ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻓﻜﻮﻧﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻻ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻧﻈﺎﻣﻪ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻃﺎﺋﻔﻲ ،ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻻﻧﻀﻮﺍﺀ ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻬﻤﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ
ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ
ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻬﺪﺍﻡ
ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻣﻨﻄﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ،ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻛﺈﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ: 1
– ﺷﻌﺎﺭ »ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ
ﺷﻌﺎﺭﻫﺎ:
2
– ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻣﻴﻤﺎﺕ »ﻣﺒﺪﺃ ،ﻣﻮﻗﻒ،
ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ
3
– »ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ«
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ«.
ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ«.
ﺍﻟﻤﺤﺎﻳﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ،ﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ«. 86
»ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻋﺎﻟﻤﻴ ﹰﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﻟﻼﺭﺗﺰﺍﻕ .ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻘﻨﻴ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﻬﻨﻴ ﹰﺎ ﻓﻘﻂ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﻭﻓﻲ
ﻧﻬﺠﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻣﻴﻤﺎﺕ :ﻣﺒﺪﺃ،
ﻣﻮﻗﻒ ،ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ
ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ.
ﻟﻬﺬﺍ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺃﻥ ﻧﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ »ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ« ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﺒﺮ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﺑﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺗﻤﻬﻴﺪ ﹰﺍ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺑﺈﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﻦ
ﹶﺛ ﱠﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ. ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﱡ
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺤﺎﻭﻝ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﺪﻡ
ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻓﻜﺮ ﹰﺍ ﻭﻗــﻮﻻﹰ ﻭﻋﻤﻼﹰ ،ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﺛﻘﺎﻓﺔ
ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ:
ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﻠﻮ ﺗﻘﺎﺿﻰ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻓﻤﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻳﻤﺜﻞ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻣﺒﻠﻐ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﺪﺛﺮ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻧﻌﻤﻞ
ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ 87
ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔﺍﻟﺤﻘﻮﻕ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ،ﻓﺎﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﺮﺍﻛﺰ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﻌ ﹼﺒﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﺡ» ،ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺮﻣﺰ« ﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ – ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﻓﻠﺪﻳﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﻛﻔﺮﺷﻮﺑﺎ ،ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺲ ،ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ،ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ،ﺃﻱ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﺋﺪ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ .ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ...ﺍﻟﺦ ﺇﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ
2010
ﺑﺎﺗﺖ ﺟﻤﻌﻴﺔ
ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﺟﻨﻴﻒ ،ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﺍﻟﺴﻌﻲ
ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﺟﻤﻌﻴﺔ
ﺩﻭﻟﻴﺔ :ﺭﻓﺾ
ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺇﻏﺮﺍﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻣﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ
ﻓﻲ ﺃﺟﻨﺪﺍﺕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻏﺮﺍﻗﻪ ﻓﻲ »ﺃﺟﻨﺪﺍﺕ« ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻙ. ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﹼ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺘﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ 88
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺟﻨﻴﻒ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ...ﺍﻟﺦ ،ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ
ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻋﺎﺩﻝ ﻟﻠﺜﺮﻭﺍﺕ ،ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ،ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﺑﻜﻞ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ .ﻓﺎﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻭﺍﺣﺪ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﺣﺪ
ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ
ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮ ،ﻭﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺃﻣﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻗ ﹼﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻓﺾ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ
ﺗﺤﺖ ﺇﺷــﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮ ،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻗﻌﻮﺍ ﺿﺤﻴﺔ ﺣﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ
ﻫﺪﻓﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﺏ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻓﺮﺩﻳ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻃﺎﺋﻞ.
ﻭﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻟـ»ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ ﻻﻃﺎﺋﻔﻴﺔ:
89
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
1ـ ﻣﻘـﺪﻣـﺔ
)(1
ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﺍﺧﺮ
ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ،ﻣﻨﻘﺴﻤﺎ
ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﺘﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺧﻄﻮﻁ ﹼ
ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ. )1975
ﻓﺮﺿﺖ ﺟﻮﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ـ ،(1990ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﺍﻷﻭﻝ
) (1978ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ) (1982ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻭﻗﻌﺎ ﺇ ﱠﺑﺎﻧﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ) ،(2ﺃﻥ ﺗﺒﺘﻜﺮ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﺗﺄﺳﺴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ
ﻟﺠﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1978
ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. )(1
)(2
ﻫﺬﻩ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻭﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻳﻀﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﻧﺼﺎﺭ ،ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ ﺳﺘﺼﺪﺭ ﻗﺮﻳﺒ ﹰﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ »ﻋﺎﻣﻞ ﻧﻤﻮﺫﺟ ﹰﺎ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺪﻧﻲ ﺗﻄﻮﻋﻲ. ﻳﺮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ« ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ» ،ﻳﻮﺍﺯﻱ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ« ،ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺪﺭﻙ »ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻤﺎ« .ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺆﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ. ﺭﺍﺟﻊ: ـ ﻛﻮﺛﺮﺍﻧﻲ ،ﻭﺟﻴﻪ .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺪﻭﺓ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ« .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ »ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« ،ﺑﻴﺮﻭﺕ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺃﻳﻠﻮﻝ .1992ﺹ 119ـ .121 90
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ .ﺇﺫ ﻧﺸﻂ ﻣﺘﻄﻮﻋﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ،ﺍﺗﺼﻔﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ،
ﺑﻄﺎﺑﻊ »ﺗﻌﻮﻳﻀﻲ« ﻟﻀﻌﻒ ﺃﻭ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ) ،(1ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ
ﺗﺮﺳﺨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ،ﻭﻛﺸﻔﺖ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺟﺪﻭ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ.
ﺇﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻗﺪ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺗﺤﺪﻳ ﹰﺎ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ،ﻋﻨﺪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺟﺘﺎﺯ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
)(2
)(1
ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﻃﻠﻴﻌﺔ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺇﻥ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺿﻌﻒ ﺃﻭ
ﻏﻴﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻜﻜﺖ ﺃﻭ ﺩﻣﺮﺕ
ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺳﻮ ﹰﺀﺍ .ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺃﻧﻈﺮ :
ﻋﻴﺴﻰ ،ﻧﺠﻴﺐ .ﻭﺭﻗﺔ »ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺸﻮﻩ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ« ،ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ »ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ـ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ« .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ »ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻱ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ« ،ﺑﻴﺮﻭﺕ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻧﻴﺴﺎﻥ ،2008ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 111ـ .157
)(2
ﻳﺸﻴﻊ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻔﻬﻮﻡ »ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ« ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻏﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻣﺜﻘﻞ ﺑﺪﻻﻻﺕ ﺳﻮﺳﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ،ﻏﻴﺮ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ،ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﺨﻼﻑ ﻣﻔﻬﻮﻡ »ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ«. 91
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﺗﻤ ﱠﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﹴ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﺗﻤﺎﻣ ﹰﺎ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻇﺮﻭﻑ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻷﻫــﺪﺍﻑ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ، ﺍﻟﻤ ﹶﺤﺪﱢ ﺩﺓ ﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﹸ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺍﺿﻄﺮﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻤﻮﺿﻊ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ،ﻭﺑﻔﻌﻠﻪ، ﹼ
ﺗﻨﻈﻴﻤﻴ ﹰﺎ ﻭﻟﻮﺟﺴﺘﻴ ﹰﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﻃﺮﻕ
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ .ﺇﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻧﺼﺐ ﺃﻋﻴﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻮﻑ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ
ﻟﺘﻮﻩ ﻣﻦ ﺣﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻣﺮﻳﺮﺓ ،ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻣﻊ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪ ﱠﻣﺮ ،ﺧﺎﺭﺝ ﱢ ﺣﺘﻰ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ »ﻭﺭﺷﺔ« ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﺫﻟﻚ :
ـ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﺑﻴﻦ ﻛﻮﺍﺩﺭﻫﺎ
ﻭﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ،ﻭﺃﻧﺼﺎﺭﻫﺎ ﺍﺃﺭﺍﺩ ﹰﺍ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ.
ـ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ،ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻣﻊ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣﻊ ﺩﻭﺭ »ﻋﺎﻣﻞ«.
ﺃﻓﻀﺖ ﻫﺬﻩ »ﺍﻟﻮﺭﺷﺔ« ﺇﻟﻰ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﺸﺎﻁ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺠﺪﺩ ﹰﺍ ،ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺤﺮﺏ .ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ 92
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻭﺗﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﻨﺎﺀ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ـ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﻟﻘﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻧﺘﻘﺎﻻﹰ ﻧﻮﻋﻴ ﹰﺎ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻗﻴﺎﺳﻲ
ﻗﺼﻴﺮ ،ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻌﻠﻴ ﹰ ﻼ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﹰﺍ ،ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﺮﺽ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﻭﺗﻮﺛﻴﻖ ﻭﺣﺮﻛﺘﻬﺎ. ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﱠ ﺇﻥ ﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ،ﻭﺗﺎﻟﻴ ﹰﺎ ﺍﻟﺒﺤﺚ،
ﻻ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺫﺍﺗــﻲ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ
ﺳﺮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ »ﺟﻤﻌﻴﺎﺗﻲ« ﺑﺤﺖ) ،(1ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ
ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﻜﺸﻒ
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ﻣﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ
ﺗﺤﻮﻻﺕ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻓﻴﻪ ،ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
ﻫﻲ ﺇﺫﻥ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ،ﻻ ﻋ ﹼﻴﻨﺔ »ﺟﻤﻌﻴﺎﺗﻴﺔ« ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻫﻠﻴﺔ.
ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ،ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺗﻌﻜﺲ ﻧﺴﺒ ﹼﻴ ﹰﺎ ،ﺃﻭ )(1
ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﻱ. ﺃﻣﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺟﻤﻌﻴﺎﺗﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ associatifﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺎﺗﻴﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ،associatisation ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺿﺢ ﻛﻞ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻓﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ،ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻷﻃﺮﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. 93
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻭﺫﻟﻚ ،ﺑﺤﺴﺒﺎﻥ ﺃﻥ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﺆﻟﻒ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻋﻠﺔ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ.
