Creation Out of Crisis (Arabic Version)

Page 1

‫اإلبداع في‬ ‫خض ّم األزمة‬

‫لحظة تاريخية مواتية لرفع مستوى‬ ‫إسهامات الفنّ وال ّثقافة في إحداث‬ ‫تغيير اجتماعي في المنطقة العرب ّية‬


‫تصوير‪ :‬محمد داود‬

‫مرحبا ً بمن هناك‪ ،‬إنتاج مسرحي‪ ،‬سوريا‬

‫الصورة بإذن من مواطنون فنانون‬


‫المحتويات‬ ‫تمهيد‬

‫ص‪5.‬‬

‫المقدّ مة‬

‫ص‪7.‬‬

‫الفنّ وال ّثقافة‪:‬‬ ‫حافزان لل ّتغيير االجتماعي‬

‫ص‪11.‬‬

‫الفنّ وال ّثقافة‪:‬‬ ‫سياق خصب إلحداث ال ّتغيير االجتماعي‬

‫ص‪15.‬‬

‫مجتمع ديناميكي الممارسة‬ ‫أ‪ .‬الفضاءات اإلبداعية والمساحات العامة‬ ‫ب‪ .‬مناصرة اإلعالم التجريبي‬ ‫ج‪ .‬التعلم والخطاب البديالن‬ ‫د‪ .‬التنمية والتواصل المجتمعيان‬ ‫هـ‪ .‬المشاركة االجتماعية‬

‫ص‪19.‬‬

‫ال ّتوصيات والفرص‬

‫ص‪36.‬‬

‫الخاتمة‬

‫ص‪40.‬‬

‫اإلبداع في خض ّم األزمة‪ ،‬لحظة تاريخية مواتية لرفع مستوى إسهامات الفنّ ّ‬ ‫والثقافة في إحداث تغيير‬ ‫اجتماعي في المنطقة العربيّة‬ ‫‪2015‬‬ ‫تأليف‪ :‬مُختار كوكاش‬ ‫المركز الدّنماركي للثقافة والتنمية‬ ‫‪Nytorv 17, 1450 Copenhagen‬‬ ‫منسقة التحرير‪ :‬منى بر‬ ‫مساعدة التحرير (‪ :)1‬ديتا داجارد‬ ‫مساعدة التحرير (‪ :)2‬يارا عودة‬ ‫ترجمة إلى العربية‪ :‬هناء بدر‬ ‫التدقيق اللغوي‪ :‬سوسن قسيس‬ ‫التصميم‪ :‬مورتن باك‪ ،‬جرافيسك ديزاين‬ ‫صور الغالف (بالترتيب من أعلى اليسار باتجاه عقارب الساعة) سيف شعبان (تونس)‪ ،‬السيرك الصغير‪/‬‬ ‫مدرسة نابلس للسيرك (فلسطين)‪ ،‬رواق (فلسطين)‪ ،‬مالك عيسى (مصر)‪.‬‬ ‫صور المجتمع الديناميكيّ الممارسة‪ 1# :‬و ‪ 4#‬حمدي رضى‪ 2# ،‬سيف شعبان‪ 3# ،‬محمد زهير‪5# ،‬‬ ‫محمد عمار‪ 6# ،‬شريف جابر‪ 7# ،‬سارة رفقي‪ 8# ،‬ينس ماير‪-‬روث‪ 9# ،‬دينا شكري‪ 10# ،‬ارنود‬ ‫برونيه‪ 11# ،‬محمد معاوية‪ 12# ،‬حسن أمين‪ 13# ،‬كريج المارك‪ 14# ،‬محمد المشير‪ 15# ،‬محمد‬ ‫داود‪ 16# ،‬ضحى حسن‪.‬‬ ‫كافة الصور بإذن من المشاريع والمؤسسات المذكورة‪ ،‬ما لم تتم االشارة الى غير ذلك‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫المؤ ّلف‬ ‫ُمختار كوكش‪ :‬مستشار مستقل وصاحب خبرة واسعة في تنظيم الفعاليّات واإلعالم واألعمال الخيريّة‪ ،‬وفي ال ّتنمية ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫وتطوير المجتمع المدنيّ ‪ .‬من ضمن الجهات التي تعامل معها مؤخراً كشركاء أو كزبائن‪ ،‬نجد‪ :‬منظمة دعم اإلعالم الدولي‪،‬‬ ‫المركز الدّنماركي ّ‬ ‫للثقافة وال ّتنمية‪ ،‬سيمنار سالزبورغ العالمي‪ ،‬مؤسّسات المجتمع المفتوح‪ ،‬األعمال الخيريّة ألجل السّالم‬ ‫والعدالة االجتماعية‪ ،‬مركز آرت أومي العالمي للفنون ومعهد هيفوس وصن دانس‪ .‬كذلك قدّم مختار كوكش خدماته‬ ‫ّ‬ ‫االستشاريّة للعديد من الجهات‪ ،‬المستقلّة منها والحكوميّة‪ ،‬كما شارك في صياغة استراتيجيّة مشروع‬ ‫“الحق في الفنّ‬ ‫ّ‬ ‫والثقافة” ال ّتابع لوزارة الخارجيّة الدّنماركيّة لعام ‪.2012‬‬ ‫شغل بين عامي ‪ 2012-2004‬منصب مسؤول عن برامج المكتب اإلقليمي لمؤسّسة فورد في القاهرة‪ ،‬فقام بتطوير الفنون‬ ‫شبكات والبنية ال ّتحتيّة الخدماتيّة المتعلّقة بالفنون ّ‬ ‫والفضاءات ّ‬ ‫الثقافيّة وبلور ال ّ‬ ‫والثقافة بشكل يضمن لها االستمراريّة‪ .‬كذلك‬ ‫قام بتنظيم وإدارة مجموعة من المنح الّتي خصّصت لتطوير العمل الخيريّ المحليّ في منطقة ال ّ‬ ‫شرق األوسط وشمال‬ ‫أفريقيا‪ .‬لعب أيضا ً دوراً قياد ّيا ً في الجهود الّتي قامت بها المؤسّسة لدعم المجتمع المدني الفلسطيني‪.‬‬ ‫من عام ‪ 1998‬إلى عام ‪ ،2004‬شغل مختار منصب مدير للبرامج والخدمات في المجلس ّ‬ ‫الثقافي لمنطقة منهاتن السّفلى‬ ‫في مدينة نيويورك ‪ -‬والّذي يعتبر من أبرز مجالس الفنون في الواليات الم ّتحدة ‪ -‬حيث اهت ّم بتطوير برامج للمناطق‬ ‫السّكنيّة وبالفنون في األماكن العامّة وبإقامة المعارض وبنشر المطبوعات‪ .‬كما اهتم بعقد مؤتمرات وندوات دراسيّة‬ ‫باإلضافة إلقامة ورشات عمل‪ ،‬وعمل على إيجاد موارد من أجل الفنانين كأفراد أو كمنظمات ف ّنيّة صغيرة‪.‬‬ ‫شغل مختار منصب عضو مجلس إدارة مركز جيرهارت لألعمال الخيريّة وال ّتفاعل المدني في الجامعة األمريكيّة في‬ ‫القاهرة منذ عام ‪.2012‬‬ ‫تشمل اهتماماته حال ّيا ً عدة أمور‪ ،‬منها‪ :‬استدامة المنابر اإلبداعيّة المستقلّة‪ ،‬األعمال الخيريّة لصالح العدالة الثقافيّة‬ ‫الذاكرة‪ ،‬األفالم ّ‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬الفلسفة والمنهجيّة السّياسيّة‪ ،‬البنية المؤسّساتيّة البديلة‪ّ ،‬‬ ‫والثقافة الماديّة‪.‬‬ ‫يوزع مختار وقته ما بين نيويورك‪ ،‬باريس وإسطنبول‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫تمهيد‬ ‫بقلم إليزابيث كراو‬ ‫المديرة ال ّتنفيذيّة في المركز الدّنماركي للثقافة وال ّتنمية – (‪)CKU‬‬

‫تشهد منطقة ال ّ‬ ‫شرق األوسط وشمال أفريقيا موجات هائلة من عمليات التغيير االنتقاليّة‪.‬‬ ‫في هذا السّياق‪ ،‬يتم إنتاج الفن والثقافة وال ّتعبير اإلبداعي‪ ،‬بينما تجري تحوّ الت سياسيّة‬ ‫واجتماعيّة واقتصاديّة على السّاحة‪ .‬يطمح المركز الدّنماركي للثقافة وال ّتنمية للمساهمة في‬ ‫تقديم منظور أوسع حول الفنون والثقافة في منطقة ال ّ‬ ‫شرق األوسط وشمال أفريقيا من خالل‬ ‫هذه الورقة‪.‬‬ ‫الهدف‪ ،‬هو اغتنام ما برز من ا ّتجاهات تتعلّق بتأثير الفنون ّ‬ ‫والثقافة على مجريات ال ّتغيير االجتماعي وال ّتنمية في المنطقة‪،‬‬ ‫من خالل تقديم الرّ ؤى والدّالئل ألصحاب المصالح العاملين في هذا المجال وللجمهور العريض المعني بال ّتفاعل بين الفنون‬ ‫ّ‬ ‫والثقافة وال ّتغيير في منطقة ال ّ‬ ‫شرق األوسط وشمال أفريقيا‪.‬‬ ‫للثقافة وال ّتنمية" وبين ّ‬ ‫شراكة بين "المركز الدّنماركي ّ‬ ‫الثقافة والفنون في ال ّ‬ ‫بدأت عمليّة تعزيز ال ّ‬ ‫شرق األوسط سنة ‪،2006‬‬ ‫في إطار المهرجان الذي أقامه المركز بعنوان "صور من ال ّ‬ ‫شرق األوسط"‪ ،‬حيث عرضت أعمال أكثر من ‪ 500‬ف ّنان‬ ‫ومث ّقف للجمهور الدّنماركي‪ ،‬في ظل شبح الحرب المضنية في لبنان وأزمة الرّ سوم الكاريكاتوريّة التي تك ّ‬ ‫شفت حينها‪.‬‬ ‫شراكة الدّنماركيّة‪-‬العربيّة"‪ ،‬اعتمد "المركز الدّنماركي ّ‬ ‫في إطار "برنامج ال ّ‬ ‫للثقافة وال ّتنمية" على رابطة ال ّتواصل الّتي‬ ‫ّ‬ ‫تأسّست نتيجة المهرجان‪ ،‬وعمل على حشد جهود المهتمّين بالحوار ّ‬ ‫الثقافي الدّاعم للفنون والثقافة وبالصّناعات اإلبداعيّة‬ ‫في منطقة ال ّ‬ ‫شرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬وذلك من سنة ‪ 2008‬إلى سنة ‪.2014‬‬ ‫يقوم "المركز الدّنماركي ّ‬ ‫للثقافة وال ّتنمية" بوضع برنامجي ثقافة وتنمية تعمل على تنفيذهما شرائح واسعة من ال ّ‬ ‫شركاء في‬ ‫ك ّل من مصر وفلسطين‪ ،‬كما يقيم أنشطة لها صلة بالمعرض الوشيك "بينالي الصّور"‪ .‬بادر المركز أيضا ً لوضع "برنامج‬ ‫شرق األوسط ومناطق أخرى يعمل فيها "المركز الدّنماركي ّ‬ ‫شباب في الدّنمارك"‪ ،‬حيث يقوم ف ّنانون من ال ّ‬ ‫لل ّ‬ ‫للثقافة وال ّتنمية"‬ ‫بتعليم الطالب في المدارس الدّنماركية عن ال ّفن كأداة لل ّتغيير‪.‬‬ ‫تعتمد كل البرامج المدعومة من "المركز الدّنماركي ّ‬ ‫للثقافة وال ّتنمية" في تنفيذ مشاريعها على السّكان المحلّيّين‪ ،‬من ف ّنانين‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمات‪ ،‬وقد ذكر بعضها فقط في هذه الورقة‪.‬‬ ‫ومؤسّسات‬ ‫للثقافة وال ّتنمية" في توجهه هذا من فرضيّة أنّ دعم الفنون ّ‬ ‫ينطلق "المركز الدّنماركي ّ‬ ‫والثقافة‪ ،‬في سياق حقوق اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫ويعزز ال ّتنوع وال ّتفاهم الفكريّ وال ّتغيير االجتماعي‪.‬‬ ‫المبنيّة على أسس التطوّ ر وال ّتنمية‪ ،‬بمقدوره أن يبلور حريّة ال ّتعبير‪،‬‬ ‫هذه الورقة هي األولى من سلسلة منشورات سيطلقها "المركز الدّنماركي ّ‬ ‫للثقافة وال ّتنمية" خالل السنوات القادمة‪،‬‬ ‫والّتي ستركز على ما تقدمه الفنون والثقافة والصناعات اإلبداعية لصالح التنمية والتغيير االجتماعي‪ .‬إنه لمدعاة فخر لنا أن‬ ‫نفتتح السّلسلة بـ "اإلبداع في خضم األزمة" والّتي قام بتأليفها الناشط ّ‬ ‫الثقافي المتميز مختار كوكش‪ .‬ساهم كوكش في‬ ‫صياغة االستراتيجيّة الدّنماركيّة من أجل دعم ّ‬ ‫الثقافة وال ّتنمية‪ ،‬والّتي تب ّناها البرلمان الدّنماركي سنة ‪ 2013‬تحت عنوان‬ ‫ّ‬ ‫"الحق في الفن والثقافة"‪.‬‬


‫تصوير‪ :‬محمد النجار‬

‫حفل غنائي إلبن البلد‪ ،‬محطة الرمل‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‬

‫الصورة بإذن من مؤسسة جدران للتنمية والفنون‬

‫‪XXXXXXXX‬‬


‫‪7‬‬

‫تنوع األنشطة ا ّلتي تستجيب‬ ‫"هذا ال ّتقرير ُيلقي الضوء على مدى ّ‬ ‫لل ّتحدّ يات االجتماعية في المنطقة وتشارك في ال ّتصدي لها‪ ،‬مب ّينا ً في‬ ‫الوقت ذاته األنماط والمساهمات والفرص التي تدعم هذا العمل‬ ‫وتساعده على النمو"‬

‫مقدّ مة‬ ‫الهدف من هذه الورقة هو تقديم األدلّة على أن المنطقة الّتي تشمل‬ ‫ال ّ‬ ‫شرق األوسط وشمال أفريقيا هي منطقة غنيّة بفرص إحداث‬ ‫ال ّتغيير االجتماعي من خالل ال ّتعبير ّ‬ ‫الثقافي اإلبداعي المتنوّ ع‪.‬‬ ‫ال ّتركيز هنا ليس على العدد الهائل من الف ّنانين‪ ،‬أو على حركات اإلبداع‬ ‫والفن السياسيّ الّذي ح ّفزته ّ‬ ‫الثورات في المنطقة‪ ،‬وذلك رغم أنّ البحث‬ ‫الّذي أجري إلعداد هذا ال ّتقرير قد شمل دراسة عدد من المشاريع الّتي رأت‬ ‫ال ّنور في هذا السّياق‪ .‬إ ّنه لمن المه ّم أن نقرّ بمدى ّ‬ ‫تأثر تجربتنا الجماعيّة‬ ‫وال ّ‬ ‫شخصيّة بعالم اإلبداع الف ّني بطابعه التقليديّ الرّ سمي والجماليّ واآلنيّ‬ ‫والحسّي‪ ،‬أو بذلك الذي يحمل دالالت ومفاهيم رمزيّة تح ّفز أحيانا ً ردود‬ ‫فعل سياسيّة أو اجتماعية‪ ،‬حتى وإن لم يكن يرمي إليها‪ .‬تحاول هذه الورقة‬ ‫على ك ّل حال اكتشاف ال ّتظاهرات الف ّنية ّ‬ ‫والثقافية الّتي تسعى بوضوح إلى‬ ‫إحداث تغيير اجتماعي‪.‬‬ ‫ال تسعى هذه الورقة إلى تصنيف اإلنتاج الف ّني ّ‬ ‫والثقافي في العالم العربي‬ ‫من خالل قراءة اجتماعيّة‪-‬ثقافيّة معيّنة‪ ،‬بل إن هذا ال ّتقرير يُلقي الضوء على‬ ‫مدى تنوّ ع األنشطة الّتي تستجيب لل ّتحدّيات االجتماعية في المنطقة وتشارك‬ ‫في ال ّتصدي لها‪ ،‬مبيّنا في الوقت ذاته األنماط والمساهمات والفرص التي‬ ‫تدعم هذا العمل وتساعده على النمو‪ .‬أجريت مقابالت مع ف ّنانين ومديرين‬ ‫ثقافيين في كل من مصر وتونس ولبنان وفلسطين‪ ،‬رافقها بحث توثيقي‬ ‫حول المبادرات والموارد اإلقليميّة والعالميّة في هذا المجال‪ .‬كذلك قامت‬ ‫الزمالء في "الصّندوق العربي ّ‬ ‫مجموعة من ّ‬ ‫للثقافة والفنون" (آفاق) بجمع‬ ‫اآلراء إلعداد مسودّة أوليّة لهذه الورقة‪.‬‬ ‫في كانون أوّ ل‪/‬ديسمبر عام ‪ ،2012‬اجتمع في القاهرة مئتان من الف ّنانين‬ ‫والمديرين الف ّنيين والمنتجين وال ّنشطاء في مجال ّ‬ ‫الثقافة وخبراء في‬ ‫ال ّتخطيط ّ‬ ‫الثقافي من مختلف أنحاء العالم العربي‪ ،‬وذلك في إطار مؤتمر‬ ‫بعنوان "ثقافة مستقلّة من أجل الدّيمقراطيّة"‪ ،‬هدفه مناقشة دور القطاع‬

‫المستق ّل للفنون في ال ّتحوالت وال ّتحديات االجتماعيّة‪ -‬السياسيّة الجارية في‬ ‫المنطقة‪ .‬وفي جو مفعم بالحماس واألمل‪ ،‬قامت هذه ال ّتشكيلة المتنوّ عة من‬ ‫القياديّين بصياغة مبادئ توجيهيّة تحدّد مسؤوليّتها األخالقيّة تجاه‬ ‫المجتمعات والفئات المختلفة‪ ،‬بصورة غير مسبوقة‪.‬‬ ‫لقد أ ّكدت المجموعة على أهميّة حريّة ال ّتعبير بوصفها الرّ كيزة التي يقوم‬ ‫عليها أي نشاط اجتماعي‪ .‬وجاء ضمن توصيات والتزامات المشاركين ما‬ ‫يلي‪ :‬أ) "ال ّتفاعل وال ّتنسيق مع جميع الفعاليّات وحركات المناصرة‬ ‫االجتماعية والحقوقيّة الّتي يتب ّناها المجتمع المدنيّ ‪ ،‬والمشاركة بها ومن‬ ‫خاللها لتأدية دورها كقطاع ثقافي مستق ّل يدعم برامج ال ّتغيير االجتماعي‬ ‫على نحو أفضل"‪ .‬ب) "خلق آليّات‪ ...‬لمساندة ضحايا القمع والرّ قابة‬ ‫والمصادرة وانتهاكات حقوق اإلنسان وغيرها من االعتداءات‪ ،‬وال ّتعبير‬ ‫عن ال ّتضامن معهم‪ "...‬ج) "تقديم نماذج يمكن ا ّتباعها من خالل أمثلة‬ ‫عمليّة على ال ّتعاون مع المجتمع المدني العامل في مجاالت كال ّتعليم وال ّتنمية‬ ‫وحقوق اإلنسان واإلعالم‪ ،‬وذلك بهدف ض ّم المكوّ نات ّ‬ ‫الثقافيّة في إطار‬ ‫برامجه وخدماته"‪.‬‬ ‫رغم من أن هذا ال ّتجمع لم ّ‬ ‫يمثل جميع قطاعات المجتمع الف ّني في المنطقة‪،‬‬ ‫ولم يواصل جهوده بعد انتهاء فعاليّاته المذكورة‪ ،‬إال أنّ المؤتمر‬ ‫والمشاركين فيه قدّموا رؤية للمسائل االجتماعيّة تع ّد عالمة فارقة تعكس‬ ‫لحظة تاريخيّة محدّدة‪ .‬وقد قدّمت المقاربة التي ت ّم وضع خطوطها العريضة‬ ‫في المؤتمر رؤية ملهمة حول المشاركة في العدد الهائل من ال ّتحديات‬ ‫االجتماعية والسياسيّة الّتي تواجهها المنطقة العربيّة‪ ،‬مشبعة بالمشاعر الّتي‬ ‫رافقت ّ‬ ‫الثورات العربيّة من إلحاح اللّحظة وأهميّة اغتنام الفرصة‪.‬‬ ‫أثارت العالقة بين اإلنتاج الف ّني ّ‬ ‫والثقافي وبين ال ّتغيير االجتماعي الجدل‬ ‫الحا ّد على مرّ العصور‪ .‬عادت هذه المسألة لتظهر بقوّ ة في المنطقة العربيّة‬ ‫خالل العقد األخير‪ ،‬واكتسبت أهميّة خاصّة منذ اندالع ّ‬ ‫الثورات العربيّة‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫المقدمة‬

‫"نجح جز ٌء كبي ٌر من اإلنتاج الف ّني للعقد األخير في نقل‬ ‫والسياقات الوطن ّية ببراعة"‬ ‫نبض المجتمعات العرب ّية‬ ‫ّ‬

