مجلة مقام العدد 04

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ‪2015‬‬

‫‪lemqam‬‬

‫حناجر الحرية‪...‬‬

‫أصوات صادقة شلت خناجر» االستبداد‪...‬‬

‫مريم ماكيبا‬

‫ماما أفريكا‬

‫أيقونة النضال‬ ‫في القارة السمراء‬ ‫قصة دار بحري‬

‫مدينة الهوى‬ ‫و بعدها اإلفريقي‬

‫‪www.qasantina2015.org‬‬

‫الديوان الوطني لحقوق المؤلف‬ ‫و الحقوق المجاورة‬

‫تكريم الفنان‬ ‫شيخ الناموس‬ ‫كــرم الديــوان الوطنــي لحقــوق املؤلــف‬ ‫و الحقــوق املجــاورة يــوم الثالثــاء‬ ‫بالجزائرالعاصمــة شــيخ النامــوس املدعــو‬ ‫رشــيدي محمــد تقديــرا ملســاره الطويــل و‬ ‫الــري كموســيقي موهــوب‪.‬‬ ‫و مبناســبة هــذا الحفــل الــذي حــره وزيــر‬ ‫الثقافــة عــز الديــن ميهــويب ســلم املديــر‬ ‫العــام للديــوان الوطنــي لحقــوق املؤلــف‬ ‫و الحقــوق املجــاورة ســامي بــن الشــيخ‬ ‫الحســن جائــزة تكرمييــة للفنــان‪.‬‬

‫و عــاوة عــى عــرض فيلــم وثائقــي حــول‬ ‫مســار الفنــان شــارك يف احيــاء هــذا الحفــل‬ ‫التكرميــي اربعــة فنانــن يف موســيقى‬ ‫الشــعبي وهــم عبــد القــادر رششــم و كــال‬ ‫عزيــز ونرجــس و طــارق ديفــي الذيــن‬ ‫امتعــوا الجمهــور ملــدة ســاعتني كــا عــروا‬ ‫عــن احرتامهــم و عرفانهــم لعميد موســيقيي‬ ‫الشــعبي‪.‬‬ ‫مــن مواليــد ‪ 14‬مايــو ‪ 1920‬بالجزائــر‬ ‫العاصمــة بــدا شــيخ النامــوس مشــواره‬

‫كموســيقي (عــازف عــى الــة البانجــو) مــع‬ ‫جــوق الشــيخ عبــد الرحــان رسيــدك‪ .‬و يف‬ ‫ســنة ‪ 1951‬التحــق راشــدي محمــد بجــوق‬ ‫الشــيخ نــور الديــن كموســيقي محــرف‪.‬‬ ‫احتــك الفنــان الــذي ســيبلغ مــن العمــر ‪95‬‬ ‫ســنة خــال هــذا العــام بفنانــن كبارســيام‬ ‫الشــيخ محمــد العنقــى و مريــزق و منــور‬ ‫و طالــب رابــح و ســليامن عــازم و غريهــم‪.‬‬

‫صورة الصفحة األولى‪ :‬وليد حميدة‬

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫االفتتاحية‬

‫‪lemqam‬‬

‫مجلة صادرة عن‬ ‫المحافظة المكلفة بتنظيم‬ ‫تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة‬ ‫العربية ‪2015‬‬

‫مدير النشر‬ ‫سامي بن الشيخ الحسين‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫محمد مباركي‬ ‫التحرير‬ ‫سلمى قويدر‬ ‫سامية خليل‬ ‫ردينة عبد الجليل‬ ‫إيمان زيتوني‬ ‫وهيبة زيموش‬ ‫ليليا ناث والي‬ ‫ايمان أصيلة‬ ‫االدارة الفنية‬ ‫وليد حميدة‬ ‫فوتوغرافيا‬ ‫محمد لمين حميدة‬ ‫عبد القادر عبد النوري‬ ‫مجلة مقام‬ ‫العنوان ‪ :‬المركز الدولي للصحاف‬ ‫شارع زيغود يوسف قسنطينة‬ ‫‪www.qasantina2015.org‬‬ ‫الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪maqam@qasantina2015.org‬‬ ‫طبع بالمؤسسة الوطنية للفنون‬ ‫المطبعية ‪ENAG -‬‬

‫ترانيم‬ ‫تجلــس الحريــة بغنــج عــى شــفاه الغبطــة‪ ،‬حــن تــردد الشــعوب‬ ‫الحــرة ترانيــم مقدســة تنبــض صدقــا غــر منمــق‪ ،‬كلــات عفويــة‬ ‫تركــض بعنفــوان الفــرح املفاجــئ‪ ....‬جعلــت الشــعب الجزائــري‬ ‫يخــرج بنهــم بالــغ غــر مســبوق مهلــا لالنتصــار‪ ...‬ألن صــوت‬ ‫الحريــة و االســتقالل‪ ،‬صــدح يــوم خــرج جــدي و جــدك‪ ،‬و أمــي و‬ ‫أبــوك‪ ،‬حاملــن العلــم الــذي يقدســون‪.‬علم لطاملــا عبــق بدمــاء زكيــة‪.‬‬ ‫يــرددون أغــاين وجدانيــة‪ ،‬شــعبية و بدويــة‪ ،‬رشقيــة و غربيــة‪ ،‬بــكل‬ ‫الــراءة و التلقائيــة التــي ميتلكــون‪.‬‬ ‫ـم لهــم ســوى‬ ‫و كان ذلــك أغــى مــا يف جعبتهــم‪ ،‬ركضــوا حفــاة‪ ،‬ال هـ ّ‬ ‫كيــف يُنطقــون الفرحــة‪ ،‬و يلبســونها ثوبــا أبيضــا‪ ،‬و ليغســلوا عــن‬ ‫أرواحهــم ســواد القهــر الــذي بــدا مزمنــا‪....‬‬ ‫إن ترانيــم الحريــة ال تشــبه يف وقعهــا‪ ،‬أي ترنيمــة أخــرى‪ ،‬هــي قــوة‪..‬‬ ‫هــي غــزال شــارد‪ ،‬يســابق الريــح بــكل قدراتــه بعيــدا عــن ســياج‬ ‫شــائك‪ ،‬و صقــر كبــر الجناحــن يحلــق ســعيدا‪ ،‬بعيــدا عــن بــؤر‬ ‫االســتعباد‪.‬‬ ‫الغنــاء لالســتقالل و الحريــة ‪ ،‬يقتــات عــى الصــدق و اإلرتــواء بعــرق‬ ‫األرض املتفجريــن‪ ،‬بحجــم صــدق أهازيــج تجييــش املشــاعر و القلوب‬ ‫للثــورة يف الجزائــر ملــدة قــرن و أكــر‪ ..‬يحتــاج الغنــاء انطالقــا بــا قيد‬ ‫‪ ،‬مــن روح ذاقــت االســتعامر و خــرت حبــس األنفــاس‪ ،‬روح جابهــت‬ ‫ـرا ‪ ،‬بــل راح ينــر‬ ‫ضيــق األفــق تحــت وطــأة مســتدمر مل يفتــأ ُم ِكـ ّ‬ ‫نعيــق املــوت‪ ،‬نشــيده األوحــد‪.‬‬ ‫مل يــرك مســاحة ابتســام لشــعب مغتصــب رصخ أخــرا للحريــة و‬ ‫رقــص وغنــى لهــا‪ ،‬بــل رتلهــا كرتاتيــل قديســن مكبلــن ‪ ،‬قبعــوا زمنــا‬ ‫طويــا يف مح ـراب بــا أبــواب ‪..‬و بــا نــور‪ ...‬وحــن نطقــت الحريــة‬ ‫و صــدح االســتقالل‪ ،‬تنفــس الشــعب الجزائــري ألول مــرة منــذ زمــن‬ ‫بعيــد‪ ،‬بقــوة رصخــة رضيــع يولــد لتــوه مــن رحــم االســتبداد الــذي‬ ‫دام قرابــة قــرن و نصــف القــرن‪ ،‬فكيــف هــو صــوت الحريــة إذن؟!‪..‬‬ ‫تـراه تغريــدا مرسوقــا ألطيــار محلقــة يف الخــواء ؟! أو انســكاب رشبــة‬ ‫مــاء تبلــل ريقــك الجــاف بعــد لحظــة الظــأ؟!‪ ...‬رمبــا هــو أغنيــات‬ ‫عفويــة‪ ،‬و لحــن شــوق لالنطــاق نحــو األفــق‪ ،‬ترددهــا الحناجــر التــي‬ ‫رسى فيهــا ألول مــرة اوكســيجني نقــي ال يشــوبه دخــان؟!‬ ‫سلمى قويدر‬

‫‪www.advercorp.dz‬‬ ‫‪031.97.26.54‬‬ ‫‪hello@advercorp.dz‬‬

‫‪ 119‬أ تحصيص الرياض‬ ‫عين سمارة‪ .‬قسنطينة‬ ‫الجزائر‪.‬‬

‫المحتويات‬ ‫ص ‪12.‬‬

‫‪6.‬‬

‫ص‬

‫حناجر‬ ‫الحرية‪...‬‬ ‫ص‪10.‬‬

‫عرفان‬

‫ماما أفريكا‬

‫أيقونة النضال‬ ‫في‪13‬القارة السمراء‬ ‫ص‪.‬‬

‫تقاسيم‬ ‫ص‪14.‬‬ ‫نساء الثورة‬

‫أجيال‬

‫نساء الثورة‬

‫أسماء حلقت باسم الجزائر اللة فاطمة نسومر‪،‬‬ ‫في سماء العالمية‬

‫‪4‬‬

‫ص ‪16.‬‬

‫راهبة الجبال وقاهرة‬ ‫االحتالل‬

‫السينما المصرية‬ ‫تحيي الثورة الجزائرية‬ ‫وكفاح نسائها‬

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫فنــدق‬

‫ص‪14.‬‬

‫ذاكرة المدينة‬

‫مدينة الهوى‬ ‫و بعدها اإلفريقي‬

‫‪27-17.‬‬

‫ص‬

‫ص‪18.‬‬

‫ص‪20.‬‬

‫ص‪30.‬‬

‫قسنطينة‬

‫فوق عرش‬ ‫المالوف‬

‫صولفا‬ ‫صوت الحكواتي يعانق‬ ‫الطرب األصيل‬

‫سمفونية قسنطينة‬

‫عندما تتحدث‬ ‫األقنعة‬

‫ص ‪ 29.‬مسرح معسكر يستحضر‬ ‫مالك حداد من خالل‬ ‫هارمونيكا‬

‫‪5‬‬

‫تقاسيم‬ ‫أصوات صادقة شلت خناجر» االستبداد‪...‬‬

‫حناجر‬ ‫الحرية ‪...‬‬ ‫سلمى قويدر‬

‫‪6‬‬

‫بعد أغاني «المنفي» (قولوا ألمي ما‬ ‫تبكيش ) التي غناها العديد من الفنانين‬ ‫أشهرهم المطرب اكلي يحياتن وأعادها‬ ‫الكثيرون كالثالثي الشاب خالد و رشيد طه‬ ‫و فضيل‪ ..‬إضافة إلى األغنية الشعبية‬ ‫المؤثرة جدا‪ « ..‬ما تبكوش يا وليداتي»‪ ..‬و‬ ‫كل أغاني الثورة الحماسية و الحزينة سواء‪،‬‬ ‫جاء بعد صبر طويل عهد الفرح‪ ..‬و بدأت‬ ‫االغاني المهللة للحرية تولد يوما بعد يوم؛‬ ‫و تمأل البيوت و الشوارع الجزائرية‪ ..‬من‬ ‫جبال األوراس الذي شهد والدة الثورة؛‬ ‫مرورا بقسنطينة‪..‬و كل نواحي الشرق‪.‬‬ ‫إلى العاصمة بقصبتها العريقة و شوارعها‬ ‫المقاومة‪ .‬و امتدادا نحو القبائل الحرة و‬ ‫الغرب الجريء‪ ..‬إلى الجنوب‪ ،‬زغردت النسوة‬ ‫و أبدعن في صناعة لوحات جمالية صوتا و‬ ‫صورة‪..‬و رقص الرجال على وتر الغبطة أياما‬ ‫َ‬ ‫و ليالي‪...‬‬

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫الكاردينال و لحن الحرية‬

‫أبنــاء الجزائــر آنــذاك بــكل فئاتهــم العمريــة و‬ ‫االجتامعيــة‪ ،‬عــرف كيــف يغنــي للشــعب و عنــه‪،‬‬ ‫محبــة النــاس لــه و تعلقهــم بقصائــده الدينيــة و‬ ‫الشــعبية جعلــت مــن أغنيــة االســتقالل هــذه رمـزا‬ ‫الحتفاليــات أجيــال متعاقبــة إىل غايــة اآلن‪« ..‬تحيــا‬ ‫الجزايــر حــرة و يحيــاو الشــبان‪ ..‬تحيــا الجزائــر‬ ‫حــرة رجــال و نســوان»‪.‬‬

‫« الحمد هلل ما بقاش استعمار‬ ‫في بالدنا‪ ..‬اتكسر سيف الظلم‪..‬‬ ‫في الحروب هلكوه الشجعان‪..‬‬ ‫ضحات الرجال في الغيب و‬ ‫الصحراء و جبالنا‪ ..‬تحيا الجزائر أغاني شعبية رددها الشارع‬ ‫مــن البديهــي أن ينتفــض الشــارع و يخــرج منــه‬ ‫حرة و يحياو الشبان‪»..‬‬ ‫أغنيــة حلقــت مــع األعــام واألرواح‪ ،‬رفرفــت عاليا‪،‬‬ ‫رددهــا الجميــع دون اســتثناء‪ ،‬خرجــوا إىل الشــوارع‬ ‫بــا وجهــة معلومــة‪ ،‬فقــط ليغنــوا للحريــة‪....‬‬ ‫األغنيــة الشــعبية كانــت و ال تــزال «لســان‬ ‫نــاس دزايــر» ‪ ،‬يرددهــا الشــعب بطبقاتــه‪،‬‬ ‫شــباب وشــيوخ يقدســون القصيــد‪ ،‬و الكاردينــال‬ ‫«العنقــى» عــرف كيــف يوقــظ أفــراح الشــعب ‪،‬‬ ‫أبــو االغنيــة الشــعبية الــذي كان أول مــن غنــى‬ ‫فرحــا باالســتفالل‪ ،‬أنجبتــه تلــك األحيــاء العتيقــة‬ ‫يف القصبــة‪ ،‬فــكان مــن أول مــن غنــوا لالســتقالل ‪،‬‬ ‫كان لخربتــه الكبــرة يف غنــاء القصيــد و حفظــه أثــر‬ ‫كبــر يف قلــوب البســطاء مــن الشــعب‪ ،‬صنــع أفراح‬ ‫العائــات العاصميــة‪ ،‬و فرحــة الجزائــر حــن غنــى‬ ‫للرجــال و النســاء ســواء‪ ...‬تلــك االغنيــة الخالــدة‬ ‫التــي نحفظهــا عــن ظهــر قلــب ‪ ،‬جيــا بعــد جيــل‪..‬‬ ‫العنقــى الــذي تجاوبــت مــع الحانــه و قصائــده كل‬ ‫الطبقــات ‪ ..‬جــاء بهــذه األغنيــة ليفجــر طاقــات‬ ‫الفــرح املكتــوم دهـرا لشــعب ألــف املقاومــة فكـرا‬ ‫و ســاحا و آمــن بقضيتــه التــي شــهد عــى فرادتهــا‬ ‫العــامل أجمــع‪.‬‬ ‫«آيــت وعــراب محمــد إيديــر حالــو»‪ ،‬ابــن‬ ‫الشــوارع العتيقــة التــي كانــت و ال تــزال تنبــض‬ ‫بــروح املجــد و الوطنيــة الحقــة‪ ،‬ترىب وســط شــيوخ‬ ‫الشــعبي‪ ،‬حيــث نجــح يف ترجمــة لغــة الشــعب‬ ‫املتعطــش للغبطــة املفقــودة ‪ ،‬و تغنــى بتضحيــات‬

‫اإلبــداع العفــوي الــذي ينتقــل بسالســة جيــا بعــد‬ ‫آخــر‪ .‬فتؤرخــه جداريــات الزمــن و ذاكــرة النســوة‬ ‫و العجائــز يف كل مناســبة‪ ،‬ل ُتبتــدع الدندنــات و‬ ‫الرتنيــات التــي تتغنــى باملجــد و االنتصــار‪ ،‬فتــؤرخ‬ ‫للفــرح و مكاســب الثــورة و الكفــاح‪.‬‬ ‫لعــل التنــوع و الغنــى الذيــن يطغيــان عــى‬ ‫ثقافــات الشــعب الجزائــري‪ ،‬تلــك التــي حافــظ‬ ‫عليهــا رغــم محــاوالت التنصــر و الطمــس‪..‬كان‬ ‫لهــا بالــغ االثــر يف تنــوع األغــاين التــي صــدح‬ ‫بهــا املجاهــدون و الرجــال و النســوة و األطفــال‬ ‫يف الشــوارع عــر كل شــر عــى هــده األرض التــي‬ ‫شــبعت مــن ســقاية الدمــاء و بقيــت متعطشــة‬ ‫لــورود أبنائهــا‪ ،‬لعلهــا متحــي بعبقهــا تعفنــات‬ ‫مســتعمر تحلــل يف ترابهــا الطاهــر‪.‬‬ ‫مــن هــذه األغــاين نجــد املواويــل الشــاوية و‬ ‫القبائليــة و التــي ارتبطــت جغرافيــا مبــكان ميــاد‬ ‫الكفــاح الثــوري‪ ،‬و كدلــك االغــاين الصحراويــة‬ ‫و مناطــق الغــرب التــي متــدح جيــش التحريــر و‬ ‫املناضلــن بــكل فئاتهــم ‪.‬حيــث متيــزت بارتبــاط‬ ‫روحــي عميــق بــكل مــا هــو جزائــري محــض‪ ،‬مــن‬ ‫عــادات أصيلــة و رفــض لفظــي لــكل مــا يرتبــط‬ ‫بفرنســا و مــع مــرور الســنوات بعــد االســتقالل‪،‬‬ ‫أصبحــت هــذه األغنيــات العفويــة مــن الــراث‬ ‫الثقــايف الالمــادي ‪ ،‬حيــث تحيــي أعراســا و‬ ‫مناســبات عديــدة مثلهــا مثــل األغــاين الثوريــة‬ ‫التــي رافقــت نضــال الشــعب و جيــش التحريــر‬ ‫عــى حــد ســواء‪...‬‬

‫‪7‬‬

‫درابونا نجمة و هالل‬ ‫قوموا ليه نسا و رجال‬ ‫ويال ما كفاش الحال‪ ..‬خلوها‬ ‫للدرية‪..‬‬ ‫درابونا احمر و حرير‬ ‫و رماتو فرنسا في البير ‪..‬‬ ‫قاموا ليه صغير و كبير‪..‬‬ ‫باش فكينا لغبينة‪..‬‬ ‫افرحوا افرحوا يا البزويش‪..‬‬ ‫الجزائر ربحت بالجيش‪..‬‬ ‫و القومي يروح ما يجيش‪..‬‬ ‫فرنسا يا الغدارة‪..‬‬ ‫حاربتنا بالطيارة‪..‬‬ ‫احنا عرب ما ناش نصارى‬ ‫و احنا لي جبنا الحرية‬

‫وردة‪ ..‬فاكهة أفراح‬ ‫االستقالل‬

‫‪8‬‬

‫لطاملــا كانــت وردة عالمــة مســجلة يف أفــراح‬ ‫الوطــن‪ ،‬و ال تحلــو مناســبة بــدون ترديــد أغــاين‬ ‫«عيــد الكرامــة» و « أدعــوك يــا أمــي» اللتــن‬ ‫أبــدع يف تلحينهــا بليــغ حمــدي‪ ،‬كانــت بــا‬ ‫منــازع أيقونــة األفــراح لفــرات طويلــة إىل آخــر‬ ‫لحظاتهــا‪ ،‬أغانيهــا الوطنيــة عرفهــا العــرب بصوتهــا‬ ‫و رددوهــا‪ ،‬دعمــت الثــورة بشــدوها‪ ،‬و التحــم‬ ‫صوتهــا مبناســبات و احتفاليــات الجزائــر ‪ ،‬فكانــت‬ ‫خــر ســفرية تغنــي ملآثــر أحــرار الوطــن و ثــواره‬ ‫و كل أجيالــه املتعاقبــة‪ .‬و يكفــي أنهــا عــادت إىل‬ ‫الفــن مــن جديــد بعــد اعت ـزال طويــل مــن بوابــة‬

