SIHA Story Book-Arabic

Page 1

..)‫(صيحة‬ ‫قصة تعكس صالبة النسويات من‬ ‫ق‬ �‫الكب‬ �‫األفري‬ ‫القرن‬ ‫ي‬ ‫ي‬

1

Strategic Initiative for Women in the Horn of Africa


‫ف‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫ي� منتصف تسعينيات القرن‬ ‫و� عاصمة أرض‬ ‫الما�‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫الصومال‪ ،‬هرجيسا‪ ،‬أعلنت شمس مذهبة يعلوها قوس‬ ‫ً‬ ‫قزح‪ ،‬عن ميالد طفلة جميلة سميت (صيحة)‪ ،‬تيمنا بأن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫وللوع‪ ،‬وصيحة ضد‬ ‫‪،‬‬ ‫اإلنسا�‬ ‫للضم�‬ ‫صيحة‬ ‫تكون‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ظ‬ ‫والتش�‬ ‫كل أنواع العنف الموجه ضد النساء والفتيات‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫والتطرف‪ ،‬صيحة تدعو لالحتكام لصوت العقل الحق‬ ‫والخ� والجمال‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫كانت الصيحة األوىل‪ ،‬ي� ظل ظروف مضطربة‪ ،‬صيحة‬ ‫ق‬ ‫الكب� تعالت لتعكس‬ ‫األفري�‬ ‫نساء من إقليم القرن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫وت�يكات‬ ‫أحالمهن وآمالهن ي� العدالة والمساواة‪ .‬تها� ب‬ ‫عديدة تقاطرت من نساء الصومال‪ ،‬أرض الصومال‪،‬‬ ‫ت‬ ‫جيبو�‪ ،‬ت‬ ‫إري�يا‪ ،‬أثيوبيا‪ ،‬السودان‪ ،‬وجنوب السودان‪،‬‬ ‫ي‬ ‫مهنئة بالميالد‪ ،‬تتبعها صلوات كل منهن بأن يعم األمن‬ ‫ً‬ ‫والسالم‪ ،‬وتعهدن بحماية الطفلة‪ ،‬والعمل سويا عىل‬

‫‪١‬‬


‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� تواجه النساء والطفالت ي�‬ ‫إزالة كل العقبات ي‬ ‫القيام بدورهن كامال ف ي� الحياة‪.‬‬ ‫عند إكمال (صيحة) لعامها األول‪ ،‬رقصت األمهات‬ ‫ً‬ ‫وه تتمايل طربا بأصوات العود‬ ‫واألطفال حولها‪ ،‬ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ذكاء ومرحا‪ ،‬فيما تعلو‬ ‫والطبول‪ ،‬وعيناها تشعان‬ ‫وجهها ابتسامة ساحرة‪ .‬كانت تستمع ألهازيـ ــج‬ ‫ت‬ ‫ال� تتحدث‬ ‫الصومال الشعبية وكلماتها الشعرية‪ ،‬ي‬ ‫عن السالم للكل‪ .‬وروائح الطعام والحلوى الشهية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تطوق المكان وتمأل األجواء دفئا وحميمية‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ح� العام ‪ ،0002‬نمت (صيحة) وتنقلت مع‬ ‫ت‬ ‫أمهاتها ي ن‬ ‫وجيبو� وكينيا‪ ،‬حيث‬ ‫ب� أرض الصومال‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫عاشت ي ن‬ ‫ب� نساء ُمفقرات ش�دتهن الحروب‪،‬‬ ‫وطالبات ومعلمات وعامالت‪ .‬تعلمت حينها‬

‫‪٢‬‬


‫ش‬ ‫الم� عىل رجليها‪ ،‬ورددت شفتاها كلمات‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫محببة مثل‪ :‬ماما‪ ،‬أ ّ يم‪ُ ،‬ي َّمه‪ ،‬هوويو‪ ،‬مامان‪...‬‬

