ابواب البروج في اخبار العروج

Page 1



‫أبواب البروج‬ ‫أبخبار االسراء والعروج‬ ‫أنور غين املوسوي‬


‫أبواب الربوج أبخبار االسراء والعروج‬ ‫أنور غين املوسوي‬ ‫دار أقواس للنشر‬ ‫‪1441‬‬


‫احملتوايت‬ ‫المحتويات‬ ‫احملتوايت‪1 ............................................‬‬ ‫املقدمة ‪2 .............................................‬‬ ‫املقدمة اللغوية‪3 ....................................‬‬ ‫املقدمة القرآنية ‪12 ..................................‬‬ ‫األحاديث ‪17 .........................................‬‬

‫‪1‬‬


‫املقدمة‬ ‫بسم هللا الرمحن الرحيم‪ .‬احلمد هلل رب‬ ‫صل على حممد وال حممد‪ .‬ربنا‬ ‫العاملني‪ .‬اللهم ّ‬ ‫اغفر لنا وإلخواننا الذين سبقوان ابإلميان‪.‬‬

‫هذه رسالة خمتصرة يف اخبار االسراء والعروج‬ ‫استخرجتها من أحاديث حبار االنوار‪،‬‬ ‫واقتصرت على ما له شاهد ومصدق من‬ ‫املعارف الثابتة من القران والسنة‪ ،‬فالكتاب‬ ‫من تطبيقات منهج العرض‪ ،‬وهللا املسدد‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫املقدمة اللغوية‬

‫‪3‬‬


‫االسراء‬

‫رى‬ ‫وس َريْ ُ‬ ‫رى َ‬ ‫قال يف الصحاح‪َ :‬‬ ‫وم ْس ً‬ ‫ت ُس ً‬ ‫سرت ليالً‪ .‬ابأللف لغة‬ ‫مبعىن‪ ،‬إذا‬ ‫َ‬ ‫َس َريْ ُ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ت ً‬ ‫أهل احلجاز‪ ،‬وجاء القرآن هبما مجيعاً‪ .‬مث قال‬ ‫َس َرى به‪ ،‬وإ مَّنا قال تعاىل‪ُ " :‬س ْبحا َن‬ ‫َسراهُ وأ ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫الذي أَسرى بعب ِد ِ‬ ‫السرى ال‬ ‫كان‬ ‫وإن‬ ‫"‬ ‫ال‬ ‫لي‬ ‫ه‬ ‫ً‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ‬ ‫يكون إالّ ابلليل للتأكيد‪ِ .‬‬ ‫والسرايَةُ‪ُ :‬س َرى‬ ‫الليل‪ ،‬وهو مصدر‪ .‬وقال قلبها والسا ِريَةُ‪:‬‬ ‫السحابة اليت أتيت ليالً‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫قال يف العني السرى‪ :‬سري الليل‪ ،‬وكل شئ‬ ‫طرق ليال فهو سار‪ .‬سرى يسري سرى‬ ‫وسراي‪ .‬والسارية من السحاب‪ :‬اليت جتئ بني‬ ‫الغادية والرائحة ليال‪ .‬وسرى وأسرى‪ ،‬لغتان‪،‬‬ ‫وسرى به وأسرى به سواء‪.‬‬ ‫قال يف التاج‪ ( :‬وسرى به وأسراه و ) أسرى‬ ‫( به ) أي يستعمالن متعديني ابلباء اىل‬ ‫مفعول ( و ) أما قوله تعاىل سبحان الذى (‬ ‫أسرى بعبده ليال ) وان كان السرى ال يكون‬ ‫اال ليال اال انه ( أتكيد ) كقوهلم سرت أمس‬ ‫هنارا والبارحة ليال كما يف الصحاح ( أو معناه‬ ‫سريه ) كما يف التهذيب وقال علم الذين‬ ‫السخاوي يف تفسريه اَّنا قال ليال واالسراء ال‬ ‫‪5‬‬