‫احتفــاالت ضخمــة باالســتقالل بدعــوة رســمية مــن‬ ‫الرئيــس الراحــل هــواري بومديــن‪ ..‬لرتفــرف مــن‬ ‫جديــد بحريــة تامــة يف «عيــد الكرامــة»‪.‬‬ ‫«عيــد الكرامــة و الفــدى يــا عيــد‪ ،‬هليــت عــى‬ ‫وطنــي بفجــر جديــد‪ ،‬يــا أغــى أعيادنــا‪ ،‬يــا رمــز‬ ‫لجهادنــا‪ ،‬احــك ألوالدنــا احــك‪ ،‬و ســمع للدنيــا‬ ‫قريــب و بعيــد‪ ،‬قصــة كفــاح أمــة‪ ،‬شــعبي مجيــد‬ ‫يــا عيــد بــادي‪»...‬‬

‫المطربون العرب يغنون‬ ‫الستقالل الجزائر‬ ‫«قضبــان حديــد اتكــرت‪ ،‬و الشــمس طلعــت‬ ‫نــورت أرض العروبــة‪ ،‬أرض البطولــة‪ ،‬أرض الجزائر‪،‬‬ ‫ســنني طويلــة‪ ،‬حــرب و نضــال‪ ،‬بــن البطولــة‪،‬‬ ‫فــوق الجبــال شــايلني ســاح‪ ،‬قصــة كفــاح‪ ،‬أعجــب‬ ‫وأغــرب مالخيــال‪ ،‬ختامهــا كان االنتصــار‪ ،‬و الفرحــة‬ ‫عمــت كل دار »‪...‬‬ ‫بهــذه الكلــات تغنــى عندليــب مــر و العــرب‬ ‫عبــد الحليــم حافــظ ‪ ،‬مبناســبة احتفاليــة الجزائــر‬ ‫األوىل لالســتقالل‪ ،‬حيــث احتضنتــه مدينــة عنابــة‬ ‫الجميلــة‪ ،‬و قســنطينة‪ ،‬وذهــب إىل ملعــب بــاب‬ ‫الــواد أيضــا ‪ ،‬حيــث رافقــه املطــرب الشــعبي‬ ‫املــري محمــد قنديــل صاحــب رائعــة «يــا ويــل‬ ‫عــدو الــدار‪ ،‬مــن ثــورة األح ـرار‪ ،‬دول بالحديــد و‬ ‫النــار‪ ،‬حيحاربــو االســتعامر» التــي غناهــا بســبب‬ ‫العــدوان الثــايث عــى مــر‪.‬‬ ‫صــدح عبــد الحليــم بصوتــه الشــجي ليطــرب‬ ‫شــعبا بأكملــه‪ ،‬و ليســمع رصخــة الفــرح يف الجزائــر‬ ‫لــكل محبيــه يف مــر و العــامل العــريب‪ ،‬العندليــب‬ ‫الــذي دعــم كثـرا ثــورات األقطــار العربيــة آنــذاك‬ ‫بأغانيــه الحامســية و خاصــة ثــورة الجزائــر التــي‬ ‫تفــردت بأخبــار االنتصــارات و املقاومــة التــي‬ ‫تجلــت لــكل العــامل‪ ،‬و أصبحــت قــدوة لــكل‬ ‫الشــعوب املســتضعفة عــى هــذه األرض‪.‬‬

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫توالــت بعــد ذلــك االغــاين للجزائــر بأصــوات عربيــة‬ ‫كرشيفــة فاضــل‪ ،‬املطربــة الشــعبية التــي خــرت‬ ‫تجربــة مؤملــة باستشــهاد ابنهــا يف حــرب أكتوبــر‬ ‫‪ ،1976‬جربــت أمل الفقــد الــذي مــر باألمهــات‬ ‫الثــكاىل يف الثــورة فغنــت بــكل إحســاس للنــر و‬ ‫املنترصيــن عــى الظلــم‪ ،‬أغنيــة «أم البطــل» «ابنــي‬ ‫حبيبــي يــا نــور عينــي بيرضبــو بيــك املثــل‪ ،‬كل‬ ‫الحبايــب بتهنينــي‪ ،‬طبعــا مــا انــا ام البطــل»‪.‬‬ ‫أقيــم يف مــر خــال شــهر أفريــل مــن ســنة ‪،1962‬‬ ‫حفــل غنــايئ بحضــور الرئيــس الســابق بــن بلــة‪،‬‬ ‫حيــث غنــت نجــاح ســام «مــا أحــى الغنــا بعــد‬ ‫الرصــاص مــا اتكلــم» و غنــى املوســيقار محمــد‬ ‫فــوزي الــذي لحــن نشــيد قســا‪ ،‬أغنيــة «مليــون‬ ‫شــهيد كتبــوا انتصــارك يــا جزائــر»‪.‬‬ ‫و توالــت األصــوات العربيــة عــى مســارح الجزائــر‬ ‫لفـرات طويلــة ‪ ،‬كعليــا التونســية و هيــام يونــس‪،‬‬ ‫فهــد بــان و صبــاح‪ ،‬و غريهــم الكثــرون إىل غايــة‬ ‫بدايــة الفــرة الســوداء العصيبــة عــى الجزائــر يف‬ ‫تســعينيات القــرن املــايض‪ ،‬حيــث شــحت األصــوات‬ ‫القادمــة مــن الــرق‪ ،‬لكنهــا عــادت مؤخــرا‬ ‫لتشــارك أفـراح الجزائــر تدريجيــا مــع عــودة األمــن بــن قصائــد كبــار الشــعراء و الكلــات العفويــة‬ ‫إىل الجزائــر‪.‬‬ ‫التــي رددهــا املطربــون عــى لســان العجائــز و‬ ‫األمهــات‪ ،‬أبــدع الجميــع يف إحيــاء أفـراح الجزائــر‪،‬‬ ‫الطبوع الجزائرية تتوحد في مل يختلــف مطــرب الشــعبي عــن مغنــي ال ـراي‪ ،‬و‬ ‫مطــرب القنــاوي‪ ،‬و ال عاشــق النغمــة الرشقيــة‬ ‫حب الوطن‬ ‫عــن محــب التوجهــات الغربيــة كلهــم جــادوا‬ ‫جيــا بعــد جيــل‪ ،‬اتفــق الفنانــون الجزائريــون بالحــب و اإلبــداع مــن فــرة االســتقالل‪ ،‬و مــرورا‬ ‫عــى قدســية التغنــي بالوطــن‪ ،‬فجــادوا بخــرة مــا بفــرات الــدم و اإلرهــاب‪.‬‬ ‫أنجــب الفــن الجزائــري‪ ،‬بعــد االســتقالل جــاء جيــل أغنيــة «للــه يــا جزائــر» التــي أبــدع فيهــا التونــي‬ ‫جديــد ليقــود الركــب‪ ،‬و تنوعــت الطبــوع الغنيــة لطفــي بوشــناق تلحينــا بقــدر محبتــه للجزائــر‪،‬‬ ‫التــي اختلفــت باختــاف املناطــق‪ ،‬ومل يبتعــد الفــن و جــاد الشــاب خالــد بقــوة صوتــه و إحساســه‬ ‫امللتــزم عــن الفــن املتمــرد و املتجــدد يف متجيــد ليعـرا عــن الحيــاة التــي انبثقــت مــن بــن مخالــب‬ ‫الثــورة و التغنــي االنتصــار‪ ،‬وصــوال إىل فــرات املــوت يف تســعينيات القــرن الفــارط‪ ،‬كانــت نشــيدا‬ ‫تكميــم اإلبــداع أيــام العرشيــة الســوداء‪ ،‬مل ميــت للمحبــة و للخــروج مــن رشنقــة املــوت‪ ،‬متامــا‬ ‫اإلبــداع و مل تــرح العزميــة أصــوات الحريــة‬ ‫كتلــك التــي رددت بعــد االســتقالل‪ ،‬لكــن بغصــة و‬ ‫وجــع مل يلتئــا بعــد ‪.‬‬ ‫«ألفــن مــروك يــا ولــدي»‪« ،‬يــا محمــد مــروك‬ ‫عليــك الجزائــر رجعــت ليــك»‪ ،‬لعبــد الرحمــن‬ ‫عزيــز‪ ،‬افرحــي يــا جزايــر محــال يكــون عليــك‬ ‫العــار ‪ ،‬التــي غناهــا براعــم تحــدوا الحــزن و‬ ‫ســنوات الجمــر‪ ،‬و رصخــوا بــكل قواهــم للســام‪،‬‬ ‫املطربــة نــورة التــي أبدعــت يف أغنيــة « اليــوم‬ ‫عيــدك يــا مجاهــد‪ ،‬عليــت شــانك وشــان بــادك‬ ‫وفيــت العاهــد‪ ،‬تعيــش الجزائــر بيــك يــا مجاهــد»‬ ‫األغنيــة األمازيغيــة كان لهــا نصيــب أيضــا‪،‬‬ ‫بصــوت رشيــف خــدام‪ ،‬ســليامن ع ـزام و غريهــا‪،‬‬ ‫« أميــا عزيــزن أور تــرو» و «لدزايرنشــا اللــه ات‬ ‫لــو» و العديــد مــن الروائــع التــي زينــت ثقافتنــا و‬ ‫موروثنــا الفنــي الــذي ال يشــوبه ابتــذال‪.‬‬ ‫تبقــى الحريــة أنشــودة عــى شــفاه األرواح األبيــة‬ ‫التــي تــأىب الــذل معطفــا لجســدها املعجــون مبــاء‬ ‫الكرامــة‪.‬‬ ‫س‪ .‬ق‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫أجيال‬ ‫نجوم سطعت‬

‫أسماء حلقت‬ ‫باسم الجزائر‬ ‫في سماء العالمية‬ ‫كل اإلحصائيات الرسمية و شبه الرسمية‪،‬‬ ‫الموجهة و العفوية‪ ،‬تتحدث عن األولوية‬ ‫العددية للشباب في الجزائر‪ .‬كل الصحف تكتب‬ ‫عن هذه الفئة التي ال زالت‪ ،‬حسب األرقام‬ ‫المتداولة‪ ،‬تمثل ‪ 75‬بالمائة من سكان الجزائر‪.‬‬ ‫وسائل اإلعالم ترصد لنا كل يوم أخبار هذه‬ ‫الجماهير الشبابية‪ ،‬تضخم لنا تراجيديا الوجود و‬ ‫تصغر لنا كل ما هو إيجابي‪ .‬فال نسمع إال عن‬ ‫العنف‪ ،‬التصرفات التي تخدش الحياء و الحرقة‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫فمــن يتكلــم عــن النجبــاء و الكادحــن و أوالئــك‬ ‫اللذيــن مل يكتفــوا مبحليتهــم بــل يحاولــون أن‬ ‫ينفــذوا إىل العامليــة؟ مــن يتذكــر بدايــة الشــاب‬ ‫خالــد؟ مــن رافــق نــور الديــن مرســي منــذ خطواته‬ ‫األوىل؟ أال يوجــد يف هــذا الجيــل مــن بإمكانــه‬ ‫التحليــق بالجزائــر يف ســاء العامليــة؟ الشــاب‬ ‫خالــد‪ ،‬الــذي ادخــل فــن الـراي إىل العامليــة بفضــل‬ ‫موهبتــه و صوتــه الجوهــري‪.‬‬ ‫الشــاب الخالــد‪ ،‬أو ملــك الـراي كــا يحلــو للنــاس‬ ‫تســميته‪ ،‬بــدأ الغنــاء و هــو ال يـزال ابــن ‪ 14‬ســنة‬ ‫و ذلــك ملــا أنشــأ فرقــة «خمســة نجــوم» فاســتطاع‬ ‫بالرغــم مــن صغــر ســنه الظهــور والــروز بصــورة‬ ‫المعــة‪.‬‬ ‫فــا هــي إال ســنوات حتــى دخلــت أغانيــه بيــوت‬ ‫الجزائريــن مــن أبوابهــا‪ ،‬قبــل أن «تقطــع» البحــر‬ ‫و تحقــق نجاحــا باهــرا يف فرنســا خاصــة‪ .‬غنــى‬ ‫للجاليــة املغاربيــة التــي كانــت تحبــه بشــغف و‬ ‫استأنســت هــذه األخــرة بهــوى خالــد ألنــه كان‬ ‫مؤنســا لهــا يف وحشــة الغربــة و مذكــرا إياهــا‬ ‫«ريحــة» البــاد‪ .‬امتــدت حبالــه الصوتيــة إىل أوروبا‬ ‫قبــل أن يصــل صوتــه و صــوت الجزائــر إىل أطـراف‬ ‫املعمــورة‪ ،‬مــن الهنــد إىل باكســتان‪ ،‬وصــوال إىل‬ ‫الواليــات املتحــدة‪ .‬ومــن بــن أغانيــه التــي تف ّنــن‬

‫يف أدائهــا‪ ،‬أغنيــة «للــه يــا جزائــر»‪ ،‬األغنيــة التــي‬ ‫خاطبــت الضامئــر و نفــذت إىل القلــوب لتحثهــا‬ ‫عــى حــب الجزائــر‪ ،‬جزائــر يســودها الحــب‬ ‫والســام‪.‬‬ ‫لو تقمص خالد كل الجنسيات في‬ ‫آن واحد لبرزت جزائريته و غطت‬ ‫الكوكب بعلم الجزائر‬ ‫«للّــه يــا جزائــر» بكلامتهــا و أداء خالــد «قلبــت»‬ ‫املواجــع القدميــة و لكنهــا يف نفــس الوقــت أحيــت‬ ‫النفــوس املحبطــة‪ .‬ذاع صيتهــا يف وقــت بــدأت‬ ‫تظهــر فيــه معــامل املصالحــة‪ .‬حفظهــا األطفــال و‬ ‫النســاء و الشــيوخ‪ .‬أبكــت الصبايــا و زغــردت لهــا‬ ‫النســوة‪ .‬أغنيــة «للّــه يــا جزائــر» أجــرت بعــض‬ ‫األطــراف الفرنســية و املغربيــة عــى اإلرساع يف‬ ‫وتــرة اســتدراج خالــد و االســتحواذ عليــه‪ ،‬بنــاء‬ ‫عــى نوايــا مبيتــة و حســابات قدميــة‪ ،‬غــر أنهــا مل‬ ‫تنجــح‪ .‬ألنــه و بــكل بســاطة‪ ،‬لــو تقمــص خالــد كل‬ ‫الجنســيات يف آن واحــد لــرزت جزائريتــه و غطــت‬ ‫الكوكــب بعلــم الجزائــر‪ .‬يف نفــس املــدة تقريبــا‪،‬‬ ‫ملــع نجــم آخــر يف ســاء العامليــة و صــدح باســم‬ ‫الجزائــر‪ .‬إنــه الريــايض والعــداء الكبــر نــور الديــن‬ ‫مرســي‪ ،‬بطــل الســباقات املتوســطة‪ .‬فانجازاتــه‬

‫هــي الكفيلــة بإعطائنــا صــورة عــن هــذا البطــل‬ ‫الــذي اختــار منــذ صغــره رياضــة تحمــل يف أعامقها‬ ‫الصــر وقــوة التحمــل وكأنــه يريــد بذلــك إثبــات‬ ‫تلــك الصــورة الرمزيــة عــن نفســه بأنــه مثــال حــي‬ ‫للجــرأة والتحــدي‪ .‬فحصولــه عــى امليداليــة الفضية‬ ‫يف بطولــة العــامل للشــباب يف اونتاريــو‪ ،‬ســنة ‪1988‬‬ ‫مل ميــأ شــغفه‪.‬‬ ‫بــل كان شــغفه أكــر مــن الفضيــة و حبــه لذهــب‬ ‫التتويــج أعطــاه إرادة و دفعــة قويــة للظفــر بــه‪،‬‬ ‫فــكان لــه ذلــك أثنــاء بطولــة العــامل داخــل الصاالت‬ ‫باشــبيلية بزمــن ‪ 3 41 57‬د‪ ،‬ويف نفــس الســنة يف‬ ‫بطولــة العــامل يف طوكيــو‪ ،‬ســنة ‪ 1991‬بزمــن قــدره‬ ‫‪ 3 32 84‬د‪ .‬ومــن بعــض انجازاتــه أيضــا‪ ،‬حصولــه‬ ‫عــى ذهبيــة بطولــة العــامل املقامــة يف شــتوتغارت‪،‬‬ ‫ســنة ‪ 1993‬يف ســباقه املفضــل ‪1500‬م‪ ،‬بتوقيــت‬ ‫‪ 3 34 24‬د‪ ،‬و ذهبيــة بطولــة العــامل يف غوتنبــورغ‪،‬‬ ‫ســنة ‪ 1995‬يف نفــس االختصــاص بزمــن ‪33 73‬‬ ‫‪ 3‬د وحصولــه عــى الذهبيــة االوملبيــة باطلنطــا‬ ‫عــام ‪ 1996‬يف نفــس االختصــاص بزمــن ‪35 78‬‬ ‫‪ 3‬د‪ .‬فبهــذه االنجــازات‪ ،‬اســتطاع دخــول العامليــة‬ ‫مــن أوســع أبوابهــا محققــا بذلــك حلــم األجيــال‪،‬‬ ‫رافعــا رايــة الجزائــر تحــت أنغــام «قســا بالنــازالت‬ ‫املاحقــات و الدمــاء الزاكيــات الطاه ـرات»‪.‬‬ ‫حسام الدين طه مباركي‬

‫جزائــــر البـراءة‬

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫ابتسامة طفل سكنت جسد كهل حالم‬

‫طفولة‬ ‫اإلستقالل‬ ‫ضحكته الرائعة‪ ،‬قهقهته الشهيرة‪،‬‬ ‫لكنته الرقيقة و تبرجه المضحك‪..‬‬ ‫لم يكن حديدوان مهرجا يرقص‬ ‫بال وعي أو هدف للناس‪ ،‬بل كان‬ ‫رجل ركح‪ ،‬و إنسانا واعيا بتبرج‬ ‫مضحك وبسيط بعيدا عن التكلف‬ ‫و البهرجة‪ ،‬يعلمنا من خلف مالمحه‬ ‫الباسمة قيم الحياة‪ ،‬في زمن‬ ‫كانت فيه وسائل الترفيه و التثقيف‬ ‫شحيحة و معدودة‪ ،‬لكنها كانت‬ ‫نوعية و سليمة في معظمها‪.‬‬

‫كانــت الطفولــة كــا ال تــزال ميدانــا صعــب‬ ‫االقتحــام‪ ،‬ملــك قلوبنــا صغــارا و كبــارا‪ ،‬حديــدوان‬ ‫الــذي حمــل عــى كاهلــه مســؤولية تربيــة جيــل‬ ‫بأكملــه بطريقتــه الهزليــة و الهادفــة‪ ،‬انتظرنــاه‬ ‫بشــغف ‪ ،‬عــر قنــاة واحــدة و وحيــدة آنــذاك‪،‬‬ ‫كانــت تجمــع كل العائلــة حــول التلفــاز يف حميمية‬ ‫بالغــة غابــت عنــا يف هــذه األيــام‪ ،‬و مل يكــن‬ ‫يشــغلنا يشء عــن متابعتــه يف برنامــج الحديقــة‬ ‫الســاحرة ‪ ،‬رفقــة رفيــق دربــه حمــزة فغــويل أو‬ ‫مامــا مســعودة‪ ،‬ســحرنا بغنائــه و دروســه الحياتيــة‬ ‫لســنوات عديــدة ‪ ،‬تربينــا عــى مبادئهــا‪ ،‬و قادنــا‬ ‫نحــو عــامل مــن الغبطــة و الســام‪..‬‬ ‫حديــدوان الــذي جــاد بدواخلــه لتنعكــس صــورة‬ ‫اإلنســان عــى شــكله املبتهــج و ضحكتــه التــي مل‬ ‫تنطفــئ قــط‪ ،‬زيــن دنيــا الطفولــة التــي كانــت‬ ‫آنــذاك متعطشــة ألمثالــه‪ ،‬الطفــل ال مينــح اهتاممه‬ ‫و ثقتــه ألي كان‪ .‬و حديــدوان الــذي رســم لنــا‬ ‫صــورة الطفــل الشــقي اللعــوب‪ ،‬عــرف كيــف يثــر‬ ‫انتبــاه الرباعــم و جلبهــم ملتابعــة مغامراتــه الحيــة‬

‫و النابضــة بالــدروس الكثــرة‪ .‬و رســائله النبيلــة‬ ‫املبطنــة بهزلياتــه و مواقفــه الطريفــة‪.‬‬ ‫حديــدوان مل يكــن أكادمييــا أو مختصــا يف مجــال‬ ‫الطفولــة‪ ،‬لكنــه نجــح كثــرا يف محــاكاة مواضــع‬ ‫الخطــأ يف مجــال الرتبيــة ‪ .‬و عالجهــا بطــرق هزليــة‬ ‫جذبــت الصغــار و الكبــار ملتابعتــه‪ ،‬و االقتــداء بــه‬ ‫يف عــدة مواقــف زرعهــا عــر ظهــوره عــى التلفــاز‬ ‫و فــوق خشــبة املــرح‪.‬‬

