بين الضرائب والزكاة ...دراسة في الحكم الشرعي د .عيسى صالح العمري 2009 - 5 - 19
يلتل للط ل للدى ك للثي م للن عام للة اللس لللمي مفه للومي الضل لرائب والزك اة ,كم للا أن أحك للام الضلرائب الفروضة ل ملن قِبَل ل اللدول عللى مواطنيهلا ل تلتلاج إلل بيلان لقيقلة الكلم الشلرعي لا ,وهو ما سنلتناوله من خلل هذه القالة. مفهوم الضريبة في الفقه السلمي: مقللدار مللدد مللن الللال تفرض ه الدوللة ف ل أم لوال الم لولي ؛ لضللرورة طارئ ة ملس للتندة ف ل ذلك إلل قواعلد الشلريعة العاملة ،دون أن يقابل ل ذلللك نفلع معيل للممللول ،تلسللتخدمه الدولة ف تغطية النفقات العامة للمواطني ،وتلتاز هذه الضرائب بأنلا مؤقلتلة بلالظروف اللت ُفرضت مللن أجلهللا ،وليلسللت تش لريًعا دائًم ل ال أصلليًل ،لبلل ل هللي اس للتثنائية تنلتهللي بانلتهللاء الظللروف الللت اسلتوجبلتها. أوجه الفتفاق والتختل ف بين معنى الضريبة فففي الفقففه السففلمي ومعناهففا فففي اصففطل ح التقتصاديين: أوجه الفتفاق: -1كلمها تفرضه الدولة على سبي ل الرب واللزام. -2كلمها فريضة نقدية. -3ل يقابلها نفع معي يعود على المول.
أما أوجه التختل ف: .1الضلريبة فل الفهللوم السلللمي تلسللتند فل فرض يلتها إلل أصلل ل شللرعي مللن الكلتللاب أو اللسللنة أو الاثللار ال لواردة عللن الصللحابة ،ف ل حي ل أن الض لريبة ف ل الفهللوم الصللطلحي لللدى علماء القلتصاد ل تعلتمد ف فرضيلتها علللى شلليء مللن الشلريعة ،بلل ل قلد تفرضها عللى أسلاس نظري ة سلليادة الدوللة ،أو علللى أسللاس أن الف لراد ملزم ون بكللم كللونم أعضللاء ف ل اللتمللع بالشاركة ف النفقات العامة الت تقوم با الدولة. .2تُعلترب الضريبة ف العرف اللدول ملورًدال ملن ملوارد الدولة الثابلتلة ،فل حيل أن الضلريبة من وجهلة نظلر الشلريعة ُتفرض لظلروف طارئة تعجلز الدولة علن مواجهلتهلا ،وليلسلت تشلريًعا أصيًل ب ل اسلتثنائّيا. .3الض لريبة ف ل النظللام الوضلعي تلتصللف بالديوملة ،بينمللا ف ل الفكللر السلللمي مرتبطللة بالظروف الت من أجلها ُفرضت ،وليلست تشريًعا دائًم الل. وبا أن الدوللة الديثللة تعلتللرب الض لرائب مللن ال لوارد الساسللية للدوللة ؛ فكللان لزاًم ل ال علينللا تبيان الوارد الالية للدولة ف السلم حت نلسلتطيع تقيق الناط ف الواقعلة اللراد بيلان الكلم الشرعي لا. الموارد المالية للدولة السلمية: ض ال تارية -1الزكاة :وتؤخذ مللن اللسلللم مللن سللائر أملواله ؛ نقديللة أو زراعيللة أو عرو ً
إذا بلغت أمواله النصاب الشرعي القرر ،فمن ملك النصاب يب عليله أن يلؤدي زكاة ملاله للدولة أو تقوم الدولة ببايلتها للتنفقها على ملسلتحقيها ،وقد جلاءت فرض يلتها فل كلتللاب الل ِِ ِ ص َدلقَلًة تُطَّه ُرلُه ْمل َو تلَُزّك يلِه ْمل َِبا{ ]اللتوبة .[103 : تعال ؛ حيث يقول ج ل وعل ُ} :خ ْذل م ْنل أَْم َولالْم َ ويقول سلبحانه } :يَلا َأيلَّه ال الّلِذيلَن آََم نُلوا أَنِْف ُق لولا ِمل ْنل طَيّبَلاِت َمل ال َك َلس لْبللتُْم َوِملّلا أَْخ َرلْج نَللا لَُك ْمل ِمل َنل اْلَْر ِ ضل {ل ل]البقللرة ،[267 :وف تفلسللي هللذه اليللة يقللول المللام ال لرازي ) :ظللاهر الروايللة يللدل علللى
