Issue 15

Page 1

‫سوريا‪ :‬هل تستطيع‬ ‫معارضة مشرذمة‬ ‫اإلنتصار؟‬

‫لبنان‪ :‬هل هناك‬ ‫من ينقذه من‬ ‫اإلنتحار؟‬

‫الكويت‪:‬‬ ‫النفط يضخ ثروة‬ ‫ومشاكل سياسية‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 15‬كانون الثاني (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫المسيحيون في‬

‫الشرق األوسط‪:‬‬

‫الهجــرة‬

‫القسرية‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 15‬كانون الثاني (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق‬ ‫فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء"‬ ‫الإقت�صادية ‪ -‬مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والأبحاث‪،‬‬ ‫بناية بيرال‪ ،‬الطابق الأول‬ ‫�شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫قبل فوات الأوان‬ ‫دوامة العنف التي يش��هدها لبنان لم تكن مفاجئة ألحد‪ ،‬وينبغي أن تكون متو ّقعة بسبب غياب‬ ‫مؤسسات الدولة وعدم وجودها لتح ّمل المسؤولية الكاملة عن الوضع على األرض‪.‬‬ ‫إنفج��ار ‪ 2‬كانون الثان��ي (يناير) الجاري في الضاحية الجنوبية لبيروت ليس س��وى أحدث تذكير‬ ‫(حتى صدور هذا العدد) بأن من يريد زعزعة إس��تقرار لبنان يمكنه أن يستغل اإلنقسام الطائفي‬ ‫في البالد لزرع الرعب والمزيد من التوتر واإلستقطاب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والمؤش��رات حول الوضع االقتصادي في لبنان‪ ،‬وكلها تش��ير إلى‬ ‫م��ن جهة أخرى تتوالى التقارير‬ ‫التدهور الحاصل على مستوى المال ّية العامة وقطاعات اإلنتاج كافة‪ ،‬وكلها ُتنبىء بخطورة ما آلت‬ ‫إليه األمور على المس��توى االقتصادي‪ ،‬وليس هناك من مس��ؤول حكومي أو آخر في الدولة يتن ّبه‬ ‫لها أو ين ّبه منها‪ .‬فتأخذ هذه التقارير والمنش��ورات لألس��ف‪ ،‬ح ّيزاً ثانوياً في وس��ائل اإلعالم التي‬ ‫تس ّلط الضوء في صفحاتها األولى وإستهالل ّياتها اإلخبار ّية وعواميدها على الحدث األبرز‪ ،‬أال وهو‬ ‫األزمة الس��ور ّية في فصولها الدراماتك ّية‪ .‬بيد أن األمور م��ن الخطورة بمكان‪ ،‬لدرجة أنها تتط ّلب‬ ‫نقاشاً وافياً وقرارات سريعة وحازمة‪.‬‬ ‫ب��ات تش��كيل حكومة جدي��دة أولوية قصوى خ�لال هذه المرحل��ة الحرجة‪ ،‬ف��ي حين أن كل‬ ‫المش��احنات السياس��ية والتحليالت على "األريكة" هي كماليات والتي يمكن ببساطة القول بأن‬ ‫البالد لم تعد تتح ّملها‪.‬‬ ‫يجب أن ُيس��مح لرئيس الجمهورية العماد ميشال س��ليمان ورئيس الحكومة المك ّلف تمام سالم‬ ‫تش��كيل س��لطة تنفيذية كاملة التي يمكنها أن تتحم��ل عبئاً ثقي ًال لتحقيق اإلس��تقرار في البالد‪،‬‬ ‫والسماح لها بالمضي قدماً‪.‬‬ ‫لق��د تكرر الكالم في كثير من األوس��اط بأن بعض "الصيغ" المطروحة لتش��كيل حكومة جديدة‬ ‫س��يكون خطراً فورياً على مس��تقبل لبنان‪ ،‬ولكن الوضع الحالي المشلول والمنجرف نحو الهاوية‬ ‫أثبت بشكل خاص أنه قاتل‪.‬‬ ‫إن الرئيس��ين سليمان وس�لام يدركان تماماً المخاطر المحدقة بالمصالح الوطنية‪ ،‬وأنهما بالتأكيد‬ ‫غير مهتمين في تأليف تشكيلة حكومية تكون بمثابة إستفزاز ألي فريق‪.‬‬ ‫يجب على جميع األحزاب السياس��ية وضع خالفاتها ومظالمها جانباً والتفكير في مصلحة الوطن‬ ‫والمواطن والس��ماح لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المك ّلف ‪--‬الذي تل ّقى تأييداً ساحقاً عندما‬ ‫ُر ِّشح لهذا المنصب قبل نحو عام‪ --‬بالعمل‪.‬‬ ‫األولوية القصوى يجب أن تكون ضمان سالمة وأمن الناس وإنقاذ اإلقتصاد "المتهاوي" في لبنان‪،‬‬ ‫وحكومة تصريف أعمال غير قادرة سياسياً للتعامل مع مثل هذه المسؤولية‪.‬‬ ‫هناك حاجة ماسة إلى حكومة جدّية جديدة للعمل‪ ،‬وإذا كانت األحزاب السياسية غير راضية عن‬ ‫عمله��ا بعد أن تكون بدأت وظيفتها‪ ،‬ينبغي على هذه األحزاب حينها أخذ قضيتها إلى الش��عب‪،‬‬ ‫من خالل الوسائل السلمية والديموقراطية‪.‬‬ ‫لبنان يتدهور بشكل يومي ولن يستطيع أي قدر من التمني أو المراهنة على التطورات الخارجية‬ ‫ش��راء المزيد من الوقت ‪ -‬حان الوقت لجس��م تنفيذي جدّي كي يتحمل المس��ؤولية قبل فوات‬ ‫األوان‪.‬‬

‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪3‬‬



‫‪72‬‬

‫‪80‬‬

‫‪56‬‬ ‫أسواق المال ‪ /‬عمالت‬

‫عالم الطاقة ‪ /‬غاز طبيعي‬

‫حوار العدد‬

‫من يسبب أزمات العملة‬ ‫في األسواق الناشئة؟‬

‫الغاز الطبيعي المسال‪:‬‬ ‫زمن المنافسة‬

‫عبود‪ :‬السياحة تحتضر‬ ‫جان ّ‬ ‫ألن لبنان فقد ثقة العالم!‬

‫‪48‬‬

‫وجهة نظر‬ ‫‪ 9‬إتجاهات إقتصادية‬ ‫للمتابعة في ‪2014‬‬

‫‪60‬‬

‫‪59‬‬

‫رأي مراقب‬ ‫أما آن األوان للعملة‬ ‫العربية الموحدة؟‬

‫‪71‬‬

‫أسواق المال‬

‫رأي خبير‬ ‫الطاقة الصخرية طفرة‬ ‫مؤقتة أم تهديد اقتصادي؟‬

‫خمس طرق تسمح لبكين‬ ‫التخلص من إعتمادها على‬ ‫ديون الواليات المتحدة‬

‫‪99‬‬

‫‪92‬‬

‫‪96‬‬

‫مشروع‬

‫سيرة كفاح‬

‫كتاب‬

‫"كرونوشوب مول" سوق‬ ‫تجارية متكاملة تبيع كل‬ ‫األشياء على "اإلنترنت"‬

‫ملك النمر‪:‬‬ ‫"أم الفقراء"‬ ‫اآلتية من بالد أتاتورك!‬

‫هنري زغيب يعيد‬ ‫صياغة حب محرم‬ ‫لشاعر مجنون بليلى!‬

‫ﺗﻴﺖ َ‬ ‫ﻟ َ‬ ‫ا�رض‬ ‫ﺐ أَ َ‬ ‫ِﻜﻲ ُﺗ ِﺤ ﱠ‬

‫اﻟﻴﺎس أَﺑُﻮ َ‬ ‫ﺷﺒَﻜﺔ‬

‫ﻣﻦ اﻟ ّﺬﻛﺮى إِﻟﻰ اﻟ ّﺬاﻛﺮة‬

‫‪91‬‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫األدمغة‬ ‫أوقفوا هجرة‬ ‫ِ‬ ‫العربية قبل فوات األوان‬ ‫ّ‬

‫‪98‬‬

‫الموقف الثقافي‬ ‫السينما اللبنانية تنتفض‬ ‫على واقعها وتنجح!‬


‫لبنان‪ :‬هل هناك‬ ‫من ينقذه من‬ ‫اإلنتحار؟‬

‫ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - ١5‬كانون الثاني (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫سوريا‪ :‬هل تستطيع‬ ‫معارضة مشرذمة‬ ‫اإلنتصار؟‬

‫في هذا العدد‬

‫الكويت‪:‬‬ ‫النفط يضخ ثروة‬ ‫ومشاكل سياسية‬

‫�سهرية ● اإقت�سادية ● ثقافية ● اإجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - ١5‬كانون الثاني (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫‪2nd Year - Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141‬‬ ‫‪AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730‬‬

‫المسيحيون في‬

‫الشرق األوسط‪:‬‬

‫الهجــرة‬

‫القسرية‬

‫‪32‬‬

‫العالم العربي‬ ‫موضوع الغالف‬

‫الهجرة المسيحية‬ ‫القسرية من‬ ‫الشرق األوسط‬

‫‪20‬‬

‫‪38‬‬

‫‪40‬‬

‫‪44‬‬

‫المشرق العربي ‪ /‬لبنان‬

‫الخليج العربي ‪ /‬السعودية‬

‫الخليج العربي ‪ /‬اإلمارات‬

‫المغرب العربي ‪ /‬تونس‬

‫هل يمكن ألحد إيقاف‬ ‫إنزالق لبنان إلى‬ ‫الفوضى؟‬

‫السعودية‪:‬‬ ‫أسباب للتفاؤل‬ ‫ٌ‬

‫اإلمارات العربية المتحدة‪:‬‬ ‫جدية لمنع‬ ‫محاولة ّ‬ ‫حدوث "فقاعة" أخرى‬

‫محاولة اإلنقالب الوهمي‬ ‫التي أثقلت "ضمير"‬ ‫تونس لعقود طويلة‬

‫‪28‬‬

‫‪66‬‬

‫‪76‬‬

‫‪86‬‬

‫المشرق العربي ‪ /‬سوريا‬

‫عالم الطاقة ‪ /‬نفط‬

‫عالم الطاقة‬ ‫منظمة أوبك‬

‫تحقيق الشهر‬

‫هل تستطيع المعارضة‬ ‫السورية اإلنتصار‬ ‫بعد تشرذمها؟‬

‫الموارد الهيدروكربونية‬ ‫ّ‬ ‫تضخ ثروة‬ ‫في الكويت‬ ‫ومشاكل سياسية!‬

‫هل هناك مستقبل‬ ‫لمنظمة "أوبك"؟‬

‫المصارف تنقذ‬ ‫اإلقتصادات العربية من‬ ‫تداعيات "الربيع العربي"؟‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫لبنان في المرتبة ‪ 127‬من �أ�صل ‪ 177‬في م�ؤ�شر مدركات الف�ساد‬ ‫م ��ع تزايد التراخ ��ي في تطبي ��ق القانون �ضد التي يتم �إدراجها في الم�ؤ�شر‪.‬‬ ‫الفا�س ��دين‪ ،‬وف ��ي ظ ��ل الحماي ��ة ال�سيا�س ��ية ويح� � ّدد م�ؤ�ش ��ر م ��دركات الف�س ��اد (‪)CPI‬‬ ‫للمرت�ش ��ين في �إدارات الدولة‪ ،‬لي�س م�ستغرب ًا الدرج ��ات والمرات ��ب الت ��ي تحتله ��ا البل ��دان‬ ‫�أن ي�س ��جل لبنان تراجع ًا في م�ؤ�ش ��ر مدركات �إ�ستن ��اد ًا الى م�ست ��وى �إدراك �إنت�ش ��ار الف�ساد‬ ‫الف�س ��اد ل�سنة ‪� ،2013‬إذ تراجع الى درجة ‪ 28‬في القطاع العام لكل بل ��د‪ ،‬وهو مركب عبارة‬ ‫م ��ن ‪ 30‬درجة في الع ��ام الما�ضي على �صعيد ع ��ن مزيد م ��ن الم�سوح ��ات والتقييمات التي‬ ‫م�ست ��وى النزاه ��ة‪ .‬و�إحت ��ل المرتب ��ة ‪ 127‬من تتن ��اول مو�ض ��وع الف�س ��اد‪ ،‬والتي يت ��م جمعها‬ ‫ا�ص ��ل ‪ 177‬بعدم ��ا كان في المرتب ��ة ‪ 128‬من من مجموع ��ة متن ّوعة م ��ن م�ؤ�س�سات م�ستقلة‬ ‫ا�صل ‪ 176‬في العام الما�ضي‪.‬‬ ‫متخ�ص�ص ��ة ف ��ي مج ��ال تحلي ��ل الحوكم ��ة‬ ‫�شم ��ل الم�ؤ�ش ��ر له ��ذه ال�سن ��ة‪ 177 ،‬دولة من والأعمال‪.‬‬ ‫مختلف �أنحاء العالم‪� ،‬إذ �أحرز �أكثر من ثلثيها وم ��ع وج ��ود الغط ��اء ال�سيا�س ��ي �أو الحزب ��ي‬ ‫اقل من ‪ 50‬نقطة على مقيا�س يراوح من �صفر للمتهمي ��ن بالف�س ��اد‪ ،‬ال ت�ستغ ��رب رئي�س ��ة‬ ‫(حيث تتال�شى النزاهة في الم�ؤ�س�سات وي�سود المنظمة في لبنان ندى عبد ال�ساتر �أبو �سمرا‬ ‫الف�ساد) الى ‪( 100‬حيث يتال�شى الف�ساد في �إ�ست�ش ��راء عملي ��ات الف�س ��اد‪ ،‬فـ"الكثي ��ر من‬ ‫الم�ؤ�س�سات وت�سود النزاهة)‪.‬‬ ‫المتهمي ��ن بالف�س ��اد يتحدون علن� � ًا القرارات‬ ‫ولكن ما الف ��ارق بين المرتبة والدرجة؟‪ ،‬وفق الق�ضائي ��ة‪� ،‬أو ي�ستهزئ ��ون بمذك ��رات الجلب‬ ‫"الجمعي ��ة اللبنانية لتعزي ��ز ال�شفافية – ال ال�صادرة بحقهم بما ي�ؤكد �أنهم مدعومون"‪.‬‬ ‫ف�س ��اد"‪ ،‬ت�شير الدرجة الت ��ي يحرزها البلد ‪ /‬و�إذ ر�أت �أن الك�ش ��ف ع ��ن الف�ساد ف ��ي الهيئة‬ ‫المنطق ��ة الى م�ؤ�ش ��ر الم�ست ��وى المدرك من العلي ��ا لالغاث ��ة هو مثل جيد يج ��ب �أن ي�سري‬ ‫الف�س ��اد ف ��ي القط ��اع الع ��ام‬ ‫عل ��ى كل ما ه ��و م�ست ��ور من‬ ‫على مقيا�س تراوح الدرجات‬ ‫عمليات ف�ساد ف ��ي م�ؤ�س�سات‬ ‫المدرج ��ة في ��ه على م ��ا بين‬ ‫الدولة‪� ،‬إعتبرت �أن ما ح�صل‬ ‫‪ 0‬ال ��ى ‪( 100‬عل ��ى النح ��و‬ ‫م ��ع تلفزي ��ون "الجدي ��د"‬ ‫المذكور �أعاله)‪� .‬أما المرتبة‬ ‫م ��ن �إهان ��ات و�إعت ��داء ه ��و‬ ‫التي يحتلها البلد‪ ،‬فت�شير الى‬ ‫ر�سال ��ة وا�ضح ��ة ل ��كل م ��ن‬ ‫الموقع الذي يحتله ذلك البلد‬ ‫يح ��اول الك�شف ع ��ن عمليات‬ ‫بالن�سبة الى البلدان الأخرى‬ ‫مماثل ��ة‪ ...‬فه ��م يحاولون �أن‬ ‫المدرجة في الم�ؤ�شر‪ .‬ويمكن‬ ‫يدجنون ��ا على قب ��ول الو�ضع‬ ‫ّ‬ ‫"رئي�سة الجمعية اللبنانية لتعزيز‬ ‫للمرات ��ب �أن تتغير لمجرد �أن‬ ‫الفا�س ��د وك�أن ��ه �أم ��ر واق ��ع‬ ‫ال�شفافية – ال ف�ساد"‬ ‫يطر�أ تغيير على عدد البلدان‬ ‫و�صحيح‪.‬‬ ‫ندى عبد ال�ساتر �أبو �سمرا‬

‫"بيت‪ .‬كوم"‪ :‬بيئة العمل في لبنان تت�سم بال�سعادة‬ ‫يتمتع ثالث ��ة �أرباع العاملين في لبن ��ان ب�إندفاع‬ ‫مهن ��ي‪ ،‬فيم ��ا يطم ��ح بع�ضه ��م ال ��ى الح�صول‬ ‫على ترقي ��ة ويخ�شى بع�ضه ��م الآخر من فقدان‬ ‫وظيفته والتح ّول عاط ًال عن العمل‪.‬‬ ‫فف ��ي ا�ستبيان حديث �أجراه موقع "بيت‪ .‬كوم"‪،‬‬ ‫وه ��و �أكبر موق ��ع للتوظيف في ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫بالتعاون م ��ع ‪ YouGov‬المنظمة المتخ�ص�صة‬

‫بالبح ��وث والإ�ست�ش ��ارات‪ ،‬ع ��ن "التطلع ��ات‬ ‫المهني ��ة ف ��ي منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شمال‬ ‫�أفريقي ��ا"‪ ،‬يبرز قط ��اع تكنولوجي ��ا المعلومات‬ ‫ّ‬ ‫المف�ضلة لـ‪ %10‬م ��ن القوة العاملة‬ ‫كال�صناع ��ة‬ ‫الحالي ��ة والمحتملة في لبن ��ان‪ .‬يليه في المركز‬ ‫الثاني قط ��اع الت�سويق والعالقات العامة بن�سبة‬ ‫‪ ،%9‬ثم الم�صارف والتمويل بن�سبة ‪.%8‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫"ل����ن يتعدى النمو االقت�صادي في لبنان في‬ ‫‪ 2013‬و ‪ 2014‬ال����ـ ‪ ،%1,5‬وذل����ك نتيجة االزمة‬ ‫ال�س����ورية وتداعياتها عل����ى المناط����ق الحدودية‬ ‫(�شم����االً و�شرق����ا ً)‪ ،‬ف�ض��ل�اً ع����ن دخ����ول الالجئين‬ ‫ال�سوريي����ن االرا�ض����ي اللبناني����ة باع����داد كبي����رة‬ ‫(نحو مليون ون�صف ملي����ون)‪ ،‬مما ي�ؤثر �سلبا ً في‬ ‫موازنة الدولة‪� ،‬إ�ستهالك البنى التحتية وقطاعات‬ ‫ال�صح����ة والتعلي����م و�سائ����ر القطاع����ات"‪ ،‬هذا ما‬ ‫خل�ص اليه الخبي����ر االقت�صادي في البنك الدولي‬ ‫جمال عل����ى هام�ش �إط��ل�اق التقرير الذي‬ ‫ابرهي����م ّ‬ ‫ا�ص����دره البنك اخيرا عن ال�ش����رق االو�سط و�شمال‬ ‫�أفريقيا‪.‬‬ ‫تخط���ى ع���دد ركاب "مط���ار رفي���ق الحريري‬ ‫الدول���ي" في بي���روت‪ ،‬للم���رة االولى ف���ي حركته‬ ‫ال�سنوي���ة من���ذ ن�ش�أت���ه‪ 6 ،‬ماليي���ن راك���ب‪ ،‬محققا ً‬ ‫‪ 6‬ماليي���ن و‪� 6‬آالف و‪ 905‬ركاب بزي���ادة بلغ���ت‬ ‫ن�سبتها ‪ %5‬ع���ن الفترة عينها م���ن العام ‪،2012‬‬ ‫رغم ال�ضغط ال�سلبي ال�شدي���د ب�سبب تراجع �أعداد‬ ‫ركاب الترانزي���ت عب���ر المط���ار وال���ذي �إنخف����ض‬ ‫منذ مطل���ع ال�سنة الجارية وحت���ى ‪ 18‬كانون االول‬ ‫(دي�سمبر) بن�سبة ‪ ،%319‬اذ اقت�صر على ‪14871‬‬ ‫عما‬ ‫راكبا ً خالل الفترة المذكورة‪ ،‬مما يحتم ال�س�ؤال ّ‬ ‫كان���ت عليه �ص���ورة الحركة لو �ساهم���ت الظروف‬ ‫االقت�صادية واالمني���ة وال�سيا�سية في البالد برفع‬ ‫معدالت ال�سفر من لبن���ان واليه في ظروف مريحة‬ ‫وغير مت�شنجة ‪.‬‬ ‫الحظ وزير المال اللبناني ال�سابق جهاد �أزعور‬ ‫"�إ�ستمرار نهج معاك�س لقدرة الدولة اللبنانية في‬ ‫الظروف الراهنة‪� ،‬إذ �إرتف���ع الإنفاق �أكثر من مليار‬ ‫دوالر في الأ�شهر الت�سعة الأولى من ال�سنة مقارنة‬ ‫بالفت���رة ذاته���ا من الع���ام الما�ضي‪ ،‬م���ع العلم �أن‬ ‫�سع���ر النفط ل���م يرتفع ليتطلّب مزي���داً من الدعم‬ ‫للطاق���ة ولم�ؤ�س�سة كهرباء لبنان"‪ .‬ور�صد "تراجعا ً‬ ‫في الإيرادات ما يرف���ع العجز �أكثر من ‪ 1.2‬مليار‬ ‫دوالر ف���ي الأ�شهر الع�شرة الأول���ى من ال�سنة‪ ،‬وهو‬ ‫رقم مرتفع ج���داً‪ ،‬خ�صو�صا ً �أن مجمل الإنفاق العام‬ ‫تج���اوز ‪� 21‬أل���ف مليار ليرة ع���ام ‪ 2012‬وهو رقم‬ ‫قيا�س���ي �أي�ض���ا ً"‪ ،‬وباتت م�ؤ�ش���رات المالية العامة‬ ‫"مقلقة"‪.‬‬ ‫لف���ت وزي���ر ال�صناعة ف���ي حكوم���ة ت�صريف‬ ‫االعمال فريج �صابونجيان ال���ى "اننا نعي�ش اليوم‬ ‫ف���ي نظ���ام العولم���ة الإقت�صادي���ة والإت�ص���االت‬ ‫المفتوح���ة‪ ،‬لك���ن مجتمعاتنا باتت معولم���ة �أي�ضا ً‪.‬‬ ‫وهذه التغيرات تتطلب منا تحديث م�ؤ�س�ساتنا في‬ ‫لبنان لنواكب التكنولوجيا المت�سارعة"‪.‬‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫لبنان والمعهد العالي للف�ساد والإف�ساد‬ ‫ال�سرق ��ة ف ��ي نظ ��ر القان ��ون جناي ��ة وف ��ي �ش ��رع‬ ‫الدي ��ن �إثم‪� .‬أم ��ا في لبنان فهي م�س�ألة فيها نظر‪.‬‬ ‫ف� ��إن كان ��ت بالماليي ��ن �أو الملي ��ارات فه ��ي ع ��ادة‬ ‫ونه ��ج ومدر�س ��ة و�سلوك‪� .‬أم ��ا �إذا كان ��ت بالدراهم‬ ‫والليرات فم�صير ال�سارق ال�سجن ال محالة‪.‬‬ ‫يق ��ول المث ��ل " ل ��م نرهم وه ��م ي�سرق ��ون بل وهم‬ ‫يختلف ��ون"‪ .‬وه ��ذا �ش�أننا مع م�س�ؤول ��ي البلد‪ .‬وال‬ ‫نراه ��م وحدن ��ا ف ��ي ترا�شقه ��م الته ��م بالف�ساد بل‬ ‫يراهم ع�شرات الماليين عبر �شا�شات التلفزة‪.‬‬ ‫غري ��ب �ش� ��أن ه ��ذا البل ��د‪ ،‬وال �أق ��ول الوط ��ن �أو‬ ‫الدول ��ة‪ .‬لأن الأخي ��رة مفكك ��ة الأو�صال‪ .‬والوطن‬ ‫والإنتماء �إليه وجهة نظر‪.‬‬ ‫عل ��ى �أث ��ر �إنته ��اء الح ��رب الأهلي ��ة ب�إق ��رار �إتف ��اق‬ ‫الطائ ��ف‪ ،‬ع ّل ��ق الرئي� ��س �سليم الح� ��ص‪ ،‬وهو �أحد‬ ‫ال�سيا�سي ��ن القالئ ��ل الذي ��ن ل ��م يل ّوث ��وا �أياديه ��م‬ ‫بالم ��ال الح ��رام �أو بال ��دم الب ��ريء بعد تب ��وء قادة‬ ‫الميل�شي ��ات مراكزه ��م الر�سمي ��ة‪ ،‬مكاف� ��أة على ما‬ ‫"جن ��ت" �أياديه ��م‪ ،‬فقال‪� ،‬أط ��ال اهلل بعمره‪" :‬من‬ ‫ال يذه ��ب �إلى النظارة‪ .‬وم ��ن يقتل �ألفاً‬ ‫يقت ��ل رج ّ‬ ‫ً‬ ‫يدخ ��ل الوزارة"‪ .‬مت�شبها ببيت ال�شعر "قتل �إمر�ؤ‬ ‫في غابة جريمة ال تغتفر وقتل �شعب �آمن م�س�ألة‬ ‫فيها نظر"‪.‬‬ ‫والي ��وم ع ��ود عل ��ى ب ��دء‪ .‬المواطن ��ون يُقتل ��ون‪،‬‬ ‫والقتل ��ة ي�سرح ��ون‪ ،‬ويمرح ��ون م ��ع المحر�ضي ��ن‬ ‫والمخططين والممولين‪.‬‬ ‫وبعودة �إلى ال�سرقة‪.‬‬ ‫يقول جبران خليل جبران‪ :‬ف�سارق الزهر مذموم‬ ‫ومحتقر و�سارق الحقل يدعى البا�سل الخطر‪.‬‬ ‫عندم ��ا ن�سم ��ع ع ��ن الملي ��ارات الت ��ي تبخّ ��رت من‬ ‫�صن ��دوق الهيئ ��ة العليا للإغاثة‪ ،‬وم ��ن ال�صناديق‬ ‫المنتمي ��ة �إل ��ى كل طائف ��ة‪ ،‬وع ��ن الملي ��ارات‬ ‫الع�ش ��رة الت ��ي �صرفت على م�شاري ��ع الكهرباء في‬ ‫الت�سعين ��ات‪ ،‬وال كهرب ��اء‪ .‬والأخ ��رى التي �صرفت‬ ‫عل ��ى البن ��ى التحتي ��ة وعل ��ى الط ��رق والمج ��اري‪،‬‬ ‫وتطوف هذه وتقفل الطرق‪ .‬لي�س لنا �إ ّال �أن نردد‬ ‫ق ��ول الر�سول الكريم "لعن اهلل ال�سارق"‪ .‬ون�شمل‬ ‫باللعنة �أهله وذويه وكل من ينتمي �إليه‪.‬‬ ‫عندم ��ا ن�سم ��ع رئي� ��س وزراء الع ��دو الإ�سرائيل ��ي‬ ‫يبرر عدم ذهابه �إلى م�أتم "مانديال" بعدم وجود‬ ‫موازن ��ة لهذه الرحل ��ة‪ ،‬ورغم ع ��دم �إقتناعنا بهذه‬ ‫الحجة وب�أنه لي�س هذا هو ال�سبب‪ ،‬نرى �أنها على‬ ‫الأقل م�ؤ�شر‪ ،‬ب�أن عدونا ال ي�ست�سيغ الإ�سراف‪ ،‬وال‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الدكتور ه�شام جابر‬

‫*‬

‫يه ��وى "البعزقة"‪ ،‬بعك�س ع�شرات الم�س�ؤولين في‬ ‫بالدن ��ا الذين يطوف ��ون الأقط ��ار‪ ،‬والأم�صار‪ ،‬مع‬ ‫وف ��ود ل ��م يفهم �أحد م ��ا هي ال�ض ��رورة لوجودها‪.‬‬ ‫وذل ��ك عل ��ى ح�س ��اب الدول ��ة المفل�سة الت ��ي ترزح‬ ‫تح ��ت ثقل الديون‪ .‬المتزايدة‪ ،‬وتعجز عن تمويل‬ ‫حق الموظف في راتبه‪.‬‬ ‫لي� ��س لنا �إ ّال �أن نقول "المال ال�سائب يع ٍّلم النا�س‬ ‫الحرام"‪.‬‬ ‫وال تقت�ص ��ر ال�سرق ��ة عل ��ى القط ��اع الع ��ام‪،‬‬ ‫فالم�ست�شف ��ى ت�سرق المري� ��ض‪ .‬و�إذا جاهد ل�شراء‬ ‫بولي�ص ��ة ت�أمي ��ن‪ ،‬فال�ش ��ركات و�أدواته ��ا تكم ��ن له‬ ‫بالمر�ص ��اد‪ .‬التاجر ي�سرق النا� ��س‪ ،‬والفاجر "�أكل‬ ‫مال التاجر"‪.‬‬ ‫"نعمت ��ان مجهولت ��ان‪ ،‬ال�صح ��ة والأم ��ان" كم ��ا‬ ‫ق ��ال الإم ��ام عل ��ي‪� ،‬س�ل�ام اهلل علي ��ه‪ .‬ف ��ي لبن ��ان‬ ‫الأم ��ان �أمني ��ة‪ ،‬وال�صح ��ة محفوف ��ة بالمخاط ��ر‪،‬‬ ‫من التل ��وث �إلى الأغذية الفا�سدة مروراً بالدواء‬ ‫ال ��ذي �إنتقل ��ت فعاليت ��ه �إل ��ى رحم ��ة اهلل ‪ ،‬ف�أعي ��د‬ ‫�إحيا�ؤها‪ .‬ناهي ��ك عن الأع�صاب المهددّة بالتلف‪،‬‬ ‫عن ��د كل خب ��ر �صاع ��ق و�أم ��ام كل خط ��اب م� ��ؤذٍ‪،‬‬ ‫وت�صريح مريب‪.‬‬ ‫وبع ��د ه ��ذا كل ��ه �أي ��ن ال�شع ��ب ال ��ذي ي�شك ��و ويئن‪،‬‬ ‫وي�شت ��م ويلع ��ن ليع ��ود �صاغ ��راً منتخب� �اً الوج ��وه‬ ‫نف�سها والأولياء ذاتهم‪.‬‬ ‫"كم ��ا انت ��م يول ��ي عليك ��م"‪ .‬يمنع الزعم ��اء قيام‬ ‫الدول ��ة ليبق ��ى �شعبه ��م ف ��ي ح�ضنه ��م ب ��د ًال م ��ن‬ ‫ح�ض ��ن الدول ��ة‪ .‬وال ي�سعى ال�شعب �إل ��ى بناء دولة‬ ‫لم ي�ؤمن يوماً ب�إمكانية قيامها‪.‬‬ ‫ق ��ال الجن ��رال" �سيراي" لمن خلفه في من�صب‬ ‫المفو� ��ض ال�سامي الفرن�سي في ع�شرينات القرن‬

‫الما�ض ��ي "ت�ستطيع �أن تفعل ماتريد بهذا ال�شعب‬ ‫�شرط �أن ت�سمح له بقول ما يريد" ‪.‬‬ ‫ق ��ال �سع ��د زغلول "�إن ف�ساد الح ��كام هو من ف�ساد‬ ‫المحكومي ��ن"‪ .‬فلن�صل ��ح ما ب�أنف�سن ��ا قبل ال�سعي‬ ‫�إل ��ى تغيير حكامنا‪ .‬ولن�سعى �إلى بناء الدولة قبل‬ ‫�أن ي�ستحي ��ل البن ��اء وتجرفن ��ا الري ��اح الإقليمي ��ة‬ ‫العاتي ��ة‪ .‬ولن�سع ��ى �إل ��ى ت�أ�سي� ��س �سلط ��ة ق�ضائية‪،‬‬ ‫م�ستقل ��ة‪ ،‬نزيهة‪ ،‬جازمة‪ .‬وبن ��اء جي�ش قوي رادع‪.‬‬ ‫و�إدارة كفف ��وءة نظيف ��ة تدي ��ن بال ��والء للوط ��ن‬ ‫وللقان ��ون ولي� ��س للزعي ��م و�أزالم ��ه‪� .‬ساعتئ ��ذ‬ ‫�سيترح ��م علين ��ا �أبنا�ؤن ��ا و�أحفادن ��ا ب ��د ًال م ��ن �أن‬ ‫ّ‬ ‫يكونوا �أول الالعنين‪.‬‬ ‫�سورة الرعد �آية ‪� 11‬إِ َّن اللهَّ َ ال ُي َغ ِّي ُر مَا ِب َق ْو ٍم َح َّتى‬ ‫ُي َغ ِّي ُروا مَا ِب�أَن ُف�سِ ِه ْم ‬ ‫و�أخي ��راً ولي�س �آخ ��راً ‪ .‬وبنظرة �سريع ��ة �إلى تاريخ‬ ‫لبن ��ان المعا�ص ��ر‪ .‬نرى �أن الف�س ��اد في لبنان لي�س‬ ‫ظاه ��رة جدي ��دة‪� .‬إنم ��ا �إ�ستفح ��ل‪ ،‬وكب ��ر‪ ،‬و�إفتت ��ح‬ ‫ل ��ه "معه ��داً عالي ��ا ً " في بداي ��ة ت�سعني ��ات القرن‬ ‫الما�ض ��ي حت ��ى طال كاف ��ة المرافق‪ ،‬وم ��ا ذلك �إ ّال‬ ‫لغي ��اب المحا�سب ��ة‪ ،‬حي ��ث �إنكف�أ الأخي ��ار‪ ،‬وتمادى‬ ‫الأ�ش ��رار‪ ،‬والئح ��ة الأخي ��ار بي ��ن الم�س�ؤولي ��ن في‬ ‫ه ��ذا البل ��د‪ ،‬تكفيه ��ا �صفح ��ة واح ��دة وبالخ ��ط‬ ‫العري� ��ض‪� .‬أما الأ�ش ��رار فيلزمهم �أكثر من "كتاب‬ ‫�أ�سود" لتعدادهم مع م�آثرهم‪.‬‬ ‫عندما خرج "ون�ست ��ون ت�شر�شل" من ملج�أ ليرى‬ ‫لن ��دن ركام� �اً‪ .‬وقي ��ل ل ��ه �أن هنالك محكم ��ة تعقد‬ ‫جل�سة!!!! قال " ما دام الق�ضاء بخير فبريطانيا‬ ‫بخير"‪.‬‬ ‫�إن قان ��ون ال�سلط ��ة الق�ضائي ��ة‪ ،‬المقت ��رح‪،‬‬ ‫والمو�ضوع في �إدراج المجل�س النيابي منذ �أواخر‬ ‫ت�سعين ��ات القرن الفائت يحق له �أن يرى ال�ضوء‪.‬‬ ‫ولو على طاولة النقا�ش‪.‬‬ ‫يق ��ول المذك ��ر "بوزانيا� ��س"‪ :‬ينبغ ��ي �أن يك ��ون‬ ‫للقان ��ون �سلطة على الب�ش ��ر ال للب�شر �سلطة على‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫فهل لنا حظ بتحقيق ذلك؟‬ ‫لي� ��س لن ��ا‪� ،‬إ ّال العم ��ل والأم ��ل‪ .‬ونح ��ن �أم ��ام ع ��ام‬ ‫جديد و�إ�ستحقاقات م�صيرية‪.‬‬ ‫* عمي���د ركن متقاع���د في الجي����ش اللبنان���ي وحائز على‬ ‫دكتوراه بتاريخ العلوم ال�سيا�س���ية من جامعة ال�سوربون في‬ ‫فرن�سا‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫معهد التمويل‪� :‬صافي تدفقات ر�ؤو�س الأموال‬ ‫الوافدة �إلى لبنان �إلى انخفا�ض‬ ‫ق� �دّر معه ��د التموي ��ل الدول ��ي �صاف ��ي تدفقات‬ ‫الخا�ص ��ة الوافدة �إل ��ى لبنان بـ‬ ‫ر�ؤو� ��س الأموال‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2,9‬ملياري دوالر في ‪ ،2013‬مما ي�ش ّكل تراجعاً‬ ‫بـ ‪ %41,7‬عن ‪ 5‬مليارات دوالر في ‪ ،2012‬وذلك‬ ‫مقارن ًة بتدفقات و�صلت �إلى ‪ 6,3‬مليارات دوالر‬ ‫في ‪ ،2011‬و‪ 5,8‬مليارات في ‪ ،2010‬و‪ 12‬مليار ًا‬ ‫في ‪ .2009‬فما هي اال�سباب الرئي�سية التي ادت‬ ‫الى هذا التراجع؟ وما هي التوقعات الم�ستقبلية‬ ‫لالو�ضاع االقت�صادية عموما في ‪2014‬؟‬ ‫عزا معه ��د التمويل‪ ،‬التراجع في �صافي تدفقات‬ ‫ر�ؤو�س الأموال الخا�ص ��ة الوافدة �إلى لبنان‪� ،‬إلى‬ ‫حال عدم اال�ستقرار ال�سيا�سي المحلية والإقليمية‬ ‫التي ت�ضغط على ثقة الم�ستثمرين وعلى الن�شاط‬ ‫االقت�ص ��ادي المحل ��ي‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إل ��ى �أن ن�سب ��ة‬ ‫التراج ��ع المتوقع ��ة في ه ��ذه التدفق ��ات �ستكون‬ ‫ال�ساد�س ��ة الأكبر بي ��ن ‪� 30‬سوق� � ًا نا�شئة توافرت‬ ‫فيه ��ا هذه الأرق ��ام‪ ،‬وهي �أف�ضل م ��ن الأرجنتين‬ ‫(‪ ،)%77,4-‬وجنوب كوريا(‪ ،)%58,3-‬وبولونيا‬ ‫(‪ ،)%54,6-‬وتايالن ��دا (‪ ،)%51,5-‬وفنزوي�ل�ا‬ ‫(‪ ،)%51-‬والأكبر بين ‪ 7‬دول في منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�أفريقيا‪.‬‬ ‫�سي�ش ّكل �صافي تدفقات ر�ؤو�س الأموال الخا�صة‬

‫الواف ��دة �إلى لبن ��ان ن�سب ��ة ‪ %0,3‬م ��ن �إجمالي‬ ‫التدفق ��ات �إل ��ى الإقت�ص ��ادات النا�شئة‪ ،‬و‪%3,5‬‬ ‫م ��ن �إجمال ��ي التدفق ��ات �إل ��ى منطق ��ة ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط و�أفريقي ��ا ف ��ي ‪ .2013‬و�أ�ش ��ار المعهد‬ ‫�إل ��ى �أن لبنان �سيكون خام� ��س �أ�صغر م�ستقطب‬ ‫ل�صافي تدفق ��ات ر�ؤو�س الأم ��وال الخا�صة بين‬ ‫االقت�ص ��ادات النا�شئ ��ة‪ ،‬متق ّدم� � ًا عل ��ى بلغاريا‬ ‫(‪ 2,2‬ملي ��اري دوالر)‪ ،‬والأرجنتين (‪ 1,9‬مليار‬ ‫دوالر)‪ ،‬والإكوادور (‪ 496‬مليونا) وم�صر (‪283‬‬ ‫مليون ��ا)‪ ،‬وثاني �أ�صغر م�ستقطب بين الدول في‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط و�أفريقيا متقدما" على‬ ‫م�صر فقط‪.‬‬ ‫وتوق ��ع المعهد �أن يبل ��غ �صافي تدفق ��ات ر�ؤو�س‬ ‫الأم ��وال الخا�ص ��ة الواف ��دة �إل ��ى لبن ��ان ‪%6,7‬‬ ‫من النات ��ج المحلي الإجمالي ف ��ي ‪ ،2013‬وهي‬ ‫�ساد�س �أعل ��ى ن�سبة بين االقت�ص ��ادات النا�شئة‬ ‫بع ��د الت�شيل ��ي (‪ %13,7‬م ��ن النات ��ج المحلي)‬ ‫و�أوكرانيا (‪ %9,1‬من الناتج المحلي) ونيجيريا‬ ‫(‪ %8,8‬م ��ن النات ��ج المحلي) والبي ��رو (‪%8,3‬‬ ‫من النات ��ج المحلي) ورو�سيا (‪ %7,3‬من الناتج‬ ‫المحل ��ي)‪ ،‬وه ��ي ثان ��ي �أعل ��ى ن�سب ��ة بي ��ن دول‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�أفريقيا بعد نيجيريا‪.‬‬

‫اللبنانيون ي�ستخدمون التكنولوجيا بمعدالت عالية عند ال�سفر‬ ‫لفتت درا�س ��ة �أجرتها �شركة الخط ��وط الجوية‬ ‫البريطانية ال ��ى "�أن اللبنانيي ��ن ي�سافرون �إلى‬ ‫مختل ��ف دول العال ��م بمع ��دالت عالي ��ة‪ ،‬وكلم ��ا‬ ‫�أتيح ��ت له ��م الفر�ص ��ة للقيام بذل ��ك‪ ،‬اذ بينت‬ ‫النتائ ��ج �أن واح ��د ًا م ��ن بي ��ن كل ‪ 5‬لبنانيي ��ن‪،‬‬ ‫ي�سافر ف ��ي الطائرة مرة واح ��دة على الأقل كل‬ ‫ب�ضعة‪� ‬أ�شهر"‪.‬‬ ‫ور�أى البح ��ث ال ��ذي اجري في منطق ��ة ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪�" ،‬أن �سكان هذه المنطقة هم من �أكثر‬ ‫ال�شعوب رغبة في ال�سفر‪ ،‬كذلك فهم مغرومون‬ ‫للغاية ف ��ي االبت ��كارات التكنولوجي ��ة لأغرا�ض‬ ‫ال�سفر"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أ�ش ��ار ال ��ى ان ��ه "غالبا م ��ا يخت ��ار اللبنانيون‬ ‫التكنولوجيا الحديثة عند التخطيط لرحالتهم‪،‬‬

‫�إذ �أفاد �أكثر من ن�ص ��ف اللبنانيين الم�شاركين‬ ‫ف ��ي اال�ستطالع‪� ،‬أنهم يحج ��زون رحالتهم عبر‬ ‫الإنترن ��ت بدل الهاتف �أو عبر وكيل ال�سفر‪ ،‬وهو‬ ‫�أعلى معدل في مختلف �أنحاء ال�شرق الأو�سط‪.‬‬

‫و�صف ال�سفير اللبناني ال�سابق في وا�شنطن‬ ‫ريا����ض طبارة كتي���ب "لي����ش مندف���ع �ضرايب؟"‬ ‫الذي �أ�ص���دره �أخيراً "معهد با�س���ل فليحان المالي‬ ‫واالقت�ص���ادي"‪ ،‬ب�أن���ه "�إنج���از كبير غي���ر م�سبوق"‪،‬‬ ‫معتب���راً �أنه حقق ببراعة هدف���ه المتمثل في "�شرح‬ ‫المب���ادىء المالي���ة المتعلقة بال�ضرائ���ب بطريقة‬ ‫م�ش ّوقة لل�شباب و�سهلة للكبار"‪.‬‬ ‫كالم طب���ارة جاء خ�ل�ال الندوة الت���ي �أقامها "معهد‬ ‫فليحان" في جناحه �ضم���ن معر�ض بيروت العربي‬ ‫الدول���ي الـ‪ 57‬للكتاب الذي �أقيم في مركز "بيال"‬ ‫للمعار����ض‪ ،‬الكتي���ب وبرنام���ج المعه���د لتعزي���ز‬ ‫الثقافة المالية واالقت�صادية‪� ،‬شاركت فيها مديرة‬ ‫المعهد لمياء المبي����ض الب�ساط‪ ،‬وح�ضرها عدد من‬ ‫االقت�صاديين والتربويين واالعالميين والطالب‪.‬‬ ‫الإر�ش���اد والتوا�ص���ل" هو عن���وان ور�شة عمل‬ ‫نظمتها م�ؤ�س�سة ‪The Blessing Foundation‬‬ ‫‪ ،TBF‬باال�شتراك مع "مبادرة تمكين المر�أة" ‪We‬‬ ‫‪ Initiative‬م���ن البن���ك اللبنان���ي للتجارة ‪BLC‬‬ ‫لل�سن���ة الثاني���ة تواليا ً‪ ،‬اذ جمعت �أكثر من‬ ‫‪ّ ،Bank‬‬ ‫‪ 60‬امر�أة رائدة في مجال الأعمال‪.‬‬ ‫و�شه���د برنام���ج الإر�ش���اد ه���ذه ال�سن���ة م�شارك���ة‬ ‫�صناعية‬ ‫ن�س���اء رائ���دات في لبن���ان م���ن مج���االت‬ ‫ّ‬ ‫المالية‪ ،‬والقانون‪،‬‬ ‫منوع���ة كالت�صميم‪ ،‬وال�شّ ����ؤون‬ ‫ّ‬ ‫وال�صيدلة‪ ،‬والأزياء‪ .‬و لفت���ت الرئي�سة التنفيذية‬ ‫ّ‬ ‫ل���ـ ‪ The Blessing Foundation‬ريما قطي�ش‬ ‫الح�سيني الى �أهمي���ة �أن تت ّولّى ال ّن�ساء المتمكّ نات‬ ‫الرائ���دات‬ ‫ف���ي مج���ال الأعم���ال‪� ،‬إر�ش���اد ا ّل ّن�س���اء ّ‬ ‫وتوجيههن‪.‬‬ ‫ال ّنا�شئات في لبنان‬ ‫ّ‬ ‫�ص ّن���ف م�ؤ�ش���ر "تناف�سي���ة المواه���ب‬ ‫العالم���ي" ل�سن���ة ‪Global Talent( 2013‬‬ ‫‪ ، )Competitiveness Index‬لبنان في المرتبة‬ ‫‪ 48‬بي���ن ‪ 103‬دول ف���ي العال���م‪ ،‬وف���ي المرتب���ة‬ ‫ال�ساد�سة بين ‪ 15‬دولة ف���ي �شمال �أفريقيا وغرب‬ ‫�آ�سي���ا‪ .‬وحل في المركز التا�س���ع بين ‪ 31‬دولة ذات‬ ‫الدخل المتو�سط �إلى المرتفع الم�شمولة في الم�سح‪.‬‬ ‫ويقي����س الم�ؤ�ش���ر ال�صادر عن كلي���ة ‪INSEAD‬‬ ‫لإدارة الأعم���ال‪ ،‬قدرة الدول عل���ى تطوير‪،‬وجذب‪،‬‬ ‫ويقيم الخطوات‬ ‫و�إ�ستبقاء الأ�شخا�ص الموهوبين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والقرارات التي تتخذها الدول لتطوير والح�صول‬ ‫عل���ى المواه���ب‪ ،‬كذل���ك يقّي���م قدرة ال���دول على‬ ‫تقديم مجموعة المهارات المطلوبة للح�صول على‬ ‫�إقت�صاد يتمتع بالإنتاجية‪ ،‬والإبتكار‪ ،‬والتناف�سية‪.‬‬ ‫والم�ؤ�شر مركب من ‪ 6‬عوامل مق�سمة �إلى م�ؤ�شرين‬ ‫ثانويين‪ :‬مو�شر تزويد تناف�سية المواهب ‪Talent‬‬ ‫‪Competitiveness Input Sub-Index‬‬ ‫وم�ؤ�ش���ر ح�صيل���ة تناف�سي���ة المواه���ب ‪Talent‬‬ ‫‪.Competitiveness Output Sub-Index‬‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫رأي الشرع‬

‫وللمر�أة اللبنانية حقوق �أي�ض ًا‬ ‫من ��ذ �سن ��وات والنا�شط ��ون والنا�شط ��ات ف ��ي‬ ‫مج ��ال حقوق الإن�س ��ان‪ ،‬خ�صو�صاً في لبنان‪،‬‬ ‫ل ��م يترك ��وا باب� �اً � اّإل وطرق ��وه‪ ،‬وه ��ذا ما كان‬ ‫مح � ّ�ط �إهتمامن ��ا م ��ع جمي ��ع المرجعي ��ات‬ ‫اللبناني ��ة ال �سيما الروحي ��ة والدينية منها‪.‬‬ ‫وكان ��ت هن ��اك م�شاري ��ع قواني ��ن و�إقتراحات‬ ‫تتعل ��ق بالحق ��وق والعن ��ف الأ�س ��ري و�إلى ما‬ ‫هن ��اك م ��ن حقوق د�أب ��ت الجمعي ��ات المعنية‬ ‫عل ��ى المطالب ��ة به ��ا‪ ،‬والت ��ي ج ��اءت ثم ��رة‬ ‫ن�شاط ��ات م ��ا كنا طرحن ��اه من ��ذ البداية‪ ،‬وال‬ ‫زلن ��ا ن�سعى �إليه فيما الغاية واحدة بيننا في‬ ‫كل هذه المطالب‪.‬‬ ‫والمالح ��ظ �أن الخ�ل�اف ل ��م يك ��ن بين هذه‬ ‫الجمعي ��ات ‪ -‬والت ��ي ال �ش ��ك �أن م�سعاه ��ا‬ ‫نبي ��ل‪ -‬والمرجعيات الدينية في لبنان على‬ ‫ه ��ذه االه ��داف �إنم ��ا عل ��ى طريق ��ة طرحه ��ا‬ ‫وعل ��ى بع�ض الن�صو�ص ال ��ذي ت�ضمنه بع�ض‬ ‫الم�شاري ��ع ال ��ذي ُط ��رح ويتناف ��ى م ��ع جوهر‬ ‫ال�شريع ��ة الإ�سالمي ��ة كم ��ا م ��ع الروحي ��ة‬ ‫الم�سيحية‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع ال يمكنن ��ي �إال و�أن �أحي ��ي الذين‬ ‫قام ��وا بطرح ه ��ذه الم�س�ألة ف ��ي �أحد ملفات‬ ‫برنام ��ج "الحي ��اة درام ��ا" عل ��ى �شا�ش ��ة "�أم‬ ‫ت ��ي ف ��ي" اللبناني ��ة‪ ،‬عندم ��ا �شارك ��تُ هاتفياً‬ ‫كان ل ��دي حر� ��ص كام ��ل عل ��ى معالج ��ة هذه‬ ‫الق�ضي ��ة م ��ن الناحي ��ة الفعلية‪-‬الحقيقي ��ة‬ ‫الت ��ي يعي�شها الكثي ��ر من الن�ساء ف ��ي لبنان‪،‬‬ ‫واف ح ��ول م ��ا يمك ��ن فعله �إن‬ ‫وقم ��ت ب�ش ��ر ٍح ٍ‬ ‫م ��ن الجه ��ة القانوني ��ة �أو ال�شرعي ��ة حي ��ث‬ ‫ح ّثيتُ على العمل لتفعيل الق�ضاء والأجهزة‬ ‫الق�ضائية والأمنية المخت�صة‪.‬‬ ‫وبر�أين ��ا �أن الم�شكل ��ة تكمن ف ��ي عدم تطبيق‬ ‫القواني ��ن التي تحم ��ي الم ��ر�أة اللبنانية من‬ ‫جهة‪ ،‬وفي �س ��وء تطبيق القانون لدى بع�ض‬ ‫المحاك ��م �أو المف ��ارز الأمني ��ة (المخاف ��ر)‬ ‫ف ��ي الكثي ��ر م ��ن المناط ��ق من جه ��ة �أخرى‪،‬‬ ‫نوحد‬ ‫وه ��ذا م ��ا جعلن ��ي �أتم ّن ��ى عليه ��م ب� ��أن ّ‬ ‫قوان ��ا وتحقي ��ق هدفن ��ا جميع� �اً م ��ن طري ��ق‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ال�شيخ ح�سن الحاج �شحادة‬

‫*‬

‫تفعي ��ل دور الق�ضاء في جمي ��ع �إخت�صا�صاته‬ ‫ودرجات ��ه‪ ،‬كم ��ا تفعي ��ل القوى الأمني ��ة التي‬ ‫تتلق ��ى ال�شكاوى في ه ��ذا الخ�صو�ص بعناية‬ ‫ورعاي ��ة بعدما راحت ه ��ذه الم�شاكل تتفاقم‬ ‫تدريجاً‪.‬‬ ‫ومم ��ا ال �ش ��ك في ��ه �أن ال�شرائ ��ع ال�سموي ��ة‬ ‫جاءت لإخراج النا�س من الظلمات �إلى النور‬ ‫عب ��ر التب�شي ��ر والدعوة الى اهلل (ع� � ّز وج ّل)‬ ‫وتطبي ��ق تعاليم ��ه الإن�ساني ��ة والت ��ي وجدت‬ ‫�أ�ص�ل ً�ا لإ�ص�ل�اح �أمر الب�ش ��ر‪ ،‬وكانت الر�سالة‬ ‫ال�سموي ��ة الختامية التي جاء بها ر�سول اهلل‬ ‫محم ��د (�ص)‪ ،‬الت ��ي بد�أت بتحري ��ر الإن�سان‬ ‫من العبودي ��ة ومنعت تحقير الن�ساء ومنعت‬ ‫و�أده ��نّ وه ��نّ �أحي ��اء وجعله ��نّ كالرجال من‬ ‫حي ��ث الإن�سانية وحق الحي ��اة ولم تكنّ يوماّ‬ ‫� اّإل في هذا الإتجاه‪.‬‬ ‫ومن هنا ف�إننا ندعو الى تكريم المر�أة مهما‬ ‫كان ��ت حالته ��ا الإجتماعية �س ��واء �أكانت �إبنة‬ ‫�أو �أختاً �أو �أماً �أو زوجة‪ ،‬فلكل منهن حقوقها‬ ‫علين ��ا‪ ،‬فكيف لن ��ا �إذا تع ّر�ضت �إل ��ى الأذى �أو‬ ‫الإعت ��داء؟ ه ��ذا مح� � ّرم �شرع� �اً وبالتال ��ي‬ ‫فالمب ��د�أ بي ��ن ال�شريع ��ة والقي ��م والقواني ��ن‬ ‫الت ��ي ترع ��ى حق ��وق الم ��ر�أة التي ين ��ادي بها‬ ‫البع� ��ض هو واحد وهو حق المر�أة وحمايتها‬ ‫حيثم ��ا كان ��ت‪ ،‬فله ��ا ح ��ق العم ��ل وال ��زواج‬ ‫و�إختي ��ار ذل ��ك والتملك و�إلى م ��ا هنالك من‬ ‫حقوق يتمتع بها الرجل‪.‬‬

‫لك ��ن يبقى الفارق في �أن الأنوثة لها ميزتها‬ ‫والذكوري ��ة له ��ا ميزته ��ا‪ ،‬و�إال لكان ��ا واح ��داً‪،‬‬ ‫ولذل ��ك ف� ��إن الم ��ر�أة الناجحة تع ��رف ح ّقها‬ ‫وتع ��رف حق غيرها‪ ،‬وبذل ��ك لن يكون هناك‬ ‫تميي ��ز �إال عن ��د بع� ��ض المتخ ّلفي ��ن وغي ��ر‬ ‫المثقفي ��ن‪ ،‬وال يج ��وز �أن يتحم ��ل العاق ��ل‬ ‫المثقف �أخطاء ه�ؤالء‪.‬‬ ‫و�إنطالق� �اً من هذه الإعتب ��ارات وحر�صاً منا‬ ‫عل ��ى تحقيق العدالة والم�ساواة في الحقوق‬ ‫والواجب ��ات تجاه الم ��ر�أة والرج ��ل والأ�سرة‪،‬‬ ‫كان لن ��ا الكثير من اللقاءات والمنتديات مع‬ ‫بع�ض الجمعيات والمهتمين بهذا المو�ضوع‬ ‫و�أجرين ��ا العديد من المناق�ش ��ات الإيجابية‬ ‫والمثم ��رة التي �أعتبرها عامل حياة ونجاحاً‬ ‫تجاه الطريق ال�صحيح‪.‬‬ ‫وه ��ذا م ��ا تكل ��ل بحم ��د اهلل‪ ،‬وكم ��ا �شاهدن ��ا‬ ‫عب ��ر و�سائ ��ل الإع�ل�ام ب� ��أن هن ��اك ق ��راراً قد‬ ‫�إتخ ��ذ ب�إحال ��ة كاف ��ة ال�ش ��كاوى به ��ذا ال�ش� ��أن‬ ‫م ��ن مخاف ��ر ال ��درك �إل ��ى مف ��ارز التح ��ري‬ ‫وال�شرط ��ة الق�ضائي ��ة المخت�ص ��ة به ��ذه‬ ‫الم�ش ��اكل بالتحدي ��د‪ ،‬والعم ��ل عل ��ى تدريب‬ ‫فري ��ق منها على معالجة مثل هذه الم�شاكل‬ ‫و�إحالته ��ا بالتالي �إلى الق�ضاء المخت�ص كل‬ ‫بح�سب الحالة‪.‬‬ ‫لذل ��ك ف�إنني �أحيي الم ��ر�أة اللبنانية مجدداً‬ ‫وكل الجه ��ات الت ��ي �أو�صلت ه ��ذه االمور الى‬ ‫طريقه ��ا ال�صحي ��ح ال ��ذي �أتمن ��ى �أن يتاب ��ع‬ ‫ب�ش ��كل دائم‪ ،‬ومرة �أخ ��رى �أجد �أن ال تناق�ض‬ ‫بي ��ن ما ن�ؤمن ب ��ه ونعمل عليه ف ��ي �شرعيتنا‬ ‫وم ��ا ير�ضي �ضمائر �أفراد المجتمع ويتالءم‬ ‫م ��ع منط ��ق العدال ��ة والم�س ��اواة ال �سيم ��ا‬ ‫الأ�سرة اللبنانية ‪.‬‬ ‫وف ��ي الخت ��ام �أرجو من اهلل تعال ��ى �أن يحمي‬ ‫الم ��ر�أة اللبناني ��ة ويجعله ��ا مث ��ا ًال �أعل ��ى‬ ‫لمحيطه ��ا م ��ن الأ�س ��ر ف ��ي دول الج ��وار‬ ‫والعالم‪.‬‬ ‫* قا�ضي �شرع بيروت‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الأردن يطلق حملة للترويج لل�سياحة الدينية‬

‫�أعل ��ن المدير العام لـ"هيئ ��ة تن�شيط ال�سياحة"‬ ‫ف ��ي الأردن عب ��د ال ��رزاق عربي ��ات �أن "الهيئة‬ ‫�أطلق ��ت حمل ��ة للت�سوي ��ق والتروي ��ج لل�سياح ��ة‬ ‫الديني ��ة الإ�سالمي ��ة ف ��ي الأردن و�إ�ستقط ��اب‬ ‫ال�سياح من الدول الإ�سالمية‪ ،‬خ�صو�ص ًا ماليزيا‬ ‫و�إندوني�سي ��ا‪ ،‬باعتب ��ار الأردن مق ��ر ًا وبواب ��ة‬ ‫للأماكن الإ�سالمية والم�سيحية المقد�سة"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬نه ��دف �إل ��ى جع ��ل ه ��ذا النم ��ط‬ ‫م ��ن ال�سياح ��ة م�ص ��در ًا م ��ن م�ص ��ادر الجذب‬ ‫ال�سياحي‪ ،‬ومورد ًا �أ�سا�سي ًا للإيرادات ال�سياحية‬ ‫ف ��ي المملك ��ة"‪ .‬وكانت الهيئ ��ة �شارك ��ت للمرة‬ ‫الأولى في المعر�ض ال�سياحي المتنقل لمنظمي‬ ‫برام ��ج الحج والعمرة ف ��ي ماليزيا و�إندوني�سيا‪،‬‬ ‫في م�سعى لترويج المنتج ال�سياحي الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ولف ��ت عربي ��ات �إل ��ى برام ��ج ترويجي ��ة تبنتها‬ ‫الهيئ ��ة ته ��دف �إل ��ى �إ�ستقطاب ع ��دد كبير من‬ ‫ال�سي ��اح الم�سلمي ��ن م ��ن اندوني�سي ��ا وماليزي ��ا‬ ‫والذين يقومون ب�أداء فري�ضة الحج والعمرة في‬

‫ال�سعودية‪ ،‬وبعدها يرغبون في اكمال المرا�سم‬ ‫الدينية في الأردن وفل�سطين‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪" :‬وقعنا عدد ًا م ��ن االتفاقات المتعلقة‬ ‫بزي ��ارة المواق ��ع الإ�سالمي ��ة ف ��ي الأردن‬ ‫وفلـــ�سطي ��ن‪ ،‬مع المكاتب ال�سياحية في ماليزيا‬ ‫و�إندوني�سيا"‪ ،‬م�ؤكد ًا وج ��ود العديد من "مواقع‬ ‫ال�سياح ��ة الإ�سالمية ف ��ي الأردن‪ ،‬منـــها مواقع‬ ‫المع ��ارك الإ�سالمي ��ة الت ��ي دارت عل ��ى �أر� ��ض‬ ‫المملكة‪ ،‬مثل اليرموك وم�ؤته"‪.‬‬

‫المدير العام لـ"هيئة تن�شيط ال�سياحة" في الأردن‬ ‫عبد الرزاق عربيات‬

‫�سوريا تعاقدت على �إ�ستيراد ‪ 2.4‬مليوني طن من القمح في ‪2013‬‬ ‫قال م�صدر ف ��ي الم�ؤ�س�سة العامة لتجارة وت�صنيع‬ ‫الحبوب ف ��ي �سوري ��ا �إن �صفقات �إ�ستي ��راد القمح‬ ‫قف ��زت �إل ��ى ‪ 2.4‬مليوني طن ف ��ي ‪ 2013‬من ‪550‬‬ ‫�ألف طن في العام ال�سابق‪.‬‬ ‫وح�ص ��دت �سوريا في الع ��ام ‪� 2013‬أ�سو�أ مح�صول‬ ‫قمح منذ نحو ثالثة عق ��ود‪ ،‬وزادت ال�ضغوط على‬ ‫الحكومة لإ�ستيراد ال�سلع الغذائية في ظل الحرب‬ ‫والعقوبات‪.‬‬ ‫وقال الم�صدر لـوكال ��ة "رويترز" �أن معظم القمح‬ ‫الم�ست ��ورد جاء م ��ن منا�ش ��ئ البحر الأ�س ��ود و�أن‬ ‫ال�صفق ��ات �أبرمت خارج نظ ��ام المناق�صات وتم‬ ‫دف ��ع ثمنها ب�أموال �أفرج عنها من ح�سابات �سورية‬ ‫مج ّم ��دة في الخارج‪ .‬و�أ�ضاف الم�صدر‪" :‬من هذه‬ ‫الكمية الإجمالية و�صل ‪ 1.7‬مليون طن �إلى �سوريا‬ ‫والكمية الباقية في الطريق"‪.‬‬ ‫وكانت المو�س�سة قالت في ت�شرين الأول (�أكتوبر)‬ ‫الفائ ��ت �إنه ��ا �أبرمت �صفقات ممول ��ة بالح�سابات‬ ‫المجم ��دة ال�ستيراد ‪� 500‬أل ��ف طن من القمح من‬ ‫فرن�سا ومنطقة البحر الأ�سود في فترة ال�صيف‪.‬‬

‫وعل ��ى رغم �ش ��ك بع�ض التجار ف ��ي حجم واردات‬ ‫القم ��ح ف ��ي ‪ ،2013‬ف� ��إن �آخرين قال ��وا �أن القفزة‬ ‫في ال ��واردات ت�أت ��ي متما�شية مع �سع ��ي الحكومة‬ ‫لتعزيز الإ�ستيراد نظرا �إل ��ى الإنخفا�ض القيا�سي‬ ‫في المح�صول المحلي‪.‬‬ ‫وع ّل ��ق تاج ��ر �أوروب ��ي‪" :‬يب ��دو الأم ��ر ممكن ��ا"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬ت�ضررت الزراعة ال�سورية ب�شدة جراء‬ ‫القت ��ال و�سيزيد ذلك ب�شكل كبير م ��ن �إحتياجات‬ ‫الإ�ستي ��راد الذي يترك ��ز في يد الدولة م ��ع �إبتعاد‬ ‫القطاع الخا�ص عن ال�سوق بفعل العقوبات"‪.‬‬ ‫وت�شي ��ر تقديرات جمعتها "رويت ��رز" من �أكثر من‬ ‫ع�ش ��رة م�س�ؤولين وتجار محليين في تموز (يوليو)‬ ‫�إل ��ى �أن مح�صول القمح المحل ��ي ربما تراجع �إلى‬ ‫‪ 1.5‬ملي ��ون ط ��ن وهو �أق ��ل من ن�ص ��ف المتو�سط‬ ‫قب ��ل �إن ��دالع ال�ص ��راع‪ .‬وال ت�سري العقوب ��ات التي‬ ‫فر�ضها االتحاد الأوروبي والواليات المتحدة ودول‬ ‫�أخرى على نظ ��ام الرئي�س ب�شار الأ�سد على ال�سلع‬ ‫الغذائية لكن تجميد الأر�صدة يقو�ض قدرة �سوريا‬ ‫على �إبرام �صفقات الإ�ستيراد‪.‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫توق���ع الم�ص���رف المرك���زي المغرب���ي‪ ،‬تراجع‬ ‫معدالت النمو االقت�صادي �إلى ما بين ‪ 2.5‬و‪3.5‬‬ ‫ف���ي المئة العام المقبل‪ ،‬بعدم���ا �سجل ‪ 5‬في المئة‬ ‫خالل الع���ام الحالي‪ ،‬م�ستفيداً من ظ���روف مناخية‬ ‫جي���دة و�إنت���اج زراعي بلغ نح���و ‪ 10‬ماليين طن من‬ ‫الحبوب بف�ضل وفرة الأمطار‪.‬‬ ‫وتتواف���ق توقع���ات "المرك���زي" م���ع مثيلتها في‬ ‫�صندوق النقد الدولي وعدد من مكاتب الدرا�سات‬ ‫المحلية والدولية‪ ،‬التي قدرت النمو بين ‪ 3‬و ‪3.7‬‬ ‫في المئ���ة‪ ،‬بينما تراهن الحكوم���ة على نمو معدله‬ ‫‪ 4.2‬ف���ي المئة الع���ام المقبل‪ .‬وكان���ت بعثة من‬ ‫�صن���دوق النقد الدولي �أنه���ت �أخيراً جولة ميدانية‬ ‫في المغرب‪ ،‬لالطالع على نتائج الإقت�صاد المحلي‬ ‫في �إط���ار الم���ادة الرابعة م���ن ميث���اق ال�صندوق‪،‬‬ ‫ال���ذي �سب���ق �أن منح للرب���اط خطا ً ائتماني���ا ً بقيمة‬ ‫‪ 6.2‬ملي���ارات دوالر‪ ،‬لمواجه���ة تقلبات الظروف‬ ‫الإقت�صادية والمالية الدولية‪.‬‬ ‫ُعق���د في لن���دن �إجتماع لمجل����س �إدارة "غرفة‬ ‫التج���ارة العربي���ة – البريطاني���ة" و�إجتم���اع للجنة‬ ‫�ص ّوت على قرار "االتحاد‬ ‫التنفيذية للغرفة‪ ،‬حيث ُ‬ ‫العام لغ���رف التج���ارة وال�صناع���ة والزراعة للبالد‬ ‫العربية" ومقره بيروت‪ ،‬ب�إعادة انتخاب �أفنان بنت‬ ‫عبداهلل ال�شعيبي �أمينا ً عاما ً رئي�سا ً تنفيذيا ً لـ"غرفة‬ ‫التج���ارة العربية البريطانية"‪ ،‬كم���ا �صادق مجل�س‬ ‫�إدارة الغرفة على الق���رار و�أعيد انتخاب ال�شعيبي‬ ‫بالإجماع لأربع �سنوات مقبلة‪.‬‬ ‫�أعل���ن رئي�س الحكومة الليبي���ة علي زيدان �أن‬ ‫توق���ف ت�صدير النفط من منطق���ة الهالل النفطي‬ ‫بالمنطق���ة ال�شرقية في الب�ل�اد‪� ،‬أدى �إلى انخفا�ض‬ ‫دخل الدولة من النقد الأجنبي �إل‪.%40‬‬ ‫وقال زيدان‪ ،‬في م�ؤتمر �صحافي‪� ،‬إن "دخل الدولة‬ ‫انخف�ض بنح���و ‪ %40‬ب�سبب �أزمة الحقول النفطية‪،‬‬ ‫ما �أدى �إلى ت�أخر الحكومة في �إعداد الموازنة‪.‬‬ ‫وتعه���د زي���دان ب����أن حكومته "ل���ن تنتظ���ر طويالً‬ ‫لإعادة �ضخ النفط من المنطقة المذكورة"‪ ،‬م�شيراً‬ ‫�إلى �أنها "منحت فر�صة جديدة للقبائل‪ ،‬للتفاو�ض‬ ‫مع الم�سلحين من حر�س المن�ش�آت النفطية‪ ،‬الذين‬ ‫يمنعون عمليات الت�صدير"‪.‬‬ ‫�أعلن نائب رئي�س الوزراء الم�صري وزير التعاون‬ ‫الدول���ي زي���اد به���اء الدي���ن �أن "ال�صن���دوق العربي‬ ‫للإنم���اء الإقت�صادي والإجتماع���ي" وافق على تقديم‬ ‫قر�ضين مي�سرين قيمتهما ‪ 362‬مليون دوالر‪ ،‬وذلك‬ ‫للم�ساهمة في تمويل م�ش���روع الربط الكهربائي بين‬ ‫م�صر والمملك���ة العربية ال�سعودي���ة‪ ،‬وم�شروع محطة‬ ‫توليد كهرباء �أ�سيوط بقدرة ‪ 650‬ميغاوات‪.‬‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫لماذا ف�شلت العروبة ف�ش ًال ذريع ًا‬ ‫ف ��ي ‪� 22‬أيل ��ول (�سبتمبر) الفائت‪� ،‬أث ��ار النائب البريطان ��ي جورج غاالوي‬ ‫ترحي ��ب جمهور عربي في الجامعة اللبنانية الذي �صفق له عندما �أطلق‬ ‫عب ��ارة "العرب �شعب واح ��د"‪ .‬وهو لي�س الوحيد الذي يقول ذلك‪ ،‬العديد‬ ‫م ��ن الع ��رب في كثير م ��ن الأحيان يدعون �إلى الوح ��دة العربية‪ ،‬م�ؤكدين‬ ‫عل ��ى حقيق ��ة "�أننا نت�شارك لغ ��ة واحدة‪ ،‬وتاريخاً م�شت ��ركاً"‪ ،‬ولكن �إذا كان‬ ‫الأمر كذلك لماذا ف�شلت الوحدة العربية؟‬ ‫الواق ��ع �أن �أكب ��ر العوامل الذي �أ�ض ّر بم�صداقي ��ة العروبة كان نك�سة ‪1967‬‬ ‫و�إنعدام النمو الإقت�صادي لدى الدول التي تب ّنت القومية العربية‪ .‬ولكن‬ ‫م ��اذا ل ��و كان ��ت ه ��ذه العوامل مج ��رد نتيج ��ة ثانوية لم ��ا هو ف ��ي الأ�سا�س‬ ‫تحالف م�ض ّلل؟‬ ‫ي�أت ��ي ال�س� ��ؤال في وقت حيث الوح ��دات والتحالفات بي ��ن القوى العالمية‬ ‫ه ��ي �أق ��وى من �أي وقت م�ضى‪ .‬والأمر الم�ؤكد الذي ال يمكن لأحد �إنكاره‬ ‫هو �أن الدول تكت�سب قوة في عددها‪� .‬إن مجموعة متحدة من دول �صغيرة‬ ‫مق�سمة‪.‬‬ ‫�ستكون دائماً �أقوى من مجموعة من دول ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن اللغة الم�شتركة يمك ��ن �أن تكون عام�ل�ا م�س ّهال للوحدة‬ ‫الدولي ��ة‪ ،‬ف�إنه ��ا لي�ست حاف ��زاً لذلك‪ .‬في واقع الأمر لي� ��س العِرق الم�شترك‪،‬‬ ‫وال الدين‪ ،‬وال القرب الجغرافي التي تقيم الإتحادات‪ ،‬بل يتم ت�شكيلها ب�سبب‬ ‫حاجة ما‪ ،‬وهذه الحاجة هي لحماية "�أجندة" �سيا�سية م�شتركة للحكومات‪.‬‬ ‫ل ��دى حل ��ف �شمال االطل�س ��ي تحالف قوي بحيث ه ��و م�ستعد للدخول في‬ ‫معرك ��ة �ضد �أي بل ��د ي�شكل تهديداً للدول الأع�ضاء في ��ه‪ .‬ولي�س هناك �أي‬ ‫رب ��اط �أو راب ��ط ثقاف ��ي �أو دين ��ي �أو جغرافي يحدّد ه ��ذا التحال ��ف‪� .‬أ�سا�ساً‬ ‫كان اله ��دف م ��ن �إن�ش ��اء حلف �شمال االطل�س ��ي هو لحماي ��ة وتعزيز القيم‬ ‫الديموقراطية التي يت�شارك فيها �أع�ضا�ؤه‪.‬‬ ‫ف ��ي �أي ��ار (ماي ��و) ‪ 2011‬عندم ��ا دع ��ت ال ��دول الخليجي ��ة الأردن والمغرب‬ ‫للإن�ضم ��ام �إلى مجل�س التع ��اون الخليجي‪ ،‬لم يكن ذلك ب�سبب �إنتمائهما‬ ‫العرق ��ي �أو الجغراف ��ي �أو الديني‪ .‬فقد كانت الدعوة نابعة من حاجة (في‬ ‫�أعقاب "الربيع العربي") لحماية الملكيات ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫في ذروة القومية العربية‪ ،‬تقا�سمت الدول العربية حاجة م�شتركة تم ّثلت‬ ‫بحماي ��ة �أنف�سه ��ا م ��ن الإمبريالية والإ�ستعم ��ار‪ .‬جاء هذا قب ��ل وقت قليل‬

‫م ��ن والدة �إ�سرائيل عندما كانت القوات البريطانية ال تزال ت�ستعمر دو ًال‬ ‫عربي ��ة ع ��دة والمطامع ال�صهيوني ��ة �شكلت خطراً حقيقي� �اً على وجودها‪.‬‬ ‫حينها كانت العروبة حاجة �ضرورية بين هذه الدول‪.‬‬ ‫جلب ��ت نهاية الحرب العالمي ��ة الثانية حداً لتهديد الإ�ستعمار‪ .‬بعدها‪ ،‬لم‬ ‫تعد القوات البريطانية تملك الموارد الالزمة للحفاظ على م�ستعمراتها‬ ‫ف ��ي ال�ش ��رق الأو�سط فبد�أت بالإن�سح ��اب‪ ،‬الأمر الذي قاد ال ��دول العربية‬ ‫�إلى الإ�ستقالل‪.‬‬ ‫مع نهاية اال�ستعمار وتهديد �أقل من االإ�سرائيليين �أ�صبحت الحاجة �أقل‬ ‫�إل ��ى العروب ��ة‪ .‬العلماني ��ون الذين دافع ��وا ونا�صروا الق�ضي ��ة �أ�ص ً‬ ‫ال تخلوا‬ ‫عنها الن النمو الإقت�صادي �إنعدم فيها‪.‬‬ ‫لق ��د تب ّن ��ت العروب ��ة الإ�شتراكي ��ة‪ .‬وم ��ن المنطقي ب� ��أن النظ ��ام ال�سيا�سي‬ ‫ال ��ذي يفر� ��ض ب�شكل �أ�سا�سي خطاباً يعار�ض التع ��اون مع 'الغرب' والقوى‬ ‫الدولية الأخرى من �ش�أنه �إنتاج نظام �إقت�صادي �إ�شتراكي وحمائي ي�صعب‬ ‫عليه �أن ي�ؤدي �إلى النمو‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م ��ن جهته ��م يعار� ��ض الإ�سالمي ��ون �أي�ض� �ا العروب ��ة لأ�سب ��اب مختلف ��ة‪.‬‬ ‫ف�إيديولوجيته ��م تتناق� ��ض ب�ش ��كل �ص ��ارخ م ��ع �إيديولوجي ��ة العروب ��ة‬ ‫العلماني ��ة‪ .‬وق ��د تجن ��ب كثي ��رون غيره ��م العروبة �أي�ض� �اً النه ��ا �إ�ستبعدت‬ ‫المواطنين غير العرب مثل الأكراد والأتراك والأقليات العرقية الأخرى‪.‬‬ ‫راح كل م ��ن الفريقي ��ن عل ��ى ح ��د �س ��واء ي�س� � ّوق �إيديولوجيت ��ه‪ .‬لتنفي ��ذ‬ ‫�أهدافه ��م �أن�ش� ��أ الإ�سالميون ح ��ركات مثل جماعة "الإخ ��وان الم�سلمين"‪،‬‬ ‫والعلماني ��ون بدورهم دعموا الحركات القومية في دولهم المنف�صلة عن‬ ‫بع�ضها‪ ،‬تاركين خلفهم العروبة كحركة من الما�ضي‪ .‬حلم بعيد المنال‪.‬‬ ‫�ش� � ّكل الإ�سالمي ��ون حرك ��ة ح�صرية لل ��دول الإ�سالمي ��ة‪ ،‬وكان العروبيون‬ ‫ح�صريي ��ن لل�شع ��ب العرب ��ي‪ ،‬والقومي ��ون ح�صريي ��ن لدوله ��م‪ .‬وجميعهم‬ ‫كانوا ح�صرياً منف�صلين‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى دول ال�شرق الأو�سط كي تتوح ��د يجب �أن ت�أتي من حركة ال‬ ‫تق ��وم على �أ�سا�س الدي ��ن والعرق والثقافة‪ ،‬وال حتى الجغرافيا‪ ،‬بل ينبغي‬ ‫�أن ت�ستند ح�صرياً على الحاجة والعقيدة‪.‬‬ ‫عمان ‪ -‬ليلى ال�شامي‬

‫الحكومة التون�سية تراهن على تحقيق نمو ‪ %4‬في ‪2014‬‬ ‫تراه ��ن تون� ��س على تحقي ��ق نمو بن�سب ��ة ‪ %4‬خالل‬ ‫‪ ،2014‬وفق ما �أعلن رئي�س الحكومة علي العري�ض‪،‬‬ ‫ف ��ي جل�سة عام ��ة بالمجل� ��س الوطن ��ي الت�أ�سي�سي‪،‬‬ ‫خ�ص�ص ��ت لدرا�سة موازنة الدولة ل�سنة ‪ ،2014‬في‬ ‫ح�ضور رئي�س الوزراء المر�شح المهدي جمعة‪ .‬‬ ‫و�أو�ض ��ح العري� ��ض للن ��واب‪� ،‬أن "ن�سب ��ة النمو في‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫‪� 2014‬ستبل ��غ ‪ ،%4‬مقاب ��ل ‪ %2,8‬خ�ل�ال ‪."2013‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن "العج ��ز �سينخف�ض من ‪ %6,8‬خالل‬ ‫‪� ،2013‬إلى ‪ %5,7‬خالل ‪."2014‬‬ ‫و�أك ��د �أن "موازن ��ة الدول ��ة ل�سن ��ة ‪� 2014‬ستبل ��غ‬ ‫‪ 28,125‬ملي ��ار دين ��ار تون�س ��ي (نح ��و ‪ 15‬ملي ��ار‬ ‫ي ��ورو)‪� ،‬أي بزي ��ادة ‪ %2,3‬مقارن ��ة بال�سن ��ة‬

‫الما�ضية"‪.‬‬ ‫و�إعتب ��ر العري� ��ض ف ��ي خطاب ��ه‪� ،‬أن "الإنجازات‬ ‫االقت�صادي ��ة ف ��ي ‪� 2013‬إيجابية‪ ،‬لكنه ��ا لم َ‬ ‫ترق‬ ‫�إلى الم�ستوى المن�شود"‪ .‬‬ ‫وقال �إن "اال�ستقرار ال�سيا�سي ال يمكن �أن يتحقق‬ ‫�إال بحكومة ذات �شرعية ولي�س �إنتقالية"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫لديه ��ا قر� ��ض �أو خ ��ط �إئتم ��ان م ��ع م�ص ��رف‪،‬‬ ‫بالمقارن ��ة مع ‪ ٪30‬ف ��ي جنوب �آ�سيا و ‪ ٪48‬في‬ ‫�أميركا الالتينية‪.‬‬ ‫تعان ��ي المنطق ��ة العربي ��ة من �أعل ��ى معدالت‬ ‫للبطال ��ة ف ��ي العال ��م‪ ،‬م ��ع �إرتفاع مذه ��ل بين‬ ‫ال�شب ��اب والإن ��اث‪ .‬لي� ��س م ��ن ال�ض ��روري �أن‬ ‫يك ��ون هذا هو الحال‪ .‬قطاعات مثل ال�سياحة‪،‬‬ ‫وتكنولوجي ��ا المعلوم ��ات‪ ،‬والبن ��اء‪ ،‬تزدهر في‬ ‫كثي ��ر من البلدان العربية‪ ،‬ولكن �أرباب العمل‬ ‫يكافحون من �أجل العثور على خريجين ذوي‬ ‫مه ��ارات تقني ��ة‪ .‬م ��ن خ�ل�ال ال�سم ��اح للقط ��اع‬ ‫الخا� ��ص بالقفز والإ�ستثمار في حقل التعليم‪،‬‬ ‫ت�شج ��ع عل ��ى �إزده ��ار‬ ‫ت�ستطي ��ع الحكوم ��ات �أن ّ‬ ‫مدار� ��س المنحى الوظيفي التي تعد الطالب‬ ‫لمكان العمل‪.‬‬ ‫ب�إخت�ص ��ار‪ ،‬الكثي ��ر م ��ن الإمكان ��ات موج ��ودة‬ ‫ف ��ي المنطقة‪ .‬لق ��د ّ‬ ‫تح�ض ��رت‪ ،‬ولديها قاعدة‬ ‫�إ�ستهالكي ��ة عري�ضة ومتنامية‪ ،‬وتقاليد ريادة‬ ‫�أعم ��ال‪ ،‬وتجل� ��س عند تقاط ��ع �آ�سي ��ا و�أوروبا و‬ ‫�أفريقيا‪ .‬وتنمو المنطقة ديموغرافياً ب�سرعة‬ ‫ولديه ��ا فئ ��ة �شباب يمك ��ن �أن تك ��ون ذات قيمة‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى الموارد الب�شرية التي ت�ستكملها‬ ‫الم ��وارد الطبيعية الوفي ��رة التي �أنعم اهلل بها‬ ‫على المنطقة‪ .‬العالم العربي هو موطن ل ‪60‬‬ ‫ف ��ي المئة من النف ��ط في العال ��م وحوالي ‪40‬‬ ‫‪ ٪‬م ��ن �إحتياط ��ي الغ ��از الطبيعي‪ .‬ونظ ��راً �إلى‬ ‫الجه ��ود الجارية من �أجل تنوي ��ع �إقت�صاداتها‬ ‫بعيداً من قطاع النفط والغاز‪ ،‬تقدّم المنطقة‬ ‫الآن فر�ص� �اً �إ�ستثماري ��ة كبي ��رة لأولئك الذين‬ ‫ي�سع ��ون �إل ��ى �إ�ستثم ��ار طوي ��ل الأج ��ل و �شهية‬ ‫للمخاطر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ل ��دى العال ��م العرب ��ي �أي�ض� �ا كمي ��ات �ضخمة من‬ ‫ر�أ�س المال‪ ،‬ومراكز للإبتكار و�شباب موهوب‪ .‬ما‬ ‫نفتقده هو وجود مناخ �إ�ستثماري م�ؤات وم�ستقر‬ ‫م ��ن �ش�أنه �أن ي�ساعد على تعزي ��ز ثقة م�ستثمري‬ ‫القط ��اع الخا�ص وخلق كتلة مهم ��ة من �أ�صحاب‬ ‫الم�شاري ��ع الت ��ي يمك ��ن �أن ت�ساع ��د عل ��ى �إط�ل�اق‬ ‫العنان للإمكانات الكاملة في المنطقة‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬كمال حداد‬

‫المغرب ا�ستثمر ‪ 140‬مليار‬ ‫دوالر في البنية التحتية‬ ‫خالل الأزمة العالمية‬

‫وزير المال واالقت�صاد المغربي محمد بو�سعيد‬

‫نج ��ح الإقت�ص ��اد المغرب ��ي ف ��ي الحف ��اظ‬ ‫عل ��ى وتي ��رة نم ��و مقبول ��ة ن�سبي ًا ت ��راوح بين‬ ‫�أربع ��ة وخم�س ��ة في المئ ��ة على رغ ��م الأزمة‬ ‫االقت�صادي ��ة الأوروبي ��ة وتداعي ��ات "الربي ��ع‬ ‫العرب ��ي"‪ .‬و�إعتب ��ر وزي ��ر الم ��ال واالقت�صاد‬ ‫المغرب ��ي محم ��د بو�سعي ��د �أن �إرتف ��اع عج ��ز‬ ‫الح�ساب ��ات الكلي ��ة للخزين ��ة �إل ��ى �سبعة في‬ ‫المئ ��ة من الناتج المحلي ج ��راء �إرتفاع عجز‬ ‫الموازن ��ة‪ ،‬وتفاقم عجز ح�س ��اب المدفوعات‬ ‫الخارجي ��ة‪ ،‬ج ��اء نتيج ��ة تراج ��ع الطل ��ب‬ ‫الخارجي و�إرتفاع �أ�سعار المواد الأولية‪ ،‬وعلى‬ ‫ر�أ�سها النفط والطاقة‪.‬‬ ‫وق ��ال بو�سعيد في حدي ��ث �صحافي‪" :‬واجهنا‬ ‫الأزم ��ة الإقت�صادي ��ة والمالي ��ة العالمية عبر‬ ‫دع ��م وتقوي ��ة الطل ��ب الداخل ��ي وت�شجي ��ع‬ ‫�إ�سته�ل�اك الأ�س ��ر المغربي ��ة‪ ،‬و�ضاعفن ��ا‬ ‫الإ�ستثم ��ار الحكوم ��ي ال ��ذي يق ��در بنح ��و‬ ‫‪ 1.120‬تريلي ��ون دره ��م (نح ��و ‪ 140‬ملي ��ار‬ ‫دوالر) بي ��ن عام ��ي ‪ 2006‬و‪ 2013‬لتحدي ��ث‬ ‫البني ��ة التحتي ��ة والم�شاري ��ع المهيكل ��ة‪ ،‬مثل‬ ‫بن ��اء الط ��رق ال�سريع ��ة وال�س ��دود والموانئ‬ ‫والمطارات وال�سكن وال�سكة الحديد و�صناعة‬ ‫الفو�سفات"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪�" :‬إعتمدن ��ا عل ��ى ت�شجي ��ع المه ��ن‬ ‫الجدي ��دة العالمي ��ة مث ��ل �صناع ��ة ال�سيارات‬ ‫والطائرات والتكنولوجيات الحديثة‪ ،‬ور�صدنا‬ ‫مبال ��غ �ضخم ��ة للمخط ��ط الأخ�ض ��ر لت�أمين‬ ‫الأمن الغذائ ��ي وزيادة ال�صادرات الزراعية‪،‬‬ ‫كم ��ا �إعددنا خطط ًا لتطوي ��ر ال�سياحة لجذب‬ ‫‪ 20‬مليون �سائح نهاية العقد الجاري"‪.‬‬

‫�أع���رب محافظ جن���وب �سين���اء الم�صرية خالد‬ ‫فودة عن �أمله في �إجتذاب نحو ‪ 3.5‬ماليين �سائح‬ ‫�إل���ى منتجعات �شرم ال�شيخ عام ‪ ،2014‬مع تعافي‬ ‫المحافظ���ة من الم�ش���اكل الأمنية الت���ي �أثرت على‬ ‫الن�شاط ال�سياحي فيها‪.‬‬ ‫وقال فودة �إن "ع���دد ال�سياح في �شرم ال�شيخ في‬ ‫الع���ام ‪ 2013‬بلغ نحو ‪ 2.5‬مليوني �سائح‪ ،‬ب�سبب‬ ‫الأحداث‪ ،‬مقارن���ة بحوالى �أربعة ماليين �سائح قبل‬ ‫ثورة ‪."2011‬‬ ‫و�أ�ض����اف‪" :‬لكنن����ا ن�أم����ل بالتعافي م����ن الم�شاكل‬ ‫ف����ي �آذار (مار�س) وني�س����ان (�أبري����ل) المقبلين‪،‬‬ ‫حت����ى يمكننا العودة �إلى الو�ض����ع الطبيعي‪ .‬ن�أمل‬ ‫بو�ص����ول الع����دد �إل����ى ‪ 3.5‬ماليين �سائ����ح العام‬ ‫‪."2014‬‬ ‫وقّ ���ع الرئي����س الرو�س���ي فالديمي���ر بوتي���ن‪،‬‬ ‫قان���ون الم�صادق���ة عل���ى �إتفاقية ت�سهي���ل �سداد‬ ‫الأردن لقر�ض رو�سي قيمته ‪ 350‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وذك���رت وكال���ة �أنب���اء "نوفو�ست���ي" الرو�سية‪� ،‬أن‬ ‫بوتين وقّ ع على قان���ون الم�صادقة على الإتفاقية‬ ‫ت�سهل �سداد الأردن لقر�ض كانت �أخذته من‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫رو�سيا لتموي���ل �إ�ستيراد �سلع بموج���ب الإتفاقية‬ ‫ال�صادرة في العام ‪.2006‬‬ ‫و�أعلنت الحكومة الأردنية في العام ‪ 2011‬عجزها‬ ‫عن ت�سديد القر����ض الرو�سي‪ ،‬وطلبت تمديد �أجل‬ ‫�سداده وتخفي�ض �سعر الفائدة‪.‬‬ ‫وق���ررت الحكوم���ة الرو�سي���ة الإ�ستجاب���ة للطل���ب‬ ‫الأردني بتخفي�ض �سعر الفائدة‪.‬‬ ‫وقالت وزارة المال الرو�سية �إن الإتفاق مع الأردن‬ ‫ي�ؤك���د ا�ستع���داد الجانبين على التو�ص���ل �إلى حل‬ ‫و�سط ب�ش�أن ت�سهيل الإلتزام���ات المالية للحكومة‬ ‫الأردنية‪.‬‬ ‫�أنهى االقت�ص���اد المغربي عام ‪� 2013‬أف�ضل‬ ‫مما بد�أه‪ ،‬محققا ً نمواً بلغ نحو ‪ 5‬في المئة من الناتج‬ ‫في مقابل ‪ 2.7‬في المئة عام ‪ ،2012‬وهي ال�سنة‬ ‫ال�صعب���ة ف���ي االقت�صاد ب�سبب خالف���ات �سيا�سية‬ ‫بين مكونات الحكومة ف���ي ن�سختها الأولى‪ ،‬ف�ضالً‬ ‫ع���ن �شح الأمطار و�ضع���ف �أداء االقت�صاد العالمي‪،‬‬ ‫وتزايد العجز المالي في الح�سابات الكلية وتنامي‬ ‫حركات االحتجاج‪.‬‬ ‫وكان المغ���رب عان���ى خ�ل�ال العامي���ن الما�ضيين‬ ‫تداعي���ات "الربيع العرب���ي" و�أزمة منطق���ة اليورو‬ ‫وارتف���اع الأ�سعار الدولية‪ ،‬الت���ي كلفت االقت�صاد‬ ‫نحو ع�شرين مليار دوالر ب�إحت�ساب الديون والكلفة‬ ‫الإجتماعي���ة‪ ،‬ما جعل قرو����ض الخزينة العامة خالل‬ ‫عامين ت�ساوي ما اقتر�ضته في ع�شر �سنين‪ .‬و�أدى‬ ‫�إرتف���اع �أ�سعار الطاقة �إل���ى �إنعكا�سها على جيوب‬ ‫الم�ستهلكين و�إلى ت�ضخم �إ�ضافي‪.‬‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫ولنا مالحظة‬

‫القطاع الخا�ص هو مفتاح التنمية لل�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‬ ‫ال توج ��د �أي منطق ��ة �أخ ��رى ف ��ي العال ��م تحتاج‬ ‫�إل ��ى القط ��اع الخا� ��ص و�إل ��ى دعم ��ه �أكث ��ر م ��ن‬ ‫منطق ��ة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪ .‬ثالث‬ ‫�سن ��وات من "الربي ��ع العربي"‪ ،‬وال يزال العديد‬ ‫م ��ن البلدان في المنطق ��ة يكافح مع التداعيات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادي ��ة‪ :‬فت ��رات �إنتقالي ��ة‬ ‫�سيا�سي ��ة طويلة الأمد‪ ،‬ونمو بطيء‪ ،‬وعجز عال‬ ‫في الح�سابين المالي والجاري‪ ،‬وبطالة مذهلة‬ ‫و�إ�ستثم ��ار خا� ��ص فات ��ر (المحل ��ي والأجنب ��ي)‪.‬‬ ‫وق ��د �أيق ��ظ "الربي ��ع العرب ��ي" �أي�ض� �اً �إهتمام� �اً‬ ‫متج ��دداً بالن�سب ��ة �إلى الم�ش ��اكل القائمة فعلياً‪،‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫• ارتف ��اع م�ستوي ��ات البطال ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص� �اً بين‬ ‫ال�شباب؛‬ ‫• عدم كفاية الم�ساءلة وال�شفافية؛‬ ‫َ‬ ‫• قطاع عام غير عملي مهي َمن وم�سيطرعليه‬ ‫من ال�شركات المملوكة للدولة؛‬ ‫• �إنخفا� ��ض م�ستوى م�شاركة القطاع الخا�ص‬ ‫في الإقت�صاد‪.‬‬ ‫القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬م ��ع نف ��وذه المال ��ي وبراعت ��ه‬ ‫ف ��ي الإبت ��كار‪ ،‬لدي ��ه الق ��درة للم�ساع ��دة عل ��ى‬ ‫عك� ��س ه ��ذه الإتجاهات‪ .‬ولك ��ن �أو ًال‪ ،‬يتع ّين على‬ ‫الحكوم ��ات �أن تق ��دم ل ��ه بع�ض المج ��ال للعمل‪.‬‬ ‫يحت ��اج القط ��اع الخا�ص ف ��ي المنطق ��ة العربية‬ ‫�إل ��ى �أن يك ��ون "مزدحم� �اً م ��ن الإقب ��ال" ولي� ��س‬ ‫مزدحم� �اً من الهروب منه‪ ،‬كم ��ا كان الحال منذ‬ ‫عقود‪.‬‬ ‫تاريخي� �اً‪ ،‬كان القط ��اع العام المح� � ّرك الرئي�سي‬ ‫للنم ��و الإقت�ص ��ادي ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء ال�ش ��رق‬ ‫الأو�س ��ط و�شم ��ال �أفريقي ��ا‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ه ��ذا ال‬ ‫يمك ��ن �أن ي�ستم ��ر فيم ��ا العديد م ��ن الحكومات‬ ‫تواج ��ه �أزم ��ات موازنة و�أيديه ��ا مك ّبل ��ة ب�سل�سلة‬ ‫من الق�ضايا ال�سيا�سية والأمنية‪.‬‬ ‫م ��ع مواجه ��ة غالبي ��ة الحكومات العربي ��ة قيود‬ ‫مالي ��ة‪ ،‬ينبغ ��ي عل ��ى القط ��اع الخا� ��ص �أن ي ��رى‬ ‫ف ��ي ذلك فر�ص ��ة للع ��ب دور رئي�سي ف ��ي تطوير‬ ‫م�شاريع البنية التحتية الحيوية‪.‬‬ ‫م ��ن المهم � اَّأل تزاح ��م الحكومات ف ��ي المنطقة‬ ‫القط ��اع الخا� ��ص كم ��ا فعل ��ت ف ��ي الما�ض ��ي‪،‬‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫وبع�ضه ��ا ما زال يوا�صل القيام بذلك الآن‪ .‬بد ًال‬ ‫من هذا‪ ،‬يجب �أن تر ّكز على خلق �إطار تنظيمي‬ ‫وم�ؤ�س�س ��ي �شف ��اف حي ��ث جمي ��ع الالعبي ��ن ف ��ي‬ ‫القطاع الخا�ص يمكن �أن يعملوا‪.‬‬ ‫ف ��ي حين �أن ال ب ًد من الدول ��ة ل�صوغ ال�سيا�سات‬ ‫وو�ض ��ع الأطر التنظيمي ��ة ال�شفافة‪،‬ف�إن القطاع‬ ‫الخا� ��ص ف ��ي منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شمال‬ ‫�أفريقيا يحتاج �إلى �أن منحه المجال للم�ساهمة‬ ‫ف ��ي النم ��و الإقت�ص ��ادي الم�ست ��دام وخلق فر�ص‬ ‫العم ��ل‪� .‬إن قطاع� �اً خا�صاً تناف�سي� �اً ومبتكراً �أمر‬ ‫�ض ��روري لمن ��ع تخ ّل ��ف المنطق ��ة ع ��ن اللح ��اق‬ ‫بركب المناطق النا�شئة الأخرى‪.‬‬ ‫م ��اذا يمكن �أن تفعل ��ه الحكوم ��ات العربية؟ لقد‬ ‫ب ��د�أ العدي ��د م ��ن ال ��دول ف ��ي المنطق ��ة بالفعل‬ ‫تح�سي ��ن بيئ ��ات �أعماله ��ا م ��ن خ�ل�ال تب�سي ��ط‬ ‫القواني ��ن النظيمي ��ة‪ ،‬وفت ��ح القط ��اع المال ��ي‪،‬‬ ‫والح ��د م ��ن القي ��ود المفرو�ض ��ة عل ��ى التج ��ارة‬ ‫والإ�ستثم ��ار‪ .‬ولك ��ن هن ��اك الكثي ��ر مم ��ا ينبغ ��ي‬ ‫القيام به‪.‬‬ ‫ال ي ��زال الم�ستثم ��رون و �أ�صح ��اب الأعم ��ال‬ ‫ال�صغي ��رة يرثون تح ��ول ال�سيا�سات و حالة عدم‬ ‫اليقي ��ن الت ��ي تو ّلده ��ا‪� .‬إنه ��م قلق ��ون �أي�ض� �اً من‬ ‫محيط �أعمال غير عادل الذي يف�ضل ال�شركات‬ ‫القائم ��ة والرا�سخ ��ة عل ��ى ح�س ��اب المناف�سي ��ن‬ ‫الج ��دد‪ .‬ل ��ذا تحت ��اج الحكوم ��ات �إلى تبن ��ي ر�ؤية‬ ‫طويل ��ة الأج ��ل للإقت�ص ��اد‪ ،‬ومن ��ح ال�ش ��ركات‬ ‫المبتك ��رة فر�ص ��ة لتزده ��ر م ��ن خ�ل�ال ت�شجي ��ع‬ ‫المناف�سة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫من جه ��ة �أخرى‪ ،‬ت�شكل �إم ��دادات الكهرباء التي‬ ‫ال يمك ��ن الإعتم ��اد عليه ��ا عائقاً رئي�سي� �اً لتنمية‬ ‫القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬وفقاً لبيان ��ات البنك الدولي‪،‬‬ ‫م ��ع �أكث ��ر م ��ن ‪ 50‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن ال�ش ��ركات في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال �أفريقي ��ا �أ�ش ��ارت �إل ��ى‬ ‫�أن ه ��ذا النق� ��ص يم ِّث ��ل م�شكل ��ة كبي ��رة‪ .‬ل ��ذا‬ ‫ف� ��إن �إم ��دادات طاق ��ة موثوق ��ة مهم ��ة للنم ��و‬ ‫الإقت�صادي‪ ،‬كما هي مهمة جداً ل�ضمان المزيد‬ ‫م ��ن �إ�ستثم ��ارات القط ��اع الخا�ص ف ��ي المنطقة‬ ‫�أي�ض� �اً ‪ .‬وق ��د ك�شف ��ت م�سوح ��ات البن ��ك الدول ��ي‬ ‫للم�شاري ��ع �أن المنطقة العربي ��ة ت�شهد �إنقطاعاً‬

‫ف ��ي التي ��ار الكهربائي‪ ،‬و مع فت ��رات �أطول‪� ،‬أكثر‬ ‫من �أي منطقة �أخرى في العالم‪.‬‬ ‫تحت ��اج ال ��دول �إل ��ى الإ�ستف ��ادة ب�ش ��كل �أف�ض ��ل‬ ‫م ��ن الم ��وارد الت ��ي لديه ��ا‪ ،‬ولي� ��س هن ��اك مث ��ال‬ ‫�أف�ض ��ل على ذلك م ��ن الطاقة المتج� �دّدة‪ .‬وفقاً‬ ‫للتقدي ��رات‪ ،‬يمك ��ن �أن تنت ��ج الطاق ��ة المتجددة‬ ‫المحتمل ��ة ‪ 200,000‬ميغ ��اوات م ��ن الكهرب ��اء‬ ‫�سنوي� �اً في المنطق ��ة‪ ،‬الأمر ال ��ذي يجعلها ح ً‬ ‫ال‬ ‫مثالي� �اً لإنقطاع التي ��ار الكهربائي ال ��ذي يعاني‬ ‫منه العديد من البلدان العربية ونعمة محتملة‬ ‫للم�ستثمرين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وق ��د ح ��ددت حكومات ع ��دة �أهداف� �ا طموحة في‬ ‫ه ��ذا القط ��اع‪ .‬ولك ��ن لك ��ي "تق ّل ��ع" ال�صناع ��ة‪،‬‬ ‫ف�إنه ��ا تحت ��اج الكثي ��ر م ��ن الدع ��م‪ .‬كم ��ا ينبغ ��ي‬ ‫عل ��ى ال ��دول �أن ت�س ��نّ قواني ��ن تنظيمي ��ة �شفافة‬ ‫لقط ��اع الطاقة التي ت�شجع الإ�ستثمار الخا�ص‪.‬‬ ‫لق ��د �شهدن ��ا فعلي� �اً �أمثلة عدة على م ��ا يمكن �أن‬ ‫يح ��دث عندم ��ا تفع ��ل ذلك‪ .‬ف ��ي ال�شه ��ر الفائت‬ ‫فق ��ط‪� ،‬أنهت م�ؤ�س�س ��ة التمويل الدولي ��ة التابعة‬ ‫للبنك الدولي‪ ،‬والعديد من الم�ؤ�س�سات المالية‬ ‫الدولي ��ة الأخرى‪ ،‬و�ضع اللم�س ��ات الأخيرة على‬ ‫�صفق ��ة قر� ��ض بقيم ��ة ‪ 221‬ملي ��ون دوالر لدع ��م‬ ‫�أول مزرع ��ة ري ��اح مملوك ��ة للقط ��اع الخا�ص في‬ ‫الأردن‪.‬‬ ‫تحت ��اج الحكوم ��ات العربي ��ة �أي�ض� �اً �إل ��ى تعزي ��ز‬ ‫روح المب ��ادرة‪ .‬تظه ��ر الدرا�س ��ات الحديث ��ة �أن‬ ‫هن ��اك زي ��ادة مقداره ��ا ثمانية �أ�ضع ��اف في عدد‬ ‫ال�ش ��ركات النا�شئ ��ة في منطقة ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقيا بي ��ن عام ��ي ‪ 2005‬و‪ .2011‬وقد‬ ‫قام ��ت حوال ��ي ‪ 120‬معاملة ر�أ�س مال مغامر في‬ ‫منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال �أفريقي ��ا ف ��ي‬ ‫الع ��ام ‪ 2009‬و‪ ،2010‬مقارن ��ة م ��ع ‪ 62‬بي ��ن عام ��ي‬ ‫‪ 2006‬و‪ .2008‬ه ��ذا ي�ش� � ّكل زي ��ادة وا�ضح ��ة ف ��ي‬ ‫ال�ش ��ركات النا�شئ ��ة وي ��دل عل ��ى �أن روح المبادرة‬ ‫ه ��ي على قي ��د الحياة في المنطق ��ة‪ .‬ولكن لي�س‬ ‫هن ��اك ما يكف ��ي من هذه ال�ش ��ركات لدفع عجلة‬ ‫النم ��و الإقت�صادي‪ .‬وذلك لأن ال�شركات النا�شئة‬ ‫تكافح للعثور على التمويل‪ .‬وفقاً لبيانات البنك‬ ‫الدول ��ي‪ ،‬فقط حوالي ‪ 6‬في المئة من ال�شركات‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫"غلفتينر" تو�سع ن�شاطها‬ ‫في �إدارة الموانئ‬ ‫يتعي ��ن عل ��ى االتحاد الأوروبي م ��ن جهته �أن‬ ‫ي ��درك ب� ��أن دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‬ ‫عل ��ى هذا الأ�سا�س لي�س متوقعاً منها ال�سماح‬ ‫لخدم ��ات النفط والغ ��از الطبيع ��ي والعمالة‬ ‫و�أ�س ��واق الإ�ستثم ��ار لديه ��ا �أن ت�صب ��ح غي ��ر‬ ‫مقيدة‪.‬‬ ‫دول مجل� ��س التعاون هي في جوهرها لي�ست‬ ‫�ض ��د "الم�شروطي ��ة" (و�ض ��ع ال�ش ��روط)‪،‬‬ ‫ولكنه ��ا تعار�ض فك ��رة �أن للإتح ��اد الأوروبي‬ ‫الحق في تعلي ��ق �إتفاقية التجارة الحرة بين‬ ‫االتح ��اد الأوروب ��ي ودول المجل�س من جانب‬ ‫واح ��د �إذا �شعر ب�أن هناك �إنتهاكاً من الجانب‬ ‫الخليجي في مجال حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫وهن ��اك اتفاق مع االتح ��اد الأوروبي يقر ب�أن‬ ‫م�شاريعه ��ا ت�ؤخذ على محم ��ل الجد‪ ،‬ويدعم‬ ‫�إعطاء دول مجل�س التعاون الخليجي مركزاً‬ ‫ف ��ي الإقت�ص ��اد ال�سيا�س ��ي العالم ��ي النا�ش ��ىء‬ ‫المتعدد الأقطاب‪.‬‬ ‫و�س ��وف تكون ال�ش ��ركات الأوروبية قادرة على‬ ‫�أن ي�صب ��ح وجوده ��ا �أكثر ر�سوخ� �اً في منطقة‬ ‫الخلي ��ج عندمات�صب ��ح الملكي ��ة الكامل ��ة‬ ‫لل�ش ��ركات خ ��ارج المناط ��ق الح ��رة المعين ��ة‬ ‫حقيقة واقعة‪.‬‬ ‫يحم ��ل الإتح ��اد الأوروب ��ي خب ��رة كبي ��رة ال‬ ‫ت�ضاه ��ى ف ��ي الإ�ص�ل�اح التنظيم ��ي المتع ّل ��ق‬ ‫بالإتح ��ادات الجمركية والأ�س ��واق الم�شتركة‬ ‫والتكام ��ل النق ��دي‪ ،‬عل ��ى غ ��رار مفاهي ��م‬ ‫الإتح ��اد الأوروب ��ي الت ��ي جذبت �إهتم ��ام دول‬ ‫مجل� ��س التعاون‪� :‬إن اتفاقية تجارة حرة بين‬ ‫االتح ��اد الأوروب ��ي ودول مجل�س التعاون من‬ ‫المرج ��ح �أن ت�ساع ��د دول المجل�س في �سعيها‬ ‫�إل ��ى التنويع الإقت�صادي‪ ،‬والقدرة التناف�سية‬ ‫الدولية و�إ�صالحات �أخرى‪.‬‬ ‫�إن دول مجل� ��س التع ��اون‪ ،‬الكتل ��ة الإقليمي ��ة‬ ‫الغنية �إقت�صادياً ومالياً على الجانب العربي‬ ‫م ��ن الخليج‪ ،‬قد بلغت �س ��ن الن�ضج‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ت�ستحق المزي ��د من الإهتمام ‪ /‬الأولوية في‬ ‫العالقات الخارجية مع الإتحاد الأوروبي‪.‬‬ ‫بروك�سل ‪� -‬سمير الحلو‬

