إﺻﺪارات ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث -ﻧﺎدي ﺗﺮاث ا ﻣﺎرات ،أﺑﻮﻇﺒﻲ
ƂǃƵƱƵƩƴŢ
ŪŢƂţƸǎŢ ƟƹŭŵƸ LJƨ ũljƹƽŭƴŢǂ ũƴţƐnjŢ
د إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﺣﻤﺪ ﻣﻠﺤﻢ
ŨƃưŢƀ džǂŢƃƴŢ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﺮوﻳﺲ
torathehc www.torath.ae
إﺻﺪارات ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ أوراق وﺗﻮﺻﻴﺎت ﻧﺪوة :ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ دوﻟﺔ ا ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة
»ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﻈﺎم ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻣﻮاﻛﺐ ﻟﻠﻌﺼﺮ«
www.sbzc.ae
Sbzc
@sbzc.ae
@sbzc_ad
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
131
ﺑﺮزة ﺗﺮاث
ﻧﺄوي إﻟﻰ اﻟﺼﺒﺮ ﻛﺎن ﻟﺨﺒﺮ وﻓﺎة اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ رﺣﻤﺔ واﺳﻌﺔ ،وﺟﻌﻞ ﻣﺜﻮاه اﻟﻔﺮدوس اﻷﻋﻠﻰ ،وﻗﻊ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ،ﻟﻌﻈﻢ ﻗﺪر ﻣﻦ ﻓﻘﺪﻧﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﺰع إﻻ أن ﻧﺄوي إﻟﻰ اﻟﺼﺒﺮ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻘﺪرة ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ،وﻗﺪر ﻻ ﻳﺮد ،وﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ إﻻ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻪ. رﺣﻞ ﻓﻘﻴﺪ اﻹﻣﺎرات ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وإن ﻛﺎن اﻟﺠﺴﺪ ﻗﺪ ﻏﺎب ،ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻴﺖ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﻌﻄﺮة ،ﺗﺼﺒﺮ أﻫﻠﻪ وﻣﺤﺒﻴﻪ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أوﻗﺎت ﺧﻴﺮ، وذﻛﺮى ﻋﻄﺮة ،وﻣﺠﺎﻟﺲ ﻋﻠﻢ ،وﺗﻮاﺻﻞ داﺋﻢ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ،ﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻹﺧﻼص واﻟﻌﻄﺎء واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ،ﻓﻜﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻋﺮ: وﻋﻢ ﻣﺼــــﺎﺑﻪ ﻋ ّﻤــــــﺖ ﻓﻮاﺿﻠﻪ ّ ﻓﺎﻟﻨـﺎس ﻓﻴـــــﻪ ﻛﻠﻬـــــﻢ ﻣﺄﺟﻮر ردّت ﺻﻨــــــﺎﺋﻌﻪ إﻟﻴــــــﻪ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻜـــــﺄﻧﻪ ﻣــــــﻦ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻣﻨﺸﻮر ﻧﻌﻢ ،أﻓﻀﺎﻟﻪ ﻛﺜﻴﺮة وﺻﻨﺎﺋﻌﻪ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺘﻠﻤﺬ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺣﻤﻬﻤﺎ اﻟﻠﻪ -ﺣﻴﺚ ﻻزﻣﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷوﻗﺎت ،ﻛﺎن ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻪ ،ﺧﻴﺮ ﻣﻌﻴﻦ ﻟﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪء اﻻﺗﺤﺎد ،وﻣﺴﺘﺸﺎرا ﺣﻜﻴﻤﺎ وﻣﺨﻄﻄﺎ ﻣﻠﻬﻤﺎ .اﺗﺼﻒ ﺑﺎﻟﺨﺼﺎﺋﻞ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ واﻟﺸﻤﺎﺋﻞ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﺗﻌﻠّﻢ ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ زاﻳﺪ ﻋﻤﻖ اﻟﺮؤﻳﺔ وﺣﺴﻦ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار.ﺗﻌﻠّﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻤﻠﻲ ،ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻣﻘﻮﻻت ﻧﻈﺮﻳﺔ ،ﺑﻞ أﻓﻌﺎل ﺗﻨ ّﻢ ﻋﻦ وﻋﻲ وﺗﺨﻄﻴﻂ وﺣﺴﻦ ﺗﺪﺑﻴﺮ. اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻻﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﺘﻌﺪدة ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻐﺎﻟﻲ ،ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻻﺗﺤﺎدي واﻟﻤﺤﻠﻲ ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ .ﺧﺪم اﻟﻮﻃﻦ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﺨﻠﺺ ،ذﻫﻦ ﻣﻨﻔﺘﺢ ،وﻋﻘﻞ واع ذﻛﻲ ،ﻳﺪرك اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ،ﻳﻄﻮﻋﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻓﺮﺻﺎ واﻋﺪة .وأﻣﺎ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻓﺤﺒﻠﻪ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻮﺻﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻤﺪودا ،وﺻﺪره ﻟﻬﻤﻮﻣﻬﻢ واﺳﻌﺎ ،ﻟﻘﺎءاﺗﻪ ﺑﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮة ،ﻳﺘﻔﻘﺪ أﺣﻮاﻟﻬﻢ ،ﺳﺎﺋﻼ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻳﺪه اﻟﺒﻴﻀﺎء ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ اﻣﺘﺪت ﻓﻲ رﺑﻮع اﻟﻮﻃﻦ وﺧﺎرﺟﻪ. ﻛﺎن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ داﻋﻤﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ وﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ إﺟﻤﺎﻻ ،اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ،ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻛﺜﻴﺮة ،ﺟﺬﺑﺖ اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺘﻰ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث 130
ﻣﻬﺮﺟﺎن »ﻗﺮﻳﺔ ﺗﻮﻧﺲ« ﻟﻠﺨﺰف واﻟﻔﺨﺎر واﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ
ǽƫǶƈƋǘǕŌ ƃǘŽ dzǘƣōƳ Ƃ ŦŌƈōǙȑŌ ǛǙ dzǾǘǿƂōljŐǶ dzŞũōlj
اﻹﻣﺎرات ﻋﺎم 1993اﻟﺬي ﺻﺎر ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﺎم ،1997 ﻟﻠﻨﺎدي ﻓﺮوع ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻲ إﻣﺎرات أﺑﻮﻇﺒﻲ ،إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﺎﺳﺮ اﻷﻣﻮاج ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ. ﻛﻤﺎ أﺳﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻹﺻﺪارات ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺎﻣﺔ واﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،وﻣﺠﻼت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻨﻬﺎ :اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﺗﺮاث، اﻹﺑﻞ ،وﺑﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮ. إﻧﺠﺎزات ﻛﺜﻴﺮة وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﻢ أذﻛﺮ إﻻ ﺧﻄﻮﻃﻬﺎ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ،ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﻠﻬﻤﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣ ّﺮ اﻷﻳﺎم ،وأﺧﺘﻢ ﺑﺄﺑﻴﺎت ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺗﻤﻴﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ: ﺿَ ـــــ ْﻮء اﻷَ ْﻋ ُﻴﻦ ﻳَﺎ َﻣ ْﻦ ﻧُ َﻌ ّﺰﻳــــــــ ِﻪ َو ِﻓﻲ أْﺿْ ـــــﻼ ِﻋﻨﺎ ﺗَﺪْ َﻣـــــﻰ اﻟﺠِ َﺮاح َﻳـــــــــــــﺎ ﺿَ ْﻮ َء أ ْﻋ ُﻴ ِﻨﻨﺎ و َﻳـــــــــﺎ ــــــــــــﺎح َﻣـــــ ْﺮﻗَﻰ اﻷَ َﺳ ّﻨ ِﺔ واﻟ ّﺮ َﻣ ْ َﺎب َﻣـــــــــــــــ ْﻦ ﻧَ ْﺬﻛُ ُﺮ ُه ﻣــــــﺎ ﻏ َ اح اﻟﺼﺤـــــــــــــــﺎرِى ﻟﻠﻘَـــﺮ ْ ِذﻛْ َﺮ ّ ـــــــﺐ ُﺳﻠْﻄﺎنُ ﺿَ ــــــــــ ْﻮ ٌء ﻟ َْﻢ ﻳَ ِﻐ ْ ِ َ َـــــــﻢ ﻳَ ْﻨﻄﻔﺊ َﻗ َﻤ ُﺮ اﻟﻔَــــــــــﻼح ﻟ ْ ﻧُﻮ َﻓ ْﻤ َﺒــــــــــــ ُﺮ َ اﻵﻻ ِم ﻓـــــــــــﻲ َد ِﻣـــــــــ َﻨﺎ ﺗُ َﺠﺪّ ُد ُه اﻟ ّﺮ َﻳـــــــــــﺎح َوأَ ُﺑــــــــــــﻮ ُه َﻣﻐْـــــــــﺪَ ى ِﻓ ْﻌﻠِ ِﻪ َوأَﺑُـــــــــــــــﻮ ُه ﻓﻲ اﻟ ّﺬﻛْ َﺮى ُﻣ َﺮاح ﻛﺎﻟﺼ َﺒــــــﺎح َﻋ َﺒ ُ اﻟﺴ َﻤﺎ َﺣ ِﺔ ّ ـــــــــﻖ ّ َو ِﻓــــــــﻲ َﻣﺂﺛِ ِﺮ ِه اﻧْﺸـــــــــــــِ َﺮاح ﺿَ ــــــــــــ ْﻮ ٌء ِﻣـــــــــــ َﻦ اﻟ ّﺘﺎرِﻳﺦِ ﺎح واﻟﺘــــــــــــــــّﺎرِﻳﺦُ ﻳ ْﺰﻫُﻮ ﺑﺎﻟ ّﺮﺑَ ْ
أن ﻳﺼﻮروا اﻟﻤﻨﺎﻇﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ و اﻟﺰﻫﻮر ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﻟﻮاﻧﻬﺎ واﻟﻨﺨﻴﻞ ﺑﻠﻮﻧﻪ اﻷﺧﻀﺮ وﺗﻤﺮه اﻷﺻﻔﺮ واﻷﺣﻤﺮ واﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ واﻟﻐﺰﻻن واﻟﺤﻤﻴﺮ ﺑﻞ وﺣﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺨﺮاﻓﻴﺔ ﻟﻴﺸﻜﻠﻮا ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻵواﻧﻲ اﻟﺨﺰﻓﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺻﺎرت ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﺮﻛﺰا ﻟﻔﻦ اﻟﺨﺰف ﻳﺴﺘﻤﺪ أﺻﺎﻟﺘﻪ وﺗﻔﺮده ﻣﻦ أﺻﺎﻟﺔ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺗﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﻣﻊ آﺧﺮ ﺗﻄﻮرات ﻓﻨﻮن اﻟﺨﺰف. اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺰف واﻟﻔﺨﺎر
اﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﺮن أﻣﺎ اﻟﺨﺰف ﻓﻴﻤﺮ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﺮاﺣﻞ وﻟﻜﻦ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻷﻓﺮان ﻣﺪدا أﻃﻮل وﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﻤﺎ أﺳﻠﻔﻨﺎ اﻟﻮﺿﻊ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻄﻴﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻗﻄﻌﺔ اﻟﺼﻠﺼﺎل وﻓﻲ ﺗﺰﺟﻴﺔ اﻟﻔﺨﺎر وﺗﻠﻮﻳﻨﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺧﺰﻓًﺎ .ﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻟﻤﺪة ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺳﺒﻌﺔ ﻧﻮﻓﻤﻴﺮ إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ وأﺻﺒﺢ ﻓﺴﺤﺔ راﺋﻌﺔ ﻟﻸﺳﺮ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻄﻘﺲ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻔﻴﻮم ﻳﻜﻮن داﻓﺌﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺘﺎء وﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺘﻨﺰه ﺗﻮﺳﻊ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن وأﺻﺒﺢ ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻪ أﺻﺤﺎب اﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﺠﺎد واﻟﻜﻠﻴﻢ واﻟﺨﻮص واﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ واﻟﺮﺳﻢ اﻟﻴﺪوي ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻨﻂ اﻟﻘﻤﺎش واﻟﻤﻼﺑﺲ أﻳﻀﺎ.
ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮون أﻧﻪ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﻓﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺨﺎر واﻟﺨﺰف وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺪﻗﻖ ﺳﻴﻌﺮف اﻟﻔﺮق ﻓﺎﻟﻔﺨﺎر ﻫﻮ ﻛﻞ آﻧﻴﺔ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻦ اﻟﻄﻴﻦ, ﺛﻢ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﻨﺎر ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻓﺨﺎرا,أﻣﺎ اﻟﺨﺰف ﻓﻬﻮ آﻧﻴﺔ ﻓﺨﺎرﻳﺔ ﺗﻢ ﺗﺰﺟﻴﺠﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﺻﺒﺎغ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻃﻴﻨﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ وﺗﻮﺿﻊ اﻟﻔﻼح اﻟﻔﺼﻴﺢ أﻓﺮان ذات درﺟﺎت ﺣﺮارة ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪا أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻗﺮﻳﺔ ﺗﻮﻧﺲ اﻟﺨﻀﺮاء ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺠﺎح ﻓﺮﻳﺪة ﻧﺸﺄت ﺑﺎﻟﺤﺐ وارﺗﺒﺎط وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺗﺠﻔﻴﻔﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﺛﻢ ﺗﻄﻠﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻄﻼءات زﺟﺎﺟﻴﺔ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻷرض واﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻴﻮن ﻓﻨﺎﻧﺔ ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻤﺼﺮ ﺗﻌﺸﻖ ﻹﻛﺴﺎﺑﻬﺎ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻠﻮﻧﺔ. ﺑﺴﺎﻃﺔ وﻋﻤﻖ اﻟﻔﻼح اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺬي ﺑﺪاﺧﻠﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮ وأﺣﺎﺳﻴﺲ ﻓﻨﺎن ﻓﻄﺮي ﻟﻢ ﺗﻠﻮﺛﺔ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺼﺨﺒﻬﺎ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﻣﻞ واﻻﺗﺴﺎق ﻣﻊ ﺑﻴﺌﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﺑﺤﻴﺮة ﻗﺎرون وﺧﻀﺮة اﻟﺮﻳﻒ ﻣﺮاﺣﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺨﺰف واﻟﻔﺨﺎر ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻨﺎن اﻟﺨﺰف واﻟﻔﺨﺎر ﻋﻠﻰ )اﻟﺪوﻻب( وﺑﺠﻮاره ﻓﺮﺷﺎة وﺳﻜﻴﻨﺔ وأﻟﻮان اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺰرﻗﺎء واﻟﺒﻴﻀﺎء ورﻣﻞ اﻟﺼﺤﺮاء وﺷﻼﻻت اﻟﺒﺤﻴﺮة ﺻﻐﻴﺮة أو ﻣﺎدة ﻛﺮﺗﻮﻧﻴﺔ واﻟﺪوﻻب ﻣﻜﻮن ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪة ﺧﺸﺒﻴﺔ ﺗﺪور ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﺔ رﺑﺎﻧﻴﻪ أﺟﺘﻬﺪ ﻫﺬه اﻟﻔﻼح اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﻳﺤﺮﻛﻬﺎ ﺑﻘﺪﻣﻪ ﻣﺘﺼﻠﻪ ﺑﻌﻤﻮد ﺧﺸﺒﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻄﺒﻖ ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻴﻪ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ﺣﻀﺎرات اﻟﻌﺎﻟﻢ رﻏﻢ ﻣﺎ اﻋﺘﺮاه ﻣﻦ ﻓﻘﺮ وﻋﺴﺮات ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻄﻴﻦ وﻳﺸﻜﻠﻬﺎ ﺑﻴﺪه ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺴﻔﻠﻲ وﻟﻜﻨﻪ ﺻﺒﻮر ﻳﻌﺒﺮ ﺗﻠﻚ اﻷزﻣﺎت ﺑﺮوح ﺷﺎﻋﺮ وﻗﻠﺐ ﻣﺆﻣﻦ وﻋﻘﻞ ﺑﻘﺪﻣﻪ ﺛﻢ ﻳﻘﻄﻊ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻔﺨﺎر اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ أوﺑﺎﻟﻘﻄﻌﺔ ﺣﻜﻴﻢ ﺻﺒﻮر ﻳﻌﺮف أن ﻟﻜﻞ وﻗﺖ آذاﻧﺎً وأن اﻟﻔﻦ ﻫﻮ اﻷﺛﺮ اﻟﺨﺎﻟﺪ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
129
ﻣﺮﺻﺪ
ﻣﻬﺮﺟﺎن »ﻗﺮﻳﺔ ﺗﻮﻧﺲ« ﻟﻠﺨﺰف واﻟﻔﺨﺎر واﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ ﺷﺮﻳﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﻴﺪ
ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻫﺮة وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺗﻮﻧﺲ اﻟﺨﻀﺮاء ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف ﺑﺤﻴﺮة ﻗﺎرون ﺑﻤﺮﻛﺰ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻔﻴﻮم ﻳﻘﺎم ﻛﻞ ﻋﺎم ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺗﻮﻧﺲ ﻟﻠﺨﺰف واﻟﻔﺨﺎر واﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ. وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻟﺘﺤﻮل ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﺮة ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻔﻴﻮم إﻟﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻤﻴﺰة ﻟﻔﻦ اﻟﺨﺰف وﻣﺰار ﺳﻴﺎﺣﻲ ﻟﻤﺤﺒﻲ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻓﻦ اﻟﺨﺰف واﻟﻔﺨﺎر؟ ﺣﺐ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف اﻟﺒﺤﻴﺮة
اﻟﻤﻬﻨﺪس اﻟﻤﻌﻤﺎري اﻟﻘﺪﻳﺮ ﺣﺴﻦ ﻓﺘﺤﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ اﻟﻤﻌﻬﻮده اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺒﻴﺌﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮﺣﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺰج ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ واﻟﻨﻮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ اﻧﻔﺼﺎل إﻓﻴﻠﻴﻦ ﻋﻦ زوﺟﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺮاﺣﻞ ﺳﻴﺪ ﺣﺠﺎب ﺗﻘﺮر اﻟﺴﻴﺪة ﺧﺮﻳﺠﺔ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺑﺴﻮﻳﺴﺮا أن ﺗﻄﻠﻖ ﻣﻮاﻫﺐ ﺷﺒﺎب وﻓﺘﻴﺎت اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺸﻜﻠﻮن ﺑﺎﻟﻄﻴﻦ آﻧﻴﺔ وأﻃﺒﺎﻗﺎً وﻣﺠﺴﻤﺎت ﻓﺨﺎرﻳﺔ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻴﻬﺎ ،ﺷﺪت اﻧﺘﺒﺎه اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ وﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ أن أﺑﻨﺎء ﻫﺬه اﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﺪاﺧﻠﻬﻢ ﺣﺲ ﻓﻨﻲ ﻓﻄﺮي ﻳﺤﺘﺎج ﻓﻘﻂ ﻟﻤﻦ ﻳﻮﻗﻆ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ إﺑﺪاﻋﺎﺗﻬﻢ وﻳﻮﺟﻬﻬﻢ دون ﺗﻌﺎ ٍل ودون أن ﻳﻔﻘﺪوا ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺰاﺟﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺧﺎﻣﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﺑﻜﺜﺮة ﻓﻲ ﻃﻴﻦ زراﻋﺎﺗﻬﻢ اﻟﻮﻓﻴﺮ وأﻟﻮان اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺴﺎﺣﺮة ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف اﻟﺒﺤﻴﺮة.
ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ذﻫﺒﺖ اﻟﺸﺎﺑﺔ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ إﻳﻔﻴﻠﻦ ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺸﺎب آﻧﺬاك ﺳﻴﺪ ﺣﺠﺎب ﻟﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﻫﻮى ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮﻳﺔ وﺗﻘﺮر ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺣﺐ -ﺳﺘﻤﺘﺪ ﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ -ﻟﻘﺮﻳﺔ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﺠﻤﺎﻟﻴﻮن ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ أن ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ وﺗﺒﻨﻲ ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ ﺑﻴﺘﺎ ﺻﻤﻤﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ذﻟﻚ اﻟﺤﺐ واﻟﻌﺸﻖ ﻋﻠﻤﺖ إﻳﻔﻴﻠﻦ أﺑﻨﺎء وﺑﻨﺎت اﻟﻘﺮﻳﺔ
128
ﻣﻬﺮﺟﺎن »ﻗﺮﻳﺔ ﺗﻮﻧﺲ« ﻟﻠﺨﺰف واﻟﻔﺨﺎر واﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ
ﻣﻦ آﺛﺎر ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻣﻦ آﺛﺎر ﺳﻮرﻳﺎ
ﺣﺼﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﻴﺪاﻟﺸﻤﺮي ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ .و)اﺳﺘﺤﻀﺎر اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺒﻴﺌﻲ داﺧﻞ ﻣﺨﻄﻄﺎت اﻟﺘﻬﻴﺌﺔ واﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻷﺛﺮ اﻻﺳﻼﻣﻰ( د .ﻓﺎﺗﺢ وﻗﺪ ﺷﻬﺪت ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺗﻮزﻳﻊ ﺟﻮاﺋﺰ اﻻﺗﺤﺎد ﻋﻦ ﻋﺎم2019 راﺷﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﺰاﺋﺮ. ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻰ :ﺟﺎﺋﺰة اﻻﺗﺤﺎد ﻟﺸﺒﺎب اﻵﺛﺎرﻳﻴﻦ ﻓﺎز ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ د .ﺿﻴﺎء ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺎد اﻟﻜﺮﻳﻢ زﻫﺮان )ﻣﺼﺮ( د .ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪ ﻛﺎﻣﻞ )ﻣﺼﺮ( ،د.م.ﻫﻼ أﺣﻤﺪ أﺻﻼن )ﺳﻮرﻳﺔ( ،ﺟﺎﺋﺰة اﻹﺗﺤﺎد ﺗﻮﺻﻴﺎت اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻟﻠﺘﻤﻴﺰ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ د.ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻴﺪ ﺣﻤﻴﺪة )ﻣﺼﺮ( ،د.م .ﻧﺎدر أوﺻﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﻶﺛﺎرﻳﻴﻦ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪ اﻟﺪاﻳﻢ )ﻣﺼﺮ( ،ﺟﺎﺋﺰة اﻻﺗﺤﺎد ﻟﻠﺠﺪارة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ د.ﺧﺎﻟﺪ اﻟﻌﺮب ﺑﻀﺮورة ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ وﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺷﻨﻮان اﻟﺒﺸﺎﻳﺮة )اﻷردن( ،ﺟﺎﺋﺰة اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ د .اﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﻴﺎﻧﺘﻪ وﺣﻔﻈﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻀﻴﻊ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﻋﻤﺮ اﻟﺰﻳﻠﻌﻲ )اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ( ،اﻟﻤﻌﻤﺎري ﻋﺼﺎم ﺻﻔﻲ اﻟﺪﻳﻦ أﺣﻤﺪ وﻣﻨﺎﺷﺪة اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺪورﻫﺎ ﻓﻲ ﺻﻔﻲ اﻟﺪﻳﻦ )ﻣﺼﺮ( ،ﺟﺎﺋﺰة درع اﻻﺗﺤﺎد د .زﻳﺪان ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻴﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻈﺮوف اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻃﺎﻟﺒﻮا ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﻛﻔﺎﻓﻲ )اﻷردن( ،ﺟﺎﺋﺰة د.ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻄﻴﺐ اﻷﻧﺼﺎرى ،ﻣﻘﺴﻤﺔ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺴﻘﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎم ﻟﻶﺛﺎرﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰﺗﻴﻦ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺘﻴﻦ ،وﺗﻤﻨﺢ ﻷﻓﻀﻞ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻤﻲ ﻳﺘﻨﺎول ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﺮب ﻟﻠﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻟﻶﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺸﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻵﺛﺎر واﻟﺤﻀﺎرة، ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺮاﻋﺎت )ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ،ﺳﻮرﻳﺎ ،اﻟﻌﺮاق ،اﻟﻴﻤﻦ ،ﻟﻴﺒﻴﺎ( ﻟﻠﻘﻴﺎم وﻗﺪ ﻓﺎز ﺑﻬﺎ د .ﻋﺰت زﻛﻲ ﻗﺎدوس )ﻣﺼﺮ( ،ﺟﺎﺋﺰة اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻌﻤﻞ دﻟﻴﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻟﻶﺛﺎر وﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﺴﻨﻲ وﺧﺼﺼﺖ ﻫﺬه اﻟﺠﺎﺋﺰة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل دراﺳﺎت اﻟﺘﺮاث ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻤﻬﻴﺪا ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺎﺟﺮاءات اﻟﺼﻴﺎﻧﺔ واﻟﺘﺮﻣﻴﻢ. وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻷول اﻟﻬﺠﺮي د .ﻋﺪﻧﺎن ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﺎرﺛﻲ )اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ( ،د .أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ)ﻣﺼﺮ(، ﺟﺎﺋﺰة اﻟﺸﻴﺦ ﺟﻤﻴﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺧﻮﻗﻴﺮ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ وﻗﺪ ﻗﺴﻤﺖ ﻫﺬه اﻟﺠﺎﺋﺰة ﻟﻘﺴﻤﻴﻦ اﻷول ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث واﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻤﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ »أم اﻟﻘﺮى« ،واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ أﺛﺮ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ وآﺳﻴﺎ ،ﻋﻠﻰ أن ﻳﻈﻬﺮ اﻟﺒﺤﺚ أﻫﺪاف ﺑﻨﺎء اﻷﺛﺮ وأﺛﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺤﻀﺎري وﻓﺎز ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ اﻷول :اﻟﻤﺆرخ أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻗﻠﻠﻲ )ﻣﺼﺮ(اﻟﻤﺆرخ اﻟﻤﻬﺘﻢ ﺑﺘﺎرﻳﺦ وﺣﻀﺎرة وﺗﺮاث ﻣﻜﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ »ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻞ أﻋﻤﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ« ،اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺎز ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ :د.أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد دﻗﻤﺎق )ﻣﺼﺮ( د.زﻳﻨﺐ ﺷﻮﻗﻲ ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ )ﻣﺼﺮ( ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻤﺒﻠﻮﺗﻨﺴﻲ ﺑﻤﺪرﻳﺪ »ﻋﻦ أﻋﻤﺎﻟﻬﻤﺎ ﺣﻮل أﺛﺮ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ اوروﺑﺎ« ﺟﻮاﺋﺰ ﻋﺎم 2019
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
127
ﻣﺮﺻﺪ
اﻫﺘﻢ ﺑﺂﺛﺎر ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ وﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق واﻟﻴﻤﻦ وﻟﻴﺒﻴﺎ
اﻟﻘﺎﻫﺮة -ﻣﺤﻤﺪﻋﻮﻳﺲ
أﻛﺪ أﻣﻴﻦ ﻋﺎم اﺗﺤﺎد اﻵﺛﺎرﻳﻴﻦ اﻟﻌﺮب ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻜﺤﻼوي ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻓﻲ اﻓﺘﺘﺎح ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎم ﻟﻶﺛﺎرﻳﻴﻦ اﻟﻌﺮب ﻋﻠﻰ ﺣﺮص اﻵﺛﺎرﻳﻴﻦ اﻟﻌﺮب ﻋﻠﻰ "اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺪر ﻋﻦ اﻻﺗﺤﺎد ﻣﻦ ﺗﻮﺻﻴﺎت ﺑﺸﺄن ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻵﺛﺎر واﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﻤﺤﺪﻗﺔ ﺑﻪ ،وﻟﻘﺪ ﺷَ ُﺮﻓﻨﺎ ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ اﻻﺗﺤﺎد ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﻠﻔﺎت اﻵﺛﺎر ﻓﻲ ﻛﻞٍ ﻣﻦ اﻟﻘﺪس واﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﻳﺎ .وﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻹﺻﺪارات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺪﻳﻨﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻟﻶﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﻀﻢ 5آﻻف دراﺳﺔ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ رﺑﻂ اﻟﻮاﻗﻊ اﻷﺛﺮي اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺒﻌﻀﻪ وأوﺟﺪت ﻟﻐﺔ ﺑﺤﺚ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮق واﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻰ ،وﻣﻦ اﻹﺻﺪارات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد ﻣﺠﻠﺔ اﻻﺗﺤﺎد )اﻹﺻﺪار اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻻﻧﺠﻠﻴﺰى( ،وﺣﺼﻠﺖ ﻣﺠﻠﺔ اﻻﺗﺤﺎد ﻟﻌﺎﻣﻴﻦ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ أﻛﺒﺮ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﺮﺑﻰ ،ﻫﺬا إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ أن ﺟﻤﻴﻊ اﻹﺻﺪارات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد ﻣﻜﺸﻔﻪ دوﻟﻴﺎً ﻓﻲ )ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻳﺒﺴﻜﻮ -وﻣﺆﺳﺴﺔ دواچ -وﺑﻨﻚ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺼﺮي - ودار اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ(.
126
اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺪوﻟﻲ 22ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎم ﻟﻶﺛﺎرﻳﻴﻦ اﻟﻌﺮب
وأﺿﺎف اﻟﻜﺤﻼوي »أﺳﺲ اﻻﺗﺤﺎد ﻟﻶﺛﺎرﻳﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺮاﻛﺰ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺑﻬﺪف اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺄﻫﻴﻞ واﻟﺘﺪرﻳﺐ واﻟﺘﺮﻣﻴﻢ واﻟﺘﻮﺛﻴﻖ وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻻﺛﺎر .واﻟﻴﻮم ﻧﻀﻴﻒ اﻧﺠﺎزا ً ﺟﺪﻳﺪا ً ﻻﺗﺤﺎد اﻻﺛﺎرﻳﻴﻦ اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻓﺘﺘﺎح ﺑﺎﻧﻮراﻣﺎ اﻟﺘﺮاث ﺑﻘﺎﻋﺔ د ﻓﺘﺤﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﺤﻀﺎري اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ وﺳﻮف ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮل ﺗﻌﺎون ﻣﻊ وزارة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ إدراج اﻟﺒﺎﻧﻮراﻣﺎ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻟﻄﻼب اﻟﻤﺪارس واﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ،وأﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻻﺗﺤﺎد اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺰﻳﺎرات اﻟﺨﺎﺻﺔ«. ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ
وﻧﺎﻗﺶ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻋﺪ ًدا ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻵﺛﺎرﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺤﺎﺿﺮﺗﻴﻦ، ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻷوﻟﻰ )ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻻدﻋﺎءات اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ( ﻟﻠﺪﻛﺘﻮرة ﻣﻴﺮﻓﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻴﺎش ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ. وﻧﺎﻗﺸﺖ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﺼﺮاﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ( ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻣﻨﻴﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺠﻠﻴﻞ اﻟﻌﺮﻳﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ .ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺎث ﻣﻨﻬﺎ) :اﻟﺴﻤﺎت اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﺟﺪ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ( د .أﺳﻤﺎء ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق) .إﻋﺎدة ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻣﻮﻗﻊ دوﻣﺔ اﻟﺠﻨﺪل اﻷﺛﺮى( د.
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
125
اﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ
زاﻳﺪ إﻧﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ إﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي رأى ﻓﻴﻪ أﻫﻤﻴﺔ وﺿﺮورة ﺣﺘﻤﻴﺔ وأن ﻣﺎ دوﻧﻪ ﻳﻌﺪ أﻣﺮا ً ﺛﺎﻧﻮﻳﺎً ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺪود اﻟﻤﺼﻄﻨﻌﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﺷﻘﺎء اﻟﻌﺮب اﻟﺘﻲ رﺳﻤﻬﺎ اﻟﻤﺤﺘﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ .ﻣﺜﻠﺖ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ "اﻟﺴﻤﻴﺢ" دﻓﻌﺔ ﺗﺴﺎﻣﺢ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺤﻜﺎم ﺑﺎﻗﻲ اﻹﻣﺎرات ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻﺗﺤﺎد ،وﻋﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺘﺴﺎﻋﻲ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ )أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ودﺑﻲ ،واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،وأم اﻟﻘﻮﻳﻦ ،وﻗﻄﺮ ،وﻋﺠﻤﺎن ،واﻟﺸﺎرﻗﺔ، واﻟﻔﺠﻴﺮة ،ورأس اﻟﺨﻴﻤﺔ( ﻓﻲ دﺑﻲ ﻳﻮم اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﺒﺎط ﻟﻌﺎم 1968م ،وﻗﺪ ﺗﻢ إﻋﻼن اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺔ "دﺑﻲ" ،وﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ )اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻋﻦ إﻣﺎرة أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ،واﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺣﺎﻛﻢ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ، واﻟﺸﻴﺦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ آل ﺛﺎﻧﻲ ﺣﺎﻛﻢ ﻗﻄﺮ ،واﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻤﻜﺘﻮم ﺣﺎﻛﻢ دﺑﻲ ،واﻟﺸﻴﺦ ﺻﻘﺮ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﺣﺎﻛﻢ رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ، واﻟﺸﻴﺦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ،واﻟﺸﻴﺦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ اﻟﻤﻌﻼ ﺣﺎﻛﻢ إﻣﺎرة أم اﻟﻘﻮﻳﻦ ،واﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺠﻤﺎن، واﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﻔﺠﻴﺮة( ،وﺗﻘﺮر اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺑﺪءا ﻣﻦ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس /آذار ﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﺎم ،وﻗﺪ رﺣﺐ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻔﻜﺮة اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ واﻻﺗﺤﺎد ﻣﻨﺬ اﻟﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ،وذﻟﻚ إﻧﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ روح اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎت اﻻﺣﺘﺮام واﻟﺼﺪاﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺎم اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺎرات ﻟﺤﻜﺎم اﻹﻣﺎرات ﻛﺎﻟﺸﺎرﻗﺔ وأم اﻟﻘﻮﻳﻦ واﻟﻔﺠﻴﺮة ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ وإﻋﻼء ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،وﻗﺪ ﻣﺮ اﻻﺗﺤﺎد ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺮوح اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻟﺬي ﻳﺒﺎدر ﺑﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﺣﺘﻰ أﻧﻪ أرﺳﻞ وﻓ ًﺪا ﻃﺎف وزار ﻛﻞ اﻹﻣﺎرات ﻟﻨﺸﺮ روح اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ورأب أي ﺗﺼﺪع ﺣﺪث أﺛﻨﺎء ﻣﺮاﺣﻞ اﻻﺗﺤﺎد ،ﺣﺘﻰ ﺑﺰﻏﺖ ﺷﻤﺲ ﻳﻮم اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻣﺎرس/ آذار ﻋﺎم 1971اﻟﺬي اﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺠﻠﺲ اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺤﺔ، وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ واﺟﻬﻬﺎ اﻻﺗﺤﺎد ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وﻗﻄﺮ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﻨﻔﺮد ،إﻻ أن روح اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻟﺘﻲ اﺗﺴﻢ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن دﻓﻌﺖ اﻻﺗﺤﺎد ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرات 124
دور اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ ﻗﻴﺎم اﺗﺤﺎد ا-ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة
اﻟﺴﺒﻊ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻢ؛ ﻓﻘﺪ ذﻟﻞ اﻟﻌﻘﺒﺎت أﻣﺎم اﻹﻣﺎرﺗﻴﻦ اﻟﻠﺘﻴﻦ رﻏﺒﺘﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﻨﻔﺮد ،وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺘﺴﺎﻋﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﻣﻨﻪ اﻟﻴﺄس ﺑﻞ زاده أﻣﻼً ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﺒﺎﻋﻲ ،وﻗﺪ اﻛﺘﻤﻞ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﺒﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻳﻮم 24ﻣﻦ ﺷﺒﺎط/ ﻓﺒﺮاﻳﺮ ﻋﺎم 1972وأﻋﻠﻨﺖ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وذﻟﻚ ﻳﻌﻮد – ﺑﻌﺪ ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ -إﻟﻰ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻤﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﻌﺎﻗﻞ واﻟﺴﺨﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ وﺳﻴﺎﺳﺘﻪ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ،وﻛﻴﻒ أن اﻹﻣﺎرات اﻟﺴﺒﻊ ﻗﺪ رأت أن اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﻮﺣﺪة واﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﺨﻼف واﻻﻧﻔﺮاد ﻳﻌﺪ أﻣﺮا ً ﺣﺘﻤﻴﺎً وﺿﺮورﻳﺎً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻣﻦ واﻟﺘﻘﺪم واﻟﺮﺧﺎء ﻟﺒﻼدﻫﻢ .وﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ أن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﺻﻌﺪة ﺑﻌﺪ اﻻﺗﺤﺎد ،ﻓﻮﻓﻘﺎً ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻌﺎم 2018ﻟﻮزارة اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻘﺪ وﺻﻠﺖ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم 2017ﺣﻮاﻟﻲ 1422.2 ﻣﻠﻴﺎر درﻫﻢ ﻣﻘﺎﺑﻞ 1411.1ﻣﻠﻴﺎر درﻫﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ،2016أي ﺣﻘﻖ ﻧﻤﻮ ﺑﻨﺴﺒﺔ ،0.8%وأﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻬﺎ ﻛﻴﺎن ووﺟﻮد ﺳﻴﺎﺳﻲ إﻗﻠﻴﻤﻲ وﻋﺮﺑﻲ ودوﻟﻲ ﺑﻔﻀﻞ روح اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﻗﻴﺎم اﻻﺗﺤﺎد ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﺒﻊ ،وﻫﻮ ﻣﺎ اﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻜﺮ واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاد ﻣﺠﺘﻤﻊ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺣﻴﺚ اﻧﻔﺘﺤﺖ اﻟﻌﻘﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻤﻐﺎﻳﺮة ،وأﺻﺒﺤﺖ ﺗﺘﻘﺒﻞ اﻻﺧﺘﻼف واﻟﺘﻨﻮع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، وﺑﺎت اﻟﺸﺎرع اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻳﻀﺞ ﺑﺮوح اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاده ،ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ رﺳﺨﺖ ﻓﻲ أذﻫﺎن اﻟﻨﺶء ﻗﺒﻞ اﻟﺸﻴﻮخ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻔﻜﺮة اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي اﻧﻌﻜﺴﺖ آﺛﺎره ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻮس ﻗﺒﻞ أن ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺼﺤﻲ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي
ﺻﻮرة ﺗﺠﻤﻊ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻬﻤﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،واﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم رﺣﻤﻬﻤﺎ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت
ﻗﻴﺎم اﻻﺗﺤﺎد
إن ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻟﻴﺴﺖ وﻟﻴﺪة اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ وإﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻗﺪم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪت اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ اﻟﺒﺪاﺋﻲ "اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ" ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﺣﺘﺮام اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻤﻐﺎﻳﺮة ،وﻣﻊ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ، واﻧﺘﻘﺎل اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﻦ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻤﺪن ،ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻮر ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ وﻋﻠﺖ ﻗﻴﻤﺘﻪ وﺗﻮﺳﻊ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻟﻴﺸﻤﻞ اﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﻤﺆاﺧﺎة ،وﻗﺪ ﺗﻐﻨﻰ ﺑﻪ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﻌﻘﻼء ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻜﺘﺒﻮا ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ؛ أﻣﺜﺎل ﺳﻘﺮاط وأﻓﻼﻃﻮن وأرﺳﻄﻮ ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺣﺚ ﻛﺎﻓﺔ اﻷدﻳﺎن اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻣﻦ واﻟﺴﻼم ،واﻟﺘﻌﺎرف واﻟﺘﻘﺎرب ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﻮب؛ وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻐﻔﻞ دور اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ذﻟﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ اﻟﺬي اﺗﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﻨﻮع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاده ،ﻓﻘﺪ ﺿﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻋﺮاق واﻷدﻳﺎن ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﺤﻀﺎري واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰ .ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺎﻓﺔ وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺗﺎرﻳﺦ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة؛ ﻧﺠﺪ اﻹﻣﺎرات اﻟﺴﺒﻊ ﺗﺨﻂ ﺑﻴﺪﻳﻬﺎ أﺳﻤﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﻤﺆاﺧﺎة ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻟﻼﺗﺤﺎد ،ذﻟﻚ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺮوب واﻟﺘﺸﺮذم واﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﺤﺪودﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرات ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ وأﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎة اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺒﺪوﻳﺔ ،وﻇﻬﻮر اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎﻳﺦ اﻟﺠﺪﻳﺪة .وﻻ
ﺷﻚ أن ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ذﻟﻚ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺬي اﺳﺘﻄﺎع ﺑﻔﻀﻞ روﺣﻪ اﻟﻤﺘﺴﺎﻣﺤﺔ أن ﻳﻮﺣﺪ ﺑﻴﻦ ﻧﻔﻮس اﻟﻤﺸﺎﻳﺦ واﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺳﻤﻮه دﻣﺚ اﻟﺨﻠﻖ ﻗﻮي اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻨﻔﺘﺢ اﻟﻌﻘﻞ ،وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ رأى ﺳﻜﺎن اﻹﻣﺎرات ﻣﺎ ﻗﺪ أدى إﻟﻴﻪ اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وﻗﻄﺮ واﻟﻜﻮﻳﺖ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺸﺎر روح اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺣﺪة ،وﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﺼﻒ، وﻋﻼ اﺳﻢ "اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺤﺔ" وأﺻﺒﺢ ﻫﻮ اﻟﻤﺴﻴﻄﺮ واﻟﻤﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻮس .إن ﻓﻜﺮة اﻻﺗﺤﺎد ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرات ﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺮار اﻻﻧﺴﺤﺎب اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻗﺪ ﺑﺤﺚ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم –رﺣﻤﻬﻤﺎ اﻟﻠﻪ -ﻓﻲ ﻋﺎم 1968 ﺳﺒﻞ اﻟﺘﻌﺎون ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرﺗﻴﻦ ،وﻗﺪ ﺗﻮﺟﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺒﺎﺣﺜﺎت ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺔ "اﻟﺴﻤﻴﺢ" ،ﺳﻌﺖ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻄﺮﻓﻴﻦ ،وﻗﺪ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﺪﻋﻮات ﻟﺒﻘﻴﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻼﻧﻀﻤﺎم ﻟﻼﺗﺤﺎد ،وﻫﻨﺎ ﻇﻬﺮت روح "اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ" ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرات واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﺤﺮﻛﻬﺎ اﻷول اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺬي ﻗﺪم اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎزﻻت ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻬﺪف اﻟﺴﺎﻣﻲ وﻫﻮ اﻻﺗﺤﺎد واﻟﻮﺣﺪة، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ اﺛﻴﺮ اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﺤﺪود ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرﺗﻴﻦ أرﺳﻞ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ إﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ "ﺧﺮﻳﻄﺔ" وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺮﺳﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺣﺪود اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﺮاﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ؛ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻤﺘﺴﺎﻣﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻜﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
123
اﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ 48
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ
اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺪﻳﻢ اﻷزل ،وﺗﻜﺎﻣﻠﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺸﻌﻮب اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وأﺳﺴﺖ اﻟﺤﻀﺎرات ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻓﺎﻟﺤﻀﺎرة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪت ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻟﺘﻘﺒﻞ اﻟﺘﻨﻮع واﻻﺧﺘﻼف اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب ،ﻓﺪاﺋﻤﺎً ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺴﺮ واﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻹﻋﻼء اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ. وإذا ﻣﺎ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ؛ ﻓﻼﺑﺪ أوﻻً أن ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ذات اﻟﺴﺤﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺻﻔﻮف اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب ،إﻧﻪ ﻗﺒﻮل اﻻﺧﺘﻼف ،ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ وﺣﺴﺐ وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻵﺧﺮ واﺣﺘﺮام ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻪ وﻣﺸﺎﻋﺮه، وﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ﻛﺈﻧﺴﺎن ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻧﺘﻤﺎءه اﻟﻌﺮﻗﻲ أو اﻟﻘﺒﻠﻲ أو اﻟﺪﻳﻨﻲ أو اﻟﻤﺬﻫﺒﻲ ،ﻓﻬﻮ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻀﺎدة ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﺘﻌﺼﺐ ﻣﻨﺒﻊ اﻟﻤﺸﻜﻼت واﻻﻗﺘﺘﺎل اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،إﻧﻪ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ذﻟﻚ اﻟﻔﻦ ﻟﻠﺘﻌﺎﻳﺶ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻣﻊ اﻵﺧﺮ.
122
دور اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ ﻗﻴﺎم اﺗﺤﺎد ا-ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة
ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻹﻣﺎرة ،ﻛﻤﺎ وﺿﻌﺖ رؤﻳﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ :اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺻﻮن وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﻊ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺪور إﻗﻠﻴﻤﻲ راﺋﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻛﻔﺎءة اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻮارد ،واﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺑﺘﺤﺴﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ. ﺗﻬﺪف اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻹﻣﺎرات أﻳﻀﺎً إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﻊ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ وﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ 50%ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻼت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى ﻣﻨﺼﺔ ﺑﻠﻮك ﺗﺸﻴﻦ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ،2021ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻓﺮ اﻻﺗﺤﺎدي إﻟﻰ ّ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ واﻟﺠﻬﺪ واﻟﻤﻮارد ،ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ 11ﻣﻠﻴﺎر درﻫﻢ ﻳﺘﻢ إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ وﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت واﻟﻤﺴﺘﻨﺪات 389 ،ﻣﻠﻴﻮن وﺛﻴﻘﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ 77 ،ﻣﻠﻴﻮن ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻤﻞ ،و 1.6ﻣﻠﻴﺎر ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺋﻘﻴﻦ. ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻄﻠﻖ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻣﺴﺒﺎر اﻷﻣﻞ ﻟﻴﺼﻞ إﻟﻰ ﻛﻮﻛﺐ اﻟﻤﺮﻳﺦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،2021ﺗﺰاﻣﻨﺎً ﻣﻊ اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻟﻘﻴﺎم اﻟﺪوﻟﺔ .وﺗﺒﺪأ رﺣﻠﺔ اﻟﻤﺴﺒﺎر ﻓﻲ ﻋﺎم 2020وﺗﺴﺘﻐﺮق 9أﺷﻬﺮ ﻳﻘﻄﻊ ﺧﻼﻟﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 60ﻣﻠﻴﻮن ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ .وﻳﻬﺪف ﻣﺸﺮوع "ﻣﺴﺒﺎر اﻷﻣﻞ" إﻟﻰ ﻓﻬﻢ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻳﺦ ،واﻛﺘﺸﺎف أﺳﺒﺎب ﺗﺂﻛﻞ
اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي ﻟﻪ ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﻋﺪم وﺟﻮد ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻪ ،وﻫﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺴﺘﺸﻒ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﺪى زﻋﻤﺎء اﻹﻣﺎرات ،ﻓﻠﻘﺪ أﻋﻠﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﺣﺎﻛﻢ دﺑﻲ، وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن وﻟﻲ ﻋﻬﺪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ،ﻋﻦ ﻣﺸﺮوع "اﻟﻤﺮﻳﺦ "2117 واﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ وﻃﻨﻴﺎ ﻹﻋﺪاد ﻛﻮادر ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺗﺨﺼﺼﻴﺔ إﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﺳﺘﻜﺸﺎف ﻛﻮﻛﺐ اﻟﻤﺮﻳﺦ ،وﻳﺴﺘﻬﺪف ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻠﻪ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺑﻨﺎء أول ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻳﺦ ﺧﻼل ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎم .وﺗﻤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻤﺮﻳﺦ 2117أﻃﻠﻘﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺸﺮوع ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﺮﻳﺦ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .وﻫﻲ أﻛﺒﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﺑﻨﺎؤﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻧﻤﻮذﺟﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻛﺐ اﻟﻤﺮﻳﺦ. وﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﺸﺮوع ﻣﺨﺘﺒﺮات ﻟﻠﻐﺬاء واﻟﻄﺎﻗﺔ واﻟﻤﻴﺎه وﺗﺘﻀﻤﻦ إﺟﺮاء اﺧﺘﺒﺎرات زراﻋﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﻠﺒﻲ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ. إن ﻣﺎ ﺣﻘﻘﺘﻪ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻫﺎ اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻷرﺑﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ أﻳﺪي أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﻴﻦ وﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة ﺷﻴﻮﺧﻬﺎ اﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ،ﻷﻛﺒﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ دوﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ وﻟﻴﺪة اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺮوﻋﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻟﻮﻃﻦ ﺣﺪاﺛﻲ ﻳﻜﻮن ﻣﻨﺎرة ﻣﺸﻌﺔ ﻟﻜﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻟﻴﺲ ﻷﻫﻠﻬﺎ ﻓﻘﻂ ،ﻟﺬا ﻓﺈن اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻟﻴﺲ اﺣﺘﻔﺎﻻً ﻋﺎدﻳﺎً ،وﻟﻜﻦ اﺳﺘﻌﺪادا ً وﺗﺄﻫﺒﺎً ﻹﻋﻼن إﻣﺎرات راﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻣﻊ ﻳﻮﺑﻴﻠﻬﺎ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻋﺎم 2021 /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
121
اﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ 48 ﻋﺎم ،2018وﺗﻘﺮﻳﺮ "اﻟﻤﺆﺷﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺮﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل" اﻟﺬي ﺻﺪر ﻋﺎم ،2017و"ﻧﺴﺒﺔ ﺻﺎﻓﻲ ﺗﺪﻓﻘﺎت اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ" اﻟﺼﺎدر ﻋﺎم 2017أﻳﻀﺎً ،و"ﻣﺆﺷﺮ اﻻﺑﺘﻜﺎر اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ" اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ ﻋﺎم ... 2019إﻟﺦ. ﻣﺆﺷﺮات ﻟﻨﺠﺎح اﻟﺮؤﻳﺔ
ﺑﺪأت ﺑﻮادر ﺗﻨﻔﻴﺬ رؤﻳﺔ اﻹﻣﺎرات 2021ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺆﺷﺮات ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺗﺒﻮأت اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷول ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً ﺧﻼل ﻋﺎم 2018ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮ ﺳﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ وذﻟﻚ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻤﻮاﻫﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻛﻠﻴﺔ إﻧﺴﻴﺎد. وﺗﺼﺪرت اﻟﺪوﻟﺔ أﻳﻀﺎً اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷول ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﻮﻇﻒ ﻃﺒﻘﺎً ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺮ ذاﺗﻪ. ﻛﺬﻟﻚ ﺻﻨﻒ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ "اﻟﻤﻌﻬﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ" ،اﻹﻣﺎرات ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷول ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً ﺧﻼل 2018ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮ ﺗﻮﻓﺮ ﻛﺒﺎر اﻟﻤﺪﻳﺮﻳﻦ اﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ وﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﺷﺮ ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻮاﻓﺪﻳﻦ ﻣﻦ ذوي اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ واﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺟﺬب اﻟﻌﻘﻮل .ﻛﻤﺎ ﺟﺎءت دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً ﻓﻲ 7ﻣﺆﺷﺮات ﻣﻦ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺒﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﻞ وﺳﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪرﻫﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت دوﻟﻴﺔ ﺧﻼل ﻋﺎم ،2018ﻛﺬﻟﻚ ﺣﻘﻘﺖ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷول إﻗﻠﻴﻤﻴﺎً واﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً ﺿﻤﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﺪول ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ،
120
دوﻟﺔ ا-ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة 48ﻋﺎﻣ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﻟﺒﻨﺎء واﻟﺮﻳﺎدة
ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ دول ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻮﻳﺪ ،واﻟﻨﺮوﻳﺞ ،وﻛﻨﺪا ﻷول ﻣﺮة ،أﻳﻀﺎً ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻮاﻗﻊ 21ﺗﺮﺗﻴﺒﺎً ﺧﻼل 7أﻋﻮام ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 2011ﺣﺘﻰ ،2018وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ "اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ" ﻟﻌﺎم ،2018اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﻌﻬﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻮزان اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ .ﺗﺼﺪرت اﻹﻣﺎرات أﻳﻀﺎً اﻟﻤﺮاﺗﺐ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ "ﻛﻔﺎءة ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺮارات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ" ،و"اﻟﺸﺮاﻛﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ واﻟﺨﺎص" ،و"ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺴﻜﺎن" ،و"ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺨﺒﺮات واﻟﻤﻮاﻫﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ". اﻹﻣﺎرات ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺮﻳﺦ ﻋﺎم 2117
ورﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻫﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻄﻂ وﺗﺮﺳﻢ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﻋﻘﻮد وﻗﺮون ﻗﺎدﻣﺔ ،ﻓﻜﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻛﺎﻓﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ﻟﺮؤﻳﺔ ،2021ﺗﻌﻤﻞ إﻣﺎرة أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎز ﺧﻄﺘﻬﺎ ﻟﻌﺎم ،2030 ﻓﻠﻘﺪ أﻋﺪ ﻣﺠﻠﺲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ رؤﻳﺔ واﺿﺤﺔ ﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ وﺗﻠﺒﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻨﻤﻂ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻳﻬﺪف إﻟﻰ
ﻣﺜﻞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻘﺎﻧﻮن وﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻄﺎء واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻻﺑﺘﻜﺎر واﻟﺴﻼم واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ إﻟﻰ واﻗﻊ ﻓﻌﻠﻲ ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻹﻧﺴﺎن اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﻳﺘﻨﻔﺴﻪ ﻣﻊ اﻟﻬﻮاء ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺣﺼﻮل اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷول ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮ ﻛﻔﺎءة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ،وﺳﻄﺮ اﺳﻤﻬﺎ ﺑﺄﻳﺪي أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ رﻳﺎدة اﻟﻔﻀﺎء ﺑﺈﻃﻼق أول ﻗﻤﺮ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﺗﻢ إﻧﺠﺎزه ﺑﺄﻳﺪ إﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ " 100%ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺳﺎت" ،ﻟﺘﻘﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺼﺎف اﻟﺪول اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً. رؤﻳﺔ اﻹﻣﺎرات 2021
ﻓﻲ ﻋﺎم 2010م ،أﻃﻠﻖ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم ،ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ،ﺣﺎﻛﻢ دﺑﻲ ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎع ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ،رؤﻳﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻌﺎم ،2021واﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪف ﻷن ﺗﻜﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﺿﻤﻦ أﻓﻀﻞ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺤﻠﻮل اﻟﻴﻮﺑﻴﻞ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻟﻼﺗﺤﺎد ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮه ﺑﺸﻐﻒ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻵن ،وﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ إﻟﻰ واﻗﻊ ،ﺗﻢ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﺘﺔ ﻣﺤﺎور وﻃﻨﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ إﻃﻼق اﻟﺮؤﻳﺔ وﺣﺘﻰ اﻵن وإﻟﻰ ﻋﺎم 2021ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ. ﻓﻘﺪ ﻋﻤﺪت اﻟﺪوﻟﺔ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻗﺘﺼﺎد
ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ ﻣﻌﺮﻓﻲ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻜﺎر ،ﺣﻴﺚ أدرك ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ وﺣﺎﻛﻢ إﻣﺎرة أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،أن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺳﻴﺸﻬﺪ ﺗﺤﻮﻻت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺣﺮﺻﻮا ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻮﻻت، وأن ﺗﻜﻮن اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 2 ﻣﻠﻴﺎر ﻧﺴﻤﺔ ،وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺤﻮل إﻟﻰ اﻗﺘﺼﺎد ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﺑﻘﻮة ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ إﺻﺪارﻫﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻼﻣﺢ ﺧﻄﻮات اﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ واﺿﺢ ،ﻣﺜﻞ ﺗﻘﺮﻳﺮ "ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻣﻠﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ" واﻟﺬي ﺻﺪر
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
119
اﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ 48 ﺣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻮاﻓﻖ ﺣﺎﻛﻢ رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ ،ﻟﺘﻠﺤﻖ إﻣﺎرة رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ ﺑﺮﻛﺐ اﻻﺗﺤﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻓﺒﺮاﻳﺮ ﻋﺎم .1972 ﺧﺮج أﺣﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪي وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ أول ﺗﺸﻜﻴﻞ وزاري ﻟﻠﺪوﻟﺔ ،ﻟﻴﻌﻠﻦ أﻣﺎم رﺟﺎل اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻋﻦ ﻗﻴﺎم اﻻﺗﺤﺎد ،ورﻓﻊ ﻋﻠﻢ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺑﺪﺑﻲ ﻟ ُﻴﻌﺮف ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻤﻬﻴﺒﺔ ﺑﺎﺳﻢ "ﺑﻴﺖ اﻻﺗﺤﺎد". ﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن
أدرك اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻮﻟﻴﻪ رﺋﺎﺳﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،أن ﺑﻘﺎء وﺗﻄﻮر واﺳﺘﻤﺮار اﻟﺪوﻟﺔ ﻳﻨﻬﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،وأن أﻫﻞ اﻹﻣﺎرات ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﻬﺬا اﻟﺪور ﻳﺠﺐ أن ﻳﻨﺎﻟﻮا ﻗﺴﻄﺎً واﻓﺮا ً ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ،ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﻮا رﺟﺎﻻً أم ﻧﺴﺎ ًء ،ﻓﻠﻘﺪ وﻋﻰ ﺳﻤﻮه ﻟﺪور اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﺗﻨﺸﺌﺔ اﻷﺟﻴﺎل ﻓﻤﻨﺤﻬﺎ ﺣﻖ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﻋﻤﺪ إﻟﻰ إزاﻟﺔ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺴﺎﺋﺪة آﻧﺬاك ﺣﻮل ﻣﻨﻊ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺮأة ،ﺑﺄن ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺗﻪ ﻧﻤﻮذﺟﺎً ﻳُﺤﺘﺬى ﺑﻪ وأرﺳﻠﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪارس اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄﻫﺎ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎت .ﻛﻤﺎ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻹﻟﺰاﻣﻲ اﻟﻤﺠﺎﻧﻲ ،ﻓﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ زﻳﺎدة ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺟﺪا ً ﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﻠﻴﻞ ،ﻓﻬﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ ":إن ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻨﺎس وﺗﺜﻘﻴﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ ﺛﺮوة ﻛﺒﻴﺮة ﻧﻌﺘﺰ ﺑﻬﺎ ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﺛﺮوة وﻧﺤﻦ ﻧﺒﻨﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻠﻤﻲ". أﻧﺸﺄ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺎً ﻗﻮﻳﺎً ﺣﺮص ﻋﻠﻰ أن ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﺑﺮاز اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ،ﻓﺄﻃﻠﻖ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ واﻫﺘﻢ ﺑﺼﻘﻞ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﻄﻼب ﻷﻧﻪ آﻣﻦ ﺑﺄن اﻟﺸﺒﺎب ﻫﻢ ﺛﺮوة اﻷﻣﺔ ،ﻓﻨﻈﻢ اﻟﺒﻌﺜﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺪول اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل" :إﻧﻨﻲ أرﻳﺪ أن ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻛﻞ أﺑﻨﺎء اﻟﺨﻠﻴﺞ.أرﻳﺪ أن ﻳﺒﻨﻲ اﺑﻦ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﻼده ﺑﻨﻔﺴﻪ وﺑﻌﻠﻤﻪ.إﻧﻨﺎ ﻧﺮﺳﻞ ﺑﻌﺜﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻣﻦ اﻷرض ﻟﻴﺘﻌﻠﻤﻮا وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻮد ﻫﺆﻻء إﻟﻰ ﺑﻼدﻫﻢ ﺳﺄﻛﻮن ﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ أﻛﺒﺮ أﻣﻞ ﻳﺮاود ﻧﻔﺴﻲ ﻟﺮﻓﻌﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ وأرض اﻟﺨﻠﻴﺞ" .وﻟﻢ ﻳﻐﻔﻞ ﺳﻤﻮه أﻫﻤﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻃﻨﻴﺔ داﺧﻞ اﻹﻣﺎرات ،ﻓﺒﺎدر ﺑﺈﻧﺸﺎء ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻋﺎم 1976م ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،ﺣﻴﺚ أراد ﻟﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺗﺤﺎدﻳﺔ ذات ﻫﻮﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ وﻣﺼﺪر إﺷﻌﺎع ﺣﻀﺎري ﻟﻠﻔﻜﺮ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠﻮم ،ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﻠﺒﻨﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﻬﺎ إﻧﺸﺎء اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ واﻟﺘﻲ ﻓﺎق ﻋﺪدﻫﺎ اﻵن ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻛﻴﺎﻧﺎً ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺎً ،ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﻋﺸﺮة ﺟﺎﻣﻌﺎت ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺮاﻓﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ. ﻛﺬﻟﻚ أوﻟﻰ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،اﻟﺼﺤﺔ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺧﺎﺻﺎً ،ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻗﺎل":إن ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺣﺮم ﻛﺜﻴﺮا ً ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ 118
دوﻟﺔ ا-ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة 48ﻋﺎﻣ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﻟﺒﻨﺎء واﻟﺮﻳﺎدة
اﻟﺨﺪﻣﺎت واﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮه ،وﻗﺪ آن اﻷوان ﻷن ﻧﻌﻮض ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻟﻴﻨﻌﻢ ﺑﻤﺎ أﻋﻄﺎه ﻟﻨﺎ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ وﻓﻴﺮ" ،ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻄﻮرت اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﺗﻄﻮرا ً ﻫﺎﺋﻼً وﻓﻲ زﻣﻦ ﻗﻴﺎﺳﻲ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻨﺎخ ﺻﺤﻲ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﻓﺌﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺒﻜﺮ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﻟﺼﺤﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﻼء اﻹﻣﺎرات ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﺠﺎل "اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ" ،ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻴﺮ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ إﻟﻰ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن ﺳﺎﺋﺢ ﺑﻐﺮض اﻟﻌﻼج واﻻﺳﺘﺸﻔﺎء ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ،2020ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺪوﻟﺔ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻓﻲ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﻘﻮد ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ أن ﺗﻐﻄﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺤﻴﺎً ،واﻵن ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﺔ ذات اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ ﻣﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺸﺪون ﺟﻮدة اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻹﺟﺮاءات اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ واﻟﻌﻼج. إﻧﺸﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ
ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ أي ﻣﺘﺎﺑﻊ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻹﻣﺎرات ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ،أﻧﻬﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺑﻔﻀﻞ ﻗﻴﺎدة رﺷﻴﺪة أن ﺗﻌﺒﺮ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﺘﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺪول اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ،ﻓﻠﻘﺪ ﻇﻬﺮ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﺒﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺳﺎﻫﻤﺖ اﻟﻜﻮادر اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻤﺘﺴﻠﺤﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺠﺎﻻت إﺳﻬﺎﻣﺎً ﻓﺎﻋﻼً ،ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎز اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ،ﻓﻠﻘﺪ اﻧﺘﻘﻠﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،دوﻟﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ذات اﻟﻬﻴﺎﻛﻞ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،ﻣﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ أذﻫﺎن اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻟﻴﺆﺧﺬ ﺑﺈﻃﺎر أﺷﻤﻞ وأﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮم اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ واﻟﻘﺒﻠﻲ. ﻛﻤﺎ اﻧﻌﻜﺲ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﻨﻮﻳﻊ ﻣﺼﺎدر اﻟﺪﺧﻞ وﻋﺪم اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺘﺮول ﻓﻘﻂ ،ﻓﺎﻫﺘﻤﺖ ﻗﻴﺎدات اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ واﻟﺼﻨﺎﻋﻲ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪا ﺗﻄﻮرا ً ﻣﻠﺤﻮﻇﺎً ﺑﻞ وﻣﺘﻘﺪﻣﺎً ﻳﻀﺎﻫﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻟﺘﺘﻮاﻟﻰ اﻹﻧﺠﺎزات ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻣﺎ اﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ،ﺣﻴﺚ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺤﻴﺎﺗﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎن وﺗﺤﻮل اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺗﻘﻠﻴﺪي إﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺣﺪﻳﺚ. وﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻗﻴﺎس اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻧﻼﺣﻈﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ دول اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت
ﺗﺤﺪﻳﺎت ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ
ﻟﻢ ﻳﺄت ﺗﺄﺳﻴﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺑﺠﺮة ﻗﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ،ﺑﻞ ﻛﺎد اﻷﻣﺮ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﺤﻴﻼً ﻟﻮﻻ إﻳﻤﺎن ﻣﺆﺳﺴﻴﻬﺎ اﻷواﺋﻞ ،اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن وﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم ،ﺑﺤﺘﻤﻴﺔ اﻻﺗﺤﺎد ﻣﻦ أﺟﻞ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﺷﻌﺒﻬﺎ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ أﻋﻠﻨﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎم ،1968ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ،1971ﻋﻠﻢ اﻟﺸﻴﺨﺎن أن ﻫﺬا ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ ﺧﻠﻼً اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎً وﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺑﻨﺎؤﻫﺎ ﺟﺎﻫﺰﻳﻦ ﻻﺳﺘﻼم زﻣﺎم أﻣﻮرﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ،وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺒﻠﻮرت ﻓﻜﺮة اﻻﺗﺤﺎد ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎع ﻗﺮﻳﺔ اﻟﺴﻤﻴﺢ ﻓﻲ 18ﻓﺒﺮاﻳﺮ ﻋﺎم 1968اﻟﺬي ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ واﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ واﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺤﺎد إﻣﺎرﺗﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ودﺑﻲ ،ﻋﻠﻰ أن ﻳﺪﻋﻴﺎ ﺑﺎﻗﻲ إﻣﺎرات اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺤﺔ إﻟﻰ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻴﻬﻤﺎ .وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؛ ُوﺟﻬﺖ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻹﻣﺎرات اﻟﺨﻤﺲ ،اﻟﺸﺎرﻗﺔ وﻋﺠﻤﺎن ورأس اﻟﺨﻴﻤﺔ واﻟﻔﺠﻴﺮة وأم اﻟﻘﻴﻮﻳﻦ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻣﺎرﺗﻲ ﻗﻄﺮ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ .وﺗﻢ دﻋﻮة ﺷﻴﻮخ اﻹﻣﺎرات إﻟﻰ اﺟﺘﻤﺎع ﻓﻲ دﺑﻲ ﻟﺒﺤﺚ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻻﺗﺤﺎد ﺑﻴﻨﻬﻢ، ورﻏﻢ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻤﻘﺘﺮح ﻟﻬﺬا اﻻﺗﺤﺎد ﺧﻼل اﻻﺟﺘﻤﺎع، إﻻ أن ﻫﺬه اﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻓﺸﻠﺖ ﺑﺈﻋﻼن ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﻄﺮ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ اﻧﺴﺤﺎﺑﻬﻤﺎ ﻣﻌﻠﻨﺘﻴﻦ ﺳﻴﺎدة ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ أراﺿﻴﻬﻤﺎ وإﻋﻼن ﻗﻴﺎم دوﻟﺘﻴﻦ ﻣﺴﺘﻘﻠﺘﻴﻦ ﺑﻤﻌﺰل ﻋﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻤﻘﺘﺮح. ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﺗﻬﺘﺰ ﺛﻘﺔ وإﻳﻤﺎن ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ
زاﻳﺪ وﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻢ اﻻﺗﺤﺎد ،ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ أﺻﺮا ﻋﻠﻴﻪ وﻣﻀﻴﺎ ﻗﺪﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ،ﻓﺤﺎول ﻗﻄﺒﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺮاﺣﻠﻴﻦ ﺿﻢ اﻹﻣﺎرات اﻟﺴﺒﻊ إﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺑﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻓﻘﺮرا أن ﻳﺸﻜﻼ اﺗﺤﺎدا ً ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ وﻛﻠﻔﺎ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ دﺑﻲ آﻧﺬاك "ﻋﺪي اﻟﺒﻴﻄﺎر" ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻋﻠﻰ أن ﺗﺘﻢ دﻋﻮة ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻟﻼﺟﺘﻤﺎع ﻋﻨﺪ إﺗﻤﺎﻣﻪ ،ﻟﻴﻘﺮروا اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ اﻻﺗﺤﺎد ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ ،أﻣﺎ ﻫﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ اﺗﺨﺬا اﻟﻘﺮار وﻋﺰﻣﺎ ﺑﺤﻜﻤﺔ وﺑﺼﻴﺮة ﺛﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﺤﺎد أﺑﻮﻇﺒﻲ ودﺑﻲ .ﻓﻲ ﺻﺒﺎح اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻋﺎم 1971اﺟﺘﻤﻊ ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات اﻟﺴﺒﻊ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺑﺈﻣﺎرة دﺑﻲ ،وواﻓﻖ أرﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات ﻣﺸﺎرﻛﺔ إﻣﺎرﺗﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ودﺑﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺗﺤﺎد ﻓﻲ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
117
اﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ 48
دوﻟﺔ ا ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة
48 إﻋﺪاد -أﻣﻨﻴﺔ ﻃﻠﻌﺖ
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال؛ أن ﺗﻨﻤﻮ زﻫﺮة ﻓﻲ أرض ﺟﺪﺑﺎء. وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﻳﻀﺎً أن ﻳﺰدﻫﺮ ﺣﻘﻞ ﻣﻦ زﻫﻮر دون ﻓﻼح ﺧﺒﻴﺮ ﻣﺜﺎﺑﺮ، ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺰﻳﻤﺔ واﻹﺻﺮار ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻐﺮس اﻟﺒﺬرة ﻓﻲ أرض ﻳﺼﺮ ﻏﻴﺮه أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳُﺘﻢ ﻏﺮﺳﻪ وﻳﺼﺒﺮ اﻋﻢ ﺛﻢ زﻫﻮراً ﺛﻢ أﺷﺠﺎراً ﺑﺎﺳﻘﺔ ﺗﺴﺮ ﻋﻠﻰ أرﺿﻪ إﻟﻰ أن ﺗُﻨﺒﺖ ﺑﺮ َ اﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ وﺗُﺪﻫﺶ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ،ﻓﻴﻜﻮن ﻣﻀﺮب اﻷﻣﺜﺎل ،وﻧﺒﺮاﺳﺎً ُﻳﻬﺘﺪى ﺑﻪ ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻧﺴﻴﺎً ﻣﻨﺴﻴﺎ. رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻫﺬه ﻫﻲ ﻗﺼﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ وﻟﻴﺪ اﻟﺼﺪﻓﺔ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻐﺮس رﺟﺎل آﻣﻨﻮا ﺑﺘﻠﻚ اﻷرض وﺑﺤﻖ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﻓﻲ أن ﻳﺤﻴﺎ ﺣﻴﺎة ﻛﺮﻳﻤﺔ وأن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺜﻞ اﻟﺸﻌﻮب اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ أﻣﻢ ﻋﺮﻳﻘﺔ ذات ﺣﻀﺎرات 116
دوﻟﺔ ا-ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة 48ﻋﺎﻣ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﻟﺒﻨﺎء واﻟﺮﻳﺎدة
ﻗﺪﻳﻤﺔ ،ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﺸﺄ ﻓﺠﺄة ،ﺑﻞ اﺣﺘﺎﺟﺖ ﻣﺌﺎت ورﺑﻤﺎ آﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳُﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎن ،ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻹﻣﺎرات ﺧﻼل ﻋﻘﻮد ﻗﻠﻴﻠﺔ درة اﻟﺨﻠﻴﺞ وﻣﺼﺪر ﻓﺨﺮه وﻋﺰﺗﻪ ،ﺑﻤﺎ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﺪﻳﺪة ،ﺑﺪأت ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ وﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي آﻣﻦ ﺑﻪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻣﺆﺳﺲ اﻟﺪوﻟﺔ أﺑﻮ اﻹﻣﺎرات ،ﻟﻴﻨﻬﺾ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺄﻋﻤﺪة اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي أﺗﻰ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ،وﺗﺘﺤﻮل اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،إﻟﻰ ﻣﻨﺘﺠﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﻞ وﻣﺼﺪرة أﻳﻀﺎ. رﺣﻠﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺸﻌﻮب ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ وﻧﺘﻴﺠﺘﻬﺎ وأﺛﺮﻫﺎ ،ﻓﺎﻵن ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺷﻴﻮخ اﻹﻣﺎرات وﺷﻌﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻴﺪ اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻷرﺑﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي ﻛﺎن ﻧﻮا ًة ﻟﺪوﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ،ﺗﺤﻤﻞ ﻟﻮاء اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﺗﺪﻓﻊ ﻗﺎﻃﺮﺗﻬﺎ ﻟﻸﻣﺎم ﻟﺘﻠﺤﻖ ،ﺑﻞ وﺗﺴﺒﻖ اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى.
