ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث
ﻳﺮﻓﺪ اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻨﺨﺒﺔ ﻣﻦ ا ﺻﺪارات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة
ecdh
ﺗﺮاث ا ﻣﺎرات
اﻟﺠﺸﻴﺪ ﻧﻮع ﻣﻦ ا+ﻛﻼت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ا ﻣﺎراﺗﻴﺔ ،ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺳﻤﻚ »اﻟﻘﺮش« أو ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ »اﻟﺠﺮﺟﻮر« أو »وﻟﺪ اﻟﻮﻟﺪ« أو »اﻟﻌﻮال« .وﺗﺴﻬﻢ أﻛﻠﺔ اﻟﺠﺸﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﺴﺠﺔ اﻟﺠﺴﻢ ،وﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ واﻟﺒﻨﺎء ،ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺼﺪ ًرا ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﻴﻮد واﻟﻔﺴﻔﻮر واﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم ،اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ا+ﺳﻨﺎن واﻟﻌﻈﺎم واﻟﺪم ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ا ﻧﺴﺎن.
ﺑﺮزة ﺗﺮاث
رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ 2015 ُﻌﺪ ﺗ ّ
اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻤﻤﻴﺰة ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -وﻓﺎ ًء واﻗﺘﻔﺎ ًء ﻷﺛﺮ ﻣﺆﺳﺲ وﺑﺎﻧﻲ ﻧﻬﻀﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻣﺆﺷ ًﺮا ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ اﻫﺘﻤﺎم ﻗﻴﺎدة اﻹﻣﺎرات اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ. وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺆﻛﱢﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن؛ ﻓﻔﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺳﻤﻮه ﻟﻜﺘﺎب ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻟﻌﺎم ،2015 ﻳﻘﻮل» :ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻫﺬا اﻟﻤﻮروث اﻷﺻﻴﻞ ،وﻏﺮﺳﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷﺑﻨﺎء ،وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﻮروﺛﻨﺎ اﻟﻐﻨﻲ ،وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ،ﻧﺴﺘﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻓﻜﺎرﻧﺎ وآراﺋﻨﺎ ﻧﻬﺞ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ،وﻧﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎه ﻓﻲ ﺻﻮن ﻣﻮروﺛﻨﺎ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ .ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ رؤى واﻫﺘﻤﺎم ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،اﻟﺬي ﺳﺎر ﻓﻲ ﻧﻬﺞ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،وﻣﻨﺢ ﺧﺎﺻﺎ وﻋﻨﺎﻳ ًﺔ ﻛﺒﻴﺮ ًة ﻣﻦ ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮروث اﻫﺘﻤﺎ ًﻣﺎ ً اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ رﺳﺨﺖ اﻟﻤﻮروث وﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻴﻪ«. وﺗﻨﻄﻠﻖ رؤﻳﺔ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻦ أن اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻫﻮ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﺎدات اﻟﺪﺧﻴﻠﺔ واﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،واﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﻤﻨﺢ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ٍ ٍ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ وﻗﻴﻢ ﻋﺮﻳﻘﺔ .ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻤﻘﻮﻟﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻌﺎدات اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﻳﺮﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ» :ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎض ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺎﺿﺮ وﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ«. وﻳﺒﺬل ﺳﻤﻮه اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻷﺟﻞ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث وﺻﻮﻧﻪ ،ودﻋﻢ
146
اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ أ ﱠﻫﻞ ﺳﻤﻮه ﻟﻠﺤﺼﻮل ﺑﺠﺪارة ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول ﻟﻌﺎم 2015ﻣﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻺﻋﻼم اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ،وﻣﻘﺮه ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﻟﺠﻬﻮد ﺳﻤﻮه ﻓﻲ ﺻﻮن اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ وﻧﺸﺮه وﻏﺮﺳﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ واﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ أﺑﻨﺎء وﻓﺘﻴﺎت اﻹﻣﺎرات ،وﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات، وﻟﺠﻬﻮد ﺳﻤﻮه اﻟﺤﺜﻴﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻋﺮﻓﺎﻧًﺎ ﺑﺎﻟﺪور اﻟﻤﺤﻮري اﻟﺬي ﻳﻠﻌﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻹﻣﺎراﺗﻲ، واﻋﺘﺰازًا ﺑﻔﻜﺮه اﻟﺜﺎﻗﺐ ،وﺗﻘﺪﻳ ًﺮا ﻟﻠﺠﻬﻮد اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺬﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﺻﻴﻞ اﻟﺘﺮاث؛ ﻓﻬﻮ ﻣﺜﺎل راﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻄﻤﻮح ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﺪاد أﺟﻴﺎل ﻣﺘﺴﻠﺤﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﺮاث واﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﻮﻃﻦ .ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻜﺲ اﻟﺠﺎﺋﺰة ﻛﺬﻟﻚ ﺟﻬﻮد دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ أول ﺳﻠﻢ اﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎت ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث. ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻧﺒﺎرك ﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات، ﻣﺘﻤﻨﻴﻦ ﻟﺴﻤﻮه دوام اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ واﻟﺴﺪاد ﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ ﻋﻄﺎﺋﻪ اﻟﻤﺘﺠﺪد ﻷﺑﻨﺎء وﻃﻨﻨﺎ اﻟﻌﺰﻳﺰ. وإذ ﻧﻬﻨﺊ أﻧﻔﺴﻨﺎ وأﺑﻨﺎء وﻃﻨﻨﺎ اﻟﻐﺎﻟﻲ ،ﻧﺮﻓﻊ أﺳﻤﻰ آﻳﺎت اﻟﺸﻜﺮ ﻟﻤﻘﺎم ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻴﻬﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،ﺳﺎﺋﻠﻴﻦ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ وﺟﻞ أن ﻳﻤﺘﻌﻪ ﺑﻤﻮﻓﻮر اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻌﻢ وﻃﻨﻨﺎ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﺎﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪم واﻟﺨﻴﺮ ﻓﻰ ﻇﻞ ﻗﻴﺎدﺗﻪ اﻟﺮﺷﻴﺪة وﺳﻴﺎﺳﺘﻪ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ
ﻟﻌﺎم 2015م. وﺿﻢ ﺟﻨﺎح اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮض ﻣﺸﺎرﻛﺎت ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ووﺣﺪة اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ وﻣﺪرﺳﺔ اﻻﻣﺎرات ﻟﻠﺸﺮاع وﻗﺴﻢ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺬي ﻳﻘﺪم ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﻴﺔ ﻋﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺷﺒﺎك اﻟﺼﻴﺪ ورﺣﻼت اﻟﻐﻮص اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺆﻟﺆ. وﺗﺸﺎرك وﺣﺪة اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﺻﺪارات اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﺧﺎﺻﺔ اﻷﻃﻠﺲ اﻟﺒﺤﺮي ﺑﺎﻟﻠﻐﺘﻴﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ. ﻛﻤﺎ ﺿﻢ اﻟﺠﻨﺎح أرﻛﺎﻧًﺎ ﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻻﻣﺎرات ﻟﻠﺸﺮاع وأﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺑﻮذﻳﺐ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ وﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺪرة وإدارة اﻷﻧﺸﻄﺔ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﺮوض ﺣﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻓﻨﻮن اﻟﻴﻮﻟﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﻗﻴﻤﺔ وﺟﻤﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ. وﺗﻤﻴﺰ اﻟﺠﻨﺎح ﻓﻲ دورة ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ إﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﺠﻤﻬﻮر وﻧﻘﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻨﺎدي ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺎح واﺳﺘﻘﺒﻠﺖ أﻋﺪا ًدا ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺰوار واﻟﺴﻴﺎح ﻣﻔﺼﻼ ﺣﻮل ﻣﺸﺮوع ً واﻟﺠﻤﻬﻮر وﻗﺪﻣﺖ ﻟﻬﻢ ﻧﺸﺮات وﻛﺘﻴﺒﺎت وﺷﺮ ًﺣﺎ اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ ﺻﻮن واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺒﺤﺚ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺘﺮاﺛﻲ . رﻛﻦ اﻟﻜﺘﺐ وﻛﺎن ﻻﻓﺘًﺎ أن ﻳﻨﺼﺐ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮي ﻋﻠﻰ رﻛﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﻟﻤﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻟﺬي ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ 60ﻋﻨﻮاﻧًﺎ ﺗﻌﻨﻰ
ﺑﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺪواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ وإﺻﺪاراﺗﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻔﻜﺮ اﻷدب واﻟﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺤﻘﻘﺔ واﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺎت اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ واﻹﺑﻞ وﻏﻴﺮﻫﺎ. وﺿﻢ اﻟﺮﻛﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ واﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت اﻟﻨﺎدرة واﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ رﺣﻼت اﻟﻘﻨﺺ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن » ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه«. وﻋﺮض أﻋﺪادا ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻼت ﺗﺮاث وﺑﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮ واﻻﻣﺎرات اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻣﺠﻠﺔ اﻹﺑﻞ ،ﺣﺮص ﺟﻤﻬﻮر اﻟﺠﻨﺎح ﻋﻠﻰ اﻗﺘﻨﺎﺋﻬﺎ وﺷﺮاء اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ دﻳﻮان اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺪرﻣﻜﻲ ودﻳﻮان اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ذﻳﺒﺎن وذﻟﻚ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺗﺸﺠﻴﻌﻴﺔ. وأوﺿﺤﺖ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ أن ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ اﻟﺤﺪث ﺗﺄﺗﻲ ﺿﻤﻦ اﻷﻫﺪاف اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎم ﻋﻠﻰ أرض اﻻﻣﺎرات ورﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮﻋﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت وﺣﺮص ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت واﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص وﻣﻨﻬﺎ ﻣﻌﺮض اﻟﺼﻴﺪ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ إرﺗﺒﺎط وﺛﻴﻖ ﺑﺄﻫﺪاف ورﺳﺎﻟﺔ اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻧﺸﺮه ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻣﻔﻬﻮم ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
145
ĊěĎŃ
ﺧﺘﺎم اﻟﺪورة اﻟـ 13ﻟﻤﻌﺮض أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺼﻴﺪ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ إﻗﺒﺎل ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎح ﻧﺎدي ﺗﺮاث ا ﻣﺎرات ﻣﻦ رﻛﻦ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت ﻓﻲ ﺟﻨﺎح اﻟﻨﺎدي
وأﺷﺎد اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺠﻮﻟﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﺠﻬﻮد ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﺷﻬﺪ ﺟﻨﺎح ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺸﺎرك ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﺪؤوﺑﻪ وﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻌﺮض أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺴﺪﻳﺪة ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺎرض ﻟﻠﺼﻴﺪ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟﺘﻲ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻛﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺗﺮوي ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ اﻷﺟﺪاد وﺗﻌﻜﺲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﺧﺘﺘﻤﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻹﻣﺎرات اﻟﺮﺷﻴﺪة ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﺟﺪاد ً ﻟﻠﻤﻌﺎرض أﺧﻴ ًﺮا ً وﺗﻔﺎﻋﻼ إﻗﺒﺎﻻ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳًﺎ ﺑﺼﻮر واﻗﻌﻴﺔ ﺣﻴﺔ ﺗﺘﻮﺛﻖ ﻋﺮاﻫﺎ ﺑﺤﻴﺎﺗﻨﺎ ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ زوار اﻟﻤﻌﺮض . اﻟﺮاﻫﻨﺔ. وﺣﻈﻲ ﺟﻨﺎح اﻟﻨﺎدي -اﻟﺬي ﺗﻀﻤﻦ 13 وﻗﺎل ﻣﻌﺎﻟﻴﻪ إن ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ رﻛ ًﻨﺎ ﺗﺮاﺛ ًﻴﺎ وﺛﻘﺎﻓ ًﻴﺎ -ﺑﺰﻳﺎرة ﻋﺪد ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺗﻌﻜﺴﻬﺎ ﺟﻬﻮد اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت وﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ وﻣﺌﺎت اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاع اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺰوار واﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ واﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ واﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﺣﻴﺚ زاره ﻣﻌﺎﻟﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻨﺎﺑﺮ وﻣﻨﺼﺎت ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ وﺗﺠﻮل ﺑﻴﻦ أرﻛﺎن ﺑﺘﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻌﺮﻳﻖ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﺠﻨﺎح واﺳﺘﻤﻊ اﻟﻰ ﺷﺮح ﻋﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﺟﺪاد واﻗﻌﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ وﺣﺪات اﻟﻨﺎدي اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺎح وﻋﻦ ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻷﺑﻨﺎء ﻓﻲ ﻣﻠﺘﻘﻴﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ أرﻛﺎن اﻟﺠﻨﺎح اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ .ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ إﺟﺎزات اﻟﺼﻴﻒ واﻟﺮﺑﻴﻊ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﻋﺪة ..ﻣﺒﻴﻨﺎ أن زﻳﺎرﺗﻪ ﻟﺠﻨﺎح 144
اﻟﻨﺎدي ﻳﺴﺘﻨﺸﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﺬا ﻓﻬﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ وﻋﻠﻰ رأس ﺑﺮاﻣﺠﻪ ﻓﻲ زﻳﺎراﺗﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺎرض. وأﺿﺎف ﻣﻌﺎﻟﻴﻪ إن ﺣﺮص اﻟﻨﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﻋﺒﺮ ﻋﺸﺮات اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﻤﺤﻘﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻷدب واﻟﻠﻐﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺤﻀﺎرة وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﺎدرة ﻟﻌﺪد ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﻨﺒﻂ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات إﻧﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺣﺠﻢ اﻟﺠﻬﺪ واﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺬي ﻳﻮﻟﻴﻪ أﺧﻲ وﺻﺪﻳﻘﻲ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﺠﻤﻊ اﻟﺘﺮاث وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ وﺗﺒﻨﻲ ﻧﺸﺮه ﻋﺒﺮ إﺻﺪارات ذات ﻃﺎﺑﻊ ﻋﻠﻤﻲ ﺗﺠﺴﺪ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث ﻛﺎﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻧﻈﺮا ﻟﻤﺎ ﻟﻠﺘﺮاث ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻮﺿﺤﺎ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﻬﻮد اﻟﻤﻤﻴﺰة ﻟﺴﻤﻮه ﻻ ﺗﺘﺮك ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻼﺳﺘﻐﺮاب ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎره وﺗﺘﻮﻳﺠﻪ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم ﺑﺠﺎﺋﺰة رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول
أوراق ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ
اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ أﺳﻄﻮرة ! ﻣﺤﺎﻃﻴﻦ ﺑﺠﺪﻳﺪ اﻟﻌﻠﻢ وﻋﺮاﻗﺔ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻧﺼﺎرع ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺗﻘ ّﺒﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ .اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺸﻔﻬﺎ اﻟﻌﻠﻢ ،واﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻧﺘﺞ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺨﺮاﻓﺎت واﻷﺳﺎﻃﻴﺮ، وﻟﻜﻲ ﻧﻨﻬﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺮاع وﻧﺘﻘﺒﻞ اﻟﺼﺪﻣﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻣﺮ ﻗﻨﺎﻋﺘﻨﺎ اﻟﺪﻓﻴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻔﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﻧﺸﺄ اﻻﻋﺘﻘﺎد أو اﻷﺳﻄﻮرة أو اﻟﺨﺮاﻓﺔ. ﺑﺪأ ﻛﻞ ﺷﻲ ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻗﺒﻞ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﺴﻨﻴﻦ ،ﻓﻲ ﻇﻼم اﻟﻐﺎﺑﺎت وﻋﻤﻖ اﻟﻜﻬﻮف وﻋﻠﻰ أﻣﻮاج اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ،ﻣﻊ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻤﻬﺪدة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺑﺒﺔ واﻷﺳﻮد واﻟﺬﺋﺎب ،راﻗﺐ ﻫﺬا اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض واﻟﺒﺤﺮ ،وﺗﺄﻣﻞ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻄﺮ وﻧﺎر ورﻋﺪ وﺑﺮق وﻋﻮاﺻﻒ ،وﻻﺣﻆ ﺗﻘﻠّﺐ اﻟﻤﻮاﺳﻢ ﻣﻦ ﺷﺘﺎء ﻟﺼﻴﻒ، وﻻﺣﻆ ﻛﻴﻒ ﺗﺜﻤﺮ اﻷﺷﺠﺎر ﻓﻲ ﻣﻮاﺳﻢ وﻓﻲ ﻣﻮاﺳﻢ ﻳﻌﻢ اﻟﺠﻔﺎف واﻟﻘﺤﻂ واﻟﻤﺠﺎﻋﺎت اﻷرض ،ﻫﺬا اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻳﻔﺘﻘﺮ ﻟﻜﻞ أدوات اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ،اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ وﻋﻔﻮﻳﺔ ﻣﻔﺘﻘ ًﺮا ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻟﻴﺲ إﻻ إﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﻳﺘﺴﺎءل ﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻷﺟﻮﺑﺔ وﻓﻖ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ وﺧﺒﺮﺗﻪ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻜﺮه ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺟﻬﻠﻪ ،وﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻀﻊ أﺳﺒﺎب ﻟﻜﻞ ﻇﺎﻫﺮة ﻳﺮاﻫﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪت ﻫﺬه اﻷﺳﺒﺎب ﻣﻀﺤﻜﺔ ﻟﻨﺎ اﻟﻴﻮم ،ﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺟﺎزﻣﺔ ﻷﺟﺪادﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﺴﻨﻴﻦ .وﻫﺬا ﻛﺎن ﻣﻨﺸﺄ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ،ﻓﺎﻟﺸﻤﺲ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺎزات اﻟﻤﺤﺘﺮﻗﺔ وﻧﺠﻢ ﻳﺴﺒﺢ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻨﺠﻮم ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻋﺮﺑﺔ ﻣﺘﻮﻫﺠﺔ ﻳﻘﻮدﻫﺎ اﻹﻟﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻣﺎﻫﻮ اﻟﻘﻤﺮ؟ إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺟﺮم ﺳﻤﺎوي ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻸرض وﻓﻖ ﻗﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻋﺮﺑﺔ أﺧﺮى ﺗﻘﻮدﻫﺎ ﺷﻘﻴﻘﺔ إﻟﻪ اﻟﺸﻤﺲ ،إن اﻟﺮﻋﺪ ﻫﻮ ﺻﻮت إﻟﻪ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء واﻟﺒﺮق ﻫﻮ وزﻳﺮه اﻷﻣﻴﻦ واﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ ﺳﺨﻄًﺎ ﻣﻦ إﻟﻪ اﻟﺒﺤﺎر ،اﻷﺷﺠﺎر واﻟﻤﺰارع اﻟﻤﺜﻤﺮة دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ رﺣﻤﺔ آﻟﻬﺔ اﻷرض وﻟﻜﻦ ﺳﻨﻮات اﻟﻘﺤﻂ واﻟﺠﻔﺎف دﻟﻴﻞ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ
ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻤﺰروﻋﻲ@
أن ﻧﻘﺪم ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺮاﺑﻴﻦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ واﻟﺼﻠﻮات اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻴﺔ. ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﻋﻔﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺰﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻨﺎﻗﻞ ﺷﻔﻮﻳًﺎ ﺑﻴﻦ اﻵﺑﺎء ﻷﺑﻨﺎءﻫﻢ وﻣﻊ ﻛﻞ رواﻳﺔ ﻫﻨﺎك ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ واﻷﺣﺪاث ،ﻟﻢ ﻳﺒﺪأ ﺗﺪوﻳﻦ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻛﺘﺎﺑﻴًﺎ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأ اﻟﺸﻌﺮاء ﺑﺴﺮدﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﻢ وﻫﻜﺬا ﺗﻢ ﺣﻔﻆ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺘﻲ ﺗﺒ ّﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﺗﻨﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ. ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺒﻌﺾ أن ﻋﺼﺮ اﻟﺨﺮاﻓﺔ اﻧﺘﻬﻰ وأﻧﻪ ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﺗﺬﻛﺮ ﻣﻦ دراﺳﺘﻬﺎ أو اﻹﻃﻼع ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻫﺬا اﻋﺘﻘﺎد ﺑﺎﻃﻞ ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻤﻦ أﻫﻤﻴﺔ دراﺳﺔ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﺪة ﻧﻮاح ،أﻫﻤﻬﺎ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﻔﻨﻴﺔ أو اﻷدﺑﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻠﻌﺐ اﻷﺳﻄﻮرة دو ًرا ﻓ ّﻌ ًﺎﻻ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮل اﻟﺮﺳﺎﻣﻴﻦ واﻟﻨ ّﺤﺎﺗﻴﻦ ،وﻟﻔﻬﻢ إﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ﻧﺤﺘﺎج اﻷدﺑﺎء واﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﻴﻦ ّ أﺣﻴﺎﻧًﺎ أن ﻧﻤﺘﻠﻚ ﻓﻜﺮة ﻣﺒﺴﻄﺔ ﻋﻦ اﻟﺨﺮاﻓﺎت اﻟﺘﻲ أﻟﻬﻤﺘﻬﻢ ﻟﻺﻧﺘﺎج. اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻫﻮ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺔ ﺣﻴﺚ إن ﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﻘﺘﺒﺴﺔ ﻣﻦ اﻹﻏﺮﻳﻖ واﻟﺮوﻣﺎن ﻣﺜﻞ ﺷﻬﺮ ﺟﻮن، ﻫﻮ اﺳﻢ ﻣﻠﻜﺔ اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ﺟﻮﻧﻮ ،وﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ ﺛﻴﺮﺳﺪاي ﻣﺜﻞ اﺳﻢ آﻟﻬﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﺠﺮﻣﺎﻧﻲ ﺛﻮر ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻬﺘﻢ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻹﻳﺠﺎد ﺟﺬور ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت. اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻫﻮ أن اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻫﻲ ﺣﻠﻘﺔ وﺻﻞ ﺑﻴﻦ أﺳﻠﻮب ﺗﻔﻜﻴﺮﻧﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ وﺑﻴﻦ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ أﺳﻼﻓﻨﺎ ،ﺗﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻈﺮوا ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮة أن ﻧﻘﻮم ﺑﺒﻌﺾ اﻻﺳﻘﺎﻃﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺿﺮ ،وﻧﺘﺴﺎءل ﻫﻞ ﻻزﻟﻨﺎ ﻧﻠﺠﺄ ﻟﺨﻠﻖ اﻟﺨﺮاﻓﺔ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻷﻣﻮر ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ؟ ﻫﻞ ﻻزﻟﻨﺎ ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ دور اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ وﻧﻠﺠﺄ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎدات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻧﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻤﻔﺴﺮ واﻟﺸﺎرح اﻟﻮﺣﻴﺪ واﻟ ُﻤﺠﻴﺐ ﻻﺳﺌﻠﺘﻨﺎ؟ *ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
143
ĊěĎŃ
وﻓﻲ ﻟﻘﺎء اﻟﻔﻨﺎن ﻋﻄﻴﻒ ﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﻣﺸﺮوﻋﻪ اﻟﻔﻨﻲ ﻫﺬا اﻟﺬي اﺷﺘﻐﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ 15ﺳﻨﺔ ،وﻫﻮ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﻌﺮﺿﻪ اﻷول اﻟﺬي ﺗﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺪن اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﻣﺸﻴ ًﺮا إﻟﻰ أن اﻟﻔﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄًﺎ ﺑﺒﻴﺌﺔ اﻟﻔﻨﺎن ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺒ ًﺮا وﺻﺎدﻗًﺎ وﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ،ﻣﻮﺿ ًﺤﺎ أن ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﺷﺘﻐﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻬﺪف ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﻧﻘﻞ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﺼﻮرة ﻣﻌﺎﺻﺮة ،ﺣﻴﺚ اﺳﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺮﺳﻢ ،ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻷﻓﻜﺎر أو اﻷﻟﻮان أو اﻟﺨﺎﻣﺎت واﻷﺻﺒﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻣﺴﺘﻔﻴﺪا ﺣﺘﻰ ﻣﻦ
142
ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻞ و»ذاﻛﺮة ُ اﻟﻔ ّﻞ«
اﻟﺘﺮﺑﺔ وأﻟﻮاﻧﻬﺎ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ. وأﻛﺪ ﻋﻄﻴﻒ أن اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث دﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺧﺎﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،واﺳﺘﺨﺪام أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﺧﺎﻣﺎت ﻣﺘﻄﻮرة ،واﺗﺒﻊ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺘﻌﺪدة ﺑﺎﻟﺘﻠﻮﻳﻦ ،وﻣﻨﻬﺎ اﻷﻛﺮﻳﻠﻚ ،واﻟﺘﻨﻘﻴﻂ ،واﻟﺨﺎﻣﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻷﺻﺒﺎغ، وﺗﺒﺮز ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﺑﺼﻤﺔ اﻟﻔﻨﺎن وﺗﻔﺮده ﻓﻲ إﻧﺠﺎز أﻋﻤﺎﻟﻪ .أﻛﺜﺮ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﻤﻌﺮوﺿﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺸﻐﻮﻻت ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻌﻒ، ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺻﺒﺎغ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﺗﻘﻨﻴﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻲ ﺗﺸﺎﺑﻚ ﺣﺒﺎل اﻟﺴﻌﻒ وﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪ اﻟﻔﻨﺎن اﻻﺷﺘﻐﺎل ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮن ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺛﺮوة اﻷرض واﺳﺘﻠﻬﺎم اﻟﻤﻮروث
ﻣﻐﻄﺎة ﺑﺠﺬوع اﻟﺸﺠﺮ وﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻞ واﻟﺨﻮص ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﺪى اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ وأﻟﻮان ﺗﺮﺑﺘﻬﺎ وﻏﻨﻰ ﺗﺮاﺛﻬﺎ وﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻠﻮﺣﺎت ﺗﻜﺸﻒ ﻗﺪرة اﻟﻤﻨﺴﻮج ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺣﺼﺮ ﺗﻐﻄﻲ أرض اﻟﺤﻘﻞ، ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻲ أﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻐﻞ اﻟﺮﺟﺎل ﻗﺒﻞ أن ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ أرﺿﻬﺎ ،ﻣﺴﺘﻠﻬ ًﻤﺎ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﻒ إﻇﻬﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻨﺎن دور اﻟﻨﺴﺎء .وﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل ﺗﺒﻴﻦ ﻣﻘﺪرة اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ واﻟﻤﻮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺎزان ﺣﻴﺚ ﺑﻜﻞ ﺳﺤﺮه وﻋﺎﻟﻢ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻔﻨﺎن ﻓﻲ اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻠﺔ ُوﻟﺪ وﻧﺸﺄ. وﺳﻌﻔﻬﺎ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻌﺎﺻﺮة .وﻣﻘﺪﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﺴﺘﻌﺮض ﻋﺪدا ﻣﻦ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ اﻟﻬﺎدئ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﺻﻮرة ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻟﻠﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻟﺘﻌﻄﻴﻨﺎ ﻓﻜﺮة ﻣﻮﺟﺰة ﻋﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺎ أﻧﺠﺰه ﺧﻼل ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ ،وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ :أﻋﻤﺎل اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﻓﻨﻲ ﻓﺮﻳﺪ .رﻛﺰ اﻟﻔﻨﺎن ﺟﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ وأﺷﻐﺎل اﻟﺨﻮص وﻣﺨﺰوﻧﻬﺎ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﺣﻴﺚ ﻧﺸﺄ وﺗﻌﻠﻢ واﺳﺘﻠﻬﻢ »اﻟﺤﺼﺎد«» ،ﺑﺎﺋﻌﺔ اﻟﺴﻌﻒ«» ،رﻗﺼﺔ اﻟﺤﻘﻮل واﻟﻔﻀﺎءات اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ وﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺴﻴﻒ«» ،اﻟﻌﻴﺪ«» ،اﻟﻤﺎﺷﻄﺔ«» ،ﻣﺰﻟﻒ«، وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﻬﻮة اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،وﺳﺠﻠﻬﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ »اﻟﺤ ّﺒﺎل«» ،ﺻﺒﺎح ﻣﻤﻄﺮ«» ،ﺷﺬى ﺟﻴﺰان«، ﺣﻴﺚ أﻟﻮان وﻣﺸﺎﻫﺪ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻟﺤﻴﺎة أﺑﻨﺎء اﻟﺮﻳﻒ »ﺑﺎﺋﻊ اﻟ َﺤﺐ«» ،ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ«» ،رف ﻣﻦ ﺑﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﺼﻞ ﺣﺪ اﻻﻟﺘﺼﺎق ﺑﻬﺬه اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺑﻴﺘﻨﺎ«» ،ﻣﺴﺎء ﻣﻦ ﻫﻨﺎك«» ،ﺳﻬﺮة ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف اﻟﻔﻞ« ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﺮﻗﻤﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻨﻮان اﻷﻛﺜﺮ ﺛﺮاء وواﻗﻌﻴﺔ وﺗﺤﻤﻞ راﺋﺤﺔ اﻷرض .ﻛﻤﺎ أﺑﺪع ﻋﻄﻴﻒ ﻓﻲ رﺳﻢ »ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث« و«ﻧﻐﻢ« ،و«زﺧﺮﻓﺔ ﺟﻴﺰاﻧﻴﺔ« ،و«ﻣﻦ ذاﻛﺮة اﻟﻔﻞ« ..إﻟﺦ .ﻟﻮﺣﺎت ﻟﻮﺣﺪات زﺧﺮﻓﻴﺔ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎة أﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎت ﻣﺤﻴﻄﻪ اﻟﺒﻴﺘﻲ وﻧﺄﺧﺬ ﻟﻮﺣﺔ »اﻟﺤﺼﺎد« ﻣﺜﻼ ،ﻓﻨﺮى ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪة ﻧﺴﺎء رﻳﻔﻴﺎت ﻳﻌﻤﻠﻦ ﻓﻲ واﻟﺒﻴﺌﻲ وﻫﻲ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻬﻨﺪﺳﻲ اﻟﺘﻲ ﺣﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻞ ،وﻣﻊ ﻛﻞ ﻓﻼﺣﺔ ﺳﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺗﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺤﺼﻮﻟﻬﺎ ،وﺗﺒﺪو اﻷرض ﻟﻮﺣﺎت ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ذات ﻃﺎﺑﻊ زﺧﺮﻓﻲ.
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
141
ĊěĎŃ
»ذاﻛﺮة ُ اﻟﻔ ّﻞ« و»ذاﻛﺮة ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻞ اﻟﻔﻞ« اﻟﻨﺨﻞ و
ﻓﻲ ﻣﻌﺮض اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺴﻌﻮدي ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب ﻋﻄﻴﻒ أﺑﻮﻇﺒﻲ -ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻄﻔﺔ
ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺤﻮل ﻋﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ إﻟﻰ أدوات وﺗﺤﻒ وﻣﻌﺎﻟﻢ أﺛﺮﻳﺔ! ﻫﺬا ﻫﻮ ﺳﺮ اﻟﻔﻦ واﻹﺑﺪاع ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺔ إﻟﻰ ً وﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻟﺘﺸﻜﻴﻞ .واﻟﻔﻨﺎن اﻟﻤﺒﺪع اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﺬي ﺻﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺐ ﻗﻠ ًﻤﺎ ،وﻣﻦ ﺟﺬع اﻟﺸﺠﺮة ﺑﺎﺑًﺎ وﻛﺮﺳ ًﻴﺎ ،وﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ ﻗﻠﻌﺔ وﻫﺮ ًﻣﺎ ،ﻫﺬا اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﺴﺎس ﻣﺎ زال ﻳﻌﻤﻞ وﻳﺒﺪع ﻟﺘﺘﺤﻮل ﻣﺸﻐﻮﻻﺗﻪ إﻟﻰ ﺗﺤﻒ ﻓﻨﻴﺔ ﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻬﺎ اﻷﺑﻨﺎء ﻋﻦ اﻵﺑﺎء ،وﺗﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﺣﻒ اﻟﻔﻨﻮن.
140
ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻞ و»ذاﻛﺮة ُ اﻟﻔ ّﻞ«
وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺨﻠﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ ﺛﺮوات اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺴﻌﻮدي ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب ﻋﻄﻴﻒ أن ﻳﺒﺪع ﻣﻦ ﺷﻜﻠﻬﺎ وﺟﺬﻋﻬﺎ وﺳﻌﻔﻬﺎ رواﺋﻊ ﻋﻤﻼ ﻣﻜﺮﺳﺎ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ وإﺣﺴﺎﺳﻪ اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻟﻴﺮﺳﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ً 70 ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﺔً ، ﻓﻨ ًﻴﺎ ،ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرض ﻋﺪﻳﺪة داﺧﻞ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ وﺧﺎرﺟﻬﺎ ،ﺛﻢ ﺟﻤﻊ ﺻﻮ ًرا ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺪ ﺟﺎء ﺑﻌﻨﻮان» :ذاﻛﺮة اﻟﻔﻞ«. ﻣﻦ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﻮﺣﺎت ﻳﻌﺮف ﻣﺪى ﻗﺪرة اﻟﻔﻨﺎن ﻋﻠﻰ إﻇﻬﺎر اﻟﺮﻳﻒ ﺑﻜﻞ ﺳﺤﺮه وﻋﺎﻟﻢ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻬﺎدئ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻮﺣﺎت أﻋﻤﺎل اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮل واﻟﺤﺼﺎد وﻗﻄﺎف اﻟﻨﺨﻴﻞ واﻟﺮﻋﻲ ،وأﺷﻐﺎل اﻟﺨﻮص وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﻬﻮة ،ﻛﻤﺎ أﺑﺪع اﻟﻔﻨﺎن ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ اﻟﺮﻗﺼﺎت اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺔ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺰه ﻋﻠﻰ زﻫﺮ اﻟﻔﻞ ﺣﻴﺚ رﺳﻢ ﺑﻪ أﺟﻤﻞ اﻟﻠﻮﺣﺎت. وﻓﻲ ﻣﻌﺮﺿﻪ اﻟﺬي اﺳﺘﻀﺎﻓﻪ ﺟﺎﻟﻴﺮي »آرت ﻫﺎب أﺑﻮﻇﺒﻲ« ﻗﺪم أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 50
ﺳﻌﺪت ﻛﺜﻴﺮا ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻗﺼﻴﺪة أﻣﺎم ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﻛﺴﺒﻨﻲ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث ﻓﻬﻮ ﻣﻔﺨﺮة ﻟﻜﻞ إﻣﺎراﺗﻲ ﻛﻤﺎ أن اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﺘﻮارﺛﻪ اﻷﺟﻴﺎل ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ وﺟﺰء ﻣﻦ اﻹﻧﺘﻤﺎء اﻟﻮﻃﻨﻲ .وﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻌﺎﻣﺮي أﻗﺮأ وأﺳﻤﻊ وأﺣﻔﻆ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ واﻟﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن وﻛﺬﻟﻚ أﺣﺐ إﻟﻘﺎء ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪان ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ ﻓﻤﻦ ﺧﻼل ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻲ ﻷﻣﺴﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺑﺪأت أﺣﺐ اﻟﺸﻌﺮ وأﻣﺎرﺳﻪ وﺳﻮف أﺳﻌﻰ داﺋﻤﺎ ﻟﻠﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻮﻋﻴﺔ أﺑﻨﺎء ﺟﻴﻠﻲ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻨﺎ وﺗﺮاﺛﻨﺎ وﻧﺸﺮه ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺿﻤﻦ إﻃﺎر وﻃﻨﻨﺎ ﺑﻞ ﻧﺮﻳﺪه أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻟﻴﻌﺮﻓﻮا ﻛﻢ ﻧﺤﻦ أﺻﺤﺎب ﺛﺮوة ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻮروث اﻟﺘﺮاﺛﻲ
2015 20 2 اﻛﺘﻮﺑﺮﺮ 015 ﻛﺘﻮﺑ ﻮﺑ 1192اﻛﺘ اﻟﻌﺪدد 92 اﻟﻌﺪ
139 9
÷ĶŔĸĄ
ﺣﺎﻟ ًﻴﺎ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺮاﺛﻲ ﻻ أرﻳﺪ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﺳﻮف ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة ﻧﺤﻀّ ﺮ ﺣﺎ ﺷ ّﻤﺎﺎّ : واﺣﺪة أﺳﺒﻮﻋﻴًﺎ. ﺑﻴﻨﻮﻧﺔ ﻣﺮة واﺣﺪ اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺸ
اﻟﻔﺎرﺳﺔ ﻣﺰﻧﺔ ااﻟﻌﺎﻣﺮي اﻟﺘﻲ ﺗﻬﻮى اﻟﺸﻌﺮ وﺗﺤﻔﻆ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،أﻛﺪت أن اﺻﻄﺤﺎب ااﻷﻫﻞ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻳﺸﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺒﺎل واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،وﻳﺮﺑﻄﻬﻢ ﺑﺤﻴﺎة اﻷﺟﺪاد ،وﻗﺎﻟﺖ :ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺤﺎن ،ﺣﻴﺚ
138
إﻋﻼﻣﻴﺎت ﺻﻐﻴﺮات ﻳﻘﺪﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ﺑﺮوح اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ
ﻣﺰﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺮي :ﺳﻌﺪت ﻛﺜﻴﺮا ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻗﺼﻴﺪة أﻣﺎم ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ ا^ ،ا+ﻣﺮ اﻟﺬي أﻛﺴﺒﻨﻲ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث ﻓﻬﻮ ﻣﻔﺨﺮة ﻟﻜﻞ إﻣﺎراﺗﻲ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
137
÷ĶŔĸĄ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺳﻮاء ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻓﻘﺮاﺗﻬﺎ أو ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻔﻘﺮات أﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﻮﻟﺔ أو رزﻓﺔ أو ﺷﻠﺔ أو ﺻﻘﺎرة أو ﻧﻌﺎﺷﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳُﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺼﻐﺎر ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث وداﺋﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ اﺳﺘﺤﻀﺎر ﻟﻤﻘﻮﻟﺔ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ واﻟﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ »ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎض ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺎﺿﺮ«. ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ واﻟﺘﺮاث
ﻧﻮف ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ أﻳﻀً ﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺼﻐﺎر ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﺮاﺛﻲ » اﻟﺮاﻳﺢ« ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺎرﻛﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﺎ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ،رأت أن اﻟﺘﺮاث ﺟﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻦ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،وﻗﺎﻟﺖ :ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ وﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﺗﺤﺮص ﻋﻠﻰ أن ﺗﺼﻄﺤﺒﻨﻲ إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻧﻨﻈﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ وأﺣﺮص ﻋﻠﻰ أن أﻛﻮن ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث. وأﺿﺎﻓﺖ ﻧﻮف :ﻛﺎﻧﺖ أوﻟﻰ ﻣﺸﺎرﻛﺎﺗﻲ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ أوﺑﺮﻳﺖ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﺘﺎة اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺑﺰﻳﻬﺎ اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻟﺘﺮاﺛﻲ أﻣﺎم ﺣﺸﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر ،وﺣﺎﻟﻴﺎ ﻧﺸﺎرك ﻓﻲ ﻣﻌﺮض أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺼﻴﺪ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻳﺤﻈﻰ اﻟﺰاﺋﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺮض ﺑﺎﻹﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ أو اﻟﺒﺮﻳﺔ ،وﻣﺘﻮاﺟﺪة ﺑﺮﻓﻘﺔ زﻣﻴﻠﺘﻲ ﺷﻤﺎ ﺣﻴﺚ ﻧﻘﺪم اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻟﻤﻦ ﻓﻲ ﺟﻴﻠﻨﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺷﻴﻘﺔ ﻧﺨﺘﻤﻬﺎ ﺑﺠﻮاﺋﺰ ﺗﺮﺳﻢ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ واﻟﺴﺮور ﻓﻲ روح اﻟﺼﻐﺎر وﺗﺸﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث .وﻋﻦ ﺟﺪﻳﺪﻫﺎ ﻗﺎﻟﺖ
اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺷﻤﺴﺔ اﻟﻘﺒﻴﺴﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺮاﻳﺢ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻤﻪ اﻷول ،إﻧﻬﺎ ﺑﺪأت ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺘﺮاث ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮاﻓﻖ ﻋﻤﺘﻬﺎ ﻟﻴﻠﻰ اﻟﻘﺒﻴﺴﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث، وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﺑﻤﻮروث أﺟﺪادﻧﺎ، وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،وﺗﺮدف اﻟﻘﺒﻴﺴﻲ: ﻣﺸﺎرﻛﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺘﺮاﺛﻨﺎ وﻣﻮروﺛﻨﺎ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،وﻷﻧﻲ ﻣﻠﺘﺤﻘﺔ ﺑﻤﺪرﺳﺔ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ دوﻟﻲ ﻓﺄﻏﻠﺐ زﻣﻴﻼﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻟﻴﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ ،ﻟﺬا أﺣﺮص داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻤﺪرﺳﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻷﻗﺪم ﻟﻬﻦ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﺬي ﻧﻌﺘﺰ وﻧﻔﺘﺨﺮ ﺑﻪ
136
إﻋﻼﻣﻴﺎت ﺻﻐﻴﺮات ﻳﻘﺪﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ﺑﺮوح اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ
ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ اﻟﺼﻐﺎر وﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺒﺎل واﻹﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﻌﺒﻘﻬﺎ اﻷﺻﻴﻞ وﺑﺴﺎﻃﺘﻬﺎ وﺷﻈﻒ ﻋﻴﺸﻬﺎ وﻣﻌﺎﻧﺎة وﺗﺤﻤﻞ أﺟﺪادﻫﻢ ﻟﻘﺴﻮﺗﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﻋﻼن ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت وﺟﻮاﺋﺰ ،وﺗﻮﺟﻴﻪ دﻋﻮات ﻟﻬﻢ ﺑﺰﻳﺎرة اﻟﺨﻴﻢ واﻟﻘﺮى واﻷﺟﻨﺤﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﻤﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث ﺑﻐﺮض اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺮﻓﻴﻪ واﻟﺘﺜﻘﻴﻒ اﻟﺘﺮاﺛﻲ. وﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻧﺠﻮم اﻟﺘﺮاث اﻟﺼﻐﺎر ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﻓﺄﺛﺒﺘﻮا ﻷﻗﺮاﻧﻬﻢ أن اﻟﺘﺮاث أﻣﺎﻧﺔ ﺗﺘﻮارﺛﻬﺎ اﻷﺟﻴﺎل ،وﺟﺐ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ واﻻﺳﺘﺰادة ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ اﻷﺟﺪاد ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ،ﺳﺠﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺠﻮم اﻟﺼﻐﺎر – ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻘﻂ -ﺣﻀﻮرﻫﻢ وﺑﺮزوا إﻋﻼﻣﻴًﺎ ﻟﻴﺼﺒﺤﻮا ﻗﺪوة ﻷﻗﺮاﻧﻬﻢ اﻟﺼﻐﺎر ﻓﻲ اﻟﺤﺬو ﺣﺬوﻫﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث وﺗﻌﺮﻳﻔﻪ وإﻳﺼﺎﻟﻪ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻟﻴﻜﻮن أﻳﻘﻮﻧﺔ ﻓﺨﺮ ﻟﻸﺟﻴﺎل. ﺷﻤﺎ اﻟﻤﺤﻴﺮﺑﻲ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ إﻃﻼﻟﺘﻬﺎ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺴﻨﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺑﺤﺘﻪ ﺣﻴﺚ أﻓﺮدت ﻟﻬﺎ ﻗﻨﺎة ﺑﻴﻨﻮﻧﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣ ًﺠﺎ ﺗﺮاﺛ ًﻴﺎ
ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺼﻐﺎر ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻋﻔﻮي وﻃﻔﻮﻟﻲ ﺗﻄﺮح ﻓﻴﻪ ﺑﺮﻓﻘﺔ زﻣﻴﻠﺘﻬﺎ ﻧﻮف ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت وأﻟﻐﺎزا ً ﺷﻌﺒﻴﺔ ،ﺗﻘﻮل ﺷﻤﺎ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ :داﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﺮاث وﻣﻮروﺛﻨﺎ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪي اﻟﺸﻐﻒ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﺘﻮﺟﻪ وﺗﻌﻠﻢ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻮروﺛﻨﺎ اﻟﺜﻤﻴﻦ ،وﺣﻴﻦ اﺻﻄﺤﺒﻨﻲ واﻟﺪي إﻟﻰ ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ -ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﻀﺨﻢ -ﺑﺪأت أﺗﺴﺎءل ﻋﻦ أﺳﻤﺎء اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻫﻨﺎك وﻋﻦ واﻟﺪاي ﺳﻌﻴﺪﻳﻦ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﻲ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻻﺳﺘﻌﺮاﺿﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،وﻛﺎن ٍ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ،ﻓﺄﺧﺬا ﻓﻲ ﺗﺰوﻳﺪي ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺴﻠﻴﺔ. وﺗﻀﻴﻒ :ﻓﻲ رأﻳﻲ اﻷﻫﻞ ﻳﻠﻌﺒﻮن دو ًرا رﺋﻴﺴﻴﺎ وﺣﻴﻮﻳﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺐ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺗﺮاث أﺟﺪاده .ﻓﺎﻟﻨﻈﺮة اﻟﺴﺎﺋﺪة أن اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ وﺣﻴﺎة اﻷﺟﺪاد ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻓﻜﺮ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺤﺎﻟﻲ ،إﻻ أن اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳُﻘ ّﺪم وﻳُﻌ ّﺮف ﺑﻬﺎ اﻷﻫﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث إﻟﻰ اﻷﺑﻨﺎء ﻫﻲ اﻟﻔﻴﺼﻞ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺳﺒﺮ اﻟﺘﺮاث ﺑﺮﻏﺒﺔ. وﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻤﺤﻴﺮﺑﻲ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﺮاث وإﻗﺒﺎل اﻟﺼﻐﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻪ ،ﺗﻘﻮل :ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻲ أﺻﺒﺤﻦ ﻳﺤﻔﻈﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﻤﻔﺮدات واﻷﻟﻐﺎز اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ أﻗﺪﻣﻬﺎ ﻣﻊ زﻣﻴﻠﺘﻲ ﻧﻮف ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺮاﻳﺢ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺒﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ أﻧﻨﺎ ﺟﻴﻞ ﻧﺜ ّﻤﻦ ﻣﺎﺿﻲ أﺟﺪادﻧﺎ وﻧﻤﻠﻚ ﺣﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻹﻃﻼع وﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎل ﺑﺄن »اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ« ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻓﻬﻨﺎك ﺻﻐﺎر ﻳﺤﺒﻮن اﻟﺘﻄﻮع ﻓﻲ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
135
÷ĶŔĸĄ
ﻳُﺠﺪن اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﺟﻴﻠﻬﻦ
إﻋﻼﻣﻴﺎت ﺻﻐﻴﺮات ﻳﻘﺪﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ﺑﺮوح اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ -ﺗﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺮي
ﻗﻠﻮب اﻟﺼﻐﺎر ﻋﻔﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻄﺎء واﻷﺧﺬ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ،وﺣﻴﻦ ﻧﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺎب اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺮوح اﻟﺠﻤﺎل واﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﻌﻴﺪً ا ﻋﻦ اﻟﺘﻜﻠﻒ واﻟﺘﺼﻨﻊ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﻢ أﻛﺒﺮ .ﻻ ﺳﻴﻤﺎ أﻧﻪ ﺟﻴﻞ ُﻋﺮف ﺑﺎرﺗﺒﺎﻃﻪ اﻟﻮﺛﻴﻖ ﺑﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻳﺴﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺮوح اﻟﻌﻔﻮﻳﺔ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻌﻪ اﻵﺑﺎء ﻣﻦ ُﺑﻌﺪ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻴﺎة أﺟﺪادﻫﻢ وآﺑﺎﺋﻬﻢ واﻧﺸﻐﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ -ﻓﻲ ﻧﻈﺮاﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ -إﻻ ﻣﻦ ﻳﺘﻘﻦ ﻟﻐﺔ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. وﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴ ًﺮا ،ﺣﻴﻦ ﻳﺤﺪث اﻵﺑﺎء أﺑﻨﺎءﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﻬﻨﻬﻢ اﻟﺘﻲ اﻣﺘﻬﻨﻮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﻋﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ وﻛﻴﻒ ﻋﺎﺷﻮﻫﺎ وأﻟﻌﺎﺑﻬﻢ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﻞ اﻻﺧﺘﻼف ﻋﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮم ،ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﻄﻠﻊ ﻫﺬا اﻟﻐﺮس اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻴﻨﺸﺄ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ اﻟﺘﺮاث واﻟﻤﻮروﺛﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة أﺟﺪاده ،وﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﻘﺼﺺ واﻟﺨﺮارﻳﻒ ﻫﻲ أﻛﺜﺮ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ؛ ﻓﺎﻟﺼﻐﻴﺮ وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻧﺘﻌﺎﺷﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺤﺮﻛﻴﺔ وﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﻘﻴﻴﺪه إﻻ أﻧﻪ ﺧﻴﺮ ﻣﺴﺘﻤﻊ ﻟﻤﺎ ﻳﺮوى ﻟﻪ، وﻳﺒﻘﻰ اﻷﺳﻠﻮب ﺳﻴﺪ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻟﺠﺬب وﺷﺪ اﻧﺘﺒﺎﻫﻪ. ﺗﻮﻋﻴﺔ اﻟﺼﻐﺎر ﺑﺎﻟﺘﺮاث
ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻸﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ دور ﻓﻲ رﺑﻂ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ وﺗﺮاث اﻷﺟﺪاد اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﻠﻢ اﻟﺼﻐﺎر اﻟﻤﻔﺮدات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺑﻌﻴ ًﺪا ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺮﺗﻴﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،وﻟﻌﺒﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم وﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ دو ًرا ﻛﺒﻴ ًﺮا 134
إﻋﻼﻣﻴﺎت ﺻﻐﻴﺮات ﻳﻘﺪﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ﺑﺮوح اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ
ﺣﻜﺎﻳﺎت ا+ﺳﻼف
اﻟﻤ ّﺮ اﻟ ِﺒﺌﺮ ُ ﻟﻠﻌﺎم اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ أﺷﺎرك ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ اﻟﺪوﻟﻲ ِ ﻟﻠﺸﻌﺮ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎري ﻋﻀﻮا ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺘﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ،وﺻﺎر ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻫﺬا اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن إﺳﻜﺎن اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﻮت ﻋﻮاﺋﻞ ﺗﺘﻄﻮع... ﺑﻞ ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ ﻻﺳﺘﻀﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺮاء ،وﻻ ﻏﺮاﺑﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺮم ﻣﻦ أﻫﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﻳﻘﺔ اﺣﺘﻀﻨﺖ ﺷﺘﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر وﻻزال ﻛﻞ زﻗﺎق ﻓﻴﻬﺎ وﻛﻞ ﺑﻴﺖ وﺣﺠﺮ ﻳﻔﻮح ﺑﻌﺒﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وأرواح اﻷﺳﻼف. ﻓﻲ اﻟﻤﺮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﻴﻮت اﻟﺘﻲ ﺳﻜﻨﺘﻬﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻞ وﻻ زاﻟﺖ آﺛﺎر ﻗﺎﻃﻨﻴﻬﺎ اﻷواﺋﻞ ﻣﻮﺟﻮدة ،وﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺗﺴﻄﻴﺮ ﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ،اﻟﻔﻨﺎء اﻟﺸﺮﻗﻲ ﺑﻨﺎﻓﻮرﺗﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،اﻟﺰﺧﺎرف اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،اﻷواﻧﻲ اﻟﻔﺨﺎرﻳﺔ واﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ وأﺣﻮاض اﻟﻐﺴﻴﻞ وﻣﺠﺎري ﺗﺼﺮﻳﻒ اﻟﻤﻴﺎه واﻵﺑﺎر اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،أﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻓﻜﺎن ﻧﺼﻴﺒﻲ أن أﺳﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺻﻐﻴﺮة أﺧﺬت اﺳﻤﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺌﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﺳﻄﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﺮون ،وأﺻﺒﺢ ﻣﺰارا ً ﻟﻠﻌﺸﺎق واﻟ ُﻤﻔﺎرﻗﻴﻦ واﻟﺤﺰاﻧﻰ واﻟﺴﻴﺎح ﻃﺒﻌﺎً .اﺳﻤﻪ )اﻟﺒﺌﺮ اﻟ ُﻤﺮ( وﺗﻘﻮل ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻛﻞ أﻫﺎﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،و ُد ّون ﻣﻠﺨﺼﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺪار ،أﻧﻪ وﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷزﻣﻨﺔ اﻟﻐﺎﺑﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺮاﻋﺎت ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ اﻷدﻳﺎن ﺣﺠﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻇﻬﺮت )ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﺘﻔﺘﻴﺶ( اﻟﻤﺮﻋﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ـ ﻟﻸﺳﻒ ﻳﺤﺪث ﻫﺬا ﻓﻲ ﺑﻠﺪاﻧﻨﺎ اﻵن ،وﻛﺄﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻐﺎﺑﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎوزﺗﻬﺎ اﻷﻣﻢ ـ. ﺗﻘﻮل اﻷﺳﻄﻮرة أن ﺷﺎﺑﺎً ﻣﺴﻴﺤﻴﺎً وﺷﺎﺑﺔ ﻳﻬﻮدﻳﺔ ﻗﺪ ﻫﺎﻣﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﻋﺸﻘﺎً ،وﻛﺎﻧﺎ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎن ِﺳﺮا ً ﻋﻨﺪ ﻫﺬه اﻟﺒﺌﺮ ،إﻻ أن ﺣﺒﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ آﻧﺬاك ،ﻷن أﺗﺒﺎع ﻛﻞ دﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻜﻔﺮون أﺗﺒﺎع اﻟﺪﻳﻦ اﻵﺧﺮ ،ﻓﺒﻌﺪ أن ﻋﺮف واﻟﺪﻫﺎ ﺑﺎﻷﻣﺮ وﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻗﻨﺎع اﺑﻨﺘﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﺑﺎﻟﻌﺪول ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﺐ ،ﻗﺮر أن ﻳﻘﺘﻞ اﻟﺸﺎب ،ﻓﺰﻋﻢ أﻧﻪ ﺳﻴﻐﻴﺐ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ،ﺗﺎرﻛﺎً إﻳﺎﻫﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺟﻴﺎن ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺌﺮ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ،وﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ داﻣﺴﺔ ،ﺗﺴﻠﻞ ﻣﻦ وﺳﻂ ﺷﺠﻴﺮات اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ وﻃﻌﻦ اﻟﺸﺎب ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ أرداه ﻗﺘﻴﻼً.
د.ﻣﺤﺴﻦ اﻟﺮﻣﻠﻲ@
ﺑﻌﺪﻫﺎ ،ﻇﻠﺖ اﺑﻨﺘﻪ اﻟﻌﺎﺷﻘﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻠﺒﻜﺎء ﻫﻨﺎك ،وﻟﻜﺜﺮة ﻣﺎ ﺳﻜﺒﺖ ﻣﻦ دﻣﻮع ﻣﺮﻳﺮة ﺗﺤﻮل ﻣﺎء اﻟﺒﺌﺮ اﻟﻌﺬب ،ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ ،إﻟﻰ ﻣﺎء ُﻣﺮ ،ﻟﻬﺬا ﺻﺎر ﻳﺴﻤﻰ )اﻟﺒﺌﺮ اﻟ ُﻤﺮ( ...واﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮل إن اﻟﻌﺎﺷﻘﺔ أﻧﻬﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻠﻘﻴﺔ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺌﺮ. ﻓﻲ أوﺧﺮ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎن ،ﺑﻌﺪ أن ﺧﺘﻤﻨﺎه ﺑﺎﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟﺮﻗﺺ واﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ اﻟﻠﻐﺎت ﻓﻲ ﺑﺎﺣﺔ )ﻣﺘﺤﻒ اﻟﺠﻴﺶ( اﻟﺘﻲ ﻓُ ِﺘﺤﺖ ﻟﻨﺎ ﻟﻨﺰرﻋﻬﺎ ِ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﺑﺪل اﻷﺳﻠﺤﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﺎدة وﻣﻘﺮات اﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﻫﻨﺎك ﻗﺪ دﻋﻤﺖ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ،وﻗﺒﻞ أن ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﻫﺬه اﻟﺒﺌﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ أدﻟﻒ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ، ُ دﺧﻨﺖ وﻓﻜﺮتُ ﻃﻮﻳﻼً ﺑﻪ ﻛﺎﻣﻼً ،ﻣﻦ ﺑﻜﺮة ﺣﺒﻞ اﻟﺪﻟﻮ إﻟﻰ أﻋﻤﺎﻗﻪ. ُ ﺑﻜﻞ اﻵﺑﺎر اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ وﻟﻢ أﻋﺮﻓﻬﺎ .ﺗُﺮى ﻛﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﺎة ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺳﻜﺒﺖ دﻣﻌﻬﺎ اﻟ ُﻤﺮ ﺑﻘﻠﺐ ﻛﺴﻴﺮ دون أن ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻬﺎ أﺣﺪ؟ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ُﻣﺮ أُﻟﻘﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺒﻴّﺔ ﻣﻦ ﻓﻠﺬة أﻛﺒﺎدﻧﺎ ﺑﺤﺠﺔ ﻏﺴﻞ اﻟﻌﺎر؟ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ُﻣﺮ أﻟﻘﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺜﺔ ﺑﺮيء ﺑﻌﺪ ﺗﻜﻔﻴﺮه ﻣﺠﺎﻧﺎً؟ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﻋﺮﺑﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻳﻀﺞ ﺑﺎﻟﻤﻮارﻳﺚ ﺗﻢ إﻫﻤﺎﻟﻪ وﻧﺴﻴﺎﻧﻪ؟ ﻣﺘﻰ ﻧﺘﻌﻠﻢ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ورﺛﻨﺎه ﻣﺎدﻳًﺎ وﺷﻔﺎﻫﻴًﺎ ﻣﻦ ﺣﻠﻮ و ُﻣﺮ وﻧﺮﻳﻪ ﻷﺟﻴﺎﻟﻨﺎ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻛﻲ ﺗﺘﻌﻆ؟ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ،ﻣﻊ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر اﻟﺘﺎﻛﺴﻲ اﻟﺬي ﺗﻮاﻋﺪت ﻣﻌﻪ ﻋﻨﺪ )اﻟﺒﺌﺮ اﻟ ُﻤﺮ( ﻟﻴﻘﻠﻨﻲ إﻟﻰ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﻘﻄﺎر اﻟﻌﺎﺋﺪ إﻟﻰ ﻣﺪرﻳﺪ ،اﻗﺘﺮب ﻣﻌﻠﻢ وﻣﻌﻪ َﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬه اﻟﺬﻛﻮر واﻹﻧﺎث ،ﻓﺄﺣﺎﻃﻮا ﺑﺎﻟﺒﺌﺮ وراح ﻳﺸﺮح ﻟﻬﻢ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ .ﻏﺎدرتُ وأﻧﺎ أﺳﻤﻌﻪ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ :إن اﻷدﻳﺎن اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻫﻲ دﻋﻮة ﻟﻠﺤﺐ ﻻ ﻟﻠﻜﺮاﻫﻴﺔ * ﻛﺎﺗﺐ ﻋﺮاﻗﻲ – إﺳﺒﺎﻧﻲ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
133
ïŎĬĘĿí ùíĎ÷ ņŃ ﺑﻮزﻳﺪ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺠﺮد زﻳﺎرة ﻟﻀﺮﻳﺢ اﻟﺠﺪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳُﺤﺴﺒﻮن ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻠﻪ ﻓﻘﻂ ،وﻫﻢ ﻳﺘﺒﺎدﻟﻮن اﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺜﺒﺖ أﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮد زﻳﺎرة ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ »زﻳﺎرة وﻧﻴﺎرة«...وﻗﺪ أﻟﻒ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺸﻌﺒﻴﻮن ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻛﺜﻴﺮة ﺗﺼﻢ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﺣﺘﻔﺎﻻ ﺑﻬﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ. ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ
ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﺴﻤﺎة ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ ﻧﺮى أن اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ واﺧﺘﻠﻂ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﻔﻮي ﺑﺎﻟﻤﻜﺘﻮب وﻏﺎﺑﺖ ﻋﺪة ﺣﻘﺎﺋﻖ وﻇﻠﺖ أﺧﺮى ﻣﺤﻞ ﺷﻚ وﺟﺪل ،ﻓﺴﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻹدرﻳﺴﻲ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﻣﻜﺔ وﻣﻦ اﻟﻨﺴﻞ اﻟﻨﺒﻮي اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﻐﺮب ﻟﺰﻳﺎرة أﻫﻠﻪ اﻷدارﺳﺔ وﻗﺪ ﺗﻮزع أوﻻده وأﺣﻔﺎده ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﻐﺎرﺑﻴﺔ ً وﺗﻮﻧﺲ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪول ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ وﺿﺮﻳﺤﻪ .وﻳﺒﻘﻰ ﻣﻜﺎن دﻓﻨﻪ ﻣﺘﺮوﻛًﺎ ﻟﻠﺮواﻳﺎت اﻟﺸﻔﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺆﻛﺪة. ﻳﺮوي أﻧﺼﺎر اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﻀﺮﻳﺢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺷﻔﻮﻳﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻓﻴﻬﺎ أن اﻟﺮﺟﻞ اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻓﺮﺳﻪ اﻟﺘﻲ ﻧﺎل ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﻌﺐ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي اﺧﺘﺎره ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻘ ٍّﺮا ﻟﻪ،وﻳﺆﻛﺪ ﻫﺆﻻء أن ﻫﺬا اﻟﻀﺮﻳﺢ ﻫﻮ اﻟﻔﻌﻠﻲ وﻳﺴﺘﻨﺪون ﻓﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﻌﺎﺻﺮة ﺳﻴﻄﺮت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻮة اﻟﺨﺎرﻗﺔ وﻫﻮ ﻣﺎ اﻋﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﺮاﻣﺎت اﻟﺮﺟﻞ وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻓﻴﻀﺎﻧﺎت اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺎﺣﺖ ﺗﻮﻧﺲ وﺑﻘﺮار اﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ ﻫﺪﻣﻪ. ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ وﺿﺮﻳﺢ ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ
ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺒﺎر أن ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻧﻮ ًﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺪاﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺴﺮوﻧﻬﺎ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻮﻟﻲ اﻟﺼﺎﻟﺢ وﺗﺄﺛﻴﺮه اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ وﻗﺪ ﺗﻨﺎﻗﻞ اﻟﻜﺒﺎر أن اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺎﺣﺖ اﻟﺒﻼد ﻓﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﻣﻠﺔ واﺟﺘﺎﺣﺖ اﻟﻤﻴﺎه ﻛﻞ اﻷﻣﺎﻛﻦ إﻻ ﻓﻀﺎء اﻟﻀﺮﻳﺢ ﻇﻞ آﻣ ًﻨﺎ وﻟﻢ ﺗﺠﺘﺤﻪ اﻟﻤﻴﺎه وﻗﺪ ﻓﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس. وﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ أﻛﺪﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮون ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮي ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻀﺮﻳﺢ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺠﻬﺔ وﻻﻳﺔ ،أن ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ ﻗﺮر إزاﻟﺔ ﻣﻘﺎﻣﺎت اﻷوﻟﻴﺎء ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺘﺮاب اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ وﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ وﻗﺪ اﺗﺠﻬﺖ اﻵﻻت اﻟﺮاﻓﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻜﺎن ﻟﻬﺪﻣﻪ ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻛﻞ 132
»زردة« ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ
ﻣﺮة ﺗﺘﻌﻄﺐ ﺗﻠﻘﺎﺋ ًﻴﺎ ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ اﻟﺬي أﺷﺮف ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ آﻧﺬاك أﺻﻴﺐ ﺑﻤﺮض ﺧﻄﻴﺮ وﻟﻢ ﻳﺸﻒ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺮاﺟﻊ ﻋﻦ اﻟﻘﺮار وﻗﺪم ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻀﺮﻳﺢ ﻟﺘﻘﻮم ﺑﺘﺠﻬﻴﺰه .ﻛﻤﺎ أن ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ ﺑﺪوره ﻋﺎد ﻻﺣﻘًﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ﻟﻴﻘﺪم اﻋﺘﺮاﻓًﺎ رﻣﺰﻳًﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻔﻀﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺒﻮﻟﻪ ﺑﺈﻃﻼق اﺳﻢ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻀﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﺑﻘﻤﻮدة وﺻﺎر اﺳﻤﻬﺎ »وﻻﻳﺔ ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ« وﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻫﺬا اﻻﻋﺘﺮاف. ﺳﺆال اﻟﻐﻴﺎب
ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﺗﻀﺎءل إﻗﺒﺎل اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﻋﺪ ﺛﻢ ﺑﺪأت ﻣﻼﻣﺢ اﻧﺪﺛﺎره ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﺎدي ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ارﺗﻔﺎع ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺬي أرﻫﻖ اﻟﻔﻘﺮاء وﻣﻨﻬﺎ اﻷﻣﻨﻲ اﻋﺘﺒﺎ ًرا ﻟﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﺒﺒﻪ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻈﺮوف اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮﺗﺮة وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أﻳﻀً ﺎ أن وراء اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻣﺎﻫﻮ ذﻫﻨﻲ وﻓﻜﺮي وﻳﺘﺼﻞ ﺑﻌﻘﻠﻴﺎت اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ وﺟﺪت ﻓﻀﺎءات أﺧﺮى ﻟﻠﺘﻼﻗﻲ واﻟﻤﺮح،إﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﻐﻴﺮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻘﻄﻴﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﺘﻌﻤﻖ ﺑﻴﻦ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة و اﻟﺘﺮاث
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺰردة أﻳﺎم ﻣﻦ ﻇﻬﺮ اﻷرﺑﻌﺎء ﺣﺘﻰ ﺻﺒﻴﺤﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ،ﻳﻬﺮع اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﻘﺮى اﻟﻤﺠﺎورة ﻳﺠﻠﺒﻮن ﻣﻌﻬﻢ ﺧﻴﺎﻣﻬﻢ وﻗﺮاﺑﻴﻨﻬﻢ وﻳﻨﺼﺒﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﺣﺒﺔ -وﻫﻲ ﻣﻜﺎن اﻟﺴﻮق اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻋﺎدة وﻳﻌﺘﺒﺮوﻧﻬﺎ أرض اﻟﺠﺪ ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ ،ﻳﻨﺎﻣﻮن وﻳﻄﺒﺨﻮنوﻳﺴﻬﺮون وﻟﻴﺲ اﻟﻨﻮم ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻃﻘﺴﺎ ﻣﻦ ﻃﻘﻮس اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ وﻟﻜﻨﻪ ﺿﺮورة اﻋﺘﺒﺎرا ﻷن اﻟﺰوار ﻗﺎدﻣﻮن ﻣﻦ اﻷرﻳﺎف اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻃﺮﻗﺎﺗﻬﺎ وﻧﺪرة وﺳﺎﺋﻞ ﻧﻘﻠﻬﺎ. ﺗﺰدﺣﻢ اﻟﺮﺣﺒﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎم ﻃﻮال ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ،ﺗﻜﻮن وﺟﻬﺘﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺼﻐﺎر اﻟﻠﻌﺐ واﻟﻤﺮح أﻣﺎ اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻴﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ زﻳﺎرة اﻟﻀﺮﻳﺢ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن آﻧﺬاك ﻓﻲ أﺑﻬﻰ ﺣﻠﺔ،وﻛﺎن اﻟﻠﻴﻞ ﻳﺸﻬﺪ اﺣﺘﻔﺎﻻت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺣﻴﺚ اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ وﺣﻠﻘﺎت اﻟﺬﻛﺮ واﻟﻄﺒﻞ واﻟﻐﻨﺎء اﻟﺒﺪوي اﻟﻨﺴﻮي واﻟﺮﺟﺎﻟﻲ،وﻗﺪ ﺑﺪأت ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎﻗﺺ ﺗﺪرﻳﺠﻴًﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻧﻰ اﻹﻗﺒﺎل ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻻﻓﺘًﺎ وﺟﻮد ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻓﻲ اﻟﻐﻴﺎب.
واﻟﺰردة ﻫﻲ ﻣﻈﻬﺮ اﺣﺘﻔﺎﻟﻲ ﺷﻌﺒﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﻟﻪ ﻧﻤﺎذج ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻌﻮب وﻫﻮ ﻳﺴﺘﻬﺪف اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ وﻳﺤﺎول إﺣﻴﺎء اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﻗﺪ اﺗﺨﺬ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﻣﺤﻮرا اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺎ أﻣﺎ اﻟﺒﻌﺾ اﻷﺧﺮ ﻓﻴﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺪود واﻷوﻟﻴﺎء اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ،وﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﻘﻮس واﻟﻌﺎدات اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ اﺣﺘﻔﺎل ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت ﻫﻮ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ إﺣﺪاث اﻟﻔﺮح واﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻨﺴﻖ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺸﻬﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ وﺟﻬﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺠﺎورة ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﻋﺪ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺼﻴﻒ وﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺨﺮﻳﻒ وﻫﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻫﺎﻟﻲ -وﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ اﻟﺼﻐﺎر ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ -ﻗﺪ أﻛﻤﻠﻮا ﺟﻤﻊ ﻣﺤﺎﺻﻴﻠﻬﻢ اﻟﻔﻼﺣ ّﻴﺔ وﺑﻴﻌﻬﺎ ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ اﻟﺮاﺣﺔ واﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻌﺐ وﺗﻜﻮن ﻇﺮوﻓﻬﻢ اﻟﻤﺎدﻳﺔ ﻓﻲ أوﺟﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻮﻻﺋﻢ واﻟﺘﺒﻀّ ﻊ وإﻧﻔﺎق اﻷﻣﻮال
أﻳﻀﺎ ﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻟﻮﻻﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﺧﺎرج ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ،وﻫﺬا اﺣﺪ أﻫﻢ ﻣﺒﺮرات اﻟﺬﺑﺎﺋﺢ اﻟﺘﻲ ﻳﺬﺑﺤﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ وﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ اﺣﺘﻔﺎﻻت ﻓﻠﻜﻠﻮرﻳﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺪﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻨﻮف ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺰردة واﻟﺒﻌﺪ اﻟﻮﻻﺋﻤﻲ وﻟﻌﻞ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻮﻻﺋﻤﻲ ﻫﻮ اﻟﻤﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺰردة؛ ﻓﻬﺬا اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺑﺪوي وﻏﻨﺎء وﻃﺒﻮل وﻏﻴﺮﻫﺎ. اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻳﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﻧﺴﺨﺘﻪ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﻮم رﺑﻴﻌﻲ ﻳﺨﺮج ﻓﻴﻪ اﻷﻣﺎزﻳﻎ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎل ﺑﺮﺣﻴﻞ اﻟﺸﺘﺎء وﻳﻘﻴﻤﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﻮﻻﺋﻢ وﻫﻮ ﻓﻲ زﻳﺎرة وﻧﻴﺎرة اﻟﻤﻌﺎﺟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ »ازدرد« وﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﻣﻦ أﻛﻞ ﺑﻨﻬﻢ وﻣﻦ دون ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ ﻃﻘﻮس اﻟﺰردة -وﺗﺤﺪﻳ ًﺪا وﻟﻬﻔﺔ ،وﻗﺪ اﺳﺘﻘﺮ اﻟﻤﻔﻬﻮم ﻓﻲ اﻷذﻫﺎن ﻛﻤﻨﺎﺳﺒﺔ وﻻﺋﻤﻴﺔ وﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء داﺧﻞ اﻷﺿﺮﺣﺔ ،ﻓﺎﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ زردة ﺳﻴﺪي
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
131
ïŎĬĘĿí ùíĎ÷ ņŃ
»زردة« ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻃﻘﻮس وﻋﺎدات آﺧﺬة ﻓﻲ اﻟﻐﻴﺎب رﻳﺎض ﺧﻠﻴﻒ ﺗﻮﻧﺲ
أواﺧﺮ ﺷﻬﺮ أﻏﺴﻄﺲ وأواﺋﻞ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻧﺘﻄﻠﻊ ﺑﺸﻐﻒ إﻟﻰ ﺧﺒﺮ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻪ اﻟﻌﺎﺋﺪون ﻣﻦ اﻷﺳﻮاق اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ وﺗﺴﺮي ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻓﺮﺣﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن«اﻟﻴﻮم ﺑ ّﺮﺣﻮا .«... ﻫﻮ اﻟﺨﺒﺮ اﻟﺴﻌﻴﺪ اﻟﺬي ﻛﻨﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮه ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﺒﺪوﻳﺔ وﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ،وﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺮﻓﻴﻦ »اﻟﺒ ّﺮاح« وﻫﻮ رﺟﻞ ﺟﻮﻫﺮي اﻟﺼﻮت ﻳﻘﻮم ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﺷﻌﺒ ّﻴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺄﺗﻲ زﻣﻦ اﻻﺗﺼﺎﻻت اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ،ﻳﺠﻮل ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق واﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻌﻠ ًﻨﺎ ﻟﻸﻫﺎﻟﻲ ﻣﻮﻋﺪ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻟﺰردة. ﻫﻮ رﺟﻞ إﻋﻼﻧﺎت ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺼﻮت ﻋﺎل وﺷﻌﺎره »اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻐﺎﺋﺐ« ،إﻧﻪ اﻟﻤﻨﺎدي اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﺮح ﻟﺼﻮﺗﻪ ﻗﻠﻮب ﻛﺜﻴﺮة ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻴﺎة أﻗﻞ ﺿﻐﻄﺎ واﻟﻘﻠﻮب أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻔﺮح وﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ. ﻳﻮم ﻳﺰف ﻫﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﻫﻮ ﻳﻮم ﺳﻌﺎدة ﻛﺎن ﻳﻔﺮﺣﻨﺎ ﻧﺤﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺮﻳﻒ اﻟﻤﺘﻌﻄﺸﻴﻦ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻣﻦ أﺿﻮاء وﺣﻠﻮﻳﺎت وﻣﺸﺮوﺑﺎت وأﺷﻴﺎء ﺟﻤﻴﻠﺔ ،وﻗﺪ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺘﻌﺪ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻮﻋﺪ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﺗﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻮﻋﺪ ،وﻛﺎن أﻃﻔﺎل ﻗﺮﻳﺘﻲ ﻳﺘﺪﺑﺮون ﻫﺬا اﻟﻤﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ أﺷﻐﺎل ﺟﻨﻲ اﻟﻠﻮز اﻟﻤﻨﺘﻮج اﻟﺼﻴﻔﻲ اﻟﻤﻬﻢ ﻓﻲ رﺑﻮﻋﻨﺎ. وﻛﻞ واﺣﺪة ﺗﺘﺼﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻮﻟﻲ ﺻﺎﻟﺢ وﻣﺎزال ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻘﺎم ﺑﺸﻜﻞ دوري وﺗﺤﻮﻟﺖ اﻷﺧﺮى إﻟﻰ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺷﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺷﻬﺪت أﺧﺮى اﺿﻤﺤﻼﻻ وﺑﺪأت ﺗﻨﺘﻬﻲ وﻳﺘﻢ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻈﺮف اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ورﺣﻴﻞ اﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ واﻟﺮﺟﺎل اﻟﻜﺒﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎء ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت.
»إﻧﻬﺎ اﻟﺰردة«؛ اﻻﺣﺘﻔﺎل اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﺗﻈﺎﻫﺮات ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺗﻤﺲ وﺟﺪاﻧﻬﺎ وﺗﻐﺮس ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮوح اﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ،ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﺴﻬﺎ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﻨﻈﻢ وﻻ ﺗﺄﺑﻪ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ. وﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﺎدة وﻛﻞ ﻋﺎم ﻋﺪ ًدا ﻣﻦ اﻟﺰرد وﺗﻜﺎد ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﻟﺰردﺗﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ،واﻟﺰردات اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﺔ ﻫﻲ :زردة ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ ،وزردة ﺳﻴﺪي إﻟﻰ أرض اﻟﺠﺪ ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ ﺧﻠﻴﻒ ،وزردة ﺳﻴﺪي ﻋﻠﻲ ﺑﻨﻌﻮن ،وزردة ﺳﻴﺪي ﻋﻠﻲ اﻟﺴﺎﻳﺢ .ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺠﻪ إﻟﻰ زردة ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﻮﻻﻳﺔ وﺗﺪوم ﺛﻼﺛﺔ 130
»زردة« ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ
ﺿﻔﺔ اﻟﺮأي
ﺣﺪﻳﺚ ﺧﺮاﻓﺔ!
رﻏﻢ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻌﺎﻟﻢ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﺗﻘﺪم ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ وﻣﺨﺘﺮﻋﺎت ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻧﻘﻠﺖ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻧﻘﻼت ﻣﺪوﻳﺔ وﻛﺒﻴﺮة ﻧﺤﻮ اﻟﺮﻗﻲ واﻟﺘﻄﻮر ،إﻻ أﻧﻪ ﺗﻠﻔﺤﻚ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻴﻦ واﻵﺧﺮ ﺑﻌﺾ ﺧﺮاﻓﺎت ﻻ ﺗﻤﺖ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﺑﺼﻠﺔ، ﻻ زاﻟﺖ ﻣﺘﺮﺳﺒﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻞ اﻹﻧﺴﺎن ،ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﻀﺤﻚ ،أو ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎل »ﺧﻔﻴﻔﺔ دم« ،ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﻀﺤﻚ وإن أﺛﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻸﺳﻒ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ وﻧﻈﺮﺗﻨﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. ﻟﻮ أردﻧﺎ ﻗﺮاءة واﻗﻊ اﻟﺨﺮاﻓﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻻﺣﺘﺠﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺪات، ذﻟﻚ أن ﻛﻞ ﺑﻘﻌﺔ وﻣﺠﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﻧﺼﻴﺒﻪ اﻟﺨﺎص ﻣﻦ اﻟﺨﺮاﻓﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. وﻣﺼﻄﻠﺢ ﺧﺮاﻓﺔ – ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺼﺎدر -ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ رﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻏﺪره أو ﺟﻬﻴﻨﺔ اﺳﻤﻪ »ﺧﺮاﻓﺔ« اﺧﺘﻄﻔﺘﻪ اﻟﺠﻦ ،ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ،ﻓﻜﺎن ﻳﺤﺪﺛﻬﻢ ﺑﺄﺣﺎدﻳﺚ ﻣﻤﺎ رأى ﻓﻜﺬﺑﻪ اﻟﻨﺎس ،وأﺻﺒﺢ اﺳﻤﻪ ﻣﻠﺘﺼﻘًﺎ ﺑﻜﻞ ﻓﻌﻞ أو ﻗﻮل ﻳﺨﺎﻟﻒ اﻟﻌﻘﻞ. وﻓﻲ اﻟﻌﻤﻮم ﻓﺈن اﻟﺨﺮاﻓﺔ ﻫﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ. وﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷرض ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻹﻧﺴﺎن ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ -وﺑﺴﺒﺐ ﺷﺢ اﻟﻌﻠﻮم وﻓﻘﺮه اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ -ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻣﺜﻼ -ﺑﺴﺒﺐ أن ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ،ﻓﺘﺼﺒﺢ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺰﻻزل – ً اﻷرض ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻧﻲ ﺛﻮر وأﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ ﺗﻮﻟﻰ ﻧﻘﻞ اﻷرض ﻣﻦ ﻗﺮن إﻟﻰ اﻵﺧﺮ ﻓﺘﺤﺪث اﻟﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ. وإذا ﻛﺎن اﻹﻧﺴﺎن ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ ﻣﻌﺬو ًرا ﻓﻲ ذﻟﻚ ،ﻓﺎﻟﻐﺮﻳﺐ ﻫﻮ وﺟﻮد ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺨﺮاﻓﺎت ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﻦ ،وﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄن اﻹﻧﺴﺎن إذا ﺷﻌﺮ ﺑﺤﻜﻪ ﻓﻲ إﺣﺪى ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ،وإذا َﺣﺒﺎ اﻟﻄﻔﻞ -اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﻲ -ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ وﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﺈن ﺿﻴﻔًﺎ ﺳﻮف ﻳﺤﻀﺮ. وﻣﻦ اﻟﺨﺮاﻓﺎت أن ﺻﻮت اﻟﺒﻮﻣﻪ ﻧﺬﻳﺮ ﺷﺆم ،وأن اﻟﺨﺮزة اﻟﺰرﻗﺎء ﺗﺒﻌﺪ اﻟﺤﺴﺪ واﻟﻌﻴﻦ ،وﺣﺪوة اﻟﺤﺼﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﺗﺠﻠﺐ اﻟﺤﻆ اﻟﺤﺴﻦ ،وﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻘﻂ اﻷﺳﻮد ﺷﻴﻄﺎﻧًﺎ. اﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﻌﻦ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺗﺮاث ﺷﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب ﻣﻦ اﻟﺨﺮاﻓﺎت، وﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﻔﺴﺮون ﻛﻞ ﺳﻠﻮك ﺧﺎﻃﺊ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺮﺗﺒﻂ
ﺷﻴﻤﺎء اﻟﻤﺮزوﻗﻲ@
ﺑﺎﻟﺨﺮاﻓﺎت واﻟﺤﻆ ،وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﻔﻬﻢ واﻟﻌﻠﻢ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺨﺮاﻓﺔ ﺑﺪور اﻟﺸﻤﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻷﺧﻄﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﺗﻘﻮل اﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻓﺔ ﻫﻴﺒﺎﺗﻴﺎ اﻟﺴﻜﻨﺪرﻳﺔ ،وﻫﻲ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻷﻓﻼﻃﻮﻧﻴﺔ اﻟﻤﺤﺪﺛﺔ ،وﺗﻌﺪ أول ﻋﺎﻟﻤﺔ رﻳﺎﺿﻴﺎت –اﻣﺮأة- ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻤﻴﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺪرﻳﺲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ وﻋﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ، ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦً ، ﺗﻘﻮل» :اﻟﺨﺮاﻓﺎت ﻳﺠﺐ أن ﺗﺪرس ﻛﺨﺮاﻓﺎت ،اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻛﺄﺳﺎﻃﻴﺮ، اﻟﻤﻌﺠﺰات ﻛﺨﻴﺎﻻت ﺷﻌﺮﻳﺔ ،ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺨﺮاﻓﺎت ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻫﻮ ﺷﻲء ﻓﻈﻴﻊ ،ﻷن ﻋﻘﻞ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ وﻳﺼﺪﻗﻬﺎ ،وﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪ أﻟﻢ ﻋﻈﻴﻢ ورﺑﻤﺎ ﻣﺄﺳﺎة ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ«. ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻫﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ،إﻻ أن ﻣﺎ ﻳﺬﻫﻞ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻴﻮم، ﻛﻴﻒ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺘﻲ ﻻ أﺳﺎس ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ وﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺄﻟﻮف أن ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺤﻀﻮر واﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻴﻮم ،ﺑﻞ ﺑﻴﻦ أﻧﺎس ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ؟! ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﺆال ﻣﻔﺘﻮ ًﺣﺎ *ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
129
ŅŎňij
ﻇﻬﺮت ﻋﻨﺪ اﻟﺮوﻣﺎن ﻃﺒﻘﺔ أرﺳﺘﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺗﻨﺤﺪر أﺻﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻼد ا ﻏﺮﻳﻖ ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﺬوق ذي ﻃﺎﺑﻊ ﺧﺎص اﺳﺘﻠﻬﻤﻪ ﻓﻨﺎﻧﻮ روﻣﺎ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ
128
ﻓﻦ اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء ا/ورﺑﻲ
ﻣﻨﻈﺮ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء اﻟﺒﺎﻟﺴﺘﺮﻳﻨﺎ
ﺷﻬﺪ ﺗﻄﻮرات ﻻﺣﻘﺔ .وﻗﺪ اﺷﺘﻬﺮ اﻟﻤﻨﺰل ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻪ ُﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺜﺎل ﻟﻺﻟﻪ ﻓﺎون ﺑﻪ وﻫﻮ ﻳﺮﻗﺺ. وﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺣﺠﺮة اﻟﻄﻌﺎم ﺑﺎﻟﻤﻨﺰل ﻛﺸﻔﺖ ﻗﻄﻌﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ق.م .ﻣﺮﺑﻌﺔ اﻟﺸﻜﻞ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮل ﺿﻠﻌﻬﺎ 1.17م، ﻣﺤﺎﻃﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﺑﺈﻃﺎرﻳﻦ ،اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺷﺮﻳﻂ أﺳﻮد وﺷﺮﻳﻂ آﺧﺮ أﺑﻴﺾ ﺛﻢ إﻃﺎر ﻋﺮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻃﺔ ﺑﺸﺮﻳﻂ أﺑﻴﺾ .اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻣﻨﻔﺬة ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﻜﻌﺒﺎت ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ اﻟﺼﻐﺮ .وﺗﺼﻨﻒ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻠﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﻨﺎن زﺧﺎرف اﻟﺴﺠﺎد. داﺧﻞ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺻﻮرت أﺳﻤﺎك ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻗﻮاﻗﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ وواﻗﻌﻲ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ. وﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﺤﺠﺮة اﻟﻤﺆدﻳﺔ إﻟﻰ ﻓﺴﻴﻔﺴﺎء اﻹﺳﻜﻨﺪر ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻨﺰل ـــ أي ﻣﻨﺰل اﻟﻔﺎون ــــ ﻛﺸﻔﺖ ﻟﻮﺣﺔ أﺧﺮى ﺗﻤﺜﻞ ﺗﻌﺒﻴ ًﺮا آﺧﺮ ﻋﻦ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻧﺮى ﻣﻨﻈﺮ ﻓﺮس اﻟﻨﻬﺮ ﻳﺴﺒﺢ وﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ اﻟﺒﻂ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﻈﺮ ﺛﻌﺒﺎن اﻟﻜﻮﺑﺮا وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ وﺗﻠﻬﻮ ﻓﻲ اﻟﻨﻴﻞ. اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ إﻓﺮﻳﺰ ﻳﺒﻠﻎ إرﺗﻔﺎﻋﻪ 64ﺳﻢ ﻣﻘﺴﻢ إﻟﻰ أﺷﺮﻃﺔ زﺧﺮﻓﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﺣﺎﻟ ًﻴﺎ ﺑﺎﻟﻤﺘﺤﻒ اﻷﺛﺮي ﺑﻨﺎﺑﻮﻟﻲ ﺑﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ. ﻧﻼﺣﻆ ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﻔﻨﺎن ﻟﻔﺮس اﻟﻨﻬﺮ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﺑﺪﻗﺔ ﻓﻴﻈﻬﺮ ﺷﺎﻣﺨًﺎ ﻓﻲ ﻋﻈﻤﺔ وﻗﻮة وﻳﻐﻄﺲ ﺑﺠﺴﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء وﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﻗﻠﻴﻼ، ﺳﻮى رأﺳﻪ وﺟﺰء ﻣﻦ رﻗﺒﺘﻪ اﻟﻤﺮﻓﻮﻋﺔ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ وﻓﻤﻪ ﻣﻔﺘﻮح ً وإﻟﻰ ﺟﻮاره ﻧﺮى اﻟﺒﻂ ﻳﺴﺒﺢ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺗﺎﻣﺔ وﺑﻼ ﺧﻮف. وﺗ ُﻌﺪ ﻟﻮﺣﺔ ﺑﺎﻟﺴﺘﻴﺮﻧﻴﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ أﺷﻬﺮ وأﻫﻢ ﻟﻮﺣﺎت اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ،ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﺴﺘﻴﺮﻧﻴﺎ -أي ﺑﺮاﻳﻨﺴﺘﻮم -اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ إﻗﻠﻴﻢ ﻻﺗﻴﻮم إﻟﻰ اﻟﺸﺮق ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ روﻣﺎ .اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻄﻲ أرﺿﻴﺔ ﻗﺎﻋﺔ ﻣﻘﺒﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﻨﺎء اﻟﺴﻔﻠﻲ ﻟﻤﻌﺒﺪ اﻹﻟﻬﺔ ﻓﺮﺗﻮﻧﺎ .ﻋﻠﻰ
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻳﻤﻦ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎﻋﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﺣﺠﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ذات ﺛﻼث ﻣﺸﻜﺎوات ﻛﺒﻴﺮة ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ اﻹﻟﻬﺔ ﻓﺮﺗﻮﻧﺎ وﺟﻮﺑﺘﻴﺮ وﻳﻮﻧﻮ .اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻵن ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺑﺎرﺑﻴﺮﻧﻲ ﺑﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺎﺳﻢ »ﻓﺴﻴﻔﺴﺎء ﺑﺎرﺑﻴﺮﻳﻨﻰ«، ﺗﺒﻠﻊ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻠﻮﺣﺔ 5.25إرﺗﻔﺎ ًﻋﺎ×6.56م ﻋﺮﺿً ﺎ .اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻋﺎم 1600م وأﺧﺬت إﻟﻰ روﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم 1626م ،وﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﻨﻘﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺘﻔﺔ. ﺗﻤﺜﻴﻼ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻣﻨﻔﺬة ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟﻤﻜﻌﺒﺎت ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ اﻟﺼﻐﺮ ،وﻫﻲ ﺗﻌﺪ ً ﻗﻮﻳًﺎ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻨﺮى ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻟﻸﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺑﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﺸﺔ إﻟﻰ ﻣﺼﺒﻪ ﻓﻲ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﺎﻧﻮب ﺗﻌﺘﺒﺮ أﺷﻬﺮ ﻗﻄﻌﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻌﻜﺲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ وﻧﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ
ﻣﻨﻈﺮ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء اﻟﺒﺎﻟﺴﺘﺮﻳﻨﺎ
وﻛﺎﻧﺖ أرﺿﻴﺎت اﻟﺤﺠﺮات اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻮر واﻟﻤﻨﺎزل اﻟﻔﺨﻤﺔ ﻫﻲ اﻷرﺿﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺣﺎت اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء وﺧﺎﺻﺔ ﺣﺠﺮات اﻟﻄﻌﺎم .وﻛﺸﻔﺖ ﻣﻨﻪ أﻋﺪاد ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أوﻟﻴﻨﺜﻮس ،وﻓﻲ آﺳﻴﺎ اﻟﺼﻐﺮى وﺻﻘﻠﻴﺔ. ا ﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻣﻮﻃﻦ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ
ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء اﻵﻓﻨﺘﻴﻦ
ﻛﺎﻧﺖ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺪن اﻟﺘﻲ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ وإﺑﺪاﻋﺎﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﻣﻦ روح إﺑﺪاﻋﻴﺔ ورﺧﺎء ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر ﻫﺬا اﻟﻔﻦ .ﻛﺸﻔﺖ ﻓﻰ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻟﻮﺣﺘﺎن ﻣﺆرﺧﺘﺎن ﺑﺎﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ق م .ﺗﺠﻤﻌﺎن ﺑﻴﻦ اﻷﺳﻠﻮﺑﻴﻦ اﻟﻘﺪﻳﻢ )اﻟﺤﺼﻰ( واﻟﺠﺪﻳﺪ )اﻟﻤﻜﻌﺒﺎت( .وﻫﻮ ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ اﻹﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﻋﺮوس اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻫﻲ ﻣﻮﻃﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ وأن اﻟﻠﻮﺣﺘﻴﻦ إﻧﻤﺎ ﺗﻤﺜﻼن ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﺳﻠﻮﺑﻴﻦ .اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ ﻟﻮﺣﺔ اﻟﺼﻴﺎد اﻟ ُﻤﺤﺎط ﺑﺈﻃﺎر ﻣﻦ اﻟﻔﻬﻮد واﻟﺤﻴﻮان اﻷﺳﻄﻮري اﻟﻤﺴﻤﻰ ﺟﺮﻳﻔﻴﻦ .اﺳﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﺼﻰ وﻟﻜﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﻛﺜﺮ اﻧﺘﻈﺎ ًﻣﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻜﻌﺒﺎت ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻠﻮﺣﺔ ،أرﺧﺖ ﻫﺬه اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﺣﻮاﻟﻲ 320ــــ300ق.م .أو اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ق.م ﻣﻮﺟﻮدة ﺑﺎﻟﻤﺘﺤﻒ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ واﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ. ﺳﻤﺢ أﺳﻠﻮب اﻟﻤﻜﻌﺒﺎت ﻟﻠﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ إﺑﺪاﻋﺎﺗﻬﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﻨﻈﻮر اﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺠﺪارﻳﺔ اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻤﺎذج إﻟﻰ 1ﻣﻠﻢ ﻓﻘﻂ. ﺑﺎﻷﻟﻮان .وﻗﺪ أدى ذﻟﻚ إﻟﻰ إﺑﺘﺪاع أﺳﻠﻮب أﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ وﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻳﺘﺠﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻧﺤﻮ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻫﻲ ﻣﻮﻃﻦ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﻜﻌﺒﺎت ذات أﺣﺠﺎم ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ اﻟﺼﻐﺮ ﻳﺼﻞ ﻃﻮل ﺿﻠﻌﻬﺎ ﻫﺬا اﻻﺑﺘﻜﺎر ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ آﻳﻼ ﻳﺠﺮي ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻴﺴﺎر ،ﻧﻔﺬت ﻓﻴﻬﺎ رأس اﻵﻳﻞ اﻟﻘﺮن 3ق.م ،ﺗﺼﻮر ً ﺑﻤﻜﻌﺒﺎت ﺗﺒﻠﻎ أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ 3×4ﺳﻢ و 1×2.3ﺳﻢ وﻫﻮ ﻣﺎ اﻋﺘﺒﺮ ﺑﺪاﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب اﻟﻤﻜﻌﺒﺎت ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ اﻟﺼﻐﺮ. وﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﻣﻮاز ،ﻇﻬﺮت ﻋﻨﺪ اﻟﺮوﻣﺎن ﻃﺒﻘﺔ أرﺳﺘﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺗﻨﺤﺪر أﺻﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻼد اﻹﻏﺮﻳﻖ ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﺬوق ذي ﻃﺎﺑﻊ ﺧﺎص اﺳﺘﻠﻬﻤﻪ ﻓﻨﺎﻧﻮ روﻣﺎ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻇﺮ اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء ﻫﻨﺎك ،ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺮف ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻇﺮ اﻟﻨﻴﻠﻴﺔ ﺣﺘﻰ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺼﻮر ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻣﺸﻬ ًﺪا ﻳﺘﻢ ﺣﺪوﺛﻪ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف اﻟﻨﻴﻞ وإﻧﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻤﺸﻬﺪ ﻳﺤﺪث ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف إﺣﺪى ﺑﺤﻴﺮات ﻣﺼﺮ ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻨﻴﻠﻴﺔ. وﻣﻦ أﻫﻢ وأﺷﻬﺮ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﺢ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻤﺼﺮي ﻓﺴﻴﻔﺴﺎء اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﺰل ﻓﺎون ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﻣﺒﻲ ﻏﺮب إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﻫﻮ ﻣﻦ أﻏﻨﻰ وأﻓﺨﻢ اﻟﻤﻨﺎزل ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻳﺘﺄﻛﺪ ذوق وأﺳﻠﻮب اﻷرﺳﺘﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﺜﺎﻧﻲ ق.م ﻓﻲ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ،ﻳﻘﻊ ﻣﻨﺰل ﻓﺎون ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﻣﺒﻲ ﺑﺠﻨﻮب ﻏﺮب إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، وﻳﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﺰل ﻧﻤﻮذ ًﺟﺎ ﻟﻠﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻋﻤﺎرة اﻟﻤﻨﺎزل ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ق.م .ﺑُﻨﻲ اﻟﺠﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺰل ﻓﻲ ﻋﺎم 180ق.م ﺛﻢ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
127
ŅŎňij
أﺻﺪاء اﻟﻘﺪاﺳﺔ وﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ
ﻓﻦ اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء اFوروﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺮﻛﺔ
ﻫﻮ ﻓﻦ ﻗﺪﻳﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﺪران واﻷرﺿﻴﺎت ﻗﻄﻌﺔ ﺑﺪﻳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻤﺪﻫﺸﺔ .ﻧﺸﺄ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن وﺗﻄﻮر ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ﻇﻞ ﻳﺴﺘﻠﻬﻢ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ إﺑﺪاﻋﺎت ﺗﺠﻠﺖ أﺛﻨﺎء اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ. اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء ﻫﻮ ﻓﻦ زﺧﺮﻓﺔ اﻟﺠﺪران واﻷرﺿﻴﺎت ﺑﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻣﻮاد ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻠﺼﻖ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ أو أرﺿﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻧﺔ واﻟﻤﻼط ،ﻣﺘﺮاﺻﺔ إﻟﻰ ﺟﻮار ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﻣﻨﻈ ًﺮا زﺧﺮﻓ ًﻴﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ أو دواﻓﻊ زﺧﺮﻓﻴﺔ ﻣﺎ. ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻴﻮﻧﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺮن 8ق م .وﻗﺪ ﺑﺪأ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻗﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻰ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﺣﺠﺎم واﻷﺷﻜﺎل ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﺳﻢ ﻓﺴﻴﻔﺴﺎء اﻟﺤﺼﻰ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن 5ق م .ﺑﺪأت أﺷﻜﺎل اﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮر ﻣﻦ ﻣﺠﺮد أﺷﺮﻃﺔ زﺧﺮﻓﻴﺔ ﺑﺪواﻓﻊ ﻓﻨﻴﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻦ رﺳﻮم اﻟﻔﺨﺎر ،إﻟﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ وﻧﺒﺎﺗﻴﺔ وﺣﻴﻮاﻧﻴﺔ ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ .وﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺰﺧﺎرف إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻄﻊ اﻟﺤﺼﻰ ،ﺷﺮاﺋﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﻣﺮ اﻟﻤﻠﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺮف ﺑﻔﺴﻴﻔﺴﺎء اﻟﺸﺮاﺋﺢ.
126
ﻓﻦ اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء ا/ورﺑﻲ
ﺟﺰء ﻣﻦ ﻓﺴﻴﻔﺴﺎء ﺑﻴﺮﺟﻲ ﺑﺈﺗﺮورﻳﺎ
ﻧﺸﺄ وﺗﻄﻮر ﻓﻲ ا+ﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
ﺗﻤﻜﻦ ﻃﺮف ﻣﻦ إﻧﻬﺎء اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ،وﺑﻤﺠﺮد اﺧﺘﺮاق اﻟﺴﻮر اﻟﻤﻨﻴﻊ ،ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻷﺳﻄﻮرة ،ﻟﺘﺘﻮاﻟﺪ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ إﺷﺎرات واﺳﺘﺤﻀﺎرات وﺷﻮاﻫﺪ ﺗﺘﺠﺪد ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻌﺼﻮر واﻟﺤﻀﺎرات اﻟﻼﺣﻘﺔ ،ﺣﺘﻰ إن اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ واﻟﺤﺪﻳﺚ ﺟ ٍّﺪا ،ﻻ ﻳﻜﺎ ُد ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ إﺷﺎرات ﻟﻬﺬه اﻷﺳﻄﻮرة ،وﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن أي ﻓﻴﺮوس إﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ وﻣﻨﺪﺳﺎ ﻋﺒﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺠﺎﻧﻲ أو ﺧﺎص ،ﻳﺴﻤﻰ اﻵن ﻳُﺮﺳﻞ ﻣﺨﻔﻴٍّﺎ ٍّ )ﻓﻴﺮوس ﻃﺮوادي( ،ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ ﺧﺪﻋﺔ ﺣﺼﺎن ﻃﺮوادة اﻟﺬي أﻧﻬﻰ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ. وﻟﻴﺲ اﻛﺘﺸﺎﻓًﺎ ،أن ﻧﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ أن ﺷﻔﺮة اﻷﺳﻄﻮرة اﻷﻫﻢ وﻣﻔﺘﺎﺣﻬﺎ، ﻫﻲ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻤﺎﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﺤﺪود وإرث اﻷﺟﺪاد ،واﻟﺨﺼﺎل اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ،واﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ،واﻹﻗﺪام، واﻟﺘﺮوي ،واﺣﺘﺮام اﻵﺧﺮ وﻟﻮ ﻛﺎن ﺧﺼ ًﻤﺎ ،واﻟﻮﻓﺎء واﻹﺧﻼص واﻟﻌﺪل واﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء ﻟﺘﻔﺎدﻳﻬﺎ ،وﻋﺪم اﻟﻴﺄس ﻓﻲ أﺷﺪ اﻟﺤﺎﻻت ﺳﻮ ًءا. وﻟﺬﻟﻚ ﺑﻘﻴﺖ اﻷﺳﻄﻮرة ،وﻟﺬﻟﻚ اﻧﺘﺸﺮت وﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻀﺎرات واﻟﺸﻌﻮب ،ﻓﺎﻷﻣﺮ أﻋﻤﻖ وأﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻃﻴﺶ وﻏﻀﺒﺔ واﻧﺘﻘﺎم وﺳﻘﻮط ﻣﺪﻳﻨﺔ .اﻷﺳﻄﻮرة ﻫﻲ اﻷﻟﻮاح اﻟﺤﺎﻓﻈﺔ واﻟﻮﺻﺎﻳﺎ. وﻟﻜﻦ أﻳﻀً ﺎ ،ﺑﺪون ﺿﻴﻖ ﺣﺪود ﻣﻜﺎﻧﻴﺔ وزﻣﻨﻴﺔ واﺿﺤﺔ وﺟﻠﻴﺔ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳُﻌﻮل ﻋﻠﻰ اﺗﺴﺎع ﺣﺪودﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ أردت اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﻃﺮوادة » «Troyاﻟﻤﻘﺘﺒﺲ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﻫﻮﻣﻴﺮوس »اﻹﻟﻴﺎذة« ،واﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺒﻄﻮﻟﺘﻪ ﺑﺮاد ﺑﻴﺖ وإﻳﺮﻳﻚ ﺑﺎﻧﺎ وﺷﻮن ﺑﻴﻦ وأورﻻﻧﺪو ﺑﻠﻮم وأﺧﺮﺟﻪ وﻟﻔﺠﺎﻧﺞ ﺑﻴﺘﻴﺮﺳﻦ .أردت أن أﺗﻨﺎول ﻛﻴﻒ ﺻﻮر اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﻤﻨﺘﺞ ﻋﺎم ،2004ﺣﺮوب ﻃﺮوادة ﻛﻤﺎ وردت ﻓﻲ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﺸﻬﻴﺮة. أردت أن أﺗﺤﺪث ﻋﻦ اﺗﻜﺎء اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﻬﻮﻟﻴﻮدﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻮن ﺧﺎﻟﺪة ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻬﺎ ﻧﺠﺎ ًﺣﺎ داﺋ ًﻤﺎ وﺳﺒﻘًﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ اﻷوﻟﻰ ﺑﻼ ﻣﻨﺎزع .ﺣﺘﻰ
وﻫﻲ ﺗﻘﺪم أﻓﻼ ًﻣﺎ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮة ﺗﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ رواﻳﺎت ﻣﻌﺎﺻﺮة. أردت أن أﻋﻘﺪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﻟﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﺮم اﻟﻜﺘﺎب وﻻ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ وإﻧﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﻘﺺ واﻟﻠﺼﻖ واﻟﺘﻠﻔﻴﻖ وﺳﺮﻗﺔ ﻓﺼﻞ ﻣﻦ رواﻳﺔ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ أﺣﻴﺎﻧًﺎ وﻧﻬﺐ ﻓﻴﻠﻢ أﺟﻨﺒﻲ ﺑﻜﻞ رﻛﺎﻛﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ أﺣﻴﺎﻧًﺎ أﺧﺮى وﺗﻮﻓﻴﻖ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن .ﺳﻴﻨﻤﺎ اﻟﺒﻄﻞ اﻷوﺣﺪ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻛﺄﻧﻪ ﻃﺮزان ،ﻳﻤﺜﻞ وﻳﻐﻨﻲ وﻳﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻨﻜﺎت وﻳﺮﻗﺺ وﻳﺼﻬﻞ وﻳﻌﻮي وﻳﺘﺤﺪث إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻬﻮر وﻳﺮﺗﺠﻞ ﻣﺆﻟﻔًﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﺘﻲ ﻳﻈﻨﻬﺎ ﻟﻄﻴﻔﺔ ،اﻟﻤﻬﻢ أن ﻳﻈﻞ ﻫﺬا اﻟﻤﻤﺜﻞ ﻣﺤﺘﻼً ﻟﺸﺎﺷﺔ اﻟﻌﺮض أﻛﺒﺮ وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ ،واﻟﻤﻬﻢ أﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﻋﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻘﻄﺔ. ﻟﻦ أﻛﺘﺐ ﻋﻦ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻓﻬﻲ ﺷﻲء ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺸﻌﻮر ﺑﻤﺮارة ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ،وإﻧﻤﺎ ﺳﺄﻇﻞ ﻣﻨﺪﻫﺸﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﻔﺎدة ﻫﻮﻟﻴﻮد اﻟﻤﺜﻴﺮة ﻟﻺﻋﺠﺎب ﻣﻦ ﻛﻞ رواﻓﺪ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﺮك ﻋﻤﻮ ًدا أو ﺣﺠ ًﺮا دون أن ﺗﻌﻴﺪ ﺗﺮﺗﻴﺒﻪ وﻓﻘًﺎ ﻟﺮؤﻳﺘﻬﺎ ورؤاﻫﺎ ،وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺑﻜﻞ دأب ﺗﺤﺎول ﻏﺮس ر ٍ اﻳﺎت ﺧﻔﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺒﻌﻴﺪ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ وﻟﺪت ﺑﻌ ُﺪ ﻓﻴﻪ .ﺑﻴﻨﻤﺎ َﻣﻦ ﻳﺘﺠﻮﻟﻮن ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﺎﺗﻪ وﻳﻠﻤﺴﻮن ﻛﻞ ﻳﻮم ﺟﺪراﻧﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎوز ﻋﻤﺮﻫﺎ آﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ ﻳﺴﻴﺮون ﻧﻴﺎ ًﻣﺎ وﻫﻢ ﻓﻲ ﻏﻴﻬﻢ ﺳﺎدرﻳﻦ ،ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻗﺮاءة ﻣﺎ ﺗﺨﺒﺮﻫﻢ ﺑﻪ رواﺋﺢ أﺳﺎﻃﻴﺮﻫﻢ وﻻ ﻳﺘﺄﻣﻠﻮن ﻓﻀﺎءات ﺑﻜﺮ ﻟﺤﻜﺎﻳﺎت ﻇﻠﺖ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ﺗﺮﺟﻮﻫﻢ أن ﻳﻠﺘﻔﺘﻮا ﻟﻬﺎ ،أو ﻗﺒﺎﺑًﺎ ﺣﻠﻤﺖ أن ﻳﻌﻴﺪوا ﺷﺨﻮﺻﺎ ﻫﺎرﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ وﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻠﻮذ ﺑﻬﻢ... ﻃﻼءﻫﺎ ،أو ً اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺟ ﱞﺪ ﻣﺆﻟﻤﺔ *رواﺋﻴﺔ ،ﻣﺼﺮ
ﺗﻮاﺻﻴﻒ دون اﻟﺤﻠﻮى ﻣﻌﺎش ،ودون اﻟﺰواﻟﻲ ﻓﺮاش اﻟﺤﻠﻮى :ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﺤﻠﻮى اﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ وﺗﺴﻤﻰ ﻣﺤﻠﻴﺎً »اﻟﺤﻠﻮاه«. اﻟﺰواﻟﻲ :ﺟﻤﻊ زوﻟ ّﻴﺔ ،وﻫﻲ اﻟﺴﺠﺎدة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﻠﻔﺮاش ،ﻛﻤﺎ ﺗﺠﻤﻊ أﻳﻀﺎً ّ »زل« أي أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺿﺮورﻳﺎً أن ﺗﺸﺘﺮي اﻟﺤﻠﻮى اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻬﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻛﻞ اﻟﺠﻴﺪ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻀﺮورة أن ﺗﻔﺮش اﻟﺴﺠﺎد وﻳﺤﻞ ﻣﺤﻠّﻪ ﻓﻴﺆدي ﻧﻔﺲ اﻟﻐﺮض. ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ ،ﻓﻬﻨﺎك اﻟﺴﺠﺎد اﻟﻌﺎدي ،واﻟﺬي ﻳﻜﻔﻲ ﻋﻨﻪّ ، ﻳﻀﺮب ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﻠﻘﻨﺎﻋﺔ واﻟﺮﺿﺎ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻮﻓﺮ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺪّ اﻟﺤﺎﺟﺔ.