‫�أعلن ��ت مجموع ��ة "غلفتين ��ر" الإماراتي ��ة‬ ‫العامل ��ة في مج ��ال �إدارة الموانئ والخدمات‬ ‫اللوج�ستي ��ة‪ ،‬ومقره ��ا ال�شارق ��ة‪ ،‬هويته ��ا‬ ‫الجدي ��دة كواحدة من �أف�ضل �ش ��ركات �إدارة‬ ‫وت�شغيل محطات الحاويات و�أكثرها تناف�سية‬ ‫على م�ستوى العالم‪.‬‬ ‫و�أك ��دت ال�شرك ��ة‪ ،‬خ�ل�ال م�ؤتم ��ر ف ��ي غرفة‬ ‫تجارة و�صناعة ال�شارقة‪ ،‬عن م�شروع لتو�سيع‬ ‫نطاق �أعمالها لي�شمل �أ�سواق ًا عالمية جديدة‪.‬‬ ‫وق ��ال الرئي� ��س التنفي ��ذي ل�شرك ��ة "اله�ل�ال‬ ‫للم�شاري ��ع"‪ ،‬ال�شرك ��ة الأم لـ"غلفتين ��ر" بدر‬ ‫جعف ��ر‪� ،‬إن "ال�شركة تمكن ��ت من تحقيق هذا‬ ‫النجاح ف ��ي الداخل وعلى ال�صعي ��د الدولي‪،‬‬ ‫م ��ن خالل ر�ؤية حاكم �إم ��ارة ال�شارقة ال�شيخ‬ ‫�سلطان بن محمد القا�سم ��ي‪ ،‬حيث �أ�صبحت‬ ‫الإم ��ارة تح ��ت قيادت ��ه المدين ��ة الرائدة في‬ ‫مج ��ال �إدارة الموان ��ئ عل ��ى م�ست ��وى منطقة‬ ‫الخليج‪ ،‬من خالل �إن�شاء �أول محطة حاويات‬ ‫ف ��ي العال ��م العرب ��ي ع ��ام ‪ ."1972‬و�أ�ضاف‪:‬‬ ‫"منذ ذل ��ك الحين‪� ،‬أ�صبح ��ت الإمارة �أحد‬ ‫مراكز تقديم الخدم ��ات اللوج�ستية الرائدة‬ ‫في المنطقة"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أ�صبح ��ت "غلفتين ��ر" �أخي ��را م ��ن �أكب ��ر‬ ‫الم�شغلي ��ن لمحط ��ات الحاويات ف ��ي ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط م ��ن حي ��ث ع ��دد المحط ��ات الت ��ي‬ ‫ت�ش ّغلها‪ ،‬من خالل �إ�ستحواذها غالبية �أ�سهم‬ ‫�شركة الخليج لل�شحن والتفريغ في ال�سعودية‪،‬‬ ‫م ��ا �أت ��اح �إ�ستحواذه ��ا الإدارة الكاملة لثالث‬ ‫محط ��ات حاوي ��ات في جدة والجبي ��ل وميناء‬ ‫الجبيل ال�صناعي‪.‬‬

‫حاكم �إمارة ال�شارقة ال�شيخ �سلطان بن محمد القا�سمي‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫�أعلن وكي���ل دائرة التنمي���ة الإقت�صادية في‬ ‫�أبو ظب���ي محمد عمر عبداهلل‪� ،‬أن التوقعات الر�سمية‬ ‫ت�شي���ر �إلى �أن النات���ج المحلي الإجمال���ي لإمارة �أبو‬ ‫ظبي �سي�سجل معدل نم���و �سنوي ن�سبته ‪ 5.7‬في‬ ‫المئ���ة خ�ل�ال ال�سن���وات ‪ ،2016 - 2013‬على �أن‬ ‫ينمو القطاع غير النفطي ‪ 6.5‬في المئة‪.‬‬ ‫ولفت �إل���ى �أن الر�ؤية االقت�صادية ‪ 2030‬لأبو ظبي‬ ‫ته���دف �إلى �أن ي�ش���كل الناتج المحل���ي غير النفطي‬ ‫�أكث���ر من ‪ 60‬ف���ي المئة من حج���م الإقت�صاد بحلول‬ ‫العام ‪ .2030‬و�أ�ض���اف �أن "الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫بل���غ نحو ‪ 1.025‬تريليون دره���م (نحو ‪ 274‬مليار‬ ‫دوالر) عام ‪ 2012‬مقارنة بنحو ‪ 982.7‬ملياراً عام‬ ‫‪ ،2011‬بمع���دل نم���و حقيقي بلغ ‪ 4.4‬ف���ي المئة‪،‬‬ ‫بينما �سجل معدل نمو القطاع غير النفطي نحو ‪8.5‬‬ ‫في المئة‪ ،‬والقطاع النفطي نحو ‪ 4.3‬في المئة‪.‬‬ ‫توقع الوزي���ر الم�س�ؤول عن ال�ش����ؤون المالية‬ ‫في �سلطنة عمان دروي�ش البلو�شي �إ�ستمرار الأداء‬ ‫الجي���د للإقت�صاد العمان���ي �إذ �إرتف���ع معدل نموه‬ ‫بالأ�سع���ار الثابتة من ‪ 3.1‬ف���ي المئة عام ‪2011‬‬ ‫�إل���ى ‪ 4.8‬في المئة ع���ام ‪ ،2012‬وم���ن المتوقع‬ ‫�أن يرتف���ع في العام الجاري �إل���ى ‪ 5‬في المئة و�أن‬ ‫يحافظ على هذا الم�ستوى خالل ‪.2014‬‬ ‫وب���رر ذل���ك بالزي���ادة في مع���دالت �إنت���اج النفط‬ ‫و�إ�ستق���رار الأ�سع���ار العالمية للنف���ط عند معدلها‬ ‫المرتف���ع و�إ�ستم���رار معدل الإنف���اق الحكومي �إلى‬ ‫جانب قوة الطلب المحل���ي‪ ،‬كما �أن الت�ضخم �سجل‬ ‫تراجع���ا ً في معدل���ه خالل الع���ام الج���اري �إلى نحو‬ ‫‪ 1.5‬ف���ي المئ���ة وم���ن المتوق���ع ان يحاف���ظ على‬ ‫هذا الم�ست���وى المنخف����ض خ�ل�ال ‪ .2014‬وتوقع‬ ‫البلو�شي �أن يحقق االقت�صاد الوطني فوائ�ض في‬ ‫موازين���ه الخارجية‪ ،‬و�أن يبلغ معدل فائ�ض الميزان‬ ‫التج���اري �إلى الناتج المحل���ي الإجمالي في ‪2013‬‬ ‫نح���و ‪ 31‬في المئ���ة وفي ‪ 2014‬نح���و ‪ 24.9‬في‬ ‫المئ���ة بينما يبلغ فائ�ض الميزان الجاري نحو ‪8.4‬‬ ‫في المئة و‪ 1.6‬في المئة على التوالي‪.‬‬ ‫�أك���دت م�ؤ�س�س���ة "ماجد الفطي���م" الإماراتية‪،‬‬ ‫التخطي���ط لم�ضــــاعفـــ���ة ن�شاطاته���ا بحلول العام‬ ‫‪ 2018‬ف���ي �أ�س���واق منطق���ة ال�ش���رق الأو�س���ط‬ ‫وخارجـــ���ه‪ .‬و�ستحم���ل �إ�سما ً تجاريا ً موح���داً يتعرف‬ ‫�إليه جميع المتعاملين مع���ه‪ ،‬و�سي�شـــمل التــــو�سع‬ ‫م�شاري���ع عقارية جدي���دة‪ ،‬تت�ضم���ن افتـــتاح مزيد‬ ‫م���ن مراكز الت�سوق في المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫وم�ص���ر وم�شاري���ع �سكنية قيد الإن�ش���اء في لبنان‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى افتتاح متاجر تجزئة كبرى ودور عر�ض‬ ‫�سينمائية‪ ،‬ومراكز ترفيه عائلية ومنتزهات ثلجية‬ ‫داخلية للتزلج‪.‬‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫هل هناك �إمكانية لتقارب �أكثر بين االتحاد الأوروبي ومجل�س التعاون الخليجي؟‬ ‫�سعياً �إلى تح�سين التجارة الثنائية والإ�ستقرار‬ ‫ف ��ي واحدة م ��ن �أكث ��ر المناط ��ق الإ�ستراتيجية‬ ‫ف ��ي العال ��م‪ ،‬ب ��د�أ الإتح ��اد الأوروب ��ي تطوي ��ر‬ ‫العالق ��ات م ��ع دول مجل�س التع ��اون الخليجي‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر ثمانينات القرن الفائ ��ت مع توقيع‬ ‫�إتفاق تعاون بينهما‪.‬‬ ‫وكانت الفكرة المرحب بها من الطرفين تكمن‬ ‫ف ��ي توقيع �إتف ��اق للتجارة الحرة بي ��ن الإتحاد‬ ‫والمجل� ��س يو ّف ��ر تحري ��راً تدريجي� �اً للتج ��ارة‬ ‫المتبادل ��ة لتعزي ��ز الإ�ستي ��راد والت�صدي ��ر‪،‬‬ ‫وعر�ض فر�ص تعاون من منطقة �إلى منطقة‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من التف ��ا�ؤل ال ��ذي �س ��اد بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى �صفقة في طري ��ق التحقيق‪ ،‬كان ال ب ّد من‬ ‫تخفيفه في كل مرة كان من المتوقع �أن يكون‬ ‫الإتف ��اق‪ ،‬الذي طال �إنتظاره‪ ،‬في نهاياته وعلى‬ ‫و�شك التوقيع‪.‬‬ ‫ب ��رزت �أخي ��راً �إل ��ى ال�سط ��ح مخ ��اوف مجل� ��س‬ ‫التعاون الخليج ��ي بالن�سبة �إلى م�ستوى ر�سوم‬ ‫الإ�ستي ��راد الفعلي ��ة للإتح ��اد الأوروب ��ي لوقود‬ ‫الطائ ��رات و�إنهاء هذا الأخير نظام الأف�ضليات‬ ‫المع ّمم‪ ،‬واحد من �أدنى فئة في قواعد التجارة‬ ‫الدولي ��ة الت ��ي ت�سم ��ح ب�إج ��ازة الأف�ضلي ��ات‬ ‫التجارية غير المتبادلة‪.‬‬ ‫ف ��ي فت ��رة �إع ��ادة التحالف ��ات الإقت�صادي ��ة‬ ‫والجيو�سيا�سي ��ة‪ ،‬ف�إن ل ��دى البلدان والتكتالت‬ ‫الإقليمي ��ة �أ�سباب� �اً مقنع ��ة لطل ��ب وت�أمي ��ن‬ ‫و�ضم ��ان �صفق ��ات تجاري ��ة تف�ضيلي ��ة طويل ��ة‬ ‫الأم ��د مع ال�شركاء الذي ��ن يمكنهم �أن ي�ضمنوا‬ ‫له ��ا �إم ��دادات منتظم ��ة م ��ن تل ��ك ال�سل ��ع التي‬ ‫تفتق ��ر �إليه ��ا‪� ،‬أو غي ��ر ق ��ادرة على �إنت ��اج كميات‬ ‫للإكتفاء ذاتياً‪ ،‬بتكلفة معقولة‪.‬‬ ‫تنق� ��ص دول مجل�س التع ��اون الخليجي المواد‬ ‫الغذائي ��ة ولكنه ��ا تتمت ��ع بوفرة النف ��ط والغاز‬ ‫الطبيع ��ي‪ .‬م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى ال ت ��زال ال ��دول‬ ‫الأع�ض ��اء ف ��ي الإتح ��اد الأوروب ��ي تعتم ��د عل ��ى‬ ‫ال ��واردات م ��ن حيث الوق ��ود الأحف ��وري‪ ،‬ولكن‬ ‫لديه ��ا فوائ� ��ض وبالتالي القدرة عل ��ى ت�صدير‬ ‫ال�سلع الزراعية‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬واجه المحادثات ب�ش�أن العوائق التي‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫تح ��ول دون تحري ��ر �س ��وق متبادل ��ة عط�ل� ً‬ ‫ا مع �إل ��ى تن ��ازالت ب�ش� ��أن الم ��واد الهيدروكربوني ��ة‬ ‫قرار دول مجل�س التعاون وقف المفاو�ضات في وال�ضرائب على الطاقة وتوزيع الوقود‪.‬‬ ‫ر�سخ الإتح ��اد والمجل� ��س م�صالحهما في‬ ‫الع ��ام ‪ .2008‬من ��ذ ذلك الحي ��ن كال الطرفين‪ ،‬لق ��د ّ‬ ‫وب�ص ��رف النظ ��ر عن برنامج العم ��ل الم�شترك الإ�ستي ��راد والت�صدي ��ر‪ ،‬وفق� �اً لذل ��ك �إلتحق ��ا‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2010‬ق ��د �ضغط عل ��ى الفرامل ولم بمنظم ��ة التج ��ارة العالمي ��ة‪ ،‬وه ��ي الهيئ ��ة‬ ‫الدولي ��ة الت ��ي تن� ��ص عل ��ى �إلتزام ��ات تعاقدية‬ ‫تتابع المحادثات‪.‬‬ ‫من جهتها ت ��ود دول مجل�س التعاون الخليجي عن كيفية ت�أطير وتنفيذ الحكومات �سيا�ساتها‬ ‫الإحتف ��اظ بالح ��ق ف ��ي فر� ��ض ر�س ��وم عل ��ى التجارية‪.‬‬ ‫�صادراته ��ا وه ��ذا لي� ��س �شيئ� �اً م�ستحب� �اً م ��ن الموافق ��ة و�إنف ��اذ الت�شريع ��ات المحلي ��ة ف ��ي‬ ‫الإتحاد الأوروبي‪ ،‬الذي يريد �أن يكون �صريحاً فر� ��ض المعايي ��ر الدولي ��ة ذات ال�صل ��ة لقواعد‬ ‫م ��ع مناق�ش ��ة مفتوح ��ة‪ ،‬حت ��ى ل ��و كان هن ��اك منظم ��ة التج ��ارة العالمي ��ة له ��ا �إنعكا�سات على‬ ‫�إخت�ل�اف في وجهات النظر‪ ،‬على �سبيل المثال ال�سيا�سات الحكومي ��ة في دول مجل�س التعاون‬ ‫عل ��ى الم�شارك ��ة ال�شعبي ��ة ف ��ي �صن ��ع الق ��رار الخليجي‪.‬‬ ‫�إن الإبتع ��اد م ��ن توظي ��ف الدول ��ة الم�ضم ��ون‪،‬‬ ‫وحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن المفاو�ض ��ات مع ّلق ��ة‪ ،‬ف�إن وتطوي ��ر ق ��وة عامل ��ة مرن ��ة لإقت�ص ��اد متن ��وع‬ ‫التج ��ارة بين المجموعتين تزدهر ب�شكل جيد‪ .‬وتناف�س ��ي وحدي ��ث قادر على مقاوم ��ة الجانب‬ ‫الإتح ��اد الأوروبي ال ��ذي يت�ألف م ��ن ‪ 28‬ع�ضواً ال�سلبي للتنمية الإقت�صادية هي من التحديات‬ ‫ال ي ��زال �شري ��كاً تجاري� �اً كبي ��راً للمجل� ��س‪ ،‬ف ��ي الرئي�سية التي تواجه دول مجل�س التعاون‪.‬‬ ‫حي ��ن �أن الدول الخليجية ال�ست ال تزال ت�شكل من ناحية المعايير الغربية‪ ،‬غالباً ما ُينظر �إلى‬ ‫واحدة من �أ�سواق الت�صدير الأعلى للإتحاد‪ .‬دول الخلي ��ج بو�صفه ��ا غي ��ر ديموقراطية‪ .‬هي‬ ‫وت�شم ��ل �ص ��ادرات الإتح ��اد الأوروب ��ي‪ :‬الآالت‪ ،‬كذلك‪ ،‬لكن م ��ن المعقول القول �أن الحكم في‬ ‫ومع ��دات ال�س ��كك الحديدي ��ة‪ ،‬والطائ ��رات هذه الدول هو وراثي و ُيدار بطريقة م�س�ؤولة‪.‬‬ ‫التجاري ��ة‪ ،‬والمعدات الطبية‪ ،‬ومحطات توليد وق ��د و ّل ��د الإ�ستق ��رار والهدوء الداخل ��ي الثقة‬ ‫الطاقة‪ ،‬والخدمات‪ ،‬مثل الهند�سة والتعليم‪ .‬الإقت�صادي ��ة‪ ،‬وج ��ذب الإ�ستثم ��ارات وال�شركات‬ ‫�أم ��ا �ص ��ادرات دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي من داخل وخارج دول مجل�س التعاون‪.‬‬ ‫فه ��ي‪ ،‬م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬ب�ص ��رف النظ ��ر عن الطري ��ق �إل ��ى التنوي ��ع الإقت�ص ��ادي والق ��درة‬ ‫ال�سف ��ن المح ّمل ��ة بالنف ��ط والغ ��از الطبيع ��ي‪ ،‬التناف�سية الدولي ��ة‪ ،‬وتحرير ال�سوق والإنفتاح‬ ‫تقت�ص ��ر عل ��ى الألمني ��وم‪ ،‬والبتروكيماوي ��ات‪ ،‬عل ��ى عال ��م متراب ��ط �إقت�صادي� �اً و�سيا�سي� �اً �أكثر‬ ‫م ��ن �أي وقت م�ض ��ى اليوم‪� ،‬س ��وف ي�ضغط على‬ ‫والتمر‪ ،‬وخدمات الموانئ والمرافق‪.‬‬ ‫�إن م�صال ��ح الإتحاد الأوروب ��ي هي‪ ،‬غير ال�سعي �إ�ستحقاق ��ات �إقت�صادي ��ة �أ�صبح ��ت معتادة لدى‬ ‫�إل ��ى تعزي ��ز فر� ��ص الإ�ستثم ��ار ف ��ي قطاع ��ات مواطني دول مجل�س التعاون‪.‬‬ ‫الطاق ��ة ف ��ي دول المجل� ��س‪ ،‬مبني ��ة عل ��ى �أخ ��ذ �إن �إيج ��اد م�ص ��ادر لموازن ��ة الحكوم ��ة ف ��ي‬ ‫ق�س ��م �أكبر م ��ن �أ�س ��واق ال ��دول الخليجية في‪ :‬نهاي ��ة المط ��اف قابلة للحي ��اة ب�سب ��ب �إ�ستنفاد‬ ‫ال�سياح ��ة‪ ،‬والإت�ص ��االت‪ ،‬والنق ��ل‪ ،‬والبن ��اء‪ ،‬الإي ��رادات المت�أتي ��ة م ��ن �ص ��ادرات النف ��ط‬ ‫والبني ��ة التحتي ��ة‪ ،‬والت�أمي ��ن‪ ،‬والخدم ��ات والغ ��از الطبيعي يعن ��ي �إدخال نظ ��م �ضرائبية‪،‬‬ ‫وتعديالت في �أ�سواق العمل‪ ،‬مثل التخفي�ضات‬ ‫المالية‪.‬‬ ‫بدورها تري ��د دول مجل�س التع ��اون الخليجي‪ ،‬في الإعتماد عل ��ى العمالة المهاجرة وتوظيف‬ ‫م ��ن ناحية �أخرى‪ ،‬من الإتح ��اد الأوروبي �إلغاء ال�س ��كان المحليي ��ن الأكث ��ر تعليم� �اً‪ ،‬وتخفي�ض‬ ‫�ضريب ��ة ال‪ %6‬عل ��ى الألومني ��وم بالإ�ضاف ��ة الدعم للمرافق‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�صندوق التنمية ال�صناعية ال�سعودي‬ ‫يقر�ض ‪ 19‬م�شروع ًا ‪ 747‬مليون دوالر‬ ‫�أق ّر مجل� ��س �إدارة �صندوق التنمي ��ة ال�صناعية‬ ‫ال�سع ��ودي ‪ 19‬قر�ض ًا تبلغ قيمته ��ا ‪ 2.8‬ملياري‬ ‫ريال (‪ 747‬مليون دوالر)‪ ،‬للم�ساهمة في �إقامة‬ ‫‪ 15‬م�شروع� � ًا �صناعي� � ًا جدي ��د ًا وتو�سع ��ة �أربعة‬ ‫م�شاريع �صناعية قائمة بلغ �إجمالي ا�ستثماراتها‬ ‫‪ 5.4‬مليارات ريال‪.‬‬ ‫وقال المدير العام لل�صن ��دوق علي بن عبداهلل‬ ‫العايد �إن قطاع ال�صناع ��ات الكيميائية ت�صدر‬ ‫القطاع ��ات ال�صناعية لجهة قيمة القرو�ض‪� ،‬إذ‬ ‫بلغت قيمة القرو�ض المعتمدة له ‪ 1.459‬مليون‬ ‫ري ��ال‪ ،‬يلي ��ه قطاع �صناع ��ة الإ�سمن ��ت بقرو�ض‬ ‫�سجلت ‪ 624‬مليون ريال‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن قطاع ال�صناعات الهند�سية ح�صل‬ ‫على قرو�ض مقدارها ‪ 368‬مليون ريال‪ ،‬ثم قطاع‬ ‫ال�صناعات الإ�ستهالكي ��ة بقرو�ض قيمتها ‪184‬‬ ‫مليون ريال‪ ،‬فقطاع �صناع ��ة مواد البناء بقيمة‬

‫قرو� ��ض ‪ 160‬ملي ��ون ري ��ال‪ ،‬و�أخي ��ر ًا �صناعات‬ ‫�أخرى بقرو�ض قيمتها ‪ 40‬مليون ريال‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح �أن القرو� ��ض ال�سبع ��ة الت ��ي �إعتم ��دت‬ ‫لقطاع ال�صناعات الكيميائية ُقدمت للم�ساهمة‬ ‫ف ��ي تمويل �ستة م�شاريع جديدة وتو�سعة م�شروع‬ ‫واحد بلغ �إجمال ��ي �إ�ستثماراتها ‪ 2.817‬مليوني‬ ‫ريال‪ .‬ومن بين القرو�ض المعتمدة لهذا القطاع‬ ‫قر� ��ض قيمت ��ه ‪ 1.2‬مليون ري ��ال للم�ساهمة في‬ ‫تمويل م�صنع في ج ��ازان (جنوب) لإنتاج خام‬ ‫�أوك�سيد التيتانيوم المختزل‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار المدير العام لل�صن ��دوق �إلى �أن ‪ 82‬في‬ ‫المئة م ��ن قيمة ه ��ذه القرو�ض الت ��ي اعتمدها‬ ‫مجل� ��س الإدارة قدم ��ت للم�ساهم ��ة ف ��ي �إقامة‬ ‫م�شاري ��ع جدي ��دة وتو�سع ��ة م�شاري ��ع قائمة في‬ ‫المناطق الأقل نمو ًا تمثل ما ن�سبته ‪ 47‬في المئة‬ ‫من عدد هذه القرو�ض المعتمدة‪.‬‬

‫‪ 4.8‬في المئة نمو �إاقت�صاد البحرين‬ ‫ن�ش ��ر مجل�س التنمي ��ة الإقت�صادية في البحرين‬ ‫توقعاته التقريبية ع ��ن الإقت�صاد المحلي لهذه‬ ‫ال�سنة‪ ،‬و�أظه ��ر �أن الناتج المحلي الإجمالي نما‬ ‫بن�سبة ‪ 4.8‬في المئة مقارنة بـ ‪ 1.9‬عام ‪2011‬‬ ‫و‪ 3.4‬في ‪ 2012‬متوقع� � ًا ت�سجيل ‪ 3.7‬في المئة‬ ‫عام ‪.2014‬‬ ‫و�سجل تراجع في نم ��و القطاعات غير النفطية‬ ‫ّ‬ ‫�إل ��ى ‪ 3.2‬ه ��ذه ال�سنة مقارنة ب� �ـ‪ 6.7‬في المئة‬ ‫ف ��ي ‪ 2012‬و‪ 1.4‬خالل ‪ ،2011‬متوقع� � ًا تح�سن ًا‬ ‫طفيف ًا ن�سبته ‪ 4.4‬في المئة العام المقبل‪.‬‬ ‫وف ��ي المقابل هوى القطاع النفطي من ‪ 3.6‬في‬ ‫المئ ��ة ف ��ي ‪� 2011‬إلى نحو ‪ 8.5-‬ف ��ي المئة في‬ ‫‪ 2012‬ليرتف ��ع �إلى ‪ 12‬في المئة هذه ال�سنة‪ ،‬مع‬ ‫توقع ا�ستقراره عند ‪ 0.8‬العام المقبل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�سجل م�ؤ�شر �أ�سعار التجزئة تراجع ًا طفيفا عند‬

‫‪ 0.4‬ف ��ي المئة في ‪ 2011‬وع ��اود ال�صعود �إلى‬‫‪ 2.8‬في المئة عام ‪ 2012‬مع توقع �أن يزيد �إلى ‪3‬‬ ‫في المئة هذه ال�سنة في ‪ .2014‬ولم ت�سجل حركة‬ ‫ذع ��ر كبير في جه ��ات الإ�ستثم ��ار �أو القطاعات‬ ‫الإقت�صادي ��ة العاملة ف ��ي البحري ��ن‪ .‬وبا�ستثناء‬ ‫تقل� ��ص بع� ��ض الن�شاط ��ات‪� ،‬إ�ستم ��رت كبري ��ات‬ ‫الم�ؤ�س�سات الإقت�صادية في عملها كالمعتاد‪.‬‬ ‫و�سيتبلور ت�أثير عاملي ��ن �إقت�صاديين في ال�سنة‬ ‫المقبل ��ة‪� ،‬أولهما �إتجاه الحكوم ��ة لإلغاء الدعم‬ ‫الحكوم ��ي على بع�ض ال�سلع‪ ،‬وبد�أته ب�إلغاء دعم‬ ‫الديزل‪ .‬والثاني توقع �أن ي�شهد قطاع الإن�شاءات‬ ‫ازده ��ار ًا بع ��د �إع ��ادة الإعتب ��ار للإ�ستفادة من‬ ‫الدع ��م الخليج ��ي للبحري ��ن‪ ،‬وال ��ذي �سارعت‬ ‫وزارات بحرينية لتقديم مقترحاتها لال�ستفادة‬ ‫من �أول مليار دوالر ُقدم فعلي ًا‪.‬‬

‫تجاوزت تج���ارة دبي الخارجية غي���ر النفطية‬ ‫حاج���ز التريليون درهم (‪ 367‬ملي���ار دوالر) خالل‬ ‫الأ�شه���ر الت�سعة الأولى من ‪ ،2013‬مقارنة بـ‪918‬‬ ‫ملياراً خالل الفترة ذاتها من ‪ ،2012‬مدفوعة بنمو‬ ‫اقت�صادي كبير ت�شهده الإم���ارة منذ مطلع ال�سنة‪،‬‬ ‫ُت ّوج بفوزه���ا ب�إ�ست�ضافة معر�ض "اك�سبو ‪"2020‬‬ ‫الدولي‪ ،‬الذي ُيتوقع �أن يعزز مكانتها على خريطة‬ ‫التجارة العالمية‪.‬‬ ‫واعتبر ول���ي عهد دبي رئي����س المجل�س التنفيذي‬ ‫للإمارة ال�شيخ حمدان بن محمد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫�أن نتائج التجارة الخارجية غير النفطية منذ مطلع‬ ‫ال�سن���ة وحت���ى �أيل���ول (�سبتمبر) الما�ض���ي ت�شكل‬ ‫نقط���ة انطالق جديدة نحو مزيد من االنجازات التي‬ ‫تكر����س مكانة الإم���ارات مرك���زاً عالمي���ا ً للتجارة‪،‬‬ ‫وتر�س���خ موقع دب���ي نقطة محوري���ة لعبور خطوط‬ ‫التجارة العالمية‪.‬‬ ‫احتل���ت دولة الإمارات المرتبة ‪ 11‬على قائمة‬ ‫الدول الم�ستوردة للملبو�سات‪ ،‬متفوقة على دول‬ ‫مث���ل المك�سي���ك وت�شيلي وتركي���ا وغيرها‪ ،‬وذلك‬ ‫�ضمن �أح���دث ت�صني���ف عالم���ي لمنظم���ة التجارة‬ ‫العالمية‪ .‬و�أكدت المنظمة ف���ي تقرير �أن الإمارات‬ ‫ا�ستح���وذت عل���ى ‪ 0.8‬ف���ي المئ���ة م���ن �إجمال���ي‬ ‫ال���واردات العالمية في ‪� ،2012‬أي ما قيمته �أربعة‬ ‫مليارات دوالر‪ ،‬بنمو بلغ ‪ 13‬في المئة مقارنة بعام‬ ‫‪.2011‬‬ ‫وت�صدر االتحاد الأوروبي قائمة الت�صنيف الدولي‬ ‫ف���ي واردات الملبو�س���ات ال���ذي بل���غ ‪ 170‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬تلت���ه الواليات المتحدة ب���ـ‪ 88‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫ث���م اليابان بـ‪ 34‬ملياراً‪ ،‬في حين جاءت �أو�ستراليا‬ ‫ف���ي المرتب���ة ال���ـ‪ 8‬وال�صين ف���ي المرتب���ة الـ‪10‬‬ ‫وال�سعودية في المرتبة الـ‪.12‬‬ ‫�أطلق���ت �شرك���ة "�أك�س���ا"‪ ،‬الت���ي تعم���ل في‬ ‫ال�سعودي���ة با�س���م "�أك�س���ا للت�أمي���ن التعاون���ي"‪،‬‬ ‫حمل���ة لإ�ستقط���اب الموظفي���ن تقدم م���ن خاللها‬ ‫فر�صا ً مميزة للمواطنين ال�سعوديين الموهوبين‪.‬‬ ‫وته���دف الحمل���ة �إل���ى التع���رف عل���ى المه���ارات‬ ‫والمواه���ب ل���دى المواطني���ن ف���ي ال�سعودي���ة‪،‬‬ ‫و�إبراز �أف�ض���ل المر�شحين ممن يتمتعون بمهارات‬ ‫ت�ؤهله���م للعمل مع �إحدى عالم���ات الت�أمين الأولى‬ ‫في العالم‪.‬‬ ‫وت�سعى الحمل���ة �إلى تعريف الط�ل�اب والخريجين‬ ‫ب�أ�سب���اب اختي���ار "�أك�سا للت�أمي���ن التعاوني" جهة‬ ‫مف�ضل���ة للعم���ل‪ ،‬وتعريفه���م ب�أعم���ال ال�شرك���ة‬ ‫وهويتها و�إطالعهم على بيئة العمل‪.‬‬ ‫ولتعزي���ز تلك الر�سال���ة‪ ،‬تقيم ال�شرك���ة عدداً من‬ ‫العرو����ض في الجامعات ال�سعودية خالل الأ�سابيع‬ ‫المقبلة‪.‬‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫�إ�ست�ضافة دبي لـ"�إك�سبو ‪ "2020‬قد ت�سبب فقاعة في القطاع العقاري‬ ‫ل ��م يك ��ن مفاجئ ًا فوز �إم ��ارة دبي ف ��ي �إ�ست�ضافة‬ ‫"اك�سب ��و ‪� ،"2020‬إذ �إن كل الم�ؤ�ش ��رات الت ��ي‬ ‫يعك�سه ��ا الح ��راك المال ��ي والإقت�ص ��ادي‪ ،‬على‬ ‫م�ست ��وى الدول ��ة والإم ��ارة‪ ،‬ت�ؤك ��د الق ��درة على‬ ‫تحقي ��ق ذل ��ك‪ ،‬فتط ��ور البيئ ��ة الإ�ستثمارية بعد‬ ‫الأزم ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ف ��ي ال�س ��وق العقارية‪� ،‬شكل‬ ‫بواب ��ة عبور لإ�ستم ��رار النمو وتط ��ور القطاعات‬ ‫الحيوية‪.‬‬ ‫و�أ�شار تقرير ل�شرك ��ة "المزايا القاب�ضة" �إلى �أن‬ ‫"الت�أثير الإيجابي وا�ضح على م�ستوى �إ�ستثمارات‬ ‫الأف ��راد وال�شركات‪ ،‬ولي�س من المبالغة القول �أن‬ ‫كل الم�ؤ�ش ��رات ت�شير �إل ��ى �أن الإمارة نجحت في‬ ‫تجاوز التحديات ال�سابقة وبد�أت مرحلة التعافي‬ ‫والنمو الحقيقي ال�شامل"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى �أن "القط ��اع العق ��اري ي�شه ��د حالياً‬ ‫المزيد م ��ن المفاج� ��آت على م�ست ��وى الم�شاريع‬ ‫والطل ��ب والع ��ودة التدريجي ��ة لم�ؤ�ش ��ر الأ�سع ��ار‬ ‫ال�سائ ��دة عل ��ى المنتجات العقاري ��ة لت�صل ن�سبة‬ ‫االرتف ��اع الم�سجل على مواق ��ع و�صفقات محددة‬ ‫�إلى ‪ 30‬في المئة هذه ال�سنة‪ ،‬في حين �إ�ستطاعت‬ ‫الإم ��ارة ج ��ذب �إ�ستثم ��ارات عقاري ��ة تج ��اوزت‬ ‫‪ 53‬ملي ��ار دره ��م (‪ 14.43‬ملي ��ار دوالر) خالل‬ ‫الن�صف الأول من ال�سنة الفائتة"‪.‬‬ ‫و�أك ��د �أن "القط ��اع العقاري في دب ��ي يعتمد على‬ ‫منظوم ��ة متط ��ورة م ��ن الت�شريع ��ات والقواني ��ن‬ ‫القادرة على حماية ال�سوق العقارية الإ�ستثمارية‪،‬‬ ‫والت ��ي �أق� � ّرت نتيج ��ة تداعي ��ات الأزم ��ة المالية‬ ‫وعمل ��ت على �إع ��ادة هيكلة ال�س ��وق لت�صبح �أكثر‬ ‫ن�ضج� � ًا ومرون ��ة و�إ�ستيعاب ًا للتط ��ورات الإيجابية‬ ‫وال�سلبية"‪.‬‬ ‫ولف ��ت التقرير �إل ��ى �أن "ال�س ��وق العقارية ت�ستعد‬ ‫لموج ��ة طل ��ب جدي ��دة وقوي ��ة عل ��ى العق ��ارات‬ ‫ال�سكني ��ة والتجاري ��ة‪ ،‬ق ��د تتج ��اوز الق ��درة‬ ‫الإ�ستيعابية القائمة حالي ًا‪ ،‬مع الأخذ في الإعتبار‬ ‫�أن الطلب المقبل �سيكون متنوع ًا‪ ،‬فالإ�ستراتيجية‬ ‫الت ��ي تعتمدها الإم ��ارة تقوم عل ��ى تحقيق النمو‬ ‫والإنتعا� ��ش وج ��ذب المزي ��د م ��ن الإ�ستثم ��ارات‬ ‫لإنجاز الم�شاريع العمالق ��ة التي يجرى تنفيذها‬ ‫حالي ًا والتخطيطات لأخرى"‪.‬‬ ‫و�شدد التقري ��ر على �أن "االنعكا�س ��ات الإيجابية‬ ‫وال�سلبي ��ة لإ�ست�ضاف ��ة المعر� ��ض‪ ،‬ال تنح�ص ��ر‬ ‫بالإم ��ارة والدول ��ة والمحيط‪ ،‬كم ��ا �أن �أمام دبي‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫دبي‪ :‬هل هناك‬ ‫عواقب لفوزها ؟‬

‫خ�صو�ص� � ًا والإم ��ارات عموم� � ًا الكثي ��ر لإنج ��ازه‬ ‫حتى ذلك الموع ��د‪ ،‬ومن الوا�ض ��ح �أن الت�أثيرات‬ ‫�ستتباي ��ن بين قطاع و�آخر‪ ،‬فيم ��ا ت�شير التوقعات‬ ‫�إل ��ى �أن �سوق العقارات �ستكون �أكبر الم�ستفيدين‬ ‫و�ست�شه ��د المزي ��د م ��ن النم ��و‪ ،‬كم ��ا �أن الف ��وز‬ ‫بالمعر� ��ض �سي�ش ��كل �صدم ��ة مبا�ش ��رة وحاف ��ز ًا‬ ‫قوي ًا"‪ .‬وح ّذر بع�ض المراقبين وخبراء في القطاع‬ ‫العق ��اري من دخ ��ول ال�سوق العقاري ��ة في فقاعة‬ ‫جدي ��دة مدفوعة بطفرة من النمو خالل فترة ما‬ ‫قبل تنظي ��م الحدث‪ ،‬والتي قد ال تج ��د �سوق ًا لها‬ ‫بعد الإ�ست�ضافة‪ ،‬مع الأخذ في االعتبار �أن الت�أثير‬ ‫الق�صي ��ر الأجل �سيك ��ون �أكثر �شدة عل ��ى ال�سوق‬ ‫العقارية خ�صو�ص� � ًا وباقي القطاعات عموم ًا‪ ،‬وال‬ ‫بد من العمل لتجاوز الت�أثيرات ال�سلبية الق�صيرة‬ ‫الأج ��ل والت ��ي تتعلق بت�سجي ��ل �إرتفاع ��ات كبيرة‬ ‫ومفرطة على �أ�سع ��ار الأرا�ضي والفلل والوحدات‬ ‫و�أ�سع ��ار الت�أجي ��ر"‪ .‬ويبق ��ى الره ��ان على قدرة‬ ‫الإمارة عل ��ى ال�سيطرة ومراقب ��ة م�ؤ�شر الأ�سعار‬ ‫عل ��ى كل القطاعات و�ضخ المزي ��د من الم�شاريع‬ ‫المدرو�س ��ة الت ��ي يمك ��ن الإ�ستف ��ادة منه ��ا قب ��ل‬ ‫الحدث وبعده‪.‬‬ ‫و�أك ��د التقرير �أن "الفوز ف ��ي اال�ست�ضافة �سيعمل‬ ‫على �إع ��ادة هيكلة وجدول ��ة الم�شاري ��ع العقارية‬ ‫والإ�ستثماري ��ة القائم ��ة وتل ��ك قي ��د التنفي ��ذ‪،‬‬ ‫�إذ �ستدخ ��ل تعدي�ل�ات جوهري ��ة عل ��ى ال�ش ��كل‬ ‫والم�ضم ��ون لتتنا�سب ومتطلبات الحدث وتعظيم‬ ‫عوام ��ل اال�ستف ��ادة من ��ه‪ ،‬كم ��ا �ست�شه ��د مواعيد‬ ‫الت�سلي ��م تعدي�ل�ات لتك ��ون قريب ��ة م ��ن موع ��د‬

‫اال�ست�ضافة"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن "الف ��وز باال�ست�ضاف ��ة ج ��اء ف ��ي‬ ‫التوقي ��ت المنا�س ��ب عل ��ى م�ست ��وى القط ��اع‬ ‫الم�صرفي وال�سوق العقارية‪ ،‬فالجهاز الم�صرفي‬ ‫يتمت ��ع بم�ستوي ��ات �سيول ��ة مرتفع ��ة ويبح ��ث عن‬ ‫منافذ �إ�ستثماري ��ة حقيقية تدعم قرارات التو�سع‬ ‫في تمويل القطاع ��ات الإقت�صادي ��ة‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫تمويل القطاع ��ات الحكومية للغاي ��ات التجارية‪،‬‬ ‫في حي ��ن ت�شهد ال�سوق العقارية �إرتفاع ًا ملحوظ ًا‬ ‫عل ��ى م�ستويات الطلب والأ�سع ��ار منذ بداية عام‬ ‫‪."2012‬‬ ‫و�ستمت ��د الت�أثي ��رات المحيط ��ة بالح ��راك‬ ‫االقت�ص ��ادي لت�شمل ال ��دول الخليجية المجاورة‪،‬‬ ‫عل ��ى م�ست ��وى الأن�شط ��ة الم�صاحب ��ة للإع ��داد‬ ‫للح ��دث فيم ��ا �ستك ��ون لقطاع ��ات النق ��ل‬ ‫والموا�صالت ح�صة كبيرة من �إجمالي الحراك‪،‬‬ ‫�إذ �إن الإم ��ارات تعم ��ل وف ��ق �آليات عم ��ل ال�سوق‬ ‫المفتوح ��ة والت ��ي تت ��رك المجال مفتوح� � ًا للعمل‬ ‫للجمي ��ع‪ .‬و�سي�ساه ��م الح ��دث في �إع ��ادة توجيه‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الخليجية باتجاه دب ��ي والإمارات‪،‬‬ ‫على غ ��رار ما حدث خالل فترة م ��ا قبل الأزمة‪،‬‬ ‫فيما �ستح�صل ال�سيول ��ة الخليجية ال�ضخمة على‬ ‫منافذ وفر� ��ص �إ�ستثمارية مغري ��ة وطويلة الأجل‬ ‫يق ��ل مثيلها حالي ًا‪ .‬وتوقع بع�ض الأطراف �أن يوثر‬ ‫الحدث �سلب ًا ف ��ي �إجمالي الح ��راك االقت�صادي‬ ‫لل ��دول المج ��اورة لأن ��ه �سيعطل ع ��دد ًا كبير ًا من‬ ‫الم�شاري ��ع الإ�ستثماري ��ة المخطط له ��ا لم�صلحة‬ ‫تحولها نحو دبي‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�إبنة ملك �إ�سبانيا متهمة بالتهرب ال�ضريبي‬ ‫�أك ��دت المحكم ��ة العلي ��ا ف ��ي ج ��زر البالي ��ار‬ ‫الإ�سباني ��ة توجي ��ه التهم ��ة للأمي ��رة كري�ستينا‬ ‫ابنة الملك خوان كارلو� ��س ال�صغرى‪ ،‬بالتهرب‬ ‫ال�ضريبي وتبيي�ض الأموال‪ ،‬ما قد يمهد الطريق‬ ‫لمحاكم ��ة غي ��ر م�سبوق ��ة لأح ��د �أف ��راد العائلة‬ ‫المالكة‪.‬‬ ‫وبعد تحقيقات مطولة‪� ،‬أعلن قا�ضي التحقيقات‬ ‫ف ��ي بالم ��ا دي ماي ��وركا‪ ،‬خو�سي ��ه كا�سترو‪ ،‬في‬ ‫القرار ال ��ذي وقع في ‪� 200‬صفح ��ة‪ ،‬وجود �أدلة‬ ‫ت�شي ��ر �إل ��ى �أن كري�ستين ��ا (‪� 48‬سن ��ة) �إرتكبت‬ ‫جرائم‪ ،‬و�إ�ستدعاها للإدالء ب�أقوالها في ‪� 8‬آذار‬ ‫(مار�س) المقبل‪.‬‬ ‫وكان زوج كري�ستين ��ا الع ��ب كرة الي ��د الأولمبي‬ ‫ال�ساب ��ق‪� ،‬إناك ��ي اوردانغارين‪ ،‬ا ُته ��م باالحتيال‬ ‫والته ��رب ال�ضريب ��ي وتقدي ��م وثائ ��ق مزيف ��ة‬ ‫و�إختال� ��س �ستة ماليين يورو من الأموال العامة‬ ‫م ��ن خالل م�ؤ�س�سته "نوو�س" التي ال تهدف �إلى‬ ‫الرب ��ح‪ .‬وكان ��ت الم�ؤ�س�س ��ة ح�صل ��ت على عقود‬ ‫متعلق ��ة بتنظي ��م م�ؤتم ��رات ريا�ضي ��ة و�أخ ��رى‬ ‫متعلق ��ة بقطاع الأعم ��ال في ماي ��وركا ومناطق‬ ‫�أخرى في �إ�سبانيا‪.‬‬ ‫ونف ��ت الأمي ��رة كري�ستين ��ا وزوجه ��ا الته ��م‬ ‫المن�سوبة �إليهما‪ .‬والق�ضية واحدة من عدد من‬ ‫ق�ضايا الف�ساد في الم�ستويات العليا في �إ�سبانيا‬ ‫�أ�ضرت بثق ��ة الإ�سبان في الم�ؤ�س�س ��ات العامة‪،‬‬ ‫في وقت تم ��ر البالد ب�أزم ��ة اقت�صادية �شديدة‬ ‫�إ�ضطرت الحكومة �إلى خف�ض الإنفاق‪.‬‬ ‫وتدنت ن�سبة الت�أييد للأ�س ��رة المالكة بخا�صة‪،‬‬ ‫�إل ��ى �أدن ��ى م�ستوياتها عل ��ى الإط�ل�اق‪ .‬و�أظهر‬

‫�إ�ستطالع �أجرته "�سيغما دو�س" و ُن�شرت نتائجه‬ ‫في ‪ 5‬كانون الثاني (يناير)‪� ،‬أن �أكثر من ‪ 83‬في‬ ‫المئة من الإ�سب ��ان يعتقدون �أن الأ�سرة المالكة‬ ‫�أ�س ��اءت الت�صرف في ق�ضية �أوردانغارين بينما‬ ‫ر�أى ‪ 62‬ف ��ي المئة‪ ،‬وهي ن�سبة غير م�سبوقة‪� ،‬أن‬ ‫ملك �إ�سباني ��ا الذي كان يتمت ��ع ب�شعبية كبيرة‪،‬‬ ‫عليه �أن يتنازل عن العر�ش‪.‬‬ ‫وب ��د�أ القا�ض ��ي كا�ست ��رو التحقيق م ��ع الأميرة‬ ‫وزوجه ��ا منذ ث�ل�اث �سن ��وات وحر� ��ص على �أن‬ ‫يوجه االته ��ام لكري�ستينا‪ .‬وفي ني�سان (�أبريل)‬ ‫من العام الما�ضي خل� ��ص �إلى وجود �أدلة تثبت‬ ‫�أن الأمي ��رة �ساع ��دت زوجه ��ا وحر�ضت ��ه‪ .‬لكن‬ ‫محكمة �أعلى درجة �أ�سقطت هذه التهم في �أيار‬ ‫(ماي ��و)‪ ،‬الفتة �إلى �إن الأدلة غي ��ر كافية لكنها‬ ‫�أعط ��ت كا�سترو مزيد ًا م ��ن الوقت للتحقيق في‬ ‫تهمة التهرب ال�ضريبي‪.‬‬ ‫و ُيتوق ��ع �أن تطع ��ن الأميرة في الته ��م الموجهة‬ ‫�إليه ��ا والتي يمكن �إ�سقاطه ��ا مجدد ًا‪� ،‬أو �إعطاء‬ ‫القا�ض ��ي ب�ضع ��ة �أ�شهر ليع ��د ق�ضيت ��ه قبل بدء‬ ‫المحاكمة‪.‬‬

‫الأميرة كري�ستينا ابنة الملك خوان كارلو�س ال�صغرى‬

‫"�سباي�س جيت" ت�شتري ‪ 42‬طائرة بوينغ بقيمة ‪ 4.4‬مليارات دوالر‬ ‫قال ��ت م�صادر ف ��ي قط ��اع الطي ��ران �إن �شركة‬ ‫"�سباي�س جيت" الهندية للطيران الإقت�صادي‬ ‫�إتفق ��ت عل ��ى �ش ��راء حوال ��ي ‪ 42‬طائ ��رة بوينغ‬ ‫‪ 737‬بقيم ��ة تبلغ ‪ 4.4‬ملي ��ارات دوالر بالأ�سعار‬ ‫الر�سمية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت الم�ص ��ادر �أن ال�صفق ��ة ت�شم ��ل طلبا‬ ‫م�ؤكد ًا ل�شراء ما ي�صل �إلى ‪ 42‬طائرة بوينغ ‪737‬‬ ‫ماك�س تتميز بتر�شي ��د �إ�ستهالك الوقود مقارنة‬ ‫مع �أ�سطول �سباي�س جيت الحالي من الطائرات‬

‫بوين ��غ ‪ .737‬وتبلغ قيمة الطلبي ��ة ‪ 4.4‬مليارات‬ ‫دوالر بالأ�سعار الر�سمي ��ة دون ح�ساب الت�ضخم‬ ‫�أو الخ�صومات‪.‬‬ ‫وقال ��ت الم�صادر التي طلب ��ت عدم الك�شف عن‬ ‫�أ�سمائه ��ا �أي�ض ��ا �إن الناقل ��ة الهندي ��ة تفاو�ضت‬ ‫�أي�ضا على خي ��ارات لم�ضاعف ��ة الطلبية ب�شراء‬ ‫ما ي�صل �إل ��ى ‪ 42‬طائرة �أخرى و�إن هذا يتوقف‬ ‫على قدرتها على النمو‪ .‬ورف�ضت متحدثة با�سم‬ ‫�سباي�س جيت التعليق‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫ق���ال رئي����س مجل����س الإحتياط���ي االتح���ادي‬ ‫(البنك المركزي) الأميرك���ي �إن عام ‪ 2014‬يمكن‬ ‫�أن يكون عاما �أف�ضل بالن�سبة لالقت�صاد الأميركي‪،‬‬ ‫لكنه حذر من �أن التعافي لم يكتمل تماما‪.‬‬ ‫وق���ال بن برنانك���ي في خطابه الرئي�س���ي النهائي‬ ‫ب�صفت���ه رئي�سا ً لمجل����س االحتياطي االتحادي "من‬ ‫الوا�ضح �أن التعافي ال يزال غير مكتمل"‪.‬‬ ‫وم���ع بقاء �أقل من �شه���ر على انته���اء واليته‪ ،‬قال‬ ‫برنانك���ي �إن تعافي االقت�ص���اد الأميركي يجب �أن‬ ‫يكت�س���ب زخما هذا الع���ام فيما يتجاوز �أ�س���و�أ �آثار‬ ‫لأزم���ة الرهن العق���اري‪ .‬و�أ�ش���ار برنانك���ي �إلى �أن‬ ‫مع���دل البطالة ال���ذي يبلغ ‪" %7‬ال ي���زال مرتفعا ً"‪،‬‬ ‫و�أن كثي���را من النا�س توقف���وا عن البحث عن عمل‬ ‫منتظم‪.‬‬ ‫نقل���ت وكال���ة "�أن�س���ا" الإيطالي���ة للأنباء عن‬ ‫الهيئة الوطنية للإح�صاء "�إ�ستات" �أن "م�ؤ�شر ثقة‬ ‫الم�ستهل���ك في �إيطاليا تراجع ف���ي ال�شهر الجاري‬ ‫وبل���غ ‪ 96.2‬نقطة‪ ،‬بعدم���ا كان ‪ 98.2‬نقطة في‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) الما�ضي‪.‬‬ ‫وج���اء تراجع هذا الم�ؤ�شر بعدم���ا �س ّجل �إرتفاعا ً في‬ ‫ال�شه���ر الما�ضي‪ ،‬ت�ل�ا تراجع���ا ً في ت�شري���ن الأول‬ ‫(�أكتوبر) للمرة الأولى في ‪� 5‬أ�شهر‪.‬‬ ‫يذك���ر �أن م�ؤ�شر ثقة الم�ستهل���ك م�ؤ�شر اقت�صادي‬ ‫عل���ى درج���ة كبي���رة م���ن الأهمي���ة‪ ،‬لأن الأ�شخا�ص‬ ‫يميل���ون �إلى خف�ض �إنفاقه���م‪ ،‬عندما يكونون غير‬ ‫متفائلين ح���ول المن���اخ االقت�صادي‪ ،‬م���ا ي�ص ّعب‬ ‫عودة النمو االقت�صادي في البالد‪.‬‬ ‫�س ّجلت ال�ش���ركات ال�صينية المملوكة للدولة‬ ‫زيادة ف���ي �أرباحها حت���ى نهاية ت�شري���ن الثاني‪/‬‬ ‫نوفمبر بلغت ن�سبته���ا ‪ %7.5‬على �أ�سا�س �سنوي‬ ‫لتقارب قيمتها الـ ‪ 196.22‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫‪ ‬ونقل���ت وكالة �أنب���اء ال�صين الجدي���دة "�شينخوا"‬ ‫عن لجنة مراقب���ة و�إدارة الأ�صول الوطنية �أن �أرباح‬ ‫ال�شركات المملوكة للدولة ارتفعت بن�سبة ‪%7.5‬‬ ‫عل���ى �أ�سا�س �سنوي خالل الفترة الممتدة من بداية‬ ‫‪� 2013‬إل���ى ت�شرين الثاني‪/‬نوفمب���ر‪ ،‬لت�صل �إلى‬ ‫‪ 1.2‬تريلي���ون ي���وان (حوال���ي ‪ 196.22‬ملي���ار‬ ‫دوالر)‪.‬‬ ‫وق���ال مدي���ر اللجن���ة‪ ،‬ت�شانغ ي���ي‪� ،‬إن الإي���رادات‬ ‫الإجمالي���ة لل�ش���ركات المملوك���ة للدول���ة الت���ي‬ ‫تديرها الحكوم���ة المركزية بلغت ‪ 21.8‬تريليون‬ ‫ي���وان (‪ 3.59‬مليارات دوالر) ف���ي الأ�شهر الـ‪11‬‬ ‫الأول���ى مرتفعة بن�سبة ‪ %9.5‬على �أ�سا�س �سنوي‪،‬‬ ‫و�شه���دت ال�ضرائ���ب المدفوع���ة ارتفاع���ا ً بن�سبة‬ ‫‪ %5.4‬لت�صل �إلى ‪ 1.8‬تريليون يوان (‪296.4‬‬ ‫مليار دوالر)‪.‬‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫حرية التبادل بين �أوروبا و�أميركا لن ّ‬ ‫تعطل الأطر الناظمة لدى الطرفين‬ ‫�أنهى الأوروبي ��ون والأميركيون الجولة الثالثة‬ ‫م ��ن مفاو�ضاتهم ��ا التجاري ��ة‪ ،‬و�أكدوا ف ��ي ختام‬ ‫�إجتماع ��ات عقدوه ��ا ف ��ي وا�شنط ��ن �أخي ��راً �أن‬ ‫االتف ��اق على حري ��ة التبادل "لن يك ��ون مرادفاً‬ ‫لتعطي ��ل معمم للأط ��ر الناظمة للتج ��ارة على‬ ‫جانبي الأطل�سي"‪.‬‬ ‫وق ��ال كبي ��ر المفاو�ضي ��ن الأوروبيي ��ن �إينا�سي ��و‬ ‫غار�سي ��ا بر�سيرو في وا�شنطن في ختام الجولة‬ ‫الثالث ��ة م ��ن المحادث ��ات‪� ،‬أن "تعطي ��ل الأط ��ر‬ ‫الناظم ��ة لي�س ��ت ه ��دف االتف ��اق التج ��اري عبر‬ ‫الأطل�سي ولن تكون كذلك"‪.‬‬ ‫و�ش ��دد نظي ��ره الأميرك ��ي دان موالن ��ي‪ ،‬على �أن‬ ‫المحادث ��ات "كان ��ت ته ��دف قب ��ل �أي �أم ��ر �آخ ��ر‬ ‫�إل ��ى �إزالة خالف ��ات ال طائل منه ��ا" بين جانبي‬ ‫الأطل�سي‪.‬‬ ‫ودخ ��ل الأوروبي ��ون والأميركي ��ون من ��ذ تم ��وز‬ ‫(يولي ��و) الما�ض ��ي ف ��ي مفاو�ض ��ات تجاري ��ة‬ ‫وا�سع ��ة‪ ،‬ترم ��ي �إل ��ى �إن�ش ��اء �إحدى اكب ��ر مناطق‬ ‫التب ��ادل الح ��ر عل ��ى الأر� ��ض‪� ،‬أم ً‬ ‫ال ف ��ي تن�شيط‬ ‫�إقت�صاداته ��م‪ .‬وقال غار�سيا بر�سي ��رو‪�" :‬سنبقى‬ ‫على �سكة الم�سار للتو�صل �إلى اتفاق طموح"‪.‬‬ ‫و�إ�ستح ��وذت الحواج ��ز القانوني ��ة الكابح ��ة‬ ‫للتب ��ادل التج ��اري على معظ ��م المحادث ��ات‪ ،‬ما‬ ‫يثي ��ر قلق المجتمع المدن ��ي‪ ،‬علماً �أن التعرفات‬ ‫الجمركية �ضعيفة على جانبي الأطل�سي‪.‬‬ ‫وكان ��ت المنظم ��ة الأميركي ��ة غي ��ر الحكومي ��ة‬ ‫"بابليك �سيتيزن" �أبدت لدى انطالق الجولة‬ ‫الجدي ��دة للمحادث ��ات تخوفه ��ا م ��ن �إرت ��كاز‬ ‫االتف ��اق عل ��ى "�أ�صغ ��ر عام ��ل م�شت ��رك" لو�ضع‬ ‫قواني ��ن م�شترك ��ة‪ .‬ويتعل ��ق �أ�ش ��د المخ ��اوف‬ ‫بقط ��اع الزراع ��ة‪ ،‬وتحدي ��داً تل ��ك المعدل ��ة‬ ‫وراثي� �اً والم�ؤط ��رة ف ��ي �ش ��كل �صارم ف ��ي �أوروبا‪،‬‬ ‫لكنه ��ا منت�ش ��رة على نط ��اق وا�سع ف ��ي الواليات‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫ورد غار�سي ��ا بر�سي ��رو ف ��ي م�ؤتم ��ر �صحاف ��ي‪،‬‬ ‫�أن ه ��ذه المفاو�ض ��ات "ل ��ن تت�ضم ��ن خف�ض� �اً �أو‬ ‫�إن ��كاراً للمعايي ��ر الأكث ��ر حماي ��ة للم�ستهل ��ك‬ ‫والبيئ ��ة والحي ��اة الخا�ص ��ة وال�صح ��ة وقان ��ون‬ ‫العم ��ل"‪ .‬و�أف ��اد الطرف ��ان ب� ��أن موا�ضي ��ع كثيرة‬ ‫نوق�ش ��ت خ�ل�ال الأ�سب ��وع‪ ،‬ب ��دءاً م ��ن الم ��واد‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫كبير المفاو�ضين الأميركيين الأميركي دان موالني (�إلى اليمين) وكبير المفاو�ضين الأوروبيين �إينا�سيو غار�سيا بر�سيرو‬

‫الأولي ��ة و�ص ��و ًال �إل ��ى حق ��وق الملكي ��ة الفكري ��ة‬ ‫وم ��روراً با�ست ��دراج العرو� ��ض العام ��ة‪ .‬لك ��ن لم‬ ‫تك�ش ��ف النقاط المحددة ف ��ي النقا�ش ما يغذي‬ ‫االنتق ��ادات المتعلق ��ة بغي ��اب ال�شفافي ��ة‪ .‬و�أك ��د‬ ‫موالن ��ي �ض ��رورة "�إعطاء المفاو�ضي ��ن المجال‬ ‫ال�ض ��روري لإجراء محادثات �صريحة"‪ ،‬م�شدداً‬ ‫في الوقت ذات ��ه على ال�سعي �إلى ت�أمين "�أق�صى‬ ‫درجات ال�شفافية"‪.‬‬ ‫والت�أكيد الوحيد ال ��ذي �أبرزه نظيره الأوروبي‪،‬‬ ‫هو �أن حماية المعطيات الخا�صة على الإنترنت‬ ‫وهي م�س�ألة ح�سا�سة منذ اندالع الف�ضيحة التي‬ ‫تل ��ت الك�ش ��ف ع ��ن حج ��م التج�س� ��س الأميرك ��ي‪،‬‬ ‫"ل ��ن ُتدرج ف ��ي المفاو�ض ��ات التجارية"‪ .‬و�أمل‬ ‫غار�سي ��ا بر�سيرو ف ��ي �أن "يكون ل ��دى ال�شركات‬ ‫الأوروبي ��ة ال�ضمان ��ة الت ��ي تمكنه ��ا م ��ن دخ ��ول‬ ‫�س ��وق الطاق ��ة الأميركي ��ة الت ��ي تزده ��ر بف�ضل‬ ‫الغاز ال�صخري"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�سع ��ى مفاو�ض ��و الجانبي ��ن �أي�ض� �ا �إل ��ى �إزال ��ة‬ ‫ج ��دل �آخ ��ر ح ��ول �آلي ��ة حماي ��ة الم�ستثمري ��ن‪،‬‬ ‫الت ��ي �ستدخ ��ل ف ��ي الإتفاق المقبل ح ��ول حرية‬ ‫التبادل‪.‬‬ ‫ول ��م ُتخ ��فِ ‪ 180‬منظم ��ة غي ��ر حكومي ��ة ونقابة‬ ‫تخوفه ��ا‪ ،‬وع ّب ��رت ع ��ن ذل ��ك ف ��ي ر�سال ��ة ُن�شرت‬ ‫�أخيراً‪ ،‬وتتمثل هذه المخاوف في �أن ت�شكل هذه‬

‫الآلية "�إ�ساءة �إلى العملية الديموقراطية" من‬ ‫خ�ل�ال ال�سماح لل�شركات بالطع ��ن �أمام الق�ضاء‬ ‫ف ��ي التدابي ��ر الت ��ي تتخذه ��ا ال ��دول لحماي ��ة‬ ‫البيئة �أو ال�صحة العامة‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن غار�سي ��ا بر�سي ��رو "النظ ��ر ف ��ي ه ��ذه‬ ‫المخ ��اوف بجدية كبيرة"‪ ،‬م�ؤك ��داً على �ضرورة‬ ‫�أن تك ��ون ه ��ذه الآلي ��ة "مح ��ددة بو�ض ��وح كبير"‬ ‫لتجنب �أي تف�سير "اعتباطي"‪ .‬وذكر المفاو�ض‬ ‫الأميرك ��ي �أن الوالي ��ات المتح ��دة "ل ��ن ت�س ��اوم‬ ‫ف ��ي �ش� ��أن ح ��ق ال ��دول ف ��ي التح ��رك لم�صلح ��ة‬ ‫�شعوبها"‪.‬‬ ‫وللم ��رة الأولى منذ بدء المحادثات‪ ،‬لم ي�ضطر‬ ‫المفاو�ض ��ون �إل ��ى الإجاب ��ة ع ��ن �أ�سئل ��ة ح ��ول‬ ‫الف�ضيحة المتعلقة بالتج�س�س الأميركي‪ ،‬التي‬ ‫ه ��ددت بتعطي ��ل المحادث ��ات خ�ل�ال الجولتي ��ن‬ ‫ال�سابقتين في تموز (يوليو) ومنت�صف ت�شرين‬ ‫الثاني (نوفمبر) الما�ضيين‪.‬‬ ‫و�إعتب ��ر مح ّركوه ��ا �أن التو�ص ��ل �إل ��ى �إتفاق على‬ ‫حري ��ة التب ��ادل الأميرك ��ي‪ -‬الأوروب ��ي‪� ،‬سي�سمح‬ ‫بتن�شي ��ط الإقت�ص ��اد على جانب ��ي الأطل�سي‪ ،‬كما‬ ‫�سي ��در نح ��و ‪ 119‬ملي ��ار ي ��ورو �سنوي� �اً لالتح ��اد‬ ‫الأوروب ��ي‪ ،‬و�سيرف ��ع ال�ص ��ادرات �إل ��ى الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة بن�سب ��ة ‪ 28‬ف ��ي المئ ��ة‪� ،‬إ�ستن ��اداً �إل ��ى‬ ‫درا�سة بريطانية �إرتكزت �إليها المفو�ضية‪.‬‬


‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬ ‫فيم ��ا ال�ص ��راع ف ��ي �سوري ��ا يت�س� � ّرب‬ ‫ويتم� �دّد عب ��ر الح ��دود �إل ��ى لبن ��ان‪،‬‬ ‫�إرتفع العن ��ف الطائفي في بلد الأرز �إلى م�ستويات‬ ‫ل ��م ي�شهده ��ا ف ��ي ال�سن ��وات الأخي ��رة‪� .‬إنفج ��رت‬ ‫�سي ��ارة مفخخة ف ��ي �ضاحية بي ��روت التي ي�سيطر‬ ‫عليه ��ا "ح ��زب اهلل" في ‪ 2‬كانون الثان ��ي (يناير)‬ ‫الجاري‪ ،‬مما �أ�سفر عن مقتل �أربعة ا�شخا�ص على‬ ‫الأق ��ل و�إ�صابة ع�شرات �آخري ��ن‪ .‬كان ذلك �أحدث‬ ‫هجوم في "ح ��رب الظل" الدائرة بي ��ن الف�صائل‬ ‫ال�سني ��ة وال�شيعي ��ة الت ��ي ته� �دّد الآن بالخروج عن‬ ‫ال�سيطرة‪ :‬قبل �أقل من �أ�سبوع‪ ،‬قتل الوزير ال�سابق‬ ‫محمد �شطح في و�سط بيروت؛ وفي ت�شرين الثاني‬ ‫(نوفمبر) وقع تفجير �إنتح ��اري مزدوج �إ�ستهدف‬ ‫ال�سفارة الإيرانية في لبن ��ان؛ وكان ح�سن اللقي�س‬ ‫�أح ��د الم�س�ؤولين في "ح ��زب اهلل" قد �أردي قتي ًال‬ ‫في مر�آب منزله في حدث بيروت في ‪ 4‬كاون الأول‬ ‫(دي�سمبر)‪.‬‬ ‫يب ��دو ب� ��أن تفجي ��ر ال�سي ��ارة الأخير‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن‬ ‫�إنفجار حارة حريك‪ :‬لن يكون الأخير‬

‫الهج ��وم عل ��ى ال�سف ��ارة الإيرانية‪ ،‬كان ��ا من عمل‬ ‫الجماع ��ات ال�سنية المتطرف ��ة‪ ،‬والتي تكت�سب قوة‬ ‫ب�سرعة في جميع �أنحاء لبنان‪ .‬في �صورة م�ص ّغرة‬ ‫من الحرب الأهلية ال�سوري ��ة‪ ،‬ينخرط الم�س ّلحون‬ ‫ال�سن ��ة المتطرف ��ون الآن ب�إنتظ ��ام ف ��ي �إ�شتباكات‬ ‫عنيفة م ��ع مناف�سيهم الموالي ��ن لنظام الأ�سد من‬ ‫الطائفتين العلوي ��ة وال�شيعية في النقاط ال�ساخنة‬ ‫مثل مدينت ��ي �صيدا وطرابل� ��س‪ ،‬والبقاع في �شرق‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫مع �إرتفاع عدد القتلى‪ ،‬تت�صاعد المخاوف من �أن‬ ‫القتال قد يدف ��ع المجتمع ال�سني المحا�صر ب�شكل‬ ‫متزاي ��د نحو بناء "ميلي�شي ��ا" وا�سعة النطاق‪ .‬وقد‬ ‫�إعتق ��ل الجي� ��ش اللبنان ��ي �أخير ًا ال�سع ��ودي ماجد‬ ‫الماج ��د " قائ ��د "كتيبة عبد اهلل ع ��زام" التابعة‬ ‫لتنظي ��م القاعدة ف ��ي لبنان (توف ��ي الحق ًا خالل‬ ‫�إعتقال ��ه)‪ ،‬الت ��ي �أعلن ��ت م�س�ؤوليتها ع ��ن الهجوم‬ ‫�ض ��د ال�سف ��ارة الإيراني ��ة – ولك ��ن الفر�ص ��ة ق ��د‬ ‫تكون �سنحت للم�سلحي ��ن ال�سنة المحليين للحلول‬ ‫مكانه‪ .‬م ��ن جهة �أخرى بد�أت جماعات �سنية عدة‬ ‫فعلي� � ًا تنظيم نف�سها به ��دف توجي ��ه الم�ساعدات‬

‫�إغتيال الحريري والف�شل الالحق‬ ‫للنخب ال�سنية لملء الفراغ في القيادة‪،‬‬ ‫و�صعود "حزب اهلل" كقوة ع�سكرية‬ ‫و�سيا�سية‪ ،‬وحملة الأ�سد على المعار�ضة‬ ‫ذات الغالبية ال�سنية قد غيرت جذري ًا‬ ‫في ديناميات الم�شاركة ال�سيا�سية‬ ‫والن�شاط لدى الطائفة ال�سنية في لبنان‬

‫للمتمردي ��ن ال�سوريي ��ن ومكافح ��ة "ح ��زب اهلل"‪،‬‬ ‫وحت ��ى �أن بع�ضها قد بد�أ في �إ�شتباكات مع الجي�ش‬ ‫اللبنان ��ي‪ ،‬الذي كان ُينظ ��ر �إليه دائم� � ًا على كونه‬ ‫الموحدة في البالد ولكن الآن‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة الوحيدة ّ‬ ‫ينظر �إليه ب�شكل متزايد بمثابة رهان في ال�سيا�سة‬ ‫الطائفية‪.‬‬ ‫تاريخي� � ًا‪ ،‬كان ��ت الطائف ��ة ال�سنية ف ��ي لبنان تجد‬ ‫�صعوب ��ة في التعبئ ��ة ع�سكري ًا‪ .‬عل ��ى الرغم من �أن‬ ‫الطوائ ��ف الأخرى في البالد قد �أنتجت ميلي�شيات‬

‫لحماي ��ة م�صال ��ح مجتمعاتها‪ ،‬فقد تعرق ��ل الأمر‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى ال�س ّن ��ة ب�سبب غياب ح ��زب مهيمن‬ ‫ق ��ادر على توحيد وح�شد طائفتهم‪ .‬بد ًال من ذلك‪،‬‬ ‫كان المتطرف ��ون ال�سنة في لبنان ع ��ادة يلتحقون‬ ‫بجماع ��ات ذات جذور ف ��ي مجتمع ��ات الالجئين‬ ‫الفل�سطينيين والحركة الجهادية ال�سلفية الدولية‪.‬‬ ‫وقد ف�شل ��ت هذه الجماع ��ات‪ ،‬التي ن ّف ��ذت معظم‬ ‫الهجمات �ضد م�ؤي ��دي "حزب اهلل" ونظام الأ�سد‬ ‫حتى الآن‪ ،‬في ح�شد دعم �شعبي كبير‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إن الديناميات ال�سيا�سية والإجتماعية‬ ‫والع�سكرية التي ت�ؤث ��ر على عامة ال�س ّنة اللبنانيين‬ ‫ت�شير �إلى �أن ح�ساب التفا�ضل والتكامل لديهم من‬ ‫�أج ��ل بن ��اء ميلي�شيات عل ��ى نطاق وا�س ��ع قد يكون‬ ‫تغ ّير‪ .‬فق ��د �شهد العقد الما�ض ��ي تغييرات جذرية‬ ‫ف ��ي وقوف �أه ��ل ال�س ّنة وجه ًا لوج ��ه �ضد الطوائف‬ ‫الأخرى‪ .‬ربما كان �أهمها ف�شل الأجندة ال�سيا�سية‬ ‫ال�سني ��ة في �أعقاب �إغتيال رئي� ��س الوزراء ال�سابق‬ ‫رفي ��ق الحريري ف ��ي الع ��ام ‪ .2005‬الحكومة التي‬ ‫هيم ��ن عليها ال�سن ��ة التي ُعينت بع ��د وفاته كانت‬ ‫عازم ��ة على �إجتثاث بقايا النف ��وذ ال�سوري و�إنهاء‬ ‫ع�سك ��رة "حزب اهلل" ‪ -‬ولكنها في نهاية المطاف‬ ‫�أُ�صيب ��ت بالإحب ��اط‪ .‬كم ��ا �أن محاول ��ة الحكوم ��ة‬ ‫الكارثي ��ة لتفكي ��ك نظ ��ام الإت�ص ��االت ال�سلكي ��ة‬ ‫والال�سلكي ��ة ل"حزب اهلل" في �أيار (مايو) ‪2008‬‬ ‫ق ��د قاد الح ��زب ال�شيعي �إل ��ى غ ��زو الأحياء ذات‬ ‫الغالبي ��ة ال�سني ��ة ف ��ي بي ��روت‪ ،‬وت ��رك الطائف ��ة‬ ‫ال�سنية مج ّز�أة ومت�شائمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وق ��د خلق عجز ال�سا�سة ال�سنة عن حماية م�صالح‬ ‫مجتمعه ��م ف�ضاء للقادة الأ�صوليي ��ن لملء الفراغ‬ ‫والقي ��ام ب ��دور المدافعي ��ن عن المجتم ��ع ال�سني‪.‬‬ ‫ف ��ي ال�سن ��وات الأخي ��رة‪ ،‬العديد م ��ن الجماعات‬ ‫الإ�سالمي ��ة ‪ -‬الت ��ي غالب ًا م ��ا تتلق ��ى التمويل من‬ ‫�شبكات متعاطفة في الخلي ��ج ‪ -‬جذبت �أتباع ًا من‬ ‫خ�ل�ال التحدث ع ��ن �إهتمام ��ات ال�ش ��ارع ال�سني‪.‬‬ ‫وبينم ��ا هناك دعم متزاي ��د للمتمردين ال�سوريين‬ ‫بين تيار الطائفة ال�سني ��ة ونخبها ال�سيا�سية‪ ،‬فقد‬ ‫�إتخ ��ذ المت�ش ��ددون ال�سلفيون زم ��ام المبادرة في‬ ‫القتال الفعلي في �سوريا‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى قد يكون م�شهد المتمردين مجزّءاً‬ ‫في �سوريا‪ ،‬ولكن جميع الف�صائل المتم ّردة تعترف‬ ‫ب� ��أن الم�شاركة الع�سكري ��ة ل"حزب اهلل" في بالد‬ ‫ال�شام كانت ج ��زء ًا ال يتجز�أ من التقدم الع�سكري‬ ‫الذي حققه النظام ال�سوري خالل العام الما�ضي‪.‬‬ ‫الآن‪ ،‬م ��ن دون �أمل في تلق ��ي دعم وا�سع غير قاتل‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪21‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫لبنان‬

‫حرب الظل في بيروت "تخ ِّمر" العا�صفة الآتية‬

‫هل يمكن ألحد إيقاف‬ ‫إنزالق لبنان إلى الفوضى؟‬ ‫�إنفجار ‪ 2‬كانون الثاني (يناير) في ال�ضاحية الجنوبية لبيروت ‪ -‬الهجوم الخام�س ي�ستهدف م�صالح "حزب‬ ‫اهلل" منذ تموز (يوليو) ‪ -‬يك�شف عن قدرة جهادية متنامية ونية لإجبار "حزب اهلل" على الإن�سحاب بعيد ًا‬ ‫من �ساحة المعركة ال�سورية والعودة الى لبنان‪ .‬وفيما الهجمات الطائفية الإنتقامية بين الجهاديين ال�سنة‬ ‫والميلي�ش��يات ال�ش��يعية الموالية ل"حزب اهلل" تت�ص��اعد خالل العام الجديد‪� ،‬س��وف تح��اول المملكة‬ ‫العربية ال�س��عودية �إ�ستخدام الم�سرح اللبناني من الحرب الأهلية ال�س��ورية لتقوي�ض الموقف التفاو�ضي‬ ‫الإقليمي لإيران و�إعادة التوازن في ال�سيا�سة اللبنانية ل�صالح ال�سنة المناف�سين المحليين لـ"حزب اهلل"‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ لبنان‬ ‫�أو ع�سك ��ري م ��ن الغ ��رب لم�ساعدة التم ��رد‪ ،‬ف�إن‬ ‫المتم ّردي ��ن ال�سن ��ة يعملون م ��ع الم�سلحين ال�سنة‬ ‫اللبنانيين على خلق �أزمة ل"حزب اهلل" في لبنان‬ ‫تق�س ��م فعلي� � ًا �إنتباهه وتعطي‬ ‫الت ��ي م ��ن �ش�أنها �أن ّ‬ ‫ال�سن ��ة المتمردي ��ن فر�ص ��ة �أف�ض ��ل للقت ��ال عل ��ى‬ ‫�أر� ��ض المعركة ال�سورية‪ .‬لم يلع ��ب مقاتلو "حزب‬ ‫اهلل" دور ًا فع ��ا ًال ف ��ي م�ساع ��دة النظ ��ام ال�سوري‬ ‫�ض ��د المتمردي ��ن فح�سب‪ ،‬فق ��د �إ�ستخ ��دم لبنان‬ ‫�أي�ض� � ًا كطريق عبور حي ��وي للمقاتلي ��ن والأ�سلحة‬ ‫والإم ��دادات لم�ساع ��دة النظ ��ام المحا�ص ��ر ف ��ي‬ ‫دم�شق وحولها‪� .‬إن تع ��اون "حزب اهلل" في ت�أمين‬ ‫وحماية م�س ��ارات العبور اللبنانية ه ��ذه هي �أي�ض ًا‬ ‫حا�سم ��ة لب�شار الأ�سد وم�ؤيدي ��ه‪ ،‬الأمر الذي يبدو‬ ‫�أنه ّ‬ ‫عطل م�صالح عربية �سنية �إقليمية و�أ�ض ّر بها‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ه ��ذه الخط ��ة تظه ��ر على �أنه ��ا تحقق‬ ‫بع�ض التق ��دم‪ .‬فقد �أفادت م�ؤ�س�س ��ة "�ستراتفور"‬ ‫الإ�ستخبارية الأميركية في �آذار (مار�س) الفائت‬ ‫�أن ��ه �أ�صي ��ب الكثي ��رون من �أه ��ل ال�سنة ف ��ي لبنان‬ ‫بخيبة �أمل كبي ��رة من الحرك ��ة ال�سيا�سية ال�سنية‬ ‫الرئي�سية بقيادة "تيار الم�ستقبل"‪ ،‬ومن المحتمل‬ ‫�أن يتحول ��وا �أكثر نح ��و الجماع ��ات ال�سلفية‪ ،‬التي‬ ‫بع�ضها يتلقى دعم ًا من المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫وقد ق ��اد العدد المتزايد من الأ�صوليين ال�سنة في‬ ‫لبن ��ان والخبرة الع�سكري ��ة الوافرة الت ��ي يقدّمها‬ ‫المتم ��ردون ال�سن ��ة ف ��ي �سوري ��ا‪� ،‬إلى خل ��ق حركة‬ ‫تم ��رد �س ّنية ف ��ي لبن ��ان الآن ق ��ادرة عل ��ى تحدّي‬ ‫"حزب اهلل" على �أر�ضه‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ال يزال الحزب‬ ‫ال�شيع ��ي يتمتع بمي ��زة وا�ضحة بالن�سب ��ة �إلى عدد‬ ‫مقاتلي ��ه والتنظي ��م والإحت ��راف ف ��ي قدراته‪ ،‬في‬ ‫مقابل مناف�سيه المت�شددين الجهاديين النا�شئين‬ ‫ف ��ي لبنان‪ .‬لك ��ن الحزب يواج ��ه بو�ض ��وح تهديد ًا‬ ‫متزاي ��د ًا ف ��ي عق ��ر داره ف ��ي الوق ��ت ال ��ذي ير ّكز‬ ‫قدرات ��ه ومعظم نخبة مقاتلي ��ه في الحرب الأهلية‬ ‫في �سوريا‪ .‬المناف�سون المحليون ل"حزب اهلل" ‪-‬‬ ‫ال�سن ��ة وبع�ض الم�سيحيي ��ن الموارن ��ة ‪ -‬يحاولون‬ ‫الإ�ستف ��ادة م ��ن �إله ��اء "ح ��زب اهلل" وت�أمي ��ن‬ ‫م�صالحهم الخا�ص ��ة بينما ي�ضعف موقف الحزب‬ ‫ف ��ي الداخ ��ل‪ .‬وقد اجتذب ه ��ذا ال�سيناري ��و انتباه‬ ‫الالعبين الإقليميين مثل ال�سعودية‪.‬‬ ‫وكانت �أول جماعة متم ّردة �سنية قاتلت في �سوريا‬ ‫تحت قي ��ادة قائد لبناني ‪ -‬وربم ��ا ال تزال الأ�شهر‬ ‫ ه ��ي "جند ال�ش ��ام"‪� .‬إنها تعمل في حم�ص تحت‬‫�إمرة خال ��د محمود‪،‬وهو نا�ش ��ط معروف يحارب‬ ‫تح ��ت اال�س ��م الحرك ��ي �أب ��و �سليم ��ان المهاج ��ر‪.‬‬

‫الرئي�س �سعد الحريري‪ :‬كتلته ولدت خيبة �أمل لدى عامة ال�سنة‬

‫ال�شيخ �أحمد الأ�سير‪ :‬ظاهرته لم تدم‬

‫الديناميات ال�سيا�سية‬ ‫والإجتماعية والع�سكرية التي ت�ؤثر‬ ‫على عامة ال�سنّة اللبنانيين ت�شير �إلى‬ ‫�أن ح�ساب التفا�ضل والتكامل لديهم‬ ‫من �أجل بناء ميلي�شيات على نطاق‬ ‫وا�سع قد يكون تغير‬ ‫جماعة �سلفية �أخرى‪ ،‬قادها حتى وقت قريب رجل‬ ‫الدين المت�ش ��دد اللبنان ��ي ال�شيخ �أحم ��د الأ�سير‪،‬‬ ‫هي "�سراي ��ا المقاومة الحرة"‪ .‬ت�شكلت في ني�سان‬ ‫(�إبري ��ل) ‪ 2013‬كق ��وة متطوعي ��ن م ��ن الطائف ��ة‬ ‫ال�سني ��ة اللبنانية ملتزمة معار�ض ��ة "حزب اهلل"‪،‬‬ ‫ولكنها �ضعفت بع ��د �إ�شتباكها مع الجي�ش اللبناني‬ ‫في حزيران (يونيو) ‪ .2013‬ويظهر ت�سليط ال�ضوء‬

‫على تنامي التعاون عبر الح ��دود بين المتطرفين‬ ‫ب� ��أن "جبه ��ة الن�ص ��رة"‪ ،‬المجموع ��ة الإرهابي ��ة‬ ‫التابع ��ة لتنظيم "القاع ��دة" في �سوري ��ا‪ ،‬كان لها‬ ‫وج ��ود ف ��ي لبنان منذ م ��ا ال يقل عن كان ��ون الأول‬ ‫(دي�سمبر) ‪.2012‬‬ ‫وتعتب ��ر مدين ��ة طرابل� ��س ال�شمالية ب� ��ؤرة الت�شدّد‬ ‫ال�سني في لبنان‪ .‬وكانت المكان الذي عرف والدة‬ ‫الحركة ال�سلفية في البالد‪ ،‬ويزعم بع�ض التقارير‬ ‫�أن كثير ًا م ��ن ال�شباب في �أحيائها ال�سنية �إلتحقوا‬ ‫ب"جبه ��ة الن�ص ��رة"‪ ،‬وفق� � ًا لم�س�ؤولي ��ن �أمنيي ��ن‬ ‫لبنانيي ��ن‪ .‬طرابل� ��س هي �أي�ض� � ًا واحدة م ��ن �أكثر‬ ‫خطوط ال�صدع الطائفي تقلب ًا في لبنان‪ ،‬حيث �أن‬ ‫م�سلح ��ي ال�س ّنة هناك ي�شتبك ��ون ب�صورة منتظمة‬ ‫م ��ع الطائفة العلوي ��ة ال�صغيرة ف ��ي المدينة‪ .‬وقد‬ ‫�أزهق العنف على م ��دى العامين الما�ضيين مئات‬ ‫الأرواح‪.‬‬ ‫وح�سب المتابعين ف�إن العا�صفة "تختمر" في لبنان‬ ‫وق ��د تطلق رياحه ��ا قريب� � ًا‪� .‬إن �إغتي ��ال الحريري‬ ‫والف�ش ��ل الالح ��ق للنخب ال�سنية لم ��لء الفراغ في‬ ‫القي ��ادة‪ ،‬و�صع ��ود "ح ��زب اهلل" كق ��وة ع�سكري ��ة‬ ‫و�سيا�سي ��ة‪ ،‬وحمل ��ة الأ�س ��د عل ��ى المعار�ضة ذات‬ ‫الغالبي ��ة ال�سنية ق ��د غ ّيرت جذري ًا ف ��ي ديناميات‬ ‫الم�شارك ��ة ال�سيا�سي ��ة والن�ش ��اط ل ��دى الطائف ��ة‬ ‫ال�سني ��ة‪ .‬ومن جهتها فقد و ّف ��رت الحرب ال�سورية‬ ‫فر�ص ًا جديدة وخطي ��رة للت�شدّد والتطرف‪ :‬ال�س ّنة‬ ‫اللبناني ��ون يتعلمون الآن التنظي ��م ع�سكري ًا‪ ،‬وبناء‬ ‫الج�س ��ور م ��ع الجماع ��ات الم�سلح ��ة الأجنبي ��ة‪،‬‬ ‫و�إكت�س ��اب الخبرة التكتيكية عل ��ى �أر�ض المعركة‪.‬‬ ‫م ��ا يقرب من مليون الجئ م ��ن �سوريا‪ ،‬الذين هم‬ ‫ف ��ي الغالب من ال�سنة‪ ،‬غ ّيروا ب�شكل كبير التركيبة‬ ‫ال�سكانية الطائفية في لبنان‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪� ،‬ساهم ��ت الطبيع ��ة المج� � ّز�أة للطائفة‬ ‫ال�سني ��ة‪ ،‬بالإ�ضافة �إل ��ى �إحجام جمي ��ع الأطراف‬ ‫اللبناني ��ة الأخ ��رى عن الت ��ورط في فت ��ح مواجهة‬ ‫ع�سكري ��ة‪ ،‬في منع ح ��رب �أهلية‪ .‬لك ��ن‪ ،‬فيما تنمو‬ ‫التوت ��رات الطائفية‪ ،‬ق ��د تدرك الطائف ��ة ال�سنية‬ ‫ب� ��أن ال�صراع الحال ��ي ي�ش ّكل تهدي ��د ًا وجودي ًا‪ .‬في‬ ‫هذه الحالة‪ ،‬ف�إن القادة ‪ -‬المعتدلين والمتطرفين‬ ‫على حد �س ��واء ‪ -‬قد يرغبون في �إ�ستخدام العنف‬ ‫لحماي ��ة م�صال ��ح مجتمعه ��م ف ��ي الو�ص ��ول �إل ��ى‬ ‫ال�سلط ��ة‪ .‬مثل هذا التح ّول يمك ��ن �أن ي�شكل خطر ًا‬ ‫كبي ��ر ًا على الت ��وازن الطائفي لل�سلط ��ة في لبنان‪،‬‬ ‫وفي نهاية المط ��اف‪ ،‬يمكن �أن يح ّر�ض على حرب‬ ‫�أهلية قاتلة جديدة‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪23‬‬



‫الدمار في المدينة الإقت�صادية حلب‪� :‬إعادة ترميمها يلزمها �سنوات طويلة‬

‫الغذائي ��ة والوق ��ود من جهة‪� ،‬إلى جان ��ب �إرتفاع‬ ‫مع� � ّدالت البطال ��ة من جه ��ة �أخرى‪� ،‬إل ��ى �شعور‬ ‫بت�آكل وفق ��دان الأمن الإقت�ص ��ادي‪ .‬وكان نظام‬ ‫الأ�سد قد رهن �شرعيت ��ه وم�صداقيته �إلى مبد�أ‬ ‫خلق هذا الأم ��ن؛ و�أ ّدى ف�شله ف ��ي القيام بذلك‬ ‫�إلى تقوي�ض �سلطته‪.‬‬ ‫و�سوف ت�ستمر �سوريا ما بعد ال�صراع في مواجهة‬ ‫تحدي ��ات هيكلي ��ة و�إقت�صادية ح ��ادة وخطيرة‪.‬‬ ‫و�س ��وف يحت ��اج الإقت�ص ��اد الذي تهيم ��ن عليه‬ ‫الدول ��ة �إلى ف�سح المجال �أمام القطاع الخا�ص‪،‬‬ ‫وال ��ذي �أعاق النظ ��ام نم ��وه‪ ،‬ومواجه ��ة �إرتفاع‬ ‫م�ستوي ��ات البطال ��ة والعمال ��ة الناق�ص ��ة‪ ،‬جنب ًا‬ ‫�إل ��ى جنب مع �إرتف ��اع �أ�سعار ال�سل ��ع والخدمات‬ ‫الأ�سا�سية‪ .‬وباخت�صار‪ ،‬تحتاج �سوريا �إلى تحول‬ ‫�إقت�صادي و�إعادة بناء �إقت�صادي‪.‬‬ ‫بالو�صول الى هذه النقطة ينبغي معالجة العديد‬ ‫من الق�ضايا الحرجة‪:‬‬ ‫الديموغرافي ��ا مقاب ��ل الإقت�ص ��اد‪ :‬عل ��ى م ��دى‬ ‫العق ��ود القليلة الما�ضية‪ ،‬كان العقد الإجتماعي‬ ‫الأ�سا�س ��ي للدول ��ة ال�سوري ��ة قائم� � ُا عل ��ى توفير‬ ‫فر�ص العم ��ل والغذاء ب�أ�سع ��ار معقولة ل�سكانها‬ ‫الذي ��ن يتزايد عدده ��م‪ .‬لكن‪ ،‬فيما ف ��اق النمو‬ ‫ال�سكان ��ي النم ��و الإقت�ص ��ادي (ال ��ذي تزام ��ن‬ ‫م ��ع الجفاف مم ��ا ت�سبب ف ��ي البطال ��ة و�إرتفاع‬

‫�أ�سع ��ار الم ��واد الغذائية)‪ ،‬لم يكن ه ��ذا الوعد‬ ‫م�ستدام� � ًا‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬فقد عولج �إرتفاع‬ ‫عدد ال�سكان بخف�ض الخدمات الإجتماعية مثل‬ ‫الرعاي ��ة ال�صحي ��ة‪ ،‬و�إرتفعت مع ��دالت البطالة‬ ‫م ��ن نحو ‪ 8‬ف ��ي المئة ف ��ي ‪� 2010‬إل ��ى ما يقرب‬ ‫من ‪ 50‬في المئة اليوم‪ .‬ونتيجة لت�ضخم القطاع‬ ‫الع ��ام‪� ،‬شه ��دت الإ�ستثم ��ارات التعليمي ��ة زيادة‬ ‫ن�سبي ��ة (بم ��ا يتفق م ��ع ال ��دول الأخ ��رى الغنية‬ ‫بالنفط)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬مع عدد قليل من الوظائف‬ ‫مت ��اح خارج القط ��اع الحكومي‪ ،‬فق ��د و ّلد ذلك‬ ‫م�شكلة متنامية م ��ن البطالة المقنعة والإ�ستياء‬ ‫في �أو�ساط ال�شباب‪.‬‬ ‫الجف ��اف والزراع ��ة‪� :‬ش� � ّكل الإنت ��اج الزراع ��ي‬ ‫وتوفير فر�ص العمل �أولوية لل�سيا�سة الإقت�صادية‬ ‫والإجتماعية ال�سورية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد تك ّبد هذا‬

‫تبد�أ م�سارات ال�سالم الإقت�صادي في‬ ‫�سوريا ب�إ�ستعادة الخدمات الأ�سا�سية‬ ‫و�إيالء �إهتمام فوري لم�ساعدة جهود‬ ‫الإغاثة الإن�سانية لالجئين‬

‫القطاع خ�سائر كبيرة على مدى العقد الما�ضي‪،‬‬ ‫مما خلق و�ضع ًا لم�صاعب �إقت�صادية و�صراعات‬ ‫�أ ّدت �إل ��ى �أعم ��ال ال�شغ ��ب ف ��ي �آذار (مار� ��س)‬ ‫‪ .2011‬وبي ��ن ‪ 2006‬و‪ ،2011‬ح ّل الجفاف لفترة‬ ‫خم�س �سنوات و ن�ص ��ف ال�سنة‪ ،‬الأمر الذي �ش ّل‬ ‫‪ 60‬في المئ ��ة من الأرا�ض ��ي الزراعية ونحو ‪85‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة م ��ن الما�شية ف ��ي بع� ��ض المناطق‪،‬‬ ‫وت�سب ��ب ف ��ي نق� ��ص الم ��واد الغذائي ��ة و�إرتفاع‬ ‫الأ�سع ��ار‪ .‬من جه ��ة �أخرى حم ��ل الجفاف معه‬ ‫موجة من البطال ��ة ( فقد حوالي ‪ 800,000‬من‬ ‫العمال الريفيين وظائفهم في الزراعة)‪ ،‬و�أ ّدى‬ ‫ذل ��ك �إلى �إرتفاع الهجرة م ��ن المناطق الريفية‬ ‫�إل ��ى المناطق الح�ضرية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫ت�سبب ب�إرتفاع هائل في �أ�سعار المواد الغذائية‪،‬‬ ‫ورب ��ط خبراء هذه الزيادات الح ��ادة في �أ�سعار‬ ‫الم ��واد الغذائي ��ة بالأ�سب ��اب الت ��ي �أ ّدت �إل ��ى‬ ‫الإ�ضطرابات المدنية الأخيرة‪.‬‬ ‫تفا َقم الو�ضع ‪ ،‬و�أدى ال�صراع �إلى تعطيل الإنتاج‬ ‫الزراعي وحرمان الأ�سواق من المواد الأ�سا�سية‬ ‫الغذائي ��ة‪ ،‬مث ��ل القم ��ح وال�شعي ��ر ‪ ،‬والمنتجات‬ ‫النباتية‪ ،‬بن�سبة ‪ 50‬في المئة‪ .‬ومع ذلك لم يكن‬ ‫الجف ��اف في �سوري ��ا ع�شوائي ًا؛ ويعتق ��د العلماء‬ ‫�أن التغي ��ر المناخي هو الم�س� ��ؤول �إلى حد كبير‬ ‫وواقع جدي ��د �سيحل في المنطق ��ة ‪ ،‬فيما ت�شير‬ ‫التقديرات �إلى �أن المحا�صيل البعلية �ستنخف�ض​​‬ ‫لت�صل �إلى ‪ 57‬في المئة بحلول العام ‪.2050‬‬ ‫النف ��ط‪ :‬م ��ع ت�شكي ��ل الري ��ع النفطي م ��ا يقرب‬ ‫م ��ن ‪ 20‬في المئة من النات ��ج المحلي الإجمالي‬ ‫ال�س ��وري عل ��ى م ��دى العق ��د الما�ض ��ي‪ ،‬و ّف ��رت‬ ‫العائدات الهيدروكربونبة الأموال لوجود حكومة‬ ‫مو�سع ��ة‪ ،‬مزاحمة لأن�شطة القطاع الخا�ص‪ .‬لقد‬ ‫�إنه ��ارت �صناعة النفط تقريب ًا منذ العام ‪2011‬‬ ‫�إنخف� ��ض الإنتاج �إلى ن�سبة ‪ 5‬في المئة – ومن‬‫المتوق ��ع �أن ي�صب ��ح الإقت�ص ��اد ككل م�ست ��ورد ًا‬ ‫�صافي� � ًا للنفط‪ ،‬وربما في وق ��ت مبكر من العام‬ ‫‪ .2015‬ويرج ��ع �سب ��ب الإنخفا� ��ض الأخي ��ر �إلى‬ ‫�إ�ستي�ل�اء الجماعات المتم ّردة على �آبار النفط‪،‬‬ ‫وتكالي ��ف النقل المتزاي ��دة‪ ،‬والعقوبات الدولية‬ ‫الت ��ي ّ‬ ‫تحظر التج ��ارة مع دم�شق‪ .‬وع�ل�اوة على‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬يق ��در الخب ��راء �أن عقوب ��ات الإتح ��اد‬ ‫الأوروب ��ي والوالي ��ات المتحدة �ض ��د ال�صادرات‬ ‫النفطية تك ّلف بالد ال�شام ‪ 400‬مليون دوالر من‬ ‫الخ�سائر كل �شهر‪.‬‬ ‫الف�س ��اد‪ :‬يعتق ��د الخب ��راء ب� ��أن الف�س ��اد‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪25‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫سوريا‬

‫لماذا يجب على �سوريا كبح جماح البطالة‬ ‫و�أ�سعار المواد الغذائية والف�ساد ل�ضمان م�ستقبل م�ستقر‬

‫إقتصاد السالم!‬ ‫من المنتظر �أن ي�أتي ال�س�لام الأمني وال�سيا�س��ي �إلى بالد ال�ش��ام ولو‬ ‫ال � اّإل �إذا واجه م�ش��اكله الإقت�ص��ادية‬ ‫بعد حين‪ ،‬لكنه لن يكون مكتم ً‬ ‫والإجتماعي��ة ووج��د له��ا الح��ل‪ .‬التحلي��ل الآتي يدخ��ل في عمق‬ ‫الإقت�صاد ال�سوري وم�شاكله وي�شرح كيف �أنه كان من م�سببات ال�صراع‬ ‫الحالي وبالتالي كيف يجب �أن يكون بعد �إنتهاء الإ�ضطرابات‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هيكل مهدي‬ ‫�أثارت ث ��ورات "الربي ��ع العربي" في‬ ‫تون� ��س وليبي ��ا وم�ص ��ر و�سوريا لدى‬ ‫الخبراء والمحللين ال�س�ؤال الحا�سم‪ :‬لماذا فقد‬ ‫الح ��كام الم�ستبدون �أو "ال�سارق ��ون" ال�سيطرة‬ ‫عل ��ى �أنظمته ��م ال�سيا�سي ��ة؟ على م ��دى عقود‪،‬‬ ‫الحكم م ��ن طري ��ق �إ�ستخدام‬ ‫�إ�ستط ��اع ه� ��ؤالء ُ‬ ‫مزي ��ج م ��ن �سيا�س ��ات القم ��ع و�إع ��ادة توزي ��ع‬ ‫الثروة وال�سلطة من �أج ��ل الحفاظ على النظام‬ ‫الإجتماعي‪ .‬فلماذا �إنهار هذا النظام؟‬ ‫فيم ��ا الإجابة ع ��ن هذا ال�س� ��ؤال حت ��ى الآن قد‬ ‫ر ّك ��زت ب�ش ��كل كبير عل ��ى الق ��وة ال�صاعدة من‬ ‫جماع ��ات المعار�ضة الداخلية‪ ،‬مث ��ل "الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن"‪ ،‬جنب� � ًا �إل ��ى جنب مع ق ��وة و�سائل‬ ‫الإع�ل�ام الإجتماعية الجدي ��دة لتحفيز التعبئة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬ف� ��إن التحليل الإقت�ص ��ادي الج ّدي‬ ‫لأ�س� ��س هذه ال�صراعات ل ��م ُي َ‬ ‫عط حقه في هذا‬ ‫المج ��ال‪ ،‬على الرغم م ��ن �أن كل هذه الثورات‪،‬‬ ‫وب�ش ��كل وا�ض ��ح‪ ،‬تت�ش ��ارك وتتقا�س ��م بع� ��ض‬ ‫الموا�ضي ��ع والهموم الإقت�صادي ��ة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫م�ستوي ��ات عالية م ��ن البطال ��ة ‪ -‬خ�صو�ص ًا في‬ ‫�صفوف ال�شب ��اب ‪ -‬و�إنخفا�ض م�ستويات النمو‪،‬‬ ‫وتدني الإنتاجية في قط ��اع الزراعة‪ ،‬والت�ضخم‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الحقيقي �أو المكبوت‪ .‬وبغ�ض النظر عن النتيجة‬ ‫النهائي ��ة لهذه الثورات‪ ،‬ف� ��إن الأنظمة في جميع‬ ‫�أنحاء ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا في نهاية‬ ‫المط ��اف بحاجة �إل ��ى مواجهة ف�ش ��ل نموذجها‬ ‫الإقت�ص ��ادي ال ��ذي تقوده الدول ��ة والتنمية التي‬ ‫تغذيها �أ�سعار النفط منذ �أمد طويل‪.‬‬ ‫نتيجة للح ��رب الأهلية الم�ستمرة‪ ،‬تواجه �سوريا‬ ‫عل ��ى وج ��ه الخ�صو� ��ص الآن بيئ ��ة �إجتماعي ��ة‬ ‫و�إقت�صادية �صعبة‪ .‬ويفي ��د بع�ض التقديرات �أن‬ ‫ن�صف عدد ال�سكان ال�سوريين يعي�شون حالي ًا في‬ ‫حال ��ة فقر‪ ،‬مع ‪ 4.4‬ماليين في فقر مدقع‪ .‬وقد‬ ‫فقدت �سوق العمل حوال ��ي ‪ 2.3‬مليوني وظيفة‪،‬‬ ‫والت ��ي ت�ؤثر على ‪ 10‬ماليي ��ن مواطن �إ�ضافيين‪،‬‬ ‫و ُتق� � ّدر الخ�سائ ��ر الإقت�صادية بما يت ��راوح بين‬ ‫‪ 60‬و‪ 80‬ملي ��ار دوالر‪� ،‬أو ‪ 40‬في المئة من الناتج‬

‫منذ العام ‪ ،2011‬نما �إقت�صاد حرب في‬ ‫�سوريا؛ �إلى �أي مدى قد ح ّول هذا الأمر‬ ‫ال�سيطرة على الموارد الإقت�صادية ؟‬ ‫في الواقع �إن ذلك ما زال غير وا�ضح‬

‫المحلي الإجمالي للبالد‪.‬‬ ‫�أ�سب ��اب كثيرة للأزمة الحالية تعود �إلى م�شاكل‬ ‫�إقت�صادي ��ة �سبقت الن ��زاع – وتكمن في حقيقة‬ ‫�أن القرارات الإقت�صادي ��ة التي �إتخذتها الدولة‬ ‫ال�سوري ��ة عل ��ى م ��دى العق ��ود الثالث ��ة الفائت ��ة‬ ‫�إنعك�س ��ت �سيا�س ��ات غي ��ر ف ّعال ��ة ف ��ي "ال�س ��وق‬ ‫الإجتماعي ��ة"‪ .‬ح ��زب "البع ��ث" الحاك ��م منذ‬ ‫فت ��رة طويلة بقيادة الرئي�س حاف ��ظ الأ�سد �أو ًال‬ ‫ومن ث ��م نجله‪ ،‬ب�شار الأ�سد‪ ،‬ق ��د �أدار �إقت�صاد ًا‬ ‫موجه� � ًا‪ ،‬ولكنه كان واحد ًا يعمل �أ�سا�س ًا‬ ‫مركزي ًا ّ‬ ‫ل�صالح النخب ��ة الأقلية العلوي ��ة‪ .‬في ظل �سالم‬ ‫غي ��ر مكتوب بين الحكومة وال�شعب لفترة طويلة‬ ‫كان ��ت �أجه ��زة الدولة تعمل عل ��ى الإنخراط في‬ ‫م�ست ��وى كاف لإع ��ادة توزي ��ع الث ��روة وال�سلطة‬ ‫لجع ��ل تكاليف �أي تمرد �أعل ��ى من الفوائد‪ .‬ومع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬عندما واجه الإقت�ص ��اد نق�ص ًا في بع�ض‬ ‫المج ��االت الحيوية ‪ -‬كم ��ا كان الأمر مع نق�ص‬ ‫الغ ��ذاء في فت ��رة ‪ 2011-2006‬عندما �إنخف�ض‬ ‫الإنت ��اج الزراع ��ي– ل ��م يك ��ن ف ��ي �إ�ستطاع ��ة‬ ‫الحكومة الحفاظ على هذا التعاقد الإجتماعي‪.‬‬ ‫وق ��د �ساعد ف�ش ��ل الحكومة ال�سوري ��ة في توفير‬ ‫الإحتياج ��ات الأ�سا�سية ل�سكانه ��ا الذين يتزايد‬ ‫عدده ��م �إل ��ى �إ�ضرام �ش ��رارة الث ��ورة الحالية‪.‬‬ ‫على وج ��ه الخ�صو�ص‪� ،‬أ ّدت زيادة �أ�سعار المواد‬


‫الليرة ال�سورية‪ :‬فقدت الكثير من قيمتها‬

‫�أ�سباب كثيرة للأزمة الحالية تعود �إلى‬ ‫م�شاكل �إقت�صادية �سبقت النزاع –‬ ‫وتكمن في القرارات الإقت�صادية التي‬ ‫�إتخذتها الدولة ال�سورية على مدى‬ ‫العقود الثالثة الفائتة �إنعك�ست �سيا�سات‬ ‫غير ف ّعالة في "ال�سوق الإجتماعية"‬ ‫في �سوريا ب�إ�ستعادة الخدمات الأ�سا�سية و�إيالء‬ ‫�إهتمام فوري لم�ساعدة جهود الإغاثة الإن�سانية‬ ‫لالجئي ��ن‪ .‬الجهود الت ��ي ُبذلت �أخي ��ر ًا لتحرير‬ ‫ح�سابات م�صرفية �أجنبية مج ّمدة لتوريد المواد‬ ‫الغذائي ��ة الأ�سا�سية �إل ��ى ال�سوريين المحتاجين‬ ‫يجب تعزيزها‪ .‬ينبغي على النظام الجديد دعم‬ ‫برامج بناء القدرات والتنمية لمجموعة متنوعة‬ ‫من المج ��االت المهم ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا الوظائف‬ ‫خارج القطاع العام‪.‬‬ ‫ت�شم ��ل الم�سارات الأطول �أج ًال التي تعتبر بالغة‬ ‫الأهمية لل�سالم عك� ��س ال�سيا�سات الإقت�صادية‬ ‫لنظ ��ام الأ�س ��د‪ ،‬و�إع ��ادة بن ��اء البني ��ة التحتية‬ ‫والم�ؤ�س�س ��ات‪ ،‬والت�ص ��دي لإقت�ص ��اد الح ��رب‪.‬‬ ‫�إن �إع ��ادة بن ��اء الأ�سا�سي ��ات‪ ،‬مث ��ل الط ��رق‪،‬‬ ‫والمنازل‪ ،‬و�أماكن الرعاي ��ة ال�صحية والتعليم‪،‬‬ ‫هي �أ�شياء تحتاجها �سوريا ب�شكل ما�س‪ .‬ونتيجة‬ ‫للح ��رب‪ ،‬يق� � ّدر الخب ��راء �أن ‪ 3,000‬مدر�س ��ة‬ ‫الت ��ي تخ ��دم ن�ص ��ف جمي ��ع الط�ل�اب م�صاب ��ة‬ ‫ب�أ�ض ��رار‪ .‬والعدي ��د م ��ن العاملي ��ن ف ��ي مج ��ال‬

‫الرعاي ��ة ال�صحية والطبية �صاروا الجئين وغير‬ ‫قادرين على دع ��م الإحتياج ��ات المحلية‪ .‬على‬ ‫�سبي ��ل المثال‪� ،‬إنخف�ض مع ��دل الأطباء بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى المر�ض ��ى بما يقرب من ‪ 84‬ف ��ي المئة‪ .‬ان‬ ‫�إع ��ادة بناء المن ��ازل المد ّم ��رة وحدها �ستكلف‬ ‫ما ال يق ��ل عن ‪ 28‬مليار دوالر في تكاليف البناء‬ ‫والطاقة‪.‬‬ ‫بع ��د �إنتهاء ال�صراع‪� ،‬سيك ��ون نمو البناء لإعادة‬ ‫�إن�شاء ر�أ�س المال الم�ستنزف في �سوريا مفيد ًا‪،‬‬ ‫ولك ��ن هذا �سيتطل ��ب تعبئة �إ�ستثم ��ارات �أجنبية‬ ‫من مجموعة من الجهات الفاعلة في القطاعين‬ ‫االخا� ��ص والعام‪ .‬وح�سب هذه المعطيات‪ ،‬تق ّدر‬ ‫وكال ��ة الإغاث ��ة والعمل التابعة للأم ��م المتحدة‬ ‫�أن الأم ��ر �سي�ستغرق ‪� 30‬سن ��ة ل�سوريا لإ�سترداد‬ ‫م�ستويات ‪ 2010‬ما قبل الحرب‪.‬‬ ‫منذ العام ‪ ،2011‬نما �إقت�صاد حرب في �سوريا؛‬ ‫�إلى �أي مدى قد ح� � ّول هذا الأمر ال�سيطرة على‬ ‫الم ��وارد الإقت�صادي ��ة ؟ في الواق ��ع �إن ذلك ما‬ ‫زال غي ��ر وا�ض ��ح‪ .‬للت�أك ��د‪� ،‬سيط ��ر المتمردون‬

