تأثٌر األزمة االقتصادٌة العالمٌة على الدول العربٌة :تقٌٌم أولً
¡
أولٌفٌا أوروثكو ،منسقة البرنامج االقتصادي واألعمال -البٌت العربً خابٌٌر لٌساكا ،باحث فً المرصد االقتصادي واالجتماعً – البٌت العربً مقدمة تعانً الدول العربٌة ،مثلها مثل مناطق أخرى فً العالم ،من آثار األزمة االقتصادٌة العالمٌة .إال أن تداعٌات األزمة ودرجة تأثٌرها تتباٌن باختالف الدول والقطاعات . العالم الع ربً ال ٌعتبر واقعا متجانسا ،بل أن الخصائص االقتصادٌة والسٌاسٌة والجغرافٌة واالجتماعٌة والسكانٌة والثقافٌة لكل دولة تجعل منها منطقة مخت لفة تماما ،غٌر متجانسة وذات طبٌعة مركبة ،واألوجه المتعددة لألزمة فً دول العالم العربً تبرز هذا التباٌن. إن انهٌار األسواق المالٌة العالمٌة فً سبتمبر (أٌلول) ، 2008كان له فً البداٌة تأثٌرا نسبٌا على بعض الدول العربٌة ،و ذلك وفقا لدرجة انفتاحها االقتصادي ومدى مشاركتها فً األسواق المالٌة الدولٌة .إال أن تراجع الطلب العالمً ،المتزاٌد على مدى عام ،2009له تداعٌات هامة على بعض البلدان والقطاعات .وقد انتقل هذا التراجع إلى المنطقة العربٌة ،من جانب ،عن طرٌق انهٌار المؤسسات المالٌة الدولٌة ،مع ما ٌتبعه من قٌود على اال ستثمارات واالئتمان ،ومن جانب آخر ،من خالل هبوط أسعار الوقود ،وانخفاض التبادالت التجارٌة العالمٌة ،وبصفة خاصة فٌما ٌتعلق بالصادرات والسٌاحة والتحوٌالت المالٌة. ٌشٌر صندوق النقد الدولً فً تقرٌره األخٌر الصادر فً أكتوبر (تشرٌن األول ) عام ،2009إلى ثالث آلٌات رئٌسٌة المتداد آثار األزمة إلى المنطقة العربٌة " :انخفاض تحوٌالت المغتربٌن 1 وتراجع االستثمارات األجنبٌة والصادرات ". ونجد أن المنطقة العربٌة لم تتأثر بأزمة واحدة ،بل عدة أزمات تسلط الضوء ،من خالل جبهات مختلفة وبأشكال ودرجات مختلفة ،على مشاكل هٌكلٌة وتنموٌة ه امة لم تحل بعد .وما زالت
¡ هذه الوثٌقة ،التً ٌصدرها البٌت العربً ونادي مدرٌد ،تقدم موجزا ألهم آثار األزمة فً العالم العربً ،والتً تم استعراضها فً المائدة المستدٌرة حول األبعاد السٌاسٌة لألزمة االقتصادٌة العالمٌة :من منظور العالم العربً ،التً نظمتها المؤسستان فً أكتوبر (تشرٌن األول) عام .2009تم تقدٌم الوثٌقة فً مؤتمر نادي مدرٌد السنوي ،فً 12نوفمبر (تشرٌن الثانً) عام . 2009 ، Regional Economic Outlook: Middle East and Center Asia 1صندوق النقد الدولً ،أكتوبر (تشرٌن األول)، ،2009ص.1 .
1
المشكلة الرئٌسٌة هً التبعٌة القصوى للصادرات النفطٌة ،ولتقلبات األسواق الدولٌة ،نتٌجة النخفاض مستوى التصنٌع والتنوٌع االقتصادي فً معظم هذه الدول . أهم التحدٌات التً ٌمكن طرحها فً هذا االتجاه هً ،من جانب ،خلق نسٌج إنتاجً ذي قدرة تنافسٌة ،ومن جانب آخر ،الرهان على إصالح وتطوٌر نظم تعلٌم ٌسمح بإدراج هذه المجتمعات فً مجتمع المعرفة العالمً ،وٌعمل على خلق فرص عمل لألعداد الهائلة مما لدٌها من الشباب . وضع إٌجابً نسبٌا فً المنطقة المسماة بفترة "الطفرة النفطٌة عقب ست سنوات من نمو اقتصادي غٌر مسبوق ،خالل الفترة الثالثة" ،2تواجه المنطقة حالٌا بطء نشاط النمو االقتصادي ،وذلك من منطلق موقف متمٌز نسبٌا ، من حٌث األصول والموارد المتراكمة . ورغم استمرار تراجع توقعات معدالت النمو فً ا لمنطقة ،مازالت المؤشرات أفضل من معظم المناطق األخرى فً العالم .وفقا لتوقعا ت "وحدة االستقصاء االقتصادي " إٌكونومٌست إنتلٌجنس ٌونٌت" ( ،)Economist Intelligence Unitخالل عام 2010ستحقق االقتصادات العربٌة نموا ٌصل إلى ،%4أي ما ٌعادل ضعف المتوسط العالمً 3.وتتفق هذه التقدٌرات مع توقعات صندوق النقد الدولً فً تقرٌره األخٌر عن المنطقة ،الصادر فً بداٌة أكتوبر (تشرٌن األول ) عام 4 .2009 اختالف تداعٌات األزمة باختالف الدول تختلف نقطة بداٌة األزمة تماما باختالف الدول العربٌة ،فنجد أن فً بعض الدول أدى هبوط أسعار المحروقات والسلع الغذائٌة إلى التخفٌف من وطأة األزمة ،والتً أطلق علٌها اسم "األزمة الثالثٌة" ،أزمة النفط والمالٌات واألغذٌة ( ،)Food, Fuel & Financeحٌث بلغت أكثر المراحل حرجا فً منتصف عام ، 2008بٌنما فً دول أخرى أدى إلى تراجع توقعات اإلٌرادات بشكل جذري .بل أكثر من ذلك ،فاجأ هبوط النشاط االقتصادي هذه الدول األخٌرة أثناء مرحلة تطوٌر خططها الطموحة لالستثمار والتنوٌع االقتصادي ،والتً سبق اإلعداد لها خالل مرحلة اال زدهار. إال أن هناك دول أخرى تواجه األزمة عقب فترة طوٌلة من اإلصالحات والتكٌف الهٌكلً وسٌاسات للتحرٌر االقتصادي والتجاري ،قامت خاللها بتخفٌضات هامة فً نظم المعونات االجتماعٌة ،إلى جانب الحد من التدخل الحكومً فً االقتصاد. ستتوقف نتائج وآثار األزمة فً كل من هذه الدول على هٌكلها االقتصادي واالجتماعً، واستراتٌجٌاتها وخططها اإلنمائٌة التً قامت بتطوٌرها خالل فترة النمو االقتصادي السابقة لألزمة. وقد أدى تعرض دول منطقة الخلٌج بدرجة أكبر لتقلبا ت األسواق المالٌة فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة و المملكة المتحدة ،ووجود مستوٌات أ على من االستثمارات العقارٌة القائمة على المضاربات بتلك الدول إلى إجراء تخفٌضات هامة فً موازناتها العامة .
2
Ali AlKuwari, (2009) “The third oil boom. Preliminary reading of its causes and magnitude: The setting of the Gulf Cooperation Council (GCC)”, Contemporary Arab Affairs, 2:2, 304-318.
،Middle East and North Africa. Regional overview, Economist Intelligent Unit 3سبتمبر (أٌلول) .2009 ،Regional Economic Outlook: Middle East and Central Asia 4صندوق النقد الدولً ،أكتوبر (تشرٌن األول) ، 2009ص.1.
2
أثر تراجع أسعار البترول تأثٌرا سلبٌا خطٌرا على دول نفطٌة مثل الجزائر والسعودٌة والٌمن، ،وتراجع معدالت الصادرات بٌنما أدى انخفاض تحوٌالت العاملٌن بالخارج إلى مواطنهم والسٌاحة إلى مواجهة دول مثل مصر والمغرب واألردن لموقف مالً واجتماعً معقد ،وذلك نتٌجة الرتفاع معدالت البطالة بدرجة ملموسة ،وخ اصة بٌن الشباب ،وبالتالً تقلص مصدر حٌوي لموارد أسر كثٌرة. من جانب آخر ،فً دول مثل قطر ،أول مصدر للنفط والغاز المسٌل فً العالم ،آثار األزمة تكاد تكون غٌر ملموسة ،بٌنما فً دول أخرى مثل اإلمارات التً اعتادت على تحقٌق نمو إجمالً الناتج المحلً بمعدل %15سنوٌا ،شهد اقتصادها ركودا ،بل سجل أٌضا معد الت نمو سلبٌة . نظرا لقلة الضغط السكانً و توفر السٌولة المتراكمة خالل سنوات اال زدهار االقتصادي ،لم ٌؤد تباطؤ النشاط االقتصادي إلى تراجع جوهري فً مستوى معٌشة المواطنٌن ،على عكس التجمعات اآلسٌوي. ة السكانٌة الكبٌرة من المهاجرٌن من دول مجاورة ،وبصفة خاصة من الدول على عكس ذلك ،دول أخرى مصدرة للمحروقات ،ذات تعداد سكانً أكبر ومستوٌات منخفضة من التصنٌع والتنوٌع االقتصادي وأقل استثمارات أجنبٌة ،تواجه سلسلة من التح دٌات أدت األزمة إلى تفاقمها ،ومن بٌن هذه التحدٌات ارتفاع معدالت البطالة والفقر وتهمٌش بعض القطاعات السكان ٌة التً ٌمكنها أن تتحول إلى عوامل مسببة لعدم االستقرار االجتماعً . إن انخفاض اإلٌرادات ،سواء نتٌجة لهبوط اإلٌرادات النفطٌة ،أو نتٌجة لتراجع الصادرات والتحوٌالت المالٌة و معدالت السٌاحة ،سٌفرض قٌودا خطٌرة على مسارات وخطط التنمٌة القائمة ،وسًؤدي إلى وجود تحدٌات كبٌرة وبلبلة اجتماعٌة وسٌاسٌة . فً هذا االتجاه ،تعتبر األزمة اختبارا للسٌاسات واالستراتٌجٌات اإلنمائٌة واختبارا لمدى استقرارها وصالبتها ،سواء على الصعٌد المحلً أو اإلقلٌمً .