‫زاد من حدّة المسألة‪ ،‬أن مصدر ال ّتمويل للفنّ ّ‬ ‫والثقافة في المنطقة‪ ،‬يأتي‬ ‫بغالبيّته من مؤسّسات ودول أجنبيّة تن ّفذ سياسات تنمويّة واجتماعيّة قد ت ّتفق‬ ‫والمنظمات ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية المحليّة‪ .‬رغم‬ ‫أو ال ت ّتفق مع تطلّعات الفنانين المحلّيين‬ ‫ّ‬ ‫أن الدّعم المحليّ للفنون ّ‬ ‫والثقافة في المنطقة العربيّة في ازدياد مضطرد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إال أنّ الجزء األكبر من الدّعم المالي الّذي تتل ّقاه المنظمات والمبادرات‬ ‫ّ‬ ‫الف ّنيّة ّ‬ ‫ومنظمات أوروبيّة وإسكندنافيّة‬ ‫والثقافيّة‪ ،‬يأتيها من مؤسّسات‬ ‫وأمريكيّة‪ .‬تمويل الحكومات المحلّيّة إما ضئيل أو مسيّس إلى أبعد الحدود‪،‬‬ ‫وال ّتبرعات الخيريّة الفرديّة الخاصّة ما زالت في َم ْهدِها‪ .‬إنّ عدم وجود‬ ‫مناخ تمويلي متكامل ومتنوّ ع في المنطقة العربيّة يح ّد بصورة كبيرة من‬ ‫تنوّ ع واستقالليّة واستدامة العمل ّ‬ ‫الثقافي‪.‬‬ ‫في ظ ّل تعقيد المشهد ال ّتمويلي‪ ،‬يشكو بعض الف ّنانين والمنسّقين ّ‬ ‫الثقافيّين من‬ ‫الضّغوط الّتي تمارسها بعض الجهات المموّ لة الستخدام عملهم لصالح‬ ‫أجندات بعينها‪ ،‬مؤ ّكدين على القيمة الجوهريّة األصليّة للفنّ ّ‬ ‫وللثقافة‪ ،‬في‬ ‫حين يحبّذ البعض اآلخر ويتم ّنى عرض الفنّ ّ‬ ‫والثقافة بال ّ‬ ‫شكل والقيمة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العرضيّة الخارجيّة بهدف خدمة المجتمع‪ .‬ما تقوم به الطبيعة الثنائيّة لهذا‬ ‫الجدل المتعارض هو أنها في الواقع تختزل الموضوع وتضلّل النقاش في‬ ‫عصر كعصرنا هذا‪ ،‬فالف ّنانون يص ّنفون عملهم اليوم في إطار واسع من‬ ‫أساليب ال ّتعبير والمعايير االجتماعية‪ّ -‬‬ ‫الثقافيّة‪.‬‬ ‫يت ّم تصنيف الفنون ّ‬ ‫والثقافة في كثير من األحيان كفنون "راقية" أو‬ ‫كالسيكيّة من جهة‪ ،‬مقابل الفنون ووسائل ال ّترفيه ال ّ‬ ‫شعبية‪ .‬بصياغة أخرى‪،‬‬ ‫هناك فنّ "من أجل الفنّ "‪ ،‬مقابل فنّ له غرض أو وظيفة محدّدة‪ .‬تتجاهل‬ ‫هذه االزدواجيات السّمة ال ّتكامليّة المتناغمة للفنون ّ‬ ‫والثقافة‪ ،‬الّتي يشعر‬ ‫بقيمتها وتأثيرها المجتمع واألفراد على ح ّد سواء‪ .‬لن نتم ّكن من البدء في‬ ‫وضع استراتيجيّات وسياسات وبنية تحتيّة ثقافيّة ناجحة إال حين نعترف‬ ‫بالمساهمات المتنوّ عة والطبقات المتعدّدة والمتداخلة لألنشطة ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫والف ّنية‪ .‬هناك م ّتسع من المكان والحاجة‪ ،‬بل وال ّ‬ ‫شرعية لوجود باقة متنوّ عة‬ ‫من أساليب ال ّتعبير التي تناسب السّياقات المتنوّ عة وتثمر عن نتائج مختلفة‪.‬‬ ‫العمل الف ّني المعاصر يتحدّى في الحقيقة‪ ،‬وبصورة متزايدة‪ ،‬ال ّتصنيفات‬ ‫السّهلة ّ‬ ‫للثقافة "الرّ اقية" و"المتد ّنية"‪ ،‬أو للسّمات الجوهريّة والعرضيّة‪.‬‬ ‫بدالً من هذا االنشطار‪ ،‬نرى على أرض الواقع تنوّ عا ً ي ّتسع في الوقت ذاته‬ ‫لف ّنانين وناشطين في مجال ّ‬ ‫الثقافة‪ ،‬يؤمنون باستقالليّة عملهم وباكتفائه‬ ‫ّ‬ ‫الذاتيّ ‪ ،‬وآلخرين يصرّ ون على أهميّة وجود غرض ومبرّ ر اجتماعيّ‬ ‫ّ‬ ‫ألعمالهم‪ .‬يبقى أنّ الفنّ العظيم ال ّناجح هو ذاك الذي يتم ّكن عادة من تحقيق‬ ‫األمرين معاً‪.‬‬


‫خالل األعوام الخمسة والعشرين الماضية وبال ّتوازي مع حركات عالميّة‪،‬‬ ‫شهدت المنطقة العربيّة والدة مبادرات ثقافيّة وأعماالً فنيّة جديدة تهدف إلى‬ ‫تغيير الواقع االجتماعي‪ .‬تستلزم طبيعة هذا ال ّنوع من العمل مشاركة‬ ‫قطاعات متنوّ عة من المواطنين سواء كمتل ّقين أو كمشاركين أساسيّين في‬ ‫تحسين المناخ االجتماعي‪ .‬هكذا‪ ،‬تتحوّ ل الوسيلة الف ّنية إلى أداة لها دورها‬ ‫في إحداث تغيير في أوساط الجماهير والمجتمعات ككلّ‪ .‬عادة ما تكون هذه‬

‫تصوير‪ :‬ياسين حاكيمي‬

‫مهرجان دريم سيتي (مدينة االحالم) للفن المعاصر في الفضاء العام‬ ‫‪ ،2010‬تونس‬

‫يعتبر وجود مثقفين جماهيريّين وف ّنانين منخرطين بالمجتمع‪ ،‬من ال ّتقاليد‬ ‫الرّ اسخة في المنطقة العربية‪ .‬من أنجح األعمال الثقافية الجماهيرية التي‬ ‫برزت في السّنوات األخيرة‪ ،‬كانت تلك التي تناولت قضايا اجتماعية‪-‬‬ ‫سياسيّة مثل االستعمار والفقر واالحتالل والحكم العسكريّ والحرّ يّات‬ ‫ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫والظلم على أساس ال ّنوع االجتماعي‬ ‫شخصيّة والجماعيّة والطبقيّة‬ ‫(الجندر)‪ .‬لقد تعرّ ض قطاع كبير من جيل كامل من المث ّقفين في فترة ما من‬ ‫حياتهم في الواقع للسّجن أو للنفي‪ ،‬إذ ش ّكلت أعمالهم تهديداً للنظام السّياسي‬ ‫واالجتماعي‪ .‬رغم وجود جيل جديد من الك ّتاب والمخرجين المسرحيّين‬ ‫والموسيقيّين وال ّ‬ ‫شعراء والف ّنانين في مجال الفنون البصريّة وصناعة األفالم‬ ‫ّ‬ ‫وتحث‬ ‫الذين ينتجون أعماالً تساعد على تحفيز الجدل واستثارة ال ّتعاطف‬ ‫على ال ّتفكير النقديّ حول القضايا االجتماعيّة ال ّ‬ ‫شائكة‪ ،‬فإنّ الجمهور الّذي‬ ‫تصله أعمال هؤالء المبدعين ما زال محدوداً وغالبا ً ما يقتصر على ال ّنخبة‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬فقد نجح جز ٌء كبي ٌر من اإلنتاج الف ّني في العقد األخير بنقل نبض‬ ‫المجتمعات العربيّة والسّياقات الوطنيّة ببراعة‪.‬‬

‫المبادرات تشاركيّة ومجتمعيّة‪ ،‬تحدث وتزدهر في ال ّنطاق الجماهيريّ‬ ‫العام‪ ،‬تدفعها وسائل اإلعالم بصورة متزايدة‪ ،‬وتقوم بتحفيز ال ّنقاش العا ّم‬ ‫حول موضوعات اجتماعيّة‪ ،‬مدنيّة‪ ،‬أو سياسيّة‪.‬‬ ‫بعد ال ّتعريف الّذي تقدّمه هذه الدّراسة للـ"ال ّتغيير االجتماعي"‪ ،‬تصف‬ ‫باختصار أثر الفنون ّ‬ ‫والثقافة الواعية لحال المجتمع وأنواع األنشطة الّتي‬ ‫تبدو األكثر مواءمة لل ّتغيير االجتماعي‪ ،‬كما توضح من خالل وصف‬ ‫مختصر للسّياق االجتماعي‪-‬السّياسي‪ ،‬أهميّة الفنون ّ‬ ‫والثقافة السّاعية لل ّتغيير‬ ‫االجتماعي في منطقة ال ّ‬ ‫شرق األوسط وشمال أفريقيا‪ .‬يلي ذلك بضعة نماذج‬ ‫منتقاة من ضمن قائمة طويلة من مشاريع ومبادرات مبهرة في إطار التغيير‬ ‫المجتمعي في المنطقة‪ .‬إن أغلب المشاريع ال ّنموذجية الّتي ت ّم اختيارها من‬ ‫ك ّل من تونس ومصر وفلسطين واألردن ولبنان وسوريا بدأت منذ ثالث‬ ‫إلى خمس سنوات‪ ،‬لكنّ بعضها موجود منذ عشر سنوات أو أكثر‪ ،‬وهي‬ ‫مقسّمة هنا إلى خمس مجموعات أو أنماط من المبادرات‪ ،‬رغم أ ّنه باإلمكان‬ ‫إدراج بعضها تحت أكثر من تصنيف‪ .‬هذا وقد حال ضيق المساحة وإطار‬ ‫الدّراسة دون عرض العديد من ال ّنماذج الملهمة األخرى‪ .‬أخيراً‪ ،‬تقدّم‬ ‫الدّراسة توصيات للمساعدة في عمليّة تنظيم ودعم المبادرات ّ‬ ‫الثقافية وفئات‬ ‫الف ّنانين العاملين على ال ّتغيير االجتماعي من أجل تعميق وتوسيع جهودهم‪.‬‬

‫الصورة بإذن من جمعيّة ”الشارع فنّ "‬

‫‪XXXXXXX‬‬


‫مدرسة الكمنجاتي الموسيقية‪ ،‬فلسطين‬

‫الصورة بإذن من جمعية الكمنجاتي الموسيقية‬

‫‪XXXXXXXX‬‬

‫المشاركة‬ ‫ال ّتنمية المجتمعيّة‬ ‫الحوار‬ ‫التنمية الفرديّة‬ ‫المشاركة المدنيّة‬

‫بعض مظاهر ال ّتغيير االجتماعي‬

‫الوعي والمعرفة‬ ‫تغيير السّياسات‬ ‫العدل واإلنصاف‬ ‫التمكين‬ ‫القدرة والتم ّكن‬ ‫ال ّدوافع‬ ‫القيم والمعايير االجتماعية‬

‫الرأي العام‬


‫‪11‬‬

‫الفنّ ّ‬ ‫والثقافة‬ ‫حافزان لل ّتغيير‬ ‫االجتماعي‬ ‫ال ّتغيير االجتماعي يعني إحداث تعديل في القيم ّ‬ ‫الثقافية والمعايير‬ ‫االجتماعيّة وأنماط السّلوك‪ ،‬كما في العالقات والمؤسّسات‬ ‫االجتماعية‪ .‬يتح ّقق هذا األمر حين يت ّم االعتراف الواعي بنظم‬ ‫تفكير المجتمع وبمعتقداته وبقيمه وبعاداته ومراجعتها‪ ،‬ثم رفضها أو إعادة‬ ‫ال ّنظر فيها‪ .‬ينطوي المصطلح على نتائج اجتماعيّة ومدنيّة متعدّدة ال ّنطاق‪،‬‬ ‫ابتدا ًء من زيادة الوعي والمعرفة‪ ،‬وانتها ًء بتحوّ الت في المواقف على‬ ‫مستوى األفراد‪ ،‬المجتمعات والمؤسّسات‪ .‬ال ّنتائج اإلضافية لذلك تتراوح ما‬ ‫بين زيادة القدرات والمح ّفزات والمشاركة في المجتمع‪ ،‬وبروز نقاش عام‬ ‫وصياغة علنيّة للمطالب ولتغييرات في السّياسة بهدف القضاء على ّ‬ ‫الظلم‬ ‫وتحقيق العدالة‪.‬‬ ‫من المه ّم توضيح مساهمات الفنون والثقافة على المستوى الفردي‬ ‫والجماعي‪ ،‬واإلقرار بها وبتأثيرها على مجاال ٍ‬ ‫ت مختلفة‪ ،‬كي نستطيع‬ ‫االنطالق قدما ً بفهم وبتحليل أكثر نضجاً‪.‬‬ ‫إن ممارسة بعض أنواع الفنون ّ‬ ‫والثقافة تساهم أكثر من غيرها في إحداث‬ ‫ت ّغيير في المجتمع‪.‬‬ ‫ومن أكثرها شعبية‪:‬‬ ‫الفنّ المنخرط بالمجتمع‪/‬الف ّنان المواطن‬ ‫• أعمال الفنّ وال ّتعبير ّ‬ ‫الثقافي الّتي تعالج قضايا سياسيّة واجتماعيّة‬ ‫وت ّتخذ موقفا ً أخالق ّياً‪.‬‬ ‫• أعمال فنانين ومث ّقفين منخرطين بالمجتمع‪ ،‬وإن لم تكن أعمالهم ذات‬ ‫طبيعة سياسيّة أو اجتماعيّة مباشِ رة‪.‬‬

‫ال ّنشاط اإلبداعي‪/‬فن الّنشطاء‬ ‫• أعمال ف ّنيّة ومشروعات ثقافيّة تعالج قضيّة سياسيّة أو اجتماعيّة معيّنة‬ ‫تتماشى مع ثقافة ومنهجيّة ال ّنشاط‪.‬‬ ‫• أنشطة على نقطة ال ّتقاطع بين ال ّنشاط المدنيّ االجتماعي والممارسة‬ ‫الف ّنيّة‪ ،‬الجريئة منها والمحافِظة‪.‬‬

‫الفنّ الجماهيريّ‬ ‫• مشاريع وأعمال ف ّنيّة أعدّت وبشكل واضح بهدف إشراك جمهور‬ ‫متنوّ ع‪ ،‬و ُتعرض و‪/‬أو تقدم عادة في الفضاء العام‪.‬‬ ‫• فنّ يتواصل مع المواطن العاديّ ويسعى إلى إتاحة وصوله إلى الفنون‬ ‫واألفكار كحق ديمقراطي من حقوقه‪ ،‬ويستكشف‪ ،‬بل ويساعد أحيانا ً‬ ‫على إعادة تعريف هيكليّة السّلطة المحليّة وحدود الحريّات‪ .‬قد تتح ّقق‬ ‫ال ّتدخالت الف ّنيّة في األماكن العامّة بال ّتنسيق مع المسؤولين وقد‬ ‫تتم بدونه‪.‬‬

‫الممارسة االجتماعيّة‬ ‫• هو مصطلح يستخدمه عامّة الّذين يمارسون الفن ويشير إلى األعمال‬ ‫والمشاريع السّاعية إلى تغيير الفضاء وال ّنظام االجتماعيين‪ .‬ت ّتخذ‬ ‫الممارسة االجتماعية شكل أنشطة تنتمي لمجاالت أخرى وتستعير‬ ‫سماتها‪ .‬تشمل هذه المجاالت؛ ال ّتنمية المجتمعيّة وال ّتخطيط العمرانيّ‬ ‫وال ّنشاط المدنيّ السّياسي واإلعالم والمسرح والفنون البصريّة‪ .‬كثيراً‬ ‫ما يكون فنّ الممارسة االجتماعية تفاعل ّيا ً وير ّكز على قضايا‬ ‫اجتماعيّة‪ -‬سياسيّة تشمل البيئة واإلنتاج الغذائي والعمل وال ّنوع‬ ‫االجتماعي (الجندر) والعرق واالستعمار وإعادة اإلعمار ورأس المال‬ ‫العالمي والهجرة واالعتقال والديمقراطيّة‪ .‬في العديد من الحاالت تقوم‬ ‫الممارسة الف ّنيّة االجتماعيّة بتقديم بيانات ومعلومات ونتائج أبحاث‬ ‫بأسلوب أدائيّ للمجتمعات المعنيّة بها‪ .‬كما أن الممارسة االجتماعية‬ ‫كثيراً ما تقدّم تجارب في مجال ال ّتعامالت المجتمعيّة والبُنى المدنيّة‪،‬‬ ‫بينما تشجّ ع الجدل وال ّتعلم والنقاش لل ّتأثير على آليات ال ّتواصل ما‬ ‫بين األفراد‪.‬‬ ‫الفنون المجتمعيّة‬ ‫• إنّ هذه المشاريع الّتي كثيراً ما تسمّى فنون القاعدة ال ّ‬ ‫شعبيّة أو الفنون‬ ‫المنخرطة بالمجتمع‪ ،‬تقام عادة في المجتمعات المهمّشة أو المحرومة‬ ‫وتعتمد في مقاربتها على ال ّتفاعل مع القاعدة ال ّ‬ ‫شعبيّة‪ .‬يعمل أفراد من‬ ‫المجتمع ‪-‬وهم غالبا ً من ال ّ‬ ‫شباب ‪ -‬مع الف ّنانين الّذين يساعدون على‬ ‫ال ّتخطيط لألنشطة‪ .‬تعنى بعض المشروعات بقضيّة بعينها تؤرّ ق تلك‬ ‫الفئة المجتمعيّة‪ ،‬في حين ير ّكز البعض اآلخر على تنمية وإنعاش‬ ‫المجتمع بشكل عا ّم‪ .‬غالبا ً ما يت ّم تنسيق األنشطة من خالل مركز‬ ‫جماهيري محليّ أو مدرسة‪ ،‬مركز ثقافيّ أو مسرح جماهيريّ ‪ .‬أحيانا ً‬ ‫تساعد ّ‬ ‫منظمات ثقافيّة على تصميم وتب ّني برامج ف ّنيّة تخصّص‬ ‫لتجمّعات س ّكانيّة بعينها كتعليم الفنون وخلق فضاءات إبداعيّة وتنسيق‬ ‫برامج ف ّنيّة جماهيريّة‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الفنّ ّ‬ ‫والثقافة‪ :‬حافزان لل ّتغيير االجتماعي‬

‫المعايير الف ّن ّية‬

‫الحيو ّية‬

‫حر ّية ال ّتعبير‬

‫تعزيز وتطوير المعايير وال ّتم ّيز الفن ّيين‪.‬‬

‫ُيش ّكل الف ّنانون ذاتهم واإلنتاج ال ّثقافي‪ ،‬نماذج من‬ ‫اإلبداع والحيو ّية وال ّتعبير عن حالة المجتمع‬ ‫المعاصر‪.‬‬

‫والسياسة‬ ‫دعم البنية ال ّتحت ّية للفنون وال ّثقافة‬ ‫ّ‬ ‫وعمل ّية اإلنتاج كشكل من أشكال حر ّية ال ّتعبير‪.‬‬

‫دعم ال ّتقاليد الفنيّة ودراسة الفنون األكاديميّة وتطوير‬ ‫الجودة واالبتكار في مجال اإلنتاج ّ‬ ‫الثقافي وإيصاله‬ ‫إلى الجمهور من خالل خطاب تاريخ الفن والنظريّة‬ ‫النقديّة‪ ،‬ضمن المؤسسات الفنيّة ّ‬ ‫والثقافيّة‪.‬‬

‫تلعب الفنون ّ‬ ‫والثقافة دوراً مه ّما ً في بلورة‬ ‫الجماعات والمجتمعات من حيث الحيويّة واالنفتاح‪،‬‬ ‫نظراً لعالقتها باإلبداع واإللهام وتشكيل الهويّة وفتح‬ ‫المجال أمام وجهات ال ّنظر والقيم المختلفة‪ ،‬وأيضا ً‬ ‫لمقدرتها على تقديم أصوات متنوعة وخطاب‬ ‫نقدي سويّ ‪.‬‬

‫تعكس الفنون ّ‬ ‫والثقافة حالة واحتياجات المجتمع في‬ ‫مجالي حرّ يّة ال ّتعبير وحقوق اإلنسان‪ ،‬فهي تساعد‬ ‫على تطوير وتوسيع حدود حريّة ال ّتعبير وحريّة‬ ‫التجمّع وال ّتجمهر‪ .‬يش ّكل الف ّنانون واإلعالميّون‬ ‫ّ‬ ‫يتجزأ من‬ ‫المحترفون ونشطاء المث ّقفين جزءاً ال‬ ‫مجتمع مدنيّ حرّ قادر على ال ّتعبير عن نفسه‪ ،‬ومن‬ ‫المهم حمايتهم وحماية حقوقهم‪.‬‬

‫ديمقراط ّية ال ّثقافة والحقوق‬

‫ال ّتعليم‬

‫المجتمعات‬

‫الدّ فاع عن العدالة ال ّثقافية والحقوق الثقافية‬ ‫ّ‬ ‫والذاكرة ال ّثقاف ّية والحق في االنتفاع من ال ّثقافة‪.‬‬

‫َتعلُّ ُم الفنون والمشاركة في ال ّثقافة وسيلتان لل ّتنمية‬ ‫الفرد ّية والجمع ّية‪.‬‬

‫دعم المجتمعات واألقليات والمجموعات في الحصول‬ ‫على تقاليدها وإرثها وآثارها ولغاتها والحفاظ عليها‬ ‫وتطويرها؛ باإلضافة إلى دعم إنتاجها المعاصر‬ ‫وحكاياتها‪ ،‬كذلك مشاركتها احتفاالتها وتداولها مع‬ ‫اآلخرين ومع أجيال المستقبل‪ .‬إن ّ‬ ‫الثقافة ّ‬ ‫لحق‬ ‫إنسانيّ ‪.‬‬

‫تساهم الفنون ّ‬ ‫والثقافة في بلورة الفرد من ال ّناحية‬ ‫ّ‬ ‫العاطفيّة والفكريّة واإلبداعيّة والتعليميّة‪ ،‬كما تلعب‬ ‫دوراً في تشكيل قاد ٍة جدد وبناء الثقة بال ّنفس‪ ،‬وتنمية‬ ‫العمل الجماعي وروح المشاركة‪ .‬كذلك تساعد الفنون‬ ‫ّ‬ ‫والثقافة في تشكيل الهويّة والقيم الذاتيّة والجماعيّة‪.‬‬