‫يكون اال ابلليل الن املدة الىت أسرى به فيها‬ ‫ال تقطع يف أقل من أربعني يوما فقطعت به يف‬ ‫ليل واحد فكان املعىن سبحان الذى أسرى‬ ‫بعبده يف ليل واحد من كذا وكذا وهو موضع‬ ‫التعجب واَّنا عدل عن ليلة اىل ليل الهنم إذا‬ ‫قالوا سرى ليلة كان ذلك يف الغالب‬ ‫الستيعاب الليلة ابلسرى فقيل ليال أي يف ليل‬ ‫انتهى نقله عبد القادر البغدادي يف حاشية‬ ‫الكعبية‪.‬‬ ‫اقول‪ :‬فاإلسراء السري ليال‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫العروج‬ ‫ص ِعد‪.‬‬ ‫ج عُروجاً‪ ،‬أي‪َ :‬‬ ‫يعر ُ‬ ‫قال يف العني‪َ :‬ع َر َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ج‪:‬‬ ‫ج‪ :‬املَ ْ‬ ‫ص َعد‪ .‬واملَْع َر ُ‬ ‫واملَْع َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫اج‬ ‫َ‬ ‫تصع ُد فيه املالئكة‪ .‬وامل ْعر ُ‬ ‫األرواح فيه إذا‬ ‫ج‬ ‫ُ‬ ‫درجة تَ ْع ُر ُ‬

‫يق الذي‬ ‫الطر ُ‬ ‫شبهُ ُسلّم أو‬ ‫ت‪ .‬يقال‬ ‫ض ْ‬ ‫قُبِ َ‬

‫الروح مل‬ ‫ليس شيءٌ أحسن منه‪ ،‬إذا رآه‬ ‫ُ‬ ‫يتمالك أن خيرج‪ ،‬ولو مجع على املعاريج‬ ‫عز وج ّل‪" :‬‬ ‫لكان صوااب‪ .‬واملعارج يف قول هللا ّ‬ ‫ج املالئكة والروح إليه‬ ‫من هللا ذي املعارج تَ ْع ُر ُ‬

‫" مجاعة املَْع َرج‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ِ‬ ‫السلمم؛ ومنه ليلة‬ ‫قال يف الصحاح ‪ :‬وامل ْعراج‪ُ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ومعاريج‪ ،‬مثله َمفاتِح‬ ‫امل ْعراج؛ واجلمع َمعارج َ‬ ‫ومفاتيح‪ .‬قال األخفش‪ :‬إن شئت جعلت‬ ‫َ‬ ‫قاة ومر ٍ‬ ‫الواحد ِمعرج ومعرج مثل ِمر ٍ‬ ‫قاة‪.‬‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َْ‬ ‫ِ‬ ‫املصاع ُد‪.‬‬ ‫واملَعارج‪:‬‬ ‫قال يف اجلمهرة ‪ :‬واملِعراج‪ :‬كل شيء عرجت‬ ‫فيه فصعدت من ُس ْفل إىل عُلْو فهو ِم ْعراج‪ .‬و‬ ‫قال واملَعارج‪َ :‬معارج املالئكة إىل السماء‪،‬‬ ‫وهللا أعلم‪ .‬وميكن أن يكون واحدها َم ْع َرجاً أو‬ ‫ِمعرجاً ِ‬ ‫وم ْعراجاً‪ .‬واملِعراج‪ ،‬فيما زعم أهل‬ ‫َْ‬ ‫التفسري‪ :‬سبب تنحدر عليه املالئكة من‬

‫سماء‬ ‫ال م‬ ‫‪8‬‬


‫وقال‬

‫يف احملكم واحمليط واملِ ْعراج‪ :‬شبه سلم‪،‬‬ ‫عليه األرواح‪ .‬وقيل‪ :‬هو حيث تصعد‬

