مجلة من أوروبا البلد - عدد 12

Page 1


‫مقدمة العدد‪4..............................‬‬

‫ففهمناها سليمان‪34........................‬‬

‫أنت مهم‪60...............................‬‬

‫سياسة‪6....................................‬‬

‫هل نسينا أن أغفلنا‪35......................‬‬

‫مشاعر االمومة‪61........................‬‬

‫تعقيب ‪ :‬الثورة و كرة الثلج العفوية‪7....‬‬

‫رجل النفق الواحد‪36......................‬‬

‫كتب‪62....................................‬‬

‫األيدولوجية‪8..............................‬‬

‫المغترب‪37................................‬‬

‫ثالثية غرناطية‪63........................‬‬

‫خوف مبرر‪8.............................‬‬

‫السكن‪38...................................‬‬

‫ابدأ شيئا له قيمة‪64.......................‬‬

‫ماذا حدث؟‪9..............................‬‬

‫فخ الترفع‪39...............................‬‬

‫أمير الظل‪66..............................‬‬

‫تجربــة تركيــا و كيفيــة تفكيــك منظومــة ال المشكلة دائما ً في الدماغ ‪40..............‬‬ ‫اعــام‪10..................................‬‬ ‫في عمرنا ثورة‪42 .......................‬‬ ‫المسؤلية‪11.................................‬‬ ‫اإلخالص‪43..............................‬‬ ‫قصة جمهورية تكساس‪12.................‬‬ ‫من هنا وهناك‪44.........................‬‬ ‫رصاصة‪16................................‬‬ ‫“الرأســمالية و القيمــة‪ :‬نظــرة فــى‬ ‫الحاليــة‪45............‬‬ ‫الخالفة و قاذفة النابالم الفرنسية ‪ 18......‬اإلعالنــات‬ ‫األلتراس‪ 20................................‬القلــب الغاضــب (‪ :)8‬والدتــى مشــكلة حيــا‬ ‫تى‪46.....................................‬‬ ‫ثقافية و اجتماعية‪21......................‬‬ ‫العبد و الحر‪49...........................‬‬ ‫الحيل الدفاعية‪22 .........................‬‬ ‫حط طوبة‪50.............................‬‬ ‫يوم في حياة ‪ ..‬امرأة‪24..................‬‬ ‫قلب و عقل‪51............................‬‬ ‫وحيدة علي فراش المرض‪25............‬‬ ‫لعنة الشهرة‪52...........................‬‬ ‫“ال تقل الجىء‪26.........................‬‬ ‫مفكرة سنوية‪53.........................‬‬ ‫“شوية امل‪27.............................‬‬ ‫على الحدود ‪54.........................‬‬ ‫تجربتي مع السياحة الحالل في تركيا‪28‬‬ ‫أطفال و تربية‪55........................‬‬ ‫المِراء ‪31................................‬‬ ‫ابعد يدك عني‪56........................‬‬ ‫الفهلوة‪33...................................‬‬ ‫ابناؤنا‪/‬جدول المكافآت والعقوبات‪58...‬‬

‫يوميــات رحلــة منتــدي الشــرق مــن الــص‬ ‫ومال‪68.....................................‬‬ ‫خاطــرة مهمــة عــن التواجــد االســتراتيجي‬ ‫األمريكي‪-‬التركي‪-‬المصــري فــي القــرن‬ ‫األفريقــي ‪ -‬الصومــال و مســتقبلها‪70...‬‬ ‫يوميــات أرض بُنــت || مــع وضــاح خنفــر‬ ‫‪72..........................................‬‬ ‫يوميــات أرض بُنــت (الصومــال‪ ،‬أرض‬ ‫اآللهــة و البخــور‪74......................‬‬ ‫من الخوف ‪76.............................‬‬ ‫أول حديقــة أطفــال فــي الصومــال منــذ ‪21‬‬ ‫عاما‪77.....................................‬‬ ‫مقــاالت عمــاد الديــن الســيد ‪:‬رحلــة الصــو‬ ‫مال‪81......................................‬‬ ‫أثيوبيا و الصومال ‪83.....................‬‬ ‫القرصنة و العدو الوهمي‪85 ..............‬‬ ‫في كالم النشطاء األتراك‪88...............‬‬ ‫آراء‪89 .....................................‬‬


‫د الحميد‬

‫أحمد عب‬ ‫ملهاة‬

‫لو خط الحياة المعتاد‪:‬‬ ‫مذاكرة‪ ،‬تعليم‪ ،‬عمل‪ ،‬زواج‪ ،‬خلفة‪ ...‬إلخ‬ ‫لم يرتبط بهدف أكبر‪ ،‬أصبح في ذاته ملهاتك الدنيوية‪ .‬‬ ‫جميل أن يكون طموحك في العمل و العلم و األسرة‪ ...‬إلخ‪ ،‬ولكن إن لم يتم توجيهه‬ ‫لصالح فكرة أكبر من عمرك المحدود‪ ،‬أو كيانك البسيط (للجماعة أو للوطن أو للدين‪...‬‬ ‫كيفما أحببت)‪ ،‬و بما يحمله ذلك من «تضحيات»‪ ،‬أصبح «ملهاة»‪ .‬‬ ‫نعم‪ ،‬كل سيرك و عملك و تعليمك و أوالدك أنفسهم‪ :‬ملهاة‪ ،‬مضيعة وقت‪ .‬تكرار نمطي‬ ‫ممل لكل أولئك الذين مروا ولم ُيعرفوا ولم يتركوا اثرا ال في األرض وال في السماء‪.‬‬ ‫ال معنى لعمرك كله‪ ،‬لو لم تكتشف السر الذي من أجله ُخلقت‪ .‬لفكرتك النبيلة‪ ...‬تلك‬ ‫الفكرة التي تتضرع هلل في صلواتك أن يرزقك بها عمال ولو واحدا متقبال يجعلك في‬ ‫«موكب» من تحب‪ .‬هو أن تمضي تتفكر في األرض‪ ،‬ما الذي سأفعله أكثر ليرضى‬ ‫عني؟ أتراه يراني؟ يسمعني؟ يغفر لي؟!‬ ‫هو ذلك السؤال الملح الذي تدعو به في كل صالة رب «اهدنا الصراط المستقيم»‪...‬‬ ‫أخبرك سينتهي العمر دون أن تكتشف‪ ،‬أكنت على هذا الصراط أم غيره‪ ،‬ولكن حسبك‬ ‫أنك كنت واعيا ألمر البحث عنه‪ ،‬حسبك أنك كنت مختلفا في تلمس الطريق بينما تاه‬ ‫البقية في ملهاتهم‪ .‬حسبك تعلقك بأمل أن تلحق بمن تحب‪ ....‬هم يشتاقون إليك‪ ،‬ال‬ ‫تخذلهم!‬ ‫أكتب قبل أن تموت‪:‬‬ ‫إلى أولئك الذين لم يولدوا بعد‪ ...‬لقد مررنا من هنا‪ ،‬اتركوا أثرا‪ ...‬أفضل منا‪.‬‬ ‫ننتظركم‪ ...‬و سنسعد بصحبتكم‪ .‬‬

‫ا‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ثما‬

‫ر‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫لب‬ ‫ج‬ ‫يب‬

‫متى ستدرك أن األمور كلها متشابهة؟؟‬ ‫أن األمر أشبه بشبكة عنكبوت كبيرة‪..‬متقنة الصنع‪..‬اشبه بنسيج أى عيب فيه يؤدي‬ ‫إلى فساده‪..‬‬ ‫األمر في مالي ليس يعيدا عنا‪..‬وال عن أحد‪..‬األمر في سوريا ليس بعيدا عنا‪..‬وال عن‬ ‫أحد‪..‬األمر في الواليات المتحدة ليس يعيدا‪...‬هى سلسلة تؤدي كل منها إلى األخرى‪..‬‬ ‫النبي‪..‬لم‬ ‫يبقى الحل واحد‪..‬تربية أجيال تؤمن بالفكرة و تعمل من أجلها‪..‬هذا ما فعله‬ ‫ّ‬ ‫يعنى النبى بشىء مثلما أهمه أن ير ّبي رجاال‪..‬أن تتحول الفكرة إلى قلوب نابضة ح ّية‪..‬‬ ‫وعقول تشربتها حتى صارت شغلها الشاغل‪..‬‬ ‫بتحرج حين أفكر أن اإلمام الغزالي رحمه هللا عاصر الحروب الصليبية‬ ‫كنت دائما أشعر‬ ‫ّ‬ ‫وعاصر أحد عصور انهيار الدولة اإلسالمية ولم يشارك فيها‪...‬ثم اليوم أدركت أنه‬ ‫أدرك هذا‪..‬أدرك أن يستشثمر عمره في أعمار أخرى‪..‬ويستشثمر قلبه في قلوب‬ ‫أخرى‪..‬و أن يكتب‪...‬يكتب و يفهم‪..‬يكتب و ُيع ّلم‪..‬يكتب ما ترى اثره إلى اليوم‪..‬يربي‬ ‫جيل كان هو الجيل الذى انتصر من الصليبيين‪...‬كان هذا هو اجتهاده وأراه قد ُو ّفق‬ ‫فيه‪...‬كان هذا هو أغلى استثمار‪..‬أن تستشثمر عمرك في أعمار شباب يأتون من بعدك‬ ‫ويغيرون بفكرك‪..‬ربما كان ايامها هناك من يدعو للجهاد فلذلك اطمئن قلبه ألن ال‬ ‫يشارك هو‪...‬ولك ّنى أرى أن استثماره رابح‪...‬‬ ‫رحم هللا كل عالم‪..‬كل متعلم‪:..‬ل من حمل تم ّكن اإلصالح من قلبه وهداه هللا السبيل إليه‬ ‫توفيقا من هللا قبل أن يكون اجتهاده‪...‬‬