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
125
ﺳﻴﻤﻴﺎء
ﻃﺮوادة ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ ،ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻣﺎ ﺗﺘﻄﻮر وﺗﺘﻠﻮن وﻳُﻌﺎد ﺣﻜﻴﻬﺎ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ،وﻳﺘﻢ اﻻﺧﺘﺼﺎر أو اﻹﺳﻬﺎب ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ،ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﺷﺒﻪ اﺗﻔﺎق ﺿﻤﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺷﻌﻮب اﻷرض أن ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ وﻗﺎﺋﻊ وأﺳﻤﺎء اﻷﺑﻄﺎل واﻷﻣﻜﻨﺔ واﻷزﻣﻨﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت واﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻜﺒﺮى .ﻓﺤﺘﻰ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم ،ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ أﻓﻼ ًﻣﺎ ﻣﻦ ﻫﻮﻟﻴﻮد وﺑﻮﻟﻴﻮد ﻣﻘﺘﺒﺴﺔ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎت أﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ ﻛﻤﻐﺎﻣﺮات اﻟﺴﻨﺪﺑﺎد وﻟﺺ ﺑﻐﺪاد وﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻤﺼﺒﺎح اﻟﺴﺤﺮي واﻟﺸﺎﻃﺮ ﺣﺴﻦ واﻷﻣﻴﺮة وﻏﻴﺮﻫﺎ ،دون ﺗﻐﻴﻴﺮ أو ﺗﺤﺮﻳﻒ ﻓﻲ اﻷﺳﻤﺎء واﻷﻣﺎﻛﻦ واﻟﺰﻣﺎن .ﻓﻨﺮاﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺪور ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد أو دﻣﺸﻖ أو ﻣﺼﺮ وﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﻼﺑﺴﻪ وإﺣﺎﻻﺗﻪ .واﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﺠﺪه ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ أﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﺘﻮارﺛﺔ ،ﺳﻮاء ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻜﺎﻳﺎت، ﻋﺒﺮ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ واﻟﺒﺮادي اﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ أو اﻷﺣﺠﺎر اﻟﻤﺴﻤﺎرﻳﺔ أو وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ واﻟﻬﻨﺪﻳﺔ واﻟﺼﻴﻨﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أﻣﻬﺎت اﻟﻤﺪوﻧﺎت ً واﻟﺴﻼﻓﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﺘﻮارﺛﺖ اﻟﺤﻀﺎرات ﻛﻠﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺎت أﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ، وﺣﻜﺎﻳﺎت ﻛﻠﻴﻠﺔ ودﻣﻨﺔ ،وأﺳﺎﻃﻴﺮ ﺷﻨﻐﺎي واﻟﺨﺮاﻓﺎت اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ واﻵﺳﻴﻮﻳﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ. وﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ أن ﺗ ُﻘﻨﻊ أﺣ ًﺪا ﺑﺄن اﻟﺴﻤﻚ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺗﺴﺒﺢ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﺒﺤﺎر ﻣﻊ اﻟﻄﻴﻮر ،ﻓﺈﻧﻚ اﻟﻐﺎﺑﺎت ،أو ﺑﺄن اﻟﺰراﻓﺎت ُ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ إﻗﻨﺎع أﺣﺪ ،ﺑﺄن اﻟﺴﻨﺪﺑﺎد اﻟﺒﺤﺮي أو ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺎﺷﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﻴﺮ ﺑﻐﺪاد وﻓﻲ زﻣﻦ ﻏﻴﺮ زﻣﻦ ﺧﻠﻔﺎء ووﻻة اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .وﺑﻨﻔﺲ اﻟﺜﻘﺔ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗُﺠﺰم ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ أﺧﻴﻞ وﻫﻴﻜﺘﻮر إﻻ وﻫﻤﺎ ﻳﺘﺼﺎرﻋﺎن ﺗﺤﺖ ﺳﻮر ﻃﺮوادة وﺣﻮﻟﻬﻤﺎ اﻟﺠﺰر اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ. ذﻟﻚ أن اﻟﻤﻜﺎن واﻟﺰﻣﺎن ،ﻫﻤﺎ اﻟﻌﺎﻣﻮد اﻟﻔﻘﺮي ﻟﻸﺳﻄﻮرة واﻟﺤﻜﺎﻳﺔ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻣﻠﺤﻬﺎ وﺗﻮاﺑﻠﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺤﺖ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﺗﺘﺸﻜﻞ ﻋﺒﺮﻫﻤﺎ. ﺣﻴﻦ ﺗُﻔ ﱠﺮغ اﻷﺳﻄﻮرة ﻣﻦ ﺷﺤﻨﺔ اﻹﻃﺎر اﻟﺰﻣﺎﻧﻲ واﻟﻤﻜﺎﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ، رﺋﻴﺴﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﺪﻻﻟﻴﺔ وﺣﻤﻴﻤﻴﺘﻬﺎ وﻧﻔﺎذﻫﺎ. ﻓﻬﻲ ﺗﻔﻘﺪ ﻋﻨﺼ ًﺮا ً
124
د .ﺳﻬﻴﺮ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ@
ﻓﺎﻷﺳﺎﻃﻴﺮ وإن ﺑﺪت ﻓﻲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺣﻜﺎﻳﺎت ﻣﺘﻘﻨﺔ اﻟﻨﺴﻴﺞ ،ﺗُﺮاوح ﺑﻴﻦ اﻟﻮاﻗﻊِ واﻟﺨﺮاﻓﺔ ،ﻓﻬﻲ أﻳﻀً ﺎ ﺣﺎوﻳﺔ أﺳﺮار وﺻﻨﺎدﻳﻖ ﺗﺤﻔﻆ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ واﻟﺤﻜﻢ واﻟﻤﻮروث وﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮض وﺗﻠﻬﻢ وﺗﺪل وﺗﺴﺘﻨﻬﺾ اﻟﻌﺰاﺋﻢ ،وﺗﺮﻣﻢ اﻟﺠﺴﺮ اﻟﺮاﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻘﺎﻃﻌﺎن ﻣﻊ اﻟﺤﺎﺿﺮ. وﻟﻜﻞ أﺳﻄﻮرة ﻣﺘﻴﻨﺔ وﺧﺎﻟﺪة ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ وﺣﺪود ﻣﻜﺎﻧﻴﺔ وزﻣﺎﻧﻴﺔ وأﺳﺒﺎب ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﺘﺸﻜﻠﻬﺎ ،وأﺳﺒﺎب أﺧﺮى أﻛﺜﺮ وﺟﺎﻫﺔ ،ﻟﺒﻘﺎﺋﻬﺎ واﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ ﻳﺎﻧﻌﺔ وﻣﺘﻮﻗﺪة ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮب .وﻫﻲ ﺗﺘﻮارث وﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﻋﻦ اﻟﺤﺪود اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ، ﻟﺘُﺤﻠﻖ أﺑﻌﺪ وﺗﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﻣﻨﺎﺧﺎت وﺣﻀﺎرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ. ﻓﺄﺳﻄﻮرة ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﺮوادة ﻣﺜﻼً ،وﻫﻲ إﺣﺪى أﺟﻤﻞ وأﻛﻤﻞ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻤﻠﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻓﻲ وﺟﺪان اﻟﺸﻌﻮب اﻷوروﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺣﻜﺎﻳﺎت ﺷﻌﺒﻴﺔ ،ﺗﺠﺎوزت ﺣﺪودﻫﺎ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺒﻌﺖ ﻣﻨﻬﺎ وﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺣﻴﻦ ُد ّوﻧﺖ وﺗُﺮﺟﻤﺖ ﻷﻏﻠﺐ ﻟﻐﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻟﺘﺼﺒﺢ إرﺛ ًﺎ إﻧﺴﺎﻧ ٍّﻴﺎ ﺷﺎﻣﻼً ،ﺗﺘﻮارﺛﻪ اﻟﺤﻀﺎرات ﻛﻠﻬﺎ وﺗﺘﻘﺎﺳﻤﻪ. ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻗﻴﻞ إن ﻛﻞ إﻧﺘﺎج اﻹﺑﺪاع اﻟﺒﺸﺮي إﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻓُﺘﺎت ﻣﺎﺋﺪة ﻫﻮﻣﻴﺮوس .وأﻧﻪ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﻖ ﻏﻀﺒﺔ أﺧﻴﻞ اﻟﺤﺎرﻗﺔ وﺷﺮف ﻫﻴﻜﺘﻮر وﻧﺒﻠﻪ وﺟﺒﺮوت أﺟﺎﻣﻨﻮن وﺟﺸﻌﻪ وﻏﻮاﻳﺔ ﻫﻴﻠﻴﻨﺎ اﻟﻤﺪﻣﺮة. ﻋﺸﺮات اﻷﺑﻄﺎل ﻗﺪﻣﺘﻬﻢ ﻟﻨﺎ أﺳﻄﻮرة واﺣﺪة ،ﻓﻲ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﻓﺎﺗﻨﺔ، ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺗﻤﺠﻴﺪ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ،وﺑﺎﻃﻨﻬﺎ إداﻧﺔ اﻟﺤﺮوب واﻟﻈﻠﻢ واﻟﻄﻐﻴﺎن واﻟﻄﻤﻊ واﻟﺘﺴﺮع. ﻓﺴﻮر ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﺮوادة ﻛﺈﻃﺎر ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻛﺎن ﻟﺴﺎن اﻟﻤﻴﺰان واﻟﺒﺮزخ اﻟﺬي ﻳﻔﺼﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ :ﺳﻜﺎن اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻨﻜﻮﺑﺔ، وﺟﻴﺶ ﻳﻤﻮر وﻳﺮاﺑﻂ ﻟﺴﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺈﺻﺮا ٍر وإﺧﻼص ﻓﻲ اﻟﻌﻨﺎد إﻟﻰ ﺣ ّﺪ اﺧﺘﻼط اﻟﺮؤﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﻤﻮﻳﻪ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎل .وﻛﻼ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﻳﺘﻘﺪم وﻳﺤﺘﻞ ﺣﻴ ًﺰا ﻓﻲ اﻟﻮﺟﺪان ﺑﺒﻄﻮﻻت وأﺑﻄﺎل وﻣﻮاﻗﻒ ﺧﺎﻟﺪة. وﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺧﺪﻋﺔ اﻟﺤﺼﺎن اﻟﺨﺸﺒﻲ ،ﺣﺼﺎن ﻃﺮوادة اﻟﺸﻬﻴﺮ ،ﻟﻤﺎ
وﺗﻐﺪو ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻟﺒﻨﺎ...اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ .اﻟﺸﻌﺮاء 26 - 4ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ رﺋﻴﺴﻲ ﻣﺘﻜﺮر ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺤﻴﺎﺗﻲ ،ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺳﻠﻮﻛﻴﺎ أو ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ،وﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص ﻓﻲ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ واﻟﺨﺮاﻓﺎت أو ﻓﻲ ﺗﺠﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎت وأﻣﺜﺎل وﺳﻴﺮ)ﻣﻼﺣﻢ( وﻣﻨﺘﺠﺎت اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻴﺔ .د .ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺠﻮﻫﺮي :ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،م)(4 ط) (2اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺼﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ 2012م ص 519 - 5اﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ ﻣﻦ اﻟ ّﻨﻮق :اﻟﺤﺴﻨﺔ اﻟﻤﺘّﻔﻘﺔ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺴﻔﻦ ﻧ ُِﺴ َﺐ ﺿﺮب ﻣﻦ ّ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ .واﻟ َﻌ َﺪ ْوﻟِ ّﻴﺔٌُ : إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊٍ ﻳﻘﺎل ﻟﻪَ :ﻋ َﺪوﻻة ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻌﻴﻦ »ﻋﺪل«. - 6ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺟﺢ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ اﻹﺑﺪاع واﻟﺘﻠﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ – ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ – ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﺨﻄﻮط – ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ 2004م ص » 142 - 7د .ﻧﺒﻴﻠﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ :اﻟﻤﻘﻮﻣﺎت اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺼﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة ،ﻳﻮﻧﻴﻮ 1996م ص39 - 8اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 61
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
123
aņĀŌĿídóîŔĄĿí Ľîòă اﻟﺨﺼﺐ واﻟﺠﻤﺎل«(6) . وﻻ ﻳﻨﻔﻚ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺘﺼﻮﻳﺮي ﻳﺘﺤﻮل ﺑﺘﺤﻮل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﻧﻤﻮﻫﺎ ،ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺗﺼﻮر ﺟﺪﻳﺪ آﺛﺎ ٌر ﻣﻦ ﺗﺼﻮر ﻗﺪﻳﻢ ،ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﻘﺪار اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻦ أﻓﻖ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺤﺎﺿﺮ ،ﻓﺘﺒﺪو ﺑﻪ ﻧﻈﺮة اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻠﻜﻮن واﻟﺤﻴﺎة ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻤﺮار وﻟﻴﺲ اﻻﻧﻘﻄﺎع .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺎﻗﺔ وﺳﻴﻠﺔ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻠﺖ أﻳﻀﺎ أﻫﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم، ﻳﺴﺠﻞ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﻀﻮر – ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﺎ -ﻋﻠﻰ ﺟﺪران اﻟﺒﻴﻮت، »اﻟﺤﺎج« ﺣﻴﺚ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﺬي ﺳﺘﻘﻄﻌﻪ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺰل ّ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮام .ﻟﻘﺪ اﻛﺘﺴﺒﺖ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ وﻗﻴﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺘﻴﻦ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻧﺺ وﺣﺪة ﻣﻦ وﺣﺪات اﻟﻘﺴﻢ، ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺨﻀﺮم ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺛﻮر اﻟﻬﻼﻟﻲ: َﻔﺖ ِﺑ َﺮ ﱢب اﻟﺮا ِﻗ ِ ﻨﻰ َﺣﻠ ُ ﺼﺎت إِﻟﻰ ِﻣ ً ِ رب اﻟﻮاﻗﻔﻴ َﻦ َﻋﻠﻰ اﻟ َﺠ ْﺒﻞِ َرﻓﻴﻘﺎً َو ﱢ ﻟَﻮ انﱠ ﻟِ َﻲ اﻟﺪﱡ ﻧﻴﺎ َوﻣﺎ ُﻋ ِﺪﻟَﺖ ِﺑ ِﻪ ردت ِﺳﻮى ُﺟﻤﻞِ ﻤﻞ ﻟِﻐﻴﺮي ﻣﺎ أَ ُ َو ُﺟ ٌ
اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺼﺒﺮ ،وﺻﺎر اﻟﺠﻤﻞ ﻣﻀﺮب اﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺘﺤﻤﻞ ورﺑﻤﺎ اﻟﻘﻬﺮ أﻳﻀﺎ ،وﺗﺒﺪو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﻞ وراﻛﺒﻪ /اﻟ َﺠ ﱠﻤﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻮﺿﻊ أﺧﺬ رد ،وﻟﻮم وﻋﺘﺎب ،ورﻏﻢ أن اﻟ َﺠ ﱠﻤﺎل ﻫﻮ وﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻪ، أﻗﺮب اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻞ ،وأﻛﺜﺮﻫﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻪ ً ﻏﻴﺮ أن ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﻮﺗﺮ ،ﻓﻴﺒﺚ اﻟﺠﻤﻞ آﻻﻣﻪ ﻓﻲ ﻣﻮال ﺷﻌﺒﻲ ﻳﻔﺘﺢ اﻷﻓﻖ اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ واﻟﺪﻻﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻗﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻵﻻم، وﻳﺨﺘﺰل اﻟﺨﺒﺮة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻮرة ﺣﻜﻤﺔ ﺳﻴﺎرة ،ﻳﻘﻮل اﻟﻤﻮال: أﻟﻢ ،ﺗﺤﺖ اﻟ ِﺤــــ ْﻤﻞ ِﻣـــﺪﱠ اري ﺟﻤﻞ ِﺣﺪَ اه ْ ﻻ اﻟﺠﻤﻞ ﺑﻴﻘﻮل آه ،وﻻ اﻟﺠ ﱠﻤﺎل ﺑــﻴﻪ داري ﻗﻮل ،داري ﻋﻠﻰ ﺑَﻠْ ِﻮﺗِﻚْ ﻳﺎﻟﻠﻲ اﺑْ ُﺘﻠﻴﺖ داري وﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻫﺬا اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺠﻤﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺲ ﺧﻄﺎﺑﻲ واﺣﺪ ،ﺑﻞ ﻧﺠﺪه ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻄﺎب ،وﻟﻌﻞ »اﻟ َﻤﺜَﻞ« ﻫﻮ اﻟﺠﻨﺲ اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺪاوﻻ وأﻫﻤﻴﺔ ،ﻧﻈ ًﺮا ﻟﺒﻨﻴﺘﻪ اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎﻗﻠﻪ وﺗﻮﻇﻴﻔﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﺠﺪه ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ «:ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻠﺠﻤﻞ ز ﱠﻣ ْﺮ ،ﻗﺎل :ﻻ ﻓﻢ ﻣﻀﻤﻮم ،وﻻ ﺻﻮاﺑﻊ ﻣﻔﺴﺮة«*(7) . ﻫﺬا اﻟﺠﺪل ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ وﻧﺼﻮص أو ﻣﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﺮﺿﺎ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻃﺮاﺋﻖ اﻟﺘﻌﺎﻟﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺼﻴﻦ ،وﻣﺎ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻤﻨﺤﻪ ﻛﻞ ﻧﻮع ﻟﻶﺧﺮ ،ﻓﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ» ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻛﻞ اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻮﺿﻊ وﺿﻌﺎ ،وإﻧﻤﺎ ﻧﺸﺄ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة ،ﺗﺘﺮاﻛﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ واﻟﻜﻮﻧﻴﺔ .وﻫﺬه اﻟﻤﻌﺎرف ﺗﻈﻞ ﺗﻨﻘّﻰ وﺗﻐﺮﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻼت ﻓﻨﻴﺔ ذات ﻗﻴﻢ إﺷﺎرﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ،وﻗﻴﻢ ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ .وﻻ ﻳﺘﻢ ﻫﺬا إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺗﻔﺎق ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺳﺮي وﺿﻤﻨﻲ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﻌﺐ ﻣﺮاﻗﺒﺘﻪ أو ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ«(8).
وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻗﺪرا ﻣﺤﺘﻮﻣﺎ ،ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ دون ﻛﻠﻞ ،وﻳﺘﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎق ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ ﻛﻞ ﺑﺎﺣﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺮﺿﻲ اﻟﺰاﺋﻞ واﻟﺒﺎﻗﻲ اﻵﺑﺪ ،إذا ﻛﺎن ذﻟﻚ، ﻓﺈن اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺗﺘﺤﻤﻞ أﺿﻌﺎف ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ اﻟﺮاﻛﺐ اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﻦ ﻣﺸﺎق، وﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﺸﺎق ﻗﺮﻳﻦ اﻟﺼﺒﺮ ،وﻟﻴﺲ أﺻﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻮق واﻟﺠﻤﺎل ،وﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﻧﻮﻟﻮج اﻟﺬي اﺳﺘﻜﻨﻪ ﺑﻪ »اﻟﻤﺜﻘﱢﺐ اﻟﻌﺒﺪي« ﺷﻌﻮر ﻧﺎﻗﺘﻪ اﻟﺘﻲ أﺿﻨﺎﻫﺎ ﺳﻔﺮه اﻟﺬي ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻨﺘﻬﻲ: ُﻤﺖ أَرﺣــ َـﻠُﻬﺎ ِﺑﻠَﻴﻞٍ إِذا ﻣﺎ ﻗ ُ ﺗَﺄَ ﱠوﻩُ آ َﻫ َﺔ اﻟ َﺮ ُﺟﻞِ اﻟ َﺤﺰﻳﻦِ ﺗ ُ أت ﻟَﻬﺎ َوﺿﻴﻨﻲ َﻘﻮل إِذا َد َر ُ أَﻫَﺬا ِدﻳ ُﻨﻪُ أَ َﺑـــﺪاً َودﻳﻨﻲ اﻟﻬﻮاﻣﺶ واﻹﺣﺎﻻت أَﻛ ﱡُﻞ اﻟﺪَ ﻫ ِﺮ َﺣ ﱞﻞ َواِرﺗــِ ٌ ﺤﺎل - 1ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻌﺮب – ﻃﺒﻘﺎ ﻟـ»ﻣﻌﺠﻢ آﻟﻬﺔ اﻟﻌﺮب ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم« ﻋﺒﺎدة أَﻣﺎ ﻳُﺒﻘﻲ َﻋﻠ ﱠَﻲ َوﻣﺎ ﻳَﻘﻴﻨﻲ اﻹﺑﻞ ﺑﺼﻮر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺒﺎدة »ﻗﺮة أو ﻗﺮة اﻟﻌﻴﻦ ،وﻫﻮ ﺻﻨﻢ ﻛﺎن وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎن وﺻﻒ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮة وﺻﻔﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻘﻀﺎﻋﺔ ،واﻷرﺟﺢ أﻧﻪ ﻧﺎﻗﺔ .اﻧﻈﺮ ،ﺟﻮرج ﻛﺪر :ﻣﻌﺠﻢ آﻟﻬﺔ اﻟﻌﺮب ﻗﺒﻞ أﺿﻨﺎﻫﺎ اﻟﺴﻔﺮ ﻣﻮﺿﻊ اﻋﺘﺰاز وﻓﺨﺮ ،ﻟﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﻫﺬا اﻹرث إﻟﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼم ،ط) (1دار اﻟﺴﺎﻗﻲ ،ﻟﺒﻨﺎن 2013م ص .32 - 2ﻓﻌﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ« أن اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻨﻊ درﻫﺎ ﻟﻠﻄﻮاﻏﻴﺖ ،ﻓﻼ ﻳﺤﺘﻠﺒﻬﺎ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ،وأﻣﺎ اﻟﺴﺎﺋﺒﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﻛﻮﻧﻬﺎ ﻵﻟﻬﺘﻬﻢ ،وﻗﻴﻞ اﻟﺒﺤﻴﺮة أي اﻟﻤﺸﻘﻮﻗﺔ اﻷذن .وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻌﺮب – ﻃﺒﻘﺎ ﻟـ»ﻣﻌﺠﻢ إﺳﺤﺎق :اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻫﻲ اﺑﻨﺔ اﻟﺴﺎﺋﺒﺔ ،واﻟﺴﺎﺋﺒﺔ ﻫﻲ اﻟﻨﺎﻗﺔ إذا ﺗﺎﺑﻌﺖ آﻟﻬﺔ اﻟﻌﺮب ﻗﺒﻞ ا ﺳﻼم« ﻋﺒﺎدة ا ﺑﻞ ﺑﻴﻦ ﻋﺸﺮ إﻧﺎث ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﻦ ذﻛﺮ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻛﺐ ﻇﻬﺮﻫﺎ وﻟﻢ ﻳﺸﺮب ﻟﺒﻨﻬﺎ إﻻ ﻟﻀﻴﻒ .وﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ :إذا ﻧﺘﺠﺖ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺧﻤﺴﺔ أﺑﻄﻦ إﻧﺎﺛﺎ ﺑﺤﺮت ﺑﺼﻮر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺒﺎدة »ﻗﺮة أو أذﻧﻬﺎ ﻓﺤ ﱢﺮﻣﺖ .اﻧﻈﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻄﺒﺮي اﻟﻤﺎﺋﺪة 103 ﻗﺮة اﻟﻌﻴﻦ ،وﻫﻮ ﺻﻨﻢ ﻛﺎن ﻟﻘﻀﺎﻋﺔ، - 3ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس :ﻗﺎﻟﻮا إن ﻛﻨﺖ ﺻﺎدﻗﺎ ﻓﺎدع اﻟﻠﻪ ﻳﺨﺮج ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا وا+رﺟﺢ أﻧﻪ ﻧﺎﻗﺔ اﻟﺠﺒﻞ ﻧﺎﻗﺔ ﺣﻤﺮاء ﻋﺸﺮاء ﻓﺘﻀﻊ وﻧﺤﻦ ﻧﻨﻈﺮ ،وﺗﺮد ﻫﺬا اﻟﻤﺎء ﻓﺘﺸﺮب 122
رﻣﺰﻳﺔ اﻟﻨﺎﻗﺔ
وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎن وﺻﻒ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮة وﺻﻔﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ أﺿﻨﺎﻫﺎ اﻟﺴﻔﺮ ﻣﻮﺿﻊ اﻋﺘﺰاز وﻓﺨﺮ ،ﻟﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﻫﺬا ا رث إﻟﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺼﺒﺮ ،وﺻﺎر اﻟﺠﻤﻞ ﻣﻀﺮب اﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺘﺤﻤﻞ ورﺑﻤﺎ اﻟﻘﻬﺮ أﻳﻀﺎ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
121
aņĀŌĿídóîŔĄĿí Ľîòă »ﻣﻮﺗﻴﻔﺎت« ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺺ اﻟﻜﺮﻳﻢ ،ﺷﻜﻠﺖ اﻷﻓﻖ اﻟﺘﺄوﻳﻠﻲ ﻟﻘﺼﺔ اﻟﻨﺎﻗﺔ؛ ﻓﺎﻗﺘﺴﺎم اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﻤﺎء ﻣﻊ ﺛﻤﻮد ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺎﻧﻴﺎ ،ﻓﺎﻟﻨﺎﻗﺔ ﺳﺘﻤﻨﺤﻬﻢ ﻟﺒﻨﻬﺎ اﻟﺬي ﺳﻴﻜﻔﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ(3). ﻏﻴﺮ أن ﺛﻤﻮد ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ أن ﺿﺎﻗﺖ ﺑﺎﻟﻨﺎﻗﺔ ﻓﻌﻘﺮﺗﻬﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻢ اﺳﺘﺤﻘﺖ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ. ﺗﺒﺪو اﻟﻘﻮاﺳﻢ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﻧﺎﻗﺔ ﺣﺮب اﻟﺒﺴﻮس اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ وﻧﺎﻗﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻐﺮﻳﺔ ﺑﺘﺘﺒﻊ اﻟﺘﻌﺎﻟﻖ اﻟﺪﻻﻟﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻜﺎﻳﺘﻴﻦ؛ ﻓﻘﺪ ﺗُﺮﻛﺖ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺗﺮﻋﻰ ﻓﻲ ﺣﻤﻰ »ﻛﻠﻴﺐ« ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻚ »ﺟﺴﺎس« ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺮب اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ وﻣﺎ أﻋﻘﺒﻬﺎ ﻣﻦ دﻣﺎر ﻟﻜﻼ اﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻴﻦ» :ﺑﻜﺮ« »وﺗﻐﻠﺐ«..ﻏﻴﺮ أن ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، ﻫﻮ ﺣﻀﻮر اﻟﺪﻻﻻت اﻷﻳﻘﻮﻧﻴﺔ واﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻃﻴﻘﻴﺔ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻘﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻌﻘﺪي اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﻨﻔﻌﻲ اﻟﺘﺪاوﻟﻲ واﻹﻋﺠﺎزي اﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﻄﻼﻗﺔ ﻗﺪرة اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ* . ﻟﻘﺪ ﻫﻴﺄت اﻟﻨﺎﻗﺔ -ﺑﻬﺬا اﻟﺤﻀﻮر -ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻣﺆﺛﺮا ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻻ ﻏﺮو أن ﺗﺼﻴﺮ اﻟﻨﺎﻗﺔ أﻳﻘﻮﻧﺔ ﺣﻀﺎرﻳﺔ داﻟﺔ ،وأن ﺗﺸﻐﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﻤﻴﺰة داﺧﻞ اﻟﻨﺼﻮص ،ﻓﺎﻟﺤﻀﺎرة ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺨﺰوﻧﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺬي ﺗﺸﻜﱠﻞ ﻓﻲ ﺣﻘﺐ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻫﺬا اﻟﻤﺨﺰون ﺗﺠﺪه ﻓﻲ اﻟﻨﺺ اﻹﺑﺪاﻋﻲ اﻟﻔﺮدي )اﻟﺬي ﻳُ ْﻌﺰى إﻟﻰ ﻓﺮد ﺑﻌﻴﻨﻪ( ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪه ﻓﻲ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﻌﺒﻲ )اﻟﺬي ﻳُ ْﻌﺰى إﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ أو ﻻ ﻳﻌﺰى ﻓﺮد ﺑﻌﻴﻨﻪ( ،ﻓﺎﻟﻨﺎﻗﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﺒﺎر اﻟﺸﻌﺮاء أﻳﻘﻮﻧﺔ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﻫﺬا اﻹرث ،وﻧﺠﺪﻫﺎ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص واﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺎﻹرث ذاﺗﻪ. ﻓﺎﻷدب اﻟﻔﺮدي -ﻓﻲ ﺿﻮء ﻫﺬا اﻟﻮﻋﻲ -ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ أن ﻳُ ْﺪرس ﺑﻤﻌﺰل ﻋﻦ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻓﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻟﻖ ﻧﺴﻘﻲ ودﻻﻟﻲ ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ذﻟﻚ ،ﻛﻤﺎ أ ﱠن ﻋﺰل ﻫﺬه اﻷﻧﺴﺎق واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻳﻔﻘﺪﻫﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ دﻻﻻﺗﻬﺎ ،وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺸﻒ »ﺛﻴﻤﺎﺗﻬﺎ« اﻟﻤﺆﺛﺮة ،وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﺤﻮﻻﺗﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ وﻇﺎﺋﻔﻬﺎ. وﻓﻲ ﻇﻨﻲ أ ﱠن اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ -وﻫﻮ دﻳﻮان اﻟﻌﺮب وﺳﺠﻞ أﻳﺎﻣﻬﻢ وﻋﺎداﺗﻬﻢ ،اﻟﺬي ﻳﻀﻢ رؤاﻫﻢ وﻧﻈﺮﺗﻬﻢ ﻟﻠﻜﻮن واﻟﺤﻴﺎة -ﺟﺰء أﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ؛ ﻓﻔﻴﻪ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻨﺼﻴﻦ اﻟﻔﺮدي، وﺑﻌﺾ »ﺛﻴﻤﺎت« اﻟﻨﺺ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻠﺘﻖ ﻓﻲ وﻟﻌﻞ ﻫﺬا أﻛﺒﺮ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺧﻠﻮد ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻏﻴﺮه ،ﱠ واﺳﺘﻤﺮاره ،وﻟﻌﻠﻪ أﻳﻀﺎ ﺳﺒﺐ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻴﺔ وأﺳﻄﻮرﻳﺔ 120
رﻣﺰﻳﺔ اﻟﻨﺎﻗﺔ
وﺑﻨﻴﻮﻳﺔ ،وﻫﻲ ﻣﺪاﺧﻞ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎﻟﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ واﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑـ«ﺛﻴﻤﺎﺗﻪ« اﻷﺳﻄﻮرﻳﺔ واﻟﺨﺮاﻓﻴﺔ اﻟﺴﺎرﻳﺔ ﻓﻴﻪ*. ﻟﻘﺪ اﻧﺘﺒﻪ اﻟﺪارﺳﻮن اﻟﻤﺤﺪﺛﻮن ،ﻛﻤﺎ اﻧﺘﺒﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﻮن إﻟﻰ ﺗﻤ ّﻴﺰ ﺣﻀﻮر اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﻧﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ،ﻫﺬا اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻨﻤﻄﻲ اﻟﻤﺘﻜﺮر؛ ﻓﻨﻈﺮوا إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻧﻤﻮذﺟﺎ أﺻﻠﻴٍّﺎ ) Archetype .(4ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺮﺣﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺼﻮص ،وﺗﺮﺣﻞ اﻟﻨﺴﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻌﺎﺋﻦ ،أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أ ﱠن اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺘﺼﻮﻳﺮي ﻟﻠﻨﺎﻗﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﻧﺴﻘًﺎ ﻻﻓﺘًﺎ ﺑﺘﻮاﻟﻴﻪ وﺗﻜﺮاره ،ﻓﻘﺪ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﺜﻮر اﻟﻮﺣﺸﻲ ،وﺑﺎﻟﺴﻔﻦ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﻌﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ،وﺑﺎﻟﻨﺨﻞ اﻟﺒﺎﺳﻘﺎت ،وﺑﺎﻟﺒﻨﺎء اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﻤﺮﺗﻔﻊ...اﻟﺦ .ﻳﻘﻮل »ﻃﺮﻓﺔ ﺑﻦ اﻟﻌﺒﺪ«: ﻋَﺪَ وﻟ ﱠﻴ ٌﺔ أَو ِﻣﻦ َﺳﻔﻴﻦِ اِﺑﻦِ ﻳﺎ ِﻣﻦٍ َﻳﺠﻮ ُر ﺑِﻬﺎ اﻟ َﻤ ّﻼ ُح ﻃَﻮراً َو َﻳﻬ َﺘﺪي)(5 وﻳﻘﻮل »ﻃُ َﻔﻴْﻞ اﻟﻐَﻨﻮي« ﻣﺸﺒﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎء اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﻤﺮﺗﻔﻊ: ﻤـــﻨﺖ ﺣ ﱠﺘﻰ ﻛﺄنﱠ َﻣﺨَﺎﺿَ ﻬﺎ ْ وﻗـ َـﺪْ َﺳ َﻣﺠــــﺎد َُل ﺑ ّﻨﺎء ﺗﻄﺎنُ وﺗُ ْﺮﻓَﻊ ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻮﻗﻒ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ،ﻓﻬﺬا اﻟﺘﻜﺮار ﻳﻔﻴﺪ اﻹﻟﺤﺎح ،وﻻ ﻳﺨﻠﻮ اﻹﻟﺤﺎح ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺎد ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻣﺎ ،ﻟﺪﻳﻨﺎ إذن ﻋﺎﻟﻢ ﻓﻮق اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺸ ّﺪ اﻟﻮاﻗﻊ إﻟﻴﻪ ،وﺗﺒﺪو رﻏﺒﺔ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻲ إﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﺘﺮاﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﻗﺔ وﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺿﺨﺎﻣﺔ وﻏﻤﻮض ،ﻓﻔﻲ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ واﻟﻨﺨﻠﺔ ﺗﺤﺪﻳ ًﺪا أﺛﺮ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ أﺳﻄﻮري ﻗﺪﻳﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻧﻈﺮ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﻧﻈ ًﺮا ﺧﺎﺻﺎ؛ ﻓﻘﺪ اﻋﺘﻘﺪ »أن اﻟﺸﻤﺲ ﺗﻐﻴﺐ ﻓﻴﻪ ﺛﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ﻟﺘﻤﻨﺢ اﻟﺨﺼﺐ واﻟﺤﻴﺎة ،ورﺣﻠﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ أو اﻟﻈﻌﺎﺋﻦ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺨﺼﺐ واﻟﺤﻴﺎة..واﻟﻨﺨﻠﺔ ﺷﺠﺮة ﻋﺸﺘﺎر اﻟﻬﺔ
ﻟﻘﺪ ﺣﻔﺮت اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺗﺎرﻳﺨًﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؛ ﺣﻴﻦ ﻋﺒﺪت ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،واﺳﺘﻤﺮت ﻋﺒﺎدﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﻮر اﻹﺳﻼم(1)، وﺗﺘﻮاﺗﺮ ﻓﻲ ﻧﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ اﻟﻌﺎدات واﻟﻄﻘﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ ،ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﻮق واﻟﺠﻤﺎل اﻟﺴﺎﺋﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻬﺎ اﻵﻟﻬﺔ وﺣﺪﻫﺎ ،وﺗﺘﺮك ﻟﺘﺮﻋﻰ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺗﺎﻣﺔ ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﻋﺎداﺗﻬﻢ أﻳﻀﺎ أﻧﻪ إذا وﻟﺪت اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺧﻤﺴﺔ ﺑﻄﻮن ،وﻛﺎن آﺧﺮﻫﺎ ذﻛ ًﺮا ،أن ﻳﺸﻘﻮا أذﻧﻬﺎ وﻳﺨﻠﻮا ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﺳﺎﺋﺒﺔ ﻟﻶﻟﻬﺔ – ﻷﺻﻨﺎم اﻟﻜﻌﺒﺔ – ﻓﻼ ﺗﺮﻛﺐ وﻻ ﺗﺤﻠﺐ ،وﺗﻈﻞ ﻫﻜﺬا ﻣﺸﺎ ًﻋﺎ ،ﻻ ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻨﻬﺎ أﺣﺪ(2).. وﺣﻴﻦ ﺟﺎء اﻹﺳﻼم ﻟﻢ ﺗﻔﻘﺪ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻌﻪ ﺣﻀﻮرﻫﺎ اﻟﻤﻤﻴﺰ ،وإن اﻓﺘﻘﺪت – ﺑﺪﻫﻴﺎ -اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻌﻘﺪي ،ﻓﻨﺠﺪ ذﻛﺮﻫﺎ ﺳ ﱠﻴﺎ ًرا ،ﻳﺤﺘﻞ ﺻﺪر اﻟﻤﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺣﺪث ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث اﻟﻤﻬﻤﺔ؛ وﻟﻌﻞ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ أﺑﺮزﻫﺎ، ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮب ،ﻓﺎﻟﻌﺮب ﻗﺒﻞ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ،واﻟﻼﻓﺖ أن ﻫﺬا اﻟﺤﺪث ﻻ ﻳﺬﻛﺮ إﻻ وﺗﺬﻛﺮ ﻣﻌﻪ اﻟﻨﺎﻗﺔ، وﺗﺘﻮاﺗﺮ ﻗﺼﺺ اﻟﺴﻴﺮة ﺣﻮل ارﺗﺒﺎط اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﻮﺣﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،ﺣﻴﻦ رﻓﺾ أي ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،وﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻊ اﻟﺮﺳﻮل أن ﱠ ﻳﺤﻞ ﺿﻴﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﱟ اﻟﺬي ﺧﺮج ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ أن ﻳﺘﺮﻛﻮا زﻣﺎم اﻟﻨﺎﻗﺔ ،وأن ﻳﺨﻠﻮا ﺑﻴﻨﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ، ﻗﺎﺋﻼ» :دﻋﻮﻫﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺄﻣﻮرة« ،وﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﺑﺮﻛﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﺎن ﻣﺴﺠﺪه ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻬﺬا اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺨﺎص أﺛﺮه اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﻴﻠﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﻓﺄﻧﺰﻟﺖ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻨﺰﻻ ﻋﻈﻴ ًﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺼﻬﺎ وﺳﺮودﻫﺎ ،اﻛﺘﺴﺒﺖ ﺑﻪ وﺟﻮ ًدا رﻣﺰﻳﺎ ﻣﻔﺎرﻗًﺎ ،رﻛﺰت ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺨﻴﻠﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺤﺪدة ﻣﻦ »اﻟﺜﻴﻤﺎت« ،ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ :ﺗﺘﻌﺪد أﺳﻤﺎء اﻟﻨﺎﻗﺔ ،ﻓﻬﻲ اﻟﺠﺪﻋﺎء واﻟﻌﻀﺒﺎء واﻟﻘﺼﻮاء..اﻟﺦ ،وﻣﺎ ﺣﺼﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺑﺔ وﻣﻨﻌﺔ ﺟﻌﻠﺖ وﺣﻮش اﻟﺒﺮاري ﺗﺘﺠﻨﺒﻬﺎ ،ﺛﻢ اﻣﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﺸﺮاب ﺣﺰﻧًﺎ ﻋﻠﻰ وﻓﺎة اﻟﺮﺳﻮل ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﺖ. وﻳُ ﱢﺪﻋﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺮآﻧﻲ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻨﺎﻗﺔ وﻳﺆﻛﺪ ﺗﻤﻴﺰﻫﺎ ،ﻓﻘﺪ أﺷﺎر إﻟﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة؛ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :أﻓﻼ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻰ اﻹﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﺧُﻠﻘﺖ{ ]اﻟﻐﺎﺷﻴﺔ ،[17وﻫﻲ ﻣﻌﺠﺰة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﺘﻲ أﺧﺮﺟﻬﺎ ﻟﻘﻮﻣﻪ ﻣﻦ اﻟ َﺤ َﺠﺮ ،واﺷﺘﺮط ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﻘﺘﺴﻤﻮا ﻣﻌﻬﺎ اﻟﻤﺎء ،ﻓﻠﻬﻢ ِﺷ ْﺮب ﻳﻮم وﻟﻬﺎ ِﺷ ْﺮب اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﺗﺘﺤﺪث ﻛﺘﺐ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻋﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
119
aņĀŌĿídóîŔĄĿí Ľîòă
ﺟﺰء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ وأﻳﺎﻣﻪ
رﻣﺰﻳﺔ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺟﺪل اﻟﻨﺺ اﻟﺮﺳﻤﻲ واﻟﺸﻌﺒﻲ
د.ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺳﻂ ﻋﻴﺪ
ﻗﺪ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج اﻟﻨﺎﻗﺔ إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺆﻛﺪ ﺣﻀﻮرﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻌﺮﺑﻲ؛ ﻓﻬﻲ ذات وﺟﻮد ﺗﺪاوﻟﻲ ﻧﻔﻌﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﺎﺟﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻠّﻪ وﺗﺮﺣﺎﻟﻪ ،ﻳﺸﺮب ﻟﺒﻨﻬﺎ وﻳﺄﻛﻞ ﻟﺤﻤﻬﺎ ،وﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ وﺑﺮﻫﺎ وﺟﻠﺪﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ذات وﺟﻮد ﻓﻮﻗﻲ ﺗﻤﺘﺰج ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﻮﺟﺪاﻧﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ واﻋﺘﻘﺎدا ،ﻓﻬﻲ ﺟﺰء ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ وأﻳﺎﻣﻪ.
118
رﻣﺰﻳﺔ اﻟﻨﺎﻗﺔ
ﺛﻘﻠﻔﺎت
ﺷﻌﺮاء أﻧﻐﻮﻟﻴﻮن ﻧﻤﻮذﺟﺎ ﻛﻮﺷﻄﺎ أﻧﺪرادي ً
ﺣ ّﻴﺮ
اﻟﻘﺮا َء واﻟﻨﻘﺎ َد ﺑﺎﺳﻤﻪ وﺷﻌﺮه ،ﺧﻠﻖ ﻟﻨﻔﺴﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻧﺪاد ،وﺑﻔﻀﻠﻬﻢ ﺗﺮﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ أﻓﻀﻞ اﻟﺸﻌﺮاء اﻻﻧﻐﻮﻟﻴﻴﻦ. ﻣﻦ ﻳﻜﻮن ﻳﺎﺗﺮى؟ ﺳﺆال ﻳﻘﻮدﻧﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺎﻋﺮ ﻋﺮف ﺑﻘﺼﺎﺋﺪه اﻟﺮاﺋﻌﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﻤﻖ اﻟﻤﻌﻨﻰ ،وﺳﺤﺮ اﻟﻜﻠﻤﺎت ،ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺗﺴﺄل أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺠﻴﺐ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال ﻫﻨﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺳﺤﺮه اﻟﻤﺘﻔﺮد. ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1936م ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺑﺴﻴﻂ ﺑﺒﻠﺪة ﺻﻐﻴﺮة اﺳﻤﻬﺎ »وي ﻟﻲ ﺑﻲ« Wé le piﺑﻮﻻدة ﻃﻔﻞ ذي ﺑﺸﺮة ﺧﻼﺳﻴﺔ، ﺳﻴﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻔﺘﻰ ﻣﻔﺨﺮة أﻫﻞ اﻟﺒﻠﺪة ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص وأﻧﻐﻮﻻ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم .إﻧﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﺮاﻧﺸﻴﺴﻜﻮ ﻓﺮﻧﺎﻧﺪو دا ﻛﻮﺷﻄﺎ أﻧﺪرادي، ﻧﻌﺮﻓﻪ اﻟﻴﻮم ﺑﺎﺧﺘﺼﺎرﺑﺎﺳﻢ ﻛﻮﺷﻄﺎ أﻧﺪرادي. Costa Andrade درس ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺧﺮى ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪة ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺗﻪ »وي ﻟﻲ ﺑﻲ« ،ﺛﻢ اﻟﺘﺤﻖ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﺎوﻣﺒﻮ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺪراﺳﺔ ،ﺑﺪءا ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻚ اﻹﺑﺘﺪاﺋﻲ واﻹﻋﺪادي واﻟﺜﺎﻧﻮي ،ﺣﻴﺚ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﺴﻠﻚ اﻟﺜﺎﻧﻮي ،وأﺻﺒﺢ ﻣﻄﺎﻟ ًﺒﺎ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ دراﺳﺘﻪ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ أو اﻟﻤﻌﻬﺪ اﻟﻌﺎﻟﻲ. ﻓﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ واﻟﻤﻌﻬﺪ ﻻﻳﻮﺟﺪان ﺑﺒﻠﺪه أﻧﻐﻮﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ آﻧﺬاك ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﺬي ﻳﺤﻜﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ،أن ﻻ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻷﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮات ،وﻣﻦ أراد ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺮﺗﻐﺎل ،وﻫﻨﺎ إﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ﻏﺎدر ﻣﻀﻄ ًﺮا ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﻴﻨﻴﺎت ﺑﻠﺪه أﻧﻐﻮﻻ ﻟﻴﺪرس اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ. ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻛﻮﺷﻄﺎ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺷﻌﺮاء أﻧﻐﻮﻻ ﺑﺘﻘﻤﺼﻪ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻤﺴﺘﻌﺎرة ،وﻫﻮ ﻳﺸﺒﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﺮﻧﺎﻧﺪو ﺑﺴﻮا )) 1935-Fernando Pessoa 1888اﻟﺬي ﺧﻠﻖ ﻟﻨﻔﺴﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻧﺪاد ،وﻫﺆﻻء ﻫﻢ ﺷﺨﺼﻴﺔ واﺣﺪة ﻫﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻓﺮﻧﺎﻧﺪو ﺑﺴﻮا .أﻣﺎ ﻋﻦ ﻛﻮﺷﻄﺎ أﻧﺪرادي ﻓﻬﻮ اﻵﺧﺮ أراد أن ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﺗﺠﺎه ﺑﺴﻮا ﻓﺨﻠﻖ أﻧﺪادا ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ :واﻳﻮﻓﻮﻛﺎ أﻧﺪري ،أﻓﺮﻳﻜﺎﻧﻮ ﺑﺎﻳﻔﻮ ،و أﻧﻐﻮﻻﻧﻮ دي أﻧﺪري .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻧﺪاد ،وﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ
ﻓﻴﺼﻞ رﺷﺪي@
ﻗﻴﻤﺘﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ واﺣﺪة ﻋﺪة ﺷﺨﺼﻴﺎت. زار أﻧﺪرادي اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ :إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ،ﻳﻮﻏﻮﺳﻼﻓﻴﺎ، اﻟﺒﺮازﻳﻞ ،ﻟﻴﻄﻴﺐ ﻟﻪ اﻟﻤﻘﺎم أﺧﻴ ًﺮا ﺑﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ .وﻓﻴﻬﺎ رﺑﻂ ﻛﻮﺷﻄﺎ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻓﻨﻈﻢ ﻣﺤﺎﺿﺮات وﻧﻈﻢ ﻧﺪوات ﻹﺑﺮاز اﻟﺪور اﻟﺬي ﺗﻠﻌﺒﻪ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻷﻧﻐﻮﻟﻴﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺬي ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ أﻧﻐﻮﻻ ،وﻻ ﻧﻨﺴﻰ أن أﻧﻐﻮﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺜﺮوات ﻛﺒﻴﺮة ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻴﺰﻳﺪ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ﺣﻘ ًﺪا وﻋﻨﻔًﺎ اﺗﺠﺎه ﺑﻠﺪه ،ﻟﺬﻟﻚ ،وﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ أراد ﻛﻮﺷﻄﺎ أن ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻨﺒ ًﺮا ﻻﻳﺼﺎل ﺻﻮﺗﻪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﺸﻌﺮ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ﻛﺘﺐ اﻧﺪرادي ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻋﺪﻳﺪة ،ﺗﻤﻴﺰت ﺑﺎﻟﺤﺲ اﻟﺒﻄﻮﻟﻲ واﻟﺤﻤﺎﺳﻲ، وﻟﻌﻞ ﻓﻜﺮة اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺑﺪت ﻟﻪ ﺿﺮورة ﻣﻠﺤﺔ ،ﻓﺄﻋﻄﻰ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ دﻳﻮان ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان )ﻣﻊ اﻟﺴﻼح( 1975م ،وﻗﺪ ﺻﺎدﻓﺖ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺔ ﺑﺎﻟﺬات اﺳﺘﻘﻼل ﺑﻠﺪه أﻧﻐﻮﻻ ﻋﻦ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﺸﻌﺮي ﻷﻧﺪرادي ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻷﺑﻄﺎل وذﻛﺮﻳﺎﺗﻬﻢ، ﻓﺄﻫﺪاﻫﻢ دﻳﻮان آﺧﺮ وﻫﻮ )دﻓﺘﺮ اﻷﺑﻄﺎل( ﻋﺎم 1977م ،وﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻮان رد اﻋﺘﺒﺎر ﻟﻸﺑﻄﺎل اﻷﻧﻐﻮﻟﻴﻴﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ داﻓﻌﻮا ﺑﺸﺮاﺳﺔ ﻋﻦ وﻃﻨﻬﻢ. أﻣﺎ ﻣﻴﺰة اﻟﺘﺴﺎؤل اﻟﺘﻲ أﺷﺮﻧﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ﻛﻮﺷﻄﺎ أﻧﺪرادي ،واﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻨﺠﺪﻫﺎ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺮاﺋﻌﺔ »lunda é o poeta/ » ou o poemaﻟﻮﻧﺪا اﻟﺸﺎﻋﺮ أم اﻟﻘﺼﻴﺪة« .ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ رواﺋﻊ أﻧﺪرادي اﻟﺨﺎﻟﺪة ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﻤﻤﻴﺰة »ﺳﻴﺮة ذاﺗﻴﺔ« ..ﻳﻘﻮل: ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أﺣﺪ /ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل اﻟﺬي وﻟﺪت ﺑﻪ /ﺑﻼ أب /ﺑﻼ ﺷﺠﺮة /إﻧﻬﺎ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷﺷﺒﺎح. ﻋﺎم 2009ﺗﻮﻓﻲ ﺷﺎﻋﺮ ﻛﺒﻴﺮ اﺳﻤﻪ ﻛﻮﺷﻄﺎ اﻧﺪرادي ،ﻓﻌ ّﻢ اﻟﺤﺰن أﻧﻐﻮﻻ ،وﻣﺤﺒﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺒﺪع اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ *ﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
117
ðøļĿí ĵŎē
أراه ﻛﺒﻴ ًﺮا ﺟ ًﺪا ،ﻛﺄن ﺧﻀﺮﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻘﻪ إﻟﻰ ﻃﺮﻓﻴﻦ أﺳﻮدﻳﻦ واد ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻠﻴﻦ ،ﺑﻞ ﻫﻮ )وﺑــﺎر( ﺑﺨﻀﺮﺗﻬﺎ اﻷﺳﻄﻮرﻳﺔ .ﻫﺬا اﻟﻀﺮس ﺑﺮﻛﺔ ،ﻫﻜﺬا ﺗﻘﻮل ﺟﺪﺗﻲ ،وإن ﺳﻘﻂ ﻓﺴﺘﻤﻮت ،ﻣﺎرس ﺿﺮﺳﻬﺎ؟ ﺗﺴﺎؤﻻت ﺗﻌﺼﻒ ﺑــﺮأﺳــﻲ ؟ ﻛﻨﺖ أﺣــﺐ ﺟﺪﺗﻲ وأراﻗــﺐ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ وﺳﻜﻨﺎﺗﻬﺎ ،وﺗﺘﺤﻮل ﻋﻴﻨﺎي إﻟﻰ ﻋﺪﺳﺎت ﻣﻜﺒﺮة ﺗﺮﺻﺪ ﺗﻀﺎرﻳﺲ وﺟﻬﻬﺎ وﺟﺴﻤﻬﺎ ودون أن أدري ﺣﻔﻈﺖ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ وﺗﻌﺒﻴﺮاﺗﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺮﺗﻨﻲ أﻣﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻠﺪﺗﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ » :ﺟﺪﺗﻜﻢ ﻫﺬه ﺑﺮﻛﺔ و ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ اﻟﺨﻴﺮ« .إﻧﻬﺎ اﻵﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜّﻞ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻤﺴﺘَﻠَﺐ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮﻫﺎ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮذج اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻤﺘﺠﺴﺪ ﻓــﻲ اﻷﻳــﻘــﻮﻧــﺎت واﻟﻄﻮاﻃﻢ واﻷﺻــﻮﻟــﻴــﺎت ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ واﻟﺪﻋﺎﻳﺔ واﻟﻤﺤﺎﻛﺎة اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﻜﺜﻔﺔ واﻟﺘﻘﻠﻴﺪ دﻻﻟﺔ ﻛﺄول ﺻﻮر اﻟﺘﻌﻠﻢ وﻣﺪﺧﻼت اﻟﺘﻠﻘﻲ واﻟﺤﻔﻆ واﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ،ﺛﻢ اﻟﺘﻘﻤﺺ واﻟﺘﺤﻮل ﻛﻤﺨﺮﺟﺎت ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ،وﻫﻰ ذاﺗﻬﺎ آﻟﻴﺎت ﺗﺸﻜﻞ ﻛﻞ أﻟﻮان اﻟﺘﻄﺮف واﻟﺘﺰﻣﺖ اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. اﻟﻨﺺ اﻟﻤﻮازي
وﻫﻜﺬا ﺗﺮﺷﺢ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ »اﻟﺼﻮت اﻟﺨﺸﻦ« ﺑﻨﺺ ﺛﺎن ﻣﺤﺎذ وﻣﻮاز ﻳﺘﺨﻠﺨﻞ أرﻛﺎن وأﺑﻨﻴﺔ اﻟﻨﺺ اﻟﻤﻬﻴﻤﻦ وﻳﺰﻋﺰع ﻣﺼﺪاﻗﻴﺘﻪ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ .وﻟﻨﻨﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻘﻤﺺ واﻟﺘﺤﻮل ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪﻳﺔ ﺳﺮدﻳﺔ
ﻣﻮﺟﻌﺔ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺎﺳﻴﺲ اﻟﺮﻋﺐ واﻟﻌﺠﺰ ﺑﺎﻣﺘﺼﺎص ﺗﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻤﻮروث ﺧﺰﻋﺒﻼﺋﻲ» :أﺣﺲ ﺑﺎﻟﺪوﺧﺔ واﻟﻐﺜﻴﺎن ،ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺒﺨﻮر واﻟﺤﺮ وﺿﻴﻖ ﻣﻜﺎﻧﻲ وأﻧــﺎ أزاﺣــﻢ اﻷﻏـــﺮاض ﺗﺤﺖ اﻟﺴﺮﻳﺮ وﻟﻠﺤﻈﺎت أﺗﺤﻮل إﻟــﻰ ﻋﻴﻨﻴﻦ .ﻳــﺪق ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻬﻤﺠﻴﺔ ﻃﺒﻮل إﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﺗﻌﻠﻮ أﺻﻮات ﻃﺒﻮﻟﻬﻢ وأﻏﺎﻧﻴﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺧﺸﻦ ﺻﻮت ﺟﺪﺗﻲ ...أﻏﻤﺾ ﻓﺘﺴﻮد اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺛﻢ ﺗﺤﻤﺮ ،ﺗﺘﻐﻴﺮ أﻟﻮاﻧﻬﺎ ﻋﻴﻨﻲ ّ ﻣﺮات وﻣﺮات ﻛﻮﺟﻮه ﺛﻤﻮد ﺛﻢ ﺗﺴ ّﻮد ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺄرى ﻃﻮﻳﻼ ﻣﻮﺣﺸً ﺎ ،ﺗﺘﺮاﻗﺺ أﻣﺎﻣﻲ ﻫﻴﺎﻛﻞ ً اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻈﻤﻴﺔ ،وﺗﻨﺰﻟﻖ ﻗﺪﻣﺎي ﺑﺎﻟﻄﺤﺎﻟﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ، ﻟﺘﻨﻔﺘﺢ ﻛﻞ اﻟﻘﻤﺎﻗﻢ .ﺻﺮﺧﺖ ﻣﻊ اﻟﻤﺮأة ،وﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻲ ،ﻓﻠﻢ أﺟﺪ إﻻ ﻛﺮات ﺳﻮداء ﺗﺪور ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺟﺮ آدﻣﻴﺔ ﺗﺪور ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﻐﺮﻓﺔ ،ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﺎ وﺟﻮه اﻟﻨﺴﻮة ،اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺴﻤﻞ .ﻫﺪأت ﻟﻠﺤﻈﺎت ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺧﺮﺟﺖ اﻟﻨﺴﻮة وﺑﻘﻴﺖ ﺟﺪﺗﻲ ،وﻟﺴﺖ أدري اﻟﻔﻆ ﻗﺪ ﻏﺎدر ﺣﻨﺠﺮﺗﻬﺎ أم ﻻ« إن ﻛﺎن اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ إن اﻟﺠﺪة اﻟﻤﻘﻬﻮرة اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻘﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺻﻮرة »ﺻﻮت رﺟﻞ ﻓﻆ ﺧﺸﻦ« ﻳﻤﺤﻮ ﻋﻼﻣﺔ وﺟﻮدﻫﺎ اﻷﻧﺜﻮي ﺗﻨﻘﻞ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﻞ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺗﺮﻛﺔ اﻟﻤﺤﻮ واﻟﺴﻠﺐ إﻟﻰ ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ وﺣﻔﻴﺪاﺗﻬﺎ ﻓﻲ دﻳﻤﻮﻣﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻳﺘﻮاﺷﺞ اﻟﺪﻳﻦ )ﺑﺘﺄوﻳﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻌﻴﻨﻪ( ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﺮاﻓﺔ وﺑﺎﻟﻤﺮض اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ إﺷﺎرة ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺛﺎﻟﺜﺔ وأﻟﻒ إﻟﻰ ﻫﻮل اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻤﻘﺪس وﺗﺤﺖ راﻳﺔ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ إﻋﺎدة إﻧﺘﺎج ﻣﺨﺘﻠﺔ ﻣﺮﻳﻀﺔ
ﺗﻮاﺻﻴﻒ ﺗﻮﻟّﻔﻦ اﻟﻌﻮرا واﻟﻤﻨﻜﺴﺮة اﻟﻤﻨﻜﺴﺮة :اﻟﻤﻜﺴﻮرة. ﻫﺬا ﻣﺜﻞ ﺷﻌﺒﻲ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻌﻮراء اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺼﺮ ﻗﻠﻴﻼً اﺟﺘﻤﻌﺖ وﺗﺂﻟﻔﺖ ﻣﻊ اﻟﻤﻜﺴﻮرة ﺣﻴﺚ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺸﻜﻲ ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻬﺎ ﻟﻸﺧﺮى ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﺖ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ. ﻳﻀﺮب ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺬ ّم ﻋﻨﺪ اﺟﺘﻤﺎع أﺷﺨﺎص ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ وﺟﻮدﻫﻢ أو أﻧﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺛﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺷﻲء ﺣﻴﺚ وﺟﻮدﻫﻢ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ وﻻ ﻳﺤﻠّﻬﺎ.
116
»اﻟﺼﻮت اﻟﺨﺸﻦ« ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ اﻟﻤﺰروﻋﻲ
ﻣﻦ ﻧﻘﺶ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،وﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﺧﺮزة ﺣﻤﺮاء وﺧﻀﺮاء وﺧﺮزة ذﻫﺐ«.
ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻤﺰروﻋﻲ
ﻣﺠﻠﺲ ﻓﻚ اﻟﻌﻘﺪ» :أﻧﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐ واﻟﺤﻴﺎة ﺑﻌﻴ ًﺪا ﻣﻦ ﺑﺨﻮرك اﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪ ﻳﺎ ﺟﺪﺗﻲ«. أﻣﺎ ﺻﻮت اﻟﺠﺪة ﻓﻴﺘﻐﻴﺮ ﺑﻤﺮور وﻗﺖ اﻟﻄﻘﺲ ﺗﻌﺪد ا+ﺻﻮات وﻳﻐﺘﺼﺒﻪ »رﺟﻞ ﻓﻆ ،ﻳُﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﻮة وﻳُﻌ ّﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺴﺮد اﻟﻘﺼﺼﻲ ﺛﻤﺔ ﺳــﺎردان، ﺑﻨﻔﺴﻪ« ،واﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﻣﺬ ﺗﻔﺘﺤﺖ ﻣﺪارﻛﻬﺎ ﻃﻔﻠﺔ ﺳﺎرد داﺧﻠﻲ ذاﺗﻲ )اﻟﻄﻔﻠﺔ /اﻟﻔﺘﺎة( وﺳﺎرد ﺑﺮﻳﺌﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺷﺮط اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻧﻔﺴﻲ وﺛﻘﺎﻓﻲ ﺧﺎرﺟﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ،اﻷول ﻳﻘﺪم ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻛﻬﺬا ،ﺗﺮاﻗﺐ ﻣﻦ ﻣﺨﺒﺌﻬﺎ »ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﻠﺤﺎف اﻟﻤﻠﻔﻮف ﺗﺤﺖ اﻟﺴﺮﻳﺮ اﻟﻨﺤﺎﺳﻲ اﻟﻀﺨﻢ« ،ﺗﺤﻞ اﻟﻔﺘﺎة ﻣﺤﻞ اﻟﺠﺪة ﻓﻲ وﻳﺘﺘﺒﻊ ﺗﻄﻮراﺗﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺔ اﻟﺤﺎﻟﻤﺔ ،ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ واﻟﺘﻲ ﻣﺎ إن ﺿﺒﻄﺘﻬﺎ ﺟﺪﺗﻬﺎ أول ﻣﺮة ﺣﺘﻰ وﻃﺮد اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻚ ﻋﺮش وراﺛﺔ اﻟﻔﻀﻮﻟﻴﺔ اﻟ َﺪ ِﻫﺸﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻠﺒﺲ واﻟﺘﻘﻤﺺ اﻧﻬﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮب ﻣﻦ دون رﺣﻤﺔ: »ﺻﺮت ﻛﺘﻠﺔ أﻣﺎم ﺟﺪﺗﻲ ،ﻛﺘﻠﺔ ﻟﺤﻢ ﺑﻼ ﻋﻈﻢ ا+رواح اﻟﺸﺮﻳﺮة وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻋﺒﺮ اﻟﺮﻫﺒﺔ واﻟﺨﻮف اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻫﻤﺎ أﺻﻞ ﻛﻞ ﺗﺤﺠﺮ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻧﺘﻜﺎس ﻧﻔﺴﻲ وﺟﺬر ﻛﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻃﻴﻬﺎ ،وﻓﻰ ﻋﻴﻨﻲ ﺟﺪﺗﻲ ﺑﺮق ورﻋﻮد ،ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺴﻮﺳﺎت ﺗﻘﻠﻴﺪ أﻋﻤﻰ وﺛﻘﺎﻓﺔ ﺧﺰﻋﺒﻼت وﺧﺮاﻓﺎت وﺷﺮر ﺗﻄﺎﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ،ﺛﻢ ﺻﺮﺧﺖ ﻓﻲ أﻣﻲ ً ﻳﺘﻴﻤﺔ ﺎ ودﻳﻮﻛ ﻋﻮراء ﺎ ﺗﻴﻮﺳ ً رﺟﻌﻴﺔ ،وﻷن اﻟﺴﺎرد اﻷول ﻣﺎزال ﺣ ًﺮا ﻃﻠﻴﻘًﺎ ﻟﺘﺤﻤﻠﻨﻲ ﺑﻌﻴ ًﺪا ﻋﻨﻬﺎ .ﻗﺎﻟﺖ أﻣﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺎﻋﻼ ،ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺠﺪ ﻓﻲ »اﻟﺸﺮخ« أﻧﻬﺎ ﻇﻠﺖ ﺗﺤﻤﻠﻨﻲ ﻛﻘﻄﻌﺔ ﺛﻴﺎب ﺑﺎﻟﻴﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺑﻞ ﺣ ّﺪﺛﺖ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎﺗﻬﺎ ﺗﻤﺎﺷ ًﻴﺎ ﻣﺆﺛ ًﺮا ً ﻓﺈن اﻟﺴﺎرد اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺘﺬﻳﻴﻞ اﻟﻤﺸﻬﺪ أﻳﺎم ،وأﻗﺴﻤﺖ أﻧﻬﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮت ﻋﻈﺎﻣﻲ ﻣﻊ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻘﺼﺼﻲ واﻟﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﻀﻤﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ دون ﺗﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺟﺴﺪي ،وأﺻﻮات ارﺗﻄﺎﻣﻬﺎ ،ﺑﻘﻴﺖ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺧﺮوج ﺻﺎرخ ﻋﻠﻰ ﺻﻮت اﻟﺴﺎرد اﻷﺻﻠﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻛﺘﻠﺔ ﻟﺤﻢ ﻣﻨﺒﻮذة«. اﻟﺬي اﻏﺘﺼﺒﺘﻪ »اﻟﻐﻠﻈﺔ واﻟﺨﺸﻮﻧﺔ« ،وإن ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﻣﺴﺘﻮى ﺻﻮﺗﻲ ﺑﺎﻃﻦ ﻧﺎﻋﻢ ﻣﻀﺎد ﻳﻄﺎرد »اﻟﺼﻮت اﻟﺨﺸﻦ« وﻳﺤﺎول أن ﻳﻌﻠﻮ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺼﻮت ﻃﻘﻮس ﺗﻘﻤﺺ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻟﻜﻦ ﻣﺰﻳﺞ اﻟﺤﺐ واﻟﺨﻮف اﻟﺬي ﺗﻜﻨﻪ اﻟﻄﻔﻠﺔ ﻟﺠﺪﺗﻬﺎ ﻳﻘﻮدﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﺎﻃﻦ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﻌﺒ ًﺮا ﻋﻦ ﺟﻨﻴﻨﻴﺘﻪ وﺗﺸﻜﻠﻪ اﻟﺒﻄﻲء ﺣﻔﻆ ﻣﻘﻮﻻﺗﻬﺎ وﺗﻘﻠﻴﺪ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺪرﻳﺒﺎت ﺗﺘﻮاﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻘﻤﺺ ﻓﺎﻟﻄﻔﻠﺔ ﺗﺮاﻗﺐ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﻠﺤﺎف اﻟﻤﻠﻔﻮف ﺗﺤﺖ اﻟﺴﺮﻳﺮ اﻟﻨﺤﺎﺳﻲ واﻟﺘﺤﻮل اﻟﻜﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﺘﺤﻞ ﻣﺤﻞ اﻟﺠﺪة ﻓﻲ وراﺛﺔ ﻋﺮش ﻓﻚ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻀﺨﻢ ﺗﺤﻮل اﻟﺼﻮت واﻟﻬﻴﺌﺔ »ﺗﺮاءى ﻟﻲ ﺿﺮس ﺟﺪﺗﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ، وﻃﺮد اﻷرواح اﻟﺸﺮﻳﺮة .وﻋﻨﺪﺋﺬ ﺗﺨﺘﻔﻲ اﻟﻈﺒﻴﺔ اﻟﺤﺎﻟﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐ واﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻫﻤﺲ روﻣﺎﻧﺘﻴﻜﻲ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ اﻣﺮأة ذات ﺻﻮت ﺧﺸﻦ ﻫﺎذ ﺑﺠﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻔﻬﻮم وﺑﻌﻀﻬﺎ »ﻫﻤﻬﻤﺎت ﻏﺎﻣﻀﺔ«، وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﺜﻞ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺴﻮﺳﺎت ﺗﻴﻮﺳﺎ ﻋﻮراء ودﻳﻮﻛًﺎ ﻳﺘﻴﻤﺔ ﺑﻞ ﺣ ّﺪﺛﺖ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎﺗﻬﺎ ً وﺻﺎر اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻋﻘﻮ ًدا وﻗﻼﺋﺪ ذﻫﺒﻴﺔ ﺗﻤﺎﺷ ًﻴﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة: »ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺟﺪﺗﻬﺎ اﻟﻤﺘﻮﻓﺎة ،ﺑﺜﻮﺑﻬﺎ اﻷﺻﻔﺮ اﻟﻔﺎﻗﻊ وﺗﻔﻮح راﺋﺤﺔ )اﻟﻤﺤﻠﺐ( ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻫﺎ ،وﺗﺘﺪﻟﻰ ﻣﻦ ﺻﺪرﻫﺎ ﻗﻼدة ذﻫﺒﻴﺔ ﻻﺗﻔﺎرﻗﻬﺎ .ﺛﻢ أﺧﺬت ﺗﻜﻠﻢ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ اﻟﺨﺸﻦ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﻨﺘﻔﻀﺔ ،ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺟﻤﻞ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ وﻫﻤﻬﻤﺎت ﻏﺎﻣﻀﺔ .وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮت ﺧﺸﻦ: »إﻧﻬﻢ ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣﻨﻚ ﻋﻘﺪ ذﻫﺐ ،ﻓﻲ وﺳﻄﻪ داﺋﺮة ﻣﻮﻧﺎﻟﻴﺰا اﻟﻌﺮب ﻟﻠﻔﻨﺎﻧﺔ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ اﻻٕﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺳﻤﺮ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
115
ðøļĿí ĵŎē
»اﻟﺼﻮت اﻟﺨﺸﻦ« ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ اﻟﻤﺰروﻋﻲ اﻻﺗﻜﺎء ﻋﻠﻰ ا+ﺳﻄﻮرة ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺤﺎﺿﺮ
د .ﺻﺪﻳﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮﻫﺮ
ﻻ رﻳﺐ أن ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻟﻘﺼﺺ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ )ﻧﻬﺎر اﻟﻈﺒﺎء( ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ﺗﻌﺪ آﻟﻴﺎت ﻗﺼﺪﻳﻪ دﻻﻟﻴﺔ ﺗﺸﻲ ﺑﻨ ّﻴﺔ اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻘﺼﺔ أو ﺗﻠﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻴﻊ اﻟﻨﺼﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻤﺘﻦ اﻟﻘﺼﺼﻲ ﻛﺤﻜﺎﻳﺔ وﻛﺨﻄﺎب أي ﻛﻮﻗﺎﺋﻊ وﻛﺎﺋﻨﺎت ﺗﺘﺤﻮل ﺑﻔﻌﻞ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﻘﺎص اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ إﻟﻰ ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ واﻗﻌﻴﺔ ﻣﺘﺨﻴﻠﺔ ﻓﻲ آن ﻣ ًﻌﺎ، وﻛﻠﺘﺎﻫﻤﺎ -اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ واﻟﺨﻄﺎب -ﻳﺪﻋﻮان اﻟﻘﺎرئ وﻳﺴﺘﺜﻴﺮان ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ ﻟﻤﺒﺎﺷﺮة وﻛﻠﺘﺎﻫ ﻓﻌﻞ ااﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﺄوﻳﻞ ﺑﺪ ًءا ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻮان واﻧﺘﻬﺎ ًء ﺑﻜﺎﻣﻞ اﻟﻤﺘﻦ اﻟﻘﺼﺼﻲ. وﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻗﺼﺺ)ﻧﻬﺎر اﻟﻈﺒﺎء( ﺗﺒﺪو ﻟﻨﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ ﻗﺼﺪﻳﺔ وﺑﺎﻟﺘﻮ ﺗﺮﺳﻢ ﺧﺎرﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ دﻻﻟﻴﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺎرئ اﻟﻤﺘﻤﻌﻦ اﻟﻤﺜﺎﺑﺮ.
ﺗﺮﻛﺰ ﻫﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ »اﻟﺼﻮت اﻟﺨﺸﻦ« ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺪم اﻟﻌﻨﻮان وﺳﻤﻪ اﻟﻐﻠﻴﻆ ورﻧﻴﻨﻪ اﻟﻤﻨﻔﺮ ﻣﻔﺘﻮ ًﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻋﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﺄوﻳﻞ ،ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻬﺎدى ﺻﻮت اﻟﺴﺎردة اﻟﻨﺎﻋﻢ ﺑﺄﺣﻼم ﻓﺘﺎة »ﻇﺒﻴﺔ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺘﺄوﻳﻞ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ« ،ﻣﺜﻘﻔﺔ ﺣﻈﻴﺖ ﺑﻘﺴﻂ واﺿﺢ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷدﺑﻴﺔ ،ﻏﺎرﻗﺔ اﻟﻌﺸﺮ أﺣﻼم اﻟﺤﺐ اﻟﻌﺬري اﻟﻤﻮزﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﻷرض اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﺒﺪوي، ﻓﻲ أﺣ اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ واﻹﻓﺮﻳﻘﻲ» :ﺑﻤﺎذا ﺗﺤﻠﻢ ﻓﺘﺎة ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ؟ ﺑﻐﺰل أﻧﺪﻟﺴﻲ أو ﺟﻨﻮن اﻹﻏﺮﻳﻘ ﺑﺪوي ﺑﻬﺎ .أﻻ ﺗﺤﻠﻢ أﻧﻬﺎ أﻣﻴﺮة ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ اﻟﻤﺠﻬﻮل ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻨﻬﺎ .ﻫﻜﺬا أﺣﻠﻢ ﻟﻴﻠﺔ وأﻋﻄﺮ ﻏﺮﻓﺘﻲ ،ﻓﺄراﻧﻲ ﺑﺪوﻳﺔ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﻤﺠﻨﻮﻧﻬﺎ اﻟﺬي ﻳﺰرع اﻟﺼﺤﺮاء ﺷﻌ ًﺮا ﻛﻞ ﻟﻴﻠ وﻏﺮا ًﻣﺎﺎ .وﺗﺎرة أراﻧﻲ أﻣﻴﺮة إﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺣﺎﺻﺮﻫﺎ اﻟﺨﺎﻃﻔﻮن ﻓﻲ ﻋﺮض اﻟﺒﺤﺮ .أﺣﻼم ﺗﻄﻮف ﺑﻲ ﻓﺄﻧﺒﺠﺲ وردة ﺑﺮﻳﺔ ورﻗﺼﺔ ﻓﻲ أﻏﺎﻧﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺴﺎﺣﺮة«. ﻫﺬا ﻫﻫﻮ اﻟﺤﻠﻢ اﻟﺒﻌﻴﺪ اﻟﻤﻨﺎل اﻟﺬي ﺗﻔﻴﻖ ﻣﻨﻪ داﺋ ًﻤﺎ اﻟﻈﺒﻴﺔ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺔ اﻟﺴﺎردة ﻋﻠﻰ وواﻗﻊ اﻟﺒﺨﻮر اﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻤﺮة واﻟﺜﻮب اﻷﺻﻔﺮ وﺟﺪاﺋﻞ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻀﺢ ﺑﺮاﺋﺤﺔ اﻟﻤﺤﻠﺐ واﻟﻤﺴﺒﺤﺔ وﺻﻮت ﺟﺪﺗﻬﺎ اﻟﺬي ﻳﺨﺸﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ ﻣﻊ ﺗﻮاﻟﻲ ﻓﺼﻮل ﻃﻘﺲ ﻃﺮد اﻟﺠﻦ ﻣﻦ )اﻟﻤﻤﺴﻮﺳﺎت( اﻟﺬي ﺗﻤﺎرﺳﻪ اﻟﺠﺪة ﻓﻲ
114
»اﻟﺼﻮت اﻟﺨﺸﻦ« ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ اﻟﻤﺰروﻋﻲ
أﺻﻮات
اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻳﻨﻈﺮ
ﻛﺜﻴﺮون ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﻈﺮ ًة ﺳﻠﺒﻴ ًﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﺸﺮاق واﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،وﻷﻧﻨﺎ أﻣﺔ ﺗ ُﻌﺮف ﺑﺎﻹﻧﺼﺎف وﻣﻦ ِﺷ َﻴﻢ اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ُ ﻗﻮل اﻟﺤﻖ واﻟﺸﻬﺎدة ﺑﻪ واﻹﻗﺮار ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ؛ وﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ِ ﻧﻤﻌﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎت اﻻﺳﺘﺸﺮاق وﺧ ْﺪﻣﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ وآداﺑﻬﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎول اﻻﺳﺘﺸﺮاق اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺗﺮاﺛﻬﺎ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﻮف اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ واﻟﻔﻬﺮﺳﺔ ،واﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ،واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ،وإﻧﺸﺎء دواﺋﺮ اﻟﻤﻌﺎرف ،وﺟﻤﻊ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وأزاح ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ اﻷﻏﺸﻴﺔ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﺮاﺛﻨﺎ وﻣﺼﺎدره. ﺣﺮص اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﻴﺪ ،ﻓﺒﺤﺜﻮا ﻓﻲ ﻓﻘﻬﻬﺎ ،وأﺻﻮﻟﻬﺎ وﻟﻬﺠﺎﺗﻬﺎ وﻧﺤﻮﻫﺎ وﺻﺮﻓﻬﺎ وأﺻﻮاﺗﻬﺎ وﻣﻌﺎﺟﻤﻬﻤﺎ وأﻃﻮارﻫﺎ وﻣﺎدﺗﻬﺎ وﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ، وﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎت اﻷﺧﺮى وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺴﺎﻣ ّﻴﺔ ،وﻣﻤﻴﺰاﺗﻬﺎ وﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ وﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ وﻧﻘﻮﺷﻬﺎ. وﻫﻨﺎك ﻣﺆﻟﻔﻮن ﻛﺒﺎر أﺛﺮوا اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻗﺪﻣﻮا ﻟﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﺗﺼﻨﻴﻔًﺎ وﺗﺤﻘﻴﻘًﺎ وﺗﻌﺮﻳﻔًﺎوﻗﺪ ﺗﺮﺟﻤﺖ أﻋﻤﺎل ﻫﺆﻻء اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻢ ﺗﺘﺮﺟﻢ أﻋﻤﺎﻟﻪ. إذ ﻛﺎن ﻟﻼﺳﺘﺸﺮاق واﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ أﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ إﺣﻴﺎء اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وآداﺑﻬﺎ ،ﻓﻼ »ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻨﻜﺮ دورﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﺣﻴﺚ ﻟﻌﺐ اﻻﺳﺘﺸﺮاق دو ًرا ﻣﺆﺛ ًﺮا ﻻ ﻳﻤﻜﻦ إﻏﻔﺎﻟﻪ أو إﻧﻜﺎره ﻓﻲ إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ إذ وﺿﻊ ﻋﻠﻤﺎؤه اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت وﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎء اﻵداب اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ أواﺳﻂ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ« - ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﺪي اﻟﺒﻜﺮي. ﺑﻞ إﻧﻚ ﺗﻌﺠﺐ ﺣﻴﻦ ﺗﻌﻠﻢ أن اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺑﺮﺟﺸﺘﺮاﺳﺮ أول ﻣﻦ أرﺳﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﻓﻦ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ وﻧﺸﺮ اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺤﺎﺿﺮاﺗﻪ اﻟﺘﻲ أﻟﻘﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻵداب ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة 1932-1931م وﺑﻌﺪه ﺟﺎء ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻨﺪور وﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﻗﻮاﻋﺪ ﻧﺸﺮ
ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ أﺑﻮ ﺣﻄﺐ@
اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ،ﺛﻢ ﺟﺎء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﺎن اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺎن ﺑﻼﺷﻴﺮ وﺳﻮﻓﺎﺟﻴﻦ ﻓﺄﺻﺪرا ﻛﺘﺎﺑﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮان )ﻗﻮاﻋﺪ ﻧﺸﺮ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ( ،ﺛﻢ أﺻﺪر اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻫﺎرون ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﻌﻨﻮان )ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺼﻮص وﻧﺸﺮﻫﺎ( وﻫﻮ أول ﻛﺘﺎب ﻋﺮﺑﻲ ﻳﺘﻨﺎول ﻫﺬا اﻟﻔﻦ اﻟﺬي ﺗﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ أﻳﺪي اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ. ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ دور اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﺘﺤﻘﻴﻖ وﺣﺴﺐ ﺑﻞ ﺗﻌﺪى ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻛﺎﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻠﻐﻮي اﻟﻤﺼﺮي ﺣﻴﺚ ﺻﺪر ﻣﺮﺳﻮم ﻓﻲ ) 16ﻣﻦ ﺟﻤﺎدى اﻵﺧﺮة 1352ﻫـ = 6ﻣﻦ أﻛﺘﻮﺑﺮ 1933م( ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ وﻫـﻢ) :ﻫﺎﻣﻠﺘﻮن ﺟﺐ ﻣﻦ إﻧﺠﻠﺘﺮا ،وأوﺟﺴﺖ ﻓﻴﺸﺮ ﻣﻦ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ،وﻟﻮﻳﺲ ﻣﺎﺳﻴﻨﻴﻮن ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،وﻛﺎرﻟﻮ أﻟﻔﻮﻧﺴﻮ ﻧﻴﻠﻨﻮ ﻣﻦ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ،وﻓﻨﺴﻨﻚ ﻣﻦ ﻫﻮﻟﻨﺪا (، وﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬا ﺗﻤﻴﺰﻫﻢ ودورﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻋﻠﻮﻣﻬﺎ. وﻣﻦ أﻫﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ أﺻﺪرﻫﺎ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﻢ ﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )ﻛﺘﺎب ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ( اﻟﺬي ﻳﺠﻬﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أن أول ﻧﺸﺮة ﻟﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻌﺔ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻫﺮﺗﻮﻳﻎ درﻧﺒﺮغ ،Hartuig Deren bourgأﺳﺘﺎذ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻔﺼﺤﻰ ﺑﺎﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﻐﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ،وﻃﺒﻌﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺪﻳﻦ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان )ﻛﺘﺎب ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ اﻟﻤﺸﻬﻮر ﻓﻲ اﻟﻨﺤﻮ واﺳﻤﻪ اﻟﻜﺘﺎب( ﺑﺒﺎرﻳﺲ ﺑﺎﻟﻤﻄﺒﻊ اﻟﻌﺎ ّﻣﻲ اﻷﺷﺮف ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1881م. ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻌﺮض اﻟﻤﻮﺟﺰ ﻟﻼﺳﺘﺸﺮاق وﻧﺸﺄﺗﻪ وﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ ﺟﻬﺪ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﺸﻜﺮ ﻟﻜﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺪﻣﻮا اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺨﻠﺼﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﺘﺠﺮدﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻷﻫﻮاء واﻟﺪواﻓﻊ ﻏﻴﺮ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ إﻻ أﻧﻨﺎ ﻣﻊ ﺷﻜﺮﻧﺎ وﺗﻘﺪﻳﺮﻧﺎ ﻟﺪورﻫﻢ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻘﺮ ﺑﺄن أﻫﻞ ﻣﻜﺔ أدرى ﺑﺸﻌﺎﺑﻬﺎ ،ﻓﺄﻫﻞ اﻟﻠﻐﺔ ﻫﻢ أﻗﺪر اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻬﺎ وﻓﻬﻢ ﻓﻘﻬﻬﺎ وأﺻﻮاﺗﻬﺎ وﻟﻬﺠﺎﺗﻬﺎ إذا أﺗﻘﻨﻮﻫﺎ وأﺣﺎﻃﻮا ﺑﻬﺎ وﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ *ﺑﺎﺣﺚ وﻛﺎﺗﺐ ،ﻣﺼﺮ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
113
ðøļĿí ĵŎē ﻧُﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﺘﺤﻒ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﻴﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ واﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺤﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧُﻘﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﺘﺤﻒ ذاﺗﻪ ،واﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺸﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧُﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﺘﺤﻒ اﻟﻤﻴﺘﺮوﺑﻮﻟﻴﺘﺎن. وﻓﻲ ﻣﺪار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔﻨ ّﻴﺔ ،ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺎرض اﻷوﻟﻰ واﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﺮاﺋﺪة ،وﻃﻼﺋﻊ اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﻔﻨﻴّﺔ وﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺘﺪرﻳﺲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ. اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻠﻮﺣﺔ ّ
اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،أﻣﺎ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻨﺎﺳﻘًﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺠﺎرب اﻟﺤﺪاﺛﺔ وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﺎرب اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎرض اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ واﻟﺒﻴﻨﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﺪورﻫﺎ اﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﻟﻘﺎءاﺗﻬﻢ وﺣﻮاراﺗﻬﻢ وﻧﺸﺮت أﺧﺒﺎرﻫﻢ وﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﻢ. وﻓﻲ ﻣﺪار اﻹﺑﺪاع اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻳﺒﻴﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺪاﻳﺎت ﻫﺬا اﻹﺑﺪاع ﻓﻲ أوروﺑﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ واﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ،وﻇﺎﻫﺮة اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻧﺤﻮ اﻟﻐﺮب ،وﺑﺪاﻳﺎت اﻹﺑﺪاع اﻟﻐﺮﺑﻲ ،ﺛﻢ اﻟﻐﺰو اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻠﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ .وﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻳﺘﻨﺎول ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺤﺪاﺛﺔ، وﻳﻜﺸﻒ ﻛﻴﻒ أﻧﻬﺎ ﺟﺎءت ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺤﺪد ﻫﻮ أوروﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أﻧﻪ اﻟﻘﻄﺐ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﻴﻘﻮل» :ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻣﻮاﺟﻬﺔ وﺗﺤﺪي اﻟﺤﺪاﺛﺔ وذﻟﻚ ﻷن ﻓﻬﻢ اﻵﺧﺮ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺪاﺛﺔ دا ًء ذاﺗﻴًﺎ ﻳﻔﺘﻚ ﺑﺤﻀﺎرة ذﻟﻚ اﻵﺧﺮ اﻟﻄﺎﻏﻲ، أم إﻧﻬﺎ أﻟﻐﺎم ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻔﺠﺮ ﻛﻴﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﻟﻌﺎﺋﻖ اﻷﻛﺜﺮ ﺷﺮاﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺬي وﺻﻒ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إرﻫﺎب ،إذ اﺧﺘﻠﻂ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﺤﺪي ﺑﺎﻟﺼﺮاع واﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﻤﺔ«. وﻳﺸﻴﺮ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ اﻟﺮواﺋﻊ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻﻳﻜﺎد ﻳﺨﻠﻮ ﻣﺘﺤﻒ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب إﻻ وﻳﺤﻮي ﻗﺴ ًﻤﺎ أو ﻗﺎﻋﺎت ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻶﺛﺎر اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻓﺎﻟﻐﺮب ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﺪراﺳﺔ اﻵﺛﺎر ﺑﻞ ﻗﺎم ﺑﺎﻗﺘﻨﺎﺋﻬﺎ وﺗﻐﺬﻳﺔ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻬﺎ .وﻣﻦ أﺑﺮز اﻵﺛﺎر اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ واﺟﻬﺔ اﻟﻤﺸﺘﻰ اﻷﻣﻮي اﻟﺘﻲ
112
ﻛﺘﺎب »ﻣﺪارات ا8ﺑﺪاع«
ﺛﻢ ﻳﻮاﺻﻞ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻛﺸﻒ ﻣﺪارات اﻹﺑﺪاع ،ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺪار اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ .وأﻳﻀً ﺎ ،ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻜ ّﻮﻧﻬﺎ واﻟﺠﻴﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺮاﺋﺪ اﻟﺬي اﺷﺘﻐﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ .وأﺧﻴ ًﺮا ،ﻳﺘﺤﺪث اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ اﻻﺗﺠﺎه ﻧﺤﻮ اﻻﻧﻄﺒﺎﻋ ّﻴﺔ واﻟﺴﻮرﻳﺎﻟ ّﻴﺔ واﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻳّﺔ واﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﻤﺤﻠ ّﻴﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ورواد اﻟﻬﺰﻟ ّﻴﺔ )اﻟﻜﺎرﻳﻜﺎﺗﻴﺮ( وإﺷﻜﺎﻟ ّﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟ ُﻬﻮﻳﺔ واﻟﺤﺪاﺛﺔ واﻷﺻﺎﻟﺔ .إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ :ﺿﺮورة ﺗﺄﺻﻴﻞ اﻟﻔﻦ، اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﻔﻦ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ،ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻔﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ،ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺼﻮرة واﻟﻌﻤﺎرة اﻟﺘﺮاﺛ ّﻴﺔ. وﻳﺴﺘﻘﺼﻲ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻔﻦ واﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ ﺑﻪ ،ﻓﻜﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺄن اﻟﺼﻔﺔ )ﻣﺤﺪدة ﺛﺎﺑﺘﺔ( ﻣﺘﺼﻼ ﺑﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻴﺰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ ﺑﻜﻮﻧﻪ إﺑﺪا ًﻋﺎ ﺗﺸﻜﻴﻠ ًﻴﺎ ﺛﺎﺑﺘًﺎ ً ﺛﺎﺑﺖ ،ﻻﺑﺪ أن ﺗﺘﻐﻴﺮ وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن أﺻﺒﺢ اﻟﻌﺎﻟﻢ )ﺑﺠﻐﺮاﻓﻴﺘﻪ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ واﻗﺘﺼﺎده( أﻛﺜﺮ ﺗﺤﺮﻛًﺎ ،ﺑﻞ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ واﻗﻊ اﻟﻴﻮم واﻷﻣﺲ ،واﻗﻊ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي اﻧﻔﺼﻞ ﺗﺎرﻳﺨ ًﻴﺎ ﻋﻦ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻏﻤﺎر اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﺣﺪود ﻓﻲ ﻋﻮاﻟﻢ اﻻﺗﺼﺎل واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ. وﻳﺮﺻﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻨﺎن واﻷﺛﺮ اﻟﻔﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﻤﺘﺬوق واﻷﺛﺮ اﻟﻔﻨﻲ ذاﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﻴﻘﻮل» :ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ رﻳﺎﺿﻴﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻃﻒ »ﺣﺪس« ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻓﻴﻬﺎ اﻹدراك اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎس اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ،ﻓﺎﻷﺛﺮ اﻟﻔﻨﻲ ﺑﺬاﺗﻪ ﻫﻮ ﺷﻲء، وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺳﺎﺑﻘًﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ أﺛﺮ ﻓﻨﻲ ﻓﺈن وﺟﻮده ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ وﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻨﺴﺒﻲ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎن اﻻﺧﺘﻼف ﺑﻴﻦ ﻓﻨﺎن وآﺧﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاع، وﺑﻴﻦ ﻣﺘﺬوق وآﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻓﻨﻲ«. ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎور اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﻤﻘﺎرن -ﺑﻴﻦ اﻻﺑﺪاع واﻟﻌﻠﻢ -اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ -ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻋﺼﺮ اﻵﻟﺔ -ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﻔﻨﻲ واﻟﺠﻤﺎل اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ -إﻋﺎدة ﻗﺮاءة ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -اﻟﻮﺟﻪ اﻵﺧﺮ ﻟﻠﻤﻨﻔﻌﺔ -اﻟﻤﻨﻈﻮر اﻟﺮوﺣﻲ- اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء -ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻨﺴﻴﺞ- اﻟﺴﺠﺎد -اﻟﻤﻌﺎدن وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﻮف واﻟﺤﻠﻲ -ﻓﻦ اﻷﻳﻘﻮﻧﺔ -اﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ -اﻟﺘﻤﺮد ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻷﺻﻠﻴﺔ - اﻟﺤﺪاﺛﺔ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ -اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة واﻟﺘﺒﻌﻴﺔ-ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ -أﺻﻮل اﻟﻔﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ
واﻟﺮﺳﻮم اﻟﺠﺪارﻳّﺔ واﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴّﺔ وﻓﻦ اﻟﺘﺮﻗﻴﻦ وﻓﻦ اﻟﻮاﺳﻄﻲ. ﻛﺬﻟﻚ :ﻣﺮﻗﻨﺎت ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﺠﺰري ،اﻟﻤﻨﻤﻨﻤﺎت .وﻓﻲ ﻣﺪار اﻟﺘﻠﻘﺎﺋ ّﻴﺔ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻋﻨﺪ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋ ّﻴﺔ وﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ،واﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﺟﺎج ،وﺗﻨﻮع اﻟﻤﻨﻈﻮر ورﺳﻮم اﻟﺸﺨﻮص اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴّﺔ.
اﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻄﺤﻴﺔ ،وﻳﻌﻮد ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻋﺪم اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ أﻋﻤﺎق اﻟﺼﻴﻎ اﻟﻔﻨﻴﺔ وا+ﺷﻜﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وﻋﺪم اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻻﺳﺘﺸﺮاق واﻟﻤﺪارس ّ اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻛﺘﺸﺎف أﻟﻐﺎزﻫﺎ وأﺳﺮارﻫﺎ وﻓﻲ ﻣﺪار اﻹﺑﺪاع اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻳﺸﻴﺮ اﻟﻤﺆﻟﻒ إﻟﻰ ﺗﻄﻮر ﻫﺬا اﻹﺑﺪاع واﻧﺘﺸﺎره ،وأزﻣﺘﻪ اﻟﺮاﻫﻨﺔ .ﺛﻢ ﻳﺜﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺳﺘﺸﺮاق واﻟﻤﺪارس واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ وﻣﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﻔﻨﻲ واﻟﺠﻤﺎل اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،وﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴّﺔ اﻟﻔﻨﻴّﺔ واﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﻄﺎﻟ ًﺒﺎ ﺑﺈﻋﺎدة ﻗﺮاءة ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ، وﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻟﻬﺎ .ﺛﻢ ﻳﺘﻄﺮق ﺑﻬﻨﺴﻲ إﻟﻰ ﻣﺪارات ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻨﻲ وﺿﺮوب اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴّﺔ ،ﻛﺎﻟﻔﺨﺎر واﻟﺨﺰف واﻟﻨﺤﺖ اﻟﺨﺰﻓﻲ ،وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺰﺟﺎج ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻓ ًﻨﺎ .واﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء واﻟﻨﺴﻴﺞ واﻟﺴﺠﺎد واﻟﻤﻌﺎدن وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺤﻠﻲ واﻟﺴﻴﻮف ،وﺻﻮﻻً إﻟﻰ اﻟﻤﺪار اﻟﺰﺧﺮﻓﻲ واﻟﻜﺘﺎﺑﻲ ،اﻟﺬي ﻳﻀﻢ :اﻟﺮﻗﺶ اﻟﻌﺮﺑﻲ )اﻷراﺑﻴﺴﻚ( ،ﻓﻦ اﻷﻳﻘﻮﻧﺔ ،اﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻣﻴﺰاﺗﻪ وﻧﺴﺒﻪ ،ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،اﻷﻗﻼم اﻟﺴﺘﺔ، أﺷﻬﺮ اﻟﺨﻄﺎﻃﻴﻦ. ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺘﺎب ،ﻣﺪار اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺒﺼﺮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ
ﻣﺤﺎوﻻ رﺳﻢ اﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﻔﻦ ً اﻟﻔﻨﻴّﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻏﺘﺮاﺑًﺎ وإﻃﻼ ًﻋﺎ، اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ ،وﻋﺎﻟﻢ »أﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ« .وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻔﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ أﺑﺤﺎث اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،واﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺮواﺋﻊ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ. أﻣﺎ واﻗﻊ اﻹﺑﺪاع اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ ،اﻷوﻟﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮة اﻟﻔﻦ اﻷوروﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﻤﺎﻟﻴﺘﻪ اﻟﺘﺸﺒﻴﻬﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺪارﺳﻪ اﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. وﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻇﻬﺮت ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺪاﺛﺔ وﻫﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ واﻟﺘﻲ ﺑﺪورﻫﺎ أوﺻﻠﺖ اﻟﻔﻦ إﻟﻰ اﻟﺘﺠﺮﻳﺪ واﻟﻌﺪم ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻟﻮﺣﻆ أن ﺗﺠﺎرب اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﻓﻨﺎﻧﻲ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
111
ðøļĿí ĵŎē
ﻛﺘﺎب »ﻣﺪارات اQﺑﺪاع« اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة د.ﻫﻮﻳﺪا ﺻﺎﻟﺢ
إن ﺗﻨﺎول ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، واﺳﺘﻘﺼﺎء ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻫﻮ ﻣﺤﻮر ﻛﺘﺎب »ﻣــﺪارات اﻹﺑــﺪاع » ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ اﻟﺴﻮري ﻋﻔﻴﻒ ﺑﻬﻨﺴﻲ واﻟﺬي ﺻــﺪر ﻋﻦ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب. وﺑﻬﻨﺴﻲ ﺑــﺎﺣــﺚ ﺳـــﻮري أﻧــﻔــﻖ ﺟﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓــﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻓــﻲ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ، واﻫﺘﻢ ﺑﻤﻔﻬﻮم اﻹﺑــﺪاع وﻣﺮاﺣﻠﻪ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳــﻼﻣــﻲ ،وﺣﺎول أن ﻳﻮﺛﻖ ﻟﻠﺠﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻳﻌﻴﺪﻫﺎ ﻟﺠﺬورﻫﺎ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ .وﻗﺪ أﻟّﻒ ﺑﻬﻨﺴﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻛﺸﻒ ﻋﻦ دور اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ. وﻳﺘﻨﺎول ﻛﺘﺎب »ﻣـــﺪارات اﻹﺑــﺪاع« ﻣﻔﻬﻮم اﻹﺑــﺪاع ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ، ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟــﺪوﻟــﻲ، واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻹﺑﺪاع اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ اﻟ ِﺤﺮﻓﻲ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﻄﺒﻴﻘ ّﻴﺔ ،واﻟﺤﺮف، واﻟﻤﺸﻐﻮﻻت اﻟــﻴــﺪوﻳّــﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، وﺑﻴﻦ اﻹﺑــﺪاع اﻟﻔﻨﻲ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ ،ﻣﻦ ً أﺷﻜﺎﻻ وﺻﻴﻐًﺎ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،اﻟﺬي أﺧﺬ واﺗﺠﺎﻫﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ذﻟﻚ وﻓﻘًﺎ ﻟﻤﻴﻮل اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ اﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻦ ﻓــﻴــﻪ .ورﻛــﺰ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺟﻤﺎﻟﻴﺎﺗﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ ،وﺗﺎرﻳﺦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻪ.