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺷﺎﺑﺘﻪ ﻣﻼﻣﺢ
ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ،ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋ ﹰﺎ ،ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹶﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺗﺮﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻑ ﺃﻫﻢ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﺣﻴﺚ ﺗﺒﺮﺯ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﺗﻤﺘﺎﺯ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺕ »ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ« ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-ﺃﻭﻻﹰ :ﺗﻤﺘﺪ ﺟﺬﻭﺭ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ
ﹸﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ) ،(1ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ )(1
ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ« ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ »ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ« ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﻟﺪﺗﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ
»ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ« ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ) 1989ـ .(1990
ـ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻭﺍﻗﻊ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ« ،ﺭﺍﺟﻊ :
ﺿﺎﻫﺮ ،ﻣﺴﻌﻮﺩ .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .ﺑﺤﺚ ﹸﻗﺪﱢ ﻡ ﺇﻟﻰ ﻧﺪﻭﺓ
»ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ« .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .2001ﺹ 397ـ .413
ـ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻭﺍﻗﻊ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ« ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺭﺍﺟﻊ : karam. Le mouvement civil au liban. Revendications,
KARAM,
protestations et mobilisations associatives dans l’après – guerre. Préface d’ Elisabeth PICARD. Editions karthala, Paris 2006. p 33 – 168.
ﻭﻛﺬﻟﻚ،
ﻧﺼﺎﺭ ،ﻋﻠﻲ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ.
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ
ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .2003 ،ﺹ 77ـ .92
94
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﺣﺘﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ »ﺩﻭﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ« ،ﻭﻗﺪ ﺗﺮﻛﺰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﺛﻢ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺣﻠﺘﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ) (1943ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ) 1975ـ ،(1990ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺻﺎﻍ ﺭﺅﺍﻩ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻭﺑﺮﺍﻣﺠﻪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻳﺔ.
-ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ :ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ،
ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺧﻼﻝ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﺗﺤﺖ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻭ ﹸﺃﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﺘﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ.
-ﺛﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﻃﻮﺭﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ،ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﻭﺍﺟﻬﺖ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ،ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ،ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ »ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ« ،ﻭ»ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ« ﻭﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻤﻮﻟﻴﻦ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﺍﻳﻀﺎ.
ﺭﺍﺑــﻌ ـ ﹰﺎ :ﺣﺎﻓﻈﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻼﻃﺎﺋﻔﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ،ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﺭ
ﺣﺎﻓﻈﺖ »ﻋﺎﻣﻞ«
ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ،
ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻭﻫﻮ ،ﺑﺪﺍﻫﺔ ،ﻣﻦ
ﺍﻟﻼﻃﺎﺋﻔﻲ
ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺷﻤﺖ ﹸﺑﻨﻰ ﻭﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺭﻛﺎﺋﺰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
95
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻣﺎ ﺟﻌﻞ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻗﻮﺓ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻼﺀ
ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ،ﻧﺴﺒ ﹼﻴ ﹰﺎ ،ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
ﺧﺎﻣﺴﺎ :ﺣﺎﻓﻈﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ
ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﻋﻨﺎﺻﺮ »ﺧﻄﺎﺏ« ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ »ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ« ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪ .ﻭﻫﺬﻩ
»ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ« ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺯ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻨﻔﺬﻫﺎ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺗﺠﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ
ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻣﻊ ﺗﻘﻠﺒﺎﺕ »ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ« ،ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣ ﹰﺎ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻭﻓﺎ ﹰﺀ ﻟﻬﺎ.
-ﺳﺎﺩﺳ ﹰﺎ :ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﻭﻗﻔﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ
ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺕ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ،ﻓﺈﻥ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺮ ،ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎﺕ ،ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﺣﻮﺍﻓﺰ
ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ »ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ« ،ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ،ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ) 1989ـ .(1990
96
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ،ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﺍﻟﻜﺮﻭﻧﻮﻟﻮﺟﻲ
ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻷﺣــﺪﺍﺙ ،ﺳﻮﻑ ﻳﺠﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﺳﻴﻜﺸﻒ ﺃﻥ ﺣﺮﻛﺔ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ« ،ﻗﺪ ﺍﺗﺴﻤﺖ ،ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺑﺴﻴﻮﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﻨﺎﻇﺮ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪ ،ﻭﺗﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻘﺎﻃﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻫﻮ ﺧﻮﺽ
ﻓﻲ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟــﺪﻭﺭ ﺍﻹﺻــﻼﺣــﻲ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻱ
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ، ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ،ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺎﺭﻩ ،ﻣﺆﺧﺮ ﹰﺍ ،ﻓﻠﻮﺭﻧﺲ ، Mottot
ﺑﻘﻮﻟﻪ »ﻫﻞ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ«)(1؟.
ﺗﺠﺮﺑﺔ
»ﻋﺎﻣﻞ«:
ﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺗﺨﺺ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﺷﺘﺮﻙ
ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ،ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﻗﻬﺎ. )(1
Mottot, Florence. L’histoire a-t-elle encore un sens?. sciences hu maines. Grands Dossiers N° 10 - mars-avril-mai 2008. _http://www.scienceshumaines.com/l-histoire-a-t-elle-encore-un-sens- fr_21989.html
97
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ،ﺑﺄﻥ ﻗﺪﹼ ﻡ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺟﻬﺪﻩ ،ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﺧﻼﻝ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﻭ
ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﻭﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ،ﺑﺄﻥ ﻣﺎﺩﺗﻪ ﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ، ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ) ،(1ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺃﻧﺠﺰ.
»ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ« ..ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺔﺗﻜﺸﻒ ﺍﻟﺒﺤـﻮﺙ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻇـﺎﻫﺮﺓ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟـﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،
ﻟـﻢ ﺗﺘﺒﻊ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺗﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﺛﺎﺑﺘﺔ .ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺗﺤـﻮﻻﺕ ﻓﻲ
ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫـﺮﺓ) ،(2ﺃﺧـﺬﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺣـﻞ
)(1
)(2
ﺭﺍﺟﻊ »ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ« ﺍﻟﻤﺮﻓﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﻫﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﻫﺬﻩ »ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ«. ﺣﻨﺎ ،ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﻥ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ. ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﺩﻣﺸﻖ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.2002 ، 98
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺻﻌﻮﺩ ،ﻭﻣﺮﺍﺣـﻞ ﻫﺒﻮﻁ ،ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ).(1
ﻭﺗﻌﻮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ
ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳــﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ)،(2 ﻭﺗﻜﺘﺴﺐ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﻣﻨﻬﺞ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ،ﻛﺄﺩﺍﺓ »ﺗﻔﺴﻴﺮ«
)(3
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ
ﻟﻠﻌﻨﺎﺻﺮ
ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ« ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻨﺎ، ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﻣﺜﻞ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﻭﻋﺼﺐ ﺍﻻﻟــﺘــﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ.
)(1
)(2
)(3
ﺃﻣﻴﻦ ،ﺟﻼﻝ .ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﻳﻮﻡ 5ﺁﺫﺍﺭ ،2010ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺌﺔ ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻼﺩ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻦ ﺯﺭﻳﻖ .ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﺠﻠﺔ »ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ« ،ﻗﺪ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ.2010 ، ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﺟﺮﺍﺅﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﻧﺪﻭﺓ ﻧﻈﻤﻬﺎ »ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ« ،ﻭ«ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﻮﻧﺮﺍﺩ ﺃﺩﻳﻨﺎﻭﺭ« ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ.2005 ، ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ ،ﺟﻮﻥ .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻛﻢ ﺻﺎﻟﺢ ﺣﺴﻦ ﻧﺎﻇﻢ .ﺇﺻﺪﺍﺭ »ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺔ« .ﺗﻮﺯﻳﻊ »ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« ،ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ،ﺷﺒﺎﻁ/ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ .2008ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ 431ـ 432ـ .434 99
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﺗﺸﻜﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺠﺎﻻﹰ ﻣﺪﻧﻴ ﹰﺎ ،ﻳﻮﻓﺮ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﻱ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻭﻱ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ،ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﱡ ﻡ ﺃﻭ »ﺗﻘﻬﻘﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ«) .(1ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ
»ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ) ،(2ﻻ ﺑﺄﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﻴﺪ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﺗﻔﺼﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻕ).(3
)(1 )(2
)(3
ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .355 ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 25ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،2009ﻭﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 27ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009ﻭﻳﻨﻄﻮﻱ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺱ ﻛﻤﻴﺔ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ. ﻷﺧﺬ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ/ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ـ ﺑﻨﺤﻤﻮ ،ﻣﺤﻤﺪ .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ .ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻧﺖ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/563049A3-F46E-4891-B3FE5951F14235E7,frameless.htm?NRMODE=Published
ـ ﺍﻟﻄﺮﺍﻭﻧﺔ ،ﻣﺤﻤﺪ .ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ http://pal-lp.org/article36.html : ـ ﺑﺎﺭﻭﺩ ،ﺯﻳﺎﺩ .ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻀﻐﻂ .ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 27ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2002 ـ ﻣﺎﺟﺪ ،ﺯﻳﺎﺩ .ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ» :ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺮﺟﻌﻲ« .ﺇﺻﺪﺍﺭ 100
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲﻳﻘﺪﻡ ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺭﺅﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ،ﺗﻀﻊ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺩﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ،ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻲ ﺑﺄﻥ
ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ،
ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ »ﻗﻮﺱ ﺍﻻﺯﻣﺎﺕ«،
ﺑﻔﻌﻞ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ :ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺑﺎﻣﺘﺪﺍﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻗــﺎﺭﺍﺕ ،ﻭﻏﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﻓﺮ
ﺑﻤﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ .ﺛﻢ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﻣﻊ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﻦ
ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ،
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ
ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ـ »ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ،ﻣﺎ ﺟﻌﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻠﻴﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ).(1
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ،ﻣﻦ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻭﺗﻄﻮﺭﻩ ،ﺗﻘﻀﻲ ،ﻣﻨﻬﺠ ﹼﻴ ﹰﺎ ،ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ،
ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻫﻮ ﺑﺆﺭﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻣﺴﺮﺡ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﻠﻪ« ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻟﺪ ﺃﻣﺔ ﻣﺎ) .(2ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻳﻌ ﹼﺒﺮ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻭ )(1 )(2
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ .2004 .ﺹ.49 ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 15ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 ﻣﺎﺭﻛﺲ ،ﻛﺎﺭﻝ .ﻓﻮﺭﺑﺎﺥ .ﺍﻟﺘﻀﺎﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ،ﺹ83 ـ .84ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ : ـ ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﻓﺮﻳﺪﺭﻳﻚ ﺇﻧﺠﻠﺰ .ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺎﺕ .ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ، 101
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻭﺣﺘﻰ »ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ« ،ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻋﻦ »ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ«) (1ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﻜﺒﺮ. ﺇﻥ ﻭﻗﻮﻉ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ
ﺻﺪﺍﻡ ﺩﻭﻟﻲ ،ﻳﻔﺴﺮ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﺖ
ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻭﺍﻛﺘﻨﺎﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ .ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ
ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ ،ﺑﻞ ﺃﻫﻢ ﻣﺼﺎﺩﺭ،
ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ
ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ،ﻳﺒﺮﻫﻦ ﺃﻥ ﺍﻧﻄﻼﻗﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﺗﺄﺕ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻍ ،ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﹰﺍ ﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺣﺘﻤﺖ ﺍﻟﺤﻴﺜﻴﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺜﻠﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ،ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺿﻄﻠﻌﺖ ﺑﻪ ،ﺗﺄﺳﻴﺲ
ﺣﻴﺜﻴﺔ ﻧﻀﺎﻟﻴﺔ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺘﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ،
ﺭﺳﻤﺖ ـ ﺃﺻ ﹰ ﻼ ـ ﻭﺟﻬﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ )(1
ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ »ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ« ،ﻣﻮﺳﻜﻮ.1980 ، ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ »ﺣﻠﻘﺔ ﺗﺜﻘﻴﻔﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ«.1998 . 102
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﻛﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﺖ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ) .(1ﻭﻫﻲ :
ـ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ :ﺗﻌﺎﻇﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺧﻼﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻟﻜـﻮﻟﻮﻧﻴـﺎﻟﻲ ،ﻭﺇﺛـﺮ ﻧﻜﺒـﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ) ،(1948ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻜﻴـﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧـﻲ ـ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺩﻭﻟﻲ ﻇﺎﻟﻢ .ﺍﻧﺼﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ،ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ،ﺣﻴﺚ ﻭﺻﻞ
ﺍﻟﻼﺟﺌﻮﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﻩ ﻭﺑﻠﺪﺍﺗﻪ ﻭﻣﻜﺜﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺃﺷﺘﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ) .(2ﻭﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ،ﻭﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ،
ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﺤﻴﻔﺎ ﻭﺑﺎﻧﻴﺎﺱ ﻭﺍﻟﻘﻨﻴﻄﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺻﻴﺮﺗﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺃﻭ ﺁﺧﺮ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ) ،(3ﻣﺴﻜﻮﻧﻴﻦ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ.
