ناقصات عقل ودين 1 فصول في حديث الّرسول ()مقاربة تحليلّية نفسّية Uploded By http://www.facebook.com/OlfaTounes Team 27/03/2011
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef
http://www.facebook.com/OlfaTounes
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
4 6
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
4
جميع الحقوق محفوظة دار سحر للّنشر
2003 طبعة الولى ّ ال
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
4
ألـفـة يـوسـف-د
…ناقصات عقل ودين 1 فصول في حديث الّرسول ()مقاربة تحليلّية نفسّية دار سحر للّنشر
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
4
…شوق إلى الّتجّلي ّ إلى كّل من احتار بين الّرضا بالغيب وال
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
4
تقديم
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
4
ي هو مّما ل يمكن قوله ن خطاب العرفان الّدين ّ يعتبر ميشال دو سيرتو ) (Michel De Certeauأ ّ سكوت عنه ،وفي هذا الطار يتنّزل هذا الكتاب فهو محاولة ولكّنه أيضا من مجال ما ل يمكن ال ّ 1
لقول ما ل ينقال منطلقها العجز عن صمته. ي وذلك بمساءلة أحاديث الّرسول إّننا في هذا الكتاب نوّد الهتمام بوجه من وجوه الخطاب الّدين ّ بالبحث في بعض أبعادها الّروحانية الّنفسية،ونحن ل ننشد الّتأريخ لحياة الرسول وأقواله فغيرنا أكفأ مّنا وأقدر على القيام بمثل هذا العمل .ول تّدعي قراءتنا لبعض الحاديث أو اليات القرآنّية تحديد ل والّرسول صّلى ال عليه وسّلم فنحن نقّر بضياع المعنى الصل ّ ي معان قصدها ال عّز وج ّ ي بأن نقول قولنا مسقطا على قول آخر. سم القدر البشر ّ للقول.إّننا نوّد فحسب أن نج ّ وقد اختار هذا العمل قصدا أن يضرب صفحا عن الختلفات الّتاريخّية بين أحاديث الّرسول وعّما يمكن أن يكون قد تسّرب إليها من تحريف أو تحوير.فقراءتنا للحاديث الّنبوّية ل تقوم على غْفل. ي تجريح وتعديل بل تتعامل معها معطى تاريخّيا ُ أ ّ وفي هذا الكتاب أربعة مقالت تختلف مواضيعها ولكّنها تّتفق في ما يشّدها من وحدة في المنهج ي*)(psychanalyse سل هذا العمل في كثير من فصوله ببعض معارف الّتحليل الّنفس ّ وفي الّرؤى.فقد تو ّ ي والقراءات اليمانّية عموما والّتحليل الّنفسي اللكاني) (lacanienخصوصا ،وبين الّتحليل الّنفس ّ 2
ي والّدين ثّم في مصالحة بينهما نجمت سمت تاريخّيا في صراع بين الّتحليل الّنفس ّ وشائج كثيرة تج ّ ي عاش بين 1925و ،1986اهتّم بالعرفان الّديني من 1ميشال دو سيرتو مؤّرخ منفتح على النتروبولوجيا واللسانّيات والّتحليل الّنفس ّ ي في كتاب: منظور نفس ّ Michel De Certeau :La fable mystique XVI-XVII siècle,Paris,Gallimard,1982. ي ُيعّد من أهّم قّراء سيغموند فرويد)Sigmund ي فرنس ّ 2نسبة إلى جاك لكان)،(Jacques Lacan 1981-1901وهو محّلل نفس ّ ي. ي.وأصبح لكان عند الكثيرين رائد مدرسة في الّتحليل الّنفس ّ (freud 1856-1939أب الّتحليل الّنفس ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن البعاد اليمانّية ل تتنافى مع ما ينشده عن تكاثر الكتابات اّلتي تعمد كليهما وهي كتابات بّينت أ ّ ي أو ي من تحقيق سعادة الفرد .ونجد كثيرا من هذه الكتابات يقرأ الّتراثين اليهود ّ الّتحليل الّنفس ّ 3
ي من منظور ي ،واهتّم بعض الّدارسين العرب بقراءة الّتراث السلم ّ ي معتمدا الّتحليل الّنفس ّ المسيح ّ 4
ي .وفي هذا الطار العاّم يتنّزل هذا الكتاب فهو جزء أّول من بحوث تنشد قراءة الّتحليل الّنفس ّ 5
ي ومنطلقة من المصادرة اليمانّية وقد حاولنا قدر بعض أحاديث الّرسول مستعينة بالّتحليل الّنفس ّ صا بل ي المعّقدة فنحن ل نكتب كتابا أكاديمّيا مخت ّ المكان توضيح بعض مفاهيم الّتحليل الّنفس ّ 6
ص.ورّبما جلب لنا هذا الكتاب بما فيه ص وغير المخت ّ شواغل فكرّية نرجو أن تجد صدى لدى المخت ّ صين ورّبما لقي بما فيه من بعض المفاهيم الّدقيقة نفورا من غير من تبسيط نقد المخت ّ صين،وبين هذا وذاك يوّد هذا الكتاب مساءلة بعد من أبعادنا البشرّية اّلتي نشترك فيها جميعا المخت ّ ي،ونوّد مساءلة هذا البعد ي اليمان ّ مهما تتنّوع اختصاصاتنا ومهما تتوّزع اهتماماتنا،وهو البعد الّروح ّ من منظور ل ينصح ول يلوم ول يّدعي امتلكا للحقيقة بل يضرب على غير هدى مشتاقا إلى شوق ذاته عّلة وجوده وأقاصي متعته. إشباع لن يكون،يجد في ذلك ال ّ 3لبحث تفاصيل العلقة بين الّدين والّتحليل الّنفسي انظر: .Marie Romanens :Le divan et le prie-Dieu,psychanalyse et religion,Descléé de Brouwer 2000 4نذكر على سبيل المثال كتابات Denis Vasseو Françoise Doltoالمعتمدة في هذا الكتاب. ونذكر كتاب: transmission,Paris ,Flammarion 2001
.Daniel Sibony :Psychanalyse et judaisme,Questions de
5نذكر على سبيل المثال: .Fethi Benslama : La nuit brisée, Muhammad et l’énonciation islamique .Éditions Ramsay , Paris 1988 .Fethi Benslama :La psychanalyse à l'épreuve de l'Islam,Paris,Aubier 20026 ص آخر الكتاب. سرناها في فهرس خا ّ ألحقنا أهّم المفاهيم والمصطلحات الواردة في الكتاب بالّرمز *،وف ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
محنة الغياب ي: الفتقار الجوهر ّ "دخل أبو بكر الصّديق بيت المدراس على يهود،فوجد منهم ناسا كثيرا قد اجتمعوا إلى رجل منهم ٌيقال له فنحاص وكان من علمائهم وأحبارهم ومعه حبر من أحبارهم يقال له أشيع فقال أبو ق من عنده ن محّمدا لرسول ال قد جاءكم بالح ّ بكر:ويحك يا فنحاص اّتق ال وأسلم فوال إّنك تعلم أ ّ تجدونه مكتوبا عندكم في الّتوراة والنجيل،فقال فنحاص لبي بكر:وال يا أبا بكر ما بنا إلى ال من ي ولو كان فقر وإّنه إلينا لفقير،وما نتضّرع إليه كما يتضّرع إلينا،وإّنا عنه بأغنياء وما هو عّنا بغن ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن هذا اليهودي لم يمّيز بين فقر النسان العرضي إلى المال وفقره غنّيا ما استقرضنا أموالنا".7إ ّ الجوهري إلى ذات مطلقة غير منشطرة.ومشكل هذا اليهودي أّنه خلط بين الفقر إلى المال وهو فقر وقتي قد يملؤه المال والفقر البشري النطولوجي الذي ل ُيمل.فما الفقر؟ الفقر لغوّيا يفيد معنيي الّثقب والحتياج.وهما معنيان مترابطان.فالمثقوب في حاجة إلى من يرتق ثقبه.ولكن من الّثقوب ما ل يرتق وجوهرها الّثقب البشري.وحاجة رتق الثقب الماّدي طلب يمكن أن ُيجاب شأن ك ّ ل ن الحاجة ل تجيب ل حاجات النسان إذ ُتجاب تفتح من جديد على حاجة أخرى،إ ّ نكّ الحاجات.ولك ّ ي،إّنها ل تربأ الثقب،إّنها تهّدئ ضغطا ليفغر ضغط آخر فاه من النسان عن معنى ذاته الجوهر ّ جديد إلى حاجة أخرى. ي فإذا اعتبرنا أ ّ ن ن حركة الحاجة الّتي ل تنتهي هي الّدال الساسي على افتقار النسان الجوهر ّ إّ ن أّول ما تفعله اللغة هو أن تفصل بين مقول*) موضع اللغة هو الذي تنبني بمقتضاه الّذات فإ ّ ل قول ليكون ينفي قول آخر لن يكون.أن (énoncéمتحّقق حاضر وغير مقول ممكن غائب.8وك ّ سَمك النوثة وأن تسمك النوثة ينفي بالضرورة أن تسمك سَمك الّذكورة ينفي بالضرورة أن َت ِ تِ الّذكورة،من البدء تتماهى مع الب أو مع الّم ل مع كليهما.منذ البدء تولد فتفترق بيولوجّيا عن محّلك الّول الثير ول تعود إليه أبدا فإّما أن تكون جنينا خارج هذه الحياة أو أن تكون بشرا في موضع الحياة.من البدء ُيحّرم عليك نكاح الب والّم فل يمكن أن يكونا زوجين.ويتواصل فعل سلب أليس اليجاب في ن فعل اليجاب هو نفسه فعل ال ّ سلب في تزامن مذهل بل إ ّ اليجاب وال ّ سلب إيجابا للّنفي؟ جوهره نفيا للنفي؟ وأليس ال ّ
طباعة والّنشر 2001ج 2ص .180/181 7سيرة ابن هشام،بيروت،المكتبة العصرّية لل ّ .Vincent Descombes : L’inconscient malgré lui,Paris,Minuit 1977,pp-17-71 8
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي شرط بدء ن شرط وجود الّذات البشرّية أن يكون ضياعا لشيء ممكن.أليس الّترميز اللغو ّ إّ شيء غير المسّمى بإخراجه من موضع الّذات؟ وأليست الّتسمية قتل للكائن قبل الّرمز أي قتل لل ّ ضرورة ذاتا واصفة.9 ل الموضوع) (objetاّلذي يستدعي بال ّ شيء)(choseإلى مح ّ ال ّ ن الكلم ن تعّلم آدم السماء بدءٌ لبشرّيته وبدء لسلطته على المواضيع ل على الشياء ذلك أ ّ إّ هو فصل بين المسّمي والمسّمى اّلذي ينقاد طائعا للتمثيل وفي الن نفسه وبسبب انقياده ذاك يفّر من سم ضربين من الفتقار وفق محور الستبدال*)(axe de sélection ل لّلغة تج ّ الحضور.فل حضوَر إ ّ ل لّلغة تتقاذفنا كلماتها من ووفق محور الّتوزيع*).(axe de distributionفوفق المحور الّول ل وجود إ ّ كلمة إلى أخرى إلى أخرى في سلسلة ل تنتهي،دون أن نجزم البّتة إن كان للكلمة اللغوّية نظير ضرورة ل قول منفتح بال ّ ي.ووفق المحور الّثاني ل يوجد البّتة قول منته منغلق على نفسه بل ك ّ واقع ّ ن "قبولنا" الخضوع لّلغة هو اّلذي أنشأنا ذواتا بشرّية لكّنه يضيع إلى كلم يزيده وصفا وتوضيحا.10إ ّ شرخ ل ظهور ال ّ ي فالبدء هو رحلة للنشاء والفقدان وهو مح ّ ضرورة تشّكلنا الّول غير الّرمز ّ مّنا بال ّ ي.وإذا كان الفتقار إلى شيء غائب أبدا ي*) (Le réelواللغو ّ ي اّلذي ل يمكن سّده بين الواقع ّ الصل ّ ي منه ل يعدو أن يكون سعيا مستحيل لملء ن موقف الّذوات المرض ّ هو جوهر الّذات البشرّية فإ ّ افتقار ل ُيمل. وهم الجمع:
شيء في ذاته) (chose en soiوهو قائم ي بعد كانط) (Kantاّلذي يمّيز بين ال ّ شيء والموضوع إلى الّتقليد الفلسف ّ 9يعود الّتمييز بين ال ّ ل بوجود الّذات المدركة. بصرف الّنظر عن ذات تدركه والموضوع وهو ما ل يكون إ ّ ي وذلك في ضحنا هذين المفهومين،ووسمنا الّثاني بالّتساع الّتركيب ّ 10و ّ ألفة يوسف:تعّدد المعنى في القرآن،تونس،كّلية الداب مّنوبة-دار سحر للّنشر ،2003صص .293-289
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
خَلَدُه" ن َماَلُه َأ ْ ب َأ ّ س ُ حَ عّدَدُهَ-ي ْ ل َو َ جَمَع َما ً ل ُهَمَزٍة ُلَمَزٍة-اّلِذي َ ل ِلُك ّ تعالى":وْي ٌ َ يقول ال
)الهمزة 104
ل جامع للمال بل على جامع المال اّلذي يرى أ ّ ن ن التهديد في هذه الية ل يحيل على ك ّ .(3-2-/1إ ّ ي جمع عندما يكون هدفا ن الجمع أ ّ ي.إ ّ جمع المال هذا قد ُينجيه من الموت أي من حّد الوجود الصل ّ ي.ومثاله دون جوان)(Don Juanالذي ل يني في ذاته ليس سوى سعي محموم إلى نفي الفتقار الصل ّ ف عن جمع الوقت حّتى ف عن جمع المال ،والنسان الذي ل يك ّ يجمع الّنسوة والبخيل اّلذي ل يك ّ ن دون جوان اّلذي يجمع يغدو الّزمان صنو المال في المثل المريكي الشهير .Time is moneyعلى أ ّ ف عن الجمع ول يشعر بالّراحة،والبخيل اّلذي يجمع المال ل يتمّتع بالمال اّلذي الّنسوة ل يك ّ يجمعه،والنسان اّلذي يوّد أن يمتلك الحياة ل يتمّتع بالحياة اّلتي يحياها.فكم من فرد تجده ُيمضي سمه حياته كّلها نادما على أّنه لم ُيمض حياته في صورة أفضل،وما الّندم في جميع ضروب تج ّ ن حركة ل حاجاته فإ ّ سوى تأكيد لرفض ضياع الممكن بتحّقق الكائن.ولو افترضنا شخصا "أشبعنا" ك ّ ن الحاجة ل يمكن أن تنتهي بَتْلِبَيتها.والنسان عند امتلكه لموضوع ّما الحاجة فيه لن تخمد ل ّ ن وصال ي موضوع .فكم عاشق شعر أ ّ سم افتقاره إلى موضوع آخر،إلى شيء يتجاوز امتلك أ ّ يج ّ س بعد تحّقق ذاك الوصال بوحشة الّنفس التي تتوّهم معشوقه هو أقصى آماله ومنى حياته فإذا به يح ّ ن تكديس المال وتجميعه يجيب نهم نفسه فإذا به ل فراغا،وكم معوز تصّور أ ّ الشباع فل تصادف إ ّ ن الجمع الّنهم محاولة يائسة لملء سعادة.إ ّ ل يجد بعد جمع الّثروات سوى رزم من المال ل تحّقق ال ّ ن وجود الّذات في هذه الحياة قائم ما ل يمكن أن يمله الجمع،إّنه محاولة لسّد الهّوة اّلتي ل تسّد ل ّ على وجود هذه الهّوة،فإذا كان الفتقار شرط الذات البشرّية كان نفيه نفيا للّذات البشرّية لذلك ل ل بالموت أو بالخروج من موضع اللغة التي تفرض الختيار إلى موضع الللغة يزول الفتقار إ ّ شيء. حيث تتماهى الكلمة وال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
سعي المحموم نحو سم أحسن تجسيم هذا ال ّ سيطرة على العالم كّله باسم العولمة إّنما تج ّ حضارة الماّدية الحديثة اّلتي تنشد ال ّ
سعي نحو امتلك الموضوع مهما يكن نوعه.إّنها تنشئ لدى النسان وهم الحاجة اّلتي كّلما غرق والستهلك متمّثل في ال ّ
ب في استهلك موضوع ّما بقدر ما هي إنشاء لحاجة شوق*).(désirوليست وظيفة الشهار الفعلّية الّترغي َ عد عن موضع ال ّ
ضغط لمّدة قصيرة ينفتح بعدها النسان على حاجة ّية ما كانت لتنشأ في غياب ذلك الشهار.وتحقيق هذه الحاجة قد يهّدئ ال ّ
ضرورة غائبا منشودا أبدا ضائعا أبدا محّركا الّذات ل حاضر ُينشئ بال ّ ن ل وجود لشيء يمكن أن يطابق شوقنا إليه،فك ّ ذلك أ ْ ن الكافر يأكل في ن المسلم يأكل في معى واحد وأ ّ في حركة ل تني البّتة.لذلك يشير الّرسول صّلى ال عليه وسّلم إلى أ ّ
سي الّول فالكل سعي نحو المتلء مهما يكن موضوع ن للكل في رأينا معنى مجازّيا يتجاوز معناه الح ّ عاء ،ويبدو أ ّ 11
شبع المستحيل ول الجمع متلء،والمتلء ليس سوى وهم ينشده النسان اّلذي يرفض منزلته البشرّية أّما المؤمن فل ينشد ال ّ
لق ذلك ن الّرسول يعوذ بال من نفس ل تشبع ،وعلى المؤمن أن يعرف قيمة الفراغ الذي تحمله ذاته،ذلك الفراغ الخ ّ ي .إ ّ ّ 12
ي الصل ّ ي ذي يخرج الوجود كّله من حّيز دافع الجمع المستحيل المرهق أبدا إلى حّيز القرار العميق بالفتقار البشر ّ
* إلى موضع الخر المطلق*).(L’Autreوليس من العبث أن تّتفق جميع الّتشريعات على تحريم إتيان المحارم*)(inceste
ي نفس ّ ي ر ستراوس) (C-L-Straussهذا الّتحريم بضرورة الّتبادل،وُيعّمق دنيس فاس) (Denis Vasseالّتبادل من منظور تحليل ّ
ن عليه حريم إتيان المحارم* بأّنه تجسيم لفتقار الّذات،وهو افتقار ُيشعر البن بأّنه غير كاف لشباع رغبات أّمه كّلها،وأ ّ
ى عن تخّيله الكمال في ذاته.13 شوق*.فلكي يكون النسان عليه ن ل تشبع أنفسنا صورة تخرجنا من حّيز الحاجة إلى حّيز ال ّ أْ ن حياتنا في جوهرها قائمة ل بساطة ل يمكن أن يمتلك شيئا.إ ّ أن يتخّلى عن وهم المتلك لّنه بك ّ ل لحظة يحياها،أليس الكسجين ل مّنا بعضا من حياته في ك ّ على العطاء بل إّنها عطاء،أل يعطي ك ّ طأ مالك،بيروت،دارالفكر 1998ص .615 11مو ّ 12سنن ابن ماجه،دار إحياء الّتراث العربي ،1975ج 1ص .92 .Denis Vasse:Le temps du désir,Paris,Seuil 1997(2éme édition),p-76 13
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن قول ل العناصر المؤكسدة اّلتي تحّلل الجسد شيئا فشيئا؟ إ ّ قوام حياتنا حامل في تركيبته الصلّية ك ّ ي معنى صفتين المستقبل ّ ن")الّزمر (39/30قد يفيد إلى معنى ال ّ ت َوِإّنُهْم َمّيُتو َ ك َمّي ٌ ال تعالىِ":إّن َ ن جوهر حياتنا هو أن نهب هذه الحياة اّلتي ل لحظة نحياها ل ّ حاضرا.14إّننا نموت الن وفي ك ّ ن هبة الحياة لنا هبة مجانّية ل ينشد منها الواهب أيّ ُوهبت لنا دون أن نطلبها ودون أن نطالب بها.إ ّ ن جوهر الحياة هو العطاء.ففي هذا العطاء مصلحة،وهذا ما قد نجد عسرا في فهمه إذا ما لم نفهم أ ّ ل سعي محموم نحو ن معنى العطاء ُيطمس في ك ّ ي وفي مقابل ذلك فإ ّ يتحّقق معنى الوجود البشر ّ ضل امتلك الحياة حّتى الموت على يعطي وهو المتلك وإن يكن امتلك الحياة نفسها،فبعضنا يف ّ يحيا . 15
ن الجمع والمتلك ل يملن الّنفس.فقد ورد في ن سيرة الّرسول صّلى ال عليه وسّلم تؤّكد أ ّ إّ ن قريشا بدأت تتذّمر من رسول ال إثر شروعه في نشر الّدعوة وخروجه بها من سيرة ابن هشام أ ّ سّر إلى الجهر فمشوا إلى أبي طالب عّم الّرسول وحامي حماه مستنكرين وحانقين قائلين":إّنا وال ال ّ ل نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلمنا وعيب آلهتنا حتى تكّفه عّنا أو ننازله وإّياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين.ثم انصرفوا عنه،فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفسا بإسلم رسول ال صلى ال عليه وسلم لهم ول خذلنه" فبعث لرسول ال يعلمه الخبر فقال الرسول":يا عم وال لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا المر حتى ن كبار الرجال من قبائل قريش قد يظهره ال أو أهلك ما تركته"،16وورد في خبر تاريخي آخر أ ّ 14يقول الّرازي":ل تبال يا محّمد بهذا )موقف الكّفار( فإّنك َوُهْم أيضا سيموتون" وهذا تفسير لسم الفاعل على معنى الستقبال،ويقول ن ما هو آت آت" وهذا أيضا تفسير لسم الفاعل على سبيل الستقبال .فخر أيضا":إّنك وإّياهم وإن كنتم أحياء فإّنك وإّياهم في أعداد الموتى ل ّ الدين الّرازي:مفاتيح الغيب،بيروت،دار الفكر ،1985مج 13ج 26ص .278 . Denis Vasse:Inceste et Jalousie,Paris,Seuil 1995,p-129 15 16سيرة ابن هشام ج 1ص .195
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
اجتمعوا بالرسول صلى ال عليه وسلم فعابوا عليه شتمه اللهة وخروجه عن الّدين السائد وقالوا":إن كنت جئت بهذا الحديث تطلب به مال جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مال وإن كنت إّنما تطلب الشرف فينا فنحن نسودك علينا وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا" فقال لهم رسول ال":ما شرف فيكم ول الملك عليكم ولكن ال بعثني إليكم رسول جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ول ال ّ ي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبّلغتكم رسالت ربي ونصحت لكم فإّما أن وأنزل عل ّ ظكم في الدنيا والخرة وإن ترّدوه علي أصبر لمر ال حتى يحكم ال تقبلوا مّني ما جئتكم به فهو ح ّ بيني وبينكم".17 شرف أو ن القرشيّين يعرضون على الّرسول في هذين الخبرين الملكّية،ملكّية المال أو ملكّية ال ّ إّ ن الّرسول صّلى ال عليه وسّلم يفترض أّنهم يمّكنونه من امتلك سلطة فيرفض،بل إ ّ ملكّية ال ّ سك في مقابل ذلك بوظيفة المستحيل وهو أن توضع الشمس في يمينه والقمر في يساره فيرفض ويتم ّ ل ما فيها من عطاء وتواضع،إّنه يوّد أن يكون بشيرا ونذيرا،يوّد أن يكون حامل لقول لم الّرسالة بك ّ ي فخر أو شرف يكن هو منشئه ،يوّد أن يكون حامل لقول ل يمتلكه ول يحصل منه في ذاته على أ ّ صورة*).(image ،يوّد أن يكون مبّلغ الكلمة وناقلها،ويرفض أن يكون ممّثل ال ّ عرض على الّرسول ُيعرض علينا في حياتنا بأشكال ي اّلذي ُ ل هذا الختيار الّرمز ّ ومث ُ ي جمع نأ ّ شّتى،فإّما أن نجمع ونمتلك ظاّنين في ذلك الجمع والمتلك حقيقة ذواتنا أو أن نعلم أ ّ ن ذواتنا منقسمة بين أنا*) (moiينشد المتع الملّبية للحاجة ليس سوى طامس لكلمة الحقيقة فينا.إ ّ ي حاجة لّنها محكومة بما وراء مبدإ اللّذة.18النا* تنشد وذات*) (sujetمنشطرة*) (clivéل تشبعها أ ّ 17سيرة ابن هشام ج 1صص .215/216 S-Freud :Au delà du principe du plaisir,in Essais de psychanalyse,Paris,Payot 1981 18 .Gérard Miller(Sous la direction de) :Lacan,Paris,Bordas 1987,p-117