‫منادية بها أي امرأة‪ ،‬لتحتضنها األمهات ويقبلنها‬ ‫عىل خدها الندي‪ ،‬داعيات لها بالصحة والعافية‪،‬‬ ‫ومعيذات لها من ش� الحروب وويالت الجهل‪.‬‬ ‫خالل ذلك الوقت‪ ،‬زارت (صيحة) أثيوبيا حيث‬ ‫ئ‬ ‫الال�‬ ‫الصغ�ات‬ ‫التقت بالعديد من الفتيات‬ ‫ي‬ ‫ًي‬ ‫ً‬ ‫هاجرن من أوطانهن وواجهن ظروفا صعبة‬ ‫ً‬ ‫للغاية‪ .‬هاجرت بعضهن هربا من الرصاعات و‬ ‫ّ‬ ‫الخطر المحيط بهن‪ ،‬وأخريات للعثور عىل عمل‬ ‫لمساعدة أرسهن‪ .‬جاءت هؤالء الفتيات من‬ ‫دول أخرى ف� المنطقة مثل السودان‪ ،‬ت‬ ‫إري�يا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الصومال‪ ،‬وأرض الصومال‪ ،‬باإلضافة إىل أجزاء‬ ‫أخرى من أثيوبيا‪ .‬أعجبت (صيحة) بشجاعة‬

‫‪٣‬‬


‫الصغ�ات وأصبحت شغوفة للدفاع عن سالمة وحقوق النساء‬ ‫هؤالء الفتيات‬ ‫ي‬ ‫والفتيات المهاجرات والعابرات للحدود‪ ،‬مع مرور الوقت انتبهت صيحه الهمية‬ ‫ت‬ ‫ال� تعالج األسباب الجذرية‬ ‫ي‬ ‫التغي�ات االجتماعية واالقتصادية والسياسية ي‬ ‫ألنماط الهجرة المحفوفة بالخطر‪.‬‬ ‫ً ف‬ ‫الحقا ي� العام ‪ ،0002‬دعت نساء السودان (صيحة) لزيارتهن‪ ،‬وعند وصولها‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫قمن باحتضانها وأعطينها األمان‪ ،‬لم تشعر يوما بالوحدة ي� بلدها الجديدة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ألنها بكل بساطة ابنة لكل األمهات‪ ،‬وأخت لكل البنات‪ ،‬ب ن‬ ‫يلع� سويا ويتسامرن‪،‬‬ ‫ق‬ ‫األفري�‪،‬‬ ‫متأثرات ببعضهن البعض‪ ،‬لتنقل إليهم ثقافات مناطق أخرى من القرن‬ ‫ي‬ ‫ولتتعلم ف� وقت ي ز‬ ‫وج� اللغات المحلية‪ ،‬مشاركة كافة أشكال الفنون‪ ،‬ومساهمة‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الشع�‪،‬‬ ‫ي� الحمالت المدنية والطوعية‪ .‬وهناك بدأت موهبتها ي� الغناء والرقص‬ ‫بي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والمرسح‪ ،‬والخطابة تنمو رويدا رويدا‪.‬‬ ‫ض‬ ‫ا�‬ ‫زارت (صيحة) معظم مدن وقرى السودان‪ :‬من كسال‪ ،‬والقضارف‪ ،‬حيث األر ي‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫والم�امية‪ ،‬مشاركة األطفال ألعابهم ي� أعياد الحصاد‪ .‬وتنقلت برا‬ ‫المخ�ض ة‬

‫‪٣‬‬


‫إىل الدمازين‪ ،‬لتستقبلها هناك فرقة أطفال الوازا‬ ‫ام� وإيقاعات‬ ‫الموسيقية‪ ،‬سحرتها أصوات المز ي‬ ‫الكلش‪ ،‬فاقتحمت الساحة‪ ،‬راقصة مع األمهات رقصة‬ ‫طقس المطر‪ ،‬لتستجيب السحب وتنهمر األمطار‬ ‫ي ن‬ ‫فرح� بمقدمها الميمون‪.‬‬ ‫األهال‬ ‫بغزارة‪ ،‬جاعلة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الدي� (الكجور) كشخصية مباركة‪،‬‬ ‫اختارها الزعيم‬ ‫ي‬ ‫وبإشارة منها أشعل كل الحضور النار عىل الفروع‪،‬‬ ‫وقذفوها من قمة الجبل نحو األرض‪ ،‬ض‬ ‫لي�ء الجبل‬ ‫ي‬ ‫وكل المناطق المجاورة‪ .‬علت أصوات الطبول وأبواق‬ ‫الوازا والقرون‪ ،‬داعية الجميع للمشاركة ف ي� االحتفال‪.‬‬ ‫ع� جبال النوبة الشاهقة‪ ،‬وشالالتها المتدفقة‪،‬‬ ‫ب‬ ‫واصلت (صيحة) رحلتها‪ ،‬متسلقة للجبال مع البنات‪،‬‬ ‫جانية لثمار األشجار‪ ،‬وراعية لألغنام واألبقار‪ .‬راقصو‬ ‫الكمبال جذبوا انتباهها‪ ،‬وبمهارة رقصت عىل إيقاع‬

