التعددية النقابية ...تساؤالت ياسين الكلبوسي – طالب بكلية الطب بتونس – سنة خامسة تشهد الجامعة التونسية بعد الثورة مخاضا عسيرا فبعد سنوات من الفساد اإلداري و التفقير العلمي و قمع الحريات على يد األمن الجامعي أو على يد طلبة الحزب المنحل يعود األمل للطلبة بأن تبدأ الجامعة التونسية رحلة جديدة يكون التألق العلمي عنوانا لها و لكن في ظل الوضع السياسي و اإلجتماعي الراهن تبدو هذه الرحلة شاقة و متعبة من هنا يأتي دور الحركة الطالبية باعتبارها المحرك األساسي للتفاعل داخل الجامعة و المكون األهم الذي تنطلق منه كل االصالحات و التغييرات. فهل يمكن لهذه الحركة أن تستوعب أكثر من ممثل ؟ و هل تعتبر التعددية النقابية ضربا لوحدة الصف الطالبي و اضعافا للحركة الطالبية أمام سلط االشراف ؟ صف الطالبي وضرب وحدته مقنعا إلى شق ال للوهلة األولى يبدو تخوّف ّ ّ ن د ما على اعتبار ان اإلتحاد العام لطلبة تونس أمر واقع ,والحقيقة ا ّ ح ّ الطالبي وال الصف مجرد الوجود يجعل من هذا اإلتحاد أحد مكوّنات ّ ّ ّ ن ذلك يكون يحوّله إلى مظل ّة يجب ان تجتمع تحتها بقيّة المكوّنات ,أل ّ فقط في حالة واحدة وهي ان يكون هذا اإلتّحاد خيارا جماهيريّا أو أغلبيا ل ,هذا ما يستوجب أن تمنح القاعدة الطالبية الفرصة للتعبير على األق ّ عن ذلك إ ّما عن طريق اإلستفتاء أو عن طريق اإلنخراط واسع النطاق صلب هياكله وهو ما لم يحدث فإذا أردنا التحدث بلغة األرقام يبلغ عدد منخرطي االتحاد في كليتنا 077منخرط و بلغ عدد المشاركين في انتخبات تجديد هياكله أقل من 077طالب علما بأن كلية الطب بتونس تضم 6622طالب (السنة الجامعية )6700-6707 إن وحدة الصف الطالبي ال تقتضي وحدة التنظيم بل إن أفضل تعبير على وحدة الصف الطالبي هو وحدة األهداف و وحدة الغايات بما هي تطهير الجامعة من كل أشكال الفساد و الضغط على سلطة اإلشراف حتى تبدأ في إصالحات حقيقية فالتعددية النقابية و خاصة في القطاع
الطالبي لم تكن يوما بدعة مستحدثة أو فكرة هجينة بل مثلت شكال تنظيميا وجد في أغلب البلدان مثل فرنسا و بريطانيا و ألمانيا حيث أن دد إال كل الحركات الطالبية في العالم أو أغلبها تعيش التنوع والتع ّ الحركة الطالبية التونسية كتب عليها ،أن تعيش تحت غطرسة الرأي الواحد و أن تبقى أسيرة تجربة االتحاد العام لطلبة تونس يتخذه بعضهم ويتمسك به آخر قاربا للسفر في الزمن. طوقا للنجاة من االندثار و ّ وحتى تجربة االتحاد العام التونسي للطلبة وقع التعامل معها كمؤامرة من تدبير طلبة الحزب الحاكم على الجامعة وعلى الديمقراطية وال أحد يتحدث عن مظلمة القضاء عليه سنة 0990على يد المخلوع و زبانيته حق فئة من الطلبة أن تنظم نفسها بطريقة مختلفة عن ..أليس من ّ اآلخرين ؟ هل كان ال بد لهذه الفئة أن تركن لرغبات البعض بدعوى المحافظة على تاريخ الحركة الطالبية .ماذا يمنع الطالب أن يفكروا في تجربة أخرى خارج تجارب من سبقهم؟ هل أضرّ بمصالح الطالب الفرنسيين وجود االتحاد الوطني لطلبة فرنسا إلى جانب االتحاد الوطني لطلبة فرنسا المستقل والديمقراطي ؟ لماذا يؤمن البعض ببعض التعددية ويكفر ببعضها؟ إن االيمان بضرورة العمل المشترك بين كل مكونات الساحة الطالبية كفيل بأن يضمن وحدة الصف الطالبي و بأن يجعل كل قضية تمس الطلبة قضية رأي عام و لن يستطيع أي طرف أن يحقق ربيع الجامعة التونسية لوحده بل على الجميع أن يدركوا أن الحوار هو سبيلنا الوحيد لتقريب اآلراء و تحقيق مطالبنا و إرساء وعي نقابي و طالبي يضمن ن أقل درجات هذا الوعي هو إعتراف وحدة الصف الطالبي .و أرى أ ّ الجميع بحق كل الطلبة في النشاط تحت أي هيكل يرونه مناسبا لهم و االبتعاد عن كل مظاهر العنف و التشويه ن نشر هذا المقال بقلم طالب ذو توجهات إسالمية يدعو فيه الحترام إ ّ التعددية النقابية في مجلة " الممثل الشرعي و الوحيد للطلبة " الذي يتخذ من القطيعة مع السلطة خيارا استراتيجيا له يعتبر خطوة أولى في طريق تحقيق وعي طالبي يتجاوز الخالفات االيديولوجية و السياسية إلى عمل نقابي و ثقافي يعتبر مصلحة الطالب فوق كل
اعتبار ,فهل أرى بعد أشهر قليلة االتحاد العام لطلبة تونس أول المهنئين لالتحاد العام التونسي للطلبة بمناسبة مؤتمره الخامس و حصوله على الرخصة القانونية ؟ و هل من الممكن أن نشهد في المستقبل القريب تضاهرات طالبية تحمل الشعارين األخضر و األحمر ؟ هل ستكون الجامعة التونسية قادرة على االنتقال من تجربة النقابات الموازية إلى تجربة النقابات المتحالفة ؟ نرجو أن يكون الجواب نعم .