‫تعقيب ‪ :‬الثورة و كرة الثلج‬ ‫العفوية‬ ‫أمحد عبد احلميد‬

‫ الجيش يعرف أن الحاصل في الشارع ال يحصل على تأييد‬‫شعبي‪،‬‬ ‫ليس األمر كالثورة السابقة‪ .‬الجيش لن يأخذ جانب طرف على‬ ‫حساب طرف‪ .‬والجيش هو كلمة السر بمخابراته الحربية‪.‬‬ ‫التيار اإلسالمي وعى الدرس جيدا على مدار عقود‪ .‬و يفضل‬‫اآلن أن يلتحف التيار االشتراكي‪ ،‬الليبرالي‪ ،‬و العلماني بصيغة‬ ‫«الميليشيات» و المخربين الفاسدين للدولة‪ .‬اإلرهابيين‬ ‫للمواطنين‪ .‬و كلما مر الوقت‪ ،‬سيأخذ الخوف مبلغه من الناس‪ .‬‬ ‫خوف اإلعالم الناس كثيرا من جماعة األمر بالمعروف و‬‫النهي عن المنكر‪ .‬و اكتشف الجميع انها فقاعة‪ .‬و درب الشعب‬ ‫اإلعالمي الناس على الهجوم على اي واحد يظن في نفسه‬ ‫انه أمر بالمعروف‪ ...‬على نفسه! في خالل أيام قليلة سيصبح‬ ‫كل متشح بزي البالك بلوك عدو لكل مواطن‪ .‬لن يأمن على‬ ‫حياته‪ ...‬لن يحتاج اإلسالميين للتدخل اساسا‪.‬‬ ‫الداخلية تحولت بقدرة قادر‪ ،‬من جاني‪ ،‬لضحية صبور‪ .‬صبور‬‫على قطع السكك الحديدية‪ ،‬حرق مؤسسات كفالة أيتام‪ ،‬و‬ ‫مساكن عساكر أمن مركزي‪ ،‬و طرق و محاكم و نيابات‪ ...‬قليل‬ ‫من الوقت‪ ،‬و سيطلب الناس من الداخلية التي لم تنهار بعد أن‬ ‫تتدخل بعنف و معها الجيش‪ .‬سيتم «سحق» كل من يقف امام‬ ‫اإلرادة الشعبية‪.‬‬ ‫مرسي ال يفضل التدخل بأي شكل اآلن‪ ،‬معه تأييد الجيش‬‫ألسباب مختلفة‪ .‬و سينتظر طويال‪ ،‬طويال‪ ...‬حتى تأتي اللحظة‬ ‫المعتادة إعالميا التي يتمنى فيها الناس ان يتدخل بحزم و حسم‪.‬‬ ‫تماما كما طلب الناس ذلك من الجيش سابقا‪ .‬‬ ‫ستكون فرصة لمرسي ال مثيل لها مرة أخرى‪ ،‬كما أقصى رئيس‬ ‫جهاز المخابرات العامة بعد أحداث سيناء‪ ،‬ستعطي له األحداث‬ ‫شرعية أكبر و بتأييد شعبي‪ .‬‬ ‫جين شارب و فكر الثورة السلمية‪ ،‬اصال فكر ال عنيف‪ .‬تذكر‬‫صورة شباب ‪ 6‬ابريل في ثورة ‪ 25‬يناير و حرصهم على أن‬ ‫يتم التقاط صور لهم بينما تسيل دماؤهم‪ .‬إن فكرة الثورة السلمة‬ ‫اساسا تكمن في دفع المشاهدين للتعاطف مع الالعبين على‬ ‫األرض‪ ،‬و من ثم النزول للملعب‪ ...‬للثورة‪ .‬أما اليوم‪ ،‬فال يملك‬ ‫أي مواطن اصال تعاطفا مع من يقتل و يحرق و يدمر‬

‫و يهدد طوال الوقت‪ .‬فكرة استدراج المواطنين للملعب بمفهوم‬ ‫التعاطف مع المطالب أو نبل الهدف أو االستعطاف اصال غير‬ ‫موجودة‪ .‬‬ ‫شباب األولتراس نبيل وله حقه‪ ،‬و كذلك شباب كثير‪ ،‬ولكن‬‫أعمال التخريب المنظمة المنضبطة في اوقاتها و أهدافها في‬ ‫انحاء الجمهورية‪ ،‬تخبر الجميع ضمنيا أن األمر ليس عفويا‪ .‬و‬ ‫سرعة التنفيذ تخبر الجميع أيضا ضمنيا بفراغ صبر المخطط‪.‬‬ ‫و أيضا بفشله في تقدير الموقف أو تحريك كرة الثلج بهذه‬ ‫السرعة‪ ...‬‬ ‫القصد‪ ،‬للثورة قدر «عفوي» من التوجه يحصل بعد دعم شعبي‬ ‫في اتجاه ما‪ .‬وهو غير حاصل على األرض حاليا‪ .‬تذكر ان‬ ‫الناس كانت تأخذ يومين أو ثالثة لتفكر في تحديد موعد الهجوم‬ ‫على قصر الرئيس او غيره من األماكن‪ .‬اليوم تتم مهاجمة كل‬ ‫األماكن المتفرقة بشكل نظامي و بدون دعم شعبي كامل في اي‬ ‫اتجاه‪ .‬تفرق الضرب يؤصل لفكرة «الفوضى» اكثر من الثورة‪،‬‬ ‫و ال يدعم أن الحاصل مطلب شعبي في انحدار كرة الثلج اساسا‪.‬‬ ‫أخيرا‪،‬‬ ‫أظن ان الحاصل‪ ،‬أن الجميع سينتظر‪ .‬بملل‪ .‬حتى يخرج المطلب‬ ‫الشعبي الواحد‪ ...‬‬ ‫و بما إن الشعب اصال منقسم مع و ضد الرئيس‪ ،‬فإن االتفاق‬ ‫على رحيل الرئيس مستحيل‪ .‬و معاونة الجيش لرحيله ايضا‬ ‫غير واردة‪ .‬و مع الوقت سيخرج المطلب الوحيد المعتاد‪ :‬فصل‬ ‫المتنازعين و لو بالقوة‪ .‬و درع الفوضويين‪ .‬و سيكون مطلبا‬ ‫شعبيا يحتم على الرئيس عنده اتخاذ االزم من اإلجراءات‪ ...‬و‬ ‫يبقى الرهان على صبر «التيار اإلسالمي»‪ .‬الذي حتى و إن فقد‬ ‫صبره سيدعم موقف الرئيس لحل الموقف المتنازع عليه‪.‬‬ ‫الخالصة‪،‬‬ ‫سينتظر الجميع حتى يقرر الريح اتجاه الموج‪.‬‬ ‫دمتم‪،‬‬


‫األيدولوجية‬ ‫سها همام‬

‫ماذا حدث‬

‫كان هناك دوما ً شئ ما يثير تأملي فيمن ارتضوا مذهبا أو أيديولوجية‬ ‫بعينها في حياتهم‪ .‬كنت ألحظ عليهم حالة من الثقة التي تقترب من‬ ‫اليقين ‪ ..‬فكل األمور يدور تفسيرها في نفس الفلك‪ ،‬و كل الحلول تنبع‬ ‫من نفس المعين‪ .‬كنت ألحظ هذا لكني لم أعرف تفسيره حتى اليوم‪.‬‬

‫ ‬

‫التفسير كما تعلمته ببساطة أنه لهذا ُخلقت األيدولوجيات‪ ،‬لكي تعطي‬ ‫لمعتنقيها هذا االحساس بالثقة‪ .‬‬ ‫األيدلوجية تجيب على السؤال‪ :‬لماذا؟ ‪ ..‬لماذا تقوم الحروب؟ لماذا يوجد فقراء و أغنياء؟ ‪ ..‬الخ‪ .‬و كلما‬ ‫كانت االجابة بسيطة‪ ،‬بل مغرقة في التبسيط‪ ،‬كلما استطعت األيدولوجية اجتذاب أكبر عدد من الجماهير ‪ ..‬و‬ ‫هو المطلوب‪.‬‬ ‫األيدولوجية تساعد معتنقيها على تقييم األمور ‪ ..‬هل هذا جيد؟ هل هو سئ؟ هي تعمل ككتيب ارشادات‬ ‫يوجهك الختياراتك في الحياة بدون أن ترهق نفسك كثيرا بالتفكير‪.‬‬ ‫األيدولوجية أيضا تعطيك احساسا باالنتماء لكيان أكبر فأنت جزء من كل ‪ ..‬تماما كالبوصلة تعطيك وعيا بمن‬ ‫أنت‪ ،‬أين أنت‪ ،‬و ما موقعك في هذا العالم المعقد‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك توجهك ‪ ..‬افعل هذا‪ ،‬ال تفعل هذا كطبيب يرشدك لما يرى فيه مصلحتك و أنت تتبعه بثقة و تسليم‪.‬‬ ‫األيديولوجية اختيار مريح بالفعل لمعتنقيها‪ .‬المرهق هو أن تكون من اولئك الذين ال ترتاح عقولهم في قالب‬ ‫بعينه و يفضلون التحليق فوق كل بساتين الفكر ‪ ..‬فهؤالء المشاغبين عادة ال يأنس بصحبتهم أحد‪.‬‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫خوف مربر‬ ‫ريهام جنيب‬

‫أن الوضع فى مالي سوف يمر على المسلمين مرور الكرام( ايحاء ال‬ ‫تشبيه فهو قمة الذل)‪..‬‬ ‫المهم يعني أنك تعلم أنهم لم يتعلموا التفكير بعد‪..‬و لم يتعلموا النظر‬ ‫إلى أبعد من أرجلهم‪..‬بل لم يتعلموا النظر إلى ما هو تحت أرجلهم‬ ‫فى األساس‪...‬‬ ‫وتخاف ألن الوضع في مالي سوف يمر مرورا بسيطا يثير بعض‬ ‫المشاعر التى ال طائل منها و تكثر الكلمات حوله وقيل وقال‪..‬وسوف يقوم بضعة‬ ‫اشخاص بالقراءة عن الموضوع (وده اضعف اإليمان)الستعراض المعارف‪..‬وسوف يقوم عدد أقل كثيرا‬ ‫بالقراءة لتغيير فكرة جذرية تبدأ به وتنتشر من دائرته‪..‬‬ ‫االنفعال يودي بالقضية‪..‬واله يودي بالقضية إذا كان خاليا من فكرة يرتبط بها‪..‬ومن رؤية لألمر على حقيقته‪..‬البعض انفعل‬ ‫على السودان واليوم ال ترى أحدا يذكر اسمها‪..‬و غيرها‪..‬وغيرها‪...‬وغيرها!‬ ‫الفكرة أننا أدمنا االنفعال العاطفى ونسينا أن التغنى بالشجاعة أو الحزن‪..‬شعرا وغناء لم يكن إال للحث على «فعل» ولم يكن‬ ‫فقط نوع من «التنفيس» عما يكبتنا نحن فى صورة مبررة!‬ ‫وعلى فكرة‪ :‬االنفعال العاطفى ليس هو ما يشبع كونك إنسان تفيض باإلنسانية‪..‬اإلنسانية فى معناها الحقيقي هى ما يفيد‬ ‫غيرك‪..‬فال تعتقد أنك بانفعالك السطحي أو المجوف أو حتى العميق دون عمل يعطيك ذلك أى افضلية على من يعمل ولو مثاقل‬ ‫ذرة!!!‬