ﺣﻤﻼت ﺑﻌﺪ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻘﻮات اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎرة اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺪ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ ﺣﺮب اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺴﺒﻊ وﺗﻮﻗﻴﻌﻬﺎ ﻟﻤﻌﺎﻫﺪة ﺑﺎرﻳﺲ ﺳﻨﺔ .1763وﺑﻌﺪ إﻋﻼن ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ ، 1971واﻹﻋﻼن اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﻦ اﻧﺘﻬﺎء اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻟﻺﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﺒﻌﺔ ﺛﻢ اﻧﻀﻤﺎم إﻣﺎرة رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﻮاﻟﻴﺔ ،ﺳﺘﻘﺪم اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺷﻬﺪاء ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﺣﻀﺮت ﻛﻠﻤﺎت اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ اﻷﺷﻘﺎء اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺐ واﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﺑﺄن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺑﻜﻞ ﻗﻴﺎدﺗﻬﺎ وﺟﻴﺸﻬﺎ وﺷﻌﺒﻬﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ اﻟﻨﺪاء ﻟﺮدع ﻛﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻷﺷﻘﺎء .ﻟﻬﺬا ،ﻓﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺪم اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻟﺪﻣﺎء إﺧﻮاﻧﻬﻢ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ »ﺷﻬﺪاء اﻟﻮاﺟﺐ« ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺪوان اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ وﺳﻮرﻳﺎ وﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺠﺮﻋﺖ ﻣﺼﺮ وﺳﻮرﻳﺎ ﻣﺮارة ﻧﻜﺴﺔ ،67اﻟﺘﻲ أﺿﺤﺖ ﻧﻜﺴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻜﻞ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وأﺿﺤﻰ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻰ اﻟﻌﺮﺑﻰ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ واﻷﺳﻴﻮي وﻣﺠﻤﻞ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺳﻤﺔ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ وﺳﻤﺖ ﻫﺬه اﻟﺤﺮب ،ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺪول رﻏﻢ ﺣﺪاﺛﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻛﺪوﻟﺔ ،ﻗﺪﻣﺖ ﺷﻬﺪاء ﻟﻬﺬا اﻟﻮاﺟﺐ ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺣﺴﺎم ﻓﺘﺤﻲ ﻓﻲ إﺣﺪى ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ ،ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪة "اﻷﻧﺒﺎء" اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﻗﺎﺋﻼ ،أن"6 أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻳﻮم اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﺷﻬﺪ وﻗﻮف اﻟﻌﺮب ﺻﻔًﺎ واﺣ ًﺪا ﺧﻠﻒ 'اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ اﻟﻜﺒﺮى' ﻣﺼﺮ ،اﻷﺷﻘﺎء وﻗﻔﻮا وﻗﻔﺔ رﺟﻞ واﺣﺪ: اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ -اﻟﻜﻮﻳﺖ -اﻹﻣﺎرات -اﻟﺒﺤﺮﻳﻦُ -ﻋﻤﺎن -اﻟﺴﻮدان -اﻟﺠﺰاﺋﺮ- ﻛﻞ ﻗﺪم ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ، ﺗﻮﻧﺲ -اﻟﻤﻐﺮب -ﻟﻴﺒﻴﺎ -اﻟﻴﻤﻦ -اﻷردن -اﻟﻌﺮاق ،ﱞ وﻛﺎن اﻟﻨﺼﺮ ﻟﻤﺼﺮ وﻟﻠﻌﺮب" .وﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺮاﻫﻦ، ﻛﺎﻧﺖ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻤﻦ ﻗﺪﻣﺖ ﺷﻬﺪاﺋﻬﺎ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﻄﺔ؛ ﻟﻬﺬا ﻓﺎﺣﺘﻔﺎﺋﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮي ﺑﺄرواﺣﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﺳﻨﻮﻳﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺒﻠﺪ ﻻ ﻳﻨﺴﻰ أرواح ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻮا دﻣﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﻌﺰة ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ دوﻟﺔ اﻻﺗﺤﺎد ،وﺳﻴﺎدﺗﻬﺎ وﻋﺰﺗﻬﺎ وراﻳﺘﻬﺎ وأﺑﻨﺎءﻫﺎ وﻛﺮاﻣﺔ ﺷﻌﺒﻬﺎ وﻋﺰﺗﻬﻢ وﻣﺠﺪﻫﻢ .وﻫﻮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﺬﻛﺮ أوﻟﺌﻚ اﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﺨﻠﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ و ﺑﺄرواﺣﻬﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺪم اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎراﺗﻲ أﺑﻨﺎءه ﻓﺪاء ﻟﻮﻃﻨﻪ وﻛﺮاﻣﺘﻪ وﺣﻘﻮﻗﻪ ،وﻳﺒﻘﻰ ﻳﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ وﻣﺎ ﻳﺘﺨﻠﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻓﺮاد واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻷﻫﻠﻴﺔ ﻳﻮﻣﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺘﻀﺤﻴﺎت اﻟﺸﻬﺪاء .وﻻ ﻏﺮو أن اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻮﻃﻦ، ﻣﻴﺰة ﻋﺮﺑﻴﺔ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻛﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﻨﺬ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،اﻟﺘﻲ داﻓﻌﺖ ﻋﻦ أرﺿﻬﺎ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﺎ
وﺷﺮﻓﻬﺎ وﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﺿﺪ ﻛﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻻﺳﺘﻨﺰاف ﺧﻴﺮاﺗﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻳﻮم ﻟﻠﺸﻬﻴﺪ واﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﻪ واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻠﻮﻃﻦ ،ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻴﺰة ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﺳﺒﻊ دول ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺤﺮص ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎﺋﻪ وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات، ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺘﻔﻰ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻳﻮم 1دﻳﺴﻤﺒﺮ اﻟﺬي ﻳﻮاﻓﻖ ﻳﻮم إﻋﺪام اﻟﺠﻴﺶ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻟﻸﺳﺮى اﻟﻌﺮاﻗﻴﻴﻦ ،وﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 18ﻓﺒﺮاﻳﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﻨﺬ 18ﻓﺒﺮاﻳﺮ 1991وﻓﺎء ﻷزﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﻬﻴﺪ ﺟﺰاﺋﺮي أﻳﺎم اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻠﺒﻼد ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻓﺘﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻲ 17دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻋﺮﻓﺎﻧﺎ ﻟﻠﺠﻨﺪي اﻟﺒﺤﺮﻳﻨﻲ ،أﻣﺎ ﻓﻲ 7ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎم ،ﻓﻴﻜﻮن ﻣﻮﻋﺪا ﻗﺎرا ﻹﺣﻴﺎء ذﻛﺮى ﺷﻬﺪاء ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ وﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم 1969ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻤﻴﺖ ﺑـ "ﻧﻔﻖ ﻋﻴﻠﺒﻮن" اﻟﺘﻲ راح ﺿﻤﻨﻬﺎ اﻟﺸﻬﻴﺪ أﺣﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺳﻼﻣﺔ ،أﻣﺎ ﻳﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ،ﻓﻴﻜﻮن ﻣﻮاﻓﻘﺎ ﻟﺬﻛﺮى اﺳﺘﺸﻬﺎد ﺷﻴﺦ اﻟﺸﻬﺪاء وأﺳﺪ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﺮاﺣﻞ ﻋﻤﺮ اﻟﻤﺨﺘﺎر ،وذﻟﻚ ﻓﻲ 16 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ،ﺣﻴﺚ اﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ 16ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ،1931ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺎوﻣﺘﻪ اﻟﺒﺎﺳﻠﺔ ﻟﻼﺣﺘﻼل اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،ﻓﻴﻜﻮن 9ﻣﺎرس اﻟﻴﻮم اﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺸﻬﻴﺪ ،ﻣﻨﺬ اﺳﺘﺸﻬﺎد ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ رﻳﺎض ﻓﻲ إﺣﺪى ﻣﻌﺎرك ﺣﺮب اﻻﺳﺘﻨﺰاف .أﻣﺎ ﻋﻴﺪ اﻟﺸﻬﺪاء ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ وﻟﺒﻨﺎن ﻓﻬﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ ﻣﺎﻳﻮ ﻣﻨﺬ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻋﺪام اﻟﺬي ﻧﻔﺬﺗﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﺤﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﺮوت ودﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻷوﻟﻰ * ﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
)واﺣﺔ اﻟﻜﺮاﻣﺔ( واﻟﻨﺼﺐ اﻟﺘﺬﻛﺎري اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﺸﻬﺪاﺋﻬﺎ وﻣﺴﺠﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ.
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
115
ﻳﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ
ِﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ودﻻﻻت اﻟﺤﺎﺿﺮ د.أﻧﺲ اﻟﻔﻴﻼﻟﻲ*
ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷرﺑﻊ اﻷﺧﻴﺮة ،أﺿﺤﺖ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﻜﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﺗﺸﺎرك ﻓﻲ إﺣﻴﺎء ﻳﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﻠﻠﻬﺎ ﺗﻨﻜﻴﺲ اﻷﻋﻼم وﻋﺰف اﻟﻨﺸﻴﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﺪﻋﺎء ﻟﺸﻬﺪاء اﻹﻣﺎرات اﻟﺒﻮاﺳﻞ ﺑﺤﻀﻮر ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ. وﺗﺤﺘﻔﻲ اﻟﺒﻼد ﻓﻲ 30ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎم ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ 2015ﺑﺄرواح اﻟﺸﻬﺪاء اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺿﺤﻮا ﺑﺄرواﺣﻬﻢ ﻧﺼﺮة ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ وﻃﻨﻬﻢ، وﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮﺗﻬﺎ وﻧﺼﺮة إﺧﻮاﻧﻬﻢ اﻟﻌﺮب ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﺎس ذﻛﺮى ﺧﻠﺪت ﻟﺘﺎرﻳﺦ اﺳﺘﺸﻬﺎد اﻟﺸﺮﻃﻲ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺳﻬﻴﻞ ﺧﻤﻴﺲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻜﻠﻔﺎ ﺑﺤﺮاﺳﺔ ﺟﺰﻳﺮة ﻃﻨﺐ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻹﻣﺎرة رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ أﻣﺎم ﻫﺠﻮم اﻟﺠﻴﺶ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺑﺮﻓﻘﺔ 5ﻣﻦ زﻣﻼﺋﻪ .واﻋﺘﺒﺮ أول ﺷﻬﻴﺪ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻬﺠﻮم اﻟﺬي أﻋﻘﺐ اﺣﺘﻼل اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء 30ﻧﻮﻧﺒﺮ ،1971أي ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات، وﻇﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻣﻊ ﺟﺰﻳﺮﺗﻴﻦ أﺧﺮﻳﺘﻴﻦ ﺿﻤﻦ ﺟﺰر اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ. وﺗﺒﻘﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮ أرواح اﻟﺸﻬﺪاء وﺗﺨﺼﻴﺺ ﻳﻮم ﻛﺎﻣﻞ ﻛﻌﻄﻠﺔ رﺳﻤﻴﺔ ﺑﺎﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﺎ ﻳﺘﺨﻠﻠﻬﺎ ﻣﻦ أﻧﺸﻄﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺗﺴﺘﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻬﻢ وﻣﺎ ﻗﺪﻣﻮه ﻟﻠﺒﻼد ﻧﻤﻮذﺟﺎ ﺣﻴﺎ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﺮام اﻹﻧﺴﺎن واﻷرض وﻗﻴﻢ اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ .وﻳﺤﺘﻞ ﻳﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ أﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ،ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺮﺳﻤﻲ واﻟﺸﻌﺒﻲ ،ذﻟﻚ أن ﻓﻀﻞ اﻟﺸﻬﺪاء ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻴﺎء ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﻌﻤﻮن ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺰة وﻛﺮاﻣﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺿﺤﻮا ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ وﻗﺪﻣﻮا ﻣﺜﺎﻻ ﺣﻴﺎ ﻓﻲ ﻧﻜﺮان اﻟﺬات .وﻟﻌﻞ رﻣﺰﻳﺔ ﻳﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﻮم ﺗﻘﺎم ﻓﻴﻪ اﻷﻧﺸﻄﺔ وﺗﻨﻜﺲ ﻓﻴﻪ اﻷﻋﻼم ،ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺤﻄﺔ ﻟﻠﺘﻼﺣﻢ اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻣﻨﺼﺔ ﻟﻠﺘﻤﺎﺳﻚ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﻦ ﺷﺒﺎب اﻟﺒﻼد وﺷﻴﻮﺧﻬﺎ وﻧﺴﺎﺋﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮاﺳﺎة ﻋﺎﺋﻼت اﻟﺸﻬﺪاء ،واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺤﺎﺟﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻀﺮورﻳﺔ وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ وﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻼﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻟﺸﺮف واﻟﺘﻀﺤﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻋﺰﺗﻪ وﻛﺮاﻣﺘﻪ، 114
ﻳﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻓﻲ ا-ﻣﺎرات ِﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ودﻻﻻت اﻟﺤﺎﺿﺮ
ورﺑﻂ اﻟﺼﻠﺔ وأﻗﺎﻣﺔ ﺟﺴﻮر اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﺸﺒﺎب واﻟﻜﻬﻮل ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺮﻣﺰﻳﺔ اﻟﺸﻬﻴﺪ أﻋﻤﻖ ﺑﺄن ﻧﺤﺼﺮﻫﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻋﺒﺮة ورﻣﺰﻳﺔ ووﻓﺎء ﻧﺠﻌﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ وﺧﺪﻣﺔ اﻟﺒﻠﺪ ﺑﻜﻞ إﺧﻼص وﺗﻔﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻟﺴﻨﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وأﺧﻼﻗﻨﺎ و وواﺟﺒﺎﺗﻨﺎ اﺗﺠﺎه اﻷﻓﺮاد واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ روح اﻟﺸﻬﻴﺪ واﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﺳﺘﻜﻮن ﻣﻨﻄﻠﻘﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻤﺎﺳﻚ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻزدﻫﺎر واﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ واﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ .وﻛﺎﻟﺘﻔﺎﺗﺔ رﻣﺰﻳﺔ ﻟﺮوح اﻟﺸﻬﺪاء ،ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﺟﻞ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﻖ أﺳﻤﺎء ﺷﻬﺪاﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وﺷﻮارﻋﻬﺎ وﺳﺎﺣﺎﺗﻬﺎ ،أﻃﻠﻘﺖ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﺒﺎدرة رﻣﺰﻳﺔ ﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ﺷﻬﻴﺪﻫﺎ اﻷول ،ﻋﻠﻰ ﻣﺪرﺳﺔ ﺳﻤﻴﺖ ب »ﻣﺪرﺳﺔ ﺳﺎﻟﻢ ﺳﻬﻴﻞ« ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﻨﻴﻦ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ إﺣﺪى ﻣﺪارس ﻣﻨﻄﻘﺔ »اﻟﻤﻨﻴﻌﻲ« اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﺴﻘﻂ رأس اﻟﺸﻬﻴﺪ .ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺘﻜﺮﻳﻢ اﻟﺸﻬﺪاء ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﻬﻢ رﻣﺰﻳﺎ ،وﺟﻌﻠﻬﻢ ﻗﺪوة ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺤﺎﺿﺮ أﻳﻀﺎ ،ﻓﻼ ﺗﺎرﻳﺦ ﻷي ﻣﺠﺘﻤﻊ دون أﺧﺬ اﻟﻌﺒﺮ وﺟﻌﻠﻪ أرﺿﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮ ،واﺳﺘﺸﺮاف اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ .ﻳﺒﺪو ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺮﺳﻤﻲ وﻏﻴﺮه ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻣﺪى اﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻟﺸﺮف ﻓﻲ ﺷﺨﺺ اﻟﺸﻬﺪاء اﻹﻣﺎرﺗﻴﻴﻦ ،وﺗﺄﻛﻴﺪا ﻟﺮوح اﻻﻧﺘﻤﺎء واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ اﻹﻣﺎراﺗﻴﻮن ﻋﻠﻰ ﻏﺮار إﺧﻮاﻧﻬﻢ اﻟﻌﺮب .وأﻋﺘﻘﺪ أن اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﻴﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻟﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ دﻻﻟﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ووﻃﻨﻴﺔ وﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ،واﻻﺳﺘﺸﻬﺎد أو اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﻤﻮت ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻫﻲ ﺳﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ .وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻤﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎن اﻟﺬي ﻳﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺧﺒﺎرﻳﻴﻦ واﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺸﻤﻞ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ودوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،أو ﻛﻤﺎ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺸﻴﺨﺎت اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟ ُﻌﻤﺎﻧﻲ ،ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺎوﻣﺎت وﻣﺪى ﺗﻘﺪﻳﻢ دﻣﺎء ﻫﺬه اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻛﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻘﻮاﺳﻢ وﺑﻨﻲ ﻳﺎس وﻣﺎ ﻗﺪﻣﻮه ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻋﺰة أرﺿﻬﻢ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺳﺎﻫﻤﻮا ﻓﻲ دﺣﺮ اﻻﺣﺘﻼل اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ اﻟﺬي ﺣﺎول ﺗﻮﺳﻴﻊ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب دول اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺑﻮﻳﺔ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺛﻢ اﻟﻬﻮﻟﻨﺪي ﻓﺎﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺬي ﻳﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪة
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
113
ﻳﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ
ﻳﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ ...
ﻳﻮم اﻟﻔﺨﺮ ﺑﺸﻬﺪاء اﻟﻮﻃﻦ ﺗﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺮي
ﺗﺤﺘﻔﻞ دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﻴﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ،ﻫﺬا اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺬي ﺟﺎء اﺧﺘﻴﺎره ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ، واﻟﺬي ﻳﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﺗﺎرﻳﺦ اﺳﺘﺸﻬﺎد أول ﺟﻨﺪي إﻣﺎراﺗﻲ ،وﻫﻮ ﺳﺎﻟﻢ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﺧﻤﻴﺲ ،اﻟﺬي اﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ 30ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻋﺎم 1971ﻟﻴﻜﻮن ﻧﻤﻮذج ﻓﺨﺮ واﻋﺘﺰاز ﻷﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎؤوا ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﻣﻜﻤﻠﻴﻦ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻔﺪاء واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻷﺟﻞ اﻟﻮﻃﻦ. ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺗﺤﺘﻔﻞ ﻛﻞ أرﺟﺎء اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺸﻬﺪاء اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي ﺿﺤﻮا ﺑﺄرواﺣﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ أﻣﻦ وأﻣﺎن اﻟﻮﻃﻦ واﻟﺬﻳﻦ أﻗﺴﻤﻮا ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺄن ﻳﻔﺪوا اﻟﻮﻃﻦ ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺑﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪم اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺎ أو اﻧﺴﺎﻧﻴﺎ أو ﻏﻴﺮه ،ﻫﻮ ﻳﻮم ﻣﺠﻴﺪ ﻳﻘﻒ ﻓﻴﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺎدة وﺷﻌﺒﺎ ﻟﺤﻈﺎت ﺻﻤﺖ وﻓﺨﺮ ﺑﻬﺆﻻء اﻷﺑﻄﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﺧﻠﺪوا ذﻛﺮاﻫﻢ ﺑﺪﻣﺎء اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ، ﻓﻜﻞ ﺷﻲء أﻣﺎم ﻋﺰة اﻟﻮﻃﻦ وﺷﻤﻮﺧﻪ ﻳﺘﻼﺷﻰ وﻳﺒﻘﻰ اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﻤﻢ ﺑﺴﻮاﻋﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻬﻤﻢ اﻟﺘﻲ رددت "ﻧﻔﺪﻳﻚ ﺑﺎﻷرواح ﻳﺎ وﻃﻦ" ﻓﻜﺎن ﻟﻬﺎ ذﻟﻚ ﻓﻌﻼ ،ﻟﺘﺼﻌﺪ أرواﺣﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺸﻬﺪاء وﺗﺒﻘﻰ ذﻛﺮاﻫﻢ ﻋﻄﺮة وﻧﻤﻮذﺟﺎ ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻷﺟﻴﺎل اﻟﻮﻃﻦ ﻋﺒﺮ ﺗﺎرﻳﺦ 112
ﻳﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ ...ﻳﻮم اﻟﻔﺨﺮ ﺑﺸﻬﺪاء اﻟﻮﻃﻦ
اﻹﻣﺎرات .وﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ أﻣﻬﺎت وآﺑﺎء اﻟﺸﻬﺪاء ﺗﺪرك ﻛﻢ أن ﺣﺐ اﻟﻮﻃﻦ ﻳﺒﺪأ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ »ﻧﻮاة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ« اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺮس ﻓﻲ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺤﺐ اﻟﺴﺎﻣﻲ و ﻗﻴﻢ اﻟﻮﻻء واﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻪ وﻫﺬا ﻣﺎ أﻛﺪه واﻟﺪ اﻟﺸﻬﻴﺪ ) أﺣﻤﺪ ﺣﻤﻴﺪي ( اﻟﺬي اﺳﺘﺸﻬﺪ ﺧﻼل ﻣﺸﺎرﻛﺘﻪ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻋﺎم ،2009ﺑﺄن أﺑﻨﺎؤﻧﺎ ﻓﻠﺬات أﻛﺒﺎدﻧﺎ إﻻ أن أوﻃﺎﻧﻨﺎ أﻏﻠﻰ وﺗﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﺎ أن ﻧﻔﺪﻳﻬﺎ ﺑﺄرواﺣﻨﺎ وأﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ،ﻓﺎﻟﻮﻃﻦ ﻣﻨﺤﻨﺎ اﻷﻣﻦ واﻷﻣﺎن ورد اﻟﺠﻤﻴﻞ واﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،واﻟﻘﻴﺎدة ﻟﻢ ﺗﺘﻮاﻧﻰ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺘﻨﺎ و ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ. أﻣﺎ أم ﺷﻬﻴﺪ أﺣﻤﺪ )ﻣﻤﺘﺎز ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺮاج اﻟﺪﻳﻦ( ،ﻓﺘﻘﻮل أﻋﻈﻢ ﻣﺎ أﻓﺘﺨﺮ ﺑﻪ ﻫﻮ إﻧﻲ أم ﺷﻬﻴﺪ ،ﻗﺪم ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻷﺟﻞ اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﻮﻃﻨﻲ ورﻓﻌﺘﻪ و أن ﻳﺒﻘﻰ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ ﻳﻌﺎﻧﻖ اﻟﻘﻤﻢ ﺑﻬﻤﻢ أﺑﻨﺎﺋﻪ اﻷوﻓﻴﺎء، ﻓﻠﻨﺎ اﻟﺼﺒﺮ واﺣﺘﺴﺎب اﻻﺟﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ،وﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ داﺋﻤﺎ و اﺑﺪا. وﺗﺆﻛﺪ ﺷﻴﺨﺔ اﻟﻌﺒﺮي اﺑﻨﺔ اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﻤﻼزم أول ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﻌﺒﺮي اﻟﺬي اﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺣﺎدث ﻃﺎﺋﺮة ﺣﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ،2002ﺑﺄن ﻓﺨﻮرة ﺑﺄﺑﻴﻬﺎ اﻟﺬي اﺳﺘﺸﻬﺪ ﻷﺟﻞ اﻟﻮﻃﻦ و ﻫﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺗﻜﺒﺮ وﺗﺘﻌﻠﻢ أن ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﻮﻃﻦ وأن ﺗﻘﺘﺪي ﺑﻮاﻟﺪﻫﺎ وﺗﺨﺪم وﻃﻨﻬﺎ ،وﺗﺘﺎﺑﻊ ﺷﻴﺨﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺎدوﻧﻲ اﺑﻨﺔ ﺷﻬﻴﺪ اﻣﺘﻠﺊ ﻓﺨﺮا و ﻋﺰة ﻓﺄﻧﺎ اﺑﻨﺔ اﻟﺸﺠﺎع اﻟﺬي وﻗﻒ ﻟﻴﺠﺴﺪ ﻗﺴﻤﻪ اﻟﺬي ﻋﺎﻫﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﻓﺪاء ﻟﻠﻮﻃﻦ، وأﻟﻔﺖ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻋﻦ ﺑﻄﻮﻻت واﻟﺪي وﺣﺒﻪ ﻟﻮﻃﻨﻪ اﻟﻐﺎﻟﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺑﻌﻨﻮان »اﻟﺒﻄﻞ«
أدا َم اﻟﻠــــــــــــــﻪُ ﻋ ﱠﺰكَ ﻓــــــــﻲ ُﻋﻠ ﱟﻮ و َﻣــــــــﺪﱠ ﻟﻚَ اﻟﺒﻘﺎ َء ﻷﻟﻒ ﻋــــــــــﺎم« ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻹﻣﺎراﺗﻴﻮن ﻓﻘﻂ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ دﺑﱠﺠﻮا اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﻣﺪح اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ؛ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ أﻳﺎدﻳﻪ اﻟﺒﻴﻀﺎء رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث ﻣﺤﺼﻮرة داﺧﻞ اﻹﻣﺎرات ﻓﻘﻂ،إﻧﻤﺎ ﺗﺨﻄﱠﺘﻬﺎ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺣﺪود اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ؛ ﻣﺎ دﻓﻊ ﺷﺎﻋ ًﺮا وﺑﺎﺣﺜًﺎ ﻣﺼﺮﻳٍّﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺤﺎﺗﺔ اﻟﻌﻤﺪة، إﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻗﺼﻴﺪة ﻓﻲ ﻓﻦ اﻟﻮاو ،اﻟﺬي ﻳﺸﺘﻬﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺘﻪ »اﻟﻌﻤﺪة«، ﻳﻤﺪح ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ،وﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ أﻓﻌﺎﻟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪة ،وﻳﻐﻨﻲ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﺎﺑﺔ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺸﻌﺒﻰ اﻟﻤﺼﺮي أﺣﻤﺪ ﺳﻌﺪ ،ﻳﺒﺪأ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺑﻤ ﱠﻮال ،ﺛﻢ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺑﻤﺮﺑﱠﻌﺎت ﻣﻦ ﻓﻦ اﻟﻮاو ،ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺑﱠﻌﺎت ﻳﺘﺤ ﱠﺪث ﻋﻦ ﻣﺴﻴﺮة وﺟﻬﻮد اﻟﺸﻴﺦ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻓﻲ رﻋﺎﻳﺔ وﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث واﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻳﻘﻮل: »ﻟﻔﱢﻴــــــــــﺖ ﺟﻤــــــــﻴﻊ اﻟﺒــــــــﻼد وﺳــــــــﺄﻟﺖ ﻗــــــــﺎﻟﻮا :اﻹﻣــــــﺎرات ْ زاﻳــــــــــــــــــــــــــﺪ وﻧﺴــــــــــﻠﻪ ﺳﻠﻄــــــــــــــــــــــﺎن دا زﻳــــــــــﻦ ﺻﻨﻌــــــــــــﻮا ﺛﻘــــــﺎﻓﺔ وﻋﻠـــــــــﻢ ﻧﺎﺳﻴِﻴــــــــﻦ اﻟﺮاﺣــــــــــﺔ وﻧـــــــﻮم ) َر ُﺟﻞ اﻟﺘﺮاث( ،اﻟﺸﻴــــــﺦ ﺳﻠﻄـــــــﺎن ﻓــــــــــﺎق اﻟﻌﺮب ﺑﺜﻘﺎﻓ ُﺘﻪ ﺳﻠﻄــــــﺎن
و ِْﺳﻂ اﻟﻌــــــــــــﻮاﻟﻢ ﻧِﺒــــــــــــﺎﻫﻲ ﻣﻜﺘــــــــﻮب ﺗﺎرﻳﺨﻨــــــــــﺎ وﺷﻔﺎﻫﻲ ﺣــــــــــﺘﻰ اﻟﺨـﻠﻴﺞ ﻛُﻠﱡــــــــــــــــــﻪ أﺻــــــــــــــﻞ اﻟﺘــــــــﺮاث ﻛُﻠﱡــــــــﻪ ﻳــــــــــــﺎ َﻓﺨْﺮ ﻛــــــــﻞ اﻟﻌــــــﺮوﺑﺔ ﺳﻠﻄــــــــﺎن َﺣ َﻤﻠﻬﺎ ،وِﺷﺎل اﻷﻣــــــﺎﻧﺔ دا ﺗــــــــﺮاث ﺑﻠﺪﻧﺎ ،ﻓﻲ رِﻗﺎﺑﻜُﻢ أﻣــﺎﻧﺔ وﺻﻴــﱠﺎد ﻓــــــــﺎرس ﻳﺎ أﺑﻮ ﺧـــــــــﺎﻟﺪ َ ﻟﻠﺼﻘــــــــــﺮ ﺗـــــــﺮﻋﻰ وﺗِﺼــــــﻄﺎد اﺳ َﻤﻚ ﻋــــــــــﻠﻰ اﺳــــــــــــﻢ َﺟﺪّ ك ﻳﺴــــــــــﻠﻢ ِﻛﻔــــــــﺎ َﺣﻚ و َﺟــــــﺪّ ك ﻧَﺸْ ــــــــﺮ وﺛﻘــــــــﺎﻓﺔ و َﻣﻌــــــــﺎرض أﻧـــــﺖ ﻧــــــﺎوي ﺗِﻌﺎرِض َ ﻳــــــــﺎ اﻟﻠﻲ َﺧ َﻴﺎﱠل ورﻣــــــــــﺰ اﻟ ُﺮ ُﺟــــــــــــــــﻮﻟَﻪ ﻟﻮﺻــــــــــﻮﻟَﻪ واﻟﻠـــﻲ َﺳﻌﻴــــــــــﺖ ُ ﻣــــــــﻦ ﻣﺼــــــــﺮ ﻟﻴــــــــﻚ اﻟ َﺘﺤ ﱠﻴ ﱠﺔ ﻗَﺒــــــــﻠﻚ ﺗُــــــــــﺮاﺛﻨﺎ ﺿَ ﺤ ﱠﻴــــــــــﺔ ﺣــــــــﺎﻓﻆ ﺗ ُﺮاﺛــــــــــﻚ وِراﻋــــــــﻲ ﻳِﺴــــــﻠﻢ ﻧﺠــــــــﺎح اﻟﻤــــــــﺴﺎﻋﻲ« * ﻛﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
111
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
وﺳﻴﺮﺗﻚ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﻔﻌﻠﻚ وﻳﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺳــﺮا ﻓﻲ دﺟﻰ ﻋﺴﺮ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ وﻫﻮ ﺷﻔﻘﻦ ﻟﻬﺎ ﺳﻤﻌﺘﻚ ﻓﻮق اﻟﺜﺮﻳﺎ ﻣﻬﻲ ﻓــــــﻮق اﻟﺜﺮا وأﻧﺖ ﻫﺎﻣﺔ ﻣﺠﺪ ﺑﺎﻧـــــﺖ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻠّﻬﺎ أﻧﺖ ﺗﺎج اﻟﻌــــﺰ واﻟﻌﺰ ﻓﻲ اﺳﻤﻚ ﻳﻨﻘﺮا وأﻧﺖ ﻫﻴﺒﺔ ﻋﺎﻟــــــﻴﺔ ﺷﺎﻣﺨﺔ ﻓﻲ ﺿﻠّﻬﺎ ﻗﺎﻟﻮا ﺻـــــﺤﺎب اﻟﻬﺠﻦ ﺳﻴﺪي ﻣﺎذا ﺟﺮا واﻟﺠﻮاب أﻧﻚ ﺧــــــﺪﻳﺖ اﻟﺒﻴﺎرق ﻛﻠﻬﺎ« وﺗﺄﺗﻲ ﻗﺼﻴﺪة »ﺳﻨﺎ اﻟﺪار« ،ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻤﻘﺪﺣﻲ اﻟﺸﱢ ﱢﺤﻲ ﺣﺎﻣﻠﺔ اﻹﻳﻘﺎع اﻟﺠﻤﻴﻞ واﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻨﺒﻴﻞ ،ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ: »ﻣﻴﺪاف ﺷــــــﻌﺮي واﻟﻢ اﻟﺴﻴــــــــــﺮ وﺑﺤﺮ ﻣﻌﻪ ﻣــــــــــــﻦ وﻳﻦ ﻣﺎ ﺳـــــﺎر ﺻﻮب اﻟﺬي ﻗـــــــــــﺎد اﻟﻤــــــــﻨﺎﻋﻴﺮ ﺳﻠﻄــــــــــﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺳﻨﺎ اﻟــــــــﺪار ﺳﻠﻄـــــــــــﺎن ﻣﻴــــــﻼد اﻟﺘﺒﺎﺷــــــﻴﺮ راﻋﻲ اﻟﺸﻬﺎﻣﻪ ﻧــــﺴﻞ اﻟﻜﺒــــــــــــــﺎر ﺷﻴﺨﻦ ورث ﻣــــــــــــــﻦ زاﻳﺪ اﻟﺨــﻴﺮ ﻧﺒـــــــــﺾ اﻟﻤﺤــــــــ ّﺒﻪ وﺑﺎس اﻷﺣﺮار اﻟﻜﺒﻴــــــــــﺮ داﻳﻢ ﺷــــــــﺎﻧﻪ ﻛﺒــــﻴﺮ ﻳﺮﻗــــــــﻰ اﻟﻤﻌـــــــﺎﻟﻲ ﻟﻴﻞ وﻧﻬـــــﺎر واﻧﺘﻪ اﻟﻘﻤـــــــــــــﺮ ﺑﺎﻟﻌـــــــﺎﻟﻲ ﺗﻨﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﻮر ﺗﺬﻫــــــــــــﻞ ﻛــــــــﻞ اﻷﻧﻈﺎر ﺗﺮاﺛﻨﺎ ﺑﺎﺳﻤــــــــﻚ ﻏــــــــــــــﺪى ﻏﻴﺮ ﻛﻞ ﻋــــــــﺎم ﻳﺘﺰﻳﱢــــــــﻦ ﺑﺎﻻﻓــــــﻜﺎر ﻳﺎ ﻣـــــــــﺎﻧﺢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﻘــــــــــــــﺪﻳﺮ
110
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻮن اﻟﺸﻌﺮاء
اﻟﻤﺴﺘﺤـــــــــــــﻴﻞ ﺑﺤﻜﻤﺘـــــــﻚ ﺻﺎر اﻧﺘﻪ اﻟﻔﻜــــــــــــــﺪر واﻧﺘــــﻪ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ واﻟﻐﻴﺚ اﻟﻠــــــــﻲ ع اﻟﺪار ﻣــــــــﺪرار ﻳﺤﻔﻈﻚ رﺑﻲ وﻳـــــــــــﻦ ﻣــــــﺎ ﺗﺴﻴﺮ وﺗﻌﻴﺶ ﻫﺎﻧﻲ ﺑﻄﻮل اﻻﻋﻤــــــــــــــﺎر« ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﺳﻢ ﺷﺎﻋﺮ وﺑﺎﺣﺚ آﺧﺮ ،ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻧﻌﻤﺎن اﻟﻜﻌﺒﻲ ،ﻟﻮﺣﺔ ﺑﻠﻴﻐﺔ ﻓﻲ وﺻﻒ ﺟﻬﻮد اﻟﺸﻴﺦ ،وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺮوس اﻟﺸﻌﺮ ،ﻗﺪ ُزﻓﱠﺖ إﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ؛ ﻷﻧﻪ اﻟﻜﻒء اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ َ ﻟﻠﻤﺠﺪ ،وﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻜﺎرم اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ،ﻳﻘﻮل: »إﻟﻴﻚَ أﺑﺎ اﻟﻌـــــــــﻼ ﺳﻠﻄـــــــﺎن ُزﻓﱠﺖ ﻋــــــﺮوس اﻟﺸﻌـــــــﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻈﺎم ُ ﻓﺈﻧﻚ ﻳﺎ اﺑﻦ زاﻳــــــــــﺪ ﺧﻴــــــﺮ ﻛﻒ ٍء ﻟﺬات اﻟﻤــــــﺠﺪ ﻋﺼ ًﻤﺎ واﻋﺘﺼـــــــــﺎم ﺗﺨﺎﻃﺒﻚ اﻟﻤﻌــــــــــﺎﻟﻲ ﻓــــــﻲ ُﻋﻼﻫﺎ وﺗﻔــــــﺨﺮ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻚ اﻟﻮﺳــــــــــﺎم وﺗﺨــــــــﺪﻣﻚ اﻟﻤﻜـــــــــﺎرم ﻓﻲ ﺳﻤ ﱟﻮ ﻳﻌ ﱢﺰزﻫــــــــــﺎ ﺳــــــﻤ ﱡﻮﻛﻢ اﺣﺘﺸـــــﺎم ﻧــــﻤﺎ ﺑﻚ زاﻳــــــــﺪ ﻓﺎزددت ﺷـــــﻮﻗًﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﻧﺎل زاﻳــــــــﺪ ﻓــــﻲ اﻷﻧــــــﺎم ﻓﺠــــــــﺌﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪك ﺑـــــــﻞ وأرﻗﻰ َ ﺑﻌﻘــــــــــــــــﻞ واﺗﱢﺰانٍ واﻟﺘـــــــــﺰام ﺣﻠﻴ ًﻤــــــــــﺎ ِ ﺑﺎﺳﻄًﺎ ﺑﺎﻟﺠــــــــــﻮد ﻛﻔٍّﺎ َﺟﺴـــــــــﻮ ًرا إن ﺗــــــﻮﻋﱠﺪَ كَ اﻟﺨﺼــﺎم ﻟﻠﺼﻌــــــــــــﺎب ﺑ ُﺤ ْﺴــــــﻦِ رأي ﺗُﺬﻟﱢﻞ ﱢ وﺗــــــﺪﺑﻴﺮ و َﺣــــــــ ْﺰ ٍم واﻫﺘــــــــﻤﺎم
رﻋﻰ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﻤﻴﺰة ،اﻟﺘﻲ ﺷ ﱠﺪت إﻟﻴﻬﺎ أﻧﻈﺎر ﻋﺸﺎق اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻦ وﻣﻘﻴﻤﻴﻦ وزوار ،ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ،واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،واﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن »ﺳﻮﻳﺤﺎن«؛ ﺣﻴﺚ اﻟﻌﺮس اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻷﻫﻢ واﻟﻤﺘﺠ ﱢﺪد ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ،اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻜﻞ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﺮاث ،ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻮق اﻟﺸﻌﺒﻲ؛ وﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﻦ اﻧﺘﻌﺎش ﺗﺠﺎري ،واﻟﻔﻦ؛ ﻋﺒﺮ اﻟﻐﻨﺎء ﺑﻜﻞ أﺷﻜﺎﻟﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ،واﻟﻤﺴﺮح؛ ورﺳﺎﻟﺘﻪ ،واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ؛ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻜﻠﺐ اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ؛ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺸﺠﻴﻊ ُﻣ َﻼك »اﻟﺴﻠﻮق« ﻋﻠﻰ اﻗﺘﻨﺎء ﻫﺬه اﻟﻔﺼﻴﻠﺔ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻟﺘﻬﺎ وإﺷﺮاﻛﻬﺎ اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﺎ ...ﻛﻞ ﻫﺬا ،وﻏﻴﺮه ،إﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ﱠ ﺟﻮار اﻟﺸﻌﺮ؛ وﺑﻴﺎرﻗﻪ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ،اﻟﺬي ﺗﺠﻠﻰ دﻋﻤﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ »ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻳﺎ راع اﻟﻔــﻌﻮل اﻟﻤﺸــــــﺎﻫﻴﺮ اﻟﻠﻲ ﺳﻮاﺗﻚ ﻳــــــــﺎ ﺣﺒــﻴﺐ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺒﻴﺮق اﻟﻤﻤﻴﺰ :ﺑﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،واﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻳﺴﺘﻘﻄﺐ ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ،وﻳﻘﺪم ﺗﺠﺎرب ﻣﻬﻤﺔ ﻳﺎ ﻧﺎد ٍر ﺗﺸﻔــــــــﻲ ﻋﻠﻴـــــﻪ اﻟﺼﻘﺎﻗﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﻨﺰلٍ ﻓــــــــــﻲ ﻧﺎﻳﻔﺎت اﻟﺸﻨــﺎﻇﻴﺮ وواﻋﺪة ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻔﻮق واﻟﺘﺄﻟﻖ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﻔﺼﻴﺢ. رﺟﻞ اﻟﻜﺮاﻣﻪ واﻟﻔﺨــــــﺮ واﻟﺸﻬﺎﻣـــــﻪ ﻳﻔﺮض ﻋﻠــــــــﻰ ﻛﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﺣﺘﺮاﻣــﻪ ﻣﺎﻫﻮب ﻳﻄﺮح ﺑﺎﻟﺸﺒــﻚ واﻟﺤــــــﻤﺎﻣﻪ Y ﻣﺤﺒﺔ اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻌﺰه وﺻﺮح اﻟﻜﺮاﻣــــــــﻪ« اﻋﺘﺮاﻓًﺎ ﺑﺠﻬﻮده اﻟﺮاﺋﺪة؛ ﻋ ﱠﺒﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ﻋﻦ ﻣﺤﺒﺔ وﺗﻘﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﻐﻴﻦ ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،ﻋﺒﺮ ﻋﺸﺮات اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ أﻣﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻘﺤﻄﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ رﺳﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻗﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺪﺣﻮه ﻓﻴﻬﺎ ،ذاﻛﺮﻳﻦ ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ ،ﻛﺄﻧﻬﻢ -ﻣﻦ ﻃﺮف ﺧﻔﻲ -ﻳﺤﻴﻮن ﻓﻮز اﻟﻬﺠﻦ ،وﻗﺪرة ﺳﻤ ﱢﻮه ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﻛﻞ اﻷﻋﻼم اﻟﻔﺎﺋﺰة ﻓﻲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ وﺻﻨﻊ ﻣﺎ ﻋﺠﺰ اﻵﺧﺮون ﻋﻦ ﻓﻌﻠﻪ ،ﻳﻘﻮل: ﻏﺮﺿً ﺎ ﺷﻌﺮﻳٍّﺎ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺧﺒﺖ ﺟﺬوﺗﻪ ،ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻣﻦ أﻫﻢ اﻷﻏﺮاض اﻟﺴﺒﺎقُ ، اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻟﺪى اﻷﺟﺪاد ،وﻗﺪ ﺗﻨ ﱠﻮﻋﺖ أﺷﻜﺎل ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ »ﺳﻴﺪي ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ُﻗﻠﱡﻬــــــــﻢ ﻣــــﺎ ﺟﺮا داﻣـــﻚ أﻧﺖ اﻟﻠﻲ ﺧﺪﻳﺖ اﻟﺒﻴﺎرق ﻛﻠﻬﺎ ﺷﻌﺒﻲ إﻟﻰ ﺷﻌﺮ ﻓﺼﻴﺢ ،وﺗﻌ ﱠﺪدت ﻣﺂﺛﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺘﻬﺎ، ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻒ ﺑﻦ ﻋﻮن ﻳﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺧﻼق ﻓـــﻮزك اﻟﻠﻲ ف اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ ﺿ ﱠﻴﻊ ﻣﻦ ﺷﺮا ﻣﺸﻜﻠﻪ ﺻﺎرت وﻏﻴﺮك ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺣﻠﱢﻬــــﺎ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺤﻤﻴﺪة ،وﺷﺠﺎﻋﺘﻪ وﺷﻬﺎﻣﺘﻪ ،ﻳﻘﻮل:
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
109
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺧﺪﻳﺖ اﻟﺒﻴﺎرق ﻛ ّﻠﻬﺎ
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻮن اﻟﺸﻌﺮاء
ﺳﻠﻮم درﻏﺎم ﺳﻠﻮم*
ﺷﺠﺮة ﺛﻤﺎر ة ﻣﻦ ﺛﻤﻤﺎر ﻃﻴﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -ﻫﻮ ﻦ زاﻳﺪ ﻳُﻘﺎل» :ﻣﻦ ﺛﻤﺎرﻫﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮﻧﻬﻢ« ،واﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﻳ ﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -ﻃ ﱠ ﻣﺆﺳﺲ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن أﺻﻴﻠﺔ ،ﻛﺎن ﻧﻬﺠﻪ ﻣﺴﺘﻤﺪٍّ ا ﻣﻦ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺪ ﻧﻬﻴﺎن ،اﻟﻮاﻟﺪ واﻟﻤﻌﻠﱢﻢ ،ﱢ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮااث ،واﻧﻄﻠﻘﺖ ﺟﻬﻮده ﻓﻲ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﻳﺪ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة .ﻋﺸﻖ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﻄﺎن اث اﻹﻣﻣﺎرات، إﻃﺎر اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺒﺮ ﻋﺪﱠ ة ﻣﻨﺎﺑﺮ وﻣﺠﺎﻻت ،ﻣﻨﻬﺎ :ﻧﺎدي ﺗﺮ ث اﻹﻣﺎرات ،وﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ُﺸﻊ أﻟﻘًﺎ وﺗﻤ ﱡﻴ ًﺰا وأﺻﺎﻟﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ وﺗﻮﺛﻴ ًﻘﺎًﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﻣﻨﺎﺑﺮ اﻟﻤﺠﻼت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ،اﻟﺬي ﻏﺪا ﻣﻨﺎرة ﺗ ﱡ اﻟﺮاﺋﺪة )ﺗﺮاث -ﺑﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮ -اﻹﺑﻞ( ،واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات اﻟﻤﻤﻴﺰة واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟﺮاﻗﻴﺔ. 108
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻮن اﻟﺸﻌﺮاء
وﺗﺴﻌﻰ إدارة اﻟﻨﺎدي ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺒﺤﺮي، وﺗﺮﺳﻴﺦ ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﻤﺤ ﱠﺒﺒﺔ ،وﺗﻮاﺻﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ،وﻳﻘﻄﻊ ﻣﻴﻼ ﺑﺤﺮﻳٍّﺎ ،ﻣﺎ ﺑﻴﻦ »ﻋﺎﻟﻲ ﺧﻮر ﺑﻮﻫﻴﻞ«، اﻟﻤﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺎﻓﺔً 18 وﺣﺘﻰ ﻣﻨﺼﺔ اﻟﺘﺘﻮﻳﺞ ﺑـ»ﻛﺎﺳﺮ اﻷﻣﻮاج« ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻛﻮرﻧﻴﺶ أﺑﻮﻇﺒﻲ. وﻓﻲ »ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺳﻬﻴﻞ اﻟﺒﺤﺮي« ،ﻳﻤﺎرس اﻟﻤﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻴﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮق اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻣﺜﻞ »اﻟﺴﻜﺎر« ،و»اﻟﺸﺐ«، و»اﻟﻠﻔﺎح« ،و»اﻟﺤﺪاق« ،وﻃﺮق وأدوات اﻟﻐﻮص اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، وﻏﺰل اﻟﺨﻴﻮط ،وﺻﻨﺎﻋﺔ ﺷﺒﺎك اﻟﺼﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ،وﺻﻨﺎﻋﺔ »اﻟﻘﺮﻗﻮر« )أداة اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﻼك اﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ( ،ﻛﻤﺎ
ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﺑﻌﺾ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ»اﻟﺰﻗﱡﻮت« ،وﺗﻘﺎم ﻣﻠﺘﻘﻴﺎت ﻃﻼﺑﻴﺔ ﺻﻴﻔﻴﺔ ورﺑﻴﻌﻴﺔ ﺑﺠﺰﻳﺮة »اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ« اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺴﺎﺣﺮة اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻨﺎدي ،وﻳﻤﺎرس اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻴﻬﺎ رﻳﺎﺿﺎت اﻟﻬﺠﻦ ،واﻟﻘﻮارب اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ ،واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﺗﻘﺪم أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺤﺮف اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻨﺎدي دورات ﻓﻲ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎت ،ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻈﻢ اﻟﻨﺎدي »ﺑﻄﻮﻟﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻸﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ«؛ ﻟﺘﻮﻋﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻷدوار اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻸﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﺗﺤﻔﻴﺰﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ، واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﺪﺛﺎر * ﻛﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
107
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﻤﻄﺎﻳﺎ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺰاﻳﻨﺎت اﻹﺑﻞ ﺑﺪوﻟﺔ اﻟﻤﻼك، اﻹﻣﺎرات ودول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؛ ﺑﻬﺪف دﻋﻢ ﱠ وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻗﺘﻨﺎء أﺟﻮد اﻟﺴﻼﻻت ،وﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ﻟﺴﻼﻻت اﻹﺑﻞ اﻷﺻﻴﻠﺔ وإﻧﺠﺎزاﺗﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻳﺼﺪر »ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ« ﻣﺠﻠﺔ ﺷﻬﺮﻳﺔ ﱢ ﻋﻦ اﻹﺑﻞ. اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ ،و»اﻟﺼﻘﺎرة« ،واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
اﻷﺟﺪاد اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺒﺪوي ﺑﻨﺎﻗﺘﻪ ،واﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻬﺎ وﺗﻐﺬﻳﺘﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻟﺒﻨﻬﺎ وﻟﺤﻤﻬﺎ ووﺑﺮﻫﺎ ،وﺗ ُﻌ ﱡﺪ اﻹﻣﺎرات أول دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﻴﻢ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ وﺗﺨﺼﺺ ﻟﻬﺎ ﺟﻮاﺋﺰ ﻗﻴﱢﻤﺔ؛ ﺗﺸﺠﻴ ًﻌﺎ ﻷﺻﺤﺎب اﻹﺑﻞ اﻷﻋﻠﻰ إدرا ًرا ﻟﻠﺤﻠﻴﺐ ،وﻟﻺﻓﺎدة ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﻟﺼﺤﻴﺔ ﻷﻟﺒﺎن اﻹﺑﻞ .واﻋﺘﺰازًا ﺑﺪور اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء، وإﺛﺮا ًء ﻟﺪﻳﻮان اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ؛ ﻳﺤﺮص اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻦ اﻹﺑﻞ ووﺻﻔﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺟﻢ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻻت اﻹﺑﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻟـ»ﻋﺰﺑﺔ اﻹﻣﺎرات« ،واﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ أﺟﻮد ﺳﻼﻻت اﻹﺑﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﻛﻤﺎ أﻃﻠﻖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدرات ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼﻻت اﻷﺻﻴﻠﺔ ،وﻛﺎن آﺧﺮﻫﺎ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ ﺑﺈﺻﺪار ﻛﺘﺐ ﺗﻮﺛ ﱢﻖ
106
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ راﻋﻲ اﻟﺘﺮاث وﻓﺎرس اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ
ﺗﺘﻨ ﱠﻮع ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت »ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ« ﻟﺘﺸﻤﻞ أﻟﻌﺎﺑًﺎ ﺗﺮاﺛﻴﺔ وﺷﻌﺒﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻓﻬﻨﺎك »ﺳﺒﺎق، وﻣﺰاﻳﻨﺔ اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ« ،وﻳﻬﺪف »ﺳﺒﺎق اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺼﻴﺪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻠﻂ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ،اﻟﺘﻲ ارﺗﺒﻄﺖ ﺑﺤﻴﺎة اﻟﺒﺪوي ،وﺗ ُ َﻌ ﱡﺪ ﻛﻼب »اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ« ﻣﻦ ﺳﻼﻻت ﻛﻼب اﻟﺼﻴﺪ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 13أﻟﻒ ﺳﻨﺔ .ﻛﻤﺎ ﺣﺮص اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻋﻠﻰ دﻋﻢ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر »اﻟﺼﻘﺎرة« ،وﻛﺎن ﻳﺸ ﱢﺠﻊ »اﻟﺼﻘﺎرﻳﻦ«،ﻛﻤﺎ اﻫﺘﻢ »ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات« ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر ﻟﻠﻨﺎﺷﺌﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻀﻊ اﻟﻨﺎدي ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺿﻤﻦ أﻫﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺻﺪار »ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث« ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﱢﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر ،وﻳﻨﻈﱢﻢ »ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات« اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻟﻤﻠﺘﻘﻴﺎت اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻻﺳﺘﻐﻼل ﻃﺎﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎب ،وإﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺰاﺧﺮ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،واﺳﺘﺮﺟﺎع ذاﻛﺮة ﺣﻴﺎة اﻟﺒﺤﺮ واﻟﺼﻴﺪ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ ،ﻓﻬﻨﺎك »ﺳﺒﺎق اﻟﻀﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻣﻞ اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ«،
اﻟﺤﻮاﺟﺰ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻧﺪوات دوﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻬﺪف اﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﺠﻮاد اﻟﻌﺮﺑﻲ ،واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻪ. ﻫﻨﺎك أﻳﻀً ﺎ »أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺑﻮذﻳﺐ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ« اﻟﺘﻲ أُﻧ ِْﺸﺌَﺖ ﺑﻬﺪف ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻓﻨﻮن اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ ،وﺗﺮاث اﻷﺟﺪاد ﻓﻴﻬﺎ ،وﻫﻰ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﻗﺎم رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ أول ﻧﺎ ٍد دوﻟﻲ ﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮ ﻇﺒﻰ؛ ﺑﻬﺪف اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻻﺗﻬﺎ. اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻹﺑﻞ وﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ
»وﻓﺎ ًء ﻟﻺﺑﻞ ،ﺑﻤﺎ أﺳﺪﺗﻪ ﻷﺳﻼﻓﻨﺎ -وﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ -ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎت ،وﻗﺖ أَ ْن ﻛُ ﱠﻨﺎ ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ وﺗﻨﻘﱡﻼﺗﻨﺎ ،ورﺣﻼﺗﻨﺎ؛ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻬﺘﻢ ﺑﻬﺎ وﻧﻜﺮﻣﻬﺎ« ...ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺧﺎﻟﺪة ﻟﻠﻮاﻟﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ، وﻗﺪ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻮﻓﺎء ﻟﻺﺑﻞ اﺑﻨﻪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،وﺗﺠﺴﻴ ًﺪا ﻟﻬﺬا اﻟﻮﻓﺎء ﺣﺮص ﺳﻤ ﱡﻮه ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺗﺮاﺛﻲ ﺳﻨﻮي ،ﻳﻜﻮن اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻹﺑﻞ ﻫﻮ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻴﻪ؛ وﻫﻮ »ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ« ،اﻟﺬي ﺗﺤﺘﻀﻨﻪ ﻣﻨﻄﻘﺔ »ﺳﻮﻳﺤﺎن« ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻗﺪ ﺣﻈﻲ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻣﻨﻪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،-وﻗﺪ أﺛﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺴﻨﻴﻦ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﺑﺮة، ﺑﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ رﺻﻴﻨﺔ ذات رؤﻳﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ،ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻮروﺛﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﻟﻺﺑﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻋﺼﺮي ،ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﱢ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﺟﻤﺎل اﻹﺑﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ »اﻟﻤﺰاﻳﻨﺎت« ،واﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ُﻣ ﱠﻼك اﻹﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻻت اﻹﺑﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،وﻋﺪم ﺗﻬﺠﻴﻨﻬﺎ ﺑﺪﻣﺎء ﻏﺮﻳﺒﺔ ،ﻣﺮو ًرا ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺘﻌﻠﱢﻖ ﺑﺘﺠﺎرة وﺗﺮﺑﻴﺔ اﻹﺑﻞ ،ووﺻﻮﻻً إﻟﻰ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ اﻟﺒﻴﺌﻲ واﻟﺼﺤﻲ ،وﻳﺤﻴﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺎم ﺧﻼﻟﻪ ﺳﺒﺎﻗﺎت ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻟﻺﺑﻞ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻹﺑﻞ ﺧﻼل اﻟﺴﺒﺎق ﻋﺒﺮ »اﻟﺮوﺑﻮت« ،ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻤﻞ »ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻤﺤﺎﻟﺐ« ،واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﻣﺎﺿﻲ /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
105
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﻮل واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ
ِ ﺣﻈ َﻴﺖ اﻟﺨﻴﻮل ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -؛ ﻓﻬﻲ »ﻣﻌﻘﻮ ٌد ﻓﻲ ﻧﻮاﺻﻴﻬﺎ اﻟﺨﻴﺮ« ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺸﺮﻳﻒ ،وﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻫﺬه اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ إﻧﺸﺎؤه ﻻﺳﻄﺒﻼت »ورﺳﺎن« ﻟﻠﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺈﻣﺎرة أﺑﻮ ﻇﺒﻰ ،ﻋﻠﻰ أﺣﺪث اﻟﻨﻈﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ،أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻮاﺣﺔ اﻟﺨﻀﺮاء؛ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ اﻟﻬﺪوء واﻟﻤﻨﺎخ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﺨﻴﻮل ،وﻫﻮ ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻻﺳﻄﺒﻼت ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،وﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﺘﻲ ﻳﻀ ﱡﻤﻬﺎ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻋﺮﺑﻲ ٍ ﺻﺎف ،وذﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ اﻋﺘﻤﺎد ﻓﺤﻮﺻﺎت اﻟﺤﻤﺾ اﻟﻨﻮوي اﻟﻤﺨﺘﺒﺮﻳﺔ، وﻳﺰﺧﺮ اﻟﻤﻜﺎن ﺑﺄدوات ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﺨﻴﻮل ،ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ ،وﻛﺎن
104
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ راﻋﻲ اﻟﺘﺮاث وﻓﺎرس اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ
ﻳﺸﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،وﺗ ُﻘ ﱠﺪم اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻟﺘﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎت داﺧﻠﻴﺔ ﻣﻜ ﱠﻴﻔﺔ ،وﺗﺘﺼﺪر ﺧﻴﻮل »ورﺳﺎن« اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﻴﻮل ﻣﻤﺘﺎزة ﻣﻨﺘﺨَﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت ،ﻳﻀ ﱡﻤﻬﺎ ﻣﺒﻨﻰ ﺧﺎص ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻄﺮازه اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺠﻤﻴﻞ، ﻛﻤﺎ ﻳﻀﻢ اﻟﻤﻜﺎن ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﻴﻄﺮﻳٍّﺎ ﻳﻀ ﱡﻢ ﻛﻮادر ﻣﺤﺘﺮﻓًﺔ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﺨﻴﻮل وإﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻤﻜﱠﻦ ﻓﺮﻳﻘﻪ ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﺘﺠﻤﻴﺪ ﻋﻴﱢ ٍ ﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺋﻞ اﻟﻤﻨﻮي ﻟﻠﺨﻴﻞ؛ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ اﺳﺘﻴﻼد وإﻛﺜﺎر اﻟﺨﻴﻮل ،واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼﻻت اﻟﻤﻤﻴﺰة. ﻛﻤﺎ أﻧﺸﺄ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻋ ﱠﺪة ﻣﻨﺸﺂت وﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ﻟﻠﺨﻴﻮل ،ﻣﻦ أﺑﺮزﻫﺎ: ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ ،اﻟﺬي ﻳﻨﻈﻤﻪ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ، ﻓﻲ »ﺻﺎﻟﺔ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ« ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ »اﻟﺨﺘﻢ«، وﻳﺸﻤﻞ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎت ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺑﱢﻲ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،وﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﺠﻤﺎل اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .وﺗﺸﻬﺪ ﻣﻴﺎدﻳﻦ ﻗﺮﻳﺔ »ﺑﻮذﻳﺐ« اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺪرة ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ »اﻟﺨﺘﻢ« ﻣﻨﺎﻓﺴﺎت ﺳﺒﺎق اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻘﺪرة ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺎت اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،وﻳﺸﻬﺪ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﺠﻮم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﻴﻦ اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﻟﺪوﻟﻲ ،وﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻪ :ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ،وﻳﻀﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﺘﻨ ﱢﻮﻋﺔ ﺗﺸﺎرك ﺑﻬﺎ دول ﻋﺮﺑﻴﺔ وﺧﻠﻴﺠﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺟﻤﺎل اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ، وﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﺮوﻳﺾ اﻟﺨﻴﻮل ،وﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻘﺎط اﻷوﺗﺎد ،وﺑﻄﻮﻟﺔ ﻗﻔﺰ
وﻗﺪ ﺗﻨ ﱠﻮﻋﺖ اﻷدوار اﻟﻮاﻋﻴﺔ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﺻﻮن ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات وأدواره اﻟﻮاﻋﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ،1993ﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻪ ،ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺜﻘﻴﻔﻴﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﺳﻌﻰ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ. اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -إﻟﻰ وﺿﻊ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠﻤﻲ ﻣﺪروس، ﻣﺆﺳﺴ ًﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ورؤﻳﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدي ﱠ ﻋﻤﻼﻗﺔ ،ذات أﺑﻌﺎد ﺣﻀﺎرﻳﺔ ،وإﺷﻌﺎع ﻋﺎﻟﻤﻲ ،ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺪور اﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻲ ورﻋﺎﻳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮازﻧﺔ اﻟﻤﺆ ﱠﻫﻠَﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎدة ،ﻓﻲ إﻃﺎ ٍر ﻳﺤﺎﻓﻆ و ﱠﺟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻫﺘﻤﺎ ًﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺮاث دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻮاﻛﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻛﺒﻴ ًﺮا ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺘﻨﻔ ًﱠﺴﺎ اﻟﻌﺼﺮ وﻣﺘﻄﻠﱠﺒﺎﺗﻪ ،وﺗﻔﻴﺪ ﻣﻦ أدوات اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻣﻬ ٍّﻤﺎ ﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﻨﺶء واﻟﺸﺒﺎب ،ﻣﻦ ﺧﻼل رﻳﺎﺿﺎت وأﻟﻌﺎب وﻗﻨﻮات اﻹﻋﻼم ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺮاﻛﺰ ﺑﺤﺜﻴﺔ وﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺗﺮاﺛﻴﺔ أﺻﻴﻠﺔ ،ﺗﺤﻴﻲ ﺗﺮاث اﻷﺟﺪاد ،وﺗﻐﺮس اﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎء ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ودﻣﺠﻪ ﻓﻲ ﻧﺴﻴﺞ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،ﻟﻠﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،وﺣﻈﻴﺖ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ واﻟ ِﻬﺠِﻦ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﺧﺎص ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ،ﻛﻤﺎ ﺣﻈﻴﺖ اﻟﺨﻴﻮل ،واﻹﺑﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻤﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻧﺮﺻﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻫﺘﻤﺎم ﺳﻤﻮه ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،واﻟﺨﻴﻮل واﻹﺑﻞ.
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
103
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
راﻋﻲ اﻟﺘﺮاث وﻓﺎرس اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ *
»ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ٍ ﺟﺴﺪت اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ ﻟﺤﻜﻴﻢ اﻟﻌﺮب ،ﻣﺆﺳﺲ ﻣﺎض ،ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺎﺿ ٌﺮ ،وﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ« ...ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺧﺎﻟﺪة ،ﱠ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﺑﺎﻧﻲ ﻧﻬﻀﺘﻬﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ؛ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،وﻟﻘﺪ ﺗﺮك ﻫﺬه اﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ وﺻﻴﺔ وأﻣﺎﻧﺔ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ،اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﻢ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ً ﻣﺘﻜﺎﻣﻼ، ﻃ ﱠﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ، -واﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ رﻋﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﺑﺮة ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻬ ًﺠﺎواﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺤﻜَﻤﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﺣﺎﺿ ًﺮا ﻓﻲ ﻋﻘﻮل وﻧﻔﻮس اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وذﻟﻚ ﻋﺒﺮ »ﻧﺎدي أﺳﺴﻪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ورﻋﻰ ﻛﻞ أﻧﺸﻄﺘﻪ ،وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ وأﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات« ،اﻟﺬي ﱠ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ اﻟﻤﻤﺘﺪة ﻃﻮال اﻟﻌﺎم ،وﻓﻲ ﻛﻞ رﺑﻮع اﻹﻣﺎرات اﻟﺰاﻫﺮة ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ اﺳﺘﺤﻖ ﻋﻦ ﺟﺪارة ﻟﻘﺐ »رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻷول«؛ ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻗﺎل» :إن اﻟﺘﺮاث ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺟﺰ ًءا ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ وﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺘ ﱡﺰ ﺑﻬﺎ ،وﻧﺤﺮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻟﻦ ﻧﺘﺨﻠﻰ إﻃﻼﻗًﺎ ﻋﻦ أﺻﺎﻟﺘﻨﺎ وﻋﺮاﻗﺘﻨﺎ ،وﺳﻨﻈﻞ ﻧﺪ ﱢﻋﻢ اﻟﺘﺮاث ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ،وﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ«.
102
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ راﻋﻲ اﻟﺘﺮاث وﻓﺎرس اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ
ورﺳﺦ ﻋﻤﻠ ٍّﻴﺎ ِﻗ َﻴ َﻢ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ واﻟﺘﻀﺎﻣﻦ واﻟﻮﺣﺪة اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﱠ واﺣﺘﺮام وﻗﺒﻮل اﻵﺧﺮ ،وﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ ﻣﻨﻬ ًﺠﺎ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات وأﻫﻠﻬﺎ ،ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﻼدﻧﺎ ﻋﻼﻣ ًﺔ ﻓﺎرﻗ ًﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻄﺎء اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻷﺧ ﱠﻮة ٍ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻔ ﱢﺮق ﺑﻴﻦ أﺻﻞٍ وﻋﺮقٍ وﻟﻮنٍ وﺟﻨﺲ ودﻳﻦٍ وﻃﺎﺋﻔ ٍﺔ ،وﻋﻠﻰ ذات اﻟﻨﻬﺞ ﺗﺴﻴﺮ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻴﻮم ﺑﻘﻴﺎدة أﺧﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤ ّﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ«)(7 * ﻛﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺑﻌﻘﻴﺪﺗﻪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺗﻤﺴﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ودﻋﻢ ﱡ ﱢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﺗﺮاﺛﻪ اﻟﻌﺮﻳﻖ ،وﺗﻬﻴﺌﺔ اﻟﺴﺒﻞ ﻟﻨﺠﺎح اﻟﺪوﻟﺔ واﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﱢ ﻓﻲ أداء ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ .وﺗﻨﻌﻜﺲ آﺛﺎر اﻹدارة اﻟﺘﻨﻮﻳﺮﻳﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﻌﻤﻞ واﻹﻧﺘﺎج اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد ّ واﻹﺑﺪاع ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،واﻷﺷﻐﺎل اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﺤﺮف اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺒﻌﺪ ﺷﺒﺢ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .وﺗﺴﻬﻢ ﺗﻠﻚ اﻹدارة ﻓﻲ ﺟﻬﻮد ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ ،واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺘﻬﺎ، وﺗﺠﻤﻴﻞ اﻟﻄﺮق واﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ .وﻣﻦ أﺑﺮز ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻬﺎ ﱢم ﺗﻨﻤﻴﺔ رأس اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ، اﻟﺒﺸﺮي ،ورأس اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺎل ﱢ ﱢ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) .(6وﻻ ﺷﻚﱠ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺎوت ﱢ ﱢ ﻓﻲ أ ﱠن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻬﺎ ﱠم ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻌﻴﺪ ًة أﺑ ًﺪا ﻋﻦ أﻫﺪاف اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وأﻧﺸﻄﺘﻬﺎ اﻟﺮاﻣﻴﺔ ﻟﺘﺄﺻﻴﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ اﻟﺴﻼم واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﻌﻴﺶ اﻟﻤﺸﺘﺮك. وﻳﻌ ﱡﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ »اﻷﺧ ﱠﻮة اﻹﻧﺴﺎﻧ ﱠﻴﺔ« اﻟﺬي اﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﻓﺒﺮاﻳﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ -ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮاﻧﺴﻴﺲ ﺑﺎﺑﺎ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن واﻟﺸﻴﺦ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ اﻟﻄﻴﺐ ﺷﻴﺦ اﻷزﻫﺮ -ﺷﺎ ِﻫ َﺪ ﺻﺪقٍ أﻣﺎم اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻷﺟﻴﺎل اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ واﻟﺘﻌﺎﻳُﺶ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﻬﺪف دﻋﻢ اﻟﺤﻮار ،وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺴﻼم ﱢ اﻟﺘﻌﺎرف واﻟﺘﻌﺎون ،وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﻄﺮف وﻧﺒﺬ اﻟﻌﻨﻒ .إن ﺛﻘﺎﻓﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة -اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺮد ﺑﺄن ﺗﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 200ﺟﻨﺴﻴ ٍﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔ ٍﺔ اﻷدﻳﺎن واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﻓﻲ اﻧﺴﺠﺎمٍ ووﺋﺎمٍ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،وﻗﺒﻮل وﺳﻼمٍ -ﺗُ َﻌ ﱡﺪ ﺑﺤﻖٍ ﻧﻤﻮذ ًﺟﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴًﺎ ﻣﺜﺎﻟﻴًﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺪد ّ اﻵﺧﺮ ،واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻪ .وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻬﺬا أن ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻐﻴﺮ ﻧﻬﺞ ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ -اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،وﺣﻜﻤﺔ ﻗﺎدﺗﻬﺎ،وﺷﻤﻮﻟﻴﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺑﻬﺎ .وﻗﺪ أﻛﱠﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻫﺬه -اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ أﺣﺪ ﻟﻘﺎءاﺗﻪ ﻗﺒﻞ أﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :إ ﱠن اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،رﺣﻞ ﻋﻦ دﻧﻴﺎﻧﺎ ﺗﺎرﻛًﺎ إرﺛ ًﺎ ﻏﻨ ٍّﻴﺎ وﻧﻬ ًﺠﺎ ﺳﻮﻳٍّﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻌﻄﺎء
اﻟﻬﻮاﻣﺶ: - 1ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﺮواد ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺑﻌﻨﻮان »اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮ ..ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ«. - 2ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ »ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ«. - 3ﻋﻠﻲ رﻣﻀﺎن ﻓﺎﺿﻞ» :اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ« ط أوﻟﻰ ،ص 34ـ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب.2018 : - 4د .زﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻬﺎدي» :اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺸﺎﺋﻚ :ﺗﺤﺪﻳﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ« ص 88ـ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب.2018 : - 5ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻷرﺑﻌﻴﻦ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ـ ﻣﺠﻠﺔ »درع اﻟﻮﻃﻦ« دﻳﺴﻤﺒﺮ .2018 - 6د .إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻧﻮار :ﻣﺠﻠﺔ »آﻓﺎق ﻋﺮﺑﻴﺔ« اﻟﻌﺪد اﻟﺨﺎﻣﺲ، ص 103ـ ﻣﻦ إﺻﺪارات اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﻼﻣﺎت ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة. - 7ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ »ﻳﻮم زاﻳﺪ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ« ـ وام 25 :ﻣﺎﻳﻮ .2019
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
101
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﻤﻌﺎرض اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ؛ ﻟﻠﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ٍ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻷدب؛ ﺑﻬﺪف ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺟﻬﻮد اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات .وﺷﻤﻠﺖ ﺗﻠﻚ اﻷﻧﺸﻄﺔ ﺟﻤﻊ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ وﺗﺪوﻳﻨﻪ؛ ﺳﻌ ًﻴﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻮي ﻣﻦ ﻛﻨﻮ ٍز ﺛﻘﺎﻓﻴ ٍﺔ ﻓﺮﻳﺪ ٍة ،وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ .وﻗﺪ ﺷ ﱠﺠﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،و َﺣﺮ َِص ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮرﻫﺎ ،واﻓﺘﺘﺎح ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ،واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻣﻦ أﻫ ﱠﻢ ﻣﺎ ﻣﻴﱠﺰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت» :اﻟﻤﺴﺮح اﻟﻤﻔﺘﻮح« ،اﻟﺬي ﻳﺘﻀ ﱠﻤﻦ ﻓﻘﺮ ٍ ات ﻣﻦ اﻟﺴ ﱢﻦ ﺑﻬﺬا اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻣﺒ ﱢﻜ ًﺮا. »ﻣﺴﺮح اﻟﻄﻔﻞ«؛ ﻟﺮﺑﻂ ﺻﻐﺎر ﱢ اﻻﻗﺘﺼﺎدي أو اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أو اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،أو اﻟﻔﻬﻢ اﻟﺨﺎﻃﺊ ﻟﻠﻨﺼﻮص اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .(3)«...وﻗﺪ وﻋﺖ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،وأﻋ ﱠﺪت ﻣﻦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻷﻧﺸﻄﺔ ﺑﺄي ﺧﻠﻞٍ ،وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ َﺳﻠِ َﻢ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﱢ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻣﻦ آﺛﺎم اﻟﻌﻨﻒ واﻟﺘﻄ ﱡﺮف .وإذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك َﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﱡ ﻳﻄﺎﻟﺐ وزارات اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﻮاﺟﻬﺔ »اﻻﻧﺤﺮاف اﻟﻔﻜﺮي« ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﺮاﻛﺰ ﺛﻘﺎﻓﻴ ٍﺔ َﺧ َﺪﻣ ﱠﻴﺔ ﻣﺄﻫﻮﻟﺔ ﺗﺤﺘﺮم اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ واﻵﺧﺮ ،وﺗﻌﻤﻞ ﺿ ﱠﺪ اﻹرﻫﺎب اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ أﺳﺲ ﻛﻞ ﺑﻨﺎ ٍء ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺧﺎﻃﺊ ،ﺳﻮا ٌء دﻳﻨﻲ أو اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ؛ ﻓﺈن اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﱟ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺗﺒﺬل ﺟﻬﻮ ًدا ﺣﺜﻴﺜ ًﺔ ﺗﻠﺒﱢﻲ اﻷﻫﺪاف اﻟﻤﺮﺟ ﱠﻮة ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮاﻛﺰ؛ ﺳﻌﻴًﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻺﻧﺴﺎن) .(4وﻗﺪ اﻧﻄﻠﻖ اﻫﺘﻤﺎم ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﺑﺒﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ رؤﻳﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻟﻪ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺒﺸﺮي أﻫ ﱠﻢ ﺛﺮواﺗﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻳﻘﻮل» :ﺳﻌﺖ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وﻋﻠﻰ اﻟﺒﺸﺮي ﻛﺄﺣﺪ أﻫ ﱢﻢ ﺛﺮواﺗﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻠﻬﺎ ،إﻟﻰ ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻟﻌﻨﺼﺮ ّ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،وأﻫ ﱢﻢ أدواﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻮﻃﻦ، ﻓﻜﺎن اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺄ ﱠن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺘﺴﻠﱢﺢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻷﺧﻼق ﻫﻮ اﻟﻠﱠ ِﺒ َﻨﺔ ﺢ«).(5 ﻗﻮي ﺻﺎﻟ ٍ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﺒﻨﺎء ﻣﺠﺘﻤﻊٍ ﱟ ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ وآﺛﺎره
ﺗﻨ ﱠﻮﻋﺖ أﻫﺪاف وأﻧﺸﻄﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت؛ ﻟﺘُﻠَ ﱢﺒﻲ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت :إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻪ وﻧﺸﺮه وﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ،وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات ﺣﻮل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت واﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ،وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،واﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻴﺪ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﺤﺮف اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ؛ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﺪﺛﺎر ،ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
100
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ..وا-دارة اﻟﺘﻨﻮﻳﺮﻳﺔ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ
ﺗﺴﺘﻬﺪف أﻧﺸﻄﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺠﺎدة اﻟﻮاﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻋﻲ وﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ،ودﻋﻢ »اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ« وﺗﺮﺳﻴﺨﻪ؛ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ٍ ﺷﺎﻣﻞٍ ﻳﺆﻛﺪ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻮﻃﻦ ،وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ .وﻗﺪ أﺳﻬﻤﺖ »اﻹدارة اﻟﺘﻨﻮﻳﺮﻳﺔ« ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﻓﻲ دﻓﻊ ﺟﻬﻮد ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ
أي ﻣﺠﺘﻤﻊٍ ﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻻت »اﻟﺘﺸﻮﻳﻪ اﻟﻔﻜﺮي« .أ ﱠن ﺛﻘﺎﻓﺔ ﱢ »ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻪ« ،وﺗﺠﺐ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ دﺧﻴﻞ ﺿﺎ ﱟر ﺑ ِﻘ َﻴ ِﻤﻬﺎ ﺗﻤﺴﻚ وأﺧﻼﻗﻬﺎ وﻏﺎﻳﺎﺗﻬﺎ.ﺗﻜﺎ ُﻣﻞ اﻟﺠﻬﻮد ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت ﻟﺪﻋﻢ ﱡ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺑﻤﺒﺎدﺋﻬﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،واﻧﺘﻤﺎﺋﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻗﻴﻤﻬﺎ، وﺗﺮاﺛﻬﺎ .ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺤﻮار اﻟﺠﺎد واﻟ َﺒ ﱠﻨﺎء ،وﻓﺘﺢ اﻷﺑﻮاب أﻣﺎم ﻛﻞ رأي ﻣﻦ دون ﻗﻴﻮ ٍد ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﺜﻮاﺑﺖ ﻓﻜﺮ ٍة ،واﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ ﻛﻞ ٍ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .وﺟﻮب اﻟﺘﺤﻠﱢﻲ ﺑﺂداب اﻟﺤﻮار ،واﻟﺘﺴﻠﱡﺢ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺨﻼﻓﻴﺔ .أن ﻳﺘﻮ ﱠﺟﻪ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻬﺎدف ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وﻣﺠﺎﻻﺗﻬﺎ ،وﻳﺴﺘﻬﺪف اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﺮ .أن ﺗﺸﺘﻤﻞ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺮاﻣﺞ ﺟﺎد ٍة ﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة .أن ﻳُﻌﻨﻰ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء واﻹﺑﺪاع ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﺎﻻت. ﺗﻮﺳﻴﻊ آﻓﺎق اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﻌﻠﻮم واﻟﻔﻨﻮن ،وﺗﻌﻈﻴﻢ دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﻤﻨﻈﻮرﻫﺎ اﻟﺸﺎﻣﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴٍّﺎ واﻗﺘﺼﺎدﻳٍّﺎ وﺳﻴﺎﺳﻴٍّﺎ. ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻻﻃﱢﻼع ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﺘﻌ ﱢﺪدة اﻟﻤﺸﺎرب؛ اﻗﺘﻨﺎ ًﻋﺎ ﺑﺄ ﱠن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻬﺎ أﻟﻒ وﺟ ٍﻪ.