وجوب الزكاة ف ك ل ملال يكلتلسللبه النلسللان ؛ فيللدخ ل فيلله زكاة اللتجللارة والنقديللة والنعلم ،لن ذلك لا يوصف بأنه مكلتلسب( ]اللتفلسي الكبي ،الرازي.[(4/66) ، -2الُملس مللن غنللائم الللرب ،وملا يُلسلللتخرج مللن الرض مللن العللادن والرك از :قللال تع للال َ} :واْع لَلُم ل ولا أَّنلَلا َغنِْم لتُ للْم ِمل ل ْنل َشل ل ْيل ف ٍء لفَل لأَّن لِلّ لِه ُخَُلس ل هُل َو لِللّرُس ل ولِل َو لِل لِذيل الُْقْرلَبل ل َوالْيَلتَ للاَم ىل والْم لسلالكِ ِ ي َوابِْن الّلس بِليِ ل { ل]النفللال ،[41 :وقال صلللى الل عليلله وسلم ) :وفي الركاز الُخ مففس( َ ََ ]ملتفق عليه ،رواه البخاري ،(6913) ،وملسلم،ل ).[(4562 -3الزي ة :وه ي ض لريبة ماليللة ُتؤخ ذ مللن غي ل اللسلللمي إذا دخل لوا ف ل ذمللة اللسلللمي وعهللدهم مللع بقللائهم علللى دينهللم ،يللدفعونا للدولة السلللمية نظيل حايللة اللسلللمي لللم مللن ع للدوهم وحقنًللا ل للدمائهم ،فل يلتع للدي عليه للم أح للد م للن اللس لللمي ،وك ذلك نظي ل انلتفللاعهم براف للق الدولللة الس لللمية ،وأم للا مق للدارها فيجلته للد في لله الم للام حلس للب حال للة الن للاس الادي للة وظروفهللم ،وقلد وردت شللرعيلتها ف ل كلتللاب ال ل تعللال ؛ إذ يقللول سللبحانه } :قَللاتِلُوا الّلِذيلَن َل يلُْؤ ِملنُللوَن بِللاللِّه َوَل بِللاْليلَْوِمل اْلَِخل ِر ل َوَل ُيَّرُمل ولَن َم ل ال َح ل ّرلَم اللّلهُ َوَرُسل ولُهُ َوَل يَلِديلُنوَن ِدي لَن اْلَلّق ِم ل َنل ف ٍ ِ ِ ِ ص الِغُروَن {ل]اللتوبة .[29 : ب َح ّتل يلُْع طلُوا اْلْزيََة َعْن يَد َوُه ْمل َ الّذيلَن ُأوتُوا الْكَلتا َ -4الراج :ما ُوضع على رقاب الرضي من حقوق تؤدى عنها ص) ،(186الحكللام اللسلللطانية،ل أبللو يعلللى ،ص) ،[(146وهو جلزء معيل ملن الللارج منهللا ؛ كللالربع والثللث ونومها وقد يكون نصف الارج ،وهذا الورد ضلريبة يفرضها الملام عللى أراضلي أهل ل الذملة بعد فلتحها عنوة وإقرار أهلها عليها إن رغبوا ]موسوعةل فقه عمر بن الطاب ،د.ممدل رواس ،ص).[(295 ]الحكام اللسلطانية،ل الاوردي،
-5العشللور :وه ي مللا ُيؤخ ذ مللن أم لوال اللتجللارة ،س لواء كللان الللأخوذ عش لًرا لغويّلا أو نصللفه أو ربعلله أو مللا تأخللذه الدوللة مللن يلتللاز بلللده إل ل غيلله مللن اللتجللار ]اب للن قدام للة ،الغن لل) ، ،(8/517موسوعة فقلله عمللر بللن الطللاب ،د.ممللد رواس ،ص) ،(506حاشللية علللى العنايللة مللع شللرح الدايللة مللع كلتللاب فلتللح القللدير،
