الوخز باالبر :سر عالج االلم لطالما أثارت تعاليم الطب الصيني القديم حيرة األطباء الغربيين و إعجابهم في نفس الوقت.وتعتبر تقنية الوخز باإلبر ابرز مثال على ذلك .فإلى اليوم ال يزال الغموض يحوم حول كيفية توظيف هذا العالج و مدى نجا عته. منشأ الوخز باإلبر حوله الكثير من الجدل فلقد تم العثور على بعض النصوص المعروضة الهيروغليفية ،التي يعود تاريخها إلى 0111سنة قبل الميالد و اليوم بالمتحف البريطاني،تشير إلى أن القدماء المصريين ،ٱاستعملوا الوخز باإلبر كأسلوب للمداواة مثل الصينيين .رغم هذا التشكيك حول أصل هذه التقنية، يعتبر المؤرخون أن الفضل في رواج الوخز باإلبر ،تطوره و ترسخ أسسه يعود إلى الخبراء الصينيين.من حيث المبدأ في العالج بالوخز،تشير مفاهيم الطب الصيني التقليدي أن هذه التقنية تساعد على حسن تدفق الطاقة أو قوة الحياة،المعروفة بالتشي ،ضمن قنوات ال مرئية بالجسم يصل عددها الى01و المسماة ب ميريديانس (. ) irsmnaidsكل قناة تتصل ب أنظمة مختلفة لألعضاء.من ذلك يرى خبراء هذا األسلوب أن األلم أو المرض هو نتيجة النسداد أو ركود في خط من خطوط التشي. إال أن هذه النظرية ال ترتكز على مفاهيم علمية تطبيقية و إنما على فلسفة صينية قديمة مما حير األطباء الغربيين و دفعهم للبحث عن شرح منطقي قادر على تفسير فعالية الوخز باإلبر في عالج بعض األمراض و التخفيف من mskin األلم.هذا كان الهدف دراسة مختصة األمراض العصبية diridemdrالتي تمكنت من الكشف عن اآللية الفيزيولوجية التي يقوم عليها الوخز باإلبر في تسكين وجع محدد.أخضعت الباحثة فئران المختبر إلى جلسات وخز باإلبر دامت 01دقيقة.أظهرت هذه التجارب أن تقنية الوخز تحفز خاليا معينة على إفراز مادة مسكنة لأللم هي االدينوسين ()mrinoisniبكميات هامة ( 12مرة أكثر من بداية التجربة).كذلك وجدت أن ارتفاع اإلفرازات يتزامن مع انخفاض ملحوظ في األلم بالنسبة لثلثي الحيوانات المعالجة.رغم أهمية هذه النتائج و المالحظات التي من شأنها ان تبرهن فعالية الوخز باإلبر في تسكين اآلالم الموضعية ال يزال هذا المنهج العالجي يثير العديد من التساؤالت .مع ذلك تلقى هذه التقنية الغامضة اليوم رواجا واسعا تخطى حدود الصين و آسيا ليشمل أوروبا و أمريكا حيث يتجاوز عدد األشخاص الذين خضعوا للوخز باإلبر 01مليونا سنويا مما يدفع العلماء الى مواصلة البحث والتجربة لفك لغز احد أهم أحجية الطب الصيني القديم.