110
ﻛﺘﺎب »ﻣﺪارات ا8ﺑﺪاع«
اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وا ﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ
وﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻣﻔﺎﺻﻞ اﻟﻜﺘﺎب وﻣﺤﺎوره ﻧﺘﺴﺎءل ﻛﻴﻒ ﺗﻨﺎول ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ؟ ﻳﻮﺿﺢ اﻟﺒﺎﺣﺚ أن رﻏﺒﺔ اﻟﻔﻨﺎن ﻣﺼﻮ ًرا ﻛﺎن أم ﻧﺤﺎﺗًﺎ ﺗﺠﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة وﻳﻮﺻﻒ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻣﺨﻠﻔﺎت اﻟﺘﺮاث وﻣﺤﺎﻛﺎة ﻣﺎ ﻗ ّﺪﻣﻪ اﻟﺴﻠﻒ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺤﻮﻳﺮّ ، ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث ،وﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﺳﺘﻠﻬﺎﻣﻪ وﻳﺮى» :أن ﻫﺬه اﻟﻤﺤﺎوﻻت ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻄﺤﻴﺔ، وﻳﻌﻮد ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻋﺪم اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ أﻋﻤﺎق اﻟﺼﻴﻎ اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وﻋﺪم اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻛﺘﺸﺎف أﻟﻐﺎزﻫﺎ وأﺳﺮارﻫﺎ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ أن ﺛﻤﺔ أﺳﺌﻠﺔ ﻋﺪﻳﺪة ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻣﺜﻞ أﺳﺒﺎب اﻹﺑﺪاع ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﻂ وﺗﻨﻤﻴﻖ اﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وأﺳﺒﺎب اﻟﺘﺤﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷﺷﻜﺎل اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ أو اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ أو اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻓﻜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﺎؤﻻت زادت ﻓﻲ ﻏﻤﻮض اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ وﺟ ّﺮت اﻟﻔﻨﺎن إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪ أو ﺗﻜﺮﻳﺮ ﻣﻔﺘﻌﻞ ﻟﺼﻴﻎ اﻟﻔﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ«. ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ وأﻓﻜﺎر ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ
ﻓﺼﻼ ،وﻛﻞ ﻓﺼﻞ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﻗﺴﻢ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻛﺘﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ ً ّ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻤﻬﻤﺔ ذات اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ واﻷﻓﻜﺎر اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ذﺧﻴﺮة ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ اﻟﻤﻬﺘﻢ واﻟﻤﺨﺘﺺ ﻋﻠﻰ ﺣ ّﺪ ﺳﻮاء .وﻗﺪ ﺷﻤﻠﺖ اﻟﻤﺪارات اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎب :اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ واﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ، اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﻤﻌﻤﺎري ،اﻟﻠﻮﺣﺔ ،اﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺔ ،اﻟﻤﺤﻔﻮرة اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ،ﻓﻨﻮن اﻟﻜﺘﺎب. وﺳﻌﻰ اﻟﻜﺎﺗﺐ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻔﻬﻮم ﻓﻠﺴﻔﻲ ﻵﻟﻴﺔ اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ،ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،ﺑﻤﻨﻈﻮر ﻣﺤﻠﻲ ،ﻣﻌﺘﻤ ًﺪا ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدات ﻓﻜﺮﻳّﺔ ﻷﺑﺮز أﻋﻼم اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺠﻤﺎﻟ ّﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ،، ﻣﺜﻴ ًﺮا ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﻤﻌﺮﻓﻴّﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﺘﺎب اﻷﻟﻔ ّﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻛﺎﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ذﻛﺎء اﻵﻟﺔ واﻟﻤﻬﺎرة اﻟﻴﺪوﻳّﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧ ّﻴﺔ وﺗﻮﺿﻴﺢ رواﻓﺪ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﻲ ﻣﺘﺢ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻋﺘﻤﺎ ًدا ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﻤﻘﺎرن. واﺳﺘﻘﺼﻰ ﺑﻬﻨﺴﻲ ﺑﺪأب اﻟﺠﻤﺎﻟ ّﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ، واﻷﻧﺴﺎق اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ،
اﻟﻮراق
أوﻃﺎن وأوﻃﺎر ﺣﻔﻞ
د .ﻣﻘﺪاد رﺣﻴﻢ@
اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺒﺤﺮ زاﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎت اﻷوﻃﺎن واﻷﺧﺒﺎر اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻫﻮ دﻳﻮان اﻟﻌﺮب ،ﺑﻤﻨﺄى ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ وﺻﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﻫﻤﻮم اﻷوﻃﺎن ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳُﺤﺼﻰ ،ﻓﻤﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﻌﺮاء ﻋﻦ ﺣﺎﻻت ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺑﻲ ﺗﻤﺎم ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻴﻪ اﻟﻤﺸﻬﻮرﻳﻦ: ﺷﺌﺖ ﻣﻦ اﻟﻬﻮى ﻣﺎ اﻟﺤﺐ إﻻ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ اﻷولِ ﻧﻘﻞ ﻓﺆادك ﺣﻴﺚ َ ﻛﻢ ﻣﻨﺰلٍ ﻓﻲ اﻷرض ﻳﺄﻟﻔﻪ اﻟﻔـــﺘﻰ وﺣﻨﻴﻨﻪ أﺑﺪاً ﻷول ﻣـﻨـﺰلِ
أﻣﺎ اﻻﺗﺠﺎه اﻵﺧﺮ ﻓﻴﻌﺒﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﻌﺮاء ﻋﻦ ﺿﺮورة ﻫﺠﺮ اﻷوﻃﺎن ﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻮن ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻮن ،وﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ اﻟﺨﺎﻟﺪ اﺑﻦ زﻳﺪون رأي واﺿﺢ ﻓﻲ ﻫﺬا ،ﻳﻘﻮل»:وﻧﻈﺮتُ ﻓﻲ ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻮﻃﻦ، واﻟﺒﻴﻦ ﻋﻦ اﻷﺣﺒﺔ ،ﻓﺘﺒـ ﱠﻴ َﻦ ﻟﻲ أ ﱠن إﻳﺤﺎش ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺈﻳﻨﺎس أﻫﻠﻲ، وﻗَﻄْ َﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻠﺔ وﻃﻨﻲَ ،ﻏﺒْ ٌﻦ ﻓﻲ اﻟﺮأي ،و َﺧ ْﻮ ٌر ﻓﻲ اﻟ َﻌ ْﺰم ،ووﺟﺪتُ اﻟ ُﺤ ﱠﺮ ﻳﻨﺎ ُم ﻋﻠﻰ اﻟﺜﱡـﻜْﻞِ ،وﻻ ﻳﻨﺎ ُم ﻋﻠﻰ ﱢ اﻟﺬل ،«...وﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻘﻮل ﻓﻜﻞ ﻣﻜﺎن وﻃ ْﻦ. اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﻌﺬﱠل :إذا وﻃ ٌﻦ راﺑﻨﻲ /ﱡ وﻷﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه: ﻟﻴﺲ اﻟ ُﻤﻘﺎم ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺘﻤﺎ واﺟﺒﺎً ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ٍة ﺗﺪ ُع اﻟﻌــﺰﻳﺰ ذﻟﻴـــــﻼ ﻻ ﻳَـﺮﺗﻀﻲ ُﺣـ ﱞﺮ ﺑـﻤﻨــﺰلِ ِذﻟــّـ ٍﺔ إنْ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﺨﺎﻓ َﻘﻴﻦِ ﻣﻘﻴﻼ ﺣﻴﻴﺖ ﺳﺒﻴﻼ َ ﻓﺎرض اﻟ َﻌﻼء ﻟﺤﺮ ﻧﻔﺴﻚ ﻻ ﺗﻜ ْﻦ ﺗﺮﺿﻰ اﻟﻤﺬﻟﺔ ﻣﺎ َ وﻟﺸﺎﻋﺮ آﺧﺮ: ُﻣﻘﺎ ُم ُﺣـــﺮ ﱟ ﺑﺄرض ﻫُــــــﻮنٍ ﻋـــــﺠﺰ ﻟﻌﻤﺮي ﻣـــــﻦ اﻟﻤﻘﻴﻢ ﻟـﺌـــــــــﻴﻢ ﻟﺌــﻴﻢ إﻟﻰ ِ ﺳﺎﻓ ْﺮ ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﺠﺪْ ﻃـــــــﺮﻳﻘﺎً ﻓﻤـــِﻦ ٍ
وﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﺗﺠﺎرب اﻟﺸﻌﺮاء أﻧﻔﺴﻬﻢ ،وﻫﻮ ﻣﺎ وﺟﺪﻧﺎه ﻣﺘﺠﻬﺎً اﺗﺠﺎﻫﻴﻦ ،أوﻟﻬﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺣﺐ اﻷوﻃﺎن واﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﻬﺎ ،ﻟﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻣﻦ ذﻛﺮﻳﺎت ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺗﺼﺎﺣﺒﻪ ﻣﻨﺬ أﻳﺎم اﻟﺼﺒﺎ وﻣﻼﻋﺐ اﻟﺸﺒﺎب ،واﻷوﻃﺎر اﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ أﺣﻀﺎن اﻟﻮﻃﻦ، ﻗﺎل ﺷﺎﻋﺮ ﻗﺪﻳﻢ: ــﺼﻮب ﺳﺤﺎﺑُﻬﺎ أﺣﺐ ﺑﻼ ِد اﻟﻠ ِﻪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻌﺞٍ إﻟﻲ وﺳﻠﻤﻰ أن ﻳَ َ ﱡ ﱠ ُ ٍ ﻣﺲ ﺟــــﻠﺪي ﺗﺮاﺑُﻬﺎ أرض وأول ﺗﻤﺎﺋﻤﻲ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻖ ﺑﻬﺎ ﺑﻼد ﱠ ُ ﱠ وﻷﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺮﻋﻴﻨﻲ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ وﻫﻲ ﻣﻐﺘﺮب ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﻗﻮﻟﻪ: ِ َﻣ ْﻦ ﻟﻢ ﺗﻨﻠﻪ ﻏُﺮﺑ ٌﺔ أَ ِﻣ َﻦ اﻟــــﺮدى ﻓﻬﻮ اﻟﻘﻨﺎةُ ،وﺗﻠﻚ ﺣــــﺪﱡ ﺳﻨﺎنِ ﱢﺒـــﺖ ﻟِﺘ ُﻌ ﱠﻢ َﻣ ْﻦ ﺗَﻐﺸﺎ ُه ﺑﺎﻷﺷـــــﺠﺎنِ ﺆس ُرﻛ ْ ﻛﻞ ﺑُ ٍ وﺣﺮوﻓُﻬﺎ ِﻣﻦ ﱢ داﺋــــﻢ واﻟﺮا ُء ﻣــِﻦ ُرز ٍء ﻋﻠﻰ اﻷوﻃــــﺎنِ ﻓﺎﻟﻐﻴ ُﻦ ِﻣﻦ ﻏ ﱟَﻢ و َﻏ ْﺒﻦٍ ٍ واﻟﺒﺎ ُء ِﻣ ْﻦ ﺑَ ْﺮحٍ وﺑَﻴﻦٍ أو ﺑِﻠــــﻰ واﻟﻬـﺎ ُء ِﻣـﻦ ﻫ ﱟَﻢ وﻫــــــُﻠ ٍْﻚ دانِ
أﻣﺎ اﻟﻮزﻳﺮ أﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻓﻠﻪ ﻗﻮﻟﻪ: إذا ﺧﺎﻧــــﻚ ُ اﻟﺮزق ﻓﻲ ﺑﻠـــــــﺪ ٍة وواﻓﺎكَ ﻣﻦ ﻫ ّﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻛَﺘــُ ْﺮ ٍ ﻓﻤﻔﺘﺎح رزﻗﻚَ ﻓـــﻲ ﺑﻠــــــﺪة ﺳﻮاﻫﺎ ﻓ ِﺮدْﻫﺎ ﺗَ َﻨ ْﻞ ﻣــــــﺎ ﻳَ ُﺴ ّﺮ ُ ِ اﻟــــﻜﺘﺎب ﻣﻔﺘﺎ ُﺣﻬﺎ أﺑـــﺪاً ﻓـــــﻲ اﻟﻄﱡ َﺮ ْر اﻟﻤﺒﻬﻤﺎت ﺑﻮﺳﻂ ُ ﻛﺬا ِ
وﻗﻮل اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ: إﻟﻴﻬﻢ وﺣﺒﺐ أوﻃﺎن اﻟﺮﺟﺎل ُ ﺮﺗﻬﻢ إذا ذﻛﺮوا أوﻃﺎﻧﻬﻢ ذﻛّــَ ُ
اﻟﺸﺒﺎب ﻫـــﻨﺎﻟﻜﺎ ﻣﺂرب ﻗﻀــﱠﺎﻫﺎ ُ ﻋﻬﻮ َد اﻟــﺼﺒﺎ ﻓﻬﺎ ﻓﺤﻨﻮا ﻟﺬﻟــﻜﺎ
وﻗﻮل أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺰﺑﻴﺪي: اﻟﻔﻘ ُﺮ ﻓـﻲ أوﻃﺎﻧﻨﺎ ﻏُــﺮﺑ ٌﺔ ُ واﻷرض ﺷﻲء ﻛﻠﻬﺎ واﺣــــﺪٌ
ُ واﻟﻤـﺎل ﻓـــــﻲ اﻟــــﻐﺮﺑ ِﺔ أوﻃﺎنُ واﻟﻨﺎس إﺧـــــــﻮان وﺟـــــــﻴﺮانُ
وﻗﺪﻳﻤﺎً ﻗﺎل ﻋﻨﺘﺮة ﺑﻦ ﺷﺪاد: ﺗﺤﻠﻞ ﺑــ ِﻪ ﻣﺤﻞ اﻟﺴﻮء ﻻ ْ اﺣﺬر ﱠ
ﻣﻨــــــﺰل ﻓﺘﺤ ﱠﻮلِ ٌ وإذا ﻧﺒﺎ ﺑﻚَ
وﻫﻜﺬا ﻳﻄﻴﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻷوﻃﺎر ﻓﻲ اﻷوﻃﺎن ،اﻷوﻃﺎن اﻟﻤﻬﺠﻮرة، واﻷوﻃﺎن اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﻬ َﺠﺮ ﺑﻌﺪ ،وﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻮن اﻵن ،ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﻬﺎ أو ﻫﺠﺮﻫﺎ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،وﻳﺒﻘﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ...ذا ﺷﺠﻮن *أﺳﺘﺎذ اﻷدب اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ،ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
109
ĸŕŀ
*ŞſĘťűŨė ŲƀűſĹ Ęſ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﻼل اﻟﻈﺎﻫﺮي ﻳــــــﺎ زﻳــــﻨــــﻴــــﻦ اﻟـــﻨـــﻜـــﺎﻳـــﻒ
ﻟــــــﻲ ﺑـــــﺎﻟـــــﺴـــــﺪود ْﻏــــــــﺰار
ﻓــــﻌــــﻠــــﺘــــﻮا ﺑــــــﻲ ﺻــــﺮاﻳــــﻒ
ﻓــــــﻌــــــﻞٍ ﺑــــﻐــــﻴــــﺮ ْﺧـــــﻴـــــﺎر
ﻣــــــﺎﻫــــــﻮب ﻋـــــ ّﻨـــــﻲ ﻃـــﺎﻳـــﻒ
ﻋـــــــﻮق ْﻗــــــﺼــــــﺎر اﻟـــﻌـــﻤـــﺎر
ﻣــــــﻦ ﺑــــﻮﺿــــﻤــــﻴــــ ٍﺮ ﻫـــﺎﻳـــﻒ
ْوﻣــــــــﻌــــــــ ّﺰل م اﻟــــﻔــــﻘــــﺎر
ﻳـــﺸـــﺒـــﻪ رﻳـــــــﻢ اﻟـــﻜـــﻔـــﺎﻳـــﻒ
ﻣـــــــﺎ ﻳــــﻨــــﺨــــﺘــــﻞ ﻣـــــﺬﻳـــــﺎر
*اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻣﻦ ﻧﻮع اﻟﻮﻧﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﻣﻦ دﻳﻮان اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﻼل اﻟﻈﺎﻫﺮي ،إﻋﺪاد وﺗﺤﻘﻴﻖ د.راﺷﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث.
108
ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ -ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺑﻴﻦ اﻷب واﻻﺑﻦ ،اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺤﺪﻳﺚ ،اﻟﺜﺎﺑﺖ واﻟﻤﺘﺤﻮل ..إﻟﺦ .ﻏﻴﺮ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻫﻨﺎ ﺗﺤﺪﻳ ًﺪا، ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻼﻗﺔ إزاﺣﺔ وﺣﻠﻮل أو اﻧﺘﺼﺎر ﻷﺣﺪ اﻟﻀﺪﻳﻦ ،ﺑﻞ ﻫﻨﺎك وﺷﺎﺋﺞ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﺤﺪﻳﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺑﺒﻌﺾ .وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﻃﺮف ﻓﻲ إزاﺣﺔ اﻵﺧﺮ ،أو اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ .إن ﻋﻼﻗﺔ اﻻﺑﻦ )ﺻﺒﺤﻲ( ﺑﺎﻷب )ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ( ﺗﺪور ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺨﻠﻰ أﺑ ًﺪا ﻋﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﺠﺬر واﻟﻔﺮع ،اﻟﺮوح واﻟﺠﺴﺪ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻔﺼﻞ ٍ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻮت وﻓﻨﺎء. ﻓﻲ إﻃﺎر ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻗﺮاءة ﺷﻐﻒ اﻟﺒﻄﻞ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻤﻌﻨﻰ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻜﻠﻤﺔ »ﺣﺮﻳﺔ«؛ اﻟﻔﻜﺎك ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ اﻷب اﻟﻤﺤﻤﻞ ﺑﻤﻮروث ﻳﺘﻜﺊ اﺗﻜﺎء ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮاﻓﺔ واﻟﺪﻳﻦ )اﻟﺸﻌﺒﻲ( ﻓﻲ آنٍ واﺣﺪ ،اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ اﻟﺠﻴﺶ وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻴﻤﻦ ﻟﻼﺷﺘﺮاك ﻓﻲ اﻟﺤﺮب ،ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺪري ﻟﻤﺎذا ﻳﺤﺎرب وﻣﻦ اﻟﻌﺪو اﻟﺬي ﻳﺤﺎرﺑﻪ ،ﻏﻴﺮ أن ﻫﺬه اﻟﺮﻏﺒﺔ ارﺗﺒﻄﺖ ﺑﺒﻌﺪ اﻗﺘﺼﺎدي ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ راﺗﺐ ﻣﺠ ٍﺰ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺮى اﻟﺠﻨﻮد اﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ ،ﻓﺎﻟﺠﻨﺪﻳﺔ ﺷﺮف وﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ُﺣ ﱢﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﻐﺮض ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻜﺮاﻣﺔ. ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ﺑﻴﻦ اﻷب واﻻﺑﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮد اﻟﺼﺮاع اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ ،ﺑﻞ أﺣﺎﻃﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻐﻤﻮض؛ رﻏﺒﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺘﻲ زادت وﻧﻤﺖ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺻﺮاع ﻣﻊ اﻟﻤﻮت اﻟﺬي اﺧﺘﻄﻒ ﻣﻨﻪ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻦ اﻷوﻻد ﻗﺒﻞ أن ﺗﻠﺪ ﻟﻪ زوﺟﺘﻪ )ﺿﺎوﻳﺔ( اﺑﻨﻪ ﺻﺒﺤﻲ ،ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺎﻳﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮت ﺑﺎﻟﺨﺮاﻓﺔ وﻗﻮض ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺈﻟﻬﺎء اﻟﻨﺎس ﻋﻦ وﻟﻴﺪه ﺑﺘﺸﺘﻴﺖ أﻓﻜﺎرﻫﻢ ﺑﻌﻴ ًﺪا ﺣﻴﺚ اﻟﺨﻮف اﻟﻤﺘﺮﺑﺺ ﺑﻬﻢ واﻟﻘﺎﺑﻊ داﺧﻠﻬﻢ دوﻣﺎ ،ﻗﺮار ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ أن ﻳﺘﺤﺪى ﻧﻈﺮة أﺧﻴﻪ )ﺻﻘﺮ( اﻟﺴﺎﺧﺮة ﻣﻦ اﻧﻌﺪام اﻟﻮﻟﺪ ،وﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻛﺴﺮ رﻏﺒﺘﻪ اﻟﺪﻓﻴﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ زوﺟﺘﻪ ،ﻟﻘﺪ راوغ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻘﺪر ﻟﻼﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﺑﻨﻪ ،وﻣﻦ ﺛ َﻢ )ﺿﺎوﻳﺔ( ،أو ﻫﻜﺬا ﺗﺼﻮر ،واﺳﺘﻤﺎت ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺴﺎك ﺑﻪ ﻓﻤﻨﺤﻪ رﺑﻪ ﻣﻄﻠﺒﻪ وأﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺬرﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ .ﻫﻜﺬا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻼﻗﺔ اﻷب ﺑﺎﻻﺑﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ،ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ وﻣﺎ ﻳﻠﺘﺒﺲ ﺑﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ
أﻧﺠﺒﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ وﺧﻠﻘﺖ ﻳﻮﻟﻴﻮ 1952م. اﻟﺮواﻳﺔ ﻓﺼﻞ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ إﺣﺪى ﻗﺮى ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻗﺮﻳﺔ »اﻟﺪﻟﺠﻤﻮن« ،ﺣﻴﺚ ﺗﺠﺴﺪ اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه، وﺗﺘﻨﺎول ﺷﺮﻳﺤﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺘﻤﺎﺛﻞ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ أرﺟﺎﺋﻪ ،ﻓﺤﺎل اﻟﺪﻟﺠﻤﻮن ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻘﺮى ﻓﻲ رﺑﻮع ﻣﺼﺮ ﻛﻠﻬﺎ؛ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺗﺐ اﻟﻄﺒﻘﻲ واﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻳﺮﺻﺪ اﻟﺮاوي اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺑﻤﻬﺎرة ﻓﺎﺋﻘﺔ؛ ﻳﻠ ﱢﻤﺢ وﻻ ﻳﺼﺮح ،ﻳﺮﻣﺰ ﻣﻦ دون إﺷﺎرة ،وﻳﺘﺮك ﻟﻠﻘﺎرئ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﺘﺄوﻳﻞ واﺳﺘﻨﻄﺎق ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻄﻮر ،ﻓﻘﻂ ،ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﻮط اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ واﻋ ًﻴﺎ ﺑﺤﺮﻛﺘﻬﺎ وﺗﻄﻮرﻫﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،ﻣﺪرﻛًﺎ اﻻﻣﺘﺪاد اﻟﺰﻣﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،وﺗﺎرﻛًﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﺴﺆال ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺑﺬﻛﺎء را ٍو ﺧﺒﻴﺮ *ﻧﺎﻗﺪ ورواﺋﻲ ﻣﺼﺮي
»أوراق ﻣﻴﺖ« ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻧﻘﺎط ارﺗﻜﺎز ،ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻣﻔﺠ ًﺮا ﻟﻌﺪة دﻻﻻت ﺗﺄﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﺘﻌﺪد ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ زواﻳﺎ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻤﻔﺴﺮة واﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﺘﺄوﻳﻞ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
107
ðøļĿí ĵŎē
»أوراق ﻣﻴﺖ« ﻧﺒﺶ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺤ ًﺜﺎ ﻋﻦ ﺟﺬور اﻟﺘﺤﻮل ﻋﺎدل اﻟﻌﺪوي@
أن ﺗﺘﺨﺬ ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮ ًﻋﺎ ﻟﺮواﻳﺘﻚ ﻟﺘﺴﻘﻄﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻗﻊ اﻵﻧﻲ ،ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎر اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﻞ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ أﺣﺪاث وﺷﺨﺼﻴﺎت ﻋﻤﻠﻚ ﻣﻊ أﺣﺪاث وﺷﺨﺼﻴﺎت ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﺗﺆﺛﺮ ،وﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺮاك اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺮاﻫﻦ .وﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺎرئ أن ﻳﻠﺤﻆ اﻟﻐﺮض اﻟﺘﺮﻣﻴﺰي اﻟﺬي ﺗﻠﻤﺢ ﺑﻪ ﻣﻦ دون أن ﺗﺼﺮح ،أو رﺑﻤﺎ ﺗﺮﺳﻢ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺷﺪه ،ﺑﻞ ﺗﻘﻮده إﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﺗﻘﺼﺪﻫﺎ ﻗﺼﺪً ا ،أو رﺳﺎﻟﺔ ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ إﻟﻴﻪ ﻋﺎﻣﺪً ا ،وﻻ ﺗﻨﻔﻚ ﻋﻦ ﻫﺬا ،ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺮض اﻟﻘﺎرئ ﺗﺤﺮﻳﻀً ﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺟﺲ اﻷﻛﺒﺮ اﻟﺬي ﻣﻸك وﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ رواﻳﺘﻚ. »أوراق ﻣﻴﺖ« رواﻳﺔ ﻣﻤﺪوح ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر ،ﺻﺪرت ﻣﺆﺧﺮا ﻋﻦ دار ﺗﻨﺢ إﻟﻰ ﻫﺬا ،وﻻ ذاك ،وﻫﻲ إذ ﺗﺘﻨﺎول ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ »ﺳﺎوﻧﺪ« ﻟﻢ ُ دﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺼﺮي؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺪور أﺣﺪاﺛﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺛﻮرة ﻳﻮﻟﻴﻮ 1952وﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﻜﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﻻ ﺗﻨﺤﺖ رﻣ ًﺰا ﺗﻠﻤﺢ ﺑﻪ ﻣﻦ دون ﺗﺼﺮﻳﺢ ،وﻻ ﺗﺮﺳﻢ ﺧﻄﻮﻃًﺎ ﺗﻘﻮد اﻟﻘﺎرئ ﻗﻴﺎدة اﻷﻋﻤﻰ إﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻗﺼﺪﻫﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر ﻗﺼ ًﺪا ،ﺑﻞ ﺗﻀﺮب ﻓﻲ ﺟﺬور اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺼﺮي ﻓﻲ ﻓﺘﺮة دﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﺿﺮﺑًﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺗﻬﺎ وﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺰج اﻟﻐﺮاﺋﺒﻲ واﻟﺨﺮاﻓﻲ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻌﻲ ،واﺳﺘﺤﻀﺎر اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﻜﻞ ﺣﻤﻮﻻﺗﻪ ﻓﻲ أﺻﻌﺐ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ. »أوراق ﻣﻴﺖ« ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﺒﺴﻄﺎء واﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،وﻛﻴﻒ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﻛﺒﺮى ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ،ﻟﻠﺪرﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪون ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻴﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺮف واﻟﺮﺟﻮﻟﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ..إﻟﺦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر ﻳﻤﺰج ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﺑﺄﺣﻼم اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ. ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﺮواﻳﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؛ إذ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﺤﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﻣﻮﺿﻮ ًﻋﺎ ﻟﻬﺎ ﻟﺘﺒﺮز ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺮؤى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺬي أﺣﺪﺛﺘﻪ ﺛﻮرة ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺼﺮي ،وإﻟﻰ
106
»أوراق ﻣﻴﺖ« ﻧﺒﺶ اﻟﻤﺎﺿﻲ ً ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺟﺬور اﻟﺘﺤﻮل
أي ﻣﺪى أﺛﺮت ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺘﻪ وﺧﻠﺨﻠﺖ ﺛﻮاﺑﺘﻪ؛ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ. اﻟﺮواﻳﺔ ﺗﺆرخ ﻟﺴﻴﺮة »ﺻﺒﺤﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ« ﺻﺪﻳﻖ اﻟﺮاوي ،اﻟﺬي ﻋﻬﺪ إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺄوراﻗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ أﻣﺎﻧﺔ وﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش اﻟﻤﻮت، ﻟﻴﻜﻦ ذﻟﻚ إﻋﻼﻧًﺎ ﺿﻤﻨﻴًﺎ ﻣﻦ »ﺻﺒﺤﻲ /ﺑﻄﻞ اﻟﺮواﻳﺔ« ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻪ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺳﻴﺮﺗﻪ .ﻓﻘﻂ ،ﻧﻈﺮ ﻟﻠﺮاوي ﻧﻈﺮة أﺧﻴﺮة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺪه ﺗﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﻪ ﻓﻲ ﻗﻮة ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺻﻴﻞ اﻟﻤﻌﻨﻰ ،وﻋﻨﺎﻳﺔ اﺧﺘﻴﺎر ﺻﺒﺤﻲ ﻟﻠﺮاوي ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ دﻻﻟﺔ ﺗﺤﻴﻞ إﻟﻰ َﻣﻦ ﻳﻜﻮن اﻟﻤﺨ ﱠﻮل ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻨﺎسَ ،ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻤﻮم ﺑﻘﻀﺎﻳﺎﻫﻢ وﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﻟﻴﺨﻔﺖ دور اﻟﺮاوي ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ ،ﺑﻞ ﻳﺘﻼﺷﻰ ﻋﻦ اﻷﺣﺪاث ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ ،ﻳﺨﻠﻊ ﻋﻨﻪ رداء اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﻴﻈﻞ ﻣﺠﺮد ﺳﺎرد ﻟﺤﻴﺎة ﺻﺒﺤﻲ ﻳﺘﻠﺒﺲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ ،وﻛﺄن ﺿﻤﻴﺮ اﻟﻐﺎﺋﺐ )ﻫﻮ( ﻳﺤﻞ ﻣﺤﻞ ﺿﻤﻴﺮ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ )أﻧﺎ( ﻓﻼ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺠﺰم أو اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮاوي /اﻟﺴﺎرد وﺑﻄﻠﻪ /ﺻﺒﺤﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ. »أوراق ﻣﻴﺖ« ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻧﻘﺎط ارﺗﻜﺎز ،ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻣﻔﺠ ًﺮا ﻟﻌﺪة دﻻﻻت ﺗﺄﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﺘﻌﺪد ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ زواﻳﺎ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻤﻔﺴﺮة واﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﺘﺄوﻳﻞ، وﻫﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻤﻮروث اﻟﻤﺘﺠﺬر ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻳﺼﻌﺐ ﺣﻠﺤﻠﺘﻪ أو ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ .إن ﻋﻼﻗﺔ ﺻﺒﺤﻲ ﺑﻮاﻟﺪه
واﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺗﺰال ﺗﺼﺪر إﻟﻰ اﻟﻴﻮمُ ،ﻣﺬﻛّﺮة ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻋﻼت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﺘﺠﺔ ،ﻟﻢ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﺗﺄﻟّﻘﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺼﺮي وﺣﺪه، ﺑﻞ اﻣﺘﺪت ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ .وﻗﺒﻞ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ »اﻟﻬﻼل« ،ﻛﺎن زﻳﺪان وﻟﺴﻨﻮات ﺷﺒﻪ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻣﺪﻳ ًﺮا ﻟﻤﺠﻠﺔ »اﻟﻤﻘﺘﻄﻒ« اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ؛ وﻗﺪ اﻧﺒﺮى ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ )أو ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ..ﻻ واﻟﻘﺺ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﻺﺳﻬﺎم ﻓﺮق( ﻟﻠﺒﺤﺚ واﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ّ ﻓﻲ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻬﻀﺔ ﻣﺼﺮ واﻟﻌﺮب ،وﺗﺜﺒﻴﺖ ﻣﻮﻗﻊ اﻷﻣﺔ اﻟﺤﻀﺎري ﻛﻜﻞ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻢ اﻟﺤﻴّﺔ. وﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان اﻟﺬي وﻟﺪ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﺗﺪﻋﻰ »اﻟﻨﻔّﺎﺧ ّﻴﺔ« ،وﻏﺎدرﻫﺎ ﻣﻊ أﻫﻠﻪ اﻟﻔﻘﺮاء إﻟﻰ ﺑﻴﺮوت، ﻟﻴﺸﺘﻐﻞ ﻻﺣﻘًﺎ ﻣﻊ واﻟﺪه ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻌﻢ اﻟﺬي ّأﺳﺴﻪ اﻟﻮاﻟﺪ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺒﺮج )وﺳﻂ ﺑﻴﺮوت( ،ﺛﻢ ﻟﻴﺪرس اﻟﻄﺐ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ،وﻳُﻄﺮد ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺒﻞ إﻛﻤﺎﻟﻪ دراﺳﺘﻪ ،ﺑﺪاﻋﻲ اﻧﺘﺼﺎره ﻟﺤﺮﻳﺔ أﺳﺘﺎذ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ،ﻛﺎن ﻣﻨﺎﻛﻔًﺎ ﻟﻺدارة وﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺠﺪ أﻣﺎﻣﻪ ﻏﻴﺮ أرض اﻟﻜﻨﺎﻧﺔ :ﻣﺼﺮ ،ﻋﻨﻮاﻧًﺎ ﻟﻮﺟﻬﺘﻪ وإﻗﺎﻣﺘﻪ وﺗﻮﻃ ّﻨﻪ اﻟﺪاﺋﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺤ ّﻮﻟﻪ ﻻﺣﻘﺎّ إﻟﻰ رﺟﻞ ﻧﻬﻀﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ واﺛﻘﺔ )ﺑﻨﻜﻬﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ – ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ( ،وﻻﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﺼﺮاﻓﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ وﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻷدب واﻟﻠﻐﺔ واﻟﻨﻘﺪ ،ﻛﺎﺷﻔًﺎ ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻮﻋﻴّﺔ ﻓﺬّة ،وﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻣﺘﺠﺎوزة ،ﺷﻐﻮﻓﺔ ﺑﺈﻋﻄﺎء ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺗﻨﻄﻠﻖ دو ًﻣﺎ ﻣﻦ ﻫﺎﺟﺲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻮت اﻟﺤﻀﺎري اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﺮون. وﻣﻊ أﻧﻪ رﺣﻞ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﻌ ّﺪ ﺳ ّﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ،إﻻّ أن ﻣﺎ ﺧﻠّﻔﻪ ﻣﻦ ﻧﺘﺎج أدﺑﻲ وﻣﻌﺮﻓﻲ ﻏﺰﻳﺮ ،ﺑﺎت، ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻣﺤ ّﻂ اﻫﺘﻤﺎم اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ دارﺳﻴﻪ ،وﻗﺮاﺋﻪ، وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﺠﻬﺔ ﻋﺠﺰ أﻗﺮاﻧﻪ ،ﻣﻦ أدﺑﺎء ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف أﺟﻴﺎﻟﻬﻢ، ً وﻣﺆرﺧﻴﻦ ،ﻋﻦ »اﻟﻨﺴﺞ« ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮاﻟﻪ ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻗُﻴّﺾ ﻟﻠﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﺠﺴﺪ أن ﻳﻌﻴﺶ 150ﺳﻨﺔ .وﻣﻌﻨﻰ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺬي ﻧﻘﺼﺪه ﻫﻨﺎ ،إﻧﻤﺎ ّ ﻓﻲ أﺳﻠﻮب ﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻫﻮ أﺳﻠﻮب اﻟﻤﻘﺪرة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻀﺎف إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ،ﻣﻌﻄﻮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻼ -ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﻠﻤﺲ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .ﻓﺄﻧﺖ – ﻛﻘﺎرىء ً ﻓﻲ رواﻳﺎﺗﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ وﻏﻴﺮ اﻹﺷﺮاق .واﻷﻫﻢ ﺑﻌﺪ ،أﻧﻪ ﺣ ّﻮل اﻟﻘﺺ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ إﻟﻰ ﺧﺒﺰ ﻳﻮﻣﻲ ،وﻗﻤﺎش ﺷﻌﺒﻲ ﻳﻠﺒﺴﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ .وﻻ ّ ﻏﺮو ،ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻞ ﺑﻘﺼﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﻤﺲ اﻟﻔﺮوق ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وأﺧﺮج اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ) ﻟﺪى ﻗﺮاﺋﻪ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ( ﻣﻦ ﻛﻬﻮف اﻟﺨﻮف واﻟﺘﻘﻴّﺔ واﻹزدواﺟﻴﺔ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ. إن ﻣﺠﺎراة اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﺷ ّﺪﻩ إﻟﻰ ﻗﺮاءة ﻣﻤﺘﻌﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺨﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان ،ﺷﺄن ُﻣﻬ ٌﻢ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺣﻴﻮﻳﺔ وﻟﻤﻌﺎﻧًﺎ .ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﺳﺘﺸﻔﺎف
ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻜﺜﻒ ﻟﻠﺴﺒﺒ ّﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﺤﺎﺿﺮ ،وﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻳﻜﺴﺮ ﻓﻲ ﻧﻬﺠﻪ اﻟﺠﺪران اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮدﻳﺔ واﻟﻜﻠﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻄﻊ أﻳﻀً ﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﻈﻮر اﻟﻔﻮﺿﻮي واﻹﻧﺘﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ. ﻣﻘﻄﻊ اﻟﻘﻮل ،ﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان ﻻ ﻳﻤﻜﻦ إدراﻛﻪ إﻻّ ﺑﻮﺳﺎﺋﻄﻪ ﻫﻮ ..ﻫﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ،وﺑﺠﺪارة ،ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻋﻄﺎء دﻓﻌﺎت ﻣﻨﻌﺸﺔ ﻟﻤﺸﺮوﻋﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻷدﺑﻲ ﻓﻲ آن ﻣ ًﻌﺎ .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺮاه ،وﻗﺪ ﺗﺤ ّﻮل ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ،إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺔ رواﺋﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻨﻬﺎ ،أو ﺑﺎﻷﺣﺮى ﻃﻠﻊ ﻣﻦ رﺣﻤﻬﺎ ،ﻧﻔ ُﺮ ﻣﻦ ﻛﺘّﺎب رواﻳﺔ ﻋﺮب ﺟﺪد وﻣﺠ ّﺪدون ،ﻳﺘﺼ ّﺪرﻫﻢ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ أﻣﻴﻦ ﻣﻌﻠﻮف ﺻﺎﺣﺐ»ﻟﻴﻮن اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ« ،و»ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ« ،و»ﺣﺪاﺋﻖ اﻟﻨﻮر« ،و»ﺻﺨﺮة ﻃﺎﻧﻴﻮس«، و»ﺳﻼﻟﻢ اﻟﺸﺮق«...إﻟﺦ .واﻟﺬي اﻧﺸﻖ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﺮوﺑﻴﺔ ﺣﻀﺎرﻳﺔ ،ﻻ ﺗﻠّﻔﻬﺎ اﻧﻄﻮاﺋﻴﺔ ،وﻻ ﺗﻘ ّﻴﺪﻫﺎ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ ،وﻻ ﻳﻌﻮﻗﻬﺎ ﻋﺎﺋﻖ أﻣﺎم اﻟﻨﺒﺶ ﻓﻲ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﻮﺳﻴﻂ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ،وإﻇﻬﺎره ﺑﺼﻮرة ﻃﻠﻴﻌﻴﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮة ،ﺗﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﻦ اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻹﺑﺪاﻋﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺸﺮوﻃﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻤﺒﺘﻜﺮة ،وﻣﺎ ﻳﻨ ّﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻠﻮرة ﻷﻧﺴﺎق أدﺑﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ وﺷﺮﻗﻴﺔ ،ﻛﻠّﻬﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ رﺳﻢ اﻓﺘﺮاﺿﻲ ﻟﻌﺎﻟﻢٍ ُﻣﺸﺘﻬﻰ، ﻣﻦ رﺣﻢ ﻋﺎﻟﻢ ﻓﺎت ،وﻇﻨﻨﺎ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻌﻮد. وﺣﺴ ًﻨﺎ ﻓﻌﻠﺖ اﻟﻘﺎﻫﺮة وﺑﻴﺮوت ﻓﻲ اﻻﺣﺘﻔﺎء اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻤﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮى اﻟﻤﺎﺋﺔ ﻟﺮﺣﻴﻞ ﻫﺬه »اﻟﻘﺎرة اﻷدﺑ ّﻴﺔ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ« اﻟﺘﻲ اﺳﻤﻬﺎ ﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان ،اﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ أن إﺣﻴﺎء ذﻛﺮى إﻧﺴﺎن ﻋﻈﻴﻢ ﻫﻮ، ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،اﺣﺘﻔﺎء ﺑﻮﻻدﺗﻪ اﻟﻤﺘﺠ ّﺪدة ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار *ﺷﺎﻋﺮ وﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن
ﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
105
ﻗﻠﺐ اﻟﻜﻼم
ﻗﺎرّة أدﺑ ّﻴﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ اﺳﻤﻬﺎ ﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان ﺑﺤﻠﻮل ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ اﻟﻔﺎﺋﺖ ،ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻣ ّﺮ ﻗﺮن ﻋﻠﻰ رﺣﻴﻞ راﺋﺪ اﻟﺴﺮد اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،اﻟﺮواﺋﻲ واﻟﻤﺆرخ واﻟﻠﻐﻮي واﻹﻋﻼﻣﻲ ﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان ) .(1914 – 1861ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻼق اﻟﺬي اﻋﺘﺒﺮه ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ »أﺳﺘﺎذﻧﺎ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ﻓﻲ ﻓﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﻋﻠّﻤﻨﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ، وأﺣﺒﺒﻨﺎ ﻣﺒﺎدﻫﺘﻪ وﺟﺮأﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻚ اﻟﺤﺪث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وإﻧﺰاﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ رواﺋﻲ ﻣﻤﺘﻊ وﺳﻬﻞ اﻟﺘﻨﺎول«. ﻛﻤﺎ رﺛﺎه ﻛﺒﺎر ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﺮب اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ وﺧﻠﻴﻞ ﻣﻄﺮان وﺣﺎﻓﻆ إﺑﺮاﻫﻴﻢ وإﻳﻠﻴﺎ أﺑﻮﻣﺎﺿﻲ .وﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺷﻮﻗﻲ ﻓﻴﻪ: ﻗﺪ أﻛﻤﻞ اﻟﻠﻪ ذ ّﻳﺎك اﻟــــــﻬﻼل ﻟﻨﺎ ﻧﻘﺼﺎ ﺑﻌﺪ إﻛﻤﺎل ﻓـﻼ رأى اﻟـــــــﺪﻫﺮ ً وﺿﻌﺖ ﺧﻴﺮ رواﻳﺎت اﻟﺤﻴﺎة ،ﻓﻀـﻊ رواﻳﺔ اﻟﻤﻮت ﻓﻲ أﺳﻠﻮﺑﻬﺎ اﻟــــــﻌﺎﻟﻲ ﻫﻀﺎب ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻦ ﻣﻨﻌﺎﺗﻚ اﺿﻄﺮﺑﺖ ﻛﺄن ﻟــــــــﺒﻨﺎن ﻣــﺮﻣﻲ ﺑــــــــــﺰﻟﺰال ﻛﺬﻟﻚ اﻷرض ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻘﺪ ﻋــــــﺎﻟﻤﻬﺎ ﻛﺎﻷم ﺗﺒـــﻜﻲ ذﻫﺎب اﻟــﻨﺎﻓﻊ اﻟﻐﺎﻟﻲ ﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان ،ﻫﺬا اﻟﻤﺴﻴﺤﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺠﻠﻴﻞ ،اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻪ، اﻹﺑﺪاﻋﻲ اﻟﻐﺰﻳﺮ ،ﻛﺎن ﺻﺪﻳﻘًﺎ ﻣﻤﺘﺎزًا ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ، وﺗﺮاﺛﻪ ّ وﻣﺒﺴﻄًﺎ ﻟﻤﺠﻤﻞ أﺣﺪاث ﺎ ﺣ ﺷﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.. – اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺤﻀﺎرة ّ ً ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ وﺗﻤﺮﺣﻼﺗﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ .ﻓﻤﻦ ﺧﻼل ﺳﻠﺴﻠﺔ رواﻳﺎﺗﻪ اﻟﻤﻌﻨﻮﻧﺔ: »رواﻳﺎت ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼم« ،ﺗﻘ ّﺮﺑﺖ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻫﻮﻳّﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ،وﺗﺮاﺛﻬﺎ اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،وﺗﻮاﺻﻠﺖ ﻣﻌﻪ ،وﻟﻮ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ،ﻋﺒﺮ ﻣﺨﻴﺎل ﻳُﺤﻠّﻖ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ إﻟﻰ ﻋﻮاﻟﻢ ﺷﺒﻪ أﺳﻄﻮرﻳﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻇﻠّﺖ ،وﺗﻈﻞ ،واﺿﺤﺔ ﺗﻘﺼﺪ زﻳﺪان ﺗﻠﻚ »اﻟﺤﻴﻠﺔ اﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ«، اﻟﺨﻄﺎب واﻟﺪﻻﻻت .وﻟﻘﺪ ّ ﺣﻴﻦ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻪ اﻟﻀﺨﻢ» :ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻤﺪن اﻹﺳﻼﻣﻲ« )ﺧﻤﺴﺔ أﺟﺰاء(«:إن ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺼﺮف ﺗﺜﻘﻞ
104
أﺣﻤﺪ ﻓﺮﺣﺎت@
وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ،واﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﺰال ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻘﺮاء، ً ﻃﻮر اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ،ﻓﻼ ﺑ ّﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻴﺎل ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،ﺑﻤﺎ ﻳُﺮﻏّﺐ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻘﺮاءة ،واﻟﺮواﻳﺎت أﻓﻀﻞ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻐﺎﻳﺔ«. ﻣﻦ أﺑﺮز رواﻳﺎت ﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻠﻬﻤﺖ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼم ،وﻫﻲ ﺑﺤﺪود اﻟـ 23رواﻳﺔ» :ﻓﺘﺎة ﻏﺴﺎن ،«-1ﻓﺘﺎة ﻏﺴﺎن «-2؛ واﻟﺮواﻳﺘﺎن ﺗﺸﺮﺣﺎن ﻗﺼﺔ ﻇﻬﻮر اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ ،ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻬﺎ وﺣﺘﻰ ﻓﺘﻮﺣﺎت اﻟﻌﺮاق واﻟﺸﺎم .رواﻳﺔ »أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ« ،وﻫﻲ ﺗﺴﺮد ﻗﺼﺔ ﻓﺘﺢ ﻣﺼﺮ ﺑﻘﻴﺎدة ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص .رواﻳﺔ » ﻋﺬراء ﻗﺮﻳﺶ« ،وﺗﺘﻨﺎول ﻣﻘﺘﻞ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن ،وﺧﻼﻓﺔ اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ،وﻇﻬﻮر اﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،اﻟﺘﻲ أودت إﻟﻰ واﻗﻌﺘﻲ اﻟﺠﻤﻞ وﺻﻔﻴﻦ .رواﻳﺔ »ﻓﺘﺢ اﻷﻧﺪﻟﺲ« ،وﺗﺨﻮض ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺘﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺑﻌﺪه ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻃﺎرق ﺑﻦ زﻳﺎد .رواﻳﺔ »اﺳﺘﺒﺪاد اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ« ،وﺗﺼﻒ أﺣﻮال ﻣﺼﺮ وﺳﻮرﻳﺔ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﻔﺎﺋﺖ وﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻚ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،وﻣﻦ ﻋﺎﺻﺮه ﻣﻦ ﻣﻤﺎﻟﻴﻚ ﻣﺼﺮ ،وأﻣﺮاء ﺑﻼد اﻟﺸﺎم ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮب اﻟﺮوﺳﻴﺔ – اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ. ﻫﻜﺬا ،ﻓﺎﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻴﻬﺎ زﻳﺪان ﻣﻦ ﺳﺮد رواﻳﺎﺗﻪ، ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ أدﺑﻴﺔ ،واﻟﻬﺪف دو ًﻣﺎ ،ﺗﺬﻛﻴﺮ اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻤﺎﺿﻴﻬﻢ اﻷﻧﻮاري اﻟﻌﺮﻳﻖ ،وﺗﺤﺮﻳﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺣﺎﺿﺮﻫﻢ ،وﺗﺪﺑّﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ،اﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﻀﻮء اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ، واﺷﺘﺪاد اﻟﺤﻀﻮر اﻷﻧﻤﻮذﺟﻲ ﻓﻴﻬﺎ. ﻛﺎن ﻋﺼﺮ ﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان ﻋﺼﺮ اﻹﻧﺪﻓﺎﻋﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ، ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻻﺷﺘﻐﺎل ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺚ اﻟﺘﺮاث ،وﺗﺴﻴﻴﺪ رﻣﻮز اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﻤﻀﻲء ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮ اﻟﺒﺎﻫﺖ اﻟﻤﺘﺮاﺟﻊ ،واﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ دورﻫﺎ اﻟﺠﻮﻫﺮي ﺟﻬﺪ اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع .وﻛﺎن ﻫﻮ ذاك اﻟﻤﺸﺮﻗﻲ اﻟﻨﻬﻀﻮي اﻟﻬﺎرب ﻣﻦ اﻟﺠﻮر اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ،ﻳﺮى ﻧﻔﺴﻪ وﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ،ﻣﻤﺘ ًﺪا ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺑﻼده اﻟﻮاﺳﻌﺔُ ،ﻣﺨ ّﻮﺿً ﺎ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻼﺗﻬﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وأﺳﺌﻠﺔ ﺗﺤ ّﺪﻳﺎﺗﻬﺎ اﻟﻨﻬﻀﻮﻳﺔ ﻛﺎﻓﺔ .وﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن إﺻﺮاره ﻗﻮﻳًﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺆﺳﺲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻬﻼل« ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،1892
ﺧﻮاﻃﺮ ﺷﺎﻋﺮ
ﺳﻲ اﻟﺴﻴﺪ »ﻋﻤﺮان« ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺮواﺋﻲ ﺳﻌﺪ اﻟﻘﺮش ﻣﺰاج أن ﻳﻜﺘﺐ ،وﻟﻨﺎ ﻣﺰاج أن ﻧﻘﺮأ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﻗﺮاءة رواﻳﺔ )أول اﻟﻨﻬﺎر( ﺗﻜﺘﺸﻒ روﺣﺎً راﺋﻘﺔ ﻓﻲ روﺣﻚ ،روﺣﺎً ﻻ ﺗﻨﻲ ﺗﻘﻮل إن ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻗﻴﺔ ،ﻣﺼﺮ اﻟﺤﻨﺎن ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻤ ّﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻌﻠَﻖ ﺑﻪ ﺷﻲ ٌء ﻣﻦ »ﺣﺘﻰ« ،وﻋﻠﻴﻪ وأول اﻟﻀﻤﻴﺮّ ، اﻟﻌﻮدة ﻟﻴﺮﺷﺪه »ﻋﻤ ٌﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻘﺎء واﻟﻔﺮاق ،إﻟﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﺳﻜّﺮ ،ﻳﻄﺮب ﻟﻬﺎ وﻫﻮ ﻳَﻘ ُﺮﺷﻬﺎ ،ﻛﻤﻦ ﻳﻘﻮل :أﺣﺘﺎج إﻟﻰ ﺣﻜﻤﺘﻚ«) .أول اﻟﻨﻬﺎر(، ﺗﺼﻔّﻲ ﺑﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﻔﻦ اﻟﻤﺘﺎﻋﺐ وﻋﺬاﺑﺎت اﻟﻤﺜﺎﻟﺐ ،ﻟﺘﻮدي ﺑﻚ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻧﻮع ﻣﻦ »اﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺴﻴﺔ« ،ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﺗﻜﺎﺛﺮ اﻟﻤﻮت ﻓﻲ ّ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺔ. اﻟﺰﻣﺎن ،ﻣﺼﺮ ﻓﺘﺮة اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ،ﻗﺒﻞ ﻫﺠﻤﺔ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ،ﺗﻌﻴﺸﻪ اﻟﻌﻤﻮدي ﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ،ﻟﻜﺄن اﻟﻜﺎﺗﺐ وﻟﺪ ﻫﻨﺎك ،وﻋﺎش ﻣﻊ اﻟﺒﻄﻞ ّ ّ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻣﻦ ﺑﺪء ﺗﺄﺳﻴﺲ »ﻋﻤﺮان« )وﻇﻠّﻪ »ﺣﻠﻴﻤﺔ«( ّ ﻗﺮﻳﺔ »أوزﻳﺮ« )ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻮﺗﻰ ﻓﻲ اﻷﺳﻄﻮرة اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ( ،ﺑﻌﺪ اﻟﻔﻴﻀﺎن ،ﻓﻲ ﺿﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻟﺘﺎ .وﻳﺸﺮع ﻋﻤﺮان ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮان ،ﻛﺄﻧﻪ آدم ﺟﺪﻳﺪ ،ﻓﻲ ﺑﺪء ﺣﻴﺎة ﻛﻠﻬﺎ ﻛﻔﺎﻟﺔ وﻋﺪل ،ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻮت ﻓﻲ ﻋﻨﻔﻮاﻧﻪ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﺒﺪأ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﺮح ﺑﺄوﻻده ،ﺛﻢ أﺣﻔﺎده ،واﺣﺪا ً ﺗﻠﻮ آﺧﺮ ،ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﻞ أو إﺑﻄﺎء. ﺣﺪﻳﺪي ،ﻳﻜﺴﺮه اﻟﺰﻣﺎن ،وﻫﻮ ﻻ ﻳﻨﻜﺴﺮ ،ﻳﻄﺤﻨﻪ ﺑﻄﻞ ﻋﻤﺮان ،ﻫﻨﺎٌ ، ّ اﻷﻣﺎن وﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻻ ﻳﺨﻮن اﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻳﺘﻔ ّﺮج ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﺰم وﻛﻠّﻪ أﻣﻞ أن ﻳﺒﺪأ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻊ ُﺣﻠﻢ ﺟﺪﻳﺪ ،إﻟﻰ أن ﻳﻀﺮب اﻟﻤﻮت ﺛﺎﻧﻴﺔً، ﻟﻴﺴ ّﻮﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ ﻛﻘﺮص اﻟﻌﺠﻴﻦ .اﺑﻨﻪ ﻣﺒﺮوك ﻳﻤﻮت ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ُﻋﺮﺳﻪ، ﺗﺎرﻛﺎً ﻫﻨﺪ ،ﺗﺤﺖ ﻗﻮس اﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﻟﻤﺮة واﺣﺪة وإﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ﺗﻨﺠﺐ ﺗﻮءﻣﺎً :ﻋﺎﻣﺮ وﺳﺎﻟﻢ ،ﺳﺎﻟﻢ ﻳﺘﺰ ّوج ﻣﺮﻳﻢ ،وﻛﺎﻟﻌﺎدة ﻳﺨﺮج ﺻﺒﺎح اﻟﻌﺮس ﻟﻴﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺧﻴﻪ اﻟﺬي اﺧﺘﻔﻰ ،وﻗﺪ ﻛﺎن ﻋﺎﻣﺮ ﻣﻮﺛﻘﺎً اﻧﺘﻘﺎﻣﺎً اﻟﺤﺎج ﻋﻤﺮان اﻟﺬي أﻧﻬﻰ ﺳﻄﻮة ﻓﺮﻗﺔ ﺑﺎﻏﻴﺔ ،وﻳﺬﻫﺐ ﺳﺎﻟﻢ ّ ﻟﻔﻚ ﻣﻦ ّ ﻗﻴﺪ أﺧﻴﻪ ،ﻓ ُﻴﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﺗ ّﻮﻩ ،وﺗﻌ ّﺪد) :ﺷﺒﺎﺑﻚ زﻳﻦ وأﻧﺖ زﻳﻦ ،ﻟﻮﻻ
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻴﺪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ@
ﺷﺒﺎﺑﻚ ﻣﺎ ﺑﻜﺖ ﻟﻲ ﻋﻴﻦ(. ﻫﻨﺪ ،أﻳﻘﻮﻧﺔ اﻟﺮواﻳﺔ ،اﺑﻨﺔ ﻋﺒﺪ ،ﻳﻤﻮت أﺑﻮﻫﺎ ﻓﺠﺄة ،ﻳﻤﻮت زوﺟﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺮﺳﻪ ،وﻳﻤﻮت اﺑﻨﻬﺎ ﺻﺒﺎح ﻋﺮﺳﻪ ،وﻳﺸﺮد اﺑﻨﻬﺎ اﻵﺧﺮ ،ﻋﺎﻣﺮ ،ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻠﻪ ،ﻻ ﻳﻌﺮف ﺑﻤﺴﺘﻘﺮه أﺣﺪ .ﺑﻌﺪ ﺑﺤﺚ ﻃﺎل ،ﻳﻌﻮد ﻋﺎﻣﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة ﻋﺎﺷﻬﺎ ﻛﺎﻟﺪروﻳﺶ ،ﺻﻮﻓﻴﺎً ﻣﺒﺎرﻛﺎً وﻟﻌﻮﺑﺎً ﻣﻊ اﻟﻨﺴﺎء ،ﻓﻴﺘﺰ ّوج ﻣﻦ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻗﺒﻠﻤﺎ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻌﻮدﺗﻪ أﺣﺪ ،ﻓﺘﻐﻀﺐ ﻫﻨﺪ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ وﻻ ﺷﻲء ﻣﻌﺎً .ﺗﻤﻮت ﺗﺬﻋﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻓﻬﻲ ّ ﺣﻠﻴﻤﺔ ،وﻳﻤﻮت ﻋﻤﺮان ،وﺗﻤﻮت زوﺟﺔ ﻋﺎﻣﺮ ،ﻟﻴﺘﺰ ّوج ﻏﺮﻳﺒﺔ ،ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ، وﻳﻌﻴﺶ ﻟﺬّة ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﻗﺪ ﻳﺘﺸﺎﺑﻪ ﻋﻤﺮان ،ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،ﻣﻊ ﺳﻲ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﻄﻞ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﻣﺤﻔﻮظ، ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﻗﻴﻢ ﻓﺎت أواﻧﻬﺎ ،وﻳﻌﺸﻖ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ ﺣﺪب ﻣﻦ دون إﻓﺮاط وﻻ ﺟﻠﺒﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺤﻔﻮظ ﻻ ﻳﺒﺪأ ﺑﺒﻄﻠﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎً ،أﻣﺎ ﺳﻌﺪ اﻟﻘﺮش ﻓﻴﺒﺪأ ﺑﺒﻄﻠﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎً ،ﺿﻤﻦ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﻣﺜﻠﻪ )أول اﻟﻨﻬﺎر ،ﻟﻴﻞ أوزﻳﺮ، ﻣﺪﻳﻨﻲ ،ﻋﺎﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻦ رﺑﻊ أﻟﻔﻴﺔ رﻳﻔﻲ ﻻ ّ وﺷﻢ وﺣﻴﺪ( ،ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺎﻟﻢ ّ ﻣﻀﺖ ،ﻳﺪﺧﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻣﻦ وﺣﻲ ﻣﺨﻴﺎﻟﻪ ،ﻟﻜﺄﻧﻪ ﻋﺎش ﻓﻴﻪ ،وﺧﺒﺮه، ﻛﻞ ﺷﺠﺮة وﻟﻮن. ﻣﻊ ﺷُ ّﺢ اﻟﻤﺼﺎدر ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﺄﻟّﻖ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻧﺒﻴﺬه ﻣﻦ ّ ﺧﻴﻄﻲ ﻻ ﻳﻘ ّﺪم وﻻ ﻗﺪ ﺗﺮى ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ ﻧﻤﻄﺎً ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺎً ﺣﻴﺚ اﻟﺰﻣﺎن ّ ﻳﺆﺧّﺮ ،واﻟﺒﻄﻞ أوﺣﺪ ،ﻳﺘﻨﺎﺳﻞ ﻣﻦ أﺣﺪ إﻟﻰ آﺧﺮ ،واﻟﻤﻮت ﻣﺒﺜﻮث ﻛﻞ رﻛﻦ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺸ ّﺪ اﻟﺮواﻳﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻫﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ّ ﺗﺤﺲ أﻧﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺴﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻃﺮاوة وﻟﻴﻦ ،ﻛﺄﻧﻚ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ وﺗﻨﻄﻘﻬﺎ ،ﻓﻼ ّ ٍ ﺗﺤﺲ ﺑﻬﺎ ﺑﻄﻼً وﻫﻲ ﻻ ﻣﺎض ،ﺑﻞ ﻫﻲ أﻧﺖ ،اﻟﻠﻐﺔ ﻫﻨﺎ ﺻﻨﻢ ﺳﺎﺋﻞّ ، ﻛﻞ ﺳﻄﺮ ،اﻟﻠﻐﺔ ﺛﺮي ﻓﻲ ّ ﺗﺤﺲ ﺑﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻣﻊ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ ّ ﺑﻄﻞّ ، ﻋﻨﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﻜﺪﻣﺎت واﻟﻠﻌﻨﺎت ،وﺳﻂ ﺷﺠﺮة اﻷﻟﻢ ،واﻷﻟﻢ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ أول اﻟﺴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺣﻨﺎن اﻟﺒﻼد *ﺷﺎﻋﺮ وﻣﺘﺮﺟﻢ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
103
ĸŕŀ žŹİ Ęſ ƁũŔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺠﻤﺮي اﻟﻌﻤﻴﻤﻲ*
ﻋـــﻠـــﻲ ﻳـــــﺎ ﺧــــــﻮي ﻻ ﺗـــﻌـــﺰف ﻗــــﻠــــﺒــــﻲ داﻳـــــــــــﻢ ﻳــــﺮﺟــــﻒ وﻟـــــــﻮ ﺑـــﺴـــﺒـــﺢ وﻟـــــــﻮ ﻳـــﻨـــﺰف واﺷــــــــﻮف اﻟــــﺨــــﻞ ﻣــــﺎ ﻳــﻨــﺼــﻒ وﻳـــــــــﻮم اواﻋــــــــــــﺪه ﻳــﺨــﻠــﻒ وﻳـــــــــﻮم اﻋـــــﺎﺗـــــﺒـــــﻪ ﻳــﺤــﻠــﻒ وﻟـــﺒـــﻤـــﺼـــﻨـــﺤـــﻲ وﻟــﺒــﻤــﻨــﻜــﻒ ﻋــــﻴــــﻮﻧــــﻪ ﻳـــﺎﻟـــﻠـــﺨـــﻮ ﺗــﺘــﻠــﻒ وﺧــــــــــــﺪه ﻻﻣــــــــــﻊ وﻓـــــــﺮف وﺻـــــــــﺪره ﻣـــﻠـــﺤـــﺮﻳـــﺮ اﺗـــــﺮف وﺧــــــﺼــــــﺮه ﻧـــــﺎﺣـــــﻞ وﻫـــﻴـــﻒ أﻳــــﻠــــﻲ ﻣـــــﻦ ﻣـــــﺮ ﻳــﺘــﻐــﺮﻳــﻒ وﻧــــــــﺎ ﺑــــــﺎﻣــــــﻮت وﺗـــﺤـــﺴـــﻒ ودﻣــــــﻌــــــﻲ داﻳــــــــــﻢ ﻳــــــﺪوف وﻣــــــــﻦ ﻓــــــﺮﻗــــــﺎه ﻣــﺘــﻜــﻠــﻒ أرﻳــــــــﺪ اﻟـــــﻮﺻـــــﻞ وﺗـــﺘـــﺸـــﺮف ﻧــﺴــﻴــﺖ اﻟـــﻠـــﻲ ﻣـــﻈـــﺎ وﺳــﻠــﻒ وﻳـــﺴـــﻘـــﻴـــﻨـــﻲ ﻣـــــﻦ اﻟـــﻘـــﺮﻗـــﻒ وﻧـــــــﺎ ﻓـــﺤـــﻈـــﻮﻧـــﻪ اﺗـــﻨـــﺴـــﻒ وﻗـــــــــﻮل اﻟـــــــــﺮب ﻟـــــﻲ وﻟــــﻒ
ﺗـــــــﺬﻛـــــــﺮﻧـــــــﻲ ﺑــــﺨــــﻼﻧــــﻲ وﻛـــــﺜـــــﺮ اﻟـــــﺤـــــﺐ ﺷـــﻘـــﺎﻧـــﻲ أﻧــــــــﺎ ﻓــــﻠــــﺤــــﺐ ﻃـــﺒـــﻌـــﺎﻧـــﻲ ﺳـــــﺒـــــﺢ ﻋـــــﻨـــــﻲ وﺧـــــﻼﻧـــــﻲ وﻳـــــﺘـــــﺮﻛـــــﻨـــــﻲ وﻳــــﻨــــﺴــــﺎﻧــــﻲ ﺑــــــــﺮب اﻟــــﺒــــﻴــــﺖ ﻳــــﻬــــﻮاﻧــــﻲ وﻻ ﺑــــﻠــــﻮﺻــــﻞ ﺑــــﺮﻫــــﺎﻧــــﻲ وزﻟــــﻔــــﻪ وارد ﺟـــــــــــــــــــــــﺎﻧــﻲ ﺷـــــــــﺮا ﺑـــــــــــﺮاق ﻟــــﻤــــﺰاﻧــــﻲ وﻧــــــﻬــــــﺪه ﺷــــــــﻮب رﻣــــﺎﻧــــﻲ ﻣــــﻦ اﻻرداف ﺗــﻌـــــــــــــــــﺒــﺎﻧــﻲ ﻳــــﺸــــﺎﺑــــﻪ ﻗـــــــــﻮرة اﻟـــﺒـــﺎﻧـــﻲ وﻏـــــﻨـــــﻴـــــﻠـــــﻪ ﺑـــﻠـــﻠـــﺤـــﺎﻧـــﻲ ﻋـــﻠـــﻲ اﻟــــﻠــــﻲ ﺣـــﺒـــﻪ أﻇـــﻨـــﺎﻧـــﻲ أﻧــــــــﻮح وزادة أﺷـــﺠـــﺎﻧـــﻲ ﺑــــﻮﺻــــﻠــــﻪ ﻳــــــــﻮم ﻳـــﻨـــﺼـــﺎﻧـــﻲ وﻛـــــﻨـــــﻪ ﻓـــــﺎﻋـــــﻞ اﺣـــﺴـــﺎﻧـــﻲ وﻋـــــﻘـــــﺐ أﻳـــــﻄـــــﺢ ﻓـــﺜـــﺒـــﺎﻧـــﻲ ﻣـــــﻦ اﻻﻃــــــﻴــــــﺎب ﺳـــﻜـــﺮاﻧـــﻲ ﻣـــﺼـــﺨـــﺮ ﻫــــــــﻮه ﺳـــﺒـــﺤـــﺎﻧـــﻲ
*ﻣﻦ دﻳﻮان اﻟﺸﺎﻋﺮ ،إﻋﺪاد وﺗﺤﻘﻴﻖ د.راﺷﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،اﺻﺪارات ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،أﺑﻮﻇﺒﻲ.
102
ﻧﺎﻃﻘﺎً ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء واﻟﺸﻌﺮاء ،وﻳﺪﺧﻞ اﻟﻤﺪن وﻳﺮﺗﺎد اﻟﺼﺤﺮاء، وﻳﺘﺠ ﱠﻮل ﻓﻲ اﻟﺴﻮاﺣﻞ؟ّ وﻛﻴﻒ ﻧﺠﺎ ﺷﻌﺮه وذﻛﺮه ﻣﻦ ﻏﺒﺎر ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮون اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ وﻣﻦ أﻣﻴﺘﻬﺎ وﻇﺮوﻓﻬﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ وﺗﻘﻠﺒﺎﺗﻬﺎ اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ؟! ﺗﻤﺜّﻞ ﻫﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻣﺪﺧﻼً ﺟﻮﻫﺮﻳﺎً وﻣﺮﺗﻜﺰا ً ﻗﻮﻳﺎً ﻟﻘﺮاءة اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ،اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻔﻪ أﺑﻮ ﺟﻤﻬﻮر ،واﺳﺘﻘﺮاء ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﻄﻔﺢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ وﻣﻮﻋﻈﺔ ﺳﺎرت ﺑﻬﺎ اﻟﺮﻛﺒﺎن وﺣﻔﻈﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺒﺮ اﻟﺤﻘﺐ واﻷزﻣﺎن ،وﻟﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ ﻓﺼﻠﻲ اﻟﻜﺘﺎب ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻨﺎول اﻷول ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺟﻮاﻫﺮ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ،واﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣﻜﻤﻪ. ﺟﻮاﻫﺮ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ
ﻋ ّﺮف اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻬﻞ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺎﻟﺠﻮاﻫﺮ وأﻫﻤﻴﺘﻬﺎ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﻘﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺎرت دروب اﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ﻣﻦ اﻷوﻟﻴﻦ واﻵﺧﺮﻳﻦ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺷﻌﺮا ً: ﺟﻮاﻫﺮ ﻓﻜﺮ ﻧﺴﺘﻀﻲء ﺑﻨﻮرﻫﺎ ﻓﺘﻬﺪي ﻗﻠﻮﺑﺎً ُﺣ ّﻴﺮت ﻓﻲ ﺻﺪورﻫﺎ ﺟﻮاﻫﺮ ﻟﻸﻟﺒﺎب ﻧﻮر وزﻳﻨﺔ ﺗﺒﺎﻫﻲ ﻋﻘﻮداً ﻷﻷت ﻓﻲ ﻧﺤﻮرﻫﺎ ﻧﺮاﻫﺎ ﺑﺪوراً ﻻ ﺗﻮارى ﺑﻈﻠﻤﺔ إذا أﻇﻠﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻮاري ﺑﺪورﻫﺎ ﺟﻮاﻫ ُﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﻟﻔﻬﻴﻢ اﺑﻦ ﻇﺎﻫ ٍﺮ ﺗﺠﻠﱠﺖ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺑﺄﺑﻬﻰ ﻇﻬﻮرﻫﺎ أﻧﺎرت زﻣﺎنَ اﻷ ﱠوﻟﻴ َﻦ ﺑﺤﻜﻤ ٍﺔ ْ أﻗﺒﺎس ﻧﻮرﻫﺎ وﻣﺪﱠ ت إﻟﻰ اﻵﺗﻴﻦ َ وﺗﺸﻤﻞ اﻟﺠﻮاﻫﺮ اﻟﻤﺪروﺳﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ ِ وﻫﻲ«:اﻟﺨﻄﺎم ،اﻟﺸﱡ ﱠﺒﺎن ،اﻟﺠﻤﺎﺋﻞ ،اﻟ ُﻤ ْﺒﺘﺎع ،اﻷﻣﺮ، ﻇﺎﻫﺮ 46ﺟﻮﻫﺮة، اﻟﺪراﻫﻢ ،اﻟ ﱡﺪ َوﻳْ ِﻨ ﱡﻲ ،اﻟﻜﺮام ،اﻟﺒﺨﻼء ،اﻻﺻﻄﻔﺎء ،اﻟ ِﻌﺮض ،اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻌﻮﺟﺎء ،اﻟﺪﻫﻦ اﻟﻤﺬاب ،اﻟﺸﻄﺎت ،ﺧُﻮا ِﻫﺮ ،ﻳﻮم اﻵﺧﺮة ،اﻟ َﻐﺒْ ُﻦ، اﻟﺤﻲ،ﺣﻴﺎة وﻣﻮت ،اﻷرواح ،ﺗِﺠﺎرة اﻟﺸﱠ ﺮِ ،ﻗُ ﱠﻮة اﻟﺴﻼم ،اﻟﻘﻮة َﺻ ُﻤﻮت ﱢ اﻟﺼﺪق ،اﻟﻀﱠ ﻴﻒ، واﻟ َﻌﺠﺰ ،ﺑﺼﻤﺔ اﻟﻜﻼم ،اﻟ ُﻤ َﻤ َﺎﺳﺤﺔ ،اﻟﺼﺎﺣﺐ ،ﺻﺪﻳﻖ ،ﱢ اﻟﻌﻘﺮب اﻟﻜَﺎوِي ،ﻏ ﱡَﻲ اﻟﺴﺮاب ،اﻟﻘﺼﺮ ،اﻟ ِﻔﻄﺎم ،ﺑﻴﱠﺎع اﻟﺜﻨﺎء ،اﻟﻔﺘﱠﺎن، ﻴﺾ ،ﺑﺎب ﺻﺪاﻗ ٍﺔ، اﻷرزاق ،ﻓُﺼﻮل ،اﻟﻼﱠ ِز ُم ،ﻓﻮاﺋﺪ ،اﻟﻐﺮاب واﻟﺒﻮم ،اﻟ ُﻤ ِﻌ ُ اﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ،اﻟﺒﻠﻮىَ ،ﻫ ْﺒﻄ ُﺔ اﻟ َﺒ ْﻴﺘَﻴﻦ ،اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺎﺿﺮ«. ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﺠﻮاﻫﺮ ﻣﻦ ﻋﺪة ﺟﻮاﻧﺐ أﺧﻼﻗﻴﺔ ،أدﺑﻴﺔ، ﺗﺮاﺛﻴﺔ ،ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ..ﻟﻤﺎ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ ودﻗﺔ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜّﻞ ﺧﻼﺻﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻔﻬﻴﻢ وﻣﺎ اﺳﺘﻘﺎه ﻣﻦ ﻓﻜﺮ وﺣﻜﻤﺔ ﻣﻤﻦ ﻋﺎﺻﺮﻫﻢ أو ﺟﺎﻟﺴﻬﻢ
أو ﻋﺎﻳﺸﻬﻢ ،أو ﺣﺘﻰ ﻣﻦ واﻗﻊ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻓﻜﻞ ﺟﻮﻫﺮة ﺗﺮﻣﺰ ،ﺑﺤﻖ ،إﻟﻰ ﻋﻤﻖ دﻻﻟﻲ وﻟﻔﻈﻲ وﻣﻌﻨﻮي ﻳﺘﺠﺎوز ﺣﺪود اﻟﻤﻔﻬﻮم ﻟﻴﺤﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻮم ﻣﺘﺮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ،وﻫﺬا ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻣﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ أﺑﻮ ﺟﻤﻬﻮر ،ﻓﻲ ﻋﺮﺿﻪ واﻗﺘﻀﺎﺑﻪ ،وﺑﺄﺳﻠﻮب رﺻﻴﻦ وﻟﻐﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ. ﺣﻜﻢ اﻟﻔﻬﻴﻢ
أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻌﺮض ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺣﻜﻢ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﺑﺘﺼﺮف أﻣﻴﻦ ،وﺗﺸﻤﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﺪﻟﻮﻻت أﺧﻼﻗﻴﺔ وﻗﻴﻤﻴﺔ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﻫﻲ :إﻳﻨﺎس ،اﻟﺠﻤﺎﺋﻞ ،اﻹﺣﺴﺎن، اﻷرواح ،ﻫﺒﻴﻞ ،اﻟﻨﺎس ،اﻷﻣﺲ ،اﻟﻜﺄس ،اﻟﺒﺎب ،ﺷﺒﱠﺎن ،اﻟ ﱢﻨﻔﺎق ،اﻟﻌﺸﻖ، اﻟﻐﻨﻲ ،اﻟ ُﻤﻘﺎم. ﱡ اﻟﻔﻬﻴﻢ اﻟﻤﺎﻳﺪي ﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﻳﻘﻮل ُ واﻻﻣﺜﺎل ﺗﺴﻌﻔﻨﻲ ﺑﻨﺎﻳﺎ ﻗﺼﻮرﻫﺎ ﻣﺜﺎﻳﻞ وﺗﺘﻼﻫﺎ اﻟﻤﻼ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﺎﻳﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﺸﺮ ﻣﺎ ﺗﻔﻨﺎ ﻗﺮاﻳﺎ ﺳﻄﻮرﻫﺎ َﻌﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﺒﻨﺎ ﻳﺬﻛﺮوﻧﻨﺎ ﻟ ّ ﻧﻮاﺳﻲ اﻟﺨﻼ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎﺿﻲ ﻫﺠﻮرﻫﺎ إ ّن ﻛﻞ ﺣﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻜﻢ ﺗُﻌ ّﺪ ﺑﺤﺮا ً واﻓﺮا ً ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺬي ﻳﻌ ّﺰز ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻘﻴّﻢ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ واﻟﻤﺜﻞ اﻷﺻﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺗﻮارﺛﻬﺎ ﻛﺎﺑﺮا ً ﻋﻦ ﻛﺎﺑﺮ ،وﻫﻲ ﻣﺪرﺳﺔ أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﻨﻔﻮس وﺗﺮﻳﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻷﻋﻤﺎل وﻧﺒﺬ ﻣﺴﺎوﺋﻬﺎ. ﻟﻐﺔ رﺻﻴﻨﺔ
ﻣﺎ ﻳﻤ ّﻴﺰ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ أﻧﻬﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﺑﻠﻐﺔ رﺻﻴﻨﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎرئ، ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺘﻜﻠّﻒ واﻟﺘﺼ ّﻨﻊ واﻹﺑﻬﺎم واﻟﻐﻤﻮض واﻻﺳﺘﻄﺮاد واﻟﺘﺸ ّﻌﺐ، ورﻛّﺰت ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﻘﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻔﻬﻴﻢ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ،وﻏﺎﺻﺖ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ،ﻓﺎﺳﺘﺨﺮﺟﺖ ﺟﻮاﻫﺮﻫﺎ ودررﻫﺎ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ، وﻫﻲ ﻟﻔﺘﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻹﻋﺎدة ﻗﺮاءة ﺗﺮاث اﻟﻔﻬﻴﻢ ﻣﻦ زاوﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺟﻮد واﻟﻤﺘﺪاول ،ودﻋﻮة إﻟﻰ ﺿﺮورة اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻋﻦ درر ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺗﺜﺮي اﻟﺴﺎﺣﺔ ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻨﺘﺎج اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ أو ﺑﻐﻴﺮه ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻹﻣﺎرات وﻣﺜﻘﻔﻴﻬﺎ. ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ دراﺳﺔ أﺧﺮى ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ ﺣﻮل أﻣﺎﺛﻴﻞ اﻟﻤﺎﺟﺪﻳﺔ ﺑﻨﺖ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﺷﺮح ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺼﻴﺪﺗﻬﺎ اﻟﻴﺘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ »ﺣﺼﻨﺎً ﻣﻦ ﺣﺼﻮن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ«
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
101
ðøļĿí ĵŎē
دراﺳﺔ أﺧﻼﻗﻴﺔ رﺻﻴﻨﺔ ﺗﻐﻮص ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﻔﻬﻴﻢ
ﺳﺎﻟﻢ أﺑﻮ ﺟﻤﻬﻮر ﻳﺴﺘﻜﺸﻒ ﺟﻮاﻫﺮ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﻓﻲ أﻣﺎﺛﻴﻠﻪ ﻣ ّﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر
ﺷﻐﻠﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﻔﻬﻴﻢ اﻟﻤﺎﺟﺪي ﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜ ّﺘﺎب واﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻜﻔﻮا ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻊ ﺷﻌﺮه ﻣﻦ ﺻﺪور اﻟﺮﺟﺎل وﺑﻄﻮن اﻟﻜﺘﺐ ،وﺗﻨﺎوﻟﻮه ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ واﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻛﻞ وﻓﻖ رؤﻳﺘﻪ وﺑﺤﺴﺐ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ،وﺗﻤﺜّﻞ واﻟﺘﻤﺤﻴﺺ واﻟﺘﺪﻗﻴﻖٌ ، أﻋﻤﺎل ﻫﺆﻻء ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻣﺒﺤﺜﺎً ﺗﺮاﺛﻴﺎً وأدﺑﻴﺎً ﺛﺮﻳﺎً أﻧﺎر ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺮﺟﻞ وﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﻓﺮاﺋﺪه ودرره اﻟﺰاﺧﺮة ،وﻏﺎض ﻓﻲ ﻣﻜﻨﻮﻧﻬﺎ وﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ اﻟﻘﻴﻤﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ وﺳﻴﺎﻗﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ أﻳﻀﺎً ،ﻣﺒﺮزاً ﻣﺎ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﻪ ﻣﻦ ﻓﺮادة وﻋﻤﻖ ،وﻣﺎ ﺗﻄﻔﺢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ وﻣﻮﻋﻈﺔ وﻣﺜﻞ ﺳﺎرت ﺑﻬﺎ اﻟﺮﻛﺒﺎن وﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻬﺎ اﻷﺟﻴﺎل ﻓﻲ ﻛﻞ زﻣﺎن.
ﻫﻨﺎ ﺗﺘﻨﺰل دراﺳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺳﺎﻟﻢ أﺑﻮ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻤﻮﺳﻮﻣﺔ :أﻣﺎﺛﻴﻞ اﻟﻤﺎﺟﺪي ﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ» ،ﻗﺮاءة أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﻮﻋﻈﺔ واﻟﺤﻜﻤﺔ« ،واﻟﺘﻲ اﻗﺘﻔﻰ ﻓﻴﻬﺎ أﺛﺮ اﻟﻔﻬﻴﻢ اﻟﻤﺎﺟﺪي ﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ،وﻗﺒﺾ ﻗﺒﻀﺔ ﻣﻦ أﺛﺮه، ورواﻫﺎ ﺑﺄﻓﻜﺎره اﻟﻤﺘﻮﻗﺪة وﻗﺮاءﺗﻪ اﻟﻤﺘﻤﻌﻨﺔ ،وﻫﻮ ﻳُﻌ ّﺪ أول ﻣﻦ ارﺗﺎد ﻫﺬا اﻟﺤﻘﻞ اﻟﺨﺼﺐ واﻟﻤﺴﻠﻚ اﻟﻮﻋﺮ ،وﺧﺎض ﻏﻤﺎره وﻣﺠﺎﻫﻠﻪ رﻏﻢ وﻋﻮرة ارﺗﻴﺎده ،وﻧﺒﺶ ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻓﻲ ﺗﺮاث اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﻓﺎﺳﺘﺨﺮج ﻛﻨﻮزه ودرره وﻓﺮاﺋﺪه اﻟﺘﻲ ﻃﺮز ﺑﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺮﺻﻴﻨﺔ. ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﻫﺬه اﻟﻘﺮاءة أن اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻟﻢ ﻳﺴﻊ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﻤﻊ ﺷﺘﺎت ﺗﺮاث اﻟﻔﻬﻴﻢ اﻟﺸﻌﺮي وﺣﺼﺮه وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ،وﻗﺮاءﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ،أو اﻟﺘﺄرﻳﺦ ﻟﺘﺠﺮﺑﺘﻪ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ،وﻫﻮ ﻳﻤﺜّﻞ اﻟﺴﻮاد اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻤﺎ ﻛُﺘﺐ ﻋﻦ اﻟﻔﻬﻴﻢ ،ﺑﻞ ﺳﻠﻚ ﻣﺴﻠﻜﺎً ﻋﻮﻳﺼﺎً، ﻋﺰﻳﺰ اﻟﻤﺬﻫﺐ ﺻﻌﺐ اﻟﻤﺄرب ،ﺟﺎل ﻓﻴﻪ وﺻﺎل ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ، وﻏﺎص ﻓﻲ ﺷﻌﺮه ﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺎً ﺟﻮاﻫﺮه ودرره ،ودرﺳﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﻘﻴﻤﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﺟﻮﻟﺔ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺮاث اﻟﻔﻬﻴﻢ اﻟﺸﻌﺮي.
ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻮﺟﻤﻬﻮر
وﻛﺎن ﺷﻌﺮه ﻳﻘ ّﺪم اﻷﻣﺜﺎل ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺆون اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻳﺸﻬﺎ اﻟﻨﺎس .ﻓﺈذا ُذﻛِﺮ اﻟﻜﺮم ،ﺗﻤﺜّﻞ اﻟﻤﺘﻜﻠّﻢ ﺑﺸﻌﺮ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ .وإذا ذﻛﺮ اﻟﺴﻤﺎح ﺗﻤﺜّﻞ اﻟﻤﺘﻜﻠّﻢ ﺑﺸﻌﺮ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ،إذا ذﻛﺮت اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ ﻟﻠﺸﱡ ﱠﺒﺎن ،ﺗﻤﺜّﻞ اﻟﻤﺘﻜﻠّﻢ ﺑﺸﻌﺮ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ« ،ذﻟﻚ أن ﺷﻌﺮ اﻟﻔﻬﻴﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺪار اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ،وﺑﺤﺮ اﻟﻘ ّﻴﻢ اﻟﺰاﺧﺮ اﻟﺬي ﻻ ﺳﺎﺣﻞ ﻟﻪ ،وﻣﻦ ﻳﻐﺘﺮف ﻣﻨﻪ ﻏﺮﻓﺔ ﻳﺮﻳﻪ ﻋﺬب ﻣﺎﺋﻬﺎ اﻟﺰﻻل ﻟﻤﺎ ﺗﻜﺘﻨﺰه ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺗﺨﺎﻣﺮ اﻟﺮوح واﻟﻮﺟﺪان واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ وﺗﻼﻣﺲ ﺷﻐﺎف اﻟﻨﻔﺲ وﻣﻜﺎﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎس. ذاﻛﺮة ﻻ ﺗﻨﻀﺐ
ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎع ﺷﻌﺮ اﻟﻤﺎﺟﺪي اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﻔﻮرا ً ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ رﻏﻢ ﻣﺎ ﻟﺤﻖ ﺑﻌﻀﻪ ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺎن وﺑﺘﺮ وزﻳﺎدة وﻧﻘﺼﺎن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﻧﻌﺪام اﻟﺘﺪوﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻟﺠﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻴﻖ اﻟﺴﻴﺎق ﻋﻦ ﻋﺮﺿﻬﺎ وﺷﺮﺣﻬﺎ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻇﻞ ﺷﻌﺮ اﻟﻔﻬﻴﻢ ﻣﺘﺮﺑﻌﺎً ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺸﻌﺮاء واﻟﺮواة ﺧﺎﻟﺪا ً ﻳﻨﺎزع اﻟﻀﻴﺎع واﻻﻧﺪﺛﺎر إﻟﻰ أن اﻧﺒﺮى ﺛﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ واﻷدﺑﺎء ﻟﺠﻤﻌﻪ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ودراﺳﺘﻪ، أﺷﻬﺮ اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻳﺴﺘﻬﻞ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﺷﻌﺮ اﻟﻤﺎﺟﺪي وﻟﻌﻞ ذﻟﻚ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﻤﺎ ﻓﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت وﻗﺴﻤﺎت دﻓﻊ اﻟﻤﺆﻟﻒ إﻟﻰ ﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ وﺳﺒﺐ ﻋﻜﻮﻓﻪ ﻋﻠﻴﻪ واﻋﺘﻨﺎؤه ﺑﻪ ،وﻳﻘﻮل» :اﻟﻤﺎﺟﺪي ﺑﻦ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻛﻴﻒ أﺗﻴﺢ ﻟﺸﺎﻋﺮ واﺣﺪ أن ﻳﺘﺮﺑّﻊ اﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻣﻨﺬﺛﻼﺛﺔ ﻗﺮون ،وﻛﻴﻒ ﺑﻘﻲ ﺷﻌﺮه ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻇﺎﻫﺮ :ﻫﻮ أﺷﻬﺮ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻘﺪاﻣﻰ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ،وﻗﺪ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ذاﻛﺮة اﻷﺟﻴﺎل ﺑﺪون ٍ
100
ﺳﺎﻟﻢ أﺑﻮ ﺟﻤﻬﻮر ﻳﺴﺘﻜﺸﻒ ﺟﻮاﻫﺮ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﻓﻲ أﻣﺎﺛﻴﻠﻪ
ĸŕŀ
ĘŶġƀŰŸ ƁġŰŸ اﻟﺸﺎﻋﺮ :ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻗﻄﺎﻣﻲ
وﻧّـــﺘـــﻲ وﻧّــﻴــﺘــﻬــﺎ ﻣـــﻦ ﺣـــﺮ ﻳــﻮﻓــﻲ ﻣــﺎﻳــﻄ ـ ّﻔــﻲ ﺣـــ ّﺮﻫـــﺎ وﺑـــﻞ اﻟــﻨــﻔــﺎﻓــﻲ ﺑـــﺎت دﻣـــﻊ اﻟــﻌــﻴــﻦ ﻫــ ّﻤــﺎل ذروﻓـــﻲ ﻳــﻮم ﺧﺎﻟﻲ اﻟــﺒــﺎل ﻓــﻲ ﻣـــﺬواد ﻏﺎﻓﻲ اّﻩ ﻣــﻦ ﻗﻠﺐ اﻟﺨﻄﺎ ﻳــﺎ ﻛﺜﺮ ﺧﻮﻓﻲ ﻓــﻲ دﺟــﺎ اﻟﻬﺪﺟﺎ أﻧــﺎ زاد ارﺗﺠﺎﻓﻲ ـﻒ اﻟــﻬــﻮى ﻛــﻞ اﻟﺸﻔﻮﻓﻲ أﺗـــﺮك ﺑــﺸـ ّ ﻓــﺎﻫــﻢ وآﺻــــﻮغ ذرﺑــــﺎت اﻟــﻘــﻮاﻓــﻲ ٍ ﻟﻴﺖ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺤﺐ ﻳﺎﻧﺎس ا ْﻣﻌﺮوﻓﻲ ﻋـــﺎدل اﻟــﻤــﺒ ـﺰان ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﺼﺎﻓﻲ ــﺐ ﺟـــ ّﺒـــﺎر ﻣــﺎﺗــﻴــﺒــﻪ ﺣﻠﻮﻓﻲ ﺻـــﺎﺣـ ٍ ﻣــﺎﺧ ـ ٍﺬ ﻗﻠﺒﻲ ﻏﺼﺐ ﻣﻘﺒﻞ وﺟﺎﻓﻲ ﻛــﻢ ﺗــﺮﻓــﺎت اﻟــﺼــﺒــﺎ ﻋﻴﻨﻲ ﺗﺸﻮﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺻــﻮﺑــﻪ ﻛــﻞ ﻣﻴﻠﻲ واﻧﻌﻄﺎﻓﻲ ﻟﻴﺖ ﺳﻴﺪي ﻳــﺎ ﻣــﻼ ﻳﻌﺮف ﻇﺮوﻓﻲ ﻣــﺎﺟــﺒــﺮﻧــﻲ ﻟــﻴــﻦ ﺑـ ّﻴــﺤــﺖ اﻟــﺨــﻮاﻓــﻲ ّوﺻــــﻒ ﻳــﺎ ﻛــﻢ اﻟﻮﺻﻮﻓﻲ َم اﻗـــﺪر ا ّ ﻟـــﻪ ﺟـــﻤـــﺎلٍ ﻣــﺎﻳــﻌــﺒــﺮ ﺑــﺎﻷوﺻــﺎﻓــﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ع وﺑــﻞ اﻟﻜﻨﻮﻓﻲ واﻟــﻒ ّ ﻋــﺪّ ﻣــﻦ زار اﻟــﺤــﺮم واﻟﺒﻴﺖ ﻃﺎﻓﻲ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
99
÷ôŔòĬĘĿí ôœîļĄĿí ĶŔûŎ
اﻟﺤﺴﺪ واﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ اﻟﺤﺴﺪ واﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ اﻟﺤﺎﺳﺪة ﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻳﺤﺘﻞ اﻟﺤﺴ ﻓﻲ ﻗﻮل اﻟاﻟﺮﺮاوي» :ﻛﺎن أﺑﻨﺎؤه ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﻣﺔ وﻛﺎﻧﻮا ﺷﺒﺎﺑﺎً ﺗﺘﻤﻨﺎﻫﻢ ﻛﻞ اﻣﺮأة ،وأﻗﻮﻳﺎء ﻳﺤﺴﺪﻫﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮاﻫﻢ ،وأﻳﻘﻦ أن ﻣﺮﺿﻬﻢ ﺳﺒﺒﻪ ﺣﺴﺪ اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮوﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﻣﻮرد اﻟﻤﺎء وﻫﻢ ﻳﺴﻘﻮن إﺑﻠﻬﻢ، ﻳﺮﺳﻞ أﺻﻐﺮﻫﻢ وﻛﺎن اﺳﻤﻪ »اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ«. ﻓﻘ ّﺮ ﻓﻘﺮرر أن ﻳﺮﺳ وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﺮﺳﻠﻪ ﻳﺴﻘﻲ اﻹﺑﻞ وﻫﻮ ﻳﻌﺮف اﻟﻤﺼﻴﺮ اﻟﺬي ﺳﻴﺆول إﻟﻴﻪ؟ .» ...ﻓﻴﻘﻮم اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ اﻟﺤﺎﺳﺪة ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﺎﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺆداه ،أن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻟﻺﻧﺴﺎن ،أو ﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺳﻮء ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺗﺼﻮر ﻣﺆداه أﺳﺎﺳﺎ أداة اﻟﺤﺴﺪ ،وأن ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﻫﻰ اﻟﻌﻴﻦ وأن اﻟﺤﺎﺳﺪة اﻟﻌﻴﻦ اﻟﺤﺎﺳ ً أن ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﺴﺪه ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت أو اﻹﺷﺎرات ،وإﻧﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ أن ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻓﻴﺼﻴﺐ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﺤﺴﻮد ﺑﺎﻟﺴﻮء واﻟﻀﺮر ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ أن أﺻﺒﺢ ﺷﻴﺦ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻣﻴﺎﻻ ﻹﺧﻔﺎء اﺑﻨﻪ ) اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ( أو إﻓﺴﺎد وﻛﻤﺎﻟﻪ ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻋﻴﺐ ﺑﻪ وذﻟﻚ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺠﻠﺐ أﻧﻈﺎر اﻟﻨﺎس ،وﻻ ﻳﺘﻤﻨﺎه ﺟﻤﺎﻟﻪ وﻛﻤﺎﻟ ﻓﻌﻤﺪ إﻟﻰ دﻫﻦ وﺟﻬﻪ «:ﻓﻘﺪ اﻫﺘﺪى إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘ ٍﺔ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻮ ّراد اﻟﺤﺴﺎد ﻓﻌﻤ واﻟﻌﺎﺑﺮﻳﻦ ﻋﻋﻠﻰ ﻣﻮرد اﻟﻤﺎء ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻣﻦ ﻫﻮ ،ﺑﻞ ﻳﺤﺴﺒﻮﻧﻪ أﺣﺪ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ... ،أﺣﻀﺮ اﻷب ﻻﺑﻨﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺻﺒﻐﺎً ﻳﺴﻤﻰ »ﻧﻴﻞ« ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺷﻴﻮخ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻨﺴﻮة ﻟﺼﺒﻎ وﺟﻮﻫﻬﻦ وأﺟﺴﺎﻣﻬﻦ ﻛﻤﺎد ٍة ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ واﻟﻨﻀﺎرة ﺑﻌﺪ أن ﻳﺘﻢ ﻏﺴﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﺠﺴﻢ ،أﻣﺎ إذا ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ أو اﻟﺠﺴﻢ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻟﻮﻧﻪ أﺳﻮد .ووﻗﺪ ﻇﻦ واﻟﺪه اﻟﻤﺴ ّﻦ أن ﻫﺬا اﻟﺼﺒﻎ ﺳﻴﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ اﻟﻌﻴﻦ وﻳﻤﻨﻊ اﻟﻤﺘﺒﺼﺮﻳﻦ واﻟﻔﻀﻮﻟﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺤﺴﺪ ،أو اﻹﻋﺠﺎب ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺎس اﻟ ّ اﻟﻨﺴﺎء ،ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻪ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮرد ،وﺳﻴﻈﻨﻮن أﻧﻪ أﺣﺪ اﻟﻌﺒﻴﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﺴ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻟّ ّْﻮﻮن ﺳﻘﺎﻳﺔ اﻹﺑﻞ .«.وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺨﻄﺊ اﻟﺮواﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻧﻴﻞ( وﺑﻴﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﻄﺎم اﻟﺮﻣﺰي ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ إذ ﻳﻌﺰو ) ﺻﺒﻎ ﻧﻴﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ إﻟﻰ أﻳﻮب أﻧﻪ دﻫﻦ ﺟﺴﻤﻪ ﺑﺪﻫﺎن ﻧﺒﺎت اﻟﺮﻋﺮع ﻓﺸﻔﻰ. اﻟﺬﻫﻦ اﻟﺸ وﻳﻬﻤﻨﺎ أن ﻧﻼﺣﻆ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﻌﺎدات اﻟﺠﺎرﻳﺔ . وإذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﻧﺴﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ إﻻ أﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬه ذاﺗﻬﺎ ،وزﻋﻢ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ أن ﻫﻨﺎك ﻗﻮى ﺿﺎرة ﺗﺘﺨﻠﻞ اﻟﺜﻴﺎب، اﻟﻌﺎدات ذاﺗﻬ ﻓﺈذا دﺧﻠﺖ اﻣﺮأة وﻫﻰ ﻣﺮﺗﺪﻳﺔ ﺛﻮﺑًﺎ ﻣﺼﺒﻮﻏًﺎ ﺑﺎﻟﻨﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻣﺮأة واﻟﺪة ﺗﺮﺿﻊ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺸﻬﺮ ﻫﺬه اﻷﺧﻴﺮة ،وﻟﻜﻲ ﺗﺰﻳﻞ ﻫﺬه اﻵﺛﺎر اﻟﻀﺎرة وﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺼﺒﻐﺔ اﻟﻨﻴﻠﺔ ﻓﻤﺘﻰ دﺧﻠﺘﻬﺎ ﺗﺸﻔﻰ ﻣﻤﺎ أﺻﺎﺑﻬﺎ .وﻟﻌﻠﻪ وﺛﻴﻖ اﻟﺼﻠﺔ أن ﺗﺰور ﻣﺼ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ أَ ﱠن اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﻴﺶ ﻟﻪ أوﻻد ،ﻳﻘﻮل ﻻﻣﺮأﺗﻪ: ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻤﻌ اﻟﺼ ِﻐﻴ َﺮ« ،ﻓﻴﺪﻫﻨﻮن وﺟﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼﻗﻮن أو ﺑﺎﻟﻨﻴﻠﺔ ،وﻳﻀﻌﻮن ﻋﻠﻰ » َﺟ ﱢﺮ ِﺳﻲ َﻫ َﺬَا ﱠ رأﺳﻪ ﻃﺮﻃﻮ ورق أﺧﻀﺮ وأﺣﻤﺮ وﻓﻴﻪ رﻳﺶ ﻓﺮاخ ،وﻳﺮﻛﺒﻮن ﺣﻤﺎ ًرا ﺑﺎﻟﻤﻘﻠﻮب، وﻳﺪورون ﺑﻪ اﻟﺒﻠﺪ ،واﻟﺼﺒﻴﺎن ﺧﻠﻔﻪ ﻳﺮددون» :ﻳَﺎ أﺑﻮ اﻟ ﱢﺮﻳﺶ إ ْن ﺷَ ﺎ اﻟﻠﻪ ﺗِ ِﻌﻴﻴﺶ« ﺧﻮﻓًًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت
98
أﺻﺪاء اﻟﻘﺪاﺳﺔ وﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ
ﻋﻘﺐ زواﺟﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﻮرة اﺑﻨﺔ ﺷﻌﻴﺐ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺘﻲ أﺑﻄﻠﺖ ﺳﺤﺮ ﺳﺤﺮة اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ وﻗﻀﻴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ »اﺿﺮب ﻋﺼﺎﺗﻚ واﺟﺮي وراﻫﺎ« واﻟﻌﺼﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﻻ رﻳﺐ ﻋﺼﺎ ﺳﺤﺮﻳﺔ وﻫﻰ ﻓﻜﺮة ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻵداب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻞ إن ﻟﻠﻌﺼﺎ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺳﺤﺮﻳﺔ وﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻐﺎت اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ وﺻﻔﺎت اﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻤﺘﻜﺮرة ﻋﺼﺎ اﻟﻤﺮاﺳﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ ﺟﻬﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻇﻠﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ إﻟﻰ ﻋﻬﺪ ﻗﺮﻳﺐ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺮاد ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺼﺎ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﺮوف وﺟﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺧﻄﻮط ﻣﺘﻘﺎﻃﻌﺔ أو ﻣﺘﻌﺮﺟﺔ ﺗﺤﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺎق اﻟﻌﺼﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻧﻘﺸﺎت زﺧﺮﻓﻴﺔ ,وﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺤﺎﻣﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى أي دراﻳﺔ ﺑﻤﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ أن ﻋﺼﺎ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ أو اﻟﻤﺮاﺳﻼت اﺗﺨﺬت أﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﺻﺒﻐﺔ ﺳﺤﺮﻳﺔ. وﻫﻲ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻌﺼﺎ اﻟﺴﺎﺣﺮ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻤﻌﺠﺰات ﻛﻌﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ .اﻟﺘﻲ اﻓﺘﺮش اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺼﻨﻔﺎت اﻟﺴﺤﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻛﻘﻮل ﺻﺎﺣﺐ ﺷﻤﺲ اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻜﺒﺮى ﺗﺤﺖ ﻓﺼﻞ ﺑﻌﻨﻮان )ﻓﺼﻞ أذﻛﺮ ﻓﻴﻪ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم( وﺑﻬﺎ ﻛﺎن ﻳﻔﻌﻞ اﻟﻐﺮاﺋﺐ إذا ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺮف اﻟﺸﻤﺲ أو ﺷﺮف اﻟﻤﺸﺘﺮي وﻏﻤﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎء اﻟﻤﺮﺳﻴﻦ أوﻣﺎء أﺑﺤﻴﻖ اﻟﻨﻬﺮي ...واﻟﺰﻋﻔﺮان اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ رق ﻏﺰال وﻳﺒﺨﺮ وﻗﺖ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺮاﺋﺤﺔ أرﻳﺠﺔ وﺗﺠﻮف اﻟﻌﺼﺎة وﺗﺠﻌﻞ اﻷﺳﻤﺎء ﻓﻴﻬﺎ وﺗﺨﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺴﻤﻦ ودﻫﻦ ﻓﺈن ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺨﻴﻒ وﻇﻬﺮ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻠﺼﻮص وﻗﻄﺎع اﻟﻄﺮق أو ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﺊ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻮش اﻟﻀﺎرﻳﺔ اﻟﻤﺆذﻳﺔ ﻓﺎﺿﺮب ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ اﻷرض ﺛﻼث ﻣﺮات وﻗﻞ :اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺒﺮﻛﺔ ﻫﺬه اﻷﺳﻤﺎء اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮان ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﺿﺮب ﺑﻬﺎ اﻟﺒﺤﺮ ﻓﺎﻧﻔﻠﻖ وﻛﺎن ﻛﻞ ﻓﺮد ﻛﺎﻟﻄﻮد اﻟﻌﻈﻴﻢ أن ﺗﺤﺒﺲ ﻋ ﱠﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﺬا أو ﺗﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻴﻒ رﺟﺎل وﺗﻮﻗﻴﻒ ﺳﺒﺎع وﺗﻘﻮل ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﻛﻼﻣﻚ وﻗﻔﻮﻫﻢ إﻧﻬﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻮن ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻔﻮن ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ« ،وإﻟﻰ اﻟﻴﻮم ﻳﺘﻤﺴﻚ أﻫﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻋﺎﻣﻪ وأﻫﻞ اﻹﻣﺎرات ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ وﻗﺎﻟﻮا: ﻣﻦ ﺗﺮك اﻟﻌﺼﺎ ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ ،وﻗﺪ ﺗﻌﺪدت أﺷﻜﺎل اﻟﻌﺼﻲ وأﻧﻮاﻋﻬﺎ اﻟﺘﻰ ﻳﺤﻤﻠﻮﻧﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻜﺒﺎر ﺗﻜﻮن ﻋﺼﻴﻬﻢ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﻢ ،أﻣﺎ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﺘﻜﻮن ﻋﺼﻴﻬﻢ ﻧﺤﻴﻔﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺊ ،وﺗﻜﻮن ﻓﻲ أﺣﺴﻦ وﺻﻔﻬﺎ ﻓﺮﺿﺔ واﺣﺪة، وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﺨﻀﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎء أو ﻳﺴﻘﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻤﻦ أو اﻟﺤﻞ.وﺗﻤﺴﻚ اﻟﻌﺼﺎ ﻣﻦ ﻓﻮق وﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ اﻟﺤﺰام )اﻟﺨﺼﺮ( ﻓﻲ اﻟﻄﻮل ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺨﻄﻮ
ﺧﻄﻮة وﺗﺨﻄﻮ اﻟﻌﺼﺎ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺸﻲ وﺗﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻴﻤﻴﻦ وﻳﻤﺴﻚ اﻟﺨﻄﺎم ﺑﺎﻟﻴﺴﺎر ﻋﻨﺪ رﻛﻮب اﻟﻨﺎﻗﺔ ،وﺗﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻴﺴﺎر ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻼم وﻣﻼﻗﺎة اﻟﻨﺎس ،ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﻋﺪة أﺷﺠﺎر ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺨﻴﺰران )وﻫﻮ ﻧﺒﺎت ﻟﻴﻦ اﻟﻘﻀﺒﺎن ،أﻣﻠﺲ اﻟﻌﻴﺪان ﻻ ﻳﻨﺒﺖ ﺑﺒﻼد اﻟﻌﺮب ،وإﻧﻤﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺑﺒﻼد اﻟﺮوم ذﻛﺮه اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ اﻟﺠﻌﺪي» :أﺗﺎﻧﻲ ﻧﺼﺮﻫﻢ وﻫﻢ ﺑﻌﻴﺪ ... ﺑﻼدﻫﻢ ﺑﻼد اﻟﺨﻴﺰران« ،اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ اﻟﻌﺼﺎ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺣﺎل ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻣﺎ ﺳﺮى ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻼﺗﻜﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻟﻘﻴﺎس اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت، وﻗﻴﺎدة وﺗﺄدﻳﺐ اﻟﻤﻄﻴﺔ ،وﻟﻄﺮق اﻷﺑﻮاب ،وﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺎن اﻹﺑﻞ واﻷﻏﻨﺎم.