سعدي جلب.[(2/170) ، وقد أصبح من موارد بيت الال ف عهد عمر بن الطلاب رضي الل عنله عنللدما كلتللب إليلله أهلل ل منبللج مللن وراء بللر عللدن يعرضون عليلله أن يللدخلوا تللارتم أرض العللرب وله منهللا
العشر ؛ فشاور عمر أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ،فلأجعوا عللى ذللك ،فهلو أول ملن أخذ منهم العشور. وك ذا س للأل عم للر اللس لللمي ) :كي للف يص للنع بك للم البش للة إذا دخللت للم أرضل هم ،ق للالوا : يأخذون عشر ما معنلا ،قلال :فخلذوا منهلم مثل ل ملا يأخلذون منكلم( ]موسوعة فقلله عمللر بللن الطللاب، د.ممد رواس ،ص) ،(506الموال ،القاسم بن سلم ،ص).[(713 مدى فتوافق هذه الموارد مع مفهوم الضريبة المعاصرة: -1وجوه التشابه أو التوافق؛ فتتفق الزكاة مع الضريبة من حيث: أ -إن كّل منهمللا يللدفعه الكلللف قلس لًرا وإلزاًم ل ال إذا املتنللع عللن الللدفع ملتللاًرا ،وتلتضللح قلسرية الزكاة ف اللتحصي ل الربي لا من الملتنلع عنللد أدائهللا ،قللال رسول الل صللى الل عليله وسلم ) :من أعطاها مؤفتجًرا فله أجرها ،ومن منعهففا فإنففا آتخففذوها وشطر مففاله عزمة مففن
عزمات ربنا ،ليس ل ل محمد منها شيء(
]رواه أبو داود ،(1577) ،وحلسنه اللبان ف صحيح سنن أب داود،
) ،[(1575كما أن أبا بكر الصديق رضي ال عنه قات ل من املتنع عن دفع الزكاة. ب -الزكاة والضريبة ُتدفعان إل اللسلطات اللية. ت -يشتكان ف انعدام القاب ل الاص للممول ،وإنا ُتدفع منه بوصفه عضلًوا فل ملتمللع ملسلللم يلتملتللع بمللايلته وكفللاللته وأخللوته ،فعليلله أن يلسللهم ف ل معونلة أبنللائه ]فق لله الزك اة ،القرضل اوي) ، .[(2/998 -2أما أوجه التختل ف بين الزكاة والضريبة فهي كثيرة؛ منها: من حيث الثبات والستمرارية :فالزكاة فريضة دائمة واثابلتللة مللادام فل الرض ملسلللمون يوحدون ال ل تعللال ،ل يبطلهللا جللور جللائر ول عللدل حللاكم ،شللأنا شللأن الصلللة ،وهي ل تضع للتقني اللتعدي ل أو اللتبدي ل أو اللغاء ،ول تضع لقاعدة "ل ينكر تغي الحكام بلتغي
الزمان" ]قواعد الفقللة ،الربكت،ل ص) ،[(113وإنا تضع لقاعدة "ل ملساغ للجلتهاد فل مللورد النللص" ]قواعد الفقة ،الربكت ،ص).[(108 أما الضريبة فليس لا صفة الدوام والثبات ل ف نوعها ول مقاديرها ،ولك ل حكومة أن تضع من الضلريبة حلسلب ملا تلراه اللسللطة اللتشلريعية فيهلا ،فهلي تلب حلسلب الاجلة وتزول بزوالا ،اقلتضت فرضيلتها ظروف ملسللتجدة ،فهللي تكليللف زمنل تلتحللدد أحكامهللا تبًعللا لشلليئة الوضع الكومي ]الزكاة الضريبية،ل غازي عناية ،ص).[(45-44 من حيث فتحديد المقادير في كل منهما :أن الزكاة فريضة إلية ف وجوبا ومقاديرها وأنصبلتها وأوعيلتها وشروطها وسائر أحكامها ؛ فمقادير الزكاة ملن العشلر ،والملس ،ونصلف العشر ،وربع العشر ،كلها مقادير من عند ال تعال وليس لحد أن يغي أو يبدل ،بلف الضريبة ؛ حيث تضع فل تقلديرها لشليئة الوضع الكلومي واجلتهلاد أول الملر ،وإن بقاءهلا وعدمه مرهون بلتقدير اللسلطة لدى الاجة إليها ]الزدواج الضريب،ل عطية صقر ،ص).