ﺗﻨﺸﺌﺔ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة وﺗﺤﺼﻴﻨﻬﺎ
ﺗﺘﻌﻬﺪ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﺑﻜﺜﻴ ٍﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺎت ﺻﺤﻴﺢ أ ﱠن اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ »اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ« و»اﻟﺤﻤﺎﺋﻴﺔ« ﻣﻨﺬ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ. ٌ ﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﺲ أﻣ ًﺮا ﻫ ﱢﻴ ًﻨﺎ ،وﻟﻜ ﱠﻦ اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺘﻜﻮﻳﻨﻪ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ً »ﻣﺒ ﱢﻜ ًﺮا« ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎت اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺋﻪ، إﻛﺴﺎﺑﻪ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ واﻟﺒﻨﺎء واﻹﺑﺪاع. وﺗﻌﻨﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺮوﺣﻴﺔ ،وﺗﺸﻤﻞ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ ،واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ،وﻣﻨﻬﺎ :اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ،واﻟﺘﻌﺎون ،واﻟﺘﻌﺎﻳُﺶ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊِ ، وﺻﻠَﺔ اﻷرﺣﺎم ،وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﺳﺮة وﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ،ودﻋﻢ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ؛ ﺑﻬﺪف ﺗﻮﻋﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ،وﺗﺤﺼﻴﻨﻬﻢ ﺿ ﱠﺪ اﻟﻔﻜﺮي واﻹرﻫﺎب واﻟﺘﻄ ﱡﺮف واﻟﻐُﻠ ﱢﻮ واﻟﻌﻨﻒ؛ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻻﻧﺤﺮاف ﱢ ِ أﺧﻄﺮ آﻓﺎت اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺘﻲ اﺑﺘُﻠﻴَﺖ ﺑﻬﺎ ٌ دول ﻛﺜﻴﺮةٌ ،وﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪﻳﺪ ٌة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ .واﻟﻌﻨﻒ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻇﺎﻫﺮ ًة ﻓﺮدﻳ ًﺔ أو ﻣﺠﺘﻤﻌﻴ ًﺔ ﻫﻮ »ﺗﻌﺒﻴ ٌﺮ ﻋﻦ ﺧﻠﻞٍ ﻣﺎ ﻟﺪى ﻣﻦ ﻳﺮﺗﻜﺐ اﻟﻌﻨﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻨﻔﺴﻲ أو
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
99
тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║ктАк ╪МтАм╪зя╗Яя║мя╗Ыя║о┘Й ╪зя╗Яя║ия║Оя╗Яя║к╪йтАм
тАл╪з ╪п╪з╪▒╪й ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗оя╗│я║оя╗│я║Ф я╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗дя╗┤я║ФтАм тАля╗гя║дя╗д┘Ая║к ╪зя╗Яя║кя║│┘Ая╗оя╗Чя╗▓*тАм
тАл╪зя╗Яя╗дя║Шя║Оя║Ся╗К я╗╖я╗зя║╕я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪к ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗и я▒ая╗┤я║Ф я║Ся║Оя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘И╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф я║Ся║к┘Ия╗Яя║ФтАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ╪▒я╗Ля║Оя╗ля║О ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘ЖтАм тАля║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж╪Ы я╗│я║к╪▒┘Г я╗Ля╗ж я╗│я╗Шя╗┤я╗ж┘Н ╪гя╗зя▒ая╗мя║О я║Чя║дя║о╪╡ я╗Ля╗ая╗░ я║Чя╗Мя╗Ия╗┤я╗в ╪зя╗Яя║ая╗мя╗о╪птАм тАл╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф я╗Яя╗ая║к┘Ия╗Яя║ФтАк ╪МтАм┘И╪пя╗Ля╗в я║Чя╗Ья║О ┘Пя╗гя╗ая╗мя║О я╗Уя╗▓ я╗гя║ия║Шя╗ая╗Т ╪зя╗Яя╗дя║ая║Оя╗╗╪ктАк .тАм┘Ия║Чя║Шя╗дя║Шя╗КтАм тАля║Чя╗ая╗Ъ ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪к я║Ся║И╪п╪з╪▒ ┘Н╪й ┬╗я║Чя╗ия╗оя╗│я║оя╗│я║Ф┬л я╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┬╗я║Чя╗ия╗дя╗оя╗│я║Ф┬л я║Чя╗Ая╗К я╗Уя╗▓ я╗Чя╗дя║ФтАм тАл╪г┘Ия╗Яя╗оя╗│я║Оя║Чя╗мя║О я║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗╣я╗зя║┤я║О┘Ж ╪зя╗Яя╗Шя║О╪п╪▒ я╗Ля╗ая╗░ я║Чя║оя║│я╗┤я║ж я╗Чя╗о╪зя╗Ля║к ╪п┘Ия╗Яя║Шя╗к ╪зя╗Яя║дя║кя╗│я║Ья║ФтАк╪МтАмтАм тАл┘И╪пя╗Ля╗в я╗гя║┤я╗┤я║оя║Чя╗мя║О ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗дя╗оя╗│я║Ф я╗Уя╗▓ я║╖ я▒ая║Шя╗░ ╪зя╗Яя╗дя╗┤я║О╪пя╗│я╗жтАк ╪МтАм┘Ия║гя╗дя║Оя╗│я║Ф я╗гя║╝я║Оя╗Яя║дя╗мя║ОтАм тАл┘И ┘Пя╗гя╗Шя║кя▒а ╪▒╪зя║Чя╗мя║ОтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗Чя║к ╪зя╗Ыя║Шя║┤я║Тя║Ц я║Чя╗ая╗Ъ ┬╗╪зя╗╣╪п╪з╪▒╪й ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗оя╗│я║оя╗│я║Ф┬л ╪гя╗ля╗дя╗┤я║Шя╗мя║О я╗гя╗ж ╪ея╗│я╗дя║Оя╗зя╗к тАк-тАм╪▒я║гя╗дя╗ктАм тАл╪зя╗Яя╗ая╗ктАк -тАмя║Ся║Д я▒а┘Ж ┬╗╪зя╗Яя║Шя╗ия╗оя╗│я║о я╗Ля╗дя╗а я▒ая╗┤я║Ф я╗гя║┤я║Шя╗д я▒ая║о ┘М╪й ╪зя║│я║Шя╗дя║о╪з ┘О╪▒ я╗Ля╗дя╗Ю ╪зя╗Яя╗Мя╗Шя╗ЮтАк ╪МтАм┘И╪зя║│я║Шя╗дя║о╪з╪▒тАм тАл╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗┤я║▓ я╗гя║оя╗ля╗оя╗з┘Ля║О я║Ся╗дя║оя║гя╗а ┘Ня║Ф я║│я║Тя╗ЦтАм тАл╪ея╗зя║Шя║О╪м ╪зя╗Яя╗Фя╗Ья║отАк ╪МтАм┘И╪зя║│я║Шя╗дя║о╪з╪▒ ╪зя╗Яя║Шя║Тя║О╪п┘ДтАм тАля▒втАм тАл┘РтАм тАля║╗я║дя╗┤я║в ╪г я▒а┘Ж ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗оя╗│я║о я╗Чя║к я╗│я╗Ья╗о┘ЖтАм тАл╪г┘Ж я║гя╗дя╗ая║Шя╗к я╗Ля╗ия╗о╪зя╗з┘Ля║ОтАк ╪МтАм╪г┘И я╗Ля║╝ ┘Ня║о ┘П┘Ия║│ ┘Оя╗в я║Ся╗ктАк.тАмтАм тАл┘МтАм тАля║Ся║к╪гтАк ╪МтАм╪г┘И ┘РтАм тАл┘НтАм тАля╗Яя╗оя║гя╗И┘Оя║Ц я║Ся╗о╪з╪п╪▒┘ЗтАк ╪МтАм╪г┘И ╪гя╗зя║Шя║Ю ╪вя║Ыя║О╪▒┘З я╗Уя╗▓ я╗гя║оя║гя╗ая║Ф ╪г┘И я╗Ля║╝ ┘Ня║о я╗гя║ОтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗гя╗Дя╗ая╗о╪и ╪гя╗╗я▒а я║Чя║Шя╗оя╗Чя▒ая╗Т┬лтАк .тАмя╗Ыя╗дя║О ╪гя║зя║м╪ктАм тАля╗Яя╗Ья╗ия╗к я║Ся║Оя╗Яя║Шя║Дя╗Ыя╗┤я║к я╗Ля╗дя╗ая╗┤ ┘Мя║Ф я╗гя║┤я║Шя╗дя║о╪й┘МтАк╪МтАмтАм тАл┘МтАм тАля╗гя╗Ья║Оя╗зя║Шя╗мя║О ┘Ия║Чя║Дя║Ыя╗┤я║оя╗ля║О я╗гя╗ж ╪пя╗Ля╗оя║Чя╗к ╪ея╗Яя╗░ я║Чя╗Шя║кя╗│я╗в ┬╗я╗Уя╗Ь ┘Ня║о я╗гя║┤я║Шя╗ия╗┤ ┘Ня║о я╗│я║ия║к┘ЕтАм тАля╗Ля╗дя╗ая╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗оя╗│я║о┬лтАк ...тАм┘Ия╗│я╗Фя║Шя║в ╪зя╗Яя║Тя║О╪и ┘И╪зя║│ ┘Ля╗Мя║О ╪гя╗гя║О┘Е я║Чя╗╝я╗Ч┘Пя║в я╗Ыя╗Ю ╪зя╗╖я╗Уя╗Ья║О╪▒тАк ╪МтАм┘И╪е┘ЖтАм
тАлтАк98тАмтАм
тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║ктАк ..тАм┘И╪зтАк-тАм╪п╪з╪▒╪й ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗оя╗│я║оя╗│я║Ф я╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗дя╗┤я║ФтАм
тАл╪зя║зя║Шя╗ая╗Ф┘Оя║ЦтАк ╪МтАм┘И╪зя║гя║Шя║о╪з┘Е я║Яя╗дя╗┤я╗К ╪зя╗╡╪▒╪з╪бтАк ╪МтАм┘И╪е┘Ж я║Чя║Тя║Оя╗│┘О ┘Оя╗ия║ЦтАк ...тАмя╗│я╗Шя╗о┘Д тАк -тАм╪▒я║гя╗дя╗к ╪зя╗Яя╗ая╗ктАк:-тАмтАм тАл┬╗я╗зя║Дя╗гя╗Ю ╪г┘Ж я╗│я║Ья╗Ц ╪зя╗Яя║ая╗дя╗┤я╗К я╗Уя╗▓ ╪г я▒а┘Ж ╪зя╗Яя╗оя║│я╗Дя╗┤я║Ф я╗ля╗▓ я╗гя╗ия╗мя║ая╗ия║О╪Ы я╗╖ я▒а┘Ж я║зя╗┤я║о ╪зя╗╖я╗гя╗о╪▒тАм тАля╗Ыя╗Ю ╪зя╗╖я╗Уя╗Ья║О╪▒ ╪зя╗╣я╗│я║ая║Оя║Ся╗┤я║ФтАк.(1) ┬л...тАмтАм тАл╪зя╗Яя╗оя║│я╗ВтАк ╪МтАм┘Ия╗Уя╗▓ ╪г я▒а┘Ж я╗Ля╗Шя╗оя╗Яя╗ия║О я╗гя╗Фя║Шя╗оя║г ┘Мя║Ф ╪гя╗гя║О┘Е я▒втАм тАл┘Ия║Чя║┤я╗мя╗в ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪к ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ия╗┤я║Ф я║Ся║Оя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Уя╗▓ я║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗Яя║╕я║ия║╝я╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф я║Ся╗Дя║оя╗│я╗Шя║Ф я╗Ля╗ая╗дя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Ля╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия║Чя║оя╗Уя║╛ ╪зя╗╗я╗зя╗Ря╗╝┘В ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Шя╗оя╗Чя╗КтАк ╪МтАм┘Ия║Чя║╕ я▒вя║ая╗КтАм тАля╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗╗я║│я║Шя╗Фя║О╪п╪й я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗Дя╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя║дя╗Ая║О╪▒я╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я║╕я╗мя║кя╗ля║О ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗втАк╪МтАмтАм тАл┘И╪зя╗Яя║Шя╗Фя║Оя╗Ля╗Ю я╗гя╗Мя╗мя║О ╪гя║зя║м┘Л╪з ┘Ия╗Ля╗Дя║О ┘Л╪бтАк ╪МтАм┘И╪зя╗╗я╗зя╗Фя║Шя║О╪н я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║Оя║╗я║о╪йтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗Чя║к ╪з╪▒я║Чя╗Ья║░ я╗Ля╗дя╗Ю я║Чя╗ая╗Ъ ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪к я╗Ля╗ая╗░ ╪ея╗│я╗дя║О┘Ж ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗жтАм тАл╪▓╪зя╗│я║к тАк-тАмя╗Гя╗┤я▒ая║Р ╪зя╗Яя╗ая╗к я║Ыя║о╪з┘ЗтАк -тАмя║Ся║Д я▒а┘Ж ┬╗╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Ря╗ия╗▓ я╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║ФтАм тАля╗│я║┤я║Шя║дя╗Ц ╪г┘Ж я╗зя╗оя╗Яя╗┤я╗к ┘Пя║Я я▒ая╗Ю ╪зя╗ля║Шя╗дя║Оя╗гя╗ия║ОтАк╪МтАмтАм тАля║Ся╗Ья╗Ю я╗гя╗Фя║о╪п╪зя║Чя╗к ┘Ия║Яя║░я╗│я║Мя║Оя║Чя╗ктАк╪МтАмтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪й я▒втАм тАля▒бтАм тАля║Ся╗Ья╗Ю ╪гя╗гя║Оя╗з ┘Ня║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗╖я║Яя╗┤я║О┘ДтАм тАл┘И╪г┘Ж я╗зя║Шя║Оя║Ся╗К ╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░ я║Чя╗оя║Ыя╗┤я╗Шя╗к ┘Ия║гя╗Фя╗Ия╗к ┘Ия╗зя╗Шя╗ая╗к я▒втАм тАл╪зя╗Яя╗Шя║О╪пя╗гя║Ф я║Ся╗оя║╗я╗Фя╗к я║Яя║░ ┘Л╪б╪з я╗гя╗ж ╪▒я║│я║Оя╗Яя║Шя╗ия║О ╪зя╗Яя║дя╗Ая║О╪▒я╗│я║ФтАк ╪МтАмя╗Уя╗мя╗о ┘Ия║Ыя╗┤я╗Шя║Ф я╗гя║Оя║┐я╗┤я╗ия║ОтАм тАл╪зя╗Яя║Тя╗мя╗▓ я║Ся╗Ья╗Ю я╗гя║О я╗Уя╗┤я╗к я╗гя╗ж я╗Ля║о╪зя╗Чя║Ф ┘И╪гя║╗я║Оя╗Яя║Ф ┘И ┘Ря╗Ч ┘Оя╗┤я╗в┘Н ┬л)тАк.(2тАмтАм тАля▒втАм тАл╪▒я╗Ыя║Оя║Ля║░ ┬╗╪зя╗╣╪п╪з╪▒╪й ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗оя╗│я║оя╗│я║Ф┬л я╗Яя╗ая║Шя╗ия╗дя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║ФтАм
тАля║Чя║оя║Чя╗Ья║░ ┬╗╪зя╗╣╪п╪з╪▒╪й ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗оя╗│я║оя╗│я║Ф┬л я╗╖я╗зя║╕я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪к ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ия╗┤я║Ф я║Ся║Оя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАм тАл┘И╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗Ля╗дя╗ая║Ц я║Ся║оя╗Ля║Оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я╗Ля╗ая╗░тАм тАля╗гя║ая╗дя╗оя╗Л ┘Ня║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗╖я║│я║▓ ┘И╪зя╗Яя║дя╗Шя║Оя║Ля╗Ц ╪зя╗Яя╗дя╗мя╗дя║ФтАк ╪МтАмя╗│я╗дя╗Ья╗ж ╪ея╗│я║ая║О╪▓я╗ля║О я╗Уя╗┤я╗дя║О я╗│я║Дя║Чя╗▓тАк:тАмтАм тАл╪г я▒а┘Ж ╪зя╗╣я╗зя║┤я║О┘Ж я╗ля╗о ╪зя╗Яя╗мя║к┘Б ╪зя╗╖ я▒а┘И┘Д я╗Яя╗ая║Шя╗ия╗дя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗│я║ая║Р я║Чя║дя║╝я╗┤я╗ия╗ктАм
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
97
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،واﻟﻤﻘ ﱢﻮﻣﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ .وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻳﻀً ﺎ ﻏﺮس اﻟﻮﻻء ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺟﻬﻮد اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗُﻌﻠﻲ ﺷﺄن »اﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﻮﻃﻦ« ،وﺗﻘ ﱢﺪم ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺪاﻫﺎ .وﺗﻮازى ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻬﺪف ﻣﻘﺼ ٌﺪ آﺧﺮ ﻣﻬﻢ، ﻫﻮ اﺣﺘﺮام ﺗﻨ ﱡﻮ ع اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﺎﻣﺔ، وﻋﻠﻰ أرض اﻹﻣﺎرات ﺧﺎﺻﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﺎﻳﺶ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺎون وﺳﻼم ﻣﻊ ﺛﻘﺎﻓﺎت واﻓﺪة ﻣﻊ ﻋﺸﺮات اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت .وﻓﻲ اﻟﺴ ْﻌ ُﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺤﻀﺎري ﺑﻴﻦ إﻃﺎر ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺼﺪ ﺗﻌﺎﻇﻢ ﱠ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،واﻟﻤﺴﺘﺠ ﱠﺪات اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى .ﻓﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺑﻌﺎداﺗﻬﺎ وﻗﻴﻤﻬﺎ وإﺑﺪاﻋﺎﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻌﺎدات ،واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ .وﺷﻤﻠﺖ اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺪﻳﻪ أﻳﻀً ﺎ ﺿﺮورة دﻋﻢ دور اﻹﻋﻼم ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﺪى اﻟﺠﻤﻴﻊ ،وإﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث ﺑﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،وﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﺮاﺑﻂ اﻷﺟﻴﺎل وﺗﻮاﺻﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ،وﺗﻌﺰﻳﺰ ﺟﻬﻮد ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺤﺮف واﻷﺷﻐﺎل اﻟﻴﺪوﻳﺔ. f اﻟﺘﻘﺪم »ﺗﻜﺎﻣﻠﻴﺔ« اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ واﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﻚ ﻓﻲ أن ﺗﻜﺎﻣﻠﻴﺔ »اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ« و»اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ« اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ أﻧﺸﻄﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻗﺪ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ إﻧﺠﺎزات وأﻧﺸﻄﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻛﺒﺮى ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ،وأﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﺪوﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺼﺎف اﻟﺪول اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة وﺟﻴﺰة. إن أﺑﺮز إﻧﺠﺎزات ﺗﻠﻚ »اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴﺔ« ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺮاﻛﺰ إﺷﻌﺎع ﺛﻘﺎﻓﻲ وﺣﻀﺎري ﺗﻄﻞ ﺑﺄﻧﺸﻄﺘﻬﺎ وﻣﺸﺮوﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻣﻦ أرض اﻹﻣﺎرات .وﻣﻦ أﺑﺮز ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل: • ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات :ﻳﺴﺘﻬﺪف ﻧﺸﺮ اﻟﺘﺮاث وﺗﺮﺳﻴﺨﻪ ،وإﻋﺪاد اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻓﺎﻋﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. • ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث :ﻳﺴﺘﻬﺪف اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،وإﺟﺮاء اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ. • أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺤﺮف اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ :ﺗﺴﺘﻬﺪف دﻋﻢ ﺟﻬﻮد إﺑﺮاز اﻟﺘﺮاث، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻫﻮﻳﺔ وﻃﻨﻴﺔ أﺻﻴﻠﺔ ،واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ وﻧﻘﻠﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل. • أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺑﻮذﻳﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ :ﺗﺴﺘﻬﺪف إﻋﺪاد اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﺳﺎن واﻟﻔﺎرﺳﺎت ﺻﻐﺎر اﻟﺴﻦ ،ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻓﺮﺳﺎن اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .وﺗﻨﻄﻠﻖ ﻫﺬه
96
رؤﻳﺔ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﻄﻂ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺪروﺳﺔ، وﺑﺮاﻣﺞ ﺟﺎدة ،وأﻧﺸﻄﺔ وﻓﺎﻋﻠﻴﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﺘﻮ ﱠﺟﻪ إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺪ ًءا ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ. إﻧﺠﺎزات ﺗﺮاﺛﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت
أﻣﺎ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﺘﺸﻤﻞ -ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل» -اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻨﻮي ﺣﻮل اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن.. اﻟﺴﻴﺮة واﻟﻤﺴﻴﺮة« ،اﻟﺬي ﻳُ َﻌ ﱡﺪ َﻣ ْﻌﻠَ ًﻤﺎ ﺛﻘﺎﻓ ٍّﻴﺎ ﺣﻀﺎرﻳٍّﺎ ﻳﺤﻤﻞ إﻟﻰ دروﺳﺎ ﻣﺘﺠ ﱢﺪدة ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮة ﻋﻄﺎء »اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ«. أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات ً وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،اﻟﺬي ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎت ،واﻷﻏﺎﻧﻲ ،واﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ،واﻟﺤﺮف اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، وﻳﺸﻬﺪ ﻣﺸﺎرﻛﺎت ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻋﻤﺎر ،ﺧﺎﺻﺔ اﻷﺳﺮ واﻷﻃﻔﺎل .وﻳﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﺬي ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﻗﺮآﻧﻴﺔ ،وﻣﺤﺎﺿﺮات دﻳﻨﻴﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺸﺮوع ﺟﻤﻊ وﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ ،واﻟﻤﻌﺮض اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺼﻴﺪ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ ،وﻣﻬﺮﺟﺎن أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﺸﻄﺮﻧﺞ. وﺗﻤﺜﻞ اﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات راﻓ ًﺪا ﺛﻘﺎﻓﻴٍّﺎ ﻣﻬ ٍّﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎرات ،ﺣﻴﺚ ﺗ ُﻌﻨﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﺣﻮل اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻣﺤﻠﱢﻴٍّﺎ وﻋﺮﺑﻴٍّﺎ وﻋﺎﻟﻤﻴٍّﺎ ،وﻣﻨﻬﺎ »ﺗﺠﺮﺑﺔ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ« و»ﻗﻴﻢ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ« و»اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻜ ًﺮا وﺗﻄﺒﻴﻘًﺎ« و»ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ« و»دور اﻟﻘﺮاءة ﻓﻲ ﺗﻘﺪم اﻷﻣﻢ« و»ﻛﻴﻒ ﻧﻨ ﱢﻤﻲ ﻣﻬﺎرات اﻟﻘﺮاءة؟« ،وورﺷﺎت ﻗﺮاءة ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺑﻌﻨﻮان »اﻟﻘﺮاءة ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷم ﻣﺼﺪر اﺑﺘﻜﺎر وإﺑﺪاع«، وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻤﺆﺛ ﱢﺮة ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن .وﻳﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎرض اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،وإﺻﺪار اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻤﺠﻼت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ *ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
وﺗﺴﺘﻤ ﱡﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ وﺗﻤ ﱡﻴﺰﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﻔ ﱡﺮدﻫﺎ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،وﻣﻦ ﺛﻢ أﻧﺸﻄﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ واﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻢ ﺗُﺘَﺢ ﺑﻬﺬه اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات. واﻟﻐﺰارة ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي اﻧﻌﻜﺲ َﺳ َﻌ ًﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ،وﻓَﻴﻀً ﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت ،وﺳﺨﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻄﺎء ،وﺣﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ،وﺣﻀﻮ ًرا ﺗﻨﻤﻮﻳٍّﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮق .وﻗﺪ ﺗﺄﺛ ﱠﺮت إدارة اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ رؤﻳﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻌﻨ ﱠﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث إذا اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻰ »ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ« ﻓﻲ ﻓﻜﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ اﻟﻔ ﱠﻴﺎﺿﺔ ،وﻇﻬﺮ ذﻟﻚ واﺿ ًﺤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ زاﻳﺪ ،ﻋﻠﻴﻪ رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ،ﻟﻮﺟﺪﻧﺎﻫﺎ ﻗﺪ ﻏﻄﱠﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة، اﻟﺘﻲ ﻋﻤﺪت ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت إﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ،ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ وﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ ،واﺗ ﱠﺴﻌﺖ أﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﺑﻘﻴﺖ دو ًﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻧﺸﻄﺘﻬﺎ وﻓﺎﻋﻠﻴﺎﺗﻬﺎ .وﺳﻴﺠﺪ اﻟﺪارﺳﻮن واﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ أن اﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن ورﻋﺎﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﱢﺪ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻗﺪ ﻣﺜﱠﻞ اﻷوﻟﻮﻳﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ .وﻫﺬا ﻳﻔﺴﺮ ﺣﺮص ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺪاد اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻤﺘﻨ ﱢﻮﻋﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن ،وﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻮاﻫﺒﻪ ،ودﻋﻢ ﻣﻬﺎراﺗﻪ اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ واﻟﻤﺒﺎدرة واﻹﺑﺪاع. ﺗﺼ ﱠﺪ رت »اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ« اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ وﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ :ﺗﺮﺳﻴﺦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ؛ اﺳﺘﻨﺎ ًدا إﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -ﻳﺮﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،-وﺗﻤﺜﱠﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وإدراك ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﻤﻴﺰة، ﻤﻴﺰة، وﺣﺴﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ،وﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺬا ﻛﺎن ﻳﺘﺄﺳﻰ ﺘﺄﺳﻰ ﺳﻠﻄﺎن آل ن اﻟﻤﺆﺳﺲ« اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺑﺴﻴﺮة »اﻟﻮاﻟﺪ ﱢ ﻣﻦ، واﻟﺘﻀﺎﻣﻦ، ﻧﻬﻴﺎن ،اﻟﺬي ﻛﺎن رﻣ ًﺰا ﻟﻠﺘﻌﺎون ،واﻟﻮﺣﺪة ،واﻟﻌﻄﺎء، ﻣﺔ واﻟﺴﻼم ،واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ،واﻟﺤﻜﻤﺔ ،وﺣﺐ اﻟﺨﻴﺮ ،واﺣﺘﺮام ﻛﺮاﻣﺔ ، اﻟﻀﻴﻮف، اﻹﻧﺴﺎن ،وﺻﻴﺎﻧﺔ ﺣﻘﻮﻗﻪ ،وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻜﻔﺎءات ،وإﻛﺮام وﻣﺴﺎﻧﺪة ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،واﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ .ﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ-ﻳﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا ،وﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺘﻔ ﱢﺮدة واﻟﻤﺘﻤﻴﺰة ﺑﺄﺳﻤﻰ ﺻﻮر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت وﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت .وﺗﻈﻬﺮ ﻣﻜﺎﻧﺔ رﺣﻤﻪ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﺒﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻪ اﻟﻠﻪ -ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻋﺪﻳﺪة -ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺔ، وﺿﺮورة إدراك ﻣﺮاﻣﻴﻬﺎ ،واﻹﻓﺎدة ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﺎ ،وﻛﺬﻟﻚ دﻋﻮﺗﻪ ﺗﻪ إﻟﻰ اﺣﺘﺮام اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، ﻴﺔ، اﻟﺘﻲ واﻟﻘﻴﻢ واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻌﺎدات واﺣﺪة ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ ،ﺘﻲ اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻟﺪﻳﻪ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻣﻦ دون اﻧﻐﻼق ،واﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ،واﺣﺘﺮام اﻟﺘﻨ ﱡﻮع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ودﻋﻢ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ واﻟﺘﺂﺧﻲ ،وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻻﺗﻬﺎ ،وﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻄﺮف اﻟﻔﻜﺮي .وﻳﻌ ﱡﺪ »اﻟﺘﺮاث« ﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد ،ودﻋﻢ ﺟﻬﻮد اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻲ اﻟﺮواﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ، ُ وﺗﻮاﺻﻞ اﻷﺟﻴﺎل ،و ُر ﱢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺗﻘ ﱡﺪﻣﻪ ،وﺗﺮﺳﻴﺦ اﻟﺴﻼم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ .وﻗﺪ أﺗﺖ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺘﻘ ﱢﺪﻣﺔ ﺿﻤﻦ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
95
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
رؤﻳﺔ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ واﻟﻤﻘﺎﺻﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﻣﺮوة اﻟﺸﺎﻳﺐ*
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﺣﺼﺮ »اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ« و»اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ« اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن؛ ﻟِ ِﺴ َﻌ ِﺘﻬﺎ، وﺷﻤﻮﻟﻬﺎ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﺪﻳﺪة ،وﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺮة ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات.إن ﺗﻌﺪد اﻟﻤﻨﺎﺑﻊ وﺗﻨ ﱡﻮﻋﻬﺎ، وﺗﺠﺪﱡ د اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ وﺛﺮاءﻫﺎ ،أﺳﻬﻢ ﺑﺪور ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ دﻓﻊ ﺟﻬﻮد ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻫﺪاف اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ؛ ﺳﻌ ًﻴﺎ ﻟﻼرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن ،واﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت .ﺑﺪأت اﻟﻤﺴﻴﺮة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻻﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎرات ،وﻣﻀﺖ ﺗﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﻀﻤﻦ اﺳﺘﻤﺮار ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ ،وﺗﺤﻘﱢﻖ اﻧﻔﺘﺎﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻷﺧﺮى ﻣﻦ دون اﻟ ﱠﺬوﺑﺎن ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ رﻛﻴﺰة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻘﺪم.وﺗﻨﻄﻠﻖ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺟﻮﻫﺮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وأﻧﻬﺎ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ ﻣﺎ ﱢدﻳٍّﺎ وﻣﻌﻨﻮﻳٍّﺎ. 94
رؤﻳﺔ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ وﺗﻮاﺻﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ،ﺣﻴﺚ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻋﺎم 2007ﻗﺎﺋﻼً» :إن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮد ﺗﻨﺎﻓﺲ وﺟﻮاﺋﺰ إﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﻔﺮدة وﺗﺠﻤﻊ إﻧﺴﺎﻧﻲ ﻳﻌﻜﺲ ﺻﻮرة ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻋﻦ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻬﺠﻦ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻤﺜﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﺑﺈﺣﻴﺎء اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ؛ ﻷن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﺄن اﻷﺻﺎﻟﺔ ﺗﺸﻜّﻞ ﺟﺬورا ً ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷرض وﻫﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﻠﺒﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ روح وأﺧﻼﻗﻴﺎت وﻗﻴﻢ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد اﻟﺘﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺤﻄﺔ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ وﺗﻘﺪﻳﺮﻧﺎ«· اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻟﺤﻔﻆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ
وﻣﺎ ﻳﺠﻤ ُﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺪورات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ )ﺳﻮﻳﺤﺎن( ﻫﻮ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻟﺤﻔﻆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ وإﻋﻄﺎﺋﻬﺎ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺬي ﺗﺴﺘﺤﻘﻪ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﺮوض واﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺎف ﻟﻌﺮوض اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ واﻟﺠﻤﺎل ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﺑﻞ ﺗﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﺮوض ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻐﻮﻻت اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ اﻟﻴﺪوﻳﺔ ﻷﻣﻬﺎت اﻟﻤﺸﻐﻞ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ
ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻋﺮف اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻋﺮض ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺤﻴﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟﻴﺪوﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،واﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻫﻮ اﻹﻟﺘﺌﺎم اﻟﻌﻔﻮي ﺗﺸﺘﻐﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺬاﻛﺮة اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .وﻳﻌﺮف ُ ﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺷﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺤﻔﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﻣﻨﺘﺪﻳﺎت ﺗﻌﺮﻳﻔﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻣﻦ ُ ﻋﺎدات وﺣﻜﺎﻳﺎت وﻓﻨﻮن ﺷﻌﺒﻴﺔ وأﺷﻌﺎر وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻟﻘﺎءات ﻣﺘﻌﺪدة وﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،أﺧﺬت ﺗﺎرة ﻃﺎﺑﻊ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ،وﺗﺎرة أﺧﺮى ﻗٌﺪﻣﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺴﻂ وﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ واﻟﻀﻴﻮف اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻓﻲ أﻋﻤﺎرﻫﻢ وﻣﺴﺘﻮاﻫﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .ورﻏﻢ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ واﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺘﺨﺬة ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ )ﺳﻮﻳﺤﺎن( ﻓﻲ ﻛﻞ دورة ﻣﻦ دوراﺗﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻔﺘﺄ ﻣﺆﺳﺲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ،وﻳﺸ ّﺪ ُد ﻓﻲ ﻛﻞ دورة ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺑﺬل اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﻮد واﻟﺘﺴﻬﻴﻼت ﻟﺘﺜﻤﻴﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺠﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺮأ ﻣﻦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ دﻋﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺪورات اﻟﺠﺪﻳﺪة وﺗﻄﻌﻴﻤﻬﺎ ﺑﻔﻘﺮات ﺗ ُﺪﺧﻞ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻬﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻴﻮف اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺼﺪون ﻗﺮﻳﺔ ﺳﻮﻳﺤﺎن ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎء ﺑﻤﻬﺮﺟﺎﻧﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﻟﻴﺸﻜ َّﻞ أﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ وﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ * ﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
93
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
دﻣﺞ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺳﻴﺎﺣﻲ ورﻳﺎﺿﻲ وﺗﺮﻓﻴﻬﻲ
وﻟﻌﻞ ﻟﻠﺤﻴﻮﻳﺔ واﻟﺘﻨﻮع اﻟﺬي ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﻳﺘﺠﺎﻧﺲ ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ )ﺳﻮﻳﺤﺎن( دور ﻓﻲ إﻧﺠﺎح اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ُ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﻲ واﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻲ واﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﺮوض اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﻴﻮﻟﺔ واﻟﻄﻬﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺮوض ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ زوارﻫﺎ وﻣﺤﺒﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﺎﺑﺔ واﻟﻤﻌﺎرض اﻟﻤﺘﺤﻔﻴﺔ واﻟﺘﺜﻘﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮض ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﺨﺎر واﻟﺘﺤﻒ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،ﺛﻢ ﻋﺮوض ﻣﻤﺘﻌﺔ ﻟﻠﻔﺮق اﻟﻔﻠﻜﻠﻮرﻳﺔ واﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺤﺮﺑﻴﺔ واﻟﻌﻴﺎﻟﺔ وﻋﺮوض ﻣﻦ ﻣﻮاﻛﺐ اﻟﻬﺠﺎﻧﺔ واﻟﺼﻘﻮر وﻗﺎﻓﻠﺔ اﻹﺑﻞ ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻋﺮوض اﻟﺼﻘﺎرة واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺮﻗﺼﺎت وﻟﻮﺣﺎت ﻣﻮاﻛﺐ اﻟﻔﺮﺳﺎن ،ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﺮوض ﻟﻔﺮﺳﺎن إﺳﻄﺒﻼت ﺑﻮذﻳﺐ ﻓﻲ اﻟﺪورة اﻷﺧﻴﺮة .وﻇﻞ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ )ﺳﻮﻳﺤﺎن( ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻮﻳﺘﻪ ﻃﻴﻠﺔ دوراﺗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﺑﻞ إﻧّ ُﻪ ﻳﻌﺮف ﺗﻄﻮرا ً واﺿﺤﺎً ﻣﻦ دورة إﻟﻰ أﺧﺮى ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺒﺮﻣﺠﺔ واﻟﻌﺮوض اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﺣﻴﺚ ﻟﻮﺣﻆ إﻟﺤﺎق أو ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻛﻞ دورة ،وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻣﻨﺬ ﻋﺎم 2008ﺗﻢ اﺳﺘﺤﺪاث ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎن ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺟﻤﺎل اﻹﺑﻞ اﻷﺻﺎﻳﻞ )اﻟﻤﺰاﻳﻨﺔ( ،وﺑﻄﻮﻟﺔ ﻣﺰاﻳﻨﺔ اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ
92
ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ
اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻤﺤﺎﻟﺐ اﻟﺬي اﺳﺘﺤﺪث ﻓﻲ ﻋﺎم 2012ﻟﺘﺘﻮﻳﺞ اﻟﻤﻄﻴﺔ ذات اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻮﻓﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻴﺐ .وﻓﻲ اﻟﻌﺎم 2012اﻧﻄﻠﻘﺖ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ أﻳﻀﺎً اﻟﺘﻲ أﺿﻴﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻟﺘﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت روﻧﻘﺎً ﺛﻘﺎﻓﻴﺎً ﻳﻌﺰز اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻔﻜﺮي ﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن. وﻳﺘﻢ ﻋﺎدة إﻟﺤﺎق ﻣﻮاد ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ إﺷﺮاك ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﺗﺮاﺛﻴﺔ أو رﻳﺎﺿﻴﺔ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،اﻧﺴﺠﺎﻣﺎً ﻣﻊ رﺳﺎﻟﺔ إﺷﺮاك ﺟﻞ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ﻓﻲ ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى ،ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﺖ ﺳﻨﺔ 2011ﻟﻤﺰاﻳﻨﺔ اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ .وﻇﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺔ واﻟﺘﻄﻮر ﺗﺼﺎﺣﺐ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺣﺘﻰ دورﺗﻪ اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ رزﻧﺎﻣﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻮاﻋﻴﺪ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،وﺷﻤﻠﺖ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻹﺑﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﺟﻤﺎل اﻹﺑﻞ وﺳﺒﺎق اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ واﻟﺴﻮق اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻗﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاث واﻟﺴﻮق اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻴﺪوﻳﺔ ورﻛﻮب اﻟﺨﻴﻞ. واﻟﻮاﺿﺢ أن ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺮو ُم ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ )ﺳﻮﻳﺤﺎن( ﺗﻤﺎﺷﻴﺎً ﻣﻊ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ رﺳﻤﻬﺎ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺬي ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻪ»:ﻟﻘﺪ ﺣﺮﺻﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻮع اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت واﻷﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺑﻬﺪف أن ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ اﻟﺸﺮاﺋﺢ واﻟﻔﺌﺎت اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰاﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻷﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن وإﻧﻤﺎ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﺘﺸﻜﻞ رؤﻳﺔ ﻣﺸﻬﺪﻳﺔ ﻓﺴﻴﺤﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ ﻛﻞ اﻟﻔﺌﺎت وﺗﺸﻤﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪﻋﻬﺎ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻤﺸﺎرﻛﻮن ﺟﻤﻴﻌﺎً ...ﻟﻘﺪ وﺟﻬﻨﺎ ﺑﺰﻳﺎدة ﻋﺪد أﺷﻮاط اﻟﻤﺰاﻳﻨﺔ ،وﺑﺮﻓﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﺟﻮاﺋﺰ ﺳﺒﺎق اﻹﺑﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﻟﻨﻔﺴﺢ اﻟﻤﺠﺎل أﻣﺎم أﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺧﻮة اﻟﻤﻼك ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻔﺎﺋﺪة ،وﻫﺪﻓﻨﺎ ﺗﺤﻔﻴﺰ اﻷﺧﻮة اﻟﻤﻼك ﻋﻠﻰ اﻗﺘﻨﺎء أﺟﻮد ﺳﻼﻻت اﻹﺑﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ اﻟﺘﻬﺠﻴﻦ واﺧﺘﻼط اﻟﺪﻣﺎء« .وﻳﻈﻞ اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑ ُﻤﻼّك و ُﻣﺮﺑﻲ اﻹﺑﻞ واﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻄﺒﻊ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن وﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ؛ ﺑﻘﺼﺪ إرﺳﺎء ﻗﻮاﻋﺪ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ
وﻳﺴﺘﻘﻄﺐ ﻫﺬا اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻋﺪدا ً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ وﻣﺮﺑﻲ اﻹﺑﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻧﺤﺎء دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ودول اﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﺣﺘﻰ أﺿﺤﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﺑﺎرزة ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ،ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﺑﺴﻮﻳﺤﺎن ﺿﻤﻦ أﻫﻢ اﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﻤﺬﻛﻮرة واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،وﻫﻲ ﺗﻘﺎم ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﻳﺤﺎن ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻨﺬ ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ،ﻳﺘﻢ اﻻﺣﺘﻔﺎء ﻓﻲ دوراﺗﻬﺎ ﺑﻤﻮروث رﻳﺎﺿﺔ اﻹﺑﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜ ُّﻞ إﺣﺪى ﻣﺮﺗﻜﺰات اﻟﺘﺮاث اﻟﻼﻣﺎدي ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺪف أﺳﻤﻰ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ »اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻐﻨﻲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ… واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺻﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷﺟﻴﺎل« ،ﻋﺒﺮ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺤﻮرﻳﺔ ﺗﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺛﻴﻖ وﺻﻮن اﻟﺘﺮاث ﺑﻜﻞ ﺟﺰﻳﺌﺎﺗﻪ وﺗﺤﻔﻴﺰ اﻟﻤﻼك ﻋﻠﻰ اﻗﺘﻨﺎء أﺟﻮد ﺳﻼﻻت اﻹﺑﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﻢ اﻟﺮﻓﻊ ﻋﺎدة ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺠﻮاﺋﺰ اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺴﺒﺎق اﻹﺑﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،وﻋﻤﻞ اﻟﻤﻨﻈﻤﻮن ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ 2014ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ
ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺿﻤﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻹﺑﻞ ،وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻀﻮﺋﻲ وﻣﺴﺎﺑﻘﺔ أﺧﺮى ﺗﺨﺘﺺ ﻓﻲ وﺻﻒ اﻹﺑﻞ اﻷﺻﺎﻳﻞ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺳﻴﺎرة رﻓﻴﻌﺔ ﻟﻠﻔﺎﺋﺰ اﻷول ﻟﻠﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻹﺑﻞ وﺟﻌﻠﻪ ﻣﺎدة ﻓﻨﻴﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ .ﻛﻤﺎ رﺻﺪت ﺳﻴﺎرة ﻓﺎﺧﺮة ﻟﻠﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻮط ،وذﻟﻚ ﻟﺪﻓﻊ اﻟ ُﻤﻼّك إﻟﻰ ﺑﺬل اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻄﺎء ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،وﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺒﺎدرة ﺗﺸﺠﻴﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ وﺗﺤﻔﻴﺰﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺴﻼﻻت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻟﻺﺑﻞ ،وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺜﻤﻴﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ،ﺳﻮاء ﺑﺎﻗﺘﻨﺎء أو ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻼﻻت اﻷﺻﻴﻠﺔ اﻟﻨﺎدرة.ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ﻗﺒﻠﺔ ﻟﺠﻤﻬﻮر ﻣﺘﻌﻄﺶ ﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻹﺑﻞ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ وﻣﺪن وإﻣﺎرات اﻟﺪوﻟﺔ وﺧﺎرﺟﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻤﺘﺰج ﻓﺮﺟﺔ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻤﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻬﻢ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﻴﺔ ﺑﺤﻴﻮﻳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﺿﺤﺔ ﻃﻴﻠﺔ أﻳﺎم اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻛﻤﺎ ﻟﻮﺣﻆ ﻓﻲ دوراﺗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
91
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
13دورة ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪؤوب ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎء ﺗﺮاث اSﺟﺪاد د .أﻧﺲ اﻟﻔﻴﻼﻟﻲ*
اﻧﺼﺐ اﻫﺘﻤﺎ ُم اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﻜﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ وأﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث وﺗﻨﻤﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﻌﺪ ،وﺑﺎﻟﺘﺮاث ّ ﺣﻴﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ إﻃﻼق اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدرات ﻓﻲ إﻣﺎراﺗﻬﺎ ﻷﺟﻞ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺑﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎصُ ، ﺳﻮاء اﻟﻤﺎدي وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺎدي وﺣﻔﻈﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ،وﺗﺪﺧﻞ ﻣﺒﺎدرات اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻲ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺎدي واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﻛﻤﺎ رﻋﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺞ ،ﺣﻴﺚ زار ﻋﺪداً ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ُ ذات ّ ﺗﻨﺪرج ﺗﺤﺖ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻣﻨﺢ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻹﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻴﺎق ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ُ اﻹﻣﺎراﺗﻲ واﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎً ،وﻗﺪم اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻪ وﺗﻨﻤﻴﺘﻪ ﻓﻲ أﻓﻖ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺒﺎدرات واﻷﻋﻤﺎل ﻧﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل إﻃﻼﻗﻪ ﻟﻨﻮادي وﻣﺆﺳﺴﺎت ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮاث وﺗﺸﺠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﺬي اﻫﺘﻢ ﺑﺈﻃﻼق أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺑﻮذﻳﺐ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ وأﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ واﻟﻤﻬﻦ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻟﺬي أﻃﻠﻖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻣﺸﺮوع ﺟﻤﻊ وﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ ،ودﻋﻤﻪ وﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ )ﺳﻮﻳﺤﺎن( ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮف ﺳﻮﻳﺤﺎن ،وﻫﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻹﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﺑﺎﻟﻤﺰارع وﻋﺰب اﻹﺑﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ،واﻟﺬي ﻳﺮﻋﺎه اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻨﺬ 21ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ.
90
ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ
ﻣﻦ إﺻﺪارات ﻣﺠﻠﺔ ﺗﺮاث
اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ واﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ أﻧﻬﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪﻫﺎ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ دور اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ. • ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺑﻞ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﻌﺎﻟﻢ اﻹﺑﻞ ،ﺗﻌ ﱡﺪ ﻛﺬﻟﻚ إﺿﺎﻓﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺔ ﱢ اﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ،وﺗﻘﺪﻳ ًﺮا ﻟﻠﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻈﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﱢ اﻟﻤﻼك اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺑﻬﺎ ﻋﺎﻟﻢ اﻹﺑﻞ ﻟﺪى ﺷﺮﻳﺤﺔ واﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﱠ و ُﻣﺤﺒﱢﻲ اﻟﺘﺮاث ،اﻟﺬي ﺗُﺸﻜﱢﻞ اﻹﺑﻞ ﻓﻴﻪ ُرﻛ ًﻨﺎ ﻣﻬ ٍّﻤﺎ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺗﺮاﺛ ًﺎ ﺧﺎﺻﺎ .ﺑﻬﺬا ﺗ ُ َﻌ ﱡﺪ ﻣﺠﻠﺔ »اﻹﺑﻞ« ﺣﻠﻘﺔ وﻃﻨ ٍّﻴﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻫﺘﻤﺎ ًﻣﺎ ٍّ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻹﺻﺪارات اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒ ﱠﻨﺎﻫﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ،واﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺜﻘﻴﻒ اﻟﺠﻤﻬﻮر. • ﻣﺠﻠﺔ وﺗﻌ ﱡﺪ ﻣﺠﻠﺔ »ﺗﺮاث« اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات واﺣﺪة ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻤﺠﻼت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺸﺆون اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻟﺨﻠﻴﺠﻲ واﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث ،واﻟﻮﻋﻲ واﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻪ وﺑﺎﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺣﻴﺎﺋﻪ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻛﻤﺎ ﺗ ُﻌ ﱡﺪ
ﻣﺠﻠﺔ »ﺗﺮاث« واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻼت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻛﺄداة وﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﺆون اﻟﺘﺮاث وﺑﻴﻦ اﻟﻘﺎرئ اﻟﺮاﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﻌ ﱡﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث وﻓﻬﻢ ﻣﻔﺎﺗﻴﺤﻪ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻨﻮن اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺺ وﺗﻘﺮﻳﺒﻪ إﻟﻰ ﻧﻔﻮس اﻟﻘﺮاء. ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﱢ ﻟﻌﻞ ﻫﺬه اﻹﺻﺪارات اﻟﻤﺘﻤﻴﺰة ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎت وﻣﺠﻼت ،ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ، واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻛﺬا ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ اﻟﻌﺮب وﻏﻴﺮ اﻟﻌﺮب؛ ﻳﺆﻛﺪون ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰ ،ﺑﻤﺎ ﻳﺰﺧﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﻣ ﱠﻮارة ،ﻋﺎﻣﺮة ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺜﻤﺮ وﻃﻴﺐ ،وﻣﻔﻴﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻣﻬﺎ، وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص. إن ﻫﺬا ﻻ ﻳﺨﺮج ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻏﻴﻀً ﺎ ﻣﻦ ﻓﻴﺾ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻬﺠﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻋﻠﻴﻪ رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻧﻤﻮذ ًﺟﺎ ﺑﺎرزًا ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻘﻴﺎدة واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻄﱠﻤﻮح ﻓﻲ ﺻﻮن اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻮاﺑﺘﻬﺎ وإﻋﺪاد أﺟﻴﺎل ﻣﺘﺴﻠﱢﺤﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﺮاث واﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﻮﻃﻦ وﻋﺸﻖ اﻟﺘﺮاث * ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
أوراق وﺗﻮﺻﻴﺎت ﻧﺪوة :ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ دوﻟﺔ ا ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة
»ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﻈﺎم ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻣﻮاﻛﺐ ﻟﻠﻌﺼﺮ«
ﻣﻦ إﺻﺪارات ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
89
тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║ктАк ╪МтАм╪зя╗Яя║мя╗Ыя║о┘Й ╪зя╗Яя║ия║Оя╗Яя║к╪йтАм
тАл╪ея╗зя╗мя║О я║зя╗Дя╗о╪й ╪гя║зя║о┘Й я╗│я║ия╗Дя╗оя╗ля║О я╗гя║оя╗Ыя║░ я║│я╗ая╗Дя║О┘ЖтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Фя╗Ья║оя╗│я║ФтАк ╪МтАмя║зя║Оя║╗я║Ф ┘И╪гя╗зя╗к я╗Чя║О┘Е я║Ся║Оя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗жтАм тАля║Чя╗ия╗оя╗Ля║Ц ╪ея║╗я║к╪з╪▒╪з╪ктАм тАля▒атАм тАл╪зя╗Яя╗дя║ая╗мя╗о╪п╪з╪к ╪зя╗Яя║Тя║О╪▒╪▓╪й я╗гя╗ж ╪гя║Яя╗Ю я║гя╗Фя╗Ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗гя║оя╗Ыя║░ ╪▓╪зя╗│я║к я╗Яя╗ая║к╪▒╪зя║│я║О╪к ┘И╪зя╗Яя║Тя║дя╗о╪лтАк ╪МтАмя║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я╗Яя╗ая║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘И╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘Е я╗Яя║Шя║оя║│я╗┤я║ж ╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║ФтАм тАл┘И╪зя╗╗я╗зя║Шя╗дя║О╪б ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ж ┘И ╪зя╗╖я╗гя║ФтАк ╪МтАм┘Ия║Чя╗дя║Шя╗┤я╗ж я║╗я║о╪нтАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓ ┘И╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ я╗гя╗ж ╪зя╗╗я╗зя║кя║Ыя║О╪▒тАк ╪МтАм┘Ия╗гя║дя║О┘Ия╗Яя║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя╗ия║О┘Ия╗│я╗жтАм тАля╗Ля║╕я║о╪з╪ктАм тАля║Ся╗ая╗Ря║ЦтАм тАля║гя╗┤я║ЪтАм тАля╗гя║ая║Шя╗дя╗К ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║оя╗Уя║Ф я╗Уя╗▓ ╪п┘Ия╗Яя║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя╗ия║Оя╗ля╗Ая║ФтАк╪МтАмтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║ая║кя╗│я║к ╪зя╗Яя║к╪зя║Ля╗в я╗Яя╗мя║м╪з ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАк ╪МтАмя╗│я║Шя║ая╗ая╗░ ╪░я╗Яя╗Ъ я╗Уя╗▓тАм тАля╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя║ая╗╝╪к ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗дя╗┤я║░╪й я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║Р ╪зтАкSтАм╪пя║Ся╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘Ия║Чя╗Мя║░я╗│я║░ ╪зя╗Яя║Шя╗о╪зя║╗я╗Ю я║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ┘Ия║│я╗о╪зя╗ля║ОтАм тАл╪░╪з╪к ╪зя╗╣я║╖я╗Мя║О╪╣ ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗▓ я╗гя║дя╗а ┘С┘Ня╗┤я║О ┘Ия╗Ля║оя║С ┘С┘Ня╗┤я║ОтАк.тАм┘Ия╗ля╗▓ ┘И╪зя╗Яя╗дя║д я▒ая╗Шя╗Шя║Ф я╗Уя╗▓ я╗гя║ая║Оя╗╗╪к ╪зтАкSтАм╪п╪и я╗гя╗ж я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║О╪к ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗втАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя╗дя║┤я║Оя╗ля╗дя║Ф ╪зя╗Яя║ая║О╪п╪йтАм тАля╗Уя╗▓ я║гя╗о╪з╪▒ ╪зя╗Яя║дя╗Ая║О╪▒╪з╪ктАк ╪МтАм┘Ия╗Уя║Шя║в ╪вя╗Уя║О┘В ╪г╪▒я║гя║РтАм тАля╗Ыя║Оя╗Яя║Шя║Оя╗Яя╗▓тАк:тАмтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗ая╗Ря║Ф ┘И╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║О╪▒я╗│я║жтАм тАл┘И╪зя╗Яя║дя╗Ая║О╪▒╪йтАк ╪МтАмя║зя║Оя║╗я║Ф ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║Р ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗Яя╗ая║Шя╗Фя║Оя╗Ля╗Ю ╪зя╗Яя╗Фя╗Ья║о┘К я║Ся╗┤я╗ж я╗гя║ия║Шя╗ая╗Т я║╖я╗Мя╗о╪и ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗втАк╪МтАмтАм тАлтАв я╗гя║ая╗ая║Ф ╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘Е ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║Оя║╗я║отАм тАля╗гя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф я╗Уя╗▓ я╗Чя╗Ая║Оя╗│я║О ╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘ЕтАк ╪МтАмя║Яя║О╪б╪к я║Чя║Шя╗ия║О┘И┘Д я║Чя║О╪▒я╗│я║ж ╪зя╗Яя╗дя╗ия╗Дя╗Шя║ФтАк ╪МтАм╪ея╗Яя╗░ ┘Ия╗Гя║о╪н ╪гя║│я║Мя╗ая║Ф ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║Оя║┐я╗┤я╗мя║ОтАм тАля╗гя║ая╗ая║ФтАм тАля▒втАм тАл┘Ия║гя║Оя║┐я║оя╗ля║ОтАк ╪МтАм┘И╪зя║│я║Шя║╕я║о╪з┘Б я╗гя║┤я║Шя╗Шя║Тя╗ая╗мя║О╪Ы я║Ся║Оя╗Ля║Шя║Тя║О╪▒я╗ля║ОтАм тАля╗Яя║┤я║к я╗Уя║о╪з╪║ ┘И╪зя║┐я║в я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Чя╗К ╪зя╗╣я╗Ля╗╝я╗гя╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓╪Ы я║Яя║Оя╗зя║Р ╪зя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║к┘И╪з┘Ия╗│я╗жтАм тАля║гя║Оя╗гя╗╝ я╗гя╗оя║┐я╗оя╗Л ┘С┘Ня╗┤я║О я╗Яя╗Шя╗┤я╗в ╪зя╗╖я╗гя║Ф ┘Ия║Чя╗Дя╗ая▒бя╗Мя║Оя║Чя╗мя║ОтАк.тАмтАм тАл┘ЛтАм тАля╗Уя╗Шя║к я╗зя║ая║дя║Ц я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗дя║ая╗ая║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Фя║Шя║о╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓тАм тАля║╗я║к╪▒╪к я║зя╗╝я╗Яя╗мя║О я╗Уя╗▓ я║Чя╗Шя║кя╗│я╗в я╗зя╗дя╗о╪░╪м я╗Яя╗ая╗Шя║О╪▒╪ж ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗ия║О╪п╪▒╪й я╗Яя╗Мя║к╪п я╗гя╗жтАм тАлтАв я╗гя║ая╗ая║Ф я║Ся╗┤я║Ц ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║отАм тАл╪зя╗Яя╗дя║Шя║ия║╝я║║тАк ╪МтАм┘И╪гя╗ля╗Ю ╪зя╗Яя╗дя╗мя╗ия║ФтАк ╪МтАмя╗Ля╗ж я╗Ыя╗┤я╗Фя╗┤я║Ф я║Чя╗ия║О┘И┘Д я║╖я╗Мя║о╪з╪б ╪зя╗Яя╗ия║Тя╗В я╗Уя╗▓ ╪з я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗│я║Дя║Чя╗▓ я║╗я║к┘И╪▒ я╗гя║ая╗ая║Ф ┬╗я║Ся╗┤я║Ц ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о┬л я╗гя║Шя╗о╪з╪▓я╗│┘Ля║О я╗гя╗КтАм тАля╗гя║О я║гя╗Шя▒ая╗Шя║Шя╗к я╗гя╗ия╗Ия╗оя╗гя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓тАм тАля╗Чя╗Ая║Оя╗│я║О ╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘ЕтАк ╪МтАм┘И╪гя║Ся║о╪▓ я╗гя║О я╗│я╗о╪зя║Яя╗мя╗к я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║╕я╗мя║ктАм тАля║Чя║дя║Ц ╪▒я╗Ля║Оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к тАУ ╪▒я║гя╗дя╗к ╪зя╗Яя╗ая╗ктАк -тАмя╗гя╗ж я╗зя║ая║О╪нтАк ╪МтАмя╗Уя╗▓тАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓ ┘И╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ я║Ся║╕я╗Ья╗Ю я╗Ля║О┘Е я╗гя╗ж я║Чя║дя║кя╗│я║О╪ктАк.тАмтАм тАля║│я╗Мя╗┤я╗мя║О ╪ея╗Яя╗░ ╪ея╗│я║ая║О╪п я║гя║о╪з┘Г я╗Уя╗Ья║о┘К ┘И╪ея║Ся║к╪зя╗Ля╗▓ я╗│я║┤я╗мя╗в я╗Уя╗▓ я║Чя╗Дя╗оя╗│я║о ╪зя╗Яя║Шя║ая║оя║Ся║ФтАм тАлтАв я╗гя║ая╗ая║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║ФтАм тАля╗гя║ая╗ая║Ф я╗Уя╗Ья║оя╗│я║Ф ╪г╪пя║Ся╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗│я║╝я║к╪▒я╗ля║О ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░ я║Ся╗мя║к┘Б я║Чя╗Мя║░я╗│я║░ ╪зя╗Яя╗дя╗Ья║Оя╗зя║Ф ╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║о╪й ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║Ф ╪ея║Ся║к╪зя╗Л ┘С┘Ня╗┤я║О ┘Ия╗зя╗Шя║кя╗│┘С┘Ня║ОтАк ╪МтАмя║Ся║дя╗┤я║Ъ я║Чя╗Ья╗о┘Ж ┬╗я║Ся╗┤я║Ц ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о┬л ╪гя╗│я╗А┘Л я║ОтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║дя╗Ия╗░ я║Ся╗мя║О ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я╗Ля║Оя╗Яя╗д ┘С┘Ня╗┤я║О я║Ся╗Фя╗Ая╗Ю я╗гя║О я║Чя║╕я╗мя║к┘З я╗гя╗ж я╗зя╗мя╗Ая║Ф я║╖я║Оя╗гя╗ая║ФтАк .тАм┘И╪зя║гя║к╪й я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя║оя║Яя╗Мя╗┤я║О╪к я║гя╗о┘Д ╪зя╗Яя║Шя║ая║оя║Ся║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║Ф я║Ся╗дя╗Ь я▒вя╗оя╗зя║Оя║Чя╗мя║ОтАм
тАлтАк88тАмтАм
тАл┬╗я╗гя║оя╗Ыя║░ я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к┬л ╪▒╪зя╗Уя║к я╗зя╗оя╗Ля╗▓ я╗Яя╗ая║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я╗┤я╗жтАм
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ،واﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮة ،ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ؛ ﺑﻐﺮض ﺗﺸﻜﻴﻞ وﻋﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺑﻜﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻗﻀﺎﻳﺎه اﻟﻤﺴﺘﺠ ﱠﺪة؛ ﻣﻦ أﺟﻞ اﺑﺘﻜﺎر اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻬﺎ .ﻳﻘﻮم ﻫﺬا اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺈدارة اﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ واﻟﻨﺸﺎﻃﺎت واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ،وﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺻﺪار اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻌ ﱡﺪﻫﺎ ﺑﺎﺣﺜﻮ اﻟﻤﺮﻛﺰ أو اﻟﻤﺘﻌﺎوﻧﻮن ﻣﻌﻪ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ أو ﺧﺎرﺟﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ ،وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎرات وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺟﺮاء دورات ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﻴﺌﺎت واﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ،وﻛﺬا اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻴﻦ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﱢ واﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ؛ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﻟﺪوﻟﻲ .ﻳﻬﺪف ﻫﺬا اﻟﻤﺮﻛﺰ إﻟﻰ إﻋﺪاد دراﺳﺎت وﺑﺤﻮث ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﻮﺛﻴﻘﻬﺎ ،وإﻋﺪاد دورات ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ؛ ﻟﺨﺪﻣﺔ أﻏﺮاض اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﺮاﺛﻲ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ، ووﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ذات اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮك، داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ وﺧﺎرﺟﻬﺎ؛ ﻗ َْﺼ َﺪ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ وﺗﺒﺎدل اﻟﺨﺒﺮات ﻣﻊ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، واﻟﻤﺮاﻛﺰ ،واﻟﻬﻴﺌﺎت ،وﺗﺒﺎدل اﻟﺨﺒﺮات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﻌﻬﺎ ،واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮاﺗﻬﺎ وﻧﺪواﺗﻬﺎ؛ ﺑﻤﺎ ﻳﻌ ﱢﺰز أﻫﺪاف اﻟﻤﺮﻛﺰ .وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﻨﺪوات،
اﻟﻤﺠﻼت اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪرﻫﺎ وﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
اﻟﻤﺠﻼت اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪرﻫﺎ وﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
وﻛﺬا اﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺤﻠﻘﺎت اﻟﺪراﺳﻴﺔ واﻟﺒﺤﺜﻴﺔ واﻟﻤﻌﺎرض، ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺔ ﺳﻨﻮﻳﺔ دورﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﺈﺻﺪار اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮات ،وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت .وﻳﻤﺘﻠﻚ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﺧﻄﺔ ﻃﻤﻮﺣﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،ﺻﺪرت ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﺻﺪارات اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰة ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أرﺑﻊ ﻣﺠﻼت ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ :ﻣﺠﻠﺔ اﻹﻋﻼم واﻟﻌﺼﺮ )ﺗﻮﻗﱠﻔَﺖ( ،ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺑﻞ ،ﻣﺠﻠﺔ ﺑﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ. إﺻﺪارات ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ وﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ
ﺗﻨ ﱠﻮﻋﺖ إﺻﺪارات ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﺸﺮات اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﻤﺤﻘﱠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻷدب واﻟﻠﻐﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺤﻀﺎرة ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﺎدرة ﻟﻌﺪد ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﻨﺒﻂ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات؛ ﻣﻤﺎ ﻳﺒﻴﱢﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺠﻬﺪ واﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻮﻟﻴﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻟﺠﻤﻊ اﻟﺘﺮاث وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ،وﻛﺬا ﺗﺒ ﱢﻨﻲ ﻧﺸﺮه ﺗﺠﺴﺪ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻋﺒﺮ إﺻﺪارات ذات ﻃﺎﺑﻊ ﻋﻠﻤﻲ ﱢ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻧﻬ ًﺠﺎ واﺳﺘﺮاﺗﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،وﻟﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺘﻤﻴﺰة ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺗﺆﻛﱢﺪ اﺧﺘﻴﺎره واﺳﺘﺮاﺗﺠﻴﺘﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
87
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
»ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ« راﻓﺪ ﻧﻮﻋﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻴﻴﻦ ﻧﺎدﻳﺔ ﺑﻠﻜﺮﻳﺶ *
واﻓﻖ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻮزاري ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﻼل اﻧﻌﻘﺎده ﺳﻨﺔ 1999ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺘﻨﺴﻴﻖ واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ،ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻫﻴﺌﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻣﻘ ﱡﺮﻫﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ،ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ،وﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﻣﻬﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ،2003أﻧﺸﺄ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻧﺎﺋ ًﺒﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء وﻗﺘﻬﺎ ﻣﺘﺨﺼ ًﺼﺎ ﻓﻲ ﺷﺆون اﻹﻋﻼم ،وﻗﺪ ﺗﻄ ﱠﻮ َرت ﻧﺸﺎﻃﺎت واﻫﺘﻤﺎﻣﺎت ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺘﺐ ﻣﻜﺘ ًﺒﺎﱢ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﻋﺎم 2009ﻣﺮﻛ ًﺰا ﺛﻘﺎﻓ ٍّﻴﺎ وإﻋﻼﻣ ٍّﻴﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺎت َﻣ ْﻌ ِﻨ ٍّﻴﺎ ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻳﺮﻋﺎه اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -ﻃ ﱠﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -ﻓﻲ إﺣﻴﺎء اﻟﻤﻮروث اﻟﻤﺤﻠﻲ وﺗﻌﺰﻳﺰ ﺣﻀﻮره اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،وﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﻓﺼﺎر ﻳﺤﻤﻞ اﺳﻢ »ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم« .ﻳﺪﻳﺮ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻄﻤﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﱢﻖ رؤﻳﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻲ ﻣﺠﺎل إﺣﻴﺎء وﺑﻨﺎء اﻟﺘﺮاث ودﻣﺠﻪ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺤﺎﺿﺮ.
86
»ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ« راﻓﺪ ﻧﻮﻋﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻴﻴﻦ
اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺟﺎء ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،وﻣﺮﻛﺰ اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻨﺎدي ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎم ،1996وذﻟﻚ ﻟﻨﻘﻞ اﻟﺨﺒﺮات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺸﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت واﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﻛﺰ ،ﺳﻮاء اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﻟﻠﻄﻼب ،واﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻛﺎﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻗﻔﺰ اﻟﺤﻮاﺟﺰ وﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻘﺪرة، واﻟﺸﺮاع اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،واﻟﻌﺎدات وأدب اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ واﻟﺼﻘﺎرة واﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،أو اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎت واﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ،ﻛﺘﻌﻠﻴﻤﻬﻦ اﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ ﻛﺤﺮﻓﺔ اﻟﺘﻠﻲ واﻟﺴﺪو وﺳﻒ اﻟﺨﻮص ،واﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ،وﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻦ اﻷﻛﻼت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وأﻧﺸﻄﺔ أﺧﺮى ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻛﺴﺎب اﻟﻔﺘﻴﺎت اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻷﺻﻴﻠﺔ .ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻌﻰ اﻟﻤﺮاﻛﺰ إﻟﻰ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﺮاث واﻟﻘﻴﻢ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻹدارات واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺳﻮاء اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ أو اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت. وﻗﺪ ورﺛﺖ اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﻨﺼﺮم، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن وذﻟﻚ إﻳﻤﺎﻧﺎً ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎت ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ
واﻟﺘﻄﻮر اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﺎﻻت ،وﻗﺪ اﻫﺘﻤﺖ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺑﻌﺮض ﺟﻤﻴﻊ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﺘﺮاث ،ﺣﻴﺚ ﻳﻀﻢ اﻟﻤﻘﺮ ﻣﺠﻠﺴﺎً ﺗﺮاﺛﻴﺎً وﻗﺮﻳﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺼﻐﺮة ﺗﻀﻢ أدوات اﻟﻄﻌﺎم ،وأدوات اﻟﺼﻴﺪ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷدوات اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻻﻧﺴﺎن اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻛﻤﺎ ﺿﻤﺖ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﻜﺎن ﺧﺼﺺ ﻟﻠﻘﻼﻳﺺ وآﺧﺮ ﻟﻠﺨﻴﻮل ،وﻣﻜﺎن ﺧﺼﺺ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻄﻼب اﻟﺼﻘﺎرة اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ: - 1ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻨﺰوري ،ﺷﻴﺨﺔ اﻟﺠﺎﺑﺮي ،وﻳﻦ اﻟﻄﺮوش )ﺑﺎدﻳﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺧﻼل اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎت إﻟﻰ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ( ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻫﻴﺌﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ط.2014 ،1 - 2ﺣﻤﺎد اﻟﺨﺎﻃﺮي اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ ،ﻣﻌﺠﻢ ﻣﻮارد اﻟﻤﻴﺎه اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺈﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻫﻴﺌﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ط.2015 ،1 - 3ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺪة ﺷﺮﻳﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻤﻴﺲ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ ،أﺑﻮﻇﺒﻲ، .2019 - 9-11 - 4أرﺷﻴﻒ ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺒﻴﺎن ،ﺑﺘﺎرﻳﺦ - 13ﻣﺎﻳﻮ) 1983 -ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺼﺒﺢ اﻟﻤﺰروﻋﻲ(.
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
85
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﺴﻤﺤﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل ﻗﻠﻴﻼً ﺑﻨﺤﻮ 30ﻛﻢ ،وﺷﻤﺎل ﺣﺒﻞ اﻟﺤﻘﻒ إﻟﻰ اﻟﻠﺆﻟﺆ ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ راﻓﻖ اﻟﺸﻴﻮخ ،أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮر اﻟﻨﻔﻂ وﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺸﺮق ﻗﻠﻴﻼً ﻧﺤﻮ 1ﻛﻢ ،وﺷﻤﺎل ﺷﺮق ﺣﺒﻞ ﻣﺮﻳﻤﻴﺚ ﻧﺤﻮ 26ﻛﻢ اﻟﻤﺪن اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻘﺪ اﻧﺨﺮط أﻫﻞ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻓﻲ وﺷﻤﺎل ﻏﺮب أم اﻟﺪﻋﺎﻟﻲ ﻧﺤﻮ 17ﻛﻢ ،وﺟﻨﻮب ﺣﺒﻞ اﻟﻤﻴﺎدع ﻧﺤﻮ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪواﺋﺮ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ. 8ﻛﻢ. ﺣﺒﻞ اﻟﺤﻘﻒ :ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ ،وورد ذﻛﺮ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ودور اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺤﻘﻒ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻴﺰر اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ :زاﻳﺪ ﻓﻲ إﻋﻤﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻞ ﺑ ّﻨﺎ وﺣﺒﻞ اﻟﺤﻘﻮف ﻋﻔﻴﺖ رﺳﻮم اﻟﻨﻘﺎ ﻣﻦ ﺛﺮاه. ﺟﺎء ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻛﺤﺎﺿﺮة ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ وﻓﻖ اﻟﻤﺨﻄﻂ اﻟﺬي ﻋﻤﻞ ﺑﺤﻮث ﺟﻨﻮب ﺣﺒﻞ ﺑ ّﻨﺎ :ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ ،وﻳﻘﻊ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،وﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﻓﻲ إﻋﻤﺎر اﻟﻤﻜﺎن وﺗﻮﻃﻴﻦ أﻫﻠﻪ، ﺛﺎﻟﺜﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﺮق ﻗﻠﻴﻼً ﻧﺤﻮ 12ﻛﻢ ،وﻏﺮب ﺣﺒﻞ اﻟﻨﻮاﻳﻊ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺐ ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﻫﺎ ﻫﻮ ﻳﻜﻤﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺤﺔ، ﻗﻠﻴﻼً ﻧﺤﻮ 15ﻛﻢ ،وﺷﺮق ﺑﺪع ﺧﻠﻴﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل ﻗﻠﻴﻼً ﻧﺤﻮ 18ﻛﻢ ،ﻓﺄﻣﺮ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺎت اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻛﺄول ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ وﺷﻤﺎل ﺷﺮق ﻃﻮي اﻟﺪوﻳﺒﺔ ﻧﺤﻮ 24ﻛﻢ. ﺗﻮﻃﻴﻦ اﻟﺒﺪو واﺳﺘﻘﺮارﻫﻢ ،ﻓﺠﺎءت أول ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺳﻜﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﺟﺎء ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺳﻜﺎن اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ،وﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﻤﺪارس ،واﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻄﺒﻴﺔ ،واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻊ ﺗﺴﺘﻮﻃﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺒﺪوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ وﺟﻮد ﺑﻨﻴﺔ ﺗﺤﺘﻴﺔ ﻣﻤﻴﺰة ﻣﻦ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﻌﺒﺪة واﻟﻤﻮاﻗﻒ واﻟﻤﺠﻠﺲ. ﺟﺰءا ً رﺋﻴﺴﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﻃﻦ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻫﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﺮﻣﻴﺜﺎت ،وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ،أﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻬﻦ اﻟﺘﻲ اﻣﺘﻬﻨﻬﺎ أﻫﻞ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﻣﻬﻦ أﻫﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ واﺣﺔ اﻟﺘﺮاث ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﻌﻈﻢ ﺳﻜﺎن اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻻﻣﺎرات ﺳﺎﺑﻘﺎً اﻣﺘﻬﻨﻮا ﻫﺬه اﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺘﻲ أرﺳﺎﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﻤﻬﻦ ،ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺪو ﻳﺮﻋﻮن اﻟﻤﻮاﺷﻲ واﻹﺑﻞ ،ﻛﻤﺎ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث وﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻟﻠﻨﺎﺷﺌﺔ واﻟﺸﺒﺎب، ﻋﻤﻞ ﺟﺰء آﺧﺮ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻓﻲ ﺻﻴﺪ اﻷﺳﻤﺎك ،واﻟﻐﻮص ﻋﻠﻰ واﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ إﺑﺮاز اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت 84
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﻴﺤـــــــــــﺔ وﺣﺒﻞ اﻟﻮﻛــــــﻮر ﻣــــــــﺮﻳﻤﻴﺚ وﻣﺎ ﺗﻘ ّﺮب ﺣـــــــــــﺬاه ﻋــــــــﻠﻰ ﺣﺒﻞ ﺑ ّﻨﺎ وﺣﺒﻞ اﻟﺤﻘـــــــﻮف ﻋﻔﻴﺖ رﺳـــــــــﻮم اﻟﻨﻘﺎ ﻣﻦ ﺛــــــــﺮاه ﻋـــــــــﻠﻰ أم اﻟﺪﻋﺎﻟﻲ ورﻣﻠـــــﺔ ﺣﻔﻴـﺮ ﺳﻴــــــــــﺢ اﻟﻌﺸﻮش ﺑﺠﻮده ﺳﻘــــــﺎه ﻋﻠــــــــﻰ ﻧﺼﺎﺻﺔ ورﻣﻞ اﻟﺰﻧــــــــــــﺎد ﺳـــــــــﻮﻳﺤﺎن واﺳﻘﻰ اﻟﺮﻣﻞ ﻟﻲ ﺑﺤﺬاه ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺢ ﺧﺎﺗــــــــﻢ ورق اﻟﺠــــــﺮﻳﻦ ﻣـــــــــــﻦ اﻟﻬﻤﺎﻟﻴﻞ ﻏ ّﺒﺮ ﻧﻘــــــــــــﺎه ﻋﻠـــــــــــﻰ ﻫﺮاﻣﻲ وذﻳﻚ اﻟـــــــﺮﻣﻮل وﺑﻄﺤﺎ اﻟﻄــــــــﻮﻳﺔ ﺟﺮت ﺑﺎﻟﻮﺣﺎه 100
ﻗﺼﺮ اﻟﺮﻳﻒ ﻧﺤﻮ 2.5ﻛﻢ ،وﺷﻤﺎل ﻃﻮي أﺷﻌﺐ إﻟﻰ اﻟﻐﺮب ﻗﻠﻴ ًﻼ ﻧﺤﻮ 12ﻛﻢ /وﻏﺮب ﻃﻮي أﺑﻮ ﺻﻠﻒ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﻮب ﻗﻠﻴﻼً ﻧﺤﻮ 23ﻛﻢ. ﻃﻮي أﺷﻌﺐ :ﻃﻮي ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ ،ﻳﻘﻊ ﺟﻨﻮب ﻃﻮي ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺷﺨﺒﻮط ﻧﺤﻮ 10ﻛﻢ ،وﺷﻤﺎل ﺷﺮق ﻃﻮي اﻟﻘﺎﻳﻤﺔ ﻧﺤﻮ 17ﻛﻢ وﺟﻨﻮب ﻏﺮب ﻃﻮي أﺑﻮ ﺻﻠﻒ ﻧﺤﻮ 15ﻛﻢ ،وﻏﺮب ﻃﻮي ﻧﻬﺸﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﻮب ﻗﻠﻴﻼً ﻧﺤﻮ 24ﻛﻢ. ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻢ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎت اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ وردت ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﺮواة اﻟﺸﻔﻬﻴﻴﻦ ،وﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل: ﻧﻘﺎ اﻟﻨﻮاﻳﻊ :ﻣﺮﺗﻔﻊ رﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ ،ﻳﻘﻊ ﺷﺮق ﻃﻮي
ﻃﻮي ﻣﻠﺪ
ﻃﻮي ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ ﻳﻘﻊ ﺟﻨﻮب ﻃﻮي أﺑﻮ ﻣﺮﻳﺨﻪ ﻧﺤﻮ 8ﻛﻢ، وﺷﻤﺎل ﻃﻮي ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺷﺨﺒﻮط ﻧﺤﻮ 10ﻛﻢ ،وﺷﻤﺎل ﻃﻮي أﺑﻮ اﻟﺼﻠﻒ ﻧﺤﻮ 17ﻛﻢ ،وﺟﻨﻮب ﺷﺮق ﻃﻮي اﻟﺪوﻳﺒﺔ ﻧﺤﻮ 13ﻛﻢ، وﺷﻤﺎل ﺷﺮق ﻃﻮي أﺷﻌﺐ ﻧﺤﻮ 18ﻛﻢ ،وﺟﻨﻮب ﻏﺮب ﻋﺮق اﻟﺤﻘﻒ ﻧﺤﻮ 23ﻛﻢ.