‫للفنون وال ّثقافة أهم ّية مركز ّية في بناء رأس المال‬ ‫وال ّترابط االجتماع ّيين وفي تنمية المجتمع واالنخراط‬ ‫في الحياة المدن ّية‪.‬‬

‫الحوار‬

‫ال ّنشاط المدني‬

‫االقتصاد‬

‫الفنون والثقافة تساعد على بناء الجسور وتعميق‬ ‫الصراعات بين المجتمعات‪.‬‬ ‫الحوار وتساهم في حل ّ‬

‫الفنون وال ّثقافة في خدمة قضايا ونشاطات ذات‬ ‫موضوعات محدّ دة‪.‬‬

‫الثقافة والفنون من الركائز األساسية لل ّتنمية‬ ‫وال ّتجديد االقتصاديين‪.‬‬

‫تعزيز قيم ال ّتعاطف واحترام ال ّتنوع وإرساء السّالم‬ ‫وتكريس ّ‬ ‫الذاكرة والمصالحة وال ّتسامح وال ّتفاهم‬ ‫المتبادل والدّبلوماسيّة والحوار‪.‬‬

‫دعم ال ّتواصل ورفع مستوى الوعي وال ّنقاش وعرض‬ ‫مسائل وقضايا تطرح عناوين محدّدة كالبيئة وال ّنوع‬ ‫االجتماعي (الجندر) واالنتهاك ّ‬ ‫واللجئين والفقر‬ ‫والحرب واألقليّات والمهمّشين‪.‬‬

‫تلعب الصّناعات اإلبداعيّة دوراً أساس ّيا ً في الرّ خاء‬ ‫االقتصادي للمجتمعات البنيويّة ّ‬ ‫والثقافيّة يطال المدن‬ ‫تؤثر المؤسّسات واألنشطة الف ّنيّة ّ‬ ‫واألحياء‪ّ .‬‬ ‫والثقافيّة‬ ‫إيجاب ّيا ً على اقتصاد المنطقة الّتي تقام فيها األنشطة‪،‬‬ ‫وكذلك على المناطق والبيئة المحيطة‪ ،‬إذ تساعد على‬ ‫خلق فرص عمل‪ ،‬واستحداث موارد للسّكان وتحفيز‬ ‫تجدّد ونمو المدّن‪ ،‬وتحسين السّياحة‪ ،‬وجذب‬ ‫ال ّ‬ ‫شركات المستثمرة‪.‬‬

‫دعم صحّ ة وازدهار المجتمعات‪ .‬تفعيل المشاركة‬ ‫واالنخراط‪ .‬تكوين ال ّ‬ ‫شبكات االجتماعية والمدنيّة‪.‬‬ ‫المساعدة في تحسين المستوى العا ّم لألمان‬ ‫واالستقرار واالستقالل والرفاهة في المجتمعات‬ ‫واألحياء والمدن‪ .‬تعزيز ال ّتسامح وال ّتعافي وال ّتنوع‬ ‫والمواطنة‪.‬‬

‫تصنيف مقتبس عن ‪Kevin McCarthy (2002), ‘Trend or Tipping Point: Arts & Social Change Grantmaking, 2010, Animating Democracy, Americans for the Arts’ and Joshua Guetzkow‬‬ ‫’‪‘How the Arts Impact Community.‬‬


‫الفنّ ّ‬ ‫والثقافة‪ :‬حافزان لل ّتغيير االجتماعي ‪13‬‬

‫الحقوق والدّيمقراطيّة ّ‬ ‫الثقافيّة‬

‫المجتمعات‬

‫ال ّتعليم‬

‫الحوار‬ ‫الممارسات‬

‫األنشطة‬ ‫اإلنتاج الف ّني‬ ‫وال ّثقافي‬

‫حريّة ال ّتعبير‬

‫تفعيل ال ّنشاط المدني‬

‫ال ّ‬ ‫شكل‬

‫الحيويّة‬

‫تصنيف أنماط التدخالت الفنية والثقافية‬ ‫وأنواع التأثير‬

‫االقتصاد‬

‫التف‬

‫ست‬ ‫عاد‬ ‫ة ال‬ ‫ثقة‬ ‫لنف‬ ‫با‬ ‫س‬

‫الفردي‬

‫بنا‬

‫ا‬

‫كير‬ ‫قدي‬ ‫الن‬

‫الروحانيّة‬

‫ال‬ ‫تعاف‬

‫يم‬

‫ن ال‬

‫صد‬

‫مات‬

‫و ّية‬

‫ر اإلبداعي‬

‫ال ّتعاط‬

‫ء‬ ‫اله‬

‫ا‬

‫لمها‬

‫را‬ ‫ت الف‬

‫النف‬

‫تنمية ال ّتعبي‬

‫س ّية‬

‫المعايير الف ّنيّة‬

‫رب‬

‫ل ّتجا‬

‫ك‬

‫رية‬

‫ا‬

‫ف والمشارك‬

‫ة الوجدانية‬

‫يس ّية‬

‫التنف‬

‫بناء ا ّلثقة‬ ‫الفن والثقافة‬ ‫المساهمات‬

‫ّ‬ ‫التعافي‬

‫التعاون‬ ‫الق‬

‫الحة‬

‫يم ا‬

‫وار‬

‫شا‬

‫ال ّتن‬

‫ركة‬

‫ية‬ ‫الم‬

‫شت‬

‫ركة‬

‫مية‬

‫الهو‬ ‫ا ّلثقافية‬

‫ّيات وال‬ ‫ّذكريات‬

‫الت ّ‬ ‫عام‬

‫جماعي‬

‫ّ راء‬ ‫الث‬

‫ات‬ ‫ع ال‬ ‫صدم‬

‫تكر‬

‫النف‬ ‫سية‬

‫الح‬

‫لم‬

‫الم‬

‫جماعي‬

‫يس الذّ‬ ‫اكرة‬

‫ا‬

‫لمص‬

‫أل‬ ‫خالق‬

‫تتشعّب مساهمات الفنّ ّ‬ ‫والثقافة على‬ ‫المستويين الفرديّ ‪/‬ال ّ‬ ‫شخصي والجماعي‪/‬‬ ‫الجمعي إلى العديد من المجاالت‪ .‬يوضّح‬ ‫ال ّ‬ ‫شكل أعاله هذه المساهمات المتشعّبة‪ ،‬وإن‬ ‫بصورة جزئيّة‪.‬‬


‫الصورة بإذن من أيام المسرح‪ ،‬فلسطين‬

‫‪XXXXXXXX‬‬


‫‪15‬‬

‫"تو ّفر الفنون وال ّثقافة منابر لل ّتفاعل‬ ‫االجتماعي؛ فهي تساعد على بناء‬ ‫ال ّتجربة المدن ّية من خالل تعزيز العمل‬ ‫وحل ّ المشكالت بصورة جماع ّية‪،‬‬ ‫وعلى تجربة ال ّتعايش واحترام ال ّتنوع‬ ‫والحوار‪ ،‬وهي ك ّلها عوامل حاسمة في‬ ‫المراحل االنتقال ّية وخالل عمل ّيات‬ ‫اإلصالح"‬

‫الفنّ ّ‬ ‫والثقافة‬ ‫سياق خصب إلحداث‬ ‫ال ّتغيير االجتماعي‬ ‫رغم ال ّتنوع الّذي ت ّتسم به البلدان العربيّة‬ ‫والخصوصيّات التي تميز ك ّل منطقة إن كانت‬ ‫منطقة الخليج العربي أو المشرق والمغرب‬ ‫العربيّين‪ ،‬فإنّ المجتمعات العربيّة كافة تشترك في أنماط‬ ‫وحقائق اجتماعيّة وثقافيّة وأيديولوجيّة أساسيّة‪ .‬لذا‪ ،‬فإنّ‬ ‫بعض أشكال التعّميم مفيدة مع اإلقرار في الوقت ذاته‬ ‫بال ّتحوالت الّتي طرأت على األوضاع في مرحلة ما بعد‬ ‫انطالق ّ‬ ‫الثورات والّتي تمرّ بها المنطقة حال ّياً‪ ،‬حيث تبدو‬ ‫تونس على المسار الصّحيح‪ ،‬بينما تدهورت األوضاع في‬ ‫ك ّل من ليبيا وسوريا فوصلت إلى صراع محتدم‪ .‬بالمقابل‪،‬‬ ‫تبدو ك ّل من مصر ولبنان واألردن وفلسطين في حالة من‬ ‫الرّ كود فيما يتعلّق باإلصالح والعدالة االجتماعيّة‬ ‫والمشاركة السّياسيّة‪.‬‬

‫تشهد المنطقة العربيّة أزمة تاريخيّة إذ تواجه مزيجا ً مفزعا ً‬ ‫من ال ّتحدّيات االجتماعيّة والسّياسيّة ّ‬ ‫والثقافيّة والمدنيّة‬ ‫واالقتصاديّة والبيئيّة وال ّس ّكانيّة‪ .‬أصبحت األوضاع اإلنسانيّة‬ ‫كارثيّة في العديد من األماكن نتيجة للصّراع المسلّح‬ ‫ولالحتالل‪ ،‬مما أدىّ ويؤدي إلى تشريد الماليين من الجئين‬ ‫ومهجّ رين‪ .‬لكن ح ّتى المجتمعات العربيّة المستقرّ ة نسب ّيا ً‬ ‫تعاني من قيود ناتجة عن السّلطة الهرميّة األبويّة المتزمّتة‬ ‫ومن تصاعد ال ّتيارات المحافظة واإلسالميّين وانعدام‬ ‫ال ّتسامح وقمع الرّ وح الفرديّة وال ّتنوع االجتماعي‪ .‬تتعرّ ض‬ ‫الحرّ يّات السّياسيّة والمدنيّة لل ّتقويض أو للمنع وتعاني‬ ‫مؤسّسات الدّولة من ال ّتضخم وال ّتعتيم والفساد‪ُ .‬تحرم أجيال‬ ‫كاملة من ال ّتعليم أو من الخبرات في مجال المواطنة‪ ،‬كما‬ ‫تحرم كلّ ّيا ً من فرص المشاركة المدنيّة في الحكم المحليّ أو‬


‫‪16‬‬

‫الفنّ ّ‬ ‫والثقافة‪ :‬حافزان لل ّتغيير االجتماعي‬

‫"في أوقات ال ّتحول االجتماعي كا ّلذي تشهده المنطقة العرب ّية حال ّياً‪ ،‬تكتسب‬ ‫س ُبالً مبتكرة لل ّتغيير‪ .‬تعتبر‬ ‫الفنون وال ّثقافة معنى جديداً ويمكن أن تم ّثل ُ‬ ‫خاصة في‬ ‫القدرة على تخ ّيل سرد بديل للواقع وال ّتعبير عنه أمراً أساس ّياً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المجتمعات ا ّلتي تعيش في ظل ّ مناخ استبدادي ذي بنيات سلطو ّية مهيمنة‬ ‫بصورة مفرطة"‪.‬‬

‫في العمل الجماعي المتطلّع إلى تحقيق هدف بعينه‪ .‬كذلك‬ ‫فإن المنطقة تعاني من الوهن على مستوى اإلنتاج المعرفي‬ ‫وأبحاث علم االجتماع واالبتكار العلمي‪ ،‬وتفتقد لثقافة‬ ‫ال ّنقاش الصّريح الم ّتسم باالحترام‪ ،‬إلى جانب أنّ نظم ال ّتعليم‬ ‫وطرق ال ّتدريب في أمسّ الحاجة إلعادة الهيكلة‪ .‬لقد أدّت‬ ‫هجرة الكوادر المهنيّة ذات ال ّتعليم العالي بحثا ً عن أجور‬ ‫أفضل إلى ظاهرة هجرة األدمغة‪ ،‬كما أنّ نسبة البطالة‬ ‫مرتفعة ( حوالي ‪ %60‬من السّكان هم تحت سن الـ ‪25‬‬ ‫وفرص العمل محدودة للغاية)‪ ،‬يضاف إلى ذلك سوء تنظيم‬ ‫اقتصاد االستهالك في إطار السوق اللّيبراليّة‪-‬الجديدة‬ ‫وانعدام ال ّتخطيط المستدام والرّ فاه االجتماعي عمل ّياً‪ ،‬وغياب‬ ‫المساواة على جميع المستويات‪ ،‬خاصّة بين الجنسين‪.‬‬ ‫فراغ‬ ‫ت ّتسم األزمة الّتي تواجهها المنطقة العربيّة بوجود‬ ‫ٍ‬ ‫هائل على صعيد المعرفة وفي مهارات ح ّل المشاكل بشكل‬ ‫ٍ‬ ‫جماعيّ ‪ ،‬ممّا يقوّ ض جهود تطوير رؤية مستقبليّة شاملة‬ ‫وقابلة للحياة وا ّتخاذ الخطوات الالزمة لتحقيقها‪ .‬قد يظهر‬ ‫هذا القصور بدرجات متفاوت ٍة في الدّول والمناطق المختلفة‪،‬‬ ‫لكنّ قلّة من المواطنين فقط هي الّتي ال تعبأ بالصّعوبات‬ ‫المتفاقمة‪ ،‬وتشهد المنطقة بالفعل نسبة مشاركة جماهيريّة‬ ‫غير مسبوقة في محاولة ح ّل هذا القصور‪ .‬لقد شهدت‬ ‫السّنوات الخمس الماضية انطالق ك ّم هائل من المبادرات‬ ‫شبابيّة والخيريّة ّ‬ ‫المدنيّة ال ّ‬ ‫والثقافية واإلنسانيّة من ِقبَل‬ ‫مواطنين عاديّين‪ ،‬غالبيّتهم من شباب المدن‪ ،‬رغم العراقيل‬ ‫الجمّة الّتي واجهتهم‪ ،‬واضّطرار بعض تلك المجموعات‬ ‫إلى تعليق عملها أو مواصلته في المنفى نتيجة الظروف‬ ‫األمنيّة واإلنسانيّة‪.‬‬

‫معظم الحرّ يّات المدنيّة الّتي تمّت المطالبة بها خالل‬ ‫ّ‬ ‫الثورات لم تتح ّقق‪ ،‬بينما تعرّ ضت بعض الحرّ يّات الّتي‬ ‫كانت متاحة في السّابق لتقليص سافر‪ .‬تحول القيود القانونية‬ ‫و‪/‬أو رقابة الدولة المتزايدة في بعض البلدان دون نمو هذه‬ ‫الحركة المدنيّة الجديدة‪ ،‬في حين تظ ّل مصادر الدّعم‬ ‫وال ّتمويل المحلّيّة شحيحة للغاية‪ ،‬فتضطرّ مجموعات‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬سواء الّتي تعمل في مجال قضايا المرأة أو‬ ‫في ال ّتخفيف من حدّة الفقر أو في مجال الدّيمقراطيّة ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫وال ّتعليم والبيئة أو المشاركة السّياسيّة‪ ،‬إلى االكتفاء بقدراتها‬ ‫المحدودة وبنياتها ال ّتحتيّة اله ّ‬ ‫شة‪ .‬لكن رغم كل ذلك‪ ،‬فإنّ‬ ‫الحيويّة واإليجابيّة والمثابرة والمثاليّة الّتي ت ّتسم بها هذه‬ ‫المبادرات لهي من دواعي األمل وال ّتفاؤل في المنطقة‬ ‫العربيّة‪ ،‬وإن كان ّ‬ ‫الطريق أمامها ال يزال طويالً ووعراً‪.‬‬ ‫في أوقات ال ّتحول االجتماعي كالّذي تشهده المنطقة العربيّة‬ ‫والثقافة معنى جديداً ويمكن أن ّ‬ ‫حال ّياً‪ ،‬تكتسب الفنون ّ‬ ‫تمثل‬ ‫ُس ُبالً مبتكرة لل ّتغيير‪ .‬تعتبر القدرة على تخيّل سرد بديل‬ ‫للواقع وال ّتعبير عنه أمراً أساس ّياً‪ ،‬خاصّة في المجتمعات‬ ‫الّتي تعيش في ظ ّل مناخ استبدادي ذي بنيات سلطويّة‬ ‫مهيمنة بصورة مفرطة‪ .‬تساعد الفنون ّ‬ ‫والثقافة المنخرطة‬ ‫بالمجتمع على تحويل السّرد‪ ،‬ممّا ّ‬ ‫يؤثر على المخيّلة‬ ‫الجماعيّة ويتحدّى في الوقت ذاته البنيات والمنظومات‬ ‫المفاهيميّة القائمة للسّلطة‪ .‬إنّ المشاركة في الفنون ّ‬ ‫والثقافة‬ ‫وتل ّقيها يح ّفزان اإلبداع ويوجّ هان المخيّلة الجماعيّة نحو‬ ‫تشكيل وتدعيم رؤى وحقائق بديلة‪ .‬تو ّفر الفنون ّ‬ ‫والثقافة‬ ‫منابر لل ّتفاعل االجتماعي؛ فهي تساعد على بناء ال ّتجربة‬ ‫المدنيّة من خالل تعزيز العمل وح ّل المشكالت بصورة‬ ‫جماعيّة‪ ،‬وعلى تجربة ال ّتعايش واحترام ال ّتنوع والحوار‪،‬‬

‫وهي كلّها عوامل حاسمة في المراحل االنتقاليّة وخالل‬ ‫عمليّات اإلصالح‪.‬‬ ‫تض ّم المجتمعات العربيّة جماعات ناشئة ومهمّشة تعاني من‬ ‫الصّدمات النفسيّة‪ ،‬وتستفيد جميعها ولح ّد كبير من مبادرات‬ ‫الفنون ّ‬ ‫والثقافة المجتمعيّة الّتي أثبتت قدرتها على بناء رأس‬ ‫مال اجتماعيّ وتحسين ظروف الحياة وال ّترابط داخل‬ ‫المجتمعات‪ ،‬وتسريع ال ّتنمية وتعزيز اإلحساس ّ‬ ‫بالثقة‬ ‫واالعتزاز بال ّنفس‪ .‬وعادة ما تميل أماكن وفضاءات الفنون‬ ‫ّ‬ ‫والثقافة ذات ال ّتوجه االجتماعي إلى االنفتاح والمرونة‬ ‫وتكون آمنة وترحّ ب بالجميع وتسمح لل ّناس على تنوّ عهم‬ ‫بال ّتجمع وال ّنقاش الحرّ واختبار هذه ال ّتجربة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫ال ّتعلم واإلبداع‪ .‬فضاءات كهذه نادرة في العالم العربيّ ‪ ،‬لذا‬ ‫فال ّ‬ ‫شباب غالبا ً ما ينجذب إليها وإلى وسائل تعبير اإلعالم‬ ‫الجديد‪ .‬لإلعالم تواجد كبير في المنطقة العربيّة وله تأثير‬ ‫قويّ على الحياة العامّة‪ ،‬وهو بمثابة وسيلة جاهزة لل ّترويج‬ ‫للقضايا ولألفكار‪ .‬ونظراً ّ‬ ‫للطفرة في أعداد ال ّ‬ ‫شباب في‬ ‫المنطقة‪ ،‬سيكون لالستثمار في فنون المشاركة االجتماعيّة‬ ‫أثر بعيد المدى‪ ،‬إذ سيّوفر األدوات المطلوبة ويعطي أمالً‬ ‫لل ّ‬ ‫شباب ويح ّفزهم على ال ّتحرك‪.‬‬


‫تصوير‪ :‬سيف شعبان‬

‫مهرجان دريم سيتي (مدينة االحالم) للفن المعاصر في الفضاء العام ‪ ،2010‬تونس‬

‫الصورة بإذن من جمعيّة "الشارع فنّ "‬

‫‪XXXXXXX‬‬


‫‪XXXXXXXX‬‬

‫تصوير‪ :‬رنا النمر‬

‫صندوق العجب‪ ،‬مصر‬

‫الصورة بإذن من محطات للفن المعاصر‬

‫"شهدت المنطقة في العقد األخير تسارعا ً في ال ّنشاط وال ّتعبير‬ ‫السابقة والبنيات ال ّتحت ّية ا ّلتي‬ ‫اإلبداع ّيين بنا ًء على ال ّتجارب ّ‬ ‫ظهرت منذ تسعينات القرن الماضي"‪.‬‬


