هل الأنبياء معصومون؟

Page 1

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫هل يخطئ النبياء؟‬ ‫مامعنى عصمة النبياء؟ هل معناها أنهم معصومون من الذنوب أم معصومون بمنعهم من‬ ‫الخطأ أو تصحيح أخطائهم بعد حصولها‪ ،‬وذلك بالوحي؟‬ ‫النبياء معصومون من الذنوب بل شك وا يمنعهم من ذلك ) ولقد ه ّم ت به وهم بها لول‬ ‫أن رأى برهان ربه‪ ،‬ذلك لنيصرف عنه السوء والفحشاء‪ ،‬إنه من عبادنا المخ َليصين (* سورة‬ ‫يوسف‪ -‬آية ‪24‬‬

‫‪ .‬أمثلة على أخطاء لنبياء سابقين‬ ‫‪ .‬وإن يونس لمن المرسلين‪ .‬إذ أبق إلى الففلك المشحون( آية ‪ 139‬وآية ‪ 140‬من سورة الصافات (‬ ‫د ل حسن اً من بعد سوء( آية ‪ 10‬وآية ‪ 11‬من سورة (‬ ‫ي المرَسلون‪ .‬إل من ظلم ثم ب ّ‬ ‫إني ل يخاف لد ّ‬

‫‪.‬النمل‬

‫‪ .‬يجادلنا في قوم لوط‪ .‬ياإبراهيم أعرض عن هذا‪ ،‬إنه قد جاء أمر ربك( آية ‪ 74‬من سورة هود (‬ ‫ك ذبوا جاءهم نيصرنا( آية ‪ 110‬من سورة يوسف (‬ ‫‪ .‬حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد ُ‬ ‫هل أخطأ رسول ا صلى ا عليه وسلم؟‬ ‫قبل الدخول في التفصيل أذّكر أن الية ) ياأيها الرسو ل ب ّل غ ما ُأنز ل إليك من ربك‪ ،‬وإن لم‬ ‫تفعل فما ب ّلتغ ت رسالته‪ ،‬وال يعيصمك من الناس( آية ‪ 67‬من سورة المائدة‪ ،‬ليست دللة على‬ ‫‪.‬العصمة من الخطأ بل هي الحماية له من الناس حينما يبلغ النبي الرسالة‬ ‫النبي – عليه الصلة والسلم‪ -‬أخطأ في اجتهادات منه في أمور إدارة العائلة والجيش‬ ‫والدولة وقام الوحي بعدها بتصحيح الموقف وبيان البديل الصحيح‪ .‬إن هذا واضح من آيات‬ ‫مختلفة‪ .‬ولو كان كل ما يقرره أو ينطق به وحيا‪ ،‬كما يدعي البعض اعتمادا على آيتي )وما‬ ‫ينطق عن الهوى‪ ،‬إن هو إل وحي يوحى(‬

‫آية ‪ 3‬و‬

‫آية‬

‫‪ 4‬من سورة النجم‪ -‬لكان هناك تناقض واضح في‬

‫المور‪ ،‬فكيف يوحي ا له ليقول قول ً أو يعمل عمل ً ثم يأتي بعد ذلك ليصحح المر بوحي‬ ‫قرآني وقد يعتب عليه بسبب ما قال أو قرر؟ كما أن قيامه – صلى ا عليه وسلم‪ -‬باستشارة‬ ‫الصحابة أو نسائه هو أيضا مناقض لفكرة أنه موحى إليه في كل ما يقول ويفعل‪ .‬وإذا اعتمد‬ ‫‪1‬‬


‫البعض‪-‬خطًأ‪ -‬على الية الكريمة المذكورة ليقول إن ذلك يشمل القرآن الموحى إليه وغير‬ ‫القرآن فإن هؤلء يكونون قد وقعوا في تناقض كبير بينهم وبين القرآن الكريم نفسه‬ ‫وصحاح الحاديث‪ .‬إن الصحابة أنفسهم‪ -‬رضي ا عنهم – كانوا كثيرا ما يسألون النبي – عليه‬ ‫الصلة والسلم – في مواضع إدارية أو عسكرية إن كان قراره وحيا ليقبلوا به دون نقاش‪،‬‬ ‫أم هو من تقدير النبي ليناقشوه ويبدوا آراءهم مقابل رأيه‪ .‬وكان النبي يقبل منهم إبداء‬ ‫الرأي ويناقشهم فيه أو قد يقبل به‪ .‬والقرآن نفسه يأمره أن يشاورهم في المر‪ .‬ولو كان كل‬ ‫مايقوله أو يعمل‪ ،‬حتى في المور الدارية‪ ،‬وحيا أوحي إليه لنهاهم أن يبينوا رأيا بعد رأيه‬ ‫ي وكل ما يصدر عنه إنما هو وحي من عند ا‬ ‫‪.‬ولقال لهم إنه نب ّ‬

‫آيات تدل على تصحيح اجتهادات أتى بها الرسول عليه الصلة والسلم في أمور‬ ‫‪ :‬إدارية غير عقائدية‬ ‫إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك ال‪ ،‬ول تكن للخائنين خيصيما‪(.‬‬ ‫واستتغفر ال إن ال كان غفوراً رحيما‪ .‬ول تجاد ل عن الذين يختانون أنفسهم‪ ،‬إن ال ل‬ ‫يحب من كان خوان اً أثيما (‪-‬‬

‫اليات ‪ 107-105‬من سورة النساء‬

‫‪ :‬القصة كما وردت في الحديث والسيرة‬ ‫شي ٌر رج ًل مناف ًقا‬ ‫ش ٌر وكان ُب َ‬ ‫شي ٌر و ُم َب ّ‬ ‫ق ِبش ٌر و ُب َ‬ ‫ل لهم بنو أُ َبي ِر ٍ‬ ‫ت م ّنا يقا ُ‬ ‫ل بي ٍ‬ ‫ ] أنه قال [ كان أه ُ‬‫ب ثم يقو ُ‬ ‫ل‬ ‫ض العر ِ‬ ‫ح ُله بع َ‬ ‫م ثم َين َ‬ ‫ا عليه وس ّل َ‬ ‫ا ص ّلى ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ب رسو ِ‬ ‫شع َر يهجو به أصحا َ‬ ‫يقو لُ ال ّ‬ ‫م ذلك‬ ‫ل اِ ص ّلى اُ عليه وس ّل َ‬ ‫ن كذا وكذا قال فل نٌ كذا وكذا فإذا سمع أصحا بُ رسو ِ‬ ‫قال فل ٌ‬ ‫نا ُ‬ ‫ق‬ ‫لبير ِ‬ ‫ل وقالوا اب ُ‬ ‫ث أو كما قال الرج ُ‬ ‫ع َر إل هذا الخبي ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل هذا ال ّ‬ ‫ا ما يقو ُ‬ ‫شع َر قالوا و ِ‬ ‫ال ّ‬ ‫س إنما طعا ُمهم‬ ‫م وكان النا ُ‬ ‫ت حاج ٍة وفاق ٍة في الجاهلي ِة والسل ِ‬ ‫ل بي ِ‬ ‫قالها قال وكان أه َ‬ ‫ك‬ ‫م من ال ّد ْر َم ِ‬ ‫شا ِ‬ ‫ت ضافط ٌة من ال ّ‬ ‫ل إذا كان له َيسا ٌر فق ِدم ْ‬ ‫شعي ُر وكان الرج ُ‬ ‫بالمدين ِة التم ُر وال ّ‬ ‫ت ضافط ٌة‬ ‫ل فإنما طعا ُمهم ال ّتم ُر والشع ُير فقدم ْ‬ ‫عيا ُ‬ ‫سه وأما ال ِ‬ ‫ص بها نف َ‬ ‫ل منها فخ ّ‬ ‫ابتاع الرج ُ‬ ‫ك فجعله في مش ُر َب ٍة له وفي المشر ُب ِة‬ ‫ن زي ٍد حم ًل من ال ّد ْر َم ِ‬ ‫مي رفاع ُة ب ُ‬ ‫م فابتاع ع ّ‬ ‫من الشا ِ‬ ‫ح فلما‬ ‫م والسل ُ‬ ‫خ َذ الطعا ُ‬ ‫ت المش ُر َب ُة و أُ ِ‬ ‫ت ف ُن ِق َب ِ‬ ‫ت البي ِ‬ ‫ي عليه من تح ِ‬ ‫ع ِد َ‬ ‫ف ف ُ‬ ‫ع وسي ٌ‬ ‫سل حٌ و ِدر ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ب‬ ‫ت َمشرب ُتنا ف ُذ ِ‬ ‫ي في ليل ِتنا هذه ف ُن ِق َب ْ‬ ‫ع ِد َ‬ ‫ن أخي إنه ُ‬ ‫مي رفاع ُة فقال يا اب َ‬ ‫أصبح أتاني ع ّ‬ ‫ق استو َقدوا في هذه‬ ‫سنا في الدار وسأ ْلنا فقيل لنا قد رأينا بني ُأبي ِر ٍ‬ ‫س ْ‬ ‫حنا فتح ّ‬ ‫بطعا ِمنا وسل ِ‬ ‫‪2‬‬