ﻃﻮي ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺷﺨﺒﻮط
ﻃﻮي ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ ،ﻳﻘﻊ ﺟﻨﻮب ﻃﻮي ﻣﻠﺪ ﻧﺤﻮ 10ﻛﻢ ،وﺟﻨﻮب /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
83
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
وﻏﺮب ﺣﺒﻞ أم اﻟﺪﻋﺎﻟﻲ ﻧﺤﻮ 36ﻛﻢ وﺟﻨﻮب ﺣﺒﻞ اﻟﻔﺮﻳﺪة ﻧﺤﻮ 21 أﺻﻞ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ اﺷﺘﻘﺖ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺌﺮﻫﺎ وﻫﻲ ﺑﺌﺮ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻛﻢ ،وﻏﺮب ﻧﻘﺎ اﻟﻨﻮاﻳﻊ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﻮب ﻗﻠﻴﻼ ﻧﺤﻮ 30ﻛﻢ. إﺣﺪى أﻫﻢ آﺑﺎر ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻵﺑﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺷﺮق وﺷﻤﺎل ﺷﺮق ﺟﺰﻳﺮة أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻛﻤﺎ ﺗﺼﻔﻬﺎ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ ﻃﻮي اﻟﺴﻤﻴﺢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ إﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻬﻠﺔ »اﻟﺴﻤﺤﺔ«. ﻃﻮي ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ وﻳﻘﻊ ﺷﻤﺎل ﻃﻮي اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻧﺤﻮ 5ﻛﻢ وﺟﻨﻮب ﺑﺪع اﻟﻌﺠﻢ ﻧﺤﻮ 4ﻛﻢ وﺷﻤﺎل ﺑﺪوع ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻧﺤﻮ 7ﻛﻢ آﺑﺎر اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن آﺑﺎر اﻟﻤﻴﺎه ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺷﻜﻠﺖ أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة وﻏﺮب ﺟﺒﻞ ﺑﻨﺎ ﻧﺤﻮ 15ﻛﻢ وﺟﻨﻮب ﻏﺮب ﺑﺤﻮث ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻧﺤﻮ 19ﻛﻢ . ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﻴﺎة اﻟﺒﺪو ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ،ﻓﻘﺪ ارﺗﺒﻄﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ واﺳﺘﻘﺮارﻫﻢ ﻃﻮي اﻟﺪوﻳﺒﺔ ﻣﻊ ﻣﺪى ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻀﺮورﻳﺔ ،وأﻫﻤﻬﺎ اﻟﻤﺎء ،ﻃﻮي ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ ،ﻳﻘﻊ ﺟﻨﻮب ﺑﺪع ﺧﻠﻴﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﺮب ﻗﻠﻴﻼ ﺣﻴﺚ ﻳﺮﺣﻞ اﻟﺒﺪوي ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ آﺧﺮ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ذﻟﻚ ،وﻳﻜﻮن ﻧﺤﻮ 5ﻛﻢ وﺟﻨﻮب ﻃﻮي اﻟﺴﻤﺤﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﺮب أﻛﺜﺮ ﻋﻦ 9ﻛﻢ وﺷﻤﺎل ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﻴﺎه ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻔﺮ اﻟﺒﻴﺮ ،أو اﻟﻤﺮوى أو اﻟﻄﻮي ،ﺣﻴﺚ ﻃﻮي أﺑﻮ ﻣﺮﻳﺨﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﺮب ﻗﻠﻴﻼ ﻧﺤﻮ 3ﻛﻢ. ﺗﺘﻌﺪد ﻣﺴﻤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻬﺠﺔ أﻫﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ،وﺗﻨﺒﻊ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻄﻮي ﻟﺪى ﺑﺪو اﻟﺼﺤﺮاء ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺼﺪر اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ،و ﻣﺤﻄﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻃﻮي أﺑﻮ ﻣﺮﻳﺨﺔ ﻻﺳﺘﺮاﺣﺔ اﻟﻌﺎﺑﺮﻳﻦ ﻟﻠﺼﺤﺮاء ،إذ ﻳﺠﺘﻤﻌﻮن ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻟﺴﻘﻲ ﻣﻮاﺷﻴﻬﻢ ،ﻃﻮي ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ ،ﻳﻘﻊ ﺟﻨﻮب ﻃﻮي اﻟﺪوﻳﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﺮق واﻟﺘﺰود ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬب ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺸﺮب ،وﺗﻘﺎم ﺣﻮﻟﻬﺎ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت ﻗﻠﻴﻼ ﻧﺤﻮ 3ﻛﻢ وﺷﻤﺎل ﻃﻮي ﻣﻠﺪ ﻧﺤﻮ 8ﻛﻢ ،وورد ذﻛﺮ ﻃﻮي أﺑﻮ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ،وﺗﺼﺒﺢ ﻣﺄﻫﻮﻟﺔ ﺑﻬﻢ ،ﻷﻧﻬﺎ اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺬي ﻳﺒﺚ ﻣﺮﻳﺨﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻴﺰر اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ. اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺤﻴﺔ .وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ أن ﻧﺴﺘﻌﺮض ﻧﺸﺎ اﻟﻤﺰن ﺑ ّﻨﻰ ﻋـــــﻠﻰ اﻷرض دﻳــــــــﻢ ﻃﻮي اﻟﺴﻤﺤﺔ وﻃﻮﻳﺎن اﻟﻤﺎء اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻄﻮي اﻟﺴﻤﺤﺔ، وداور ﻧﺴﻴﻤــــــــــﻪ وﻏ ّﺒــــــﻰ ﺳــــﻤﺎه ﻷﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ. ٍ ﺑﺼﻮت ﻫﻤﻴـﻢ ﺳـــــﺮى اﻟﺮﻋــــــﺪ ﻳﺪوي وﻛـﻮس ﻗﻔــــــــﺎه ٍ ﻫﺒـــــﻮب اﻟﻴﻤــــﺎﻧﻲ ﺗﻘـــــﻮل ﻫـــــــﺬا ﻋـــــﻠﻰ ذا ﺟﺮﻳـــــﻢ ﻃﻮي اﻟﺴﻤﺤﺔ وآﺧــــــــــﺮ ﺣﻘﺪﻫـــــــﻢ اﻻّ ﺻــــــﻔﺎه وﺳﺤـــــﺐ ﻇﻜﻴــﻢ ﻃﻮي ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ وﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻃﻮي اﻟﺪوﻳﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﺮق ﺑـــــﺮوقٍ ﺗﺸـــــﺎﻋﻞ ٍ أﻛﺜﺮ ﻧﺤﻮ 9ﻛﻢ ،وﺟﻨﻮب ﺑﺤﻮث ﺛﺎﻟﺜﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﺮب ﻗﻠﻴﻼ ﻧﺤﻮ 28ﻛﻢ وﺳــ ّﻮا وﺟﻴـــــﺪه ﻋﻠـــــﻰ اﻷرض ﻣــــﺎه ﻣــــــﻦ اﻟﻠﻴــﻮا ﻟﻴـــــﻦ ﺳﻴـــــﺢ اﻟﻐﺮﻳﻒ ﻋﺸــــــــﺒﻪ ﻋــﻠﻰ اﻷرض ﻋﻢ وﻛﺴــــــﺎه ﻣــــــﻦ ﺣــﻮز ﻋﺒﺮي ودار اﻟﺸـــــــــﻤﺎل ﻳﻠﻴﻦ اﻟﺒـــــــــﺤﺮ ﻣــﺎ ﻳﻮﻗﻒ ﻣـــــــــﺪاه ﻋﻠـــــﻰ ﺣﺒـﻞ ﻣﺸﺮف وﻗـﺎع اﻟﺨﺮﻳــــــﺲ وﺣﺒــــــﻞ اﻟﺤﻀﻴﺒﺔ ورﺑّﻰ ﺳﻘـــــــــــﺎه ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴﺎدع وﻣﻨـــــــــﻬﺎ ﺟﻨـــــــــﻮب وﻧﻘــــــــــﺎ اﻟﻨﻮاﻳﻊ ﺗﺸﻈـــــــﻒ ﺣﺼﺎه ﻋــــــــــﻠﻰ اﻟﻀﻤﻴﺪة وﺣﺒﻞ اﻟﻘـــــﺮاب وﻋــــــــﻠﻰ اﻟﺜﻮﻳﻤﺔ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻮﺣــــــــــﺎه ﻋﻠــــــــﻰ اﻟﺤﻮﻳﺬة وﺣﺒﻞ اﻟﻘــــــــﺮاب وأﺑــــــــﻮ ﻣﺮﻳﺨﻪ ﺗﻌﺪّ ا ﻣﻐﻨـــــــــــــﺎه وﻋﻠﻰ اﻟﻔــــــــﺮﻳﺪة وﻣﻨﻬــــــــﺎ ﺟﻨﻮب ﺣﻔــــــــﺮه ﺳﺒــــــــــﻖ ﻣﺎ ﻟﺤﻘﻨﺎ ﻗﺼﺎه 82
ﺗﻌﻜﺲ رؤﻳﺔ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ »اﻟﺴﻤﺤﺔ« واﺣﺔ اﻟﺘﺮاث
اﻟﻤﻮﻗﻊ واﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ
اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻣﺘﺪاد إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎً ﻧﺤﻮ اﻟﺸﺮق وإﺣﺪى أﻫﻢ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﺎ ،وﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻨﺤﻮ 65ﻛﻢ ،وﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ ودﺑﻲ ،وﻛﺄن ﻫﺬا اﻟﻘﺪر اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق وﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ ﻗﻴﺎم اﺗﺤﺎد دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﺣﻴﺚ اﺣﺘﻀﻨﺖ اﻟﺴﻤﻴﺢ وﻫﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻠﺴﻤﺤﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻴﻠﻮات ﻣﺤﺪودة أول اﺟﺘﻤﺎع أﻋﻠﻦ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻗﻴﺎم اﺗﺤﺎد ﺑﻴﻦ اﻻﻣﺎرﺗﻴﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ ودﺑﻲ ودﻋﻮة ﺑﻘﻴﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻼﻧﻀﻤﺎم ﻟﻠﺼﺮح اﻟﻮﺣﺪوي .ﺗﻘﻊ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎً ﺿﻤﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻒ ،واﻟﻄﻒ ﻫﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎذي ﺷﺎﻃﺊ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺟﻨﻮب ﺟﺒﻞ ﻋﻠﻲ ﻏﺮﺑﺎً ﻣﺮورا ً ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ ،وﻣﺮورا ً ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻃﺮﻳﻒ وﻏﻴﺎﺛﻲ ،وإﻟﻰ ﺷﺮق ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺰاﺋﺮ ﺑﻦ ﻋﻴﻔﺼﺎن وﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﺰﻳﺮة واﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺳﺒﺨﺔ ﻣﻄﻲ ﻣﻦ اﻟﻄﻒ .وﻣﻌﻈﻢ أراﺿﻲ اﻟﻄﻒ ﺻﻠﺒﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺠﺎر اﻟﻈﻠﻴﻠﺔ ،وﻣﻌﻈﻢ ﻣﻮارد اﻟﻤﻴﺎه ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻌﺬوﺑﺔ وﺗﺴﻤﻰ ﺧﺮاﻳﻖ ..وﻣﻦ أﻫﻢ اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﻬﺎ أرض اﻟﻄﻒ اﻟﺸﻨﺎن واﻟﻌﺮاد واﻟﻬﺮم واﻟﻐﻀﺎ واﻟﺮﻣﺚ واﻟﺴﻮاد واﻟﺒﺮﻛﺎن واﻟﻌﻠﻘﺎ واﻟﺤﻠﻢ واﻟﺴﺒﻂ واﻟﺴﻌﺪان واﻟﻨﺼﻲ واﻟﺮﻣﺮام واﻟﻌﻠﻘﺎ واﻷرﻃﻰ واﻟﺰﻫﺮ واﻟﻌﻨﻘﻮد. /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
81
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺗﻌﻜﺲ رؤﻳﺔ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﻤﻨﺼﻮري
اﻟﺴﻤﺤﺔ واﺣﺔ ﻟﻠﻤﻮرث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻷﺻﻴﻞ ،ﻓﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻻ زاﻟﺖ ﻣﺤﺘﻔﻈﺔ ﺑﺄﺻﺎﻟﺘﻬﺎ ،ﻓﺰﻳﺎرة اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻫﻲ اﻟﻬﺮوب ﻣﻦ ﺿﺠﻴﺞ اﻟﻤﺪن إﻟﻰ ﻋﺒﻖ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻬﺮب اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ اﻟﺮﺗﺎﺑﺔ اﻟﻤﻌﺘﺎدة وﺗﻌﻮد ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ وﺗﺴﺘﺮﺟﻌﻪ ﻟﺘﻌﻴﺶ ﻣﻌﻪ أﺟﻤﻞ اﻟﻠﺤﻈﺎت ﺑﻼ ﺿﺠﻴﺞ وﻻ ﺿﺠﺮ، ﺗﺸﻌﺮ وأﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﺑﺘﺠﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮاث ﻓﺄﺳﻮار اﻟﺒﻴﻮت وﺟﺪارﻧﻬﺎ ﻻزاﻟﺖ ﻣﺤﺘﻔﻈﺔ ﺑﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،رﻏﻢ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﺨﺪﻣﻴﺔ واﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮق وﻣﺪارس وﻣﺴﺎﻛﻦ ،وﻣﻤﺎ أﺿﺎف ﻗﻴﻤﺔ أﺻﻴﻠﺔ أﻛﺜﺮ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻮ اﺣﺘﻀﺎﻧﻬﺎ ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺬي أﺳﺴﻪ ورﻋﺎه ﻟﺴﻨﻮات اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،وﺳﻂ ﺣﻔﺎوة أﻫﻞ اﻟﺴﻤﺤﺔ واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺠﺎورة.ﻫﺬا اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺬي اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻧﺴﺨﺘﻪ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﺎم ،2010وﻫﻮ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم ﻳﺜﺒﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ أﻫﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ،ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ دﻋﻢ وﺗﺮﺳﻴﺦ اﻻﻧﺘﻤﺎء واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،وﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث ،وﻛﻮﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﻈﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ وﺗﺤﻔﻆ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ ،وﻳﺄﺗﻲ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻲ وﻣﺮﻛﺰ اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ إدارﺗﻪ وﺗﻨﻈﻴﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺈﻋﺠﺎب اﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ أن ﻧﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﺤﺔ ،ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ وﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ وآﺑﺎر اﻟﻤﻴﺎه اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ، وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،واﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ إﻟﻰ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ ﻛﻤﻨﻄﻘﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ وﺣﻴﻮﻳﺔ ﻟﻨﺸﺮات اﻟﺘﺮاث واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ وﺣﻤﺎﻳﺘﻪ.
80
ﺗﻌﻜﺲ رؤﻳﺔ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ »اﻟﺴﻤﺤﺔ« واﺣﺔ اﻟﺘﺮاث
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
79
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻟﻠﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻣﺸﺮوع ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻋﺎل ﻣﻦ اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ،وﻟﻌﻞ ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻣﺜﺎﻻ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،ﺣﻴﺚ إن اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺗﺘﻠﺨﺺ داﺋ ًﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮاءة اﻷدﺑﻴﺔ وإﻧﺘﺎج اﻟﻘﺼﺺ واﻟﺮواﻳﺎت ،ورﺑﻤﺎ ﺗﻮﺳﻊ اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺸﻤﻞ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،ﻏﻴﺮ أن اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺜﻼ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮه اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎن وﺟﻪ ﺑﺠﻤﻊ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ ً اﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻤﺎ ﺟﺮى ﻣﻦ أﺣﺪاث ،ﺑﻌﻴ ًﺪا ﻋﻦ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ،ﻛﻤﺎ أن ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﺑﺎت ﻣﺼﺪ ًرا ﻣﻬ ًﻤﺎ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،وﻫﻲ اﺗﺠﺎﻫﺎت ﺗﺤﺘﺎج ﻟﻤﻦ ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ وﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺗﺘﻮارى ﻓﻴﻪ ﻣﺠﺎﻻت ﻣﻬﻤﺔ ﻛﻬﺬه ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺬي ﻳﻈﻦ اﻟﺒﻌﺾ أﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﺗﺮاﺛﻨﺎ وﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ اﻟﺜﺮي ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺠﻬﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ« .وأﻛﺪ رﺷﺎد أن ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ اﻻﻟﺘﻔﺎت ﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﻤﻴﻤﻪ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻣﺸﻴ ًﺮا إﻟﻰ أن اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻟﻴﺲ ﻋﺎﺋﻘًﺎ، ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﻜﻤﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﻔﻜﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺨﺮج ﻟﻠﻨﻮر ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ،ﻣﻮﺿ ًﺤﺎ" :ﻫﻨﺎك ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﻣﺜﻞ ﺟﻤﻊ وﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺮاث ،واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،وﻣﻨﺢ اﻟﺤﺮف اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻫﺘﻤﺎ ًﻣﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻵن ،ﻛﻠﻬﺎ أﻓﻜﺎر ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ إﻳﻤﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻤﻮﻳﻞ ،إﻳﻤﺎن ﺑﺪور ﺛﻘﺎﻓﻲ وﻣﻌﺮﻓﻲ ﻳﻨﺤﺎز ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻬﺎ اﻟﻮاﺳﻊ اﻟﺬي ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، أﻣﺎ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺘﺤﺠﺞ ﺑﻌﺪم ﺗﻮاﻓﺮ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻹﻧﺘﺎج ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﺗﺮاﺛﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﺠﺮد أوﻫﺎم ،واﻟﻤﻨﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺸﻜﻼت ﺗﻤﻮﻳﻠﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻳﺤﺎول ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﺑﺄﺑﺴﻂ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺘﻮاﻓﺮة ،ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺪﻓﻪ، وﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ إﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮة ﻫﻮ أﻫﻢ ﺷﻲء" .وﺑﺪوره ،أوﺿﺢ اﻟﺮواﺋﻲ أﺣﻤﺪ اﻟﻘﺮﻣﻼوي ،اﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﺠﺎﺋﺰة اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻓﺮع اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﺸﺎب ﻋﺎم ،2018أن زﻣﻦ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺸﻪ اﻵن ﻳﻤﺜﻞ ﺧﻄ ًﺮا ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻣﻨﺠﺰﻧﺎ اﻟﺘﺮاﺛﻲ واﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻣﺸﺪ ًدا أن اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻟﻴﺲ رﻓﺎﻫﻴﺔ أو ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﺮوﻗﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺢ ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻛﻤﻠﺠﺄ وﻣﻼذ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﻴﻖ ﺑﻨﺎ اﻵن ﻣﻦ أﺧﻄﺎر ﻛﺒﻴﺮة ﺗﻔﺮض ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻌﻮدة ﻟﺠﺬورﻧﺎ واﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺻﻴﻞ وﺗﺮاﺛﻲ ﻟﺪﻳﻨﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻮﻓﺮ اﻟﺘﺮاث ﻣﺎدة ﺛﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ وﻋﺮاﻗﺔ وأﺻﺎﻟﺔ ﺗﻔﻮح ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻹﺧﺎء اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .وﺗﺎﺑﻊ ﺻﺎﺣﺐ »ﻧﺪاء أﺧﻴﺮ ﻟﻠﺮﻛﺎب« ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟﻤﺠﻠﺔ »ﺗﺮاث«» :إن اﻟﻤﻨﺠﺰ اﻟﺬي راﻛﻤﺘﻪ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت
78
أدﺑﺎء وﻣﻔﻜﺮون ﻣﺼﺮﻳﻮن ﻳﺮﺛﻮن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
واﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﻲ أﺳﺴﻬﺎ ورﻋﺎﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻟﻬﻮ ﻣﺪﻋﺎة ﻟﻼﻋﺘﺰاز واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ،ﻟﻜﻞ ﻋﺮﺑﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺮاث وﻳﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﺟﺬوره ،ﻓﺘﺮاﺛﻨﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﺼﻴﺮه اﻻﻧﻘﺮاض ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﻂ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺸﻪ اﻟﻴﻮم ،إﻻ ﻟﻮ وﺟﺪ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻲ أﻫﻤﻴﺘﻪ واﻹرادة اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﻰ إﺣﻴﺎءه وﺗﺠ ﱡﺪده ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ،واﻟﺤﻖ أن ﺤﺘﻤﻼ وﻣﺮﻏﻮﺑًﺎ، اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻣﺎ ﻋﺎد رﻓﺎﻫﻴ ًﺔ ﻧﻄﻠﺒﻬﺎ أو اﺧﺘﻴﺎ ًرا ُﻣ ً ﺑﻞ إﻧﻪ اﻟﺪرع اﻟﻮاﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ إزاء اﻟﺘﻬﻤﻴﺶ واﻻﻧﺤﺴﺎر«. وأﺿﺎف اﻟﻘﺮﻣﻼوي» :وﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎه ﻣﻦ ﻣﺒﺎدرات ﺟﺎدة وﺣﻴﻮﻳﺔ ﻹﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،واﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات، إﻃﻼق "أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺤﺮف اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ" اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ًﺟﺎ ﻟﺘﺄﺻﻴﻞ اﻟﺘﺮاث ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﺷﺨﺼﻴﺘﻬﻢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ذﻟﻚ ﻧﻤﻮذج أرﺟﻮ أن ﺗﺤﺘﺬﻳﻪ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وأن ﺗﻨﺘﺒﻪ إﻟﻴﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺪول ذات اﻟﺘﺮاث اﻷﺻﻴﻞ واﻟﻤﻬﺪد دو ًﻣﺎ ﺑﺎﻻﻧﺤﺴﺎر أﻣﺎم ﻣﻮﺟﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﻂ .وأﻛﺪ اﻟﻘﺮﻣﻼوي أن ﺑﻼدﻧﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺠﺰ ﺗﺮاﺛﻲ ﻛﺒﻴﺮ وﻣﻬﻢ ،ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﺮف ﻗﻴﻤﺘﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ وﻳﻨﺸﻐﻞ ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﻐﺒﺎر ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺴﺘﺨﺮج ﻛﻨﻮزه اﻟﺪﻓﻴﻨﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻤﻨﺠﺰ اﻟﺬي ﺗﻢ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻳﻌﺪ ﻻﻓﺘًﺎ وﻣﺜﻴ ًﺮا ﻟﻠﺘﺄﻣﻞ واﻹﻋﺠﺎب ،ﻷﻧﻪ ﺑﺪور ﺑﺎت ﻧﺎد ًرا وﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﺸﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﺮﺑﻲ ،رﻏﻢ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ،ورﻏﻢ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﻐﺮب ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺠﺰﻧﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،واﺳﺘﻔﺎدﺗﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺘﻌﺪدة وﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺑﺤﺴﺐ اﻟﻘﺮﻣﻼوي ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻓﺎﺗ ًﺤﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴًﺎ ﺣﺎل ﺗﺼﺪﻳﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎب ودﻋﻢ ﻣﺒﺎدرات ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﺎدة اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻨﺎ ﺑﺎع ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻴﻬﺎ.وأﻛﺪ اﻟﻘﺎص ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻜﻔﺮاوي أن اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ وﺿﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ رﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ رؤﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ وإﻳﻤﺎن ﻋﻤﻴﻖ وﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ .وﺗﺎﺑﻊ اﻟﻜﻔﺮاوي ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟﻤﺠﻠﺔ "ﺗﺮاث": "أﻋﺮف ﻣﺠﻠﺔ ﺗﺮاث ﺟﻴ ًﺪا ،وﻛﺘﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،وأﺛﻤﻦ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ رﻋﺎﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ،اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻓﻘﻂ رﺟﻼ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎن ﺻﺎﺣﺐ ﺟﻬﻮد ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺑﻜﻠﻤﺎت أﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﻛﺎن ً ﺻﺎﺣﺐ ﻫﻢ ﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﻷن اﻟﻤﻨﺸﻐﻞ ﺑﺄﻣﻮر اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ واﻟﺤﺮف اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﻟﻴﺪوﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ اﻟﻌﺎدﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺑﻞ ﻣﺜﻘﻒ ﺻﺎﺣﺐ رؤﻳﺔ وﻣﺸﺮوع ،أﺗﻤﻨﻰ أن ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻨﺴﺎﺧﻪ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ،ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻤﻠﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎج ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻛﻲ ﻳﺨﺮج ﻓﻲ أﻓﻀﻞ ﺻﻮرة«
ﻣﺤﻤﺪ رﺷﺎد
ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻜﻔﺮاوي
اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺘﻌﺪدة واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ وﺻﻮﻧﻪ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﻟﺪى ﺷﺮاﺋﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ أﻃﻴﺎﻓﻬﺎ .وﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﺗﺮ ﻳﻌﺰف اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺎﻫﺮ ﻋﺒﺪاﻟﻤﺤﺴﻦ اﻟﻨﺎﻗﺪ اﻷدﺑﻲ وأﺳﺘﺎذ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،واﺻﻔﺎُ اﻟﻨﺎدي ﺑﻬﻴﺌﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﺗﺴﻬﻢ ﻓﻰ ﺑﻨﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪء ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﻋﺎم 1993ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺟﻤﻴﻊ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮاﺋﺤﻪ ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺻﻴﻞ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ. ﻓﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﻟﻌﺐ دور ﺑﺎرز ﺑﻘﻄﺎع اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻹﻛﺴﺎب اﻟﻄﻼب اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺘﺮاﺛﻬﻢ ،ﻛﻮن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ .ودﻋﻢ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺮأة ﻹﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻤﺸﺎﻛﻠﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺆﺗﻤﺮات واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ .وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﻮرش اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻄﺐ اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ورش ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎرات واﻟﺨﺒﺮات، واﻟﻤﻠﺘﻘﻴﺎت اﻷﺳﺮﻳﺔ .وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﺪورات اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻛﺴﺒﺎق اﻟﻘﻮارب اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ ،ودورات اﻟﻤﺪرﺑﻴﻦ
أﺣﻤﺪ اﻟﻘﺮﻣﻼوي
واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ .اﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻤﻠﺘﻘﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻟﻌﺮض ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ ،وإﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﺟﻤﺎﻟﻴﺎت ﻣﻔﺮداﺗﻪ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ،وﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻤﺴﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﻈﺮة ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮاث .وﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ،اﻫﺘﻢ ﺑﺎﻹﺻﺪارات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻛﺎﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ ،ﺻﻮﻧﺎ ﻟﻠﻤﻮروث واﻹﺳﻬﺎم ﻓﻲ اﻟﺤﺮاك اﻟﺜﻘﺎﻓﻰ .واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرض اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ واﻟﺸﺎرﻗﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل إﺻﺪارات ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ودراﺳﺔ اﻟﻔﻠﻜﻠﻮر ودواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮ. ﺟﻬﻮد ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻠﺘﺄﻣﻞ
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ،ﻗﺎل اﻟﻨﺎﺷﺮ ﻣﺤﻤﺪ رﺷﺎد ،رﺋﻴﺲ اﺗﺤﺎد اﻟﻨﺎﺷﺮﻳﻦ اﻟﻌﺮب، إن ﻣﺎ ﻣﻴﺰ ﺟﻬﻮد اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ – رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻫﻮ أﻧﻬﺎ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،وﺗﻨﺸﻐﻞ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻣﻮﺿ ًﺤﺎ أﻧﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﻮزﻳﻊ ﺗﺮﻛﻴﺰه وﺟﻬﺪه ﺑﻨﺴﺐ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺒﻬﺮة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ. وأﺿﺎف رﺷﺎد ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟﻤﺠﻠﺔ »ﺗﺮاث«» :اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
77
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﻤﺠﺎﻻت وﺑﻴﻦ اﻷﺻﻞ واﻟﺘﺠﺬر ﻹﺣﻴﺎء ﺛﻘﺎﻓﺎت وﻗﻴﻢ ﺗﺮاﺛﻴﺔ راﺳﺨﺔ، ﻓﺎﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ زاﺧﺮ ﺑﺰواﻳﺎ ﻣﺘﺸﻌﺒﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﺒﻮرﻫﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﻟﺠﻴﻞ ،ﻟﺨﻠﻖ ﺟﻤﻮع ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺬوﺑﺎن .وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻛﺎن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻔﻨﻲ واﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮف اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﺗﺮﺑﻴﺔ ﺟﻴﻞ وا ٍع ﻳﻌﺮف ﻣﺎﺿﻴﻪ وﻳﺪرك ﺗﺤﺪﻳﺎت ﺣﺎﺿﺮه. ﻳﺸﺪد اﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻔﻨﻲ واﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺤﺮﻓﻲ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ذا أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ وﺗﻮﺟﻴﻪ رؤﻳﺘﻪ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﺣﻔﻈﺎ ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺨﻠﻴﺠﻲ. ﻳﻌﺪ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻻﺳﺘﻌﺮاض ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،ﻣﻦ اﻟﺰي اﻟﺸﻌﺒﻲ ،اﻷﺳﻮاق اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺒﻨﺎﻳﺎت واﻟﻄﺮز اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ. اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ،واﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،ﺗﻘﻴﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،وﺗﻨﻈﻤﻬﺎ ﻋﺪة ﺟﻬﺎت ﻣﺜﻞ :ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﻨﻮط ﺑﻪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻘﻮارب اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ ،ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﺘﺠﺪﻳﻒ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﻛﺐ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ ،راﻟﻴﺎت اﻟﺼﺤﺮاء، واﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ .وﺗﻌﻤﻞ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ﻣﺜﻞ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ،اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺤﺮف واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ، ﻣﻬﺮﺟﺎن "ﻟﻴﻮا" ﻟﻠﺮﻃَﺐ واﻟﺘﻤﻮر ،وﻣﻌﺮض أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺼﻴﺪ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻮن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻼﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ اﻷﺟﺪاد واﻵﺑﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺻﻮﻻً إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺘﻄﻮرة. 76
أدﺑﺎء وﻣﻔﻜﺮون ﻣﺼﺮﻳﻮن ﻳﺮﺛﻮن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
ﺗﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮى اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺑﻤﻈﻬﺮﻫﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ،ﻻﺳﺘﻌﺮاض اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﺼﻮرة ﺗﻨﺒﺾ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﻔﺤﻤﺔ ﺑﺎﻷﺣﺪاث ،واﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ،واﻟﻤﻬﻦ واﻟﺤﺮف اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ،ﻓﻨﺼﻒ ﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﺸﻌﻮب وﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺒﺦ، وﻓﻮق ﻣﻮاﺋﺪ اﻟﻄﻌﺎم ،أﻫﻤﻬﺎ ،ﻗﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاث ﺑﺄﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻗﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﺑﻤﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ،ﻟﺘﺤﻜﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻛﻤﺘﺤﻒ دﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺼﻦ اﻟﻔﻬﻴﺪي ،وﻣﻌﺮوﺿﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﻷﺳﻠﺤﺔ واﻟﺴﻴﻮف ،واﻟﺨﻨﺎﺟﺮ ،واﻷزﻳﺎء اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،واﻵﻻت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،أﻛﻮاخ اﻟﻌﺮﻳﺸﺔ ،واﻟﻘﻮارب اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﻀﺎﻟﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ .وﻧﻤﺎذج ﺷﺒﻪ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻸﺳﻮاق اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﻣﺪرﺳﺔ ﻟﺘﺤﻔﻴﻆ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﺤﻔﻆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻣﻨﺰل ﻋﺮﺑﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪي .وﺑﻌﺾ أﺷﺠﺎر اﻟﻨﺨﻴﻞ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺠﺴﻢ ﻟﻠﺼﺤﺮاء ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ ﻳُﻈﻬﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺒﺮﻳﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،وﻋﺮوض ﻧﺎﺑﻀﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﺗﺼﻮر اﻟﻐﻮص ﻻﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻠﺆﻟﺆ وﻓﻨﻮن اﻟﺼﻴﺪ .ﻳﻌﺪ ﻣﺘﺤﻒ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﺎﺣﺘﻮاﺋﻪ آﻻف اﻟﻘﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺤﻮﺗﺔ ﻧﺎﺑﻀﺔ ،ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﺰاﺋﺮﻳﻪ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺷﺮوﺣﺎت ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻟﻔﺘﺮات زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ .وﻳﺸﻜﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﻌﻤﺎري واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻔﺮدة ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻣﻔﺮدات اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻻﻣﺎرات وﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻻﻋﻼم ،ﺑﺠﻬﺪ ﻣﺸﻬﻮد ﻟﻠﻌﻴﺎن ،وﻓﻜﺮ اﻧﻔﺘﺎﺣﻲ ﻳﻤﺪ ﺧﻴﻮط اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﺲ وﻏﺪا .ﻟﻴﻤﻨﺢ ﻧﺎدي اﻟﺘﺮاث ﻗﺒﻠﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﻗﻴﻢ
اﻟﺒﺎرز ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺬي ذاب ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻋﺸﻘﺎ، وﻟﻦ ﻳﻨﺴﻰ ﻟﻪ أﺣﺪ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ ﻣﻦ دور ﺗﻮﻋﻮي ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ، ﺟﻌﻞ اﻹﻣﺎرات ﺑﻤﺸﺮوﻋﺎﺗﻬﺎ ﻟﺤﻔﻆ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻣﻨﺎرة ،ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺠﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺘﺮﺟﻤﺎت ،ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﺈدراج ﺑﺮاﻣﺞ ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﻜﺴﻴﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ وﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻟﻌﺪة ﻟﻐﺎت ،ﻣﻮﺿﺤﺎ أن :ﺟﻬﻮد اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺮاﺣﻞ ﺳﻠﻄﺎن ﻟﺘﺒﻨﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث اﻷدﺑﻲ واﻟﻔﻜﺮي ،واﻟﻤﻨﺘﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺳﺘﻈﻞ ﻧﺒﺮاﺳﺎ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺤﺬو ﺣﺬوه ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل أدب اﻟﻄﻔﻞ ﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت .ﻣﺆﻛﺪا ُ :ﻣﺒﺎدرة ،ﺗﺮاﺛﻨﺎ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﺣﻔﻈﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺚ ،ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺨﻬﺎ وﻣﺨﺰوﻧﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺤﻀﺎري ،وإرﺛﻬﺎ ،ﺷﻜﻠﺖ ﺟﺴﻮر ﺗﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ .اﻟﻤﻔﺮدات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪرا وازﻧﺎ وﻣﻠﻬﻤﺎ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ وﺣﻔﻆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﻣﻜﺘﺴﺒﺎت اﻟﻮﻃﻦ وأﺣﺪ أﻫﻢ ﻣﻨﺠﺰاﺗﻪ ﻷﺳﺘﺸﺮاف اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. ﻳﺴﺠﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﺜﻘﻔﻴﻦ وﻛﺘﺎب ﻣﺼﺮﻳﻴﻦ ﺷﻬﺎداﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،ﻣﺜﻤﻨﻴﻦ ﺟﻬﻮد اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺮاﺣﻞ .وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ اﻋﺘﺒﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ،اﻟﺘﺮاث ﻣﺼﺪر ﻣﻠﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻣﺮﺗﻜﺰا ً ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،واﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻛﻤﺎدة ﺧﺼﺒﺔ وﺛﺮﻳﺔ ﺗﻠﻌﺐ دورا ً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻓﻲ ﺗﻮﺛﻴﻖ وﺗﺄﺻﻴﻞ ﻗﻴﻢ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ.
ﺟﻤﻊ وﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث
ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻳﺆﻛﺪﻫﺎ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻴﻮﻣﻲ، أﺣﺪ أﻫﻢ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ،ﻓﻲ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﺟﻬﻮد ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻠﻦ، ﻓﻘﻴﻢ اﻹﻧﺘﻤﺎء اﻟﺮاﺳﺨﺔ ﻓﻲ وﺟﺪان اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﺟﻌﻞ ﺣﻔﺎﻇﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ﻧﺎﺑﻌﺎً ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻮﻃﻦ وإﺛﺮاء اﻟﻤﺨﺰون اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﺤﻀﺎري ،ﺑﻬﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت وﺻﻒ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻤﻬﺎﺟﺮ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻤﺼﺮي ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﻀﺎرات ،ﻣﺒﺎدرات اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺮاﺣﻞ ﺳﻠﻄﺎن ﻟﺤﻔﻆ ﺗﺎرﻳﺦ اﻻﻣﺎرات ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺚ واﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﻂ ﺗﺮاﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺗﻌﺪ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ واﻟﺪارﺳﻴﻦ ،وﻃﻔﺮة ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺳﺒﺎﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﺎﻟﺠﺬور. وﺗﻔﻌﻴﻼً ﻟﻬﺬا اﻟﺪور ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﺎدرات وﻣﺸﺮوﻋﺎت ،ﻛﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﺗﺮﺟﻤﺔ ،ﻣﺸﺮوع ﻛﻠﻤﺔ ،ﻣﺘﺤﻒ اﻟﻠﻮﻓﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﺮي وﺟﺪان زاﺋﺮﻳﻬﺎ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ. ﻣﻘﻮﻟﺔ اﻟﺮاﺣﻞ ،رﺋﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ أﺳﺎس ﺗﻄﻮر اﻷﻣﺔ وﻧﻬﻀﺘﻬﺎ وﻧﻤﻮﻫﺎ وﺣﻀﺎرﺗﻬﺎ. ً ً ﺗﺆﻛﺪ أن ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي أﺿﺎف ﺑﻌﺪا ﺟﺪﻳﺪا ﻓﻲ ﺗﻨﺸﺌﺔ اﻟﺸﺒﺎب واﻷﺟﻴﺎل ﻣﻨﺎﻃﻪ رﺑﻂ ﻣﺘﻮازن ﺑﻴﻦ اﻹﺑﺪاع واﻻﺑﺘﻜﺎر ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
75
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ،اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻣﺠﺎل ﻣﻬﻨﻲ ووﻇﻴﻔﻲ ،وﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﺣﺐ ﺗﺎرﻳﺨﻬﻢ واﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻟﺠﺬور .ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮف اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﻤﻬﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ .راﻫﻦ اﻟﻨﺨﺒﺔ واﻟﻤﺜﻘﻔﻮن ﻋﻠﻰ ﺳﻄﻮع اﻟﻨﺠﻢ اﻹﻣﺎراﺗﻲ أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﻇﻞ اﺣﺘﻀﺎﻧﻬﺎ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ وﻓﺮﺳﺎن اﻟﻜﻠﻤﺔ ،وﻟﻢ ﻳﺨﺬل اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺮاﺣﻞ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻬﻢ ،ﻓﻼ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ اﻟﺪور اﻟﻤﻔﺼﻠﻲ ﻟﻠﺮاﺣﻞ رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ذي اﻟﺰﺧﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻟﻴﺴﺘﺤﻖ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﺟﺪارة ﻟﻘﺐ رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻌﺎم .2015 ﻣﺒﺎدرات ﺗﺮاﺛﻴﺔ
اﻟﺘﻘﻂ اﻟﺮواﺋﻲ اﻟﻤﺼﺮي ﺳﻌﺪ اﻟﻘﺮش اﻟﺤﺎﺋﺰ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة اﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ ﻷدب اﻟﺮﺣﻼت ﻟﻌﺎم 2008أﻃﺮاف اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ،واﺳﺘﻬﺪﻓﺖ اﻟﺘﺮاث ﺟﻤﻌﺎً وﺣﻔﻈﺎً وﺗﻮﺛﻴﻘﺎً وﺗﻌﻠﻴﻤﺎً وﺟﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺮح ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺗﺮاﺛﻲ ،ﻫﻮ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻻﻣﺎرات ،ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮاث وﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ،ﻣﺸﻴﺪا ُ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ
74
أدﺑﺎء وﻣﻔﻜﺮون ﻣﺼﺮﻳﻮن ﻳﺮﺛﻮن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،ﻛﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺨﻴﻮل واﻟﺠﻤﺎل وﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ، ورﻳﺎﺿﺎت اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر ،ﻛﺬا اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ زﺧﻢ اﻟﻤﻮروث اﻻﻣﺎراﺗﻲ ﻛﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺒﻴﺰرة ،اﻟﻈﻔﺮة، اﻟﺼﻴﺪ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ وﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ دوﻟﻴﺔ ،ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﺒﺎءة اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰا ً ﻟﺪورﻫﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻨﻬﻀﻮي .ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أﺷﺎر اﻟﺸﺎﻋﺮ أﺣﻤﺪ ﻓﻀﻞ ﺷﺒﻠﻮل ،ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﺗﺤﺎد ﻛﺘﺎب اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ اﻟﻌﺮب، اﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﺠﺎﺋﺰة اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﺘﻔﻮق ﻓﻲ اﻵداب ﻟﻌﺎم ،2019إﻟﻰ ﻧﻬﻀﺔ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻹﻣﺎرات وﺟﻬﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻗﺒﻠﺔ ﻟﻸدﺑﺎء اﻟﻌﺮب ،ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺳﻴﻈﻞ ﻳﻜﺘﺐ وﻳﺴﺠﻞ اﻟﺪور
اﻟﻘﺎﻫﺮة -راﺑﻌﺔ اﻟﺨﺘﺎم وإﻳﻬﺎب اﻟﺤﻀﺮي
ﺗﻠﻘﺖ اﻷوﺳﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ ﺻﺪﻣﺔ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﺑﺮﺣﻴﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻣﻤﺜﻞ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ وﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺴﺎﺑﻖ ،رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات، ﻣﺆﺳﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم دﻋﻤﺎ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﺗﺮاث ﺑﻼده ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ اﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺆﺗﻤﺮات ﻟﻴﻜﻮن ﻣﻨﺎرة ﺗﺸﻊ ﻣﻨﻪ أﺿﻮاء اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻣﺨﻠﻔﺎ وراءه ﺗﺮﻛﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ وإرﺛﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎن ﺑﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،واﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،واﻟﺤﺎرس ﻋﻠﻰ ﺗﺮاﺛﻬﺎ ،وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﺟﻤﻌﺖ »ﻣﺠﻠﺔ ﺗﺮاث« ﺷﻬﺎدات ﻛﺘﺎب وﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﻣﺼﺮﻳﻴﻦ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺪور اﻟﺒﺎرز اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﺮاﺣﻞ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ وﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺸﻌﺒﻲ اﻹﻣﺎرﺗﻲ. ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺘﻔﺮدة
ﺑﺪاﻳﺔ ﻳﻮﺿﺢ اﻟﺸﺎﻋﺮ واﻟﺼﺤﻔﻲ اﻟﻤﺼﺮي ،ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﻤﺎﻣﺼﻲ رﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺠﻠﺔ ﺻﺒﻴﺎن وﺑﻨﺎت ﻟـ»ﻣﺠﻠﺔ ﺗﺮاث« أن اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺑﺠﺬوره اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﻀﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وذﺧﺎﺋﺮه اﻟﺜﺮﻳﺔ ﺟﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺘﻔﺮدة ،وﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ إﻧﺴﺎﻧﻲ أﺻﻴﻞ، ﻟﺬا ﻓﺎﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺤﻔﻆ اﻟﺘﺮاث ﻟﻢ وﻟﻦ ﻳﻜﻦ ﻣﺠﺮد ﺣﻔﻆ ﻟﻌﺎدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺑﻞ ﺣﻔﻆ ﻹرث ﻋﺮﺑﻲ إﻧﺴﺎﻧﻲ أراد أن ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﻮﺟﺪان واﻟﻌﻘﻞ اﻟﺠﻤﻌﻴﻴﻦ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات. وإﺳﺘﻄﺮد ،ﻟﻌﻞ ﺣﺮﺻﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،وﺣﺮص ﺷﻴﻮخ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ ارﺗﺪاء اﻟﺰي اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي وﺗﺼﺪﻳﺮ ﺻﻮرة ذﻫﻨﻴﺔ ﻧﻤﻄﻴﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻋﻨﻬﺎ ،أﺣﺪ أﻫﻢ ﻣﻔﺮدات ﺣﻔﻆ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﺑﺼﺮﻳﺎ وﺗﺮﺳﻴﺨﻪ ﻓﻲ أﻋﻴﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻌﻬﻢ ،إدراﻛﺎ ﻷن ﻫﺬا اﻟﺰي ﻳﻤﺜﻞ ﺟﺰءا ً ﻓﺎرﻗﺎً ﻓﻲ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وأﺣﺪ أﻫﻢ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻬﺬه اﻟﻤﻼﺑﺲ ﻟﻴﺴﺖ
ﺳﻌﺪ اﻟﻘﺮش
ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﻤﺎﻣﺼﻲ
ﻣﺠﺮد أﻗﻤﺸﺔ وإﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .ﻇﻠﺖ اﻹﻣﺎرات رﻏﻢ اﻟﺤﺮاك اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ،واﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﺘﺴﺎرع اﻟﺨﻄﻰ ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﺤﺪاﺛﺔ ،ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺮاﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﺮاﺛﻬﺎ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،وﻣﻮروﺛﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﺔ اﻷﺟﺪاد ،ﺟﻨﺒﺎٌ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ اﻟﻨﻬﻮض اﻟﺤﻀﺎري اﻟﻤﺒﺘﻐﻰ واﻟﻤﺄﻣﻮل ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت. وﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث ،ﺷﻬﺪت اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺗﻪ ،ﻃﻔﺮة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺣﻔﻆ وﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ودوره ﻓﻲ دﻋﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺮاﺣﻞ ﻳﺘﻨﺎول اﻟﺘﺮاث ﻛﻤﺼﺪر ﻣﻠﻬﻢ ،وﺗﺰاﻳﺪت ﻣﺒﺎدرات ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﺎرﻗﺔ »ﺗﺮاﺛﻨﺎ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ« ﻟﺘﻈﻞ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﺻﻞ داﺋﻢ ﺑﻤﺎﺿﻴﻬﺎ وإرﺛﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻳﻠﻬﻴﻬﺎ ﺣﺎﺿﺮﻫﺎ ﻋﻨﻪ. ﻧﺸﺎط ﻋﺎﺑﺮ ﻟﺤﺪود اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن ،وﻋﺎﺑﺮ ﻟﻜﻞ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﺨﺎرﺟﻲ ،ﺑﻔﺌﺎﺗﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻗﺪ ﻳﻔﺮﻗﻬﻢ ﻣﺴﺘﻮى
د .ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻤﻬﺎﺟﺮ
أﺣﻤﺪ ﻓﻀﻞ ﺷﺒﻠﻮل
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
73
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
أدﺑﺎء وﻣﻔﻜﺮون ﻣﺼﺮﻳﻮن ﻳﺮﺛﻮن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ: ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ إرث اSﺟﺪاد وﺣﻮﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺼﺮ
72
أدﺑﺎء وﻣﻔﻜﺮون ﻣﺼﺮﻳﻮن ﻳﺮﺛﻮن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
واﻟﻤﺘﺎﺣﻒ واﻟﻤﺤﻤﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ إﻣﺎرات اﻟﺪوﻟﺔ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،وﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، واﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﺼﻮن اﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ »اﻵﻳﻜﺮوم« ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻢ ﻓﺘﺢ ﻓﺮع ﻟﻪ ﻓﻲ إﻣﺎرة اﻟﺸﺎرﻗﺔ ،ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ودﻋﻢ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ .أ ﱠدى ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺠﻬﺪ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ إﻟﻰ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻮاﻗﻊ إﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻷوﻟﻴﺔ ﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،ﺗﻮﺟﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﻮاﻗﻊ ﻓﻲ إﻣﺎرة اﻟﺸﺎرﻗﺔ ،ﻫﻲ» :ﺻﻴﺮ ﺑﻮﻧﻌﻴﺮ« واﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ »ﻣﻠﻴﺤﺔ« ،وﻗﻠﺐ اﻟﺸﺎرﻗﺔ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺟﺰﻳﺮة »أم اﻟﻨﺎر« ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ،وﺧﻮر دﺑﻲ ،وﻣﻮﻗﻊ »اﻟﺪور« ﻓﻲ أم اﻟﻘﻴﻮﻳﻦ ،وﻣﺴﺠﺪ »اﻟﺒﺪﻳﺔ« ﻓﻲ اﻟﻔﺠﻴﺮة.ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻬﻢ إﺿﺎﻓﺔ ﻫﺬه اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺮﺷﺤﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻐﻨﻲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -ﻃ ﱠﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ. اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ،وﺗﺠﻠﻴﺎت اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮاث
ﺗﻌ ﱡﺪ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -ﻃ ﱠﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ،وﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ »ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ«؛ وﻓﺎ ًء واﻗﺘﻔﺎ ًء ﻷﺛﺮ ﻣﺆﺳﺲ وﺑﺎﻧﻲ ﻧﻬﻀﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻣﻨﺎﺳﺒ ًﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴ ًﺔ وﻣﺆﺷﱢ ًﺮا ﻋﻤﻴﻘًﺎ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،وﻫﺬا ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺆﻛﱢﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻓﻲ ﱢ ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎن ،ﻗﺎل» :ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻫﺬا اﻟﻤﻮروث اﻷﺻﻴﻞ ،وﻏﺮﺳﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷﺑﻨﺎء ،وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﻮروﺛﻨﺎ اﻟﻐﻨﻲ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ .ﻧﺴﺘﻠﻬﻢ اﻟﻤﺆﺳﺲ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻓﻜﺎرﻧﺎ ورؤاﻧﺎ ﻧﻬﺞ اﻟﻮاﻟﺪ ﱢ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻃ ﱠﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ،وﻧﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎه ﻓﻲ ﺻﻮن ﻣﻮروﺛﻨﺎ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ رؤى واﻫﺘﻤﺎم ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻤﺆﺳﺲ، اﻟﻠﻪ ،اﻟﺬي ﺳﺎر ﻓﻲ ﻧﻬﺞ اﻟﻮاﻟﺪ ﱢ ﺧﺎﺻﺎ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،وﻣﻨﺢ اﻟﻤﻮروث اﻫﺘﻤﺎ ًﻣﺎ ٍّ وﻋﻨﺎﻳ ًﺔ ﻛﺒﻴﺮ ًة ﻣﻦ ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
رﺳﺨﺖ اﻟﻤﻮروث وﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻴﻪ«. اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﱠ ﺗﺠﻠﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻫﺬا اﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ،وأﺑﺮزﻫﺎ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن وﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﺠﺪد اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ،اﻟﺬي ﻳﻌ ﱡﺪ ﻣﻦ أﻋﺮق وأﻫﻢ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،واﻟﻌﺎﻟﻢ؛ ﺣﻴﺚ ﺣﻈﻲ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ واﻫﺘﻤﺎم ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،-وﻗﺪ ﺣﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى دوراﺗﻪ اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻄ ﱡﻮ ًرا ﻛﺒﻴ ًﺮا ،أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﻳﺤﺎن ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﺘﺮاث ،ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺠﻤﻴﻞ؛ ﻋﺮﺳﺎ وﻃﻨﻴٍّﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮة َ ﺧﻼل ﻟﺘﻌﻴﺶ ﻣﻌﻪ ً اﺣﺘﻀﺎﻧﻬﺎ ﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﺑﻌﺪ أن ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﻣﺰج اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﻌﺮﻳﻖ ﻟﻸﺟﺪاد ﺑﺎﻟﺤﺎﺿﺮ اﻟﺰاﻫﺮ ﻟﻸﺑﻨﺎء ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻨﻴﺔ راﺋﻌﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻦ واﻟﺸﻌﺮ واﻷدب وأﺻﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎدات وﻋﺮاﻗﺔ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ،ﻳﻌﻴﺪ ﺳﻴﺮة وﻣﺴﻴﺮة اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ﺑﺼﻮرة وﺗﻤﺴﻚ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺑﻌﺎداﺗﻬﻢ ﺣﻀﺎرﻳﺔ؛ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﱢﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺮاﻗﺔ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ ﱡ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ اﻟﺒﺪوﻳﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﻮاﻛﺐ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﻌﺼﺮ واﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ؛ ﺗﺮﺟﻤ ًﺔ ﻟﻤﻘﻮﻟﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن -ﻃﻴﱠﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاهَ » :-ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ٍ ﻣﺎض ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺎﺿﺮ وﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ« .ﻳﺸﺘﻤﻞ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺎق وﻣﺰاﻳﻨﺔ اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻤﺤﺎﻟﺐ ،ﺳﺒﺎق اﻹﺑﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺴﻮق اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،وﻣﻌﺮض اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ، وﻗﺮﻳﺔ اﻷﻃﻔﺎل ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت وﻣﺴﺎﺑﻘﺎت أﺧﺮى وﺑﺮاﻣﺞ وأﻧﺸﻄﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻓﻨﻴﺔ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ،ﻛﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺳﺒﺎق اﻹﺑﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﺿﻤﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ؛ ﺑﻬﺪف إﺣﻴﺎء ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ * ﻛﺎﺗﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
71
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻮﻋﻴﻄﺔ*
ﺗﺆﻛﺪ اﻟﺸﻮاﻫﺪ واﻟﺒﺤﻮث أن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﻨﺒﻊ اﻟﺤﻀﺎرة وﻗﻠﺐ اﻟﺸﺮق اﻟﻨﺎﺑﺾ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،وﺷﺮﻳﻚ أﺻﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﺗﺎرﻳﺨًﺎ ﻋﺮﻳﻘًﺎ وﻣﻮروﺛًﺎ ﺣﻀﺎرﻳٍّﺎ ﻏﻨ ٍّﻴﺎ ﻳﺰﺧﺮ ﺑﺎﻟﻜﻨﻮز اﻷﺛﺮﻳﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﺣﻀﺎرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻧَ َﻤﺖ وازدﻫﺮت ﻋﻠﻰ ﺗﺮاب اﻹﻣﺎرات ﻣﻨﺬ آﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ ،واﺳﺘﻤﺮت ﺣﺘﻰ وﻗﺘﻨﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ .وﻣﻦ أﻫﻢ ﻫﺬه اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ :ﻣﻮﻗﻊ »أم اﻟﻨﺎر« ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺷﺮق أﺑﻮﻇﺒﻲ ،و»اﻟﻘﻄﺎرة« ،و»اﻟﻬﻴﻠﻲ« ،و»ﺣﻔﻴﺖ«، و»ﺑﺪع ﺑﻨﺖ ﺳﻌﻮد« ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،وﻣﻮﻗﻊ »اﻟﻘﺼﻴﺺ« ﻓﻲ دﺑﻲ ،وﻣﻮﻗﻊ »ﻣﻠﻴﺤﺔ« ﻓﻲ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ،وﻗﺼﺮ »اﻟﺰﺑﺎء« ﻓﻲ رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ ،وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم اﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻫﻴﻠﻬﺎ وﺗﺮﻣﻴﻤﻬﺎ وﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﺪﺛﺎر ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮاث اﻟﻼﻣﺎدي )اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻄﻘﻮس اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ( .ﻟﻌﻞ ﻫﺬا اﻟ ِﻐ َﻨﻰ واﻟﺘﻨ ﱡﻮع ﻫﻮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ أﻣﻮر ﻫﺬه اﻟﺒﻼد ﻳﻮﻟﻮن أﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎرزة ﻟﻬﺬا اﻟﺼﺮح اﻟﺤﻀﺎري ،ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺑُ ْﻌ ِﺪ ِه اﻟﻤﺎﺿﻮي اﻟﺠﺎﻣﺪ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻨﺎء وﻋﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث وﻏﻨﺎه؛ ﺣﻴﺚ اﻫﺘﻤﻮا ﺑﻪ وﻓﻖ رؤﻳﺎ ووﻋﻲ ﺟﺪﻳﺪﻳﻦ، ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺠﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﺮوﻋﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء، وﺟﺬورﻫﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ .وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﻢ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ. ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮاث
اﺳﺘﻠﻬﻢ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -ﻏﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ -أﻓﻜﺎره ورؤاه ﻓﻴﻤﺎ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﻳﺘﻌﻠﱠﻖ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﻧﻬﺞ واﻟﺪه ﱢ ﺳﻠﻄﺎن ﻃ ﱠﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه؛ ﺣﻴﺚ أﻧﺸﺄ ﻋﻠﻰ إﺛﺮ ذﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﻛﺰ واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﺘﺮاث وﻓﻖ رؤﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ،ﺑﻬﺪف زﻳﺎدة اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺘﻨ ﱡﻮع اﻟﺘﺮاث اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻪ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات -وﻫﻲ ﺗﺸﺎرك اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث -ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻴﻦ ،ﻳﺮﺗﺒﻂ اﻷول ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ وﻣﻮﻗﻌﻬﺎ وﻣﻨﺎﺧﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺒﺄﻫﻠﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻨﺬ وﺟﻮدﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷرض ﻣﻨﻔﺘﺤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺤﻀﺎرات واﻟﺜﻘﺎﻓﺎتُ ،ﻣﺤ ﱢﺒﻴﻦ ﻟﻠﺤﻴﺎة واﻟﺴﻼم ،وﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﻨﻄﺒﻘﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻟﻠﺘﺮاث 70
اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،وﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮاث
اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ )اﻟﻤﺎدي( واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ )ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺎدي( .وﻷن اﻟﺘﺮاث ﺳﻔﻴﺮ اﻷﺻﺎﻟﺔ وﻣﺮآﺗﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ أﻣﺎم اﻟﻌﺎﻟﻢ؛ ﻓﻘﺪ ﺣﺮﺻﺖ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻦ أوﻟﻰ دول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون ﻓﻲ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ .وﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر أدرﺟﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ »اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ« ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﺮاث اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻫﺬه اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺨﻀﺮاء ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ واﻟﺠﺒﺎل اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ أ ﱠول ﻣﻮﻗﻊ إﻣﺎراﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ. اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﺘﺮاث
ﺷﻜﱠﻠﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ- أﺑﺮز اﻟﺮﻣﻮز اﻟﺘﻲ ﺳﻌﺖ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ،ﺳﻮاء اﻟﻤﺎدي ﻣﻨﻪ أو ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺎدي؛ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻮروث اﻟﺤﻀﺎري واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،وﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺤﺪاﺛﺔ واﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﺗﻌﺮﻓﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻗﺼﺪ ﻣﺴﺎﻳﺮة ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر وﻣﻮاﻛﺒﺘﻪ ﻛﺬﻟﻚ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺠﻠﱠﺖ اﺳﺘﺮاﺗﺠﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟ ِﻮ َرش اﻟﺘﺜﻘﻴﻔﻴﺔ واﻟﺪورات اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ ،وﻛﺬا ﻋﺒﺮ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ،واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﺑﺘﺄﺳﻴﺴﻬﺎ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ وﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺎ ﺗﻘ ﱢﺪﻣﻪ،ﺣﻴﺚ ﻋﺎدت ﻫﺬه اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ﻟﺘﻌﻴﺪ إﻟﻰ دواﺋﺮ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﻌﻠﻤﻲ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث وﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ .ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر ،ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺄﺛﺮ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﺌﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﺑﻴﺌﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻟﺪى اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،ﺑﻞ ﺣﻈﻴﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻴﺌﺎت ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺬي ﺗﺴﺘﺤﻖ ،ﻓﻜﻤﺎ ﺣﻈﻴﺖ اﻹﺑﻞ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ وﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت ،اﻫﺘﻢ أﻳﻀً ﺎ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﺪر؛ ﻓﻜﺎن ﺳﺒﺎق »اﻟﻘﻔﺎل« اﻟﺸﺮاﻋﻲ وﺳﺒﺎق اﻟﻴﺨﻮت اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮرش اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﺶء ،واﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻌﺎﻟﻢ ﺻﻴﺪ اﻷﺳﻤﺎك واﻟﻠﺆﻟﺆ ،وﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻬﻤﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ دورات اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻮص واﻟﺘﺠﺪﻳﻒ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺸﺒﺎك و»اﻷﻟﻴﺎخ« وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮروﺛﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺣﺎﺿﺮة ﻓﻲ ﺗﺼ ﱡﻮره .إن ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻤﻤﻨﻬﺞ وﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﺟﻌﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺗﺸﻜﱢﻞ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺬي ﻳُﺤﺘﺬَى ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم .ﻛﻤﺎ ﺗﺒ ﱠﻨﻰ ﺗﺼ ﱡﻮر اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -وﺿﻊ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻟﻠﺘﻌﺎون اﻟﺘﺎم واﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻵﺛﺎر
اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ اﻟﺴﻨﻮي اﻟﺬي ﻳﻘﺎم ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات وﻣﺎ ﻳﻀﻢ ﻃﻴﻠﺔ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﻣﻦ ﻧﺪوات دﻳﻨﻴﺔ وﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﻓﻲ ﺣﻔﻆ وﺗﻼوة اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻓﻨﻴﺔ ﻫﺎدﻓﺔ ﻟﻔﺮق ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ إﻣﺎرات اﻟﺪوﻟﺔ ،إذ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻣﺘﻨﻔﺴﺎً وﻣﻨﺼﺔ ﻋﺮض ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻤﻌﻈﻢ اﻟﻔﺮق اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ واﻹﻣﺎرات. ً إﻋﺠﺎزا ﺟﻬﻮد ﺗﻌﺪت ﺣﺪود اﻹﻧﺠﺎز ﻟﺘﺸﻜﻞ
وﻗﺎل اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻧﻘﻲ إن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ﻗﺪ ﺿﺮب أروع اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻓﻲ دﻋﻢ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،ﻋﺒﺮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ«ﻣﻦ ﺟﻬﻮد ﺟﺒﺎرة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﺼﻤﺎﺗﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻠﻴﺔ وﻇﺎﻫﺮة ﻟﻠﻤﺨﺘﺼﻴﻦ واﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ وﺣﺘﻰ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﻌﺎدي اﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺤﺮاك ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﺎﻻت .وأﺿﺎف أن ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم أﺻﺒﺢ ﻗﻠﻌﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وإﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﺘﻔﺮدة ،ﻋﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﻣﻦ أﻣﺴﻴﺎت وﻧﺪوات ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺗﻬﻢ اﻟﺸﺄن اﻟﻌﺎم وﺗﻮاﻛﺐ اﻟﺘﻄﻮرات واﻟﻨﻈﺮة اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻷدب واﻹﻋﻼم واﻟﺘﺮاث وﺣﺘﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﻄﺐ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻛﺈﻋﻼﻣﻲ إﻣﺎراﺗﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﺘﺤﺪﺛﻴﻦ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻨﺪوات اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﻬﺎ اﻟﻤﺮﻛﺰ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إدارﺗﻪ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ أﺣﻴﺎن أﺧﺮى .وأﺷﺎر ﻧﻘﻲ إﻟﻰ أن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺗﺸﻜﻞ ﺛﻘﻼً ﻛﺒﻴﺮا ً وﻣﻬﻤﺎً ﻓﻲ ﺗﺨﺼﺼﺎﺗﻬﺎ ،ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث أو اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ أو اﻟﺸﻌﺮ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻤﺴﻴﺮة اﻟﻤﺮﻛﺰ وﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات واﻟﺘﻲ ﺗﺼﺐ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم وﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث ،ﻻﻓﺘﺎً إﻟﻰ أن اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ أن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎل دون آﺧﺮ ،ﺑﻞ اﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻻت ﻛﺎﻓﺔ ،واﻷﺟﻤﻞ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« اﻟﺤﺜﻴﺜﺔ وﺣﻀﻮره ﺷﺒﻪ اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻤﻬﺎ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻀﻮﻳﺔ ﺗﺤﺖ إدارﺗﻪ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﻛﺴﺒﻬﺎ ﺛﻘﻼً وأﻫﻤﻴﺔ وﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ واﻟﺠﻤﻬﻮر ،وأﺳﻬﻢ ﻓﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ دور ﻣﺆﺛﺮ وﻓﺎﻋﻞ وﺗﻮاﺟﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﻠﻤﺴﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ .وﺗﻄﺮق إﻟﻰ دوره »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻪ ،ﻣﺆﻛﺪا ً أن ﺟﻬﻮده "رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ" ﺗﻌﺪت ﺣﺪود اﻹﻧﺠﺎز ﻟﺘﺸﻜﻞ
إﻋﺠﺎزا ً ﻟﻤﻦ ﻳﻮد اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄي دور ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﻧﻘﻠﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ،وﻟﻴﺲ ﺧﻔﻴﺎً ﻋﻠﻰ أﺣﺪ دور ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات وﻣﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﻣﻦ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت وﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻠﺘﻴﻦ ﺗﻌﺘﺒﺮان ﻣﺰارا ً ووﺟﻬﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎح ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺰوار ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﻣﺎرات .ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺘﺼﻞ ،أوﺿﺢ اﻟﺼﻘﺎر اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﻤﺎدي ،أن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« اﻫﺘﻢ ﻣﻨﺬ أﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﻮاع اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،ﺧﺼﻮﺻﺎً اﻟﻬﺠﻦ واﻟﺼﻘﺎرة واﻟﻄﻴﻮر واﻟﺨﻴﻮل، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻳﺘﺼﺪر أوﻟﻮﻳﺎﺗﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ،وﻟﻢ ﻻ وﻫﻮ اﻟﺬي ﺗﺮﺑﻰ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« وأﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺣﺐ اﻟﺘﺮاث واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻪ وﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺧﻄﺎه ،ﻣﺆﻛﺪا ً أن ﺟﻬﻮده وإﻧﺠﺎزاﺗﻪ "رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ" ﻓﻲ اﻟﺼﻘﺎرة ﻣﺘﻤﻴﺰة وﻳﻠﻤﺴﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﻀﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻤﻌﻈﻢ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻤﻬﺎ اﻟﺠﻬﺎت اﺗﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ إدارﺗﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ«
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
69
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﻄﺮق ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺟﺎذﺑﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﺒﺮ»رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺤﻔﻆ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدﺗﻪ وﻣﺎ ﺗﻨﻈﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﺜﻞ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم أو ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات واﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ وﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻫﺬه اﻟﺠﻬﺎت ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻋﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺒﻴﺌﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﺒﺮﻳﺔ واﻟﺠﺒﻠﻴﺔ واﻟﺰراﻋﻴﺔ .وأﻛﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺎرﻛﺎﺗﻪ ﻛﻔﻨﺎن إﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻻﺣﺘﻔﺎﻻت واﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻳﻠﻤﺲ أن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎن ﻳﻘﺎم ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺘﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ أو ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻟﺬا ﻓﺄي ﺷﻜﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻟﻦ ﻳﻮﻓﻴﻪ "ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه" ﺟﺰءا ً ﻣﻦ ﺣﻘﻪ وﻣﺎ ﻗﺪم ﻣﻦ دﻋﻢ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻳﺒﻌﺚ ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻤﺴﻚ ﺑﺘﺮاث ﺑﻼدﻫﻢ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ وﻧﻘﻠﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻼﺣﻘﺔ .وﻧ ّﻮه ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺷﺪ إﻟﻰ أن اﻷﻣﺮ اﻷﻛﺜﺮ روﻋﺔ أن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن "ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه" ﻛﺎن ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮر ﻣﻌﻈﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت وﺳﺒﺎﻗﺎت ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن وﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث واﻟﻔﻦ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻷدب واﻟﺸﻌﺮ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﻌﺎدي ،ﺿﺎرﺑﺎً ﺑﺬﻟﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ واﻻﻫﺘﻤﺎم واﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﻣﺎ ﻧﺸﺄ وﻋﺎش ﻋﻠﻴﻪ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ،ﻣﺆﻛﺪا ً أن ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﺮى ﺷﺨﺼﺎً ﺑﻘﺪره "رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ" ﻳﺘﺎﺑﻊ وﻳﺴﺄل ﻋﻦ ﻛﻞ ﻛﺒﻴﺮة وﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن ﻛﺎن ﻳﺪﻓﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ. ﻓﻜﺮ ﻣﺴﺘﻨﻴﺮ ﻳﺤﻤﻞ رﺳﺎﺋﻞ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
وﻳﺆﻛﺪ اﻟﻔﻨﺎن واﻹﻋﻼﻣﻲ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻴﺪر أن دور اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ﻛﺎن ﻛﺒﻴﺮا ً ﺟﺪا ً وواﺿﺤﺎً ﻓﻲ ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟﺤﺮاك اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﻷﻧﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻛﺎن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻔﻜﺮ ﻣﺴﺘﻨﻴﺮ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻪ رﺳﺎﺋﻞ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻧﺮاﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻮﺟﻪ ﺑﻬﺎ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات واﻹﺻﺪارات اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻼت وﻛﺘﺐ ﺻﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،واﻟﺘﻲ أﻋﻄﺖ ﺑﺪورﻫﺎ ﻓﺮﺻﺔ وﻣﺘﻨﻔﺴﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻟﻠﻤﺨﺘﺼﻴﻦ واﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة واﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ واﻟﺘﻘﺮب ﻣﻨﻪ وﻗﺒﻮﻟﻪ وﺗﺒﺎدل اﻟﺨﺒﺮات واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل ﻷﻫﺪاف ﺳﺎﻣﻴﺔ .وأﺿﺎف أن ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ أﺑﻮاﺑﻪ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﻛﻞ ﻓﻜﺮة ﺻﻐﻴﺮة ﻛﺎﻧﺖ أم ﻛﺒﻴﺮة ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﺘﻢ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ،وﻟﻢ ﻻ واﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻛﺎن ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺆﺛﺮة ﺟﺪا ً ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﺎﻻت وﻛﺎن ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﻇﻬﻮر أﺳﻤﺎء أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻴﻮم ﺗﻌﻤﻞ
68
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺣﻔﻆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث
ﻋﻠﻰ إﺛﺮاء اﻟﻤﺤﺘﻮى اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻓﻲ اﻷدب واﻟﺸﻌﺮ واﻟﺘﺮاث ،وﻫﺬه ﻣﻜﺎﺳﺐ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﺴﺐ ﻟﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« وﻋﺴﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﻴﺰان ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ .وأﺷﺎر ﺑﻦ ﺣﻴﺪر إﻟﻰ أن ﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻜﺎﺳﺮ، ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴﻪ دﻋﻤﺎً ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻦ واﻟﻤﺜﻘﻒ واﻟﻔﻨﺎن اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺘﻀﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺮوض اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮق اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻣﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻛﺎﻓﺔ اﻹﻣﺎرات ،ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ أﻳﺎم اﻷﻋﻴﺎد، واﻟﺘﻲ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ﺣﻀﻮرﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎن ،ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ واﻟﻔﺮق اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ واﻹﻣﺎرات ﻛﻜﻞ ،وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺜﻘﻴﻒ اﻟﺠﻤﻬﻮر وﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺮح ،ﻻﻓﺘﺎً إﻟﻰ دور ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻮﻋﺪا ً ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻻﻟﺘﻘﺎﺋﻪ "ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه" ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ ،ﻛﻤﺎ أﺻﺒﺢ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺘﻘﺎء ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻄﺮب واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻋﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﻣﻦ ﻋﺮوض ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ وﺣﻔﻼت ﻓﻨﻴﺔ ﻏﻨﺎﺋﻴﺔ. إﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﺘﻨﻮﻳﺮ وﺣﻔﻆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﺑﺪورﻫﺎ ﺗﺮى اﻟﺸﺎﻋﺮة اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﻬﻨﻮف ﻣﺤﻤﺪ ،ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﻓﻲ اﺗﺤﺎد ﻛﺘﺎب وأدﺑﺎء اﻹﻣﺎرات ،أن إﻳﻤﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ وأﻧﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة اﺳﺘﻤﺮار ﻋﻤﻞ اﻟﻌﻘﻞ وإﻧﺘﺎج اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺠﻪ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮي واﻟﺤﻀﺎري واﻟﺘﺰاﻣﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﺑﺜﻮاﺑﺖ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وﻣﺒﺪأ اﻟﻮﺳﻄﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ رﺳﺎﻟﺔ واﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم واﻟﻤﺠﻼت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻨﻪ .وأﺿﺎﻓﺖ أن اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺴﻨﻮي واﻷﺳﺒﻮﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ﻳﻌﺎدل ﻧﺸﺎط ﺟﻬﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻹﺻﺪارات اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰ ،واﻟﺘﻲ ﻧﺮى ﺣﺠﻤﻬﺎ وﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﺗﻘﺎرب إﺻﺪارات دار ﻧﺸﺮ .وأﺷﺎرت اﻟﻬﻨﻮف ﻣﺤﻤﺪ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺎ أﻋﻄﻰ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺸﻌﺮ واﻹﻋﻼم ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎم ،ﻓﻘﺪ ﺣﻈﻲ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻎ ﻣﻨﻪ ،وﻣﺎ أدل ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻬﺎ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ أو ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ أو اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ أو ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ أو ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﻧﻘﻠﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﺑﺸﺘﻰ اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻧﻘﻄﺔ ﺟﺬب ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺘﺴﺎرﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎً .وﻧ ّﻮﻫﺖ إﻟﻰ أن ﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﺳﺮ اﻷﻣﻮاج ﻳﻠﻌﺐ دورا ً ﻣﻬﻤﺎً وﻛﺒﻴﺮا ً ﻓﻲ اﻟﺤﺮاﻛﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻔﻨﻲ ،ﻋﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﻣﻦ أﻣﺴﻴﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ
واﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن اﻟﺘﺮاﺛﻲ وﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺳﻴﺪرك أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ دﻗﺔ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﺎت ﻣﻦ دﻋﻢ ﻣﺆﺛﺮ وﻻﻓﺖ وﻧﺎﺟﻊ ﻓﻲ ﺣﺮاك ﺗﺨﺼﺼﺎﺗﻬﺎ وﻣﺎ أﻧﺸﺌﺖ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ .وأﺷﺎر اﻟﻌﺎﻣﺮي إﻟﻰ أن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻛﺎن رﺟﻼً ﻣﺜﻘﻔﺎً ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ، واﻫﺘﻢ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻣﻨﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﻴﺮ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث واﻹﻋﻼم وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻔﻦ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻛﻞ ﻋﺎم ﻳﺴﺘﻘﻄﺐ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ واﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻘﻮن دﻋﻤﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻣﻨﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻟﻼﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺮﺿﻮن ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺿﻤﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﻪ وﺣﻀﻮره »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻫﺪﻓﺎً ﻟﻜﻞ ﻓﻨﺎن وﻣﺜﻘﻒ وﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث ،وﻳﻨﺘﻈﺮه اﻟﻤﻬﺘﻤﻮن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﺎﻻت ﻋﺎﻣﺎً ﺗﻠﻮ ﻋﺎم ﻷﻧﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺘﻨﻔﺴﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً وﻣﻬﻤﺎً ﻹﺑﺪاﻋﺎﺗﻬﻢ وﻣﻨﺼﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻻﻟﺘﻘﺎء اﻟﺠﻤﻬﻮر .وأﻛﺪ أن اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻀﻮﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدﺗﻪ »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« أﺻﺒﺤﺖ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺗﻬﺎ، ﻓﻠﻴﺲ ﺧﻔﻴﺎً ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ﻣﻦ دور ﻣﻬﻢ وﻓﺎﻋﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺮاﻛﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ، ﺳﻮاء ﻋﺒﺮ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻤﻠﺘﻘﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ أو إﺻﺪار اﻟﻜﺘﺐ واﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎت وﻣﺎ ﻳﻘﺎم ﺧﻼﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻴﺎت وﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ وﻋﺮوض ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ وﺣﻔﻼت ﻏﻨﺎﺋﻴﺔ وﺣﻠﻘﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ، أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﺤﺪ ذاﺗﻬﺎ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﺳﺮ اﻷﻣﻮاج. داﻋﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻠﻔﻨﺎﻧﻴﻦ واﻟﻤﺴﺮﺣﻴﻴﻦ اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺘﻪ ﻳﺆﻛﺪ اﻟﻔﻨﺎن ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺷﺪ ،ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ وأول ﻋﺎزف ﺳﺎﻛﺴﻔﻮن إﻣﺎراﺗﻲ ،أن دﻋﻢ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻟﻠﻔﻨﺎﻧﻴﻦ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﻴﻦ اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ ﻛﺎن ﻇﺎﻫﺮا ً ﻟﻠﻌﻴﺎن وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪ أن ﻳﻐﻔﻠﻪ ،ﻓﻬﻮ أول ﻣﻦ أﻧﺸﺄ ﻣﺴﺮﺣﺎً ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ وﻫﻮ ﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﻔﻨﻮن ،اﻟﺬي ﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﺎ اﺣﺘﻀﻦ اﻟﻔﺮق اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ واﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ. وأﺿﺎف أن ﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﺎ زال ﻳﻌﺪ ﻗﻠﻌﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻳﺆﻣﻬﺎ اﻟﻔﻨﺎﻧﻮن واﻟﻤﺴﺮﺣﻴﻮن اﻹﻣﺎراﺗﻴﻮن ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻋﺮوﺿﻬﻢ أو ﻋﻤﻞ اﻟﺒﺮوﻓﺎت اﻟﺘﺤﻀﻴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺮﺣﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺎرﻛﻮن ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎرح ﺗﺤﺘﻮي اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﻴﻦ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻫﻮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﻤﺤﺘﻀﻦ ﻟﻠﻔﺮق اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻓﻨﺎﻧﻴﻬﺎ وﻣﻮاﻫﺒﻬﺎ ،وﻟﻢ ﻳﺪﺧﺮ ﺟﻬﺪا ً ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ وﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﻮاع اﻟﺪﻋﻢ .وﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮاﺛﻲ، أﻓﺎد ﻣﺮﺷﺪ ﺑﺄن اﻟﻜﻞ ﻳﻠﻤﺲ اﻟﺪور اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻟﻤﺆﺛﺮ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻓﻲ دﻋﻢ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ وﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
67
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﻘﺎء ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ واﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ واﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ وﺧﺎرﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ أو ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،وﻫﺬا ﺟﻬﺪ ﻳﺤﺴﺐ ﻟﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ،وﻟﻢ ﻻ وﻫﻮ اﻟﺬي ﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﺎ ﻧﺎل اﻟﻤﺜﻘﻔﻮن واﻟﻔﻨﺎﻧﻮن ﺷﺮف اﻟﺠﻠﻮس واﻟﺘﺤﺪث ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ وأﻳﻀﺎً اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،وﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺗﻮاﺟﺪه »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« اﻟﻘﻮي ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺬي ﻣﻨﺤﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﻮاﺟﺪ ﺷﺒﻪ اﻟﺪاﺋﻢ ﻃﻴﻠﺔ أﻳﺎم اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن .وﻧ ّﻮه ﻏﻠﻮم إﻟﻰ ﺣﺮﺻﻪ ﻛﻔﻨﺎن وﻣﺜﻘﻒ إﻣﺎراﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮر وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات واﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ،وﻛﺬﻟﻚ ﺣﻀﻮر ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن اﻟﺬي ﺗﺤﺮص إدارﺗﻪ ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ واﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ واﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺪورات .وأﺷﺎر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻮﻟﻴﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ "ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه" ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮق اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻈﻴﺖ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺑﺪﻋﻤﻪ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ،ﺳﻮاء ﻓﻲ دورات ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،أو ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﺳﺮ اﻷﻣﻮاج. دور ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻣﺬﻫﻞ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻪ ﻋﻘﻞ ّ ﻋﻮض ﻏﻴﺎب اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ
إﻟﻰ ذﻟﻚ ،ﺛﻤﻦ اﻟﻔﻨﺎن اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺣﺒﻴﺐ ﻏﻠﻮم ،اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ﺑﺎﻟﺸﺄن اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب ﺷﺒﻪ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ، ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ،ﻻﺳﻤﻴﺎ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺗﻮﻗﻒ أﻧﺸﻄﺔ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻻﻓﺘﺎً إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬه اﻟﻐﻴﺎﺑﺎت ﻛﺎن دور اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻣﺸﺮﻓﺎً وﻓﺎﻋﻼً وﻣﺆﺛﺮا ً ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ وﻻﻓﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﺮاﻛﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ .وأﻛﺪ أن ﺟﻬﻮده »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻋﺒﺮ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎدﺗﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﻗﺪ ﻋ ّﻮض اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﻦ ﻏﻴﺎب دور ﻣﻠﻤﻮس ﻟﻠﺠﻬﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎن اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻛﺒﻴﺮا ً ،وزاده ﺛﻘﻼً وأﻫﻤﻴﺔ وﻓﺎﺋﺪة ﺣﻀﻮره »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ﻟﻠﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎم ،ﻣﺸﻴﺮا ً إﻟﻰ أﻧﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻘﻂ داﻋﻤﺎً ﻣﺎدﻳﺎً أو ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً أو ﻣﺘﺎﺑﻌﺎً أو ﻣﻮﺟﻬﺎً ،ﺑﻞ ﻛﻨﺎ ﻧﺮاه ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ وﺳﻂ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺷﺪ
66
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺣﻔﻆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث
أﻣﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ واﻟﻤﺨﺮج اﻟﻤﺴﺮﺣﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻛﺮاﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﻓﻴﺆﻛﺪ أن ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ﻣﻦ دﻋﻢ واﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻦ واﻹﻋﻼم اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺷﻲء ﻣﺬﻫﻞ وﺧﻴﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻘﻞ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ،ﻓﻤﻦ ﺧﻼل ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ اﻟﻮاﺳﻌﺔ وﻣﺎ ﻧﺸﺄ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺤﻨﺎ اﻻﻫﺘﻤﺎم واﻟﺪﻋﻢ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻮاﺿﻌﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« وﺣﻀﻮره ﻟﻤﻌﻈﻢ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ،ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن اﻟﺘﺮاﺛﻲ وﻣﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎم ﺧﺎص وﺑﺎﻟﻎ ﻣﻨﻪ .وأﺿﺎف أن اﻟﻨﺎﻇﺮ إﻟﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم وﻣﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﻣﻦ أﻣﺴﻴﺎت وﻧﺪوات ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻣﺎ ﻳﺼﺪر ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت إﻋﻼﻣﻴﺔ وﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث واﻟﺸﻌﺮ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات
ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ﻧﻘﻲ
ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﻤﺎدي
ﺳﻮﻳﺤﺎن اﻟﺘﺮاﺛﻲ وﺑﻘﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪرة ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻢ ﻫﺬه اﻹﻧﺠﺎزات ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ وﻋﺸﻘﺔ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم. ﻳﺆﺳﺲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ أﻛﺪ اﻷدﻳﺐ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺣﺎرب اﻟﻈﺎﻫﺮي أن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« أﺳﺲ ﻣﻨﺬ أﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻮروث واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ وﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﺠﺎﺑﻬﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻤﺘﻔﺮد ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻟﺮﺑﻤﺎ ﻳﻨﺪﺛﺮ ﻟﻮ ﺗﻨﺎﺳﻰ أو أﻫﻤﻞ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪ زﻣﻨﻲ وﻣﺠﺘﻤﻌﻲ.