‫‪19‬‬

‫ديناميكي‬ ‫مجتمع‬ ‫ّ‬ ‫الممارسة‬ ‫شهدت المنطقة في العقد األخير تسارعا ً في ال ّنشاط وال ّتعبير اإلبداعيّين بنا ًء على‬ ‫ال ّتجارب السّابقة والبنيات ال ّتحتيّة الّتي ظهرت منذ تسعينات القرن الماضي‪.‬‬ ‫وظهرت تيّارات وموضوعات جماليّة جديدة نتيجة لدمج واقع وتجارب مختلف‬ ‫البلدان والمدن والمجتمعات‪ .‬أرست عدّة دول خليجيّة بنية تحتيّة كرّ ست لسوق ف ّني يستهدف‬ ‫أذواق المستهلك ال ّتقليدي خاصّة في إطار سعيها لشغل مكانة على السّاحة الف ّنيّة العالميّة‪.‬‬ ‫أما في سائر الدول العربية‪ ،‬فقد تش ّكل اإلنتاج الف ّني ّ‬ ‫والثقافي كر ّد فعل على ظروف‬ ‫اجتماعيّة‪ -‬سياسيّة قاسية‪.‬‬ ‫أنتج الموسيقيّون والمخرجون المسرحيّون والف ّنانون البصريّون والمصوّ رون الفوتوغرافيّون‬ ‫كما أنتج العاملون في مجال األفالم ومصمّمو الرّقصات وغيرها من الفنون‪ ،‬أعماالً مقنعة‬ ‫تعالج موضوعات كالحرب والصّدمات ال ّنفسيّة والعنف واالحتالل واإلرث االستعماري‬ ‫والفقر‪ .‬تناولوا أيضا ً موضوع الجنس والرّغبة ووضع المرأة في المجتمع وأصحاب الميول‬ ‫الجنسيّة المغايرة وال ّتهميش والهجرة ومعاناة ّ‬ ‫اللجئين وس ّكان العشوائيّات ومدن الصّفيح‬ ‫والسّلطة وال ّنظام األبويّ وفشل نظام الحكم‪ .‬رغم زخم هذه األعمال‪ ،‬لم تنجح سوى قلّة منها‬ ‫في المساهمة في الخطاب الجماهيري العام‪ .‬فعلى الرّغم من مشاركتها في تحفيز وإنعاش‬ ‫ال ّتفكير ال ّنقدي في أوساط المبدعين وال ّنخبة‪ ،‬إال أنّ البنية ال ّتحتيّة المتردّية وقلّة فرص‬ ‫العرض حالت دون انتشارها أو وصولها إلى الكتلة المجتمعيّة الّتي هي في أمسّ الحاجة‬ ‫إليها‪ .‬من المؤسف ح ّقا ً أن يكون العديد من هذه األعمال قد شوهد ونال إعجاب أعداد من‬ ‫الجمهور األجنبي تفوق أعداد الجمهور المحلّي‪ .‬فقط حين تصل الفنون المنخرطة في هموم‬ ‫المجتمع إلى عدد كبير من ال ّناس‪ ،‬تستطيع تفعيل خطاب يساعد على تشكيل القيم وال ّتحفيز‬ ‫على ال ّتحرك قدماً‪.‬‬ ‫في السّنوات التي سبقت ّ‬ ‫الثورات العربيّة وتلك الّتي تلتها‪ ،‬ظهر جيل جديد من البنيات‬ ‫ّ‬ ‫ال ّتحتية الف ّنيّة‪ ،‬من داخل المجتمع المدني في األساس‪ .‬وفي حين كانت البنية ال ّتحتيّة الثقافية‬ ‫في الماضي شبه حكر على الدّولة‪ ،‬أسّس ف ّنانون ومث ّقفون ومواطنون عاديّون فضاءات‬ ‫مستقلّة ومجموعات ومنابر ومبادرات جديدة‪ .‬لقد تضاعفت أعداد الفضاءات وال ّت ّ‬ ‫دخالت‬ ‫المجتمعيّة الف ّنيّة‪ ،‬بينما بدأت ال ّتجارب في مجال المناصرة ّ‬ ‫الثقافيّة وال ّتواصل الف ّني في‬ ‫ال ّتشكل‪ .‬يعود هذا ال ّتطور في المنطقة في األساس إلى البنية ال ّتحتية الجديدة نسب ّيا ً من‬ ‫ّ‬ ‫منظمات خدماتيّة جديدة‪ ،‬تقدّم الدّعم في مجاالت ال ّتمويل والقدرات وال ّتدريب وال ّتوزيع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مما يمهّد الطريق لدمقرطة عمليّة الوصول إلى الموارد ولخلق فرص ال ّتجمع وال ّتبادل‪.‬‬ ‫من الجهات الجديرة ّ‬ ‫بالذكر في هذا السياق؛ صندوق شباب المسرح العربي‪ ،‬المورد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي‪ ،‬الصّندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)‪ ،‬إلى جانب المؤسّسات الدّولية والوكاالت‬ ‫ال ّتنموية العديدة الّتي تعهّدت بدعم ورعاية هذه البنية ال ّتحتيّة‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫الفضاءات اإلبداعية‬ ‫والمساحات العامة‬ ‫خالل األعوام الـ ‪ 15‬الماضية‪ ،‬أخذت الفضاءات الف ّنيّة المستقلّة‬ ‫والقليلة ج ّداً العاملة في أغلب الدّول العربيّة بال ّتضاعف فجأة ليبلغ‬ ‫عددها المئات‪ ،‬يديرها ف ّنانون وتشغل معظمها حيّزاً صغير المساحة‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من العراقيل‪ ،‬وفي صراعها لضمان البقاء‪ ،‬نمت هذه األماكن‬ ‫استجابة ّ‬ ‫للطلب عليها كأماكن لل ّتجمع‪ ،‬وخوض غمار ال ّتجربة وال ّتبادل‬ ‫وال ّنقاش وال ّتعلّم والحرّ يّة‪ ،‬خاصّة من قبل ال ّ‬ ‫شباب في المنطقة‪ .‬ورغم أنّ‬ ‫روّ ادها هم عادة من ال ّ‬ ‫شباب‪ّ ،‬إل أ ّنها تجتذب أشخاصا ً من خلفيّات مختلفة لم‬ ‫تكن لتتو ّفر لهم في غيابها على األغلب‪ ،‬سوى فرص نادرة لل ّتفاعل‪ ،‬هذا إن‬ ‫تو ّفرت أصالً‪.‬‬

‫أماكن إبداعية وفضاءات‬ ‫عامة‬

‫أماكن آمنة للتجريب‪ ،‬المخاطرة ‬

‫تشجيع مشاركة المواطن‬ ‫ ‬

‫دمقرطة مجال الحصول على ال ّثقافة‬

‫والنقاش‬

‫تعزيز التعليم السياسي والمدني‬

‫استحداث نماذج جديدة إلدارة‬ ‫الحكم وشراكات عامة‪/‬خاصة‪/‬مدنية‬


‫الفضاءات اإلبداعية والمساحات العامة ‪21‬‬

‫مختبر عمران القاهرة لل ّتصميم والدّ راسات‬

‫مسارات للفنون‬

‫مختبر عمران القاهرة لل ّتصميم والدّراسات (كالستر)‪ ،‬هو مبادرة تر ّكز على نقطة التقاء‬ ‫ال ّتصميم العمراني باإلنعاش ّ‬ ‫الثقافي وال ّتجريب‪ ،‬ضمن مسار ا ّتخاذ القرار حول ال ّتنمية العمرانيّة‬ ‫والمعماريّة‪ .‬بدأ المختبر مشروع "ممرّات القاهرة" عام ‪ ،2013‬والّذي يهدف إلى استكشاف‬ ‫مساحات عامة وسط البلد في القاهرة‪ ،‬تكون بمثابة إطار لتطوير الفنّ وال ّتنمية الحضريّة في ظل‬ ‫ّ‬ ‫والمخططين‬ ‫المرحلة االنتقاليّة‪ .‬يتكوّ ن المشروع من ورشات عمل في مجال ال ّتصميم للف ّنانين‬ ‫والمعماريّين الّذين يقترحون ّ‬ ‫تدخالت في مواقع بعينها في وسط البلد في القاهرة‪ ،‬تليها مرحلة‬ ‫ال ّتنفيذ‪ .‬ي ّتبع المشروع نهجا ً جديداً إزاء نسيج مدينة لها تاريخ من المركزية ال ّ‬ ‫شديدة لألشغال‬ ‫العامّة والسّياسات والبيروقراطية‪ ،‬وقد تم ّكن من الحصول على الموافقات وال ّتصاريح المع ّقدة‬ ‫ّ‬ ‫اللزمة للعمل في الفضاء العام‪ .‬إنّ نجاح المختبر في ال ّتفاوض مع البيروقراطيّة يع ّد بمثابة سابقة‬ ‫هامّة‪ّ ،‬‬ ‫ويمثل في الوقت ذاته تأكيداً على أهميّة وجود معارف وموارد ال تقتصر على مركزيّة‬ ‫معيّنة بل قائمة على المجتمع المدني من أجل خدمة المصلحة العامّة‪.‬‬

‫تأسّس فضاء مسارت للفنون عام ‪ 2010‬وصار أحد أكثر المراكز ّ‬ ‫الثقافية البديلة حيويّة في‬ ‫تونس العاصمة‪ .‬يحت ّل هذا المكان الصّغير ومتعدّد االستخدامات واجهة محل لتصليح‬ ‫السيّارات في حيّ يقع وسط المدينة لك ّنه مهمشٌ ‪ .‬ي ّتسع الحيّز الّذي يشغله المكان فيحت ّل‬ ‫الرّصيف وال ّ‬ ‫شارع أثناء العروض والفعاليّات‪ .‬يستضيف مسارت للفنون‪ ،‬والّذي أسّسته‬ ‫شباب‪ ،‬ورشات عمل لل ّ‬ ‫مجموعة من الفنانين ال ّ‬ ‫شباب وال ّنساء واألطفال‪ ،‬وقد صار بفضل‬ ‫شراكته مع المعهد العربيّ لحقوق اإلنسان رائداً في مجال حقوق ّ‬ ‫الطفل وال ّتوعية بها‪.‬‬ ‫استضاف المركز الذي تحوّ ل إلى نقطة لقاء أفراد من مختلف الطبقات االجتماعيّة‪ ،‬برامج‬ ‫حول المواطنة والحقوق االنتخابيّة والهجرة غير المشروعة وحقوق المرأة‪ .‬في عام ‪2013‬‬ ‫قام مسارت للفنون بال ّتعاون مع مجموعة من الجمعيّات غير الحكوميّة‪ ،‬بتنظيم مهرجان‬ ‫سينمائيّ متن ّقل ُكرّس لموضوع الحقوق والحرّيات‪.‬‬

‫تسجيالت ال ّثورة‬

‫آرت اللوا‬

‫‪1#‬‬

‫تأسّست آرت اللوا سنة ‪ 2007‬في أرض اللّواء‪ ،‬إحدى أكبر المناطق العشوائيّة في القاهرة‪،‬‬ ‫وهي المؤسّسة ّ‬ ‫الثقافيّة الوحيدة الّتي تقوم على خدمة أكثر من مليون شخص يعيشون في‬ ‫ّ‬ ‫هذه المنطقة المحرومة خدمات ّياً‪ .‬تنظم المؤسّسة المموّ لة من قِبل ف ّنانين محلّيين‪ ،‬ورشات‬ ‫عمل ودورات تدريبيّة ومشاريع ف ّنيّة تفاعليّة وأنشطة في الفضاء العام وعروضًا ومعارض‬ ‫ّأثرت بصورة عميقة على س ّكان الحيّ ‪ .‬أنتجت المؤسّسة ثقافة ت ّتسم ّ‬ ‫بالثقة واالعتزاز بال ّنفس‬ ‫وسط أفرادها‪ .‬القت آرت اللوا احتفا ًء دول ّيا ً واجتذبت زوّ اراً مصريّين وأجانب من مختلف‬ ‫الخلفيّات لل ّتعرف على المنطقة العشوائيّة وعلى س ّكانها ولل ّتفاعل معهم‪.‬‬

‫ريفليوشن ريكوردس (تسجيالت ّ‬ ‫الثورة) الّتي أسّستها عام ‪ 2012‬فرقة موسيقى الرّ اب‬ ‫الّتي تحمل نفس االسم في مدينة اإلسكندريّة في مصر‪ ،‬تطلق على نفسها اسم "فضاء‬ ‫مرخص لفن ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫شارع"‪ ،‬وهي مكان مخصّص لتدريس وتنمية موسيقى الهيب هوب وفنون‬ ‫شارع‪ّ .‬‬ ‫شبان وال ّ‬ ‫تنظم ريفليوشن ريكوردس ورشات عمل لل ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫شابات ولديها ستوديو‬ ‫لل ّتمرينات وتسجيل الصّوت مجهّز تجهيزاً كامالً‪ ،‬وقد أنتج عشرات األغاني لموسيقيّي‬ ‫الرّ اب المحلّيّين‪ .‬تتناول بعض هذه األغاني والّتي نشرت على اإلنترنت‪ ،‬مواضيع كالفساد‬ ‫والحكم العسكري ونفاق اإلعالم والعدالة االجتماعيّة والمسؤوليّة الشخصيّة وحقوق المرأة‬ ‫والسّياسة اإلقليميّة‪ ،‬وقد قام مستخدمو اإلنترنت بتنزيل موسيقى تسجيالت الثورة مئات‬ ‫آالف المرّ ات‪.‬‬ ‫يخضع الفضاء العام في العالم العربي للسّيطرة ال ّتامة وال ّتسييس في ظ ّل األنظمة‬ ‫االستبدادية‪ .‬كذلك فقد تعرّ ض لموجة عاتية من الخصخصة وال ّتسويق االستهالكي بفعل‬ ‫اللّيبراليّة الجديدة التي فرضت عليه قواعد سلوكيّة وتفاعالت اجتماعيّة مقيّدة للغاية‪ .‬إحدى‬ ‫السّمات األساسية للثورات العربيّة كانت استكشاف هذا الفضاء العام وخلق عالقة جديدة‬ ‫بين المواطنين وبين األماكن العامة كرمز للحريات المكتسبة‪ .‬وقد شهدت الشوارع أنشطة‬ ‫ف ّنية غير رسمية وغير مسبوقة في صورة لوحات جرافيتي وجداريات وفعاليّات عامة‬ ‫وعروض أفالم ونقاشات‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫الفضاءات اإلبداعية والمساحات العامة‬

‫ّ‬ ‫محطات‬

‫ال ّ‬ ‫شارع فنّ‬

‫‪2#‬‬

‫‪4#‬‬

‫في عام ‪ ،2008‬ت ّم تأسيس الر رو (ال ّ‬ ‫شارع فنّ ) في تونس العاصمة‪ ،‬بهدف استكشاف‬ ‫ّ‬ ‫للمنظمة هو مشروع مدينة‬ ‫وإحياء األماكن العامّة في المدينة‪ .‬أحد المشاريع المميّزة‬ ‫األحالم‪ ،‬وهو معرض ف ّني ضخم لالستلهام الف ّني وااللتزام الوطني‪ .‬يتيح هذا الحدث‬ ‫المجال آلالف المواطنين العاديّين ألن يتعرّ فوا على أعمال ف ّنيّة تطرح تساؤالت حول مكان‬ ‫الجسد في المجتمع‪ ،‬بنيات السّلطة االستبداديّة والرّ قابة وآليّات ال ّتواصل بين األفراد‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة العديد من ورشات العمل‬ ‫والحدود األخالقيّة واالستهالك ال ّتجاري‪ .‬قدّمت‬ ‫والدّورات الدراسيّة حول جماليّات وطرق إدارة األماكن العامّة الّتي يتشارك بها عموم‬ ‫المواطنين وحول مسؤوليّتهم تجاهها‪ .‬يمنح برنامج بعنوان "غيّر فصلك" الفرصة لل ّتالميذ‬ ‫بإعادة تصميم فصولهم المدرسيّة بمساعدة معماريّين ومصمّمين‪ .‬ويقوم برنامج آخر بعنوان‬ ‫"الصّراع والمقاومة‪ :‬المواطن الف ّنان والفضاء العام في تونس" بتدريب الف ّنانين وال ّنشطاء‬ ‫ال ّ‬ ‫شباب على مناهج ال ّتدخل الف ّني في الفضاء العا ّم‪.‬‬

‫ّ‬ ‫محطات عام ‪ ،2012‬وهي مبادرة مستقلّة لمجموعة من الف ّنانين والعاملين في‬ ‫تأسّست‬ ‫ّ‬ ‫مجال ّ‬ ‫الثقافة في القاهرة‪ ،‬بهدف االحتفاء بالثورة عن طريق إشراك الجمهور في الفضاء‬ ‫ّ‬ ‫محطات مجموعة من المشاريع تحت اسم شوارعنا‪ ،‬شارك فيها ف ّنانون‬ ‫العا ّم‪ .‬ن ّفذت‬ ‫ومواطنون عاديّون من خالل تجارب جماعيّة شملت عروضا ً للفنون البصريّة والرّ قص‬ ‫المعاصر في مترو األنفاق بأسلوب ّ‬ ‫الظهور الخاطف ("فالش موب")‪ .‬تتحدّى هذه‬ ‫المبادرات الف ّنيّة تو ّقعات وسلوكيّات ال ّناس من مواطنين مثلهم في األماكن العامّة‪ .‬أحدث‬ ‫ّ‬ ‫محطات هو مشروع إعادة إحياء "صندوق الدّنيا" بصورة معاصرة بمصاحبة‬ ‫مشاريع‬ ‫ّ‬ ‫موسيقيّين وممثلين وحكواتيّين يروّ حون عن المّارة من خالل سرد حكايات تحمل قيما ً‬ ‫اجتماعيّة وأخالقيّة‪ ،‬كما كان الحال في الماضي البعيد في المدينة‪.‬‬

‫مراكز الجزويت الثقافية في مصر‬ ‫الفنّ ميدان‬

‫تمّت إحدى أولى المبادرات الحيويّة في المنطقة في بداية األلفيّة ّ‬ ‫الثانية في مصر‪ ،‬وذلك‬ ‫بقيادة مراكز الجزويت ّ‬ ‫الثقافية الّتي خلقت فضاءات منفتحة وحيويّة في ك ّل من القاهرة‬ ‫واإلسكندريّة والمنيا‪ .‬هذه المراكز المزوّ دة بمساحات إلقامة العروض والورشات الف ّنيّة‪،‬‬ ‫وبمعدّات واستوديوهات مونتاج‪ ،‬تقدّم خدماتها في األساس لشباب وأطفال مهمّشين‪،‬‬ ‫وتنظم دورات تعليميّة في مجاالت المسرح والسّينما والغناء والموسيقى ومختلف‬ ‫ال ّتخصّصات الف ّنيّة‪ .‬ساعدت هذه المراكز على تكوين قادة مجتمعيّين وإلهام آالف‬ ‫األشخاص على مرّ السّنين‪.‬‬

‫‪3#‬‬

‫ت ّم تدشين الفنّ ميدان في القاهرة عام ‪ 2011‬من قِبل ائتالف ثقافي مستق ّل ليكون مهرجانا ً‬ ‫شهر ّيا ً يسعى لدمقرطة عمليّة االنتفاع بالفنون ويسمح في الوقت ذاته للف ّنانين وللمواطنين‬ ‫باالحتفاء بحريّة ال ّتعبير في مكان عام‪ّ .‬‬ ‫نظمت عروض شهريّة ناجحة لفنون شملت‬ ‫الموسيقى والرّ قص والسّيرك والمسرح وال ّ‬ ‫شعر والرّ اب ومسرح الحكواتي‪ ،‬في كل من‬ ‫اإلسكندريّة وبورسعيد والمنيا وأسيوط واألقصر‪ .‬ورغم مواجهة ّ‬ ‫منظمي المهرجان لبعض‬ ‫الصّعوبات عند طلب ال ّتصاريح من المحافظات المعنيّة‪ ،‬إال أنّ المبادرة القت نجاحا ً باهراً‪.‬‬ ‫لقد شعر اآلالف بمناخ المشاركة في المساحة المدنيّة وبالدّفء اإلنساني‪ ،‬وحضر المهرجان‬ ‫يمثل أطيافا ً مجتمعيّة متباينة بصورة الفتة‪ ،‬سواء من حيث ّ‬ ‫جمهور ّ‬ ‫الطبقة االجتماعيّة أو‬ ‫ال ّنوع االجتماعي (الجندر) أو االنتماءات الدينيّة أو السياسيّة‪ .‬قدّمت مثل هذه ال ّتجمعات‬ ‫نموذجا ً لل ّتسامح نادراً ما وجد في عهد مبارك‪ّ ،‬‬ ‫ومثلت سابقة لما يمكن أن تستخدم من أجله‬ ‫المساحات العامّة في مصر ما بعد ّ‬ ‫الثورة‪ ،‬أي كمكان للحريّة والحوار‪ .‬وألسباب واضحة‪،‬‬ ‫ت ّم وقف الفنّ ميدان في عام ‪ 2014‬عقب المتغيّرات الّتي طرأت على المناخ السياسيّ في‬ ‫مصر ورغبة الدّولة في زيادة "األمن"‪.‬‬


‫‪23‬‬

‫جريبي‬ ‫مناصرة اإلعالم ال ّت‬ ‫ّ‬ ‫إنّ سهولة الوصول إلى اإلعالم المستق ّل (القنوات الفضائيّة غير الحكوميّة‪ ،‬والقنوات الخاصّة‬ ‫تمويالً وإدارة) وانتشار الهواتف المحمولة زادا من اال ّتصاالت وغيّرا المجتمع‪ ،‬فباتت بأيدي‬ ‫ماليين المواطنين إمكانيّات هائلة لل ّتواصل‪ .‬لم يش ّكل اإلعالم في المنطقة ثورة تقنيّة إ ّنما قوّ ة هائلة‬ ‫لل ّتواصل االجتماعي ساعدت على تحرير األفراد والمجتمعات الذين اعتادوا على أن يتولّى آخرون‬ ‫مهمّة ال ّتحدث باسمهم وبال ّنيابة عنهم‪ ،‬لك ّنهم باتوا اآلن يملكون أدوات تجعل أصواتهم ورواياتهم‬ ‫مسموعة على مستوى واسع‪ .‬وفي بعض المدن ت ّم استحداث مهرجانات أفالم الهاتف المحمول‬ ‫بصورة تلقائيّة‪ ،‬ثم تبادلها وتناقلها بين المستخدمين‪ ،‬احتفا ًء بقدرة المواطن العادي على تصوير‬ ‫روايته الخاصّة‪ .‬كذلك ساهمت أدوات اإلعالم الجديد بصورة كبيرة في تنمية الحرّ يات ال ّ‬ ‫شخصيّة‬ ‫وروح الفرديّة‪ ،‬الّتي ال تلقى عادة تشجيعا ً في المجتمعات العربيّة التقليديّة‪.‬‬

‫التقنيات الحديثة تعزز الحرية والفردية‬ ‫ ‬

‫اإلعالم التجريبي‬

‫تمكين المواطنين من توثيق تجاربهم ‬ ‫وواقعهم ونقد بنيات السّ لطة ‬ ‫و تقديم روايات بديلة‬