‫الحديقة الساحرة‬

‫لعــل اســم حديــدوان هــو أول خطــوة تقــود نحــو‬ ‫االنجــذاب إىل هــذه الشــخصية الفريــدة‪ ،‬هــذا‬ ‫االســم املقتبــس مــن تلــك الشــخصية الهزليــة‬ ‫التــي كانــت تســكن أحجيــات جداتنــا و أمهاتنــا‬ ‫‪ ،‬و تتصــدر بطوالتــه الخرافيــة و االســطورية‪،‬‬ ‫أحجيــات كانــت مبثابــة مهدئــات مــا قبــل النــوم‪،‬‬ ‫عــن ذلــك الطفــل الداهيــة الــذي أتعــب الغولــة‬ ‫بحيلــه و أالعيبــه ليتخلــص مــن مكرهــا و خططهــا‬ ‫التــي ال تــكل لإليقــاع بــه‪..‬‬

‫اســمه الحقيقــي محمــد رؤوف اكاش‪ ،‬يف‬ ‫ســن الرابعــة عــر ‪ ،‬منــا فيــه شــغف رهيــب‬ ‫باالســتعراض‪ ،‬عشــق الركــح و املــرح و الفــن‪،‬‬ ‫أحــب الطفولــة ‪ ،‬فقــدم مــن روحــه برامــج‬ ‫تثقيفيــة و تربويــة يف عــدة مراكــز ثقافيــة عــر‬ ‫أنحــاء الوطــن‪ ،‬هــذا الرجــل كان يحمــل يف جعبتــه‬ ‫مشــاريع مهمــة و تثقيفيــة موجهــة لرتبيــة الطفــل‬ ‫و توجيهــه فكريــا بطريقــة هزليــة‪ ،‬اختطفــه منــا‬ ‫املــوت بغتــة يف عمــر مبكــر قبــل أن يحقــق و لــو‬ ‫القليــل مــن أحالمــه الكبــرة بأهدافهــا النبيلــة‪،‬‬ ‫بعــد رصاع مــع الفشــل الكلــوي‪ ،‬انطفــأت شــمعة‬ ‫مــن عــامل اإلبــداع يف صمــت‪ ،‬و غــاب عــن عاملنــا‬ ‫حديــدوان ‪..‬بقيــت ابتســامته مرســومة عــى محيــا‬ ‫كل منــا‪ ،‬و قهقهتــه تــدوي يف دواخلنــا‪.‬‬ ‫‪.‬رحــل و تــرك مكانــه خاليــا مــن خليفــة‪ ..‬ألن‬ ‫العباقــرة ال يتكــررون‪..‬‬ ‫أظلمــت أجــواء الحديقــة برحيلــه‪ ،‬و فقــدت‬ ‫ســحرها املزركــش بكلامتــه التــي كانــت تــدق‬ ‫ناقــوس الفــرح يف ســكون الحيــاة املارقــة‬ ‫سلمى قويدر‬

‫‪11‬‬

‫عرفان‬ ‫مريم ماكيبا‬

‫ماما أفريكا‬

‫أيقونة النضال‬ ‫في القارة السمراء‬ ‫وهيبة زيموش‬

‫« زينزي» هو االسم‬ ‫الحقيقي لمريم ماكيبا‪،‬‬ ‫و هو يعني بلغة الزولو‬ ‫الجنوب إفريقية « ال تلومي‬ ‫غير نفسك » ‪...‬‬ ‫ولدت مريم ماكيبا سنة‬ ‫‪ 1932‬بـ جوهانسبورغ‬ ‫بجنوب إفريقيا ‪ ،‬عشقت‬ ‫الغناء منذ نعومة أظافرها‬ ‫وشقت لها طريقا في عالم‬ ‫النجومية العالمية فكانت‬ ‫أبرز األصوات الغنائية في‬ ‫العالم في خمسينيات القرن‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫مريــم ماكيبــا أو كــا يلقبهــا الجميــع « مامــا‬ ‫أفريــكا » ‪ ،‬حملــت يف قلبهــا جــرح بلدهــا‬ ‫«جنــوب إفريقيــا» ‪ ،‬و معانــاة أبنــاء جلدتهــا مــن‬ ‫نظــام «االبرتايــد» و الفصــل العنــري طيلــة ‪31‬‬ ‫ســنة مــن العيــش يف املنفــى ‪ ،‬متنقلــة مــن دولــة‬ ‫ألخــرى دون كلــل أو ملــل حيــث كانــت صــوت‬ ‫بلدهــا الجريــح للعــامل و صــوت شــعوب إفريقيــا‬ ‫التــي كانــت آنــذاك تقبــع تحــت ســيطرة االحتــال‬ ‫و االســتعامر‪.‬‬

‫القضية‬

‫بــدأت مريــم ماكيبــا طريقهــا يف عــامل الفــن يف ســن‬ ‫مبكــرة جــدا‪ ،‬فكانــت تغنــي وعمرهــا ‪ 8‬ســنوات يف‬ ‫األع ـراس و الحفــات ‪ ،‬ليتــم اختيارهــا بعــد ذلــك‬ ‫للغنــاء ضمــن فرقــة الكنيســة ببلدتهــا لجــال‬ ‫و قــوة صوتهــا ‪ ،‬غــر أن ماكيبــا كانــت منشــغلة‬ ‫بوضــع بلدهــا القابــع تحــت ســيطرة نظــام الفصــل‬ ‫العنــري ‪ ،‬فــرأت يف صوتهــا أمــا ملوطنهــا و ألبنــاء‬ ‫بلدهــا ملجابهــة االضطهــاد ‪ ،‬لتبــدأ بالغنــاء للوطــن‬ ‫و الحريــة ‪ ،‬و مــن هنــا شــقت مشــوار حياتهــا‬ ‫املــيء باملصاعــب و العقبــات بعدمــا رفعــت لــواء‬ ‫الدفــاع عــن املضطهديــن و جعلــت مــن افريقيــا‬ ‫قضيتهــا‪.‬‬ ‫بحلــول ســنة ‪ ،1957‬حكــم عــى مريــم ماكيبــا‬ ‫بالنفــي مــن بلدهــا جنــوب إفريقيــا ‪ ،‬بعــد ظهورهــا‬ ‫يف فيلــم تســجييل أنتــج بأمريــكا عنوانــه « عــودي‬ ‫يــا إفريقيــا » ‪ ،‬و كان وثائقيــا مناهضــا للتمييــز‬ ‫العنــري يف بالدهــا ‪ ،‬لتحــرم بعدهــا مــن حضــور‬ ‫جنــازة والدتهــا ســنة ‪ ،1959‬بعدمــا ألغــت حكومــة‬ ‫جنــوب إفريقيــا جواز ســفرها و ســحبت جنســيتها‪،‬‬ ‫كــا تقــرر منــع كل أغانيهــا بجنــوب إفريقيــا اىل‬ ‫جانــب أعاملهــا الســينامئية و التلفزيونيــة ‪ ،‬و‬ ‫يف ذلــك الوقــت كان صيــت ماكيبــا قــد شــاع يف‬ ‫العــامل حيــث عرضــت عليهــا الكثــر مــن البلــدان‬ ‫جنســيتها ملواطنتهــا الصالحــة و نضالهــا لفائــدة‬ ‫بلدهــا ‪ ،‬غــر أنهــا اختــارت الجنســية الغينيــة‪.‬‬ ‫ماكيبــا التــي جمعــت يف فنهــا بــن الجــاز و البلــوز‪،‬‬ ‫مل تتخــل عــن اصولهــا مــن خــال محافظتهــا عــى‬

‫املوســيقى االفريقيــة التقليديــة ‪ ،‬فكانت بــا منازع‬ ‫ســفرية االغنيــة االفريقيــة اىل العــامل ‪ ،‬و مل متنعهــا‬ ‫أضــواء الشــهرة مــن مواصلــة مســرتها النضاليــة‬ ‫بأغــان ال ت ـزال تعيــش معنــا لحــد الســاعة ‪ ،‬عــى‬ ‫غ ـرار أغنيتهــا الشــهرية « باتــا باتــا « التــي اعــادت‬ ‫إطالقهــا ســنة ‪ 1967‬بعــد ‪ 11‬ســنة مــن غناءهــا‬ ‫ألول مــرة مبوطنهــا جنــوب افريقيــا ‪ ،‬هــذه االغنيــة‬ ‫كانــت عالمــة فارقــة يف مشــوار مريــم ماكيبــا‬ ‫الفنــي ‪ ،‬و ال يــزال الكثــرون يرددونهــا إىل غايــة‬ ‫اليــوم ‪ ،‬كــا أن اســمها ارتبــط بأســاء فنيــة كبــرة‬ ‫عــى غ ـرار فرقــة منهاتــن ب ـراذرز‪.‬‬

‫الحقيقة‬

‫انتقلــت مريــم ماكيبــا خــال ســنوات نفيهــا‬ ‫الـــواحدة و الثالثــن للعيــش يف أكــر مــن دولــة‬ ‫عــى غــرار أمريــكا ‪ ،‬غينيــا ‪ ،‬و تذوقــت خاللهــا‬ ‫مــرارة الغربــة و االبتعــاد عــن األهــل و الوطــن‪،‬‬ ‫لتفقــد إىل جانبهــا ابنتهــا الوحيــدة ‪ ،‬و يف ســنة‬ ‫‪ 1987‬قامــت بنــر مذكراتهــا الشــخصية يف كتــاب‬ ‫أســمته « قصتــي» ‪ ،‬كــا دافعــت ســنة ‪ 1963‬عــن‬ ‫قضيــة دولتهــا أمــام هيئــة االمــم املتحــدة لتديــن‬ ‫حكومــة االبرتــاي و التمييــز العنــري و قالــت‬ ‫«انــا ال أغنــي السياســة بــل اغنــي الحقيقــة «‪.‬‬ ‫غنــت مريــم ماكيبــا لــكل األوطــان االفريقيــة‬ ‫املســتقلة و بــكل اللغــات ‪ ،‬الفرنســية و االنجليزية‬ ‫و لغــة وطنهــا « الزولــو» ‪ ،‬إىل جانــب العربيــة‬ ‫فغنــت « أنــا حــرة يف الجزائــر « يف الطبعــة االوىل‬ ‫مــن املهرجــان الثقــايف االفريقــي ســنة ‪1966‬‬ ‫عــادت ماكيبــا ألول مــرة إىل وطنهــا جنــوب افريقيا‬ ‫ســنة ‪ 1991‬بعــد واحــد و ثالثــن ســنة مــن املنفــى‪،‬‬ ‫و بدعــوة مــن الرئيــس نيلســون مانديــا الــذي‬ ‫طلــب منهــا العــودة بعــد إطــاق رساحــه و قــال‬ ‫عنهــا « كانــت أم رصاعنــا و ســيدة الغنــاء األول يف‬ ‫جنــوب إفريقيــا ‪ ،‬ألنهــا أصبحــت رمـزا لنضالنــا ضــد‬ ‫العنرصيــة وأغانيهــا أعطــت صــوت أمل املنفــى «‬ ‫أطلــق عليهــا لقــب « مامــا أفريــكا « و عنــد‬ ‫عودتهــا إىل جنــوب افريقيــا كان الجميــع يناديهــا‬ ‫باســم « أمــي « ‪.‬‬ ‫بقيــت تغنــي طــوال ســنوات حياتهــا الـــثالث و‬ ‫الســبعني لتلفــظ آخــر أنفاســها بكواليــس مــرح‬ ‫كاســتيل يف فولتورنــو بأحــد بلــدات نابــويل‬ ‫االيطاليــة بعدمــا أدت حفــا خرييــا ملســاندة‬ ‫الكاتــب روبرتــو ســافياتو املهــدد بالقتــل مــن‬ ‫قبــل املافيــا االيطاليــة و كــذا قضيــة اغتيــال ثــاث‬ ‫أفارقــة مــن قبــل املافيــا‪.‬‬ ‫ماتــت مريــم ماكيبــا و روحهــا الت ـزال حــارضة يف‬ ‫كل مــكان و ذكراهــا و اغانيهــا حــارضة يرددهــا‬ ‫الجميــع ملــا فيهــا مــن معــاين انســانية بالغــة تحــايك‬ ‫الوجــدان قبــل املســامع‪.‬‬ ‫و‪ .‬ز‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫نساء الثورة‬ ‫مسلسل تلفزيوني يحمل بصمة عز الدين ميهوبي‬

‫اللة فاطمة نسومر‪،‬‬

‫راهبة الجبال وقاهرة‬ ‫االحتالل‬ ‫سامية خليل‬

‫أنجبت الجزائر نساء‬ ‫شغلن الورى ومألن‬ ‫الدنى بتاريخ عظيم‬ ‫أصبحنا نردده كالصالة‬ ‫كما قال شاعر الثورة‬ ‫الجزائرية مفدي زكريا‪،‬‬ ‫ومن بينهن المجاهدة‬ ‫البطلة‪ ،‬السيدة فاطمة‬ ‫بنت محمد بن عيسى‬ ‫المعروفة بـ « اللة‬ ‫فاطمة نسومر » نسبة‬ ‫لقرية نسومر‪ ،‬وهي‬ ‫كما تسمى راهبة‬ ‫الجبال وقاهرة االحتالل‪،‬‬ ‫« خولة » الجزائر وجدة‬ ‫لجميالتها وحرائرها‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫اللــة فاطمــة نســومر‪ ،‬خلدهــا التاريــخ الفنــي‬ ‫وســلط عليهــا الضــوء مــن خــال مسلســل مشــرك‬ ‫جزائــري ســوري يحمــل عنــوان «عــذراء الجبــل»‬ ‫يــروي قصــة البطلــة واملقاومــة الجزائريــة‪ ،‬مــن‬ ‫ثالثــن حلقــة أبــدع يف كتابــة نصــه وزيــر الثقافــة‬ ‫الحــايل األديــب عــز الديــن ميهــويب عندمــا‬ ‫كان قبــل ‪ 10‬ســنوات رئيســا التحــاد الكتــاب‬ ‫الجزائريــن‪ ،‬وقــام بإنتــاج املسلســل مؤسســة‬ ‫التلفزيــون الجزائــري وتكفلــت بتنفيــذ اإلنتــاج‬ ‫الرشكــة الســورية «األصايــل» لإلنتــاج الفنــي‪.‬‬ ‫أخــرج هــذا العمــل الــذي يــروي جــزء مــن تاريــخ‬ ‫الثــورة الجزائريــة‪ ،‬املخــرج الســوري ســامي‬ ‫الجنــادي‪ ،‬ويحمــل املسلســل البصمــة الســورية‬ ‫مــن حيــث تجربــة الفانتازيــا والتصويــر‪.‬‬

‫تعــرف املشــاهدون عــر هــذا املسلســل عــى هــذه‬ ‫الشــخصية البطلــة واملقاومــة والشــهيدة فاطمــة‬ ‫نســومر التــي كانــت مــن أبــرز وجــوه املقاومــة‬ ‫الشــعبية الجزائريــة يف بدايــة الغــزو االســتعامري‬ ‫الفرنــي للجزائــر‪.‬‬

‫ولــدت البطلــة فاطمــة نســومر يف عــام ‪ 1830‬يف‬ ‫منطقــة جرجــرة التــي تقــع شــال رشق الجزائــر‪،‬‬ ‫وعنــد بلوغهــا ســن الــزواج يف السادســة عــر‬ ‫مــن عمرهــا‪ ،‬عقــد قرانهــا عــى أحــد أقاربهــا مــن‬ ‫أمهــا إال أنهــا كانــت غــر راضيــة عــى هــذا الــزواج‬ ‫فأعيــدت إىل بيــت والدهــا‪ .‬وانتقلــت الســيدة‬ ‫فاطمــة فيــا بعــد إىل حيــث يقيــم شــقيقها األكــر‬ ‫الشــيخ الطاهــر بقريــة ســومر والتحقــت بــه‬ ‫وأخــذت عنــه العلــوم الرشعيــة‪ ،‬وبهــذه القريــة‬ ‫أدت دور اللــة فاطمــة النجمــة الســورية رنا األبيض اشــتهرت الســيدة فاطمــة وانتســبت إىل هــذه‬ ‫التــي أعطــت للــدور روحــا جميلــة شــدت الجمهور القريــة فعرفــت بهــا «اللــة فاطمــة نســومر»‪.‬‬ ‫لهــذه الشــخصية التاريخيــة‪ ،‬وقــد شــاركها يف تدعيم‬ ‫هــذه الشــخصية كل مــن املمثلــن الســوريني باســم روح التضحية‬ ‫ياخــور‪ ،‬تيســر ادريــس‪ ،‬روعــة ياســن والفنــان‬ ‫الكبــر محمــود ســعيد‪ .‬ومــن الجانــب الجزائــري التقــت الســيدة فاطمــة باملجاهــد القائــد الرشيــف‬ ‫بــرز يف املسلســل وحــش الشاشــة الجزائريــة الفنــان بوبغلــة ليخــوض معهــا مقاومــة عظيمــة ضــد‬ ‫محمــد عجاميــي وعبــد النــور شــلوش باإلضافــة إىل الحمــات الفرنســية إلخضــاع منطقــة القبائــل‪،‬‬ ‫مشــاركة أربعــة آالف شــخص بني فرســان وكومبارس وهكــذا تصــدت أمــرة املقاومــة لجيــوش االحتــال‬ ‫وممثلــن‪ .‬حيــث صــورت أغلــب مشــاهد مسلســل واســتطاعت أن تقهــر صحبــة أخيهــا يف اللــه‬ ‫«عــذراء الجبــل» الخارجيــة يف منطقــة الالذقيــة والجهــاد والوطــن «الرشيــف بوبغلــة»‪ ،‬كبــار‬ ‫بســوريا والتــي حاكــت كث ـرا الطبيعــة الجزائريــة‪ .‬قــادة العــدو مــن جي ـراالت وماريشــاالت وكانــت‬ ‫مدرســتها الوحيــدة هــي مدرســة الجهــاد اإلســامية‬ ‫واالقتــداء بأبطــال اإلســام رجاالتــه ونســائه‪.‬‬

‫جرجرة الشامخ‬

‫يــرد املسلســل قصــة غــزو فرنســا للعاصمــة‬ ‫الجزائريــة يف عهــد ســلطانها الــداي حســن باشــا‪،‬‬ ‫وكيــف خطــط الفرنســيون لغزوهــا بعــد انهــزام‬ ‫جيــش البحريــة الجزائريــة يف معركــة نافاريــن عــام‬ ‫‪ ، 1827‬حيــث تحطــم األســطول الجزائــري الــذي‬ ‫كان أقــوى األســاطيل يف العــامل يف تلــك الحقبــة‪،‬‬ ‫كــا يــروي املسلســل عقــب هــذا قصــة املجاهــدة‬ ‫املناضلــة اللــة فاطمــة نســومر التــي حاربــت‬ ‫الفرنســيني‪ .‬وعــذراء الجبــل لقــب لاللــة فاطمــة‬ ‫نســومر والجبــل املقصــود بــه جبــل جرجــرة‬ ‫الشــامخ التــي قمتــه تســمى اللــة خديجــة تخليــدا‬ ‫الســم والدتهــا رحمهــا اللــه‪.‬‬ ‫لقــي هــذا املسلســل‪ ،‬حســب وكاالت أنبــاء‬ ‫عديــدة‪ ،‬إعجابــا كبـرا لــدى املشــاهدين يف الوطــن‬ ‫العــريب عندمــا عــرض يف رمضــان ‪ ،2004‬حيــث‬

‫قــادت اللــة فاطمــة نســومر مجموعــة مــن‬ ‫املجاهــدات اىل القتــال والجهــاد‪ ،‬مــا جعــل‬ ‫الرجــال يصــرون ويســتميتون دفاعــا عــن أرضهــم‬ ‫وعرضهــم‪ ،‬ويف تــري بــوران وقعــت معركــة كبــرة‬ ‫أصيــب فيهــا املقــاوم الرشيــف بوبغلــة بجــروح‬ ‫بليغــة مــا جعــل اللــة فاطمــة نســومر تعتنــي بــه‪.‬‬ ‫أرست اللــة فاطمــة نســومر فيــا بعــد مــع عــدد‬ ‫مــن املجاهــدات حيــث اقتيــدت إىل ســجن يــر‬ ‫بوســط الجزائــر تحــت حراســة مشــددة‪ ،‬ثــم تــم‬ ‫وضعهــا تحــت اإلقامــة الجربيــة وتحــت وصايــة‬ ‫البــاش أغــا الطاهــر بــن محــي الديــن بزاويــة بنــي‬ ‫ســليامن وبقيــت يف هــذه اإلقامــة ســت ســنوات إىل‬ ‫أن انتقلــت إىل الرفيــق األعــى إثــر مــرض عضــال يف‬ ‫شــهر ســبتمرب مــن عــام ‪.1863‬‬ ‫س‪ .‬خ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫نساء الثورة‬ ‫ماجدة الصباحي و جميلة بوحريد‬ ‫وجهان لعملة واحدة‬