‫ق قالوا ونحن نسأل في‬ ‫ض طعا ِمكم قال وكان بنو أ ُ َبير ٍ‬ ‫الليل ِة ول نرى فيما نرى إل على بع ِ‬ ‫م فلما سمع َل ِبي ٌد اخترط‬ ‫ح وإسل ٌ‬ ‫ل منا له صل ٌ‬ ‫ل رج ٌ‬ ‫ن سه ٍ‬ ‫ا ما نرى صاح َبكم إل َل ِبي َد ب َ‬ ‫الدا ِر و ِ‬ ‫ن هذه السرق َة قالوا إليك عنها‬ ‫ف أو لتب ّي ُن ّ‬ ‫ق فوا َل ُيخالط ّنكم هذا السي ُ‬ ‫سي َفه وقال أنا أسر ُ‬ ‫مي يا‬ ‫ك أنهم أصحا ُبها فقال لي ع ّ‬ ‫ل فما أنت بصاح ِبها فسأ ْلنا في الدا ِر حتى لم نش ّ‬ ‫أيها الرج ُ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ت رسو َ‬ ‫ل‬ ‫ة فأتي ُ‬ ‫ت ذلك له قال قتاد ُ‬ ‫م فذكر َ‬ ‫ا عليه وس ّل َ‬ ‫ُ‬ ‫ا ص ّلى‬ ‫ِ‬ ‫ت رسو َ‬ ‫ل‬ ‫ن أخي لو أتي َ‬ ‫اب َ‬ ‫ن زي ٍد فنقبوا‬ ‫مي رفاع َة ب ِ‬ ‫ء عمدوا إلى ع ّ‬ ‫ل جفا ٍ‬ ‫ت منا أه ُ‬ ‫ل بي ٍ‬ ‫ن أه َ‬ ‫تإ ّ‬ ‫م فقل ُ‬ ‫ا عليه وس ّل َ‬ ‫ص ّلى ُ‬ ‫م فل حاج َة لنا فيه فقال‬ ‫حنا فأما الطعا ُ‬ ‫حه وطعا َمه ف ْل َي ُر ّدوا علينا سل َ‬ ‫مشرب ًة له وأخذوا سل َ‬ ‫ل له ‪:‬‬ ‫ق أتوا رج ًل منهم ‪ُ ،‬يقا ُ‬ ‫م سآم ُر في ذلك ‪ .‬فلما سمع بنو أُ َبي ِر ٍ‬ ‫ا عليه وس ّل َ‬ ‫ُ‬ ‫ي ص ّلى‬ ‫ال ّنب ّ‬ ‫ل الدا ِر ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا رسو َ‬ ‫ل‬ ‫ة ‪ ،‬فك ّلموه في ذلك ‪ ،‬واجتمع في ذلك نا سٌ من أه ِ‬ ‫ن عرو َ‬ ‫سي ُر ب ُ‬ ‫ُأ َ‬ ‫ح ‪ ،‬يرمونهم بالسر َق ِة‬ ‫م وصل ٍ‬ ‫ل إسل ٍ‬ ‫ت منا أه ِ‬ ‫ل بي ٍ‬ ‫مه عمدا إلى أه ِ‬ ‫ن ال ّنعما نِ وع ّ‬ ‫ةب َ‬ ‫ا إ نّ قتاد َ‬ ‫ِ‬ ‫م فك ّلم ُته فقال ‪:‬‬ ‫ا عليه وس ّل َ‬ ‫ُ‬ ‫ا ص ّلى‬ ‫ِ‬ ‫ت رسو َ‬ ‫ل‬ ‫ة ‪ :‬فأتي ُ‬ ‫ت ‪ .‬قال قتاد ُ‬ ‫من غير ب ّين ٍة ‪ ،‬ول ث ْب ٍ‬ ‫ت وبين ٍة ؟ ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫ح ‪ ،‬ترميهم بالسرق ِة على غي ِر َثب ٍ‬ ‫م وصل ٌ‬ ‫ت ‪ُ ،‬ذ ِك َر منهم إسل ٌ‬ ‫ل بي ٍ‬ ‫عمد تَ إلى أه ِ‬ ‫ا عليه وس ّل مَ في‬ ‫ُ‬ ‫ل اِ ص ّلى‬ ‫م رسو َ‬ ‫ت من بعض مالي ولم أك ّل ْ‬ ‫ت أني خرج ُ‬ ‫ت ولودد ُ‬ ‫فرجع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ت ‪ ،‬فأخبر ُته بما قال لي رسو ُ‬ ‫ل‬ ‫ن أخي ما صنع َ‬ ‫ذلك ‪ ،‬فأتاني عمي رفاع ُة ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا اب َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ن نزل القرآ ُ‬ ‫ثأ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬فلم ي ْل َب ْ‬ ‫ا المستعا ُ‬ ‫م ‪ ،‬فقال ‪ُ :‬‬ ‫ا عليه وس ّل َ‬ ‫ص ّلى ُ‬ ‫ن ‪ِ ) .‬إن فاّ أَْن َز ْلنَفا إِلَْي َ‬ ‫ك ال ك تفَفا َ‬ ‫ك ال لّهُ وَل تَ ُ ِ ِ ِ‬ ‫ن الن فاّ ِ‬ ‫ق ‪َ ) ،‬وا ْس تَفْتغ فِفرِ ال ّله( مما‬ ‫ن خَِيص يفًما( أي بني أ ُ َبي ِر ٍ‬ ‫ق لِتَْح ُ‬ ‫ِبال َح ّ‬ ‫س بَِما أَ​َرا َ‬ ‫ك ْن لْل َخا ئ ني َ‬ ‫ك فمَ بَْي َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ت لقتاد َ‬ ‫قل َ‬ ‫بف َم ْن َ‬ ‫ن ال لّهَ َ‬ ‫ن أَْن فَُس ُه ْم إِ ّ‬ ‫ة ) إِ ّ‬ ‫ن ال لّهَ َل يُِح ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ن يَْختَفا ُنو َ‬ ‫ن غَ ُفو ًرا َرِح ي ًما‪َ .‬وَل تَُجا د ْ ل عَ ِن ا لّذ ي َ‬ ‫كا َ‬ ‫س وَل ي س تَفخ ُفو ِ‬ ‫خ ّوان فا أَِثي ما ي س تَفخ ُفو ِ‬ ‫ن ال لِّه َو ُه َو َم َع ُه ْم ‪ ....‬إلى قوله َرِح ي ًما (‪ .‬أي لو‬ ‫ن مَ‬ ‫ن الن فاّ ِ َ َ ْ ْ َ‬ ‫ن مَ‬ ‫ً َْ ْ َ‬ ‫َ ً‬ ‫ا لغفر لهم ‪ ) .‬و م ن ي ْ ِ‬ ‫ك ِس ف ُبفهُ عَ​َلى نَفْ ِس هف إلى قوله َو إِْث ًما ُم ِبينًفا( – قولهم‬ ‫َ‬ ‫استغفروا‬ ‫بف إِْث ًما ف فَإِنَّما يَ ْ‬ ‫َ​َ ْ َ‬ ‫ك سف ْ‬ ‫ي رسو ُ‬ ‫ل‬ ‫ن أ ُ ِت َ‬ ‫ف ف نُْؤ ِتي ِه أَْج ًر فا عَ ِظ ي فًما( فلما نزل القرآ ُ‬ ‫ض لُف ال لِّه عَ لَْي َ‬ ‫ك َو َرْح َم فُته إلى قوله فَ​َس ْو َ‬ ‫للبيد – ) َو لَْو َل فَ ْ‬ ‫ح ‪،‬‬ ‫مي بالسل ِ‬ ‫ت ع ّ‬ ‫ة ‪ :‬لما أتي ُ‬ ‫ح فر ّده إلى رفاع َة ‪ .‬فقال قتاد ُ‬ ‫م بالسل ِ‬ ‫ا عليه وس ّل َ‬ ‫ُ‬ ‫ا ص ّلى‬ ‫ِ‬ ‫ت أرى إسل َمه‬ ‫خا قد عشا أو عسا – الشك من أبي عيسى – في الجاهلي ِة ‪ ،‬وكن ُ‬ ‫وكان شي ً‬ ‫حا ‪ .‬فلما‬ ‫ن إسل َمه كان صحي ً‬ ‫تأ ّ‬ ‫ا ‪ ،‬فعرف ُ‬ ‫ن أخي هو في سبيل ِ‬ ‫مدخو ًل ‪ ،‬فلما أتي ُته قال ‪ :‬يا اب َ‬ ‫‪3‬‬


‫ا تعالى‬ ‫ن سم ّي َة ‪ ،‬فأنزل ُ‬ ‫ت سع ِد ب ِ‬ ‫سلف َة بن ِ‬ ‫نزل القرآ نُ ‪ ،‬لحق بشي ٌر بالمشركين ‪ ،‬فنزل على ُ‬ ‫‪ ) :‬و م ن ي َشا قِ ِق ال ّرسو ل ِم ن ب ع ِد ف ما تَب يّن لَه ال ه دى و ي تّبِع غَ ي ر س ِبيف ِل ال م ْؤ ِم ِني ن نُو لِّه ما تَ ف و ّلى و نُ ِ ِ‬ ‫يص ف ل فه َج َه نّ فمَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ْ َْ َ َ َ ُ ُ َ َ​َ ْ َْ َ‬ ‫َ​َ ْ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن ال لّه َل ي ْتغ فِفر أَن ي ْش ر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ف لّ‬ ‫ك لَِمف ْن يَ​َشفا ءُ َو َمف ْن يُْشف رِ ْ‬ ‫ن ذَِلف َ‬ ‫ك بِه َو يَْتغ فِفُر َم ففا ُ‬ ‫دو َ‬ ‫ت َم يص يفًرا إِ ّ َ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫ك بِففال لّه فَ​َقفْد َ‬ ‫َو َسا ءَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫دا(‪.‬‬ ‫ضَل ًلف بَعي ً‬ ‫َ‬ ‫الراوي‪ :‬قتادة بن النعمان المحدث‪ :‬الترمذي ‪ -‬المصدر‪ :‬سنن الترمذي ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪3036 :‬‬