ـ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ :ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻋﻠﻰ
ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ
)(1 )(2
)(3
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 15ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻗﺪ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1948ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ .1952ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. 103
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻲ) ،(1ﺇﺫ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺤﻮﺍﺿﺮ
ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺟﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﺗﺤﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺰﻣﻦ ﻟﻠﺴﻮﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ) .(2ﻭﻗﺪ ﹼ
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ،ﺣﻔﺰ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻹﻗﻄﺎﻉ ﻭﻭﺣﺸﻴﺘﻬﺎ
ﻭﻗﺴﻮﺗﻬﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺼﺒﺢ ،ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻜﺒﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﺟﺒﻬﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺧﻂ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ـ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻒ ﻛﻞ
ﻟﺒﻨﺎﻥ).(3 )(1
)(2
)(3
ﻓﻀﻞ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻧﺘﻴﺠﺔ »ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻭﺍﺿﻌﻲ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ،ﻗﺪ ﹼ ﻣﺰﺍﻳﺎﻫﺎ ﻛﻘﺎﻋﺪﺓ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻭﺟﻮﻳﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﻧﺔ ﻣﺜﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺗﺎﺑﺖ ،ﻭﺇﻣﻴﻞ ﺇﺩﻩ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻜﺘﻞ ﺿﺎﻏﻂ ]ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ[ ﺃﺩ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﺟﻐﺮﺍﻓ ﹼﻴ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ« ﺍﻱ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ.
ﺭﺍﺟﻊ : ـ ﺍﻟﺼﻠﺢ ،ﺭﻏﻴﺪ .ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ،ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﻗﻲ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .2006ﺹ .26 ﻛﺴﺒﺎﺭ ،ﺗﻮﻓﻴﻖ .ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ 1948ـ .2002ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺑﻴﺮﻭﺕ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .2005 ،ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ » :ﻧﻤﻮ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﻧﻤﺎﺀ« ﺹ 87ـ .123 »ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ .ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺗﺠﺮﻳﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺨﺰﻭﻧ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ .ﺃﻧﺎ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ ،ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻻﻗﻄﺎﻉ ﻳﻬﺠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎﻛﻴﻦ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻛﻨﺎ ﻧﻮﺍﺟﻬﻬﻢ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﺯﻻﻡ ﺍﻹﻗﻄﺎﻉ ﺷﺘﻢ ﺃ ﹼﻣﻲ .ﻭﻻ ﺃﻧﺴﻰ ﻛﻴﻒ ﺧﺮﺝ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﻭﺇﺧﻮﺍﺗﻲ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺘﻪ ﺑﺎﻟﺒﻠﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻜﺎﻛﻴﻦ .ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻨﺎ .ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﺠﺄﻭﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﺮﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺭﺍﺿﻴﻬﻢ ،ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﻗﻄﺎﻉ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ = 104
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ـ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ :ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻲ .ﻭﻳﺸﻴﺮ ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ«
ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺮﺟﻌﻴﻮﻥ ـ ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻴﺶ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ »ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«، ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﺁﻥ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﱠ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﻟﻌﻴﺶ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ،ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑـ»ﺍﻵﺧﺮ« ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻲ .ﻭﻣﺎ ﻧﺸﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ »ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ« ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻼﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ
ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺧﻂ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ،ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺟﺰ ﹰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻋﺎﻣﻠﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ ،ﻫﻤﺎ :ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ
ﺗﻬﺪﻳﺪﺍ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴ ﹰﺎ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺍﻹﻗﻄﺎﻉ) ،(1ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺭﻁ ﺭﻣﻮﺯﻩ ﻭﺃﺯﻻﻣﻬﻢ ،ﺑﺎﻛﺮ ﹰﺍ ،ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ.
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄ ﻓﻴﻬﺎ
ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺟﺮﻳﺌ ﹰﺎ ،ﻳﺄﺑﻰ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﺎﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺒﺔ .ﻭﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻐﻔﻞ
ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ،ﻭﻻ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ
)(1
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬ ﹼﻦ .ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﻘﺒﻞ«. ﺭﺍﺟﻊ : ـ ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 15ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ 105
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ .ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻓﺈﻥ
ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺃﻭ ﻧﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺛﻘﺎﻓﺔ
ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻋﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ،ﺍﻓﺮﺍﺩ ﻳﻘﺮﻧﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻋﺒﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮﻳﺔ .ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ).(1
ﺗﺆﻟﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ :ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻣﺤﺘﻮ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻭﺗﻜﺸﻒ
ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ) ،(2ﻭﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ) ،(3ﺃﻥ )(1 )(2
)(3
ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. ﺣﻨﺎ ،ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﻥ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ. ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﺩﻣﺸﻖ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.2002 ، »ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ« ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ 5ـ .18 »ﺇﻥ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ]ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ[ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ]ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ـ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ[ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ،ﻳﻄﺮﺡ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺟﺪﻳﺔ .ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ]ﻋﺮﺑﻲ[ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺳﺘﻘﻒ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻣﻦ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ.ﺃﻱ ﺳﻼﻡ ﺩﺍﺋﻢ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻜﻨ ﹰﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﻗﺒﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .«...ﺃﻧﺪﺭﻭ ﺷﺎﺑﻴﺮﻭ .ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ .ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻧﺺ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ »ﺑﺮﻭﻛﻴﻨﻐﺰ« ،ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ .ﺭﺍﺟﻊ : = 106
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ،ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ.
ﻓﺎﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻓﻴﻪ ،ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ،ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺃﻱ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﻣﻬﺎﻣﻪ ،ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ).(1 ﺇﻥ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺆﻟﻒ ﺟﻮﻫﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺭﻓﺪﺕ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ
ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻭﻳﻨﻀﻮﻱ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ،ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺗﺖ ﺟﺰ ﹰﺀﺍ
ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟــﺬﻱ ﺭﺳﺦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ﺇﺻﻼﺣﻴﺎ ﺭﻓﻴﻌﺎ ﻟﺪ ﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺸﻐﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺑﺴﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ
ﺟﻮﻫﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«
ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
)(1
ـ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻳﻮﻡ 17ﺗﻤﻮﺯ .2010ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﻮ ﻣﻌﻜﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ. ﺣﻮﻝ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ »ﻓﻠﺴﻔﺔ« ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺇﻧﻜﻠﺘﺮﺍ ﻭﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ،ﺑﺸﺄﻥ ﻣﻬﺎﻡ ﻭﺩﻭﺭ »ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ« ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺧﻼﻝ »ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ« ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ .ﺭﺍﺟﻊ : ـ ﺍﻫﺮﻧﺒﺮﻍ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ .ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ 277ـ 327 ،323ـ 373ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ. 107
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻟﻜﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻻ ﺗﻮﻗﻊ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ »ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ« ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺠﺎﻫﺮ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ،ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ
ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ
ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﻋﺎﺩﻝ ﻟﻠﺜﺮﻭﺍﺕ، ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻻﺣﺘﻼﻝ).(1 ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺇﻥ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻻﺗﻪ،
ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﻭﺑﻴﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﺗﻌﻴﻴﻦ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ، ﻳﻌﺪﻭ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻓﺤﺼ ﹰﺎ ﺗﻘﻨ ﹼﻴ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻛﺮﻭﻧﻮﻟﻮﺟﻴ ﹰﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺃﻭ ﺻﻔﺎﺕ ﻣﺎ،
ﺗﺠﻤﻊ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ. ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺷﺒﻜﺔ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺣﺰﺏ ﺃﻭ ﱡ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻠﺔ ،ﻳﺮﻛﺰ ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﻮﻋﻲ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﻙ ،ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺤﺮﻙ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻐﻮﺭ
ﻋﻤﻴﻘ ﹰﺎ ﻓﻲ »ﺑﺆﺭﺓ ...ﻭﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ« ،ﺣﻴﺚ ﹶﺗﻜ ﱠﹶﻮﻥ ﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻒ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ،ﺩﻋﻤ ﹰﺎ ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ) .(2ﻭﻳﻤﺘﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ
)(1 )(2
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 27ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ » :ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ،ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ = 108
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻄﻮﺭ ،ﻃﻮﺍﻝ ﺟﻴﻞ ﻭﺃﻛﺜﺮ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻠﺔ ،ﻷﻧﺸﻄﺔ
ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺣﺮﺏ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ،ﺛﻢ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﺎﻡ .1990
ﻳﺼﺮ ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺇﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻡ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟــﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟ ﹸﺒﻨﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ
ﺗﻔﺮﺯﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .ﻭﻟﺬﻟﻚ، ﻳﺨﺘﺰﻝ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ) ،(1ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺪﻳﺎﻟﻜﺘﻴﻜﻲ/
ﺗﺪﺧﻞ ﻣﺸﺤﻮﻥ ﱡ
ﺑﺎﻟﺤﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ
ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻜﺮﻭﻧﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ، ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ.