‫السينما المصرية‬ ‫تحيي الثورة الجزائرية‬ ‫وكفاح نسائها‬ ‫لم يكن الفيلم المصري التاريخي «‬ ‫جميلة » الذي أنتج عام ‪ ،1958‬سوى‬ ‫نافذة تاريخية فنية تحكي عن أحد‬ ‫أهم الشخصيات في تاريخ الجزائر وهي‬ ‫البطلة « جميلة بوحيرد »‪ ،‬التي رفضت‬ ‫الظلم وآمنت بقضية بلدها وتعرضت‬ ‫لشتى أنواع التعذيب للمحافظة على‬ ‫حياة زمالئها من الفدائيين‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫لقــد أثــارت شــخصية جميلــة إعجــاب الفنانــة‬ ‫املرصيــة ماجــدة عفــاف عــي كامــل الصباحــي‬ ‫املعروفــة فنيــا بـــ «ماجــدة» وجعلهــا تأخــذ عــى‬ ‫عاتقهــا تكاليــف إنتاجــه‪ ،‬حيــث أرادت أن تســلط‬ ‫الضــوء عــى نضــال املــرأة الجزائريــة التــي عانــت‬ ‫معانــاة شــديدة ج ـراء سياســات البطــش والقهــر‪،‬‬ ‫الــرب املــرح‪ ،‬والتعذيــب الجســدي والنفــي‬ ‫الــذي أدى يف أكــر األحيــان إىل التشــويه والقتــل‪،‬‬ ‫إمــا جســديا أو معنويــا‪ ،‬حيــث ســجل التاريــخ مــا‬ ‫فعلتــه اآللــة االســتعامرية يف أجســاد الجميــات‬ ‫الجزائريــات‪ ،‬ويف عقولهــن‪ ،‬ويف عفتهــن ومــن‬ ‫بينهــن جميلــة بوحــرد‪ ،‬التــي متثــل مصــدرا أساســيا‬ ‫لحفــظ الذاكــرة الثوريــة‪.‬‬ ‫شــاءت األقــدار لجميلــة بوحــرد‪ ،‬تلــك األســطورة‬ ‫التــي يلقبونهــا بالشــهيدة الحيــة‪ ،‬أن تخلــد قصتهــا‬ ‫مــن خــال فيلــم «جميلــة» الــذي أخرجــه يوســف‬ ‫شــاهني وقــام بتأليفــه كل مــن عبــد الرحمــن‬ ‫الرشقــاوي‪ ،‬عــي الزرقــاين ونجيــب محفــوظ و‬ ‫وجيــه نجيــب‬ ‫الفيلــم الــذي عــرض نضــال شــعب الجزائــر ضــد‬ ‫االحتــال الفرنــي‪ ،‬صــور «جميلــة» التــي جســدت‬ ‫دورهــا الفنانــة ماجــدة وهــي فتــاة جزائريــة‬ ‫تعيــش مــع شــقيقها الهــادي» الــذي جســد دوره‬ ‫ســليامن الجنــدي و»وعمهــا مصطفــى» الــذي أدى‬ ‫دوره فاخــر فاخــر‪ ،‬يف حــي القصبــة العتيــق أبــان‬ ‫االحتــال الفرنــي للجزائــر‪ ،‬لتلمــس جميلــة مــدى‬

‫الظلــم والطغيــان الــذي ميارســه الجنــود الفرنســيني‬ ‫مــع أبنــاء وطنهــا‪ ،‬لتســتيقظ روحهــا الوطنيــة‬ ‫عندمــا تــرى تعذيــب ومقتــل زميلتهــا أمينــة‬ ‫باملدرســة ‪ ،‬فقــد كانــت ضمــن منظمــة ملقاومــة‬ ‫االحتــال‪ ،‬لتنضــم بذلــك جميلــة إىل «الفــدايئ‬ ‫يوســف» أحمــد مظهــر وتقــرر مقاومــة االحتــال‬ ‫مــع الفدائيــن‪.‬‬

‫جميلــة كــون لهــا صداقــات وشــعبية كبــرة يف‬ ‫الجزائــر والوطــن العــريب ال حــدود لهــا»‪.‬‬ ‫كــا أن إدارة مهرجــان أنقــرة الدويل لســينام املرأة‬ ‫قــد احتفــى بهــا يف الســنوات األخــرة وخصــص لهــا‬ ‫برنامجــا مكثفــا لتتحــدث فيــه مــع وســائل اإلعــام‬ ‫العامليــة حــول هــذه التجربــة‪ ،‬وقصــة نضــال‬ ‫الشــعب الجزائــري‪ ,‬وحرصــت ماجــدة عــى أن‬ ‫تقــول لجــل وســائل اإلعــام التــي حاورتهــا‪:‬‬

‫قبــض عــى بوعــزة التــي تــؤدي دورهــا الفنانــة‬ ‫زهــرة العــا‪ ،‬وقتــل بعدهــا عمهــا رميـاً بالرصــاص‪،‬‬ ‫لتســتميت جميلــة يف ردع الظلــم وتواصــل عملياتها‬ ‫الفدائيــة ولكنهــا تقــع يف الفــخ خــال إحــدى تلــك‬ ‫العمليــات ويتــم القبــض عليهــا وتتعــرض لشــتى‬ ‫أنــواع التعذيــب عــى يــد الكولونيــل بيجــار الــذي‬ ‫قــام بــدوره دونجــوان الشاشــة العربيــة «رشــدي‬ ‫أباظــة» ليدفعهــا يك تعــرف عــى أســاء جميــع‬ ‫الفدائيــن الذيــن يعملــون معهــا‪ .‬ويتطــوع املحامي‬ ‫الفرنــي جــاك فريجيــس الــذي أدى دوره محمــود‬ ‫املليجــي للدفــاع عنهــا ولكــن تحكــم املحكمــة‬ ‫عليهــا باإلعــدام وينتهــي الفيلــم عــى هــذا الحكــم‪،‬‬ ‫ولكــن جميلــة يف الواقــع يتــم تربأتهــا بعــد ذلــك‬ ‫ألن الجزائــر حصلــت عــى االســتقالل‪.‬‬ ‫رصحــت الفنانــة املرصيــة ماجــدة الصباحــي‬ ‫التــي جســدت دور املناضلــة الجزائريــة «جميلــة‬ ‫بوحــرد» لوســائل اإلعــام مــن قبــل أن فيلــم‬

‫« بعد أكثر من أربعة عقود ال تزال‬ ‫الثورة الجزائرية تعطي وتجزل في‬ ‫العطاء لكل من اقترب منها بخير‬ ‫وباألخص أنا‪ ،‬حتى أنني أشعر بالندم‬ ‫ألنني لم أقدم أعماال أخرى لبطالت‬ ‫جزائريات أخريات وما أكثرهن‪،‬‬ ‫وأعتقد أنه من بين ‪ 56‬فيلما‬ ‫قدمتها يظل فيلم جميلة األهم في‬ ‫مسيرتي وسيظل كذلك بعد رحيلي‪،‬‬ ‫فقد خلدني »‪.‬‬

‫محمود المليجي و جاك فيرجيس‬

‫سامية خليل‬

‫فنــدق‬ ‫في حي عبد الله باي بقلب‬ ‫المدينة العتيقة السويقة‬ ‫بقسنطينة‪ ،‬نجد هده الدار‬ ‫الساحرة التي يعود تاريخ بنائها‬ ‫إلى ‪ 500‬سنة خلت‪ ،‬الزالت‬ ‫تحمل أسرار و ذكريات العائالت‬ ‫القسنطينية التي كانت تقيم بها‬ ‫احتفاالتها التقليدية « كالزردة‪،‬‬ ‫النشرة‪ ،‬والوعدة »‪ ،‬احتفاالت‬ ‫اختفت مع مرور الزمن‪ .‬و تغير‬ ‫المفاهيم الدينية و التقليدية‪.‬‬

‫تصوير وليد حميدة‬

‫صولفا‬ ‫صوت الحكواتي يعانق‬ ‫الطرب األصيل‬

‫رسدت الحكواتيــة ســهام كنــوش مــن الجزائــر‬ ‫بصوتهــا املؤثــر و القــوي‪ ،‬أطــوار قصــة عائلــة‬ ‫بودخيــل الغنــاي الــذي كان يقطــن إحــدى القــرى‬ ‫الجزائريــة مبنطقــة تســمى عــن الصفــراء ‪ ،‬و‬ ‫ابنــاءه التــوأم « كتــو » و « بــال » اللــذان كانــا‬ ‫يتقنــان الغنــاء و يعيشــون جميعــا حيــاة ســعيدة‬ ‫رغــم الفقــر و غيــاب األم ‪ ،‬عــى عكــس كل أهــل‬ ‫قريتهــم‪ ،‬ســهام كنــوش التــي رافقتهــا أنغــام‬ ‫املالــوف و الحــوزي التــي أبــدع يف تأديتهــا كل مــن‬ ‫عبــاس ريغــي مــن قســنطينة و كرميــة كراجــة مــن‬ ‫تلمســان‪.‬‬

‫وبعــد ســنوات طويلــة مــن العمــل يف غالبيــة‬ ‫مســارح العــامل ‪ ،‬تتحــول كتــو الصغــرة اىل نجمــة‬ ‫المعــة يف ســاء الغنــاء و امــا لثــاث اطفــال‪.‬‬ ‫البوغــي بكلامتهــا الرائعــة أبــدع يف آداءهــا عبــاس‬ ‫ريغــي و كرميــة كراجــة فانعكســت عــى أطــوار‬ ‫حيــاة كتــو بصــوت ســهام كنــوش‪ ،‬فارتســمت عــى‬ ‫ركــح املــرح الجهــوي بقســنطينة مشــاهد حيــاة‬ ‫كتــو التــي و بعــد خمســن ســنة مــن الواقعــة‬ ‫مل تنســها يومــا تجمعهــا األقــدار بشــقيقها عــى‬ ‫خشــبة املــرح مــن خــال عمــل فنــي مشــرك‬ ‫بعــد دقائــق مــن وقوفهــا أمــام امليكروفــون إلبهــار‬ ‫الحارضيــن بصوتهــا الرخيــم‪ ،‬تنهمــر الدمــوع مــن‬ ‫عينيهــا و يتجمــد جســدها و يتحجــر صوتهــا‪ ،‬ال‬ ‫يشء يســمع ســوى موســيقى أحــد العازفــن مــن‬ ‫الجزائــر‪ ،‬إنــه هــو ‪ ،‬انــه هــو تعيــد كتــو انــه هــو ‪...‬‬ ‫هــذه نغــات أخــي بــال انــه هنــا‪...‬‬

‫فتســتحرض الذكريــات بالغنــاء بصوتهــا الرائــع‬ ‫العــذب الــذي يــأرس أســاع أحــد أســاتذة‬ ‫املوســيقى مــن روســيا‪ ،‬ليقــرر ان يصنــع منهــا‬ ‫نجمــة عامليــة ورفيقــة دربــه إىل األبــد ‪ ،‬هــذه هــي‬ ‫الحيــاة مجــرد « صولفــا » كــا قالــت ســهام كنــوش‬

‫بالحــب ان ينفصــا ‪ ،‬الغــد مجهــول‪ ،‬هــي الحــرب‬ ‫التــي تــأيت عــى كل يشء ‪ ..‬مريــم التــي تحتفــظ‬ ‫منــذ صغرهــا بخمســة جدتهــا التــي ألبســتها اياهــا‬ ‫ألنهــا تحميهــا مــن العــن و الحســد و كل املخاطــر‬ ‫‪ ..‬هــي أغــى مــا لديهــا و هــي مــن ســتحمي‬

‫احتضن ركح مسرح‬ ‫قسنطينة الجهوي‬ ‫خالل شهر جويلية‬ ‫فعالية عرض فني‬ ‫قصصي طربي تحت‬ ‫شعار « صولفا «‬ ‫بتنظيم من جمعية‬ ‫كتو الصغيرة‬ ‫كان يا مكان و‬ ‫تجــاوب الجمهــور الحــارض مــع أطــوار قصــة كتــو‬ ‫بمشاركة مميزة جمعت التــي رمــت بهــا االقــدار يف يــد املســتعمر الفرنــي‬ ‫الــذي هاجــم قريتهــا و أىت عــى كل يشء فيهــا ‪ ،‬و‬ ‫بين فن الحكاية و‬ ‫بــن ليلــة وضحاهــا وجــدت كتــو الصغــرة نفســها مريم و خمسة جدتها‬ ‫الحكواتي و الطرب‬ ‫يف باخــرة متجهــة نحــو فرنســا كأســرة حــرب مــن املغــرب ينطلــق صــوت الحكواتيــة حليمــة‬ ‫ـرت‬ ‫ـ‬ ‫دم‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـرب‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫أن‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫الك‬ ‫ـأة‬ ‫ـ‬ ‫املفاج‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫لتك‬ ‫حمــدان عــى ركــح مــرح قســنطينة ‪ ...‬تــروي‬ ‫االصيل‪ ،‬بمشاركة‬ ‫قريتهــا و أبعدتهــا عــن أهلهــا قــد أخــذت منهــا حكايــة حــب و نضــال إبــان االســتعامر الفرنــي‬ ‫أعــز يشء هــو البــر‪.‬‬ ‫الحكواتية سهام‬ ‫بالجزائــر ‪ ..‬هــي مريــم التــي جمعتهــا قصــة‬ ‫املوســيقار‬ ‫بأنامــل‬ ‫البــايك‬ ‫الكــان‬ ‫تحــت نغــات‬ ‫حــب قويــة مــع أحــد الشــباب الجزائريــن ‪،‬‬ ‫كنوش من الجزائر و‬ ‫ســمري بوكريديــرة متــي الســنني و تكــر كتــو غــر أن القــدر فــرض عليهــا الفــراق ‪ ،‬بعدمــا‬ ‫فائقــة‬ ‫فتــاة‬ ‫لتصبــح‬ ‫الديــر‬ ‫داخــل‬ ‫الصغــرة‬ ‫قامــت الســلطات الفرنســية بتجنيــد كل الشــباب‬ ‫الحكواتية المغربية‬ ‫الجــال‪ ،‬و صــور املــايض ال تبــارح خيالهــا أبــدا‪ ،‬الجزائريــن للمشــاركة يف حربهــا ‪ ،‬مــا العمــل يــا‬ ‫حليمة حمدان‪.‬‬ ‫حنينهــا للــايض الجميــل رفقــة والدهــا وشــقيقها تــرى؟ كيــف لهذيــن القلبــن الصغرييــن املفعمــن‬ ‫‪18‬‬

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫تصوير وليد حميدة‬

‫حبيبهــا‪ ...‬نزعــت مريــم الخمســة مــن رقبتهــا‬ ‫و أعطتهــا لحبيبهــا لتكــون حاميــة لــه ‪ ...‬يرفــض‬ ‫الحبيــب أخــذ الخمســة فهــي أغــى مــا لديهــا‬ ‫يحملهــا بيــده ويضعهــا فــوق النــار حتــى االحمـرار‬ ‫ثــم يضغــط عليهــا داخــل كفــه فريتســم وشــم‬ ‫الخمســة بــأمل شــديد‪...‬‬ ‫تفــرق الحــرب بينهــا و متــي الســنون و مريــم‬ ‫تنتظــر بحرقــة العاشــقة لتقــرر يف األخــر االنضــام‬ ‫إىل صفــوف جبهــة التحريــر و النضــال لتحريــر‬ ‫بلدهــا الجزائــر و تبتعــد عــن منزلهــا و اهلهــا ‪....‬‬ ‫ســنوات طويلــة متــر‪ ،‬تتــزوج مريــم ‪..‬و تســتقل‬ ‫الجزائــر‪ ،‬هــو وقــت العــودة اىل األهــل و البيــت‪...‬‬ ‫عــادت إىل بلدتهــا تبحــث عــن منزلهــا‪ ...‬كل يشء‬ ‫تغــر‪ ....‬حتــى االهــل ال وجــود لهــم ‪...‬‬

‫إنه حبيبي‪..‬‬

‫هــي الحــرب تخــرب كل يشء‪....‬مريــم قــررت‬ ‫البحــث عــن والديهــا حيــث أخربهــا أحدهــم أن‬ ‫والدتهــا متواجــدة مبستشــفى االمــراض العقليــة‬ ‫بتونــس ‪.‬قــررت الذهــاب لكــن زوجهــا أصيــب‬ ‫مبــرض خطــر تطلــب دخولــه املستشــفى إلجــراء‬ ‫عمليــة جراحيــة يف يــوم ســفرها إىل والدتهــا التــي‬ ‫كانــت هــي األخــرى تلفــظ آخــر انفاســها‪...‬‬ ‫مــا الحــل؟ أيــن املفــر؟ الــزوج يف ف ـراش املــرض و‬ ‫األم يف ف ـراش املــوت‪ ...‬أخــذت ســيارتها و ســارت‪،‬‬ ‫يف الطريــق وجــدت رجــا كبـرا كان يرتــدي مالبــس‬ ‫قدميــة و يطلــب الصدقــة مــن راكبــي الســيارات‬ ‫تقدمــت منــه و أعطتــه بعــض النقــود يف يــده و‬ ‫امســكته منهــا لتقــوده للطريــق ‪..‬المســت يــده‬ ‫يدهــا فأحســت بــيء يف كفــه‪..‬‬ ‫نظــرت إليهــا ‪..‬إنــه الوشــم ‪...‬إنهــا الخمســة‪...‬إنه‬ ‫هــو‪ ...‬إنــه حبيبــي‪...‬‬ ‫وهيبة زيموش‬

‫‪19‬‬

‫جمعية البليري للفنون واآلداب‬

‫سمفونية قسنطينة‬

‫عندما تتحدث‬ ‫األقنعة‬

‫أعادت مسرحية «سمفونية قسنطينة» الحنين للجمهور‬ ‫القسنطيني بعرضها الشيق ‪ ،‬المسرحية لجمعية البليري‬ ‫للفنون واآلداب لوالية قسنطينة ‪ ،‬قدمت بمسرح‬ ‫قسنطينة الجهوي أيام الثامن و التاسع و العاشر من شهر‬ ‫جويلية الفارط‪ ، ،‬حيث استحضر المتابعون ذكريات جميلة‪ ،‬و‬ ‫عادات و تقاليد كانت تطبع يوميات سكان المدينة العتيقة‪،‬‬ ‫وسافر الجميع من خالل العمل المسرحي المتميز الذي‬ ‫أخرجه الممثل وحيد عاشور‪ ،‬وكتبت نصه شفيقة لوصيف‪،‬‬ ‫في رحلة ساحرة شاعرية ‪ ،‬وحزينة تارة أخرى عبر األحياء‬ ‫الشعبية والشوارع واألزقة التي يكاد البعض منها أن يفقد‬ ‫الجزء القليل المتبقي من خصوصياته «شارع السيدة‪ ،‬زنقة‬ ‫لعمامرة‪ ،‬الزاليقة‪ ،‬الصباط البوشيبي‪ ،‬سيدي بزار‪ ،‬ساحة‬ ‫سيدي عبد المؤمن‪ ،‬وصوال إلى غاية الشط»‬