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن المال والبنين زينة الحياة الّدنيا ل ل ينفي أ ّ سعادة،ونحن نجد ال عّز وج ّ الّنجاح والّذات* تنشد ال ّ صالحات خير عند ال ثوابا ن الباقيات ال ّ فهما يّتصلن بمبدإ اللّذة ومفهوم الّنجاح،ولكّنه تعالى يؤّكد أ ّ سعادة.19ونحن نجد الّرسول صّلى ال وسّلم ل يرفض صالحات تمّثل مفهوم ال ّ وخير أمل،والباقيات ال ّ ي إذ يقول تعالى: ل امتلك بشر ّ ل لك ّ الملكّية بمعنى الستخلف وهو المعنى اّلذي حّدده ال عّز وج ّ ن ِفيِه…")الحديد ،(57/7ولكّنه يرفض الملكّية التي تغدو وهما يتصّور خَلِفي َ سَت ْ جَعَلُكْم ُم ْ "…َوَأْنِفُقوا ِمّما َ ن ماله المرء بمقتضاه اقتصار ذاته على تلك الملكّية،فيصبح مثل ذاك اّلذي جمع المال فعّدده حاسبا أ ّ أخلده،ويصبح مثل نرجس السطورة)،(Narcisseفليس خطأ نرجس أّنه نظر إلى صورته في الماء صورة حقيقة ذاته.وليس خطأ النسان أن يمتلك مال أو ن خطأه القاتل بدأ عندما توّهم في تلك ال ّ ولك ّ خص في ذاك المنصب أو المال أو الجاه.إّننا ل نفعل ن ذاته تتل ّ ن خطأه يبدأ عندما يتوّهم أ ّ منصبا ولك ّ ي هو ال،ولكن عندما يصّدق ن المالك الحقيق ّ شيئا سوى أّننا نقوم بدور المالك وعلينا أن نعي أ ّ شخص اّلذي يعتقد أّنه الممّثل دوره فإّنه يغدو مجنونا.ومن هذا المنظور يؤّكد لكان أّنه "إن كان ال ّ ل عنه جنونا".20 ن الملك اّلذي يعتقد أّنه ملك ل يق ّ ك شخصا مجنونا فإ ّ َمِل ٌ صدقة كما يحّددها الّرسول صلى ال عليه ومن هذا المنظور يمكن أن نفهم فلسفة الّزكاة وال ّ صدقة ليست مصلحة للمعطى إليه بقدر ما هي مصلحة للمعطي.إّننا ل ننفي البعد وسّلم.فال ّ ت حوله الخطب والمواعظ،و ل وهو بعد ظاهر ُكتبت فيه الكتب وُأْلِقَي ْ ي لعطاء الفقير الما َ الجتماع ّ ي اّلذي يجعلها نعمة للمتصّدق بل صدقة،هو بعدها الّنفس ّ ن ما يهّمنا هو بعد آخر للّزكاة ولل ّ لك ّ صدقة بأن يتصّدق النسان وهو صحيح حريص حته الّنفسّية.لذلك حّدد الّرسول أفضل ال ّ ضرورة لص ّ
ل")الكهف .(18/46 خْيٌر َأَم ً ك َثَواًبا َو َ عْنَد َرّب َ خْيٌر ِ ت َ حا ُ صاِل َ ت ال ّ حَياِة الّدْنَيا َواْلَباِقَيا ُ ن ِزيَنُة اْل َ ل َواْلَبُنو َ 19يقول ال تعالى":اْلَما ُ . Jacques Lacan :Ecrits,Paris,Seuil 1966,pp-170/171 20
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي بل وسما له .أليس من ل عطاء تذكيرا بالفتقار الصل ّ ن في ك ّ يأمل الغنى ويخشى الفقر،21ذلك أ ّ ي للخليا؟ سرطان؟ أليس تكاثرا غير عاد ّ ي؟ وما ال ّ سرطان في عصرنا الحال ّ شى ال ّ الغريب أن يتف ّ أليس جمعا ومنعا؟.22 الخروج من النا*: سلطة هو ما ي ضرب من ضروب الجمع للمال أو للعلم أو لل ّ ن انغلق الفرد على ذاته في أ ّ إّ سر رفض النسان أن يتزحزح من صورته لينفتح على الخر فيه وعلى الخر حوله.فل شيء يف ّ ل لّنه يذّكرنا بموتنا،ول شيء يخيفنا قدر موتنا أّما موت الخرين فقد يؤلمنا ولكّنه ل يفزعنا إ ّ ل لّنه يخيفنا قدر ضعفنا أو مرضنا أّما مرض الخرين فقد يستدّر شفقتنا ولكّنه ل يخاطب أعماقنا إ ّ يذّكرنا بإمكان مرضنا.ول شيء يفرحنا قدر نجاحنا أّما نجاح الخرين فقد يفرحنا أو قد يحملنا على ل لّنه يذّكرنا بفشلنا أو بإمكان نجاحنا.إّننا مهووسون بذواتنا أن نغبط الفرحان ولكّنه ل يستفّزنا إ ّ س بالخر في ذاته.فكيف ي ول نستطيع أن نح ّ حّتى الّنخاع نجمع لها ما به نحّقق الّنجاح الجتماع ّ س بالخر فينا؟كيف يمكن أن أفرح لفرح الخر بنفس الّدرجة الكبيرة اّلتي بها أفرح يمكن أن نح ّ لنفسي أو كيف يمكن أن أفرح لنفسي بنفس الّدرجة البسيطة اّلتي بها أفرح للخر؟ كيف يمكن أن ي أبتعد عن ذاتي فتكون ذاتي يصبح الخر أنا أو أن أصبح أنا الخر؟ إّنني إذا بحثت عن الخر ف ّ شعب)،د-ت( مج 2ج 1ص .5 21صحيح البخاري،دار مطابع ال ّ ن الجمع ليس إيجابّيا في ذاته،وهذا يشير دريفرمان إلى أ ّ
شأن22
.تكاثرالهرمونات أو الخليا في الجسم تكاثرا غير عاد ّ ي Eugen Drewerman :Fonctionnaires de Dieu,Paris,Albin Michel 1993, p-576
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن قول ب لك ما تحّبه أنت لنفسك ل ما أتصّور أنا أّنك تحّبه لنفسك.إ ّ آخر مثلك ويمكنني أن أح ّ ب لنفسه" 23يحّدد لليمان هذا الّرسول صّلى ال عليه وسّلم":ل يؤمن أحدكم حّتى يحبّ لخيه ما يح ّ شائعة طريقة ال ّ ي،وهو شرط تسمح لنا قواعد اللغة بأن نقرأه بطريقتين:الولى هي ال ّ شرط الساس ّ ال ّ ب)الّثاني( محيل على المؤمن،فيكون المعنى ضمير المستتر الفاعل في فعل يح ّ على أساس اعتبار ال ّ ب المال فمن المفروض ب المؤمن لخيه ما يحّبه المؤمن لنفسه،فإن ُكنت أح ّ ن شرط اليمان أن يح ّ أّ ضمير المستتر الفاعل في الفعل ن ال ّ ب المال لخي المؤمن.أّما القراءة الّثانية فإّنها تعتبر أ ّ أن أح ّ ب لخي المؤمن ما يحّبه هو ي أن أح ّ ن عل ّ ب" ل يحيل على المؤمن بل يحيل على الخ أي إ ّ "يح ّ ضرورة لما أحّبه أنا لنفسي.وبهذا المعنى ل ُأسقط على لنفسه،وما يحّبه هو لنفسه ليس موافقا بال ّ ي عساني أصل إلى ب بل أصالح صوت الخر ف ّ الخر تصّوري للشياء ول أفرض عليه ما أح ّ ي جزاء. صوت الخر فيه.فيكون العطاء بل هدف ول انتظار ل ّ الغائب الحاضر: شوق* ينفتح عندما تخرج حركة النسان في الكون من مجال الستهلك والحاجة إلى مجال ال ّ شوق* ن ال ّ ن الحاجة ليست سوى سعي لستهلك الحاضر في حين أ ّ باب جديد قوامه الغياب.ذلك أ ّ ي هو ذلك الخر اّلذي لم يكن،ذلك الخر شوق* الساس ّ ن موضوع ال ّ ل شوقا إلى غائب.إ ّ ل يكون إ ّ ي اّلذي ل يمكن أن ينقال.إّنه موضع الثبات عند ل.إّنه ما يحّركنا للقول إّنه دافعنا الصل ّ اّلذي لم َيْنَق ْ ل بغيابه.فإذا صّرحت به في قول ّما نشأ ل قول ولكّنه ل يكون إ ّ المناطقة،موضٌع موجود بالقّوة في ك ّ عند الّتصريح به موضع إثبات آخر غائب.إّنه الغياب الموجود بالقّوة أو لنقل إّنه الغياب الحاضر ل إلى هذا الخر الغائب ي ل يكون إ ّ ي الصل ّ ن موضع الشوق* البشر ّ أبدا بغيابه.وإّننا إذ نفترض أ ّ أبدا نسمح لنفسنا بأن نسّمي هذا الخر "ال". 23صحيح البخاري مج 1ج 1ص .10
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن حضور ال في غيابه ينتج أمرين: إّ +ل ضامن لوجود ال: أّولهما أّنه ل يمكن تحقيق وجود ال تحقيقا تجريبّيا.فلئن كان وجود الصل بمعناه العاّم قابل ن القول: ن تصّور ذلك الصل كائنا أو وحدة يمكن أن توسم بال ل يقبل التحقيق،ذلك أ ّ للفتراض فإ ّ "ال موجود" يسند محمول الوجود إلى موضوع ل يمكن إثبات وجوده تجريبّيا لذلك يعّد الوضعّيون ن تحقيق والفلسفة الّتجريبيون القول المذكور قول خلوا من المعنى.ل يمكن تحقيق وجود ال ل ّ وجوده يفترض وجود موضوع خارج عن ال يثبت وجوده وهذا مستحيل.لقد عّبر لكان عن ن ل وجود لشيء خار ٍ ج ن ل وجود لما وراء اللغة أي َأ ْ المفارقة ذاتها في حديثه عن اللغة إذ أقّر بَأ ْ ل ما قد نعتمده من حجج لثبات وجود اللغة قد صيغ وفق قواعد عن اللغة يضمن وجود اللغة.24فك ّ ي وهو ي ضمان.وكذا شأن موضع الوجود الصل ّ ل أن نعتقد وجود اللغة دون أ ّ اللغة.ول يبقى لنا إ ّ ي لّنه ي أو رياض ّ ن وجود ال ل يقوم على استدلل منطق ّ ال فإّنه ل وجود لشيء يضمن وجود ال.إ ّ الصل،والصل عند الّرياضيين أنفسهم من قبيل المصادرات) (axiomesل من قبيل
الّنظرّيات)théorè
ل أكبر من الجزء- ل على المصادرات الولى البديهّية -شأن اعتبار الك ّ .(mesومثلما أّننا ل نستد ّ فإّنه ل يمكننا الستدلل على وجود ال.25إّنه ل ضامن لوجود ال وليس رهان بسكال)(Pascal ن اليمان ل يكتسب ضامن ،إّنه القرار بوطأة الغياب في حين أ ّ شهير سوى إقرار بوطأة غياب ال ّ ال ّ ن المؤمن هو من يخشى الّرحمان ل في آيات كثيرة أ ّ ل من هذا الغياب.أل يؤّكد ال عّز وج ّ معناه إ ّ
.Ecrits,p-867 24 ي فإّنه يصطدم " 25الخر المطلق هو طبعا ضامن القانون وهو المرجع الثالث للعلقة مع المثيل.ولكّنه وإن كان ضامنا للميثاق الّرمز ّ ص" Lacan ,p-66 سس ضمانه الخا ّ بمحال وهو أن يعّبر عّما يؤ ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن من وجوه الجحود الفرار من وطأة الغياب والبحث عن ضامن لوجود ال.فقد بالغيب.26إّننا نرى أ ّ طلب مشركو قريش من الّرسول صلى ال عليه وسّلم حججا تثبت وجود ال ،فقالوا":يا محّمد…قد ل ماء ول أشّد عيشا مّنا فسل لنا ربك الذي بعثك بما علمت أّنه ليس من الّناس أحد أضيق بلدا ول أق ّ بعثك به فليسّير عّنا هذه الجبال التي قد ضّيقت علينا وليبسط لنا بلدنا وليفجر فيها أنهارا كأنهار شام أو العراق…فقال لهم رسول ال صلى ال عليه وسلم":ما بهذا بعثت إليكم…" فقالوا":فإذا لم ال ّ تفعل هذا لنا فخذ لنفسك سل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك…فقال لهم رسول ال صلى ال عليه وسّلم ما أنا بفاعل وما أنا بالذي يسأل ربه هذا وما بعثت إليكم بهذا… ل أن ن رّبك إن شاء فعل فإّنا ل نؤمن لك إ ّ سماء علينا كسفا كما زعمت أ ّ قالوا:فأسقط ال ّ تفعل،قال:فقال رسول ال ذلك إلى ال إن شاء أن يفعله بكم فعل".27 خل إلهّيا مباشرا في شؤون الحيسساة سسسواء ن المشركين يطلبون من الرسول في هذا الخبر تد ّ إّ أكان ذلك بتحقيق رغباتهم من جهة وما يتصّورونه رغبات الرسول من جهة أخرى)أي بالّترغيب( سة سا قاطعس سدون حججس سإّنهم ينشس أم بتدمير بعض عناصر الحياة )أي بالّترهيب(.وفي كلّ الحوال فس ساتهم لنّ سى طلبس سم إلس ن الّرسول صلى ال عليه وسلم يرفض أن يجيبهس ملموسة على وجود ال ولك ّ جة على وجوده. الساس اّلذي يقوم عليه اليمان بال هو غياب ال وغياب الح ّ ن اليمان بال ل يحتاج إلى أدّلة باعتباره فعل نفسّيا ل عمل منطقّيا،ولذلك نجد الّرسول صلى إّ به أو سن قلبب سا مس س" خالصس ل الس ن حقيقة اليمان هي في قول المؤمن":ل إله إ ّ ال عليه وسّلم يؤّكد أ ّ جة عقلّية أو منطقّيسسة أي يحّ ن فضل المؤمن على غير المؤمن هو في اليمان بال دون أ ّ نفسه.28إ ّ 26انظر على سبيل المثال البقرة – 2/2المائدة – 5/94فاطر - 35/18يس …36/11 27سيرة ابن هشام ج 1ص .216 28صحيح البخاري مج 3ج 8ص .146
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
. جة ينتفي فضل المؤمن على غير في اليمان بال دون ضامن على وجوده ففي حال وجود هذه الح ّ سو ن جوهر اليمان هس جِميًعا)"...يونس .(10/99إ ّ ض ُكّلُهْم َ لْر ِ ن ِفي ا َ ن َم ْ ك لَم َ شاَء َرّب َ المؤمنَ":وَلْو َ فعل ثقة واطمئنان ل فعل تفلسف وتفكير وكذا جوهر الكفر فعل جحود وقلسسق ل فعسسل تفلسسسف ساع سي دائرة القنس جة على وجود ال ل ينشد اليمان ولن يؤمن ما دام فس وتفكير.فالكافر إذ يطلب ح ّ ن َكَفُروا ل اّلِذي َ سوُه ِبَأْيِديِهْم َلَقا َ س َفَلَم ُ طا ٍ ك ِكَتاًبا ِفي ِقْر َ عَلْي َ لَ":وَلْو َنّزْلَنا َ والقتناع.أفل يقول ال عّز وج ّ سوا سم إذا رأوه بقس سر الّرازي هذه الية قائل":والمقصود أّنهس ن")النعام .(6/7ويف ّ حٌر ُمِبي ٌ سْ ل ِ ن َهَذا ِإ ّ ِإ ْ سالدراك ي بس سر ّ سوى الدراك البصس شاّكين فيه وقالوا إّنما سكرت أبصارنا فإذا لمسوه بأيديهم فقد يقس ن ذلك اّلذي رأوه ولمسوه هل هو ظهور والقّوة ثّم هؤلء يبقون شاّكين في أ ّ ي وبلغ الغاية في ال ّ اللمس ّ سفسطة".29ونحن ل نّتهم هسسؤلء بمسسا ل على أّنهم بلغوا في الجهالة إلى حّد ال ّ موجود أم ل وذلك يد ّ اّتهمهم به الّرازي محكوما في ذلك بمنطلقاته العتقادّية ولكّننا نرى في شّكهم اّلذي ل ينهيه شسسيء تأكيدا لما أسلفناه من استعصاء وجود ال عن الخضوع لمنطق الّتحقيق سواء كان ذلسسك الّتحقيسسق ع في حياتنا ن ل موضو َ س والّتجريب.بل إّننا نذهب إلى أبعد من ذلك ونرى أ ْ باعتماد العقل أو الحوا ّ اليومّية البسيطة قابل للّتحقيق فنحن نكتفي بالّتواضع على وجود المواضيع في الكون إذ اليقين فسسي سنا سو أحاسيسس شيء الوحيد اّلذي نقّر بوجوده هس ن ال ّ وجودها ل يعني أّنها موجودة.ورّبما أشرنا إلى أ ّ صة" اّلسستي ل العميقة من ألم وفرح وحزن ولّذة وهي أحاسيس فردّية تدخل في إطار "الّتجربة الخا ّ
29مفاتيح الغيب مج 6ج 12صص .170-169
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
صة بل لعّله أعمقها في مخاطبته لكلّ يمكن للخر تحقيقها.30واليمان هو من قبيل هذه الّتجارب الخا ّ ل هو. سه إ ّ فرد بما ل يح ّ سانب سى جس سؤمنين وإلس ن حضور ال في غيابه -على إنشائه شيئا من القلق لدى بعض المس ثّم إ ّ سم الحجسسج القطعّيسسة اّتصاله بجوهر الّذات اللهّية-هو تعبير عن رحمة ال بالّناس إذ في حال تج ّ والكفر بها مع ذلك فل راحم لحد من عذاب ال،وهذا ما أثبته قول ال تعسسالى لعيسسسى إذ طلسسب ن َيْكُفْر َبْعسُد ِمْنُكسْم َفسَإّني عَلْيُكْم َفَم ْ ل ِإّني ُمَنّزُلَها َ لا ُ سماء َ":قا َ الحوارّيون من ال إنزال مائدة من ال ّ ن")المائدة .(5/115 ن اْلَعاَلِمي َ حًدا ِم َ عّذُبُه َأ َ ل ُأ َ عَذاًبا َ عّذُبُه َ ُأ َ +وما يعلم تأويله إّل ال: ن لغياب ن اليمان بال فعل ثقة واطمئنان فإ ّ وإذا تجاوزنا عدم إمكان تحقيق وجود ال وقبلنا أ ّ ال نتيجة ثانية إذ المؤمن يريد أن يطيع ال وأن يلتزم بتعاليمه ويوّد أن يرضى عنه ال فيكون من ن غياب ال يجعل المؤمن غير متيّقن من مدى رضا ال س المنعم عليهم غير المغضوب عليهم.غير أ ّ ن ال ل يمكن أن يجيب المرء مباشرة عن تساؤلته.فقد طرح المؤمنون الجدد على الّرسول عنه ل ّ ن إجابته عنها لم تقنع المسسؤمنين ن القرآن لم يجب عنها أو أ ّ صّلى ال عليه وسّلم أسئلة كثيرة إّما أ ّ ساب ال س سدا:كتس ل أبس سم نض س ّ ن الّرسول أّكد أّنه قد ترك فينا ما إن اّتبعناه لس حأّ ولم تطمئنهم.31صحي ٌ سذاهب سرق والمس سن الفس وسّنته.ولكن تكفي نظرة سريعة إلى تاريخ السلم لنتبّين مدى الختلف بيس السلمّية في تفسير كتاب ال وسّنة رسوله،وهو اختلف تجاوز في كثير من الحيسسان المسسستوى صة من المفاهيم الفلسفّية اّلتي يختلف الفلسفة في حدودها،والوحي يدخل في إطار هذه الّتجارب. 30مفهوم الّتجربة الخا ّ صة: انظر لمزيد توضيح مفهوم الّتجربة الخا ّ .P-M-S-Hacker :Wittgenstein,Paris,Seuil 2000,pp-33/38 31ألفة يوسف:الخبار عن المرأة في القرآن والسّنة،تونس،سحر 1997صص .80-77
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
سم عملّيا في عديد الحروب والفتن والمحن اّلتي عرفتها مجتمعسسات السسسلم ي ليتج ّ ي الفكر ّ الّنظر ّ ن القرآن -مهما تكن مواضع إعجازه- سابقة أ ّ وعاناها أفراده.32وقد حاولنا أن نثبت في أحد أبحاثنا ال ّ ن معنى القول هو سبب القول أو السسّدافع ل يعدو أن يكون قول لغوّيا يقبل معناه الّتعّدد بالقّوة،وبّيّنا أ ّ ن معرفته الكاملة بمعاني قوله أي بأسبابه مستحيلة لوجود موضع ث كائنا بشرّيا فإ ّ إليه.فإذا كان البا ّ ث القول إلهيا-وهذا شأن القرآن -فإ ّ ن اللوعي*) (inconscientاّلذي يفّر من الحاطة به ،وإذا كان با ّ ل عبر اللغة ث المؤّهل للحاطة بمعاني قوله كّلها ولكّنه ل يخبرنا بها إذ ل ُيخاطبنا ال إ ّ ال هو البا ّ سم فسسي سم أوضح تج ّ اّلتي تفرض تعّدد المعنى.33وجهلنا بأسباب قول ال أي بمعاني ذلك القول يتج ّ جه قوله إلينا نحن البشَر وقد يّتصل معنى ل يو ّ عدم قدرتنا على القطع بمقاصد ال تعالى لّنه عّز وج ّ ستي سثيرة اّلس ذلك القول بطبيعتنا البشرّية الّنسبّية.فهل امتنع القرآن عن تحريم الرقّ مثل للسباب الكس ي زمن الّرسول لذلك الّنظام -...أم امتنع ي الجتماع ّ ذكرها المحدثون-شأن استلزام الّنمط القتصاد ّ سن سسه لتمكيس سان نف َ ق لختياره إباحته إّياه في ذاته؟ وهل حّرم ال تعالى قتسل النسس عن تحريم الّر ّ النسان من تجاوز محن ولحظات ضعف قد يفّكر فيها في النتحار أم حّرم ال تعالى قتل الّنفس في سي مغرية للمؤمنين ن تلك الملّذ في بعدها الح ّ ذاته؟ وهل يعدنا ال بالخمور والحور العين لمعرفته أ ّ ساب سّية المذكورة؟ وهل يشّدد لنا ال صورة العقس صورة الح ّ اّلذين يخاطبهم أم الجّنُة هي فعل على ال ّ ي" بين البشر أم العقسساب ضرر بعضهم ببعض ولتحقيق تعايش "سلم ّ لحمل الّناس على عدم إلحاق ال ّ صورة المذكورة؟ وبعبارة أخرى هل يمكننا أن نبحث في مقاصد ال تعالى؟ فإن قيل هو فعل على ال ّ ل حديث عن معاني الحكام وإّننسسا ل بحث في حكمة التشريع وك ّ ل تفسير للقرآن وك ّ ل فإّننا نبطل ك ّ صمت،وإن قيل نعم فإّننا نكتفي بأقوال حول قول ال تعالى وهي أقوال ل تمّثله ول بذلك ندعو إلى ال ّ 32يكفي أن نتذّكر الفتنة الكبرى أو محنتي ابن حنبل وابن رشد مثل. 33تعّدد المعنى في القرآن ص .405
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
سى سس علس طبري بُملزم لسواه ول تفسير ابن عربي بملزم غيره وقس ل أصحابها.فليس تفسير ال ّ تلزم إ ّ ذلك سائر الّتفاسير اّلتي ل تمّثل القرآن بل أصحابها،وليست بذلك سوى معان ثوان عن معنى أصل ّ ي ب ِمْن سُه سا َ عَلْيكَ اْلِكَتس ل َ ل يقولُ ":هَو اّلذي َأْنَز َ ن ال عّز وج ّ ل ينقال هو القرآن في اللوح المحفوظ.34إ ّ شاَبَه ِمْنُه اْبِتَغاَء ن َما َت َ ن ِفي ُقُلوِبِهْم َزْيٌغ َفَيّتِبُعو َ ت َفَأّما اّلِذي َ شاِبَها ٌ خُر ُمَت َ ب َوُأ َ ن ُأّم اْلِكَتا ِ ت ُه ّ حَكَما ٌ ت ُم ْ آَيا ٌ عْن سدِ ن ِ ل ِم س ْ ن آَمّنا ِب سِه ُك س ّ ن ِفي اْلِعْلِم َيُقوُلو َ خو َ سُ ل َوالّرا ِ لا ُ اْلِفْتَنِة َواْبِتَغاءَ َتْأِويِلِه َوَما َيْعَلُم َتْأِويَلُه ِإ ّ ضمير "ه" المّتصل بالمصدر":تأويل" على القرآن أو على َرّبَنا)"...آل عمران ،(3/7ويمكن أن يعود ال ّ سده سابه وحس ن تأويله من علم ال وحده وإن عاد على المتشس المتشابه منه،فإن عاد على القرآن ثبت أ ّ سرون والفرق السلمّية 35وبذلك يتأّكسسد طرح إشكال تمييز المحكم من المتشابه مّما اختلف فيه المف ّ ُ ي في اللوح المحفوظ-أمر محال ل يمكن أن ن تأويل القرآن -أي العودة به إلى معناه الّول الصل ّ أّ يّدعَيه واحد من البشر.36 ي،فهسذا الّزركشسي سرون أنفسهم بعسر الّتقرير بتفسير نهائي قاطع للمقول القرآن ّ وقد شعر المف ّ سماع منه ن "أظهرها أّنه كلم متكّلم لم يصل الّناس إلى مراده بال ّ يحّدد وجوه عسر الّتفسير معتبرا أ ّ ن النسان يمكن علمه بمراد المتكّلم بأن يسسسمع ول إمكان للوصول إليه بخلف المثال والشعار فإ ّ ل بأن يسمع من الّرسول منه أو يسمع مّمن سمع منه أّما القرآن فتفسيره على وجه القطع ل يعلم إ ّ سير سن تفسس سة بيس سر المطابقس ث القرآن يع ّ ن غياب با ّ ل في آيات قلئل".37إ ّ سلم وذلك متعّذر إ ّ عليه ال ّ سابق صص .405-404 34ال ّ ل وتسّمي اليات المطابقة لمذهبهم محكمة 35مفاتيح الغيب،مج 4ج 7ص .188يقول الّرازي":واعلم أّنك ل ترى طائفة في الّدنيا إ ّ واليات المطابقة لمذهب خصمهم متشابهة". سرين إلى إمكان اعتبار الواو على العطف ل على الستئناف )مفاتيح الغيب مج 4ج 7ص (190فيكون الّراسخون 36أشار بعض المف ّ في العلم قادرين على تأويل القرآن،ولكن أل تخضع صفة الّرسوخ في العلم ذاُتها لتعّدد المعنى،وهل نّتفق ضرورة في الّراسخين في العلم؟ 37بدر الّدين الّزركشي:البرهان في علوم القرآن.بيروت،دار الجيل ،1988ج 1ص .16
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