‫خلةصة حكم المحدث‪ :‬حسن‬

‫ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى ُيخثخن في الرض‪ ،‬تريدون ع َرض الدنيا وال يريد(‬ ‫الخرة وال عزيز حكيم(‪ -‬آية ‪ 67‬من سورةالنفال‬ ‫عففا ال عنك‪ ،‬لم أذن ت لهم حتى يتب ّين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين؟(‪ -‬آية ‪ 43‬من (‬ ‫سورة التوبة‬

‫ن لشيء إني ففاع لٌ ذلك غد ًا‪ ،‬إل أن يشاء ال‪ ،‬واذكر ربك إذا نسي ت‪ ،‬وقفل (‬ ‫ول تقول ّ‬ ‫ا( ‪-‬آية ‪ 23‬وآية ‪ 24‬من سورة الكهف‬ ‫ب من هذا رشد ً‬ ‫عسى أن يهدي ِن ربي لقر َ‬ ‫ ت عليه أمسك عليك زوجك وات ِق ال‪ ،‬و ُتخفي في(‬ ‫وإذ تقو ل للذي أنعم ال عليه وأنعم َ‬ ‫‪ .‬نفسك ماال مبديه وتخشى النا س وال أحق أن تخشاه(‪ -‬أية ‪ 37‬من سورة الحزاب‬ ‫َ‬ ‫ياأيها النبي ل مَ تح ّرم ما أحل ال لك تبتتغي مرضات أزواجك ‪ ،‬وال غفور رحيم(‪ -‬آية ‪ 1‬من (‬ ‫سورة التحريم‬

‫ذكر فتنفعه الذكرى‪ .‬أما من (‬ ‫عبس وتولى أن جاءه العمى‪ .‬ومايدريك لعله يزكى‪ .‬أو ي ّ‬

‫استتغنى ففأن ت له تيصدى‪ .‬وما عليك أل ي ّزكى‪ .‬وأما من جاءك يسعى‪ .‬وهو يخشى‪ .‬ففأن ت‬ ‫عنه تلهى‪ .‬كل‪ -(.....‬عبس ‪10-1‬‬

‫ل‪:‬‬ ‫عل يقو ُ‬ ‫ي صّلى اُ عليه وسّلم فج َ‬ ‫م العمى قالت‪ :‬أتى الّنب ّ‬ ‫م مكتو ٍ‬ ‫نأ ّ‬ ‫س َوتَ​َوّلى( عبس‪ :‬آية ‪.1‬في اب ِ‬ ‫ُأنِزل ْ‬ ‫ت )عَبَ َ‬ ‫ي صّلى‬ ‫عل الّنب ّ‬ ‫ن فج َ‬ ‫ء المشركي َ‬ ‫عظما ِ‬ ‫ل ِمن ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ا عليه وسّلم ر ُ‬ ‫ي صّلى ُ‬ ‫شْدني قالت‪ :‬وعنَد الّنب ّ‬ ‫ا أر ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫يا نب ّ‬ ‫سا‬ ‫ل بأ ً‬ ‫ن أترى بما أقو ُ‬ ‫ي صّلى اُ عليه وسّلم‪ :‬يا فل ُ‬ ‫خِر فقال الّنب ّ‬ ‫ل على ال َ‬ ‫ض عنه وُيقِب ُ‬ ‫ا عليه وسّلم ُيعِر ُ‬ ‫ُ‬ ‫س َوَتَوّلى{‬ ‫عَب َ‬ ‫ل‪ :‬ل‪ ،‬فنَزلت ‪َ} :‬‬ ‫فيقو ُ‬ ‫‪4‬‬


‫الراوي‪ :‬عائشة المحدث‪ :‬ابن حبان ‪ -‬المصدر‪ :‬ةصحيح ابن حبان ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪535 :‬‬ ‫خلةصة حكم المحدث‪ :‬أخرجه في ةصحيحه‬

‫حديث تفصيلي عن موضوع الحديبية‬ ‫حليفِة‬ ‫ع عشر مئًة ِمن أصحاِبه حّتى إذا كانوا بذي ال ُ‬ ‫حديبَيِة في بض َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ا عليه وسّلم زَم َ‬ ‫ي صّلى ُ‬ ‫ خَرج الّنب ّ‬‫خزاعَة يجيُئه‬ ‫جًل ِمن ُ‬ ‫ن يَدْيِه عيًنا له ر ُ‬ ‫عث بْي َ‬ ‫ة وب َ‬ ‫م أحَرم بالعمر ِ‬ ‫عر ث ّ‬ ‫ا عليه وسّلم وأش َ‬ ‫ا صّلى ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫قّلد رسو ُ‬ ‫ن أتاه عيُنه‬ ‫سفا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ط قريًبا ِمن ُ‬ ‫غديِر الشطا ِ‬ ‫ا عليه وسّلم حّتى إذا كان ب َ‬ ‫ا صّلى ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ش وسار رسو ُ‬ ‫بخبِر قري ٍ‬ ‫عا كثير ً‬ ‫ة‬ ‫معوا لك جمو ً‬ ‫ش وج َ‬ ‫معوا لك الحابي َ‬ ‫ي قد ج َ‬ ‫ن لؤ ّ‬ ‫ي وعامَر ب َ‬ ‫ن ُلؤ ّ‬ ‫بب َ‬ ‫ت كع َ‬ ‫ي فقال‪ :‬إّني تَرْك ُ‬ ‫خزاع ّ‬ ‫ال ُ‬ ‫ل‬ ‫ن نمي َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ي أتَروْ َ‬ ‫ا عليه وسّلم‪ ) :‬أشيروا عَل ّ‬ ‫ي صّلى ُ‬ ‫م فقال الّنب ّ‬ ‫ت الحرا ِ‬ ‫وهم مقاِتلوك وصاّدوك عن البي ِ‬ ‫عنًقا‬ ‫جْوا يكونوا ُ‬ ‫نن َ‬ ‫عدوا َموتورين محزونين وإ ْ‬ ‫عدوا ق َ‬ ‫ي هؤلء اّلذين أعانوهم فُنصيَبهم فإنْ ق َ‬ ‫إلى ذرار ّ‬ ‫ن اِ عليه ‪ُ :‬‬ ‫ا‬ ‫ق رضوا ُ‬ ‫صّدي ُ‬ ‫من صّدنا عنه قاَتْلناه ( ؟ فقال أبو بكٍر ال ّ‬ ‫تف َ‬ ‫م البي َ‬ ‫ن أنْ نُؤ ّ‬ ‫ا أم تَرْو َ‬ ‫طعها ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ت قاَتْلناه فقال‬ ‫ن البي ِ‬ ‫ن َمن حال بيَننا وبْي َ‬ ‫ل َأحٍد ولك ْ‬ ‫ئ لقتا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن ولم ن ِ‬ ‫جْئنا ُمعتمري َ‬ ‫ا إّنما ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫م يا نب ّ‬ ‫ورسوُله أعل ُ‬ ‫ت أحًدا‬ ‫ل‪ :‬ما رأ َْي ُ‬ ‫ة يقو ُ‬ ‫هرير َ‬ ‫ي في حديِثه‪ :‬وكان أبو ُ‬ ‫ا عليه وسّلم‪ ) :‬فُروحوا إًذا ( قال الّزهر ّ‬ ‫ي ـ صّلى ُ‬ ‫الّنب ّ‬ ‫مسَوِر‬ ‫ة عن ال ِ‬ ‫عرو َ‬ ‫ي في حديِثه عن ُ‬ ‫ا عليه وسّلم قال الّزهر ّ‬ ‫ا صّلى ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ة لصحاِبه ِمن رسو ِ‬ ‫أكثَر مشاور ً‬ ‫ا صّلى اُ عليه وسّلم‪ ) :‬إّنا‬ ‫ل ِ‬ ‫ق ‪........‬فقال رسو ُ‬ ‫طري ِ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫وَمروانَ في حديِثهما‪ :‬فراحوا حّتى إذا كانوا ببع ِ‬ ‫ن شاؤوا ماَدْدُتهم مّد ً‬ ‫ة‬ ‫ب وأضّرت بهم فإ ْ‬ ‫كْتهم الحر ُ‬ ‫شا قد نَه َ‬ ‫ن فإنّ قري ً‬ ‫جْئنا ُمعتمري َ‬ ‫ل َأحٍد ولكّنا ِ‬ ‫ئ لقتا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫لم ن ِ‬ ‫ن هم أَبْوا‬ ‫موا وإ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫علوا وقد َ‬ ‫سف َ‬ ‫خل فيه الّنا ُ‬ ‫خلوا فيما د َ‬ ‫ن يد ُ‬ ‫س فإنْ ظَهْرنا وشاؤوا أ ْ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫وُيخّلوا بيني وبْي َ‬ ‫فواّلذي نفسي بيِده ُ‬ ‫ء‪:‬‬ ‫ن َوْرقا َ‬ ‫لب ُ‬ ‫ا أمَره ( قال ُبَدْي ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫لقاِتَلّنهم على أمري هذا حّتى تنفِرَد سالفتي أو َلُيْبِدَي ّ‬ ‫ل قوًل‬ ‫عناه يقو ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وس ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫جْئناكم ِمن عنِد هذا الّر ُ‬ ‫شا فقال‪ :‬إّنا قد ِ‬ ‫ل‪ :‬فانطَلق حّتى أتى قري ً‬ ‫غهم ما تقو ُ‬ ‫سُأبِل ُ‬ ‫ي‪:‬‬ ‫ء وقال ذو الّرأ ِ‬ ‫ن ُتخِبرونا عنه بشي ٍ‬ ‫عْلنا فقال سفهاُؤهم ‪:‬ل حاجَة لنا في أ ْ‬ ‫ضه عليكم ف َ‬ ‫ن شِْئتم أنْ نعِر َ‬ ‫فإ ْ‬ ‫ن أبي ُقحافَة فقال‪ :‬أَما واّلذي نفسي‬ ‫عَته ‪ .............‬فقال أبو مسعوٍد ‪َ:‬من هذا ؟ قالوا‪ :‬أبو بكِر ب ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ما س ِ‬ ‫ها ِ‬ ‫خذ‬ ‫ي صّلى اُ عليه وسّلم فكّلما كّلمه أ َ‬ ‫م الّنب ّ‬ ‫عل ُيكّل ُ‬ ‫جْبُتك وج َ‬ ‫جِزك بها ل َ‬ ‫بيِده لول يٌد كانت لك عندي لم أَ ْ‬ ‫مغَفُر فكّلما‬ ‫ف وال ِ‬ ‫سي ُ‬ ‫ي صّلى اُ عليه وسّلم وعليه ال ّ‬ ‫س الّنب ّ‬ ‫م على رأ ِ‬ ‫ي قائ ٌ‬ ‫شعبَة الّثقف ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ةب ُ‬ ‫بِلحيِته والمغير ُ‬ ‫خْر يَدك عن لحيِة‬ ‫ف‪ ،‬وقال‪ :‬أ ّ‬ ‫سي ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ضَرب يَده بَن ْ‬ ‫ا عليه وسّل َ‬ ‫ي صّلى ُ‬ ‫ة بيِده إلى لحيِة الّنب ّ‬ ‫عرو ُ‬ ‫أهوى ُ‬ ‫ي فقال‪:‬‬ ‫شعبَة الّثقف ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ةب ُ‬ ‫سه وقال ‪َ:‬من هذا ؟ فقالوا‪ :‬المغير ُ‬ ‫ة رأ َ‬ ‫ا عليه وسّلم فرَفع عرو ُ‬ ‫ا صّلى ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫رسو ِ‬ ‫ل له ‪ِ:‬مكَرٌز فقال‪ :‬دعوني آِتِه فقالوا‪:‬‬ ‫ل منهم ُيقا ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫غدَرِتك ‪ ................‬فقام ر ُ‬ ‫ت أسعى في َ‬ ‫س ُ‬ ‫غَدُر‪ ،‬أوَل ْ‬ ‫ي ُ‬ ‫أ ْ‬ ‫‪5‬‬