‫‪20‬‬

‫تتلخــص املرسحيــة يف أن قســنطينة هــي الشــاعر‪،‬‬ ‫الفيلســوف‪ ،‬املوســيقي املصــور‪ ،‬واملتصــوف‪ ،‬مــن حقهــا‬ ‫علينــا أن نهابهــا دون أن نرتكــب خطيئــة التقديــس‪،‬‬ ‫وأن ننصــاع دون أن نقــرف جــرم العبوديــة‪ ،‬وأن نصغي‬ ‫طويــا إىل مواويلهــا العذبــة واملتدفقــة مــن رحــم‬ ‫الحيــاة‪ ،‬قســنطينة نــص يُرســم بيــد مرتعشــة لوحــات‬ ‫الحــب‪ ،‬الحقــد‪ ،‬الجــال‪ ،‬القبــح‪ ،‬الوفــاء‪ ،‬الخيانــة‪،‬‬ ‫الفــرح والحــزن‪ ،...‬قســنطينة هــي فضــاء يســمح‬ ‫للهجــة املحليــة أن تكشــف عــن مكنوناتهــا‪ ،‬فكيــف‬ ‫لنــا أن نكشــف أرسار أي مدينــة بعيــدا عــن لهجتهــا‬ ‫املحليــة‪ ،‬عــدة حكايــات تقاســم حكيهــا املمثلــون‬ ‫اإلحــدى عــر الذيــن تقاســموا أدوار العــرض املرسحــي‪.‬‬ ‫ويف لقــاء جمعنــا مبخــرج املرسحيــة الفنــان «وحيــد‬ ‫عاشــور» ‪ ،‬أكــد يف ترصيــح ملجلــة « مقــام «‪ ،‬أن نــص‬ ‫املرسحيــة كان باألســاس « عبــارة عــن مونولــوج»‪ ،‬أي‬ ‫أن األداء كان لشــخص واحــد‪ ،‬خــال مــن الحــوار إال مــا‬ ‫نــدر‪ ،‬ثــم حــول إىل نــص درامــي ســمح لــه بصياغــة‬ ‫العــرض الشــامل‪ ،‬وألجــل ذلــك اعتمــد املخــرج عــى‬ ‫« طابــع العيســاوة»‪ ،‬كمحــرك أســايس للعــرض بحكــم‬ ‫أنــه فــن أصيــل وإرث فنــي قائــم بذاتــه منــذ القــدم‪،‬‬ ‫ومــوال عــذب متدفــق مــن رحــم الحيــاة لــه محبــوه‬ ‫ومتذوقــوه‪ ،‬يحتــوي عــى عنــارص الفرجة‪.‬مــا ســمح لــه‬ ‫بضــان أحــد ركائــز العــرض واإلمتــاع‪ ،‬و تعقيبــا قــال‬ ‫املخــرج‪« :‬نحــن أردنــا مبرسحيــة «ســنفونية قســنطينة»‪،‬‬ ‫أن نقــدم شــكال مميــزا‪ ،‬وهــذا مــن خــال تقدميهــا‬

‫للمتفــرج عــن طريــق القنــاع املنحــوت مــن طــرف‬ ‫الطبيعــة «الصخــر العتيــق الســاحر «‪ ،‬الــذي بنيــت‬ ‫عليــه قبــل أكــر مــن ثالثــة ماليــن ســنة ‪ ،‬الصخــر‬ ‫املتواجــد مبدخــل املدينــة عــن طريــق « الكورنيــش»‪،‬‬ ‫ألول مــرة يف تاريــخ قســنطينة‪ ،‬مرسحيــة عــى شــاكلة‬ ‫جولــة يف متحــف‪ ،‬و ذلــك باســتنطاق مكوناتــه‬ ‫التاريخيــة الســاكنة وإعــادة الحيــاة إىل متاثيلــه وأوراق‬ ‫القصــص واملخطوطــات املوجــودة بــه‪ ،‬وكانــت دعوتنــا‬ ‫عامــة لزيــارة هــذا األخــر ومشــاهدة أروقتــه‪.‬‬

‫المدينة العتيقة‬

‫املرسحيــة عبــارة عــن لوحــات مســتقلة ملشــاهد‬ ‫مــن الحيــاة تــارة هزليــة و أخــرى مأســاوية‪ ،‬و لكنهــا‬

‫دومــا شــعرية و هــو األمــر الــذي أبهــج الحضــور‪،‬‬ ‫ففــي قلــب املدينــة العتيقــة جــرت أحــداث و رويــت‬ ‫قصــص‪ ،‬عكســت التقاليــد والعــادات التــي كانــت‬ ‫تطبــع يوميــات املواطــن القســنطيني‪ ،‬ومزجــت‬ ‫باألمثــال الشــعبية القســنطينية املحليــة‪.‬‬ ‫تجــدر اإلشــارة إىل أن العــرض افتتــح بدخلــة‬ ‫«عيســاوية»‪ ،‬مــدح مــن خاللهــا الخالــق زادهــا طربــا‬ ‫إيقاعــات صــوت» الــدف» و « الطــار»‬ ‫أمــا مــا جعــل الحضــور يعــود إىل املــايض الشــاعري وإىل‬ ‫الحــب العفيــف بــكل نشــوة‪ ،‬هــي قصــة «رداح جميلــة‬ ‫الجميــات»‪ ،‬التــي كانــت تســتمتع بتعذيــب العشــاق‪،‬‬ ‫فهنــاك عاشــق لجــأ إىل مشــعوذ ليكســب قلبهــا‪ ،‬وآخــر‬

‫الحياة ظاهرة أدبية والكتابة خيار‬

‫مسرح معسكر يستحضر‬ ‫مالك حداد من خالل‬

‫هارمونيكا‬

‫كان يجلــس أمــام بــاب القــر الــذي كانــت تقطــن بــه‬ ‫«رداح « لينــال رضاهــا‪ .‬ولكــن» رداح» كانــت ترفــض‬ ‫هــؤالء‪ ،‬ويف نهايــة املطــاف ميــر الوقــت رسيعــا لتجــد‬ ‫دون أنيــس وال ونيــس ضحيــة نرجســيتها‪.‬‬

‫لعبة “البوقالة”‬

‫إىل جانــب ذلــك حــرت لعبــة “البوقالــة”‪ ،‬التي كانت‬ ‫مــن بــن اللعــب التــي متيــز القعــدات القســنطينية‪ .‬أمــا‬ ‫عــادات وتقاليــد إقامــة األفـراح فكانــت لوحــة جميلــة‬ ‫املتمثلــة يف « الشــورة»‪ ،‬بإبـراز محتويــات هاتــه األخــرة‬ ‫بــدءا مــن « الســومي»‪ « ،‬كريوانــة‪ ،‬قصعــة النحــاس‪،‬‬ ‫ملــرش‪ ،‬الكفاتــرة‪ ،‬جلــود الصــوف‪ ،‬الحنبــل‪ ،‬املحبــس‪»...‬‬ ‫يوضــح الســيد وحيــد عاشــور أن املرسحيــة تضــم ســبعة‬ ‫ممثلــن يظهــرون ألول مــرة و أصغرهــم أيــوب عاشــور‬ ‫البالــغ مــن العمــر أربعــة عــر ســنة‪ ،‬وهــو تلميــذ‬ ‫باملتوســطة تحصــل عــى شــهادة التعليــم املتوســط مــع‬ ‫زميلتــه فيــايل نزيهــة البالغــة مــن العمــر ‪ 15‬ســنة‪،‬‬ ‫وقــد أكــد لنــا كل مــن أيــوب ونزيهــة‪ ،‬أن مرسحيــة‬ ‫«ســمفونية قســنطينة»‪ ،‬تعــد بالنســبة لهــا بدايــة‬ ‫طريــق األلــف ميــل التــي تبــدأ بخطــوة و تجربــة‬ ‫ناجحــة‪ ،‬إىل جانــب املمثــل هشــام مقيــدش‪ ،‬أمينــة‬ ‫بوســامل‪ ،‬الجمعــي العايــب‪ ،‬زواتــن عامــر‪ ،‬لعاممــري‬ ‫عبــد الرحــان‪ ،‬وممثــي جمعيــة البلــري مـراد فيــايل‪،‬‬ ‫أحمــد حاممــص‪ ،‬زهــراء شــابانة‪ ،‬وأســامة تليــاين‪.‬‬ ‫إيمان زيتوني‬

‫أثلجــت مرسحيــة «هارمونيــكا « ملــرح معســكر قلــوب الجمهــور‬ ‫القســنطيني الــذي وقــف وصفــق طويــا باملــرح الجهــوي لهــذه‬ ‫املرسحيــة التــي أخرجهــا خالــد بلحــاج عــن نــص للمرسحــي فتحــي‬ ‫كايف واملقتبســة عــن ثالثــة أعــال للــروايئ الكبــر مالــك حــداد‬ ‫وهــي «رصيــف األزهــار ال يجيــب»‪« ،‬ســأهبك غزالــة» و»التلميــذ‬ ‫والــدرس»‪.‬‬ ‫وتــروي املرسحيــة التــي عرضــت يف الفاتــح مــن شــهر جويليــة‪،‬‬ ‫حكايــة إيديــر بــن عمــر وهــو صحفــي طمــوح يحلــم بإجـراء حــوار‬ ‫حــري مــع كاتــب كبــر معــروف بكونــه «قليــل الــكالم»‪.‬‬ ‫وقــد متكــن إيديــر بعــد محــاوالت عــدة مــن إج ـراء الحــوار مــع‬ ‫الكاتــب الكبــر لكشــف األســباب التــي دفعتــه للتوقــف عــن‬ ‫الكتابــة‪ ،‬وينبعــث وســط هــذه األجــواء صــوت الكاتــب وهــو‬ ‫يقول»الحيــاة ظاهــرة أدبيــة والكتابــة خيــار»‪.‬‬ ‫و مــن خــال عــدة مشــاهد مسرتســلة تتطــرق املرسحيــة ملواضيــع‬ ‫الحريــة‪ ،‬األمــل والشــعور باالنتــاء‪ ،‬مــن خــال تســليط الضــوء‬ ‫عــى أعــال حــداد الثالثــة بطريقــة فنيــة أبــرزت ســحر كتاباتــه‪.‬‬ ‫يف األخــر يســدل الســتار عندمــا يتعلــم إيديــر العــزف عــى‬ ‫الهارمونيــكا التــي أهــداه إياهــا أحــد أصدقائــه‪ ،‬أثنــاء رحلــة بحثــه‬ ‫عــن رس الكتابــة األدبيــة‪.‬‬ ‫وقــد كانــت هــذه املرسحيــة التــي مثلــت باللغــة العربيــة الفصحــى‬ ‫«تكرميــا ملالــك حــداد الــذي مل يكــن يتقــن اللغــة العربيــة لكنــه‬ ‫كان يحبهــا‪ ،‬وتحيــة إجــال لــأدب امللتــزم « حســب املخــرج خالــد‬ ‫بلحــاج‪.‬‬ ‫سامية خليل‬

‫‪21‬‬

‫المهرجان الوطني لألغنية األندلسية‬

‫قسنطينة‬

‫فوق عرش‬ ‫المالوف‬ ‫كان الموعد حقا هذه السنة مميزا‬ ‫بتنوع الجمعيات والفرق الفنية الثقافية‬ ‫المشاركة في الطبعة التاسعة للمهرجان‬ ‫الثقافي الوطني للموسيقى األندلسية‬ ‫بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة‬ ‫تحت شعار‪ « :‬صدى المالوف في‬ ‫قلب الحدث»‪ ،‬الذي كان يهدف حسب‬ ‫منظميه إلى اكتشاف المواهب‪ ،‬إثراء‬ ‫وتدوين التراث الموسيقي األندلسي‬ ‫بطابع المالوف‪ ،‬تشجيع روح المنافسة‪،‬‬ ‫خلق فضاء للتفاعل وتبادل الخبرات ما بين‬ ‫األجيال‪،‬‬ ‫تصوير وليد حميدة‬

‫‪22‬‬

‫اســتمتع الجمهــور القســنطيني املتــذوق للاملــوف‬ ‫وللنغمــة األندلســية األصيلــة طيلــة ســتة أيــام‬ ‫كاملــة‪ ،‬بــاألداء الراقــي وبســهرات فنيــة ســتبقى‬ ‫خالــدة بالذاكــرة للفــرق والجمعيــات املشــاركة‬ ‫مــن مختلــف أرجــاء الوطــن‪ ،‬إىل جانــب ضيــوف‬ ‫الــرف أمثــال‪ :‬الفنــان ســقني رشــيد‪ ،‬الجمعيــة‬ ‫العثامنيــة للطــرب األندلــي لواليــة الشــلف‪ ،‬تــوايت‬ ‫توفيــق‪ ،‬ســليم فرقــاين‪ ،‬جمعيــة الزهــرة للموســيقى‬ ‫األندلســية للاملــوف لســوق أهــراس‪ ،‬عبــاس‬ ‫ريغــي‪ ،‬مبــارك دخلــة‪ ،‬جمعيــة النــور للموســيقى‬ ‫األندلســية مليلــة‪ ،‬جمعيــة املطربيــة للبليــدة‪ ،‬عبــد‬ ‫الحيكــم بوعزيــز‪ ،‬الجمعيــة الثقافيــة والفنيــة‬ ‫الشــيخ محمــد بوعــي لتلمســان وغريهــم‪.‬‬ ‫واختتمــت فعاليــات الطبعة التاســعة بحفــل متميز‬ ‫أحيــاه جــوق املهرجــان للرجــال بأغــاين ووصــات‬ ‫أندلســية مــن عمــق الــراث الجزائــري األصيــل‪،‬‬ ‫نالــت إعجــاب الجمهــور الــذواق الــذي غصــت بــه‬ ‫القاعــة‪ « ،‬كســي همومــك يف دل العشــية‪ ،‬متكــن‬ ‫الحــب منــي‪ ،‬خــاوين هايــم‪ ،»...‬وبتوزيــع الجوائــز‬ ‫عــى الفائزيــن يف مســابقة املهرجــان التــي نظمــت‬ ‫باملناســبة‪ ،‬وشــاركت فيهــا عــر فــرق وجمعيــات‬ ‫متخصصــة يف األغنيــة األندلســية مــن قســنطينة‪،‬‬ ‫ســيدي بلعبــاس‪ ،‬الشــلف‪ ،‬ســكيكدة‪ ،‬ســطيف‪،‬‬ ‫ميلــة وســوق اه ـراس‪.‬‬

‫كــا أمتــع « الجــوق النســوي ملحافظــة املهرجــان‬ ‫للاملــوف»‪ ،‬الجمهــور بوصــات موســيقية أندلســية‬ ‫أصيلــة وقعهــا بــكل احرتافيــة يف حفــل االفتتــاح‬ ‫منهــا‪« :‬نوبــة صيــكا‪ ،‬يــا غصــن النقــا‪ ،‬يــا لــون‬ ‫العســل‪ ،‬ادخــل ريــاض البديــع‪.»...‬‬

‫عروض فنية جوارية‬

‫قــررت لجنــة التحكيــم املتكونــة مــن الفنــان ‪:‬‬ ‫«هنــي اســاعيل رئيســا‪ ،‬إىل جانــب الفنــان «ديــب‬ ‫العيــايش مقــررا‪ ،‬العايــب م ـراد‪ ،‬وحمــة محمــد»‪،‬‬ ‫بعــد متابعــة دقيقــة ملــا قدمتــه الفــرق طيلــة أيــام‬ ‫املهرجــان آخذيــن بعــن االعتبــار تواجــد الفنانــن‬ ‫عــى الركــح‪ ،‬األداء الجامعــي والفــردي‪ ،‬اللعــب‬ ‫عــى اآلالت‪ ،‬النـرات الصوتيــة منــح الجائــزة األوىل‬ ‫لـــ» فرقــة محمــد الرشيــف نــارصي‪ ،‬و الجائــزة‬ ‫الثانيــة لجمعيــة «مقــام «‪ ،‬والثالثــة حظيــت بهــا‬ ‫فرقــة «شــنطي أمــن» ‪ ،‬وبذلــك تكــون قســنطينة‬ ‫قــد فــازت فــوزا ســاحقا يف املســابقة املنظمــة لهــذه‬ ‫الســنة‪ ،‬وسيســمح هــذا الفوز مبشــاركة هــذه الفرق‬ ‫يف املهرجــان «الــدويل للاملــوف» املزمــع تنظيمــه‬ ‫مــن ‪ 25‬إىل ‪ 31‬أكتوبــر القــادم‪ ،‬وعــدم مشــاركتها‬ ‫ملــدة ثــاث ســنوات يف املهرجانــات الوطنيــة حتــى‬ ‫يتســنى لفــرق أخــرى املشــاركة حســبام أكــده‬ ‫رئيــس لجنــة التحكيــم ملجلــة «مقــام» الســيد‬

‫هنــي اســاعيل‪ .‬وقــد منــح املشــاركون شــهادات‬ ‫رشفيــة ودرع املهرجــان‪ .‬أمــا مــا ميــز هــذه الطبعــة‬ ‫هــو فــوز األخويــن بســملة زالقــي البالغــة مــن‬ ‫العمــر ‪ 9‬ســنوات بجائــزة أحســن عــازف عــى آلــة‬ ‫الدربوكــة‪ ،‬وشــقيقها زالقــي أيــوب ‪ 11‬ســنة عــى‬ ‫آلــة الكــان‪ ،‬مناصفــة بجائــزة لجنــة التحكيــم‪.‬‬ ‫الجديــر بالذكــر‪ ،‬أن الطبعــة التاســعة للمهرجــان‬ ‫الوطنــي لألغنيــة األندلســية كانــت فرصــة لتقديــم‬ ‫عــروض فنيــة جواريــة باملركــز الثقــايف محمــد‬ ‫اليزيــد بالخــروب‪ ،‬و قــر الثقافــة محمــد العيــد‬ ‫آل خليفــة بوســط املدينــة نشــطها عــدة فنانــن‬ ‫مــن قســنطينة وســكيكدة « زبــري صوريــة‪،‬‬ ‫حســنية صاوشــة‪ ،‬بوطــاس رشــيد‪ ،‬زيــن الديــن بــن‬ ‫عبــد اللــه‪ ،‬برمــي حســان‪ ،‬فاتــح روانــة‪ ،‬وفرصــة‬ ‫كذلــك لإلبــداع‪ ،‬املنافســة‪ ،‬الفرجــة والتواصــل مــا‬ ‫بــن الفــرق املشــاركة‪ ،‬ونظمــت عــى رشف الوفــد‬ ‫القســنطيني الــذي شــارك يف مؤمتــر فــاس لســنة‬ ‫‪ ،1934‬يف إطــار مؤمتــر املوســيقى الحرضيــة‬ ‫املغاربيــة الــذي يعــد امتــدادا ملؤمتــر القاهــرة‪،‬‬ ‫حيــث كرمــت عائــات الوفــد املشــارك وهــم‬ ‫الســادة‪ « :‬مصطفــى بــن خزناجــي‪ ،‬عبــد القــادر‬ ‫تومــي‪ ،‬بــن كرطوســة الطاهــر‪ ،‬محمــد العــريب بــن‬ ‫العمــري‪ ،‬و شــقلب عــار‪.‬‬ ‫إيمان زيتوني‬

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫تصوير وليد حميدة‬

‫مهرجان اإلنشاد و المديح‬

‫ليالي رمضانية‬ ‫ساحرة‬ ‫أضفــت الطبعــة الثالثــة مــن مهرجــان اإلنشــاد و املديــح‬ ‫املنظــم مــن قبــل مديريــة الشــؤون الرتبويــة و الثقافيــة‬ ‫ببلديــة قســنطينة ‪ ،‬أجــواء روحانيــة خــال شــهر رمضــان ‪،‬‬ ‫تناغــم خاللهــا جمهــور مدينــة قســنطينة مــع وصــات الفــرق‬ ‫و املنشــدين الذيــن ألهبــوا ســاحة الثــوار بأجمــل مــا جــادت‬ ‫بــه قرائحهــم مــن األناشــيد و األغــاين ملــدح الرســول ليــه‬ ‫الصــاة ة و الســام ‪.‬‬ ‫هــذه الفعاليــة التــي تزامنــت و تظاهــرة قســنطينة عاصمــة‬ ‫الثقافــة العربيــة ‪ ، 2015‬متيــزت مبشــاركة أســاء معروفــة يف‬ ‫طابــع اإلنشــاد و املديــح املعروفــة عــى املســتوى املحــي و‬ ‫الوطنــي و فــرق متخصصــة يف أداء هــذا الطابــع الغنــايئ و إىل‬ ‫جانــب العيســاوة التــي القــت إقبــاال كب ـرا مــن قبــل محبــي‬ ‫هــذا النمــط مــن القســنطينيني ‪ ،‬و مــن الفنانــن و الفــرق‬ ‫املشــاركة فرقــة الــروح يف اإلنشــاد ‪ ،‬املنشــد رشــيد بوطــاس‬ ‫‪ ،‬فرقــة الــراج ‪ ،‬بالبــل األندلــس ‪ ،‬الراشــيدية العيســاوية ‪،‬‬ ‫حمــزة قــش ‪ ،‬فرقــة البهــاء لإلنشــاد و كــذا الفنــان معمــري‬ ‫فــوزي يف طــاب العيســاوة‪.‬‬ ‫الجمهــور الــذي حــر بقــوة طيلــة ايــام املهرجــان أبــدى‬ ‫ســعادته بهــذه الطبعــة و باالصــوات املشــاركة مــن املنشــدين‬ ‫و األجــواء املميــزة التــي كــرت روتــن الواليــة تزامنــا و ايــام‬ ‫الصيــام و لفحــات الصيــف الحــار‪.‬‬ ‫وهيبة زيموش‬