سم سودة مج سّرد وهس المتقّبل من جهة وقصد ال الباث من جهة أخرى،حّتى تغدو هذه المطابقة المنشس مستحيل إدراُكه لغياب المنشئ القاصد العليم.وقد كان الّرسول صّلى ال عليه وسّلم المؤّهل الوحيسسد لتقديم المعنى "اللهي" ليات القرآن،ولكّننا نجده في كثير من الحيان يسلك سلوكا يوهم بالّتعارض مع ظاهر آيات القرآن مّما ندرس أبعاده في ما يأتي من هذا الكتاب.38 صامت: الّرسول ال ّ سرآن ساني القس سن معس ساهر عس سا الظس ساديث واختلفهس إذا ضربنا صفحا عن إمكان وضع الحس ن الّرسول صّلى ال عليه وسّلم قادر على أن ُيترجم لنا مقاصد ال عزّ المتداولة،وإن افترضنا جدل أ ّ سون الوائل ن الّرسول نفسه قد غاب بالموت،ولم يض سّيع المؤمنس للّ ن مشكل الغياب لن ُيح ّ ل،فإ ّ وج ّ سي أكثر من ساعات ليختلفوا في تعيين خليفته.ولم يضّيع صحابة الّرسول أكثر من سنوات لينشّقوا فس فتنة بعض أطرافها إحدى أّمهات المؤمنين في مواجهة صهر الّرسول وابن عّمه.39 ضامن الوحيد لتواصل ممكن مع الّذات اللهية وبغيابه غسساب هسسذا ن حضور الّرسول كان ال ّ إّ ن هذا الغياب –شأنه في ذلك شأن عدم القدرة على القطع بوجود الّتواصل غيابا نهائّيا.ونحن نؤّكد أ ّ حضر رسول ال صّلى السس ي لليمان.فقد ورد في عدد من كتب الحديث أّنه "لّما ُ ال -شرط أساس ّ ب لكسسم كتابسسا ل تضسسّلون ي صّلى ال عليه وسّلم هلّموا أكت ْ عليه وسّلم وفي البيت رجال فقال النب ّ ساب سبنا كتس ن رسول ال صّلى ال عليه وسّلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن،حسس بعده،فقال بعضهم إ ّ ال،فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قّربوا يكتب لكم كتابا ل تضّلون بعده ومنهم مسسن يقول غير ذلك،فلّما أكثروا اللغو والختلف قال رسول ال صّلى ال عليه وسّلم قوموا.قال عبيد ال 38انظر المقال:روح القانون أم حرفّية القانون؟ طليعة .1995 سياسة في السلم المبّكر،بيروت،دار ال ّ 39لمزيد من الّتفاصيل انظر:هشام جعيط:الفتنة الكبرى-جدلّية الّدين وال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ل الّرزّية ما حال بين رسول ال صّلى ال عليه وسّلم وبيسسن أن ن الّرزّية ك ّ فكان يقول ابن عّباس إ ّ يكتب لهم ذلك الكتاب لختلفهم ولغطهم".40 ن اختلف القوم هو ما منع الّرسول المحتضر من كتابة الكتاب الخير ورأى رأى ابن عّباس أ ّ ل الّرزّية،وهذا الّرأي الممكن ل يحجب إمكانا آخر وهو أن يكون ن في غياب ذلك الكتاب الّرزّية ك ّ أّ غياب هذا الكتاب الخير إرادة من ال متناسقة مع جوهر اليمان وهو بذلك نعمة كلّ الّنعمة.ذلك أنّ سّذات سة الس ن طبيعس سا أ ّ ي فقد بّيّنس غياب هذا القول الممكن اّلذي يجيب عن جميع السئلة أمر ضرور ّ شوق ي لل ّ ل الساس ّ شوق* المستمّر اّلذي ل يني.والّدا ّ ل الفتقار الجوهرّية ال ّ البشرّية الفتقار،ومن دوا ّ إلى ال هو الّتساؤل المتواصل والبحث المستمّر عن جواب لن يكون البّتة نهائّيا،وكيف يكون نهائّيا ل قليل؟ ل شيء؟ وكيف يكون نهائّيا وما أوتينا من العلم إ ّ والنسان ل يمكن أن يقول ك ّ إّننا لن نعرف البّتة في الحياة الّدنيا مدى رضا ال عّنا ولن نجزم إن كان ما يفعله الواحد مّنسسا "خيرا" أم "شّرا"؟ ولنا في حكاية الخضر وموسى دعوة للّتأّمل والّنظر. لن تستطيع معي صبرا: عْنسسدَِنا ن ِ حَمًة ِم ْ عَباِدَنا آَتْيَناُه َر ْ ن ِ عْبًدا ِم ْ لنتذّكر معا اليات 82-65من سورة الكهفَ ":فَوجََدا َ ك َلسسنْ ل ِإّنسس َ شًداَ-قسسا َ ت ُر ْ عّلْم َ ن ُتَعّلَمِني ِمّما ُ عَلى َأ ْ ك َ ل َأّتِبُع َ سى َه ْ ل َلُه ُمو َ عْلًماَ-قا َ ن َلُدّنا ِ عّلْمَناُه ِم ْ َو َ ساِبًرا َو َ ل صس لس َ شاَء ا ُ ن َ جُدِني ِإ ْ سَت ِ ل َ خْبًراَ-قا َ ط ِبِه ُ ح ْ عَلى َما َلْم ُت ِ صِبُر َ ف َت ْ صْبًراَ-وَكْي َ طيَع َمِعي َ سَت ِ َت ْ حّتسسى ِإَذا ك ِمْنُه ِذْكًراَ-فاْنطََلَقا َ ث َل َ حِد َ حّتى ُأ ْ يٍء َ ش ْ ن َ عْ سَأْلِني َ ل َت ْ ن اّتَبْعَتِني َف َ ل َفِإ ِ ك َأْمًراَ-قا َ صي َل َ ع ِ َأ ْ طيَع سسسَت ِ ن َت ْ ل ِإّنكَ َل ْ ل َأَلْم َأُق ْ شْيًئا ِإْمًراَ-قا َ ت َ جْئ َ ق َأْهَلَها َلَقْد ِ خَرْقَتَها ِلُتْغِر َ ل َأ َ خَرَقَها َقا َ سِفيَنِة َ َرِكَبا ِفي ال ّ سا لًمس غَ سا ُ حّتى ِإَذا َلِقَيس طَلَقا َ سًراَ-فاْن َ عْ ن َأْمِري ُ ل ُتْرِهْقِني ِم ْ ت َو َ سي ُ خْذِني ِبَما َن ِ ل ُتَؤا ِ ل َ صْبًراَ-قا َ َمِعي َ صْبًرا- طيَع َمِعي َ سَت ِ ن َت ْ ك َل ْ ل ِإّن َ ل َأَلْم َأُق ْ شْيًئا ُنْكًراَ-قا َ ت َ جْئ َ س َلَقْد ِ سا َزِكّيًة ِبَغْيِر َنْف ٍ ت َنْف ً ل َأَقَتْل َ َفَقَتَلُه َقا َ 40صحيح البخاري مج 2ج 3ص .12
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ل َقْرَيٍة حّتى ِإَذا َأَتَيا َأْه َ عْذًراَ-فاْنطََلَقا َ ن َلُدّني ُ ت ِم ْ حْبِني َقْد َبَلْغ َ صا ِ ل ُت َ يءٍ َبْعَدَها َف َ ش ْ ن َ عْ ك َ سَأْلُت َ ن َ ل ِإ ْ َقا َ ت سْذ َ خس ت لّت َ سْئ َ شس ل َلْو ِ ض َفَأَقاَمُه َقا َ ن َيْنَق ّ جَداًرا ُيِريُد َأ ْ جَدا ِفيَها ِ ضّيُفوُهَما َفَو َ ن ُي َ طَعَما َأْهَلَها َفَأَبْوا َأ ْ سَت ْ ِا ْ ت ساَن ْ صْبًراَ-أّما السّ سِفيَنُة َفَكس عَلْيِه َ طْع َ سَت ِ ل َما َلْم َت ْ ك ِبَتْأِوي ِ سُأَنّبُئ َ ك َ ق َبْيِني َوَبْيِن َ ل َهَذا ِفَرا ُ جًراَ-قا َ عَلْيِه َأ ْ َ لُم سا اْلُغ َ صًباَ-وَأّمس غ ْ سِفيَنٍة َ ل َ خُذ ُك ّ ك َيْأ ُ ن َوَراَءُهْم َمِل ٌ عيَبَها َوَكا َ ن َأ ِ ت َأ ْ حِر َفَأَرْد ُ ن ِفي اْلَب ْ ن َيْعَمُلو َ ساِكي َ ِلَم َ خْيًرا ِمْنُه َزَكاًة َوَأْقَر َ ب ن ُيْبِدَلُهَما َرّبُهَما َ طْغَياًنا َوُكْفًراَ-فَأَرْدَنا َأ ْ ن ُيْرِهَقُهَما ُ شيَنا َأ ْ خِ ن َف َ ن َأَبَواُه ُمْؤِمَنْي ِ َفَكا َ حا َفَأَراَد صاِل ً ن َأُبوُهَما َ حَتُه َكْنٌز َلُهَما َوَكا َ ن َت ْ ن ِفي اْلَمِديَنِة َوَكا َ ن َيِتيَمْي ِ لَمْي ِ ن ِلُغ َ جَداُر َفَكا َ حًماَ-وَأّما اْل ِ ُر ْ سا َل سمْ ل َمس ك َتْأِويس ُ ن َأْمِري َذِل َ عْ ك َوَما َفَعْلُتُه َ ن َرّب َ حَمًة ِم ْ جا َكْنَزُهَما َر ْ خِر َ سَت ْ شّدُهَما َوَي ْ ن َيْبُلَغا َأ ُ ك َأ ْ َرّب َ صْبًرا". عَلْيِه َ طْع َ سِ َت ْ سى ش سّرا سراه موسس صة القرآنّية هو الختلف في تأويل الحدث الواحد فما يس ن جوهر هذه الق ّ إّ سفينة وبنسساء ن موسى يقّيم قتل الغلم وخرق ال ّ صالح خيرا.41ومرّد الختلف بينهما أ ّ يعتبره العبد ال ّ سو صالح فهس ظاهرة بالمور أي وفق معرفته الّنسبّية المنطقّية،أّما العبد ال ّ جانا وفق معرفته ال ّ الحائط م ّ سا(.إنّ سدّنا علمس يقّيم الحداث نفسها وفق معرفة ألهمها إّياه ال )آتيناه رحمة من عندنا وعّلمناه من لس ن الّثاني ل بعض عناصره في حين أ ّ ن الّول ل يعرف من المقام إ ّ صالح أ ّ الفرق بين موسى والعبد ال ّ يعرف أكثر مّما عّلمه ال من عناصر المقام.وهذا هو جوهر الفرق بين النسان والسس،فل يمكسسن للنسان-وقد قصرت معرفته بالمقام عن أن تكون مطلقة-أن يفهم حكمة ال في الكون .وفي هسسذا 42
شخص المقصود:انظر على سبيل المثال أبو جعفر محمد بن ن ذلك العبد هو الخضر على أّنه يعسر القطع بال ّ سرين إ ّ 41يقول بعض المف ّ طبري:جامع البيان في تأويل القرآن.بيروت،دار الكتب العلمّية ،1992ج 8صص .251/252 جرير ال ّ سفينة وأّما الغلم وأّما الجدار،قال:فسار صة القرآنّية":فأخبره بما قال أّما ال ّ 42ورد في جامع البيان ج 8ص 251الخبر الّتالي اّلذي يتّم الق ّ طاف فجعل يستقي منه بمنقاره،فقيل به في البحر حّتى انتهى إلى مجمع البحور وليس في الرض مكان أكثر ماء منه،قال:وبعث رّبك الخ ّ ن علمي وعلمك في علم ال كقدر ما استقى هذا ل ما رزأ.قال:يا موسى فإ ّ طاف رزأ من هذا الماء؟قال :ما أق ّ لموسى كم ترى هذا الخ ّ طاف من هذا الماء.وكان موسى قد حّدث نفسه أّنه ليس أحد أعلم منه أو تكّلم به،فمن ثّم ُأِمر أن يأتي الخضر". الخ ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
صبر سوى صسسبرنا صة القرآنّية،فليس أصل ال ّ صبر في الق ّ الطار يتسّنى لنا أن نفهم الحديث عن ال ّ ن موسى لم يستطع على جهلنا وعدم قدرتنا على فهم سبب ما قد يبتلينا به ال من ظاهر المصائب.إ ّ صبرا على انهيار منظومته المنطقّية المتماسكة،فكيف يكون في قتل الّنفس أو خرق الّرزق خيسسر؟ وكثير مّنا مثل موسى ل يصبر على حكمة ال في الكون فيرى في ما يصيب الّناس من نقص فسسي النفس والّثمرات والموال ظلما أو عبثا ول يعرف أّننا مهما نتفّقه في شؤون الّدين والسسّدنيا لسسسنا سب سد ذهس سه.لقس بذوي معرفة مطلقة ولسنا من ثّم قادرين على الّنفاذ إلى الحكمة اّلتي تسّير الكون كّلس صبر على ال سوى صسسبر علسسى صبر،وليس ال ّ صبر على ال هو أرقى أنواع ال ّ ن ال ّ الّرازي إلى أ ّ صبر سوى الّرضا والقبول بل ل بنا من كروب ومصائب،ليس ال ّ جهلنا وعجزنا عن تفسير ما قد يح ّ ل بساطة ل يمكن أن نفهم. فهم لّننا بك ّ عولمة الّدين: ل على سعي إلى تحويل الفقيسسه أو ن انتشار الكتب اّلتي عنوانها" :أنت تسأل وفلن يجيب" يد ّ إّ ي يوهم بحضور صوت ل في الرض ويوهم بإمكان العثور على رجل الّدين إلى موضوع استهلك ّ سائلين ظاهرة داّلة على غياب الطمئنان اّلذي ل ن قلق ال ّ صدع ويسّد الفتقار.إ ّ ي يربأ ال ّ جواب نهائ ّ ل حضور معّوض.أل يعّوض ي فإن لم يكن فعلى الق ّ ل على منوال الحضور الصل ّ يتصّوره هؤلء إ ّ ن المعّوض –لعبة كان أو رجل دين -ل يمكسسن أن يسسسدّ الطفل أّمه الغائبة بلعبة؟ 43ولكن هيهات إ ّ شوق* بالّرمز ولّما كسسان ن طلب النسان يخدش ال ّ سم هذا الغياب ويؤّكده.إ ّ الغياب لّنه هو نفسه يج ّ ل استجابة للحاجة مهما تكن لن تسّد الفتقار .44والمسلم اّلذي نكّ شوق* فإ ّ الّرمز عاجزا عن تمثيل ال ّ طفل أّمه الغائبة بلعبة فيما وسمه فرويد بلعبة الفور-دا ) (ford-daوتفيد باللمانّية معنيي الّذهاب والعودة.انظر: 43يعّوض ال ّ .Au delà du principe du plaisir,in Essais de psychanalyse,pp52/53 طلب. شوق هو ما ينتج عن طرح الحاجة من ال ّ ن ال ّ طلب اّلذي يعتمد الّرمز للّتعبير عنه يخدش الحاجة،ولذلك ُيقّر لكان أ ّ ن ال ّ 44إ ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
سؤال جه إلى رجل الّدين متوّهما أّنه قادر على إجابته عن سؤاله لن يجد برد اليقين إذ ل ينفتح ال ّ يتو ّ شافي منشودا ل ُيدرك. ي ال ّ ل الجواب الّنهائ ّ ل على سؤال وهكذا دواليك.ويظ ّ إّ إّننا ل نرى فرقا في تجسيم قيام الحضارة الماّدية الحديثة على الحاجة والستهلك بين جمسسع ي.ول سلع الّرمزّية اّلتي توهم بسسالمتلء المعرفسس ّ ي وجمع ال ّ سلع الماّدية اّلتي توهم بالمتلء الماّد ّ ال ّ ل واحد منهما إيجابّيات سلعة ّما وحيرته بسسل نرى فرقا بين حيرة المستهلك إزاء مصنعين يشهر ك ّ فزعه إزاء مذهبين أو شيخين يختلفان في مسألة فقهية ّما.ولنا في "خلف" رجال الّدين حول فائض البنوك مثال واضح،فبعض رجال الّدين يعتبرون فائض البنوك ربا فيحّرمونه وبعضهم الخر يعتبر ذلك الفائض حّقا ل علقة له بالّربا فيحّلونه.وإذا ما تغاضينا عن خلفّيات الموقفين المصلحّية وسّلمنا ل فريسسق شوق* فيّدعي ك ّ ل ال ّ ل الحاجة مح ّ ن كل الموقفين الّتقريرّيين ُيح ّ ي،فإ ّ ن الخلف فكر ّ جدل أ ّ ي حاضر ليسسس ل بحث محموم عن جواب نهائ ّ نكّ تقديم القول الفصل اّلذي ل قول بعده،في حين أ ّ شوق* إلى ال في غيابه. ي وعجٍز عن ال ّ سوى سعي ل واع لنفي الفتقار الصل ّ العلمات الخفّية: ي وهو ل يقّدم لنا إجابات ي أو الّتجريب ّ ل في غيابه فهو ل يقبل الّتحقيق العقل ّ ن ال ل يكون إ ّ إّ ل.فقد ن ذات ال ليست موضع معرفة ومنطق بل موضع انكشاف وتج ّ قاطعة عن أسئلتنا المحّيرة.إ ّ ل هو،ومن يعيش هذه الّتجربة سها إ ّ ن ال يشير إليه وأّنه يهديه وفق علمات ل يح ّ يشعر بعضنا أ ّ ن ال يخاطبنا خطاب الغياب،وهو ن هذه الشارات غير قابلة للثبات ولكّنه يراها حقيقة.إ ّ يعرف أ ّ ن صوت ي والنساق المغلقة اّلتي تاه فيها النسان في عصرنا هذا.إ ّ خطاب بعيد عن الّتماسك المنطق ّ ق حاضر فينا يكفي أن يخرج النسان من صورته حّتى يسمعه.فالّرسول صّلى ال عليه ال الح ّ لمزيد الّتوضيح انظرLacan,p-81:
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
وسّلم إذ دخل المدينة ترك الّناقة تختار المكان اّلذي سينزل به.45وليس اختيار الّناقة بفعل منطق ّ ي ن الّرسول رضي الّدخول في منطق آخر يخرج الّذات من موقع القدرة الوهمّية ي ولك ّ وتمحيص عقل ّ ن الّرسول يسائل علمات ال اّلتي ل تنقال ويرضى بحكمها دون أن إلى موقع الستسلم الّروحي.إ ّ ي ضمان ماّدي يثبت أّنها فعل العلمات المقصودة.وفي هذا الّرضا بالغيب تتشّكل يحصل على أ ّ طقوس والعادات،يستطيع ل الفتاوى وال ّ طاعة ال ويستطيع النسان إلى لقاء ال سبيل بعيدا عن ك ّ ل أفعاله استجابة لعلمات ال في الكون.لقد ورد النسان إلى لقاء ال سبيل في أعماق ذاته،فتصير ك ّ ن العبد إذا تقّرب إلى ال أحّبه فإذا أحّبه كان سمعه اّلذي يسمع به في أحد الحاديث القدسّية أ ّ وبصره اّلذي يبصر به ويده اّلتي يبطش بها ورجله اّلتي يمشي بها.46 ل بعد غ من ك ّ طقوس فار ٍ ق لل ّ ن طاعة ال والّتقّرب إليه ل تقتصر في رأينا على تطبي ٍ على أ ّ ي ولكّنها سعي من النسان نحو صوت ال فيه.فالّذهاب إلى أعماق الّذات في افتقارها وألمها روح ّ سّواَها- س َوَما َ ن ال تعالى قالَ":وَنْف ٍ سفر في أغوار الّذات سفر في ال.إ ّ ويأسها هو ذهاب إلى ال وال ّ شمس ،(10-9-8-91/7ول ساَها")ال ّ ن َد ّ ب َم ْ خا َ ن َزّكاَهاَ-وَقْد َ ح َم ْ جوَرَها َوَتْقَواَهاَ-قْد َأْفَل َ َفَأْلَهَمَها ُف ُ نرى أفضل تزكية للّنفس وإنماء لها من الغوص فيها ول نرى أكثر تدسية لها وإخفاٍء من العراض ل شيء جوابا ولك ّ ل عنها وقمع صوتها تحت وابل من الوامر والّنواهي المنّمطة اّلتي تّدعي لك ّ ل بحث حّدا. حيرة ردعا ولك ّ
45سيرة ابن هشام ج 2صص .119/121 46الحاديث القدسية،بيروت،دار الكتاب العربي)د-ت( ج 1ص .81
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
4
بين حرفّية القانون وروح القانون:
الّزنى مثال
حديث محّير: سيرة مواقف من الّرسول ل تعير كبير اهتمام لقامة حّيرتني عند نظري في كتب السّنة وال ّ الحدود وتطبيق القانون،وكان منطلق حيرتي التقابل الكبير بين "تسامح" الرسول من جهة وما يقوم خر من تركيز على الحدود وإعلء من شأنها. ي ل سّيما المتأ ّ عليه الفقه السلم ّ ن رجل متزّوجا قد زنى فقال الّرسول حّيرني موقف الّرسول الذي أتاه أحد المؤمنين يعلمه بأ ّ ل من أخبرتهم للُمخِبر "لو سترته بردائك لكان خيرا لك".47ولحظت تململ وقلقا واضحين يعتريان ج ّ ن وراء هذا القلق ما يرتبط في تصّوراتنا الجتماعية بالعلقة الجنسّية مطلقا كأّ بهذا الحديث.ول ش ّ ص من شحنة أخلقية يبلغ من تجّذرها في المخيال الجماعي أن كاد وخارج إطار الزواج بصفة أخ ّ معنى الفساد مسندا إلى فرد ّما يقتصر على إقامته علقات جنسّية خارج إطار الزواج. صة شهيرة في صحاح المعترف بها -بق ّ وذّكرنا هذا الفصل من سّنة الرسول -الوارد في كتب ال ّ الناجيل تعرض لموقف عيسى المتسامح من امرأة متزّوجة زنت وكان القضاة مقتفين خطاها
طأ مالك،ص .546 47مو ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ليرجموها .48فإذا بالمسيح يتصّدى لهم قائل قولته الشهيرة":من كان منكم بل خطيئة فليرمها بحجر".فألقى القضاة جميعهم أحجارهم.49 ن حديث الرسول صّلى ال عليه وسّلم وموقف المسيح كليهما يبّين ظاهرّيا خروجا عن القانون إّ المفترض.فقانون المسيحّية ينهى عن زنى المتزّوج وقانون السلم ينهى عن الّزنى عموما،ومن ن المرء المسلم إلى تطبيق القانون أن يحكم الّرسول على الّزانيين وفق قانون المفترض ليطمئ ّ الحدود بالجلد استنادا إلى ما هو وارد في القرآن أو بالّرجم وفق ما تثبته بعض الحاديث.50ولك ّ ن الّرسول يحّول موضوع اللوم من الزاني مقترف الذنب المفترض إلى الشاهد والّناقل. ي لتتحّقق "جريمة الّزنى" وهو حضور أربعة قد يكون مرّد هذا التحّول غياب شرط أساس ّ سر تطبيق الحّد على الّزاني إذ يندر أن يقيم شخصان علقة جنسية بحضور شهداء .وهو شرط يع ّ 51
أربعة شهداء فضل عن أن تكون هذه العلقة "جريمة" ُيعاقب عليها القانون.فهل يعني الّتشديد في شرط تطبيق الحّد على الّزناة موقفا متسامحا من الّزنى أم هل هو وقاية من الوشاية؟ وهل الّتشّدد شاهد على فعل الّزنى؟ في هذا الشرط تيسير للّزاني أم تشديد على ال ّ سببين الممكنين ي وقد أسلفنا أن ل جواب قطعّيا.ولكن لننظر في ال ّ ل يمكن تقديم جواب قطع ّ ودللتهما على علقة النسان المسلم بالخر وبالقانون. التيسير للّزاني؟: ن الّرجم غير المذكور في القرآن رغم اعتماده حكما تشريعّيا في بلدان إسلمّية كثيرة ليس حكما إسلمّيا جديدا بقدر ما هو 48هذا يؤّكد أ ّ مواصلة لممارسة تاريخّية قديمة. Evangile d'après Jean,chapitre VIII,Versets 1-11 49 سيوطي:التقان في علوم القرآن،بيروت ،عالم الكتب )د-ت( ج 2ص .25 50جلل الدين ال ّ جْلَدًة…")الّنور .(24/4 ن َ جِلُدوُهْم َثَماِني َ شَهَداَء َفا ْ ت ُثّم َلْم َيْأُتوا ِبأْرَبَعِة ُ صَنا ِ ح َ ن اْلُم ْ ن َيْرُمو َ 51يقول ال تعالىَ " :واّلِذي َ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن المواضيع الجنسيّة المباحة أكثر إذا نظرنا في تقنين القرآن والسّنة للعلقات الجنسية وجدنا أ ّ ن سائر المواضيع الجنسية من المواضيع الجنسّية المحّرمة.فإذا استثنينا المحارم والمشركين فإ ّ مباحة.فللّرجل أن يتزّوج أربع نساء على الكثر وليس الّزواج من حيث شروطه الجرائية عسيرا شرعية.وقد زّوج الّرسول أحد إذ يكفي وجود شاهدين عدلين ومهر حتى يكتسب عقد الزواج ال ّ سرون في تحريم زواج ي هو ما يحفظه ذلك الّرجل من القرآن.52ويختلف المف ّ المسلمين بمهر رمز ّ ضًة…")الّنساء ن َفِري َ جوَرُه ّ ن ُأ ُ ن َفآُتوُه ّ سَتْمَتْعُتْم ِبِه ِمْنُه ّ المتعة انطلقا من قول ال تعالىَ…":فَما ا ْ
4/2
طاب هو اّلذي حّرم زواج المتعة،وفي هذا الطار يدرج ن عمر بن الخ ّ ،(4ويرى بعض الّدارسين أ ّ ن عمر رضي ال عنه نهى عن المتعة ما زنى إ ّ ل ي بن أبي طالب":لول أ ّ طبري قول عل ّ ال ّ ق يكون للّرجل حقّ الّتسّري بما شاء من ملك ي" .وفي إطار العلقات الجتماعّية اّلتي تقبل الّر ّ شق ّ 53
ن متزّوجات.54ويؤّكد أنس بن مالك أّنه ل يرى بأسا في اليمين وله سبي الّنساء في الغزوات وإن ك ّ ن وفق أن ينزع الّرجل جاريته من عبده .وللّرجل تسريح زوجاته بإحسان متى شاء وتزّوج سواه ّ 55
شروط المذكورة.وللمرأة الخلع من زوجها بشرط إرجاع مهره إليه،ولها الّزواج برجل من ال ّ المسلمين وأهل الكتاب دون المشركين.56ول نجد في القرآن آية صريحة في تحريم علقة الحّرة 52صحيح البخاري مج ،3ج 7ص -5صحيح مسلم،دار إحياء الكتب العربّية 1955ج 2صص .1040/1041 53جامع البيان ج 4ص .15 سرين للية 24من الّنساء.على سبيل المثال:جامع البيان ج 4ص -10مفاتيح الغيب مج 5ج 10ص .42 54راجع تفسير المف ّ 55صحيح البخاري مج 3ج 7ص .13 56ليس في القرآن آية صريحة في تحريم زواج المسلمات برجال من أهل الكتاب.ويحّرم القرآن الّزواج بالكّفار والمشركين على الّرجال جَبْتُكْم َو َ ل عَ شِرَكٍة َوَلْو َأ ْ ن ُم ْ خْيٌر ِم ْ لَمٌة ُمْؤِمَنٌة َ ن َو َ حّتى ُيْؤِم ّ ت َ شِرَكا ِ حوا اْلُم ْ ل َتْنِك ُ صِم اْلَكَواِفِر…الممتحنة َ،60/10و َ سُكوا ِبِع َ ل ُتْم ِ والّنساء )…َو َ جَبُكْم…)البقرة (2/221ويصّرح بإباحة الّزواج بالّنساء الكتابّيات للّرجال عَ ك َوَلْو َأ ْ شِر ٍ ن ُم ْ خْيٌر ِم ْ ن َ حّتى ُيْؤِمُنوا َوَلَعْبٌد ُمْؤِم ٌ ن َ شِرِكي َ حوا اْلُم ْ ُتْنِك ُ ن َقْبِلُكْم…المائدة (5/5ويسكت عن زواج المؤمنات من رجال أهل الكتاب.واختلف ب ِم ْ ن ُأوُتوا اْلِكَتا َ ن اّلِذي َ ت ِم َ صَنا ُ ح َ المسلمين)…َواْلُم ْ سرون في اعتبار آية المائدة المذكورة منسوخة واختلفوا في اعتبار الكتابّية مشركة فرأى بعضهم أّنها مشركة تحرم على المسلم ورأى المف ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
سرون في دللة بملك يمينها،ول آية صريحة في تحريم زواج المرأة بأكثر من رجل إذ اختلف المف ّ ساِء ِإلّ َما َمَلَك ْ ت ن الّن َ ت ِم َ صَنا ُ ح َ عَلْيُكْم ُأّمَهاُتُكْم…َواْلُم ْ ت َ حّرَم ْ لفظة "محصنة" في قول ال تعالىُ ": سائد اّلذي َأْيَماُنُكْم" )الّنساء .(24-4/23ولكّننا -درءا للجدل اّلذي ليس هدفنا -نأخذ بالتفسير العرفي ال ّ ن للمرأة أن تنكح زوجا واحدا يمكنها خلعه متى شاءت. يرى أ ّ ن إمكانات تحّقق الممارسات الجنسّية كبيرة جّدا خلفا لما هو الشأن في بعض قراءات واضح أ ّ ل ما عقده ال أي أن يفصم عرى حّ ل للنسان أن ي ُ ي وحيث ل يح ّ الديانة المسيحّية حيث ل تسّر َ علقة الّزواج.ويمكن أن نطرح في هذا المستوى سؤال عن الفرق بين هذه العلقات الجنسّية الكثيرة المباحة والّزنى المحّرم عّلنا نتبّين معنى تحريم الّزنى أو سببه. لماذا كان الّزنى فاحشة؟: يعّرف الفقهاء الّزنى بأّنه "عبارة عن إيلج فرج في فرج مشتهى طبعا محّرم قطعا".57ويمكن أن نعتمد هذا الّتعريف ضاربين صفحا عن وجود ضروب عديدة من الممارسات الجنسّية ل تدخل ن الفرق بين ضمنه،وهي ممارسات حّيرت الفقهاء ووّلدت اختلفات عديدة بينهم.ويبدو واضحا أ ّ الّزواج والتسّري من جهة والّزنى من جهة ثانية ليس في طبيعة العلقة الجنسّية أو سماتها بل في خضوع العلقتين الوليين لشروط تنظيمّية وخلّو العلقة الثالثة منها،ففي حال التسّري والّزواج تعلم ن الجماعة تجهل إمكان قيام علقة جنسّية الجماعة بإمكان قيام علقة جنسّية بين شخصين في حين أ ّ