التً تطورها الدول ،
تهدف هذه الوثٌقة إلى تقدٌم أداة عمل لإلفادة بمعطٌات موضوعٌة ومعلومات حول األوجه والجوانب المتعددة آلثار األزمة على العالم العربً .وأن تكون نقطة البداٌة إلجراء دراسة أكثر تعمقا آلثار األزمة على المنطقة العربٌة .كذلك تعكس الوثٌقة األفكار الرئٌسٌة وأبعاد التحدٌات ،من خالل مناظرات الخبراء االجتماعٌة والسٌاسٌة التً تطرحها األزمة فً الدول العربٌة وأعضاء نادي مدريد ،خالل المائدة المستدٌرة حول "األبعاد السٌاسٌة لألزمة االقتصادٌة و المالٌة: من منظور العالم العربً " ،والتً نظمها البٌت العربً مع نادي مدرٌد ٌوم 28أكتوبر 2009فً مدرٌد.
أ .تأثٌر األزمة المالٌة وتزامن أزمات مختلفة فً الدول العربٌة تعتبر السنوات األ ولى من القرن الواحد والعشرٌن ،والتً شهدت "الطفرة النفطٌة الثالثة " المشار إلٌها سابقا ،خالل الفترة ما بٌن عامً 2002و ،2008فترة إٌجابٌة وخاصة بالنسبة إلٌرادات الدول العربٌة المصدرة للنفط ،وبصفة خاصة دول منطقة الخلٌج .بلغت أسعار النفط والغاز أرقاما قٌاسٌة ترجمت إلى نمو أسً فً السٌولة و زٌادة احتٌاطًاتها .ولقد بلغ معل النمو الفعلً القتصادات هذه الدول أكثر من ، %6وقارب على نسبة %10فً بعض دول الخلٌج .نتٌجة لذلك تضاعف نصٌب الفرد من الدخل القومً فً هذه الدول. كما حدث فً فترات مشا بهة ،امتد االزدهار االقتصادي إلى دول أخرى بالمنطقة ،مما سمح بزٌادة وٌع االقتصادي والبنٌات السٌولة فً الدول المصدرة للبترول لمواجهة مشارٌع التصنٌع والتن األساسٌة ،والتً أدت إلى زٌادة الطلب على العمالة ونمو النشاط االقتصادي ،مما أثر بشكل
3
إٌجابً للغاٌة على د ول أخرى مجاورة .نتٌجة لذلك ،شهدت أٌضا دول عربٌة غٌر نفطٌة نموا قوٌا إلجمالً الناتج المحلً ،وارتفع نصٌب الفرد من الدخل القومً بها ،كما ٌذكر التقرٌر األخٌر 5 حول التنمٌة البشرٌة العربٌة لعام .2009 أ.1.
التأثٌر األول لألزمة المالٌة :الصنادٌق السٌادٌة والبورصة والبنوك
إن أول أعراض األزمة المالٌة التً ظهرت فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة خالل الربع األخٌر من عام 2007بانفجار أزمة الرهن العقاري ( ،)subprimeوسرت عدواها سرٌعا إلى النظام المالً األوروبً ،وأساسا البرٌطانً ،لم تب ُدد ألول وهلة سببا ٌدعو لقلق العالم العربً .وقد أبرز كل من البنك الدولً وصندوق النقد الدولً أن النظام المالً العربً كان " قلٌل التأثر " باألنظمة المالٌة العالمٌة ،وبالتالً قلٌل التأثر باألصول السامة ،الناجمة عن األزمة االئتمانٌة والمصرفٌة فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة. على الرغم من ذلك ،عدة صنادٌق سٌادٌة لدول منطقة الخلٌج ،التً كانت تختزن جزءا كبٌرا من السٌولة المتراكمة فً هذه الدول خالل أعوام الطفرة ،خرجت ،إلى جا نب صنادٌق أخرى فً آسٌا، القروض إلنقاذ وإعادة رسملة بعض البنوك والمؤسسات المالٌة األمرٌكٌة المتضررة من أزمة الرهنٌة ردٌئة التصنٌف .ويقدر تدخل الصنادٌق السٌادٌة خالل عامً 2007و 2008بأكثر من 100ملٌار دوالر فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة و أوروبا .وقد ساهمت الهٌئة الكوٌتٌة لالستثمار وجهاز أبو ظبً لالستثمار ،مع هٌئة استثمار سنغافورة ( )GICواألمٌر السعودي الولٌد بن طالل ﺒ 14500ملٌون دوالر إلنقاذ مجموعة "سٌتً غروب " ( )Citigroupالمصرفٌة األمرٌكٌة ،بٌنما ساهمت الكوٌت أٌضا فً إنقاذ مٌرٌل لٌنش ( .)Merril Lynchوفً شهري فبراٌر (شباط) و ٌونٌو (حزٌران) استثمرت قطر كذلك فً بنكً " باركلٌز" ( )Barclaysو"كرٌدي سوٌس " ( .)Credit Suisseوعندما أشهرت هذه المؤسسات إفالسها فً سبتمبر (أٌلول) عام 2008 تسببت فً تعرض الصنادٌق السٌادٌة ،التً حاولت إنقاذها قبل أشهر ،لخسائر جسٌمة. إن تقدٌر مدى تأثر الصنادٌق السٌادٌة بهذه األسواق و باألصول ذات المخاطر لم ٌكن أمرا ٌسٌرا .وفقا لتقدٌرات صحٌفة "ذا أوبسٌرفٌر " ( The فً البداٌة ،نظرا لغموض هذه الصنادٌق )Observerالبرٌطانٌة ،بلغت خسائر الصنادٌق السٌادٌة فً الخلٌج وآسٌا فً عام 2008ما ال ٌقل عن 4ملٌار دوالر 6 .وفقا للبٌانات األخٌرة الصادرة عن وحدة االستقصاء االقتصادي ( ،)Economist Intelligence Unitبعض الصنادٌق السٌادٌة ،مثل جهاز أبو ظبً لالستثمار تكبد خسائر بلغت ما ٌعادل %27من رأس المال المستثمر . تعدٌالت فً السٌاسات االستثمارٌة للصنادٌق السٌادٌة التعثر الذي شهدته معظم هذه الصنادٌق خالل األزمة المالٌة كانت له عدة نتائج فً إعادة تحدٌد استراتٌجٌاتها االستثمارٌة .من جانب ،تتجه بعض الصنادٌق إلى استراتٌجٌات أكثر تحفظا ،مثل مؤسسة النقد العربً السعودي ،بٌنما من جانب آخر ،تقوم بتعدٌل طابع ومقصد استثماراتها والتً
مناف " 5حققت البلدان المنتجة للنفط النفع األكبر لما جمعته من ثروات خالل األعوام األخٌرة ،إال أن البلدان العربٌة غٌر المنتجة حققت ع كبٌرة أٌضا نتٌجة للطفرة النفطٌة ،من خالل تحوٌالت العاملٌن فً البلدان المنتجة ،ونمو االستثمارات العربٌة البٌنٌة ونمو معدالت السٌاحة والمساعدات من أجل التنمٌة" Arab Human Development Report 2009: Challenges to Human Security in the Arab Countries UNPD, p.109. 6أولٌفٌا أوروثكو ( " )Olivia Orozcoأزمة وسٌادة" ،نشرة االقتصاد واألعمال للبٌت العربً ،العدد رقم 14 ،9نوفمبر (تشرٌن الثانً) .2008
4
كانت تتركز فً أسواق مالٌة أوروبٌة وفً الوالٌا ت المتحدة األمرٌكٌة ،لتتجه نحو أسواق أخرى مثل أسواق الدول العربٌة ودول أخرى ناشئة ،ونحو اال ستثمارات المباشرة . ونذكر مثاال لهذا التغٌر فً االستراتٌجٌة االستثمارٌة ،وهو إعالن جهاز أبو ظبً لالستثمار ،فً ٌ 10ونٌو (حزٌران) ،2009عن تأسٌس أربعة صنادٌق استثمارٌة فً منطقة الشرق األوسط ٌقترح صندوق االستثمارات اإلماراتً تحدٌدا تأسٌس صندوق أسهم لدول مجلس وشمال أفرٌقٌا .ف لسائر منطقة التعاون الخلٌجً ،وصندوق استثماري فً دولة اإلمارات العربٌة المتحدة ،وثالث الشرق األوسط وشمال أفرٌقٌا ،و صندوق رابع للدول النامٌة فً شمال أفرٌقٌا .وقد أشار رئٌس مجلس إدارة المؤسسة بأن "الوقت مناسب " لتحول منطقة الشرق األوسط وشمال أفر ٌقٌا إلى 7 مقصد الستثمارات هذه الصنادٌق . وهذا ٌؤٌد توجها بدأ خالل السنوات األخٌرة لفترة االزدهار االقتصادي ،حٌث بدأت الصنادٌق السٌادٌة تلعب دورا متنامٌا كصنادٌق للتنمٌة العربٌة. تأثٌر األزمة على أسواق البورصة والنظام المالً العربً أدت الخسائر الجسٌمة التً تكبدتها سواء صنادٌق االستثمار السٌادٌة أو رؤوس األموال العربٌة إلى انتقال عدوى الخاصة فً األسواق المالٌة بالمملكة المتحدة والوالٌات المتحدة األمرٌكٌة، انهٌار البورصة المروع ،فً سبتمبر (أٌلول) ،2008إلى معظم أسواق األوراق المالٌة فً الشرق األوسط .عقب إعالن بنك "لٌمان براذارز " ( )Lehman Brothersإفالسه فً 15سبتمبر (أٌلول) ،2008هبطت البورصة السعودٌة بمعدل %6.5وفً الدوحة %7والكوٌت %3.8وأبو ظبً 8.