‫‪23‬‬

‫ليالي الشعر العربي‬

‫فحول الشعر المغربي‬ ‫يتغنون بالتراب و الوطن‬

‫أعراس و أبيات‬ ‫خصصــت دائــرة الكتــاب و األدب لتظاهــرة قســنطينة‬ ‫عاصمــة الثقافــة العربيــة ‪ ، 2015‬نهايــة شــهر جويليــة‬ ‫ليلــة الحتضــان شــعراء املغرب حملت شــعار « الشــعر‬ ‫و الـراب» بركــح مــرح قســنطينة الجهــوي‪.‬‬ ‫أســاء المعــة يف نظــم الــكالم و القافيــة تغنــوا باألرض‬ ‫و الــراب بكلــات تفاعــل معهــا جمهــور الشــعر و‬ ‫قـراءات شــعرية ارتســمت مــن خاللهــا صــورة الوطــن‬ ‫بــكل حاالتــه ‪ ،‬و رابــط الـراب األزيل الــذي يبقــى فينــا‬ ‫إىل األبــد مهــا طالــت الســنوات و بعــدت املســافات‪.‬‬ ‫ليلــة الشــعر املغــريب زينتهــا أســاء شــعرية كبــرة‬ ‫عــى غ ـرار محمــد بــن طنجــة ‪،‬صبــاح الــديب ‪ ،‬ياســن‬ ‫عدنــان ‪ ،‬أحــام كيــس ‪ ،‬محمــد صالحــي اىل جانــب كل‬ ‫مــن مليــس ســعيدي مرتجمــة و شــاعرة مــن الجزائــر‬ ‫رفقــة احمــد عبــد الكريــم ‪ ،‬فــكان تــزاوج الــكالم و‬ ‫املشــاعر الفياضــة طيلــة ليلــة مغاربيــة بامتيــاز كانــت‬ ‫فيهــا الكلمــة الصادقــة و املعــرة هــي الفاصــل و‬ ‫الجامــع بــن صــوت املغــرب و الجزائــر‪.‬‬ ‫وهيبة زيموش‬

‫زاد و سفـــــــــر‬

‫‪24‬‬

‫حينام يسحب الصمت عينيك للنور‬ ‫اذهب إىل حيث ال عتمة يف املدى‬ ‫املدى مرشوع و نوافذ‬ ‫يومئ بلورها للرحيل‬ ‫خد من الزاد ما يجعل البحر رهوا‬ ‫و يشعل املاء كفك املتعبة‬ ‫خد من الطني أرساره‬ ‫ما له من لظى قبضة‬ ‫شكلت وجهه‬ ‫ثم ألقت به يف السديم البعيد‬ ‫يقتفي أثرا ال يرى‬ ‫أثرا قد رسى يف التفاصيل‬ ‫يف األعني الشاردة‬ ‫يف لظى لحظة أذرفت عاشقني استلذا بخمر‬ ‫السامء‬ ‫غيمة باردة‬ ‫خذن الريح أجنحة للسفر‬ ‫ال تعد‬ ‫الكنوز التي تشتهي‬ ‫سحرها جارف ال ييش بالدروب‬ ‫ال يفك الطالسم‬ ‫يدعوك للرقص يف الجنة الوارفة‬

‫صباح الدبي‬

‫سافر متذوقو سحر الكلمة وفرحة الحرف إلى عالم‬ ‫حالم‪ ،‬حيث عاشوا على مدى يومين (الخميس‬ ‫والجمعة) ‪ 25‬و‪ 26‬جوان الفارطين‪ ،‬ليلتين بهيتين‬ ‫بالمسرح الجهوي لقسنطينة‪ ،‬الليلتان نظمتا في‬ ‫إطار ليالي الشعر العربي التي تتخذ كشعار لها‬ ‫«الشعر والتراب»‪ ،‬و تتواصل ضمن فعاليات تظاهرة‬ ‫«قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ‪،»2015‬‬

‫حيــث تداولــت العديــد مــن األســاء‬ ‫املعروفــة يف الســاحة األدبيــة عــى املنصــة‬ ‫و آثــر الحضــور البقــاء لســاعات متأخــرة‬ ‫مــن الليلتــن الرمضانيتــن ‪ ،‬الختــاف‬ ‫املواضيــع املتناولــة‪ ،‬املوســيقى الشــعرية‪،‬‬ ‫وحتــى التجــارب اإلبداعيــة نظ ـرا لتــازج‬ ‫تجــارب جيلــن مختلفــن ممــن عشــقوا‬ ‫و يعشــقون الكلمــة ويتفننــون يف صنــع‬ ‫اللوحــات الشــعرية الجميلــة مــن‬ ‫قســنطينة وخنشــلة وســكيكدة‪ .‬أغلبهــم‬ ‫مــن الشــعراء النشــيطني مــن الســبعينات‬ ‫عــى رأســهم الدكتــور الشــاعر محمــد‬ ‫زتيــى وعبــد اللــه حــادي‪ ،‬إىل جانــب‬ ‫جيــل الثامنينــات كالدكتــور يوســف‬ ‫وغليــي وعبــد الســام يخلــف‪ ،‬نــارص‬ ‫لوحيــي‪ ،‬نــور الديــن درويــش‪ ،‬محمــد‬ ‫شــايطة‪ ،‬نديــر طيــار‪ ،‬بــدر الديــن‬ ‫رحايليــة‪ ،‬عبــد الوهــاب زيــد‪ ،‬ومل يغــب‬ ‫عــن الليلتــن جيــل التســعينات كمنــرة‬ ‫ســعدة خلخــال‪ ،‬صليحــة نعيجــة‪ ،‬وشــعراء‬ ‫األلفيــة الثالثــة «شــوقى ريغــى‪ ،‬أســاء‬ ‫مطــر‪ ،‬محمــد األمــن حجــاج‪ ،‬وأصغرهــم‬ ‫«معمــر تقــى الديــن مصعــب بــن عــار»‪.‬‬ ‫وكانــت أول ليلــة يف ضيافــة الشــاعر عبــد‬ ‫اللــه حــادي ومحمــد زتيــي‪ ،‬أمــا الثانيــة‬ ‫فكانــت يف ضيافــة الشــاعرين الراحلــن‬ ‫فــاروق ســمرية وصديقــه عبــد اللــه‬ ‫بوخالفــة رحمــة اللــه عليهــا‪.‬‬

‫يف كلمتــه باملناســبة قــال بوزيــد حــرز‬ ‫اللــه‪ ،‬املــرف العــام عــى التظاهــرة‪« :‬‬ ‫إذا كان مــن الســهل اختصــار مدينــة مــا‬ ‫يف شــعرائها‪ ،‬فإنــه مــن الصعــب اختصــار‬ ‫شــعرائها يف عــدد‪ ،‬خاصــة إذا كانــت والدة‪،‬‬ ‫وهــذا ينطبــق متامــا عــى قســنطينة‪،‬‬ ‫وإن ليــايل الشــعر العــريب أتــت لتضــاف‬ ‫إىل جملــة املبــادرات التــي تــري رصيــد‬ ‫قســنطينة املكتــوب عنهــا وفيهــا‪ ،‬وقــد‬ ‫خصصنــا ليلتــن وطموحنــا أن يحافــظ‬ ‫شــعراء املدينــة عــى هــذا التقليــد‪ ،‬لتبقــى‬ ‫للشــعر لياليــه حتــى بعــد نهايــة التظاهرة‪،‬‬ ‫أمــا عــن االحتفــاء بالشــاعرين الراحلــن‬ ‫فــاروق ســمرية وعبــد اللــه بوخالفــة يف‬ ‫الليلــة الثانيــة‪ ،‬فجــاء بالنظــر إىل تجربتهــا‬ ‫اإلبداعيتــن ومســاهمة قســنطينة إنســانا‬ ‫ومكانــا يف تشــكيل وعيهــا اإلبداعــي‪،‬‬ ‫مضيفــا أنــه ســيتم العــودة إليهــا يف‬ ‫نشــاط مســتقل خــال الشــهور املقبلــة‬ ‫ويــأيت ذلــك لتكريــس ثقافــة الوفــاء‪« ،‬‬ ‫ومــا أجمــل أن تكــون املــدن وفيــة ملــن‬ ‫ماتــوا فيهــا»‪.‬‬ ‫وللعلــم‪ ،‬فقــد زىك مثقفــو قســنطينة‬ ‫وشــعراؤها الشــاعر بوزيــد حرزاللهــرر‬ ‫ملواصلــة اإلرشاف عــى فعاليــات ليــايل‬ ‫الشــعر العــريب‪ ،‬و ســيتم دعمــه بطاقــم‬ ‫مســاعد ألجــل مواصلــة هــذه الليــايل‬ ‫الشــاعرية‪.‬‬ ‫إيمان زيتوني‬

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫إفتتاح األسبوع الثقافي السوداني‬

‫توأمة ثقافية ما بين‬ ‫قسنطينة والخرطوم‬

‫وزير الثقافة السوداني يؤكد أن الجزائر والسودان‬ ‫تربطهما عالقة تاريخية وطيدة‬ ‫ويكشف عن توأمة ثقافية ما بين قسنطينة‬ ‫والخرطوم‬ ‫أكــد وزيــر الدولــة بــوزارة الثقافــة ورئيــس الوفــد‬ ‫الســوداين الســيد مصطفــى محمــد أحمــد تــراب‪،‬‬ ‫يف كلمتــه التــي ألقاهــا يف افتتــاح األســبوع الثقــايف‬ ‫الســوداين الــذي انطلــق يف ‪ 26‬جويليــة بــدار الثقافــة‬ ‫مالــك حــداد بقســنطينة‪ ،‬يف إطــار» التظاهــرة الثقافيــة‬ ‫قســنطينة عاصمــة للثقافــة العربيــة»‪ ،‬أن مشــاركة‬ ‫الســودان يف تظاهــرة قســنطينة الثقافيــة الكــري‪،2015‬‬ ‫هــي املشــاركة الثانيــة مــن نوعهــا‪ ،‬وهــي تــأيت لتعضيــد‬ ‫وشــائج القــرىب وتدعيــم العالقــات الســودانية‪،‬‬ ‫فالســودان يقــول ظــل وعــى الــدوام يف تواصــل‬ ‫حميمــي مــع محيطــه العــريب‪ ،‬ومشــاركته اليــوم ويف‬ ‫كل املحافــل الثقافيــة العربيــة هــو مــن بــاب تأكيــد‬ ‫هويتــه العربيــة‪ ،‬مبلغــا تحيــات أهــل الســودان رئيســا‪،‬‬ ‫حكومــة‪ ،‬وشــعبا لــكل الجزائريــن حكومــة وشــعبا‪،‬‬ ‫معتــرا يف ســياق ذي صلــة فكــرة العواصــم الثقافيــة‬ ‫العربيــة التــي تنزلــت إىل أرض الواقــع‪ ،‬نــرا كبــرا‬ ‫وفتحــا عظيــا للثقافــة العربيــة‪ ،‬و اســتطاعت هاتــه‬ ‫األخــرة يضيــف أن تحــدث نقلــة كبــرة ونوعيــة يف‬ ‫التواصــل مــا بــن الثقافــات وأن تؤســس لبنيــة تحتيــة‬ ‫ثقافيــة كبــرة‪ ،‬وتنهــض بقــدرات املبدعــن‪ ،‬إذ تالقحــت‬ ‫مــن خاللهــا الثقافــات العربيــة األخــرى محدثــة حـراكا‬ ‫غــر مســبوق‪ ،‬ســاهم يف نــر وذيــوع الثقافــة العربيــة‪.‬‬ ‫ومل يفــوت الفرصــة الوزيــر الســوداين ليشــر إىل أن‬ ‫بلــده وطــن متعــدد األعــراف واألعــراق والثقافــات‪،‬‬ ‫وهــذا التعــدد أفــرز قــدرا مــن التنــوع والـراء اســتطعنا‬ ‫يقــول مــن خاللــه تشــكيل وجــدان األمــة الســودانية‬ ‫بثالثيــة « الخــر‪ ،‬الحــق والجــال»‪ ،‬ونســعى اآلن‬ ‫لتحقيــق أعــى درجــات الوحــدة الوطنيــة ونــر ثقافــة‬

‫تصوير لمين حميدة‬

‫الســام‪ ،‬وتعميــق الحــوار املجتمعــي‪ ،‬منوهــا بــدور‬ ‫وزارة الثقافــة الســودانية يف ترقيــة الــذوق والوجــدان‬ ‫الســوداين‪ .‬واختتــم كلمتــه بأمنيــة للجزائــر وهــي أن‬ ‫تظــل « شــمس تهــب الضيــاء وال تغيــب»‪ ،‬وبتوجيــه‬ ‫شــكره الجزيــل للدولــة الجزائريــة عــى حســن وكــرم‬ ‫الضيافــة‪ ،‬وايل واليــة قســنطينة الســيد واضــح حســن‪،‬‬ ‫والقامئــن عــى التظاهــرة الثقافيــة و عــى رأســهم وزيــر‬ ‫الثقافــة «عــز الديــن ميهــويب»‪ ،‬محافــظ التظاهــرة بــن‬ ‫الشــيخ الحســن ســامي‪ ،‬ومديــر الديــوان الوطنــي‬ ‫لإلعــام والثقافــة لخــر بــن تــريك‪.‬‬

‫عروض فنية راقية‬

‫أمــا بخصــوص العالقــات الدوليــة مــا بــن الســودان‬ ‫والجزائــر‪ ،‬فوصفهــا بالجيــدة‪ ،‬و الوطيــدة الضاربــة يف‬ ‫الجــذور‪ ،‬وهــي تاريخيــة وســتكون أزليــة إن شــاء اللــه‪.‬‬ ‫و كشــف الوزيــر الســوداين عــن وجــود فكــرة إلنشــاء‬ ‫توأمــة ثقافيــة عــن قريــب مــا بــن واليــة الخرطــوم‬ ‫وقســنطينة يف إطــار التبــادل الثقــايف بــن الدولتــن‪،‬‬ ‫والتــي ســيتم تأطريهــا أحســن تأطــر مــن طرفهــم‬ ‫كمســؤولني‪ ،‬ومل يفــوت الفرصــة ذات املســؤول‪ ،‬ليقــدم‬ ‫دعــوة خاصــة للجزائــر لحضــور فعاليــات « مدينــة‬ ‫ســنار» عاصمــة للثقافــة اإلســامية لســنة ‪2017‬م ‪،‬‬ ‫وهــي مدينــة تقــع بوســط الســودان و بهــا أقــدم‬ ‫املاملــك اإلســامية‪.‬‬ ‫لإلشــارة‪ ،‬فقــد اســتمتع حقــا كل مــن حــر افتتــاح‬ ‫األســبوع الثقــايف الســوداين الــذي كان متنوعــا وممي ـزا‬ ‫بالعــروض الفنيــة والراقيــة التــي قدمتهــا «فرقــة‬ ‫الفنــون الشــعبية الســودانية»‪ ،‬التــي هــي يف األصــل‬

‫ذاكــرة أمــة الســودان ومتثــل أغلبيــة أهــل الســودان‪،‬‬ ‫وكان نجــم افتتــاح األســبوع الثقــايف دون مبالغــة‪ ،‬وزيــر‬ ‫الثقافــة والســياحة الســوداين الســابق الشــاعر‪ ،‬األديــب‬ ‫‪ ،‬الناقــد وأحــد أعمــدة القافية»صدّ يــق مجتبــى»‪،‬‬ ‫صاحــب رائعــة « ليــى وشــليل واملغنــي»‪ ،‬هــذا األخــر‬ ‫دوى القاعــة وســافر بالجمهــور الحــارض مــن الجزائــر‬ ‫إىل الع ـراق إىل القــدس الرشيفــة مــن خــال حضــوره‬ ‫القــوي إلقائــه املتميــز‪ ،‬املمتــزج بالجديــة أحيانــا وروح‬ ‫الدعابــة أحيانــا أخــرى‪ ،‬ويقــول يف مطلــع القصيــدة‪:‬‬ ‫وكل يهيــم بليــى هــواه‪ ،‬وليــى تــوزَّع‬ ‫«يغنــي املغنــي ٌ‬ ‫بــن اللحــون‪ ،‬وترقــص يف خصلتيهــا القلــوب‪ ،‬تالمــع يف‬ ‫وجنـــتيها العيــون‪ ،‬تقافــز يف جانبيهــا الطبــول‪ ،‬وليــل‬ ‫الغنــاء املهــول يطــول‪ ،‬وليــى تنــام بدنيــا الخيــال‪،‬‬ ‫بغــاب بعيــد كثيــف الظــال‪ .»...‬قصيــدة «ملحمــة‬ ‫القــدس»‪ ،‬وهــي قصيــدة يحــي فيهــا الشــاعر حادثــة‬ ‫رضب إرسائيــل ليلــة اإلرساء واملع ـراج بصــاروخ عراقــي‬ ‫يقــول فيهــا ‪« :‬ألحــق يف القــدس آذان الفجــر‪ ،‬ألكتــب‬ ‫صديقــا للعــر‪ ،‬وأصــي خلــف إمــام الرســل»‪.‬‬ ‫واصفــا الوضــع العــريب الراهــن الصعــب خاصــة مــن‬ ‫الجانــب الســيايس‪ ،‬قائــا‪« :‬رأيــت ملــوكا حجــوا للبيــت‬ ‫األبيــض هــذا العــام يف زي اإلحـرام العــريب»‪ « ،‬أقتــل مــا‬ ‫شــئت مــن عــرب مادمــت ال متــس بحقــوق اإلنســان»‪.‬‬ ‫أمــا الفنــان صــادق حســن‪ ،‬فأبــدع يف اللوحــة الفنيــة‬ ‫التــي قدمهــا وكانــت عبــارة عــن وصــات للطــرب‬ ‫وتــراث ســوداين تجــاوب معــه الحضــور‪ « ،‬األيــام‬ ‫الخالــدة»‪« ،‬بــن الحــزن والشــجن»‪« ،‬إيقــاع الجبــل»‪،‬‬ ‫وكانــت مهــداة لرجــل الجبــل القــوي ورجــل النيــل‪.‬‬ ‫إيمان زيتوني‬

‫‪25‬‬

‫ذاكرة المدينة‬ ‫قصة دار بحري‬

‫مدينة الهوى‬ ‫و بعدها اإلفريقي‬ ‫دار بحري بجمال معمارها الفريد الذي‬ ‫يعبر عن روح البيت القسنطيني القديم‪..‬‬ ‫جزء هام من ذاكرة المدينة العتيقة‪ ،‬سحر‬ ‫يسكنك بدءا من عتبة البيت‪ ،‬الى الباب‬ ‫الحديدي الذي يحمل مطرقة نحاسية ‪ ..‬باب‬ ‫مقدس ان لم تطرقه لن يفتح لك احد‪.‬‬ ‫إيمان زيتوني‬

‫‪26‬‬

‫يف حــي عبــد اللــه بــاي بقلــب املدينــة العتيقــة‬ ‫الســويقة بقســنطينة‪ ،‬نجــد هــده الــدار الســاحرة‬ ‫التــي يعــود تاريــخ بنائهــا إىل ‪ 500‬ســنة خلــت‪،‬‬ ‫الزالــت تحمــل أرسار و ذكريــات العائــات‬ ‫القســنطينية التــي كانــت تقيــم بهــا احتفاالتهــا‬ ‫التقليديــة « كالــزردة‪ ،‬النــرة‪ ،‬والوعــدة »‪،‬‬ ‫احتفــاالت اختفــت مــع مــرور الزمــن‪ .‬و تغــر‬ ‫املفاهيــم الدينيــة و التقليديــة‪.‬‬ ‫اهمــل هــدا البيــت لســنوات عديــدة‪ .‬لكــن يف ســنة‬ ‫‪ ،2011‬أعيــد االعتبــار لــه‪ .‬و خضــع ألشــغال كبــرة‬ ‫يف إطــار مــروع ترميــم املدينــة العتيقــة ملــدة‬ ‫فاقــت الســنتني‪.‬‬ ‫دار بحــري كانــت قبلــة للكثــر مــن الباحثــن‬ ‫الجزائريــن واألجانــب يف مجــال « األنرثوبولوجيــا »‪،‬‬ ‫الديــن ســكنهم شــغف البحــث يف تاريــخ موســيقى‬ ‫الديــوان بــن الصحـراء و مــدن الشــال‪ .‬مــن بينهم‬ ‫اإلعالمــي املعــروف « بيــر غيشــني » الــذي اراد أن‬ ‫ينتــج فيلــا وثائقيــا عــن وصفان قســنطينة حســب‬ ‫تأكيــد الشــيخ محمــد الهــادي‪ ،‬لكنــه يف األخــر‬ ‫واجــه صعوبــات حالــت دون تحقيــق مرشوعــه‪،‬‬ ‫فتوجــه إىل املغــرب‪.‬‬ ‫وحســب قائــد فرقــة «الوصفــان» الشــيخ محمــد‬ ‫الهــادي حشــاين‪ ،‬فــإن الفرقــة تأسســت عــى يــد‬ ‫الجــد « بركــة بــن صالــح »‪ ،‬الــذي يجهــل لألســف‬ ‫تاريــخ قدومــه إىل قســنطينة‪ ،‬حيــث عمــل هــذا‬ ‫األخــر مــن أجــل إعــادة بعــث تقاليــد أســاف‬ ‫الديــوان مــن خــال ضــان نقــل النصــوص ولغــة‬