ص وبمقتضى الجماع على منع زواج المسلمة بغير ل له )مفاتيح الغيب مج 3ج 6صص ،(62/63ولكّنهم اّتفقوا دون ن ّ آخرون أّنها تح ّ المسلم.وهو إجماع حاول بعض الّدارسين المحدثين مراجعته وفهم خلفّياته الّنفسّية والجتماعّية. 57مفاتيح الغيب مج 12ج 23ص .132
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
بين الّزانيين.ولذلك فإّنه يجوز في الحالتين الوليين أن ينسب الطفل إلى أبيه الممكن إذ يؤّكد ن "الولد للفراش وللعاهر الحجر".58 الرسول صلى ال عليه وسّلم أ ّ ن علقة الّزنى لقيامها على جهل الجماعة بها قد تنتج أطفال ل يمكن نسبتهم إلى آبائهم في إّ ي بل من مجتمع يقوم على دعوة البن لبيه،وهي لذلك علقة من شأنها أن تهّدد الّنظام الجتماع ّ ي وهو قانون منع إتيان ي اّلذي يقوم عليه الجنس البشر ّ شأنها أن تهّدد القانون الصل ّ المحارم*.فغياب اسم الب* قد يؤّدي إلى إمكان قيام علقة جنسّية بين الب وابنته أو الخ وأخته سر تحريم ل واحد منهما بما يربطه بالخر من علقة دم.وهذا المكان هو اّلذي يف ّ دون أن يعلم ك ّ ن الّتبّني يقيم اسم الب* على الّتبّني بمعنى نسبة البن إلى غير أبيه في حال معرفة ذلك الب،ذلك أ ّ الكذب فيتموضع الصل في الكذب ويفقد السم المنشئ قدرته على إثبات النسان منذ البدء في مح ّ ل صدق.59ولذلك قال الّرسول صّلى ال عليه وسّلم":ليس من رجل اّدعى لغير أبيه وهو يعلمه إ ّ ل ال ّ كفر".60 روح القانون: ن قانون تحريم الّزنى إذن ل ينشد تحديد العلقات الجنسّية بل هو تفريع من القانون الصل ّ ي إّ ي.وموقف اّلذي يمّثل شرط دخول النسان في الّثقافة وذلك مهما تكن ديانته أو انتماؤه الجتماع ّ سم في الّرسول من الّزانيين في اختلفه عن الموقف المتشّدد المتوّقع أي موقف إقامة الحّد إّنما يج ّ ي للقانون إلى محاولة قراءة القانون أو إضفاء معنى عليه 61بالّنفاذ إلى رأينا تجاوزا للّتطبيق الل ّ 58
صحيح البخاري مج 1ج 3ص -70صحيح مسلم ج 2ص .1080
ن كثيرا من الضطرابات الّنفسّية تنشأ من معرفة البن بكذب نسبه المفترض. شائع أ ّ 59من ال ّ 60صحيح البخاري مج 2ج 1ص .219 Françoise Dolto:Les Evangiles et la foi au risque de la psychanalyse ou La vie du désir,Paris,Gallimard 61 .1996,p-178
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
روحه.فتحريم الّزنى ليس هدفا في ذاته وحّد الّزانيين ليس ردعا للّردع ولكّنه مّتصل بالخشية من ن في موقف الّرسول دعوة إلى الّتفكير في اختلط النساب ومن ثّم خشية إتيان المحارم* .62إ ّ ي أي تحريم المحارم*،وهو يؤّكد لنا أ ّ ن ي أي تحريم الّزنى في إطار القانون الصل ّ القانون الفرع ّ سم تاريخّيا في تفكير عمر في ل القوانين الفرعّية ل تحكمها اللّية بل الّتفكير وإعمال الّنظر مّما تج ّ كّ ج وفق تفسير ممكن لروح قانون قطع اليد وتعطيله،وفي تحريمه العمرة في أشهر الح ّ القانون .والّناظر في أحاديث الّرسول يرى أّنه صّلى ال عليه وسّلم لم يكن متسّرعا إلى تطبيق 63
ن الّرسول أعرض مّرات عن الحدود ول سّباقا إلى الّردع والّزجر،فقد جاء في صحيح البخاري أ ّ رجل قال إّنه زنى،64وفي حديث آخر نجد الّرسول يطّوع الحّد وفق الواقع اّلذي يتعامل معه،فقد بال ي في المسجد"،فثار إليه الّناس ليقعوا به،فقال لهم رسول ال صّلى ال عليه وسّلم دعوه أعراب ّ سرين".65إ ّ ن سرين ولم ُتبعثوا مع ّ وأهريقوا على بوله َذنوبا من ماء أو سجل من ماء فإّنما ُبعثتم مي ّ سلوك بغرض العتداء على مقّدسات المسلمين ولعّله ن هذا الّرجل لم يسلك مثل هذا ال ّ محّمدا علم أ ّ ي فل داعي لعقابه ما أمكن تنظيف المكان ،وفي حديث آخر جاء ي أو عقل ّ كان مصابا بمرض بدن ّ ت،قال:ولم؟ قال وقعت على أهلي في رمضان قال فأعتق رقبة قال ليس رجل إلى الّرسول "فقال:هلك ُ عندي قال فصم شهرين متتابعين قال ل أستطيع قال فأطعم سّتين مسكينا قال ل أجد فُأتي الّنبي سائل قال ها أنذا قال:تصّدق بهذا قال على أحوج مّنا صلى ال عليه وسّلم بعرق فيه تمر فقال أين ال ّ ق ما بين لَبَتْيها أهل بيت أحوج مّنا فضحك النبي صّلى ال عليه يا رسول ال فواّلذي بعثك بالح ّ ن "الحرام الوحيد هو إدخال الضطراب في الجيال"Inceste et Jalousie,p-126 . 62نذّكر في هذا المقام برأي لكان اّلذي يقّر بأ ّ طبري :تاريخ الّرسل والملوك،القاهرة،دارالمعارف،ط) 4-د-ت(،ج 4ص .225 63أبو جرير ال ّ 64صحيح البخاري مج 3ج 7ص .59 سابق ج 8ص .37 65ال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
وسلم حّتى بدت أنيابه قال فأنتم إًذا".66ولنا أن نقارن في هذا الحديث بين انزعاج الّرجل وهدوء ح،ففي آخر المر وقع الّرجل على امرأته في رمضان الّرسول ولنا أن نلحظ تسامح الّرسول الواض َ ن محّمدا كان ينظر في خلفّية القانون وعلقته بمفهوم إلحاق صل على غذاء من الّرسول.إ ّ وتح ّ ضرر بالخر أي إّنه كان يعطي للقانون معناه،ولم يكن يتسّرع إلى العقاب وتطبيق الحدود ال ّ ي" في غنى سو ّ باعتبارهما غاية وهدفا.فهو إذن يعلي من شأن القانون الّداخلي اّلذي يجعل النسان "ال ّ ي اّلذي ل يفعل شيئا سوى ضرر بالخرين ويقّلل من أهّمية القانون الخارجي الّردع ّ عن إلحاق ال ّ ي قانون.67وهذا الّتصّور من شأنه أن يسمح لعدد ل حكايتها فردّية ل يحيط بها أ ّ قمع الّذات التي تظ ّ ي في بلداننا العربية ي،فلو ضربنا َمَثل اللوط ّ كبير من الّناس بأن يتجاوزوا الحساس بالّذنب المرض ّ سسات معه منافيا لسلوك الّرسول اّلذي أسلفنا.فهل يكفي السلمّية اليوم لوجدنا تعامل الفراد والمؤ ّ ي مؤّكدا له أّنه "شاّذ" أن تقرع أسماع اللوطي بمواعظ ونصائح أو أن تدعوه إلى تغيير سلوكه الجنس ّ وهل يكفي أن ترّهبه بشّتى أنواع العقاب المحتملة في الّدنيا والخرة حّتى يتحّول إلى إنسان ن النسان يختار عن وعي أن يكون لوطّيا أي إّنه يختار أن ن الجابة بنعم تضمر أ ّ ي"؟ إ ّ "طبيع ّ ن هؤلء يوّدون الندماج في ن التحاليل الّنفسية بل الجلسات الحميمة تثبت أ ّ يعيش منبوذا في حين أ ّ سلوك ليس اختيارا ي شأنه في ذلك شأن سائر أنماط ال ّ ن سلوكهم الجنس ّ المجتمع ول يستطيعون ل ّ ي.وكم فرد مّنا وّد لو غّير بعضا من طباعه انطلقا عقلّيا منطقّيا كما أراد أن يوهمنا الفكر الوضع ّ ي– ن القانون الخارج ّ طبع ل يتغّير وإن اّتخذ أشكال أخرى.إ ّ ي فإذا بال ّ من اختيار واع وقرار نهائ ّ سسة أم في سلوك الفراد-ل يؤّثر في الواقع بل يعّمق الحساس بالّذنب وهو سم في المؤ ّ سواء أتج ّ ن السلم دين منفتح نحو المستقبل وهذا ما يؤّكده مفهوم إحساس ل يتلءم مع روح السلم ذلك أ ّ سابق ج 7ص .86 66ال ّ 67للّتمييز بينهما بوضوح انظر.Le divan et le prie-Dieu ,p-192 :
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي للوجود ل يقف على جل بل ممارسة يومّية تمّكن المرء من تصّور دينام ّ الّتوبة،فهي ليست فعل مؤ ّ أطلل الماضي بقدر ما يتطّلع إلى المستقبل في تفاؤل وحبور منطلقهما العتقاد في رحمة ال.أفلم ي من بني إسرائيل لّنها سقت كلبا كاد يقتله العطش.68 ُيغفر لبغ ّ نسبّية القانون: ل متحّولة،فالخمر حلل عند المسيحّيين بل هي مقّدسة وهي حرام إن القوانين وإن تكن إلهية تظ ّ ّ سرين المسلمين.69وتعّدد الّزوجات مباح في السلم في حين أّنه محّرم عند عند جمهور المف ّ المسيحّيين،وليس هذان سوى مثالين على اختلف القوانين اللهّية بين دين ودين وهو ما قد يؤّكد أنّ ل نسبّية ليكون مطلقا عبر القوانين نسبّية ما عدا قانون تحريم إتيان المحارم* اّلذي يخرج عن ك ّ ن اختلف القوانين هذا مرّده تحريف الّنصارى واليهود كلم الّزمان والمكان.وحّتى إن افترضنا أ ّ ظْلٍم ِم َ ن ل يقولَ":فِب ُ ال فإّننا نجد في القرآن نفسه شاهدا على نسبّية القوانين وتحّولها،فال عّز وج ّ ل َكِثيًرا" )الّنساء .(4/160ويؤّكد لا ِ سِبي ِ ن َ عْ صّدِهْم َ ت َلُهْم َوِب َ حّل ْ ت ُأ ِ طّيَبا ٍ عَلْيِهْم َ حّرْمَنا َ ن َهاُدوا َ اّلِذي َ طّيب الحلل خبيثا محّرما بغرض الّتشديد على اليهود وعقابهم عّما اقترفوه ن ال قد بّدل ال ّ الّرازي أ ّ سكوت سرون.70أفل يجوز أن يكون تحريم الخمر في القرآن بعد ال ّ من ذنوب اختلف في تحديدها المف ّ عنها ناتجا عن ظلم بعض المسلمين الوائل أنفسهم عند شرب الخمر واعتداء بعضهم على بعضهم الخر وهم فاقدون لحدود العقل؟.71وحينئذ أل يجوز أن يكون ظلم النسان لنفسه منشئا لحدود 68صحيح البخاري مج 2ج 1ص .211ونلحظ الجمع بين صفتي البغاء والنتماء إلى بني إسرائيل بما لهما من معان التزامّية سلبية من جهة والبساطة الظاهرة لفعل الخير المتمّثل في سقي الكلب من جهة ثانية. سرين والفقهاء في حدود مقولة الخمر.انظر مثل:أبو بكر بن العربي:أحكام القرآن،مطبعة ن هناك خلفات بين المف ّ 69نقول جمهور ل ّ البابي الحلبي 1968ج 1ص .149 70مفاتيح الغيب مج 6ج 11ص .106
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن المسلم من سلم الّناس من يده ولسانه 72تقريرا للفطرة القانون؟ وأل يجوز أن يكون تقرير الّرسول أ ّ ب المعتدين"73؟وألم يحن ن "ال ل يح ّ ل من تجاوزها معتديا في حين أ ّ سليمة اّلتي ُيعّد ك ّ البشرّية ال ّ ن القانون نسب ّ ي ص صريح أ ّ ق ولم يمنعه ال بن ّ الوان ليعي المسلمون اّلذين اّتفقوا على منع الر ّ ي ما لم يقم على اعتداء النسان على النسان؟ تاريخ ّ شاهد على فعل الّزنى: الّتشديد على ال ّ ما اّلذي يحمل مرءا فطن إلى علقة جنسّية بين شخصين أو بين مجموعة من الشخاص إلى سبب بالمنقول إليه إبلغ المسؤول عن القانون )ويمّثله الّرسول في خبرنا المنقول(؟ قد يّتصل ال ّ )وهو هنا الّرسول( أو بالموضوع المنقول )وهو هنا حصول فعل الّزنى(. شاهد الّرسول إلى تطبيق الحّد إّما تزّلفا له أو اختبارا له.وفي فوفق الفتراض الّول قد يدعو ال ّ حالتي الّتزّلف والختبار يبدو الّناقل كاذبا إذ ليس هّمه القانون في الحالتين بل المسؤول عن تنفيذ ن القانون يسبق المنّفذ اّلذي قد يختلف من نظام حكم إلى نظام حكم آخر.ولّما بعض بنوده ومعلوم أ ّ ي دون الصل كان القانون أصل دون منّفذه أمكن أن نفهم تجاهل الرسول لمن اعتبر الفرع العرض ّ ي. الجوهر ّ شهادة على الّزنى إ ّ ل ووفق الفتراض الّثاني أي تغليب الموضوع المنقول ل يمكن أن تكون ال ّ مّمن حّرك مشهد الّزانيين شيئا ّما عميقا في نفسه قد نعّده غيرة على القانون وسعيا إلى تطبيق الحّد
71أبو الحسن الواحدي الّنيسابوري:أسباب الّنزول،بيروت،دار الكتاب العربي ،1986صص .170-167تختلف الخبار الواردة في ن تحريم الخمر كان بعد اعتداء بعض المسلمين على بعضهم الخر اعتداء لفظّيا أو ماّديا. الكتاب ولكّنها تّتفق في أ ّ 72صحيح البخاري مج 1ج 1ص .10 73المائدة .5/84
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي.فهل نتصّور ناقل مشهد الّزنى إلى الّرسول صلى ال عليه وسّلم أشّد حرصا من هذا شرع ّ ال ّ شاهد الغيور؟ صر دون ال ّ ن الّرسول مق ّ الخير على تطبيق الحّد؟ وهل يعني هذا أ ّ ن في موقف الّناقل ي* اّلذي يبّين أ ّ يمكن أن نتجاوز هذا الّتساؤل إذا استندنا إلى الّتحليل الّنفس ّ س به 74ل يخلو أن يكون غيرة لواعية من الّزانيين أو خوفا لواعيا من أن تعبيرا عن حرج ّما أح ّ يزني بعض من يعّد نفسه مسؤول عنهم أي خوفا من أن يهّدد خطر الّزنى أفراد عائلته ول سّيما سر دافع الغيرة ن القانون من خلل هذين الموقفين يمنع شيئا مرغوبا بالفطرة مّما يف ّ الناث منهم.فكأ ّ سر دافع الخوف أي كأ ّ ن ن القانون يسعى إلى حماية الّناس من هذا المرغوب بالفطرة وهذا ما يف ّ وكأ ّ القانون مقابل للفطرة البشرّية يلجمها ويكبح جماحها. رؤى المسيحّية تحكم المسلمين:الحرج من الجنس: ل لنا ن تصّور القانون باعتباره لجما للفطرة البشرّية يتنافى مع إقرار ال تعالى بأّنه يح ّ يبدو أ ّ ن الّرسول ينظر في القانون نظرة عميقة تراعي الطّيبات ويحّرم علينا الخبائث،فقد أسلفنا أ ّ روحه.ونحن نرى في مساءلة روح القانون تحذيرا للمسلمين من أن يحّرموا على أنفسهم طّيبات نا َ ل ل َتْعَتُدوا ِإ ّ ل َلُكْم َو َ لا ُ حّ ت َما َأ َ طّيَبا ِ حّرُموا َ ل ُت َ ن آَمُنوا َ أحّلت لهم ،يقول ال تعالىَ":يا َأّيَها اّلِذي َ عَداَوةً ِلّلِذينَ س َ شّد الّنا ِ ن َأ َ جَد ّ سبقت هذه الية بقول ال تعالىَ":لَت ِ ن" )المائدة .(5/87وقد ُ ب الُمْعَتِدي َ ح ّ ل ُي ِ َ ن مْنُهْم ك ِبَأ ّ صاَرى َذِل َ ن َقاُلوا ِإّنا َن َ ن آَمُنوا اّلِذي َ ن َأْقَرَبُهْم َمَوّدًة ِلّلِذي َ جَد ّ شَرُكوا َوَلَت ِ ن َأ ْ آَمُنوا اْلَيُهوَد َواّلِذي َ ن المسلمين ن")المائدة .(5/82وقد ربط الّرازي بين اليتين معتبرا أ ّ سَتْكِبُرو َ ل َي ْ ن َوُرْهَباًنا ًوًأّنُهْم َ سي َ سي ِ ِق ّ جح هذا الّربط ونرى في موقف الّرسول تحذيرا مختلفون عن الّرهبان الّنصارى .75ونحن نر ّ ي اّلذي يقوم على اعتبار الجنس خطيئة النسان الصلّية للمسلمين من أن يقتفوا خطى الفكر الكنس ّ .Les Evangiles et la foi au risque de la psychanalyse,pp170/171 74 75مفاتيح الغيب مج 6ج 12صص . 74/76
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي ضرب من ضروب العلقات الجنسّية من حّتى يغدو ما يعتبرونه عّفة ) (chastetéأي امتناعا عن أ ّ شروط النتماء إلى الكنيسة.وهو تصّور أعاد الّنظر فيه بعض المفّكرين الغربّيين من صلب الكنيسة نفسها.76على أّننا نرى في قراءة بعض المحدثين لسيرة الّرسول اندراجا -واعيا كان أو غير واع- ن خبر زواج الّرسول من زينب ي المتشّدد.فنجد بعض المستشرقين يعتبرون أ ّ في هذا الفكر المسيح ّ بنت جحش عمل ل يلئم مقام الّنبّوة فكيف ُيعجب الّرسول بجمال امرأة ل سّيما أّنها زوجة زيد بن الحارثة ابنه بالّتبّني؟ وآراء هؤلء "المستشرقين" حملت كّتابا محدثين لينبروا عن الّدفاع عن الّرسول من "مفتريات المستشرقين".وهم ل يعون أّنهم بدفاعهم ذاك إّنما يقّيمون سلوك الّرسول تقييما سلبّيا ل تلك الخيالت والقاصيص" ن بعضهم ينفي "ك ّ ي بل إ ّ ن المرء ل يدافع عن السلوك اليجاب ّ ذلك أ ّ التي تفيد إعجاب محّمد بزينب 77في حين أّننا نجد في سيرة ابن إسحاق الخبر الّتالي":مرض زيد بن حارثة فدخل عليه رسول ال صّلى ال عليه وسّلم يعوده وزينب ابنة جحش امرأته جالسة عند رأس زيد،فقامت زينب لبعض شأنها فنظر إليها رسول ال صّلى ال عليه وسّلم ثّم طأطأ رأسه فقال:سبحان ال مقّلب القلوب والبصار،فقال زيد:أطّلقها لك يا رسول ال فقال:ل،فأنزل ال عّز ل"" .ونجد في ل َمْفُعو ً ن َأْمُر ا ِ عَلْيِه" إلى قوله "َوَكا َ ت َ عَلْيِه َوَأْنَعْم َ ل َ ل ِلّلِذي َأْنَعَم ا ُ لَ ":وِإْذ َتُقو ُ وج ّ 78
ي قد طبري خبرا مشابها":حّدثني يونس قال:أخبرنا ابن وهب قال :قال ابن زيد :كان النب ّ تفسير ال ّ زّوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش ابنة عّمه فخرج رسول ال يوما يريده وعلى الباب ستر من ي فلّما وقع ستر فانكشف،وهي في حجرتها حاسرة،فوقع إعجابها في قلب الّنب ّ شعر،فرفعت الّريح ال ّ ذلك ُكّرهت إلى الخر،فجاء فقال:يا رسول ال إّني أريد أن أفارق صاحبتي،قال:مالك أرابك منها .Fonctionnaires de Dieu, pp 604/627 76 شلبي :نساء حول الّرسول والّرّد على مفتريات المستشرقين،جّدة )د-ت( ص .354 77محمود مهدي الستانبولي ومصطفى أبو الّنصر ال ّ سيرة الّنبوّية لبن إسحاق،القاهرة،أخبار اليوم 1998ج 1ص .339 78ال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ل خيرا،فقال له رسول ال:أمسك شيء؟ قال:ل وال ما رابني منها شيء يا رسول ال ول رأيت إ ّ عَلْي َ ك ك َ س ْ عَلْيِه َأْم ِ ت َ عَلْيِه َوَأْنَعْم َ ل َ ل ِلّلِذي َأْنَعَم ا ُ عليك زوجك واّتق ال،فذلك قول ال تعالىَ" :وِإْذ َتُقو ُ ل ُمْبِديِه…")الحزاب (33/37تخفي في نفسك إن فارقها ك َما ا ُ سَ خِفي ِفي َنْف ِ ل َوُت ْ قا َ ك َواّت ِ جَ َزْو َ تزّوجتها".79 ل الخبار لم ير داعيا لتنزيه الّرسول من وقوع نظره على طبري المعروف بجمعه لك ّ ن ال ّ إّ زينب وإعجابه بها لما في ذلك العجاب من تلؤم مع الفطرة البشرّية فليس الّرسول سوى بشر ل إذا كان الّناقد أو المبّرر متأثرا مثلنا يوحى إليه،80وليس في اشتهائه امرأة ما ُيحرج ول ما يعيب إ ّ ي يعتبر الجسد موطنا لشهوات شيطانّية ويتحّرج من الفطرة الجنسّية في ذاتها أي بالفكر الكنس ّ ن الّتصّور ن تحريم المحارم* وفرعه اختلط النساب.إ ّ ي،قانو ِ بصرف الّنظر عن القانون الصل ّ ي خطر على السلم أّدى إلى الفراط في تقنين العلقات الجنسّية وإلى إطلق الحكام الكنس ّ ل من يصّرح برغباته الجنسّية بل إّننا ابتعدنا عن الّتصّورات السلمّية "الخلقّية" جزافا على ك ّ ن سلوك جّلنا ينقض هذه الّدعوة،وصرنا فصرنا ندعو إلى الوحدانّية في العلقات الجنسّية في حين أ ّ نعتبر المزواج إنسانا شاّذا ذا سلوك فاسد ،وصرنا نحكم على من يتزّوج مّمن يصغره سّنا -رجل ن خديجة بنت ن جّلنا يقبل بإقامة علقة جنسّية مع ذلك الصغر،وننسى أ ّ كان أو امرأة -في حين أ ّ ن الّرسول لم يغضب من المرأة اّلتي أرادت أن خويلد تزّوجت محّمدا اّلذي يصغرها 81وننسى أ ّ ضحك سامحا لها ن معه "مثل هدبة الّثوب" بل إّنه صلى ال عليه وسّلم اكتفى بال ّ تطّلق زوجها ل ّ 79جامع البيان ج 10ص .302 صلت .41/6 حٌد…"الكهف -18/110ف ّ ي َأّنَما ِإَلُهُكْم ِإَلٌه َوا ِ حى ِإَل ّ شٌر ِمْثُلُكْم ُيو َ ل ِإّنَما َأَنا َب َ ُ" 80ق ْ ن خديجة تكبر محّمدا سّنا. ن بين خديجة ومحّمد وإن اّتفقت في أ ّ سّ 81تختلف الخبار في فارق ال ّ طليعة انظر في هذه المسألة:سلوى بالحاج صالح-العايب:دّثريني يا خديجة،دراسة تحليلية لشخصية خديجة بنت خويلد،بيروت،دار ال ّ ،1999صص .60/61
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن الّرسول سمح لمرأة بأن تخلع نفسها بالّرجوع إلى زوجها بعد البناء بالّزوج الّثاني،82وإّننا ننسى أ ّ ن المرأة المذكورة طلق مّما يقّره المجتمع اليوم إذ أ ّ من زوجها بعد أن ترّد له حديقته وليس سبب ال ّ ل تعتب على زوجها في دين ول في خلق ولكّنها ل تطيقه.83 ق مكتسب: القانون الله:الجّنة ح ّ ن الخضوع شاهد على الّزنى يتصّور أ ّ ن ال ّ ق هذا المقال،تبّيّنا أ ّ ي منطل ِ إذا عدنا إلى الحديث الّنبو ّ للقانون وتطبيقه ضامن للفضيلة أي إّنه يتصّور تطبيق القانون وحده كافيا لتحقيق رضا ال أو الّدخول إلى الجّنة.فالنسان اّلذي يطّبق القانون ناج وذاك اّلذي يخرج عن القانون غير ناج.ومن خلل هذا التصّور يغدو القانون هو الله ويتوّهم النسان أّنه بتضحياته المتواصلة والتزامه المطلق صورة* المثالّية المخّلصة اّلتي ينشدها.وهي صورة* تحّقق الطمئنان الوهم ّ ي قد حّقق بإرادته ال ّ ن رفض وتوهم النسان بأّنه هو الفاعل المقّرر فيتحّول المرء إلى عبادة صورة* نفسه المثالّية".إ ّ ن القانون ليس مرآة وأ ّ ن الّذنب ل ُيدخل في اليمان بل إّنه كثيرا ما يعّمق الغرور" 84فينسى المرء أ ّ ن الخلص ليس في تطبيق القانون أو تأليهه ولكّنه في تطبيقه ليس ضامنا للفضيلة 85كما ينسى أ ّ رحمة ال.والّرسول يؤّكد هذا الموقف إذ يقول":لن ُيدخل أحدا عمله الجّنَة،قالوا ول أنت يا رسول ل على أّننا ندخل الجّنة برحمة ال من ل أن يتغّمدني ال بفضل ورحمة".86ول أد ّ ال؟ قال ل ول أنا إ ّ حديث آخر للّرسول "قال كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثّم خرج يسأل فأتى 82صحيح البخاري مج 3ج 8ص .28 سابق ج 7ص .60 83ال ّ .Denis Vasse:La vie et les vivants,Paris,Seuil 2001,p-84 84 .Les Evangiles et la foi au risque de la psychanalyse ou La vie du désir,p-172 85 86صحيح البخاري مج 3ج 1ص .157 ونجد شبيها لهذا الموقف في رأي بول) (Paulاّلذي يؤّكد أن ل أحد يبّرر أفعاله أمام ال بمطابقتها للقانون.