[(18 من حيث وجوه النفاق في كل منهما :فللزكاة مصارف خاصة مددة ف كلتاب ال ل تعللال واللسللنة النبويلة ،توزعهللا الدوللة بعللد جبايلتهللا ،أو يوزعهللا اللسلللم بنفلسلله إن شللاء ،قللال ص لَدلقَللات لِْلُفَق لرلاِء والْم لسل لالكِ ِ ِ ِ ِّ ي َعَليلَْهل ال َوالُْم َؤلللَّفل ِةلقلُُلوبلُه ْمل َوِف ل الّرقَللاِب ي َوالَْعللام لل َ تعللال } :إنلَلا ال ّ ُ َ َ َ َ ِ ِ ض ةًل ِم َنل اللِّه َواللّهُ َعِليٌم َح ِكلليٌم{ل ]اللتوبة .[60 : يل َوِف َس بِليِ ل اللّه َوابِْن الّلس بِليِ ل فَِري َ َوالَْغاِرم َ فل حيل أن مصللارف الضلريبة ووجوه إنفاقهللا غيل مللددة ،وتكللم فرض يلتها الشللاركة فل تملل ل العبللاء العامللة ،وتغطيللة أوجه النفللاق العللام ،أضللف إلل ذلللك أن زكاة كلل ل إقليللم أو بللد مصصللة للنفللاق فل نفللس القليللم أو البلللد ،ول يللوز إخراجهللا إذا كللان يوجد فيلله مللن هو باجة إليها ؛ فإذا فض ل شليء علن حاجلة فقلراء البللد ومصلالهم فعنلدها ُينقل ل إلل بيلت الللال لُينفللق علللى سللائر اللسللكان ،ف ل حي ل أن الض لريبة تعللود فللوًرا إل ل خزينللة الدوللة للتنفقهللا الدولة على ما تشاء ف الصال العامة. حكم فرض الضريبة في الفقه السلمي:
انقلسلم الفقهلاء حيلاله إلل فريقيل ،فريق قلال بلالواز ولكلن ليلس عللى الطلق ،وفريق منع من فرض الضريبة مطلًق ال ؛ ،وإليك بيان هذا المر : المانعون لفرض الضرائب : يرى هذا الفريق أن الحق الوحيد في الما ل هو الزكاة ،فمن أتخرج زكاة ماله فقففد برئت ذمتففه، ول يجوز بعد ذلك التعرض لما في يده من أموا ل دون حق ،ول ُيطالب بشفيء إل أن يتطفوع رغبفة بالجر من ال فتعالى. حجتهم في المنع :احتجوا لهذا الرأي بأحاديث؛ أهمها: -1ما رواه أبو هريرة رضي ال عنه أن أعرابيّفا أفتفى النفبي صفلى الف عليفه وسلم ،فقفا ل :دلنفي
على عمل إذا عملته دتخلفت الجنفة ،فقففا ل) :فتعبفد الف ول فتشففرك بفه شففيًئا ،وفتقففم الصفلة المكتوبة،
وفتؤدي الزكاة المفروضة ،وفتصففوم رمضففان( ،تقففا ل :والففذي نفسففي بيففده ،ل أزيد علففى هففذا شففيًئا ول
أنقص منه ،فلما ولى تقا ل رسو ل الف صفلى الف عليفه وسلم) :مفن سفره أن ينظففر إلفى رجل مففن أهفل الجنة فلينظر إلى هذا( ]متفق عليه ،رواه البخاري ،(1397) ،ومسلم ،[(116) ،وفي رواية تقا ل عليففه السفلم:
)إن صدق العرابي؛ دتخل الجنففة( ]رواه الترمذي ،(622) ،وصفححه اللبففاني فففي صففحيح سففنن الترمذي،[(619) ، ففففي هففذا الحففديث أعلففن الرج ل أنففه ل يزيد علففى الزكاة المفروضفة ول ينقففص ،فرضي رسو ل الف صلى ال عليه وسلم وأتخبر أنه من أهل الجنة. -2روى الترمذي عن أبي هريرة ،أن النبي صلى ال عليه وسلم تقا ل) :إذا أديت زكاة مالك؛ فقد تقضيت ما عليك( ]رواه ابففن حبففان ،(3216) ،وحسففنه اللبففاني فففي صففحيح الففترغيب والففترهيب ،[(1719) ،ومن تقضى ما عليه في ماله ،لم يكن عليه حق فيه ول ُيطالب بإتخراج شيء آتخر على سبيل الوجوب. -3ما رواه ابن ماجة عن الشعبي عن فاطمة بنت تقيس ،أنها سمعته ف فتعنففي رسو ل الف صفلى الف عليفه وسلم ف يقفو ل) :ليفس ففي المفا ل حفق سفوى الزكاة(