‫« الحوســة »‪ ،‬املســتعملة يف افريقيــا الرشقيــة‪،‬‬ ‫والزال أحفــاده يحتفظــون لــه بصــورة فوتوغرافيــة‬ ‫يزينــون بهــا جــدران البيــت‪.‬و اضــاف أن الجــد‬ ‫تعامــل يف حياتــه مــع البــاي صالــح‪ ،‬قائــد بايلــك‬ ‫قســنطينة آنــذاك‪ ،‬و كثــرا مــا كان يطلــب منــه‬ ‫إحيــاء حفــات بقــره‪.‬‬ ‫عــن طابــع فرقــة الوصفــان‪ ,‬قــال عبــد الهــادي‬ ‫انــه مميــز كأي بلــد مــن بــاد املغــرب العــريب‪.‬‬ ‫ففــي الغــرب يوجــد طابــع «لقنــاوة» ‪ ،‬ويف الــرق‬ ‫« الوصفــان» ‪ .‬يف تونــس الشــقيقة يوجــد طابــع‬ ‫«ســطمبايل»‪ ،‬مضيفــا أن هــذا (اإلرث العائــي‬ ‫الثقــايف غــر املــادي)‪ ،‬يجــب أن يُخلــد بحكــم أن‬ ‫العديــد مــن العائــات القســنطينية وغريهــا‪ ،‬ال‬ ‫تــزال وفيــة لــه‪ « ،‬فهــو إرث موســيقي ثقــايف ال‬ ‫يخــرج عــن موســيقى الديــوان التــي متتــد جذورهــا‬ ‫إىل عمــق إفريقيــا »‪.‬‬ ‫األخ األكــر ورئيــس فرقــة الوصفــان الســيد محمــد‬ ‫الهــادي حشــاين ‪ ،‬حمــل املشــعل بعــد وفــاة والدتــه‬ ‫الحاجــة «جميلــة «‪ ،‬التــي كانــت مبثابــة الوتــد‪،‬‬ ‫فــا ميكــن التحــدث عــن دار بحــري دون التوقــف‬ ‫ملعرفــة قصــة هــذه املــرأة‪.‬‬ ‫الحاجــة جميلــة حشــاين ولــدت بقســنطينة بتاريــخ‬ ‫‪28‬جانفــي ‪ 1920‬و توفيــت يف نفــس اليــوم مــن‬ ‫ســنة ‪ ،2000‬حملــت املشــعل عــن األولــن و‬ ‫اســتطاعت املحافظــة عــى طريقــة الوصفــان‪،‬‬ ‫علمــت أوالدهــا و أحفادهــا كل مــا ورثتــه وحفظته‬ ‫عــن األجــداد‪.‬‬

‫مجلة مقام العدد ‪ - 04‬جويلية ‪2015‬‬

‫متيــزت الحاجــة جميلــة‪ ،‬بوفائها لألوليــاء الصالحني‪،‬‬ ‫حيــث كانــت تــزور كثــرا أرضحــة بعضهــم أو‬ ‫باألحــرى األقــرب إىل قلبهــا‪ ،‬كرضيــح ســيدي محمــد‬ ‫لغ ـراب‪ ،‬الــذي كث ـرا مــا كانــت متكــث فيــه بحثــا‬ ‫عــن الراحــة النفســية و الروحيــة‪ .‬كذلــك ســيدي‬ ‫ســليامن‪ ،‬بولجبــال و الحنصــايل‪.‬‬ ‫كــا كانــت تشــارك يف االحتفاليــات التقليديــة‬ ‫املعروفــة باســم «الــزردة أو الوعــدة أو النــرة»‪،‬‬ ‫التــي كانــت تقــام آنــذاك عــى رشف األوليــاء‬ ‫الصالحــن‪ ،‬حيــث كانــت الفرقــة متــارس بعــض‬ ‫الطقــوس املختلفــة حســب االحتفاليــة‪ ،‬فيكــون‬ ‫املجــال للغنــاء باســتخدام «الطبــول» و»التهــوال»‬

‫أسطورة منبع سيدي سليمان‬ ‫تظــل أســطورة مــن بــن األســاطري التــي ســمعنا‬ ‫عنهــا ورويــت لنــا‪ ،‬لكــن هــذه املــرة يرويهــا لنــا‬ ‫الســيد الهــادي حشــاين‪ ،‬الــذي اســرجع بعــض‬ ‫الذكريــات الجميلــة عــى حــد تعبــره‪ ،‬ليحدثنــا‬ ‫قائــا‪ :‬كنــت أرافــق والــديت لحضــور «الــزرد» ‪،‬‬ ‫ومــن بينهــا زردة الــويل الصالــح «ســيدي ســليامن»‪،‬‬ ‫هــذا الــويل يقــع رضيحــه يف مــكان معــزول جــدا‪،‬‬ ‫يصعــب الوصــول إليــه نظــرا ملســالكه الصعبــة‪،‬‬ ‫يوجــد بــه منبــع مــايئ‪ ،‬ينخفــض تدفقــه ‪ ،‬لكــن‬ ‫عنــد حضــور الضيــوف والــزوار‪ ،‬تعــود مياهــه‬ ‫للتدفــق بقــوة بقــدرة الخالــق‪.‬‬

‫أبناء «فرقة الوصفان» يدخلون‬ ‫معهد الموسيقى للمحافظة‬ ‫على موروث العائلة الثقافي‬

‫تصوير وليد حميدة‬

‫طقوس فرقة الوصفان في‬ ‫إحياء الحفالت التقليدية‬ ‫وفيــا يخــص الطقــوس املامرســة يف حفالتهــم‬ ‫رسد الشــيخ الهــادي كيــف أن بعــض العائــات‬ ‫القســنطينية الزالــت وفيــة للعــادات و ال زال‬ ‫الكثــرون يلجــؤون إليهــم إلحيــاء «الــزردات»‬ ‫و « النــرات » كل حســب نيتــه‪ ،‬فمنهــم مــن‬ ‫يــزور و يحيــي هــذه الطقــوس يف بيــت بحــري‬ ‫تــركا بــه و منهــم مــن يدعــون فرقــة دار بحــري‬ ‫إىل بيوتهــم الخاصــة أو بأرضحــة بعــض األوليــاء‬ ‫الصالحــن إلمتــام و الوفــاء بالوعــد الــذي رضبــوه‬ ‫عــى أنفســهم‪.‬‬

‫لقــد فضــل أحفــاد الحاجــة جميلة‪،‬الدخــول إىل‬ ‫املعهــد املوســيقي لتعلــم املوســيقى عــى أصولهــا‬ ‫بهــدف املســاهمة يف املحافظــة عــى املــوروث‬ ‫الثقــايف العائــي بطريقــة علميــة‪ .‬حســبام أكــده لنــا‬ ‫االبــن ســامل‪ ،‬مضيفــا أن مــا مييــز فرقــة الوصفــان‬ ‫بقســنطينة عــن غريهــا ‪ ،‬وهــو أن ديــوان دار بحــري‬ ‫يتم ّيــز بخفــة ايقاعاتــه‪ ،‬إذا مــا قارنــاه مثــا بديــوان‬ ‫واليــة بشــار‪ ،‬تونــس واملغــرب ‪.‬مــع وجــود تشــابه‬ ‫فيــا بــن موســيقى الفرقــة وموســيقى « القنـ‬ ‫ـاوة»‪ ،‬فرقة الوصفان تحوز على‬ ‫وهــم يحرصــون عــى تقديــم الديــوان التقليــدي‬ ‫الجوائز األولى في المهرجانات‬ ‫مــن حيــث الطقــوس واملوســيقى أيضــا‪.‬‬ ‫لقــد قــادت االحرتافيــة فرقــة الوصفــان املتكونــة‬ ‫مــن ‪ 13‬فــردا مــن كال الجنســن‪ ،‬للمشــاركة يف عــدة‬ ‫مهرجانــات ثقافيــة وطنيــة ودوليــة‪ ،‬وكانــت أوىل‬ ‫املشــاركات عــام ‪ 1969‬يف مهرجــان افريقــي‪ ،‬أمــا‬ ‫وطنيــا فنالــت الجائــزة األوىل يف مهرجــان موســيقى‬ ‫الديــوان الــدويل ببشــار ســنة ‪ .2011‬كــا ســبق‬ ‫للفرقــة أن عملــت مــع أســاء فنيــة معروفــة يف‬ ‫امليــدان منهــا املحليــة و الدوليــة مــن بينهــا « باكــو‬ ‫ســري»‪ ،‬العــازف» الفرانكــو مــايل شــيخ تيديــان‬ ‫ســيك»‪ ،‬إىل جانــب « العيســاوة » ‪ « ،‬لخــوان»‪ ،‬و‬ ‫فــرق «املالــوف» بحكم انســجام وتناســق موســيقى‬ ‫الوصفــان مــع الطبــوع األصيلــة املتنوعــة‪.‬‬ ‫إ‪ .‬ز‪.‬‬

‫‪27‬‬

Zik tura Par Si Mouhand Oumhand

Samman i medden a lmetluf Ddunit la teṭɣawal Nek heggaɣ lehruf A lfahem bbawawal Armi ɣriɣ settin ḥizeb Ataṣ di medden ay tɣur Ism iw ɣer medden maaṛuf Yaḥeṭrah di zik n lḥal Taẓallit d ṣṣfuf Mi lliɣ d mul lmal Deg zik bbwḍeɣ d ṭṭaleb Ism iw di laaṛac mechuṛ Tura mi tebaaɣ sut llḥuf Ikfa yi umesruf ɣliɣ di lkarṭa d cceṛb

Tura mi nsenned s uffal Nezga d la neṭmal Nettak lɣelb i laaṛuṛ

///////

///////

Af asmi illiɣ d acawrar Zzin iw yufrar Ixeddem d baba felli

Lemmer am zik tella ttrika Nezga d nettwekka Kulḥa yeǧǧa d limaṛa s

Nekseb tiɣezza n Camlal ɣef zzin nebbwi ddeṛka Nerna idurar D lwiz ay nefka Auddeɣ d ṣṣab’irkewelli Naaceq deg zzhu n tullas Tura mi tbeddel ssekka tura mi senndeɣ s uffal Ur infaa lebka zzehṛ iw imal Ssbeṛ ittabaa t layas. yaḥeṭrah ɣef zikenni

‫تصوير وليد حميدة‬

28

2015 ‫ جويلية‬- 04 ‫مجلة مقام العدد‬

A yemma ɛzizen ur ttru A yemma ɛzizen ur ttru ma d ttaṛ am t-id rreɣ A yemma ɛzizen ur ttru ma d ttaṛ am t-id rreɣ S-elɛezza ahder arnu d jundi aqli ɛusseɣ Deg adrar ttnaḍaḥeɣ Ur s-qqar mmi yenṭer ur hellek deg ul inem Ur s-qqar mmi yenṭer ur hellek deg ul inem I usemmiḍ aqlaɣ nesbeṛ wala afransis bu elhem Ma nedder elbahǧa ar tt-nẓer ma nesteched Allah yerḥam Ma nedder elbahǧa ar tt-nẓer ma nemmut Allah yerḥam A yemma ɛzizen ur ttru ma d ttaṛ am t-id rreɣ A yemma ɛzizen ur ttru ma d ttaṛ am t-id rreɣ S-elɛezza ahder arnu d jundi aqli ɛusseɣ Deg adrar ttḥarabeɣ Ma muteɣ yax d afeḥli del Ǧenat ar d att-kecmeɣ Ma muteɣ yax d afeḥli del Ǧenat ar d att-kecmeɣ Lmalekat tseɣret fell-i d udem n Ṛssul at zṛeɣ A leḥbab ur ttrut fell-i ɣef Lzzayer ruḥ-iw sebleɣ A leḥbab ur ttrut fell-i ɣef Lzzayer ruḥ-iw sebleɣ A yemma ɛzizen ur ttru ma d ttaṛ am t-id rreɣ A yemma ɛzizen ur ttru ma d ttaṛ am t-id rreɣ S-elɛezza ahder arnu d jundi aqli ɛusseɣ Deg aɛdaw la ttḥarabeɣ Am ass-a ar d-uɣaleɣ xas freḥ zhu lxaṭer-im Am ass-a ar d-uɣaleɣ xas freḥ zhu lxaṭer-im Di lḥara akem-id afeɣ ad qimeɣ ɣef idisan-im D ttarix ar d-am-d mleɣ ɣef agi fɣen arraw-im D ttarix ar d-am-d mleɣ ɣef agi muten arraw-im A yemma ɛzizen ur ttru ma d ttaṛ am t-id rreɣ A yemma ɛzizen ur ttru ma d ttaṛ am t-id rreɣ S-elɛezza ahder arnu deg adrar aqli ɛusseɣ Deg aɛdaw la ttḥarabeɣ.

29

Farid Ali ..

Anaẓur ameɣnas Yecna ɣef tayri, ɣef ddunit lak tmurt. Iḥemmel ledzayer, yefkayas tayri tamuqrant imi it yecna ɣer idis n imeddukal is di terbaɛt n FLN. D netta id bab n tezlit iwumi yenna « A yemma ɛzizen ur tt’ru », icennun imǧuhad deg durar di lawan n tegrawla n ledzayer, iw aken adesɛun a-fud i-gerzen.

L

maɛna n wawal neɣ ɣef unaẓur aqbayli ittun aṭas n yemdanen ussan agi neɣ, wagi d Farid Ali. Ali Khlifi d-ism is n tidett. Ilul ass n 09 yennayer 1919, di taddart n Ixelfunen yellan ɣer temnaṭ n Bunuḥ di Tizi Uzzu. Yeɣra ɣur i qessissen armi id yerbeḥ agerdas n CEP. Di temẓi ines yeddukel ataṣ lak ttamayt n leqbayel Hmed U’merri.

Di wayen yezzin i 1935, igaǧ Farid Ali ɣer Ledzayer tamanaɣt, anda yeqdec d aseggam n terkasin di l « Casbah ». Aken kan yemmut babas, ijaḥ u nazur ɣer Fransa di 1937.

Di lɣerba, yemlal netta d waṭaṣ imzzawanen idzayriyen, id asyefkan afus n lemɛawna iw aken adissufeɣ taẓuri yellan degs, ad nini segsen Mohamed El Kamel, Mohamed El Jamoussi lak d Amraoui Missoum.

Ass mi idyuɣal ɣer tmurt, di tegrawla n tesllullit, yetwaṭṭaf ɣer u narraz n Draɛ n Lmizan sɣur taredsa tafransist di 1956. Deg nebdu n 1958, yefeɣ si wnarraz, yennejmaɛ ɣer atmaten is di terbaɛt necna n FLN, anda icennun ɣef tmurt, tilelli lak ttagrawla, d nitni ig ṣawḍan taɣuct ntagrawla ɣer tmura n lberrani merra, ladɣa imi ttekkan di watas n tmeɣriwin di leǧnas, si Masser, Tunes, Libya, Chinwa lak d Yugoslabit.

Farid Ali yeḍleb si Mestafa Kateb iwaken ad yecnu tizlit i tagrawla setmeslayt taqbaylit.

Ger yiḍ d wess, yura tizlit ines yettwasnen

aken ilaq iwumi yenna « A yemma sebr ur tt’ru ma dettaṛ am tiderraɣ », s tallalt n unaẓur Mestafa Sehnun, yessaklitt azekkanni di Tunes su ẓawan n Mestafa Tumi.

Tazlitt agi teggumma atters si wess mi id teffeɣ id tettɛeddi si rradiu n Tunes.

Di 1959, atas n tzlatin n terbaɛt necna n FLN ig ttwassaklen, am yemseɣret adzayri « Qasaman », lak d tlata tezlatin snat segsent s temslayt taqbaylit s taɣuct n Farid Ali. Aṭas n tezlatin yecna u naẓor agi, yefka degsent azal muqren i ledzayer, taferfent lak ttagrawla am tezlitt « Abrid ik yehwan awit ».

Deffir u zarug, Farid Ali yuɣal-ed ur Ledzayer anda yessakkel rebɛa n tezlatin ɣer u xxam n Philips. Di 1967, yuɣal d amekfadu n tesgilt « Chanteurs amateurs » di rradiu tis snat n ledzayer.

Yuɣal u naẓur ɣer Fransa iwakken adilawi si lehlak it yeṭfan lumaɛna yemmut ass n 19 n tuber 1981 di leɛmer n 62 n iseggassen.

Di 05 yulyu 1987, yerra yas u selway n tagduda mass Chadli Benjdid tajmilt.

Farid Ali iḥi, taqṣit n tudertis muqret yerna tamerkantit, imi ur nezmir ara ad nini yal ayen yellan.

Atniḥ ɣerwen imeslayen n tezlitt ines « A yemma ɛzizen ur ttru » :

30

2015 ‫ جويلية‬- 04 ‫مجلة مقام العدد‬

Xtaren asaru-ines amaynut «Madame Courage»

Merzaq ƐELWAC deg tzizwert n tfaska tis 72 n Venise

Tafaska tis 68 n ssinima n Locarno

Tiwwura yeldin ɣef ssinima n Tefriqt n ugafa Ilmend n teẓṛigt tis 68 n tfaska tagraɣlant n ssinima n Locarno ( Deg unẓul n tmurt n Suisse ), qrib ad yili ussuddes n tewwura yeldin ɣef ssinima n tefriqt ugafa, gar 5 d 15 seg wayyur n Ɣuct i d-yetteddun . Ɣef wayen i d-yenna usmel unṣib n tfaska-agi di tuqqna (Internet).

Yettwafren usaru amaynut i umi ɣɣaren «Madame Courage», n umṣeḍṛu azzayri yettwassenen Merzaq ƐELWAC , i wakken ad yettekki deg tzizwert n tfaska tagraɣlant tis 72 n usaru di Venise. Aya di tgezmi n « Orrizzonti » ara d-yilin deg tedyant-a i yesɛan azal amuqṛan di ssinima tamaḍlant. Tadyant ara yettwasuddsen seg wass wis sin ar wis 12 seg wayyur n Ctembeṛ i d-iteddun.

T

iwwura-agi, ad yili deg-sent usɛeddi n kra n yisura ara igensesen timura n Lezzayer, Libya, Meṛṛuk d Tunes. Isura ara d-iɛeddin beṛṛa n tzizzelt, deg yiwet n tgezmi i umi ɣɣaren « Open Doors » ( neɣ tiwwura yeldin) ; gar-asen sḍis n yisura ucriken n fransa d lezzayer, deg-sen «Les Terrasses» – Azuren- (2013) n umseḍru azzayri Merzaq Ɛelwac , «Gabbla» (2008) n Ṭaṛeq Tegya, «La Chine est encore loin» « Mazal Ccinwa tebɛed » (2009) n Malek Asaru-agi, i d-yellan d afares ucrik ger Bensmaɛil, akked usaru awezlan i d-iga Fransa d Lezzayer , yettwaḥseb d asaru umseḍru Ḥassan Feṛḥani deg useggas n aɣezfan wis 14 n ussugen i d-yesseḍra 2009, i umi ɣɣaren « Taṛẓan, Don Quichotte, Merzaq ƐELWAC. Taqṣiḍt-is d taqṣiḍt akked nekkni ». n lḥif n yiwen n yilemẓi di leɛmeṛ n Seg tama nniḍen, ssinima n Tefriqt ugafa tnubi, umi ɣɣaren « Ɛumaṛ », d aqcic ad teḥḍer daɣen s usɛeddi n usaru atunsi « i d-ilulen, yedren deg yexxamen-nni n Ya men ɛac » (2012) n Hind Buǧemɛa, «Sur lḥelya ɣef yiri n temdint n Mestɣanem. la Planche» « Xef telwaḥt » n Leyla KilaAnda i yuɣal seg wid yettabaɛen ssuq n ni, ideg cerkent tmura n Meṛṛuk, Fransa d tehyufin n «Madame Courage», ayen i Lalman aseggas n 2012 , rnu ɣer-sen isura tyerran d amakar yettwassnen deg yigiwezlanen «The Mosquée» « Tamesgida » mamen n temdint-is.

(2015) n Faraǧ Al Carif, d « 80 » n Muhan«Madame Courage» d asaru i nad Lamin, akked «The Secret Room» « yettwaxedmen di temdint-a n utaram Taxxamt tuffirt » (2012) n Bṛahim Cebani n tmurt n Lezzayer, taggara n useggas seg tmurt n Libya . n 2014, ad ittekki deg tfaska tagraɣlant Tigezmi-agi n «Open Doors» i yellan tern usaru n Venise (Ṭalyan) ɣer yidis n ra tajmilt yakan i ssinima n Tefriqt ugafa 14 n yisura iɣezfanen deg tgezmi n « deg useggas n 2005, iswi-ines d aɛiwen n Orrizzonti » . yisadaren n ssinima deg tmura ara yettekTafaska tagraɣlant n usaru n Venise, kin deg-s, i wakken ad sɛun tilemmiẓin n di teẓṛigt-is tis 72, ad mzizewren deg-s ticcurka nitni d wid i ten-icuban seg tmura 21 n yisura deg tzizwert tunṣibt tis 72 nniḍen (Ladɣa wid i iqedcen deg tmura n (Venezia 72).