د .راﺷﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ
ﺣﺒﻴﺐ ﻏﻠﻮم
وأﺿﺎف أﻧﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻗﺪ ﺗﻨﺒﻪ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ ،ﻟﺬا ﺣﺮص ﻋﻠﻰ إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺰز ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ،وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﺗﺄﺳﺲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم اﻟﺬي ﺳﺎر وﻓﻖ ﺧﻄﻂ ﺣﺜﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ذي اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮروث وﺑﻬﺬا اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت واﻹﺻﺪارات ،وﺑﺚ اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺛﺮت اﻟﻤﻜﺘﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ أﺟﺮى اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات واﻟﻤﺨﻴﻤﺎت اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ. وأﺷﺎر اﻟﻈﺎﻫﺮي إﻟﻰ أن ذﻟﻚ ﻗﺪ ﺗﻨﺎﻏﻢ ﻣﻊ اﻟﻤﻠﺘﻘﻴﺎت اﻟﺘﻲ أﺛﺮت اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺪﻳﺎت وﻣﺤﺎﺿﺮات ،واﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎم ﺑﺈﺷﺮاف ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ وﺣﺮﺻﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻋﻠﻰ ﺟﻮدة اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻌﻄﺎء ﻟﻴﺴﺘﻘﻄﺐ ﻟﻬﺬا اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ واﻷدﺑﺎء واﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﻮ إﻟﻴﻪ وﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻋﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻻﻓﺘﺎً إﻟﻰ أﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺟﻬﻮده »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻟﺘﺄﺧﺮ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻋﻦ رﻛﺐ اﻟﺤﻀﺎرة ،ﻟﻜﻦ ﺑﺒﺼﻴﺮة ﺳﻤﻮه وﻧﻬﺠﻪ ﺗﻤﺖ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺸﻌﺒﻲ .وﻟﻔﺖ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﺑﺎﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻮر وﺟﻬﺪ ﺣﺘﻰ ﻻﻣﺲ ﺻﻴﺘﻬﺎ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﺑﺈﻃﻼﻟﺔ ﺗﺠﻠﺖ ﺑﻜﻞ ﻓﺮوع اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،وﻟﻮﻻ ﺟﻬﺪه اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻤﺎ وﺻﻞ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺨﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺪاﻧﻲ واﻟﻘﺎﺻﻲ. /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
65
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﻠﻪ" ﻟﻴﻜﻤﻞ اﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﻮاﻟﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ داﺋﻤﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻈﻪ ،ﻓﺄﻧﺸﺄ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻟﻴﻜﻮن ﺑﺪﻳﻼً ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻴﺒﺪأ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ واﻟﻤﻮروث ،ﻻﻓﺘﺎً إﻟﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﻨﺎدي ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ ﻟﻪ ﻓﺮوع ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴﻪ وﺗﺤﻤﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻜ ّﻮن اﻟﻔﺮق اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وأﻧﺸﺄ اﻟﻤﺴﺎرح اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻣﺮاﻛﺰ ﻟﻠﺸﺒﺎب وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﻨﺴﺎء واﻫﺘﻢ ﺑﺎﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻄﻼب ﻟﻴﻐﺮس ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺣﺐ اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ .وﺗﻄﺮق اﻟﻤﺰروﻋﻲ إﻟﻰ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﺮﻛﺰ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺘﻮﺛﻴﻖ واﻟﺒﺤﺚ واﻟﺪراﺳﺎت ،وﻫﻮ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،اﻟﺬي ﺗﻮﻟﻰ إدارﺗﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً ،ﻣﺸﻴﺮا ً إﻟﻰ إﺻﺪار اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻟﻌﺸﺮات اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ وأن ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻣﺎ زال ﻣﺴﺘﻤﺮا ً وﻣﺘﺰاﻳﺪا ً ،إذ أﺻﺒﺢ اﻟﺬراع اﻟﻤﺎدي ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﺬي ﻳﺤﻔﻆ ﺑﺪوره اﻟﺘﺮاث واﻟﺸﻌﺮ وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺎدي اﻟﻤﻌﻨﻮي ﺑﻤﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت وأﻧﺸﻄﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ واﻟﻘﻮارب واﻟﺘﺠﺪﻳﻒ ﺗﺪﻋﻤﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﻣﺎ ﺗﻀﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﺤﻒ وﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺠﺴﺪ اﻟﺒﻴﺌﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻷرﺑﻊ اﻟﺘﻲ ﻋﺎش ﻓﻴﻬﺎ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ﺳﺎﺑﻘﺎً .وأﻓﺎد ﺑﺄن ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أول اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض 64
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺣﻔﻆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث
أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﺑﺈﺻﺪارات ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻣﻨﺬ أن ﻛﺎن ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻤﻌﺮض ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻟﺘﻤﺘﺪ ﻣﺸﺎرﻛﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻌﺎرض اﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻫﺬا ﻳﻌﻮد اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺬي اﺟﺘﻬﺪ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ. وﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ،أﻛﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ أن اﻟﻤﺮﻛﺰ أﺣﺪث ﺑﺼﻤﺎت ﻓﺎرﻗﺔ وﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺮاﻛﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﻋﺒﺮ اﻟﻤﺠﻼت اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪرﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺑﻞ وﺑﻴﺖ واﻟﺸﻌﺮ واﻹﻣﺎرات اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺠﻠﺔ ﺗﺮاث اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،ﻟﻴﺸﻜﻞ ﺟﻨﺎﺣﺎً ﻣﻬﻤﺎً ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪم اﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ،ﻣﺆﻛﺪا ً أن ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﺤﺮك ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﺧﻠﻒ اﻟﻜﻮاﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،اﻟﺬي اﻫﺘﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻤﻬﺮﺟﺎن
ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻴﺪر
ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻌﺎﻣﺮي
اﺳﺘﻄﻼع – ﺣﺴﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ
أﻛﺪ ﻣﺜﻘﻔﻮن وﻓﻨﺎﻧﻮن وإﻋﻼﻣﻴﻮن إﻣﺎراﺗﻴﻮن أن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ﻟﻪ ﺑﺎع ﻃﻮﻳﻞ وﺑﺼﻤﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟﺤﺮاك اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم وأﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ،ﻻﻓﺘﻴﻦ إﻟﻰ أن إﻳﻤﺎﻧﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ واﺳﺘﻤﺮاره اﺳﺘﻤﺮار ﻋﻤﻞ اﻟﻌﻘﻞ وإﻧﺘﺎج اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬﺞ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮي واﻟﺤﻀﺎري واﻻﻟﺘﺰام ﺑﺜﻮاﺑﺖ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وﻣﺒﺪأ اﻟﻮﺳﻄﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. وأﺿﺎﻓﻮا أﻧﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« أﺳﺲ ﻣﻨﺬ أﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻮروث واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ وﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎت اﻟﻌﺼﺮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻟﺮﺑﻤﺎ ﻳﻨﺪﺛﺮ ﻟﻮ ﺗﻨﺎﺳﻰ أو أﻫﻤﻞ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪ زﻣﻨﻲ وﻣﺠﺘﻤﻌﻲ .وأﺷﺎروا إﻟﻰ أن ﺟﻬﻮده وﻣﺎ ﻗﺪم ﻣﻦ دﻋﻢ واﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻦ واﻹﻋﻼم اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺷﻲء ﻣﺬﻫﻞ وﺧﻴﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻘﻞ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ، ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺪت ﺣﺪود اﻹﻧﺠﺎز ﻟﺘﺸﻜﻞ إﻋﺠﺎزا ً ﺻﻌﺐ اﻟﺘﻜﺮار ،ﺣﻴﺚ ﻋ ّﻮض
اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﻦ ﻏﻴﺎب دور ﻣﻠﻤﻮس ﻟﻠﺠﻬﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ، ﺑﻞ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎدﺗﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺗﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ .وأﻛﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر راﺷﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ، اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ،وﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﺳﺎﺑﻘﺎً ،وﻣﺆﺳﺲ أول دار ﻧﺸﺮ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ، أن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻟﻪ ﺑﺎع ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟﺤﺮاك اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻛﻜﻞ ،ﻓﻬﻮ أول ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺪوﻟﺔ اﻫﺘﻢ وﺗﻨﺒﻪ إﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ داﺋﻤﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .وأﺿﺎف أن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻟﻪ ﻓﻀﻞ ودور ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ وﺗﻨﺸﻴﻄﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺎت ﺣﻜﻤﻪ ،ﻟﻴﺄﺗﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن "رﺣﻤﻪ
ﺣﺎرب اﻟﻈﺎﻫﺮي
اﻟﻬﻨﻮف ﻣﺤﻤﺪ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
63
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻣﺜﻘﻔﻮن وﻓﻨﺎﻧﻮن: ﻮن ﻣﺜﻘﻔﻮ
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
ﺣﻔﻆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث
62
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺣﻔﻆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث
тАл┘Ия║Ся╗о╪зя╗Ыя╗┤я║о я║│я╗ия╗о╪з╪к я╗Ля╗дя║о┘ЗтАк ..тАм┘Ия╗Яя╗┤я║▓ я╗ля║м╪з я╗Пя║оя╗│я║Тя║О я╗Ля╗ия╗к ┘Ия╗ля╗о ╪зя╗Яя║м┘К я║Чя║Шя╗ая╗дя║мтАм тАля║Чя║о╪зя║Ыя╗┤я║О ┘Ия║Чя║О╪▒я╗│я║ия╗┤я║О я╗Ля╗ая╗░ я╗│я║к ┘И╪зя╗Яя║к┘З ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ая╗в ╪зя╗╖┘И┘Д ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║жтАм тАл╪▓╪зя╗│я║к я╗Гя╗┤я║Р ╪зя╗Яя╗ая╗к я║Ыя║о╪з┘ЗтАк ...тАм┘Ия╗гя╗ж я╗ля╗ия║О я╗Ыя║О┘Ж я╗Яя╗к ╪▒я║гя╗дя╗к ╪зя╗Яя╗ая╗к я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║дя╗Ая╗о╪▒тАм тАл╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗▓ ┘И╪зя╗╗я╗Чя╗ая╗┤я╗дя╗▓ ┘И╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя╗▓ я╗Уя╗▓ я╗гя║┤я╗┤я║о╪й ╪ея║гя╗┤я║О╪б ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓тАм тАл┘Ия║Чя╗Дя╗оя╗│я║о┘З я║Чя╗Мя║░я╗│я║░╪з я╗Яя╗ая╗мя╗оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф ┘Ия║Чя║оя║│я╗┤я║ия╗к я╗Уя╗▓ я╗зя╗Фя╗о╪│ ╪зя╗╖я║Яя╗┤я║О┘Д я╗гя╗жтАм тАл╪гя║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘Ия╗гя╗дя║О╪▒я║│я║Ф ┘Ия╗ля║м╪з я╗гя║О я║Яя╗Мя╗Ю ╪зя╗Яя╗дя╗мя║Шя╗дя╗┤я╗ж я║Ся║дя╗Ая║О╪▒╪йтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗в я╗│я╗Мя║Шя║Тя║о┘Ия╗зя╗к ╪гя╗зя╗дя╗о╪░я║Яя║О┘Л я╗Уя║оя╗│я║к╪з ┘Л я║│я║О╪▒ я╗гя╗ж я║зя╗╝я╗Яя╗к я╗Ля╗ая╗░тАм тАля╗зя╗мя║Ю ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя║к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪▒я║гя╗дя╗к ╪зя╗Яя╗ая╗к я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░ я║Яя║м┘И╪▒ я╗ля║м╪зтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘И╪зя║│я║Шя╗дя║о╪з╪▒┘З я║гя╗┤я║О я║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗дя╗▓тАк .тАм┘Ия║Чя║┤я║Шя║мя╗Ыя║о я║╖я╗┤я║ия║Ф я║Яя║Оя║│я╗втАм тАл╪зя╗Яя║┤я╗оя╗│я║к┘К ┘Ия╗ля╗▓ ╪г┘И┘Д ╪ея╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗┤я║Ф я║Чя║дя╗дя╗Ю я╗Яя╗Шя║Р я╗гя║╝я╗о╪▒╪й я╗гя╗ия║м я╗зя║╕я║Д╪й ╪п┘Ия╗Яя║ФтАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я║Ся║Д┘Ж ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪▒я║гя╗дя╗к ╪зя╗Яя╗ая╗ктАк ╪МтАмя║Чя║о╪п╪п ╪зя║│я╗дя╗к я╗Ля╗ая╗░тАм тАля╗гя║┤я║Оя╗гя╗Мя╗мя║О я╗гя╗ия║м ╪г┘Ж я╗Ыя║О┘Ж я║╖я║Оя║Ся║ОтАк ╪МтАм┘И╪зя║│я╗дя╗к я╗гя║оя║Чя║Тя╗В я║Ся║Оя║│я╗в ┘И╪зя╗Яя║к┘З ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║ктАм тАл┘РтАм тАля╗зя╗Ья║Шя╗Т я║Ся║┤я╗дя║О╪╣тАм тАля║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ┘Ия╗│я╗Ья╗Фя╗▓ ╪гя╗зя╗к я║Чя║оя║Ся╗░ я╗Уя╗▓ я╗гя║к╪▒я║│я║Ф ╪▓╪зя╗│я║ктАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗втАм тАл╪зя║│я╗дя╗к я╗Уя╗Шя║к ┘Ия╗Яя╗Ья╗ж я║╖я║Оя╗ля║кя╗зя║О ╪гя╗Уя╗Мя║Оя╗Яя╗к ┘Ия║гя╗Ая╗о╪▒┘З я╗Уя╗▓ ╪гя╗гя║Оя╗Ыя╗ж я╗Ыя║Ья╗┤я║о╪й ┘Ия╗Ля║кя╗│я║к╪йтАм тАля╗Уя╗▓ я║Яя╗дя╗┤я╗К ╪зя╗╗я╗зя║╕я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗Уя╗мя╗о ┬╗я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ ╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗Ю┬лтАм
тАля╗│я╗Шя╗о┘Д ╪зя╗╗я╗Ля╗╝я╗гя╗▓ я╗гя║дя╗дя║к ╪зя╗Яя╗Ья╗Мя║Тя╗▓тАм тАля╗гя║мя╗│я╗К я║Ся╗Шя╗ия╗о╪з╪к я║╖я║Тя╗Ья║Ф ╪пя║Ся╗▓ ╪е┘Ж ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗ктАм тАл╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к я╗гя╗ж ╪гя║Ся║о╪▓тАм тАл╪зя╗Яя║к╪зя╗Ля╗дя╗┤я╗ж я╗Яя╗ая║Шя║о╪з╪л я║Ся╗дя║ия║Шя╗ая╗Т я╗Ля╗ия║Оя║╗я║о┘З я╗Ля╗ая╗░тАм тАля╗гя║┤я║Шя╗о┘Й ╪п┘Ия╗Яя║Ф ╪з я╗гя║О╪▒╪з╪ктАк ╪МтАм╪гя╗Чя║О┘Е ╪зя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я║Ся║╕я╗Ья╗Ю ╪п┘И╪▒┘К ┘И╪▒я║╗я║к я║Яя╗о╪зя║Ля║░тАм тАля║Ыя╗дя╗┤я╗ия║Ф я╗Яя╗ая╗дя║┤я║Оя║Ся╗Шя║О╪к ┘И╪зя╗Яя║┤я║Тя║Оя╗Чя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я║Ся╗мя║к┘БтАм тАл╪ея║гя╗┤я║О╪б ╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ┘И╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗┤я╗ктАм тАл┘И┬╗я║гя║Оя╗гя╗▓ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л┬л ╪зя╗Яя║м┘К я╗Ля╗дя╗Ю я║Ся║Ия║зя╗╝╪╡ ┘Ия║Чя╗Фя║О┘Ж я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░тАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓тАк ╪МтАмя║гя╗┤я║Ъ я╗Зя╗мя║о я║Яя╗ая╗┤я║О я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║дя║о╪╡ я╗гя╗ж я║зя╗╝┘Д ╪▓я╗│я║О╪▒я║Чя╗ктАм тАл┘Ия╗гя║ая║Оя╗Яя║┤я║Шя╗к я╗Яя╗Ья║Тя║О╪▒ ╪зя╗Яя╗дя╗о╪зя╗Гя╗ия╗┤я╗ж ┘Ия║Чя║к┘Ия╗│я╗ж ╪зя╗Яя╗Шя║╝я║║ ┘И╪зя╗Яя╗Шя║╝я║Оя║Ля║к ┘И╪зя╗Яя║┤я╗о╪зя╗Яя╗ТтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Ья╗ая╗дя║О╪к ┘И╪зя╗╖я╗гя║Ья║О┘Д ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘Ия╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ ╪зя╗╖я╗Гя╗Фя║О┘Д ╪▓╪▒╪╣ я╗Уя╗▓ я╗Чя╗ая╗оя║Ся╗мя╗в я║гя║РтАм тАля║Чя║о╪зя║Ыя╗ия║О ┘И╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘Е я╗Уя╗┤я╗к ┘И╪зя╗Яя║Шя╗дя║┤я╗Ъ я║Ся╗ктАм тАлтАк /тАм╪зя╗Яя╗Мя║к╪п тАк 242тАм╪пя╗│я║┤я╗дя║Тя║о тАк2019тАмтАм
тАлтАк61тАмтАм
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧﺪوم
ﺷﻴﺨﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪي
اﻳﻤﺎن اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ
ﺧﻴﺮ ﺷﺎﻫﺪ ودﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻫﺘﻤﺎم وﺣﺐ ﺳﻤﻬﻮ ﻟﻠﺘﺮاث ،وﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻮرﻳﺜﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺮص أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،واﻟﺘﺴﺎﺑﻖ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت واﻟﺮﻳﺎﺿﺎت واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻴﻤﻬﺎ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن. إﻧﺠﺎزات ﻓﻲ ﺳﺠﻼت اﻟﺘﺮاث ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻜﻌﺒﻲ
ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻘﺪﺳﻲ
60
ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اQﺻﻴﻞ
أﻣﺎ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻤﺨﻀﺮم ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻘﺪﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﻘﻴﺎم اﻻﺗﺤﺎد ﻓﻴﺴﺘﻬﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻗﺎﺋﻼ ﺷﺎءت إرادة اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﺗﺼﻞ ﻛﻠﻤﺎت ﻫﺬا اﻟﻌﺮض إﻟﻰ ﻋﻴﻮن اﻟﻘﺎرىء اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ إﻟﻰ ﺟﻮار رﺑﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ راﺿﻴﺎ ﻣﺮﺿﻴﺎ وﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ ..ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ اﻟﺬي ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻴﻪ واﻟﺪه اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه .وﻣﺎ ذﻛﺮ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث وﺣﻔﻈﻪ وﻧﻘﻠﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل إﻻ ﻣﺜﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﻹﻧﺴﺎن ﻗﺪم ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ وإﺧﻮاﻧﻪ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻋﻤﻼ ﻣﺘﻤﻴﺰا ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻳﻌﻮد ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ .و ﻳﺆﻛﺪ اﻟﻘﺪﺳﻲ إن اﻟﻤﺴﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﺗﻄﻮﻳﺮه ﺗﺪرﻳﺒﺎ وﻣﻤﺎرﺳﺔ وﻓﻌﺎﻟﻴﺎت وﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت دورﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ إﻻ أن ﻳﻜﻮن وراءﻫﺎ ﺗﺮاﺛﻲ أﺻﻴﻞ اﺣﺘﻞ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻓﻜﺮه ﻣﺴﺎﺣﺔ واﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ َﻣﺪى ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ ..وﻳﻤﻜﻦ اﻻ ﻧﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﺠﺎوزﻧﺎ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ رﺿﻊ اﻟﺘﺮاث ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ
ﺷﺎﻋﺮ وﻋﺎﺷﻖ اﻟﺘﺮاث
وﻳﻘﻮل اﻻﻋﻼﻣﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻜﻌﺒﻲ ﻣﺬﻳﻊ ﺑﻘﻨﻮات ﺷﺒﻜﺔ دﺑﻲ إن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﺪاﻋﻤﻴﻦ ﻟﻠﺘﺮاث ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﺎﺻﺮه ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،ﻓﺄﻗﺎم اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ دوري ورﺻﺪ ﺟﻮاﺋﺰ ﺛﻤﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﺑﻘﺎت واﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺑﻬﺪف إﺣﻴﺎء اﻟﻤﻮروث واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺑﻐﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﺪ ﺗﺮﺑﻰ وﺗﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ
زاﻳﺪ ،اﻟﺮاﻋﻲ اﻷول ﻟﻠﺘﺮاث ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات .واﻟﻤﺘﻤﻌﻦ ﻓﻲ ﺟﻬﻮد اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮاث ﻳﺮى ﺑﺄن ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻋﺸﻖ ﺳﻤﻮه ﻟﻠﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﺸﻔﻬﻲ واﻟﻤﺎدي ،ﻓﺴﻤﻮه ﺷﺎﻋﺮ ﻳﻌﺸﻖ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ وﻳﺪﻋﻢ ﺷﻌﺮاء اﻹﻣﺎرات واﻟﺨﻠﻴﺞ وﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﻘﺎء ﺑﻬﻢ داﺋﻤﺎً ،ﻣﻤﺎ ﻳﺨﻠﻖ ﻟﻬﻢ ﺣﺎﻓﺰا ً ﻣﺴﺘﻤ ًﺮا ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺸﻌﺮ.وﻳﺆﻛﺪ اﻟﻜﻌﺒﻲ ﻟﻌﻞ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﺎم ﺳﻨﻮﻳﺎً ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ ﺳﻤﻬﻮ،
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
59
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اSﺻﻴﻞ اﺳﺘﻄﻼع :ﺗﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺮي
ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻻﺑﺪ ﻟﻨﺎ وأن ﻧﺴﺘﺤﻀﺮ ﻛﻴﻒ ﻛﺎن اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮاث وﻛﻴﻒ أوﻟﻰ ﻟﻪ ﻛﻞ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ،وﺑﺬل ﺟﻬﻮداً ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ اﻷﺟﻴﺎل ﻟﻴﺤﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻴﻪ وﻳﺘﻮارﺛﻮه ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ،ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻮروﺛﺎ ﺣﻀﺎرﻳﺎ وﻫﻮﻳﺔ وﻃﻦ وﺗﺎرﻳﺦ أﺟﺪاد ،ﻓﺎﻫﺘﻢ ﺑﺈﻧﺸﺎء اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻬﺘﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث وإﻗﺎﻣﺔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت وﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻟﻠﺼﻐﺎرو اﻟﻜﺒﺎر ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ داﺧﻞ إﻣﺎرات اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻞ ﺗﻮﺳﻊ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻟﻴﻤﺘﺪد إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺣﺎﻣﻼ ﺗﺮاث اﻻﻣﺎرات ،وﻣﻌﺮﻓﺎ ﺷﻌﻮب اﻟﺪول ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻟﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎرات ،وﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻪ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﺘﺒﺮه ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺆﻛﺪ اﻳﻤﺎن اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﻛﺎﺗﺒﺔ وﻋﺎزﻓﺔ اﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺑﺄن ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺳﻤﻮه اﻟﻔﺬة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺸﻌﺮ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﻧﻌﻜﺎس راﺋﻊ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ان ﺗﺘﺮك ﺑﺼﻤﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺳﻤﺎء اﻹﺑﺪاع .وﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﻣﺆﻛﺪة أن ﺟﻬﻮد اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺗﻌﺠﺰ اﻟﻤﻌﺎﺟﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﻤﺪى أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ وﺟﻤﺎل روﻋﺘﻬﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ دوره اﻟﺒﺎرز ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻫﻮﻳﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ أﺻﺎﻟﺘﻬﺎ رﻏﻢ أﻧﻒ ﻏﺒﺎر اﻟﺰﻣﻦ ،ﺑﻞ ﺗﺘﻨﺎﻗﻠﻪ اﻷﺟﻴﺎل وﺗﺤﺘﻀﻨﻪ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ،ﺗﺄﻛﻴﺪاً ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺘﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺻﻴﻞ اﻟﺘﺮاث. ﺧﻴﺮ ﺧﻠﻒ ﻟﺨﻴﺮ ﺳﻠﻒ
وﻳﺆﻛﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧﺪوم ﻣﻨﺘﺞ وﻣﻨﻔﺬ وﻣﻌﺪ ﺑﺮاﻣﺞ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﻮات ﺷﺒﻜﺔ دﺑﻲ ،ﺑﺄن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﺧﻠﻒ ﻟﺨﻴﺮ ﺳﻠﻒ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺤﻀﺎري اﻟﻤﻮﻏﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺪم ﻟﺸﻌﺐ اﻻﻣﺎرات اﻟﻌﺮﻳﻖ ﺑﺘﺮاﺛﻪ واﻷﺻﻴﻞ ﺑﺘﺎرﻳﺨﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ واﻟﺪه ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ﻫﻮ أول ﻣﻦ وﺿﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻗﺪ ورث ﻫﺬا اﻟﺸﻲء ﻣﻦ واﻟﺪه وﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻨﻮال ﻗﻮﻻ وﻓﻌﻼ وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻻﻣﺎرات وﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث وﻛﺎن داﻋﻤﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن ﻟﻠﺘﺮاث وﻏﻴﺮﻫﺎ.ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ) :رﻛﻴﺰة اﻟﺘﺮاث( ﻳﺘﺒﺎﺷﺮ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻬﺘﻢ ودارس وﺑﺎﺣﺚ وﻣﺤﺐ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ.
58
ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اQﺻﻴﻞ
أن ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻛﺎن إﻧﺠﺎزات ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮاث ،وأﻫﻢ ﻣﺎ ﺣﺮص ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة وﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﻔﻘﻴﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻤﻴﻠﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪا ،وﻫﻲ دﻋﻢ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮاث ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺪرﻳﺐ أﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻃﻼب اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، وﻛﻞ ﻫﺬا ﻛﺎن ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ آﻟﻴﺎت ﺟﻤﻊ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺎدي وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺎدي ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،وﺗﻢ ﻃﺮح اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ وﻫﻲ ﻃﺒﻌﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات. وﻗﺘﻬﺎ ﺗﻢ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻌﺸﺮات ﻣﻦ اﻟﻄﻼب واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ، وأﻳﻀﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺟﺎﻣﻌﻴﻦ ﻣﻴﺪاﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮاث ،وﻣﻨﻬﻢ ﺗﻢ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث. وﻫﺬا ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،وﻛﺎن ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻘﺪم ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺮاث أن ﻳﻘﺪم. وﺗﺸﻴﺮ اﻟﺠﺎﺑﺮي ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ إﻟﻰ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻛﺎن ﻣﺤﻄﺔ ﺣﺮاك رﺋﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،وﻧﻔﺘﻘﺪ اﻟﻴﻮم ﻟﻬﺬا اﻟﺤﺮاك ﻛﻤﺎ ﻧﻔﺘﻘﺪ راﻋﻴﻪ ،وﻛﺎن اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺼﺪر إﺷﻌﺎع،
وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻟﺴﻤﻮه ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﻘﺪم ﻣﺠﻬﻮدا ً ﻛﺒﻴﺮا ً ﺟﺪا ً وﻫﻮ ﺳﺒﺎق ﻓﻴﻪ ،وﻫﻨﺎك اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ ،وﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻬﻢ أﻳﻀﺎ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺎدي وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺎدي ،وﻟﺘﻌﻮﻳﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺎرس ﺳﺎﺑﻘﺎ ،وﻛﺎن ﻳﺘﻢ ﺗﺪرﻳﺒﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ أن ﻫﻨﺎك اﻹﺻﺪارات اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﻣﺠﻼت وﻛﺘﺐ ﺑﺤﺜﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺟﻬﻮد ﻛﺒﻴﺮة ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺿﻴﻘﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺤﺘﺎج ﻟﻤﺴﺎﺣﺎت ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻴﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻴﻬﺎ .وأﻛﺪت اﻟﺠﺎﺑﺮي ﻋﻠﻰ أن أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث ﻋﻨﺪ اﻟﻔﻘﻴﺪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ وﻟﻴﺪة ﻟﺤﻈﺔ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻦ واﻟﺪه اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،وﻫﻮ واﻟﺪﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ،اﻟﺬي زرع ﻓﻴﻨﺎ ﺣﺐ اﻟﺘﺮاث وﺣﺐ اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﻮﻓﺎء ﻟﺬاك اﻟﺰﻣﻦ اﻷﺻﻴﻞ ،ﻛﻤﺎ زرع ﻓﻲ أوﻻده ﻣﺤﺒﺔ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﻌﻄﺎء، وﻫﺬا ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن داﺋﻤﺎ ﺣﻠﻘﺔ وﺻﻞ ﻣﻊ أﺑﻨﺎء ﺷﻌﺒﻬﻢ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أوﻻد زاﻳﺪ ﻻ ﻳﺪﺧﺮون أي ﺟﻬﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ أن ﻳﺼﻠﻮا إﻟﻰ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ، وأن ﻻ ﻳﻘﻄﻌﻮا ﻣﻊ ﻣﺎﺿﻴﻬﻢ .وﺣﻴﻦ ﻳﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺠﻴﻞ ﻣﻊ ﻣﺎﺿﻴﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ أرض ﺛﺎﺑﺘﺔ وﻳﺤﻘﻖ ﻣﻌﺎدﻟﺔ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻴﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ أﺻﻴﻠﺔ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻫﺬا اﻹﻧﺠﺎز ﻧﺸﻬﺪه اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﺑﻨﺎء دوﻟﺘﻨﺎ اﻹﻣﺎرات
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
57
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
د .ﻋﺎﻳٔﺸﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ
ﺷﻴﺨﺔ اﻟﺠﺎﺑﺮي
إﻳﻤﺎن اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ
ﺧﺎﻟﺪ اﻟﻈﻨﺤﺎﻧﻲ
ﻳﻌﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﺤﻔﻆ ذاﻛﺮة اﻹﻣﺎرات ﺗﻘﻮم ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﻮه ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻢ ﻷﺟﻴﺎل ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ واﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻓﻲ وﻳﺴﺎﻧﺪ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .وﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻳﺆﻛﺪ داﺋﻤﺎ ،وﻋﻦ اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن ﻟﺘﺪوﻳﻦ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻮﻃﻦ وﺗﺤﻮﻻﺗﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻀﻮره وﺗﻜﺮﻳﻤﻪ ﻟﻜﺒﺎر اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ،أﻧﻬﻢ ﺑﻬﺪف رﺻﺪ ﺗﻔﺎﻋﻼت اﻹﻧﺴﺎن اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻣﻊ ﺑﻴﺌﺘﻪ اﻟﻘﻮة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻛﺎﻟﺠﺒﻞ ﺷﺎﻣﺨﺔ ﻓﻲ وﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎت وﻋﻼﻗﺎت ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ أﻛﺜﺮ ﺗﺮاﺑﻄﺎ ووﻻء واﻧﺘﻤﺎء وﺗﺴﺎﻣﺤﺎً وﺟﻪ ﺗﺤﺪﻳﺎت اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ،وﻫﻢ ﻛﻨﻮز اﻟﻮﻃﻦ وﺣﻤﻠﺔ إرﺛﺔ اﻟﻌﺮﻳﻖ .ﻓﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻷﺧﺒﺎر اﻟﺘﻲ وﻣﺘﻌﺎوﻧﺎً وﻣﺴﺘﻌﺪا ً ﻟﻔﻌﻞ اﻟﺨﻴﺮ وﻣﺤﻔﺰا ﻋﻠﻰ ﺧﺰﻧﺘﻬﺎ ذاﻛﺮﺗﻬﻢ ﺑﻬﺎ اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﻤﺒﺎدئ واﻟﻘﻴﻢ ﺗﻘﺎﺳﻢ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ اﻟﺴﻠﻤﻲ .وﺑﻌﺪ د .ﻋﺎدل ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺣﻤﻴﺪ واﻷﻋﺮاف واﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ،وﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺎرف رﺣﻴﻞ ﺳﻤﻮه ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺑﺈﺟﻼل ﻛﻢ أﺛﺮت ﻣﺒﺎدراﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻲء ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺘﻌﺪدة ﻋﻠﻰ أﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎة ﻣﻘﺘﻨﻴﺎت اﻟﻤﻜﺘﺒﺎت وﻧﺸﺮت ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺑﻴﺌﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﺷﻌﺐ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺷﻜﻠﺖ ﻧﺒﺮاﺳﺎ ﻳﻬﺘﺪى وزوار اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ واﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻤﻌﻨﻮي واﻹرث ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .ﻛﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻳﺪرك ﺑﻌﻤﻖ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻋﻠﻮم اﻟﺼﺤﺮاء واﻟﺸﻌﺮ واﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺴﺒﺎﻗﺎت ﺗﺪوﻳﻦ وﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺤﻴﺔ وﺗﺴﺠﻴﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻟﺘﺒﻘﻰ ﺛﺎﺑﺘﺔ واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺤﻜﺎﻳﺎت وﻋﺎﻟﻢ اﻟﺒﺤﺎر وﻋﻠﻮم اﻟﻔﻠﻚ واﻟﻘﻀﺎء ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل .ﻟﺬا ﻓﻘﺪ ﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺠﻴﻞ وﺗﺪوﻳﻦ ﻣﺨﺰون ذاﻛﺮة اﻟﺮﻋﻴﻞ اﻷول ﻟﺮﺻﺪ »ﺣﻜﺎﻳﺔ وﻃﻦ« .وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻨﺴﻰ أن وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮ. ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻛﺎن ﺷﺎﻋﺮا ﻋﻜﺲ اﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ،ﻷن اﻟﺸﻌﺮ ﻫﻮ اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻤﺘﺤﺪث ﺑﻠﺴﺎن اﻟﺤﺎل وﺣﺎﻓﻆ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ وﻧﺎﻗﻞ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﺤﺮف اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻛﺎن ﻳﺪرك ﺳﻤﻮه أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎت اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻠﻌﻠﻢ وﻟﻤﺒﺪع اﻟﻘﻮل واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،وﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﺷﺎﻋﺮا ،ﻓﻘﺪ ﺗﺮك ﻟﻨﺎ إرﺛﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﺒﺎﻧﻲ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ – ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -أﺻﻴﻼ ،وﻛﻢ أﺗﺤﻒ اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺼﻮر ﺷﻌﺮاء ﻣﻦ أﺳﺮة آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺬي ﻗﺎل »ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎﺿﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺎﺿﺮ أو ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ« .ﻟﺬا ،اﻟﻜﺮام .وﻗﺪ ارﺗﻔﻊ ﻋﺪد اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻨﻮع ﻧﻈﻤﻬﻢ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﻓﺈن أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺗﺤﻔﻆ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮف اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺑﻘﺎء اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻨﺒﻄﻲ وإﺑﺪاﻋﻬﻢ ﺑﻪ. اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ أﺻﺎﻟﺔ اﻟﻤﻜﺎن ،ﻓﺎﻟﺤﺮف اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺸﻤﻞ ـ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻻ اﻟﺤﺼﺮ -اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﻔﻨﻲ وﻧﻤﺎذج ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﻛﺔ واﻟﻐﺰل واﻟﺪﺑﻎ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺨﻨﺎﺟﺮ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﻌﺼﻲ وﻏﻴﺮﻫﺎ ،وﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺗﻌﺰز ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻮﻃﻦ أﻣﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮة ﺷﻴﺨﺔ اﻟﺠﺎﺑﺮي ﻓﺘﺆﻛﺪ ﻗﺎﺋﻠﺔ :ﻛﻨﺖ إﺣﺪى اﻟﺒﺎﺣﺜﺎت ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷﺑﻨﺎء ،ﻓﻬﻢ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮون اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت وﻛﻴﻒ ﺗﺨﻄﺎﻫﺎ اﻷﺟﺪاد اﻟﻤﺘﺪرﺑﺎت ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻟﺔ وﺷﺠﺎﻋﺔ .وﻣﻦ اﻟﻤﺂﺛﺮ اﻟﺠﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﺳﻤﻮه ﺟﻤﻊ اﻟﻌﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﺎت واﻟﻤﺪرﺑﺎت اﻟﻤﺘﻌﺎوﻧﻪ ﻣﻌﻪ، اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ وﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺮاث -ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة .وﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ وذﻟﻚ ﻷن ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺴﺠﻴﻼت اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ واﻟﻤﺮﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮوﻳﺎت واﻷﺣﺪاث اﻟﻠﻪ وﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺗﻢ إﻧﺠﺎز اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷﺧﺒﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ وﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ وﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﻛﻤﺼﺪر ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﻬﺎ أي ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ .ﺑﻤﻌﻨﻰ 56
ﻓﻲ رﺛﺎء ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
وﻣﺪى ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮدي واﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ،وﻛﺬﻟﻚ دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﻮض واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت وﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ،وﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺪﺧﻴﻠﺔ واﻟﻈﻼﻣﻴﺔ ،وﺗﺒﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﻨﻮر اﻟﺤﺮاك اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻷﺻﻴﻞ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﺳﻤﻮه ﻳﻌﻤﺪ إﻟﻰ ﺟﻤﻊ وﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ ،وإﺣﻴﺎء اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﺤﺮف اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،وﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻷﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ ،واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ اﻟﻔﺬة ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻌﻜﺲ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺘﻰ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﺑﺼﻤﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺳﻤﺎء اﻹﺑﺪاع. ً ﻋﺎﻟﻴﺎ رﻓﻊ راﻳﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
وﺑﺪورﻫﺎ د .ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ أﻛﺪت ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وإﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث ﻗﺎﺋﻠﺔ :ﻛﺎن ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻳﺤﻤﻞ راﻳﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺎ ،وﺟﻌﻞ اﺳﻤﻪ ﻳﻘﺘﺮن ﺑﺤﻔﻆ اﻟﺘﺮاث واﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻣﺎ ﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻪ اﻷﺟﻴﺎل ﻋﻠﻰ ﺗﺮاب دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﻄﺎﻫﺮ. ﻛﺎن اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺟﻠﻴﺎ ،وﻗﺪ رﺻﺪﺗﻪ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻹﺻﺪارات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
55
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺻﻮن وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ
وﻓﻲ ﻟﻘﺎء اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﻈﻨﺤﺎﻧﻲ ،رﺋﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﻔﺠﻴﺮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻳﻘﻮل :ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺴﺎرة ﻛﺒﻴﺮة أن ﻧﻔﻘﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ، رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،وﻛﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ رﺟﻞ ﺗﺮاث ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز، ﻟﻪ إﻧﺠﺎزات ﻛﺒﻴﺮة ﻳﺼﻌﺐ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺻﻮن وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮه .ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ﻛﺎﺋﻨﺎ ﺣﻴﺎ ﻳﻨﻤﻮ وﻳﻜﺒﺮ ﻓﻲ وﺟﺪان اﻟﻨﺎس وﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ،وﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻪ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﻌﺎم .وأﻛﺪت ﻫﺬه اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ وأﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺗﻌﻤﻴﻖ روح اﻟﻮﻻء واﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﻮﻃﻦ واﻟﻘﻴﺎدة .وﻛﻢ ﻛﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ داﺋﻤﺔ إﻟﻰ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،وﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ، وﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﺘﺠﺪﻳﻒ وﻏﻴﺮﻫﺎ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﺑﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﺎﺿﻲ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد، واﺳﺘﺮﺟﺎع ذﻟﻚ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺠﻤﻴﻞ وﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﺮﺳﻴﺦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻟﺪى ﺟﻴﻞ اﻟﻴﻮم وﺻﻘﻠﻬﺎ وﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ وﺣﻴﺎﺗﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻋﺪاد اﻟﻨﺶء وﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ دورﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻤﻌﺎرف ﺑﺼﻮرة ﺳﻠﺴﺔ وﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل .وﺳﻮف ﺗﺒﻘﻰ ذﻛﺮى ﻓﻘﻴﺪ اﻹﻣﺎرات ﺣﻴﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻧﺤﻴﻲ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺘﻤﻴﺰة اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﻓﻲ ﺟﻤﻊ اﻟﺘﺮاث واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻪ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ،ودوره ﻓﻲ اﻟﻨﻬﻮض ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻨﺸﺮ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ وإﺛﺮاء اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻹﺻﺪارات اﻟﺠﺎدة .واﻟﺠﺪﻳﺮ ذﻛﺮه أن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻛﺎن ﺷﺎﻋﺮا ﻳﻤﻠﻚ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، وﻳﻤﺎرس اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺼﺪق ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ،وﻛﺎن ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻰ واﻟﺪه اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه. ﻧﻘﻞ اﻟﺘﺮاث ﻟﺠﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب
وﺗﻘﻮل اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ إﻳﻤﺎن اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ :رﺣﻴﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺗﺮك ﺣﺴﺮة ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ .إن اﻟﻘﻠﻢ ﻟﻴﻌﺠﺰ ﻋﻦ وﺻﻒ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت ،وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻨﺴﻰ دوره اﻟﻤﺘﻤﻴﺰ ﻓﻲ إﺑﺮاز ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻛﻬﻮﻳﺔ وﻃﻨﻴﺔ أﺻﻴﻠﺔ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﺒﺎر اﻟﺰﻣﻦ ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺑﺼﻮرة ﺻﺤﻴﺤﺔ ،وذﻟﻚ ﺗﺄﻛﻴﺪا ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺘﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺻﻴﻞ اﻟﺘﺮاث واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺠﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻨﺎﺷﺌﻴﻦ .ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺟﻌﻞ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ أﺛﺮﻫﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ
54
ﻓﻲ رﺛﺎء ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
وﺗﺎﺑﻊ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻗﺎﺋﻼ :إن ﻫﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﺮاث اﻷﺻﻴﻞ ﺳﻴﻈﻞ ﺣﻴﺎ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ وﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺠﺎﻻت .ﻛﻤﺎ أن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻛﺎن ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻛﻞ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺑﻴﻦ ﻣﺰاﻳﻨﺔ اﻹﺑﻞ وﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻤﺤﺎﻟﺐ واﻟﺴﻠﻮﻗﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﻮق اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻟﻴﺎﻟﻲ ﺳﻮﻳﺤﺎن واﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ اﻵﻻف ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ ﻫﺬه اﻷﻟﻮان اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،واﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮا ﻧﺤﻮ أﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻣﻊ أﺟﻮاء اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺠﻤﻴﻞ وﻋﺒﻘﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻷﺧﺎذ .وﻛﻢ ﻛﺎن ﺳﻤﻮه ﺣﺮﻳﺼﺎ ﺧﻼل ﻛﻞ ﻟﻘﺎء أو ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺆﻛﺪ دور اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺤﻀﺎري واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ وﺗﺮﺳﻴﺦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺤﻮار .وأﺷﺎر ﺣﻤﻴﺪ إﻟﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﺴﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن وأﻫﺪاﻓﻬﺎ وﻓﻮاﺋﺪﻫﺎ ﻟﻠﺘﺮاث ﻗﺎﺋﻼ :ﻳﻌﺪ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن أداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻧﺸﻄﺘﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺿﺮات وﻧﺪوات وإﺻﺪارات وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ .وﺟﺎءت ﻓﻜﺮة إﻧﺸﺎﺋﻪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺗﻪ ورؤﻳ ِﺘﻪ ﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ واﻷ ﱠﻣﺘﻴﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ أﻫﻢ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ،وأﺳﺎس اﻟﻬﻮِﻳﺔ واﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻧﺸﺊ ﻣﻜﺘﺐ ﺷﺆون اﻹﻋﻼم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻟﺬﻟﻚ أُ َ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻲ أﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎم ،2003ﺛﻢ أُﻋﻴﺪت ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ »ﻣﺮﻛﺰ َﺘﺠﺴﺪ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم« .وﺗ ﱠ رؤﻳ ُﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻟﺪى اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﻊ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻹرث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﺤﻀﺎري ﻟﻠﺪوﻟﺔ وﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﺑﻬﺪف ﺑﻨﺎء ﻣﺠﺘﻤﻊٍ ﻋﺼﺮي ﻣﺘﻘﺪم وﻣﻨﻔﺘﺢ وﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع واﻻﺑﺘﻜﺎر.
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
53
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻓﻲ رﺛﺎء ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻛﺘﺎب وﻣﺒﺪﻋﻮن :رَ َﻓﻊ راﻳﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﺎﻟ ًﻴﺎ اﺳﺘﻄﻼع -ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻄﻔﺔ
رﺣﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻟﻜﻦ أﻳﺎدﻳﻪ اﻟﺒﻴﻀﺎء وأﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﻤﺠﻴﺪة ﺳﻮف ﺗﻈﻞ ﺣﺎﺿﺮة ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث .وﻗﺪ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻣﺠﻠﺔ "ﺗﺮاث" إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ واﻷدﺑﺎء ﻟﻴﺘﺤﺪﺛﻮا ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﻵﺛﺎر اﻟﺠﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ اﻟﻔﻘﻴﺪ ﻟﺘﺒﻘﻰ ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮﻃﻦ وذاﻛﺮة أﺑﻨﺎﺋﻪ ،ﺗﺤﻴﻲ ذﻛﺮاه وﺗﺸﻴﺪ ﺑﺂﺛﺎره أﻣﺎم اﻷﺟﻴﺎل .وﺣﻮل ﺟﻬﻮد اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻓﻲ رﻋﺎﻳﺔ ﻛﻨﻮز اﻟﺘﺮاث. ﻳﻘﻮل اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﺎدل ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺣﻤﻴﺪ :اﻷﻳﺎدي اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻣﻤﺪودة وداﻋﻤﺔ ﻟﻪ وأﻣﻴﻨﺔ وﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث، 52
ﻓﻲ رﺛﺎء ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
وداﺋﻤﺎ ﻣﻮاﻗﻔﻪ ﺗﺘﺮﺟﻢ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ واﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ، ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﻮروث وﻧﻘﻠﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل ﺑﻜﻞ أﻣﺎﻧﺔ ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ رؤﻳﺔ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ،ﺑﺄن ﺗﻜﻮن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﺼﺎف اﻟﺪول اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت ﻛﺎﻓﺔ .وأﺿﺎف ﺣﻤﻴﺪ :أن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻛﺎن ﻳﺮى أن إﻗﺒﺎل أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺸﺒﺎب وﺻﻐﺎر اﻟﺴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎء رﻳﺎﺿﺎﺗﻨﺎ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ أﻣﺮ ﻳﺒﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ،وﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺴﻜﻬﻢ ﺑﺘﺮاﺛﻬﻢ اﻟﻌﺮﻳﻖ وﺳﻂ أﻣﻮاج اﻟﺤﺪاﺛﺔ ،وﻫﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﺤﺘﺬون ﺑﻮاﻟﺪ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ،وﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻤﺨﻠﺺ اﻷﻣﻴﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ.
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
51
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ إﻓﺴﺎح اﻟﻤﺠﺎل أﻣﺎم ﺻﻘﻞ ﻣﻬﺎرات اﻟﻤﻠﺘﺤﻘﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻓﺮﺳﺎﻧًﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻘﺪرة ،ﺣﻴﺚ ﺗ ُﺘﺎح ﻟﻠﻤﺸﺎرك ﻓﺮﺻﺔ اﻟﻨﻬﻮض ﺑﻤﺴﺘﻮاه اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺪ ﱡرج ﻓﻲ ﺳﻠﻢ اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ ،ﺗﺒ ًﻌﺎ ﻟﻠﻔﺌﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ .ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺘﺸﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻹدارة اﻷﻧﺸﻄﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺤﻈﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﺑﻤﺮﻛﺰﻳﻦ ،أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻠﺸﺒﺎب وآﺧﺮ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎت ،وﺗﻮاﺻﻞ ﻓﺮوع اﻟﻨﺎدي ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﺛﺒﺔ واﻟﺴﻤﺤﺔ واﻟﻌﺎﺻﻤﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺎم ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،وﺻﻴﻠﻒ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ وﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺜﺮﻳﺎ ،وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ .وﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺟﻤﻴﻞ ﺻﻨﻴﻌﻪ أن ﺗﻜ ﱠﺮم ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ ﻹﻗﺎﻣﺔ وﺗﺸﻴﻴﺪ ﻗﺮﻳﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺗُﺤﺎﻛَﻰ ﻓﻴﻬﺎ أﻧﻤﺎط اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ إﻣﺎرات ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻔﻂ ،واﻓﺘﺘﺤﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،2001ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ زاﺋﺮﻫﺎ اﻟﺘﻌ ﱡﺮف ُﺮب ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻮف وأﻟﻮان ﻣﻜﺎﺑﺪة اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻟﻈﺮوف اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻦ ﻗ ٍ ﻋﺎش ﻓﻴﻬﺎ ،ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮﻳﺔ أم ﺑﺤﺮﻳﺔ ،ﻓﻬﻨﺎك اﻟﻴﺎزرة اﻟﺘﻲ ﻳُﺴﻘﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﺰرع ،وإﻟﻰ ﺟﻮارﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﻘﻒ اﻟﺴﻮق اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺷﺎﻣﺨًﺎ وﻣﺘﻬﻠﻞ اﻷﺳﺎرﻳﺮ ،وﻫﻮ ﻳﻌﺮض ﺻﻮ ًرا ﺣ ﱠﻴ ًﺔ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﻮف واﻟﺨﻨﺎﺟﺮ واﻟﺸﻮت ،وﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ أﻗﻤﺸﺔ وﻣﻼﺑﺲ. ﻛﻤﺎ اﺗﺴﻌﺖ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﻣﺘﺤﻒ اﻟﺴﺎﻣﺎن ،ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻮﻳﻪ ﻣﻦ أﺳﻠﺤﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ اﻟﺤﺴﻦ واﻟﺒﻬﺎء ،وﺻﺎرت اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ِﻗ ْﺒﻠَ َﺔ اﻟﻐﺎدﻳﻦ إﻟﻰ أﺑﻮﻇﺒﻲ .ﺗﻨﻔﺮد ﻫﺪه اﻟﻠﺆﻟﺆة اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﺮﺳﻢ ﻟﻮﺣ ًﺔ ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻮرﻧﻴﺶ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻫﻲ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﻗﺒﺎﻟﺔ أﺟﻤﻞ ﻛﻮرﻧﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺰف اﻹﻣﺎرت ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻤﻮاءﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﺶ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﻧﺠﺎﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﻻﻗﺖ اﺳﺘﺤﺴﺎﻧًﺎ ﻟﻤﻮاﻛﺒﺘﻬﺎ ﻟﻸﺣﺪاث ،وﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﺤﺎﺿﺮ ،وأﺣﻼم اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﻼﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت .ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺒﺸﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺼﺎدر اﻟﺒﺤﻮث ﻗﻞ أن اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺒﺤﺜﻲ ،وﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ،ﱠ اﻟﻮﻋﺎء اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻟﻠﻤﻮروث اﻟﺸﻔﻬﻲ واﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ.. ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﻧﻈﻴﺮ؛ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺘﻮﻳﻪ ﻣﻦ دورﻳﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ وﻣﺮاﺟﻊ ﻗ ﱢﻴﻤﺔ. ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث را َع اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺗﻬﺎوي اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ ﺑﺘﺴﺎﻗُﻂ ﻛﺒﺎر اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﺳﻨﺎﺑﻚ اﻷﻣﺮاض وﺧﻄﻒ اﻟﻤﻨﺎﻳﺎ؛ ﻓﻘﺎم ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﻠﺤﺎق ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻠﺤﺎق ﺑﻪ ﻟِﻠَ ﱢﻢ ﺷَ َﻌﺚ اﻟﻤﻮروث ِﻏﺮاس آﺗﺖ أﻛﻠﻬﺎ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺷﻌ ًﺮا ﻧﺒﻄﻴٍّﺎ أو ﺗﺪوﻳ ًﻨﺎ ﻟﺮﺳﻮم اﻟﺤﻴﺎة وأﻧﻤﺎﻃﻬﺎ وﺑﻤﻌﻴﺘﻪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﺳﺎر اﻟﻨﺎدي ﻳﺤﺚﱡ اﻟﺨﻄﻰ وﻳﺤﺼﺪ اﻟﺠﻮاﺋﺰ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ أﺑﺮز اﻷﺣﺪاث واﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .وﻫﻜﺬا ﺟﺎء إﻧﺸﺎء اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى ،ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﺬﻫﺐ ﺳﻨﻮات اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ واﻟﺒﻨﺎء ﻋﺒﺜًﺎ، اﻟﺤﺎرس اﻷﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ،ﺑﻞ ﺗﻢ ﺗﺘﻮﻳﺠﻬﺎ ﺑﺠﺎﺋﺰة اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﻟﻴﻜﻮن َ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ إﻣﺎﻃﺔ اﻟﻠﺜﺎم ﻋﻦ رواﺋﻊ اﻟﺘﺮاث ) 2018ﻓﺌﺔ أﻓﻀﻞ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت َﺻ ْﻮﻧًﺎ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ( ،وﻛﺬﻟﻚ ﺟﺎﺋﺰة ﺑ ِِﺸ ﱠﻘ ْﻴﻪ :اﻟﻤﺎدي واﻟﻤﻌﻨﻮيً ، اﻟﻌﺮﺑﻲ .وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﺪاﺛﺔ اﻟﻌﻤﺮ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ ،إﻻ أﻧﻪ ﻗﺎم ﺣﻤﺪان ﺑﻦ راﺷﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم ﻓﻲ دورﺗﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎم ) 2019ﻓﺌﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﺑﺈﺗﺤﺎف اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻨﻔﺎﺋﺲ اﻟﺘﺮاث ،اﻟﺘﻲ ﻣﻦ أﺑﺮزﻫﺎ دﻳﻮان اﺑﻦ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ( ،ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن ﺣﺎز اﻟﻨﺎدي ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة »ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﺘﻴﻖ و اﻟﻤﺎﺟﺪي ﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ ،ودﻳﻮان اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،اﻟﻌﺎم اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ« ﻓﻲ اﻟﺪورة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة ﻟﺠﺎﺋﺰة اﻟﻌﻮﻳﺲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ،ودﻳﻮان اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ .ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻻﺑﺘﻜﺎر اﻟﻌﻠﻤﻲ ،2005 ،اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﻧﺪوة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻤﺮﻛﺰ أن ﻳﻘﻒ ﺑﺜﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺘﺮك اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻌﻠﻮم ﻓﻲ دﺑﻲ * ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات 50
اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺮﻳﺎدة ﻓﻲ ﺻﻮن اﻟﺘﺮاث وﺣﻔﻈﻪ
اﻟﺨﻠﻴﺞ وﺿﻔﺎﻓﻪ ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺼﺎد أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ ،ﺣﻴﺚ اﺷﺘﻬﺮت ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻐﺎﺻﺎت وﻫﻴﺮاﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ِﻗ ْﺒﻠَﺔ اﻟﻐﻮص اﻟﻜﺒﻴﺮ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺼ ًﺪا ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات ﻟﻤﺎ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻴﺪ اﻟﻶﻟﺊ وأﺛﻤﻨﻬﺎ، ﻓﻜﺎن أن ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴﺔ واﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ إﺻﺪار اﻷﻃﻠﺲ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻷﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻳُ َﻌ ﱡﺪ ﻫﺬا اﻷﻃﻠﺲ ﻣﺮﺟ ًﻌﺎ ﻗَ ﱢﻴ ًﻤﺎ ﻟﻜﻞ َﻣﻦ أراد اﻟﺘﻌ ﱡﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاع اﻷﺳﻤﺎك اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻮاﺣﻞ أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺟﺰرﻫﺎ ،وﻗﺪ اﺳﺘﻠﺰم إﺧﺮاﺟﻪ اﺳﺘﻨﻔﺎر اﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ،وإزﺟﺎء ﺑﻀﻊ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ أﻃﻘﻢ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ واﻟﻤﺼ ﱢﻮرﻳﻦ ﱢ ﺳﻨﻴﻦ ﻟﻴﺨﺮج ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺤﻠﺔ اﻟﻘﺸﻴﺒﺔ اﻟﻤﻮﺷﱠ َﺤﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺼﻮر اﻟﺒﺎﻫﺮة. ﻛﻤﺎ اﻧﺘﻬﺞ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻧﻬﺞ واﻟﺪه -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻓﻲ دﻋﻢ ﺗﺮاث اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﺳﺘﻠﻬﺎم ﻋﺒﻖ اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺮاث ﻗﺮﻳﺒً ﺎ ﻣﻦ أﻫﻠﻪ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎنٍ ﻧﺒﻴﻠﺔ ،ﺗﻌﺒﱢﺮ ﺑﺼﺪق ﻋﻦ ﺗﻌﻠﱡﻖ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺣﺮص اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة أن ﻳﻜﻮن ﻟﻠﻨﺎدي ﻓﺮوﻋﻪ ﺑﺘﺮاﺛﻪ وﻫﻮﻳﺘﻪ ،وﻣﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﱢﻤﻬﺎ اﻟﻨﺎدي :اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻸﺑﻨﺎء اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﺮﺻﺔ اﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ أﻧﺸﻄﺔ اﻟﻨﺎدي اﻟﺪورﻳﺔ؛ ﻓﺘﻢ إﻧﺸﺎء ﻗﺮﻳﺔ »ﺑﻮ ذﻳﺐ« ﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﻘﺪرة ،واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗَﺄْ ُل ﺟﻬ ًﺪا ﺳﺒﺎق اﻟﻀﺒﻌﻴﺔ ،اﻟﺬي ﺣﻈﻲ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﺳﻨﻮات.
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
49
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري إﻋﻤﺎل اﻟﻔﻜﺮ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ اﻻﻧﺪﺛﺎر؛ ﻓﻜﺎن أن اﻫﺘﺪى -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -إﻟﻰ ﻓﻜﺮة اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻜ ﱢﻮن ﺗﺮاﺛﻲ ،ﻓﺘﻌ ﱠﺪدت ﺗﺠﻠﻴﺎت ﻫﺬا اﻟﻔﻜﺮ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات.. ﻣﺨﺘﺰل اﻟﺘﺮاث وﻣﺴﺘﻮدع اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺻﻴﻠﺔ
ﻛﺎن ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﻳُﻤﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ أن ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻠﺠﺎﻣﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻐﻴﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ،اﻟﻤﺸﻬﻮد ﻟﻪ ﺑﺼﺪق اﻟﺘﻮ ﱡﺟﻪ واﻹﺧﻼص ،ﻓﻌﻠﻰ
48
اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺮﻳﺎدة ﻓﻲ ﺻﻮن اﻟﺘﺮاث وﺣﻔﻈﻪ
َﻫ ْﺪ ٍي ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﺣﻘﱠﻖ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﺟﻤﻠ ًﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎزات ،ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻬﻴﻜﻠﻲ ﻟﻠﻨﺎدي ،أو اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻷﻓﻘﻲ اﻟﺘﻄ ﱡﻮر اﻟﻜﻤﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ أﻧﺸﻄﺔ اﻟﻨﺎديً ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﱡ ﻟﻔﺮوع وإدارات ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻓﻘﺪ اﻧﺘﻘﻞ اﻟﻨﺎدي ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﺰوراق اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ ،إﻟﻰ ﻣﻈﻠﱠﺔ ﺗﻨﺪرج ً ﺗﺤﺘﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿَ ﱢﻢ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺮاث إﻟﻰ اﻟﻨﺎدي ،ﺑﻤﺎ ﺗﺘﻀ ﱠﻤﻨﻪ ﻣﻦ ُد ﱟر ﺗﺮاﺛﻲ ﻣﻜﻨﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺪوﻳﻦ اﻟﺸﻔﻬﻲ ،ﻛﻤﺎ اﻣﺘﺪ ﻧﺸﺎط اﻟﻨﺎدي ﻟﻴﺸﻤﻞ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻛﺎﻟﺰوراق اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .واﻟﺘﻔﺖ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﻓﻈﻞ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻀﻞ ﺷﻄﺂن زﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن إﻟﻰ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺒﺤﺮ وﺻﻮﻟﺘﻪ ،ﱠ
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﻟﻴﺪ اﻟﺼﺪﻓﺔ أن ﻳﺘﻢ ﺗﺰﻛﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -رﺣﻤﻪ ا - mﻟﻴﻜﻮن رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ 2015؛ َ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻧﻬﻞ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ذاك واﻟﺪه اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن وﺗﺸﺮب ﻣﻨﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺗﺖ ﻓﻜ ًﺮا آل ﻧﻬﻴﺎن، ﱠ ﻣﺆﺻ ًﻠﺎ ﻓﻲ وﺟﺪاﻧﻪ ،ﻻ ﺗﺒﺎرﺣﻪ وﻻ ﻳﺤﻴﺪ ﱠ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﺒﻴﻠﺎً ﻳﻘﻮل اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﺴﺘﺬﻛ ًﺮا ﻣﺂﺛﺮ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ» :إن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻗﺎﺋﺪ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ،ورﻣﺰ ﺷﺎﻣﺦ ،وﻫﻮ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﻷﺟﻴﺎل.«...ﻟﺬا؛ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺴﺎغ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺮﺑﱠﻰ ﺗﻘﺼﻲ أﺛﺮ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ اﻟﻌﺎدات اﻷﺻﻴﻠﺔ أن ﻳﺮى ﻫﺮوﻟﺔ أﺑﻨﺎء اﻟﺒﻼد إﻟﻰ ﱢ ﻧﻤﻂ اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻣﻦ دون أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻫﺬا؛ ﻓﻜﺎن ﻻ ﺑُ ﱠﺪ ﻣﻦ وﻗﻔﺔ ﻣﻊ اﻟﺬات ،واﻟﺼﺪوع ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ ﻣﺎ اﻋﺘﻤﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮات و ﺗﻄﺎﻳﺮ ﺷ ﱡﺮه ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﻛﺎدت أن ﺗﻌﺼﻒ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻟﻮﻻ ﻟﻄﻒ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺬي ﻗ ﱠﻴﺾ ﻟﻬﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺼﻤﺪ ﻓﻲ وﺟﻪ ﺣﻤﻼت اﻟﺘﻐﺮﻳﺐ اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
وﻧﻤﻂ اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﻐﻒ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺎﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﻤﻮروث اﻟﻤﺤﻠﻲ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ذي ﻟﺐ؛ ﻓﻬﻮ َﻣﻦ َو ِﺳ َﻊ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻄﺎﻟﻌ ًﺔ وﻗﺮاءة ،ﺣﺘﻰ ﻟ ُﻴ َﺨ ﱠﻴﻞ ﻟﻤﻦ ﺗﺘﺎح ﻟﻪ ﺣﻈﻮة اﻟﺘﺪاول اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻨﻘﺎش اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ أﻧﻪ أﻣﺎم َﻋﻠَﻢٍ ﻣﻦ أﻋﻼم اﻟﺘﺮاث .وﻗﺪ أﺛﻤﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ إﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻣﻨﺎص ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث ﻟﻠﻨﺠﺎة ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺮاﺛﻦ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻜﻞ اﻟﺘﺮاثُ َ ﻃﻮق اﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﺬوﺑﺎن ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻮل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ -وﺑﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎنٍ -ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻳﺤﻤﻲ اﻟﻤﻜ ﱢﻮ َن واﻟﻨﺴﻴﺞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻫﻞ واﻻﻧﺤﻼل؛ ﻣ ﱠﻤﺎ ﻳﺤﻔﻆ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
47
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺮﻳﺎدة ﻓﻲ ﺻﻮن اﻟﺘﺮاث وﺣﻔﻈﻪ د .ﺣﻤﺪان راﺷﺪ اﻟﺪرﻋﻲ
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﻟﻴﺪ اﻟﺼﺪﻓﺔ أن ﻳﺘﻢ ﺗﺰﻛﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻟﻴﻜﻮن رﺟﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ 2015؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ذاك َ ﻧﻬﻞ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ واﻟﺪه اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،وﺗﺸ ﱠﺮب ﻣﻨﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﺆﺻ ًﻼ ﻓﻲ وﺟﺪاﻧﻪ ،ﻻ ﺗﺒﺎرﺣﻪ وﻻ ﻳﺤﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻜ ًﺮا ﱠ ً ﺳﺒﻴﻼ ،وﻗﺪﻳ ًﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﺮب: وﻳﻨﺸﺄ ﻧﺎﺷــــــــﺊ اﻟﻔﺘﻴﺎن ﻓﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣـــــﺎ ﻛﺎن َﻋ ﱠﻮده أﺑـــــﻮه وﺑﺎﻛﺘﻨﺎﻓﻪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻟﻤﻠﻒ اﻟﺘﺮاث ،ﻛﺎن ﻛﻤﻦ ﻣﺢ ﺑﺎرﻳﻬﺎ؛ ﻓﻬﻮ اﻟﺬي أﻋﻄﻰ اﻟﻔﺮس ﻓﺎرﺳﻬﺎ ،واﻟ ﱡﺮ َ َ ﺗﺸﺨﱠﺼﺖ ﻓﻴﻪ اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻠﻴﺪة؛ ﻓﻘﺪ راﻓﻖ واﻟﺪه -اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ -ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﺮ ،ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف اﻟﺒﻴﺌﺎت واﻷزﻣﻨﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺘﺤﻀﱢ ﺮ ،اﻟﺬي ﺑﺎت ﺷﻴ ًﺌﺎ ﻓﺸﻴ ًﺌﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪً ا ﻋﻦ رﻛﺎب اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ،ﺣﻴﺚ أﻓﺴﺢ اﻗﺘﺼﺎد ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻔﻂ ﻇﻬﻮ َر أﻧﻤﺎط ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮة ﻋﻦ ﺗﻠﻜﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺂﻟﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷﺟﺪاد ،ﻓﻘﺪ اﻣﺘﺪﱠ ت ﺷﻄﺂن ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ،واﻛﺘﺴﺤﺖ أﻃﻼل اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺘﻠﻴﺪ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻇﻮاﻫﺮ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؛ ﻛﺎﻟﻤﻘﻴﺾ ﻓﻲ اﻟﻮاﺣﺎت ،واﻟﻐﻮص ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ اﻟﻠﺆﻟﺆ اﻟﻤﻜﻨﻮن. وأﺳﻬﻢ ذﻟﻚ ﻓﻲ أن ﻳُﻮﻟﻲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮ َ اث أﻫﻤﻴ ًﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ﻓﻘﺎل» :ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﱠأﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﻣﺎﺿﻴﻪ وأﺳﻼﻓﻪ :ﻛﻴﻒ ﻋﺎﺷﻮا ،وﻋﻠﻰ ﻣﺎذا اﻋﺘﻤﺪوا أﺣﺲ اﻟﻨﺎس ﺑﻤﺎﺿﻴﻬﻢ أﻛﺜﺮ، ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ...وﻛﻠﻤﺎ ﱠ وﻋﺮﻓﻮا ﺗﺮاﺛﻬﻢ؛ أﺻﺒﺤﻮا أﻛﺜﺮ اﻫﺘﻤﺎ ًﻣﺎ ﺑﺒﻼدﻫﻢ، وأﻛﺜﺮ اﺳﺘﻌﺪادًا ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ«.