‫عل ��ى بع� ��ض المدن والبل ��دات التي تنت ��ج ال�سلع‬ ‫الزراعية والنف ��ط‪ ،‬والتي هي م�صادر لإيرادات‬ ‫الحكومة والعمال ��ة‪ .‬كان التح ّول ف ��ي ال�سيطرة‬ ‫�سبب ًا ل�سيا�سة "الأر�ض المحروقة" التي �إتبعتها‬ ‫الق ��وات الحكومي ��ة ف ��ي المناطق الت ��ي ي�سيطر‬ ‫عليها المتمردون كنوع من الحرب الإقت�صادية‪.‬‬ ‫�إن �إقت�ص ��اد الح ��رب �أي�ض ًا يع ّبر ع ��ن نف�سه في‬ ‫التكالي ��ف العالية التي تواجه النظام‪ ،‬لأنه يدفع‬ ‫لجي�شه م ��ن خزائن مالية تُ�ستن ��زف وتت�ضاءل‪.‬‬ ‫وت�شم ��ل الآثار االقت�صادية المحتملة عدم وجود‬ ‫فر�ص عمل لل�س ��كان المدنيين‪ ،‬و�ضعف العملة‪،‬‬ ‫و�إ�ست�ش ��راء اقت�ص ��اد ال�س ��وق ال�س ��وداء �أو غير‬ ‫الر�سمي على نحو متزايد‪.‬‬ ‫اله ��روب من ه ��ذا الهيكل الإقت�ص ��ادي الجديد‬ ‫تحد‪ ،‬و�أولئ ��ك الذين �إ�ستفادوا‬ ‫�سوف يثب ��ت �أنه ٍّ‬ ‫م ��ن الأن�شطة غي ��ر الم�شروعة ق ��د ال تكون لهم‬ ‫م�صلح ��ة كبيرة ف ��ي دعم عملي ��ة الإ�صالح بعد‬ ‫الحرب‪ .‬الو�ضع م�شاب ��ه للو�ضع في حرب لبنان‬ ‫الأهلية واقت�صاد الح ��رب الذي خلقته‪ .‬وب�سبب‬ ‫الأرباح والفوائد المرتبطة بالنزاع‪ ،‬ف�إن الإبتعاد‬ ‫ع ��ن �إقت�صاد زمن الحرب يتطل ��ب تقديم بديل‬ ‫�أكث ��ر ربحية لمختلف الجماعات الم�سلحة‪ .‬هذا‬ ‫يعن ��ي تقا�سم وتمكي ��ن الميلي�شيات والمتمردين‬ ‫ك ��ي تكون له ��م م�صلحة في �إع ��ادة الإعمار بعد‬ ‫انته ��اء ال�صراع‪ ،‬خ�شي ��ة �أن يعملوا على تقوي�ض‬ ‫ال�سالم اله�ش‪.‬‬ ‫يمك ��ن �أن ت�شمل �آليات التح ��ول من الحرب �إلى‬ ‫�إقت�ص ��اد ال�س�ل�ام خلق فر�ص العم ��ل؛ وتقلي�ص‬ ‫القطاع الع ��ام؛ ودعم الإ�ستثم ��ار غير النفطي؛‬ ‫وتنمي ��ة القط ��اع الخا�ص؛ و�إعادة بن ��اء �شبكات‬ ‫الأم ��ان االجتماع ��ي؛ والح ��د م ��ن الإعان ��ات‬ ‫المبا�شرة‪.‬‬ ‫الالعب ��ون الرئي�سي ��ون الذين لديه ��م م�صلحة‬ ‫�إقت�صادي ��ة ف ��ي �سوري ��ا �سلمي ��ة ت�شم ��ل لبن ��ان‬ ‫المج ��اور ‪ -‬وهو �شريك تجاري رئي�سي مهتم في‬ ‫الإ�ستقرار الإقليمي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫والمملك ��ة العربية ال�سعودية ه ��ي �أي�ضا مو�ضع‬ ‫�إهتم ��ام؛ �إن حكومة �سني ��ة �أكثر ت�سامح ًا يمكن‬ ‫�أن تك ��ون حليف ًا رئي�سي ًا للريا�ض في التعامل مع‬ ‫�إيران ويمكن �أن توفر لها دعم ًا مالي ًا كبير ًا من‬ ‫�أجل التنمية بع ��د �إنتهاء ال�ص ��راع‪ .‬ولكن �أبرز‬ ‫المنت�صرين �سيك ��ون المواطن​​ال�سوري العادي‬ ‫ال ��ذي �سيك ��ون الم�ستفي ��د الأكب ��ر م ��ن نتيجة‬ ‫�سلمية‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪27‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا قد نم ��ا ب�ش ��كل ملحوظ من ��ذ العام‬ ‫‪ .2003‬وبح�س ��ب "م�ؤ�ش ��ر م ��دركات الف�س ��اد"‬ ‫(‪ ،)Corruptions Perceptions Index‬ف�إنه‬ ‫ق ��د �إرتفع من ‪� 49‬إلى ‪ 81‬على مقيا�س من ‪.100‬‬ ‫وق ��د �إ�ستف ��اد النظام م ��ن الداخل‪ ،‬مث ��ل �أفراد‬ ‫عائل ��ة الأ�سد و�أ�صدقاء مقربي ��ن‪ ،‬من ال�سيطرة‬ ‫المركزي ��ة للدول ��ة عل ��ى الإقت�ص ��اد ال�س ��وري‬ ‫والنظ ��ام الق�ضائ ��ي‪ ،‬ويرج ��ع الف�ض ��ل في ذلك‬ ‫جزئي ًا �إلى عقود غير تناف�سية للمناق�صات‪ .‬على‬ ‫�سبيل المثال‪ ،‬كان �أحد رجال الأعمال م�سيطر ًا‬ ‫على �صناعة الإت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية مع‬ ‫"�سيريات ��ل" جنب ًا �إلى جنب مع ح�ص�ص بارزة‬ ‫في مناطق التج ��ارة الحرة‪ ،‬والبنوك‪ ،‬و�شركات‬ ‫�أخ ��رى منذ تول ��ي ب�ش ��ار الأ�سد‪ ،‬ال ��ذي هو ابن‬ ‫عمه‪ ،‬النظام‪.‬‬ ‫ف ��ي مواجهة ه ��ذه التحديات‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬هناك‬ ‫�أي�ض ًا فر�ص حرجة وح�سا�سة‪.‬‬ ‫تموي ��ل المعار�ض ��ة‪ :‬المانح ��ون م ��ن القط ��اع‬ ‫الخا� ��ص‪ ،‬وكثي ��رون م ��ن مقره ��م ف ��ي الكويت‬ ‫والمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬ودول الخلي ��ج‬ ‫الأخرى قد �ساعدوا في تمويل وتعزيز جماعات‬ ‫المعار�ضة المختلف ��ة‪ .‬وت�ستهدف هذه الأن�شطة‬ ‫لجمع تبرعات لم�ساعدة �أه ��ل ال�سنة وتمكينهم‬ ‫من تغيير الحك ��م الذي يهيمن علي ��ه العلويون‪،‬‬ ‫والوع ��د ب�إن�شاء دولة �إ�سالمي ��ة �سنية في �سوريا‬ ‫ه ��و "نقط ��ة بيع" كب ��رى بين الم�ؤيدي ��ن‪ .‬نتيجة‬ ‫له ��ذا الجم ��ع القوي م ��ن التبرعات فق ��د تكون‬ ‫المجموعات المتطرفة ق ��د �إكت�سبت قوة ن�سبية‬ ‫�ض ��د الم�صال ��ح الإ�ستراتيجي ��ة الغربي ��ة‪ .‬م ��ن‬ ‫المه ��م هن ��ا بالن�سب ��ة �إل ��ى الوالي ��ات المتحدة‬ ‫وحلفائه ��ا الغربيي ��ن �إلقاء نظ ��رة فاح�صة على‬ ‫التدفقات المالية للمعار�ض ��ة وكيف �أن هذه قد‬ ‫ت�ؤثر على التوازن الداخلي لل�سلطة‪.‬‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات الخا�صة‪ :‬نظام ال�سوق الإجتماعية‬ ‫في �سوري ��ا خنق الفر� ��ص لل�ش ��ركات ال�صغيرة‬ ‫والمتو�سط ��ة الحج ��م وغيره ��ا م ��ن م�ؤ�س�س ��ات‬ ‫الأعم ��ال الخا�ص ��ة‪ .‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬منذ‬ ‫الع ��ام ‪� ،1960‬أ ّممت الدول ��ة ال�شركات الكبرى‪،‬‬ ‫وكان الإئتمان المتاح قلي�ل� ًا لتلك ال�شركات في‬ ‫القط ��اع الخا�ص الت ��ي ال تزال تعم ��ل في مجال‬ ‫الأعم ��ال التجاري ��ة (وه ��ذا ه ��و النم ��ط العام‬ ‫للعدي ��د من ال ��دول المنتجة للنفط ف ��ي ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط)‪ .‬لدرجة �أن القط ��اع الخا�ص الذي ال‬ ‫يزال قائم ًا قد تمت ال�سيطرة عليه �إلى حد كبير‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الم�صرف المركزي‬ ‫ال�سوري‪� :‬إ�ستنزف‬ ‫�إحتياطاته الأجنبية‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪ :‬قرارات نظامه الإقت�صادية يجب عك�سها‬

‫ت�شمل الم�سارات الأطول �أج ًال‬ ‫التي تعتبر بالغة الأهمية لل�سالم‬ ‫في بالد ال�شام عك�س ال�سيا�سات‬ ‫الإقت�صادية لنظام الأ�سد‪ ،‬و�إعادة‬ ‫بناء البنية التحتية والم�ؤ�س�سات‪،‬‬ ‫والت�صدي لإقت�صاد الحرب‬ ‫مجموعة �صغيرة من النا�س لها عالقات بنظام‬ ‫الأ�سد‪ .‬ولي�س من الم�ستغرب‪� ،‬أن م�ؤ�شر "�سهولة‬ ‫ممار�سة �أن�شط ��ة الأعمال" التابع للبنك الدولي‬ ‫�أعطى �سوريا مرتبة ال‪� ،147‬أقل بكثير من ‪107‬‬ ‫وهو المتو�س ��ط​​الإقليمي‪� .‬إن �إعادة بناء القطاع‬ ‫الخا� ��ص يمكن ان يكون مهم ��ة �أ�سا�سية للنظام‬ ‫ال�سوري في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫التجارة واال�ستثمار‪ :‬قب ��ل ‪ ،2011‬بد�أت �سوريا‬ ‫تبني �سيا�س ��ات �إقت�صادية �أكثر تح ��رر ًا ن�سبي ًا‬ ‫تم�شي� � ًا م ��ع تو�صي ��ات �صن ��دوق النق ��د الدولي‬ ‫وتطبيق� � ًا لبن ��ود الع�ضوية في منظم ��ة التجارة‬ ‫العالمية التي ت�سعى �إلى دخولها‪.‬مع ذلك‪ ،‬من‬ ‫دون قطاع خا�ص قوي‪ ،‬لم يكن لهذه ال�سيا�سات‬ ‫ت�أثير يذكر ف ��ي الأداء الإقت�صادي‪ .‬منذ بداية‬ ‫ال�ص ��راع‪� ،‬إنخف�ضت ال�ص ��ادرات ال�سورية �إلى‬ ‫م ��ا يق ��رب م ��ن ملي ��اري دوالر ف ��ي ‪� 2011‬إلى‬ ‫‪ 95‬ملي ��ون دوالر ف ��ي الع ��ام ‪� .2013‬إعادة بناء‬ ‫التج ��ارة وم�شارك ��ة �سوري ��ا ف ��ي الإقت�صادات‬ ‫الإقليمي ��ة والعالمي ��ة هما مهمة كب ��رى لإعادة‬

‫الإعمار بعد الحرب‪.‬‬ ‫�إع ��ادة بن ��اء الأ�س ��واق المالية‪ :‬تعزي ��ز الأ�سواق‬ ‫المالي ��ة ال�سوري ��ة يو ّف ��ر الظ ��روف للمزي ��د من‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الأجنبية‪ ،‬والإئتم ��ان‪ ،‬وال�سيطرة‬ ‫عل ��ى الت�ضخ ��م‪ ،‬وتموي ��ل الدي ��ون‪ .‬ومث ��ل هذه‬ ‫الأن�شط ��ة لن تكون ممكن ��ة من دون تعزيز نظام‬ ‫العمل ��ة �أو ًال‪ .‬حالي ًا‪ ،‬ي�ساوي الدوالر الواحد ‪138‬‬ ‫لي ��رة �سوري ��ة‪ ،‬وهو م ��ا يعك�س عمل ��ة منخف�ضة‬ ‫القيم ��ة جد ًا حيث تد ّنت ب�ش ��كل كبير منذ العام‬ ‫‪( 2011‬م ��ا يقرب م ��ن ‪ 75‬في المئ ��ة)‪ .‬عوامل‬ ‫ع ��دة هي الم�س�ؤولة‪ ،‬مثل �إنخفا�ض توافر المواد‬ ‫الغذائية وبالتال ��ي �إرتفاع �أ�سعارها (زادت �أكثر‬ ‫من ‪ 200‬في المئة)‪ ،‬والنقل (ما يقرب من ‪250‬‬ ‫في المئة)‪ ،‬والطاقة (�أكثر من ‪ 300‬في المئة)‪.‬‬ ‫في محاولة للحفاظ على قيمتها‪ ،‬حظر م�صرف‬ ‫�سوري ��ا المركزي والحكوم ��ة ال�سورية �إ�ستخدام‬ ‫العمالت الأجنبية �أو تبديل الليرة ال�سورية‪.‬‬ ‫كيف تبد�أ م�سارات ال�سالم الإقت�صادي؟‬ ‫على ال�صعيد الإقت�صادي‪ ،‬تبد�أ م�سارات ال�سالم‬


‫�إنتاجه ��ا الإعالم ��ي‪ ،‬و�إدارته ��ا الج ّي ��دة الفع ّالة له‪،‬‬ ‫ت�صوي ��ر �سوريا على �أنه ��ا �ساحة معركة محورية لأي‬ ‫"متمن"‪ ،‬عابر للحدود الوطنية‪،‬‬ ‫جه ��ادي‪� ،‬أو نا�شط‬ ‫ٍ‬ ‫ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬ف�إن ع ��دد المقاتلين الأجانب الذين‬ ‫يدخلون الم�سرح ال�سوري ف ��ي تزايد م�ستمر بمعدل‬ ‫هائ ��ل‪ ،‬ويقدّر بع� ��ض الخب ��راء ب�أنها ق ��د ت�ضاعفت‬ ‫�أعدادها ثالث مرات ف ��ي بع�ض المناطق في �شمال‬ ‫�سوري ��ا منذ هجوم الأ�سلحة الكيميائية خارج دم�شق‬ ‫في ‪� 21‬آب (�أغ�سط�س) الفائت‪.‬‬

‫ظهور "الجبهة الإ�سالمية"‬ ‫على الرغم من �أنه يوا�صل الإدعاء تمثيل المعار�ضة‬ ‫ال�سورية �سيا�سي ًا‪ ،‬ف�إن "الإئتالف الوطني ال�سوري"‬ ‫ق ��د عانى طوي ًال من نق�ص كبي ��ر بالإعتراف الفعلي‬ ‫ب ��ه م ��ن قب ��ل النا�شطي ��ن ال�سيا�سيي ��ن والف�صائ ��ل‬ ‫المتم ّردة الم�س ّلحة عل ��ى الأر�ض‪ .‬وفي الوقت عينه‪،‬‬ ‫تراج ��ع نفوذ "الجي�ش ال�س ��وري الحر" داخل �سوريا‬ ‫بب ��طء لأ�شهر عدة‪ ،‬مع م�سمار �آخ ��ر د ُّق في النع�ش‬ ‫ج ��اء مبا�ش ��رة عل ��ى قن ��اة "الجزي ��رة" التلفزيونية‬ ‫القطري ��ة ف ��ي ‪ 22‬ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر) الفائت‬ ‫عندما �أعلن على �شا�شتها زعيم "�صقور ال�شام" �أبو‬ ‫عي�سى ال�شيخ ت�شكيل "الجبهة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫تت�أل ��ف الجبه ��ة م ��ن �سبع ��ة م ��ن �أه ��م الف�صائ ��ل‬ ‫المتم ّردة الإ�سالمية الإ�ستراتيجية ال�سورية‪ ،‬وت�ضم‬ ‫حالي� � ًا عل ��ى الأقل حوال ��ي ‪ 50,000‬م ��ن المقاتلين‪،‬‬ ‫م ��ع وجود ع�سك ��ري في ‪ 13‬م ��ن ‪ 14‬محافظة �سورية‬ ‫(م ��ن دون طرطو� ��س)‪ .‬وب�ش ��كل حا�س ��م‪ ،‬ثالث من‬ ‫المجموع ��ات المك ِّون ��ة لل"الجبه ��ة الإ�سالمي ��ة" ‪-‬‬ ‫وهي جماع ��ة "جي�ش الإ�سالم"‪ ،‬و"ل ��واء التوحيد"‪،‬‬ ‫و"�صق ��ور ال�ش ��ام" – كان ��ت الف�صائ ��ل الم�س ّلح ��ة‬ ‫الأق ��وى في "الجي�ش ال�سوري الح ��ر"‪ ،‬وفي ت�شكيلها‬ ‫"الجبهة الإ�سالمي ��ة"‪� ،‬إلى جانب �أربع مجموعات‬ ‫– هي "حركة �أحرار ال�شام الإ�سالمية"‪ ،‬و"كتائب‬ ‫�أن�ص ��ار ال�ش ��ام"‪ ،‬و"ل ��واء الح ��ق"‪ ،‬و"الجبه ��ة‬ ‫الإ�سالمي ��ة الكردي ��ة" ‪ -‬الت ��ي رف�ض ��ت ب�إ�ستم ��رار‬ ‫الإلتح ��اق ب"الجي� ��ش ال�سوري الح ��ر"‪ ،‬فقد اللواء‬ ‫�إدري� ��س بذلك ال�سيطرة على نح ��و ف ّعال على العبيه‬ ‫الأ�سا�سيي ��ن‪ .‬ومما ي�ضاعف ه ��ذه الخ�سارة هو واقع‬ ‫�أن المجموع ��ات الثالث مع م ��رور الوقت بنت �أقوى‬ ‫تر�سانة ع�سكرية في المعار�ضة ب�أكملها‪.‬‬ ‫"جي� ��ش الإ�سالم" (الذي ال ت ��زال قوته الع�سكرية‬ ‫الرئي�سية تتمحور حول دم�شق) وحده يملك �أ�سطو ًال‬ ‫�صغير ًا من دبابات ‪ ،T-72‬و‪ ،T-62‬و‪T-54‬؛ وعربات‬ ‫قت ��ال للم�ش ��اة ‪ BMP-1‬و ‪BMP-2‬؛ و�أنظم ��ة دفاع‬ ‫والموجهة‬ ‫"�شيل ��كا" ‪ 4-ZSU-23‬الذاتية الحرك ��ة‬ ‫ّ‬ ‫بال ��رادار �ض ��د الطائ ��رات‪ ،‬وكثي ��ر ًا م ��ا ي�ستخ ��دم‬

‫"جبهة الن�صرة"‪ :‬زادت قوتها ولكن‪...‬‬

‫"داع�ش"‪ :‬تعتبر قوة �أجنبية‬

‫ه ��ذا "الجي�ش" �صواري ��خ "كونكور� ��س"‪"M113 9‬‬ ‫موجه ��ة م�ض ��ادة للدباب ��ات من‬ ‫و�صواري ��خ �أخ ��رى ّ‬ ‫الحقب ��ة ال�سوفياتي ��ة (‪ .)ATGMs‬كما �أنه �إ�ستولى‬ ‫و�إدع ��ى �أنه ن�ش ��ر على علو منخف�ض نظ ��ام �صواريخ‬ ‫ق�صيرة المدى تكتيكي ��ة "�أو�سا" ‪،)9K33) SAM‬‬ ‫وتم ت�صوير بع�ض �أف ��راده يقودون طائرتين من نوع‬ ‫"�أيرو �ألباترو�س ‪ "L39‬على مدرج �أحد المطارات‬ ‫ال�سورية وهما من طائرات التدريب النفاث‪.‬‬

‫تغيير يولد توتّرات‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن ت�شكي ��ل "الجبه ��ة الإ�سالمية"‬ ‫كان مو�ض ��وع �شائعات من ��ذ �آب (�أغ�سط�س) (بد�أت‬ ‫المفاو�ضات لت�شكيلها في الواقع في ني�سان (�إبريل)‬ ‫الفائت)‪ ،‬ف�إن والدتها هزّت المعار�ضة الم�سلحة �إلى‬ ‫حد كبي ��ر‪ .‬وفي �إعالن ت�شكيله ��ا وميثاقها ال�سيا�سي‬

‫(ن�شرا ف ��ي ‪ 26‬ت�شرين الثاني (نوفمبر) الما�ضي)‪،‬‬ ‫� ّأطرت "الجبهة الإ�سالمية" نف�سها بو�ضوح بو�صفها‬ ‫هيئ ��ة بديل ��ة م ��ن "الإئت�ل�اف الوطن ��ي ال�س ��وري"‪،‬‬ ‫و"الجي�ش ال�سوري الحر"‪ ،‬وعلى هذا النحو �إعتبرها‬ ‫العديد داخ ��ل الدوائر الم�ؤي ��دة ل"الجي�ش ال�سوري‬ ‫الحر" تهديد ًا مميز ًا لنفوذه‪.‬‬ ‫ويبدو �أن هذا التهديد المزعوم �أ�صبح حقيقة واقعة‬ ‫لجمي ��ع المعنيين عندما في وق ��ت مت�أخر من يوم ‪6‬‬ ‫كان ��ون الأول (دي�سمبر)‪ ،‬قام ��ت قوات من "الجبهة‬ ‫الإ�سالمي ��ة" بال�سيطرة على ما ي�صل الى دزينة من‬ ‫م�ستودعات تخزين �أ�سلحة "الجي�ش ال�سوري الحر"‬ ‫وغيرها من المرافق ف ��ي "بابيب�سكا"‪ ،‬مبا�شرة الى‬ ‫الجنوب من معبر باب الهوى الحدودي الإ�ستراتيجي‬ ‫م ��ع جنوب تركيا‪ .‬في حد ذاته‪� ،‬ش ّكل هذا الإ�ستيالء‬ ‫خب ��ر َا كبي ��ر ًا – كان ��ت الم�ستودع ��ات تح ��وي‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪29‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫سوريا‬

‫المرحلة التالية لل�صراع ال�سوري بعد تغ ّير موازين القوى‬

‫هل تستطيع المعارضة السورية‬ ‫اإلنتصار بعد تشرذمها؟‬ ‫مع �إقتراب موعد الذكرى الرابعة لبداية الأزمة ال�س��ورية يدخل ال�ص��راع الع�س��كري وال�سيا�سي في بالد‬ ‫ال�شام مرحلة جديدة مع تغيّر موازين القوى بين �صفوف المعار�ضة من خالل تحالفات جديدة �ضاعفت‬ ‫قوة المتطرفين و�أ�ضعفت دور المعتدلين فيها‪.‬‬ ‫رامية �إلى الو�صول �إلى الإ�سالميين والتوا�صل معهم‬ ‫ لإع ��ادة ال�سيط ��رة عل ��ى ديناميات التط ��ور ولكن‬‫�أي�ض ًا لعزل الجهاديين – تظهر هذه الخطوات على‬ ‫نحو متزايد ب�أنها قليلة وبعد فوات الأوان‪.‬‬

‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫�أ ّك ��د ال�سفي ��ر الأميرك ��ي ل ��دى �سوري ��ا‬ ‫روب ��رت ف ��ورد ف ��ي مت�ص ��ف ال�شه ��ر‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬م ��ا كان ردده كثي ��رون‪ ،‬عل ��ى �أن "الجبهة‬ ‫الإ�سالمي ��ة ف ��ي �سوري ��ا" رف�ض ��ت عقد لق ��اءات مع‬ ‫ممثلين من الوالي ��ات المتحدة‪ .‬وجاء �إعتراف فورد‬ ‫لقناة "العربية" ال�سعودية و�سط �سل�سلة من تطورات‬ ‫مهمة للغاية حدثت �أخير ًا وتتعلق بتطور الديناميات‬ ‫داخل هياكل المعار�ضة الم�سلحة في �سوريا‪.‬‬ ‫التوازن ��ات الأ�سا�سي ��ة للق ��وة عل ��ى الأر� ��ض داخ ��ل‬ ‫المعار�ض ��ة الم�سلحة في بالد ال�شام قد نغ ّيرت ب�شكل‬ ‫كبير في ت�شرين الثاني (نوفمبر) الما�ضي‪ .‬ويبدو �أن‬ ‫هذا الواقع الجديد كان له �أثر عميق في عمل مختلف‬ ‫الف�صائ ��ل الداخلية و القوى الخارجي ��ة الداعمة لها‬ ‫كما في كيفية �إعادة تنظيم عالقاتها و�إ�ستراتيجياتها‬ ‫الع�سكرية وال�سيا�سية الطويلة الأجل‪ .‬الأهم في هذا‬ ‫ال�ص ��دد‪ ،‬هو �إنخفا� ��ض ال�سلطة والنف ��وذ الذي �إمت ّد‬ ‫طوي�ل� ًا ل"الإئتالف الوطني ال�س ��وري" المدعوم من‬ ‫الغ ��رب ‪--‬بقيادة �أحمد الجرب ��ا‪ --‬وهيكله الم�س ّلح‪،‬‬ ‫"المجل� ��س الع�سكري ال�س ��وري" ‪-‬بقيادة اللواء �سليم‬ ‫�إدري� ��س‪ -‬ال ��ذي يبدو �أن ��ه قد بل ��غ �أدن ��ى م�ستوياته‪.‬‬ ‫الحقيق ��ة �أن غالبي ��ة التط ��ورات‪� ،‬إن ل ��م تك ��ن ك ّلها‪،‬‬ ‫المتع ّلقة بالمعار�ضة ال�سورية الجديرة بالن�شر خالل‬ ‫الأ�شهر القليلة الما�ضية �إرتبطت ب�شكل مبا�شر �أو غير‬ ‫مبا�شر بهذا الواقع‪ .‬والتركيز الديبلوما�سي الم�ض ّلل‪،‬‬ ‫م ��ن قبل بع� ��ض ال ��دول وعنا�ص ��ر داخ ��ل "الإئتالف‬ ‫الوطن ��ي ال�سوري"‪ ،‬لعقد م�ؤتم ��ر �سالم �شامل متعدد‬ ‫الجن�سيات "جني ��ف ‪ "2-‬في كان ��ون الثاني (يناير)‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�إ�ستمرار نمو الحركات الجهادية‬

‫اللواء �سليم �إدري�س‪ :‬هجره كثير من �ألويته !‬

‫الحال ��ي‪� ،‬أ ّك ��د على ع ��دم الدعم ال�ساح ��ق لمثل هذه‬ ‫المحادث ��ات داخل المعار�ضة ال�سوري ��ة المقاتلة على‬ ‫الأر�ض‪.‬‬ ‫يدخل ال�صراع في �سوريا الآن مرحلة جديدة وخطيرة‬ ‫حي ��ث �أن الإحتف ��اظ بنفوذ غرب ��ي ذات مغزى على‬ ‫طبيعة وتوجه المعار�ض ��ة بات �صعب ًا ويواجه تهديد ًا‬ ‫حقيقي� � ًا وواقعي ًا‪ .‬من جهة‪ ،‬ي�ستم ��ر دور الجهاديين‬ ‫ف ��ي التو�س ��ع بينما تعمل �أق ��وى الجماع ��ات ال�سلفية‬ ‫توحدت‬ ‫ال�سوري ��ة �إلى تعزي ��ز قواتها �صراح ��ة حيث ّ‬ ‫�أخي ��ر ًا ف ��ي جبه ��ة �س ّمته ��ا "الجبه ��ة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى‪� ،‬إن الإنهيار الجزئ ��ي لهياكل القوة‬ ‫الع�سكري ��ة المدعوم ��ة من الغ ��رب قد و ّل ��د توترات‬ ‫على الأر� ��ض‪ ،‬والتي �أكثر م ��ن �أي �شيء‪ ،‬خدمت في‬ ‫موا�صلة تقوي� ��ض نفوذ المعتدلين‪ .‬وفي الوقت الذي‬ ‫�أطلقت الواليات المتح ��دة والدول الغربية مبادرات‬

‫ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬و�س ��ط ه ��ذه البيئ ��ة المتغ ِّي ��رة‪،‬‬ ‫المنظمت ��ان "جبهة الن�ص ��رة" و"الدولة الإ�سالمية‬ ‫ف ��ي العراق وبالد ال�شام" (داع�ش)‪ ،‬النا�شطتان في‬ ‫�سوريا التي تعتبرهما الواليات المتحدة �إرهابيتين‪،‬‬ ‫وو�سعتا نفوذهما جغرافي ًا‪.‬‬ ‫نما حجمهما عدة وعدد ًا ّ‬ ‫وق ��د �إ�ستف ��ادت كال المجموعتي ��ن م ��ن ع ��دد م ��ن‬ ‫وح ��دات المتمردي ��ن الم�ستقل ��ة‪ ،‬و�إن�شق ��ت وحدات‬ ‫تابعة لهيئة �أركان "الجي� ��ش ال�سوري الحر" وبايعت‬ ‫(ال ��والء) لقيادتهما (مثل الكتائ ��ب الأربع من �ألوية‬ ‫"�أحفاد الر�سول" التي �أعلنت �إن�شقاقها و�إن�ضمامها‬ ‫�إلى "داع�ش" في �إدلب في ‪ 4‬كانون الأول (دي�سمبر)‬ ‫الفائ ��ت)‪ .‬ف ��ي معظ ��م الح ��االت‪ ،‬ه ��ذه التح ��والت‬ ‫المركزي ��ة ال تب ��دو �أنه ��ا �إيديولوجي ��ة بق ��در ما هي‬ ‫نتيجة لإعتراف عملي �أنه من الأف�ضل الإن�ضمام �إلى‬ ‫الفريق الفائز بد ًال من قتاله والخ�سارة له‪.‬‬ ‫وقد �أثبتت "داع�ش" براعة ب�شكل ملحوظ في تق�سيم‬ ‫قواتها ‪ -‬التي يبلغ عددها الآن حوالي ‪ 8,000‬مقاتل‬ ‫ بي ��ن قيامه ��ا بواجب ��ات الحك ��م داخ ��ل الأرا�ضي‬‫"المح� � ّررة" والقت ��ال عل ��ى الخط ��وط الأمامي ��ة‪.‬‬ ‫وتب�س ��ط ه ��ذه المجموع ��ة الآن �سيط ��رة كامل ��ة �أو‬ ‫جزئي ��ة على ما ال يقل عن ‪ 22‬بلدية في جميع �أنحاء‬ ‫الن�ص ��ف ال�شمالي من �سوريا‪ ،‬ووج ��ود ًا ع�سكري ًا في‬ ‫‪ 10‬م ��ن �أ�ص ��ل ‪ 14‬محافظ ��ة �سورية‪ .‬وق ��د �إ�ستطاع‬


‫رف�ض ��ت عرو�ض ��ه للحوار‪� ،‬أ ّك ��د �إثنان م ��ن م�س�ؤولي‬ ‫الإ�ستخب ��ارات الأميركية‪ ،‬ل ��م ُيك�شف عن �إ�سميهما‪،‬‬ ‫ال�شائع ��ات المنت�شرة من ��ذ فترة طويل ��ة و�إدّعيا ب�أن‬ ‫�شخ�صي ��ة وطني ��ة وموثوق ��ة من تنظي ��م "القاعدة"‬ ‫تدعى محمد بهايا (�أبو خالد ال�سوري) ‪ -‬الذي ع َّينه‬ ‫الظواهري في وقت �سابق في العام ‪" 2013‬مندوب ًا"‬ ‫لإدارة العالقات بين "داع�ش" "وجبهة الن�صرة" ‪-‬‬ ‫كان ف ��ي الواقع �أحد كبار �أع�ض ��اء "�أحرار ال�شام"‪.‬‬ ‫على الرغم م ��ن �أن اثنين من كبار م�س�ؤولي "�أحرار‬ ‫ال�ش ��ام" تحدث ��تُ معهما ف ��ي ‪ 18‬و‪ 19‬كان ��ون الأول‬ ‫(دي�سمبر) الفائت نفيا �صالت "�أبو خالد ال�سوري"‬ ‫بتنظيم القاعدة‪ ،‬ف� ��إن المزاعم كانت موجودة منذ‬ ‫�شه ��ور عدة‪ ،‬وكان العديد من منا�صري المجاهدين‬ ‫ال�سوريين والعراقيين المعروفين ر ّكزوا نقا�شهم في‬ ‫و�سائ ��ل الإعالم الإجتماعية في ‪ 17‬و‪ 18‬كانون الأول‬ ‫(دي�سمب ��ر) عل ��ى �أن حتمي ��ة هويت ��ه الحقيقية التي‬ ‫ك�شفت توحي �أنه كان معروف ًا للجميع‪.‬‬ ‫ّثم‪ ،‬في غ�ضون �ساعات بع ��د �إعتراف فورد‪ ،‬و�ضعت‬ ‫وزارة الخزان ��ة الأميركية �أحد الأن�صار المزعومين‬ ‫لتنظيم "القاع ��دة" في الخليج ُيق ��ال �أن له �صالت‬ ‫م ��ع الجهاديي ��ن ف ��ي �سوري ��ا و�شخ� ��ص متمرك ��ز‬ ‫ف ��ي لبن ��ان ال ��ذي "�أخي ��ر ًا ‪ُ ...‬ع ِّين رئي� ��س الجناح‬ ‫الفل�سطين ��ي ل"جبهة الن�صرة" ف ��ي لبنان"‪ .‬وفج�أة‬ ‫ر�أت المجموع ��ة ال�سلفية ال�سوري ��ة القوية –"�أحرار‬ ‫ال�ش ��ام"‪ -‬والمجموع ��ة الجهادي ��ة الأكث ��ر �إحترام ًا‬ ‫ف ��ي الإثنين بين الجماع ��ات الجهادية في �سوريا –‬ ‫"جبه ��ة الن�صرة"‪� -‬أنها تواجه �ضغوط ًا عامة نا�شئة‬ ‫من الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫بع ��د �ساعات من اليوم عينه‪ ،‬بث ��ت قناة "الجزيرة"‬ ‫القطري ��ة �أول مقابلة تلفزيونية يعطيها قائد "جبهة‬ ‫الن�ص ��رة" �أبو محمد الجوالني‪ ،‬الذي �أ�ص ّر فيها ب�أن‬ ‫جبهت ��ه ت ��ود �أن ترى م�ستقب ��ل �سوريا ما بع ��د الأ�سد‬ ‫تحت حكم بقيادة مجل�س زعماء دينيين ولي�س فقط‬ ‫من قبل "جبهة الن�صرة" �أو �أي كيان واحد �آخر‪.‬‬ ‫وق ��د تط ��رق الجوالن ��ي �أي�ض� � ًا �إل ��ى الجوان ��ب‬ ‫الجيو�سيا�سية الأو�سع في المنطقة ب�إقتراحه على �أنه‬ ‫يجب على المملكة العربية ال�سعودية (ويمكن القول‪،‬‬ ‫�إ�ستط ��راد ًا‪ ،‬دول الخليج ال�سني ��ة الأخرى) �أن تنظر‬ ‫بقل ��ق �إلى دوران ديبلوما�سي ��ة المجتمع الدولي تجاه‬ ‫"حليفه" الجديد �إيران‪ .‬هذا النداء الذي وجهه �إلى‬ ‫الخليج‪ ،‬موطن الكثير من الم�صادر الخا�صة للدخل‬ ‫المالي للجماعات المتمردة ال�سلفية في �سوريا ومن‬ ‫المرجح �أي�ض� � ًا لـ"جبهة الن�صرة"‪ ،‬ينبغ ��ي �أن ُيقر�أ‬ ‫في �سياق ت�صور �أو�سع وه ��و �أن دول الخليج المهتمة‬ ‫يمكن �أن تتبع �سيا�سة �أكثر �إ�ستقاللية في �سوريا من‬ ‫تل ��ك ال�سابقة التي �إرتبطت �إلى حد ما بالغرب‪ .‬لقد‬

‫�أبو محمد الجوالني على "الجزيرة"‪:‬‬ ‫م�ستقبل �سوريا دولة �إ�سالمية!‬

‫كانت محاولة الواليات‬ ‫المتحدة للو�صول �إلى "الجبهة‬ ‫الإ�سالمية" قرار ًا �شجاع ًا‪ ،‬وكان في‬ ‫الإمكان نجاحها لو �أن عرو�ض ًا مماثلة‬ ‫من المحادثات �إ�ستهدفت قبل �أ�شهر‬ ‫عدة المجموعات الرئي�سية المك ّونة‬ ‫لـ"الجبهة الإ�سالمية"‬ ‫جذب ��ت مقابل ��ة الجوالني �إهتمام ًا كبي ��ر ًا وربما ينم‬ ‫هذا عن الكثير‪ ،‬في وقت الحق بعد �ساعات عدة‪ ،‬تم‬ ‫حظر ح�ساب تويتر الر�سمي لـ"جبهة الن�صرة" (@‬ ‫‪ )JbhtAnNusrah‬وحذف من الإنترنت‪.‬‬

‫م�ستقبل المعار�ضة‬ ‫كما هو الحال عادة في النزاعات غير المتماثلة‪ ،‬ف�إن‬ ‫ديناميات ال�سلطة والعالقات الداخلية هي في حالة‬ ‫تغ ّي ��ر متوا�صل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن �إعادة ترتيب موازين‬ ‫الق ��وى الن�سبية في �سوري ��ا وفي ت�شكي ��ل المعار�ضة‬ ‫الم�سلح ��ة ف ��ي الأ�شه ��ر الأخي ��رة و�ضع ��ت نهائي� � ًا‬ ‫االم�س ��رح للمرحل ��ة المقبلة من الح ��رب‪ .‬مع تطور‬ ‫�ساخر م�ؤ�س ��ف يتم ّثل ف ��ي ال�ضغ ��وط الديبلوما�سية‬ ‫الثقيلة التي تفر�ضها الدول الغربية على "الإئتالف‬ ‫الوطن ��ي ال�س ��وري" و"الجي� ��ش ال�س ��وري الح ��ر"‬ ‫للإ�ستثمار ف ��ي محادثات جنيف الثاني ��ة (المقررة‬ ‫الآن �أن تعق ��د في مدينة مونت ��رو ال�سوي�سرية في ‪22‬‬ ‫كان ��ون الثاني (يناي ��ر) الحالي)‪ ،‬الأم ��ر الذي �أدّى‬

‫مبا�ش ��رة �إلى تقوي� ��ض هياكل المعار�ض ��ة التي يريد‬ ‫الغرب �صراحة تعزيزها‪ .‬مع الرف�ض الكامل لجميع‬ ‫الجماع ��ات المتم ّردة الرئي�سي ��ة الإعتراف ب�شرعية‬ ‫و�سلط ��ة "الإئتالف الوطني ال�س ��وري"‪ ،‬ف�إن �إحتمال‬ ‫�إجراء المحادثات يعني ب�أن الدول الغربية على نحو‬ ‫ف ّع ��ال تدفع "الإئتالف الوطن ��ي ال�سوري" لل�سير في‬ ‫�سيا�سة ت�ض ّر مبا�شرة ب�سمعته‪.‬‬ ‫والنتيج ��ة المطابق ��ة له ��ذا الإ�ص ��رار عل ��ى �إج ��راء‬ ‫المفاو�ض ��ات مع الحكومة ال�سورية وم�ؤيديها ‪ -‬وعلى‬ ‫الأخ�ص رو�سيا و�إيران ‪� -‬إ�ستغله الجوالني وغيره من‬ ‫قبله‪ ،‬الأمر الذي دفع �أبرز ممولي التم ّرد في الخليج‬ ‫�إلى تبني �إ�ستراتيجي ��ة مركزية مغايرة لإ�ستراتيجية‬ ‫الغ ��رب‪ .‬وهذا م ��ا �أدى بالفع ��ل �إلى تح� � ّول كبير في‬ ‫طبيع ��ة وتوج ��ه �سيا�س ��ة المعار�ض ��ة وطبيع ��ة نقطة‬ ‫النهاي ��ة الت ��ي ي�سع ��ون �إليها‪ .‬م ��ا �أثبت عل ��ى الدوام‬ ‫�أن ��ه حقيقي ط ��وال فترة ال�صراع هو ق ��وة الداعمين‬ ‫الخارجيي ��ن ف ��ي الت�أثير عل ��ى الأحداث عل ��ى �أر�ض‬ ‫الواقع‪ ،‬وال �سيما �سيا�سات و�إ�ستراتيجيات الجماعات‬ ‫المتم ّردة‪ .‬هذا التركي ��ز ال�صريح الجديد على دعم‬ ‫جماع ��ات المعار�ضة الإ�سالمي ��ة وال�سلفية مثل تلك‬ ‫التي تنت�سب �إل ��ى "الجبهة الإ�سالمية"‪ ،‬التي بع�ضها‬ ‫يحافظ على عالقات تعاونية �إلى حد كبير مع "جبهة‬ ‫الن�صرة"‪ ،‬وفي كثير من الحاالت مع "داع�ش"‪ ،‬كان‬ ‫عل ��ى الأقل جزئي ًا نتيجة ف�ش ��ل العمل الغربي و الذي‬ ‫ي�ضر ب�شكل وا�ضح بالم�صالح الغربية‪.‬‬ ‫كان ��ت محاول ��ة الوالي ��ات المتح ��دة للو�ص ��ول �إل ��ى‬ ‫"الجبه ��ة الإ�سالمي ��ة" ق ��رار ًا �شجاع� � ًا‪ ،‬وكان‬ ‫ف ��ي الإم ��كان نجاحه ��ا ل ��و �أن عرو�ض� � ًا مماثل ��ة من‬ ‫المحادثات �إ�ستهدفت قب ��ل �أ�شهر عدة المجموعات‬ ‫الرئي�سية المك ّونة ل"الجبهة الإ�سالمية"‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬تتج ��ه الديناميات �إل ��ى المنحى الآخر‪.‬‬ ‫ه� ��ؤالء الأفرقاء يطمحون ب�صراح ��ة �إلى �إقامة دولة‬ ‫�إ�سالمية وهم على �إ�ستعداد لموا�صلة دعم الح�ضور‬ ‫المتزاي ��د لم�س ّلح ��ي "جبه ��ة الن�ص ��رة" و"داع�ش"‬ ‫الذي ��ن ه ��م الآن العب ��ون �أقوياء في هام� ��ش مع ّين‪.‬‬ ‫تقارير �صدرت في وق ��ت مت�أخر من ‪ 18‬كانون الأول‬ ‫(دي�سمبر) �أفادت ب�أن "لواء الداوود" المتمركز في‬ ‫�إدلب وعدد ًا غير محدد من مقاتلي "�أحرار ال�شام"‬ ‫في محافظة الرقة يايعوا "داع�ش" الأمر الذي �س ّلط‬ ‫ال�ض ��وء عل ��ى �إ�ستمرار ق ��درة ه ��ذه المجموعة على‬ ‫�إ�ستمال ��ة المزيد م ��ن القوى العاملة تج ��اه ق�ضيتها‬ ‫‪ .‬و�أعط ��ت مقابلة "الجزي ��رة" الإنكليزية مع ح�سن‬ ‫عب ��ود (�أبو عب ��د اهلل الحموي) ف ��ي ‪ 22‬كانون الأول‬ ‫(دي�سمب ��ر) مزي ��د ًا من الو�ض ��وح والت�أكيد على دور‬ ‫المواجه ��ة الذي تتخذه الجه ��ات الفاعلة الإ�سالمية‬ ‫البارزة في �سوريا‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪31‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬ ‫مخزونات كبيرة من �أ�سلح ��ة "�أو�سا" المحمولة من‬ ‫ن ��وع "‪ M79 90‬مل ��م" الم�ض ��ادة للدباب ��ات؛ وعدد‬ ‫كبي ��ر م ��ن القذائ ��ف ال�صاروخي ��ة (�آر ب ��ي ج ��ي)؛‬ ‫ور�شا�ش ��ات ثقيلة‪ ،‬بما في ذلك �شاحنات "بيك اب"‬ ‫ت�ستخ ��دم مداف ��ع ‪ ZU-23 -2 23mm-‬م�ض ��ادة‬ ‫للطائ ��رات؛ وكمي ��ة كبي ��رة م ��ن ذخي ��رة الأ�سلح ��ة‬ ‫ال�صغيرة‪ ،‬ودزينات عدة من ال�سيارات‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬يب ��دو م ��ن المرج ��ح �أن يك ��ون ال�سي ��اق‬ ‫المفتر� ��ض وراء �سيط ��رة "الجبه ��ة الإ�سالمي ��ة"‬ ‫عل ��ى "بابي�سكا" �أكث ��ر تعقيد ًا من مج ��رد �إ�ستحواذ‬ ‫عدائ ��ي‪ .‬فبينم ��ا ب ��رزت مجموع ��ة متنوع ��ة م ��ن‬ ‫الح�ساب ��ات الم�شترك ��ة الخا�صة منذ ذل ��ك الحين‪،‬‬ ‫يب ��دو عل ��ى الأرج ��ح �أن ال�سيطرة كان ��ت مبنية على‬ ‫نداء من اللواء �إدري�س للم�ساعدة في حماية وت�أمين‬ ‫المن�ش�آت من هجوم من قبل مجموعة غير محددة‪،‬‬ ‫وربما "داع�ش"‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬مهما كان التف�سير‪ ،‬ف�إن‬ ‫ك ًال من الواليات المتحدة وبريطانيا �أعلنت ب�سرعة‬ ‫وقف الم�ساعدات غير المميت ��ة �إلى �شمال �سوريا ‪-‬‬ ‫�ضربة كبيرة ل"الجي�ش ال�سوري الحر"‪.‬‬ ‫بع ��د �أي ��ام ع ��دة‪ ،‬وتحدي ��د ًا ف ��ي ‪ 9‬كان ��ون الأول‬ ‫(دي�سمبر)‪ ،‬في رد فعل على ما يبدو لوالدة "الجبهة‬ ‫الإ�سالمي ��ة"‪� ،‬أعلن ��ت ‪ 14‬جماعة متم� � ّردة ت�شكيل‬ ‫"جبه ��ة ث ��وار �سوري ��ا"‪ .‬العدي ��د م ��ن المجموعات‬ ‫المك ّون ��ة لهذه الجبه ��ة �إحتفظ بتركي ��ز عملياته في‬ ‫�شم ��ال محافظة �إدلب ‪ -‬القاع ��دة الرئي�سية لزعيم‬ ‫"الجبه ��ة الإ�سالمي ��ة" وقائ ��د "�صق ��ور ال�ش ��ام"‬ ‫�أب ��و عي�س ��ى ال�شي ��خ‪ -‬ومن المرج ��ح �أن تك ��ون هذه‬ ‫المجموع ��ات �إعتبرت ت�شكي ��ل "الجبهة الإ�سالمية"‬ ‫تط ��ور ًا مقلق ًا في الأر� ��ض التي ت�سيط ��ر عليها‪ .‬وقد‬ ‫�إ�شتبكت ق ��وات "جبهة ثوار �سوريا" وقوات "الجبهة‬ ‫الإ�سالمي ��ة" م ��رار ًا ف ��ي وقت الح ��ق‪ .‬وقد �صدر‬ ‫بيان ف ��ي ‪ 12‬كانون الأول (دي�سمب ��ر) الفائت �أعلن‬ ‫ع ��ن تعهد "جبهة ثوار �سوريا" الإف ��راج عن �أع�ضاء‬ ‫من "�أح ��رار ال�شام" و"�صقور ال�ش ��ام" الذين كانوا‬ ‫�أ�سروا‪ .‬وبع ��د �أربعة �أيام‪� ،‬إلتق ��ى زعيم "جبهة ثوار‬ ‫�سوري ��ا" (والقائ ��د الع ��ام ل"كتائب و�ألوي ��ة �شهداء‬ ‫�سوري ��ا) جمال مع ��روف مع زعيم "�أح ��رار ال�شام"‬ ‫وم�س�ؤول ال�ش�ؤون ال�سيا�سية في "الجبهة الإ�سالمية"‬ ‫ح�س ��ن عب ��ود (�أبو عب ��د اهلل الحم ��وي) و�إتفقا على‬ ‫وقف الأعمال العدائية والإتهامات العامة‪.‬‬

‫الجهاديون و ال�صراع بين الف�صائل‬ ‫وتفي ��د المعلوم ��ات ب�أن "جبهة الن�ص ��رة" قد لعبت‬ ‫دور ًا في ت�سهيل وق ��ف الأعمال العدائية بين "جبهة‬ ‫ثوار �سوري ��ا" و "الجبهة الإ�سالمي ��ة"‪ .‬فعلى الرغم‬ ‫م ��ن كونها منظم ��ة تابعة لتنظي ��م "القاعدة" حيث‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ال�سفير الأميركي روبرت فورد‪:‬‬ ‫محاولة فا�شلة للحوار مع "الجبهة الإ�سالمية"‬

‫� ّأطرت "الجبهة الإ�سالمية"‬ ‫نف�سها بو�ضوح بو�صفها هيئة بديلة‬ ‫من "الإئتالف الوطني ال�سوري"‪،‬‬ ‫و"الجي�ش ال�سوري الحر"‪ ،‬وعلى هذا‬ ‫النحو �إعتبرها العديد داخل الدوائر‬ ‫الم�ؤيدة ل"الجي�ش ال�سوري الحر"‬ ‫تهديد ًا مميز ًا لنفوذه‬ ‫�أن زعيمه ��ا‪� ،‬أب ��و محم ��د الجوالني ق ��د بايع مرتين‬ ‫�أيم ��ن الظواهري – المرة الأولى عندما كان ع�ضو ًا‬ ‫�سابق� � ًا ف ��ي "الدول ��ة الإ�سالمية في الع ��راق"‪ ،‬وهي‬ ‫هي ��كل �سبق ت�شكي ��ل "داع�ش" في منت�ص ��ف ني�سان‬ ‫(ابريل) الفائ ��ت‪ ،‬و مرة �أخرى مبا�شرة بعد ت�شكيل‬ ‫"داع� ��ش"‪ -‬فقد حاولت "جبه ��ة الن�صرة" طوي ًال‬ ‫ت�صوي ��ر نف�سها بو�ضوح كحركة �سورية مختلفة حيث‬ ‫�أن �أهدافه ��ا ال�سيا�سية –الدينية تقت�صر فقط على‬ ‫الم�سرح ال�س ��وري‪ .‬في هذا ال�صدد‪ ،‬فقد �إ�ستطاعت‬ ‫ب�ش ��كل كبير تمييز نف�سها نوعي ًا عن �صورة "داع�ش"‬ ‫غي ��ر الوطني ��ة‪ ،‬وقبلته ��ا غالبي ��ة كبي ��رة ج ��د ًا م ��ن‬ ‫الفاعلي ��ن الم�س ّلحين عبر �سوريا من المعتدلين �إلى‬ ‫الأطي ��اف المتطرف ��ة‪ .‬خالل الأ�سابي ��ع الأخيرة من‬ ‫مفاو�ض ��ات ت�شكيل "الجبه ��ة الإ�سالمية" في �أواخر‬ ‫�أيل ��ول (�سبتمب ��ر) وت�شري ��ن الأول (�أكتوبر)‪ ،‬كانت‬ ‫"جبه ��ة الن�صرة" على و�شك تل ّق ��ي الإعتراف بها‬ ‫عل ��ى �أر�ض الواقع على �أنها الممثل العام للمتمردين‬ ‫‪ -‬ال �سيم ��ا بعدما كان ��ت المو ِّقعة على ع ��دد متزايد‬

‫م ��ن الت�صريحات ال�سيا�سية جنب� � ًا �إلى جنب مع كل‬ ‫من الإ�سالميين و �أفرقاء �أكثر �إعتدا ًال‪ ،‬بع�ضها على‬ ‫الأقل على الورق �إرتبط ب"الجي�ش ال�سوري الحر"‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من تو�سعها البديه ��ي‪ ،‬ما زالت النظرة‬ ‫�إل ��ى "داع�ش" ه ��ي �أنها قوة �أجنبي ��ة وقد �شاركت‬ ‫ف ��ي الأ�شهر القليل ��ة الما�ضية ف ��ي �إ�شتباكات محلية‬ ‫وح ��وادث عن ��ف �أخ ��رى مع وح ��دات م ��ن "الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري الح ��ر" و"الجبه ��ة الإ�سالمي ��ة"‪ ،‬ويحتمل‬ ‫�أي�ض ًا ف ��ي منا�سبات متفرقة م ��ع "جبهة الن�صرة"‪.‬‬ ‫على الرغ ��م من �أف�ضل جهود الكثي ��ر من الم�ؤيدين‬ ‫للإيح ��اء بغير ذلك عبر و�سائل الإعالم الإجتماعية‬ ‫وغيره ��ا‪ ،‬ف� ��إن "داع� ��ش" وجبه ��ة الن�ص ��رة" هم ��ا‬ ‫منظمتان متناف�ست ��ان في �سوري ��ا‪� .‬إن م�س�ألة �إدراج‬ ‫�أيديولوجي ��ة "داع� ��ش" الوا�ضح ��ة للتكفي ��ر (حيث‬ ‫ل ��دى المرء الح ��ق بتكفير م�سلم �آخر �آخ ��ر �إ�ستناد ًا‬ ‫�إل ��ى �إعتق ��اده �أو �إعتقاده ��ا)‪ ،‬و�إ ّدع ��اء "جبه ��ة‬ ‫الن�ص ��رة" ب�إ�صرارها عل ��ى �إ�ستخدام �أكث ��ر تقييد ًا​​‬ ‫له ��ذا الم�صطلح ويج ��ب �أن ُي�ستعمل فق ��ط من قبل‬ ‫"المتخ�ص�صي ��ن"‪ ،‬ق ��د تثب ��ت وت�ؤكد وج ��ود نقطة‬ ‫�إختالف حرجة‪ .‬كم ��ا �أن عالقات "جبهة الن�صرة"‬ ‫الأق ��رب تن�سيق� � ًا والأكث ��ر �إ�ستق ��رار ًا م ��ع "الحبهة‬ ‫الإ�سالمية"‪ ،‬بالمقارنة مع "داع�ش"‪ ،‬قد يثبت �أي�ض ًا‬ ‫�أنها م�س�ألة لها ق ِّيمة نوعية ل"جبهة الن�صرة"‪.‬‬ ‫ال�سي ��اق الحال ��ي لتحوي ��ل مي ��زان الق ��وى وع ��دم‬ ‫الإ�ستقرار بين الف�صائ ��ل في �سوريا‪ ،‬وعلى الأخ�ص‬ ‫ف ��ي ال�شم ��ال‪ ،‬هو بال �ش ��ك ينت ��ج الآن ال�صراع بين‬ ‫الف�صائ ��ل المعار�ض ��ة الم�س ّلحة ف ��ي مخيمات عدة‬ ‫متم ّي ��زة‪ :‬م ��ن "داع� ��ش" والجماع ��ات الجهادي ��ة‬ ‫المتحالف ��ة معه ��ا؛ �إل ��ى "جبه ��ة الن�ص ��رة"؛ �إل ��ى‬ ‫"الجبه ��ة الإ�سالمي ��ة"؛ �إلى "جبهة ث ��وار �سوريا"؛‬ ‫�إلى"جبه ��ة �شه ��داء �سوري ��ا"؛ و�أخير ًا �إل ��ى وحدات‬ ‫محلي ��ة وم�ستقل ��ة �أخ ��رى‪ .‬لك ��ن �إمكاني ��ات الق ��وة‬ ‫الع�سكري ��ة الأ�سا�سي ��ة والإ�ستراتيجي ��ة تتر ّكز كثير ًا‬ ‫لدى �أول ثالث من هذه الق ��وى‪ ،‬مع �إعتبار "الجبهة‬ ‫الإ�سالمية" منفردة �أقوى فريق ع�سكري ًا وعددي ًا‪.‬‬

‫جهود ومواقف الواليات المتحدة‬ ‫�ضمن هذه البيئة المع ّق ��دة من التحالفات‪ ،‬يبدو �أن‬ ‫الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬بما ال يثير الده�شة‪ ،‬عازمة على‬ ‫الإ�ستح ��واذ على بع�ض عنا�صر النف ��وذ مرة �أخرى‪.‬‬ ‫ولكن في حرمانه ��ا من فر�صة الحديث مع "الجبهة‬ ‫الإ�سالمي ��ة" ‪ -‬بع� ��ض الم�ص ��ادر و�ض ��ع الل ��وم على‬ ‫تركي ��ا‪ ،‬م ��ع �ضغوط فرن�سية وبريطاني ��ة – ف�إن هذا‬ ‫الأمر ي�شكل تحدي ًا كبير ًا على �أقل تقدير‪.‬‬ ‫‪.‬م ��ا يثير الإهتمام والف�ض ��ول‪ ،‬هو �أنه قبل يوم واحد‬ ‫م ��ن �إعت ��راف ال�سفير ف ��ورد بان "جبه ��ة الن�صرة"‬


‫معلوال‪� :‬صارت رمز ًا للإ�ضطهاد �ضد الم�سيحيين‬

‫لندن ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫تح ّول ��ت "معل ��وال" ف ��ي �سوري ��ا �أخي ��ر ًا‬ ‫�إل ��ى مدين ��ة �أ�شباح بعدم ��ا �إحتلها �أفراد‬ ‫م ��ن جماعة "جبه ��ة الن�صرة " الجهادي ��ة المرتبطة‬ ‫بتنظيم "القاعدة"‪ .‬وقد �إ ّدع ��ت تقارير مت�ضاربة �أن‬ ‫مقاتلي هذه الحرك ��ة الأ�صولية خطفوا ‪ 12‬راهبة من‬ ‫دير مار تقال التاب ��ع للطائف ��ة الأرثوذك�سية‪ ،‬ود ّن�سوا‬ ‫الكنائ� ��س‪ّ ،‬‬ ‫وحطم ��وا التماثي ��ل في واحدة م ��ن �أقدم‬ ‫الم ��دن الم�سيحي ��ة ف ��ي العالم‪ ،‬وه ��ي ُتعتب ��ر �إحدى‬ ‫الأمكن ��ة الن ��ادرة التي ال يزال ال�س ��كان فيها يتكلمون‬ ‫الآرامي ��ة‪ ،‬اللغة الت ��ي يفتر�ض �أن ال�سي ��د الم�سيح قد‬ ‫تحدث بها‪.‬‬ ‫للأ�س ��ف‪� ،‬إن تجرب ��ة �س ��كان معلوال �أ�صبح ��ت �شائعة‬ ‫جد ًا في منطقة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬حيث �أن الأمثلة عن‬ ‫الوح�شية �ضد الم�سيحيي ��ن قد ت�صاعدت في الأ�شهر‬ ‫الأخي ��رة‪ .‬في م�ص ��ر‪� ،‬أعقب الإنقالب �ض ��د الرئي�س‬ ‫محم ��د مر�سي موج ��ة من المذابح �ض ��د الم�سيحيين‬ ‫�أق ��دم عليها �إ�سالمي ��ون‪ ،‬حيث هوجم ��ت خاللها ‪42‬‬ ‫كني�س ��ة‪ ،‬و�أُحرقت �أو ُنهب ��ت ‪ 37‬منها‪ ،‬وتع ّر�ض عدد ال‬ ‫يح�صى منهم للإعتداء �أو القتل‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من الإغراء لإع ��ادة �سبب هذه الأحداث‬ ‫�إل ��ى �أجواء الفو�ض ��ى بعد التمرد ف ��ي م�صر و�سوريا‪،‬‬ ‫ف� ��إن ذلك لي� ��س �أف�ض ��ل وجه ��ة �أو طري ��ق للنظر في‬ ‫عمق الم�شكلة‪ .‬بالعودة خطوة �إلى الوراء‪ ،‬ي�صبح من‬ ‫الوا�ض ��ح �أن الهجم ��ات الأخيرة هي ج ��زء من هجوم‬ ‫�أكب ��ر �ضد الم�سيحيي ��ن في ال�ش ��رق الأو�سط‪ ،‬هجو ٌم‬ ‫يمك ��ن �إرجاعه الى التط ��ورات التي حدثت منذ عقود‬ ‫طويلة ف ��ي ال�سيا�سة الإقليمي ��ة والمجتمع الإ�سالمي‪.‬‬ ‫لبع�ض من‬ ‫قد يكون "الربيع العربي" ال�سبب المبا�شر ٍ‬ ‫�أ�س ��و�أ �أعمال العنف‪ ،‬ولكن جذور الأمر هي �أعمق من‬ ‫ذل ��ك بكثير –كما �أن الرهانات ه ��ي �أعلى بكثير مما‬ ‫يعتق ��ده المرء‪ .‬ما ن�شهده لي�س �أق ��ل من تطهير ديني‬

‫الهجومات على الكنائ�س في م�صر كثرت ولكن‪...‬‬

‫�إقليمي الذي �سيثبت قريب ًا �أنه �سيكون كارثة تاريخية‬ ‫بالن�سبة �إلى الم�سيحيين والم�سلمين على حد �سواء‪.‬‬ ‫ف ��ي بداي ��ة الح ��رب العالمي ��ة الأول ��ى‪ ،‬كان ع ��دد‬ ‫الم�سيحيين ف ��ي ال�شرق الأو�س ��ط مرتفع ًا بحدود ‪20‬‬ ‫في المئة‪ .‬اليوم‪ ،‬يبلغ ما يقرب من ‪ 5‬في المئة‪ .‬وعلى‬ ‫الرغ ��م من �أنه م ��ن ال�صعب �أن تك ��ون دقيق ًا في هذا‬ ‫المجال‪ ،‬تفي ��د التقديرات على �أن هن ��اك ‪ 13‬مليون‬ ‫م�سيحي م ��ا زالوا يعي�شون في المنطقة‪ ،‬والمرجح �أن‬ ‫ه ��ذا العدد قد �إنخف� ��ض‪ ،‬نظر ًا �إلى ع ��دم الإ�ستقرار‬ ‫الم�ستم ��ر في �سوريا وم�صر‪ ،‬وهما دولتان ذات كثافة‬ ‫�سكاني ��ة م�سيحي ��ة كبي ��رة تاريخي� � ًا‪ .‬و�إذا تابع معدل‬ ‫التراج ��ع الحالي م�س ��اره‪ ،‬فقد ال يك ��ون هناك وجود‬ ‫م�سيحي كبير له �أي ت�أثير في منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫بعد جيل �آخر �أو جيلين‪.‬‬ ‫وه ��ذا �سيكون في الواقع خ�س ��ارة بالغة الأهمية‪ .‬فمن‬ ‫المع ��روف �أن الم�سيحي ��ة ولدت في ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�إنطلق ��ت من ��ه‪ ،‬وكانت عميق ��ة الإخت ��راق والإنت�شار‬ ‫والوجود فيه منذ مئ ��ات ال�سنين قبل ظهور الإ�سالم‪.‬‬ ‫وف ��ي القرني ��ن الراب ��ع والخام� ��س‪ ،‬عندم ��ا �إ�ضط ��ر‬

‫مجموعة" دولة العراق الإ�سالمية"‪،‬‬ ‫التابعة لتنظيم القاعدة‪� ،‬أعلنت على‬ ‫موقعها على "الأنترنت" �أن "جميع‬ ‫المراكز والمنظمات و الم�ؤ�س�سات‬ ‫الخا�صة بالم�سيحيين وقادتهم‬ ‫و�أتباعهم‪ ،‬هي �أهداف م�شروعة‬ ‫للمجاهدين‬

‫ع�ش ��رات الآالف م ��ن الم�سيحيي ��ن �إل ��ى الف ��رار من‬ ‫�إمبراطوري ��ة روماني ��ة �إعتبرته ��م زنادق ��ة‪� ،‬أ�صبحت‬ ‫�أرا�ضي ال�شرق الأو�سط و�شم ��ال �أفريقيا مالذ ًا لهم‪.‬‬ ‫بع ��د �سنوات عل ��ى ذل ��ك‪� ،‬أ�صبحت المنطق ��ة مركز ًا‬ ‫�أ�سا�سي ًا وب�ؤرة لاله ��وت الم�سيحي‪ .‬في �شبه الجزيرة‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬لعب ع ��دد كبير م ��ن ال�س ��كان الم�سيحيين‬ ‫المزدهري ��ن دور ًا محوري� � ًا ف ��ي الت�أثي ��ر ف ��ي التنمية‬ ‫الالهوتي ��ة وال�سيا�سي ��ة الأول ��ى للإ�س�ل�ام ‪ .‬خ�ل�ال‬ ‫محاك ��م التفتي� ��ش (القرن الثان ��ي ع�شر �إل ��ى القرن‬ ‫الراب ��ع ع�شر)‪ ،‬وجد الم�سيحي ��ون ملج�أ تحت الحكم‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬والذي �ص ّنفه ��م جميع ًا‪ ،‬بغ�ض النظر عن‬ ‫�إختالفاته ��م المذهبية ‪ ،‬ب"�أه ��ل الكتاب" ومنحهم‬ ‫الحماية ومركز ًا‪ ،‬و�إن كان �أدنى‪ ،‬مجتمعي ًا‪.‬‬ ‫الو�ضع بالن�سبة �إل ��ى الم�سيحيين في ال�شرق الأو�سط‬ ‫تغ ّير ب�شكل كبير في فترة الإ�ستعمار‪ ،‬لأن تلك الحقبة‬ ‫كانت �أي�ض ًا مهمة تن�صيري ��ة وتب�شيرية غير معذورة؛‬ ‫كان ��ت فترة م َّيزت علن� � ًا الم�سيحيي ��ن الأ�صليين على‬ ‫ح�س ��اب الم�سلمين‪ ،‬و� ّأطرت الإ�س�ل�ام ب�إعتباره ثقافة‬ ‫متخ ّلفة في حاجة �إل ��ى ح�ضارة‪ ،‬الأمر الذي �أدّى �إلى‬ ‫�إن ��دالع توت ��رات �سيا�سية بي ��ن الطائفتي ��ن في جميع‬ ‫�أنحاء ال�شرق الأو�سط‪َ .‬‬ ‫ومال عندها الم�سلمون للنظر‬ ‫�إل ��ى جيرانه ��م الم�سيحيي ��ن ب�إعتبارهم �ش ��ركاء في‬ ‫القم ��ع الإ�ستعماري‪ ،‬وبالتالي �أ�صبحوا هدف ًا م�شروع ًا‬ ‫لرد فعل عنيف مناه�ض للإ�ستعمار‪.‬‬ ‫م ��ع نهاية الحك ��م الإ�ستعماري في الق ��رن الع�شرين‪،‬‬ ‫�شجعت حكومات ال ��دول الوطنية في ال�شرق الأو�سط‬ ‫ّ‬ ‫الم�ستقلة حديث ًا بن�شاط نزوح المواطنين الم�سيحيين‬ ‫م ��ن المنطقة من خالل �سن قواني ��ن تح ّد من ح ّقهم‬ ‫ف ��ي التب�شي ��ر �أو بن ��اء �أماك ��ن العب ��ادة‪ .‬والكثير من‬ ‫الم�سيحيي ��ن الذين بق ��وا في المنطقة �س ��اء و�ضعهم‬ ‫مع �صعود الإ�سالم ال�سيا�سي في خم�سينات و�ستينات‬ ‫الق ��رن الفائت‪ ،‬وب ��روز حركات �أ�صولي ��ة مثل جماعة‬ ‫�شجع ��ت م�سلمي‬ ‫"الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" الت ��ي ّ‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪33‬‬


‫العالم العربي‬ ‫موضوع الغالف‬

‫حملة كارثية لإزالة ديانة عي�سى من موطنها الأ�صلي‬

‫الهجرة المسيحية القسرية‬ ‫من الشرق األوسط‬ ‫تبنّى الأميركيون من جميع الم�شارب ال�سيا�سية تعزيز الديموقراطية‬ ‫ب�إعتبارها حجر الزاوية في �سيا�سة الواليات المتحدة الخارجية‪.‬‬ ‫ولكن هذه ال�سيا�سة ت�سببت ب�أ�ضرار جانبية منذ هجمات تنظيم‬ ‫"القاعدة "في ‪� 11‬أيلول (�سبتمبر) ‪ .2001‬كما �أدّى �سقوط الأنظمة‬ ‫الإ�ستبدادية في معظم �أنحاء ال�شرق الأو�سط الكبير‬ ‫�إلى �إ�ضطهاد متزايد �ضد االقليات الم�سيحية‪.‬‬ ‫مركز "بيو" (‪ )Pew‬للأبحاث ر�سم قيود ًا حكومية‬ ‫وا�سعة النطاق على الديانات غير الم�سلمة في‬ ‫العديد من البلدان‪ ،‬بما فيها م�صر وال�سعودية‬ ‫و�أفغان�ستان و�إيران وتون�س و�سوريا واليمن والجزائر‪ .‬والحظ "بيو" �أي�ض ًا‬ ‫�أعما ًال عدائية �إجتماعية عالية جد ًا في باك�ستان والعراق واليمن والأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية وم�صر وال�سعودية‪.‬‬ ‫هذه القيود الحكومية والأعمال العدائية الإجتماعية الموجّ هة �ضد‬ ‫الم�سيحيين ت�سبب بفرار العديد منهم من المنطقة‪ .‬في �أوائل القرن‬ ‫الع�شرين كان الم�سيحيون ي�شكّ لون حوالي ‪ 20‬في المئة من ال�سكان في‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ولكن الآن هذا الرقم �إنخف�ض �إلى ‪ 5‬في المئة فقط‪.‬‬ ‫في �أعقاب �أحداث �أيلول (�سبتمبر) ‪ 2001‬و"الربيع العربي‪ "،‬تجد‬ ‫الطوائف الم�سيحية في جميع �أنحاء ال�شرق الأو�سط الكبير نف�سها‬ ‫محا�صرة ب�شكل متزايد‪ .‬في حين الحظت وا�شنطن والدول الغربية‬ ‫�أجزاء وقطع ًا من هذه ال�صورة‪ ،‬ف�إنه يبدو �أن هناك �إلى حد كبير‬ ‫ال للحجم الكامل لمحنة الم�سيحيين المروعة‪.‬‬ ‫تجاه ً‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫الأنبا‪� ‬إبراهيم �إ�سحق �سدراك‪ ،‬بطريرك الأقباط الكاثوليك‪:‬‬ ‫�شكر"مواطنينا الم�سلمين ال�شرفاء الذين وقفوا �إلى جانبنا"‬

‫البطريرك الماروني الكاردينال ب�شلرة بطر�س الراعي‪:‬‬ ‫دعا �إلى م�ؤتمر لمواجهة الأزمة التي تواجه الم�سيحيين في المنطقة‬

‫ُد ّم ��رت‪� ،‬أكثر من ‪ 40‬كني�س ��ة‪ ،‬وقتل �أكثر من �ألف من‬ ‫الم�سيحيين‪ ،‬ونزح مئات الآالف منهم‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬تب ��دو البيئ ��ة الديني ��ة ف ��ي ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫�أكث ��ر ه�شا�ش ��ة من �أي وق ��ت م�ضى‪ ،‬ورئي� ��س �أ�ساقفة‬ ‫كانتربري‪ ،‬روان ويليامز‪ ،‬ح� � ّذر في مجل�س اللوردات‬ ‫البريطان ��ي م ��ن "�أن وج ��ود الم�سيحيي ��ن هن ��اك له‬ ‫واق ��ع عمي ��ق الج ��ذور ‪ ،"...‬و"نح ��ن ال نتح ��دث عن‬ ‫ج�سم غريب‪ ،‬ولكن ع ��ن �أنا�س �سوف يرون تاريخهم‬ ‫وم�صيرهم مرتبطي ��ن بالبلدان الت ��ي يعي�شون فيها‪،‬‬ ‫ومق ّيدي ��ن بمحادث ��ات ومناق�شات محلي ��ة مع الثقافة‬ ‫الم�سلمة ال�سائدة"‪.‬‬ ‫كان ويليام ��ز ي�شير الى حقيق ��ة �أن الم�سيحية لم ت� ِأت‬ ‫�إل ��ى ال�ش ��رق الأو�سط بقدر ما �أُخرج ��ت منه‪ .‬وبرزت‬ ‫�أ�صالته ��ا من خ�ل�ال حقيقة �أنه وفق� � ًا للتقاليد‪ ،‬جلب‬ ‫القدي� ��س مرق� ��س الإنجيلي الم�سيحي ��ة �إلى م�صر في‬ ‫الق ��رن الأول‪ ،‬وكان ��ت الديان ��ة ال�سائ ��دة م ��ن القرن‬ ‫الراب ��ع �إل ��ى ال�ساد� ��س‪ ،‬عندم ��ا و�ص ��ل الم�سلم ��ون‬ ‫و�إ�ستبدلت الم�سيحية بالإ�سالم‪ .‬لكن الم�سيحية ظلت‬ ‫قوية الوجود في م�صر من خالل الكني�سة القبطية‪.‬‬ ‫ف ��ي تاري ��خ الم�سيحي ��ة‪ ،‬ترتب ��ط �سوري ��ا بالر�سولين‬ ‫القدي�سي ��ن بطر�س وبول� ��س‪ .‬ال�سابق � ّأ�س� ��س الكر�سي‬ ‫الأنطاك ��ي‪ .‬وقد ب ��د�أت مهمة القدي� ��س بول�س الكبرى‬ ‫م ��ع الم�شركي ��ن والوثنيين ف ��ي �إنطاكي ��ة‪ ،‬حيث ُ�سمع‬ ‫م�صطل ��ح "الم�سيحيين" للداللة عل ��ى �أتباع الم�سيح‬ ‫لأول م ��رة (ولكن ف ��ي �سخرية)‪ .‬كما جل ��ب القدي�س‬ ‫توما الر�س ��ول الم�سيحية �إلى بالد م ��ا بين النهرين‪،‬‬ ‫(والآن الع ��راق)‪ ،‬والطوائ ��ف العراقي ��ة الرئي�سي ��ة‬ ‫الث�ل�اث الكلداني ��ة والآ�شوري ��ة والأرثوذك�سية ال تزال‬ ‫عل ��ى قيد الحياة منذ تلك الفت ��رة المبكرة‪ .‬الكنائ�س‬ ‫الكلدانية والآ�شورية ال�سريانية ت�ستخدم‪ ،‬في �صلواتها‬ ‫الخا�صة‪ ،‬ال�سريانية القريبة من الآرامية التي قيل �أن‬ ‫ي�سوع الم�سيح تكلم بها‪.‬‬

‫‪ ‬في العراق‪ ،‬و�سوريا‪ ،‬ولبنان‪ ،‬وم�صر اليوم‪ ،‬بع�ض من‬ ‫�أقدم المباني الدائم ��ة هي الكنائ�س الم�سيحية‪ ،‬التي‬ ‫ت�شهد على مرونة و�إ�ستمرارية الم�سيحية على الرغم‬ ‫من فترات عر�ضية من الإ�ضطهاد‪.‬‬ ‫ولك ��ن م ��ع الم ��د الإ�سالم ��ي الأ�صول ��ي الج ��ارف في‬ ‫العقدي ��ن الما�ضيي ��ن‪� ،‬أ�صبح الكالم ع ��ن الم�سيحية‬ ‫معادي� � ًا ب�ش ��كل متزاي ��د‪ .‬ول ��م ي� �� ِأت كل الع ��داء م ��ن‬ ‫الجان ��ب الم�سل ��م‪ .‬ف ��ي �أي ��ار (ماي ��و)‪ ،‬ط� � َّوب البابا‬ ‫فران�سي�س ثمانمئ ��ة �شهيد ُقطعت ر�ؤو�سهم على �أيدي‬ ‫الأت ��راك العثمانيي ��ن خ ��ارج �أ�س ��وار "�أوترانت ��و" في‬ ‫الع ��ام ‪ 1480‬لرف�ضهم �إعتناق الإ�س�ل�ام‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫كان الباب ��ا الجدي ��د ورث عملية التقدي� ��س من �سلفه‬ ‫البابا بنديكتو�س ال�ساد� ��س ع�شر‪ ،‬و�إعتبر العديد من‬ ‫�أن الم�ض ��ي بتنفيذ القرار قدم� � ًا كان �س ّيىء التوقيت‬ ‫ومثير ًا للجدل‪ .‬لكنه كان بمثابة رمز لما يواجهه الآن‬ ‫الم�سيحيون في تلك المنطقة الم�ضطربة‪.‬‬ ‫في منطقة ال�شرق الأو�سط ‪ ،‬ال�سرد نف�سه يتكرر لآالف‬

‫الو�ضع بالن�سبة �إلى الم�سيحيين في‬ ‫ال�شرق الأو�سط تغ ّير ب�شكل كبير في‬ ‫فترة الإ�ستعمار‪ ،‬لأن تلك الحقبة كانت‬ ‫�أي�ض ًا مهمة تن�صيرية وتب�شيرية‬ ‫غير معذورة؛ كانت فترة م َّيزت علن ًا‬ ‫الم�سيحيين الأ�صليين على ح�ساب‬ ‫الم�سلمين‪ ،‬و� ّأطرت الإ�سالم ب�إعتباره‬ ‫ثقافة متخ ّلفة في حاجة �إلى ح�ضارة‬

‫من الم�سيحيي ��ن الفارين من �أوطانهم ‪ .‬تقريب ًا غادر‬ ‫ن�ص ��ف م�سيحيي العراق ديارهم منذ غزو العراق في‬ ‫الع ��ام ‪ ، 2003‬تاركين حوالي �أربعمئة �ألف ‪� ،‬أو بالكاد‬ ‫‪ 3‬في المئة من عدد ال�سكان الحالي‪ .‬وفي وطن الأرز‪،‬‬ ‫بعدم ��ا كان ��وا في ال�ساب ��ق الغالبي ��ة‪ ،‬ي�ش� � ّكل المليون‬ ‫ون�ص ��ف الملي ��ون م�سيحي ف ��ي لبنان–معظمهم من‬ ‫الموارنة الكاثوليك – الآن ‪ 35‬في المئة من ال�سكان‪.‬‬ ‫وق ��د ف ّر ع�ش ��رات الآالف من الم�سيحيي ��ن ال�سوريين‬ ‫من م ��دن مثل حلب وحم� ��ص و الق�صي ��ر بعد و�صول‬ ‫المتمردين الإ�سالميين‪� .‬سوق عيد الميالد التقليدية‬ ‫والأ�ضواء في قطنا‪ ،‬في جنوب �سوريا‪ ،‬هي الآن �شيء‬ ‫من الما�ضي تحت �ضغط الميلي�شيات اال�سالمية التي‬ ‫تريد �أن ال ت ��رى �أي مظهر من الحياة الم�سيحية‪ .‬في‬ ‫م�صر‪� ،‬أع�ض ��اء الكنائ�س الكاثوليكي ��ة والأرثوذك�سية‬ ‫القبطي ��ة ي�شكلون نحو ‪ 10‬في المئة من مجموع �سكان‬ ‫البالد البالغ ‪ 84‬مليون �شخ�ص‪ .‬لكن ع�شرات الآالف‬ ‫م ��ن الأقباط قد هاجروا خ�ل�ال العامين الما�ضيين‪،‬‬ ‫ال �سيم ��ا منذ �إنتخ ��اب مر�شح "الإخ ��وان الم�سلمين"‬ ‫محمد مر�سي رئي�س ًا وخ�صو�صا بعد �إطاحته‪.‬‬ ‫لق ��د تظاه ��ر الأقب ��اط الم�صري ��ون جنب� � ًا �إلى جنب‬ ‫م ��ع الم�سلمي ��ن ف ��ي مي ��دان التحري ��ر ف ��ي القاهرة‪،‬‬ ‫ولك ��ن من تون� ��س �إلى اليم ��ن‪ ،‬كانت �إح ��دى العواقب‬ ‫غي ��ر المرغ ��وب فيها م ��ن "الربيع العرب ��ي" �إنتعا�ش‬ ‫الحما�س ��ة الإ�سالمية الأ�صولية �أكث ��ر والأقل ت�سامح ًا‬ ‫مع الطوائ ��ف غير الم�سلمة‪ ،‬حيث وج ��د الم�سيحيون‬ ‫�أنف�سهم على الجانب الخط�أ من ال�صراع‪.‬‬ ‫ف ��ي العراق‪� ،‬س ��اد الإعتقاد ب� ��أن الم�سيحيين قريبون‬ ‫ج ��د ًا من �ص ��دام ح�سين؛ وزي ��ر الخارجي ��ة العراقي‬ ‫ال�ساب ��ق ط ��ارق عزي ��ز –الآن تحت حك ��م الموت–‬ ‫ه ��و م�سيح ��ي كلداني‪ .‬ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬كان الم�سيحيون‬ ‫مقربي ��ن م ��ن نظ ��ام الأ�س ��د وتمتع ��وا بحري ��ة كبيرة‬ ‫هن ��اك‪ .‬الأعي ��اد الم�سيحي ��ة الرئي�سي ��ة‪ ،‬مث ��ل عيدي‬ ‫المي�ل�اد والف�ص ��ح‪ ،‬كان يتم االحتفال به ��ا علن ًا‪ ،‬مع‬ ‫مواك ��ب و"زياح ��ات" للكني�سة عبر ال�ش ��وارع‪ ،‬وي�شغل‬ ‫الم�سيحي ��ون منا�ص ��ب رئي�سي ��ة في الحكوم ��ة وقطاع‬ ‫الأعمال‪ ،‬ف�ض ًال عن القوات الم�سلحة ال�سورية‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى الم�سيحيين الم�صريين‪ ،‬ب ��دا �إنتخاب‬ ‫محم ��د مر�س ��ي و"الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" عك�س وعد‬ ‫"الربي ��ع العربي" لمزيد من الحري ��ة ورفع ال�ضغط‬ ‫المتع ّم ��د عل ��ى التعددي ��ة الدينية‪ .‬حتى �شه ��ر كانون‬ ‫االول (دي�سمب ��ر) ‪ ،2012‬كان الإ�سالمي ��ون يتّهم ��ون‬ ‫الم�سيحيي ��ن بتحري� ��ض المعار�ضة �ض ��د مر�سي‪ .‬لذا‬ ‫كان ُينظر �إلى وجود بابا الأقباط الأرثوذك�سي تادر�س‬ ‫الثان ��ي الى جانب الجنرال عبد الفتاح ال�سي�سي في ‪3‬‬ ‫�آذار (يولي ��و)‪ ،‬عند �إعالن ��ه المتلفز عن عزل مر�سي‬ ‫م ��ن من�صبه‪ ،‬م ��ن قب ��ل "الإخ ��وان الم�سلمين"‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪35‬‬


‫العالم العربي ¶ مو�ضوع الغالف‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط عل ��ى التفكي ��ر بدق ��ة ف ��ي القومية‬ ‫والمواطن ��ة فقط من خالل عد�سة الهوية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫كان ��ت المفارقة �أنه‪ ،‬في الوق ��ت عينه‪ ،‬كانت الأنظمة‬ ‫الإ�ستبدادي ��ة العلمانية ف ��ي ال�ش ��رق الأو�سط ت�صقل‬ ‫�سمعته ��ا ف ��ي الغرب من خ�ل�ال تقدي ��م �أنف�سها على‬ ‫المتع�صبين‬ ‫�أنه ��ا حامي ��ة الأقلي ��ات الم�سيحي ��ة م ��ن‬ ‫ّ‬ ‫الإ�سالميين ‪.‬‬ ‫�أدّى �صعود حركات الجه ��اد العابرة للحدود الوطنية‬ ‫عل ��ى م ��دى العقدي ��ن الما�ضيين �إل ��ى �إرتف ��اع حمية‬ ‫الحمل ��ة �ض ��د الم�سيحيي ��ن لدرج ��ة كبي ��رة‪ .‬وكان ��ت‬ ‫الجماعات الجهادية‪ ،‬مثل تنظيم "القاعدة"‪ ،‬نجحت‬ ‫ب�ش ��كل ملح ��وظ ف ��ي ت�أطي ��ر ال�صراع ��ات ب�إعتبارها‬ ‫حرب� � ًا �شامل ��ة بي ��ن الم�سيحي ��ة والإ�س�ل�ام‪ .‬كثير من‬ ‫الم�سلمين في المنطقة‪ ،‬حتى �أولئك الذين ال ي�ؤيدون‬ ‫تنظي ��م "القاع ��دة"‪ ،‬يعلن ��ون الآن �أنه ��م ي�ؤمنون ب�أن‬ ‫الم�سيحيي ��ن في ال�شرق الأو�سط هم متحالفون تمام ًا‬ ‫�إم ��ا م ��ع "ال�صليبية" الغربي ��ة (كما في الع ��راق) �أو‬ ‫الطغاة والديكتاتوريين "الملحدين" (كما هي الحال‬ ‫في �سوريا وم�صر)‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبي ��ل المثال‪� ،‬ص� � ِّور غ ��زو الوالي ��ات المتحدة‬ ‫للعراق على نطاق وا�سع كجزء من حملة �صليبية �ضد‬ ‫الإ�سالم؛ الم�سلمون المتطرفون ب�إ�ستمرار (وبنجاح)‬ ‫جادل ��وا ب� ��أن الم�سيحيين ف ��ي بالد ما بي ��ن النهرين‬ ‫تواط�أوا م ��ع الجي�ش الأميرك ��ي‪ .‬والنتيجة هي �أن ‪60‬‬ ‫عل ��ى الأقل من الكنائ� ��س الم�سيحية تع ّر�ضت للهجوم‬ ‫و ُقت ��ل �أكث ��ر من �ألف م ��ن الم�سيحيين من ��ذ الإطاحة‬ ‫ب�صدام ح�سين‪ .‬وح�سب بع�ض التقديرات‪� ،‬إ�ضطر ما‬ ‫يقرب من ثلثي ال‪ 1.5‬مليون م�سيحي في العراق �إلى‬ ‫الفرار من البالد على مدى ال�سنين الع�شر الما�ضية‪،‬‬ ‫وكثي ��ر منهم �إل ��ى �سوريا‪ ،‬حيث وج ��دوا �أنف�سهم مرة‬ ‫�أخرى في مواجهة هجوم �آخر‪.‬‬ ‫ف ��ي �أيل ��ول (�سبتمب ��ر) الفائ ��ت‪ ،‬تج ّمع كب ��ار رجال‬ ‫الدين م ��ن دزينة من الطوائ ��ف الم�سيحية المختلفة‬ ‫ف ��ي جميع �أنحاء ال�شرق الأو�سط ف ��ي ع ّمان‪ ،‬الأردن‪،‬‬ ‫لح�ض ��ور م�ؤتمر ّ‬ ‫نظم ��ه الملك عب ��د اهلل الثاني‪ .‬كان‬ ‫مو�ضوعه الأزمة التي تواجه الم�سيحية في المنطقة‪،‬‬ ‫وم ��اذا يج ��ب العمل حياله ��ا‪ .‬وقد غاب ع ��ن الم�ؤتمر‬ ‫�إثنان م ��ن الأ�ساقفة العرب البارزي ��ن من حلب‪ :‬مار‬ ‫غريغوريو� ��س يوحن ��ا ابراهي ��م‪ ،‬مط ��ران ال�سري ��ان‬ ‫الأرثوذك�س ف ��ي المدينة‪ ،‬ونظيره لل ��روم الأرثوذك�س‬ ‫المط ��ران بول� ��س يازج ��ي‪ .‬وكان �إختط ��ف الإثن ��ان‬ ‫م ��ن قبل م�سلحي ��ن مجهولين في مكان م ��ا بين حلب‬ ‫و�إنطاكي ��ة في �شهر ني�سان (�إبريل) الفائت‪ ،‬وال يزال‬ ‫م�صيرهما مجهو َال‪.‬‬ ‫و�ض ��ع ك ٌل من نظ ��ام الأ�س ��د والمتمردي ��ن ال�سوريين‬ ‫الل ��وم على الآخر بالن�سبة �إلى هذا الإختطاف الرفيع‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫البابا فرن�سي�س‪:‬‬ ‫خطوة في غير توقيتها‬

‫الرئي�س الم�صري المخلوع محمد مر�سي‪:‬‬ ‫في �أيامه القليلة زادت الكراهية �ضد الأقباط‬

‫الم�ستوى‪ .‬ولكن �أفادت م�ص ��ادر المخابرات التركية‬ ‫ب� ��أن عملي ��ة الخط ��ف قام ��ت به ��ا حرك ��ة ال�شي�شان‬ ‫الإ�سالمي ��ة الت ��ي تعم ��ل ف ��ي الأرا�ضي الت ��ي ت�سيطر‬ ‫عليه ��ا المعار�ضة ف ��ي �شم ��ال �سوريا‪ .‬وق ��ال الجئون‬ ‫ف ��ي الأردن وتركي ��ا لجماعات �إن�ساني ��ة م�سيحية ب�أن‬ ‫الث ��وار الجهاديين �أعلنوا الخالف ��ة في المناطق التي‬ ‫�سيطروا عليه ��ا‪ ،‬وفر�ضوا ال�شريع ��ة الإ�سالمية حيث‬ ‫جلب ��وا ق�ض ��اة �سعوديي ��ن لإدارتها‪ .‬و�أف ��ادوا ب�أنه يتم‬ ‫الت�سامح مع غي ��ر الم�سلمين �إذا قاموا بدفع الجزية‪،‬‬ ‫وه ��ي �ضريب ��ة ثقيل ��ة مفرو�ضة عل ��ى �أهل الذم ��ة‪� ،‬أو‬ ‫"غي ��ر الم�ؤمني ��ن"‪ ،‬في �إط ��ار ال�شريع ��ة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�أولئ ��ك الذي ��ن يرف�ض ��ون الدف ��ع �أمامه ��م خياران‪:‬‬ ‫هجرة منازلهم وترك ممتلكاتهم حيث ت�صادر �أي�ض ًا‬ ‫معظم مقتنياتهم وما في حوزتهم‪� ،‬أو مواجهة عقوبة‬ ‫الإعدام‪.‬‬ ‫�سوري ��ا الي ��وم ه ��ي بل ��د الحقائ ��ق غي ��ر الوا�ضح ��ة‬ ‫وال�شائع ��ات الم�سع ��ورة‪ ،‬ولك ��ن عملي ��ات الخط ��ف‪،‬‬

‫والقتل في بع�ض الحاالت‪ ،‬لرجال الدين الم�سيحيين‬ ‫ه ��ي حقيقية بم ��ا فيه الكفاي ��ة‪ .‬فقد �إختط ��ف الق�س‬ ‫الي�سوع ��ي باولو دالولي ��و في تموز (يولي ��و) الفائت‪،‬‬ ‫وربما يكون قد �أعدم ف ��ي الرقة‪ ،‬مدينة �شمالية يقال‬ ‫�أنها معقل لتنظيم "القاعدة" و�أخواته‪ .‬وكان دالوليو‬ ‫ق�صد الرقة في محاولة للتفاو�ض للإفراج عن رهائن‬ ‫م�سيحيين‪ ،‬معتمد ًا–بحماقة‪ ،‬كما تب ّين الحق ًا–على‬ ‫�سمعت ��ه ب�إعتب ��اره م ��ن �أ�ش ��د منتق ��دي نظ ��ام الأ�سد‬ ‫ل�ضم ��ان �سالمته‪ .‬في حزي ��ران (يونيو) الفائت‪ُ ،‬قتل‬ ‫الكاه ��ن الفرن�سي�سكان ��ي فران�سوا م ��راد في دير في‬ ‫الغ�ساني ��ة عل ��ى �أيدي �أف ��راد من "جبه ��ة الن�صرة"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكان الفاتي ��كان ذك ��ر في البداي ��ة �أن الأب مراد كان‬ ‫واح ��د ًا م ��ن ثالث ��ة رج ��ال عر�ض ��وا على فيدي ��و على‬ ‫الإنترنت‪ ،‬حيث جرى قط ��ع ر�ؤو�سهم ب�سكين المطبخ‬ ‫عل ��ى هتاف الح�شد "اهلل �أكبر"‪ ،‬ولكن في وقت الحق‬ ‫�ص ��در ت�صويب قائ ًال �أن الأب مراد قد تم قتله بالفعل‬ ‫ولكن ب�إطالق النار عليه!!!‬ ‫الواق ��ع �أن ع ��دد ال�س ��كان الم�سيحيين ف ��ي �سوريا قد‬ ‫�إنخف� ��ض م ��ن ‪ 30‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي ع�شرين ��ات القرن‬ ‫الفائ ��ت �إل ��ى �أقل م ��ن ع�شرة ف ��ي المئة حالي� � ًا‪ .‬على‬ ‫الرغ ��م من �أن ه ��ذا النزوح الجماعي ق ��د �صار �أ�سو�أ‬ ‫ح ��ا ًال ج ��راء الحرب الأهلي ��ة‪ ،‬ف�إن ال�سب ��ب الحقيقي‬ ‫يكم ��ن ف ��ي التح� � ّول النف�س ��ي ال ��ذي وقع من ��ذ عقود‬ ‫طويلة في جميع �أنح ��اء المنطقة فيما �صار ي�شار �إلى‬ ‫الم�سيحيي ��ن ب�أنه ��م �أعداء‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬ب�سبب العدد‬ ‫الكبي ��ر للم�سيحيين ال�سوريي ��ن الم�ؤيدين علن ًا لنظام‬ ‫الأ�س ��د – �إم ��ا لأن ثرواته ��م مرتبط ��ة بالحكوم ��ة �أو‬ ‫لأنه ��م يخ�شون م ��ن الإ�ضطهاد الذي ق ��د يتبع �إذا ما‬ ‫�سقط – فقد كان من ال�سهل على المعار�ضة ال�سورية‬ ‫ت�صوي ��ر الم�سيحيين في البالد ك�أم ��ر واقع متعاونين‬ ‫مع النظ ��ام الوح�ش ��ي الم�س�ؤول عن القت ��ل الجماعي‬ ‫م ��ن مواطنيه‪ .‬منذ بداية الحرب الأهلية‪ ،‬ت�ض ّررت �أو‬

‫في بداية الحرب العالمية الأولى‪ ،‬كان‬ ‫عدد الم�سيحيين في ال�شرق الأو�سط‬ ‫بحدود ‪ 20‬في المئة‪ .‬اليوم‪ ،‬يبلغ ما‬ ‫يقرب من ‪ 5‬في المئة‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من �أنه من ال�صعب �أن تكون دقيق ًا في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬تفيد بعد التقديرات على‬ ‫�أن هناك ‪ 13‬مليون م�سيحي ما زالوا‬ ‫يعي�شون في المنطقة‬


‫م�أ�ساة الم�سيحيين في المنطقة‬ ‫وا�ضحة‪� .‬إنهم يخ�سرون حياتهم‬ ‫وبيوتهم ودور عبادتهم‪ .‬ويتم طردهم‬ ‫من �أوطان �آبائهم و�أجدادهم‪ .‬و�أجبروا‬ ‫بالتالي على الفرار كالجئين �إلى‬ ‫البلدان المجاورة حيث‪ ،‬في كثير من‬ ‫الحاالت‪ ،‬غير مرحب بهم‬

‫المطرانان المخطوفان غريغوريو�س يوحنا‬ ‫ابراهيم وبول�س يازجي‪ :‬الحق على ال�شي�شان!!!‬

‫في العقد الذي �أعقب‪� ،‬إ�ستمر �إ�ستهداف الم�سيحيين‬ ‫في جمي ��ع �أنحاء الع ��راق ب�شكل منهج ��ي‪ .‬قبل ثالث‬ ‫�سن ��وات‪� ،‬ألق ��ى �أ�صولي ��ون قناب ��ل عل ��ى كاتدرائي ��ة‬ ‫ال�سري ��ان الكاثولي ��ك ف ��ي بغ ��داد خ�ل�ال �إقامته ��ا‬ ‫ال�ص�ل�اة‪ ،‬مما �أ�سفر عن مقت ��ل �أكثر من خم�سين من‬ ‫الم�صلي ��ن وت�شويه ع�شرات �آخري ��ن‪ .‬في العام ‪2010‬‬ ‫�أي�ض ًا‪� ،‬أ�صيبت حافالت عدة كانت تتقل ‪ 1300‬طالب‬ ‫م�سيحي في طريقهم �إلى الجامعة في مدينة المو�صل‬ ‫ج ��راء �سيارات مفخخة‪ ،‬مما �ألحق �إ�صابات بالغة في‬ ‫�أكث ��ر من مئتي ��ن منه ��م‪ .‬الم�سيحيون ف ��ي المو�صل‪،‬‬ ‫الت ��ي كانت ف ��ي ال�ساب ��ق ثان ��ي �أكبر موط ��ن لل�سكان‬ ‫الكلدانيي ��ن‪ ،‬كانوا الهدف لبع�ض الأفع ��ال المر ّوعة‪.‬‬ ‫على �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬رئي� ��س الأ�ساقفة ف ��ي المدينة‪،‬‬ ‫بول� ��ص فرج رح ��و‪ ،‬كان واحد ًا م ��ن العديد من رجال‬ ‫الدين الذي تعر�ض للتعذيب والقتل‪ ،‬ورمي ج�سده في‬ ‫حاوية خارج باب الكني�سة‪.‬‬ ‫ف ��ي ال�سنوات الأخيرة‪ ،‬ح ّولت و�سائل الإعالم العربية‬ ‫الل ��وم بالن�سبة �إلى هذه الإعت ��داءات والهجمات على‬ ‫ال�شيع ��ة العراقيين وعلى تنظيم "القاعدة" و�أخواته‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع �أن مجموع ��ة" دولة الع ��راق الإ�سالمية"‪،‬‬ ‫التابع ��ة لتنظيم القاع ��دة‪� ،‬أعلنت عل ��ى موقعها على‬ ‫"الأنترن ��ت" �أن "جمي ��ع المراك ��ز والمنظم ��ات‬ ‫والم�ؤ�س�س ��ات الخا�ص ��ة بالم�سيحيي ��ن وقادته ��م‬ ‫و�أتباعهم‪ ،‬هي �أه ��داف م�شروعة للمجاهدين"‪ .‬لكن‬ ‫في الوقت عينه‪ ،‬الحكومة العراقية التي يهيمن عليها‬ ‫ت�شجع ال�صحاف ��ة المحلية الخجولة‬ ‫ال�شيعة‪ ،‬بال ��كاد ّ‬ ‫عموم� � ًا �أن ت�شي ��ر ب�أ�صابع الإته ��ام �إل ��ى الميلي�شيات‬ ‫ال�شيعي ��ة‪ .‬وعالوة عل ��ى ذلك‪� ،‬إن التج ��ارب والمحن‬

‫التي تواجه الأقلي ��ة الم�سيحية �صارت �ضمن ال�صراع‬ ‫الطائفي الأكبر بين ال�سنة و ال�شيعة الذي �أخذ البالد‬ ‫الى �شفا حرب �أهلية‪ .‬ولكي نكون من�صفين‪ ،‬عر�ضت‬ ‫ال�سلط ��ات الأميركية في العراق حماي ��ة الم�سيحيين‬ ‫العراقيي ��ن ف ��ي عام ��ي ‪ 2004‬و ‪ ،2005‬عندما بد�أت‬ ‫الهجم ��ات عل ��ى الم�سيحيي ��ن‪ ،‬ولك ��ن طلبه ��ا قوب ��ل‬ ‫بالرف�ض ‪ .‬للأف�ضل �أو للأ�سو�أ‪ ،‬جادل الم�سيحيون �أنه‬ ‫�إذا �ش ّكلت القوات والدبابات الأميركية حاجز ًا وقائي ًا‬ ‫حول كنائ�سه ��م و�أ�ضرحتهم ومدار�سه ��م‪� ،‬سوف يتم‬ ‫تحديد الم�سيحيين على �أنهم مع الإحتالل الأميركي‬ ‫ال ��ذي ل ��م يك ��ن يحظ ��ى ب�شعبية عل ��ى نح ��و متزايد‪،‬‬ ‫وي�صبح ��ون هدف� � ًا �أكب ��ر‪ .‬عل ��ى عك� ��س الم�صريي ��ن‬ ‫الم�سيحيين ‪ ،‬الذين يبدون على �إ�ستعداد للدخول في‬ ‫معركة لحماية وجودهم‪ ،‬ف�إن الم�سيحيين العراقيين‬ ‫المحا�صري ��ن لديه ��م �سج ��ل غي ��ر حافل ف ��ي مجال‬ ‫المقاومة‪.‬‬ ‫ولكن ماذا فعل الم�س�ؤولون في الكني�سة؟‬ ‫قادة الكني�سة فعلوا �أكثر قلي ًال من عر�ض العزاء وحث‬ ‫الم�ؤمنين عل ��ى البقاء‪ .‬في العام ‪� ،2011‬أ�صدر البابا‬ ‫بنديكتو�س ال�ساد�س ع�شر وثيقة مع عنوان بالالتينية‬ ‫"الكني�س ��ة ف ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط" (‪Ecclesia in‬‬ ‫‪ )Medio Oriente‬حيث دعا بوا�سطتها‪ ،‬في الواقع‪،‬‬ ‫�إل ��ى ت�شكيل جبهة موح ��دة من الطوائ ��ف الم�سيحية‬ ‫المختلفة في المنطق ��ة‪ ،‬وطلب من �أتباعها �أن يكونوا‬ ‫جزء ًا م ��ن عملية "بناء الديموقراطي ��ة" في بلدانهم‬ ‫لأن‪ ،‬كم ��ا �أ�شار البابا‪ "،‬اهلل يك ��ره الخجل"‪ .‬في �آذار‬ ‫(مار�س) الفائت‪ ،‬حثّ البطريرك الكلداني الجديد‪،‬‬ ‫لوي� ��س رافائي ��ل �ساك ��و‪ ،‬الم�سيحيي ��ن العراقيين‪" ،‬ال‬ ‫تعزل ��وا �أنف�سك ��م وال تهاجروا‪ ،‬مهم ��ا كانت ال�ضغوط‬ ‫عليكم‪ .‬هذه هي �أر�ضكم والم�ساهمة التي يمكنكم ان‬ ‫تقدموها ال تتعلق بعددكم‪ ،‬ولكن بموقفكم"‪.‬‬ ‫كلم ��ات جريئة‪ ،‬ولكن الواقع ه ��و �أن عدد الم�سيحيين‬

‫في ال�شرق الأو�سط �آخذ في التق ّل�ص بمعدل �أ�سرع من‬ ‫�أي وق ��ت م�ضى‪ ،‬من خالل الهج ��رة والقتل بالجملة‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا ع ��ن �أن مع ��دل المواليد �أقل م ��ن نظيره لدى‬ ‫الم�سلمين‪ .‬في حي ��ن �أن الإ�ستنزاف هو �أمر م�أ�سوي‬ ‫ف�إنه ال يح ��دد تمام ًا نهاية الم�سيحي ��ة في المنطقة‪،‬‬ ‫لكن ��ه يق ّلل ب�شكل وا�ضح ت�أثيرها في المجتمع ككل في‬ ‫دوله ��ا المعنية‪ .‬وه ��ذا �صحيح خ�صو�ص� � ًا في م�صر‪،‬‬ ‫حيث ال يزال عدد الأقباط بالماليين‪ ،‬وهم موجودون‬ ‫ف ��ي كل الطبقات الإجتماعية‪ ،‬م ��ن الأغنياء جد ًا �إلى‬ ‫الطبق ��ة الدني ��ا‪� .‬إن �أغنى رج ��ل �أعم ��ال م�صري هو‬ ‫قبطي يدع ��ى نجيب �ساوير� ��س‪ .‬المهاجرون يمكنهم‬ ‫الع ��ودة‪ ،‬بالطبع‪ ،‬ولكن ن ��ادر ًا ما يفعل ��ون‪� .‬إن ‪ 63‬في‬ ‫المئ ��ة من الع ��رب الأميركيي ��ن هم م ��ن المهاجرين‬ ‫الم�سيحيين‪.‬‬ ‫ي ��رى الم�سيحيون �أنف�سهم بي ��ن المطرقة وال�سندان‪.‬‬ ‫الأ�صوليون الع ��رب يرونهم ب�ش ��كل متزايد على �أنهم‬ ‫بي ��ادق للغ ��رب‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن الغ ��رب يتجاه ��ل واقع‬ ‫محنتهم‪ .‬هناك عزاء �صغير هو �أن ما يواجهونه الآن‬ ‫واجه ��ه اليهود الع ��رب الذين كان ��وا �ضحايا حمالت‬ ‫ط ��رد في وقت �سابق من العالم العربي‪ .‬التاريخ عادة‬ ‫ال يعي ��د نف�سه‪ ،‬ولك ��ن كما الحظ الكات ��ب البريطاني‬ ‫روب ��ن هاري�س في مجل ��ة "ذي �سبيكتايتور"‪�" ،‬شعب"‬ ‫يوم الأحد يلحق الآن ب�شع ��ب "يوم ال�سبت" بالخروج‬ ‫من ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫م�أ�س ��اة الم�سيحيي ��ن ف ��ي المنطق ��ة وا�ضح ��ة‪� .‬إنهم‬ ‫يخ�س ��رون حياته ��م وبيوته ��م ودور عبادته ��م‪ .‬ويت ��م‬ ‫طردهم م ��ن �أوط ��ان �آبائه ��م و�أجداده ��م‪ .‬و�أجبروا‬ ‫بالتال ��ي على الفرار كالجئين �إل ��ى البلدان المجاورة‬ ‫مرحب بهم‪.‬‬ ‫حيث‪ ،‬في كثير من الحاالت‪ ،‬غير ّ‬ ‫لك ��ن من المهم �أن نالح ��ظ �أن �إزالة الم�سيحيين من‬ ‫المنطق ��ة ه ��ي كارثة للم�سلمي ��ن �أي�ض ًا‪� .‬س ��وف يكون‬ ‫عليه ��م القيام بمهمة بناء مجتمعات الئقة في �أعقاب‬ ‫هذه الفظائع‪ .‬وهذا العمل �سيكون مهمة �صعبة للغاية‬ ‫من طري ��ق �إزال ��ة الم�سيحيي ��ن من و�سطه ��م‪ .‬ولي�س‬ ‫مجرد ذكرى هذه الأعمال الوح�شية �سوف تف�سد هذه‬ ‫المجتمع ��ات – الجن ��اة وال�ضحايا عل ��ى حد �سواء –‬ ‫ف ��ي الم�ستقبل الغام�ض وغير المحدد؛ بل �أي�ض ًا �إزالة‬ ‫الم�سلمي ��ن لهذا النوع من التعددي ��ة التي هي �أ�سا�س‬ ‫�أي حي ��اة عام ��ة ديموقراطية حقيقي ��ة‪� .‬أحد �أهداف‬ ‫"الربيع العربي" هو �أن الم�سلمين يريدون و�ضع حد‬ ‫للإ�ستبداد‪ .‬ولك ��ن ال�ضامن الوحي ��د الدائم للحقوق‬ ‫ال�سيا�سي ��ة هو ن ��وع من التن ��وع الإجتماع ��ي والديني‬ ‫ال ��ذي يعم ��ل الم�سلمون ف ��ي المنطقة للق�ض ��اء عليه‪.‬‬ ‫�إذا ل ��م يتم فعل �شيء لتغيير ه ��ذا الو�ضع‪ ،‬ف�إن الأمل‬ ‫ف ��ي تحقيق ال�سالم واالزدهار في ال�شرق الأو�سط قد‬ ‫يتال�شى مع ال�سكان الم�سيحيين في المنطقة‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪37‬‬