)(1
ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺎﺱ .ﻭﻟﻢ ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ« .ﻭﻳﻀﻴﻒ » :ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮ :ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ...ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﺍﻵﻥ« .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 15ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 15ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 109
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ ،ﻟﺘﺒﻴﺎﻥ
ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
)(1
ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﻂ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ) (2ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ) ،(3ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻃﻐﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .ﺇﺫ ﻧﻠﺤﻆ
ﺃﻧﻪ ﺃﻣــﺎﻡ ﺣﺎﻟﺔ »ﻋــﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ
ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ«) ،(4ﻓﻲ ﻭﻃﻦ ﻳﻔﺘﻘﺮ ،ﺃﺻﻼ ،ﺇﻟﻰ
)(1
)(2
)(3
)(4
ﻳﻨﻘﻞ ﺃﻫﺮﻧﺒﺮﻍ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،427ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻋﻦ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺩPut- .
.namﻭﻧﺤﻦ ﻧﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻳﻀﺎﺭﻉ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ،ﻭﺃﻥ ﻛﻼ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻣﻴﻦ ﻳﺸﻴﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﻀﺞ ،ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻜﻞ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺭﺍﻫﻨﺔ، ﻣﺤﺪﺩﺓ. ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ،ﺭﺍﺟﻊ ،ﹰ ﻣﺜﻼ: ـ »ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺮﺟﻌﻲ« .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻹﻧﻤﺎﺋﻲ.2004 . ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﺭﺍﺟﻊ ،ﻣﺜﻼ : ـ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ،ﺩﻣﺸﻖ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .2003 ،ﻭﺭﻗﺔ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ،ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ » :ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺇﺳﻼﻣﻲ :ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ«، ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ 59ـ .234 ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 25ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2010 110
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ) ،(1ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ
ﻛﻞ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎﺩﻱ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ،ﻳﻜﺪ ﻣﻤﺜﻠﻮ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻨﺰﻋﺘﻴﻦ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ،ﺑﺪﺍﻓﻊ ﻓﻜﺮﻱ
ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ
ﺍﻻﺣﺼﺎﺀﺍﺕ
ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﻭﻏﺮﺽ ﺳﻴﺎﺳﻲ) ،(2ﻟﻄﻤﺲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ،ﺑﻜﻞ
ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺘﺰﻧﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺰﻟﻮﺍ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺃﻱ ﻋﻦ
ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ »ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ« ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ.
ﻭﺗﻌﻄﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﹰﺍ» ،ﻗﺼﺔ« ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﻢ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﺃﻭﺿﺢ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ،
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ. ﺃﻱ ﺑﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻟﺪ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﱢ )(1
)(2
ﻧﺎﻗﺶ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ »ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ« ،ﻭﺣﻠﻞ ﺍﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ،ﻣﻦ ﻫﺬﻩ »ﺍﻷﺯﻣﺔ« ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ .ﺃﻧﻈﺮ :ﻣﺎﺭﻭﻥ ،ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ .ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ »ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ« .ﻋﻤﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .2003 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ 35ـ .52 ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﺝ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﻓﺮﻳﺪ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ .ﺇﺫ ﻳﺪﻋﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺇﻟﻰ »ﻣﺪ ﺟﺴﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ...ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ« ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺠﻴﻮﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ. ﺭﺍﺟﻊ » :ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺮﺩﻉ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﺗﻬﺪﻳﺪﻫﺎ« .ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺓ »ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ« ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 13ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ/ﺃﻭﻛﺘﻮﺑﺮ .2009 111
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ،ﺃﻱ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ »ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﺟﺰﺀ ﺃﺳﺎﺳﻲ
ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺨﻠﺼﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﺃﺷﺪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ«).(1
ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﻢ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻨﻮﺍﻧ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ) ،(1979ﻛﺎﻥ ،ﻛﻤﺎ
ﻣﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﻋﻦ ﺳﻨﺮ ،ﺗﻌﺒﻴﺮ ﹰﺍ ﻭﺍﻋﻴ ﹰﺎ ﻟﺪ ﱢ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ،ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ
ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﻢ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ :ﺑﻌﺪ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﺷﻌﺒﻲ
ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ،ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ.
ﻓﺎﻻﺳﻢ ﺍﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟـ»ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻫﻮ »ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ«.
ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﻃﺎﺭ ﻭﻃﻨﻲ ﺟﺎﻣﻊ .ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﻌﻨﻲ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻃﻮﻳﻼﹰ ،ﺣﻴﺚ
ﻻﺣﻈﻨﺎ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺍﻻﺳﻢ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻛﻤﺎ
ﺃﻥ ﻃﻮﻝ ﺍﻻﺳﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﺣﻔﻈﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻣﺮ ﹰﺍ ﺻﻌﺒ ﹰﺎ .ﻟﺬﺍ ،ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻣﺮﻛﱢﺰ ﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﺳﻢ ﺫﻱ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﻣﻌ ﱢﺒﺮ ﻭﻳﺴﻬﻞ ﺗﺪﺍﻭﻟﻪ ﻭﺣﻔﻈﻪ).(2
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻭﺻﺪﻳﻖ ﻗﺪ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
)(1
)(2
ﻻﻛﻮﺳﺖ ،ﺇﻳﻒ .ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺇﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ .ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،1978 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .47 ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 22ﺗﻤﻮﺯ .2009 112
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﺍﺳﻢ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻛﺎﻥ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳ ﹰﺎ ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ،ﻭﺍﺧﺘﺰﺍﻻ ﻣﻜﺜﻔﺎ ﻟﻠﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺘﹼﻤﺘﻬﺎ .ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«
ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ) ،(1978ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﺻﻮﺭ ،ﺛﻢ ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ،ﹸﻋﺮﻓﺖ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻂ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ).(1
ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﻴﺶ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻭﻋﻤﻼﺅﻩ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ،
ﺟﺮﺍﺋﻢ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻓﻈﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﹼ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻐﺰﻭ ،ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻭﻋﻤﻼﺅﻩ ﻗﺪ ﺃﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺇﺑﺎﺩﺓ
ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﺣﻴﺎﺋﻬﺎ،
ﻭﻗﺘﻞ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ،ﻭﺗﻬﺠﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﺸﺮﻳﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ .ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ
»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ،ﺟﻌﻠﺖ »ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ،ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻠﺘﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ).(2
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ »ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ
ﻃﺎﺋﻔﻴ ﹰﺎ ،ﻛﺎﻥ ﺣﻴﻨﺌﺬ ،ﺑﺆﺭﺓ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺒﺒﻬﺎ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ )(1 )(2
ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. 113
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺭﻣﺰ ﹰﺍ ﺃﻭ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﹰﺍ ﻟﻠﺘﻨﺎﻗﺾ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﺳﻴﻘﺘﺮﻥ ﺍﺳﻢ »ﺟﺒﻞ
ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻭﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ،
ﺑﺎﻟﻄﻤﻮﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ).(1
ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺍﺳﻢ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻝ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ.
ﻓﺎﻟﻌﺎﻣﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﹼ ﻳﻔﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ،ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻏﺎﻳﺘﻪ .ﻟﻘﺪ ﺻﺎﺭ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﺮﺍﺩﻓ ﹰﺎ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻭﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺮﺍﺩﻑ
ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺣﻤﻞ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ
ﻭﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻫﻮ ﺇﺫ ﹸﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ
ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻜﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ .ﻭﺑﺬﻟﻚ
ﺳﻬﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻋﺎﻣﻞ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ).(2
ﺃﻋﻄﻴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻳﺴﺎﺭﻳﺔ ﺗﻘﺪﻣﻴﺔ،
ﺁﻧــﺬﺍﻙ ،ﻷﻥ »ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺄﺳﺴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﺍﻃﺎﺭﻫﺎ ،ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﺭﺋﻴﺲ
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻼﻓﺖ ﻓﻲ »ﻗﺼﺔ« ﺍﻻﺳﻢ،
)(1 )(2
ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. 114
ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻳﺴﺎﺭﻳﺔ ﺗﻘﺪﻣﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻚ ﺗﻠﻚ »ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ« ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1982
ﻭﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ، ﺑﻘﻴﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺨﻴﺎﺭ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ .ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﻮﺩﺓ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ
ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻭﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ـ ﺩﻭﻟﺘﻴﺔ).(1
ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﻢ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻌﻞ ﺭﻣﺰﻱ ﺑﺤﺖ ،ﻳﺪﻝ ،ﺇﺫ ﹰﺍ ،ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻘﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ،ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ »ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ« ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﻭ
ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺬﺗﻪ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻟﻢ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ،ﺑﻘﺪﺭ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻧﻔﺴﻪ .ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ،ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ،ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﹰﺍ ﻟﻈﺮﻭﻓﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻣﻼ ﹰﺀ ﻣﻦ ﻗﻮ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ
)(1
ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﻭﺩﻭﺭ ﻃﺎﺋﻔﻲ، ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺭﺳﻤﻴﺔ .ﺭﺍﺟﻊ : ـ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﻛﻮﺑﻨﻬﺎﻏﻦ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .1995 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .60 115
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ) ،(1ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻮ ﺭﻓﺪ
ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﻧﻔﻮﺫﻩ. ﻋﺼﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻳﺠﺎﺩﻝ ﻣﺆﺳﺴﻮ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺄﻥ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺇﻃﺎﺭ
ﻣﺪﻧﻲ ،ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ
ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ،ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ .ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ
ﺳﻮﺍ ﹰﺀ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺃﻭ ﺣﺰﺑ ﹰﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ
ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ) .(2ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺛﻘﺔ ﻓﻲ
)(1
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ:
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻵﺧﺮ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ،ﻣﻨﺬ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﺣﻮﻝ ﺇﺻﻼﺡ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ »ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« .ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻥ »ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ NSCﻋﻠﻰ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ]ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺔ[ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻢ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻭﺿﻊ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻟﻠﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ،ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻀﻢ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ US- AIDﺃﻭ ﻣﻤﺜﻞ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺳﻴﻮﻓﺮ ﺫﻟﻚ ﺭﺅﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ« .ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ، ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺭﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺓ ،ﻣﻦ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ،ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ http://: www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=1247
)(2
ﻋﺼﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 25ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 116
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ »ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ«
)(1
ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﺃﻱ ﺗﻌﺮﻳﻒ »ﻋﺼﺐ« ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ،
ﺗﺒﺮﻫﻨﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ.
ﻣﺆﺳﺴﻲ »ﻋﺎﻣﻞ«» ،ﻳﺘﺠﻠﻰ، ﺇﻥ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻤﺮ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﱢ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻀﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩ ]ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ[ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ،
ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ .ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﻴﺲ ﻗﺒﻴﻠﺔ«) .(2ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﻌﺼﺐ« ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻛﺮﺱ »ﻋﺎﻣﻞ«
»ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﻟﻼﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻭﺍﻟﻼﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ«) (3ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ
ﺗﺨﺘﺮﻗﺎﻥ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ.