‫عل ُيكّلمُ الّنب ّ‬ ‫ي‬ ‫ل فاجٌر ( فج َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ا عليه وسّلم‪ ) :‬هذا ِمكَرٌز وهو ر ُ‬ ‫ي صّلى ُ‬ ‫ما أشَرف عليهم قال الّنب ّ‬ ‫ائِته فل ّ‬ ‫ي عن‬ ‫خِتيان ّ‬ ‫س ْ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫مٌر‪ :‬فأخَبرني أّيو ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ن عمٍرو قال َم ْ‬ ‫لب ُ‬ ‫سهي ُ‬ ‫مه إذ جاءه ُ‬ ‫ا عليه وسّلم فبينما هو ُيكّل ُ‬ ‫صّلى ُ‬ ‫ا لكم أمَركم ( قال‬ ‫ل قد سّهل ُ‬ ‫سهي ٌ‬ ‫ا عليه وسّلم‪ ) :‬هذا ُ‬ ‫ي صّلى ُ‬ ‫ل قال الّنب ّ‬ ‫سهي ٌ‬ ‫ما جاء ُ‬ ‫عكرمَة قال‪ :‬فل ّ‬ ‫ِ‬ ‫ت اكُتبْ بيَننا وبيَنكم‬ ‫ل قال‪ :‬ها ِ‬ ‫سهي ٌ‬ ‫ما جاء ُ‬ ‫مسَوِر وَمروانَ‪ :‬فل ّ‬ ‫ة عن ال ِ‬ ‫عرو َ‬ ‫ي عن ُ‬ ‫مٌر في حديِثه عن الّزهر ّ‬ ‫ع َ‬ ‫َم ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن‬ ‫ا ما هو ول ِ‬ ‫ن فل أدري و ِ‬ ‫ل‪ :‬أّما الّرحم ُ‬ ‫سهي ٌ‬ ‫م فقال ُ‬ ‫ن الّرحي ِ‬ ‫ا الّرحم ِ‬ ‫م ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ب ِب ْ‬ ‫ب فقال‪ :‬اكُت ْ‬ ‫كتاًبا فدعا الكات َ‬ ‫ي صّلى‬ ‫ن فقال الّنب ّ‬ ‫مسَوِر وَمروا َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫ةع ِ‬ ‫عرو َ‬ ‫ي ‪..............‬وقال في حديِثه عن ُ‬ ‫م قال الّنب ّ‬ ‫مث ّ‬ ‫مك الّله ّ‬ ‫ب باس ِ‬ ‫اكُت ْ‬ ‫ب أّنا‬ ‫ث العر ُ‬ ‫ن عمٍرو‪ :‬إّنه ل يتحّد ُ‬ ‫لب ُ‬ ‫سهي ُ‬ ‫ف به فقال ُ‬ ‫ت فنطو َ‬ ‫ن البي ِ‬ ‫خّلوا بيَننا وبْي َ‬ ‫ا عليه وسّلم‪ ) :‬على أنْ ُت َ‬ ‫ُ‬ ‫ن كان‬ ‫ل وإ ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن عمٍرو‪ :‬على أّنه ل يأتيك مّنا ر ُ‬ ‫لب ُ‬ ‫سهي ُ‬ ‫ل‪ ،‬فكَتب‪ ،‬فقال ُ‬ ‫م المقِب ِ‬ ‫ن لك ِمن العا ِ‬ ‫ك ْ‬ ‫ضغطًة‪ ،‬ول ِ‬ ‫خْذنا ُ‬ ‫ُأ ِ‬ ‫ما‬ ‫ن وقد جاء مسِل ً‬ ‫سبحانَ اِ كيف ُيَرّد إلى المشركي َ‬ ‫ن ‪ُ:‬‬ ‫على ِديِنك أو ُيريُد ديَنك إ ّل رَدْدَته إلينا فقال المسِلمو َ‬ ‫ا صّلى‬ ‫ل ِ‬ ‫ب أَمر رسو ُ‬ ‫ا عليه وسّلم ِمن الكتا ِ‬ ‫ا صّلى ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما فَرغ رسو ُ‬ ‫فبينما هم على ذلك ‪ -................‬فل ّ‬ ‫ث ُ‬ ‫ا‬ ‫ن ُيحِد َ‬ ‫ءأ ْ‬ ‫ل منهم رجا َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ي واحِلقوا ( قال‪ :‬فواِ ما قام ر ُ‬ ‫حروا الَهْد َ‬ ‫ا عليه وسّلم أصحاَبه فقال‪ ) :‬ان َ‬ ‫ُ‬ ‫ت ِمن‬ ‫م سَلمَة فقال‪ :‬ما لقي ُ‬ ‫خل على أ ّ‬ ‫ا عليه وسّلم فد َ‬ ‫ا صّلى ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫حٌد منهم قام رسو ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫ما لم يُق ْ‬ ‫أمًرا فل ّ‬ ‫ك وتدعَو حالَقك فقام‬ ‫حَر ُبدَن َ‬ ‫ن أحًدا منهم كلمًة حّتى تن َ‬ ‫م ّ‬ ‫ج ول ُتكّل َ‬ ‫ب ذاك‪ ،‬اخُر ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م سَلمَة‪ :‬أَوُت ِ‬ ‫س قالت أ ّ‬ ‫الّنا ِ‬ ‫ما رأى ذلك‬ ‫م دعا حالَقه فحَلقه فل ّ‬ ‫حر ُبْدَنه ث ّ‬ ‫م أحًدا منهم حّتى ن َ‬ ‫ا عليه وسّلم فخَرج ولم ُيكّل ْ‬ ‫ي صّلى ُ‬ ‫الّنب ّ‬ ‫ضا ‪...............‬إلى آخر الحديث‪.‬‬ ‫ل بع ً‬ ‫ضهم يقُت ُ‬ ‫ضا حّتى كاد بع ُ‬ ‫ق بع ً‬ ‫ضهم يحِل ُ‬ ‫عل بع ُ‬ ‫سج َ‬ ‫الّنا ُ‬ ‫الراوي‪ :‬المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم المحدث‪ :‬ابن حبان ‪ -‬المصدر‪ :‬ةصحيح ابن حبان ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪4872 :‬‬ ‫خلةصة حكم المحدث‪ :‬أخرجه في ةصحيحه‬

‫فانظر إلى كثرة المداولت بين النبي وصحبه وانظر إلى رأي زوجته واّتباعه – صلى ا عليه وسلم‪ -‬لذلك‬ ‫الرأي‪.‬‬ ‫الرسول عليه الصلة والسلم كان يستشير أصحابه في أكثر أموره والقرآن يحثه على ذلك )وشاورهم في المر(‬ ‫آل عمران آية ‪ 159‬وكانوا يسألونه إن كان مايقرره وحيا‪ ،‬فإن كان وحيا أطاعوا وإن كان الرأي والمشورة أشاروا‬ ‫‪.‬عليه‬