‫هاين أبو العال‬

‫بعد حادثة إطالق الرصاص التي أودت بحياة حوالي ‪ 20‬طفل في مدرسة أطفال بوالية كونتبكت‪ ،‬أعطى أوباما‬ ‫نائبه بايدن مدة شهر لتشكيل لجنة و البحث و اإللتقاء بالخبراء و جميع المعنيين باألمر و قد تم ذلك على‬ ‫مدار الشهر و كانت أخبار تلك اللقاءات تتصدر األخبار اليومية‪.‬‬ ‫اليوم و بعد مرور شهر بالتمام و الكمال‪ ،‬تم عقد مؤتمر صحفي أصدر خالله أوباما حزمة قرارات رئاسية و‬ ‫تشريعات مقترحة للبرلمان (‪ 23‬قرار و تشريع) لحل مشكلة العنف و األسلحة المتكررة‪ ..‬اصطحب أوباما‬ ‫معه في المؤتمر عدداً من األطفال الذين راسلوا البيت األبيض بعد الحادثة (بالتأكيد بناء على نصائح‬ ‫مسؤولي العالقات العامة من مساعديه)‬ ‫جديرا بالذكر أن هذه الحادثة لم تكن األولى خالل ‪ 2012‬و التي كان فيها الكثير من الحوادث المماثلة في‬ ‫جامعات و مسارح و سينمات‪ ..‬و لكنها كانت األكثر فظاعة من حيث عدد الضحايا و سنهم‪.‬‬ ‫ماذا حدث؟‬ ‫ تحديد األولويات و إدراك اللحظة المناسبة‬‫ المشاركة‪ ،‬المصارحة‪ ،‬الشفافية‪.‬‬‫ رد فعل واضح و محدد و معلن خالل جميع الخطوات‪.‬‬‫ اإللتزام و متابعة الخطط المعلنة‪.‬‬‫أالحظ أن الرسائل اإلعالمية لمرسي جيدة لحد ما و خصوصا ً مع جمهور اإلنترنت و فيسبوك (لمن يتابع‬ ‫صفحته و صفحة المتحدث الرسمي للرئاسة) و لكن اللحظة المناسبة قد حانت‪ .‬هذه فرضة سانحة لتظهر‬ ‫فيها القيادة الجيدة من القيادة السيئة‪ ..‬أنتظر المزيد من التحركات المحددة و المعلنة‪..‬‬ ‫رابط الخبر لمزيد من التفاصيل‪:‬‬ ‫‪ Obama to Take 23 Executive Actions on Guns, Mental Health, School Safety‬‬ ‫‪http://abcn.ws/UsRQgw‬‬


‫الدروس المستفادة من فيديو « عماد « فى الصومال مع الناشط التركى ( أنور المصرى )‬ ‫{ الفيديو آخر المنشور }‬ ‫‪ - 1‬لم يكن الكالم عن تجربة « أربكان « منذ أشهر من قبيل التشاؤم ‪ ،‬ألن الجيش العلمانى األيديولوجية فى إنقالب ‪ 1997‬لم‬ ‫ينقلب على الرجل بدباباته ‪ ،‬بل كان إنقالبا ً ناعما ً _ فى تعبير أنور _ عن طريق صنع أرضية شعبية تمهد‪ ‬لتقبل محاكمة الرجل‬ ‫وسحق سمعته ‪..‬‬ ‫األرضية الشعبية تصنع عن طريق اإلعالم ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬لكى تفكك أى منظومة إعالمية مضادة تحتاج لسالحين ‪:‬‬ ‫* طابور خامس من الداخل‪ ‬‬ ‫* كيان موازى بمعايير جودة أعلى‪ ‬‬

‫تحمل المسئولية تكاد تكون الصفة األبرز غيابا في مصر‪ ،‬ولم تكن ثورة‬ ‫‪ 25‬يناير إال تحرك مجموعة من المصريين بدافع من إحساسهم بالمسئولية‬ ‫عن تغيير األوضاع‪ ،‬ولو كان الثمن أرواحهم‪.‬‬

‫الطابور الخامس لن يوجد طالما يخلع رجال األعمال ذوى التوجه اإلسالمى أيديهم من لعبة اإلستحواذ ‪ ..‬بمعنى أكثر وضوحا ً (‬ ‫شراء أسهم فى الخمس قنوات التى تدير المشهد المضاد للتيار اإلسالمى حاليا ً )‬

‫وبرز هذا المعنى في مجموعة من شعارات الثورة‪:‬‬ ‫مصر يا أم والدك أهُم‪ ،‬دول علشانك شالوا الهم‬‫سامحيني يا بلدي‪ ،‬اتأخرت عليكي‬‫وغيرها‪..‬‬

‫لكنك هنا لن تأمن أبداً شر الكيان الموازى الذى سيتحول _ إن لم يتعدد _ إلى شاشات تسبح بحمد الحزب الحاكم أيا ً كان‬

‫ومن قبلها أغان مثل‪ :‬أهاجر واسيبك لمين؟‬

‫‪ - 3‬الدرس الثالث « فرق تسد «‬ ‫إستعمال رجل أعمال يهودى ( أيدن دوغان ) بكياناته اإلعالمية ضد _ مجازاً _ فلول تركيا ( جيم أوزان ) ‪ ..‬اإلثنان ضد‬ ‫العدالة والتنمية ‪ ..‬لكن المصلحة تجب كل شئ ‪ ..‬هذه هو أهم درس ‪.‬‬

‫وبعد تنحي مبارك مباشرة تداولنا جميعا رسائل وأوراق تقول‪:‬‬ ‫من النهارده دي بلدك‪ :‬ماترميش ورقة‪ ،‬ماتدفعش رشوة‪ ،‬الخ‪.‬‬

‫الكيان الموازى لن يوجد أبداً طالما ظل التفكير داخل الصندوق وبالشكل اإلعالمى المزرى الذى نراه ‪ ،‬فضالً عن أن قنوات‬ ‫اإلعالم اإلسالمى حاليا ً التى تمارس التوجيه السياسى تستحق الحرق بال أى تأنيب ضمير ‪ ..‬ألن ضررها أضعاف نفعها القليل‬ ‫جداً ‪..‬‬

‫‪ - 4‬الدرس الرابع هو ( أين مصلحة الضرائب ؟! )‬ ‫حقيقة هذا هو أهم سؤال يدور فى أذهان كل المهتمين بدولة رجال األعمال منذ حكم المجلس العسكرى وحتى اآلن ‪ ..‬وسيظل‬ ‫‪ ..‬أى طفل يعرف أن ديون الدولة هى سيف مسلط على رقاب الكل ‪ ..‬وال أشك للحظة أن ‪ %98‬من رجال األعمال لدينا لديهم‬ ‫مصائب حقيقية وتهرب ضريبي رائع يكفى تماما ً لتطهير الجميع أو على أقل تقدير لشغلهم بأنفسهم ‪ ..‬ما الناقص إذا للخطوة‬ ‫القادمة ؟!‬ ‫‪ - 5‬الدرس الخامس لهواة البحث عن طرق تفكيك إمبراطورية الجيش اإلقتصادية‪ ‬‬ ‫يخبرنا أنور أن هناك رجل أعمال إعتمد عليه أردوغان فى شراء ما يفكك من ( دوغان ) ‪ ..‬رجل األعمال هو تقريبا ً يلدرم‬ ‫دميروران _ إن كان صحيحا ً _ وهو رجل كان قريبا ً من الحكومة التركية وسهل له أردوغان إستثمارات فى البلقان وتركمستان‪ ‬‬ ‫شيئان ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اإلستثمار الخارجى ليس رفاهية أو تركا ً للداخل ‪ ..‬بل هو من أهم أعمدة إقتصاد الدولة الداخلى ‪ ..‬برجاء مراجعة تجربة‬ ‫الواليات المتحدة فى إحتالل العراق والتصفية المميتة لكل الشركات الوطنية هناك وإستبدالها بشركات أمريكية خالصة فى‬ ‫عمليات إستثمارية قدرت بعشرات المليارات من الدوالرات ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عطفا ً على نقطة القوات المسلحة ‪ ..‬من أهم نقاط قوة إقتصاد الجيش هى إستثمارات الجيش فى الخارج وخصوصا ً فى دول‬ ‫الخليج عن طريق الهيئة الهندسية فى القوات المسلحة ‪ ،‬لذا مثالً دور المقاولون العرب _ المحجم فى الخارج فى عهد مبارك‬ ‫_ ودور رجال أعمال التيار اإلسالمى ( الذين أتسائل حقيقة عن ماهية ما يفعلون إن كانوا ال يستثمرون فى أشياء تنظف وطنا ً‬ ‫) مهم جداً فى هذه المرحلة وفيما بعد ‪..‬‬ ‫الفيديو مهم و ‪ 20‬دقيقة فقط ‪ ..‬ينصح بالمشاهدة‬ ‫‪http//:tinyurl.com/ahgl4wfLi‬‬