‫‪٥‬‬


‫الكرنك‪ ،‬لتنال إعجاب الحضور‪،‬‬ ‫ن‬ ‫األغا�‬ ‫فيما ألفت األمهات عددا من‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي ن‬ ‫الح� باسم (صيحة)‪.‬‬ ‫الراقصة ي�‬ ‫ً‬ ‫هناك قدمت عددا من المخاطبات‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫الوع بحقوق الفتيات ي� التعليم‬ ‫لن�‬ ‫ي‬ ‫والصحة‪ ،‬وحمايتهن ف� أماكن نز‬ ‫ال�اعات‬ ‫ي‬ ‫تز‬ ‫المسلحة‪ ،‬وحثهم عىل االل�ام‬ ‫ت‬ ‫ال� تحقق للفتيات‬ ‫بالمواثيق الدولية‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫الحق ي� الحياة الكريمة‪ ،‬والحماية من‬ ‫المخاطر‪ ،‬والعادات الضارة‪ ،‬والعنف‬ ‫ن‬ ‫االجتماع‪.‬‬ ‫المب� عىل النوع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي� لهفة وشوق‪ ،‬انتظرنها أمهات‬ ‫ش‬ ‫الفا�‪،‬‬ ‫دارفور‪ ،‬وعند وصولها لمدينة‬ ‫استقبلنها أمام بيت السلطان‪ ،‬مرتديات‬

‫‪٦‬‬


‫ب ن‬ ‫ليذه�‬ ‫الم�م الجميلة‪ ،‬حامالت لألطباق الملونة والكشاكيش‪،‬‬ ‫أزياء ي‬ ‫بعدها إىل القرى والفرقان ومعسكرات نز‬ ‫ال�وح‪ ،‬لتقف (صيحة) عىل‬ ‫أوضاع الفتيات هناك‪ ،‬وتحك لهن عن تجربتها وتنقالتها ي ن‬ ‫ب� الدول‬ ‫ي‬ ‫والثقافات المختلفة من أجل المطالبة بحقوق النساء والفتيات‪.‬‬ ‫ف‬ ‫الوع بحقوقهن وكيفية‬ ‫قدر وافر من‬ ‫تحصلت الفتيات ي� دارفور عىل ٍ‬ ‫ي‬ ‫درء آثار نز‬ ‫ال�اعات المسلحة والحروب األهلية‪ ،‬وتعلمت (صيحة)‬ ‫الخ�ات ودشنت‬ ‫الكث� من فتيات المعسكرات وتبادلت معهن‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫نز‬ ‫جمعيات المنارصة بالمدن واألرياف ومعسكرات ال�وح‪,،‬وكجزء من‬ ‫تمديد اوارص الحماية والمنارصه ساعدت صيحةرفيقاتها البنات‬ ‫الصغ�ات ف� الرجوع للتعليم ولم تكن الفصول ت‬ ‫ال� ساعدت صيحها‬ ‫ي‬ ‫ف� افتتاحها تقدم التعليم االكاديىم فقط ولكن ايضا ش‬ ‫تن� بينهن الوىع‬ ‫والمعرفه بحقوقهن ت‬ ‫و(الم�م) عند‬ ‫(الم�م صيحة)‪،‬‬ ‫ح� منحت لقب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ه المرأة القوية‪ ،‬العطوفة والحنونة‪ ،‬غزيرة المعارف‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أهال دارفور‪ ،‬ي‬ ‫عميقة الدروب‪.‬‬