]رواه ابففن مففاجه ،(1861) ،وضعفه اللبففاني فففي
ضعيف سنن ابن ماجه ،[(1789) ،وتقالوا :إن ما جاء في بعض النصوص من إثبات حقوق في الما ل غير الزكاة مطلوبة علففى سففبيل السففتحباب ل علففى سففبيل الوجوب واللففتزام كمففا فففي حففق الضففيف ،أو تقفالوا :بأنهففا حقفوق واجبففة تقبفل الزكاة ،فلمففا ُفرضت الزكاة نسففخت كفل حففق كفان تقبلهففا القرضاوي.[(2/967) ،
]فقففه الزكاة،
-4احترام الملكية الشخصفية؛ إذ أن السفلم احفترم الملكيفة الشخصفية ،وجعفل كفل إنسفان أحق بماله ،وحرم الموا ل كما حرم الدماء والعفراض ،والضفرائب مهمففا يقفو ل القففائلون فففي فتبريرها وفتفسيرها ليست إل مصادرة جزء من الما ل ُيؤتخذ من أربابه تقسًرا وكرًه اف. -5الح ففاديث ال ففواردة ب ففذم المك ففس ومن ففع العش ففور؛ فلق ففد ج ففاءت الح ففاديث النبويففة ب ففذم المكففوس والقففائمين عليهففا وفتوعفدهم بالنففار والحرمفان مففن الجنففة ،فعففن رويفففع بففن ثففابت :سففمعت رسفو ل ال ف صففلى ال ف عليففه وسففلم يقففو ل) :إن صففاحب المكففس فففي النففار(
]رواه أحم ففد ف ففي مس ففنده) ،
،(17464وصححه اللباني في صحيح الترغيب والترهيب.[(787) ، وعفن عقبففة بففن عففامر ،أنففه سففمع رسفو ل ال ف صففلى ال ف عليففه وسفلم يقففو ل) :ل يففدتخل الجنففة صففاحب مكففس(
]رواه أبففو داود ،(2939) ،وضفعفه اللبففاني فففي ضففعيف سففنن أبففي داود ،(2937) ،وتقفا ل السففخاوي فففي
المقاصد الحسنة :رواه أبو داود وأحمد وغيرهما عن عقبة بن عامر به مرفوًعا ،وصححه ابن تخزيمة والحاكم ،[(1/729) ،وعّد
الذهبي المكس من الكبائر ،وتقا ل) :المكاس من أكبر أعوان الظلمة ،بل هو من الظلمففة أنفسففهم؛
فإنه يأتخذ ما ل يستحق ،ويعطيه من ل يستحق( ]كتاب الكبائر ،الذهبي ،ص).[(112
المجيزون ,وهو الراجح: أ -النفيللة :يللرى النفيللة ج لواز فللرض الض لرائب علللى النللاس ،إذا كللانت هنللاك حاجللة تللدعو إليهللا ؛ حيللث يلسللمونا الن لوائب )الن لوائب :جللع نائبللة ،وهي اسللم لللا ينللوب الفللرد مللن جهة اللسللطان بلق أو بباطل ل ،ون وائب الرعيللة :ملا يضلربه اللسلللطان مللن حوائلج عللى الرعيلة ؛ كإصلح القناطر والطرق وغيها( ]قواعد الفقه ،ممدل عميم الربكت ،ص) ،[(535فقد جاء ف حاشية رد اللتلار مللا نصله ) :زمن النلوائب مللا يكلون بلالق ؛ كلري النهلر الشلتك للعامللة ،وأجللرة الللارس للمحلة واُل لسللمى الفيلل ،وما وظف للمللام ليجهلز بله اليلوش ،وفداء السللرى ،بللأن احلتللاج إلل ذلللك ول يكللن فل بيللت الللال شلليء فوظف علللى النللاس ذلللك( ،ويلتللابع فيقللول ) :وينبغللي تقييد ذلك با إذا ل يوجد ف بيت الال ما يكفي لذلك( ]حاشية ابن عابدين.