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
راهبا فسأله فقال له هل من توبة قال ل فقتله فجعل يسأل فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا،فأدركه الموت فناء بصدره نحوها فاختصمت فيه ملئكة الّرحمة وملئكة العذاب فأوحى ال إلى هذه أن تقّربي وأوحى ال إلى هذه أن تباعدي وقال قيسوا ما بينهما فُوجد إلى هذه أقرب بشبر فُغفر له".87 ل شيء المغفرة،وليس من ن هذا الّرجل اّلذي قتل مائة نفس وجد في رحمة ال التي وسعت ك ّ إّ ن رضا ال عّنا ليس حّقا نكتسبه صدفة أن ُوسمت الجنة في مجاز مرسل بليغ ب"رحمة ال" ذلك أ ّ ال ّ ن رضا ال عّنا هبة منه ورحمة بمحاولة العلء من صورنا عبر مطابقة القانون المفتَرض،ولك ّ سرين إذ ينسبون بعض يشمل بها من يشاء من عباده.بل لعّلنا في هذا المستوى نرى رأي بعض المف ّ ن ال يغفر لمن طلب منه المغفرة صادقا متواضعا يائسا من ذاته آمل في المشيئة إلى المؤمن،ذلك أ ّ ن عبدي ل":أنا عند ظ ّ ال.88ومن الحاديث القدسّية ما يؤّكد هذا الّرأي إذ يقول ال عّز وج ّ ن "رجلين مّمن دخل الّنار اشتّد صياحهما فقال ي آخر مفاده أ ّ بي" ،ويؤّكد هذا المعنى حديث قدس ّ 89
ي شيء اشتّد صياحكما؟ قال فعلنا ذلك ل أخرجوهما،فلّما ُأخرجا قال لهما ل ّ ب عّز وج ّ الّر ّ ن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا بأنفسكما حيث كنتما من الّنار فينطلقان،فيلقي أحدهما لترحمنا،قال:إ ّ ل ما منعك أن ب عّز وج ّ نفسه،فيجعلها عليه بردا وسلما،ويقوم الخر فل يلقي نفسه،فيقول له الّر ّ ب إّني لرجو أن ل تعيدني فيها بعدما أخرجتني،فيقول له ُتلقي نفسك كما ألقى صاحبك؟ فيقول:يا ر ّ ب:لك رجاؤك،فيدخلن جميعا الجّنة برحمة ال" . الر ّ 90
انظرLe Père.Métaphore paternelle et fonctions du père :L’Interdit,La Filiation,La Transmission,Paris,Denoel : .1989,p-226 87صحيح البخاري مج 2ج 4صص .211/212 .Le temps du désir ,p-89 88 89الحاديث القدسّية ص .237 سابق صص .238/239 90ال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
طمع في موضع ال: ال ّ خم الّذات ويؤّكد ي ينقص من تض ّ ي بما يحّققه من خصاء*) (castrationرمز ّ ن القانون الصل ّ إّ طفل ل يمكن أن ُيرضي أّمه رضا كامل ول يمكنه -مهما ترتفع منزلته عند قدرتها المحدودة،فال ّ ل لتتحّقق ذاته في موضع جزئ ّ ي ل الب،ول بّد له أن يتنازل عن نشدان الك ّ ل مح ّ الّم -أن يح ّ ل فيكتشف أّنه طمع في الك ّ حى عن ال ّ ن القانون يستفّز النسان في أعمق أعماقه حّتى يتن ّ مخصوص.إ ّ ليس سوى واحد من آخرين ويتبّين أّنه مختلف عن أخيه من جهة وأّنه غير مؤّهل للحكم عليه من جهة أخرى. ي على الّذات أو على ي حكم قطع ّ نأ ّ وإذا كان خلص النسان مّتصل برحمة ال ثبت لنا أ ّ ل اّلذي الخر)وهما شيء واحد( في علقتهما بالقانون هو طمع من النسان في موضع ال عّز وج ّ ل حاكم سواه.وأحد أحاديث الّرسول القدسّية يثبت هذا الموقف إذ قال صلى ال عليه وسّلم":كان رجلن في بني إسرائيل متواخيين،فكان أحدهما يذنب،والخر مجتهد في العبادة فكان ل يزال ي رقيبا؟ فقال:وال ل المجتهد يرى الخر على الّذنب فيقول له:أقصر،فقال:خّلني ورّبي،أُبعثت عل ّ ب العالمين،فقال لهذا المجتهد:أكنت يغفر ال لك أو ل يدخلك الجّنة فقبض أرواحهما،فاجتمعا عند ر ّ عالما بي أو كنت على ما في يدي قادرا؟وقال للمذنب:اذهب إلى الجّنة برحمتي،وقال للخر:اذهبوا به إلى الّنار".91 سطّية) (médiatriceليتحّول ي يثبت خطر خروج القانون من وظيفته التو ّ ن هذا الحديث القدس ّ إّ ل ال في ل من يّدعي-واعيا أو غير واع -أّنه ظ ّ هدفا في ذاته بل سلحا مخيفا في يد ك ّ كأّ ن الرض.ولذلك قال الّرسول صّلى ال عليه وسّلم":من رمى مؤمنا بكفر فهو كقْتله" .ول ش ّ 92
91الحاديث القدسية صص .51/52 92صحيح البخاري مج 3ج 8ص .32
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
سيطرة طامَع في القدرة وال ّ ي والمتناع عن الحكم على الخر يقلق النا* ال ّ الّتواضع الجوهر ّ والعاجَز عن القرار بوهم القدرة ذاك.ومن مظاهر هذا القلق ما جرى بين أبي ذّر والّرسول من ل دخل ل ال ثّم مات على ذلك إ ّ حوار.فقد قال الّرسول صّلى ال عليه وسّلم:ما من عبد قال ل إله إ ّ الجّنة،قال أبو ذّر:وإن زنى وإن سرق؟ قال الّرسول:وإن زنى وإن سرق،قال أبو ذّر:وإن زنى وإن سرق؟ قال الّرسول:وإن زنى وإن سرق،قال أبو ذّر:وإن زنى وإن سرق؟ قال الّرسول:وإن زنى ن موقفي الّرسول وأبي ذّر من القانون مختلفان،الّول يرى القانون وإن سرق رغم أنف أبي ذّر .إ ّ 93
وسيلة نسبّية لتنظيم العلقات الجتماعّية والّثاني يرى القانون مقياسا لتقييم الّذات البشرّية.الّول يكتشف بواسطة القانون أّنه مختلف عن الخر والّثاني يحكم على الخر لّنه مختلف عنه . 94
سابق ج 7صص .192/193 93ال ّ .Le temps du désir,p-77 94
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
4
ل إله إلّ ال: شرك رأس الكبائر: ال ّ ل َيْغِفُر َأ ْ ن ل َ نا َ ل يصّرحِ":إ ّ ن الشراك بال ذنب ل يمكن أن ُيغفر.فال عّز وج ّ يقّر القرآن بأ ّ ض الّنظر عن إسناد المشيئة إلى شاُء…")الّنساء .(116-4/48وبغ ّ ن َي َ ك ِلَم ْ ن َذِل َ ك ِبِه َوَيْغِفُر َما ُدو َ شَر َ ُي ْ ن الية تؤّكد سرين أو إسنادها إلى المذنب وهو رأي بعض المرجئة 95فإ ّ ال وهو رأي جمهور المف ّ ي يقول":يا ابن آدم لو ن ال ل يغفر للمشرك به.والحديث القدس ّ في إسناد خبري تقريري قاطع أ ّ جئتني بقراب الرض خطايا ثّم جئتني ل تشرك بي شيئا لغفرت لك".96ويقول الرسول صلى ال عليه وسلم" :يخرج من الّنار من قال ل إله إل ال وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال ل إله إل ال وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال ل إله إل ال وفي قلبه
طاهر ابن عاشور :تفسير الّتحرير والّتنوير ،تونس ،الّدار الّتونسية للّنشر 1984ج 5صص .82/83 95محّمد ال ّ 96الحاديث القدسّية ص بإذن ال.
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ق العباد على ن "ح ّ وزن ذرة من خير".97ويقول "من لقي ال ل يشرك به شيئا دخل الجّنة" 98ويقول إ ّ ال أن ل يعّذب من ل يشرك به شيئا" . 99
شرك بين قصره على ب اّلذي ل ُيغفر؟ لقد اخُتلف في تحديد ال ّ شرك هذا الّذن ِ فما هي ماهية ال ّ صلة والّزكاة،وبذلك ُيعّد شرعّية كال ّ عبادة الوثان وتوسيعه إلى الكفر بال واعتباره من السماء ال ّ سرين مشركين ورآهم آخرون ل كافر مشركا.100واخُتلف في أهل الكتاب فاعتبرهم بعض المف ّ كّ ضرورة شرك يفترض بال ّ ن جذر كلمة ال ّ ض الّنظر عن دللة هذه الكلمات القتضائّية 101فإ ّ كّفارا.وبغ ّ شرك ل سّيما إضفاء بعض صفات اللوهة على غير ال.ونوّد من جهتنا تبّين بعض وجوه لل ّ ن ما يمّيز ال عن سائر المواضيع )بكل المعاني الممكنة لكلمة مواضيع( اللواعية منها،معتبرين أ ّ ن ما سواه مخلوقات.فال هو اّلذي يهب الحياة أي إّنه أصل الحياة.ولذلك فإ ّ ن ن ال خالق وأ ّ هو أ ّ شرك بمعنى اّتخاذ إله سوى ال يقوم على تصّور موضوع آخر سوى ال قادر على أن يهب ال ّ الحياة أو أن ينتزعها.ول يشترط لتحّقق هذا الّتصّور وعي الّذات المتصّورة أو إقرارها ل يصفهم ن ال عّز وج ّ به،فالمشركون زمن الّرسول لم يكونوا واعين بشركهم ول مقّرين به ولك ّ بالمشركين. شرك في مظاهره اللواعية تجّليات شائعة نذكر منها: ولل ّ أ -المعشوق إله: 97صحيح البخاري مج 1ج 1صص .17/18 سابق ص .44 98ال ّ سابق مج 2ج 4ص .35 99ال ّ 100مفاتيح الغيب مج 3ج 6ص .61 101عبد ال صولة:الحجاج في القرآن،تونس كّلية الداب مّنوبة 2001صص .120/128
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي شكل من الشكال ب حركة شوق نحو الخر،فإّنها حركة ل يمكن أن تؤّدي بأ ّ إذا اعتبرنا الح ّ ل لحظة من لحظاتها استحالة هذا الّتماهي مثلما يؤّكد إلى الّتماهي في الخر بل هي تؤّكد في ك ّ سعي المحموم إلى تحقيق المستحيل أي المتحّقق غياب الممكن.والعاطفة المضطربة 102ليست سوى ال ّ ي بين العاشق والمعشوق،ومن مظاهر هذه العاطفة المضطربة عذاب إلى نفي الختلف الجوهر ّ العاشق في غياب معشوقه وتحّول الّزمان في غياب المعشوق إلى زمان انتظار تنوء بوطأته ن حضور المعشوق هو ن ألم العاشق في غياب المعشوق ليس سوى إقرار ضمني لواع بأ ّ الّذات.إ ّ طمأنينة فيغدو المعشوق واهب الحياة وهذا ما تثبته كثير من الشعار.فمن أبرز سعادة وال ّ منشئ ال ّ ن حضور المعشوق هو اّلذي يمنحها ن الشياء ل قيمة لها في ذاتها بل إ ّ معاني الغزل أ ّ القيمة.103وهي قيمة واهمة تجعل المعشوق أصل الشياء بل منتهاها فتضفي عليه صفتي الزلية ن إسناد هبة الحياة إلى المعشوق ليس سوى ضرب من العبادة ل ينفيها بعد الشعر والبدية.إ ّ سم في موضع اللوعي* وقد قّررنا منذ ي أو بعد القول الّرمزي بل يؤّكدانها إذ تتج ّ الستعار ّ 104
صغير*) (L’autreدون شرك بوعي المشرك به،ومن هنا تكون عبادة الخر ال ّ البداية أّننا ل نحّدد ال ّ شرك. الخر المطلق*) (L’Autreبعدا أّول من أبعاد ال ّ ب -الب أو الّم إله:
102المصطلح ل Vasseفي Le temps du désir,p-69 103
يٍء ش ْ ل َ جَداُنَنا ُك ّ ن ُنَفاِرَقُهْم ِو ْ عَلْيَنا َأ ْ ن َيِعّز َ شعر،ومن ذلك على سبيل المثال قول المتنّبي)البسيط(َ :يا َم ْ هذا المعنى متواتر في ال ّ
عَدُم. َبْعَدُكْم َ شعرّية بهذه العبادة شأن قول شوقي على سبيل المثال)الخبب(: 104قد تصّرح بعض القوال ال ّ حي ِفي َيِدِه ي َوُرو ِ ل َ َمْو َ ن ِبِه جّ ل َتَكاُد ُت َ َوَيُقو ُ
4
ت َيُدُه… سِلَم ْ ضّيَعَها َ َقْد َ عُبُدُه ك َأ ْ شُ ل َوُأو ِ َوَأُقو ُ
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن أّمه وأباه قد وهباه الحياة،وقد شاع عند الطفال اليوم أن يحاسبوا أّمهم وأباهم قد يرى المرء أ ّ ن تأّمل بسيطا كاف لرفع قائلين":إّنكما مسؤولن على حياتي وأنتما سببا وجودنا في هذه الّدنيا"،ولك ّ هذا الوهم،فإن كان الب والّم مسؤولْين عن ولدة طفل ّما أي عن حياة واحد من البشر،فهذا معناه ي مانع من موانع الحمل -ينشئان جنينا،ونحن نعلم ل ذكر وأنثى بالغين يتضاجعان -دون أ ّ نكّ أّ ن هذا غير صحيح.فبعض الّنساء وبعض الّرجال عواقر وبعض العلقات الجنسّية وإن تّمت جميعا أ ّ ن الحمل ل يشترط فحسب وجود علقة وفق مواعيد الخصاب الّدقيقة ل تنتج حمل.وهذا يعني أ ّ صدفة وقد يسّميه البعض جنسّية لها صفات معّينة بل يحتاج إلى شيء آخر قد يسّميه البعض ال ّ طبيعة وقد يسّميه البعض الخَر المطلق* وقد نسّميه ال.ل تهّم الّتسمية بل الهّم إقرارنا بوجود ال ّ ن شيئا ّما باستثناء أبينا وأّمنا قد هذا الّثالث اّلذي ينضاف إلى الثنين الب والّم كي ينشأ الحمل.إ ّ ن ذلك الّثالث قّرر ن أبانا وأّمنا قد ل يرغبان في وجودنا ولك ّ رغب في وجودنا في هذه الحياة ،بل إ ّ أن نحيا.فله ول لحد سواه ندين بالحياة.105وهو ول أحد سواه يمّثل الصل المنشئ القائم فينا،هذا سس ذواتنا جميعا دون أن يكون موضوعا لمعرفتنا. الصل اّلذي يؤ ّ سم الخلط بين الصل الخالق والّم أو الب في سلوك الّم أو الب أو كليهما سلوكا من ويتج ّ ططان حياته وفق إرادتهما أو شأنه أن يحّول البن إلى ملك لهما فيرفضان النفصال عنه ويخ ّ طفل ل يدين بحياته لهما وناسيين أّنهما "ليسا أصل الحياة بل صورة ن ال ّ رغبتهما ناسيين أ ّ ن الوالدين نبع الحياة وهو ما سر ذلك الحسان بأ ّ بدايتها".106وال إذ يدعونا إلى الحسان للوالدين ل يف ّ صغير مّما يضطلع به طفل ال ّ سر ذلك الحسان بتربية الوالدين لل ّ ل فضل لهما فيه بل يف ّ 105يتأّكد هذا المعنى في آيات قرآنّية كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:البقرة -2/28الّتوبة -9/116الحجر -15/23الحج -22/66ق .50/43 .Inceste et jalousie,p-133 106
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ل وفق قواعد سلوكّية طف َ شائع اّلذي يفيد تكييف الوالدين ال ّ الوالدان.وكلمة الّتربية تتجاوز هنا المعنى ال ّ ي اّلذي طفل بداية من الحوض اللغو ّ ل ما يسم به الوالدان ال ّ يختارانها ويعيان بها بل تشمل الّتربية ك ّ ينشأ فيه الجنين مرورا بما "يرثه" الجنين من مشاعر أّمه وأحاسيسها أثناء الحمل وبعد الوضع.إ ّ ن سر حقيقة طفل يتصّور عند أّمه إجابة تف ّ ل أّم تشّوش طفلها بشوقها فال ّ نكّ ي* يبّين أ ّ الّتحليل الّنفس ّ كيانه ولكّنه ل يجد عندها هذا الجواب ويكتفي بالصطدام بشوقها هي.107ولذلك كان النسان شوقا ي سوى الخروج بالّذات من تموضعها وفق شوق الّم إلى إلى شوق الخر.وليس هدف التحليل الّنفس ّ شفاء ليس سوى "تحّقق الّذات عبر قول ن ال ّ تموضع وفق شوق الخر المطلق* 108أو لنقل مع لكان إ ّ سَنٍة حَ ن َ ك ِم ْ صاَب َ ق النسان".109ومن هذا المنظور قد نفهم قول ال تعالىَ":ما َأ َ يأتي من ُبعد مغاير ويش ّ ك…")الّنساء ،(4/79فليس العصاب*)/(névroseالسّيئة سوى سَ ن َنْف ِ سّيَئٍة َفِم ْ ن َ ك ِم ْ صاَب َ ل َوَما َأ َ نا ِ َفِم َ شفاء/الحسنة سوى معرفة النسان صغير* أي النسان وليس ال ّ تموضع النسان وفق شوق الخر ال ّ ببعض خفايا ذاته اللواعية أي انفتاح النسان على صوت الصل الكامن فيه،ذاك الصل اّلذي هو شوق* دون أن يكون موضوعا له. سبب ال ّ ومن هنا يمكن أن نفهم الّتقابل في القرآن بين من كان على دين الباء ومن كان على دين سك بدين الباء اختيار مقابل لليمان بال ينفي أحدهما ن الّتم ّ ال،110وفي بعض الخبار نجد أ ّ الخر،فأبو طالب رفض الّدخول في الّدين الجديد ل لخصائص من السلم يناقشها،ولكن لّنه ل Jacques Lacan: Les quatre concepts fondamentaux de la psychanalyse,Le séminaire .Livre IX,Paris,Seuil 107 .1973,p-188 .Lacan,p-28 108 .Inceste et jalousie,p-211 109 110البقرة -2/170المائدة -5/104يونس -10/78لقمان -31/21الّزخرف …43/22
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
يستطيع الخروج عن دين الباء.111وقد كان الّرسول ينهى عن القسم بغير ال":أل من كان حالفا فل ل بال فكانت قريش تحلف بآبائها فقال ل تحلفوا بآبائكم".112 يحلف إ ّ صورة* إله: ت(ال ّ ي* ي*) (l’imaginaireوالّرمزي*) (Le symboliqueوالواقع ّ يمّيز لكان بين ثلثة مواضع هي الخيال ّ ي* اّلذي ل يمكن ي* موضعي الّتمثيل خلفا للواقع ّ ي* والّرمز ّ ).(Le réelويمّثل الخيال ّ شيء بمعناه الفلسفي الكانطي أي بذاك المفتَرض الكائن بالقّوة دون حاجة ي* شبيه بال ّ تمثيله.فالواقع ّ ك أّنه ل صبه موضوعا.ول ش ّ ن الموضوع مفتقر دوما إلى ذات تن ّ إلى ذات تقّرر وجوده في حين أ ّ ل من خلل ضرب من ضروب ي*( باعتباره موضوعا إ ّ يمكن التعامل مع الواقع )ل مع الواقع ّ ي* ن الفرق بين الخيال ّ الّتمثيل،لذلك ل يوجد متخّيل خال تماما من بعض وجوه الّرمزّية.113على أ ّ ل واقعا متخّيل. ي* ل يمّثل إ ّ ن الخيال ّ ي ينشد تمثيل الواقع كما هو،في حين أ ّ ن الّرمز ّ ي* أ ّ والّرمز ّ وتمّثل مرحلة المرآة *) (Le stade du miroirالّتجسيم الوضح لموضع المتخّيل،فصورة* الّرضيع سيطرة على جسد لم يكن الّرضيع يتعامل معه إ ّ ل الولى في المرآة تقّدم له متخّيل للنتظام وال ّ 111ورد في صحيح البخاري الخبُر الّتالي: " لّما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول ال صّلى ال عليه وسّلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد ال بن أبي أمّية بن المغيرة،قال ل ال كلمة أشهد لك بها عند ال فقال أبو جهل وعبد ال بن أبي أمّية يا أبا رسول ال صّلى ال عليه وسّلم لبي طالب يا عم قل ل إله إ ّ
طلب.فلم يزل رسول ال صّلى ال عليه وسّلم يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حّتى قال أبو طالب آخر ما طالب أترغب عن مّلة عبد الم ّ طلب وأبى أن يقول ل إله إّل ال".صحيح البخاري مج 1ج 2ص 119 كّلمهم هو على مّلة عبد الم ّ 112صحيح البخاري مج 2ج 5ص .53 .Alain Vanier:Lacan,Paris,Les Belles Lettres 2000,p-56 113
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ل شأنه في ذلك شأن صورة* وهو مض ّ ل وهما تقّدمه ال ّ سيطرة ليس إ ّ ن هذه ال ّ تعامل مجّزءا.114على أ ّ ل وهم.وقد يستمّر هذا الوهم فيخلط النسان بين أبعاده المتخّيلة وأبعاده الواقعّية.وقد يكون لهذا كّ سمان: الوهم تج ّ +وهم المعرفة: قد يطابق المرء بين تخّيله لنفسه وللعالم من جهة وحقيقة نفسه والعالم من جهة أخرى.فيتخّيل أّنه يعرف نفسه والخرين معرفة كاملة واضحة.ومن مّنا لم يسمع شخصا ّما يّدعي أّنه يعرف نفسه ن النساق ي موضوع سواها معرفة تاّمة.وغالبا ما يصاحب تصّوَر المعرفة هذا العتقاُد بأ ّ أو أ ّ ل الّناس)إن نجّ المنطقّية اّلتي تبنيها المعرفة العقلّية قادرة على الحاطة بالّذات وبالموضوع.على أ ّ ي بسلوك أو موقف كان مخالفا لتوّقعاتهم أو لنقل إّنهم قد لم أقل كّلهم( قد فوجئوا في تعاملهم اليوم ّ فوجئوا بشيء ّما ل يمكن أن تحيط به أنساقهم العقلّية المغلقة وذلك مهما تبلغ من تماسك ن هذا الخضاع ل ومنطق.وقد يحاول البعض إخضاع هذه "المفاجأة" إلى نظام ونسق آخرين لك ّ ل مفاجأة وجها من وجوه انكشاف ن في ك ّ يمكن أن يشمل البّتة جميع "المفاجآت" التية الممكنة.إ ّ ل نسق ووجوَد شيء ّما غير خاضع للّتمثيل ي بما يؤّكد وجوَد شيء ّما يفّر من ك ّ ي* في اليوم ّ الواقع ّ اّلذي يسعى إلى الحاطة به. وقد يتخّيل النسان المطابقة بين صورته عن نفسه وحقيقة نفسه تخّيله المطابقة بين أنا القول*) (énonciationوأنا المقول*) (énoncéعند تقريره بالكذب في قوله" :أنا أكذب".فهذا القول محّير ن النا القائل إن صدق في تقريره الكذب يغدو صادقا وهذا ما يقابل إسناد الكذب إليه في ذلك أ ّ المقول*،وإن كذب في تقريره الكذب فهو صادق أيضا وهذا ما يقابل إسناد الكذب إليه في المقول*. سابق ص .55 114ال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
وهذه "المفارقة" الظاهرة حملت بعض الّدارسين على اعتبار هذا القول من قبيل اللمعنى 115في سم غياب التطابق بين أنا القول* وأنا المقول*.لقد غفل هؤلء عن أمر أساس ّ ي حين أّنه قول يج ّ صورة*،أّما أنا القول فل مرجع له ممّثل في الواقع".فكلم ن مرجع أنا المقول* ليس سوى ال ّ مفاده أ ّ ن موضع الّذات* هو النسان مانع له من أن يخلط ذاته بما يتكّلم عنه أي بصورته عن نفسه". 116إ ّ ي قول من القوال لّنه بحكم ل قول،ذاك الّدافع اّلذي ل يمكن أن يطابقه أ ّ ي المنشئ لك ّ الّدافع الصل ّ طبيعته الجوهرّية خارج عنها وإن كان موّلدها ومنشئها. س المرء بذلك الخر اّلذي يحّرك سيطرة على المعنى يّمحيان عندما يح ّ ن وهم المعرفة ووهم ال ّ إّ ن القرار بمعرفة كاملة متماسكة بالّذات* أو بالخر وجه من قوله دون أن يعي به.ولذلك نرى أ ّ شرك يحاول أن ينشئ حضورا متخّيل ينفي الشعور بالغياب ويوهم بأّنه الحضور وجوه ال ّ ل بما ل قليل وينسينا أّننا ل نحيط بشيء من علم ال إ ّ ي* 117فينسينا أّننا ما أوتينا من العلم إ ّ الواقع ّ شاء هو ل بما شئنا نحن.118 +وهم المقدرة: وقد يتجاوز النسان تخّيله المطابقة بين معرفته الواقع وحقيقة الواقع إلى تخّيله القدرة على الفعل في الواقع فعل مطلقا أي إلى تخّيله القدرة على تحقيق مشيئته في الكون دون الستناد إلى ل")الكهف 18 شاَء ا ُ ن َي َ ل َأ ْ غًداِ -إ ّ ك َ ل َذِل َ عٌ يٍء ِإّني َفا ِ ش ْ ن ِل َ ل َتُقوَل ّ مشيئة أخرى عليا.يقول ال تعالىَ":و َ ي عّنا ل شيء عن مشيئتنا البشرّية الفعلّية أو عن شوقنا الخف ّ ،(24-/23فنحن إضافة إلى أّننا نجهل ك ّ L’inconscient malgré lui, p-136 115 .Inceste et jalousie, p-134 116 Denis Vasse:L’Autre du désir et le dieu de la foi,Lire aujourd’hui Thérèse d’Avila,Paris,Seuil 1991,p- 117 .41 ل" السراء .17/85 ل قَِلي ً ن اْلِعْلِم إ ّ شاَء…" البقرة َ…"-2/255و َما ُأوِتيُتْم ِم َ ل ِبَما َ عْلِمِه إ ّ ن ِ يٍء ِم ْ ش ْ ن ِب َ طو َ حي ُ ل ُي ِ 118يقول ال تعالىَ…":و َ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