‫حديث عن موقعة بدر‬

‫‪6‬‬


‫منِذِر لرسو ِ‬ ‫ل‬ ‫ن ال ُ‬ ‫بب ُ‬ ‫حبا ُ‬ ‫ل‪ ،‬فقال ال ُ‬ ‫ي في المنز ِ‬ ‫ا عليه وسّلم قال لصحابِه ‪ :‬أشيروا عل ّ‬ ‫ا صّلى ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن رسو َ‬ ‫أ ّ‬‫خَره ؟ أم هو الّرأ ُ‬ ‫ي‬ ‫ا ليس لنا أن نتقّدَمه ول نتأ ّ‬ ‫كه ُ‬ ‫ل أنَزَل َ‬ ‫ل أمنِز ٌ‬ ‫ت هذا المنِز َ‬ ‫ا عليه وسّلم ‪ :‬أرأي َ‬ ‫ا صّلى ُ‬ ‫ِ‬ ‫ة ‪ .‬قال ‪ :‬فإن هذا‬ ‫ب والمكيَد ُ‬ ‫حر ُ‬ ‫ي وال َ‬ ‫ا عليه وسّلم ‪ :‬بل هو الّرأ ُ‬ ‫ا صّلى ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ة ؟ فقال رسو ُ‬ ‫حربُ والمكيَد ُ‬ ‫وال َ‬ ‫م‪...‬‬ ‫ء القو ِ‬ ‫ق بنا إلى أدنى ما ِ‬ ‫ل‪ ،‬انطِل ْ‬ ‫ليس بمنِز ٍ‬ ‫الراوي‪ - :‬المحدث‪ :‬ابن العربي ‪ -‬المصدر‪ :‬أحكام القرآن ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪1/391 :‬‬ ‫خلةصة حكم المحدث‪ :‬ثابت‬

‫آية أخرى من القرآن الكريم‬

‫ ت منهم واستتغفر لهم ال(‪-‬‬ ‫) ففإذا استأذنوك لبعض شأنهم ففأذن لمن شئ َ‬

‫سورة النور‪ -‬آية ‪62‬‬

‫هذه الية تبّين‬

‫أن للرسول مشيئته في إدارة المور التنظيمية‪ ،‬ومشيئته ليست وحيا بطبيعة الحال‪ .‬فهل مشيئة الرسول‬ ‫بالذن لمن يشاء تأتي بوحي من ا ثم يقول ا –تعالى‪ -‬فأذن لمن شئت منهم؟ إذ لوكانت وحيا لما‬ ‫سماها ا تعالى"لمن شئت منهم"‬

‫حديث تفصيلي عن حادثة الفك‪:‬‬ ‫)إن الذين جاءوا بالفك عيصبة منكم‪ ،‬ل تحسبوه شراً لكم بل هو خيرلكم(‬

‫آية ‪ ، 11‬سورة النور‬

‫ج بها رسو ُ‬ ‫ل‬ ‫مها خَر َ‬ ‫ج سه ُ‬ ‫ن خَر َ‬ ‫جه ‪ ،‬فأّيُته ّ‬ ‫ن أزوا ِ‬ ‫ع بي َ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم إذا أراَد سفًرا أَْقَر َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ كان رسو ُ‬‫ت مع‬ ‫ج ُ‬ ‫ج فيها سهمي ‪ ،‬فخَر ْ‬ ‫ة غزاها‪ ،‬فخَر َ‬ ‫ع بيَننا في غزو ٍ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم معه ‪ ،‬قالت عائشُة ‪ :‬فأقَر َ‬ ‫ِ‬ ‫سْرنا حتى إذا‬ ‫ل فيه ‪ ،‬ف ِ‬ ‫جي وأ ُْنَز ُ‬ ‫هْوَد ِ‬ ‫ل في َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت أُ ْ‬ ‫كْن ُ‬ ‫ب‪،‬ف ُ‬ ‫ل الحجا ُ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم بعَد ما أ ُْنِز َ‬ ‫ل ِ‬ ‫رسو ِ‬ ‫ل‪،‬‬ ‫ن ليلًة بالرحي ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وَدَنْونا ِمن المدينِة قافلين ‪ ،‬آَذ َ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم من غزوِته تلك وَقَف َ‬ ‫ل ِ‬ ‫غ رسو ُ‬ ‫َفَر َ‬ ‫س ُ‬ ‫ت‬ ‫م ْ‬ ‫حلي ‪ ،‬فَل َ‬ ‫ت إلى َر ْ‬ ‫ت شأني أقَبْل ُ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ش ‪ ،‬فلما َق َ‬ ‫ت الجي َ‬ ‫ت حتى جاوْز ُ‬ ‫شْي ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪،‬ف َ‬ ‫ن آَذنوا بالّرحي ِ‬ ‫متُ حي َ‬ ‫فُق ْ‬ ‫سني ابتغاُؤه ‪ ،‬قالت ‪ :‬وأقب َ‬ ‫ل‬ ‫حَب َ‬ ‫عْقدي؛ ف َ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت فالَت َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ع ! فَر َ‬ ‫ط َ‬ ‫ظَفاِر قد انق َ‬ ‫ع َ‬ ‫جْز ِ‬ ‫عْقٌد لي ِمن َ‬ ‫صدري فإذا ِ‬ ‫‪7‬‬