‫كانت هذه روح تحمل المسئولية التي عشناها‪ ،‬ثم ضللتها الفترة االنتقالية بضبابيتها وإحباطاتها‪ ،‬وحرب‬ ‫الثورة المضادة التي كان من أهدافها قتل هذه الروح‪ :‬تحمل المسئولية لدرجة الموت‪.‬‬ ‫ورغم أن قضايا الوطن مازالت تشغل بعضنا‪ ،‬فقد نسيها البعض اآلخر‪ ،‬وحتى المنشغلين بهذه القضايا‬ ‫انقسموا لمن وجه هذا االهتمام لعمل يغير شيئا من الواقع‪ ،‬ولمن تحول إلى سوط جلد واحتجاج فقط‪.‬‬ ‫سيبقى التعبير الحر عن الرأي من أهم انجازات الثورة‪ ،‬ولكن يجب أن يقترن بعمل جاد يحقق أهداف هذه‬ ‫الثورة‪ ،‬يجب أن يتحمل كل منا مسئوليته في بيته‪ ،‬ودراسته‪ ،‬وعمله‪ ،‬ومجتمعه كله‪.‬‬ ‫ويجب أن يتحول العمل الرسمي والحكومي إلى اإلدارة باألهداف‪ ،‬وربط الحوافز المالية باالنتاج فعال‪،‬‬ ‫وأن يعاقب المقصرين عقوبات رادعة‪ ،‬وأن تغلق تكية الحكومة في وجه من ال يريد العمل‪ ،‬من أصغر‬ ‫وظيفة إلى أكبر وظيفة‪.‬‬ ‫فليواجه كل منا نفسه‪ ،‬وليتحمل مسئولياته‪ ،‬فإنها في الدنيا أمانة‪ ،‬وفي اآلخرة خزي وندامة‪.‬‬


‫دخلنــا متحــف يســمي بــول لــوك�‪bull‬‬ ‫‪ ock‬فــي مدينــة أســتن فــي تكســاس‬ ‫وهذا هو رابط المتحف‪:‬‬ ‫‪http://www.thestoryoftexas.com/‬‬ ‫المتحــف عبــارة عــن ثالثــة أدوار يجــب أن تســير ضــد‬ ‫عقــارب الســاعة فــي الــدور األول ثــم تتبــع عقــارب‬ ‫الســاعة فــي الــدور الثانــي و الثالــث و لــو خالفــت ذلــك‬ ‫تكــون تقــرأ التاريــخ بالعكــس‬ ‫ممنوع التصوير داخل المتحف تماما ً‬ ‫بدأنــا الــدور األول يحكــي عــن الهنــود الحمــر و كيــف‬ ‫أبادهــم األســبان بــكل وحشــية و دون رحمــة حتــي‬ ‫بعــد إستســام بعضهــم‪ ،‬يذكــر أنهــم كانــوا ‪ ٥‬قبائــل و‬ ‫لــم يتبقــي ســوي عــدة أفــراد قليلــة مــن قبيلتيــن فقــط‬ ‫‪ ،‬أمــا بقيــة الثــاث قبائــل فقــد فنــوا تمامــا و قتلــوا‬ ‫حتــي األطفــال مــن تلــك القبائــل ثــم حرقــوا خيامهــم!!‬ ‫شــاهدنا عــدة أفــام تســجيلية قصيــرة عــن الهنــود‬ ‫الحمــر و كيــف اســتطاع مــن ظــل حيــا ً أن يظــل‪،‬‬ ‫تحدثــوا بإســتفاضة عــن قبيلــة كومانشــي و التــي‬ ‫صــوروا مــن تبقــي منهــم آنــذاك و كانــوا عــدة‬ ‫نســاء يأطفالهــم و زعيــم القبيلــة و رجــل عجــوز‪.‬‬ ‫ذكــروا أن زعيــم هــذه القبيلــة كان حكيمــا و عظيمــا ً‬ ‫و مدحــوا كثيــراً فــي تفتحــه و قبولــه للتغيــر و التقــدم‬ ‫و التحــرر و تــرك العقائــد الباليــة و العــادات الســاذجة‬ ‫القديمــة و حتــي الطــب البدائــي‪ ،‬و كيف‪ ‬قبل‪ ‬لبــس‬ ‫البنطلــون و البدلــة بــدالً مــن الريــش و الجلــد‪ ،‬و كيــف‬ ‫ســمح لألســبان أن يأخــذوا بنــات القريــة ليعزلوهــم‬ ‫فــي المــدارس الخاصــة باألســبان ليتعلمــوا اللغــة‬ ‫األســبانية و كيــف وافــق و أجبــر كل قبيلتــه علــي عــدم‬ ‫التحــدث باللغــات البدائيــة الخاصــة بالهنــود الحمــر!!‬ ‫و ظــل ذلــك الفيديــو يمــدح و يمــدح و كل مــا رأيتــه أنــه‬ ‫بالتأكيــد كان ُينظــر لــه آنــذاك علــي أنــه خائــن بــاع كل‬ ‫شــئ مــن أجــل بعــض المالبــس و النقــود‪ ،‬ثــم شــعرت‬

‫أنــي ظلمتــه‪ ،‬فهــو ربمــا بعدمــا علــم بفنــاء القبائــل‬ ‫األخــري قــرر أن ينقــذ هــذه النســاء الضعيفــة و تلــك‬ ‫الفتيــات التــي ال حــول لهــم و ال قــوة‪ ،‬و أنــه كان يتعــذب‬ ‫عذابــا ً ال يتحملــه بشــر‪ ،‬و لكــن فــي النهايــة المصيــر‬ ‫كان واحــداً الجميــع فنــي‪ ،‬حيــث أن هــذه األجيــال تحمــل‬ ‫فقــط وجــوه هنــود حمــر و لكنهــم ليســوا بهنــود حمــر…‪.‬‬ ‫و قــد أثــار ذلــك حفيظتــي الشــخصية و وجدتنــي أتأمــل‬ ‫إبنتــي بعمــق و أحــاول أن أشــعر مــا ســيكون‪ ،‬و ســألتها‬ ‫فــي ســري‪ ،‬أســتكوني مســخ؟ أمريكيــة بمالمــح عربيــة‬ ‫فقــط؟ أم ســتكوني عربيــة بثقافــة أمريكيــة؟ أم ســتظلي‬ ‫ممزقــة بيــن اإلثنيــن ال تعلمــي لــك هويــة و ال مــكان‬ ‫؟ غريبــة تضيــق عليكــي األرض بمــا رحبــت؟؟ فحزنــت‬ ‫و أشــفقت عليهــا و ضممتهــا إلــي صــدري‪ ،‬فإبتســمت‬ ‫و قالــت‪ :‬مامــي زهقــت‪ ،‬فضحكــت و اســتعذت مــن‬ ‫الشــيطان‪ ،‬و قلــت لنفســي كيــف أفكــر بهــذه الجاهليــة و‬ ‫القبليــة و الغبــاء؟؟ يكفينــي أن تكــون مســلمة و الحمــد‬ ‫ـي أن أمدهــا بأســلحة‬ ‫هلل‪ ،‬تحفــظ القــرآن و تفهمــه‪ ،‬و علـ ّ‬ ‫اللغــات‪ ،‬ال يهــم بعــد ذلــك ان كانــت تفضــل قــراءة‬ ‫التفســير بالعربــي أو اإلنجليــزي و أو حتــي الونــدي‪ ‬‬ ‫و تحركنــا لندخــل علي الدور الثانــي الذي يتحدث عن أهم‬ ‫حــدث و هــو‪“ :‬األلومــو والثــورة و جمهوريــة تكســاس”‬ ‫تكســاس‬ ‫مســاحة‬ ‫أن‬ ‫بالذكــر‬ ‫الجديــر‬ ‫مصــر‪..‬‬ ‫مســاحة‬ ‫تســاوي‬ ‫تقريبــا‬ ‫ذكــروا أن تكســاس مــر ســتة أعــام عليهــا‬ ‫العلــم الرابــع كان العلــم المكســيكي حيــث كانــت تكســاس‬ ‫تابعــة لحكــم دولــة المكســيك الديموقراطــي بعــد أن‬ ‫اســتطاعت المكســيك التحــرر مــن أســبانيا و إقامــة‬ ‫دولــة قويــة ديموقراطيــة ؟! و لــم تكــن هنــاك أي مشــكلة‬ ‫حتــي مســك حكــم المكســيك رجــل دكتاتــور يســمي‬ ‫ســانتا أنــا‪ ،‬لغــي المجالــس التشــريعية و النيابيــة و مــا‬ ‫إلــي ذلــك ليمســك بمقاليــد الحكــم وحــده‪ ،‬فقامــت ثــورة‬ ‫تكســاس رافضيــن الخضــوع للدكتاتــور علــي الفــور‪.‬‬ ‫تجمعــوا فــي حصــن صغيــر يســمي”األالمو” و هــؤالء‬ ‫المحاربيــن الشــجعان قــرروا إمــا الحريــة أو المــوت‪،‬‬