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
97
÷ôŔòĬĘĿí ôœîļĄĿí ĶŔûŎ أﺻﺪاء اﻟﻘﺪاﺳﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ ﺑﺎﻟﻐﻨﻢ
ﻗﺮﺑﺎن ﻗﺎﺑﻴﻞ«. وﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﻗﺪ أﺗﻰ ﺑﻪ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﺴﻨﻮدا إﻟﻰ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس واﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد، وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،وﻳﺒﺪو أن اﻷﺻﻞ ﻟﻬﺬه اﻷﻗﻮال ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺘﻮراة ﺳﻔﺮ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ.6 – 1/4 : وﻛﺄن واﻟﺪ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻻﺑﻨﻪ ﺑﺒﺪء رﺣﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﻗﺪم اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻷﺟﻮد ﻟﺪﻳﻪ» :ﻓﻘﺎل ﻟﻪ واﻟﺪه اﻵن اذﺑﺢ اﻟﺨﺮوف اﻷﺧﻴﺮ ،وﻓﻌﻼً ﻗﺎم ﺑﺬﺑﺤﻪ وإذا ﺑﻌﻈﻤﻪ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻨﺨﺎع وﻳﻜﺎد أن ﻳﻜﻮن ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،وإذا ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ ﻗﺪ اﻛﺘﻤﻞ ﺳﺮﻳﺎن اﻟﺴﻤﻦ اﻟﺒﻠﺪي ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،وﺣﻴﻨﻬﺎ اﻧﻔﺮﺟﺖ أﺳﺎرﻳﺮ اﻷب ..ﻓﺮح اﻷب اﻟﻌﺠﻮز ،وﻗﺎل ﻻﺑﻨﻪ اﻵن ﻧﺠﺤﺖ ﺧﻄﺘﻨﺎ« .ف ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﺨﺮوف اﻟﻔﺄل واﻟﺨﺼﻮﺑﺔ ،واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ أو اﻟﻔﺪي ،اﻟﺬي ﻳﻘﺪم ﻟﻶﻟﻬﺔ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﻐﻔﺮان واﻟﺤﻤﺎﻳﺔ واﻟﻬﺪاﻳﺔ واﻻﻓﺘﺪاء ،اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻋﻦ اﻵﺛﺎم اﻟﻤﺬﺑﻮﺣﺔ ﺑﺬﺑﺢ اﻟﻐﻨﻢ ،اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب ،واﻟﻌﺮب ﻻﺗﻘﺎء ﻟﻠﻤﺼﺎﺋﺐ ﻳﻌﻤﺪون إﻟﻰ ذﺑﺢ ﻓﺪو )ﺧﺮوﻓًﺎ( ﻹدﺧﺎل اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺜﺮوة ﻟﻠﺒﻴﺖ وأﻫﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻟﺤﻢ اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ إﻟﻴﻪ.
ﺣﺮص واﻟﺪ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﺾ اﺑﻨﻪ ﻋﻠﻰ إﺣﻀﺎر» :ﺛﻼث ﻧﻮقٍ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻹﻧﺎث ...ﺛﻢ أﺣﻀﺮ ﻣﻌﻬﻦ ﻓﻲ أﺣﺪ أﻃﺮاف اﻟﺤﻈﻴﺮة ﺛﻼﺛﺔ ﺧﺮاف ﺻﻐﻴﺮة وأﻣﺮ ﺑﺈﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﻄﻌﺎم ...وأﻣﺮ اﺑﻨﻪ »اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ« ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﺑﺈﻃﻌﺎم ﻫﺬه اﻟﻨﻮق أﺟﻮد اﻷﻛﻞ ﻛﺎﻟﺘﻤﺮ واﻟﺒﺮﺳﻴﻢ اﻷﺧﻀﺮ، واﻟﺴﻤﻦ اﻟﺒﻠﺪي واﻟﻌﺴﻞ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺤﻠﻴﺐ ،وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺨﺮاف ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ،وأن ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﺪون ﺗﻮﻗّﻒ« .ﻟﻨﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺻﺪى ﻟﻠﻘﺪاﺳﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ ﺑﺎﻟﻐﻨﻢ ،إذ ﻳُﺮوى ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ) ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ( أﻧﻪ ﻗﺎل» :اﻹﺑﻞ ﻋﺰ ﻷﻫﻠﻬﺎ ،واﻟﻐﻨﻢ ﺑﺮﻛﺔ«. ﻓﻬﻰ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺎؤل ،ورﻣﺰ اﻟﺨﺼﻮﺑﺔ واﻟﻮﻓﺮة ،وﻫﻮ ﻏﻨﻴﻤﺔ وﻏﻨﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺮد ﻓﻲ اﻷﻣﺜﺎل واﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺗﺰال ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﺣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻼوﻋﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ واﻟﺘﻤﺜﻼت اﻟﺤﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺮؤﻳﺔ اﻟﺠﺪودﻳﺔ اﻟﺴﺤﻴﻘﺔ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺤﻴﻮان واﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻛﻘﺮﺑﺎن ﻟﻺﻟﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ آدم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻓﻘﺼﺔ ﻗﺎﺑﻴﻞ وﻫﺎﺑﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ذﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن أول إﺷﺎرة إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻐﻨﻢ ﻛﻘﺮﺑﺎن ،وإذا ﻛﺎن اﻟﻘﺮآن ﻟﻢ ﻳﺤﺪد ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ ﻫﺎﺑﻴﻞ وﻗﺎﺑﻴﻞ ،ﻓﺈن أﻗﻮال اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺪ ﺣﺪدت ذﻟﻚ؛ »ﻗﺮب ﻫﺎﺑﻴﻞ ﺟﺬﻋﻪ ﺳﻤﻴﻨﺔ ،وﻛﺎن ﺻﺎﺣﺐ ﻏﻨﻢ ،وﻗﺮب ﻗﺎﺑﻴﻞ رﻣﺰﻳﺔ اﻟﻌﺼﺎ اﻟﺨﻴﺰران ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ زرع ﻣﻦ ردئ زرع ،ﻓﻨﺰﻟﺖ ﻧﺎر ﻓﺄﻛﻠﺖ ﻗﺮﺑﺎن ﻫﺎﺑﻴﻞ ،وﺗﺮﻛﺖ ﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ ﻧﺠﺪ ﺑﻘﺎﻳﺎ رﻣﻮز أﺳﻄﻮرﻳﺔ وﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﺼﺎ اﻟﺨﻴﺰران اﻟﺘﻲ اﺣﻀﺮﻫﺎ اﻷب ﻣﻊ اﻟﻨﻮق» :وﻋﻠّﻘﻬﺎ ﻓﻲ وﻋﺎء ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﺴﻤﻦ اﻟﺒﻠﺪي ...ﺛﻢ ﻗﺎم ﺑﻔﺤﺺ اﻟﻌﺼﺎ وإذا اﻟﺴﻤﻦ اﻟﺮﻗﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﻳﺮﻣﺰ وﻳﺸﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪي ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﺴﺮي ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺼﺎ ﻓﻮﺻﻞ إﻟﻰ رﺑﻌﻬﺎ ...ﺣﺘﻰ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﻜﻤﺎل أﻛﻤﻞ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ أﺧﺮى ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ واﻟﺪه اﻵن اذﺑﺢ اﻟﺨﺮوف اﻷﺧﻴﺮ، وﻓﻌﻼً ﻗﺎم ﺑﺬﺑﺤﻪ وإذا ﺑﻌﻈﻤﻪ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻨﺨﺎع وﻳﻜﺎد أن ﻳﻜﻮن ﻣﻐﻄﻰ وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،وإذا ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ ﻗﺪ اﻛﺘﻤﻞ ﺳﺮﻳﺎن اﻟﺴﻤﻦ اﻟﺒﻠﺪي ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ.«... ﻳﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ ا ﻧﺴﺎن أن ﻳﻜﺮر اﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻓﺎﻟﻌﺼﺎ رﻣﺰ ﺳﻠﻔﻲ ،ﺗﻨﺴﺐ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺒﻲ ،ﻓﻴﻘﺎل :إﻧﻬﺎ ﻫﺪﻳﺔ اﻟﺮب ﻵدم ﻋﻘﺐ ﻃﺮده ﻣﻦ ﺟﻨﺔ ﻋﺪن ،وأﻧﻬﺎ ﺗﻮارﺛﺖ ﻣﻦ أب ﻻﺑﻦ ،إﻟﻰ أن ﺛﻼث ﻣﺮات ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺎء اﻟﺤﻴﺎة ،وأن وﺻﻠﺖ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻓﺄورﺛﻬﺎ اﺑﻨﻪ ﻣﺪﻳﻦ ،وأﻣﻪ »ﻗﻄﻮرة ﺑﻨﺖ ﻣﻘﻄﻮر ﻣﻦ ﻳﻈﻞ ً ﻟﻴﺎل ﻳﻘﻈﺎ ﺛﻼث ٍ اﻟﻌﺮب اﻟﻌﺎرﺑﺔ« ﻓﺄورﺛﻬﺎ ﻣﺪﻳﻦ ﻟﺸﻌﻴﺐ ،اﻟﺬي أورﺛﻬﺎ ﺑﺪوره ﻟﻤﻮﺳﻰ
96
أﺻﺪاء اﻟﻘﺪاﺳﺔ وﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ
3 ﻣﻦ
اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻠﻜﻤﺎل واﻟﺘﺠﺪد
اﻷﺳﺎﺳﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﻼﺣﻈﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪد )ﺛﻼﺛﺔ( ﻓﻤﺜﻼً ﻫﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻨﺎء ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ اﻟﺴﻦ وﻫﻮ واﻟﺪ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ ،وأن أﺻﻐﺮﻫﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻜﻮن ﺑﻄﻞ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ،وأﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺬي ﺗﻔ ّﻮق ﻋﻠﻰ أﺧﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻬﺪف. ﻛﻤﺎ أن ﻫﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ إﺑﻞ وﺛﻼﺛﺔ ﺧﺮاف وﺿﻌﺖ ﻛﻤﺎدة اﺧﺘﺒﺎر أو ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻬﺮم ،وﺗﺄﺗﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ،رﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﻘﺘﺮن ﺑﻌﺪد اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻤﺮ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،وﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﻟﺪى اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ رﻣﺰ ﻟﻈﻬﻮر ﺣﻞ ،وﻟﻠﺒﺪء ﺑﺤﻴﺎة ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﺸﺨﺺ ،وﻫﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻇﻬﻮر ﻓﻜﺮة، وﺑﺰوغ إرادة اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ وﻓﻲ اﻻﺗﺠﺎه اﻷرﻓﻊ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﻓﻲ اﻟﺘﺠﺪد واﻻﻧﺒﻌﺎث وﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮل ﻣﺜﻼ»:ﻧﺎداه ﺛﻼﺛ ًﺎ ،وﻧﺬرت ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﺻﻮ ًﻣﺎ .وﻓﻲ »أﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ« ﻳﺘﻤﻨﻰ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺛﻼث أﻣﻨﻴﺎت ،واﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻛﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﺟﺪﻳﺪ ،واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻫﻮ ﻋﺎدة اﻟﺠﺪﻳﺪ واﻷﻗﺪر ﻓﻤﺪة اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ،ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن »:اﻟﻀﻴﻒ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم وﺛﻠﺚ« واﻟﻀﻴﻒ اﻟﻐﺎﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم وﻟﻴﺎﻟﻲ« .ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪة اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ،وﻣﻌﺮوف ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ أن »ﻗﻴﺴﺎ ﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻰ وﻓﺎة ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ«. ً ﻓﺎﻟﺮﻗﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﻳﺮﻣﺰ وﻳﺸﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﻜﻤﺎل وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ «:ﻳﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﻜﺮر اﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺛﻼث ﻣﺮات ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺎء اﻟﺤﻴﺎة ،وأن ﻳﻈﻞ ﻳﻘﻈًﺎ ﺛﻼث ﻟﻴﺎ ٍل«. وﻳُﺮوي أن اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﻄﻦ اﻟﺤﻮت ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺮﻗﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﻫﻨﺎ ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﺘﺠﺪد أو إﻟﻰ اﻻﻧﻄﻼق ﻧﺤﻮ ﺣﻴﺎة ﺟﺪﻳﺪة أو اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة. وﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ ﻧﺠﺪ اﻻﺑﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﺸﻴﺦ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ» :ﺷﺒﻴﻪ إﺧﻮاﻧﻪ ،أﺟﻤﻠﻬﻢ ﺷﻜﻼ ،وأﻛﺜﺮﻫﻢ وﺳﺎﻣ ًﺔ وأﻧﻀﺮﻫﻢ ﻟﻮﻧﺎً وأﻗﻮاﻫﻢ ﺟﺴﻤﺎً« ﻓﻤﻮﺗﻴﻔﺔ ﺗﻜﺮار اﻟﻌﺪد )ﺛﻼﺛﺔ( واﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ )ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻨﺎء ،وﺛﻼث ﻧﻮق ،وﺛﻼﺛﺔ ﺧﺮاف ،وﺛﻼﺛﺔ أرﺟﻞ( وﻣﻦ اﻟﻤﺆﻛﺪ أن اﻟﺮﻗﻢ ﺗﺴﻌﺔ وﻣﺸﺘﻘﺎﺗﻪ ﻳﺪﻳﻦ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮه اﻟﻈﺎﻫﺮ ،ﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻛﺜﻴﺮة ،إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ،إﻟﻰ أﻧﻪ ﺛﻼﺛﺔ أﺿﻌﺎف اﻟﺮﻗﻢ ﺛﻼﺛﺔ.
4
ا+رﺑﻌﺔ ﻟﻠﺘﻜﺎﻣﻞ
وﺣﻴﻦ أﺣﻀﺮ ﺷﻴﺦ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ» :ﺛﻼث ﻧﻮقٍ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻹﻧﺎث« ﺣﺮص ﻋﻠﻰ أن ﻻ» :ﺗﺘﻌﺪى أﻋﻤﺎرﻫﺎ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات« ﻟﻤﺎ ﻟﻠﺮﻗﻢ )أرﺑﻌﺔ( ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ رﻣ ًﺰا ﻟﻠﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﺎﻟﺴﻨﺔ أرﺑﻌﺔ ﻓﺼﻮل، واﻟﺠﻬﺎت أرﺑﻌﺔ وﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ أرﺑﻊ أﻧﻬﺎر »ﻟﺒﻦ ،ﻋﺴﻞ ،ﻣﺎء ،ﺧﻤﺮ« ،واﻟﺸﻬﺎدة أرﺑﻊ ﻛﻠﻤﺎت »ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﻟﻠﻪ« وإﺧﻮان اﻟﺼﻔﺎ )ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺎﺷﺮ اﻟﻤﻴﻼدي( اﻋﺘﺒﺮوا أن اﻟﻌﺪد 4أﺻﻞ اﻟﻤﻮﺟﻮدات، ورﺗﺒﻮه ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻮر اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ واﻋﺘﻤﺪوا ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﺑﻌﺎت ﻷﻧﻬﻢ وﺟﺪوا ﻋﺪد اﻷرﺑﻌﺔ ﻓﻲ أﻛﺜﺮﻫﺎ ،ﻓﺼﺎر ﻟﻪ ﺷﺮف اﻟﺼﺪارة ﻋﻨﺪﻫﻢ ،ﻣﻊ ﻣﺎ ﻟﺴﺎﺋﺮ اﻷﻋﺪاد ﻣﻦ اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻷﻣﻮر اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ
7
اﻟﺴﺒﻌﺔ ،اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺤﺮي ا+ﺷﻤﻞ
وإن ﻛﺎن اﻟﻌﺪد 4ﻗﺪ اﺣﺘﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪ ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﻌﺮب واﻹﺳﻼم ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﺪد ﺳﺒﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻤﺤﻤﻞ ﺑﺈرث ﻃﻮﻳﻞ ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺪ وأﺧﻄﺎر اﻟﻌﻴﻦ اﻟﺸﺮﻳﺮة )ﺣﺎﺻﻞ ﺟﻤﻊ اﻟﻌﺪد )ﺛﻼﺛﺔ( »ﺛﻼث ﻧﻮقٍ ﺻﻐﻴﺮة« ،واﻟﻌﺪد »أرﺑﻌﺔ« أﻋﻤﺎر » ﺛﻼث ﻧــﻮقٍ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻹﻧــﺎث ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺪ أﻋﻤﺎرﻫﺎ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات« ،ﻓﻬﻮ اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺤﺮي اﻷﺷﻤﻞ واﻷﻛﻤﻞ واﻷﻓﻌﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮا ً ﻋﻦ وﺣﺪة اﻹﻟﻪ وﺧﻠﻴﻘﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺮﻗﻢ )ﺳﺒﻌﺔ( داﺋﻤﺎً رﻗﻤﺎ ﻣﻠﻐﺰا ً ،ﻳﺠﺴﺪ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﻜﺜﻔﺔ ،واﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ،واﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ(، اﻟﺬي ﻛﺎن دﻳﻨﻴﺎً وﺳﺤﺮﻳﺎً ـ أﻋﻈﻢ اﻷﻋﺪاد اﻟﻤﺠﺴﺪ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻟﻌﺪد ﱢ ﻟﻠﻜﻤﺎل واﻻﻛﺘﻤﺎل ،ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ وﺣﺪة اﻟﺮوح واﻟﻤﺎدة ،وﺣﺪة اﻟﻌﺪدﻳﻦ 3و.4 وﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺬﻫﺎب ﺑﻌﻴﺪا ً ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻋﻤﺎ ﻳﺠﺴﺪ ﻣﻐﺰى اﻟﻌﺪد »ﺳﺒﻌﺔ« وأﻫﻤﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أن ﻣﻠﻮك اﻟﺠﻦ ﻫﻢ ﺳﺒﻌﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ أن ﻫﻨﺎك ﺳﺒﻊ آﻳﺎت ﻗﺮآﻧﻴﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺗﺪﻋﻰ »اﻟﻤﻨﺠﻴﺎت«، وﻋﺪد اﻟﺴﻤﺎوات ﺳﺒﻊ» :ﺛﻢ اﺳﺘﻮى إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺴﻮاﻫﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻤﻮات«. واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋــﻦ أﺳــﻄــﻮرة اﻟــﻌــﺪد ﺳﺒﻌﺔ وﻇﻬﻮراﺗﻪ ﻳﻜﺎد ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ،إﻧﻬﺎ رﻣﺰﻳﺔ ﺗﻨﺪرج ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ اﻟﻜﻮزﻣﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﻇﻠﺖ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺳﻴﺘﻬﺎ واﺳﺘﺴﺮاﻳﺘﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺼﻮر وﻟﺪى أﻏﻠﺐ اﻟﺸﻌﻮب رﻏﻢ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات واﻷدﻳﺎن ،ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻛﺸﺄن اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻘﺪس .اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺒﺪا ً وﺛﻨﻴﺎً ﺛﻢ ﻳﺼﻴﺮ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻓﺠﺎﻣﻌﺎً ﻓﻤﺪرﺳﺔ دﻳﻨﻴﺔ.
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
95
÷ôŔòĬĘĿí ôœîļĄĿí ĶŔûŎ
أﺻﺪاء اﻟﻘﺪاﺳﺔ وﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻗﺮاءة ﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ
د .ﻋﻤﺮو ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻨﻴﺮ
إن ذﻟﻚ اﻟﻮﻫﺞ واﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤ ﱠﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﺰء ﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻨﺎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻣﻮرﺛﺎﺗﻨﺎ ،ﻳﻌﻮدان إﻟﻰ أن ﻫﺬه اﻟﻤﻮروﺛﺎت ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻋﺎﻟﻢ ﻗﺪﻳﻢ رؤﻳﻮي ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ،ﺗﺘﻤﺎﻫﻰ ﻓﻴﻪ اﻷﺷﻴﺎء ﻓﻲ وﺣﺪة ﻛﻠﻴﺔ ﺗﺨﺘﺰل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪس ﻓﻲ اﻟﻀﻤﻴﺮ اﻟﺠﻤﻌﻲ زﻣﻦ داﺋﺮي ،أﺳﻬﻢ ُ ﻓﻲ ﻣﻨﺢ اﻟﺨﻠﻮد واﻻﺳﺘﻤﺮار ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺑﻘﺎﻳﺎه ورﻣﻮزه ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ وزﻣﺎﻧﻪ اﻟﻐﺎﻣﻀﻴﻦ وأﺣﺪاﺛﻪ وﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻪ وأﻓﻜﺎره ،ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺼﺢ اﻟﻘﻮل :إﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺮﻣﻮز وأن ﻋﺎﻟ ًﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻮز ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻨﺎ وﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻨﺎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. ﻓﻲ ﻋﺪد ﺳﺎﺑﻖ اﺳﺘﻌﺮﺿﻨﺎ اﻟﺮﻣﻮز واﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺑﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﺠﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ )اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ( اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ واﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻋﺪد 176ﻳﻮﻧﻴﻮ 2014م ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ ﺗﺮاث ،اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،أﺑﻮﻇﺒﻲ ،اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة. ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﻧﺴﺘﻜﻤﻞ ﺗﺘﺒﻊ أﺻﺪاء اﻟﻘﺪاﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ،ﺳﻮاء ﻛﻤﺎ ﺗﺠﻠﺖ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﻋﺪاد ،أو ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻓﻲ ﻗﺪاﺳﺔ ﺣﻴﻮاﻧﺎت ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻛﺎﻟﻐﻨﻢ ،أو ﺟﻤﺎدات ﻛﺎﻟﻌﺼﺎ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮة ﻋﺒﺮ اﻟﻀﻤﻴﺮ اﻟﺠﻤﻌﻲ.
94
أﺻﺪاء اﻟﻘﺪاﺳﺔ وﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ
ﻗﻀﺎﻳﺎ وآراء
ﻗﻀﺎﻳﺎ وآراء
ﻬﺐ ﻣﺎ َﺟ َﻤﻌﻮا َواﻟﻨﺎ ِر ﻣﺎ َز َرﻋﻮا ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﺣﺎﺋﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑﻴﻦ رﻣﻲ اﻟﺴﻬﺎم واﻟﻔﺮار واﻹﻧﻬﺰام ﺑﻞ َواﻟ َﻨ ِ ﺗﺴﺒﻖ إﻟﻴﻬﻢ اﻟﺨﻴﻮل وﺗﺤﻮل ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑﻴﻦ ذﻟﻚ ،وﻛﺄن اﻟﻤﺮء ﻳﺸﺎﻫﺪ وﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﻓﻲ إﻳﺠﺎزه اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ اﻟﺒﻠﻴﻎ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺔ ﻟﻘﻄﺎت ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ واﻟﻘﺮﻳﺐ ﻹﻟﺘﺤﺎم اﻟﺠﻴﺸﻴﻦ. اﻟﺼﻮرة: وﻓﻲ ﻻﻣﻴﺘﻪ اﻟﻤﺸﻬﻮرة ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺪأ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺪﻣﺔ اﻟﻐﺰﻟﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘﺎدة: ُﻣ ْﺨﻠًﻰ ﻟَﻪُ اﻟ َﻤ ْﺮ ُج َﻣ ْﻨ ُﺼﻮﺑﺎً ﺑﺼﺎ ِر َﺧ ٍﺔ ﺎﻟﻲ ﺑَ ْﻌﺪَ اﻟﻈّﺎ ِﻋ ِﻨﻴ َﻦ ﺷُ ـــــﻜ ُُﻮل ﻟَﻪُ اﻟ َﻤﻨﺎ ِﺑ ُﺮ َﻣﺸْ ُﻬﻮداً ﺑ َﻬﺎ اﻟ ُﺠ َﻤ ُﻊ ﻟَ َﻴ ّ ﻮال َوﻟَ ْﻴ ُﻞ ِ ِﻃ ٌ ﻮﻳﻞ اﻟﻌﺎﺷﻘﻴ َﻦ ﻃَ ُ ُ ﻟﻲ اﻟ َﺒﺪْ َر اﻟـــﺬي ﻻ أرﻳﺪُ ﻩُ ﻓﻘﺪ ﺗﻢ إﺧﻼء اﻟﻤﻜﺎن ﻣﻦ أﻃﻼل اﻟﺮوم ﺑﻌﺪ ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ وأﻗﺎم اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻳُ ِﺒ ﱠﻦ َ واﻟﻤﻨﺎﺑﺮ وأﻗﺎم ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ وﺻﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺒﻴﻞ َوﻳُ ْﺨ ِﻔﻴ َﻦ ﺑَﺪْ راً َﻣﺎ إﻟَ ْﻴ ِﻪ َﺳ ُ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ: ﻳُﻄَ ّﻤ ُﻊ اﻟﻄّﻴ َﺮ ﻓﻴﻬ ِْﻢ ﻃُ ُﻮل أﻛْﻠِﻬ ِِﻢ ﺣﺘﻰ ﺗَﻜﺎ َد ﻋﻠﻰ أﺣ َﻴﺎﺋِﻬ ِْﻢ ﺗَﻘ َُﻊ إﻟﻰ أن ﻳﺄﺗﻲ إﻟﻰ أﺑﻴﺎت اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ أو ﺑﻤﻌﻨﻰ أدق دﺧﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺪث اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ. وﻛﻢ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة اﻟﻤﺨﻴﻔﺔ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻓﻴﻠﻢ »اﻟﻄﻴﻮر« َر َﻣﻰ اﻟﺪّ ْر َب ﺑﺎﻟ ُﺠ ْﺮ ِد اﻟﺠﻴﺎ ِد إﻟﻰ اﻟ ِﻌﺪى اﻟﺬي أﺧﺮﺟﻪ أﻟﻔﺮﻳﺪ ﻫﻴﺘﺸﻜﻮك ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻬﺎﺟﻢ اﻟﻄﻴﻮر اﻟﺒﺸﺮ ﺗﺤﺎول اﻟﺴﻬﺎ َم ُﺧ ُﻴ ُﻮل َوﻣﺎ َﻋﻠِ ُﻤﻮا أنّ ّ أن ﺗﻠﺘﻬﻤﻬﻢ؛ ﻓﺎﻟﻄﻴﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﻗﺪ اﻋﺘﺎد أﻛﻞ ﻟﺤﻮم اﻟﻘﺘﻠﻰ ﻣﻦ أﻋﺪاء ﺳﻴﻒ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺎد أن ﺗﻠﺘﻬﻢ اﻷﺣﻴﺎء أﻳﻀﺎً. ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﺒﺎرع ﻧﺘﺴﺎءل؛ أﻳﺔ آﻟﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن وﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺻﻮرة راﺋﻌﺔ ﻳﻨﺪر وﺻﻒ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻼﺣﻢ اﻟﻜﺒﺮى ﺗﺼﻮر ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺨﻴﻮل ﻓﻲ ﻛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﺪاء ﺑﻬﺬه اﻟﺴﺮﻋﺔ ﺣﺘﻰ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻹﻟﻴﺎذة واﻟﺸﺎﻫﻨﺎﻣﺔ: ﻇﻨﻮا أﻧﻬﺎ ﺳﻬﺎم وﻟﻴﺴﺖ ﺧﻴﻮﻻً. ِ ﺗَ ْﻬ ِﺪي ﻧ ِ ٌ َﻮاﻇ َﺮﻫَﺎ َواﻟ َﺤ ْﺮ ُب ُﻣﻈﻠ َﻤﺔ ﺷَ َﻮاﺋِ َﻞ ﺗَﺸْ َﻮ َال اﻟ َﻌﻘَﺎر ِِب ﺑﺎﻟ َﻘ َﻨﺎ ِﻣ َﻦ ِ اﻷﺳ ّﻨ ِﺔ ﻧَﺎ ٌر َواﻟ َﻘ َﻨﺎ ﺷَ َﻤ ُﻊ ﻬﻴﻞ ﻟ َﻬﺎ َﻣ َﺮ ٌح ِﻣ ْﻦ ﺗَ ْﺤ ِﺘ ِﻪ َو َﺻ ُ أي إذا أﻇﻠﻤﺖ اﻟﺤﺮب ﺑﺎﻟﻐﺒﺎر وﺗﺤﻴﺮت ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻴﻮن اﻟﻔﺮﺳﺎن ﻫﺪاﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﺼﻮرة اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﺆﺛﺮات اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ .ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻟﻤﻊ اﻷﺳﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﻣﺎح. وﺻﻒ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎً ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﺘﻘﻄﻴﻊ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻣﻊ ﺗﻐﻴﻴﺮ ِ ٌ َ اﻟﺴ َﻬ ِﺎم َودُونَ اﻟ ُﻘ ّﺮ ﻃﺎﻓ َﺤﺔ ﺣﺠﻢ اﻟﻠﻘﻄﺎت دُونَ ﱠ ِ ُ ْ َﻋﻠﻰ ﻧُﻔُﻮﺳﻬ ِِﻢ اﻟ ُﻤﻘ َﻮ ّرة اﻟ ُﻤ ُﺰ ُع *ﻛﺎﺗﺐ وﺳﻴﻨﺎرﺳﺖ ﻣﺼﺮي وﻳﻌﻨﻲ ﻫﻨﺎ أن ﻫﺬه اﻟﺨﻴﻞ اﻟﻀﺎﻣﺮة اﻟﺴﺮاع واﺛﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮس اﻷﻋﺪاء،
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
93
ﻳﺪاﻧﻴﻪ ﻏﻴﺮه ﺣﻴﺚ ﻳﻠﺠﺄ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺼﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺣﺎﺳﺔ ﻋﻨﺘﺮة اﻟﺒﺼﺮﻳﺔ وﻳﻠﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ أﻳﻀﺎَ ﺷﻌﺮ ﻋﻨﺘﺮة ﺑﻦ ﺷﺪاد ﻓﻬﻮ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺣﺎﺳﺔ ﺑﺼﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﻄﺎت اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل: ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ وﻗﺪرة ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻒ وﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻠﻘﻄﺎت ﻓﻲ ﺑﻨﺎء وﻓﺎر ُِس اﻟ َﺨ ْﻴﻞِ َﻣﻦ َﺧﻔ ْ ّﺖ ﻓ َﻮ ّﻗ َﺮﻫَﺎ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺗﺼﺎﻋﺪي ﻗﻮي اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺪّ ْر ِب واﻟﺪّ ُم ﻓﻲ أﻋﻄﺎ ِﻓ ِﻪ ُدﻓ َُﻊ إﺣﺪى ﻗﺼﺎﺋﺪه ﺣﻴﺚ ﻳﺼﻒ ﺗﺴﻠﻞ اﻷﻋﺪاء ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ ﻟﻐﺰو ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ: أﻗﺼﻰ ﺷُ ْﺮﺑِﻬﺎ ﻧَ َﻬ ٌﻞ ﻗَﺎ َد اﻟ َﻤﻘﺎﻧِ َﺐ َ ﻜﻴﻢ َوأ ْدﻧَﻰ َﺳ ْﻴﺮِﻫﺎ َﺳ َﺮ ُع ﻋﻠﻰ اﻟﺸّ ِ أﺗﻮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻈﻼَم ﻋـــﻠﻰ ﺟﻴﺎ ٍد ﻛﺎﻟﺴــــﻌﺎﻟﻲ أي أن ﺳﻴﻒ اﻟﺪوﻟﺔ ﻗﺎد اﻟﺠﻴﺶ إﻟﻰ ﺑﻼد اﻟﺮوم وﻛﺎن ﻏﺎﻳﺔ ﺷﺮب ﺧﻴﻠﻪ ﻣﻀ ّﻤﺮة اﻟﺨﻮاﺻﺮ ّ ﻛﻞ ﺟــــﺒﺎر ﻋــــﻨﻴﺪ وﻓﻴﻬﻢ ﱡ اﻟﻨﻬﻞ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻟﺠﻤﻬﺎ ﻓﻲ أﻓﻮاﻫﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﺰع وﻛﺎن أﻗﻞ ﺳﻴﺮﻫﺎ ْ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻓﻜﻴﻒ أﻋﻼه؟ ِ ِ اﻟﺴــــﺒﺎل ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺒﺄ ِس َﻣ ْﻔ ُﺘﻮلِ ّ ﻻ َﻳ ْﻌ َﺘﻘﻲ َﺑﻠَﺪٌ َﻣﺴﺮا ُه َﻋ ْﻦ َﺑﻠَ ٍﺪ وﻟﻤﺎ أوﻗﺪوا ﻧــــــﺎ َر اﻟﻤﻨﺎﻳﺎ ِ َﻴﺲ ﻟَﻪُ ر ﱞِي َوﻻ ِﺷ َﺒ ُﻊ ﻟ ت ﻮ ﻤ ﻛﺎﻟ ﺑﺄَﻃْﺮ ِ اف اﻟﻤﺜ ﱠﻘﻔَﺔ ِ اﻟﻌـــــﻮاﻟﻲ َْ َ ﺛﻢ ﻳﻘﻮل ﻋﻨﺘﺮة اﻟﺼﻮرة اﻟﺒﻠﻴﻐﺔ اﻟﻤﻮﺟﺰة وﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻣﻦ ﺑﻼد اﻟﺮوم وﻻ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﺑﻠﺪ ﻋﻦ ﺑﻠﺪ آﺧﺮ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻷﺣﺎﺳﻴﺲ واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺸﺤﻦ ﺑﻬﺎ إذا ﻓﺘﺢ ﺑﻠ ًﺪا ﺗﺠﺎوزه إﻟﻰ آﺧﺮ ﻓﻴﻘﻮم ﺑﻔﺘﺤﻪ ،ﻓﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة واﻟﺼﻮر واﺿﺤﺔ ﻓﻜﺄﻧﻪ اﻟﻤﻮت اﻟﺬي ﻻ ﻳﺸﺒﻊ ﻣﻦ ﺣﺼﺪ اﻷرواح: اﻟﺼﻮرة اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺒﻴﺘﻴﻦ اﻟﺸﻬﻴﺮﻳﻦ: ﺣﺘﻰ أﻗﺎ َم َﻋﻠﻰ أ ْر ِ ﺑﺎض َﺧ ْﺮﺷَ َﻨ ٍﺔ ﺎح ﻧَ َﻮا ِﻫ ٌﻞ َوﻟَ َﻘﺪْ َذﻛَ ْﺮﺗ ُِﻚ َواﻟﺮـﱢ َﻤ ُ واﻟﺼﻠﺒﺎنُ واﻟ ِﺒ َﻴ ُﻊ ﺗَﺸْ ﻘَﻰ ﺑ ِﻪ اﻟ ّﺮو ُم ّ ِﻴﺾ اﻟْ ِﻬ ْﻨ ِﺪ ﺗَ ْﻘﻄُ ُﺮ ِﻣ ْﻦ َد ِﻣﻲ ِﻣ ﱢﻨﻲ َوﺑ ُ اﻟﺴ ُﻴ ِ ـﻮف ﻷَﻧﱠ َﻬﺎ َﻓ َﻮ ِدد ُْت ﺗَ ْﻘﺒ َِﻴﻞ ﱡ ﻓﺎﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺒﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ إﺿﻄﺮاد وﺗﺠﺘﺎح ﻛﻞ ﺷﺊ أﻣﺎﻣﻬﺎ إﻟﻰ أن ﻳﺼﻞ ﻟَ َﻤ َﻌ ْﺖ ﻛَ َﺒﺎرِقِ ﺛَ ْﻐﺮ ِِك اﻟْ ُﻤ َﺘ َﺒ ﱢﺴ ِـﻢ ﺳﻴﻒ اﻟﺪوﻟﺔ إﻟﻰ ﺑﻠﺪة ﺧﺮﺷﻨﺔ وﻳﻨﺰل ﻋﻠﻰ أرﺑﺎﺿﻬﺎ وﻳﻘﻮم ﺑﺎﻹﻏﺎرة ﻣﺘﻜﺎﻣﻼ ﻗﺎم ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﺣﻴﻬﺎ وﻳﻜﺴﺮ ﺻﻠﺒﺎﻧﻬﺎ وﻳﻬﺪم ﻛﻨﺎﺋﺴﻬﺎ. ً ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻌﺘﺒﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت ﺣﺪﺛ ًﺎ ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ آﻳﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺪث اﻟﺘﺼﻮﻳﺮي ﺑﺘﺼﻮﻳﺮه ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴًﺎ ﻟﻨﺎ ﻋﻨﺘﺮة ﺑﻦ ﺷﺪاد. وذﻟﻚ ﻓﻲ إﻳﺠﺎز وﻋﻈﻤﺔ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ إﻻ ﺷﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ أﻣﻴﺮ ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﺮب ﻗﺎﻃﺒﺔ. إرﻫﺎﺻﺎت ﻓﻦ اﻟﻤﻼﺣﻢ وﻳﺘﺤﻮل اﻷﺳﻠﻮب ﻫﻨﺎ وﻳﺼﺒﺢ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ أﺳﻠﻮب اﻟﻔﻮﺗﻮﻣﻮﻧﺘﺎج ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻓﻘﺪ ﺷﺪت اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ: ﺒﻲ ﻣﺎ ﻧَﻜَﺤﻮا َواﻟﻘَﺘﻞِ ﻣﺎ َوﻟَﺪوا ﻠﺴ ِ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ إرﻫﺎﺻﺎت ﻟﻔﻦ اﻟﻤﻼﺣﻢ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻓﻲ اﻷدب ﻟِ َ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻷﺳﺒﺎب ﻛﺜﻴﺮة ،وﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻒ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﺣﺮوب ﺳﻴﻒ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﻤﺪاﻧﻲ ﻣﻊ اﻟﺮوم .ﻓﻔﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ُﻫﺰِم ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﻒ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻘﺎﻋﺲ رﺟﺎﻟﻪ ﻋﻨﻪ وﺧﺬﻟﻮه رﻏﻢ ﺗﻈﺎﻫﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ وﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﺳﻴﻒ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ أن ﻳﺼﻮل وﻳﺠﻮل ﻛﻔﺎرس ﻻ ﻳﺸﻖ ﻟﻪ ﻏﺒﺎر وﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪأﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼً: ﺎس َﻳ ْﻨﺨَــ ِﺪ ُع ﻏَﻴﺮِي ﺑﺄﻛْﺜ ِﺮ ﻫﺬا اﻟ ّﻨ ِ إنْ ﻗﺎﺗَﻠُﻮا َﺟ ُﺒﻨﻮا أ ْو ﺣﺪّ ﺛﻮا ﺷـــــ ُﺠ ُﻌﻮا أﻫﻞ اﻟ َﺤﻔﻴﻈَ ِﺔ إﻻّ أنْ ﺗُ َﺠ ّﺮ َﺑﻬــ ُـ ْﻢ ُ َوﻓﻲ اﻟ ّﺘﺠﺎر ِِب َﺑﻌﺪ اﻟﻐ َّﻲ ﻣـــــﺎ َﻳ َﺰ ُع إﻟﻰ أن ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ وﺻﻒ ﻋﻈﻤﺔ ﺳﻴﻒ اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﻔﺎرس ﻣﺘﻔﺮد ﻻ 92
اﻟﻔﻦ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺗﺮاث اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻗﻀﺎﻳﺎ وآراء
ﻗﻀﺎﻳﺎ وآراء
اﻟﻔﻦ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺗﺮاث اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺤﺮم
ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءاﺗﻲ ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ اﻟﺬي أﺣﻔﻆ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺷﻌﺮاﺋﻪ ﻻﺣﻈﺖ أﻧﻪ ﺷﻌﺮ ﺗﺒﺮز ﻓﻴﻪ اﻟﺼﻮرة اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎم اﻷول وﻻ ﻳﺘﺄﺗﻰ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﻤﻴﻖ وﻻ ﺗﺒﺪو اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻮرﻫﺎ ﻟﻨﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ وﻫﻮ ﻳﻌ ّﺒﺮ ﻋﻦ أﺣﺎﺳﻴﺴﻪ وﻣﺸﺎﻋﺮه ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ دﻗﻴﻖ. وﻫﺬه اﻟﺼﻮر ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﻌﺎدل اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻬﺬه اﻷﺣﺎﺳﻴﺲ واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﺣﺘﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻧﺎﺑﻀﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة. واﻛﺘﺸﻔﺖ أن ﻣﻘﺪﻣﺎت اﻟﻤﻌﻠﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ اﻣﺮؤ اﻟﻘﻴﺲ وزﻫﻴﺮ وﻃﺮﻓﻪ واﻷﻋﺸﻰ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت ﻟﻘﺼﺔ ﺣﺐ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻃﺎل ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﺮاق وﻣﻸت اﻟﻠﻮﻋﺔ اﻟﻘﻠﻮب. ﺑﻤﻨﺠﺮد ﻗﻴﺪ اﻷواﺑـــــــــﺪ ﻫﻴﻜﻞ ﻣﻜﺮ ﻣﻔﺮ ﻣﻘﺒﻞ ﻣﺪﺑﺮ ﻣـــــــ ًﻌﺎ ﻛﺠﻠﻤﻮد ﺻﺨﺮ ﺣﻄﻪ اﻟﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﻞ ﻛﻤﻴﺖ ﻳﺰل اﻟﻠﺒﺪ ﻋﻦ ﺣﺎل ﻣﺘﻨﻪ ﻛﻤﺎ زاﻟﺖ اﻟﺼــــــــﻔﻮاء ﺑﺎﻟﻤﻨ ّﺰل
ﻛﺎن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺒﺪأ ﺑﺤﺮﻛﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ دار اﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺜﺮ وﺳﻂ أﻃﻼل ﻛﺜﻴﺮة ﻋﻠﻲ أﻃﻼل ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻟﺸﺪة ﺣﺒﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﻌﺮف ﻋﻠﻲ ﻃﻠﻞ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ وﺗﻤﺘﻠﺊ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻮﻟﻬﺎﻧﺔ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺴﺮور واﻟﺸﺠﻦ اﻟﺠﻤﻴﻞ .وﻗﺪ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﻲ ﻣﻌﻠﻘﺔ زﻫﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ اﻟﺬي ﻣﺎ إن ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻜﺎن ﻃﻠﻞ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺸﺮح ﻧﻔﺴﻪ وﻳﻬﻔﻮ ﻓﺆاده ﻗﺎﺋﻼ: ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﺪار ﻗﻠﺖ ﻟﺮﺑﻌﻬﺎ وﻳﻘﻮم ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻟﻘﻄﺎت ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﺠﻮاد ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺒﺮز أﻻ اﻧﻌﻢ ﺻﺒﺎ ًﺣﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺮﺑﻊ واﺳﻠﻢ ﺟﻤﺎﻟﻪ وأﺻﺎﻟﺘﻪ إﻟﻰ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﺪث اﻟﺼﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﺧﺮج ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﻓﻴﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﻟﻘﻄﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل: أﻣﺎ إﻣﺮؤ اﻟﻘﻴﺲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ وﺑﺎﻟﻘﻴﺎم وﻗﻮﻓًﺎ أﺳﻰ ﻓﻌﻦ ﻟﻨﺎ ﺳﺮب ﻛﺄن ﻧﻌــــﺎﺟﻪ وﺷﺠ ًﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﻞ اﻟﺤﺒﻴﺐ اﻟﺬي ،رﺣﻞ وﻻ ﺗﻜﺘﻤﻞ اﻟﺼﻮرة إﻻ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ﻋﺬارى دوار ﻓﻲ ﻣــﻼء ﻣﺬﻳّﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺿﺎﺋﻊ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ إﻻ اﻟﺬﻛﺮى: ﻓﺄدﺑﺮن ﻛﺎﻟﺠﺬع اﻟﻤﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻗﻔﺎ ﻧﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ذﻛﺮى ﺣﺒﻴﺐ وﻣﻨﺰل ﺑﺠﻴﺪ ﻣﻌﻤﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺸﻴﺮة ﻣﺨ ّﻮل ﺑﺴﻘﻂ اﻟﻠﻮى ﺑﻴﻦ اﻟﺪﺧﻮل وﺣﻮﻣﻞ إﻟﻰ أن ﻳﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﻠﻘﺘﻪ إﻟﻰ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻓﻲ دﻗﺔ ﻓﺄﻟﺤﻘﻨﺎ ﺑﺎﻟﻬﺎدﻳﺎت ودوﻧـــــﻪ ﺟﻮاﻫﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺻـــــﺮة ﻟﻢ ﺗــــﺰﻳّﻞ وإﺗﻘﺎن اﻟﺮﺳﺎم اﻟﻤﺎﻫﺮ وﻓﻨﺎن اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﺬي ﻳﺆﺳﺲ ﻣﺸﻬﺪه ﺑﻠﻘﻄﺎت ﻓﻌﺎدى ﻋﺪاء ﺑﻴﻦ ﺛﻮر وﺑﻌﺠﺔ اﻟﻤﻜﺎن واﻟﺰﻣﺎن ﻹﺑﺮاز اﻟﺤﺪث اﻟﺬي ﻳﺘﻨﺎوﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮل: دارﻣﺎ وﻟﻢ ﻳﻨﺼﺢ ﺑــﻤﺎء ﻓﻴـــــــﻐﺴﻞ وﻗﺪ أﻏﺘﺪي واﻟﻄﻴﺮ ﻓﻲ وﻛﻨﺎﺗﻬﺎ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
91
»اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﺒﻴﺮ« وﻋﻤﻖ ﻓﺤﻮاه إﻻّ إذا ﻛ ّﻨﺎ ﻣﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﺎﻹﻃﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم وﻣﻮﻗﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﻦ اﻟﻔﺎراﺑﻲ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ وﻣﻤ ّﻴﺰات اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺎﺷﺮ اﻟﻤﻴﻼدي وﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ »اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ« اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺻﺮوا ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف :ﻛﻴﻒ ﺻ ّﻨﻔﻮه؟ ﻣﺎﻫﻮ اﻟﺤ ّﻴﺰ اﻟﺬي اﺣﺘﻠﺘﻪ ﻣﺤﺎور اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﺗﺄرﻳﺨﻬﻢ؟ أم أ ّن ﻛﺘﺎب اﻟﻔﺎراﺑﻲ ﻳﺮﻗﻰ ﻷن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﺤ ّﺪﺛﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ زاوﻳــﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌـﺮﺑﻲ؟ وﺑﺬﻟﻚ ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ أ ّن اﻹﻟﻤﺎم ﺑﺎﻵﻟﻴﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺨﻮض ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘّﺄرﻳﺦ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ أ ّوﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ وﺳﻴﻠﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﻜﺘﻮب واﻟﻤﻘﺮوء واﻟ ُﻤﻠﻘﻰ أﻻ وﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ )ﻟﻐﺔ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻟﻐﺔ اﻹﺳﺘﻘﺮاء ،ﻟﻐﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ،ﻟﻐﺔ اﻟﺮﻣﻮز ...ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺪرﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﻳﺴﺘﺤﻀﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺮاﺣﻞ واﻟﻤﺪارس اﻟﺘّﺄرﻳﺨﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺪروﺳﺔ ﺻﻠﺐ ﺳﻴﺮورة اﻟﺘﺎرﻳﺦ)أﺣﺪاﺛﺎ وﺗﺮاﻛُﻤﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(. أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻔﻮي ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ
ﻣﻨﻘﻮﺻﺎ إذا ﻟﻢ ﻧﺘﺤ ّﺪث ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻔﻮي )أو وﻳﺒﻘﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮع ً اﻟﺸﻔﻬﻲ( ﻟﻸﻣﻢ ،اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي أﻫﻤﻠﺘﻪ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ »اﻟ ّﺮﺳﻤﻴﺔ« و«اﻟﻤﺼﻄﺒﻐﺔ ﺑﺎﻟﺨﻂ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ« و«اﻟﻤﺆدﻟﺠﺔ« .ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺎس أﺻﻨﺎﻓًﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺠﺪوﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ وﺻﻒ اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﺗﻤ ّﺠﺪ اﻟﻤﻠﻮك وﺗﺼﻒ اﻟﺤﻴﺎة داﺧﻞ اﻟﻘﺼﻮر ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس. ﻏﻨﻲ ﺑﺎﻟﺒﻄﻮﻻت واﻷﺣﺪاث واﻷﻏﺎﻧﻲ واﻷﻫﺎزﻳﺞ ﻓﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻔﻮي ّ واﻷﺷﻌﺎر وﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺾ ﻋﻦ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ وﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻷﻓﺮاح واﻷﺣــﺰان واﻟﻬﺠﺮة واﻟﻌﻤﻞ واﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ أو ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس ﺣﻴﺚ ﻣﺎ وﺟﺪوا...وﻫﻲ ﻣﺤﺎور أﻫﻤﻠﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻜﺘﻮب إﻻّ ﻗﻠﻴﻼ. وﺗﺰداد ﻫﻨﺎ ﻣﻬ ّﻤﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﺗﻌﻘﻴﺪا ﻛﻠّﻤﺎ وﺟﺪا اﻟﻬ ّﻮة ﻣﺘﺴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺻﻨﻔﻲ اﻟﺘّﺄرﻳﺦ اﻟﻤﻜﺘﻮب واﻟﺸﻔﻮي، ﺑﻴﻦ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ واﻟﺬاﻛﺮة ،ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳُﻌﺘﺒﺮ أﻗﺮب ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ وﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻮاﺗﺮ ﺑﻌﺎﻣﻠﻲ اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻬﻮى .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﻌﺘﻤﺪ آﻟﻴﺎت اﻟﺘّﺄرﻳﺦ ﻳﺘﻐ ّﻴﺮ ْ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎد اﻟﻤﻘﺎرﻧﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻜﺘﻮب واﻟﺬاﻛﺮة ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻤﺎدة اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ واﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت
90
اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ
اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﺗﺨﻀﻊ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ﻟﻠﺘﺪوﻳﻦ واﻟﺘﻮﺛﻴﻖ إﻻّ ﻧﺎدرا ﺟﺪا إﻳﻤﺎﻧﺎ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﻘﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮور ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ وﻣﻮاﻛﺒﺘﻬﺎ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎدﻗﺔ وﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ ﺣﺎﺟﻴﺎت اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻮاﻗﻊ .ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻧﺠﺪ أن ﻧﺼﻮﺻﺎ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎء ﺗﺮ ّددﻫﺎ اﻷﻟﺴﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺒﻼد ﺟﻨﻮﺑﺎ وﺷﻤﺎﻻ وﻫﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﻘﺒﻠﻲ أو اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .أو ﻛﺬﻟﻚ أﻏﺎﻧﻲ أﺧﺮى ﺗُﺮ ّدد ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻤﻦ وﺗﻮﻧﺲ ﺑﺄﻟﺤﺎن ﻣﻮﺣﺪة وﻧﺼﻮص ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺘﺄﻗﻠﻤﺔ ﻣﻊ اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ) .(6ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ اﺳﺘﻨﺒﺎط ﺧﺮاﺋﻂ ﺟﻐﺮا-ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗﻀﺮب ﻋﺮض اﻟﺤﺎﺋﻂ وﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻛﻞ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺣﺪﻳﺚ *ﺑﺎﺣﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،ﺗﻮﻧﺲ اﻟﻬﻮاﻣﺶ: - 1أﻧﻈﺮ :اﻟﻄﺮاﺑﻠﺴﻲ ،ﻓﺮاس» ،اﻟﺘّﺄرﻳﺦ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ«، ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،اﻟﻌﺪد ،461أﻓﺮﻳﻞ ،2015 ص134 - 2أﺑﺮز ﻣﻦ اﻋﺘﻤﺪﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻮﻟﻮﺟﻴﻴﻦ ﻫﻮ :ﺟﺎن دﻳﺮﻳﻨﻎ )(Jean During - 3أﻧﻈﺮ :ﻗﻮﺟﺔ ،ﻣﺤ ّﻤﺪ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ،اﻷردن ،اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ)ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ( ،اﻟﻤﺠﻠﺪ.13 اﻟﺼﻮاب - 4أﻳﺖ اﻷﻋﺸﻴﺮ ،ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ» ،اﻟﻘﻮل اﻟﻤﺄﺛﻮر ﻓﻲ إﺣﻴﺎء ّ اﻟﻤﻬﺠﻮر« ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻮﻋﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﻜﻮﻳﺖ ،اﻟﻌﺪد ،599أﺑﺮﻳﻞ-ﻣﺎي ،2015ص.55 - 5ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻧﺬﻛﺮﻫﺎ ﺗﺒﺎﻋﺎ: ﺑﻮﻃﺎﻟﺐ ،ﻣﺤ ّﻤﺪ ﻧﺠﻴﺐ» ،اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ..ﻓﻜﺮة ووﻋﻴﺎ وﻛﺘﺎﺑﺔ«،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺳﻮرﻳﺎ ،اﻟﻌﺪد ،10ﻳﻨﺎﻳﺮ ،1983ص.ص.227-222 اﻟﺪوري ،ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ» ،دراﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ« ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ،اﻟﻜﻮﻳﺖ ،اﻟﻌﺪد ،24ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ،1960ص.ص.18-14 اﻟﻤﻼح،ﻫﺎﺷﻢ ﻳﺤﻴﻰ» ،ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺪوﻟﺔ وإﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻓﻲﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ« ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ، ﺑﻐﺪاد ،اﻟﻌﺪد ،4أﻛﺘﻮﺑﺮ ،1998ص.ص.22-5 ﺑﻮﻟﻘﻄﻴﺐ ،اﻟﺤﺴﻴﻦ» ،اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ وإﺷﻜﺎل اﻟﻤﻨﻬﺞ« ،ﻣﺠﻠﺔاﻟﻜﺮﻣﻞ ،ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ،اﻟﻌﺪد ،4أﻛﺘﻮﺑﺮ ،1989ص.ص.190-176 - 6اﻟﻌﺮﺑﺎوي ،ﻣﺤ ّﻤﺪ ﻣﺨﺘﺎر ،اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻟﻐﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ،دار ﻧﻘﻮش ﻋﺮﺑﻴﺔ ،ﺗﻮﻧﺲ219 ،2012 ،ص
ﻗﻀﺎﻳﺎ وآراء
ﻗﻀﺎﻳﺎ وآراء
ﺷﻬﺪت ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌ ّﺜﺮا ﻛﺒﻴﺮا أﺻﻴﺐ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻫﺬا اﻟ ّﺘﺄرﻳﺦ ﺑﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ّ ﻣﻠﻔﺘﺔ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺴﺐ أن اﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻟﻤﺤﻄﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﻤﻮﻣﺎ ّ ّ ﻣﺠﺮد ﻓﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻫﻲ ّ ﻓﺼﻮل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ! ﻻ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ إﻋﺎدة ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ +ﻧّﻬﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻤﻜ ًﻨﺎ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻦ :ﻟﻐﺔ اﻟﺒﺤﺚ ،واﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻤﺮاد ﻓﻬﻤﻬﺎ وﺗﻔﻜﻴﻚ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﻘﺪه أﻏﻠﺐ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﺗﻔﺮﻋﺎﺗﻬﺎ ﻫﺬه ا+ﻳّﺎم ّ ﻟﻦ ﻧﻔﻬﻢ ﺳﺒﺐ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻔﺎراﺑﻲ ﻟـ»ﻛﺘﺎب اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﺒﻴﺮ« دون إﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎ ﻃﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ،وﻣﻮﻗﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﻦ وﻣﻤﻴﺰات ﻋﻤﻮﻣﺎ، اﻟﻔﺎراﺑﻲ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ً ّ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وﻗﺘﻬﺎ ،وﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ »اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ« اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺻﺮوه اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺒﺤﺚ ﻣﺘﻌﻠﻘًﺎ ﺑﻔﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ أو ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ُﻣﺤ ّﺪدة .وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪ ﻧﺸﺄة ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺘﻴﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ واﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ)اﻟﻤﻐﺎزي /اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ/اﻷﺧﺒﺎر /اﻟﺤﺴﺒﺔ ...ﻣﻊ ر ّواد ﻫﺬا اﻟﻤﻨﻬﺞ ﻣﺜﻞ اﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ واﻟﺒﻼذري واﻟﺬﻫﺒﻲ،ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ (...ﺛﻢ ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻷدب وﻃﺒﻘﺎت اﻟﺸﻌﺮاء واﻷﻋﻼم وﻣﻦ ر ّوادﻫﺎ اﻹﺻﻔﻬﺎﻧﻲ واﺑﻦ ﻋﺒﺪ رﺑﻪ واﻟﻤﺴﻌﻮدي واﺑﻦ اﻟﻨﺪﻳﻢ واﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ واﺑﻦ ﺳﻴﺪة واﻟﻤﻴﺪاﻧﻲ ،ﺛ ّﻢ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺐ اﻷﻣﺜﺎل واﻟﺘﺼ ّﻮف واﻟﻄﺐ واﻟﻔﻠﻚ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت واﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ )وﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮﻫﺎ ﻳﺤﻴﻰ اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺠﻢ وأﺑﻨﺎء ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺷﺎﻛﺮ واﻟﻜﻨﺪي واﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ
وإﺧﻮان اﻟﺼﻔﺎ اﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ واﺑﻦ ﺑﺎﺟﺔ واﻟﺘﻴﻔﺎﺷﻲ اﻟﻘﻔﺼﻲ وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮون( ﻣﺮو ًرا ﺑﻤﻨﺎﻫﺞ ﺗﺄرﻳﺨﻴﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ وﻓﺮﻳﺪة ﻛﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪﻫﺎ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون واﻹﻣــﺎم اﻟﺴﺨﺎوي واﻟﻤﻘﺮي وﻟﺴﺎن اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺨﻄﻴﺐ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ أدب اﻟﺮﺣﻼت ﺛ ّﻢ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻻﺳﺘﺸﺮاﻗﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ً إﻟﺦ... اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ).(5 ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ اﻟﺘﺤ ّﻮﻻت اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ وأﺳﺒﺎﺑﻪ وﻧﺘﺎﺋﺠﻪ وﺗﺄﺛﻴﺮ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘّﺄرﻳﺦ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﻴﻤﺔ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻔﻨﻲ)اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻌﻤﻠﻲ( وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘّﺄرﻳﺦ. ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺜﻼ أن ﻧﻔﻬﻢ ﺟﻴ ًﺪا ﺳﺒﺐ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻔﺎراﺑﻲ ﻟﻤﺆﻟﱠ ِﻔﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
89
اﻷﻧﻤﺎط اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺧﺎرج ﻧﻄﺎقٍ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ واﻟﺘﻨﻈﻴﺮ؟ أم ﺑﺴﺒﺮ أﻏﻮار اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ وإذا اﺗﺠﻬﻨﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﺈن اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷ ّول اﻟ ُﻤﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﻳﻤﺜﻞ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺎت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ »ﻏﻴﺮ اﻟ ّﺮﺳﻤﻴﺔ« )أو اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ »اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ« أو ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ اﻟﻘﺮار اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻧﻌﺘﻬﺎ دون دﻗﺔ( ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻏﻔﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ أو اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻮر واﻟﺤﻔﻼت اﻟـ َﻤﻠَﻜﻴﺔ واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﻨﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻜﺘﻮب أو اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﺘﻨﻈﻴﺮي ﻣ ًﻌﺎ؟ وإذا ﻛﺎن ﻟﻠ ّﺪوﻟﺔ ،وﻫﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ اﻷﻣﺮ ﻣﻤﻜ ًﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ آﻟ ّﻴﺎت ﻗﺮاءة ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺎت واﻟﻤﺪ ّوﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﺘﺪوﻳﻦ واﻟﺘﻨﻈﻴﺮ )ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ﻳﻤﻜﻦ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ؟ اﻷواﺋﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﺑﺤﻴﺚ أﻋﺮض اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن ﻇﻬﺮت ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺑﻮادر اﻧﻔﺮاج ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﻮن ﻋﻦ ﺗﺪوﻳﻦ أﻏﺎﻧﻴﻬﻢ وﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻫﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﺗﺤﺎول اﺳﺘﻘﺮاء اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ )ﻣﺪ ّوﻧﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮاﺻﻠﻬﺎ واﻋﺘﻤﺪوا ﻃﺮﻳﻘﺔ إﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺬاﻛﺮة واﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺸﻔﻮي( .أو ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ أو ﻣﺮﺋﻴﺔ -ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ( ﺑﻄﺮق وﻣﻘﺎرﺑﺎت ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻤﻘﺎﺻﺪ وﻧﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪ ّوﻧﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻈﻴﺮ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ وآﻟﻴﺎت اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻪ ودوره ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ. أﺷﻬﺮﻫﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎت اﻟﻜﻨﺪي واﺑﻦ ﻣﻨﺠﻢ واﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ واﻟﻔﺎراﺑﻲ واﺑﻦ ﺑﺎﺟﺔ ﻏﻴﺮ أ ّن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﺗﻘ ّﺪ ًﻣﺎ واﺿ ًﺤﺎ ﻓﻲ إﻳﺠﺎد ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺠﻌﻞ واﺑﻦ اﻟﻄﺤﺎن اﻟﻤﺼﺮي واﻟﺘﻴﻔﺎﺷﻲ اﻟﻘﻔﺼﻲ وﺻﻔﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻣﻮي ﻣﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻤﺪ ّوﻧﺔ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻣﻨﻬ ًﺠﺎ ﻹﻋﺎدة ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎرﻳﺦ وﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﻦ ﻏﻴﺒﻲ واﻟﺼﻴﺪاوي وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮون .وﻫﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .وﻣﻦ ﻣﺴﺒّﺒﺎت ذﻟﻚ أ ّن اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﺑﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ دراﺳﺎت ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺴﺎؤل ﺣﻮل اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺑﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻤﺴﺘﺤﺪﺛﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ) (2واﻟﺒﻼﻏﻴﺔ)، (3 ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻤﻜ ًﻨﺎ ﺛﺎﺑﺘًﺎ وراﺳﺨًﺎ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻦ :اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻤﻜﺘﻮب ﺑﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺔ )ﻟﻐﺔ اﻟﺒﺤﺚ( ،واﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻤﺮاد اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ )واﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻠﻬﺎ ﻗﻮاﻟﺐ ﻏﻨﺎﺋﻴﺔ وآﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻬﺎ وﺗﻔﻜﻴﻚ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ واﻟﺼﻮت واﻟﻤﺎﺋﺔ ﺧﺎﻧﺔ ﻣﻌﺰوﻓﺔ أﺑﺮزﻫﺎ اﻟﻨﻮﺑﺔ ّ ﻳﻔﺘﻘﺪه أﻏﻠﺐ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﻘﺼﺎﺋﺪ(. وﺗﻔ ّﺮﻋﺎﺗﻬﺎ ﻫﺬه اﻷﻳّﺎم ،إذ أ ّن ﻋﺪ ًدا ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳُﻌﺘﺒﺮ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻤﻤﺜﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻻ ﻳﺘﻘﻨﻮن ﻣﻦ ﻟﻐﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻣﺎ ﻳﻤﻜّﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻰ روا ًﺟﺎ ﺧﺎرج آﻟ ّﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة اﻟﻘﺼﺮ وﺑﻌﻴ ًﺪا ﻋﻦ ﻛﻞ ﺗﻨﻤﻴﻂ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻨﺸﺎط )ﺗﺄرﻳﺨﻴﺔ ،ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ،إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ،ﺻﻮﺗﻴﺔ،(... اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ،وﻫﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻓـ«اﻟﻠﻐﺔ ﻫﻲ اﻟﻔﻜﺮ« وﻫﻲ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪه ﻣﻦ ﺗﻨ ّﻮع ﻳﻄﺎل ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ،ﻛﻤﺎ أ ّن اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼ ّﻮرﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻠﻐﻮي واﻟﻌﺮﻗﻲ أﺣﻴﺎﻧﺎ .ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻮﻟﺪ دون ﻟﻐﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺿﺮورﻳﺔ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻟﻸﺧﺮى« ﻛﻤﺎ أﻧّﻪ »ﺑﺎﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺘﻨ ّﻮع واﻹﺑﺪاع ﺑﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻧﺒﻌﺖ ﻋﻦ رﺣﻢ إدراك ﺧﺒﺎﻳﺎ اﻟﻜﻼم وأﺳﺮاره ،ﺟ ّﻴﺪه وردﻳﺌﻪ«).(4 ﻳﺤﻤﻞ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻔﺎرﺳﻲ واﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ وأﺳﺮار اﻟﻜﻼم ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﺗﺠﺘﻤﻊ واﻟﻤﻐﻮﻟﻲ واﻟﺒﺮﺑﺮي ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ وﻏﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺘﺮاﺑﻄﺔ ﺗﺰﻳﺪه ﺗﻌﻘﻴ ًﺪا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ .وﺗﺴﻴﺮ ﻫﺬه اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﺄرﻳﺦ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻧﺴﻖ اﻟﻨﻤﻂ اﻷ ّول ﺑﻞ ﻫﻲ أﺳﺮع اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻻ ﻣﺴﺄﻟﺔ إﺗﻘﺎن ﻟﻐﺔ اﻟﺒﺤﺚ أﻣ ًﺮا ﺿﺮورﻳّﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ وأﻋﻘﺪ ،وﻻ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻨﻈﻴﺮي إﻻّ ﻷن اﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻮاء واﺑﺘﻼع ﻫﺬا ﻳﺘﻢ إﻻ ﺑﺎﺳﺘﻘﺮاء اﻟﻨﺼﻮص ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜّﻦ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ّ ﻓﻚ رﻣﻮز اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ )ﻣﺪوﻧﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟ ُﻤﺮاد اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ دراﺳﺘﻬﺎ )ﻓﻲ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﺴﺮﻳﻊ واﻟﻤﺘﻨ ّﻮع. ّ أو ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ أو ﻣﺮﺋﻴﺔ -ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﺺ اﻟﺸﻌﺮي وﻣﻘﺎﺻﺪ اﻷﻟﺤﺎن وﺗﻄﺎﺑﻖ اﻟﻠﺤﻦ واﻟﻜﻠﻤﺔ وﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ﻛﻴﻒ ﻧﺆرّخ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ( ﺑﻄﺮق وﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ؟ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻤﻘﺎﺻﺪ اﻟﺨﻄﺎب واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.(... ﻳﺄﺗﻲ ﻫﻨﺎ اﻟﻄّﺮح اﻟﺬي ﻳﻔﺮض ﻧﻔﺴﻪ :ﻛﻴﻒ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧــﺮى ،ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺠﺎوز ﺗﻤﻜّﻦ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ وآﻟﻴﺎت ﻧﺆ ّرخ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ :ﻫﻞ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎد اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻪ ودوره ﻓﻲ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ آﻟﻴّﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﺮاءة ّ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﺒﺪأ أن ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻼ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻴﻪ 88
اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ
*ﺑﺎﺣﺚ أﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
ﻗﻀﺎﻳﺎ وآراء
ﻧﻘﻞ ﻧﺼﻮص ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺒﻮع إﻟﻰ اﻟﻤﺮﻗﻮم .وﺑﺪأت ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻮاﻗﻊ ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ ﺗﻌﺮض ﻟﻨﺎ ﺻﻮر اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ واﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺸﺒﻜﻲ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل اﻟﺒﺮﻣﺠﻴﺎت اﻟﻤﻜﺘﺒﻴﺔ أو اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺑﻮاﺳﻄﺔ »اﻟﺒﺪف«، أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻬﺎ .وﺻﺎر ﻣﻦ اﻟﻴﺴﻴﺮ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ وأﻣﻬﺎت ﻧﺼﻮﺻﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻮﺳﻴﻂ .ﻛﻤﺎ أن ﻋﺸﺎق اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ )اﻷﻏﺎﻧﻲ واﻷﻫﺎزﻳﺞ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻧﺤﻮﻫﺎ( ،ﺑﺎﺗﻮا ﻳﺮﻓﻌﻮن ﻣﻮاد ﺻﻮﺗﻴﺔ أو ﺻﻮرﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺸﺒﻜﻲ .ﻟﻘﺪ ﻗﺪم ﻫﺬا اﻟﻔﻀﺎء ﻣﺠﺎﻻ ﻣﻬﻤﺎ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ داﺋﺮة اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻳﺴﺮ ﻟﻤﻦ ﻛﺎن ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮات اﻟﻤﺠﻠﺪات إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻤﻴﻠﻬﺎ واﻻﻃﻼع ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺻﺎر ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺗﺪاول ﻣﻠﻔﺎت ﺻﻮﺗﻴﺔ وﺻﻮرﻳﺔ ﻷﻏﺎن ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻋﺘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .وﻧﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ إﻧﺠﺎزا ﻛﺒﻴﺮا ،ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ اﻋﺘﺒﺮﻧﺎ ﻃﺒﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻟﻮ ﺑﺪون ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﻤﻼ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎن ﺑﻪ. ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻠﻴﻞ اﻟﺬي أﺳﻬﻢ ﺑﻪ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺸﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﻄﺒﻮع واﻟﻤﺨﻄﻮط واﻟﺼﻮﺗﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﻮى ﺗﺜﻤﻴﻨﻪ وﻫﻮ ﻳﻌﻜﺲ ﺑﺼﻮرة أو ﺑﺄﺧﺮى اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻐﻴﺮة ﻋﻠﻴﻪ .ﻏﻴﺮ أن ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺰال ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻀﺎﻓﺮ اﻟﺠﻬﻮد وﺗﻌﺎﺿﺪﻫﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻤﻨﻈﻢ ﻟﺠﻌﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﺎﺿﺮا وﻣﺘﻴﺴﺮا ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺸﺒﻜﻲ ،وﻟﻮ ﺑﺸﻜﻠﻪ اﻟﺒﺴﻴﻂ واﻷوﻟﻲ .ﻛﻤﺎ أن ﻧﻘﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﺼﻮﺗﻲ إﻟﻰ اﻟﺘﺪوﻳﻦ ﻣﺎ ﻳﺰال ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﺠﻬﻮدات ﻛﺒﺮى. ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺠﺰات ﺗﻈﻞ ﻗﺎﺻﺮة ﻋﻦ ﺟﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﻣﺘﻴﺴﺮا .ﻓﻜﻤﺎ أن اﻟﻤﺨﻄﻮط اﺳﺘﺪﻋﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻟﺘﻴﺴﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ،ﻧﺮى أن ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻤﻄﺒﻮع إﻟﻰ اﻟﻤﺮﻗﻮم ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻤﺮ ﺑﺪوره إﻟﻰ اﻟﺮﻗﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﻗﻴﻢ .إن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﻗﻴﻢ ﺗﺘﺠﺎوز ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﻨﺼﻮص ﺑﺄي ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻴﻎ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ .إﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻔﻀﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻋﺘﻤﺎد ﺑﺮﻣﺠﻴﺎت ﻣﺘﻄﻮرة ﺗﺠﻌﻞ ﻗﺮاءة اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﺎﺷﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻋﺒﺮ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﻨﺺ اﻟﻤﺘﺮاﺑﻂ
اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ آﻟﻴﺎت اﻟ ّﺘﺄرﻳﺦ ﻓﺮاس اﻟﻄﺮاﺑﻠﺴﻲ@
اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺘﺤﺪّ ث ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻮم إنّ ّ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ )ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﺗﻨﻈﻴﺮﻳﺔ وﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ »ﻧﺨﺒﻮﻳﺔ« وأﺧﺮى ﺗﻌ ّﺒﺮ ﻋﻦ أﻋﻤﺎق اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻧﻤﻂ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﺬي ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﺣﻀﺮﻳّﺎ ﻛﺎن أو ﺑﺪوﻳّﺎ (...ﻫﻮ ﺳﻴﺎق ﻣﻌﻘّﺪ ﻻ ﻳﺠﻮز اﻟﻤﺮور ﺑﻪ ﻏﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أ ّوﻻ )ﺑﻤﺎ أﻧﻬﺎ اﻟﻤﺆﺛّﺮ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ( ،واﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ،ﻋﻠﻤ ّﻴﺎ ﻛﺎن أو ﻋﻤﻠ ّﻴﺎ» ،رﺳﻤ ّﻴﺎ« أو ﺷﻌﺒ ّﻴﺎ أو ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎج ّ أي ﻣﺼﻄﻠﺢ آﺧﺮ ﻧﺎﺑﻊ ﻋﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺘﺄﺛﺮة وﻣﺆﺛﺮة ﻓﻲ ّ اﻟﺴﻴﺎق اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﻴﻦ أو اﻟﺴﻴﺎق اﻟ ُﻤﻌﻮﻟﻢ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻨﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ. وﻳﺄﺗﻲ اﻟﺘّﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ أﻫ ّﻤ ّﻴﺔ ﻫﺬه اﻷﻃﺮوﺣﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ وﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺸﻬﺪه ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻌﺜّﺮ ﻛﺒﻴﺮ أﺻﻴﺐ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻫﺬا اﻟﺘّﺄرﻳﺦ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺘﺒﻌﻴّﺔ ﻣﻠﻔﺘﺔ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺴﺐ اﻟﻤﺘﺘ ّﺒﻊ ﻟﻤﺤﻄﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﻤﻮﻣﺎ أ ّن اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻫﻲ ﻣﺠ ّﺮد ﻓﺼﻞ ﻣﻦ ﻓﺼﻮل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻞ إﻧّﻬﺎ ﺗﺘﻘﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺘﻨﻔﺴﺎ إﺑﺪاﻋﻴًﺎ ﺟﺪﻳ ًﺮا ﺑﺎﻟﺘّﺄرﻳﺦ إﻻّ ﺑﺎﻧﺘﻌﺎش ﻓﻲ ﺛﻮب »اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ« ﻓﻼ ﺗﺠﺪ ً اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ).(1 وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﺣﻴﻮﻳّﺔ ﻣﺘّﺼﻔﺔ ﺑﺎﻹﺑﺪاع وﺗﻌ ّﺒﺮ ﻋﻦ أﻋﻤﺎق اﻟﻨﺎس أﻳﻨﻤﺎ وﻋﻤﻼ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺘﺄﺛﺮ ً وﺟﺪوا وأﻳﻨﻤﺎ ﺣﻠّﻮا وأﻳﻨﻤﺎ وﺿﻊ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻣﻌﺎﺷً ﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﻲ إﻻّ ﺑﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺎن واﺧﺘﻼط اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﺧﺘﻼل اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺤﻰ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻓﻲ اﻹﻃﺎر اﻟﻤﻜﺎﻧﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
87
ﻣﺪارات
اﻟﺘﺮاث ،اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،اﻟﺘﺮﻗﻴﻢ )(3/2
د .ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻘﻄﻴﻦ@
ﻟﻘﺪ اﻗﺘﻀﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ إﻟﻰ أﻗﻄﺎرﻫﻢ ،ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺤﻘﺐ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ،أﺳﻬﻢ ﺑﺪور ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻣﺮوره ﺑﺤﻘﺒﺘﻴﻦ .ﻛﺎﻧﺖ اﻷوﻟﻰ ﻋﺒﺎرة ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﺼﻮص ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ اﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺪن ﻣﻦ ﻋﻦ ﻧﻘﻞ اﻟﻤﺨﻄﻮط ﻛﻤﺎ ﻫﻮ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺒﻌﺔ .وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬه اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻛﺮﺳﻮا ﺟﻬﻮدﻫﻢ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﻮره اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ .ﻛﺎن ﻣﻦ ﺿﺮورﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﻣﺘﻴﺴﺮة ﻧﺘﺎﺋﺞ ذﻟﻚ أن ﺑﺪأ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻫﺎم ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﻟﻘﺪ ﺗﻤﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﻏﻴﺮ أن اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﻢ ﺗﻄﺒﻊ ﻣﻨﻪ إﻻ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ ﻧﺼﻮص ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ ذات ﻗﻴﻤﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ،ﻏﻴﺮ أن ﻃﺒﻌﺎﺗﻬﺎ ﻇﻠﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻘﻘﺔ ﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻻﺗﺼﺎﻟﻬﺎ ﺑﻌﻠﻮم اﻟﺪﻳﻦ وﺑﻌﺾ اﻷﺻﻮل اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﻳﺘﺠﻠﻰ أﻫﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺎب اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺬه اﻟﻨﺼﻮص ﻣﻦ ﻟﺪن واﻷدب .وﺟﺎءت اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﺗﻄﻮرا ،وﻻﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻴﻦ اﻟﻌﺮب .ﻟﺬﻟﻚ ﻧﻌﺘﺒﺮ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻌﻬﺎ، إﻗﺪام اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺒﻠﺪان اﻷوروﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ ،إﻧﺠﺎزا ﻛﺒﻴﺮا ﺟﺪا .وﻻ ﺷﻚ أن اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﺑﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﺎن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﺛﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي أﺣﺪﺛﺘﻪ ﺗﺮﺟﻤﺔ أﻟﻒ ﺟﻮاﻧﺒﻪ وأﻧﻮاﻋﻪ. ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ،ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن ﺗﺠﺴﺪ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم ،ﺑﺼﻮرة ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﻦ إن ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻷدﺑﻴﺔ اﻷورﺑﻴﺔ، ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻲ أﻣﺴﺖ ﺗﻘﻠﻴﺪا ﻋﻠﻤﻴﺎ ،ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﻧﻘﺪ اﻟﻨﺺ اﻟﻤﺨﻄﻮط اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻓﺴﺎﻫﻤﻮا ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺑﻌﺾ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث إﻟﻰ ﻋﺒﺮ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻗﺮاءة ﻓﻴﻠﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻳﺮاد اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ أو ﻋﻠﻰ ا+ﻗﻞ ﻣﻦ ﻟﻐﺎﺗﻬﻢ .وﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﻼص أن ﺟﺰءا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻤﺨﻄﻮط ﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨﺺ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ أﻗﺮب إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ اﻟﻜﺎﺗﺐ .وﻹﻧﺠﺎز ﻫﺬه اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﺴﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﺼﻮﺗﻲ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ .وﺣﻴﻦ ﻧﻀﻴﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ وﺟﻪ ،ﻛﺎن اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺎم اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺬي ﻇﻞ ﻳﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻟﻢ ﻳُﺪ ّون ﻧﺘﺒﻴﻦ ﻣﺪى ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ،واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﻗﺪﻣﻬﺎ ،،،وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث اﻟﺬي ﺑﺎت ﻫﺬا ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎوز ا+ﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ا+ﺑﺤﺎث ﻣﻌﺮﺿﺎ ﻟﻠﻀﻴﺎع واﻟﻨﺴﻴﺎن. اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ واﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ إن ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻨﺴﺎخ .وﻛﺎن ﻟﺰاﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻬﻮاﻣﺶ ﻹﺛﺒﺎت ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺺ ،واﻟﻔﻬﺎرس ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ اﻟﺒﺤﺚ .ﻛﻤﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﺼﻮﺗﻲ ﻣﻦ أن ﺷﻜﻞ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﺷﺮح اﻟﻤﻔﺮدات ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎم اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﺑﺤﺎث اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻟﻸﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺪأت ﺗﻬﻤﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ وﺗﺘﺮاﺟﻊ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻳﺴﺮ اﻟﻘﺮاءة واﻟﺘﻠﻘﻲ. ﺳﺎر اﻟﻤﺤﻘﻘﻮن اﻟﻌﺮب ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،وﺑﺪأ ﻳﺘﻜﺎﺛﺮ ﻋﻨﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﺨﻄﻮط ،ﺳﻮاء اﻧﺘﻤﻰ إﻟﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﺪدﻫﻢ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ،وﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﺔ أو اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻳﺰال ﻏﺰﻳﺮا ،وﺑﺪون ﺗﻀﺎﻓﺮ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ أن ﺑﺪأ اﻟﻨﺺ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻳﻌﺮف ﻃﺮﻳﻘﻪ واﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ،ﺳﻴﻈﻞ ﻗﻄﺎع ﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺮاﺛﻨﺎ ﻣﺠﻬﻮﻻ وﻏﻴﺮ ﻣﺘﺪاول. إﻟﻰ اﻟﻘﺎرئ .ﻛﻤﺎ أن اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻣﻊ ﻇﻬﻮر اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪة )اﻟﺤﺎﺳﻮب وﺑﺮﻣﺠﻴﺎﺗﻪ( ﺑﺪأت ﻋﻤﻠﻴﺔ
86
ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ؛ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺮاﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﻠﻚ اﻷردن ،ﺧﻼل ذﻫﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﻣﻴﺪان اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﺗﺒﺎدل إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻣﻊ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم 1969م ،ﻟﺮﻓﻊ اﻟﺮوح اﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮد ،ﻛﻤﺎ راﻓﻘﻪ ﻓﻲ أزﻣﺔ »أﻳﻠﻮل اﻷﺳﻮد«، وﻓﻲ زﻳﺎراﺗﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ ،وﻓﻲ اﻷردن؛ ﻗﺪم أﻓﻼ ًﻣﺎ وﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﻋﻦ ﺳﻼح اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﻠﻜﻲ ،وﻓﻴﻠ ًﻤﺎ آﺧﺮ ﻋﻦ »اﻟﺘﺼﺤﺮ« ،ﺷﺎرك ﺑﻪ ﻓﻲ »ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺑﺮﻟﻴﻦ ﻟﻸﻓﻼم اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ« ،وﻓﺎز ﺑﺎﻟﺠﺎﺋﺰة اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ. ﺷﺎرك ﻣﻊ ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻞ إﻣﺎراﺗﻲ ـ أردﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻤﻞ رﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻷردن؛ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮن »أﺑﻮﻇﺒﻲ« ﻣﻦ اﻷﺑﻴﺾ واﻷﺳﻮد إﻟﻰ اﻷﻟﻮان ،اﺳﺘﻤﺮت 45ﻳﻮ ًﻣﺎ. درس اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ،وأﻇﻬﺮ ﺗﻔﻮﻗًﺎ ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﻓﺘﺮة دراﺳﺘﻪ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺎرﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺤﻔﻼت ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
85
číŎă
ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺳﻮم ﺳﺎمٍ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ؛ ﻗﺎم ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﺗﻢ رﺻﺪ إﻧﺠﺎزات اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،ﺷﺎرك ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن »ﺷﻠﻴﻤﺎر« أﺻﻮل اﻷﻓﻼم واﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﺘﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺧﻼل 34ﻋﺎ ًﻣﺎ ،ﻓﻲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ 50دوﻟﺔ، إﻟﻰ )اﻷرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ(؛ ﻟﻴﺘﻢ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﺑﻄﺮق ﻋﻠﻤﻴﺔ ،ﺣﻔﺎﻇًﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻤﺎ وﺣﺼﻞ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 50ﻓﻴﻠ ًﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ. ﺗﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ وﺛﺮوة ﻗﻮﻣﻴﺔ. ﻗﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻓﻴﻠﻢ وﺛﺎﺋﻘﻲ ﺑﻌﻨﻮان »ﺳﻴﺮة اﻟﺨﻴﺮ« ﻋﺎم 1974م ،وﻓﻴﻪ
ﺧﺎﺻﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺣﻀﻮره إﻟﻰ »أﺑﻮﻇﺒﻲ« ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﺼﻮ ًرا ً
ﺣﻀﺮت ﻣﻦ ا+ردن ﻋﺎم 1970م؛ ﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا^ ،ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﺻﻴﺪ إﻟﻰ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ،وﺗﻢ ﺗﺄﺟﻴﻞ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﺸﻮب اﻟﺤﺮب ﺑﻴﻦ اﻟﻬﻨﺪ وﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ً ﻋﺎﻣﺎ وﺑﻘﻴﺖ ﻣﺮاﻓﻘﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ً 34
84
ً وذوﻗﺎ ﻓﻨﻴًﺎ راﻗﻴًﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا Sﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ إﺧﺮاﺟﻴﺔ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
83
číŎă
ﻟﻤﺎذا؟ ﺧﻼل ﻣﺮاﻓﻘﺘﻲ ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻓﻲ »ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن«؛ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ آﺛﺎر أﻗﺪام أﻧﺜﻰ ﻓﻬﺪ ،ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻋﺒﺮ اﻟﻼﺳﻠﻜﻲ؛ ﺳﺄﻟﻨﻲ إن ﻛﻨﺖ ﻗﺎد ًرا ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺴﺎك ﺑﻬﺎ ﺣﻴﺔ؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ إﺟﺎﺑﺘﻲ »ﻧﻌﻢ« ،وﺑﺪأتُ ﺧﻄﺔ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة ،وأﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻒ ﻳﺪي ﺑـ»ﺷﻤﺎﻏﻪ« و«ﺑﻄﺎﻧﻴﺔ« ﻋﻠﻰ ﺻﺪري ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ،وﺑﻤﺠﺮد أﺻﺒﺤﺖ ﻗﺮﻳ ًﺒﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻔﺰت ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرة ،ووﺿﻌﺖ أن ُ ﻳﺪي ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ واﻟﻘﻴﺖ ﺑﺠﺴﻤﻲ ﻓﻮق ﺻﺪرﻫﺎ ،ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻗﺘﺮﺑﺖ ﺳﻴﺎرة اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ وﻣﺮاﻓﻘﻮه وأﻟﻘﻮا ﻟﻲ ﺑـ»ﺷﻤﺎﻏﺎﺗﻬﻢ« ﻟﺸﺪ وﺛﺎق أﻧﺜﻰ اﻟﻔﻬﺪ ،وﻫﻨﺎ اﻗﺘﺮب ﻣﻨﻲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ وﺻﺎﻓﺤﻨﻲ ﺑﺤﺮارة وﻫﻨﺄﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺎﻋﺘﻲ ،وﺑﻌﺪ ﺻﻴﺪ )اﻟﻔﻬﺪة(؛ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻬﻴﺄ ﻓﻲ رﺣﻼت اﻟﺼﻴﺪ ﻟﺘﻠﻘﻲ أواﻣﺮ وﺗﻌﻠﻴﻤﺎت ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ أي وﻗﺖ. ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ اﻟﺤﻮار
ﺑﻌﺪ رﺣﻴﻞ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،أﺻﺒﺢ »أﺑﻮ راﻛﺎن« اﻟﻤﺼﻮر اﻟﺨﺎص ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ »اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن« رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ )ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ(.
82
ً وذوﻗﺎ ﻓﻨﻴًﺎ راﻗﻴًﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا Sﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ إﺧﺮاﺟﻴﺔ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
81
číŎă
وﻛﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺼﻘﺎرﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮاﻟﻲ ،وﻳﻜﻮن ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻳﺘﺒﻌﻪ اﻟﺸﻴﻮخ وﺑﻘﻴﺔ اﻟﺼﻘﺎرﻳﻦ، واﻻﺗﺼﺎل ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻳﺘﻢ ﻋﺒﺮ اﻟﻼﺳﻠﻜﻲ ،وﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﺼﻴﺪ إﻟﻰ اﻟﻈﻬﻴﺮة؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،وﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺄداء ﺻﻼﺗﻲ اﻟﻈﻬﺮ واﻟﻌﺼﺮ؛ ﻟﻴﻌﺎودوا اﻟﺼﻴﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺼﺮ إﻟﻰ ﻣﻐﻴﺐ اﻟﺸﻤﺲ ،وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﻌﻮد اﻟﺠﻤﻴﻊ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ »اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ« ،اﻟﺬي ﻛﺎن أﺷﺒﻪ ﺑـ«ﺑﺮﻟﻤﺎن ﻣﺼﻐﺮ« ﻳﻀﻢ ﻣﻌﻈﻢ أﺑﻨﺎء اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺷﺮاﺋﺢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻣﻌﻬﻢ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎس ،وﻳﺘﺒﺎدل ﻣﻌﻬﻢ اﻷﻓﻜﺎر واﻵراء ،وﻛﺜﻴ ًﺮا ﻣﺎ ﺧﺮﺟﺖ اﻟﻘﺮارات اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا »اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن اﻟﻤﺼﻐﺮ« ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ داﺋ ًﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ،ﻣﺜﻞ ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪة أو ﻣﺪن ﺳﻜﻨﻴﺔ، أو ﻣﺪارس وﺗﺤﺴﻴﻦ ﺧﺪﻣﺎت. ﻟﻤﺤﺘﻚ ﻣﺘﺄﺛ ًﺮا ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ وأﻧﺖ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻣﻌﻲ ﺻﻮرة »اﻟﻔﻬﺪة«، ﻫﻞ ﻟﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺧﺎﺻﺔ؟ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬه )اﻟﻔﻬﺪة(؛ أﻣﺮ ﻟﻲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ –رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﺑﻤﻴﺪاﻟﻴﺔ ذﻫﺒﻴﺔ وﻣﻌﻄﻔﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻮف ،وﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺐ »راﻋﻲ اﻟﻔﻬﺪ«. 80
ً وذوﻗﺎ ﻓﻨﻴًﺎ راﻗﻴًﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا Sﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ إﺧﺮاﺟﻴﺔ
اﻟﺼﻘﻮر ،وﺗﺠﻠﻰ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﻬﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ دﻋﺎ إﻟﻰ »ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺼﺪاﻗﺔ اﻟﺪوﻟﻲ اﻷول ﻟﻠﺒﻴﺰرة« ،ورﻋﺎه وﻗﺎم ﺑﺎﻓﺘﺘﺎﺣﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ »اﻟﺼﻘﺎرة« ،وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺮاﺛ ًﺎ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ورﻋﺎﻳﺔ اﻟﺸﺮاﺋﺢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺷﻬﺪ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺣﻀﻮ ًرا ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻣﻦ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرس اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر ،وﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮوف؛ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺼﻴﺪ ﻣﻦ ﻗُﻄﺮ إﻟﻰ آﺧﺮ ،ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات اﻟﺼﻴﺪ ﻳﺘﻢ )ﺑﺎﻟﺤﺮ واﻟﺸﺎﻫﻴﻦ( ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ ،وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺜﻼ اﻟﺼﻴﺪ ﺑـ)اﻟﺒﺎز( ،ورﻏﻢ أن ﺣﺠﻤﻬﺎ أﻛﺒﺮ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ً ﻣﻦ )اﻟﺸﺎﻫﻴﻦ واﻟﺤﺮ(؛ ﻓﺈن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﻓﻀﻬﺎ، ﺑﻌﺪ أن ﻋﻠﻢ ﻣﻦ اﻷﻟﻤﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺎﻟﺼﻴﺪ ﺑـ«اﻟﺒﺎز« ،أﻧﻬﺎ ﺗﺄﻛﻞ »اﻟﺠﻴﻔﺔ« ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎه ﻣﻦ »اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ«. وﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم؛ ﻓﺈن »زاﻳﺪ« ﻛﺎن أﺳﺘﺎذًا ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻬﻤﻪ ﻛﺜﺮة اﻟﺼﻴﺪ ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻪ اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﺪ ،وﻛﺎن راﺋ ًﺪا ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻴﺪ اﻟﻤﺴﺘﺪام واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻟﻬﺬا أﺻﺪر ﻗﺎﻧﻮﻧًﺎ ﻳﺠﺮم ﺻﻴﺪ أﺷﻴﺎء ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وأﺻﺪر ﻗﻮاﻧﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻟﻤﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﺻﻄﻴﺎد »اﻟﺤﺒﺎرى« ﻓﻲ وﻗﺖ اﻟﺒﻴﺾ واﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ،ﻋﻘﻮﺑﺎت ﺗﺼﻞ ﻟﻠﺤﺒﺲ ،وﺳﺤﺐ ﺟﻮاز اﻟﺴﻔﺮ ﻟﻤﺪة ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ،وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ؛ أﺻﺪر ﻗﺎﻧﻮﻧًﺎ ﺑﺨﺼﻮص إﻛﺜﺎر »اﻟﺤﺒﺎرى« وإﻋﺎدة إﻃﻼق اﻟﺼﻘﻮر إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺰاوج وﺗﺘﻜﺎﺛﺮ وﻻ ﺗﻈﻞ ﻣﺤﺒﻮﺳﺔ ،ﻛﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻧﻈﺮة ﻣﺪروﺳﺔ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﻈﺮ ﻟﻠﺘﻜﺎﺛﺮ واﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻄﻴﻮر ،وﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ أول ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻃﻼق ﻟﻠﺼﻘﻮر ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺴﻨﻮي ..وأﻳﻀً ﺎ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ إﻃﻼق اﻟﺤﺒﺎرى. ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻃﻘﻮس ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻼت؟ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ أﺧﻼﻗﻴﺎت ﻛﺎن ـ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ـ ً اﻟﺼﻴﺪ ،ﻓﺎﻟﺼﻴﺪ ﻛﺎن ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻪ ﻛﻴﻔًﺎ وﻟﻴﺲ ﻛ ًﻤﺎ ،ﻛﺎن ﻳﻮﺻﻲ ﻣﺮاﻓﻘﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ ،وﻳﺮﺷﺪﻫﻢ إﻟﻰ ﻃﺮق اﻟﺼﻴﺪ ،وﻣﻨﻬﺎ ﻋﺪم إﺷﺒﺎع اﻟﺼﻘﺮ ،وﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ :اﻟﺼﻘﺮ إذا ﺷﺒﻊ ﻗﻞ ﻧﺸﺎﻃﻪ وﺿﻌﻔﺖ ﺣﺮﻛﺘﻪ.
ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻛﺎن ـ رﺣﻤﻪ ا^ ـ ً أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺼﻴﺪ ،ﻓﺎﻟﺼﻴﺪ ﻛﺎن ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻪ ً ﻛﻤﺎ ،ﻛﺎن ﻳﻮﺻﻲ ﻛﻴﻔﺎ وﻟﻴﺲ ﱠ ﻣﺮاﻓﻘﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ وﻳﺮﺷﺪﻫﻢ إﻟﻰ ﻃﺮق اﻟﺼﻴﺪ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
79
číŎă
وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺮﺣﻼت اﻟﺼﻴﺪ؟ أول رﺣﻠﺔ ﺻﻴﺪ؛ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺎم 1967م إﻟﻰ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ،وﻫﻲ ﻣﺆﺟﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﺳﺖ ﺳﻨﻮات. وﻟﻤﺎذا ﺗﻢ اﻟﺘﺄﺟﻴﻞ؟ أﺻﻼ ﺳﺒﺐ ﺣﻀﻮري ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻷردﻧﻲ ﻋﺎم 1970م؛ ﻛﺎن ﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ ً ﺣﺎﻛﻢ أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎم اﻻﺗﺤﺎد ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﺻﻴﺪ إﻟﻰ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ،وﺗﻢ ﺗﺄﺟﻴﻠﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﺸﻮب اﻟﺤﺮب ﺑﻴﻦ اﻟﻬﻨﺪ وﺑﺎﻛﺴﺘﺎن؛ ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺄﺟﻴﻞ اﻟﺮﺣﻠﺔ ،وﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺆﺟﻠﺔ؛ ﻟﻢ أﻋﺪ إﻟﻰ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻷردﻧﻲ ،وﺑﻘﻴﺖ ﻣﺮاﻓﻘًﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ 34ﻋﺎ ًﻣﺎ، »ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻴﺎن« ﻋﻠﻰ أﻫﻢ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وأﺳﺠﻞ ﺑﻜﺎﻣﻴﺮﺗﻲ ﺳﺒ ًﻌﺎ وﺧﻤﺴﻴﻦ أﻟﻒ ﺳﺎﻋﺔ ،وآﻻف اﻟﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺛﻖ ﻟـ :ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻻﺗﺤﺎد ،رﻓﻊ ﻋﻠﻢ اﻻﺗﺤﺎد، أﻓﺮاح اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ ،اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ واﻟﺰراﻋﻴﺔ وﺗﺴﻮﻳﺔ اﻷراﺿﻲ، إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺴﺪود ،وﻣﺮاﻓﻘﺘﻪ –رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻼت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ إﻟﻰ أوروﺑﺎ وأﻣﺮﻳﻜﺎ واﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺟﻤﻴﻊ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻧﻌﻮد إﻟﻰ رﺣﻠﺔ اﻟﺼﻴﺪ اﻷوﻟﻰ ﻋﺎم 1976ﻓﻲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن؟ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ؛ ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ،اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻣﻠﻚ اﻟﺼﻴﺪ )ﺑﺎﻟﺒﻴﺰرة( ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،أي ﺻﻴﺪ
78
ً وذوﻗﺎ ﻓﻨﻴًﺎ راﻗﻴًﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا Sﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ إﺧﺮاﺟﻴﺔ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
77
číŎă
ﺧﺎﺻﺎ ،وﻛﺜﻴ ًﺮا ﻣﺎ أﺳﺮار وﻛﻮاﻟﻴﺲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻪ ﻋﺸﻘًﺎ ً ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪور ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻧﻘﺎﺷﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﻮل أﻧﻮاع اﻟﻌﺪﺳﺎت ،ووﻇﻴﻔﺔ ﻛﻞ ﻋﺪﺳﺔ، واﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻼﺋﻢ ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ،وﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎت ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ واﻟﺘﻮاﺿﻊ ،وﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ؛ اﺳﺘﻔﺪت ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﻣﺮاﻓﻘﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ،وأﺻﺒﺤﺖ ﻟﻪ ﺑﺼﻤﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻲ ﻟﻠﺰواﻳﺎ اﻟﺘﻲ أﻟﺘﻘﻂ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺼﻮرة ،ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻌﺮف ﻟﻘﻄﺎﺗﻲ اﻟﺘﻲ ﺗُﻌﺮض ﻋﻠﻰ أي ﺷﺎﺷﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺷﺎﻫﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور اﺳﻤﻲ ،وﺑﻔﻀﻞ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮ وأﻫﻤﻴﺔ اﻟﺼﻮرة ،ﻛﺎن ً اﻟﺘﺴﻬﻴﻼت ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﻌﺪات اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ، وﻳﻄﺎﻟﺒﻨﻲ داﺋ ًﻤﺎ ﺑﺎﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺣﺘﻰ ﺣﺴﺎ إﻋﻼﻣﻴًﺎ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮة ،وﻳﺪرك أﻫﻤﻴﺔ اﻹﻋﻼم، ﻧﻘﻮم ﺑﺸﺮاﺋﻪ ،وﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ ً وﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﻟﻲ :ﺑﺘﻮزﻳﻊ ﺻﻮره وأﻓﻼﻣﻪ ﻷي ﺟﻬﺔ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ، وﻛﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻳﻘﻮل :ﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪة اﻷﻓﻼم واﻟﺼﻮر إذا ﺑﻘﻴﺖ ﺳﺠﻴﻨﺔ ﺣﺴﺎ إﻋﻼﻣﻴًﺎ ﻣﺘﻘﺪ ًﻣﺎ. اﻟﻌﻠﺐ؟ وﻫﺬا ﻛﺎن ﱠ
76
ً وذوﻗﺎ ﻓﻨﻴًﺎ راﻗﻴًﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا Sﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ إﺧﺮاﺟﻴﺔ
ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،وﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﻓﻲ وﻛﺎن ً ﻇﻞ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻢ اﻟﺒﻼد ،وﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه ،ﻛﻠﻔﻨﻲ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻟـ)اﻹﺑﻞ( ﻣﻦ أﻣﺎم ﻗﺼﺮه ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ »اﻟﻌﻴﻦ« إﻟﻰ »اﻟﺨﺰﻧﺔ« ،وﻛﺎن ﻳﻘﻮد ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻳﺮاﻗﺐ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ،ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺣﺎرﺳﻪ اﻟﺸﺨﺼﻲ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ،وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أراﻓﻘﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ،وﺑﺪأ ﻫﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﺰواﻳﺎ اﻟﺘﻲ آﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺼﻮر ،واﻟﺘﻮﻗﻒ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺤﺪدة ،واﻟﺼﻌﻮد أﻋﻠﻰ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﺠﻤﺎل ﻣﻦ أﻋﻠﻰ وﻫﻲ ﺗﻤﺮ ،واﻟﺘﺮوي واﻟﻬﺪوء ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ وﻋﺪم اﻟﺘﺴﺮع ،وأﺻﻮر اﻟﻤﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺰواﻳﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮج اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻣﺤﻘﻘًﺎ ﻷﻫﺪاﻓﻪ ،أذﻛﺮ أﻧﻪ وﺿﻊ أوﻻده ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر اﻹﺑﻞ ،وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أﺳﺒﻘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة ،وﻗﻤﺖ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ،وﻫﺒﻄﺖ ،وﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮﻫﻢ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ وﻫﻢ ﻳﻘﺘﺮﺑﻮن ،ﺛﻢ ﻣﺸﻴﻨﺎ ﺑﻤﺤﺎذاﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة. ﻫﺬه ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت ﻣﺨﺮج... ﻓﻌﻼ ،اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ إﺧﺮاﺟﻴﺔ واﺳﻌﺔ، ً وذوﻗًﺎ ﻓﻨﻴًﺎ راﻗﻴًﺎ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ؛ رﻏﺒﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻻﻃﻼع وﻓﻬﻢ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
75
číŎă
واﺳﺘﻌﻨﺖ ﺑﺑﻤﺤﻞ ﻛﺎن ﻳﺒﻴﻊ اﻟﻜﺎﻣﻴﺮات ،وﺑﺪأت ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺠﻬﺎز وﻛﺎﻣﻴﺮاﺗﻲ، ﻨﺖ ﻏﻮص، اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻐﻮص ﺗﺤﺖ اﻟﻤﺎء وﺗﺼﻮﻳﺮ اﻷﺳﻤﺎك اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ، ودﺧﻠﻨﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺠ ﺑﺘﺤﻤﻴﺾ ﻣﺎ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮه وﻋﺮﺿﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻓﺄﺑﺪى إﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮر وﺷﺠﻌﻨﻲ ﻓﻲ وﻗﻤﺖ ﺾ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﻓﻴﻠﻢ وﺛﺎﺋﻘﻲ ﻋﻦ )اﻟﻐﻮص( ،وأﺻﺪر ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﺪﻳﻢ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻣﻬﻤﺘﻲ ،وﺗﻢ ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ )اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت( ،وﻫﺬا ﻛﺎن ﻓﻲ ))اﻟﻐﻮص( ﻟﺘﺴﺴﻬﻴﻞ 1971م ،واﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺗﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻛﺎﻣﻴﺮا ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻟﻤﺪة دﻗﻴﻘﺘﻴﻦ وﻧﺼﻒ ﻋﻋﺎم 1971م، اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ،ﺛﻢ أﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﻟﺘﺒﺪﻳﻞ اﻟﺸﺮﻳﻂ وأﻏﻮص ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺮ ،وﻫﻮ ااﻟﺪﻗﻴﻘﻘﺔ، أول ﻓﻴﻠﻢ ﻳﻌﺮض رﺣﻠﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ »اﻟﻠﺆﻟﺆ« و»اﻟﻤﺤﺎر« ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﻌﺘﺒﺮ أو ﻳﻌﻌﺘﺒﺒﺮ اﻟﻐﻮص ،وﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪام ﻟﻘﻄﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ،ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻓﻼم اﻟﺘﻲ اﻟﻐﻐﻮص ﺗﻨﺎوﻟﺖ »اﻟﻐﻮص« ،واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ »اﻟﻠﺆﻟﺆ« ،وﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻗﺪﻣﺖ ﻓﻴﻠ ًﻤﺎ ﺗﻨﻨﺎوﻟﺖ آآﺧﺮ ﻋﻋﻦ اﻟﺼﻴﺪ )ﺑﺎﻟﻤﺪ واﻟﺠﺰر( أو ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ »اﻟﺴﻜﺎر« ،واﻟﻬﺪف ﻣﻦ وراء ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻫﺬه اﻷﻓﻼم ،ﻛﺎن ﻧﺎﺑ ًﻌﺎ ﻣﻦ رﻏﺒﺔ »اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ« ﻓﻲ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺗﺮاث ﺗﺗﺼﻮﻳ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﺎﺣﻠﻲ ،وﺣﻴﺎة أﻫﻞ اﻟﺒﺤﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص. اﻟﻤﺠ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎﺗﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺘﻮﺛﻴﻖ أﻋﻋﺘﻘﺪ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ؟ أوﺟﻪ اﻟﻟﺘ ﺑﺠﻤﻴﻊ أﺷﻜﺎﻟﻪ ﻛﺎن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪى اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ، اﻟﺘﺮاث ﺑﺠﺠﻤﻴﻊ
74
ً وذوﻗﺎ ﻓﻨﻴًﺎ راﻗﻴًﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا Sﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ إﺧﺮاﺟﻴﺔ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
73
číŎă
ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﺰﻳﺪً ا ﻣﻦ اﻟﺸﺮح؟ ﻗﺎل :ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻔﺎﺟﺌﻨﻲ »اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ« ﻓﻲ أي وﻗﺖ ﻣﻦ اﻟﻴﻮم، ﺣﺎﻣﻼ ﺷﺮاﺋﻂ ﻣﺤﺪدة؛ ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻪ أﺣﺪ ﺑﻄﻠﺒﺎت ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ :اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻴﻪ ً اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ،وﻳﻜﻮن ﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ،أو اﻟﺬﻫﺎب ﻣﻨﻔﺮ ًدا ﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻣﺸﺮوع ﺟﺎري اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬه ،وأﻋﻮد إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة؛ ﻟﻴﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ اﻟﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻄﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺮوع ﺑﺘﻼﻓﻲ ﻋﻴﻮب ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﺮاﺋﻂ واﻟﺼﻮر ،وﺧﻼل ﻣﺮاﻓﻘﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻴﺮا أﻳﻀً ﺎ ..ﻛﻨﺖ داﺋ ًﻤﺎ ﻓﻲ وﺿﻊ )ﺑﺪء اﻻﺳﺘﻌﺪاد( ﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﻤﻬﻤﺔ ،أو ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت. ﺑﻤﻌﻨﻰ؟ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺔ ﺗﻔﻘﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﻮرﻧﻴﺶ »أﺑﻮﻇﺒﻲ«.. ﻛﻨﺖ أراﻓﻘﻪ ً وﺟﻠﺲ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﺨﺮﻳﺔ ،وﻛﻨﺖ أﺗﺎﺑﻌﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻴﺮا، وﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﻳﺴﺘﺪﻋﻴﻨﻲ ﻓﻮ ًرا ﻟﻤﺸﺎﻫﺪة )اﻟﺴﻤﻚ اﻟﻤﻠﻮن( ..اﻟﺬي ﻳﺮاه ﻓﻲ اﻟﻤﺎء ،وﺑﺎﻏﺘﻨﻲ ﺑﺴﺆال :ﻛﻴﻒ ﻧﻘﺪر ﻧﺼﻮره؟ وﻫﻞ ﻧﻤﺘﻠﻚ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻤﻠﻮن؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻋﻦ اﻛﺘﺸﺎﻓﻲ ﻟﻮﺟﻮد ﺟﻬﺎز ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﺎء ،ﻟﻜﻦ ﻳﺤﺘﺎج ﻣﻨﻲ أن أﻗﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎرب ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮه ،ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺠﺢ اﻟﻤﻬﻤﺔ ،وﻳﻌﻄﻲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺮﺟﻮة ﻣﻨﻪ ،أﻣﺮﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل أن أﺑﺪأ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬه اﻟﻤﻬﻤﺔ ،وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﻤﺖ ﺑﺸﺮاء ﺑﺪﻟﺔ
72
ً وذوﻗﺎ ﻓﻨﻴًﺎ راﻗﻴًﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا Sﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ إﺧﺮاﺟﻴﺔ
ﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺣﺴﺎ إﻋﻼﻣ ًﻴﺎ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮة، ًﱠ وﻳﺪرك أﻫﻤﻴﺔ ا ﻋﻼم، وﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﻟﻲ ﺑﺘﻮزﻳﻊ ﺻﻮره وأﻓﻼﻣﻪ +ي ﺟﻬﺔ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ ،وﻛﺎن رﺣﻤﻪ ا^ -ﻳﻘﻮل :ﻣﺎﻓﺎﺋﺪة ا+ﻓﻼم واﻟﺼﻮر إذا ﺑﻘﻴﺖ ﺳﺠﻴﻨﺔ اﻟﻌﻠﺐ؟
ﺣﺎوره -ﻫﺸﺎم ﻳﺤﻴﻲ
ذﻫﺒﺖ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪي ﺑـ 10دﻗﺎﺋﻖ ﺗﻘﺮﻳ ًﺒﺎ؛ ﻟﻠﻘﺎء اﻟﻤﺼﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺨﺎﻟﺪي »أﺑﻮ راﻛــﺎن« ،اﻟﻤﺼﻮر اﻟﺨﺎص ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻤﻨﺤﻨﻲ –ﻣﻨﻔﺮدًا -دﻗﺎﺋﻖ؛ ﻟﺘﺄﻣﻞ ُ ﻧﻬﻴﺎن، وﻣﺸﺎﻫﺪة ﻋﺸﺮات اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﻦ ﺟﺪران »اﻟﻔﻴﻼ« اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرس ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﻴﻮﻣﻲ ،رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺼﻮر ﻣﺼﺪ ًرا ﻟﺴﺆال، ﺧﺼﻮﺻﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﻣﻬﻢ ﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ أو إﻟﻬﺎ ًﻣﺎ ﻟﻘﺼﺔ؛ ً ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻴﻼد اﻻﺗﺤﺎد ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺮاﻓﻘﺔ اﻟﻜﺎﻣﻴﺮا ﻟﻠﺒﺎﻧﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ ودﻗﻴﻘﺔ ﺑﺪﻗﻴﻘﺔ ،ﺳﻮاء ﻛﺎن اﻟﺤﺪث ﻓﻲ داﺧﻞ اﻹﻣﺎرات أو ﻓﻲ رﺣﻼﺗﻪ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ.