46
اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺮﻳﺎدة ﻓﻲ ﺻﻮن اﻟﺘﺮاث وﺣﻔﻈﻪ
ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ ،وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻠﻘﺎءات واﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ، وﻧﺸﺮ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﻜﺘﺐ واﻟﺪراﺳﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺨﻠﻴﺞ .ﻓﻀﻤﻦ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر وﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ورﻋﺎﻳﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻨﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻧﻈﻢ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎءات اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ وﺗﺮاث دول اﻟﺨﻠﻴﺞ ،وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ اﻷول ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻔﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ 23 - 21 ﻣﺎرس ،1999وﻗﺪ ﺟﺎء ﻫﺬا اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ﻛﺄﺣﺪ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪﻫﺎ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﺘﺮاث اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺠﺎدة وﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ودﻋﻢ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﺣﻴﺚ أﻛﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣﻢ اﻟﺤﻴﺔ واﻟﻨﺎﻫﻀﺔ ﺗﺴﺘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ وﺗﺮاﺛﻬﺎ ﺻﻮرﺗﻬﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮة وﻣﻘﻮﻣﺎت ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ،وﺗﺰداد ﺣﺮﺻﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﺮاءة ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ وﺗﺄﻛﻴﺪ ﺳﻤﺎت ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ .وﺟﺎء اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻧﻈﻤﻪ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﺿﻤﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻓﻲ أﻋﻤﺎل ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات واﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ 28 - 26ﻣﺎرس ﻋﺎم ،2000ﻟﻴﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻧﻔﺘﺎﺣﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻤﻤﺎﺛﻠﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻓﻲ دول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون وﺗﻮاﺻﻼً ﻣﻌﻬﺎ ،وﺗﺄﺻﻴﻼً ﻟﻮﺷﺎﺋﺞ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺪم اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ وﻳﻘﺪﻣﻪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺻﻮرة ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺤﻀﺎري اﻟﻤﺘﻘﺪم ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ .وﻗﺪ اﺳﺘﻀﺎف اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﻼل ﻣﻮاﺳﻤﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻓﺘﺴﺠﻞ ذاﻛﺮة اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺣﻀﻮر اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت وﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻻ اﻟﺤﺼﺮ ،ﺳﻌﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮرة اﻟﺸﻴﺨﺔ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ اﻟﺼﺒﺎح رﺋﻴﺴﺔ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ،وﻣﻌﺎﻟﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻓﻬﺪ اﻟﺴﻤﺎري أﻣﻴﻦ ﻋﺎم دارة اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ،واﻷﻣﻴﻦ اﻟﻌﺎم ﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﺒﺤﻮث ﻟﺪول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ، واﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻠﻲ أﺑﺎ ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺎﺋﺐ اﻷﻣﻴﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻴﻦ واﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى دول اﻟﺨﻠﻴﺞ. وﻗﺪ آﻣﻦ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺻﺪارات اﻟﻜﺘﺐ واﻟﺪراﺳﺎت ﺣﻮل ذﻟﻚ ،وﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ أﺻﺪر اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ،وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ ﻛﺘﺎب »اﻟﻐﺰو اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ﻟﻠﺠﻨﻮب اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺨﻠﻴﺞ« ،وﻛﺘﺎب »ﻣﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« ،وﻛﺘﺎب »اﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ«،
وﻛﺘﺎب »ﻣﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺨﻠﻴﺞ واﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« ،وﻛﺘﺎب »ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ اﻷرﺷﻴﻒ اﻟﻤﺼﺮي ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺨﻠﻴﺞ وﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« ،وﻛﺘﺎب »ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻠﺆﻟﺆ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ«. وﻗﺪ اﻣﺘﺪ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ وﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻴﺸﻤﻞ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ، وﻗﺪ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ إﺻﺪار اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ دواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ ﻟﻜﺒﺎر ﺷﻌﺮاء اﻟﺨﻠﻴﺞ ،وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻫﻢ ﺗﻠﻚ اﻹﺻﺪارات اﻷدﺑﻴﺔ دﻳﻮان اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺨﻀﺮم اﻟﻜﻮﻳﺘﻲ ﺟﺰاء اﻟﺤﺮﺑﻲ ،ودﻳﻮان اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻒ ﺑﻦ ﻋﻮن اﻟﻌﺘﻴﺒﻲ ،واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻨﺪر ﺑﻦ ﺳﺮور. وﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻷدﺑﻲ وإﻧﺎ اﻣﺘﺪ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺣﻀﻮرﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﺣﻴﺚ أﻛﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻮﻟﻪ» :ﻳﺴﺘﻘﻄﺐ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ دول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون و ﻳﻤﺜﻞ ﻫﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﻧﺠﺎﺣﺎً وﺗﻤﻴﺰا ً ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎن،«. ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺎرك اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﻮن ﻓﻲ ﻣﺰاﻳﻨﺎت اﻹﺑﻞ واﻟﻤﺤﺎﻟﺐ واﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎم ﺿﻤﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،وﻳﺴﺠﻞ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﻮن ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن ﺣﻀﻮرا ً اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً وﺗﺮاﺛﻴﺎً ﻣﻤﻴﺰا ً ﻳﻀﺎف إﻟﻰ رﺻﻴﺪ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن * ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
45
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﻤﻨﺼﻮري
آﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت وﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻣﺆﻣﻨﺎً ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻮﺷﺎﺋﺞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ ووﺣﺪة اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻠﻐﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﻨﺴﺐ واﻟﺠﺬور اﻟﻮاﺣﺪة ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ واﻟﻌﺎﺋﻼت واﻟﺠﻮار ﺑﺎﻟﺤﺪود اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﺸﺘﺮك، ﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻮﺷﺎﺋﺞ وﻫﻮ اﺑﻦ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺬي ﺗﻘﺪم اﻟﺼﻔﻮف ودﻋﺎ إﺧﻮاﻧﻪ ﻗﺎدة دول اﻟﺨﻠﻴﺞ إﻟﻰ ﺟﻤﻊ اﻟﺸﻤﻞ ،ﻓﻐﺪا أﺣﺪ رواد اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ،و أﺣﺪ ﻣﺆﺳﺴﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ اﻟﻤﺸﺘﺮك اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون ﻟﺪول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﺬي ﺷﻬﺪت أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ وﻻدﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم .1981 44
اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
وﻗﺪ ﺗﺮﺟﻢ – رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -رؤﻳﺘﻪ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ .ﻓﻤﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺬي ﺗﻐﻴﺮ اﺳﻤﻪ ﻻﺣﻘﺎً ﻓﻲ ﻋﺎم 2010إﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،أﻳﻘﻮﻧﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،ﺗﺒﻨﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدرات واﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ اﻟﻤﺸﺘﺮك ،وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ اﻧﻀﻤﺎﻣﻪ إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﺒﺤﻮث ﻟﺪول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ،واﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻪ أﺣﺪ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻓﻲ ﻋﺎم ،2005ﻓﻲ ﻣﻘﺮه ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻷﺻﺎﻟﺔ ،وﻗﺪ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺨﻴﺮ ﺧﺒﺮاﺗﻪ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺪراﺳﺎت واﻷﺑﺤﺎث وﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻷﻋﻀﺎء اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﺪراﺳﺎت ﺑﺪول
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
43
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻣﺎ ﻳﺜﻤﺮ اﻟﻤﻌﺮوف ﻓــــﻲ ﻧﺎﻛﺮ اﻟﺨـــــﻴﺮ ٍ وﺷﺨﺺ ﻣﺼﻠﻲ وﻻ ﻳﺴــــــــﺘﻮي ﻋﺎﺻﻲ أﻧﺎ ﺣﻤﻠﺖ اﻟﻤﺴﻚ وﻫﻮ ﻳﻨﻔــــــﺦ اﻟﻜﻴﺮ واﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﺜــــــــــــﺮ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻣﻠﻲ ﻣﺎ ﻓﺎد ﻓــــــــــــﻲ ﻛﺴﺮ اﻟﺨﻮاﻃﺮ ﺗﺠ ّﺒﻴﺮ ﻣﺎدام ﻣﻨﺴـــــﻮب اﻟﻬﻮا ﻳﻀﻤــــــــﺤﻠﻲ وﺧﻠّﻲ ﺧﻠــــــﻒ ﻣﻤﺸﺎه ﻣﺎ واﻓﻖ اﻟﺴﻴﺮ ﻳﺒﻐﻲ أراوﻳـــــــــــــــﻪ اﻧﻜﺴﺎري وذﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﺪري أﻧﻲ ﻧﺴﻞ ﻧﺎس ﻣﻨــــــــــــﺎﻋﻴﺮ ﻳــــــﻮم اﺻﻄﺪام اﻟﺨﻴﻞ ﻣﺎﺷﻲ ﻣﻬــــﻠﻲ وﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة أﺧﺮى راﺛﻴﺎ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬ ّﻴﺎن أﻻ ﻳﺎ ﻋﻴـــــــــﻦ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻠـﻪ ﺻﻴﺤـــــﻲ وﻳــﻮدي ﺑﺎﻟﺪﻣــــﻮع وﻻ ﺗــﻤﻠــــــــــﻲ وﺧﻠﻲ اﻟﺪﻣـﻊ ﻫﻤــــــــﺎﻟـﺔ ﻧﻀﻴـــــــﺢِ ﻋﻠﻰ ﺧـــﺪ ﺗﺠـ ّﻌــــــــــﺪ ﻣﻦ ﺣﺰﻧﻠـــﻲ ﻃﻮاﻧﺎ اﻟﻬـــﻢ واﻟﻐـــــــــﻢ اﻟﻜﺴﻴــــــﺢِ وﺣـــﺰن ﺣــــــــــﻞ ﺑـﻲ ﻣﺎ ﻳﻀـﻤﺤﻠــﻲ أﻻ واﻛﺎﻣــــــــﻞ اﻟﻮﺻـﻒ اﻟﻔﺼﻴـــــــ ِﺢ أﻻ واﻏﻴﺐ ﻋـــــــــﺪ ﻳـــﺎره ﻳﻬﻠــــــــﻲ أﻻ واراﻋﻲ اﻟﻠﻔــــــــﻆ اﻟﺼﺤﻴـــــــــــﺢِ أﻻ واﻣـــﻦ ﺳــــــﻜﻦ ﻓـــــﻲ ﺿﺎﻣــــﺮﻟﻲ
42
وداﻋﺎ ...ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺟّ ﻞ ﻓﺎرس اﻟﺘﺮاث
أﻻ وازاﻳـــــــــــﺪ اﻟﻔــــــــــﺬ اﻟﺮﺟﻴـــ ِﺢ أﻻ واراﻋــﻲ اﻟﻤﻌــــــــــﺮوف ﻳﻠﻠـــــــﻲ ﺻﺪا ذﻛﺮه ﻣﻼ اﻟﻜـــــــﻮن اﻟﻔﺴﻴــــــــﺢِ ﺷــــــــﺮات اﻟﺒــﺪر ﻧــﻮره ﻳﺴﺘﻬﻠـــــــﻲ ﻛﺮﻳﻢ واﻟﺰﻣـــــــــــﻦ ﺻــــــﺎﻳﺮ ﺷﺤﻴــ ِﺢ ٍ أﻻ ﻳــﺎ ﻛﻢ ﻣﻦ ﻓﻴﻀــﻪ ﻓﻌــــــــــﻞ ﻟــﻲ وﻳﻮم اﻟﻼل م اﻟﻀﺤﻀــــــــﺎح ﺿﻴــــﺤﻲ ﺳﻘﺎﻧــــﺎ زاﻳــــــــﺪ وﺑﻪ ﻧﺴﺘﻈـﻠــــــــﻲ ﻗﺮاح اﻟﻤــــــــﺎي ﻣﻦ ﻋﻘﺒــــــــﻪ ﻣﻠﻴــﺢِ وﻟﻴﺲ اﻟــــــﺰاد ﻋﻘــــــﺒـﻪ ﺳﺎﻳﺢ ﻟـــــﻲ وﻋﻘﺒﻪ ﻻﻫـــــﺐ اﻟﺤﺴـــــــﺮة دﻓﻴـــــ ِﺢ وﻋﻘﺒـــﻪ ﻻ ﺳﻌــــــﺎدة وﻻ ﺗﺴﻠـــــــــﻲ ﺣﺮﻳﻢ م اﻟﺨــــــــــــﺪر ﺗﻈﻬـــــﺮ ﺗﺼﻴﺢِ ٍ ﺗﺸــﻖ اﻟﺠﻴــــــــﺐ وﺗﻨﻮح وﺗﻮﻟــــــــﻲ وﺷﻴﺎﺑـــــــــــٍ ﻟﺤﺎﻫـــــــــﻢ ﻳﺴﺘﺒﻴــــﺢِ ﻏﺰﻳﺮ اﻟﺪﻣــــــــﻊ ﺧ ّﺮﺳﻬــــــــﺎ ﻳﻬﻠــــﻲ ﻣﺼﺎﺑــــٍ ﻣﺪﻟﻬﻤـــــــــــــــــٍ ﻟﻮ ﻳﻠﻴـــــﺢِ ﻋﻠﻰ ﺻﻢ اﻟﺼﺨــــــــﺮ أﻣﺴــــــﻰ ﻣﻮﻟـﻲ وذﻛــــــــــﺮه ﻻ ﻳـــــــﺰول وﻻ ﻳﺒﻴـــــﺢِ ِﻏــــــــــ َﺮس ﺣﺒﻪ أﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺸـــﺎ اﻟﻠﻲ أﻻ ﻳـــﺎ رب ﻳﻌﻠـــــــــــﻪ ﻣﺴﺘﺮﻳــــــــﺢِ وف اﻟﻔــــــــــﺮدوس ﺗﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻣﺤﻠـــﻲ
ﺑﺘﺸﻮف ﺧﻠّﻲ ﺳـــــﺎﻫﻲ اﻟﻌــــﻴﻦ ﻟﻤﻨﻴﺮ ْﻣﻌ ّﺰل اﻟــــﺮدﻓﻴﻦ ﻧــــــﻮر اﻟﻤﺤـــــــﻠﻲ ﺗﺤــــــﺖ اﻟﺨﺼــــﺮ ﻧﺎﺑﺎً ﻛﺒﺎر اﻟﺪﻋــﺎﺛﻴﺮ ٍ ﺗﺸـــــــــﻜﻲ ﺗﻌﺐ ﻟــــﻲ ﺛﺎر ﺗﺒﻪ ﺗﺸﻠﻲ وﻃــــﺮﻓﻦ ﻛﺤﻴﻞ ﻳﺨﺪّ ر اﻟﻘﻠـــﺐ ﺗﺨﺪﻳﺮ وﻋﻨﻖ رﻫﻴﻒ واﻟﻤﺸــــــــﺎﻋﺮ ﺗﺴــــﻠﻲ ٍ راﻋﻲ ﻋــــــﺜﺎﻛﻴﻞ ع ﻣﺘﻨــــــﻪ ﻣﺤــﺎدﻳﺮ اﻟﻠﻲ ﻧﻬــــــــــﻮده ﺷﻠّﻦ اﻟﺜﻮب ﺷــــﻠﻲ ﻧْﻬﻮد ﻛﺎﻟﻜﺎﺳـــــﺎت ﺟــــــﻌﺪن ﻣﺪاوﻳﺮ ﻳﺎ ﻃﺎل ﻣــــــﺎ رﺻﻴﺘﻬﻦ ﻓﻲ ﺣﺸـــــــﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﻬﻢ ﻃﺮق اﻟﻤﻌــــــﺎﻧﻲ ﺑﺘﻔــــﺴﻴﺮ ﻳــــــﺎ ﺷﻴﻦ ٍ وﻗﺖ ﻓﻲ ﻫﻮاﻫﻢ ﻣﻈــــﻠﻲ ﻳــــــﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻧﻪ ﻗﻄﻌﻨﺎ ﻣﺸـــــــﺎوﻳﺮ ﻣـــــﺎ رﻳﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﻬﻢ اﻧﺎ ﻧﺎﺻﺤـــــــﻠﻲ واﻟﻴــــــﻮم ﺣﺎﻟﺖ دون وﺻﻠﻪ ﺗﻘــــﺎدﻳﺮ اﻗﻔﻴﺖ واﻗﻔـــــــــﺎ واﻟﻤﺪاﻣﻊ ﺗﻬــــــﻠﻲ ﻓــــــــﻲ ﺷﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺪ ﺣﺴﺒﻨﺎ اﻟﻤﺨﺎﺳﻴﺮ ﻳــــــﺎ ﺣﻴﺚ ﺟﺎزوﻧﺎ ﺑﺼﺪ وﺗﻐــــــــــﻠﻲ /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
41
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
وﻳﻘﻀﻲ ﺣﻮاﺋﺠﻬﻢ وﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ. وﻳﺘﺎﺑﻊ اﻟﺪﻛﺘﻮر راﺷﺪ ،ﻛﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﺒّﺎ ﻟﻠﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء ،وﻛﺎن ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺘﻮﺛﻴﻖ أﺷﻌﺎرﻫﻢ وﺟﻤﻌﻬﺎ وﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛُﺘُﺐ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺧﺼﺺ ﻟﺠﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻋﺎم ،1997وﻛﻨﺖ رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﻠﺠﻨﺔ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺘﺎﺑﻌﺎﺗﻪ اﻟﺪاﺋﻤﺔ واﻟﺤﺜﻴﺜﺔ ،وﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ،وﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎح ﻫﺬه اﻟﻠﺠﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻋﺸﺮات وﻋﺸﺮات اﻟﺪواوﻳﻦ ﻟﺸﻌﺮاء اﻹﻣﺎرات ،وﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺗﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث ﻛﺜﻴﺮة وﻻ ﺗﻌﺪ. أﺷﻌﺎر اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ّ ﻧﻬﻴﺎن
اﻟﺮاﺣﻞ ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﻟﺮواة
ﺣﺪﺛﻨﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ واﻟﺮاوي واﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺒﺤﺮي ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ذﻳﺒﺎن ،ﻳﻘﻮل :ﺟﻤﻌﺘﻨﻲ ﺻﺪاﻗﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴّﺎن ـ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ـ وﻛﺎن ﺳﻤ ّﻮه ﻣﺤﺒﺎً ﻟﻠﺘﺮاث ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ،ﺑﺸﻌﺮه وﻗﺼﺼﻪ وروﻳﺎﺗﻪ واﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﺘﻲ أُﻟﱢﻔﺖ ﻓﻴﻪ ،وﻋﺸﻘﻪ ﻟﻠﺘﺮاث ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺒﻴﺌﺎﺗﻪ اﻟﺜﻼث اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺒﺮﻳّﺔ واﻟﺒﺤﺮﻳّﺔ واﻟﺠﺒﻠ ّﻴﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺎﻟﺴﻪ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻤﺮﺗﺎدﻳﻬﺎ ،وﻳﺴﻤﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أن ﻳﺘﻜﻠﻢ ،وﻳﺸﺎرك اﻟﺤﺪﻳﺚ، وﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﺮﺳﻞ اﻟﺘﻌﻘﻴﺐ واﻟﻨﻘﺪ ﻟﻠﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺗ ُﻄﺮح، ﻻ ﺳ ّﻴﻤﺎ اﻟﺸﻌﺮ ،ﻓﻜﺎن ﻳﻨﺎﻗﺶ اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻲ اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﻤﻌﺎﻧﻲ واﻷﻓﻜﺎر، وﻫﺬا ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻀﺒﻌﻴّﺔ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻣﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻔﺮدات اﻟﺒﺤﺮ واﻟﺒﺮ واﻟﺠﺒﻞ ،وﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺬﻛﺮ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ. ﺣﺪﺛﻨﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ واﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،ﻳﻘﻮل :ﻳُ َﻌ ﱡﺪ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻟﻺﺑﻞ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺤﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وﻟﻬﺎ إﻗﺒﺎل ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر وﻣﺤﺒﻲ ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ،وﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴّﺎن ـ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ـ ﻳﺤﺮص ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﺼﺒﺎح اﻷوﻟﻰ ،وﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ واﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻛﺒﺎر اﻟﻀﻴﻮف ،ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻓﺌﺎﺗﻬﻢ،
40
وداﻋﺎ ...ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺟّ ﻞ ﻓﺎرس اﻟﺘﺮاث
ورث اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬ ّﻴﺎن اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ واﻟﺪه اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬ ّﻴﺎن ،ﻛﻤﺎ َورِث ﻣﻨﻪ اﻟﺸﻌﺮ اﺑﻨﻪ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻫ ّﺰاع ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴّﺎن ،وﻣﻦ أﺷﻌﺎره ﻳﺎ ﻃﻴﺮ ﻳﺎ ﻃــــــﺎﻳﺮ ﻣﺴــــﺎ وﻗﺖ ﻟ ْﻌﺼﻴﺮ ﺑﻨﺪﺑﻚ إﻟﻰ زاﺧﺮ ﺑﺴــــــﺮﻋﻪ ْوﻋﺠــــﻠﻲ ﺷﻞ اﻟﻜﺘﺎب وﻣﺎ ﺣــــــــﻮﺗﻪ اﻟﺘﻌﺎﺑﻴـــــﺮ أﻣﺜﺎل ﻋﺪﻟﻪ ﻧــــــﺎدرات اﻟﻤﺜـــــــــــﻠﻲ ﺣﻮش ﻓﻴـــــﻪ ﺟﻤﻠﺔ ﻏــﻨﺎدﻳﺮ وان ﺟﻴﺖ ٍ ٍ ﻏـــــــﺮس وﻇــﻠﻲ ٍ ﻣﺴﺘﺎﻧﺴــــــﺎت ﺑﻴﻦ
ﻣﻦ أﻗﻮاﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث ﺟﻞ اﻻﻫﺘﻤﺎم ،ﻓﻬﻮ ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ • ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻐﻨﻲ ﻳﺴﺘﺤﻖ أن ﻧﻮﻟﻴﻪ ّ اﻟﺒﻬﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﺻﺎﻟﺔ وﻋﺮاﻗﺔ وﻗﻴﻢ. • إن ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻮﻳﺤﺎن ﻟﻺﺑﻞ ،ﻳﺄﺗﻲ ﺳﻴﺮا ً ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ وﺧﻄﻰ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴّﺎن ،ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه، ﻓﻲ إﺣﻴﺎء رﻳﺎﺿﺔ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ،وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﻤﺤﺒّﺒﺔ إﻟﻰ ﻧﻔﻮس أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات. ّ • إن رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻬﺠﻦ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺰاﻳﻨﺔ ،ﺷﻲء ﻧﻌﺘﺰ ﺑﻪ ،ﻛﻮﻧﻪ ﺟﺰءا ً ﻣﻬﻤﺎً ﻣﻦ ﺗﺮاﺛﻨﺎ ،وﻻ ﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺮداﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪه. • إﻧﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﻮاﻟﺪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ إﺣﻴﺎء ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت واﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺮداﺗﻬﺎ ﻣﻦ أي ﻣﻈﺎﻫﺮ دﺧﻴﻠﺔ. • ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﻣﻦ أول اﻟﻤﺸﺠﻌﻴﻦ واﻟﺪاﻋﻤﻴﻦ ﻟﻤﺤﺒﻲ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻬﺠﻦ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ،وأﻫﺪﻳﻬﻢ "اﻟﻨﺎﻣﻮس" ﻟﺠﻬﻮدﻫﻢ وﺳﻌﻴﻬﻢ اﻟﺼﺎدق،
ﻧﺤﻮ إﺣﻴﺎء ﺗﺮاث اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد اﻟﺬي ﻳﺘﺄﻛﺪ اﻟﻴﻮم. • إن ﺳﺒﺎق اﻟﻬﺠﻦ ﺑﺴﻮﻳﺤﺎن ﻟﻴﺲ ﺳﺒﺎﻗﺎً ﻟﻺﺑﻞ ﻓﻘﻂ ،وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺷﻌﺒﻲ ﻳﻀﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،وﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮا ّد واﻟﺘﻌﺎرف وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻹﺧﺎء اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﺘﻘﺎء اﻟﻤﺴﺆول ﺑﺎﻟﻤﻮاﻃﻦ، وﺗﻔﺎﻋﻞ أﻛﺜﺮ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ. • إن ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ أﺑﻨﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون ،ﻟﻠﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ ،ﻳﻨﺴﺠﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﻊ ﻣﺸﺮوع ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺌﺎت واﻟﺸﺮاﺋﺢ واﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ،ﺑﻤﺎ ﻳﺼﺐ ﻓﻌﻠﻴﺎً ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث وﺗﻘﺎﻟﻴﺪه ﺿﻤﻦ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻨﺎدي ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ أرض اﻹﻣﺎرات ،اﺳﺘﻤﺮارا ً ﻟﻠﻨﻬﺞ اﻟﺬي وﺿﻌﻪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬ ّﻴﺎن ،ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل :ﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﺮاﺛﻨﺎ ،ﻷﻧﻪ اﻷﺻﻞ واﻟﺠﺬور ،وﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﺑﺄﺻﻮﻟﻨﺎ وﺟﺬورﻧﺎ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ. /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
39
тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║ктАк ╪МтАм╪зя╗Яя║мя╗Ыя║о┘Й ╪зя╗Яя║ия║Оя╗Яя║к╪йтАм
тАля╗Ля╗ая╗░ я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ┘Ия╗Ля║О╪п╪з╪к ┘Ия║Чя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к я║╖я╗Мя║Тя╗мя║ОтАк ╪МтАм┘И╪зя╗гя║Шя║к╪к я╗ля╗о╪зя╗│я║Оя║Чя╗к ╪ея╗Яя╗░тАм тАл╪▒я╗│я║Оя║┐я║Ф ╪зя╗Яя║╝я╗┤я║к я║Ся║Оя╗Яя║╝я╗Шя╗о╪▒тАк ╪МтАм┘И╪гя╗Ля╗Дя╗░ ╪зя╗Яя╗Фя║о┘Ия║│я╗┤я║Ф ╪гя╗ля╗дя╗┤я║Ф я║Ся║Оя╗Яя╗Ря║Ф я║гя╗┤я║Ъ ╪гя╗Чя║О┘ЕтАм тАля╗зя║О╪пя╗│я║О┘Л я╗Яя╗ая╗Фя║о┘Ия║│я╗┤я║Ф я╗Ля╗ая╗░ ╪гя║│я║▓ я╗гя║к╪▒┘Ия║│я║ФтАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║О ╪гя╗зя╗к я╗Яя╗в я╗│я╗Ря╗Фя╗Ю ╪зя╗╣я║Ся╗ЮтАк ╪МтАмя╗Уя╗Ья║О┘Ж я╗Яя╗ктАм тАля╗гя╗Мя╗мя║О ┘Ия╗Чя╗Фя║Ф я╗Гя╗оя╗│я╗ая║Ф ┘Ия╗гя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О я║│я╗ия╗оя╗│я║О я║│я╗о┘Б я╗зя║мя╗Ыя║о┘З я╗Уя╗┤я╗дя║О я║Ся╗Мя║ктАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗К я╗ля║м┘ЗтАм тАл╪зя╗Яя╗мя╗о╪зя╗│я║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║░╪пя║гя╗дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║зя╗ая╗Ц я╗Яя╗мя║О ┘Ия╗Чя║Шя║О ┘Ия╗гя║ая║Оя╗Яя║▓╪Ы я╗Ыя║О┘Ж ╪▒я║гя╗дя╗к ╪зя╗Яя╗ая╗ктАм тАля║╖я╗Ря╗оя╗Уя║О я║Ся║Оя╗Яя╗Шя║о╪з╪б╪й я╗гя║д ┘Ся║Тя║О я╗Яя╗мя║О я╗Ыя╗дя║О я╗Ыя║О┘Ж я╗з┘О ┘Ря╗м ┘Оя╗дя║О я╗Яя║Шя╗ая╗Шя╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя╗ая╗в ┘И╪зя╗Яя╗дя╗Мя║оя╗Уя║ФтАк ╪МтАмя╗Уя║Дя╗зя║╕я║ДтАм тАля╗Яя╗к я╗гя╗Ья║Шя║Тя║Ф я║зя║Оя║╗я║Ф я╗Ля║Оя╗гя║о╪й ┘С╪гя║│я║┤я╗мя║О я║Ся║Дя╗гя╗мя║О╪к ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║Р ┘И╪зя╗Яя╗дя║о╪зя║Яя╗К ┘Ия╗зя║╝я╗о╪╡тАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАк ╪МтАмя╗Ыя║Оя╗зя║Ц ┘РтАм тАл╪гя╗зя╗┤я║┤я╗к ┘Ия║│я╗дя╗┤я║о┘З я╗Уя╗▓ ┘Ря║гя╗а┘Ся╗к ┘Ия║Чя║оя║гя║Оя╗Яя╗ктАк.тАмтАм
тАл╪зя╗Яя║к┘И╪▒я╗│я║Ф ╪г┘И ╪зя╗╣я║╗я║к╪з╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя╗Шя╗┤я╗дя║ФтАк ╪МтАмя║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я║Чя╗ия╗Ия╗┤я╗в ╪зя╗Яя╗ия║к┘И╪з╪ктАм тАл┘И╪зя╗Яя╗дя║Жя║Чя╗дя║о╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя╗ая╗дя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я║┤я║Шя╗Шя╗Дя║Р я╗гя╗ж я║зя╗╝я╗Яя╗мя║О ╪зя╗Яя║Тя║Оя║гя║Ья╗┤я╗жтАм тАл┘И╪зя╗╖я╗Ыя║О╪пя╗│я╗дя╗┤я╗┤я╗ж я╗гя╗ж ╪п╪зя║зя╗Ю ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ┘Ия║зя║О╪▒я║Яя╗мя║ОтАк ╪МтАм┘И╪ея║гя╗┤я║О╪б ╪зя╗╖я╗гя║┤я╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║ФтАк╪МтАмтАм тАля╗Уя╗Ая╗╝ я╗Ля╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя╗ия╗оя╗Ля╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я╗Шя╗┤я╗дя╗мя║ОтАк.тАмтАм
тАля╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓тАм
тАля╗│я║Шя║д ┘Ся║к╪л ╪зя╗Яя║о╪зя║гя╗Ю я╗Ля╗ж ╪гя║│я║Тя║О╪и я╗Ля║╕я╗Шя╗к я╗Яя╗║я║Ся╗Ю я╗Уя╗┤я╗Шя╗о┘Д я╗Чя╗оя╗Яя║Шя╗к ╪зя╗Яя╗дя║Дя║Ыя╗о╪▒╪йтАк:тАмтАм тАл╪з╪▒я║Чя║Тя╗Дя║Ц ╪зя╗╣я║Ся╗Ю ╪з╪▒я║Чя║Тя║Оя╗Гя║О┘Л ┘Ия║Ыя╗┤я╗Шя║О┘Л я║Ся║дя╗┤я║О╪й ╪вя║Ся║Оя║Ля╗ия║О ┘И╪гя║Яя║к╪з╪пя╗зя║ОтАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗в я╗│я║о┘И┘Ж я╗Уя╗┤я╗мя║ОтАм тАл╪ея╗Ля║ая║О╪▓╪з ┘Л ╪пя╗Ля║Оя╗зя║О ╪зя╗Яя╗ая╗к я║│я║Тя║дя║Оя╗зя╗к ┘Ия║Чя╗Мя║Оя╗Яя╗░ ╪ея╗Яя╗░ я║Чя║Дя╗гя╗ая╗к я║гя╗┤я╗ж я╗Чя║О┘ДтАк" :тАм╪гя╗Уя╗╝ я╗│я╗ия╗Ия║о┘И┘ЖтАм тАля║Чя║Дя║│я╗┤я║▓ я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм тАл╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗╣я║Ся╗Ю я╗Ыя╗┤я╗Т я║зя╗ая╗Шя║Ц"тАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗Шя║к я╗Ыя║Оя╗зя║Ц я║зя╗┤я║о я╗гя╗Мя╗┤я╗ж я╗Яя╗мя╗в я╗Уя╗▓ я║гя╗ая╗мя╗втАм тАля║Чя║Дя║│я║▓ я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я║Ся║оя║Ля║Оя║│я║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║ктАм тАл┘Ия║Чя║оя║гя║Оя╗Яя╗мя╗втАк ╪МтАм┘Ия╗Уя╗┤я╗мя║О я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя╗Уя╗К я╗гя║О я╗│я║┤я║Шя╗оя║Яя║Р ╪зя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Уя╗Ия║Ф я╗Ля╗ая╗┤я╗мя║ОтАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗ия║дя╗мя║ОтАм тАл╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАк ╪МтАм┘И╪гя║зя║м ╪зя╗Яя╗Фя╗Шя╗┤я║к я╗Ля╗ая╗░ я╗Ля║Оя║Чя╗Шя╗к ╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю я╗Уя╗▓ я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘К я╗гя╗ия║м ╪зя╗Яя╗┤я╗о┘ЕтАм тАл╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘Е я╗Яя║Шя║Тя╗Шя╗░ я║гя║Оя║┐я║о╪й я╗Уя╗▓ я╗гя║ая║Шя╗дя╗Мя╗ия║О ╪зя╗╖я║╗я╗┤я╗Ю ╪зя╗Яя║м┘К я║гя║Оя╗Уя╗Ж я╗Ля╗ая╗░ я╗Ля║О╪п╪зя║Чя╗ктАм тАл╪зя╗╖┘И┘Д я╗Яя║Шя║Дя║│я╗┤я║┤я╗к я╗гя║┤я║Ж┘Ия╗Яя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║к╪д┘И╪и ┘И╪зя╗Яя╗дя║┤я║Шя╗дя║о я╗Яя║Шя╗оя╗Уя╗┤я║о ╪зя╗Яя║Тя╗ия╗┤я║ФтАм тАл┘Ия║Чя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к┘З я║Ся║Оя╗Яя║Шя╗о╪з╪▓┘К я╗гя╗К я╗гя║О ┘Ия║╗я╗ая╗ия║О ╪ея╗Яя╗┤я╗к я╗гя╗ж я╗гя║кя╗з ┘Ся╗┤я║Ф ┘Ия║Чя╗Ш ┘Ся║к┘Е ┘И╪▒я╗Уя║Оя╗ля╗┤я║ФтАк╪МтАмтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║дя║Шя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗╝╪▓я╗гя║Ф я╗╗я║│я║Шя╗ия╗мя║О╪╢ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗дя║О╪п┘К ┘И╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ия╗о┘К ┘И╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя╗▓ я╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАм тАля╗Яя║Шя║дя╗Шя╗┤я╗Ц ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║О╪пя╗Яя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗дя║░╪м я║Ся╗┤я╗ж я╗Ля║о╪зя╗Чя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Оя║┐я╗▓ ┘И╪гя║╗я║Оя╗Яя║Ф ╪зя╗Яя║дя║Оя║┐я║отАк.тАмтАм тАл╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪йтАк ╪МтАм┘Ия╗Уя╗Ц ╪зя║│я║Шя║о╪зя║Чя╗┤я║ая╗┤я║О╪к я╗Ля╗ая╗дя╗┤я║Ф ┘Ия╗гя║к╪▒┘Ия║│я║ФтАк.тАмтАм тАл┘И╪зя║│я║Шя╗Ья╗дя║Оя╗╗ я╗Яя╗дя║О я║Ся║к╪г┘З ╪зя╗Яя║о╪зя║гя╗Ю я╗Уя╗▓ я╗гя║┤я╗┤я║о╪й ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘Ия║╗я╗оя╗зя╗к ┘Ия║гя╗Фя╗Ия╗к ╪гя╗Гя╗ая╗ЦтАм тАл┘Ия║Ся╗Фя╗Ая╗Ю ╪зя╗Яя║Шя╗оя║Яя╗┤я╗мя║О╪к ╪зя╗Яя╗Ья║оя╗│я╗дя║Ф я╗Яя║┤я╗д ┘Ся╗о┘ЗтАк ╪МтАм╪гя║╗я║Тя║в ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘К я╗ля╗┤я║Мя║Ф я╗гя║┤я║Шя╗Шя╗ая║ФтАм тАля╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗оя╗│я║дя║О┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ я╗Яя╗║я║Ся╗ЮтАк ╪МтАмя╗Яя╗┤я╗Ья╗о┘Ж я║гя╗ая╗Шя║Ф я╗Уя╗▓ я║│я╗ая║┤я╗ая║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪ктАм тАля╗гя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф я║Чя╗Мя╗ия╗░ я║Ся║Оя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘Ия║Чя║┤я╗мя╗в я╗Уя╗▓ я║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗Яя║╕я║ия║╝я╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║ФтАм тАля║Чя║Жя║╗я╗Ю ╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓ ┘Ия║Чя║Жя╗Ыя║к ╪зя╗Ля║Шя║░╪з╪▓тАм тАля║Ся╗Дя║оя╗│я╗Шя║Ф я╗Ля╗ая╗дя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Ля╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗Уя╗Ья║О┘Ж я╗Яя╗мя║м╪з ╪зя╗Яя║╝я║о╪н я╗гя╗Ья║Оя╗зя║Шя╗к ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗дя╗┤я║░╪й я║гя║Шя╗░ ╪гя║╗я║Тя║в ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ┘СтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗о╪зя╗Гя╗ж ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓ я║Ся╗мя║м╪з ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║Тя║Оя╗ля╗▓ я║Ся╗к ╪зя╗╖я╗гя╗втАк ╪МтАм┘Ия╗Чя║к я║гя║о╪╡тАм тАля╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪к ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║о╪зя║Ля║к╪й ┘И╪зя╗Яя╗дя║Шя║ия║╝я║╝я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я║╕я║О╪▒тАм тАл╪зя╗Яя║о╪зя║гя╗Ю я║Ся║Д┘Ж я║Чя╗Ья╗о┘Ж я╗гя╗Фя║о╪п╪з╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Ыя║Оя╗Уя║Ф я║гя║Оя║┐я║о╪й я╗Уя╗▓ я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАм тАля╗Яя╗мя║О я║Ся║Оя╗Яя║Тя╗ия║О┘ЖтАк ╪МтАмя╗Яя╗┤я║▓ я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Шя╗о┘Й ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗▓ я╗Уя║дя║┤я║РтАк ╪МтАмя║Ся╗Ю я║Чя╗Мя║к┘Й я╗зя╗Дя║О┘ВтАм тАл╪зя╗Яя║м┘К ╪г╪▒╪з╪п я╗Яя╗к ╪г┘Ж я╗│я║Шя╗дя║Шя╗К я║Ся║Оя║гя║Шя╗Фя║Оя╗Яя╗┤я║Ф я╗Ыя║Тя║о┘Й я║Чя╗ия╗Шя╗Ю ╪зя╗Яя║╝я╗о╪▒╪й ╪зя╗Яя║дя╗Шя╗┤я╗Шя╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗ля║Шя╗дя║Оя╗гя╗к я╗Яя╗┤я║╕я╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║к┘И╪зя║Ля║о ╪зя╗╣я╗Чя╗ая╗┤я╗дя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗дя╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗Уя╗Ья║О┘Ж я╗гя╗Шя║╝я║к╪з ┘Л я╗╗я║Яя║Шя║м╪з╪итАм тАля╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Шя╗ия║О ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я║Ся╗Ья╗Ю я╗гя║╝я║к╪зя╗Чя╗┤я║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗в ╪гя║Яя╗дя╗КтАк .тАмя╗Ыя╗дя║О я║гя║о╪╡ ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒тАм тАля╗Ыя║Тя║О╪▒ ╪зя╗Яя║╕я║ия║╝я╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя╗┤я║Ф я╗гя╗ж я║Ся╗┤я╗ия╗мя╗в я║│я╗┤я║Оя║│я╗┤я╗о┘ЖтАм тАля╗Яя╗к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗м ┘Ся╗┤я║О┘Ж я╗Ля╗ая╗░ я║Чя╗ия╗о╪╣ ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ┘И╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║ФтАм тАл┘Ия╗гя╗Фя╗Ья║о┘И┘Ж ┘И╪▒я╗│я║Оя║┐я╗┤я╗о┘Ж ┘Ия╗Ля╗ая╗дя║О╪б ┘Ия║Ся║Оя║гя║Ья╗о┘Ж я║Ся╗мя║к┘Б ╪зя╗Яя║Шя╗Мя║о┘Б ┘И╪зя╗╗я╗Гя╗╝╪╣ я╗Ля╗жтАм тАля╗Уя╗▓ я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪гя║│я╗о╪й я║Ся╗ия║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к я║Ся╗мя║к┘Б ╪г┘Ж я║Чя║╕я╗дя╗Ю я╗Ыя╗ЮтАм тАля╗Ыя║Ья║Р я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘К ┘Ия║Ся║о╪зя╗гя║ая╗к ┘И ╪е╪п╪з╪▒╪зя║Чя╗к ┘И╪гя╗зя║╕я╗Дя║Шя╗ктАм тАл╪зя╗Яя║╕я║о╪зя║Ля║в ┘И╪зя╗Яя╗Фя║Мя║О╪к ╪зя╗Яя╗Мя╗дя║оя╗│я║Ф я║Ся║дя╗┤я║Ъ я║Чя║┤я║Шя╗Шя╗Дя║РтАм тАл┘Ия╗гя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║Оя║Чя╗к ┘Ия╗гя╗┤я║О╪пя╗│я╗ия╗к ╪зя╗Яя╗дя║ия║Шя╗ая╗Фя║ФтАк.тАмтАм тАля║Чя║Дя║│я║▓ я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪з я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм тАля╗Ыя╗Ю ╪зя╗Яя╗Фя║Мя║О╪к ┘Ия║Чя║╕я╗дя╗Ю я╗гя║ия║Шя╗ая╗Т ╪зя╗╖я╗зя║╕я╗Дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓тАм тАл┘Ия║Ся╗Фя╗Ая╗Ю я║Чя╗оя║Яя╗┤я╗мя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘ЖтАм тАля║Ся║оя║Ля║Оя║│я║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я╗│я║Тя║кя╗Ля╗мя║О ╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪и ┘И╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя╗о┘Ж я║Яя╗дя╗┤я╗Мя║О┘ЛтАк.тАмтАм тАля║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤┘Ся║О┘Ж ┘Ия║гя║оя║╗я╗к я╗Ля╗ая╗░ ╪зя║│я║Шя╗мя║к╪з┘БтАм тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘ЖтАк ╪МтАм┘И╪гя║зя║м ┘Ия╗Яя╗Шя║к ┘Ия║┐я╗К ╪▒я║гя╗дя╗к ╪зя╗Яя╗ая╗к я╗зя║╝я║Р я╗Ля╗┤я╗ия╗┤я╗к ╪г┘Ж я╗│я╗Ья╗о┘ЖтАм тАл╪зя╗╖я╗Гя╗Фя║О┘Д ┘И╪зя╗Яя╗ия║Оя║╖я║Мя║Ф ┘И╪зя╗Яя╗┤я║Оя╗Уя╗Мя╗┤я╗ж ┘И╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪итАк ╪МтАмя╗Уя║Шя╗Ья╗ая╗ая║ЦтАм тАля╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я╗зя║Оя║Яя║дя║О╪Ы я╗╖я║Яя╗Ю ╪░я╗Яя╗Ъ я║│я║и┘Ся║о я╗Ыя╗ЮтАм тАл╪зя╗Яя╗Фя╗Шя╗┤я║к я╗Ля╗ая╗░ я╗Ля║Оя║Чя╗Шя╗ктАм тАля╗гя║┤я║Оя╗Ля╗┤я╗к я║Ся║Оя╗Яя╗дя║Тя║О╪▒я╗Ыя║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗зя║ая║в ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘К я╗Ля║Тя║о я╗гя║┤я╗┤я║оя║Чя╗ктАм тАл╪зя╗╣я╗гя╗Ья║Оя╗зя╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║Шя║Оя║гя║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗Ля╗дя╗Ю я╗Ля╗ая╗░ я║Чя║мя╗Яя╗┤я╗ЮтАм тАля╗Уя╗▓ я╗гя║ия║Оя╗Гя║Тя║Ф я║Яя╗дя╗┤я╗К ╪гя╗Уя║о╪з╪п ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗К я║Ся╗дя║ия║Шя╗ая╗Т я╗Уя╗▓ я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗ия║О╪п┘К я╗гя╗ия║м ╪зя╗Яя╗┤я╗о┘ЕтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя╗Шя║Тя║О╪к ┘И╪зя╗Яя╗дя║╝я║Оя╗Ля║РтАк ╪МтАмя╗гя╗Шя║Шя║кя╗│я║О я╗Уя╗▓ ╪░я╗Яя╗Ъ я║Чя╗ая╗ЪтАм тАля║╖я║о╪зя║Ля║дя╗к ╪зя╗╗я║Яя║Шя╗дя║Оя╗Ля╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗Уя╗оя║┐я╗К я╗Уя║Мя║Ф ╪зя╗Яя║╕я║Тя║О╪итАм тАл╪зтАкSтАм┘И┘Д я╗Яя║Шя║Дя║│я╗┤я║┤я╗к я╗гя║┤я║Ж┘Ия╗Яя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║о╪дя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║дя╗Ья╗┤я╗дя║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Шя╗о╪зя╗Ля║к ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗┤я╗ия║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ╪гя║│я║▓тАм тАл┘И╪зя╗Яя╗ия║Оя║╖я║Мя║Ф я╗Уя╗▓ я╗Чя╗ая║Р ╪зя╗ля║Шя╗дя║Оя╗гя║Оя║Чя╗ктАк ╪МтАм┘И╪зя║│я║Шя╗Дя║О╪╣ я║Ся║мя╗Яя╗ЪтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║к╪д┘И╪и ┘И╪зя╗Яя╗дя║┤я║Шя╗дя║о я╗Яя╗мя║О ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗к ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж ╪▓╪зя╗│я║к я║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪в┘ДтАм тАл╪г┘Ж я╗│я║┤я╗мя╗в я╗Уя╗▓ я║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗Яя║╕я║ия║╝я╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗┤я║Ф я║Ся╗Дя║оя╗│я╗Шя║ФтАм тАля╗Яя║Шя╗оя╗Уя╗┤я║о ╪зя╗Яя║Тя╗ия╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Шя║дя║Шя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗╝╪▓я╗гя║Ф я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ┘И╪зя╗Яя║Шя╗оя║Яя╗┤я╗мя║О╪к ╪зя╗Яя║┤я║Оя╗гя╗┤я║Ф я╗Яя║╝я║Оя║гя║Р ╪зя╗Яя║┤я╗дя╗отАм тАля╗Ля╗ая╗дя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Ля╗┤я║Ф я╗гя╗ж я║зя╗╝┘Д я║Чя║Дя║╗я╗┤я╗Ю я╗гя╗Фя╗мя╗о┘Е ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАм тАл╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║зя╗ая╗┤я╗Фя║Ф я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я║гя╗Фя╗Ия╗к ╪зя╗Яя╗ая╗ктАк.тАмтАм тАля╗Уя╗▓ я╗зя╗Фя╗оя║│я╗мя╗в я╗Ля╗ая╗дя╗┤я║О ┘Ия╗Ля╗дя╗ая╗┤я║О┘ЛтАк ╪МтАм┘И┘Ия║│я╗К ╪зя╗Яя║о╪зя║гя╗Ю я╗╗я║│я║Шя╗ия╗мя║О╪╢ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗дя║О╪п┘КтАм тАля▒атАм тАл┘Ия╗│я║╕я╗дя╗Ю ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║░╪зя╗│я╗ия║Ф ╪зя╗╣я║Ся╗ЮтАк ╪МтАм┘Ия║│я║Тя║О┘ВтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ия╗о┘К ┘И╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя╗▓тАм тАл╪п╪зя║Ля║о╪й ╪зя╗ля║Шя╗дя║Оя╗гя║Оя║Чя╗к ╪ея╗Яя╗░ я╗гя║ая║О┘Д ╪зя╗Яя║Шя╗оя║Ыя╗┤я╗Ц ┘И╪зя╗Яя╗Мя╗ия║Оя╗│я║ФтАм тАл╪зя╗╣я║Ся╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Яя║РтАк ╪МтАм┘Ия╗гя║┤я║Оя║Ся╗Шя║ФтАм тАля╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ╪з я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм тАля║Ся╗ия║╕я║о ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗зя║┤я║Оя╗зя╗▓тАк ╪МтАмя╗гя╗ж я║зя╗╝┘Д ╪зя╗Яя╗ия║╕я║отАм тАл╪зя╗Яя║┤я╗ая╗оя╗Чя╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗гя║░╪зя╗│я╗ия║Ф ╪зя╗Яя║┤я╗ая╗оя╗Чя╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя╗Фя╗Ья║о┘К ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗дя╗┤я║░ я║│я╗о╪з╪б я╗Уя╗▓ я╗гя║ая║О┘Д ╪зя╗Яя╗дя╗Дя║Тя╗оя╗Ля║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪йтАм тАлтАк38тАмтАм
тАл┘И╪п╪зя╗Ля║ОтАк ...тАмя╗Яя╗Шя║к я║Чя║оя║Я┘С я╗Ю я╗Уя║О╪▒╪│ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАм
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻓﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ داﺋﺮة اﻻﺷﻐﺎل ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻧﺎﺋﺐ ﻗﺎﺋﺪ ﻗﻮات دﻓﺎع أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻗﺎﺋﺪا ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وﻗﺎﺋﺪ ﻋﺎم اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎرات ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم ،ﻛﻤﺎ ﺷﻐﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻀﻮﻳﺎت ،ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺒﺘﺮول، وﻣﺠﻠﺲ إدارة ﺟﻬﺎز أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ،واﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ،واﻟﺪواﺋﺮ. وﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم أﻟﻔﻴﻦ وﺗﺴﻌﺔ أﺻﺪر ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺮﺳﻮﻣﺎً اﺗﺤﺎدﻳﺎ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻼ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﺑَ ِﻘ َﻲ اﻟﻔﻘﻴﺪ ﻣﻤﺜﻼ ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﺘﻰ واﻓﺘﻪ اﻟﻤﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻟﻠﻌﺎم ﺗﺴﻌﺔ ﻋﺸﺮ وأﻟﻔﻴﻦ .وﺑﺠﺎﻧﺐ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺬي أﺳﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ وﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺎﺻﺒﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻻﻫﺎ ،ﻟﻢ ﻳﻐﻔﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،وارﺗﻜﺰ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﺑﺼﻮن وﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث اﻟﺬي أﻓﺮغ ﻓﻴﻪ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ وأوﻗﺎﺗﻪ رﻏﻢ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻷﺧﺮى اﻟﻜﺜﻴﺮة واﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻋﺸﻘﻪ ﻟﻠﺘﺮاث ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺨﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت ﻓﻲ ﺑﻠﻮغ ﻏﺎﻳﺘﻪ وﻣﺄرﺑﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻋﺸﻘﻪ وﻫﻮ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ،وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺼﻌﻴﺪ ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات وﻛﺎن ﻳﺘﺎﺑﻌﻪ وﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺧﺎﺻﺎً ،ﻛﻤﺎ ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ،وﺷﻐﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ .وﻛﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻳُ َﻌ ﱡﺪ ﻣﻦ أﺷﺪ اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
37
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺗﺮﺟﻞ ﻓﺎرس اﻟﺘﺮاث وداﻋ ًﺎ ...ﻟﻘﺪ ّ
ﻓﻬﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻌﻤﺮي
ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ ﺷﺨﺼﺎً واﺣﺪاً، ﻫﻨﺎك ٌ وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ أﻗﻮام ﻛﺜﻴﺮة اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ: وﻣﺎ ﻛﺎن ﻗﻴﺲ ﻫﻠــــﻜﻪ ﻫﻠﻚ واﺣــــﺪ وﻟﻜ ّﻨــــﻪ ﺑﻨﻴـــﺎن ﻗــــــﻮم ﺗﻬﺪّ ﻣــــــﺎ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻨﻔﺲ ﺟﺎﻣﺤﺔ ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ وﺗﻔﻌﻞ وﺗﻌﻤﻞ وﺗﺤﻘﻖ وﺗﻜﺴﺐ ﻓﺤﻴﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ إﻻّ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺘﻪ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺘﻨ ّﺒﻲ وإذا ﻛﺎﻧـــﺖ اﻟﻨﻔـــــــــــﻮس ِﻛﺒــــﺎرا ﺗَ ِﻌ َﺒ ْﺖ ﻓــﻲ ﻣــــــﺮادﻫﺎ اﻷﺟﺴـــــــﺎم 36
وداﻋﺎ ...ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺟّ ﻞ ﻓﺎرس اﻟﺘﺮاث
وﺑﻬﺎﺗﻴﻦ اﻟﺼﻔﺘﻴﻦ ﻛﺎن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن رﺟﻞ دوﻟﺔ وﺳﻴﺎﺳﺔ وﺑﻨﺎء ورﻳﺎﺿﺔ وﻓﻜﺮ وﺛﻘﺎﻓﺔ وﺗﺮاث ،وﻫﺬه اﻷﺧﻴﺮة ﺳﻮف ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻄﻮﻻ ﻟﻨﺴﺘﻌﺮض ﺣﺮﺻﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻔﺎظ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻮروث اﻟﺬي أوﻟﻰ ﻟﻪ ﺟﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ وأﻛﺜﺮ ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺒﺨﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻟﻨﻔﻴﺲ ،وﺟﺎد ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،وﻟﻢ ﻳ ّﺪﺧﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ اﻟﺠﻬﺪ واﻟﻮﻗﺖ واﻟﻤﺎل ،ﻓﺄﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮون ﻟﻘﺐ "ﺣﺎﻣﻲ ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات". ﻛﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ واﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ َوﺛ َﻖ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻓﻜﻠّﻔﻪ ﺑﺎﻷﻣﻮر اﻟﺠﺴﺎم واﻟﻤﻬﺎم ِ اﻟﻌﻈﺎم ،ﻟﻴﺒﺪأ ﻣﻌﻪ رﺣﻠﺘﻲ ﺑﻨﺎء إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ودوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات
ﺣﺒﺎﻧﺎ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ ﺑﺴﻼﻃﻴﻦ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻤﺤﺒﺔ أﺣﺪﻫﻤﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ وﻗﺮﻳﻨﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه...اﺣﺘﻀﻨﺎ اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ واﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ﺑﺤﺐ وﻓﻜﺮ ﻣﺴﺘﻨﻴﺮ وﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ وﻣﺠﻠﺴﻴﻬﻤﺎ وﻓﻜﺮﻫﻤﺎ اﻟﺬي ﻧﺤﺘﺎج وﻧﻌﺸﻖ. ﻋﺎش ورﺣﻞ ﺑﻬﺪوء ،أﺷﻌﺮ أن ﻧﺨﻴﻞ اﻟﻌﻴﻦ ﺗﻨﻌﻴﻪ وﺗﻼل ﺳﻮﻳﺤﺎن ﺗﻔﺘﻘﺪه ،وﺳﻨﻈﻞ ﻧﺤﻦ ﻧﺬﻛﺮه ،ﻧﺬﻛﺮ ﺧﺼﺎﻟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪة واﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ اﻟﺤﻨﻮﻧﺔ وﺳﺆاﻟﻪ ﻋﻨﺎ وﻋﻄﻔﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻧﻌﻢ اﻟﻤﻌﻴﻦ وﻧﻌﻢ اﻟﺴﻨﺪ. ﺗﺨﺴﺮ اﻟﻴﻮم اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻨﻮن واﻟﺘﺮاث أﺣﺪ أﻋﻤﺪﺗﻬﺎ اﻟﺬي ﻃﺎﻟﻤﺎ اﻋﺘﻤﺪﻧﺎ وﺟﻮده واﻓﺘﺮﺷﻨﺎ ﻇﻠﻪ وأﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻨﺎ وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺎل ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻘﻠﻮب اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻗﺮﺑﻪ ،اﻟﻠﻬﻢ ارﺣﻤﻪ وأﻛﺮﻣﻪ ﻋﻨﺎ ﺧﻴﺮ اﻟﺠﺰاء ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻋﻄﻮﻓﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺰن أن ﺗﺮﺛﻲ إﻧﺴﺎﻧﺎً أﻋﻄﻰ ﻟﻸرض اﻟﻜﺜﻴﺮ ،ﻫﻮ ﻧﺒﺘﺔ إﺣﺴﺎن ﺑﻨﺎ رﺣﻴﻤﺎً ﺑﺂﻫﺎﺗﻨﺎ ﺣﺎﺿﻨﺎً ﻟﻘﻀﺎﻳﺎﻧﺎ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻨﺎ. زرﻋﺖ ﻓﻲ أرض زاﻳﺪ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪاه ﺗﻤﺘﺪ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺎﻟﺴﻪ ﺗﺸﻌﺮ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺣﺒﻴﺐ ﻏﻠﻮم اﻟﻌﻄﺎر ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻧﻔﺴﻚ ووﻃﻨﻴﺘﻚ وﻋﻄﺎﺋﻚ ،ﻫﻮ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻘﻠﻮب. ﻣﺴﺘﺸﺎر ﺛﻘﺎﻓﻲ
اﻟﻔﺎرق ﺳﻠﻄﺎن
اﻟﻤﺼﺎب ﺟﻠﻞ ..واﻟﻜﻠﻤﺎت ﺗﻘﻒ ﺣﺎﺋﺮة ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﻫﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﻓﻴﺼﺒﺢ اﻟﺪﻣﻊ ﺳﻴﺪ اﻟﻤﻮﻗﻒ ،واﻟﺼﻤﺖ ﻫﻮ اﻟﻌﻨﻮان اﻷﺑﺮز ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻷﻟﻴﻢ ،وﻻ ﻳﻌﻠﻮ ﺳﻮى ﺻﻮت واﺣﺪ ﻳﺮدد .. رﺣﻤﻚ اﻟﻠﻪ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻫﺰاع ..ﺣﺰﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪه ﻛﺎن أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،وأﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ وأﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت ،ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻟ ْﻢ ﻳﺮﺛﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ أو ﺷﻌﻮر ! ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﺗﺪﻣﻊ ﻋﻴﻨﺎه أﻟﻤﺎً ﻟﻬﺬا اﻟﻔﻘﺪ اﻟﻤﻮﺟﻊ ،ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻬﺬا اﻟﺨﺒﺮ .أﻛﺎد أﺟﺰم أن ﻛﻞ ﺷﻌﺮاء اﻹﻣﺎرات ﺳﻄّﺮوا ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة رﺛﺎء أو ﺣﺘﻰ أﺑﻴﺎت ﺗﺼﻒ ذﻟﻚ اﻟﻤﺼﺎب اﻟﺠﻠﻞ. اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ وأﻣﻄﺮ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ﻣﻦ ﺳﺤﺎﺋﺐ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺮﺣﻤﺔ ﻛﺎن رﺟﻞ ﺗﺮاث ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎم اﻷول ،وﻛﺎن ﺣﺒﻪ ﻟﻠﺘﺮاث اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎً وﻟﻦ ﻳﺘﻜﺮر ،ﻋﺸﻖ اﻟﺘﺮاث واﻟﺸﻌﺮ واﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻘﺪم ﻟﻪ ﻛﻞ اﻟﺪﻋﻢ وﺳﺨﺮ ﻟﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﻟﻴﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺼﺪارة .رﺣﻤﻚ اﻟﻠﻪ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻫﺰاع ،وﻣﺴﻴﺮﺗﻚ ﻓﻲ ﺻﻮن اﻟﺘﺮاث
واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ ودﻋﻢ اﻟﺸﻌﺮ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻚ واﺧﻮاﻧﻚ وﻗﺎدة اﻟﻮﻃﻦ اﻷوﻓﻴﺎء .رﺣﻢ اﻟﻠﻪ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻐﺎﻟﻲ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ وأﺳﻜﻨﻪ ﺟﻨﺎت اﻟﻨﻌﻴﻢ. ﻗﻠﺖ ﻓﻲ رﺛﺎﺋﻪ : ﻳﺒﻜﻲ اﻟﻮﻃﻦ ع اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄـــــﺎن وﻧﺮﺛﻲ ﻗــــﻮاﻓﻲ ﺷﻌـــــــــﺮﻧﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻔﻘــــــــﺪ ﻫﺬا ﻫــــــﺰ اﻷوﻃﺎن واﻟﺸﻌــــــــﺮ ﻣﺘﺄﺛﺮ وﻳﺒــــــــﻜﻴﻪ اﻟﻜﻞ ﻳﺸﻬــــــﺪ ﻟﻪ ﺑﺎﻹﺣﺴــــــﺎن و ﺑﺎﻟﺨﻴـــــــــــﺮ ﻳﺎﻣﺎ ﻣﺪّ ﻫﺎ اﻳﺪﻳﻪ وﻟﻠﺸﻌﺮ ﻳﺎﻣــــــــــﺎ ﻓــــﻚّ ﺑﻴﺒﺎن ﻳﺪﻋﻢ وﻳﺘـــــﺒﻨﻰ ﻗــــــــــــﻮاﻓﻴﻪ ﻫﻮ ﻟﻠﻜﺮم واﻟﻄــــــــــﻴﺐ ﻋﻨﻮان واﺳﺄل ﻋ َﻨﻪْ ﻣـــــﻦ ﻛﺎن ﻳﻌﻨـــــﻴﻪ ﻣﺎﺣــــﺪ ﻟﻔﺎه و ر ّد ﺧﺴـــــــــﺮان ﻳﺎﻟﻠﻪ ﻋﺴـــــــــــﻰ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻳﻐﻨﻴﻪ وﻋﺴﺎه ﻓﻲ ﺟــــــــــﻨﺎت رﺿﻮان وﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻳﻌﻞ اﻟـــــــــــﺮب ﻳﺠﺰﻳﻪ وﺣﻴﻨﻤﺎ ﻟﻤﺤﺖ اﻟﺤﺰن اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻫﺰاع ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﻗﻠﺖ ﺑﻌﻔﻮﻳﺔ: اﻟﺼــــﺒﺮ ﻳﺎ ﻫـــــــﺰاع ﻣﺤــــﻤﻮد واﻟﺤﺰن ﻛــــــــﻠﻨﺎ ﻧﺸــــــﺘﺮك ﻓﻴﻪ ﻟﻜﻦ ﺣﺰﻧﻚ ﻣــــــــﺎﻟﻪ ﺣـــــــﺪود وﻳﺤﻖ ﻟﻚ ﺗﺒــــــــــــــﻜﻲ وﺗﻨﻌﻴﻪ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻨﻘﺒﻲ
ﺷﺎﻋﺮة إﻣﺎراﺗﻴﺔ وﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻣﻨﺘﺪى ﺷﺎﻋﺮات اﻹﻣﺎرات
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
35
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺘﺮاث واﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ
ﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺒﻴﺮا ً وﺗﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﺻﻬﻮة اﻟﺘﺮاث وﻫﻮ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﻋﻄﺎﺋﻪ، ﻓﻬﻮ اﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺨﻴﺮ ،ﺛﺎﻧﻲ اﺛﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻤﺠﻴﺪ ،إﻟﻴﻪ ﺗﺆوب اﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ،وﻣﻦ ﻓﻜﺮه ﺗﻨﺒﺜﻖ اﻟﺮﻳﺎدة .ﻟﻘﺪ ﺟﺎء ﻧﻌﻴﻪ ﺷﺒﻴﻬﺎ ﺑﻘﺼﻒ اﻟﺼﻮاﻋﻖ أو ﻃﻌﻦ اﻟﺴﻨﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺸﺎﻳﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺳﻜﻦ ذﻛﺮه اﻟﻘﻠﻮب ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻘﻮل ،وﻃﺎرت ﻣﺤﺒﺘﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﺐ وﺑﻨﻴﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺴﺪ ﺑﺎﻗﺘﺪار اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮه وﺳﻜﻨﺎﺗﻪ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﻠﺒﺬل واﻟﻌﻄﺎء ،واﻟﻨﺒﻞ واﻟﻮﻓﺎء .ﻛﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺳﻠﻄﺎﻧﺎً ﻟﻠﻔﻜﺮ واﻷدب واﻟﺘﺮاث ،وﻛﺎن ﻏﻴﺜﺎً ﻛﺄﺑﻴﻪ، ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﺣﻄﺖ رﺣﺎﻟﻪ ،وﺳﺎرت رﻛﺎﺑﻪ ،ﺳﺎر اﻟﻘﻮم ﻓﻲ ذﻛﺮ ﻣﻨﺎﻗﺐ اﻟﺒﺮ واﻹﺣﺴﺎن ﻣﻦ ﻟﺪن ﺳﻠﻄﺎن .ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺣﻄﺖ ﺑﻪ اﻷﻗﺪار إﻟﻰ اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ،ﻛﺎن ﺟﻮادا ً ﻣﻌﻄﺎ ًء ﻛﺄﺑﻴﻪ ،وﻣﻦ ﺷﺎﺑﻪ أﺑﺎه ﻓﻤﺎ ﻇﻠﻢ ،ﻓﻌﺎﺻﺮ ﺣﻘﺒﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﺠﻴﻮش ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ اﻻﺗﺤﺎد ،وﻃﺎرت ﺷﻬﺮة اﻟﻔﻘﻴﺪ ﺣﺘﻰ أﻃﺒﻘﺖ ﺑﺎﻵﻓﺎق ،ﻓﺒﺎﺗﺖ اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻣﻄﻤﻊ ﻛﻞ ﺷﺎب ﻃﺎﻣﺢ إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺪ واﻟﻌﻠﻴﺎء .وﻛﺎن ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -وﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ وﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ -ﻋﻀﺪأً ،ﻓﻘﺪ ﺷﺪت ﺑﻪ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات أزرﻫﺎ ،واﺷﺮﻛﺘﻪ ﻓﻲ أﻋﺎﻟﻲ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،ﻓﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ،ﺛﻢ ﻣﻤﺜﻼً ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻋﻤﻞ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻹدارة ،ﺣﻴﺚ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ رأس ﻫﺮم أوﻟﻮﻳﺎت اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ .وﺣﻴﻨﻤﺎ اﻧﻘﺎدت ﻟﻪ إدارة داﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻧﻬﺾ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪم وﺳﺎق ،وﻛﺎن رﺟﻞ اﻟﻤﻴﺪان ،ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﺻﻘﺎع اﻹﻣﺎرة ﻣﻦ ﻣﺒﺪﺋﻬﺎ وإﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت زاﻳﺪ اﻟﺨﻴﺮ ،ﻓﻼ ﻏﺮو أن أﺧﺬت ﻣﻌﺎول اﻟﺒﻨﺎء ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺄﻋﻨﺎق ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻷرض ،ﻣﻤﻬﺪة اﻷرض ﻟﺘﻌﺒﻴﺪ اﻟﻄﺮﻗﺎت وﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﻛﻦ واﻟﺨﺪﻣﺎت .وأﻣﺎ إن اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث ،ﻓﻜﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺣﻘﺎً رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﺣﻴﻨﻤﺎ اﻣﺘﺪت ﻳﺪه اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث ،ﻧﻤﺎ وﻧﻬﺾ ،وﺗﺤﻮل ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻨﻮي ﻟﻠﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،إﻟﻰ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻣﺸﺘﻤﻼً ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺘﻲ ذُﻟﻠﺖ ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ،وﺑﺎﺗﺖ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ وﺗﻴﺮة دورﻳﺔ وﻓﻖ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﺪروﺳﺔ .ﻛﻤﺎ أﺧﺬ اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻴﻦ اﻟﺘﺮاث ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ 34
ﺑﺮاﻋﻢ اﻟﻮﻃﻦ ،ﺑﻬﺪف ﺣﻔﻆ اﻟﻤﻮرث اﻷﺻﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﻧﺪﺛﺎر واﻟﺘﻤﺰق. وﻛﺎن ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ أﻗﺪم اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻷوﺣﺪ آﻧﺬاك ،ﻓﻲ اﺳﺘﻐﻼل اوﻗﺎت ﻓﺮاغ اﻹﺟﺎزة اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﻗﺪم ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻫﺪﻳﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺗﺠﺴﺪت ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﺑﺤﺜﻲ ﺗﺮاﺛﻲ ﻣﺒﺎرك ،أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻴﻤﻨﺎً اﺳﻢ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ) ،ﺣﺎﻟﻴﺎُ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث( واﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻮﻋﺎء اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺧﻼل ﻃﺒﺎﻋﺔ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﻤﻴﺰة وﺟﻤﻊ اﻟﺪواوﻳﻦ واﻷﺷﻌﺎر اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ وﻃﺒﺎﻋﺘﻬﺎ ،وﺗﺠﺎوزت اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﻬﺎ اﻟﻤﺮﻛﺰ ذي اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ، اﻟﻤﺎﺋﺔ وأرﺑﻌﻴﻦ ﻋﻨﻮاﻧﺎً .وﻋﻤﻼً ﺑﻮﺻﻴﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب )ﻋﻠﻤﻮا أوﻻدﻛﻢ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ واﻟﺮﻣﺎﻳﺔ و رﻛﻮب اﻟﺨﻴﻞ( ،أﻧﺸﺎ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺑﻮذﻳﺐ وﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﺘﻢ ،واﺳﺘﺼﻠﺢ أﺟﺰاء ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ اﻷﺑﻨﺎء ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .ﻛﻤﺎ ﻗﺎده ﺣﺒﻪ وﻧﺨﻮﺗﻪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﻔﻆ ﺗﺮاث زاﻳﺪ اﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﻳﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﺰ واﻟﺘﻔﺮد ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺠﻮﻫﺮ واﻟﻤﻀﻤﻮن ،إذ ﻳﺴﺘﺬﻛﺮ اﻟﺰاﺋﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺮض ﺗﻨﻘﻼت اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻤﺆﺳﺲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﻮال اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺘﻲ أﻗﻠﺖ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﺮﺿﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮي أو ﺗﻠﻜﻢ اﻻﺗﻲ راﻓﻘﻨﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﻻﺗﻪ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ أو اﺳﺘﻘﺒﺎﻻﺗﻪ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ .ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﻌﺮض ﺣﺎﻓﻞ ﺑﻬﺪاﻳﺎ رؤﺳﺎء اﻟﺪول واﻟﻤﻘﺪﻣﺔ اﻣﺘﻨﺎﻧﺎً ﻟﺪور زاﻳﺪ اﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ دﻓﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﺎرب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك .ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ، ﻻ ﻳﻨﻔﻚ اﻟﻘﻠﻢ إﻻ أن ﻳﺮﺧﻲ ﺳﺪوﻟﻪ ،ﻻ ﻳﻠﻮا ﻣﻦ أﻣﺮه ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ،ﺗﺎرﻛﺎً اﻟﻘﻠﺐ ﻳﻌﺘﺼﺮ أﻟﻤﺎً ﻟﻔﺮاﻗﻪ دوﻧﻤﺎ أن ﻳﺤﻴﻂ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﻣﺎ اﺧﺘﻠﺞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ وأﺣﺎﺳﻴﺲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻠﺴﺎن ﻳﻠﻬﺞ دوﻣﺎ ﺑﻘﻮل "رﺣﻤﻚ اﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ ..رﺣﻢ اﻟﻠﻪ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻘﻠﻮب واﺳﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ اﻟﺠﻨﺎن وأﺛﺎﺑﻪ ﺧﻴﺮا ُ و ﺗﺠﺎوز ﻋﻨﻪ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ..اﻟﻠﻬﻢ آﻣﻴﻦ د .ﺣﻤﺪان راﺷﺪ اﻟﺪرﻋﻲ رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت -ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث
ﻗﺎﻣﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺳﺎﻣﻘﺔ
ﻏﻴﺐ اﻟﻤﻮت ﻋﻦ ﺳﻤﺎء دﻧﻴﺎﻧﺎ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﺎﻣﻘﺔ ،واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ اﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات وﺧﺎرﺟﻬﺎ .وﻧﺤﻦ إذ ﻧﻌﺰي اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺮﺣﻴﻠﻪ ﻧﻌﺰي أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻔﻘﺪ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻷول ،ﺟﻤﻊ ﺧﺼﺎﻻً ﻗﻠﻤﺎ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ رﺟﻞ واﺣﺪ. وأراﻧﻲ أﻋﺠﺰ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﺑﻴﺎن ﻣﺂﺛﺮ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺠﻮد اﻟﺬي ﻋﺸﻖ وﻃﻨﻪ وﺷﻌﺒﻪ وأﻣﺘﻪ ،وأﺳﻬﻢ ﻣﻊ أﺧﻴﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ وﺗﻄﻠﻌﺎت واﻟﺪﻫﻤﺎ اﻟﻤﻔﻐﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻓﺎﻟﺮاﺣﻞ ﻛﺎن ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ واﻟﺪه وﻛﺎن ﻳﻌﺪه ﻳﺪه اﻟﻴﻤﻨﻰ وأﺳﻨﺪ إﻟﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺎم ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺪوﻟﺔ. ﻓﻘﺪ أﺷﺮف اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻮة دﻓﺎع أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻻﺣﻘﺎً اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ،وﺷﻐﻞ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻗﻴﺎدﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ أن وﺻﻞ إﻟﻰ رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺘﻌﻴﻴﻨﻪ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ،وﻻ ﻳﺰال اﻟﺮﻋﻴﻞ اﻷول ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻳﺴﺘﺬﻛﺮ ﺧﺼﺎل وﻣﻮاﻗﻒ ﻫﺬا اﻟﻔﺎرس اﻟﻨﺒﻴﻞ اﻟﺬي ﻋﺮف ﺑﺸﻬﺎﻣﺘﻪ وﺗﻮاﺿﻌﻪ اﻟﻼ ﻣﺤﺪود ،وﻫﻨﺎ أﺳﺘﺤﻀﺮ ﻗﺼﺔ رواﻫﺎ ﻟﻲ أﺣﺪ اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺪﻣﻮا ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﻨﺼﺮم ،ﻳﻘﻮل ﻣﺤﺪﺛﻲ ﻛﻨﺖ ﺿﻤﻦ اﻟﻀﺒﺎط اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺸﺮﻓﻮا ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺿﻤﻦ اﻟﻘﻮة اﻻﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﻗﻮات اﻟﺮدع اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 1974م ،وﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن وﺑﺼﻔﺘﻪ اﻟﻤﺴﺆول اﻷول ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻮات ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺳﻴﺮ اﻷﺣﺪاث ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص، وﻛﺎن داﺋﻢ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻳﺪ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻃﻮاﺋﻔﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻣﺬاﻫﺒﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻦ دون اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺺ وآﺧﺮ ،وﻛﺎن ﻳﺸﺪد ﻋﻠﻰ اﺣﺘﺮام اﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﻜﺮاﻣﺔ ،وﻛﺎن ﻳﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ اﻟﺨﺎص ﻓﻲ دﻋﻢ اﻟﺤﺎﻻت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻋﻼج اﻟﻤﺮﺿﻰ اﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ،وﻟﻔﺘﺎﺗﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ أﻛﺴﺒﺘﻪ ﺣﺐ اﻟﺠﻤﻴﻊ وأﺷﻌﺮﺗﻨﺎ ﺑﺤﻖ أﻧﻨﺎ أﻣﺎم ﻗﺎﺋﺪ ﻗﺎد اﻟﻘﻠﻮب واﻟﻌﻘﻮل ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﻮد اﻟﺮﺟﺎل.
وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺧﺼﺎﻟﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺗﻮاﺿﻌﻪ ﻋﺮف اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﺤﺒﻪ ووﻟﻌﻪ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﺗﺮاﺛﻪ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﻜﺎن ﺑﺤﻖ ﺣﺎﻣﻲ ﻋﺮﻳﻦ اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﻛﻞ ﻃﺎرئ ودﺧﻴﻞ ،وأﺳﻬﻢ ﺑﺼﺤﺘﻪ ووﻗﺘﻪ وﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻳﺦ أﻣﺘﻪ وﺷﻌﺒﻪ ،ﻓﺈﻟﻴﻪ ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻔﻀﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻨﺸﺮ وإﻋﺎدة ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻋﺪد ﻣﻦ أﻣﻬﺎت اﻟﻜﺘﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﻣﺠﺎﻧﺎً ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮاﺋﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .وﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﺨﺎﻟﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃﻦ إﻧﺸﺎؤه ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻫﺬا اﻟﺼﺮح اﻟﺸﺎﻣﺦ اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻣﻨﺎرة ﻟﻠﻌﻠﻢ واﻷدب ﻳﺴﺘﻈﻞ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ اﻟﻮارﻓﺔ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات وﻳﻨﻬﻠﻮن ﻣﻦ ﻋﺬب ﻣﻮردﻫﺎ ﺷﺘﻰ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﻤﻌﺎرف .أﻣﺎ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،اﻟﺬي ﺿﻢ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﺎﺗﻪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻣﺆﺳﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن ،ﻓﺴﺘﻈﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﺼﻤﺎت ﻫﺬا اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ ودوره اﻟﺮﻳﺎدي ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،وﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻨﺪوات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ اﻟﺮﺋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺑﻬﺎ ﺷﺒﺎب أﺑﻮﻇﺒﻲ .ﻫﺬا ﻏﻴﺾ ﻣﻦ ﻓﻴﺾ وﻗﻄﺮات ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﻋﻄﺎء اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﺗﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻓﺮﺳﻪ ﻟﻴﻠﻘﻰ وﺟﻪ رﺑﻪ ،ﻓﻼ ﻧﻤﻠﻚ إﻻ أن ﻧﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻪ وﻧﺴﺄﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺄن ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ واﻟﻨﺒﻴﻴﻦ واﻟﺸﻬﺪاء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪم وأﻋﻄﻰ وأن ﻳﻠﻬﻤﻨﺎ أﻫﻠﻪ وﻣﺤﺒﻴﻪ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺴﻠﻮان. د .ﺧﺎﻟﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﺒﻠﻮﺷﻲ ﺑﺎﺣﺚ وﻣﺆرخ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
33
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻷب اﻟﺮوﺣﻰ ﻟﻠﺘﺮاث
اﺣﺘﺎر اﻟﻘﻠﻢ ﻣﻦ أﻳﻦ ﻳﺒﺪأ ﻟﻴﺴﻄﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻧﻌﻴﻪ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ أﻗﺮﺑﺎﺋﻪ -ﺷﻴﺨﻮﻧﺎ اﻟﻜﺮام- وأﺣﺒﺎﺋﻪ ﺷﻜﻞ ﺻﺪﻣﺔ ﻷﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ .رﺣﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن واﺳﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ .ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺗﻬﺎ أﻗﻮال وأﻓﻌﺎل اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ .ﻓﺎﻟﺮﺣﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺑﺼﻤﺎت ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻮﻃﻦ .ﻓﻜﺎن ﻣﻦ أواﺋﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﻟﺪﻋﺎﺋﻢ اﻻﺗﺤﺎد .ورث ﻋﻦ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق وﻛﺎن ﻳﻀﺮب ﺑﻪ اﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺒﺼﻴﺮة واﺷﺘﻬﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﺘﻮاﺿﻌﻪ وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻟﻶﺧﺮ ﻓﺄﺣﺒﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻜﺎن واﻟﺪي أﺣﺪ اﻟﺰوار اﻟﺬﻳﻦ اﻋﺘﺎدوا ﻋﻠﻰ ارﺗﻴﺎد ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،وﻛﺎن ﻳﺼﻒ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺧﻠﻖ أﺑﻴﻪ -ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻫﻤﺎ .-ﺣﻈﻴﺖ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺎﺣﺘﺮام وﺗﻘﺪﻳﺮ
32
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻠﻰ واﻟﺪوﻟﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰت ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔﺬة ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ .ﺣﻴﺚ ﻋﺮف ﻋﻨﻪ ﻣﻴﻠﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﻜﺎﻓﺔ أﻧﻮاﻋﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺗﺮاث اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،أو اﻟﺒﺮﻳﺔ ،أو اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ أو اﻟﺰراﻋﻴﺔ .وروج ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت واﻟﻨﺪوات وﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻛﻨﻮز اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺴﻨﻮي .وﻋﺰز ﻓﻜﺮة إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﺎدي وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺎدي ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪة ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ أﻫﻤﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﻤﺘﺪة ﺣﺘﻰ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ. واﻧﻌﻜﺲ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺸﺨﺼﻲ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻣﻨﻬﺎ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم وﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات وﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث وذﻟﻚ ﺑﻬﺪف ﻧﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ .واﻫﺘﻤﺖ ﻫﺬه اﻟﻤﺮاﻛﺰ ﺑﺈﺻﺪارات ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .ﻛﻤﺎ اﺷﺘﻬﺮ ﻋﻨﻪ ﺣﺒﻪ ﻟﻠﻘﺮاءة وأﻣﺮ ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻋﺎﻣﺮة ﺑﺄﻣﻬﺎت اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻤﺘﺄﺻﻞ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮاﺣﻞ اﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺳﺒﺎق اﻹﺑﻞ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ واﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر ،ﻓﺄﻗﺎم ﻧﻮادي ﻟﻬﺎ وأﻋﻄﻰ ﺳﻤﻮه »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ أﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،وﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮاﺛﻲ أﺣﺪث ﺣﺮاﻛﺎ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﺎدي وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺎدي ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة .واﻟﺠﺪﻳﺮ أن ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »اﻷب اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻠﺘﺮاث« ﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﻬﻮد اﻟﺬي أﺳﺴﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ. ﻧﻮرة ﻋﺒﻼن اﻟﻤﺰروﻋﻲ أﺳﺘﺎذ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺑﺄﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ
راﻋﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ
رﺣﻞ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺗﺎرﻛﺎً إرﺛﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً وﺛﻘﺎﻓﻴﺎً وإﻋﻼﻣﻴﺎً، ورﻳﺎﺿﻴﺎً ،وﺗﺮاﺛﻴﺎً ،ﺣﻴﺚ أﺳﻬﻢ ﻣﻊ واﻟﺪه اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ،وﻛﺎن ﻟﻠﺮاﺣﻞ ﺷﻐﻒ ﺧﺎص وﺣﻀﻮر ﻗﻮي ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎرات ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ 1976ﺣﺘﻰ 1981وﻗﻊ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺪرب اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ دون رﻳﻔﻲ ﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ اﻷول ،وﺷﺎرك اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻷول ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻔﻴﺎت اﻵﺳﻴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﻋﺎم 1979 وﻫﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻘﺎم ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ زاﻳﺪ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪه ،وﻻ ﻧﻨﺴﻰ وﺻﻮل
ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺘﺮاث واﻟﺤﻀﺎرة
ﻏﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ وﻃﻴﺐ ﺛﺮاه ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻨﺎرة ﻟﻠﺘﺮاث وﻛﻨﺰا ً ،ﺣﻔﻆ اﻟﻤﻮروث وأرﺳﻰ رﻛﺎﺋﺰ اﻟﺤﻀﺎرة وﻧﻤﺎ ﻓﻲ أﺟﻴﺎ ٍل ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻔﺨﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ وﻋﻤﻖ ﻓﻬﻤﻬﻢ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ورﺳﺨﺖ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﻮروث واﻟﻮﻻء ﻟﻠﻮﻃﻦ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ﺑﻞ واﺣﺘﻮاﺋﻪ .ﺳﻴﺮة ﺣﺎﻓﻠﺔ وﻣﺴﻴﺮة أﻧﺎرت دروب اﻟﺒﺎدﻳﺔ وأﺳﺮارﻫﺎ وﻧﺒﺸﺖ ﺑﻴﻦ ﺳﻄﻮر اﻟﺸﻌﺮ ورﺻﺪت اﻟﻨﺠﻮم واﻟﺪرور وﻋﻠﻮم اﻟﺒﺤﺎر واﻟﺴﻮاﺣﻞ واﻷﺳﻔﺎر ،ﻟﻘﺪ ﻧﻈﺮ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن واﻟﻄﻴﺮ واﻟﺠﻤﻞ واﻟﻨﺨﻠﺔ واﻟﻨﺤﻠﺔ
اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ اﻷول ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم ﻓﻲ ﻋﻬﺪه إﻟﻰ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎت ﻛﺄس آﺳﻴﺎ ﺑﺎﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﺎم 1980ﻷول ﻣﺮة ،وﻓﻲ ﻋﺎم 1991أﺻﺪر ﻗﺮارا ً ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ واﻟﺬي ﺗﻢ إﺷﻬﺎره رﺳﻤﻴﺎً ﻋﺎم 1993واﻧﻀﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻼﺗﺤﺎدﻳﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺪوﻟﻲ، وﻛﺎن ﻟﻠﺮاﺣﻞ دور ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ إﺛﺮاء اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻜﺸﻔﻴﺔ واﻟﻜﺸﺎﻓﺔ ﺑﻤﺪارس إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ورﻏﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻤﺘﻌﺪدة إﻻ أن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻋﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر ،واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻗﺎم ﻟﻬﺎ ﻧﺎدﻳﺎً ﺑﻤﻮﺻﻔﺎت ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺣﻴﺚ أﺳﺲ إﺳﻄﺒﻼت ﺑﻮذﻳﺐ ﻟﻠﻘﺪرة، وﺷﻐﻔﻪ ﺑﺎﻹﺑﻞ ﻓﺄﻧﺸﺄ ﻟﻬﺎ »ﻋﺰﺑﺔ اﻹﻣﺎرات« اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ أﻓﻀﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﻟﻤﺎ ﺗﻤﺘﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ أﻓﻀﻞ وأﺟﻮد ﺳﻼﻻت اﻹﺑﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﺣﺘﻰ ذاع ﺻﻴﺘﻬﺎ ،وﺑﺎﺗﺖ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﻬﺮة ﻛﺒﻴﺮة ،ﻟﺤﺮﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻗﺘﻨﺎء وإﻧﺘﺎج أﻓﻀﻞ وأﺟﻤﻞ اﻟﻤﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ اﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻔﻲ ﻋﻬﺪه زادت ﻋﺪد اﻟﻤﺤﺎﻣﻞ اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ واﻟﺘﺠﺪﻳﻔﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻘﻴﻤﻬﺎ واﻟﺪه اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ /زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻧﺎدي اﻟﺘﺮاث وﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺸﻬﺪ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ .رﺣﻢ اﻟﻠﻪ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺸﻴﺦ /ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن وﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه. ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺤﺴﻦ اﻟﺪوﺳﺮي
اﻷﻣﻴﻦ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺮﻳﺎﺿﺔ
واﻟﻌﺴﻞ واﻟﻤﻬﻦ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻟﻘﻴﻢ واﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﻋﺎش ﺗﺤﺖ ﻟﻮاﺋﻬﺎ ﺷﻌﺐ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﻴﺎدﺗﻪ اﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﻌﻄﺎء .ﻓﺎرس اﻟﺘﺮاث وﺣﺎﻓﻆ اﻟﺬاﻛﺮة ﻳﺮﺣﻞ ﺗﺎرﻛﺎً إرﺛﺎً ﻣﺠﻴﺪا ً وﻗﺎﺋﻤﺔ ﻻﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻄﺎء واﻟﺨﻴﺮ واﻹﺻﺪارات اﻟﺘﻲ وﺛﻘﺖ وﺣﻔﻈﺖ ذاﻛﺮة اﻹﻣﺎرات .ﻟﻘﺪ ﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﺒﺎﻧﻲ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺬي ﻗﺎل "ﻣﻦ ﻻﻳﻌﺮف ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻴﺶ ﺣﺎﺿﺮه وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ" ،وﺳﺒﻖ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻳﺎم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺎﺷﺮ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎدرات ودﻋﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎل وﺷﺮﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮر ﻓﻜﺎن "ﻋﺠﻴﺪ اﻟﻘﻮم" اﻟﺬي ﻳﻜﺮم اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت وﻻﻳﻨﻜﻒ ﻋﻦ ﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ وﺗﻤﻜﻴﻨﻬﻢ وﺣﻔﺰﻫﻢ ﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﻣﺎﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻤﻮن .ﻟﻘﺪ أﻧﻌﺸﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت وﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت وﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻣﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن )ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه( ﻛﺒﺎر اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﺷﺒﺎﺑﻬﻢ وﺑﻔﻀﻠﻪ أﺻﺒﺤﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﺮﺟﻌﻴﺎت وﻗﻮاﻋﺪ وﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻳﺴﺘﺮﺷﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻻت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺗﺎرﻳﺨﻪ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞٍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺗﻄﻮره .ﻧﺪﻋﻮ اﻟﻠﻪ أن ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻔﻘﻴﺪﻧﺎ اﻟﻐﺎﻟﻲ وأن ﻳﺮﺣﻤﻪ ﺑﻮاﺳﻊ رﺣﻤﺘﻪ وأن ﻳﻠﻬﻢ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﻜﺮام ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﺔ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺴﻠﻮان. د.ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻣﺴﺘﺸﺎرة اﻟﺒﺤﻮث اﻷرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
31
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ؛ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ، وﻓﻘﻴﺪ اﻟﻜﺮم واﻟﺘﺮاث واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻓﻼ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻﱠ ﺑﺎﻟﻠﻪ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ و)إﻧﺎ ﻟﻠﻪ وإﻧﺎ إﻟﻴﻪ راﺟﻌﻮن( وﻻ را ﱠد ﻟﻘﻀﺎء اﻟﻠﻪ. رﺣﻤﻚ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻫﺰاع ،ﻓﺈن اﻟﻌﻴﻦ ﻟﺘﺪﻣﻊ وإن اﻟﻘﻠﺐ ﻟﻴﺤﺰن، وﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﻘﻮل إﻻﱠ ﻣﺎ ﻳﺮﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :إﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﻗﻚ ﻟﻤﺤﺰوﻧﻮن ﻳﺎ أﺑﺎ ﻫﺰاع أﺳﻜﻨﻚ اﻟﻠﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ ،وﺟﻤﻊ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎء واﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ واﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ ،وﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء ﻗﺪﻳﺮ. وإﻧﻨﺎ ﻧﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻴﺸﻨﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻚ أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺆ ِذ أﺣ ًﺪا ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻧﺤ ُﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻪ ،وﻗﺪ أﻧﻔﻘﺖ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﻤﻴﻨﻚ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر؛ رﻏﺒﺔ ﻣﻨﻚ وﻃﻮاﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺳﺎة ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎن ذا ﺣﺎﺟﺔ ،وﺑﺬﻟﺖ ﻗﺼﺎر ﺟﻬﺪك ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ رﻓﻌﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،وﻟﻢ ُ ﺗﺄل ﺟﻬ ًﺪا ﻓﻲ ﻃَ ْﺮق أﺑﻮاب اﻟﺨﻴﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺼﺪرﻫﺎ. واﻟﺤﺐ ﻟﻜﻞ ﺣﺰﻳﻦ، ﻛﻨﺖ اﻟﻨﺠﺪة ﻟﻠﻤﻠﻬﻮف واﻟﺴﻌﺎدة ﻟﻜﻞ ﻣﻜﺮوب ﱠ أﻧﺖ اﻟﺸﻬﺎﻣﺔ وﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ،واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺮﺟﻮﻟﺔ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ وراﻋﻲ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳُﻌﺮف ﺑﻬﺎ اﺑﻦ اﻷﺻﻮل. ﻓﺮﺣﻴﻠﻚ ﺧﺴﺎرة ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺧﺴﺎرة ﻟﻠﻮﻃﻦ وﻗﺎدﺗﻪ وﻣﻮاﻃﻨﻴﻪ وﻗﺎﻃﻨﻴﻪ، وﻛﻴﻒ إذا ﻛﺎن اﻟﻔﻘﻴﺪ اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﻣﺆﺳﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﺣﻜﻴﻢ اﻷﻣﺔ! إن رﺣﻴﻞ اﻟﺮﺟﺎل ﻻﻳﺸﺒﻪ رﺣﻴﻞ ﺳﻮاﻫﻢ ،ﻓﻬﻢ ﻻﻳﺰاﻟﻮن أﺣﻴﺎء ﺑﻴﻨﻨﺎ، راﺳﺨﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ وﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ،وﻫﻢ ﺻﻔﺤﺎت ﺧﺎﻟﺪات ﻓﻲ ﺳﺠﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﺠﻴﺪ .ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ ) (1986أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ،وﻓﻲ أول ﻟﻘﺎء ﺑﻪ ﻓﻲ ﻧﺎدي اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ وﻫﻮ ﺑﺼﺤﺒﺔ اﻟﻠﻮاء ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪ اﻟﻌﺮﻳﺎﻧﻲ ،وﻣﻦ ﺧﻼل أﻃﺮاف اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺸﻌﺮ واﻟﺘﺮاث ،ﻓﻘﺪ ﻟﻤﺴﺖ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء ﻣﺪى ﻣﺎ ﻳﻤﺘﻠﻜﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺛﻘﺎﻓﻲ وﻃﻤﻮح ﻣﻦ أﺟﻞ رﻓﻌﺔ اﻟﻮﻃﻦ وﺳﻌﺎدة أﺑﻨﺎﺋﻪ ،وﻣﺎ اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ وﻣﺎ ﺗﺤﻮﻳﻪ إﻻﱠ ﺻﻮرة ﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻤﺎ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت. إﻧﻨﺎ ﻧﺴﺄل اﻟﻠﻪ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ وﺑﺂﻳﺎﺗﻪ اﻟﺘﺎﻣﺎت أن ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻔﻘﻴﺪﻧﺎ 30
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺣﻖ ﻣﻐﻔﺮة ﺗﺎﻣﺔ ﺑﺠﻮده وﻛﺮﻣﻪ وإﺣﺴﺎﻧﻪ وﺗﻔﻀﻠﻪ ،وﻟﻮاﻟﺪﻳﻨﺎ وﻟﻤﻦ ﻟﻪ ﱞ ﻋﻠﻴﻨﺎ .ﻧﺮﺟﻮك رﺑﻨﺎ أن ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻌﺒﺪك اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻣﻐﻔﺮة ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺑﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ ،وأن ﺗﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻗﺒﺮه وﺗﺠﻌﻠﻪ روﺿﺔ ﻣﻦ رﻳﺎض اﻟﺠﻨﺔ ،وأن ﺗﺪﺧﻠﻪ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎب وأن ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﻠﻄﻔﻚ وﻛﺮﻣﻚ؛ ﻓﺄﻧﺖ أوﻟﻰ ﺑﻪ ﻣ ﱠﻨﺎ. ﻧﻔﺴﺎ اﻟﻠﻪ ﻳﻜﻠﻒ ﻻ ﺣﻴﺚ ﺑﻮﺳﻌﻪ، ﻣﺎ ﻟﻐﺎﻟﻲ ﻓﻘﻴﺪﻧﺎ ﻟﻘﺪ ﻗ ّﺪم ﻋﺒﺪك ً وأﻫﻼ ﺧﻴ ًﺮا ﻣﻦ أﻫﻠﻪ، إﻻﱠ وﺳﻌﻬﺎ ،ﻓﺄﺑﺪﻟﻪ ﻳﺎ اﻟﻠﻪ دا ًرا ﺧﻴ ًﺮا ﻣﻦ دارهً ، وأﺳﻌﺪه ﻓﻲ ﺟﻮارك ،وﻫﻮ اﻵن وﺣﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺪار اﻵﺧﺮة ،ﻻ أﻫﻞ ﻟﻪ وﻻ ﻋﺴﻜﺮ وﻻ ﻣﺎل وﻻ ﺳﻠﻄﺔ ،واﺟﻤﻌﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺟﻨﺔ اﻟﺨﻠﺪ ﻳﺎ أﻛﺮم اﻷﻛﺮﻣﻴﻦ ،وﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ أﺟﺮه ﻳﺎ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .ﻋﻠﻴﻚ اﻻﺗﻜﺎل وﺣﺪك ﻳﺎ اﻟﻠﻪ وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻﱠ ﺑﺎﻟﻠﻪ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ. وﻻ زاﻟﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻔﻘﻴﺪ اﻟﻐﺎﻟﻲ ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ أذﻫﺎﻧﻨﺎ ،وﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻲ ﻣﻊ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﺧﻼل ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر رﻳﺎض ﻧﻌﺴﺎن آﻏﺎ ﺑﻌﻨﻮان "اﻷﺳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ وﺑﻌﺪ أن أﺑﺪع اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻮل اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة وﺣﻮل ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮات ،وﻟﻘﺪ دﻫﺸﺖ ﻣﻦ ﺗﻠﺨﻴﺼﻪ ﻟﻠﻤﺤﺎﺿﺮ وﻣﺤﺎﺿﺮﺗﻪ ،واﺳﺘﺮﺳﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻜﻼم ﺣﻮل ﻣﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻣﺎﻧﻌﺔ وراﺋﺪة ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺣﻴﻨﻬﺎ ،ﻟﻘﺪ ﻟﺨﺼﺖ ﺳﻤﻮك ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻘﺎل ﻟﻲ :أﻧﺖ اﻟﻜﺘﺎب وﻧﺤﻦ اﻟﻘﺮاء ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺷﻌﺒﻴﺎ ﺳﻤﺤﺎً إذا أﻋﻄﻰ ،ﻓﺼﻴﺤﺎ إذا ﺗﻜﻠﻢ ،وﻓﻴﺎ إذا وﻋﺪ ،ﺳﻤﺤﺎً إذا ﻋﻔﺎ. اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ اﻟﻔﺮج ﺻﺎدق أﺳﺘﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ وﻛﺎﺗﺐ وﻣﻔﻜﺮ ﻋﺮﺑﻲ وﺑﺎﺣﺚ أﻛﺎدﻳﻤﻲ وﺳﻔﻴﺮ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ
ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻋﺮﻓﻪ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد وﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻓﻲ ﻣﻮروﺛﻨﺎ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻦ ﺑﺪوي وﺣﻀﺮي وﺑﺤﺮي وﻓﻖ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ –رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻣﻦ واﻟﺪه اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن – ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -ﻛﺎﻟﺼﻘﻮر واﻟﺼﻴﺪ ﺑﻬﺎ وﺣﻴﺎة اﻟﻬﺠﻦ واﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ وﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻘﻮارب ﺑﺎﻟﺘﺠﺪﻳﻒ وﺑﺎﻟﺸﺮاع ...وﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: »إن اﻟﺘﺮاث ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ وﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺘﺰ ﺑﻬﺎ وﻧﺤﺮص ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻟﻦ ﻧﺘﺨﻠﻰ اﻃﻼﻗﺎً ﻋﻦ أﺻﺎﻟﺘﻨﺎ وﻋﺮاﻗﺘﻨﺎ وﺳﻨﻈﻞ ﻧﺪﻋﻢ اﻟﺘﺮاث ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ وﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ وإن اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ – ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -ﻫﻮ ﻣﻦ رﺳﺦ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺘﺰاﻳﺪ ﺑﺎﻟﺘﺮاث وﺣﺚ ﺷﻌﺐ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ واﻟﺤﻔﺎظ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ.... ﻋﻠﻴﻪ«. أﻳﻘﻮﻧﺔ ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،رأى ﺿﺮورة اﻟﺘﻤﺴﻚ رﺣﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ وﻓﺎﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ. ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺪروس وﻣﺨﻄﻂ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮه ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺤﺪاﺛﺔ د .ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻘﺪﺳﻲ ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ ﻛﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ وﻋﺎداﺗﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺼﻮن أﺻﻮﻟﻪ ﻣﺴﺘﺸﺎر إﻋﻼﻣﻲ /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
29
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺳﺨﺮ وﻗﺘﻪ ﻟﺨﺪﻣﺔ وﻃﻨﺔ واﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻨﺎ ﺷﺮف اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎت ﺗﺄﺳﻴﺲ دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﻊ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ـ ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه واﺳﻜﻨﻪ ﺟﻨﺎت اﻟﻨﻌﻴﻢ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻔﻘﻴﺪ ﻧﻌﻢ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻘﺎﺋﺪ وﻧﻌﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ وﻧﻌﻢ اﻷب وﻧﻌﻢ اﻷخ ﻛﺎن رﺟﻼً ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﺪى ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻬﻮ رﺟﻞ ﻣﺜﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﻤﻠﻲ دﻣﺚ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﺜﺎﻟﻴﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻘﻴﺎدي اﻟﺸﻬﻢ. وﻧﺜﻤﻦ ﻟﻪ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺸﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﻣﻬﻢ آن ذاك ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺪ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻠﺒﻨﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﻓﻲ وﻗﺖ ﻋﺴﻴﺮ ﺟﺪا ً ،ﻓﻜﺎن ﻟﻪ -ﺗﻐﻤﺪه اﻟﻠﻪ ﺑﻮاﺳﻊ رﺣﻤﺘﻪ-
28
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
دور ﻛﺒﻴﺮ ﺗﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﻌﻄﺮة .إﻻ أن ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻮاﺗﻨﺎ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺣﻴﺚ أﻛﺪ –رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﺑﻘﻮﻟﻪ "ﺑﺄن اﻟﺪوﻟﺔ وﻓﺮت ﻟﻬﻢ ﻛﻞ اﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﻟﻀﻤﺎن ﺑﻨﺎء ﻗﻮة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﺎدرة وﻣﻘﺘﺪرة ﻟﻠﺬود ﻋﻦ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﺸﻌﺐ وﺣﻔﻆ اﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺎت واﻟﻤﻨﺠﺰات وﻓﻖ أﺳﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ وﺧﻄﻂ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺒﺘﻜﺮة ﺗﺄﺧﺬ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻈﺮوف واﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ وﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﺠﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺎت" .وﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻤﺎ ﻣﻦ أوﻟﻮﻳﺎت اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ واﻟﻨﻬﻀﺔ .وﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ذﻟﻚ ،ﻛﺎن ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺑﺬل ﻛﻞ ﻏﺎ ٍل وﻧﻔﻴﺲ؛ ﻫﺬا ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم. وﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻛﺎن ﺧﻴﺮ ﻣﻌﻴﻦ ﻹﺧﻮاﻧﻪ وزﻣﻼﺋﻪ وﻛﺎن اﻟﻤﺜﺎل اﻟﺬي ﻳﻘﺘﺪى ﺑﻪ ،ﻧﺴﺄل اﻟﻠﻪ ﻟﻪ اﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﻐﻔﺮان؛ ﻓﻘﺪ ﺳﺨﺮ وﻗﺘﻪ ﻟﺨﺪﻣﺔ وﻃﻨﻪ واﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻜﺴﺐ ﻣﻌﻨﻮي ،ﺑﻞ ﻛﺎن ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺮﺿﺎ اﻟﻠﻪ وإﺳﻌﺎد اﻟﻤﻮاﻃﻦ وﺧﺪﻣﺔ وﻃﻨﺔ وﻣﻌﺎوﻧﺔ واﻟﺪه وإﺧﻮاﻧﻪ. ﻧﺴﺎل اﻟﻠﻪ ﻟﻪ اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻐﻔﺮان ،ﻓﻤﻬﻤﺎ أﺳﻬﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺠﺎﻳﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ،ﻓﺈﻧﻨﻲ أﻋﺠﺰ ﻋﻦ أن اوﻓﻴﻪ ﺣﻘﻪ؛ اﻟﻠﻬﻢ ارﺣﻤﻪ وﻋﺎﻓﻪ واﻋﻒ ﻋﻨﻪ وأﻛﺮم ﻧﺰﻟﻪ ووﺳﻊ ﻣﺪﺧﻠﻪ واﻏﺴﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎء واﻟﺜﻠﺞ واﻟﺒﺮد، وﻧﻘﻪ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب واﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﻰ اﻟﺜﻮب اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ. ﺑﺨﻴﺖ ﺑﻦ ﺳﻮﻳﺪان اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ
ﻋﻤﻴﺪ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ
ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺨﻴﺮ واﻟﻤﺤﺒﺔ
ﺑﻘﻠﻮب ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﻘﻀﺎء اﻟﻠﻪ وﻗﺪره وﺑﺒﺎﻟﻎ اﻟﺤﺰن واﻻﺳﻰ ﻧﻨﻌﻰ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻐﺎﻟﻲ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺳﺎﺋﻠﻴﻦ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ وﺟﻞ أن ﻳﺘﻐﻤﺪه ﺑﻮاﺳﻊ رﺣﻤﺘﻪ ،إﻧﺎ ﻟﻠﻪ وإﻧﺎ إﻟﻴﻪ راﺟﻌﻮن. رﺣﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﻌﺪ رﺟﻞ دوﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻷول، وﻋﺮف ﻋﻨﻪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ أواﺋﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻪ دور ﺑﺎرز ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ .ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻠﻢ إدارة داﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وأﺷﺮف ﻋﻠﻰ إﻧﺸﺎء اﻟﻄﺮق
واﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ وﻣﺴﺎﻛﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أرﺟﺎﺋﻬﺎ .اﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮاث وأﻧﺸﺄ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات وﺗﻮﻟﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ اﻷﺷﺮاف ﻋﻠﻴﻪ، وﺑﺬﻟﻚ ﻋﺪ ﺑﺮﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻷول. وأﻧﺸﺄ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎً ﺗﺮاﺛﻴﺎً ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻳﻘﺎم ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﻳﺤﺎن ،ﻋﺮف ﺑﻤﻬﺮﺟﺎن "اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ"، وﻳﻀﻢ ﻣﺰاﻳﻦ اﻹﺑﻞ ،اﻟﻤﺤﻠﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻔﻄﻴﻢ وﺣﺘﻰ اﻟﺤﺎﻳﻞ ،وﺳﺒﺎق اﻟﻤﺤﺎﻟﺐ ﻟﻺﺑﻞ وﺳﺒﺎق اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺳﺒﺎق اﻻﺑﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻲ وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻷﺧﺮى. وﻣﻬﻤﺎ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻔﻘﻴﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻔﻴﻪ ﺣﻘﻪ ،ﻓﻬﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻷب ﻟﻸﻳﺘﺎم واﻷراﻣﻞ واﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ واﻟﻤﺮﺿﻰ واﻟﻔﻘﺮاء ،ﻳﻔﺘﺢ ﺻﺪره ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ وﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻬﻤﻮم اﻟﻨﺎس وﻳﻠﺒﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ،ﺑﺼﺪر رﺣﺐ، وﻳﺘﺎﺑﻊ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﻌﻮزﻳﻦ. رﺣﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن وأﺳﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ، وﻋﺰاءﻧﺎ ﻷﻫﻞ اﻹﻣﺎرات ﺟﻤﻌﻴﺎً ﻓﻲ وﻓﺎة اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن. ﺟﻤﻌﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﺣﺎرب اﻟﻌﻤﻴﻤﻲ
وﻛﻴﻞ داﺋﺮة ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎً
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
27
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
إﻧﺠﺎزات ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ
"ﻧﺘﻘﺪم ﺑﺨﺎﻟﺺ اﻟﻌﺰاء واﻟﻤﻮاﺳﺎة اﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ« وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن وﻟﻲ ﻋﻬﺪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ وأﻧﺠﺎل اﻟﻔﻘﻴﺪ وﻋﻤﻮم آل ﻧﻬﻴﺎن ﺑﻮﻓﺎة اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ. »ﻋﻤﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ واﻟﺪه اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﺆﺳﺲ اﻟﺪوﻟﺔ »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮة ﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ وﺗﺄﺳﻴﺲ دوﻟﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻬﻀﺔ ﺣﻀﺎرﻳﺔ و ﻋﻤﺮاﻧﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻋﺒﺮ رﺋﺎﺳﺘﻪ داﺋﺮة اﻻﺷﻐﺎل ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﺑﺎرز ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺰال واﺿﺤﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎن ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ،وﻟﻘﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻓﻲ اﻟﺪاﺋﺮة وﻛﺎن ﻟﻪ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ اﻟﺴﺪﻳﺪة اﻟﻤﺸﻬﻮد ﻟﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﺒﻨﻴﺔ 26
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻷﺑﻮﻇﺒﻲ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﺼﺎف اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ. »وﻛﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ رﻣﺰا ً وﻃﻨﻴﺎً ﻣﺸﻬﻮدا ً ﻟﻪ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎء واﻻﺧﻼص واﻟﻮﻓﺎء ﻟﻮﻃﻨﻪ و ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ،ﺣﻴﺚ راﻓﻖ وواﻛﺐ ﻣﺴﻴﺮة اﻵﺑﺎء اﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات ،وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺑﺼﻤﺎت واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮة ﺗﺄﺳﻴﺲ وﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﺳﻴﺴﺘﻠﻬﻢ ﻣﻮاﻃﻨﻮ اﻻﻣﺎرات ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ وﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻗﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ واﻻﺟﺘﻬﺎد ﻣﻦ أﺟﻞ رﻓﻌﺔ اﻟﻮﻃﻦ وﺗﻘﺪﻣﻪ .ﻟﻘﺪ ﺣﻘﻖ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﺠﺎزات ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠﺪﻫﺎ واﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﺮك ﺑﺼﻤﺎت واﺿﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻻﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﺨﻴﺮي ،وأﺳﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن داﻋﻤﺎً وراﻋﻴﺎً ﻟﻼﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺖ أﺛﺮا ً واﺿﺤﺎً ﻓﻲ ﻧﻔﻮس ووﺟﺪان ﻣﻮاﻃﻨﻲ اﻻﻣﺎرات واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﺑﻬﺎ .ﻛﻤﺎ دﻋﻢ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﺒﺮ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻻﻋﻼم ﻟﻴﻜﻮن داﻋﻤﺎً ﻟﻤﺴﻴﺮة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة، ﺣﻴﺚ ﻧﻈﻢ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت واﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺆﺗﻤﺮات اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ اﻟﻌﺮب واﻻﺟﺎﻧﺐ ،ﻟﻴﺸﻜﻞ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻣﻨﺎرة ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺗﺸﻊ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ اﻻﻣﺎرات واﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻧﺪﻋﻮ اﻟﻠﻪ ﻋ ّﺰ وﺟﻞ أن ﻳﺘﻐﻤﺪ اﻟﻔﻘﻴﺪ ﺑﻮاﺳﻊ رﺣﻤﺘﻪ وﻣﻐﻔﺮﺗﻪ ،وأن ﻳﻠﻬﻢ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﻜﺮام اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺴﻠﻮان ،اﻧﺎ ﻟﻠﻪ وإﻧﺎ اﻟﻴﻪ راﺟﻌﻮن. ﺳﻬﻴﻞ ﺳﻬﻴﻞ ﻓﺎرس اﻟﻤﺰروﻋﻲ
وﻛﻴﻞ داﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل ﺳﺎﺑﻘﺎً
رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول ،وﺣﺎﻣﻲ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ
ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﺗﺒﺤﺚ اﻟﻠﻐﺔ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻣﺎت اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ،وﻋﻦ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻐﻴﺎب، ﻷن ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ داﺧﻠﻪ ،ﻟﻴﺤﺮس أﺣﻼﻣﻪ ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮ اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن ،ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻐﻴﺎب أن ﻳﻘﻒ أﻣﺎم ﻇﻠﻪ ،ﻓﻤﻦ ﺗﺘﻮﺣﺪ روﺣﻪ ﻓﻲ روح اﻟﻮﻃﻦ ﻳﺼﺒﺢ ﻛﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺣﻴﻦ ﺗﻀﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﻠﻤﺎت ،ﻓﺎﻟﻮﻃﻦ ﻳﺤﺮس ﻣﻦ ﻳﻐﻴﺐ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻛﻤﺎ اﻟﻨﺨﻞ راﺳﺨﺎً ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮ وﺟﻮده، وﻓﻲ ﻛﻴﻨﻮﻧﺘﻪ ،ﺧﺎﻟﺪا ً ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﻷوﻃﺎن اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺮأ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻤﺤﺎة اﻟﺰﻣﺎن. ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺗﺮﺗﺐ اﻟﻠﻐﺔ ﻣﻔﺮداﺗﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﻔﺮد أﺳﺮارﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎم رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن، اﻟﺬي ارﺗﺪى ﺑﺮدة اﻟﻮﻃﻦ ﻟﻴﺮﺗﺐ وﺟﻮده ﻓﻲ ﻣﻘﺎم اﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ. ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ﺣﻴﻦ ﻧﻘﻒ أﻣﺎم ﻧﺨﻠﺔ اﻟﻤﻌﻨﻰ ،أﻣﺎم ﻣﻦ ﺣﻤﻞ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ روﺣﻪ وﻓﻜﺮه ورؤﻳﺘﻪ ﻓﻜﺎن اﻟﺴﻨﺪ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺎﺿﺮ، واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮس اﻟﻮﻃﻦ وأﺻﺎﻟﺘﻪ ،وﺗﺤﻤﻲ ذاﻛﺮﺗﻪ ،ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﻤﺤﻮ اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺬاﻛﺮة واﻟﻮﺟﻮد. ﻟﻘﺪ ﻋﺮف اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﺼﺤﻴﺢ واﻟﻄﺮﻳﻖ اﻷﺻﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات راﺳﺨﺔ ﺑﻮﺟﻮدﻫﺎ وﺗﺮاﺛﻬﺎ وأﺣﻼﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﺣﻴﻦ أدرك ﻣﺎ ﻟﻠﺘﺮاث ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﺎرات اﻷﻣﻢ، اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻷول ،اﻟﺬي ﺣﻤﻞ ﻓﻄﺮة اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻤﻪ اﻷول اﻟﺬي ﻏﺮس ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ذﻟﻚ اﻟﻌﺸﻖ ﻟﺘﺮاﺛﻪ ،اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻘﻮل داﺋﻤﺎً» :ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎض ،ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺎﺿﺮ وﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ«.ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﻬﺠﺎً ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻛﻤﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﻬﺠﺎً ﻟﻜﻞ إﻧﺴﺎن إﻣﺎراﺗﻲ، ﻷﻧﻬﺎ ﺣﻜﻤﺔ أوﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﺣﻜﻤﺔ ﺗﻮﺣﺪ اﻷزﻣﻨﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﻜﻨﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺣﺪ اﻟﺮؤى ﻓﻲ ﺣﺎﺿﺮ وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻮاﺣﺪ. ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻮﺟﺰ اﻟﻠﻐﺔ ﻣﺴﻴﺮة ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎء ،ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻹﻧﺠﺎزات ،راﺳﺨﺔ ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮ ﻛﻞ إﻣﺎراﺗﻲ .ﻛﻴﻒ ﻧﻘﺮأ رﺟﻼً ﻛﺎن ﻫﻤﻪ اﻷﻛﺒﺮ أن ﻳﺤﻤﻲ ﺗﺮاث دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،وأن ﻳﻐﺮﺳﻪ وﻳﺮﺳﺨﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ واﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ أﺑﻨﺎء وﻓﺘﻴﺎت اﻹﻣﺎرات ،وذﻟﻚ ﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ووﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ
ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻳﺴﺘﻬﺪي ﺑﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن واﻟﻤﻬﺘﻤﻮن ،ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل " :إن اﻟﺘﺮاث ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ وﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺘﺰ ﺑﻬﺎ وﻧﺤﺮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻟﻦ ﻧﺘﺨﻠﻰ إﻃﻼﻗﺎً ﻋﻦ أﺻﺎﻟﺘﻨﺎ وﻋﺮاﻗﺘﻨﺎ ،وﺳﻨﻈﻞ ﻧﺪﻋﻢ اﻟﺘﺮاث ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ وﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ وﻧﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ،وإن اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن -ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -ﻫﻮ ﻣﻦ رﺳﺦ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺘﺰاﻳﺪ ﺑﺎﻟﺘﺮاث وﺣﺚ ﺷﻌﺐ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ودﻋﻤﻪ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ" رﺣﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول اﻟﺬي وﻓّﻰ ﻟﻠﻮﻃﻦ رﺳﺎﻟﺘﻪ ،رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺤﻀﺎرة واﻟﻘﻴﻢ واﻹﻧﺴﺎن ،ﻓﻮﻓّﻰ ﻟﻪ اﻟﻮﻃﻦ ﺑﺤﺒﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﻟﻴﺒﻘﻰ رﻣﺰا ً ﺧﺎﻟﺪا ً ﻣﻦ رﻣﻮز وﻃﻨﻨﺎ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،وﻟﺘﺒﻘﻰ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟﺘﻲ رﺳﺨﺖ ﺛﻮاﺑﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻃﺎﻗﺔ اﺳﺘﻨﺎد ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮ، وﻧﻬﺠﺎً راﺳﺨﺎً ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﻷﺟﻴﺎل وﻫﻢ ﻳﺒﻨﻮن ﺣﻀﺎرة اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. ﺿﺮار ﺑﺎﻟﻬﻮل اﻟﻔﻼﺳﻲ
ﻛﺎﺗﺐ إﻣﺎراﺗﻲ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
25
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺣﻜﻴﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺼﻤﺔ واﺿﺤﺔ
ﻧﻨﻌﻰ ﺑﺒﺎﻟﻎ اﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ وﺑﻘﻠﻮب ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﻘﻀﺎء اﻟﻠﻪ وﻗﺪره ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ال ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه .ﻛﺎن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ رﺟﻼ ﺣﻜﻴﻤﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺼﻤﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺻﻮن ﺗﺮاث اﻟﺪوﻟﺔ وﻏﺮﺳﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ .وﺣﺮص ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺪاﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺰزت ﻣﻦ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة .وﻧﺤﻦ اﻟﻴﻮم ﻣﺎﺿﻮن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﻴﺮة ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻐﻨﻲ ﻳﺴﺘﺤﻖ أن ﻧﻮﻟﻴﻪ ﺟﻞ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﺿﻴﻨﺎ اﻟﺒﻬﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﺻﺎﻟﺔ وﻋﺮاﻗﺔ وﻗﻴﻢ. ﺳﻌﺎد اﺑﺮاﻫﻴﻢ دروﻳﺶ ﻣﺪﻳﺮ إدارة ﺑﻄﻮﻻت ﻓﺰاع
24
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ً ﻋﻨﻮاﻧﺎ ﻟﻠﻜﺮم واﻟﻤﺮوءة ﻇﻞ ً وﻣﻌﺪﻧﺎ ﻟﻠﻤﻜﺎرم واﻟﺸﻬﺎﻣﺔ
اﻟﺮﺟﻞ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن "رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ" ،ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻠﻬﻢ ﺗﺮﺑﻰ ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ زاﻳﺪ وﻧﻬﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﻨﻬﺎ ،ﻟﻴﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻲ ﺷﻐﻠﻬﺎ ﺧﺪﻣ ًﺔ ﻟﻮﻃﻨﻪ وﻋﻤﻼً ﻋﻠﻰ رﻓﻌﺘﻪ .أﺧﺬ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث، ﻟﻴﻘﻴﻨﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺠﺮ زاوﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،وﻃﻮال أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻤﻠﺘﻬﺎ ﻣﻌﻪ "رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ" ،ﻟﻤﺴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺒﻪ واﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺸﺒﺎب اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﺘﻪ ﺑﻬﻢ وﺑﺘﺜﻘﻴﻔﻬﻢ ﺗﺮاﺛﻴﺎً ،ﺑﺎذﻻً ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺮاث اﻟﺪوﻟﺔ ﺟﻬﺪه ووﻗﺘﻪ ،ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻴﻪ وﺗﺮﺳﻴﺨﺎً ﻟﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺶء ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﺎر ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدﺗﻪ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ وﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ، ﺣﺘﻰ أﺿﺤﻰ اﻟﻨﺎدي ﻗﻠﻌ ًﺔ ﻟﻠﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،ﻳﺨﺮج أﺟﻴﺎﻻً اﻛﺘﺴﺒﺖ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﺼﻼﺑﺔ ،وﺗﺮﺳﺦ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺐ اﻟﻮﻃﻦ ،ﻓﻼ ﻏﺮو أن ﺻﺎر اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ رﻣﺰا ً وﻃﻨﻴﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ،وﻋﻠﻤﺎً ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮاث ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺐ
رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻦ ﺟﺪارة ،ﻓﻬﻮ ﻣﻦ اﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،وﺑﺎﻟﻤﺮأة، وﺑﺎﻟﺸﺒﺎب ،واﻟﺼﻐﺎر ،واﻟﻜﺒﺎر ،وﺑﻜﻞ أﻧﺸﻄﺘﻬﻢ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮي ﻣﻦ اﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﻟﻮﻃﻨﻬﻢ وأﻣﺘﻬﻢ ،ﻟﻴﺴﻬﻤﻮا ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﺸﺎرك ﻻ اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ. رﺣﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻋﻨﻮاﻧﺎً ﻟﻠﻜﺮم واﻟﻤﺮوءة واﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ،وﻣﻌﺪﻧﺎً ﻟﻠﻤﻜﺎرم ،وﺻﺎﺣﺐ أﻳﺎد ﺑﻴﻀﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﺮ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻠﻦ. ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻨﺎﻋﻲ ﻣﺪﻳﺮ إدارة اﻷﻧﺸﻄﺔ -ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺒﺮ أو اﻟﺒﺤﺮ .ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺘﺒﺮ اﻟﻔﻘﻴﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺣﻔﻆ وﺗﻮﺛﻴﻖ وﻏﺮس اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ ﻟﺪى اﻟﺠﻴﻞ اﻟﻨﺶء وﻟﺪى اﻷﺟﻴﺎل اﻷﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎً .رﺣﻴﻠﻪ ﺷﻜﻞ ﺧﺴﺎرة ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻟﻜﻮﻧﻪ أﻛﺒﺮ اﻟﺪاﻋﻤﻴﻦ ﻟﻠﺘﺮاث .ﻓﺨﺒﺮة اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ودﻋﻤﻪ ﺷﻜﻼ ﺛﺮوة ﻛﺒﻴﺮة ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺗﻮاﺟﺪه اﻟﺪاﺋﻢ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﺳﻬﻢ ﻓﻲ إﻋﻄﺎﺋﻬﺎ زﺧﻤﺎً أﻛﺒﺮ .وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﻪ إﻻ أﻧﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄن »ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻣﺎ ﻣﺎت« ﻛﺎﻟﻔﻘﺪ اﻟﺬي ﺗﺮﻛﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ، ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ،واﻟﺬي ﺗﺮك رﺟﺎﻻً اﺳﺘﻤﺮوا ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻨﻬﻀﺔ اﻟﺪوﻟﺔ، ﻓﺒﺈذن اﻟﻠﻪ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ اﻟﻤﺴﻴﺮة ﻣﻦ اﻧﺠﺎﻟﻪ ،وﺑﺄن رؤى اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻣﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟﻤﻌﻄﺎء واﻟﻤﻤﻴﺰة ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ،وﻧﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎً اﻫﺘﻤﺎم اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮاث »رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻓﻐﻴﺎﺑﻪ ﻛﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻧﻌﺘﺰ ﺑﺬﻟﻚ اﻹرث اﻟﺬي ﺧﻠﻔﻪ ﻟﻨﺎ«. ﻋﻨﺎ ﺧﺴﺎرة ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ،ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ أﻛﺒﺮ ﺳﻌﺎدة ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪان ﺑﻦ دﻟﻤﻮك اﻟﺪاﻋﻤﻴﻦ ﻟﻤﻮروث دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻢ اﻟﺘﺮاث ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺳﻮاء اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻤﺮﻛﺰ ﺣﻤﺪان ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻹﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
23
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ً ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻠﺘﻔﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺐ وﻃﻨﻨﺎ اﻟﻐﺎﻟﻲ ﻛﺎن
رﺣﻢ اﻟﻠﻪ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن وأﺳﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎن رﺟﻼً أ ﱠﻣﺔ ،وﻋﻠﻤﺎً ﻓﻲ اﻟﻜﺮم واﻟﻤﺮوءة ،وﻣﺜﺎﻻً ﻟﻠﺘﻔﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺐ وﻃﻨﻨﺎ اﻟﻐﺎﻟﻲ ،ﺑﺎذﻻً ﻣﻦ أﺟﻞ رﻓﻌﺘﻪ ﻛﻞ ﻏﺎل وﻧﻔﻴﺲ ،وواﺿﻌﺎً ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﺳﻘﺎﻳﺔ ﺟﺬور اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺗﺮاث اﻟﺪوﻟﺔ وﺣﻔﻈﻪ وﻧﺸﺮه ﺑﻴﻦ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﺣﺘﻰ ﺗﺪﺧﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺘﺴﻠﺤﺔ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ذاﺗﻬﺎ ،ﻓﺘﺄﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻨﻬﺎ وﻳﻌﻴﻦ وﻃﻨﻬﺎ
ﻧﺴﺘﺮﺷﺪ ﺑﺄﻗﻮاﻟﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ وﻧﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ درﺑﻪ
ﺟﻞ اﻻﻫﺘﻤﺎم ،ﻓﻬﻮ ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ "ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻐﻨﻲ ﻳﺴﺘﺤﻖ أن ﻧﻮﻟﻴﻪ ﱠ اﻟﺒﻬﻲ ،ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﺻﺎﻟﺔ وﻋﺮاﻗﺔ وﻗﻴﻢ" ..ﻛﻠﻤﺎت ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن "رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ"، ٍ وﻋﻬﺪ ﻗﻄﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺑﺤﻔﻆ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞٍ ﻗﺎم ﺑﻪ، ﺗﺮاث اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻔﺮداﺗﻪ وﺟﺰﺋﻴﺎﺗﻪ ،وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﻟﻨﻘﻠﻪ ﺑﻜﻞ أﻣﺎﻧﺔ إﻟﻰ ﺗﺠﺴﺪ ﻫﺬا ﻓﻲ رﺋﺎﺳﺔ "اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ" ﻟﻨﺎدي اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ .وﻗﺪ ﱠ ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،وﺑﻔﻀﻞ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ اﻟﺴﺪﻳﺪة ،وآراﺋﻪ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ،وﻧﻈﺮﺗﻪ اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ؛ ارﺗﻘﻰ اﻟﻨﺎدي ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻧﺒﺮاﺳﺎً ﻟﻠﺘﺮاث ،و َﻣﻌﻠﻤﺎً ﻣﻬﻤﺎً ﻹﺑﺮاز إرث اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻣﻠﻬﻤﺎً ،ﺷﻌﻠ ًﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺰم واﻹﺻﺮار
22
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻟﻴﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ اﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻓﺨﻮرة ﺑﺘﺎرﻳﺨﻬﺎ وإرث اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ،وﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ. إن ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﺬي ﻇﻞ ﻳﻌﻤﻞ وﻓﻖ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ،وﻳﺴﻴﱢﺮ ﺑﺮاﻣﺠﻪ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻳﻈﻞ ﻏﺮﺳﺎً رﻋﺎه »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻟﻴﺜﻤﺮ ﻓﻲ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺘﻪ وﻫﺪﻓﻪ اﻷﺳﻤﻰ؛ ّ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﻲ ﻣﺮت ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎدي ﺧﻼل رﺑﻊ ﻗﺮن ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﻪ ،ﻓﺘﺨﺮج ﻣﻨﻪ ﺷﺒﺎب ﻳﺤﻤﻠﻮن وﻃﻨﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ أرواﺣﻬﻢ ،وﻳﺘﻤﻴﺰون ﺑﺎﻧﺘﻤﺎء ﺻﻠﺐ إﻟﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺑﻠﺪﻫﻢ وأﻣﺘﻬﻢ ،ﻣﺘﺨﻠﻘﻴﻦ ﺑﺄﺧﻼق اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﺷﻬﺎﻣﺘﻪ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،وﺗﻔﺎﻧﻴﻪ وإﺗﻘﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ. رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ أﻋﻄﻰ ﻟﺒﻠﺪه وﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎء ،وأﺳﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻴﻴﻦ واﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ واﻟﺸﻬﺪاء واﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ وﺣﺴﻦ أوﻟﺌﻚ رﻓﻴﻘﺎً. ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺎﺑﺮ اﻟﻤﺤﻴﺮﺑﻲ اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻠﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﺴﺎﻧﺪة -ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻓﻲ ﺻﻮن ﺗﺮاث دوﻟﺘﻨﺎ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ. ﺷﺮﻓﻨﻲ ﺳﻤﻮه "رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ" ،ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ أوﻻﻧﻲ إﻳﺎﻫﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﻈﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎدي، ُ ﺣﺐ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﺘﻔﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺻﻮن ﺗﺮاﺛﻪ ،واﻟﻌﻤﻞ ﺑﺈﺧﻼص ﻹﻳﺼﺎل رﺳﺎﻟﺔ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات إﻟﻰ أﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﺗﺐ. إﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ رؤﻳﺘﻪ ،وﺳﻨﺒﻘﻰ ﻧﺴﺘﺮﺷﺪ ﺑﺄﻗﻮاﻟﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ، وﻧﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ درﺑﻪ وﺧﻄﺎه .رﺣﻤﻚ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ،وﺑﻘﻴﺖ ﺧﺎﻟﺪا ً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ وذاﻛﺮﺗﻨﺎ ،وﻧﺒﺮاﺳﺎً ﻧﺴﺘﻀﻲء ﺑﻪ. ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻹﻋﻼم -ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
21
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ وﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات
ﺟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدي ﻣﺆﺳﺴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻳﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎن ﻓﻲ ﻳﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ، ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺑﺎﻟﻔﺨﺮ ﺗﻀﺤﻴﺎت رﺟﺎل ﺻﺪﻗﻮا ﻣﺎ ﻋﺎﻫﺪوا اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻧﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺑﺬﻟﻮا أرواﺣﻬﻢ ﻓﺪا ًء ﻟﻮﻃﻨﻬﻢ ،وﻧﺘﺬﻛﺮ ﻣﻌﻬﻢ اﻟﻌﻄﺎء اﻟﻮاﻓﺮ اﻟﺬي ﺑﺬﻟﻪ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،راﻋﻲ اﻟﺘﺮاث ،اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ وﻏﻔﺮ ﻟﻪ( ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ وﻃﻨﻪ اﻹﻣﺎرات ،وأﻣﺘﻪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻋﺒﺮ ﻣﺴﻴﺮة ﺣﺎﻓﻠﺔ وﻣﺠﻴﺪة ،ﺷﺎرك ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن) ،ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه( ﺑﻨﺎء وﻧﻬﻀﺔ اﻟﻮﻃﻦ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻻﻫﺎ، واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ أﻧﻴﻄﺖ ﺑﻪ ،واﻟﺘﻲ ﻋﻜﺴﺖ ﻋﻘﻼً ﺣﻜﻴﻤﺎً، وﻗﻴﺎدة واﺿﺤﺔ ،وروﺣﺎً أﺻﻴﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻤﺎء واﻟﻮﻓﺎء ﻟﻠﻮﻃﻦ وﻗﻴﺎداﺗﻪ، ﻋﺒﺮ ﺗﺎرﻳﺦ ﻳﺰﻫﻮ ﺑﺒﺼﻤﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺳﺠﻞ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ واﻟﺘﻤﻜﻴﻦ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ.
20
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ وﻏﻔﺮ ﻟﻪ ،ﻣﻮﻟﻌﺎً ﺑﺎﻟﺘﺮاث ،وﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﺎ ﻳﻘﻮل إن اﻟﺘﺮاث ﺑﻤﻔﺮداﺗﻪ وﻋﻨﺎﺻﺮه ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪرا ً ﻣﻬﻤﺎً وﻣﻠﻬﻤﺎً ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻨﺶء ،وﺗﻌﺰﻳﺰ وﺣﻔﻆ ﻫﻮﻳﺔ وﻣﻜﺘﺴﺒﺎت اﻟﻮﻃﻦ وﻣﻨﺠﺰاﺗﻪ ،وﻫﻮ ﺿﺮوري وﻣﻬﻢ ﻻﺳﺘﺸﺮاف اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻟﺬا ﻧﺠﺪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري اﻟﻌﻤﻞ وﻓﻖ رؤﻳﺘﻪ "رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ" وﺿﺮورة اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮروث اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺷﺨﺼﻴﺘﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﻟﻘﺪ أﺳﺲ وﺗﺮأس )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ وﻏﻔﺮ ﻟﻪ( ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات وﻗﺎد ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ،ﻓﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻳﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎن ،وﻧﻤﻮذﺟﺎً ﻳﺤﺘﺬى ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﻮن اﻟﻤﻮروث اﻟﻮﻃﻨﻲ .ﻛﻤﺎ ﻗﺎدت ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﻔﻘﻴﺪ وﻣﺘﺎﺑﻌﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺻﻮرة وﻫﻮﻳﺔ اﻟﻨﺎدي ﻛﻨﺎﻓﺬة ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻟﺘﻮﻋﻴﺔ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ ﺑﻤﺎﺿﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ وإﻛﺴﺎﺑﻬﻢ اﻟﻘﻴﻢ واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ، ورﺑﻄﻬﻢ ﺑﻤﻮروث اﻷﺟﺪاد وﺗﺮﺳﻴﺦ ﻗﻴﻢ اﻟﻮﻻء واﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﺪﻳﻬﻢ. إن ﻣﺴﻴﺮة ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ وراﻋﻲ اﻟﺘﺮاث )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ وﻏﻔﺮ ﻟﻪ( اﻟﻨﻴﺮة وآﺛﺎره اﻟﻄﻴﺒﺔ ،وﺟﻬﺪه اﻟﻮﻓﻴﺮ ،ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺧﺎﻟﺪا ً ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻮﻃﻦ ،وﺳﻴﻈﻞ ﻣﺜﺎﻻً ﻳﻘﺘﺪى ﻓﻲ اﻟﻮﻓﺎء ﻟﺮاﻳﺘﻪ وﻋﺰﺗﻪ وﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ،وإﻧﻨﺎ ﻟﻨﻌﺎﻫﺪ ﻗﻴﺎدﺗﻨﺎ اﻟﺮﺷﻴﺪة ﺑﺄن ﻧﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻷﻣﻨﺎء ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ ،واﻷوﻓﻴﺎء ﻟﺮوﺣﻪ اﻟﻄﺎﻫﺮة ،وﻧﺘﻌﻬﺪ أن ﻳﻮاﺻﻞ اﻟﻨﺎدي ﻋﻤﻠﻪ ﺑﺨﻄﻰ ﺣﺜﻴﺜﺔ وﻓﻖ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ،وﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﻗﺎدﺗﻨﺎ اﻷﻛﺎرم ،وﻓﻘﻬﻢ اﻟﻠﻪ ،وﺣﻔﻈﻬﻢ ،وﺑﺎرك ﺧﻄﺎﻫﻢ. ﺣﻤﻴـﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻮﻻﺣﺞ اﻟـﺮﻣﻴﺜﻲ اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت -ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات
ﻟﺤﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻬﺎد واﻹﺧﻼص ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ .وﻣﻦ ﻣﺂﺛﺮه )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ(، اﻟﺘﺰاﻣﻪ اﻟﺤﺮﻓﻲ ﺑﺎﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن )ﻃﻴﺐ ﻟﻠﻪ ﺛﺮاه( ﺑﺨﺼﻮص اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻮاﻗﻊ واﻷﺑﻌﺎد وﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﺸﺮوع..اﻟﺦ وﻳﺒﻠﻐﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ،وﻟﻘﺪ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻣﻨﻪ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( أن اﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎت واﻟﺸﺮوط اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻸواﻣﺮ اﻟﻌﻠﻴﺎ وﻟﻴﺲ اﻟﻌﻜﺲ. واﻷﻣﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻛﺜﻴﺮة ﺟﺪا ً ،وﻣﻤﺎ أﺗﺬﻛﺮه أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺛﺒﺔ وأﺧﺒﺮﻧﻲ أن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ )ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه( ﻗﺪ وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻨﺪ إﺣﺪى اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺒﺮﻳﺔ وأﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ) (50ﺑﻴﺘﺎً ﺳﻜﻨﻴﺎً إﺑﺘﺪا ًء ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وﺑﻌﺪ ﺑﺤﺚ ﻃﻮﻳﻞ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﻢ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻓﺎﺳﺘﺄذﻧﺘﻪ أن ﻧﺒﺪأ اﻟﻤﺸﺮوع ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺣﻴﺚ إن ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻗﻠﻴﻼً ﻟﻦ ﻳﺆﺛﺮ ،ﻓﺮﻓﺾ اﻻﻗﺘﺮاح وأﺻﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻣﺔ وﺑﻌﺪ ﺑﺤﺚ ﻃﻮﻳﻞ وﺟﺪﻧﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ وﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻤﺸﺮوع ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺣﺴﺐ اﻷواﻣﺮ اﻟﻌﻠﻴﺎ .اﻋﺘﻘﺪ أن ذﻟﻚ اﻻﻟﺘﺰام اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻛﺎن ﺑﺮا ً ﺧﺎﻟﺼﺎً ﻣﻦ اﻟﻮﻟﺪ ﺑﻮاﻟﺪه وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎً ﺣﺮﻓﻴﺎً ﻟﻸواﻣﺮ اﻟﺼﺎدرة .وﻣﻦ ﻣﺂﺛﺮه )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﺮام ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎن ﺣﻮﻟﻪ ،ﻓﻠﻢ أﺷﻌﺮ ﻳﻮﻣﺎً أن ﻟﺪﻳﻪ ﺧﻮاص ﻳﺆﺛﺮون ﻋﻠﻰ رأﻳﻪ وﻗﺮاراﺗﻪ ،ﻣﻤﺎ ﻣﻨﺤﻨﺎ ﻛﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻷرﻳﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﺸﺎور ﻣﻌﻪ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﻟﻼزم ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ .وأﺧﻴﺮا ً ،إن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺂﺛﺮ اﻟﺸﻴﺦ
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ )رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ( ﻳﻄﻮل ،ﻛﻴﻒ ﻻ وﻗﺪ ﻛﺎن ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺎرزا ً ورﻣ ًﺰا ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻣﻦ رﻣﻮز اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻐﺎﻟﻲ دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،أﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ وإرﺳﺎء ﻗﻮاﻋﺪه اﻟﺼﻠﺒﺔ وﺳﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ وﺗﻄﻮره، وﻛﺎن ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ أﻋﻤﺎل ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﺨﻠﺪة ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﻟﻮﻃﻦ ،وأﺗﻤﻨﻰ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻟﺪى اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﺎﻻت أن ﻳﺪون ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ ووﻓﺎء ﻟﻬﺬا اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﺗﺒﺎﻳﻦ اﻟﻨﺎس ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻟﺪﻳﻪ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ رﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪى ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎرات أﺳﻠﻮﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺸﻲء اﻟﺬي اﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮف اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻫﻮ ﺣﺐ اﻟﻨﺎس ﻟﻪ ،ﺣﺒﺎً ﻣﺰج ﺑﻬﻴﺒﺔ ،وﻛﺄن ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﻓﻄﺮت ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻪ واﺣﺘﺮاﻣﻪ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( .وإن ﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻗﺪ اﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ رب ﻋﻔﻮ ﻛﺮﻳﻢ ،ﻓﺈن ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﻪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ وﻓﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آ ِل ﻧﻬﻴﺎن وﻟﻲ ﻋﻬﺪ اﺑﻮﻇﺒﻲ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺑﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻓﻲ إﺧﻮاﻧﻬﻢ اﻟﻜﺮام ﺧﻴﺮ ذﺧﺮ وﺳﻨﺪ وﺧﻠﻒ ،ﺣﻔﻈﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً ووﻓﻘﻬﻢ إﻟﻰ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ. اﻟﻤﻬﻨﺪس أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮزوق اﻟﻤﺰروﻋﻲ
رﺋﻴﺲ دﻳﻮان ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﺳﺎﺑﻘﺎً
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
19
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺳﻠﻄﺎن وﻣﺂﺛﺮه اﻟﺨﺎﻟﺪة
رﺣﻞ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ إﻟﻰ رﺣﻤﺔ رﺑﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﻐﻔﻮر ،وإن اﻟﻌﺒﺎرات ﻟﺘﻘﺼﺮ واﻟﻜﻠﻤﺎت ﻟﺘﻌﺠﺰ أن ﺗﻮﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺣﻘﻬﺎ ﻣﻦ ذﻛﺮ ﻣﺂﺛﺮه واﻟﺘﻲ ﻋﺎﻳﺸﺘﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﺑﺤﻜﻢ ﻋﻤﻠﻲ ﻣﻌﻪ وﻗﺮﺑﻲ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل ﻟﻤﺪة ﺛﻤﺎن ﺳﻨﻮات ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻮﻛﻴﻞ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪ ﻹدارة رﺋﻴﺴﺎ ﻟﺪﻳﻮاﻧﻪ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻟﻤﺪة ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺛﻢ ً ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات. وﻣﺎ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت إﻻ ﺧﻮاﻃﺮ ﺑﺴﻴﻄﺔ واﺳﺘﺮﺟﺎع ﻟﺬﻛﺮﻳﺎت ﻋﺰﻳﺰة وﻣﺂﺛﺮ أﺷﻬﺪ ﺑﻬﺎ ﻟﺴﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ،أﺳﺠﻠﻬﺎ ﻫﻨﺎ وﻗﺪ أﻓﻀﻰ رب ﻏﻔﻮ ٌر رﺣﻴﻢ ،وﻫﻲ ﺷﻬﺎدة ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻫﺬا اﻟﺮاﺣﻞ ﻫﻮ إﻟﻰ ٍ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،أﺳﺄل اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺪق واﻟﺴﺪاد وأن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﻴﺰان ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ، وﺟﺒﺖ ﻟﻪ وﻗﺪ ﻗﺎل ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ) َﻣﻦ أﺛﻨﻴﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻴ ًﺮا، ْ اﻟﺠ ﱠﻨﺔ ،وﻣﻦ أﺛﻨﻴﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺷ ٍّﺮا ،وﺟﺒﺖ ﻟﻪ اﻟﻨﺎر ،أﻧﺘﻢ ﺷُ َﻬﺪاء اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻷرض ،أﻧﺘﻢ ﺷﻬﺪاء اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻷرض ،أﻧﺘﻢ ﺷﻬﺪاء اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻷرض(. وﻟﻌﻞ أول ﻣﺂﺛﺮه )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻫﻲ اﻟﺘﻔﺎﻧﻲ اﻟﺘﺎم ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ،وﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﺻﺤﺘﻪ وراﺣﺘﻪ ،ﻓﻴﻮم اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﺑﺪاﻳﺔ وﻻﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺟﻬﺪ وﻋﻤﻞ دؤوب ﻣﺴﺘﻤﺮ ،وﻫﺬا ﻣﺎ رأﻳﺘﻪ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﺪود ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ،ﻓﻠﻄﺎﻟﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ اﻟﺤﻀﻮر إﻟﻴﻪ أو اﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺎدة ،ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻤﺸﺮوع ﺟﺪﻳﺪ أو ﻳﻄﻠﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮا ً ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﺋﻢ ....اﻟﺦ ،ﻓﻜﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻳﻌﻤﻞ وﻛﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﺎق ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ﻹﻧﺠﺎز ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﻮ إﻟﻴﻪ اﻟﻮﻃﻦ وﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ راﺣﺔ وﺗﻘﺪم ﻣﻮاﻃﻨﻴﻪ وﻣﻘﻴﻤﻴﻪ .وﻣﻦ ﻣﺂﺛﺮه )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻤﻞ، ﻓﺨﻼل ﻣﺪة ﻋﻤﻠﻲ ﻣﻌﻪ ﻟﺜﻤﺎن ﺳﻨﻮات ﺑﺪاﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮﻧﻲ أﺑﺪا ً ﺑﻤﺤﺎﺑﺎة أﺣﺪ ﻓﻲ ﺗﺮﺳﻴﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ أو اﻟﺘﺮدد ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ إﻧﺠﺎز اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ أو ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺠﻮدة واﻟﺴﻼﻣﺔ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﻋﻦ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺗﺘﺠﺎوز ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻣﻠﻴﺎرات اﻟﺪراﻫﻢ ،ﻣﻤﺎ ﻣﻜﻦ ﻓﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ وﺷﻔﺎﻓﻴﺔ وﻋﺪل 18
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
وﺗﻢ إﻧﺠﺎز اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺠﺒﺎرة ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ إﻣﺎرة اﺑﻮﻇﺒﻲ وﻣﻨﻬﺎ آﻻف اﻟﻤﺴﺎﻛﻦ وﻣﺌﺎت اﻟﻤﺪارس واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ وﻋﺸﺮات اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﻟﻌﻴﺎدات واﻟﺤﺪاﺋﻖ وﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻷﺧﺮى ...اﻟﺦ ،ﻫﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻜﺒﺮى ﻟﺪى اﻹدارات اﻷﺧﺮى ﻟﻠﻄﺮق واﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻃﺮﻳﻖ اﺑﻮﻇﺒﻲ -دﺑﻲ وأﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﻌﻴﻦ واﻟﻌﻴﻦ -دﺑﻲ ،واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ اﻟﻤﺠﺎلﻟﺬﻛﺮﻫﺎ اﻵن .وﻳﺒﻘﻰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﺮز ﻫﺬه اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ وﻗﺪ ﺷﺮﻓﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﺑﺄن أدﻳﺮ إﻋﺪاد ﻣﺴﺘﻨﺪات اﻟﻤﺸﺮوع وأﻋﺮض ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻴﻪ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﻓﻲ اﺳﺘﺮاﺣﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺠﺒﺎن، وﻻ أزال أﺗﺬﻛﺮ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻊ اﻟﻌﻘﺪ وﻗﺎل )أﺧﻴﺮا ً( وذﻟﻚ ﻧﻈﺮا ً ﻟﻀﺨﺎﻣﺔ اﻟﻤﺸﺮوع واﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻲ ﻣﺮ ﺑﻬﺎ. وﻣﻦ ﻣﺂﺛﺮه )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( إﻳﻤﺎﻧﻪ اﻟﺮاﺳﺦ أن اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺒﺪأ وﻳﻨﺘﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺪان وأن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻜﺘﺒﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮق ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆول إﻻ ﻓﺘﺮة ﺑﺴﻴﻄﻪ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻪ ﺛﻢ ﻳﻨﺰل اﻟﻤﺴﺆول إﻟﻰ ﻣﻴﺪان اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻴﺮى اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ وﻳﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ أﻃﺮاف اﻟﻌﻤﻞ .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻣﺘﻌﺒﺎً ﺟﺪا ً ﻟﻨﺎ ﻟﺘﻌﺪد اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ واﻟﻤﻬﺎم اﻟﻤﻜﺘﺒﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻫﻜﺬا ﻛﺎن اﺳﻠﻮب )ﺳﻠﻄﺎن( ﻟﻢ ﻳﺤﺪ ﻋﻨﻪ أﺑﺪا ً ،ﻓﻜﺎن )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻳﺘﺼﻞ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻓﺈذا وﺻﻠﻨﺎ ﻛﺎن أول ﺳﺆاﻟﻪ داﺋﻤﺎً )وﻳﻦ دارك ﻟﻴﺶ ﺗﺄﺧﺮت؟(. وﻣﻦ ﻣﺂﺛﺮه )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( أﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻟﺪﻳﻪ إﻟﻰ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻤﻞ وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻤﻴﺪاﻧﻴﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﻢ وﻋﺪم اﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻓﻲ أي ﻣﻼﺣﻈﺔ أو ﺗﺄﺧﻴﺮ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻳﻊ، وﻗﺪ أوﺟﺪ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﺑﺪاﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل )ﻗﺴﻢ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ( ﻷول ﻣﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،وﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ "ﻛﺎﻟﻤﺘﺴﻮق اﻟﺴﺮي" اﻵن ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺮور أﻓﺮاده ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ ،وﻋﺮض اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ ﻋﻠﻴﻪ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻓﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺼﺒﺎﺣﻲ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﺑﺤﻀﻮر ﻣﺴﺆوﻟﻲ اﻹدارات ﻓﻜﺎن اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻓﻮرﻳﺎً وﺣﺎﺳﻤﺎً ،ﻣﻤﺎ ﺣﺘﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﺮ واﺑﺘﻜﺎر ﺣﻠﻮل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻤﻮاﻛﺒﺔ اﻟﻜﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻤﻄﻠﻮب إﻧﺠﺎزﻫﺎ ﺑﻮﻗﺖ ﻣﺤﺪد .وﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﺣﺼﻮل إدارة ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺑﺪاﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﺠﻮدة )اﻳﺰو (2000 /9001ﻋﺎم 2001ﻛﺄول إدارة ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ إﻣﺎرة اﺑﻮﻇﺒﻲ وﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰة. وﻣﻦ ﻣﺂﺛﺮه )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﺣﺮﺻﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻃﻴﻦ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ، ﻣﻤﺎ دﻓﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﻤﺒﺘﻌﺜﻴﻦ ﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻬﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺪاﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل ،وﻗﺪ ارﺗﻔﻊ ﻋﺪد اﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ واﻟﻤﻬﻨﺪﺳﺎت اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﻮاﻟﻲ )( 3ﻓﻲ ﻋﺎم 1997إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ) (35ﻣﻬﻨﺪس وﻣﻬﻨﺪﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ،2002وﻛﺎن )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﻢ ﺑﻘﺼﺮه ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