%4.35واضطرت بعض أسواق األوراق المالٌة فً الكوٌت لإلغالق عدة أٌام لتجنب لحظات من الذعر. على مدى العام األخٌر ،تبع انهٌار األسواق المالٌة فً دول الخلٌج مسار ا موازٌا ألسواق أخرى فً أوروبا و أمرٌكا الشمالٌة ترتبط بها بقوة .خالل الفترة من ماٌو (أٌار) 2008إلى ٌناٌر (كانون الثانً) 2009شهدت كافة أسواق األسهم العربٌة هبوط مؤشراتها إلى النصف . من جانب آخر ،أقل األسواق المالٌة العربٌة تأثرا ،نسبٌا ،بهذه التقلبات كانت أسواق المغرب ولبنان واألردن ،حٌث تراوح معدل التراجع التراكمً خالل الفترة ٌناٌر (كانون الثانً ) - 2008 مارس (آذار) ،2009ما بٌن 13و %28على التوالً ،وتجدر اإلشارة إلى حسن أداء البورصة 9 التونسٌة حٌث بلغ معدل النمو الترا كمً خالل نفس الفترة .%18 انتقال عدوى األزمة إلى النظام المصرفً ونقص توافر االئتمان هذه الخسائر ،إلى جانب تراجع االستثمارات و ما تبعه من نقص فً السٌولة كان لها تأثيرات سلبٌة هامة على البنوك فً منطقة الخلٌج .كما حدث فً بلدان أخرى ،اضطرت البنوك المركزٌة ،ومن بٌنها البنك المركزي ا إلماراتً ،إلى التدخل لضمان االئتمان واإلٌداعات .نتٌجة لذلك منذ سبتمبر (أٌلول) 2008وحتى فبراٌر (شباط) ، 2009تضاعفت حاالت عدم ال مالءة .ووفقا لبٌانات صندوق النقد الدولً تضاعفت هذه الحاالت فً البحرٌن تحدٌدا ثالثة أضعاف ،وبلغت الضعف فً أبو ظبً. 7نشرة االقتصاد واألعمال للبٌت العربً ،العدد 18 ،13سبتمبر (أٌلول) ،2009ص . 11 8 هذه األسواق المالٌة فقدت 160ملٌار دوالر من قٌمتها فً السوق خالل الفترة ما بٌن ماٌو(أٌار) و سبتمبر(أٌلول) ،2008أي بمتوسط 1600ملٌون دوالر ٌومٌا .االستقالل واألمل ،أكتوبر (تشرٌن األول) . 2008 ، Regional Economic Outlook: Middle East and Central Asia 9صندوق النقد الدولً ،ماٌو (أٌار) ،2009 ص.14.
5
على غرار ما حدث فً أوروبا والوالٌات المتحدة ،نالحظ تزامن عدة عوامل عند اندالع األزمة المصرفٌة :من جانب ،المبالغة الكبٌرة فً منح القروض خالل فترة االزدهار االقتصادي ،وبصفة خاصة القروض العقارٌة ،ومن جانب آخر ،توجه شدٌد نحو االستثمارات فً األسواق الثانو ٌة. وفقا لصندوق النقد الدولً ،أدى انهٌار قٌمة العقارات و ما تكبدته الشركات من خسائر جسٌمة إلى 10 تزاٌد الخطر المالً العام وحاالت عدم المالءة ،مما أضعف مٌزا نٌة هذه البنوك. أ.2.
نهاٌة الطفرة النفطٌة الثالثة :هبوط أسعار المحروقات
بدأ تراجع أسعار النفط خالل صٌف عام .2008إال أنه خالل الفترة ما بٌن سبتمبر (أٌلول) ودٌسمبر (كانون األول ) للعام ذاته تراجع سعر برمٌل البترول من 100إلى 40دوالرا ثم شهد ارتفاعا طفٌفا اعتبارا من فبراٌر (شباط) 2009وإن استمر بنمط أكثر اعتداال. تمتلك الدول العربٌة %65من احتٌاطً النفط العا لمً و %45من احتٌاطً الغاز .وتشكل %50من إجمالً الناتج المحلً و %80من صادرات الدول العربٌة من هذٌن المنتجٌن إٌراداتها 11.وبالتالً ،أثر هبوط أسعار المحروقات بصفة خاصة على الدول المصدرة (البحرٌن زائر والعراق ولٌبٌا والكوٌت وعُدمان وقطر والسعودٌة ودولة اإلمارات العربٌة المتحدة والج والسودان والٌمن ) ،حٌث توقفت مؤشرات النمو المرتفعة فجأة ،بعد استمرار أدائه الجٌد خالل سنوات سابقة. نتٌجة لتراجع الصادرات وهبوط أسعار المحروقات ،أعلن البنك المركزي الٌمنً أن إٌراداته من الصادرات البترولٌة انخفضت بمعدل %75فً شهر ٌونٌو (حزٌران) الماضً .وفً ٌولٌو (تموز) ذكرت أٌضا مجلة 24-7أن انخفا ض األسعار ،إلى جانب خفض اإلنتاج ،قد ٌؤدي إلى %43فً عام تراجع إٌرادات الصادرات النفطٌة فً دولة اإلمارات العربٌة المتحدة بمعدل 12 .2009 أ.3.
تراجع االستثمارات وانفجار الفقاعة العقارٌة
وٌعتبر تراجع ا الستثمارات األجنبٌة المباشرة إحدى طرق انتقال عدوى األزمة المالٌة العالمٌة إلى األزمة التً شهدتها الشركات األوروبٌة واألمرٌكٌة أوقفت االستثمارات التً البلدان العربٌة .ف كانت تقوم بها هذه الشركات فً الدول العربٌة خالل األعوام األخٌرة ٌ .شٌر تقرٌر البنك الدولً الصادر فً أكتوبر (تشرٌن األول ) عام ،2009إلى احتمال تراجع تدفقات االستثمارات األجنبٌة المباشرة فً دول منطقة الشرق األوسط وشمال أفرٌقً ا " بشكل ملحوظ خالل عام ."2009كما ٌشٌر التقرٌر إلى تعافً هذه االستثمارات خالل عام ، 2010وإن كان أقل من المستوٌات السابقة 13 لألزمة الراهنة . .صحٌفة هذا األمر أثر بصفة خاصة على األسواق العقارٌة لبعض دول الخلٌج وشمال أفرٌقٌا "القبس" الكوٌتٌة نشرت فً 17سبتمبر (أٌلول) ، 2009أن األزمة العقارٌة اضطرت دول الخلٌج إلى إلغاء ما ال ٌقل عن 675مشروعا عقارٌا فً المنطقة %75 ،منها فً دولة اإل مارات وخاصة فً إمارة دبً 14.ودبً واحدة من الدول التً بلغت المضاربات العقارٌة بها أعلى مستوٌات خالل 10
نفس المرجع السابق ،ص.6 . 11نفس المرجع السابق ،ص.5 . 12 "متابعة األزمة من خالل الدول العربٌة" نشرة االقتصاد واألعمال للبٌت العربً ،العدد 18 ،13أغسطس (آب) ،2009ص.10. ، 2009 MENA Economic Developments and Prospects Report 13البنك الدولً 3 ،أكتوبر (تشرٌن األول) ،2009ص.30. 14القبس 17 ،سبتمبر (أٌلول) . 2009
6
األعوام األخٌرة ،و شكل البناء والقطاع العقاري %25من إجمالً الناتج المحلً بها ،وشهدت أٌضا واحدا من أكبر معدالت تراجع أسعار المساكن . من جانب آخر ،أشارت تقدٌرات صندوق النقد الدولً إلى تراجع االستثمارات األجنبٌة فً البلدان العربٌة غٌر المصدرة للنفط حوالً 11ملٌار دوالر ،خالل الفترة ما بٌن عامً 2008و .2009 وٌعزي صندوق النقد الدولً هذا الهبوط إلى صعوبة الحصول على قروض وتموٌل ،إلى جانب 15 نقص السٌولة المحلٌة. وقد عانى قطاع العقارات فً منطقة شمال أفرٌقٌا أٌضا من نتائج الركود االقتصادي ،كما حدث فً المغرب ،حٌث القطاع العقاري كان قد حقق نموا ملموسا خالل األعوام األخٌرة ،نتٌجة للمشارٌع االستثمارٌة الهامة التً قامت بتطوٌرها شركات أوروبٌة إلى جانب صنادٌق االستثمار الخلٌجٌة 16.وفقا لصحٌفة "الجرٌدة األولى " ،خالل عام 2009انخفضت االستثمارات األجنبٌة فً 17 المغرب بمعدل .%6 إن تراجع النمو االقتصادي المفاجئ فً دول منطقة الخلٌج أثر تأثٌرا سلبٌا على االستثمارات العربٌة البٌنٌة القائمة من قبل العدٌد من الصنادٌق االستثمارٌة والشركات فً منطقة شمال أفرٌقٌا . إلى جانب المغرب ،تعتبر الجزائر أٌضا واحدة من الدول التً تأثرت بتراجع االستثمارات العربٌة المشار إلٌه .شركة "إعمار" اإلماراتٌة ،من أكبر شركات البناء فً الخلٌج ،أعلنت فً شهر ٌولٌو (تموز) عن توقف نشاطها وإغالق فرعها فً الجزائر حٌث سبق توقٌع عقود لتنفٌذ مشارٌع بقٌمة 20ملٌار دوالر 18.و تذكر جرٌدة "الحٌاة" أن هذه الشركة فقدت 351ملٌون دوالر خالل ثالثة 19 أشهر فقط فً بداٌة عام .2009 أ.4.