اﻟﺘﻔﺖ ﻧﺤﻮ »أﺑﻮ رﻛﺎن« وﻫﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻮر اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ُ ﻗﺎﺋﻼ :ﺗﻤﻨﺤﻨﻲ اﻟﺼﻮر اﻧﻄﺒﺎ ًﻋﺎ ﺑﺄﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻴﺶ ـ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ً ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺨﺮﺟﻮن ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻮدﻳﻮﻫﺎت) :ﻛﻠﻪ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻻﺳﺘﻌﺪاد(، رد ﺑﻬﺪوء :ﻛﻞ ﺳﻨﻮات ﻋﻤﻠﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،ﺑﺠﻮار اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن؛ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ وﺿﻊ )ﺑﺪء اﻻﺳﺘﻌﺪاد( ﺳﻮاء ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺮ، أو ﻟﻠﺴﻔﺮ ،أو ﻣﺮاﻓﻘﺘﻪ ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ،أو ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﻬﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،أو اﻧﺘﻈﺎر ﺗﻠﻴﻔﻮن ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ، ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت أو ﺗﻨﻔﻴﺬ أﻣﺮ.
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
71
číŎă
وﺛّﻖ ﺑﻌﺪﺳﺘﻪ أﻫﻢ ا+ﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻻﺗﺤﺎد
»راﻋﻲ اﻟﻔﻬﺪ« ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺨﺎﻟﺪي:
اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا 70
^ ﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ إﺧﺮاﺟﻴﺔ وذ ً وﻗﺎ ﻓﻨ ًﻴﺎ راﻗ ًﻴﺎ
ً وذوﻗﺎ ﻓﻨﻴًﺎ راﻗﻴًﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا Sﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ إﺧﺮاﺟﻴﺔ
ﺧﻠﻴﻔﻪ ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻳﺘﺒﺮع ﺑﺪﻣﻪ ﺧﻼل ﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﻪ ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻬﻪ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ أﻛﺘﻮﺑﺮ 1973
ﺳﺘﺮﺳﻞ ﻋﺪة ﺑﻌﺜﺎت ﻃﺒﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﺒﻬﺘﻴﻦ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ واﻟﺴﻮرﻳﺔ. وﻗﺪ أﺻﺪرت ﺳﻔﺎرﺗﺎ ﺳﻮرﻳﺎ وﻣﺼﺮ وﻣﻜﺘﺐ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑﻴﺎﻧًﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛًﺎ ﺑﺪﻋﻮة ﻣﻮاﻃﻨﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ إﻟﻰ اﻹﺳﻬﺎم ﺑﺎﻟﺘﺒﺮع ﺑﺎﻟﺪم واﻟﺘﺒﺮﻋﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﻟﻌﻴﻨﻴﺔ .ﻛﻤﺎ وﺟﻬﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻧﺪاء إﻟﻰ اﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ﺿﺪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ رد اﻟﻔﻌﻞ اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﻟﻴﺪ اﻧﻔﻌﺎل ﻟﺤﻈﻲ أو ﺣﻤﺎﺳﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﻤﺮ ﻃﻮال أﻳﺎم اﻟﻤﻌﺎرك ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﺗﻴﺮة ،وﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ ،ﺳﺎﻓﺮ »أﺣﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪي« وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات إﻟﻰ دﻣﺸﻖ ،وأﻋﻠﻦ أﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ »زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن« رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻮري ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ ﺗﻀﻤﻦ وﺿﻊ ﺟﻤﻴﻊ إﻣﻜﺎﻧﺎت دوﻟﺘﻪ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﺮف اﻟﺸﻘﻴﻘﺘﻴﻦ ﻣﺼﺮ وﺳﻮرﻳﺎ »ﻷن اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻮﺿﺎﻧﻬﺎ اﻵن ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« ...وذﻛﺮ أﻧﻪ ﺳﻴﺰور اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻋﻘﺐ زﻳﺎرﺗﻪ ﻟﺪﻣﺸﻖ، وﻗﺎل إن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻗﺪ أﻋﻄﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ وﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ اﻟﺸﻘﻴﻘﺘﺎن »وﻗﺪ ﺟﺌﻨﺎ ﻟﻨﺘﻌﺮف ﻣﻦ اﻷﺧﻮة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ وﺳﻮرﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺒﺎﻧﻪ ﻟﻨﻌﻤﺪ إﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬه ﻓﻮ ًرا« ...واﺟﺘﻤﻊ اﻟﺴﻮﻳﺪي ﺑﻌﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﺧﺪام ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺴﻮري ووزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. وﻓﻲ اﻟﻴﻮم ﻧﻔﺴﻪ أﻋﻠﻨﺖ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ رﺳﻤ ًﻴﺎ أﻧﻬﺎ أوﻗﻔﺖ ﺻﺎدرات اﻟﺒﺘﺮول إﻟﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،وﺣﺬرت ﻣﻦ أن اﻹﺟﺮاء ﻧﻔﺴﻪ ﺳﻮف ﻳﺘﻢ اﺗﺨﺎذه ﺿﺪ أﻳﺔ دوﻟﺔ أﺧﺮى ﺗﺆﻳﺪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. وﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ أﺻﺪر اﻟﺸﻴﺦ »راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم« ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺣﺎﻛﻢ دﺑﻲ ،ﻣﺮﺳﻮ ًﻣﺎ ﺑﻮﻗﻒ ﻗﺎﺋﻼ »إن ﻫﺬا ﺻﺎدرات اﻟﺒﺘﺮول اﻟﻤﺘﺠﻬﺔ إﻟﻰ أﻣﺮﻳﻜﺎ ،وأﺿﺎف اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ً اﻟﻘﺮار ﻗﺪ اﺗﺨﺬ ردا ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎم اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﻤﺴﺎﻧﺪة إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﺴﻜﺮﻳًﺎ وﻣﺎﻟ ًﻴﺎ ،وﺳﻮف ﻳﻄﺒﻖ ﻫﺬا اﻟﻘﺮار ﻋﻠﻰ أﻳﺔ دوﻟﺔ ﺗﺴﺎﻧﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ«. إن اﻟﺪور اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ ﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ 1973م ﻋﻈﻴﻢ ،أﺛﺒﺘﺘﻪ إﺣﺪى وﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻓﺮج ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺆﺧ ًﺮا ،واﻟﺘﻲ أﺷﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺿﺨﻢ ﺗﻠﻘﺘﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ وﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ 6أﻛﺘﻮﺑﺮ ﺣﺘﻰ 23ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ،1973ﺗﻢ ﺗﻘﺪﻳﺮه ﺑﻨﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻠﻴﺎرات دوﻻر .ﻛﺎن ﻧﺼﻴﺐ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﻨﻪ ﺣﻮاﻟﻰ 100ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر اﻗﺘﺮﺿﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﺤﺴﺎب ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺷﺮاء اﻟﺴﻼح اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻟﻤﺼﺮ وﺳﻮرﻳﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮب. ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﻜﺎﻣﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ اﻷدوار ،ﻟﻌﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻣﺎرات اﻟﺪور اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺧﻨﻖ اﻟﻌﺪو وﻛﺴﺮ إرادﺗﻪ وأﺟﻨﺤﺘﻪ .وﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻛﺎﺗﺒﻨﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ» :ﻻ ﻧﺼﺮ ﻳﺪوم ﻟﻈﺎﻟﻢ، وﻻ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺗﺪوم ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺣﻖ« ،ذﻛﺮ أﻳﻀﺎ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﺤﻤﻮد دروﻳﺶ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ» :ﺣﺪق ﻓﻲ وﺟﻮﻫﻨﺎ ..ﻫﺬا اﻟﺪم ﻓﺮح ..وﻫﺬا اﻟﺪﺧﺎن ﺣﻤﺎم .. وﻣﻦ ﻓﻮﻫﺔ ﻫﺬه اﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ..ﻳﻨﻬﻤﺮ اﻟﺴﻼم« ..وأﺧﻴﺮا ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻣﺼﺮ وﻟﻺﻣﺎرات رﺋﻴﺴﺎ وﺷﻌﺒﺎ ،ﻛﻞ ﻋﺎم وأﻧﺘﻢ ﺑﺨﻴﺮ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
69
ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻴﺲ أﻏﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺪم اﻟﻌﺮﺑﻲ
دور اQﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ اFﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ »أوروﺑﺎ ﺗﺮﺗﻌﺶ ﻣﻦ اﻟﺒﺮد.. وﻫﻮﻟﻨﺪا ﺗﻠﻄﻢ ﺧﺪﻳﻬﺎ ﻛﺎﻣﺮأة ﻣﺎت زوﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺰ اﻟﺸﺘﺎء وﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ،ﺗﻠﻌﺐ ﺑﻘﺎرورة اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺘﻲ أﻫﺪﻳﺘﻬﺎ إﻟﻴﻬﺎ ،وﺗﻐﻨﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ وﻫﻲ ﺗﻀﻢ اﻟﻘﺎرورة إﻟﻰ ﺻﺪرﻫﺎ ،أن أﻛﺘﺐ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ رﺳﺎﺋﻞ ﺷﻜﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ واﻟﺸﻴﺦ ﺻﺒﺎح اﻟﺴﺎﻟﻢ اﻟﺼﺒﺎح ،واﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﻮاري ﺑﻮﻣﺪﻳﻦ ،واﻟﺮﺋﻴﺲ أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻜﺮ، وﺣﺎﻛﻢ أﺑﻮﻇﺒﻲ وأﻣﻴﺮ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وأﻣﻴﺮ ﻗﻄﺮ. وﻫﺄﻧﺬا أﻧﻔﺬ رﻏﺒﺔ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺪد ﻋﻠﻰ إﻳﻮاﻧﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻮﺛﻴﺮ، وﺗﻐﻨﻲ ،ﻓﻴﺎﻟﻴﺖ ﻏﻨﺎء ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻳﻄﻮل« ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺗﺘﻌﻄﺮ ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ« ﻛﺘﺐ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﺰار ﻗﺒﺎﻧﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺷﺎﻛ ًﺮا اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬت ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺸﺮﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎم ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻷوﻟﻰ وﻋﺒﻮر اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﻠﻀﻔﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻨﺎة اﻟﺴﻮﻳﺲ ،واﺟﺘﻴﺎح اﻟﺠﻮﻻن اﻟﺴﻮري ﺑﻘﻮات ﺳﻮرﻳﺎ ﻋﺎم 1973م. ﺑﺪأت اﻟﺤﺮب ،ﺗﻨﺎﻗﻠﺖ وﻛﺎﻻت اﻷﻧﺒﺎء اﻟﺨﺒﺮ ،ﻓﺒﺪأت ردود اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﺘﻮاﻟﻰ ،وﺻﺪرت ﺑﻴﺎﻧﺎت إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺗﺪﻳﻦ ﻣﺼﺮ ،ﺗﺴﺘﻨﻜﺮ ﻓﻌﻠﻬﺎ وﺗﺴﺘﻌﻄﻒ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﻤﻨﺎﺷﺪة اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﻮﻗﻒ اﻟﻘﺘﺎل ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﻌﺮب ﺳﻴﺨﻀﻌﻮن ،وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻛﺎن اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻐﺎﻳ ًﺮا وﺟﺮﻳﺌًﺎ ،ﻛﺎن ﻣﺸﺮﻓًﺎ ﻷﻗﺼﻰ اﻟﺤﺪود؛ ﻓﻘﺪ أﻋﻠﻦ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ وزﻳ ًﺮا ﻟﻠﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻳﻤﺜﻠﻮن ﺳﺖ ﻋﺸﺮة دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن رﺳﻤﻲ ﺗﻌﻬ َﺪ دوﻟﻬﻢ ﺑﻮﺿﻊ ﻛﺎﻓﺔ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﺎ وﻣﻮاردﻫﺎ اﻟﻴﻮم ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﺼﺮ وﺳﻮرﻳﺎ ﺿﺪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ. وﻛﺎن ﻟﻺﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة دور ﻣﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺿﺪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻣﺆﻳﺪﻳﻬﺎ ،وﻣﻊ اﺷﺘﺪاد اﻟﻤﻌﺎرك أﻋﻠﻦ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،أن »اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻴﺲ أﻏﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺪم اﻟﻌﺮﺑﻲ« ،وأن »ﻛﺮاﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻫﻲ اﻷﻏﻠﻰ واﻟﺪم اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻫﻮ
68
د .واﺋﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ
اﻷﺷﺮف ،ودوﻧﻬﻤﺎ ﻳﺮﺧﺺ اﻟﻤﺎل واﻟﺜﺮوة« ...وﻛﺎن آﻧﺬاك ﻓﻲ زﻳﺎرة رﺳﻤﻴﺔ ﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ،وﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﻘﻴﺎم اﻟﺤﺮب أﻣﺮ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺑﺤﺠﺰ ﺟﻤﻴﻊ ﻏﺮف اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺮﺟﺔ اﻟﻤﺘﻨﻘﻠﺔ ﻣﻦ أوروﺑﺎ ﻟﻌﻼج اﻟﺠﻨﻮد اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ واﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ اﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ. وﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﺑﺪأت دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺎم ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺋﻴﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻧﺎﺋ ًﺒﺎ ﻟﺤﺎﻛﻢ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ووﻟﻲ ﻋﻬﺪﻫﺎ –آﻧﺬاك -ﺑﺤﻤﻠﺔ ﺗﺒﺮﻋﺎت ﻧﻘﺪﻳﺔ وﻋﻴﻨﻴﺔ ،ﺑﺪأﻫﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﻛﺈﺳﻬﺎم ﻣﻦ ﻣﻮاﻃﻨﻲ اﻹﻣﺎرات ﻣﻊ ﺳﻮرﻳﺎ وﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﻤﺎ ﺿﺪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ. ﻛﻤﺎ اﻓﺘﺘﺢ وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺒﺮع ﺑﺎﻟﺪم ،واﻓﺘﺘﺤﺖ ﻋﺪة ﻣﺮاﻛﺰ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺪن اﻹﻣﺎرات ،وأﻋﻠﻦ أن ﺑﻼده
اﻟﺪور ا ﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ ﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ 1973م ﻋﻈﻴﻢ ،أﺛﺒﺘﺘﻪ إﺣﺪى وﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ا+ﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻓﺮج ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺆﺧ ًﺮا ،واﻟﺘﻲ أﺷﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺿﺨﻢ ﺗﻠﻘﺘﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ وﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ،ﺗﻢ ﺗﻘﺪﻳﺮه ﺑﻨﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻠﻴﺎرات دوﻻر .ﻛﺎن ﻧﺼﻴﺐ دوﻟﺔ ا ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﻨﻪ ﺣﻮاﻟﻰ 100 ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر
ĻŹťŨė ęŹěŵ Ęſ ﻳــﺎ ﻫــﺒــﻮب اﻟــﻜــﻮس ﻟــﻲ ﻣ ـ ّﺬﻧــﻪ ﻳـــﺎﺑـــﺖ اﻷرﻳــــــــﺎح ﻣــــﻦ ﻣــ ّﻨــﻪ اﻟــــﻤــــﺮاﻛــــﺐ ﺗــﻠــﻌــﻲ ﺑْـــﻮﻧّـــﻪ واﻟـــﺨـــﺸـــﺐ ﺑـــﺎﺗـــﻦ ﻳــﺴــﻮﻗ ـ ّﻨــﻪ واﻟـــــﺘـــــﻼﻳـــــﺎ ﺑـــﺎﻳـــﺠـــﻴـــﻤـــ ّﻨـــﻪ ﺗـــﻨـــﺬﻛـــﺮ ﺑــﺎﻟــﺤــﻤــﺪ واﻟـــﻤـــ ّﻨـــﻪ واﻟــﺘــﺒــﻐّــﻲ ﻫـــﺐ ﻣـــﻦ اﻟــﺴ ـ ّﻨــﻪ رب ﻣــﺨــﻔــ ّﻨــﻪ واﻟــــﺴــــﺘــــﺮ ٍ واﻟـــــﻌـــــﺬارى رﻳـــﺤـــﺔ اﻟــﺠــ ّﻨــﻪ ﻻ ﺗَـــ َﻌـــ ْﺰل اﻟـــﻔـــﺮض م اﻟــﺴ ـ ّﻨــﻪ ﻳـــــﺎ ﻛـــــﻢ ﺑــــﻴـ ٍ ـــﺖ ﻳـــﻌـــﻤـــﺮﻧّـــﻪ وﻟـــﻲ ﻳــﺒــﻦ م اﻟـــﺴـــﻮق ﻳــﺸــﺮﻧّــﻪ واﻟـــﺒـــﺮﻳـــﺴـــﻢ ﺑـــﺎﻳـــﺨـــﺪﻣـــ ّﻨـــﻪ
ﺻــﻠّــﺒــﺖ ﻣـــﻦ ﻋــﻘــﺐ ﻣــﻘــﻴــﺎﻟــﻲ ﻣـــﻦ دﻳـــــﺎر اﻟــﻬــﻨــﺪ واﻟــﻌــﺎﻟــﻲ ﺣـــــــﺪّ رن م اﻟـــﺒـــﺰ واﻟـــﻐـــﺎﻟـــﻲ واﺻــﺒــﺤــﺖ اﻷﺳــــﻮاق ﻻ ﺗﺴﺎﻟﻲ ﻧـــﻌـــﻤـــ ٍﺔ م اﻟــــــﺮب ﺗــﻨــﻬــﺎﻟــﻲ ﺑــﺎﻟــﺴــﺠــﻮد وﻟـــﺒـــﺲ ﻟ ـ ْﺠــﻤــﺎﻟــﻲ واﻟـــﺘـــﻤـــ ّﻨـــﻲ ﻳــــﻨــــﺪرى ﻻﻟـــﻲ ﺑـــﺎﻟـــﻮﻗـــﺎر وﺳـــﻤـــﺖ ﻟ ـ ْﺨــﻴــﺎﻟــﻲ ﺟــ ّﻨــﺔ اﻟـــﻔـــﺮدوس ﻓـــﻲ ﻇْــﻼﻟــﻲ وﺗــﻈــﻬــﺮ اﻟـــﻴـــﻜّـــﺎت م اﻟــﻤــﺎﻟــﻲ ﺑــﺎﻟــﺴــﻌــﺔ واﻟـــﺮﻣـــﺴـــﻪ ا ّﺑـــﺎﻟـــﻲ اﺳـــﻔـــﺮت ﺿــــ ّﻮﻩ ﻓـــﻲ ﻟـ ْﺤــﺒــﺎﻟــﻲ ﻣــــﺎ ﻋــﻠــﻴــﻬــﻦ ﻳـــﺒـــﺘـــﺪل ﺣــﺎﻟــﻲ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
67
ʼnčîĬėã ņŃ ýċîńŇ
DzőŰ ŢŨĘıŨėŸ Ģƀŭļ Dž ﺳـــ ّﻤـــﻴـــﺖ واﻟــــﺨــــﺎﻟــــﻖ ﻧــﻈــﻴــﺮ ﻳــــﻠّــــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ ﻋــــﺒــــﺎده ﺑــﺼــﻴــﺮ ﻳـــــــﻮم اﻟــــﺨــــﻼﻳــــﺞ ﻧــﺎﻳــﻤــﻴــﻦ ﻧـــﺸّ ـــﻴـــﺖ ﺑــــﺎ ﻋـــــــﺪّ ل اﻟــﺠــﻴــﻞ ٍ ــــــﺖ ﻃــﻮﻳــﻞ ﻓــــﻜّــــﺮت ﻓــــﻲ وﻗـ ﻣـــــــ ّﺮت اوﻗـــــﺎﺗـــــﻲ واﻟــﺴــﻨــﻴــﻦ ﺷـــــــﺮوات ﻋـــﺼـــ ٍﺮ م اﻟــﻤــﺠــﻴــﻞ ﻟـــﻲ ﻣـــﺎ زرع ﺧــﻀــﺮ اﻟــﺠــﻤــﻴــﻢ ﻟــــﻲ ﻣــــﺎ ﻣـــﻌـــﻪ ﻗــــــﻮة اﻟــﻬــﻴــﻦ ﻳــﻘــﻀــﻲ ﺑـــﻬـــﻦ ﻟــــﻲ ﺑـــــﺪّ دﻳـــﻦ ﻳـــــﻮم اﻟــــﺮﺧــــﺎ وذﻳــــــﻚ اﻟــﺴــﻨــﻴــﻦ ﻣـــــﺎ ﻳــــﻔــــﻜــــﺮون اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻤـــﻴـــﻦ ﺣــــﺎﻳــــﻂ ﺑـــﻬـــﻢ ﺑــــﺤــــ ٍﺮ ﻏـــﺰﻳـــﺮ راﺣـــــــﺖ دﻳـــــــﺎر اﻟــﻤــﺴــﻠــﻤــﻴــﻦ ﻛـــــﻞ واﺣــــــــــ ٍﺪ ﺑــﺎﻳــﺴــﺘــﻬــﻴــﻦ ﺑـــ ْﻴـــﺤـــﻂ ﻟـــــﻪ ﺻــــﻴــــﺦٍ ﺛــﺠــﻴــﻞ ﻋـــﻠـــﻰ ﻛـــﺒـــﻮدﻫـــﻢ واﻟــﻀــﻤــﻴــﺮ ورﺑــــــﺎﻋــــــﺘــــــﻪ ﻣــــﺤــــ ّﻴــــﺮﻳــــﻦ ﻟــــﻲ ﻣــــﺎ ﻳـــﻔـــﻜّـــﺮ ﻓــــﻲ اﻟــﺴــﻨــﻴــﻦ ﺧــــــﻞ وﺑــﻨــﻴــﻦ ّ ﻣـــــﺎ ﻳـــﻨـــﻔـــﻌـــﻪ ﻋـــﻘـــﺐ اﻟــــﺸــــﺮاﻏــــﻪ واﻟـــﺤـــﺮﻳـــﺮ أﻫـــــﻞ اﻟـــﻘـــﻠـــﻮب اﻟــﻤــﺸــﺮﻛــﻴــﻦ ﻳــــــﺮدوﻧــــــﻬــــــﺎ ﻣـــﺤـــﻜّـــﻤـــﻴـــﻦ ﻳـــــﺎ رب دﻋـــــﻨـــــﺎ ﻧـــﺎﺟـــﻴـــﻴـــﻦ ﻋــــﻠــــﻰ ﻧـــﺒـــﻴـــﻨـــﺎ ﺗـــﺎﺑـــﻌـــﻴـــﻦ 66
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺘﺒﻲ
رب ﻋــــــﺰﻳــــــ ٍﺰ ﻣــﻨــﺘــﺼــﺐ ٍ ﻧـــــــــ ّﺰل رﺳـــــﻮﻟـــــﻪ واﻟـــﻜـــﺘـــﺐ ا ّرﻗـــــ ِﻨـــــ َﻴـــــﻪ ﻛــــــﻮس اﻟــﻤــﻬــﺐ ﻋــــﻠــــﻰ ﻋــــﺼــــﺎﻳــــﻪ ﻣــﺼــﻄــﻠــﺐ ﻫــــﺎض اﻟــﺸــﻌــﺮ واﺑـــﻐـــﻲ ﺳﺒﺐ ﺷــــــــﺮوات ﺧــــﻄّــــﺎف اﻟــﺴــﺤــﺐ ﻣـــــﺎ ﻳـــﻨـــﻠـــﺤـــﻖ ﻟـــــﻮ ﺑــﺎﻟــﻐــﺼــﺐ وإﻻ ﺑــــﺨــــﺰنٍ ﻣــــﻦ اﻟـــﺬﻫـــﺐ ﻳــــﻔــــﺮح ﺑـــﻬـــﻦ ﻳَــــﻠــــﻲ ﺣــﻠــﺐ ﻳـــﺮﻋـــﻰ ﺑـــﻬـــﻦ روس اﻟـــﺤـــﺪب ﻣـــــﻦ ﻗـــﺒـــﻞ وﻗــــﺘــــﻪ ﻳــﻨــﺠــﻠــﺐ ﻓــــﻲ ﺣـــﺎﻟـــﻬـــﻢ ﻛـــﻴـــﻒ اﻧــﭽــﺴــﺐ ﻣـــــﺎ ﻟـــــﻪ ﻣــــﻴــــﺎدﻳــــﻒ وﺧـــﺸـــﺐ وﺧـــــــﺬت ﻋـــﻠـــﻴـــﻬـــﻢ ﺑــﺎﻟــﻨــﻬــﺐ وان ﻃـــــﺎش ﺑـــ ْﻴـــﻬـــ ْﻴـــﺲ اﻷدب ــــﺘــــﻢ ﻟـــﻠـــﻜـــﺎﻓـــﺮ َﻋـــــــ َﺰ ْب وﺑــــ ْﻴ ّ ﺣـــــﻄّـــــﻮا ﻟـــﻬـــﻢ ﻓـــــﺺ وﻛـــﻌـــﺐ ﻣــــﺎ ﻳــﻨــﻔــﻌــﻮﻧــﻪ ﻟــــﻲ اﻧــﺘــﺸــﺐ ﻧــــﺐ وﻳْـــــــــــــﺮ ّد ﻟــــﻠــــﻌــــ ّﺒــــﺎر ّ ﻋــــــﻢ ﺑــﺎﻟــﺸــﺒــﺐ وإﻻ اﺑــــــﻦ ٍ و ْرﻗـــــــــــﺎد ﻣـــــﺰﻓـــــﻮن اﻟـــﻬـــﺪب ﻟـــــﻲ ﻧـــــﺎرﻫـــــﻢ ﺗــــﺎﻇــــﻲ ﻟــﻬــﺐ وﻛـــــــــﻞ ﺑــــﺮﻳــــﻠــــﻪ ﻳــﻨــﺴــﺤــﺐ ﱟ ﻳـــــــﻮم اﻟــــﺨــــﻼﻳــــﻖ ﺗــﻨــﺠــﻠــﺐ ﻟــــﻲ ﻟــــﻪ ﻗـــــﺪر ﻣــﻌــﻨــﺎ وﻣــﺤــﺐ
ĸŶĽĚė ĢĚ ŷĬķĘěŨė اﻟـــــﺒـــــﺎرﺣـــــﻪ ﺑــــــﺖ ا ْﺑـــﺴـــﻬـــﺮ ﻣـــﺸـــﺘـــﺎق ﻣــــﻦ ﻗـــــــﻮلٍ ﻋــﻴــﻴــﺐ ﺳــــ ّﻤــــﻴــــﺖ واﻟـــــﻠـــــﻪ ﻣــﻨــﺘــﻈــﺮ رب ﻋـــﻠـــﻰ ﻋــــﺒــــﺪه رﺟـــﻴـــﺐ ﱟ ﺧـــــﺎﻟـــــﻖ ﺷــــﻤــــﺲ وﻗـــﻤـــﺮ ﻳـــــﺎ ٍ ﻟـــﻲ ﺟــﻌــﻞ ﻣــﻜــﻪ ﻓـــﻲ اﻟــﻤــﻐــﻴــﺐ ﺳـــــﺤـــــﺎﺑـــــ ٍﺔ اﻧـــــﺸـــــﺖ ﻋــﺼــﺮ أﺳـــﻘـــﺖ دﻳــــــــﺎ ٍر ﻫــــﺐ ﺟــﺮﻳــﺐ أﺳـــﻘـــﺖ »ﻣـــــﺰﻳـــــﺮع« واﻟـــﻐـــﺪر ﻋــــﻤــــﺎن ودﻳــــــــــﺎر اﻟــﺤــﺒــﻴــﺐ وأﺻـــــﺒـــــﺢ ﻋـــﺴـــﻴـــ ٍﺮ ﺑــﺎﻟــﺤــﻔــﺮ ـــﻞ وﻣــــــﺰوﻧــــــﻪ ﺻــﺒــﻴــﺐ ﻳــــ ْﻨــــﻬـ ّ ﻋـــــﻄّـــــﻞ ﻃـــــــﺮارﻳـــــــﺞ اﻻﺛــــــﺮ ــﻲ ﺳـــــ ّﻮى دﻋــﻴــﺐ ﺷـــــﺮوى اﻟـــﻔـــﻠـ ْ ورﻳــــــــــﺎح ﺑــــ ّﻨــــﻪ م اﻟـــﺸـــﺠـــﺮ ٍ ﻣــــﺴــــﻚ وﻃـــﻴـــﺐ أﺧــــــــ ّﻦ ﻣـــــﻦ ﻳـــــﺎ راﻛــــــــﺐ ﻣــــــــﺪّ ا اﻟـــﻈـــﻬـــﺮ وان اﻫــــﺬﻟــــﺖ ﻣــــﻬــــﺬال ذﻳـــﺐ ﺣــــﺘــــﻰ رﺳــــﻤــــﻬــــﺎ ﺑــــﺎﻷﺛــــﺮ ﺗــــــــﻼد ﻣــــــﺎ ﻳــــﺘــــﻨــــﺎ ﺟــﻠــﻴــﺐ »ﻟـــﺒـــﻦ ﺣـــﺴـــﻦ« ﺑـــﻨـــﺪب ﺧــﺒــﺮ ﻏـــــــﺪا ﻟــــﻨــــﺎ ﺳـــــﺒـــــ ٍﻊ وذﻳــــــﺐ أ ِﺧــــــﻴــــــﺮ ﻟــــــﻮ ﻳــــــﺎ ﺑـــﺎﻟـــﻌـــﺬر ﺣــــﺸّ ــــﻢ ﻳـــــﺮاﻧـــــﻪ واﻟـــﻨـــﺴـــﻴـــﺐ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
65
ʼnčîĬėã ņŃ ýċîńŇ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺠﻤﺎن اﻟﺴﺎﺑﻖ
ūėŸĴŨė ŷũŨŸ Ģƀŭļ Dž وﻫﺬه ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺠﻤﺎن اﻟﺴﺎﺑﻖ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻜﻦ »اﻟﺤﻤﻴﺪﻳّﺔ«
ﺳــــ ّﻤــــﻴــــﺖ وﻟــــﻠــــﻪ اﻟــــــــﺪوام ﻟـــﻲ ﻣــﻔّــﻄــﻦ ﻗـــﻠـــﻮب اﻻﺳــــﻼم أﻧـــﺸـــﻴـــﺖ ﻗـــﻴـــﻠـــﻲ ﺑـــﺎﻟـــﻜـــﻼم ﺷـــﻴـــ ٍﺦ ﻣــﺸــﻴــﺨــﺘــﻪ ﺑــﺎﻟــﺘــﻤــﺎم ﻫــــﺎﻳــــﺮ ﺧـــﻠـــﻴـــﻠـــﻪ واﻟـــﻤـــﻨـــﺎم ﻳــــــ ّﻮد ﻋـــﻠـــﻰ ﻇـــﻬـــﻮر اﻟــﻬــﻤــﺎم ـــﻦ ﻳــــﺴــــﺎرن ﺑــﺎﻟــﺨــﻄــﺎم ﻫــــﻴـ ٍ ﻧــــﻬــــﺎر ﺷـــﻌـــﺚ وﻓــــــﻲ دﻣــــﺎم وادﻋـــــﺎﻫـــــﻢ ﺗـــﺤـــﺖ اﻻﺟــــــﺪام ﺧـــﺒـــﺮه وﺻــــﻞ »دار اﻻﻣـــــﺎم« ﻋــــﻨــــﺪه ذﺧـــــﺎﻳـــــﺮ ﻟـــﻠـــﺰﺣـــﺎم ﻓـــﻲ ﺑـــﺮزﺗـــﻪ ﺗــﻠــﻘــﻰ اﺣــﺘــﺸــﺎم واﻟــــــــﺪم ﻟــــﻮ ﻳْـــــﻄَـــــﻮل أﻳــــﺎم واﻟـــــﺤـــــ ّﺮ ﻋـــﻴـــﻨـــﻪ ﻣـــــﺎ ﺗـــﻨـــﺎم ﻓــــﻲ دارﻫـــــــﻢ ﺑـــ ْﺒـــﻨـــﻰ ﻣــﻘــﺎم ْﺑــــ ْﻨــــﺼــــﺢ رﺑـــــــﻲ واﻟــــﺴــــﻼم
64
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺘﺒﻲ
ﻳــــﻠّــــﻲ ﺑـــﻘـــﻴـــﻠـــﻪ ﻧــﺴــﺘــﻌــﻴــﺬ وﺛــــﺎﺑــــﺖ إﻟـــــﻰ ﻳـــــﻮم اﻟــﻮﻋــﻴــﺪ اﻟـــﻤـــﺪح ﻳــﻨــﺼــﻰ »ﺑــــﻮ ﺣــﻤــﻴــﺪ« وان ﺑــــﺪ ﻧـــﺎﻳـــﺐ ﻣــــﺎ ﻳــﺤــﻴــﻴــﺪ ﻓــــﻲ ﺷــــﻒ ﻳـــــــﺎره ﻟــــﻮ ﺑــﻌــﻴــﺪ ّ وﺧــــــﻼ اﻟــــﻤــــﻮاﺗــــﺮ ﻟــــﻮ ﺗــﻔــﻴــﺪ ٍ ﺣــــــﻮض ﻋــﺪﻳــﺪ وﻣـــﺴـــﻴـــﺮﻫـــﻦ ـــﺼــــﻦ ﺧــــﻼ ﻳــــــﻮم اﻟــﻴــﻤــﻴــﺪ ﻗـ ّ ﻋـــــــﺪواﻧـــــــﻪ ﻳـــــﻠّـــــﻲ ﺑــﻌــﻴــﺪ ﻣﻨﻈﺮ ع »ﻋــﺒــﺮى« وﻫــﻞ »ﺳﻌﻴﺪ« وﺻــــﻔــــ ّﻮ اﻟــﺤــﺪﻳــﺪ ﺑــــ ْﺮﺟــــﺎل ْ ﻋــــﺰﻳــــﺰ ﺧــــﺒــــﺮه ﻣـــــﻦ ﺑــﻌــﻴــﺪ ﻣــــﺎ ﻳـــ ّﻨـــﺴـــﻰ ﻳـــﺒـــﻘـــﻰ رﺻــﻴــﺪ وان ﻫـــــﺪّ ﺑــﺎﻟــﺸــﻴــﻔــﻪ ﻳــﺼــﻴــﺪ وﺑــــ ْﺮﻏــــﺪ ﺣـــﻼﻟـــﻲ دون ﻗــﻴــﺪ ﺗـــﻘـــﺒـــﻞ ﺻــــﻼﺗــــﻲ ﻟــــﻮ ﺻــﻌــﻴــﺪ
ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ أﺷﻌﺎره
ĞŕĩŅŨė ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺼﺠﻌﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻋﺎم 1965م وﻛﺎﻧﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻣﻮرد ﻣﺎء ﻣﻬﻤﺎً ﻓﻲ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻮاﺋﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﻴﻦ وﻓﻴﻬﺎ ﻳﻤﺪح اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻘﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ واﻟﺸﻴﺦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﺣﺎﻛﻤﻲ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ.
اﻟﺒﺎرﺣﻪ ﻳﺎ »ﺳﻌﻴﺪ« ﻋﻔﺖ اﻟﻤﻨﺎﻣﻲ ﻋﺾ اﻻﺑﻬﺎﻣﻲ ْﻣﻦ اﻟﺤﺴﻒ واﻟﻀﻴﺞ ّ وأﺻــﺒــﺢ ﻗﻠﻴﺒﻪ ﻫـ ٍ ــﺎزف ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﻋﻘﺐ »ﺑﻮﺳﻠﻄﺎن« ﻋﺎف اﻟﻤﻨﺎﻣﻲ ﺳــﺎﻋــﻪ ودارت ﺑــﻪ ﺑــﺤــﻮ ٍر ﻃﻮاﻣﻲ وﻻ ﻳﻨﺠﻢ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻠﻲ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺣﻮاﻣﻲ واﻟﻴﻮم ﻳﺎ »اﻟﺼﺠﻌﻪ« ﺑﺪاك اﻟﻨﺪاﻣﻲ ﻣــﺎ رﻳــﺖ ﻣــﻦ ﻋﺎﻧﻲ ﻳﺒﻠّﻎ ﺳﻼﻣﻲ ﻛﺎﻧﻪ ﺑﺨﻴﺮ وﺻﺎﺣﻴﺎت اﻟﻌﻈﺎﻣﻲ ﺑﺤﻤﺎه ﻟــﻮ ﻋﻨﺪي رﻳــﺎل اﻟﺰﺣﺎﻣﻲ ﺳﻨﻴﻦ ﻗﺪاﻣﻲ واﻟﺠﺎﺳﻤ ّﻴﻪ ﻟﻬﻢ ٍ ﻳﺮدون ﺣﻮض اﻟﻤﻮت ﻳﻮم اﻟﺰﺣﺎﻣﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻤﺮ ﻟﻲ ﻣﺴﻔ ٍﺮ ﻓﻲ اﻟﻈﻼﻣﻲ ﻳــﺎ ﻛــﻢ إﻳـــﺪه ا ْﻓــﻀــﻠــﺖ ﺑﺎﻟﻨﻌﺎﻣﻲ وﻻ ﻳ ْﻴﺤﺪ اﻟﻨﻌﻤﻪ إﻻ وﻟﺪ اﻟﺤﺮاﻣﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻴﺎ ﻧﺮﻳﻴﻪ ﻟﻲ ﻣﺰوﻧﻪ ﻛﻈﺎﻣﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ »اﻟﺸﺎرﻗﺔ« ﻣﺴ ّﻮي رﻫﺎﻣﻲ ﺷــﺮوات ﻋﻴ ٍﺪ ﻣﻦ ﺧــﻼف اﻟﺼﻴﺎﻣﻲ ﺑــﺎﻟــﺼــﺪق ﺑــﺮﻣــﺲ وﻫــــﺬا ﻛﻼﻣﻲ وﺻﻠّﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺻــﻼة اﻹﻣﺎﻣﻲ أﻋـــﺪاد ﻣــﺎ ﻳﻠﻌﻲ ﻃﻮﻳﺮ اﻟﺤﻤﺎﻣﻲ
وﻛــﻢ ﻳــﺎدلٍ دﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪ ﻧﺜّﺎر وﻳﺎﻣﺎ ﺻﻔﻖ ﻳﻤﻨﺎه ﻋﺎ ﻛﻒ ﻟﻴﺴﺎر ــﻮم اﺑــﺘــﺪّ ل وﻗــﺘــﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺘﻨﻜّﺎر ﻳـ ٍ ﺷﻴﺦٍ ﻳﺮاﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎﻋﻴﺪ ﻟﻜْﺒﺎر ﻣﻦ ﻗﺎﺻﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ إﻟــﻰ دار ﻣﺎ دار ﻛﺴﺎر ﻟﻲ ﻋﺎدت رﻳﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻟ ْﺤﺠﺎر ّ ﺻﺒﺮي ﻋﻠﻰ دﻧــﻴــﺎك واﻟـــﺮب ﺟ ّﺒﺎر وﻳﺠﻴﺐ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪه ﻋﻠﻮم اﻻﺧﺒﺎر ﻣﺎ ﻧﻴﺲ ﻣﻦ رﺟــﻮاه واﻟــﺮب ﺻ ّﺒﺎر واﻟﺸﻒ ﻣﺎ ﺑﺎر وﻟﻮ و ّﻗﻌﺖ ﻓﻲ اﻷرض ّ ﻛﻢ ﻃ ّﻴﺤﻮا ﻣﻦ ﻗﺎﻳﺪ اﻟﻘﻮم ﻟﺨْﻴﺎر ﺻﻘ ٍﺮ وﺧﺎﻟﺪ ﻓــﻮق ﻳ ْﻴﺪات اﻷﻣﻬﺎر ﻳﻔﺮح ﺑﻪ اﻟﺴﺎﻛﻦ وﻟــﻲ ﻋــﺎد ﺳﻔّﺎر واﺿﻔﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺑﺎن ﻣﻦ ﺻﻐﺎر وﻛﺒﺎر ﻟﻲ ﻣﺨ ّﺒ ٍﺚ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻠﻢ وﻛﻔّﺎر وﻟﻲ ﻣﺮﻋﺪه ﻓﻲ ﺗﺎﻟﻲ اﻟﻠﻴﻞ ﻫﺪّ ار وﻳﺮوي ﻣﻐﺎﻧﻲ اﻷرض وﻳﻨﺒﺖ اﺷﺠﺎر وﻣــﻮاﻳــﺔ اﻻرﺣـــﺎم وﻣــﻮاﺻــﻞ اﻟﻴﺎر وﻳﺎ ﺳﺎﻣﻌﻴﻦ اﻟﻘﻮل ﻣﺎ ﻫﻮب ﻓﺸّ ﺎر وﻳــﺎ ﻗﺎﻳﻤﻴﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺛــﻮروا ﺑﺎﻻﺑﺮار وأﻋــﺪاد ﻣﺎ ﻫﻠّﺖ م ﻟﻤﺰون اﻷﻣﻄﺎر
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
63
ľëîòĸĿí àíĎĬė اﻟﻤﺮﺣﻮم ﻣﺒﺎرك اﺑﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ وﻛﺎن ﺷﺎﻋﺮاً أﻳﻀﺎً
اﻟﺸﺎﻋﺮان :اﻻﺑﻦ وا+ب
ﻛﻮس ﺑﺎت ﻧﻜــــّﺎﺑﻪ ﻣﺜﻞ ٍ ﻃﺎب ﺑﻪ ﻧﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﻟﻌﻴﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮي ﻗـــﺎﻓﻞٍ ﺑﺎﺑﻪ ﻣــــﺜﻞ ﺧﺰنٍ ﺗﻢ ﻣﺮﻫﻮﻧﻲ إﻟﻰ آﺧﺮ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎﻛﻰ ﻣﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻠﻴﺲ اﻟﻜﺘﺒﻲ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻤﻴﺮﻓﻲ اﻟﻐﻔﻠﻲ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻤﻴﺲ اﻟﻜﺘﺒﻲ وﻏﻴﺮﻫﻢ. وﻛﻤﺎ ذﻛــﺮتُ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺪح وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺪح اﻟﺸﻴﻮخ ،وﻟﻪ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎت وﺑﻌﺾ اﻟﺘﻐﺎرﻳﺪ. ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪه ﻣﺰﻳﺮع واﻟﺤﻠﻴﻮ وواﺳﻂ وﻏﻴﺮﻫﺎ ،أﻣﺎ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ﻫﻲ ﻗﻠﺔ وﺟﻮد اﻟﻐﺰل ﻓﻲ ﺷﻌﺮه ﻓﻤﻌﻈﻢ أﺷﻌﺎره ردود وﺷﻜﺎوى واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎت وﻣﺪح اﻟﺸﻴﻮخ واﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻘﻂ .وﻻ أﻋﻠﻢ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﻘﻞ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺰل ،ﺑﻌﻜﺲ واﻟﺪه اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻏﺰﻟﻴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﺸﻬﻮرة. وﻓﺎﺗﻪ
ﺗﻮﻓﻲ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم 1980م ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺤﻤﻴﺪﻳﺔ ﺑﻌﺠﻤﺎن إذ ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻠﻪ اﻟﻤﺮض ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻓﺘﻮﻓﻲ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ودﻓﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮة »اﻟﻤﺪن« اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻌﺠﻤﺎن
62
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺘﺒﻲ
رﻏﻢ ﻗﻮة وﺟﻤﺎل ﺷﻌﺮ اﻻﺑﻦ -وﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ،إﻻ أن ﺷﻌﺮ اﻟﻮاﻟﺪ ﻗﺪ ﺗﻔ ّﻮق ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻪ ﻓﻘﻂ ،وإﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮات اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻲ ﻋﺼﺮه؛ ﻓﺸﻌﺮ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺘﻤ ّﻴﺰ ﺑﺠﺰاﻟﺔ اﻟﻤﻌﻨﻰ واﻷﺳﻠﻮب وﻗﻮة اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﺗﺠﺬﺑﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪه ﺑﻘﻮة ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ وأﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ودﻗﺔ اﺧﺘﻴﺎر ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ. إﻻ أن ﻫﻨﺎك رواﺑﻂ ﻋﺪة ﺑﻴﻦ ﺷﻌﺮ اﻷب واﻻﺑﻦ ،ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺤﻨﻴﻦ إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ واﻟﻤﻮاﺿﻊ ،ﻓﻴﺘﻜﺮر ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻫﻤﺎ ذﻛ ُﺮ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮا ًء ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ أو ﻓﻲ اﻟﺸﺘﺎء ﻣﺜﻞ ﻣﺰﻳﺮع وواﺳﻂ وﻓﻼح واﻟﺼﺠﻌﺔ واﻟﺴﻨﺪﻫﺔ واﻟﺤﻤﻴﺪﻳﺔ واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻏﻴﺮﻫﺎ. اﻟﺮاﺑﻂ اﻵﺧﺮ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﺮ اﻷب واﺑﻨﻪ ،ﻫﻮ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﺢ ﺷﻴﻮخ اﻟﻘﻮاﺳﻢ؛ ﻓﻘﺪ ﻣﺪح اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﺻﻘﺮ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻷﺳﺒﻖ ،وﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺟﻠﺴﺎﺋﻪ اﻟﺪاﺋﻤﻴﻦ ،وﻣﺪح ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﻘﻮاﺳﻢ أﻳﻀً ﺎ؛ ﻓﻤﺪح اﺑﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﺻﻘﺮ ،وﻫﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻘﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻷﺳﺒﻖ ،ﺛﻢ ﻣﺪح اﻟﺸﻴﺦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﺑﻌﺪه. ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺪح اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺸﻴ َﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﺸﻬﻮرة ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺪح اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك )اﻻﺑﻦ( اﻟﺸﻴ َﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﺆﺳﺲ اﻻﺗﺤﺎد ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة. وﻣﺪح اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﺑﻄﻲ ﺑﻦ ﺳﻬﻴﻞ آل ﻣﻜﺘﻮم ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺪح اﺑﻨﻪ اﻟﺸﻴ َﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم ﺣﺎﻛﻢ دﺑﻲ أﻳﻀً ﺎ .وﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺷﻜّﻞ ﻣﺪح اﻟﺸﻴﻮخ ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات راﺑﻄًﺎ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ وواﻟﺪه اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ،وﻫﺬا دﻟﻴﻞ ارﺗﺒﺎﻃﻬﻤﺎ وأﺳﺮﺗﻬﻤﺎ ﺑﻮﻻة أﻣﺮﻫﻢ وﻋﺪم اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺣﺎﻛﻢ إﻣﺎر ٍة وأﺧﺮى؛ ﻓﻜﻠﻬﻢ أﺑﻨﺎء ﻣﻨﻄﻘ ٍﺔ واﺣﺪة ورﻋﺎﻳﺎﻫﻢ ﻳﺘﻮزﻋﻮن ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أراﺿﻲ ﻫﺆﻻء اﻟﺤﻜّﺎم ،ﻳﺼﻮﻟﻮن وﻳﺠﻮﻟﻮن ﻳﺮﻋﻮن ﺣﻼﻟﻬﻢ وﻳﻘﻀﻮن ﺷﺘﺎءﻫﻢ وﺻﻴﻔﻬﻢ وﻓﻲ أي ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻳﺸﺎؤون ﻓﻲ ﻫﺬه اﻹﻣﺎرات ،وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺲ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ أن ﻳﻤﺪح ﺷﻴﻮخ ﻋﺠﻤﺎن أﻳﻀً ﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﺘﺤﻮا ﻟﻪ أﺑﻮاﺑﻬﻢ وﻣﻨﺤﻮا اﻟﺒﻴﻮت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻪ وﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ »اﻟﺤﻤﻴﺪﻳﺔ« اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ »اﻟﻤﻨﺘﺰي« اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ واﻟﺪه ﻓﻲ ﺷﻌﺮه ﻗﺒﻞ 75ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻣﻦ اﻵن. ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ أﻳﻀً ﺎ اﻹﺧﻼص واﻟﻮﻓﺎء ﻟﻸرض ،ﻓﺎرﺗﺒﺎط اﻟﺸﺎﻋﺮﻳﻦ وﺗﻌﻠﻘﻬﻤﺎ ﺑﺎﻷرض واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻫﻤﺎ ،ﻓﻜﻼﻫﻤﺎ ﻣﺪح وﺗﻐ ّﻨﻰ »ﺑﺎﻟﺘﻠّﺔ« و»اﻟﻤﻨﺘﺰي« وﻫﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﻋﺠﻤﺎن ﻋﺎش ﻓﻴﻬﺎ اﻷب ﺛﻢ اﺳﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻻﺑﻦ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ. وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ﻳﺘﻀّ ﺢ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮاﺿﻊ واﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻮا ﻓﻴﻬﺎ واﻟﺤﻨﻴﻦ إﻟﻴﻬﺎ داﺋ ًﻤﺎ ،وﻫﺬا واﺿﺢ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﺼﺠﻌﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻨﺪﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻘﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ، ٌ ﻳﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺠﻌﺔ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮل: ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ّ واﻟﻴﻮم ﻳﺎﻟﺼﺠﻌﺔ ﺑﺪاك اﻟﻨﺪاﻣﻲ ﺻﻴﺮي ﻋﻠﻰ دﻧﻴﺎك واﻟﺮب ﺻ ّﺒﺎر
ﻛﺎن ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮاء ﻟﻴﻘ ّﺪﻣﻮا اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻹذاﻋﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ وﺧﺎﺻﺔ إذاﻋﺔ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ودﺑﻲ وأﺑﻮﻇﺒﻲ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن. ﺟﻞ اﺗﺼﺎﻟﻪ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻣﺒﺘﻌ ًﺪا ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻌﺮاء اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻛﺎن ّ ﻣﻊ ﺷﻌﺮاء اﻟﺒﺎدﻳﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﻴﺎل اﻟﻄﻨﻴﺠﻲ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﺪ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ﺑﻦ ﺣﻀﺮوم اﻟﻐﻔﻠﻲ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺤﺮﻣﻲ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻠﻴﺲ وﻏﻴﺮﻫﻢ. وﻧﻈ ًﺮا ﻟﻜﺒﺮه ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻗﻮل اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ أواﺧﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ. وﻷن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﺘﻮﻗّﺪة ﺣﻴﺚ ﻛﺎن واﻟﺪه ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﺷﻌﺮاء ﻋﺼﺮه ،ﻓﻘﺪ ﺑﺪأ ﻧﺒﻮﻏﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮه ،وﻧﻈ ًﺮا ﻟﻘﻠﺔ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻌﺮف ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،ﻟﻢ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺎﺋﺪه اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .ﻛﻤﺎ أن ﻣﻮت أﻏﻠﺐ ﺣﻔﻈﺔ ﺷﻌﺮه ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪه وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻪ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ. وأﻏﻠﺐ ﻣﺎ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﺷﻌﺎر ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﺪح وﺧﺎﺻ ًﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻴﻮخ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﻜﻮى ،وﺑﻌﺾ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ أﺷﻌﺎره. ٌ ﻣﻌﺮوف إﻻ أن ﺷﻬﺮة اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ واﺳﻌﺔ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺑﺎدﻳﺔ اﻹﻣﺎرات وﻫﻨﺎك ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻣﻤﻴّﺰة وﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻟﻪ ﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻬﺎ أﺑﻨﺎء اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ أﺑﻴﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ .وأﺷﻬﺮ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ -وﻫﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺜﺎر ﺟﺪل وﺗﺴﻠﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ -ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻣﺸﺎﻛﺎة ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﻴﺎل ،ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻘﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻷﺳﺒﻖ ﺗﻌﺪ ﻣﺸﻬﻮر أﻳﻀً ﺎ وﻣﻌﺮوﻓﺔ وﻓﻴﻬﺎ ﻳﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺼﺠﻌﺔ اﻟﺘﻲ ُﻫﺠﺮت. ّ وإذا أردﻧﺎ أن ﻧﻀﻊ ﻣﻮﻗ ًﻌﺎ ﻟﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﺮاء اﻹﻣﺎرات اﻟﺸﻌﺒﻴﻴﻦ ،ﻻﺑﺪ و أن ﻧﻔﺮز ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﺻﺤﻴ ًﺤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﺳﻴﻤﺎ وأﻧﻪ ﺷﺎﻋﺮ واﺑﻦ ﺷﺎﻋﺮ ﻓﻘﻞ أن وأﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي اﺷﺘﻬﺮ ﻛﻮاﻟﺪه اﻟﺸﺎﻋﺮّ ، ﺗﺠﺪ ﺷﺎﻋ ًﺮا ﻣﺸﻬﻮ ًرا ورث اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ واﻟﺪه إﻻ ﻣﺎ ﻧﺪر. أﻏﺮاﺿﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ
ﻛﺎن ﻟﺸﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ﻧﺼﻴﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﺎوى إذ أﻧﻪ ﺗﺸﺎﻛﻰ ﻣﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ﻣﻦ أﻫﻞ ﻣﻨﻄﻘﺘﻪ ﻓﻘﺪ ﺗﺸﺎﻛﻰ ﺑﺪاﻳ ًﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ﺑﻦ ﺣﻀﺮوم اﻟﻐﻔﻠﻲ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻟﻪ: ﻗﻞ »ﻟﻠﺮﻓﻴﺴﺎ« ﻳــﻮم ﻳﻨﻮي ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺸﺎم ﻳﺮ ّد ﻟﻲ ﺻﻴــﺖ ﻔﻲ« ﺑﺘﺒﻊ ﺿﻌﻨﻬﻢ ﻓﻮق »ﻟ ْﻨ ْ ﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺪﺟﺎ ﻳﺴﺮي ﺑﻼ ﻟﻴﺖ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎﻛﻰ ﻣﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﻴﺎل اﻟﻄﻨﻴﺠﻲ وﻇﻠّﺖ اﻟﺸﻜﺎوى ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ: ﻗﻮﻟﻪ »اﻟﺨ ّﻴﺎل« ﺑﺤــﺴﺎﺑﻪ ﻫﺐ ﻣﻨﻪ ﺧﺎﻳﻒ وﻣﻤﺤﻮﻧﻲ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
61
ľëîòĸĿí àíĎĬė
ﺣﺎﻛﻢ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻷﺳﺒﻖ واﻟﺘﻐ ّﻨﻲ ﺑﻤﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎدﻳﺔ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ اﺑﻨﻪ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻗﺼﺎﺋﺪ أﻳﻀً ﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻘﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ واﻟﺸﻴﺦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ وﺗﻐﻨﻰ أﻳﻀً ﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﺎدﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﺠﻌﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ،إﻻ أن ﻗﻴﺎم اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻤﺠﻴﺪ وﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﻛﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻗﺪ ﻗ ّﺮب ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،ﻓﺒﻨﻴﺖ اﻟﻤﺴﺎﻛﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات ،وﻧﻈ ًﺮا ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺑﻂ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺠﻤﺎن اﻟﺴﺎﺑﻖ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،وأﺑﻨﺎﺋﻪ اﻟﻜﺮام ،وﻧﻈ ًﺮا ﻟﺘﺮ ّدد اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﻠﻴﻮ واﻟﺘﻠّﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺤﺎذﻳﺔ ﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺮض ﻋﻠﻴﻪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -أن ﻳﺴﻜﻦ ﻣﻊ أﺧﻮاﻟﻪ وأﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄﻫﺎ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -وﺳﻤﻴّﺖ ﺑﺎﺳﻢ »اﻟﺤﻤﻴﺪﻳّﺔ« ﺗﻴﻤ ًﻨﺎ ﺑﺎﺳﻢ وﻟﻲ ﻋﻬﺪه آﻧﺬاك اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ ﻓﺎﻧﺘﻘﻠﻮا ﻣﻦ اﻟﺼﺠﻌﺔ وﻣﺰﻳﺮع أو اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 1974م ،ﻟﻴﻌﻴﺸﻮا ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺟﺰ ًءا ﻣﻦ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻌﻤﺮان وﺗﺼﺒﺢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﻵن.
60
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺘﺒﻲ
وﻗﺪ ﻋﺎش رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ »اﻟﺤﻤﻴﺪﻳﺔ« وﻛﺎن ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ،ﻓﻼزم ﺑﻴﺘﻪ وﻗﻠّﺖ ﺣﺮﻛﺘﻪ وﻣﺨﺎﻟﻄﺘﻪ ﻷﺑﻨﺎء اﻟﺒﺎدﻳﺔ ،وﻇﻞ ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻌﺮ وﻳﺘﻐ ّﻨﻰ ﻓﻲ وﻃﻨﻪ وﻓﻲ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ اﻟﺬي أﻛﺮﻣﻪ ﻛﺜﻴ ًﺮا وﻗ ّﺮﺑﻪ ﻣﻨﻪ ،ﻓﻌﺎش ﻣﻊ أﻫﻠﻪ ﻫﻨﺎك ﺑﻴﻦ أﺣﻔﺎده ﺣﺘﻰ وﻓﺎﺗﻪ. ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ واﻟﺸﻌﺮ
ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺟﻤﻊ أﺷﻌﺎر ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻪ ،وﺑﺮﻏﻢ أﻧﻪ ﻋﺎﺻﺮ ﺑﺪاﻳﺎت اﻻﺗﺤﺎد وﺑﺪاﻳﺎت اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺪوﻟﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺮي وﺑﺎﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻘًﺎ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب ،وأﻋﺘﻘﺪ أن ذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺒﺮ ﺳﻨﻪ وﺑﻌﺪه ﻋﻦ اﻟﻤﺪن اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ودﺑﻲ وأﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺘﻲ
وﻛﻌﺎدة أﻫﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﺪ ًوا ﻣﺘﻨﻘﻠﻴﻦ ،ﻓﻔﻲ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺸﺘﺎء ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﺣﻠﻮن إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺠﻌﺔ واﻟﺮﻓﻴﻌﺔ وﻣﻬﺬّب واﻟﺤﻠﻴﻮ ﻳﺮﻋﻮن إﺑﻠﻬﻢ وﺣﻼﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ .أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺼﻴﻒ ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻳﻨﺰﺣﻮن إﻟﻰ اﻟﻮاﺣﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻟﻘﻀﺎء أﺷﻬﺮ اﻟﺼﻴﻒ ﻓﻴﻬﺎ .وﻧﻈ ًﺮا ﻟﺠﻔﺎف ﻧﺨﻴﻞ واﺳﻂ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺎرﻗﺔ واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﺮة ﺣﺘﻰ أرﺑﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ، اﺗﺠﻬﻮا ﺻﻮب اﻟﻮاﺣﺎت اﻷﺧﺮى ﻟﻘﻀﺎء أﺷﻬﺮ اﻟﻘﻴﻆ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺬﻳﺪ
وﻓﻠﺞ اﻟﻤﻌﻼ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮﺳﻂ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻷﻗﺮب إﻟﻴﻬﻢ. ﺗﺰوج ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ إﺣﺪى ﻗﺮﻳﺒﺎﺗﻪ وأﻧﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﺑ ًﻨﺎ أﺳﻤﺎه ﻣﺒﺎرك ﺗﻴﻤ ًﻨﺎ ﺑﺎﺳﻢ واﻟﺪه اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﻌﺮوف ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ، واﺑﻨﺘﻴﻦ .وﺑﺪوره و ّرث ﻻﺑﻨﻪ ﻣﺒﺎرك اﻟﺸﻌ َﺮ أﻳﻀً ﺎ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺷﺎﻋ ًﺮا إﻻ أن ﻃﻮﻳﻼ إذ ﺗﻮﻓﻲ ﺷﺎﺑًﺎ ﻋﺎم 1974م إﺛﺮ ﺣﺎدث ﺳﻴﺮ أﻟﻴﻢ. اﻟﻘﺪر ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻠﻪ ً ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ اﻟﺸﺎﻋﺮ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻓﻲ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ إذ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك وﻇﺎﺋﻒ ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻪ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎم اﻻﺗﺤﺎد وﺑﺪأت اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﺗﺴﺘﻘﺮ واﻟﻨﺎس ﺗﺘﻮﻇﻒ وﺗﻌﻤﻞ ﻛﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻗﺪ ﺗﻘﺪم ﺑﻪ اﻟﻌﻤﺮ وﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ. وﻳﺬﻛﺮ أﺣﻔﺎده أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﻐﻮص إذ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎة اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻗﺪ ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﺳﻮى ﻓﻲ ﻛﺪ اﻹﺑﻞ وﻧﻘﻞ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺪن اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ واﻟﻮاﺣﺎت ﻓﻲ ﻣﻮاﺳﻢ اﻟﻘﻴﻆ .أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺘﺎء ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻳﻨﻘﻠﻮن اﻟﺤﻄﺐ واﻟﺤﺸﺎﺋﺶ اﻟﺒﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر إﺑﻠﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﺪن اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻟﻴﺒﻴﻌﻮﻧﻬﺎ ﻟﻴﺸﺘﺮوا اﻷرز واﻟﺘﻤﺮ واﻟﻄﺤﻴﻦ واﻟﻘﻬﻮة واﻟﺴﻤﻚ اﻟﻤﺠﻔﻒ ﻷﻫﻠﻬﻢ. وﻗﺪ ﻋﺎﺷﺖ أﺳﺮة اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﺮ اﻷﺧﺮى اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺻﻠﺔ ﻗﺮاﺑﺔ ﺑﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ اﻟﺴﺮورﻳﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ أﺧﻮال واﻟﺪه ،ﻛﻤﺎ ﺟﺎوروا اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻷﺧﺮى .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮﻛﺰ إﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺼﺠﻌﺔ وﻣﺰﻳﺮع وﻓﻼح وﻋﺮﻗﻮب ﻣﺤ ّﺪد واﻟﺰﺑﻴﺮ واﻟﺤﻠﻴﻮ اﻟﺘﻲ وﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻮاﺑﻊ إﻣﺎرة ﻋﺠﻤﺎن. وﺑﺮﻏﻢ أن ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ وأﺟﺪاده ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ﺑﺎدﻳﺔ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻮاﺳﻢ ﻓﻲ إﻣﺎرة اﻟﺸﺎرﻗﺔ، وﺑﺮﻏﻢ ﻗﺮب واﻟﺪﻫﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ﻣﻦ ﺣﻜّﺎم اﻟﺸﺎرﻗﺔ وﻗﻮﻟﻪ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﻤﺪح اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﺻﻘﺮ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
59
ľëîòĸĿí àíĎĬė
أﺟﺎد اﻟﻤﺸﺎﻛﺎة واﻟﻤﺪﻳﺢ
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺘﺒﻲ 1980-1900
ورﻳﺚ اﻟﺸﻌﺮ
ŽŐŴijĶũŤē İļēij į
ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »ﺗﺮاث« ،ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻣﻌﻜﻢ اﺧﻮاﺗﻲ واﺧﻮاﻧﻲ اﻷﻋﺰاء وﻣﻊ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻦ ﻟﻪ ﺑﺎ ٌع ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ ورﺛﻪ ﻣﻦ واﻟﺪه اﻟﺬي ﻛﺎن أﺣﺪ أﺷﻬﺮ اﻟﺸﻌﺮاء ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻪ ﻩ أﺟﺮأ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وأﻋﺪﻩ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وأﻋﺪّّ واﻧﺘﻘﺪ اﻻﻧﺠﻠﻴﺰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗــﺎل ﻓﻴﻬﻢ ﻗﺼﻴﺪة وﻫﻢ ﻳﺸ ّﻴﺪون أول ﻣﻄﺎر اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻋﺴﻜﺮي وﻣﺪﻧﻲ ﻓﻲ رﻗﺔ ﺪﻋﻰ ﻣﺒﺎرك ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺘﺒﻲ ﻋﺎم 1938م .ذﻟﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺪﻋﻰ ) (1945-1855وﻗﺪ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ أﺣﺪ أﻋﺪادﻧﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﺎم 2010ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻠﻒ. ﺎ
واﻟﻴﻮم أﻳﻬﺎ اﻻﺧﻮة ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ اﺑﻨﻪ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﺷﺎﻋ ًﺮا ﻓﻮرث اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻨﻪ وأﺿﺤﻰ ﺷﺎﻋ ًﺮا ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻳﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎن. إﻧﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺘﺒﻲ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ. وﻻدﺗﻪ وﺣﻴﺎﺗﻪ
وﻟﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ »واﺳﻂ« ﺑﺎﻟﺸﺎرﻗﺔ، ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ إﻟﻰ اﻟﻐﺮب ﻣﻦ ﻣﻄﺎر اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﺣﺎﻟﻴًﺎ ،وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻮاﺣﺎت اﻟﺒﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ؛ إذ
58
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺘﺒﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻮي ﻣﺰارع اﻟﻨﺨﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﻘﻰ ﻣﻦ اﻵﺑﺎر اﻻرﺗﻮازﻳﺔ اﻟﻌﺬﺑﺔ، وﻛﺎﻧﺖ أرﺿً ﺎ ﺧﺼﺒﺔ ﺗﻨﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﺸﺎﺋﺶ واﻷﻋﺸﺎب اﻟﻤﻮﺳﻤﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻲ اﻟﺸﺘﺎء ﻓﺘﻜﻮن ﻣﻦ أﺟﻤﻞ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻟﻘﻀﺎء ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺸﺘﺎء ﻓﻴﻬﺎ. ﺗﻘ ّﺪر وﻻدة ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم 1900م ﺗﻘﺮﻳ ًﺒﺎ، وﻗﺪ ﻋﺎش اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ واﻟﺪه ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﺮﻳﺔ اﻟﻤﻤﺘﺪة ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻻ ﺣﺘﻰ ﻣﻬﺬّب واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ واﺳﻂ ﺷﺮﻗًﺎ وﺣﺘﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺬﻳﺪ وﻣﻨﻬﺎ ً اﻟﺘﻲ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻠﻴﻮ واﻟﺰﺑﻴﺮ واﻟﺮﻓﻴﻌﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﻠﺒﻬﺎ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺘﻌﺔ . إن ﻓﻌﻞ )اﻟﻘﻨﺺ( ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻮﺻﻔﻪ )ﻫﻮى( وﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻇﺎﻫﺮة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻧﻔﺴﻴﺔ ،ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺘﻌﺔ وﻓﺎﺋﺪة ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ اﻟﻀﺮر ﺑﻮﺣﻴﺪ اﻟﻘﺮن اﻟﺬي ﻳﻘﺘﻞ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻗﺮﻧﻪ إﻟﻰ ﻣﺴﺤﻮق ،وﻏﺮﻣﻮل اﻟﻨﻤﺮ أو أﺳﻨﺎن اﻟﺘﻤﺴﺎح أو ﻛﺒﺪ اﻟﺤﻮت وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻨﺪ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻤﺘﻌﺔ واﻻﻋﺘﺰاز .وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻟﻤﺘﻌﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺮر ﺷﺎرل ﻛﻮرﻧﺮﻳﺦ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺘﻊ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ( ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺪ ،ﻓﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﺆدي اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﺘﻜﺮر ﻟﻠﻤﺜﻴﺮ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ إﺣﺪاث اﻟﻤﺘﻌﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻟﻰ )اﻟﺸﺒﻊ( ،إﻻ أﻧﻪ ﻳﺆدي)وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻮاﻛﺒﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﺳﺘﻌﺎدة ﺗﺠﺎﻧﺲ اﻻﺗﺰان( . وﻟﻬﺬا ﻓﺈن اﻟﺘﻌﻮﻳﺪ ﻳﺮﺗﺒﻂ أﻳﻀﺎ ﺑـ)اﻟﻄﺎﻗﺔ( وﻫﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻤﺘﺠﺪد واﻟﺤﺮﻓﻴﺔ اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻤﺘﻄﻮرة اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺸﺒﻊ اﻟﻬﻮى وﺗﺒﺚ ﻓﻴﻪ روح اﻟﻤﺘﻌﺔ ،و)اﻟﻄﺎﻗﺔ( ﻫﻨﺎ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺤﻔﺰة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎدة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻠﻮك اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ اﻟﺪاﻓﻊ ﻧﺤﻮ اﻟﻔﻌﻞ ،واﻟﻤﻮﻫﺒﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻓﺰ اﻟﻬﻮوي اﻟﺪاﺧﻠﻲ .وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﻮى )اﻟﻘﻨﺺ( ﻫﻨﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻷﺣﺎﺳﻴﺲ واﻷﻫﻮاء واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ ﻣﻘﻮل ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻤﻌﺎﺷﺔ ؛ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﺤﻔﺰة ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻮك وإن ﻛﺎن ﻣﻤﻨﻮﻋﺎً ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت أو ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻛﻤﻨﻊ ﻗﻨﺺ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻄﻴﻮر أو اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ،وﻟﻬﺬا ﻓﺈن اﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ اﻟﺬي ﺷﻜﱠﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟـ )اﻟﻘﻨﺎص( . وإذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﻮى ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر )اﻟﺨﻴﺮ /اﻟﺸﺮ( ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن
ﻧﻨﻈﺮ ﻣﻊ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﺗﺎﻳﻠﻮر ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ أﺧﻼﻗﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻏﺎﻳﺔ )اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ( ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ رﻏﺒﺎت ذات ﺻﻔﺔ ﺣﻴﺎدﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺸﺮ اﺳﺘﻨﺎ ًد إﻟﻰ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻟﻠﻮﻋﻲ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻓﺎﻟﺨﻴﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺸﻒ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﻈﻮر اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻟﻠﻘﻨﺺ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺐ ﻗﺘﻞ اﻵﺧﺮ )اﻟﺤﻴﻮان( أو إﺑﺎدﺗﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﺘﻌﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﺤﺎﻳﺪا ً ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺠﺪارة وﻳﺒﻌﺚ إﻟﻰ اﻹﻋﺠﺎب اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻋﻠﻰ ﻗﺪرة ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ وأﺳﻠﻮب ﺗﻘﻨﻲ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬه ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻴﺘﺤﻘﻖ ﺑﺬﻟﻚ أﻋﻠﻰ ﺗﻮﺗﺮ اﺳﺘﻬﻮاﺋﻲ ﻟﻠﻔﺮد ﻳﺼﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺗﻮدروف ﺑـ )إﻧﺠﺎز اﻟﺬات( اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﺑﺄي ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻓﻬﻮ )ﺣﻀﻮر ﻣﺤﺾ ،وإﻧﻪ ﻟﻴﺘﺼﺎﻫﺮ ﺑﻬﺬا ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻴﻞ ) ...ﻓـ( اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻣﻨﺠﺰ ﻓﻲ ذاﺗﻪ ﺑﺤﻴﺚ إن ﻛﻞ ﻏﺎﻳﺔ وﺟﻮده ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ(. وﻟﻬﺬا ﻓﺈن ﺣﺮﻛﺔ اﻹﻧﺠﺎز ﻟﻔﻌﻞ )اﻻﻗﺘﻨﺎص( ﻫﻨﺎ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم ﻋﻘﻠﻲ روﺣﺎﻧﻲ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺪرة اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺷﺒﺎع اﻟﻬﻮوي اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﺎﻹﻧﺠﺎز ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈن ﻋﺎدة )اﻟﻘﻨﺺ( ،إﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﺎدة اﺳﺘﻬﻮاﺋﻴﺔ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺬات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎرة وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪا ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ )اﻹﻧﺠﺎز( اﻟﻔﺮدي ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ، وﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﺳﻨﺠﺪ أن ﻫﻨﺎك ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﺘﺤﻀﺮة ﻣﺎ ﺗﺰال ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻹرث اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ اﻷﺻﻴﻞ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘﻘﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل اﻟﻔﺮدي واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻬﻮاء وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺮﻏﺒﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻻﻋﺘﺰاز واﻟﻔﺨﺮ ﺑﺘﺎرﻳﺦ وإرث ﺣﻀﺎري ﻣﻤﻴﺰ *ﺑﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻤﻴﺎءُ ،ﻋﻤﺎن
ﺗﻮاﺻﻴﻒ ﺑﺮﻣﺔ اﻟﺸﺮاﻛﺔ َﻧ ّﻴﺔ وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮل» :ﻣﺎ ﺗﻔﻮر« .أي ﻻ ﺗﻐﻠﻲ. اﻟﺒﺮﻣﺔ :اﻟ ِﻘﺪر- .ﻧ ّﻴﺔ :ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺿﺠﺔ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ - .اﻟﺸﺮاﻛﺔ :اﻟﺬي ﻳﺸﺘﺮك ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ. وﻓﻲ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻬﻪ ﻗﻮﻟﻬﻢ» :إذا ﻛﺜﺮوا اﻟﻄ ّﺒﺎﺧﻴﻦ اﺣﺘﺮﻗﺖ اﻟﻄﺒﺨﺔ«. أي أن اﻟ ِﻘﺪر اﻟﺬي ﻳﺸﺘﺮك ﻓﻲ ﻃﺒﺨﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ واﺣﺪ ،ﻻ ﻳﺴﺘﻮي ﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ أﻛﻞ وﻳﺨﺴﺮوﻧﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً ،ﺣﻴﺚ إن ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﻄﺒﺦ ﻟﺪرﺟ ٍﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻴﺴﺘﻮي أﻛﻠﻪ. ﱟ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
57
ﺳﻴﻤﻴﺎء
ﻫﻮى »اﻟﻘﻨﺺ« وﻓﻌﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ إن اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺤﻴﺎة وﻓﻘﺎ ﻟﻘﻮاﻋﺪ وأﺧﻼﻗﻴﺎت وأﻧﻤﺎط ﺣﺴﺎﺳﺔ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ أﻋﻠﻰ ،ﻫﻮ ﺻﻮرة رﻓﺎﻫﻴﺔ وﺟﻮدﻳﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ )اﻟﻌﺎدات( اﻟﺘﻲ ﻳﻌ ﱢﺮﻓﻬﺎ ﺟﺎن دوﻓﻴﻨﻴﻮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ؛ )اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻹﻟﺰاﻣﻲ ﻋﻦ اﻷﺣﺎﺳﻴﺲ(، ﻓﺎﻟﻄﻘﻮس اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺤﺰن واﻟﻔﺮح واﻟﻮﻻء واﻻﻋﺘﻘﺎد ،واﻟﻌﺎدات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ أو اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ أو اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أو اﻟﻠُﻌﺒﻴﺔ أو اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ، واﻟﻘﺪرات اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ أو اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺴﺘﻠﺰم إﻳﻤﺎﺋﺎت ﻣﻮاﻓﻘﺔ أو إﺑﺎء ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻧﺸﻐﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺮﻣﻴﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،وﻟﻬﺬا ﻓﺈن اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻣﺪى اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﺸﻲء ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎدات وﺳﻠﻮك ﻣﻠﺰم . وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺑﻮل رﻳﻜﻮر ﺑـ )اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت( ﻫﻲ ﻛﺎﺋﻨﺎت ﻣﻦ ﻧﻮع ﺧﺎص ،إﻧﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل؛ )ﻛﺎﺋﻨﺎت ﻣﺘﻜﻠﻤﺔ وﻣﻤﺎرﺳﺔ ،واﻟﺤﺎل ،إﻧﻪ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻓﻜﺮة اﻟﻌﻤﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ أﻣﺎم اﻹرﺷﺎدات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﺻﻮرة اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ أو اﻟﻮﺻﻴﺔ أو اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت ﻓﺘﺮﺷﺪﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺠﺎح(، وﻟﻬﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﺟﻴﺪا وﻓﻖ اﻹرﺷﺎدات اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻌﺎدات واﻟﻄﺒﺎﺋﻊ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ ﻟﻠﺪﻻﻻت اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﻟﻤﺰدوﺟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻄﺒﺎﺋﻊ وﺑﻴﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺠﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻌﺎدات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺣﻴﺎة ﻣﻨﺠﺰة ﻟﻠﺘﻮازن ﺑﻴﻦ اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺎدات واﻟﻤﺤﻤﻮﻻت اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ وﻫﻲ ﻣﺤﻤﻮﻻت إﻟﺰاﻣﻴﺔ . وﻟﻘﺪ أدى ﺗﻄﻮر اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻴﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ ﻷن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺎت ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪأ ﻳ ﱢﺆﻣﻦ ﺿﺮورات ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ واﻻﺳﺘﻘﺮار ،وﻟﻬﺬا اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ دواﻓﻌﻪ ورﻏﺒﺎﺗﻪ اﻟﻤﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﻮازع اﻟﻔﺮدﻳﺔ واﻟﻌﺎدات اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ ،وإذا ﻛﺎن – ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﺑﺮﺗﺮاﻧﺪ راﺳﻞ –
56
د.ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﺪرﻣﻜﻲ @
)ﺑﻌﺾ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ وإن ﻛﺎﻧﻮا أﻛﺜﺮ ﺗﻮﻓﻴﻘﺎً ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺘﻲ اﻟﺼﻴﺪ واﻟﺤﺮب )وﻫﻤﺎ أﻫﻢ اﻟﻤﻬﻦ اﻟﺴﺎﺋﺪة آﻧﺬاك( ،إﻻ أن ﺳﺎﺋﺮ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﺎدة ﻳﺴﺎﻫﻤﻮن ﻓﻲ ذﻟﻚ .وﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻧﺸﺎط اﻟﻔﺮد ﻣﺠﻠﺒﺔ ﻻﺳﺘﺤﺴﺎن اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻗﻞ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻨﺎس ﻟﻨﺸﺎﻃﻪ اﻟﻔﺮدي وﻛﺜﺮ ﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻟﻪ( ،إﻻ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻘﺪم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻇﻬﺮت ﻓﺮوق ﺑﻴﻦ ﻧﺸﺎط أﻓﺮاده ،وﻛﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮت ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮوق ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﺎﺟﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻼﻧﺘﻔﺎع ﺑﻬﺎ وﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ . وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻓﺈن ﻫﻨﺎك رﻏﺒﺎت وﻧﻮازع ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ؛ ﻓﺎﻟﺼﻴﺪ واﻟﻘﻨﺺ ﻣﺜﻼً ﻳﻤﺜﻞ ﺣﺎﺟﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ،وﻫﺬه اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻗﻠﺖ أو اﻧﻌﺪﻣﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮر واﻟﺘﺤﻀﺮ ،إﻻﱠ أﻧﻬﻤﺎ – أي اﻟﺼﻴﺪ واﻟﻘﻨﺺ – ﺑﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺑﻮﺻﻔﻬﻤﺎ رﻏﺒﺔ أو ﻫﻮى ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻧﻨﺎ إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ )اﻟﻘﻨﺺ( ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره )إﻛﺮاه( وﺳﻠﻄﺔ ﻫﻮوﻳﺔ ﻗﺎﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ )اﻟﺤﻴﻮان أو اﻟﻄﻴﺮ( ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻﺑﺪ أن ﻧﺴﺘﺤﻀﺮ وﺟﻮده اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻷﺻﻴﻞ .إﻧﻪ ﻋﺎدة ﺑﺪاﺋﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ )ﺛﻘﺎﻓﺔ( اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت وﺳﻠﻮك وﻗﺪرة اﻟﻔﺮد ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ واﺗﺨﺎذﻫﺎ ﺳﻠﻮﻛﺎ ﻫﻮوﻳﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى . إن ﻛﻞ ﻫﻮى – ﻛﻤﺎ ﻳﻘ ﱢﺪر ت .رﻳﺒﻮ –) ﻳﻔﺴﺪ اﻹواﻟﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄن ﻗﺎﻋﺪﺗﻬﺎ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ واﻟﺘﻜﻴﻒ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ( ،وﻫﻲ ﻗﺎﻋﺪة ﺗﻐﻴﻴﺮ داﺧﻞ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ أوﺳﺎط اﻟﻤﻬﻨﺔ ،اﻟﺬي ﻳﻜﺸﻒ ﺑﺪوره اﻟﺨﺒﺮة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﺿﻤﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺔ واﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻬﻮى، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻬﻮى ﻫﻨﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻤﺘﻌﺔ ﻟﺪى اﻹﻧﺴﺎن ﺧﺎﺻﺔ واﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﺤﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ؛ ﻓﺎﻟﻘﻨﺎﺻﻮن ﻳﺸﻌﺮون ﺑﻤﺘﻌﺔ ﺟﺎرﻓﺔ وﺑﺮﻏﺒﺔ ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ وﻓﻌﻞ اﻟﻘﻨﺺ وﻫﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻬﻮوﻳﺔ وﺣﺪﻫﺎ وإﻧﻤﺎ ﻻﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻗﺪرة ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ
ﻗﺪراﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﺪ اﻷﻗﺼﻰ اﻟﻤﻤﻜﻦ. وﻳﺮوي أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺼﺎن وﺻﺎﺣﺒﻪ .وﻣﻦ ﻋﺎدات اﻟﺒﺪو أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺰاوﺟﻮن ﺧﻴﻮل اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻮﻟﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻐﻨﺎﺋﻢ ﻣﻊ ﺧﻴﻮﻟﻬﻢ ﺑﻞ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺒﻴﻌﻬﺎ ،واﻟﻐﺮﻳﺐ أن اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻤﻬﺰوﻣﺔ ﺗﺮﺳﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮة رﺳﺎﻟﺔ ﺗﺨﺒﺮﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻤﺄﺳﻮرة وﺳﻼﻻﺗﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﺣﺘﺮاﻣﻬﻢ ﻷﺻﻞ ﺧﻴﻮل ﻛﺤﻴﻼن ﻧﺠﺪ وﻧﻘﺎء دﻣﻬﺎ. ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺮف اﻟﻌﺮب ﻛﺤﻴﻼن
ﻳﻌﻮد ﻓﺎﺗﺴﻮاف ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻔﺮس اﻷﺻﻴﻞ ﻛﺤﻴﻼن ﻧﺠﺪ ،وﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺮة ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮف ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺮب اﻟﺒﺪو ﻫﺬه اﻟﺨﻴﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﻛﻞ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺠﺴﻤﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻨﻴﺘﻬﺎ وﺷﻜﻠﻬﺎ وﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻫﺬه اﻟﺨﻴﻮل ﻣﻘﻄﺒﺎت اﻟﻮﻫﺎﻟﺒﻲ ذو اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺒﻨﻲ واﻟﻤﺴﻨﺔ ذات اﻟﻠﻮن اﻟﺮﻣﺎدي وﺟﺰار .ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬه اﻟﺨﻴﻮل ﻏﺎﻟ ًﺒﺎ ﺑﻄﻮل ﻗﺎﻣﺔ ﺗﻔﻮق اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ وﻫﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺼﻔﺎت ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻈﻬﺮ واﻟﻬﻴﺌﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺨﻂ اﻟﺠﺒﻬﻲ وﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻨﻖ واﻟﻜﺘﻔﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺰاوﺟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ دون أن ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺑﺪم ﻏﺮﻳﺐ. وﻳﺼﻒ ﻫﺬه اﻟﺨﻴﻮل ﺑﺴﻤﺎت ﺧﺎﺻﺔ أﻫﻤﻬﺎ اﻟﺮﻗﺔ واﻟﺬﻛﺎء اﻟﻤﺪﻫﺸﻴﻦ وﻫﻲ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﺸﺮاب ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻌﺮق ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ وﺗﺘﺴﻢ أﻋﻀﺎء ﺣﻮاﺳﻬﺎ ﺑﺤﺴﺎﺳﻴﺘﻬﺎ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻓﻨﻈﺮﻫﺎ ﺛﺎﻗﺐ وﺳﻤﻌﻬﺎ رﻫﻴﻒ ،وﻫﻲ ذات ﻃﺒﻊ ودود ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ وﺷﺠﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﺘﺮدد، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﺴﻰ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺴﻴﺌﺔ ورﻏﻢ ذﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺎﻗﺪة إﻻ أن ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺜﻮر ﻫﻮ اﻟﻀﺮب وﻫﻲ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﻴﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮه
Í Ëí ¡ ì ¥ ﻗﻴﺎدة اﻟﺨﻴﻮل ﻳﺼﻒ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎﺗﺴﻮاف ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻮد اﻟﺨﻴﺎﻟﺔ اﻟﺒﺪو ﺧﻴﻮﻟﻬﻢ دون ﺳﺮوج أو ﻟﺠﻢ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ إذ ﻳﺴﺘﺒﺪﻟﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺳﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺳﺮوج اﻟﺨﻴﻮل ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﺪ اﻟﺬي ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻟﺨﻴﻞ ﻣﺸﺪو ًدا ﺑﺴﻴﺮ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﺑﺤﺒﻞ ﻣﺸﺪود إﻟﻰ ﺻﺪر اﻟﺠﻮاد ،وﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﺮج ﺗﻮﺿﻊ ﺳﻤﻮط )ﺳﻴﻮر( ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﺴﺮج ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ أﻛﻴﺎس اﻟﻤﺆوﻧﺔ، أﻣﺎ اﻟﺴﺮوج اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺷﺮاؤﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺘﻜﻮن ﻣﺰودة ﺑﺮﻛﺎب اﻟﻔﺎرس وﺑﻤﺮﺷﺤﺔ ﺗﺘﺪﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺮاﺑﺎت ﺗﺤﺖ ﺑﻄﻦ اﻟﻔﺮس وﺑﻜﺴﻮة ﻟﻠﺒﺎد ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻮف اﻟﻤﺰرﻛﺶ. وﻳﻜﻮن ﻟﻸﻣﺮاء واﻟﺸﻴﻮخ ﺳﺮج ﺗﺘﺪﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﻼ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ ﺷﺮاﺑﺔ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﺑﺤﺒﻞ ﻳﺸﺪ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﺴﺮج ﺑﻌﺮوة ،وﻫﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰﻫﻢ ﻋﻦ اﻟﺨﻴﺎﻟﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ .ﺗﺘﺴﻢ ﺷﻜﺎﺋﻢ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺼﻐﺮﻫﺎ وﺧﻔﺘﻬﺎ وﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﺧﺎص .ﻟﻜﻦ اﻟﺨﻴﺎﻟﺔ ﻳﻘﻮدون أﺣﺼﻨﺘﻬﻢ دون ﺷﻜﺎﺋﻢ وﻳﻜﺘﻔﻮن ﺑﺎﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺮﺳﻦ وﺑﺘﻮازن ﺟﺴﻤﻬﻢ وﺗﻮزﻳﻊ ﺛﻘﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻟﺤﺼﺎن وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺒﻘﻰ اﻟﻠﺠﺎم ﻣﺮﺑﻮﻃًﺎ داﺋ ًﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺰام اﻟﻔﺎرس داﺧﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ،ﻛﻤﺎ أن اﻟﺸﻜﻴﻤﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﺗﺮوﻳﺾ اﻟﺨﻴﻮل ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﺤﺎل ﻋﻨﺪ اﻷوروﺑﻴﻴﻦ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺑﻴﻊ اﻟﺤﺼﺎن ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺎع ﻣﻊ اﻟﻠﺠﺎم واﻟﺴﺮوج وﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺪم ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﻌﻪ رﻣﺤﻪ إﻟﻰ اﻟﺸﺎري
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
55
ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻟﺨﻴﻮل
ﻳﺮﻛﺰ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ اﻟﺒﻮﻟﻨﺪي ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﺮب اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺑﺤﺠﻢ اﻟﺨﻴﻮل وﻗﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ؛ ﻓﻬﻢ ﻳﻔﺤﺼﻮن ﺑﻨﻴﺘﻬﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮﺗﻬﻢ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺑﻬﺎ وﻧﻈﺮﺗﻬﻢ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ إﻟﻰ ﺗﻨﺎﺳﻖ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ . وﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺳﺮ ﻣﻦ أﺳﺮار ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺳﻼﻻت اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺗﻜﺘّﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻢ ﻳﻔﺸﻮه ﻷﺣﺪ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺼﺮح ﺑﻪ وﻓﺎء ﻟﻮﻋﺪه ﻟﻬﻢ ﺑﻜﺘﻤﺎﻧﻪ .إن اﻟﺨﻴﻮل ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب اﻟﺒﺪو ﻟﻴﻼ وﻧﻬﺎ ًرا ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻓﺤﻮل ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺴﺮوج ﻣﺸﺪودة ﻋﻠﻴﻬﺎ ً ﺧﻴﻮل اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻻ ﻳﻄﻠﻖ ﺳﺮاﺣﻬﺎ أﺑ ًﺪا وﺗﺒﻘﻰ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ داﺋ ًﻤﺎ إﻟﻰ وﺗﺪ
54
اﻟﺒﺪو وﺑﻨﺎت اﻟﺮﻳﺢ
ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺒﺪوﻳﺎت ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻟﺒﻦ اﻟﻨﻮق أو اﻟﻤﺎﻋﺰ ﻟﻠﺨﻴﻮل وﻟﻠﻔﺮس اﻷﻧﺜﻰ واﻟﻤﻬﺮ اﻟﺬي ﺗﺠﺎوز ﻋﻤﺮه اﻷرﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮ ًﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ ،أﻣﺎ إذا ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺸﻌﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮى ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ﻟﻬﺬه اﻟﺨﻴﻮل. وﻳﺬﻛﺮ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻘﻬﺎ ﻋﺮب اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ ﻋﻤﺮ اﻟﺤﺼﺎن ﻣﻊ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ .وﻣﻤﺎ ﻳﺴﺠﻠﻪ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺪو اﻟﺼﺤﺮاء ﺑﺨﻴﻮﻟﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺧﺒﺮﻫﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺴﺒﻮﻧﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ﻛﺎﻹﺻﻐﺎء وإدراك ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺮﻛﺎت أو اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﺗﻨﻤﻴﺔ
Í Ëí ¡ ì ¥
أو أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻛـ«اﻟﺼﻘﻼوي« ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ و«ﻛﺤﻴﻞ« ﺑﺄﻧﻮاﻋﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ و»ﻣﻌﻨﻜﻲ« و»اﻟﺠﻠﻔﻲ« و»ﻓﺮﻳﺠﻪ« و»أﺑﻮ ﻋﺮﻗﻮب« و»دﻋﺠﺎﻧﻴﻪ« و»ﻛﺸﻌﺎﻧﻴﺔ« و»ﻗﺒﻴﺸﻪ« ،وﺗﺴﻤﻴﺎت أﺧﺮى ﻛﺜﻴﺮة ﺗﻈﻬﺮ وﻟﻌﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﻮل. ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎخ واﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﻞ
ﻓﺼﻼ آﺧﺮ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎخ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻞ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﺴﺘﻬﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ وﻳﻔﺮد ً ﻋﻠﻰ أن ﻫﻨﺎك أرﺑﻌﺔ أﺷﻴﺎء ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻌﻀﻮي واﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﻠﻔﺮس ،ﻫﻲ اﻟﻬﻮاء واﻟﻤﺎء واﻟﻐﺬاء وﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ وإن ﻛﺎن اﻟﻨﺒﺎت ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻃﺒﻴﻌ ًﻴﺎ ﺑﻨﻮع اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻴﻬﺎ. وﻳﺸﺮح اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﺑﺈﺳﻬﺎب ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻀﺎء ﺟﺴﻢ اﻟﺤﺼﺎن ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﻴﺎن اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻷرض وﻧﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ أداء ﺑﻌﺾ أﻋﻀﺎء ﺟﺴﻤﻬﺎ وﻋﺎداﺗﻪ ،وﻫﻨﺎ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﻀﺎرﻳﺲ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ،ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻻﺳﺘﻌﺮاض ﻃﺮاﺋﻖ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺳﻼﻻت ﺧﻴﻮﻟﻬﻢ وﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﺤﺮﺻﻬﻢ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ أﺻﺎﻟﺘﻬﺎ وﻧﻘﺎء دﻣﻬﺎ ﻷن ذﻟﻚ ﻳﻌﻮد ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮف واﻟﻤﺠﺪ.
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
53
ﺑﻨﺎت اﻟﺮﻳﺢ ﻳﻔﺘﺘﺢ اﻟﺨﻴﺎل اﻟﺒﻮﻟﻨﺪي اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻼﺋﺤﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺳﺮ ًدا ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺧﻴﻮل آﺳﻴﺎ وإﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،وﻫﻲ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺘﺤﺪث ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺨﺎص ﻛﺨﻴﻮل »ﻛﺤﻴﻼن ﻧﺠﺪ« وﺳﻼﻟﺔ »اﻟ ُﺨ ﱠﺪج« و»ﻛﺤﻴﻼن ﻓﺎرس« و»اﻟﺤﺼﺎن اﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ« .ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻐﺎﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﺎب أﻃﺮاف اﻟﺼﺤﺮاء وأﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺨﻴﻮل وأﺳﻤﺎﺋﻬﺎ وﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﻮاﺟﺪﻫﺎ وأﻧﻮاع اﻟﺨﻴﻮل اﻟﺘﻲ ﻧﺘﺠﺖ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻬﺠﻴﻦ ،ﺑﻞ ﻳﻘﺪم ﺳﺮدﻳﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ رواﻳﺎت اﻟﻌﺮب ﻋﻦ ﺧﻴﻮﻟﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ ﺑﻨﺎت اﻟﺮﻳﺢ ،وﻳﻌﺮﻓﻮن ﻣﻘﺪار ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮﻓﻬﺎ. ﻟﻜﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أن ﻫﺬا اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﻳﻌﻴﺪ أﺻﻞ ﺧﻴﻮل اﻟﺠﺰء اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )اﻟﻴﻤﻦ( وﺧﻴﻮل اﻟﺼﺤﺮاء -اﺳﺘﻨﺎ ًدا إﻟﻰ ﻣﺮوﻳﺎت ﺷﻔﻮﻳﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺴﻨﺪﻫﺎ ﺑﻤﺮوﻳﺎت اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ -إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن ،ورﻏﻢ ذﻟﻚ ﻳﻌﺘﺮف ﺑﺄن ﺧﻴﻮل ﺑﺪو ﻧﺠﺪ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺧﻴﻮل اﻟﺠﺰء اﻟﻘﺒﻠﻲ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺑﺪو اﻟﺼﺤﺮاء أﺳﻤﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻣﺜﻞ ﺧﻴﻮل آﺑﺎء اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻛـ»ﻧ ّﺪوﺑﺔ« ﻓﺮس أﺑﻲ ﺛﻠﻚ ،و»ﺑﺰو« ﻓﺮس أﺑﻲ ﺳﺮاج ،و»ﺑﻴﻀﺎء« ﻓﺮس أﺑﻲ زﻳﺪ ،و»أدﻳﻢ« ﻓﺮس اﻟﻜﺴﺎب و»ﻋﺮﻳﻦ« ﻓﺮس ﻋﻤﻴﺮ ﺑﻦ ﻫﺒﻞ. أﺑﻲ ّ وﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻴﻮل ذاﺋﻌﺔ اﻟﺼﻴﺖ اﻟﺘﻲ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻓﺮس »داﺣﺲ« و»اﻷﺑﺠﺮ« ﺣﺼﺎن ﻋﻨﺘﺮة اﻟﺸﻬﻴﺮ ،و»اﻟﻐﺒﺮاء« اﻟﺘﻲ اﺷﺘﺮﻛﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺎق ﻣﻊ داﺣﺲ وﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒًﺎ ﻓﻲ ﻗﻴﺎم ﺣﺮب داﺣﺲ واﻟﻐﺒﺮاء ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﺼﺎن »اﻟﺪاﻣﻮق« اﻟﻤﻌﺮوف ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ اﺳﻢ ﺻﺎﺣﺐ أﺣﺪ أﺷﻬﺮ اﻟﺨﻴﻮل وﻳﺪﻋﻰ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﻋﻴﻼن وﻛﺎن ﻓﺮﺳﻪ ﻳﺤﻤﻞ اﺳﻢ ﻋﻴﻼن أﻳﻀً ﺎ ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ .وﻳ ﱢﺪون أﺳﻤﺎء اﻟﺨﻴﻮل اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺮﻛﺒﻬﺎ اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪون ،وﻫﻲ »اﻟﻔﻄﺎر« و«اﻟﻤﺮﺗﺸﺪ« و»اﻟﺸﻘﺐ« و»اﻟﻠﺤﺎن« و»اﻟﻴﺎزب« ،ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻴﻦ ﻟﻠﺨﻴﻮل ﻫﻤﺎ »ﻛﺤﻴﻼن ﻧﺠﺪ« و«ﻛﺤﻴﻼن ﺑﻼد ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻬﺮﻳﻦ« اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻴﻐﻬﺎ ﺑﺪو ﻧﺠﺪ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻬﺠﻨﻮﻧﻬﺎ وﻳﺤﺎﻓﻈﻮن ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎء ﺳﻼﻟﺘﻬﺎ
52
اﻟﺒﺪو وﺑﻨﺎت اﻟﺮﻳﺢ
ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ
ﻳﺴﺘﻔﻴﺾ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ اﻟﺒﻮﻟﻨﺪي ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﺻﻞ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺧﻴﻮل ﻛﺤﻴﻼن اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼﻟﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻮل ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء .ﻳﻌﻴﺪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ إﻟﻰ أﺻﻮﻟﻬﺎ وﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻛ ﱠﺤﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ وﺿﻊ اﻟﻐﺴﻮل ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ ﺑﻮاﺳﻄﺔ إﺑﺮة، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺷﻜﻞ ﻋﻴﻮن ﻫﺬه اﻟﺨﻴﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷﺳﻮد ،وﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ أﻫﺪاب ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﺟﻔﻮﻧﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺸﻌﺮﻫﺎ اﻟﻨﺎﻋﻢ ﺟ ٍّﺪا واﻟﻘﺼﻴﺮ واﻟﻜﺚ وﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﻣﺠﺮدة ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻃﻤﻬﺎ ورؤوﺳﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻮاﺟﺪ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺪر واﻟﺠﻨﺒﻴﻦ وﻗﺮﻳ ًﺒﺎ ﻣﻦ اﻹﻟﻴﺘﻴﻦ ،وﻫﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻟﻮن ﺟﻠﺪﻫﺎ اﻷﺳﻮد إﻻ أﻧﻪ ﻳﻌﻮد ﻟﻴﺆﻛﺪ أن اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻗﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﺳﻮاد ﻋﻴﻮﻧﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻌﻀﻬﺎ أﺷﻬﺐ اﻟﻠﻮن. ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺒﺪو اﻟﺤﺼﺎن اﻷﺑﻴﺾ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻧﻘﻴﺼﺔ وﻳﺘﺠﻨﺒﻮﻧﻪ .وﻣﻦ ﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺨﻴﻮل ﻳﺆﻛﺪ أن اﻟﻤﻬﺮ ﻻ ﻳﺮث ﻏﺎﻟ ًﺒﺎ ﺟﻠﺪ أﻣﻪ أو أﺑﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻋﺪﻳﺪة ﻟﻮن أﺣﺪ أﺟﺪاده ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺒﺪوﻳﺔ أن ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺄﺷﺠﺎر أﻧﺴﺎب اﻟﺨﻴﻮل ﺑﺼﻮرة دﻗﻴﻘﺔ. ﺧﺎﺻﺎ ﻳﺘﺤﺮى ﻓﻴﻪ ﻣﺼﺪر اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ وﻳﻔﺮد ﻷﺳﻤﺎء ﺳﻼﻻت ﻛﺤﻴﻼن ﻧﺠﺪ ً ﻓﺼﻼ ً
Í Ëí ¡ ì ¥
ﻣﻦ ﻋﺎدات اﻟﺒﺪو أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺰاوﺟﻮن ﺧﻴﻮل اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻮﻟﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻐﻨﺎﺋﻢ ﻣﻊ ﺧﻴﻮﻟﻬﻢ ﺑﻞ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺒﻴﻌﻬﺎ، واﻟﻐﺮﻳﺐ أن اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻤﻬﺰوﻣﺔ ﺗﺮﺳﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮة رﺳﺎﻟﺔ ﺗﺨﺒﺮﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻤﺄﺳﻮرة وﺳﻼﻻﺗﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﺣﺘﺮاﻣﻬﻢ +ﺻﻞ »ﺧﻴﻮل ﻛﺤﻴﻼن ﻧﺠﺪ« وﻧﻘﺎء دﻣﻬﺎ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
51
ﻣﻔﻴﺪ ﻧﺠﻢ
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻤﺜﻴﺮ »اﻧﻄﺒﺎﻋﺎت ﻋﻦ اﻟﺸﺮق وﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة« ُﻳﻔﺮد اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ واﻟﻤﻐﺎﻣﺮ اﻟﺒﻮﻟﻨﺪي اﻟﻜﻮﻧﺖ ﻓﺎﺗﺴﻮاف ﺳﻴﻔﻴﺮﻳﻦ ﺟﻔﻮﺳﻜﻲ ً ﻓﺼﻼ ﻛﺒﻴ ًﺮا وواﺳ ًﻌﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﻣﺸﻔﻮ ًﻋﺎ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮم اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻮاﻋﻬﺎ وﺳﻼﻻﺗﻬﺎ وﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﻮاﺟﺪﻫﺎ وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻬﺠﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻟﻬﺎ ،ﻣﺴﺘﺤﻀ ًﺮا اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ رواﻳﺎت اﻟﻌﺮب اﻟﺒﺪو ﻋﻦ ﺧﻴﻮﻟﻬﻢ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﻗﻴﺎس ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ، وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻳﻐﺪو ﻫﺬا اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎص ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب أﺷﺒﻪ ﺑﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻬﺎ ﺗﻘﺪﱠ م ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺎﺷﻖ ﻟﻠﺨﻴﻮل اﺷﺘﻬﺮ ﺑﻤﻬﺎرة رﻛﻮب اﻟﺨﻴﻞ وﺧﺒﺮﺗﻪ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺑﻬﺎ. ﺑﻘﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺪﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺒﻮﻟﻨﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮاء اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺸﺆون اﻟﺸﺮق وﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﺗﻜﺘﺴﺐ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺔ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻋﻦ ﻓﺘﺮة ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎول اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﻮﻻﻳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ،وﻋﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﻌﺮب اﻟﺒﺪو اﻟﺘﻲ ﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻋﺎش ﺑﻴﻨﻬﻢ واﻛﺘﺴﺐ ﺛﻘﺘﻬﻢ وﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺤﻮه ﻟﻘﺐ »ﺗﺎج اﻟﻔﺨﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﻴﺸﺎن« ،واﺗﺨﺬوا ﻣﻨﻪ زﻋﻴ ًﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻗﺒﻴﻠﺔ. ﻫﺬا اﻟﻤﻐﺎﻣﺮ اﻷورﺑﻲ اﻟﺬي ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﻓﺎه واﻣﺘﻴﺎزاﺗﻪ ﻛﻜﻮﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻴﺴﻮرة اﺳﺘﻄﺎع ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺸﻘﻪ ﻟﻠﺸﺮق وﻟﻠﺼﺤﺮاء أن ﻳﻨﺪﻣﺞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻌﺮب اﻟﺒﺪو ،وﻳﻜﺘﺴﺐ ﻋﺎداﺗﻬﻢ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ ،ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺜﻘﺘﻬﻢ وﺗﺬﻳﻊ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﺳﺠﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺗﻪ وﻣﺸﺎﻫﺪاﺗﻪ وﻣﻌﺎرﻓﻪ ﻋﻨﻬﺎ.