‫‪٧‬‬


‫ف‬ ‫عال من‬ ‫و� رحلة (صيحة )الدائمة إىل الخرطوم‪ ،‬المحملة بقدر ٍ‬ ‫المعرفة بطبيعة الثقافات‪ ،‬والمجتمعات‪ ،‬والمشاكل ت‬ ‫ال� تواجهها‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫النساء والفتيات ف� واليات السودان المختلفة‪، ،‬باتت ث‬ ‫أك� حرصا عىل‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ُ ّ‬ ‫ت‬ ‫الال� يقطن‬ ‫أن تبذل قصارى جهدها ي� تنمية المرأة بالريف و النساء‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫غ� رسميات‬ ‫ي� أطراف العاصمة‪ ،‬حيث أن معظمهن يعملن كعامالت ي‬ ‫ف‬ ‫غ� إنسانية‪ ،‬ويتعرضن للعنف الممنهج وتقديمهن‬ ‫ي� ظروف قاهرة ي‬ ‫إىل محاكمات فورية جائرة باسم قانون النظام العام‪ ،‬ومعاقبتهن‬ ‫ت‬ ‫ال� تحط من قدر اإلنسان‪ ،‬وأخريات‬ ‫بالغرامة أو عقوبة الجلد المهينة ي‬ ‫السياس والتجريم والتعذيب لمجرد انهن نساء‬ ‫يتعرضن لالعتقال‬ ‫ي‬ ‫يمتلكن خلفيات إثنية أو دينية معينة‪ .‬عملت (صيحة) مع هؤالء‬ ‫ي ن‬ ‫بتحس� أوضاعهن‬ ‫النساء والفتيات لمنارصة حقوقهن والمطالبة‬ ‫ي ن‬ ‫تعان� منه‬ ‫المجتمع بالمخاطر والتنمر الذي‬ ‫الوع‬ ‫االقتصادية‪ ،‬ورفع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عىل يد السلطات‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ي� العام ‪ ،5002‬زارت (صيحة) جنوب السودان والتقت بأمهاتها‬

‫‪٨‬‬


‫وشقيقاتها ف� معسكرات نز‬ ‫ال�وج ومناطق الحرب األهلية المغلقة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫نز‬ ‫ن‬ ‫وب� أهلها‪ ،‬تشاركهن القصص والهموم‪.‬‬ ‫أحست بأنها ي� م�لها ي‬ ‫قص�ة‪ ،‬بادرت (صيحة) بمساعدة المجتمعات المحلية‬ ‫وبعد مدة ي‬ ‫ف‬ ‫السلم‪ ،‬حيث‬ ‫ي� إطالق أنشطة مختلفة تدعو للسالم والتعايش‬ ‫ي‬

‫التغي�‪ ،‬حيث أتاحت منصات‬ ‫بدأت بفكرة مسارح من أجل‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� تناقش قضايا السالم‬ ‫لألنشطة الدرامية والثقافية المختلفة ي‬ ‫ف‬ ‫والعدالة اإلجتماعية‪ ،‬كما ساعدت ي� إنشاء العديد من الجمعيات‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫نز‬ ‫أب�‪ ،‬وملكال‪ .‬ظلت‬ ‫ي� معسكرات ال�وح ي� رومبيك‪ ،‬واو‪ ،‬جوبا‪ ،‬ي ي‬ ‫ي ن‬ ‫صيحة تزور جنوب السودان عىل مدى ي ن‬ ‫تحس�‬ ‫سن�‪ ،‬تعمل عىل‬ ‫ف‬ ‫ي ن‬ ‫متناه من‬ ‫القوان�‪ ،‬بدعم ال‬ ‫أوضاع النساء ي� السجون وتعديل‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫األمهات واألخوات عىل امتداد البالد‪ .‬ي� كل مرة‪ ،‬تت�ك خلفها‬ ‫نساء وفتيات يحملن رايتها وينتهجن رؤيتها ويتشاركن الكفاح‪.‬‬ ‫ن‬ ‫عام ‪ 7002‬و‪ ،8002‬اعتقلت قوات األمن بالخرطوم (صيحة)‬ ‫يب� ي‬ ‫عدة مرات‪ ،‬ووضعتها تحت المراقبة المشددة‪ ،‬بسبب دعمها‬