تراجع تحوٌالت المهاجرٌن بالخارج ومعدالت السٌاحة
إلى جانب تراجع االستثمارات األجنبٌة ،واجهت بعض البلدان العربٌة مشك لتٌن خطٌرتٌن فً المجال االقتصادي :انخفاض تحوٌالت المهاجرٌن ،فً البلدان الغٌر مصدرة للنفط ،وتراجع عدد السٌاح .ولهذه الظاهرة األخٌرة تأثيرا سلبٌا على كافة الدول العربٌة ،وبصفة خاصة على الدول الغٌر مصدرة للنفط والتً ٌعتمد اقتصادها بدرجة أكبر على هذه اإلٌرادا ت. انخفاض تحوٌالت المهاجرٌن بدرجة ملموسة ٌرجع انخفاض التحوٌالت أساسا إلى أن آالف المهاجرٌن فقدوا عملهم فً أوروبا وفً دول الخلٌجٌ .شٌر البنك الدولً إلى أن البلدان العربٌة هً أكثر الدول التً واجهت انخفاض التحوٌالت فً العالم ،تلٌها دول أمرٌكا الالتٌنٌة و آسٌا وأفرٌقٌا جنوب الصحراء . تحتل مصر المركز الخامس بٌن أكثر دول العالم استقباال لتحوٌالت العاملٌن فً الخارج ،رغم أن التبعٌة االقتصادٌة لهذه التحوٌالت أقوى فً دول مثل السنغال والمغرب ولبنان والٌمن ،حٌث تمثل نسبة أعلى من إجمالً الناتج المحلً بها .
، Regional Economic Outlook: Middle East and central Asia 15صندوق النقد الدولً ،ماٌو (أٌار) ،2009 ص.19. 16 األخٌر بما ة تحدٌدا ،وكالة "روٌترز" ( )Reutersتقدر استثمارات دول الخلٌج فً قطاع البناء والعقارات المغربً خالل األعوام ٌقرب من 30ملٌار دوالر ، “Industry trends and developments. Construction 2009” ،بٌزنٌس مونٌتور ( 11 ،)Business Monitorمارس (آذار) . 2009 17الجرٌدة األولى 11 ،أغسطس (آب) .2009 18روٌترز (ٌ 4 ،)Reutersولٌو (تموز) .2009 19الحٌاةٌ 31 ،ولٌو (تموز) .2009
7
فً حالة كل من المغرب وتونسٌ ،أتً حوالً %80من هذه التحوٌالت من قبل العاملٌن فً دول أوروبٌة ،بٌنما في مصر واألردن و لبنان ،معظمهم (أكثر من ،%50و %60فً األردن ) ٌعملون فً دول منطقة الخلٌج .بهذا ،تعانً مصر واألردن ولبنان بطرٌقة غٌر مباشرة ،وإن كان 20 بنفس الخطورة ،من نتائج الركود االقتصادي فً الدول المصدرة للمحروقات . ذكرت جرٌدة "البٌان" فً شهر ٌونٌو(حزٌران) ،نقال عن تقرٌر المرصد االقتصادي المصري ،أن تحوٌالت العاملٌن المصرٌٌن فً الخارج تراجعت بمعدل ،%15بٌنما ارتفع عدد هؤالء العاملٌن 21 العائدٌن من دول الخلٌج إلى 7000عامل فً مارس (آذار) .2009 أعلن البنك المركزي األردنً فً شهر ٌونٌو (حزٌران) ،أن تحوٌالت المواطنٌن األردنٌٌن العاملٌن فً الخارج انخفضت بمعدل %3للشهر الثانً على التوالً .وعلى غرار ما ٌحدث فً مصر ،تعتبر التحوٌالت من الم صادر األساسٌة إلٌرادات األردن ،إذ تفوق إجمالً المساع دات الخارجٌة التً ٌتلقاها البلد .وتعزي جرٌدة "الدستور" هذا التراجع إلى االستغناء عن كثٌر من 22 األردنٌٌن العاملٌن بالخارج ،وخاصة فً الدول العربٌة . تراجع معدالت السٌاحة %18فً منطقة الشرق األوسط واستقرارها فً شمال أفرٌقٌا أما فٌما ٌتعلق بالسٌاحة ،فٌشٌر تقرٌر أعدته منظمة السٌاحة العالمٌة فً ٌونٌو (حزٌران) ،2009 وٌضم إحصاءات األشهر األربعة األولى من العام ،إلى أن معدالت السً احة فً منطقة الشرق األوسط خالل تلك الفترة هً أكثر المعدالت تراجعا على الصعٌد العالمً ،إذ تراجع عدد الس ٌاح الذٌن زاروا دول الشرق األوسط بنسبة .%18 وٌؤكد تقرٌر البنك المركزي المصري الصادر فً ٌ 17ونٌو (حزٌران) أن إٌرادات الدولة من السٌاحة انخفضت بمعدل %17.3خالل الربع األول من العام ،مقارنة بنفس الفترة من عام 23 ، 2008وذلك على عكس دول شمال أفرٌقٌا حٌث حققت السٌاحة نموا بمعدل .%6 أ.5.
تراجع الصادرات
وأخٌرا ،أدى انهٌار التجارة الدولٌة ،الناجم عن األزمة االقتصادٌة ،إلى تراجع الصادرات العربٌة بصورة خطٌرة .فقد نتج عن الركود االقتصادي وهبوط الطلب فً أسواق بحجم األسواق األوروبٌة والوالٌات المتحدة وآسٌا ،وهً األسواق الرئٌسٌة لصادرات البلدان العربٌة من ال سلع المصنعة والمحروقات ،تزاٌد االنكماش االقتصادي فً منطقة الشرق األوسط وشمال أفرٌقٌا . تشكل صادرات دول شمال أفرٌقٌا إلى االتحاد األوروبً حوالً %80من إجمالً صادراتها فً بعض الحاالت ( %80بالنسبة لصادرات تونس ،و 78و % 76بالنسبة لصادرات لٌبٌا والمغرب "ذا إٌكونومٌست " ( The على التو الً) 24 .توضح البٌانات األخٌرة الصادرة عن مجلة )Economistفً سبتمبر (أٌلول) ،2009التدهور العام لمٌزان العملٌات الجارٌة ،وبدرجة أكبر نسبٌا فً دول الخلٌج ،وإن حافظت بشكل عام على أرصدة إٌجابٌة .