‫ج‬ ‫تعر ُ‬ ‫ُ‬ ‫أعمال بين آدم‪.‬‬

‫ج‬ ‫جل ّ‬ ‫وعز‪) :‬تَ ْع ُر ُ‬ ‫قال يف التهذيب قال هللا ّ‬ ‫وح إِلَْي ِه( " املعارج ‪ " 4‬أي‬ ‫ال َْم َالئِ َكةُ َو ُّ‬ ‫الر ُ‬ ‫تصعد‪ .‬يقال‪َ :‬ع َرج َيع ُرج عُروجاً‪ .‬وقوله جل‬ ‫وعز‪ِ ) :‬من مِ‬ ‫ِج ( " املعارج‪" 3‬‬ ‫اَّلل ِذي ال َْم َعار ِ‬ ‫ْ‬ ‫قال قتادة‪ :‬ذي املعارج ذي الفواضل والنِّ َعم‪.‬‬ ‫عارج املالئكة‪ ،‬وهى َمصاع ُدها اليت‬ ‫وقيل َم ُ‬ ‫وتع ُرج فيها‪ ،‬ذكر ذلك أبو‬ ‫تصعد فيها َ‬ ‫إسحاق‪ .‬وقال الفراء‪ :‬ذي املعارج من نعت‬

‫نفسه‬ ‫تعرج إىل هللا‪َ ،‬‬ ‫هللا‪ ،‬الن املالئكة ُ‬ ‫فوصف َ‬ ‫بذلك‪ .‬وال ُق مراء كلُّهم على التاء يف قوله )‬ ‫‪9‬‬


‫تعرج ( إال ماذُكر عن عبد هللا‪ ،‬وهو قول‬ ‫ُ‬ ‫يعرج عُروجاً‬ ‫الكسائي‪ .‬وقال الليث‪َ :‬ع َرج ُ‬

‫عرج‪:‬‬ ‫َ‬ ‫عرجاً‪ .‬قال واملَْعرج‪ :‬املصعد‪ .‬واملَ َ‬ ‫وم َ‬ ‫تصعد فيه املالئكة‪ .‬قال‪:‬‬ ‫الطمريق الذي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫عرج فيه‬ ‫واملعر ُ‬ ‫اج يقال‪ :‬شبه ُسلم أو درجة تَ ُ‬ ‫أحس ُن‬ ‫ض ْ‬ ‫األرواح إذا قُبِ َ‬ ‫ت‪ .‬يقال ليس شيء َ‬ ‫الروح مل يتمالك أن َخيرج‪ .‬قال‪:‬‬ ‫منه‪ ،‬إذا رآه ُّ‬ ‫ولو مجع على املعاريج لكان صوااب‪ .‬فأما‬

‫املعارج فجمع املعرج‪ .‬قلت‪ :‬وجيوز أن جيمع‬ ‫املعراج َمعارج‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫اقول فاملعراج هو آلة العروج‪ ،‬ومن هنا فقول‬ ‫( ليلة االسراء واملعراج) ال يصح ان اريد‬ ‫ابملعراج املصدر اي العروج‪ ،‬ومن الواضح ان‬ ‫نسبة ليلة اىل حدث هو ارادة املصدر اي‬ ‫العروج‪ ،‬فالصحيح ان يقال ( ليلة االسراء‬ ‫والعروج) و اما قول ( معراج النيب) ففيه‬ ‫تقدير الن املعراج هو الة العروج ال العروج‬ ‫فالصحيح قول ( عروج النيب)‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫املقدمة القرآنية‬

‫‪12‬‬


‫• االسراء‪ " :‬سبحان الذي أسرى بعبده‬ ‫ليال من املسجد احلرام إىل املسجد‬ ‫االقصى الذي ابركنا حوله لنريه من‬ ‫آايتنا إنه هو السميع البصري " ‪.1‬‬ ‫تعليق‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َس َرى بِ َع ْب ِد ِه جسدا وروحا لَْي ًال‬ ‫ُس ْب َحا َن المذي أ ْ‬ ‫بيان اعجاز بقصر الزمن ِم َن ال َْم ْس ِج ِد ا ْحلَ​َر ِام‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ْصى الذي يف السماء‬ ‫نفسه إِ َىل ال َْم ْسجد ْاألَق َ‬