‫‪٩‬‬


‫الال محدود لقضايا وحقوق الفتيات والنساء ف� مناطق نز‬ ‫ال�اعات‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫المسلحة‪ ،‬ي� كل من دارفور‪ ،‬والنيل األزرق وجبال النوبة‪ .‬هذا‬ ‫االعتقال ت‬ ‫وال�هيب لفتاة دون الخامسة ش‬ ‫ع�ة من عمرها‪ ،‬ترك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أثرا سيئا عىل نفسها‪ ،‬وعرض حياتها للخطر‪ ،‬لكنها خرجت منه‬ ‫ٍّ‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫أك� قوة‪ ،‬وبعزيمة ال ي ن‬ ‫أك� لمواصلة نشاطها ي� دعم‬ ‫تل�‪ ،‬وتحد ب‬ ‫ً‬ ‫قضايا النساء ومنارصتهن‪ ،‬ت‬ ‫ح� لو كلفها ذلك حياتها ثمنا‪.‬‬ ‫وبسبب ث‬ ‫ك�ة االعتقاالت والمضايقات والتعذيب والتضييق‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫عليها‪ ،‬غادرت (صيحة) الخرطوم مضطرة إىل يوغندا ي� العام‬ ‫‪ ،9002‬وه ال تزال ف� الخامسة ش‬ ‫ن‬ ‫ليتس� لها‬ ‫ع�ة من عمرها‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مواصلة تعليمها ونشاطها البناء من هناك‪ ،‬بعد أن تركت إرثا كافيا‬ ‫الصغ�ات‬ ‫المن�ة لظلمة طريق أخواتها‬ ‫الوع والمصابيح‬ ‫من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫غ�‬ ‫ي� السودان‪ ،‬ليواصلن النضال والدفاع عن حقوقهن كاملة ي‬ ‫منقوصة‪.‬‬

‫‪١٠‬‬


‫ُ ُ‬ ‫ف‬ ‫متفان‪ ،‬محاطة‬ ‫قبلت (صيحة) بكل ترحاب وحب‬ ‫ست‬ ‫ي� كمباال‪ ،‬ا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫بنساء من يوغندا ش‬ ‫و�ق افريقيا من كل مدنها وأريافها‪ ،‬وخ ِّص َصت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لها دارا مريحة للسكن‪ ،‬ولممارسة أنشطتها التنويرية‪ ، ،‬ملتقية‬ ‫ً‬ ‫ق‬ ‫ولتتل� تنويرا عن وضع المرأة هناك‪،‬‬ ‫بأخواتها‪ ،‬لتبادلهن األفكار‪،‬‬ ‫وادركت بان هذا المكان هو المانسب النطالق وتحقيق االهداف‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شماال ت‬ ‫ح� الحدود مع جنوب السودان‪،‬‬ ‫سافرت (صيحة)‬ ‫ف‬ ‫الكث� من األصدقاء‬ ‫ي� منطقة غرب النيل‪ ،‬وجدت هناك‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫والصديقات ما ي ن‬ ‫المحل ي� مدينة أروا‪،‬‬ ‫ب� النساء وأفراد المجتمع‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫نز ً‬ ‫م�ال ومستقرا والتقت بأخواتها من مختلف أنحاء‬ ‫واتخذت منها‬ ‫ف‬ ‫وني�‪ .‬كما سافرت إىل إقليم كراموجا‬ ‫المنطقة ي� كوبوكو‪ ،‬ومايو‪ ،‬ب ي‬ ‫ف‬ ‫األشول ي� مدينة كيقدوم‪ ،‬وتعرفت عىل أخواتها البائعات‬ ‫وإقليم‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الرسم ي� األسواق المحلية‬ ‫غ�‬ ‫المتجوالت والعامالت ي� القطاع ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫الال� يقطعن الحدود مع جنوب السودان‬ ‫بأروا‪ ،‬والبائعات‬ ‫ي‬