‫فأرســل إليهــم ســانتا أنــا جيــش علــي رأســه زوج أختــه‪،‬‬ ‫و لكــن الجيــش هــزم و قتــل زوج أختــه‪ ،‬فأعتبــر ســانتا‬ ‫أنــا ذلــك وصمــة عــار علــي األســرة و قــاد بنفســه‬ ‫الجيــش و حاصــر تلــك القلــة المندســة الثائــرة مــن‬ ‫أجــل الحريــة فــي األالمــو‪ ،‬أرســلوا المحاربيــن رســائل‬ ‫اســتغاثة لــكل منطقــة و منهــا واشــنطن‪ ،‬و لكــن لــم‬ ‫يســتجب ســوي محــارب يدعــي هيوســتن و جمــع المــدد‬ ‫و لكنــه وصــل متأخــرا‪ ،‬حيــث انتصــر ســانتا أنــا علــي‬ ‫مــن كان باألالمــو و قتلهــم جميعــا ً ثــم حــرق جثثهــم‬ ‫عــدا واحــد مكســيكي‪ ،‬أخــو ســانتا أنــا ترجــاه أن يدفنــه‬ ‫بــدالً مــن حرقــه‪ ،‬و وافــق ســانتا أنــا علــي مضــض‪،‬‬ ‫و مــن هــرب تركــه يهــرب ألن المكســيك حينهــا كانــت‬ ‫ضــد العبيــد و اإلســتعباد‪ ،‬فلــن يفعــل شــئ بمــن يأســره‪.‬‬ ‫و حيــن وجــد هيوســتن و مــن معــه مــن المتطوعيــن‬ ‫ذلــك قــرر خــوض الحــرب و القضــاء علــي ســانتا أنــا‪ ،‬و‬ ‫ليعــادل فــرق المعــدات و األعــداد ‪-‬فوجئــت حينهــا بهــذا‬ ‫التقــدم الفظيــع للمكســيكيين صراحــة و ال أنكــر إعجابــي‬ ‫برفضهــم إتخــاذ العبيــد‪ ،‬الكــون ملــئ بالمتناقضــات‬ ‫العجيبــة؟؟!!‪ -‬قــرر هيوســتن المباغتــة ليــاً فقضــي‬ ‫علــي الجيــش المكســيكس و أســر ســانتا أنــا شــخصيا ً‬ ‫و أعلنــوا إســتقالل تكســاس لتكــون جمهوريــة‬ ‫تكســاس‪ ،‬و ســريعا ً عينــوا حكومــة انتقاليــة‬ ‫لعــدة أشــهر تشــرف علــي أول انتخبــات لرئيــس‬ ‫الجمهوريــة و أقامــوا الحكومــة الديموقراطيــة علــي‬ ‫ثــاث محــاور‪ :‬التنفيــذي و التشــريعي و القضائــي‪.‬‬ ‫و تمــت االنتخبــات و عيــن هيوســتن رئيســا ً‬ ‫للجمهوريــة و اتخــذ نائــب رئيــس يســمي المــار و‬ ‫الــذي ســيكون الرئيــس الثانــي لجمهوريــة تكســاس‪.‬‬ ‫و كان المــار مســئوالً عــن الخارجيــة و‬ ‫الدبلوماســية و بفضــل جهــوده اعترفــت عــدة دول‬ ‫بجمهوريــة تكســاس منهــا واشــنطن و فرنســا‪.‬‬ ‫و لكــن هيوســتن و المــار كانــا مختلفــان فــي كل شــئ و‬ ‫كانــا يتعــاركان علــي كل شــئ‪ ،‬و أول مشــكلة كانــت مــن‬ ‫تبقــي مــن قبائــل الهنــود الحمــر‪ ،‬هيوســتن عــاش مــع‬ ‫الهنــود الحمــر فتــرة مــن حياتــه و كان متزوج ـا ً منهــم‪،‬‬ ‫فعقــد معهــم االتفقــات‪ ،‬و لكــن المــار كان يريــد تصفيتهــم‬ ‫خوفـا ً مــن أن يتفقــوا مــع المكســيكيين‪ ،‬و بعــد المشــاحنات‬ ‫وصلــوا لحــل وســط و هــو ترحيــل الهنــود الحمــر مــن‬ ‫مدينتهــم األصليــة تكســاس إلــي واليــة أوكالهومــا !!!‬ ‫و اختلفــوا أيضـا ً علــي كيفيــة إدارة البــاد‪ ،‬هيوســتن كان‬ ‫يــري أنــه من األفضل التنازل عــن الجمهورية و اإلنضمام‬ ‫ألمريــكا الفيدراليــة المتمثلــة فــي واشــنطن للتخلــص مــن‬ ‫الديــون المتراكمــة و أيضــا ً للحمايــة مــن المكســيكيين‬ ‫الذيــن لــن يكفــوا عــن محاولــة إســترجاع تكســاس‪ ،‬و‬ ‫ســيظلوا فــي حــروب دائمــة معهــم‪ ،‬و المــار كان مصــراً‬ ‫علــي اإلحتفــاظ عليهــا كجمهوريــة مســتقلة‪ ،‬و واجهتهــم‬

‫الديــون مــن كل جهــة‪ ،‬فقــرر المــار بالبنــاء و التنمية علي‬ ‫الفــور‪ ،‬فبنــي البيــوت و المــدارس و المستشــفيات و رفــع‬ ‫الضريبــة علــي الســفن التــي تصــل إلــي موانــي تكســاس‬ ‫للراحــة و المــؤن‪ ،‬و بــدأ حملــة دعائيــة قويــة يدعــو فيهــا‬ ‫كل المهاجريــن بالقــدوم لتكســاس و اإلقامــة بهــا‪ ،‬و قــد‬ ‫إســتجاب الكثيــر مــن المهاجريــن لذلــك خاصــة األلمــان‪.‬‬ ‫و هنــا وقــع هيوســتن و المــار فــي مشــكلة جديــدة و‬ ‫هــي العبيــد؟! و كانــت هــذه هــي النقطــة الوحيــدة‬ ‫التــي اتفقــا عليهــا !!! و هــي قبــول مبــدأ العبيــد؟؟!!‬ ‫ألــم أقــل لكــم أن العالــم ملــئ بالمتناقضــات؟؟!!‬ ‫عجبــا ً أنهــم لــم يتفقــا قــط ســوي علــي هــذه النقطــة!!‬ ‫حتــي العاصمــة‪ ،‬هيوســتن كانــت العاصمــة فــي فتــرة‬ ‫رئاســته هــي ســان أنطونيــو التــي بهــا األالمــو و دارت‬ ‫فيهــا كل األحــداث‪ ،‬و لكــن المــار غيرهــا لمدينــة قاحلــة‬ ‫صحــراء ال يعيــش فيهــا أحــد و ســماها أســتن و جعلهــا‬ ‫العاصمــة و قــد تغيــرت عاصمة تكســاس عدة مرات و لكن‬ ‫حاليـا ً أســتن هــي العاصمــة الحاليــة‪ ،‬و كان المــار يهــدف‬ ‫بذلــك لتعميــر الصحــراء و توســيع الرقعــة و زيــادة عــدد‬ ‫الســكان‪ -‬يــا تــري حــد ســامعني هنــاك في مصــر؟؟!!‪- ‬‬ ‫و اســتمرت محــاوالت إنقــاذ اإلقتصــاد لمــدة ‪ ٩‬ســنوات‬ ‫هــي ســنوات جمهوريــة تكســاس‪ ،‬و خــال تلــك التســع‬ ‫ســنوات كان هنــاك عــدة رؤســاء مختلفيــن لتكســاس‪،‬‬ ‫و قــد رأي آخرهــم أنــه ال فــرار مــن فكــرة هيوســتن‬ ‫لإلنضمــام لحكومــة أمريــكا الفيدراليــة و عزائهــم الوحيــد‬ ‫أنهــا ديموقراطيــة‪ ،‬و أدار هيوســتن عمليــة اإلنضمــام مــع‬ ‫الرئيــس المنتخــب و لكــن شــروط تكســاس كانــت عجيبــة‬ ‫فهــي الواليــة الوحيــدة التــي تســتطيع اإلنفصــال عــن‬ ‫أمريــكا فــي أي وقــت و دون ســابق إنــذار أو تفســير‪،‬‬ ‫و هــي الواليــة الوحيــدة التــي ُيوضــع علمهــا بجانــب‬ ‫علــم أمريــكا و علــي نفــس مســتواه‪ ،‬و هــي الوحيــدة‬ ‫التــي مبنــي الكونجــرس الخــاص بهــا أعلــي مــن مبنــي‬ ‫الكونجــرس بواشــنطن و الــذي تحول حاليـا ً لمتحف أيضاً‪.‬‬ ‫و بالفعــل انضمــت تكســاس بعــد موافقــة‬ ‫الكونجــرس األمريكــي بواشــنطن‪ ،‬و أصبحــت واليــة‬ ‫أمريكيــة وبعــد تهديــدات مباشــرة مــن هيوســتن‬ ‫بإســتعدادهم اإلنضمــام إلنجلتــرا و أن يصبحــوا‬ ‫مســتعمرة إنجليزيــة تهــدد أمريــكا مــن الجنــوب‪.‬‬ ‫و أيض ـا ً مــا حســبه هيوســتن قــد كان‪ ،‬فهــم المكســيكيين‬ ‫مــرة أخــري علــي تكســاس بعدمــا أصبحــت واليــة‬ ‫أمريكيــة‪ ،‬و انتصــر المكســيكيين علــي األمريكييــن فــي‬ ‫عــدة جــوالت‪ ،‬ممــا جعــل أمريــكا تعلــن الحــرب رســميا ً‬ ‫علــي المكســيك و جهــزت جيــش قــوي و هجمــت علــي‬ ‫المكســيك و اكتســحت حتــي وصلــت نيــو مكســيكوا‬ ‫و احتلتهــا ثــم تركتهــا بعــد تعييــن حكومــة هزيلــة‬ ‫مواليــة ألمريــكا و لــم تقــم للمكســيك قائمــة مــن بعدهــا‬ ‫ثــم يجــئ الجــزء الخــاص بإبراهــام لنكولــن حيــث لغــي‬