[(337-2/336) ، ب -الالكي للة :ق للالوا ي للق للم للام أن يوظللف الضل لرائب لظ للروف خاص للة ،يق للول الم للام القرط ب ) :واتفللق العلمللاء علللى أنلله إذا نزل ت باللسلللمي حاجللة بعللد أداء الزك اة ،فللإنه يللب صللرف الللال إليهللا( ]الللامع لحكللام القللرآن ،القرط ب [(2/242) ،؛ والقصللود بالللال هنللا غيل مللال الزكاة،
وإنا ُأخذ من قوله تعال َ} :وآََتى الَْم الَل َعَلى ُح بّلِه{ل ]البقللرة ،[177 :وقال المللام ماللك ) :يللب على الناس فداء أسراهم وإن اسلتغرق ذلك أموالم( ]أحكام القرآن ،أبو بكر العرب.[(1/60) ، ج -الشافعية :يقرون شرعية الضرائب على الغنياء إذا احلتاج المام من أج ل مصلحة عامللة ؛ وف ذلللك يقللول المللام الغزاللل ) :إذا خلللت اليللدي مللن الم لوال ،ول يكللن مللن مللال الصللال مللا يفللي براجللات العلسللكر ،وللو تفللرق العلسللكر واش للتغلوا بالكلسللب ليللف دخللول العدو ديار اللسلمي ،أو خيف اثوران الفلتنلة ملن أهلل ل العرامللة فل بلد السلللم ؛ جلاز للمللام أن يوظف على الغنياء مقدار كفاية الند( ]اللسلتصفي من علم الصول ،الغزال.[(1/426) ، وفلتللوى الشلليخ عللز الللدين بللن عبللد اللسلللم للملللك الظفللر قطللز فل فللرض الضلرائب علللى النللاس لجلل ل الس للتعداد واللتجهيللز لقلتللال اللتلتللار) ،إنلله إذا طللرق العللدو بلد السلللم وج ب عللى العلال قلتلالم ،وجاز لكلم أن تأخلذوا ملن الرعيلة ملا تلسللتعينون بله عللى جهلادكم بشلرط أن ل يبقى ف بيت الال شيء ،وأن تبيعوا ما لكم من الوائص الذهبلة ،واللت النفيلسللة، ويقلتصر ك ل الند على مركوبه وسلحه ،ويلتلساووا هم والعامة ،وأما أخذ الموال من العامللة مللع بقايللا فل أيللدي النللد مللن الملوال واللت الفللاخرة فل( ]النجللوم الزاهللرة ف ل ملللوك مصللر والقللاهرة ،أبللو الاسن يوسف بن تغري بردة.[(73-7/72) ، د -أمللا فقهللاء النابلللة :فقللد أجللازوا فرض يلتها وسوها الكلللف اللسلللطانية ،واعلتربوها مللن الهللاد بالللال ،وف ذلللك يقللول ابللن تيميللة فل الفلتللاوى إذ يعلتللرب أن الكلللف اللسلللطانية أو مللا يأخلذه اللسللطان ملن أملوال الغنيللاء ُيعد مللن قبيل ل الهلاد بالللال ؛ فيقللول ) :وإذا طلللب منهللم شلليًئا يؤخذ علللى أملوالم ورءوسهم ،مثلل ل الكلللف اللسلللطانية الللت توضع عليهللم كلهللم ،إمللا علللى عللدد رءوسهم ،أو علللى عللدد دوابللم ،أو علللى أكللثر مللن ال لراج ال لواجب بالشللرع ،أو تؤخ ذ منهللم الكلللف الللت أح لداثت ف ل غي ل الجنللاس الشللرعية ،كمللا ُيوضلع علللى اللتللابعي للطع للام والثي للاب وال للدواب والفاكه للة وغيل ل ذل للكُ ،يؤخل ذ منه للم إذا ب للاعوا ،وُيؤخل ذ ت للارة م للن البائعي ،وتارة من الشتين( ]الفلتاوى ،ابن تيمية.[(41-30/40) ، اللسلتند الشرعي لرأي هذا الفريق :