دوما فإّنه ل يمكننا أن نكون المنجزين الوحيدين الفعلّيين لعمل ّما إذ نفتقر إلى عوامل وعناصر ل نتحّكم فيها وإن توّهمنا ذلك.وقولنا هذا ل يحمل دعوة إلى الفشل والكسل ولكن يدعو إلى التوّكل ي تقزيم لها. على ال وإلى معرفة حدود الّذات ول نرى في معرفة حدود الذات أ ّ ليس من اليسير الخروج من عبادة النا* هذا المتخّيل الذي يوهم بالمعرفة والقدرة،هذا النا* ن عليه شاء أم أبى الخضوع لقانون الّول اّلذي اّلذي ينسى أّنه ل يعدو أن يكون ثانيا في الكون وأ ّ ن بعضنا يكابر فيتعّذب وبعضنا ن النسان خاضع لهذا القانون فعل ولك ّ ل به،بل إ ّ لم يكن إنسانا إ ّ ن. الخر يستسلم فيطمئ ّ مفهوم الّمية: ل تصّم آذاننا عن صوت الحقيقة في ذواتنا .ومن ألطف من عّبر عن وهم ن عبادة النا* المض ّ إّ ن الّتخّلي عن ن النسان يتوّهم أّنه يحيا لّنه يتنّفس.119وفي مقابل ذلك فإ ّ القدرة هذا فاس إذ يقّر بأ ّ ي*.ولنا في أّمية سبيل الوحيدة لنكشاف الواقع ّ وهم المعرفة ومن ثّم وهم المقدرة المطلقة هو ال ّ سرون في معنى الّمية فشاع عند جّلهم أّنها الجهل بالكتابة الّرسول تجسيم لقولنا.فقد اختلف المف ّ سرين إلى إمكان إفادتها غياب الكتاب المقّدس عند أّمة محّمد فيكون أفراد والقراءة وأشار بعض المف ّ ي المبعوث في غير بني ن عبارة النبي الّمي تعني "الّنب ّ تلك الّمة بذلك أّميين،120وأشار جعّيط إلى أ ّ إسرائيل" "المختار هو ذاته من بين أّمة من غير اليهود".121 ل عناصر معرفة النا* بل في إفرا ٍ غ ي يتمّثل في الخروج من ك ّ وللّمية في رأينا بعد رمز ّ ن الوحي لم لتراكمات المعارف العقلّية والمكتسبات الجتماعّية بحثا عن الفطرة الصلّية المحتجبة.إ ّ .Inceste et jalousie ,p-129 119 120مفاتيح الغيب مج 2ج 3ص .148 طليعة ،1999ص .42 سيرة الّنبوّية -1الوحي والقرآن والّنبّوة،بيروت،دار ال ّ 121هشام جعّيط:في ال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ل بعد انقطاع الّرسول صّلى ال عليه وسّلم عن معارف القوم بل عن معرفته نفسه.فهو ليس يكن إ ّ ل أن نقرأ باسم ال اّلذي خلق،باسم الصل اّلذي نتوه عنه بقارئ وكّلنا ليس بقارئ ول يمكننا إ ّ فننسى أن نّتجه إليه.وابن عربي يقّرر أّنه "لّما كانت النبياء صلوات ال عليهم ل تأخذ علومها إ ّ ل ي لعلمهم بقصور العقل من حيث نظره من الوحي الخاص اللهي فقلوبهم ساذجة من الّنظر العقل ّ ي عن إدراك المور على ما هي عليه".122 الفكر ّ إّننا جميعنا أّميون نجهل ذواتنا فهي غريبة عّنا أو نحن غريبون عنها،123وكّلما تخّيلنا المعرفة والقدرة كبرت الهّوة بين الحقيقة والمتخّيل حّتى يغدو المتخّيل صنما نسمه بقدرة وهمّية على سَأُلوُهمْ ل َفَعَلُه َكِبيُرُهْم َهَذا َفا ْ ل َب ْ صنمَ":قا َ سمه قول إبراهيم لقومه ساخرا من عجز ال ّ الفعل،وهذا ما ُيج ّ ن")النبياء .(21/63 طُقو َ ن َكاُنوا َيْن ِ ِإ ْ وظيفة الّدعاء: ل،فوظيفة الّدعاء الساسّية باعتباره مخّ ضح لنا طبيعة دعائنا ال عّز وج ّ ن إحساسنا بعجزنا يو ّ إّ ن وظيفة الّدعاء باعتباره قول سم في مضمون الّدعاء بل في عمل الّدعاء نفسه أي إ ّ العبادة ل تتج ّ سم كما يقول اللغوّيون في العمل المقصود بالقول*) (acte illocutionnaireل في المضمون تتج ّ سم ،حال تحّققه باللغة، ن فعل الّدعاء مهما يكن مضمونه يج ّ ي*).(contenu propositionnelإ ّ القضو ّ ي.أّما مضمون الّدعاء فإّنه يضمر عند النسان سائل وال مسؤول فيثبت موضع كليهما الصل ّ 122محي الّدين بن عربي:زبدة فصوص الحكم،القاهرة،عالم الكتب )د-ت( ص .45 : Etrangers à nous-mêmes,Paris,Gallimard 1991. Julia Kristeva 123 .Le Temps du désir,p-36
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن "المطلوب بالّدعاء إن كان معلوم الوقوع البعض مفارقة أشار إليها الّرازي في مفاتيحه مفادها أ ّ عند ال كان واجب الوقوع،فل حاجة إلى الّدعاء وإن كان غير معلوم الوقوع فل حاجة أيضا إلى سم في الّدعاء من الّدعاء".124وهذا الّتصّور يقوم على افتراض التقابل بين مشيئة النسان مثلما تتج ّ ن النسان ل يمكنه أن يعرف ما ي إذ أ ّ جهة ومشيئة ال من جهة ثانية.ونرى أن هذا الّتقابل وهم ّ صادقة أي شوقنا ل الوهم المتخّيل اّلذي يحجب مشيئتنا ال ّ ظاهرة إ ّ يشاؤه هو،وليست مشيئة النسان ال ّ ن دعاءنا يجب أن يكون ل.وعندئذ نتبّين أ ّ لا ُ شوق* إ ّ ي،ول يمكن أن يكشف لنا حقيقَة هذا ال ّ الصل ّ دعاء لّله كي يكشف لنا حقيقة شوقنا اّلتي نجهلها نحن ويعرفها هو.هذه الحقيقة اّلتي ل يمكن أن ل بقدر ابتعادنا عن متخّيل ذواتنا وعبادة صورنا الوهمّية.125 نقترب منها إ ّ الجبر والختيار: ي يشمل ما يعي به ظاهر ّ وفي هذا الطار نطرح مسألة الجبر والختيار.فمجال الختيار ال ّ النسان ويتوّهم قدرته على الّتحّكم فيه أّما مجال الجبار فيشمل لوعي النسان،وموضع اللوعي* لواعي ل أقواله وأفعاله.ويمُثل اللهي في هذا الموضع ال ّ سس ك ّ هذا هو اّلذي يحّرك النسان ويؤ ّ ي*،فنحن إذن محكومون بما يمكن أن نسّميه مع لكان الخر المطلق* أو اّلذي ل يعّبر عنه الّرمز ّ مع شوبنهاور) (schopenhauerالرادة*) (volontéأو مع يونغ) (jungاللوعي
ي*)inconscient الجمع ّ
.(collectifوليس وهم حّرية الختيار اّلتي يطمح إليها النا* سوى وهم يمنع الّذات* من الحياة
126
ل في الخضوع لصل سم إ ّ ن أقصى حريته ل تتج ّ فيتخّيل النا* أّنه فاعل حّر في الكون في حين أ ّ ق فيه. الح ّ 124مفاتيح الغيب مج 3ج 5ص .105 .L’Autre du désir et le dieu de la foi,p-22 125 Inceste et jalousie,p-233 126
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
سعادة والّراحة الّنفسّية ل يمكن أن ن اليمان شأنه في ذلك شأن ال ّ شرك تؤّكد أ ّ ن مقاربتنا لل ّ إّ ي يتمّثل في السؤال اّلذي ن عائق اليمان الساس ّ ي مخصوص.إ ّ يتحّقق وفق فعل للنسان عقلن ّ سؤال اّلذي يطرحه المحّلل ) يطرحه النسان":ماذا يمكن أن أفعل لصل إلى ال؟" وهو شبيه بال ّ سؤال اّلذي قد يطرحه ي":ماذا يجب أن أفعل كي ُأشفى؟" 127وهو شبيه بال ّ (analysantعلى المحّلل الّنفس ّ سعادة؟".وهذه السئلة ي إنسان على نفسه أو على الغير وهو":ماذا يجب أن أفعل كي أحّقق ال ّ أ ّ صدق كاذبا" 128إذ عوض أن يقّر النسان باللم والعذاب والحيرة فإّنه يحاول تخّيل جميعها "تجعل ال ّ سعادة هدفا يحّققه النسان الواعي ،في حين أّنها ليست هدفا شفاء أو ال ّ غيابها،فيتصّور اليمان أو ال ّ ي.129 بل نتيجة للستسلم الصل ّ كّل الكبائر شرك: سرون ولكّنه رأس الكبائر بمعنى أ ّ ن شرك رأس الكبائر بمعنى أّنه أّول كبيرة يذكرها المف ّ ن ال ّ إّ سرون في تحديد الكبائر شرك.وقد اختلف المف ّ ل الكبائر تحمل في جوهرها وجها من وجوه ال ّ كّ شرك بال وعقوق الوالدين ن أدناها إثنتان هما ال ّ واختلفت أحاديث الّرسول في عددها على أ ّ
130
شرك بال وقتل الّنفس وعقوق الوالدين وشهادة الّزور ،وأقصاها سبع هي وأوسطها أربع هي ال ّ 131
ل بالحقّ وأكل الّربا وأكل مال اليتيم والّتوّلي يوم سحر وقتل الّنفس اّلتي حّرم ال إ ّ شرك بال وال ّ ال ّ الّزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلت ،وفي بعض الحاديث تعّوض اليمين الغموس شهادة 132
.Lacan,p-101 127 .Inceste et jalousie,p-232 128 ل. جي هو ال عّز وج ّ جي بل المن ّ ن اّتباع القانون ليس هو المن ّ 129يؤّكد هذا ما أسلفناه من أ ّ 130صحيح البخاري مج 3ج 8ص .76 سابق مج 3ج 8ص ، 5ومج 1ج 3ص .224 131ال ّ سابق مج 2ج 4ص .12 132ال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
الّزور وبينهما وشائج إذ كلهما يقوم على الكذب المقصود فصاحب اليمين الغموس هو اّلذي 133
شرك. ن كلّ الكبائر تفيد وجها من وجوه ال ّ يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب .ويبدو لنا أ ّ 134
ساحر خل النسان في سير حياة إنسان آخر،فهو تغيير للقدر،وال ّ سحر على تد ّ سحر:يقوم ال ّ +ال ّ يوّد أخذ موقع الله متصّورا قدرته على الّتحّكم في مصائر الّناس فهو من هذا المنظور مشرك. ساحر في تغييره سير الحياة والعلقات وإن تمّيزا +شهادة الّزور:ل يختلف شاهد الّزور عن ال ّ ب المقصود. ساحر قوى خارقة وشاهد الّزور الكذ َ باعتماد ال ّ ل ضربا مخصوصا من ضروب شهادة الّزور +قذف المحصنات:ليس قذف المحصنات إ ّ ب المقصود اّلذي يؤّثر في كثير من الحيان تأثيرا سلبّيا في حياة المقذوفة وعلقاتها ل سّيما والكذ ِ ي يقوم على اعتبار ما تأتيه الّنساء عارا يلحق بالّرجال. في مجتمع أبو ّ ق يفيد ن قتل الّنفس بغير ح ّ +قتل الّنفس:ل يحتاج المرء إلى عمق ذكاء أو كثير تفكير ليقّر بأ ّ سيطرة على الحياة في حين ل يهب الحياة ول يسترّدها غير ال وحده. سعي القاتل لل ّ ن الوالدين ليسا أصل الحياة بل صورة بدايتها،وفي عقوق الوالدين +عقوق الوالدين :أسلفنا أ ّ صورة اّلتي لم يخترها النسان أي رفض لرادة ال. رفض لهذه ال ّ ب للمتخّلين عن +الفرار من الجهاد:قد يكون في إدراج الفرار من الجهاد ضمن الكبائر ترهي ٌ سياقي المتحّول غير كاف في رأينا إذ الجهاد ي ال ّ ن هذا الّتفسير الّتاريخ ّ نشر الّدين وبناء الّدولة،ولك ّ بشهادة عدد كبير من الحاديث يتجاوز بعده الماّدي ليكون جهادا للّنفس.135فالجهاد وفق تأويلنا منع شرك. للنا من البحار في عبادة صورتها ووهم قدرتها.والفرار منه يكون بذلك من وجوه ال ّ سابق مج 3ج 8ص .171 133ال ّ سابق مج 3ج 9ص .17 134ال ّ 135صحيح البخاري مج 3ج 8ص 3
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
+الّربا:ليس الّربا سوى سعي محموم إلى جمع المال على حساب المحتاجين والفقراء،فكأ ّ ن شرك. المرابي يّتخذ ماله إلها.فيكون سلوكه ضربا من ال ّ شرك وتتنّوع فإّنها جميعها تشترك في اليهام بتأثير النسان فيما ل يملك ومهما تتعّدد وجوه ال ّ صورة* والخيال،وفي نشدان ضمانات منطقّية حقوقّية للحياة فيه تأثيرا،وفي السعي إلى عبادة صنم ال ّ ق الصل الواحد. عوض الستسلم لصوت الح ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ناقصات عقل ودين غالبا ما كانت المرأة موضوعا لصراعات إيديولوجّية سياسّية بين الحزاب الّدينية والحزاب ن المرأة "عرض يجب أن ُيصان" اللئيكّية أو بين "الّرجعيين" و"الّتقّدميين".يّدعي الفريق الّول أ ّ ن "السلم" يحرم المرأة من حقوق ن "السلم" حّرر المرأة وأكرمها في حين يؤّكد الّثاني أ ّ ويؤّكد أ ّ ن الّنساء ناقصات عقل ودين .ونوّد في كثيرة.وكثيرا ما يستشهد الفريقان بحديث للّرسول مفاده أ ّ 136
هذا المقال أن نقرأ موقف الّرسول من المرأة انطلقا من مساءلة هذا الحديث مساءلة ل تبحث في ن هذا الحديث ل ي ول تبّرر وروده بظروف تاريخّية متحّولة،وإّنما هي قراءة تعتقد أ ّ سياقه الّتاريخ ّ ي اّلتي ل تختلف عبر ي بعد تقييمي للمرأة أو للّرجل ولكّنه حديث قد يعّبر عن طبيعة النثو ّ يحمل أ ّ الّزمان والمكان. 136صحيح البخاري مج 1ج 1ص -83صحيح مسلم ج 1صص .87-86 ن". ب الّرجل الحازم من إحداك ّ ص الحديث هو":ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لل ّ ن ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
شوق* وآخر القانون آخر ال ّ
137
:
ي اختصاص المرأة بالمومة باعتباره فارقا يمكن في مرحلة أولى أن نّتخذ مدخلنا إلى النثو ّ بيولوجّيا فاصل بين المرأة والّرجل.ونحن وإن كّنا ل ندري إمكان قدرة الّتحويرات الجينّية على ن الّرجل اّلذي ن افتراض "نجاحها" ل يغّير شيئا من المسألة ل ّ إكساب الّرجل القدرة على الولدة فإ ّ ل امرأة سواء ي أي سمات اشتماله على المومة بالقّوة.فك ّ قد يحمل ويضع يكتسب سمات النثو ّ ل رجل أب بالقّوة. نكّ أوضعت أم لم تضع هي أّم بالقّوة مثلما أ ّ طفل قبل ولدته بل قبل الحمل وذلك من ن الّم والب كلهما يسم ال ّ ي* أ ّ ويثبت الّتحليل الّنفس ّ سريرّية ما للحياة الّرحمّية ي اّلذي يسبق الجنين ويشّكله.وتؤّكد تجارب البوح ال ّ خلل الحوض اللغو ّ من تأثير كبير في لوعي الفرد.138فالجنين يشعر بمدى شوق البوين إليه ويشعر بمدى رضاهما عن ن الّم هي ناقل.ول وجود جنسه.139وشوق الب يمّر إلى الجنين عبر علقة الّم بالب،ولذلك فإ ّ لعلقة هي أوثق وأعمق من علقة الّم بالجنين فهما مّتصلن اّتصال لن يجوز مثله بين البشر بعد الولدة،يتخاطبان دون حاجة إلى وسيط اللغة.وآثار هذه العلقة الوثيقة تنغرس في مجال اللوعي*. ل مفتقرا إليها تغّذيه سّري لكّنه يظ ّ فإذا ُولد الجنين غدا رضيعا ينفصل عن أّمه بقطع الحبل ال ّ ظفه فتحّقق له بعض حاجات،وتهدهده فتنشئ شوقه إليها.والّرضيع ل يفهم تحّركات أّمه وتن ّ المتراوحة بين الحضور والغياب،فهي عنده تحّركات فوضوّية ل منطق يحكمها.140فمن البداية إذن 137استعرنا هذا العنوان من .Lacan,p-66 .Françoise Dolto:Le féminin,Paris,Gallimard 1998, pp-89/91 138 سابق ص .120 139ال ّ .Lacan,p-67 140
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
شوق* ليس شوق*.141وال ّ ل الفوضى فتمّثل آخر ال ّ ل اللوعي* ومح ّ ي مح ّ تسكن الّم في بعدها الّرمز ّ ظمه ل بل قانون ين ّ ن شوق الّرضيع ل يمكن أن يظ ّ مجال العقل بل مجال النكشاف والّتجّلي،على أ ّ وأّول قانون يفصل الجنين من الّم هو قانون اللغة.فاللغة هي اّلتي تفّرق البن عن أّمه" 142والّم طفل تعبيرا تسّمي أشياء العالم لبنها حّتى يغدو قادرا على تسميتها،إّنها هي اّلتي ترى في بكاء ال ّ عن الجوع وهي التي تغّذيه وفي الن نفسه تسّمي جوعه وبكاءه وغذاءه حّتى يغدو قادرا على سّمي قبل ذلك.وقد ل وقد ُ ن الّرضيع ل يمكن أن يسّمي إ ّ تسمية أشياء العالم وحده،فينفصل عنها.ولك ّ ي* لبعض الّنسويات الّتساؤل عن سبب تسمية البن باسم الب واعتبار تواتر في الخطاب العصاب ّ سخ تفضيل الّرجل على المرأة.143وليس اسم الب* في رأينا هذه الّتسمية من الوسائل الّتي بها يتر ّ ل…")الحزاب (33/5رفعا عْنَد ا ِ سطُ ِ عوُهْم لَباِئِهْم ُهَو َأْق َ تفضيل وليس المر في قول ال تعالىُ":اْد ُ ن اسم الب* طفل عن أّمه.إ ّ ي لتفريق ال ّ من شأن الب دون الّم ولكّنه تأكيد المظهر الّرمزي الساس ّ طفل رمزّيا من علقة ثنائّية خانقة مع الّم وإدراجه في ي لخراج ال ّ طرف الّثالث الضرور ّ هو ال ّ ن الّتسمية علمة تشّكل الّذات*.ومن شروط قبول الّتسمية)أو قيام اسم الب* بوظيفته مجتمع البشر.إ ّ ل علقة جنسية مع الّم.فلئن كان أو دخول النسان في زمرة البشر( أن ُتحّرم على البن والبنت ك ّ ن كل طفل النثى يّتجه إلى الب وأ ّ ن شوق ال ّ ن شوق الطفل الّذكر يتجه إلى الّم وأ ّ شائع أ ّ من ال ّ ن كل من البن ن الّنظر العميق في الّدراسات الّنفسية يبّين أ ّ شوقين يبني ما يسّمى بعقدة أوديب* فإ ّ ال ّ والبنة يشتاق في مرحلة أولى إلى الّم فهي اّلتي تفتح للّرضيع باب المتعة*) (jouissanceمن خلل
صفحة نفسها. سابق،ال ّ 141ال ّ .Le temps du désir,p-150 142 سعداوي:النثى هي الصل،بيروت،المؤسسة العربية للّدراسات والّنشر .1974 143انظر على سبيل المثال:نوال ال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن هذه المتعة* ل تكتمل إذ قانون اللغة اّلذي يرمز إليه الب يحّرم إتيان الم عنايتها به ،144على أ ّ شوق* إذ شوق* ولكّنها تغدو موضوعا لل ّ ي" لل ّ ّ.فالّم ليست محّرمة لّنها موضوع "طبيع ّ ُتحّرم.145وعلى هذا الّتحريم اّلذي ينشئه الب تنشأ المجتمعات البشرّية.وبذلك يمّثل الب "آخر ن العقل في اللغة هو الحجر والّنهي لّنه يمنع صاحبه شوق".وإذا علمنا أ ّ القانون" في مقابل "آخر ال ّ سبيل 146أمكن أن نفهم قوامة الّرجل على المرأة باعتبارها قوامة رمزّية من العدول عن سواء ال ّ ي،وهي قوامة ل تندرج ضمن الفعل الواعي بل تتموضع في مجال اللوعي* ي على النثو ّ للّذكور ّ ي بعد تفضيل ّ ي طفل من الستقلل من العلقة الولى مع الّم.والقوامة بذلك ل تحمل أ ّ فتمّكن ال ّ لجنس على جنس آخر إذ "أن يمحو اسم الب* شوق الّم يبّين طبيعة كليهما".147وأن يكون على المولود له رزق الطفل وكسوته بالمعروف ليس تفضيل لحد الجنسين على الخر ولكّنه من سم رابطة البّوة اّلتي لم تكن في ضروب تحقيق علقة البّوة في الواقع فإنفاق الب على البن يج ّ ل عبر موضع الّم. البداية إ ّ عقدة أوديب* بين النثى والّذكر: ن نظرنا في صورتي الب والّم بّين لنا ما لصورة الّم اللواعية من بون عن العقل وما إّ لصورة الب اللواعية من اندراج ضمنه،ولكن لندع المومة والبّوة فهما خصيصتان بالقّوة لك ّ ل أنثى وذكر وقد ل يتحّققان بالفعل.ولنختبر نقصان عقل المرأة في موضع البنّوة وهو خصيصة .Serge André :Que veut une femme ?,Paris,Seuil 1995 p-91 144 سابق ص ن شوق البنت الّول يكون للب تبّين أّنه يّتجه نحو الّم.انظر ال ّ وقد تطّور رأي فرويد في هذه المسألة فبعد أن كان يتصّور أ ّ .169 .Le Père.Métaphore paternelle et fonctions du père ,p-270 145 شركة العالمّية للكتاب 1994ج 2ص .84 146جميل صليبا:المعجم الفلسفي،بيروت،ال ّ .Lacan,p-66 147
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي* أ ّ ن ي،فالمرء قد ل يلد ولكّنه بضرورة المنطق مولود.ويخبرنا الّتحليل الّنفس ّ ل كائن بشر ّ بالفعل لك ّ عقدة أوديب* عند الّذكر مختلفة عنها لدى النثى.فالّذكر يشتاق في البدء إلى أّمه ثّم ينقلب عن هذا ن الّذكر يماهي الب شوق* أي إ ّ ال ّ
)(s’identifie au père
ويبتعد عن الّم مّتجها نحو موضوع مشابه
لها في الجنس أي نحو نساء أخريات،أّما البنت فهي تشتاق إلى الّم ثّم تنأى عنها مّتجهة نحو ن على البنت أن تبتعد عن الّم في نفس الوقت الذي تنشد موضوع مخالف لها في الجنس أي إ ّ شوق* ن هذا الموضع معّقد وعسير فكيف توّفق البنت بين النفصال عن موضوع ال ّ الّتماهي فيها.إ ّ وهو هنا الّم والمحافظة على الّتصال به لتحقيق الّتماهي اللزم في موضع النوثة؟ وكيف يمكن للبنت الّتخّلي عن النفعال) (passivitéلتنفصل عن الّم والمحافظة على ذلك النفعال ذاته للّتصال بالّذكر؟ 148ما أبعد هذه العملّية المعّقدة بل المتناقضة عن العقل والمنطق؟أليست النوثة في مح ّ ل تشّكلها اللواعي ذاته نقصانا للعقل؟ ي: ي واليمان النثو ّ الّدين الّذكور ّ سسات الّنساء لسن ناقصات عقل فحسب بل ناقصات دين أيضا.والّدين مّتصل اّتصال وثيقا بالمؤ ّ ي مّتصل بأحبار اليهود والّدين اّلتي تنشره،فإذا نظرنا في الّديانات الكتابّية وجدنا الّدين اليهود ّ ن الّدين في علقة ي مّتصل بالفقهاء والئّمة.149إ ّ ي مّتصل بالكنيسة وبابواتها والّدين السلم ّ المسيح ّ سسة الّدينية جوهرّية مع الدّولة وذلك مهما تتعّدد أشكال هذه العلقة أو ضروبها.والموقف من المؤ ّ سسة بدور الحامي ي وفي مقابل هذا النتماء تضطلع هذه المؤ ّ هو اّلذي يحّدد شعور النتماء الّدين ّ ي إذ تجيب عن أسئلتهم وإذ تنشئهم ي للجماعة المنتمين إليها.فهي الحامي الّرمز ّ ي والفعل ّ الّرمز ّ