‫وهو البيت املعمور بقرينة صفاته التالية فانه‬ ‫الم ِذي َاب َرْكنَا َح ْولَهُ لِنُ ِريَهُ ِم ْن آ َ​َايتِنَا‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫• الزخرف‪ " :‬واسأل من أرسلنا من‬ ‫قبلك من رسلنا أجعلنا من دون‬ ‫الرمحان آهلة يعبدون " ‪. 45‬‬ ‫تعليق‪:‬‬ ‫ك ِم ْن ُر ُسلِنَا‪ ،‬هذا‬ ‫واسأ َْل َم ْن أ َْر َسلْنَا ِم ْن قَ ْبلِ َ‬ ‫ْ‬ ‫استعارة مركبة عبارة جماز عن عبارة أي انظر‬ ‫يف مللهم اليت علمتها فليس السؤال حقيقة‪،‬‬ ‫أَجعلْنَا ِمن ُد ِ‬ ‫ون ال مر ْمحَ ِن آ َِهلَةً يُ ْعبَ ُدو َن‪ .‬أي فال‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫جتدهم يعبدون غري الرمحن وهو مصدق لك‬ ‫وفيه خطاب للناس ايضا‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫• النجم‪ :‬علمه شديد القوى * ذو مرة‬ ‫فاستوى * وهو ابالفق االعلى * مث دان‬ ‫فتدىل * فكان قاب قوسني أو أدىن *‬ ‫فأوحى إىل عبده ما أوحى * ما كذب‬ ‫الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى *‬ ‫ولقد رآه نزلة اخرى * عند سدرة‬ ‫املنتهى * عندها جنة املأوى * إذ‬ ‫يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ‬ ‫البصر وما طغى * لقد رأى من آايت‬ ‫ربه الكربى"‪. 18 - 5 .‬‬

‫‪15‬‬


‫تعليق‪:‬‬ ‫َعلم َمهُ اي علم حممدا جربائيل َش ِدي ُد الْ ُق َوى‬ ‫ٍِ‬ ‫استَ َوى بصورته احلقيقة (‪)6‬‬ ‫(‪ )5‬ذُو م مرة فَ ْ‬ ‫َو ُه َو جربائيل ِاب ْألُفُ ِق ْاألَ ْعلَى بعيدا(‪ )7‬مثُم َد َان‬

‫جربائيل فَ تَ َد مىل اىل النيب من االفق (‪ )8‬فَ َكا َن‬ ‫اب قَ ْو َس ْ ِ‬ ‫ني أ َْو أَ ْد َىن من النيب بتلك الصورة‬ ‫قَ َ‬

‫(‪ )9‬فَأ َْو َحى جربائيل إِ َىل َع ْب ِد ِه اي عبد هللا َما‬ ‫اد َما َرأَى ابلبصر‬ ‫ب الْ ُف َؤ ُ‬ ‫أ َْو َحى (‪َ )10‬ما َك َذ َ‬ ‫ارونَهُ َعلَى َما يَ َرى اذ راى جربائيل‬ ‫(‪ )11‬أَفَ تُ َم ُ‬ ‫بعينه (‪َ )12‬ولَ​َق ْد َرآَهُ اي راى النيب جربائيل‬ ‫نَ ْزلَ ًة أُ ْخ َرى (‪ِ )13‬ع ْن َد ِس ْد َرِة ال ُْم ْن تَ َهى (‪.)14‬‬