20مثال على ذلك ،ذكرت صحٌفة "القدس العربً" فً 25سبتمبر (أٌلول) الماضً ،أن 17000عامل أجنبً غادروا الكوٌت خالل النصف األول من عام 2009كنتٌجة مباشرة لألزمة االقتصادٌة .القدس العربً 25 ،سبتمبر (أٌلول) ،2009ص.14. 21البٌانٌ 22 ،ونٌو (حزٌران) .2009 22 البٌان 6 ،يونٌو (حزٌران( .2009 ٌ ،World Tourism Barometer 2009; United Nations World Tourist Organization 23ولٌو (تموز) .2009 ،European Neighbourhood Policy: Economic Review of EU Neighbour Countries 24المفوضٌة األوروبٌة ،أغسطس (آب) .2008
8
بالنسبة للدول العربٌة المصدرة للنفط تحدٌدا ،انخفض رصٌد مٌزانها الموجب من 348ملٌار دوالر فً عام 2008إلى 62100فً عام .2009وترجع هذه الظاهرة أساسا إلى أن الصادرات فً 2008بلغت ما ٌزٌد على البلٌون دوالر ،بٌنما لم تزد عن 685800ملٌون فً عام .2009 أما فً المغرب ،فنجد أن المصادر الرسمٌة تحافظ على موقفها المتفائل بالنسبة للتطور االقتصادي فً البالد ،بٌنما تعترف أٌضا بانخفاض إٌرادات الدولة عن الصادرات والسٌاحة والتحوٌالت المالٌة من قبل العاملٌن بالخارج .وٌذكر تقرٌر ا لمعهد الملكً للدراسات االستراتٌجٌة ،أن خالل الربع األول من عام 2009تراجعت الصادرات المغربٌة بمعدل ،%5واالستثمارات األجنبٌة المباشرة بنسبة ،%36بٌنما هبطت التحوٌالت بمعدل ،%11وتراجعت معدالت السٌاحة بنسبة 25 .%14
ب .البطالة بٌن الشباب :أكبر تحدي اجتماعً لمواجهة األزمة لم تؤثر األزمة االقتصادٌة على العالم العربً بنفس الدرجة .بل أن األرقام الماكرو ا قتصادٌة ال تعكس التأثٌر الفعلً للركود االقتصادي على مواطنً البلدان العربٌة .إن تراجع معدل نمو إجمالً الناتج المحلً لدولة اإلمارات العربٌة المتحدة بأكثر من %10لم ٌؤد إلى هبوط مستوى المعٌشة أو السالم االجتماعً للمواطنٌن اإلماراتٌٌن .على الرغم من ذلك ،قد ٌسفر انخفاض النمو االقتصادي فً الجزائر بمعدل %0.1عن وجود تحدٌات اجتماعٌة هامة .ولقد حذر البنك الدولً من هذا الموقف ومن الخطر الذي تواجهه عدة دول عربٌة إذا ُد ترجمت األزمة االقتصادٌة بها إلى أزمة اجتماعٌة. نصٌب الفرد من الدخل القومً :نقاط بداٌة مختلفة لمواجهة األزمة ،والضغط الدٌموغرافً كما أشرنا سلفا فً المقدمة ،لم تنطلق كافة الدول العربٌة من نفس نقطة البداٌة لمواجهة آثار األزمة االقتصادٌة العالمٌة .األرقام الدالة على نصٌب الفرد من الدخل القومً ،وإن كانت ال تضمن توزٌعا عاد ال أو متزنا للثروات،إال أنها تسمح بتقٌٌم مستوى المعٌشة العام للمواطنٌن .فً حالة دول مجلس التعاون الخلٌجًٌ ،مكن مالحظة كٌف أن نصٌب الفرد من الدخل القومً فً الدول المختلفة بنفس المستوى ،بل أٌضا ٌفوق معدالت دول أعضاء فً منظمة التعاون من أجل التنمٌة االقتصادٌة ( .)OECDوهكذا ،رغم أن األزمة المالٌة خفض ت بدرجة ملموسة مستوى احتٌاطً هذه الدول ،نجد أن السٌولة المتراكمة خالل سنوات ا الزدهار االقتصادي ،وكذلك مستوى وغرافٌة سمحت لها بمواجهة البنٌات األساسٌة بها ورأس المال ،إلى جانب قلة الضغوط الدٌم الركود االقتصادي من موقع ثقة نسبٌا. وهناك اختالف كبٌر بٌن وضع كل من قطر والٌمن ،وٌمثالن أكبر و أصغر معدالت لنصٌب الفرد من الدخل القومً على التوالً .فً هذا االتجاه ،الدول ذات الدخل المرتفع 20000 ،دوالر سنوٌا (م عادل القوة الشرائٌة بالدوالر ( )PPPالبحرٌن والكوٌت وقطر والسعودٌة ودولة اإلمارات العربٌة المتحدة ) ،هً األقل تعرضا للضغوط السٌاسٌة واالجتماعٌة ،بٌنما الدول التً توجد داخل حٌز اإلٌرادات المنخفضة فهً بالطبع األكثر تعرضا ل توترات اجتماعٌة محتملة أو الضطرابات سٌاسٌة ،وبصفة خاصة السودان والٌمن ومورٌتانٌا .وبٌن الحدٌن توجد الدول ذات الدخل المتوسط -المرتفع ،وهً لٌبٌا ولبنان وعُدمان ،وتلك ذات الدخل المتوسط -المنخفض ،مثل الجزائر وجٌبوتً ومصر واألردن والمغرب وسورٌا وتونس . Le Maroc face à la crise financière et économique mondiale: enjeux et orientations des 25 ،Royal Institute for Strategic Studies politiques,ماٌو (أٌار) .2009
9
تحدي البطالة تعتبر معدالت البطالة ،وخاصة بٌن الشباب ،من أهم التحدٌات التً تواجهها اقتصادات كثٌر من الدول العربٌة على المدى القصٌر والمتوسط .وفقا لتقرٌر التنمٌة البشرٌة فً العالم العربً ،تعانً الدول العربٌة مشكلة بطالة الشباب بشكل "متباٌن" .إذ ٌصل معدل البطالة بٌن الشباب إلى ما وبصف خاصة فً دول مثل الجزائر ،حٌث ٌصل معدل البطالة ة ٌقرب من ،%30مما ٌدعو للقلق بٌن الشباب إلى .%45 ومعدالت البطالة التً تدعو إلى القلق أيضا ،وإن كان بدرجة أقل ،فً دول أخرى مثل السعودٌة ومصر ،حٌث تبلغ نسبة الشباب العاطل ،%25كما ٌوجد فً هاتٌن الدولتٌن ،مثالهما مثل الجزائر ،نسبة مرتفعة جدا من السكان الذٌن تقل أعمارهم عن 15عاما ،مما قد ٌؤدي إلى ارتفاع 26 معدالت البطالة بٌن الشباب مستقبال . فً هذا االتجاه ،نشرت صحٌفة "البٌان" فً ٌونٌو (حزٌران) 2009أن معدالت البطالة فً مصر قد تنطلق فً ، 2010وٌتفق هذا الرأي مع توقعات اتحاد العمال المصرٌٌن فً الخارج ،الذي 27 ٌعتبر أن تأثٌر األزمة على الٌد العاملة فً مصر سٌظهر بصورة واضحة فً عام .2010 ولذ تعتثش اٌثطايج واٌحاخح إًٌ خٍك فشص عًّ ٌٍسىاْ ِٓ اٌشثاب اٌزَٓ َتضاَذ عذدهُ ِٓ ،أهُ اٌتحذَاخ اٌتٍ َىاخهها عذد وثُش ِٓ اٌثٍذاْ اٌعشتُح .وهزا اٌىضع االختّاعٍ وااللتصادٌ َضداد ،وٌىٕها تىاخه ضغىطا تعمُذا فٍ تٍه اٌذوي اٌتٍ ال تعتّذ عًٍ دخىي ِٓ اٌصادساخ إٌفطُح سىأُحَ .دة خًق فشص عًّ ٌسىاْ ِعظّهُ ِٓ اٌشثاب ،ورٌه عًٍ اٌّذي اٌمشَة .ولذ تىىْ حاٌح وً ِٓ اٌّغشب وِصش أوثش األِثٍح وضىحا ٌهزا اٌىضع .إْ اٌثطاٌح واألُِح تطشحاْ ِشاوً خطُشج ٌٍغاَح تإٌسثح ٌٍمطاعاخ اٌسىأُح األوثش فمشا ،ؤعٍٕ تها اٌّهاخشَٓ فٍ ِٕطمح اٌخٍُح ،وهُ تىظُف أوثش ا ٌّتضشسَٓ ٔتُدح إلخشاءاخ اٌتمشف ٌّىاخهح األصِح ،وتشاخع ِعذالخ اي واٌتحىَالخ اٌّاٌُح ِٓ لثً اٌعآٍُِ فٍ اٌخاسج. وهٕان تٍذاْ أخشي ِٕتدح وِصذسج ٌٍٕفظ ،وٌىٕها راخ دخً ِتىسظ وَشىً اٌشثاب ٔسثح عاٌُح ِٓ تعداد سكانها ،مثل الجزائر أو السودان ،وهذه الدول ستواجه تحدٌات مماثلة. من التحدٌات المرتبطة بالبطالة أٌضا احتمال زٌادة الفقر .وفقا لتقرٌر التنمٌة البشرٌة فً العالم العربً لعام ، 2009الدول العربٌة مقارنة بدول أخرى نامٌة ذات مستوٌات دخل و تنمٌة بشرٌة 28 مماثلة ،علٌها أن تحقق نتائج أفضل بالنسبة لمؤشرات الفقر . األزمة االقتصادٌة وما تبع ه ا من عجز فً الموازنة العامة ٌمثالن خطرا على خطط التنمٌة واالستثمارات العامة ومسارات التصنٌع ،كما ٌهددان السٌاسات االجتماعٌة وسٌاسات التعاقدات الحكومٌة .إن زٌادة البطالة قد تكون أكثر التداعٌات التً ٌمكنها أن تحول األزمة االقتصادٌة إلى أزمة اجتماعٌة ،وخاصة فً تلك الدول حٌث نصٌب الفرد من الدخل القومً أدنى ،وظروف التنمٌة البشرٌة بها أقل مستوى .
ج.
الخطط اإلنمائٌة العامة والتوقعات إزاء األمة
26
Arab Human Development Report 2009: Challenges to Human Security in the Arab ، Countriesالبرنامج اإلنمائً لألمم المتحدة ،ص.109. 27 Impacts of the Global Financial Crisis on Egyptian Workers, Fifth Report. Center for Trade )ٌ ،Union & Workers Services (Egyptولٌو (تموز) 2009 Arab Human Development Report 2009: Challenges to Human Security in the Arab 28 ،Countriesالبرنامج اإلنمائً لألمم المتحدة ،ص.115 .