50
اﻟﺒﺪو وﺑﻨﺎت اﻟﺮﻳﺢ
Í Ëí ¡ ì ¥
ﻳُ ﻨﴩ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮيب ﻟﻸدب اﻟﺠﻐ ﺮاﰲ »ارﺗﻴﺎد اﻵﻓﺎق« -أﺑﻮﻇﺒﻲ -ﻟﻨﺪن اﻟﺬي ﻳﺮﻋﺎه اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻮﻳﺪي
اﻟﺒﺪو وﺑﻨﺎت اﻟﺮﻳﺢ
وﺧﻴﺎل ﺑﻮﻟﻨﺪي ﻛﻤﺎ وﺻﻔﻬﺎ رﺣﺎﻟﺔ ﱠ
ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮ
ﻃﻐﺮاء ﺑﻮﺑﻮف ﺳ َﺤﺮ
أﺷﺮف أﺑﻮ اﻟﻴﺰﻳﺪ @
اﻟﺨ ﱡﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺸﺎﻗﺎ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ،ﺷﻐﻔﻮا ﺑﻪ ،وﺳﻌﻮا إﻟﻰ ﺗﻌﻠﻤﻪ ،وﻓﻚ أﺳﺮاره واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟﺘﺰﻳﻴﻨﻴﺔ واﻟﺰﺧﺮﻓﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺪ ﺗﺨﻄﺖ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ ،ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎزان ،اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﺘﺮﻳﺔ ،وأﻧﺎ أﺳﺘﻌﺪ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻓﺠﺮا ،أرﺗﺐ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﺣﻴﻦ دﻋﺘﻨﻲ ﻋﺎﻣﻠﺔ اﻟﻬﺎﺗﻒ إﻟﻰ ﺑﻬﻮ اﻟﻔﻨﺪق ﻟﻠﻘﺎء رﺟﻞ وﺳﻴﺪة وﺷﺎﺑﺔ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﻫﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﺳﺎدﻳﻜﻮﻓﺎ آﺳﻴﺎ اﻟﺘﻲ وﻋﺪﺗﻨﻲ ﺑﻤﻔﺎﺟﺄة، وﻛﻨﺖ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻬﺎ ﻧﺴﻴﺖ ،ﻟﻜﻦ ﺣﺮﺻﻬﺎ ﻛﺎن ﻛﺒﻴ ًﺮا ،ﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎءﺗﻨﻲ ﺑﺼﺤﺒﺔ اﺑﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻷﺟﻠﺲ ﻣﻊ اﻟﻔﻨﺎن ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺑﻮف. ﻛﺎن ﺑﻮﺑﻮف ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﺤﻨﺔ دراﻣﻴﺔ ،ﻣﻊ ﻟﺤﻴﺔ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي ،واﺑﺘﺴﺎﻣﺔ راﺳﺒﻮﺗﻴﻦ ،وﺻﻮت ﺳﺘﺎﻟﻴﻦ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﻐﺎﻓﻠﺖ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺣﻴﻦ ﺑﺪأ اﻟﺮﺟﻞ ،ﻛﺴﺎﺣﺮ ﻣﺪرب ،إﺧﺮاج ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺮاب ﺟﻠﺪي ،ﻷرى أﻋﻤﺎﻻً ﺧﻄﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻀﻴﻒ اﻟﻌﺠﻮز اﻟﺬي ﺗﺨﻄﻰ اﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻬﺎ ،واﻷﻏﺮب إن ﺷﻐﻔﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﻤﻌﻈﻢ اﻟﺘﺘﺎرﻳﻴﻦ ﻣﺴﻠ ًﻤﺎ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻣﺴﻴﺤ ًﻴﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ ﻏﺮام اﻟﺤﺮوف اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺘﻨﺘﻪ. وﻣﺎ ﻟﻔﺘﻨﻲ أﻛﺜﺮ ﻫﻮ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻠﻮﺣﺎت ﺗﺸﻜﻴﻼت ﻷﺳﻤﺎء أﻋﻼم ﻧﻌﺮﻓﻬﻢ. ﻓﻲ أﻟﺒﻮم ﻣﻄﺒﻮع ﻳﻀﻢ ﺑﻌﺾ أﻋﻤﺎل ﺑﻮﺑﻮف ﺗﺮى أﺳﺘﺎذة اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ واﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﻧﻮﻓﺎ أن أﻋﻤﺎل ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺑﻮف اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﻢ اﻷﺳﻤﺎء ،ﺗﺤﺪد روح وﻗﺪر اﻟﺨﻂ اﻟﻤﺸﻜﱢﻠﺔ ﻟﻬﺎ، وﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﺪ ﻣﺮآة ﻹﻋﻄﺎء ﺗﺼﻮر ذاﺗﻲ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻻﺳﻢ! ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻐﻔﻞ ﺣﻀﻮر اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ واﻷﻓﻜﺎر اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻗﻴ ًﻤﺎ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﻔﻨﻮن اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﺑﻴﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺎﻟﺤﺒﺮ اﻟﺼﻴﻨﻲ أو اﻷﻟﻮان اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ،وﺑﻴﻦ
ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻟﺸﻜﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﺮ ًﻣﺎ أو ﻛﻌﺒﺔ ،واﺳﺘﻠﻬﺎم ﻻﺳﻢ ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻠﻜًﺎ أو ﻋﺎﻟ ًﻤﺎ ،ﺗﻌﻜﺲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺨﻄﻴﺔ ﻟﻠﻔﻨﺎن ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ روح اﻟﻔﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ وﺣﺪة اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ،واﻟﻤﻀﻤﻮن ،وﺟﻤﺎﻟﻴﺎﺗﻬﻤﺎ. ﻳﺤﺎول ﺑﻮﺑﻮف ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻﻮرة ﻣﻮازﻳﺔ ،أو ﻋﻼﻣﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻟﻸﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﻜ ﱢﻮﻧﻬﺎ ﺟﻤﺎﻟ ًﻴﺎ ﻣﺴﺘﻔﻴ ًﺪا ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ وﺛﺮاء اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﺣﺮوف اﻟﻄﻐﺮاء. وﻟﻌﻠﻲ أرى أن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺬه اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺨﻄﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺮ ّدﻩ إﻟﻰ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺘﺘﺎرﻳﻴﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻮﺿﻊ ﻟﻮﺣﺎت ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺪران ﻏﺮﻓﻬﻢ ،ﺗﻤﺜﻞ ﺗﺂﻟﻒ اﻟﺨﻂ ﻣﻊ اﻟﺮﺳﻢ أو اﻟﺼﻮرة ،وﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺑﻴﺖ ﻣﺴﻠﻢ ﺗﺘﺮي ﻣﻨﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻬﺬه اﻟﻠﻮﺣﺎت رﺣﻠﺔ أﺧﺮى ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮ
ﻃﻐﺮاء ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮوﺳﻲ ﺑﻮﺗﻴﻦ
48
ﻃﻐﺮاء ﺑﻮﺑﻮف
* ﺷﺎﻋﺮ ورواﺋﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
ﻃﻐﺮاء ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻟﻼﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺑﻮﺑﻮف
وﺗﻬﺬب ﻣﺸﺎﻋﺮه ،وﻫﻜﺬا أﻧﺸﺎت اﻹﻣﺎرات ﻋﺸﺮات اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﻰ اﻵداب واﻟﻔﻨﻮن ،وﺗﺤﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ، وﺗﺸﻴ ّﺪ اﻟﻌﻤﺎﺋﺮ اﻟﺒﺎذﺧﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻠﻬﻢ اﻟﻄﺮاز اﻟﻤﻌﻤﺎري اﻹﺳﻼﻣﻲ )ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﺜﺎﻻً ( ،وﺗﺸﺠﻊ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻤﺒﺪع. أﻳﻦ اﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻧﺠﺎز اﻟﻤﺪﻫﺶ؟ وﻛﻴﻒ ﺣﺎﻓﻈﺖ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻮﻳﺘﻬﺎ وﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺻﺎرت ﺣﻠ ًﻤﺎ ﻳﺮاود ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺰﻳﺎرﺗﻬﺎ أو اﻟﻌﻤﻞ واﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﻬﺎ؟ إﻧﻬﺎ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺮﺷﻴﺪة ،ﻓﻤﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ 1971م ،واﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ وإﺧﻮاﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺑﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻴﻴﺪ دوﻟﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔ،
وﻗﺪ اﺳﺘﺜﻤﺮوا اﻟﺬﻫﺐ اﻷﺳﻮد اﻟﺬي ﺗﻔﺠﺮ ﻓﻲ أراﺿﻴﻬﻢ اﺳﺘﺜﻤﺎرا ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺤﻜﺎم أذﻛﻴﺎء ﻳﻀﻌﻮن ﻧﺼﺐ أﻋﻴﻨﻬﻢ ﺗﻘﺪم ﺑﻠﺪﻫﻢ ورﻓﺎﻫﻴﺔ ﺷﻌﺒﻬﻢ. ﻫﺬه اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ واﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ - رﺣﻤﻬﻤﺎ اﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻄﻴﺐ ،ﺗﻮارﺛﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،واﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ وﺑﻘﻴﺔ ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات اﻵن ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻔﺴﺮ ﻟﻨﺎ ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ وﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺷﻌﺐ اﻹﻣﺎرات * ﺗﺸﻜﻴﻠﻲ ورواﺋﻲ ،ﻣﺼﺮ
ﻣﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
47
رؤﻳﺎ
ﻛﻴﻒ ﺗﺤﺎﻓﻆ اﻟﺪول ﻋﻠﻰ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ وﻋﺎﻓﻴﺘﻬﺎ؟
ﻧﻤﻮذﺟ ﺎ اQﻣﺎرات ً ﻣﺤﻈﻮظ ﻻ رﻳﺐ ﻣﻦ ﺗﻤﻨﺤﻪ اﻟﻤﻘﺎدﻳﺮ ﻧﻌﻤﺔ زﻳﺎرة دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات أو اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ذﻟﻚ أﻧﻪ ﺳﻴﺮى ﺑﺄم ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻛﻴﻒ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺘﻴﺔ أن ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻮﻳﺘﻬﺎ وﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ أوﺿﺎع ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ وإﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺧﻄﺮة ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮة ...أﻗﻞ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﻬﺎ إﻧﻬﺎ أوﺿﺎع ﻻ ﺗﺴﺮ اﻟﺨﺎﻃﺮ! ﻓﻲ ﻇﻨﻲ أن ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ اﻹﻣﺎرات ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻫﺬا اﻟﻤﺰﻳﺞ اﻟﻤﺬﻫﻞ ﺑﻴﻦ أﺣﺪث ﻣﺎ وﺻﻞ إﻟﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺗﻄﻮر ﺣﻀﺎري وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وﺑﻴﻦ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ أﻧﺒﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻤﺮء أﻣﺎم ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﺎدرة اﻟﻤﺜﺎل ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ. أﻳﻨﻤﺎ وﻟﻴﺖ وﺟﻬﻚ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﺳﺘﻌﺎﻧﻖ ﻋﻴﻨﺎك ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺪﻳﺪ وﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻹﻧﺴﺎن وﺗﻴﺴﻴﺮ ﺷﺆون ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺘﻌﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ أن ﺗﻌﺎش ،ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺑﻠﺪان أﺧﺮى ﻳﻜﺎﺑﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﻐﺼﺎت ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺳﺎﻋﺔ ،ﻓﻬﻨﺎك ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل -ﺷﺒﻜﺔ ﻣﺮورﻳﺔ ﻣﻤﺘﺪة أﻳﻨﻤﺎ وﻟﻴﺖ وﺟﻬﻚ ﻓﻲ ا ﻣﺎراتوﻋﺮﻳﻀﺔ ﺗﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ أﺣﺪث اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻲ ﺳﺘﻌﺎﻧﻖ ﻋﻴﻨﺎك ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ واﻻﻧﻀﺒﺎط اﻟﻤﺮوري ،وﻟﻚ أن ﺗﻌﺮف أن ﺛﻤﺔ 540ﺳﻴﺎرة ﻟﻜﻞ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻣﻤﻦ ﺟﺪﻳﺪ وﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﻳﻘﻄﻨﻮن دﺑﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺮاﺟﻊ اﻟﺮﻗﻢ إﻟﻰ 305ا ﻧﺴﺎن وﺗﻴﺴﻴﺮ ﺷﺆون ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺳﻴﺎرات ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ،و 213ﺳﻴﺎرة ﻟﻜﻞ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺤﻴﺎة أﻟﻒ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل إﺣﺼﺎءات ،2014وﻣﻊ ﻣﺘﻌﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ أن ﺗﻌﺎش ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻹﻣﺎرات اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ
ﻫﺬه اﻟﻜﺜﺎﻗﺔ اﻟﻤﺘﺰاﻳﺪة ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء ﺑﻨﻴﺔ ﺗﺤﺘﻴﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻤﻄﺮد ﻓﻲ زﻳﺎدة ﻋﺪد اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺸﻴﻴﺪ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﺮق اﻟﻔﺴﻴﺤﺔ واﻟﺠﺴﻮر اﻟﻀﺨﻤﺔ وﻓﻖ أﺣﺪث اﻟﻤﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ. ﻫﺬا ﺟﺎﻧﺐ واﺣﺪ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات، وﻟﻚ أن ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻷﺧﺮى إذا ﻋﻠﻤﺖ أن ﻣﺘﻮﺳﻂ دﺧﻞ اﻟﻔﺮد ﻓﻲ أﺑﻮﻇﻲ -ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل أﻳﻀﺎ -ﻫﻮ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وأن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ % 8ﻣﻦ أﺛﺮﻳﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ أﻫﻞ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وأن ﻫﺬه اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻤﺪﻫﺸﺔ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ أﻋﻠﻰ ﻣﺘﻮﺳﻂ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻛﻮﻛﺒﻨﺎ اﻟﻌﺎﻣﺮ. إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﺻﺤﻴﺤﺎ -وﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ -ﻓﻬﻞ ﺗﻘﺘﺼﺮ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ أﺟﻮاء اﻟﺤﺪاﺛﺔ وﻣﻌﺎﻧﻘﺔ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺤﻀﺎري ﻓﺤﺴﺐ؟ ﻻ ،ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺜﻞ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻔﺮد ،ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ روﺣﻴﺔ وﻓﻜﺮﻳﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﻐﻨﻲ وﺟﺪاﻧﻪ
46
ﻧﺎﺻﺮ ﻋﺮاق@
وﺻـ ﱠﻴـﺎد ﻓﺎرس ﻳﺎ أﺑﻮ ﺧﺎﻟﺪ»َ «16 ﻟﻠﺼـﻘـﺮ ﺗﺮﻋــــﻰ وﺗِــــــﺼـﻄﺎد
ﺣﺎﻓـﻆ ﺗــــــــــُـﺮاﺛَـﻚ ِوراﻋــــــــﻰ ﻳِـﺴـﻠﻢ ﻧـﺠـــــﺎح اﻟﻤـــــــــﺴـﺎﻋـﻰ
اﺳـ َﻤـﻚ ﻋﻠﻰ اﺳـــــــــﻢ َﺟـﺪﱠك ﻳـﺴـﻠﻢ ِﻛـﻔﺎ َﺣـﻚ و َﺟــــــــــﺪﱠك
ﻟﻠـ َﻤـﺠـﺪ ﻧـــــﺎوى وﻋـــــﻨـﻴـﺪ»«17 َﻋـﻘـﻠَـﻚ َﺣــــﺪاه» «18اﻟﻤــــــﺰﻳـﺪ
ﻧَـﺸْ ـﺮ وﺛـﻘــــﺎﻓﺔ و َﻣـــــــﻌـﺎرض أﻧﺖ ﻧـﺎوى ﺗِــــــــﻌﺎرِض ﻳﺎ اﻟﻠﻰ َ
ﺳـﻠـــــــﻄﺎن ﺧَـ َﺘـــــﻤـﻬﺎ ﺑ ُﺘـــــﺮاث دا اﻟ َﻤـــــــﺠـﺪ ﻓــــﻴ ُﻬﻢ ﻣــــــﻴﺮاث
ﺧَـ ﱠﻴـﺎل ورﻣـــــــﺰ اﻟ ُﺮ ُﺟــــــﻮﻟَـﻪ ﻟﻮﺻـــــــﻮﻟَـﻪ واﻟﻠﻲ َﺳــــﻌـﻴﺖ ُ
ﻳﺎ ﺷﻴﺦِ ﺳﻠــــــﻄﺎن َ ،ﺣــــــــــﻘﱠـﻚ ﻧﻘﻄـــﺔ ﺻـﻐـــــــﻴﺮة ﻓﻲ َﺣـــــﻘﱠـﻚ
ﻣﻦ ﻣـﺼـــــــﺮ ﻟﻴﻚ اﻟ َﺘـﺤــــ ﱠﻴـﺔ ﻗَـﺒــــﻠﻚ ﺗُـﺮاﺛــــﻨـﺎ ﺿَ ــــــﺤ ﱠﻴـﺔ
واﻟﻌﻤﺪة» «19واﻋـﻰ» «20ﻟ َﻤـﻘﺎ َﻣـﻚ و َﺣـﻤـﻴـ ُﺘـﻪ واﻟﻠﻪ ﺑ ُﺤــــــﺴﺎ َﻣﻚ»«21
ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت: - 1اﻟﻘﻄﺮﻳﻦ :اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ واﻟﺠﻨﻮﺑﻲ. - 2اﻟﺪواﻳﺔ :اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺿﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺤﺒﺮ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ. - 3دواﻳﺎ :ﻋﻼﺟﻲ. - 4اﻟﺸﺪاد :اﻷﻗﻮﻳﺎء ﺑﻌﻘﻮﻟﻬﻢ. - 5اﻟﻐﻮاﻟﻲ :اﻷﻋﺰاء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﻮب. - 6ﺗﻐﻨﻴﻪ :ﺗﻜﻔﻴﻪ ﻓﺨﺮا ً. - 7ﺧﻮاﻟﻲ :اﻷﺧﻮال أﺷﻘﺎء اﻷم وﻓﻲ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺨﺎل ﻣﺤﺒﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﺑﻨﺎء أﺧﺘﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻢ. - 8ﻣﺤﻼﻫﺎ :ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻬﺎ. - 9واﻋﻲ :ﻳﻌﺮف ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺟﻴﺪا َ. - 10ﺳﻠﻄﺎن :ﻣﻨﺼﺐ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
- 11اﻟﻌﻮاﻟﻢ :دول وﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. - 12ﻋﺮﺑﺎن :ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. - 13ﻳﺘﻜﺎدوا :ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ اﻟﻐﻴﻆ. - 14وﻻد :ﻳﻨﺠﺐ أﻓﻀﻞ اﻟﺮﺟﺎل. - 15ﻣﻮرث وﻻده :ورﺛﻮا ﻋﻨﻪ ﺣﺒﻪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. - 16أﺑﻮ ﺧﺎﻟﺪ :اﺳﻢ أﺣﺪ اﺑﻨﺎء اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن. - 17ﻋﻨﻴﺪ :ﺗﻤﻠﻚ إﺻﺮار ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎح واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث. - 18ﺣﺪاه :ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻤﺰﻳﺪ واﻷﻓﻀﻞ. - 19اﻟﻌﻤﺪة :اﺳﻢ اﻟﺸﻬﺮة ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ واﻟﺒﺎﺣﺚ /ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺤﺎﺗﻪ. - 20واﻋﻲ :ﻳﻌﺮف ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺘﺮاث. - 21ﺑﺤﺴﺎﻣﻚ :ﺑﺴﻴﻒ اﻟﺤﻖ واﻟﺠﻬﺪ.
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
45
ŒñĎĬĿí ùíĎøĿí ľÿč ŅîŔŌŇ Ľá Ċœíď ņñ ŅîĤŀē ĉĊĬĿí IJŀŃ
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﺳﻠﻄﺎن ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺤﺎﺗﻪ اﻟﻌﻤﺪة ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺣﺼﻮل اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺐ »رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ« وﻫﻮ ﻟﻘﺐ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ، ﺑﻞ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻧﻮﺑﻞ ،ﻟﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪه دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﻦ ﻧﻬﻀﺔ ﻛﺒﻴﺮة وواﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث .وإﻧﺠﺎزات اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻻ ﺗﻌﺪ. ﻛﺎن ﻟﺤﺼﻮل ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺐ ) رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ( أﺛﺮه اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺠﻤﻌﻪ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،.وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻰ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻰ واﻟﻔﻠﻜﻠﻮر. وﻗﺪ وردﺗﻨﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ واﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺤﺎﺗﻪ اﻟﻌﻤﺪة ،وﻫﻮ أﺣﺪ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﺮﺑﻌﺎت ﻓﻦ اﻟﻮاو ،وﻫﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻇﻬﺮ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻤﺼﺮي »أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺮوس« ،وﻗﺪ ارﺗﺒﻂ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ﺑﺴﻴﺮ اﻷﺑﻄﺎل وﺣﻜﺎﻳﺎت اﻟﻤﻼﺣﻢ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻏﻨﺎء اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﺎﺑﺔ ،و ﻳﻐﻨﻲ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﺎﺑﺔ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺸﻌﺒﻰ اﻟﻤﺼﺮي أﺣﻤﺪ ﺳﻌﺪ. ﻳﺒﺪأ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺑﻤﻮال ،ﺛﻢ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺑﻤﺮﺑﻌﺎت ﻣﻦ ﻓﻦ اﻟﻮاو.
44
ﻟﻔّـــــــــﻴﺖ ﺟـــــــــﻤﻴﻊ اﻟﺒــــﻼد وﺳﺄﻟﺖ ﻗــــــــﺎﻟﻮا :اﻻﻣــــــــــﺎرات زاﻳـــــــــــــــــﺪ وﻧَـﺴـــــــــــــﻠُـﻪ ﺳﻠـــــــــــﻄﺎن دا زﻳــــــــــــــــﻦ
ﺣـــــــــــــــــﺘﻰ اﻟﺨـــــــﻠﻴﺞ ﻛُــﻠﱡـﻪ أﺻــــــــﻞ اﻟﺘــــــــﺮاث ﻛُــــــــــﻠﱡـﻪ ﻓﺎزوا ﻋــــــــــــﻠﻰ اﻟﻘُــــــﻄﺮﻳﻦ»«1 َﺟـﻤـــــــــــــَـﻊ اﻟﺘــــــــــﺮاث ﻛُـﻠﱡـﻪ
أ َول ﻛﻼﻣﻰ أﻧﺎ ﺑﺄذﻛـــــــــﺮ اﻟﻠــــــﻪ ِﺷـﻌـﺮ اﻟـﺮﺑﺎﺑـــــــﺔ دا ﻳﺎﻣــــَـﺤـﻼه
ﺧَـﻠَـﻖ اﻟﻘــــﻠﻢ وﻛﻤـــــﺎن اﻟﺪَ واﻳﻪ »«2 رﺑﱢـﻰ َوﻧـﻴـﺴﻰ ﻓﻲ اﻟﻌــــِـﻠﱠـﺔ دواﻳﺎ »«3
ﺗﺎﻧﻲ ﻛﻼﻣﻲ ،أﻧﺎ ﺟـــﺎي أﻏـــــ ﱢﻨـﻴـﻪ ﺷﻴﺦ اﻟﻌﺮب ،ودا ِﺳﻴﺮﺗُﻪ ﺗِـﻐْـﻨﻴﻪ»«6
و ِْﺳـﻂ اﻟﺮﺟﺎل ِ اﻟـﺸـﺪاد» «4اﻟﻐﻮاﻟﻲ»«5 َـﺴـﺎﻧﻲ ﺧَـــﻮاﻟﻲ»«7 ﻣﻦ ُﺣـﺴﻦ ﻗُـﻮﻟُـﻪ ﻧ ﱠ
زاﻳﺪ ِوراﻳـ ُﺘـﻪ ﻣـﺤﻼﻫـﺎ» «8ﻟِـــﻔـﻮق ﻳﺎ ﻛﻞ ﻋﺮﺑﻲ ﻳـــــــــﺎ رﻳﺖ ﺗــﻔـﻮق
ﺳﻠﻄﺎن َﺣـ َﻤـﻠـﻬﺎ ،وِﺷـــــــﺎل اﻷﻣـــﺎﻧﺔ دا ﺗﺮاث ﺑﻠﺪﻧﺎ ،ﻓـــﻲ رِﻗﺎﺑــــﻜُﻢ أﻣــﺎﻧﺔ
»رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث« ،اﻟﺸﻴـ ِﺦ ﺳــــــﻠﻄﺎن ﻓـﺎق اﻟﻌﺮب ﺑﺜﻘﺎﻓـ ُﺘﻪ ﺳـــﻠﻄﺎن»«10
واﻋﻲ» «9ﻟﺘـــﺎرﻳﺨُﻪ وﻗﻴﻤـــ ُﺘﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮة َﺟ َﻌــــﻞ اﻟﻌﺮب ،أﺣﻼﻣــــﻬﻢ ﻛﺒـــــﻴﺮة
و ِْﺳـﻂ اﻟﻌــــﻮاﻟﻢ» «11ﻧِــــــﺒﺎﻫـﻲ ﻣﻜﺘﻮب ﺗﺎرﻳﺨــــــــﻨﺎ وﺷـــــﻔﺎﻫﻲ
ُﻋـــــــــــﺮﺑﺎن» «12ﱠ وﻻ أﺟـــــــــﺎﻧِـﺐ ﻳﺘﻜــــــــﺎدوا »ِ «13ﻣــــــــ ﱡﻨـﻪ اﻷﺟﺎﻧﺐ
ِﺷـﺒـــــْـﻪ اﻟﺠـــــــﺰﻳﺮة دا َو ﱠﻻد»«14 َﺻـ َﻨــــــــﻌﻮا ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﺑﺄﻣـــــــــﺠﺎد
زاﻳـــــﺪ ُﻣــــــــــــــــ ﱠﻮرِث» «15وِﻻدُﻩ َرﺑﱠـــــﻚ ُﻣـــــــ َﻮﻓﱢـﻖ ِﻋـــــــــــــﺒـﺎدُﻩ
َﺻـ َﻨـﻌﻮا ﺛــــــــﻘـﺎﻓﺔ وﻋــــــــﻠﻮم ﻧﺎﺳـﻴِﻴﻦ ﻟِـــــــﺮاﺣﺔ وﻧـــــــــــﻮم
ﻳﺎ ﻓَـﺨْــــــــــــــﺮ ﻛﻞ اﻟﻌــــــــــﺮوﺑﺔ ِو َﺑـﻨـــــ ُــﻮﻫـﺎ ﻃــــــﻮ َﺑﺔ ﺑِــــــــﻄﻮﺑﺔ
اﻹﺑﻞ ﻟﺪى ﻋﺎﻟﻢ ﻹﺑ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺑﻬﺎ ﻢ اﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ،وﺗﻘﺪﻳ ًﺮا ﻟﻠﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻰ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻼك واﻟﺠﻤﻬﻮر وﻣﺤﺒﻲ ﻣﺎ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﺘﺮاث .اﻟﺬي ﺗﺸﻜﻞ اﻹﺑﻞ ﻓﻴﻪ رﻛﻨﺎ ﻫﺎﻣﺎ، ﺗﺮاﺛ ًﺎ وﻃﻨ ًﻴﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ. وﻣﺠﻠﺔ اﻹﺑــﻞ ﻫﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻹﺻــﺪارات اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺗﺜﻘﻴﻒ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋــﻼم واﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﻴﻒ واﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻰ وﺗﻮﺛﻴﻖ ﺳــﻼﻻت اﻹﺑــﻞ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ وأﻧﻘﻰ ﺳﻼﻻﺗﻬﺎ. اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ واﻗﺘﻨﺎء واﻧﺘﺎج أﺟﻮد ﻰ ﻣﻨﺘﺪى اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺴﻨﻮي ﻗﺘﺮﺣﻪ وﻧﻈﻤﱠﻤﻪ ﻣﻨﺘﺪى اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺴﻨﻮي ،ﻣﻨﺘﺪى اﻗﺘﺮﺣﻪ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣــﺎرات ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم. ﻳﻬﺪف اﻟﻤﻨﺘﺪى إﻟﻰ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺷﻬﺎدات اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺒﺎرزة ﻣﻤﻦ واﻛﺒﻮا ﻣﺴﻴﺮة اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،وﻋﺎﺷﻮا ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺒﻨﺎء ﻟﺒﻨﺎء ﻋﻤﻠﻬﻢ وﻣﺴﻴﺮة اﻻﺗﺤﺎد ﻋﻦ ﻛﺜﺐ .ﺑﺘﻨ ﱡﻮع ﺧﻠﻔﻴﺎﺗﻬﻢ وﻣﺠﺎﻻت ﻤﻠﻬﻢ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﻣﻮاﻃﻨﻲ اﻹﻣﺎرات أو ﻣﻦ اﻟﻌﺮب أو اﻷﺟﺎﻧﺐ. اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺼﻮﺗﻲ ﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ أﻃﻠﻖ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺼﻮﺗﻲ اﻟﻤﺴﻤﻮع ﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ . وﻳﻬﺪف ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻮان ،إﻟﻰ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﺸﺒﺎب واﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ روح اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻟﺒﺚ روح اﻹﺑﺪاع وﺗﺄﻛﻴﺪ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻪ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس أﺟﻴﺎﻟﻨﺎ اﻵﺗﻴﺔ .اﻟﺪﻳﻮان ﺑﺼﻮت اﻟﺸﺎﻋﺮ واﻹﻋﻼﻣﻲ ﺣﻤﺪان ﺑﻦ ﺻﺮوخ اﻟﺪرﻋﻲ اﻟﺬي ﺟﺴﺪ ﺑﻤﻬﺎرة ﻣﺎ ﺗﻤﻴﺰت ﺑﻪ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻣﻦ ﺳﻼﺳﺔ اﻟﻌﺒﺎرة واﻧﺴﻴﺎﺑﻴﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ وﺗﻨﻮع اﻷﻏﺮاض اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺑﻴﻦ اﻟﺮوح اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻮﺻﻒ واﻟﻮﻋﻆ واﻟﻨﺼﺢ واﻟﻐﺰل وﺗﻤﺠﻴﺪ اﻟﺨﺼﺎل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ. ﻳﻀﻢ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺼﻮﺗﻲ ﺗﺮاﺛﺎً ﻣﻬﻤﺎً ،ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺸﺮوﻋﺎً راﺋﺪا ً ﻧﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﻛﻠﻤﺎت وأﻓﻌﺎل وﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺘﻲ ﺟﺴﺪت ﺷﻌﺮا ً ،إذ أن ﻓﻜﺮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺧﺎﻟﺪا ً ﻓﻲ ﺑﺴﺎﻃﺘﻪ وﻋﻤﻘﻪ وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﻤﻊ اﻟﻴﻮم ﻫﺬه اﻟــﺮوح وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺮأة واﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ إﻋﻄﺎﺋﻬﺎ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ،وﻳﺼﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮاءات اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻋﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮد ﻟﻠﻌﺎزف ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﺒﻠﻮﺷﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﺰف أﻣﺎم اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
43
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм
тАл╪з я╗Ля╗╝┘Е ┘И╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф я╗Яя║Шя╗Мя║░я╗│я║░ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАм
тАля╗гя║оя╗Ыя║░ я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я╗Яя╗ая║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘И╪зтАкQтАмя╗Ля╗╝┘ЕтАм тАля╗гя║╕я║О╪▒я╗│я╗К я╗Гя╗дя╗оя║гя║Ф я║Ч┘Пя║дя╗Шя╗Ц ╪зя╗Яя║о╪дя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║оя║╖я╗┤я║к╪йтАм тАл╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓тАм тАл╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘Е ┘И╪зя╗Яя╗Мя║╝я║отАм тАля╗гя║ая╗ая║Ф я╗гя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф я╗Уя╗▓ я╗Чя╗Ая║Оя╗│я║О ╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘ЕтАк ╪МтАмя║Яя║О╪б╪к я╗Яя║Шя║┤я║к я╗Уя║о╪зя╗Пя║О┘Л ┘И╪зя║┐я║дя║О┘Л я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Чя╗К ╪зя╗╣я╗Ля╗╝я╗гя╗▓тАм тАл┘Ия╗Уя╗▓ я╗Ля║О┘Е тАк 1999тАм┘И╪зя╗Уя╗Ц ╪зя╗Яя╗дя║ая╗ая║▓ ╪зя╗Яя╗о╪▓╪з╪▒┘К я╗Яя║ая║Оя╗гя╗Мя║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗Ья║Шя║Тя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия║Чя║┤я╗Мя╗░ ╪ея╗Яя╗░ ┘Ия║Яя╗о╪п ┘Ия║гя╗Ая╗о╪▒ я║гя╗Шя╗┤я╗Шя╗┤я╗┤я╗ж ┘Ия╗гя║Жя║Ыя║оя╗│я╗жтАк .тАм┘Ия╗Чя║ктАм тАл╪зя╗Яя║к┘И┘Д ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф я╗Ля╗ая╗░ я║Чя║Дя║│я╗┤я║▓ я╗гя║оя╗Ыя║░ ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗дя╗▓тАм тАля╗зя║ая║дя║Ц ╪зя╗Яя╗дя║ая╗ая║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Фя║Шя║о╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║╗я║к╪▒╪к я║зя╗╝я╗Яя╗мя║О я╗Уя╗▓ я║Чя╗Шя║кя╗│я╗в я╗зя╗дя╗о╪░╪м я╗Яя╗ая╗Шя║О╪▒╪ж ┘И╪зя╗Яя╗дя║Шя║ия║╝я║║тАм тАля╗Яя╗ая║Шя╗ия║┤я╗┤я╗Ц ┘И╪зя╗Яя╗дя║Шя║Оя║Ся╗Мя║ФтАк ╪МтАмя║Ся║╝я╗Фя║Шя╗к я╗ля╗┤я║Мя║Ф я║│я╗┤я║Оя║│я╗┤я║Ф я╗гя║┤я║Шя╗Шя╗ая║ФтАм тАля╗гя╗Шя║оя╗ля║О я╗гя║кя╗│я╗ия║Ф ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓ я║Ся║оя║Ля║Оя║│я║Ф я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ┘И╪гя╗ля╗Ю ╪зя╗Яя╗дя╗мя╗ия║ФтАк ╪МтАмя╗Ля╗ж я╗Ыя╗┤я╗Фя╗┤я║Ф я║Чя╗ия║О┘И┘Д я╗Чя╗Ая║Оя╗│я║О ╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘Е ┘И╪гя║Ся║о╪▓ я╗гя║О я╗│я╗о╪зя║Яя╗мя╗к я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║╕я╗мя║к ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓тАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ я╗гя╗ж я║Чя║дя║кя╗│я║О╪ктАк.тАмтАм тАл╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАк.тАмтАм тАл┘Ия║Ся╗Мя║к ╪зя╗зя║Шя╗мя║О╪б я╗гя╗мя╗дя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ я╗Уя╗▓ я║│я║Тя║Шя╗дя║Тя║о тАк ╪М2003тАм╪гя╗зя║╕я║ДтАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║ФтАм тАля║│я╗дя╗о┘З я║Ся║╝я╗Фя║Шя╗к я╗зя║Оя║Л ┘Ля║Тя║О я╗Яя║оя║Ля╗┤я║▓ я╗гя║ая╗ая║▓ ╪зя╗Яя╗о╪▓╪▒╪з╪б ┘Ия╗Чя║Шя╗мя║ОтАм тАля╗гя║ая╗ая║Ф я╗Уя╗Ья║оя╗│я║Ф ╪г╪пя║Ся╗┤я║Ф я╗│я║╝я║к╪▒я╗ля║О ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ я║Ся╗мя║к┘Б я║Чя╗Мя║░я╗│я║░ ╪зя╗Яя╗дя╗Ья║Оя╗зя║Ф ╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║о╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║дя╗Ия╗░ я║Ся╗мя║ОтАм тАля╗гя║Шя║ия║╝я║╝я║О я╗Уя╗▓ я║╖я║Ж┘И┘Ж ╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘ЕтАк ╪МтАм┘Ия╗Чя║к я║Чя╗Дя╗о╪▒╪ктАм тАля╗гя╗Ья║Ш ┘Ля║Тя║ОтАм тАл┘ЛтАм тАл╪зя╗╗я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Ля║Оя╗Яя╗дя╗┤я║О я║Ся╗Фя╗Ая╗Ю я╗гя║О я║Чя║╕я╗мя║к┘З я╗гя╗ж я║Чя╗ия╗дя╗┤я║Ф я║╖я║Оя╗гя╗ая║Ф ┘Ия╗ля╗▓ я║зя╗Дя╗о╪й ╪зя║зя║о┘Й я╗│я║ия╗Дя╗оя╗ля║ОтАм тАля╗зя║╕я║Оя╗Гя║О╪к ┘И╪зя╗ля║Шя╗дя║Оя╗гя║О╪к я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗дя╗Ья║Шя║Р я╗Яя╗┤я║╝я║Тя║в я╗Уя╗▓тАм тАля╗гя║оя╗Ыя║░ я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я╗Яя╗ая║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘И╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘Е я╗Яя║Шя║оя║│я╗┤я║ж ╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║Ф ┘И╪зя╗╗я╗зя║Шя╗дя║О╪б ╪зя╗Яя╗░ ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ж ┘И╪зя╗╗я╗гя║Ф тАк╪МтАмтАм тАлтАк 2009тАмя╗гя║оя╗Ы ┘Ля║░╪з я║Ыя╗Шя║Оя╗У ┘Ля╗┤я║О ┘И╪ея╗Ля╗╝я╗г ┘Ля╗┤я║ОтАк ╪МтАм┘Ия║Ся║О╪к я╗гя╗Мя╗и ┘Ля╗┤я║О я║Ся║Шя╗Мя║░я╗│я║░тАм тАл╪зя╗Яя║к┘И╪▒ ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║оя╗Ля║О┘З я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д ┘Ия║Чя╗дя║Шя╗┤я╗ж я║╗я║о╪н я╗гя║ая║Шя╗дя╗К ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║оя╗Уя║Ф я╗Уя╗▓ ╪п┘Ия╗Яя║Ф ╪зя╗╗я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя╗ия║Оя╗ля╗Ая║Ф тАк ╪МтАм┘Ия║Чя╗Мя║░я╗│я║░ ╪зя╗Яя║Шя╗о╪зя║╗я╗Ю я║Ся╗┤я╗жтАм тАля╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я╗Уя╗▓ ╪ея║гя╗┤я║О╪б ╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗▓ ┘Ия║Чя╗Мя║░я╗│я║░ я║гя╗Ая╗о╪▒┘З ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ┘Ия║│я╗о╪зя╗ля║О я╗гя╗ж я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║О╪к ╪зя╗╖я╗гя╗в тАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя╗дя║┤я║Оя╗ля╗дя║Ф ╪зя╗Яя║ая║О╪п╪й я╗Уя╗▓ я║гя╗о╪з╪▒ ╪зя╗Яя║дя╗Ая║О╪▒╪з╪ктАм тАл┘Ия╗Уя║Шя║в ╪зя╗Уя║О┘В ╪з╪▒я║гя║Р я╗Яя╗ая║Шя╗Фя║Оя╗Ля╗Ю ╪зя╗Яя╗Фя╗Ья║о┘К я║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя║╕я╗Мя╗о╪и тАк ╪МтАм┘Ия╗Гя║о╪н ╪зя║│я║Мя╗ая║Ф ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗▓ ┘Ия║Чя║┤я╗ая╗┤я╗В ╪зя╗Яя╗Ая╗о╪б я╗Ля╗ая╗┤я╗к я╗Ля║Тя║о ┘Ия║│я║Оя║Ля╗Ю ╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘ЕтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║ия║Шя╗ая╗Фя║Ф ┘Ия║╗я║О╪▒ я╗│я║дя╗дя╗Ю ╪зя║│я╗в я╗гя║оя╗Ыя║░ я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║ктАм тАля╗Ля╗ая╗░ я╗гя║Оя║┐я╗┤я╗мя║О ┘Ия║гя║Оя║┐я║оя╗ля║О ┘И╪зя║│я║Шя║╕я║о╪з┘Б я╗гя║┤я║Шя╗Шя║Тя╗ая╗мя║О я║Ся╗оя║╗я╗Фя╗мя║О я║гя║Оя╗гя╗╝ я╗гя╗оя║┐я╗оя╗Ля╗┤я║О я╗Яя╗Шя╗┤я╗в ╪зя╗╗я╗гя║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗│я╗КтАм тАля╗Яя╗ая║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘И╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘ЕтАк .тАмя╗│я║кя╗│я║о ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ я╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗жтАм тАл┘Ия║Чя╗Дя╗ая╗Мя║Оя║Чя╗мя║О ┘Ия║гя║Оя╗Уя╗Ия║О ┘Ия╗гя║ая║к╪п╪з я╗Яя╗дя║ия║░┘Ия╗зя╗мя║О ╪зя╗╗я║Ся║к╪зя╗Ля╗▓ ┘Ия╗зя║Оя╗Чя╗╝ я╗гя║Шя╗Фя║дя║╝я║О я╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗мя║О ╪зя╗Яя║Ья║о┘К ┘И╪▒╪зя║╗я║к╪зтАм тАл╪зя╗Яя╗Дя╗дя╗оя║гя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Ч┘Пя║дя╗Шя╗Ц ╪▒╪дя╗│я║Ф я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж я╗гя║Шя║оя╗Чя║Тя║О я╗Яя╗дя║О я╗│я║╕я╗Т я╗Ля╗ия╗к ╪зя╗Яя╗Шя║О╪п┘Е я╗гя╗ж я║Чя║дя╗оя╗╗╪к ┘Ия╗гя║Шя╗Ря╗┤я║о╪з╪к ┘Ия╗гя║╕я║О╪▒я╗Ыя║О я║гя╗┤я╗оя╗│я║О я╗Уя╗▓ я║╗я╗┤я║Оя╗Пя║ФтАм тАл╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я╗Уя╗▓ я╗гя║ая║О┘Д ╪ея║гя╗┤я║О╪б ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘И╪пя╗гя║ая╗к я╗Уя╗▓ ╪зя╗╗я║│я║Шя║ая║Оя║Ся║Ф ╪зя╗Яя║дя╗Ая║О╪▒я╗│я║Ф ╪зя╗гя║О┘Е я╗Ыя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║дя║кя╗│я║О╪к тАк.тАмтАм тАля║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║дя║Оя║┐я║о я╗Ля║Тя║о ┘Ия║│я║Оя║Ля╗Ю ╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘Е ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║Оя║╗я║о╪йтАк.тАмтАм тАля╗гя║Шя╗ия╗оя╗Ля║ФтАм тАл╪зя╗гя║Ю я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя╗┤ ┘Ня║Ф ┘И╪ея╗Ля╗╝я╗гя╗┤я║ФтАм тАля║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я║Ся║о ┘ОтАм тАля║Ся╗┤я║Ц ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║отАм тАл┘РтАм тАл┘Ия╗гя║┤я║Шя╗ия╗┤я║о╪й я║Чя║ия║к┘Е ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К ┘Ия║Ч┘О ┘Оя║Ш ┘Оя║Т я▒ая╗ия╗░ ╪зя╗Яя╗Ш ┘Оя╗┤ ┘Оя╗в ╪зя╗Яя╗ия║Тя╗┤я╗ая║ФтАм тАля╗│я║Дя║Чя╗▓ я║╗я║к┘И╪▒ я╗гя║ая╗ая║Ф ┬╗я║Ся╗┤я║Ц ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о┬л я╗гя║Шя╗о╪з╪▓я╗│я║О┘Л я╗гя╗К я╗гя║О я║гя╗Шя╗Шя║Шя╗к я╗гя╗ия╗Ия╗оя╗гя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗▓тАм тАл┘И╪зя╗Яя╗дя║Тя║О╪п╪ж ╪зя╗Яя║┤я║Оя╗гя╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия║Чя║┤я║Оя╗ля╗в я╗Уя╗▓ я║Чя║╕я╗Ья╗┤я╗Ю ╪зя╗Яя╗о ┘Тя╗Л ┘Ря╗▓тАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ я║Чя║дя║Ц ╪▒я╗Ля║Оя╗│я║Ф я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я╗гя╗ж я╗зя║ая║О╪нтАк ╪МтАмя╗Уя╗▓ я║│я╗Мя╗┤я╗мя║О ╪ея╗Яя╗░тАм тАл╪зя╗Яя║╝я║дя╗┤я║в я║Ся╗дя║╕я╗Ья╗╝╪к ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К ┘Ия╗Чя╗Ая║Оя╗│я║О┘З ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Шя║ая║к╪йтАк ╪МтАм╪ея╗│я║ая║О╪п я║гя║о╪з┘Г я╗Уя╗Ья║о┘К ┘И╪ея║Ся║к╪зя╗Ля╗▓ я╗│я║┤я║Оя╗ля╗в я╗Уя╗▓ я║Чя╗Дя╗оя╗│я║о ╪зя╗Яя║Шя║ая║оя║Ся║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║Ф ╪ея║Ся║к╪зя╗Ля╗┤я║О┘ЛтАм тАл┘ОтАм тАл╪зя╗Яя║дя╗ая╗о┘Д ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя║│я║Т ┘Оя║Ф я╗Яя╗мя║ОтАк.тАмтАм тАл┘Ия║Ч┘О ┘Тя║Тя║Ш ┘Ря╗Ья║отАм тАл┘Ия╗зя╗Шя║кя╗│я║О┘ЛтАк ╪МтАмя║Ся║дя╗┤я║Ъ я║Чя╗Ья╗о┘Ж ┬╗я║Ся╗┤я║Ц ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о┬лтАк ╪МтАм╪гя╗│я╗Ая║О┘ЛтАк ╪МтАм┘И╪зя║гя║к╪й я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя║оя║Яя╗Мя╗┤я║О╪к я║гя╗о┘Д ╪зя╗Яя║Шя║ая║оя║Ся║ФтАм тАл┘Ия╗│я╗дя║Шя╗ая╗Ъ ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ я║зя╗Дя║Ф я╗Гя╗дя╗оя║гя║Ф я╗Яя╗ая╗ия║╕я║о я║╗я║к╪▒╪к я║зя╗╝я╗Яя╗мя║ОтАм тАля╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗╣я║╗я║к╪з╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя╗ия╗оя╗Ля╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗дя╗┤я║░╪йтАк ╪МтАмя║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║Ф я║Ся╗дя╗Ья╗оя╗зя║Оя║Чя╗мя║О ╪зя╗╣я║Ся║к╪зя╗Ля╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗ия╗Шя║кя╗│я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Тя║╕я║оя╗│я║ФтАк ╪МтАмя╗гя║Ья╗ая╗дя║О ╪гя╗зя╗мя║О ┘И╪зя║гя║к╪й я╗гя╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗оя║│я║Оя║Ля╗Ю ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я╗Мя║Шя╗дя║кя╗ля║О ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ я╗Уя╗▓ я║│я║Тя╗┤я╗Ю я║Чя╗Мя║░я╗│я║░ ╪п┘И╪▒ ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя╗┤я║О╪й ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║ФтАк.тАмтАм тАл╪ея╗Яя╗░ ╪г╪▒я║Ся╗К я╗гя║ая╗╝╪к я╗гя║Шя║ия║╝я║╝я║ФтАк ╪МтАмя╗ля╗▓ я╗гя║ая╗ая║Ф ┬╗╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘ЕтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Мя║╝я║о┬лтАк ╪МтАм┘Ия╗гя║ая╗ая║Ф ┬╗╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф┬лтАк ╪МтАм┘Ия╗гя║ая╗ая║Ф ┬╗я║Ся╗┤я║ЦтАм тАля╗гя║ая╗ая║Ф ╪зя╗╣я║Ся╗ЮтАм тАл╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о┬л ┘Ия╗гя║ая╗ая║Ф ┬╗╪зя╗╣я║Ся╗Ю┬л ┘И╪зя╗╖┘Ия╗Яя╗░ я║Чя╗оя╗Чя╗Фя║Ц я╗╣я╗Ля║О╪п╪йтАм тАля╗гя║ая╗ая║Ф я╗гя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф я║Ся╗Мя║Оя╗Яя╗в ╪зя╗╣я║Ся╗ЮтАк ╪МтАмя║Чя╗Мя║к ╪ея║┐я║Оя╗Уя║Ф я╗зя╗оя╗Ля╗┤я║Ф я║Яя║кя╗│я║к╪й ╪ея╗Яя╗░ я║│я║Оя║гя║Ф ╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘Е ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓тАм тАл╪зя╗Яя╗мя╗┤я╗Ья╗ая║ФтАк.тАмтАм
тАлтАк42тАмтАм
тАля╗гя║оя╗Ыя║░ я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я╗Яя╗ая║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘И╪зтАк8тАмя╗Ля╗╝┘ЕтАм
اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻮق اﻟﺤﺮﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﺑﺸﻜﻞ ﺣﻲ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻴﺪوﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺨﻨﺎﺟﺮ واﻟﺴﻴﻮف وﺻﻨﺎﻋﺔ دﻻل اﻟﻘﻬﻮة وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺰﺟﺎج واﻟﺨﺰف واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺠﻠﺪﻳﺔ ،واﻟﻤﺸﻐﻞ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﺗﻌﺮض ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺴﺎء ﺻﻨﺎﻋﺔ »اﻟﺴﺪو » وﺻﻨﺎﻋﺔ »اﻟﺘﻠﻲ« إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺘﺤﻒ اﻟﺬي ﻳﻀﻢ ﻣﻌﻈﻢ اﻷدوات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ اﻷﺟﺪاد ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات. ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻬﻴﻞ اﻟﺒﺤﺮي ﺗﻨﻈﻤﻪ ﺑﺠﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ إدارة اﻷﻧﺸﻄﺔ ﺑﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻻﻣﺎرات، وﺳﻬﻴﻞ ﻧﺠﻢ ﻣﻌﺮوف ﻟﻪ ﻣﺴﻤﻴﺎت ﻋﺪة ﻓﻬﻮ اﻟﺒﺸﻴﺮ اﻟﻴﻤﺎﻧﻲ وﻫﻮ ﻧﺠﻢ اﻟﻴﻤﻦ وﻫﻮ ﺳﻬﻴﻞ اﻟﻴﻤﺎﻧﻲ و ﻳﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺔ رﻓﻴﻌﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب وﻳﺴﺘﺒﺸﺮ اﻟﻌﺮب ﺑﻄﻠﻮﻋﻪ اﻟﺬي ﻳﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎم وﺣﺘﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ. وﻳﺤﺮص ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﻨﺎدي ﺑﺘﻤﻠﻴﻚ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻛﻞ ﻣﻔﺮدات اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﺗﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻋﻴﺶ اﻷوﻟﻴﻦ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺟﺎذب. ﻳﻘﺪم اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮف اﻟﻄﻼب ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺗﻠﻘﻴﻬﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت واﻟﻘﺼﺺ ذات اﻟﺪﻻﻻت ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮم واﻟﺸﻬﺎﻣﺔ واﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﺼﺪق واﻟﻮﻓﺎء .وﻳﺘﻌﺮف اﻟﻄﻼب ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﻧﺠﻢ ﺳﻬﻴﻞ واﻟﺴﻤﺮ اﻟﻠﻴﻠﻲ ،وﻳﻀﻢ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ورش ﻋﻤﻞ ﻋﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻐﺰول اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺟﻤﻴﻊ أدوات اﻟﻐﻮص اﻟﺒﺤﺮي ،واﻟﺤﻀﺮة وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺴﻤﻚ وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺨﺮوج. ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻋﺮﺿً ﺎ ﻷﻓﻼم وﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔﻋﻦ ﺻﻴﺪ اﻷﺳﻤﺎك ﻗﺪﻳﻤﺎ »اﻟﺴﻜﺎر » ،وورش ﻋﻤﻞ ﻋﻦ ﻋﺪد وأدوات اﻟﺘﺮاث اﻟﺒﺤﺮي إﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﺼﻴﺪ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺻﻴﺪ اﻷﺳﻤﺎك » اﻟﺸﺐ واﻟﻠﻔﺎح«. ﺑﻴﺌﺘﻨﺎ ﺑﻌﺪﺳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻴﺮا ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻨﻈﻤﻬﺎ وﺣﺪة اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎدي ،وﻫﻲ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻬﻮاة واﻟﻤﺤﺘﺮﻓﻴﻦ ﻓﻮق 16ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﻦ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻀﻮﺋﻲ ،وﺗﻬﺪف إﻟﻰ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﻤﺴﺘﻮى اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺒﻴﺌﻲ واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﺤﺲ اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻟﺪى اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻮرة اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﻬﺎدﻓﺔ واﺳﺘﺜﻤﺎر ﻧﺠﺎﺣﺎت اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺤﻠ ًﻴﺎ ﺻﻮب اﻟﻮﺻﻮل ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﻲ واﺳﺘﻘﻄﺎب ﻣﺼﻮرﻳﻦ ﻣﻦ ذوي اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ وﺧﺎرﺟﻬﺎ
أول ﻧﺎد دوﻟﻲ ﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺗﻨﻔﻴﺬاً ﻟﺮؤﻳﺔ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،اﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﺎد دوﻟﻲ ﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﻬﺪف اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻲ ﺳﻼﻻﺗﻬﺎ ،ﻋﻘﺪ ﻣﻤﺜﻠﻮن ﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺠﻮاد اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ ،اﻟﺒﺮازﻳﻞ ،ﻣﺼﺮ ،اﻟﻤﻐﺮب ،ﺑﻮﻟﻨﺪا ﺗﺮﻛﻴﺎ ،اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وروﺳﻴﺎ ،اﺟﺘﻤﺎﻋﺎ ﺑﺄﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ 2014ﺗﻢ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﺎدي اﻟﺘﺮاث ﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ HARCواﻧﺘﺨﺎب ﺳﻤﻮه رﺋﻴﺴﺎً ﻟﻪ .وﺗﺄﺗﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻫﺬا اﻟﻨﺎدي ،ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮه اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻼزم ﻟﻠﺨﻴﻮل وﻣﺮﺑﻴﻴﻬﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﺒﺎﻗﺎت ﺗﻘﺎم ﺣﺼﺮﻳﺎً ﻟﺨﻴﻮل أﻋﻀﺎء HARCﺣﻴﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻞ أن ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻰ إﺗﺴﺎع ﻗﺎﻋﺪة ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ إﻧﻪ ﺳﻴﻌﻴﺪ ﻣﻼك وﻣﺮﺑﻲ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻋﺎﺷﻘﻲ ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ إﻟﻰ ﺟﺬورﻫﺎ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
41
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗о╪зя╗Гя╗ия╗┤я╗ж ┘Ия║Ся║дя║О╪▒╪й ╪п┘И┘Д я╗гя║ая╗ая║▓ ╪зя╗Яя║Шя╗Мя║О┘И┘Ж ╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║ая╗▓тАк -тАм╪гя╗ля╗дя╗┤я║Ф я║зя║Оя║╗я║Ф я╗Уя╗▓ я╗Уя╗ж я╗гя╗мя╗в я╗Уя╗▓ я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║┤я║Тя║О┘В я╗зя╗И ┘Ля║о╪з я╗Яя╗Дя╗о┘Д я╗гя║┤я║Оя╗Уя║Шя╗ктАк.тАмтАм тАля║зя║оя╗│я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗оя║│я╗в ╪зя╗Яя║Тя║дя║о┘К я╗Яя╗ая╗ия║О╪п┘КтАк ╪МтАмя╗Уя╗▓ ╪ея╗Гя║О╪▒ ╪зя╗Яя║дя║о╪╡ я╗Ля╗ая╗░ ╪ея║Ся║о╪з╪▓ я╗гя║Ья╗Ю я╗ля║м╪зтАм тАл╪зя╗Яя╗ия╗о╪╣ я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║оя╗│я║Оя║┐я║О╪к ╪зя╗Яя║Тя║дя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗Шя╗ая╗┤я║кя╗│я║Ф я║Ся║дя╗ая║Ф ╪▓╪зя╗ля╗┤я║Ф ┘Ия╗гя╗Фя║о╪п╪з╪к я║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ ╪зя╗Яя║╕я╗мя║о┘КтАм тАля╗Ыя║Оя╗гя╗ая║ФтАк ╪МтАмя║Чя║Дя╗Ыя╗┤я║к╪з я╗Яя║дя║о╪╡ я║│я╗дя╗о ╪▒я║Ля╗┤я║▓ ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘К я╗Ля╗ая╗░ ╪ея║гя╗┤я║О╪б ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя║Тя║дя║о┘К я╗│я╗Шя║О┘Е я╗Яя╗┤я╗о┘Е ┘И╪зя║гя║к я╗гя╗ия║Шя║╝я╗Т я╗Ыя╗Ю я║╖я╗мя║о я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ я╗гя╗ия╗Дя╗Шя║ФтАм тАля╗Яя╗╢я║Ся║О╪б ┘И╪зя╗╖я║Яя║к╪з╪п ┘И╪зя╗Яя║Шя╗дя║┤я╗Ъ я║Ся║Оя╗Яя╗Мя║О╪п╪з╪к ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к ╪░╪з╪к ╪зя╗Яя║╝я╗ая║Ф я║Ся║Оя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К я╗Ыя║Оя║│я║о ╪зя╗╖я╗гя╗о╪з╪м я║Ся║Дя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓тАк ╪МтАмя╗Яя║Шя╗Шя║кя╗│я╗в ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ┘И╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║оя║Чя║Тя╗Дя║ФтАм тАля║Ся║Оя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓ ╪ея╗Яя╗░ я║Яя╗дя╗мя╗о╪▒ ╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Мя║ктАм тАл╪зя╗Яя║Тя║дя║о┘К ┘Ия║Чя║Дя╗Ыя╗┤я║к╪з ┘Ия║Чя║Дя║╗я╗┤я╗╝ я╗Яя╗дя║О я╗│я║дя╗дя╗ая╗к я╗ля║м╪зтАм тАля╗гя╗Мя╗а ┘Ля╗дя║О я╗гя╗м ┘Ля╗дя║О я╗гя╗ж я╗гя╗Мя║Оя╗Яя╗в ╪зя╗Яя║┤я╗┤я║Оя║гя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗Уя╗▓тАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓ я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Шя╗┤я╗в ╪зя╗Яя╗ия║Тя╗┤я╗ая║Ф ┘Ия╗Пя║оя║│я╗мя║ОтАм тАл╪зя╗Яя╗Ая║Тя╗Мя╗┤я║ФтАм тАля║│я║Тя║О┘ВтАм тАля╗│я╗Мя║ктАм тАл╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓ ┘Ия╗гя║оя╗Ыя║░ я║Яя║м╪и я╗Ыя║Тя╗┤я║о я╗Яя╗ая║░┘И╪з╪▒ ┘И╪зя╗Яя║┤я╗┤я║О╪нтАк.тАмтАм тАля╗Уя╗▓ я╗зя╗Фя╗о╪│ ╪зя╗╖я║Яя╗┤я║О┘Д ╪зя╗Яя║ая║кя╗│я║к╪й ┘Ия║Ся║ия║Оя║╗я║Ф ╪зя╗Яя║Тя║дя║О╪▒╪йтАм тАл╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪и ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя╗┤я╗ж я╗Уя╗▓ я╗гя╗ия║Оя╗Уя║┤я║О╪к ╪зя╗Яя║┤я║Тя║О┘В я║Ся╗Шя╗о╪й ╪гя╗Уя╗Ая╗Ю я║гя║к╪л я╗Яя╗ия╗Шя╗Ю я║зя║Тя║о╪й я║Чя║╕я╗дя╗Ю я╗Уя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я╗Ля║о┘Ия║┐я║О┘Л я╗Яя╗ая╗Фя╗ия╗о┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ┘Ия╗Яя╗╕я╗Яя╗Мя║О╪и ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║дя║о┘Б ╪зя╗Яя║Тя║дя║оя╗│я║ФтАм тАля║Ся╗дя╗о╪зя║Яя╗мя║Ф ╪зя╗Яя║Тя║дя║О╪▒╪й ╪зя╗Яя╗дя║ия╗Ая║оя╗гя╗┤я╗ж я╗гя╗ж ╪гя║╗я║дя║О╪итАм тАля╗гя╗жтАм тАл┬╗╪зя╗Яя║ия║Оя╗│я╗о╪▒┬лтАм тАля╗Уя╗жтАм тАл┘Ия╗гя╗мя║О╪▒╪йтАм тАл┬╗╪зя╗Я┘А┘Ая╗Д┘А┘Ая╗о╪з╪┤┬л ┘Ия║╗я╗ия║Оя╗Ля║Ф ┘Ря║╖я║Тя║О┘Г ╪зя╗Яя║╝я╗┤я║к ┘Ия╗Ля║о┘И╪╢тАм тАл╪зя╗Яя╗дя║о╪зя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗Шя║кя╗гя║Ф ┘И╪зя╗Яя║Тя╗Дя╗оя╗╗╪к я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║┤я║Шя╗о┘ЙтАм тАл╪зтАк+тАмя║Яя╗┤я║О┘ДтАм тАл╪ея╗Яя╗░тАм тАл╪зя╗Яя╗дя║ия╗Ая║оя╗гя╗┤я╗жтАм тАл╪зя╗Яя║╝я╗Шя║О╪▒╪й ┘Ия╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ я╗Ля║оя║┐я║О я╗Уя╗ая╗Ья╗┤я║О я╗Яя║о╪зя║Ся╗Дя║Ф я╗ля╗о╪з╪й ╪зя╗Яя╗Фя╗ая╗ЪтАм тАл╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗│я╗Мя║к я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║┤я║Тя║О┘В ╪гя╗Уя╗Ая╗Ю я║гя║к╪л я╗Яя╗ия╗Шя╗Ю я║зя║Тя║о╪й ╪зя╗Яя║ая║кя╗│я║к╪йтАк ╪МтАм┘И┬╗╪зя╗Яя║ия║Оя╗│я╗о╪▒┬л я╗ля╗о я╗│я║Шя╗┤я║в я╗Яя╗ая║ая╗дя╗мя╗о╪▒ ╪▒╪дя╗│я║Ф я║Ся╗Мя║╛ ╪зя╗Яя╗ия║ая╗о┘Е ┘И╪зя╗Яя╗дя║ая║о╪з╪ктАм тАл╪ея║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я╗гя╗Мя║О╪▒╪╢ я╗Яя╗ая║╝я╗о╪▒ ┘И╪гя╗зя║╕я╗Дя║Ф я║Чя║оя╗Уя╗┤я╗мя╗┤я║ФтАм тАл┘Ия╗гя╗мя║О╪▒╪й я╗Уя╗ж ┬╗ ╪зя╗Яя║ия║Оя╗│я╗о╪▒ ┬╗ я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя║ия╗Ая║оя╗гя╗┤я╗ж ╪ея╗Яя╗░тАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Шя║к╪▒╪йтАм тАл╪зтАк+тАмя║╖я║оя╗Ля║ФтАм тАл╪ея╗зя║░╪з┘ДтАм тАля╗Уя╗жтАм тАл┘Ия╗ля║к╪зя╗│я║О я╗Яя╗ая║ая╗дя╗мя╗о╪▒ я╗Уя╗Ая╗╝ я╗Ля╗ж ╪зя╗Яя╗дя║Дя╗Ыя╗оя╗╗╪к ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗╖я║Яя╗┤я║О┘Д ╪зя╗Яя║ая║кя╗│я║к╪йтАк ╪МтАм┘И┬л╪зя╗Яя║ия║Оя╗│я╗о╪▒┬л я╗ля╗о я╗Уя╗ж ╪ея╗зя║░╪з┘ДтАм тАл╪зя╗╖я║╖я║оя╗Ля║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Шя║к╪▒╪й я╗Ля╗ая╗░ я║Чя╗Ря╗┤я╗┤я║о ╪зя║Чя║ая║Оя╗ля║Оя║Чя╗мя║О ┘И╪▒я╗Уя╗Мя╗мя║О я╗Ля╗ая╗░ я║Чя╗Ря╗┤я╗┤я║о ╪зя║Чя║ая║Оя╗ля║Оя║Чя╗мя║О ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я╗Дя╗ая╗К ╪зя╗Яя║ая╗дя╗мя╗о╪▒ я╗Ля╗ая╗░ я╗Гя║о┘В ╪ея╗Ля║к╪з╪пя╗ля║О я╗Чя║Тя╗Ю ╪г┘ЖтАм тАля╗│я║Шя║м┘Ия╗Чя╗мя║ОтАк .тАмя║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я╗Ыя║Ья╗┤я║о я╗гя╗ж я╗гя╗Фя║о╪п╪з╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАм тАля╗гя║о╪й ╪вя║зя║о┘Й я╗Яя╗ая║дя║╝я╗о┘Д я╗Ля╗ая╗░ ╪гя╗Ыя║Тя║о я╗Ыя╗дя╗┤я║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗мя╗о╪з╪бтАм тАл┘И╪▒я╗Уя╗Мя╗мя║О я╗гя║о╪й ╪вя║зя║о┘ЙтАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓ ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Шя║кя╗гя╗мя║О я╗гя║о╪зя╗Уя╗Ц ╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║Ф ┘Ия╗Уя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║Оя║Чя╗мя║ОтАм тАля╗╗я╗зя║кя╗Уя║Оя╗Ля║Ф ╪гя╗Чя╗о┘Й я╗гя╗К ╪зя║Чя║ая║Оя╗ля║О╪к ╪▒я╗│я║О╪н ╪зя╗Яя║Тя║дя║отАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗отАм
тАлтАк40тАмтАм
тАля╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зтАк8тАмя╗гя║О╪▒╪з╪ктАм
ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻮرش اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل أﻟﻌﺎب اﻟﺘﺤﺪي واﻟﻘﻮارب اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ وﺣﻮل أﺷﺠﺎر اﻟﻘﺮم، ودورة ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻌﺎﻓﺎت اﻷوﻟﻴﺔ واﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﺟﺎج وورﺷﺔ اﻟﺨﻴﺎل اﻟﺒﺤﺮي وﻣﺤﺎﺿﺮات ﺣﻮل اﻹﺑﻞ ﺑﺈﺷﺮاف ﻗﺴﻢ اﻟﻬﺠﻦ وأﺧﺮى ﺣﻮل رﻳﺎﺿﺔ اﻟﺘﺠﺪﻳﻒ ﺑﺈﺷﺮاف ﻣﺪرﺳﺔ اﻻﻣﺎرات ﻟﻠﺸﺮاع ﻓﻲ اﻟﻨﺎدي . ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺷﺒﺎك اﻟﺼﻴﺪ ،وﻳﺘﻠﻘﻮن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﻣﻬﻨﺔ اﻟﻐﻮص واﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻤﺤﺎر ﻣﻦ ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺤﺮ وﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﻠﻘﻪ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﻟﻠﺆﻟﺆ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﺮاﻗﻴﺮ واﻷدوات اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻐﻮص ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺆﻟﺆ. وﺗﺤﻈﻰ اﻟﻔﺘﻴﺎت اﻟﻤﻨﺘﺴﺒﺎت ﻟﻤﺮﻛﺰي أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﻣﺘﻠﻘﻰ اﻟﺜﺮﻳﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺨﺼﺺ ﻟﻬﻦ ﺑﺮاﻣﺞ وﻧﺸﺎﻃﺎت ﻓﻲ اﻷزﻳــﺎء اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺘﻌﺮف إﻟﻰ ﻗﻴﻢ اﻟﺤﺸﻤﺔ واﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ اﻟــﺰي اﻟﻮﻃﻨﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ دورة ﺗﺸﻤﻞ ﻓﻨﻮن اﻟﺮﺳﻢ وﺗﻌﻠﻢ ﻓﻨﻮن ﻧﻘﺶ اﻟﺤﻨﺎء اﻟﺘﺮاﺛﻲ وأدوات اﻟﺰﻳﻨﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻄﻮر اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دورات ﻓﻲ اﻟﻄﻬﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﺘﻌﺮف إﻟﻰ ﻓﻨﻮﻧﻪ وأدواﺗﻪ وﺗﻌﻠﻢ اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻴﺪوﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﻮن ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺨﻮص واﻟﻐﺰل واﻟﻨﺴﻴﺞ واﻟﺘﻠﻲ واﻟﺴﺪو وﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺆون اﻟﺨﻴﺎﻃﺔ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ. وﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﻦ ودورة ﻓﻲ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺒﺮاﻗﻊ وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﻘﺎء اﻟﺠﺪات اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺎت ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ذوات اﻟﺨﺒﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻴﺪوﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺧﺒﺮاﺗﻬﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،ﻳﺼﺎﺣﺐ ﻫﺬه اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت ﻣﻌﺮض ﻣﻦ إﺑــﺪاع اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ﻳﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻮرش اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ واﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺮﺳﻢ اﻟﺤﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻦ ﻓﻲ دورة إﻋﺎدة ﺗﺪوﻳﺮ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت وﻏﻴﺮﻫﺎ. ﺳﺒﺎق اﻟﻀﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻣﻞ اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ ﻓﺌﺔ 43 ﺗﺴﻌﻰ إدارة اﻟﻨﺎدي ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﺴﺒﺎق إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺒﺤﺮي وإﺣﻴﺎء ﺗﻘﺎﻟﻴﺪه وﻣﻔﺮداﺗﻪ ﺑﺼﻮرة ﻋﺼﺮﻳﺔ وﺗﺮﺳﻴﺦ ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﻤﺤﺒﺒﺔ ﻟﺪى ﺑﺤﺎرة وﻧﻮاﺧﺬة اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﻮاﺻﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل. وﻳﻘﻄﻊ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻠﺤﻤﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺴﺎﻓﺔ 18ﻣﻴﻼ ﺑﺤﺮﻳﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻟﻲ ﺧﻮر ﺑﻮﻫﻴﻞ وﺣﺘﻰ ﻣﻨﺼﺔ اﻟﺘﺘﻮﻳﺞ ﺑﻜﺎﺳﺮ اﻷﻣﻮاج ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻛﻮرﻧﻴﺶ أﺑﻮﻇﺒﻲ. وﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﺎق -اﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻠﺒﺤﺎرة واﻟﻨﻮاﺧﺬة
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
39
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм тАля╗Уя╗▓ ╪ея╗Гя║О╪▒ я║Чя║ая╗дя╗К я║╖я║Тя║Оя║Ся╗▓ я╗╖я║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф я╗│я║┤я╗мя╗в я╗Уя╗▓ я╗зя║╕я║о ╪зя╗Яя╗оя╗Ля╗▓ ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓тАм тАля╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя║┤я╗дя║дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓тАм тАля╗│я╗Мя║к┘З ┘Ия╗│я║╕я║о┘Б я╗Ля╗ая╗┤я╗к я╗гя║оя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя║┤я╗дя║дя║Ф я╗Яя╗ая║╕я║Тя║О╪итАк ╪МтАм┘Ия╗│я╗мя║к┘Б я║Ся║оя╗зя║Оя╗гя║Ю ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ┘И╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя╗Дя╗оя╗Ля╗▓ ┘Ия║Чя╗Мя║░я╗│я║░ я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Яя║к┘Й ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя╗┤я╗ж ╪зя╗Яя║мя╗│я╗ж ╪з╪▓╪п╪з╪птАм тАл╪ея╗Яя╗░ я║Чя╗Мя║оя╗│я╗Т ╪зя╗Яя║ая╗дя╗мя╗о╪▒ я║Ся║Ия╗зя║ая║О╪▓╪з╪к ╪зя╗Яя╗Шя║Оя║Ля║к ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║▓ ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗к я║Ся║И╪░┘Ж ╪зя╗Яя╗ая╗к я╗Ля║к╪пя╗ля╗в я║Ся╗ия║┤я║Тя║Ф я╗Ыя║Тя╗┤я║о╪й я╗Ля╗ж ╪зя╗Яя╗Мя║О┘Е ╪зя╗Яя╗дя║Оя║┐я╗▓ я╗гя║О я╗│я║Жя║╖я║о ╪зя╗Яя╗░ я║гя║ая╗в ╪зя╗Яя║Шя╗Дя╗о╪▒тАм тАля║Чя╗Мя║Оя╗Яя╗░ ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║к я║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ┬╗я╗Гя╗┤я║Р ╪зя╗Яя╗ая╗к я║Ыя║о╪з┘З┬л ┘И╪п┘И╪▒┘З ╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║о ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║╕я╗мя║к┘З ╪зя╗Яя╗дя╗ая║Шя╗Шя╗░ я║Ся║┤я║Тя║Р я║Ся║о╪зя╗гя║ая╗к ╪зя╗Яя╗ия╗оя╗Ля╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║Шя╗ия║Оя║│я║Р ┘Ия╗Ыя║Оя╗Уя║ФтАм тАля╗Уя╗▓ ╪е╪▒я║│я║О╪б я╗Чя╗о╪зя╗Ля║к я╗гя║┤я╗┤я║о╪й ╪зя╗╗я║Чя║дя║О╪п ╪зя╗Яя╗Ия║Оя╗Уя║о╪й ┘Ия╗ля╗о ╪зя╗Яя╗ия╗мя║Ю ╪зя╗Яя║м┘К я║гя║Оя╗Уя╗Ж я╗Ля╗ая╗┤я╗к ╪зя╗Яя╗Фя║Мя║О╪к ╪зя╗Яя╗Мя╗дя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗░ я║Яя║Оя╗зя║Р ╪зя╗╖я║Яя╗о╪з╪б ╪зя╗Яя╗дя║оя╗│я║дя║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ся╗В ╪зя╗Яя╗дя║Ья║Оя╗Яя╗▓ я╗гя╗КтАм тАл┘Ия╗│я╗Мя╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░ ╪зя║│я║Шя╗Ья╗дя║Оя╗Яя╗к я╗Уя╗▓ я║┐я╗о╪б ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗Ря╗┤я║о╪з╪к ┘И╪зя╗Яя║о╪д┘Й ╪зя╗Яя║ая║кя╗│я║к╪й я║╗я║Оя║гя║Р ╪е╪п╪з╪▒╪й ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘КтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя║┤я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║зя╗ая╗┤я╗Фя║Ф я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ╪▒я║Ля╗┤я║▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ┬╗я║гя╗Фя╗Ия╗к ╪зя╗Яя╗ая╗к┬л я╗│я║╕я║О╪▒┘Г я╗Уя╗▓ я╗зя║╕я║Оя╗Гя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя╗ая║Шя╗Шя╗░ я╗зя║дя╗о тАк 250тАмя╗Гя║Оя╗Яя║Тя║Ф ┘И тАк 60тАмя╗Гя║Оя╗Яя║Тя║О┘Л я╗гя╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗ия║Шя║┤я║Тя╗┤я╗ж я╗Яя╗дя║о╪зя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘К я╗гя╗ж я╗гя║ия║Шя╗ая╗Т ╪зя╗Яя╗дя║о╪зя║гя╗ЮтАм тАл┘И╪ея║зя╗о╪зя╗зя╗к ╪гя║╗я║дя║О╪и ╪зя╗Яя║┤я╗дя╗о ╪гя╗Ля╗Ая║О╪б ╪зя╗Яя╗дя║ая╗ая║▓ ╪зя╗╖я╗Ля╗ая╗░тАм тАл╪зя╗Яя╗Мя╗дя║оя╗│я║ФтАк.тАмтАм тАля║гя╗Ья║О┘Е ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАк.тАмтАм тАл┘Ия╗│я║ая║┤я║к ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║гя║о╪╡ я║│я╗дя╗о╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж я╗│я╗мя║к┘Б я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя║┤я╗дя║дя║Ф я╗│я║╕я╗Ья╗Ю ╪гя║гя║к ╪гя╗ля╗в ╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║╕я║Тя║Оя║Ся╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я╗ия╗Ия╗дя╗мя║О ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘К я║Ся╗мя║к┘Б я╗Пя║о╪│ ╪▒┘И╪н ╪зя╗Яя╗дя╗о╪зя╗Гя╗ия║ФтАм тАл╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я╗Ля╗ая╗░ ╪ея╗Чя║Оя╗гя║Ф я╗гя║Ья╗Ю я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪ктАм тАл┘И╪зя╗╗я║гя║Шя╗Фя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ╪░╪з╪к ╪зя╗Яя║╝я╗ая║Ф ╪ея╗Яя╗░ я║Чя╗Мя║░я╗│я║░ я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Яя║к┘Й ╪зя╗Яя╗ия║Оя║╖я║Мя║Ф ┘И╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪и ┘Ия║Чя║оя║│я╗┤я║ж я╗Чя╗┤я╗в ╪зя╗Яя║Шя╗дя║┤я╗ЪтАм тАля║Ся║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓ ┘И╪зя╗Яя╗дя╗оя║Яя╗мя║Ф я╗Яя╗Ья╗Ю я║╖я║о╪зя║Ля║в ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓ ┘И╪▒я║Ся╗Дя╗к я║Ся╗дя║┤я╗┤я║о╪й я║Ся║Оя╗Яя╗Мя║О╪п╪з╪к ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к ┘И╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓ я╗Яя║кя╗│я╗мя╗втАм тАл╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К я╗Яя║Шя╗Мя║░я╗│я║░ ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║ая╗дя║Оя╗ля╗┤я║оя╗│я║Ф ╪зя╗╗я║Чя║дя║О╪п ┘И╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф ┘Ия║Чя║дя║╝я╗┤я╗ия╗мя╗в я║┐я║к ╪зя╗╗я║зя║Шя║о╪з┘В ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗Ря║Оя╗│я║отАм тАля╗Яя╗ая╗мя╗оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║ФтАк.тАмтАм тАл┘И╪▒я║Ся╗Дя╗мя║О я║Ся╗мя╗оя╗│я║Шя╗мя║О я╗Уя╗▓ ╪ея╗Гя║О╪▒ ╪зя║гя║Шя╗Фя║Оя╗Яя╗▓ я║Ся╗мя╗┤я║Ю я╗│я║ая╗дя╗КтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗╝я║гя╗втАм тАля╗Ля╗ая╗░тАм тАл┘И╪зя╗Яя║Шя║Дя╗Ыя╗┤я║ктАм тАл┘Ия╗│я╗мя║к┘Б ╪зя╗Яя╗дя╗ая║Шя╗Шя╗░ ╪ея╗Яя╗░ ╪ея╗Ыя║┤я║О╪и ╪зя╗Яя╗ия║Оя║╖я║Мя║Ф ┘И╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪итАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗о╪зя╗Гя╗ия╗┤я╗ж ┘И╪зя╗Яя╗дя╗Шя╗┤я╗дя╗┤я╗ж я╗Яя╗ая║Шя╗Мя║Тя╗┤я║о я╗Ля╗ж я║Чя╗Шя║кя╗│я║оя╗ля╗втАм тАл┘И╪зя╗Ля║Шя║░╪з╪▓я╗ля╗в я║Ся╗дя╗ия║ая║░╪з╪к я╗гя║┤я╗┤я║о╪й ╪зя╗╗я║Чя║дя║О╪п ┘И╪п┘И╪▒я╗ля║О ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓ ┘Ия╗гя╗╝я╗гя║в ╪зя╗Яя╗оя║гя║к╪й ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║О╪▒┘Б ┘И╪зя╗Яя╗Шя╗┤я╗в ┘И╪зя╗╗я║Чя║ая║Оя╗ля║О╪к ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗дя╗Ья╗ия╗мя╗в я╗гя╗жтАм тАля╗Уя╗мя╗в ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘И╪зя║│я║Шя╗ая╗мя║О┘Е я╗Ля║Тя║о┘З ╪зя╗Яя║Шя║оя║Ся╗оя╗│я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Мя║оя╗│я╗ТтАм тАля╗Уя╗▓ я║Чя║дя╗Шя╗┤я╗Ц ╪зя╗Яя║Шя╗Дя╗оя╗│я║о ┘И╪зя╗Яя║Шя║дя║кя╗│я║Ъ я╗Уя╗▓ я║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАм тАля║╖я║о╪зя║Ля║втАм тАля╗Ыя╗ЮтАм тАля║Ся╗┤я╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║ФтАм тАля║Ся╗дя╗Ья╗оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘Ия╗Ля╗╝я╗Чя║Шя╗к я║Ся║Оя╗Яя╗мя╗оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф я╗Уя╗▓тАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║╝я║оя╗│я║Ф я╗Уя╗▓ я║Яя╗дя╗┤я╗К ╪зя╗Яя╗дя║ая║Оя╗╗╪к тАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗КтАм тАл╪ея╗Гя║О╪▒ ╪зя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Уя╗Ия║Ф я╗Ля╗ая╗░ я║Ыя╗о╪зя║Ся║Ц ┘Ия╗Чя╗┤я╗в я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║ФтАм тАля╗Ыя╗дя║О я╗│я╗мя║к┘Б ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪ея╗Яя╗░ я║Чя╗Мя║░я╗│я║░ я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАм тАля╗гя╗ж я║зя╗╝┘Д ╪зя╗Яя╗ия║╕я║Оя╗Гя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓ я╗Яя║к┘Й ╪зя╗Яя║ая╗дя╗мя╗о╪▒ ┘И╪▒я║Ся╗Дя╗к я║Ся╗дя║┤я╗┤я║о╪й ╪зя╗╗я║Чя║дя║О╪птАм тАл┘И╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║Дя╗Ыя╗┤я║к я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя╗╝я║гя╗в ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓тАм тАл┘Ия╗гя╗╝я╗гя║в ╪зя╗Я┘А┘Ая╗оя║г┘А┘Ая║к╪й ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф я║Ся╗┤я╗ж я╗Ыя╗Ю я║╖я║о╪зя║Ля║втАм тАл╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Мя║к ┘И╪зя║гя║к╪й я╗гя╗ж ╪гя╗ля╗в я╗гя╗Ья║Шя║┤я║Тя║О╪к ┘Ия║Ыя╗дя║О╪▒ я╗гя║┤я╗┤я║о╪йтАм тАл╪зя╗╗я║Чя║дя║О╪п ╪зя╗Яя╗дя║ая╗┤я║ктАм тАл┘Ия╗│я║дя╗Фя╗Ю ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║Ся║Оя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗гя║Ья╗Ю я╗Ля║о┘И╪╢тАм тАл╪зя╗Яя╗┤я╗оя╗Яя║Ф ┘И╪зя╗╖я╗Яя╗Мя║О╪и ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗дя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ┘Ия╗│я║Шя╗┤я║втАм тАл╪зя╗Яя╗Фя║оя║╗я║Ф я╗Яя╗╕я║│я║о ┘И╪зя╗Яя╗Мя║Оя║Ля╗╝╪к я╗Яя╗дя╗дя║О╪▒я║│я║Ф ╪▒я╗│я║Оя║┐я║Шя╗▓ ╪зя╗╣я║Ся╗Ю ┘И╪зя╗Яя║ия╗┤я╗о┘ДтАм тАля╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ ╪зя╗Яя║Шя╗дя║Шя╗К я║Ся║Оя╗Яя║ая╗ая║┤я║О╪к ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф я╗гя╗ж я║зя╗╝┘Д я║Ся╗┤я╗о╪к ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║отАм тАля║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я╗гя╗Мя║оя║┐я╗┤я╗ж я║Ся║о┘К ┘Ия║Ся║дя║о┘К я║гя║Оя╗Уя╗ая╗┤я╗ж я║Ся╗дя╗Фя║о╪п╪з╪к я║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАм тАля║Чя╗Мя╗Ья║▓ ┘И╪зя╗Чя╗К ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗Мя╗┤я╗ж ╪зя╗Яя║Тя║о┘К ┘И╪зя╗Яя║Тя║дя║о┘К я╗Уя╗▓ ╪зя╗╗я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Чя║кя╗│я╗дя║О тАк.тАмтАм тАля╗гя╗ая║Шя╗Шя╗░ ╪зя╗Яя║Ья║оя╗│я║ОтАм тАля║Чя╗ия╗Ия╗дя╗к ╪е╪п╪з╪▒╪й ╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║Ф ┘И╪зя╗Яя║┤я║Тя║Оя╗Чя║О╪к ╪зя╗Яя║Тя║дя║оя╗│я║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘К я║Ся║Оя╗Яя║Шя╗Мя║О┘И┘ЖтАм тАл┘И╪зя╗Яя║Шя╗ия║┤я╗┤я╗Ц я╗гя╗К я╗гя║ая╗ая║▓ ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓ я╗Яя╗ая║Шя╗Мя╗ая╗┤я╗в я║Ся║ая║░я╗│я║о╪й ╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║Ф я║Ся╗мя║к┘БтАм тАл╪▒я║Ся╗В ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя╗┤я╗ж я║Ся╗дя╗о╪▒┘Ия║Ыя╗мя╗в ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓ ┘Ия╗ля╗оя╗│я║Шя╗мя╗в ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф я╗гя╗жтАм тАля║зя╗╝┘Д я║Чя╗Шя║кя╗│я╗в я║Яя╗дя╗ая║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя║╖я╗В ┘И╪зя╗Яя╗о╪▒╪┤ ╪зя╗Яя║Шя║к╪▒я╗│я║Тя╗┤я║ФтАм тАля╗Уя╗▓ ╪зя╗╖я╗Яя╗Мя║О╪и ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Мя║О╪п╪з╪к ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к ┘И╪зя╗Яя║┤я╗Фя╗┤я╗ия║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя║╖я╗В ╪зя╗Яя║Тя║дя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║ия║Шя╗ая╗Фя║Ф тАк.тАмтАм тАля╗│я╗Мя║к ╪зя╗Яя╗дя╗ая║Шя╗Шя╗░ я╗гя╗ия║Оя║│я║Тя║Ф я╗гя║Шя║ая║к╪п╪й я║Чя║Шя╗┤я║в я╗Яя╗ая╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя╗┤я╗ж я╗гя╗дя║О╪▒я║│я║ФтАм тАля╗ля╗о╪зя╗│я║Оя║Чя╗мя╗в ┘И╪ея║Ся║о╪з╪▓ я╗гя╗мя║О╪▒╪зя║Чя╗мя╗в ┘Ия╗Чя║к╪▒╪зя║Чя╗мя╗в ┘Ия║Ся╗ия║О╪б я║╗я║к╪зя╗Чя║О╪к я║Яя║кя╗│я║к╪йтАм тАлтАк38тАмтАм
тАля╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зтАк8тАмя╗гя║О╪▒╪з╪ктАм
وﻳﻬﺘﻢ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺒﺤﺮي ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎﺳﺐ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ،ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﺸﺎرك ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﻻزﻣﺖ ﻣﻔﺮدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ رﻳﺎﺿﺎت اﻟﺒﺤﺮ وﻣﺎ ﻳﺮاﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ أﻫﻞ اﻹﻣﺎرات ﻗﺮوﻧﺎً ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻬﺎ وﻳﻤﺎرﺳﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ أوﻗﺎت وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻓﻨﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﺮاﻏﻬﻢ. ﺗﺸﺎرك ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﺮق ﺗﻤﺜﻞ ﻛﺎﻓﺔ إﻣﺎرات وﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ وﻧﺸﺮه ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﻓﺌﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺼﻮرة ﺣﻀﺎرﻳﺔ. ﻣﻊ وزارة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ. وﺗﻘﺘﺼﺮ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻃﻨﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات. ﺑﻄﻮﻟﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻸﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻳﻤﺜﻞ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓﺮﻳﻖ واﺣﺪ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣــﺎرات ﺑﻬﺪف ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﺑﻄﻮﻟﺔ 8ﻻﻋﺒﻴﻦ وﻣﺪرب واﺣﺪ وإداري واﺣﺪ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺑﺎﻷدوار اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ا+ﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺑﻔﺮﻳﻘﻴﻦ . ﻟﻸﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﺗﺤﻔﻴﺰﻫﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺗﺪور اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﺣﻮل ﻟﻌﺒﺔ ﻗﺒﺔ ﻣﺴﻄﺎع ،وﺧﻮﺻﺔ وﻟﺘﺮﺳﻴﺦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ أوﺳﺎﻃﻬﻢ. وﺗﺴﺘﻬﺪف اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺗﺮﺳﻴﺦ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻟﺪى ا+ﺟﻴﺎل ،وﺗﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﺑﻮﺻﺔ ،وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﻬﺎ أﻫﻞ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،وﻛﺎﻧﻮا ﻳﻤﺎرﺳﻮﻧﻬﺎ ﻟﺪى اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ،وﺗﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ا ﺑﺎء ﻛﺎن ﻛﻴﻒ ﺑﺤﺐ واﺳﺘﻤﺘﺎع ﻣﺘﻐﻠﺒﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎق اﻟﺤﻴﺎة اﻵﺑــﺎء واﻷﺟـــﺪاد ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺄوﻗﺎﺗﻬﻢ ﻋﺒﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﻤﺜﻴﺮة واﻟﻤﻔﻴﺪة ﻓﻲ وا+ﺟﺪاد ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮن وﺻﻌﻮﺑﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ. آن ،ﻛﻤﺎ ﺗﻬﺪف ﺑﺎﻷﺳﺎس اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻌﺎب ﺑﺄوﻗﺎﺗﻬﻢ ﻋﺒﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ وﺗﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻔﺮق اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻨﻈﺎم اﻟﺪوري واﻟﺘﺼﻔﻴﺎت ،وﺗﺤﺼﻞ اﻟﻔﺮق اﻟﻔﺎﺋﺰة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﻧــﺪﺛــﺎر ،واﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑــﺎﻷدوار اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ا+ﻟﻌﺎب اﻟﻤﺜﻴﺮة ﺑﺎﻟﻤﺮاﻛﺰ ﻣﻦ اﻷول إﻟﻰ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻓﺂت ﻣﺎﻟﻴﺔ واﻟﻤﻔﻴﺪة إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﺄس اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ وﻳﺤﺼﻞ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﺒﻴﺌﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ دروع وﺷﻬﺎدات ﺗﻘﺪﻳﺮ. اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،ﻓﻬﻨﺎك أﻟﻌﺎب ﺗﻨﺎﺳﺐ اﻟﺒﺮ وأﻟﻌﺎب
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
37
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм
тАл┘И╪зя╗Яя╗дя╗Ья║Оя╗зя║▓ ┘И╪зя╗╖я╗Чя╗Фя║О╪╡ ┘И╪зя╗Яя╗Ья║о╪зя║│я╗▓ ┘И╪зя╗Яя║┤я║о┘И╪птАк.тАмтАм тАл╪ея║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Ыя║Шя║┤я║О╪и я╗гя╗мя║О╪▒╪й ╪ея╗Ля║к╪з╪п ╪зя╗Яя╗дя║Дя╗Ыя╗оя╗╗╪ктАм тАл╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║оя╗Чя║О┘В ┘И╪зя╗Яя╗ая╗Шя╗┤я╗дя║О╪к ┘И╪зя╗Яя║дя╗ая╗о┘Й ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Мя║о┘БтАм тАля╗Ля╗ая╗░ я╗гя╗Ья╗оя╗зя║Оя║Чя╗мя║О ┘Ия╗Гя║оя╗│я╗Шя║Ф ╪ея╗Ля║к╪з╪пя╗ля║ОтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗╗ я║Чя╗Ья║Шя╗Фя╗▓ ╪зя║│я║Шя║╕я║О╪▒я╗│я║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║ая║к╪з╪ктАм тАл┘И╪зя╗╖я╗гя╗мя║О╪к я║Ся║Оя╗Яя║╕я║о╪н ╪зя╗Яя╗ия╗Ия║о┘К я╗Яя║дя╗Фя╗┤я║к╪зя║Чя╗мя╗ж ┘Ия║Ся╗ия║Оя║Чя╗мя╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗Дя║Оя╗Яя║Тя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║О╪к я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗╖┘И┘ДтАм тАл╪зя╗Яя║ия║О╪╡ я║Ся║Оя╗Яя╗Мя║О╪п╪з╪к ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к ┘И╪зя╗Яя╗дя╗мя╗ж ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║ФтАк ╪МтАмя║Ся╗ЮтАм тАля╗│я║кя╗Ля╗дя╗ж ╪зя╗Яя║╕я║о┘Ия║гя║О╪к ╪зя╗Яя║╕я╗Фя╗мя╗┤я║Ф я║Ся║Оя╗Яя║Шя╗Дя║Тя╗┤я╗Ц ╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗ая╗▓тАк╪МтАмтАм тАл┘И╪зя╗╣я║╖┘Ая║о╪з┘Б я╗Ля╗ая╗░ ╪ея╗зя║ая║О╪▓ ╪зя╗Яя╗Фя║Шя╗┤я║О╪к я╗Яя║Тя╗Мя║╛ ╪зя╗Яя╗Шя╗Дя╗КтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Мя╗ая╗дя╗ж я╗Ыя╗┤я╗Фя╗┤я║Ф я║╗я╗ия╗Мя╗мя║О я╗Ыя║╝я╗ия║Оя╗Ля║Ф ╪зя╗Яя║┤я║о┘И╪птАм тАл┘И╪зя╗Яя║Шя╗ая╗▓ ┘И╪зя╗Яя║Тя║о╪зя╗Чя╗КтАк.тАмтАм
тАля╗│я╗мя║Шя╗в я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘ЖтАм тАля║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ ╪зя╗Яя║Тя║дя║о┘КтАм тАля║Ся║Оя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Уя╗Ия║Ф я╗Ля╗ая╗░тАм тАля╗гя╗Фя║о╪п╪з╪к ┘Ия║Чя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к ╪▒я╗│я║Оя║┐я║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя║Тя║дя║о ┘Ия╗гя║О я╗│я║о╪зя╗Уя╗Шя╗мя║О я╗гя╗жтАм тАля╗Уя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к я║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘Ия║Ыя╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║ФтАм тАл┘Ия╗Уя╗ия╗┤я║Ф я║Ся╗дя║О я╗│я║┤я╗мя╗втАм тАля╗Уя╗Мя╗ая╗┤я║О я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░тАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓тАм тАля║Ся║╝я╗о╪▒╪й я║гя╗Ая║О╪▒я╗│я║ФтАм
тАля║Ся╗Дя╗оя╗Яя║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Яя╗ая╗Шя╗о╪з╪▒╪и ╪зя╗Яя║╕я║о╪зя╗Ля╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║дя║кя╗│я║Ья║ФтАм тАля║Чя╗ия╗Ия╗дя╗мя║О я╗гя║к╪▒я║│я║Ф ╪зя╗╣я╗г┘А┘Ая║О╪▒╪з╪к я╗Яя╗ая║╕я║о╪з╪╣ ╪зя╗Яя║Шя║Оя║Ся╗Мя║Ф я╗Яя╗ия║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗г┘А┘Ая║О╪▒╪з╪ктАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗│я║╕я║О╪▒┘Г я╗Уя╗┤я╗мя║О ╪гя║Ся╗Дя║О┘Д ╪зя╗Яя║╕я║о╪з╪╣ я╗гя╗ж я╗гя║ия║Шя╗ая╗Т ╪зя╗╖я╗зя║кя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Тя║дя║оя╗│я║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗гя╗ия╗мя║О я╗зя║О╪п┘К ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓ я╗Яя╗ая║оя╗│я║Оя║┐я║О╪к ╪зя╗Яя║╕я║о╪зя╗Ля╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗┤я║ия╗о╪ктАк ╪МтАм┘Ия╗зя║О╪п┘К ╪гя║Ся╗о я╗Зя║Тя╗▓тАм тАля╗Яя╗ая║╕я║о╪з╪╣тАк ╪МтАм┘Ия║Яя╗дя╗Мя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗Ья║Оя║Чя╗дя║о╪з┘ЖтАк ╪МтАм┘Ия║Яя╗дя╗Мя╗┤я║Ф ╪гя║Ся╗о я╗Зя║Тя╗▓ я╗Яя╗ая╗┤я║ия╗о╪ктАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя╗Ья╗ая╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя║Тя║дя║оя╗│я║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗зя║О╪п┘К ╪▓┘И╪з╪▒┘В я║╖я╗о╪зя╗Гя║К ╪пя║Ся╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗зя║О╪п┘К ╪зя╗Яя║дя╗дя║оя╗│я║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║╕я║О╪▒я╗Чя║ФтАк╪МтАмтАм тАл╪ея║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я╗гя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф я╗Уя║оя╗│я╗Ц я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Яя╗ая║╕я║о╪з╪╣ ┘Ия╗зя║ия║Тя║Ф я╗гя╗жтАм тАля╗зя║ая╗о┘Е ╪зя╗Яя║╕я║о╪з╪╣ ╪зя╗Яя║дя║кя╗│я║Ъ я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ┘Ия╗гя║╕я║О╪▒я╗Ыя╗┤я╗ж я╗│я╗дя║Ья╗ая╗о┘Ж я║Ся╗Мя║╛ ╪зя╗Яя║ая║Оя╗Яя╗┤я║О╪ктАм тАлтАк36тАмтАм
тАля╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зтАк8тАмя╗гя║О╪▒╪з╪ктАм
тАл╪зя╗╖я║Яя╗ия║Тя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗Шя╗┤я╗дя║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАк.тАмтАм тАля║Чя║╕я║О╪▒┘Г я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║Тя╗Дя╗оя╗Яя║Ф я╗гя╗Мя╗Ия╗в я╗Уя║Мя║О╪к ╪зя╗Яя╗Шя╗о╪з╪▒╪итАм тАл╪зя╗Яя║╕я║о╪зя╗Ля╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║дя║кя╗│я║Ья║Ф я║гя╗┤я║Ъ я║Чя╗Ая╗в ╪зя╗╖┘Ия║Ся║Шя╗дя║┤я║ЦтАм тАля╗гя║Тя║Шя║кя║Ля╗┤я╗ж ┘И╪зя╗╖┘Ия║Ся║Шя╗дя║┤я║Ц ┬╗╪зя╗Яя╗дя╗Мя║к┘Д ╪зя╗Яя╗Мя║О┘Е┬л ┘И╪зя╗Яя╗ая╗┤я║░╪▒тАм тАлтАк 4.7тАм┘И╪зя╗Яя╗ая╗┤я║░╪▒ я║│я║Шя║Оя╗зя║к╪▒╪п ┘И╪зя╗Яя╗ая╗┤я║░╪▒ ╪▒я╗│я║кя╗│я║О┘Д ┘И╪зя╗Яя╗Шя╗о╪з╪▒╪итАм тАл╪зя╗Яя║░┘Ия║Яя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Ья║Оя║Чя╗дя║о╪з┘ЖтАк.тАмтАм
тАля╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ ╪зя╗Яя║Тя║дя║о┘КтАм тАля╗│я╗мя║к┘Б ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪ея╗Яя╗░ я║Чя║┤я╗ая╗┤я╗В ╪зя╗Яя╗Ая╗о╪б я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАм тАл╪зя╗Яя║Тя║дя║о┘К ╪зя╗Яя╗Мя║оя╗│я╗Ц я╗Яя╗ая║к┘Ия╗Яя║Ф ┘И╪▒я║Ся╗В ╪зя╗Яя╗ия║Оя║╖я║Мя║Ф ┘И╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪итАм тАл┘И╪зя╗Яя║ая╗┤я╗Ю ╪зя╗Яя║ая║кя╗│я║к я║Ся╗дя╗Фя║о╪п╪й ╪зя╗Яя║Тя║дя║о ┘Ия╗гя║О я╗│я║Шя║╝я╗Ю я║Ся╗мя║О я╗гя╗жтАм тАля║зя╗╝┘Д я║│я╗ая║┤я╗ая║Ф я╗гя╗ж я║│я║Тя║Оя╗Чя║О╪к ╪зя╗Яя╗Шя╗о╪з╪▒╪и ╪зя╗Яя║╕я║о╪зя╗Ля╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗Шя╗ая╗┤я║кя╗│я║Ф ┘И╪зя╗Яя║дя║кя╗│я║Ья║Ф ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║Ф я║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░тАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗дя╗┤я║░╪йтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Мя║о┘И╪╢ ╪зя╗Яя╗Фя╗ия╗┤я║Ф ┘Ия╗Уя╗ия╗о┘Ж ╪зя╗Яя║дя║оя║Ся╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Мя╗┤я║Оя╗Яя║ФтАк.тАмтАм тАля╗│я║Шя╗Ая╗дя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║Яя╗дя╗ая║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║┤я║Тя║Оя╗Чя║О╪к ╪зя╗Яя║Тя║дя║оя╗│я║Ф я╗гя╗ия╗мя║О я║│я║Тя║О┘В ╪зя╗Яя║Тя╗о╪зя╗зя╗┤я║╢тАм тАля╗Яя╗Дя╗ая║Тя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║к╪з╪▒╪│тАк ╪МтАм┘Ия║│я║Тя║О┘В ╪зя╗╗┘Ия║Ся║Шя╗дя║┤я║Ц я╗Яя╗ая╗Фя║о┘В я║Ся║Ия║╖я║о╪з┘Б я╗гя║к╪▒я║│я║Ф ╪зя╗╗я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм тАля╗Яя╗ая║╕я║о╪з╪╣ ╪зя╗Яя║Шя║Оя║Ся╗Мя║Ф я╗Яя╗ия║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗г┘А┘Ая║О╪▒╪з╪ктАк ╪МтАм┘Ия╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к я╗Яя║╝я╗┤я║к ╪зя╗Яя║┤я╗дя╗ЪтАм тАля║Ся║Оя╗Яя╗Дя║о┘В ╪зя╗Яя║Шя╗Шя╗ая╗┤я║кя╗│я║Ф я╗гя║ия║╝я║╝я║Ф я╗Яя╗ая╗Дя╗ая║Тя║Ф ┘И╪зя╗Яя╗мя╗о╪з╪й ┘Ия║│я║Тя║О┘В ╪гя║Ся╗о ╪зя╗╖я║Ся╗┤я║╛тАм тАля╗Яя╗ая╗дя║дя║Оя╗гя╗Ю ╪зя╗Яя║╕я║о╪зя╗Ля╗┤я║Ф я╗Уя║Мя║Ф тАк 43тАмя╗Чя║кя╗гя║О ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║ия║Шя║Шя╗в я║Ся║оя╗зя║Оя╗гя║Ю ╪зя╗Яя║┤я║Тя║Оя╗Чя║О╪ктАм тАля╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАк.тАмтАм
وﺗﻬﺪف إدارة ﻧﺎدى ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺸﺎﺑﺎت اﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦ إﻟﻰ ﻣﺮاﻛﺰه اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث وإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ وﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﺤﺲ اﻟﻮﻃﻨﻰ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ إﻓﺸﺎء روح اﻟﻤﻮدة واﻟﺘﻌﺎون ﺑﻴﻨﻬﻢ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﺳﺘﻨﻔﺎر ﻛﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ.