‫‪16‬‬


‫األحاديث‬

‫‪17‬‬


‫‪ .1‬عن أيب سعيد اخلدري‪ ،‬عن رسول هللا‬ ‫(صلى هللا عليه وآله) قال‪ :‬ملا اسري‬ ‫يب إىل السماء ما مسعت شيئا قط هو‬ ‫أحلى من كالم ريب عزوجل‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫‪ .2‬عن أيب بصري‪ ،‬عن أيب عبد هللا (عليه‬ ‫السالم) قال‪ :‬ملا عرج برسول هللا‬ ‫(صلى هللا عليه وآله) انتهى به جربئيل‬ ‫(عليه السالم) إىل مكان فخلى عنه‪،‬‬ ‫فقال له‪ :‬اي جربئيل أختليين على هذه‬ ‫احلال؟ فقال‪ :‬امضه‪ ،‬فوهللا لقد وطئت‬ ‫مكاان ما وطئه بشر وما مشى فيه بشر‬ ‫قبلك‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫‪ .3‬احلسن بن فضال‪ ،‬عن الرضا (عليه‬ ‫السالم) أنه قال‪ :‬من كذب ابملعراج‬ ‫فقد كذب رسول هللا (صلى هللا عليه‬ ‫وآله)‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫‪ .4‬حفص بن البخرتي عن أيب عبد هللا‬ ‫(عليه السالم) قال‪ :‬ملا اسري برسول‬ ‫هللا (صلى هللا عليه وآله) وحضرت‬ ‫الصالة فأذن جربئيل (عليه السالم)‬ ‫فلما قال‪ :‬هللا أكرب‪ ،‬هللا أكرب‪ ،‬قالت‬ ‫املالئكة‪ :‬هللا أكرب‪ ،‬هللا أكرب‪ ،‬فلما‬ ‫قال‪ :‬أشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬قالت‬ ‫املالئكة خلع االنداد‪ ،‬فلما قال‪:‬‬ ‫أشهد أن حممدا رسول هللا‪ ،‬قالت‬ ‫املالئكة‪ :‬نيب بعث‪ ،‬فلما قال‪ :‬حي‬ ‫على الصالة‪ ،‬قالت املالئكة‪ :‬حث‬ ‫على عبادة ربه‪ ،‬فلما قال‪ :‬حي على‬ ‫‪21‬‬


‫الفالح‪ ،‬قالت املالئكة‪ :‬أفلح من‬ ‫اتبعه‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫‪ .5‬يونس بن عبد الرمحان قال‪ :‬قلت اليب‬ ‫احلسن موسى ابن جعفر (عليه‬ ‫السالم)‪ :‬الي علة عرج هللا بنبيه إىل‬ ‫السماء ومنها إىل سدرة املنتهى‪ ،‬ومنها‬ ‫إىل حجب النور وخاطبه وانجاه هناك‬ ‫وهللا ال يوصف مبكان ؟ فقال عليه‬ ‫السالم‪ :‬إن هللا ال يوصف مبكان‪ ،‬وال‬ ‫جيري عليه زمان‪ ،‬ولكنه عزوجل أراد‬ ‫أن يشرف به مالئكته وسكان مساواته‪،‬‬ ‫ويكرمهم مبشاهدته‪ .‬ويريه من عجائب‬ ‫عظمته ما خيرب به بعد هبوطه‪ ،‬وليس‬

‫‪23‬‬


‫ذلك على ما يقوله املشبهون‪ ،‬سبحان‬ ‫هللا وتعاىل عما يصفون‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫‪ .6‬إمساعيل اجلعفي قال‪ :‬كنت يف املسجد‬ ‫احلرام قاعدا وأبو جعفر (عليه السالم)‬ ‫يف انحية‪ ،‬فرفع رأسه فنظر إىل السماء‬ ‫مرة‪ ،‬وإىل الكعبة مرة‪ ،‬مث قال‪" :‬‬ ‫سبحان الذي أسرى بعبده ليال من‬ ‫املسجد احلرام إىل املسجد االقصى "‬ ‫وكرر ذلك ثالث مرات‪ .‬مث قال أسرى‬ ‫به من هذه إىل هذه وأشار بيده إىل‬ ‫السماء‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫‪ .7‬هشام بن احلكم‪ ،‬عن أيب عبد هللا‬ ‫(عليه السالم) قال‪ :‬ملا أخربهم أنه‬ ‫اسري به قال إن عالمة ذلك عري اليب‬ ‫سفيان حيمل ندا يقدمها مجل أمحر‪،‬‬ ‫يدخل غدا مع الشمس‪ ،‬فأرسلوا‬ ‫الرسل وقالوا هلم‪ :‬حيث ما لقيتم العري‬ ‫فاحبسوها ليكذبوه بذلك‪ ،‬قال‬ ‫فضرب هللا وجوه االبل فأقرت على‬ ‫الساحل‪ ،‬وأصبح الناس فأشرفوا‪ ،‬فقال‬ ‫أبو عبد هللا (عليه السالم)‪ :‬فما رئيت‬ ‫مكة قط أكثر مشرفا وال مشرفة‪ .‬منها‬ ‫يومئذ لينظروا ما قال رسول هللا (صلى‬ ‫‪26‬‬