‫العبوديــة‪ ،‬فخرجــت حوالــي ‪ ٩‬واليــات مــن تحــت الــدرو الثانــي أم لبعــض التماثيــل الحيثــة و الصــور آلبــار‬ ‫حكــم لنكولــن إعتراضــا ً علــي ذلــك و طبعــا تكســاس البتــرول و الفضــاء التــي بالــدور الثالــث؟؟‬ ‫كانــت منهــم حيــث أنهــا كانــت واليــة عبيــد أصــاً!!‬ ‫و قامــت الحــرب األهليــة و قُتــل لنكولــن تخــرج مــن المتحــف لنذهــب لنــري فســحة النهــر‬ ‫العبيــد‪ .‬التــي ُيأكــد علينــا كل مــن يرانــا أن نجربهــا‬ ‫تحــرر‬ ‫و‬ ‫الحــرب‬ ‫انتهــت‬ ‫و‬ ‫و جــزء العبيــد كان موجعــا ً مؤســفا ً حيــث أفــام فــا نجــد نهــر مجــرد ترعــة و لكــن مبنــي حولهــا كبــاري‬ ‫تســجيلية قصيــرة يتحدثــون فيهــا عمــا يعانــوه و و علــي الجانبيــن اصطفــت المطاعــم و المحــات و يمــر‬ ‫قــراءة أجــزاء مــن مذكــرات العبيــد التــي وجــدت هنــاك‪ .‬بهــا المركــب النهــري يقــوده ســائقين يرتــدون المالبــس‬ ‫و تحــدث هــذا الجــزء أيضــا ً عــن كيفيــة صــدور المكســيكية المطــرزة و تدفــع ‪ ١٥‬دوالر للفــرد مقلديــن‬ ‫تشــريعات مخصوصــة لتكســاس ليســمحوا للعبيــد فينيســيا‪ ،‬فرفضنــا الركــوب و قررنــا أنــه عنــد العــودة‬ ‫أن يتعلمــوا و يكونــوا أعضــاء بالبرلمــان و غيــره لمصــر ان شــاء هللا فــي أقــرب فرصــة أن نأخــذ ابنتنــا فــي‬ ‫و رغــم كل ذلــك‪ ،‬لــم يغلــب البيــض مــن معاملــة الســود رحلــة نيليــة مطولــة حتــي تعــرف معنــي النهــر و نريهــا‬ ‫و الفرقــة حيــث جعلــوا لهــم مســتعمرات و عــدم االختــاط التــرع أيضـا ً حتــي ال يضحــك عليهــا أحــد بالدعايــة علــي‬ ‫حتــي فــي وســائل المواصــات و غيــره مــن األشــياء هــذا النحــو‪.‬‬ ‫المؤســفة التــي جعلتنــي أتعجــب كيــف تتقــدم مثــل هــذه فــي النهايــة أحــب أعيــد بعــض النقــاط‪:‬‬ ‫الــدول و بهــا مثــل هــذه األفــكار المخجلــة المشــينة؟؟!! ‪ .١‬يــا ريــت بتــوع الدســتور أوالً يقــروا الجــزء الخــاص‬ ‫و فــي الــدور الثالــث يتحــدث عــن تكســاس الحديثــة حيــث بإنشــاء الدولــة و كيــف بعــض رعــاة البقــر فــي الصحــراء‬ ‫بــدأ إكتشــاف البتــرول و كيــف اغتنــت تكســاس بفحــش‪ ،‬و أنشــأوا دولــة مــن عــدم ألن أ ب ديموقراطيــة معروفــة‬ ‫كان ذلــك قبــل اكتشــاف البتــرول فيالــدول العربيــة‪ ،‬فكانــت و ال تحتــاج لــكل مــا تــم فــي مصــر‪ ،‬فــي أقــل مــن عــدة‬ ‫أعلــي انتاجيــة بتــرول فــي العالــم هــي انتاجيــة تكســاس‪ ،‬أشــهر كان عندهــم رئيــس و برلمــان و تشــرعيات و‬ ‫ثــم بــدأوا بعلــوم الفضــاء و مدينــة ناســا للفضــاء و قــدر كونجــرس و تفرغــت الدولــة بالكامــل لإلســتثمار و حــل‬ ‫التقــدم فــي مختلــف العلــوم التــي تبتنــه سياستكســاس و معضــات اإلقتصــاد‬ ‫حديــث تفصيليــة عــن فضــل تكســاس علــي العالــم مــن‬ ‫تقــدم و اكتشــافات و علــي اقتصــاد أمريــكا بالطبــع‪ ،‬فهــي ‪ .٢‬يــا ريــت بتــوع اإلغــراق الوطنــي و الــا حــوار يقــروا‬ ‫الواليــة الوحيــدة التــي لديهــا إكتفــاء ذاتــي مــن كل شــئ!! الجــزء الخــاص بالمشــاحنات التــي كانــت بيــن هيوســتن‬ ‫و لكــن ال تفــرح و تظــن أن تكســاس جنــة هللا فــي األرض‪ ،‬و المــار و كيفيــة إيجــاد حلــول وســطية تنقــذ الدولــة‪،‬‬ ‫فهــي مــن أســواء مناطــق العالــم فــي األحــوال الجويــة ألن اإلخــاص كان للدولــة و ليــس لألشــخاص أو إلثبــات‬ ‫و كل عــدة ســنوات مناطــق يضربهــا الجفــاف و أخــري أنــي صحيــح و اآلخــر علــي خطــأ‪ ،‬مشــكالتنا أعظــم مــن‬ ‫يدفنهــا الجليــد و أخــري يردمهــا الرمــال و المناطــق التــي هــذه التفاهــة‬ ‫علــي المحيــط يضربهــا األعاصيــر ولكــن عجبــا ً لديهــم‬ ‫طــرق ســريعة مذهلــة فــي البنــاء و اســترجاع كل شــئ ‪ .٣‬يــا ريــت بتــوع الســياحة و اآلثــار فــي مصــر يقــروا‬ ‫الجــزء الخــاص بحمايــة اآلثــار و منــع التصويــر و‬ ‫كأن شــيئا ً لــم يكــن؟!‬ ‫اإلعالنــات و الترويــج عــن شــاي طلــع أص ـاً ألمانــي و‬ ‫نذهــب لمقهــي المتحــف لشــراء شــئ نشــربه‪ ،‬فنجــد شــاي رحلــة نهريــة يتــم اإلســتثمار بهــا بمالييــن الــدوالرات‪،‬‬ ‫تكساس المثلج الذي يعلنون عنه‪ ،‬فنقرر أن تجربه‪ ،‬فنجد صراحــة دائمـا ً كلمــا زرت أي مــزار ســياحي فــي أي دولة‬ ‫مكتوبـا ً مــن الخلــف ‪ :‬منتج تكســاس و ليــس منتج أمريكي أخــرج منــه أســب وزراء الســياحة و اإلعــام و األثــار‬ ‫‪ Product‬فــي مصــر علــي غبائهــم و جهلهــم و عــدم اســتغاللهم‬ ‫‪of‬‬ ‫‪Texas‬‬ ‫فنتعجــب و حيــن نقــرأ مــا عليــه‪ ،‬تجــده إنتــاج مزرعــة لمــا فــي مصــر‪ ،‬و كلمــا تذكــرت حادثــة ضــرب المجــاري‬ ‫ألمانيــة بتكســاس‪ ،‬و هــذا الشــاي مــا يميــزه مجــرد لمخــازن المتحــف المصــري يبقــي نفســي أمســك الــوزرا‬ ‫اضافــة عســل نحــل علــي الشــاي مثلمــا تفعــل المزرعــة دول و أعلقهــم علــي بــاب زويلــة زي مــا كان بيتعمــل‬ ‫زمــان!!‬ ‫التــي تحمــل نفــس اإلســم فــي ألمانيــا!!‬ ‫خرجنــا مــن المتحــف و ظــل ســؤال يحيرنــي لمــاذا منعــوا‬ ‫التصويــر فــي الماحــف‪ ،‬أهــو لتلــك الحــل المتهشــمة‬ ‫للهنــود الحمــر التــي فــي الــدور األول؟ أم لتلــك الوريقــات‬ ‫التــي عليهــا االتفقــات و رســائل هيوســتن و المــار فــي‬

‫مــا الــذي يمنــع أن تقــوم شــركة بعمــل مركبــات نهريــة‬ ‫علــي شــكل فرعونــي و تعييــن ســائقين لهــا بمالبــس‬ ‫فرعونيــة و نذيــع ذلــك فــي كل أنحــاء العالــم؟؟‬ ‫مــا الــذي يمنــع آن نقــوم بعمــل مشــروع يســمي اليــوم‬

‫الفرعونــي فــي مصــر‪ ،‬و نقــوم ببيــع مالبــس محليــة العواصــم لتعميــر الصحــراء‪ ،‬أظــن مفيــش صحــراء أفقــر‬ ‫مزخرفــة علــي شــكل المالبــس الفرعونيــة و تزويــق من تكســاس!!‬ ‫وجــوه الســياح و جعلهــا قضــاء يــوم فــي متحــف الكرنــك‬ ‫مثــاً يقومــوا فيــه بــأكل الفــول و البصــل – الفراعنــة ‪ .٥‬يــا ريــت بتــوع البنــاء و التنميــة و مهندســي مدنــي‬ ‫كانــوا يأكلــون هــذا األكل‪ -‬و منعهــم مــن التصويــر حيــث يدرســوا كيفيــة بنــاء المــدن و تعميرهــا علــي هــذا النحــو‬ ‫يقــوم مصوريــن مصرييــن بتصويرهــم و بيــع كل ذلــك الســريع المذهــل الــذي يتــم فــي أمريــكا و كيفيــة نقــل هــذه‬ ‫التكنولوجيــا لمصــر‬ ‫بمبالــغ مربحــة و زيــادة الدخــل‬ ‫مــع األســف اكتشــفت انــي فقــدت القــدرة علــي التمتــع‬ ‫بالفســح‪ ،‬فكلمــا ذهبــت مــكان ظللــت أفكــر يمكــن نقــل‬ ‫ذلــك لمصــر و كيــف يمكــن تعديــل تلــك لتالئــم مصــر!!‬ ‫و فــي النهايــة أشــعر باالكتئــاب ألنــي لــم أتعلــم ســوي‬ ‫العلــم للعلــم و الكتابــة للتوثيــق و تمنيــت لــو أعلــم طــرق‬ ‫اإلســتثمار و التجــارة و فتــح الشــركات‪ ،‬و لكــن مثلمــا‬ ‫كان يقــول والــدي‪ :‬لــكل دوره فــي دورة الحيــاة‬

‫للعلــم فــي أي مــزار فــي أمريــكا يصــوروك قبــل الدخــول‬ ‫ثــم يركبــون الخلفيــة و عنــد خروجــك مــن المزار تشــتري‬ ‫تلــك الصــورة بمبالــغ مبالــغ فيــه قــد تصــل إلــي ‪٤٥‬‬ ‫دوالرا فــي بعــض األحيــان‪ ،‬طبعــا لــك مطلــق الحريــة فــي‬ ‫عــدم شــرائها و لكــن فــي أغلــب األحيــان تكــون مركبــة‬ ‫بحرفيــة عاليــة تجعلــك تشــتريها و تدفــع و تشــعر أنــك‬ ‫محظــوظ فأنــت لــم تكــن لتحصــل علــي مثــل هــذه الصــورة‬ ‫مهمــا بلــغ احترافــك فــي التصويــر‬ ‫بجــد نحــن ليــس لدينــا أي حجــة لنكــون دولــة غنيــة و‬ ‫يجــب تشــريع حمايــة األثــار مــن الحفــر عليهــا عندهــا إكتفــاء ذاتــي فقــط نتوقــف عــن الفرقــة و نركز في‬ ‫و الجمــل الشــهيرة التــي تحفــر عليهــا مثــل‪ :‬اإلســتثمارات الحقيقيــة فــي الدولــة و نقــل التكنولوجيــات‬ ‫للذكــري الهبــاب و أيــام العــذاب و فــان يحــب و التقنيــات المختلفــة و اســتغاللهافي مصــر‪ ،‬نحــن ال‬ ‫فالنــة و غيــره مــن الجمــل المســتفذة و إهمــال نحتــاج إعــادة إختــراع الدراجــة!!‬