وﺗﻬﺘﻢ دورات اﻟﻔﺘﻴﺎت وأﻧﺸﻄﺘﻬﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺘﻌﺮﻳﻔﻬﻦ ﺑﻮاﻗﻊ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﺪات ،واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﺮاث وﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺎت وﻣﺄﻛﻮﻻت وأﺷﻐﺎل ﻳﺪوﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺪات ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻳﻘﻤﻦ ﺑﻬﺎ وﻳﻤﺎرﺳﻨﻬﺎ ﻛﻤﻬﻦ .إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻛﺘﺴﺎب اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وﺧﻮض ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ دورات ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وﺗﺜﻘﻴﻔﻴﺔ ،ﻓﻲ أﺟﻮاء ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺋﺪة واﻟﻤﺘﻌﺔ. ﺗﺘﻌﺮف اﻟﻤﺸﺎرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،واﻟﻤﺄﻛﻮﻻت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺸﺎرﻳﺎت ذوات اﻻﺧﺘﺼﺎص، ﺗﻘﻤﻦ ﺑﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻔﺘﻴﺎت ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎز اﻟﺤﺮف اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ أﺳﻮة ﺑﺎﻟﺠﺪات ﻛﺤﻴﺎﻛﺔ »اﻟﺘﻠﻲ« اﻟﺸﺮﻳﻂ اﻟﻤﻨﺴﻮج ﻣﻦ ﺧﻴﻮط ﻗﻄﻨﻴﺔ ذﻫﺒﻴﺔ أو ﻓﻀﻴﺔ ﻻﻣﻌﺔ وﻣﻠﻮﻧﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﺗﺰﻳﻴﻦ أﻛﻤﺎم وﻳﺎﻗﺎت اﻷﺛﻮاب »اﻟﻜﻨﺎدﻳﺮ« واﻟﺴﺮاوﻳﻞ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ،وﻳﺘﻌﺮﻓﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺎت ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻞ »اﻟﺨﻮص« وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺟﺪل »اﻟﺴﻌﻒ‹‹ وﺗﻌﺮﻳﻔﻬﻦ ﺑــﺄدواﺗــﻪ ﻛﺎﻟﻤﻘﺺ واﻟﺤﺠﺎرة اﻟﻤﺪﺑﺒﺔ واﻟﻤﺨﺮز واﻷﺻﺒﻐﺔ .واﺳﺘﻌﻤﺎﻻﺗﻪ )اﻟــﺴــﻼل واﻟﺤﺼﺮ واﻟﺠﻔﺎﻳﺮ واﻟﻤﻬﻔﺎت
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
35
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм тАл╪зя╗Яя║╝я╗┤я╗Фя╗▓ ┘Ия╗гя╗ая║Шя╗Шя╗┤я╗░ ╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║оя║Ся╗┤я╗Мя╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗│я║┤я╗Мя╗░ ╪зя╗Яя╗дя╗ая║Шя╗Шя╗┤я║О┘Ж ╪ея╗Яя╗░ я║Чя╗Мя╗дя╗┤я╗ЦтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║оя╗гя╗Ая║Оя╗зя╗┤я║ФтАм тАля╗Уя╗▓ ╪ея╗Гя║О╪▒ я║гя║о╪╡ я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я╗Ля╗ая╗░ ╪гя╗ля╗дя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║дя║▓ ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓ я╗Яя║к┘Й ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя╗┤я╗ж я╗гя╗ж я║Ся╗ия║О╪к ┘И╪гя║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф я╗Ля║Тя║о я║Ся║о╪зя╗гя║ЮтАм тАл╪ея║Ся║о╪з╪▓ ╪зя╗Яя║╝я╗о╪▒╪й ╪зя╗Яя╗дя║╕я║оя╗Чя║Ф я╗Яя║╕я╗мя║о ╪▒я╗гя╗Ая║О┘Ж ╪зя╗Яя╗дя║Тя║О╪▒┘Г ┘И╪▒я║│я║Оя╗Яя║Ф ╪зя╗╣я║│я╗╝┘Е ╪зя╗Яя║┤я╗дя║дя║Ф я╗гя║Шя╗ия╗оя╗Ля║Ф я║Чя╗Дя║о╪н ╪гя╗зя║╕я╗Дя║Ф я╗гя║Шя╗о╪з╪▓я╗зя║Ф я║Чя╗Ья║о╪│ я╗гя╗Фя╗мя╗о┘Е ╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф я╗Уя╗▓тАм тАл┘Ия║Чя║Дя║Ыя╗┤я║о╪з╪к я╗Уя╗Ая║Оя║Ля╗Ю я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║╕я╗мя║о я╗Уя╗▓ я╗зя╗Фя╗о╪│ ╪зя╗Яя╗дя║┤я╗ая╗дя╗┤я╗жтАк ╪МтАм╪ея╗Яя╗░ я║Яя║Оя╗зя║Р я║Чя║Дя╗Ыя╗┤я║к я╗зя╗Фя╗оя║│я╗мя╗втАк ╪МтАмя╗Уя╗Ая╗╝┘Л я╗Ля╗ж я║Чя║оя║│я╗┤я║ж я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘Ия╗гя╗Ая║Оя╗гя╗┤я╗ия╗к ╪зя╗╣я╗зя║┤я║Оя╗зя╗┤я║Ф я╗Уя╗▓тАм тАл╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘Е я║Ся║Оя╗Яя║дя╗┤я║О╪й ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗╖я║Яя╗о╪з╪б ╪зя╗Яя╗дя║оя║Чя║Тя╗Дя║Ф я║Ся║оя╗гя╗Ая║О┘Ж я╗гя╗ж я║Чя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к ╪г┘Ия║│я║Оя╗Гя╗мя╗втАк ╪МтАм┘Ия╗Пя║о╪│ ╪зя╗Яя╗Шя╗┤я╗в ┘И╪зя╗Яя╗Мя║О╪п╪з╪к ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к ╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗ая║Ф я╗Уя╗┤я╗мя╗в я╗гя╗ж я║зя╗╝┘ДтАм тАл┘Ия╗Л┘А┘Ая║О╪п╪з╪к я╗гя║дя║Тя║Тя║ФтАк .тАмя╗│я╗ия╗Ия╗в я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗г┘А┘Ая║О╪▒╪з╪к я╗гя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя╗к ╪зя╗Яя║оя╗гя╗Ая║Оя╗зя╗▓ ╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║Ф ┘И╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║Шя╗Ая╗дя╗ия╗мя║О я║Ся║о╪зя╗гя║Ю ╪зя╗Яя╗дя╗ая║Шя╗Шя╗┤я╗┤я╗жтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя║┤я╗ия╗о┘КтАк ╪МтАм╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║Шя╗о╪з╪▓┘Й я╗гя╗Мя╗к ╪г╪▒я║Ся╗Мя║Ф я╗гя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪▒я╗гя╗Ая║Оя╗зя╗┤я║Ф я║Чя╗ия╗Ия╗дя╗мя║О ╪зя╗Яя╗дя║о╪зя╗Ыя║░ я╗│я╗Шя║к┘Е ╪зя╗Яя╗дя╗ая║Шя╗Шя╗┤я║О┘Ж я╗Гя╗┤я╗ая║Ф я╗Уя║Шя║о╪й ╪зя╗зя╗Мя╗Шя║О╪пя╗ля╗дя║О я╗Ля║к╪й я╗гя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к я╗│┘Пя║ия║Шя║Шя╗в я╗Ыя╗Ю я╗гя╗ия╗мя║ОтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║Оя║Ся╗Мя║Ф я╗╣╪п╪з╪▒╪й ╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║ФтАк ╪МтАм╪г┘Ия╗Яя╗мя║ОтАк┬╗ :тАм╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя║оя╗гя╗Ая║Оя╗зя╗▓ я╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓ я║Ся║дя╗Фя╗Ю я║Чя╗Ья║оя╗│я╗дя╗▓ я║зя║О╪╡ я║Чя╗о╪▓╪╣ я╗Уя╗┤я╗к ╪зя╗Яя║ая╗о╪зя║Ля║░ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗Фя║Оя║Ля║░я╗│я╗ж я╗Уя╗▓ я╗зя║╕я║Оя╗Гя║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя╗ия║┤я║Оя║Ля╗▓┬л ┘Ия╗│я║Шя╗Ая╗дя╗ж я║Ся║оя╗зя║Оя╗гя║ая║О┘Л я╗│я║╕я║Шя╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ┘Ия║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАк .тАмя╗ля╗▓ я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя╗Мя║О╪п╪з╪к ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║ктАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАм тАл┘И╪зя╗Яя║Тя║оя╗зя║Оя╗гя║Ю ╪зя╗Яя║оя╗гя╗Ая║Оя╗зя╗▓ я╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя╗оя║Ыя║Тя║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗│я║Шя╗Ая╗дя╗ж ╪п┘И╪▒┘К я╗Яя╗Ья║о╪й ╪зя╗Яя╗Шя║к┘ЕтАк ╪МтАм┘И╪▓я╗│я║О╪▒╪й ╪зя╗Яя╗дя║Оя║Ля╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗╖я╗Яя╗Мя║О╪и ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║ФтАк╪МтАмтАм тАля║Яя║Оя╗гя╗К ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║ктАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я║Ся╗Ья║Оя║│я║о ╪зя╗╖я╗гя╗о╪з╪мтАк ╪МтАм┘И┬╗я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я╗гя╗ая╗┤я║в ┘Ия║Чя║╕я╗дя╗Ю я║Чя╗ая╗Ъ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к я╗Уя║Мя║Шя╗▓ ╪зя╗╣я╗зя║О╪л ┘И╪зя╗Яя║мя╗Ыя╗о╪▒ я╗Яя╗ая╗Фя║Мя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗дя║оя╗│я║Ф я╗гя╗жтАм тАлтАк 15 - 5тАмя╗Ля║Оя╗гя║О┘ЛтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя║оя╗гя╗Ая║Оя╗зя╗▓┬л я║Ся║Шя╗ия╗Фя╗┤я║м я╗гя╗ж я╗гя║оя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя╗оя║Ыя║Тя║Ф ┘Ия║╖я╗Мя║Тя║ФтАм тАля╗│я║Шя╗Мя╗ая╗в ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя╗о┘Ж ╪зя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗╖я╗гя╗о╪▒ ╪зя╗Яя╗мя║Оя╗гя║ФтАм тАл╪зя╗Яя║┤я║Тя║Оя║гя║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗│я║Шя╗Ая╗дя╗ж ╪гя║│я║Тя╗о╪╣ ╪зя╗╖я╗Яя╗Мя║О╪и ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║ФтАк╪МтАмтАм тАл╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║ФтАм тАля║Чя║дя║Шя╗Ая╗жтАм тАля╗гя║Ья╗Ю ╪в╪п╪з╪и ╪зя╗Яя╗дя║ая║Оя╗Яя║▓ ┘И╪ея╗Ля║к╪з╪п ╪зя╗Яя╗Шя╗мя╗о╪йтАк ╪МтАм┘И┘И╪▒╪┤тАм тАл┘И╪вя║з┘А┘Ая║о я╗Яя╗╕я╗Яя╗Мя║О╪и ╪зя╗Яя║оя╗│я║Оя║┐я╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя║Ья║Оя╗Яя║Ъ я║зя║╝я║║тАм тАля╗Яя╗╕я╗Яя╗Мя║О╪и ╪зя╗Яя╗дя║Оя║Ля╗┤я║ФтАк ╪МтАм╪гя╗гя║О ╪зя╗Яя╗ия║╕я║О╪╖ ╪зя╗Яя║о╪зя║Ся╗К я╗Уя║ия║╝я║║ я╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к я║Ся║оя╗│я║Ф ┘И╪гя╗зя║╕я╗Дя║Ф я╗гя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф я║Чя╗Мя╗Ья║▓ ╪зя╗Яя╗Мя║О╪п╪з╪к ╪зя╗Яя╗Дя╗┤я║Тя║Ф ┘И╪зя╗Яя║┤я╗ая╗оя╗Ыя╗┤я║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя╗ия║Тя╗┤я╗ая║Ф ┬╗╪зя╗Яя║┤я╗ия╗К┬л я╗Яя╗ая║мя╗Ыя╗о╪▒ ┘И╪зя╗╣я╗зя║О╪лтАк ╪МтАмя║Ся╗мя║к┘Б я║Чя║Дя║╗я╗┤я╗ЮтАм тАля╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к я║Яя║░я╗│я║о╪й ╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя║┤я╗дя║дя║ФтАм тАля║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗│я║╕я║О╪▒┘Г я╗Уя╗┤я╗мя║ОтАм тАля╗Ля║О╪п╪з╪к ╪зя╗╖я║Яя║к╪з╪п я╗Уя╗▓ я╗зя╗Фя╗о╪│ ╪зя╗╖я║Яя╗┤я║О┘Д ╪зя╗Яя║ая║кя╗│я║к╪йтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя║оя╗гя╗Ая║Оя╗зя╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗│я║╕я║Шя╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к я║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАм тАл┘И╪п┘И╪▒┘К я╗Яя╗Ья║о╪й ╪зя╗Яя╗Шя║к┘ЕтАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗Мя║О╪▒╪╢ я║╗я╗о╪▒тАк ╪МтАм┘Ия╗зя║╕я║Оя╗Гя║О╪к ╪зя╗Яя╗Дя╗╝╪и я╗Уя╗▓ ╪▒я╗│я║Оя║┐я║Ф ╪зя╗Яя╗мя║ая╗ж ┘Ия║Чя║╕я║Шя╗дя╗Ю я╗Уя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║Ф я╗Ля╗ая╗░ ╪▒я╗│я║Оя║┐я║О╪ктАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Фя║о┘Ия║│я╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Шя╗о╪з╪▒╪и ┘Ия╗Уя╗ия╗о┘Ж я║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя║Ф ╪зя╗Яя║Тя║оя╗│я║Ф я╗Ыя╗Фя╗ж ╪зя╗Яя╗┤я╗оя╗Яя║ФтАм тАля║Ыя╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ┘Ия║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘И╪▒я╗гя╗Ая║Оя╗зя╗┤я║Ф я╗гя║Шя╗ия╗оя╗Ля║ФтАк.тАмтАм тАл┘И╪зя╗Яя║дя║оя║Ся╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Мя╗┤я║Оя╗Яя║Ф ┘И╪▒я╗│я║Оя║┐я║О╪к ╪зя╗Яя║оя╗гя║Оя╗│я║Ф ┘И╪зя╗Яя║╝я╗Шя║О╪▒╪йтАм тАл┘Ия║Чя╗мя║к┘Б я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪ея╗Яя╗░ я║Чя║оя║│я╗┤я║ж я╗гя╗ия╗Ия╗оя╗гя║ФтАм тАл╪зя╗Яя║оя╗гя╗ая╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║ая╗о┘ДтАм тАл┘Ия╗гя╗Мя║о╪╢ я╗гя║Шя║ия║╝я║║ я║Ся║Оя╗Яя╗Мя║О╪п╪з╪к ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к я╗гя╗Мя║░╪▓тАм тАл╪зя╗╖я╗Уя╗Ья║О╪▒ ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я║Шя║Тя╗ия║Оя╗ля║О я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Уя╗▓тАм тАл┘Ия╗Пя╗┤я║оя╗ля║ОтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАм тАля║Ся║Оя╗Яя║┤я╗Фя╗┤я╗ия║ФтАм тАля║Ся║Оя╗Яя║╝я╗о╪▒ ┘И╪зя╗Яя║╕я║о┘Ия║гя║О╪к я╗Яя╗ая║Шя╗Мя║оя╗│я╗Т я║Ся╗Ья╗Ю я╗Ля║О╪п╪йтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Уя╗Ия║Ф я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Шя╗┤я╗в ┘И╪зя╗Яя╗Мя║О╪п╪з╪ктАм тАл┘Ия║Чя║дя║Шя╗Ая╗ж ╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║Ф я╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к я║Ся║оя╗│я║Ф ┘И╪гя╗зя║╕я╗Дя║ФтАм тАл┘И╪зя╗Яя║Шя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к ╪зя╗Яя╗дя║оя║Чя║Тя╗Дя║Ф я║Ся║Оя╗Яя╗дя╗ия║Оя║│я║Тя║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗дя╗о╪зя║│я╗втАм тАля╗гя╗ж ╪зтАк+тАмя╗зя║╕я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓тАм тАля║Чя║ая╗дя╗К я║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘И╪зя╗Яя╗Фя╗Ья║о я║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗│я║╕я║О╪▒┘Г я╗Уя╗┤я╗мя║О ╪зя╗Яя╗Дя╗╝╪и я╗Уя╗▓ ╪▒я╗│я║Оя║┐я║Ф ╪зя╗Яя╗мя║ая╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗мя╗дя║Ф я╗Яя║к┘Й ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗▓тАк.тАмтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Фя║о┘Ия║│я╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Шя╗о╪з╪▒╪и ╪зя╗Яя║оя╗гя╗ая╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║ая╗о┘Д я║Ся║Оя╗Яя║┤я╗Фя╗┤я╗ия║ФтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗дя║Шя╗Мя║ФтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘И я╗Пя╗┤я║оя╗ля║О я╗гя╗ж ╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║ая╗дя╗К я║Ся╗┤я╗жтАм тАля╗гя╗ая║Шя╗Шя╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘И╪зя╗Яя╗Фя╗Ья║о ┘И╪зя╗Яя╗дя║Шя╗Мя║ФтАк.тАмтАм тАля║Чя║┤я║Шя╗Ая╗┤я╗Т я║Яя║░я╗│я║о╪й ╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║Ф я╗гя╗ая║Шя╗Шя╗░ ╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║ФтАм
тАлтАк34тАмтАм
тАля╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зтАк8тАмя╗гя║О╪▒╪з╪ктАм
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
33
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм тАл╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗Мя║о╪╢ я╗Яя╗ая║╝я╗о╪▒ ╪зя╗Яя╗Фя╗оя║Чя╗оя╗Пя║о╪зя╗Уя╗┤я║Ф я╗│я╗Мя╗Ья║▓ ╪зя╗Яя╗ия║╕я║Оя╗Гя║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя╗дя║ия║╝я║╝я║Ф я╗Яя╗Дя╗ая║Тя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║о╪зя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Шя║┤я║Тя╗┤я╗ж я╗Яя╗ая╗ая╗ия║О╪п┘КтАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗Мя║о╪╢тАм тАля╗Яя╗ая╗Ья║Шя╗┤я║Тя║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗ия║╕я║о╪з╪к ┘И╪зя╗Яя╗дя╗ая║╝я╗Шя║О╪к ╪зя╗Яя║ия║Оя║╗я║Ф я║Ся║И╪п╪з╪▒╪й ╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║ФтАм тАля╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘КтАк ╪МтАмя║Ся║Оя╗╗я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я╗Ля║о┘И╪╢ я╗Уя║о┘В ╪зя╗Яя╗Фя╗ия╗о┘Ж ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║ФтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗гя╗Мя║о╪╢ я║Чя║о╪зя║Ыя╗▓ я║╖я║Оя╗гя╗ЮтАк ╪МтАм┘Ия║Чя║ия║╝я╗┤я║║ я║Ся║оя╗зя║Оя╗гя║Ю я╗Яя║ая╗о╪зя║Ля║░ я╗Уя╗о╪▒я╗│я║ФтАм тАля╗Яя║ая╗дя╗мя╗о╪▒ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя╗Шя╗о╪зя╗Уя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАм тАля╗Чя╗о╪зя╗Уя╗Ю я║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я║Чя║ая╗о╪и я╗гя╗Мя╗Ия╗в ╪г╪▒я║Яя║О╪б ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф я║Ся╗мя║к┘Б я║Чя╗Мя║оя╗│я╗ТтАм тАл╪зя╗Яя║ая╗дя╗мя╗о╪▒ я║Ся╗дя║┤я╗┤я║о╪й ┘И╪ея╗зя║ая║О╪▓╪з╪к ╪зя╗Яя╗Шя║Оя║Ля║к ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║▓ ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗ктАм тАля║Ся║И╪░┘Ж ╪зя╗Яя╗ая╗к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║к я║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я╗Гя╗┤я║Р ╪зя╗Яя╗ая╗к я║Ыя║о╪з┘ЗтАк╪МтАмтАм тАл┘И╪п┘И╪▒┘З ╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║о я╗Уя╗▓ ╪е╪▒я║│я║О╪б я╗Чя╗о╪зя╗Ля║к я╗гя║┤я╗┤я║о╪й ╪зя╗╗я║Чя║дя║О╪п ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я╗Шя╗о╪пя╗ля║ОтАм тАля║Ся║Оя╗Чя║Шя║к╪з╪▒ ┘Ия║гя╗Ья╗дя║Ф я║│я║кя╗│я║к╪й я║╗я║Оя║гя║Р ╪зя╗Яя║┤я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║зя╗ая╗┤я╗Фя║Ф я║Ся╗жтАм тАл╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ╪▒я║Ля╗┤я║▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф я║гя╗Фя╗Ия╗к ╪зя╗Яя╗ая╗к ┘И╪ея║зя╗о╪зя╗зя╗к ╪гя║╗я║дя║О╪итАм тАл╪зя╗Яя║┤я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я╗о╪о ╪гя╗Ля╗Ая║О╪б ╪зя╗Яя╗дя║ая╗ая║▓ ╪зя╗╖я╗Ля╗ая╗░ я║гя╗Ья║О┘Е ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАк.тАмтАм тАля╗Ыя╗дя║О я║Чя╗мя║к┘Б ╪зя╗Яя╗Шя╗о╪зя╗Уя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪ея╗Яя╗░ я║Чя╗Мя║░я╗│я║░ я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Яя║к┘ЙтАм тАл╪зя╗Яя║ая╗дя╗мя╗о╪▒ ┘И╪▒я║Ся╗Дя╗к я║Ся╗дя║┤я╗┤я║о╪й ╪зя╗╗я║Чя║дя║О╪п ┘И╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║Дя╗Ыя╗┤я║ктАм тАля╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя╗╝я║гя╗в ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓тАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║О я║Чя╗Мя╗Ья║▓ ╪гя╗│я╗Ая║О┘Л я╗гя║к┘Й ╪зя╗Яя╗оя╗╗╪б ┘И╪зя╗╗я╗зя║Шя╗дя║О╪бтАм тАля╗Яя╗ая╗оя╗Гя╗ж ┘И╪зя╗Яя╗Шя╗┤я║О╪п╪й ╪зя╗Яя║оя║╖я╗┤я║к╪й я╗гя╗ж я║зя╗╝┘Д я║Яя╗дя╗ая║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗ия║╕я║Оя╗Гя║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Фя╗ия╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Мя║о┘И╪╢ ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║┤я║Шя╗Шя╗Дя║РтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗о╪зя╗Гя╗ия╗┤я╗ж ┘И╪зя╗Яя╗дя╗Шя╗┤я╗дя╗┤я╗ж я╗Яя╗ая╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф я╗Уя╗┤я╗мя║О я╗Яя╗ая║Шя╗Мя║Тя╗┤я║о я╗Ля╗ж ╪зя╗Ля║Шя║░╪з╪▓я╗ля╗втАм тАля║Ся╗дя║┤я╗┤я║о╪й ╪зя╗╗я║Чя║дя║О╪п ╪зя╗Яя╗дя║ая╗┤я║к╪йтАк.тАмтАм тАл┘И я╗│я║Шя╗Ая╗дя╗ж я║Ся║оя╗зя║Оя╗гя║Ю ╪зя╗Яя╗Шя╗о╪зя╗Уя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я║Яя╗ия║Оя║гя║О я╗гя╗дя╗┤я║░╪з я╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ ╪▓╪зя╗│я║ктАм тАля╗Яя╗ая║к╪▒╪зя║│я║О╪к ┘И╪зя╗Яя║Тя║дя╗о╪лтАк ╪МтАм┘Ия╗│я║╕я║Шя╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░ я╗Ля║о╪╢ я╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║╝я╗о╪▒тАм тАл╪зя╗Яя╗ия║О╪п╪▒╪й ┘И╪зя╗Яя║╕я╗мя║О╪п╪з╪к ┘И╪зя╗Яя╗Ья║Шя║Р ┘И╪зя╗Яя╗оя║Ыя║Оя║Ля╗Ц ┘И╪зя╗Яя╗мя║к╪зя╗│я║О ╪зя╗Яя║Шя║мя╗Ыя║О╪▒я╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓тАм тАля║Чя║Тя║о╪▓ ╪зя╗Яя╗дя╗Ья║Оя╗зя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗Ия╗┤я╗дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я║Шя╗дя║Шя╗К я║Ся╗мя║О ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗к я║Ся║И╪░┘Ж ╪зя╗Яя╗ая╗ктАм тАл╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║к я║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я╗Гя╗┤я║Р ╪зя╗Яя╗ая╗к я║Ыя║о╪з┘З я╗гя║Жя║│я║▓ ╪п┘Ия╗Яя║ФтАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Шя╗о┘Й ╪зя╗╣я╗Чя╗ая╗┤я╗дя╗▓ ┘И╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ ┘И╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя╗▓тАк .тАмя╗Ыя╗дя║ОтАм тАля╗│я║╕я║Шя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║Тя║оя╗зя║Оя╗гя║Ю я╗Ля╗ая╗░ я╗гя╗Мя║о╪╢ я╗Яя╗ая║Шя╗Мя║оя╗│я╗Т я║Ся╗ия║╕я║Оя╗Гя║О╪к ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘КтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗гя╗Мя║о╪╢ ╪вя║зя║о я╗Яя╗ая╗дя║╕я╗Ря╗оя╗╗╪к ╪зя╗Яя╗┤я║к┘Ия╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗ия║┤я║Оя║Ля╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║дя╗ия║О╪бтАк ╪МтАм┘Ия╗гя║┤я╗┤я║о╪йтАм тАля║╖я║Тя║Оя║Ся╗┤я║Ф я║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗Яя╗Фя║оя║│я║О┘Ж ╪ея║│я╗Дя║Тя╗╝╪к я║Ся╗о╪░я╗│я║Р я╗Яя╗ая╗Фя║о┘Ия║│я╗┤я║Ф ┘Ия╗ля╗втАм тАля╗│я║оя║Чя║к┘И┘Ж ╪зя╗Я ┘Ся║░┘К ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓ ┘Ия╗│я║оя╗Уя╗Мя╗о┘Ж ╪гя╗Ля╗╝┘Е ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗оя╗Ыя║Р я╗Яя╗ая╗мя║ая╗жтАк╪МтАмтАм тАл┘И╪вя║зя║о я╗Яя╗ая║╝я╗Шя╗о╪▒тАк ╪МтАм┘И╪гя╗Яя╗Мя║О╪и я║╖я╗Мя║Тя╗┤я║Ф я╗Яя╗Фя║Шя╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║о╪зя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя╗ия║┤я║Оя║Ля╗┤я║ФтАк╪МтАмтАм тАля║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я║Чя╗Шя║кя╗│я╗в ╪зя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗ия║╕я║Оя╗Гя║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗Мя║о┘И╪╢тАм тАл╪зя╗Яя║дя╗┤я║Ф я╗Яя╗ая╗┤я╗оя╗Яя║Ф ┘И╪зя╗Яя║дя║оя║Ся╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║╝я╗Шя║О╪▒╪й ┘И╪зя╗╖я╗ля║О╪▓я╗│я║Ю ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ┘И╪ея╗Яя╗Шя║О╪бтАм тАл╪зя╗Яя╗Шя║╝я║Оя║Ля║к ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║Шя╗Ря╗ия╗░ я║Ся║дя║Р ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ж ┘Ия╗гя║┤я╗┤я║о╪й ╪зя╗╗я║Чя║дя║О╪птАк╪МтАмтАм тАл╪ея╗Яя╗░ я║Яя║Оя╗зя║Р ╪зя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ┘И╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Фя╗ая╗ЪтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗гя║к╪▒я║│я║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Яя╗ая║╕я║о╪з╪╣ ┘Ия║Яя║░я╗│я║о╪й ╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗Уя╗▓ ╪зя║гя║Шя╗Фя║Оя╗Яя╗┤я║ФтАм тАл┘Ия║Чя╗Ия║Оя╗ля║о╪й я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф я║┐я║ия╗дя║Ф я╗Яя║Шя╗Мя║оя╗│я╗Т ╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪и я║Ся║Ия╗зя║ая║О╪▓╪з╪к ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАм тАл┘Ия║Чя╗Дя╗о╪▒я╗ля║О я╗Уя╗▓ ╪ея╗Гя║О╪▒ я║Чя║дя╗Шя╗┤я╗Ц я╗гя╗Мя║О╪пя╗Яя║Ф ╪зя╗╖я║╗я║Оя╗Яя║Ф ┘И╪зя╗Яя╗дя╗Мя║Оя║╗я║о╪йтАк.тАмтАм
тАлтАк32тАмтАм
тАля╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зтАк8тАмя╗гя║О╪▒╪з╪ктАм
тАля╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя╗▓тАм тАля╗Яя╗ая╗Фя║о┘Ия║│я╗┤я║ФтАм тАля╗│я╗Шя║О┘Е я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя╗▓ я╗Яя╗ая╗Фя║о┘Ия║│я╗┤я║ФтАм тАля╗Уя╗▓ я╗Чя║оя╗│я║Ф я║Ся╗о╪░я╗│я║Р ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗дя╗┤я║Ф я╗Яя╗ая╗Шя║к╪▒╪й я║Ся╗дя║кя╗│я╗ия║Ф ╪зя╗Яя║ия║Шя╗втАм тАля║Ся║Оя╗Яя║Шя╗Мя║О┘И┘Ж ┘И╪зя╗Яя║Шя╗ия║┤я╗┤я╗Ц я╗гя╗К ╪ея║Чя║дя║О╪п ╪зя╗╗я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Яя╗ая╗Фя║о┘Ия║│я╗┤я║ФтАм тАл┘Ия║Яя╗дя╗Мя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║ия╗┤я╗о┘Д ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗ая║Ф ┘Ия╗гя╗ия╗Ия╗дя║Ф ╪зя╗Яя║ая╗о╪з╪птАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАк ╪МтАм┘И╪▒я║│я║Оя╗Яя║Шя╗к я║Чя╗Мя║оя╗│я╗Т ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗в я║Ся║Оя╗Яя║ия╗┤я╗о┘Д ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗ая║Ф ┘Ия╗Чя║к╪▒я╗ля║О ┘Ия╗гя╗Ья║Оя╗зя║Шя╗мя║ОтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗│я║╕я║Шя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я╗Ля╗ая╗░ я╗Ля║к╪й я║Ся╗Дя╗оя╗╗╪к ┘И╪гя╗зя║╕я╗Дя║ФтАк╪МтАмтАм тАля╗гя╗ия╗мя║ОтАк:тАмя║Ся╗Дя╗оя╗Яя║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я╗Яя║Шя║о┘Ия╗│я║╛ ╪зя╗Яя║ия╗┤я╗о┘ДтАк╪МтАмтАм тАля╗зя║к┘И╪й я╗Уя╗Ья║оя╗│я║Ф я╗гя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф я║гя╗о┘Д ╪зя╗Яя║ия╗┤я╗о┘Д ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗ая║ФтАк ╪МтАмя║Ся╗Дя╗оя╗Яя║Ф я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я╗Яя╗ая╗дя║оя║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗Мя║о╪итАм тАля╗Яя╗ая║ия╗┤я╗о┘Д ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗ая║Ф ┬╗я╗Ыя║Д╪│ ╪зя╗Яя╗дя║оя║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗Мя║о╪и┬лтАк╪МтАмтАм тАля║Ся╗Дя╗оя╗Яя║Ф я╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗Шя║О╪╖ ╪зя╗╖┘Ия║Чя║О╪п ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия║Ся╗Дя╗оя╗Яя║ФтАм тАл╪гя╗Яя╗Мя║О╪и ╪зя╗Яя╗Фя║о┘Ия║│я╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║ия║╝я║╝я║Ф я╗Яя╗Фя║Мя║Ф ╪зя╗Яя║╝я╗Ря║О╪▒ я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗мя╗о╪з╪йтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗ия║Оя║╖я║Мя║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗ия║Оя╗Уя║┤я║О╪к я║Ся╗Дя╗оя╗Яя║Ф ╪зя╗Яя╗Шя╗Фя║░ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║дя╗о╪зя║Яя║░тАм тАля╗Яя╗Фя║Мя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║Тя║Шя║кя║Ля╗┤я╗жтАк ╪МтАм┘Ия╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║Ф я║Яя╗дя║О┘Д ╪зя╗Яя║ия╗┤я╗о┘Д ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗ая║ФтАк ╪МтАмя╗Яя╗ая╗ия║Оя║╖я║Мя╗┤я╗ж ┘И╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪и ┘Ия╗Уя║Мя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║дя║Шя║оя╗Уя╗┤я╗ж я╗Яя╗ия╗┤я╗ЮтАм тАл╪зя╗Яя║ая║Оя║Ля║░╪й ╪зя╗Яя╗Ья║Тя║о┘Й я╗Яя╗ая║Тя╗Дя╗оя╗Яя║ФтАм
اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ واﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻳﺤﻈﻰ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ واﻫﺘﻤﺎم ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،وﻗﺪ ﺣﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى دوراﺗﻪ اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻄﻮرا ً ﻛﺒﻴﺮا ً ،وﺣﻈﻲ ﻣﻨﺬ اﻧﻄﻼق دورﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ وﺧﻠﻴﺠﻴﺔ وﻋﺮﺑﻴﺔ واﺳﻌﺔ ،وﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﻌﺎش اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺣﻈﻲ ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ واﺳﻌﺔ ،ﻣﺤﻠﻴﺎً وﻋﺮﺑﻴﺎً وﻋﺎﻟﻤﻴﺎً. وﺑﻔﻀﻞ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،ﺷﻬﺪ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺗﻄﻮرا ً ﻓﻜﺮﻳﺎً ﺟﺪﻳﺪا ً ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻤﺰج ﺑﻴﻦ ﻋﺮاﻗﺔ اﻟﻤﺎﺿﻲ وأﺻﺎﻟﺔ اﻟﺤﺎﺿﺮ وﺣﻘﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻫﺪاف؛ ﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺘﺮاث وﺗﺮﺳﻴﺨﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷﺟﻴﺎل ،وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺸﻌﻮب ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻐﻨﻲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ اﻷﺻﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻮل اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن إﻟﻰ ﻛﺮﻧﻔﺎل ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺸﻌﺮ واﻷدب واﻟﻔﻦ ،وأﺻﺒﺢ ﺟﺴﺮا ً ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻴﻦ ﺗﺮاث اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد وﺣﺎﺿﺮ اﻷﺑﻨﺎء وﻣﻮاﻛﺒﺘﻬﻢ ﻷدوات اﻟﻌﺼﺮ ،ﻣﺴﺨﺮا ً اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻤﻮروث. ﻛﺄس ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻘﺪرة 240ﻛﻢ )ﺛﻼﺛﺔ ﻧﺠﻮم( ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻻﻣﺎرات ﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ 2015ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ اﺗﺤﺎد اﻻﻣــﺎرات ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ وﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ وﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺠﻮاد اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺪرة ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺨﺘﻢ.
وﻳﺸﻬﺪ اﻟﺴﺒﺎق ﻣﺸﺎرﻛﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﺳﻄﺒﻼت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺨﺎﺻﺔ وﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﻤﻬﺘﻤﺔ ﺑﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ وﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﺠﻮم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻻﻗﻠﻴﻤﻲ واﻟﺪوﻟﻲ واﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ وﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ذات ﺻﻠﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﻘﻄﺎب اﻹﻋﻼم اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻹﻋﻼم اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ . ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻜﺄس ﻋﺪة ﺳﺒﺎﻗﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت ﻫﻲ ﺳﺒﺎق اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻨﺎﺷﺌﻴﻦ ﻟﻠﻘﺪرة ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 120ﻛﻢ )ﻧﺠﻤﺘﺎن( ،ﺳﺒﺎق اﻟﻘﺪرة اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻟﻤﻔﺘﻮح ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 120ﻛﻢ ،ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻮل ذات اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 120ﻛﻢ )ﻧﺠﻤﺘﺎن( ،اﻟﺴﺒﺎق اﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 80ﻛﻢ ،اﻟﺴﺒﺎق اﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 80ﻛﻢ ،وﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻘﺪرة ﻟﻠﻔﺮق ﻓﻲ ﻓﺌﺘﻲ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻨﺎﺷﺌﻴﻦ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 120ﻛﻢ. وﺗﺠﺪر اﻻﺷــﺎرة إﻟﻰ أﻫﻤﻴﺔ ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻮل ذات اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻠﻔﺮﺳﺎن اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ إﻋﺪاد ﻛﻮادر ﺟﺪﻳﺪة ﻣﺆﻫﻠﺔ وﻣﺪرﺑﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل .وﻛﺬﻟﻚ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺴﺒﺎق اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻠﻘﺪرة ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 120ﻛﻢ ،اﻟﺬي ﻳﺤﻈﻰ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻓﺎرﺳﺎت اﻻﻣﺎرات ،ﻓﻬﻮ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﻤﻬﺎرات واﻟﺨﺒﺮات ﻓﻲ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﺴﻴﺪات ﻟﻠﻘﺪرة واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ وﻗﻮاﻧﻴﻦ اﻟﻠﻌﺒﺔ . وﻳﺸﻬﺪ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧًﺎ ﺗﺮاﺛ ًﻴﺎ ﻣﺼﺎﺣ ًﺒﺎ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ وﻓﻨﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺈﺷﺮاف اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻻﻣﺎرات ،وﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺮوض اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻋﺮوض اﻟﺼﻘﺎرة واﻟﻴﻮﻟﺔ ورﻛﻦ ﻟﻸﻛﻼت
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
31
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм тАля╗Уя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ┘И╪гя╗зя║╕я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘КтАм тАля╗│я║Шя║╝я║к╪▒ я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Чя║Оя║Ля╗дя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪к ╪зя╗Яя║дя╗Ья╗оя╗гя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗мя║Шя╗дя║ФтАм тАля║Ся║Оя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАк ╪МтАмя║Ся╗оя║╗я╗Фя╗к ╪зя╗Яя╗дя╗ия╗Ия╗дя║Ф ╪зя╗Яя║оя║Ля╗┤я║┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Шя║к┘Е ╪гя╗зя║╕я╗Дя║Ф ┘Ия║Ся║о╪зя╗гя║ЮтАм тАл┘Ия╗Уя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к я║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗гя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф я╗Яя║Шя╗Мя║░я╗│я║░ я╗гя╗Ая║Оя╗гя╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗о╪зя╗Гя╗ия║Ф ╪зя╗Яя╗Фя║Оя╗Ля╗ая║Ф я╗Уя╗▓тАм тАл╪г┘Ия║│я║О╪╖ ╪зя╗Яя╗ия║Оя║╖я║Мя║Ф ┘И╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪и ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Шя╗дя╗┤я╗ж ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя╗дя║о╪зя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя║Шя║Оя║Ся╗Мя║Ф я╗Яя╗ая╗ия║О╪п┘КтАк╪МтАмтАм тАл╪зя╗Ля║Шя╗дя║О ┘Л╪п╪з я╗Ля╗ая╗░ ╪▒╪дя╗│я║Ф я╗Чя║Оя║Ля║к ╪зя╗Яя╗дя║┤я╗┤я║о╪й я║╗я║Оя║гя║Р ╪зя╗Яя║┤я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║зя╗ая╗┤я╗Фя║Ф я║Ся╗жтАм тАл╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ╪▒я║Ля╗┤я║▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАк ╪МтАмя║гя╗Фя╗Ия╗к ╪зя╗Яя╗ая╗ктАк ╪МтАм┘Ия║Чя║Шя╗ия╗о╪╣ ╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я╗ия╗Ия╗дя╗мя║О ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘К я║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗дя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Ря╗Дя╗▓ я╗Ыя║Оя╗Уя║ФтАм тАля╗гя║┤я║Оя║гя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф я╗гя║┤я║Шя╗Фя╗┤я║к╪й я╗гя╗ж я╗Ыя╗Ю я║Яя║кя╗│я║к ┘Ия╗гя╗Мя║Оя║╗я║отАк .тАм┘Ия╗Уя╗┤я╗дя║ОтАм тАля╗│я╗ая╗▓ ╪гя║Ся║о╪▓ я║Чя╗ая╗Ъ ╪зя╗Яя╗ия║╕я║Оя╗Гя║О╪ктАк.тАмтАм тАля╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓тАм тАля╗Ля╗ая╗░ я╗гя║к┘Й ╪г╪▒я║Ся╗К я╗Ля║╕я║о ╪п┘И╪▒╪й ╪гя║Ыя║Тя║Ц я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ ╪гя╗зя╗к я╗Яя╗┤я║▓ я╗гя║┤я║Оя║Ся╗Ш ┘Ля║Ф я╗Ля║оя║┐я╗┤я║Ф┘ЛтАк ╪МтАмя║Ся╗Ю ╪зя║│я║Шя║о╪зя║Чя╗┤я║ая╗┤я║Ф я╗гя╗оя║┐я╗оя╗Ля║Ф ┘Ия╗Ля╗дя╗ЮтАм тАля║┐я║ия╗втАк ╪МтАмя╗│я║ая║┤я║к я║Ся║╝я║к┘В я║Чя║О╪▒я╗│я║ж ╪зя╗╡я║Ся║О╪б ┘И╪зя╗╖я║Яя║к╪з╪птАк ╪МтАм┘Ия╗│я╗Мя╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░ я╗зя╗Шя╗ая╗к ╪ея╗Яя╗░тАм тАл╪зя╗╖я║Ся╗ия║О╪бтАк ╪МтАм┘Ия║Чя╗ая╗Ъ я╗гя║┤я║Ж┘Ия╗Яя╗┤я║Ф я║Чя║дя║Шя║О╪м ╪ея╗Яя╗░ ╪▒╪дя╗│я║Ф я╗Ля╗дя╗┤я╗Шя║Ф ┘Ия║Чя║ия╗Дя╗┤я╗В я╗Ля╗ая╗дя╗▓тАм тАл┘И╪зя╗Чя║Шя╗ия║О╪╣ я║Чя║О┘Е я║Ся╗мя║м┘З ╪зя╗Яя║оя║│я║Оя╗Яя║Ф ╪зя╗Яя╗ия║Тя╗┤я╗ая║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗ля║м╪з я╗гя║О я╗│я║дя║о╪╡ я╗Ля╗ая╗┤я╗к ┘Ия╗│я╗Мя╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║Чя║ая║┤я╗┤я║к┘З я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАм
тАлтАк30тАмтАм
тАля╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зтАк8тАмя╗гя║О╪▒╪з╪ктАм
тАля╗гя║ая╗ая║ФтАм
тАл┘Ия╗ля╗▓ я╗гя║ая╗ая║Ф я║╖я╗мя║оя╗│я║Ф я║Чя╗Мя╗ия╗░ я║Ся║╕я║Ж┘И┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗▓ ┘И╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║ая╗▓тАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ ┘И╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗дя╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗▓ ╪ея║гя║к┘Й ╪гя╗ля╗в ╪г╪п┘И╪з╪к ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ я╗Яя╗ия║╕я║о я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║ФтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘И╪зя╗Яя╗оя╗Ля╗▓ я║Ся╗ктАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя║Шя╗Мя║оя╗│я╗Т я║Ся║Оя╗Яя║ая╗мя╗о╪п ╪зя╗Яя╗дя║Тя║м┘Ия╗Яя║Ф я╗гя╗ж ╪гя║Яя╗Ю ╪ея║гя╗┤я║Оя║Ля╗ктАм тАля╗Уя╗▓ ╪п┘Ия╗Яя║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪йтАк .тАм┘Ия║Чя╗Мя║к я╗гя║ая╗ая║Ф я║Чя║о╪з╪л ┘И╪зя║гя║к╪йтАм тАля╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя║ая╗╝╪к ╪зя╗Яя╗Шя╗ая╗┤я╗ая║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Мя╗дя╗Ю я╗Ыя║Д╪п╪з╪й ┘Ия║╗я╗Ю я║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя║Тя║Оя║гя║Ья╗┤я╗ж я╗Уя╗▓тАм тАля║╖я║Ж┘И┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘Ия║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗Шя║О╪▒╪ж ╪зя╗Яя║о╪зя╗Пя║Р я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║Шя╗Мя║о┘Б я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАм тАл┘Ия╗Уя╗мя╗в я╗гя╗Фя║Оя║Чя╗┤я║дя╗ктАк .тАмя╗Яя║мя╗Яя╗Ъ я╗Уя║Ия╗зя╗мя║О я║Чя║┤я║Шя║ия║к┘Е я╗Уя╗ия╗о┘Ж ╪зя╗Яя║╝я║дя║Оя╗Уя║Ф я╗Уя╗▓тАм тАля╗зя║╕я║о ╪зя╗Яя║Тя║дя║Ъ ╪зя╗Яя╗Мя╗ая╗дя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║Шя║ия║╝я║║ ┘Ия║Чя╗Шя║оя╗│я║Тя╗к ╪ея╗Яя╗░ я╗зя╗Фя╗о╪│ ╪зя╗Яя╗Шя║о╪з╪бтАм тАля║гя║о╪╡ ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я╗Ля╗ая╗░ ╪зя║│я║Шя║дя║к╪з╪л ┬╗я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗жтАм тАл╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓┬л ┘И╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░ я║Чя╗ия╗Ия╗┤я╗дя╗к я║Ся║╕я╗Ья╗Ю я╗гя╗ия║Шя╗Ия╗втАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗о ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя║м┘К я╗╗я╗Чя╗░ я╗зя║ая║О ┘Ля║гя║О я╗Ыя║Тя╗┤ ┘Ля║о╪з я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║к╪з╪▒ ╪п┘И╪▒╪зя║Чя╗ктАк ╪МтАмя║Ся║Шя╗ия╗Ия╗┤я╗в я╗гя╗ж я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪лтАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ┘Ия╗гя║оя╗Ыя║░ я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я╗Яя╗ая║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘И╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘ЕтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗│я╗М я▒бя║к я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я╗гя╗ж ╪гя╗Ля║о┘В ┘И╪гя╗ля╗в ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║╕я║Оя╗гя╗ая║Ф я╗Уя╗▓тАм
وﻳﻘﻮم اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺈدارةاﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ واﻟﻨﺸﺎﻃﺎت واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت أﻫﺪاف اﻟﻤﺮﻛﺰ .وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺆﺗﻤﺮات واﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺪراﺳﺎت واﻹﺻﺪارات اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﺣﺜﻮ اﻟﻤﺮﻛﺰ أو اﻟﻤﺘﻌﺎوﻧﻮن ﻣﻌﻪ واﻟﺤﻠﻘﺎت اﻟﺪراﺳﻴﺔ واﻟﺒﺤﺜﻴﺔ واﻟﻤﻌﺎرض ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺔ ﺳﻨﻮﻳﺔ دورﻳﺔ، ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ أو ﺧﺎرﺟﻬﺎ وﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﻜﻮادر اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وإﺻﺪار اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮات ،وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت. اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎرات وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺟﺮاء اﻟﺪورات اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻬﻴﺌﺎت إﺻﺪارات ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻴﻦ واﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ ﺗﻨﻮﻋﺖ إﺻﺪارات ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،وﺑﻠﻐﺖ ﻋﺸﺮات اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﻤﺤﻘﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻷدب اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻹﻗﻠﻴﻤﻲ أو اﻟﺪوﻟﻲ. وﻳﻬﺪف اﻟﻤﺮﻛﺰ إﻟﻰ إﻋﺪاد اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﻠﻐﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺤﻀﺎرة ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﻮﺛﻴﻘﻬﺎ ،وإﻋﺪاد دورات ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﺟﻴﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﺎدرة ﻟﻌﺪد ﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻟﺨﺪﻣﺔ أﻏﺮاض اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﺮاﺛﻲ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .ﺷﻌﺮاء اﻟﻨﺒﻂ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ،وﻫﺬا ﻳﻌﻜﺲ ﺣﺠﻢ اﻟﺠﻬﺪ واﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺬي ووﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻳﻮﻟﻴﻪ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺑﺠﻤﻊ اﻟﺘﺮاث وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ، اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ذات اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮك داﺧﻞ وﺗﺒﻨﻲ ﻧﺸﺮه ﻋﺒﺮ إﺻﺪارات ذات ﻃﺎﺑﻊ ﻋﻠﻤﻲ ﺗﺠﺴﺪ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺪوﻟﺔ وﺧﺎرﺟﻬﺎ.وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ وﺗﺒﺎدل اﻟﺨﺒﺮات ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث ﻛﺎﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻧﻈﺮا ﻟﻤﺎ ﻟﻠﺘﺮاث ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،واﻟﻤﺮاﻛﺰ ،واﻟﻬﻴﺌﺎت وﺗﺒﺎدل أﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،وﻟﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺨﺒﺮات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﻌﻬﺎ ،واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮاﺗﻬﺎ وﻧﺪواﺗﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺰز اﻟﻤﻤﻴﺰة ﻟﺴﻤﻮه ﺗﺆﻛﺪ أن اﺧﺘﻴﺎره وﺗﺘﻮﻳﺠﻪ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم ﺑﺠﺎﺋﺰة رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول ﻟﻌﺎم 2015م ،ﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎرا ً ﺻﺎﺋﺒﺎ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ وأﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻬﻮدات اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ واﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻻﻧﺪﺛﺎر وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﻬﻢ.
ﻣﺪرﺳﺔ ا ﻣﺎرات ﻟﻠﺸﺮاع
ﺗﺴﻌﻰ ﻣﺪرﺳﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﺸﺮاع ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮاﻣﺠﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻﺣﺘﻀﺎن ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﺜﻞ :اﻟﻠﻴﺰر ﺑﺄﻧﻮاﻋﻪ واﻷوﺑﺘﻤﺴﺖ واﻟﻜﺎﺗﻤﺮان واﻟﻘﻮارب اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ واﻷﻟﻮاح اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ واﻟﺘﺰﺣﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء واﻟﻐﻮص واﻟﻴﺨﻮت واﻟﺘﺠﺪﻳﻒ اﻟﺤﺪﻳﺚ واﻟﺘﻘﻠﻴﺪي. ﻛﻤﺎ ﺗﻨﻈﻢ اﻟﻤﺪرﺳﺔ دورات وﻣﺴﺎﺑﻘﺎت رﻳﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺎت ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﺸﺮاع اﻟﺤﺪﻳﺚ. ﺗﻨﻈﻢ ﻣﺪرﺳﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﺸﺮاع ﺑﻄﻮﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﻘﻮارب اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎرك اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻨﺎدي ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﺣﻘﻖ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻷوﻟﻰ وﻧﺎل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ واﻟﻔﻀﻴﺔ واﻟﺒﺮوﻧﺰﻳﺔ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
29
ŒñĎĬĿí ùíĎøĿí ľÿč ŅîŔŌŇ Ľá Ċœíď ņñ ŅîĤŀē ĉĊĬĿí IJŀŃ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ
أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺑﻮذﻳﺐ وذﻟﻚ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺬي وﺟﻪ ﺑﻪ ﺳﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﻨﺎدي ﻣﻊ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺪرة ﺑﻀﺮورة ﺗﺄﻫﻴﻞ أﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﺳﺎن واﻟﻔﺎرﺳﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ واﻟﺸﺒﺎب وﻃﻠﺒﺔ اﻟﻤﺪارس واﻟﻬﻮاة ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻓﺮﺳﺎن اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﺪﻋﻢ ﻓﺮوﺳﻴﺔ اﻻﻣﺎرات ﺑﺪﻣﺎء ﺟﺪﻳﺪة ﻛﻞ ﻓﺘﺮة وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮاﺻﻞ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻘﺪرة ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ وﻣﻔﺮداﺗﻬﺎ وﻗﻮاﻋﺪﻫﺎ ﻛﺮﻳﺎﺿﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ أﺻﻴﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ورﻳﺎدﺗﻬﺎ ﺑﻔﻀﻞ رﻋﺎﻳﺔ واﻫﺘﻤﺎم اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ .اﻟﻬﺪف اﻟﻤﻨﺸﻮد ﻣﻦ وراء ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻫﺬه ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ ﻫﻮ ﺗﻌﻠﻴﻢ وﺗﺜﻘﻴﻒ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﺘﺮاث اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰة اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﻤﻬﺎ ﺑﻔﺮﺳﺎن ﺟﺪد ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎم. وﺗﻌﻤﻞ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺑﻮذﻳﺐ ﻋﻠﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺧﺒﺮات اﻟﻔﺮﺳﺎن ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺪورات اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء. وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﺎن أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺑﻮذﻳﺐ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﺮ أﻳﺔ رﺳﻮم ﻟﻘﺎء ﻫﺬه اﻟﺪورات. ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث وﻟﺘﻌﻤﻴﻖ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات أﻧﺸﺄ ﺳﻤﻮه ﻋﺎم 1998م» ،ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ« ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،وﻳﻬﺪف اﻟﻤﺮﻛﺰ -اﻟﺬي ﺗﺤﻮل اﺳﻤﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث -إﻟﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺧﺎﺻﺔ ،واﻟﺘﺮاث اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ واﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺎﻣﺔ. وﺑﺪأ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻧﺸﺎﻃﻪ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم 1999م ،وذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﻀﺎﻓﺔ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ اﻷول ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻔﻬﻲ.
28
ﻧﺎدي ﺗﺮاث ا8ﻣﺎرات
ﻳﺸﻌﺮ اﻟﻤﺮء ﺑﻤﺠﺮد وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻰ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ -أﺟﻤﻞ ﻣﺮاﻓﻖ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات -أن اﻟﺰﻣﻦ رﺟﻊ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻓﺎﻟﺠﺰﻳﺮة ﺗﺤﺎﻛﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﺟﺪاد ووﻗﺎﺋﻊ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﺑﻴﺌﺎﺗﻬﻢ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﺒﺮﻳﺔ واﻟﺰراﻋﻴﺔ. وﺗﻘﻊ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻰ 12ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮا ً ﺷﻤﺎل ﺷﺮق إﻣﺎرة اﺑﻮﻇﺒﻰ ،وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ أرض ﻣﻠﺤﻴـﺔ، ﻣﺴـﺎﺣﺘﻬـﺎ 13.45ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ،وﻣﺤﻴﻄﻬﺎ 22ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮا ً ،وﻫــﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺘﻨﻮع ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ،ﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻧﻤﻮ رﻗﻌﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ أﺷﺠﺎر اﻟﻘﺮم ﺣﻮﻟﻬـﺎ. أﻣﺎ اﻟﻤﻠﺘﻘﻴﺎت اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ اﻟﻄﻼﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﻘﺎم ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﻞ ﻋﺎم ،ﻓﻘﺪ أﻣﺮ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﻌﺎم 1993م ،ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻳﺠﻤﻊ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺤﺮف اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻓﺘ ّﻢ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺷﺎﺑﺎً ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض. وﻓﻲ اﻟﻌﺎم 1994م ،ﺗﻢ اﻧﻄﻼق اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﻄﻼﺑﻲ اﻟﺼﻴﻔﻲ اﻷول ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ،وأﻗﻴﻤﺖ ﻟﻬﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺮاﺋﺪ وﻣﻨﻬﺎ: اﻟﻬﺠﻦ ،اﻟﻘﻮارب اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ ،اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، وﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺮف اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ. وﺗﺴﺘﻀﻴﻒ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺼﻴﻔﻲ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﻤﺪارس ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ،واﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺮﺑﻴﻌﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ إدارة اﻷﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎدي .ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻓﻮد اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺟﻮﻻت ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺰﻳﺮة واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺮﻳﺔ واﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ .وﺗﺤﺘﻮي ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻗﺴﺎم وﻫﻲ: ﻗﺴﻢ اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ ،ﻗﺴﻢ اﻟﻬﺠﻦ ،ﻗﺴﻢ اﻟﻘﻮارب اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ،ﻗﺴﻢ اﻟﻄﻴﺮان اﻟﻼﺳﻠﻜﻲ ،اﻟﻤﺴﺒﺢ، ﻣﻴﺎدﻳﻦ وﺻﺎﻻت اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺣﺪة اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ
ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺪرة ﺗﻘﻊ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺪرة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ 65ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ً إﻟﻰ اﻟﺸﺮق ﻣﻦ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻴﻮم واﺣﺪة ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻘﺮى اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﺘﺤﻤﻞ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وﺗﻢ إﻧﺸﺎؤﻫﺎ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻲ اﻷول ﻣﻦ اﺑﺮﻳﻞ ﻋﺎم . 2004 وﺗﻌﺪ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﻗﺮى اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺣﻴﺚ ﺷﻬﺪت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ واﻹﺿﺎﻓﺎت وﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻴﺔ ﺗﺤﺘﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ واﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺤﻮ ) (100إﺳﻄﺒﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻜﻴﻒ ﻟﻤﺒﻴﺖ اﻟﺨﻴﻮل وﻧﺤﻮ ) (150اﺳﻄﺒﻼً ﻣﺘﺤﺮﻛﺎً ﻣﻜﻴﻔﺎً ﻳﺘﺴﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻌﺸﺮ ﺧﻴﻮل ،وﻛﺬﻟﻚ إﺳﻄﺒﻼت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻤﺒﻴﺖ اﻟﺨﻴﻮل ﻟﻴﻠﺔ اﻧﻄﻼق اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت.
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
27
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм тАля║Ся║к╪г ╪зя╗Яя╗дя║┤я║о╪н я╗зя║╕я║Оя╗Гя║Оя║Чя╗к я╗Уя╗▓ я╗Ля║О┘Е тАк2006тАм┘Е я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя║оя╗гя╗Ая║Оя╗зя╗▓ ╪зя╗╖┘И┘ДтАм тАл╪зя╗Яя║м┘К я╗│я╗ия╗Ия╗дя╗к я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя║м┘К ╪гя║╗я║Тя║в ┘И╪зя║гя║к╪з ┘Л я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя║оя║Ля╗┤я║┤я╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАк ╪МтАмя╗зя╗И ┘Ля║о╪з я╗Яя║Шя╗ия╗о╪╣ я╗Уя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║Оя║Чя╗к ╪зя╗Яя║кя╗│я╗ия╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Фя╗ия╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║ия║Шя╗ая╗Фя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║┤я║Шя╗Шя╗Дя║Р я║╖я║оя╗│я║дя║Ф я╗Ыя║Тя╗┤я║о╪й я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║ая╗дя╗мя╗о╪▒ тАк ╪МтАм╪ея╗Яя╗░ я║Яя║Оя╗зя║РтАм тАля║Чя╗Шя║кя╗│я╗дя╗к я╗Яя╗Ья║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Фя╗ия╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я╗ия╗Ия╗дя╗мя║О я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪лтАм тАл╪зя╗╣я╗г┘А┘Ая║О╪▒╪з╪ктАк ╪МтАмя╗│я║┤я║Шя╗Ая╗┤я╗Т ╪гя╗│я╗Ая║О я╗Ля║о┘И╪╢ я║Ся╗Мя║╛ ╪зя╗Яя║┤я╗Фя║О╪▒╪з╪к ┘И╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя║оя║│я╗дя╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓тАк.тАмтАм тАля╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя║О┘Е тАк2007тАм┘Е я║│я╗Мя╗░ ╪зя╗Яя╗дя║┤я║о╪н я╗╖┘Ж я╗│я╗Ья╗о┘Ж я║Яя║░╪б╪з я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║дя║оя╗Ыя║Ф ╪зя╗Яя╗Фя╗ия╗┤я║ФтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗дя║┤я║оя║гя╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ я╗гя║кя╗│я╗ия║Ф ╪гя║Ся╗о я╗Зя║Тя╗▓тАк ╪МтАмя╗Уя║Дя╗Гя╗ая╗Ц ╪зя╗Яя╗дя╗оя║│я╗в ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║┤я║оя║гя╗▓тАм тАл╪зя╗Яя║┤я╗ия╗о┘К ╪зя╗Яя║м┘К ╪гя║╗я║Тя║в я║Чя╗Шя╗ая╗┤я║к╪з я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя║о╪з┘Г ╪зя╗Яя╗дя║┤я║оя║гя╗▓ ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓тАк ╪МтАмя║гя╗┤я║ЪтАм тАл╪ея║│я║Шя╗Ая║О┘Б ╪гя╗Пя╗ая║Р я╗Ля║о┘И╪╢ ╪зя╗Яя╗Фя║о┘В ╪зя╗Яя╗дя║┤я║оя║гя╗┤я║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗┤я║Ф ┘Ия║Ся╗Мя║╛ ╪зя╗Яя╗Мя║о┘И╪╢тАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗дя╗┤я║ФтАк ╪МтАм╪ея╗Яя╗░ я║Яя║Оя╗зя║Р я╗Ля║о┘И╪╢ я╗гя║┤я║Шя╗дя║о╪й я╗Яя╗дя║┤я║о╪н ╪зя╗Яя╗Дя╗Фя╗ЮтАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║ОтАм тАл╪зя║│я║Шя╗Ая║О┘Б ╪зя╗Яя╗дя║┤я║о╪н ╪гя╗зя║╕я╗Дя║Ф я╗гя║ия║Шя╗ая╗Фя║Ф я╗Яя║ая╗мя║О╪к ┘Ия╗гя║Жя║│я║┤я║О╪к я║гя╗Ья╗оя╗гя╗┤я║Ф я║зя║Оя║╗я║ФтАм тАля╗Уя╗▓ ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓тАк ╪МтАмя╗гя║О я║Яя╗Мя╗ая╗к я╗гя╗Шя║╝я║к╪з я╗Яя╗ая╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Мя║о┘И╪╢ ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗дя╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗ия╗Ия╗дя╗мя║О я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя║ая╗мя║О╪ктАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║ая║к я╗Уя╗▓ я╗гя║┤я║о╪н ╪гя║Ся╗о я╗Зя║Тя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗Ья║О┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя║│я║Р я╗Яя╗ая╗Шя║О╪б ╪зя╗Яя║ая╗дя╗мя╗о╪▒тАк.тАмтАм
тАля║╗я║Оя║гя║Р ╪зя╗Яя║┤я╗дя╗о ╪▒я║Ля╗┤я║▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАк ╪МтАм╪▒я║Ля╗┤я║▓ я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ┘Ия╗гя╗Шя║оя╗ля║ОтАм тАля║Яя║░я╗│я║о╪й ╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║ФтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗гя╗мя║О┘Е ╪зя╗Яя╗оя║гя║к╪й я╗ля╗▓ ╪ея╗Ля║к╪з╪п ┘Ия║Чя╗ия╗Фя╗┤я║м ╪зя╗Яя║ия╗Дя╗В ┘И╪зя╗Яя║Тя║о╪зя╗гя║Ю ╪зя╗Яя║ия║Оя║╗я║Ф я║Ся║Оя╗Яя║Тя║дя╗о╪лтАм тАл┘И╪зя╗Яя║к╪▒╪зя║│я║О╪к ┘И╪зя╗Яя║Шя║ая║О╪▒╪и ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя╗┤я║Ф я╗Ля╗ая╗░ я║Яя║░я╗│я║о╪й ╪зя╗Яя║┤я╗дя║Оя╗Яя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗дя║о╪зя╗Уя╗Ц ╪зя╗╖я║зя║о┘ЙтАк.тАмтАм тАл┘И╪зя╗╣я║╖я║о╪з┘Б я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗│я╗К ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя╗┤я║Ф я║Ся║ая║░я╗│я║о╪й я╗Чя║оя╗│я╗ж ╪зя╗Яя╗Мя╗┤я║╢ ┘Ия╗гя║Шя║Оя║Ся╗Мя║Шя╗мя║ОтАк.тАмтАм тАл┘И╪зя╗╣я║╖я║о╪з┘Б я╗Ля╗ая╗░ я║Чя║к╪▒я╗│я║Р я╗Гя╗ая║Тя║Ф ╪зя╗Яя║к╪▒╪зя║│я║О╪к ╪зя╗Яя╗Мя╗ая╗┤я║О я║Ся║Оя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ┘И┘Ия║┐я╗К ╪зя╗Яя║ия╗Дя╗ВтАм тАл╪зя╗Яя║ия║Оя║╗я║Ф я║Ся║Оя╗Яя╗дя║дя║Оя║┐я║о╪з╪к ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя╗┤я║Ф я╗Яя╗Дя╗ая║Тя║Ф ╪зя╗Яя║к╪▒╪зя║│я║О╪к ╪зя╗Яя╗Мя╗ая╗┤я║О я║Ся║Оя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ┘И┘Ия║┐я╗КтАм тАл┘Ия║Чя╗ия╗Фя╗┤я║м ╪зя╗Яя║ия╗Дя╗В ╪зя╗Яя║ия║Оя║╗я║ФтАк.тАм┘И╪зя╗Яя║Шя╗Мя║О┘И┘Ж ╪зя╗Яя╗Мя╗ая╗дя╗▓ ┘И╪зя╗Яя║Тя║дя║Ья╗▓ я╗гя╗К ╪зя╗Яя║ая╗мя║О╪ктАм тАл┘Ия╗гя║о╪зя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя║Тя║дя╗о╪л ┘И╪зя╗Яя║ая║Оя╗гя╗Мя║О╪к ╪░╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя╗╝я╗Чя║Ф я║Ся║Шя╗ия╗дя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАк.тАмтАм тАл┘И╪ея╗Чя║Оя╗гя║Ф ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ╪░╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя╗╝я╗Чя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓тАм тАля║Чя╗ия╗Ия╗дя╗мя║О я║Яя╗мя║О╪к ╪п╪зя║зя╗ая╗┤я║Ф ┘Ия║зя║О╪▒я║Яя╗┤я║ФтАк.тАм┘И╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗дя╗Мя║О╪▒╪╢тАм тАл╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя╗┤я║Ф ╪░╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя╗╝я╗Чя║ФтАк.тАмтАм
тАл┘Ия║гя║к╪й ╪зя╗Яя║Тя║дя╗о╪л ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя╗┤я║ФтАм тАля║Чя║╕я╗Ья╗ая║Ц ┘Ия║гя║к╪й ╪зя╗Яя║Тя║дя╗о╪л ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я║Ся╗ия║О╪б я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║Чя╗оя║Яя╗┤я╗мя║О╪к я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я║гя╗Фя╗Ия╗к ╪зя╗Яя╗ая╗ктАк ╪МтАмя╗гя╗дя║Ья╗ЮтАм
тАля║│я║Тя║О┘В ╪з я║Ся╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓тАк ..тАм╪ея║гя╗┤я║О╪б я╗Яя╗ая║Шя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к ╪зтАк+тАмя║╗я╗┤я╗ая║ФтАм
тАля╗│я╗мя║к┘Б я║│я║Тя║О┘В ╪зя╗╣я║Ся╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я╗Шя║О┘Е я║┐я╗дя╗ж я╗Уя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ ╪ея╗Яя╗░тАм тАл╪ея║гя╗┤я║О╪б я║Чя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя║оя╗│я║Оя║┐я║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗ая║Ф ┘Ия╗гя╗Фя║о╪п╪зя║Чя╗мя║О я║┐я╗дя╗ж ╪гя╗ля║к╪з┘Б ┘И╪▒я║│я║Оя╗Яя║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я╗Уя╗▓тАм тАля║Чя║╕я║ая╗┤я╗К ╪зя╗Яя╗дя╗о╪зя╗Гя╗ия╗┤я╗ж я╗гя╗ж я╗гя║ия║Шя╗ая╗Т ╪зя╗╖я╗Ля╗дя║О╪▒ я╗Ля╗ая╗░ я╗гя╗дя║О╪▒я║│я║Ф ╪▒я╗│я║Оя║┐я║Ф ╪зя╗Яя╗мя║ая╗ж ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║╕я╗Ья╗Ю ╪гя║гя║к ╪гя╗ля╗втАм тАл╪зя╗Яя╗ия║╕я║Оя╗Гя║О╪к ╪зя╗Яя║оя║Ля╗┤я║┤я╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║┐я╗дя╗ж я╗гя║╕я║о┘И╪╣ ╪ея║гя╗┤я║О╪б ╪▒я╗│я║Оя║┐я║О╪к ╪зя╗╡я║Ся║О╪б ┘И╪зя╗╖я║Яя║к╪з╪п я╗гя╗ж я║зя╗╝┘ДтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║оя╗Ыя╗┤я║░ я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф я║╗я╗Ря║О╪▒ ╪зя╗Яя║┤я╗ж ┘И╪зя╗Яя╗мя╗о╪з╪й ┘Ия╗Гя╗ая║Тя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║к╪з╪▒╪│ я╗Уя╗▓ я║зя╗Дя╗о╪й я╗╗я╗Уя║Шя║Ф я╗Яя║Шя╗о╪зя║╗я╗Ю я╗ля║м┘ЗтАм тАл╪зя╗Яя║оя╗│я║Оя║┐я║Ф я╗Ля║Тя║о ╪зя╗╖я║Яя╗┤я║О┘Д ┘И╪зя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Уя╗Ия║Ф я╗Ля╗ая╗┤я╗мя║О я╗Ыя║Шя╗Шя╗ая╗┤я║к я╗Ля║оя║Ся╗▓ ╪гя║╗я╗┤я╗ЮтАк.тАмтАм тАля║│я║Тя║О┘В ╪зя╗╣я║Ся╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ я╗│я╗дя║Ья╗Ю я║Ся╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║Оя║Чя╗к ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗ия╗оя╗Ля║Ф я║Чя╗Ия║Оя╗ля║о╪й ╪ея╗зя║┤я║Оя╗зя╗┤я║Ф я║╖я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ┘Ия╗гя╗ая║Шя╗Шя╗░ я╗Яя╗ая╗Фя║о╪н я╗╖я╗ля╗ЮтАм тАля║│я╗оя╗│я║дя║О┘Ж ┘Ия╗Ля║╕я║О┘В ╪▒я╗│я║Оя║┐я║Ф ╪зя╗Яя╗мя║ая╗ж я╗гя╗ж я╗Ыя║Оя╗Уя║Ф ╪гя╗зя║дя║О╪б ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ┘И╪зя╗Яя║░┘И╪з╪▒ ┘И╪зя╗Яя║┤я╗┤я║О╪н ┘Ия╗ля╗о я║Чя╗Шя╗ая╗┤я║к я║│я╗ия╗о┘КтАм тАля╗│я╗ия║┤я║ая╗в я║Чя╗дя║О ┘Ля╗гя║О я╗гя╗К я║Чя╗оя║Яя╗┤я╗мя║О╪к я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ╪▒╪зя╗Ля╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║Ся╗Ая║о┘И╪▒╪йтАм тАля║Чя╗Дя╗оя╗│я║о ╪▒я╗│я║Оя║┐я║Ф ╪зя╗Яя╗мя║ая╗ж ┘И╪зя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Уя╗Ия║Ф я╗Ля╗ая╗┤я╗мя║О ┘И╪ея║гя╗┤я║Оя║Ля╗мя║О ┘И╪пя╗Ля╗дя╗мя║О я╗гя╗ж ╪гя║Яя╗Ю ╪зя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Уя╗Ия║Ф я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓ ┘И╪ея║гя╗┤я║О╪б я╗гя╗Ия║Оя╗ля║о ╪зя╗Яя╗Ья║о┘Е ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ ╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗Ю ┘И╪ея║Ся║о╪з╪▓ я╗Чя╗┤я╗дя║Ф ╪зя╗╣я║Ся╗Ю я╗Уя╗▓тАм тАля║гя╗┤я║О╪й ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К ┘Ия║Чя║╕я║ая╗┤я╗К я╗гя╗╝┘Г ┘Ия╗гя║оя║Ся╗▓ ╪зя╗╣я║Ся╗Ю я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║░я╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘Е я║Ся╗мя║О ┘И╪▒я╗Ля║Оя╗│я║Шя╗мя║О я╗Ыя║ая║░╪б я╗гя╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓ я╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм
тАлтАк26тАмтАм
тАля╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зтАк8тАмя╗гя║О╪▒╪з╪ктАм
اﻟﻮﻓﻮد اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ. ﺗﺤﺘﻮي اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻣﺒﺎن وﻣﺮاﻓﻖ ﻣﻨﻬﺎ :اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺮﻳﺔ ،واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،ﺑﻴﺌﺔ أﻫﻞ اﻟﺒﺤﺮ )ﺑﻴﺖ اﻟﺒﺤﺮ(.اﻟﻤﺸﻐﻞ اﻟﻴﺪوي.اﻟﺴﻮق اﻟﺸﻌﺒﻲ .ﻣﺘﺤﻒ اﻟﻘﺮﻳﺔ .واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻷﺛﺮﻳﺔ. وﺑﻔﻀﻞ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻼﻣﺤﺪود اﻟﺬي ﺗﺘﻠﻘﺎه اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ إﺑﺮاز اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻷﺟﺪاد واﻵﺑﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، واﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ . ﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ واﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ واﻟﺠﻤﻬﻮر ،ﻗﺎم اﻟﻨﺎدي ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﻣﻦ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺴﺮح أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم 2003ﺑﻬﺪف إﺛﺮاء اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ. وﻳﻌﺪ ﻣﺴﺮح أﺑﻮ ﻇﺒﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﺴﺎرح اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺤﺠﻢ ﻣﺘﻮﺳﻂ وﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ،وﻳﺘﺴﻊ ﻟـ 530ﻣﺘﻔﺮ ًﺟﺎ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﺣﺘﻮاﺋﻪ ﻋﻠﻰ أﺣﺪث ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺼﻮت واﻹﺿﺎءة اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻲ اﺳﺘﻀﺎﻓﺔ أﺣﺪث اﻟﻌﺮوض اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ واﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ.
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
25
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм
тАля║Ся║оя╗Ля║Оя╗│я║Ф я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║ктАм
тАля╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зтАкQтАмя╗гя║О╪▒╪з╪ктАм
тАля╗Ля║Оя╗гя║О я╗гя╗ж я║Чя╗Мя║░я╗│я║░ ╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║ФтАм тАлтАк┘Л 22тАмтАм тАля║Чя║Шя║ая╗ая╗░ ╪гя║Ся╗Мя║О╪п ╪зя╗ля║Шя╗дя║О┘Е я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘ЖтАм тАля║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я║Ся║Шя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к ┘Ия║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗гя╗╝я╗гя║в ╪зя╗Яя║о╪дя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║╕я║Оя╗гя╗ая║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Мя╗дя╗Ю я╗гя╗ж я║зя╗╝я╗Яя╗мя║ОтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪к ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я║╕я╗дя╗ая╗мя║О я║Ся║Оя╗Яя║оя╗Ля║Оя╗│я║Ф ┘И╪зя╗Яя║кя╗Ля╗втАм тАля╗гя╗ж я╗гя╗Шя╗оя╗Яя║Ф я║│я╗дя╗о┘З ╪зя╗Яя╗дя╗мя╗дя║Ф я║зя╗╝┘Д ╪зя╗Яя║дя║кя╗│я║Ъ я╗Ля╗жтАм тАля╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓╪Ы я╗│я╗Шя╗о┘Д я║│я╗дя╗о┘ЗтАк:тАмтАм тАл┬╗я╗зя║дя╗ж я╗Уя╗▓ я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ я╗зя╗Мя╗дя╗ЮтАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║Чя║оя║│я╗┤я║ж я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗ЮтАк ╪МтАм┘Ия╗Пя║оя║│я╗к я╗Уя╗▓тАм тАля╗зя╗Фя╗о╪│ ╪зя╗╖я║Ся╗ия║О╪бтАк ╪МтАм┘Ия║Чя╗Мя║оя╗│я╗Т ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗в я║Ся╗дя╗о╪▒┘Ия║Ыя╗ия║О ╪зя╗Яя╗Ря╗ия╗▓тАм тАл┘Ия║зя║╝я╗оя║╗я╗┤я║Ф я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║Шя╗ия║О ╪зя╗Яя╗Мя║оя╗│я╗Шя║ФтАк ╪МтАмя╗зя║┤я║Шя╗ая╗мя╗в я╗Уя╗▓ я╗Ыя╗ЮтАм тАл╪гя╗Уя╗Ья║О╪▒я╗зя║О ┘И╪▒╪д╪зя╗зя║О я╗зя╗мя║Ю ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя║к ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║▓ ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║ктАм тАля║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАк ╪МтАмя╗Гя╗┤я║Р ╪зя╗Яя╗ая╗к я║Ыя║о╪з┘ЗтАк ╪МтАм┘Ия╗зя║┤я╗┤я║отАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║зя╗Дя║О┘З я╗Уя╗▓ я║╗я╗о┘Ж я╗гя╗о╪▒┘Ия║Ыя╗ия║О ┘И╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░тАм тАля╗ля╗оя╗│я║Шя╗ия║ОтАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║О я╗зя╗Мя╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░ я║Чя║оя║Яя╗дя║Ф ╪▒╪д┘Й ┘И╪зя╗ля║Шя╗дя║О┘ЕтАм тАля║╗я║Оя║гя║Р ╪зя╗Яя║┤я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║зя╗ая╗┤я╗Фя║Ф я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАм тАл╪▒я║Ля╗┤я║▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф я║гя╗Фя╗Ия╗к ╪зя╗Яя╗ая╗ктАк ╪МтАм╪зя╗Яя║м┘К я║│я║О╪▒ я╗Уя╗▓ я╗зя╗мя║ЮтАм тАл╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя║к ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║▓тАк ╪МтАм╪▒я║гя╗дя╗к ╪зя╗Яя╗ая╗ктАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗ия║в ╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪лтАм тАл╪зя╗ля║Шя╗дя║Оя╗гя║О┘Л я║зя║Оя║╗я║О┘Л ┘Ия╗Ля╗ия║Оя╗│ ┘Ля║Ф я╗Ыя║Тя╗┤я║о ┘Л╪й я╗гя╗ж я║зя╗╝┘ДтАм тАл╪ея╗Чя║Оя╗гя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗▓ ╪▒я║│я║ия║Ц ╪зя╗Я┘А┘Ая╗д┘А┘Ая╗о╪▒┘И╪л ┘Ия║гя║Оя╗Уя╗Ия║Ц я╗Ля╗ая╗┤я╗к┬лтАк.тАмтАм тАл╪ея╗зя╗к ╪░я╗Яя╗Ъ ╪зя╗Яя║Шя╗дя║┤я╗Ъ я║Ся║Оя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя╗│я╗Ц ┘И╪зя╗╗я╗Ля║Шя║░╪з╪▓тАм тАля║Ся╗ктАк ╪МтАм╪зя╗Яя║м┘К ╪▒╪г┘Й я╗Уя╗┤я╗к я║│я╗дя╗о┘З ╪зя╗Яя╗оя║│я╗┤я╗ая║Ф ╪зя╗Яя╗Ья╗Фя╗┤я╗ая║ФтАм тАля║Ся╗дя╗ия║в ╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф я╗Я┘А┘Ая║к┘Ия╗Я┘А┘Ая║Ф ╪зя╗╣я╗г┘А┘А┘Ая║О╪▒╪з╪ктАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪й я║зя║╝я╗оя║╗я╗┤я║Шя╗мя║О ╪зя╗Яя╗дя║оя║Чя║Тя╗Дя║ФтАм тАл┘НтАм тАля║Ся╗Мя║О╪п╪з╪к ┘Ия║Чя╗Шя║Оя╗Яя╗┤ ┘Ня║к ┘Ия╗Чя╗┤я╗в я╗Ля║оя╗│я╗Шя║ФтАк ╪МтАмя╗Уя╗▓ я╗гя╗о╪зя║Яя╗мя║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║О╪п╪з╪к ╪зя╗Яя║кя║зя╗┤я╗ая║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Ря║оя╗│я║Тя║Ф я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗КтАк.тАмтАм тАля╗ля╗ия║О ╪зя║│я║Шя╗Мя║о╪з╪╢ я║│я║оя╗│я╗К я╗Яя╗ая║к┘И╪▒ ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я╗Шя╗о┘Е я║Ся╗к я╗зя║О╪п┘КтАм тАля║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАк ╪МтАмя╗Уя╗▓ ╪ея║гя╗┤я║О╪б я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪к ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪й ┘Ия║Чя╗Мя║░я╗│я║░ ╪п┘И╪▒ я╗гя╗ия╗Ия╗оя╗гя║Ф я╗Ля║О╪п╪з╪к ┘Ия║Чя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║ктАм тАля║╖я╗Мя║Тя╗мя║О ╪зя╗Яя╗Мя║оя╗│я╗Ц ┘И╪пя╗гя║ая╗мя║О я╗Уя╗▓ я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║Шя╗мя║О ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║Оя║╗я║о╪йтАк.тАмтАм
тАлтАк24тАмтАм
тАля╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зтАк8тАмя╗гя║О╪▒╪з╪ктАм
тАля║Чя║Дя║│я║▓ я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я║Ся╗ия║О ┘Л╪б я╗Ля╗ая╗░ я║Чя╗оя║Яя╗┤я╗мя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗ктАм тАля╗Уя╗▓ я║│я║Тя║Шя╗дя║Тя║о тАк┘С 1993тАмтАм тАля║Ся║И╪░┘Ж ╪зя╗Яя╗ая╗к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║к я║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАк ╪МтАм┘Ия╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║Ья║Оя╗Яя║Ъ я╗гя╗ж я╗│я╗оя╗зя╗┤я╗о я║Чя╗в ╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘Ж я╗Ля╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘К я╗Ыя╗мя╗┤я║Мя║Ф я╗гя║┤я║Шя╗Шя╗ая║Ф я║Чя║Оя║Ся╗Мя║Ф я╗Яя║дя╗Ья╗оя╗гя║Ф ╪ея╗гя║О╪▒╪й ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓ я║Ся╗дя╗оя║Яя║Р ╪зя╗Яя╗дя║оя║│я╗о┘Е ╪зя╗╖я╗гя╗┤я║о┘К ╪▒я╗Чя╗втАм тАлтАк 14тАмя╗Яя╗Мя║О┘Е тАк.1997тАмтАм тАл┘И╪▒╪дя╗│я║Шя╗к ╪г┘Ж я╗│я╗Ья╗о┘Ж ╪гя╗Уя╗Ая╗Ю я╗гя╗ия╗Ия╗дя║Ф ┘Ия╗Гя╗ия╗┤я║Ф я╗гя║ая║Шя╗дя╗Мя╗┤я║Ф я╗Ля║╝я║оя╗│я║Ф ╪░╪з╪к ╪гя║Ся╗Мя║О╪п я║гя╗Ая║О╪▒я╗│я║ФтАм тАл┘И╪ея║╖я╗Мя║О╪╣ я╗Ля║Оя╗Яя╗дя╗▓ я║Чя║┤я║Оя╗ля╗в я╗Уя╗▓ я║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗Яя║╕я║ия║╝я╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗о╪з╪▓я╗зя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Жя╗ля╗ая║Ф я╗Яя╗ая╗Шя╗┤я║О╪п╪й я╗Уя╗▓тАм тАл╪зя╗╖я╗Яя╗Фя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Ья║Оя╗Яя║Ья║ФтАк.тАмтАм тАл┘И╪▒я║│я║Оя╗Яя║Шя╗к я╗зя║╕я║о ┘Ия║Чя║оя║│я╗┤я║ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАк ╪МтАм┘Ия║Чя║Дя╗ля╗┤я╗Ю я╗Чя╗Дя║О╪╣ ╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪и ┘И╪зя╗Яя╗ия║Оя║╖я║Мя║Ф я╗Яя╗┤я╗Ья╗оя╗зя╗о╪з ╪гя╗Ля╗Ая║О╪бтАм тАля╗Уя║Оя╗Ля╗ая╗┤я╗ж я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗КтАк ╪МтАмя╗Уя╗▓ ╪ея╗Гя║О╪▒ я╗гя╗ж я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘Ия║Чя║о╪з╪л ╪п┘Ия╗Яя║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪йтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия║Ся╗дя║О я╗│я║Шя╗о╪зя╗Ыя║Р я╗гя╗К я╗Гя║Тя╗┤я╗Мя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║╝я║о ┘Ия╗гя║Шя╗Дя╗ая║Тя║Оя║Чя╗ктАк .тАмя║Чя╗Шя║к┘Е ╪зя╗Яя╗дя║о╪зя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя║Шя║Оя║Ся╗Мя╗к я╗Яя╗ия║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪лтАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я║зя║кя╗гя║Оя║Чя╗к я╗Яя╗Ья║Оя╗Уя║Ф я╗Уя║Мя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗▓ я╗Уя╗▓ я╗гя║кя╗│я╗ия║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗┤я╗жтАк ╪МтАмя║гя╗┤я║Ъ я╗│я║┤я║Оя╗ля╗втАм тАля╗гя╗К ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ я╗Ля╗Шя║к ╪п┘И╪▒╪з╪к я║Чя║к╪▒я╗│я║Тя╗┤я║Ф ┘Ия╗гя║дя║Оя║┐я║о╪з╪к я║Чя║Ья╗Шя╗┤я╗Фя╗┤я║Ф я╗гя║Шя╗ия╗оя╗Ля║ФтАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║ОтАм тАля╗│я║╕я║О╪▒┘Г я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя║│я║Тя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗ия╗оя╗Ля║Ф я║Ся║Ия╗зя║╕я║О╪б ╪зя╗Яя╗Шя║о┘Й ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗ия╗Шя╗ая║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя╗▓тАм тАля║Чя╗Мя║о╪╢ я╗Ля║к╪п╪з ┘Л я╗гя║Шя╗ия╗оя╗Ля║О┘Л я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║дя║о┘Б ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗╖я╗Ыя╗╝╪к ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ┘Ия╗Пя╗┤я║оя╗ля║О я╗гя╗ж я╗гя╗Фя║о╪п╪з╪ктАм тАл╪зя╗Яя║дя╗┤я║О╪й ╪зя╗Яя╗Шя║кя╗│я╗дя║ФтАк ╪МтАмя║гя╗┤я║Ъ я║Чя║┤я║Оя╗ля╗в я╗Уя╗▓ я║Чя╗Мя║оя╗│я╗Т ╪зя╗Яя╗ия║Оя║╖я║Мя║Ф ┘И╪зя╗Яя║ая╗дя╗мя╗о╪▒ я║Ся╗мя║м╪з ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘И╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕тАм тАля╗Ля╗ая╗┤я╗ктАк.тАмтАм тАля╗гя║Жя║│я║┤я║О╪к я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ┘Ия╗Уя╗ия╗┤я║Ф ┘Ия╗гя║о╪зя╗Ыя║░ я║Ся║дя║ЪтАм
тАля║Чя║Шя║Тя╗К я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя║о╪зя╗Уя╗Ц ╪зя╗Яя╗дя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ия╗┤я║Ф я║Ся║Шя╗ия╗Фя╗┤я║мтАм тАля║зя╗Дя╗Дя╗к ┘Ия║Чя║дя╗Шя╗┤я╗Ц ╪гя╗ля║к╪зя╗Уя╗ктАк ╪МтАм╪гя║Ся║о╪▓я╗ля║ОтАк:тАмтАм тАл╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАм тАля║Чя╗Шя╗К ╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗Ля╗ая╗▓ я║╖я║Оя╗Гя╗░╪б я╗Ыя║Оя║│я║о ╪зя╗╖я╗гя╗о╪з╪м я╗Уя╗▓ ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓ я╗Ля╗ая╗▓ я╗гя║┤я║Оя║гя║Ф тАк 61тАм╪гя╗Яя╗ТтАм тАля╗гя║Шя║о я╗гя║оя║Ся╗КтАк ╪МтАм┘И╪гя╗зя║╕я║Мя║Ц ╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║Ф я╗гя╗ж ╪гя║Яя╗Ю ╪ея║Ся║о╪з╪▓ ╪зя╗Яя║ая║Оя╗зя║Р ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ┘Ия║Чя╗Ая╗втАм тАл╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║Ф я╗гя║Тя║Оя╗зя╗▓ я║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАк ╪МтАмя║Чя║оя║Ся╗В ╪▓╪зя║Ля║оя╗│я╗мя║О я║Ся║Шя╗Фя║Оя║╗я╗┤я╗Ю ╪зя╗Яя║дя╗┤я║О╪й ╪зя╗Яя╗┤я╗оя╗гя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗Ля║Оя║╖я╗мя║О ╪гя║Ся╗ия║О╪бтАм тАл╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║Оя║┐я╗▓тАк.тАмтАм тАля╗│я╗Шя║О┘Е я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║Ф я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║Чя║о╪зя║Ыя╗▓ я║╖я╗мя║о┘К я╗│я║дя║Шя╗о┘К ╪зя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗Мя║о┘И╪╢тАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘Ия╗Ля║о┘И╪╢ ╪зя╗╖я╗Яя╗Мя║О╪и ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф я╗Яя╗ая║Тя╗ия╗┤я╗ж ┘И╪зя╗Яя║Тя╗ия║О╪к ┘И╪зя╗╖я╗Ыя╗╝╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘Ия╗Ля║о┘И╪╢ ╪зя╗Яя╗Фя╗ая╗ЪтАм тАл┘Ия╗гя╗Мя║О╪▒╪╢ ╪зя╗Яя║╝я╗о╪▒тАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗▓ я║Чя║┤я║Шя╗Шя║Тя╗Ю ╪зя╗Яя║░╪зя║Ля║оя╗│я╗ж я╗гя╗ж я╗гя║ия║Шя╗ая╗Т я╗гя╗ия║Оя╗Гя╗Ц ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф я║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░тАм
إﺿﺎءات ﺧﺘﺎﻣﻴﺔ
إن ﺣﺼﻮل ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة »رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﻟﻌﺎم ،2015ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺘﻮﻳ ًﺠـﺎ ﻓﺨﺮﻳٍّـﺎ، ﺑــﻞ ﺟــﺎء ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻘﻮﻣﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﻳﺤﻔﻞ ﺑﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺦ ﻫــﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻣﻨﻬﺎ :اﻷول :اﺳﺘﻠﻬﺎم رؤﻳــﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ـ ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ـ ﻟﻠﺘﺮاث ،وﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﺣﻴٍّـﺎ ﻓﻲ اﻷﺟﻴﺎل ،وأﻫﻤﻬﺎ :ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻟﻤﺮأة ﻣﻦ أﺧــﺬ دورﻫــﺎ إﻟــﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث وﺗﻨﻤﻴﺘﻪ ،واﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﺘﺮاث وﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎوﻟﻬﻢ، واﻻﻧﻔﺘﺎح اﻟﺤﻀﺎري ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒًـﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث .واﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻤﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﺎدي وﻏﻴﺮه .اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺜﺎﻗﺐ ﻓﻲ رؤﻳﺘﻪ ﻟﻠﺘﺮاث ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،واﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺳﻤﻮه ﺟﺪﻳ ًﺮا ﺑﻬﺬه اﻟﺠﺎﺋﺰة ،وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﺋﺰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ؛ ﻷن رؤﻳﺔ ﺳﻤﻮه اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﺑﺈﺣﻜﺎم ﻋﻠﻰ رؤى اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ ﻗﺪ ﻧﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﺔ ﺧﺼﺒﺔ ،وﺟﺮى ﺗﻌﻬﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ورﻓﺪﻫﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺒﻘﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﺑﺸﻘﻴﻪ :اﻟﻤﻌﻨﻮي واﻟﻤﺎدي ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴـﻖ ﺑﻬﺎ داﺋ ًﻤـﺎ
ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ).(cmc.ae/sheikh-zayed.html - 11اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ. - 12اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ. - 13ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳــﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن :اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ واﻟﺒﺮوﺗﻮﻛﻮﻟﻴﺔ ﻟﻌﺎم ،2003أﺑﻮﻇﺒﻲ .156/5 ،2003 - 14اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ.147/5 ، - 15ﺗﻔﻘﱡﺪ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،اﻟﺸﺎرﻗﺔ 4 ،ﻓﺒﺮاﻳﺮ .2014 *أﻛﺎدﻳﻤﻲ أردﻧﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ - 16ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن :ﺣﻮار ﻧﻮر اﻟﺸﺮق ) W.nooralsharq.com/news)، 8ﻳﻮﻧﻴﻮ .2011 اﻟﻬﻮاﻣﺶ - 17اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﻪ. - 1زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن :اﻟﻘﻴﺎدة ،ﺟﻤﻊ وﺗﻮﺛﻴﻖ :ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻞ - 18اﻟﺘﻐﺮودة :ﻧﻤﻂ ﻣﻦ أﻧﻤﺎط اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﺪوي ،ﻳﺆدﻳﻪ اﻟﺴﻜﺴﻚ ،ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت دﻳﻮان اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ،أﺑﻮﻇﺒﻲ ،1981ص.147 اﻟﺮﺟﺎل ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر اﻟﻤﻄﺎﻳﺎ ﻣﺮﺗﺠﻠﻴﻦ اﻹﻧﺸﺎد ارﺗﺠﺎﻻً ،وﻫﻮ ﻣﻄﺎﺑﻖ - 2اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﻪ. ﻟﺘﻔﻌﻴﻼت ﺑﺤﺮ اﻟﺮﺟﺰ. - 3اﻧﻈﺮ :اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﻪ. - 19اﻟﺴﺪو :ﻫﻮ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﺬي ﺗﻤﺎرﺳﻪ اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻐﺰل، وﺗﻨﺴﺠﻪ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﻮل ،وﺗﺘﻜﻮن اﻟﺨﻴﻮط ﻣﻦ ﺻﻮف اﻹﺑﻞ واﻟﺨﺮاف - 4اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﻪ. واﻟﻤﺎﻋﺰ. - 5اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.148 - 20ﻣﺴﺎ ٍع ﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻣﻔﺮداﺗﻪ ﺿﻤﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ :ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات - 6اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﻪ. ﻳﻄﺮق أﺑﻮاب اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻻﺗﺤﺎد ،أﺑﻮﻇﺒﻲ 6 ،ﻳﻮﻟﻴﻮ .2013 - 7اﻧﻈﺮ :اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 130ـ .134 - 21اﻧﻈﺮ :اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ. - 8اﻧﻈﺮ :اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 171ـ .172 - 22ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ :رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻌﺎم ،2015ﺻﺤﻴﻔﺔ - 9اﻧﻈﺮ :اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 421ـ .424 اﻻﺗﺤﺎد ،أﺑﻮﻇﺒﻲ 9 ،ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ .2015 - 10ﻣﻠﺘﻘﻰ زاﻳﺪ اﻟﺴﻨﻮي اﻷول :اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ: - 23اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﻪ.