10
عقب تأثٌر هذه األزمات المتوالٌة أصبح الوضع االقتصادي والضرٌبً للدول العربٌة ضعٌفا للغاٌة .على الرغم م ن ذلكٌ ،مكننا القول ،بصفة عامة ،إنه على غرار الوضع فً دول أخرى، جاءت لتعوض تراجع االستثمارات العامة فً مجاالت البنٌات األساسٌة والخدمات والطاقة، االستثمارات الخاصة ،وبصفة خاصة االستثمارات األجنبٌة ولٌس فقط فً الدول المنتجة للنفط . نالحظ استمرار وتوسع مشار ٌع توسٌع الطرق البرٌة والموانئ البحرٌة والسكك الحدٌدٌة وشبكات الكهرباء ،وغٌرها فً المغرب والجزائر والسعودٌة ودول أخرى فً منطقة الخلٌج .وإن كانت هذه االستثمارات ستسبب ضغوطا على عجز الموازنات العامة ،وخاصة فً البلدان المصدرة، والتً كانت تتوقع االعتماد على إي رادات أكبر ،نظرا لتطور األسعار فً سوق المحروقات ،من المنتظر أن ٌعمل االحتٌاطً المتراكم على تجنب اللجوء إلى الدٌون الخارجٌة . وفقا لصحٌفة "ذا إٌكونومٌست " ( ،)The Economistتواجه الجزائر ،التً تمكنت من إلغاء دٌونها الخارجٌة ،عجزا فً الموازنة من جدٌد ٌشكل %4من إجمالً الناتج المحلً ،رغم أن "بٌزنٌس مونٌتور إنترناشٌونال " ( )Business Monitor Internationalكانت تتوقع أ ن تشهد %10من الجزائر أكبر معدالت عجز للموازنة خالل السنوات الخمسة عشرة األخٌرة ،أي إجمالً الناتج المحلً ) .من جانب آخر ،وفقا لتوقعات وحدة االستقصاء اال قتصادي ( Economic )Intelligence Unitفً شهر فبراٌر (شباط) ،قطر واإلمارات هما الدولتان الوحٌدتان فً منطقة الخلٌج اللتان لن تعودا إلى مواجهة عجز الموازنة . دالئل االنتعاش االقتصادي ومراجعة لنماذج تنموٌة :بعض دروس األزمة المالٌة بعض المؤسسات ،مثل صندوق النقد الدولً ،فً تقرٌره الصادر فً أكتوبر (تشرٌن األول) ،بدأت تؤكد بعض دالئل االنتعاش االقتصادي .فً حالة الشرق األوسط " نتٌجة لتعافً ا ألوضاع المالٌة فً المنطقة وارتفاع أسعار السلع (وبصفة خاصة النفط )" 29.وٌشٌر الصندوق أٌضا إلى تحسن التوقعات للشرق األوسط " بفضل استقرا ر االقتصاد العالمً ،وكذلك ارتفاع أسعار المحروقات من جدٌد ".إال أنه ينبه إلى أن الظروف ما ز الت "معقدة" ،وأضاف أن الخطر الرئٌسً يكم ن فً أن هذه الدالئل الطفٌفة للنمو االقتصادي قد ال تكون حقٌقٌة وال مستدامة ،مع تعرضها لعواقب تراجع محتمل فً أسعار النفط مستقبال . (تشرٌن األول ) حٌث وٌبدي البنك الدولً كذلك تحفظا فً تقرٌر أصدره أٌضا فً شهر أكتوبر ( )MENAالحفاظ على هذا ٌشٌر إلى أنه إذا أرادت دول منطقة الشرق األوسط وشمال أفرٌقٌا االنتعاش االقتصادي على المدى البعٌدٌ ،تحتم علٌها االستفادة من هذه األزمة لمواجهة التحدٌات المعلقة فً مجال المؤسسات والبنٌات األساسٌة ،والتً حالت دون تحقٌق النمو االقتصادي خالل عقود مضت. ٌكفً أن نلقً نظرة على تطور نمو إجمالً الناتج المحلً فً الدول العربٌة خالل العقدٌن .إن توالً تذبذبات المؤشر ات األخٌرٌن لنثبت تبعٌة اقتصادها القصوى لتطور أسعار النفط االقتصادٌة صعودا وانخفاضا ،على هٌئة أسنان المنشارٌ ،عكس تقلب اقتصاد غٌر متنوع و ٌعتمد كلٌة على عوامل خارج نطاق سٌطرته . وٌضٌف البنك فً تقرٌره أنه خالل السنوات السابقة لألزمة حققت دول منطقة الشرق األوسط نموا اقتصادٌا "هاما ولكنه غٌر بارز " ،مقارنة بمناطق أخ رى نامٌة ،إذ ٌطابق ما حققته من نمو خالل التسعٌنات،كما أنه أقل مستوى من معدالت النمو فً الثمانٌنات .
، Regional Economic Outlook: Middle East and Central Asia 29صندوق النقد العالمً ،أكتوبر (تشرٌن األول) .2009
11
وتشٌر التقدٌرات إلى أن منطقة الشرق األوسط وشمال أفرٌقٌا تحتاج إلى حوالً 300ملٌار دوالر ساسٌة ،وهً احتٌاجات استثمارات خالل العقد المقبل لتغطٌة احتٌاجاتها الحالٌة من البنٌات األ . ضرورٌة بصفة خاصة فً دول مجلس التعاون الخلٌجً ،رغم الجهود القائمة فً هذا المجال وتقدر استثمارات دول مجلس التعاون الخلٌجً فً مجال البنٌات األساسٌة خالل الفترة ما بٌن عامً 1998و 2007بما ٌقرب من %20من إجمالً الناتج المحلً ،وهو رقم ضئٌل مقارنة باستثمارات الصٌن وكورٌا الجنوبٌة ( %39و %30من إجمالً الناتج المحلً على التوالً ). وقد اعترفت بعض دول منطقة الخلٌج بهذا العائق واتخذت التدابٌر لمواجهته .فً عام 2009 رفعت المملكة العربٌة السعودٌة النفقات العامة فً مجال البنٌات األساسٌة بمعدل %36لتصل إلى 60ملٌار دوالر ،وخطتها اإلنمائٌة على المدى المتوسط تشمل استثمارات بقٌمة 400ملٌار دوالر فً مجال البنٌات األساسٌة خالل األعوام الخمسة القادمة .كما أعلنت قطر والبحرٌن عن مشارٌع استثمارٌة طموحة .ودبً ،رغم آثار األزمة القوٌة ،تحتل مركزا متقدما بالنسبة لتوق عات استعادة نشاطها االقتصادي. إن دالئل التعافً االقتصادي ،التً بدأت تظهر خالل األشهر األخٌرة فً الدول العربٌة ،بدون هذه البنٌات األساسٌة الضرورٌة ،وبدون تخفٌف اإلجراءات البٌروقراطٌة ،وبالتالً بدون مسارات للتصنٌع والتنوٌع االقتصاديٌ ،مكن أن ٌذكرها التارٌخ كمجرد طفرة أو " سن من أسنان المنشار " فً رسم بٌانً بدال من خط ٌدل على نمو إٌجابً ومستقر ومستدام على مدى الزمن ،نمو ٌلٌق باقتصاد ناشئ . فً إطار الوضع الراهن نجد أن هناك ضرورة عاجلة للتعمق فً اإلصالحات والخطط التنموٌة التً بدأتها الدول فً فترة ا الزدهار االقتصادي ،وذلك لتحد من تبعٌتها لتقلبات أسعار المحروقات ولألسواق الخارجٌة. إن تنوٌع اقتصادي أكبر وتصنٌع الدول هو جوهر تأسٌس اقتصاد أكبر للعمل على المدى المتوسط.
د.
مستدام قادر على خلق فرص
األبعاد السٌاسٌة لألزمة :سٌاسات وإجراءات للتنمٌة اإلقلٌمٌة
رغم تباٌن األو جه االجتماعٌة والسٌاسٌة فً المنطقة ،أشار الخبراء أعضاء نادي مدرٌد ،خالل المائدة المستدٌرة ،التً تم تنظٌمها فً شهر أكتوبر بمقر البٌت العربً ،إلى سلسلة أولوٌات ٌجب العمل بها من منطلق سٌاسً على المستوى القومً واإلقلٌمً والدولً ،لتطوٌر نماذج للتنمٌة أكثر استدامة ،والستعادة خطا متواصال للنمو االقتصادي فً المنطقة على المدى القصٌر. تتركز هذه األولوٌات والتدا بٌر فً ثالثة مجاالت بصفة عامة :استراتٌجٌات إنمائٌة وإدارة الحكم وتكامل إقلٌمً وتعاون دولً. د .1.استراتٌجٌات إنمائٌة وإدارة الحكم على المستوى القومً رغم أن التقدم االقتصادي المحرز خالل فترة التوسع االقتصادي األخٌرة ٌعتبر حدثا إٌجابٌا ،إال أن إجمالً النمو فً المنطقة لم ٌكن ذا أهمٌة كافً ة ،وذلك فٌم ٌتعلق بإمكانٌاته و ما أحرزته دول ناشئة أخرى من تقدم .بل أكثر من ذلك ،أبرز مدى تأثٌر انهٌار أسعار النفط والتجارة الدولٌة على الدول العربٌة استمرار تبعٌة قوٌة من قبل االقتصادات العربٌة لتقلبات أسعار النفط وتطور األسواق الخارجٌة.