‫و يجــب زيــادة التوعيــة للشــعب و فتــح بــاب التطــوع‬ ‫للشــباب لحمايــة اآلثــار إذا كانــت الدولــة ال تســتطيع‬ ‫توفيــر مرتبــات لذلــك‪ ،‬و البديــل إعطــاء درجــات علــي‬ ‫مثــل هــذه المهــام مثلمــا يتــم إعطــاء درجــات علــي‬ ‫النشــاط الرياضــي‪ ،‬و بذلــك يزيــد ثقافــة الشــباب فهــو‬ ‫بالتأكيــد ســيتعلم مــاذا يحمــي و بذلــك نكــون زدنــا مــن مصدر الصورة‪:‬‬ ‫معرفتــه و درجاتــه و إنتمائــه‬ ‫‪http://www.sonofthesouth.net/texas/‬‬ ‫‪ .٤‬يــا ريــت حــد مــن الرئاســة يقــرا الجــزء الخــاص بنقــل ‪battle-alamo.htm‬‬ ‫تنبيــه‪ :‬هــذا ليــس توثيــق لــكل أحــداث تاريــخ تكســاس‪،‬‬ ‫لقــد كتبــت مــا تذكرتــه و مــا فهمتــه‪ ،‬فيرجــي لمــن يريــد‬ ‫األحــداث و الشــخصيات بالتفصيــل أن يبحــث بنفســه‬ ‫بالمواقــع المتخصصــة لذلــك‬


‫أمحد عبد احلميد‬ ‫عماد الدين السيد‬

‫ثالثينيات || أحمد عبد الحميد || رصاصة‬ ‫لم تكن رصاصة واحدة اخترقت صدره بفرقعة‪،‬‬ ‫ومرقت كفحيح افعى تكفي ألن تقتل مثله‪ .‬ربما‬ ‫رصاصتين! رصاصة لكل فص من شقي قلبه‪.‬‬ ‫حينها سيهدأ‪ ،‬دفعة واحدة‪ .‬‬ ‫لم تكن طلقات المدفعية و صواريخ الميراج‬ ‫‪2000‬د النووية فرنسية الصنع الجديدة تحدث‬ ‫الضجيج الكافي لتغطي على زخات األفكار‬ ‫في راسه‪ ،‬وكأن رأسه حقل الغام ال تتوقف‬ ‫عن االنفجار بكل فكرة‪ ،‬وكأنها معركة طويلة‬ ‫ال تهدأ ولو في منامه‪ .‬وكأنه مصنع رشاش‬ ‫ثرثار ال يصمت ابدا‪.‬‬ ‫لم تكن كل أنوار الدنيا و بريقها تكفي الظلمة‬ ‫التي غطت روحه‪ ،‬كان الظالم قد غلف االرض‬ ‫من حوله‪ ،‬قيل بفعل السحب المنخفضة‬ ‫الكثيفة‪ ،‬و قيل ألن القمر يتحرج منه‪ ،‬وقيل أن‬ ‫الشمس نفسها حزنت إلشاعة مقتله فرحلت‪.‬‬ ‫ال أحد يعرف على وجه الدقة ما الذي حدث‪.‬‬ ‫المهم‪ ،‬الظالم يغطي نفسه‪ .‬وألول مره في‬ ‫عمرة تظلم روحه‪ ...‬جن جنونه‪ .‬ماذا سيفعل؟!‬ ‫انفاسه صارت أكثر تالحقا منذ اصابه الجنون‪،‬‬ ‫قلبه ينبض أعلى من المعدل حتى وهو نائم‪،‬‬ ‫صار قلبه ساحة حرب ال تعرف النوم‪ .‬أصابته‬ ‫رصاصه في الحرب‪ ،‬وتغير بال رجعة‪ ،‬لقد‬ ‫أصبح أكثر استعدادا للشر من ذي قبل‪ ،‬هو‬ ‫خطر حتى على نفسه‪ .‬لم يستسغ شيخه اي‬

‫من حروفه‪ .‬هو مجرد أحمق‪ ...‬آخر‪ ،‬عاجز‪...‬‬ ‫حتى عن الرؤية‪ .‬‬ ‫كل ما احتاج اليه فعال هو تلك الميراج‬ ‫الفرنسية التي قصفت مالي‪ ،‬هو ذلك الشعور‬ ‫الذ سكن روحه في الصومال بأن جسده‬ ‫ممزق‪ ،‬مقطع كشرائح اللحم المعدة للشواء‪،‬‬ ‫هي تلك الرصاصة األخيره أنه مجرد عبد‬ ‫الصحراء الذي يسكن الحضر‪ ،‬ولكنه يعمل‬ ‫لدى سيده األوروبي‪ .‬في المساء بينماكانت‬ ‫تمطر عيناه تضرعا هلل‪ ،‬كانت الميراج تسوي‬ ‫باالرض إخوة له‪ .‬بم ينفع البكاء وأحرار‬ ‫اخوته يسحلون تحت االحذية في الشوارع؟ أو‬ ‫تسوى بهم االرض‪ ....‬اي جبن يسكن روحه‪...‬‬ ‫روحهم!‬ ‫شيء ما في داخله تفجر‪ ،‬البد أن ينتهي كل‬ ‫ذلك الضعف‪ .‬وألنه احمق ضعيف لم يكن‬ ‫يعرف كيف ينتهي كل ذلك‪ .‬على االقل قرر‬ ‫وألول مرة ف حياته و بوضوح تام‪ :‬أن‬ ‫يتوقف عن الزراعه في غير ملكه‪ ،‬سيتوقف‬ ‫عن تمهيد االرض للميراج‪ .‬لن يصبح عبدا‬ ‫مرة أخرى‪ .‬لقد اصابته الرصاصة في مقتل‪...‬‬ ‫عبوديته‪.‬‬ ‫عاد النور فجاة‪ ....‬برصاصة‪ ....‬لم تقتله‪،‬‬ ‫وإنما وهبت له حريته‪ .‬‬ ‫قيل مات‪ ،‬و قيل أيضا عاش‪ ...‬ال أحد يعرف‬ ‫على وجه الدقة ما الذي حدث له بعدها‪ ،‬قيل‪:‬‬ ‫عاش حرا و مات حرا‪....‬يقاتل‪ ....‬الظالم‪.‬‬

‫وقيل ايضا‪ :‬ضل سعيه وخسر الدنيا و‬ ‫االخرة‪ ....‬وقيل أنه كان مخلصا ضعيفا عاجز‬ ‫الحيلة بكاء كثير الكالم و قليل العمل‪ ...‬وبقي‬ ‫سؤاله معلقا‪ :‬كم روحا كانت تكفيه ليكفي عمله‬ ‫ويسعد قومه؟ كم عمرا؟ كم رصاصة احتاجها‬ ‫الجميع ليصحوا من سباتهم؟‪ ‬‬ ‫رصاصة واحدة في القلب تكفي‪ ....‬متى‬ ‫اصابته‪ ....‬ستحييه‪ ...‬فتضيء الدنيا ولو في‬ ‫القلب‪ ....‬حرية‪.‬‬ ‫تحياتي‪،‬‬ ‫رصاصة‬ ‫أحمد عبد الحميد‬ ‫باريس‪-‬بروكسل‪ ‬‬ ‫‪ 23‬يناير ‪2013‬‬

‫كتب عماد الدين السيد‪:‬‬

‫‪https://www.facebook.com/Emadeddeen2/‬‬ ‫‪posts/10151421995113373‬‬

‫اثبت أح(م)د ‪...‬‬ ‫اثبت ألن الحلم هو ابن الحيرة‪ ،‬والوليد يأتي بعد ألم‬ ‫المخاض‬ ‫اثبت أح(م)د ‪...‬‬ ‫ألن ما فاتمن حياتك لم يكن عبثاً‪ ،‬بالقطع لم يكن عبثاً‪،‬‬ ‫وإني أقسم لك أنك بخير‪ ،‬وأنه يصطنعك لنفسه‪ ،‬وأنه‬ ‫طاف بك في بالده بين عباده لتعرف ‪ ...‬لينمو الحق‬ ‫في قلبك ‪ ...‬الفكرة المضيئة التي ستغشاك فيما بعد ‪...‬‬ ‫ستتنفسها ‪ ...‬ستغدو رائحتك التي تسري بين الناس ‪...‬‬ ‫مالمح وجهك الحقيقية التي لم تولد بها ‪ ...‬التي تتأهب‬ ‫اليوم لتظهر بعد سنوات من النحت ‪ ...‬من ُحسن الصنعة‬ ‫ومهارة الصانع‬ ‫اثبت أح(م)د ‪...‬‬ ‫ألننا يا صديقي قد ُكتب علينا الجهاد ‪ ...‬قد ال نعرف‬ ‫كيف نحمل سيفا ً لكننا ُرزقنا القلم ‪ ...‬نحن نعرف أكثر‬ ‫عن سر حرف « النون « ولماذا جاء القسم بعده «‬ ‫والقلم وما يسطرون» ‪ ...‬نحن نعرف أكثر لماذا عندما‬ ‫أراد هللا أن يغير وجه األرض وقلب اإلنسان فإنه أنزل «‬ ‫كالما ً « ‪ ...‬كالما ً حارب هللا به الباطل بسيوفه وأمواله‬ ‫وترهيبه وترغيبه ‪ ...‬نحن نؤمن أكثر أن‪ « :‬بعض‬ ‫الكلمات قالع يعتصم بها النبل البشري» ‪ ...‬وقد حدثتني‬ ‫يوما ً دون أن تدري عن هذا النبل فلم أستطع أن أنسى‬ ‫اثبت أح(م)د ‪...‬‬ ‫ألن هذا هو قدرك ‪ ...‬ولو كنت فرداً ضد دولة ‪ ...‬ولو‬ ‫قررت أن تخرج سيفك البتار ضد المدافع والدبابات‬ ‫والطائرات والجنود المرتزقة ‪ ...‬فيكفيك أن تدرك أن‬ ‫سيفك حق ‪ ...‬وأنه يوزن في السماء وتثقل كفته‪ ‬‬ ‫اثبت أح(م)د ‪...‬‬ ‫ألن في هذه الحياة ما يستحق أن تثبت ألجله‬