ﻳﻼﺯﻡ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻄﻼﻗﺘﻬﺎ ،ﺿﻤﻦ ﺍﻃﺎﺭ
ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺭﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮﻱ ،ﻛﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻣﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ).(4
ﻭﻟﺬﻟﻚ ،ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺳﺲ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«
ﻋﻠﻰ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺳﻨﺔ ،1978ﻭﻫﻮ ﺣﺪﺙ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻧﺘﺎﺋﺞ
ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻦ )(1 )(2 )(3 )(4
ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .410 ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ .ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .305 ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 25ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 117
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺭ ﹼﺩ ﹰﺍ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ«
ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ،ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺭ ﹼﺩ ﹰﺍ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﺘﻪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻨﻪ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺟﺰ ﹰﺀﺍ
ﻣﻦ »ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺗﺄﺳﻴﺲ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺃﻱ ﻫﺬﻩ »ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ« ﺍﻟﺘﻲ ﺿﻤﺖ ﻗﻮ ﻣﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﻭﻧﺎﺻﺮﻳﺔ ﻭﺑﻌﺜﻴﺔ ﻭﻗﻮﻣﻴﺔ ﺳﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻗﺪ
ﺷﻜﻠﺖ »ﻋﺼﺐ« ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ .ﺃﻭﻻﹰ ،ﺑﺴﺒﺐ
ﺗﺮﻛﻴﺒﺘﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﻄﻮﺍﺋﻒ .ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺎ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺑﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ،ﺑﻠﻎ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺻﺪﺭ »ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«).(1 ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮ
ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ »ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ« ،ﻟﻢ ﺗﻘﺪﺭ )(1
ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ: ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ
ﻧﺺ »ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 18ﺁﺏ ،1975 ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ »ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« ) 1975ـ .(1981ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ ،ﻭﻻ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻨﺸﺮ. 118
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﺠﻬﺰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺒﻲ ،ﻓﻌﻼﹰ ،ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺃﻥ ﹼ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻣﻊ ﻏﺮﻕ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ
»ﺍﻟﻠﺒﻨﻨﺔ«).(1
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ،ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .ﻗﺎﻣﺖ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ ﺗﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﺍﻻﻧﻄﻼﻗﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1982ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻌﺪﻭ
ﺑﻔﺮﺽ ﺣﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ،ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻨﻄﻘﺘﺎﻥ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﻣﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ .ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺘﻬﺎ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺁﻧﺬﺍﻙ ،ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ
ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ).(2
ﻓﺎﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ،ﻛﺎﻥ ﺇﻗﺮﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺇﻃﺎﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺪﻧﻲ ،ﻳﻌﺎﻛﺲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺃﻧﻪ
ﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ،ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻌ ﹰﺎ ،ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﻋﺪﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻫﻜﺬﺍ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
)(1
)(2
ﺷﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺧﻼﻝ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ،ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺗﻨﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻣﺎ ،ﻭﺗﻄﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺠﺰ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻠﻬﺎ ،ﺛﻢ ﺗﺘﻌﻘﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ .ﺭﺍﺟﻊ »ﻻﺭﻭﺱ«. ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 22ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 119
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺗﻌ ﹼﺒﺮ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﺃﻱ ﺇﻧﻨﻲ ﺍﺗﺮﺟﻢ
ﺩﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻮﺿﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻜﻞ ﻫﻤﻮﻣﻬﺎ).(1
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺈﺷﻐﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ،ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺪﻳ ﹰﺎ ﻣﺘﻮﺍﺻﻼﹰ ،ﺟﻌﻠﻬﺎ
ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ،ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ،ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ،ﺃﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﺣﻀﻮﺭﻫﺎ ﻓﻴﻪ ،ﹼ ﻭﺃﻻ ﺗﺘﺮﺍﺟﻊ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ،ﻭﻻ ﻛﺎﻥ ،ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻔﻀﻞ ﺟﺪﻫﺎ ﻭﻛﺪﻫﺎ ـ ﻻ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻘﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻭﻻ ﻓﻲ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ـ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ »ﺍﻟﻌﺼﺐ« ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ،
ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ).(2
ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﺒﺮ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄﻥ
»ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻭﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ
ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ،ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ
ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻠﻤﺴﺎﺋﻞ ﺗﻘﺪﹼ ﻡ ﺃﻭ ﹸ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻫﻲ ﻗﻮﺓ ﻧﺴﺒﻴﺔ ،ﻻ ﺗﺠﻴﺌﻪ ﻣﻦ »ﻋﺼﺐ
ﺗﻘﻠﻴﺪﻱ« ﻋﺎﺋﻠﻲ ،ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﻲ ﻳﺬﻭﺩ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻣﻦ
ﺍﺩﻋﺎﺋﻪ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ »ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻮﻱ« .ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺭ )(1 )(2
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 17ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 25ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 120
ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ
ﻳﻮﻣﻲ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻛﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻫﻮ ﱞ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ) (1ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
ﺍﺗﺒﻌﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻣﻨﺬ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ،ﻧﻬﺠﺎ« ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ« ﻋﻤﺎ ﻫﻮ
ﺳﺎﺋﺪ ،ﻹﺩﺭﺍﻙ ﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻲ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺗﻮﻫﻦ »ﻋﺼﺐ« ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺑﺎﻹﺩﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺠﺪﹼ ﻱ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ
ﺑﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﻘﺰﻳﻢ ﻭﺗﺮﺫﻳﻞ ﺍﻵﺧﺮ).(2
ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻨﻴﻦ )ﻧﻮﺳﺘﺎﻟﺠﻴﺎ( ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ،
ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻭﺟﻨﻮﺡ ﺍﻟ ﹸﺒﻨﻰ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ،ﺑﺪﻻﹰ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ ﻭﻟﻮ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺮﺍﻛﻤﻴﺔ .ﻭﻫﻜﺬﺍ،
ﻳﻨﻮﺀ »ﺍﻟﻌﺼﺐ« ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺗﺤﺖ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻳﻌﻄﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻳﺔ).(3 ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ،
ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ،ﺟﻌﻠﺖ )(1 )(2
)(3
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 22ﺗﻤﻮﺯ .2009 ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺗﺘﻄﻮﺭ. ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ«.2009 ، ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. 121
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﻻﺩﺓ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻭﺩﻭﺍﻡ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﺎ،
ﻳﺠﺮﻳﺎﻥ ﻭﻓﻘ ﹰﺎ ﻟﻨﺒﻀﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ـ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﺤﺪﻳﺎﺗﻪ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ،ﻋﺒﺮ
ﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ،ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ).(1
ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﻓﻖ ﻧﺒﺾ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻟﻘﺪ ﺃﺳﻬﻤﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ،ﻓﻲ
ﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﺎﻋﻼﹰ ،ﻭﻧﺸﻴﻄ ﹰﺎ ،ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺕ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ »ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«) ،(2ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻌﺖ ﺃﻭ ﺃﺩﻧﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ .ﻭﻳﺘﻠﺨﺺ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ،ﻓﻲ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻻﻓﺘﺔ ﹸﻃ ﹺﺮ ﹶﺣﺖ
ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﻭﻫﻲ : )(1 )(2
ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ،ﻣﺜﻼ ،ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺪﻧﻲ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .ﻳﻼﺣﻆ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﺸﻠﻲ ﺃﻥ »ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ...،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﺢ ﺣﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﺴﻨ ﹼﻴﺔ« ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ »ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻧﻀﻤﺎﻡ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ـ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ« ﻋﺎﻡ .1958 ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺑﻠﻮﺭﺓ »ﺍﻟﻌﺼﺐ« ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺪ ﻛﻤﻲ ﻭﻧﻮﻋﻲ ﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻩ ،ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ،ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﹼ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ .ﺭﺍﺟﻊ : ـ ﻛﺸﻠﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ .ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ـ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ .ﻭﺭﻗﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺗﻤﺮ »ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻠﻌﺮﻭﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ« ،ﺑﻴﺮﻭﺕ، ﺷﺒﺎﻁ .2009ﻭﻗﺪ ﺻﺪﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻭﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻓﻲ » :ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ« .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ »ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ـ ﻧﺎﺷﺮﻭﻥ« ،ﺑﻴﺮﻭﺕ، .2009ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .323 122
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻭﺃﻥ
ﺗﺘﻄﻮﺭ ،ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ
ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ
ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺩﻭﺭ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻓﻲ
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻜﻔﺎﺀ ﻗﻮ
ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺃﻭ ﺯﻋﻴﻢ ﻛﺒﻴﺮ ...ﺍﻟﺦ .ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ
ﻭﺗﺘﻄﻮﺭ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﹼ
ﺍﻟﻌﺎﻡ 1982ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﺣﻴﻦ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ »ﻣﻨﻈﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ؟
ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ« ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ ،ﻭﺍﻧﻜﻔﺄﺕ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ؟!.
ﻣﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻜﹼﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺻﻮﻻ ﺇﻟﻰ »ﺗﻘﻬﻘﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ] ،ﺇﺫ[ ﺑﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﺲ ،ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺘﻪ«)(1؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻤﻜﻨﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻨﻮﺍﻧ ﹰﺎ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ،ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﺤﻠﻴ ﹰﺎ ،ﺇﻗﻠﻴﻤﻴ ﹰﺎ ﻭﺩﻭﻟﻴ ﹰﺎ؟).(2
ﻭﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﺗﻠﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ »ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ« ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ
ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، )(1 )(2
ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .355 ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ،...ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ. 123
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
»ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ« ،ﻭ»ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ« ﻋﺒﺮ ﱡ
ﻭﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ).(1
ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺗﻘﺪﱡ ﻡ ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺗﺒﺮﻫﻦ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﺞ »ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ« ،ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻫﺬﺍ
»ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ« ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻛﻔﺎﻋﻞ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ،ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﻍ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺸﺘﺮﻙ
ﺗﻨﻌﻘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺑ ﹰ ﻼ ﻟﻼﺧﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ) .(2ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ »ﺗﻔﺴﻴﺮ« ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻗﻮﺓ »ﺍﻟﻌﺼﺐ« ﻓﻴﻪ ،ﺑﻤﻌﺰﻝ
ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ).(3 ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ
ﻣﺆﺳﺴﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻨﺸﺄ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺇﻥ ﺭﺑﻂ ﱢ
»ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ،ﻭﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻻ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺎﺣﺜﻮﻥ ﻣﺮﻣﻮﻗﻮﻥ) ،(4ﺑﻞ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ
)(1 )(2
)(3 )(4
ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. ﻭﺿﺎﺡ» .ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ .ﻧﺘﻒ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺭﺓ ،ﹼ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎﺕ« .ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ »ﺑﺎﺣﺜﺎﺕ ،ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺎﺕ« .ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 1996 ،ـ .1997ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ 276 ﱡ ـ .286 ﺇﻫﺮﻧﺒﺮﻍ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ .ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 431ـ 432ـ .434 ﺷﻜﺮ ،ﻋﺒﺪﺍﻟﻐﻔﺎﺭ .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ = 124
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻓﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻭﻓﻲ »ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ـ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ) .(1ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻳﺒﻴﻦ ﺣﺠﻢ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺑﻞ ﻛﻞ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ).(2 ﺇﻥ ﺍﻟﻼﺗﻮﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ
ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﱟ ﺗﺠﻞ ﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ .ﻓﺎﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ ﺭﻭﺣﻴﺔ
ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺗﺆ ﹼﻣﻦ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ،ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﺇﻥ ﺣﺪﺙ ﻋﺠﺰ ﻟﺪﻳﻬﺎ) .(3ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺮﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ .ﻭﻫﺬﻩ ﺩﻭﺍﻓﻊ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﻟﻠﻤﻔﺎﺧﺮﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺎﺑﻌﺔ
)(1 )(2
»ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ« ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﻭ»ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ« ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، .2003ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .43 ﻧﺼﺎﺭ ،ﻋﻠﻲ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ .ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ 82ـ .88 Alain Ménargues: Les Secrets de la guerre du Liban Du coup d’État de. Béchir Gémayel aux massacres des camps palestiniens, Albin Michel,
)(3
.Paris, 2004 ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻴﻨﺎﺭﻍ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﺣﻮﻝ ﺧﻄﺔ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻼﺀﻡ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ .ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ. ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 27ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 125
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻷﺣﺪ ،ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻮﻳﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻓﻈﺖ
ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎﺭ ﻣﺪﻧﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮﻱ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﻭﻃﻨﻲ ﻗﻮﻣﻲ، ﻭﻣﻬﻨﻲ ،ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻬﻲ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ
ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﻃﺮﺍﻑ).(1
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ
ﺣــﺮﺹ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺣﺮﺹ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ﺳﻤﺔ ﻣﻦ
ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ »ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ«، ﺗﻜﻮﻧﻪ .ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ـ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﱡ
ﺑﺨﻀﻮﻋﻬﺎ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﺗﺘﺒﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﺑﻞ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺭﺳﻤﻲ
ﻟﻸﻫﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟــﻤــﺪﻧــﻲ) ،(2ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻳﻘﻮﻱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،ﻟﻀﻤﺎﻥ
)(1 )(2
ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎﺭ ﻣﺪﻧﻲ
ﺗﻐﻴﻴﺮﻱ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﻃﻨﻲ ﻗﻮﻣﻲ
ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. ﺗﻜﺸﻒ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺇﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺘﻠﻊ ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ،ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ،ﻟﺤﻈﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺴﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ،ﺑﻠﻎ ﺣﺪ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻫﻠﻴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﻭﻫﻤﻴﻴﻦ ،ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﺍﻃﺆ »ﺃﻫﻠﻲ« ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ. ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ :ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺧﺒﻴﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺭﻓﺾ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ. 126
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ) .(1ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻜﺲ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﺔ ،ﻳﻮﺳﻊ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ، ﻭﻳﻠﻘﻲ »ﺍﻟﻌﺼﺐ« ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻮﻁ
ﻣﻨﻬﻜﺔ).(2
ﺇﻥ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻟﻴﺴﺖ
ﻣﻌﻴﺎﺭ ﹰﺍ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﻳﺎﺩﺓ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« .ﻓﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ
ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ،ﻣﺜﻼﹰ ،ﻗﺪ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋ ﹰﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻔﻮﻕ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺃﻫﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ .ﻟﻜﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ،ﻳﺸﺪﺩ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ،ﹼ
ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ،ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺹ،
ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ).(3 ﻭﺑﺮﻏﻢ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻻﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺿﻤﻦ ﺭﺅﻳﺔ )(1
)(2
)(3
ﺍﻟﺸﺮﺟﺒﻲ ،ﻋﺎﺩﻝ .ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬﺪﻡ :ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ. ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺓ »ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ« ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻳﻮﻡ 31ﺗﻤﻮﺯ .2010 ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ،ﺭﺍﺟﻊ : ـ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﻮﻥ :ﻋﺪﻧﺎﻥ ﺍﻷﻣﻴﻦ، ﻣﻠﺤﻢ ﺷﺎﻭﻭﻝ ،ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻌﻠﺒﻜﻲ ،ﻋﻠﻲ ﺑﺰﻱ ،ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ ،ﺟﺎﻙ ﺃ .ﻗﺒﺎﻧﺠﻲ. ﺗﺤﺮﻳﺮ :ﺟﺎﻙ ﺃ.ﻗﺒﺎﻧﺠﻲ .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ ،ﺑﻴﺮﻭﺕ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، .2009 ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 15ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 127
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ
ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ،ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ،ﻓﻲ ﻭﻋﻲ ﱢ
»ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺗﺼﻴﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺿﻤﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ
ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮ .ﻭﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﻛﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ،ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻷ ﹼﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ).(4
ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺑﺎﻟﻔﺌﺎﺕ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻳﺮﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﺴﺪ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ
ﺿﺪ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ،ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ
ﺑﺎﻻﻧﺴﺎﻥ
ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺑﺎﻟﻔﺌﺎﺕ
ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻋﺎﺕ).(5
ﻓﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺗﺜﻴﺮ ﺳﺠﺎﻻﹰ ﻭﺍﺳﻌ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺼﺮ
)(4 )(5
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 27ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2009 ﺃﻱ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻳﺸﺪﺩ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻬﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﹼ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ« .ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. 128
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﺍﺫ ﺗﺼﺪﺕ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺩ .ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻟﻠﻀﺒﻂ ،ﻣﻮﺿﺤﺔ
ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻭﻃ ﹰﺎ. ﻓﻘﺪ ﺩﻋﺖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ،ﻣﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺑﻘﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ،ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ).(1
ﺇﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ـ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ،ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻫﻮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺼﺐ ﻋﻘﺒﺔ ﻛﺄﺩﺍﺀ ﺍﻣﺎﻡ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻣﺎ ﻳﺠﺒﺮ ﺃﺑﺮﺯ
ﻧﺎﺷﻄﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺭﺣﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ »ﺇﻧﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻷﻥ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻙ ﻭﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ«).(2
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺮﻫﻨﺘﻪ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻡ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ﻳﺒﺪﺃ ،ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ، ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
)(1
)(2
ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻧﻈﺮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻟﻔﻬﻤﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳﺪﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺭﺃﻱ ﺩ .ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ :ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، .2011/8/17 ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. 129
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻟﻘﺪ ﺳﻤﺤﺖ ﺣﻘﺒﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ
ﻧﺴﺒﻴ ﹰﺎ ،ﻟﻸﻗﻄﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﻴﻦ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ).(1
ﻓﻘﺪ ﺗﻤﻜﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺇﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻓﻌﻠﻴﺔ ،ﺃﻭ
ﺧﺼﺨﺼﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ،
ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺑﺤﻜﻢ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ
ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻴﻴﺮ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻗﻄﺎﻋﺎﺕ.
ﺧﺼﺨﺼﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ
ﻷﻗﻄﺎﺏ
ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﺻﺎﺭﺕ ﻟﻬﻢ ﺇﻗﻄﺎﻋﺎﺗﻬﻢ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺍﻷﺑﻌﺪ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ
ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻪ).(2
ﺇﻥ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻫﻲ ﺇﺫ ﹰﺍ ،ﻣﺼﺪﺭ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻜﻞ ﻧﺎﺷﻄﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﻭﺇﻥ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺄﻭﺿﺢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻗﺎﺩﺓ
»ﻋﺎﻣﻞ« .ﻓﺎﻹﺧﻼﺹ ﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ )(1
)(2
»ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺧﺒﺔ ﻭﺗﻮﺟﻬﻬﺎ ,ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ« .ﺭﺍﺟﻊ : ـ ﺍﻟﺼﻠﺢ ،ﺭﻏﻴﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ .ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .205 ﺩﺍﻏﺮ ،ﺃﻟﺒﻴﺮ .ﺣﻮﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ »ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ« ،ﺑﻴﺮﻭﺕ .ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .2008 ،ﺹ .54 130
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﺬ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ،ﻛﺸﺮﻁ »ﻹﺣﺪﺍﺙ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺟﺬﺭﻳﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ
ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ،ﺍﻟﻼﻃﺎﺋﻔﻴﺔ«) ،(1ﻭﻟﺮﺩﻡ ﺃﻭ ﺗﺠﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ
»ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ« ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻀﻌﺎﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﻌﺎﺋﻘﻴﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ:
ﻧﺒﺬ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻛﺸﺮﻁ ﻹﺣﺪﺍﺙ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ـ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﻭﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻓﻲ
ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ،ﺭﻏﻢ ﺧﺮﺍﺏ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺩﻣﺎﺭ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« .ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺗﻄﻠﺐ
ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺗﺒﺮﺭ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ« ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ،1948ﻟﻴﺼﻴﺮ
»ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﻃﻮﺍﺋﻒ ...ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﻧﺴﺘﺒﺪﻝ ﺑﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌ ﹰﺎ ﻣﺪﻧﻴ ﹰﺎ«) .(2ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ،ﺃﻥ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ »ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«،
ﻓﻲ ﻣﺎ ﻣﻤﺜﻠﻮ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﻮﺵ ﺍﻻﺑﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ
ﺇﻟﻰ »ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﺻﻴﻐﺔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ«) (3ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ. )(1
)(2
)(3
ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺣﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ .ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺇﻟﻰ »ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ« ،ﺃﻧﻄﻠﻴﺎﺱ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .1997 ﺍﻟﻘﺰﻱ ،ﺳﺠﻌﺎﻥ. ـ ﺭﺍﺟﻊ :ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ« 25 .ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،2009ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣ ﹰﺎ. ﺧﻼﻝ ﻟﻘﺎﺀ ﻧﺎﺋﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺩﻳﻔﻴﺪ ﺳﺎﺗﺮﻓﻴﻠﺪ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ 131
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ـ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ،ﻭﺗﺠﺴﺪﻩ »ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺇﺻﻼﺡ
ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ
2003
ـ .2005ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﻧﺤﻮ ﺻﻴﺎﻏﺔ »ﺃﺟﻨﺪﺓ«/
ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺳﻌﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻨﹼﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ.(1)«...
ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻥ »ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ« ﻟﻘﺒﻮﻝ »ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ« ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ،
ﺗﻌﻮﺯﻩ ﺍﻟﺼﺪﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﻷﻥ ﻫﺬﻩ »ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ« ﺍﺳﺘﻘﻮﺕ
ﺑﺎﻻﺣﺘﻼﻝ ،ﻭﺗﺸﺘﺮﻁ ﺍﻟﺮﺿﻮﺥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟـ»ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ،ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ
ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ).(2
)(1
)(2
ﺃﺭﻛﺎﻥ »ﻗﺮﻧﺔ ﺷﻬﻮﺍﻥ« ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪ ﻓﻲ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻮﻛﺮ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻭﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ،ﺃﺑﻠﻎ ﺳﺎﺗﺮﻓﻴﻠﺪ ﻣﺤﺪﺛﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ، ﻭﻭﺟﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺇﺟﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ. ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﺼﺎﺩﺭ »ﻗﺮﻧﺔ ﺷﻬﻮﺍﻥ« ،ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻞ ﺳﺎﺗﺮﻓﻴﻠﺪ ،ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺗﺪﻋﻢ ﺿﻢ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺇﻗﻠﻴﻤﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺏ ﺳﺎﺗﺮﻓﻴﻠﺪ ﺇﻥ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺑﻠﺪ ﹰﺍ ﺣﺮ ﹰﺍ ﻭﺳﻴﺪ ﹰﺍ ﻭﻣﺴﺘﻘﻼﹰ. ﻭﺭﺃ »ﺍﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺗﺪﻳﺮ ﺷﺆﻭﻧﻪ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﺩﻭﺭ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﻭﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﺻﻴﻐﺔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ«. ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ :ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ 5 ،ﺃﻳﻠﻮﻝ 2002 ﻗﻨﺪﻳﻞ ،ﺃﻣﺎﻧﻲ .ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.2005 ، ﺹ 16ـ .17 ﻗﺒﻞ ﺻﺪﻭﺭ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻏﻮﻟﺪﺳﺘﻮﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ »ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ« ﺿﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺰﺓ ،ﺃﻟﻘﻰ »ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺃﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،«2009 ،ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، 132
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ »ﻋﺎﻣﻞ«ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻓﻀﻞ ،ﺗﻘﺪﻡ »ﻋﺎﻣﻞ«
ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ -ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ،ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ
ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ: ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ - ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ
ﻭﺗﻘﺘﺮﺡ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ:
• ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻳﺴﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ.
• ﺗﺒﻨﹼﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻐﻴﻴﺮﻱ ﺷﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺎﺕ
ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻬﺪﺭ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ،ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ »ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ« ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،169ﻭ»ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ« ـ ﺣﻤﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،173ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺷﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،2006 ﻭﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺰﺓ ﻋﺎﻡ 2008ـ .2009ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ »ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ« ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺑﺘﺎﺗ ﹰﺎ ،ﻭﻻ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺩﻭﺭ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻴﺘﻴﻦ.
133
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
• ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻣﺠﻠﺲ ﻧﻮﺍﺏ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻧﻈﺎﻡ
ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﻘﻔﻠﺔ ﺗﺮﺳﺦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ.
• ﺗﺒﻨﹼﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﺪﻧﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﻸﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
• ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ.
• ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﺑﺔ ،ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ،
ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﺑﻌﻴﺪ ﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﹼﻊ
ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ.
• ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ.
• ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
• ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ،ﻭﻣﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ ،ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
• ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ.
• ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺪﻣﺞ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ.
134
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﻭﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞﺗﺘﻤﻴﺰ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺑﺨﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻓﻲ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ
ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ .ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺬﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﻭﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﻣﻘﻔﻠﺔ .ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻋﻤﻞ ﺇﺩﺍﺭﻱ
ﻳﻌﻜﺲ ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ« ﻋﻠﻨﻴ ﹰﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ
ﻭﻓﺮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﺗﻌﺘﻤﺪ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﺮﻥ
ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻣﻜﺸﻮﻑ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ،ﻭﺃﺩﺍﺀ ﻓﻨﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ .ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻮ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ﻫﺬﺍ ،ﺳﺒﺒ ﹰﺎ ﻫﺎﻣ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻭﺗﻤﺎﻳﺰﻫﺎ .ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ
ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﻳﻮﻡ ﺁﺧﺮ ،ﻷﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻨﹼﺎﺀ ﻓﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻭﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ،ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻣﺘﻄﻮﺭ ﻭﻋﻠﻤﻲ .ﺍﻣﺎ ﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ،ﻓﻼ ﺗﻐﻔﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺭﻗﻴﺐ ﻭﺣﺴﻴﺐ ،ﺍﻳﻤﺎﻧ ﹰﺎ
ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺘﻔﺮﻋﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﻟﺘﻨﺒﻪ ،ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻷﻥ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺅﻳﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻳﺠﺪﺭ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺤﺲ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ.
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﺖ »ﻋﺎﻣﻞ«،
ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ
ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ،ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ »ﻟﻌﺎﻣﻞ« ﺧﻴﺎﺭ ﺳﻮ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ،ﻭﺍﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻣﻊ 135
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺣﻔﺎﻇﻬﺎ ،ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺗﻘﺪﱢ ﻡ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪﺩﻫﺎ 23ﻣﺮﻛﺰ ﹰﺍ ،ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ،
ﻭﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 3046353 ،2008ﻓﺮﺩ ﹰﺍ ،ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ ﻟﺴﻜﺎﻥ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻓﻘ ﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺒﻴﻨﻪ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﺩﻧﺎﻩ :
ﺟﺪﻭﻝ ﺑﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2008 ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺻﺤﻴﺔ
2231323
ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺑﺸﺮﻳﺔ
7113
ﺗﻌﻠﻴﻢ
2270
ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ
508
ﺩﻓﺎﻉ ﻣﺪﻧﻲ ﻭﺫﻭﻱ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ
805139
ﻣﺠﻤﻮﻉ
3046353
ﻭﻓﻲ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﺪﺍﺛﺔ ،ﻟﺤﻆ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ،ﻗﺪ ﺑﻠﻎ 28.321ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﹰﺍ،
ﺑﺪﺀ ﹰﺍ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻭﻟﻐﺎﻳﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﺗﻤﻮﺯ ،2010ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋ ﹰﺎ ﻓﻲ
ﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪﺕ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ 3.250.000
ﺩﻭﻻﺭ ﹰﺍ ﺃﻣﻴﺮﻛﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﻳﺒﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﺩﻧﺎﻩ ﺣﺠﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ،
ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻷﻋــﻮﺍﻡ ،2010 -2007ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻆ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ،ﺗﻘﺪﻳﺮ
ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻝ ،ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻭﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻭﻣﺆﻳﺪﻳﻬﺎ.
136
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ($) 2010-2007 ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ
ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ $
2007
3.250.000
2008
3.325.000
2009
3.428.000
2010
3.516.000
ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﻳﻼﺣﻆ ﹲ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ ،ﹼ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻳﻈﻬﺮ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟـ»ﻋﺎﻣﻞ« ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ
2010ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ،ﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﺗﻮﺯﻉ ﺇﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻟﻠﻌﺎﻡ ($) 2010
ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻮﻥ
ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ
ﻣﺠﻤﻮﻉ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ $
ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ
% 53.08
ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ
376840
% 10.39
1324943
% 36.53
1925217
% 53.08
»ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ
3627000
% 100
ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﺎ
137
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺇﻥ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻤﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻳﻌﻜﺲ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ
ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ .ﻓﻔﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،ﺷﻬﺪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻃﻔﺮﺓ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﹺ ﺍﻟﻌ ﹾﻠﻢ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ .ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻔﺮﺓ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺗﻤﺎﺭﺱ
ﺿﻐﻄ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ،
ﻭﺍﻷﺧﺮ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ -ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﺑﻬﺪﻑ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﻋﺎﺭﺿﺘﻬﺎ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﻄﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﺖ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﺰﻝ ،ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ
ﺍﻣﻼﺀﺍﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺑﺤﺴﺐ
ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ .ﻓﻔﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ،ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ
ﻛﺮﺱ ﺳﻠﻄﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻗﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻣﺎ ﹼ
ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﻦ ﱢ
ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴﺔ ،ﻗﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﺇﺟﺤﺎﻓ ﹰﺎ ﺑﺤﻖ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ،ﻭﻫﺪﺭ ﹰﺍ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ
ﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺧﺎﻭﻱ ﺍﻷﺩﺍﺀ ،ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻭﻫﻤﻲ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ
»ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ
ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺃﻱ
ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ
ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ).(1 )(1
ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎﻏﻲ ،ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ 138
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﺮﺍﻣﺞ
ﻓﺤﺴﺐ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ،ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ
ﻓﻲ ﺻﻮﻍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ .ﻓﻔﻲ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﹸﺃﺛﻴﺮ ﺳﺠﺎﻝ ﻭﺍﺳﻊ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﻭﺗﻤﻮﻳﻞ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻟﺪﺭﺟﺔ
ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪﻫﺎ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ،
ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ .ﻓﺄﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﺟﺪﺍﻻ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ .ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﹶﺛ ﱠﻤ ﹶﺔ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ،
ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ( ﻭﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1985ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻋﻴﻨﻪ) ،ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻟﻠﻀﺒﻂ ،ﻣﻮﺿﺤﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ .ﻭﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ .ﻛﻤﺎ
ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﻢ ﺍﺣﺎﻃﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﹺ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻘﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ .ﺑﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺇﺷﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻹﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺘﺠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ) ،(1ﺗﻤﻜﻨﺖ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻓﺮﺍﺋﺾ )(1
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،2003 ،ﺹ .348 ﻣﻬﻨﺎ ،ﻛﺎﻣﻞ .ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 15ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ 2009 139
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﻣﺤﻠﻴﺔ، ﹴ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﻮﺩ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻣﻮﺭﺩ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻳﻌﺰﺯ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ،ﻳﺘﻌﺪ % 45ﻣﻦ
ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ،ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺿﻴﻔﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺿﺂﻟﺘﻬﺎ.
ﻭﺃﻣﺮ ﻛﻬﺬﺍ ،ﻗﺪ ﺷﻜﻞ ﺩﻓﻌ ﹰﺎ ﻟﻬﺎ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺨﻔﻖ ﻓﻲ
ﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ ،ﻭﻧﻤﻂ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ.
ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ،ﻓﻘﺪ ﻭﻓﺮﺕ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻓﺮﺻ ﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ 300ﹴ ﻓﺮﺩ ﻓﻲ ﻓﺮﻭﻉ ﻣﺆﺳﺴﺘﻬﺎ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻱ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻭﻡ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻀﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺑﻌﺪ ﹰﺍ
ﺗﻨﻤﻮﻳ ﹰﺎ ،ﻳﻀﻤﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻻﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ .ﻭﺗﺘﹼﺒﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ،ﻭﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻠﻬﺎ .ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ
ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ
ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺠﻬﺪ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻝ .ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﺧﺒﺮﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻭﺗﺨﺼﺼﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﺩﺍﺓ .ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺗﻨﻮﻳﻊ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﺇﻳﻤﺎﻧ ﹰﺎ ﺑﻤﺒﺎﺩﺉ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ،ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻇﺮﻭﻓﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌ ﹼﺒﺮ
ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« .ﻫﺬﺍ ،ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ،ﻋﻠﻰ 140
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺧﺒﺮﺍﺕ ﻓﺮﻳﻘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺷﻂ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ،
ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ،ﻟﻜﻲ ﺗﻈﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺎﺱ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺰﺯ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻭﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. -ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﺳﻠﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ،ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ،ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﱠ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﺠﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ،ﻳﻨﺸﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ 120ﻣﺘﻄﻮﻋ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ،
ﻳﺘﻮﺯﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻛﺎﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺤﻘﻠﻴﺔ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺒﻴﺔ .ﻭﻟﺪ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻣﺠﺎﻝ ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻠﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻲ ،ﺇﺫ ﻳﺆﺩﻱ ﻣﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﺃﻋﻤﺎﻻﹰ
ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﹸﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻫﻲ ﹸﻫﻮﻳﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ،ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺀﺓ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ،
ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﻓﺮﺻﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ »ﻋﺎﻣﻞ« ﻗﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻴ ﹰ ﻼ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻛﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ 250ﻣﺘﻄﻮﻋ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ .
ﺟﺪﻭﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﺫﻛﻮﺭ ﺇﻧﺎﺙ
ﻣﺠﻤﻮﻉ
141
ﺍﻟﻌﺪﺩ
%
30
25
90
75
120
100
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﻔﺘﺮﺽ »ﻋﺎﻣﻞ« ﺃﻥ ﺇﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣ ﹰﺎ ﺑﺎﻟﻐ ﹰﺎ
ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ،ﻭﺗﻤﻴﻞ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻣﻬﻤﺎﺕ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﱡ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻻ ﱢ
ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ،ﻛﺎﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ
ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺂﺕ ،ﻭﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ .ﻭﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺟﻬﺎﺯﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﺩﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻗﻴﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ،ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﺃﺳﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ.
ﺇﻥ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﻓﺮﺍﺩﺓ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻤﺮﻭﻧﺔ
ﻧﻬﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻌﺎﺏ .ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ،ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﺿﺂﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺮﺿﻬﺎ ﺃﺳﻮﺓ ﺑﻤﻨﻈﻤﺎﺕ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ
ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺃﺧﺮ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺒﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﻦ ﺿﺂﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ
ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ،ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﻳﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻗﺘﻄﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻌ ﹼﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺎﺕ ﺣﻮﺍﻟﻰ
ﺍﻟـ % 70ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺃﺟﻮﺭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ، 142
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﻧﻔﻘﺎﺕ ﺃﺧﺮ ،ﻣﺎ ﻣﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺕ
ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ .ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ
ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ،ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ،
ﺍﻧﻄﻼﻗ ﹰﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﻳﺠﻴﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ
ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ،ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻔ ﹼﻌﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ.
143
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
144
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﺸﻜﻞ
ﺳﻤﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﺃﻥ
ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﻣﺪﻧﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺪ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ
ﺣﻠﻘﺔ ﻭﺳﻴﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻓﻘﺪ ﺳﻤﺤﺖ
ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ،
ﺑﺘﻘﺎﻟﻴﺪﻩ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﺃﺻﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﻮﻗﻊ ﻫﺎ ﱞﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ﺑﻬﻴﺌﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ، ﹲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﻴﻦ :ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ.
ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺒﺮ ﻫﻴﺌﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ،ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﻣﻔﻬﻮﻣ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ، 145
ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺳﻤﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ
ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻭﻣﻊ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﻧﺴﻴﺠﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ،
ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻄﺎ ﹰﺀ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴ ﹰﺎ ﻳﺆ ﹼﺩ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ.
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮ ،ﻟﺤﻆ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺃﻳﻀ ﹰﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺛﺮﺕ
ﺗﺒﻨﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ
ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺍﻻ ﺃﻥ ﹸﻣﻨﺎﺥ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺑﻨﻴﻮﻳﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺗﺮﻛﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ
ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻃﺎﺋﻔﻴ ﹰﺎ ﻣﻄﻠﺒﻴﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﱢ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﺣﻘﻮﻕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ،
ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺮﺓ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ
ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻱ -ﺍﻟﺘﺤﻮﻟﻲ ﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻭ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ ،ﻭﺃﺧﺮ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ ﻋ ﹼﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ،ﻓﻘﺪ ﺑ ﹼﻴﻦ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ، ﻋﺮﺽ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ،ﻭﺩﻭﺍﻓــﻊ ﺇﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ 146
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻭﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ،
ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﻣﻴﺎﺩﻳﻨﻪ ،ﻣﺎ
ﺃﻓﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ ،ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
• ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺗﺮﻭﻳﺞ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻋــﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺗﻲ،
ﻭﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ،ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ
ﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺗﺮﻭﻳﺞ
ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﺑﻤﻬﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺆﺩﺍﺓ. ﹼ
• ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ،
ﻟﺠﻬﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ
ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ،ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ
ﻳﺼﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ،ﺗﻌﺰﺯ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ
ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺎﻋﻞ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ.
• ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺮ
ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺜﺮﺓ.
147
ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﻮﺍﻓﺰ
ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺃﻣﺎ ﻟﺠﻬﺔ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺷﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮﻥ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻓﻘﺪ ﺁﺛﺮﻧﺎ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ،ﻧﻈﺮ ﹰﺍ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﻟﻴﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﺃﺧﺮ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﻼﺻﻬﺎ
ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﺪ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻋﺎﻣﻞ« ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﻴﺮﺕ ﻛﺘﺠﺮﺑﺔ ﺭﺍﺋﺪﺓ.
148
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ،ﻭﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺁﺭﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﹼ
ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻧﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺲ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ
ﺑﺎﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ.
• ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺭﻭﺡ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ.
• ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺳﺒﻞ ﺍﻹﻓــﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺧﺼﻮﺻ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺗﺒﺎﺩﻝ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ،ﻭﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻭﺍﻹﻋﻼﻥ
ﻋﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ.
• ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ،ﻭﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻷﻣﺪ، 149
ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻦ
ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺗﻠﺤﻆ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ
ﻭﺗﺮﺷﻴﺪﻩ ،ﻋﻮﺿ ﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﻬﺎﺝ ﺗﺒﻨﹼﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ ،ﺃﻭ ﻣﺎ ﻟﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ﻣﻦ
ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ.
• ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻣــﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗــﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﺍﺟﺘﺬﺍﺑﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ
ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ.
• ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﻴﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻃﺮ ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﺔ ﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺓ ﻋﻠﻰ
ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ.
• ﺍﻹﻓــﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻗﻠﻴﻤﻴ ﹰﺎ
ﻭﺩﻭﻟﻴ ﹰﺎ ،ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ﻋﻮﻟﻤﺔ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
• ﺇﺣﻴﺎﺀ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ ،ﻭﺣﺚ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ 150
ﺍﻟﺘﺸﻴﻴﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﺪﻧﻴ ﹰﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺩﻭﺭ ﺗﻄﻮﻋﻲ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ
ﺇﺣﻴﺎﺀ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ.
• ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﻌﻰ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﺃﺩﺍﺓ ﺟﺎﺯﻣﺔ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ
ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ .ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺭﺑﻂ
ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺗﺤﻘﻖ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻻ ﺍﺳﺘﻨﺴﺎﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﺑﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﻠﺰﻣﺔ،
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻳﻌﺰﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﻠﺰﻣﺔ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ.
• ﺗﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﺩﻋﻤﻬﻢ ﻣﺎﺩﻳ ﹰﺎ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳ ﹰﺎ، ﻭﺇﺷﺮﺍﻛﻬﻢ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ
ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ
ﻣﺆﺁﺗﻴ ﹰﺎ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻖ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﺎﺧ ﹰﺎ
ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺛﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﺑﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺑﺨﺎﺻﺔ.
• ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ،ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ.
151
ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
152
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﺑﻂ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃ – ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ .1ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺷﺨﺼﻲ :ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ
.2ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ )ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺤﻲ ،ﺃﻭ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ :ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺍﻟﺤﺰﺏ ،ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ...ﺍﻟﺦ(.
.3ﺑﻴﺌﺔ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻭﻣﺸﺠﻌﺔ.
.4ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ. .5ﺣﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
.6ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻣﺪﺭﺳﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ. .7ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
.8ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﻗﻴﻢ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
.9ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ.
.10ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺟﻮ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ. 153
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
.11ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ.
.12ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺎﺕ :ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻼﺀ.
.13ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻻ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ. .14ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻣﻼﺀ
.15ﺗﺠﻨﱡﺐ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ. .16ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ.
.17ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ،ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻐﻴﺮ. .18ﺗﻔﺎﺅﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
154
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺏ -ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ/ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ /ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ
- 1ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ :ﺷﻌﻮﺭ ﻓﻄﺮﻱ
ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ
- 2ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻳﺠﺎﺑﻴﺔ
ﺗﻮﻓﺮ ﻣﻨﺎﺥ ﻣﺴﺎﻋﺪ :ﺣــﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺃﺷﺨﺎﺹ
ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺯﻣــﻼﺀ ﻣﻬﺘﻤﻮﻥ
ﺗﻮﺟﻪ ﻣﺪﺭﺳﻲ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ -3ﱡ - 4ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ :ﺍﻟﻤﻮﺭﺩ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ
ﻭﻣﺘﻀﺎﻣﻨﻮﻥ
ﻭﺿﻊ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ
ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺸﺠﻊ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
- 5ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﻟﻌﺐ
ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑــﺎﻷﺻــﺪﻗــﺎﺀ
ﻭﺣﺐ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﹼ - 6ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﱡ
ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﻣﻌ ﹼﻴﻨﺔ ،ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ
- 7ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻣﻤﻴﺰﺓ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ
ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻬﻨﻲ ﺃﻭ
ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ :ﺣﺮﻭﺏ ،ﻛــﻮﺍﺭﺙ ،ﺃﻭﺑﺌﺔ ،ﺗﻠﻮﺙ ﺑﻴﺌﻲ ...ﺍﻟﺦ
ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ
ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ،ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﺃﻭ ﺳﻠﺒﻲ ﻟﻠﺮﻓﺎﻕ ﻗﻴﺎﺩﻱ ،ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ
ﺗﺮﻓﻴﻬﻲ ﺃﻭ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ...ﺍﻟﺦ
- 8ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻟﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻏﺐ
- 9ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻘﺪﺭﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ
ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ
155