.Que veut une femme?p-194 148 شرفي:لبنات،تونس،دار الجنوب للّنشر 1994ص .69 149عبد المجيد ال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي في حال العتداء مجموعة مختلفة عن المجموعات الخرى ومتمّيزة عنها،150وهي الحامي الفعل ّ سسات سياسية ن الديان هي مؤ ّ على المجموعة أو على مقّدساتها .ولذلك اعتبرت دولتو ) (Doltoأ ّ ي المر أو طاعة الفقيه أو طاعة،طاعة ول ّ اجتماعية تقوم على تراتبّية قضيبّية ) (phalliqueأساسها ال ّ س.151 طاعة الق ّ ن لكلمة "القضيبّية" هنا قيمة كبرى إذ ما القضيب*)(phallus؟ ليس القضيب* الّذكر أي إّنه ليس إّ ن الّداّلة ل يرّمز) (symboliseهذا العضو.152إ ّ ي ولكّنه دا ّ العضو البيولوج ّ
القضيبّية)fonction
(phalliqueهي اّلتي تمّيز الجنسين إلى من يمّثله القضيب* ومن ل يمّثله.وبعبارة أخرى لّما كانت اللغة هي المحّددة للكائن فإّنها هي اّلتي تحّدد انتماء الّذات إلى جنس أو آخر،ولّما كانت المجموعة ل بإمكان وجود عنصر خارج عنها أو عنصر شاّذ،فإّنه يمكن ي ل ُتتصّور إ ّ ي الّرياض ّ بمعناها المنطق ّ تحديد الّذكور ضمن مجموعة هي مجموعة من يمتلكون القضيب* لوجود عنصر خارج عنه وهو ن الّذكور يخشونه،وفي مقابل ذلك فإّنه النثى.وبذلك يكون الخصاء* عند الّذكر ممكنا ولّنه ممكن فإ ّ ن خصاء* المرأة حاصل ل ممكن،ول يمكن الحديث عن ل يمكن تحديد النثى ضمن مجموعة ل ّ أنثى غير مخصّية ،فخصاء* المرأة يحّدد مجموعة الّرجال ول يمكنه تحديد مجموعة الّنساء،ولذلك ل الفرق يبدو أوضح إذا ن "المرأة )بالمعنى الجنسي لللف واللم( غير موجودة".153ولع ّ أّكد لكان أ ّ ل من الّذكر والنثى يحّدد لغوّيا بوجود القضيب* وبغيابه فنتحّدث لغوّيا عّمن يمتلك نكّ قلنا إ ّ القضيب* وعّمن هو خلو من القضيب*.وفي الحالتين يكون القضيب* حاضرا أو غائبا محّددا سّنة صص .106/108 150الخبار عن المرأة في القرآن وال ّ .Les Evangiles et la foi au risque de la psychanalyse,p92 151 .Lacan,p-83 152 سابق ص .86 153ال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
للجنس.فإن كان حاضرا كان غيابه ممكنا وبذلك ينشئ مجموعة هي مجموعة الّذكور،وإن كان غائبا ي -ولكّنه ل يكون فعل على نمط فهو حاضر بغيابه –ولذلك تحيط الّداّلة القضيبّية ببعض من النثو ّ ي. ل الّدالة القضيبية عاجزة عن تمثيل بعض من النثو ّ الحضور ولذلك تظ ّ ي وهذا شأن الّتجّمعات الحزبية والعسكرّية ن مبدأ المجموعة هو في أساسه ذكور ّ إّ ي،ففي غياب سمة لمجموعة الّنساء تغيب المجموعة والدينية.154ومبدأ الفراد هو في أساسه أنثو ّ جه الخطاب في القرآن إلى وُتعّدد الّنساء واحدة واحدة إلى ما ل نهاية له.وفي هذا الطار نفهم تو ّ الّذكور دون الناث،فالّذكور هم المجموعة الّرمزّية المعنّية بتنفيذ الحكام والقوانين،وفي الطار جه الخطاب إلى بعض أفراد الناث المخصوصين شأن مريم بنت عمران أو نساء نفسه نفهم تو ّ الّرسول .وإذا كانت الّداّلة القضيبية غير قادرة على الحاطة بالنثوي في كّليته وإذا كانت المتعة* 155
ن هذا الّتصّور يفيد إمكان وجود ضرب ثان من المتعة* ل البشرية في جوهرها قضيبّية لغوّية فإ ّ يمكن أن ينقال أي يفيد إمكان وجود ضرب ثان من المتعة* ل يخضع للّتعبير اللغوي.إّنها المتعة* الخرى المفترضة اّلتي ل نعرف عنها شيئا. ي والتمييز بين المتعة* القضيبّية اللغوّية والمتعة* ي والنثو ّ ويبدو لنا التمييز بين الّذكور ّ الخرى المفترضة صنوا للّتمييز بين مفهومي الّدين واليمان).(foiفالّدين كما أسلفنا يقوم على شافي الكافي للّناس باعتبارهم مجموعة منتمية إلى ذلك سسات جماعّية تّدعي تقديم الجواب ال ّ مؤ ّ ي،إّنه بحث ل يني عن الّدين،أّما اليمان فمغامرة فردّية ل تّدعي تقديم جواب جماعي أو نهائ ّ ي تختلف سبل بلوغه من ذات إلى أخرى.ومن هذا المنظور يمكن اعتبار الميراث اطمئنان فرد ّ ي اّلذي نراه ميراثا إيمانّيا مندرجا صوف ّ ي-سّنيا كان أو شيعّيا -ميراثا دينّيا،ويقابله الميراث ال ّ الفقه ّ ل ذكورّيا. ي لهذه المجموعات يظ ّ ن البعد الّرمز ّ ن النساء ل ينتمين إلى هذه المجموعات في الواقع،ولك ّ 154ل يعني هذا أ ّ 155على سبيل المثال آل عمران 43-3/42الحزاب …33/33
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ل وجودها رهين عجز القول عن وصفها أل ضمن تجربة ل يمكن للقول نقلها نقل أمينا بل لع ّ تضيق العبارة كّلما اّتسعت الّرؤيا؟ ن متعة* الفقهاء ي يحتفي بالّرمز ويؤّكد خضوع البشر لسلطانه،وإ ّ ي ذكور ّ ن سلوك الفقهاء الّدين ّ إّ قضيبّية تقوم على لّم شمل الّمة ضمن رؤية واحدة هي جوهر المجموعة وعمادها،أّما سلوك ن متعة* المتصّوفة غير قضيبّية إذ هي ي* المفترض،وإ ّ ي يفتح بابا على الواقع ّ المتصّوفة فأنثو ّ متعة* صامتة تقّر بوجد ل تملك عنه تعبيرا. ومن جهتنا ل نرى بين كلتا الرؤيتين وكلتا المتعتْين مجال للّتفاضل مثلما ل نرى بين العقل ي مجال للّتفاضل،ول نرى في نقصان عقل ي والنثو ّ والحساس وبين الّدين واليمان وبين الّذكور ّ المرأة ودينها -وفق تأويلنا -ذّما،فالّنقصان ليس في ذاته عيبا بل يتحّدد الّنقصان عيبا إن كان المنقوص إيجابّيا ويتحّدد الّنقصان خصلة إن كان المنقوص سلبّيا،وليس العقل في ذاته َزْينا ن نقصان عقل المرأة ليَمان في ذاته شّرا.إ ّ حْلية وا ِ شْينا مثلما ليس الّدين في ذاته ِ والحساس في ذاته َ ن تأويلنا هذا مفتاح ودينها تعبير عميق عن طبيعة الّذات* النثوّية في أعماقها الّنفسّية.ونحن نزعم أ ّ لفهم بعض خصائص الجنسين الواردة في بعض آي القرآن أو بعض الحاديث شأن خلق آدم قبل حّواء. خلق آدم قبل حّواء؟ : لماذا ُ ل يمكن أن ُيخلق آدم وحّواء في الن نفسه،ول بّد أن يسبق خلق أحدهما خلق الخر،فل شيء خلق قبل ن آدم ُ في الّزمان يكون محايثا لخر إذ طبيعة الوجود الّتتالي.ول تصّرح آيات القرآن بأ ّ سُك َ ن جَها ِلَي ْ ل ِمْنَها َزْو َ جَع َ حَدٍة َو َ س َوا ِ ن َنْف ٍ خَلَقُكْم ِم ْ حّواء إذ يقول ال تعالىُ":هَو اّلِذي َ ن بعض الحاديث ِإَلْيَها…")العراف ،(7/189والّزوج في اللغة العربّية لفظ ُيعتمد للّذكر والنثى.ولك ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
سرين إلى اعتبار خلقت من ضلعه.156ويذهب بعض المف ّ ن حّواء ُ ن ال خلق آدم أّول وأ ّ الّنبوّية تؤّكد أ ّ هذه السبقية في الوجود مظهرا من مظاهر تفضيل الّذكر على النثى،فهذا ابن العربي يقول":ول خلقت من الّرجل فهو ن المرأة ُ لأّ يخفى على لبيب فضل الّرجال على الّنساء،ولو لم يكن إ ّ ن الّنقصان ليس ي بين الجنسين،فمثلما أ ّ ي تفسير تفاضل ّ أصلها".157وقد بّيّنا منذ البدء عزوفنا عن أ ّ ن السبقّية ليست فضل في ذاتها،وإّننا ل نوّد أن نقّيم بل أن نفهم سبب هذه السبقّية. عيبا في ذاته فإ ّ ن الّداّلة ي* اللكاني -أ ّ ن اللغة هي اّلتي تشّكل الكائن وبّيّنا -استنادا إلى الّتحليل الّنفس ّ أسلفنا أ ّ ل على النوثة.ومن هذا القضيبّية اللغوية تمّثل الّذكور وأّنها ل تحيط بالمرأة أي إّنه ل وجود لدا ّ المنظور ل يمكن أن ُتخلق المرأة قبل الّرجل إذ ل يمكن أن يوجد الكائن قبل اللغة،ول يمكن أن ل يسمها كّلها.فخلق الّذكر تجسيم لفعل الخلق باللغة "كن تكون النوثة أولى وهي المفتقرة أبدا إلى دا ّ خلقت من الّرجل،ولكن ل من الّرجل كّله بل من ضلعه أو فضل طينته،وهي في فيكون" 158والنثى ُ ل في جزء منها الحالتين إذن محكومة بالّداّلة القضيبّية التي تسبقها ولكّنها ليست محكومة بها إ ّ فقط.وإن كان المر كذلك فلماذا ترى بعض الّنساء في خلق آدم قبل حّواء انتقاصا من شأنه ّ ن ل على ما ل ل أّول حّتى يد ّ ي أن يكون الّرجل الّدا ّ طبيع ّ وتفضيل للّذكر على النثى في حين أّنه من ال ّ ي* اّلذي ل يحيط به الّرمز.إ ّ ن ي أن يكون الّرمز أّول حّتى يكون الواقع ّ طبيع ّ ل،ومن ال ّ يحيط به الّدا ّ صمت إ ّ ل صمت صمتا.159فنحن ل نفطن إلى ال ّ صوت هو اّلذي يلد ال ّ صوت،بل ال ّ صمت ل يسبق ال ّ ال ّ ل. ل بوجود الّدا ّ لإّ صوت ول نفطن إلى ما وراء الّدا ّ بسماع ال ّ 156صحيح البخاري مج 3ج 7ص .34 157أحكام القرآن ج 1ص .188 158البقرة -2/117آل عمران -3/47آل عمران -3/59النعام -6/73الّنحل -16/40مريم -19/35يس -36/82غافر .40/68 .Les quatre concepts fondamentaux de la psychanalyse ,p-28 159
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
لماذا كانت للّرجال درجة على الّنساء؟ جٌة")البقرة ،(2/228وقد ن َدَر َ عَلْيِه ّ ل َ جا ِ ف َوِللّر َ ن ِباْلَمْعُرو ِ عَلْيِه ّ ل اّلِذي َ ن ِمْث ُ قال ال تعالىَ":وَلُه ّ ص المنزلة عند ال خلفا لمعنى الّدرجة في آيات أخرى ن هذه الّدرجة ل تخ ّ سرون على أ ّ اّتفق المف ّ سرين اختلفوا في هذه الّدرجة التي للّرجل على المرأة فاعتبروا أّنها ح ّ ق ن المف ّ من القرآن،ولك ّ ق اللعان أو صفح الّرجل طاعة أو زيادة الميراث أو الجهاد أو الّنفقة والقيام على المرأة 160أو ح ّ ال ّ خلقت من ضلعه،غير ضله عليها 161أو جواز تأديب الّرجل للمرأة أو أّنه أصل لها إذ ُ عن المرأة وتف ّ ن للرجال على الّنساء درجة اللحية.162ومن هنا يبدو ن أطرف تفسير هو ذاك الذي يقّرر صاحبه أ ّ أّ ص به الّرجل دون المرأة درجٌة له عليها.فِلَم ل تكون هذه الّدرجة هي درجة ل ما قد يخت ّ نكّ أّ خضوع الّرجل للّداّلة القضيبّية دون المرأة؟. من موّدة الختلف إلى غيرة المطالبة: ن أّم سلمة أتت الّرسول قائلة:يا رسول ال تغزو الّرجال ول نغزو وإّنما تذكر بعض المصادر أ ّ ن ال جعل لنا الغزو فنصيب لنا نصف الميراث،وفي رواية أخرى سأل الّنساء الجهاد فقلن:وددنا أ ّ من الجر ما يصيب الّرجال.وفي رواية ثالثة قال الّرجال للّرسول":إّنا لنرجو أن نفضل على الّنساء ضعف من أجر الّنساء،وقالت ن في الميراث فيكون أجرنا على ال ّ بحسناتنا في الخرة كما فضلنا عليه ّ الّنساء إّنا لنرجو أن يكون الوزر علينا نصف ما على الّرجال في الخرة كما لنا الميراث على ظلم في حين أ ّ ن الّنصف من نصيبهم في الّدنيا.163وسؤال الّنساء يقوم على شعور واضح بالحيف وال ّ طبرسي:مجمع البيان في تفسير القرآن،بيروت،دار المعرفة ،1986ج 1/2ص .575 160أبو الفضل بن الحسن ال ّ 161جامع البيان ج 2ص .468 162أحكام القرآن ج 1ص .188 163أسباب الّنزول صص .124/125
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
سؤال الّرجال يقوم على إحساس واضح بالّتفّوق يرغب الّرجال في تجسيمه أكثر فأكثَر.ويكشف كل سمها الّداّلة القضيبّية ي* المرأة والّرجل.فالمرأة اّلتي ل تج ّ سؤالين عن الطبيعة العميقة لُعصاَب ِ ال ّ ي* محموم نحو الندراج ضمن هذه الّداّلة وهو ما عّبر ل دائما في سعي عصاب ّ تجسيما كامل،تظ ّ سم ضمن مجموعة من يمتلك صورة عنه فرويد بشوق النثى إلى القضيب*،164والّرجل اّلذي ل يتج ّ ل في فزع دائم من الخصاء* فيسعى إلى ل لوجود أنثى خارجة عن تلك المجموعة،يظ ّ للقضيب* إ ّ ل من الّرجال والّنساء ن سؤال ك ّ إثبات وجود صورة القضيب* بتأكيد تمّيزه عن النثى.وإذ اّتضح أ ّ ي* لكل يضمر حالة عصابّية* فمن المشروع الّتساؤل عن كيفّية الخروج من هذا المأزق العصاب ّ الجنسين. سائلين؟ اعتمد ال تعالى في خطابه كيف أجاب ال تعالى والّرسول صّلى ال عليه وسّلم ال ّ عَلى َبْع ٍ ض ضُكْم َ ل ِبِه َبْع َ لا ُ ضَ ل َتَتَمّنْوا َما َف ّ ضمير الجمع اّلذي يشمل الّذكور والناث فقالَ":و َ ن…")الّنساء .(4/32وفي هذا القول نهي عن سْب َ ب ِمّما اْكَت َ صي ٌ ساءِ َن ِ سُبوا َوِللّن َ ب ِمّما اْكَت َ صي ٌ ل َن ِ جا ِ ِللّر َ ل جنس لسماته الممّيزة.فالخطأ هو ن في القول أمرا بقبول ك ّ ل جنس موضع الخر أي إ ّ أن يتمّنى ك ّ س الخطإ اللواعي هو شوق المرأة إلى أن تمتلك سمات التمييزّية سمات معيارّية وأ ّ في تصّور ال ّ سه اللواعي هو الغيرة،غيرة نأّ سمات الّرجل وخوف الّرجل من أن يمتلك سمات المرأة أي إ ّ المرأة من الّرجل من جهة وغيرة الّرجل على قضيبّيته من جهة أخرى.وما الغيرة؟ إّنها ليست إ ّ ل ن لموضع خوفا من القرار بنقص ّما أو إّنها محاولٌة لسّد الفتقار اّلذي أسلفنا تحليله،وهي نشدا ٌ ن الغيرة في معناها العميق غيرة من الخر يأّ الواحد الكامل غير المنشطر،أل يؤّكد الّتحليل الّنفس ّ المطلق* أي إّنها في منظورنا غيرة من ال؟.165 164
.Que veut une femme ? ,p-119
.Inceste et jalousie,p-222 165
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ل منهما بموضع ل جنس موضع الخر وتأكيده اختصاص ك ّ ن نهي ال تعالى عن تمّني ك ّ إّ ل محّله الختلف القائم على صراع ليح ّ مخصوص،إّنما هو نهي ينشد إقصاء الّتقابل القائم على ال ّ سلم.166 ال ّ صمت: ي والموت وال ّ النثو ّ ترمز الساطير الغريقّية إلى الموت بنساء ثلث يغزلن).(les parquesويبّين الّتحليل الّنفس ّ ي ي.فالّم النثى هي اّلتي تلد النسان للحياة،وبولدته تلك يبدأ رحلته العلقة الوثيقة بين الموت والنثو ّ ي توهن الّرجل وتضعفه فتمّثل بعض وجوه دافع في الموت ونحو الموت.والمرأة في انفعالها الجنس ّ ي*)،(pulsion de mortوالنسان عند موته يعود إلى الرض الّم الّرمزّية. الموت الغرز ّ ولّما كانت اللغة هي اّلتي تسّمي الكائن فتنشئه بتلك الّتسمية كائنا فإّنه يمكننا أن نقّر بالعلقة ن الّداّلة القضيبّية اللغوّية ل تمّثل المرأة كّلها.لذلك يبقى صمت.وقد أسلفنا أ ّ الوثيقة بين الموت وال ّ صمت.فمن سمات المرأة ي وال ّ ي غير قابل للّترميز،ومن هنا نفهم العلقة بين النثو ّ بعض من النثو ّ ي في كثير من الحلم ي أن تكون صامتة،ونحن نجد فرويد يقرأ النثو ّ ي السلم ّ في المخيال العرب ّ صمت والموت.167 ل من ال ّ ممّثل في ك ّ ي متقابلين ي والنثو ّ ودون أن نّدعي إنشاء شكلنة عاّمة يمكننا اعتبار موضعي الّذكور ّ رمزّيا،الموضع الّول يسم الحياة والفعل واللغة والموضع الّثاني يسم الموت والنفعال صمت.والعناصر الّثلثة مترابطة فالحياة البشرّية ل تكون خارج اللغة ول تستقيم بل فعل وإن وال ّ سابق ص .45 166ال ّ 167انظر مثل: S-Freud : L e thème des trois coffrets et L’inquiétante étrangeté ,in Essais de psychanalyse . appliquée,Paris,Puf,NRF 1993
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
صمت والفعل اللواعي.ومن صفات الحياة/الفعل/اللغة أن يكن فعل اللغة.والموت مجال النفعال وال ّ صمت أن تكون أكثر تقّبل وأكثر خلودا.ومن لطيف تكون باّثة وفانية،ومن صفات الموت/النفعال/ال ّ ن الحيوانات المنوّية المذّكرة أسرع من المؤّنثة في الوصول إلى البويضة لتلقيحها ولكّنها المور أ ّ ل سرعة ل تحّمل لعوامل الفناء إذ تموت بسرعة،وفي مقابل ذلك نجد الحيوانات المنوّية المؤّنثة أق ّ أق ّ ن قّوة في بلوغ البويضة وأكثر مقاومة لعوامل الفناء.ولسنا في حاجة إلى دراسات مجهرّية لنقّر بأ ّ ن قدرة المرأة على الّرجل العضلّية أكبر من قّوة المرأة وفي مقابل ذلك تفيد كثير من الّدراسات بأ ّ ن معّدل أمل الحياة لدى الّنساء أكبر من معّدل أمل الحياة لدى تحّمل اللم أكبر من قدرة الّرجل وأ ّ الّرجال. ن الّدين موضع فعل واختيار،فالنسان يمكن أن يقتنع فإذا نظرنا في الّدين واليمان وجدنا أ ّ بتعاليم دين ّما فيقّرر اعتناقه،أّما اليمان فهو موضع انفعال وتقّبل يقوم على الستسلم لختراق ال للّذات.والّدين في علقته الوثيقة بالّدولة يحتاج إلى قّوة ورباط الخيل لنشر الّدين والقناع به أّما سسات اليمان فهو متعة* فردّية ل يحتاج النسان إلى قولها بل إّنه ل يستطيع قولها.وقد تكون مؤ ّ ي ليس ل ّ ي ضعف عبر الّتاريخ أّما اليمان فعمق فرد ّ شة فيعتريها ال ّ ل أّنها تظل ه ّ الّدين قوّية إ ّ ل معاني الخطر موضوع خارجي عليه سلطة ول يملك له أحد تبديل ،وهو تجربة فردّية تتضّمن ك ّ ل بعد ظم تصاريف الحياة ،أّما اليمان فل يغدو مجال معرفة إ ّ والهلك.والّدين بأحكامه ين ّ ي )بحقوله الّدللّية الموت.أليس الّدين أقرب في طبيعته الّرمزّية إلى الّذكور ّ صمت/الموت(... ي )بحقوله الّدللّية النفعال/ال ّ الفعل/القول/الحياة،(...واليمان أقرب إلى النثو ّ فكيف ل تكون المرأة ناقصة دين؟ ي*: الواقع والحقيقة أو الواقع والواقع ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي في رمزّيتها ومنطلقات الملحظة المباشرة في بساطتها تتظافر منطلقات الّتحليل الّنفس ّ ي بين الجنسين تكون المرأة بمقتضاه ناقصة طبيعّية في دّقتها لتقّر باختلف رمز ّ ومنطلقات العلوم ال ّ ن المرأة ي تفضيل في الواقع لجنس على جنس.إ ّ عقل ودين من المنظور اللواعي اّلذي ل يفيد أ ّ مفتقرة إلى الّترميز اّلذي يقول ذاتها شأنها في ذلك شأن الحقيقة اّلتي ل يعرفها أحد.والّرجل ببعده صا ِ ص ي يسم ذاته ويسم بعضا من المرأة فيرسي قانون الواقع.يقول ال تعالىَ":وَلُكْم ِفي الِق َ القانون ّ ب…")البقرة ،(2/179فالقصاص من ضروب تنظيم الحياة الجتماعّية أي تنظيم لْلَبا ِ حَياٌة َيا ُأوِلي ا َ َ الواقع،ومن هذا المنظور نفهم سبب تنفيذ أحكام القانون على من يخرق القانون رغم وعينا بأّنه محكوم في خرقه ذاك بدوافع نفسّية لواعية .فكثير من الّناس يشعر بحيرة بين ضرورة تطبيق القانون على من يخرقه من جهة وخضوع الخارج عن القانون لدوافع عميقة هي اّلتي حملته على خرق القانون.ولن يتسّنى لنا مهما بحثنا في ظروف "المذنب" الجتماعّية أو في خصائصه الّنفسّية أن نتأّكد من مدى مسؤولّيته أمام القانون،ولن يتسّنى لنا أن نغّير "المذنب" بمجّرد تطبيق القانون عليه.فمعرفة هذه المسؤولّية تستدعي معرفة مطلقة بالمقام مّما ل يتسّنى للبشر،والّتغيير يستدعي ن موقف الّرسول من الّرجل اّلذي غوصا في أعماق الّذات* الخرى وحلول يستحيل في الّدنيا.إ ّ جاءه يشكو زوجته يبّين هذه المسألة.فقد "جاء رجل إلى رسول ال صّلى ال عليه وسّلم فقال إ ّ ن ي وهي ل تمنع يد لمس،قال طّلقها،قال ل أصبر عنها،قال ب الّناس إل ّ عندي امرأة هي من أح ّ ن الّرجل يشكو "عيبا" في سلوك زوجته ويطالب بتغيير ذلك العيب،والّرسول يؤّكد له استمتع بها" .إ ّ 168
ي فيطّلق المرأة أو أن ي الجماع ّ ن الّتغيير غير ممكن فإّما أن يندرج هذا الّرجل في موضع الّذكور ّ أّ ي فيقبل صفتها.الوجهان ممكنان ومتناقضان ول سبيل لوجه ثالث ي الفرد ّ يندرج في موضع النثو ّ ي يستند إلى مبدإ ن القانون موضَع البو ّ ي.إ ّ يصالح بينهما فيربأ انشطار* ) (clivageالنسان الصل ّ 168سنن الّنسائي،بيروت دار الجيل ،1987مج 3ج 6ص .69
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