‫ب عليه ‪ ،‬وهم‬ ‫ت أرَك ُ‬ ‫حلوه على بعيري الذي كن ُ‬ ‫هْوَدجي‪ ،‬فَر َ‬ ‫حُلون لي ‪ ،‬فاحتملوا ُ‬ ‫ط الذين كانوا َيْر َ‬ ‫ه ُ‬ ‫الّر ْ‬ ‫م‪،‬‬ ‫عَلَقَة ِمن الطعا ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م ؛ إنما يأُكْل َ‬ ‫ن اللح ُ‬ ‫شُه ّ‬ ‫غ َ‬ ‫ن ‪ ،‬ولم َي ْ‬ ‫خَفاًفا لم َيْهُبْل َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ء إذ ذا َ‬ ‫سبون أني فيه ‪ ،‬وكان النسا ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫َي ْ‬ ‫ل فساروا ‪،‬‬ ‫ن ‪ ،‬فبعثوا الجم َ‬ ‫ت جاريًة حديثَة الس ّ‬ ‫ن َرفعوه وحملوه ‪ ،‬وكن ُ‬ ‫ج حي َ‬ ‫خَفَة الَهْوَد ِ‬ ‫م ِ‬ ‫كِر القو ُ‬ ‫فلم َيسَْتْن ِ‬ ‫ت منزلي الذي‬ ‫ممْ ُ‬ ‫ب ‪ ،‬فَتَي ّ‬ ‫ع ول مجي ٌ‬ ‫ت منازَلهم وليس بها منهم دا ٍ‬ ‫جْئ ُ‬ ‫ش‪،‬ف ِ‬ ‫مّر الجي ُ‬ ‫عْقدي بعَد ما است َ‬ ‫ت ِ‬ ‫جْد ُ‬ ‫وَو َ‬ ‫ت ‪ ،‬وكان‬ ‫م ُ‬ ‫ي ‪ ،‬فبينا أنا جالسٌة في منزلي غَلَبْتني عيني فِن ْ‬ ‫جعون إل ّ‬ ‫ت أنهم سَيْفِقدوني فَير ِ‬ ‫ظَنْن ُ‬ ‫ت فيه ‪ ،‬و َ‬ ‫كن ُ‬ ‫م‪،‬‬ ‫ن نائ ٍ‬ ‫سواَد إنسا ٍ‬ ‫ش ‪ ،‬فأصبحَ عنَد منزلي ‪ ،‬فرأى َ‬ ‫ء الجي ِ‬ ‫ي ِمن ورا ِ‬ ‫ي ثم الّذْكَواِن ّ‬ ‫م ّ‬ ‫سَل ِ‬ ‫طل ال ّ‬ ‫مع ّ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫صفوانُ ب ُ‬ ‫ت وجهي‬ ‫مْر ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن عَرَفني ‪ ،‬ف َ‬ ‫عه حي َ‬ ‫ت باسترجا ِ‬ ‫ظ ُ‬ ‫ب ‪ ،‬فاستيَق ْ‬ ‫ل الحجا ِ‬ ‫فعرَفني حين رآني ‪ ،‬وكان رآني قب َ‬ ‫ئ على‬ ‫ط َ‬ ‫خ راحلَته ‪ ،‬فَو ِ‬ ‫عه ‪ ،‬وهوى حتى أنا َ‬ ‫ت منه كلمًة غيَر استرجا ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫منا بكلمٍة ‪ ،‬ول َ‬ ‫جْلبابي ‪ ،‬وا ما تكّل ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ة وهم‬ ‫ظهير ِ‬ ‫حِر ال ّ‬ ‫غِرين في َن ْ‬ ‫ش ُمو ِ‬ ‫ق َيُقوُد بي الراحلَة حتى أَ​َتْينا الجي َ‬ ‫ت إليها فرِكْبُتها ‪ ،‬فانطَل َ‬ ‫م ُ‬ ‫يِدها ‪ ،‬فُق ْ‬ ‫ت أنه‬ ‫خِبْر ُ‬ ‫ة ‪:‬أ ُ ْ‬ ‫ل ‪ .‬قال عرو ُ‬ ‫سُلو ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ي اب ُ‬ ‫ن أ َُب ّ‬ ‫اب ُ‬ ‫ك عبُد ِ‬ ‫ك ‪ ،‬وكان الذي َتوّلى ِكْبَر الف ِ‬ ‫ك َمن هَل َ‬ ‫ل ‪ .‬قالت ‪ :‬فهَل َ‬ ‫ُنُزو ٌ‬ ‫ضا‬ ‫ك أي ً‬ ‫ل الف ِ‬ ‫م ِمن أه ِ‬ ‫س ّ‬ ‫ة أيضا ‪ :‬لم ُي َ‬ ‫شيه ‪ .‬وقال عرو ُ‬ ‫سَتْو ِ‬ ‫عه وَي ْ‬ ‫م ُ‬ ‫سَت ِ‬ ‫ث به عنَده ‪ ،‬فُيِقّره وَي ْ‬ ‫حّد ُ‬ ‫ع وُيَت َ‬ ‫كان ُيشا ُ‬ ‫م لي بهم ‪ ،‬غيَر أنهم‬ ‫س آخرين ل عل َ‬ ‫ش ‪ ،‬في نا ٍ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ج ْ‬ ‫ت َ‬ ‫مَنُة بن ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن أَ​َثاَثَة ‪ ،‬و ِ‬ ‫حب ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫س َ‬ ‫ت ‪ ،‬وِم ْ‬ ‫ن ثاب ٍ‬ ‫نب ُ‬ ‫إل حسا ُ‬ ‫ة ‪ :‬كانت عائشُة‬ ‫ل ‪ .‬قال عرو ُ‬ ‫ن سلو ٍ‬ ‫ي اب ُ‬ ‫ن أ َُب ّ‬ ‫اب ِ‬ ‫ل له‪ :‬عبُد ِ‬ ‫صَبٌة ‪ ،‬كما قال ا تعالى ‪ ،‬وإن ِكْبَر ذلك ُيقا ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ُ‬ ‫ض محمٍد منكم‬ ‫ل ‪ :‬أنه الذي قال ‪ :‬فإن أبي ووالَده وعرضي *** لعر ِ‬ ‫ب عنَدها حسانٌ ؛ وتقو ُ‬ ‫س ّ‬ ‫ه أن ُي َ‬ ‫كَر ُ‬ ‫َت ْ‬ ‫ل أصحا ِ‬ ‫ب‬ ‫س ُيِفيضون في قو ِ‬ ‫ت شهًرا ‪ ،‬والنا ُ‬ ‫ت حين َقِدْم ُ‬ ‫كْي ُ‬ ‫ء ‪ .‬قالت عائشُة ‪ :‬فَقِدْمنا المدينَة ‪ ،‬فاشَت َ‬ ‫وقا ُ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫ل ِ‬ ‫ف ِمن رسو ِ‬ ‫ء ِمن ذلك ‪ ،‬وهو ُيِريُبني في وجعي أني ل أَعِْر ُ‬ ‫ك ‪ ،‬ل أشعُر بشي ٍ‬ ‫الِْف ِ‬ ‫سّلمُ ‪ ،‬ثم يقول ‪:‬‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم فُي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ي رسو ُ‬ ‫ل عل ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫شَتكي ‪ ،‬إنما َيْد ُ‬ ‫ت أرى منه حين أَ ْ‬ ‫ف الذي كن ُ‬ ‫ط َ‬ ‫الّل ْ‬ ‫ط ٍ‬ ‫ح‬ ‫س َ‬ ‫م ِم ْ‬ ‫ت مع أ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ت‪،‬ف َ‬ ‫ن َنْقْه ُ‬ ‫ت حي َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫عُر بالشّر ‪ ،‬حتى َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ف ‪ ،‬فذلك ُيِريُبني ول أَ ْ‬ ‫صِر ُ‬ ‫كم ؟ ثم َيْن َ‬ ‫كيف ِتْي ُ‬ ‫ف قريًبا ِمن بيوِتنا ‪ ،‬قالت ‪:‬‬ ‫كُن َ‬ ‫خَذ ال ُ‬ ‫ل أن نت ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وذلك قب َ‬ ‫ج إل ليًل إلى لي ٍ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ع ‪ ،‬وكان ُمَتَبّرَزنا ‪ ،‬وكنا ل َن ْ‬ ‫ص َ‬ ‫منا ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ِقَب َ‬ ‫ت أنا‬ ‫خَذها عند بيوِتنا ‪ ،‬قالت ‪ :‬فانطَلْق ُ‬ ‫ف أن نت ِ‬ ‫كُن ِ‬ ‫ط ‪ ،‬وكنا َنَتَأّذى بال ُ‬ ‫ل الغائ َ‬ ‫ل في البرّيِة ِقَب َ‬ ‫ب ا ل َُو ُ‬ ‫وأمُرنا أمُر العر ِ‬ ‫ن عامٍر خالُة أبي بكٍر‬ ‫ت صخِر ب ِ‬ ‫ف ‪ ،‬وأّمها بن ُ‬ ‫ن عبِد َمنا ٍ‬ ‫بب ِ‬ ‫طِل ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫مب ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ح ‪ ،‬وهي ابنُة أبي َر ْ‬ ‫ط ٍ‬ ‫س َ‬ ‫م ِم ْ‬ ‫وأ ّ‬ ‫غنا ِمن‬ ‫ن َفَر ْ‬ ‫ل بيتي حي َ‬ ‫طحٍ ِقَب َ‬ ‫س َ‬ ‫م ِم ْ‬ ‫ت أنا وأ ّ‬ ‫ب ‪ ،‬فأْقَبْل ُ‬ ‫ن المطل ِ‬ ‫ن عّباِد ب ِ‬ ‫ن أَ​َثاَثَة ب ُ‬ ‫حب ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫س َ‬ ‫ق ‪ ،‬وابُنها ِم ْ‬ ‫الصدي ِ‬ ‫شِهَد‬ ‫سّبين رجًل َ‬ ‫ت ! أ َ​َت ُ‬ ‫س ما قل ِ‬ ‫ح ! فقلت لها ‪ِ:‬بْئ َ‬ ‫ط ٌ‬ ‫س َ‬ ‫س َم ْ‬ ‫ع َ‬ ‫طها فقالت ‪َ:‬ت ِ‬ ‫ح في ُمُر ِ‬ ‫ط ٍ‬ ‫س َ‬ ‫م ِم ْ‬ ‫تأ ّ‬ ‫شأِننا ‪ ،‬فعَثَر ْ‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ل الِْف ِ‬ ‫ل أه ِ‬ ‫ت ‪ :‬وما قال ؟ فأخبرتني بقو ِ‬ ‫هْنَتاه‪ ،‬أو لم تسمعي ما قال ؟ قالت ‪ :‬وقل ُ‬ ‫ي ِ‬ ‫بدًرا ؟ فقالت ‪َ :‬أ ْ‬ ‫‪8‬‬