12
لذا نجد ضرورة إدخال سٌاسات اقتصادٌة واستراتٌجٌات إنمائٌة جدٌدة بهدف التعافً من األزمة وضمان مستقبل مستدام و مزدهر فً المنطقة على المدى المتوسط ،وبالتالً ٌتحتم مواجهة عدة إصالحات وإجراءات لتحسٌن السٌاسات االقتصادٌة و نظم إدارة الحكم فً المجاالت التالٌة: .1
التعلٌم والعمالة
البطالة ،وخاصة بٌن الشباب ،قد تكون من أكبر التحدٌات التً تواجه جدول األعمال السٌاسً واالقتصادي للدول العربٌة الرائدة حالٌا .إن تدهور االقتصاد الفعلً وما تبعه من ارتفاع معدالت اضطرابات اجتماعٌة البطالة ،إلى جانب انخفاض مستوى معٌشة المواطنٌن من شأنه تولٌد واحتجاجات فً بعض الدول ،وخاصة فً الدول ذات الح كومات األكثر ضعفا مثل :فلسطٌن والعراق والٌمن والسودان .إن خلق فرص أكثر وأفضل للعمل من ال تحدٌات الهامة التً تواجهها الدول األكثر استقرارا ،مثل الجزائر والمغرب والسعودٌة ،حٌث تمثل زٌادة السكان ضغوطا على المواطنٌن القادرٌن على العمل ،ومنهم نسبة متزاٌدة من الشباب ذوي الكفاءات .إزاء هذه الوضع، تتضح لنا ضرورة إجراء إصالحات اقتصادٌة وتعلٌمٌة تتجه نح و دعم تنوٌع وتنمٌة ق طاعات الصناعة والخدمات والمعرفة ،وهً ضرورٌة لتـأسٌس اقتصاد إنتاجً ذي قدرة تنافسٌة وقادر على خلق 100ملٌون فرصة عمل جدٌدة على األقل خالل العقد المقبل . .2
تدخل الحكومات فً االقتصاد وبرامج التحرٌر االقتصادي
خالل العقد األخٌر ،قامت معظم الدول العربٌة بتطوٌر مسارات لتحرٌر االقتصاد ،وبرامج هٌكلٌة تهدف إلى انفتاح اقتصاداتها ،ومواءمتها مع نموذج االقتصاد العالمً والتجارة الحرة .إال أن األزمة المالٌة واالقتصادٌة الراهنة سلطت الضوء على بعض أوجه القصور فً نظام السوق ذاتٌة التنظٌم ،وأعادت بعض م يةاأل ه إلى دور الحكومة التدخلً فً االقتصاد .بهذه الطرٌقة ،أدت األزمة االقتصادٌة الراهنة إلى تدهور مسارات التحرٌر االقتصادي ،وكذلك السٌاسات االقتصادٌة االنفتاحٌة المطبقة فً الدول العربٌة .األزمة ال ٌجب أن تكون حجة الستئناف اإلجراءات التدخلٌة، وال إٌقاف السٌاسات االقتصادٌة الهادفة إلى تنوٌع االقتصاد وفتح األسواق .على الرغم من ذلك، على الدول أن تدخل إجراءات تضمن تغطٌة اجتماعٌة للقطاعات السكانٌة األكثر فقرا ،وخاصة بعد األزمة .ودورها ٌجب أن ٌكون فعاال بصفة خاصة لخلق إطار قانونً وتنظٌمً ٌتسم بالوضوح والشفافٌة ،لٌضم ن األداء السلٌم لألسواق. .3
التنوٌع االقتصادي والتصنٌع ومجتمع المعرفة
أظهرت األزمة االقتصادٌة وجود مشاكل هٌكلٌة مختلفة فً االقتصادات العربٌة .وتعتبر التبعٌة القصوى لإلٌرادات النفطٌة ،و أٌضا االفتقار للتنوٌع االقتصادي من أهم التحدٌات التً تواجهها الدول العر بٌة المصدرة للنفط .وهناك مشاكل هٌكلٌة أخرى وهً المتعلقة بعدم كفاٌة اإلجراءات الحالٌة فً مجال تطوٌر مجتمع المعرفة . فً هذا االتجاه ،هناك نقطة رئٌسٌة وهً استثمار ما تدره الصادرات النفطٌة من إٌرادات لتولٌد مسار لنمو االقتصاد الفعلً ،بحٌث ٌنعكس هذا النمو على خل ق فرص عمل جدٌدة وبصفة خاصة بٌن الشباب. وتنشٌط البحث وكذلك تنمٌة االبتكار وٌعتبر تطوٌر التعلٌم لألجٌال القادمة فً الدول العربٌة، واستخدام التقنٌات الحدٌثة أمرا "جوهرٌا" .وأفضل وسٌلة لتنمٌة رأس ا لمال البشري العظٌم فً المنطقة هً دعم مجتمع المعرفة .فً هذا المع نى ،على الدول العربٌة رفع مستوى جودة النظم التعلٌمٌة ،وكذلك تطوٌر وتعزٌز المعرفة والبحث فً القطاعات الناشئة مثل الطاقات المتجددة .
13
.4
الدٌمقراطٌة والتنمٌة من خالل مشارٌع صغٌرة إلدارة الحكم
رغم أن األزمة االقتصادٌة الراهنة تعنً مرحلة تحول فً الدول العربٌةٌ ،شٌر معظم الخبراء إلى .فٌما ٌتعلق بمسارات أن الوضع االقتصادي سٌؤدي إلى تغٌرات قلٌلة فً نظم الحكم الحالٌة الدٌمقراطٌة فً دول المنطقة ،ي رى الخبراء أن األزمة االقتصادٌة قد تؤدي إلى زٌادة المطالبة بالشفافٌة والرقابة ،وبصفة خاصة فٌما ٌتعلق بإدارة الصنادٌق السٌا دٌة .رغم ذلك ،ال ٌبدو أن تزاٌد المطالبة بالشفافٌة سًتحول إلى زٌادة التوتر ورد الفعل اال جتماعً ضد الحكومات الحالٌة، ولن يغٌر الوضع الراهن فً المنطقة. إال أن تعدٌالت صغٌرة فً إدارة الحكم على المستوى الوطنً من شأنها التأثٌر فً تطوٌر أكبر لمسارات إرساء الدٌمقراطٌة فً المنطقة .هذه المشارٌع الصغٌرة تشمل مبادرات تحث على الشفافٌة والممارسات الجٌدة للحكم ،ومكافحة الفساد .وفقا لرأي األستاذ طارق ٌوسف ،عمٌد كلٌة دبً لإلدارة الحكومٌة ،أفضل وسٌلة لدعم تغٌرات إدارة الحكم و دعم مسارات إرساء الدٌمقراطٌة فً المنطقة العربٌة تكون من خالل هذه المشارٌع الصغٌرة لإلصالحات الحكومٌة ( Small .)Governance Projectsوٌمكن توجٌه هذه المشارٌع على نطاق ضٌق نحو مجاالت مثل تشجٌع الشفافٌة والحكم التشاركً ،ودولة القانون ،أو تعدٌالت صغٌرة فً إدارة المؤسسات . على المدى المتوسط هذه المشارٌع الصغٌرة ٌمكنها أن تؤدي إلى تأثٌر كبٌر فً تحسٌن نظم الحكم .وٌمكن ألوروبا أن تكون شرٌكا هاما فً هذا االتجاه ،من خالل تقدٌم المساعدة والتعاون فً مجال تطوٌر هذه المبادرات الصغٌرة إلدارة الحكم . .5القدرة على التنبؤ والشفافٌة والتخطٌط فً السٌاسات االقتصادٌة لكً نعطً انطباع األمن واالستقرار للمستثمرٌن والشركاء التجارٌٌن و بالتالً الستقطاب مشارٌع استثمارٌة أجنبٌة على المدى البعٌدٌ ،تحتم وجود سٌاسة اقتصادٌة تعتمد على برامج وتدابٌر ٌتم ب بنتائجه ،وٌتسم بالشفافٌة .كل دولة فً المنطقة علٌها أن تطوٌرها من خالل مسار ٌمكن الت نؤ تصمم برامج وخطط ا اقتصادٌة خاصة بها ،تنفذ وتنشر بوضوح وشفافٌة .وقد أبرزت هذه النقطة بصفة خاصة من قبل رئٌس الح كومة اإلسبانٌة السابق ،وعضو نادي مدرٌد ،فٌلٌبً غونثال يث ( ،)Felipe Gonzálezالذي أشار إلى أن الفرص التً تقدمها الدول لالستثمار والنمو االقتصادي وازدادت شفافٌتها وارتباطها ببرنامج لإلعداد تزداد كلما ازدادت القدرة على التنبؤ بنتائجها، والتنفٌذ فً إطار سٌاسات اقتصادٌة على المدى المتوسط والبعٌد . د.2.