‫‪١١‬‬


‫ّ‬ ‫والكنغو‪ .‬عملت (صيحة) مع هؤالء النساء لتمكنهن‬ ‫ت‬ ‫ال� يتعرضن لها‬ ‫من رفع أصواتهن وكشف األخطار ي‬ ‫أثناء محاوالتهن لكسب العيش‪ .‬كسبت (صيحة)‬ ‫الكث� من العالقات الطيبة مع نساء المجتمعات‬ ‫ي‬ ‫ًّ‬ ‫المحلية‪ ،‬ضحكن سويا‪ ،‬تشاركن وجبات البوشو‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وتعلمن من بعضهن‪ .‬الحقا‪ ،‬سافرت (صيحة) إىل‬ ‫ف‬ ‫أشول‪ ،‬ثم إىل كرموجا‪ ،‬ووجدت‬ ‫كيتقوم ي� إقليم‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫أن أخواتها ي� هذه المناطق يتقاسمن نفس الهموم‬ ‫ويواجهن نفس التحديات‪ ،‬فربطتها بهن أوارص‬ ‫ز ً‬ ‫ً‬ ‫ك�ة وسندا لـها ف ي� إقامتها ف ي� يوغندا‪.‬‬ ‫قوية‪ ،‬وأصبحن ر ي‬ ‫ش‬ ‫ب� السادسة ش‬ ‫ي ن‬ ‫والع�ين من عمرها‪،‬‬ ‫ع�ة والثالثة‬ ‫اكتسبت (صيحة) نضجها ووعيها‪ ،‬وتوقد ذهنها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ذكاء وألقا‪ ،‬ولمع نجمها‪ ،‬محاطة بأخواتها وإخوانها‪،‬‬ ‫أك� ث‬ ‫وسعدت بها األمهات ث‬ ‫فأك�‪ ،‬أما أخواتها الفتيات‬

‫‪١٢‬‬


‫من السودان‪ ،‬جنوب السودان‪ ،‬ت‬ ‫إري�يا‪ ،‬يوغندا‪ ،‬والصومال‪،‬‬ ‫ت‬ ‫الال� تدربن عىل يدها واقتدين بها من العام ‪ ٠١٠٢‬إىل ‪٧١٠٢‬م‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫فأصبحن ي� سن المراهقة وازددن شغفا بمنارصة قضايا المرأة‬ ‫والنوع وذلك بفضل تواصل (صيحة) الدائم بهن وتنويرهن‬ ‫ت‬ ‫ي ن‬ ‫تمك� المرأة‬ ‫ال� تساعد عىل‬ ‫بمستجدات‬ ‫العمل والمشاريـ ــع ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫واس�داد حقوقهن الواردة والمنصوص عليها‬ ‫سياسيا واقتصاديا‪،‬‬ ‫ف ي� المواثيق والمعاهدات الدولية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شامخة‪ ،‬وقفت (صيحة) بكل قوة وصالبة وفخر‪ ،‬متحدية كل‬ ‫أنواع االستخفاف المتعمد والحط من قدر إنجازات الشابات‬ ‫األفريقيات العظيمة‪ ،‬بكل حسم وعزيمة إىل كل الذين يتدثرون‬ ‫منسو� األجهزة األمنية المؤدلجة‬ ‫خلف األقنعة المزيفة من‬ ‫بي‬ ‫ف‬ ‫تنا�‬ ‫ورجال دين (السلطان) الستحضار فتاوى فقهية بالية‬ ‫ي‬ ‫مقاصد ش‬ ‫ال�يعة والفطرة السليمة‪ ،‬لم تحقق أغراضها ت‬ ‫ح�‬ ‫ف‬ ‫ي� زمانها الغابر‪ .‬لكن حتما ستنترص (صيحة) بمعاونة أمهاتها‬

‫‪١٣‬‬


‫وأخواتها وإخوانها وهم عىل أتم االستعداد للدفاع عنها وعن‬ ‫ش‬ ‫م�وعها الطموح بكل صالبة وحسم‪.‬‬ ‫ش‬ ‫والع�ين من عمرها‪ ،‬راكمت‬ ‫اآلن (صيحة) بلغت الخامسة‬ ‫ف‬ ‫خ�اتها وأصبحت حجة زمانها‪ ،‬ال سيما ي� الحكمة‬ ‫خاللها ب‬ ‫ف‬ ‫واإلقناع‪ .‬ذاع صيتها ي� اآلفاق‪ ،‬وكل يوم يزداد إخوانها وأخواتها‬ ‫ً‬ ‫تل� نداء الحاجة ومنارصة‬ ‫من جميع أنحاء المعمورة‪ ،‬ودائما يب‬ ‫قضايا النساء والشباب حول العالم أجمع‪ ،‬اليوم (صيحة) التقل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتاث�ا عن مؤسسسات حقوق النساء والفتيات ت‬ ‫ال� تنارص‬ ‫حجما‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الحقوق حول العالم‪.‬‬ ‫ه (صيحة) قد أينعت ثمار نضاالتها من خالل عملها الدؤوب‬ ‫ها ي‬ ‫ف‬ ‫ع� برامج وحمالت منارصة لقضايا‬ ‫الوع‬ ‫ي� تشكيل‬ ‫المجتمع ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المرأة‪ ،‬ووقوفها الصلد ضدكل أنماط العنف ضد النساء والفتيات‪،‬‬ ‫ف‬ ‫وبفضل تواصلها الدائم مع أترابها ي� كل من السودان‪ ،‬ويوغندا‪،‬‬