‫دعم ظهور سرد جديد حول ال ّتجارب ‬ ‫وال ّتحديات العادية‬

‫اإلعالم كقناة قويّة لنشر الصوت ‬ ‫والنقاش الجماعي الملهم‬

‫اإلعالم اإلبداعي وسيلة اجتماعية ‬ ‫فعّ الة لترويج اآلراء المختلفة ‬ ‫ ‬

‫وتحفيز النقاش‬


‫‪24‬‬

‫مناصرة اإلعالم التجريبي‬

‫شاشات‬

‫الرقمي العربي‬ ‫مؤسسة ال ّتعبير ّ‬ ‫ّ‬

‫شاشات هي ّ‬ ‫منظمة تأسّست منذ عقد تقريبا ً في مدينة رام هللا‪ ،‬فلسطين‪ .‬تعنى بمعالجة‬ ‫قضايا المرأة من خالل السّينما‪ ،‬وتسعى لتوعية وتعزيز قدرات السينمائيّات منهنّ ‪ .‬تولّت‬ ‫شاشات مهمّة تنظيم مهرجانات سنويّة لسينما المرأة وتدريب عشرات ال ّ‬ ‫شابّات الفلسطينيّات‬ ‫في مجال اإلخراج السينمائي‪ ،‬كما قامت بإنتاج باكورة أعمال مخرجات فلسطينيّات‬ ‫جديدات‪ُ .‬تعرض األفالم أمام جمهور عريض في الجامعات والمراكز الجماهيريّة والف ّنيّة‪،‬‬ ‫يرافق ذلك توزيع كتيّبات إرشاد وعقد حلقات نقاش تض ّم ص ّناع السّياسة والخبراء‬ ‫االستشاريّين‪ .‬فتحت تلك العروض باب النقاش حول مسائل حسّاسة مثل ّ‬ ‫الزواج المب ّكر‪،‬‬ ‫عالقات الحبّ بين أشخاص ال ينتمون لنفس الدّين‪ ،‬االنتهاك الجنسي‪ ،‬التعصب الديني‪،‬‬ ‫العنف األسري‪ ،‬ال ّتحديات في أماكن العمل واألمومة‪ ،‬لتكون في مقدّمة القضايا الّتي يناقشها‬ ‫المجتمع الفلسطيني‪.‬‬

‫الرقمي العربي (أضف) ومقرّ ها القاهرة‪ ،‬تأسّست عام ‪ 2008‬واهتمّت منذ‬ ‫مؤ ّسسة ال ّتعبير ّ‬ ‫تأسيسها بإعداد جيل جديد من المواطنين المتم ّكنين في مجال ال ّتكنولوجيا‪ ،‬مروِّ جة في‬ ‫الوقت ذاته لإلعالم الرّ قمي وفنّ سرد الحكاية واألفالم والصّور المتحرّ كة والبرمجة‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة‬ ‫والموسيقى‪ ،‬وذلك لتعزيز الرؤى البديلة ودعم إمكانيّات المجتمعات المنفتحة‪ .‬إنّ‬ ‫الّتي درّ بت مئات األطفال وال ّ‬ ‫شباب على العديد من ال ّتقنيّات الحديثة ووسائل ال ّتعبير المتعلّقة‬ ‫بها‪ ،‬قد أسّست منابر لل ّتواصل وال ّتعبير في مصر والمنطقة‪ .‬تدير أضف فضا ًء مستقالً‬ ‫لل ّتدريب وال ّتسجيل والمونتاج‪ ،‬حيث تستطيع أيّ مجموعة من ال ّنشطاء والف ّنانين وال ّتقنيّين‬ ‫متعدّدي االهتمامات من خوض غمار ال ّتجربة وال ّتعاون معاً‪ .‬حال ّياً‪ ،‬تسعى أضف‪ ،‬والّتي‬ ‫تع ّد إحدى أكثر البنيات الم ّنظماتيّة تشاركيّة في المنطقة وأقلّها هرميّة‪ ،‬إلى تأسيس مجموعة‬ ‫من الفضاءات المشابهة في مختلف أنحاء مصر‪.‬‬

‫خرابيش‬

‫الصورة المعاصرة‬ ‫مركز ّ‬

‫خرابيش هي شبكة إعالميّة وترفيهيّة على اإلنترنت ذات فحوى موجّ هة لل ّ‬ ‫شباب‪ ،‬تعرض‬ ‫رسوما ً متحرّ كة بأسلوب متميّز ومبتكر وسرد حاد‪ .‬منذ العام ‪ 2008‬أنتجت المجموعة‬ ‫مئات أفالم الفيديو الّتي تعالج قضايا وأحداث اجتماعيّة‪ -‬سياسيّة وتنقل بصدق إحباطات‬ ‫وتحدّيات وآمال شعوب المنطقة‪ .‬شاهد بعض هذه األفالم أكثر من مليوني مستخدم على‬ ‫موقع يوتيوب‪ .‬ح ّققت هذه المبادرة انتشاراً إعالم ّيا ً ورواجا ً غير مسبوقين‪ ،‬ممّا جعلها‬ ‫مصدراً رئيس ّيا ً للجدل والحوار بين شباب المنطقة‪.‬‬

‫صورة المعاصرة في القاهرة عام ‪ 2004‬لدراسة وتقديم وتطوير فنّ‬ ‫تأ ّسس مركز ال ّ‬ ‫ال ّتصوير وال ّتوثيق وأساليب ال ّتعبير ذات الصّلة‪ .‬عقد المركز ورشات عمل ودورات‬ ‫دراسيّة وندوات ومناقشات في وقت كان فيه إنتاج الصّورة في المنطقة يمرّ بت ّغييرات‬ ‫جذريّة‪ ،‬فقام المركز بال ّتقريب ما بين الف ّنانين والمصوّ رين الفوتوغرافيّين واإلعالميّين‬ ‫والمحرّ رين والصحفيّين وأمناء األرشيف للعمل على صياغة نماذج جديدة لدور الصّورة‬ ‫في المجتمع‪ .‬في عام ‪ 2014‬د ّ‬ ‫شن المركز مبادرة بعنوان "الصّورة في مجال القضايا‬ ‫االجتماعيّة"‪ ،‬والّتي تضمّنت ورشات عمل ومناقشات حول موضوع المبادرة في عدد من‬ ‫المدن المصريّة‪ ،‬نتج عنها دليل عمليّ حول ال ّتصوير وصناعة األفالم وضع في خدمة‬ ‫الصحفيّين والمواطنين والعاملين في الجمعيّات األهليّة وغيرهم ممّن يرغبون في استخدام‬ ‫الصّورة في إطار عملهم المتعلّق بالقضايا االجتماعيّة‪.‬‬

‫‪5#‬‬


‫‪25‬‬

‫صرين‬ ‫ُم ّ‬

‫‪6#‬‬

‫قوة لل ّتواصل‬ ‫"‪ ...‬اإلعالم ّ‬ ‫االجتماعي ساعدت على‬ ‫تحرير األفراد والمجتمعات‬ ‫الذين اعتادوا على أن‬ ‫يتو ّلى آخرون مه ّمة‬ ‫ال ّتحدث باسمهم وبال ّنيابة‬ ‫عنهم‪ ،‬لك ّنهم صاروا اآلن‬ ‫يملكون أدوات تجعل‬ ‫أصواتهم ورواياتهم‬ ‫مسموعة "‪.‬‬

‫صرين هي جماعة مناصرة لإلعالم ومقرّ ها القاهرة‪ ،‬تأسّست في أعقاب ثورة ‪ 25‬يناير‬ ‫ُم ّ‬ ‫‪ .2011‬مهمّة مُصرّ ين‪ ،‬الّتي تجمع ما بين نشطاء وصانعي أفالم وك ّتاب ومواطنين‪ ،‬هي‬ ‫توثيق وأرشفة انتهاكات حقوق اإلنسان ومؤامرات ال ّنظام االستبدادي في مصر‪ .‬تع ّد‬ ‫المجموعة بمثابة غرفة لتجميع وتبادل وتوزيع لقطات فيديو ومواد إعالميّة ينتجها الف ّنانون‬ ‫توثق ّ‬ ‫والمواطنون‪ ،‬كما ّ‬ ‫للثورة الدائرة على األرض‪ .‬كذلك‪ ،‬تقوم بتدريب الصحفيّين من‬ ‫المواطنين على إنتاج وتوزيع المواد اإلعالميّة‪ .‬حظيت قناة اليوتيوب الخاصّة بالمنظمة‬ ‫على أكبر نسبة مشاهدة مقارنة بباقي المواقع المصريّة على اإلنترنت‪.‬‬

‫أبو ّ‬ ‫نظارة‬

‫تصوير‪ :‬حسن أمين‬

‫تاهت ولقيناها‪ ،‬مدرسة الدرب األحمر للفنون‪ ،‬مصر‬

‫الصورة بإذن من مؤسسة المورد الثقافي‬

‫تش ّكلت أبو ن ّظارة في سوريا بعد انتفاضة ‪ 2011‬التي تحوّ لت إلى حرب أهليّة‪ .‬وأبو ّ‬ ‫نظارة‬ ‫هم االسم الّذي ا ّتخذته مجموعة سينمائيّة سوريّة مجهولة الهويّة‪ ،‬تنتج ما يسمّى بسينما‬ ‫ّ‬ ‫الطوارئ‪ .‬تقوم المجموعة برفع فيلم قصير (مدّته من دقيقة إلى ‪ 10‬دقائق) على اإلنترنت‬ ‫ّ‬ ‫كل أسبوع (فاق مجمل عدد األفالم الـ ‪ 200‬فيلم حتى اليوم) ويعكس الواحد منها معاناة‬ ‫المجتمع السّوري بجميع أطيافه بأسلوب سينمائيّ ّ‬ ‫مؤثر وشاعري‪ .‬تقدّم المجموعة رواية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بديلة في مواجهة الصّورة ال ّنمطيّة لمعاناة السّوريين التي يقدّمها النظام من جهة‪ ،‬واإلعالم‬ ‫العالمي من جهة أخرى‪ .‬شاهد الماليين هذه األفالم على اإلنترنت وضمن مهرجانات‬ ‫إقليميّة ودوليّة‪ ،‬كما فازت بالعديد من الجوائز في جميع أنحاء العالم‪ .‬بعرضها للواقع‬ ‫السّوري‪ ،‬ساعدت مجموعة أبو ّ‬ ‫نظارة في توضيح الجانب اإلنساني للصّراع لك ّل من‬ ‫المشاهدين السّوريّين والعالم الخارجي‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫التعلم والخطاب البديالن‬

‫إل تياترو‬ ‫في العام ‪ ،2012‬استضاف إل تياترو ‪ -‬وهو من أوّ ل الفضاءات ّ‬ ‫الثقافية متعدّدة المجاالت‬ ‫في تونس العاصمة‪ -‬برامج تر ّكز على ال ّتنوع األيديولوجي‪ ،‬الجنسي والعرقي‪ ،‬وهي‬ ‫موضوعات مشحونة بال ّتوتر‪ ،‬إن لم تكن محظورة تماما ً في أغلب األوساط‪" .‬أن تكون‬ ‫أسود في الخضراء" هو برنامج شامل‪ ،‬يتضمّن نقاشات وندوات وأفالما ً ومسرحيّات‬ ‫وموسيقي راب وفنونا ً بصريّة‪ ،‬ويُعنى بال ّتفرقة العنصريّة الّتي يتعرّ ض لها ‪ %10‬من‬ ‫المواطنين ذوي أصول تنحدر من جنوب الصّحراء الكبرى‪ .‬ساهم البرنامج في إخراج هذه‬ ‫القضايا "المخفيّة" إلى العلن‪ ،‬وفي تحفيز حمالت ونقاشات عامّة غير مسبوقة‪.‬‬

‫كورال الشكاوي المصري‬

‫الخطاب البديل‬ ‫ي ّتضح من الجدل الدّائر على القنوات الفضائيّة وفي اإلعالم‬ ‫االجتماعي الحيوي وبين الجموع المحتشدة في األحداث العامّة‪،‬‬ ‫أنّ المجتمعات العربيّة تتوق بعد عقود من الرّ قابة إلى الخطاب‬ ‫الصّريح الب ّناء‪ .‬إن تقييد الدّولة لحرّ يّة ال ّتعبير قد كبت الجدل وحرم‬ ‫المواطنين من ال ّتعرف إلى وجهات ال ّنظر البديلة‪ ،‬وتوسيع نظرتهم‬ ‫للعالم وللمعايير األيديولوجيّة‪ .‬كثيراً ما ُتفرض رقابة صارمة على‬ ‫أماكن ال ّنقاش التقليديّة‪ ،‬مثل المدارس والجامعات والمؤسّسات الدينيّة‬ ‫واإلعالم واألماكن العامّة‪ ،‬أو أ ّنها تكون غير آمنة أو غير مجهّزة‬ ‫الستضافة نقاشات حيويّة وتثقيفيّة بصورة ّ‬ ‫منظمة وب ّناءة‪ .‬لذا‪ ،‬تظ ّل‬ ‫المراكز ّ‬ ‫الثقافيّة أكثر األماكن مالءمة لمعالجة الموضوعات الملحّ ة‬ ‫ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫شائكة‪ ،‬إذ توفر وسائل مبتكرة لتشجيع المشاركة والحوار‪.‬‬

‫‪7#‬‬

‫شكاوى المصري فكرته من حركة كوراالت ال ّ‬ ‫يستوحي كورال ال ّ‬ ‫شكاوى الدوليّة التي بدأت‬ ‫في هلسنكي في بداية األلفيّة ّ‬ ‫الثانية وانتشرت لتصل إلى ‪ 140‬دولة في أنحاء العالم‪ .‬إنّ‬ ‫المبادرة الّتي بدأت في القاهرة‪ ،‬تجمع شكاوى ومظالم المواطنين المصريّين من جميع‬ ‫أطياف المجتمع وتحوّ لها إلى أغاني‪ .‬لكنّ ما بدأ كوسيلة فكاهيّة مبتكرة لل ّتعليق على الوضع‬ ‫االجتماعي والسّياسي‪ ،‬جذب أنظار اإلعالم والجماهير الغفيرة لدرجة أثارت ال ّ‬ ‫شكوك حول‬ ‫الهدف من عمل المجموعة وإن كان محاولة لتشكيل حركة سياسيّة‪ ،‬ممّا أدّى إلى مراقبتها‬ ‫ّ‬ ‫والطبقات‬ ‫من قبل البوليس السّريّ ‪ .‬يشترك موسيقيّون ومغ ّنون من مختلف األعمار‬ ‫والخلفيّات ّ‬ ‫الثقافية في جمع القصص وتوزيع وتأدية األغاني‪ .‬تعالج األغاني قضايا مثل‬ ‫الفساد وحالة المواصالت العامّة المتردّية وال ّتلوث وسوء الخدمات الطبّية وغياب الحراك‬ ‫االقتصادي والحرّ يات المدنيّة‪ .‬تولّد عروض الكورال شعوراً بالبهجة ال ّ‬ ‫شديدة وبالتنفيس عن‬ ‫الضّغط ال ّنفسي لدى المؤدّين والجمهور‪ .‬إنّ القوّ ة الكامنة في الغناء تعبيراً عن المتاعب‬ ‫االجتماعيّة والسّياسيّة العميقة‪ ،‬ال بالحديث عنها فحسب‪ ،‬تساعد على إطالق المخاوف‬ ‫والمشاعر المكبوتة وعلى بناء إحساس بالمشاركة اإلنسانيّة ووحدة الهدف التي تجمع بين‬ ‫جميع المشاركين في ذات الوقت‪.‬‬

‫جامعة في المخيم‬

‫قام ف ّنانون ومعماريّون بتدشين جامعة في المخيم عام ‪ 2012‬وذلك في مخيم الدّهيشة‬ ‫ّ‬ ‫للجئين في فلسطين‪ ،‬وتتل ّقى الجامعة اآلن دعما ً لبرنامجين دراسيّين‪ .‬يُساهم هذا البرنامج‬ ‫الدّراسي الرائد ومدّته عامان‪ ،‬في تكوين قيادات شبابيّة جديدة من مخيمات ّ‬ ‫اللجئين‬ ‫المختلفة‪ ،‬مقدّما ً لهم أسلوبا ً دراس ّيا ً بديالً‪ .‬يكتسب ّ‬ ‫الطلبة معارف في مجاالت ال ّتخطيط‬ ‫العمراني واالستراتيجيّات الف ّنيّة وحقوق اإلنسان وأصول الحكم وتنمية المجتمعات في مناخ‬ ‫تشاركي‪ .‬تعمل مجموعة من الف ّنانين وخبراء الدّراسات ال ّنظريّة واألكاديميّين والزائرين من‬ ‫والطاقم األكاديمي بدعم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ّنشطاء مع ّ‬ ‫الطالب من‬ ‫الطلبة بانتظام‪ ،‬بينما يقوم المستشارون‬ ‫أبناء المخيّم في مشروعاتهم ال ّتطبيقيّة‪ .‬إنّ إعداد قيادات متنوّ عة المهارات وواسعة المعرفة‬ ‫يسمح ّ‬ ‫للجئين بتخيّل وتخطيط مستقبل يقرّ رون فيه مصيرهم بأنفسهم‪ .‬يعمل مشروع جامعة‬ ‫في المخيم في حقيقة األمر على تغيير عالقات القوّ ة الّتي تح ّكمت بأوضاع ّ‬ ‫اللجئين‬ ‫الفلسطينيّين خالل األعوام الـ ‪ 70‬الماضية‪.‬‬


‫‪27‬‬

‫ال ّتع ّلم والخطاب البديالن‬

‫توفير مختبرات للجدل النقدي ‬ ‫الصريح‬

‫تعزيز ثقافة الجدل واحترام تعدد ‬ ‫وجهات النظر‬

‫تطوير ال ّتربية المدن ّية‬

‫تشجيع التعاون والشراكة ما بين ‬ ‫المجاالت المختلفة‬

‫تعزيز حل ّ المشاكل بصورة جماع ّية ‬ ‫إبداعية ‬

‫جاليري تاون هاوس‬

‫بيروت‬

‫أقيمت عام ‪" 2012‬سلسلة ورشات عمل" في جاليري تاون هاوس؛ أوّ ل فضاء ف ّني مكرّ س‬ ‫للقطاع ّ‬ ‫الثقافي المستق ّل في القاهرة‪ ،‬والّذي يحتفل حال ّيا ً بمرور ‪ 15‬عاما ً على تأسيسه‪ .‬لقد‬ ‫جمعت ورشات العمل طويلة األمد هذه بين مجموعة من الف ّنانين وال ّنشطاء والطلبة‬ ‫والمحامين وخبراء الدّراسات ال ّنظرية والعاملين في المجتمع المدني‪ ،‬كي يقوموا بالبحث‬ ‫في قضايا تشمل ال ّتداول في تعدّد الحقائق والمناصرة البديلة وال ّتحرش الجنسي والهويات‬ ‫االجتماعيّة والسّياسية‪ .‬استفاد من وجود هذا الفضاء اآلمن والحرّ حوالي ‪ 100‬شخص‪،‬‬ ‫انخرطوا في نقاشات صريحة وجريئة وتبادلوا المعلومات واآلراء في ال ّتخصّصات‬ ‫المختلفة‪ .‬لقد تم ّكن المشاركون من تجربة ذلك كلّه في إطار مساحة حرّ يّة ال ّتعبير الّتي‬ ‫منحت لهم‪ ،‬كما اكتسبوا خبرة تقديم اآلراء والحجج وتقبّل الرّ ؤى المعاكسة‪ ،‬وهي مهارات‬ ‫أساسيّة للمشاركة المنتجة في مجتمع مدني متنام‪.‬‬

‫تستضيف بيروت حال ّياً‪-‬وهي ساحة عرض افتتحت في القاهرة عام ‪ -2011‬ما يشبه المختبر‬ ‫إلجراء عمليّة بحثيّة يشارك فيها ف ّنانون وعلماء اجتماع ونشطاء ومحامون في مجال حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وذلك في إطار مبادرة مبتكرة مدّتها ثمانية أشهر بعنوان "برنامج المدرسة الخياليّة"‪.‬‬ ‫في مناخ من االستبداد ّ‬ ‫والثورة المضادّة وتقييد الحرّ يّات المدنيّة وترويع المجتمع المدني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يستكشف المشاركون أشكاالً مختلفة للمنظمات وبنية المؤسّسات من خالل أطر عمل فلسفيّة‬ ‫وقانونيّة واقتصاديّة وسياسيّة‪ .‬تقوم العمليّة على الفرضيّة القائلة بأنّ المؤسّسات المستقلّة في‬ ‫مصر‪ ،‬على الرّغم من هشاشتها‪ُ " ،‬تشكل ‪ ...‬جسما ً ح ّيا ً ي ّتسم بالمرونة‪ ،‬يستند لبنية تحتيّة بديلة‬ ‫ويسعى نحو العدالة االجتماعيّة وتعميق المسؤوليّة المجتمعيّة وحريّة ال ّتعبير والبحث العلمي‬ ‫في ش ّتى المجاالت"‪.‬‬

‫‪8#‬‬


‫‪28‬‬

‫ال ّتنمية وال ّتواصل المجتمع ّيان‬ ‫في ظ ّل فشل العديد من المؤسّسات الحكوميّة وغياب شبكات األمان االجتماعي وال ّتهميش‬ ‫نتيجة الصّراعات‪ ،‬تع ّج المنطقة العربيّة بالمجتمعات المحرومة خدمات ّياً‪ ،‬والّتي تفتقد للرّ عاية‬ ‫االجتماعيّة والقتصاد ناجع ومستديم‪ .‬يعيش الماليين على الكفاف دون أمل في تطوير المجتمع‪ ،‬سواء‬ ‫كانوا من س ّكان األحياء ال ّتاريخيّة الفقيرة والعشوائيّات أو مخيّمات ّ‬ ‫اللجئين‪ .‬تلعب ّ‬ ‫تدخالت المجتمع‬ ‫المدني دوراً حاسما ً في توفير الخدمات األساسيّة مثل ال ّتعليم والصّحة‪ ،‬وكثيراً ما تكون المصدر‬ ‫والثقافة تحتوي على قدرات ّ‬ ‫الوحيد المتاح لوجود هذه الخدمات‪ .‬لقد ثبت أن الفنون ّ‬ ‫بشكل بالغ‬ ‫تأثر‬ ‫ٍ‬ ‫في عمليّة إنعاش المجتمعات المهمّشة وخلق مصادر دخل بديلة لها‪.‬‬