‫هللا عليه وآله) فأقبلت االبل من انحية‬ ‫الساحل‪ ،‬فكان يقول قائل‪ :‬االبل‬ ‫الشمس‪ ،‬الشمس االبل‪ ،‬قال‪ :‬فطلعتا‬ ‫مجيعا‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫‪ .8‬هشام بن احلكم‪ ،‬عن أيب عبد هللا‬ ‫(عليه السالم) قال‪ :‬إن رسول هللا‬ ‫(صلى هللا عليه وآله) صلى العشاء‬ ‫اآلخرة‪ ،‬وصلى الفجر يف الليلة اليت‬ ‫اسري به مبكة‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫‪ .9‬زرارة ومحران بن أعني‪ ،‬وحممد بن‬ ‫مسلم‪ ،‬عن أيب جعفر (عليه السالم)‬ ‫قال‪ :‬حدث أبو سعيد اخلدري أن‬ ‫رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) قال‪:‬‬ ‫إن جربئيل أاتين ليلة اسري يب فحني‬ ‫رجعت فقلت‪ :‬اي جربئيل هل لك من‬ ‫حاجة ؟ فقال‪ :‬حاجيت أن تقرأ على‬ ‫خدجية من هللا ومين السالم‪ ،‬وحدثنا‬ ‫عند ذلك أهنا قالت حني لقيها نيب هللا‬ ‫عليه وآله السالم‪ ،‬فقال هلا‪ ،‬الذي قال‬ ‫جربئيل‪ :‬قالت‪ :‬إن هللا هو السالم‪،‬‬

‫‪29‬‬


‫ومنه السالم‪ ،‬وإليه السالم وعلى‬ ‫جربئيل السالم‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫‪.10‬‬

‫سالم احلناط‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أيب‬

‫عبد هللا (عليه السالم) قال‪ :‬سألته عن‬ ‫املساجد اليت هلا الفضل‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫املسجد احلرام ومسجد الرسول‪،‬‬ ‫قلت‪ :‬واملسجد االقصى ! ؟ جعلت‬ ‫فداك فقال‪ :‬ذاك يف السماء إليه اسري‬ ‫رسول هللا (صلى هللا عليه وآله)‪،‬‬ ‫فقلت‪ :‬إن الناس يقولون إنه بيت‬ ‫املقدس‪ ،‬فقال‪ :‬مسجد الكوفة أفضل‬ ‫منه‪ .‬تعليق‪ :‬فاملعىن لو كان اسراء‬ ‫ملسجد على األرض لكان اىل مسجد‬ ‫‪31‬‬


‫الكوفة‪ ،‬وفيه داللة على عدم االسراء‬ ‫اىل بيت املقدس‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫‪.11‬‬

‫عن أيب بصري قال‪ :‬مسعت أاب‬

‫عبد هللا (عليه السالم) يقول‪ :‬إن‬ ‫رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) قال‪:‬‬ ‫ملا اسري به رفعه جربئيل إبصبعيه‬ ‫وضعهما يف ظهره حىت وجد بردمها يف‬ ‫صدره‪ .‬تعليق‪ :‬فيه داللة على ان‬ ‫جربائيل عرج به وليس الرباق‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫‪.12‬‬