‫العالم العربي ¶ مو�ضوع الغالف‬ ‫ب�إعتب ��اره �إ�شارة �إلى �أن الم�سيحيي ��ن على �أقل تقدير‬ ‫دعموا الإنقالب الع�سك ��ري‪ ،‬وربما كان لهم دور فيه‪.‬‬ ‫من جهتهم‪ ،‬المت�شددون من رجال الدين الم�سلمين‪،‬‬ ‫م ��ع حري ��ة غي ��ر م�سبوق ��ة للتب�شي ��ر عل ��ى التلفزيون‬ ‫الم�صري بعد "الربيع العربي" في ‪ ،2011‬وجدوا في‬ ‫الم�سيحيين هدف ًا بدي ًال مريح ًا من الجي�ش‪.‬‬ ‫لق ��د �أطلقت القن ��وات التلفزيونية الديني ��ة واب ًال من‬ ‫الت�صريح ��ات الحارقة �ضد الم�سيحيين‪ ،‬مع �إن�ضمام‬ ‫حرك ��ة "الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" وذراعه ��ا ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫"ح ��زب الحري ��ة والعدالة"‪� ،‬إليه ��ا‪ .‬ال تزال قائمة‬ ‫الكنائ�س الم�سيحية الت ��ي �أحرقت‪ ،‬و ُنهبت‪ ،‬وفي كثير‬ ‫من الح ��االت‪ ،‬د ُِّم ��رت في م�ص ��ر تكبر‪ .‬وق ��د هاجم‬ ‫الغوغائي ��ون �أي�ض� � ًا الأديرة والمدار� ��س‪ ،‬وال�شركات‪،‬‬ ‫وحت ��ى بي ��وت الم�سيحيي ��ن المعروفي ��ن‪ .‬ف ��ي حادثة‬ ‫واحدة ُذك ��رت تفا�صيلها ف ��ي ني�س ��ان (�إبريل) (في‬ ‫حي ��ن كان مر�س ��ي ال ي ��زال ف ��ي من�صب ��ه)‪ ،‬هاج ��م‬ ‫الإ�سالمي ��ون الكاتدرائية القبطي ��ة في القاهرة عقب‬ ‫ت�شيي ��ع جنازة �أربع ��ة م�سيحيين ُقتلوا ف ��ي �إ�شتباكات‬ ‫طائفية‪ .‬في معرك ��ة �ضارية تلت ذلك‪ ،‬و�ضع الأقباط‬ ‫دفاع ًا قوي ًا ح ��ول مجمع الكاتدرائية‪ ،‬وتبادلوا �إطالق‬ ‫ك�سروا‬ ‫النار وقنابل المولوتوف مع المهاجمين الذين ّ‬ ‫حجارة جدران الكاتدرائية الثمينة‪.‬‬ ‫‪ ‬في �آب (�أغ�سط�س) الفائت‪� ،‬أجرت وكالة "�أ�سو�شيتد‬ ‫بر� ��س" مقابل ��ة مع راهب ��ة فرن�سي�سكانية ف ��ي �صعيد‬ ‫م�صر وهي مدي ��رة المدر�س ��ة الكاثوليكية في مدينة‬ ‫"بني �سويف" التي نهبها متظاهرون و�إعتدوا جن�سي ًا‬ ‫على موظفتين فيه ��ا‪ ،‬و�سرقوا �أجهزة الكومبيوتر من‬ ‫المدر�س ��ة‪ ،‬و�أ�ضرم ��وا الن ��ار ف ��ي المبنى‪ .‬وق ��د �أزال‬ ‫الغوغائي ��ون ال�صلي ��ب قبال ��ة بوابة ال�ش ��ارع وو�ضعوا‬ ‫مكانه بما و�صفته الراهبة الفتة �سوداء �شبيهة بالفتة‬ ‫تنظيم "القاعدة"‪ .‬ثم‪،‬قال ��ت‪ ،‬طاف الغوغائيون بها‬ ‫وبثالث راهبات �أخريات "مث ��ل �أ�سرى حرب و�أخذوا‬ ‫ي�صب ��ون اللعن ��ات علين ��ا فيم ��ا كان ��وا يقودونن ��ا من‬ ‫زق ��اق �إلى �آخر م ��ن دون �أن يقولوا لن ��ا �إلى �أين كانوا‬ ‫ي�أخذونن ��ا"‪� .‬إم ��ر�أة م�سلم ��ة كان ��ت تعم ��ل �سابق ًا في‬ ‫المدر�س ��ة �أقنعت المهاجمين بالإفراج عن الراهبات‬ ‫وحمتهنّ في منزلها‪.‬‬ ‫وي�شك ��و الم�سيحي ��ون الع ��رب من الالمب ��االة الغربية‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى الإعت ��داء الأخي ��ر عل ��ى الطوائ ��ف‬ ‫الم�سيحية في ال�شرق الأو�س ��ط‪ .‬وفي الحقيقة �أنه لم‬ ‫يكن هناك رد فعل يذكر من الحكومات في العوا�صم‬ ‫الأوروبية‪ ،‬وف ��ي وا�شنطن كانت الق�ص ��ة عينها‪ .‬وفي‬ ‫تعلي ��ق على موقع الكني�سة القبطي ��ة الكاثوليكية‪ ،‬دعا‬ ‫الكاهن هنري بوالد‪ ،‬مدير المركز الي�سوعي الثقافي‬ ‫ف ��ي الإ�سكندري ��ة‪ ،‬الغرب لإدان ��ة جماع ��ة "الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن" لن�شره ��ا "الإره ��اب ف ��ي جمي ��ع �أنحاء‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫مع نهاية الحكم الإ�ستعماري‬ ‫�شجعت حكومات‬ ‫في القرن الع�شرين‪ّ ،‬‬ ‫الدول الوطنية في ال�شرق الأو�سط‬ ‫الم�ستقلة حديث ًا بن�شاط نزوح‬ ‫المواطنين الم�سيحيين من المنطقة من‬ ‫تحد من ح ّقهم‬ ‫خالل �سن قوانين ّ‬ ‫في التب�شير �أو بناء �أماكن العبادة‬ ‫م�ص ��ر"‪ ،‬م ��ع "جرائ ��م قتل وخط ��ف ومطال ��ب فدية‬ ‫و�سرقات و�إغت�صاب"‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬كتب الي�سوعي‪،‬‬ ‫الغ ��رب ُ�ص � ِ�دم "لأن الجي�ش الم�صري ق ��د تج ّر�أ على‬ ‫ط ��رد ‘الإخوان الم�سلمي ��ن‘ ‪ . . .‬عندما قررت م�صر‬ ‫ال ��رد و�إعادة بع�ض النظام �إل ��ى هذه الفو�ضى‪� ،‬صرخ‬ ‫الغرب حول الإ�ضطهاد والظلم والف�ضيحة"‪.‬‬ ‫لك ��ن ف ��ي العال ��م العربي‪ ،‬حي ��ث ال �شيء ه ��و على ما‬ ‫يب ��دو علي ��ه �أكثر م ��ن �أي وقت م�ضى‪ ،‬ال ت ��زال هناك‬ ‫�أحياء‪� ،‬سواء في م�ص ��ر و�أماكن �أخرى كلبنان‪ ،‬حيث‬ ‫يتعاي�ش فيه ��ا الم�سلمون والم�سيحي ��ون‪ .‬في ال�صيف‬ ‫الفائت‪� ،‬أعرب بطري ��رك الإ�سكندرية الأنبا‪� ‬إبراهيم‬ ‫�إ�سحق �سدراك‪ ،‬زعي ��م الطائفة القبطية الكاثوليكية‬ ‫ف ��ي م�صر‪ ،‬علن ًا ع ��ن �شكره ل"مواطنين ��ا الم�سلمين‬ ‫ال�شرف ��اء الذي ��ن وقف ��وا �إل ��ى جانبنا‪ ،‬وبق ��در ما في‬ ‫و�سعهم‪ ،‬للدفاع عن كنائ�سنا وم�ؤ�س�ساتنا"‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ف� ��إن الدول العربية الت ��ي لي�س الم�سيحيون‬ ‫فيه ��ا‪ ،‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬مواطني ��ن م ��ن الدرج ��ة الثانية‬ ‫ن�صبت العائل ��ة المالكة الها�شمية‬ ‫قليل ��ة‪ .‬في الأردن‪ّ ،‬‬ ‫نف�سه ��ا من ��ذ فترة طويل ��ة حامية للأقلي ��ة الم�سيحية‬ ‫البال ��غ عدده ��ا ‪� 350‬ألف� � ًا �أو ‪ 6‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن عدد‬ ‫ال�س ��كان‪ .‬وفي لبن ��ان‪ ،‬على الرغم من زي ��ادة العداء‬ ‫ل"ح ��زب اهلل" وبع�ض الأ�صوليي ��ن ال�سلفيين ال�سنة‪،‬‬ ‫يتطلب الد�ستور عل ��ى �أن يكون رئي�س الدولة م�سيحي ًا‬ ‫ماروني ًا‪ .‬وحت ��ى مع ذلك‪ ،‬هناك �أي�ض� � ًا نموذج يمكن‬ ‫�أن يطم ��ح �إلي ��ه الأ�صولي ��ون الإ�سالمي ��ون‪ ،‬وال ��ذي‬ ‫يتج�س ��د بالمملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬فهي بلد م�سلم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫غالبيت ��ه م ��ن ال�س ّنة (‪ ،)%90‬حي ��ث �أن الإ�سالم لي�س‬ ‫مج ��رد دي ��ن الدول ��ة الر�سم ��ي فق ��ط‪ ،‬بل ه ��و الدين‬ ‫الوحي ��د الم�سم ��وح بممار�سته فقط‪ ،‬وحري ��ة العبادة‬ ‫ه ��ي مفهوم غريب‪ .‬وت�ضم ال�سعودية‪ ،‬بطبيعة الحال‪،‬‬ ‫المدينتي ��ن الإ�سالميتين المقد�ستين مك ��ة المك ّرمة‬ ‫والمدينة المنورة‪ ،‬ولكن ُيعتبر البلد ب�أكمله "م�سجد ًا‬

‫كبي ��ر ًا" حي ��ث �أن ممار�سة �أي دين �آخر‪� ،‬سواء علن ًا‬ ‫�أو –على الأقل من الناحي ��ة النظرية–خا�ص ًا ممنوع‬ ‫‪ .‬وم ��ن المفارق ��ات‪� ،‬أن ع�ش ��رات الآالف م ��ن العمال‬ ‫ال�ضي ��وف الم�سيحيين م ��ن الفيلبين الذي ��ن يعي�شون‬ ‫ف ��ي ال�سعودي ��ة‪ ،‬والذي ��ن ال غنى عنه ��م لإقت�صادها‪،‬‬ ‫يج ��د عدد كبي ��ر منهم ال�سب ��ل لممار�س ��ة العبادة كل‬ ‫ي ��وم �أحد‪ .‬وتعمل ال�شرطة الدينية ال�سعودية كي يكون‬ ‫ه ��ذا الن�ش ��اط الكبير �سري� � ًا وغير مرئ ��ي‪ .‬ويحب �أن‬ ‫ي�شي ��ر ال�سعوديون �أي�ض ًا �إلى �أن نظير بالدهم الغربي‬ ‫ه ��و الفاتي ��كان‪ ،‬حي ��ث ال ي�سم ��ح لأحد ببن ��اء م�سجد‬ ‫هن ��اك‪ .‬ولكن في حي ��ن �أن الم�سيحيي ��ن ال يحق لهم‬ ‫وال ي�ستطيع ��ون زيارة الم ��دن المقد�س ��ة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫ف�إن �أبواب كني�سة القدي�س بطر�س على الأقل مفتوحة‬ ‫للم�سلمين‪.‬‬ ‫الكارث ��ة التي يواجهها الم�سيحيون ف ��ي العراق‪ ،‬التي‬ ‫�سبقت تل ��ك البقي ��ة‪� ،‬إكت�سبت المزيد م ��ن الإهتمام‬ ‫ب�إعتباره ��ا واح ��دة م ��ن العواق ��ب غي ��ر المق�ص ��ودة‬ ‫للحرب في العراق‪ .‬كما برهنت بالد ما بين النهرين‬ ‫عل ��ى �أنه عندما يتع ّل ��ق الأمر بالعن ��ف الطائفي‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�شرق الأو�سط يمكن �أن يكون �أكثر عد ًال‪ .‬لقد عر�ض‬ ‫ال�شيع ��ة وال�سنة العراقيون قدر ًا كبي ��ر ًا من الوح�شية‬ ‫وه ��م يقاتل ��ون بع�ضه ��م بع�ض ًا كم ��ا فع ��ل الأ�صوليون‬ ‫الم�سلم ��ون في �إ�ضطه ��اد الم�سيحيين العراقيين‪ .‬في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2003‬في �أعقاب الغ ��زو الأميركي‪ ،‬بد�أ �شيعة‬ ‫الع ��راق‪ ،‬الذي ��ن ي�شكل ��ون نح ��و �ستين ف ��ي المئة من‬ ‫ال�سكان‪ ،‬ب�إ�ستهداف الم�سيحيين الكلدان‪ .‬كان يكفي‬ ‫�أن يك ��ون الكل ��دان م�سيطري ��ن على �صناع ��ة وتجارة‬ ‫الخمور في العراق‪ ،‬وال�شيعة يريدون حظر الكحول‪.‬‬


‫م�شاريع البناء في المملكة �سائرة على قدم و�ساق‬

‫�أ�ص ��در الملك عب ��د اهلل �أوامر لمن ��ح المواطنين قطع‬ ‫م ��ن الأرا�ضي الت ��ي �سبق �أن ُح ّ�ضرت لبن ��اء المنازل‪،‬‬ ‫وقرو�ض لبناء المنازل على تلك الأرا�ضي‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من ه ��ذه الجه ��ود‪ ،‬هناك مخ ��اوف من‬ ‫ع ��دم كفاي ��ة التقدم الذي يج ��ري حالي� � ًا‪ .‬مقارنة مع‬ ‫دول الخلي ��ج الأخرى‪ ،‬المط ّورون �أق ��ل �أهمية بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى توفير الإمدادات ف ��ي المملكة‪" .‬القطاع الخا�ص‬ ‫والقطاع العام يقدمان �أنواع ًا مختلفة من الم�ساكن"‪،‬‬ ‫يقول بول غامبل‪ ،‬مدير في وكالة "فيت�ش للت�صنيف"‪.‬‬ ‫وي�ضيف‪" :‬ت � ّ�م ت�صميم معظم الم�ساك ��ن في المملكة‬ ‫وتطويره ��ا من قب ��ل �أ�صحابه ��ا‪ .‬فالمط� � ّورون لديهم‬ ‫فق ��ط ق�سم �صغير م ��ن ال�سوق وهم يتوجه ��ون عموم ًا‬ ‫�إلى طبق ��ة الدخل فوق المتو�سطة من ال�سوق‪ .‬الطبقة‬ ‫ذات الدخ ��ل المنخف�ض ال ُتخ ��دم ب�شكل جيد من قبل‬ ‫المطورين"‪.‬‬ ‫�إنه هذا الق�سم الأخير الت ��ي تحاول الحكومة خدمته‪.‬‬ ‫ولك ��ن جنب� � ًا �إلى جنب م ��ع الأم ��وال العام ��ة‪� ،‬ستكون‬ ‫هن ��اك حاج ��ة �إل ��ى التموي ��ل الخا� ��ص‪ .‬فم ��ن هنا قد‬ ‫بك ��ون لقانون الرهن العق ��اري – �أُ�صدر منه ثالثة من‬ ‫خم�سة �أق�سام‪ -‬ت�أثير دافع‪ .‬وفق ًا لتقديرات "كابيتا�س‬

‫حالي ًا‪ 30 ،‬في المئة فقط من‬ ‫ال�سعوديين يملكون منازل خا�صة بهم‪،‬‬ ‫مقارنة بالمعدل العالمي البالغ ‪70‬‬ ‫في المئة‪ .‬ولي�س هناك �سوى �إختراق‬ ‫�ضئيل للرهن العقاري يبلغ اثنين في‬ ‫المئة في ال�سوق العقارية‬

‫غ ��روب" (‪ ،)Capitas Group‬وه ��ي �شرك ��ة مقرها‬ ‫جدة‪ ،‬يمكن للتو�سع في القرو�ض العقارية �أن ي�ؤدي �إلى‬ ‫زيادة الإقرا�ض ال�سكني �إلى ‪ 32‬مليار دوالر �سنويا‪.‬‬ ‫ويتن ��اول ت�شري ��ع الرهن العق ��اري الجدي ��د الجوانب‬ ‫القانوني ��ة في ما يتعلق ب�إج ��راءات الرهن التي ينبغي‬ ‫تح�س ��ن �إ�ستع ��داد المقر�ضي ��ن لقب ��ول العق ��ارات‬ ‫�أن ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ك�ضمان‪ .‬ويوفر الت�شريع �أي�ضا الأ�سا�س لخلق �شركات‬

‫يح�سن‬ ‫تمويل عقاري من دون ودائ ��ع‪ .‬وهذا ينبغي �أن ّ‬ ‫فر� ��ص الح�ص ��ول عل ��ى ال�سكن ف ��ي حين جع ��ل �أكثر‬ ‫الأدوات الإ�ستثمارية متاحة للم�ؤ�س�سات المالية ‪.‬‬ ‫حالي� � ًا‪ 30 ،‬ف ��ي المئة فقط م ��ن ال�سعوديي ��ن يملكون‬ ‫منازل خا�صة به ��م‪ ،‬مقارنة بالمع ��دل العالمي البالغ‬ ‫‪ 70‬في المئة‪ .‬ولي�س هناك �سوى �إختراق �ضئيل للرهن‬ ‫العقاري يبلغ اثنين في المئة في ال�سوق العقارية‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن التمويل العق ��اري من قبل البنوك‬ ‫التجاري ��ة قد نم ��ا ب�أكثر من ‪ 25‬في المئ ��ة �سنوي ًا منذ‬ ‫�أوائ ��ل الع ��ام ‪ ،2011‬يالحظ �صن ��دوق النقد الدولي‪،‬‬ ‫ف�إن ��ه ال ي ��زال يمث ��ل �أقل م ��ن خم�س ��ة ف ��ي المئة من‬ ‫الإئتمان الم�صرفي ال�سعودي‪.‬‬ ‫هن ��اك الآن معلوم ��ات تفيد ب� ��أن اثنين م ��ن المقاطع‬ ‫المتبقي ��ة م ��ن ت�شريع ��ات الرهن العق ��اري �سوف تتم‬ ‫الموافق ��ة عليه ��ا قريب ًا‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬هن ��اك �إنف�صال‬ ‫بين طالبي الره ��ون العقارية ‪ -‬والذين هم من ذوات‬ ‫الدخ ��ل المرتف ��ع عموم� � ًا ‪ -‬و�أولئك �أ�صح ��اب الدخل‬ ‫المنخف� ��ض الذي ��ن يبحثون عن ال�سك ��ن الذي تقدمه‬ ‫الحكومة وبتمويل من �صندوق التنمية العقارية‪.‬‬ ‫"ان ��ه من غير المحتمل �أن تك ��ون هناك زيادة كبيرة‬ ‫ف ��ي التمويل م ��ن البنوك‪ ،‬الت ��ي تقدم بالفع ��ل تمويل‬ ‫الإ�سكان على �أ�سا�س محافظ"‪ ،‬يالحظ غامبل‪.‬‬ ‫م ��ا ه ��و �أكثر م ��ن ذلك‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن قان ��ون الرهن‬ ‫يعجل في‬ ‫العقاري ي� ّؤجج الطلب ‪ ،‬ف�إنه لي�س بال�ضرورة ّ‬ ‫زيادة المعرو�ض‪ .‬النتيجة تعني �إرتفاع الأ�سعار في كل‬ ‫جول ��ة‪ .‬هذا �أم ��ر خطير ب�صف ��ة خا�ص ��ة لأن قرارات‬ ‫حكومية �سابقة كان لها ت�أثير �ضار و�سيىء على توافر‬ ‫الأرا�ضي‪ ،‬مع هدايا الأرا�ضي التي حدّت من العر�ض‪.‬‬ ‫وقد و ّزعت الحكوم ��ة حوالي ‪ 2.2‬مليوني قطعة �أر�ض‬ ‫للأرام ��ل والذكور الذين هم فوق �س ��ن ال‪ .18‬وت�ش ّكل‬ ‫الأرا�ضي ع ��ادة ‪ 50‬في المئة من تكلفة بناء منزل في‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬مقارنة بمتو�سط​​الثلث في‬ ‫�أوروبا‪ .‬كل هذا ال ي�شجع على بناء المنازل‪.‬‬ ‫وتت�أث ��ر المناط ��ق الح�ضري ��ة ب�ش ��كل خا� ��ص‪� ،‬إذ �أن‬ ‫الم�ضارب ��ة عل ��ى الأرا�ضي قد �أدّت �إل ��ى �إرتفاع �أ�سعار‬ ‫الأرا�ض ��ي المخ�ص�ص ��ة للإ�ستخ ��دام ال�سكني‪ .‬وتفيد‬ ‫المعلوم ��ات ب� ��أن مجل� ��س ال�ش ��ورى �س ��وف يبحث في‬ ‫�إ�ستراتيجيات بديلة لت�شجي ��ع التنمية والإ�سكان‪ ،‬مثل‬ ‫ال�ضرائب على الأرا�ضي غير الم�ستغ ّلة ‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها تعرف الحكوم ��ة �أن النق�ص في الم�ساكن‬ ‫في البالد لي�ست ق�ضية قابلة للحل ب�سهولة من طريق‬ ‫قرار ب�سيط بمنح المال فح�سب‪� .‬إن �إ�صالح �إ�ستخدام‬ ‫الأرا�ض ��ي‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب مع تحفيز تمويل الإ�سكان‪،‬‬ ‫ينبغ ��ي �أن يو ّف ��را ف ��ي نهاية المط ��اف الح ��ل لزيادة‬ ‫م�ستمرة في المعرو�ض م ��ن الم�ساكن التي من �ش�أنها‬ ‫�أن تجنب البالد �أزمة �إ�سكان على المدى الطويل‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪39‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫السعودية‬

‫العمل على ت�أمين م�سكن لكل مواطن ِّ‬ ‫تن�شط القطاع العقاري في المملكة‬

‫السعودية‪ٌ :‬‬ ‫أسباب للتفاؤل‬ ‫�أطلقت المملكة العربية ال�س��عودية برنامج ًا �ضخم ًا لبناء الم�ساكن يهدف �إلى تن�شيط القطاع العقاري في‬ ‫البالد حيث يبدو �أن البنية التحتية التنظيمية والمالية الآن على �إ�ستعداد لتقديم الدعم الالزم‪.‬‬ ‫الريا�ض ‪ -‬راغب ال�شيباني‬ ‫م�ض ��ى عام ��ان عل ��ى �إط�ل�اق الحكوم ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة مح ّرك الإنف ��اق المالي الذي‬ ‫ر ّك ��ز عل ��ى العق ��ارات‪� .‬سل�سلة م ��ن الم�شاري ��ع بد�أت‬ ‫تعط ��ي ت�أثيرها في ال�س ��وق‪ ،‬حيث تخط ��ط ال�سلطات‬ ‫لبناء ‪ 500,000‬منزل لذوي الدخل المنخف�ض بحلول‬ ‫الع ��ام ‪ .2015‬لكن ع ��دم وجود �أرا� ٍ��ض متاحة �إ�ضافة‬ ‫�إل ��ى عوائق هيكلية �أخرى قد يحب ��ط جهود ال�سلطات‬ ‫لتوفير م�سكن لكل مواطن �سعودي في غ�ضون �أقل من‬ ‫عامين‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الزاوية ال�سكنية في ال�سوق هي منطقة نمو‬ ‫كبي ��رة‪ ،‬مدعومة بجهود التمويل الممنوحة من الدولة‬ ‫الت ��ي �ستق� �دّم ‪ 250‬مليار ري ��ال (‪ 66.6‬مليار دوالر)‬ ‫لحل الم�شكلة‪ .‬لقد �أعلن العاهل ال�سعودي الملك عبد‬ ‫اهلل بن عبد العزيز في العام ‪� 2011‬أن حجم القرو�ض‬ ‫التي منحه ��ا �صندوق التنمية العقاري ��ة‪ ،‬وهو م�ؤ�س�سة‬ ‫�إقرا�ض متخ�ص�صة‪� ،‬سيرتفع من ‪ 300‬مليون ريال �إلى‬ ‫‪ 500‬مليون ريال‪ .‬وت�شرف على برنامج الإ�سكان وزارة‬ ‫الإ�س ��كان التي �أن�شئت حديث ًا‪ ،‬والتي في ت�شرين الثاني‬ ‫(نوفمبر) ‪ 2011‬ع َّينت المط ّور الأميركي "بار�سونز"‬ ‫(‪ )Parsons‬ك ��ي يكون المخطط الرئي�سي للم�شروع‪،‬‬ ‫الذي ُق ِّ�سم �إلى ‪ 11‬م�شروع ًا متفرع ًا‪.‬‬ ‫ولك ��ن هذا هو عن�ص ��ر واحد فقط م ��ن الحزمة‪� .‬إلى‬ ‫جان ��ب النقود فقد ُ�س َّن ��ت ت�شريعات للره ��ن العقاري‬ ‫جديدة والتي من �ش�أنها تح�سين فر�ص الح�صول على‬ ‫التمويل الإ�سكاني‪.‬‬ ‫الدافع وراء الإرتفاع الأخير في الن�شاط العقاري �أي�ض ًا‬ ‫يع ��ود �إلى مر�سوم ملكي ي�سمح ل ��وزارة الإ�سكان بمنح‬ ‫�أرا�ض وقرو�ض عقارية من دون فائدة �إلى المواطنين‬ ‫ال�سعوديين من خالل �صن ��دوق التنمية العقارية؛ كما‬ ‫�أن هناك �أي�ض ًا دع ��وات لإن�شاء �شركة لإعادة التمويل‬ ‫العقاري تحت مظلة �صندوق الإ�ستثمارات العامة‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الملك عبد الله بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫منزل لكل �سعودي قبل نهاية ‪2015‬‬

‫وزير الإ�سكان ال�سعودي الدكتور �شوي�ش ال�ضويحي‪:‬‬ ‫مهمة �صعبة ولكن‪...‬‬

‫مث ��ل هذه الجهود من دون �شك له ��ا ت�أثير في ال�سوق‪.‬‬ ‫وفق� � ًا ل�شرك ��ة "�أن ٍي‪ .‬بي‪ .‬كابيت ��ال"‪ ،‬متخ�ص�صة في‬ ‫�إدارة الأ�صول ومقرها ف ��ي الريا�ض‪� ،‬إن ‪ 39‬في المئة‬ ‫من عقود البناء ال�سع ��ودي البالغ مجموعها ‪ 54‬مليار‬ ‫ريال تم منحها �إل ��ى القطاع العقاري في الربع الثاني‬ ‫م ��ن الع ��ام ‪ .2013‬بع ��د الكثير م ��ن ال�ضجيج‪ ،‬يجري‬ ‫و�ض ��ع "اللح ��م" عل ��ى "عظ ��ام" الخط ��ط لمعالج ��ة‬ ‫النق�ص المزمن في الم�ساكن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نما قطاع البناء ال�سعودي �أي�ضا بن�سبة ‪ 6.6‬في المئة‬ ‫ف ��ي الن�صف الأول من العام ‪ ،2013‬كما �أفادت �شركة‬ ‫"ج ��دوى للإ�ستثمار"‪ .‬و�إرتفع �إنت ��اج الأ�سمنت خالل‬ ‫الأ�شه ��ر الثمانية الأولى من الع ��ام الراحل ثمانية في‬ ‫المئة عما كان عليه في الفترة عينها من العام ‪.2012‬‬ ‫ولك ��ن ال�ش ��ك المزعج ه ��و م ��ا �إذا هذا �سيك ��ون حق ًا‬ ‫كافي ًا للبدء بعملي ��ة البناء وتوفير ال�سكن الذي يطلبه‬ ‫ال�سعودي ��ون‪ .‬وفق� � ًا لوكال ��ة الإ�ست�شارات "�س ��ي بي �أر‬ ‫�إي"‪ ،‬تحت ��اج المملكة �إلى بن ��اء ‪ 85,000‬منزل �سنوي ًا‬ ‫لمواكبة عدد �سكانها البالغ ‪ 28.4‬مليون ن�سمة والذي‬ ‫ينمو بمعدل ‪ 2.5‬في المئة �سنوي ًا‪.‬‬ ‫المخط ��ط‪ ،‬الذي �ستبلغ كلفته ‪ 250‬مليار ريال �سيبني‬

‫‪ 500,000‬وح ��دة �سكني ��ة‪� ،‬س ��وف ي�ساع ��د الفئ ��ات‬ ‫المنخف�ضة والمتو�سطة الدخل على وجه الخ�صو�ص‪.‬‬ ‫بع ��د الجمود الأ ّولي‪ ،‬في الرب ��ع الأول من العام ‪2013‬‬ ‫منح ��ت وزارة الإ�سكان عق ��د ًا لتطوي ��ر ‪ 7,000‬وحدة‬ ‫�سكنية ب�أ�سعار معقولة �شمال غرب مطار الريا�ض‪.‬‬ ‫وق ��د �ص ّعد �صن ��دوق التنمي ��ة العقارية و�س� � ّرع ن�شاط‬ ‫الإقرا� ��ض مع بلوغ كتاب ت�سجي ��ل القرو�ض �إلى ‪94.5‬‬ ‫ملي ��ار ريال في نهاية �أيلول (�سبتمبر) ‪ ،2012‬مقارنة‬ ‫مع ‪ 77.6‬مليار ريال في نهاية العام ‪ .2010‬وقد �شهد‬ ‫�صن ��دوق التنمي ��ة العقاري ��ة ر�أ�سماله يزي ��د ‪ 40‬مليار‬ ‫ريال �إ�ضافية في العام ‪ ،2011‬لم�ساعدته على ت�سهيل‬ ‫موافقة �أ�سرع على القرو�ض‪.‬‬ ‫وي ��رى محللون نمو ًا في �سوق الإ�س ��كان �إلى حد كبير‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التح�ضر‬ ‫بف�ض ��ل النم ��و الإقت�صادي الق ��وي‪ ،‬وزي ��ادة‬ ‫والتغييرات الديموغرافية التي ت�شجع على بناء منازل‬ ‫جدي ��دة‪ .‬وقد عززت الأ�س ��ر ال�صغيرة​​الحجم الطلب‬ ‫على الم�ساكن‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها تم�ضي ال ��وزارة نف�سها قدم� � ًا في خططها‬ ‫لتوفير منزل لكل مواطن في �إطار برنامجها "القرو�ض‬ ‫والأرا�ضي"‪ .‬ف ��ي ني�سان (ابريل) م ��ن العام الراحل‪،‬‬


‫�أبو ظبي‪ :‬عودة النمو العقاري‬

‫الن�سبي ��ة الت ��ي يمك ��ن م ��ن خالله ��ا للمقيمين في‬ ‫دول ��ة الإم ��ارات الح�ص ��ول عل ��ى الدي ��ون لل�شراء‬ ‫�أو الإ�ستثم ��ار ف ��ي العدي ��د م ��ن المن ��ازل ح�ض ��ت‬ ‫البع�ض �إلى �إط�ل�اق دعوات عدة لل�سلطات لإتخاذ‬ ‫الإجراءات الالزمة‪.‬‬ ‫�أخير ًا‪� ،‬إ�ستجابت الدولة وفعلت‪� .‬إن قوانين الرهن‬ ‫العق ��اري الجديدة الت ��ي دخلت ح ّي ��ز التنفيذ في‬ ‫كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر) الفائ ��ت �س ��وف تجب ��ر‬ ‫البن ��وك والم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة العامل ��ة ف ��ي دولة‬ ‫الإمارات العربية المتحدة على �أخذ �أهلية وموارد‬ ‫مالية المدين بعين الإعتبار‪ .‬وفق ًا لقواعد جديدة‪،‬‬ ‫ف� ��إن عمالء مع دخل �شهري يتج ��اوز ‪ 50‬في المئة‬ ‫م ��ن قرو�ض ال�سك ��ن لن يكون ��وا م�ؤهلين للح�صول‬ ‫عل ��ى رهن عقاري‪ .‬ويختلف �سقف الرهن العقاري‬ ‫للقر� ��ض بالن�سب ��ة للقيم ��ة بح�س ��ب م ��ا �إذا كان‬ ‫المقتر� ��ض من مواطن ��ي الإم ��ارات �أم ال‪ ،‬وما �إذا‬ ‫كانت المرة الأولى التي ي�شتري فيها‪ ،‬وما �إذا كان‬ ‫المالك �س ��وف يقطن في المن ��زل �أو كان الغر�ض‬ ‫من ال�شراء هو الإ�ستثمار‪ .‬كما �أنه يعتمد على �سعر‬ ‫العقار وكذلك هيكل البيع‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى المواطني ��ن الإماراتيين‪ ،‬ال يمكن �أن‬ ‫تتج ��اوز قرو�ض الرهن العق ��اري ‪ 80‬في المئة من‬ ‫قيم ��ة العقار‪ ،‬وف ��ي حالة الممتل ��كات التي تتجاوز‬ ‫قيمتها ‪ 5‬ماليين درهم‪ ،‬ف�إن ن�سبة الرهن العقاري‬ ‫تنخف�ض �إلى ‪ 70‬في المئة‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سبة �إلى الوافدين‪ ،‬ف� ��إن الن�سب الخا�صة‬ ‫بهم هي ‪ 75‬و‪ 65‬على العقارات التي تبلغ قيمتها ‪5‬‬ ‫ماليين درهم �أو �أق ��ل‪ ،‬و�أكثر من ‪ 5‬ماليين درهم‬ ‫على التوالي‪.‬‬

‫بالنظر �إلى المخاوف من �إنهاك �سوق دبي ‪ -‬التي‬ ‫ع ��ادت �إل ��ى الإنتعا�ش من ��ذ عامين‪ -‬ف� ��إن ال�س�ؤال‬ ‫الرئي�سي هو م ��ا �إذا كانت تدابير البنك المركزي‬ ‫�ستك ��ون كافي ��ة لمنع �إرتف ��اع كبير �ض ��ار �آخر كما‬ ‫ر�أين ��ا في الفترة التي �سبق ��ت العام ‪ ،2009‬والذي‬ ‫فعل الكثير لت�شويه �سمعة دبي‪.‬‬ ‫ت�شي ��ر وكال ��ة "�ستان ��درد �آن ��د ب ��ورز" لخدم ��ات‬ ‫الت�صني ��ف االئتماني‪ ،‬ف ��ي تقرير ن�شرت ��ه �أخير ًا‪،‬‬ ‫�إل ��ى �أن قوانين الرهن العق ��اري ال�سكني الجديدة‬ ‫ال�صادرة عن الم�ص ��رف المركزي يمكن �أن تُعزّز‬ ‫محاف ��ظ المخاط ��ر الإئتماني ��ة للبن ��وك و�شركات‬ ‫التطوير العقاري في الإمارات على المدى البعيد‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقرير الذي حمل عن ��وان "�سقف قرو�ض‬ ‫الره ��ن العق ��اري ف ��ي الإم ��ارات يمك ��ن �أن يعزز‬ ‫المحاف ��ظ االئتماني ��ة للبنوك و�ش ��ركات التطوير‬ ‫العق ��اري" �إل ��ى �أنها المرة الأولى الت ��ي ت�ضع فيها‬ ‫القواني ��ن حدود ًا متعددة عل ��ى المبلغ الذي يمكن‬

‫�أ�صدر �صندوق النقد الدولي تحذير ًا‬ ‫في �شهر تموز (يوليو) الفائت‪ ،‬م�سلط ًا‬ ‫ال�ضوء على مخاطر تجدد فقاعة‬ ‫عقارات تختمر في دبي‪ ،‬حيث ّ‬ ‫يتركز‬ ‫الإنتعا�ش �إلى حد كبير في العقارات‬ ‫ال�سكنية ذات الجودة العالية‬

‫لم�شتري المنازل �إقترا�ضه من قيمة العقار‪.‬‬ ‫وق ��ال تيمو�شين �إنجن‪ ،‬محلل الإئتمان في الوكالة‪:‬‬ ‫رغ ��م ذل ��ك‪ ،‬نعتق ��د �أن القواني ��ن �س ��وف تدع ��م‬ ‫محفظ ��ة الإئتمان للبنوك على الم ��دى البعيد من‬ ‫خالل �إرغام البنوك على تبني ممار�سات �إقرا�ض‬ ‫�أكثر تحفظ ًا في مجال الإقرا�ض العقاري ال�سكني‪.‬‬ ‫من جهت ��ه قال تومي ترا�سك‪ ،‬محل ��ل االئتمان في‬ ‫الوكال ��ة‪ :‬بينما قد توف ��ر �أي طفرة �أخرى في �سوق‬ ‫العق ��ارات ل�ش ��ركات التطوير العق ��اري الم�صنفة‬ ‫ف ��ي الإم ��ارات �أرباح ًا كبي ��رة ق�صي ��رة الأجل‪� ،‬إال‬ ‫�أن �إنتعا�ش� � ًا تدريجي ًا وم�ستدام� � ًا �أكبر �سوف يكون‬ ‫�أف�ضل بكثير بالن�سبة �إلى الو�ضع الإئتماني الطويل‬ ‫الأجل له ��ذه الكيان ��ات‪ .‬ونعتق ��د �أن �سقف الرهن‬ ‫العق ��اري يمك ��ن �أن ي�ساع ��د عل ��ى التخفي ��ف من‬ ‫تقلب ��ات ال�س ��وق والخ�سائر في نهاي ��ة الأمر ويمنع‬ ‫وق ��وع دورة �أخ ��رى م ��ن االزدهار والك�س ��اد كالتي‬ ‫�شهدتها �أ�سواق العق ��ارات في الإمارات على مدى‬ ‫العقد الما�ضي‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقرير �أي�ض ًا �إلى �أنه من المرجح �أن يكون‬ ‫لقوانين الره ��ن العقاري الجدي ��دة ت�أثير محدود‬ ‫عل ��ى النم ��و االئتمان ��ي ف ��ي الإم ��ارات‪ ،‬وذلك لأن‬ ‫تقديرات الوكال ��ة ت�شير �إل ��ى �أن الرهون العقارية‬ ‫ال�سكني ��ة ت�ش ��كل �أقل من ‪ % 10‬م ��ن دفاتر قرو�ض‬ ‫البنوك في الإمارات‪.‬‬ ‫ولكن وفق ًا لماثيو غرين‪ ،‬المدير الم�ساعد ل�شركة‬ ‫الإ�ست�ش ��ارات العقارية "�سي ب ��ي �آر �إي" في دبي‪،‬‬ ‫م ��ن غير المرجح �أن تق ِّي ��د التغييرات ال�سوق التي‬ ‫تق�صدها ن�سب ��ة عالية من الم�شتري ��ن نقد ًا‪ .‬فمن‬ ‫ال� �ـ‪ 28.8‬مليار دره ��م المتداولة ف ��ي الأ�شهر‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪41‬‬


‫دبي‪ :‬هل تعود الفقاعة؟‬

‫الخليج العربي‬ ‫اإلمارات‬

‫بد�أ تنفيذ قانون الرهن العقاري الجديد الذي �أ�صدره الم�صرف المركزي‬

‫اإلمارات العربية المتحدة‪:‬‬ ‫محاولة ّ‬ ‫جدية لمنع حدوث "فقاعة" أخرى‬ ‫قواني��ن الرهن العقاري الجديدة التي دخلت حيّز التنفيذ منذ الأول من كانون الأول (دي�س��مبر) �س��وف‬ ‫تجب��ر البنوك والم�ؤ�س�س��ات المالية العاملة في دولة الإمارات العربية المتح��دة على �إتخاذ �أهلية وموارد‬ ‫مالية المدين بعين الإعتبار‪ .‬لكنها هل �ست�ساعد على منع فقاعة �سوق �أخرى؟‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬ب�سام عبد الملك‬ ‫ه ��ذه المرة‪ ،‬نحن جد ّي ��ون‪ .‬هذا‪ ،‬على‬ ‫الأق ��ل ما يظهر م ��ن ال�شع ��ار الجديد‬ ‫للبنك المرك ��زي لدولة االمارات العربية المتحدة‬ ‫فيم ��ا يب ��دو �أنه يحاول و�ض ��ع ح ّد لإ�ستم ��رار دورة‬ ‫الإزده ��ار والك�س ��اد ف ��ي �إع ��ادة ت�سخي ��ن �س ��وق‬ ‫العقارات في البالد‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪ 4‬ت�شري ��ن الثاني (نوفمب ��ر)‪� ،‬أ�ص ��در البنك‬ ‫المرك ��زي قواعد جديدة التي بموجبها �سيتم منح‬ ‫ره ��ون عقاري ��ة للم�شترين لأول م ��رة لمنزل ت�صل‬ ‫قيمته حتى ‪ 5‬ماليين درهم (‪ 1.36‬مليون دوالر)‬ ‫بن�سبة ‪ 80‬في المئة من قيمة العقار لمواطني دولة‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الإم ��ارات‪ ،‬و‪ 75‬ف ��ي المئة للأجان ��ب الوافدين –‬ ‫وهي محاولة هدفها الح ��د من الم�ضاربة التي قد‬ ‫�أحدثت �ضرر ًا كبير ًا ل�سوق العقارات في البالد في‬ ‫ال�سنوات الأخيرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان �صندوق النقد الدولي �أ�صدر تحذيرا في �شهر‬ ‫تموز (يوليو) الفائت‪ ،‬م�سلط ًا ال�ضوء على مخاطر‬ ‫تجدد فقاعة عقارات تختمر في دبي‪ ،‬حيث يتر ّكز‬ ‫الإنتعا�ش �إلى حد كبير في العقارات ال�سكنية ذات‬ ‫الجودة العالي ��ة‪� ،‬ساعده نمو ق ��وي للناتج المحلي‬ ‫الإجمالي غير النفطي‪ ،‬وزي ��ادة �أعداد الوافدين‪،‬‬ ‫والإ�ستق ��رار الن�سبي لدب ��ي كمق�ص ��د �إ�ستثماري‪.‬‬ ‫و�أظهرت �أرقام دائرة الأرا�ضي والأمالك في دبي‬ ‫�أن �إجمال ��ي قيمة المعام�ل�ات ال�سكنية و�صلت �إلى‬

‫‪ 28.8‬ملي ��ار درهم ف ��ي الن�ص ��ف الأول من العام‬ ‫‪.2013‬‬ ‫�إرتفعت �أ�سعار العقارات ال�سكنية في المتو�سط​​‪16‬‬ ‫ف ��ي المئة في العام على �أ�سا� ��س �سنوي فى ني�سان‬ ‫(ابريل) الفائت‪ ،‬كما �أ�شار �صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫وف ��ي العام حتى ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر) ‪،2013‬‬ ‫كانت الزيادة ف ��ي منطقة ال‪ 20‬في المئة ‪ -‬عالية‬ ‫بما يكفي لإعتبارها طفرة‪.‬‬ ‫م ��ع م�ستوى �أكب ��ر متاح م ��ن ال�سيولة ف ��ي النظام‬ ‫الم�صرف ��ي و�إنخفا� ��ض �أ�سعار الفائ ��دة‪ ،‬الحظت‬ ‫الوكال ��ة المالية الإ�ست�شاري ��ة "جونز النغ ال�سال"‪،‬‬ ‫ب� ��أن الديون تجد طريقه ��ا مرة �أخ ��رى �إلى هيكل‬ ‫ر�أ� ��س الم ��ال للمعام�ل�ات العقاري ��ة‪ .‬وال�سهول ��ة‬


‫الخليج العربي ¶ الإمارات‬ ‫ال�ست ��ة الأولى من العام ‪ 2013‬في دبي‪ ،‬كان هناك‬ ‫‪ 23.2‬مليار درهم نقد ًا ‪ -‬حوالي ‪ 80‬في المئة من‬ ‫المجموع‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬يق ��ول غرين‪" ،‬م ��اذا يفع ��ل التنظيم‬ ‫الجدي ��د؟ بالت�أكيد بالتحرك �إل ��ى الأمام‪� ،‬سي�ضع‬ ‫قي ��ود ًا عل ��ى النا�س من الذين لم يك ��ن لديهم نقد‬ ‫م ��ن الم�ضاربة‪� .‬إذا عدنا �إل ��ى فترة ‪2008-2005‬‬ ‫كان م ��ن ال�سهل جد ًا الح�ص ��ول على رهن عقاري‬ ‫و�أخ ��ذ االئتم ��ان الذي ي�ص ��ل �إلى ‪ %95‬م ��ن قيمة‬ ‫العق ��ار‪ .‬الآن يق ِّيد قان ��ون الرهن العقاري الجديد‬ ‫هذا الجانب م ��ن ال�سوق‪� ،‬صار م ��ن ال�ضروري �أن‬ ‫يك ��ون لديك ‪ 25‬في المئة ر�أ�س مال كدفعة مقدمة‬ ‫لتكون قادر ًا على الح�صول على رهن عقاري"‪.‬‬ ‫ف ��ي ه ��ذا ال�ص ��دد‪ ،‬ينبغ ��ي �أن تت�ضم ��ن القواع ��د‬ ‫الجدي ��دة �إمكان ��ات للم�ضاربة في ال�س ��وق‪ ،‬ولكن‬ ‫دب ��ي ت�شه ��د م�ضارب ��ات من �سب ��ل �أخ ��رى‪ .‬يقول‬ ‫غرين‪ ،‬الكثير من ذلك هو نقد �آت من خارج دولة‬ ‫الإمارات العربية المتحدة‪ ،‬والذي ال يت�أثر بالقيود‬ ‫المحلية على الإقرا�ض العقاري‪.‬‬ ‫لح�س ��ن الح ��ظ‪ ،‬التغي ��رات ف ��ي الره ��ن العقاري‬ ‫ال تب ��دو �أنه ��ا نهاي ��ة مجم ��وع جه ��ود ال�سلط ��ات‬ ‫الإماراتية لوقف دورة فقاعة العقارات‪ .‬الزيادات‬ ‫الم�ستهدف ��ة للر�سوم المتعلق ��ة بالعقارات في دبي‬ ‫م ��ن الم�ستوى الحال ��ي البالغ �إثنين ف ��ي المئة قد‬ ‫ُن ّفذت‪ ،‬والت ��ي �ستكون لها فائدة �إ�ضافية تتمثل في‬ ‫تعزيز الإندماج المالي‪.‬‬ ‫الم�شترون في دبي الذين يح�صلون على العقارات‬ ‫من خالل رهن عقاري واجهوا منذ ‪ 6‬ت�شرين الأول‬ ‫(�أكتوب ��ر) زي ��ادة في ر�س ��وم الت�سجيل م ��ن اثنين‬ ‫�إل ��ى �أربع ��ة في المئ ��ة‪ .‬هذه هي خط ��وة �أخرى في‬ ‫الإتج ��اه ال�صحيح ‪ -‬على الرغ ��م من �أن المحللين‬ ‫الحظوا �أنه بالن�سبة �إلى �أولئك الذين هم في �سوق‬ ‫العقارات للم�ضارب ��ة‪ ،‬الواحد في المئة الإ�ضافية‬ ‫المق�سم ��ة بي ��ن البائ ��ع والم�شتري لن تك ��ون حق ًا‬ ‫م�ؤث ��رة‪ .‬ب ��د ًال من ذل ��ك‪ ،‬ينبغي عل ��ى التنظيم �أن‬ ‫ير ّكز على �سوق خارج الخطة‪.‬‬ ‫"هن ��اك المزيد الذي يمكن القيام به‪ ،‬وتحديد ًا‬ ‫ف ��ي �س ��وق خ ��ارج الخط ��ة لأن ذل ��ك ه ��و المكان‬ ‫ال ��ذي تبد�أ فيه الم�ضارب ��ة وت�ؤثر في ت�صاعد بقية‬ ‫ال�سوق"‪ ،‬يقول غرين‪.‬‬ ‫البع�ض الآخر �أطلق دعوات لإتخاذ �إجراءات �أكثر‬ ‫حزم ًا لدعم القوانين الجديدة‪ .‬ودعا عبد العزيز‬ ‫الغري ��ر‪ ،‬رئي� ��س �إتح ��اد بن ��وك الإم ��ارات العربية‬ ‫المتح ��دة‪� ،‬إلى فر�ض عقوبات لدعم قانون الرهن‬

‫البنك المركزي في الإمارات‪ :‬طلقة �أولى في جهد �أو�سع‬

‫رئي�س �إتحاد البنوك في الإمارات عبد العزيز الغرير‪:‬‬ ‫التنظيم الجديد خطوة جيدة‬

‫العق ��اري الجديد ف ��ي البالد‪ ،‬بما ف ��ي ذلك وقف‬ ‫البن ��وك من تقديم منتجات عقارية‪ .‬وفق ًا للغرير‪،‬‬ ‫يدعو �إتحاده البنك المرك ��زي �إلى تعديل القانون‬

‫وكالة "�ستاندرد �آند بورز"‬ ‫لخدمات الت�صنيف االئتماني‪" :‬قوانين‬ ‫الرهن العقاري ال�سكني الجديدة‬ ‫ال�صادرة عن الم�صرف المركزي يمكن‬ ‫�أن ُتعزّ ز محافظ المخاطر الإئتمانية‬ ‫للبنوك و�شركات التطوير العقاري‬ ‫في الإمارات على المدى البعيد"‬

‫لي�شمل عقوبات عل ��ى البنوك والم�صرفيين الذين‬ ‫يخالف ��ون القواع ��د‪ .‬ل ��م يت ��م تقدي ��م �أي عقوبات‬ ‫ر�سمية حالي ًا �ضمن القوانين الجديدة‪.‬‬ ‫في ت�صريح ��ات لل�صحافيين في حفل �إعالمي في‬ ‫منت�ص ��ف ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر) ق ��ال الغرير‬ ‫�أن ��ه في حي ��ن �أن قان ��ون الرهن العق ��اري الجديد‬ ‫�سيق�ض ��ي على الكثير من التكهنات‪ ،‬يمكن لقواعد‬ ‫الحد من الإقرا�ض في الم�ستقبل �صعودا �أو هبوطا‬ ‫الإعتم ��اد على حالة ال�س ��وق‪ ،‬وقواعد جديدة على‬ ‫فترة الحد الأدنى حيث ي�ستطيع البائع �أن يحتفظ‬ ‫بالعقار قبل بيعه قد تُق َّدم‪.‬‬ ‫الأ�شه ��ر القليل ��ة المقبل ��ة �س ��وف تختبر م ��ا �إذا‬ ‫كانت تغييرات القاعدة و�إرتفاع ر�سوم الت�سجيل‬ ‫يمك ��ن �أن ت�أخ ��ذ الح ��رارة خ ��ارج ال�س ��وق‪ .‬ق ��د‬ ‫يك ��ون على �أبوظبي �أن تق ��وم بدرا�سة الأمر �أكثر‬ ‫و�أعم ��ق الآن بعدم ��ا �إلتقطت الإم ��ارات الوتيرة‬ ‫في �س ��وق العق ��ارات‪ .‬كان متو�س ��ط​​الزيادة في‬ ‫قيم ��ة العق ��ارات ال�سكني ��ة خالل الرب ��ع الثالث‬ ‫قوي� � ًا ‪ 14.4‬ف ��ي المئة بي ��ن تموز (يولي ��و) الى‬ ‫�أيل ��ول (�سبتمب ��ر)‪ ،‬وج ��اء ذل ��ك �إ�ضاف ��ة عل ��ى‬ ‫‪ 11.2‬في المئة ف ��ي الربع الثاني‪ ،‬وفقا للخبراء‬ ‫الإ�ست�شاريي ��ن"كالتون ��ز"‪.‬‬ ‫ينبغ ��ي �أن تكون تغييرات الره ��ن العقاري الطلقة‬ ‫الأول ��ى في جهد �أو�سع لو�ضع ح ��د لأ�سو�أ تجاوزات‬ ‫الم�ضاربات العقارية في دولة الإمارات‪ .‬ينبغي �أن‬ ‫ترى الأ�شهر ال�ستة المقبلة �إلى �سنة مدى الأثر‪� ،‬إن‬ ‫وجد‪ ،‬الذي �سيكون لها‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪43‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫من ثورة ‪ 17‬كانون الأول ‪2010‬‬

‫بالفرن�سي ��ة �أو العربية)‪ ،‬حي ��ث �أن عدد ًا قلي ًال من‬ ‫المنظمات غي ��ر الحكومية الغربي ��ة مثل "هيومن‬ ‫رايت� ��س ووت� ��ش" ومنظم ��ة "موندي ��ال كونتر �ضد‬ ‫التعذيب" �إ�ستفادتا مما ن�شر‪.‬‬ ‫ب ��د�أت الحكاية في الع ��ام ‪ 1987‬بعد تولي بن علي‬ ‫ال�سلطة في �إنقالب‪ .‬وعندم ��ا هيمن على الحكم‪،‬‬ ‫�سكن ��ه "جن ��ون ال�شك"‪ ،‬و�ص ��ار قلق ًا م ��ن تقا�سم‬ ‫م�صي ��ر �سلفه ال ��ذي �أطاحت ��ه معار�ض ��ة داخلية‪.‬‬ ‫وعلى وجه التحدي ��د‪ ،‬كان يخ�شى من مجموعتين‪:‬‬ ‫الإ�سالمي ��ون والجي� ��ش‪ .‬في الع ��ام ‪ ،1991‬قتل بن‬ ‫علي الع�صفورين بحجر �شيطاني واحد‪.‬‬ ‫للق�ضاء عل ��ى خ�صومه المحتملين‪� ،‬إحتاج النظام‬ ‫�إل ��ى ذريع ��ة لتبري ��ر حمل ��ة غي ��ر م�سبوق ��ة عل ��ى‬

‫الإ�سالميين التون�سيين وتطهير النخبة الع�سكرية‬ ‫ف ��ي وقت واحد‪ .‬في ‪� 22‬أي ��ار (مايو) ‪� ،1991‬أعلن‬ ‫وزي ��ر الداخلي ��ة عب ��د اهلل الق�ل�ال �أن النظام قد‬ ‫�إكت�شف م�ؤامرة �إنقالب مزعومة‪ ،‬و�إدّعى ب�أن �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 200‬م ��ن �ضباط الجي� ��ش كان ��وا يت�آمرون مع‬ ‫�إ�سالميين من حركة "النه�ضة"‪.‬‬ ‫الم�ؤامرة المفتر�ضة‪ ،‬المن�سية �إلى حد كبير الآن‪،‬‬ ‫معروف ��ة بـ"م�ؤام ��رة براك ��ة ال�ساح ��ل"‪ ،‬ن�سبة �إلى‬ ‫المدين ��ة حي ��ث �إتهم رج ��ال المكيدة �ض ��د الرجل‬ ‫الق ��وي ف ��ي تون�س‪ .‬لعقدي ��ن من الزم ��ن‪ ،‬كان من‬ ‫المفتر�ض �أن تكون محاولة �إنقالب حقيقية فا�شلة‬ ‫�إنت�ص ��ار ًا للدول ��ة التون�سية في حماي ��ة نف�سها من‬ ‫المغت�صبين الع�سكريين‪.‬‬

‫لكن مع �إنق�شاع �ضباب التاريخ‪� ،‬أ�صبح من الوا�ضح‬ ‫�أنه لم تك ��ن هناك م�ؤامرة ع�سكري ��ة‪ .‬ال يوجد �أي‬ ‫مح�ضر للجل�سة المزعوم ��ة في "براكة ال�ساحل"‪.‬‬ ‫لم تقدّم حكومة بن علي �أي دليل على �أن ال�ضباط‬ ‫المتهمي ��ن كانوا متو ّرطين ب�أي �شكل من الأ�شكال‪.‬‬ ‫الذن ��ب الوحيد ال ��ذي �إقترفه ه� ��ؤالء �أنه ��م كانوا‬ ‫�ضباط� � ًا م�ؤهلين و�أ�صحاب كفاءة عالية في الوقت‬ ‫ال ��ذي كان يخ�ش ��ى بن علي من تهدي ��د جي�ش قوي‬ ‫يمكن عملي ًا في �أحد الأيام �إطالق �إنقالب �ضده‪.‬‬ ‫ب�إخت�صار‪ ،‬كانت الم�ؤام ��رة مل ّفقة كذريعة ل�سجن‬ ‫المعار�ضي ��ن ال�سيا�سيي ��ن‪ ،‬و�إجب ��ار الآخرين على‬ ‫الف ��رار �إلى المنف ��ى‪ ،‬وتطهير الجي� ��ش من القادة‬ ‫الف ّعالي ��ن‪ .‬لك ��ن المعان ��اة التي ت�سبب ��ت بها كانت‬ ‫كله ��ا حقيقية ج ��د ًا‪� ،‬س ��واء بالن�سبة �إل ��ى �أع�ضاء‬ ‫"النه�ضة"‪� ،‬أو �إلى �أكثر من ‪� 200‬ضابط‪.‬‬ ‫�أحد ه� ��ؤالء كان المقدّم محم ��د �أحمد‪ ،‬وهو رجل‬ ‫متوا�ض ��ع‪ ،‬حلو ال ��كالم‪ ،‬ال يزال يحل ��ق �شعره على‬ ‫الطراز الع�سكري عندم ��ا التقيت به في تون�س في‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) الفائت‪.‬‬ ‫تم نق ��ل �أحمد وما ي�صل �إل ��ى ‪� 200‬ضابط �آخرين‬ ‫�إل ��ى وزارة الداخلي ��ة‪ ،‬الت ��ي �إ�شته ��ر مبناه ��ا ب�أنه‬ ‫"عمي ��ق كما هو طويل"‪ .‬وفي �أثناء الإ�ستجواب‪،‬‬ ‫�إ ّته ��م باالنتم ��اء �إل ��ى حرك ��ة "النه�ض ��ة" والت�آمر‬ ‫لإطاح ��ة ب ��ن عل ��ي‪ .‬ول ��م يك ��ن � ّأي م ��ن الإتهامين‬ ‫�صحيح ًا‪.‬‬ ‫بن ��اء عل ��ى ذلك ُع ��زل �أحمد ف ��ي �أح ��د ال�سجون‬ ‫وع ّلق عل ��ى ق�ضيب معدني ف ��ي ما ي�سمى‬ ‫وع� � ّذب‪ُ .‬‬ ‫ُ‬ ‫و�ضع "�شوي الدجاج" ل�ساعات‪ .‬وتع ّر�ض لل�ضرب‪،‬‬ ‫وع ّلق من قدميه ويداه مكبلتان خلف ظهره‪ ،‬وو�صل‬ ‫ُ‬ ‫�إلى حافة الغرق في حو�ض من البول والبراز‪ .‬بعد‬ ‫ثالث ��ة �أ�سابيع من التعذيب‪ ،‬ل ��م يعد في �إ�ستطاعة‬ ‫�أحم ��د الوقوف‪ .‬كان ��ت قدماه متورمتي ��ن‪ ،‬و�شفتاه‬ ‫منفجرتين ت�سيل منهما الدماء‪ .‬في هذه الحالة ‪-‬‬ ‫وبم�ساع ��دة �إثنين من �ضباط الأمن ‪� -‬أُح�ضر على‬ ‫قدمي ��ه ليت ��م �إ�ستجوابه من قبل الي ��د اليمنى لبن‬ ‫علي وزير الداخلية عبد اهلل القالل‪.‬‬ ‫حاول �أحم ��د ال�شرح ب�أن "الم�ؤامرة" كانت خيالية‬ ‫و�أن �أي ��ة �إعترافات بالذن ��ب كانت محاوالت يائ�سة‬ ‫لوق ��ف المعاناة‪ .‬و�أدّى �إ�ص ��راره على قول الحقيقة‬ ‫�إل ��ى تل ّق ��ي المق ��دم �أحم ��د تعذيب �أ�ش ��د في ذلك‬ ‫الم�س ��اء‪ .‬وبعد �أ�سبوع‪ ،‬ل�سبب غي ��ر مفهوم‪� ،‬أخلت‬ ‫ال ��وزارة �سراح ال�ضب ��اط الموقوفي ��ن وتم ّنت لهم‬ ‫عي ��د ًا كبي ��ر ًا �سعي ��د ًا‪ .‬وكان ه ��ذا التوقي ��ت مثير ًا‬ ‫لل�سخري ��ة؛ �إذ �أن العيد الكبير لدى الم�سلمين‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪45‬‬


‫المغرب العربي‬ ‫تونس‬

‫ظل زين العابدين بن علي "الثقيل" الطويل الأمد‬

‫محاولة اإلنقالب الوهمي التي أثقلت‬ ‫"ضمير" تونس لعقود طويلة‬ ‫قبل �أكثر من ثالث �سنوات‪ 17( ،‬كانون الأول (دي�سمبر) ‪� ،)2010‬أ�شعل بائع خ�ضار �شاب النار في نف�سه‬ ‫منتح��ر ًا �إحتجاج ًا على الحياة في ظل ديكتاتورية زين العابدين بن علي‪ .‬وكان هذا العمل كافي ًا لإطالق‬ ‫ال�ش��رارة التي �أ�ش��علت نيران التغيير ال�سيا�سي في تون�س ‪ -‬ثم في العالم العربي‪ -‬في موجة من الثورات‬ ‫التي �أ�صبحت تعرف بالـ"الربيع العربي"‪.‬‬ ‫تون�س ‪ -‬محمد �شعبان‬ ‫تبدو تون� ��س وك�أنه ��ا ت�ستع ��د للنهو�ض‬ ‫والإنبع ��اث كطائ ��ر الفيني ��ق من رماد‬ ‫ما�ضيه ��ا الديكتات ��وري‪� ،‬آتي ��ة بالديموقراطية �إلى‬ ‫�شمال �أفريقيا لأول مرة‪ .‬ولكن النجاح في التحول‬ ‫�إل ��ى الديموقراطي ��ة ق ��د �أثب ��ت �أنه �صع ��ب وبعيد‬ ‫المن ��ال‪ .‬في العام الفائ ��ت (‪ ،)2013‬قتل �سلفيون‬ ‫متطرف ��ون �إثني ��ن م ��ن ال�سيا�سيي ��ن المعار�ضي ��ن‬ ‫البارزي ��ن‪� ،‬شك ��ري بلعي ��د ومحم ��د براهم ��ي‪ ،‬في‬ ‫و�ض ��ح النهار و�أم ��ام �أ�سرهما‪ .‬و ُقت ��ل ع�شرات من‬ ‫الجن ��ود ورجال ال�شرطة في �سل�سلة من الهجمات‪،‬‬ ‫حيث ُ�س ّجل �إرتفاع �أعداد القتلى ب�شكل ملحوظ في‬ ‫نهاية العام الراحل‪ .‬ف ��ي ت�شرين الأول (�أكتوبر)‪،‬‬ ‫يعج‬ ‫ّ‬ ‫فج ��ر مهاج ��م �إنتح ��اري نف�س ��ه على �شاط ��ئ ّ‬ ‫بال�سي ��اح لكن محاولته لم يكت ��ب لها النجاح فقتل‬ ‫نف�سه فقط‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إلى هذه المخاطر الأمنية‬ ‫الخطي ��رة‪ ،‬ف� ��إن االنتخاب ��ات التي كان ��ت متو َّقعة‬ ‫بالفعل ف ��ي بداية العام الفائت م ��ن غير المرجح‬ ‫�أن تجري الآن قب ��ل ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪2014‬‬ ‫ وعندها‪ ،‬فقط �إذا �سار كل �شيء وفق ًا للخطة‪.‬‬‫عل ��ى الرغم م ��ن ه ��ذه التحديات‪ ،‬ال ت ��زال تون�س‬ ‫�أف�ضل �أمل للديموقراطية بي ��ن البلدان الم�شاركة‬ ‫ف ��ي "الربي ��ع العربي"‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن �أنها قد‬ ‫تع ّثرت ببطء وبرعونة خ�ل�ال مرحلتها الإنتقالية‪،‬‬ ‫والتي ال يزال �أمامها درب طويل لإجتيازه‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الرئي�س المخلوع زين العابدين بن علي‪� :‬سكنه "جنون ال�شك"‬

‫في ‪� 22‬أيار (مايو) ‪،1991‬‬ ‫�أعلن وزير الداخلية �آنذاك عبد اهلل‬ ‫القالل �أن النظام قد �إكت�شف م�ؤامرة‬ ‫�إنقالب مزعومة‪ ،‬و�إ ّدعى ب�أن �أكثر من‬ ‫‪ 200‬من �ضباط الجي�ش كانوا يت�آمرون‬ ‫مع �إ�سالميين من حركة "النه�ضة"‪...‬‬ ‫وتب ّين في ما بعد �أن الم�ؤامرة‬ ‫كانت ملفقة‬

‫بع ��د �إنتخاب ��ات عام ��ة ج ��رت ف ��ي ت�شري ��ن الأول‬ ‫(�أكتوب ��ر) ‪�ُ ،2011‬ش ّكلت حكوم ��ة تون�سية جديدة‬ ‫من "ترويكا" بقيادة حزب "النه�ضة" الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كان �أع�ضا�ؤه ��ا عديم ��ي الخب ��رة �إل ��ى ح ��د كبير‪،‬‬ ‫م ��ع �سيا�سيين فيه ��ا يتعلمون �ش� ��ؤون وظيفتهم من‬ ‫مزاولته ��م لها‪ .‬و�أدّى ذل ��ك بالحكوم ��ة الإنتقالية‬ ‫�إلى طريق م�سدود فيما هي تكافح لإحتواء الو�ضع‬ ‫الأمن ��ي​​المتدهور‪ .‬عالوة على ذل ��ك‪ ،‬على الرغم‬ ‫من �أن الإئتالف الحاك ��م عمل على تعزيز القدرة‬ ‫الع�سكري ��ة‪ ،‬ف�إن الجي�ش بق ��ي �ضعيف ًا ولي�ست لديه‬ ‫الق ��درة الالزمة لتحييد التهدي ��دات المت�صاعدة‬ ‫من الإرهاب‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ه ��ذه الم�ش ��اكل هي �إرث م ��ن الما�ضي‬ ‫الم�ؤلم لتون� ��س‪ .‬والآن بعدما �صار ال�ضحايا �أخير ًا‬ ‫�أح ��رار ًا م ��ن قب�ض ��ة الديكتات ��ور الحديدية‪ ،‬فهم‬ ‫يتحدث ��ون عن تل ��ك ال�صدم ��ة ويعر�ض ��ون مداها‬ ‫الكامل‪.‬‬ ‫الق�ص�ص التي رواه ��ا ال�ضحايا تب ّين �أن �إرث زين‬ ‫العابدي ��ن بن عل ��ي ال يزال يلقي بظ ��ل ثقيل طويل‬ ‫الم ��دى عل ��ى المرحل ��ة الإنتقالية‪ .‬وهن ��اك ق�صة‬ ‫معين ��ة ‪ -‬تنط ��وي عل ��ى �إنق�ل�اب وهم ��ي‪ ،‬وتعذيب‬ ‫وح�ش ��ي‪ ،‬وع�شرين عام� � ًا من التغطي ��ة والت�ستر ‪-‬‬ ‫تلقي ال�ض ��وء على الت�أثير الملمو� ��س المزمن على‬ ‫ع ��زم الديكتات ��ور للت�شب ��ث بال�سلط ��ة مهم ��ا ك ّلف‬ ‫الأم ��ر‪ .‬وق ��د ُر ِوي ��ت الق�صة ف ��ي و�سائ ��ل الإعالم‬ ‫التون�سية المحلي ��ة (مكتوبة ب�شكل ح�صري تقريب ًا‬


‫المغرب العربي ¶ تون�س‬ ‫يم ّثل �إ�ستعداد �إبراهيم لتقدي ��م الت�ضحية ت�سليم ًا‬ ‫بقيادة �أعلى‪.‬‬ ‫الكابو� ��س لم ينت ِه بعد و�إلى ه ��ذا الحد‪ .‬بالإ�ضافة‬ ‫ال ��ى ظهور ن ��دوب نف�سية م ��دى الحي ��اة‪� ،‬صادرت‬ ‫الحكوم ��ة جوازات �سف ��ر �ضحاياها‪ ،‬و�ألغت حقهم‬ ‫و�أهليتهم ��ا بتلقي �أي ��ة رواتب �أو معا�ش ��ات تقاعد‪،‬‬ ‫وتدخ ّل ��ت للت�أكد م ��ن �أنهم لن يج ��دوا عم ًال‪ .‬وقد‬ ‫ُج� � ّردوا م ��ن زيهم الع�سك ��ري‪ ،‬وكان ه ��ذا الإذالل‬ ‫النهائ ��ي له�ؤالء ال�ضباط الحائزين على ميداليات‬ ‫و�أو�سمة عدة‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى �أع�ض ��اء النه�ض ��ة‪ ،‬فق ��د �إ�ستمرت‬ ‫المعان ��اة لفت ��رة �أط ��ول‪� .‬سجنوا ل�سن ��وات عديدة‬ ‫وتعر�ض ��وا للتعذيب ب�شكل م�ستمر‪ .‬وف ّر �آخرون من‬ ‫تون�س وبد�أت عقود في المنفى‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى زي ��ن العابدين بن عل ��ي‪ ،‬كان ذلك‬ ‫ن�ص ��ر ًا وا�ضح� � ًا‪ .‬تم تحيي ��د الإ�سالميين والجي�ش‬ ‫مع� � ًا‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أنهما ل ��م ي�سب ��ق �أن كانا‬ ‫مرتبطي ��ن �أو عل ��ى �صل ��ة‪�ُ .‬سج ��ن الإ�سالميون‪� ،‬أو‬ ‫�أجب ��روا على الإختباء �أو النف ��ي‪ .‬و�أُ�ضعف الجي�ش‬ ‫ب�شدة‪ ،‬الأم ��ر الذي و ّلد ما ي�سميه �ضحية التعذيب‬ ‫النقيب ال�سابق في الجي�ش مح�سن الكعبي "هرم ًا‬ ‫معكو� ��س الكف ��اءة"‪ ،‬حي ��ث يف ��وز �أ�صح ��اب عدم‬ ‫الكف ��اءة بالتق ��دم الوظيفي‪ .‬وهك ��ذا �ضمن عجز‬ ‫جي� ��ش �ضعي ��ف من �ش ��ن �إنق�ل�اب – وعل ��ى قدم‬ ‫الم�س ��اواة‪ ،‬غير ق ��ادر على حفظ �أم ��ن التون�سيين‬ ‫�أثناء المرحلة الإنتقالي ��ة الم�ضطربة اليوم‪ .‬وكما‬ ‫ق ��ال الكعب ��ي‪�" :‬شعر زي ��ن العابدين ب ��ن علي انه‬ ‫يمكنه ان ينام مرتاح ًا في عر�شه بعد التطهير"‪.‬‬ ‫مث ��ل ه ��ذه الأ�سالي ��ب �أبقت ب ��ن علي ف ��ي ال�سلطة‬ ‫لعقدي ��ن �آخرين‪ ،‬قبل �أن تطيح ب ��ه �أول �إنتفا�ضات‬ ‫"الربيع العربي"‪ .‬وقد ف ّر من تون�س في ‪ 14‬كانون‬ ‫الثاني (يناير) ‪.2011‬‬ ‫م ��رت الآن �أكث ��ر من ث�ل�اث �سن ��وات‪ .‬العديد من‬ ‫�أع�ض ��اء حركة "النه�ضة" الذين تع ّر�ضوا للتعذيب‬ ‫وال�سجن‪� ،‬أو �إ�ضط ��روا للعي�ش في المنفى ي�شغلون‬ ‫الآن منا�صب في الحكومة الإنتقالية‪ ،‬حيث وجدوا‬ ‫العدال ��ة من خالل طرد زين العابدين بن علي من‬ ‫ال�سلط ��ة‪ .‬ولكنه ��م واجهوا عثرات لقل ��ة خبرتهم؛‬ ‫وكثي ��ر منه ��م �أكث ��ر دراي ��ة ومعرف ��ة بالعوا�ص ��م‬ ‫الأوروبية �أو خاليا ال�سجن من العمل في البرلمان‬ ‫�أو البيروقراطية الحكومية‪.‬‬ ‫تر�سخ‬ ‫وق ��د عزز عدم الخبرة الإ�ضطرابات‪ .‬و�أدى ّ‬ ‫الجمود لفترة طويلة �إلى نعميق الم�شاكل ال�سيا�سية‬ ‫والإقت�صادية‪ ،‬الأمر الذي دفع بوكاالت الت�صنيف‬

‫الرئي�س التون�سي الم�ؤقت المن�صف المرزوقي‪:‬‬ ‫�إعترف بالظلم الذي لحق بالع�سكر‬

‫الوزير ال�سابق عبدالله القالل‪:‬‬ ‫�سيده‬ ‫نفّذ �أوامر ّ‬

‫�إلى �أن تت�صدى الحكومة‬ ‫للما�ضي المظلم في تون�س وتواجهه‪،‬‬ ‫ف�إن قيادة عديمة الخبرة‪ ،‬وجي�ش ًا‬ ‫�ضعيف ًا‪ ،‬وعدم تحقيق العدالة �سوف‬ ‫ت�ستمر وتمنع الديموقراطية من‬ ‫الإنطالق وبداية رحلتها‬

‫والإئتم ��ان الدولي ��ة �إل ��ى تخيف�ض متك� � ّرر لتون�س‪.‬‬ ‫الت�ضخم مرتف ��ع‪ .‬وبطالة ال�شباب هي خارجة عن‬ ‫ال�سيطرة‪ .‬فيما هذه الم�شاكل تتفاقم‪ ،‬كانت هناك‬ ‫هجمات على مكاتب ح ��زب "النه�ضة"‪ ،‬بعدما تم‬ ‫قا�س من‬ ‫�إ�ستب ��دال التوقعات النبيلة للث ��ورة بواقع ٍ‬ ‫الركود‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬بقي الجي�ش �ضعيف ًا على‬ ‫الرغ ��م من تزاي ��د الإ�ضطراب ��ات و�إ�ستمرار بروز‬ ‫تهديدات الإرهاب‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه‪ ،‬لم يكن هناك �أي تحقيق للعدالة‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى �ضحايا "م�ؤامرة براك ��ة ال�ساحل"‪،‬‬ ‫الذي ��ن ل ��م يح�صلوا بع ��د على التعوي� ��ض‪� ،‬أو حتى‬ ‫المعا�ش ��ات‪ .‬المق ��دم �أحمد وغيره م ��ن ال�ضحايا‬ ‫�شكلوا منظمة غي ��ر حكومية ‪" ،‬جمعية �إن�صاف"‪،‬‬ ‫من �أج ��ل ال�ضغط على الحكومة‪ .‬وف ��ي حين تل ّقى‬ ‫ال�ضحاي ��ا الإعت ��راف الر�سم ��ي م ��ن قب ��ل رئي� ��س‬ ‫الجمهوري ��ة المن�ص ��ف المرزوقي‪ ،‬ف� ��إن الحكومة‬ ‫عر�ض ��ت فق ��ط مب ��ادرات لفظية فارغ ��ة – وهذا‬ ‫دليل �آخر عل ��ى �أن �إتهامات زين العابدين بن علي‬ ‫بالتواط� ��ؤ ال �أ�سا� ��س لها‪ ،‬فيم ��ا "النه�ضة" ال تفعل‬ ‫�شيئا يذكر لم�ساع ��دة �ضحاياها‪ .‬بع�ض ال�صحايا‬ ‫الع�سكريي ��ن ال ��ذي ما زال يكافح م ��ن �أجل تغطية‬ ‫نفقات ��ه �إت�صلت به جماع ��ات �إرهابي ��ة التي ت�أمل‬ ‫بالإ�ستف ��ادة م ��ن غ�ضب ��ه و الم�ست ��وى الع�سك ��ري‬ ‫الذاخ ��ر بمهارات ��ه‪ .‬وتعم ��ل "جمعي ��ة �إن�ص ��اف "‬ ‫بن�شاط مع الحكومة ل�ضمان �أن ال يحدث �أي تعاون‬ ‫م ��ع الجماعات الإرهابي ��ة‪ .‬وفي الوق ��ت عينه‪ ،‬لم‬ ‫يقم الجي�ش ب�أي �شيء لجلب رفاقه المتهمين زور ًا‬ ‫�إلى حظيرته‪ ،‬وحرمان نف�سه من ‪ 200‬من الخبراء‬ ‫الع�سكريي ��ن الذين بال �ش ��ك م�ستعدون للم�ساعدة‬ ‫في المرحلة الإنتقالية‪.‬‬ ‫ي�ستم ��ر ه ��ذا الظ ��ل الثقي ��ل الطويل الم ��دى لبن‬ ‫عل ��ي في طم�س م�سار البالد نح ��و الديموقراطية‪.‬‬ ‫بع ��د �أكث ��ر من ث�ل�اث �سنوات م ��ن بداي ��ة "الربيع‬ ‫العربي"‪ ،‬تبقى تون�س �آخر و�أف�ضل �أمل للنجاح في‬ ‫المنطقة‪ .‬وق ��د فعلت الحكومة �أ�شياء كثيرة ب�شكل‬ ‫جيد‪ ،‬بتجنبها الفخاخ التي �أخرجت التح ّوالت في‬ ‫ليبي ��ا و�سوريا وم�صر عن م�ساره ��ا‪ .‬ولكن التح ّول‬ ‫في تون� ��س رغم ذلك مظلم جراء ظ ��ل الديكتاتور‬ ‫المذع ��ور لعقود طويلة‪� .‬إل ��ى �أن تت�صدى الحكومة‬ ‫للما�ض ��ي المظل ��م في تون�س وتواجه ��ه‪ ،‬ف�إن قيادة‬ ‫عديم ��ة الخب ��رة‪ ،‬وجي�ش� � ًا �ضعيف ًا‪ ،‬وع ��دم تحقيق‬ ‫العدال ��ة �سوف ت�ستم ��ر وتمن ��ع الديموقراطية من‬ ‫الإنطالق وبداية رحلتها‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪47‬‬



‫م ��ن الأ�سر يعادل فقط ‪ 1.5‬في المئة من الث ��روة بالن�سبة �إلى ال‪ 10‬في‬ ‫المئ ��ة الأعلى‪� .‬إن نتائج م�سح العام ‪ 2013‬للم�ستهلك المالي �سيك�شف ما‬ ‫�إذا كان هذا االتجاه هو �أ�سو�أ من ذلك‪.‬‬ ‫‪ . 5‬النف ��ط‪� ...‬إن ��ه في كل م ��كان‪ :‬ذروة النفط؟ ه ��ذه الجملة الطنانة التي‬ ‫�شاع ��ت في ال�سن ��وات القليل ��ة الما�ضية ال تب ��دو حالي ًا �أكث ��ر من �شعار‬ ‫�سخي ��ف‪ .‬منذ �أن �إرتفعت الأ�سعار منذ ما يق ��رب من ع�شر �سنين‪ ،‬كان‬ ‫ذل ��ك حافز ًا كبي ��ر ًا للبلدان وال�شركات لإيجاد م�ص ��ادر جديدة لل�سلعة‬ ‫�سجل ��ت �أرقام ًا قيا�سية جديدة‬ ‫اللزج ��ة ال�سوداء‪ .‬معدالت �إنتاج النفط ّ‬ ‫�سنوي� � ًا من ��ذ الع ��ام ‪ ،2010‬وذل ��ك بف�ض ��ل "التك�سي ��ر" والإ�ستك�شاف‬ ‫الجيولوج ��ي في جميع �أنح ��اء العالم‪ .‬مع �إرتف ��اع الإحتياطات الم�ؤكدة‬ ‫بمق ��دار الن�صف في عقد واحد فقط‪ ،‬ف�إنه من ال�صعب �أن نت�صور مثل‬ ‫هذه الزيادة ال�سريعة الم�ستمرة لفترة طويلة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬اذا لم ت�ستمر‪،‬‬ ‫ف� ��إن تزايد الطلب م ��ن االقت�صاد العالم ��ي المتنامي �سيدف ��ع الأ�سعار‬ ‫للإرتفاع مرة �أخرى‪.‬‬ ‫‪� .6‬ش ��راء الياب ��ان‪ :‬تذكر الياب ��ان‪ ،‬ثالث �أكبر اقت�صاد ف ��ي العالم؟ قد تكون‬ ‫"كي� ��س اللك ��م" الدائم لل�صحافة المالية‪ ،‬لكنها م ��ا زالت م�س�ؤولة عن‬ ‫ح�ص ��ة مهمة من الناتج العالمي‪� .‬إن النم ��و في اليابان �سوف يعطي دفعة‬ ‫ّ‬ ‫من�شط ��ة لإنتعا�ش الإقت�صاد العالمي‪ ،‬وتميل �أ�سع ��ار الأ�سهم �إلى �أن تكون‬ ‫م�ؤ�ش ��را جيد ًا لإزدهار ف ��ي الم�ستقبل‪� .‬إن تح ّول اليابان �أخي ��ر ًا �إلى �إتباع‬ ‫�سيا�س ��ة نقدي ��ة تو�سعية على نطاق �ضخم قد ي�شع ��ل النمو‪ ،‬لكنه قد ي�ؤدي‬ ‫�أي�ض ًا �إلى الت�ضخم‪ .‬حتى الآن‪ ،‬التوقعات بالن�سبة �إلى الت�ضخم في الم�سح‬ ‫الف�صل ��ي لبنك اليابان المركزي‪ ،‬والذي ينحاز دائم ًا �إلى �أعلى‪ ،‬لم يتغ ّير‬ ‫كثي ��ر ًا من ��ذ ت�سلم �شين ��زو �آبي من�ص ��ب رئي�س ال ��وزراء في كان ��ون االول‬ ‫(دي�سمب ��ر) ‪ ،2012‬و�إطالق نظ ��ام �سيا�سة ال"ثالثة �أ�سه ��م" الجديدة‪.‬‬ ‫على النقي� ��ض من ذلك‪ ،‬فقد ت�ضاعفت تقريب ًا �أ�سع ��ار الأ�سهم‪ ،‬متجاوزة‬ ‫بكثير الإرتفاع المتزامن في "�ستاندرد �آند بورز ‪ ."500‬ر�سم (‪.)3‬‬ ‫‪� .7‬سع ��ر الأرز‪ :‬بع ��د �إرتف ��اع هائ ��ل في �أوائل الع ��ام ‪ 2008‬ال ��ذي �أدى �إلى‬ ‫نق� ��ص‪ ،‬وحظر ت�صدي ��ر‪ ،‬وحتى �أعمال �شغب‪ ،‬تراج ��ع �سعر الأرز �أخير ًا‬

‫عك�س وتحت الإتج ��اه ال�سابق‪ .‬في الواقع‪ ،‬بتخزي ��ن الحكومات و�إتخاذ‬ ‫غيره ��ا من ال�سيا�سات التي تهدف �إل ��ى ت�شجيع الإنتاج وال�صادرات قد‬ ‫�أ�ضاف ��ت الكثير م ��ن الركود �إلى ال�س ��وق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬الع ��ودة �إلى النمو‬ ‫الق ��وي والم�ستدام ف ��ي الإقت�صادات التي ي�ش� � ّكل الأرز الغذاء الرئي�سي‬ ‫يمكنه ��ا �أن ت�ؤدي ب�سرعة �إلى تكرار هذه الم�ش ��اكل‪ .‬في المرة المقبلة‪،‬‬ ‫ف�إن التباط�ؤ العالمي قد ال ي�صل في الوقت المنا�سب لتروي�ض الطلب‪.‬‬ ‫‪ . 8‬قط ��اع م�صارف الظ ��ل وفقاعة الإ�سكان في ال�صي ��ن‪ :‬نظر ًا �إلى غياب‬ ‫ال�شفافية في العديد من ال�شركات ال�صينية‪ ،‬ف�إن العقارات هي �إ�ستثمار‬ ‫�شعبي خا�ص في ثاني �أكبر �إقت�صاد في العالم‪ .‬بف�ضل القيود في النظام‬ ‫المال ��ي ال�صيني‪ ،‬ن�ش�أت في "الظل" �صناع ��ة م�صرفية �ضخمة لتمويل‬ ‫ه ��ذه الم�شتريات والإ�ستثم ��ارات‪ .‬كانت قيمة ه ��ذه ال�صناعة حوالي ‪6‬‬ ‫تريليون ��ات دوالر هذا الربيع وقد نمت نمو ًا �سريع� � ًا‪ .‬بد�أت بكين �أخير ًا‬ ‫مجموع ��ة من الإ�صالح ��ات المالية التي م ��ن �ش�أنه ��ا �أن تم ّهد الطريق‬ ‫لحمل ��ة على م�صارف "الظ ��ل"‪ ،‬ولكن �أي �إ�ضطراب ��ات �أو ت�شوي�ش ينتج‬ ‫عن ذل ��ك يمكن �أن ي�سبب ف�ساد ًا في جميع �أنح ��اء الإقت�صاد ال�صيني‪.‬‬ ‫ولأن �أ�سعار المنازل الجديدة تعتمد في جزء منها على التوقعات ب�ش�أن‬ ‫�أ�سعار الفائدة وجاذبية الأ�صول الأخرى‪ ،‬ف�إنها يمكن �أن توفر معلومات‬ ‫مبكرة تفيد عن متاعب �آتية‪ .‬ر�سم (‪.)4‬‬ ‫‪� .9‬صع ��ود العمل ��ة الرقمي ��ة "‪ :"bitcoin‬العمل ��ة الناجح ��ة تخ ��دم ثالث‬ ‫وظائف‪ :‬كوحدة ح�سابية‪ ،‬ومخزن للقيمة‪ ،‬وو�سيط للتبادل‪"Bitcoin" .‬‬ ‫�أو العمل ��ة الرقمية تحرز تقدم� � ًا كو�سيلة للتبادل‪ ،‬م ��ع عدد متزايد من‬ ‫الباع ��ة يقبلونها كو�سيلة للدفع من خ�ل�ال خدمات مثل "‪ ."Bitpay‬مع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬التقلب ��ات الكبي ��رة في �سع ��ر �صرفه ��ا وال�سهول ��ة الوا�ضحة من‬ ‫ال�سرقة ته� �دّد فائدتها كمخزن للقيمة‪ ،‬وبالتال ��ي كوحدة ح�سابية‪ .‬من‬ ‫يهت ��م ك ��م لديك من العملة الرقمية "‪� "bitcoins‬إذا كنت ال تعرف ما‬ ‫ه ��ي قيمتها م ��ن لحظة �إلى �أخ ��رى؟ �إن �إعتم ��اد "‪ "bitcoin‬في جميع‬ ‫�أنح ��اء العالم من المرجح �أن ي�ستمر في الع ��ام ‪ ،2014‬لكنه لن ي�ستمر‬ ‫لفترة �أطول بكثير �إذا ف�شلت هذه العملة في تحقيق الإ�ستقرار‬

‫متو�سط الت�ضخم ال�سنوي المتوقع على مدى خم�س �سنوات في اليابان وم�ؤ�شر نيكاي‬ ‫‪ ،225‬م�صادر‪ :‬بنك اليابان المركزي والبنك الإحتياطي الفيديرالي في �سانت لوي�س‬

‫متو�سط التغيير في �أ�سعار الم�ساكن الجديدة‪ ،‬على �أ�سا�س �سنوي‪ ،‬الم�صدر‪:‬‬ ‫المكتب الوطني ال�صيني للإح�صاءات عبر ‪tradingeconomics.com‬‬

‫ر�سم (‪)3‬‬

‫ر�سم (‪)4‬‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪49‬‬


‫بقلم دانيال �ألتمان*‬

‫وجهة نظر‬

‫‪ 9‬إتجاهات إقتصادية‬ ‫للمتابعة في ‪2014‬‬ ‫تو ُّق ��ع الإتجاه ��ات لي�ست مهم ��ة �سهلة‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا على المدى‬ ‫الق�صي ��ر‪ .‬معظ ��م النا�س الذي ��ن يمكنهم �أن يفعل ��وا ذلك بدقة‬ ‫في عالم الم ��ال والإقت�صاد هم من �أ�صحاب الماليين‪� ،‬أو ينبغي �أن يكونوا‪.‬‬ ‫ولكن �إذا لم يكن لديك كرة بلورية‪ ،‬يمكنك على الأقل مالحظة ور�ؤية وتوقع‬ ‫بع�ض الإتجاهات الق�صيرة الأجل مع �آثار طويلة الأجل‪ .‬في ما يلي ت�سعة من‬ ‫لدي لل�سنة الجديدة – وما بعدها‪.‬‬ ‫المف�ضلة ّ‬ ‫‪� .1‬إنخفا� ��ض ح�ص ��ة �ش ��رق �آ�سي ��ا ف ��ي النات ��ج العالم ��ي‪ :‬يب ��دو �أن مح ��ور‬ ‫وا�شنط ��ن الإ�ستراتيجي في �آ�سيا قد تال�ش ��ى ‪ -‬ولكن هل �أي�ض ًا المحور‬ ‫الإقت�صادي في العالم؟ ف ��ي العام ‪ ،2013‬كان من المتوقع �أن تنخف�ض‬ ‫ح�ص ��ة �شرق �آ�سيا من النات ��ج العالمي‪ ،‬بالن�سبة �إل ��ى ح�صتي الواليات‬ ‫المتح ��دة والإتح ��اد الأوروبي‪ .‬ل�سن ��وات‪ ،‬كان الم�ستثم ��رون يقتر�ضون‬ ‫ب�أ�سع ��ار فائدة منخف�ضة في الوالي ��ات المتحدة و�أماكن �أخرى اللتقاط‬ ‫معدالت مرتفعة من العائدات في �شرق �آ�سيا‪ .‬ولكن �إ�شارة في منت�صف‬ ‫العام من مجل� ��س الإحتياطي الفيديرالي الأميرك ��ي �إلى �أن �أيام المال‬ ‫ال�سه ��ل �ص ��ارت معدودة �أدت �إل ��ى تراجع الأ�س ��واق النا�شئة في منطقة‬ ‫�ش ��رق �آ�سيا‪ ،‬فيما يبدو �أن الت�صنيع بد�أ الع ��ودة �إلى ال�شواطئ الغربية‪.‬‬ ‫م ��ع �إمكانية �إ�صاب ��ة ال�صين بالبرودة خ�صو�ص ًا خ�ل�ال عملية الإ�صالح‬ ‫الإقت�صادي والمالي‪ ،‬هل ت�أخذ مناطق �أخرى زمام المبادرة في النمو؟‬ ‫ر�سم (‪.)1‬‬ ‫‪ .2‬مخ ��اوف الت�ضخ ��م ف ��ي منطق ��ة اليورو‪ :‬كب ��ار الم�س�ؤولي ��ن في البنك‬ ‫المرك ��زي الأوروب ��ي يحب ��ون �أن بقول ��وا ب� ��أن لديه ��م هدف� � ًا متماث�ل ً�ا‬ ‫للت�ضخ ��م‪� .‬إذا كان مرتفع� � ًا جد ًا فهو �سيئ‪ ،‬ولك ��ن الأمر كذلك �إذا كان‬

‫منخف�ض� � ًا جد ًا‪ .‬لي�س من الم�ستغرب‪ ،‬فق ��د �إنخف�ض الت�ضخم �أدنى من‬ ‫اله ��دف‪ ،‬و"لكن على مقربة من ‪ "٪2‬خ�ل�ال الإنكما�ش الإقت�صادي في‬ ‫ال�سن ��وات الأخي ��رة‪ .‬وال�س�ؤال هو لم ��اذا تم ال�سماح ل ��ه بفعل ذلك مرة‬ ‫�أخرى خ�ل�ال فترة �أكث ��ر �إ�ستقرار ًا حي ��ث �إ�ستمرت البن ��وك المركزية‬ ‫الأخ ��رى بمحاوالته ��ا العدواني ��ة الرامي ��ة �إل ��ى تعزيز النم ��و والعمالة‪.‬‬ ‫يقول الم�س�ؤولون ب�أن المخاط ��ر بالن�سبة �إلى الأ�سعار تتوازن في الوقت‬ ‫الحالي‪ ،‬ولكن هل هي حقا؟ ر�سم (‪.)2‬‬ ‫‪ . 3‬تباط� ��ؤ �إنتاجي ��ة قط ��اع الخدم ��ات ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة‪ :‬لعق ��ود‬ ‫�إنخف�ضت العمالة ال�صناعية ف ��ي الواليات المتحدة كما زادت �إنتاجية‬ ‫عم ��ال الت�صنيع‪ .‬الي ��وم‪ ،‬نحو ‪ 70‬في المئة من العم ��ال الأميركيين هم‬ ‫في �صناع ��ات خدمات خا�صة‪ .‬و�أولئك‪ ،‬من بينه ��م‪ ،‬الذين ال يناف�سون‬ ‫العمال ��ة الأجنبية ‪ -‬م�صفف ��و ال�شعر‪ ،‬وعمال الحدائ ��ق‪ ،‬والأطباء‪ ،‬وما‬ ‫�شابه ذلك ‪ -‬يتمتعون بقدرة قليلة على الم�ساومة �أكثر من نظرائهم في‬ ‫ال�صناعة والزراعة‪ .‬ولكن �إذا لم ترتفع �إنتاجيتهم‪ ،‬ف�سوف تبقى لديهم‬ ‫م�شكلة في الح�صول على �أجور �أعلى‪.‬‬ ‫‪ .4‬تكالي ��ف التف ��اوت المذه ��ل في الث ��روة ف ��ي �أميركا‪ :‬كما كتب ��ت �سابقا‪ً،‬‬ ‫التف ��اوت ف ��ي الثروة هو �أكثر �أهمية بكثير من ع ��دم الم�ساواة في الدخل‬ ‫في تحديد الو�صول �إلى الفر�ص‪ .‬التفاوت ال�شديد في الثروة يثير �إحتمال‬ ‫�أن تذه ��ب الفر�صة في االقت�صاد �إلى �شخ�ص غني‪� ،‬إن�سان غبي بد ًال من‬ ‫فقير ذكي‪ .‬هذا هو �سوء توزيع للفر�ص ي�ضر بالكفاءة الإقت�صادية والنمو‪،‬‬ ‫مما يجعل الكعكة �أ�صغر للجميع‪ .‬حالي ًا‪ ،‬لدى الواليات المتحدة بع�ض من‬ ‫�أعلى التفاوتات في الثروة في العالم؛ والقيمة ال�صافية للن�صف ال�سفلي‬

‫ح�ص�ص الناتج العالمي للفترة ‪( 2013-2004‬المتوقعة)‪،‬‬ ‫الم�صدر‪� :‬صندوق النقد الدولي‬

‫الت�ضخم في منطقة اليورو‪،2013-2007 ،‬‬ ‫الم�صدر‪ :‬البنك المركزي الأوروبي‬

‫ر�سم (‪)1‬‬

‫ر�سم (‪)2‬‬

‫* دانيال �ألتمان هو �أ�ستاذ الإقت�صاد في كلية "�شتيرن" لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك‪ ،‬وكبير الإقت�صاديين في "بيغ ثينك" (‪.)Big Think‬‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫الأول ��ي لإتفاق نووي مع �إيران ق ��د ح�صلت‪ ،‬وح ّذر‬ ‫م ��ن �أن "الجزء ال�صعب قد بد�أ الآن حق ًا"‪ .‬وتقول‬ ‫خط ��ة العم ��ل الم�شت ��رك م ��ن �أن �إي ��ران والق ��وى‬ ‫الدولية "تهدفان �إلى �إب ��رام" الإتفاق النهائي في‬ ‫فت ��رة "ال تزي ��د عن �سنة واح ��دة"‪ .‬ولكن الق�ضايا‬ ‫الت ��ي ال ي ��زال يتع ّي ��ن ح ّله ��ا وحج ��م العم ��ل الذي‬ ‫ينبغي القيام ب ��ه قد ي�ؤخران الإتفاق على الخطوة‬ ‫الأخيرة لأ�شهر عدة‪.‬‬ ‫الم�شكل ��ة الرئي�سية لي�ست ب�أن �إيران �سوف ترف�ض‬ ‫تنفي ��ذ ما اتفق عليه ف ��ي �إتفاق مبدئ ��ي‪ .‬ف�إنه من‬ ‫�شب ��ه الم�ؤكد �أنه ��ا �ستتوق ��ف عن �إنت ��اج وتركيب‬ ‫�أجه ��زة الطرد المرك ��زي لتخ�صي ��ب "يورانيوم"‬ ‫�أكث ��ر‪ ،‬والحد م ��ن هذا التخ�صيب �إل ��ى ما ال يزيد‬ ‫عن ‪ 5‬في المئة ‪( U-235‬التخ�صيب �إلى م�ستويات‬ ‫�أعل ��ى من �ش�أنه �أن يجعل �إي ��ران �أقرب �إلى المواد‬ ‫ال�صالح ��ة ل�صن ��ع الأ�سلح ��ة النووي ��ة)‪ ،‬وتحوي ��ل‬ ‫المخ�ص ��ب �إلى‬ ‫المخ ��زون م ��ن غ ��از اليوراني ��وم‬ ‫ّ‬ ‫�أوك�سي ��د �أق ��ل تهديد ًا‪ .‬وم ��ن المرج ��ح �أن يتوقف‬ ‫العم ��ل الأ�سا�سي في م�شروع مفاع ��ل الماء الثقيل‬ ‫"�أراك"‪ ،‬حي ��ث تطور �إي ��ران قدراتها على �إنتاج‬

‫البلوتونيوم الذي يمك ��ن �إ�ستخدامه ل�صنع �أ�سلحة‬ ‫نووية �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫لدى طه ��ران كل الحوافز للإمتثال لهذه التدابير‪.‬‬ ‫و�إذا مار�س ��ت الخداع‪ ،‬ف� ��إن خ�صوم �إيران‪ ،‬الذين‬ ‫هم على قناعة ب�أنها ال يمكن الوثوق بها‪� ،‬سي�صلهم‬ ‫حقه ��م ويبررون �أعمالهم‪ ،‬و�س ��وف يك�سبون نفوذ ًا‬ ‫لإ�ضاف ��ة عقوب ��ات �أو �إ�ستخ ��دام الق ��وة‪� .‬إن �إيران‬

‫لدى طهران كل الحوافز للإمتثال‬ ‫للإتفاق المبدئي مع الغرب‪ .‬و�إذا‬ ‫مار�ست الخداع‪ ،‬ف�إن خ�صومها‪ ،‬الذين‬ ‫هم على قناعة ب�أنها ال يمكن الوثوق‬ ‫بها‪� ،‬سي�صلهم حقهم ويبررون �أعمالهم‪،‬‬ ‫و�سوف يك�سبون نفوذ ًا لإ�ضافة عقوبات‬ ‫�أو �إ�ستخدام القوة‪ .‬و�إيران تعرف هذا‬

‫تعرف هذا‪.‬‬ ‫ب ��د ًال م ��ن ذل ��ك‪ ،‬المع ّوق ��ات المحتملة الت ��ي تلوح‬ ‫للأط ��راف تكم ��ن في قلقه ��م ب� ��أن التفاو�ض على‬ ‫الخط ��وة النهائي ��ة في ح ��د ذاته يجب حل ��ه‪ .‬لقد‬ ‫تركت خطة العمل الم�شتركة �أمر ًا حا�سم ًا مفتوح ًا‬ ‫وهو‪ :‬كيف �ستحل �إيران‪ ،‬والقوى الدولية‪ ،‬والوكالة‬ ‫الدولية للطاقة الذري ��ة م�س�ألتين حرجتين‪� :‬أ�سئلة‬ ‫تتطلب جواب ًا ح ��ول ما�ض ح�سا�س يحتمل �أن تكون‬ ‫محرجة وربم ��ا حول الأن�شط ��ة النووي ��ة الإيرانية‬ ‫الأخي ��رة‪ ،‬ومطال ��ب ل ��م تتحق ��ق من قب ��ل مجل�س‬ ‫االم ��ن الدول ��ي بتعليق �إي ��ران لبرنام ��ج تخ�صيب‬ ‫اليوراني ��وم‪ .‬من ��ذ الع ��ام ‪ ،2006‬ترف� ��ض طهران‬ ‫الإمتث ��ال لق ��رارات التعليق ال�ص ��ادرة عن مجل�س‬ ‫الأم ��ن‪ ،‬ومن ��ذ الع ��ام ‪ ،2008‬تمتن ��ع ع ��ن معالجة‬ ‫الإدعاءات التي وجهتها �إليها وكالة الطاقة الذرية‬ ‫التي ت�شير �إل ��ى �أبحاث وتطوب ��ر �أ�سلحة نووية من‬ ‫قبلها‪.‬‬ ‫ويبدو �أن خطة العمل الم�شتركة كانت غام�ضة عمد ًا‬ ‫بالن�سبة �إلى كيفية التعامل مع هذه الق�ضايا‪ ،‬ولي�س‬ ‫ب�سب ��ب �أن الديبلوما�سيين الغربيين كانوا �ساذجين‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪51‬‬


‫العالم‬ ‫إيران‬

‫الإتفاق الأولي النووي مع القوى الدولية �أمامه �صعوبات‬

‫إيران‪ :‬عام التوقعات الكبرى‬ ‫�إذا �سارت االمور وفقا للخطة‪� ،‬سوف توقع �إيران على �إتفاق نهائي �شامل ب�ش�أن برنامجها النووي في العام‬ ‫‪ .2014‬ولكن لن يكون من الحكمة الرهان على �أن الأحداث �سوف تتك�شف كما هو مخطط لها‪.‬‬ ‫طهران ‪ -‬ه�شام الجعفري‬ ‫اذا �سارت الأمور وفق ًا لما هو مخطط‬ ‫له ��ا‪ ،‬في وقت ما خ�ل�ال ‪� 2014‬ستوقع‬ ‫�إي ��ران �إتفاق ًا نهائي ًا �شام ًال لإنه ��اء الأزمة النووية‬ ‫الت ��ي‪ ،‬على مدى عقد من الزم ��ن‪ ،‬هددت ب�إ�شعال‬ ‫حرب في ال�شرق الأو�سط‪ .‬ولكن في �ضوء الق�ضايا‬ ‫العالق ��ة التي يج ��ب معالجتها‪ ،‬ف�إن ��ه لن يكون من‬ ‫الحكمة �أن نراهن على �أن الأحداث �سوف تتك�شف‬ ‫كما ه ��و مخطط له ��ا‪ .‬توقعات غير واقعي ��ة ب�ش�أن‬ ‫ال�صفقة مع �إيران تحتاج �إلى مراجعة من بدايتها‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪ 24‬ت�شرين الثان ��ي (نوفمب ��ر)‪ ،‬وافقت �إيران‬ ‫والدول الخم�س الدائمة الع�ضوية في مجل�س الأمن‬ ‫الدول ��ي (ال�صي ��ن‪ ،‬وفرن�س ��ا‪ ،‬ورو�سي ��ا‪ ،‬والمملكة‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬والوالي ��ات المتحدة) م ��ع المانيا‪ ،‬في‬ ‫جني ��ف‪ ،‬على خطة عم ��ل م�شترك ��ة‪ .‬ل�سبب وجيه‪،‬‬ ‫رح ��ب العال ��م به ��ذا االتف ��اق المبدئي الن ��ه و�ضع‬ ‫ّ‬ ‫ب�شكل مبا�شر ايران والق ��وى الدولية على الطريق‬ ‫لإنهاء الأزمة من خالل الديبلوما�سية‪.‬‬ ‫يدع ��و الإتفاق طه ��ران والقوى الدولي ��ة للتفاو�ض‬ ‫عل ��ى "الخط ��وة الأخي ��رة" التفاق م ��ن مرحلتين‬ ‫خ�ل�ال �ست ��ة �أ�شه ��ر‪ .‬ف ��ي �أف�ض ��ل الأح ��وال‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫الجانبين �سيتفاو�ضان بعزم وب�سرعة على الخطوة‬ ‫النهائي ��ة‪ .‬و�س ��وف تثب ��ت �إي ��ران للوكال ��ة الدولية‬ ‫للطاق ��ة الذرية ب� ��أن برنامجها الن ��ووي مخ�ص�ص‬ ‫بالكام ��ل للأغرا� ��ض ال�سلمي ��ة‪ ،‬وتواف ��ق بالتال ��ي‬ ‫عل ��ى قيود قابل ��ة للتحقق عل ��ى �أن�شطته ��ا النووية‬ ‫الح�سا�س ��ة لفترة طويلة من الزم ��ن‪ .‬في المقابل‪،‬‬ ‫�سيتم رفع العقوبات �ضد �إيران‪.‬‬ ‫وق ��د ينته ��ي الأمر �إلى �إتف ��اق نهائي ف ّع ��ال‪ .‬ولكن‬ ‫�ستظ ��ل بين �إي ��ران والغرب �إختالف ��ات كبيرة �إذا‬ ‫ح�صل �أو لم يح�صل �إتفاق نووي نهائي‪� .‬إن ال�شكوك‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫المتبادل ��ة المتبقي ��ة مهم ��ة‪ ،‬فالوالي ��ات المتحدة‬ ‫و�إي ��ران تتناف�سان على �إلتزام ��ات �أمنية ماثلة في‬ ‫المنطق ��ة‪ .‬من جهتها ل ��ن تدير وا�شنط ��ن محور ًا‬ ‫بعي ��د ًا م ��ن �إ�سرائيل و الدول العربي ��ة في الخليج‪،‬‬ ‫وطهران لن تتخلى عن العلويين في �سوريا‪ ،‬كما لن‬ ‫تدفع "ح ��زب اهلل" للتخلي عن �سالحه‪ .‬الواقع �أن‬ ‫�إتفاق ت�شرين الثاني (نوفمبر) لن ي�ؤدي �إلى تح ّول‬ ‫ف ��ي عالقات الغرب مع �إي ��ران‪ ،‬وفعل التوقيع على‬

‫�إتف ��اق ال يعني �أن وا�شنطن وطه ��ران على نحو ما‬ ‫قد تجاوزا الخالفات الأ�سا�سية المتعددة و�أ�صبحا‬ ‫�شريكي ��ن‪ ،‬حيث �أن بع� ��ض المراقبين �أمل �أو �أبدى‬ ‫قلقه‪.‬‬

‫ال�ساعة تدق‬ ‫وزي ��ر الخارجي ��ة الأميركية جون كي ��ري يعرف ما‬ ‫يتحدث عن ��ه عندما �أعلن في جني ��ف �أن الخطوة‬

‫�إجتماع جنيف بين �إيران والقوى الدولية‪ :‬نتائجه �أعطت �أم ًال ولكن‪..‬‬


‫�أن يت ��م ه ��ذا �إال �إذا حك ��ت �إي ��ران الحقيق ��ة حول‬ ‫برنامجها النووي الأكثر ح�سا�سية في تاريخها‪.‬‬

‫مطالب مجل�س االمن‬

‫منطق المفاو�ضات بين ايران والقوى الدولية يعني‬ ‫�أن الوكال ��ة يجب �أن تكون لديها والية تحقق قوية‪،‬‬ ‫يتيح له ��ا �أن ت�ستنتج في نهاية المطاف‪ ،‬وربما في‬ ‫غ�ض ��ون �سنوات قليل ��ة‪� ،‬أن برنامج �إي ��ران النووي‬ ‫هو �شفاف وم ��ن دون �أن�شطة �سري ��ة‪ .‬وتقول خطة‬ ‫العم ��ل الم�شتركة ما هي النهاي ��ة‪�" :‬سيتم التعامل‬ ‫م ��ع البرنامج الن ��ووي الإيراني بالطريق ��ة نف�سها‬ ‫كما م ��ع �أية دولة غي ��ر م�سلحة نووي ًا ف ��ي معاهدة‬ ‫ع ��دم �إنت�ش ��ار الأ�سلح ��ة النووي ��ة" ولك ��ن للو�صول‬ ‫�إلى هناك‪ ،‬على وكال ��ة الطاقة الذرية التعبير عن‬ ‫ثقتها‪ .‬وللح�ص ��ول على ذلك‪ ،‬الأمر يتطلب �إغالق‬ ‫ق�ضية ال�ضمانات النووية‪.‬‬ ‫�إح ��دى الم�ساهم ��ات الممكن ��ة لحل ه ��ذا الم�أزق‬ ‫يك ��ون في �أن تتفاو� ��ض القوى الدولي ��ة على �إتفاق‬ ‫م ��ع عن�ص ��ر تحق ��ق يل ��زم �إي ��ران بع ��دم القي ��ام‬