أ -اسلتدللم بالقرآن الكري : س الِْ ّرب ل أَْن تلَُولّلوا ُوُجل ولَه ُكلْملقِبَلَ ل الَْم ْش لِرلِق اس للتدل هللذا الفريق بقللول ال ل عللز وج ل } :لَْيل َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يل َوآَتَللى الَْمل الَل َوالَْم ْغ لِرِب َو لَلكل ّن الِْ ّربل َم ل ْنل آََمل َنل بِللاللّه َواْليَلْو مل اْلَخل ِر ل َوالَْم َلل ئ للَكل ةلَوالْكلتَللاِب َوالنّبِيّ َ ِِ ِ ِ صلَلل َة ل ل ي َوِفل الّرقَلاِب َوأََقاَم ال ّ ي َوابْلَن الّلسل بِليِ ل َوالّلسل الئل َ َعَلى ُح بّله َذِوي الُْقْرلَب َوالْيََلتاَم ىل َوالَْم َلسلالك َ ص البِِرين ِف الْبأْس الِء وال ّ ِ ِ ِِ ِ ك ي ل لالْبَلأِْس ُأولَئِل َ ضل ّرلاِء َوح َ َوآََتى الّزَك الةَ َوالُْم ولُفوَن بَعْه د لهلْمل إَذا َعاَه ُدلوال َوال ّ َ َ َ َ ِ ك ُه ُمل الُْم لتلُّقولَن {ل ]البقرة .[177 : ص َدلقُلوا َوُأولَئِ َ الّذيلَن َ وجه الس للتدلل فل اليللة الكرية أن ال ل تعللال نللص علللى إيلتللاء الزكاة كمللا نللص علللى إيلتاء الال لذوي القرب واليلتامى واللساكي ؛ ما يلدل عللى أن اللراد بإيلتلاء اللال فل اليلة غيل الزك اة ،وأن ف ل الللال حًق ل ال سللوى الزك اة ،يقللول الفخللر ال لرازي ) :واخلتلف لوا ف ل ال لراد مللن هللذا اليلتللاء ؛ فقللال قللوم :إنللا الزك اة وهذا ضللعيف ؛ وذلللك لنلله تعللال عطللف الزكاة عليلله بق لوله : صَلل َة لَلوآََتى الّزَك الَة{ ،ومن حق العطوف والعطوف عليه أن يلتغللايرا ،فثبللت أن اللراد }َوأََقاَم ال ّ بلله غي ل الزكاة ..وإن كللان غيل الزكاة إل أنلله مللن الواجبللات( ]اللتفلسللي الكللبي ومفاتيللح الغيللب ،ال لرازي) ، .[(44-3/43 ب -اسلتدللم من اللسنة النبوية ؛ اسلتدلوا با يلي : -1عن فاطمة بنلت قيلس قلالت ُ) :سل ئل ل النلب صللى الل عليله وسلم علن الزكاة فقلال : س الِْربّل أَْن تلَُولّلوا )إن في الما ل لحًق اف سوى الزكاة( ،ث تل هذه الية ملن سلورة البقلرة } :لَْي َ وج ل ولَه ُكلملقِب ل ل الْم ْشل لِرلِق والْم ْغل لِر ِ ب {ل ل]البق للرة ] ([177 :رواه التمللذي ،(661) ،وضللعفه اللب للان فل ل ض للعيف س للنن ُُ َ َ ََْ َ التمذي.[(659) ، -2عن أب سعيد الدري عللن النللب صلللى الل عليلله وسلم ) :من كان لفه فضفل زاد؛ فليعد به على من ل زاد له( ،قال :فذكر من أصناف الال ما ذكر ؛ حت رأينللا أنلله ل حللق لحد منا ف فض ل ]رواه ملسلم،ل ).[(4614