‫‪١٤‬‬


‫ت‬ ‫ت‬ ‫وإري�يا‪ ،‬وأثيوبيا‪ ،‬نتجت عنها إنشاء شبكة‬ ‫وجيبو�‪ ،‬والصومال‪،‬‬ ‫وجنوب السودان‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫من� يشمل عضوية أك� من ‪٠٣١‬‬ ‫ع� ب‬ ‫تعاضدية مع المجموعات القاعدية النسوية ب‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫األفري�‪.‬‬ ‫والوع ي� جميع دول القرن‬ ‫مجموعة نسوية لتوسيع دائرة المنارصة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫ال� ظلت تؤرق بال (صيحة) وتشعرها بالقلق والحزن‪ ،‬وضع النساء‬ ‫من أك� األشياء ي‬ ‫ت‬ ‫الال� تركن أوطانهن‪ ،‬بسبب جحيم الحروب نز‬ ‫وال�اعات المسلحة‬ ‫والفتيات المهاجرات‬ ‫ي‬ ‫وآثارها المدمرة وإيقاف دائرة اإلنتاج والتدهور االقتصادي الهائل‪ ،‬وعندها تصبح‬ ‫الحياة شبه مستحيلة فيضطررن إىل مغادرة أوطانهن مكرهات‪ ،‬ويستمر مسلسل‬ ‫تز‬ ‫الجنس من‬ ‫لالب�از والتحرش‬ ‫ع� الحدود حيث يتعرضن‬ ‫العذاب للنساء والفتيات ب‬ ‫ي‬ ‫قبل مافيا وعصابات التهريب وحرس الحدود‪ ،‬لذلك تقوم (صيحة) بأدوار عظيمة‬ ‫ّ‬ ‫لحمايتهن وتصميم برامج للمنارصة والوع وتنمية القدرات ت‬ ‫ح� تمكنهن من اإلندماج‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫اإلجتماع واإلقتصادي‪.‬‬ ‫ي� المجتمع بقدر من السالسة وتفادي االستغالل‬ ‫ي‬ ‫ما زالت (صيحة) تعمل عىل دعم وصول النساء والفتيات إىل العدالة والوقوف أمام‬ ‫ض‬ ‫كافة المحاكم دون ي ز‬ ‫ي ن‬ ‫التقا�‬ ‫المحام� والمحاميات لهن عند‬ ‫وتوف�‬ ‫تمي�‪،‬‬ ‫للتسي�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫‪١٥‬‬


‫ن‬ ‫واالجتماع‬ ‫النفس‬ ‫القانو�‪ ،‬والدعم‬ ‫وتقديم السند‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫للنساء والفتيات‪ ،‬ضحايا األعراف والتقاليد وأيديولوجيا‬ ‫كره النساء‪ ،‬والقابعات خلف قضبان حراسات ش‬ ‫ال�طة‬ ‫وزنازين السجون‪.‬‬ ‫ف‬ ‫التقص‬ ‫اعتمدت (صيحة) عىل المعرفه والبحث �‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫والتعرف عىل اوضاع النساء العامالت ي� مجاالت‬ ‫ش‬ ‫والم�وبات‬ ‫القطاع المهمش كبائعات األطعمة‬ ‫ّ‬ ‫والدلالت‪ ،‬وعامالت المنازل‪ ،‬وعامالت النظافة‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫والمصانع‪ ،‬ي� المناطق الح�ض ية ي� كل من السودان‬ ‫ت‬ ‫ال� خلصت بها‬ ‫ويوغندا والصومال‪ ،‬عىل ضوء النتائج ي‬ ‫تم تصميم برامج ت‬ ‫الفق�ات‬ ‫اس�اتيجية لدعم النساء‬ ‫ي‬ ‫ي ن‬ ‫وتحس� مقدراتهن وتوعيتهن بحقوقهن اإلنسانية‬ ‫والسياسية والقانونية واالقتصادية‪ ،‬وذلك بتخصيص‬ ‫ش‬ ‫تتما� مع المواصفات الصحية الجيدة‪،‬‬ ‫أماكن للعرض‬