‫ب�أ�شياء مح ��ددة تتعلق بتطوير المتفجرات النووية‬ ‫ومنظوم ��ات �إي�صاله ��ا‪� .‬إن التزام� � ًا تطلعي� � ًا مث ��ل‬ ‫ه ��ذا يمكن ��ه الحفاظ عل ��ى الزخ ��م الديبلوما�سي‬ ‫في حين يك ��ون بناء الثقة الإيراني ��ة بالت�أكيد على‬ ‫�أن الإجابات التي تقدمه ��ا طهران ب�ش�أن الأن�شطة‬ ‫ال�سابقة لن يتم �إ�ستخدامها لمعاقبتها‪.‬‬ ‫ولك ��ن �إذا كان ��ت النفعي ��ة تطال ��ب المفاو�ضي ��ن‬ ‫بتجاه ��ل الق�ضاي ��ا العالق ��ة المهمة ح ��ول قدرات‬ ‫�إيران‪ ،‬ف�س ��وف ي�ؤدي ذلك �إلى ت�ض ��رر م�صداقية‬ ‫الوكال ��ة‪ ،‬و�إتف ��اق نهائي مع �إيران ق ��د ال ينجو من‬ ‫هجمات النق ��اد الذين �سيدّعون ب�أن تلك ال�صفقة‬ ‫لديه ��ا ثغ ��رات خطيرة‪ .‬وع�ل�اوة على ذل ��ك‪ ،‬ف�إن‬ ‫الهدف المعلن لإطار التع ��اون بين الوكالة و�إيران‬ ‫هو �أن "يكفل الطبيعة ال�سلمية الخال�صة للبرنامج‬ ‫النووي الإيراني"‪ .‬من ال�صعب �أن نرى كيف يمكن‬

‫من ��ذ الع ��ام ‪� ،2006‬أم ��ر مجل� ��س الأم ��ن �إي ��ران‬ ‫بتعلي ��ق جمي ��ع الأن�شط ��ة المت�صل ��ة بالتخ�صي ��ب‬ ‫و�إعادة المعالجة‪ .‬حتى وقت قريب‪ ،‬وافقت القوى‬ ‫الدولي ��ة ب�أن الحل ال�شامل يتطلب من �إيران تعليق‬ ‫ه ��ذه البرامج‪ ،‬لكنها لم تتفق عل ��ى مدى التعليق‪.‬‬ ‫ف ��ي مقابلة ف ��ي مطل ��ع الع ��ام ‪ ،2011‬و�ض ��ع �أحد‬ ‫المفاو�ضي ��ن من دولة غربية الأمر بهذه الطريقة‪:‬‬ ‫"�إقت ��رح الرو�س تعلي ��ق التخ�صي ��ب لمدة خم�س‬ ‫و�أربعي ��ن دقيق ��ة‪ ،‬ونحن نريد �إيقاف ��ه لمئة �سنة"‪.‬‬ ‫لق ��د �إقترحت مو�سكو خريط ��ة طريق تطالب فيها‬ ‫�إيران بتعليق التخ�صي ��ب لمدة ثالثة �أ�شهر‪ ،‬ولكن‬ ‫لم يجد هذا الإقتراح من ي�ؤيده‪.‬‬ ‫قرارات مجل�س الأم ��ن بتعليق تخ�صيب اليورانيوم‬ ‫هدف ��ت لوقف تقدم ايران نح ��و النقطة التي يمكن‬ ‫لها "الخروج" من �إلتزاماتها الدولية و�صنع �سالح‬ ‫نووي في عجلة م ��ن �أمرها‪ .‬ولكن �إيران لمدة �سبع‬ ‫�سن ��وات رف�ضت وق ��ف التخ�صيب‪ ،‬وهك ��ذا �إ�ستمر‬ ‫جدول "�إختراقها" الزمني بالتقل�ص‪ .‬وتبين خطة‬ ‫العم ��ل الم�شتركة م ��ن �أن المفاو�ضين يدركون ب�أن‬ ‫اي ��ران لن تقب ��ل بوقف تخ�صيب كام ��ل‪ ،‬مهما كان‬ ‫الثم ��ن‪ .‬وبالتالي �ست�شمل الخط ��وة النهائية �شرط ًا‬ ‫ي�سمح لإيران بتخ�صيب اليورانيوم "مع حدود متفق‬ ‫عليه ��ا"‪ .‬قد يك ��ون المفاو�ض ��ون م�ستعدين لتجاوز‬ ‫قرارات مجل�س الأم ��ن ب�ش�أن التعليق و�إ�صدار قرار‬ ‫جديد ال يتطلب تعليق ايران للتخ�صيب ‪�--‬شريطة‬ ‫�أن تبن ��ي الجمهوري ��ة الإ�سالمية الثق ��ة من خالل‬ ‫الموافق ��ة على التنفي ��ذ وب�سرعة خط ��وات �أخرى‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬يمكن لطه ��ران �أن تقرر عدم‬ ‫بناء مفاعل يعمل بالماء الثقيل في "�أراك"‪ ،‬والحد‬ ‫من عدد �أجهزة الطرد المركزي‪ ،‬والت�صديق على‬ ‫البروتوكول الإ�ضافي لإتفاق �ضمانات الوكالة‪.‬‬ ‫ت�شير خطة العمل الم�شتركة �إلى"خطوات �إ�ضافية‬ ‫بي ��ن التدابي ��ر الأولي ��ة والخط ��وة الأخي ��رة‪ ،‬بم ��ا‬ ‫ف ��ي ذل ��ك‪ . . .‬الت�صدي لق ��رارات مجل� ��س االمن‬ ‫الدول ��ي"‪ .‬وبم ��ا �أن ه ��ذه القرارات الت ��ي فر�ضت‬ ‫عقوب ��ات على �إي ��ران ف�ض ًال ع ��ن �إلتزامات‪ ،‬يجب‬ ‫عل ��ى طه ��ران والق ��وى الدولي ��ة المعاي ��رة بعناية‬ ‫الت�سل�س ��ل ال ��ذي �سيت ��م في ��ه رف ��ع العقوب ��ات مع‬ ‫الخط ��وات التي �إتخذتها �إي ��ران للحد من التهديد‬ ‫النووي‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪53‬‬


‫العالم ¶ �إيران‬ ‫ولكن في ج ��زء منه لأن الق ��وى الدولية هدفت �إلى‬ ‫�إتف ��اق مبدئي لبن ��اء الثقة‪ .‬وهذا يعن ��ي �أن الريادة‬ ‫وعق ��د ال�صفقات كانا في حدهم ��ا الأق�صى‪ ،‬حيث‬ ‫�صدرت ت�صريحات جريئة‪ ،‬ولي�س خطوط ًا عري�ضة‬ ‫لتفا�صي ��ل جوهري ��ة‪ .‬م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪� ،‬إن ال ��ذي‬ ‫�أدى �أي�ض� � ًا �إلى ه ��ذه النتيجة هو توا�ص ��ل الواليات‬ ‫المتح ��دة مع �إيران والو�صول �إل ��ى مفاو�ضات معها‬ ‫ه ��ذا الخريف ف ��ي محادث ��ات ثنائي ��ة مبا�شرة في‬ ‫العا�صم ��ة العماني ��ة م�سق ��ط‪ ،‬حيث �أن م ��ا كان في‬ ‫الأ�ص ��ل خريط ��ة طريق من �أربع خط ��وات �أ�صبحت‬ ‫عملي ��ة من خطوتين ت�ضم الخطوة الأولى والخطوة‬ ‫النهائي ��ة‪ ،‬و ُترك ��ت الخطوت ��ان الثاني ��ة والثالثة في‬ ‫المخطط الأ�صلي للمناق�شة والعمل عليهما‪.‬‬ ‫�إذا كان الطرف ��ان ال يعم�ل�ان عل ��ى ح ��ل هاتي ��ن‬ ‫الخطوتين �أو بالأحرى هذين التحديين الرئي�سيين‬ ‫اللذي ��ن يواجهانهم ��ا‪ ،‬فق ��د تف�ش ��ل المفاو�ضات‪.‬‬ ‫�إذا �أدت الإختالف ��ات �إل ��ى طريق م�س ��دود‪ ،‬يمكن‬ ‫للمت�شددين ف ��ي �إيران ك�سب اليد العليا‪ ،‬وموا�صلة‬ ‫ال�سعي �إلى تحقي ��ق التنمية النووية من دون قيود‪،‬‬ ‫وفي النهاية �إنهاء االتف ��اق الأولي‪ .‬بد ًال من ذلك‪،‬‬ ‫يمك ��ن للم�شرعي ��ن الأميركيي ��ن الإ�ستجابة لعدم‬ ‫�إح ��راز تق ��دم من خ�ل�ال �إ�ضافة ع ��بء العقوبات‬ ‫عل ��ى �إيران‪ ،‬وال ��ذي من �ش�أنه �أن ي� ��ؤدي �إلى �إنهاء‬ ‫التفاو�ض‪ .‬هناك الكثير على المحك‪.‬‬

‫الإجابة عن �أ�سئلة‬ ‫ب�ش�أن االن�شطة النووية‬ ‫في �أثن ��اء التفاو�ض ب�ش�أن الخطوة النهائية‪ ،‬يمكن‬ ‫�أن تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية "الفيل" في‬ ‫الغرفة‪ .‬فالوكالة لي�ست طرف ًا في الخطوة الأولى‪،‬‬ ‫ولكنه ��ا ال ت ��زال ت�ش ��ارك ب�شكل وثيق ف ��ي برنامج‬ ‫�إي ��ران الن ��ووي‪ .‬من ��ذ الع ��ام ‪ ،2006‬ح ��ثّ مجل�س‬ ‫محافظ ��ي الوكالة ومجل�س االم ��ن الدولي الوكالة‬ ‫لت�سوي ��ة الإدعاءات المتبقية ب�أن �إيران عملت على‬ ‫تطوي ��ر �أ�سلح ��ة نووية‪ ،‬وه ��ي ق�ضية �أ�ش ��ارت �إليها‬ ‫تقاري ��ر الوكال ��ة نف�سها ك "بع ��د ع�سكري ممكن "‬ ‫لبرنامج �إيران النووي‪.‬‬ ‫ر�سمي ًا وقانوني� � ًا‪� ،‬إن م�سار الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية والم�سار ال�سيا�سي للدول ال�ست منف�صالن‪.‬‬ ‫م ��ن المفتر�ض عل ��ى القوى الدولي ��ة التفاو�ض مع‬ ‫�إي ��ران و�إيج ��اد ح ��ل �سيا�س ��ي للأزمة‪� .‬أم ��ا وكالة‬ ‫الطاقة الذرية‪ ،‬على �أ�سا� ��س والية التحقق‪ ،‬ت�سعى‬ ‫ب�ش ��كل م�ستق ��ل للح�صول على �أجوب ��ة حول ما اذا‬ ‫كانت اي ��ران تمتثل للإتفاق الثنائ ��ي بينهما ب�ش�أن‬

‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪" :‬الفيل" في المرحلة الأخيرة!‬

‫وزير الحارجية الأميركي جون كيري‪:‬‬ ‫الآن بد�أت المهمة ال�صعبة‬

‫قد ينتهي الأمر �إلى �إتفاق نهائي‬ ‫ف ّعال‪ .‬ولكن �ستظل بين �إيران والغرب‬ ‫�إختالفات كبيرة �إذا ح�صل �أو لم‬ ‫يح�صل �إتفاق نووي نهائي‪� .‬إن ال�شكوك‬ ‫المتبادلة المتبقية مهمة‪ ،‬فالواليات‬ ‫المتحدة و�إيران تتناف�سان على‬ ‫�إلتزامات �أمنية ماثلة في المنطقة‬

‫ال�ضمان ��ات النووي ��ة‪ .‬المفاو�ض ��ات المقبل ��ة على‬ ‫الخطوة الأخي ��رة �سوف يكون عليه ��ا التوفيق بين‬ ‫هذين الإثنين من ال�ضرورات‪.‬‬ ‫منذ الع ��ام ‪ ،2008‬ترف�ض �إيران ال ��رد على �أ�سئلة‬ ‫الوكال ��ة الدولي ��ة للطاقة الذرية ح ��ول ال�ضمانات‬ ‫النووية‪ .‬في ‪ 11‬ت�شرين الثاني (نوفمبر)‪� ،‬أ�صدرت‬ ‫�إي ��ران والوكالة بيان ًا م�شترك ًا لإطار التعاون وذلك‬ ‫في محاولة للتغلب على هذا الم�أزق‪ .‬ويقول البيان‬ ‫ان الجانبي ��ن �س ��وف يقومان ب"تعزي ��ز التعاون و‬ ‫الح ��وار به ��دف �ضم ��ان الطابع ال�سلم ��ي المح�ض‬ ‫لبرنامج �إيران النووي من خالل حل جميع الق�ضايا‬ ‫العالقة"‪ ،‬ولكنه لم يتطرق‪ ،‬كما فعلت خطة العمل‬ ‫الم�شت ��رك في ‪ 24‬ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر)‪� ،‬إلى‬ ‫مت ��ى �أو �إل ��ى �أي مدى بج ��ب على �إي ��ران الإمتثال‬ ‫لطل ��ب الوكال ��ة للح�ص ��ول عل ��ى معلوم ��ات ب�ش�أن‬

‫الأن�شط ��ة المت�صلة بتطوير الأ�سلحة النووية‪ .‬فمن‬ ‫الممك ��ن �أن تنف ��ذ �إيران بدقة �ش ��روط التعليق في‬ ‫خط ��ة العم ��ل الم�شتركة للتع ��اون ولك ��ن لي�س �إلى‬ ‫الح ��د الذي ت ��راه الوكال ��ة �ضروري� � ًا بالن�سبة �إلى‬ ‫ال�ضمانات النووية‪ .‬في هذه الحالة‪� ،‬إذا �إ�ستنتجت‬ ‫القوى الدولية �أن عدم التعاون بين الوكالة وايران‬ ‫يقف في طريق التو�صل �إلى �إتفاق نهائي‪ ،‬قد تقوم‬ ‫بال�ضغ ��ط على الوكالة لتليي ��ن متطلباتها من �أجل‬ ‫التو�صل الى �إتفاق‪.‬‬ ‫التوترات بين وكالة الطاقة الذرية والقوى الغربية‬ ‫ق ��د تن�ش�أ عندها‪ .‬حتى الآن �إتف ��ق الجميع على �أن‬ ‫الوكال ��ة يج ��ب �أن تبق ��ى �صام ��دة للح�ص ��ول على‬ ‫�إجاب ��ات �إي ��ران ع ��ن �أ�سئلتها‪ ،‬بما ف ��ي ذلك حول‬ ‫الأن�شط ��ة الت ��ي ال ت�ش ��ارك مبا�ش ��رة في �إنت ��اج �أو‬ ‫تجهي ��ز الم ��واد النووي ��ة‪ .‬وعالوة على ذل ��ك‪ ،‬ف�إن‬


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫الأ�صول ال�سعودية ‪ 782‬مليار دوالر‬ ‫ك�شف ��ت م�ؤ�س�سة النقد العربي ال�سعودي (�ساما) �أن �إجمال ��ي الأ�صول الإحتياطية للمملكة قفز نحو‬ ‫‪ 309‬ملي ��ارات ري ��ال بنهاية الربع الثالث من الع ��ام الراحل ليبلغ ‪ 2.639‬تريلي ��ون ريال (نحو ‪782‬‬ ‫ملي ��ار دوالر)‪ ،‬في مقابل ‪ 2.330‬تريليون بنهاية الربع الثال ��ث من العام الما�ضي‪ ،‬وبزيادة نحو ‪70‬‬ ‫مليار ريال مقارنة بالربع الثاني من ‪.2013‬‬ ‫و�أظه ��ر تقرير �إح�صائي �أ�صدرته الم�ؤ�س�سة عن الربع الثالث من العام الراحل ون�شرته على موقعها‬ ‫الإلكتروني‪� ،‬أن الجانب الأكبر من الأ�صول يتركز في الإ�ستثمارات بالأوراق المالية في الخارج والتي‬ ‫بلغ ��ت قيمتها ‪ 1.934‬تريليون ريال في الربع الثالث‪ ،‬مرتفعة من ‪ 1.639‬تريليون ريال خالل الربع‬ ‫المماثل من العام ‪ 2012‬وبزيادة قدرها ‪ 295‬مليار ريال‪ ،‬في مقابل ‪ 1.878‬تريليون في الربع الثاني‬ ‫بزيادة قدرها ‪ 56‬مليار ريال‪.‬‬ ‫وح ��ل النق ��د الأجنبي والودائع في الخارج في المرتبة الثانية ف ��ي قائمة الإحتياطات بقيمة ‪647.5‬‬ ‫ملي ��ار ريال‪ ،‬ثم الإحتياط لدى �صندوق النقد الدولي بقيمة ‪ 20.207‬مليار ريال بزيادة ‪ 464‬مليون‬ ‫ريال مقارنة بالربع الثاني من العام الراحل‪.‬‬ ‫ووفق� � ًا للتقرير زاد الإئتمان والقرو�ض الم�صرفية في الربع الثالث من ‪ 2013‬لتبلغ ‪ 1.106‬تريليون‬ ‫ري ��ال بارتف ��اع قدره ‪ 23‬مليار ريال مقارنة بالربع الثاني‪ ،‬فيما بلغ الإئتمان الق�صير الأجل (�أقل من‬ ‫�سن ��ة) ‪ 586.712‬مليار ريال يمث ��ل �أكثر من ‪ 50‬في المئة من قيمة القرو� ��ض الق�صيرة الإجمالية‪،‬‬ ‫فيم ��ا بلغت قيمة القرو�ض المتو�سط ��ة الأجل (من �سنة �إلى ثالث �سن ��وات) ‪ 203.154‬مليار ريال‪،‬‬ ‫والقرو�ض الطويلة الأجل (�أكثر من ثالث �سنوات) ‪ 317.818‬مليار ريال‪.‬‬

‫"المركزي" الإماراتي يدر�س‬ ‫تطبيق قانون الإمتثال ال�ضريبي الأميركي‬ ‫�أعل ��ن الم�صرف المركزي الإماراتي �أنه يدر�س‬ ‫تطبي ��ق قان ��ون الإمتث ��ال ال�ضريب ��ي الأميركي‬ ‫للح�ساب ��ات الأجنبي ��ة الخا�ص ��ة بالأ�شخا� ��ص‬ ‫الخا�ضعي ��ن لل�ضريب ��ة‪ ،‬وف ��ق قواني ��ن الواليات‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن في بي ��ان �صحاف ��ي �أن مجل� ��س الإدارة‬ ‫"ناق� ��ش تطبي ��ق قان ��ون الإمتث ��ال ال�ضريب ��ي‬ ‫الأميرك ��ي‪ ،‬وقائم ��ة ببع� ��ض الم�شاري ��ع المهمة‬ ‫الج ��اري تنفيذها وتُنجز خ�ل�ال ‪ ،2014‬و ُيعتبر‬ ‫تطويره ��ا م�ساهم ��ة لتح�سي ��ن الأداء و�إلت ��زام‬ ‫المعايير الدولية و�أف�ضل الممار�سات"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إلى �أن هذه الأنظمة المقترح بدء الإعداد‬ ‫له ��ا ومراجعتها خ�ل�ال العام المقب ��ل في مجال‬ ‫الرقاب ��ة على الم�ص ��ارف والم�ؤ�س�س ��ات المال ّية‬ ‫الأخ ��رى‪ ،‬ت�شم ��ل �أنظم ��ة التعاق ��د م ��ع �أطراف‬ ‫خارجيي ��ن و�إع ��ادة الت�شغي ��ل بع ��د الك ��وارث‬ ‫والمكاف� ��أة التحفيز ّي ��ة للر�ؤ�س ��اء التنفيذيي ��ن‬ ‫للم�ص ��ارف‪ ،‬والبيان ��ات المال ّي ��ة والمعام�ل�ات‬ ‫الم�صرف ّي ��ة �إ�ستن ��اد ًا �إل ��ى مب ��ادئ ال�شريع ��ة‬

‫محافظ الم�صرف المركزي في الإمارات �سلطان بن نا�صر ال�سويدي‬

‫الإ�سالم ّي ��ة"‪ .‬ومن هذه الم�شاري ��ع �أي�ض ًا ت�شغيل‬ ‫نظ ��ام م�صرفي ف ��ي الف�ض ��اء الإلكتروني لربط‬ ‫الم�صارف ب ��ه‪ ،‬ما يحقق هدف الحكومة الذك ّية‬ ‫الإلكترون ّي ��ة عل ��ى الخلي ��وي وال�شم ��ول المال ��ي‪،‬‬ ‫و�إ�ستراتيجي ��ة الم�صرف المركزي للفترة ‪2014‬‬ ‫ّ‬ ‫والخطة الت�شغيلية للم�صرف المركزي‬ ‫ ‪،2016‬‬‫للع ��ام الجدي ��د‪ ،‬والقوانين الجدي ��دة للخدمات‬ ‫المالية والم�صرفية وتجريم تبيي�ض الأموال‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫ق���ال حاك���م م�صرف لبن���ان ريا����ض �سالمة‪" :‬ان‬ ‫م�ص���رف لبنان‪ ،‬من���ذ عامين‪ ،‬ب���ادر بتحوي���ل المتانة‬ ‫النقدي���ة الت���ي تمك���ن م���ن انجازه���ا‪ ،‬لخدم���ة النمو‬ ‫االقت�ص���ادي والإ�ستق���رار الإجتماع���ي"‪ ،‬م�شي���راً الى‬ ‫�أن ه���ذا الدور ال���ذي يقوم به المرك���زي "ن�شهده في‬ ‫الم�ص���ارف المركزي���ة في العال���م‪ ،‬اذ ن���رى اخيرا �أن‬ ‫المعيار الأ�سا�سي لل���ـ ‪Federal Reserve Board‬‬ ‫حي���ال ال�سيا�س���ة النقدي���ة‪ ،‬ه���ي ن�سب���ة البطالة في‬ ‫�أمي���ركا‪ .‬ولف���ت ال���ى ان لبنان "م���ن ال���دول القليلة‬ ‫الباقي���ة على قدرته���ا في ت�أمين تمويله���ا بقدراتها‬ ‫الذاتية‪ ،‬ونحن نتم�سك بج���د في هذا الأمر‪ ،‬وواثقون‪،‬‬ ‫خ�ل�ال ‪ ،2014‬انه �سيكون لدينا القدرات الم�ستلزمة‬ ‫للمحافظ���ة عل���ى اال�ستق���رار التمويل���ي واال�ستقرار‬ ‫ب�أ�سعار الفوائد والعملة"‬ ‫خف�ضت وكال���ة فيت�ش للت�صنيف���ات االئتمانية‬ ‫ت�صنيفه���ا لدي���ون لبن���ان ال�سيادي���ة الطويلة االجل‬ ‫بالعمل���ة االجنبي���ة م���ن م�ستق���ر ال���ى �سلب���ي م�شيرة‬ ‫ال���ى تزاي���د المخاط���ر ال�سيا�سي���ة وتده���ور العوامل‬ ‫الم�ؤثرة عل���ى الدين العام وتوقع���ات �ضعيفة للنمو‬ ‫االقت�صادي‪ .‬وقالت فيت����ش ان الت�صنيف االئتماني‬ ‫للبن���ان ج���رى تثبيته عن���د ‪ B‬وهو م�ست���وى منخف�ض‬ ‫خم�س درجات عن الدرجة الإ�ستثمارية‪.‬‬ ‫وت�صني���ف لبنان ل���دى وكالة �ستاندرد �أن���د بوزر هو‬ ‫‪ – B‬ناق�ص مع نظرة م�ستقبلية �سلبية وهو منخف�ض‬ ‫درج���ة عن ت�صنيف فيت�ش‪ .‬لك���ن ت�صنيف البالد لدى‬ ‫وكال���ة موديز مرتفع درجة واحدة عن فيت�ش عند ‪B1‬‬ ‫مع نظرة م�ستقبلية �سلبية‪.‬‬ ‫‪ ‬جردت وكال���ة " �ستاندرد اند ب���ورز" للت�صنيف‬ ‫االئتماني الإتح���اد االوروبي م���ن الت�صنيف االف�ضل‬ ‫‪ A‬الممن���وح له‪ ،‬خف�ضته درجة واحدة الى ‪AA +‬‬ ‫‪‬ AA‬‬ ‫‪ ،‬م�شي���رة الى ال�صعوب���ات المتزايدة الت���ي تواجهها‬ ‫المحادثات حول الموازنة بين الدول االع�ضاء‪ .‬وت�أتي‬ ‫هذه الخطوة بعد خف����ض ت�صنيفات دول �أع�ضاء في‬ ‫الإتح���اد في الأ�شه���ر الأخيرة‪ .‬وخف�ض���ت " �ستاندرد‬ ‫�أن���د بورز" ت�صني���ف الإتحاد الأوروب���ي معلنة "تراجع‬ ‫الج���دارة الإئتمانية لدول الإتحاد ال���ـ‪ 28‬عموما"‪ ،‬مع‬ ‫توقعات م�ستقبلي���ة "م�ستقرة"‪ ،‬مما ي�شي���ر الى �أنها‬ ‫ال تعتزم تعديل هذا الت�صنيف في الأمد المتو�سط‪.‬‬ ‫و�شرحت الوكال���ة في بي���ان ان "ال�صدقية االجمالية‬ ‫عل���ى �صعي���د القرو����ض ل���دول الإتح���اد االوروب���ي‬ ‫تراجع���ت"‪ ،‬م�شي���رة ف���ي الوق���ت عين���ه ال���ى تراجع‬ ‫"التما�سك" داخل الإتحاد "بعدما �أ�صبحت مفاو�ضات‬ ‫الموازنة الأوروبية اكث���ر �إثارة للخالف‪ ،‬مما ي�شير الى‬ ‫�أخط���ار متزايدة على الدعم المقدم للإتحاد من بع�ض‬ ‫الدول االع�ضاء"‪.‬‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪55‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫م�ستقبل الإ ّدخار في المنطقة‬ ‫ي ��رى معظ ��م الخب ��راء �أن المنطق ��ة العربي ��ة تواج ��ه ثالث ��ة تحدي ��ات‬ ‫رئي�سي ��ة‪� .‬أو ًال‪ ،‬هن ��اك نق� ��ص ف ��ي الثقافة العام ��ة بالن�سبة �إل ��ى الإدّخار‬ ‫والمعا�ش ��ات التقاعدي ��ة‪ ،‬وثانياً مواطنو المنطق ��ة بب�ساطة ال يدّخرون‬ ‫بم ��ا فيه الكفاي ��ة؛ وثالثاً‪ ،‬هن ��اك �إعتماد �أكثر عل ��ى مخططات معا�شات‬ ‫التقاع ��د العام ��ة ودع ��م الدول ��ة‪ ،‬الت ��ي عل ��ى الم ��دى الطويل ل ��ن تكون‬ ‫م�ستدام ��ة‪ .‬ونتيجة لذل ��ك‪ ،‬نعتقد �أن هناك �إمكانية ن�شوء 'قنبلة �إدّخار‬ ‫موقوتة" في الأفق‪.‬‬ ‫لتو�ضي ��ح ه ��ذه النقط ��ة‪ ،‬عل ��ى عك� ��س الأ�س ��واق الغربي ��ة‪ ،‬حي ��ث الثقافة‬ ‫ت�شجع على �ضرورة الإ ّدخ ��ار نا�شطة على مدى عقود‪ ،‬في‬ ‫العام ��ة الت ��ي ّ‬ ‫منطقتن ��ا‪ ،‬من الناحية الثقافية‪ ،‬ه ��ذا الأمر هو مفهوم جديد ن�سبياً �إذ‬ ‫�أن �صناعة الإدّخار والمعا�شات التقاعدية ال تزال في �أيامها الأولى‪.‬‬ ‫المثي ��ر للقل ��ق‪ ،‬هو �أن ما يق ��رب من ‪ 30‬في المئة م ��ن مواطني ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط و�شم ��ال �أفريقيا ال يدّخرون وال يو ّف ��رون �شيئاً‪ ،‬و‪ 28‬في‬ ‫المئ ��ة م ��ن الموظفي ��ن العاملي ��ن ف ��ي مجل� ��س التع ��اون‬ ‫الخليج ��ي ال ي ّدخ ��رون‪ ،‬م ��ع م ��ا يق ��رب م ��ن ‪ 50‬ف ��ي‬ ‫المئ ��ة منه ��م يو ّفرون �أقل من ‪ 10‬ف ��ي المئة من‬ ‫رواتبهم‪ .‬هذا الإتج ��اه له تداعيات كبيرة على‬ ‫جمي ��ع المواطني ��ن م ��ن حي ��ث �إدارة نفق ��ات‬ ‫غي ��ر متوقع ��ة �س ��واء عل ��ى الم ��دى الق�صي ��ر‬ ‫�أو التخطي ��ط لق�ضاي ��ا طويل ��ة الأج ��ل مث ��ل‬ ‫التقاعد‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى عدم وج ��ود "ثقاف ��ة الإدخار"‪،‬‬ ‫ف� ��إن المعا�ش ��ات التقاعدي ��ة العام ��ة الحكومي ��ة‬ ‫تواج ��ه �ضغط� �اً �شدي ��داً‪ .‬وي ��رى الخب ��راء �أن خط ��ط‬ ‫التقاع ��د الت ��ي ترعاه ��ا الحكوم ��ة (والت ��ي ت�شم ��ل حالي� �اً‬ ‫م ��ا يق ��رب م ��ن ‪ 33‬في المئة م ��ن الق ��وى العاملة في ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقي ��ا) ب ��د�أت تواج ��ه �ضغوط� �اً مالي ��ة متزاي ��دة م ��ع �أكثرية‬ ‫المتقاعدي ��ن من ال�سكان المتقدمين ف ��ي ال�سن تعي�ش حياة �أطول مع‬ ‫التقدم الحا�صل في الرعاية الطبية‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي ف� ��إن �إ�ص�ل�اح نظ ��ام المعا�ش ��ات التقاعدي ��ة العام ��ة ال يمك ��ن‬ ‫تج ّنب ��ه‪ .‬ي�ضاف �إلى ه ��ذا‪� ،‬أن المعا�شات التقاعدية النهائية تعتمد على‬ ‫المهن ��ة‪ ،‬ومدة الخدم ��ة‪ ،‬وتاريخ المرتبات‪ ،‬وغالباً ب�سبب هذه العوامل‬ ‫يمك ��ن �أن تك ��ون �أق ��ل بكثير مم ��ا كان متوقعاً‪ ،‬وهذا ب ��دوره له تداعيات‬ ‫مالية كبيرة على حياة الموظف المتقاعد �إذا كان المعا�ش هو الم�صدر‬ ‫الوحيد للدخل‪.‬‬ ‫ف ��ي الغ ��رب‪ ،‬الإتجاه الفعلي المتب ��ع يقوم على التحوي ��ل‪ ،‬من التمويل‬ ‫الم�شت ��رك للحكومة و�صاحب العمل للتقاع ��د‪� ،‬إلى الفرد‪ .‬وفي الوقت‬ ‫المنا�س ��ب (كل �ش ��يء يعتم ��د عل ��ى التحدي ��ات الإقت�صادي ��ة المتو�سطة‬ ‫والطويل ��ة الأج ��ل) �سوف ت�صبح جوانب من ه ��ذا النموذج �أكثر �إنت�شاراً‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ف ��ي منطقتن ��ا‪ .‬ونتيج ��ة لذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن م�س�ؤولي ��ة الأف ��راد ع ��ن �أموالهم‬ ‫�ستظه ��ر عل ��ى ال�سطح م ��ع تخطيط مال ��ي �شامل وم ّدخ ��رات �شخ�صية‬ ‫ت�صبح ذات �أهمية ق�صوى لمواطنينا‪.‬‬ ‫كمنطق ��ة‪ ،‬نح ��ن بحاج ��ة �إل ��ى مب ��ادرات ثقاف ��ة عام ��ة لتلبي ��ة حاج ��ة‬ ‫المواطني ��ن بالن�سب ��ة �إل ��ى الإ ّدخ ��ار عل ��ى حد �س ��واء الآن وعل ��ى المدى‬ ‫الطويل‪ ،‬والتي �ستوفر لأجيال الم�ستقبل توجيهات را�سخة‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى الم�ستقبل‪ ،‬يقول �أهل الخبرة �أن كل مواطن يجب �أن يكون‬ ‫لديه "وعاء �إدّخار" �شخ�صي‪ ،‬والذي هو له لإمتالكه و�إدارته والذي ال‬ ‫يخ�ضع ل�سيطرة �آخرين‪ ،‬وهذا �صحيح بالن�سبة �إلى كل من المواطنين‬ ‫والمقيمي ��ن‪ .‬وينبغ ��ي �أن ُت ��دار ه ��ذه الم ّدخ ��رات بن�ش ��اط لتوفير راحة‬ ‫الب ��ال م ��ن �أن هناك و�س ��ادة مالية �آمنة موجودة‪ ،‬الأم ��ر الذي �سي�ساعد‬ ‫لي� ��س فقط عل ��ى مواجهة �أي حال ��ة طارئة على الم ��دى الق�صير ولكن‬ ‫�أي�ض� �اً توفير م�صدر �إ�ضافي للدخل ف ��ي �سنوات الحقة لإ�ستكمال‬ ‫معا�شات التقاعد العامة ‪ /‬الخا�صة‪.‬‬ ‫ل ��ذا ف�إننا ن�شج ��ع الجميع لل�سيط ��رة على مواردهم‬ ‫المالي ��ة الخا�ص ��ة والبح ��ث بن�ش ��اط ع ��ن �أن ��واع‬ ‫الإ�ستثمار و الإدّخار المتوفرة‪ .‬ويمكن �أن يبد�أ‬ ‫برنام ��ج التوفير ب�إ�ستثم ��ارات �شهرية �صغيرة‬ ‫ج ��داً‪ ،‬والتي م ��ع مرور الوقت يمك ��ن �أن تنمو‬ ‫ف ��ي �صندوق �إدخارات كبيرة بحيث يجب على‬ ‫الجميع ال�سعي للح�صول على فوائد من�صات‬ ‫الإدّخار هذه‪.‬‬ ‫م ��ن حي ��ث �إختيار مز ّود �أو مق ��دم الإدّخار‪ ،‬ينبغي‬ ‫عل ��ى العم�ل�اء المحتملي ��ن �ضم ��ان �أن الم�ؤ�س�س ��ة‬ ‫ّ‬ ‫منظم ��ة ومم ّولة ب�ش ��كل جيد‪ ،‬وت�ستخ ��دم �أف�ضل ال�شركاء‬ ‫للإ�ستثم ��ار الدول ��ي‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن توفيره ��ا الخي ��ارات الإ�ستثماري ��ة‬ ‫ال�شامل ��ة الت ��ي تت�ضم ��ن الخي ��ارات التقليدية والأخ ��رى المتوافقة مع‬ ‫ال�شريع ��ة الإ�سالمي ��ة‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى قدرته ��ا عل ��ى ر�ص ��د و�إدارة هذه‬ ‫الإ�ستثمارات‪.‬‬ ‫ف ��ي الخت ��ام‪ ،‬كمنطقة‪ ،‬نح ��ن بب�ساطة ال ندّخر �أو نوف ��ر بما يكفي وهذا‬ ‫�صحي ��ح بالن�سبة �إلى المواطنين والمقيمين مع التداعيات عينها على‬ ‫ح ��د �س ��واء ‪ -‬ع ��دم القدرة عل ��ى تغطي ��ة ح ��االت الط ��وارئ المالية غير‬ ‫المتوقع ��ة الت ��ي تواجههم فج� ��أة‪ ،‬والأزمة من خالل ع ��دم وجود �أموال‬ ‫لإعال ��ة �أنف�سه ��م و�أ�سرهم على حد �سواء في ال�سنوات الالحقة والتمتع‬ ‫ب�أنم ��اط الحي ��اة التي تع ّودوا عليها‪ .‬لذا هناك حاجة ما�سة �إلى التغيير‬ ‫ف ��ي ثقافة الإدخ ��ار لدينا �إذا �أردنا تج ّنب عواق ��ب وخيمة‪ ،‬والمفتاح هو‬ ‫تثقي ��ف وتوعي ��ة الجمهور بالإ�ضاف ��ة �إلى ت�شجيع نم ��و �صناعة الإدّخار‬ ‫ومعا�شات التقاعد المحلية‪.‬‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬ع ّمار الحالق‬


‫ت�أثير الكالم عن تخفيف البنك المركزي الأميركي �شراء ال�سندات على الأ�سواق النا�شئة‬

‫العمل ��ة والأزم ��ة المالية على نطاق وا�س ��ع �أي�ض ًا عرقلة‬ ‫مفاو�ضات �إتفاق التجارة‪ ،‬مما يع ّوق النمو الإقت�صادي‬ ‫العالمي ل�سنوات عديدة بعدما ت�ستقر البلدان‪.‬‬ ‫ح� �دّد ع ��دد م ��ن الإقت�صاديي ��ن بع� ��ض الخ�صائ� ��ص‬ ‫الم�شترك ��ة التي ت�سببت في الأزمة بع ��د �إنق�شاع الغبار‬ ‫ف ��ي �آ�سيا‪ :‬كانت هناك مبالغة في تقدير قيمة العمالت‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة وت�سعيره ��ا؛ والإقت�ص ��ادات ف ��ي ذل ��ك‬ ‫الحين �إعتم ��دت �أكثر على الإقترا� ��ض الق�صير الأجل‬ ‫م ��ن مقر�ضين �أجان ��ب؛ وكان ��ت الم�ص ��ارف الخا�صة‬ ‫و�ش ��ركات التموي ��ل ّ‬ ‫ه�ش ��ة و�ضعيف ��ة التنظي ��م؛ كما �أن‬ ‫الحكومات �إفتق ��رت �إلى التواف ��ق ال�سيا�سي ال�ضروري‬ ‫الالزم لإتخاذ تدابير �سريعة و م�ؤلمة ل�ضبط و�إ�ستقرار‬ ‫الإقت�صاد ‪.‬‬ ‫"يتع ّي ��ن على �صناع الق ��رار �إجراء تعديالت في وقت‬ ‫مبك ��ر وفي �سرع ��ة‪ ،‬خ�صو�ص ًا ف ��ي البل ��دان ال�صغيرة‬ ‫الت ��ي لي�س ��ت مرتبطة بالنظام الدول ��ي"‪ ،‬يقول �ستانلي‬ ‫في�ش ��ر‪ ،‬خبير متميز ف ��ي مجل�س العالق ��ات الخارجية‬ ‫الأميركي ��ة والنائ ��ب الأول للمدي ��ر ال�ساب ��ق ل�صندوق‬ ‫النق ��د الدولي‪ .‬بيانات مهمة ع ��ن الإقت�صاد الحقيقي‪،‬‬ ‫مث ��ل الناتج المحلي الإجمالي‪ ،‬ع ��ادة ما تكون مت�أخرة‬ ‫بع� ��ض الأ�شهر ع ��ن موعدها‪ ،‬لذلك ف� ��إن �إنتظار نتائج‬ ‫ع ��ن �صورة �أكث ��ر و�ضوح ًا للو�ضع الإقت�ص ��ادي هو �أمر‬ ‫نادر‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬قال في�شر في مقابلة �صحافية‪،‬‬ ‫�أن "ال ��دواء الإقت�صادي ي�أخذ بع� ��ض الوقت كي يعمل‪،‬‬ ‫ويجب �أن ي�ؤخذ في وقت �سابق ولي�س �آج ًال‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫�أن �صن ��اع القرار عموم ًا بحاجة �إل ��ى التحرك‪ ،‬تح�سب ًا‬ ‫لتغييرات في الو�ض ��ع الإقت�صادي‪ ،‬بالن�سبة �إلى ما هم‬

‫على عك�س الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫والمملكة المتحدة‪ ،‬واليابان‪ ،‬وعلى‬ ‫نحو متزايد ال�صين‪ ،‬ف�إن لدى الأ�سواق‬ ‫النا�شئة �ضعف ًا مت�أ�ص ًال‪ :‬عدد قليل من‬ ‫الم�ستثمرين على �إ�ستعداد لتخزين‬ ‫و�إبقاء عمالتهم فيها‬

‫لي�سوا مت�أكدين منه حتم ًا"‪.‬‬

‫مخاطر العمالت في الأ�سواق النا�شئة‬ ‫الأ�س ��واق النا�شئة مث ��ل البرازي ��ل وتركي ��ا و�أندوني�سيا‬ ‫وغيرها‪ ،‬كانت الأمكنة المحببة للم�ستثمرين الدوليين‬ ‫عل ��ى م ��دى العق ��د الما�ض ��ي‪ ،‬حي ��ث �إ�ستطاعت جذب‬ ‫ر�ؤو� ��س الأم ��وال ل�صناعاتها الت ��ي ت�شهد نم ��و ًا �سريع ًا‬ ‫وقدم ��ت دفع ��ة �إنتعا� ��ش للإقت�ص ��اد العالم ��ي‪ .‬ولك ��ن‬ ‫عل ��ى عك�س الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬والمملك ��ة المتحدة‪،‬‬ ‫واليابان‪ ،‬وعلى نحو متزايد ال�صين‪ ،‬ف�إن لدى الأ�سواق‬ ‫النا�شئ ��ة �ضعف� � ًا مت�أ�ص ًال‪ :‬عدد قليل م ��ن الم�ستثمرين‬ ‫على �إ�ستع ��داد لتخزين و�إبقاء عمالته ��م فيها‪� .‬إذا تم‬ ‫الك�شف عن �شقوق ف ��ي �إقت�صاد‪ ،‬ف�إن الم�ستثمرين فيه‬ ‫يبيعون العملة المحلية ويهجرونها �إلى الدوالر‪ ،‬تاركين‬

‫وراءهم عمالت (ريال‪،‬و روبية‪ ،‬وليرة) منخف�ضة‪ .‬وقد‬ ‫�سببت هذه الدينامية �أزم ��ات في العديد من المناطق‬ ‫خ�ل�ال العق ��ود الما�ضية‪ ،‬وته ��دد ب�أن تتك ��رر في بع�ض‬ ‫بلدان ما ي�سمى ب "الخم�سة اله�شة"‪.‬‬ ‫في بع�ض الأحيان يمكن لأ�سواق نا�شئة ت�سير ب�شكل جيد‬ ‫�أن تعان ��ي من هروب ر�ؤو�س الأم ��وال‪ ،‬و�ش ّكل هذا الأمر‬ ‫قلق� � ًا في �صي ��ف ‪ 2013‬بعدما ل ّمح مجل� ��س الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي في الواليات المتحدة �أنه �سيبد�أ "تخفيف"‬ ‫حجم برنامجه لل�شراء �شهري ًا �سندات بقيمة ‪ 85‬مليار‬ ‫دوالر‪ .‬من ��ذ الرك ��ود العالمي ف ��ي ‪� ،2007‬أبقى مجل�س‬ ‫الإحتياط ��ي الإتحادي الأميركي �أ�سع ��ار الفائدة قريبة‬ ‫من ال�صفر‪ ،‬مما دفع الم�ستثمرين لإلتما�س عوائد �أعلى‬ ‫في الأ�سواق النا�شئة‪ .‬وقد �إرتفعت تدفقات ر�أ�س المال‬ ‫الخا�ص �إل ��ى الأ�س ��واق النا�شئة �إلى �أكثر م ��ن تريليون‬ ‫دوالر ف ��ي العام ‪ .2010‬وكان م ��ن المتوقع �أن تنخف�ض‬ ‫التدفقات �إلى الأ�سواق النا�شئة بن�سبة ‪ 153‬مليار دوالر‬ ‫ال ��ى ‪ 1.06‬تريليون دوالر في الع ��ام ‪ 2013‬وبن�سبة ‪30‬‬ ‫ملي ��ار دوالر �أخرى في العام ‪ 2014‬وفق ًا لمعهد التمويل‬ ‫الدول ��ي‪ ،‬الذي يم ّث ��ل عك�س �إتجاه التدفق ��ات الخارجة‬ ‫المرتفعة من الإقت�صادات المتقدمة منذ العام ‪.2009‬‬ ‫(كان هن ��اك "هروب �إلى الج ��ودة" في الفترة ‪-2008‬‬ ‫‪ ،2009‬عندم ��ا �إ�شت ��رى الم�ستثم ��رون �أ�ص ��و ًال مالي ��ة‬ ‫�أميركية في عمق الركود العالمي)‪.‬‬ ‫"�إذا نظ ��رت الى قو�س طويل م ��ن الأزمات ال�سابقة في‬ ‫الأ�سواق النا�شئة‪ ،‬ترى �أن الكثير منها نجم عن ت�شديد‬ ‫الظ ��روف النقدية العالمية"‪ ،‬يقول الخبير في مجل�س‬ ‫العالق ��ات الدولي ��ة الأميركي ��ة روب ��رت كاه ��ن‪ .‬ولكن‬ ‫عك�س تدفقات ر�أ�س الم ��ال ال ي�ؤ ّثر على جميع الأ�سواق‬ ‫النا�شئة على حد �س ��واء‪ ،‬ي�ضيف كاهن‪ ،‬وهي "البلدان‬ ‫الت ��ي كانت تعي�ش خارج الم ��ال ال�سهل ولم تكن ت�ضبط‬ ‫ال�سيا�س ��ات التي لها �إخت�ل�االت‪ ،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬عندما‬ ‫ينته ��ي الإحنفال �سيكون لديها رد فعل متطرف‪ .‬وتميل‬ ‫ه ��ذه الدول �أي�ض ًا �إل ��ى فتح �أ�سواق تتمت ��ع ب�سيولة �أكثر‬ ‫والو�ص ��ول �إلى �أ�سواق ر�أ�س الم ��ال الدولية‪ ،‬حيث ت�شعر‬ ‫بق�سوة �أكثر ج ّراء عك�س ر�أ�س المال"‪.‬‬ ‫بن �ستيل‪ ،‬مدير الإقت�صاد الدولي في مجل�س العالقات‬ ‫الخارجي ��ة الأميركية‪ ،‬ق ��ال �أن "تعليقات رئي�س مجل�س‬ ‫الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي ب ��ن برنانكي الم�شه ��ورة يوم‬ ‫‪� 22‬أي ��ار (ماي ��و) كان ��ت عل ��ى ال�سطح متوا�ضع ��ة جد ًا‬ ‫للجميع—كل ما كان ي�شير �إليه هو �أن البنك المركزي‬ ‫الأميرك ��ي ربم ��ا‪ ،‬فق ��ط �إذا �سمحت البيان ��ات‪� ،‬سيبد�أ‬ ‫بتقلي� ��ص حجم �شراء الأ�ص ��ول الإ�ستثنائ ��ي ال�شهري‪،‬‬ ‫وم ��ع ذلك كان رد فعل الأ�س ��واق وح�شي ًا لأن الإحتياطي‬ ‫الفيديرال ��ي كان د ّربه ��م عل ��ى مدى ال�سن ��وات الثالث‬ ‫الما�ضي ��ة �أن يتوقعوا �سيا�سة �أكثر ت�ساه ًال من �أي وقت‬ ‫م�ضى؛ فج�أة الرئي�س غ َّير الم�سار"‪.‬‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪57‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫عمالت‬

‫هل هي الهيكلة الداخلية �أم الت�أثيرات الخارجية؟‬

‫من يسبب أزمات العملة في األسواق الناشئة؟‬ ‫فيما ي�س��تعيد الإقت�ص��اد العالمي عافيته بعد ركود ‪ 2007‬و�ألأزمات المالية في �أوروبا‪ ،‬ف�إن �إنقالب ال�سيا�سة‬ ‫النقدية المت�س��اهلة في نهاية المطاف من قبل الواليات المتحدة و�إقت�ص��ادات كبيرة �أخرى ك�شف ال�شقوق‬ ‫في بع�ض الأ�سواق النا�شئة الديناميكية التي كانت تُعتبر محركات النمو خالل فترة الإنكما�ش الإقت�صادي‪.‬‬ ‫وق��د �أُطلق على البل��دان التي كانت مزدهرة مثل �أندوني�س��يا وجنوب �أفريقيا والبرازي��ل والهند وتركيا في‬ ‫منت�ص��ف العام ‪� 2013‬إ�س��م "البلدان الخم�س��ة اله�ش��ة" نظر ًا �إلى ت�صاعد ال�ض��غوط على عمالتها‪ ،‬مما �أثار‬ ‫المخاوف ب�أن �أزمة محتملة في الأ�سواق النا�شئة يمكن �أن تقوِّ�ض �إنتعا�ش الإقت�صاد الدولي‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫�أزم ��ات العمل ��ة‪ ،‬الت ��ي يحدده ��ا العدي ��د‬ ‫م ��ن الإقت�صاديين ب�أنه ��ا �إنخفا�ض �سريع‬ ‫للعملة المحلية ب�أكث ��ر من ‪ 20‬في المئة مقابل الدوالر‪،‬‬ ‫قد �ضرب ��ت الع�شرات من الأ�س ��واق النا�شئة على مدى‬ ‫العق ��ود الثالث ��ة الما�ضي ��ة‪ ،‬والت ��ي ت�س ّببت ف ��ي بع�ض‬ ‫الأحي ��ان بركود �إقليمي مث ��ل �أزمة الديون ف ��ي �أميركا‬ ‫الالتيني ��ة في الع ��ام ‪ ،1982‬والأزمة المالي ��ة الآ�سيوية‬ ‫في فت ��رة ‪ .1998-1997‬وقد عزّزت الواليات المتحدة‬ ‫في الما�ضي "حزم ��ات" الم�ساعدات المر ّتبة بوا�سطة‬ ‫�صندوق النقد الدولي للم�ساهمة في �إ�ستقرار ال�شركاء‬ ‫التجاريين المه ّمين والحد من �إنت�شار عدوى الأزمات‪،‬‬ ‫م ��ع الت�سلي ��م �آن ��ذاك ب� ��أن اله� �زّات ف ��ي الإقت�صادات‬ ‫ال�صغيرة البعيدة قد ت�ض ّر بالنمو المحلي‪ .‬وقد �أعطت‬ ‫الأزم ��ات ال�سابق ��ة درو�س ًا‪ ،‬حيث و�ض ��ع �صندوق النقد‬ ‫الدول ��ي عل ��ى �أ�سا�سه ��ا �أدوات جديدة ونهج� � ًا منفتح ًا‬ ‫لتفادي �إنهيار �سريع للعم�ل�ات‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ال يزال كثير‬ ‫من الإقت�صاديين على �إقتناع ب�أن العالم لم ي�شهد �آخر‬ ‫�أزمات عمالته �أو نهاية �أزماته المالية بعد‪.‬‬

‫�أ�صول �أزمة العمالت‬ ‫يفيد �أهل الخبرة ب�إن �إنخفا�ض العملة عادة يتبع تجمع‬ ‫و�إتح ��اد �سل�سل ��ة م ��ن الق ��وى ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادية‬ ‫وال�سوقي ��ة الت ��ي ت�ضغ ��ط على �سع ��ر ال�ص ��رف‪ .‬وتميل‬ ‫البل ��دان الت ��ي تعان ��ي من �أزم ��ة‪� ،‬إل ��ى ت�شغي ��ل العجز‬ ‫الم�ستم ��ر في الح�ساب الج ��اري‪ ،‬والإ�ستيراد �أكثر مما‬ ‫ت�ص� �دّر‪� ،‬أو �إقترا�ض ر�أ�س المال من مقر�ضين �أجانب‪،‬‬ ‫وغالب� � ًا م ��ع �إ�ستحقاقات ق�صيرة الأج ��ل‪ ،‬لتمويل عجز‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الموازن ��ة العام ��ة وم�شاري ��ع طويل ��ة الأج ��ل‪ .‬من جهة‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬يمك ��ن �أن تكون تدفق ��ات ر�أ�س الم ��ال متق ّلبة‪،‬‬ ‫وبع ��د �سنوات م ��ن التدفقات المالية م ��ن الم�ستثمرين‬ ‫مت�ص الدوالر‬ ‫الأجانب‪ ،‬فقد تتح� � ّول الم�شاعر فج�أة و ُي ّ‬ ‫م ��ن الأ�س ��واق النا�شئة‪ ،‬الأم ��ر الذي يدف ��ع �إلى خف�ض‬ ‫�سع ��ر ال�ص ��رف‪ ،‬ونف ��اد الإحتياط ��ات‪ ،‬ورف ��ع معدالت‬ ‫الفائدة المحلية‪ ،‬و�أحيان ًا ي�سبب الركود‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن نمو بيئة �إقت�صادية ّ‬ ‫ه�شة يحتاج �إلى‬ ‫�سنوات كي ي�صل �إلى نتيجة جيدة ف�إن الأزمات المالية‬ ‫تتك�ش ��ف وتق ��ع ب�سرع ��ة‪ .‬فق ��د �إندلعت الأزم ��ة المالية‬ ‫الآ�سيوية ف ��ي فترة ‪ 1998-1997‬ب�سب ��ب قرار تايالند‬ ‫تعوي ��م عملتها "الباهت"‪ ،‬في ‪ 2‬تم ��وز (يوليو) ‪،1997‬‬ ‫بع ��د التخلي عن رب ��ط عملتها بال ��دوالر‪ .‬بحلول كانون‬

‫االول (دي�سمب ��ر) من ذلك الع ��ام‪ ،‬كان الدوالر ي�ساوي‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ 48‬باهت� � ًا ‪ ،‬وهو ارتف ��اع حاد �إذا م ��ا عرفنا‬ ‫ب� ��أن �سعر �صرف ال ��دوالر كان ‪ 25‬باهت ًا في وقت �سابق‬ ‫قب ��ل �ستة �أ�شهر فقط‪ .‬ودفع تراج ��ع العملة في تايالند‬ ‫الم�ستثمري ��ن الأجان ��ب �إل ��ى �إعادة تقيي ��م �إقت�صادات‬ ‫�أخرى في المنطق ��ة‪� ،‬ساحبين ر�ؤو� ��س �أموالهم‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي �سرعان ما �أدّى �إلى �إغراق �أندوني�سيا‪ ،‬وماليزيا‪،‬‬ ‫وتاي ��وان‪ ،‬وكوري ��ا الجنوبية في �أزم ��ات مالية بدرجات‬ ‫متفاوت ��ة‪ .‬بالإ�ضافة �إلى عمليات �إنق ��اذ �صندوق النقد‬ ‫الدول ��ي‪ ،‬تدخل ��ت الواليات المتح ��دة مبا�ش ��رة لإنقاذ‬ ‫هذه الإقت�صادات خوف ًا من زيادة خطر العدوى �أو نقل‬ ‫�سري ��ع للأزمة المالية �إلى بلدان �أخ ��رى �سواء القريبة‬ ‫�أو البعي ��دة‪ ،‬التي قد ُت�ضعف �آفاقها‪ .‬كما يمكن لأزمات‬ ‫التدفقات المالية الخا�صة ال�صافية �إلى الأ�سواق النا�شئة‬ ‫بمليارات الدوالرات‬

‫الن�سبة المئوية للإنتاج القومي‬ ‫الإجمالي للأ�سواق النا�شئة‬ ‫الن�سبة المئوية‬ ‫الإجمالية للإنتاج‬ ‫القومي الإجمالي‬ ‫للأ�سواق النا�شئة‬

‫ال�صين‬ ‫الأ�سواق النا�شئة في �آ�سيا مثال ال�صين‬ ‫�أفريقيا وال�شرق الأو�سط‬ ‫�أميركا الالتينية‬ ‫الأ�سواق النا�شئة في �أوروبا‬

‫(المرجع‪"Capital Flows to Emerging Market Economies" :‬‬ ‫ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪ .2013‬معهد التمويل الدولي)‬


‫بقلم الدكتور جا�سم عجاقة*‬

‫ر�أي مراقب‬

‫أما آن األوان‬ ‫للعملة العربية الموحدة؟‬ ‫يتم ّي ��ز العال ��م العرب ��ي ب�إحتوائ ��ه على‬ ‫نوعي ��ن من ال ��دول‪ ،‬الأول ال ُم�ؤ َّلف من‬ ‫ت�شت ��ت الإمبراطورية العثماني ��ة و�إنتهاء الإ�ستعمار‬ ‫وال ��ذي تك َّون ف ��ي �أوا�سط الق ��رن الما�ض ��ي‪ ،‬والثاني‬ ‫م ��ن ال ��دول العربية النم ��وذج التي ن�ش� ��أت في �أواخر‬ ‫الق ��رن التا�س ��ع ع�ش ��ر ج� � ّراء التو�س ��ع والتم� �دّد ف ��ي‬ ‫الق ��رون الأول ��ى بعد المي�ل�اد‪ .‬وه ��ذا بالتالي يجعل‬ ‫م ��ن جامع ��ة ال ��دول العربي ��ة نموذج� �اً م ��ن ناحي ��ة‬ ‫�إحتوائها على مفهوم الأمة في مدى يتخطى ال ُبعد‬ ‫الجغراف ��ي للمناط ��ق بالن�سبة �إلى ال ��دول ال ُمنتمية‬ ‫�إليه ��ا‪ .‬وه ��ذا ما ُتع ّب ��ر عنه الجامع ��ة عينها بالقول‪:‬‬ ‫مجموعة دول ُت�ؤ ّلف �أمة واحدة‪.‬‬ ‫و�إذا م ��ا كان ��ت الدول العربية من �أكث ��ر الدول‪ ،‬التي‬ ‫ه ��ي في ط ��ور النم ��و‪� ،‬إندماجاً ف ��ي النظ ��ام العالمي‬ ‫�إال �أنه ��ا ُت�س ��يء �إلى قدراته ��ا الإقت�صادية الإجمالية‬ ‫عب ��ر �إندماج كل دولة منها �إنفرادياً في هذا النظام‪،‬‬ ‫م ��ا يجعله ��ا منف ��ردة ومجتمع ��ة عر�ض ��ة للأزم ��ات‬ ‫الإقت�صادية والمالية‪.‬‬ ‫ويُمك ��ن تق�سي ��م دول المنطق ��ة العربي ��ة بح�س ��ب‬ ‫�إقت�صاداتها �إلى ثالثة �أق�سام‪:‬‬ ‫ ال ��دول النفطي ��ة‪ :‬وتت�أل ��ف م ��ن دول الخلي ��ج‬‫العرب ��ي وتتم َّيز ب�إقت�صاد مبن ��ي‪ ،‬ب�شكل �أحادي‪،‬‬ ‫عل ��ى الثروة النفطية و�صناع ��ة هيدروكربونية‬ ‫قوية ُت�ساند �إ�ستخراج النفط‪.‬‬ ‫ ال ��دول �شب ��ه – ال�صناعي ��ة‪ :‬وتت�أل ��ف م ��ن دول‬‫كم�ص ��ر حيث يتم َّيز �إقت�صادها بال�ضعف نتيجة‬ ‫عج ��ز ال�صناعة عن �أخذ دوره ��ا بالكامل ب�سبب‬ ‫عوامل عدة �أهمها �سيا�سية‪.‬‬ ‫ وال ��دول الخدماتي ��ة‪ :‬كلبن ��ان والت ��ي ت ��دور‬‫�إقت�صاداته ��ا ح ��ول الخدم ��ات وتتمي ��ز ه ��ذه‬ ‫الإقت�ص ��ادات ب�ضع ��ف كبي ��ر نات ��ج ع ��ن الأو�ضاع‬ ‫ال�سيا�سية التي ُتطيح بالإقت�صاد عند كل خ�ضة‬ ‫�أمنية �أو �سيا�سية‪.‬‬ ‫والالفت في المو�ضوع هو �ضعف ال�سياحة والزراعة‬ ‫وال�صناعة ب�شكل عام في كل هذه الدول‪ .‬وتمنع‬ ‫تطور هذه القطاعات �أ�سباب عدة �أهمها‪:‬‬ ‫ تركيب ��ة الأنظم ��ة العربي ��ة المعادي ��ة لبع�ضه ��ا‬‫البع�ض‪ ،‬وتخوين كل فريق للفريق الآخر‪ ،‬مما‬ ‫يمنع التعاون الإقت�صادي بين هذه الدول‪.‬‬ ‫ الخ�ل�اف عل ��ى الحدود والت ��ي �أدت �إل ��ى حروب‬‫ع ��دة ف ��ي العال ��م العربي كح ��رب الخلي ��ج التي‬

‫�أتت على خلفية �إجتياج الكويت‪.‬‬ ‫ �ضع ��ف التب ��ادل التج ��اري بين ال ��دول العربية‪،‬‬‫حي ��ث تحتل ال ��دول الأجنبية المرات ��ب الأولى‬ ‫ف ��ي التبادل التجاري مع الدول العربية �إن من‬ ‫ناحية الإ�ستيراد �أو الت�صدير‪.‬‬ ‫ �ضعف الإ�ستثمارات العربية في الدول العربية‬‫الأخ ��رى وتف�ضيله ��ا دول �أجنبي ��ة �أخ ��رى حيث‬ ‫هناك ثبات �سيا�سي وحرية �إقت�صادية‪.‬‬ ‫ غي ��اب �إ�ستراتيجي ��ة �إنمائي ��ة موح ��دة لل ��دول‬‫العربية مجتمعة‪ .‬وهذا ما يُترجم على الأر�ض‬ ‫ف ��ي غياب م�شاري ��ع �إ�ستراتيجية تخدم م�صالح‬ ‫الأم ��ة العربي ��ة و�إقت�ص ��ار الإ�ستثم ��ارات عل ��ى‬ ‫م�ساعدات ثنائية بين الدول‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ت�أ ّل ��ف مجل� ��س التع ��اون ل ��دول الخلي ��ج‬ ‫العرب ��ي الذي يُع ّد التجرب ��ة الناجحة لدول تجمعها‬ ‫�أف ��كار وم�صال ��ح م�شترك ��ة‪ .‬وهذه التجرب ��ة التي من‬ ‫ال ُم�ستحب �أن تتو�سع لت�ضم الدول العربية الأخرى‪،‬‬ ‫تق ��وم عل ��ى تعاون �إقت�صادي قب ��ل كل �شيء بالإ�ضافة‬ ‫�إل ��ى تع ��اون ع�سكري‪ .‬وي�ضم ه ��ذا المجل�س �ستة دول‬ ‫ه ��ي المملكة العربية ال�سعودي ��ة‪ ،‬الكويت‪ ،‬البحرين‪،‬‬ ‫الإم ��ارات المتح ��دة العربي ��ة‪ ،‬قطر و ُعم ��ان‪ .‬ويهدف‬ ‫ه ��ذا التجمع �إلى خل ��ق �سوق م�شترك ��ة خليجية عبر‬ ‫فت ��ح الح ��دود بي ��ن الأ�شخا� ��ص‪ ،‬ور�ؤو� ��س الأم ��وال‪،‬‬ ‫وال�سل ��ع‪ ،‬كم ��ا خلق عملة موح ��دة على مث ��ال العملة‬ ‫الأوروبية‪ .‬وكون �إقت�صادات هذه الدول تعتمد ب�شكل‬ ‫�أ�سا�س ��ي عل ��ى النفط والغاز‪ ،‬ف� ��إن هذا التع ��اون يُعزز‬ ‫قدرتها عل ��ى المفاو�ضات في �سوق عالمية زادت فيه‬ ‫المناف�س ��ة‪ .‬وق ��د زاد التعاون بي ��ن دول المجل�س �إلى‬ ‫حد بدء م�شاريع م�شتركة في مجال الطاقة النووية‬ ‫وقطاع الموا�صالت و�شبكات المياه وغيرها‪.‬‬ ‫و�أعرب ��ت دول المجل� ��س ع ��ن رغبته ��ا بخل ��ق عمل ��ة‬ ‫موح ��دة ف ��ي م ��ا بينه ��ا وتخفي ��ف وزن ال ��دوالر‬ ‫الأميرك ��ي ف ��ي �إقت�ص ��ادات ه ��ذه ال ��دول‪ .‬ولكن هذه‬ ‫الرغب ��ة واجه ��ت �صعوب ��ات عدي ��دة لأ�سب ��اب ف ��ي‬ ‫الظاه ��ر �سخيف ��ة ولك ��ن ف ��ي الباط ��ن ُتظه ��ر ع ��دم‬ ‫�إ�ستع ��داد هذه الدول حتى ه ��ذه اللحظة �إلى خو�ض‬ ‫تجربة العملة الواحدة‪ .‬وعدم الإ�ستعداد هذا ُي�ؤدي‬ ‫�إل ��ى خ�سارة فر� ��ص �إقت�صادي ��ة كبيرة �إن م ��ن ناحية‬ ‫المالءة ال�شاملة �أو من ناحية التنويع‪.‬‬ ‫وين� ��ص الإتف ��اق بي ��ن الم�ص ��ارف المركزي ��ة له ��ذه‬ ‫الدول‪ ،‬على خلق عملة موحدة وخلق مركز م�صرفي‬

‫خليج ��ي ليح ��ل مح ��ل المجل�س النق ��دي الخليجي‪.‬‬ ‫و�إذا كان ��ت الم�صارف المركزي ��ة �إ�ستطاعت التو�صل‬ ‫�إل ��ى تحدي ��د الأه ��داف ف ��ي ما يخ� ��ص الدي ��ن العام‬ ‫والعج ��ز المال ��ي �إال �أنه ��ا ل ��م ت�ستط ��ع التو�ص ��ل �إلى‬ ‫�إتف ��اق ف ��ي ما يخ� ��ص الت�ضخم المرتف ��ع في معظم‬ ‫هذه الدول والذي ي�ؤدي �إلى تغيير قوي في الأ�سعار‬ ‫على الأمد الطويل‪.‬‬ ‫كم ��ا وت ��م الإتف ��اق عل ��ى مواعي ��د ع ��دة لإط�ل�اق‬ ‫العمل ��ة الموح ��دة لكنه ��ا باءت بالف�شل ف ��ي كل مرة‪.‬‬ ‫وتع ��ود الأ�سب ��اب �إل ��ى‪� :‬إن�سح ��اب �سلطن ��ة ُعم ��ان من‬ ‫الم�ش ��روع‪ ،‬و�إعترا� ��ض الإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة‬ ‫عل ��ى �إختي ��ار الريا�ض كمرك ��ز للم�ص ��رف المركزي‬ ‫الخليجي‪ ،‬وت ��ردّد الكويت الت ��ي ُت ّ‬ ‫ف�ضل ربط العملة‬ ‫ب�س ّل ��ة ُعم�ل�ات بد ًال م ��ن ربطها بال ��دوالر �أو اليورو‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إل ��ى الخ ��وف م ��ن مواجه ��ة �صعوب ��ات كتلك‬ ‫الت ��ي واجهته ��ا ال ��دول الأوروبية‪ .‬كل ه ��ذا دفع دول‬ ‫المجل� ��س �إلى ت�أخي ��ر �إطالق العمل ��ة الموحدة �أقله‬ ‫�إلى العام ‪.2015‬‬ ‫وال�س� ��ؤال ال ��ذي يطرح نف�س ��ه‪� :‬أم ��ا �آن الأوان لعملة‬ ‫عربية موحدة ؟‬ ‫الواق ��ع �أن ت�شرذم الدول العربية ناتج ب�شكل �أ�سا�سي‬ ‫ع ��ن العام ��ل ال�سيا�سي‪ .‬وهذا ما يُلق ��ي بظالله على‬ ‫�إقت�صاداته ��ا التي تت�ش ��رذم ومعها العمالت الوطنية‬ ‫(مقيا� ��س ثروة البل ��د)‪ .‬و�إذا ما كان الإتحاد النقدي‬ ‫يق�ضي ب�إتفاق الدول على معايير نقدية و�إحترامها‪،‬‬ ‫ف� ��إن له ��ذا الإتحاد فوائ ��د ُتترجم بتخط ��ي العقبات‬ ‫الجمركي ��ة‪ ،‬والمالي ��ة‪ ،‬والإقت�صادي ��ة‪ .‬ل ��ذا يتوج ��ب‬ ‫عل ��ى الطبق ��ة ال�سيا�سية في العالم العرب ��ي‪� ،‬أو �أقله‬ ‫ف ��ي دول الخلي ��ج العربي‪ ،‬بدء العم ��ل بعملة موحدة‬ ‫عل ��ى �أن يتم قبول البلدان الأخرى بح�سب �إلتزامها‬ ‫ب�شروط الإنت�ساب لهذه العملة‪.‬‬ ‫�إن ��ه لم ��ن المعيب لبل ��دان تت�شارك ب�أبع ��اد تاريخية‪،‬‬ ‫وثقافي ��ة‪ ،‬وديني ��ة‪ ،‬و ُلغوي ��ة �أن تت�أخ ��ر ف ��ي �إط�ل�اق‬ ‫عمل ��ة موح ��دة لأن في ذل ��ك خ�سارة كبي ��رة للفوائد‬ ‫الإيجابي ��ة الت ��ي �ستط ��ال الأم ��ة العربي ��ة‪� :‬إرتف ��اع‬ ‫التب ��ادل التج ��اري بين دوله ��ا‪ ،‬وزي ��ادة الإ�ستثمارات‬ ‫العربية‪-‬العربي ��ة‪ ،‬والت�ضام ��ن بي ��ن �شعوبه ��ا‪،‬‬ ‫ومحارب ��ة الفقر‪ ،‬وزي ��ادة التعاون العلم ��ي‪ ...‬فحبذا‬ ‫ل ��و ُنبع ��د ال�سيا�س ��ة ع ��ن الإقت�ص ��اد ونعم ��د �إلى خلق‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة مُوح ��دة للإنم ��اء والتط ��ور العرب ��ي‬ ‫ل ُن�صبح �أمة رائدة كما يجب �أن نكون‬

‫* خبير �إقت�صادي و�إ�ستراتيجي‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪59‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ عمالت‬ ‫ق ��رر بنك الإحتياط ��ي الفيدرالي ت�أجيل م ��ا كان يزمع‬ ‫الإق ��دام علي ��ه ف ��ي ت�شري ��ن االول (�أكتوب ��ر) ‪،2013‬‬ ‫ويرجع ذلك �أ�سا�س ًا �إل ��ى �ضعف البيانات الإقت�صادية‪،‬‬ ‫و�إنتع�شت العمالت في البرازيل وتركيا وجنوب �أفريقيا‬ ‫والهند بعد �إنخفا�ض حاد ج ّراء الأخبار ال�سابقة‪ ،‬ولكن‬ ‫الإنتعا� ��ش لم يه ��دِّ ىء المخاوف م ��ن �أن �أزمة قد تكون‬ ‫و�شيكة بالن�سبة �إلى بع�ض هذه الأ�سواق النا�شئة‪.‬‬ ‫ف ��ي منت�ص ��ف كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر) الفائ ��ت عاد‬ ‫برنانك ��ي للإعالن �أن البيان ��ات الإقت�صادية الأميركية‬ ‫ت�سم ��ح للبن ��ك المرك ��زي الفيديرال ��ي في ب ��دء عملية‬ ‫تقلي� ��ص حجم �ش ��راء الأ�ص ��ول الإ�ستثنائي ف ��ي كانون‬ ‫الثاني (يناير) ‪.2014‬‬

‫ت�صاعد الدفاع‬ ‫الواق ��ع �أن لدى البن ��وك المركزي ��ة ووزارات المال في‬ ‫الأ�س ��واق النا�شئ ��ة عدد ًا قلي�ل ً�ا من الخي ��ارات عندما‬ ‫تبد�أ عمالتها بالتراجع‪ ،‬وغالب ًا يجب عليها التدخل في‬ ‫�أ�س ��واق ال�صرف‪ ،‬في ما هو عادة م ��ا يكون جهد ًا غير‬ ‫ذي جدوى‪ ،‬لتحقيق الإ�ستق ��رار في �سعر الفائدة‪ .‬دول‬ ‫مثل تايالند و�أندوني�سيا ورو�سيا والبرازيل والأرجنتين‬ ‫�إ�ستنزف ��ت �إحتياطاته ��ا م ��ن النق ��د الأجنب ��ي لدع ��م‬ ‫عمالتها وتح ّولت في نهاية المطاف �إلى �صندوق النقد‬ ‫الدولي لوقف الخ�سائ ��ر‪ .‬اال�ستفادة من �صندوق النقد‬ ‫ي�أت ��ي مع �ش ��روط‪ ،‬ويجب عل ��ى البل ��دان �أن توافق على‬ ‫�إدخ ��ال تغيي ��رات هيكلية ل�سيا�ساته ��ا المالية ونظامها‬ ‫المال ��ي‪ .‬وقد تل ّق ��ى �صندوق النق ��د الدول ��ي �إنتقادات‬ ‫كثي ��رة لإقتراحه �ش ��روط �صارم ��ة‪ ،‬والمعروف ��ة با�سم‬ ‫"�إجماع وا�شنطن" (‪،)Washington Consensus‬‬ ‫عل ��ى المقتر�ضين الآ�سيويين في فت ��رة ‪،1998-1997‬‬ ‫الت ��ي تن�ص على تدابير تق�شفي ��ة و�إزالة ال�ضوابط على‬ ‫ر�أ�س المال‪ .‬وقد غ ّير �صندوق النقد الدولي نهجه على‬ ‫مر ال�سنين والآن �صار �أكثر مرونة ب�ش�أن خف�ض موازنة‬ ‫الحكوم ��ة‪ ،‬ولكن �سيا�سات ��ه للإ�ستق ��رار ال تزال تحفز‬ ‫وتثير ال�سخط ال�شعبي‪.‬‬ ‫�إ�ست�شه ��د العديد من الإقت�صاديي ��ن ب�أهمية العمل قبل‬ ‫الأزم ��ة‪ .‬ولك ��ن الم�ستثمري ��ن الأفراد وبع� ��ض �صانعي‬ ‫ال�سيا�سة قد وجدوا ذلك �صعب ًا‪ ،‬خ�صو�ص ًا في الفترات‬ ‫البهيج ��ة عندم ��ا يكونوا حري�صين عل ��ى الحفاظ على‬ ‫�إرتفاع الأرب ��اح والنمو على الرغم م ��ن المخاطر التي‬ ‫تلوح في الأفق‪.‬‬ ‫عندما طرح بنك الإحتياطي الفيديرالي الأميركي لأول‬ ‫مرة �إمكاني ��ة تخفيف �شراء ال�سن ��دات الإ�ستثنائي في‬ ‫�أيار (مايو) ‪� ،2013‬أُخ ��ذ العديد من الأ�سواق النا�شئة‬ ‫على حين غرة‪ .‬فقد �إنخف�ضت الروبية الهندية والريال‬ ‫البرازيل ��ي والليرة التركي ��ة والراند الجن ��وب �إفريقي‬ ‫والروبي ��ة الأندوني�سي ��ة مقاب ��ل ال ��دوالر‪ ،‬وبع� ��ض هذه‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫رئي�س الإحتياطي الفيديرالي الأميركي بن برنانكي‪:‬‬ ‫كالمه من‪ ...‬ذهب!‬

‫الحكوم ��ات تدخل ب�سرعة في �أ�س ��واق �صرف العمالت‬ ‫الأجنبي ��ة‪� .‬إ�ستغ ّل ��ت �أندوني�سي ��ا وتركي ��ا �إحتياطاته ��ا‬ ‫ورفع ��ت �أ�سعار الفائدة‪ ،‬في حي ��ن �أدخلت البرازيل ‪60‬‬ ‫ملي ��ار دوالر مبادل ��ة عملة (�س ��واب) وبرنام ��ج �إعادة‬ ‫�شراء الذي يتيح الو�صول �إلى الدوالر ويعك�س �إنخفا�ض‬ ‫الري ��ال‪ .‬على عك� ��س الأزمة المالي ��ة الآ�سيوية في وقت‬ ‫�ساب ��ق قب ��ل خم�س ��ة ع�شر عام ًا‪ ،‬ل ��م يك ��ن �أيٌّ من هذه‬ ‫ال ��دول في و�ضع للدفاع عن �سعر �صرف مربوط‪ ،‬لذلك‬ ‫تمكنت من �ضبط عمالتها‪ ،‬ولكن ال�ضغط النزولي رفع‬ ‫المخاوف من اذكاء الت�ضخم المحلي‪.‬‬ ‫المع�ضل ��ة الت ��ي تواج ��ه �سيا�س ��ة البن ��وك المركزي ��ة‬ ‫والحكوم ��ات ف ��ي الأ�س ��واق النا�شئ ��ة الت ��ي تعان ��ي من‬ ‫عج ��ز ف ��ي الح�س ��اب الج ��اري ه ��ي �أن دع ��م العمالت‬ ‫م ��ن خالل رف ��ع �أ�سعار الفائ ��دة‪ ،‬الذي يجع ��ل الأ�صول‬ ‫المالية المحلي ��ة �أكثر جاذبي ��ة للم�ستثمرين الأجانب‪،‬‬ ‫يمكن ��ه �أي�ض ًا �أن يبطىء الإقت�صاد‪ .‬م ��ن ناحية �أخرى‪،‬‬ ‫�إن تراج ��ع العملة ‪ 20‬في المئة يجع ��ل �صادرات الدولة‬ ‫�أرخ� ��ص‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي يق ّل� ��ص العج ��ز ف ��ي الح�ساب‬ ‫الج ��اري ولكن يمكنه �أن يذكي الت�ضخم حيث �إن تكلفة‬ ‫ال ��واردات‪ --‬خ�صو�ص ًا ال�سل ��ع الأ�سا�سي ��ة مثل النفط‬ ‫والأرز ‪ --‬ت ��زداد‪� .‬إن تحقي ��ق التوازن خ�ل�ال الأزمات‬ ‫�أم ��ر �صعب‪ ،‬ويق ��ول �ستيل ب�أن هذه المهم ��ة مع ّقدة في‬ ‫بل ��دان مثل الهند والبرازيل وتركيا‪ ،‬والتي لي�ست لديها‬ ‫بنوك مركزية م�ستقل ��ة‪ ،‬وا�ضعة ال�سيا�سيين ‪ --‬الذين‬ ‫يقاوم ��ون تعدي�ل�ات م�ؤلمة لأه ��داف �سيا�سي ��ة ‪ --‬في‬ ‫موق ��ع ال�سيطرة على و�ض ��ع �أ�سعار الفائ ��دة وال�سيا�سة‬ ‫النقدية‪.‬‬

‫�إكت�شاف الأزمة التالية‬ ‫ل ��م ي�ص ��ل الإقت�صادي ��ون �إلى تواف ��ق ف ��ي الآراء ب�ش�أن‬ ‫الأ�سب ��اب الجذرية والمثيرة لأزمات العملة على الرغم‬ ‫م ��ن مئات الأمثلة في القرن الفائ ��ت‪ .‬ثالثة �أجيال من‬

‫النم ��اذج الت ��ي و�ضعه ��ا خب ��راء �إقت�صاد ب ��ارزون على‬ ‫مدى العقود الثالثة الما�ضية لم تكن قادرة على التنب�ؤ‬ ‫بتوقيت �أزمات العملة‪ ،‬و�إنق�سم الباحثون حول النموذج‬ ‫ال ��ذي يو ّفر �أف�ض ��ل تو�صيف للأزمة‪ ،‬وفق� � ًا لورقة عمل‬ ‫�أع ّده ��ا �ستيجن كالي�سنز و�أيهان كو�س ل�صندوق النقد‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫بالإط�ل�اع على ه ��ذه الدرا�س ��ة غير الم�ستق� � ّرة �أو غير‬ ‫الحا�سم ��ة‪ ،‬ف�إن ��ه لي� ��س م ��ن الم�ستغ ��رب �أن يختل ��ف‬ ‫الإقت�صاديون حول كل من الأ�سباب والعواقب المحتملة‬ ‫لعك� ��س تدفقات ر�أ�س المال المتوقع ��ة فيما الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي الأميركي يخفف من حجم برنامجه ل�شراء‬ ‫ال�سن ��دات‪ .‬في حين �أن بع� ��ض المحللين والم�ستثمرين‬ ‫قل ��ق من �أزمة مالية و�شيكة في الأ�س ��واق النا�شئة‪ ،‬ف�إن‬ ‫البع�ض الآخر يقول ب� ��أن �أ�سعار ال�صرف ال�ضعيفة هي‬ ‫نتيج ��ة م�شاكل هيكلية في الأ�س ��واق النا�شئة �أكثر منها‬ ‫نتيجة �صدمات خارجية‪.‬‬ ‫وي ��رى "مين ��زي ت�شي ��ن"‪ ،‬الإقت�ص ��ادي ف ��ي جامع ��ة‬ ‫وي�سكون�سن‪� ،‬أن ال�ضغوط الحالية هي نتيجة لل"الثالوث‬ ‫الم�ستحي ��ل"‪ ،‬حي ��ث ال يمك ��ن لبلد "في وق ��ت واحد �أن‬ ‫يتاب ��ع �إ�ستق ��رار ًا كام ًال ل�سع ��ر ال�ص ��رف‪ ،‬و�إ�ستقاللية‬ ‫مالي ��ة كاملة‪ ،‬و�إنفتاح� � ًا مالي ًا كام�ل ً�ا"‪ .‬طريقة واحدة‬ ‫للتعام ��ل مع ه ��ذه "الورطة المثلث ��ة" وخف�ض ال�ضغوط‬ ‫على العم�ل�ات هي من خالل تراك ��م �إحتياطات النقد‬ ‫الأجنب ��ي‪ ،‬م ��ع �إ�ستق ��رار "وون" كوري ��ا الجنوبية الذي‬ ‫ي�ست�شه ��د ب ��ه "ت�شي ��ن" وخب ��راء �إقت�صادي ��ون �آخرون‬ ‫بو�صف ��ه مث ��ا ًال ناجح� � ًا على ه ��ذا النهج‪ .‬يق ��ول ت�شين‬ ‫ق ��د تكون الروبي ��ة الهندي ��ة عر�ضة للتوق ��ف المفاجئ‬ ‫�أو عك� ��س تدفق ��ات ر�أ�س الم ��ال لأن البلد ل ��م ُي ِعد بناء‬ ‫�إحتياطات ��ه بعد الرك ��ود الذي عرفه ف ��ي العام ‪.2007‬‬ ‫وكان ��ت �إحتياطات النق ��د الأجنبي الهن ��دي في �أواخر‬ ‫‪ 2013‬بحدود ‪ 281‬مليار دوالر‪� ،‬أقل تقريب ًا ب‪ 40‬مليار‬ ‫دوالر من م�ستواها في ‪.2007‬‬ ‫يبق ��ى �أن هن ��اك ق ��در ًا �أكب ��ر م ��ن التوافق ف ��ي الآراء‬ ‫بي ��ن الإقت�صاديين �أن ��ه من غير المحتم ��ل ر�ؤية تكرار‬ ‫الإ�ضطراب ��ات على نطاق وا�سع في الأ�س ��واق النا�شئة‪.‬‬ ‫"ال ت ��زال البلدان ف ��ي �آ�سيا نتذكر �أزمة ‪ 1997‬ب�شكل‬ ‫جي ��د للغاية"‪ ،‬يق ��ول �ستيل‪ .‬ومنذ ذل ��ك الحين عزّزت‬ ‫العدي ��د من �إحتياطاتها بال ��دوالر؛ وخ ّف�ضت �إعتمادها‬ ‫على الديون الخارجي ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا قرو�ض ذات �آجال‬ ‫�إ�ستحق ��اق ق�صيرة الأجل؛ و�أدخل ��ت �إ�صالحات كبيرة‬ ‫عل ��ى قطاعاتها المالي ��ة والم�صرفية‪ ،‬مما ي�ساعد على‬ ‫الح ��د من خطر تك ��رار الأزم ��ات ال�سابق ��ة والحد من‬ ‫�إحتماالت الع ��دوى‪ .‬ال يزال هناك "الكثير من المرارة‬ ‫التي خ ّلفتها تلك الأزمة‪ ،‬وحكومات �آ�سيا م�ص ّممة �أن ال‬ ‫تذهب �أبد ًا �إلى �صندوق النقد الدولي �أو وزارة الخزانة‬ ‫االميركية للم�ساعدة"‪ ،‬ي�ضيف �ستيل‬


‫للحد من ن�سبة ال�سندات الأميركية في الإحتياطات‪،‬‬ ‫ف�إنه يجب عل ��ى مديرية العمالت الأجنبية الر�سمية‬ ‫�إيجاد �إ�ستثمارات مختلفة ل‪ 100‬مليار دوالر �إ�ضافية‬ ‫في المتو�سط​​كل ثالثة �أ�شهر جديدة‪.‬‬ ‫ولكن حتى قبل �أن ت�ستثمر مديربة العمالت الأجنبية‬ ‫في ال�صين ‪ --‬الوكالة التي تدير �إحتياطات ال�صين‬ ‫م ��ن النق ��د الأجنبي‪ --‬ه ��ذه الأموال‪ ،‬ف�إنه ��ا تحتاج‬ ‫�إل ��ى العثور على م�شتر لل�سن ��دات الأميركية التي هي‬ ‫في حوزتها‪ .‬وهذا الأم ��ر �سيكون �صعب ًا لأن وا�شنطن‬ ‫تبي ��ع فعلي ًا مئ ��ات المليارات م ��ن ال ��دوالرات �سنوي ًا‬ ‫م ��ن ال�سن ��دات للم�شتري ��ن �أنف�سهم الذي ��ن �ست�سعى‬ ‫ال�صين �إليهم‪ .‬لتنفي ��ذ المبيعات‪� ،‬سوف يكون لزام ًا‬ ‫عل ��ى مديرية العم�ل�ات الأجنبية ال�صيني ��ة �أن تقدم‬ ‫خ�صوم ��ات �أو ح�سوم ��ات ح ��ادة‪ .‬وم ��ن المرج ��ح �أن‬ ‫تتلق ��ى ثمن معظمها بال ��دوالر ‪ -‬لأن هذا ما �سيطلبه‬ ‫ويعر�ضه الم�شت ��رون �إذا كانوا يريدون �شراء المزيد‬ ‫من ال�سندات الأميركية‪.‬‬ ‫‪ .2‬فتح ح�ساب ر�أ�س المال‪:‬‬ ‫ثمة مفهوم خاط ��ئ �شائع حول الإحتياطات ال�صينية‬ ‫ه ��و �أن الح ��زب ال�شيوعي يمكنه وينبغي ل ��ه �أن ينفق‬ ‫ه ��ذا المال محلي� � ًا‪ .‬يجب علي ��ه فعل ذل ��ك‪ -‬لكنه ال‬ ‫ي�ستطي ��ع‪� .‬إن ال�ضوابط على حركة ر�أ�س المال‪ ،‬الذي‬ ‫يتدفق داخل وخارج البالد‪ ،‬تف�صل الموازنات المالية‬ ‫لجمي ��ع الجهات الفاعلة‪ ،‬من الحكومة المركزية �إلى‬ ‫الأ�سر‪ ،‬ف ��ي دفاتر محا�سب ��ة محلي ��ة و�أجنبية‪ .‬وهذا‬ ‫الأمر يح ّد من قدرة الكيانات ال�صينية المحلية على‬ ‫�إ�ستخ ��دام الدوالرات‪ ،‬التي ال يمك ��ن �إ�ستخدامها في‬ ‫الفواتي ��ر �أو الأج ��ور‪� ،‬أو �إر�ساله ��ا وتحويلها في حرية‬ ‫�إل ��ى الخ ��ارج‪ .‬ولأنَّ ال فائدة ُتذكر لها‪ ،‬ف� ��إن الغالبية‬ ‫ال�ساحقة من ال ��دوالرات المو ّزعة في ال�صين يجري‬ ‫تبادلها بالرنمينبي (الي ��وان)‪ ،‬العملة ال�صينية‪ ،‬في‬ ‫الم ��كان الوحيد المخ� � ّول ب�إ�ستخ ��دام النقد الأجنبي‬ ‫ النظ ��ام الم�صرفي للدولة‪ .‬والإحتياطات الر�سمية‬‫�سوف تدعم العملية مبا�شرة‪.‬‬ ‫�إذا رفع ��ت بكين �ضوابط ر�أ�س المال‪ ،‬ف�إن �إحتياطات‬ ‫النق ��د الأجنبي �سوف تك ��ون لها �إ�ستخدام ��ات �أكبر‬ ‫بكثي ��ر محلي ًا‪ .‬في محكمة الر�أي العام ال�صيني‪ ،‬هذا‬ ‫هو الخيار الأكثر قبو ًال‪� ،‬إذ من �ش�أنه �أن ي�سمح لبكين‬ ‫�إنفاق المال ب�سهولة �أكب ��ر محلي ًا‪ .‬الحديث في العام‬ ‫‪ 2011‬ع ��ن عملي ��ة �إنق ��اذ �صينية للإتح ��اد الأوروبي‬ ‫تع ّث ��رت ب�سرع ��ة‪ ،‬على �سبيل المث ��ال‪ ،‬ب�سبب مدى رد‬ ‫الفعل المحلي‪.‬‬ ‫لك ��ن بكين غير م�ستعدة لل�سم ��اح بحرية خروج ر�أ�س‬ ‫المال المحلي من الب�ل�اد‪ .‬يبدو �أنها تخ�شى من‬

‫الـ"يوان"‪ :‬تحريره له فوائد ومحاذير‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪61‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫السندات األميركية‬

‫فك عقدة ال�سندات الأميركية في ال�صين‬

‫خمس طرق تسمح لبكين التخلص‬ ‫من إعتمادها على ديون الواليات المتحدة‬ ‫فيما يتحوّل �إهتمام ال�ص��ين �إلى ال�سوق الداخلية الإ�س��تهالكية لمواجهة عدم التوازن في �إقت�صادها‪ ،‬يطرح‬ ‫الكثير من الخبراء �أ�سئلة حول م�صير ال�سندات الأميركية ال�ضخمة التي في حوزتها‪ ،‬ال �سيما بعد ت�صريحات‬ ‫مت�ضاربة من م�س�ؤولين ماليين في بكين حولها وبعد تذبذب �أ�سعار تلك ال�سندات في الأ�سواق الخارجية‪.‬‬ ‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬ ‫طغت على رحلة نائب الرئي�س االميركي‬ ‫جو باي ��دن الى بكي ��ن في �أوائ ��ل كانون‬ ‫الأول (دي�سمب ��ر) الفائ ��ت التوت ��رات النا�شئ ��ة عن‬ ‫�إع�ل�ان ال�صين تحديد منطقة دفاعها الجوي‪ ،‬وهي‬ ‫رقع ��ة وا�سعة من بحر �شرق ال�صين ت�شمل الأرا�ضي‬ ‫التي تديره ��ا اليابان‪ .‬لكن �إرتفاع ح ��دة التوتر بين‬ ‫ال�صي ��ن و�أميركا ل ��ه �أي�ض ًا �أبع ��اد �إقت�صادية عميقة‬ ‫ وربم ��ا �أهمه ��ا ملكي ��ة ب�ل�اد ماوت�س ��ي تون ��غ كمية‬‫هائل ��ة من ال�سن ��دات الأميركية‪ ،‬وه ��و ترتيب يربط‬ ‫�أ�سا�س� � ًا الإقت�صادي ��ن الرئي�سيي ��ن ف ��ي العالم حتى‬ ‫الآن‪ ،‬ويمك ��ن �أن يتح� � ّول قريب ًا �إلى ج ��ذور فتنة في‬ ‫الم�ستقبل‪.‬‬ ‫ف ��ي حزيران (يوني ��و) ‪ ،2006‬قبل الأزم ��ة المالية‬ ‫العالمية‪ ،‬كانت ال�صين تملك فقط ‪ 699‬مليار دوالر‬ ‫م ��ن الأوراق المالية م ��ن ديون الوالي ��ات المتحدة‪.‬‬ ‫ف ��ي ذلك الوقت‪ ،‬كانت تلك ال�سندات ال تزال ت�ش ّكل‬ ‫�إ�ستثمار ًا جيد ًا والئق ًا ‪ -‬كان العائد عليها �أكثر من ‪5‬‬ ‫في المئة‪ .‬الآن �صار العائد �صفر ًا والخطر هو �أعلى‪،‬‬ ‫وم ��ع ذلك تابع ��ت ال�صين �ش ��راء المزي ��د‪� .‬إعتبار ًا‬ ‫من نهاية �أيل ��ول (�سبتمبر) الفائ ��ت‪ ،‬بلغ �إحتياطي‬ ‫ال�صي ��ن من النقد الأجنبي ‪ 3.66‬تريليونات دوالر‪،‬‬ ‫مع حوالي ‪ 800‬مليار دوالر �إ�ضافية في بنوك الدولة‪.‬‬ ‫لماذا ُتراكم ال�صين الكثير من تلك االموال ‪� -‬أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 2‬تريليون ��ي دوالر ‪ -‬من ال�سن ��دات الأميركية؟‬ ‫الجواب‪ :‬عدم وجود بدائل‪.‬‬ ‫ولك ��ن هذا الو�ض ��ع ال يمك ��ن �أن ي�ستمر �إل ��ى الأبد‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي ف�إن ال�س�ؤال الأهم ه ��و متى �ست�سعى بكين‬ ‫�إل ��ى الخ ��روج من ال�صن ��دوق الذي و�ضع ��ت نف�سها‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫فيه عندم ��ا تبد�أ �أ�سع ��ار ال�سن ��دات الأميركية التي‬ ‫ف ��ي حوزتها بالإرتف ��اع‪ .‬وال�س�ؤال الأكث ��ر �أهمية‪ :‬ما‬ ‫ه ��و المدى ال ��ذي تريد ال�صي ��ن الو�ص ��ول �إليه لبيع‬ ‫�سنداته ��ا؟ يرى الخبراء �أن ل ��دى الحزب ال�شيوعي‬ ‫خم�س ��ة خيارات لتخفي ��ف الإعتماد عل ��ى ال�سندات‬ ‫الأميركية‪ .‬وكل واحد منها غير �سار‪.‬‬

‫�إعتبار ًا من نهاية �أيلول‬ ‫(�سبتمبر) الفائت‪ ،‬بلغ �إحتياطي ال�صين‬ ‫من النقد الأجنبي ‪ 3.66‬تريليونات‬ ‫دوالر‪ ،‬مع حوالي ‪ 800‬مليار دوالر‬ ‫�إ�ضافية في بنوك الدولة‬

‫الزعيم ال�صيني دنغ �شياو بينغ‪:‬‬ ‫ثورته الإقت�صادية حررت بع�ض القطاعات‬

‫‪ .1‬بيع ال�سندات الأميركية‪:‬‬ ‫تب ّن ��ى م�ست�شار للحكوم ��ة ال�صينية‪ ،‬م ��رات عدة في‬ ‫ال�سنة‪ ،‬بي ��ع ال�سندات الأميركية و�ش ��راء �إ�ستثمارات‬ ‫بديلة مثل الأ�صول المق ّومة بعمالت �أخرى �أو الذهب‬ ‫من بي ��ن �أ�صول �أخرى غيرها‪ .‬ف ��ي ‪ 15‬ت�شرين الأول‬ ‫(�أكتوبر) الفائت �إقترح الخبير الإقت�صادي ال�صيني‬ ‫ل ��ي داوكوي في مق ��ال ُن�شر في "فاينن�ش ��ال تايمز"‪،‬‬ ‫على �سبيل المث ��ال‪ ،‬ب�أنه يمكن لبكين �شراء حوالى ‪5‬‬ ‫ف ��ي المئة من �أ�سهم ال�ش ��ركات المتعددة الجن�سيات‬ ‫العامل ��ة ف ��ي ال�صي ��ن والمدرجة ف ��ي البور�صات في‬ ‫جمي ��ع �أنح ��اء العال ��م‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن م ��ا ي�ص ��ل �إلى ‪5‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة من �أ�سه ��م �ش ��ركات المراف ��ق العامة في‬ ‫�إقت�ص ��ادات ال�س ��وق النا�ضج ��ة‪ .‬كما يمكنه ��ا زيادة‬ ‫حيازاته ��ا "لكل ال�سن ��دات ال�سيادية غي ��ر الأميركية‬ ‫التي تق َّيم ب�أعلى من ‪."AA‬‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه يكم ��ن في ه ��ذه الخط ��ة م ��ا ال يقل عن‬ ‫م�شكلني ��ن معقدتي ��ن‪� .‬أي بل ��د يري ��د �أن يبي ��ع مئات‬ ‫ملي ��ارات ال ��دوالرات م ��ن ال�سن ��دات �إل ��ى ال�صي ��ن‪،‬‬ ‫وا�ضع� � ًا عملته في مواجه ��ة �ضغط �أعل ��ى؟ في العام‬ ‫إحتج ��ت الياب ��ان على ال�صي ��ن للقيام بذلك‬ ‫‪ّ � ،2010‬‬ ‫مع م�شتريات �أ�صغر بكثير‪ .‬وبلغت قيمة الإ�ستثمارات‬ ‫ال�صيني ��ة في الخ ��ارج في العام ‪ 2012‬رقم� � ًا قيا�سي ًا‬ ‫‪ 87.8‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬ولك ��ن حتى على ه ��ذا الم�ستوى‬ ‫فق ��د �شمل ��ت العملي ��ة �إنتكا�س ��ات على نط ��اق وا�سع‪.‬‬ ‫وال�س�ؤال‪ :‬هل �ستتخ ّلى ع�شرات ال�شركات الكبرى عن‬ ‫تقديم ح�ص�ص كبيرة لل�صين في �أعمالها؟ الحقيقة‬ ‫�أن نطاق التو�سع ال�سريع محدود ب�شكل حاد‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت عينه‪ ،‬ف�إن الم�شكلة �آخ ��ذة في الإزدياد‪.‬‬ ‫ف ��ي الرب ��ع الثالث من الع ��ام ‪ 2013‬وح ��ده‪� ،‬أ�ضافت‬ ‫ال�صين ‪ 166‬مليار دوالر �إل ��ى �إحتياطاتها الر�سمية‪.‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ ال�سندات الأميركية‬ ‫�سيناريو كابو�س‪ :‬هروب الودائع الأ�سيرة �سابق ًا‪ ،‬مما‬ ‫�سيجب ��ر بنك ال�شعب ال�صين ��ي‪( ،‬البنك المركزي)‪،‬‬ ‫�إل ��ى �إع ��ادة �إ�ستخ ��دام الإحتياطات ب�ش ��كل محموم‬ ‫لر�أب �صدع الدولة المال ��ي‪ .‬وهذا من �ش�أنه تقوي�ض‪،‬‬ ‫على الأقل م�ؤقت ًا‪� ،‬سيطرة الدولة على النظام المالي‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬يبدو من الم�ستحيل �أن يكون هناك ما يكفي من‬ ‫الم ��ال يمكن �أن ُيترك لتجاوز فوائ ��د ربما تريليونين‬ ‫دوالر للإنفاق محلي ًا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هذا الخوف قد �ش ّل‬ ‫الحزب ال�شيوعي من ��ذ �أن بد�أ يف ّكر جدي ًا في تحرير‬ ‫الإقت�ص ��اد والعملة بعد �إن�ضم ��ام ال�صين الى منظمة‬ ‫التج ��ارة العالمي ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ .2001‬لق ��د عر�ضت‬ ‫الجل�س ��ة المكتملة الثالثة المهم ��ة‪ ،‬في ت�شرين الثاني‬ ‫(نوفمبر) الفائت‪ ،‬الوع ��ود الغام�ضة عينها بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى فتح ح�ساب ر�أ�س المال‪ ،‬ولكن ال يوجد حتى الآن‬ ‫جدول زمني‪ .‬الره ��ان الآمن هو �أن ال�ضوابط �ستظل‬ ‫في مكانها‪.‬‬ ‫‪ .3‬تغيير الإتجاه بالن�سبة �إلى الرنمينبي‪:‬‬ ‫الزي ��ادات الف�صلي ��ة ال�ضخم ��ة ف ��ي الإحتياط ��ات‬ ‫الخارجية لل�صين ترج ��ع جزئي ًا �إلى م�شتريات بكين‬ ‫م ��ن العمالت الأجنبي ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ال ��دوالرات‪ ،‬في‬ ‫ال�س ��وق المفتوح ��ة م ��ن �أجل رف ��ع قيم ��ة الرنمينبى‪.‬‬ ‫و�إذا كان عل ��ى بنك ال�شعب ال�سماح لل"يوان" بحرية‬ ‫التح ��رك م ��ن دون عوائ ��ق‪ ،‬ف� ��إن تراك ��م �إحتياطات‬ ‫ال�صي ��ن قد يبط� ��أ‪ ،‬وربم ��ا ب�ش ��كل كبير‪ .‬وف ��ي حين‬ ‫�أن ه ��ذا م ��ن �ش�أن ��ه �أن يجع ��ل م ��ن الأ�سه ��ل تجن ��ب‬ ‫�شراء �سن ��دات �أميركية �إ�ضافية‪ ،‬ف�إن ��ه لن ي�ؤثر على‬ ‫ال�سندات الت ��ي هي في حوزتها بالفع ��ل‪ .‬وهذا الأمر‬ ‫قدم بنك ال�شعب على بيع‬ ‫يتطلب تح ّو ًال كام ًال‪ ،‬حيث ُي ِ‬ ‫العم�ل�ات الأجنبية و�شراء ال"يوان"‪ ،‬مخ ّف�ض ًا بذلك‬ ‫�إحتياطاته الزائدة في العملية‪.‬‬ ‫من حيث المب ��د�أ‪ ،‬يبدو هذا المخطط معقو ًال تماما‪ً.‬‬ ‫م ��ن �ش�أن "يوان" �أكثر قيمة �أن تكون له فوائد هائلة‪:‬‬ ‫�سي�ش� � ّكل وقاء �ضد �إرتف ��اع �أ�سعار الطاق ��ة العالمية‪،‬‬ ‫على �سبي ��ل المثال‪ ،‬وتوفير دفعة قوي ��ة للإنتقال �إلى‬ ‫النم ��و القائم عل ��ى الإ�ستهالك ال ��ذي يدّعي الحزب‬ ‫ال�شيوع ��ي �أن ��ه يريده‪ .‬لم تع ��د ال�صين بل ��د ًا �صغير ًا‬ ‫ي�سع ��ى �إل ��ى ت�صدي ��ر طريق ��ه �إل ��ى النم ��و‪ ،‬فلديه ��ا‬ ‫طموحات لقيادة عالمي ��ة – وبالتالي تتطلب القيادة‬ ‫الإقت�صادية الم�ستدامة عملة قوية‪.‬‬ ‫ولك ��ن في الممار�سة العملية‪ ،‬ف�إن هذا الأمر م�ستبعد‬ ‫ج ��د ًا‪ .‬لأن ال"ي ��وان" ال ي ��زال مربوط� � ًا �أو مرتبط� � ًا‬ ‫بال ��دوالر‪� ،‬إن حرك ��ة ال"ي ��وان" مقاب ��ل العم�ل�ات‬ ‫الأخ ��رى ال تزال َّ‬ ‫تو�ضح بالكام ��ل تقريب ًا بالن�سبة �إلى‬ ‫حركة الدوالر‪� .‬سيكون من الأ�سهل بكثير لبكين �إلغاء‬

‫الرئي�س الحالي �شي جينبينغ‪ :‬لم يح�سم �أمره بعد‬

‫من الأ�سهل بكثير لبكين �إلغاء ربط‬ ‫ال"يوان" بالدوالر ووقف تراكم‬ ‫الإحتياطات الأجنبية‪ ،‬من محاولة �شراء‬ ‫وحيازة ال�سندات الأميركية الحالية‪.‬‬ ‫مع ذلك رف�ضت بكين بثبات �أن تفعل‬ ‫ذلك لأنها ال تريد �أن تُخ�ضع مبا�شرة‬ ‫عملتها لقوى ال�سوق‬ ‫رب ��ط ال"ي ��وان" ووق ��ف تراك ��م الإحتياط ��ات‪ ،‬من‬ ‫محاولة �شراء وحيازة ال�سن ��دات الأميركية الحالية‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك رف�ض ��ت بكين بثبات �أن تفع ��ل ذلك لأنها ال‬ ‫تريد �أن ُتخ�ضع مبا�شرة الـ"يوان" لقوى ال�سوق‪.‬‬ ‫‪ .4‬تغيير الإتجاه محلي ًا‪:‬‬ ‫�إل ��ى جانب مهمة غير م�ست�ساغ ��ة لتعزيز ال"يوان"‪،‬‬ ‫لدى بكين الكثير من الأدوات الأخرى لإعادة الهيكلة‬ ‫الداخلي ��ة‪ .‬خف� ��ض الدعم عن الإنت ��اج المحلي‪ ،‬على‬ ‫�سبي ��ل المثال‪ ،‬من �ش�أنه �أن ي�ساعد‪ ،‬كما الإ�صالحات‬ ‫الرامي ��ة �إل ��ى �إع ��ادة الت ��وازن بي ��ن الإ�سته�ل�اك‬ ‫والإ�ستثمار‪.‬‬ ‫ف ��ي الجل�س ��ة الكاملة للقي ��ادة ال�صينية ف ��ي ت�شرين‬ ‫الثان ��ي (نوفمبر) الفائت‪� ،‬أعلن ��ت بكين خطوات في‬ ‫ه ��ذا االتجاه‪ ،‬و�إذا ُن ِّفذت‪ ،‬ف�إنه ��ا �سوف تحد تدريج ًا‬ ‫تراك ��م الإحتياط ��ات‪ .‬للأ�سف‪ ،‬الم�شكل ��ة هي فورية‬ ‫�آني ��ة‪ ،‬ولي�س ��ت على الم ��دى الطويل‪ .‬كم ��ا هي الحال‬ ‫م ��ع �سعر ال�ص ��رف‪ ،‬ف�إن وقف المزي ��د من الزيادات‬ ‫في �إحتياط ��ات ال�صين م ��ن النق ��د الأجنبي يتطلب‬

‫�إ�صالح ��ات تحويلي ��ة‪ .‬و�أن ��ه �سيت ��رك الإحتياط ��ات‬ ‫الحالية من دون ت�أثر‪.‬‬ ‫لإع ��ادة الهيكل ��ة الداخلي ��ة لتخفي ��ف الإعتم ��اد على‬ ‫ال�سن ��دات الأميركي ��ة‪ ،‬ف�إنه �سيتعين عليه ��ا �أن تكون‬ ‫على م�ستوى �إ�صالح ��ات ‪ ،1978‬عندما منحت بكين‬ ‫المزارعين حق ��وق الملكية‪� ،‬أو الع ��ام ‪ ،1993‬عندما‬ ‫خ�سر العدي ��د من ال�شركات المملوك ��ة للدولة و�ضعه‬ ‫المدعوم والمحمي‪ .‬وعلى النقي�ض من هذه الجوالت‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬بقيادة الزعيم ال�صيني دنغ �شياو بينغ‪ ،‬ف�إن‬ ‫الرئي� ��س الحالي �ش ��ي جينبينغ وزم�ل�اءه لم يظهروا‬ ‫الإرادة �أو القدرة على التحرك ب�سرعة وح�سم‪.‬‬ ‫‪ .5‬الأمل في دخول دولة جديدة �ضخمة‬ ‫في الإقت�صاد العالمي‪:‬‬ ‫معتمد ًة على حي ��ازات الحكومة من العملة الأجنبية‪،‬‬ ‫قام ��ت م�ؤ�س�سات الدولة‪ ،‬مثل بن ��ك ال�صين للتنمية‪،‬‬ ‫بتموي ��ل م�شاري ��ع التنمي ��ة ف ��ي جميع �أنح ��اء العالم‪،‬‬ ‫م ��ن ال�سدود ف ��ي الو�س �إل ��ى م�صافي تكري ��ر النفط‬ ‫ف ��ي �أمي ��ركا الالتينية‪ .‬وه ��ذا العمل بال ��كاد �أ ّثر في‬ ‫الإحتياطات‪ ،‬لكنه خدم كنموذج‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن هناك فر�ص ًا دولية قليل ��ة كبيرة بما يكفي‬ ‫لجعلها جدي ��رة ب�إهتمام مديرب ��ة العمالت الأجنبية‬ ‫لإع ��ادة توجي ��ه محفظته ��ا بح ��دة عل ��ى الرغ ��م من‬ ‫تكاليف بي ��ع �سندات الواليات المتح ��دة‪� .‬أزمة مالية‬ ‫�أخ ��رى قد تك ��ون فر�صة‪ ،‬وه ��ذا يتوقف عل ��ى مقدار‬ ‫المبلغ الذي �ستدفعه البلدان المنكوبة للح�صول على‬ ‫الم�ساع ��دة ال�صينية‪ .‬ف�إن �إعادة ت�أهي ��ل �إيران دولي ًا‬ ‫�ستك ��ون مفيدة حيث ت�ستطيع �إجراء �صفقة جيدة في‬ ‫مقابل �إ�ستثمارات �صينية على نطاق وا�سع‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى الحجم‪ ،‬ف�إن الإمكانية البارزة هي كوريا‬ ‫ال�شمالية‪ .‬حتى �إعادة توحي ��د كوريا �سلمي ًا �سيتطلب‬ ‫مئات الملي ��ارات من ال ��دوالرات لل ��واردات والدعم‬ ‫المال ��ي والتنمية‪ .‬و�سوف تكون كوري ��ا الجنوبية على‬ ‫�إ�ستع ��داد للم�ساعدة‪ ،‬لكن ال�صي ��ن لن تقبل وال تريد‬ ‫الت ��ورط الثقي ��ل للوالي ��ات المتح ��دة �أو الياب ��ان‪� .‬إن‬ ‫توقي ��ت �إعادة التوحيد الكوري ��ة غير وا�ضح‪ ،‬بالطبع‪،‬‬ ‫ولك ��ن ذل ��ك �سيك ��ون كافي� � ًا لخ ��روج بكي ��ن م ��ن فخ‬ ‫ال�سندات الأميركية‪.‬‬ ‫نع ��م‪� ،‬إن �إنتظ ��ار توحي ��د كوري ��ا ال�شمالي ��ة ال ي�ش ّكل‬ ‫�إ�ستراتيجية �إ�ستثمار مثالية‪ ،‬ولكن الأمر عينه ينطبق‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى �إنتظار تب ��دد التوترات بي ��ن الواليات‬ ‫المتح ��دة وال�صي ��ن‪ .‬الدم ��ار الإقت�ص ��ادي المتبادل‬ ‫الم�ؤك ��د ال يمكن �أن ي�ستمر �إلى الأبد في �سوق عالمية‬ ‫ديناميكي ��ة‪ .‬وبكين بحاجة �إلى �إتب ��اع واحد من هذه‬ ‫الخيارات في وقت قريب‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪63‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫الطاقة البديلة‬