‫ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫ِ‬ ‫ي رسو ُ‬ ‫ل‬ ‫ل عل ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ت إلى بيتي د َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ضا على مرضي ‪ ،‬فلما َر َ‬ ‫ت مر ً‬ ‫قالت ‪ :‬فازَدْد ُ‬ ‫ن الخبَر ِمن ِقَبِلهما ‪،‬‬ ‫سَتْيِق َ‬ ‫ي ؟ قالت ‪ :‬وأ ُِريُد أن أَ ْ‬ ‫ت له ‪:‬أَ​َتْأَذنُ لي أن آتي أبو ّ‬ ‫فسلم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬كيف تيكم ؟ فقل ُ‬ ‫س ؟ قالت ‪ :‬يا ُبَنّيُة ‪،‬‬ ‫ث النا ُ‬ ‫حّد ُ‬ ‫ت لمي ‪ :‬يا أمتاه ‪ ،‬ماذا َيَت َ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬فقل ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن لي رسو ُ‬ ‫قالت ‪ :‬فَأِذ َ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫ن عليها ‪ .‬قالت ‪ :‬فُقْل ُ‬ ‫حّبها ‪ ،‬لها ضرائُر ‪ ،‬إل أكثْر َ‬ ‫ل ُي ِ‬ ‫ضيَئًة عنَد رج ٍ‬ ‫ط َو ِ‬ ‫ةق ّ‬ ‫ا لقّلما كانت امرأ ٌ‬ ‫هّوني عليك ‪ ،‬فو ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل‬ ‫ع ول أ َْكِت ِ‬ ‫ت ل َيْرَقُأ لي دم ٌ‬ ‫ح ُ‬ ‫صَب ْ‬ ‫ت تلك الليلَة حتى أَ ْ‬ ‫س بهذا ! قالت ‪ :‬فبكي ُ‬ ‫ث النا ُ‬ ‫سبحان ا ‪ ،‬أو لقد تحّد َ‬ ‫ن زيٍد ‪،‬‬ ‫ب وأسامَة ب َ‬ ‫ن أبي طال ٍ‬ ‫يب َ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم عل ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ت أ َْبكي ‪ ،‬قالت ‪ :‬ودعا رسو ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ‪ ،‬ثم أ َصَْب ْ‬ ‫بنو ٍ‬ ‫ا صلى‬ ‫ل ِ‬ ‫ق أهِله ‪ ،‬قالت ‪ :‬فأما أسامُة أشاَر على رسو ِ‬ ‫شيُرهما في ِفرا ِ‬ ‫سَت ِ‬ ‫ي ‪ ،‬يسَأُلهما وَي ْ‬ ‫ث الوح ّ‬ ‫سَتْلَب َ‬ ‫حين ا ْ‬ ‫م إل‬ ‫هُلك ‪ ،‬ول نعل ُ‬ ‫سه ‪ ،‬فقال أسامة ‪:‬أ َ ْ‬ ‫ة أهِله ‪ ،‬وبالذي يعلم لهم في نف ِ‬ ‫ء ِ‬ ‫م ِمن َبرا َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ا عليه وسلم بالذي َي ْ‬ ‫صُدْقك ‪.‬‬ ‫ل الجاريَة َت ْ‬ ‫سواها كثيٌر ‪ ،‬وس ِ‬ ‫ء ِ‬ ‫ا عليك ‪ ،‬والنسا ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫ضّي ِ‬ ‫ا ‪ ،‬لم ُي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ي فقال ‪ :‬يا رسو َ‬ ‫خيًرا ‪ .‬وأما عل ّ‬ ‫ت شيئا ُيِريُبك؟ قالت له‬ ‫ة ‪ ،‬هل رأي ِ‬ ‫ي برير ُ‬ ‫ة ‪ ،‬فقال ‪ :‬أَ ْ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم َبِريَر َ‬ ‫ِ‬ ‫قالت ‪ :‬فدعا رسو ُ‬ ‫ل‬ ‫م عن عجي ِ‬ ‫ن‬ ‫ن ‪ ،‬تنا ُ‬ ‫صه أكثَر ِمن أنها جاريٌة حديثُة الس ّ‬ ‫م ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫ط أُ ْ‬ ‫ت عليها أمًرا ق ّ‬ ‫ق ‪ ،‬ما رأي ُ‬ ‫ة ‪ :‬والذي بعَثك بالح ّ‬ ‫برير ُ‬ ‫عَذَر ِمن عبِد ِ‬ ‫ا‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم ِمن يوِمه فاسَت َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن فتأكُله ‪ ،‬قالت ‪ :‬فقام رسو ُ‬ ‫أهِلها ‪ ،‬فتأتي الداج َ‬ ‫غني عنه أذاه في أهلي ‪،‬‬ ‫ل قد بَل َ‬ ‫عُذُرني ِمن رج ٍ‬ ‫ي ‪ ،‬وهو على المنبِر ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا معشَر المسلمين ‪َ ،‬من َي ْ‬ ‫ن أَُب ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫ل على أهلي إل معي ‪.‬‬ ‫خ ُ‬ ‫ت عليه إل خيًرا وما َيْد ُ‬ ‫ت على أهلي إل خيًرا ‪ ،‬ولقد ذكروا رجًل ما علم ُ‬ ‫ا ما علم ُ‬ ‫و ِ‬ ‫ضَرْب ُ‬ ‫ت‬ ‫س َ‬ ‫ك ‪ ،‬فإن كان ِمن ال َْو ِ‬ ‫عُذُر َ‬ ‫ا أَ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل فقال ‪ :‬أنا يا رسو َ‬ ‫شَه ِ‬ ‫ن معاٍذ أخو بني عبِد ال َ ْ‬ ‫قالت ‪ :‬فقام سعُد ب ُ‬ ‫خْزَرجِ ‪ ،‬وكانت أ ّ‬ ‫م‬ ‫ل ِمن ال َ‬ ‫عْلنا أمَرك ‪ .‬قالت ‪ :‬فقام رج ٌ‬ ‫ج ‪ ،‬أمْرَتنا فَف َ‬ ‫خْزَر ِ‬ ‫عنَقه ‪ ،‬وإن كان ِمن إخواِننا ِمن ال َ‬ ‫حا ‪،‬‬ ‫ل ذلك رجًل صال ً‬ ‫ج ‪ ،‬قالت ‪ :‬وكان قب َ‬ ‫خْزَر ِ‬ ‫ة ‪ ،‬وهو سيُد ال َ‬ ‫عَباَد َ‬ ‫ن ُ‬ ‫خِذه ‪ ،‬وهو سعُد ب ُ‬ ‫مه ِمن ِف ِ‬ ‫تع ّ‬ ‫حسانٍ بن َ‬ ‫طك ما‬ ‫ه ِ‬ ‫ا ل َتْقُتُله ‪ ،‬ول َتْقِدُر على قتِله ‪ ،‬ولو كان ِمن َر ْ‬ ‫مُر ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫تل َ‬ ‫مّيُة ‪ ،‬فقال لسعٍد ‪ :‬كَذْب َ‬ ‫ح ِ‬ ‫مَلْته ال َ‬ ‫ولكن احَت َ‬ ‫ا َلَنْقُتَلّنه ‪،‬‬ ‫مُر ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫تل َ‬ ‫ة ‪ :‬كَذْب َ‬ ‫ن عباد َ‬ ‫م سعٍد ‪ ،‬فقال لسعِد ب ِ‬ ‫نع ّ‬ ‫ضْيٍر ‪ ،‬وهو اب ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سْيُد ب ُ‬ ‫ل ‪ .‬فقام أُ َ‬ ‫حَبْبتُ أن ُيْقَت َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ا‬ ‫ج ‪ ،‬حتى هموا أن َيْقَتِتلوا ‪ ،‬ورسو ُ‬ ‫س والخَْزَر ُ‬ ‫ل عن المنافقين ‪ .‬قالت فثار الحّيان ال َْو ُ‬ ‫ق ُتجاِد ُ‬ ‫فإنك مناف ٌ‬ ‫ضهم ‪ ،‬حتى‬ ‫خِف ُ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم ُي ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل رسو ُ‬ ‫م على المنبِر ‪ ،‬قالت ‪ :‬فلم يَز ْ‬ ‫صلى ا عليه وسلم قائ ٌ‬ ‫كْي ُ‬ ‫ت‬ ‫ي عندي ‪ ،‬قد ب َ‬ ‫م ‪ ،‬قالت ‪ :‬وأصبح أبو ّ‬ ‫ل بنو ٍ‬ ‫ح ُ‬ ‫ع ول أكَت ِ‬ ‫ت يومي ذلك كّله ل َيْرَقُأ لي دم ٌ‬ ‫كْي ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَب َ‬ ‫سكتوا وسك َ‬ ‫ي جالسان‬ ‫ق كبدي ‪ ،‬فبينا أبوا َ‬ ‫ء فال ٌ‬ ‫ن أن البكا َ‬ ‫م ‪ ،‬حتى إني لظ ّ‬ ‫ل بنو ٍ‬ ‫ح ُ‬ ‫ع ل أْكَت ِ‬ ‫ليلتين ويوًما ‪ ،‬ول َيْرَقُأ لي دم ٌ‬ ‫ت تبكي معي ‪ ،‬قالت ‪ :‬فبينا نحن على‬ ‫س ْ‬ ‫ت لها ‪ ،‬فجَل َ‬ ‫ة ِمن النصاِر فَأِذْن ُ‬ ‫ي امرأ ٌ‬ ‫ت عل ّ‬ ‫عندي وأنا أبكي ‪ ،‬فاستَأَذَن ْ‬