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
23
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║Шя║ия║╝я║╝я╗┤я╗ж я║Ся║Оя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗гя║к┘Й я║зя║╝я╗оя║Ся║Ф ┘Ия║Чя╗дя╗┤я║░ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓ ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓ ╪▒я║Яя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАм
тАля╗гя╗ж я╗Пя╗┤я║о┘З ╪вя║Чя╗░ я║Ыя╗дя║О╪▒┘З ╪зя╗Яя╗┤я║Оя╗зя╗Мя║Ф╪Ы ╪е╪░ ╪г╪п╪▒я║Яя║Ц ╪гя╗Чя║┤я║О┘Е я╗гя║Шя╗Мя║к╪п╪й я╗гя╗ия╗к я╗Ля╗ая╗░тАм тАля╗Чя║Оя║Ля╗дя║Ф ╪зя╗Яя╗┤я╗оя╗зя║┤я╗Ья╗отАк ╪МтАмя╗гя╗ия╗мя║ОтАк :тАм╪зя╗Яя║Шя╗Ря║о┘И╪п╪й)тАк ╪М(18тАм┘И╪зя╗Яя║┤я║к┘И)тАк ╪М(19тАм┘Ия╗Чя║О╪п╪к ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм тАля╗Уя╗▓ я╗зя╗оя╗Уя╗дя║Тя║о тАк 2010тАмя║Ся║Оя╗Яя║Шя╗ия║┤я╗┤я╗Ц я╗гя╗К ╪зя║Ыя╗ия║Шя╗▓ я╗Ля║╕я║о╪й ╪п┘Ия╗Яя║Ф я╗Ля║оя║Ся╗┤я║Ф ┘И╪гя║Яя╗ия║Тя╗┤я║ФтАм тАля╗Яя║Шя║┤я║ая╗┤я╗Ю ┬╗╪зя╗Яя║╝я╗Шя║О╪▒╪й┬л я║┐я╗дя╗ж я╗Чя║Оя║Ля╗дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗зя║┤я║Оя╗зя╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗дя╗▓тАк ╪МтАм┘И╪░я╗Яя╗ЪтАм тАл╪зя║│я║Шя║ая║Оя║Ся║Ф я╗Яя╗Шя╗о┘Д я║╗я║Оя║гя║Р ╪зя╗Яя║┤я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║зя╗ая╗┤я╗Фя║Ф я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ╪▒я║Ля╗┤я║▓тАм тАл╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАк┬╗ :тАм╪ея╗зя╗ия║О я╗зя║Шя╗Дя╗ая╗К ╪ея╗Яя╗░ я╗гя║╕я║о┘И╪╣ я║гя╗Ая║О╪▒┘К я║╖я║Оя╗гя╗Ю я╗│я║┤я║Шя╗оя╗Ля║Р ╪зя╗Яя║дя║кя╗│я║ЪтАм тАл╪п┘И┘Ж ╪ея║зя╗╝┘Д я║Ся║Оя╗╖я║╗я╗┤я╗ЮтАк ╪МтАмя║Ся╗дя║О я╗│я║дя╗Фя╗Ж я╗Яя╗ая╗оя╗Гя╗ж ┘Ия║Яя╗о╪п┘З ┘Ия╗Яя╗ая╗дя╗о╪зя╗Гя╗ж я╗ля╗оя╗│я║Шя╗ктАм тАл┘Ия╗Яя╗ая╗дя║ая║Шя╗дя╗К я║Чя╗дя║Оя║│я╗Ья╗ктАк ╪МтАмя╗Уя╗╝ я║Чя║┤я║Оя╗ля╗Ю ┘Ия╗╗ я║Чя╗мя║О┘И┘Ж я╗гя╗К я╗Ыя╗Ю я╗гя║О я╗│я╗мя║к╪п я╗Чя╗┤я╗дя╗ия║ОтАм тАл┘Ия╗Ля║О╪п╪зя║Чя╗ия║О ┘Ия║Чя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║кя╗зя║О ┘Ия╗Яя╗Ря║Шя╗ия║О ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗ля╗▓ я╗Чя╗ая║Р ╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║ФтАм тАл┘И╪п╪▒я╗Ля╗мя║ОтАк ╪МтАм┘И╪▒┘И╪н ╪зя╗╖я╗гя║Ф ┘Ия╗Ля╗ия║╝я║о ╪гя║╗я║Оя╗Яя║Шя╗мя║О ┘И┘Ия╗Ля║О╪б я╗Уя╗Ья║оя╗ля║О ┘Ия║Чя║о╪зя║Ыя╗мя║О╪Ы я╗Уя╗дя╗ж я╗╗тАм тАля╗ля╗оя╗│я║Ф я╗Яя╗к я╗╗ ┘Ия║Яя╗о╪п я╗Яя╗к я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя║Оя║┐я║отАк ╪МтАм┘Ия╗╗ я╗гя╗Ья║О┘Ж я╗Яя╗к я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Шя╗Шя║Тя╗Ю┬л)тАк.(20тАмтАм тАл┘И╪зя║│я║Шя╗Дя║Оя╗Ля║Ц я║Яя╗мя╗о╪п ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф я╗Уя╗▓ я║╗я╗о┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪г┘Ж я║Чя╗ая╗Фя║Ц ╪гя╗зя╗Ия║О╪▒ ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗втАм тАл╪ея╗Яя╗┤я╗мя║ОтАк ╪МтАмя╗Уя║Шя║о╪гя║│я║Ц я╗Уя╗▓ я╗│я╗оя╗зя╗┤я╗о тАк 2014тАм╪гя╗Ля╗дя║О┘Д ╪зя╗Яя║ая╗дя╗Мя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗оя╗гя╗┤я║Ф я╗Яя╗ая║ая╗ия║ФтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Пя╗┤я║о ╪зя╗Яя╗дя║О╪п┘К я╗Уя╗┤я╗мя║ОтАк .тАм┘Ия╗ля║м╪з я╗│я╗Шя╗о╪пя╗зя║О ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя╗Шя╗о┘ДтАк :тАм╪е┘Ж ╪зя╗Яя║ая╗мя╗о╪п ╪зя╗Яя║Шя╗▓тАм тАля║Чя║Тя║мя╗Яя╗мя║О ╪зя╗Яя╗мя╗┤я║Мя║О╪к ╪зя╗Яя║оя║│я╗дя╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф я╗гя╗ж ╪гя║Яя╗Ю я║гя╗дя║Оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ия╗о┘КтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗дя║О╪п┘КтАк ╪МтАм┘Ия║Чя║дя╗Ия╗░ я║Ся╗дя║Шя║Оя║Ся╗Мя║Ф я║гя║Ья╗┤я║Ья║Ф я╗гя╗ж я║╗я║Оя╗зя╗Мя╗▓ ╪зя╗Яя╗Шя║о╪з╪▒ я║Чя║╝я║Р я║Яя╗дя╗┤я╗Мя╗мя║ОтАм тАля╗Уя╗▓ я╗гя║╝я╗ая║дя║Ф ╪зя╗╖я╗гя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ┘Ия╗Ля╗ая╗о я║╖я║Дя╗зя╗мя║О я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Уя╗Ю ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя╗┤я║Ф╪Ы я╗Яя╗Ья╗о┘ЖтАм тАл╪г┘К ╪зя╗зя║Шя║╝я║О╪▒ я║Чя║дя╗Шя╗Шя╗к ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я║Яя║░ ┘Л╪б╪з я╗гя╗ж я╗ля║м┘З ╪зя╗╖я╗гя║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗Ья╗о┘Ж я▒втАм тАля╗Ля╗ая╗░ я╗гя║┤я║Шя╗о┘Й ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓ я╗ля╗о ╪зя╗зя║Шя║╝я║О╪▒ я╗Яя╗ая║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Шя╗оя╗г┘Ая╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗гя║О я║Яя╗мя╗о╪птАм тАля╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ┘А ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║дя╗Ия╗░ я║Ся║Ия╗Ля║ая║О╪и я╗гя╗ия╗Ия╗дя║Ф ╪зя╗Яя╗┤я╗оя╗зя║┤я╗Ья╗о я╗гя╗жтАм тАля║зя╗╝┘Д ╪▓я╗│я║О╪▒╪зя║Чя╗мя║О)тАк (21тАм┘А ╪ея╗╗я▒а я║Яя║░ ┘Л╪б╪з я╗гя╗ж я╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я║Яя╗мя╗о╪п я╗гя║Шя║Вя╗Яя╗Фя║Ф я╗гя║Шя╗Ья║Оя║Чя╗Фя║ФтАм тАля║Чя║о┘И┘Е ╪гя╗ля║к╪зя╗У┘Л┘Ая║О ┘Ия║Чя╗Дя╗ая╗Мя║О╪к я╗гя║╕я║Шя║оя╗Ыя║ФтАк.тАмтАм
тАлтАк22тАмтАм
тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж тАк..тАм╪▒я║Яя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зтАк/тАм┘И┘ДтАм
тАля╗│я╗дя║Ья╗Ю я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ╪▒я╗г ┘Ля║░╪з я╗гя╗ж ╪▒я╗гя╗о╪▓ ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕тАм тАля╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘Ия║╗я╗оя╗зя╗к я╗гя╗ж ╪зя╗╗я╗зя║кя║Ыя║О╪▒тАк ╪МтАм┘Ия╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗Шя║Оя║Ся╗ЮтАк ╪МтАмя║Яя╗Мя╗ая╗к я║г ┘С┘Ня╗┤┘Ая║О я╗Яя╗к я╗гя╗Ья║Оя╗зя║Шя╗ктАм тАл╪зя╗Яя║оя╗Уя╗┤я╗Мя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ╪зя╗зя╗Дя╗ая╗Ц я╗гя╗ия╗мя║ОтАк ╪МтАм┘Ия║гя║Оя╗Уя╗Ж я╗Ля╗ая╗┤я╗мя║О я╗Уя╗▓ я╗гя║┤я║Шя╗о┘Й ╪зя╗Яя╗Шя╗дя║ФтАк.тАмтАм тАля╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║оя╗гя║░тАк ╪МтАмя╗│я║ая║┤я║к я╗Гя╗дя╗оя║гя║О╪к ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя║к ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║▓ ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪▒я║гя╗дя╗ктАм тАл╪зя╗Яя╗ая╗ктАк ╪МтАм┘Ия╗Гя╗дя╗оя║гя║О╪к ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя║к ╪зя╗Яя╗Шя║Оя║Ля║к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║зя╗ая╗┤я╗Фя║Ф я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я║гя╗Фя╗Ия╗к ╪зя╗Яя╗ая╗ктАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗Гя╗дя╗оя║гя║О╪к ╪гя║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАк ╪МтАм┘Ия╗Гя╗дя╗оя║гя║О╪к ╪зя╗╖я╗гя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф я║Ся║Дя╗Ыя╗дя╗ая╗мя║ОтАк .тАм┘Ия╗Яя╗мя║м╪зтАк╪МтАмтАм тАля╗Уя║И┘Ж я╗Ыя╗Ю я║Яя╗мя║к я╗│я║Тя║мя╗Яя╗к я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я╗Уя╗▓ я║│я║Тя╗┤я╗Ю я║Чя╗ая╗ЪтАм тАл╪зя╗Яя╗Ря║Оя╗│я║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗Дя╗дя╗оя║гя║О╪к я╗│я║дя╗Ия╗░ я║Ся║Шя╗Шя║кя╗│я║о я╗ля║Жя╗╗╪б я║Яя╗дя╗┤ ┘Ля╗М┘Ая║ОтАк ╪МтАм┘Ия╗│я╗Мя║Тя║о я╗Л я▒ая╗д┘Ая║ОтАм тАля╗│я║ая╗┤я║╢ я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗ия╗Фя║▓ я╗гя╗ж ╪▒я╗Пя║Тя║Ф я║Чя║Шя║дя╗Шя╗Ц я╗Ля║Тя║о я║Чя╗ая╗Ъ ╪зя╗Яя║ая╗мя╗о╪птАк.тАмтАм тАл┘Ия╗Чя║к я║Яя║О╪б╪к я║Яя║Оя║Ля║░╪й ┬╗╪▒я║Яя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓┬л я╗Яя╗Мя║О┘Е тАк 2015тАм╪зя╗Яя║Шя╗▓ ┘Пя╗гя╗ия║дя║ЦтАм тАля╗Яя║┤я╗дя╗о┘З я╗гя╗ж я╗Чя║Тя╗Ю ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ я╗Яя╗║я╗Ля╗╝┘Е ╪зя╗Яя║┤я╗┤я║Оя║гя╗▓ ┘Ия╗гя╗Шя║о┘З я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗дя╗ая╗Ья║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║┤я╗Мя╗о╪пя╗│я║Ф я╗Уя╗▓ я║гя╗Фя╗Ю ╪зя║│я║Шя╗Ая║Оя╗Уя║Шя╗к ╪зя╗Яя╗Мя║Оя║╗я╗дя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗дя║Оя╗зя╗┤я║Ф я╗гя║┤я╗Шя╗ВтАк╪МтАмтАм тАля║Чя╗Шя║кя╗│ ┘Ля║о╪з я╗Яя╗ия║О я║Яя╗дя╗┤ ┘Ля╗М┘Ая║О╪Ы я╗╖┘Ж я║│я╗дя╗о┘ЗтАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║О ╪гя║╖я║о╪ктАк ╪МтАмя║╗я║О╪▒ ╪▒я╗г┘А ┘Ля║░╪з я╗гя╗м ┘С┘Ня╗д┘Ая║О я╗гя╗жтАм тАл╪▒я╗гя╗о╪▓ ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАк ╪МтАм┘Ия╗╖┘Ж ╪зя╗Яя║о╪дя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ╪гя║│я║┤я╗мя║О я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя║Тя║О╪п╪жтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗▓ ╪зя║зя║Шя╗Дя╗мя║О ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя║к ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║▓тАк ╪МтАмя╗Ыя║Оя╗зя║Ц я║Чя╗дя║Ья╗Ю ╪е╪▒╪з╪п╪й ╪зя╗Яя╗Шя╗┤я║О╪п╪й ┘И╪зя╗Яя║╕я╗Мя║РтАм тАл┘И╪зя╗╖я╗г┘Ая║Ф я╗г ┘Ля╗М┘Ая║ОтАк .тАм┘Ия╗Чя║к ╪гя╗Ыя║к я║гя║┤я╗┤я╗ж я╗Ля╗ая╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя╗Ля╗▓ я╗гя║кя╗│я║о ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАм тАля╗Яя╗║я╗Ля╗╝┘Е ╪зя╗Яя║┤я╗┤я║Оя║гя╗▓ я╗Уя╗▓ я║гя╗Фя╗Ю я║Чя║┤я╗ая╗┤я╗в ╪зя╗Яя║ая║Оя║Ля║░╪й ┬╗╪г┘Ж я╗гя╗ия║в я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║жтАм тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я║Яя║Оя║Ля║░╪й ╪▒я║Яя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ ╪зя╗╖┘И┘Д я╗Яя╗Мя║О┘ЕтАм тАлтАк ╪М2015тАм╪гя╗гя║о я╗зя╗Фя║Шя║ия║о я║Ся╗ктАк ╪МтАм┘И╪г┘Ж ╪зя╗Яя║ая║Оя║Ля║░╪й ╪░я╗ля║Тя║Ц я╗Яя╗ая║╕я║ия║║ ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя║│я║Р ╪зя╗Яя║м┘КтАм тАля╗│я║┤я║Шя║дя╗Шя╗мя║О╪Ы я╗зя║Шя╗┤я║ая║Ф я╗Яя║ая╗мя╗о╪п┘З я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗зя║╕я║о┘ЗтАм тАл┘Ия╗Пя║оя║│я╗к я╗Уя╗▓ я╗зя╗Фя╗о╪│ ╪зя╗Яя╗ия║Оя║╖я║Мя║Ф ┘И╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪и я╗гя╗ж ╪гя║Ся╗ия║О╪б ┘Ия╗Уя║Шя╗┤я║О╪к ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗отАм тАл╪гя╗│я╗А┘Л ┘Ая║О я║╖я║о┘Б ┘И╪зя╗Ля║Шя║░╪з╪▓ я║Ся╗Фя╗Ья║о┘З ╪зя╗Яя║Ья║Оя╗Чя║РтАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗о╪зя║╗я╗ая║Шя╗к я╗Яя╗ая║ая╗мя╗о╪п ╪зя╗Яя╗ия╗оя╗Ля╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓тАм тАля║Ся║мя╗Яя╗мя║О ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗к я║Ся║И╪░┘Ж ╪зя╗Яя╗ая╗к я║Чя╗Мя║Оя╗Яя╗░ ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║к я║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАм тАл┘А я╗Гя╗┤я║Р ╪зя╗Яя╗ая╗к я║Ыя║о╪з┘З ┘А я╗Уя╗▓ я║Чя║Дя║╗я╗┤я╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л┬л)тАк.(22тАмтАм тАл┘Ия╗Чя║О┘Д я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж я║зя╗дя╗┤я║▓ ╪зя╗Яя╗┤я║дя╗┤я║Оя║Ля╗▓ ╪▒я║Ля╗┤я║▓ ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя╗Мя╗дя║Оя╗зя╗▓ я╗Яя╗║я╗Ля╗╝┘ЕтАк:тАмтАм тАл┬╗я╗Яя╗Шя║к ╪░я╗ля║Тя║Ц ╪зя╗Яя║ая║Оя║Ля║░╪й я╗Яя╗ая║╕я║ия║║ ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║┤я║Шя║дя╗Шя╗мя║О я║Ся║ая║к╪з╪▒╪й╪Ы я╗Уя╗мя╗о я╗гя║Ья║О┘ДтАм тАл╪▒╪зя║Ля╗К я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘И╪зя╗Яя║ия╗ая╗Ц ┘И╪зя╗Яя╗Шя╗┤я║О╪п╪й ┘И╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя╗Дя╗дя╗о╪н я╗гя╗ж ╪гя║Яя╗Ю ╪ея╗Ля║к╪з╪птАм тАл╪гя║Яя╗┤я║О┘Д я╗гя║Шя║┤я╗ая║дя║Ф я║Ся║Оя╗Яя╗Мя╗ая╗в ┘И╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘И╪зя╗╗я╗зя║Шя╗дя║О╪б я╗Яя╗ая╗оя╗Гя╗ж┬лтАк ╪МтАмя╗гя╗ия╗о ┘Ля╗л┘Ая║О я║Ся║Д┘Ж я╗Уя╗о╪▓тАм тАля║│я╗дя╗о┘З я║Ся║Оя╗Яя║ая║Оя║Ля║░╪й я║Яя║О╪б я║Ся║ая║к╪з╪▒╪й ┘Ия║╖я╗Фя║Оя╗Уя╗┤я║Ф╪Ы я╗зя║Шя╗┤я║ая║Ф я║Чя║оя║╖я╗┤я║в я╗Яя║ая║О┘Ж я╗Ля║к╪й╪Ы ╪е╪░тАм тАл╪з╪▒я║Чя║Д┘Й ╪зя╗Яя║ая╗дя╗┤я╗К ╪г┘Ж я║│я╗дя╗о┘З я╗ля╗о ╪зя╗Яя║╕я║ия║║ ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя║│я║Р я╗Яя╗ия╗┤я╗Ю ╪зя╗Яя║ая║Оя║Ля║░╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓тАм тАля║Чя╗Мя╗Ья║▓ ╪гя╗│я╗А┘Л ┘Ая║О я║Яя╗мя╗о╪п ╪п┘Ия╗Яя║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Уя╗▓ ┘Ия║┐я╗К ╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓тАм тАл┘И╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓ я╗Уя╗▓ ╪г┘И┘Д я║│я╗ая▒ая╗в ╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║Оя╗гя║О╪к╪Ы я╗Яя║Шя╗Мя║░я╗│я║░ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л)тАк╪М(23тАмтАм тАля╗гя╗дя║О я╗│я║ая╗Мя╗Ю я╗гя║┤ я▒ая╗дя╗░ ╪зя╗Яя║ая║Оя║Ля║░╪й я╗│я║ия║о╪м я╗Ля╗ж я╗Чя╗┤я╗дя║Шя╗мя║О ╪зя╗Яя╗дя║О╪пя╗│я║Ф ╪ея╗Яя╗░ я╗Чя╗┤я╗дя║Шя╗мя║ОтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ия╗оя╗│я║ФтАк ╪МтАмя╗Уя║Шя╗Ья╗о┘Ж ┘Ия║│я║О┘Е я║Чя╗Шя║кя╗│я║о я╗Яя╗ая║Шя║о╪з╪л я╗зя╗Фя║┤я╗к ╪зя╗Яя║м┘К я╗Ыя║о╪│ я║│я╗дя╗о┘З я║гя╗┤я║Оя║Чя╗ктАм тАля╗гя╗ж ╪гя║Яя╗Ю я║зя║кя╗гя║Шя╗к ┘Ия║╗я╗оя╗зя╗к ┘Ия║Чя╗оя║Ыя╗┤я╗Шя╗к ┘И╪▒я╗Уя╗Мя║Ф я║╖я║Дя╗зя╗к я╗Ля║оя║Ся╗┤┘С┘Н┘Ая║О ┘Ия╗Ля║Оя╗Яя╗дя╗┤┘С┘Н┘Ая║ОтАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗отАм тАля║гя║Оя╗Уя║░ я╗Яя╗║я╗гя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ┘Ия╗Пя╗┤я║оя╗ля║О я╗гя╗ж ╪зя╗╖я╗гя╗в я╗Яя╗ая╗Мя╗ия║Оя╗│я║Ф я║Ся║Шя║о╪зя║Ыя╗мя║О╪Ы я║гя║Шя╗░ я║Чя║Шя║ия║м я╗гя╗жтАм тАля║Чя║ая║оя║Ся║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗зя╗дя╗о╪░ ┘Ля║Я┘Ая║О я╗Яя╗ая║Шя╗Мя║Оя╗гя╗Ю я╗гя╗К я╗гя╗Фя║о╪п╪з╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАк ╪МтАм┘Ия║гя║Шя╗░ я║Чя║оя║│я║жтАм тАля╗ля╗оя╗│я║Шя╗мя║О ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ ╪гя║Ыя╗ия║О╪б я║зя╗Дя╗о╪зя║Чя╗м┘Ая║О ╪зя╗Яя╗о╪зя║│я╗Мя║Ф я╗зя║дя╗о ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗дя╗┤┘Ая║ФтАк.тАмтАм
واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺮداﺗﻬﺎ ﻣﻦ أﻳﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ دﺧﻴﻠﺔ« ) ،(12إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻷﺧــﺮى ،واﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻫــﺪاف ﻧﻔﺴﻬﺎ، وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻧﻄﻼق اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺒﺤﺮي ﻓﻲ 6أﻏﺴﻄﺲ 2003ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات» :إن اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ اﻟﺒﻼد ﺣﺎﻟﻴٍّـﺎ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻟﻤﺴﺆول ،واﻟــﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺳﻴﺦ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻗﻠﻮب وﻋﻘﻮل أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻟﻨﻬﺞ اﻟﺬي أرﺳﻰ ﻗﻮاﻋﺪه ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ«).(13 وﻗــﺪ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ رؤﻳــﺘــﻪ أن ﺗﻤﺘﺪ إﻟﻰ ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻣ ًﻌـﺎ دون ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷدوار اﻟﺘﻲ ﺗــﺆدى ﻟﺨﺪﻣﺔ وإﺣــﻴــﺎء اﻟﺘﺮاث، ﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ،وﻣﻨﻬﻢ :ﺳﻠﻄﺎن ﺑﺨﻴﺖ اﻟﻌﻤﻴﻤﻲ، إﻧﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﻮاﻟﺪ رﺣﻤﻪ وﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ ،ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﺗﺨﺮﻳﺞ وﻏﺴﺎن اﻟﺤﺴﻦ ،وراﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ا^ ﻓﻲ إﺣﻴﺎء ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻃﻼب ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ 5ﻣﺎرس اﻟــﺬي ﺣﻘﻖ وﺣــﺪه ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت » :2003إن ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣــﺎرات ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﻋﺸﺮﻳﻦ دﻳﻮاﻧًـﺎ. اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ رﺟﺎل ﻓﻘﻂ ،وإﻧﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ واﺳﺘﻄﺎع اﻟﻨﺎدي أن ﻳﻮﺻﻞ رﺳﺎﻟﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺮأة ﻓﻴﻪ أن ﺗﻤﻸ ﺷﻮاﻏﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻔﺮداﺗﻬﺎ ﻣﻦ أﻳﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ دﺧﻴﻠﺔ« أﻗﺎﺻﻲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ إﺳﻬﺎم اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ،وأن ﺗﺨﺘﺮق ﺣﻮاﺟﺰ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻄﺐ«) ،(14وأﻛﺪ ﺳﻤﻮه ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﺟﻮﻟﺘﻪ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ،ﻳﻘﻮل ﺳﻤﻮه ﻓﻲ ﺣﻮار أﺟﺮﺗﻪ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻤﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻓﻲ »ﺷﺒﻮك اﻟﻤﺰاﻳﻨﺔ« ﺣﻴﺚ ﻣﻌﻪ ﺷﺮﻛﺔ اﻷﺑﺤﺎث واﻟﻨﺸﺮ واﻻﺳﺘﺸﺎرات ﺷﺎرﻛﺖ أول إﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻓﻲ أﺷﻮاط ﻣﺰاﻳﻨﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ )أﻛﺴﻔﻮرد ﺑﺰﻧﺲ «Ý ìäß Õy ¢ë § Þ Ý ¼Ø اﻹﺑﻞ ﻋﺎم ،2014ﺿﺮورة ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻏــﺮوب( ﻓﻲ إﻃــﺎر ﺗﻘﺮﻳﺮ أﻋﺪﺗﻪ ﺣﻮل اﻟﻤﺮأة اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ودﻋﻤﻬﺎ وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﺎ؛ أﺑﻮﻇﺒﻲ» :إن اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﻟﺘﺴﻬﻢ ﺑﺪورﻫﺎ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻠﻌﺐ اﻟﻮﻃﻨﻲ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ) ،(15ﻣﺎ داﻣﺖ اﻷﻫﺪاف رﺋﻴﺴـﺎ ﻓﻲ ﺻﻮن وﺗﻨﺎﻗﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ دو ًرا ً اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻫﻲ ﺧﻴﺮ اﻟﻮﻃﻦ ،وﺑﻘﺎء اﻟﺘﺮاث ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺎدي ﻟﻺﻣﺎرات ،ﻣﺜﻞ :اﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮر واﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺧﺎﻟ ًﺪا ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻷﺟﻴﺎل. واﻟﻌﺎدات وﻏﻴﺮﻫﺎ«) ،(16وأﺷﺎر ﺳﻤﻮه إﻟﻰ »اﺣﺘﻴﺎج ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻔﺮدات وﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﻣﻦ ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه اﻟﺘﺮاث ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﺼﺮﻫﺎ وﺗﻮﺛﻴﻘﻬﺎ وإﺣﻴﺎﺋﻬﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻓﻲ ﻋﺎم 1997ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻟﺘﻔﺮدﻧﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ،ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،وﻫﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎء اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻻﺳﺘﺸﺮاف آﻓﺎق اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻷرﺷﻔﺔ«)(17؛ ذﻟﻚ أن ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻜﺮﻳﺲ أﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻹﻋﻼم أن ﻳﺒﺬﻟﻪ ﻣﻦ ﺿﺨﻢ وﻣﻤﺘﺪ ،واﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺿﺨﻤﺔ وﻣﻤﺘﺪة أﺟﻞ ذﻟﻚ؛ إذ أﻧﺸﺌﺖ دورﻳﺎت ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ،واﻹﺑﻞ ،وأﺧﺮى ﺗﻮاﻛﺐ أﻳﻀً ـﺎ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺆدﻳﻬﺎ اﻟﻮرق ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ،وﻧُﺸﺮت اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻷﺟﻴﺎل ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻓﻴﺔ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻓﺌﺎت اﻟﻨﺎس واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﺮاﺛﻴﻦ :اﻟﻘﻮﻣﻲ )ﺑﺎﻟﻔﺼﺤﻰ( واﻟﻤﺤﻠﻲ ﻛﺎﻓـﺔ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻴﻠﻮن ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ )ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ( ،وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ دواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻴﻠﻮن ﻟﻠﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻮرﻗﻴﺔ. ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻄﻮﻳﻬﺎ اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻟﻮﻻ ﺟﻬﻮد اﻟﻨﺎدي وﻗﻴﺎم ﻣﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ إن اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﺗﻌﺰزه اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،وإدراك
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
21
ŒñĎĬĿí ùíĎøĿí ľÿč ŅîŔŌŇ Ľá Ċœíď ņñ ŅîĤŀē ĉĊĬĿí IJŀŃ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ واﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﺘﻔﺎﻧﻲ واﻹﺧﻼص ﻟﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ«) ،(6وﻫﻜﺬا ﻳﺤﻤﻠﻮن راﻳﺔ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺑﻌﺪه ،وﻛﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا ﻳﻬﺰم اﻟﻤﻮت ﺑﺼﻮره ﻳﻐﺪو اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ﺑﺎﻟﻔﺼﺤﻰ واﺟ ًﺒـﺎ ﻗﻮﻣ ٍّﻴـﺎ ،وﻳﻐﺪو اﻟﺤﻔﺎظ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ أﻫﻤﻬﺎ :اﻟﻨﺴﻴﺎن .وﻫﺬا ﻣﺎ أﻛﺪه ﺳﻤﻮه ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ واﺟﺒًـﺎ وﻃﻨﻴٍّـﺎ .وﻟﻜﻮن وﺻﻮل اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ أﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺴﻨﻮي اﻷول ﺣﻮل اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﻹﻋﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺎذ إﻟﻰ ﻋﻘﻮل ﻫﺬه ﺑﻘﻮﻟﻪ» :ﻻ ﻧﺠﺘﻤﻊ اﻟﻴﻮم ﻟﻨﺘﺬﻛﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ واﻟﺪ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺸﻴﺦ اﻷﺟﻴﺎل ،ﻓﻘﺪ أﻛﺪ ﺳﻤﻮه ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺿﻤﻴﺮ اﻷﻣﺔ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ـ ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ـ ﻓﺬﻛﺮاه ﻻ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻴﻮم وﻣﺮآة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻮﻃﻦ ،واﻟﺪور اﻟﺬي ﻳﻠﻌﺒﻪ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ أو ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ،وﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻐﺐ ﻋﻨﺎ أﺑ ًﺪا ،ﺑﻞ إن ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﺘﺔ أﻋﻮام واﻟﺘﺜﻘﻴﻒ واﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﻮاﻃﻦ) ،(7وأﻛﺪ دور اﻟﻤﺮأة اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺎن ﺗﺄﻛﻴ ًﺪا ﻟﺤﻀﻮره ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎء ﺷﻌﺒﻪ وأﻣﺘﻪ«) ،(10وأﺿﺎف: ﺣﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﻮل وﻗﻠﻮب أﺑﻨﺎء ﺷﻌﺐ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﺧﻴﺮ أﺟﻴﺎﻟﻨﺎ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ واﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣ ًﻌـﺎ) ،(8إﺿﺎﻓﺔ »إن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﱞ إﻟﻰ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻪ ،وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻷﻣﺘﻴﻦ :اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺑﻞ إن اﺳﻤﻪ ﻣﺎ زال ﻳﺘﺮدد ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻛﻠﻤﺎ ذُﻛﺮت ﻣﻨﺠﺰاﺗﻪ وﻛﺄﻧﻪ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ) ،(9ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺗﺤﻘﻖ ﻧﺪاء ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ«)(11؛ ﻟﻴﻜﻮن اﻟﺒﻄﻞ ﺣ ٍّﻴـﺎ ﻓﻲ اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮة. اﻷزﻣﻨﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ :اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ رؤﻳﺘﻪ أن وﻧﺎﻓﻴٍّـﺎ ﻟﻔﻌﻞ اﻟﻤﻮت ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻬﺾ أﺑﻨﺎؤه زاﻳﺪ اﻟﻮاﻟﺪ واﻟﻘﺎﺋﺪ ﻛﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻪ اﻟﻨﺒﻴﻞ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻐﺎﻳﺎت ﻛﺎن زاﻳﺪ واﻟ ًﺪا ﻟﺸﻌﺒﻪ ،وﻗﺎﺋ ًﺪا اﺳﺘﺜﻨﺎﺋ ٍّﻴـﺎ أرﺳﻰ ﺗﻤﺘﺪ إﻟﻰ ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺸﻴﻮخ ﱞ ﻣﻌ ـﺎ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪ. دﻋﺎﺋﻢ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة وأﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ً رﺋﻴﺴـﺎ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣــﺎرات، ﻛﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ أدﻫﺶ اﻟﻌﺎﻟﻢ .وﻛﺎﻧﺖ ﺧﺴﺎرﺗﻪ دون ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ وﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ً ورﺋﻴﺴـﺎ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺈﻧﺴﺎن ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ اﻟﺨﻠﻮد ﻛﺎرﺛﺔ ﻛﺒﻴﺮة ،ﻓﻘﺎل ً ﺗﺆدى اﻟﺘﻲ ا+دوار ﺣﻴﺚ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺪاوﻻً ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ﺳﻤﻮه ﻓﻲ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻗﺼﻴﺪة ﺗﻔﻴﺾ أﺳﻰ وﺣﺰﻧًـﺎ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺗﺆﻛﺪ ﻟﺨﺪﻣﺔ وإﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث ،ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺧﻄﻰ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ ،وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟـﻪ» :إﻧﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ أن ﻓﻌﻞ اﻟﻤﻮت ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﻣﻦ وﺟــﻮده ﺳﻮى اﻟﻮﻃﻦ وﺑﻨﺎء ﻧﻬﺞ اﻟﻮاﻟﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ إﺣﻴﺎء ﻋــﺎدات ﻏﻴﺎب اﻟﺠﺴﺪ؛ إذ إن اﻷﺑﻄﺎل ﻳﻘﻬﺮون اﻟﻤﻮت وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت واﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﺑﺈﻧﺠﺎزاﺗﻬﻢ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻤﺎدﻳﺔ ،وﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ
20
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ..رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث ا/ول
د .إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﺣﻤﺪ ﻣﻠﺤﻢ@
ﻟﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺪرك ﺳﺮ ﻫﺬه اﻟﻘﻮة ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ،واﻟﺪﻋﻢ اﻟﺴﺨﻲ ﻣﻌﻨﻮﻳٍّـﺎ وﻣﺎدﻳٍّـﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻜﺎﻧﺘـﻪ وﺣﻀﻮره ﻋﻨﺪ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،دون ﻋﺮض رؤﻳﺔ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺬي ﻋﺪﱠ اﻟﺘﺮاث ﻣﻨﻄﻠﻘًـﺎ أﺳﺎﺳ ٍّﻴـﺎ ﻧﺤﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة. ﺟﺎءت ﺟﺎﺋﺰة »رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﺟﻤﻴﻌ ـﺎ؛ +ن ﺳﻤﻮه ﻟﻌﺎم 2015ﺗﻘﺪﻳ ًﺮا ﻟﻨﺎ ً ﻣﻬﻤ ـﺎ ﻣﻦ رﻣﻮز اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺻﺎر رﻣـ ًﺰا ًّ اﻟﺘﺮاث ،و+ن اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﻄﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺜﻞ إرادة اﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺸﻌﺐ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺟﻌﺒﻞ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺷﺎﻳﻊ
اﺗﺴﻌﺖ رؤﻳــﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳــﺪ ﻟﻠﺘﺮاث ﻟﺘﺸﻤﻞ ﻣﺎ أﻧﺘﺠﺘﻪ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وورﺛﺘﻪ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻼﺣﻘﺔ؛ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮل» :إﻧﻨﺎ ﻧﺤﺮص ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺘﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ وﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻘﻮﻣﻲ ،وﻫﻲ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻧﺤﺒﻬﺎ ،ﺗﻮارﺛﻨﺎﻫﺎ ﻋﻦ اﻷﺟﺪاد ﻋﺒﺮ أﺟﻴﺎل ﻃﻮﻳﻠﺔ .إﻧﻬﺎ ﻣﻨﻘﻮﺷﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺪور ،وﺳﻨﺤﺮص ﻋﻠﻴﻬﺎ داﺋ ًﻤـﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺧﻄﻮﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﺤﻀﺎرة« ) .(1وﻳﻌﻴﺪ ﻫﺬا اﻟﺤﺮص إﻟﻰ أﻫﺪاف ﺳﺎﻣﻴﺔ ،ﻓﻴﻘﻮل» :إن اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺑﻤﺎﺿﻴﻬﺎ، وﻫﻮ ﻣﺎض ﻳﺤﻖ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻔﺎﺧﺮ ﺑﻪ أﻣﻢ اﻷرض ﻛﻠﻬﺎ ..وﻣﻨﻪ ﺗﺴﺘﻤﺪ اﻟﻨﻮر اﻟﺬي ﻳﻀﻲء أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ«)(2؛ ﻓﺎﻟﺘﺮاث ﻫﻮ ﺧﻴﺎر اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻳﺆﺳﺲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔﺮد ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻻﻧﻬﺰام واﻟﺘﻐﺮﻳﺐ ،وﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .وﻟﻬﺬا ﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ واﺟﺐ ﺿﺮوري وﺣﺘﻤﻲ) (3ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﺒﻘﻰ ﺣ ٍّﻴـﺎ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺮى أن »إﺣﻴﺎء ﺗﺮاث وﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻴﻪ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻷﺑﻨﺎء اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ؛ ﻟﻴﺘﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺗﻠﻚ اﻷﺟﻴﺎل ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻈﺮوف واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ واﺟﻬﺘﻬﺎ«) ،(4وﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا ،أن ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺘﺮاث، ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ؛ ذﻟﻚ
أن اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻓﻖ رؤﻳﺘﻪ »ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث وﻣﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ إﻻﱠ اﻣﺘﺪاد ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ،وﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻴﺶ ﺣﺎﺿﺮه وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ؛ ﻓﻤﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻧﺘﻌﻠﻢ ...ﻧﻜﺘﺴﺐ اﻟﺨﺒﺮة ،وﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺪروس واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻓﻨﺄﺧﺬ اﻷﻓﻀﻞ وﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺣﺎﺟﺎﺗﻨﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮة، وﻧﺘﺠﻨﺐ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد«).(5 إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ ،اﻧﺘﻬﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻤﻮه ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﺬي ﺻﻴﻎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻔﺼﺤﻰ ،واﻟﺬي ﻳﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﻮﺻﻔﻪ ،أﻳﻀً ﺎ، ﺗﺮﻛﺔ اﻷﺟﺪاد ﻓﻴﻘﻮل» :ﻟﻘﺪ ﺗﺮك ﻟﻨﺎ اﻷﺳﻼف ﻣﻦ أﺟﺪادﻧﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻔﺨﺮ ﺑﻪ وﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ وﻧﻄﻮره؛ ﻟﻴﺒﻘﻰ رﻣ ًﺰا ﻟﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ واﻷﺟﻴﺎل اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ .وإن ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،إ ْن ﱠ دل ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ،ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺻﻴﻠﺔ واﻟﻨﺒﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻬﺎ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺠﻲء أﻫﻤﻴﺔ إﺣﻴﺎء ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻈﻴﻢ .وﻗﺪ وﺟﺪتُ إﻗﺒﺎﻻً ﺷﺪﻳ ًﺪا ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺬي ورﺛﻨﺎه ﻋﻦ أﺟﺪادﻧﺎ ،وأدﻋﻮ إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺬي ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻲ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
19
ŒñĎĬĿí ùíĎøĿí ľÿč ŅîŔŌŇ Ľá Ċœíď ņñ ŅîĤŀē ĉĊĬĿí IJŀŃ
ﻗﻮة ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث
رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻌﺎم 2015
ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن 18
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ..رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث ا/ول
اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﻟﻤﻨﺸﻮرات اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن أﺻﺒﺢ ﻳﺤﺘﻀﻦ اﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻀﻮﺋﻲ وﺗﺤﻔﻴﺰﻫﻢ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﺷﻂ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻟﻴﺪﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻜﺮم اﻟﻔﺎﺋﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺠﻮاﺋﺰ ﺗﺤﻔﻴﺰﻳﺔ وﺗﺸﺠﻊ ﻛﻞ اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل. إن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻤﺎ ﻗﺪﻣﻪ وﻳﻘﺪﻣﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل وﻛﻞ ﻣﺎ ذﻛﺮﺗﻪ ﻟﻬﻮ ﻏﻴﺾ ﻣﻦ ﻓﻴﺾ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺪم إﻟﻰ ﺑﻼده اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺪ واﻟﻮﻗﺖ واﻟﺘﻌﺐ واﻟﺴﻬﺮ ،وﻗﺎم ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺤﻀﺎري ،وﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺑﻀﺮورة اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻪ ،ﺑﻞ وﺣﺮص ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻮروﺛﺎت إﻟﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻮروﺛﺎت دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺧﺎﻟﺪة ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺪﺛﺎر ﻣﻊ ﺗﻘﺪم اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ وﻃﻐﻴﺎﻧﻬﺎ ،وﻻ أﺟﺪ ﻣﺎ أﺻﻔﻪ ﺑﻪ أﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻗﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻧﻌﻤﺎن اﻟﻜﻌﺒﻲ )ﺑﺘﺼﺮف(: إﻟﻴﻚ أﺑﺎ اﻟﻌﻼ ﺳﻠﻄﺎن ُزﻓﱠﺖ ﻋﺮوس اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟــﻨﻈﺎم ُ ﻓﺈﻧﻚ ﻳﺎﺑﻦ زاﻳﺪ ﺧﻴﺮ ﻛﻒ ٍء ﻟﺬات اﻟﻤﺠﺪ ﻋﺼﻤﺎ واﻋﺘﺼـــﺎم ﺗﺨﺎﻃﺒﻚ اﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻼﻫﺎ وﺗﻔﺨﺮ أن ﺗــــﻜﻮن ﻟﻚ اﻟــﻮﺳﺎم وﺗﺨﺪﻣﻚ اﻟﻤﻜﺎرم ﻓﻲ ﺳﻤ ٍﻮ ﻳﻌﺰزﻫـــﺎ ﺳﻤﻮﻛﻢ اﺣــــــﺘﺸﺎم ﻧﻤﺎ ﺑﻚ زاﻳﺪ ﻓﺎزددت ﺷﻮﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﻧﺎل زاﻳﺪ ﻓــــــﻲ اﻷﻧﺎم ﻓﺠﺌﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪك ﺑﻞ وأرﻗﻰ ﺑﻌـــــﻘﻞ واﺗﺰان واﻟﺘــــــــﺰام ﺻﺒﻮرا ﻟﻸﻣﻮر إذ أﻟـــــﺪّ ت ﺧﺒﻴﺮا ﺑﺎﻟﺪﻫــــﺎء ﻓﻼ ﺗــــــﻀﺎم ﺣﻠﻴﻤﺎ ﺑﺎﺳﻄﺎ ﺑﺎﻟـــﺠﻮد ﻛﻔﺎ ﺟﺴــــﻮرا إن ﺗﻮﻋﺪك اﻟﺨﺼــﺎم ﺗﺬﻟﻞ ﻟﻠﺼﻌﺎب ﺑﺤﺴﻦ رأي وﺗﺪﺑﻴﺮ وﺣــــــﺰم واﻫــــــﺘﻤﺎم أدام اﻟﻠـــــﻪ ﻋﺰك ﻓﻲ ﻋﻠ ٍﻮ وﻣـــــﺪ ﻟﻚ اﻟﺒﻘﺎء ﻷﻟﻒ ﻋـــﺎم
« Ý ìäß Õy ¢ë § Þ Ý ¼Ø ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ
ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ
ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﺎم 1955م ،وﻫﻮ اﻻﺑﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ . ﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ اﻷوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ وأﺑﻮﻇﺒﻲ ،وواﺻﻞ دراﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت، وﺗﺨﺮج ﻋﺎم 1973م ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺳﺎﻧﺪ ﻫﻴﺮﺳﺖ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، واﻟﺘﺤﻖ ﺑﺪورات ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن وﻣﺼﺮ. اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ اﻟﺘﻲ ﺷﻐﻠﻬﺎ: • ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﺬ 2009/08/28م. • ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة . • رﺋﻴﺲ داﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ . • اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ . • ﻧﺎﺋﺐ ﻗﺎﺋﺪ ﻗﻮات دﻓﺎع أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻗﺎﺋﺪ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ . • رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات. • رﺋﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم . • ﺗﻮﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎرات ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم ﻣﻦ ﻋﺎم 1976إﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ .1981 • ﻳﺸﻐﻞ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ اﻷﺧﺮى ،ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺒﺘﺮول وﻣﺠﻠﺲ إدارة ﺟﻬﺎز أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ،واﻟﻤﻌﺎﻫﺪ واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﻟﻌﻴﺎدات اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﺪواﺋﺮ . • وﻳﻌﺘﺒﺮ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻦ أﺷﺪ اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﺮاث دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺷﻌﺒﻬﺎ .وﺗﻤﺘﺪ ﻫﻮاﻳﺎت ﺳﻤﻮه إﻟﻰ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر، وﻳﻌﻄﻲ اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ أﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺣﻴﺚ أﻗﺎم ﻧﺎدﻳًﺎ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻣﺪروﺳﺔ ،وﻟﻪ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﺎﻣﺮة ﺑﺄﻣﻬﺎت اﻟﻜﺘﺐ وﻧﺼﻮص اﻟﺘﺮاث
*ﺷﺎﻋﺮ وﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
17
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм тАля╗Уя╗▓ я╗гя║ая║О┘Д ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя║дя╗Ая║О╪▒┘К ┘И╪зя╗╣я╗зя║┤я║Оя╗зя╗▓ ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ я╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪йтАк ╪МтАм╪гя╗зя╗к я╗Яя╗в я╗│я║Д┘Д я║Яя╗м ┘Ля║к╪з я╗Уя╗▓ я║Чя╗оя╗Уя╗┤я║о я╗Ыя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║┤я║Тя╗ЮтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗дя╗Ья╗ж я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗оя║╗я╗о┘Д ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗╖я╗ля║к╪з┘Б ╪зя╗Яя╗дя║оя║Яя╗о╪й ┘И╪зя╗Яя╗Мя╗о╪п╪й я║Ся║Оя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗КтАм тАл╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘Е ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя╗ая╗▓ я║Ся║Оя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗▓ я╗Яя╗ая║к┘Ия╗Яя║Ф тАк ╪МтАмя╗Уя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Шя╗к ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя╗ая╗┤я║ФтАм тАля║зя║╝я╗оя║╗я║О ┬╗╪зя╗Яя╗дя║о╪зя╗Ыя╗┤я║╛┬лтАм тАля╗Уя╗▓ я╗Ыя╗Ю ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя║╖я╗В ┘Ия║гя╗Ая╗о╪▒ я║Яя╗дя╗┤я╗К ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪ктАк╪МтАмтАм тАл┘ЛтАм тАл┘И┬л╪зя╗Яя╗дя║░╪зя╗│я╗ж┬л ┘И┬л╪зя╗Яя║дя╗╝╪и┬л ┘Ия╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ ╪зя╗Яя║┤я║Тя║Оя╗Чя║О╪к ╪зя╗Яя║Тя║дя║оя╗│я║ФтАк ╪МтАм┘Ия║Чя╗Ья║оя╗│я╗дя╗к я║╖я║ия║╝я╗┤┘С┘Ня║ОтАм тАля╗Яя╗ая╗Фя║Оя║Ля║░я╗│я╗ж я║Ся║Оя╗Яя║ая╗о╪зя║Ля║░ ╪зя╗Яя╗Мя╗┤я╗ия╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║ая║░я╗│я║ФтАк ╪МтАмя╗Ыя║О┘Ж я╗Яя╗к ╪зя╗Яя╗Фя╗Ая╗Ю ╪зя╗╖я╗Ыя║Тя║о я╗Уя╗▓ ╪▓я╗│я║О╪п╪йтАм тАля║гя║к╪й ╪зя╗Яя║Шя╗ия║Оя╗Уя║▓ ╪зя╗Яя║╕я║оя╗│я╗Т я║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗дя║оя║Ся╗┤я╗ж ┘И╪зя╗Яя╗дя╗╝┘Г ┘И╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя╗┤я╗ж я╗Ля╗ая╗░ я║гя║ктАм тАля║│я╗о╪з╪бтАк ╪МтАмя╗Уя╗Ья║О┘Ж ╪зя╗Яя╗ия║Оя╗гя╗о╪│ я╗гя╗ж я╗│я║к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я╗Яя╗к я╗Гя╗Мя╗втАм тАл┘Ия╗зя╗Ья╗мя║Ф я║зя║Оя║╗я║Ф я║Чя╗о╪з╪▓┘К я╗Уя║оя║гя║Ф ╪зя╗Яя╗ия║Оя╗гя╗о╪│ я╗зя╗Фя║┤я╗ктАк.тАмтАм
тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗╗я║│я║Шя╗Мя║о╪зя║┐я╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Дя╗мя╗▓ ┘И╪зя╗Яя║┤я╗о┘В ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓тАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║О я╗Ыя║Оя╗зя║Ц я╗гя║╕я║О╪▒я╗Ыя║ФтАм тАля╗Уя║о┘В ╪зя╗Яя╗Фя╗ия╗о┘Ж ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф тАк-тАм╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗гя╗╕╪к ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к я║Ся║Оя╗╖я╗ля║О╪▓я╗│я║Ю ┘И╪зя╗╖я╗Пя║Оя╗зя╗▓тАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗ая║ФтАк -тАмя╗гя╗ая╗Фя║Шя║ФтАк ╪МтАм╪ея╗Яя╗░ я║гя║к я║Ся╗Мя╗┤я║ктАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя╗ая╗Фя║Шя║Ф ╪зя╗╖я║Яя╗дя╗Ю я║Чя╗дя║Ья╗ая║Ц я╗Уя╗▓ я║гя║о╪╡ я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║ктАм тАл╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж тАк-тАмя║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я║Чя╗оя╗Уя╗┤я║о ┘Ия║│я║Оя║Ля╗Ю ╪зя╗Яя║о╪зя║гя║Ф я╗Яя║░┘И╪з╪▒ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪ктАм тАл┘И╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя╗┤я╗ж я╗Уя╗┤я╗к я╗Ля╗дя╗о ┘Ля╗гя║ОтАк -тАмя╗Ля╗ая╗░ я║Чя╗оя╗Уя╗┤я║о я╗Ыя║Оя╗гя╗Ю ╪зя╗Яя║оя╗Ля║Оя╗│я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Мя╗ия║Оя╗│я║ФтАм тАля╗Яя║м┘И┘К ╪зя╗╗я║гя║Шя╗┤я║Оя║Яя║О╪к ╪зя╗Яя║ия║Оя║╗я║Ф ┘Ия╗Ыя║Тя║О╪▒ ╪зя╗Яя║┤я╗жтАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя║дя║о╪╡ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя║│я║Шя╗Фя║О╪пя║Чя╗мя╗втАм тАл┘И╪зя║│я║Шя╗дя║Шя║Оя╗Ля╗мя╗в я║Ся║дя╗Ая╗о╪▒ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪ктАк ╪МтАм┘Ия║Чя╗оя╗Уя╗┤я║о я╗Ыя║Оя╗Уя║Ф я║│я║Тя╗Ю ╪зя╗Яя║о╪зя║гя║Ф я╗гя╗ж я╗зя╗Шя╗ЮтАм тАл┘Ия╗гя╗о╪зя╗Чя╗Т я║зя║Оя║╗я║Ф ┘Ия║Чя║Дя╗гя╗┤я╗ж я╗Ыя╗Ю ┘Ия║│я║Оя║Ля╗Ю ╪зя╗Яя║о╪зя║гя║Ф я╗Яя╗мя╗втАк ╪МтАм┘Ия║Чя║ия║╝я╗┤я║║ я╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪ктАм тАля║зя║Оя║╗я║Ф я║Ся╗мя╗в╪Ы я╗Яя╗ая║Шя║Дя╗Ыя╗┤я║к я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя╗Шя║кя╗│я║о ╪зя╗Яя║м┘К я║Чя║дя╗Ия╗░ я║Ся╗к я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗Фя║Мя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Тя║кя╗Ля║ФтАм тАля╗гя╗ж я║╖я║о╪зя║Ля║в ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К ┘И╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗ая╗Шя╗░ я╗гя╗ия╗к я╗Ыя╗Ю ╪зя╗Яя║оя╗Ля║Оя╗│я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Шя║кя╗│я║отАк ╪МтАмя║гя╗┤я║ЪтАм тАля║Чя║Ж╪п┘К ╪п┘И╪▒я╗ля║О я╗Ыя║Оя╗гя╗╝ я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К ┘Ия║Чя║┤я╗мя╗в я╗Уя╗▓ я║Чя╗Дя╗о╪▒┘З ┘И╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║Чя║ия╗Дя╗┤я╗В ┘Ия╗гя╗ия╗мя║Ю ┘Ия║Чя╗Дя╗оя╗│я║о я╗гя║┤я║Шя╗дя║отАм тАля╗ля╗оя╗│я║Шя╗к ╪зя╗Яя║дя╗Ая║О╪▒я╗│я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАк.тАмтАм тАл╪е┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║ия╗Дя╗┤я╗В ╪зя╗Яя╗дя╗дя╗ия╗мя║Ю ┘И╪зя╗Яя╗дя║Шя║Дя╗зя╗▓ ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Мя╗ая╗в я║Ся║Оя╗Яя║Шя║ая║оя║Ся║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Дя╗оя╗│я║о ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Шя╗дя║отАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗╗ я╗│я║ия╗Фя╗░ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя║Шя║Оя║Ся╗Мя╗┤я╗ж я╗Яя╗дя║┤я╗┤я║о╪й ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАм тАля╗Чя║к я║Яя╗Мя╗Ю я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я║оя╗Ля║Оя╗ля║О ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘ДтАм тАля╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ╪зя╗Яя╗дя║Ья╗Ю ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║дя║Шя║м┘Й я║Ся╗к я╗Уя╗▓ я║Яя╗дя╗┤я╗К ╪зя╗Яя║к┘И┘Д ╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║ая╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗Уя╗Ья║О┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж я╗гя╗ия╗Ия╗дя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║ая╗┤я║Ф я╗│я║Дя║Чя╗о┘Ж я╗Яя╗╝я║│я║Шя╗Фя║О╪п╪йтАм тАл╪е┘Ж я╗Ля║╕я╗Ц ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║Тя║кя╗│я╗к ┘Ия╗│я╗дя║О╪▒я║│я╗к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║жтАм тАля╗гя╗ж ╪зя╗Яя║ия║Тя║о╪й ╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗ая╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ┘Ия║╗я╗ая║Ц ╪ея╗Яя╗┤я╗мя║О ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАк╪МтАмтАм тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж тАк ╪МтАмя╗│я║┤я║Шя║дя╗Ц ╪зя╗Яя╗Ья║Ья╗┤я║отАм тАл┘Ия║зя║╝я╗оя║╗я║О я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ ╪зя╗Яя║м┘К ╪гя║╗я║Тя║в я╗│я╗о╪з╪▓┘К я║│я╗о┘ВтАм тАля╗гя╗ж ╪зя╗Яя║ая╗о╪зя║Ля║░ ┘И╪з я║╖я║О╪п╪з╪ктАк ╪МтАм┘Ия║│я║Шя╗Ья╗о┘Ж ╪зя╗Ля║Шя║о╪зя╗Уя║ОтАм тАля╗Ля╗Ья║О╪╕ я╗Чя║кя╗│ ┘Ля╗дя║ОтАк ╪МтАмя╗Уя╗Фя╗┤я╗к ╪зя╗Яя║┤я║Тя║Оя╗Чя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗дя║░╪зя╗│я╗ж ┘И╪зя╗Яя╗дя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║ФтАм тАл┘И╪зя╗╖я║│я╗о╪з┘В ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║дя╗Фя╗╝╪к ╪зя╗Яя╗Ря╗ия║Оя║Ля╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Мя║о┘И╪╢ ┘И╪зя╗Яя╗дя║┤я║оя║гя╗┤я║О╪ктАм тАля║Ся╗дя║ая╗мя╗о╪п╪зя║Чя╗к ╪зя╗Яя║ая║Тя║О╪▒╪й я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗оя╗Ля╗оя╗│я║ФтАк ╪МтАмя║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ ╪зя╗╣я╗Ля╗╝я╗гя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║Шя║ия║╝я║║ ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я╗оя╗Уя║о я╗Ыя║Оя╗Уя║ФтАм тАля╗Ля║Тя║о я╗Уя╗Ья║о┘З ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Шя╗ия╗┤я║отАм
тАлтАк16тАмтАм
тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж тАк..тАм╪▒я║Яя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зтАк/тАм┘И┘ДтАм
ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﺎﻟﺪي
اﻫﺘﻤﺎم ﻋﻠﻤﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻔﻬﻲ
ﻛﻤﺎ اﻫﺘﻢ اﻟﺸﻴﺦ ﺑﺎﻷدب واﻟﺸﻌﺮ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﻟﻮاﻧﻪ اﻫﺘﻤﺎ ًﻣﺎ ﻛﺒﻴ ًﺮا؛ ﻓﺄﻗﻴﻤﺖ اﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﺗﺸﺠﻴﻌﺎ ﻟﻠﺸﻌﺮاء ،ﻛﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﺖ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮاء ﻹﻇﻬﺎر ﻣﻮاﻫﺒﻬﻢ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،وأﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﻮاﻋﻴﺪ اﻟﺘﻘﺎء ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ واﻻﻫﺘﻤﺎم ،وﻻﻗﺖ ﺣﻀﻮ ًرا ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎن اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن ﻳﺤﻈﻮن ﺑﺎﻟﺪﻋﻢ اﻟﻼﻣﺤﺪود ﻋﺒﺮ ﻧﺸﺮ إﻧﺘﺎﺟﻬﻢ اﻷدﺑﻲ ،وﺗﺸﺠﻴﻊ ﻧﺪواﺗﻬﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﻗﺮاءاﺗﻬﻢ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ وﻧﺸﺮﻫﺎ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﻼت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ. إن اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺛﻮاﺑﺘﻬﺎ ،وﺗﺴﻠﻴﺢ أﺟﻴﺎل اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻨﺎﺷﺊ ﺑﺎﻟﻤﻮروﺛﺎت اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ اﻟﻤﺸﺮق؛ ﻟﻬﻮ ﻋﺐء ،ﺣﺮص اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻠﻪ واﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ؛ ﻟﻤﺎ ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺠﺎه وﻃﻨﻪ ،ﻓﻤﻨﺤﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ وﻗﺘﻪ ،وﺳﻨﻴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ اﻟﻠﺼﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ
اﺳﺘﻤﺪ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻫﺬه اﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﻠﺘﺮاث ﻣﻦ ا+ب ،اﻟﻤﻌﻠﻢ ا+ﻛﺒﺮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن – ﻃﻴﺐ ا^ ﺛﺮاه -ﺣﻴﺚ ﻳُﻌﺪ أﺣﺪ أﻧﺠﺐ ﺗﻼﻣﺬة اﻟﻤﻌﻠﻢ ا+ﻛﺒﺮ ،اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ا+ول
ﻣﻨﺤﺖ اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ﻟﻜﻞ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،ﺑﻞ وأﻓﺴﺤﺖ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ؛ إﻣﻌﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﺳﻴﺨﻬﺎ وﺗﻘﻮﻳﺔ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ دﻳﻤﻮﻣﺘﻬﺎ. إن اﻟﻠﻔﺘﺎت اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻘﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ ،ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻪ رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻷول ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﺎر اﻹﻋﺠﺎب واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ؛ ﻓﻘﺪ ﺷﺠﻊ ﻛﻞ اﻟﻬﻮاﻳﺎت واﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ،ودﻋﻤﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﺟﻮاﺋﺰ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ،ﻓﺄدﺧﻞ إﻟﻰ ﻛﻞ ذﻟﻚ »اﻟﺼﻘﺎرة« و»اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ« اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻷﺷﻐﺎل اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﺘﺤﻒ اﻟﺘﺬﻛﺎرﻳﺔ وﻋﺮوض ﻓﺮﺳﺎن
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
15
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм тАля║│я╗дя╗Мя║Ф я╗Гя╗┤я║Тя║Ф я╗Уя╗▓ ╪г╪▒я║Яя║О╪б ╪зя╗Яя║кя╗зя╗┤я║ОтАк.тАмтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Дя║о┘В ╪зя╗Яя╗ия╗оя╗Ля╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║Тя║Шя╗Ья║о я║Ся╗дя║о┘И╪▒ ╪зя╗Яя║┤я╗ия╗┤я╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║ФтАм тАля╗Ля╗ая╗░тАм тАл╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕тАм тАл╪е┘ЖтАм тАля╗Яя╗Шя║к я╗Ыя║Оя╗зя║Ц я╗гя║┤я║Оя╗ля╗дя║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║ктАм тАл┘И╪зя╗Ыя║Шя║┤я║О╪и ╪зя╗Яя║ия║Тя║о╪з╪к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║┤я║Оя║Ся╗Шя║Ф╪ЫтАм тАл╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф ┘Ия║Ыя╗о╪зя║Ся║Шя╗мя║ОтАк╪МтАмтАм тАл╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя║Шя╗Шя╗ая╗┤я║к┘КтАм тАля╗гя╗дя║О я╗│я║ая╗Мя╗Ю ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к я╗Уя╗▓ я║Чя╗Дя╗о╪▒ я╗гя║┤я║Шя╗дя║отАк╪МтАмтАм тАля╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪к ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪йтАк ╪МтАмя╗ля╗о я║Яя╗Ю я╗гя║О я╗Ыя║О┘Ж ┘Ия║Чя║┤я╗ая╗┤я║в ╪гя║Яя╗┤я║О┘Д ╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪и ┘Ия║Чя║дя╗Ия╗░ я║Ся║Ия╗Ля║ая║О╪и ╪зя╗Яя╗дя║Шя║Оя║Ся╗Мя╗┤я╗ж ┘И╪зя╗Яя╗дя╗мя║Шя╗дя╗┤я╗жтАк╪МтАмтАм тАля╗│я║Дя╗гя╗ая╗к ╪зя╗Яя╗дя╗о╪зя╗Гя╗ж ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓тАк ╪МтАм╪зя╗Яя║м┘К я╗Зя╗ж я╗Яя║Тя║оя╗ля║Ф я╗гя╗жтАм тАл┘Ия╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ ╪зя╗Яя║Тя║Оя║гя║Ья╗┤я╗ж ╪зя╗╖я╗Ыя║О╪пя╗│я╗дя╗┤я╗┤я╗ж ╪зя╗Яя║мя╗│я╗ж я╗│я║ая║к┘И┘ЖтАм тАля║Ся║Оя╗Яя╗дя╗о╪▒┘Ия║Ыя║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя╗ия║Оя║╖я║КтАм тАл╪зя╗Яя║░я╗гя╗ж ╪г┘Ж ╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘Е я║Ся║Оя╗╣я║Ся╗Ю ┘Ия║│я║Тя║Оя╗Чя║Оя║Чя╗мя║О я╗Яя╗в я╗│я╗Мя║к я╗Ыя╗дя║ОтАм тАля╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Шя║ая║О╪к ╪зя╗╖╪пя║Ся╗┤я║Ф я║гя╗о┘Д ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘И╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪лтАм тАля╗Ыя║О┘Ж я╗Ля╗ая╗┤я╗к я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║┤я║Оя║Ся╗ЦтАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗Ья╗ж я║Яя║О╪б╪к я╗гя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║дя╗Ая║О╪▒я╗│я║Ф я╗Яя║Шя╗Ья╗о┘Ж ╪зя╗Яя╗Шя║Оя╗Ля║к╪й ╪зя╗Яя║дя╗Ая║О╪▒┘К я╗гя║Шя╗дя║Ья╗ая║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║ая╗╝╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ╪зя╗ля║Шя╗дя║Ц ╪зя╗Яя║дя╗Шя╗┤я╗Шя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я╗ия╗Дя╗ая╗Ц ╪зя╗Яя╗дя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗ия║к┘И╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя╗ая╗дя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪ктАк╪МтАмтАм тАля║Ся║Оя╗╣я║Ся╗Ю ┘И╪зя╗Яя║┤я║Тя║Оя╗Чя║О╪к ┘Ия╗гя║О я║гя╗Ия╗┤я║Ц я║Ся╗к я╗гя╗ж ╪пя╗Ля╗в я╗╗тАм тАл┘И╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я║оя╗Ля║Оя╗ля║О ┘Ия╗│я║╕я║о┘Б я╗Ля╗ая╗┤я╗мя║О ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘ЖтАм тАля╗гя║дя║к┘И╪птАк ╪МтАм┘Ия║Чя║╕я║ая╗┤я╗К я╗Пя╗┤я║о я╗гя║┤я║Тя╗о┘ВтАк ╪МтАмя╗Яя║Шя╗Мя╗┤я║к ╪зя╗Яя╗мя║ая╗ж я╗гя╗ия╗мя║О ╪ея╗Яя╗░ я╗гя║┤я║Шя╗Шя║Тя╗ая╗к я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАк ╪МтАм╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗┤ ┘Оя╗ж ╪зя╗Яя║м┘К я╗╗ я╗│я╗ия╗Ая║РтАм тАля╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ая╗оя╗гя║О╪к я║гя╗о┘Д ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗ая║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪п┘И╪зя║Ля║о ╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘Е ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓тАк ╪МтАм╪зя╗Яя╗дя║╕я║о┘В╪Ы я╗Яя╗мя╗о я╗Ля║Р╪бтАк╪МтАмтАм тАл┘И╪зя║│я║Шя╗дя║о╪з╪▒ ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║┤я║Тя║Оя╗Чя║О╪к )╪зя╗Яя╗дя║отАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪йтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Ыя╗┤я║╛(тАк ╪МтАмя║гя║о╪╡ ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗Ыя║Оя╗зя║ЦтАк ╪МтАм┘И╪зя║│я║Шя╗дя║о╪к тАк -тАмя║Ся╗Фя╗Ая╗Ю я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║кя╗Ля╗втАм тАля╗Уя╗▓ я╗Зя╗Ю я╗ля║м╪зтАк ╪МтАмя╗Яя╗в я║Чя║┤я║Шя║Дя║Ыя║о я║Ся╗┤я║Мя║Ф я║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я║Ся╗Мя╗┤я╗ия╗мя║ОтАм тАл╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║отАк -тАм╪зя╗Яя╗дя║╝я║к╪▒ ╪зя╗╖я║│я║О╪│ я╗Уя╗▓ ╪пя║зя╗Ю ╪зя╗Яя╗Ья║Ья╗┤я║о я╗гя╗ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я╗Ля╗ая╗░ я║Ся║Оя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘Е ╪гя╗Ыя║Ья║о я╗гя╗ж я║Ся╗┤я║Мя║Ф ╪гя║зя║о┘Й я╗гя╗ж я║Ся╗┤я║Мя║О╪ктАм тАл╪гя║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗жтАк ╪МтАм┘Ия╗Чя║Тя╗ая║Ф ╪зя╗Яя╗дя║оя║Ся╗┤я╗ж я╗гя╗ж ╪п┘И┘Д ╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║ЮтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓ я╗Яя║к┘Й ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗жтАм тАля║Чя║дя╗дя╗ая╗к ┘И╪зя╗Яя╗Шя╗┤я║О┘Е я║Ся╗ктАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║ФтАк ╪МтАм╪г┘Ия╗Яя║Мя╗Ъ ╪зя╗Яя║мя╗│я╗ж я╗У┘Пя║Шя║в я╗Яя╗мя╗в ╪зя╗Яя║Тя║О╪и я╗Ля╗ая╗░тАм тАл╪▓╪зя╗│я║ктАк ╪МтАмя║Ся╗Ю я║гя╗Ия╗┤я║Ц я║Яя╗дя╗┤я╗К ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя║О╪к ╪зя╗╗я║Яя║Шя╗дя║Оя╗Ля╗┤я║ФтАм тАля╗гя║╝я║о╪зя╗Ля╗┤я╗к я╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф ╪ея║зя╗о╪зя╗зя╗мя╗в ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗┤я╗┤я╗ж я╗Уя╗▓тАм тАля║Ся║Оя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘Е ╪зя╗Яя║м┘К я║Чя║┤я║Шя║дя╗ЦтАк ╪МтАмя╗Уя╗Ья╗дя║О я║гя╗Ия╗┤я║Ц ╪зя╗╣я║Ся╗ЮтАм тАл╪зя╗Яя║┤я║Тя║Оя╗Чя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия║Чя║ия║╝я╗┤я║║ ╪зя╗╖я║╖я╗о╪з╪╖ ╪зя╗Яя║ия║Оя║╗я║ФтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Фя║о┘Ия║│я╗┤я║Ф ┘Ия║│я║Тя║Оя╗Чя║О╪к ╪зя╗Яя╗Шя║к╪▒╪й ┘Ия╗Пя╗┤я║оя╗ля║О я╗гя╗жтАм тАля║Ся╗мя╗втАк ╪МтАм┘Ия╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ ╪зя╗Яя╗дя║╕я║Шя║оя╗Ыя║Ф╪Ы я║Ся╗дя║О я╗│я║Шя╗┤я║в я╗Яя╗мя╗в ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя╗Уя║┤я║Ф я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║дя║╝я╗о┘Д я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗ия║╕я║Оя╗Гя║О╪ктАк ╪МтАм╪зя╗ля║Шя╗в я║│я╗дя╗о┘З я║Ся║Оя╗Яя║Тя╗┤я║Мя║Ф ╪зя╗Яя║Тя║дя║оя╗│я║Ф я║Ся╗ия╗Фя║▓ ╪зя╗Яя╗Шя║к╪▒╪Ы я╗Уя╗Ья║О┘Ж я║│я║Тя║О┘ВтАм тАл╪зя╗Яя║ая╗о╪зя║Ля║░ ╪зя╗Яя╗Шя╗┤я╗дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║оя║╗я║к я╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ )╪зя╗Яя╗ия║Оя╗гя╗о╪│(тАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя╗Мя║╕я║о╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗ая╗┤я╗ктАк.тАмтАм тАл)╪зя╗Яя╗Шя╗Фя║О┘Д( ╪зя╗Яя║╕я║о╪зя╗Ля╗▓ ┘Ия║│я║Тя║О┘В ╪зя╗Яя╗┤я║ия╗о╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓тАк ╪МтАмя╗Уя╗▓ я║гя╗┤я╗ж я╗Ыя║Оя╗зя║Ц ╪зя╗Яя╗о╪▒╪┤тАм тАл╪е┘Ж я║Чя╗оя║Яя╗к я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ╪ея╗Яя╗░ я║Яя╗Мя╗Ю я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя║Шя╗Мя╗ая╗┤я╗дя╗┤я║Ф я╗Яя╗ая╗ия║╢╪б ┘И╪зя╗Яя║Тя║дя╗о╪л ╪зя╗Яя╗Мя╗ая╗дя╗┤я║Ф я║Чя╗мя║Шя╗в я║Ся╗Мя║Оя╗Яя╗в я║╗я╗┤я║к ╪зя╗Яя║┤я╗дя╗Ъ ┘И╪зя╗Яя╗ая║Жя╗Яя║ЖтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к я║Чя║дя╗Ия╗░ я║Ся║Оя╗ля║Шя╗дя║О┘Е я║Яя╗дя╗┤я╗К я║╖я║о╪зя║Ля║в ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К я╗Ля║Тя║о я║Чя║╕я║ая╗┤я╗Мя╗мя║О ┘Ия╗гя║О я╗│я║Шя║╝я╗Ю я║Ся╗мя║ОтАк ╪МтАмя╗Уя╗Ья║Оя╗зя║Ц ╪п┘И╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя║Шя╗Мя╗ая╗┤я╗в я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗Ря╗о╪╡ ┘И╪зя╗Яя║Шя║ая║кя╗│я╗ТтАм тАля╗Яя╗ая║дя╗Ая╗о╪▒тАк ╪МтАмя║│я╗о╪з╪б я║Ся║Оя╗Яя║ая╗о╪зя║Ля║░ ╪г┘И ╪зя╗Яя║Шя╗мя╗┤я║Мя║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗Ья║Оя╗зя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║ая║О╪░я║Ся║ФтАк ╪МтАмя║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ ┘Ия║╗я╗ия║Оя╗Ля║Ф ╪зя╗Яя║╕я║Тя║О┘Г ┘И)╪зя╗╖я╗Яя╗┤я║О╪о( ┘Ия╗Пя╗┤я║оя╗ля║О я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘Ия║Ыя║О╪к ╪зя╗Яя║Тя║дя║оя╗│я║ФтАк.тАмтАм тАл╪ея║Чя║Оя║гя║Ф ╪зя╗Яя╗Фя║оя║╗я║Ф я╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф я╗гя╗ж я╗│я║дя║Р я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║ая╗дя╗мя╗о╪▒ я╗Уя╗▓ ╪зя╗╖я║│я╗о╪з┘В ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║╝я║Оя║гя║Тя║Ф я║Ся╗Мя║о╪╢ я╗гя╗ия║Шя║ая║Оя║Чя╗ктАк ╪МтАм┘Ия╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ ╪зя╗Яя║┤я╗дя║О╪н я╗Яя╗ая╗ия║┤я║О╪б я║Ся║Оя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║ФтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║ая║О╪▒я╗│я║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║┤я╗о┘В ┘Ия║Чя╗Шя║кя╗│я╗в я╗гя╗ия║Шя║ая║Оя║Чя╗мя╗ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗гя╗ж я╗гя║Дя╗Ыя╗оя╗╗╪ктАм тАл┘Ия╗гя║╕я╗Ря╗оя╗╗╪к тАк -тАмя╗Ыя║О┘Ж я╗Яя╗к ╪зя╗╖я║Ыя║о ╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║о я╗Уя╗▓ я║Чя║╕я║ая╗┤я╗К ╪зя╗Яя╗ия║О╪│ я╗гя╗ж я╗гя║ия║Шя╗ая╗ТтАм тАл╪гя║╗я╗Шя║О╪╣ ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗в я╗Яя╗ая║дя╗Ая╗о╪▒ я╗Яя╗ая╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф я╗Уя╗▓ я╗ля║м┘З ╪зя╗╖я╗Ля║о╪з╪│ ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗│я║┤ ┘Оя║ая╗Ю я╗Яя╗ая║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж тАк-тАмя╗Уя╗▓ я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗дя║ая║О┘ДтАк -тАм╪зя╗Яя║┤я║Тя╗ЦтАм тАля╗Уя╗▓ ╪ея║Чя║Оя║гя║Ф ╪зя╗Яя╗Фя║оя║╗я║Ф я╗Яя╗ая╗ия║┤я║О╪б ╪зя╗Яя╗дя║оя║Ся╗┤я║О╪к я╗Яя╗║я║Ся╗Ю ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я║Яя║Оя╗зя║РтАм тАл╪зя╗Яя║оя║Яя║О┘Д я╗Уя╗▓ я║Яя╗дя╗┤я╗К я╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗гя╗ж я║│я║Тя║О┘В ┘Ия║гя╗╝╪итАм тАл┘Ия╗гя║░╪зя╗│я╗ж╪Ы я║Ся╗дя║О я╗Уя║Шя║в ╪зя╗Яя╗дя║ая║О┘Д я╗Яя╗ая╗дя║о╪г╪й я╗Яя╗Ья╗▓ я║Чя╗ия║Оя╗Уя║▓ я║╖я╗Шя╗┤я╗Шя╗мя║О ╪зя╗Яя║оя║Яя╗Ю я╗Уя╗▓тАм тАля╗ля╗о╪зя╗│я║Ф я╗Ыя║Оя╗зя║Ц я╗гя╗Шя║Шя║╝я║о╪й тАУ┘Ия╗Яя║░я╗гя╗ж я╗Гя╗оя╗│я╗ЮтАк -тАмя╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║оя║Яя╗Ю ┘Ия║гя║к┘ЗтАк ╪МтАмя╗Уя╗Ья║Оя╗зя║ЦтАм тАля╗гя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║о╪г╪й я╗гя╗ия║м ╪зя╗Яя║Тя║к╪б я╗гя║╕ ┘Ся║оя╗Уя║ФтАк ╪МтАм┘И╪зя║│я║Шя║дя╗Шя║Ц ╪зя╗Яя║Шя╗Ья║оя╗│я╗в ┘И╪зя╗╣я║╖я║О╪п╪йтАк.тАмтАм тАля╗Уя╗Ья║о я╗гя║┤я║Шя╗ия╗┤я║о ┘Ия╗Гя║о┘В я╗зя╗оя╗Ля╗┤я║Ф я╗гя║Тя║Шя╗Ья║о╪йтАм
тАл╪е┘Ж я╗Ля║╕я╗Ц ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║Тя║кя╗│я╗к ┘Ия╗│я╗дя║О╪▒я║│я╗к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘ДтАм тАля╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж тАк ╪МтАмя╗│я║┤я║Шя║дя╗Ц ╪зя╗Яя╗Ья║Ья╗┤я║о я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║ая╗о╪зя║Ля║░ ┘И╪зя╗╣я║╖я║О╪п╪з╪ктАк ╪МтАм┘Ия║│я║Шя╗Ья╗о┘Ж ╪зя╗Ля║Шя║о╪зя╗Уя║ОтАм тАля║Ся╗дя║ая╗мя╗о╪п╪зя║Чя╗к ╪зя╗Яя║ая║Тя║О╪▒╪й я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Ля║Тя║о я╗Уя╗Ья║о┘З ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Шя╗ия╗┤я║отАм тАлтАк14тАмтАм
тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж тАк..тАм╪▒я║Яя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зтАк/тАм┘И┘ДтАм
ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻃﺎرق اﻟﺒﻮرﻳﻨﻲ
»إن اﻟﺘﺮاث ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ وﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺘﺰ ﺑﻬﺎ وﻧﺤﺮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻟﻦ ﻧﺘﺨﻠﻰ ً إﻃﻼﻗﺎ ﻋﻦ أﺻﺎﻟﺘﻨﺎ وﻋﺮاﻗﺘﻨﺎ ،وﺳﻨﻈﻞ ﻧﺪﻋﻢ اﻟﺘﺮاث ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ وﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ وﻧﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ، وإن اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن ا^ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن رﺳﺦ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺘﺰاﻳﺪ ﺑﺎﻟﺘﺮاث وﺣﺚ ﺷﻌﺐ ﻃﻴﺐ ا^ ﺛﺮاه -ﻫﻮ ﻣﻦ ّا ﻣﺎرات ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ودﻋﻤﻪ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ«
« Ý ìäß Õ y ¢ë § Þ Ý ¼Ø
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
13
тАлтАк┼Т├▒─О─м─┐├н ├╣├н─О├╕─┐├н ─╛├┐─Н ┼Е├о┼Ф┼М┼З ─╜├б ─К┼У├н─П ┼Ж├▒ ┼Е├о─д┼А─У ─Й─К─м─┐├н ─▓┼А┼ГтАмтАм тАля╗ля╗оя╗│я║Шя╗ия║О ┘Ия║╖я║ия║╝я╗┤я║Шя╗ия║О ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗зя╗Мя║Шя║░ я║Ся╗мя║О ┘Ия╗зя║дя║о╪╡ я╗Ля╗ая╗┤я╗мя║ОтАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗ж я╗зя║Шя║ия╗ая╗░ ╪ея╗Гя╗╝я╗Ч┘Ля║ОтАм тАля╗Ля╗ж ╪гя║╗я║Оя╗Яя║Шя╗ия║О ┘Ия╗Ля║о╪зя╗Чя║Шя╗ия║ОтАк ╪МтАм┘Ия║│я╗ия╗Ия╗Ю я╗зя║кя╗Ля╗в ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я║Ся║╕я╗Ья╗Ю я╗Ыя║Оя╗гя╗Ю ┘Ия╗зя║дя║Оя╗Уя╗ЖтАм тАля╗Ля╗ая╗┤я╗к ┘Ия╗зя║Шя╗дя║┤я╗Ъ я║Ся╗ктАк ╪МтАм┘И╪е┘Ж ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя║к ╪зя╗Яя╗Шя║Оя║Ля║к ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║▓ ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗к я║Ся║И╪░┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя╗ая╗к я║Чя╗Мя║Оя╗Яя╗░ ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║к я║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж тАк -тАмя╗Гя╗┤я║Р ╪зя╗Яя╗ая╗к я║Ыя║о╪з┘ЗтАк -тАмя╗ля╗отАм тАл╪▒я║│я║ж я╗Уя╗▓ я╗зя╗Фя╗оя║│я╗ия║О я╗ля║м╪з ╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘Е ╪зя╗Яя╗дя║Шя║░╪зя╗│я║к я║Ся║Оя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘Ия║гя║Ъ я║╖я╗Мя║РтАм тАля╗гя╗ж ┘СтАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя╗дя║┤я╗Ъ я║Ся╗к ┘И╪пя╗Ля╗дя╗к ┘И╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗┤я╗к┬лтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║к╪д┘И╪и я╗Яя║╝я╗о┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓ ┘И╪зя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Уя╗Ия║Ф я╗Ля╗ая╗┤я╗ктАм
тАл┘Ия╗Чя║к ╪зя║│я║Шя╗дя║к я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗дя║дя║Тя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗Ия╗┤я╗дя║ФтАм тАля╗Яя╗ая║Шя║о╪з╪л я╗гя╗ж ╪зя╗╖╪итАк ╪МтАм╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ая╗в ╪зя╗╖я╗Ыя║Тя║о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║к я║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАм тАлтАУя╗Гя╗┤я║Р ╪зя╗Яя╗ая╗к я║Ыя║о╪з┘ЗтАк -тАмя║гя╗┤я║Ъ я╗│┘Пя╗Мя║к ╪гя║гя║к ╪гя╗зя║ая║Р я║Чя╗╝я╗гя║м╪й ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ая╗в ╪зя╗╖я╗Ыя║Тя║отАк╪МтАмтАм тАл╪зя╗Яя║оя║Яя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ ╪зя╗╖┘И┘ДтАк ╪МтАм╪зя╗Яя║м┘К я╗зя╗мя╗Ю я╗гя╗ия╗к я║│я╗дя╗о┘З я║гя║Р ╪зя╗Яя║дя╗┤я║О╪й ╪зя╗Яя╗Фя╗Дя║оя╗│я║ФтАм тАл┘И╪зя╗Яя║Тя║к╪з┘И╪йтАк ╪МтАм┘Ия║гя║Р ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗дя║Шя║ая║м╪▒ я╗Уя╗▓ я╗зя╗Фя║▓ ╪зя╗Яя╗Фя║о╪п ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓╪Ы я╗Уя╗Ья║О┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║к я║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ╪▒я║гя╗дя╗к ╪зя╗Яя╗ая╗к я╗ля╗о ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ая╗в ╪зя╗╖┘И┘Д я╗Яя╗Ья╗ЮтАм тАля╗гя╗мя║Шя╗в я║Ся║Оя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Ля╗ая╗░ я╗ля║м┘З ╪зя╗╖╪▒╪╢тАк ╪МтАмя╗Уя╗дя║О я║Ся║Оя╗Яя╗Ъ я║Ся╗дя╗ж я╗зя║╕я║Д я╗Ля╗ая╗░ я╗│я║кя╗│я╗к ┘Ия║Чя╗Мя╗ая╗втАм тАл╪зя╗Яя║╝я╗Шя║О╪▒╪й ┘Ия╗Уя╗ия╗оя╗зя╗мя║О ┘И╪гя║Чя╗Шя╗ж я╗Уя╗ия╗о┘Ж ╪зя╗Яя╗Мя╗ия║Оя╗│я║Ф я║Ся║Оя╗Яя║ия╗┤я╗Ю ┘Ия╗Ля║╕я╗Ц ╪зя╗Яя╗мя║ая╗жтАк ╪МтАм┘Ия╗Ыя╗Ю я╗гя║ОтАм тАля╗│я║Шя╗Мя╗ая╗Ц я║Ся╗мя║О я╗гя╗ж я╗гя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗ля║Шя╗в я║Ся║╝я║дя║Шя╗мя║О ┘Ия║Чя╗Ря║мя╗│я║Шя╗мя║О ┘Ия╗Ля╗╝я║Яя╗мя║О ┘И╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘ЕтАм тАля║Ся╗мя║ОтАк ╪МтАм╪ея║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя║Тя║дя║о┘К я╗гя╗ж я║╗я╗┤я║к ┘Ия║│я║Тя║Оя╗Чя║О╪к я║Ся║дя║оя╗│я║Ф я║Чя╗Шя╗ая╗┤я║кя╗│я║ФтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗Ля╗ж ╪░я╗Яя╗Ъ я╗│я╗Шя╗о┘Д ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║ктАк┬╗ :тАм╪е┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗│я╗Мя║Шя║Тя║о я║Яя║░╪б╪з я╗гя╗жтАм
тАлтАк12тАмтАм
тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж тАк..тАм╪▒я║Яя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зтАк/тАм┘И┘ДтАм
тАл╪е┘Ж ╪зя║зя║Шя╗┤я║О╪▒ я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ╪▒я║Яя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАм тАля╗Яя╗Мя║О┘Е тАк2015тАм┘Е я╗гя╗ж я╗Чя║Тя╗Ю ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ я╗Яя╗║я╗Ля╗╝┘Е ╪зя╗Яя║┤я╗┤я║Оя║гя╗▓тАк ╪МтАмя╗│я║Дя║Чя╗▓ я║┐я╗дя╗жтАм тАл╪зя╗╗я╗Ля║Шя║о╪з┘Б ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ ┘И╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗дя╗▓ я║Ся║ая╗мя╗о╪п я║│я╗дя╗о┘З я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║к╪д┘И╪и я╗Яя║╝я╗о┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓ ┘И╪зя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Уя╗Ия║Ф я╗Ля╗ая╗┤я╗ктАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░ я╗зя╗Шя╗ая╗к ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗╖я║Яя╗┤я║О┘ДтАм тАл╪зя╗Яя╗Шя║О╪пя╗гя║Ф я╗Ля║Тя║о я║Чя╗Мя╗ая╗┤я╗дя╗к я║Ся║Оя╗Яя╗Дя║о┘В ╪зя╗Яя║Шя╗Шя╗ая╗┤я║кя╗│я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗о╪▒╪┤ ╪зя╗Яя║Шя║Ья╗Шя╗┤я╗Фя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║к┘И╪▒╪з╪ктАм тАл╪зя╗Яя║┤я╗ия╗оя╗│я║Ф я╗Яя╗ая╗Дя╗ая║Тя║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗Ля║Тя║о ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ┘И ┘Ся║Яя╗к я║│я╗дя╗о┘З я║Ся║Шя║Дя║│я╗┤я║┤я╗мя║О ┘И╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░ ╪зя║│я║Шя╗дя║о╪з╪▒я╗ля║О ┘Ия║Чя╗Дя╗оя╗│я║отАм тАля╗гя║О я║Чя╗Шя║кя╗гя╗к я╗Уя╗▓ я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║╕я║Д┘ЖтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗дя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪гя║╗я║Тя║дя║Ц ╪зя╗Яя╗Шя║Тя╗ая║Ф ╪зя╗╖я║╖я╗мя║отАм тАля╗Яя╗Мя║╕я║О┘В ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАк ╪МтАмя║│я╗о╪з╪б я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║к╪зя║зя╗Ю ╪г┘И я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║Ю ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗Уя╗▓тАм тАл╪░╪з╪к ╪зя╗Яя╗оя╗Чя║Ц я╗Ч┘П я▒вя║к┘Е я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗в я║Ся╗дя║О я╗│я╗ая╗┤я╗Ц я║Ся╗к я╗гя╗ж ╪зя╗ля║Шя╗дя║О┘ЕтАм тАл┘Ия║Чя╗Ря╗Дя╗┤я║Ф ╪ея╗Ля╗╝я╗гя╗┤я║Ф я╗зя╗Шя╗ая║Шя╗к ╪ея╗Яя╗░ я╗гя║ия║Шя╗ая╗Т ╪зя╗Яя║к┘И┘ДтАк ╪МтАмя╗Уя╗▓ я║гя╗┤я╗ж я╗Ыя║Оя╗зя║Ц я║│я║Оя║гя║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ┘Ия╗гя║О я║Чя╗Шя║кя╗гя╗к я╗гя╗ж я║Чя║оя╗Уя╗┤я╗к ┘Ия║Чя║Ья╗Шя╗┤я╗Т ┘Ия║Чя╗Шя║кя╗│я╗в я║Ся╗дя║ия║Шя╗ая╗Т ╪зя╗Яя╗ая╗Ря║О╪ктАм тАл╪ея╗Яя╗░ ╪▓┘И╪з╪▒ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗╖я║Яя║Оя╗зя║РтАк ╪МтАм╪зя╗Яя║ая║Оя╗зя║Р ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗▓ ╪зя╗╖я╗ля╗в╪Ы я╗гя║О ╪гя╗Ыя║┤я║Тя╗мя║ОтАм
ﺳﺮور ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﻌﺒﻲ@
ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻐﺮب أن ﻳﺤﺼﻞ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻜﺮﻳﻢ واﻹﺷــﺎدة ،وذﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﺳﻤﻮه ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺤﻀﺎري واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣــﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻴﺌﺎﺗﻬﺎ اﻟﺪﻳﻤﻮﺟﺮاﻓﻴﺔ ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ إﻟﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ؛ ﺣﻔﻈًﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﺪﺛﺎر ،وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺤﺪاﺛﺔ واﻟﻤﺪﻧﻴﺔ اﻟﻠﺘﻴﻦ ﻃﻐﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻣﻨﺬ ﺷﺒﺎﺑﻪ اﻟﻤﺒﻜﺮُ ،ﻋــﺮف ﻋﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﺣﺒﻪ ووﻟﻌﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪان ﻟﻠﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﻮروث واﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻹﻣﺎراﺗﻲ، ً اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاﻋﻪ ،ﻓﺄﺷﻜﺎل اﻟﺘﺮاث :اﻟﺒﺪوي واﻟﺤﻀﺮي ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺒﺤﺮي ،ﻧﺎﻟﺖ اﻟﺤﻆ اﻷوﻓــﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺪة. اﻫﺘﻤﺎم ﺳﻤﻮه ودﻋﻤﻪ اﻟﻼﻣﺤﺪود ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ُ
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
11
ŒñĎĬĿí ùíĎøĿí ľÿč ŅîŔŌŇ Ľá Ċœíď ņñ ŅîĤŀē ĉĊĬĿí IJŀŃ
ﻟﻔﻜﺮه اﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮ وﻣﺸﺮوﻋﺎﺗﻪ اﻟﻤﺒﺘﻜﺮة
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث ا+ول
10
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ..رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث ا/ول
ŒñĎĬĿí ùíĎøĿí ľÿč ŅîŔŌŇ Ľá Ċœíď ņñ ŅîĤŀē ĉĊĬĿí IJŀŃ
«¢ë § Þ Ý ¼Ø
رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ 2015 ﻗﻮة ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ﻓﻜﺮ ﻣﺴﺘﻨﻴﺮ وﻣﺸﺮوﻋﺎت ﻣﺒﺘﻜﺮة ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻧﺎدي ﺗﺮاث ا ﻣﺎراتً 22 : ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ وا ﻋﻼم :ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻃﻤﻮﺣﺔ ﺗُﺤﻘﻖ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺮﺷﻴﺪة ﺳﻠﻄﺎن ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﺳﻠﻄﺎن
ĸŕŀ
DzŵĘŁǬė ŧŹŕŝŨė œėķĘſ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻒ ﺑﻦ ﻋﻮن
ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻳــﺎراع اﻟﻔﻌﻮل اﻟﻤﺸﺎﻫﻴﺮ رﺟﻞ اﻟﻜﺮاﻣﻪ واﻟﻔﺨﺮ واﻟﺸﻬﺎﻣﻪ اﻟﻠﻲ ﺳﻮاﺗﻚ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺐ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻳــﺎﻧــﺎد ٍر ﺗﺸﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻘﺎﻗﻴﺮ ﻣﺎﻫﻮب ﻳﻄﺮح ﺑﺎﻟﺸﺒﻚ واﻟﺤﻤﺎﻣﻪ ﻟﻪ ﻣﻨﺰلٍ ﻓﻲ ﻧﺎﻳﻔﺎت اﻟﺸﻨﺎﻇﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻌﺰه وﺻﺮح اﻟﻜﺮاﻣﻪ
8
ﺷﻌﺮ
70
ķėŹĭŨė ĞĬĘļ راﻋﻲ اﻟﻔﻬﺪ« ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺨﺎﻟﺪي:
اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا fﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ ً وذوﻗﺎ ﻓﻨ ًﻴﺎ راﻗ ًﻴﺎ إﺧﺮاﺟﻴﺔ واﺳﻌﺔ - Ù (# / # %'~ Ø # /+. “Ï / }” " É ] -# /ý(# / ' b Ø Ê Û$( /Î % : Í % Ð -#
p ) ´. ÛÂ Í ^Ï Ù,Í " Ï $ Ð pØ © ¤Ù±#
ĞŔŹűŬ ĞƀŜĘšĤ ĞƀĤėĸĠ
ﺗﺼﺪر ﻋﻦ: ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث -ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،أﺑﻮﻇﺒﻲ
ÛÂ - ÊÂ ' .} ] Ã $# .} ] Ø/ $# / ( p 2 } .} ] #.p# ÛÂ Ø/(Î # Ø ±(# ¦ÙÃÎ ' Î Ä Î' ÛÂ Ï/ÃÙ$ ¹ Í .} ] ¢ (,' ¦ÙÃÎ . '} ¦ÙÃÎ .} (Ù$ ÛÊ$ # ]%Ù$#
اﳌﴩف اﻟﻌﺎم
øijĴŕŨė ŸķĸĭŬŸ ĊėĸŕŀŸ ęĘDžġŤ
ƁŔŸķĺŭŨė ĴŭĬč Ĵŀėķ ùij
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻒ ﺑﻦ ﻋﻮن ،د .إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﺣﻤﺪ ﻣﻠﺤﻢ ،ﺳﺮور ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﻌﺒﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺤﺎﺗﻪ اﻟﻌﻤﺪة ،ﻧﺎﺻﺮ ﻋﺮاق ،أﺷﺮف أﺑﻮ اﻟﻴﺰﻳﺪ ،ﻣﻔﻴﺪ ﻧﺠﻢ ،د.راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،د.واﺋﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ،ﻫﺸﺎم ﻳﺤﻴﻲ ،د.ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻘﻄﻴﻦ ،ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺤﺮم ،ﻓﺮاس اﻟﻄﺮاﺑﻠﺴﻲ ،د.ﻋﻤﺮو ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻨﻴﺮ ،اﻟﺸﺎﻋﺮﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻗﻄﺎﻣﻲ ،ﻣ ّﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻴﺪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،أﺣﻤﺪ ﻓﺮﺣﺎت، ﻋﺎدل اﻟﻌﺪوي ،د.ﻣﻘﺪاد رﺣﻴﻢ ،د.ﻫﻮﻳﺪا ﺻﺎﻟﺢ ،ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ أﺑﻮﺣﻄﺐ ،د.ﺻﺪﻳﻖ ﺟﻮﻫﺮ ،ﻓﻴﺼﻞ رﺷﺪي ،ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﺪرﻣﻜﻲ ،د.ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺳﻂ ﻋﻴﺪ ،د.ﺳﻬﻴﺮ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺮﻛﺔ ،ﺷﻴﻤﺎء اﻟﻤﺮزوﻗﻲ ،رﻳﺎض ﺧﻠﻴﻒ ،د.ﻣﺤﺴﻦ اﻟﺮﻣﻠﻲ ،ﺗﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺮي ،ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻄﻔﺔ ،ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻤﺰروﻋﻲ.
ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
ŲſĴŨė ĊǟŔ ĴƀŨŸ اﻻﺧﺮاج واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻏﺎدة ﺣﺠﺎج
اﳌﻮﻗﻊ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ: www.mags.ae
ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﳌﺠﻠﺔ
134
: Ø # . 2 Û ¸/ - p (# Ù # '2 'waleedalaa@hotmail.com : Ø # Øp
'00971556929190 :%Ø / 026666130 :Ä + ' p( } : Ø©/ # ".Õ marketing@cmc.ae +971 56 3150303
اﻻﺷﺘﺮاﻛﺎت : #.p# ¢ Ð' Âç# /)+ 100 : 'è #. %¢ Âç# b b 150 : #.p# %¢ Õ($# - (+ 150 Õ($# / (+ .)+ 200 #.p# ¢
} Ø©/ -&3 é# Û ¸/
02 4145050 : Â 8002220 : ÛÍ (# )É # +971 02 4145000 : £# Ð' " 3# distribution@admedia.ae
اﻟﻌﺪد 192اﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
7
118
اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت ﻟ ﺤ
ﺷﻌﺮ :ﻳﺎزﻳﻴﻨﻴﻦ اﻟﻨﻜﺎﻳﻒ
ijĴŕŨė ğĘſŹġĭŬ 46
108 109أوﻃﺎن وأوﻃﺎر 110اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ
82
ﻛﻴﻒ ﺗﺤﺎﻓﻆ اﻟﺪول ﻋﻠﻰ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻧﻤﻮذﺟﺎ ًﺟ وﻋﺎﻓﻴﺘﻬﺎ؟ ا&ﻣﺎرات ﻃﻐﺮاء ﺑﻮﺑﻮف
ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة
اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
113 114اﻻﺗﻜﺎء ﻋﻠﻰ ا9ﺳﻄﻮرة ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺤﺎﺿﺮ 117ﺷﻌﺮاء أﻧﻐﻮﻟﻴﻮن :ﻛﻮﺷﻄﺎ أﻧﺪرادي 118رﻣﺰﻳﺔ اﻟﻨﺎﻗﺔ :ﺟﺪل اﻟﻨﺺ اﻟﺮﺳﻤﻲ
48 56ﻫﻮى )اﻟﻘﻨﺺ( وﻓﻌﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻤﻌﺮﻓﺔ 68دور ا&ﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ا9ﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
اﻟﺘﺮﻗﻴﻢ اﻟﺘﺮاث ،اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ، ﻢ
واﻟﺸﻌﺒﻲ
86 87اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ آﻟﻴﺎت ﺗﺄرﻳﺦ اﻟﺘﺮاث ﻟﺘﺮاث
ﻃﺮوادة!
124 126ﻓﻦ اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء ا9وروﺑﻲ
اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ
91
ﺗﺮاث اﻟﻔﻦ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ اث اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ
94
ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ واﻟﻴﺎزﻳﺔ :أﺻﺪاء اﻟﻘﺪاﺳﺔ وﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺷﻌﺮ :وﻧّﺘﻲ وﻧّﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺮ ﻳﻮﻓﻲ
ﺣﺪﻳﺚ ﺧﺮاﻓﺔ!
99 100ﺳﺎﻟﻢ أﺑﻮ ﺟﻤﻬﻮر ﻳﺴﺘﻜﺸﻒ ﺟﻮاﻫﺮ اﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﻓﻲ أﻣﺎﺛﻴﻠﻪ
ﺷﻌﺮ :ﻋﻠﻲ ﻳﺎﺧﻮي
102 103ﺳﻲ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﻤﺮان 104ﻗﺎرّة أدﺑﻴّﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ اﺳﻤﻬﺎ ﺟﺮﺟﻲ زﻳﺪان 106ﻧﺒﺶ اﻟﻤﺎﺿﻲ ً ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺟﺬور اﻟﺘﺤﻮل
129 130زردة“ ﺳﻴﺪي ﺑﻮزﻳﺪ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ĞƀĠėķĘŬđ ğĘļėķij ﻤﺮ ّ 133اﻟ ِﺒﺌﺮ اﻟ ُ 134إﻋﻼﻣﻴﺎت ﺻﻐﻴﺮات ﻳﻘﺪﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ﺑﺮوح اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟﻔ ّ 140ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻞ وذاﻛﺮة ٌ ﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﻟﻔﻨﺎن ﺳﻌﻮدي
اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ أﺳﻄﻮرة !
143 144إﻗﺒﺎل ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎح ”ﺗﺮاث“ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض اﻟﺼﻴﺪ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ
146
ﺑﺮزة ﺗﺮاث
أﺳﻌﺎر اﻟﺒﻴﻊ 2 Ø 10 É - Ù 800 Ï ( Î $ - p . ÎØ Ø/ # - 2 Ø 10 Ø / # Ù # $((# - )+ 10 : p (# Ù # 'è
b ÙÍ æ $((# - Ù# 100 Ø / - Ù# 5000 Ï Î # - ,ÙÎ '(250 Ï / # - ,ÙÎ 5 ' - " Ø 200 Ð(Ù# - p . ÎØ ÐØ # $b Ù Í/ # Ø /,( # - ÙÍ Í 4 Ù Ù$# Ø Ù+ ( # - (+ 20 Ù ½(# $((# - Ï ÎØ ÐÙ $Â - ÎØ 2500 Ë # - Ï ÎØ Ù(° ,# . 2. 5 pÎ . Ù Ù'æ p (# Ø2/# - . /Ø 4 Û . .æ 2 ". - Í Â 7 Ø/ - ,ÙÎ 3 ÙÍ Ø - Ï ÎØ
6
ķĸĭŭŨė ŲŬ َ ولFرﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ا e h( eØ Ï} pØ © Ð Ï $ ¤Ù±# d/( Û Ù # &3 é# Û # ª (# Û
Ùã ]-$# -¹Ã #.p# Ùã /( # % (' ]Ï Ù,Í " Ï $ Ð
d  pÊ ]&2015 & # "".æ Û # # % " 'è Ú Í . ,$+} ªã # h pÊ# pÙ# Ê . . p (# Ù # 'è #. */( ¢ Ù Í Û - ' . -Ù$ · à # % æ %( . ] Êã Â Ø Î %Ù æ , °
49
şĘŜǠė ijĘƀĠķė اﻟﺒﺪو وﺑﻨﺎت اﻟﺮﻳﺢ
~±Í}. ] Øp # Ù($ # Ë # Ð' &©3# * Ø/ . (# Ù #
« ت # - °. Ë ±# Ð Í » Ù (# - ÛÂ
% ] Â Û(Ù$Éè .} Û$ (# pÙ # 1$ Ù# ] # ÐÙ( ,(#
Á / Â Í/ # ÚpÎ#/ # ' ½(# . # # Ã eØ b Ð Øp $# b .. b Ù 3 Â Û /Ã ÐØ ÙÃÙ
} p } */( pČ e 1 " Ù ç# -$ÊÍ. - Ø p $ÙÃ # Õ(# */( $¹' ) Û # Ù# Ã# 1¹ Ù ^Û#.p# pÙ # 1$ ÐÙ( ,(# . ÐÙÙÎ (# Ê . Û#.p# &3 è & ( + (Ø # - Ø . Û½ ÎØ Û # ÙÃÙ # ÛÂ ¥/(Î# &pÊ . ] /( (# } Â Ð' #
.-ã Ù . -Ù$ · à # . # Ø ' , p Ï} ".æ Û # # % Ï Ù,Í " pØ © Ð Ï $ ¤Ù±# /( Ù ¢ Ï " ] p Ì Ø Ð(# ªã # +¥ pÊ# ]- ª Í. £ ÃÍ '} 2015 & # -(Ù$ . * ±Í. ÛÎ /# # 1$ · à # Û ٠/Î# * /, # Ù Í b /+ µØ}. ] 'è Ù Â. Î } Ð' ±# . ä° Î# /ÃÍ Û - ¼.
Ù Ù £ # &/ # b /ñ' ] $Ù æ Ù # "/Ù£#
Ù$( . +p / Ì Î'. , 23 . , /Í} Ù Ð' Ø . Ð' Ù # b µ ' ] ,# Û # ÐÙ , #
] , ÙÉ ÙÃÙ . ),#/Ù¢ Ð .p # #
Ð' £# ª # ¦+ .p½Ø 1 ] , Ø Î # ÙÃÙ . ] Ù # "/Ù£# Ð ÙÊÙÊ / /( - °} #
, ° "/Ù£$# Ì° "3¢ Ð' &pČ Ê ,Í}. ¢ . , $Ø/ # - ¢. %Ù£# / ,(
/ý(# ,#¦ Û # Ù /Î# /, $# - $ /'. É # * à © ª . Á ° Û -* -$# Ù - Ï Ù,Í " Ï $ Ð pØ © ¤Ù±# 1# -$# Ï¥ -# Í -$ . Ù(# # # Ø ¢ 1$ - ´.. # ¦+ %Ù ~ b Ú Í Û # ª (# "3¢ Ð' ÐÙ # . ÐÙ p# . ÐÙ( ,($#
" Ù£Ø # . Ù # p# " ( ) , . 'è ]Û Ù # &3 3# Û # ª (# Ùã Û Î(# Û$ ÐÙ " É ¦ + Ûã Ù Ù# Ù(¢ Ð Ï $ / p# Á ´}. ] ªã # )Ù$ %à "3¢ Ï Ù,Í " pØ © Ð Ï $ ¤Ù±# /( Ï} &3 é# ÛÍ ( # ª (# Ùã
Ø/,# Ï/ % } Ð' /( # %( # . ÙÊ# . Â Ê # Û ã " '" # . )$ # $ ' " Ù } p . , / 1$ ¹Â (# . ÙÎ /# ." # ̱ . Ð /$# ( Í2 . Ú Í +¦ÙÃÎ 1#/ Ø. */( + Ø Û # ´ /# ØÔ # ,Í ! ( # Û 0 Û # . ]-# # Ù($ # . Ù # ª (# . 'è $Ù¢p# # , /(# )+æ $Ù /# - Ù . Û .. ),à - # Ù / £# ÙÎ /# Ø/,# Î( $Ùà # . ] ( (# 1$ Ø ½# . . ÊØ # )ÙÊ# . pÙ# Ê # . # '/¹Î' Ð' Î#
5
2015 اﻛﺘﻮﺑﺮ192 اﻟﻌﺪد
58 ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ ورﻳﺚ اﻟﺸﻌﺮ
ﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﻦ ﻠ ك ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺎ اﻟﺮﻓﻴﺴﺎ اﻟﻜﺘﺒﻲ Ï pÊ# ] ÙÂ # ' Ð p( ' °} ( ) Ø )# h -# % Ï . ] ' # Ù # Ð pb ' --$# -( -
p( ' ±# % ' -# ÐØ (# Ø # ° ' Ù( Ð -$# p ±# . pئ# Ð' Û ÙÎ # " Ù£#
p ±# . Û' (# Û$ ±# . Û$ý# &. µ Ð .)+ Ù¼ $É. Ù$ Ð -$#
اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت ﻟ ﺤ ijĴŕŨė ğĘſŹġĭŬ
« ¢ë § Þ Ý ¼Ø
ijĴŕŨė ŞũŬ
8 8
رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ 2015
" pØ © Ð Ï $ ¤Ù±# /( % Ø Ï} ½ (# Ù#
Ùã -$# -¹Ã #.p# Ùã /( # % (' Ï Ù,Í !#¥. ] °è . )Ø # ¦+ % ' 1$ 'è Ú Í Ú µ # . /(# 1$ · à # % } Ð' */( - &/ÊØ (#
Ä$ £'. p (# Ù # 'è #.p# ÚpÙ$Ê # . ÛÂ Ê # .
((# *¦+ %ÊÍ 1$ %( # . ] Ù /(Øp# , äÙ b ] pÍ2 Ð' ,# ¹Ã ^ ' Ê# " Ù æ 1# ØpÙ$Ê #
1$ ½ ÐÙ $# ÙÍp(# . p # , /' ÛÂ , p '. .)# # ÛÂ Ù # Û Î' %
8
ﻳﺎراع اﻟﻔﻌﻮل اﻟﻤﺸﺎﻫﻴﺮ
10ﻓﻜﺮ ﻣﺴﺘﻨﻴﺮ وﻣﺸﺮوﻋﺎت ﻣﺒﺘﻜﺮة 18ﻗﻮة ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث 24
ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻧﺎدي ﺗﺮاث ا ﻣﺎراتً 22 :
42
ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ وا ﻋﻼم :ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻃﻤﻮﺣﺔ ﺗُﺤﻘﻖ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺮﺷﻴﺪة
44ﺳﻠﻄﺎن ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﺳﻠﻄﺎن
4
ﻛﺎﻣﻴﺮا ﺗﺮاث
اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا^ ﺑﻌﺪﺳﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﺎﻟﺪي ص 68
ﻓﻲ إﻃﺎر ﺳ َﻌﻲ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث إﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ااﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﻗﻮى ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﺤﺼﻴﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ورﻓﺪ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ اﻟ ُﻤﺜﻞ واﻟﻤﺒﺎدئ واﻟﻘﻴﻢ ،وﻛﻮﻧﻪ أﺣﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ودﻳﻤﻮﻣﺘﻪ ،واﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ إﻳﻤﺎن اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﻬﺬه اﻷﻫﺪاف ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻦ َر ْﻏ َﺒ َﺘﻪ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﺪراﺳﺎت واﻷﺑﺤﺎث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟ ُﻤﺘﻤﻴﺰة ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺎرﻳﺦ وﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻛﺬﻟﻚ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ وﺑﻴﺌﺔ اﻹﻣﺎراتِ ،ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻟﻔﻴﻦ واﻟﻜُﺘﺎب اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻟﻨﺸﺮﻫﺎ وﻓﻖ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﺎب ُﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟ َﺤ ْﺠ ِﻢ ﺑﻴﻦ 300-200ﺻﻔﺤﺔ • أن ﻳﻜﻮن اﻟْ ِﻜﺘَ ِ اﻟﻌﻤﻞ ﻗَ ْﺪ ﻧ ُِﺸﺮ ِﻣﻦ ﻗَ ْﺒ ُﻞ أو ﻗُﺪم ﻟِﻠﺤﺼﻮ ِل ﻋﻠﻰ َﺟﺎﺋﺰ ٍة ُ • أﻻ ﻳﻜﻮ َن اﻟﻌﻤﻞ ُﻣﻮﺛﻘﺎ ﺑﺈدراج اﻹﺣﺎﻻت أو اﻟﻬﻮاﻣﺶ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ ُ • أن ﻳﻜﻮ َن • أن ﺗُﻜﺘَ َﺐ اﻟ َﻤﺎد ُة ِﺑﻠُ َﻐ ٍﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤ ٍﺔ و َرﺻﻴﻨ ٍﺔ ،وأن ﺗﻜﻮ َن َﻣﻄْ ُﺒﻮﻋ ًﺔ و ُﻣ َﺼﺤﺤ ًﺔ ﻟُ َﻐ ِﻮﻳّﺎً ،وﺗ ُ ْﺮ َﺳﻞ َﻋ ْﺒ َﺮ اﻟﺒﺮﻳﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ أو ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﺮص ُﻣ ْﺪ َﻣ ٍﺞ ﻳُ ْﺮ َﺳ ُﻞ ﺑﺎﻟﺒﺮﻳﺪ اﻟﻤﻀﻤﻮن اﻟﻜﺎﺗﺐ ُﻣﻠَﺨﺼﺎً ﻟﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺪود 200ﻛﻠﻤﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ • ﻳُ ْﺮ ِﺳ ُﻞ ُ ﺗﺤﻜﻴﻢ ﻣﺨﺘﺼ ٌﺔ ﻣﺮاﺟﻌ َﺔ اﻷﻋﻤﺎ ِل وﺗَﻘﻴﻴ ِﻤﻬﺎ وإﺻﺪا ِر ﻗﺮار ﻧِﻬﺎﺋﻲ ﺑِﺸﺄﻧِﻬﺎ. • َﺳﺘَﺘَﻮﻟﻰ ﻫﻴﺌ ُﺔ ٍ اﻟﻜﺎﺗﺐ إﺟﺮا َء اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﻤﻘﺘﺮح ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ • ﻳﻠﺘﺰم ُ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ • ﻳُﻜﺎﻓﺄ أﺻﺤﺎب اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة َﻣ ْﺒﻠﻐﺎً ﻣﺎﻟﻴﺎ ﻳﺘﺮاوح ﺑﻴﻦ 3000و 4000دوﻻ ٍر أﻣﺮﻳﻜﻲ .ﻳَﺸْ َﻤ ُﻞ ُ ﻘﻮق اﻟﻨﺸﺮ واﻟﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻟ ُﻤﺪة َﺧ ْﻤ ِﺲ َﺳ َﻨ ٍ ُﺣ َ ﻮات ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟ َﻌﻘ ِْﺪ اﻟْ ُﻤ ْﺒ َﺮ ِم ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰ واﻟﻤﺆﻟﻒ واﻟﻠﻪ اﻟ ُﻤﻮﻓﻖ
ﻹرﺳﺎل ﻧﺼﻮص اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﻋﻠﻰ اﻻﻳﻤﻴﻞ swzr@hotmail.com :
ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺪد 192أﻛﺘﻮﺑﺮ 2015
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ
2015