-3عن علي رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى الل عليلله وسلم ) :إن الل فللرض على أغنياء اللسلمي فل أملوالم قلدر اللذي يلسللع فقراءهلم ،ولن يهلد الفقلراء إل إذا جلاعوا وعروا ما يصنع أغنياؤهم ،أل وإن الل ماسللبهم يللوم القياملة حلسللاًبا شللديًد الل ،ومعللذبم علذاًبا نكرا( ]رواه الطربان ف الوسط ،(3717) ،وقال اليثمي ) :اثابت من رجال الصحيح وبقية رجاله واثقوا وفيهم كلم( ،ممع الزوائللد،ل ً ).[(3/197 -4عن عبدالرحن بن أب بكر رضي الل عنله أن أصلحاب الصللفة كلانوا أناًسل ال فقلراء،
وأن النللب صلللى ال ل عليلله وسلم قللال مللرة ) :مففن كففان عنففده طعففام اثنيففن فليففذهب بثففالث، ومن عنففده طعففام أربعففة فليففذهب بخففامس أو سففادس( ،وإن أبللا بكللر جللاء بثلاثللة وانطلللق النب صلى ال عليه وسلم بعشرة ]ملتفق عليه ،رواه البخاري ،(3581) ،وملسلم،ل ).[(5486 ج -واسلتدلوا بالاثار الواردة عن الصحابة ؛ ومن ذلك :
-1مللا ورد عللن الفللاروق عمللر رض ي ال ل عنلله أنلله قللال ) :لللو اس للتقبلت مللن أمللري مللا اسلتدبرت ؛ لخذت فضول أموال الغنياء فقلسملتها على فقرائهم( ،وبذا يرى عمر أنه يوز لللول المللر أن يفللرض علللى الغنيللاء مللن الصللدقات غيل الزكاة قللدًرا ُتلسد بلله حاجللة الفقلراء، وُي حللى به الفقر من اللتمع ،كما ذهب إل ذلك أبللو هريرة وابللن عبلاس وابلن عملر وأبللو ذر وعائشة وفاطمة بنت قيس رضي ال عنهم ]الموال ،أبو عبيد القاسم بللن سلللم ،ص) ،(495اللامع ،القرطب) ، ،(1/241اللى ،ابن حزم.[(6/225) ، -2وصلح عللن الشللعب وماهللد وعطللاء وطاوس مللن اللتللابعي رضي ال ل عنهللم ،أن ف ل الال حًق ال سوى الزكاة ]انظر :اللى ،ابن حزم ،(6/225) ،الامع ،القرطب ،(242-1/241) ،الموال ،أبللو عبيلد القاسلم ض ال ؛ فلتكلون بثابللة بللن سلللم ،ص) ،(496-495فقلله الزكاة ،القرضاوي ،[(2/983) ،وهذه القوال ل تلق تعار ً إجاع سكوت على جواز فرض ضريبة مع الزكاة عند عدم كفايلتها للسد حاجات الفقراء. د -وأما ما يُلسلتدل به من العقول :
-1مبللدأ اللتكافلل ل الجلتمللاعي بي ل الفللرد واللتمللع :فللالفرد ل يكللن أن يكلسللب الللال بهده وحده ،فلول جهد اللتمع الذي شق له القنوات ،ونظم لله اللري والصلرف ،وصنع لله أدوات الرااثلة والزراعلة ،وهيلأ لله الملن والسللتقرار ؛ ملا كلان لهلده أن يلؤدي إلل ثلرة ،ومن ض ل الُ ،ينلسللب أجلل ل هللذا فللإن الللال الللذي يللوزه الفللرد وُينلسللب إليلله هللو بثابللة مللال الماعللة أي ً إليهللا وي ب عليهللا ؛ قللال تعللال َ} :وَل تلُْؤ تُلوا الّلس ل َفلَهلالَء أَْمل َولالَُك ُمل الِّتل َج َعل لَ ل اللّ لهُ لَُكل ْمل قَِياًم ل ال{ ]النلساء .[5 : وقال سللبحانه } :يلَلا َأيلَّه ال الّلِذيلَن آََم نُلوا َل تَلأُْك لُلوا أَْمل َولالَُك ْمل بليَلْنَُكل ْمل ِبالَْباِط ل ِ لل إِّل أَْن تَُكل ولَن ِ ِتارًة عن تلرا ف ٍ ِ ِ ِ ح ي لم الل{]النلساء [29 : ض م ْنلُك ْمل َوَل تلَْق لتلُُوا َأنلُْفَلسلُكلْمل إّن اللَّه َك الَن بُك ْمل َر ً ََ َْ َ