‫التحدي الأكبر للريا�ض �إرتفاع الطلب المحلي على الطاقة‬ ‫ر�أى "بنك جدوى الإ�ستثماري" ال�سعودي في درا�سة �أن �إرتفاع الطلب على الطاقة في ال�سعودية يمثل‬ ‫تهديد ًا �أكبر من زيادة �إنتاج النفط ال�صخري الأميركي‪ .‬وقال فهد التركي مدير البحوث في البنك‪،‬‬ ‫"يظ ��ل التح ��دي الطويل المدى �أم ��ام �صناعة النفط والغاز في ال�سعودي ��ة الطلب المحلي المرتفع‬ ‫عل ��ى النفط والغ ��از وت�صاعده" متحدث ًا عن ‪� 25‬سنة مقبلة‪ .‬وتاب ��ع "يتفاقم الو�ضع نتيجة �إنخفا�ض‬ ‫الأ�سع ��ار محلي ًا ما ي�ش ّوه �أي قرارات �إقت�صادية محلي ��ة ويقل�ص الدخل المتاح من �صادرات المملكة‬ ‫م ��ن النفط"‪ .‬و ُيتوقع �أن يهبط الطلب العالمي على النفط الذي تنتجه دول �أع�ضاء في "�أوبك" مثل‬ ‫ال�سعودي ��ة‪ ،‬و�أن ي�صاحب ��ه هبوط لأ�سعار الخام على مدى ال�سنوات القليلة المقبلة‪ ،‬ويرجع ذلك �إلى‬ ‫حد بعيد لزيادة الإمدادات من �أميركا ال�شمالية‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن "جدوى للإ�ستثم ��ار" يتوقع �أن يكون ت�أثير ثورة النفط ال�صخري في الواليات المتحدة على‬ ‫ال�سعودي ��ة محدود ًا نتيج ��ة �إنخفا�ض كبير لم�ستويات �إنتاج المكام ��ن و�إنتاجيتها المحدودة‪ .‬و�إعتبر‬ ‫التركي �أن الت�أثير الرئي�سي للنفط ال�صخري الأميركي في �صادرات الخام ال�سعودية �سين�صب على‬ ‫الأرجح على تقلي�ص فوارق الأ�سعار بين الخامات الخفيفة والثقيلة ما قد يغير �أ�سلوب تكرير النفط‬ ‫في �أوروبا‪.‬‬

‫النعيمي‪� :‬سوق النفط �ستبقى م�ستقرة في ‪2014‬‬ ‫�أكد وزي ��ر البترول والث ��روة المعدنية ال�سعودي‬ ‫عل ��ي النعيم ��ي‪ ،‬حر� ��ص ال ��دول العربي ��ة عل ��ى‬ ‫المحافظ ��ة عل ��ى �إ�ستق ��رار ال�س ��وق النفطي ��ة‪،‬‬ ‫م�شدد ًا على دور المملكة في هذا ال�ش�أن‪ ،‬و�أبدى‬ ‫تفا�ؤله بم�ستقبل ال�س ��وق النفطية التي ر�أى �أنها‬ ‫�ستبق ��ى م�ستقرة على رغم �إحتم ��ال فائ�ض في‬ ‫العر�ض عام ‪.2014‬‬ ‫وق ��ال رد ًا عل ��ى �س�ؤال عق ��ب تر�ؤ�س ��ه الإجتماع‬ ‫ال� �ـ‪ 91‬لـ"منظم ��ة الأقطار العربي ��ة الم�صدرة‬ ‫للبت ��رول" (�أوابك)‪" :‬لي�س جدي ��د ًا على الدول‬ ‫العربي ��ة المنتج ��ة المحافظ ��ة عل ��ى �إ�ستق ��رار‬ ‫ال�س ��وق والإمدادات وتلبي ��ة الطلبات في الوقت‬ ‫المنا�سب"‪.‬‬ ‫وع ��ن توقعات ��ه ب�إغ ��راق ال�س ��وق النفطي ��ة بعد‬ ‫االتف ��اق الغربي‪ -‬الإيراني ح ��ول الملف النووي‬ ‫وم�ؤتم ��ر جنيف المرتقب ح ��ول الأزمة ال�سورية‬ ‫ق ��ال النعيمي‪" :‬علينا تذك ��ر �أن العالم ي�ستهلك‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ 30‬ملي ��ار برمي ��ل ف ��ي ال�سن ��ة‪ ،‬هذا‬ ‫الإ�ستهالك يجب �أن يع ّو�ض‪ ،‬لهذا ال�سبب لدينا‬ ‫ثقة تامة‪ّ � ...‬أي عر�ض جديد يرحب به‪ ،‬وعندما‬ ‫ت�ستهل ��ك ال ��دول الكمي ��ات الكبيرة ف ��وق الـ‪30‬‬ ‫مليار برميل في ال�سنة يجب �أن يعو�ض ذلك مما‬ ‫ي�أت ��ي من نفط جدي ��د‪ ،‬و�أال يكون هناك �شح في‬ ‫العر�ض و�إرتفاع في الأ�سعار‪ .‬هذا ما ال نريده"‪.‬‬

‫وزير البترول والثروة المعدنية ال�سعودي علي النعيمي‬

‫و�شدد على �أن ال�سعودية لبت الحاجة با�ستمرار‬ ‫كلم ��ا كان هن ��اك �شح ف ��ي العالم‪ ،‬م�ؤك ��د ًا �أنها‬ ‫لعب ��ت ه ��ذا ال ��دور ف ��ي الما�ض ��ي و�ستلعبه في‬ ‫الم�ستقبل‪.‬‬ ‫ونقلت "فران�س بر�س" ع ��ن النعيمي قوله‪�" :‬أنا‬ ‫متفائ ��ل بالم�ستقب ��ل و�أرى �أن �إ�ستق ��رار ال�سوق‬ ‫البترولي ��ة �سي�ستمر من حي ��ث العر�ض والطلب‬ ‫و�إ�ستق ��رار الأ�سع ��ار"‪ .‬ويرى خب ��راء �أن زيادة‬ ‫الإنتاج العالمي للنف ��ط مقترنة ب�إرتفاع �ضعيف‬ ‫للطل ��ب‪ ،‬وم ��ن �ش�أنه ��ا �أن ت�ش ��كل �ضغط� � ًا على‬ ‫�أ�سعار الخام ف ��ي ‪ .2014‬وتابع‪�" :‬أهم �شيء هو‬ ‫�أن ت�ستم ��ر الدول المنتجة ف ��ي اال�ستثمار لتلبية‬ ‫حاج ��ة ال�سوق‪ ،‬وعل ��ى ال�ش ��ركات �أن ت�ستمر في‬ ‫اال�ستثمار لزيادة �إنتاج حقولها"‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫ناق�ش م�ؤتم���ر �إدارة الطاقة‪ ،‬ال���ذي �إختتم في‬ ‫البحري���ن �أخي���راً‪ ،‬تقري���ر الطاق���ة الم�ستدامة الذي‬ ‫�أ�صدره المنتدى العربي للبيئ���ة والتنمية ("�أفد")‪،‬‬ ‫ونظمت���ه الهيئ���ة الوطني���ة للنفط والغ���از وجمعية‬ ‫المهند�سي���ن البحرينية‪ ،‬بالتعاون مع جامعة الخليج‬ ‫العرب���ي‪ .‬و�أكد الأمين الع���ام لـ"�أفد" نجيب �صعب‪،‬‬ ‫�أهمية معالج���ة ثغرة ت�سعير الطاق���ة‪" ،‬لأن الأ�سعار‬ ‫غير الواقعية المدعوم���ة في معظم البلدان العربية‬ ‫ت����ؤدي �إلى الإه���دار و�إنعدام الكفاي���ة"‪ ،‬م�شيرا الى‬ ‫�أن ه���ذا الو�ض���ع "ال ي�شج���ع القط���اع الخا����ص على‬ ‫الإ�ستثمار في خدمات الطاقة التقليدية‪ ،‬وخ�صو�صا ً‬ ‫الغاز الطبيعي‪� ،‬أو م�صادر الطاقة المتجددة"‪.‬‬ ‫وقّ ���ع وزير الطاق���ة والمياه في لبن���ان جبران‬ ‫با�سيل مع �شركة ‪ Prysmian‬الفرن�سية العالمية‬ ‫ممثل���ة بمديره���ا الع���ام التج���اري ج���ودة من�صور‬ ‫م�ش���روع توري���د وتركي���ب كابالت جوفي���ة بقدرة‬ ‫‪ 220‬كيلوفول���ط‪ ،‬والت���ي ت�ص���ل محط���ة عرم���ون‬ ‫بمحط���ة ال�ضاحية ثم بمحط���ة الحر����ش الرئي�سية‪،‬‬ ‫ومحط���ة �سوليدي���ر في محط���ة الأ�شرفي���ة المزمع‬ ‫ان�شا�ؤها‪ ،‬وبمحطة المكل�س الرئي�سية‪.‬‬ ‫و�أعل���ن "�أن���ه ف���ي �صي���ف ‪� 2014‬سيك���ون ف���ي‬ ‫�إ�ستطاعتن���ا ت�أمي���ن ‪ 300‬ميغ���اواط ا�ضافي���ة من‬ ‫معامل جدي���دة"‪ ،‬معلن���ا ً عن "ا�ضاف���ات كهربائية‬ ‫على ال�شبكة من الآن و�صاعداً وفي خط ت�صاعدي‪،‬‬ ‫مم���ا ُيخفّ ف ع���ن المواطني���ن عبء قط���ع الكهرباء‬ ‫والمولدات‪.‬‬ ‫وقع���ت دم�شق م���ع �شركة رو�سية �أخي���راً �أول‬ ‫�إتف���اق للتنقي���ب عن النف���ط والغاز ف���ي مياهها‬ ‫االقليمي���ة‪ ،‬والتي يعتقد انها ت�ضم واحداً من �أكبر‬ ‫االحتياط���ات في البحر الأبي����ض المتو�سط‪ .‬ويمتد‬ ‫العقد عل���ى ‪� 25‬سنة‪ ،‬بتمويل م���ن مو�سكو حليفة‬ ‫نظام الرئي�س ال�سوري ب�شار اال�سد‪.‬‬ ‫و�أفادت �صحافية في "وكالة ال�صحافة الفرن�سية"‬ ‫ان توقي���ع العق���د البح���ري للتنقي���ب ع���ن النفط‬ ‫تم‬ ‫وتنميته و�إنتاجه في المياه الإقليمية ال�سورية‪َّ ،‬‬ ‫في وزارة النفط والث���روة المعدنية‪ ،‬بين الحكومة‬ ‫ال�سوري���ة ممثل���ة بوزير النف���ط �سليم���ان العبا�س‬ ‫والم�ؤ�س�س���ة العام���ة للنف���ط‪ ،‬و�شرك���ة "�سوي���وز‬ ‫نفتاغاز" الرو�سية‪.‬‬ ‫وق���ال المدير العام للم�ؤ�س�س���ة العامة للنفط علي‬ ‫عبا����س �إن العقد "ه���و االول الذي يب���رم للتنقيب‬ ‫عن النفط والغاز في المي���اه الإقليمية ال�سورية"‪،‬‬ ‫م�شي���راً ال���ى ان "التمويل م���ن رو�سي���ا‪ ،‬ولكن اذا‬ ‫�إكت�ش���ف النفط �أو الغاز بكميات تجارية‪� ،‬ست�سترد‬ ‫مو�سكو النفقات من الإنتاج"‪.‬‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪65‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫�أ�سواق النفط في ‪ :2014‬المزيد من ال�شيء عينه‬ ‫ف ��ي الوق ��ت ال ��ذي ودّع العال ��م ‪ ، 2013‬راح الالعب ��ون في �أ�س ��واق النفط الأمام‪.‬‬ ‫العالمي ��ة يح�ص ��ون ثرواته ��م المحققة ف ��ي ال�سنة الراحل ��ة التي كانت ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬بل ��غ متو�سط​​�إنتاج النفط الخام ل"�أوبك" ‪ 29.9‬مليون‬ ‫�أف�ضل بكثير مما كان متوقعاً‪ .‬مع �إرتفاع متوا�ضع للطلب على النفط‪ ،‬برمي ��ل يومي� �اً ف ��ي الع ��ام ‪ 2013‬بعدم ��ا �إنخف� ��ض ف ��ي الأ�شه ��ر القليل ��ة‬ ‫و�إم ��دادات وفي ��رة ل ��ه‪ ،‬يج ��ب �أن ي�شع ��ر المنتج ��ون ب�أنه ��م محظوظ ��ون الما�ضي ��ة م ��ن ذروة الإنت ��اج ‪ 30.6‬مليون برميل يومياً ف ��ي �أيار (مايو)‬ ‫الفائ ��ت‪ .‬و�إنخف�ض �إنتاج "�أوبك" �أي�ض� �اً �أقل من العام ‪ 2012‬بن�سبة ‪0.6‬‬ ‫للح�صول على �أ�سعار النفط التي حددوها‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن �أ�سعار النفط كان ��ت متق ّلبة في كثير م ��ن الأحيان مليون برميل يوميا‪ً.‬‬ ‫والتقلبات المو�سمية �أكثر و�ضوحاً‪� ،‬إنتهت ال�سنة مع �سعر �سلة "�أوبك" م ��اذا ع ��ن ‪2014‬؟ يب ��دو �أن العوام ��ل عينه ��ا الدافع ��ة لموازي ��ن العر�ض‬ ‫م ��ن النفط الخام حوال ��ي ‪ 109‬دوالرات للبرميل و�سعر متو�سط لل�سنة والطل ��ب �س ��وف توا�ص ��ل القيام بذلك ف ��ي العام ‪ 2014‬ولك ��ن مع الكثير‬ ‫قريب من ‪ 106‬دوالرات‪ .‬ولكن �سعر ال�سلة‪ ،‬الذي كان تقريباً ‪ 115‬دوالراً من عدم اليقين‪.‬‬ ‫للبرميل في الربع الأول من العام الراحل‪� ،‬إنخف�ض �إلى ‪ 96‬دوالراً في وهن ��ا يج ��ب ط ��رح الأ�سئلة ع ّم ��ا �إذا كان ��ت المفاو�ض ��ات للأ�شه ��ر ال�ستة‬ ‫المقبلة مع �إيران ب�ش�أن طموحاتها النووية �ستنتهي في نهاية المطاف‬ ‫الربع الثاني قبل �أن يبد�أ الإنتعا�ش في الن�صف الثاني من ‪.2013‬‬ ‫�سجل متو�سطات ب�ش ��كل �إيجابي وت�ستطيع �إيران �أن ت�ست�أن ��ف �صادراتها بالكامل؛ و�أن ما‬ ‫م�سجل �أ�سعار خامات �أخرى حذا حذو "�أوبك"ا حيث ّ‬ ‫ّ‬ ‫خ ��ام "برن ��ت" و"غ ��رب تك�سا� ��س" لل�سن ��ة ‪ 108‬دوالرات و‪ 97،98‬دوالراً وع ��دت ب ��ه ال�سلط ��ات الليبي ��ة ب� ��أن �صادراتها م ��ن المحط ��ات ال�شرقية‬ ‫للبرمي ��ل عل ��ى التوال ��ي‪ .‬الأ�سع ��ار ت�أث ��رت �أكثر م ��ن �أي �ش ��يء بالعوامل �س ��وف ُت�ست�أن ��ف �سيتحق ��ق؟ وق ��د �أُعل ��ن وقف لإط�ل�اق النار ف ��ي جنوب‬ ‫الجيو�سيا�سي ��ة الت ��ي ت�سبب ��ت ‪ -‬وال تزال ت�سبب ‪ -‬تعط ��ل الإمدادات هنا ال�س ��ودان‪ ،‬لكنه ه ��ل ي�ستمر؟ هل �سيزيد الإنتاج العراقي ب�شكل حاد كما‬ ‫وهن ��اك‪ .‬العقوب ��ات عل ��ى اي ��ران حرم ��ت ال�سوق ملي ��ون برمي ��ل يومياً؛ تقول الحكومة �أم �أن التدهور الأمني​​على الأر�ض �سيمنع ذلك؟‬ ‫ومعظ ��م الإنت ��اج الليب ��ي متوق ��ف ب�سب ��ب الإ�ضطراب ��ات والإ�ضراب ��ات؛ من جهة �أخرى يبدو �أن الجميع على يقين �أن �إنتاج ال�صخر الزيتي في‬ ‫و�إنت ��اج �سوري ��ا بال ��كاد موج ��ود؛ والنف ��ط النيجي ��ري ت�أ ّث ��ر م ��ن �أعم ��ال الوالي ��ات المتح ��دة �سيوا�ص ��ل �إرتفاعه‪ .‬وبالنظر �إل ��ى كل هذه الأ�سئلة‪،‬‬ ‫ال�سرق ��ة والعنف؛ والقائمة و�ضعت الآن على ر�أ�سها الحرب الأهلية في توقعت كل من منظمة "�أوبك" و"وكالة الطاقة الدولية" �أن الإمدادات‬ ‫م ��ن خ ��ارج "�أوبك" �ستزيد ف ��ي العام ‪� 2014‬أكثر من الع ��ام ‪ 2013‬بن�سبة‬ ‫جنوب ال�سودان‪.‬‬ ‫وقابل ��ت ه ��ذا النق�ص زيادات في �أمي ��ركا ال�شمالية والع ��راق‪ .‬وبالتالي‪ 1.2 ،‬و ‪ 1.9‬ملي ��ون برمي ��ل يومي� �اً عل ��ى التوال ��ي‪ .‬الغالبي ��ة العظمى من‬ ‫�إرتفع ��ت الإم ��دادات م ��ن خ ��ارج "اوب ��ك" و�سوائ ��ل الغ ��از الطبيع ��ي م ��ن النمو �ست�أتي من �أميركا ال�شمالية‪.‬‬ ‫"�أوب ��ك" ‪ 1.35‬ملي ��ون برمي ��ل يومياً‪ ،‬حي ��ث �ساهمت �أمي ��ركا ال�شمالية على جانب الطلب‪ ،‬هناك دالئل على �إ�ستمرار الإنتعا�ش الإقت�صادي في‬ ‫البلدان ال�صناعية وكذلك في البلدان النامية‪ .‬وقد ي�صل معدل النمو‬ ‫ب‪ 1.25‬مليون برميل يومياً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عل ��ى جانب الطل ��ب‪ ،‬كان النمو متوا�ضعا في الواق ��ع‪ .‬ووفقا ل"�أوبك"‪ ،‬العالم ��ي ‪ 3.5‬ف ��ي المئ ��ة بالمقارن ��ة مع ‪ 2.9‬ف ��ي المئة في الع ��ام ‪.2013‬‬ ‫كان ‪ 0.9‬ملي ��ون برمي ��ل يومي� �اً عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن ��ه �إنخف� ��ض بن�سب ��ة ونتيج ��ة لذل ��ك‪ ،‬يتوق ��ع �أن يكون الطلب عل ��ى النفط �أكث ��ر من مليون‬ ‫‪ 0.55‬ملي ��ون برميل يومياً في منطق ��ة منظمة التعاون والتنمية‪ .‬ومع برمي ��ل يوميا فقط بح�سب "�أوب ��ك" و‪ 1.2‬مليون برميل يومياً بح�سب‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ف�إن لدى وكال ��ة الطاقة الدولية تقدي ��رات مختلفة‪ ،‬مع تحديد وكال ��ة الطاق ��ة الدولية‪ .‬االختالفات في التوقع ��ات في هذا الوقت من‬ ‫نم ��و الطل ��ب بنحو ‪ 1.2‬ملي ��ون برميل يومي� �اً‪ ،‬والإنخفا�ض في منطقة ال�سنة هي مفهومة ويجب ت�ضييقها مع الوقت‪.‬‬ ‫منظم ��ة التع ��اون والتنمية ب‪ 0.05‬مليون برميل يومياً‪ .‬في هذا الوقت بالنظ ��ر �إل ��ى ه ��ذا الواق ��ع‪ ،‬الطل ��ب عل ��ى نفط "�أوب ��ك" في الع ��ام ‪2014‬‬ ‫م ��ن ال�سنة‪ ،‬ينبغ ��ي �أن تتالقى تقدي ��رات المنظمتين خ�صو�ص� �اً و�أنهما م ��ن المرج ��ح �أن يك ��ون �أقل م ��ن الع ��ام ‪ 2013‬بن�سبة ‪ 0.3‬ملي ��ون برميل‬ ‫يومي� �اً‪ ،‬ويمك ��ن �أن يكون على م�ست ��وى ‪ 29.6‬مليون برميل يومياً‪ .‬لهذا‬ ‫ت�ستخدمان �أكثر �أو �أقل خلفية الإح�صاءات نف�سها‪.‬‬ ‫يج ��ب عل ��ى المنظمتين حل ه ��ذه الإختالف ��ات ال�صارخ ��ة خ�صو�صاً �أن ال�سبب حافظت "�أوبك" في م�ؤتمرها الوزاري الأخير في كانون الأول‬ ‫تقدي ��رات العر� ��ض هي قريب ��ة‪ .‬علماً‪� ،‬أنه قبل التنقي ��ح الأخير من قبل (دي�سمب ��ر) ‪ 2013‬عل ��ى �سق ��ف الإنت ��اج م ��ن دون تغيي ��ر عن ��د ‪ 30‬مليون‬ ‫برميل يومياً‪.‬‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة‪ ،‬كانت التقديرات �أقرب‪.‬‬ ‫تح�سن م�ؤ�شرات الإقت�صاد الكلي في كل الذي ��ن يتابع ��ون �سوق النف ��ط �إعتادوا عل ��ى نجاحاته ��ا و�إخفاقاتها‪.‬‬ ‫و ُيعزى الطلب على النفط ب�سبب ّ‬ ‫البل ��دان ال�صناعي ��ة‪ ،‬خ�صو�صاً مع ن�شاط �أف�ض ��ل لل�صناعات التحويلية ولك ��ن دعونا ن�أم ��ل �أن تجلب ‪ 2014‬المزيد م ��ن الإ�ستقرار وال�سالم في‬ ‫ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة وغيره ��ا‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى �إ�ستم ��رار النم ��و ف ��ي جميع �أنحاء العالم‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫البل ��دان النامية مثل ال�صين والهند وخ�صو�صاً موا�صلة خطواتها �إلى‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫مكعب ��ة‪ ،‬مقارن ��ة بالإحتياط ��ات الوطني ��ة الر�سمية‬ ‫البالغ ��ة ‪ 63‬تريليون قدم مكعب ��ة‪ .‬لكن المفاو�ضات‬ ‫الت ��ي �إ�ستغرق ��ت ع�ش ��ر �سنين مع اي ��ران ف�شلت في‬ ‫التو�ص ��ل �إلى �إتف ��اق‪ ،‬وف ��ي كانون الثان ��ي (يناير)‬ ‫‪ 2012‬قدّمت الكويت �إحتجاج ًا ر�سمي ًا عندما �أعلن‬ ‫الإيراني ��ون ب�أنهم ينوون تطوير الجزء الخا�ص بهم‬ ‫من الحقل من جانب واحد‪.‬‬ ‫في العام ‪ ، 2000‬تو�صلت الكويت والمملكة العربية‬ ‫ال�سعودية الى �إتفاق فعلي للم�ضي قدم ًا في التطوير‬ ‫الم�شت ��رك لجانبهم ��ا من الحقل‪ .‬وق ��د خططتا في‬ ‫الأ�سا� ��س على تقا�س ��م ح�صتهما وتحوي ��ل كل جزء‬ ‫منه ��ا على حدة مبا�شرة �إل ��ى كل من البلدين‪ ،‬لكن‬ ‫ال�سعوديي ��ن دع ��وا ف ��ي وق ��ت الحق ال ��ى تجميع كل‬ ‫كمي ��ة الغاز الم�ستخرجة م ��ن الخفجي في المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬ومن هناك يج ��ري تق�سيمها‪.‬‬ ‫وهذا من �ش�أنه �أن يجع ��ل الكويت تعتمد على م�سار‬ ‫"الترانزي ��ت" ال�سعودي ‪ -‬وذلك ي�ش ّكل و�ضع ًا غير‬ ‫مري ��ح في منطق ��ة �أثبتت دائم� � ًا �أن م�شاري ��ع الغاز‬ ‫عب ��ر الح ��دود تواج ��ه �صعوب ��ة و�إ�ضطراب� � ًا‪ .‬ولكن‬ ‫حت ��ى الخطة الأ�صلية قد تع ّث ��رت – لماذا ؟‪ --‬لأن‬ ‫نقط ��ة التخزين المقترحة يحتله ��ا النادي البحري‬ ‫الفخم لموظفي �شركة نفط الكويت‪ ،‬والذي تطالب‬ ‫الأخيرة ب�أن تع ًّو�ض بموق ��ع بديل منه قبل الموافقة‬ ‫على تنفيذ الم�شروع‪.‬‬ ‫كان م ��ن المفتر�ض لحق ��ل "ال ��درة" �أن ينتج ‪0.5‬‬ ‫ملي ��ار قدم مكعب ��ة يومي ًا ف ��ي الكوي ��ت‪ ،‬مقارنة مع‬ ‫الناتج القوم ��ي الحالي الذي يبل ��غ ‪ 1.4‬مليار قدم‬ ‫مكعبة يومي ًا‪ .‬وهذا يل ّبي ما يقرب من ن�صف الطلب‬ ‫على الطاقة‪ ،‬مع تزوي ��د معظم البقية بزيت الوقود‬ ‫(المازوت)‪ ،‬الأمر الذي يخ ِّلف �ضباب ًا كبريتي ًا فوق‬ ‫المدين ��ة في ال�صب ��اح الباكر‪ .‬من جه ��ة �أخرى‪� ،‬إن‬ ‫�إ�ستي ��راد ‪ 0.3‬ملي ��ار ق ��دم مكعبة يومي ��ا من الغاز‬ ‫الطبيعي الم�سال �إبتداء من العام ‪ ،2009‬قد خفف‬ ‫جزئي ًا من هذا الو�ضع لكن ثمنه كان باهظ ًا‪.‬‬ ‫وق ��د �إكت�شف ��ت الكوي ��ت �أي�ض ًا م ��وارد غ ��از كبيرة‪،‬‬ ‫حوالي ‪ 35‬تريليون قدم مكعبة‪ ،‬في ال�شمال ‪ -‬ولكن‬ ‫ه ��ذه ت�شكل تحدي� � ًا تقني� � ًا‪ ،‬كونها عميق ��ة‪ ،‬و�ضيقة‬ ‫(نفاذي ��ة منخف�ضة‪ ،‬مما يتطلب �إ�ستخدام التك�سير‬ ‫الهيدروليكي لإنتاجها تجاري ًا)‪ ،‬وحام�ضة (تحتوي‬ ‫عل ��ى هيدروجين الكبري ��ت المت�آكل ال�س ��ام)‪ .‬وقد‬ ‫ت � ّ�م تكلي ��ف ثالث �ش ��ركات كويتي ��ة محلي ��ة بالعمل‬ ‫م ��ع �شركة نفط الكوي ��ت على المن�ش� ��آت ال�سطحية‬ ‫لمعالج ��ة الغاز‪ ،‬لك ��ن ال�صعوبات التقني ��ة �أدّت الى‬ ‫ت�سرب خطير للغاز‪.‬‬ ‫كانت �شركة "�ش ��ل" تعمل في العام ‪ ،2010‬بموجب‬

‫وزير النفط الكويتي ال�سابق هاني ح�سين‪ :‬البرلمان عار�ضه‬

‫عقد خدمات تقنية‪ ،‬على تقديم الم�ساعدة‪ ،‬عندما‬ ‫و�ضع ��ت تقري ��ر ًا وا�صف ��ة في ��ه الخزان ��ات العميقة‬ ‫ب"م�شروع الغاز الأكث ��ر �صعوبة في العالم"‪ .‬ولكن‬ ‫بع ��د ذلك ج ّم ��د الإتف ��اق ج� � ّراء تحقي ��ق برلماني‬ ‫ح ��ول م ��ا �إذا كانت �شرك ��ة النفط الكويتي ��ة �إتبعت‬ ‫الإجراءات ال�صحيحة في منح ال�صفقة‪.‬‬ ‫م ��ع كل ه ��ذه الم�ش ��اكل‪ ،‬جل ��ب ع ��دم الق ��درة على‬ ‫التولي ��د ب�إنتظ ��ام �إنقط ��اع التي ��ار الكهربائ ��ي ف ��ي‬ ‫ال�صي ��ف‪ ،‬كم ��ا �أدّى النق� ��ص في الغ ��از �إلى �إغالق‬ ‫الم�صاف ��ي و م�صانع البتروكيماوي ��ات‪ .‬مثل معظم‬ ‫دول الخلي ��ج‪ ،‬ينم ��و الطلب الكويتي عل ��ى الكهرباء‬ ‫نحو �ستة في المئ ��ة �سنوي ًا‪ ،‬كما �أن الأ�سعار للعمالء‬ ‫ه ��ي الأدنى ف ��ي المنطقة حيث �أنها ل ��م ترتفع منذ‬ ‫ثمانين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ .‬ويتل ّق ��ى الم�ستهلك ��ون‬ ‫خدم ��ة ن�صو�ص الر�سائل الق�صيرة (‪ )SMS‬خالل‬ ‫ف�صل ال�صي ��ف ُيط َلب منهم بوا�سطته ��ا الإقت�صاد‬

‫�إكت�شفت الكويت �أخير ًا موارد غاز‬ ‫كبيرة‪ ،‬حوالي ‪ 35‬تريليون قدم‬ ‫مكعبة في ال�شمال ‪ -‬ولكن هذه ت�شكل‬ ‫تحدي ًا تقني ًا‪ ،‬كونها عميقة‪ ،‬و�ضيقة‬ ‫(نفاذية منخف�ضة‪ ،‬مما يتطلب �إ�ستخدام‬ ‫التك�سير الهيدروليكي لإنتاجها‬ ‫تجاري ًا)‪ ،‬وحام�ضة (تحتوي على‬ ‫هيدروجين الكبريت المت�آكل ال�سام)‬

‫والتوفي ��ر في الطاقة‪ .‬وفي مواجه ��ة حالة الطوارئ‬ ‫ه ��ذه‪ ،‬تم ّكن ��ت الكويت م ��ن جذب �شرك ��ة "جنرال‬ ‫الكتري ��ك" و�شرك ��ة "هيون ��داي" لتطوي ��ر محط ��ة‬ ‫الطاق ��ة في ال�صبي ��ة في الع ��ام ‪� ،2012‬إ�ضافة �إلى‬ ‫�أن ��ه ينبغي على منتجي المي ��اه والطاقة الم�ستقلين‬ ‫�إعادة هام� ��ش مريح من القدرة‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬واجه‬ ‫م�صن ��ع الكهرب ��اء الهائل في ال ��زور �أي�ض ًا هجمات‬ ‫�سيا�سي ��ة بالن�سب ��ة �إلى عملي ��ة تقدي ��م العطاءات‪،‬‬ ‫وال ت ��زال خطط الطاقة المتج� �دّدة تطلعات نظرية‬ ‫�أكث ��ر منها عمليات تنفيذي ��ة‪ ،‬والأفكار بالن�سبة الى‬ ‫الطاق ��ة النووية �أُهملت في الع ��ام ‪ 2011‬بعد كارثة‬ ‫فوكو�شيما في اليابان‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى �إنت ��اج النف ��ط‪ ،‬كانت خط ��ة الكويت‬ ‫الطويل ��ة الأمد تعمل على رفع الطاقة الإنتاجية �إلى‬ ‫�أربعة ماليين برمي ��ل يومي ًا بحلول العام ‪ 2020‬من‬ ‫نح ��و ‪ 3.1‬ماليي ��ن برميل يومي ًا حالي� � ًا‪ .‬في الأ�صل‬ ‫كان هذا الهدف ال يعني �أن ي�شمل هذا الرقم �إنتاج‬ ‫النف ��ط الثقي ��ل من م ��وارد كبي ��رة جد ًا ف ��ي �شمال‬ ‫الكويت والمنطقة المحايدة (بالتقا�سم مع المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة)‪ ،‬ولك ��ن حت ��ى م ��ع �إحت�س ��اب‬ ‫ال‪ 450,000‬برمي ��ل يومي� � ًا من النف ��ط الثقيل ف�إن‬ ‫تخف واقع ًا �أن خطط الإنتاج �إنزلق‬ ‫ه ��ذه الكمية لم ِ‬ ‫توقيته ��ا مرار ًا �إلى الوراء‪ ،‬والآن تمدّدت حتى العام‬ ‫‪ .2030‬وقد �إعترفت �أخير ًا �شركة نفط الكويت ب�أن‬ ‫�إنت ��اج النفط الثقيل في ال�شم ��ال �سي�صل فقط �إلى‬ ‫‪ 120,000‬برمي ��ل يومي ًا بحلول العام ‪ - 2020‬وهذا‬ ‫يتطل ��ب �إيجاد ما يكفي م ��ن الغاز لتوليد البخار‪� ،‬أو‬ ‫نجاح �شرك ��ة "�شيفرون" ف ��ي �إ�ستخ ��دام �إبتكارها‬ ‫من جيل البخار ال�شم�سي ف ��ي المنطقة المحايدة‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬كان هن ��اك خبر �إيجابي ب�إعالن‬ ‫�إكت�ش ��اف نفط جديد في تم ��وز (يوليو) في "كبد"‬ ‫في غرب الكويت ‪.‬‬ ‫كم ��ا هي الحال م ��ع �صفقة الغ ��از مع "�ش ��ل"‪ ،‬ف�إن‬ ‫الحظ ��ر الد�ست ��وري الكويت ��ي على ملكي ��ة الأجانب‬ ‫للم ��وارد البترولي ��ة ي�ش ��كل عقب ��ة �شدي ��دة لج ��ذب‬ ‫الإ�ستثم ��ارات والمه ��ارات التقنية‪ .‬ورغ ��م ً �أنه من‬ ‫الممك ��ن �إيج ��اد ال�صي ��غ التعاقدي ��ة للتحاي ��ل على‬ ‫الحظ ��ر ‪ -‬ر�س ��وم لكل برمي ��ل مقاب ��ل خدمات كما‬ ‫يجري الأمر في العراق‪ -‬ف�إن هذه الطريقة ُج ّمدت‬ ‫ف ��ي البرلم ��ان‪ ،‬ال ��ذي �إ�ستخ ��دم ه ��ذه الخالف ��ات‬ ‫كرهائن في �صراع ��ه الم�ستمر منذ فترة طويلة مع‬ ‫الحكومة ‪.‬‬ ‫م�شروع الكويت الطم ��وح‪ ،‬لجلب ال�شركات العالمية‬ ‫لتو�سيع الإنتاج في الحقول ال�شمالية الكبيرة‪ُ ،‬و ِ�ضع‬ ‫جانب ًا منذ فترة طويلة‪ .‬جزء من مبررات ذلك‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪67‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫نفط‬

‫النفط والغاز في �إمارة �آل ال�صباح‪ :‬خطوة �إلى الأمام و�أخرى �إلى الوراء‬

‫الموارد الهيدروكربونية في الكويت‬ ‫ّ‬ ‫تضخ ثروة ومشاكل سياسية!‬ ‫ال�سيا�س��ة الداخلية المنق�س��مة في دولة الكويت جعلتها مكان ًا �صعب ًا ب�ش��كل فريد بالن�سبة �إلى الم�ستثمرين‬ ‫الأجان��ب‪ ،‬كم��ا �أن الدولة في حاج��ة �إلى معالجة ق�ض��ايا عدة مثل نق�ص الغ��از‪ ،‬و�إرتفاع �إ�س��تهالك النفط‬ ‫المحلي‪ ،‬وزيادة الطلب على الكهرباء‪ ،‬وت�أخر خطط التو�سع لإنتاج النفط‪.‬‬ ‫النفط العراقي‪ :‬م�شاريع تطويره ت�أخرت‬

‫الكويت ‪ -‬علي ال�شعالن‬ ‫ال �ش ��ك �أنه عندم ��ا يتداخ ��ل وجود ناد‬ ‫بح ��ري مع �إ�ستراتيجي ��ة الطاقة في �أي‬ ‫بلد يعتبر الح ��دث فريد ًا‪ .‬لكن ه ��ذه الم�شكلة التي‬ ‫ظه ��رت ف ��ي الكوي ��ت في الآون ��ة الأخي ��رة‪ ،‬هي من‬ ‫�أعرا�ض ن�شاط وكفاح �أو�سع لحل ق�ضايا الطاقة في‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫في بع� ��ض النواحي‪ ،‬ت�سي ��ر الأمور ب�ش ��كل جيد‪� .‬إن‬ ‫�إنت ��اج النفط ق ��ارب م�ستويات قيا�سي ��ة‪ ،‬وهذا �أمر‬ ‫مرح ��ب به ف ��ي الكويت كما ل ��دى عمالئها في وقت‬ ‫تعرف ال�سوق �إرتفاع ًا في الأ�سعار‪ .‬ومحطة �إ�ستيراد‬ ‫الغاز الطبيعي الم�سال خ ّففت جزئي ًا من عبء حرق‬ ‫مكلفة تل ّوث زيت الوقود (المازوت) الم�ستخدم في‬ ‫الطاق ��ة‪ .‬هذا الم ��ردود المالي �سم ��ح للكويت برفع‬ ‫�إنفاقه ��ا الحكوم ��ي بن�سبة ‪ 50‬في المئ ��ة بين كانون‬ ‫الثاني (يناير) ‪ 2011‬و‪ ،2012‬وزيادة �أجور القطاع‬ ‫العام بهدف قمع موجة من الإحتجاجات‪.‬‬ ‫بط ��رق �أخرى‪ ،‬توا�ص ��ل ال�صناع ��ة الهيدروكربونية‬ ‫ف ��ي الكوي ��ت العي� ��ش عل ��ى �أمج ��اد الما�ض ��ي‪ .‬منذ‬ ‫فت ��رة طويل ��ة ُج َّمدت �سل�سل ��ة كاملة م ��ن الم�شاريع‬ ‫الكبرى ب�سبب الم�شاحنات ال�سيا�سية بين البرلمان‬ ‫والحكوم ��ة‪ ،‬حي ��ث يت ��م �إ�ستخ ��دام الت�شكي ��ك ف ��ي‬ ‫الإ�ستثمار الأجنبي كتكتيك‪.‬‬ ‫و�إن لم يكن ح ��ادث النادي البح ��ري العائق الأكثر‬ ‫خطورة فلع ّل ��ه الأغرب! ‪ ...‬من المع ��روف �أن حقل‬ ‫غاز "ال ��درة" البحري‪ ،‬ال ��ذي تتقا�سمه الكويت مع‬ ‫المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية و�إيران‪ ،‬ه ��و حقل غاز‬ ‫غير تقليدي في الكوي ��ت (�إنتاج الغاز فيه لي�س من‬ ‫النفط)‪ ،‬ويحمل حوالي �سبعة �إلى ‪ 11‬تريليون قدم‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬ ‫توفير ال ��درع الواقي م ��ن الم�ستثمري ��ن االجانب‬‫عبر طريق الغزو العراقي‪� -‬إختفى مع �إطاحة قوات‬ ‫التحال ��ف الدول ��ي الذي تق ��وده الوالي ��ات المتحدة‬ ‫�ص ��دام ح�سين‪ .‬وق ��د �إتخذ البرلم ��ان �أي�ض ًا تقرير ًا‬ ‫�أع ّد في العام ‪ ،2006‬م َّدعي ًا ب�أن �إحتياطات الكويت‬ ‫من النف ��ط كانت فقط ن�صف الم�ست ��وى الر�سمي‪،‬‬ ‫كذريع ��ة للق ��ول ب�أنه ينبغي خف� ��ض الإنتاج للحفاظ‬ ‫على الموارد ولي�س زيادته ‪.‬‬ ‫وعل ��ى النقي�ض من ال�صعوب ��ات المحلية في مجال‬ ‫النف ��ط والغ ��از‪ ،‬ف� ��إن الإ�ستثم ��ار في الخ ��ارج كان‬ ‫ناجح� � ًا تمام� � ًا‪ .‬ال�شرك ��ة الكويتي ��ة للإ�ستك�شافات‬ ‫البترولي ��ة الخارجي ��ة �أن�ش�أت وبنت �إنت�ش ��ار ًا وا�سع ًا‬ ‫م ��ن الأ�صول ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء �أفريقي ��ا وال�شرق‬ ‫الأق�ص ��ى حيث بلغ �إنتاجه ��ا حوالي ‪ 80,000‬برميل‬ ‫يومي ًا‪ .‬وم�شروعه ��ا الأهم هو ح�صتها البالغة �سبعة‬ ‫في المئة في م�شروع عمالق للغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫ف ��ي "ويت�ستون" في �أو�سترالي ��ا بقيادة "�شيفرون"‪.‬‬ ‫و�شرك ��ة طاقة الكويت الخا�صة‪ ،‬تحت قيادة ن�شيطة‬ ‫م ��ن رئي�س ��ة تنفيذية تدعى �س ��ارة �أكبر‪ ،‬قد حققت‬ ‫نجاح ًا ف ��ي م�صر‪ ،‬و�شاركت في م�شاريع في العراق‬ ‫على �أمل تزويد الكويت بالغاز في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫والكوي ��ت ه ��ي �أي�ض� � ًا م�ص ��دً ر رئي�س ��ي للمنتج ��ات‬ ‫النفطية المك ّررة‪ ،‬مع قدرة تبلغ �أكثر من ‪900,000‬‬ ‫برمي ��ل يومي ًا مقابل �إ�ستهالك محلي ي�صل �إلى �أقل‬ ‫م ��ن ‪ 500,000‬برمي ��ل يومي� � ًا‪ .‬لكن قط ��اع التكرير‬ ‫�أي�ض� � ًا يعاني م ��ن م�ش ��اكل الموافقة عل ��ى م�شاريع‬ ‫جدي ��دة‪ .‬هن ��اك مبادرت ��ان رئي�سيت ��ان‪" :‬م�ش ��روع‬ ‫الوق ��ود النظي ��ف" البالغ ��ة تكاليف ��ه ‪ 18.5‬ملي ��ار‬ ‫دوالر‪ ،‬والم�صف ��اة الجديدة في ال ��زور التي �ستحل‬ ‫م ��كان مرفق �شعي ��ب القدي ��م وتوفير زي ��ت الوقود‬ ‫(الم ��ازوت) المنخف� ��ض الكبري ��ت لتولي ��د الطاقة‬ ‫المحلية‪ .‬وقد و�ضع م�شروع الزور لتقديم العطاءات‬ ‫والمناق�صات في الع ��ام ‪ ،2006‬ولكن ت�أخر تنفيذه‬ ‫ب�سبب تكاليفه المت�صاعدة وج ّراء التحقيق من قبل‬ ‫ديوان المحا�سبة‪ .‬ومن المتوقع الآن �أن يكتمل بحلول‬ ‫العام ‪ .2018‬ومع طاقة تكرير ت�صل �إلى ‪650,000‬‬ ‫برمي ��ل يومي� � ًا‪� ،‬ستكون ه ��ذه الم�صف ��اة واحدة من‬ ‫�أكبر الم�صافي في ال�شرق الأو�سط‪ .‬علم ًا ب�أن قرار‬ ‫�شرك ��ة "�شيفرون" بتطوير كام ��ل للنفط الثقيل في‬ ‫المنطق ��ة المحاي ��دة يعتمد على �إ�ستع ��داد م�صفاة‬ ‫الزور ب�أن تكون جاهزة لمعالجة الإنتاج‪ .‬ومن جهته‬ ‫يغط ��ي "م�شروع الوقود النظيف" تطوير م�صفاتين‬ ‫�أخريين في الب�ل�اد‪ ،‬وهو قيد الإن�ش ��اء‪ ،‬مع �إكتمال‬ ‫المخطط في العام ‪.2018‬‬ ‫حم ��ل �إنتخ ��اب برلم ��ان جديد ف ��ي تم ��وز (يوليو)‬

‫وزير النفط الكويتي م�صطفى ال�شمالي‪:‬‬ ‫هل ي�ستطيع حل م�شكالت القطاع؟‬

‫الفائ ��ت �آما ًال لحدوث بع� ��ض التقدم‪ .‬ويرى البع�ض‬ ‫ب�أن ��ه مجل� ��س "م ��وال للحكوم ��ة"؛ والبع� ��ض الآخر‬ ‫ينظر �إليه على �أنه فقط �أقل "مناه�ضة للحكومة"‪.‬‬ ‫ولك ��ن م�شاريع الطاقة الكبي ��رة على المدى الطويل‬ ‫ه ��ي دائم ًا عر�ض ��ة لتحوالت �أخ ��رى بح�سب الرياح‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ .‬ل ��ذا �س ��وف يحت ��اج الم�ستثم ��رون �إلى‬ ‫الإطمئنان واليقين ب�أنهم لن يعانوا م�صير ال�شركة‬ ‫الأميركي ��ة الكيميائي ��ة العمالق ��ة "داو"‪ ،‬الت ��ي‬ ‫�إ�ضط ��رت �إل ��ى الإنتظار خم�س �سن ��وات لتل ّقي ‪2.2‬‬ ‫ملياري دوالر كعقوبات م�ستحقة على الكويت لإلغاء‬ ‫م�شروع م�شترك للبتروكيماوي ��ات في العام ‪.2008‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن البرلم ��ان قد �ألغ ��ى ال�صفقة‪،‬‬ ‫فق ��د ح ��اول بع� ��ض النواب �إلق ��اء اللوم عل ��ى هاني‬ ‫ح�سي ��ن‪ ،‬الخبير الإ�ست�ش ��اري الم�ستقل‪ ،‬الذي �صار‬ ‫وزير النفط في وقت الحق‪ .‬في �أعقاب دفع الغرامة‬

‫الحظر الد�ستوري الكويتي على‬ ‫ملكية الأجانب للموارد البترولية‬ ‫ي�شكل عقبة �شديدة لجذب‬ ‫الإ�ستثمارات والمهارات التقنية‪ .‬ورغم ً‬ ‫�أنه من الممكن �إيجاد ال�صيغ التعاقدية‬ ‫للتحايل على الحظر ف�إن هذه الطريقة‬ ‫ُج ّمدت في البرلمان‪ ،‬الذي �إ�ستخدم‬ ‫هذه الخالفات كرهائن في �صراعه‬ ‫الم�ستمر مع الحكومة‬

‫في �شهر �أي ��ار (مايو) الفائت‪ ،‬ت ��م �إ�ستبدال جميع‬ ‫ر�ؤ�س ��اء �شركة البترول الكويتي ��ة‪( ،‬ال�شركة المظلة‬ ‫للقطاع الهيدروكربون ��ي)‪ ،‬و�شركة التكرير و�شركة‬ ‫نفط الكويت في خل ��ط للمنا�صب وتعيينات جديدة‬ ‫طالت �أكثر من ‪ 50‬وظيفة‪.‬‬ ‫ف ��ي كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪� ،2012‬أف ��اد م�صدر‬ ‫نفط ��ي كويتي �أنه "�إذا كان هان ��ي ال يمكنه معالجة‬ ‫المن�ص ��ب الوزاري والقيام ب ��دور فعّال‪ ،‬ف�أنا �أعتقد‬ ‫ب�أن ��ه ال يوجد �أحد �آخ ��ر يمكنه ذلك"‪ .‬لكن ح�سين‪،‬‬ ‫وزي ��ر النف ��ط‪ ،‬كان علي ��ه الإ�ستقال ��ة قريب� � ًا بع ��د‬ ‫التغيي ��رات الأخيرة في م�ؤ�س�س ��ة البترول الكويتية‪،‬‬ ‫حيث ح� � ّل مح ّله م�صطفى ال�شمال ��ي‪ ،‬وزير المالية‬ ‫�سابق ًا‪.‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إل ��ى المخ ��اوف ب�ش� ��أن م�ؤه�ل�ات بع� ��ض‬ ‫المع َّيني ��ن الج ��دد‪ ،‬وال�ص ��راع عل ��ى ال�سلط ��ة بين‬ ‫الر�ؤ�س ��اء التنفيذيي ��ن ور�ؤ�س ��اء مختل ��ف ال�شركات‬ ‫التابع ��ة‪ ،‬فق ��د �أدّى التعدي ��ل ال ��وزاري �إل ��ى تراجع‬ ‫الروح المعنوية لدى م�ؤ�س�سة البترول الكويتية وزاد‬ ‫م ��ن الإرتب ��اك بالن�سبة �إل ��ى القائم ��ة الوا�سعة من‬ ‫الم�شاريع الكبرى ‪.‬‬ ‫ُيظه ��ر القط ��اع الهيدروكربوني في الكوي ��ت بع�ضاً‬ ‫م ��ن الم�شاكل التي يعاني منه ��ا جيرانها‪ :‬نق�ص في‬ ‫الغ ��از‪ ،‬والحاج ��ة �إل ��ى الإ�ستعانة بالخب ��رة الدولية‬ ‫لمعالج ��ة الم ��وارد غي ��ر التقليدي ��ة؛ والمزي ��د من‬ ‫الإ�سته�ل�اك المحلي من النف ��ط جنب ًا �إلى جنب مع‬ ‫الطل ��ب المتزايد ب�سرعة على الطاق ��ة الكهربائية؛‬ ‫وخط ��ط طموح ��ة للتو�سع ف ��ي �إنتاج النف ��ط تواجه‬ ‫الت�أخي ��ر‪ ،‬ولكن من المفارق ��ات �أن ذلك يحدث مع‬ ‫�إنتاج قيا�سي‪.‬‬ ‫ولك ��ن ال�سيا�س ��ة الداخلي ��ة المنق�سم ��ة ف ��ي البالد‬ ‫جعلته ��ا مكان� � ًا �صعب� � ًا ب�ش ��كل فري ��د بالن�سب ��ة �إلى‬ ‫الم�ستثمري ��ن الأجان ��ب‪ .‬م ��ن جهته‪ ،‬ي ��درك قطاع‬ ‫النف ��ط جي ��د ًا التحدي ��ات الت ��ي تواجه ��ه‪ ،‬ولدي ��ه‬ ‫مجموع ��ة معقول ��ة م ��ن الم�شاري ��ع عل ��ى الطاولة‪.‬‬ ‫ولكن مع ا�ستثن ��اء م�صافي الوقود النظيف‪ ،‬وبع�ض‬ ‫محط ��ات توليد الطاقة‪ ،‬ف�إن كل المبادرات الأخرى‬ ‫�أُ ِّجلت �أو ُج ِّمدت‪.‬‬ ‫�إذا �إ�ستط ��اع البرلم ��ان الجدي ��د حل الم� ��أزق‪ ،‬ف�إن‬ ‫م�ؤ�س�سة البترول الكويتية �ستواجه التحدي المتم ّثل‬ ‫في تعبئ ��ة الم ��وارد الب�شرية لإكمال ه ��ذه الالئحة‬ ‫ال�ضخم ��ة م ��ن الأن�شط ��ة‪ .‬ولكن ق�صة حق ��ل الدرة‬ ‫والن ��ادي البح ��ري التاب ��ع ل�شركة النف ��ط الكويتية‬ ‫تدل على �أن الم�شاري ��ع الرئي�سية في الكويت يمكن‬ ‫�أن تتحط ��م عل ��ى �صخ ��ور �سيا�سي ��ة داخلي ��ة تثي ��ر‬ ‫الإ�ستغراب والده�شة‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪69‬‬


TBN MANAGEMENT LIMITED

Delivering Excellence & Total Solutions

We Provide Consultancy Services On: Water & Sanitation- Planning & Economics – Civil Engineering, Bridges and Structures – Railway Engineering … and a lot more For more information visit our website: www.tbnmanagement.com Or contact us on: Tel: +44 (0)203 286 1826, Email: info@tbnmanagement.com


‫ر�أي خبير‬

‫بقلم غ�سان حا�صباني*‬

‫الطاقة الصخرية‬ ‫طفرة مؤقتة أم تهديد اقتصادي؟‬ ‫م ��ع الع ��ودة ال ��ى �إ�ستخ ��راج الطاق ��ة‬ ‫ال�صخري ��ة ب�سب ��ب �إرتف ��اع �سع ��ر‬ ‫النف ��ط الع ��ادي لم ��دة طويل ��ة‪ ،‬ق ��د تواج ��ه دول‬ ‫المنطق ��ة تحدي ��ات �إقت�صادي ��ة و�سيا�سية خالل‬ ‫الأع ��وام الثالثي ��ن المقبل ��ة مم ��ا ق ��د يغ ّي ��ر‬ ‫الأولوي ��ات الإقليمي ��ة والعالمية‪ .‬فه ��ل يتق َّل�ص‬ ‫دور المنطق ��ة عل ��ى ال�ساح ��ة النفطي ��ة العالمية‬ ‫�أو �أن الأم ��ر مج ��رد طفرة ك�سواها من الطفرات‬ ‫الت ��ي تح� � ّرك الإ�ستثم ��ارات ور�ؤو� ��س الأم ��وال‬ ‫وتخل ��ق ج ��واً م�ؤقتاً م ��ن الإهتمام بقط ��اع مع ّين‬ ‫قبل الإنتقال الى قطاع �آخر �أكثر ربحية؟‬ ‫كان النف ��ط ال�صخري من �أوائل م�صادر الطاقة‬ ‫النفطية التي �إكت�شفها االن�سان ويعود �إ�ستعماله‬ ‫ال ��ى الق ��رن الرابع ع�ش ��ر في �إنارة ال�ش ��وارع‪� .‬أما‬ ‫الإ�ستخدام الأكثر حداثة فقد بد�أ في ثمانينات‬ ‫الق ��رن التا�س ��ع ع�ش ��ر الى �أن �إكت�ش ��ف النفط في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�أ�صبح ��ت كلف ��ة �إ�ستخ ��راج‬ ‫الطاقة ال�صخرية غير مجدية �إقت�صادياً‪.‬‬ ‫ويتف ��ق الخب ��راء عل ��ى �أن �إ�ستخ ��راج النف ��ط‬ ‫ال�صخ ��ري ي�صبح مجدياً �إقت�صادي� �اً اذا زاد �سعر‬ ‫برمي ��ل النف ��ط الع ��ادي عل ��ى ‪ 54‬دوالراً �أميركياً‬ ‫ولم ��دة طويل ��ة‪ .‬وق ��د ح�ص ��ل ذل ��ك ف ��ي مطل ��ع‬ ‫الألفي ��ة مقترن� �اً بتطور تكنولوجي ��ا الإ�ستخراج‬ ‫فا�صب ��ح م ��ن المج ��دي �إقت�صادي� �اً الع ��ودة ال ��ى‬ ‫�إ�ستخ ��راج النف ��ط ال�صخري‪ ،‬ولأ�سب ��اب مماثلة‪،‬‬ ‫بد�أت ال�شركات ب�إ�ستخراج الغاز ال�صخري �أي�ضاً‪.‬‬ ‫وف ��ي كال الحالتي ��ن‪ ،‬تتغي ��ر خريط ��ة م�ص ��ادر‬ ‫الطاق ��ة ح ��ول العال ��م جذري� �اً‪ ،‬فتت�ص ��در رو�سي ��ا‬ ‫الئح ��ة الحا�ضنة للنفط ال�صخ ��ري الذي تقدره‬ ‫�إدارة معلوم ��ات الطاق ��ة ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة‬ ‫بحوال ��ي ‪ 75‬ملي ��ار برمي ��ل‪ ،‬تليه ��ا الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬وال�صي ��ن‪ ،‬والأرجنتي ��ن وليبي ��ا‪� .‬أم ��ا‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى الغاز ال�صخ ��ري‪ ،‬وبح�سب الم�صدر‬ ‫عين ��ه‪ ،‬فتت�ص ��در القائم ��ة ال�صين ب�أكث ��ر من الف‬ ‫تريليون قدم مكعبة تليها الأرجنتين‪ ،‬والجزائر‪،‬‬ ‫والواليات المتحدة‪ ،‬والمملكة العربية ال�سعودية‬ ‫(بح�سب تقديراتها)‪ ،‬وكندا والمك�سيك‪.‬‬

‫واذا قارن ��ا موارد الطاق ��ة ال�صخرية مع الطاقة‬ ‫التقليدية ن ��رى �أن الأخيرة ما زالت ت�شكل �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ %90‬م ��ن م ��وارد النف ��ط وحوال ��ى ‪ %60‬من‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي ح ��ول العال ��م‪ .‬و�إذا نظرن ��ا ال ��ى‬ ‫ظاه ��رة الطاق ��ة ال�صخري ��ة بمو�ضوعية وتج ّرد‬ ‫ن ��رى �أن النفط ال�صخري ال ي�شكل عاملاً كبير�أ‬ ‫ف ��ي المعادلة كما هو الحال م ��ع الغاز‪ .‬وظاهرة‬ ‫الغاز ال�صخري هي �أميركية بامتياز اذ �أن موارد‬ ‫الغ ��از ال�صخ ��ري ف ��ي الواليات المتح ��دة ت�شكل‬ ‫‪ %38‬م ��ن م ��وارد الغ ��از الإجمالي ��ة‪ ،‬بينم ��ا ه ��ذا‬ ‫الرق ��م ي ��وازي ‪ %10‬ف ��ي بقي ��ة العالم‪� .‬أم ��ا ن�سب‬ ‫النف ��ط ال�صخ ��ري �إل ��ى النف ��ط الإجمال ��ي فهي‬ ‫مت�شابهة بين الواليات المتحدة وبقية العالم‪.‬‬ ‫لك ��ن ق ��درة البل ��دان عل ��ى �إ�ستخ ��راج مخزونه ��ا‬ ‫بكلفة مجدي ��ة تعتمد على عوام ��ل متعددة �أهمها‬ ‫وج ��ود مخ ��زون مي ��اه كاف لعملي ��ة الإ�ستخ ��راج‬ ‫بالإ�ضاف ��ة ال ��ى التركيب ��ة الجيولوجي ��ة لمكام ��ن‬ ‫ال�صخ ��ور الحا�ضن ��ة للطاق ��ة الت ��ي تح� �دّد الكلفة‬ ‫وعام ��ل الوقت لبن ��اء مواقع الإ�ستخ ��راج‪ .‬فعملية‬ ‫الإ�ستخراج تتط ّلب من برميل الى خم�سة براميل‬ ‫م ��ن المي ��اه ل ��كل برمي ��ل نف ��ط م�ستخ ��رج‪ .‬وعل ��ى‬ ‫�سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬يحت ��اج موق ��ع �إ�ستخ ��راج قدرته ‪4‬‬ ‫ماليين برميل في اليوم الى �أكثر من ‪ 300‬مليون‬ ‫متر مكعب من الماء خالل �سنة واحدة‪.‬‬ ‫وبع ��د مطابق ��ة م�ص ��ادر المي ��اه ومواقعه ��ا م ��ع‬ ‫مواق ��ع وم�ص ��ادر الطاق ��ة ال�صخري ��ة يمك ��ن‬ ‫الإ�ستنت ��اج �أن ال�صي ��ن ق ��د تواج ��ه تحدي ��ات في‬ ‫�إ�ستخ ��راج الطاق ��ة ال�صخرية ب�سب ��ب قلة المياه‬ ‫ف ��ي المناط ��ق ال�شمالي ��ة حي ��ث توج ��د معظ ��م‬ ‫مكامن الطاق ��ة ال�صخرية‪ .‬بينما �سيكون الأمر‬ ‫�أ�سه ��ل في دول كالوالي ��ات المتح ��دة الأميركية‬ ‫حي ��ث تكم ��ن مواق ��ع الطاق ��ة ال�صخري ��ة ف ��ي‬ ‫محيط نهر كولورادو‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سب ��ة �إل ��ى البني ��ة التحتي ��ة المطلوب ��ة‪،‬‬ ‫فيتطل ��ب بن ��اء مواق ��ع الإ�ستخ ��راج والت�صني ��ع‬ ‫م ��ن ‪ 10‬ال ��ى ‪� 30‬سن ��ة ح�س ��ب الق ��درة الإنتاجي ��ة‬ ‫للموق ��ع‪ .‬وتت ��راوح ن�سب ��ة �إ�ستخ ��راج الغ ��از‬

‫ال�صخري من ‪ %4.7‬الى ‪ %10‬من مخزون الآبار‬ ‫الكب ��رى مقارن ��ة ب�أكثر م ��ن ‪ %70‬للغ ��از العادي‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب تقري ��ر لمنت ��دى �سيا�س ��ات الطاق ��ة‪،‬‬ ‫ف� ��إن �إ�ستخ ��راج الغاز ال�صخري م ��ن بئر جديدة‬ ‫يح�ص ��ل بغالبيت ��ه في ال�سن ��وات القليل ��ة الأولى‬ ‫م ��ن الت�شغيل مما يجع ��ل الإ�ستخراج �أعلى كلفة‬ ‫عل ��ى الم ��دى البعي ��د‪ .‬وله ��ذا ال�سب ��ب‪ ،‬تحت ��اج‬ ‫ال�ش ��ركات الم�ستخرج ��ة للغ ��از �إل ��ى حف ��ر �آب ��ار‬ ‫جدي ��دة با�ستمرار مما ي�ؤث ��ر �سل ًبا على ربحيتها‬ ‫في المدى البعيد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومن الجدير بالذكر �أن عددا كبيرا من ال�شركات‬ ‫الم�ستخرج ��ة للغ ��از ال�صخ ��ري ب ��د�أ باالندم ��اج‬ ‫ب�سبب التكاليف المرتفعة للإ�ستخراج والأ�سعار‬ ‫المنخف�ض ��ة للغ ��از الطبيع ��ي في الأ�س ��واق‪ ،‬مما‬ ‫ي�شي ��ر ال ��ى �أن الطفرة ق ��د تب ��د�أ بالإنح�سار بعد‬ ‫مح ��اوالت ت�صدي ��ر الإنت ��اج الفائ�ض ف ��ي الفترة‬ ‫المرحلي ��ة‪ ،‬ويع ��ود �إنت ��اج الغ ��از ال�صخ ��ري ال ��ى‬ ‫م�ستويات طبيعية في ال�سنوات المقبلة‪.‬‬ ‫وم ��ع �صعوب ��ة �إ�ستخ ��راج الغ ��از ال�صخ ��ري عل ��ى‬ ‫الم ��دى البعي ��د‪ ،‬وبم ��ا �أن النف ��ط ال�صخ ��ري‬ ‫ال يتواج ��د بكمي ��ات كبي ��رة مقارن ��ة بالنف ��ط‬ ‫التقلي ��دي‪ ،‬ا�ضاف ��ة ال ��ى �صعوب ��ة �إ�ستخ ��راج‬ ‫الطاق ��ة ال�صخرية في ال�صين ب�سبب عدم وفرة‬ ‫المي ��اه المطلوب ��ة لعملي ��ة الإ�ستخ ��راج‪ ،‬تبق ��ى‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة البل ��د الكبير �شب ��ه الوحيد‬ ‫ال ��ذي يهل ��ل لظاه ��رة الغ ��از ال�صخ ��ري التي قد‬ ‫ال ت ��دوم طوي�ل� ً‬ ‫ا‪ ،‬وتظ ��ل �أ�سواق ال�صي ��ن بحاجة‬ ‫ال ��ى �إ�ستيراد النفط والغاز م ��ن الدول المنتجة‬ ‫الأخرى‪ ،‬ولو انح�سر الطلب في �أميركا‪.‬‬ ‫وال ب ��د �أن ت�ؤث ��ر ه ��ذه المتغيرات عل ��ى ال�سيا�سة‬ ‫العالمي ��ة لالعبي ��ن الأ�سا�سيي ��ن‪ ،‬لكنه ��ا ق ��د ال‬ ‫ت�ؤث ��ر �سلباً بالحجم الذي ي�ص ��وره البع�ض على‬ ‫�أ�سواق الطاقة في ال�شرق الأو�سط عامة وبلدان‬ ‫الخليج تحديداً في المدى المتو�سط‪ ،‬خ�صو�صاً‬ ‫بع ��د �أن يدرك المحللون ف ��ي الواليات المتحدة‬ ‫�أن ح�ساب ��ات الحق ��ل تختل ��ف ع ��ن ح�ساب ��ات‬ ‫البيدر‬

‫* خبير دولي في ال�ش�ؤون الإقت�صاديية والإ�ستراتيجية‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪71‬‬


Brazilian Technology In Food Thermal Processing Motrice projects and manufactures heavy load equipment of high precision for the agribusiness and chemical industry. It works to innovate the conception of equipment focusing the commercial and production needs of the industry. As complemental services of processes engineering, Motrice makes available a research team with engineers dedicated to new concepts of products, besides a pilot plant for the development of processes and preparation of samples for market tests. Maintenance and technical support are also the focus of Motrice, which renders services of evaluation, recovery, reconditioning and modernization of complex machines, including from other suppliers.

For More information write to MOTRICE, R São Simão 36, P.O. Box: 82900-290, Curitiba, Paraná, Brazil, Phone: +5541-3366-7226 Or visit: www.motrice.com.br, or www.ippel.com.br Middle East & North Africa Agent: TERRASTONE FINANCE, Istanbul, Turkey For more Information visit: www.terrastonefinance.com


‫تناف�سية في منطقة تعرف كثافة في الطلب على‬ ‫نحو متزايد‪.‬‬ ‫الحا�ضرون ف ��ي الم�ؤتمر ال ��ذي ّ‬ ‫نظمته مجموعة‬ ‫"�سي دبلي ��و �س ��ي" (‪ )CWC‬الهيدروكربونية‪،‬‬ ‫�سمع ��وا �أنه مع و�ص ��ول �صادرات الغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة المتوقع ��ة في‬ ‫وق ��ت الحق م ��ن هذا العق ��د‪ ،‬يعتق ��د العديد من‬ ‫الم�شترين الآ�سيويين �أن هذا �سوف يكون فر�صة‬ ‫له ��م لإع ��ادة مناق�ش ��ة الت�سعي ��ر و�صي ��غ العقود‬ ‫ل�صالحهم ‪ -‬وتمكينهم من الهروب من الأغالل‬ ‫الت ��ي تمليها ال�ش ��روط ال�صعبة للعق ��ود الطويلة‬ ‫الأج ��ل‪ ،‬والت ��ي تفر�ضها �ش ��ركات �أمث ��ال "قطر‬ ‫للغاز" و"را�س غاز"‪.‬‬ ‫ال�سبب لذلك يكمن في �أن منتجي الغاز الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال في الواليات المتحدة م�ستعدون لتقديم‬ ‫�شروط �أكثر ليبرالية من الم�ص ّدرين الخليجيين‬ ‫مث ��ل قطر‪ .‬و�سيتم ربط ال�سع ��ر الأميركي بنقطة‬

‫ت�سعي ��ر "هن ��ري ه ��اب" عل ��ى �ساح ��ل الخلي ��ج‬ ‫االميرك ��ي‪ ،‬والت ��ي ف ��ي ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر)‬ ‫‪ 2013‬بل ��غ فيها متو�س ��ط​​ال�سعر الف ��وري ‪3.69‬‬

‫على المدى الطويل‪ ،‬يتع َّين على‬ ‫المجموعة الخليجية الم�صدرة للغاز‬ ‫الطبيعي �أن تواجه كثافة و�إرتفاع‬ ‫المناف�سة مع الو�صول المرتقب ل‬ ‫‪ 67.2‬مليون طن �سنوي ًا من �إمدادات الغاز‬ ‫الطبيعي الم�سال الأميركي الجديد‬ ‫يقودها مخطط "�سابين با�س" الذي‬ ‫ي�ضخ ‪ 18‬مليون طن في العام‬

‫الغاز الطبيعي الم�سال القطري‪ :‬هل يبقى تناف�سي ًا؟‬

‫دوالرات ل ��كل مليون وحدة بريطاني ��ة حرارية ‪-‬‬ ‫�أق ��ل بكثير من �سعر حوالي ‪ 20‬دوالر ًا لكل وحدة‬ ‫بريطاني ��ة حرارية يدف ��ع لبع�ض �شحن ��ات الغاز‬ ‫الطبيعي الم�سال الملزمة في �آ�سيا‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن م�ستوردي الغ ��از الطبيعي الم�سال في‬ ‫�آ�سيا ق ��د �سئموا من دفع �أ�سع ��ار عالية ل�شحنات‬ ‫الغ ��از‪ .‬فهم يعتق ��دون �أنه في ظه ��ور ال�صادرات‬ ‫الأميركية للغاز الطبيع ��ي الم�سال‪ ،‬مع �إنخفا�ض‬ ‫في الأ�سعار ومن دون "بنود وجهة" ثابتة ‪ -‬والتي‬ ‫بموجبها يح ّدد المو ّرد �أين تنتهي �شحنات الغاز‪-‬‬ ‫�سيكون هن ��اك مجال �أكبر للتفاو�ض على �شروط‬ ‫�أف�ضل‪.‬‬ ‫وهذا ي�سبب حالي ًا بع�ض ال�صداع ل"قطر للغاز"‬ ‫و"را�س غاز"‪ ،‬ال�شركتان القطريتان المدعومتان‬ ‫من الدول ��ة والتي ت�ستورد منهما ال�سوق الآ�سيوية‬ ‫ثلث ��ي مبيعاته ��ا‪ .‬وق ��د ت�أ�س�س ��ت �إ�ستراتيجي ��ات‬ ‫الت�صدي ��ر لديهما على المبيع ��ات الطويلة الأجل‬ ‫و�شراء �إت�صاالت تُح ّدد ب�شروط البائع‪.‬‬ ‫وق ��د ق ��ال ويت�شونغ ل ��وه‪ ،‬رئي� ��س �شرك ��ة ال�صين‬ ‫الوطنية للغاز والطاقة (‪ ،)CNOOC‬للمندوبين‬ ‫في م�ؤتم ��ر باري�س العالم ��ي‪ ،‬ب� ��أن �صناعة الغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�س ��ال يج ��ب �أن تتك َّي ��ف اذا �أرادت‬ ‫�أن تلع ��ب دور ًا ب ��ارز ًا ف ��ي �إ�سته�ل�اك الطاقة فى‬ ‫ال�صين‪" .‬الغاز الطبيع ��ي الم�سال يحتاج �إلى �أن‬ ‫يكون قادر ًا على المناف�سة مع خطوط �أنابيب نقل‬ ‫الغاز والغاز المنزلي"‪ ،‬كما حذر‪.‬‬ ‫ولك ��ن عل ��ى الم ��دى القري ��ب‪ ،‬ف� ��إن ق ��وة الطلب‬ ‫الآ�سي ��وي ‪ -‬مدعومة بفق ��دان القدرة النووية في‬ ‫اليابان وكوريا الجنوبية ‪ -‬تعني �أن ميزان القوى‬ ‫ال يزال مرجح ًا بقوة �إلى البائعين‪.‬‬ ‫وم ��ع �إرتفاع قدرة الإ�ستي ��راد ال�صيني و�إ�ستمرار‬ ‫الطلب القوي من �أميركا الالتينية‪ ،‬تتجه �أ�سواق‬ ‫الغ ��از الطبيعي الم�سال العالمي ��ة نحو عام �ض ّيق‬ ‫�آخ ��ر ف ��ي ‪ ،2014‬ح�سب مذكرة بحثي ��ة �أ�صدرها‬ ‫"بن ��ك �أوف �أمي ��ركا ميري ��ل لين�ش" ف ��ي ت�شرين‬ ‫الثاني (نوفمبر) الفائ ��ت‪ .‬نتيجة ل�ضيق ال�سوق‪،‬‬ ‫يمك ��ن للأ�سع ��ار الفوري ��ة الآ�سيوي ��ة �أن ترتف ��ع‬ ‫فوق �أعل ��ى م�ستوياته ��ا التي عرفتها ف ��ي ال�شتاء‬ ‫الما�ضي‪� ،‬أي �أكثر من ‪ 20‬دوالر ًا لكل مليون وحدة‬ ‫بريطانية حرارية هذا ال�شتاء‪.‬‬ ‫كل هذا يم ّثل خب ��ر ًا �سار ًا لالعبي الغاز الطبيعي‬ ‫الم�سال ف ��ي منطقة الخليج‪ .‬في الع ��ام الفائت‪،‬‬ ‫�إرتفعت �إيرادات ال�شركة العمانية للغاز الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال – التي �إندمجت �أخي ��ر ًا مع �شركة‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪73‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الغاز الطبيعي‬

‫هل ت�ؤ ِّثر الإكت�شافات الهيدروكربونية في �أميركا على �إنتاج الخليج ؟‬

‫الغاز الطبيعي المسال‪ :‬زمن المنافسة‬ ‫ي�ستعد م�صدّ رو الغاز الطبيعي الم�سال في الخليج العربي لمواجهة تحديات ال�سوق على المدى الطويل مع‬ ‫�إمدادات جديدة كبيرة متوقّعة في الأفق‪ ،‬وال �سيما من الواليات المتحدة‪ ،‬كما �سمع المديرون التنفيذيون‬ ‫في م�ؤتمر لهذه ال�صناعة عُ قد �أخير ًا في باري�س‪.‬‬ ‫باري�س ‪ -‬علي الجوري‬ ‫ت�ستع ��د مجموع ��ة ال ��دول الم�صدرة‬ ‫للغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال ال�ض ِّيق ��ة‬ ‫المتما�سك ��ة ف ��ي الخليج لمواجهة ظ ��روف �سوق‬ ‫�أكث ��ر تحدي� � ًا‪ ،‬فيما تُظه ��ر التوقع ��ات فروقات و‬ ‫�إنف�ص ��ا ًال بالن�سب ��ة �إل ��ى الطل ��ب عل ��ى المديين‬ ‫القري ��ب والق�صي ��ر ف ��ي �أ�سواقه ��ا الأ�سا�سية في‬ ‫�آ�سيا‪.‬‬ ‫على المدى الطويل‪ ،‬يتع َّين عليها �أن تواجه كثافة‬ ‫و�إرتفاع المناف�سة مع الو�صول المرتقب ل ‪67.2‬‬ ‫ملي ��ون طن �سنوي� � ًا من �إمدادات الغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال الأميرك ��ي الجدي ��د يقوده ��ا مخط ��ط‬ ‫"�سابي ��ن با� ��س" ال ��ذي ي�ضخ ‪ 18‬ملي ��ون طن في‬ ‫الع ��ام‪ .‬وي�أت ��ي ه ��ذا العر� ��ض الجدي ��د ال�ضخم‬ ‫عل ��ى ر�أ�س تي ��ارات �إمدادات جدي ��دة كبيرة من‬ ‫�أو�سترالي ��ا و�ش ��رق �أفريقيا المتوقع ��ة في الفترة‬ ‫‪.2018-2016‬‬ ‫عل ��ى الرغم من ه ��ذا‪ ،‬ال تزال ال�س ��وق الآ�سيوية‬ ‫حالي� � ًا �ض ِّيق ��ة‪ ،‬م ��ع �أ�سع ��ار بح ��دود ‪ 17‬دوالر ًا‬ ‫ل ��كل مليون وح ��دة حرارية بريطاني ��ة لل�شحنات‬ ‫الياباني ��ة‪ .‬ولي�ست �أ�سواق ال�شرق الأق�صى الغنية‬ ‫فق ��ط هي الت ��ي عل ��ى �إ�ستعداد لدف ��ع الدوالرات‬ ‫الأعل ��ى ل�شحن ��ات الغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال‬ ‫القط ��ري‪ ،‬فمثال الهند مفيد ف ��ي هذا المجال‪.‬‬ ‫لق ��د �إرتفع �سعر واردات الغ ��از الطبيعي الم�سال‬ ‫ف ��ي بلدان جن ��وب �آ�سيا خم�سة �أ�ضع ��اف منذ �أن‬ ‫تلقّت �أول �شحنة في العام ‪ ، 2004‬قافز ًا من ‪2.5‬‬ ‫دوالرين لكل ملي ��ون وحدة بريطانية حرارية �إلى‬ ‫م�ست ��وى متوقع بح ��دود ‪18.4‬دوالر ًا ل ��كل مليون‬ ‫وح ��دة بريطاني ��ة حرارية ف ��ي ني�س ��ان (�إبريل)‬ ‫‪ .2014‬علم� � ًا �أن الطل ��ب عل ��ى الغ ��از الطبيع ��ي‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الم�سال ف ��ي �آ�سيا تلقّى زخم� � ًا جديد ًا مع فقدان‬ ‫الطاق ��ة النووية في الياب ��ان‪ ،‬وفي الآونة الأخيرة‬ ‫كوريا الجنوبية‪.‬‬ ‫على الرغم من توقعات النمو القوية‪ ،‬ف�إنه عندما‬ ‫تج ّم ��ع الم ��و ّردون والم�شت ��رون للغ ��از الطبيع ��ي‬

‫الم�سال في العالم في م�ؤتمر باري�س في ‪ 19‬و ‪20‬‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) الفائت جاءت الر�سالة‬ ‫واحدة وب�ص ��وت عال ووا�ضح‪� :‬س ��وف يكون على‬ ‫المنتجي ��ن التك ّي ��ف مع الو�ض ��ع الجدي ��د للبقاء‬ ‫على قيد الحي ��اة �إذا م ��ا �أرادوا �أن تظل الأ�سعار‬


‫عالم الطاقة ¶ الغاز الطبيعي‬ ‫قله ��ات للغ ��از الطبيع ��ي الم�سال م�ص ��درة الغاز‬ ‫المحلي ��ة الرئي�سية الأخرى ‪� -‬إلى م�ستوى قيا�سي‬ ‫‪ 4.34‬ملي ��ارات دوالر على خلفية �إرتفاع الأ�سعار‬ ‫ل ��ل‪� 85‬شحنة الت ��ي �ص ّدرتها من الغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�سال على متن قطارين في �صور‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها �ص ��ارت قطر في فئة �أخ ��رى مختلفة‬ ‫ع ��ن �سلطن ��ة عم ��ان‪ ،‬بعدم ��ا �ص� � ّدرت ‪105.4‬‬ ‫ملي ��ارات متر مكعب من الغ ��از الطبيعي الم�سال‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2012‬مما جعله ��ا �أكبر م�صدر له في‬ ‫العال ��م‪ .‬لقد "�شع ��رت" عائدات الغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�سال ف ��ي الدوحة بالأثر الإيجاب ��ي مع �إرتفاع‬ ‫متو�س ��ط​​الأ�سع ��ار العالمي ��ة (‪ CIF‬اليابان) الى‬ ‫م�ستوى قيا�س ��ي ‪ 16.75‬دوالر ًا لكل مليون وحدة‬ ‫بريطانية حرارية في العام الما�ضي‪ ،‬مقارنة مع‬ ‫‪ 14.73‬دوالر ًا في ال�سنة ال�سابقة‪.‬‬ ‫وقد عمل ��ت قطر بج ��د للمحافظة عل ��ى التوريد‬ ‫لعمالئها الآ�سيويين‪ ،‬مع الإحتفاظ �أي�ض ًا بموطئ‬ ‫قدم ف ��ي ال�س ��وق الأوروبية‪ .‬على الرغ ��م من �أن‬ ‫ال�ص ��ادرات القطرية للأخي ��رة �إنخف�ضت بنحو‬ ‫الخم� ��س في الع ��ام ‪ ،2013‬وذل ��ك ب�سبب �ضعف‬ ‫الطلب‪ ،‬فقد تم ّكن م�سوقو الغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫ف ��ي قطر م ��ن عق ��د بع� ��ض ال�صفق ��ات المثيرة‬ ‫للإعجاب‪.‬‬ ‫ف ��ي ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر) ‪ ،2013‬وافق ��ت‬ ‫�شركة قطر للغاز عل ��ى تزويد �شركة "بترونا�س"‬ ‫الماليزية ب‪ 1.14‬مليون طن �سنوي ًا لمدة خم�س‬ ‫�سن ��وات ف ��ي محط ��ة "ي ��و ك ��ي دراغ ��ون" (‪UK‬‬ ‫‪ .)Dragon‬في ذلك ال�شهر‪ ،‬و ّقعت الدوحة �أي�ض ًا‬ ‫عقد ًا مع "�إي �أون" (‪ )E.ON‬الألمانية لتزويدها‬ ‫ب‪ 1.5‬ملي ��ون طن �سنوي ًا لم ��دة خم�س �سنوات‪،‬‬ ‫�إبتداء من العام ‪ ،2014‬ويت ��م ت�سليمها لهولندا‪.‬‬ ‫ف ��ي منت�صف ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر) الفائت‪،‬‬ ‫و ّقعت "قطر للغ ��از" �إتفاق ًا مع �شركة "�سانتيكا"‬ ‫البريطانية لتزويده ��ا بثالثة ماليين طن �سنوي ًا‬ ‫من الغاز الطبيعي الم�سال تُ�س َّلم في محطة "�آيل‬ ‫�أوف غرين" في جنوب �شرق �إنكلترا‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬إقتحمت قطر �أي�ض ًا �أ�سواق الغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�س ��ال الأحدث في �آ�سي ��ا‪ .‬في �أوائل‬ ‫ت�شري ��ن الثاني (نوفمبر) الفائ ��ت‪ ،‬كانت "قطر‬ ‫للغاز" الم ��و ّرد الأول لت�سليم �شحن ��ات الغاز �إلى‬ ‫من�ش�أة �شرك ��ة ال�صين الوطني ��ة للنفط البحري‬ ‫الجدي ��دة في ت�شوه ��اي التي ت�ستطي ��ع �إ�ستيعاب‬ ‫‪ 3.5‬ماليين طن �سنوي ًا‪.‬‬ ‫من غي ��ر المرجح �أن ت�سمح ه ��ذه النجاحات في‬

‫ال�شيخ خالد بن خليفة �آل ثاني‪ :‬توافق الآراء في الدوحة‬

‫المبيعات للقطريين ب�أخ ��ذ �أعينهم عن التحدي‬ ‫على المدى الطوي ��ل لزيادة المناف�سة في ال�سوق‬ ‫الآ�سيوية‪.‬‬ ‫ق ��د تواجه �أ�سواق الغاز الطبيع ��ي الم�سال تحدياً‬ ‫لإ�ستيع ��اب �ص ��ادرات الغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال‬ ‫ال�ضخمة المتوقعة في الواليات المتحدة ‪ -‬تارك ًة‬ ‫مخاطر فائ�ض محتمل بحلول العام ‪ 2020‬يمكن‬ ‫�أن تق ّو�ض حيوية ال�سعر المنا�سب‪.‬‬ ‫ويعتق ��د العدي ��د م ��ن المح ّللين �أنه م ��ع �أكثر من‬ ‫ثل ��ث العقود الآ�سيوية �ستك ��ون قيد المراجعة في‬ ‫ال�سنوات القليل ��ة المقبلة وتزاي ��د م�شاريع الغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�س ��ال الجدي ��دة المدعومة من قبل‬ ‫مط ّورين جدد‪ ،‬ف�إن الوقت قد حان للتغيير‪.‬‬ ‫على الرغم من ذلك‪ ،‬يبدو �أن �إ�ستراتيجيي الغاز‬

‫ال�شيخ خالد بن خليفة‬ ‫�آل ثاني‪ ،‬الرئي�س التنفيذي ل�شركة‬ ‫"قطر للغاز"‪" :‬هناك توافق في الآراء‬ ‫في الدوحة على �أن �أ�سواق الغاز‬ ‫الطبيعي الم�سال في منطقة �آ�سيا‬ ‫والمحيط الهادئ �سوف تظل �ض ِّيقة‬ ‫ل�سنوات عدة‪ ،‬و�أ�سعار العقود الإقليمية‬ ‫من غير المرجح �أن تعك�س م�ستويات‬ ‫�سعر الغاز في �أميركا ال�شمالية‬ ‫�أو �أوروبا في �أي وقت قريب"‬

‫الطبيعي في الخليج لي�س ��وا على �إ�ستعداد لت�أييد‬ ‫�أي تغيير م ��ن هذا القبيل حت ��ى الآن‪ .‬في �أواخر‬ ‫ت�شرين الأول (�أكتوبر) الفائت‪ ،‬ك ّرر ال�شيخ خالد‬ ‫بن خليف ��ة �آل ثان ��ي‪ ،‬الرئي�س التنفي ��ذي ل�شركة‬ ‫"قط ��ر للغاز"‪ ،‬توافق الآراء في الدوحة على ان‬ ‫�أ�س ��واق الغاز الطبيعي الم�سال ف ��ي منطقة �آ�سيا‬ ‫والمحي ��ط اله ��ادئ �س ��وف تظل �ض ِّيق ��ة ل�سنوات‬ ‫عدة‪ ،‬و�أ�سع ��ار العقود الإقليمية من غير المرجح‬ ‫�أن تعك� ��س م�ستوي ��ات �سع ��ر الغ ��از ف ��ي �أمي ��ركا‬ ‫ال�شمالية �أو �أوروبا في �أي وقت قريب‪.‬‬ ‫متحدث� � ًا ف ��ي م�ؤتم ��ر للطاقة في �سنغاف ��ورة قال‬ ‫�آل�شي ��خ خال ��د �أن �سوق الغ ��از الطبيع ��ي الم�سال‬ ‫م ��ن ‪� 2013‬إلى ‪� 2015‬ستكون �ض ّيقة‪ ،‬بالنظر �إلى‬ ‫الطلب الكبير والعر� ��ض القليل ن�سبي ًا من �أ�سواق‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫ال يبدو �أن القطريين م�ضطربون ب�شكل علني من‬ ‫ظهور الغاز ال�صخري في الواليات المتحدة‪ .‬كما‬ ‫قال مدي ��ر الجهاز الرئي�س ��ي للت�سويق في "را�س‬ ‫غ ��از" و�ضاب ��ط النقل البح ��ري‪ ،‬خال ��د �سلطان‬ ‫الك ��واري‪ ،‬في م�ؤتمر باري� ��س العالمي‪� ،‬إن "رياح‬ ‫النف ��ط ال�صخري" يمكن �أن تتح َّول �إلى �أن تكون‬ ‫ن�سيم ًا قريب ًا �إلى "�إع�صار من الهيدرات" �إذا تم‬ ‫تطوير تقنيات الإ�ستغ�ل�ال التجاري في ما يتعلق‬ ‫بتنظيف الغاز‪.‬‬ ‫وبالن�سب ��ة �إلى القطريين‪ ،‬فقد ب ��د�أ عمالء جدد‬ ‫بالظهور في بع�ض الأماكن غير المحتملة ‪ -‬تغطي‬ ‫فقدان الطلب الأوروبي‪ .‬في مطلع ت�شرين الثاني‬ ‫(نوفمبر) الفائت‪� ،‬أفادت الأنباء �أن �ساحل العاج‬ ‫في غ ��رب �أفريقيا كانت قريبة م ��ن الإنتهاء من‬ ‫�إتفاق لإ�ستي ��راد الغاز الطبيعي الم�سال من دولة‬ ‫خليجية �إبت ��داء من العام ‪ ،2015‬لتغطية الفجوة‬ ‫المتو ّقعة بعدما يفوق الطلب �إنتاج الغاز لديها‪.‬‬ ‫م ��ع دخ ��ول م�ص ��ر والأردن ولبن ��ان المناق�ص ��ة‬ ‫عل ��ى �شحنات الغ ��از الطبيعي الم�س ��ال الفوري‪،‬‬ ‫وه ��ي �أق ��رب �إل ��ى الوط ��ن ‪ -‬جنب ًا �إل ��ى جنب مع‬ ‫الم�ستوردي ��ن في الخليج للغ ��از الطبيعي الم�سال‬ ‫ف ��ي الكويت والإمارات العربي ��ة المتحدة – ف�إنه‬ ‫من ال�سه ��ل فهم �سل ��وك المديري ��ن التنفيذيين‬ ‫للغ ��از الطبيعي الم�سال في الخلي ��ج‪� .‬إن م�صادر‬ ‫الإمدادات الجديدة ال تزال بعيدة بع�ض ال�شيء‪.‬‬ ‫ويعتق ��د القطريون ب�أن خبرته ��م �سوف تثبت في‬ ‫نهاي ��ة المطاف ب�أنها حا�سمة كي تبقى �أ�سعارهم‬ ‫تناف�سي ��ة في �سيناري ��و �إمدادات الغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�سال الأكثر تنوع ًا‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪75‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫منظمة "�أوبك"‬ ‫في فيينا‪:‬‬ ‫هل تدوم ؟‬

‫ح�سن روحاني حملة �إ�صالح كبيرة �آم ًال في تحقيق‬ ‫�إنتاج نفطي ي�صل �إلى م�ستوى ‪ 4.2‬ماليين برميل‬ ‫يومي ًا ف ��ي غ�ضون �ستة �أ�شهر‪ ،‬وزيادته �إلى م�ستوى‬ ‫ما قبل الثورة‪ 6 ،‬ماليين برميل يوميا ً‪ ،‬في غ�ضون‬ ‫‪� 18‬شه ��ر ًا‪ .‬لك ��ي تك ��ون ال�ص ��ورة وا�ضح ��ة‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫الخبراء يعتقدون ب�أن ه ��ذه الأهداف لي�ست قابلة‬ ‫للتحقي ��ق �ضم ��ن �أطره ��ا الزمنية المعلن ��ة‪ ،‬ولكن‬ ‫زيادات كبيرة ممكنة‪.‬‬ ‫�إن كمي ��ة الإنت ��اج الت ��ي ي�ستخرجه ��ا الع ��راق من‬ ‫�آب ��اره تعتم ��د �إلى حد كبي ��ر على عاملي ��ن‪ .‬الأول‪،‬‬ ‫النظام ال�سيا�سي والعنف اللذان �سي�ش ّكالن وتيرة‬ ‫الإ�ستثم ��ار والإج ��راءات التنظيمية‪ ،‬مث ��ل �إ�صدار‬ ‫العق ��ود والتراخي� ��ص‪ .‬الثاني وه ��و الأهم‪ ،‬هناك‬ ‫قي ��ود لوج�ستي ��ة للو�صول �إل ��ى ه ��ذا الم�ستوى من‬ ‫الإنتاج خ�ل�ال هذه الفترة الق�صي ��رة من الزمن‪.‬‬ ‫بع�ض من هذه القيود يمكن التغلب عليه بالتن�سيق‬ ‫ال�سليم بي ��ن ال�شركات العالمي ��ة للنفط‪ ،‬ومقدمي‬ ‫خدم ��ات النف ��ط وال�س ��كان ال�شيع ��ة المحيطي ��ن‬ ‫بمنطق ��ة الب�صرة ومختلف مجموع ��ات الم�صالح‬ ‫ال�سيا�سي ��ة في بغ ��داد‪ .‬لكن يبدو للخب ��راء �أن مثل‬ ‫ه ��ذا التعاون الالئ ��ق بين كل ه ��ذه الأطراف غير‬ ‫محتم ��ل‪ ،‬وه ��ذا يعني ان الع ��راق �سيك ��ون قا�صر ًا‬ ‫ع ��ن تحقيق �أهداف بغداد ال�سامي ��ة‪� ،‬إال �أن ه�ؤالء‬ ‫الخبراء يتوقع ��ون �أن ي�ستطيع العراق الو�صول �إلى‬ ‫�إنتاج حوالي ‪ 5‬ماليين �إلى ‪ 6‬ماليين برميل يومي ًا‬

‫بحل ��ول العام ‪ ،2020‬و�أقرب �إلى ‪ 6‬ماليين �أو ‪6.5‬‬ ‫ماليين برميل يومي ًا في غ�ضون ع�شر �سنين ‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى �إيران ‪ ،‬ف� ��إن التحدي هو �أب�سط نوع ًا‬ ‫م ��ا ‪� ،‬إذ �أن �سبب حدودية �إنتاجها مرتبط �إلى حد‬ ‫كبي ��ر بالعقوب ��ات الخارجية‪ .‬كما ر�أين ��ا في بلدان‬ ‫�أخ ��رى ‪ ،‬عادة عندما تت ��م مقاطعة �إنت ��اج النفط‬ ‫بع ��د تغيير النظام وفر� ��ض العقوبات و غيرها من‬ ‫الأ�سب ��اب ‪ ،‬ف� ��إن م�ستويات الإنتاج ن ��ادر ًا ما ت�صل‬ ‫�إل ��ى الم�ست ��وى ال ��ذي تحقق قب ��ل الإنقط ��اع‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪� ،‬إذا �إزيلت ورفعت العقوبات‪ ،‬يعتقد الخبراء‬ ‫�أنه يمكن لإيران ب�سرع ��ة �إعادة �إحياء نحو ن�صف‬

‫فيما ت�ستطيع ال�سعودية بيع النفط‬ ‫عند ‪ 85‬دوالر ًا للبرميل‪ ،‬ف�إن العديد‬ ‫من الحكومات المحيطة بها بحاجة‬ ‫�إلى �أ�سعار عند �أو فوق ال‪ 100‬دوالر‬ ‫للبرميل‪ ،‬والريا�ض ال تريد �أن ترى‬ ‫البلدان المجاورة غارقة في �إ�ضطرابات‬ ‫�أكثر مما هي عليه فعلي ًا ب�سبب‬ ‫�إنخفا�ض عائدات النفط‬

‫�إنتاجه ��ا الحالي ف ��ي غ�ضون ‪� 12‬إل ��ى ‪� 18‬شهر ًا ‪-‬‬ ‫حوال ��ي ‪� 500‬ألف �إلى ‪� 750‬ألف برميل يومي ًا ‪ .‬على‬ ‫المدى الطوي ��ل‪ ،‬هناك بع�ض الأ�سب ��اب للإعتقاد‬ ‫ب�أن طه ��ران يمكنها مقاومة ه ��ذا االتجاه و زيادة‬ ‫�إنتاجه ��ا �إلى الم�ستويات التي تحققت في ال�سابق‪،‬‬ ‫وربم ��ا زيادته‪ ،‬ولكن الإط ��ار الزمني �سيتم قيا�سه‬ ‫بال�سن ��وات‪ ،‬ولي�س بالأ�شه ��ر‪ .‬كل هذا‪ ،‬بالطبع‪ ،‬هو‬ ‫عر�ض ��ة للأح ��داث الجيو�سيا�سية الت ��ي يمكن �أن‬ ‫تبط ��ئ العملي ��ة �أو وقفها تمام� � ًا ‪ -‬مث ��ل رد الفعل‬ ‫الداخلي في �إي ��ران وجدول زمني بطيء للتفاو�ض‬ ‫مع وا�شنطن‪ .‬بعدما يتم �ألإفراج عن الإنتاج‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إي ��ران ( مث ��ل الع ��راق ) هي �أكثر عر�ض ��ة لزيادة‬ ‫�إنتاجه ��ا اليومي من النفط بب ��طء بنحو ‪� 250‬ألف ًا‬ ‫�إل ��ى ‪� 300‬أل ��ف برميل‪ ،‬مما يدف ��ع تحقيق �أهداف‬ ‫روحاني �إلى ما بعد العام ‪.2020‬‬ ‫م�ستقبل "�أوبك ً"‬ ‫تواج ��ه منظمة "�أوبك" تحدي ��ات ق�صيرة وطويلة‬ ‫الأج ��ل‪ .‬على الم ��دى القريب‪ ،‬كان �إرتف ��اع الإنتاج‬ ‫في الوالي ��ات المتحدة وكن ��دا �سريع� � ًا ب�شكل غير‬ ‫متوقع ‪ -‬زيادة بمق ��دار مليون برميل يومي ًا في كل‬ ‫من العامين الما�ضيين‪ .‬على الرغم من �أن معظم‬ ‫زيادة الإنتاج في �أميركا قد قابله �إنخفا�ض الإنتاج‬ ‫حالي ًا في ليبيا ب�سبب عدم الإ�ستقرار‪ ،‬فقد �أجبرت‬ ‫ال�ص ��ادرات الأميركية المملك ��ة العربية ال�سعودية‬ ‫عل ��ى الحد فعلي� � ًا م ��ن م�ستوي ��ات الإنتاج في‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪77‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫منظمة أوبك‬

‫بعد الإكت�شافات الهيدروكربونية الكثيرة حول العالم‬

‫هل هناك مستقبل لمنظمة "أوبك"؟‬ ‫�إن �إحتمال تن�ش��يط وزيادة �إنتاج النفط في العراق و�إيران قد ي�ض��يف التعقيد �إلى التوتر الحا�ص��ل بين هذين‬ ‫البلدين والمملكة العربية ال�سعودية حول ح�ص�ص الت�صدير‪ .‬في ‪ 4‬كانون الأول (دي�سمبر) الفائت‪� ،‬إجتمع‬ ‫ممثلو منظمة البلدان الم�ص��درة للبترول (�أوبك) في فيينا حيث ناق�ش��وا عدد ًا من الموا�ض��يع الح�سا�سة‪� ،‬إذ‬ ‫�أن المنظمة تواجه حالي ًا تحديين‪� .‬أوالً‪ ،‬يعرف �أكبر م�س��تهلك لنفطها ‪ -‬الواليات المتحدة ‪ -‬زيادة �سريعة‬ ‫ف��ي الإنت��اج المحلي‪ .‬في الوقت عينه‪ ،‬يجب على "�أوبك" التعامل مع خطط لتو�س��يع �إنتاج النفط المتوقع‬ ‫من كل من العراق و�إيران‪ ،‬والتي يمكن �أن ت�ؤدي �إلى �أ�س��عار �أقل من رغبات المنظمة‪ .‬في نهاية المطاف‪،‬‬ ‫مع ذلك‪� ،‬س��وف تحدد الأ�سواق النا�شئة في �آ�س��يا الطلب العالمي‪ ،‬و�سوف بحدد عط�شها الى الطاقة حجم‬ ‫الم�شكلة التي تواجه "�أوبك"‪.‬‬ ‫فيينا ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫ت�أ ّلف ��ت منظم ��ة البل ��دان الم�ص� �دّرة‬ ‫للنف ��ط‪�" ،‬أوب ��ك"‪ ،‬في �أوائ ��ل �ستينات‬ ‫الق ��رن الفائت ف ��ي م�ؤتمر بغ ��داد (‪� 14-10‬أيلول‬ ‫(�سبتمبر) ‪ )1960‬من المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫و�إي ��ران والع ��راق والكوي ��ت وفنزوي�ل�ا م ��ع هدف‬ ‫�أ�سا�سي يكمن في توحيد �سيا�سات ت�صدير النفط‬ ‫ف ��ي ال ��دول الخم�س‪ -‬على �أمل �أن يق ��ود الأمر الى‬ ‫�سعر مرتفع لنفطه ��ا‪�( .‬إن�ضم �إلى الدول الخم�س‬ ‫الم� ِّؤ�س�س ��ة في وق ��ت الحق ت�س ��ع دول �أخرى‪ :‬قطر‬ ‫(‪)1961‬؛ �أندوني�سي ��ا (‪ُ - )1962‬ع ِّلقت ع�ضويتها‬ ‫ف ��ي كانون الثاني (يناير) ‪ -2009‬ليبيا (‪)1962‬؛‬ ‫الإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة (‪ ،)1967‬الجزائر‬ ‫(‪)1969‬؛ نيجيريا (‪ )1971‬؛ الإكوادور (‪)1973‬‬ ‫ ُع ِّلق ��ت ع�ضويته ��ا م ��ن كاون الأول (دي�سمب ��ر)‬‫‪� 1992‬إلى ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر) ‪� -2007‬أنغوال‬ ‫(‪ )2007‬والغاب ��ون (‪ .)1994-1975‬وكان مق ��ر‬ ‫"�أوبك" في جنيف‪� ،‬سوي�سرا‪ ،‬في ال�سنوات الخم�س‬ ‫الأولى من وجودها‪ .‬تم ُنقل �إلى فيينا‪ ،‬النم�سا‪ ،‬في‬ ‫‪� 1‬أيل ��ول (�سبتمبر) ‪ .)1965‬بالت�أكيد كانت الدول‬ ‫الخم� ��س تمتل ��ك ال�سلط ��ة لتحديد �أ�سع ��ار ال�سوق‬ ‫النفطية عندما ت�شكلت المنظمة في البداية‪ ،‬حيث‬ ‫كان ��ت ال تزال تنت ��ج نحو ‪ 40‬في المئ ��ة من النفط‬ ‫العالمي‪ ،‬لكن على مر ال�سنين �إنخف�ضت هيمنتها‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫على الأ�س ��واق‪ .‬حالي ًا‪ ،‬المملك ��ة العربية ال�سعودية‬ ‫فقط‪ ،‬و�إلى حد ما دولة الإمارات العربية المتحدة‬ ‫وقط ��ر والكوي ��ت‪ ،‬تحتف ��ظ بالق ��درة عل ��ى �ضبط‬ ‫م�ستويات الإنتاج طوع ًا‪ .‬ال ��دول الأع�ضاء الأخرى‬ ‫ �أندوني�سيا وليبيا والجزائر ونيجيريا والإكوادور‬‫والغاب ��ون و�أنغ ��وال – عليها الحف ��اظ على م�ستوى‬ ‫الإنتاج لتمويل موازناته ��ا الوطنية‪ .‬وهذا يعني �أن‬ ‫"�أوب ��ك" لم تعد تمتلك ال�سلطة التي كانت تتمتع‬ ‫بها �سابق ًا‪ .‬حتى منتج م ��ن حجم المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية هي بالكاد قادرة على تغيير �سعر النفط‬ ‫من خالل زيادة �أو خف�ض الإنتاج‪.‬‬

‫في حين �أن الإنتاج خارج‬ ‫"الكارتل" َي�سهل التعامل معه‪،‬‬ ‫� اّإل �أنه جنب ًا �إلى جنب مع خطط‬ ‫التو�سع الطموحة في الإنتاج التي‬ ‫طرحها ع�ضوا "�أوبك" العراق و�إيران‬ ‫يمكن �أن يمثل خطر ًا كبير ًا على‬ ‫�أ�سعار النفط في الن�صف الثاني‬ ‫من العقد‬

‫الواق ��ع �أن طف ��رة جديدة من �إنت ��اج النفط خارج‬ ‫"�أوب ��ك" حدثت‪ .‬لق ��د زاد الإنتاج ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة �إل ��ى ما يق ��در بنح ��و ‪ 8‬ماليي ��ن برميل‬ ‫يومي� � ًا ‪ -‬وهو �أعل ��ى م�ستوى من ��ذ ثمانينات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪ .‬كم ��ا عرف ��ت �أمكن ��ة �أخ ��رى‪ ،‬مث ��ل كندا‬ ‫والبرازي ��ل‪ ،‬الموج ��ة عينه ��ا م ��ن الإكت�شاف ��ات‬ ‫النفطية وزيادة الإنتاج الهيدروكربوني‪ .‬في الوقت‬ ‫عين ��ه‪ ،‬زيادة الإنتاج خ ��ارج "�أوب ��ك" �ضاءلتها �أو‬ ‫قزّمته ��ا خط ��ط التو�س ��ع الطموحة الت ��ي طرحها‬ ‫ع�ضوا "�أوبك" العراق و�إيران‪ .‬في حين �أن الإنتاج‬ ‫خارج "الكارت ��ل" َي�سهل التعامل معه‪� ،‬إلاّ �أنه جنب ًا‬ ‫�إل ��ى جنب مع خطط العراق و�إيران يمكن �أن يمثل‬ ‫خطر ًا كبير ًا على �أ�سعار النفط في الن�صف الثاني‬ ‫من العقد‪.‬‬ ‫طموحات العراق و�إيران‬ ‫ع ��اد الن�ش ��اط �إل ��ى قط ��اع الطاق ��ة العراق ��ي بعد‬ ‫ال�سنوات الخم�س الما�ضي ��ة‪ ،‬و�صار ينتج حالي ًا ما‬ ‫يق ��رب من ‪ 3.5‬ماليين برميل يومي ًا‪ .‬وقد و�ضعت‬ ‫وزارة النف ��ط ف ��ي بغ ��داد العدي ��د م ��ن الأهداف‬ ‫الطموحة‪ ،‬بم ��ا في ذلك م�ضاعف ��ة الإنتاج لي�صل‬ ‫�إل ��ى ‪ 9‬ماليين �أو ‪ 10‬ماليين برمي ��ل يومي ًا بحلول‬ ‫الع ��ام ‪ .2020‬م ��ن جهتها ت ��رى �إيران ف ��ي الأفق‪،‬‬ ‫�أي�ض ًا‪� ،‬إحتماالت تعزيز �إنتاجها‪ .‬لذا فيما َي�ستكمِ ل‬ ‫المفاو�ضات م ��ع الواليات المتحدة ح ��ول �إحتمال‬ ‫التقارب على المدى الطويل‪ ،‬بد�أ الرئي�س الإيراني‬


‫عالم الطاقة ¶ منظمة �أوبك‬ ‫بع�ض الأحيان للحفاظ على الأ�سعار‪ .‬ومن المتوقع‬ ‫�إرتف ��اع �إنت ��اج الوالي ��ات المتح ��دة اليوم ��ي مليون‬ ‫برميل �إ�ضافي ًا في العام ‪ ،2014‬الأمر الذي �سي�ؤثر‬ ‫على ال�سعر التف�ضيلي ل"�أوبك"‪.‬‬ ‫على الم ��دى الطوي ��ل‪ ،‬ف�إن �إنت ��اج �إي ��ران والعراق‬ ‫�سي�ش� � ّكل الق�ضي ��ة الرئي�سي ��ة‪� .‬إذا زادت �إي ��ران‬ ‫والع ��راق مع ًا الإنت ��اج وو�صال �إلى تحقي ��ق م�ستوى‬ ‫معق ��ول بحدود ‪ 11‬مليون برميل يومي ًا بحلول العام‬ ‫‪ ،2020‬م ��ن �ش�أن ذلك �أن يم ّث ��ل زيادة قدرها ‪500‬‬ ‫�أل ��ف �إالى ‪� 600‬ألف برميل يومي� � ًا فوق الم�ستويات‬ ‫الحالي ��ة‪ .‬كان ��ت ح�ص� ��ص الت�صدي ��ر (الكوت ��ا)‬ ‫بالفعل م�ص ��در ًا للتوتر بين �أع�ضاء "�أوبك"‪ ،‬ولكن‬ ‫المنتجي ��ن وجدوا دائم ًا و�سائ ��ل للإلتفاف حولها‪.‬‬ ‫وق ��د ال يك ��ون ذل ��ك ممكن� � ًا حالي� � ًا‪ .‬في حي ��ن �أن‬ ‫�إ�ستهالك ايران المحلي �سيزداد كثير ًا‪ ،‬ف�إن زيادة‬ ‫الت�صدي ��ر المحتمل ��ة والمتوقع ��ة والمرتفع ��ة جد ًا‬ ‫للمملكة العربية ال�سعودية �ستكون كافية للتعوي�ض‪.‬‬ ‫وهذا �سوف ي�سبب توتر ًا داخل المنظمة بين الدول‬ ‫الأع�ض ��اء المتناف�سة في المنطقة �إي ��ران والعراق‬ ‫والمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية‪ .‬الريا� ��ض قد تطلب‬ ‫من طهران وبغداد الحد طوع ًا من نمو �صادراتهما‬ ‫النفطية‪ ،‬ولكن م ��ن دون حوافز �أخرى لي�س هناك‬ ‫م ��ن �سبب لالعتقاد ب�أنهم ��ا �سيفعالن ذلك عندما‬ ‫تكون م�صلحتهما الإقت�صادية على المدى الق�صير‬ ‫ت�ستدعي زيادة ال�صادرات �إلى �أق�صى حد ممكن‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى تلع ��ب زيادة ال�صادرات من �إيران‬ ‫والع ��راق دور ًا �أي�ض� � ًا في تناف�س �أو�س ��ع نطاق ًا بين‬ ‫الريا�ض وطهران حول ق�ضايا مثل الحرب الأهلية‬ ‫ال�سورية والنفوذ الإيران ��ي في المناطق ال�سعودية‬ ‫الحدودية وكذلك المنطقة ال�شرقية ذات الغالبية‬ ‫ال�شيعية المنتجة للنفط‪ .‬تاريخي ًا‪ ،‬ح ّبذت المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية زيادة �إنتاج "الكارتل" للحفاظ‬ ‫عل ��ى ح�ص ��ة "�أوبك" ف ��ي ال�سوق‪ ،‬من ��ذ �أن �ساهم‬ ‫�إرتف ��اع الأ�سعار في ت�شجيع تنمي ��ة الطاقة البديلة‬ ‫ف ��ي �أماك ��ن �أخ ��رى‪ ،‬في حي ��ن �أن �إي ��ران والعراق‬ ‫دافعتا عن م�ستويات �إنتاج معتدلة و�أ�سعار مرتفعة‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى ذلك‪ ،‬فيما ت�ستطي ��ع ال�سعودية بيع‬ ‫النف ��ط عن ��د ‪ 85‬دوالر ًا للبرميل‪ ،‬ف� ��إن العديد من‬ ‫الحكوم ��ات المحيطة بها بحاجة �إل ��ى �أ�سعار عند‬ ‫�أو ف ��وق ال‪ 100‬دوالر للبرمي ��ل‪ ،‬والريا�ض ال تريد‬ ‫�أن ترى البلدان المج ��اورة غارقة في �إ�ضطرابات‬ ‫�أكثر مما ه ��ي عليه فعلي ًا ب�سبب �إنخفا�ض عائدات‬ ‫النف ��ط‪ .‬م ��ن جهتهم ��ا تتابع �إي ��ران والع ��راق دفع‬ ‫الإنت ��اج وتنميته على المدى الطويل‪ ،‬ويعتقدان �أنه‬

‫غير الأدوار‬ ‫�إ�ستخراج النفط ال�صخري في �أميركا ّ‬

‫يمكنهم ��ا �أن يفعال ذلك من دون تخفي�ض الأ�سعار‬ ‫م ��ن خ�ل�ال الإعتم ��اد عل ��ى الطل ��ب المتزايد من‬ ‫الأ�سواق النامية الآ�سيوية‪.‬‬ ‫�آ�سيا هي الآن �أكبر منطقة م�ستوردة �صافية للمواد‬ ‫الهيدروكربوني ��ة ف ��ي العال ��م ‪� -‬أكب ��ر م ��ن �أوروبا‬ ‫و�أمي ��ركا ال�شمالي ��ة مجتمعتي ��ن‪ .‬وبطبيعة الحال‪،‬‬ ‫فق ��د �أدى ه ��ذا �إل ��ى زي ��ادة التعاون بي ��ن "�أوبك"‬ ‫وال ��دول الآ�سيوي ��ة النامي ��ة‪ ،‬وب�ص ��ورة رئي�سية مع‬ ‫الهن ��د وال�صين‪ .‬والحقيق ��ة �أن لدى بكين م�شاريع‬ ‫�ضخم ��ة م ��ع المملكة العربي ��ة ال�سعودي ��ة والعراق‬ ‫و�سعت ال�صي ��ن ب�صمتها ب�شكل كبير‬ ‫و�إيران‪ .‬وقد ّ‬ ‫ف ��ي فنزويال وه ��ي ت�ستورد نحو ‪ 15‬ف ��ي المئة من‬ ‫�إحتياجاته ��ا النفطية من �أنغوال الع�ضو في منظمة‬

‫من �أجل الحفاظ على ديمومتها‬ ‫على المدى الطويل‪� ،‬سوف تكون‬ ‫"�أوبك" بحاجة �إلى الحفاظ على‬ ‫�أ�سعار النفط منخف�ضة ن�سبي ًا‪ ،‬وذلك‬ ‫ل�ضمان �أن الأ�سواق النامية في �آ�سيا‬ ‫ت�ستطيع الإ�ستمرار في �شراء النفط‬ ‫ومنع البدائل‪ ،‬مثل ال�صخر الزيتي‪،‬‬ ‫وال�سيارات الكهربائية �أو الغاز الطبيعي‬ ‫الم�سال تكنولوجي ًا‪ ،‬من �أن ت�صبح‬ ‫مجدية �أكثر �إقت�صادي ًا‬

‫"�أوب ��ك"‪ .‬كما ع ّمق ��ت الهند �أي�ض� � ًا عالقتها مع‬ ‫دول "�أوب ��ك" وب ��رزت بو�صفها �أكب ��ر العمالء في‬ ‫نيجيريا‪.‬‬ ‫ك�أكب ��ر زب ��ون نفط ��ي ل"�أوب ��ك" �ستوا�ص ��ل �آ�سي ��ا‬ ‫طلبه ��ا القوي ف ��ي الم�ستقب ��ل القري ��ب‪ ،‬و بالتالي‬ ‫ف� ��إن ال�ضغط عل ��ى "الكارتل" ال يعن ��ي بال�ضرورة‬ ‫�إنخفا�ض ًا في �أ�سعار النف ��ط‪ .‬الت�أثير على الأ�سعار‬ ‫عل ��ى المدى الطوي ��ل هو �أق ��ل يقين ًا‪ ،‬وم ��ع ذلك ‪،‬‬ ‫�س ��وف يتم تحدي ��د ال�سع ��ر لي�س فق ��ط من حجم‬ ‫النمو الآ�سيوي ف ��ي الم�ستقبل‪ ،‬ولكن من �إمدادات‬ ‫النف ��ط العالمي ��ة الآتية م ��ن دول خ ��ارج "�أوبك"‬ ‫�أي�ض ًا‪ .‬وفيم ��ا �إ�ستُخدمت "�أوب ��ك" تاريخي ًا ك�أداة‬ ‫�سيا�سي ��ة لزي ��ادة �أ�سع ��ار النف ��ط �أو لفر�ض حظر‬ ‫عل ��ى �صادراته ��ا الهيدروكربوني ��ة‪ ،‬كم ��ا يمكن �أن‬ ‫الح ��ظ م ��ن �إرتف ��اع اال�سع ��ار ف ��ي ‪ ،2008‬ف� ��إن‬ ‫ُي َ‬ ‫التحدي ��ات الحديث ��ة المقلقة الت ��ي تواجهها الآن‬ ‫تكمن ف ��ي الإهتمام بالحفاظ عل ��ى �أ�سعار النفط‬ ‫منخف�ض ��ة �إلى ح ��د معق ��ول‪ ،‬ولي�س رفعه ��ا ب�شكل‬ ‫م�صطن ��ع �أو بحظر النفط‪ .‬ل ��ذا من �أجل الحفاظ‬ ‫عل ��ى ديمومتها عل ��ى المدى الطوي ��ل‪� ،‬سوف تكون‬ ‫"�أوب ��ك" بحاجة �إلى الحفاظ على �أ�سعار النفط‬ ‫منخف�ض ��ة ن�سبي� � ًا‪ ،‬وذل ��ك ل�ضم ��ان �أن الأ�س ��واق‬ ‫النامي ��ة ف ��ي �آ�سيا ت�ستطي ��ع الإ�ستم ��رار في �شراء‬ ‫النف ��ط ومن ��ع البدائ ��ل‪ ،‬مث ��ل ال�صخ ��ر الزيت ��ي‪،‬‬ ‫وال�سي ��ارات الكهربائية �أو الغ ��از الطبيعي الم�سال‬ ‫تكنولوجي ًا‪ ،‬من �أن ت�صبح مجدية �أكثر �إقت�صادي ًا‪.‬‬ ‫عالوة عل ��ى ذلك‪ ،‬ف�إن �أ�سع ��ار النفط المنخف�ضة‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى الم�ستهلكي ��ن في �آ�سي ��ا �سوف تعزز‬ ‫النمو االقت�صادي في المنطقة‪ ،‬وت�ساهم في زيادة‬ ‫الطلب على نفط دول منظمة "�أوبك"‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪79‬‬


Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report始s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.