‫"لقد ثبت أن الفنون وال ّثقافة تحتوي‬ ‫على قدرات بالغة ال ّتأثير في عمل ّية‬ ‫إنعاش المجتمعات المه ّمشة وخلق‬ ‫مصادر دخل بديلة"‪.‬‬

‫ال ّتنمية وال ّتواصل المجتمع ّيان‬

‫التحرر الشخصي ‬ ‫خلق صالت ما بين‬ ‫ّ‬ ‫ ‬

‫والفخر بالمجتمع‬

‫تحفيز المشاركة الجماهير ّية‬ ‫ وتقرير المصير‬

‫تعزيز ال ّترابط االجتماعي والعالقة ‬

‫إرساء قيم وعزيمة مشتركة لتحقيق ‬ ‫أهداف جماعية‬

‫بين رأس المال االجتماعي ‬ ‫ ‬

‫المساهمة في إنعاش اقتصاد ناجع ‬ ‫ومستديم‬

‫وتطوير المجتمع‬

‫ ‬


‫ال ّتنمية وال ّتواصل المجتمعيّان ‪29‬‬

‫رواق‬

‫جدران للفنون والتنمية‬

‫يسعى رواق (مركز المعمار ال ّ‬ ‫شعبي)‪ ،‬الّذي تأسّس عام ‪ 1991‬في رام هللا‪ ،‬الستعادة‬ ‫وإحياء ّ‬ ‫الذاكرة الجماعيّة الفلسطينيّة من خالل مشاريع توثيق وحماية ال ّتراث المعماري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وغزة‪ .‬ال يستهدف المشروع مباني‬ ‫للقرنين الثامن عشر وال ّتاسع عشر في الضّفة الغربيّة‬ ‫بعينها‪ ،‬بل مجتمعات بأسرها تعيش في مواقع تاريخيّة هامّة ومهدّدة ّ‬ ‫بالزوال‪ .‬عمل رواق‬ ‫في عشرات القرى والبلدات‪ ،‬وقدّم نموذجا ً ناجحا ً إلشراك المجتمعات واستخدام الموارد‬ ‫المحلّيّة‪ .‬خلق البرنامج المئات من فرص العمل من خالل تدريب س ّكان محلّيّين على‬ ‫أساليب ال ّترميم والبناء‪ .‬كما حرص على أن تشغل المباني فور ترميمها ّ‬ ‫منظمات غير‬ ‫حكوميّة محليّة وإقليميّة تؤسّس مكتبات ومراكز تدريب وجمعيّات تعاونيّة ومدارس‬ ‫للموسيقى وغير ذلك من األنشطة ّ‬ ‫الثقافيّة واالقتصاديّة الّتي تنعش وتدعم المجتمعات‪.‬‬ ‫وقد حظي رواق بفضل هذا المنهج ال ّ‬ ‫شامل‪ ،‬بتقدير دولي وحاز على جوائز عدّة‪.‬‬

‫سسة جدران للفنون وال ّتنمية هي مثال إقليميّ بارز على الفنّ من أجل ال ّتغيير‬ ‫مؤ ّ‬ ‫االجتماعي‪ .‬تأسّست عام ‪ 2000‬في مصر على يد مجموعة من الف ّنانين والك ّتاب وال ّنشطاء‬ ‫والسّينمائيّين والمسرحيّين‪ .‬وتمك ّنت المؤسّسة عبر العديد من المبادرات طويلة المدى‪ ،‬من‬ ‫توسيع حدود المسؤوليّة االجتماعية للف ّنانين‪ .‬تقوم جدران بتقديم برامج تدريب وتواصل‬ ‫جماهيري في أماكن غير تقليديّة كالمقاهي والمحالت ال ّتجاريّة في ال ّ‬ ‫شوارع وفي المكتبات‬ ‫أو في ستوديو لل ّتسجيل وال ّتدريب‪ .‬ساهم أول مشاريع المؤسسة في منطقة المكس ‪ -‬وهي‬ ‫قرية صيادين قرب اإلسكندرية‪ -‬في إعادة إحياء ثقافة المنطقة وجماليّاتها وإنعاش اقتصادها‬ ‫المستدام على مدار عقد من ّ‬ ‫الزمن‪ ،‬في وقت كان فيه مجتمع القرية مهدّداً بال ّتشرد بسبب‬ ‫خطط لمشاريع سكنيّة راقية في المنطقة‪ .‬ت ّم تأسيس العديد من المراكز الجماهيريّة الّتي ت ّقدم‬ ‫فصول محو األميّة وورشات عمل للسّيدات وحصصا ً ف ّنيّة لألطفال وورشات عمل لتصليح‬ ‫قوارب الصّيادين ومحرّ كات تلك القوارب‪ .‬بفضل مشاركة السّكان واالهتمام اإلعالمي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اضطرت المحافظة إلى ال ّتراجع عن قرار الهدم وصارت المكس اآلن جزءاً ال يتجزأ من‬ ‫ّ‬ ‫الخطة المحليّة طويلة األمد لمحافظة اإلسكندريّة‪.‬‬

‫‪9#‬‬

‫أيام المسرح‬

‫الكمنجاتي‬

‫قامت أ ّيام المسرح منذ عام ‪ 1995‬بتدريب أطفال وشبّان على الفنون المسرحيّة وعرض‬ ‫أعمال من إبداعهم في جنوب الضّفة الغربيّة والخليل وقطاع ّ‬ ‫غزة رغم الصّعوبات الجمّة‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة مع اآلالف ال ّ‬ ‫شباب المحرومين في مجتمعات تعاني من‬ ‫التي واجهتها‪ .‬عملت‬ ‫وعززت ال ّتنمية الفرديّة وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫شعور بالمسؤوليّة‬ ‫االحتالل والعنف وال ّتمييز واإلحباط‪،‬‬ ‫االجتماعيّة في آن معاً‪ .‬يقوم أعضاء من المجتمع المحلّي بوضع خطط عمليّة ال ّتدريب‬ ‫واإلنتاج الف ّني تبعا ً الحتياجاتهم‪ ،‬وذلك من خالل مناقشات جماعيّة يشارك فيها األهل‬ ‫ّ‬ ‫وشخصيّات قياديّة‪ .‬وقد أعدت‬ ‫المنظمة مناهج للمدارس وتم ّكنت من خالل عمليّة ال ّتدريب‬ ‫واإلنتاج المسرحي ال ّتفاعلية طويلة المدى‪ ،‬من تعزيز حماس الجمهور واعتزازه بذاته‪.‬‬

‫‪10#‬‬

‫مدرسة الكمنجاتي الموسيقيّة التي تأسّست عام ‪ ،2002‬ألهمت المجتمعات المحرومة وآالفا ً‬ ‫شابات في فلسطين‪ .‬عدد ّ‬ ‫شباب وال ّ‬ ‫من ال ّ‬ ‫الطلبة المسجّ لين حال ّيا ً في مراكزها الّتي يقع بعضها‬ ‫في مخيّمات ّ‬ ‫للجئين يبلغ المئات‪ ،‬وأغلبهم حاصل على منح دراسيّة‪ .‬ساهمت المدرسة‪ ،‬الّتي‬ ‫تعلّم الموسيقى الكالسيكيّة الغربيّة والعربيّة‪ ،‬في إنعاش وضع تلك المجتمعات وغيّرت حياة‬ ‫أفرادها‪ ،‬فساعدت بذلك جيالً من الموسيقيّين ال ّ‬ ‫شباب في ال ّتغلب على الخوف والصّدمات‬ ‫ال ّنفسيّة والعزلة‪ .‬وقد تل ّقى مؤسّسو المدرسة من رجال الدّين اإلسالميّ موافقة رسميّة غير‬ ‫مسبوقة تسمح لهم بأداء الموسيقى غير الدينيّة‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫ال ّتنمية وال ّتواصل المجتمعيّان‬

‫مسرح الحرية‬

‫مدرسة سيرك فلسطين ومدرسة السيرك الصغير‬

‫‪11#‬‬

‫منذ إنشائه عام ‪ 2004‬في جنين‪ ،‬أحد أكبر مخيّمات ّ‬ ‫الحر ّية‬ ‫اللجئين في فلسطين‪ ،‬ومسرح‬ ‫ّ‬ ‫بمثابة منارة لل ّنقاش واإلبداع في مجتمع يعاني من الصّدمات ال ّنفسيّة‪ .‬من خالل معالجته‬ ‫لموضوعات ّ‬ ‫مؤثرة وملحّ ة‪ ،‬أنتج المسرح عشرات من القادة الجماهيريّين والف ّنانين‪ .‬كذلك‬ ‫أثار المسرح بمنهجه الجريء الجدل المحتدم‪ ،‬لك ّنه مازال مزدهراً ومستمراً في ال ّتأثير في‬ ‫حياة آالف األشخاص‪.‬‬

‫مدرسة الدرب األحمر للفنون‬

‫علينا أال نغفل ذكر مدرستين لتعليم مهارات السّيرك في فلسطين هما مدرسة سيرك‬ ‫صغير في مدينة نابلس‪ .‬تعمل المدرستان مع أكثر من‬ ‫فلسطين في بيرزيت‪ ،‬وال ّسيرك ال ّ‬ ‫‪ 500‬طالب وطالبة بشكل جماعي‪ ،‬وجميعهم من فئات مهمّشة ومخيّمات الالجئين‪ ،‬وتقدّم‬ ‫عروضا ً سنويّة لجمهور محلّي يصل تعداده اآلالف‪ .‬إلى جانب ال ّتدريب على مختلف فنون‬ ‫السّيرك‪ ،‬تستخدم المدرستان ال ّتمثيل والرّ قص واألكروبات لل ّترفيه عن الجمهور في‬ ‫عروض تصوّ ر الواقع السّياسي واالجتماعي القاسي‪ .‬تتحدّى عروض هاتين المدرستين‬ ‫القيم االجتماعيّة المحافظة‪ ،‬وتعالج موضوعات محظورة إذ تتطرّ ق لمختلف صور القمع‬ ‫والضّغوط الّتي يمارسها االحتالل على األفراد والمجتمع‪.‬‬

‫العروسة‬

‫‪12#‬‬

‫قام المورد ّ‬ ‫الثقافي في القاهرة بتأسيس مدرسة الدّرب األحمر للفنون بال ّتعاون مع مؤسّسة‬ ‫اآلغا خان ّ‬ ‫للثقافة‪ .‬تقوم المدرسة الّتي تقع في أحد أقدم وأفقر أحياء القاهرة‪ ،‬بتعليم مئات‬ ‫األطفال وال ّ‬ ‫شباب فنون الموسيقى والسّيرك‪ُ .‬تع ّد المدرسة المتن ّفس ال ّترفيهي وال ّتعليمي‬ ‫الوحيد بال ّنسبة ألطفال المنطقة وعائالتهم‪ .‬ت ّتبع المدرسة أسلوب عمل يسعى إلى تعزيز‬ ‫مهارات ال ّتواصل بين األفراد وتحسين الكفاءات الذهنيّة والبدنيّة و ُتعرّ ض الدّارسين لمختلف‬ ‫األوساط االجتماعيّة‪ ،‬مع خلق فرص عمل للخرّ يجين في نفس الوقت‪.‬‬

‫تم تأسيس العروسة في عام ‪ 2010‬في مدينة سجنان في ريف تونس‪ ،‬كمجموعة ف ّنيّة‬ ‫متعدّدة المجاالت تسعى لتعزيز ال ّترابط االجتماعي وال ّتنمية ّ‬ ‫والثقافة الدّيمقراطيّة من خالل‬ ‫الفنون‪ .‬يو ّفر مشروع العروسة فضا ًء لإلنتاج ال ّ‬ ‫شعبي‪ ،‬وفيه جمعيّة تعاونيّة نسائيّة مختصّة‬ ‫بصناعة الخزف ال ّتقليديّة والف ّنيّة‪ ،‬ولفن العرائس الطينيّة وهو الفن ال ّتقليدي العتيق‪ .‬تعمل‬ ‫حوالي ‪ 60‬امرأة في جو إبداعي وبمساعدة ف ّنانين ومدرّ بين على إرساء مجتمع مستديم‬ ‫اقتصاد ّياً‪ ،‬وعلى تعزيز روح ال ّترابط االجتماعي وإعادة إحياء تقليد ثقافي معرّ ض لالندثار‪.‬‬ ‫كما يعملن على إيجاد سبل لتحقيق حرّ يّتهن في إطار عالقاتهنّ بعائالتهنّ ومجتمعاتهنّ ‪.‬‬ ‫ورغم المش ّقة الّتي يجدها المشروع في إيجاد ال ّتمويل‪ ،‬فإنّ العروسة قد و ّفرت فرصا ً لل ّنقاش‬ ‫وال ّتعلم والوعي فيما يتعلّق بباقة من القضايا المدنيّة وبالمسائل المتعلّقة بال ّنوع االجتماعي‪.‬‬


‫مدرسة نابلس للسيرك‪ ،‬فلسطين‬

‫الصورة بإذن من السيرك الصغير‬

‫‪XXXXXXX‬‬


‫‪32‬‬

‫المشاركة االجتماعية‬ ‫في ظ ّل الصّراع المسلّح والحرب األهليّة والمواقف األخالقية المترسّخة‪ ،‬تحتاج المجتمعات‬ ‫العربيّة بصورة ملحّ ة إلى االعتماد على المبادرات المحليّة من أجل البقاء وال ّتطور على حد‬ ‫سواء‪ ،‬وهي مهمّة شا ّقة ال يمكن تحقيقها إال بال ّتعاون معاً‪ .‬يجب أن يت ّم حشد المواطنين العاديّين‬ ‫شباب والمجتمعات ال ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫شعبيّة المحلّيّة كمشاركين فاعلين في مجتمعاتهم‪ .‬إنّ االستراتيجيّات والبنية‬ ‫ال ّتحتيّة ّ‬ ‫الثقافيّة هي وسائل مناسبة لتوضيح قيمة مثل هذا االنخراط وتحفيز مشاركة أعمق فيه‪ .‬كثيراً‬ ‫ما تكون مبادرات الفنون ّ‬ ‫والثقافة في الخطوط األماميّة‪ ،‬سواء عملت على ال ّتوعية والدّعوة إلى‬ ‫ال ّتحرك من أجل قضيّة مجتمعية بعينها‪ ،‬أو على حشد القوى لمواجهة أزمة إنسانيّة‪ ،‬وهي تقدّم نماذج‬ ‫مفعمة بالحيويّة واإلصرار على ال ّتواصل وال ّتفاعل وال ّتغيير االجتماعي‪.‬‬

‫المشاركة االجتماع ّية‬

‫تخلق فرصا ً للفنانين والقادة‬ ‫الثقاف ّيين الستخدام مهاراتهم‬ ‫لتحسين حياة ودخل اآلخرين‬

‫تعطي صوتا ً لمن ال صوت لهم‪ ،‬‬ ‫وتو ّفر لهم مساحة لالستماع ‬

‫تحول الضحايا والمجموعات ‬ ‫المحرومة إلى قادة وعناصر ‬ ‫ ‬

‫تغيير‬

‫ ‬

‫ومنبراً لل ّتحرك‬

‫تلهم المواطن العادي على‬ ‫ القيام بال ّتحرك‬

‫توسع ائتالفات الدّ عم للمجموعات ‬ ‫ّ‬ ‫المه ّمشة‬


‫المشاركة االجتماعية ‪33‬‬

‫كثارسيس‬

‫زقاق‬

‫كثارسيس هي أوّ ل ّ‬ ‫منظمة ت ّكرس عملها للعالج بواسطة الدراما في المنطقة‪ .‬تأسّست‬ ‫عام ‪ 2006‬في لبنان وعملت مع المجموعات المهمّشة بهدف عالج الصّدمات النفسيّة وبناء‬ ‫ّ‬ ‫الثقة وتغيير مفاهيم وآليات السّلطة بين أفراد المجتمع؛ المستبعدين من جهة‪ ،‬والتيّار‬ ‫الرئيسي السّائد من جهة أخرى‪ .‬اشترك سجناء في اثنين من مشاريعها المتميّزة في إطار‬ ‫عروض مسرحيّة‪ .‬كشف عرض "‪ 12‬لبنان ّيا ً غاضباً" السّتار عن روايات تعكس الحقيقة‬ ‫وال ّندم من داخل سجن رومية؛ أشهر سجون لبنان وأكثرها معاناة بسبب اإلهمال‪ .‬أما‬ ‫“شهرزاد” فقد م ّكن نساء في سجن بعبدا من سرد رواياتهن المفعمة بالحزن واألمل‪ .‬ساهم‬ ‫هذان المشروعان في رفع الرّ وح المعنويّة وتعزيز ال ّترابط ما بين السّجناء داخل السّجن‬ ‫وكذلك مع الحرّ اس‪ .‬ساعدت كثارسيس بتقديمها لعروض مسرحيّة داخل السّجون أمام‬ ‫الجمهور العا ّم‪ ،‬بما فيهم قضاة وسفراء ووزراء‪ ،‬في تشكيل آراء قادة وساسة المجتمع حول‬ ‫ّ‬ ‫الظروف داخل السّجون‪ ،‬وفي أنسنة ال ّنظرة نحو السّجناء المحتجزين بمقتضى معايير‬ ‫قانونيّة تمييزيّة مُجحفة‪ .‬وقد يكون صدور قانون جديد ينصّ على إصالح أوضاع السّجون‬ ‫قد أتى نتيجة ّ‬ ‫لتدخالت كثارسيس‪ .‬في أحدث مشروع‪/‬عرض قدّمته كثارسيس‪ ،‬بعنوان‬ ‫“شبّيك لبّيك”‪ ،‬شاركت مجموعة من العمالة األجنبيّة في لبنان‪ ،‬ممّا لفت األنظار إلى‬ ‫ظروف حياتهم وشروط عملهم القاسية‪.‬‬

‫تأسست فرقة زقاق للمسرح في بيروت عام ‪ ،2006‬وتعتبر المسرح وسيلة للمشاركة‬ ‫السّياسيّة واالجتماعيّة‪ .‬أنتجت الفرقة وقدّمت عروضا ً تفاعليّة وعروضا ً نفسيّة‪-‬اجتماعيّة‬ ‫تمثل حاالت ّ‬ ‫وعروض شارع ّ‬ ‫الطوارئ‪ ،‬وكان عملها مع فئة ال ّ‬ ‫شباب من سجناء والجئين‬ ‫أو من أبناء المجتمعات الريفيّة‪ ،‬حيث أدخلتهم في حوارات صعبة حول الحرب األهليّة‬ ‫والعالقات بين أتباع العقائد الدينيّة المختلفة والجنسانيّة واالنتهاك الجنسي والحرّ يّة‪.‬‬

‫‪13#‬‬

‫مسرح انسمبل‬ ‫تجدر اإلشارة إلى ّ‬ ‫المصور‬ ‫منظمتين أخريين موجودتين في بيروت‪ .‬األولى منهما هي دار‬ ‫ّ‬ ‫وتر ّكز على تطوير فنون ال ّتصوير الفوتوغرافي‪ .‬أقامت الدّار العديد من الورشات ألبناء‬ ‫الفئات المحرومة والمعرّ ضة للخطر‪ ،‬وقد حظيت الورشات بشعبيّة وإقبال كبيرين‪ .‬من‬ ‫ضمنها مشروع بعنوان “نزهة”‪ ،‬وهو عبارة عن مجموعة من ورشات العمل والمعارض‬ ‫الفوتوغرافيّة من إنتاج نساء في سجن بربر الخازن‪ ،‬ومشروع "لحظة"‪ ،‬الذي درّ ب ‪500‬‬ ‫من األطفال السّوريّين ال ّنازحين إلى لبنان وزوّ دهم بكاميرات‪ ،‬ونتج عن المشروع معرض‬ ‫ّ‬ ‫مؤخراً بإنتاج‬ ‫القى نجاحا ً باهراً‪ .‬مسرح انسمبل هي فرقة مسرح جماهيري بديل‪ ،‬قامت‬ ‫وتنظيم مجموعة من المسرحيّات والقراءات األدبيّة ووجبات العشاء الجماعيّة وورشات‬ ‫العمل‪ .‬تسعى هذه الفرقة لس ّد الفجوة ما بين الفنّ ّ‬ ‫الطليعي وال ّتواصل الجماهيري والجمع‬ ‫ّ‬ ‫الممثلين والجمهور بثقافاته ولغاته المختلفة‪ ،‬والّذي يض ّم العاملين في المنازل‬ ‫بين‬ ‫والمهاجرين ّ‬ ‫واللجئين والعمّال في لبنان‪.‬‬

‫الجمعية التونسية للحركة من أجل السينما‬ ‫سينما (أتاك) عام ‪ 2009‬بهدف تقديم الفنّ‬ ‫تأسّست الجمع ّية التونس ّية للحركة من أجل ال ّ‬ ‫السّينمائيّ لقطاع عريض من الجمهور ال ّتونسي‪ ،‬وذلك من أجل خلق عالقات اجتماعيّة‬ ‫ومدنيّة عبر المجاالت المختلفة مع السّينما كفنّ سرديّ ‪ّ .‬‬ ‫عززت المجموعة ال ّتربية المدنيّة‬ ‫وروح المواطنة عن طريق تنظيم عروض لسلسة من األفالم حول موضوعات محدّدة‪،‬‬ ‫وإدارة نقاشات وجدل حولها‪ .‬جالت هذه البرامج في أنحاء تونس مقدّمة لآلالف فرصة‬ ‫االستمتاع بأعمال ف ّنيّة كالسيكيّة والمشاركة في حوار مفتوح يربط ما بين موضوعات‬ ‫األفالم التي تتناول المسؤوليّة المدنيّة للمواطن وبين حياته اليوميّة‪.‬‬