‫عيسى بن داود النجار‪ ،‬عن أيب‬

‫احلسن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬ ‫جده عليهم السالم ‪ :‬إن النيب (صلى‬ ‫هللا عليه وآله) ملا اسري به إىل ربه جل‬ ‫وعز قال‪ :‬وقف يب جربئيل (عليه‬ ‫السالم) عند شجرة عظيمة مل أر‬ ‫مثلها‪ ،‬قد كللها نور من نور هللا جل‬ ‫وعز‪ ،‬فقال جربئيل‪ :‬هذه سدرة‬ ‫املنتهى‪ ،‬وأنت جتوزها إن شاء هللا‬ ‫لرييك من آايته الكربى‪ ،‬فاطمئن أيدك‬ ‫هللا ابلثبات‪ ،‬حىت تستكمل كرامات‬ ‫هللا‪ ،‬وتصري إىل جواره‪ ،‬مث صعد يب حىت‬ ‫‪34‬‬


‫صرت حتت العرش فديل يل رفرف‬ ‫أخضر ما أحسن أصفه‪ ،‬فرفعين‬ ‫الرفرف إبذن هللا وانقطع عين أصوات‬ ‫املالئكة ودويهم‪ ،‬ومل أر عندي أحدا‬ ‫من خلقه‪ ،‬فناداين ريب عزوجل فقال‬ ‫تبارك وتعاىل‪ :‬اي حممد‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك ريب‬ ‫وسيدي وإهلي لبيك‪ ،‬قال‪ :‬هل عرفت‬ ‫قدرك عندي ومنزلتك وموضعك ؟‬ ‫قلت‪ :‬نعم اي سيدي‪ .‬مث قال مث هوى‬ ‫يب الرفرف فإذا أان جبربئيل فتناقلين منه‬ ‫حىت صرت إىل سدرة املنتهى‪ ،‬فوقف‬ ‫يب حتتها‪ ،‬مث أدخلين إىل جنة املأوى‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫‪.13‬‬

‫ابن عباس قال‪ :‬قال رسول هللا‬

‫(صلى هللا عليه وآله) ‪ :‬إن هللا قد‬ ‫اختارين من خلقه فبعثين إليكم رسوال‪،‬‬ ‫واختار يل عليا خليفة ووصيا‪ .‬مث قال‬ ‫اين ملا وصلت إىل السماء السابعة‬ ‫وختلف عين مجيع من كان معي من‬ ‫مالئكة السماوات وجربئيل (عليه‬ ‫السالم)‪ ،‬واملالئكة املقربني‪ ،‬ووصلت‬ ‫إىل حجب ريب حىت وصلت إىل‬ ‫حجاب اجلالل فناجيت ريب تبارك‬ ‫وتعاىل وقمت بني يديه‪ ،‬وتقدم إيل عز‬ ‫ذكره مبا أحبه وأمرين مبا أراد‪ .‬مث قال‬ ‫‪36‬‬


‫وقال يل‪ :‬اي حممد علي وليي وخرييت‬ ‫بعدك من خلقي‪ ،‬اخرتته لك أخا‬ ‫ووصيا ووزيرا وصفيا وخليفة‪ .‬معاشر‬ ‫الناس! علي أخي يف الدنيا واآلخرة‪،‬‬ ‫ووصيي ووزيري وخليفيت عليكم يف‬ ‫حيايت وبعد وفايت‪ ،‬ال يتقدمه أحد‬ ‫غريي‪ ،‬وخري من أخلف بعدي‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫‪.14‬‬

‫عن أيب بصري‪ ،‬عن أيب عبد هللا‬

‫(عليه السالم) قال‪ :‬مسعته يقول‪ :‬إن‬ ‫جربئيل احتمل رسول هللا (صلى هللا‬ ‫عليه وآله) حىت أتى به إىل مكان من‬ ‫السماء مث تركه‪ ،‬وقال له‪ :‬ما وطئ نيب‬ ‫قط مكانك‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫‪.15‬‬

‫هارون بن خارجة قال‪ :‬قال أبو‬

‫عبد هللا (عليه السالم)‪ :‬ما بعد‬ ‫املسجدين أفضل من مسجد كوفان‪.‬‬

‫‪39‬‬


40


41


42


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.