‫‪١٦‬‬


‫لحفظ كرامتهن مع التشديد عىل إيقاف كل األساليب السالبة من مطاردات‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫تز‬ ‫واالب�از‪ .‬وعملت (صيحة) أيضا عىل دعم وحث‬ ‫(كشات) ومصادرة لألمالك‬ ‫ف‬ ‫النساء العامالت ي� مجاالت البيع عىل إنشاء الجمعيات والنقابات المهنية‬ ‫لتنظيم العمل والدفاع عن الحقوق والمكتسبات‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ال� تتوق إىل المزيد‪ ،‬فأقدمت‬ ‫الزالت (صيحة) تتمتع بتلك الروح الوثابة ي‬ ‫ش‬ ‫ي ن‬ ‫والن� لتسليط الضوء عىل قضايا المرأة‬ ‫تضم� مؤسسة تهتم بالمعرفة‬ ‫عىل‬ ‫والنوع كهدف عام‪ ،‬وكذلك المواضيع االجتماعية والثقافية والقانونية والدينية‬ ‫ي ن‬ ‫الجنس� عىل‬ ‫األخرى المرتبطة بها‪ .‬ومن الملفت للنظر أن ترى الشباب من‬ ‫ت‬ ‫والمقاه‬ ‫وح� عىل المواصالت العامة‬ ‫مدرجات قاعات الجامعات‪ ،‬المكتبات‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫يتصفحون إصدارت (صيحة) من كتب ومجالت‪ ،‬ت‬ ‫وال� توزع ي� جميع أنحاء‬ ‫ي‬ ‫أفريقيا وعىل نطاق واسع من دول العالم األخرى‪.‬‬ ‫ّ ّ‬ ‫ت‬ ‫الكث�‬ ‫ال� قامت بها (صيحة) إل أن هنالك‬ ‫ي‬ ‫بالرغم من كل اإلنجازات الهائلة ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� تقف ي� طريق تحقيق‬ ‫من الحواجز والمتاريس ‪-‬اإلجتماعية و السياسية‪ -‬ي‬

‫‪١٧‬‬


‫ُ‬ ‫التخط والتغلب عىل‬ ‫التغي� نحو العدالة االجتماعية‪ .‬فنجدها قد راهنت عىل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫كل القوالب النمطية واألفكار البالية ي� سبيل نهضة نسوية وتقاطعية‪ ،‬شاملة‬

‫للنساء والبنات بمختلف خلفياتهن‪ ،‬وذلك من خالل الدعم والتضامن المتبادل‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫األفري�‪ ،‬ومن خالل‬ ‫مع منصات الحراك النسوي المتباينة � كل بلدان القرن‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫كفاحهن‪.‬‬ ‫ع� منصاتهن‪ ،‬وتعزيز ملكيتهن ألجندة‬ ‫تثبيت حق النساء ي� أفريقيا ب‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫جليا ف� الدور ّ‬ ‫الفعال الذى لعبته ي� دعم ومنارصة نساء السودان‬ ‫ويتضح ذلك‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ديسم� العظيمة ي� ‪.٩١٠٢‬‬ ‫إبان ثورة‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ومازالت صيحة والنساء رفيقاتها ماضيات � رحلتهن � الدروب الوعره نحو‬ ‫ف‬ ‫ب ن‬ ‫ويكتس� كل يوم معارف جديدة‪ ،‬و عقولهن وقلوبــهن � هذا‬ ‫العداله والمساواة‬ ‫ف‬ ‫السفر الطويل القاىس معلقة بقضايا كل النساء بال ي ز‬ ‫وتض�‬ ‫تح� او استثناء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫عليهن مشاق الرحلة نضجا ووعيا بأهمية حقوق ومساواة النساء � استقرار‬ ‫ق‬ ‫االفري� ‪.‬‬ ‫وسالم منطقة القرن‬

‫‪١٨‬‬


19


20


Strategic Initiative for Women in the Horn of Africa

www.sihanet.org


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.