‫كفاحتية‬

‫يجمع مشروع كفاحت ّية‪ ،‬الذي بدأ في عام ‪ ،2014‬ما بين ال ّتعليق على وضع اجتماعي وبين‬ ‫توفير الخدمة االجتماعية له‪ .‬عمل الف ّنانون مع مجموعة من الباعة المتجوّ لين في وسط‬ ‫القاهرة‪ ،‬في تجديد أكشاكهم (محال مؤ ّقتة على األرصفة لبيع األغذية الخفيفة أو السّجائر‬ ‫وما إلى ذلك)‪ ،‬ورسم الجداريّات وتصميم عالمات تجاريّة زاهية األلوان لك ّل كشك‪.‬‬ ‫عرضت صور الباعة فيما بعد في صالة فنون محلّيّة‪ ،‬فتحوّ ل أصحاب المشاريع‬ ‫المتواضعين هؤالء إلى أبطال "عاديّين"‪ّ .‬‬ ‫يؤثر فنّ ال ّ‬ ‫شارع الذي تنتجه كفاحتيّة على‬ ‫‪#14‬‬ ‫جماليّات المدينة‪ ،‬ويغيّر في الوقت ذاته من آليّات السّلطة الّتي تتح ّكم في حياة وقوت‬ ‫ساكنيها‪ .‬يسعى المشروع إلى تكرار ال ّتجربة في مدن مصريّة أخرى‪.‬‬


‫‪34‬‬

‫المشاركة االجتماعية‬

‫مصاصة مته‬

‫اتجاهات‬

‫صاصة م ِّته‪ ،‬هو اسم ا ّتخذته لنفسها مجموعة من الف ّنانين السّوريّين‪ ،‬اكتسبت شعبيّة كبيرة‬ ‫م ّ‬ ‫عام ‪ 2012‬على أثر نشرها على اإلنترنت‪ ،‬فيلم عرائس متحرّ كة يسخر من ال ّنظام السّوري‬ ‫والصّراعات الحزبيّة‪ّ .‬‬ ‫نظمت المجموعة بين العامين ‪ 2013‬و‪ ،2014‬سلسة من ورشات‬ ‫العمل حول فنّ العرائس المتحرّ كة ال ّتقليدي‪ ،‬وذلك لمجموعة من ّ‬ ‫اللجئين السّوريّين ال ّ‬ ‫شباب‬ ‫في شمال سوريا ولبنان‪ .‬طرحت عروض العرائس الّتي نتجت عن ورشات العمل مواضيع‬ ‫تؤ ّكد وتشدّد على أهميّة السّلوك المتحضّر وحقوق اإلنسان واحترام ال ّتنوع واالختالف‪،‬‬ ‫وذلك بهدف إيصال القيم اللّيبراليّة لجيل المستقبل الّذي ستوكل إليه مسؤوليّة بناء سوريا‪.‬‬ ‫العروض الّتي أقيمت في العشرات من مخيّمات ّ‬ ‫اللجئين أمام جمهور فاق عدده الـ ‪5000‬‬ ‫طفل‪/‬ة وشاب‪/‬ة‪ ،‬ر ّفهت عن جمهور هو في أمسّ الحاجة لل ّترفيه‪ ،‬كما أتاحت الفرصة‬ ‫ألمور أخرى عديدة مثل ال ّنقاش وال ّتعبير الحر وال ّتربية المدنيّة والمواطنة وتعافي المجتمع‪.‬‬ ‫ت ّم نتيجة لذلك تشكيل مجموعات جديدة لفنّ العرائس في عدد من‬ ‫مخيّمات ّ‬ ‫اللجئين‪.‬‬

‫قدّمت مبادرة اإلغاثة ّ‬ ‫الثقافيّة الّتي تديرها ا ّتجاهات ‪ -‬وهي جمعيّة أهليّة سوريّة مقرّ ها لبنان‬ ‫شباب في معسكرات ّ‬ ‫ تدريبا ً في مجال الفنون البصريّة والفيديو والمسرح لمئات ال ّ‬‫اللجئين‬ ‫الممزقة‪ .‬وقد استكمل بعض هؤالء ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫شباب العمل بأنفسهم‪ ،‬مقدّمين أنشطة‬ ‫والمجتمعات‬ ‫إغاثة ثقافيّة لمجتمعاتهم‪ .‬عرضت إحدى الفرق المسرحيّة المشاركة بالمشروع في مخيّم‬ ‫المرج ّ‬ ‫للجئين مسرحيّتين؛ ("خيمتنا" و"ألف خيمة وخيمة")‪ ،‬كما قامت بجولة عروض في‬ ‫مخيّمات لجوء أخرى وعلى مسارح احترافيّة في لبنان‪.‬‬

‫‪16#‬‬

‫العمل لألمل‬

‫مواطنون‪ .‬فنانون أنتيغون السورية‬ ‫نساء طروادة سوريا‬

‫‪15#‬‬

‫ساعد المسرح ال ّتفاعلي مجتمعات المنطقة على إعادة صياغة رؤيتها لل ّتجارب الّتي‬ ‫عاشتها مع القمع وآليّات السّلطة‪ .‬لقد ثبت أنّ المسرح هو وسيلة ناجعة لل ّتفاعل مع‬ ‫األزمة السّورية ومع ماليين ّ‬ ‫اللجئين في الدّول المجاورة‪ .‬مؤسّسة مواطنون‪ .‬فنانون‬ ‫السّورية‪ ،‬تستخدم المسرح ال ّتفاعلي وفق منهج مسرح المقهورين الّذي وضعه أوجوستو‬ ‫بوال‪ ،‬في عملها مع الجماهير السّورية في مخيّمات ّ‬ ‫اللجئين والمناطق الريّفية‪ .‬وأنتيغون‬ ‫السّورية هي مبادرة مسرحيّة أخرى‪ ،‬عملت مع الالجئات السّوريّات لمساعدتهنّ على‬ ‫صياغة تجاربهنّ وتقديمها في إطار درامي‪ .‬إنّ هذه العروض الّتي تقدّم نماذج للرّ زانة‬ ‫والجَ َلد وال ّتوق إلى تحقيق ّ‬ ‫الذات رغم الصّعوبات الجمّة‪ ،‬قد ألهمت اآلالف في لبنان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مؤخراً مشروع نساء طروادة سوريا‪ ،‬الّذي جمع‬ ‫بأسلوب مشابه‪ ،‬أنشئ في عمّان‬ ‫الرّ وايات ال ّ‬ ‫شخصيّة لخمس وعشرين الجئة سوريّة في عرض مسرحيّ ناجح وفريد‬ ‫من نوعه‪ ،‬مستوحى من أسطورة "حصان طروادة"‪.‬‬

‫شنها المورد ّ‬ ‫العمل لألمل هي مبادرة د ّ‬ ‫الثقافي في عام ‪ 2013‬لتوفير برامج ثقافيّة للجماعات‬ ‫المأزومة في سوريا ومصر‪ ،‬ولتقديم خدمات وأنشطة تعالج االحتياجات الماديّة والمعنويّة‬ ‫والمنظمون المجتمعيّون والمعلّمون والمديرون ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافيّون‬ ‫لهذه الجماعات‪ .‬يعمل الف ّنانون‬ ‫والمعالجون ال ّنفسيّون واألطباء المتطوّ عون جميعا ً بأسلوب القافلة‪ ،‬فيجتمعون ويقدّمون‬ ‫الخدمات والفعاليّات لفترة محدودة‪ .‬تقدّم حركة العمل لألمل ال ّتدريب وال ّتعليم والبرامج‬ ‫الف ّنية والرّ عاية الطبّية وال ّنفسية‪ ،‬بينما تنسّق الموارد المتاحة والمتطوّ عين الموجودين في‬ ‫المجتمع المحليّ لمواصلة العمل على المدى ّ‬ ‫الطويل‪ .‬سوف تصبح العمل لألمل منظمة‬ ‫مستقلّة في العام ‪ .2015‬‬


‫تصوير‪ :‬داليا خميسي‬

‫يوميات شهرزاد‪ ،‬لبنان‬

‫الصورة بإذن من كثارسيس‪ ،‬المركز اللبناني للعالج بالدراما‬

‫‪XXXXXXX‬‬


‫‪36‬‬

‫ال ّتوصيات والفرص‬ ‫يوحي هذا االستطالع المقتضب حول المبادرات‬ ‫اإلقليميّة بوجود تيّار قويّ من اإلبداع والمشاركة‬ ‫في المنطقة‪ ،‬فال ّ‬ ‫شباب يستجيب أكثر من أيّ وقت‬ ‫مضى لتحدّيات وآمال عصره بشجاعة وإخالص ومهارة‪،‬‬ ‫والحيويّة والقدرات الكامنة في الفنون ّ‬ ‫والثقافة المنخرطة في‬ ‫المجتمع في العالم العربي واضحة للعيان‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فإنّ‬ ‫أغلب هذه المبادرات تجاهد من أجل البقاء‪ ،‬وكثيراً ما تعمل‬ ‫ّ‬ ‫وتضطر إلى تعليق أنشطتها بصورة‬ ‫بتمويل قصير األمد‬ ‫دوريّة إلى أن يت ّم إيجاد المصدر ال ّتالي للدّعم‪ ،‬والّذي غالبا ً‬ ‫ما يأتيها من الوكاالت والمؤسّسات األجنبيّة‪.‬‬ ‫على الرّ غم من أنّ مناخ تمويل الفنون ّ‬ ‫والثقافة في‬ ‫ ‬ ‫العالم العربي يتغيّر ّ‬ ‫باطراد ويزداد تنوّ عا ً بفضل تنامي فئة‬ ‫المانحين الخيّرين وجهود ال ّتمويل الجماهيري ومساهمات‬ ‫المستهلكين وجامعي األعمال الف ّنية‪ ،‬فإنّ أغلب الدّعم الّذي‬

‫تتل ّقاه أهم المؤسّسات والمبادرات ما زال يأتي من مموّ لين‬ ‫أجانب‪ .‬ينطبق هذا القول على األعمال المنخرطة بالمجتمع‬ ‫وذات الحساسيّة السياسيّة بشكل خاص‪ .‬إنّ الهدف األساسي‬ ‫لهذه ال ّتوصيات هو تحفيز المموّ لين والدّاعمين المحلّيّين‬ ‫والدوليّين لدعم الفنون ّ‬ ‫والثقافة في المنطقة‪ .‬لكن نظراً‬ ‫ّ‬ ‫لألبعاد االجتماعيّة والسياسيّة والمواطنيّة للفنون والثقافة‬ ‫السّاعية لل ّتغيير االجتماعي ومدى انخراطها في المجتمعات‬ ‫المهمّشة‪ ،‬فإنّ هذه المبادرات قد تجتذب أيضا ً مموّ لين‬ ‫آخرين من خارج مجال الفنون ّ‬ ‫والثقافة‪.‬‬ ‫تتناول ال ّتوصيات المبيّنة أدناه وسائل توسيع وتدعيم هذا‬ ‫العمل واستدامته في المستقبل‪.‬‬


‫التوصيات والفرص‬

‫‪37‬‬

‫الترويج والتفعيل‬ ‫الترويج‬ ‫يجب أن تصل األعمال والمشاريع لشريحة مهمّة من‬ ‫الجمهور ومن المواطنين‪ .‬يكون تحقيق ذلك ممكنا ً من خالل‬ ‫منبر ثقافي‪/‬مدني مهمّته دعم المبادرات في إطار عمليّة‬ ‫وضع استراتيجيّات ال ّترويج وال ّتفعيل وتنفيذها‪ .‬تتك ّفل هذه‬ ‫البنية اإلقليميّة بتوفير فرص ال ّتدريب وال ّتنسيق بين‬ ‫المشاريع وأماكن تنفيذها وبين الجمهور‪ ،‬بينما تقدّم الدّعم‬ ‫في مجال اال ّتصاالت وال ّتسويق‪ .‬ستساعد هذه الخدمات على‬ ‫تعميق وتوسيع أفق العمل الجماهيري‪ ،‬سواء كانت مركزيّة‬ ‫أو لم تكن‪.‬‬

‫شجرة األمنيات‪ ،‬رائدة سعادة‬

‫تصوير‪ :‬سيف شعبان‬

‫مبادئ توجيه ّية لتحسين خطط ال ّترويج‬ ‫يجب أن يضع مموّ لو وداعمو المبادرات مبادئ إرشاد‬ ‫ّ‬ ‫تحث المستفيدين على صياغة خطط ال ّترويج‬ ‫وتوجيه‬ ‫وال ّتواصل وال ّتفعيل الالزمة ألنشطتهم‪ .‬وعلى المموّ لين أن‬ ‫يكونوا مستعدّين لتمويل المشروع من الجانب ال ّترويجي‬ ‫الّذي يمكن أن يت ّم تمويله بصورة مستقلّة كمكوّ ن منفصل‪.‬‬ ‫كما يمكنهم تشجيع المبادرات العاملة خارج العواصم‬ ‫والمراكز الحضريّة الكبرى‪ ،‬بهدف الوصول إلى الجمهور‬ ‫العريض الّذي كثيراً ما يكون مهمالً وقدرة حصوله على‬ ‫الفرص محدودة‪.‬‬ ‫الصورة بإذن من جمعيّة "الشارع فنّ "‬

‫أداء خالل دريم سيتي (مدينة األحالم) مهرجان فنون معاصرة ‪ ،2012‬تونس‬

‫"فقط حين تصل الفنون المنخرطة في‬ ‫هموم المجتمع إلى عدد كبير من‬ ‫ال ّناس‪ ،‬تستطيع تفعيل خطاب يساعد‬ ‫على تشكيل القيم وال ّتحفيز على‬ ‫ال ّتحرك قدماً"‪.‬‬


‫‪38‬‬

‫التوصيات والفرص‬

‫شبكة ال ّترويج‬ ‫ّ‬ ‫للمنظمات والمراكز الف ّنيّة الجماهيريّة في أنحاء‬ ‫يمكن‬ ‫منطقة ما‪ ،‬أن ت ّكون شراكة رسميّة بينها على أكثر من‬ ‫صعيد‪ ،‬تتيح لها المجال ألن تتشارك في الموارد وتتبادل‬ ‫العروض والمشاريع وتنسّق البرامج العامّة وتع ّد المواد‬ ‫التعليميّة المتعلّقة بها‪ .‬ويمكن للمموّ لين أن ينسّقوا بين‬ ‫المبادرات االستراتيجيّة لبناء مثل تلك ال ّ‬ ‫شبكات وتصميم‬ ‫تعزز تشكيل االئتالفات وال ّ‬ ‫برامج دعم ّ‬ ‫شراكات في أوساط‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات المحليّة من أجل ترويج وتفعيل أفضل‬ ‫وأكثر فعاليّة‪.‬‬

‫ال ّتواجد الملحوظ وبناء المجتمع‬ ‫الجوائز السنوية‬ ‫تحتاج فنون وثقافة ال ّتغيير االجتماعي لل ّتواجد الملحوظ‬ ‫على السّاحة العامّة من أجل بناء مجتمع يتقن ممارستها‬ ‫وا ّتباع سياسة وحشد التأييد العام لها‪ .‬بال ّتالي‪ ،‬فإنّ تقديم‬ ‫جوائز إقليميّة سنويّة ألفضل المبادرات الف ّنيّة ّ‬ ‫والثقافيّة ذات‬ ‫ال ّتوجه الجماهيري سيلفت األنظار إليها ويثير ال ّنقاش حول‬ ‫العمل ّ‬ ‫الثقافي وأثره على المجتمع‪.‬‬ ‫االجتماع السنوي‬

‫"تحتاج فنون وثقافة ال ّتغيير‬ ‫االجتماعي لل ّتواجد الملحوظ على‬ ‫الساحة العا ّمة من أجل بناء مجتمع‬ ‫ّ‬ ‫يتقن ممارستها وا ّتباع سياسة وحشد‬ ‫التأييد العام لها"‪.‬‬ ‫إنّ إقامة حدث سنوي يجمع ما بين الف ّنانين والمنتجين‬ ‫الثقافيّين وغيرهم من المشاركين في مجال الفنون ّ‬ ‫ّ‬ ‫والثقافة‬ ‫السّاعية إلى ال ّتغيير االجتماعي‪ ،‬من شأنه أن يساعد على‬ ‫بناء مجتمع مترابط يفتح ألفراده المجال لتبادل الخبرات‬ ‫واألفكار وتطوير استراتيجيات مشتركة وهيكليّة دعم‬ ‫متبادل‪ .‬كما يمكن أن يو ّفر للمشاركين ورشات عمل‬ ‫ووحدات تعليميّة حول أدوات وتقنيّات محدّدة بهدف تحسين‬ ‫الجودة والكفاءة والقدرات‪ ،‬وتعميق األداء الفكري‬ ‫واالستراتيجي في مجال الفنّ ّ‬ ‫والثقافة من أجل ال ّتغيير‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫الحملة اإلعالنية‬ ‫تدشين حملة إعالميّة سمعيّة بصريّة ّ‬ ‫جذابة‪ ،‬من شأنه أن‬ ‫يدعّم قيم الفنون ّ‬ ‫والثقافة االجتماعيّة ومساهماتها في المنطقة‬

‫بحيث تستهدف الجمهور العام كما تستهدف العاملين في‬ ‫المجتمع المدني وص ّناع السّياسة‪.‬‬

‫بناء القدرات‬ ‫خبرات تع ّلمية أعمق‬ ‫قد يستفيد ممارسو الفنّ ّ‬ ‫والثقافة من ال ّتعرف على تاريخ‬ ‫الفنون وال ّتدريب ال ّنظري والعملي على مختلف أشكال‬ ‫ّ‬ ‫الفنون ّ‬ ‫المؤثرة على ال ّتغيير االجتماعي‪ .‬يتطلّب هذا‬ ‫والثقافة‬ ‫األمر توفير مدرّ سين ذوي خبرة وإعداد خطط للدّروس‬ ‫ومواد للقراءة وأدوات تربويّة باإلضافة إلى مشاريع‬ ‫جماعيّة باللّغة العربيّة كي يكون هذا الكم من المعلومات‬ ‫متاحا ً ألوسع قطاع ممكن من المعنيّين‪.‬‬

‫ينبغي أيضا ً تقديم دورات تدريبيّة وورشات عمل تر ّكز‬ ‫على الفنون الجماعيّة واالستراتيجيّات ّ‬ ‫الثقافيّة والمسرح‬ ‫ال ّتشاركي وال ّتاريخ ال ّ‬ ‫شفهي والعالج عن طريق الفنّ‬ ‫وال ّنشاط الف ّني المدني كوحدات تعليميّة و‪/‬أو كمناهج مستقلّة‬ ‫في المدارس والجامعات واألكاديميّات‪.‬‬ ‫كما يمكن إقامة مركز أو معهد في إحدى الجامعات في‬ ‫المنطقة العربيّة‪ ،‬يختصّ في الفنون ّ‬ ‫والثقافة السّاعية‬ ‫إلحداث تغيير اجتماعي‪ ،‬ويساعد في تدريب جيل جديد‬ ‫يمكنه أن يقود المجال ّ‬ ‫الثقافي ويش ّكل مكانا ً تتر ّكز فيه‬ ‫المعارف ذات الصّلة‪ .‬كذلك‪ ،‬يمكن للوحدات ال ّتعليميّة‬ ‫وال ّ‬ ‫شهادات والمناهج الدراسيّة وبرامج ال ّتعليم اإللكتروني‬ ‫أن تساعد على ال ّترويج لل ّتعلم في مجال ال ّتغيير االجتماعي‬ ‫والفن ّ‬ ‫والثقافة‪.‬‬ ‫اإلدارة‬ ‫يحتاج المديرون والمنسّقون للبرامج الف ّنيّة ّ‬ ‫والثقافيّة إلى‬ ‫تل ّقي تدريب في مجال تفعيل الفنون ّ‬ ‫والثقافة من أجل ال ّتغيير‬ ‫االجتماعي وإيجاد مصادر دعم ودخل مالئمة‪.‬‬ ‫التواصل عبر القطاعات المختلفة‬ ‫يمكن أن يشارك خبراء وقادة من قطاعات المجتمع المدني‬ ‫األخرى في الدّورات ال ّتعليميّة وال ّتدريبيّة لتحقيق أكبر نفع‬ ‫من عملهم عن طريق ال ّتشارك مع أو في مبادرات وأدوات‬ ‫وتقنيّات الفنون ّ‬ ‫والثقافة السّاعية لل ّتغيير االجتماعي‬ ‫واالستفادة منها‪ .‬كذلك‪ ،‬يمكن إعداد نماذج للمشاركة المدنيّة‬ ‫واالجتماعيّة بال ّتعاون مع قطاعات أخرى لل ّتأثير على‬ ‫الهيئات والمكوّ نات المختلفة‪.‬‬

‫"يمكن إعداد نماذج للمشاركة المدن ّية‬ ‫واالجتماع ّية بال ّتعاون مع قطاعات‬ ‫والمكونات‬ ‫أخرى لل ّتأثير على الهيئات‬ ‫ّ‬ ‫المختلفة"‪.‬‬

‫البحث والتوثيق‬ ‫من الواضح أن هناك حاجة لبحث وتحليل أعمق فيما يتعلّق‬ ‫بال ّنماذج ال ّناجحة والفاشلة في المنطقة‪ .‬يجب إجراء تحليل‬ ‫طوريّ ّ‬ ‫يتمثل في تقييم كامل للمبادرات وكيفيّة تأثيرها على‬ ‫المشاركين والمعنيّين والجمهور‪.‬‬ ‫كما أن وجود منبر إلكتروني ير ّكز على الفنون ّ‬ ‫والثقافة‬ ‫السّاعية لل ّتغيير االجتماعي يمكن أن يساعد على بناء تجمع‬ ‫يض ّم المعنيّين في هذا المجال وتعزيز المعارف المتعلّقة به‬ ‫في المنطقة العربية‪.‬‬ ‫يحتاج الف ّنانون والمجموعات إلى تل ّقي تدريب ودعم أفضل‬ ‫في مجال توثيق عملهم ونقل جدوى تجربتهم لعدد أكبر من‬ ‫الجمهور بصورة حيويّة فعّالة‪.‬‬