P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth


‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫ك�شفت بيانات �أن ع��دد ال�سياح �إل��ى‬ ‫لبنان �سجل خ�لال الأ��ش�ه��ر ال�ستة‬ ‫الأول ��ى م��ن ال�ع��ام ‪ 2013‬ت��راج�ع�اً بن�سبة‬ ‫‪ %12.69‬عما ك��ان عليه في الفترة ذاتها‬ ‫م��ن ال �ع��ام ‪ ،2012‬و�أك� �ث ��ر م��ن ذل ��ك في‬ ‫الأ�شهر الأخيرة من العام الراحل‪ .‬وقال‬ ‫�إتحادالنقابات ال�سياحية في لبنان‪� ،‬أن‬ ‫م��داخ �ي��ل ال �ق �ط��اع ال �� �س �ي��اح��ي ت��راج�ع��ت‬ ‫بن�سبة ‪ ٪54‬خ�ل�ال ال �ع��ام ‪ 2013‬مقارنة‬ ‫بعامي ‪ 2009‬و‪ .2010‬وقدّرالإتحاد قيمة‬ ‫خ �� �س��ارة ال �ق �ط��اع ال���س�ي��اح��ي ل �ه��ذا ال�ع��ام‬ ‫تف�سر هذا‬ ‫بنحو ‪ 3.5‬مليارات دوالر‪ .‬كيف ّ‬ ‫التراجع و�إل��ى م��اذا تعيده ال �سيما و�أن‬ ‫الأحداث الأمنية والأزمة ال�سيا�سية بد�أت‬ ‫منذ ‪ 2011‬ولي�ست وليدة العام ‪2013‬؟‬ ‫بطبيعة الحال ال�سياحة ومناخات �سيا�سية و�أمنية‬ ‫كارثي ��ة ال تلتقي‪ ،‬وال ��كل يع ��رف �أن ال�سياحة في‬ ‫لبن ��ان كانت ت�ش ��كل ‪ %21‬من الدخ ��ل القومي في‬ ‫�أيام العز ف ��ي فترة ال�سبعينات‪ .‬وبع ��د الإنتكا�سة‬ ‫التي تعر�ضت لها �إثرعدوان تموز (يوليو) ‪،2006‬‬ ‫�شهدت تح�سن ًا تدريجي� � ًا وبوتيرة ت�صاعدية حتى‬ ‫و�صلن ��ا �إل ��ى عام ��ي ‪ 2009‬و‪ 2010‬وبات ��ت ت�شكل‬ ‫‪ ،%13‬لكنن ��ا وبع ��د �إتف ��اق الدوح ��ة �شهدنا حركة‬ ‫�سياحية ممتازة‪.‬‬ ‫لقد كانت الحركة ال�سياحية ت�شكل ما يقارب ‪8,5‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر‪ ،‬لكنها تراجعت بم ��ا يزيد عن الـ‬ ‫‪ % 50‬بي ��ن �أع ��وام ‪ 2007‬و‪ 2008‬و‪ . 2010‬واليوم‬ ‫�أعتق ��د �أن ع ��دد ال�سي ��اح تراج ��ع بح ��دود ‪،%52‬‬ ‫ومعظمه ��م من ال�س ��وق العربي‪ .‬ف ��ي العام ‪2010‬‬ ‫وم ��ا قبله كان ��ت ال�سياحة العربي ��ة ت�شكل ‪ 40‬الى‬ ‫‪ % 42‬من مجم ��وع ال�سياحة ال ��واردة‪ .‬حيث دخل‬ ‫لبن ��ان مليونان و‪� 600‬ألف �سائح �آنذاك و�أكثر من‬ ‫‪ % 60‬م ��ن الوافدين الع ��رب كانوا ي�أتون عبر البر‬ ‫بوا�سطة �سياراتهم من طريق �سوريا‪.‬‬ ‫• ك��رئ�ي����س �إت �ح��اد وك� ��االت ال���س�ف��ر في‬ ‫لبنان الى �أي مدى �أثرت االزمة ال�سورية‬ ‫على قطاعكم وهل كان الت�أثير واحداً في‬ ‫كل القطاعات؟‬ ‫ً‬ ‫الأح ��داث ال�سوري ��ة �أث ��رت �سلب� �ا عل ��ى المنطقة‬ ‫وخ�صو�ص ًا على لبنان‪ .‬ونالحظ �أن الت�أثير ن�سبي‬ ‫ف ��ي القطاع ��ات ال�سياحي ��ة‪ ،‬فالقط ��اع الفندقي‬

‫"ثقافة اللبناني الإلكترونية ب�ش�أن تذاكر ال�سفر ما زالت في بداياتها"‬

‫"تراجع عدد ال�سياح بحدود‬ ‫‪ ،%52‬ومعظمهم من ال�سوق العربية‪،‬‬ ‫علم ًا �أن ال�سياحة العربية كانت ت�شكل‬ ‫‪ 40‬الى ‪ % 42‬من مجموع ال�سياحة‬ ‫الواردة في العام ‪ 2010‬وما قبله"‬ ‫وتحدي ��د ًا ف ��ي الع ��ام الفائ ��ت �أطل ��ق �صرخ ��ات‬ ‫ت�سجل ن�سب ��ة الإ�شغال‬ ‫�إ�ستغاث ��ة عدة‪ .‬فمث ًال ل ��م ّ‬ ‫في الفنادق في �أهم المناطق ال�سياحية �أكثر من‬ ‫ن�سب ��ة ‪ ،%52‬فيما يجب على فنادق الخم�س نجوم‬ ‫�أن ت�سج ��ل ن�سب ��ة �إ�شغ ��ال ‪ %65‬كي تب ��د�أ بتحقيق‬ ‫الرب ��ح‪ ،‬والأ�سب ��اب هن ��ا كثي ��رة منه ��ا �أن الكلفة‬ ‫الت�شغيلية للفنادق �أكبر‪ ،‬ور�أ�سمالها �أكبر‪.‬‬ ‫ب ��دوره ت�أث ��ر قط ��اع ت�أجي ��ر ال�سي ��ارات �أي�ض ًا من‬ ‫الأح ��داث‪ ،‬فف ��ي الع ��ام ‪ 2010‬كان ��ت هن ��اك ‪16‬‬ ‫�ألف �سيارة ف ��ي ال�سوق اللبنانية‪ .‬واليوم تراجعت‬ ‫الحرك ��ة في هذا القطاع �إلى ‪� 6000‬سيارة في كل‬ ‫مكات ��ب الت�أجي ��ر‪ ،‬علم ًا �أن ه ��ذا القطاع مكلف ال‬ ‫�سيم ��ا �أن �أي �سي ��ارة ال تخدم �أكث ��ر من ‪� 3‬سنوات‬

‫لأنها ت�صبح بحاجة �إلى �صيانة‪.‬‬ ‫الأح ��داث ال�سورية ق�صمت ظهر البعير والتراجع‬ ‫ف ��ي قطاعنا ب ��د�أ من ��ذ الع ��ام ‪ 2012‬و�إ�ستمر في‬ ‫الع ��ام ‪ .2013‬والخطورة �أن ال �أح ��د علم �أو يعلم‬ ‫متى تنتهي االزمة ال�سورية‪.‬‬ ‫• �أع� ��اد ب�ع����ض ال �خ �ب��راء ت ��ردي �أو� �ض��اع‬ ‫الإقت�صاد‪ ،‬وال�سياحة بوجه خا�ص‪� ،‬إلى‬ ‫الأزم� ��ة الحكومية ال�ت��ي ط��ال��ت وو ّل ��دت‬ ‫�أزمة ثقة لدى المواطنين والم�ستثمرين‬ ‫وال�سياح العرب والأجانب‪ ،‬هل تعتقد ب�أن‬ ‫هذا الأمر �صحيح؟ ولماذا؟‬ ‫نع ��م ه ��ذا �صحيح‪ ،‬والالف ��ت في ه ��ذا المو�ضوع‬ ‫ه ��و �أن ال�سفيري ��ن البريطان ��ي والإلماني يقوالن‬ ‫لرئي�س الجمهورية ‪� ":‬أخبرن ��ا ماذا يحتاج لبنان‬ ‫ونح ��ن �سنلبي طلبه"‪ ،‬لكن عندما نت�صفح الموقع‬ ‫الإلكتروني لكل من ال�سفارتين‪ ،‬نالحظ �أنها ت�ضع‬ ‫تحذي ��ر ًا لرعاياه ��ا من المجيء �إل ��ى لبنان‪ ،‬هذا‬ ‫موقف �سيا�سي ال يزال قائم ًا‪.‬‬ ‫ف ��ي العام الما�ضي وقبله كان هناك منع لرعايا‬ ‫الكثي ��ر من ال ��دول الخليجية م ��ن المجيء �إلى‬ ‫لبن ��ان ولي� ��س تحذي ��ر ًا‪ ،‬وكل ه ��ذا ه ��و �ضغ ��ط‬ ‫�سيا�سي‪ .‬وفي الواقع �أن غياب الثقة الذي نعاني‬ ‫من ��ه منذ م ��دة طويلة يعود ببع� ��ض جوانبه‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪81‬‬


‫حوار العدد‬

‫في حوار مع رئي�س �إتحاد وكاالت ال�سياحة وال�سفر في بلد الأرز‬

‫جان ع ّبود‪ :‬السياحة تحتضر‬ ‫ألن لبنان فقد ثقة العالم!‬ ‫للم��رة الثالثة �أعيد �إنتخاب‪� ،‬إب��ن بلدة جزين‪ ،‬جان‬ ‫عبود رئي�س � ًا لإتحاد وكاالت ال�س��ياحة وال�سفر‬ ‫في لبنان وذلك في ت�ش��رين الثان��ي (نوفمبر)‬ ‫الفائت‪ .‬ولما كان القطاع ال�س��ياحي اللبناني‪،‬‬ ‫بما فيه وكاالت ال�سياحة وال�سفر‪ ،‬يعاني وبات‬ ‫مهدد ًا �أكثر من �أي وقت م�ض��ى ب�سبب الأزمة‬ ‫اللبنانية والحرب ال�سورية �إ�ضافة �إلى تداعيات‬ ‫الإنتفا�ض��ات العربي��ة الأخ��رى‪،‬‬ ‫كانت منا�س��بة لـ"�أ�س��واق‬ ‫الع��رب" لزي��ارة عب��ود‬ ‫و�إجراء الحوار التالي‪:‬‬

‫‪80‬‬

‫جان عبود‪ :‬متى يعود ال�سالم تعود ال�سياحة �إلى لبنان‬ ‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫"و�ضع القطاع‬ ‫ال�سياحي محزن"‬

‫وك��االت ال�سفر ح��ول العالم الأم��ر الذي‬ ‫�أ ّدى �إلى �إقفال بع�ضها‪� ،‬إلى �أي حد �أثرت‬ ‫وك��االت ال�سفر الإلكترونية على وكاالت‬ ‫ال�سفر في لبنان والعالم العربي؟‬ ‫ه ��ذا النوع م ��ن الوكاالت �أث ��ر في قط ��ع التذاكر‬ ‫عالمي� � ًا‪ ،‬لك ��ن بن�س ��ب معين ��ة‪ ،‬ونحن ف ��ي لبنان‬ ‫ل ��م نت�أثر بن�سب ��ة كبيرة لأن هذا يع ��ود �إلى ثقافة‬ ‫اللبناني وهي ال تزال بحاجة �إلى �أجيال حتى يتم‬ ‫�إعتمادها لأنه ال يزال تقليدي ًا‪.‬‬ ‫ف ��ي �س ��وق الطي ��ران كان هن ��اك قان ��ون ي�سم ��ى‬ ‫"كرو�س بوردر تيكت" �أو "تذكرة عابرة للحدود"‬ ‫والي ��وم تو ّقف العمل به ولم تع ��د الحدود تمنعنا‪،‬‬ ‫فمث�ل� ًا حتى لو كان الزبون موج ��ود في زيمبابوي‬ ‫يمكنه قطع تذكرة عندنا في لبنان عبر الإنترنت‬ ‫ونقوم ب�إر�سالها �إليه‪.‬‬ ‫ف ��ي ال�سوق اللبناني قمنا ببي ��ع تذاكر بقيمة ‪500‬‬ ‫ملي ��ون دوالر ولم تتجاوز ن�سبة بيع البطاقات عبر‬ ‫ال ��وكاالت االلكتروني ��ة ‪� ،%5‬أم ��ا في �أوروب ��ا ف�إن‬ ‫الن�سب ��ة ترتفع وفي �أمي ��ركا ترتفع �أكثر و�أكثر لأن‬ ‫هذا يعود �إلى ثقافة الإن�سان وثقافة بيئته‪.‬‬ ‫الأ�سعار ت�سعون �إليها؟‬ ‫هن ��ا تكم ��ن م�س�ألة العر� ��ض والطل ��ب‪ ،‬منذ فترة‬ ‫كان ��ت منظم ��ة "�أيات ��ا" بمثاب ��ة ال�شرط ��ي الذي‬ ‫يرعى �أمور و�ش� ��ؤون الطيران و�شركات الطيران‪،‬‬ ‫لك ��ن منذ ع�شرين عام ًا ن�ش� ��أ في العالم ما ي�سمى‬ ‫ب"تحري ��ر القي ��ود التجاري ��ة"‪ .‬عنده ��ا قال ��ت‬ ‫"�أيات ��ا" لل�شركات يمكنك �أن تفعلي ما ت�شائين‪،‬‬ ‫ف�أ�صبح ��ت المناف�سة هي التي تحك ��م في كل بلد‬ ‫وف ��ي كل م�صلحة وف ��ي كل �شركة �أينما كان‪ .‬وفي‬ ‫عال ��م �ش ��ركات الطي ��ران‪ ،‬التي لي�س ��ت "جمعية‬ ‫خيري ��ة"‪ ،‬كل �شرك ��ة تبغ ��ي الرب ��ح ف ��ي نهاي ��ة‬ ‫المطاف‪ ،‬في�صبح هناك عر�ض وطلب ومناف�سة‪.‬‬ ‫فمث�ل� ًا �إذا كان ��ت �شرك ��ة " الميدل اي�س ��ت" تبيع‬ ‫التذك ��رة من باري�س �إلى بي ��روت �أو من لندن �إلى‬ ‫بي ��روت ب ‪ 800‬دوالر‪ ،‬والطلب كان كبير ًا عليها‪،‬‬ ‫وال اماكن لديها فهل ه ��ي م�ضطرة لبيع التذكرة‬ ‫ب ‪500‬؟ بالطبع ال‪ .‬وثمة فارق من �أن تذهب على‬ ‫خط بيروت –ا�سطنبول‪ ،‬ثم ا�سطنبول – باري�س‪،‬‬ ‫وبي ��ن �أن تذهب ب�شكل مبا�شر على خط بيروت –‬ ‫باري�س ومعنى ذلك �أن الطيران التركي لي�س لديه‬ ‫المنتج نف�س ��ه الخا�ص ب"المي ��دل �إي�ست"‪ .‬و�إذا‬ ‫تبين �أن الطائرة ال تزال تتمتع ب�سعة بين ‪ 10‬و‪20‬‬ ‫‪ %‬وقد تم �إ�ستعادة التكالي ��ف عندها يلج�أون �إلى‬

‫تخفي�ض الأ�سعار لأن العر�ض والطلب في النهاية‬ ‫• ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن الأزم � ��ات ال��داخ�ل�ي��ة‬ ‫هو من يتحكم‪.‬‬ ‫والأزم��ات المحيطة بلبنان ال تزال �سوق‬ ‫ق�ط��ع ت��ذاك��ر ال���س�ف��ر ف�ي��ه ت���ش�ه��د ح��رك��ة‬ ‫• وماذا عن مو�ضوع التحكم بالأ�سعار؟‬ ‫ون�شاطاً ف�إلى ماذا تعيده؟‬ ‫ف ��ي الأ�سا� ��س ل�سنا نحن م ��ن نتحك ��م بالأ�سعار‪ ،‬كوكالء �سياح ��ة و�سفر في لبن ��ان ف�إننا من�ضوون‬ ‫ويقوم ال"ييل ��د منجمنت" بتق�سي ��م الم�صاريف تحت مظلة منظمة الطيران الدولي " �أياتا" حيث‬ ‫عل ��ى نوع الطائرة‪ ،‬ف�إذا كان ��ت تت�سع ل‪ 150‬راكب ًا هناك ‪ 213‬مكتب ًا مرخ�ص ًا منها‪ .‬وعندما تمنحك‬ ‫ف�إن ��ه يتم تق�سيم ��ه على ‪ 150‬مقع ��د ًا‪ .‬فمث ًال ت�سع "�أياتا" رخ�صة‪ ،‬يحق لك كوكيل �أن ت�صدر تذاكر‬ ‫الطائ ��رة لـ ‪ 15‬مكان� � ًا‪ ،‬فيقوم بعر� ��ض ‪� 10‬أماكن �سفر عل ��ى مجموع �شركات الطي ��ران العاملة في‬ ‫ب�سع ��ر رخي� ��ص و�إذا كان هن ��اك طل ��ب وق ��ام بيروت والمن�ضوين تحت �سقفها‪ .‬في لبنان هناك‬ ‫النا� ��س ب�شرائها ب�سرعة‪ ،‬يق ��وم ب�إغالق الأماكن ‪ 213‬وكي�ل� ًا لـ"ايات ��ا" و‪ 500‬مكت ��ب لي�ست لديها‬ ‫الرخي�صة وي�صبح ال" ييلد منجمنت " في حالة وكال ��ة لكنها مرخ�صة م ��ن وزارة ال�سياحة‪ ،‬وهي‬ ‫مراقبة المح�صول‪ .‬وفي حال وجد ثمة �إقبال من تتعاط ��ى �إما �سياحة �ص ��ادرة او �سياحة واردة‪� ،‬أو‬ ‫النا�س على الأماكن الـ ‪ 10‬الأخرى والتي هي �أغلى الإثنتي ��ن مع ًا‪ .‬وتقوم ب�شراء التذاكر من الوكالء‪.‬‬ ‫بن�سبة ‪ %15‬وكذل ��ك وكالء ال�سفر‪ ،‬يقوم ب�إغالق وت�ش� � ّكل �سوق قطع التذاكر الم ��ادة الأ�سا�سية في‬ ‫الع�شرة وبفتح ع�شرين �آخرين �أغلى �أي�ض ًا بن�سبة عمل وكالء "�أياتا"‪ ،‬فمن �أ�صل الـ ‪ 213‬ثمة ‪%60‬‬ ‫‪ 10‬و‪ % 15‬وهك ��ذا دوالي ��ك‪ .‬وكل طائ ��رة ت�ضعها يتعاط ��ون هذه ال�س ��وق التي �شهدت نم ��و ًا بحدود‬ ‫ال�شرك ��ة‪ ،‬ف�إنها تق ��وم بدرا�سة الكلف ��ة الت�شغيلية ‪ %9‬مقارن ��ة بي ��ن الأ�شهر ال� �ـ ‪ 11‬الأولى من العام‬ ‫له ��ا وهي ت�شمل مثال تكالي ��ف الوقود والموظفين ‪ 2012‬والأ�شه ��ر ال� �ـ ‪ 11‬م ��ن الع ��ام ‪ 2013‬وفق� � ًا‬ ‫وال�صيانة والمطار‪.‬‬ ‫لإح�صاءات و�صلتنا‪ ،‬وهذا م�ؤ�شر على �أن الحركة‬ ‫�إيجابية في ظل ظروف �سلبية‪.‬‬ ‫• م ��ن ال �م �ع��روف �أن وك � ��االت ال���س�ف��ر‬ ‫الإلكترونية (على الإنترنيت) �أثرت على‬ ‫• ل �ك��ن ب��ال�ط�ب��ع ث �م��ة ��س�ب��ب ل�ه��ذا‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪83‬‬


‫حوار العدد‬ ‫�إلى الأو�ضاع الأمنية وال�سيا�سية غير الم�ستقرة‬ ‫والم�ستم ��رة حت ��ى الي ��وم بدليل غي ��اب حكومة‬ ‫حقيقية‪ .‬من هن ��ا ف�إن ال�سياحة وعدم �إ�ستقرار‬ ‫�سيا�سي و�أمن ��ي وم�شاكل و�إغالق طريق المطار‬ ‫ال تلتق ��ي‪ .‬وب�إعتق ��ادي عندم ��ا يح�ص ��ل توافق‬ ‫�سيا�س ��ي و�إ�ستق ��رار �أمن ��ي في المنطق ��ة تزول‬ ‫كل الأزم ��ات والتوترات التي يتخبط بها لبنان‪.‬‬ ‫وعنده ��ا يت ��م و�ضع ��ه عل ��ى خارط ��ة ال�سياحة‬ ‫الدولية من جديد‪.‬‬ ‫• تحدثت عن واقع "غياب ثقة" مزمن‬ ‫ح �ي��ال ل�ب�ن��ان‪ ،‬م�ت��ى وك �ي��ف ع��اي���ش��ت ه��ذا‬ ‫الواقع؟‬ ‫�أن ��ا �أ�ش ��ارك منذ العام ‪ 2002‬ف ��ي معار�ض دولية‬ ‫– �سياحي ��ة‪� ،‬أي في عالم �أ�س ��واق عالم ال�سياحة‬ ‫وال�سف ��ر في لن ��دن‪ ،‬وال" �أي تي ب ��ي" في برلين‪،‬‬ ‫وعل ��ى الفيت ��ورة ف ��ي مدريد‪ ،‬وف ��ي �أ�شه ��ر و�أكبر‬ ‫المعار�ض‪ .‬والأهم في المو�ض ��وع هو �أن الم�شكلة‬ ‫لت ��ي بات ��ت تعتر�ضن ��ي وتعتر� ��ض غي ��ري م ��ن‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن الم�س ّوقي ��ن للبن ��ان ك�سلع ��ة ومنتوج‪،‬‬ ‫تكمن في �أننا نحاول بناء ثقة و�إقناع المجموعات‬ ‫ال�سياحية بلبن ��ان ك�سلعة‪ ،‬والمق�ص ��ود ال�شركات‬ ‫العالمي ��ة الكبرى البالغ عدده ��ا ‪� 12‬شركة والتي‬ ‫ت�ص� � ّدر حوال ��ي ‪ 940‬ملي ��ون �سائ ��ح ف ��ي ال�سنة‪.‬‬ ‫ويكون ردها ‪":‬منتوجكم رائع ولبنان رائع‪ ،‬ويمتاز‬ ‫بالكثير‪ ،‬من طبيعة و�آثار وتزلج وحياة ليلية‪ ،‬لكن‬ ‫لي�ست لدينا ثقة فيه"‪.‬‬ ‫• ي�ك�ث��ر ال �ح��دي��ث ع��ن م�خ��اط��ر ب ��د�أت‬ ‫تحيط بعالم المطاعم ف��ي لبنان منذ‬ ‫�أكثر من عام‪ ،‬هال تعطينا فكرة عن هذه‬ ‫المخاطر؟‬ ‫من المع ��روف �أن قطاع المطاع ��م ي�شهد دائماً‬ ‫�صع ��ود ًا ون ��زو ًال‪ ،‬وبالتال ��ي ثم ��ة مطاع ��م ت�شهد‬ ‫حرك ��ة و�إقب ��ال و�أخ ��رى تفتق ��ر �إليهم ��ا‪ .‬وف ��ي‬ ‫الإجم ��ال ف�إن الخطورة تكمن في تراجع م�ستوى‬ ‫الخدم ��ة "ال�سيرفي�س" في المطاعم‪ ،‬لأن معظم‬ ‫ال ��كادرات والنخ ��ب و�أ�صح ��اب الخب ��رة وحملة‬ ‫ال�شه ��ادات العالية ترك ��وا لبنان‪ ،‬حي ��ث لم تعد‬ ‫�أجواء المهنة منا�سبة لهم‪ ،‬في ظل �إرغام �أرباب‬ ‫العمل لهم على ترك العم ��ل بطريقة �أو ب�أخرى‪،‬‬ ‫مقاب ��ل عرو�ض عمل عدة قدم ��ت لهم في بلدان‬ ‫الخلي ��ج مث ��ل الدوح ��ة وغيره ��ا م ��ن العوا�صم‬ ‫الخليجية‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫" ال�سياحة في لبنان تقوم‬ ‫منذ ‪� 3‬سنوات على المغتربين وعلى‬ ‫اللبنانيين العاملين في الخارج‪ ،‬حيث‬ ‫باتوا يحركون البلد و�إقت�صاده بما‬ ‫في ذلك قطاعنا نحن"‬ ‫"خالل ت�سويقنا لبنان ك�سلعة ومنتوج‪،‬‬ ‫مع ال�شركات ال�سياحية العالمية‪،‬‬ ‫م�شكلتنا كانت وال تزال في �أنه كلما‬ ‫حاولنا بناء ثقة معها جوابها الدائم‪:‬‬ ‫"لبنان رائع ك�سلعة‪ ،‬ويمتاز بالكثير‬ ‫من طبيعة و�آثار وتزلج وحياة ليلية‪،‬‬ ‫لكن لي�س لدينا ثقة فيه"‬ ‫• ف��ي ��ض��وء ال�م�ظ��اه��رات ال�ت��ي �أغلقت‬ ‫الإق�ت���ص��اد وب��ال�ت��ال��ي ع�ل��ى ال�سياحة في‬ ‫ط��ري��ق م �ط��ار رف �ي��ق ال �ح��ري��ري ال��دول��ي‬ ‫لبنان؟‬ ‫مرات عدة طرح العديد من ال�سيا�سيين ال�سياحة لي�ست مناظر و�أماكن جميلة فح�سب بل‬ ‫والقائمين على القطاع ال�سياحي فتح ه ��ي مرتبطة بالبنى التحتية م ��ن كهرباء وهاتف‬ ‫م�ط��ارات �أخ��رى مثل مطار القليعات �أو وطرقات ‪ ...‬لأن هذه العوام ��ل �أ�سا�سية لل�سياحة‬ ‫م�ط��ار ال��ري��اق ‪ ...‬ه��ل تعتقد �أن ط��رح�اً ب ��كل متفرعاتها‪ ،‬فمث ًال عندما يتذ ّمر ال�سائح من‬ ‫كهذا ي�ستحق الدرا�سة وعلى �أي �أ�سا�س؟ غي ��اب التيار الكهربائ ��ي �أثناء وج ��وده في لبنان‬ ‫بل ��ى‪ ،‬ي�ستحق الدرا�سة لكن �ش ��رط �أن يكون البلد ف�إن ذلك �سيكون �سبب ًا كافي ًا لمنعه من العودة في‬ ‫ف ��ي �أمان و�س�ل�ام و�أن تك ��ون هن ��اك �إ�ستثمارات المرة المقبلة‪.‬‬ ‫�سياحي ��ة �أكث ��ر‪ ،‬و�إال ف�إنن ��ا نك ��ون ندف ��ع �أموالنا نحن نحت ��اج �إلى بن ��ى تحتية كامل ��ة وحديثة من‬ ‫م ��ن دون فائ ��دة ‪ ...‬فم ��ا الفائ ��دة م ��ن �أن نفتتح هات ��ف والـ " �أي تي " و التكنولوجيا وغيرها‪ ،‬و�أن‬ ‫مطارات جديدة في حاالت �أو القليعات �أو الرياق نزيد الإ�ستثمارات ال�سياحية‪ ،‬و�أن نبني منتجعات‬ ‫وغيرها في ظل غياب الأمن وم�سل�سل التفجيرات في الناقورة وف ��ي العديد من المناطق ال�شاطئية‬ ‫الم�ستم ��ر؟ من جهة �أخرى �إني �أعتبر هذا الطرح لأن ��ه م ��ن دونه ��ا ال تنم ��و ال�سياحة وتتط ��ور‪ ،‬وال‬ ‫�سيا�سي� � ًا بامتي ��از‪ .‬لأن الم�شكلة الي ��وم لي�ست في يمكنن ��ا �إ�ستيعاب �سياح �أكبر م ��ن طاقتنا‪ ،‬وطبع ًا‬ ‫�إفتت ��اح مطارات جديدة بل ه ��ي �أعمق بكثير من التو�سع في القطاع ال�سياحي مهم جد ًا‪.‬‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫• يتذمر معظم وكاالت ال�سفر الأجنبية‬ ‫• ك�شفت الأمطار الغزيرة التي هطلت‬ ‫من غالء �أ�سعار ال�سفر �إلى لبنان والذي‬ ‫في �أوائل كانون الأول (دي�سمبر) الفائت‬ ‫كما يبدو يعتمد على �أ�سعار �شركة طيران‬ ‫ال �� �ش��رق الأو�� �س ��ط‪ ،‬م��ا ه��و ر�أي وك ��االت‬ ‫�أزمة حقيقية بالن�سبة �إلى البنى التحتية‬ ‫في لبنان وخ�صو�صاً في مجال �صيانتها‪،‬‬ ‫ال�سفر اللبنانية ال�ت��ي ت��ر�أ���س �إت�ح��اده��ا‬ ‫�إل��ى �أي ح��د تعتقد ب ��أن ذل��ك ي��ؤث��ر على‬ ‫بذلك؟ وهل هناك من خطوات لتخفي�ض‬


‫حوار العدد‬ ‫الم�ؤ�شر‪...‬‬ ‫ال�سب ��ب هو �إقب ��ال الرعايا العراقيي ��ن وال�سورين‬ ‫عل ��ى لبنان ل�ش ��راء التذاك ��ر م ��ن وكالء "�أياتا"‬ ‫بعدما �أغلقت مكاتبهم في �سوريا وعدم �إفتتاحها‬ ‫ف ��ي الع ��راق‪ .‬وكذلك هن ��اك �سوري ��ون جعلوا من‬ ‫لبن ��ان نقطة عب ��ور له ��م �أي ترانزي ��ت‪ ،‬وهذا ما‬ ‫�إنعك�س نمو ًا على �شركاتنا مع �أن البلد يمر بو�ضع‬ ‫كارثي‪ ،‬لكن هذا ن�سميه نمو ًا ظرفي ًا‪ .‬فقد بعنا في‬ ‫ه ��ذه ال�سوق خالل الأ�شهر ال‪ 11‬الأولى من العام‬ ‫‪ 2012‬بقيم ��ة ‪ 455‬ملي ��ون دوالر ف ��ي كل لبن ��ان‪،‬‬ ‫حيث ت ��م ت�صدير مليون ومئة �أل ��ف تذكرة‪ ،‬فيما‬ ‫بعنا في الأ�شه ��ر ال‪ 11‬الأولى من العام ‪ 2013‬ب‬ ‫‪ 498‬ملي ��ون دوالر وتم ت�صدي ��ر مليون و‪� 300‬ألف‬ ‫تذكرة‪.‬‬ ‫ومن بين الـ ‪� 213‬شرك ��ة هناك �شركات تعمل في‬ ‫ال�سياح ��ة ال ��واردة وقد عان ��ت كثي ��ر ًا وو�ضعها ال‬ ‫ي ��زال �شبيه ًا بو�ضع الفنادق �شب ��ه الجامد‪ .‬حيث‬ ‫�أقف ��ل بع�ض ه ��ذه الفن ��ادق والبع� ��ض الآخر قام‬ ‫بت�صريف عدد كبير من موظفيه‪.‬‬ ‫• وماذا عن ال�سياحة ال�صادرة؟‬ ‫ال�سياح ��ة ال�صادرة كانت مقبولة في العام ‪2012‬‬ ‫و�أ�صبح ��ت خجولة في الع ��ام ‪ ،2013‬لأن اللبناني‬ ‫ل ��م يع ��د لديه الم ��ال‪ ،‬و�أ�صبح خائف ًا م ��ن �أنه �إذا‬ ‫�ساف ��ر �إل ��ى الخ ��ارج فال يع ��رف كي ��ف �سيتطور‬ ‫الو�ض ��ع الأمن ��ي وال�سيا�س ��ي والإقت�ص ��ادي ف ��ي‬ ‫البل ��د‪� ،‬أو �أنه ال ي�ستطيع الع ��ودة عبر مطار رفيق‬ ‫الحريري الدولي فيقوم بالت�أجيل‪.‬‬ ‫• ك �ي��ف ت �ج��د ال �ح �ج��وزات ف��ي ال�ف�ت��رة‬ ‫الحرجة التي نعي�شها حالياً؟‬ ‫ف ��ي العادة وفي مثل ه ��ذه الفترة من ال�سنة كانت‬ ‫الحج ��وزات ت�شمل بين ‪� 20‬إلى ‪ 30‬طائرة فيما لم‬ ‫يتع � َّ�د الحجز في هذه الفت ��رة هذا العام �أكثر من‬ ‫‪ 4‬طائرات �إل ��ى �شرم ال�شيخ‪ .‬ففي الدرجة الأولى‬ ‫ي�أتي العامل النف�سي ث ��م العامل المادي وهذا ما‬ ‫يجعل ال�سياحة ال�صادرة تتراجع وت�صبح خجولة‬ ‫به ��ذا ال�شكل‪ .‬وم ��ن المعروف �أنه بع ��د تاريخ ‪15‬‬ ‫كان ��ون الثاني (يناي ��ر) الحال ��ي تنخف�ض حركة‬ ‫ال�سفر والحجوزات‪ .‬نحن نتمنى �أن تنتهي االزمة‬ ‫ال�سورية اليوم قبل الغ ��د‪ ،‬لكننا ن�سمع �أنها طويلة‬ ‫الأم ��د ‪ ...‬وبر�أي ��ي طالما ال�س ��وق ال�سورية مغلقة‬ ‫فنح ��ن عل ��ى �صعي ��د وكاالت ال�سياح ��ة وال�سف ��ر‬ ‫ن�ستفيد من �سوق قطع التذاكر التي تبقى نا�شطة‬

‫ذلك في بلدهم‪.‬‬

‫"وكاالت ال�سفر الإلكترونية‬ ‫�أثرت في قطع التذاكر عالمي ًا‪،‬‬ ‫لكن بن�سب معينة‪ ،‬ونحن في لبنان لم‬ ‫نت�أثر بن�سبة كبيرة لأن هذا يعود �إلى‬ ‫ثقافة اللبناني وهي ال تزال بحاجة‬ ‫�إلى �أجيال حتى يتم �إعتمادها لأنه‬ ‫ال يزال تقليدي ًا"‬ ‫" في العادة وفي مثل هذه الفترة‬ ‫من ال�سنة كانت الحجوزات ت�شمل بين‬ ‫يتعد الحجز‬ ‫‪� 20‬إلى ‪ 30‬طائرة فيما لم َّ‬ ‫في هذه الفترة هذا العام �أكثر من‬ ‫‪ 4‬طائرات �إلى �شرم ال�شيخ"‬ ‫ن�سبي� � ًا لأن �سوريا بلد كبير وع ��دد �سكانها كبير‪.‬‬ ‫ونح ��ن نالح ��ظ �أي�ض� � ًا �أن الرعاي ��ا العراقيي ��ن‬ ‫�أ�صبح ��وا اليوم الجالية العربي ��ة الأولى في لبنان‬ ‫حي ��ث �أنهم ي�شغلون فنادق الث�ل�اث والأربع نجوم‬ ‫ف ��ي بع� ��ض المناطق ويب ��دو �أنه ��م ال يخافون من‬ ‫الو�ضع غي ��ر الم�ستقر عندنا‪ ،‬ربم ��ا �إعتادوا على‬

‫• ��ش�ه��د ل�ب�ن��ان ال �ع��دي��د م��ن الأح� ��داث‬ ‫الم�ؤ�سفة والأليمة في العام ‪ ،2013‬هل‬ ‫ك��ان ل��ذل��ك �إن�ع�ك��ا���س كبير ع�ل��ى القطاع‬ ‫ال�سياحي؟‬ ‫ال�سياح ��ة تق ��وم من ��ذ ‪� 3‬سن ��وات عل ��ى المغتربين‬ ‫وعلى اللبنانيين العاملي ��ن في الخارج‪ ،‬حيث باتوا‬ ‫يحرك ��ون البل ��د و�إقت�ص ��اده بما في ذل ��ك قطاعنا‬ ‫نحن‪ .‬ويمكننا �أن نعرف �أن هناك حركة من خالل‬ ‫وج ��ود عر�ض وطل ��ب‪ ،‬هذا في المفه ��وم التجاري‪،‬‬ ‫وهذا هو الميزان‪ .‬فمث ًال خالل فترة عيدي الميالد‬ ‫ور�أ�س ال�سنة من العام ‪ 2012‬عر�ضت الـ ‪� 54‬شركة‬ ‫طيران ‪� 4‬آالف مكان من الخليج �إلى لبنان مع وجود‬ ‫�آالف الطلب ��ات من ال�سعودية والإمارات وغيرهما‪.‬‬ ‫وهذا يعك�س حركة المغتربين واللبنانيين العاملين‬ ‫في الخارج من خالل حرك ��ة الطيران الواردة �إلى‬ ‫لبن ��ان ‪ .‬فقامت �ش ��ركات الطيران بتنظيم رحالت‬ ‫�إ�ضافية‪ ،‬ومن كانت لديه منها ‪� 10‬أماكن جعلها ‪20‬‬ ‫كي ي�ستوعب الطلب‪.‬‬ ‫�أم ��ا الطلب ه ��ذا العام فل ��م يتع� � ّد ‪� ،% 90‬أي بقي‬ ‫ن�سبة ‪ % 10‬م ��ن الأماكن داخ ��ل الطائرات فارغة‬ ‫وه ��ذه �إ�شارات �سلبي ��ة وال�سبب خ ��وف المغتربين‬ ‫واللبنانيي ��ن العاملي ��ن ف ��ي الخارج م ��ن المجيء‬ ‫�إل ��ى لبنان‪ ،‬وه ��ذا ال�شعور لم يكن موج ��ود ًا العام‬ ‫الما�ضي‪ ،‬ويعك�س خط ��ورة الأحداث التي ح�صلت‬ ‫في لبنان خالل العام ‪ 2013‬ويعتبر م�ؤ�شر ًا خطير ًا‬ ‫فع ًال‪.‬‬ ‫• لكن لبنان معروف بالأحداث الأليمة‬ ‫فما الذي قد تغير ح�سب ر�أيك؟‬ ‫الالفت هو �أنواع الأحداث والحديث عن تكفيريين‬ ‫وجماعات متطرفة وعمليات �إنتحارية وتفجيرات‪.‬‬ ‫�أن ��ا ال زلت �أعاي�ش الأحداث منذ ‪ 30‬عام ًا‪ ،‬لكن لم‬ ‫ينتابن ��ي الخوف يوما كما ينتابن ��ي هذه الأيام‪� .‬إذ‬ ‫�أن ظاهرة العمليات الإنتحارية جديدة في لبنان‪.‬‬ ‫وكم ��ا ذكرنا �سابق� � ًا �إن الإقبال عل ��ى المجيء الى‬ ‫لبنان لم يملأ العر� ��ض الموجود في العام ‪.2013‬‬ ‫ومن المالحظ �أن م ��ن كان و�صل �أ�ص ًال �إلى لبنان‬ ‫�شعر بالذعر والخوف‪ ،‬وبد�أ يطلب منا الإ�سراع في‬ ‫ت�أمي ��ن �سفره قب ��ل �إنق�ضاء مدت ��ه الأ�سا�سية‪ .‬هذا‬ ‫ف ��ي الأيام الأولى من عملية �إغتيال الوزير ال�سابق‬ ‫محم ��د �شط ��ح والحق� � ًا �إ�ستعادت ال�س ��وق حركتها‬ ‫الطبيعية‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪85‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫يجم ��ع ممثلو البن ��وك العربي ��ة وخبراء‬ ‫الإقت�ص ��اد على �أن الدور الذي يمكن �أن‬ ‫تلعب ��ه الم�صارف هو محوري خ�ل�ال الفترة المقبلة‬ ‫لتحقي ��ق تنمية م�ستدامة في كاف ��ة البلدان العربية‪،‬‬ ‫لك ��ن ذلك يحت ��اج في بع�ض جوانبه �إل ��ى الدعم من‬ ‫كافة الم�ؤ�س�سات المالية التي ينبغي �أن تقوم بدورها‬ ‫على �أكمل وجه‪.‬‬ ‫‪ ‬وبطبيع ��ة الح ��ال ال يكتم ��ل ال ��دور المذك ��ور م ��ن‬ ‫دون ر�ص ��د التداعي ��ات الإقت�صادي ��ة الناجم ��ة عن‬ ‫التح� � ّوالت في المنطقة العربي ��ة‪ ،‬وو�ضع الت�صورات‬ ‫والمقترح ��ات الآيل ��ة �إلى التخفيف م ��ن �إنعكا�ساتها‬ ‫عل ��ى المجتمع ��ات العربي ��ة‪ ،‬ومعالج ��ة الم�ش ��كالت‬ ‫الإقت�صادية والإجتماعية الم�ستجدة‪ ،‬ور�سم خارطة‬ ‫طري ��ق للإ�صالح ��ات وخط ��ط النم ��و والإ�ستق ��رار‬ ‫والتق ��دم‪ ،‬م ��ع تحديد �أولوي ��ات القط ��اع الم�صرفي‬ ‫والمالي العربي في مواجهة هذه التحديات‪.‬‬ ‫ومم ��ا ال �ش ��ك فيه �أن مواجه ��ة ه ��ذه الإنعكا�سات ال‬ ‫تتحقق بي ��ن ليلة و�ضحاه ��ا‪" ،‬ﻟﻛﻲ ﺗﻧﻬ�ﺽ ﻣ�ﺻﺎﺭﻓﻧﺎ‬ ‫ﺑﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﻻ ّﺑﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍ�ﻷﻣﻭﺍﻝ ﺍﻟﺧﺎ�ﺻﺔ‬ ‫بها‪ ،‬خ�صو�ص ًا في �ضوء ﺍﻟﻣﻌﺎﻳﻳﺭ ﺍﻟﻣ�ﺻﺭﻓﻳﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ ﺍﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ب "ب ��ازل ‪"3‬ﻭﻏﻳﺭﻫﺎ‪ .‬ﻭ�ﺃﻥ ﺗ�ﺳﻌﻰ‬ ‫ﺍﻟﻣ�ﺻﺎﺭﻑ ﺍﻟ�ﺻﻐﻳﺭﺓ ﻟﺗ�ﺷﻛﻳﻝ ﺗﺣﺎﻟﻔﺎﺕ �ﺇ�ﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻳﺔ‬ ‫ﺑﻌ�ﺿﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌ� ��ﺽ‪� ،‬ﺃﻭ ﺣﺗﻰ ﺍلإﻧﺩﻣﺎﺝ ﻟﺗ�ﺻﺑﺢ ﻗﺎﺩﺭﺓ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﻧﺎﻓ�ﺳﺔ ﻓﻲ ﺍ�ﻷ �ﺳﻭﺍﻕ ﺍﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻭﺍ�ﻹﻗﻠﻳﻣﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ" يق ��ول ﻋﺪﻧﺎﻥ �ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮ�ﺳﻒ‪ ،‬ﺍﻟﺮﺋﻴ�ﺲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ الم�صرفي ��ة‪" .‬يتوج ��ب‬ ‫عل ��ى ﺍﻟﺑﻧﻭﻙ ﺗﻌﺯﻳﺯ ﻟﻭﺍﺋﺢ الحوكم ��ة وال�شفافي ��ة‬ ‫ﻭ�ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻣﺧﺎﻁ ��ﺭ وﺍﻟﻣ�ﺳ�ؤﻭﻟﻳﺔ ﺍلإﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‪ ،‬ال �سيما‬ ‫ﺍلإﻫﺗﻣﺎﻡ ﺑ�ﺻﻭﺭﺓ �ﺃﻛﺑﺭ ﺑﺎﻟﻌﻧ�ﺻﺭ ﺍﻟﺑ�ﺷﺭﻱ ﻭﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺑ�ﺷﺭﻳﺔ والتدري ��ب ﻭﺍلإﻫﺗﻣﺎﻡ ﺑﺎﻟﻛﻭﺍﺩﺭ ﺍﻟﻣ�ﺻﺭﻓﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬ ‫الحقيق ��ة �أن اﻟﺘطـــ ��وارت اﻟ�ﺴﻴﺎ�ﺴــ ��ـﻴﺔ واﻟﻤﺎﻟﻴــ ��ـﺔ‬ ‫والإﻗﺘ�ﺼــ ��ـﺎدﻴﺔ اﻟﻌرﺒﻴــ ��ـﺔ و ّفرت للقط ��اع الم�صرفي‬ ‫العرب ��ي ﻓــ ��ـﻲ اﻟ�ﺴـ ��ـﻨوات اﻟﺨﻤــ� ��س ا�ﻷﺨﻴــ ��رة ﻤـ ��ـﺎ‬ ‫ﻴﻛﻔـ ��ـﻲ ﻤــن اﻟــدرو� ��س وﻴزﻴــ ��د‪ ،‬ﻟﻠﺘرﻛﻴــزعلى توجيه‬ ‫�إ�ﺴـــــــﺘﺜﻤﺎراتها ﻨﺤـــــــو الإﻗﺘ�ﺼـــــــﺎدات اﻟﻌرﺒﻴـــــــﺔ‪.‬‬ ‫ي ��رى العدي ��د م ��ن المحللي ��ن �أن الم�ص ��ارف تتمتع‬ ‫ب�إمكان ��ات المواجه ��ة ف ��ي م ��ا يتعل ��ق بالتداعي ��ات‬ ‫الإقت�صادي ��ة للأح ��داث العربي ��ة ومن بينه ��ا قدرة‬ ‫المواجه ��ة "نحن ﻋﻠﻰ ﺜﻘﺔ ﺒﻘدرة اﻟﻤ�ﺼﺎرف اﻟﻌرﺒﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻪ اﻟﺘﺤدﻴﺎت اﻟﻌرﺒﻴﺔ واﻟدوﻟﻴﺔ ﻓﻤوﺠودات‬ ‫اﻟﻤ�ﺼﺎرف اﻟﻌرﺒﻴﺔ �أﻛﺜر ﻤن ‪ 3‬تريليون ��ات دوالر‬ ‫�أميرك ��ي وال ت ��زال ﺘﺤﻘق �أر ً‬ ‫ﺒﺎﺤﺎ مقبول ��ة ف ��ي ظ ��ل‬ ‫المناخ ��ات ال�سائ ��دة عربي ��ا ودولي ��ا" ي�ؤك ��د ﻋدﻨﺎن‬

‫عدنان الق�صار‪ :‬تنتظرنا مهمات ج�سام‬

‫اﻟﻘ�ﺼﺎر رﺌﻴ� ��س الإﺘﺤﺎد اﻟﻌﺎم ﻟﻐرف اﻟﺘﺠﺎرة‬ ‫واﻟ�ﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟزراﻋﺔ ﻟﻠﺒﻼد العربية‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع تم ّكنت ه ��ذه الم�ص ��ارف ﻓـﻲ اﻟ�ﺴــــﻨوات‬ ‫اﻟﻌ�ﺸـــــ ��رﻴن ا�ﻷﺨﻴـــــ ��رة ﻤـــــ ��ن ﺘﻨوﻴـــ ��ـﻊ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬـــــﺎ‬ ‫وﺨـــــ ��دﻤﺎﺘﻬﺎ‪ ،‬وﻤـــــن ﺘـــــدوﻴﻝ �أﻨ�ﺸــ ��طﺘﻬﺎ وﻓروﻋﻬــﺎ‬ ‫ﻻ�ﺴـ ��ـﻴﻤﺎ ﻓـ ��ـﻲ اﻟﺒﻠــ ��دان اﻟﻌرﺒﻴـ ��ـﺔ وﺒﻌــ� ��ض اﻟــ ��دوﻝ‬ ‫ا�ﻷﺠﻨﺒﻴـ ��ـﺔ‪ .‬وم ��ن هن ��ا ي ��رى الق�ص ��ار �أنه ب ��ات من‬ ‫ال�ض ��رورة زﻴـ ��ـﺎدة �إﻨﺨــ ��راط اﻟﻤ�ﺼـ ��ـﺎرف اﻟﻌرﺒﻴــﺔ‬ ‫ﻓـ ��ـﻲ ا�ﻷ �ﺴــ ��واق اﻟﻌرﺒﻴـ ��ـﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﺤﺘـ ��ـﺎج �إﻟﻰ اﻟﺘﻤوﻴﻝ‬ ‫واﻟ�ﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤ�ﺼرﻓﻴﺔ اﻟﻤﺘط ��ورة‪ ،‬معتب ��ر ًا �أن ��ه‬ ‫"ﺘﻨﺘظرﻨـ ��ـﺎ ﻤﻬﻤـ ��ـﺎت ﺠ�ﺴـ ��ـﺎم ﻓــﻲ اﻟﻤ�ﺴـ ��ـﺘﻘﺒﻝ على‬ ‫م�ست ��وى �إع ��ادة �إعم ��ار ﻤـ ��ـﺎ ﺨ ّرﺒﺘــﻪ ا�ﻷﺤــ ��داث ﻓــﻲ‬ ‫اﻟــ ��دوﻝ اﻟﻌرﺒﻴــﺔ ﻤــ ��ن ﺒﻨــﻰ ﺘﺤﺘﻴــﺔ وﻤـ ��ـﺎ ﻓﺎﺘﻬــﺎ ﻤــن‬ ‫ﻓــر�ص ﻨﻤو وﺘﻨﻤﻴﺔ"‪.‬‬ ‫وحت ��ى الآن على الرغم م ��ن اﻟظـــ ��روف ا�ﻹﻗﻠﻴﻤﻴـــﺔ‬ ‫اﻟ�ﻀـــﺎﻏطﺔ اﻟﺘـــﻲ ﺘﻌﻤـــ ��ﻝ ﻤـــن ﺨﻼﻟﻬـــﺎ اﻟﻤ�ﺼﺎرف‬ ‫اﻟﻌرﺒﻴﺔ ‪ -‬وﻓﻴﻬـﺎ اﻟﻛﺜﻴـ ��ر ﻤـن اﻟﻌواﻤـﻝ اﻟﺠﻴو�ﺴﻴﺎ�ﺴـﻴﺔ‬ ‫اﻟﻤﻨﺎوﺌﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ا�ﻷﻤﺜﻝ اﻟﻤﻔﺘر�ﻀﺔ �ﻷﻨ�ﺸطته ��ا‬ ‫و�إ�ﺴﺘﺜﻤﺎراﺘﻬﺎ وﺘوظﻴﻔﺎﺘﻬـﺎ ‪ -‬ف� ��إن اﻟﺘطـــ ��وارت‬ ‫اﻟ�ﺴﻴﺎ�ﺴــ ��ـﻴﺔ واﻟﻤﺎﻟﻴــ ��ـﺔ والإقت�ص ��ادﻴﺔ اﻟﻌرﺒﻴـــﺔ ﻓـــﻲ‬ ‫اﻟ�ﺴـ ��ـﻨوات اﻟﺨﻤــ� ��س ا�ﻷﺨﻴــرة و ّف ��رت للقيمين على‬

‫الق�صار‪" :‬تنتظرنا مهمات‬ ‫عدنان ّ‬ ‫ج�سام في الم�ستقبل على م�ستوى‬ ‫�إعادة �إعمار ما خربته الأحداث في‬ ‫الدول العربية من بنى تحتية وما فاتها‬ ‫من فر�ص نمو وتنمية"‬

‫هذه الم�ص ��ارف ﻤــﺎ ﻴﻛﻔــﻲ ﻤــ ��ن اﻟــدرو�س ﻟﻠﺘرﻛﻴــز‬ ‫ﻓـ ��ـﻲ ﺘوﺠﻴـ ��ـﻪ الإ�ﺴــــــ ��ـﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻌرﺒﻴــــــ ��ـﺔ ﻨﺤـــــــ ��و‬ ‫الإﻗﺘ�ﺼـــــــﺎدات اﻟﻌرﺒﻴـــــــﺔ‪.‬‬ ‫�إزاء هذه الخلفية‪ ،‬يالحظ العديد من المراقبين �أنه‬ ‫ب�إمكان هذه الإ�ستثم ��ارات �أن تلعب دور ًا ﻤﻬـم ًا ﺠـد ًا‬ ‫ﻓـﻲ ا�ﻷﻤـ ��ن اﻟ�ﺴﻴﺎ�ﺴــﻲ والإقت�ص ��ادي اﻟﻌرﺒــﻲ‪ ،‬وﻓــﻲ‬ ‫ا�ﻷﻤــ ��ن اﻟﻐــ ��ذاﺌﻲ والإ�ﺴـ ��ـﺘﻘرار الإﺠﺘﻤـ ��ـﺎﻋﻲ‪ ،‬وﻓـــﻲ‬ ‫ﺘﺤ�ﺴــ ��ـﻴن اﻟﻤ�ؤ�ﺸـــرات الإﺠﺘﻤﺎﻋﻴــ ��ـﺔ اﻟﻌرﺒﻴـــﺔ وﻓـــﻲ‬ ‫ﻤﻘـــدّﻤﻬﺎ ﺘﺤـــدﻴﺎت اﻟﻌﻤـــ ��ﻝ واﻟ�ﺼــﺤﺔ واﻟﺘ�ﺄﻤﻴﻨـــﺎت‬ ‫الإﺠﺘﻤﺎﻋﻴــ ��ـﺔ‪ ،‬و�أوﻟوﻴـ ��ـﺔ ﺘﺤ�ﺴــ ��ـﻴن ﺒﻨﻴــ ��ـﺔ اﻟﺘﻌﻠـ ��ـﻴم‬ ‫ﻓــ ��ـﻲ ﻤﺨﺘﻠـــ ��ف ﻤراﺤﻠﻪ وﺘ�ﺄﻫﻴﻝ خريجيه ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻼءم‬ ‫وﺤﺎﺠﺎت الإﻗﺘ�ﺼـﺎد وﺘـوﻓﻴر ﻛـﻝ اﻟﺤـواﻓز وا�ﻹﻤﻛﺎﻨﺎت‬ ‫ﻟﻠﺒﺤث اﻟﻌﻠﻤﻲ‪.‬‬ ‫لك ��ن هل يمك ��ن تحقيق ذل ��ك في ظل غي ��اب الأمن‬ ‫والإ�ستق ��رار كما هو حا�صل ف ��ي العديد من البلدان‬ ‫العربية ك�سوريا وم�صر والعراق ؟‬ ‫يجي ��ب عماد الفتى‪ ،‬المدير الع ��ام لم�صرف بغداد‪:‬‬ ‫"بالطبع يبقى الأمن والإ�ستقرار عاملين �أ�سا�سيين‬ ‫ال بدي ��ل منهم ��ا‪ ،‬ومن حي ��ث المبد�أ‪ ،‬ف� ��إن ما قامت‬ ‫ب ��ه الم�ص ��ارف اللبناني ��ة م ��ن خط ��وات �إحتياطية‬ ‫و�إج ��راءات ينطبق عل ��ى بقية الم�ص ��ارف العربية‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى الحوكمة الر�شيدة بالن�سبة �إلى الإدارات‬ ‫الت ��ي تخ ّوله ��ا �إتخاذ الق ��رارات ال�صائب ��ة بمخاطر‬ ‫مقبولة و�إدارة هذه المخاط ��ر ب�شكل متوازن ال ي�ؤثر‬ ‫على نمو البنك لأن نموه من نمو الإقت�صاد"‪.‬‬ ‫وعل ��ى �سبيل المثال يورد الفتى �أن �أكثر �إجراء يمكن‬ ‫�أن تق ��وم ب ��ه البنوك اللبنانية ه ��و �أن تكون حري�صة‬ ‫�أكثر و�أكثر‪ ،‬م�ستدرك َا ب�أن "الحر�ص الزائد يحد من‬ ‫النمو‪ ،‬لذلك يجب �أن يك ��ون مدرو�س ًا ب�شكل يحافظ‬ ‫فيه البنك على حقوقه"‪.‬‬ ‫من الم�ؤكد �أن التح� � ّوالت التي ي�شهدها بع�ض الدول‬ ‫العربية تركت ت�أثي ��ر ًا �سلبي ًا على النمو الإقت�صادي‪،‬‬ ‫وﺑﺤ�ﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﺕ �ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ من المتوقع‬ ‫�أن ينخف�ض متو�سط ه ��ذا النمو من ‪ 3,9‬عام ‪2012‬‬ ‫�إل ��ى ‪ 3,3‬عام ‪ ، 2013‬و�أن ي�ستمر ﻣﺘﻮ�ﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮ‬ ‫بالإنخفا� ��ض ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ 2014‬ف ��ي ح ��ال �إ�ستمرت‬ ‫الأو�ضاع ال�سلبية‪.‬‬ ‫ووفق ��ا لمحم ��د ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺮﻛﺎﺕ‪ ،‬ﺭﺋﻳ� ��ﺱ ﻣﺟﻠ�ﺱ‬ ‫�ﺇﺩﺍﺭﺓ �ﺇﺗﺣﺎﺩ ﺍﻟﻣ�ﺻﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ‪�" ،‬إن هذا الإنخفا�ض‬ ‫ي�ش ��كل دالل ��ة عل ��ى ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮﻧﺎ‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ �ﺃﺣﺪﺛﺖ �إنقالب� � ًا كبير ًا‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍ�ﻹﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻱ �ﺇﻣﺘﺪ �ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ‬ ‫ﺍ�ﻹﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻧﺖ � ً‬ ‫ﺳﺒﺒﺎ مبا�ش ��ر ًا لتراج ��ع الأداء‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ ،‬ﻭﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ‬ ‫و�إ�ست�شراء البطالة"‪.‬‬ ‫ه ��ذه البطال ��ة ﺑﻠﻐﺖ ﺑﺤ�ﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮاللجن ��ة‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪87‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫بعد التح ّوالت ال�سيا�سية والإجتماعية و�إدخال ا�ﻹ �ﺼﻼﺤﺎت ال�ضرورية ي�أتي دورها‬

‫المصارف تنقذ اإلقتصادات العربية‬ ‫من تداعيات "الربيع العربي"؟‬ ‫م��ن المالحظ �أن ﺍ�ﻹﻓﺭﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟ�ﺳﻠﺑﻳﺔ للأﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ تطورت ﻟﺗﻁﺎﻝ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ �إﻗﺗ�ﺻﺎﺩاﺕ ﻣﻧﻁﻘﺔ ﺍﻟﻳﻭﺭﻭ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬ ‫تراجع��ت �ﺻﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‪ .‬ومم��ا ال �شك فيه �ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻟﻣﺗﻘﺩّﻣﺔ ﺗﺑﺫﻝ ﺟﻬﻭﺩ ًا ﻛﺑﻳﺭﺓ ﻟﻠﺗﻐﻠﺏ‬ ‫ﺣﺎﻟﻳﺎ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﺍﻟﺗﻌﺎﻓﻲ ﻭﻟﻛﻥال تزال ﺍ�ﻷﺧﻁﺎﺭ ﺍﻟمقبلة‪ ،‬ﺧ�ﺻو�ص ًا ﻣﻥ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍ�ﻷﺯﻣﺔ‪ ،‬فيم��ا يتج��ه ﺍلإﻗﺗ�ﺻﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ً‬ ‫ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻣﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻣ�ﺻﺭﻓﻲ‪ ،‬كبيرة‪ ،‬ﻭ�آﺧﺭﻫﺎ ﻣﺎ �ﺷﻬﺩﻧﺎﻩ ﻣﻥ ﺟﺩﻝ ﻭﺍ�ﺳﻊ ﺣﻭﻝ ﻓﺭ�ﺽ ﺍﻟ�ﺿﺭﻳﺑﺔ ﻋﻠﻰ ودائع ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﻣ�ﺻﺭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺑﺭ�ﺻﻲ‪� .‬ﺻﺣﻳﺢ �ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻣ�ﺻﺭﻓﻲ ﻭﺍﺟﻪ ف��ي بداي��ة ﺍ�ﻷﺯﻣﺔ �ﺻﻌﻭﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟ�ﺳﻳﻭﻟﺔ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻗﻳﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺑﻧﻭﻙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ﺑ�ﺳﺣﺏ ﻭﺩﺍﺋﻌﻬﺎ �أو وق��ف ﺗ�ﺳﻬﻳﻼﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣ�ﺻﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ‪ ،‬ﻟﻛﻥ �ﺳﺭﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺩﺍﺭﻛﺕ الأخي��رة ﻫﺫﻩ‬ ‫ﻣﺗﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ �إنعدام ﺍﻟﻳﻘﻳﻥ ﺍﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋﻥ‬ ‫ً‬ ‫ﺍﻟ�ﺻﻌﻭﺑﺎﺕ ﻭﻋﺎﺩﺕ �إلى �أﺩﺍئها ﺍﻟﺟﻳﺩ‪� .‬إال �أن ﺍﻟﺗﺣﺩﻱ ﺍﻟﺭﺋﻳ�سي ﻳﺑﻘﻰ‬ ‫ﺍلإ�ﺿﻁ��ﺭﺍﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺗﻘﻠﺑﺎﺕ ﺍﻟ�ﺳﻳﺎ�ﺳﻳﺔ العالمي��ة‪ ،‬ﻭﺧ�ﺻو�ص � ًا ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻟﻣﺗﻘﺩﻣﺔ مثل ﻣﻧﻁﻘﺔ ﺍﻟﻳﻭﺭو‪� ،‬ﺇﻟﻰ جانب‬ ‫ﺍﻟﺗﺣﻭﻻﺕ ال�سيا�سية ﻓﻲ ﺑﻌ�ﺽ ﺍﻟﺑﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ‪ .‬وبحكم الموازنة ال�ضخمة للبنوك العربية البالغة ‪ 3‬ﺗﺭﻳﻠﻳﻭنات‬ ‫ﻗﻠﻳﻼ ﻋﻥ �ﺇﺟﻣﺎﻟﻲ ﺍﻟﻧﺎﺗﺞ ﺍ�ﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ‪ ،‬بالإمكان القول �أن هناك دور ًا كبير ًا ﻟﻠﻣ�ﺻﺎﺭﻑ‬ ‫ﺩﻭﻻﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﺯﻳﺩ ً‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ تلعب��ه ﻓﻲ ﺍ�ﻹ �ﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﻣﻁﻠﻭﺑﺔ لمواجه��ة اﻟﺘداﻋﻴﺎت ا�ﻹﻗﺘ�ﺼﺎدﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤوﻻت اﻟﻌرﺒﻴﺔ‪ .‬فكيف لها �أن‬ ‫تلعب هذا الدور؟ وما هي �أبرز �آراء والمقترحات العملية التي يطرحها �أهل الإخت�صا�ص؟‬ ‫م�ؤتمر اتحاد الم�صارف العربية في بيروت‪ :‬دور الم�صارف في حل الأزمة الإقت�صادية‬

‫‪86‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫محمد كمال الدين بركات‪:‬التحوالت العربية �أحدثت �إنقالب ًا �إقت�صادي ًا‬

‫جوزيف طربيه‪ :‬المطلوب �أو ًال نهاية الأزمة اليا�سية والأمنية‬

‫ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻌﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ف ��ي ﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫‪� 2012‬إلى حوالي ‪ 2,61‬تريليوني دوالر محققة ن�سبة‬ ‫نم ��و ‪ % 8‬عن نهاي ��ة ‪ ، 2011‬ويك�شف‪" :‬ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﻮﺩﺍﺋﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻌﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ ‪ 1,61‬تريلي ��ون والقرو� ��ض حوال ��ي‬ ‫‪ 1,42‬تريلي ��ون‪.‬ﻛﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣ�ﺆ�ﺷﺮ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ‬ ‫‪ 295‬مليار دوالر"‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻧﺔ‪ ،‬ﻓ�ﺈﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ الم�صرفي العربي‬ ‫ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺍ�ﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ً‬ ‫ﺟﻤﻴﻌﺎ‪.‬‬ ‫والالف ��ت �ﺃﻥ ﻧ�ﺴﺒﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ‬ ‫الم�صرف ��ي خالل الع ��ام ‪ 2012‬وهي (‪ ،)%8‬ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ‬ ‫ﻣﺘﻮ�ﺳﻂ ﻧ�ﺴﺒﺔ ﻧﻤﻮ ﻟ�ﻺﻗﺘ�ﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ بحوال ��ي ‪% 4‬‬ ‫وهذا يدل ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤ�ﺼﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ الت�أقلم‬ ‫ﻣﻊﺍﻟﻈﺮﻭﻑ الأمنية وال�سيا�سية ال�ضاغطة‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سبة �إل ��ى العام ‪ ، 2013‬فيق ��ول بركات "�إن‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﺮﺓ ﻟﻠﻨ�ﺼﻒ ﺍ�ﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ت�شير �ﺇﻟﻰ‬ ‫�ﺇ�ﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﻧﻤﻮ‬ ‫ﺟﻴﺪﺓ‪ .‬فيم ��ا ﺗ�ﺸﻴﺮ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﺗﻨﺎ �ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻄﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍت‬ ‫القط ��اع الم�صرفي العربي عتبة ‪ 2,7‬تريليوني دوالر‬ ‫ﻣﺤﻘﻘﺔ ن�سبة نمو حوالي ‪."%3,10‬‬ ‫ﻭﺗﺤﻮﺯ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤ�ﺼﺮﻓﻴﺔ ﻧ�ﺴﺐ ﺭ�ﺳﻤﻠﺔ‬ ‫ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﺑ�ﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻧ�ﺴﺐ ﺍﻟﺮ�ﺳﻤﻠﺔ ﻟﻠﻤ�ﺼﺎﺭﻑ‬ ‫ﺍ�ﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺍ�ﻷ مي ��رﻜﻴﺔ‪ .‬ﻭﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓ�ﺈﻥ‬ ‫ﻏاﻠبي ��ة ﺍﻟﻤ�ﺼﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ لديه ��ا ﻣﺘﻮ�ﺳﻂ ﻧ�ﺴﺒﺔ‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ ﻣﻠﻜﻴﺔ �ﺇﻟﻰﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺗﺰﻳﺪ ﻋلى ‪.% 12‬‬ ‫وف ��ي تعلي ��ق عل ��ى ﻣواﺯﻧﺔ ﺍﻟﺑﻧﻭﻙ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ (الآنف ��ة‬ ‫الذكر) ي�صف يو�سف ذل ��ك ب�أنها �ﺻﻭﺭﺓ للإﻗﺗ�ﺻﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻟﻠﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺟﺎﻧﺏ تمث ��ل ودائ ��ع‬ ‫ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﺔ ج ��زء ًا من ال ��دﻋﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺗﻘﺩﻣﻪ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﺎﺕ‬ ‫ﻟﺑﻧﻭﻛﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺍﻟﺗﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻳﻭﻣﻳﺔ ﻭﺍلإ�ﺳﺗﺛﻣﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﺑﻧﻭﻙ‪ ،‬ﻛﻣﺎ �ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻛ�ﺱ �ﺻﺣﻳح �ﺃﻳ� ًﺿﺎ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺑﻧﻭﻙ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﺗﻘﺩﻡ ً‬ ‫ﺩﻋﻣﺎ ً‬ ‫ﻛﺑﻳﺭﺍ لإﻗﺗ�ﺻﺎﺩﺎﺗﻬﺎ ﻣﻥ‬

‫ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻣﻭﺍﻅﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻁﻳﺔ ﺍ�ﻹ �ﺻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍ�ﻷ �ﺳﺑﻭﻋﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟ�ﺷﻬﺭﻳﺔ �ﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻣﺩﻳﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗ�ﺻﺩﺭﻫﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻧﻳﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﺍﻟﻣ�ﺻﺎﺭﻑ ﺍﻟﻣﺭﻛﺯﻳﺔ‪ ،‬كما يرى‪.‬‬ ‫�ﺃﻣﺎ ﻭﺩﺍﺋﻊ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺧﺎ� ��ﺹ ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺛﻝ‪ ،‬وفق يو�سف‪،‬‬ ‫�إ�ﺳﺗﺛﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺧﺎ� ��ﺹ �ﺳﻭﺍء ﺍﻟ�ﺷﺭﻛﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍ�ﻷﻓﺭﺍﺩ ﻟﺩﻯ ﺑﻧﻭﻛﻬﺎ‪" ،‬ﻭﻳ�ﺳﻌﺩﻧﺎ ﺭ�ﺅﻳﺔ ﺗﻧﺎﻣﻲ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻭﺩﺍﺋﻊ ﺑ�ﺻﻭﺭﺓ ﻣ�ﺿﻁ ��ﺭﺩﺓ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﺑﺎﺕ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ‬ ‫ﺍﻟﻣﻭﺍﻁﻧﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻲ ﺑ�ﺄﻥ ﻣ�ﺻﺎﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﺑﺎﺗﺕ‬ ‫�ﺃﻛﺛﺭ ً‬ ‫�ﺁﻣﻧﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻣ�ﺻﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ "‪.‬‬ ‫و�إنتق ��ا ًال �إلى الموج ��ودات يفيد المراقب ��ون �أن ﺗﻠﻙ‬ ‫ﺍ�ﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟ�ﺿﺧﻣﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺗ�ﺳﻬﻳﻼﺕ والقرو� ��ض ﻫﻲ‬ ‫�ﺃﻛﺑﺭ �ﺷﺎﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﺟﻡ ﻣ�ﺳﺎﻫﻣﺔ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻣ�ﺻﺭﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﻓﻲ تموي ��ل ﺑﺭﺍﻣﺞ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍلإﻗﺗ�ﺻﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﺧ�ﺻو�ص� � ًا ﻣﻥ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺧﺎ� ��ﺹ‪ ،‬ﻛﻣﺎ �ﺃﻥ ﺟﺯء ًا‬ ‫ً‬ ‫ﻛﺑﻳﺭﺍ ﻣﻥ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﺗﻣﻭﻳﻼﺕ ﻳﺫﻫﺏ ﻟ�ﻸﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻳﻥ‬ ‫ﻟﺗﻠﺑﻳﺔ �إﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗﻬﻡ ﺍلإ�ﺳﺗﻬﻼﻛﻳﺔ‪.‬‬ ‫وم ��ن الحل ��ول الت ��ي يطرحه ��ا يو�س ��ف �ﺿﺭﻭﺭﺓ‬ ‫"ﻗﻳﺎﻡ ﺍﻟﻣ�ﺻﺎﺭﻑ ﺍﻟﻣﺭﻛﺯﻳﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﺑﻭ�ﺿﻊ ﺍ�ﻷﻁ ��ﺭ‬

‫جوزيف طربيه‪" :‬ﺍﻟ�ﺸﺮﻁ ﺍ�ﻷﻭﻝ‬ ‫ﻟﺒﺪء ﺣﻞ ﺍ�ﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻳﺔ ﻫﻮﻧﻬﺎﻳﺔ‬ ‫ﺍ�ﻷﺯﻣﺔ ال�سيا�سية ﻭﺍ�ﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟ�ﺴﻼﻡ‬ ‫ﻭﺍلإ�ﺳﺘﻘﺮﺍﺭ �ﺇﻟﻰ تلك ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬لكن‬ ‫ال ﻳﻤﻜﻦ ﺍلإﻧﺘﻈﺎﺭ ﺣﻴﺚ �ﺃﻥ �ﺳﻤﺎءها ﻻ ﺗﺰﺍﻝ‬ ‫ﻣﻠﺒﺪﺓ ﺑﺎﻟﻐﻴﻮﻡ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗ�ﺴﻴﻄﺮ‬ ‫ّ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ �أجواء ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ"‬

‫ﺍﻟﺗ�ﺷﺭﻳﻌﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ والرقابية ﻭﺍﻟﻔﻧﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗ�ﺳﻣﺢ‬ ‫ﻟﻠﺑﻧﻭﻙ ﺑ�ﺈﻁﻼﻕ ﺍﻟﻣﺯﻳﺩ م ��ن ﺍﻟﻘﻧﻭﺍﺕ ﺍﻟﺗﻣﻭﻳﻠﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍلإ�ﺳﺗﺛﻣﺎﺭﻳﺔ �ﺳﻭﺍء ﺍﻟﺗﻘﻠﻳﺩﻳﺔ �ﺃﻭ ﺍ�ﻹ �ﺳﻼﻣﻳﺔ �ﺃﻣﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻣ�ﺻﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺩﺧﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻣ�ﺷﺎﺭﻳﻊ‬ ‫ﺍﻟﺗﻧﻣﻭﻳﺔ‪ ،‬ﻛﺫﻟﻙ �ﺇﻋﻁﺎء ﺍﻟﺑﻧﻭﻙ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﺍ�ﻷﻭﻟﻭﻳﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻣﻭﻳﻝ ﺍﻟﻣ�ﺷﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻛﺑﺭﻯ‪ ،‬ﻭﻫﻧﺎﻙ ﺗﻁ ��ﻭﺭﺍﺕ‬ ‫�ﺇﻳﺟﺎﺑﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟ�ﺻﻌﻳﺩ ﻧﺗﻣﻧﻰ �ﺃﻥ ﺗ�ﺄﺧﺫ ﻣﺩاه ��ا‬ ‫ﺍﻟﻣﻁﻠﻭب ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﺍﻟﻣﻘﺑﻠﺔ‪ .‬ولكي يكتمل م�شهد‬ ‫التع ��اون ال ب ��د م ��ن ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺍﻟﻣ�ﺷﺗﺭﻙ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺑﻧﻭﻙ‬ ‫ﺍﻟﻣﺭﻛﺯﻳﺔ والبن ��وك ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻟﻭ�ﺿﻊ ﺍ�ﻷﻁﺭ ﺍﻟﺗ�ﺷﺭﻳﻌﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺭﻗﺎﺑﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﺧﺩﻣﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗ�ﺅﻣﻥ‬ ‫ﻣ�ﺷﺎﺭﻛﺔ �ﺃﻛﺑﺭ ﻣﻥ ﻗﺑﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺑﻧﻭﻙ ﻓﻲ ﺑﺭﺍﻣﺞ ﺗﻣﻭﻳﻝ‬ ‫ﺍﻟﻣ�ﺅ�ﺳ�ﺳﺎﺕ ﺍﻟ�ﺻﻐﻳﺭﺓ ﻭﺍﻟﻣﺗﻭ�ﺳﻁﺔ ﺍﻟﺗﻲ تمث ��ل نح ��و‬ ‫‪ % 90‬ﻣﻥ ﻣ�ﺅ�ﺳ�ﺳﺎﺕ ﺍ�ﻷﻋﻣﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ‬ ‫ﺗﻌﻣﻝ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟ�ﺻﻧﺎﻋﻳﺔ ﻭﺍﻟﺣﺭﻓﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻳﺔ ﻭﺍﻟﺧﺩﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﺗﺟﺎﺭﻳﺔ ﻭﺗﻭﻅ ��ﻑ ﺍﻟﻧ�ﺳﺑﺔ‬ ‫ﺍ�ﻷﻛﺑﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ"‪.‬‬ ‫وف ��ي الخت ��ام ال ب ��د لنا ان نتوق ��ف عن ��د التو�صيات‬ ‫ال�صادرة عن الم�ؤتمر الذي عقده �إتحاد الم�صارف‬ ‫العربية في ‪ 14‬و‪ 15‬ت�شرين الثاني (نوفمبر ) الفائت‬ ‫و�أهمه ��ا ال�سعي �إلى �إجراء الإ�صالح ��ات الت�شريعية‬ ‫الالزمة لتطوير بنية الأعم ��ال في المنطقة العربية‬ ‫ولتحفي ��ز حرك ��ة الإ�ستثم ��ار لخل ��ق فر� ��ص العمل‪،‬‬ ‫والعمل على و�ضع خطة مار�شال عربية لتمويل اعادة‬ ‫االعمار في دول النزاع‪.‬‬ ‫كم ��ا دع ��ت التو�صي ��ات �إل ��ى م�ساهم ��ة الم�ص ��ارف‬ ‫العربي ��ة باال�شت ��راك م ��ع القط ��اع العام ف ��ي اعادة‬ ‫الإعم ��ار وتطوي ��ر التنمي ��ة الإقت�صادي ��ة ف ��ي الدول‬ ‫العربية و�إل ��ى وجوب خلق تكت�ل�ات م�صرفية كبيرة‬ ‫لتتمكن م ��ن القيام بال ��دور المطل ��وب بالن�سبة �إلى‬ ‫تموي ��ل القطاعي ��ن الع ��ام والخا� ��ص ب�شك ��ل �أف�ضل‬ ‫و�إمكاني ��ة لع ��ب دور �أف�ضل على ال�ساحتي ��ن العربية‬ ‫والدولية‪ ،‬ف�ض ًال ع ��ن الدعوة �إلى �إن�شاء بنك تنموي‬ ‫للمنطق ��ة العربي ��ة للم�ساهم ��ة ف ��ي �إع ��ادة الأعمار‬ ‫وتمويل الإ�ستثمارات البينية العربية‪.‬‬ ‫كم ��ا ت�ضمن ��ت التو�صي ��ات �إج ��راء ح ��وار م�ستم ��ر‬ ‫وتطوي ��ر العالق ��ة بي ��ن الم�ص ��ارف العربي ��ة‬ ‫والم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة العربية من جه ��ة وال�سلطات‬ ‫المالي ��ة العالمي ��ة لم�ساعدتها في الإلت ��زام بتطبيق‬ ‫المتطلب ��ات والقواعد الدولية ف ��ي العمل الم�صرفي‬ ‫وتعزي ��ز تمويل الم�ص ��ارف لقطاع ��ات الم�شروعات‬ ‫ال�صغي ��رة والمتو�سطة في ال ��دول العربية كي تلعب‬ ‫دور ًا �إقت�صادي� � ًا وتنموي� � ًا اكب ��ر وت�ؤم ��ن فر�ص عمل‬ ‫�أكث ��ر للمواطنين‪ ،‬م ��ن دون �أن تغفل في �أحد بنودها‬ ‫�إهتم ��ام الم�ص ��ارف بتمويل الم�شروع ��ات الخا�صة‬ ‫ب�سيدات االعمال في الدول العربية‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪89‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫الإقت�صادي ��ة ﻭﺍ�ﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻐﺮﺏ �ﺁ�ﺳﻴﺎ (الإ�سك ��وا)‬ ‫�أكثر م ��ن ‪ 20‬ملي ��ون عربي معظمهم م ��ن ال�شباب‪،‬‬ ‫ﻣﻤﺎ ﻳ� ّﺸﻜﻞ ﺧ�ﺴﺎﺭﺓ �ﻷﻫﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ‬ ‫ﻋﺪﻡ ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒ�ﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟ�ﺸﺎﺑﺔ‪.‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ف�ض�ل ً�ا ﻋﻦ ﺍﻟﺘ�ﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍ�ﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍ�ﻹﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﻭﻧﻤﻮه ��ا‬ ‫ال�سلبي ��ة ﻭ�ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ �ﺇ�ﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ّ‬ ‫ً‬ ‫ﻣ�ﺴﺘﻘﺒﻼ‪ ،‬يقول بركات‪.‬‬ ‫ﺍ�ﻹﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻱ‬ ‫ﺍ�ﻷ‬ ‫و�ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ �ﺿﺮﺍﺭ ﺍ�ﻹﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎ�ﺷﺮﺓ ﻟﻬﺬﻩ‬ ‫ﺍ�ﻷﺣﺪﺍﺙ‪ ،‬ﻫﻨﺎﻙ �ﺃ�ﺿﺮﺍﺭ �ﺇﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻳﺔ غي ��ر مبا�ش ��رة‬ ‫ﻧﺎﺗﺠﺔ ف ��ي اﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍ�ﻷﻭﻟﻰ ﻋﻦ ﺍ�ﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟ�ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻤﻨﺎﺥ ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﺑﻴﺌﺔ ﺍ�ﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﻟﺮ�ﺅﻭ� ��ﺱ‬ ‫ﺍ�ﻷﻣﻮﺍﻝ‪.‬‬ ‫ﻭ�إذا م ��ا �أردن ��ا التوق ��ف عن ��د الآث ��ار الت ��ي تركتها‬ ‫التح ّوالت الجارية في الدول العربية نجد �أنها �أ ّدت‬ ‫�ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍلإقت�ص ��ادﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ �ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻗﺒﻞ ﺍلأﺣﺪﺍﺙ‪ ،‬ﻭ�ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺟﻊ‬ ‫ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍ�ﻹﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ الع ��ام ﺑ�ﺴﺒﺐ‬ ‫ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍ�ﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻﺕ‬ ‫البطالة‪ ،‬ﻭﺧ�ﺻو�ص� � ًا ﺑﻴﻦ ﺍﻟ�ﺸﺒﺎﺏ التي كانت �أ�ص ًال‬ ‫ﻣﻦ �ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬ﻫﺬﺍ ﻋﺪﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﺩﻓﻊ ﺭ�ﺅﻭ� ��ﺱ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ �ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﺮ�ﺳﻴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ الط ��اردة ل�ل��إ�ﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻁﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪.‬‬ ‫وف ��ي نظ ��رة تتطاب ��ق م ��ع نظ ��رة الفت ��ى ال ي�ستبعد‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻁﺮﺑﻴﻪ‪ ،‬ﺭﺋﻳ� ��ﺱ ﻣﺟﻠ� ��ﺱ �ﺇﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍ�ﻹﺗﺣﺎﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻣ�ﺻﺭﻓﻳﻳﻥ العرب‪� ،‬أن ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟ�ﺸﺮﻁ‬ ‫ﺍ�ﻷﻭﻝ ﻭﺍ�ﻷ �ﺳﺎ�ﺳﻲ ﻟﺒﺪء ﺣﻞ ﺍ�ﻷﺯﻣﺔ ﺍلإﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻳﺔ ﻫﻮ‬ ‫ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍ�ﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟ�ﺴﻴﺎ�ﺳﻴﺔ ﻭﺍ�ﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟ�ﺴﻼﻡ‬ ‫ﻭﺍلإ�ﺳﺘﻘﺮﺍﺭ �ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪�" ،‬ﺇﻻ �ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ‬ ‫ﻣﻠﺒﺪﺓ ﺑﺎﻟﻐﻴﻮﻡ ﻭﻻ‬ ‫ﺍلإﻧﺘﻈﺎﺭ ﺣﻴﺚ �ﺃﻥ �ﺳﻤﺎءﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ّ‬ ‫ﺗﺰﺍﻝ ﺗ�ﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ �أجواء ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ"‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف‪ ":‬ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ممن ��وع علين ��ا جميع� � ًا �ﺃﻥ ﻧﻘﻒ‬ ‫ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺝ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻣﺪﻋﻮ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺠﺎﻝ �ﺇﺧﺘ�ﺼﺎ�ﺻﻪ �ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤ�ﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ للأحداث"‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺒﺮﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ الدولي ��ة‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻤ�ﺼﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻤ�ﺆ�ﺳ�ﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟ�ﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍلإ�ستثم ��اﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬وال�صنادي ��ق‬ ‫ﺍﻟ�ﺴﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺩﺭﺍ�ﺳﺔ ﻭ�ﺿﻊ ﺧﻄﺔ �ﻹﻋﺎﺩﺓ‬ ‫�ﺇﻋﻤﺎﺭ �ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ �ﺷﻬﺪﺕ ن �ﺃﻭ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ‬ ‫ﺗ�ﺸﻬﺪ‪� ،‬ﺇ�ﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻭﻧﺰﺍﻋﺎﺕ‪� ،‬ﻷﻧﻪ ﻳ�ﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺑﻌﺪ �ﺇﻧﺘﻬﺎء ﺍلإ�ﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﺑ�ﺈﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ‪� ،‬ﺇﻋﺎﺩﺓ �ﺇﻋﻤﺎﺭ ﻣﺎ ﺗﻬﺪّﻡ‪ ،‬ﻭﺣﻞ ﺍﻟﻤ�ﺸﻜﻼﺕ‬ ‫ﺍلإﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ �ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻗﺒﻞ ﺍ�ﻷﺣﺩاﺙ ﻭﺗﻠﻚ‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫عدنان يو�سف‪ :‬الإهتمام بالعن�صر الب�شري‬

‫عماد الفتى‪ :‬الأمن والإ�ستقرار عامالن �أ�سا�سيان‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬ي�شرح طربيه‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى ذلك‪ ،‬ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟ�ﻀﺮﻭﺭﻱ ﺑﻤﻜﺎﻥ‪،‬‬ ‫وف ��ق طربيه‪ ،‬ﻭ�ﺿﻊ م�شروع ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺑ�ﺄ�ﺳﺮﻫﺎ‪،‬ﻋﻠﻰ�ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻣ�ﺸﺮﻭﻉ ﻣﺎﺭ�ﺷﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ �أع ��اد‬ ‫�ﺇﻋﻤﺎﺭ �ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ الثانية‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ‬ ‫ﺧﻠﻖ ﺑﻴﺌﺔ �ﺇ�ﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﺟﺎﺫﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺗﻬﺪﻑ �ﺇﻟﻰعودة ﺍﻟﺮ�ﺳﺎﻣﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﺣﺮﻛﺔ‬ ‫ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺒﻴﻨﻲ‪ ،‬ﻭﺟﻌﻞ المنطق ��ة ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ً‬ ‫ﻫﺪﻓﺎ للإ�ستثمار ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍ�ﻷﺟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ �سواء‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ال بد من الإ�شارة �ﺇﻟﻰ �ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‬ ‫ً‬ ‫ﺣﺎﻟﻴﺎ من القطاع الم�صرفي العربي ي�ستلزم مواكبة‬ ‫ودعم� � ًا وت�سهي�ل ً�ا م ��ن �صن ��اع الق ��رار ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻁﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮب ��ي‪� ،‬إذ ﻻ ﻳﻨﻘ�ﺺ ﺍﻟﻤ�ﺼﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍ�ﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ‬ ‫ﻭﻻ ﺍﻟﻜﻔﺎءﺍﺕ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒ�ﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻭﺟﻮﺩ �ﺇ�ﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺧﻄﻂ ًا ﺭ�ﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺟﺎﺩﺓ ﻭﻣﺪﺭﻭ�ﺳﺔ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﺎ�ﻹ �ﺿﺎﻓﺔ �ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍ�ﻷﻣﻦ ﺍ�ﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ‬ ‫عن�صر ًا �ﺃ�ﺳﺎ� ً‬ ‫ﺳﻴﺎ ﻓﻲ �ﺇ�ﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬

‫وبالعودة �إلى الظروف الإقليمية والعربية ال�ضاغطة‬ ‫عل ��ى الم�ص ��ارف العربية‪ ،‬ف� ��إن ﻛــﻝ ذﻟــ ��ك ﻴرﺘــب‪،‬‬ ‫الق�صار‪� ،‬أﻋﺒــﺎء �إ�ﺴـ ��ـﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ‪ ،‬وﻤ�ﺴــو�ؤﻟﻴﺎت‬ ‫وبح�س ��ب ّ‬ ‫ﻛﺒﻴــ ��رة ﻋﻠـ ��ـﻰ �إدارت اﻟﻤ�ﺼـ ��ـﺎرف واﻟﻘﻴﻤـﻴن‬ ‫ﻋﻠﻴﻬـ ��ـﺎ ﻟﻠﻤواءﻤــﺔ ﻤـﺎ ﺒـ ��ـﻴن اﻟ�ﺴﻴﺎ�ﺴـ ��ـﺎت اﻟﺤ�ﺼـﻴﻔﺔ‬ ‫اﻟﻤﻠزﻤـ ��ـﺔ ﺒ�ﺈﺘﺒﺎﻋﻬـ ��ـﺎ ﻋﻠـ ��ـﻰ ﻤ�ﺴـــ ��ـﺘوﻴﺎت ﻤﻌـــ ��ـﺎﻴﻴر‬ ‫ا�ﻷﻤــــﺎن ا�ﻹﺌﺘﻤﺎﻨﻴـــ ��ـﺔ وا�ﻹ دارﻴــــﺔ‪ ،‬و�ﻀــــﻤﺎن ﺘطــــوﻴر‬ ‫ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬــــﺎ وﺨـــ ��دﻤﺎﺘﻬﺎ وﻤواردﻫــــﺎ اﻟﺒ�ﺸــــرﻴﺔ ﻤــــن‬ ‫ﺠﻬـــ ��ـﺔ‪ ،‬وﺒــــﻴن �إ�ﺴـــ ��ـﺘﻤرارﻫﺎ ﻓــــﻲ ﺘ�ﺄدﻴـــ ��ـﺔ دورﻫــــﺎ‬ ‫ا�ﻷ �ﺴـﺎ� ��س ﻟﺘـ�ﺄﻤﻴن ﻤـ ��وارد اﻟﺘﻤوﻴـ ��ﻝ للإﻗﺘ�ﺼـ ��ـﺎدات‬ ‫اﻟﻌرﺒﻴـﺔ ﻟﻠﻨﻤـو واﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻤـن ﺠﻬــﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫وفي نظرة �سريع ��ة �ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ المنطقة‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ُﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﻭﺧﻠﻖ‬ ‫ﻓﺮ� ��ﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ف ��ي ‪ ، 2012‬ﻓﻘﺪ �ﺇﺟﺘﺬﺑﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ �إ�ستثم ��ارات خارجي ��ة مبا�ش ��رة بلغت ‪47,1‬‬ ‫ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ف ��ي الع ��ام ‪ 2012‬ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑـــ� �ـ ‪66,2‬‬ ‫ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ف ��ي الع ��ام ‪� ،2010‬أي �إنخفا� ��ض بن�سبة‬ ‫‪ ،% 28,5‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺗُﻌﺪ ﺟﺰء ًﺍ ﺑ� ً‬ ‫ﺴﻴﻄﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ العربي ��ة ال�ضخم ��ة ف ��ي الخ ��ارج‪ .‬ﻣﻤﺎ‬ ‫ﻳ�ﺴﺘﺪﻋﻲ ﺧﻠﻖ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻮﺍﺗﻴﺔ ﺗ�ﺆﺩﻱ �ﺇﻟﻰ ﺟﺬﺏ ﺟﺰء‬ ‫م ��ن ﻫﺬﻩ ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗ�ﻀﻤﻦ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺣﺮﻛﺔ‬ ‫ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﻴﻨﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺫﻟﻚ بالطب ��ع‬ ‫ﺗﻮﻓﺮ ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍ�ﻷﻣﻨﻲ ﻭﺍ�ﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍ�ﻹﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻱ‪،‬‬ ‫ﻭﺗ�ﺄﻣﻴﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ متكامل ��ة‪ ،‬ﻭﺗﺬﻟﻴﻞ ﺍﻟ�ﺼﻌﺎﺏ‬ ‫�ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤ�ﺴﺘﺜﻤﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﻟﻠﺘ�ﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﺟﻌﻞ المنطق ��ة ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ �ﺳﺎﺣﺔ ﻟﻠﻨ�ﺸﺎﻁ‬ ‫ﺍ�ﻹ �ﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍ�ﻷﺟﻨﺒﻲ على حد �سواء‪.‬‬ ‫وﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ م ��ا ج ��رى ف ��ي ال ��دول العربية‬ ‫والعالم‪ ،‬فقد حافظت هذه الدول على قوة مراكزها‬ ‫المالية والتي تمثل في تحقيقها ﻧ�ﺴﺐ ﻣﻼءﺓ ﻭ�ﺳﻴﻮﻟﺔ‬ ‫ﻭﺭﺑﺤﻴﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ‪.‬‬ ‫وم ��ن الأدلة على ذلك ما ي ��ورده بركات حول و�صول‬

‫محمد بركات ‪" :‬تنتظرنا تحديات‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ �ﺃﺣﺪﺛﺖ‬ ‫نتيجة ّ‬ ‫�إنقالب ًا كبير ًا ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍ�ﻹﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻱ‬ ‫�ﺇﻣﺘﺪ �ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍ�ﻹﻗﺘ�ﺼﺎﺩﻳﺔ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ �سبب ًا مبا�شر ًا لتراجع الأداء‬ ‫الإقت�صادي‪ ،‬ﻭﺗﺮﺍﻛﻢﺍﻟﺪﻳﻮﻥ والعجز‬ ‫في الموازنات و�إ�ست�شراء البطالة"‬


‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫المنبر الإجتماعي‬

‫العربية‬ ‫األدمغة‬ ‫أوقفوا هجرة‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫قبل فوات األوان‬ ‫�إن� � ُه واح ��د م ��ن �أط ��ول ال ُم�سل�سالت‬ ‫الدرامية في تاري ��خ الأمة العربية‪.‬‬ ‫�إن� � ُه مُ�سل�س ��ل هج ��رة الكف ��اءات العربي ��ة باتجاه‬ ‫العوا�ص ��م الغربي ��ة‪ .‬فتعازين ��ا لل�ش ��رق وتهانين ��ا‬ ‫للغ ��رب‪� .‬إذ يُقال �أ َّن هجرة العقول العربية باتت‬ ‫تقدَّر بمئتي مليار من الدوالرات الأميركية‪.‬‬ ‫نتيج� � ًة لهج ��رة ه ��ذه العق ��ول‪ ،‬تتح ّم ��ل البلدان‬ ‫العربي ��ة خ�س ��ارة مُزدوج ��ة‪ :‬الأول ��ى‪ ،‬تتمح ��ور‬ ‫ح ��ول �ضياع م ��ا �أنفق على هذه الث ��روة الب�شرية‬ ‫م ��ن جه ��ود �إن�ساني ��ة وتربوي ��ة وعلمي ��ة‪� ،‬س ��وف‬ ‫ن�صدّره ��ا لت�ستفي ��د منه ��ا ال ��دول الأجنبية‪� .‬أما‬ ‫الثاني ��ة‪ ،‬فتتمحور حول الحاجة �إلى دفع �أموال‬ ‫مُ�ضاعف ��ة لمواحهة هذا النق�ص بالكفاءات‪ ،‬لذا‬ ‫�سوف ن�ستوردها لت�ستفيد م ّنا الدول الأجنبية‪.‬‬ ‫يب ��دو �أن جامع ��ة ال ��دول العربي ��ة ق ��د تن َّبه ��ت‬ ‫م�شكور ًة �إل ��ى هذه الخ�سارة عند الت�صدير و�إلى‬ ‫تلك الخ�سارة عن ��د الإ�ستيراد‪ ،‬فقامت بدرا�ساتٍ‬ ‫ع� �دّة بالتع ��اون م ��ع ُمنظم ��ة الأوني�سك ��و‪ ،‬وق ��د‬ ‫تو�صلتا �إلى الحقائق التالية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫< هج ��رة العق ��ول ه ��ي واح ��دة م ��ن �أه ��م عوامل‬ ‫تردّي الحالة في العالم العربي؛‬ ‫< ُت�ساه ��م ال ��دول العربي ��ة لوحده ��ا ف ��ي هجرة‬ ‫ثلث الكفاءَات من الدول النامية؛‬ ‫< �إن ‪ %50‬م ��ن الأطب ��اء و‪ %23‬م ��ن المهند�سي ��ن‬ ‫الباقين يُحاولون الهجرة؛‬ ‫< و‪ 54‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن الط�ل�اب الع ��رب الذي ��ن‬ ‫يتخ�ص�صون في الخارج ال يعودون‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مُعظ ��م ه�ؤالء الأدمِ غة العربية‪� ،‬إنْ لم ن ُقل كلها‪،‬‬ ‫ب�سبب‬ ‫ت�ستق ��ر ب�شكل نهائ ��ي في بالد الإغت ��راب َ‬ ‫الف�ساد ال ُم�ست�شري على ال ُم�ستوى‪:‬‬ ‫< الوظائف ��ي‪ ،‬بحي ��ث ب ��ات م ��ن الم�ستحي ��ل‬ ‫الح�ص ��ول عل ��ى وظيف ��ة بمج� � َّرد الإت ��كال عل ��ى‬ ‫المح�صول العلمي والمهني؛‬ ‫< ال�سيا�س ��ي‪ ،‬بحي ��ث خ�س ��ر العدي ��د م ��ن‬ ‫ال�سيا�سييين العرب ثقة و�إحترام ذوي الكفاءات‬ ‫لجهة �إدارة �ش�ؤون البلدان؛‬ ‫< الأمن ��ي‪ ،‬بحي ��ث �أ�صبحن ��ا نت ��وق �إل ��ى العي� ��ش‬ ‫تح ��ت راية الأمن والأمان بعدما بد�أت الفو�ضى‬

‫ت�ستقر في كل المناطق؛‬ ‫< الق�ضائي‪ ،‬بحيث �إ�ستق ّرت في عقول الأكثرية‬ ‫قناع ��ة ال تقبل الج ��دل لناحية فق ��دان �شفافية‬ ‫وم�صداقية رجل القانون (�أو �س ّيدته)؛‬ ‫< الديني‪ ،‬وك ْم هو م�ؤلم التط ّرق �إلى هذا النوع‬ ‫الغري ��ب م ��ن الف�س ��اد لكن ل ��م ي ُعد ف ��ي الإمكان‬ ‫ّ‬ ‫غ�ض النظر عن التط ّرف‪.‬‬ ‫بعدم ��ا تق� �دّم‪ ،‬نلح ��ظ �أن �إمكاني ��ة ع ��ودة تل ��ك‬ ‫الأدمِ غ ��ة الت ��ي رفع ��ت‪ ،‬وم ��ا زال ��ت ترف ��ع‪ ،‬عالي� �اً‬ ‫�أ�سم ��اء بلدانه ��ا ف ��ي العال ��م �أجم ��ع‪ ،‬ه ��ي �شب ��ه‬ ‫مَعدوم ��ة‪� ،‬إذ ال �أحد يه ��وى العي�ش مُحاطاً بهذا‬ ‫الك� � ّم م ��ن الف�ساد؛ وفي حال ع ��ادت‪ ،‬ف�إن �سيا�سة‬ ‫التطني� ��ش والتهمي�ش هي كفيل ��ة بجعلها ت�شعر‬ ‫ب ُغرب ��ة �س ��وداء داخ ��ل ح ��دود الوط ��ن تتخط ��ى‬ ‫رمادية ُغربة الخارج‪.‬‬ ‫يُهاج ��رون ف ��ي قم ��ة عطائه ��م‪ .‬ن�شت � ُ‬ ‫�اق �إليه ��م‪،‬‬ ‫نفتخ� � ُر ب�أعماله ��م‪ ،‬نتاب ُع �أخباره ��م‪ ،‬نت�ش ّو ُق �إلى‬ ‫�أوالده ��م‪ .‬لكننا خ�سرناهم وخ�سرتهم �أوطانهم‪.‬‬ ‫ي ��ا لي ��ت �أوطانه ��م تق ��وم ب�إج ��راء م�س � ٍ�ح �شام ��لٍ‬ ‫م ��ن �أج ��ل التع� � ّرف عل ��ى �أعداده ��م و�أماكنه ��م‬ ‫و�إخت�صا�صاته ��م‪ ،‬وم ��ن ث ��م تق ��وم بتبن ��ي خطط‬ ‫مدرو�س� � ًة به ��دف �إجت ��ذاب الأدمِ غ ��ة الت ��ي ق ��د‬ ‫هاج ��رت �سابق� �اً والح� � ّد م ��ن الأدمِ غ ��ة الت ��ي ق ��د‬ ‫ُتهاج ��ر الحق� �اً؛ وبذل ��ك نط ��وي �صفح ��ة ُكت ��ب‬ ‫عليه ��ا هج ��رة الكف ��اءات والمه ��ارات‪ ،‬ونفت ��ح‬ ‫�صفح ��ة نكت ��ب عليه ��ا م�شاري ��ع ت ��د ّر الأعم ��ال‬ ‫والأموال‪.‬‬ ‫�إذ مهم ��ا بلغت الإمكانات التجارية �أو ال�صناعية‬ ‫�أو التنفيذي ��ة �أو حت ��ى المادي ��ة‪ ،‬تبق ��ى العق ��ول‬ ‫الب�شري ��ة ه ��ي الوحي ��دة الكفيل ��ة‪ :‬با�ستم ��را ِر‬ ‫وبح�س � ِ�ن �إ�ستغالله ��ا‪ .‬فق ��د بات ��ت م ��ن‬ ‫نجاحه ��ا ُ‬ ‫الثواب ��ت العلمي ��ة �أن الم ��وارد الب�شري ��ة هي من‬ ‫�أه ��م عنا�ص ��ر التنمي ��ة الإقت�صادية‪ ،‬لذل ��ك بُتنا‬ ‫نلح ��ظ �أن ال�ش ��ركات العالمية لم تع ��د الوحيدة‬ ‫الت ��ي تكث ��ف م ��ا يُ�سم ��ى بالإ�ستثم ��ار الب�ش ��ري‪،‬‬ ‫ب ��ل �أي�ض� �اً ب ��د�أت ال ��دول الكب ��رى تح ��ذو حذوها‬ ‫وذل ��ك لرف ��ع م�ستوى تل ��ك الدول م ��ن الناحية‬ ‫الإقت�صادية‪.‬‬