17
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻣﺴﻴﺮة ﻋﻄﺎء وﻋﺰة وﻛﺮاﻣﺔ
ﻳﻌﺠﺰ اﻟﻠﺴﺎن ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ أﺛﺮ أﻟﻴﻢ أﺻﺎب اﻹﻣﺎرات وأﻫﻠﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ذﻛﱠﺮﻧﺎ ﻫﺬا اﻟﻔﻘﺪ وﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ذاﺗﻪ ﺑﻮﻓﺎة اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﻮاﻟﺪ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﺆﺳﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة. ﻗ ﱠﺪم اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎزات واﻟﻌﻄﺎءات اﻟﺘﻲ أﺛْﺮتْ وﻻ زاﻟﺖ راﺳﺨﺔ ﻓﻲ ﺗﺮاث دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ، وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻧﻄﺮح ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻮاﻃﻨﻲ اﻹﻣﺎرات ﻛﻴﻒ ﻟﻨﺎ أن ﻧﺤﻴﻲ ذﻛﺮى ﻫﺬا اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻤﻌﻄﺎء اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺒﺨﻞ ﻳﻮﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺑﻠﺪه وﻋﻠﻰ أﺑﻨﺎﺋﻪ ﺑﺤ ﱢﺒﻪ ﻟﻠﺘﺮاث ﻛﻤﺎ ورﺛﻪ ﻋﻦ اﻷب اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ. إﻧﻬﺎ ﻣﺴﻴﺮة ﻋﻄﺎء وﻋﺰة وﻛﺮاﻣﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﺘﻬﻲ أو ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺣ ﱟﺪ ،وﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻟﻨﺎ وﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﻮﻃﻨﻲ أن ﻧﺪرﺳﻬﺎ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻛﻲ ﻳﺴﻴﺮوا ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﻤﺆﺳﺲ وأﺑﻨﺎﺋﻪ اﻟﻜﺮام .وﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ واﺣﺪ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺑﻞ ﺷﻤﻞ ﻧﻮاﺣﻲ ﻋ ّﺪة اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﺒﺮﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .ﻓﻤﻦ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺤﺒﻴﺐ ﻳﻠﻤﺲ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﻤﺸﺮﻓﺔ واﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ﻋﻠﻲ وأﻧﺎ ﺳﻔﻴﺮ ﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻔﻘﻴﺪﻧﺎ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ .وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻔﻘﻴﺪ ﺑﻐﺮﻳﺐ ﱠ اﻹﻣﺎرات ،ﻟﻘﺪ ﺟﻤﻌﺘﻨﻲ ﺑﻪ ﻣﻮاﻗﻒ ﻛﺜﻴﺮة وﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻋ ﱠﺪة ،ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻋﻦ ﻗﺮب إﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﻮاﻃﻨﺎً ﻣﺘﻮاﺿﻌﺎً ﻣﻌﻄﺎ ًء ،ﻧﻘﻞ اﻟﺼﻮرة اﻟﻤﺸﺮﻓﺔ ﻟﺒﻼده إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ .وﻻﺑﺪ أن ﻧﻄﺮح اﻟﺴﺆال اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات ﻛﺎﻓﺔ، ﻛﻴﻒ ﻧﻔﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﻘﻴﺪ ﺣﻘﱠﻪ ﺑﻌﺪ أن ﻏﺎدرﻧﺎ ﺑﺠﺴﺪه ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺘﺒﻘﻰ ذﻛﺮاه ﺧﺎﻟﺪة ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ وﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ؟ ذﻟﻚ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺒﺨﻞ ﻳﻮﻣﺎً ﺣﺐ اﻟﺘﺮاث ﻛﻤﺎ ورﺛﻪ ﻋﻦ اﻷب اﻟﻤﺆﺳﺲ ،إﻧﻬﺎ ﻣﺴﻴﺮة ﻓﻲ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﱢ ﻋﻄﺎ ٍء وﻋﺰة وﻛﺮاﻣﺔ ﻻ ﺑ ّﺪ أن ﻧﺪرﺳﻬﺎ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻛﻲ ﻳﺴﻴﺮوا ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﻤﺆﺳﺲ وأﺑﻨﺎﺋﻪ اﻟﻜﺮام .وﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷرض ﺑﻞ ﺷﻤﻞ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻛﻠﱢﻬﺎ. وﻣﻦ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺤﺒﻴﺐ ﻳﻠﻤﺲ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ وﻳﻘﺪﻣﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن أﻃﺎل اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﺮه ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا 16
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﺘﺮاث اﻟﺬي ورﺛﻨﺎه ﻋﻦ اﻷﺟﺪاد واﻵﺑﺎء ،وﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ وﻟﻲ ﻋﻬﺪ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﺟﻬﺪ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺎدي وﻣﻌﻨﻮي اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت وﺗﻘﺪﻳﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ذﻟﻚ ﻣﻦ دﻋﻢ ﱟ ﺟﺮﻳﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،واﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻌﺮب ﻛﺎﻓﺔ ،ﻟﻤﻮاﻗﻔﻪ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث وﻏﺮﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮل واﻟﻘﻠﻮب . رﺣﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﻔﻘﻴﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﺗﻐﻤﺪه اﻟﻠﻪ ﺑﻮاﺳﻊ رﺣﻤﺘﻪ ،وأﺳﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﻧﻪ ،وﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻴﺪ أﺳﺮة آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻓﻘﻴﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻮاﻃﻨﻲ وأﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺤﺒﻴﺐ. د .ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺪﻓﻌﻲ ﺳﻔﻴﺮ وأﻛﺎدﻳﻤﻲ
اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ..ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻮز اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ 1990اﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﻣﺮاﻓﻘﺘﻪ واﻟﺪه اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن -ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -ﻓﻲ زﻳﺎرﺗﻪ إﻟﻰ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻛﻨﺖ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻟﺴﻔﺎرة اﻹﻣﺎرات ﻟﺪى اﻟﺼﻴﻦ .ﻛﺎن ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺳﻤﻮه ودودا ً ،وﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺤﺐ اﻻﺳﺘﻄﻼع واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،ﻓﻲ اﺳﺘﻔﺴﺎراﺗﻪ وﻗﺒﻮﻟﻪ اﻟﺤﻮار واﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ .واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﻮن واﻟﻤﻬﺘﻤﻮن ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ورﺑﺎﺑﻨﺔ اﻟﺒﺤﺮ ،ﻳﺼﻔﻮن اﻟﻔﻘﻴﺪ ﺑﺄﻧﻪ »ﺣﺎرس اﻟﺘﺮاث« .ﻓﻘﺪ أﺳﺲ »ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات« اﻟﺬي ﻳُﻌﺪ ﻧﺎﻓﺬة ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻻﺣﺘﻮاء أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ ﻹﻛﺴﺎﺑﻬﻢ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ورﺑﻄﻬﻢ ﺑﻤﻮروث اﻷﺟﺪاد ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ واﻟﺸﺒﺎب وﺗﺮﺳﺦ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﻴﻢ اﻟﻮﻻء واﻻﻧﺘﻤﺎء .وﻛﺎن ﻳﺪﻋﻢ أﻧﺸﻄﺔ ﻧﺎدي اﻟﺘﺮاث ﻟﺼﻮن اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ
ﺿﻤﻦ رؤاه ﺳﻤﻮه ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮروث اﻟﺸﻌﺐ وﻫﻮﻳﺘﻪ وﺷﺨﺼﻴﺘﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﻗﺎﺋﻼً :إن »اﻟﻤﻔﺮدات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪرا ً ﻣﻬﻤﺎً وﻣﻠﻬﻤﺎً ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﺗﻌﺰﻳﺰ وﺣﻔﻆ ﻫﻮﻳﺔ وﻣﻜﺘﺴﺒﺎت اﻟﻮﻃﻦ وﻣﻨﺠﺰاﺗﻪ واﺳﺘﺸﺮاف اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ« .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻔﻘﻴﺪ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وﺳﺒﺎق اﻟﺘﺠﺪﻳﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﻆ رﻳﺎﺿﺔ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ﻣﻦ ﺧﻼل رﺻﺪه ﻟﺠﻮاﺋﺰ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﺘﺴﺎﺑﻘﻴﻦ. وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻛﺎن ﻳﻘﻴﻢ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ وﻳﺨﺼﺺ ﻟﻠﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﺟﻮاﺋﺰ ﻗﻴﻤﺔ ﺳﻨﻮﻳﺎً .ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺳﻴﺮا ً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن -ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه .-ﺧﺎﻟﺺ اﻟﺘﻌﺎزي ﻟﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎرات وﻵل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﻜﺮام ﻓﻲ وﻓﺎة اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ.. اﺣﻤﺪ اﻟﺤﻮﺳﻨﻲ
ﺳﻔﻴﺮ ﺳﺎﺑﻖ
اﻟﻌﻬﺪ ،ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ وإﻟﻰ أﺻﺤﺎب اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﻮخ وإﻟﻰ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﻜﺮام وإﻟﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ، واﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻛﺎن ﻗﺮﻳﺒﺎً إﻟﻰ اﻟﺸﻌﺐ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ أﺑﻨﺎء اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻣﺜﺎﻻً ﻟﻠﻌﻄﺎء واﻟﺴﺨﺎء واﻟﺘﻮاﺿﻊ واﻟﺤﻜﻤﺔ وواﺻﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ اﻟﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻋﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻣﺘﻘﻠﺪ أرﻓﻊ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ وﻛﺎن ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ وﺣﺎﻣﻲ اﻟﺘﺮاث وﻣﺸﺠﻌﻪ اﻷول وﻣﺎ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ اﻟﻤﺸﻬﻮدة ﺣﺎﻣﻲ اﻟﺘﺮاث إﻻ دﻟﻴﻞ راﺳﺦ ﻋﻠﻰ ﻋﻄﺎءه اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﺤﻀﺎري اﻟﻤﺮﻣﻮق .رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ اﻟﺴﻤﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻘﺎم إﻟﻰ أﺗﻘﺪم ﺑﺨﺎﻟﺺ اﻟﺘﻌﺎزي وﺻﺎدق اﻟﻤﻮاﺳﺎة رﺣﻤﻪ واﺳﻌﺔ وأدﺧﻠﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ وأﻟﻬﻢ آل ﻧﻬﻴﺎن وﺷﻌﺐ اﻹﻣﺎرات اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ وإﻟﻰ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺴﻠﻮان. ﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺠﻨﻴﺒﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ وﻟﻲ ﺳﻔﻴﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮدان
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
15
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻫﺬا ﺳﻠﻄﺎن
رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ وﻏﻔــــــــﺮاﻧﻪ ﻧﺴﻠّــــــــﻢ اﻵﻣﺮ ﻟﻚ ﻳﺎرب اﻟــــــــﺒﺮﻳّﻪ ﻳﺎ اﻵﻟﻪ اﻟﻌﻈــــــــﻴﻢ رﺣﻤﺘﻚ رﺣﻤﺘـــﻚ ﻳﺎﻣﻦ ﺧﻠﻘــــــــﺖ اﻟﺒﺸﺮ اب وﻳﺎﻣﺤﻴــــــــــــﻲ أﻟﻌﻈﺎم أﻟﺮﻣﻴﻢ ﻣﻦ ﺗﺮ ٍ ﺗﻨﺰل اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄـــــــــــــﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻣﻘـﺮ ﺟﻨﺘﻚ ﺛﻢ ﻋﻄﺮ ﻣﻈﺠــــــــــــــــﻌﻪ ﻳﺎﻛﺮﻳﻢ ﻟﻲ ﻧﺰل ﻓﻲ ﺟﻮارك ﻓــــــــــﺞ ﻋﻨﻪ اﻟﻘﺒــــﺮ ﻳﺎاِﻟَﻬﻲ ﻃﻠﺒﺘﻚ وأﻧﺖ ﺧـــــﻴﺮك ﻋــــــــﻤﻴﻢ ﻫﺬا ﺳــــﻠﻄﺎن ﻳﻮم اﻟﻨــــــــــﺎس ﻋﺰ اﻟﻔﻘﺮ ﻋﻘﺮﺑﻲ ﻫﻤﻴــــﻢ ﺧﻴﺮه ﻳﻨﻔﻖ ﺑﺠــــــــــــﻮد ٍ واﻟﻜــــﺮﻳﻢ ﺣﺒﻴــــﺐ اﻟﻠﻪ ﻓﻴــــﻤﺎ ﺑــــﺪَ ر وأﻧﺖ ﻳــــــــﺎرب ﻓﻲ ﻣﺪّ ة ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻋﻠﻴـــــﻢ ﻋ ّﻮﻇﻪ ﺑﺠ ّﻨ ٍﺔ ﻳﺠــــﺮي ﺗــــــــﺤﺘﻬﺎ ﻧـــــــﻬﺮ ﺑﻴﻦ ﻏﻠﻤﺎن وﺣــــــــــــﻮرٍﻋﻴﻦ ﺧﻠﺪ اﻟﻨﻌﻴﻢ وﻓﻴﻪ أﻋــــــــــ ّﺰي ﺧﻠﻴﻔﻪ اﻟﺰﻋﻴــــﻢ اﻟﻈﻔﺮ ﺛﻢ أﻋ ّﺰي ﻣﺤﻤﺪ واﺧﻮﺗﻪ ﻓــــﻲ اﻟﻜــــــﺮﻳﻢ واﻟﺒﻘﺎ ﻓﻲ أﻧﺠــــــــــــﺎﻟﻪ ﺣﺮ ﻳﺘﻠــــﻴﻪ ﺣﺮ وﻧﻌﻢ ﻫــــــــــــﺰاع وﺧﺎﻟﺪ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﻠﻴﻢ وأﻟﻒ َﺻﻠﱡـــــــــــــﻮا ﻋﻠﻰ ﺷﻔّﺎﻋﻨﺎ ﻣﻦ ﺳﻘﺮ ﻫﺎدي ُاﻻ ّﻣﻪ ﺑﺸﺮع َاﻻﺳــــــــــــﻼم اﻟﻘﻮﻳﻢ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ أﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﻜﻌﺒﻲ
ﻣﺸﻌﻞ ﻧﺎﺑﺾ ﺑﺎﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
»ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ذاﺋﻘﺔ اﻟﻤﻮت« ﻟﻘﺪ رﺣﻞ ﺳﻠﻄﺎن وﺗﺮك ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻮب ﻣﺤﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮة وذﻛﺮى ﻋﻄﺮة ﺗﺨﻠﺪﻫﺎ ﻣﻮاﻗﻔﻪ اﻷﺑﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وأﻳﺎدﻳﻪ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻟﻠﺪاﻧﻲ واﻟﻘﺎﺻﻲ ﻟﻘﺪ ﻗﺪم اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﺒﻼده وأﻣﺘﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﺑﺈﺧﻼص ﻻ ﻳﻜﻞ وﻻ ﻳﺘﻌﺐ ،وﻛﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻣﺸﻌﻼً ﻧﺎﺑﻀﺎً ﺑﺎﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻨﻈﺮة اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ واﻟﻌﻤﻴﻘﺔ واﻟﺒﻌﻴﺪة ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ أﻣﺘﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻧﻔﺴﺎً إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻗﻠﺒﺎً ﻣﺤﺒﺎً ﻟﻠﺨﻴﺮ ﻣﺘﻌﻔﻔﺎً ﻧﺰﻳﻬﺎ وﻣﺘﻮاﺿﻌﺎً ،وﻛﺎن أﺳﺪا ً ذا ﻗﻠﺐ ﺷﺠﺎع ﻣﻘﺪام ﻓﻲ 14
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮدد ﺑﻬﺎ ذوي اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻀﻴﻘﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺑﻼده ﻓﻮق ﻛﻞ اﻋﺘﺒﺎر. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﻗﺔ واﻟﺼﻼﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻏﻢ ﻓﺬ ،ﻓﻬﻮ أرق ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻌﻴﻒ واﻟﻴﺘﻴﻢ واﻷرﻣﻠﺔ واﻟﻤﺤﺘﺎج وأﺻﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﻮﻻذ ﻋﻠﻰ أﻋﺪاء اﻟﻮﻃﻦ واﻟﻤﺘﺮﺑﺼﻴﻦ ﺑﻪ واﻟﻤﺮﺗﺸﻴﻦ. ﻟﻘﺪ ﻣﻀﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن إﻟﻰ ﺟﻮار رﺑﻪ وﻋﺰاؤﻧﺎ أﻧﻪ ﺑﺎق رﻣﺰا ً وﺣﺒﺎً وﻧﻤﻮذﺟﺎً ﻟﻠﻮﻃﻨﻲ اﻟﺼﺎدق واﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﻜﺮﻳﻢ واﻟﺠﻨﺪي اﻟﺠﺴﻮر واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻤﺤﻨﻚ. ﺳﻌﺎدة ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ أﺣﻤﺪ آل ﺻﺎﻟﺢ وﻛﻴﻞ وزارة اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻟﺸﺆون اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
13
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻟﺘﻤﺴﻚ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﻣﻮروﺛﻬﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺪورﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻨﻈﻢ وﻣﺨﻄﻂ ﻟﻪ ﺑﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺧﺒﺮاء وﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺘﺮاﺛﻲ .ﻛﺬﻟﻚ ﻫﺪف اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻈﻴﻢ وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺆﺗﻤﺮات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ دﻋﻮة اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺪوﻟﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻀﻮر واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻨﺸﺮ اﻷدﺑﻲ واﻟﻔﻜﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺸﺮ ﺗﻠﻚ اﻷﺑﺤﺎث ﻓﻲ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت وإﺻﺪارات دورﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ.وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺪؤوب واﻟﻔﻜﺮ اﻟﻤﺒﺪع واﻟﻤﺤﺐ ﻟﻠﻤﻮروث اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻹدارة اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ واﻟﻤﺒﺪﻋﺔ ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،أﺻﺒﺢ اﻟﻴﻮم ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻨﺒﺮا ً ﺛﻘﺎﻓﻴﺎً ﻣﺘﻤﻴﺰا ً ﻳﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎن ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ووﺟﻬﺔ ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻻﺟﺘﺬاب ﻛﺒﺎر اﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ واﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻬﻮاة اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻌﺮف واﻻﻃﻼع ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت وأﻧﺸﻄﺔ وﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .وﻓﻲ اﻟﺨﺘﺎم ﻣﻦ أﺑﺮز ﻛﻠﻤﺎت اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ
12
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺣﺮص اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ واﻫﺘﻤﺎﻣﻪ اﻟﺒﻠﻴﻎ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﻌﺮﻳﻖ ﻫﻲ »ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﺮاث اﻟﻐﻨﻲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺟﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ وأن ﻧﺘﺎﺑﻊ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻜﻞ ﻣﻔﺮداﺗﻪ وﺟﺰﺋﻴﺎﺗﻪ ،أن ﻧﻮﻟﻴﻪ ّ ﺗﻮﺛﻴﻘﻪ وﺣﻔﻈﻪ وﻧﻘﻠﻪ ﺑﻜﻞ أﻣﺎﻧﻪ إﻟﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ رﺳﺎﻟﺘﻨﺎ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ،ﻓﻬﻮ وﺛﻴﻘﺔ ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ اﻟﺒﻬﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺮاﻗﺔ وأﺻﺎﻟﺔ وﻗﻴﻢ«.وﻓﻲ اﻟﺨﺘﺎم ﻧﺴﺄل اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﻳﺘﻐﻤﺪ روﺣﻪ اﻟﻄﺎﻫﺮة اﻟﺠﻨﺎن واﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻣﻮﺟﻮد ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﺮاﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ إﻧﺠﺎزات اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﺮاﻫﻨﺔ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ واﻟﻤﺴﺘﻤﺪة ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ وﺑﺼﻤﺎﺗﻪ اﻟﻤﺤﻔﻮرة ﻓﻲ ﻛﻞ أﻣﺴﻴﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ،وﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﺪوة ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ، وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ .ﻓﺎﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻐﻨﻲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺳﻮف ﻳﻜﻮن داﺋﻤﺎً ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻠﺒﻨﺎت اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن )ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه( ﻛﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪؤوب اﻟﺬي أﻣﻀﺎﻫﺎ ﺳﻨﻮات ﻋﺪة ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺄﺻﻴﻞ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ واﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ. د .ﻣﻬﺎ ﻣﺸﺎري اﻟﺴﺠﺎري
ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻟﺨﻠﻴﺞ واﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ دوﻟﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ
اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ..ﺳﻴﺮة ﺣﺴﻨﺔ وأﻋﻤﺎل ﺧﺎﻟﺪة
ﺗﻨﺎﻗﻠﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺧﺒﺮ اﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ ﺑﻮﻓﺎة ﻋﻠﻢ ﻣﻦ أﻋﻼم أﻣﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻹدارة ذﻟﻚ ﻧﺒﺄ وﻓﺎة اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ وأﺳﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ ذو اﻟﺨﻠﻖ اﻟﺮﻓﻴﻊ واﻟﻌﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﺄﺣﺐ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ وأﺣﺒﻪ اﻟﻨﺎس ﻓﻜﺎن ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻨﻬﻢ وﻛﺎﻧﻮا ﻫﻢ أﺷﺪ ﻗﺮﺑﺎً ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔﺬة اﻟﻤﺘﻤﻴﺰة ﻋﻠﻤﺎً وﻋﻤﻼً وﺗﻌﺎﻣﻼً وﺗﺪرﺟﺎً ﻓﻲ اﻟﻌﻄﺎء ﻓﻴﻤﺎ ﺷﻐﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ وإدارﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻚ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺠﻮاﻧﺐ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﻳﻼء اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻧﺸﺎﺋﻪ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات وﺗﻮﻟﻲ رﺋﺎﺳﺘﻪ وإﻧﺸﺎﺋﻪ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻬﻤﺎ اﻷﺛﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ وإﺑﺮازه وإﺣﻴﺎﺋﻪ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﺪل
اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن واﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ
ﻟﻘﺪ أوﻛﻞ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ) ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه( ﻣﺆﺳﺲ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﻌﺮﻳﻖ ﺑﺠﻮاﻧﺒﻪ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ )اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ،واﻟﻤﺎدﻳﺔ، واﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ( إﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن) ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه( ﻟﻤﺎ
ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺔ اﻷﻓﻖ اﻟﺒﻌﻴﺪ واﻟﻨﻈﺮة اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ واﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻮﻗﺎدة ﻟﺮﺑﻂ ﻣﺎﺿﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺤﺎﺿﺮه وﻟﺘﺒﻘﻰ اﻟﻤﻌﻴﻦ اﻟﺬي ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻪ أﺟﻴﺎل اﻟﻴﻮم ﻟﺘﺒﻘﻰ ﻣﺘﻮارﺛﺔ ﻟﻠﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﺴﻤﺎت اﻟﻄﻴﺒﺔ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺤﻤﻴﺪة وﻧﻘﻠﻬﺎ ﻷﺟﻴﺎل اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت وأن ﻣﺎﺗﺖ ﺟﺴﺪﻳﺎً وﻏﺎﺑﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻬﺬه ﺳﻨﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻜﻞ اﻟﺒﺸﺮ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺧﺎﻟﺪة ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟﺠﻠﻴﻠﺔ وﺳﻴﺮﺗﻬﺎ اﻟﺤﺴﻨﺔ وﺻﻔﺎﺗﻬﺎ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ،ﻧﺴﺄل اﻟﻠﻪ ﺟﻠﺖ ﻗﺪرﺗﻪ أن ﻳﺘﻐﻤﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻮاﺳﻊ رﺣﻤﺘﻪ وﻳﺴﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ »إﻧﺎ ﻟﻠﻪ وإﻧﺎ إﻟﻴﻪ راﺟﻌﻮن«. ﺳﻌﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻀﻮﻳﺎﻧﻲ رﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ـ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن
ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﺟﺬورﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﺌﺎت اﻟﺴﻨﻮات واﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ واﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺼﻔﺎﺗﻬﺎ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ اﻟﻤﺸﻬﻮد ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻔﻬﺎ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء .وﻟﻜﻲ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻫﺪف اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﻌﺮﻳﻖ وﻧﻘﻠﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺧﺎرج اﻹﻃﺎر اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻋﺎم 1993م ،ﻛﻬﻴﺌﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن، وﻓﻲ ﻋﺎم 1999م ﺗﻢ أﻧﺸﺄ »ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ« ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ وﺑﺴﺒﺐ اﻫﺘﻤﺎم وﺣﺮص اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﻪ وﻋﺎداﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪه ﻓﻠﻘﺪ ﺣﺮص اﻟﻨﺎدي ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮاﺋﺤﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
11
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ،ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎت ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻻﺗﺤﺎد ،اﻟﺬي ﺣﺮص ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ راﻳﺔ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﻮروث اﻟﺘﺮاﺛﻲ وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﻤﺎﺿﻲ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد وﺟﺬﺑﻬﻢ إﻟﻴﻪ .وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﺎب اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ اﻟﻤﺆﺛ ّﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮة اﻗﺘﺪا ًء ﺑﻤﺎ أرﺳﺎه اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ﻣﻦ ﻗﻮاﻋﺪ وﺛﻮاﺑﺖ ﺗﻌﺰز ﻓﻜﺮ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ وﺗﺆﺻﻠﻪ ﻓﻲ ﺻﻮرة اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. وﻧﺤﻦ ﻧﻮ ّدﻋﻪ اﻟﻴﻮم ﻧﺒﺘﻬﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﻳﺘﻐﻤﺪ اﻟﻔﻘﻴﺪ ﺑﻮاﺳﻊ رﺣﻤﺘﻪ ورﺿﻮاﻧﻪ وﻳﺴﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ ،وأن ﻳﻨﺰﻟﻪ ﻣﻨﺰﻻً ﻣﺒﺎرﻛﺎً ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻴﻴﻦ واﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ واﻟﺸﻬﺪاء .إﻧﺎ ﻟﻠﻪ وإﻧﺎ إﻟﻴﻪ راﺟﻌﻮن. ﻣﻌﺎﻟﻲ زﻛﻲ أﻧﻮر ﻧﺴﻴﺒﺔ
وزﻳﺮ دوﻟﺔ
ﻣﺜﺎل ﻣﺸﺮف ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ
إن ﻧﻤﻮذج اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ وﻗﻮة ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ودوﻟﺘﻬﺎ ،واﻟﺬي ﻋﺎﻳﺸﻨﺎه وﻛﺒﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻗﺒﻞ وﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎم دوﻟﺘﻨﺎ ،ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻨﺎ أن ﻣﺎ ﻳﻮارﻳﻪ اﻟﺜﺮى ﻫﻮ اﻟﺠﺴﺪ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺴﻴﺮة اﻷﻋﻤﺎل واﻟﺠﻬﻮد ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻛﻘﺎﻋﺪة راﺳﺨﺔ ﻟﺒﻨﺎء وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح واﻟﺘﻄﻮر واﻟﺘﻘﺪم. وﻳﻌﺪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﺜﺎﻻً ﻣﺸﺮﻓﺎً ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻳﺪا ً ﺑﻴﺪ ﻣﻊ ﺟﻴﻞ اﻷﺑﺎء ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﺗﺤﺎد دوﻟﺘﻨﺎ ،وﻋﺰزت ﺟﻬﻮده واﻧﺠﺎزاﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺟﻮاﻧﺐ ﻋﺪه ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻋﺴﻜﺮﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺣﻀﺎرﻳﺔ. ﺷﺎرك اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن – ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه – ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻠﺒﻨﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﺘﻄﻮر دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات .وأﺳﻬﻢ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻣﺜﻞ رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،وﺗﺄﺳﻴﺴﻪ 10
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﻟﻤﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎراﺗﻲ وإﺑﺮازه وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﻪ .ﻛﻤﺎ أﺳﻬﻢ ﺗﻮﻟﻴﻪ رﺋﺎﺳﺔ اﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎرات ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم ،وﻋﺸﻘﻪ ﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ وإﻧﺸﺎؤه ﻧﺎدﻳﺎً ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﻮض ﺑﻬﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت واﺟﺘﺬاب اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻬﺎ. ﻛﻤﺎ ﺷﺎرك اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻮﺟﻬﺎت ورؤى اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺮﺷﻴﺪة ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﻬﺎ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﻬﻮده وﻣﺒﺎدرات وﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﺳﻴﺒﻘﻰ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻓﻲ ذاﻛﺮة أﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ أرﺿﻪ ﺑﻤﺎ ﻗﺪﻣﻪ وﻣﺎ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﻦ إرث. ﻣﻌﺎﻟﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺛﺎﻧﻲ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﺰﻳﻮدي وزﻳﺮ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ واﻟﺒﻴﺌﺔ
اﻟﻤﻘﺎل ﺳﺄﺗﻄﺮق ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﻌﻄﺎء ذي اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻨﻴّﺮة ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻋﺼﺮه وزﻣﺎﻧﻪ ،ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ راﻳﺔ اﻟﺒﻨﺎء ﻓﻐﺮس ﻓﻲ اﻷرض ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺠﺴﻮر وﻣﺪ اﻟﻄﺮق ،ورﻓﻊ أﻋﻤﺪة اﻟﺒﻨﻴﺎن ﻟﺘﺰﻫﻮ اﻹﻣﺎرات وﺗﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺳﺄﻋﻮد ﺑﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﻌﺎم 1988وﻛﺎن ﻋﻤﺮ اﺗﺤﺎدﻧﺎ ﻓﻲ ذاك اﻟﻮﻗﺖ 17ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻘﻂ ،ﺣﻴﺚ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﺗﻮﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ داﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻤﺘﻨﺎ إﻣﺎرة أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ،ﻣﻨﺼﺐ ﻛﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ ﻟﻜﻨﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻗﺎد ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻗﺘﺪار، ﻓﺄﺷﺮف ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ وإﻧﺠﺎز اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ واﻻزدﻫﺎر واﻟﺘﻘﺪم ﻹﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ. وأﺳﻬﻢ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ رﺑﻂ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺸﺒﻜﺔ ﻃﺮق ﺣﺪﻳﺜﺔ وﺑﻨﺎء اﻟﺠﺴﻮر واﻟﻤﺴﺎﻛﻦ واﻟﻤﺪارس واﻟﻤﻌﺎﻫﺪ واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﻟﻌﻴﺎدات اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻟﻔﻨﺎدق واﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ...وﺣﻘﻘﺖ داﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺗﻮﻟﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ واﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ،ﺣﻴﺚ ﻧﻔﺬت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ
اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ واﻻزدﻫﺎر واﻟﺘﻘﺪم ﻟﻠﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺬﻛﺮ ﻻ اﻟﺤﺼﺮ ،ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻄﺎر أﺑﻮﻇﺒﻲ وإﻧﺸﺎء اﻟﻤﺪرج اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻄﺎر ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻮﻟﻴﻪ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺧﺎﺻﺎً ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ رﺑﻂ اﻟﺒﻼد ﺑﺸﺒﻜﺔ ﻃﺮق ﺣﺪﻳﺜﺔ وﺑﻨﺎء اﻟﺠﺴﻮر واﻟﻤﺴﺎﻛﻦ واﻟﻤﺪارس واﻟﻤﻌﺎﻫﺪ واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﻟﻌﻴﺎدات اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻟﻔﻨﺎدق واﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ .ﻧﻌﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﺧﺘﺰال إﻧﺠﺎزاﺗﻪ وﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﻨﺎﺻﻌﺔ ،ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻓﺤﻴﺎﺗﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎء ﻣﻨﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﻴﺮ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻮﻃﻦ وإﻋﻼء ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻓﻘﺪ راﻓﻖ واﻟﺪه اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ،وﻗﺪ ﻛﺎن ﺳﻤﻮه ﺷﺮﻳﻜﺎً ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﻨﺎء ﻣﻨﺬ ﻗﻴﺎم اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎم ،"1971وﻗﺪم اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻠﻮﻃﻦ واﻟﻤﻮاﻃﻦ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﺣﺎﻣﻴﺎً ﻟﻠﻤﺸﺮوع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،ﻓﺈﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺠﺎﻻت واﺿﺤﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎن ،وﺳﻮف ﺗﺨﻠﺪ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﻟﻌﻘﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ. ﻣﻌﺎﻟﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻠﺤﻴﻒ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ وزﻳﺮ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ
ﺳﺪ اﻟﺬﺧﺎﻳﺮ
ﻣﺮﺛﻴﺔ ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻦ أﺷﻌﺎر د .ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻠﺤﻴﻒ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ دﻧﻴــــــــﺎ اﻟﻤﺨﺎﻟﻴﺞ ﺣﺎﻳﺮ أﺷﻜﻲ اﻟﺰﻣـﺎن اﻟﻠﻲ ﺗﻌــــﺎﻇﻢ ﺑﻼوﻳــﻪ وأﺷﻜﻲ ﻣﻦ اﻷﺣــــــــﺰان ﺳﺪ اﻟﺬﺧﺎﻳﺮ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻮ ﻫــــــــــﺰاع ﻟﻲ ذاع ﻃﺎرﻳﻪ وأﺷﻜﻲ ﻣﻦ اﻷﺣــــــــﺰان ﻧﺒﻊ اﻟﺒﺸﺎﻳﺮ ﻟﻲ أﻇﻠﻤﺖ اﻷوﻗـــــــﺎت زاﻧﺖ ﻣﺮاﺑﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﻘﺐ ﻋﻴﻨﻪ ﻣــــــﻮدّع وﺳـــــﺎﻳﺮ ودﻳـــــــﺎن دوﻟﺘﻨـــــــــﺎ ﺗﺒ ّﺮد ﻣﺮاﺛﻴﻪ وﺗﺒﺠﻴﻪ أﻣــﻮاج اﻟﺒﺤﻮر اﻟﺴــــــــﻮاﻳﺮ وﻳﻠﻌﻴﻪ رﺑّــﺎنٍ رﺑــــﻰ ﻓــــﻲ ﻣﺴﺎﻋﻴﻪ وﺧﺮب ﻛﺒﺎﻳﺮ وﻳﺮﺛﻴﻪ ﺻﻘّـــــــــــــــﺎ ٍر ٍ ﺟﺮﻧـــــــــﺎس رﺑﻰ ﻓﻲ ﺑﺮارﻳﻪ ٍ وﻳﺒﺠﻴﻪ ﺳﻠﻄﺎن ﻧﺒﻊ اﻟﺨﻴــــــــــﺮ ﺗﺎج اﻷﺧﺎﻳﺮ ﻋﻀﻴﺪ ﺷﻴـــﺦٍ ﺻــــــــﺎغ ر ّﺑﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﺴــــــــــــــﺮاﻳﺮ ﻳﺎ رب ﻳﺎﻟﻠﻲ ٍ ﺗﺮﺣﻢ ﻓﻘﻴ ٍﺪ ﻋــــــــــــــ ّﺰﻧﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ
ﺑﻘﻠﻮب ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﻘﻀﺎء اﻟﻠﻪ وﻗﺪره ﻧﻨﻌﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻧﺘﻘ ّﺪم ﺑﺼﺎدق اﻟﻌﺰاء واﻟﻤﻮاﺳﺎة إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،وإﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،وﻟﻲ ﻋﻬﺪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ،وإﻟﻰ أﻫﻞ اﻟﻔﻘﻴﺪ وذوﻳﻪ ،وﻋﻤﻮم آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﻜﺮام ،ﺳﺎﺋﻠﻴﻦ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻘﺪﻳﺮ أن ﻳﺘﻐﻤﺪ اﻟﻔﻘﻴﺪ ﺑﻮاﺳﻊ رﺣﻤﺘﻪ وﻳﺴﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ ،وأن ﻳﻠﻬﻢ أﻫﻠﻪ وذوﻳﻪ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺴﻠﻮان. ﺑﺮﺣﻴﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻓﻘﺪت اﻹﻣﺎرات أﺣﺪ رﺟﺎﻻﺗﻬﺎ اﻷوﻓﻴﺎء ،ورﻓﻴﻖ درب اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن،
/اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
9
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
اﻹﺧﻮة واﻷﺧﻮات ﻣﻦ وﻃﻦ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ووﺟﺪت ﻓﻴﻬﻢ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ وﻣﺤﺒﺔ اﻟﺘﺮاث وﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻃﻦ وﻫﻢ ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ .ﻻﺷﻚ أن ﻣﻦ ﻋﺮف اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻋﻦ ﻗﺮب ﻳﺪرك ﺗﻤﺎﻣﺎ أن ﻣﺎ أﺷﺮت إﻟﻴﻪ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﻌﺪو أن ﻳﻜﻮن ﻏﻴﻀﺎً ﻣﻦ ﻓﻴﺾ وﻗﻄﺮة ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻌﻄﺎء .ﻓﺄﺳﺄل اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﻤﻐﻔﺮة وأن ﻳﻠﻬﻢ أﺳﺮﺗﻪ وذوﻳﻪ وﺷﻌﺐ اﻹﻣﺎرات اﻟﺸﻘﻴﻖ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺴﻠﻮان .وأﺗﻘﺪم ﻟﻤﻘﺎم ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ -ﻳﺤﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ -وﻣﻘﺎم ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻳﺤﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ -وﻛﺎﻓﺔ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺨﺎﻟﺺ اﻟﻌﺰاء واﻟﻤﻮاﺳﺎة.وﺳﻴﻈﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻣﻦ ﺳﻴﻮاﺻﻞ ﻣﻨﺎﺻﺮﺗﻪ. ﻣﻌﺎﻟﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻓﻬﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﺴﻤﺎري
اﻷﻣﻴﻦ اﻟﻌﺎم ﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﺪراﺳﺎت ﺑﺪول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ -اﻟﺮﻳﺎض
»ﺳﻠﻄﺎن« ...ﻗﺎﻣﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺑﺒﺼﻤﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ
ﻓﻘﺪ وﻃﻨﻨﺎ اﻟﻐﺎﻟﻲ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم واﺣﺪا ً ﻣﻦ ﺧﻴﺮة رﺟﺎﻟﻪ اﻷوﻓﻴﺎء ،ﻗﺎﻣﺔ وﻃﻨﻴﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﺑﺼﻤﺎﺗﻪ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ إﻧﺠﺎزاﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ ،...ﻓﻠﻪ ﺑﺼﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ وﺗﻄﻮرﻫﺎ ،وﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﻌﻤﺮان ،وﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث واﻟﺼﻘﻮر ،وراﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ،وﺧﺎﻣﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺒﺘﺮول ،وﺳﺎدﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﺟﻬﺎز أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر .وﻗﺪ ﺣﻔﻞ ﺳﺠﻞ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺑﺼﻔﺤﺎت ﺛﺮﻳﺔ ﻧﺎﺻﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺠﺰات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺒﺎﻫﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﻄﺮﻫﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺄﺣﺮف ﻣﻦ ذﻫﺐ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻧﺤﻮ 41ﻋﺎﻣﺎً ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻄﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻮﻃﻨﻲ ،وذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻗﺎﺋﺪا ً ﻋﺎﻣﺎً ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،1978ﻣﺮورا ً ﺑﺘﻮﻟﻴﻪ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﺎﺳﺔ داﺋﺮة اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮ ﻇﺒﻲ اﻟﻌﺎم ،1988إﻟﻰ ﺗﻘﻠﺪه ﻋﺎم 1990 ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ،وﺗﻌﻴﻨﻪ ﻣﻤﺜﻼً ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ .ﻛﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺤﻖ ﺧﻴﺮ ﻣﻤﺜﻞ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ 8
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،وأﺛﻨﺎء ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻋﺎم ،1990ﻟﻌﺐ دورا ً رﻳﺎدﻳﺎً ﻓﻲ اﻟﻨﻬﻮض واﻟﻌﻤﺮان واﻟﺒﻨﺎء ،ﻓﻠﻤﺲ ﺑﻌﻄﺎﺋﻪ وإﺧﻼﺻﻪ ﻗﻠﻮب اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ .ﺳﺘﺒﻘﻰ روﺣﻪ ﺣﻴﺔ وﺧﺎﻟﺪة ﻓﻲ ذاﻛﺮة ووﺟﺪان اﻟﻮﻃﻦ واﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ،ﺑﻌﺪ ﺣﻴﺎة ﻣﺸﻬﻮدة ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺘﻔﺎن وإﺧﻼص ﻟﺨﺪﻣﺔ وﻃﻨﻪ وﺷﻌﺒﻪ ،وﻧﻘﺶ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻣﺎرات ﻛﻨﻤﻮذج ﻟﻠﻘﻴﺎدات اﻟﻤﻠﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺮﺳﺖ ﺟﻞ وﻗﺘﻪ ﻟﻠﻤﺴﻴﺮة اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ،وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻹﻧﻤﺎﺋﻴﺔ وﺟﻮدة أداء اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﻓﻜﺎن ﻣﺘﺎﺑﻌﺎً دﻗﻴﻘﺎً وﻣﻮﺟﻬﺎً ﺣﻜﻴﻤﺎً، وﻗﺎﺋﺪا ً ﻣﺴﺘﺸﺮﻓﺎً ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺮك ﺷﻲء ﻟﻠﺼﺪﻓﺔ ﺑﻞ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ وﻳﻮﺟﻪ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻂ ودراﺳﺎت واﺿﺤﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﻤﻮاﻃﻦ .ﺳﻴﺮﺗﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﺗﻄﻮل واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺋﻪ ﻻ ﻳﻨﻀﺐ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا
واﺗﺨﺬ – رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻣﻨﻬﺞ اﻟﻮﺳﻄﻴﺔ واﻻﻋﺘﺪال ،واﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺮح اﻷﻓﻜﺎر ،ووﺿﻊ ﺛﻘﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﺒﺎب ورﻛﺰ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﻪ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻴﻬﻢ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺼﺪ ﻧﺘﺎج ﺟﻬﻮده ،وﺗﻜﻠﻠﺖ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح ،ﻓﻘﺪ ﺗﺮك ﺧﻠﻔﻪ أﺛﺮا ً ﻣﺤﺴﻮﺳﺎً وﻣﻠﻤﻮﺳﺎً ﻧﺮاه اﻟﻴﻮم ﻓﻲ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات واﻋﺘﺰازﻫﻢ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .إﻧﻨﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄن اﻟﻨﺠﺎح ﻫﻮ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻤﺠﺘﻬﺪ داﺋﻤﺎً ،ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻠﻠﺖ ﺟﻬﻮد اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح اﻟﺒﺎﻫﺮ ،وأﺻﺒﺤﺖ إﻧﺠﺎزاﺗﻪ ذات أﺛﺮ وﺗﺄﺛﻴﺮ واﺿﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .رﺣﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﺮاب اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،وﻧﺴﺄل اﻟﻠﻪ أن ﻳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ. اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ آل ﺧﻠﻴﻔﺔ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ أﻣﻨﺎء ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﺣﻤﺪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺘﻌﺎﻳﺶ اﻟﺴﻠﻤﻲ
اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻧﺼﻴﺮ اﻟﺘﺮاث
ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺳﻨﻮات وﺑﺪﻋﻮة ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ أﺧﻲ وﺻﺪﻳﻘﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺣﺴﻦ اﻟﻨﺎﺑﻮدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺪﻳﺮا ً ﻟﻤﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي أﻧﺸﺄه اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺮاﺣﻞ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ .وﻗﺒﻴﻞ اﻻﻓﺘﺘﺎح ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ ﺳﻤﻮه ﻷول ﻣﺮة ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻮرﻳﺔ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻤﻪ اﻟﺨﺎص ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﺄﺳﺲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﺮاث. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ :ﻣﺎذا ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺮﻛﺰ؟ أﺟﺎب وﻫﻮ ﻓﻲ ﺳﻌﺎدة ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮل إن اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻫﻮ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻓﻘﻂ .وﺣﻘﺎ ﻣﺎ ذﻛﺮه اﻟﺸﻴﺦ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﺒﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮات ﺗﺤﻘﻖ ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﺸﻲء اﻟﻜﺜﻴﺮ. وﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻣﻊ اﻷخ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﻨﺎﺑﻮدة ﻋﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰ وأﻋﻤﺎﻟﻪ ذﻛﺮ أن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻛﺎن ﻳﺴﻴﺮ ﺑﺨﻄﻰ أﺳﺮع ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﺑﺘﻜﺎر اﻟﺒﺮاﻣﺞ
واﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ .وﻛﺎن ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ إﻃﻼق ﻣﺸﺮوع اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ﻓﻲ دﻋﻢ أﻋﻤﺎل اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺰداد وﺗﻨﻤﻮ ﻣﻊ ﻣﺎﻳﺘﻢ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ .وﻣﻤﺎ ﻳﺤﻤﺪ ﻟﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ اﻟﻨﺸﺮ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺬي اﺗﺴﻢ ﺑﻪ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﺣﻴﺚ ﺻﺪرت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﻜﺘﺐ واﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﺮاث. وﺑﺪﻋﻢ ﻣﻨﻪ ورؤﻳﺘﻪ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰة ﻇﻬﺮت ﻣﺠﻠﺔ )ﺗﺮاث( ﻟﺘﻜﻮن ﺟﺴﺮا ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﺘﺮاث ﺑﺼﻴﻐﺔ ﻳﻘﺮأﻫﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻬﺪف اﻟﺬي ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻮرﻳﺔ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ .ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻠﺔ أﺻﺒﺤﺖ أﻳﻘﻮﻧﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﺮاث وﺗﺄﺻﻴﻠﻪ. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺸﻴﺦ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰة ﺗﺠﺎوز ﻋﻄﺎؤه ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺘﺮاث ﺣﺪود اﻹﻣﺎرات إﻟﻰ ﺧﻠﻴﺠﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺣﻴﺚ أﺿﺤﺖ ﺑﺮاﻣﺞ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات وﻣﻠﺘﻘﻴﺎﺗﻪ ﻣﻨﺘﺪى ﻟﻠﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن .واﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﺘﻮﻗﻒ واﻹﺷﺎدة ﺑﻪ ﻫﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﺮوح اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ زرﻋﻬﺎ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻌﻪ ﻟﺤﺐ اﻟﺘﺮاث واﻟﻮﻃﻦ .ﻓﻠﻘﺪ ﻗﺎﺑﻠﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ /اﻟﻌﺪد 242دﻳﺴﻤﺒﺮ 2019
7
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ... اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
ﺧﺎص -ﺗﺮاث إﻋﺪاد :ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺠﻨﻴﺒﻲ -ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮري- إﻳﻤﺎن اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ -ﻣﺴﻠﻢ اﻟﻌﺎﻣﺮي -ﻣﺤﻔﻮظ ﺑﺸﺮى
اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،اﻟﻔﻘﻴﺪ اﻟﺮاﺣﻞ ،واﻟﺬي ﺷﻜﻞ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﺿﺠﺔ وﺣﺰﻧﺎً ﻣﻮﺟﻌﺎً ﻷﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ، ﻓﺴﺠﻠﻪ ﺣﺎﻓﻞ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎء ،وﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﻧﺎﺻﻌﺔ ﺑﺎﻹﻧﺠﺎزات ،وﻛﺎن ﻧﺒﺘﺔ إﺣﺴﺎن زرﻋﺖ ﻓﻲ أرض زاﻳﺪ .ﻟﻪ ﺑﺼﻤﺎت ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ وﺗﻄﻮرﻫﺎ وﻓﻲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﻌﻤﺮان ،وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ، وﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺒﺘﺮول ،وﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﺟﻬﺎز أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر .ﺣﻤﻞ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ روﺣﺔ وﻓﻜﺮه ورؤﻳﺘﻪ ،وﻛﺎن اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮس اﻟﻮﻃﻦ وأﺻﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﻤﺤﻮ اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺬاﻛﺮة واﻟﻮﺟﻮد، ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﺪرك ﻣﺎ ﻟﻠﺘﺮاث ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﺎرات اﻷﻣﻢ، وﻫﺬا ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ واﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ واﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﺗﺤﺪﺛﻮا ﻟـ»ﺗﺮاث« ﺣﻮل ﻣﺴﻴﺮة ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎء اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﺨﻴﺮ وﻣﻨﺠﺰاﺗﻪ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ اﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ..وﻫﻨﺎ ﺷﻬﺎداﺗﻬﻢ: ﻣﻨﻄﻠﻖ رؤﻳﺘﻪ اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ واﻟﻤﺴﺘﻮﺣﺎة ﻣﻦ ﻓﻜﺮ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه. ﻓﻘﺪ أﺳﺲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ،ﻓﻲ ﻋﺎم 1993م ،ﺻﺮﺣﺎً ﺛﻘﺎﻓﻴﺎً راﺋﺪا ً أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات« ،إذ ﻗﺎم ﺑﺪﻋﻢ وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدرات واﻷﻃﺮوﺣﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻟﻤﺠﺎﻻت واﻟﺼﻌﺪ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰت ﺑﻨﻬﺠﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺮﺻﻴﻦ ،ﻓﻜﺎن ﻳﺴﺎﺑﻖ اﻟﺨﻄﻰ ﺑﻬﻤﺔ دؤوﺑﺔ ،وﻳﻌﻤﻞ وﻓﻖ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،وأوﻟﻰ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺑﺎﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ ،اﻟﻤﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻷدب واﻟﺸﻌﺮ واﻟﺤﺮف واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،واﻟﻤﻮروث اﻟﺒﺤﺮي واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ. وﻋﺮف ﻋﻨﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ اﻟﺘﻤﺴﻚ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وإﺻﺮاره ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺻﻴﻠﻬﺎ ﻟﺪى اﻟﺠﻴﻞ اﻟﻨﺎﺷﺊ ،ﻓﻔﻲ ﻋﺎم 2003م ،اﻓﺘﺘﺢ »ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم« واﻟﺬي ﻳﻄﻤﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ..ﻋﺮاب اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻳﻌﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻹرث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﺤﻀﺎري ﻟﻺﻣﺎرات ،وﺑﻨﺎء ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺳﻤﺖ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث ﻃﻤﻮﺣﺔ ﺗﺮﺳﺦ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺴﻼم ،وﺗﺸﺠﻴﻊ ﻟﻐﺔ اﻟﺤﻮار وﻗﺒﻮل اﻟﻤﺎدي واﻟﻤﻌﻨﻮي واﻟﺒﻴﺌﻲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻣﻦ اﻵﺧﺮ واﺣﺘﺮام اﻟﻐﻴﺮ. 6
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ...اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻟﺪة
─Ю┼Ф┼╣┼▒┼м ─Ю╞А┼Ь─Ш┼б─д ─Ю╞А─д─Ч─╕─а
┬ЮN┬М$K┬М# ┬м┼п┬ВP┬М#─З─З─З N┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ 6 ├╡ ┬ж┼п┬Пq┬П┬М# N┬Ьz ─л 9#R7┬М# WQ$z ┬К@R8 N}┬М ─И$r#M┬Х 36 ─л N┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ J┬д]┬М# R┬Бz ┬зz ┬з?┬д┬ЛK┬М# ┬зz$};┬М# Nq/┬М# 44 ┬ж┼░┬Цa┬У┬П┬М#M┬ЦqY┬Р ┬Я┬Пj$z
:тАля║Чя║╝я║к╪▒ я╗Ля╗жтАм тАл ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓тАм╪МтАл я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм- тАля╗гя║оя╗Ыя║░ ╪▓╪зя╗│я║к я╗Яя╗ая║к╪▒╪зя║│я║О╪к ┘И╪зя╗Яя║Тя║дя╗о╪лтАм
─л ┬ЫmyH ┬Х 9#R7┬М# ┬С┬Цb ┬зz ┬ЮM$┼н┼п┬М# ─К┬С$┬д┬Ь┬Ф ┬Й% N┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ J┬д]┬М# 46
тАл╪▒я║Ля╗┤я║▓ ╪зя╗Яя║Шя║дя║оя╗│я║отАм
├╡ ─л $┬д┬М$r ┬Я┬д┬Уj┬Ц┬М# ┬Я┬е┬Ц┬Ь┬М# ┬Я┬е#Q pzQ ─Й┬С┬ЦrN/┬Р┬Х -$7┬В ─К┬С$i┬ЛZ ┬░$<Q ┬зz 52 ┬Яyir ┬Я┬Пj$z ─Йo┬▓i7Z# ┬ж┼п┬Р$q┬М# ┬Я┬д}8 ─Йo┬▓i7Z# ─л ┬К┬дb┬╡# ┬з┼и┼пq┬М# 9#R7┬М# ┬С$i┬ЛZ 58 ├▓ ├▓ ─Йo┬▓i7Z# ─л 9#R7┬М#┬Х ┬Яz$};┬М$0 ┬Я┬д┬Уj┬Ц┬М# ┬Я┬е┬Ц┬Ь┬М# lyH N┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ 62
тАля║╖я╗дя║┤я║Ф я║гя╗дя║к ╪зя╗Яя╗Ия║Оя╗ля║о┘КтАм
тАля╗гя║кя╗│я║о ╪зя╗Яя║Шя║дя║оя╗│я║отАм тАл┘Ия╗Яя╗┤я║к я╗Ля╗╝╪б ╪зя╗Яя║кя╗│я╗жтАм
тАл╪зя╗╣я┤Н╪з┘Б ╪зя╗Яя╗Мя║О┘ЕтАм тАля╗Уя║Оя╗Гя╗дя║Ф я╗гя║┤я╗Мя╗о╪п ╪зя╗Яя╗дя╗ия║╝я╗о╪▒┘КтАм тАля╗гя╗о╪▓╪й я╗Ля╗оя╗│я║║ я╗Ля╗ая╗▓ ╪зя╗Яя║к╪▒я╗Ля╗▓тАм
тАл╪зя╗╣я║зя║о╪з╪м ┘И╪зя╗Яя║Шя╗ия╗Фя╗┤я║мтАм ┼▓┼Н┼┤┼╜ ╟▓╞В┼Н╞п
тАля║│я╗Ья║оя║Ч╪▒┘К ╪е╪п╪▒╪з┘К ┘Ия║╖я║Ж┘И┘Ж ╪зя╗Яя╗Ья║Ш┘Ся║О╪итАм
┬з┼и┼пq┬М# ┬ТYH ┬Яi┬дr┬Ц0 N┬дqZ ─л 9#R7┬М$0 ┬зr┬Ц┬М# N┬еN?8┬Х N┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ 70
─Йo┬▓i7Z# ─лN┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ ┬С┬Ц<R┬е ┬С┬Ц┼н┼пa┬Р ┬С┬Х┼п┬Бy┬Р┬Х ┬░$0M' 72 ┬ж┼пeG┬М# -$┬Ь┬е)┬Х ┬Н$7K┬М# ┬Яq0#Q ┬ж┼░┬Цa┬У┬П┬М# M┬ЦqY┬Р ┬Я┬Пj$z ─л N┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ ┬Я┬е┬Ч┼░ X┬Бq8 ┬ЯH#┬Х ─Ы┬ЯG┬ПY┬М#─Ь 80
─л ┬Т┬д┬д┼и┼пq┬М# 9#R7┬М#┬Х ┬Яz$};┬Л┬М ┬зr┬Ц┬Ф Nz#Q ─ЫN┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ T┬ВR┬Р─Ь 86 \┼н┼п┬Б┬Л0 ┬Я┬еM$┬Ф ─л M#N@┬╡# 9#R8 ┬░$┬дH┬╖ -┬Ч┬ХM ┬К┬Пr ─И┬з<#R7┬М# N┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ ┬С$@R┬Ь┬Р 90 ┬з┬М┬▓┬дy┬М# X┬Ф'─ЗM .┬е$]┬М# ┬Ю┬Х┼п┬Р ─л 9#R7┬Л┬М N┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ ┬Я┬е┬Ч┼░ ┬зz Nb$}┬П┬М#┬Х p0$┬У┬П┬М# 94
╞И╞Г┼Я ╞Г╟Ш┼╝╟Щ
┬з~┬ЦZN┬М# N┬ПG┬Р ─л ┬Я┬д┬П┬У7┬М# ┬Яz$}<┬Х ┬Я┼н┼п┬е┬Ц┬У7┬М# ┬ЮQ#M┬╖# ─И9#R7┬М#┬Х N┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ 98
:тАля╗гя║╝я╗о╪▒┘И┘ЖтАм
┬Н┬Ц┬ЛZ ┬Н$vQM ┬Н┬Ц┬ЛZ ─┐ ┬░#Rq]┬М# ┬С┬Ц┬дr ┬зz N┬е#S ┬Т0 ┬С$i┬ЛZ 108
Email:mohamedbadr@sbzc.ae
╟Ъ┼Н┼Ю╞к╞Ч ╟╗╞▓╞в╞Ъ╟Щ ╟╜╟Ь╟┐╞И╟╖┼Ю╟Х┼М ╟А╞И┼Н╞г
╞й╟┐┼Н╞Ч ╟г╟Ф╟Х┼М ╞Г┼Ю╞л ╟У┼Ю╞к┼╡
:тАл╪зя│Мя╗оя╗Чя╗К я╗Ля▓Ж ╪зя╗╣я╗зя▒░я╗зя║ЦтАм www.mags.ae
тАля╗Ля╗ия║О┘Ия╗│я╗ж ╪зя│Мя║ая╗ая║ФтАм : ├Ш ┬П# . ┬Щ 2 ├Ы┬З┬╕/┬Ж рвл ┬Щp ┬П(# ┬Ъ├Щ┬Ж # ┬Н '2
turath@sbzc.ae : ├Ш ┬П# ├Шp'
┬Т┬еN0$q┬М# ┬Т┼н┼▓ N┬ПG┬Р ─л ┬Я┬д<#R7┬М# 5$f$┼н┼п┬М# WQ$z┬Х 9#R7┬М# ┬зr#Q 102 ┬ж┼п┬Р$q┬М# ┬Я┬д}8 ─лN┬д┬Ь]┬М# ┬Н┬Ц┬е 112
┬з┬М┬▓┬дy┬М# X┬Ф' ─лN┬д┬Ь]┬М# ┬Н┬Ц┬е 114
├╡
6q┬Лj ┬Я┬д┬У┬Р' M#Nr) ─л┬ЮM$┼н┼п┬М#┬Х ┬░$┬У/┬М#┬Х 5$┬еNG7┬М# ┬Т┬Р $┬Р$r 48 116
NH#┬Ц┬М# N/r N┬ПG┬Р ─л┬ЮNG7┬П┬М# ┬Я┬д┼и┼пq┬М# 5#Q$┬Р┬╖# M$G8# ┬Н$┬д~ ┬зz F┬Р$Y7┬М# Q┬ХM 122 X┬е┬Цr N┬ПG┬Р ─л -Rq┬М# ┬Т┬д┼н┼░$<┬┤┬М ┬Н$q┬М# M$G8┬▓┬М 22 ┬з┬М┬ХN┬М# R┬П8┬Ш┬П┬М# 126 N┬д?┬П┬М# N/r x┼н┼п^ ─л ─ЫX┬Ф┬Ц8 ┬Я┼н┼п~─Ь ┬С$@R┬Ь┬Р 128 ┬зr┬Х┼░┼▒┬П┬М# N┬ПH ┬Я┬Пj$z─ЗM ─л R/a┬М# ┬н┬М) ┬ж┬Х(┬Ф 130
026666130 :├Д┬О +
тАл╪зя╗╗я║╖я║Шя║о╪зя╗Ыя║О╪ктАм
┬З p( } : ├Ш┬й/┬П# ".├Х '
b :┬Ъ#.p# ┬Э ┬в ├Р' ├В├з# / (+ 150 :┬Н '├и ┬Ъ#. %┬в ├В├з# b ┬Н ├Х($# / (+ 150 :┬Ъ#.p# %┬в ┬Н ├Х($# - 2. 200
marketing@cmc.ae +971 56 3150303 ├Ш┬й/┬П$# ┬Н '├и
5
┬зrQN┬М# ┬С#N┬ПH─ЗM
2019 тАл ╪пя╗│я║┤я╗дя║Тя║отАм242 тАл ╪зя╗Яя╗Мя║к╪птАм/
. 2. 200 ┬Ъ#.p# ┬Э ┬в
ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﺪد
ķĸĭŭŨė ŲŬ -( - Ï Ù,Í " p44Ø © Ð Ï $ ¤Ù±# Ľ° Ð Ø )# ] ¢ Û$ (# . /(# . ] ' Û # # --$# b g d. Ð d' /, ^ # Ú¥ 1$ 1Ã£Ø d # ' Û # # d 4Ù4e 4# 144 44 ] 44444É. ". p44 44# /44¹44 -44# 44 44 Ð44(44# %44Ù4Č 4£4 d . # &3 } Ð' )c $ d & '} -Í} ÛÂ Ê # ¯ ÊÎ# . Ú Ã#
1# / # Ð' Î' 2 -Í~ -Í (Ø ÛÂ !#¥ ( } pÉ.
1$ ÃÍ2 Ð Ð' ÙÎ /# Ø/,# Î$# # e d 4 # Ï .¦# Ð' Î# Ë/4 % ±Ø Ù ] (#/ # Ð' -$( Ø ( .- -44Í} ( ] Ù(# # Â Ê # "/$ ' ÛÂ Ď Ð' Û ( 2 Ù Î# . Ï Û( Ø $Ù( -Ï ' d / (# c ÙÎ /# , Ø/+ #.p$# ºÃ Ø Č(' ^"344 44Í2 . %+ #
. ÙÂ Ê # , Ù / ¢. Ð' 44 44# Ø ( # Ã# " 44(44 Ú . 44µ44# Ð44' Ï 444 . ¹Â (#  1# --$# -( - 0p + Ï} Ï Â ^ pÍ2
Ď pČ Â ]Û Ï/ ' Ð' -Ù$ ¹Â (# Ð (Ø ' 1$ Ð /# pÙÊ -$# ) .³ æ 1$ Ã# ¦+ Ù$ «46 Û p# p° Ï p( / p# ±' Ð'» . Ù #
122
114 أﺳﻌﺎر اﻟﺒﻴﻊ
72
116 8
ÐØ # $(' - Ù 800 Ï ( Î $ - p . ÎØ Ø/ # - 2 Ø 10 Ø / # Ù # $((# - )+ 10 : p (# Ù # 'è b 250 Ï / # - ,ÙÎ 5 ' - " Ø 200 Ð(Ù# - p . ÎØ Ï ÎØ Ù(° ,# ÙÍ æ $((# - Ù# 100 Ø / - Ù# 5000 Ï Î # - ,ÙÎ b 20 Ù ½(# $((# - Ï ÎØ ÐÙ $Â - ÎØ 2500 Ë # 3 ÙÍ Ø - Ï ÎØ Ù Í/ # Ø /,( # - ÙÍ Í 4 Ù Ù$# Ø Ù+ ( # - (+
. 2. 5 pÎ . Ù Ù'æ p (# Ø2/# - . /Ø 4 Û . .æ 2 ". - Í Â 7 Ø/ - ,ÙÎ
'è Ú Í .} Ø # äÙ+ . µ# Ø 2. # Ð Ø p # ¦+ ÛÂ . '
ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﺪد
4
ﻏﺎدرﺗﻨﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﺂﺛﺮ وﻣﻼﺣﻢ دوﻧﻬﺎ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺸﻮاﻫﺪ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﺪوﻟﺔ ﺷﺎءت أن ﺗﻜﻮن ﻣﻐﺎﻳﺮة ﻟﻠﺰﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ .رﺣﻠﺖ ﻋﻨﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻻﻧﺘﻤﺎء واﻟﻮﻻء ﻟﻠﻮﻃﻦ واﻟﻮاﺟﺐ ،واﻟﺸﻤﻮخ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ،واﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﺣﺐ اﻟﺨﻴﺮ وﻣﻨﻔﻌﺔ اﻟﻨﺎس ،وﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﻠﻮ ﻓﻲ اﻷرض وﻻ ﻓﺴﺎد. ﺣﻘﺎً ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎن ﻛﻨﺖ رﺟﻞ اﻟﻌﻄﺎء..اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﻨﺪاء ،ﺑﻞ ﻳﺴﻌﻰ ﻹﻏﺎﺛﺔ اﻟﻤﻠﻬﻮف أﻳﻨﻤﺎ ﻛﺎن ،وﺑﺮﻫﻨﺖ ﻣﻮاﻗﻔﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﻣﺔ وﻧﺒﻞ اﺑﻦ ﻫﺬه اﻷرض ،وﻋﺮﻓﻚ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻋﺮﻓﻮا ﻧﺒﻞ ﻣﻮاﻗﻔﻚ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﻋﺮﻓﻮا ﻣﺸﺎﻋﺮك اﻷﺑﻮﻳﺔ اﻟﺪاﻓﺌﺔ ﻧﺤﻮ أﺑﻨﺎء وﻃﻨﻚ .ﻓﻤﺎ أﻋﻈﻢ اﻟﺨﻴﺮ ،اﻟﺬي ﺧﻠﻔﺘﻪ ﻟﻨﺎ ،وﻣﺎ أﻋﻈﻢ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﻤﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ أﻋﻨﺎﻗﻨﺎ ﻟﺤﻤﻞ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،وﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ، وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻹﻧﺠﺎز .ﻟﻢ ﺗﺘﺮك ﻟﻨﺎ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎن أﺣﺎﺟﻲ وأﻟﻐﺎزا ً ،ﺑﻞ ﻗﻴﻤﺎً ﻧﺎﺻﻌﺔ اﻟﺒﻴﺎض ،ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻮﺿﻮح ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﺎﻳﺶ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﻌﺮﻳﻖ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻮاﻋﺪ. وﻟﻮ ﻋﺎش ﺟﺪك اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻧﻬﻴﺎن ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ إﻻ أن ﻳﺘﺨﺬك ﻣﻦ أﻓﺨﺮ أﺑﻨﺎﺋﻪ؛ ﻓﻘﺪ ﺣﻤﻠﺖ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ روﺣﻚ وﻓﻜﺮك ورؤﻳﺘﻚ ،وﻛﻨﺖ اﻟﺴﻨﺪ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺎﺿﺮ ،واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮص اﻟﻮﻃﻦ وأﺻﺎﻟﺘﻪ ،وﺗﺤﻤﻲ ذاﻛﺮﺗﻪ ،ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﻤﺤﻮ اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺬاﻛﺮة واﻟﻮﺟﻮد ،وﻗﻠﺖ" :إﻧﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﻮاﻟﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ إﺣﻴﺎء ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت واﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺮداﺗﻬﺎ ﻣﻦ أي ﻣﻈﺎﻫﺮ دﺧﻴﻠﺔ". ﻟﻘﺪ ﺳﺠﻞ ﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎن ﻣﻮاﻗﻒ ﻻ ﺗﻨﺴﻰ ،وإﻧﺠﺎزات ﻻ ﻳﺤﻮﻃﻬﺎ اﻟﺤﺼﺮ ،وﻟﻌﻞ أﻫﻤﻬﺎ ﺗﺠﺎوز ﻋﻄﺎؤك ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺘﺮاث ﺣﺪود اﻟﻮﻃﻦ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ وإﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺣﻴﺚ أﺿﺤﻰ ﺻﺮﺣﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺬي أﺳﺴﺘﻪ ﻋﺎم 1993 وأﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ "ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات" ﺑﺒﺮاﻣﺠﻪ وﻣﻠﺘﻘﻴﺎﺗﻪ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻤﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻷدب واﻟﺸﻌﺮ واﻟﺤﺮف واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﻟﻤﻮروث اﻟﺒﺤﺮي واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ ،ﻣﻨﺘﺪى ﻟﻠﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن. إن ﺣﺼﻮﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎن ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة "رﺟﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ" ﻟﻌﺎم ،2015ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻺﻋﻼم اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ،ﺟﺎء ﺿﻤﻦ اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺑﺠﻬﻮدك ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪؤوب ﻟﺼﻮن اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺼﺎﻋﺪ ﻋﺒﺮ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﻟﻮرش اﻟﺘﺜﻘﻴﻔﻴﺔ واﻟﺪورات اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺘﺘﻮﻳﺞ ﻓﺨﺮﻳﺎً ،ﺑﻞ ﺟﺎء ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻘﻮﻣﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﻳﺤﻔﻞ ﺑﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺦ ﺷﺨﺼﻚ ،وأوﻟﻬﺎ":اﺳﺘﻠﻬﺎﻣﻚ رؤﻳﺔ واﻟﺪك اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن –ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -ﻟﻠﺘﺮاث ،وﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﺣﻴﺎً ﻓﻲ اﻷﺟﻴﺎل ،ﻓﻘﺪ ﻧﺸﺄت ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ وﺗﻌﻠﻤﺖ اﻟﺼﻘﺎرة وﻓﻨﻮﻧﻬﺎ وأﺗﻘﻨﺖ ﻓﻨﻮن اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﻞ وﻋﺸﻖ اﻟﻬﺠﻦ ،وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮروث ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺼﺤﺘﻬﺎ وﺗﻐﺬﻳﺘﻬﺎ وﻋﻼﺟﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺒﺤﺮي ﻣﻦ ﺻﻴﺪ وﺳﺒﺎﻗﺎت ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،وﻣﻜﻨﺖ اﻟﻤﺮأة ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎن ﻣﻦ أﺧﺬ دورﻫﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث وﺗﻨﻤﻴﺘﻪ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺘﻚ اﻟﺤﺜﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﺎدي وﻏﻴﺮه ﻟﻬﺎ أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺻﻘﻠﻬﺎ وﺗﻄﻮرﻫﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻚ ﻓﻜﺮ ﺛﺎﻗﺐ ﻓﻲ رؤﻳﺔ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة واﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ .إﻧﻚ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎن ﺟﺪﻳﺮ ﺑﻬﺬه اﻟﺠﺎﺋﺰة ،وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﺋﺰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ؛ ﻷن رؤﻳﺘﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﺑﺈﺣﻜﺎم ﻋﻠﻰ رؤى اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ واﻟﺘﻲ ﻧﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﺔ ﺧﺼﺒﺔ ،وﺟﺮى ﺗﻌﻬﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ورﻓﺪﻫﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺒﻘﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﺑﺸﻘﻴﻪ اﻟﻤﻌﻨﻮي واﻟﻤﺎدي ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻪ داﺋﻤﺎً. ﻧﻮدﻋﻚ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﺎﻟﺠﺴﺪ ،ﻟﻜﻨﻚ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺣﺎﺿﺮا ً ،ﻓﻜﺮا ً وﻣﺪرﺳﺔ وﺷﻌﻠﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻻ ﻳﻨﻄﻔﺊ ﻋﻄﺎؤﻫﺎ ،وﻻ ﻧﺼﺤﻬﺎ وﻋﻤﻠﻬﺎ اﻟﻄﻴﺐ .وﻟﻨﺎ ﺛﻘﺔ ﺑﺄن ﻣﺎ ﻏﺮﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس أﺑﻨﺎﺋﻚ ورﻓﺎق درﺑﻚ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ وﻣﺒﺎدئ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺛﺎﺑﺘﺔ وراﺳﺨﺔ ،وأن اﻟﻤﺴﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻗﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﺑﺠﻬﻮد اﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ. إن رﺣﻴﻠﻚ ﺧﺴﺎرة ﻻ ﺗﻌﻮض ،وﻓﻘﺪك أﻣﺮ ﺟﻠﻞ..ﻏﻴﺮ أﻧﻨﺎ ﺑﺈرادة اﻟﺤﻖ راﺿﻮن وإﻟﻴﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً راﺟﻌﻮن. ﺷﻤﺴﻪ اﻟﻈﺎﻫﺮي
رﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺠﻠﺔ ﺗﺮاث
إﻋﻼن ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻛﺘﺐ ِ وﻓﻘﺎً ﻟ ُﺨﻄﱠﺔ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﻲ أرادﻫﺎ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸّ ﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن "ﻃ ﱠﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه" ِ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺜّﻘﺎ ّﰲ اﻹﻣﺎرا ّيت واﻟﻌﺮ ّيب ﻟﺮﻓﺪ ٍ وﺗﻔﺘﺢ ﻣﻨﺎﻓ َﺬ ﻣﻌﺮﻓ ّﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة أﻣﺎم اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻌﺮ ّيب ،وذﻟﻚ ﺑﺪﻋﻮة اﳌﺆﻟّﻔني واﻟﺒﺎﺣﺜني ﻛﻞ ﻋﺎمٍ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗ ُﻐﻨﻲ اﳌﻜﺘﺒ َﺔ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ، ﺑﺈﺻﺪارات ﻣﺘﻨ ّﻮﻋ ٍﺔ ﱠ َ واﻟ ُﻜﺘّﺎب إﱃ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻛﺘﺒﻬﻢ وﺗﺴﻬﻴﻞ ﻧﴩﻫﺎ وﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﰲ اﳌﻌﺎرض واﻟﻔﻌﺎﻟ ّﻴﺎت اﻟﺜّﻘﺎﻓ ّﻴﺔ ،ميﻜﻦ ﻟﻠﺮاﻏﺒني ﰲ ذﻟﻚ إرﺳﺎل ﻣﺆﻟّﻔﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﻓﺮوع اﳌﻌﺮﻓﺔ ﻛﺎﻓﺔ؛ اﳌﺨﺘﺼني. ﻓﺮﻳﻖ ﺗﺤﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﻟﻨﴩﻫﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻳُ ِﻘ ّﺮﻫﺎ ُ ّ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ُﺣﻘﻮق ﻳُﻘ ﱢﺪ ُم اﳌﺮﻛ ُﺰ ﳌﺆﻟﱢﻒ اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻌﺘﻤﺪ ﻟﻠﻨﴩ ﻣﻜﺎﻓﺄ ًة ﻣﺎﻟ ّﻴ ًﺔ ﺗﱰاوح ﺑني )ﺛﻼﺛﺔ آﻻف إﱃ ﺧﻤﺴﺔ آﻻف دوﻻ ٍر أﻣﺮﻳيكّ( .ﻳَﺸْ ﻤﻞ ﻫﺬا اﳌﺒﻠ ُﻎ َ ﻧ َْﴩ اﻟﻜﺘﺎب ،وﻃﺒﺎﻋﺘﻪ ،وﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ،ﳌ ُﺪة َﺧ ْﻤ ِﺲ َﺳ َﻨ ٍ ﻮات ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ إﺑﺮام اﻟ َﻌﻘ ِْﺪ ﺑني اﳌﺮﻛﺰ واﳌﺆﻟﱢﻒ .ﻛام ﻳُﻘﺪﱢم اﳌﺮﻛﺰ )ﻣﺎﺋﺔ ﻧﺴﺨﺔ( ﻟﻠﻤﺆﻟّﻒ ﺑﻌﺪ ﻃﺒﺎﻋﺔ اﻟﻜﺘﺎب.
ﺷﺮوط اﻟﻨّﺸﺮ
• • • • • • • • • • • •
ﺨﻞ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ. أن ﻳﻜﻮنَ ﻣﻮﺿﻮ ُع اﻟﻜﺘﺎب ﻣ ّﺘﺼﻔﺎً ﺑﺎﻟﺠِ ﺪّة ،واﳌﻮﺿﻮﻋ ّﻴﺔ ،وﺷﻤﻮل اﳌﻌﺎﻟﺠﺔ ،واﻟﻔﺎﺋﺪة اﳌﻌﺮﻓ ّﻴﺔ ،وأﻻّ ﻳُ ﱠ اﻟﻜﺘﺎب رﺳﺎﻟ ًﺔ ﻣﻦ رﺳﺎﺋﻞ اﳌﺎﺟﺴﺘري أو اﻟﺪﻛﺘﻮراه أو ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟ ّﺮﺳﺎﺋﻞ. أﻻّ ﻳﻜﻮنَ ُ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻨﺸﻮراً ﺳﺎﺑﻘﺎً ،وﻏ َري ُﻣﻘﺪّم ﻟﻠ ّﻨ ْﴩ ﰲ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى. ﻳﻜﻮنَ أﻻّ ُ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﱰﺟامً. أﻻّ ﻳﻜﻮنَ ُ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﺎﳌﻨﻬﺠ ّﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤ ّﻴﺔ ﰲ اﻟ ّﺘﺄﻟﻴﻒ ،وﺧﺼﻮﺻﺎً اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻤ ّﻴﺔ ،واﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮع ،واﻻﻋﺘامد ﻋﲆ اﳌﺼﺎدر م أن ﻳﻠﺘﺰ َ ُ ﻛﻞ ﺻﻔﺤﺔ. اﻷﺻﻴﻠﺔ ،وﺗﺪوﻳﻦ اﻟﻬﻮاﻣﺶ ﰲ أﻣﻜﻨﺘﻬﺎ ﻣﻦ ّ ً ﻛﻞ ﻛﺘﺎب ﻣﺮﺗّﺒﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎً أﻟﻔﺒﺎﺋ ّﻴﺎً ﺑﺤﺴﺐ ﻟﻘﺐ اﳌﺆﻟّﻒ ،أو أﴎﺗﻪ ،أو ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ،وأن ﺗُﻘﺴﻢ اﺟﻊ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ّ أن ﺗُﺪ ﱠونَ اﳌﺼﺎد ُر واﳌﺮ ُ ﺑﺤﺴﺐ أﻧﻮاﻋﻬﺎ :اﳌﺼﺎدر ،اﳌﺮاﺟﻊ ،اﻟﺪّ راﺳﺎت ،وﺑﺤﺴﺐ ﻟﻐﺘﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ أو اﻷﺟﻨﺒ ّﻴﺔ. اﻟﻜﺘﺎب ُﻣﻨﻀﱠ ﺪاً ﺑﺎﻟﺤﺎﺳﻮب ﺑﺎﻟﻠّﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ اﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ،و ُﻣﺼ ّﺤﺤﺎً ،وﻳﺮﺳﻞ ﺑﻨﺴﺨﺘني واﺣﺪة ﺑﺼﻴﻐﺔ ) (Wordواﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أن ﻳﻜﻮنَ ُ ﺑﺼﻴﻐﺔ ) (BDFﻹﺟﺮاء اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ. اﻟﱪﻳﺪي واﻹﻟﻜﱰو ّين، اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻊ اﻟﻜﺘﺎب ﻧﺒﺬ ًة ﻣﺨﺘﴫ ًة ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻌﻠﻤ ّﻴﺔ ،ﺗﺘﻀ ﱠﻤﻦ اﺳﻤﻪ اﻟﺜﻼ ّيث ،وﺑﻠﺪه ،وﻋﻨﻮاﻧﻪ ﻳُﺮ ِﻓ ُﻖ ُ ّ وﻋﻤﻠﻪ ،وﺻﻮرة ﺷﺨﺼ ّﻴﺔ ﻣﻠ ّﻮﻧﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻟﻪ .ﻣﻊ ﺧﻼﺻﺔ واﻓﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﰲ ﺣﺪود ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﺎﻟّﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ. ﻳﻘﻞ ﻋﺪ ُد ﺻﻔﺤﺎت اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ )ﻣﺎﺋﺔ وﺧﻤﺴني ﺻﻔﺤﺔ( ،وأﻻّ ﻳﺰﻳﺪَ ﻋﻦ (ﻣﺎﺋﺘني وﺧﻤﺴني ﺻﻔﺤﺔ( ،ﻋﲆ ﻗﻴﺎس A4وﺑﻮﻧﻂ أﻻّ ﱠ Simplified Arabic 14أو . Times New Roman ﺗَ َﺘ ﱠ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﻣﺮاﺟﻌ َﺔ اﻟﻜﺘﺎب وﺗَﻘﻴﻴﻤﻪ وإﺻﺪار ﻗﺮار ﻧِﻬﺎ ﱟيئ ﰲ أﻣﺮ ﻃﺒﺎﻋﺘﻪ. ﻮﱃ ﻫﻴﺌ ُﺔ ٍ ﺗﺤﻜﻴﻢ ّ اﻟﻜﺎﺗﺐ ،ﰲ ﺣﺎل اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﲆ ﻃﺒﺎﻋﺔ اﻟﻜﺘﺎب ،ﺑﺈﺟﺮاء اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﳌﻘﱰﺣﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ. ﻳﻠﺘﺰ ُم ُ ٍ َ ُ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﴩوط اﳌﺬﻛﻮرة. أي ﻛﺘﺎب ﻌ وﻳﺴﺘﺒ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ، إﱃ ﻧﴩﻫﺎ ﻋﻦ ر ﺬ ﻌﺘ ﳌ ا اﻟﻜﺘﺐ د ﻻ ﺗُ َﺮ ﺪُ ﱡ ُ ُ َ ّ
ُـﺮﺳـﻞ اﻟـﻜـﺘـﺐ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﻨــﻮانJanna_dz@sbzc.ae : ﺗ َ sbzc
@sbzc_ad
sbzc.ae
www.sbzc.ae
тАлтАк@sbzc_adтАмтАм
тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║ктАм тАл╪зя╗Яя║мя╗Ыя║о┘Й ╪зя╗Яя║ия║Оя╗Яя║к╪йтАм
тАл тАк2019 ╞Й┼Ю╟Ш╞Т╟┐╞В 242 ╞В╞Г╞к╟Х┼М ┼ж┼М╞И┼Н╟Щ╚С┼М ┼к┼М╞Й┼й ╟╝╞В┼Н╟Э ╟Ы╞л ╞И╞Г╞Ъ┼й ╟│╞л╟╖╟Ь╟Щ ╟│╟╛╞│┼Н╟В┼н ╟│╟╛┼н┼М╞Й┼йтАмтАм
тАл╪п┘Ия╗Яя║Ф ╪з я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪йтАм
тАля╗Ля║Оя╗гя║О я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║Шя║дя║кя╗│я║О╪ктАм тАлтАк┘Л 48тАмтАм тАл┘И╪з я╗зя║ая║О╪▓╪з╪ктАм тАля╗│я╗о┘Е ╪зя╗Яя║╕я╗мя╗┤я║ктАм тАл┘Ря╗Ля║Тя║о ╪зя╗Яя║Шя║О╪▒я╗│я║ж ┘И╪пя╗╗я╗╗╪к ╪зя╗Яя║дя║Оя║┐я║отАм
тАл╪п┘И╪▒ ╪зя╗Яя║Шя║┤я║Оя╗гя║втАм тАля╗Уя╗▓ я╗Чя╗┤я║О┘Е ╪зя║Чя║дя║О╪п ╪з я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя║к╪йтАм
тАля║Чя║оя║Яя╗Ю я╗Уя║О╪▒╪│ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАм тАл┘И╪п╪зя╗Л тАк ...тАмя╗Яя╗Шя║к ┘СтАм