الواقع أّما الحقيقة فل صلة لها بالواقع،إّنها مجال ما نختلف فيه حّتى ينّبئنا ال به في مقام آخر.ولعّلها من مجال ما قد ينكشف في الّدنيا لبعض الصفياء دون أن يستطيعوا إلى قولها ي* اّلذي يفاجئنا في أعماق ذواتنا فل نستطيع سبيل.فمفهوم الحقيقة يتمازج مع مفهوم الواقع ّ ي،أفل تكون الحقيقة محتجبة دوما؟ ي* من مجال النثو ّ ن الحقيقة والواقع ّ ترميزه.إ ّ ي والحجاب: النثو ّ صتهم لعّله يمكننا الحديث اليوم عن حجاب المرأة باعتباره مسألة تشغل المسلمين خا ّ وعاّمتهم،وكثير من اّلناس يتحّدث في "الحجاب" بل معرفة بنصوص الّتراث.وقد رجعنا لبعض هذه ي. ي نفس ّ ي ووجه رمز ّ ي تاريخ ّ الّنصوص مسائلين إّياها فبدا لنا "الحجاب" ذا وجهين وجه واقع ّ +حجاب الّتاريخ والواقع: ن الحجاب لغة ل علقة له باللباس اّلذي ترتديه بعض المسلمات اليوم مّمن من لطيف المور أ ّ جبات.فالحجاب من جذر:حجب،والحجب يفترض غيابا تاّما للمحجوب عن الّرؤية،وال يوسمن بالمتح ّ ل ِإ ّ ل ن ُيَكّلَمُه ا ُ شٍر َأ ْ ن ِلَب َ أبرز المحجوبين باعتباره الغائب الكبر كما رأينا.يقول ال تعالىَ":وَما َكا َ ن الحجاب يقوم على حجب شورى .(42/51وتؤّكد الخبار الّتاريخّية أ ّ ب…")ال ّ جا ٍ حَ ن َوَراِء ِ حًيا َأْو ِم ْ َو ْ سَأْلُتُموُه ّ ن كامل عن الّروية .وقد طلب ال تعالى من زوجات الّرسول أن يحتجبن بقولهَ...":وِإَذا َ 169
ب)"...الحزاب ،(33/53وُذكر في أسباب نزول هذه الية أكثر من جا ٍ حَ ن َوَراِء ِ ن ِم ْ سَأُلوُه ّ عا َفا ْ َمَتا ً سمه الخبر الّتالي الوارد في صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال":كان أّمهاتي سبب الّول يج ّ ي صلى ال عليه وسّلم ي صّلى ال عليه وسّلم فخدمته عشر سنين وتوّفي النب ّ يواظبن على خدمة النب ّ وأنا ابن عشرين سنة،فكنت أعلم الّناس بشأن الحجاب حين ُأنزل،وكان أّول ما ُأنزل في مبتنى ن المرأة )وهي هنا عائشة زوج الّرسول( ل يظهر منها شيء.صحيح البخاري 169قول المخبر "فسمعت تصفيقها من وراء الحجاب" يبّين أ ّ مج 3ج 7ص .133
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
طعام ثّم خرجوا وبقي ي بها عروسا فدعا القوم فأصابوا من ال ّ الّرسول بزينب ابنة جحش أصبح النب ّ ي فخرج وخرجت معه لكي يخرجوا فمشى النب ّ ي ي،فأطالوا المكث فقام النب ّ رهط منهم عند الّنب ّ ن أّنهم خرجوا فرجع ورجعت معه حّتى إذا دخل على ومشيت حّتى جاء عتبة حجرة عائشة،ثّم ظ ّ ي بيني ي ورجعت معه فإذا هم قد خرجوا فضرب النب ّ زينب فإذا هم جلوس لم يقوموا فرجع النب ّ طاب قال":يا رسول ال إ ّ ن ن عمر بن الخ ّ ستر وُأنزل الحجاب".170أّما الخبر الّثاني فيفيد أ ّ وبينه بال ّ سبب ن أن يحتجبن،قال:فنزلت آية الحجاب".171أّما ال ّ ن البّر والفاجر فلو أمرته ّ نساءك يدخل عليه ّ ن "رسول ال صّلى ال عليه وسّلم كان َيطعم ومعه بعض أصحابه فأصابت يد رجل الّثالث فهو أ ّ منهم يد عائشة فكره ذلك رسول ال فنزلت آية الحجاب"
172
ن هذه الخبار الّثلثة تتواتر بألفاظ مختلفة في كثير من كتب الحديث والّتفسير،وهي تفيد أ ّ ن إّ نزول آية الحجاب مّتصل بدرء ضرر محتمل عن زوجات الّرسول ومن ثّم عن الّرسول نفسه.إ ّ ن ي أو ماّدي في مجتمع ن من أذى معنو ّ حجبن عن المؤمنين خشية ما قد يلحق به ّ نساء الّرسول ُ ن بل ي ل يتصّور المرأة كائنا ذا قيمة.أفلم يكن الجاهلّيون يئدون الّنساء ويمنعون توريثه ّ جاهل ّ ن مثل البضاعة إذ يرث البن الكبر زوجة أبيه بعد أن يتوّفى أبوه؟ وألم يصّرح عمر بن يرثوه ّ طاب نفسه":كّنا في الجاهلّية ل نعّد الّنساء شيئا"173؟ الخ ّ وقد تجاوز الذى المحتمل نساء الّرسول ليشمل سائر نساء المؤمنين فال تعالى يقولَ ":يا َأّيَها ل ُيْؤَذْينَ ن َف َ ن ُيْعَرْف َ ك َأْدَنى َأ ْ ن َذِل َ لِبيِبِه ّ جَ ن َ ن ِم ْ عَلْيِه ّ ن َ ن ُيْدِني َ ساءِ اْلُمْؤِمِني َ ك َوِن َ ك َوَبَناِت َ جَ لْزَوا ِ ل َ ي ُق ْ الّنِب ّ 170صحيح البخاري مج 3ج 1ص .30 171جامع البيان ج 10ص .326 سابق ص .325 172ال ّ 173صحيح البخاري مج 3ج 1ص .196
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن الية تصّرح بسبب الّنزول وهو تصريح حيًما")الحزاب .(33/59ونلحظ أ ّ غُفوًرا َر ِ ل َ نا ُ َوَكا َ طبري مثل يورد الخبر الّتالي":قدم النبي صّلى ال عليه تتظافر عليه أخبار كثير في كتب الّتفسير فال ّ ن إذا كان الليل خرجن ي صّلى ال عليه وسّلم وغيره ّ وسّلم المدينة على غير منزل،فكان نساء الّنب ّ ي قل لزواجك طريق للغزل،فأنزل ال "يا أّيها النب ّ ن ،وكان رجال يجلسون على ال ّ لقضاء حوائجه ّ ن".174 ن من جلبيبه ّ وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليه ّ طبري صا بالحرائر دون الماء وقد أورد ال ّ وتدّقق بعض الخبار موضوع هذا المر فتعتبره خا ّ الخبر الّتالي ":وقد كانت المملوكة إذا مّرت تناولوها باليذاء،فنهى ال الحرائر أن يتشّبهن بالماء" ن ل يستحققن دفعا للذى فه ّ ن ن لّنه ّ ق هذا الخبر يبدو الماء معفّيات من أمر إدناء جلبيبه ّ َ.175فَوْف َ ن أّنهنّ مجّرد إماء،ويبدو إدناء الجلبيب ذا وظيفة تمييزّية بين الماء والحرائر فالّنساء ُيعرفن بزّيه ّ حرائر ولسن بإماء .وتثبت الّدراسات الجتماعّية دور اللباس خصوصا والهيئة عموما في التمييز 176
ن الذى من جهة ن إدناء الجلبيب سمة تمييزّية للحرائر تجّنبه ّ بين المجموعات الجتماعّية.177إ ّ ن الجتماعّية الّرفيعة من جهة ثانية.وليس من الغريب عندئذ أن يقّرر الّزمخشري أ ّ ن وتثبت مكانته ّ ن…للماء ورّبما تعّرضوا شطارة يتعّرضون إذا خرجن بالليل لمقاضي حوائجه ّ "الفتيان وأهل ال ّ ي الماء" .وليس من الغريب ن عن ز ّ للحّرة بعّلة المة يقولون حسبناها أمة فأمرن أن يخالفن بزّيه ّ 178
174جامع البيان ج 10ص .332 سابق الصفحة نفسها. 175ال ّ 176مجمع البيان ج ، 7/8ص .580 شوارب ي وحلق ال ّ سم هذا الّتمييز في مسائل مختلفة شأن إعفاء اللح ّ سّنة صص .106/108ويتج ّ 177الخبار عن المرأة في القرآن وال ّ ضة.صحيح البخاري مج 3ج 7ص .99 شرب في آنية الّذهب والف ّ والمتناع عن لبس الحرير وال ّ شاف عن حقائق الّتنزيل وعيون القاويل في وجوه الّتأويل،بيروت،دارالمعرفة )د-ت(،ج 3ص 178أبو القاسم جار ال الّزمخشري:الك ّ .246
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي صلى ال عليه وسّلم بين خيبر والمدينة ثلثا أن يرد في صحيح البخاري الخبر الّتالي":أقام الّنب ّ ي فدعوت المسلمين إلى وليمته فما كان فيها من خبز ول لحم ُأمر ُيبنى عليه بصفّية بنت حي ّ بالنطاع...فقال المسلمون إحدى أّمهات المؤمنين أو مّما ملكت يمينه ،فقالوا إن حجبها فهي من طى لها خلفه ومّد الحجاب أّمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مّما ملكت يمينه،فلّما ارتحل و ّ بينها وبين الّناس".179وليس من الغريب والحال هذه أن يكون إدناء المة الجلبيب مصدر خلل في ل أمة طاب ويتصّدى له بقّوة إذ يضرب ك ّ طبقات الجتماعّية وهو خلل يرفضه عمر بن الخ ّ تنظيم ال ّ ي الحرائر.180ومن هذا المنظور يفقد إدناء الجلبيب البعد المقّدس اّلذي تتقّنع بالدّرة محافظة على ز ّ يضفيه عليه بعض الصولّيين،فإن كان هذا المر مقّدسا شامل جميع الّنساء بل استثناء بغرض اّتقاء طى كي ل طاب امرأة أرادت أن تتغ ّ الفتنة،فكيف ُيستثنى منه الماء؟ وكيف يضرب عمر بن الخ ّ تفتن الّرجال؟ هل تكون غيرة عمر على المة البضاعة أكبر من غيرته على كلم ال وأوامره وهل طريق؟ يكون استياؤه لتشّبه المة بالحّرة أكبر من استيائه لوجود هذه "الفتنة المطروحة بالقّوة" في ال ّ ي يدعو إلى ي عرض ّ ن المر بإدناء الجلبيب مّتصل بظرف تاريخ ّ سابقتين تثبتان أ ّ ن اليتين ال ّ إّ حماية نساء المؤمنين الحرائر عموما ونساء الّرسول خصوصا من الذى في مجتمع قائم على ن الية الكثر تواترا لثبات وجوب "الحجاب" قول ال صراع بين المسلمين وغير المسلمين.على أ ّ ظَهرَ ل َما َ ن ِإ ّ ن ِزيَنَتُه ّ ل ُيْبِدي َ ن َو َ جُه ّ ن فـُرو َ ظَ حَف ْ ن َوَي ْ صاِرِه ّ ن َأْب َ ن ِم ْ ضَ ض ْ ت َيْغ ُ ل ِلْلُمْؤِمَنا ِ تعالىَ…":وُق ْ ن…")الّنور .(24/31ويؤّكد الّرازي اختصاص المر في هذه جُيوِبِه ّ عَلى ُ ن َ خُمِرِه ّ ن ِب ُ ضِرْب َ ِمْنَها َوْلَي ْ ل ما ظهر نإّ الية كذلك بالحرائر دون الماء إذ يقول":اّتفقوا على تخصيص قوله "ول يبدين زينته ّ
179صحيح البخاري مج 3ج 1ص .8 180أبو عبد ال القرطبي:الجامع لحكام القرآن،بيروت،دار إحياء الكتاب العربي 1985ج ، 14ص . 244
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ن المة مال فل بّد من الحتياط في بيعها منها بالحرائر دون الماء والمعنى فيه ظاهر وهو أ ّ ل بالّنظر إليها على الستقصاء بخلف الحّرة".181 وشرائها،وذلك ل يمكن إ ّ ن من الذى من جهة ن المر بإخفاء بعض الّزينة خاصّ بالحرائر حماية له ّ ويبدو مّما سبق أ ّ سر نشدان ن الّرفيعة تف ّ ن الحرائر لسن بضائع ودرجته ّ ن من جهة ثانية.إ ّ ولعدم الحاجة إلى الّنظر إليه ّ ن الذى أو استقصي في ن،أّما الماء فل بأس إن ُألحق به ّ ن ومنع إدامة الّنظر إليه ّ منع الذى عنه ّ ن نساء. ن مال قبل أن يك ّ ن فه ّ تقليبه ّ ن هذا الّتصّور قد يحرج من منظور حقوق النسان الحديثة ومفهوم المساواة كأّ ول ش ّ المفترضة بين الّناس ولكّنه تصّور متناسق مع الفترة الّتاريخّية التي نزلت فيها آيات القرآن حيث ي اّلذي لم يشّذ عنه المخيال العرب ّ ي ق واقعا تاريخّيا ومفهوما متغلغل في المخيال البشر ّ كان الر ّ ي.ولن نقف طويل عند مدى دللة هذا الموقف على تاريخّية القرآن،فنحن ل نوّد في هذا السلم ّ ل أن نعرض تفاسير الية الحادية والّثلثين من سورة الّنور. المستوى إ ّ سرين تعّلقت بمفهوم الّزينة أّول ن هذه الية وّلدت خلفات كبيرة بين المف ّ ومن اللفت للنتباه أ ّ سرون في اعتبارها شاملة الخلقة ص الّزينة اختلف المف ّ وبمفهوم الظاهر من الّزينة ثانيا.ففيما يخ ّ ف"أنكر بعضهم وقوع اسم الّزينة على الخلقة لّنه ل يكاد يقال في الخلقة إّنه من زينتها.وإّنما يقال ن الخلقة داخلة في الّزينة".182وفيما يخ ّ ص ذلك فيما تكتسبه من كحل وخضاب وغيره،والقرب أ ّ شعر ن ال ّ سرين أ ّ ظاهر من الّزينة أي ما يجوز للمرأة الحّرة كشفه من بدنها فقد رأى بعض المف ّ ال ّ شعر زينة ظاهرة مؤّكدين سرين أن يكون ال ّ والوجه والكّفين من الّزينة الظاهرة ونفى بعض المف ّ
181مفاتيح الغيب مج 12ج 23ص .207 182مفاتيح الغيب مج 12ج 23ص .206
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
طى ن جسد المرأة كّله زينة ولذلك يجب أن ُيغ ّ سرون آخرون أ ّ ضرورة تغطيته.183ورأى مف ّ سرين استند إلى بعض ن عددا من المف ّ كّله،وتقوم هذه المواقف كّلها على الجماع ،وذلك رغم أ ّ 184
ن الّنبي صّلى ال عليه وسّلم قال ل أحاديث للّرسول صّلى ال عليه وسّلم فقد قال قتادة":وبلغني أ ّ ل لمرأة تؤمن بال وباليوم الخر أن تخرج يدها إلّ إلى ههنا،وقبض نصف الّذراع"،185وفي يح ّ ل ما دون ل وجهها،وإ ّ ل أن تظهر إ ّ ن الّرسول قال":إذا عركت المرأة لم يح ّ رواية أخرى عن عائشة أ ّ ن الّرسول في طريف أ ّ ف مثل قبضة أخرى".186وال ّ هذا وقبض على ذراعه فترك بين قبضته وبين الك ّ ظاهر من الّزينة.فما حدود نصف الّذراع المسموح الّروايتين ل يتكّلم بل يعمد إلى الشارة لبيان ال ّ سكين بحرفّية أحاديث شعر جزء من الوجه أم ل؟ولماذا نجد بعض "علماء السلم" المتم ّ بها؟ وهل ال ّ ل وذراعها ويذهبون إلى ضرورة الّرسول يضربون صفحا عن إباحته للمرأة كشف وجهها على الق ّ تغطيتها جسدها؟ هل يرى المودودي مثل نفسه مؤّهل أكثر من الّرسول لينفي ما اّتفق فيه من حديثه ن المودودي يخالف كلم رسول ال ويصبح مرجعا شأن إباحته للمرأة إبانة نصف ذراعها مثل؟ إ ّ سا مقّدسا.فلم ل ُيعّد موقفه هذا عصيانا؟هل العصيان يكون بالنقاص فحسب أليست الّزيادة ذاتها م ّ ي وتحريفا له؟ بالقول الّنبو ّ
187
183الّتحرير والّتنوير ج 18ص .207 184جامع البيان ج 9ص .306 سابق ج 9ص .305 185ال ّ صفحة نفسها. سابق ال ّ 186ال ّ 187أبو العلى المودودي :تفسير سورة الّنور،الكويت،دار ابن قتيبة )د-ت( ص .159 سرين يخالفون أحاديث الّرسول إن كان في هذه المخالفة مزيد من الّتضييق على الّنساء،ومن ذلك إلى وفي كثير من الحيان نجد المف ّ جانب موقف المودودي المذكور ،منُع أصحاب رسول ال صّلى ال عليه وسّلم الّنساء من الّذهاب إلى المساجد رغم قوله":ل تمنعوا إماء ال مساجد ال".انظر:الجامع لحكام القرآن،ج 14ص . 244
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي وإلى الية الحادية والّثلثين من سورة ولكن لندع المودودي وأتباعه ولنعد إلى القول الله ّ ظاهرة ولم نقف على المر الّثاني في الية سرين في معنى الّزينة ال ّ الّنور.فقد عرضنا لختلف المف ّ وهو ضرب الخمار على الجيب؟ فما الخمار؟ وما الجيب؟ الخمار من جذر "خمر" ويفيد في معناه طي به المرأة رأسها.والجيب من القميص ص ما تغ ّ طى وستر وفي معناه الخا ّ ل ما غ ّ العاّم ك ّ شائع غطاء الّرأس- ي ال ّ صدر .وإذا اعتبرنا الخمار بمعناه الصطلح ّ طوقه،ومن البدن القلب وال ّ 188
ن الية ل تأمر بوضع الخمار بل بضرب الخمار ضرورة كما رأينا -تبّين لنا أ ّ وهو ليس كذلك بال ّ ن وجود الخمار هو مقتضى) (présupposéبعبارة اللسانّيين.189الية إذن تأمر بتغطية على الجيب أي إ ّ ن نساء الجاهلية ن شائعا،ومن هذا المنظور نفهم قول الّرازي" :إ ّ الجيوب ل بلبس الخمر إذ كان لبسه ّ ن واسعة تبدو منها نحورهنّ ن…"،ونفهم قول الّزمخشري":كانت جيوبه ّ ن من خلفه ّ ن يشددن خمره ّ كّ سؤال ن فتبقى مكشوفة" ،ويمكن أن نطرح ال ّ ن يسدلن الخمر من ورائه ّ ن وما حواليها وك ّ وصدوره ّ 190
ن،وهل يكون ذكر خُمر-على فرض أّنها غطاء الّرأس -أمر بلبسه ّ الّتالي :هل ذكر المقتضى أي ال ُ ل من لبس سوى الجلباب عاصيا؟ ووفق ن،فيكون ك ّ الجلبيب في المر بإدناء الجلبيب أمرا بلبسه ّ ل من ألغى المنطق ذاته هل يكون ذكر الّرقيق في آيات كثيرة من القرآن أمرا بوجود الرقّ فيكون ك ّ ق عاصيا؟ الر ّ ن بين ليس غرضنا الجابة عن هذه السئلة فقد أقررنا أن ل أحد يمتلك جوابا ولكن بدا لنا أ ّ الحجاب اّلذي يلّوح به الصولّيون اليوم من جهة و"حجاب" القرآن والسّنة غيابا للّتطابق شاف ح 3ص .72 صدر.الك ّ 188يقول الّزمخشري:ويجوز أن ُيراد بالجيوب ال ّ ن للمتكّلم ل عليه اللفظ ول يكون منطوقا لكن يكون من ضرورة اللفظ،فالقول:سافر أخي مع زوجته،يقتضي أ ّ 189المقتضى هو ما ل يد ّ ن لذلك الخ زوجة وذلك مهما يكن سياق القول ومقامه. أخا وأ ّ شاف ج 3ص .72 190الك ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
صصان،الصولّيون يثبتون واضحا،الصولّيون يقّرون ويؤّكدون والقرآن والسّنة يجملن ول يخ ّ ن الصولّيين يكادون يجعلون "الحجاب" مضمونا قضوّيا* والقرآن يعمد إلى مقتضى ممكن،والهّم أ ّ ل أبعاده الّتاريخّية أو متناسين إّياها.ول يمكن أن نفهم موقفهم هذا ركنا من أركان الّدين جاهلين بك ّ ل إذا خرجنا من حجاب الّتاريخ لنقف على حجاب الّرمز. إّ +حجاب الّرمز: ن المرأة لن تحصل على هذا أسلفنا الحديث عن شوق المرأة إلى القضيب* الغائب.ول ّ ن الّنرجسّية القضيب* أبدا فإّنها تبالغ في العتناء بجسدها كّله وهذا ما حمل فرويد على الّتقرير بأ ّ ي أساسا.191وعلى هذا الساس قد يغدو جسد المرأة كّله من المنظور الّرمزي في صورة طبع أنثو ّ نهّ ن ن الّنساء يوددن أن يك ّ ن الّرجال يوّدون امتلك القضيب* وكأ ّ القضيب*.فكأ ّ ن بل على القضيب*.192واعتبار المرأة ذاَتها قضيبا* رمزّيا ليس حكرا على تصّور الّنساء ذواته ّ ن يتعاملون مع جسد المرأة باعتباره معّوضا ن الّرجال أنفسه ّ ن إذ يبدو أ ّ تصّور الّذكور له ّ للقضيب*.193وبذلك تكون جنسانّية الّرجل في جوهرها شْيآنّية*).194(fétichiste سر ما شاع من ن اّتخاذ جسد المرأة صورة القضيب* رمزّيا يمكن أن يف ّ والمهّم في مجالنا هو أ ّ ن جميع بدن المرأة الحّرة عورة،ويؤّكد اعتبار الّرجال جسد المرأة كّله عورة.فالّرازي مثل يقّرر أ ّ ن هذا العتبار يكشف باللغة ما يقبع في أعماق اللوعي* بل ن بدنها "في ذاته عورة". 195فكأ ّ أّ S-freud :La féminité ,in Nouvelles conférences d'introduction à la psychanalyse,Paris,Gallimard 191 .1984,pp-173/174 .Que veut une femme?,p-119 192 .Lacan,p-84 193 سابق الصفحة نفسها. 194ال ّ 195مفاتيح الغيب مج 12ج 23ص .205
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
ي وإخفاء شيآنّية* الّرجالّية وتغطية للخصاء* الّنسائ ّ ترميز.وبذلك تصبح تغطية جسد المرأة تغطية لل ّ لهذا اّلذي إن ظهر يحّرك رواكد الّنفس ويهتك المستور.ومن هنا يمكن أن نفهم تركيز بعض ن ما يسمونه بالحجاب ليس التّيارات الصولّية على الحجاب واعتباره حجر الّزاوية في خطابهم.إ ّ ساتر من الفتنة فقط،إذ لو اقتصر المر ي الممّيز للمنتمين إلى المجموعة فقط وليس اللباس ال ّ الز ّ ي لدى الّرجال،ولو اقتصر المر على درء على الّتمييز والّتمّيز لوجدنا الّتركيز نفسه على إعفاء اللح ّ الفتنة لوجدنا درء الفتنة يتجاوز الخوف على الّرجال من فتنة الّنساء إلى الخوف على الّنساء من ن "عورة الّرجل مع المرأة ففيه نظر إن كان سرين إلى أ ّ فتنة الّرجال أفلم يذهب بعض المف ّ سرين بقي خافتا ن صوت هؤلء المف ّ أجنبّيا...وقيل جميع بدنه إّل الوجه والكّفين كهي معه" .196ولك ّ خِمدا بعض جوانب بل أسكته الجماع،وبقي حجاب المرأة ذاك اّلذي يستجيب لحاجات نفسّية عميقة ُم ْ اللوعي*. ن مفهوم حجاب المرأة يّتسق رمزّيا مع ما أسلفناه من وجود المتعة* ومن منظور آخر فإ ّ ن هذه المتعة* موجودة وراء حجاب اللغة ل يمكن الّتصريح النثوّية الخرى اّلتي ل تنقال.إ ّ ي المقّدس اّلذي يتموضع في الخفاء وينتشي بالغياب.إ ّ ن بها.وهي ل تخرج في ذلك عن الّروحان ّ ل مفترضة محتجبة على نمط الغياب .إّنها ي واليمان واللهي كّلها مواضيع ل تكون إ ّ النثو ّ سسة الجماعّية.أفيكون بعد هذا كّله عجيبا أن مواضيع خارج العقل والمنطق وخارج الّدين والمؤ ّ ن ناقصات عقل ودين؟ وأيكون عجيبا أن يقوم الكون على الختلف بين ما ُيرى توصف الّنساء بأّنه ّ وما ل ُيرى وما ينقال وما ل ينقال؟ وأليس امتعاض بعض الّنساء من "نقصان الّدين والعقل" من جهة وتصّور الّرجال إّياه ذّما من جهة ثانية هو موقف واحد ينفي النشطار*،انشطاَر النسان بين ي؟ ي والفرد ّ ي وانشطاَر الّنفس بين الوعي واللوعي* وانشطار الفعل بين الجماع ّ ي والنثو ّ الّذكور ّ صفحة نفسها. سابق،ال ّ 196ال ّ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes
شوق* ويسعى إلى هتك آثار شوق*،والّرأي اّلذي ذكرنا ُيسكت صوت ال ّ ن النشطار* هو منطلق ال ّ إّ ي ننشد به موضع المتكّلم الفاعل المقّرر ي بإنشاء حجاب ماّدي ذكور ّ ي في النثو ّ الحجاب الصل ّ ل موقف ن لك ّ الممتلك للحقيقة وننشد به موضع النسان الكامل اّلذي يمتلك القول الفصل ناسين أ ّ ل جوهرنا افتقارا إلى آخر مطلق* لن ندركه إ ّ ل نقيضا وناسين أّننا مهما بلغنا من العلم والمعرفة يظ ّ لْر ِ ض ت َوا َ سَماَوا ِ طاِر ال ّ ن َأْق َ ن َتْنُفُذوا ِم ْ طْعُتْم َأ ْ سَت َ ناْ س ِإ ِ لْن ِ ن َوا ِ جّ شَر اْل ِ بسلطان.قال تعالىَ":يا َمْع َ ن")الّرحمان .(55/33 طا ٍ سْل َ ن ْإّل ِب ُ َفاْنُفُذوا َل َتْنُفُذو َ
4
http://twitter.com/olfayoussef http://www.youtube.com/OlfaYoussef http://www.facebook.com/OlfaTounes