Tuṛupt).

Deg useggas n 2015, kuẓ n yisura iɣezfa31 nen izzayriyen ara yesfaydin seg tallalt-a : Imene.A «En attendant les hirondelles» « Deg ṛǧǧu

n tfirellas » n Karim Mussawi, «Le fort des fous» « Sṛaya n yimeslab » n Nariman Mari , «le Sacrifié» « Asfel » n Amin Sidi Bumedyen, d « Ruqya » n Yanes Kusim, rnu ɣersen kraḍ n yisura itunsiyen d sin isura seg tmurt n Meṛṛuk.

Yessefk ad d-nesmekti, dakken tafaska tagraɣlant n ssinima n Locarno, d tin i d-yennulfan deg useggas n 1946 . Ayen i ttyeǧǧan ad tili d yiwet seg tfaskiwin tiqbuṛin yettwasnen, ɣer yidis n tfaska n Venise d tin n Cannes. Iswi n tfaska-agi d tagrut d tifin n yilemẓiyen i yesɛan tiktiwin timaynutin deg weḥric n ssinima tamaḍlant. Ɣef wakken i d-wekkden wid i d-yelhan s ussuddes n tedyant-a.

Imene.A

Tafaska tagraɣlant n tsekla d wedlis n yilmeẓyen (FELIV)

Tadyant tadelsant i d-ijebden wid i ḥemmlen taɣuri Deg teẓṛigt-is tis tam i yekkan seg wass wis 23 ar 29 seg wayyur n Yulyu yezrin, terra tfaska tagraɣlant n tsekla d wedlis n yilemẓiyen –FELIV- tajmilt deg weṛẓamines id-yellan s tnefsart n tewlafin di teɣsert tamaynutt n « El Ḥaṛṛac » deg umiṭṛu n Lezzayer, i yemyura d yimeskaren idyefkan mačči ddeqs i tsekla tazzayrit.

Tanefsart-a i yewwin azwel n “ Timlilit n tmuɣliwin ɣef tsekla tazzayrit” , yella-d deg-s wefsar n tewlafin n wugar n 40 n yimura i d-yejmaɛ yemseknew “Qays Ǧilali”, i d-twennet s yeḍṛisen-is ucbiḥen, tmeskart “Xadiǧa Cuwiṭ”.

Taẓṛigt n useggas-a tesmekta-d agerruj amuqran n “Assya ǦEBBAṚ” Seg tama nniḍen , yella-d usqeṛdec ɣef wayen yeɛnan amecwaṛ n tkadimyant d tneggalt tazzayrit tamuqrant s tutlayt tafṛansist, Assya Ǧebbaṛ (i yewweḍen leɛfu n rebbi), s ɣur yesdawanen izzayriyen d yibeṛṛaniyen, i iḥeḍṛen deg temlilit i d-yellan d tajmilt i ugerruj war tilisa i d-teǧǧa tmarut-a i yimeɣriyenis , i lmend n weṛẓam n tfaska tagraɣlant n tsekla d wedlis n tmeḍrit.

Agerruj aseklan n tneggalt-agi i yewwḍen leɛfu n rebbi di 6 Fuṛaṛ iɛeddan, yella-d fella-s umeslay i d-tewwi tesdawant tatunsit Naǧiba Rgayeg, taselmadt tasdawant deg tesdawit n tussniwin n wemdan n Sussa, akked d umaru afṛansis Jean Rouaud. S uttek-

ki n tnemhalt n tiddukla “ Imeddukal n Assya Ǧebbaṛ” Amel Cawati , i d-yefkan tamuɣliines deg wayen yerzan agerruj adelsan n tmarut.

Akken id-yella umeslay ɣef timmeɣnest d yibeddi n Assya Ǧebbaṛ deg wayen yerzan amennuɣ ɣef yizerfan n tmeṭṭut, i d-ibanen mliḥ deg wengal-ines mechuṛen «Loin de Médine» –Mebɛid i Lmadina-, ayen i tt-yeǧǧan d azamul, ɣer yidis n ungal-is aneggaru «Nulle part dans la maison de mon père» i yellan d aḍṛis ameddurman idyefɣen deg 2007.

“ FELIV” 2015 .. yella-d d timlilit gar tsekla d tẓuṛi Taẓṛigt n useggas-a n tfaska n “ FELIV”; yella-d deg-s ulday n waṭaṣ n wadgen imaynuten, deg-sen “ Taneɣlust taseklant”; anda llan yemdanen ttemlilin yal ass d waṭas n yimura d yimeskaren yettwasnen, akken i d-yella ussuddes n temliliyin d tnemsal d waṭas n temliliyin tiseklanin deg lezzayer tamaneɣt , ideg i d-yella wesqerdec ɣef yisental yemgaraden, gar-asen “Neffu” akked d “Tuɣalin”.

Ddaw wezwel amatu “Anesmaynet” , Tafaska tagraɣlant n tsekla d wedlis n yilemẓiyen tis tam tejbed-d tamuɣli n waṭas n yemdanen gar ( 23/29 Yulyu), ladɣa imi id-yella deg-s uttekki n wugar n 20 n tmura, s 6 n temerwin n yimaẓragen, d waṭas n yimura izzayriyen i gensent 3 n tsutwin , deg yermuden yemxallafen, ( Timliliyin, Timucuha, Tineɣlusin n tsekla .. atg ).

Am yal aseggas , tadyant tadelsant n FELIV tettili-d tlemmiẓt i yimdanen i wakken ad ḥeḍṛen i ddeqs n yihanayen d yibarazen , ideg ttekkan aṭas n yinaẓuren; gar-asen Amel Zen, Anis Benhallak , «P’tit Moh d Juan Carmona « deg yiwen uhanay n Ccaɛbi-Flamanku, akked ucennay aqbayli Ɛli Ɛemṛan i yxetmen tadyant-a ; s uhanay amuqran ideg ḥeḍṛen aṭas n yimariren n uẓawan.

Yessefk ad-yili usmekti, dakken kra n yermuden n tedyant-agi, ttwasudsen di 3 seg teɣsar umiṭṛu, akken i d-llan wiyaḍ deg kra n tɣiwanin n tmanaɣt , seg-sent El Ḥaṛṛac d Ṛwiba, akked temdint n Cercal, ɣer yidis n wadeg agejdan i d-sweǧden i tedyant-a ta32 delsant, deg wefrag n Ṛiyaḍ El Fetḥ.

Imene.A

2015 ‫ جويلية‬- 04 ‫مجلة مقام العدد‬

aman, yekkat-itt ɣer tɛebbuṭṭ-is. Cuiṭ akka bdan izerman I yellan deg ẓarman -is ad d-ttubbun yiwen, yiwen ..imi aṭas i sswan n waman d lemleḥ armi kkuferran seg fad, ctaqen aman. Sekkin, mi id-kfan akk yizerman i yellan ččuṛen taɛebbuṭ n tmeɣbunt meskint, teḥla seg lehlak id tt-yizedɣen.

Ruḥ a zman iyya-d a wayeḍ, weltma-s n “Memmis n-tezdayt” tedder dudert yelhan akked wergaz-is afellaḥ, terbaḥ tufa tesɛa-d arrac d tullas, tɛac tamɛict ugellid.

tt-id deg lexla, ur tesɛi ḥed di ddunit!

-A nnaɣ a baba ulac wi ur nesɛi imawlan!

Iru weqcic armi yezza yiẓeṛ-is, imuqqel wergaz di yemma-s yenna-yas: -Dacu ad tiniḍ a tameṭṭut deg wayen id-yeqqaṛ akka weqcic? tebɣiḍ ad tteẓṛeḍ gma-m?

- Acḥal ay-agi id tt-ṛaǧuɣ ass-agi I wakken ad-rreɣ ttaṛ-iw. Ma yella ulac uɣilif, azekka ad ruḥaɣ ad nadiɣ ɣef uxxam n gma.

-Yerbeḥ ihi .. yerbeḥ!

Ulac win ur nesɛa imawlan

Akka id ykeffunt ɣef wid ur nettaḍḥi

Yiwen n wass, yekker memmi-s amenzu ad yesteqsay yemma-s yenna-yas: -A yemma! Awi-yi ad d-ẓṛeɣ lexwal-iw, imeddukal-iw akk sɛan lexwal ala nekk! ayɣer a yemma?!!

-Ammi, ma tebɣiḍ ad ttissineḍ xwal-ik, mi ara d-yekcem baba-k, qim deg umḍiq-is, mi id ak-yenna kker ad qqim-ɣ, in-as ur t-tt-ɣimiḍ ara ḥaca ma tenniḍ i yemma ad d-iyi-tawi ɣer lexwal-iw.

Aqcic yufeg seg tumert, yezha wul-is aṭas imi iyḥar ad yissin xwalis. Yuṛǧa baba-s armi id d-yekcem, dɣa yexdem akken id as-tenna yemma-s, yeqqim deg wemḍiq n baba-s, dɣa yenna-yas: -Kker a mmi di lɛnaya-k ad qqimeɣ, tazmert ulac ma d-laẓ yen ɣayi.

-Surf-iyi a baba, tura ad ak-annef-ɣ ad t-qqimeḍ, maca bɣiɣ ad ak-d-iniɣ kra.

33 -Ini-d a mmi di leɛnaya-k, kkfu-d awal-ik akken ad qqimeɣ -A baba, bɣiɣ ad ẓṛeɣ xwali.

-A mmi ur tesɛiḍ lexwal, yemma-k mlaleɣ-

Azekka-nni, tekker-d tmeṭṭut tafejrit, tessaki-d arraw-is, lsan iceṭṭiḍen iqbuṛen, I wakken ad-banen d yinebgawen n rebbi, imi ur tebɣi ara ad tt-yeɛqel gma-s. Ṭfen iberdan nsen, ad tteddun abrid abrid, taddart tettakiten I tayeḍ, teddun s teqsayen armi wwḍen ɣer wexxam n mmi-s n tezdayt. Tameṭṭut ul-is yettergigi am yifer, imttawen-is bɣan ad afgen, tenṭeq ɣer tarwa-s tenna: -A yarrac, mi ar ad yeɣli yiḍ, ssutret-iyi-d ad awen-d-ssiwleɣ tamacahutt, dɣa nekk ad agiɣ, ad awen-d-iniɣ “ala”, kenwi imirnni ttrut alama qeblaɣ.

Tewwet di tewwurt n wexxam n gma-s, terra-d awal “Sstut m lebtut”: -“Anwa akka id-yekkaten deg tewwurt?”.

-“Ṭṭam n rebbi ma yella wayen ad yi-dtefkem, arraw-iw d igujilen ur sɛin acu ara ččen”!

-«Aha tixxeṛ seg-yinna, ruḥ muqel wayeḍ nniḍan”.

Cuiṭ akka tesla i ṣṣut n gma-s yenna:

-« Aha lli-yas tawwurt, diri-t win yetterran imeɣban, d tinebgit n rebbi i tella! ».

Telli-d “Sstut” tawwurt, tameṭṭut tɣum udem-is I wakken ur tettwalin ara. Tekcem, fkan-as talqimt i-yes ad terr laẓẓ nettat d warraw-is.

Tenṭeq ɣer gma-s tenna s ṣṣut ibedlen I wakken ur tti-ɛeqqel ara: -Di lɛnaya nwen, ǧǧet-iyi ad nnseɣ ass-a ɣer-wen, tamurt seg wanseg id-kkiɣ tebɛed, arraw-iw ɛyan, ma d nekk ṛẓen ifadden-iw, ur zmireɣ ad dduɣ.

Yerra-d Memmi-s n tezdayt yenna-yas: -Ulac uɣilif, tzemreḍ ad ttenṣeḍ iḍ-agi.

Yeɣli-d yiḍ, ččan imensi, yers-d w usu ad ttṣen, dɣa yenṭeq ɣer-s mmi-s amenzu: -A yemma! Siwelaɣ-d tamacahutt deg laɛnaya-m!

-Ala a mmi .. surf-iyi ur zmireɣ ara.

-Ayen akka a yemma, niɣ teẓṛiḍ ḥemlaɣ timucuha-inem?

Yenṭeq-d “Memmi-s n tezdayt”: -Ihi siwelaɣ-d tamacahutt a tammeṭṭut n lɛali, ladɣa imi akka gerzent tmucuha-inem!

-Yerbeḥ a tarwa, kečč d argaz yelhan, tefkiḍ-iyi lqut d wensu, mači d tamacahutt ad ak-kseɣ !.

Tenṭeq tmeṭṭut , tenna: “Macahu!

Ad yeg rebbi ad tyesselhu; ad ttyer amzun d asaru .. Ur ntett amessas; ur neddu ḥafi !... Ɣaf yiwen n wass deg wussan n rebbi, ɣef yiwet n teqcict tedda akked yemmas ad d-nadint tasekkurt di lexla, yeɣli-d fell-asent yiḍ, ulint ɣef tezdayt, tameṭṭut yeqsitt wezrem, teɣli-d seg tezdayt, ččantt lewḥuc, id-yegran seg-s ala llufan yellan di tɛebbuṭ-is …”

“Mmi-s n tezdayt” akked “Sstut” ttḥessissen i tmacahutt, lewhama tzdeɣ udmawen-nsen, aksum nsem yettbeddil lelwan, ma d weltma-s tettddu di tmacahutt n tudert-nsen, nitni tettummuten lqaɛa armi itentečča merra.

-“Akka id ykeffunt ɣef wid ur nettaḍḥi, akka id ytekfa fell-ak a gma id-rebbaɣ .. taggara yḍeggeṛ-iyi di lexla”!

Id as-tenna weltma-as .. uqbel ad d-tḥemmez arraw-is ɣer iciwi-s.

Tamacahutt lwad lwad!

Cniɣ-tt-id I warraw n leǧwad!

Timucuha n setti Sɣur: Lilya Nath Ouali

Siwel-iy-id tamacahut

Memmi-s n tezdayt Macahu..

Ad yeg rebbi ad ttyesselhu; ad ttyer amzun d asaru .. Ur ntett amessas; ur neddu ḥafi !

…

Lexdaɛ si laman id itekk Teddukel tmeɣbut akked gma-s d “Sstut” n tmeṭṭut-is. Wwi-n tiqabacin, tinelli, aqjun, tafḍiṣt d teccuyt n texsayt. Leḥḥun abrid abrid armi wwḍen ɣer lxla, yenṭeq “ e‘mmis n-tezdayt “ ɣer weltm-as : -Ẓṛiɣ teɛyiḍ a weltma, ihi qqim da-gi, hatt-a tqabact-inem ggzem ayen id teṣṣaweḍ tezmert-im, ma yella d nukni ad nṛuḥ akin-inna, tameddit ara kemi-d-afeɣ da-gi akken ad nuɣal s axxam.

-Yerbeḥ a gma! Ad aɣ-yili rebbi d amɛawen.

Teqqim tlemẓit di teḥnact-is, tettakkas iṣɣaren ur teẓṛi taluft yeḍṛan yides.

Ma d gma-s iruḥ akkin, yeqqen aqjun-is ɣer ttejṛa, ycud ɣer-s tafḍist d teccuyt n texsayt, sekkin yeṭṭef abrid-is s axxam.

Tilemẓit tettkemmil leqdic-is di laman, imi i tella ad tsell iweqjun n gma-s ad yesseglaf, d ṣṣut n tefḍist awk d teccuyt I yella yekkat waḍu ɣer tjuṛ, ihi tɣil dakken gma-s yella din kan ɣer yidis-is.

Mi tekfa teqcict cceɣl-is, ad tetṭṛaǧu gma-s, lamaɛna am win yurǧan wi turǧa teryel. Mmi-s n-tezdayt iṛuḥ yeǧǧatt. Ṭlam yebda ad yiɣelli, tilemẓit tkecm-itt tugdi .. dɣa tessawal:

-A mmi-s n tezdayt, anida teddiḍ akka, aqli fukk-ɣ leqdic iw, iyya-d ad nnuɣal s axxam!

Taqcicit ad tessawal i win ur d-nesli, am win i yessawalen iw zeqquṛ. Gma-s ulac-it, yegra-d kan weqjun ad yesseglaf ..awk d nettat deg lexla.

Yeɣli -d yiḍ, tufa-d iman-is weḥdes, imeṭṭawen-is d asafu, ɛṛqent-as temsal ur teẓṛi amek ara teḍṛu yides.

Cuiṭ akka, yɛedda-d yiwen n ufellaḥ ɣef weɣyul-ines, yiwala-tt kan dɣa yewhem acu iyeǧǧan tilemẓit tucbiḥt id tt-yecban di lexla imir nni! Neṭṭat mi id twala tugad-it tenṭeq tenna-yas: -Dacu-k a lxelq-agi?

-Delxelq id kem-yecban aya! Dacu akka id txedmeḍ lawan-a da-gi a tameṭṭut?

-Ad ttṛaǧuɣ gma d tmeṭṭut-is, haten ih akin-inna, ssel i weqjun- ines ad yesseglaf, … tselleḍ-as?

-Surf-iyi kan a weltma, tura id d-zziɣ i lexla d tirni, maca ur d-mlal-ɣ d yiwen! Aqjun walaɣ-t, ma d gma-m .. ulac!!.

Taqcict tewhem .. ur tufi acu ad tini ! imi gma-s id d-tṛebba yxedm-as tadyant yecban ta ! .. Sekkin tenna: -Ihi yeǧǧa-yi da!! Ayen akka a gma ɛzizen ..dacu ik-xedm-ɣ ɛni ?!!..

Afellaḥ yewhem , yegguma ad yefhem dacu i yellan ..yuɣal yenna-yas: -Mel-iyi kan a taqcict n medden anda i tzedɣeḍ ad akem-awiɣ ɣer gma-m.

-Ur ssin-ɣ ara abrid, yides id-ddiɣ, aṭas idnelḥa, yerna laɛmeṛ id-ussiɣ ɣer dagi!

-Ulamek ara kem-ǧǧeɣ dagi, iḍ ɣezzif, lexla teččuṛ d lewḥuc. Lḥun ad t-dduḍ s axxam-iw, azekka anẓeṛ amek ara n-xdem!

Teddukel tlemẓit akked wergaz armi d axxam-is, yefka-yas anda ad teṭṭeṣ ad tesɛeddi iḍ-ines, yerna-yas talqimt iyes id teččuṛ taɛbbuṭ-is tilemt.

Mi iyyuli wass, iruḥ u fellaḥ ɣer tnebgit-is, yenna-yas: -I tura mel-iyi taqṣiṭ-inem, I wacu id kemyeǧǧa gma-m di tlemmast n lexla?

Taqcict teggugem seg leḥzen .. tuɣal teḥkay-as taqṣiṭ n tɛebbuṭ-is i ččuṛen yizerman. Argaz tɣaḍ-it nezzah.. dɣa yenna-yas: -Nekk a yell-is n madden, bɣiɣ ad kemɛiwn-ɣ, acku yqeṛeḥ-iyi wul-iw fell ḥala-m, maca ma yella ulac uɣilif ad tt-uɣaleḍ d tameṭṭut-iw? Nekk d awḥid di ddunit akken id tettwaliḍ.Ihi ma yella tebɣiḍ ad nexdem nekk yidem axxam, yerna d nekk ad akem-yesseḥlun seg waṭṭan i kem-yizedɣen.

-Nekk ur sɛiɣ yiwen, gma id-ṛebbaɣ yiḍegger-iyi, ur sɛiɣ anda ɣer ad rreɣ, aqli qebleɣ ad iyi-taɣeḍ d tameṭṭut-ik.

Ddunit akn id tettakkas id tettak Tezweǧ tlemẓit akked ufellaḥ, ɛeddan w ussan, dɣa ygezmi-tt deg ṛṛay dakken yewweḍ-d lawan I wakken ad ydawi t ameṭṭut-is, yekker wergaz yuɣ-d taqabact, aɛukkaz, tinelli d tbaqit. Telta n wussan id tt-yeǧǧa war lqut, yettak-as ḥala aman yimeṛɣanen. Ɛeddan telta n wussan, argaz yeddem tameṭtut-is yɛelleq-itt seg yiḍaṛṛen-is, yesres ddaw-as tabaqit yeččuren d

34

‫‪lemqam‬‬

‫تصوير وليد حميدة‬

‫تصوير لمين حميدة‬

‫قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ‪2015‬‬

‫‪lemqam‬‬

‫‪www.qasantina2015.org‬‬