‫‪9‬‬


‫س عندي منذ قيل ما قيل‬ ‫جِل ْ‬ ‫س ‪ ،‬قالت ‪ :‬لم َي ْ‬ ‫جَل َ‬ ‫م ثم َ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم علينا فسّل َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل رسو ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ذلك د َ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم حين‬ ‫ل ِ‬ ‫شّهَد رسو ُ‬ ‫ء ‪ ،‬قالت ‪ :‬فَت َ‬ ‫ث شهًرا ل ُيوحى إليه في شأني بشي ٍ‬ ‫قبلها ‪ ،‬وقد َلِب َ‬ ‫ا ‪ ،‬وإن كن ِ‬ ‫ت‬ ‫سُيَبّرُئك ُ‬ ‫ت بريئًة ‪ ،‬ف ُ‬ ‫غني عنك كذا وكذا ‪ ،‬فإن كن ِ‬ ‫س ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أما بعُد ‪ ،‬ياعائشُة ‪ ،‬إنه بَل َ‬ ‫جَل َ‬ ‫َ‬ ‫ب اُ عليه ‪ .‬قالت عائشة ‪ :‬فلما‬ ‫ب ‪ ،‬تا َ‬ ‫ف ثم تا َ‬ ‫ا وتوبي إليه ‪ ،‬فإن العبَد إذا اعَتَر َ‬ ‫ب ‪ ،‬فاستغفري َ‬ ‫ت بذن ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫م ْ‬ ‫أ َْل َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ب‬ ‫ت لبي ‪ :‬أ َ ِ‬ ‫ة ‪ ،‬فقل ُ‬ ‫س منه قطر ً‬ ‫ح ّ‬ ‫ص دمعي حتى ما أ ُ ِ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم مقالَته َقُل َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قضى رسو ُ‬ ‫ا صلى ا‬ ‫ل ِ‬ ‫ل لرسو ِ‬ ‫رسولَ ا صلى ا عليه وسلم عني فيما قال ‪ ،‬فقال أبي ‪ :‬وا ما أدري ما أقو ُ‬ ‫ا ما أدري ما‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم فيما قال ‪ ،‬قالت أمي ‪ :‬و ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬فقلت لمي ‪ :‬أجيبي رسو َ‬ ‫ن كثيًرا ‪ :‬إني و ِ‬ ‫ا‬ ‫ن ل أقرأ ُ ِمن القرآ ِ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم ‪ ،.‬فقلت ‪ :‬وأنا جاريٌة حديثُة الس ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل لرسو ِ‬ ‫أقو ُ‬ ‫ت لكم ‪ :‬إني بريئٌة ‪ ،‬ل‬ ‫سكم وصدقتم به ‪ ،‬فلِئن قل ُ‬ ‫ث حتى استقّر في أنف ِ‬ ‫ت ‪ :‬لقد سمعتم هذا الحدي َ‬ ‫لقد علم ُ‬ ‫جُد لي ولكم مثًل إل أبا‬ ‫صّدُقّني ‪ ،‬فواِ ل أَ ِ‬ ‫م أني منه بريئٌة ‪ ،‬لُت َ‬ ‫ت لكم بأمٍر ‪ ،‬وا يعل ُ‬ ‫تصدقوني ‪ ،‬ولئن اعتَرْف ُ‬ ‫ت على فراشي ‪ ،‬و ُ‬ ‫ا‬ ‫ع ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ط َ‬ ‫ت واض َ‬ ‫يوسفَ حين قال ‪ :‬فصبر جميل وا المستعان على ما تصفون ‪ .‬ثم تحّوْل ُ‬ ‫حًيا ُيْتَلى ‪،‬‬ ‫ل في شأني و ْ‬ ‫ن أن اَ ُمْنِز ٌ‬ ‫ت أظ ّ‬ ‫ا ما كن ُ‬ ‫ا ُمَبّرئي ببراءتي ‪ ،‬ولكن و ِ‬ ‫حينِئٍذ بريئٌة ‪ ،‬وأن َ‬ ‫م أني ِ‬ ‫يعل ُ‬ ‫ا صلى ا عليه‬ ‫ل ِ‬ ‫ت أرجو أن َيرى رسو ُ‬ ‫ي بأمٍر ‪ ،‬ولكني كن ُ‬ ‫اف ّ‬ ‫م ُ‬ ‫كّل َ‬ ‫لشأني في نفسي كان أحقُر ِمن أن َيَت َ‬ ‫ج أحٌد‬ ‫سه ‪ ،‬ول خَر َ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم مجل َ‬ ‫ل ِ‬ ‫م رسو ُ‬ ‫ا ما را َ‬ ‫ا بها ‪ ،‬فو ِ‬ ‫م رؤيا ُيَبّرُئني ُ‬ ‫وسلم في النو ِ‬ ‫ق مث َ‬ ‫ل‬ ‫حّدُر منه العر ُ‬ ‫ء ‪ ،‬حتى إنه َلَيَت َ‬ ‫حا ِ‬ ‫خُذه ِمن الُبَر َ‬ ‫خَذه ما كان َيْأ ُ‬ ‫ل عليه ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ت ‪ ،‬حتى أُْنِز َ‬ ‫ل البي ِ‬ ‫ِمن أه ِ‬ ‫ا صلى ا عليه‬ ‫ل ِ‬ ‫ى عن رسو ِ‬ ‫سّر َ‬ ‫ل عليه ‪ ،‬قالت ‪ :‬ف ُ‬ ‫ل الذي أُْنِز َ‬ ‫ل القو ِ‬ ‫ت ‪ِ ،‬من ِثَق ِ‬ ‫م شا ٍ‬ ‫ن ‪ ،‬وهو في يو ٍ‬ ‫ما ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ال ُ‬ ‫م بها أن قال ‪ :‬يا عائشُة ‪ ،‬أما وا فقد بّرأ َكِ ‪ .‬فقالت لي أمي ‪:‬‬ ‫كّل َ‬ ‫ك ‪ ،‬فكانت أو ل كلمٌة َت َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫وسلم وهو َي ْ‬ ‫ا تعالى ‪) :‬إن الذين‬ ‫ا عز وجل ‪ ،‬قالت ‪ :‬وأنزل ُ‬ ‫م إليه ‪ ،‬فإني ل أحمُد إل َ‬ ‫ا ل أقو ُ‬ ‫قومي إليه ‪ .‬فقلت ‪ :‬و ِ‬ ‫ق على‬ ‫ا هذا في براءتي ‪ ،‬قال أبو بكر الصديق ‪ ،‬وكان ُيْنِف ُ‬ ‫جاؤوا بالفك عيصبة منكم (‪ .‬العشر اليات ‪ ،‬ثم أنزل ً‬ ‫ح شيًئا أبًدا ‪ ،‬بعد الذي قال لعائشَة ما قال ‪.‬‬ ‫ط ٍ‬ ‫س َ‬ ‫ق على ِم ْ‬ ‫ا ل أُْنِف ُ‬ ‫ن أَ​َثاَثَة؛ ِلَقراِبِته منه وفقِره ‪ :‬و ِ‬ ‫حب ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫س َ‬ ‫ِم ْ‬ ‫ب أن‬ ‫ح ّ‬ ‫ا ‪) :‬ول يأتل أولوا الفضل منكم ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬غفور رحيم(‪ .‬قال أبو بكر الصديق ‪ :‬بلى واِ إني َل ُ ِ‬ ‫فأنزل ُ‬ ‫عها منه أبًدا ‪ .‬قالت عائشُة ‪ :‬وكان‬ ‫ا ل أَْنِز ُ‬ ‫ق عليه ‪ ،‬وقال ‪ :‬و ِ‬ ‫ح النفقَة التي ُيْنِف ُ‬ ‫ط ٍ‬ ‫س َ‬ ‫ع إلى ِم ْ‬ ‫ج َ‬ ‫غِفَر اُ لي ‪ ،‬فر َ‬ ‫ًي ْ‬ ‫ت؟‬ ‫ت ‪ ،‬أو رأي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ‪ :‬ماذا عِل ْ‬ ‫ش عن أمري ‪ ،‬فقال لزين َ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ج ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ب بن َ‬ ‫ل زين َ‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم سأ َ‬ ‫رسولُ ِ‬ ‫ت إل خيًرا ‪ .‬قالت عائشُة ‪ :‬وهي التي كانت‬ ‫ا ما علم ُ‬ ‫ا‪ ،‬أحمي سمعي وبصري ‪ ،‬و ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫فقالت ‪ :‬يا رسو َ‬ ‫‪10‬‬


‫ب لها ‪،‬‬ ‫حار ُ‬ ‫ت أخُتها ُت َ‬ ‫طِفَق ْ‬ ‫ع ‪ .‬قالت ‪ :‬و َ‬ ‫ا بالور ِ‬ ‫ُ‬ ‫مها‬ ‫عصَ َ‬ ‫ي صلى ا عليه وسلم ف َ‬ ‫ج النب ّ‬ ‫ُتساميني ِمن أزوا ِ‬ ‫ة ‪ :‬قالت‬ ‫ط ‪ .‬ثم قال عرو ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫حديث هؤلء الّر ْ‬ ‫ِ‬ ‫غني ِمن‬ ‫ب ‪ :‬فهذا الذي َبَل َ‬ ‫ن شها ٍ‬ ‫ك ‪ .‬قال اب ُ‬ ‫هَل َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت في َ‬ ‫ك ْ‬ ‫فهَل َ‬ ‫ت ِمن َكَن ِ‬ ‫ف‬ ‫شْف ُ‬ ‫ا ! فوالذي نفسي بيِده ما َك َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ‪ :‬سبحا ِ‬ ‫ل الذي قيل له ما قيل َلَيقو ُ‬ ‫ا إن الرج َ‬ ‫عائشُة ‪ :‬و ِ‬ ‫ا‪.‬‬ ‫ل ِ‬ ‫ل بعَد ذلك في سبي ِ‬ ‫ط ‪ ،‬قالت ‪ :‬ثم ُقِت َ‬ ‫أنثى ق ّ‬ ‫الراوي‪ :‬عائشة أم المؤمنين المحدث‪ :‬البخاري ‪ -‬المصدر‪ :‬ةصحيح البخاري ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪4141 :‬‬ ‫خلةصة حكم المحدث‪] :‬ةصحيح[‬

‫فهل كان سيكون بعض الشك لدى رسول ا ويقوم بالسؤال من الكثيرين عن رأيهم في المر لو كان كل‬ ‫مايقوله ويعمله وحيا؟ وهل جاءه وحي‪ ،‬قبل نزول اليات‪ ،‬جعله ل يعرف إن كانت عائشة بريئة أم ل؟‬

‫استنتاج‬ ‫يستدل مما سبق أن النبياء عليهم السلم‪ ،‬ومنهم نبينا محمد – عليه الصلة والسلم‪ -‬يعصمهم ا – تعالى‪-‬‬ ‫من ألثم والمعصية ‪ ،‬كما يعصمهم من الخطأ في الوحي )سُنقرئك ففل تنسى( سورة العلى‪ -‬آية ‪ ، 6‬وأمور العقيدة‪،‬‬ ‫ومن عدا ذلك فإنهم متروكون ليتصرفوا في المور اليومية حسب اجتهاداتهم ومشاورتهم لصحابهم ثم يقوم‬ ‫الوحي بالتصحيح إذا كان اجتهادهم ل يرضي ا‪.‬‬ ‫أما اليتان )وماينطق عن الهوى‪ ،‬إن هو إل وحي يوحى( آية ‪ 3‬وآية ‪ 4‬من سورة النجم‪ ،‬فهما للتأكيد على أن القرآن وحي‬ ‫وليس من هوى النبي أو اجتهاده‪ ،‬وهي ليست لكل مايقول أو يعمل النبي‪ ،‬كما يّدعي البعض‪ ،‬فهي آية عن‬ ‫الوحي‪ ،‬أي القرآن المنّزل فقط ‪ ،‬لتقول إنه ليس من هوى النبي لكنه وحي يوحى‪.‬‬ ‫وا أعلم‬ ‫•‬

‫م بضربها وليس هم بها استجابة لرغبتها‪ .‬أرى أن‬ ‫م بها( أنه ه ّ‬ ‫يرى الكثير من المفسرين أن المقصود ب ) ه ّ‬ ‫كل إثما أو معصية تحتاج أن يريه ا برهانا ليصرفه عنه‪ ،‬ل س ّيما أن الية‬ ‫ذلك غير صحيح فإن الضرب لن يش ّ‬ ‫تذكر أنه رآى برهان ربه وتذكر سبب إظهار برهان ربه ) كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء‪ ،‬إنه من عبادنا‬ ‫المخ َلصين( فالبرهان كان لصرف السوء والفحشاء ل لمنعه من ضرب المرأة‪ .‬وعلى كل حال فإن ا منع‬ ‫عنه الخطأ ولم يرتكبه‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫أكرم الهللي‬ ‫‪2014‬م ‪ 1435 ،‬هـ‬

‫‪12‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.