‫عن ��د التع ّم ��ق ف ��ي ه ��ذا ال ُم�سل�س ��ل الجدي ��د –‬ ‫القدي ��م‪ ،‬مُ�سل�سل هجرة الأدمِ غ ��ة الأثيم‪ ،‬يُدرك‬ ‫الباح ��ث مُ�ست ��وى الجد ّي ��ة في �إمكاني ��ة تفاقمه‬ ‫الأليم‪ ،‬وذلك يعود مبدئياً �إلى‪:‬‬ ‫‪ .1‬ال ��دول العربي ��ة ل ��م ت�ض ��ع �أ�ص�ل ً�ا خط ��ة‬ ‫لمكافحة مُ�سل�سل الهجرة الذي لم ينقطع على‬ ‫م ّر ال�سنوات؛‬ ‫‪ .2‬ال ��دول الم�ص ّنع ��ة ت ��درك تمام� �اً �أن العق ��ل‬ ‫ال ُمبدع هو �أهم ر�أ�سمال وب�إمكانها �إمتالكه؛‬ ‫للمتخ�ص�صي ��ن‬ ‫‪ .3‬طل ��ب ال�ش ��ركات العربي ��ة‬ ‫ّ‬ ‫الأجان ��ب يترك وظائف الغ ��رب �شاغرة ب�إنتظار‬ ‫�أوالدنا؛‬ ‫‪ .4‬تد ّن ��ي ن�سب ��ة ال ��والدة ف ��ي ال ��دول ال ُمتقدم ��ة‬ ‫�صناعي� �اً يُجبره ��ا تدريج� �اً عل ��ى الإ�س�ستعان ��ة‬ ‫بال ُمهاجرين؛‬ ‫‪�ُ .5‬صعوب ��ة الح�ص ��ول عل ��ى �إقام ��ة ف ��ي �شرقن ��ا‬ ‫ُتقابله ��ا ت�سهي�ل�ات حتى لناحي ��ة الح�صول على‬ ‫الجن�س ّية في البلدان الغربية؛‬ ‫‪ .6‬اللغ ��ة العربي ��ة الت ��ي ال يتقنه ��ا الأجنب ��ي في‬ ‫حي ��ن تع� �دّد اللغات ه ��ي من خ�صائ� ��ص المثقف‬ ‫ال�شرقي؛‬ ‫‪ .7‬طبيع ��ة نظ ��ام العولم ��ة غرباً بينم ��ا الأنظمة‬ ‫العربي ��ة �أ�ضح ��ت �أخي ��راً م�صبوغ ��ة بالتدي ��ن‬ ‫المتطرف؛‬ ‫‪ .8‬البل ��دان المتقدم ��ة ت�ساع ��د ف ��ي عملي ��ة دمج‬ ‫الكف ��وء ف ��ي مُجتمعاته ��ا م ��ن �أجل جن ��ي التمار‬ ‫من معرفته؛‬ ‫‪ .9‬ع ��دم دعم وتوفير �إمكان ��ات للبحوث العلمية‬ ‫ب ��دوره ي� ��ؤدي �إل ��ى هج ��رة الأدمِ غة التواق ��ة �إلى‬ ‫التقدّم‪.‬‬ ‫مه�ل ً�ا‪ ،‬ق ��د تك ��ون �إختلط ��ت عل � َّ�ي الح�ساب ��ات‬ ‫حي ��ن �ص َّرح ��تُ كاتب ًة " تعازين ��ا لل�شرق وتهانينا‬ ‫للغ ��رب "‪ .‬فعل ��ى الرغ ��م م ��ن كل ما �سب ��ق‪ ،‬فقد‬ ‫ب ��ات الغ ��رب ه ��و الم�ست ��ورِد و�أ�ضحين ��ا نحن من‬ ‫�أكبر الم�صدِّرين‪ُ ،‬ن�ص� �دِّر �أوالدنا‪ ،‬فلذات �أكبادنا‬ ‫ومُ�ستقبل �أوطاننا‪.‬‬ ‫ال �أق�ص� � ُد الإ�ستفزاز‪ ،‬و ُع ��ذراً على ر�أيي ال ُمنحاز‪،‬‬ ‫وتهانينا يا عرب على هذا الإنجاز!‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪91‬‬


Advanced BMI Weight Loss Clinic www.a-bmi.com An opportunity for a new life Are you looking to dramatically reduce your weight and remove the excess fat? Our Weight Loss Institute offers several medical and surgical weight loss options

Weight Loss Specialists: Canadian-certified

Dr Nagi Safa Certified Weight loss Surgeon (Canada-Lebanon)

Christelle Bedrossian Registered Dietitian Head Dietitian (Lebanon)

Weight Loss Surgeries

Expertise in all bariatric procedures: Laparoscopic gastric bypass, Sleeve Gastrectomy, Gastric banding, gastric plication, Laparoscopic repair of previous weight loss surgeries, Surgery for diabetes

Total Body Lifting

Liposuction, Tummy tuck, breast surgeries, Body lifting

Lebanon - Zalka Zalka Highway, White City Building, 5th Floor Phone: 04 715 036 Cellular: 76 3773 76 Email: info@a-bmi.com

Dr Thierry Yazbeck Certified Weight loss Surgeon (Lebanon)

Medical Weight Loss Options Dietary consultation, Low Calorie Protein Diet Program(lose 8 -12 kg/ month under medical supervision),Breathing test (found out if you have a slow, normal or fast metabolism), Bodyreshaping, cellulite and fat reduction


‫بييرو �أ�شقر‪ :‬م�شروع واعد‬

‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫بع ��د ع�شرين عام� � ًا ق�ضاها بيي ��رو �أ�شقر‬ ‫كمغترب ف ��ي فرن�س ��ا م ��ن دون �أن يحدّد‬ ‫ماهيته وطبيعته‪ ،‬عاد �إلى وطنه الأم لبنان وك ّله �إيمان‬ ‫ عل ��ى عك�س الكثي ��ر من اللبنانيي ��ن الذين يهاجرون‬‫وطنه ��م – "�إنه بلد جدير �أن ن�سك ��ن فيه ونفتخر به‪،‬‬ ‫رغ ��م كل م�شاكله وم�صاعب ��ه اليومية‪ ،‬لأن �شعبه �شعب‬ ‫طيب" وهذا ما لم يجده يوم ًا في الخارج‪.‬‬ ‫ولكن كيف بد�أت الق�صة التي ت�صب في نهاية المطاف‬ ‫في خدمة هذا ال�شعب؟‬ ‫ي�ستذك ��ر �أ�شق ��ر في حدي ��ث �إلى "�أ�س ��واق العرب" �أنه‬ ‫ك ��ان ال ي ��زال يبحث عن م�شروع �إ�ستثم ��اري يريح باله‬ ‫وب ��ال المواط ��ن عندم ��ا جاءت ��ه الفكرة خ�ل�ال قيامه‬ ‫بزيارة �أحد �أ�صدقائه حيث طلبت زوجته وبالم�صادفة‬ ‫نرجيل ��ة عب ��ر خدمة التو�صي ��ل والت�سليم �إل ��ى المنزل‬ ‫المعروفة في لبنان بخدم ��ة "الديليفري" الأمر الذي‬ ‫و ّلد مناق�شة مط ّولة حول المو�ضوع‪.‬‬ ‫وعندما علم �أن هذه الخدمة باتت ت�شمل حتى مطاعم‬ ‫"ماكدونالدز" التي بات يعتبر فرعها في لبنان الوحيد‬ ‫الذي لديه خدمة التو�صيل �إلى المنازل "الديليفري"‪،‬‬ ‫ت�ساءل‪ " :‬لماذا ال �أ�ؤ�س�س "�سوبر ماركت" �أو حتى �سوق‬ ‫ت�س� � ّوق �إلكتروني ��ة تتمتع به ��ذه الخدم ��ة؟"‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫بعدم ��ا ت�أكد من �صديقه �أن الفك ��رة غير متوافرة بعد‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫ل ��م ينطلق �أ�شق ��ر في ال�سير بم�شروعه م ��ن العدم‪ ،‬بل‬ ‫ج ��اء �إ�ستناد ًا �إلى العديد من الدرا�سات والإح�صاءات‬ ‫والت ��ي �أف ��اد بع�ضه ��ا �أن ‪ %87‬مم ��ن �شملته ��م رحب ��وا‬ ‫بالفك ��رة‪ ،‬وهذه الن�سبة الكبيرة هي ممن هم في �سوق‬ ‫العمل‪ ،‬فيما ال� �ـ ‪ % 13‬الذين لم يحبذوا الفكرة فكانوا‬ ‫من العاطلين‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من بع�ض ال�صعوبات التقنية‪ ،‬والن�صائح‬

‫هكذا تبدو ال�سلع في "كرونو�شوب مول"‬

‫التحذيرية التي تلقاها �أ�شقر من بع�ض �أ�صدقائه‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�س ��وق الإلكتروني الذي كان يحلم به �أب�صر النور في‬ ‫الأ�سب ��وع الثال ��ث م ��ن كان ��ون الأول (دي�سمبر) ‪2013‬‬ ‫عب ��ر موق ��ع " ‪"/http://chronoshopmall.com‬‬ ‫وب�إ�ستثمار فاقت كلفته المليون والن�صف مليون دوالر‪،‬‬ ‫في بلد يتخبط ب�أزمة �إقت�صادية �صعبة منذ �سنوات‪.‬‬ ‫م ��ن دون �أي تموي ��ل م�صرف ��ي با�شر �أ�شق ��ر م�شروعه‬ ‫به ��دف التخفي ��ف ع ��ن كاه ��ل ع�ش ��رات الآالف م ��ن‬ ‫المواطني ��ن الذي ��ن يقعون �ضحي ��ة "ازم ��ة ال�سير في‬ ‫بي ��روت الكبرى "ب�شكل يومي �أثن ��اء ذهابهم وعودتهم‬ ‫م ��ن "ال�سوبرمارك ��ت" ال �سيم ��ا �إذا ك ��ان بعي ��د ًا م ��ن‬ ‫منازلهم‪ ،‬وبالتالي ت�سهيل جانب من �أمورهم الحياتية‬ ‫‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د �أ�شقر �أن الم�شروع ب ��ات اليوم ي�سمح للمواطن‬ ‫بر�ؤي ��ة المنتجات والب�ضائ ��ع ب�صورة ثالثي ��ة الأبعاد‪،‬‬ ‫والتمييز ما بي ��ن �أ�سعارها‪ ،‬و"عند �إختيارك لأي منتج‬ ‫تعمل �إدارتنا على العمل فور ًا لتلبية طلبك و�إي�صال ما‬ ‫�إخترت و�إ�شتريت �إليك ف ��ي مهلة ق�صيرة (وفي اليوم‬

‫لم ينطلق بييرو �أ�شقر بم�شروعه من‬ ‫العدم‪ ،‬بل جاء �إ�ستناداً �إلى درا�سات‬ ‫و�إح�صاءات التي �أفاد بع�ضها �أن ‪ %87‬ممن‬ ‫�شملتهم رحبوا بالفكرة‪ ،‬وهذه الن�سبة‬ ‫الكبيرة هي ممن هم في �سوق العمل‪،‬‬ ‫فيما ال ‪ % 13‬الذين لم يحبذوا الفكرة‬ ‫فكانوا من العاطلين‬

‫نف�سه) و�أنت جال�س ف ��ي منزلك‪� ،‬إذ تتاح لك الفر�صة‬ ‫م ��ن الدخول في تجربة بعي ��دة من الواقع وتختلف عن‬ ‫الت�س ّوق الآلي العادي"‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف‪" :‬لقد حان الوقت ال ��ذي تجل�س فيه وتت�سوق‬ ‫متى �شئت و�أينما كنت‪ ،‬في ال�سيارة‪ ،‬في المكتب‪� ،‬أو في‬ ‫العمل‪ ،‬لتجد ال�سلع الإ�ستهالكية التى تريدها من دون‬ ‫عناء‪ ،‬من خالل التقنيات الحديثة والتكنولوجيا ومنها‬ ‫الهواتف الذكية والحا�سوب الن ّقال الـ"البتوب""‪.‬‬ ‫وي�ش ّك ��ل هذا الإبتكار مثا ًال حي� � ًا وملمو�س ًا على �أن هذه‬ ‫التكنولوجي ��ا �أ�صبحت جزء ًا م ��ن حياتنا اليومية‪ ،‬و�أنه‬ ‫ال يمكن الإ�ستغن ��اء عنها‪ ،‬وكفيلة بتوفير العناء ‪ ،‬عناء‬ ‫ال�شراء وحمل الم�شتريات والعودة بها �إلى المنزل‪ ،‬مع‬ ‫ما يرافق ه ��ذه المهمة من حرق �أع�صاب وبذل الوقت‬ ‫والجه ��د ال ��ذي ب ��ات الكثير م ��ن اللبنانيي ��ن يف�ضلون‬ ‫توفيرهما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وال ينك ��ر �أ�شقر �أن للنجاح �ضريبة‪ ،‬معتبرا �أن الو�صول‬ ‫�إلى القمة يوجب عل ��ى الإن�سان �إجتياز مراحل �صعبة‪،‬‬ ‫م�ؤمن� � ًا بالمثل ال�شائع‪" :‬من طلب العلى �سهر الليالي"‪.‬‬ ‫حيث تراه يتابع �أمور الموقع ومتطلباته ب�شكل يومي كي‬ ‫يبقى مواكب ًا للع�صر‪.‬‬ ‫و�إنطالق� � ًا من كونه رج ��ل �أعمال ال ير�ض ��ى ب�أن�صاف‬ ‫الحلول‪� ،‬أ�ص ّر �أ�شقر على �أن ال يكون عمله مميز ًا وغير‬ ‫عادي فح�سب‪ ،‬فكان قراره ب�إدخال تقنية ثالثية البعاد‬ ‫عالي ��ة الجودة (‪ )D3‬على برنامج الم�شروع المتطور‬ ‫ال ��ذي يجلب �سوق ًا تجارية الى بي ��ت المواطن‪ ،‬مخ ّو ًال‬ ‫�إياه ر�ؤية المنتجات بكافة �أنواعها و�أ�شكالها و�أ�سعارها‬ ‫بطريقة �سهلة ووا�ضحة‪.‬‬ ‫ومن هن ��ا �أ�صب ��ح ع�شاق الت�س� � ّوق في لبن ��ان بمختلف‬ ‫�أجنا�سه ��م وفئاته ��م العمري ��ة‪ ،‬ال �سيم ��ا م ��ن ُت�شغلهم‬ ‫�ضغوطات العمل اليومية �أمام حلول مبتكرة‪ ،‬وفي ذلك‬ ‫ي�شرح �أ�شقر‪" :‬كل هذه التقنية يتم عر�ضها على �شا�شة‬ ‫جهاز الكومبيوتر العادي �أو الالبتوتب فى بيتك �أو‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪93‬‬


‫م�شروع‬

‫"مول" ثالثي الأبعاد هو الأول من نوعه في لبنان وال�شرق الأو�سط‬

‫"كرونوشوب مول" سوق تجارية متكاملة‬ ‫تبيع كل األشياء على "اإلنترنت"‬ ‫يرف��ع ف��ي حياته �شعاراً"مهما كان نوع الإبداع ف�إن ج��زء ًا منه هو حل لم�شكلة"‪ ،‬وهو برهن من‬ ‫خالل م�ؤ�س�سته التي �أب�صرت النور حديث ًا �أن الإرادة ال�صلبة هي مفتاح الأمور ال�صعبة‪ ،‬بعدما قدّ م‬ ‫نموذج � ًا خدماتي ًا يُحتذى به على م�ست��وى �إحتياجات المواطن اليومية الذي ي�ؤكد بدوره على‬ ‫�أنه لي�ست هناك حدود للتقنيات الحديثة والتكنولوجيا‪.‬فرغم الت�شا�ؤم ال�سائد عند اللبنانيين‪ ،‬ال‬ ‫�سيما من زاوية الهزّات التي ت�ضرب �أمن بلدهم و�إ�ستقراره‪ ،‬وتدفع بالكثير منهم �إلى الهجرة‪ ،‬لم‬ ‫يتردد في الت�صرف وك�أن الإ�ستقرار عائد �إلى لبنان قريباً‪� .‬إنه بييرو �أ�شقر �صاحب ورئي�س مجل�س‬ ‫�إدارة "‪ "chronoshopmall.sal‬الم�ش��روع الذي يقدّ م خدمة الت�سوق عبر "الإنترنت" مع‬ ‫التو�صيل مجاناً‪ ،‬وب�أ�سعار "ال�سوبر ماركت" التقليدية من دون �أية �إ�ضافة‪.‬‬ ‫"كرونو�شوب مول"‪:‬‬ ‫كل �شيء موجود‬

‫‪92‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫م�شروع‬ ‫على هاتفك المحمول‪ ،‬وتقوم بال�ضغط على الأ�صناف‬ ‫المخت ��ارة فيت ��م �إ�ضافتها الى �سل ��ة م�شترياتك‪ ،‬حتى‬ ‫تتنته ��ي من الت�س� � ّوق‪ ،‬وبعدها تق ��وم بالدفع ببطاقتك‬ ‫الإئتمانية �أو نق ��د ًا عند �إ�ستالمك الطلبية من مندوب‬ ‫ال�شركة"‪.‬‬ ‫و�إ�ستن ��اد ًا �إلى تكالي ��ف �إ�ستعمال ال�شاحن ��ات ال�سيارة‬ ‫المخ�ص�ص ��ة لتو�صي ��ل الطلبي ��ات‪ ،‬وكذل ��ك‬ ‫المب� � ّردة‬ ‫ّ‬ ‫�سائقيه ��ا �إ�ضاف ��ة �إل ��ى رف� ��ض �أ�شق ��ر �إلح ��اق الأذى‬ ‫التج ��اري ب"الدكاكين" والميني مارك ��ت‪ ،‬قرر و�ضع‬ ‫الحد الأدن ��ى للطلبية الواح ��دة ب ‪ 50‬دوالر ًا‪ ،‬على �أن‬ ‫يت ��م �إي�صالها خالل ثالث �ساعات كحد �أق�صى‪� ،‬أو في‬ ‫الوق ��ت الذي يح ��دده الزبون‪ ،‬وتتاح ه ��ذه الخدمة في‬ ‫العا�صمة بيروت (الكب ��رى) وفي محافظة جبل لبنان‬ ‫و�ستتو�سع م�ستقب ًال مع تح�سن الو�ضع الأمني‪.‬‬ ‫والالف ��ت ف ��ي الم�شروع ه ��و التنوع الع�ص ��ري في �آلية‬ ‫الدف ��ع حي ��ث يطلع زائ ��ر الموق ��ع (�أي الزب ��ون) على‬ ‫تفا�صيله ��ا عن ��د دخوله �إلي ��ه‪ ،‬وبعد �أن يق ��وم الزبون‬ ‫ب�إختي ��ار الطلبية يقوم الموقع بتجهي ��ز الح�ساب‪ ،‬كما‬ ‫يمك ��ن ال�ش ��راء من طري ��ق هات ��ف ال�شرك ��ة لت�سجيل‬ ‫الطلبية‪.‬‬ ‫ولم يغفل �أ�شقر القيام بخطوات ت�شعر الزبون بالراحة‬ ‫وتجع ��ل التعامل معه �أكث ��ر ديناميكية وعنه ��ا يقول ‪":‬‬ ‫يق ��وم مندوبو ال�شرك ��ة ب�إن�شاء قاع ��دة بيانات خا�صة‬ ‫بكل م�شترك تحوي على �إ�سم ��ه وبياناته وعنوانه‪ ،‬وهو‬ ‫�سيالح ��ظ �أن �أ�سعارنا م�شابه ��ة لأ�سعار ال�سوق‪� ،‬أو �أقل‬ ‫قلي�ل ً�ا‪ ،‬لأن ال�شركة تتعامل مع الموردين ب�شكل مبا�شر‬ ‫ك"ملبنة دير تعنايل" وهي �أول من �أنتج �ألبان ًا و�أجبان ًا‬ ‫في تعناي ��ل وقد تجاوز عمرها المئة ع ��ام ومنتوجات‬ ‫�سوق الطيب ‪."...‬‬ ‫�أوقات �أ�شقر كلها مليئة بالعمل‪ ،‬والإجتماعات العملية‬ ‫المتعلق ��ة ب�إقتراح ��ات الزبائ ��ن‪ ،‬و�إحتياج ��ات "�سوقه‬ ‫الإلكترونية" والموافقة عليها مع �إعطاء الإجتماعيات‬ ‫ق�سط ًا من �إهتماماته‪.‬‬ ‫و�إنطالقا من �إيمان �أ�شقر ب�أن نجاح �أي م�ؤ�س�سة يرتبط‬ ‫بح�س ��ن توزي ��ع الم�س�ؤولي ��ات‪ ،‬نجد �أن جمي ��ع موظفي‬ ‫الم�ش ��روع يتمتعون بالخبرة والكف ��اءة العالية‪ ،‬كل في‬ ‫دوره ومهام ��ه‪ .‬م�شدد ًا على �أنه "الح ��ظ �إقبال النا�س‬ ‫على ال�شراء عبر الإنترنت‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أن هذه الطريقة‬ ‫تعد م ��ن �أ�سالي ��ب �إدارة الأم ��وال‪� ،‬إذ يكتف ��ي ال�شاري‬ ‫بم ��ا �إنتقاه ولي�س كما كان يفع ��ل من قبل بالذهاب �إلى‬ ‫ال�سوق و�شراء مواد �إ�ضافية لم تكن في الح�سبان"‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن طموحه لن ينح�صر �ضمن لبنان‪ ،‬بدليل �أنه‬ ‫ب ��د�أ التفكير في �إط�ل�اق الم�شروع ذاته ف ��ي الإمارات‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة‪ ،‬وتحدي ��د ًا ف ��ي دب ��ي و�أب ��و ظب ��ي‬ ‫وال�شارقة‪ ،‬وكذلك ف ��ي المملكة ال�سعودية في الريا�ض‬ ‫وج ��دة والدمام‪ ،‬وفي الكويت �سيتي ف ��ي الكويت‪ ،‬وفي‬

‫العا�صم ��ة القطري ��ة الدوح ��ة‪ ،‬والبحريني ��ة المنام ��ة‬ ‫والعمانية م�سقط‪.‬‬ ‫وفي م ��ا يتعلق بترجم ��ة الفكرة في�شير �إل ��ى �أنها وبعد‬ ‫والدتها منذ �سنتين ون�صف‪� ،‬إ�ستغرق العمل في الموقع‬ ‫الإلكترون ��ي الخا�ص بها حوالي العام و‪� 10‬أ�شهر‪ ،‬فيما‬ ‫�إ�ستغ ��رق �إع ��داد البرنام ��ج الثالث ��ي الأبع ��اد (‪)3D‬‬ ‫ثالث ��ة �أ�شهر تقريب ًا‪ ،‬كل ذلك من دون �أي دعم من �أي‬ ‫جهة ر�سمية �أو خا�صة‪.‬‬ ‫ويتابع‪" :‬ب�إمكان الم�شتركي ��ن في "الإنترنت" الدخول‬ ‫�إل ��ى الموقع على مدار ‪� 24‬ساعة وحتى في عطلة نهاية‬ ‫الأ�سب ��وع‪ ،‬فيما ت�سلي ��م الطلبيات ي�ستمر م ��ن الثامنة‬ ‫�صباح ��ا وحتى العا�شرة م�ساء من كل يوم‪ ،‬حيث تخرج‬ ‫الأغرا� ��ض من البراد وت�صل �إلى براد ال�شاحنة وتبقى‬

‫بييرو �أ�شقر‪" :‬عند �إختيارك‬ ‫لأي منتج تعمل �إدارتنا على العمل‬ ‫فوراً لتلبية طلبك و�إي�صال ما �إخترت‬ ‫و�إ�شتريت �إليك بوا�سطة مندوبينا في‬ ‫مهلة ق�صيرة (وفي اليوم نف�سه)‬ ‫و�أنت جال�س في منزلك"‬

‫مبردة حتى و�صولها �إلى عنوان الزبون"‪.‬‬ ‫ال مكان لعبارة " �إ�ست�سالم " في قامو�سه ال�شخ�صي بل‬ ‫تراه يبد�أ من جديد وير�ض ��ى ب�أن يمر بكل ال�صعوبات‬ ‫التي تتطلبها بداية حياة جديدة‪.‬‬ ‫يقع المكتب الرئي�سي لـ ‪ chronoshopmall.sal‬في‬ ‫منطقة الأ�شرفية في العا�صمة بيروت‪ ،‬فيما المخازن‬ ‫متواجدة في منطقتي الح ��دث وغزير‪ ،‬واليوم ال يزال‬ ‫�أ�شق ��ر يبحث ع ��ن مكان منا�س ��ب لمخ ��زن جديد في‬ ‫منطقة المتن‪.‬‬ ‫وك� ��أي �س ��وق تجارية في لبن ��ان‪ ،‬في حال ع ��دم توافر‬ ‫غر� ��ض ما م ��ن الطلبية ‪ ،‬ف� ��إن الموظ ��ف المعني يبلغ‬ ‫الزبون بذل ��ك وكذلك بالبديل المتوافر منه ويترك له‬ ‫قرار الإختيار ‪.‬‬ ‫وبالطبع ثم ��ة �أ�سباب كثيرة دفع ��ت ب�أ�شقر �إلى �إختيار‬ ‫العدي ��د م ��ن دول الخلي ��ج كمرحل ��ة �أولي ��ة وف ��ي ذلك‬ ‫يو�ض ��ح ‪ ":‬تطبي ��ق الم�ش ��روع فيه ��ا �أ�سه ��ل ن�سبي ًا من‬ ‫بقية المناطق اللبنانية‪ ،‬فمثال ي�صل المردود ال�سنوي‬ ‫لمراكز الت�سوق االلكترونية في الإمارات �إلى ‪ 12‬مليار‬ ‫دوالر �سنوي ًا فيما تج ��اوز هذا المردود ‪ 18‬مليار دوالر‬ ‫ف ��ي ال�سعودية‪ ،‬ما يعن ��ي �أن دول الخليج فعالة وجذابة‬ ‫للإ�ستثمار في هذا المجال"‪.‬‬ ‫وف ��ي الختام يك�ش ��ف �أ�شقر عن عر�ض ق ��دم له ب�إقامة‬ ‫ه ��ذا الم�شروع في الإم ��ارات‪ ،‬ولو ح�ص ��ل ذلك لكانت‬ ‫ال�شهرة قد عمت العالم في وقت ق�صير‪ ،‬لكنه �أ�صرعلى‬ ‫�أن تك ��ون الإنطالق ��ة من بلده الأم ك ��ي تبقى ذكرى في‬ ‫�أذهان النا�س ولو بعد مرور مئات ال�سنين‬ ‫�سوق ثالثية الأبعاد‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪95‬‬


‫‪SOL‬‬

‫‪Residence DEL‬‬

‫ريزيدن�س دل �سول‬ ‫شقق مفروشة لإليجار‬ ‫من مختلف األحجام‬ ‫شتاء‬ ‫إقامة مريحة صيفًا‬ ‫ً‬

‫موقع رائع على مشارف بيروت‬ ‫ومطل من األعالي على مناظر خالبة‬

‫عني �سعادة ‪ -‬لبنان‬

‫‪Tel: +961 4 872202‬‬


‫الذي كان مثا ًال ُيحتذى به في الع�صامية والكفاح‬ ‫وال�شجاعة‪.‬‬ ‫�سريع� � ًا وقعت في غرام هذا ال�ش ��اب الفل�سطيني‬ ‫الو�سيم‪ ،‬الذي ك ��ان يحيطني بكل �إهتمام ورعاية‬ ‫ف ��ي �أي ��ام الجامعة ب�سوي�س ��را‪ ،‬وقررن ��ا الإرتباط‬ ‫بعدم ��ا ت�أكدنا �أن الكثير م ��ن الروابط ت�ش ّدنا �إلى‬ ‫بع�ضن ��ا بع�ض� � ًا‪� .‬إنه �سح ��ر الوقوع ف ��ي حب رجل‬ ‫م�شرق ��ي على ما يب ��دو‪ ،‬يعام ��ل الم ��ر�أة بحرارة‬ ‫و�إحت ��رام‪ .‬ولك ��ن المع�ضلة الكب ��رى كانت تكمن‬ ‫في �إقناع وال ��دي بالموافقة على زواجي من رجل‬ ‫ينتم ��ي �إلى جن�سية �أخرى‪ ،‬وثقاف ��ة مختلفة‪ .‬غير‬ ‫�أن المفاج� ��أة كانت في الج ��واب الذي تلقيته من‬ ‫�أبي‪ ،‬وك ��ان عبارة عن دعاب ��ة �أراد �أن يترجم بها‬ ‫�إعجابه بهذا ال�شاب الآت ��ي من الم�شرق العربي‪،‬‬ ‫حيث �ضح ��ك قائ ًال‪" :‬من الخير لإبنتي �أن تتزوج‬ ‫م ��ن رج ��ل �أجنب ��ي يتح ّم ��ل �شقاوته ��ا وجنونه ��ا‪،‬‬ ‫على �ألاّ تج ��د بين �أبناء ملتها م ��ن يحتملها مدى‬ ‫العمر!!"‪.‬‬ ‫بعد تخرجنا من الجامعة الأميركية في �سوي�سرا‪،‬‬ ‫تزوجن ��ا و�سافرنا بداية �إل ��ى نيويورك‪ ،‬حيث كان‬ ‫مق ��رر ًا �أن نعي�ش فيها‪ ،‬ولكنن ��ا لم ن�صمد هنالك‬ ‫�أكث ��ر من عامين‪ ،‬عدنا بعده ��ا �إلى بيروت‪ ،‬وكان‬ ‫ذل ��ك ف ��ي الع ��ام ‪� ،1981‬أي قبل ع ��ام واحد من‬ ‫الإجتي ��اح الإ�سرائيلي للبن ��ان وعا�صمته‪ .‬لم �أكن‬ ‫�أملك معلومات وا�سعة عن �أزمة ال�شرق الأو�سط‪،‬‬ ‫وال حت ��ى �أدنى فكرة ع ��ن الن�شاط ��ات ال�سيا�سية‬ ‫ف ��ي تلك الدول‪ .‬ولكن �شيئ� � ًا ف�شيئ ًا وجدتُ نف�سي‬ ‫معني ��ة بالمعان ��اة الت ��ي يعي�شه ��ا الفل�سطيني ��ون‬ ‫ف ��ي المخيم ��ات‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا بع ��د زيارت ��ي له ��ا‬ ‫في �أحد الم�شاريع التي تديرها المنظمة‬

‫�شيئاً ف�شيئاً وجدت نف�سي معنية‬ ‫بالمعاناة التي يعي�شها الفل�سطينيون‬ ‫في المخيمات‪ ،‬وخ�صو�صاً بعد زيارتي‬ ‫لها والإطالع عن كثب عن مدى الحرمان‬ ‫الذي يعي�شه �سكانها �ضمن �أو�ضاع غير‬ ‫�إن�سانية‪ ،‬تفتقر �إلى الحد الأدنى من‬ ‫ال�شروط ال�صحية"‬ ‫والإط�ل�اع عن كث ��ب على م ��دى الحرم ��ان الذي‬ ‫يعي�ش ��ه �سكانه ��ا �ضم ��ن �أو�ض ��اع غي ��ر �إن�ساني ��ة‪،‬‬ ‫تفتقر �إل ��ى الحد الأدنى من ال�ش ��روط ال�صحية‪.‬‬ ‫فال �أ�سق ��ف �إ�سمنتية للمنازل‪ ،‬وال مجاري �صرف‬ ‫�صح ��ي‪ ،‬وال حت ��ى مراك ��ز طبي ��ة ذات تجهيزات‬ ‫كافية للإ�سعافات الأولي ��ة‪ ،‬ف�ض ًال عن �إكتظاظها‬ ‫بال�سكان‪.‬‬ ‫في بداية هجرتي �إلى بيروت مع زوجي رامي‪ ،‬لم‬ ‫�أ�شعر بالغربة �إطالق ًا على الرغم من عدم �إتقاني‬ ‫اللغ ��ة العربية‪ .‬فالرعاية التي �أحاطتني بها عائلة‬ ‫زوج ��ي كانت كافية لك ��ي �أ�شعر �أنن ��ي في وطني‪.‬‬ ‫لك ��ن �أكثر ما ك ��ان يقلقني ه ��و ع ��دم الإ�ستقرار‬ ‫الأمن ��ي الذي ك ��ان يق ِّي ��د الكثير م ��ن تحركاتنا‪.‬‬ ‫فكانت زياراتن ��ا �إلى �أ�صدقائنا تم� � ّر بالكثير من‬ ‫ال�صعوبات‪ ،‬ب�سبب حظر التج ّول الذي كان �ساري ًا‬ ‫في تلك الفترة‪.‬‬

‫�إنجابي طفلتي البكر ن ��ور ثم طفلي رفعت �ساهم‬ ‫ف ��ي �إ�شاعة جو من البهجة ف ��ي حياتنا الزوجية‪.‬‬ ‫وق ��د عمل ��ت عائلة زوجي ف ��ي مج ��ال ال�صيرفة‪،‬‬ ‫و�أ�س�س ��ت م�ص ��رف "‪،"First National Bank‬‬ ‫ال ��ذي يق ّدم الكثير من المنح للطالب الالجئين‪،‬‬ ‫وي�ساهم في دعم الكثير من الم�شاريع الإنمائية‪،‬‬ ‫ومنه ��ا "م�ش ��روع توحيد �شباب لبن ��ان" (‪Unite‬‬ ‫‪ ،)Lebanon Youth Project‬الذي تم ت�أ�سي�سه‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2010‬وه ��و منظم ��ة ال تتوخّ ى الربح‪،‬‬ ‫وتهدف �إلى ك�سر الحواج ��ز الإجتماعية الناجمة‬ ‫ب�سبب �سنوات طويلة من ال�صراع المدني‪ ،‬وعدم‬ ‫الإ�ستقرار ال�سيا�سي في لبنان‪.‬‬ ‫يهدف "م�شروع توحيد �شباب لبنان" �إلى و�ضع ح ّد‬ ‫لتهمي�ش الأطفال المحرومين وال�شباب والن�ساء‪،‬‬ ‫من خ�ل�ال توفير البرام ��ج التعليمي ��ة والتثقيفية‬ ‫والترفيهي ��ة‪ ،‬والم�ساهمة ف ��ي تنظيمها‪ ،‬وتدريب‬ ‫الم�شاركي ��ن عل ��ى ط ��رق ح ��ل النزاع ��ات وبن ��اء‬ ‫ال�س�ل�ام وحقوق الإن�س ��ان‪ .‬و�أي�ض ًا ت�شجيعهم على‬ ‫�إحترام وفهم وقب ��ول الآخر‪ .‬ففي نهاية المطاف‬ ‫نح ��ن نه ��دف �إلى �إع ��ادة الأطف ��ال وال�شباب �إلى‬ ‫المجتم ��ع‪ ،‬وتمكين المر�أة من تطوي ��ر مهاراتها‪،‬‬ ‫وم�ساعدته ��ا على خلق مناخ ��ات �إيجابية ت�ساهم‬ ‫في تغيير المجتمع نحو الأف�ضل‪.‬‬ ‫نحن ف ��ي منظمة "م�شروع توحي ��د �شباب لبنان"‬ ‫ن�ؤمن ب�أن الأطفال وال�شباب والن�ساء‪ ،‬بحاجة �إلى‬ ‫منحهم العديد من فر�ص التعليم‪ ،‬ولي�س تدريبهم‬ ‫عل ��ى كيفية ك�سب لقمة عي�شه ��م فح�سب‪ ،‬بل على‬ ‫جعل حياتهم تزده ��ر‪ ،‬ال ليكونوا تابعين‪ ،‬بل لكي‬ ‫يكونوا قادة‬ ‫ومع مجموعة من الن�ساء الم�شاركات في �أحد برامج المنظمة‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪97‬‬


‫�سيرة كفاح‬

‫ق�صة حب رومان�سية جمعتها برجل الم�صارف‬ ‫الفل�سطيني رامي النمر ف�أثمرت في مخيمات الالجئين!‬

‫ملك النمر‪":‬أم الفقراء"‬ ‫اآلتية من بالد أتاتورك!‬

‫ملك النمر‪:‬‬ ‫�أهداف نبيلة‬ ‫ومهمة �صعبة‬

‫ف��ي العام ‪ 2010‬ت�أ�س�ست منظمة "م�شروع توحيد �شب��اب لبنان" �أو (‪Unite Lebanon Youth‬‬

‫‪ ،)Project‬وهي م�ؤ�س�سة غير ربحية ت�سعى �إلى ك�سر الحواجز الإجتماعية الناجمة عن �سنوات‬ ‫م��ن ال�صراع المدني وعدم الإ�ستق��رار ال�سيا�سي في لبنان‪ .‬وتهدف �إل��ى �إنهاء تهمي�ش الأطفال‬ ‫المحرومين وال�شباب والن�ساء من خالل توفيرها لهم الو�صول �إلى البرامج التعليمية والترفيهية‪.‬‬ ‫وم��ن خالل هذه البرامج يتدرب الم�شاركون على ط��رقً ويتعلمون �أفكار ًا لحل النزاعات وبناء‬ ‫ال�س�لام وحقوق الإن�سان‪ ،‬ويتم ت�شجيعهم على احترام وفه��م وقبول الآخر‪ .‬في نهاية المطاف‬ ‫ته��دف المنظمة �إلى تمكين الأطفال وال�شباب والن�س��اء ومنحهم مهارات وقيم جديدة‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى القدرة على �أن يكونوا وكالء تغيير �إيجابي داخل مجتمعاتهم‪.‬‬ ‫ال ونهار ًا ك��ي ت�ؤمّن الموارد المالية والب�شرية الهائلة‬ ‫رئي�س��ة المنظمة ملك النمر‪ ،‬التي تعمل لي ً‬ ‫التي تحتاجها �أعمال "م�شروع توحيد �شباب لبنان"‪ ،‬لها ق�صة خا�صة مع هذه المنظمة و�أهدافها‬ ‫الخيرية ترويها كالآتي‪:‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫ل ��م �أع� ��ش طفول ��ة حزين ��ة عل ��ى م ��ا‬ ‫�أراه الي ��وم ف ��ي عيون مئ ��ات الأطفال‬ ‫الفل�سطينيين الم�ش ّردين في المخيمات‪ ،‬وال �أذكر‬ ‫�أنن ��ي كنتُ محرومة من �إمتيازات كثيرة يفتقدها‬ ‫اليوم ه�ؤالء الم�ساكين‪ .‬لقد ع�شت �شقاوة مد ّللة‪،‬‬ ‫بف�ض ��ل والدي الذي كان يحر�ص على تلبية جميع‬ ‫طلباتي من دون تذ ّمر‪.‬‬ ‫ول ��دتُ ف ��ي العام ‪ 1957‬ف ��ي "�أو�سك ��ودار"‪ ،‬وهي‬ ‫�ضاحية �صغي ��رة من ا�سطنبول تق ��ع على ال�ضفة‬ ‫ال�شرقي ��ة لم�ضي ��ق البو�سف ��ور‪ .‬فترعرع ��تُ فيها‬ ‫وتع ّلمتُ في مدار�سها حتى تخرجي من جامعتها‪.‬‬ ‫في تل ��ك الفت ��رة‪ ،‬كنت م�ش َّو�ش ��ة التفكي ��ر وقلقة‬ ‫ب�سب ��ب حيرت ��ي ف ��ي �إيج ��اد الخط ��ة الت ��ي عل � ّ�ي‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�إتخاذه ��ا بعد تخ ّرج ��ي‪ .‬ال �سيم ��ا �أن والدي كان‬ ‫يريد من ��ي ال�سفر �إلى �سوي�س ��را لمتابعة درا�ستي‬ ‫في جامعاتها والح�صول على �شهادة الماج�ستير‪.‬‬ ‫هن ��اك �إلتقي ��ت زوج ��ي رام ��ي النم ��ر‪ ،‬وه ��و �إبن‬

‫"نحن نهدف �إلى �إعادة الأطفال‬ ‫وال�شباب �إلى المجتمع‪ ،‬وتمكين المر�أة‬ ‫على تطوير مهاراتها‪ ،‬وم�ساعدتها على‬ ‫خلق مناخات �إيجابية ت�ساهم في تغيير‬ ‫المجتمع نحو الأف�ضل"‬

‫المنا�ضل الفل�سطيني الراحل رفعت النمر‪ .‬حينها‬ ‫لدي �أدنى فكرة عن الق�ضية الفل�سطينية‪،‬‬ ‫لم تكن ّ‬ ‫وع ��ن م�أ�س ��اة ال�شع ��ب الفل�سطين ��ي‪ .‬كان ��ت لدي‬ ‫فكرة م�ش ّوهة ع ��ن الفل�سطينيين‪ ،‬بف�ضل الأخبار‬ ‫الت ��ي ير ّوجها �ضده ��م الإعالم الغرب ��ي الداعم‬ ‫لإ�سرائي ��ل‪ .‬وكن ��ت �أ�سم ��ع �أنه ��م مجموع ��ة م ��ن‬ ‫يفجرون الطائرات ويخطفون‬ ‫الإرهابيين الذي ��ن ّ‬ ‫الم�سافرين ويقومون بالأعمال الإرهابية‪.‬‬ ‫لقائ ��ي بال�شاب رام ��ي النمر‪ ،‬الذي ك ��ان ال يزال‬ ‫طالب� � ًا في �سوي�س ��را‪� ،‬أحدث �صدم ��ة �إيجابية في‬ ‫أ�صح ��ح نظرتي‬ ‫حيات ��ي‪ ،‬وتح� � ّو ًال جذري� � ًا جعلني � ّ‬ ‫�إل ��ى الفل�سطينيي ��ن‪ ،‬لأنخرط في م ��ا بعد بالعمل‬ ‫الإجتماعي الخيري لتوفي ��ر فر�ص العلم لل�شباب‬ ‫الفل�سطين ��ي والح�ص ��ول عل ��ى المن ��ح المدر�سية‬ ‫المجاني ��ة لهم‪ ،‬وذلك بف�ضل وت�شجيع والد زوجي‬


‫كتاب‬

‫"اليا�س �أبو �شبكة من الذكرى �إلى الذاكرة"‬ ‫هنري زغيب يعيد صياغة‬ ‫حب محرم لشاعر مجنون بليلى!‬

‫ﺖ َ‬ ‫ِﻟ َﻜﻲ ُﺗ ِﺤ ﱠ‬ ‫ﺐ أَﺗﻴ َ‬ ‫ا�رض‬

‫اﻟﻴﺎس أَﺑُﻮ َ‬ ‫ﺷﺒَﻜﺔ‬

‫ﻣﻦ اﻟ ّﺬﻛﺮى إِﻟﻰ اﻟ ّﺬاﻛﺮة‬

‫�ص��در �أخي��ر ًا عن "من�ش��ورات درغام" في بي��روت كت��اب لل�شاعر هنري‬ ‫زغي��ب ع��ن اليا�س �أب��و ال�شبكة يك�شف في��ه بع�ض ما خفي م��ن حياة هذا‬ ‫ال�شاعر والأديب اللبناني الراحل ومنها ق�صة ع�شقه لليلى‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫لم يع�ش اليا� ��س �أبو �شبكة حياة مديدة‪،‬‬ ‫لكنه ترك للمكتبة الأدبية تراث ًا غني ًا في‬ ‫ال�شعر والفل�سفة والترجم ��ة‪ ،‬وذخيرة من الم�ؤلفات‬ ‫تجاوزت الأربعين كتاب ًا‪ ،‬تُلخ�ص نواة �أفكاره‪ ،‬و�إن لم‬ ‫تكن كافية للغور في �أعماقه ��ا و�إكت�شاف كل كنوزها‬ ‫ومنابعها!‬ ‫ال�شاع ��ر هنري زغيب الذي عا� ��ش وترعرع في بلدة‬ ‫�أب ��و �شبكة "زوق مكاي ��ل"‪ ،‬وت�أث ��ر بمناخاته و�سيرته‬ ‫وح�ض ��وره الدائم رغم الغياب‪ ،‬قرر �أن يكون هو هذا‬ ‫البح ��ار المغامر‪ ،‬الذي يرتدي ثياب الغط�س ويحمل‬ ‫على ظهره ما يكفي م ��ن اوك�سيجين فكري‪ ،‬للغو�ص‬ ‫ف ��ي �أعماق ه ��ذا الأديب الثائ ��ر والمظل ��وم في �آن‪،‬‬ ‫وال�سباحة بين �صفحات و�سط ��ور كتبه الأربعين‪ ،‬ثم‬ ‫البح ��ث والتنقيب عن كل ما كتب عن �شاعر "�أفاعي‬ ‫الفردو� ��س" مدح ًا �أو هج ��اء للت�صحيح والت�صويب‪،‬‬ ‫ث ��م الإ�ستم ��اع �إلى ملهم ��ة �أب ��و �شبكة ال�سي ��دة ليلى‬ ‫الت ��ي كتب فيها مئات ق�صائد الحب والغزل ور�سائل‬ ‫الع�ش ��ق والغ ��رام‪" - :‬ن ��داء القلب" و"�إل ��ى الأبد"‪.‬‬ ‫ق�ص� ��ص بينه وبين ليلى باح ��ت بها ل�صديقها كاتب‬ ‫ه ��ذه البيوغرافيا يوم ��ا‪" ،‬وطلبت من ��ي �أال �أن�شرها‬ ‫�إال بع ��د وفاته ��ا‪ .‬ومنه ��ا وقوفه الليل ��ي الطويل تحت‬ ‫المط ��ر‪ ،‬بي ��ن المقاب ��ر المط ّل ��ة على بيته ��ا‪ .‬وق�صة‬ ‫القبل ��ة الأولى في �أول عهدهما مع� � ًا ولقاءات �أخرى‬ ‫في �ضوء القمر"‪.‬‬ ‫ك ��ان زغيب ي ��د ِّون وليلى تبوح ب�أ�سراره ��ا الحميمة‪،‬‬ ‫م�شترط ��ة عدم الن�شر قبل وفاتها‪ ،‬وهكذا وفا هنري‬ ‫زغي ��ب بوعده‪ ،‬فخ ��رج بكت ��اب �أنيق يحم ��ل عنوان‪:‬‬ ‫"اليا�س �أبو �شبكة من الذكرى الى الذاكرة"‪ ،‬ي�ضم‬ ‫‪� 328‬صفح ��ة من الحج ��م الكبير‪ ،‬ع ��ن "من�شورات‬

‫درغ ��ام"‪ .‬فع ��رف هن ��ري زغي ��ب كي ��ف ي�ستعي ��د‬ ‫اللحظ ��ات الحميم ��ة من حبيب ��ة �أبو �شبك ��ة ال�سرية‬ ‫ليلى (�أو ع�شيقته)‪ ،‬وي�ضخ في عروقها الذابلة نب�ض‬ ‫ال�شب ��اب‪ ،‬فتك�شف له تفا�صيل �ساخن ��ة عا�شتها بين‬ ‫ذراع ��ي الأديب الراحل‪ ،‬م ��ا كانت لتجاهر بها لو لم‬ ‫تتحرك حوا�سها بمخا�ض الحب المح ّرم‪ ،‬وك�أنها تلد‬ ‫ال�شاع ��ر من ذاكرتها وتعيده الى الحياة‪ ،‬وهي كانت‬ ‫تم ّني النف�س في حياته �أن تلده من رحمها‪" - :‬هكذا‬ ‫كان اليا�س‪ ،‬وهكذا كان حب اليا�س‪ .‬لم �أعرف �أحد ًا‬ ‫ولم �أقر�أ عن �أحد‪ ،‬عرف كيف يحب كما �أحبني حتى‬ ‫الجنون"‪.‬‬ ‫ليلى‪� ،‬إلى كونها ملهمة ال�شاعر وحبيبته ال�سرية‪ ،‬فقد‬ ‫الزمته ع ��ن قرب طوال فترة حيات ��ه على الرغم من‬ ‫�إقترانه بال�سيدة �أولغا �ساروفيم التي كتب لها ديوانه‬ ‫ال�شعري ال�شهير‪" :‬غل ��واء" م�ستلهم ًا �أحرف �إ�سمها‪.‬‬ ‫فعاي�شت ��ه ليل ��ى بح ��ب و�صب ��ر و�إخال� ��ص‪ ،‬متح ّمل ��ة‬ ‫الهم� ��س ال ��ذي ك ��ان ي ��دور بي ��ن الأهالي ح ��ول تلك‬ ‫العالق ��ة العاطفية الجريئ ��ة‪ ،‬متحدية تقاليد مجتمع‬ ‫متز ّمت وغي ��ر مت�سامح في م�س�أل ��ة الع�شق الممنوع‪.‬‬ ‫فكانت لقاءاتهما الحميمة غالب ًا ما تقترن ب�صعوبات‬ ‫ومواق ��ف محرج ��ة و�أحيان� � ًا مبكي ��ة‪ ،‬مث ��ل �إ�ضطرار‬ ‫�أب ��و �شبكة في م ��رات كثيرة �إنتظاره ��ا تحت المطر‪،‬‬ ‫�ساعات طويلة بين المقابر المطلة على بيتها!‬ ‫�أهمي ��ة كت ��اب هن ��ري زغي ��ب عن �أب ��و �شبك ��ة‪ ،‬لي�س‬ ‫الغو�ص في �أدبه و�شعره وم�ؤلفاته فح�سب‪ ،‬بل �أهميته‬ ‫تكم ��ن في فت ��ح الأب ��واب المغلق ��ة عل ��ى ق�صة حب‬ ‫مح ّرمة‪ ،‬بقيت طي الكتمان‪ ،‬و�إن �إنت�شرت حكايتهما‬ ‫بخفر ف ��وق �سطوح �أهال ��ي بلدت ��ه زوق مكايل‪ ،‬وبين‬ ‫�أهل ��ه و�أ�صدقائه‪ ،‬وه ��و الذي جاء �إل ��ى الأر�ض لكي‬ ‫يحب على ما يقول زغيب‪�" - :‬أبو �شبكة �أحب الحياة‬ ‫متحدي� � ًا ظروفها الإجتماعي ��ة التقليدية حين عرف‬

‫غالف‬ ‫الكتاب‬

‫مع ليل ��ى حبه الكبي ��ر فعا�شه بفرح م ��ن ن�سي �شقاء‬ ‫الأر� ��ض وجاء �إلى حبه بقلب جدي ��د �إنما في الزمن‬ ‫الممنوع‪ .‬حب �صار حدي ��ث �أهالي الزوق و�أ�صدقائه‬ ‫وق ّرائه‪ ،‬ومع ذلك كانت له �شجاعة التحدي"‪.‬‬ ‫ولعل ال�س�ؤال الأهم في تلك العالقة‪ ،‬هو كيف �إنتهى‬ ‫حب ��ه الكبير "لغل ��واء" زوجته اولغ ��ا �ساروفيم‪ ،‬التي‬ ‫كان ��ت تكب ��ره بعامين حين خف ��ق قلبه له ��ا وهو في‬ ‫ال�ساد�س ��ة ع�شرة من عم ��ره؟! والغريب في الأمر �أن‬ ‫زوجته الت ��ي تح ّملت حياة الفقر وال�شقاء والحرمان‬ ‫مع ��ه‪ ،‬بقيت عل ��ى وفائها ل ��ه حتى بع ��د مماته‪ .‬وهو‬ ‫الذي كما تقول في �إحدى المنا�سبات‪" - :‬تفتح قلبه‬ ‫على حبي و�أغم�ض عينيه على �صورتي"! فكيف مات‬ ‫ه ��ذا الح ��ب الكبير ال ��ذي �أثم ��ر �صبي ًا ل ��م تُكتب له‬ ‫الحي ��اة‪ ،‬و�إنتهى �إلى �إح ��راق ن�صف ديوان "غلواء"‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا عن �س ��ر �إحت ��راق الكثير م ��ن الر�سائل التي‬ ‫د ّونها �أبو �شبكة بخ ��ط يده‪ ،‬يقول زغيب‪"- :‬بفقدان‬ ‫تل ��ك الر�سائل‪ ،‬نفتقد خفايا من ��ه كثيرة‪ ،‬كانت وراء‬ ‫ق�صائ ��د "�أفاع ��ي الفردو� ��س"‪ ،‬كم ��ا نفتق ��د ال�س ��ر‬ ‫الحقيق ��ي لإحراقه ن�صف "غل ��واء" الأ�صلية‪ ،‬بادرة‬ ‫قربان منه على مذب ��ح حبه الكبير‪ ،‬ونفتقد لحظات‬ ‫الهب ��ة ولدت من مخا�ضها ق�صائده �إلى ليلى‪" ،‬نداء‬ ‫القلب" و"�إلى الأبد""!‬ ‫ُت ��رى‪ ،‬ه ��ل ن�ست�ش ��ف مم ��ا �سب ��ق �أن وراء �إح ��راق‬ ‫دي ��وان "غلواء"‪ ،‬كان ��ت ليلى الم�شتعلة غي ��رة و�شك ًا‬ ‫من عالقت ��ه الغام�ض ��ة بزوجته؟ ومن ك ��ان المعني‬ ‫بق�صائ ��د "�أفاع ��ي الفردو�س"‪ ،‬الت ��ي كانت ترجمة‬ ‫لحالت ��ه النف�سي ��ة الثائ ��رة‪ ،‬المغ ّلف ��ة بال�سوداوي ��ة‬ ‫والتم ��رد والأنفع ��ال والقل ��ق ‏‪ .‬ه ��ل كان ��ت اولغ ��ا هي‬ ‫"�أفع ��ى الفردو�س"‪ ،‬التي قلبت حياته الزوجية ر�أ�س ًا‬ ‫عل ��ى عقب‪� ،‬أم ليلى التي عا�ش معها فردو�س ًا تزحف‬ ‫من تحت �أنهاره الأفاعي؟‬ ‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪99‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫السينما اللبنانية‬ ‫تنتفض على واقعها وتنجح!‬ ‫عان ��ت ال�سينم ��ا اللبناني ��ة كغيرها م ��ن ال�صناعات‬ ‫المحلي ��ة‪ ،‬من �أزمات متع ��ددة ب�سبب �إفتقادها في‬ ‫الدرج ��ة الأولى �إلى م�ص ��ادر تمويل جدية‪ ،‬تو ّفر لها تقنيات‬ ‫عالي ��ة الج ��ودة تم ّكنها م ��ن طرح نف�سها في �س ��وق المناف�سة‬ ‫م ��ع ال�سينم ��ا الم�صري ��ة (هولي ��وود ال�ش ��رق) الت ��ي قام ��ت‬ ‫ف ��ي الأ�سا� ��س عل ��ى �سواع ��د منتجي ��ن ومخرجي ��ن لبنانيي ��ن‬ ‫مهاجري ��ن �أمث ��ال‪� :‬آ�سيا داغر وماري كوين ��ي وهنري بركات‬ ‫ويو�سف �شاهين ومحمد �سلمان وغيرهم‪.‬‬ ‫هذا من ناحية ال�شكل‪� ،‬أما من ناحية الم�ضمون ف�إن ال�سينما‬ ‫اللبناني ��ة عانت طوي ً‬ ‫ال من غياب الحبكة الدرامية المتينة‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن �أح�ل�ام رواده ��ا الأوائ ��ل‪( ،‬ج ��ورج قاع ��ي‪،‬‬ ‫ج ��ورج ن�ص ��ر‪ ،‬مي�شال ه ��ارون‪ ،‬غ ��اري غارابيتي ��ان وغيرهم)‪،‬‬ ‫فلق ��د �إ�صطدمت ه ��ذه ال�صناع ��ة‪� ،‬إلى الح ��رب الأهلية التي‬ ‫�ش َّل ��ت قدراتها‪ ،‬بعوائق عديدة منعتها من النهو�ض ومواكبة‬ ‫م�سي ��رة ال�سينم ��ا الم�صري ��ة‪ ،‬ومنه ��ا عوائ ��ق التط ��رق �إل ��ى‬ ‫الممنوع ��ات الثالثة �أو المحرمات الثالثة‪ :‬الدين‪ ،‬الجن�س‬ ‫وال�سيا�س ��ة‪ .‬في وق ��ت كانت �شقيقتها الم�صري ��ة قد تجاوزت‬ ‫كل تل ��ك المح ّرم ��ات ب�أ�شواط‪� ،‬إلى حد ناف�س ��ت فيه ال�سينما‬ ‫الغربي ��ة‪ ،‬م ��ن حي ��ث الج ��ر�أة والط ��رح والمعالج ��ة‪ .‬فقدمت‬ ‫�أفالم� �اً �ساخن ��ة ل�شم� ��س الب ��ارودي (حم ��ام المالطيل ��ي)‪،‬‬ ‫ونادي ��ا لطفي (�أبي فوق ال�شجرة)‪ ،‬و�سعاد ح�سني (الغرباء)‪،‬‬ ‫وميرف ��ت �أمين (�أنف وثالث عيون)‪ ،‬و�سهير رمزي ("ع�صر‬ ‫الح ��ب"‪�" ،‬شفاه غليظ ��ة"‪" ،‬الزوجة المحرم ��ة")‪ .‬وغيرهن‬ ‫ع�ش ��رات الممث�ل�ات م ��ن اللوات ��ي تع ّري ��ن بالكام ��ل �أم ��ام‬ ‫الكامي ��را‪ :‬نبيل ��ة عبي ��د‪ ،‬ناه ��د �شري ��ف‪ ،‬ناه ��د ي�س ��ري‪ ،‬ناديا‬ ‫الجندي‪� ،‬إلخ‪.‬‬ ‫لعبت الرقابة في لبنان دوراً �صارماً‪ ،‬زاد من �إفراغ م�ضمون‬ ‫ال�سينم ��ا اللبناني ��ة‪ ،‬و�ساه ��م ف ��ي الوق ��ت عين ��ه ف ��ي �إزده ��ار‬ ‫�س ��وق �أف�ل�ام "الأك�ش ��ن" التجارية‪ ،‬التي راج ��ت في منت�صف‬ ‫الثمانينات مع مغامرين �آمنوا بال�سينما اللبنانية فخذلتهم‪،‬‬ ‫ب�سبب غياب الجمه ��ور اللبناني عن الأفالم المق ّلدة للغرب‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ب�شكل هزلي وكاريكاتوري‪� ،‬إ�ضافة �إلى �إفتقارها �إلى الواقعية‬ ‫المقنع ��ة لجمه ��ور ذكي‪ ،‬ينبه ��ر بال�سينما الغربي ��ة ويرف�ض‬ ‫الإبتذال والإ�ست�سهال في الوقت ذاته‪.‬‬ ‫ه ��ذا الحلم‪ ،‬ب�سينم ��ا لبنانية تلتقي مع ذواق ��ة الفن ال�سابع‪،‬‬ ‫�أ�صبح يالم�س الواقع اليوم مع مخرجين واعدين‪ ،‬يمتلكون‬ ‫الر�ؤي ��ا ال�سينمائي ��ة المختلف ��ة‪ ،‬المدرك ��ة لإلتق ��اط الح� ��س‬ ‫ال�شعب ��ي الإجتماع ��ي م ��ن �أعماق ��ه‪ .‬ولع ��ل المخرج ��ة نادين‬ ‫لبك ��ي (�سك ��ر بنات) وقبله ��ا المخرج زياد الدوي ��ري (بيروت‬ ‫الغربي ��ة)‪� ،‬إ�ستطاع ��ا تحفيز �صناعة ال�سينم ��ا و�إخراجها من‬ ‫قمقمها و�إجتذاب مخرجين جدد �إليها‪ ،‬كانوا ينظرون �إليها‬ ‫بعين الريبة والقلق والخوف من �شبح الموازنات ال�ضخمة‪.‬‬ ‫فا�ستطاع ��وا وم ��ن خ�ل�ال الق�ص ��ة الخارج ��ة م ��ن بيئته ��ا‬ ‫والمحبوك ��ة بذكاء و�سال�سة‪ ،‬والت ��ي تحاكي الواقع بحوارات‬ ‫�سهل ��ة وب�سيط ��ة ومبا�ش ��رة عل ��ى فجاجته ��ا‪ ،‬وتخاط ��ب وعي‬ ‫الم�شاهد اللبناني وثقافته ال�سينمائية الوا�سعة‪� ،‬أن ُيحدثوا‬ ‫�إنتفا�ضة في �صاالت العر�ض التي د�أبت طوي ً‬ ‫ال على التعامل‬ ‫م ��ع الفيل ��م اللبنان ��ي بفت ��ور وتع ��الٍ ‪ .‬فقلب ��وا المقايي�س من‬ ‫خ�ل�ال الإقب ��ال الجماهيري المنقطع النظي ��ر‪ ،‬ال �سيما و�أن‬ ‫�أرق ��ام مبيعات �شبابيك التذاكر لأربع ��ة �أفالم تلعب الآن في‬ ‫ال�ص ��االت ("حبة لولو" لليال راجح ��ة بطولة تقال �شمعون‬ ‫وزين ��ة مك ��ي‪ ،‬و"غدي" بطولة جورج خباز �إخ ��راج �أمين درة‪،‬‬ ‫و"ب ��ي ب ��ي" بطول ��ة يو�س ��ف الخال وماغ ��ي بو غ�ص ��ن �إخراج‬ ‫�إيل ��ي حبي ��ب‪ ،‬و"ع�صف ��وري" لف� ��ؤاد علي ��وان بطولة ي ��ارا �أبو‬ ‫حي ��در ومجدي م�شمو�ش ��ي)‪ ،‬ت�ؤكد �أن ال�صناع ��ة ال�سينمائية‬ ‫اللبناني ��ة ق ��ادرة �أن تناف� ��س (محلي� �اً عل ��ى الأق ��ل) ال�سينم ��ا‬ ‫الغربي ��ة عل ��ى �إمكاناتها وت�صن ��ع المعج ��زات‪� ،‬إذا ما توافرت‬ ‫العنا�ص ��ر الأ�سا�سي ��ة و�أهمه ��ا‪ :‬الق�صة الخارجة م ��ن بيئتها‪،‬‬ ‫والإخراج الملتزم ن�ص الكاتب‪ ،‬والممثل الذي يعي�ش الحوار‬ ‫وال يمثل ��ه‪ .‬وه ��ي العنا�صر التي م ��ن �ش�أنها �أن تقلب موازين‬ ‫ال�سينم ��ا اللبنانية‪ ،‬وت�ضعها ف ��ي الطريق القويم نحو ع�صر‬ ‫ذهبي �سيدوم طوي ً‬ ‫ال!‬


‫سميرة سعيد‪ :‬سأعود قريب ًا إلى الحفالت‬ ‫ف ��ي هولن ��دا‪ .‬كم ��ا �أتع ��اون مع ��ه لتلحي ��ن �أغنيتين‬ ‫المطرب ��ة �سميرة �سعيد "�سعيدة" لتر�شح �أغنيتها‬ ‫�ست�ص ��دران في �ألبومي الجدي ��د �إحداهما باللهجة‬ ‫"م ��ا زال" لجائزة "ميوزي ��ك �أوورد" �أو "جائزة‬ ‫الم�صرية"‪.‬‬ ‫المو�سيقى"العالمي ��ة‪ ،‬كم ��ا قال ��ت ف ��ي حدي ��ث‬ ‫وح ��ول كيفية �إختياره ��ا لأغانيها‪� ،‬أ�ش ��ارت �إلى �أن‬ ‫�صحافي‪ ،‬م�ؤكدة �أنها لم تق�صد �إطالق الأغنية في‬ ‫"المط ��رب ال ب ��د �أن يك ��ون متنوع� � ًا ومختلف� � ًا في‬ ‫هذا التوقيت تحديد ًا لكن الأمر جاء م�صادفة‪� ،‬إذ‬ ‫تقديمه للأغاني ويبحث ع ��ن �أ�شكال جديدة‪ ،‬كما‬ ‫وجدته ��ا متميزة على رغم �أنه ��ا باللهجة المغربية‬ ‫يحتاج الم�ستمع �إلى الأغان ��ي العاطفية المرتبطة‬ ‫ولم يفهمها كثيرون‪ .‬وقالت‪�" :‬أحببت حالة الأغنية‬ ‫بالحب‪ ،‬لكن في �سياق و�صياغة مختلفين"‪.‬‬ ‫ف ��ي مجمله ��ا لأنه ��ا مرح ��ة‪ ،‬وت�ساهم ف ��ي �إخراج‬ ‫و�أو�ضح ��ت المطربة المغربية �أن اتجاه المطربين‬ ‫الجمه ��ور م ��ن الحال ��ة ال�صعب ��ة الت ��ي يعي�شها في‬ ‫�إلى الغن ��اء باللهجة الخليجي ��ة ب�شكل متزايد في‬ ‫الوقت الحالي ب�سبب التوترات ال�سيا�سية"‪.‬‬ ‫�سميرة �سعيد‪� :‬أغنيتها غير المفهومة‬ ‫الفترة الأخي ��رة‪ ،‬يرجع �إلى �أن "ال�صناعة الفنية‬ ‫تحم ��ل الأغني ��ة روح الفولكل ��ور المغرب ��ي‪ ،‬وحاولت‬ ‫مر�شحة لجائزة!‬ ‫الي ��وم‪ ،‬متمركزة ف ��ي الخليج‪ ،‬و�شرك ��ات الإنتاج‬ ‫�سعي ��د م ��ن خاللها تقلي ��د الأغان ��ي الأجنبي ��ة التي‬ ‫تمار� ��س ن�شاطها بقوة و�إزدهار‪ ،‬على عك�س م ��ا يحدث في م�صر حيث‬ ‫"يحبه ��ا الجيل الحالي"‪ .‬وحققت "ما زال" نجاح ًا‬ ‫ملحوظ� � ًا منذ نزوله ��ا �إلى الأ�سواق‪ ،‬عل ��ى رغم �أن كثيري ��ن لم يفهموا ينتج المطربون لأنف�سهم‪ .‬وال نن�سى �أن الأ�ستقرار الأمني هناك ي�ساعد‬ ‫يت�شجع‬ ‫كلماتها‪ ،‬لكن اللحن المرح ا�ستطاع جذب �آذان الم�ستمعين وقلوبهم‪ .‬عل ��ى �إ�ستقط ��اب �أه ��م الفناني ��ن و�إحياء �أه ��م الحفالت‪ .‬ل ��ذا ّ‬ ‫و�أ�شارت �سعيد �إلى �أن تر�شيح الأغنية لجائزة "ميوزيك �أوورد" عن فئة المطربون على الغن ��اء باللهجة الخليجية لم�صلح ��ة الجمهور‪ .‬والأمر‬ ‫�أف�ض ��ل �أغنية منف ��ردة‪ ،‬جاء بعدما ُب ّثت على موق ��ع "يوتيوب" وحققت نف�س ��ه ي�صح في ظه ��ور المطربي ��ن في البرام ��ج التلـفزيوني ��ة‪� ،‬سـواء‬ ‫ن�سب ��ة م�شاهدة عالي ��ة‪ .‬ولم تكن تتوق ��ع �أنها �ستناف�س لني ��ل الجائزة‪ ،‬كمذيعـي ��ن �أو كمح ّكمي ��ن‪ ،‬بعدم ��ا �أ�صبح ��ت هي المنف ��ذ الوحيد الذي‬ ‫لأنها �صدرت منذ فترة ق�صي ��رة‪" .‬فوجئت بوجودها �ضمن المناف�سة‪ ،‬يعتا�ش منه المطربون"‪.‬‬ ‫وختم ��ت ب�أنها كان ��ت �إتخذت قرار ًا بالإبتعاد ع ��ن الحفالت منذ �أغنية‬ ‫ويكفيني هذا التر�شيح حتى �إذا لم �أح�صل على جائزة"‪.‬‬ ‫وعن تعاونها م ��ع الملحن المغربي محمد تي ��زاف‪ ،‬قالت‪" :‬التقيته في "ي ��وم ورا ي ��وم" ب�سبب �س ��وء التنظي ��م‪ ،‬مكتفية بتقدي ��م الألبومات‬ ‫�ان متنوعة‪ ،‬غير �أنها راجعت نف�سها بعد تـح�سـن‬ ‫المغرب وقررنا �أن نتع ��اون‪ ،‬ثم �إلتقينا مرة �أخرى في القاهرة و�إتفقنا واال�ستمتاع ب�إنتاج �أغ � ٍ‬ ‫عل ��ى الأغني ��ة‪ ،‬وبد�أنا تنفيذها في م�صر لكن مرحل ��ة الميك�ساج كانت مـ�سـتوى تنـظيم الحفالت لذلك �ستعاود قريب ًا �إحياءها‬

‫مايلي سايرس "تُصادق" صديق خطيبها‬ ‫يب ��دو �أن النجم ��ة الأميركي ��ة مايل ��ي �ساير� ��س المن�شغل ��ة ب�أعماله ��ا المو�سيقي ��ة‬ ‫و�إطاللته ��ا الجريئ ��ة‪ ،‬وجدت وقت� � ًا للعالقات العاطفي ��ة �إذ �شوه ��دت برفقة نجم‬ ‫م�سل�سل "تواياليت" كيالن لوتز‪.‬‬ ‫ونقل موقع "يو �أ�س مغازين" عن م�صدر �أن لوتز (‪ 28‬عام ًا) توا�صل مع �ساير�س‬ ‫(‪ 21‬عام ًا) "وفي اليوم التالي خرجا وهما يق�ضيان الوقت مع ًا منذ ذلك الحين"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار الم�صدر �إلى �أن لوتز �صديق مق ّرب م ��ن الممثل ليام هيم�سوورث‪ ،‬خطيب‬ ‫�ساير�س ال�سابق‪.‬‬ ‫يذك ��ر �أن �ساير� ��س �إنف�صلت عن هيم�س ��وورث في �أيلول (�سبتمب ��ر) الما�ضي بعد‬ ‫عالق ��ة �إ�ستم ��رت ثالثة �أعوام‪ .‬كم ��ا ي�شار �إل ��ى �أن المغنية ال�شابة الت ��ي �إ�شتهرت‬ ‫ك�إح ��دى نجمات "ديزني" �صدمت جمهورها �أخي ��ر ًا بمالب�سها الجريئة وحركاتها‬ ‫المثيرة على الم�سرح خالل �إحدى حفالتها الغنائية‬

‫مايلي �ساير�س‪ :‬حب جديد ؟‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪101‬‬


‫عالم النجوم‬

‫نادين لبكي تحب الريو‬ ‫نادي ��ن لبك ��ي المعجب ��ة بريت ��ا هاي ��ورث وبريجي ��ت ب ��اردو‪ ،‬الت ��ي تحب �أف�ل�ام مث ��ل "غري�س"‬ ‫و"�ساندريال"‪،‬لديه ��ا منا�سب ��ات جديدة للوقوف �أمام الكاميرا م ��ع �إنتهائها من الإ�شتراك في‬ ‫تمثي ��ل "روك الق�صبة"‪ :‬ف�سنراه ��ا قريب ًا في دور زوجة فن�سان الندون ف ��ي "�إعتراف بالغلط"‬ ‫لفري ��د كافاييه ال ��ذي �سبق �أن �أذهلنا بفيل ��م "من �أجلها" (‪ .)2008‬وانته ��ت لت ّوها من عملية‬ ‫التق ��اط م�شاه ��د فيلم كزافيي ��ه بوفوا الجديد "�ضريب ��ة المجد" (�أول فيلم ينج ��زه بوفوا بعد‬ ‫"رج ��ال و�آله ��ة")‪ ،‬الذي ي�شارك فيه ك ٌّل من بيتر كويوت ��ي وكيارا ما�ستروياني وبونوا بولفورد‬ ‫ور�شدي ز ّم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لي�س ��ت ه ��ذه الم ��رة الوحي ��دة �ستلتق ��ي فيه ��ا لبك ��ي الت ��ي تبل ��غ قريب� �ا الأربعي ��ن بم�شاهي ��ر‬ ‫ال�سينم ��ا‪ .‬فه ��ي تغيب ��ت عن مهرج ��ان دب ��ي ال�سينمائي ف ��ي ال�شه ��ر الما�ضي‪ ،‬حي ��ث ُعر�ض‬ ‫"روك الق�صب ��ة" ف ��ي حف ��ل خا� ��ص‪ ،‬ب�سبب �إن�شغاله ��ا في ت�صوي ��ر فيلم ق�صير م ��ع النجم‬ ‫نادين لبكي‪ :‬خرجت �إلى العالمية‬ ‫الأميرك ��ي هارف ��ي كايت ��ل‪� ،‬إخراج� � ًا وتمثي�ل ً�ا‪" .‬ري ��و �أح ّب ��ك"‪ ،‬ه ��و عن ��وان العم ��ل الجماعي‬ ‫ال ��ذي ت�ش ��ارك في ��ه لبك ��ي‪ .‬ع�ش ��رة �سينمائيي ��ن يتعاونون ف ��ي �إنجاز ه ��ذا الفيل ��م‪ ،‬بع�ضه ��م ذاع �صيته دولي� � ًا‪ :‬باول ��و �سورنتين ��و‪� ،‬ستيفان‬ ‫الي ��وت‪ ،‬خو�سي ��ه باد ّيا‪ ،‬فرنان ��دو ميريي�س‪ ،‬اندروت�شا وادينغت ��ون‪ ،‬فيت�شينته �أموري ��م‪ ،‬غييرمو �أرياغ ��ا‪� ،‬أيم �سانغ �س ��و‪ ،‬وكارلو�س �سالدانا‪.‬‬ ‫ين ��درج الفيل ��م ف ��ي اطار مجموعة "مدن الح ��ب" ال�سينمائية التي انطلقت م ��ع "باري�س �أح ّبك" (‪ )2006‬وتوا�صلت م ��ع "نيويورك �أح ّبك"‬ ‫حي ما من مدينة ريو دي جاني ��رو البرازيلية الم�شهورة ب�شواطئها الرملية‬ ‫(‪ .)2009‬ك ��ل فيل ��م من الأف�ل�ام الع�شرة ي�ص ّور لقاء غرامي ًا في ّ‬ ‫الجميل ��ة وتمث ��ال الم�سيح الذي يحر�سها من على قم ��ة جبل كوركوفادو‪� .‬إيمانويل بنبيهي هو المنتج �صاح ��ب المبادرة‪ ،‬وبعد ريو �ستكون له‬ ‫محطات �أخرى مع مدن حب جديدة تبد�أ ب�شانغهاي والبندقية والقد�س المحتلة‪ ،‬ثم في مرحلة �أخرى برلين ونيو �أورليانز‪ .‬الت�صوير الذي‬ ‫بد�أ في �آب (�أغ�سط�س)الما�ضي‪ ،‬بموازنة بلغت ‪ 12‬مليون دوالر‪ ،‬لم ينت ِه بعد‪ .‬فهل يكون موعد انطالقة الفيلم في كانّ المقبل؟‬

‫لطيفة تقدم أحلى ما فيها في ألبوم جديد !‬ ‫ع ��ادت الفنان ��ة التون�سي ��ة لطيفة �إل ��ى ال�ساحة الغنائي ��ة بعد غياب عدة وتناق�ش الملحن في كل التفا�صيل‪ ،‬لكنها تعتبر نف�سها متوازنة‬ ‫خم�س �سنوات عن جمهورها منذ �آخر �ألبوماتها الغنائية "في الكام لأنه ��ا ال تت ��رك قلقها يعرق ��ل م�شواره ��ا الفني‪ ،‬بل هو ع ��ادة دافع‬ ‫ي ��وم اللي فاتوا" ب�ألب ��وم جديد عنوانه "�أحلى حاج ��ه فيا"‪ ،‬تتعاون للإج ��ادة وتح�سين الأداء وتقديم الأف�ضل‪ .‬كما �أن الحركة الغنائية‬ ‫تحف ��ل بالأح ��داث والتط ��ورات‏‪،‬‏ وال ب ��د من‬ ‫في ��ه مع عدد م ��ن ال�شع ��راء والملحنين منهم‬ ‫م�سايرة ذلك ولكن عل ��ى طريقتها الخا�صة‬ ‫محم ��د رفاعي الذي ي�ست�أث ��ر بن�صيب الأ�سد‬ ‫التي "تجمع بين الر�صانة والتحديث"‪..‬‬ ‫ف ��ي الألبوم‪ ،‬وال ��ذي كتب له ��ا ‪� 5‬أغنيات من‬ ‫‪ 14‬ي�ضمه ��ا العمل‪ .‬كما تتع ��اون للمرة الأولى‬ ‫و�أو�ضحت �أن معظم �أغنيات الألبوم مفرحة‬ ‫م ��ع ال�شاعر م�ل�اك ع ��ادل والملح ��ن محمد‬ ‫وبعيدة من الأفكار الكئيبة والحزينة‪" ،‬لأن‬ ‫عب ��د المنعم اللذين �إ�شته ��را بلونهما الغنائي‬ ‫النا�س عانوا كثير ًا من الحزن والألم خالل‬ ‫ال�شعبي‪ .‬وي�ضم الألبوم �ألوان ًا و�أ�شكا ًال متعددة‬ ‫ال�سنوات الثالث الما�ضية وال�سيا�سة كانت‬ ‫في الغن ��اء‏ ‏‪ ،‬وعل ��ى م�ستوى الكلم ��ات حر�صت‬ ‫محور حياتهم"‪ ،‬وه ��ي ا�شتاقت كثير ًا �إلى‬ ‫لطيف ��ة على التنويع بين الرومان�سي العاطفي‏‪،‬‏‬ ‫جمهوره ��ا ال ��ذي غاب ��ت عن ��ه م ��ا يقرب‬ ‫و�أغني ��ة الموق� �ف‏‪،‬‏ والق�ضي� �ة‏ ‏‪ ،‬والحني ��ن �إل ��ى‬ ‫م ��ن الخم� ��س �سن ��وات‪ ،‬و�أرج ��ئ �ألبومها‬ ‫الما�ض ‏ي‪،‬‏ والعتاب‪.‬‬ ‫"ب�سبب الأحداث ال�سيا�سية المتوترة في‬ ‫ً‬ ‫وقالت لطيفة �أنها تت ��ردد طويال قبل الموافقة‬ ‫بع� ��ض البل ��دان العربية م ��ن وقتها وحتى‬ ‫لطيفة‪ :‬عادت بعد غياب ‪� 5‬سنوات‬ ‫على �أي عمل جديد وت�ستمع �إلى الكلمات مرات‬ ‫الآن"‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫الرئي�س ح�سين الح�سيني وف�ؤاد مخزومي‬

‫في�صل �سلمان‪ ،‬محمد الحجار‪ ،‬علي بزي‬

‫النقيب محمد البعلبكي وعقيلته �سحر‬

‫وليد �سالم مع �شارل وغيتا �شدياق‬

‫العقيد بيار �صعب‪ ،‬نادر �صعب‪ ،‬لور �سليمان‬

‫مهى بورات�شي وجورج كرم‬

‫�أ�سعد فغالي ورنا �سرحان‬

‫رانيا كعكي ومنال الم�صري‬

‫نان�سي نوار ورومي �أبي خاطر‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫اللبنانيون يحتفلون بالعيد الوطني اإلماراتي‬ ‫ف ��ي منا�سبة العي ��د الوطن ��ي الثان ��ي والأربعين لب�ل�اده �أقام القائ ��م ب�أعمال‬ ‫�سف ��ارة دولة الإمارات العربية المتحدة ف ��ي لبنان حمد محمد الجنيبي حفل‬ ‫�إ�ستقبال في فندق هيلتون بيروت (حبتور غراند) م ّثل فيه رئي�سي الجمهورية‬ ‫اللبناني ��ة ورئي�س حكومة ت�صريف الأعم ��ال نائب رئي�س مجل�س الوزراء �سمير‬ ‫مقب ��ل ومثّ ��ل النائ ��ب علي ب ��زي رئي�س مجل� ��س الن ��واب نبيه بري فيم ��ا ك ّلف‬

‫رئي� ��س الحكوم ��ة المك ّل ��ف تمام �س�ل�ام م�ست�شاره محم ��د الم�شن ��وق لتمثيله‪.‬‬ ‫ح�ض ��ر الحف ��ل ع ��دد كبي ��ر م ��ن ال�شخ�صي ��ات ال�سيا�سي ��ة والديبلوما�سي ��ة‬ ‫والإقت�صادي ��ة والإجتماعية والإعالمي ��ة‪ .‬و�ألقى الجنيبي ف ��ي المنا�سبة كلمة‬ ‫عدد فيه ��ا �إنجازات دولة الإمارات منذ قيام الإتح ��اد �إلى يومنا هذا‪� ،‬شاكر ًا‬ ‫لبنان على ت�أييده �إمارة دبي للفوز ب�إقامة "�إك�سبو ‪."2020‬‬

‫القائم ب�أعمال �سفارة الإمارات حمد محمد الجنيبي مع ممثلي الر�ؤ�ساء محمد الم�شنوق وعلي بزي و�سمير مقبل‬

‫ال�سفير ف�ؤاد غندور وال�سفير مي�شال حداد وجوزيف حبي�س‬

‫ال�سفير ح�سن �ضيا وعقيلته رلى‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫النائب �سيمون �أبي رميا والنقيب اليا�س عون‬

‫�سمير حمود وعقيلته لينا‬

‫�ستريدا جعجع‬


‫النقيب اليا�س عون‪ ،‬جان م�سعد‪ ،‬ف�ؤاد �أبو نادر‬

‫خالد قباني‪ ،‬خالد زهرمان‪ ،‬دكتور عبد الرحمن العما�ش‪ ،‬عدنان طرابل�سي‬

‫فار�س بويز‪ ،‬ف�ؤاد الخازن‪ ،‬عادل حميه‪ ،‬رفيق زنتوت‬

‫يو�سف �سالمة وبهيج طبارة‬

‫رانيا غيث‪ ،‬نعمة بدر الدين‬

‫�أنطوان حبيب‪ ،‬بهيج طبارة‪ ،‬ف�ؤاد الخازن‬

‫�شيرلين فهد‬

‫ماريانا �شهاب وهيلينا �أ�سود‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫بيروت تحتفل بالعيد الوطني القطري‬ ‫�أقام �سفير قطر في لبنان علي بن حمد المري حفل �إ�ستقبال في فندق فيني�سيا‬ ‫في بيروت لمنا�سبة ذكرى اليوم الوطني لبالده عندما تولى م�ؤ�س�س دولة قطر‬ ‫ال�شي ��خ جا�سم بن محمد �آل ثاني الحك ��م‪ .‬ح�ضر الإحتفال عدد كبير من �أهل‬ ‫ال�سيا�سة والإقت�صاد والأعمال والمجتمع ونخبة من الع�سكريين وال�صحافيين‬

‫والإعالميي ��ن �إ�ضاف ��ة �إلى ال�سفراء الع ��رب والأجانب المعتمدي ��ن في لبنان‪.‬‬ ‫وق ��د م ّثل رئي�سي الجمهورية اللبنانية وحكوم ��ة ت�صريف الأعمال نائب رئي�س‬ ‫مجل�س الوزراء �سمير مقبل‪ ،‬وم ّثل النائب علي بزي رئي�س مجل�س النواب نبيه‬ ‫بري كما مثل محمد الم�شنوق رئي�س الحكومة المكلف تمام �سالم‪.‬‬

‫ال�سفير علي بن محمد المري مع �أركان �سفارته والوزير مروان �شربل‬

‫�صائب مطرجي‪ ،‬في�صل علم الدين‪ ،‬الوزير في�صل كرامي‪ ،‬عبد الودود ن�صولي‬

‫طالل المقد�سي‪ ،‬ال�سفير البابوي غابريال كات�شيا‪ ،‬كري�ستين داغر‬

‫ع�صام �أبو جمرا و كميل من�سى‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫م�صطفى جنيد‪� ،‬سعيدا ميرزا‪ ،‬رفيق زنتوت‬

‫محمد الم�شنوق‪� ،‬سمير مقبل‪ ،‬الوزير فريج �صابونجيان‬

‫زينة جمباي و�أحمد دوغان‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫سفارة ُعمان في بيروت تحتفل بالعيد الوطني‬ ‫دع ��ا �سفي ��ر �سلطنة عمان في لبنان �أحمد بن بركات بن عبداهلل �آل �إبراهيم �إلى حفل �إ�ستقبال في فندق فيني�سيا في بيروت ح�ضره عدد كبير من ال�شخ�صيات‬ ‫ال�سيا�سية والإقت�صادية والإجتماعية تقدمهم ممثل رئي�سي الجمهورية اللبنانية وحكومة ت�صريف الأعمال نائب رئي�س مجل�س الوزراء �سمير مقبل وممثل رئي�س‬ ‫مجل� ��س الن ��واب النائب علي ب ��زي وممثل رئي�س الحكومة المك ّلف تمام �س�ل�ام م�ست�شاره محمد الم�شنوق‪ ،‬كما ح�ضر الإحتفال ع ��دد من الديبلوما�سيين العرب‬ ‫والأجانب المعتمدين في لبنان‪.‬‬

‫�سفير �سلطنة عمان �أحمد بن بركات بن عبدالله �آل �إبراهيم مع �أركان �سفارته‬

‫�سفير �إيران غ�ضنفر ركن �أبادي‪ ،‬النائب يا�سين جابر‪� ،‬سفير م�صر �أ�شرف‬ ‫حمدي‪ ،‬الوزير غابي ليون‪ ،‬وال�سفير البابوي المون�سينيور غابريال كات�شيا‬

‫�ساره حماده‪ ،‬الأب �صالح �أبو جودة‪ ،‬الأب �سليم دكا�ش‬

‫النائب عبا�س الها�شم ومي�شال دو�شدارفيان‬

‫الرئي�س ح�سين الح�سيني و�سفير قطر علي بن حمد المري وال�سفير جورج �سيام‬

‫�أكرم م�شرفية‪ ،‬الوزير وليد الداعوق‪ ،‬ميرا �ضاهر‪ ،‬خالد قباني‬

‫ال�سفير ال�سوري علي عبد الكريم علي‪ ،‬النقيب اليا�س عون‪ ،‬رفيق �شالال‬

‫�سلطان القي�سي والوزير فريج �صابونجيان‬

‫القا�ضي ع�صام �سليمان ومحمد الم�شنوق‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬ ‫لندن‬

‫سفارة ُعمان في بريطانيا تحتفل بالعيد الوطني‬ ‫�أقام ��ت �سفارة �سلطن ��ة ُعمان لدى بريطانيا حفل �إ�ستقب ��ال في فندق "الجميرا‬ ‫كارلتون تاور" في و�سط العا�صمة لندن بمنا�سبة العيد الوطني الثالث والأربعين‬ ‫للب�ل�اد‪ .‬و�إ�ستقبل ال�سفي ��ر ال ُعماني ل ��دى المملكة المتحدة ال�شي ��خ عبد العزيز‬ ‫الهنائي ح�شد ًا كبير ًا من ال�سفراء والممثلين من مختلف الدول‪ ،‬وثلة من الوزراء‬ ‫الحاليي ��ن وال�سابقين ف ��ي الحكوم ��ة البريطانية‪ ،‬من بينهم وزي ��ر الموا�صالت‬ ‫“باتري ��ك ماكلوخلين”‪ ،‬والل ��ورد �أ�ستور وزير الدولة ل�ش� ��ؤون الدفاع‪ ،‬وعدد من‬ ‫ن ��واب البرلم ��ان البريطاني في مجل�سي اللوردات والعم ��وم في مقدمتهم اللورد‬

‫المون ��ت‪ ،‬والل ��ورد جيرمان‪ ،‬وكيت ه ��وي رئي�س ��ة اللجنة العمانية ف ��ي البرلمان‬ ‫وعم ��د �أحياء لندن‪،‬‬ ‫البريطان ��ي‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إلى قي ��ادات الأح ��زاب ال�سيا�سية‪ُ ،‬‬ ‫ومار�ش ��ال ال�سلك الديبلوما�س ��ي في الق�صر الملكي البريطان ��ي‪ ،‬ور�ؤ�ساء دوائر‬ ‫ال�شرق االو�سط والمرا�سم في وزارة الخارجية‪.‬‬ ‫كما ح�ضرت حفل الإ�ستقبال نخبة من البعثات الديبلوما�سية العربية والمنظمات‬ ‫الدولي ��ة ونخبة من ال�شخ�صيات العربي ��ة والبريطانية البارزة وكوكبة من رجال‬ ‫(ت�صوير طوني كيال)‬ ‫االعمال والإعالميين العرب والبريطانيين‪ .‬‬

‫ال�سفير الهنائي ي�ستقبل ال�سفير ال�سعودي الأمير محمد بن نواف �آل �سعود‬

‫ال�سفير ال�شيخ عبد العزيز الهنائي مع �أركان �سفارته‬

‫‪ ...‬وي�ستقبل ال�سفير القطري خالد المن�صوري‬

‫وي�ستقبل رجل الأعمال نظمي �أوجي‬

‫ال�شيخ محمد بن مكتوم بن را�شد �آل مكتوم‬

‫المقدم علي الجهوري‬

‫�أحمد من�صور ومي�ساء ما�ضي‬

‫�سامي حداد‬

‫حمد المفتاح‬

‫مازن ال�شيخ‬

‫دكتور وفيق م�صطفى‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫�أحمد من�صور ومي�ساء ما�ضي‬

‫ه�شام ال�صلح‬

‫كابي فا�ضل وليزا جورج الزاخم‬

‫ال�سفيرة �إنعام ع�سيران تتو�سط نادر بو �أنطون وقرينته �سعاد‬

‫الدكتور �سمير حريكي ووائل �سعيد خوري‬

‫و�سيم حداد وقرينته‬

‫جورج حداد وقرينته‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬ ‫لندن‬

‫الحفلة السنوية للجمعية اإلنطاكية األرثوذكسية في بريطانيا‬ ‫�أحي ��ت الجمعي ��ة الإنطاكي ��ة الأرثوذك�سية ف ��ي بريطانيا حفلته ��ا ال�سنوية‬ ‫الخيري ��ة ف ��ي فندق "رويال غ ��اردن" في لندن بج�ض ��ور ‪� 320‬شخ�ص ًا من‬ ‫�أبن ��اء الرعية و�أع�ضاء الجمعية ورجال و�سيدات المال والأعمال والإعالم‬ ‫الع ��رب والأجان ��ب بينه ��م وزي ��ر ال�سياح ��ة اللبناني في حكوم ��ة ت�صريف‬ ‫الأعمال فادي عبود و�سفي ��رة البحرين �ألي�س �سمعان و�سفير الأردن مازن‬ ‫الحم ��ود و�أركان ال�سف ��ارة اللبناني ��ة‪ :‬ال�سفيرة �إنعام ع�سي ��ران والقنا�صل‬

‫طون ��ي فرنجي ��ة ومازن كب ��ارة ورائد خ ��ادم وعمدة "�إيلين ��غ" جوليان بل‪،‬‬ ‫ورئي� ��س الجمعي ��ة الإنكليزية العربية نظم ��ي �أوجي ورئي� ��س مجل�س �إدارة‬ ‫"مجموعة زاخم" جورج الزاخم‪.‬‬ ‫وق ��د �ألقى رئي�س الجمعية الدكتور �سمير حريكي كلمة �شكر فيها الح�ضور‬ ‫على تلبية الدعوة وعلى ت�شجيعهم الدائم لم�شاريع الجمعية الخيرية‪.‬‬ ‫(ت�صوير طوني ك ّيال)‬

‫من اليمين‪ :‬طوني فرنجية‪ ،‬مازن كبارة وعقيلته‪ ،‬عفيف �صافية‪ ،‬الأب وليم تايلور‪ ،‬الأب فيليب هول‪ ،‬ال�سفيرة �إنعام ع�سيران‪ ،‬الدكتور �سمير حريكي‪ ،‬المطران غريغوريو�س‪،‬‬ ‫ب�سام محفوظ‪ ،‬جوليان بل‪ ،‬يانا حريكي‪ ،‬رائد خادم‬

‫من اليمين‪� :‬إبت�سام ونظمي �أوجي‪ ،‬الوزير فادي عبود‪ ،‬نديم حكيم وقرينته (�إلى ي�ساره)‪،‬‬ ‫�إيلي حا�صباني‪ ،‬ال�سفيرة �ألي�س �سمعان‬

‫�سهيل حداد وقرينته‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫لور الفرزلي‪ ،‬نا�شر "الديبلوما�سي" الزميل ريمون عطالله‪ ،‬الأب وليم تايلور‪،‬‬ ‫الزميالن �سليمان الفرزلي وحافظ محفوظ‬

‫معروف �أبو زكي و�سمير حريكي ومروان كالو‬

‫ب�سام محفوظ ورامي حريكي‬


‫جوزيف ونهال �أبو �شرف‬

‫هدى طبارة وريما عرب‬

‫جومانا دبانة‬

‫�سلوى تويني وميمي تامر‬

‫رانيا وجان مارك �إده‬

‫جورجينا رزق‬

‫روجيه وجويل ن�سنا�س‬

‫محمد و�آمنة �شقير‬

‫بابو لحود‬

‫�سركي�س ورا�سيل �شلهوب‬

‫لمى �سالم ونورا جنبالط‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫العشاء الخيري السنوي لمركز سرطان األطفال في لبنان‬ ‫�أق ��ام مرك ��ز �سرطان الأطفال ف ��ي لبنان ع�ش ��اءه ال�سنوي في محط ��ة ال�سكة‬ ‫الحديدي ��ة ف ��ي منطقة م ��ار مخايل في بي ��روت �إحتفا ًال بم ��رور ‪ 11‬عام ًا على‬ ‫�إنطالقته‪ .‬ح�ضر الحفل حوالي ‪ 800‬من ال�شخ�صيات ال�سيا�سية والديبلوما�سية‬ ‫والإقت�صادية والمالية وال�صحافي ��ة والإجتماعية اللبنانية والعربية تقدمتهم‬

‫اللبناني ��ة الأولى وفاء �سليمان‪ .‬وكانت رئي�س ��ة المركز �سلوى �سلمان و�أع�ضا�ؤه‬ ‫ف ��ي حركة دائم ��ة يتنقلون بين الح�ض ��ور لإ�ستقبالهم و�ش ��رح �أهداف المركز‬ ‫والأعم ��ال التي ق ��ام بها في العام الفائت رغم الظروف الحرجة التي يمر بها‬ ‫البلد والمهمات التي تنتظرهم في العام الجديد‪.‬‬

‫مو�سى و�سمر مقبل والوزير علي ح�سين الخليل‬

‫جاك ونيكول �صراف‬

‫فيفيان وروبير دبا�س‬

‫مروان حماده وعقيلته‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�سلوى �سلمان ‪ ،‬وفاء مي�شال �سليمان‪ ،‬مي ميقاتي‬

‫ف�ؤاد ولور تابت‬

‫يمنى الجميل وروجيه زكار‬


‫غسان حاصباني و"جمهورية خارج الكهف"‬ ‫ّ‬ ‫غ�سان حا�صباني‪ ،‬الخبير الدولي في ال�ش�ؤون الإقت�صادية والإ�ستراتيجية‬ ‫وق ��ع ّ‬ ‫كتاب ��ه الجدي ��د "جمهوري ��ة خ ��ارج الكهف‪ ،‬وجه ��ة لبنان في عال ��م متجدد"‪،‬‬ ‫ال�ص ��ادر عن دار �سائر الم�شرق‪ ،‬في معر�ض بي ��روت العربي والدولي للكتاب‪،‬‬ ‫بع ��د ندوة لبنان ‪ 2030‬التي ادارها �أنط ��وان واكيم و�شارك فيها بالإ�ضافة �إلى‬ ‫حا�صباني‪� ،‬سليم اده والدكتور روك‪�-‬أنطوان مهنا‪ .‬وحاز الكتاب على المرتبة‬ ‫الأولى في مبيعات المعر�ض في فئة الكتب ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫والكت ��اب يناق�ش بالمنط ��ق والأرقام والوقائع‪ ،‬حقيقة و�ض ��ع العالم والمنطقة‬ ‫ولبن ��ان م ��ن دون تجمي ��ل �أو مجامل ��ة‪ ،‬وي�ض ��ع الإ�صب ��ع على ج ��رح الإقت�صاد‬ ‫والمجتم ��ع اللبنانيين‪ ،‬ويقدم ر�ؤية م�ستقبلية متكاملة للبنان الوطن والإن�سان‪،‬‬ ‫منطلق ��ة م ��ن واقعهم ��ا وقدراتهما‪ ،‬وم ��ن خبرة الم�ؤل ��ف العالمي ��ة‪ ،‬وطامحة‬ ‫للإرتق ��اء بهما الى م�صاف الدول المتقدمة على م�ستوى الإ�ستقرار ال�سيا�سي‬

‫جانب من حفل التوقيع‬

‫ونوعية الحياة‪.‬‬ ‫وج ��رى نقا�ش عاقل ف ��ي الندوة‪ ،‬الت ��ي ح�ضرها عدد كبير من اه ��ل ال�سيا�سة‬ ‫واالقت�ص ��اد وفعاليات المجتم ��ع المدني‪ ،‬حول و�ضع لبنان ع ��ام ‪ ،2030‬فكان‬ ‫�س ��رد لدرا�س ��ة م ��ن قب ��ل الدكت ��ور روك‪�-‬أنط ��وان مهن ��ا عميد كلي ��ة الأعمال‬ ‫والإقت�ص ��اد في جامعة الحكم ��ة‪ ،‬تظهر بالبراهين والأرق ��ام ماذا قد يح�صل‬ ‫ف ��ي لبن ��ان �إذا بقيت الحالة على ما هي عليه الي ��وم‪ .‬كما قدم �سليم اده �سردًا‬ ‫لمقارب ��ات م ��ن خبرته العالمي ��ة والأمثلة الواقعي ��ة عن �إنج ��ازات دول �أخرى‬ ‫مماثل ��ة للبن ��ان يمكنن ��ا اال�ستفادة من تجاربه ��ا للنهو� ��ض بالإقت�صاد‪ .‬وطرح‬ ‫غ�س ��ان حا�صباني �سيناريو ور�ؤية للبن ��ان ‪� ،2030‬شارح ًا الأو�ضاع االقت�صادية‬ ‫وال�سيا�سية ف ��ي العالم والمنطقة ولبنان وطارحا خارط ��ة طريق للو�صول الى‬ ‫الهدف المرتجى من النواحي الإقت�صادية والإجتماعية وال�سيا�سية‪.‬‬

‫من الي�سار ليا بارودي ايلي حا�صباني الوزير ال�سابق زياد بارود وكارول معلوف‬

‫غ�سان حا�صباني مع الوزير ال�سابق ادمون رزق‬

‫غ�سان حا�صباني مع النائب عاطف مجدالني‬

‫غ�سان وندين حا�صباني‬

‫غ�سان حا�صباني موقعا الكتاب‬

‫من اليمين د‪ .‬روك مهنا‪ ،‬غ�سان حا�صباني‪� ،‬أنطوان واكيم‪� ،‬سليم اده‬

‫جانب من الح�ضور‬

‫‪Issue 15 - January - 2014‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫"كان يا ما كان" كركال في بيروت‬ ‫ال يخل ��ف "م�س ��رح كركال" بوعده‪ ،‬وه ��ا هو يعود اليوم بم�سرحي ��ة "كان يا ما‬ ‫ك ��ان" �ضمن مو�سم ال�شتاء‪ ،‬وذلك بع ��د تقديمها منذ نحو �سنة ون�صف ال�سنة‬ ‫عل ��ى "م�س ��رح بيت الدي ��ن" الأثري وهذه الم ��رة تحت رعاي ��ة وح�ضور رئي�س‬ ‫الجمهوري ��ة اللبنانية العم ��اد مي�شال �سليمان الذي من ��ح الفرقة "و�سام الأرز‬ ‫الوطن ��ي" من رتبة �ضابط‪ ،‬تقدير ًا لعطاءاتها الفني ��ة‪ ،‬وم�ساهمتها في �إعالء‬ ‫�ش�أن الفن اللبناني‪.‬‬ ‫وب�إ�ش ��راف الفنان عب ��د الحليم كركال‪ ،‬يعود طاقم العم ��ل اليوم �إلى م�سرحه‬ ‫الأ�سا�س ��ي في "�إيف ��وار" �سن الفيل (بيروت)‪ ،‬ليطلق العم ��ل من جديد بر�ؤية‬ ‫متط ��ورة للمخ ��رج �إيفان كرك�ل�ا‪ ،‬و�ضمن �إط ��ار مختلف م ��ع المحافظة على‬ ‫م�ضمونه‪.‬‬ ‫"ك ��ان ي ��ا ما ك ��ان" م�سرحي ��ة ت�سير عل ��ى خطى مدر�س ��ة كرك�ل�ا التراثية‬ ‫العريق ��ة‪ ،‬وهي عمل يعبق بالت ��راث والفن المعا�صر عل ��ى مو�سيقى رم�سكي‬ ‫كور�ساك ��وف و�إيقاع بولي ��رو رافيل‪ ،‬وتتالقى الح�ض ��ارات المو�سيقية بتزاوج‬ ‫الآالت الغربية مع روعة الآالت ال�شرقية‪ ،‬حاملة حكايات الما�ضي �إلى ف�ضاء‬ ‫الزمن الحديث‪.‬‬

‫‪112‬‬

‫رئي�س الجمهورية اللبنانية العماد مي�شال �سليمان والفنان عبد الحليم كركال‬

‫الرئي�س ف�ؤاد ال�سنيورة وعقيلته هدى‬

‫وردة الزامل‪ ،‬عايدة فرنجية‪ ،‬حنينة كركال‬

‫منى الهراوي‪ّ � ،‬أمية اللوزي‪� ،‬إعتدال حيدر‬

‫طوني جزار‪ ،‬مروان و�سامية فرن�سي�س‬

‫اللواء جورج قرعة وقرينته‬

‫هدى تامر وجمال �شكر‬

‫مالك �شريف وكرمة خياط‬

‫منى ومروان فار�س‬

‫دارين �شاهين ورابعة الزيات‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫العنقود‬

‫�آخر‬

‫السقوط إلى أعلى‬

‫بقلم �إيلي �صليبي‬

‫الفراغ التام مؤدّاه انعدام الجاذب َّية والوزن‪ .‬ويصير الس��قوط فيه إلى أعلى‪ .‬وتفريغ األوطان يجعلها تطير بمن فيها‪ .‬ويخطئ‬ ‫من يظنُّ بأنه يثبت وحده في األرض‪ ،‬ولو تش َّبث بالحضيض أو بأطنان الحديد‪.‬‬ ‫كل رأس فوق عنق زرافة يعت ُّز بطوله‪ ،‬وباعه‪ِّ ،‬‬ ‫فارغ ُّ‬ ‫ً‬ ‫شموخاً حصر ّياً به معتب ًرا اآلخرين أقزاماً‪ ،‬أل َّنه سرعان‬ ‫وحظه‪ ،‬وبما يحسبه‬ ‫سابحا في هاوية ِق َّمة الفراغ‪.‬‬ ‫ما يفقد توازنه حين ُيد َُّق عنقه قبل سواه ولو ناطح السماء‪ ،‬ليجد نفسه ً‬ ‫وفارغ ُّ‬ ‫الس��ياف يصاب بجنون العطش إلى الدم‪ ،‬وباإلدمان على قطع‬ ‫س��يا ًفا بج ِّز أعناق خصومه جميعاً‪ ،‬ألن َّ‬ ‫كل رأس يك ِّلف َّ‬ ‫همة ريِّ نصله باألحمر القاني إرت َّد على مواله وأطاحه‪ ،‬ثم إرتمى على سيفه منتحراً‪.‬‬ ‫الرؤوس‪ ،‬ومتى إنتهى من َم َّ‬ ‫هدِّدوا بالفراغ ما ش��ئتم‪ ،‬فالس��قوط إلى األعلى بجسد دفنتموه في األرض مستحيل‪ ،‬إلاَّ عليكم أنتم األحياء بعد‪ ...‬وستجدون‬ ‫كيف تمشي األرجل بالمقلوب عكس المطلوب‪ ،‬وكيف تتد ّلى الرؤوس إلى تحت‪ ،‬و ُيصاب أصحابها بلعيان السفر في فضاءات‬ ‫خاوية‪.‬‬ ‫أمعنوا في تفريغ الدولة‪ .‬فدولة فارغة أفضل من دولة مهدَّدة بالجنون‪.‬‬ ‫ودولة فارغة أفضل من دولة تعتبر مواطنيها أغبياء وبلهاء وتقودهم إلى "عصفور َّية" الش��رق األوس��ط‪ ،‬وتس ِّلمهم إلى أط َّباء‬ ‫غرباء مصابين "بهستيريا" ال َعداء‪ ،‬ومم ِّرضين مع َّرضين لنوبات إنفصام‪.‬‬ ‫الوطن ليس الدولة‪ ،‬والدولة ليست الوطن‪.‬‬ ‫الوطن ُّ‬ ‫تجذ ٌر وإنتماء‪ ،‬والدولة رجال إما حكماء أو أغبياء‪.‬‬ ‫الوطن ٌ‬ ‫مؤسسات قائمة أو هائمة‪.‬‬ ‫أرض وشعب‪ ،‬والدولة َّ‬ ‫الوطن ال يفرغ ولو أفلس النظام‪ ،‬والدولة بال نظام مج َّرد كالم فارغ‪.‬‬ ‫فراغ رأس الدولة قد ُيلغي رأس الدولة وال ُيلغي الوطن‪.‬‬ ‫تم إلغاؤه‪ ،‬يبقى في الحلم أقوى وأعزّ‪ ،‬ويستم ُّر الحنين إليه أش َّد إلتصا ًقا به من اإلقامة فيه‪.‬‬ ‫حتّى لو بدا َّأن الوطن َّ‬ ‫الس��قوط إلى أعلى‪ ،‬يعني في ما أعنيه‪َّ ،‬أن التس�� ُّلط ال يؤدّي إلى السلطة ولو أفرغ من حوله الدنيا ك َّلها‪ ،‬إذ سرعان ما ينزلق‬ ‫إلى مثواه فوق التراب‪ ،‬والتاريخ يشهد على نهايات غير سعيدة ُّ‬ ‫للطغاة‪.‬‬ ‫السقوط إلى أعلى‪ ،‬يعني في ما أعنيه‪َّ ،‬أن الحراك في الفراغ سباحة فيه وليس ثبا ًتا على توازن وتش ُّبث‪ .‬والدليل مراقبة رجال‬ ‫الفضاء في مراكب خالية من الهواء‪.‬‬ ‫الساعون إلى الفراغ لو علموا بأنهم إلى عزلة ماضون هل كانوا يرتدعون؟ أظنُّ َّ‬ ‫بأن إندفاعتهم عند أنطالقاتهم‪ ،‬وباألحرى حين‬ ‫َّ‬ ‫إطالقهم‪ ،‬أودت بهم إلى حا َّفة الهاوية بال فرامل‪ ،‬وهم ساقطون ولو إلى أعلى‪.‬‬ ‫بأن َّ‬ ‫العامل��ون عل��ى تفريغ ما حولهم أيدرون َّ‬ ‫كل فراغ صناعي يتطلب من جوانبه دروعًا أصلب منه وأكثر متانة‪ ،‬وإ َّال أطبقت‬ ‫الجوانب عليه‪ ،‬كما في المختبرات كذلك في اإلختبارات التجريب َّية وهي مكشوفة للعيان‪ ،‬ولو أغمضوا عنها العيون؟‬ ‫م��ا دام الوط��ن قائماً على التجاذب والتنافر في إطار منظومة الطبيعة والحياة‪ ،‬وما دام الفراغ يعني تحدّي الطبيعة والحياة‪،‬‬ ‫فالرؤوس الفارغة من العقول تصير إلى "تحت" ولو تدحرجت إلى "فوق"‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪ - 15‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١4 -‬‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.