‫األنشطة وال ّتخطيط‬ ‫الثقافة الجماهيرية‬ ‫ّ‬ ‫الثقافة الجماهيريّة هي أداة تغيير قويّة‪ .‬إنّ المنطقة العربيّة‬ ‫ناضجة الستيعاب إبداع ذي فحوى يتعلّق بالمجتمع المدني‪،‬‬ ‫وينتج في قوالب شعبيّة كالمسلسالت ال ّتلفزيونيّة وبرامج‬ ‫الرّ اديو والقصص المصوّ رة‪ .‬هناك نماذج ناجحة في أفريقيا‬ ‫وأمريكا الالتينيّة وتركيا لمنتجات ثقافيّة جماهيريّة ذات‬ ‫تأثير اجتماعي هائل‪ .‬ينبغي على المموّ لين والعاملين‬ ‫المحلّيّين في مجال اإلبداع‪ ،‬تبادل ال ّتجارب واألفكار حول‬ ‫قيمة ّ‬ ‫الثقافة الجماهيريّة وقدرتها على لعب دور ملموس في‬ ‫ال ّتغيير االجتماعي‪.‬‬ ‫المنتديات متعددة المجاالت‬ ‫يجب توفير الدّعم والبنية ال ّتحتيّة للمنتديات متعدّدة‬ ‫المجاالت للجمع ما بين القادة والخبراء ذوي الرّ ؤى‬ ‫المختلفة والمجموعات التي تمارس األنشطة ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫المتنوّ عة‪ ،‬بهدف ال ّتبادل وال ّتعاون فيما بينها‪ .‬ستقوم هذه‬ ‫المنتديات بتعزيز اإلبداع وتداول األفكار وال ّتحفيز على ح ّل‬ ‫المشاكل عن طريق االستعانة بمختلف ال ّتخصّصات‪ ،‬كما‬ ‫ستساعد على حشد الموارد المحدودة من أجل تأثير‬ ‫اجتماعي أكبر‪.‬‬ ‫الخاص‬ ‫العام‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫عندما تستدعي الحاجة ويكون باإلمكان استكشاف مبادرات‬ ‫تساعد على تضييق الهوة ما بين القطاعين اإلبداعيّين‬ ‫الخاص والعام‪ ،‬يجب القيام بذلك بهدف تحقيق أكبر قدر من‬ ‫الفائدة في الترويج والموارد والتواصل وك ّل ما يمكن‬ ‫للتغيير االجتماعي أن يحدثه من أثر‪.‬‬


‫التوصيات والفرص ‪39‬‬

‫"يجب أن يأتي الدّ عم للفنون وال ّثقافة‬ ‫الساعية لل ّتغيير االجتماعي من داخل‬ ‫ّ‬ ‫المنطقة العرب ّية ذاتها ومن الجاليات‬ ‫العرب ّية في المهجر أيضاً"‪.‬‬

‫كما ينبغي تجميع دليل لبيانات شركاء في عمليّة ال ّتمويل‬ ‫ممّن ال عالقة لهم بالفنّ ّ‬ ‫والثقافة‪ ،‬ولك ّنهم قد يكونون مهتمّين‬ ‫بما للممارسات ّ‬ ‫الثقافية من أبعاد تتعلّق بال ّتغيير االجتماعي‬ ‫في المنطقة‪ ،‬وذلك كخطوة أولى با ّتجاه توسيع ال ّ‬ ‫شراكات‬ ‫واالستفادة من مصادر دعم جديدة وغير مستغلّة على‬ ‫أفضل وجه‪.‬‬

‫يمكن أن يسهم المتبرّعون في تمويل أنشطة البحث والتعلّم‪،‬‬ ‫وتمويل المبادرات التي تولّد موارد محلّيّة تعتمد على األفراد‬ ‫وال ّ‬ ‫شركات وفئات في المجتمع ومؤسّسات اجتماعيّة‪.‬‬

‫تصوير‪ :‬كريم سالم‬

‫على الممّولين األجانب األخذ بعين االعتبار إمكانيّة االلتزام‬ ‫ّ‬ ‫الطويل األمد بالمبادرات في المنطقة‪ ،‬وتوفير الخبرات‬ ‫وال ّتدريب الالزمين عند الحاجة‪ .‬وعند تمويل مشروع محدّد‬ ‫ومعلوم المدّة‪ ،‬يجب أن يصرّ المموّ لون على إعداد خطط‬ ‫واستراتيجيّات مسبقة حول ال ّتوزيع‪ ،‬وال ّترويج واألنشطة‬ ‫ال ّتعليميّة‪ ،‬وأن يقوموا بتمويلها بهدف زيادة فرص ال ّتغيير‬ ‫االجتماعي إلى أقصى حد‪.‬‬

‫باإلضافة إلى الدّعم االجتماعي على شكل تمويل عيني‬ ‫جماهيري‪ ،‬وللحصول على أكبر قدر من الدّعم الماديّ من‬ ‫أفراد المجتمع‪ ،‬من الممكن خلق صالت أوثق بين قطاع‬ ‫الفنون ّ‬ ‫والثقافة وبين الفئة العربيّة اآلخذة في زيادة نشاطها‬ ‫على صعيد العمل الخيري والمؤسّسات االجتماعية‬ ‫االستثماريّة المحلّيّة‪ .‬كما أنّ برامج الرّ عاية ال ّتجارية‪،‬‬ ‫والمسؤوليّة االجتماعية لل ّ‬ ‫شركات‪ ،‬تع ّد من مصادر الدّعم‬ ‫غير المستغلّة نسبيا ً فيما يتعلّق بالفنون وثقافة ال ّتغيير‬ ‫االجتماعي‪ ،‬رغم أنّ هذا المجال قد يكون أكثر جاذبيّة‬ ‫للمتبرّ عين المحليّين من مجاالت أخرى كحقوق اإلنسان‬ ‫والمساعدات اإلنسانيّة والعمل التقليديّ للمجتمع المدنيّ ‪.‬‬

‫دريم سيتي (مدينة األحالم) مهرجان فنون معاصرة ‪ ،2012‬تونس‬

‫ال ّتمويل المسؤول‬

‫الصورة بإذن من جمعيّة "الشارع فنّ "‬

‫ال ّتمويل والدّ عم‬

‫ال ّتمويل والدّ عم‬ ‫يجب أن يأتي الدّعم للفنون ّ‬ ‫والثقافة السّاعية لل ّتغيير‬ ‫االجتماعي من داخل المنطقة العربيّة ذاتها ومن الجاليات‬ ‫العربيّة في المهجر أيضاً‪ .‬يمكن توضيح أهميّة وفعالية هذا‬ ‫ال ّنوع من العمل من خالل ال ّتوثيق والقيام بحمالت تشرح‬ ‫أهميّة هذا األمر‪.‬‬

‫بيانات ال ّتمويل‬ ‫إنّ جمع وتحليل بيانات ال ّتمويل المتاح للفنون ّ‬ ‫والثقافة في‬ ‫المنطقة لهو أمر ضروري‪ .‬يجب أن يعطي المموّ لون‬ ‫الرئيسيّون األولويّة إلنتاج بيانات محدّثة حول الدّعم المتاح‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات واألنشطة التي يتم دعمها‪ .‬إن فهما ً أعمق‬ ‫وأنواع‬ ‫للدّعم المتوّ فر ولفرص تنويع الموارد سيساعد على ضمان‬ ‫تم ّتع القطاع بقدرة أكثر استراتيجيّة ومنهجيّة على ال ّتقييم‪.‬‬


‫‪40‬‬

‫خاتمة‬

‫تتوفر ال ّثقافة والفنون ألفراد المجتمع وتتاح لهم المشاركة فيها‬ ‫"حين ّ‬ ‫وال ّتعرف على مراحل تكوينها‪ ،‬يكون رفع مستوى الوعي وإنتاج نوع‬ ‫جديد من المشاركة المدن ّية واالجتماع ّية ممكناً"‪.‬‬

‫خاتمة‬ ‫تحتاج المرحلة ال ّتاريخيّة االنتقاليّة والمأزومة‬ ‫الّتي تمرّ بها المنطقة العربيّة إلى الحشد وحسن‬ ‫ال ّتخطيط وال ّتدبير بطريقة غير مسبوقة‪ ،‬وذلك‬ ‫لتحفيز ّ‬ ‫الطاقات الالزمة من أجل مشاركة أوسع‪ ،‬وإيجاد‬ ‫حلول مبتكرة للمشاكل‪ ،‬باإلضافة إلى حشد الموارد وإعداد‬ ‫القيادات‪ .‬كما ب ّي ّنا هنا‪ ،‬فإنّ جزءاً كبيراً من العمل الف ّني‬ ‫ّ‬ ‫والثقافي في العالم العربي ير ّكز على تحقيق تغيير اجتماعيّ‬ ‫ملموس‪ .‬هناك الكثير من المؤ ّ‬ ‫شرات على أنّ هذا ال ّنوع من‬ ‫النشاطات يتزايد ويسهم في تعزيز روح المواطنة وتنمية‬ ‫المجتمعات‪ ،‬في حين يرفع من مستوى الوعي ويح ّفز الجدل‬ ‫حول القضايا االجتماعيّة ال ّ‬ ‫شائكة‪.‬‬ ‫إنّ ال ّتغيير ال ّتنموي السّويّ هو مهمّة صعبة وال ّتخطيط لها‬ ‫يتطلّب الكثير من الوقت‪ ،‬لكن تحقيق تغيير كليّ ومستدام‪،‬‬ ‫يستوجب إحداث نقلة نوعيّة في مفاهيم األفراد والمجتمعات‪،‬‬ ‫غالبا ً ما تكون ذات طابع ثقافي بحيث يت ّم تغيير المعايير‬ ‫والقيم وال ّتصورات نتيجة لذلك‪ .‬حين تتوّ فر ّ‬ ‫الثقافة والفنون‬ ‫ألفراد المجتمع وتتاح لهم المشاركة فيها وال ّتعرف على‬ ‫مراحل تكوينها‪ ،‬يكون رفع مستوى الوعي وإنتاج نوع جديد‬ ‫من المشاركة المدنيّة واالجتماعيّة ممكناً‪ ،‬خاصّة بين أبناء‬ ‫الفئات المهمّشة في المجتمع‪ ،‬ألنّ ذلك بالضّبط حريّ بأن‬ ‫يغيّر من المفاهيم واألحكام المسبقة على مستوى األفراد‬ ‫والمجموعات‪ ،‬كما يؤثر على فهمها للسّلطة وآلليّاتها‪.‬‬

‫ينبغي على الجهات المموِّ لة ووكاالت ال ّتنمية‪ -‬الدّوليّة منها‬ ‫والمحليّة ‪ -‬الّتي تعمل في المنطقة العربيّة حال ّياً‪ ،‬أن تعترف‬ ‫بالدّور الّذي تقوم به الفنون ّ‬ ‫والثقافة‪ ،‬والّتي تتمحور حول‬ ‫المجتمع‪ ،‬وتبحث بعمق في الفائدة منهما‪ ،‬خاصة في هذه‬ ‫المرحلة الحرجة الّتي تمرّ بها المنطقة‪ .‬بالمقابل‪ ،‬على‬ ‫مؤسّسات وجمعيّات البنية ال ّتحتيّة للخدمات ّ‬ ‫الثقافية والف ّنيّة‬ ‫ّ‬ ‫وتعزز‬ ‫اآلخذة في االزدياد‪ ،‬والعاملة في الميدان‪ ،‬أن تقيّم‬ ‫مدى ال ّتقدّم الّذي تحرزه من خالل عملها‪ .‬ينبغي أال يكون‬ ‫ذلك على حساب الدّعم المستمر لألنشطة الف ّنيّة ّ‬ ‫والثقافيّة‬ ‫الّتي ال تركز على ال ّتغيير االجتماعي المباشر والملموس‪،‬‬ ‫وال أن يت ّم ذلك بأسلوب تح ّكمي فوقيّ من قبل الجهات‬ ‫األكثر نفوذاً‪ ،‬بل يجب أن يوجّ ه اهتماما ً أكبر وأكثر مواءمة‬ ‫إلى فنون وثقافة ال ّتغيير االجتماعي الّذي يعمل على دعم‬ ‫متنام يشمل من يقومون بممارسة هذه المهام‪ ،‬وعلى‬ ‫مجتمع‬ ‫ٍ‬ ‫تنمية المعارف والخبرات المتخصّصة الالزمة لتطوير‬ ‫قدرات الفنون ّ‬ ‫والثقافة الّتي ال تقدّر بثمن والمتو ّفرة في‬ ‫المنطقة العربيّة‪.‬‬


‫الصورة بإذن من الروزا‪ ،‬تونس‬

‫‪XXXXXXX‬‬


‫‪42‬‬

‫المراجع‬

‫مراجع مختارة‪:‬‬ ‫‪Arab Human Development Report 2003,‬‬ ‫‪Building a Knowledge Society. United‬‬ ‫‪Nations Development Programme, Arab‬‬ ‫‪Fund for Economic and Social Develop‬‬‫‪ment.‬‬ ‫“دليل المشاركة الفنية والمدنية”‪ ،‬مجلس تكسون بيما‬ ‫للفنون‪ ،‬سبتمبر ‪( 2011‬باإلنجليزية)‪http://www. :‬‬ ‫‪tucsonpimaartscouncil.org/wp content/‬‬ ‫‪uploads/2011/09/Definitions_and_Dia‬‬‫‪grams.pdf‬‬ ‫"ثقافة مستقلة من أجل الديمقراطية‪ :‬مؤتمر قادة القطاع‬ ‫الثقافي المستقل في المنطقة العربية" القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪ 17-15‬ديسمبر‪http://mawred.org/ :2012 ،‬‬ ‫‪programs-and-activities/independent-cul‬‬‫‪ture-for-democracy/‬‬ ‫"صنع األمواج‪ :‬دليل إرشادي حول االستراتيجية‬ ‫الثقافية"‪ ،‬ذي كلتشر جروب‪ ،‬الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫‪ 311‬أغسطس ‪( 2013‬باإلنجليزية)‪http://thecul� :‬‬ ‫‪turegroup.org/2013/08/31/mak‬‬‫‪ing-waves/‬‬ ‫"موارد لتقييم األثر االجتماعي للفنون" و"دليل المشاركة‬ ‫السياسية والمدنية" الصادران عن مبادرة أثر المشاركة‬ ‫الفنية والمدنية المنبثقة عن "تنشيط الديمقراطية"‪ ،‬أحد‬ ‫برامج منظمة "أمريكيون من أجل الفن" (باإلنجليزية)‪:‬‬ ‫‪http://animatingdemocracy.org/social-im‬‬‫‪pact-indicators/typical-social-civic-out‬‬‫‪comes‬‬ ‫"فن الحياة‪ :‬كيف تؤثر المشاركة في الفنون والثقافة‬ ‫على قيمنا"‪ ،‬موقع "القضية المشتركة"‪ ،‬أحد برامج مركز‬ ‫أبحاث الصالح العام‪ ،‬المملكة المتحدة‪ 2 ،‬سبتمبر‪،‬‬ ‫‪( 2013‬باإلنجليزية)‪http://valuesandframes. :‬‬ ‫‪org/the-art-of-life/‬‬

‫"لم الثقافة؟ مناخ تحفيز الفنون والثقافة"‪ ،‬الصندوق‬ ‫العربي للثقافة والفنون (آفاق)‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬إبريل‬ ‫‪http://www.arabculturefund.org/ :2014‬‬ ‫‪resources/originals/1397472414-WhyCul‬‬‫‪tureMapENG.pdf‬‬ ‫‪Eleonora Belfiore, Oliver Bennett, The‬‬ ‫‪Social Impact of The Arts, An Intellectual‬‬ ‫‪History (Palgrave MacMillan, USA, 2010).‬‬ ‫‪Emmanuel A. David and Edward J.‬‬ ‫‪McCaughan, ‘Editor’s Introduction: Art,‬‬ ‫‪Power and Social Change’, Social Justice‬‬ ‫‪Vol. 33, No. 2, 2006.‬‬ ‫مختار كوكش‪" ،‬تأطير الخطاب وتطوير العمل ‪ -‬األعمال‬ ‫الخيرية في نقطة تالقي السالم والعدالة االجتماعية والفنون‬ ‫والثقافة"‪ ،‬تقرير مقدم إلى مجموعة العمل من أجل العدالة‬ ‫االجتماعية والسالم‪ ،‬مارس ‪( 2013‬باإلنجليزية)‪:‬‬ ‫‪http://www.p-sj.org/node/1648‬‬ ‫فيرجينيا ليكايو وأرفند سينجال‪" ،‬فن شعبي هادف! استخدام‬ ‫اإلعالم التوعوي الترفيهي من أجل التغيير االجتماعي"‪،‬‬ ‫صادر عن البنية التحتية المعرفية ألعضاء أوكسفام‪/‬نوفيب‪،‬‬ ‫المملكة المتحدة‪ ،‬ديسمبر ‪( 2008‬باإلنجليزية)‪http:// :‬‬ ‫‪utminers.utep.edu/asinghal/Articles%20‬‬ ‫‪and%20Chapters/home/Singhal-Lacayo‬‬‫‪POP%20CULTUR.pdf‬‬ ‫هولي سيلفورد‪" ،‬دمج الفنون والثقافة وال ّتغيير‬ ‫االجتماعي‪ :‬استراتيجيات قوية التأثير لألعمال الخيرية"‪،‬‬ ‫تقرير من أجل اللجنة القومية للعطاء االجتماعي‬ ‫المتجاوب‪ ،‬مدينة واشنطن‪ ،‬الواليات المتحدة‪ ،‬أكتوبر‬ ‫‪( 2011‬باإلنجليزية)‪http://www.ncrp.org/ :‬‬ ‫‪paib/arts-culture-philanthropy‬‬

‫المشروعات‪/‬المنظمات الوارد ذكرها‪:‬‬ ‫مصر‬ ‫العمل لألمل‬ ‫الفن ميدان‬ ‫مؤسسة التعبير الرقمي العربي‬ ‫آرت اللوا‬ ‫بيروت‬ ‫مصرّ ين‬ ‫مختبر عمران القاهرة للتصميم والدراسات‬ ‫مدرسة الدرب األحمر للفنون‬ ‫مراكز الجزويت الثقافية في مصر‬ ‫محطات للفن المعاصر‬ ‫مؤسسة جدران للفنون والتنمية‬ ‫مركز الصورة المعاصرة‬ ‫ريفليوشن ريكوردس‬ ‫كفاحتية‬ ‫جاليري تاون هاوس‬ ‫األردن‬ ‫خرابيش‬ ‫نساء طروادة سوريا‬ ‫لبنان‬ ‫كثارسيس‬ ‫زقاق‬ ‫مسرح انسمبل‬ ‫دار المصور‬ ‫فلسطين‬ ‫مدرسة سيرك فلسطين‬ ‫السيرك الصغير‬ ‫مسرح الحرية‬ ‫الكمنجاتي‬ ‫جامعة في المخيم‬ ‫رواق‬ ‫شاشات‬ ‫أيام المسرح‬ ‫سوريا‬ ‫أبو ّ‬ ‫نظارة‬ ‫مصاصة م ّتة‬ ‫مواطنون‪ .‬فنانون‬ ‫ا ّتجاهات‬ ‫أنتيغون السورية‬ ‫تونس‬ ‫الر رو‬ ‫الجمعية التونسية للحركة من أجل السينما‬ ‫مسار للفنون‬ ‫العروسة‬


‫‪XXXXXXX‬‬

‫الصورة بإذن من مؤسسة محطات للفن المعاصر‬

‫تصوير‪ :‬مالك عيسى‬

‫مشروع وجها ً لوجه‪ ،‬مصر‬


‫عن المركز الدّ نماركي‬ ‫للثقافة والتنمية‪:‬‬ ‫المركز الدّنماركي ّ‬ ‫للثقافة وال ّتنمية هو مؤسّسة مستقلّة يتولّى تنفيذ استراتيجيّة الدّنمارك لل ّتعاون ال ّتنموي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫"الحق في الفنّ والثقافة" (‪ ،)2013‬بتعاون وثيق مع سفارات الدّنمارك وبعثاتها الدّبلوماسية في ‪ 13‬دولة ‬ ‫في أفريقيا وآسيا وال ّ‬ ‫شرق األوسط‪.‬‬ ‫في الدّنمارك‪ ،‬يقدّم المركز مواد رقميّة توعويّة حول ال ّتحديات العالميّة وورشات عمل مع ف ّنانين من ‬ ‫دول الجنوب‪ .‬كما يقدّم معرض "إِمِدجيز بينالي" وصندوق الفنون الخاص بالمركز فنونا ً معاصرة ‬ ‫من أفريقيا وآسيا وال ّ‬ ‫شرق األوسط للجمهور الدّنماركي‪.‬‬

‫األولو ّيات األساس ّية لعمل المركز الدّ نماركي لل ّثقافة وال ّتنمية هي‪:‬‬ ‫ •دعم إمكانيّات األفراد من خالل المشاركة الفعّالة في األنشطة الف ّنيّة ّ‬ ‫والثقافيّة‪،‬‬ ‫ •ترسيخ حرّ يّة ال ّتعبير لدى الف ّنانين والعاملين في مجال ّ‬ ‫الثقافة‪،‬‬ ‫ • دعم ال ّنمو االقتصادي من خالل الصّناعات اإلبداعيّة‪،‬‬ ‫ •تمهيد ّ‬ ‫الطريق لل ّتعايش السّلمي والمصالحة في المناطق الخارجة من‬ ‫ّ‬ ‫الصّراع‪ ،‬وذلك من خالل الفنّ واألنشطة الثقافيّة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ •تشجيع الحوار وال ّتعاون ما بين ّ‬ ‫الثقافات‪.‬‬

‫‪Nytorv 17,‬‬ ‫‪1450 Copenhagen‬‬ ‫‪Denmark‬‬ ‫‪Read more: www.cku.dk/en‬‬ ‫‪Facebook: ckuinternationall‬‬ ‫‪Twitter: @CKUdanmark‬‬ ‫‪International Department‬‬ ‫‪International Director‬‬ ‫‪Jakob I. Myschetzky‬‬ ‫‪Phone: 33 38 97 38‬‬ ‫‪Email: jim@cku.dk‬‬

‫ ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.