االندماج والتعاون االقتصادي على المستوى اإلقلٌمً
من الضروري تحسٌن وإعادة النظر فً ال عالقات السٌاسٌة واالقتصادٌة للدول العربٌة على المستوى اإلقلٌمً ودعم تعاون سٌاسً واقتصادي أفضل بٌن هذه الدول .عبد السالم بركة ،السفٌر المغربً السابق لدى إسبانٌا ،والوزٌر السابق للعالقات مع البرلمان ،أبرز فً كلمته أن الدول العربٌة " تحتاج إلى تكو ٌن سٌاسة جوار حقٌقٌة ،سواء بٌن ال دول العربٌة أو بٌنها و بٌن الدول المجاورة لها جغرافٌا ،تعتمد على إرادة صادقة للحوار والتعاون ولحل نزاعات الحدود التً عفا علٌها الزمن و المتوارثة منذ عهد االستعمار " .وأشار فٌلٌبً غونثاليث ،من جانبه أٌضا ،إلى األهمٌة االستراتٌجٌة للتعاون اإلقلٌمً .وفقا لرئٌس الحكومة اإلسبانً السابق ،على الصنادٌق السٌادٌة لدول مجلس التعاون الخلٌجً أن تتجه نحو دول شمال أفرٌقٌا وتوجه استثماراتها إلى هذه المنطقة .فً هذا االتجاه ،لم ٌبد السٌد طارق ٌوسف تفاؤال كبٌرا و قال إ نه على الرغم من أن دول مجلس التعاون الخلٌجً تقوم بالفعل بدعم مشارٌع عربٌة بٌنٌة لشركات مختلفة ،إال أن دول المغرب العربً توجد حالٌا خارج نطاق هذا النشاط ،وخاصة ألن المصالح االقتصادٌة تتجه نحو
14
الشرق ،أي إلى الصٌن والهند .من جانب آخر ،كما أبرز طارق ٌوسف أنه على عكس م نطقة الخلٌج ،فان دول المغرب العربً أ صبحت أقل تجانسا وأ قل تماسكا. ،من أجل إدارة الموارد هناك ضرورة لتعاون سٌاسً واقتصادي أفضل بٌن الدول العربٌة الطبٌعٌة بشكل أكثر فعالٌة ،والتنسٌق بٌن سٌاساتها االقتصادٌة .فً هذا االتجاه ،باستثناء مسارات التكامل التً تطورها دول مجلس التعاون الخلٌجً ،هذه السٌاسات مازالت فً ال دول العربٌة حلما ال سبٌل إلى تحقٌقه .تشكل التجارة العربٌة البٌنٌة %5فقط من إجمالً التبادالت التجارٌة فً العالم العربً ،بٌنما تمثل السٌاحة بٌن الدول العربٌة بالكاد %10من السٌاحة فً المنطقة .فً هذا الشأن ،أبدى العدٌد من الخبراء تشاؤما وذلك للعوامل المختلفة التالٌة: - 1توجه االهتمام االقتصادي نحو الشرق كما ٌقول السٌد طارق ٌوسفٌ ،تدخل الثقل االقتصادي لدول مثل الهند أو الصٌن فً مسارات التكامل والتعاون االقتصادي بٌن الدول العربٌة .إن االقتصاد العالمً ٌتجه حالٌا نحو الشرق ،مما ٌؤدي إلى توجه اهتمام دول مجلس التعاون بدول شمال أفرٌقٌا.
الخلٌجً أٌضا إلى هذه األسواق أكثر من اهتمامها
فً هذا االتجاه ،نجد أن دول الخلٌج ترغب فً االستفادة من إمكاناتها االقتصادٌة ك جسور بٌن أوروبا وأسٌا ،وذلك بتعزٌز قدرتها االقتصادٌة اإلقلٌمٌة ،على عكس دول عربٌة أخرى كان لها حتى الوقت الراهن ثقل تجاري أكبر. - 2الصنادٌق السٌادٌة عناصر فاعلة جدٌدة للتنمٌة اإلقلٌمٌة الواردة من الصادرات خالل العقد األخٌر ،جمعت الصنادٌق السٌادٌة العربٌة معظم السٌولة النفطٌة .وكما أشرنا سابقا ،جزء كبٌر من هذه السٌولة كان ٌودع فً صنادٌق أجنبٌة تكبدت خسائر فادحة إثر األزم ة المالٌة الراهنة ،بدال من استثمارها فً مشارٌع للتنمٌة اإلقلٌمٌة والمحلٌة . ولذاٌ ،تحتم على الصنادٌق السٌادٌة العربٌة أن تعٌد النظر فً سٌاساتها االستثمارٌة وتوجٌهها .بفضل هذا التغٌٌر فً الس ياسة نحو تحقٌق نمو اقتصادي فعلً فً المنطقة العربٌة ذاتها االقتصادٌةٌ ،مكن للصنادٌق السٌادٌة العربٌة أن تصبح جهات أو عناصر فاعلة هامة للتنمٌة االقتصادٌة اإلقلٌمٌة. - 3إقلٌمٌة براغماتٌة منفتحة فً مجال الطاقة إذا أخذنا بعٌن االعتبار المشاكل التً ٌطرحها مسار التكامل اإلقلٌمً فً العالم العربًٌ ،مكننا أن نجد فً نموذج المسار األوروبي للتكامل مثاال لتطوٌر تعاون إقلٌمً ذي طابع براغماتً أو عملً. محدد فً المنطقة ، قد تكون مجاالت إدارة وتوزٌع واستهالك الطاقة موضع اهتمام مشترك و وٌمكنه أن ٌحدد هذ ا النوع من التعاون أو اإلقلٌمٌة .لذلك ،نظرا للوضع الراهن والنقاط المشار إلٌها بعالٌة حول وجود جها ت فاعلة قرٌبة أو بعٌدة ،أي مسار للتكامل قد ٌطرأ فً المنطقة ٌجب أن ٌحافظ على انفتاحه على جهات فاعلة أخرى مثل تركٌا وأوروبا وجنوب آسٌا . د.3.
دور المنطقة العربٌة فً الساحة الدولٌة
15
.واالفتقار إلى هذا ا لصوت حالٌا ٌفتقر العالم العربً إلى صوت واحد على المسرح الدولً المشترك ،الذي ٌمكنه أن ٌتحدث بصورة مشروعة باسم كافة الدول العربٌة ،يمثل عائقا هاما عند الدفاع عن احتٌاجات ومصالح المنطقة العربٌة لدى المؤسسات الدولٌة . على الدول العربٌة أن تعٌن بصورة عاجلة ممثال لها جمٌعا لدى أجهزة وهٌئات مثل العشرٌن الكبار( ،)G20أو أ ي محافل أخرى حٌث تتخذ قرارات اقتصادٌة هامة بشأن المنطقة العربٌة على الصعٌد الدولً. هناك جانبان من شأنهما اإلسهام فً تحقٌق إنجازات فً هذا االتجاه : - 1تعاون أفضل وتكامل مع أوروبا والدول الناشئة إن تعاون سٌاسً واقتصادي أفضل بٌن الدول العربٌة ،وتوثٌق العالقات مع مناطق أخرى مثل أوروبا ودول ناشئة ،من شأنه تعزٌز موقف الدول العربٌة وتقوٌة تأثٌرها على المراكز الدولٌة صانعة القرار . ٌلٌبً غونثالٌث بصفة خاصة مجال التكامل بٌن أوروبا والدول العربٌة ،الذي قد ٌصل إلى أبرز ف درجة الكمال .إن العالم العربً وأوروبا منطقتان متكامل تان تهدفان إلى التفاهم والتعاون المتبادل . ،إلى جانب دعم التنمٌة فً هذا المعنى ،تحتاج أوروبا إلى التزام أكبر تجاه المنطقة العربٌة المستدامة والمستقرة على المدى البعٌد. كما أبرز عبد السالم بركة ،سفٌر المغرب السابق لدى إسبانٌا ،أهمٌة " تنفٌذ الدٌنامٌكٌة الضرو رٌة لكً تقٌم الشعوب المتوسطٌة عالقة تعاون جدٌدة أساسها االحترام المتبادل والتخطٌط للمستقبل ". وعلى الدول العربٌة ،من جانبها ،أن تحسن سٌاساتها وعالقات التبادل بٌنها وبٌن األسواق الخارجٌة ،إلى جانب أوروبا ،ومع مناطق نامٌة وناشئة أخرى ،مثل الصٌن والهند والبراز وتركٌا.
ٌل
- 2المحروقات :أداة للسٌاسة الدولٌة أدت إلى األزمة فً الدول رغم أن هبوط أسعار المحروقات كان من األسباب الرئٌسٌة التً العربٌة ،خالل األشهر األخٌرة ارتفعت أسعار النفط من جدٌد لٌصل سعر البرمٌل إلى 70دوالرا. وترى معظم التوقعات أنه خالل عام 2010سٌستمر ارتفاع سعر البترول ،م ما سٌؤدي إلى استرداد الدول العربٌة المنتجة للنفط لوضعها الهام على المسرح الدولً .وٌجب استغالل هذا الوضع لتطوٌر دور فعال من أجل تحدٌد نموذج تنموي عالمً أكثر استدامة واستقرارا . وعلى عكس ذلك تماماٌ ،جب أال ي كون تعافً األسعار ذرٌعة لنسٌان أو إغفال التحدٌات االقتصادٌة الرئٌسٌة التً تواجهها المنطقة العربٌة ،والعمل على الحد من التبعٌة للمنتجات النفطٌة ،وأٌضا محاولة التخفٌف من حدة اآلثار السلبٌة للتغٌر المناخً ،وضمان األمن الغذائً.
مراجع: Regional Economic Outlook: Middle East and Central Asia, FMI, May 2009 Regional Economic Outlook: Middle East and Central Asia, FMI, September 2009 2009 MENA Economic Developments and Prospects Report, World Bank, October 2009 Middle East and North Africa: Regional overview, Economist Intelligence Unit,
16
September 2009 “Q&A on the Global Financial Crisis and MENA”, World Bank, April 2009 Arab Human Development Report 2009, UNDP, July 2009 The Global Competitiveness Report, World Economic Forum, September 2009 Doing Business 2010.World Bank, September 2009 World Tourism barometer 2009, United Nations World trade organization, July 2009 Impact of the Global Crisis on Neighbouring Countries of the EU. DG ECFIN, European Commision. June 2009 European Neighbourhood Policy:Economic Reviw of EU Neighbouring Countries, DGECFIN, European Commission, August 2009 Casa Árabe Economic and Business Bulletin, nº9-13, 2008-2009
صحف ووسائً إعالَ عشتُح ِختٍفح
:قام بالترجمة إلى اللغة العربية بتكليف من البيت العربي Al Fanar Traductores
17