‫أو حتى عم شمندي بياع البطاطا الذي ال يعرفه‬ ‫أحد‪ .‬سيسحقوكم بينما يقام حفال ساهرا على شرف‬ ‫امتصاص ثرواتكم‪ ...‬ألنكم جهلة‪ ،‬و ألنكم ضعفاء‪،‬‬ ‫و ألنكم تحلمون بال عمل‪ .‬و ألن قائدكم غير صادق‪،‬‬ ‫وألنكم فيما بينكم تأكلون بعض كما تأكل النار نفسها‬ ‫حتى تموت‪.‬‬ ‫كانت قد نتفت شواربها في صباح اليوم‪ ،‬وهو لم يجد‬ ‫وقتا حتى ليغسل وجهة‪ .‬صديقهما الثالث‪ ،‬ال يشعر‬ ‫بمن حوله‪ ،‬السماعات في اذنه تكفلت بعزله عن‬ ‫ضوضاء المترو‪ ،‬هي على األقل وقفت امام المرآة‬ ‫نصف ساعة ليحمل وجها كل تلك المساحيق المنمقة‪،‬‬ ‫بينما صاحبتها على يمينها مباشرة لم تصفف حتى‬ ‫شعرها‪ .‬هي غارقة في احد الروايات الرومانسية‪،‬‬ ‫احد تلك الروايات التي كان صاحبنا يقول ان الوقت‬ ‫المناسب لها هو الحمام‪ ،‬و إن لم يفعلها ابدا‪ .‬صاحبها‬ ‫على اليسار‪ ،‬انخرط في رواية خيال علمي‪ ،‬واخرى‬ ‫تتابع آخر اصدارات العاصمة العالمية باريس‪ .‬كلهم‬ ‫وجوههم عابسة‪ ،‬تائهة‪ ،‬ضائعة‪ .‬رائحتهم خليط من‬ ‫جيل االستحمام و رائحة العرق و العطور‪ .‬اعينهم‬ ‫تائهة‪ ...‬حتى اولئك الذين قذفتهم األقدار لتلك البقعة‬ ‫من األرض هربا من الجحيم في افريقيا‪ .‬منهم من‬ ‫تغير حاله‪ ،‬ربما اصبح هو نفسه فرنسيا خالصا‪ .‬و‬ ‫منهم من تعف االنفس عن االقتراب منه‪ ،‬رائحته‬ ‫تنفر الكلب الشريد‪ .‬سيضمهم جميعا نفس المترو‪،‬‬ ‫كل صباح‪ ،‬كل ٌ في ملكوته‪ .‬أنا لم أكن منتبها أكثر‬ ‫من اليوم‪ ،‬يكاد رأسي ينفجر من كثرة الدماء التي‬ ‫تدفع إليه‪ ،‬و ال أظن احدا منهم يفكر اساسا في قاذفة‬ ‫القنابل التي ذهبت باألمس لمالي‪ .‬من يهتم؟!‬ ‫و كأنها أحد حروب العصور الوسطى‪ ،‬قاذفة نابالم‬ ‫تكفي‪ ،‬لهؤالء الرعاع‪ .‬هل يدرك اي من هؤالء ان‬ ‫أموالهم في المساء كانت قنبلة وضعت على رأس ام‬ ‫ووليدها ك‬ ‫‪collateral damage‬‬ ‫و خالص‪ .‬مات الطفل‪ .‬ماتت األم‪ .‬من قتلهم؟ ألم‬ ‫تكن فرنسا الجميلة؟ باريس بأضواءها؟ ألم تكن تلك‬ ‫األموال التي ادفعها انا شخصيا للضرائب؟! لماذا ال‬ ‫يحترم حتى موتهم‪ ،‬مالها الطائرات بدون طيار؟ ال‬ ‫أسئلك عن اكثر من ذلك‪ ،‬على األقل حتى يشعر المرء‬

‫ان لهم قيمة‪ ...‬اي قيمة‪ .‬أمريكا تكفلت بالمواصالت‬ ‫لمالي‪ ....‬األزمة بسيطة و قاذفة قنابل تحلها‪ .‬قليل‬ ‫من النابالم يطهرها يا شيخ‪.‬‬ ‫إلى كل هؤالء الرعاع في كل جحر في االرض‪،‬‬ ‫أحبائي‪ ،‬ال يعبأ أحد بحياتكم‪ .‬و سيتم تصدير اسوأ‬ ‫انواع األسلحة و اقدمها لسحقكم بكل رأفة و سعادة‪،‬‬ ‫بينما جموع الشعب األمريكي تتغنى في احتفالية‬ ‫استقبال أوباما في فترته الجديدة‪ ،‬آالف يصفقون‬ ‫في احتفالية مجيدة‪ ،‬سينفقون الوقت في مباراة كرة‬ ‫عظيمة‪ ،‬أو تتجمهر الجموع لعدد من ضحايا تعذيب‬ ‫مستحضرات التجميل‪ ...‬من الحيوانات‪ ،‬أو تتفقد آخر‬ ‫العطور الفرنسية‪ .‬من يهتم بكم؟ أنتم رعاع األرض‪.‬‬ ‫روحكم ال تساوي شيئا‪ .‬حياتكم‪ ،‬أحالمكم‪ ،‬أطفالكم‪...‬‬ ‫كل ما كسبتم‪ ...‬هراء‪.‬‬ ‫غدا نبيت تحت نعل أمريكا‪ ،‬أو فرنسا‪ .‬صدقا‪ ،‬لن‬ ‫تختبر القنابل اي ايدولوجيا كنت تحمل في رأسك‪،‬‬ ‫ال‪ ،‬لن يهم إن كنت ليبراليا أم إسالميا أم علمانيا‪...‬‬

‫من باريس ‪ 22‬يناير ‪2013‬‬ ‫صباح إرسال قاذفة قنابل لمالي‪ ،‬لسحق أهلها‪.‬‬ ‫في مطلع شهر فبراير‪ ،‬عقدت منظمة العفو الدولية‬ ‫مؤتمرا في مالي و أعلنت فيه عن التالي بحسب‬ ‫مراسل الجزيرة عبد هللا الشامي في مالي‪:‬‬

‫إلى كل أولئك المتغنيين باأليديولوجيا‪ ،‬أحلم‬ ‫ لم يكن هناك اهتمام من القوات الفرنسية و المالية‬‫بالمصلحة التي تجمع بالدنا جميعها‪ .‬بالقوة التي تمنع بسالمة المدنيين أثناء العمليات القتالية‬ ‫أن تخطو أمريكا على جباهنا ليل نهار‪ ،‬بالقدرة التي‬ ‫تعجز الفرنسيين‪ .‬بالخط التجاري الذي يصل الشرق‬ ‫ القوات الفرنسية قصفت العديد من األماكن المدني‬‫بالغرب‪ .‬بالتعليم لكل الجهالء في ارجاء الوطن‪.‬‬ ‫و قتلت مواطنين ماليين ‪ ،‬و ثبت عدم تواجد مسلحين‬ ‫بالتقبل لكل المختلفين في نفس االرض‪ ،‬بالهجرة‬ ‫فيها‬ ‫أليما أرض قبلت مجهودي لمشروع «الخالفة»‬ ‫ولو كان طوبة‪ ...‬ولو كان زلطة‪ .‬أحلم بتلك الخالفة‬ ‫ القوات المالية قامت باعدامات ميدانية ألبرياء‬‫التي جمعت أشالء امريكا بعد حربها األهلية‪ ،‬بتلك‬ ‫سواء من باب االشتباه أو االنتماء العرقي دون‬ ‫الوحدة التي جمعت اوروبا بعد ‪ 30‬مليون قتيل‪،‬‬ ‫محاسبة‬ ‫بذلك العزم في قرية العقربة البدوية الفلسطينية التي‬ ‫هدمها الصهاينة ‪ 40‬مرة‪ ،‬أحلم بقوم غيركم‪ ...‬قوم‬ ‫في خالل ايام من ذلك زار الرئيس الفرنسي مالي‪،‬‬ ‫ليس فيهم بالل فضل اصطباحته تكسر عظامي اكثر‬ ‫واستقبلته الجموع مع الرئيس المالي بحفاوة‬ ‫ما يكسرها االحتالل و الدم و القتل و الضعف الذي‬ ‫«الفاتحين»‪.‬‬ ‫أعيشه‪ .‬احلم بقوم غيركم في أي ارض‪ .‬أحلم بهؤالء‬ ‫الثالثين ألفا الذين باتوا في التحرير ليلة الجمل بينما دمتم في يقظة و تأهب‪.‬‬ ‫نمت أنا على سريري في أوروبا‪ .‬أحلم بهؤالء القالئل‬ ‫الذين ال يرضون الضعف‪ ،‬وال يطلبون كثيرا‪....‬‬ ‫ال أطلب كثيرا‪ ،‬اريد أرضا تقبلني بدون دم‪ .‬بدون‬ ‫نطاح‪ ،‬بدون حرب‪ .‬اريد خالفة ولو في قرية‬ ‫صغيرة‪ ...‬مفتوح ابوابها لكل صاحب فكرة‪ ،‬موصولة‬ ‫أوصالها بكل قلب ينبض باألفضل لقومي و كفى‪.‬‬ ‫بالمصلحة‪ .‬أتعييك المصلحة؟! ال أطلب أكثر من أن‬ ‫يحلم أوالدي احالما يروها في الكبر‪ ...‬ألنه حقهم‬ ‫علينا‪ .‬ال أطلب كثيرا‪ .‬أطلب أن أموت و أهلي بشرف‬ ‫طالما موت بموت‪ ...‬ال تحت قاذفة نابالم من العصور‬ ‫الوسطى‪.‬‬ ‫نعم أحلم بالخالفة‪ ،‬غير التي في رؤوسهم‪،‬‬ ‫بالحرية‪ ...‬التي لم نحصل عليها بعد‪ .‬احلم بانتزاع‬ ‫بسمة اوالدي من الدنيا قبل أن أموت‪ .‬حقي‪.‬‬


‫ثقافية و اجتماعية‬

‫فكرة ان‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫األلترا‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫يه ‪ ،‬مع‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫فكرة ومظلمة بردو هتأيد ك ف منشآ‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪ ‬‬ ‫ل العن‬ ‫ية عل‬ ‫وبنف‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ألنه برد طق من‬ ‫عت فيه زمان و حقهم‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫واط‬ ‫جما‬ ‫و صاح‬ ‫ا وان‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫طب وا‬ ‫قي‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ظ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ه‬ ‫ة‪ ‬‬ ‫ألن‬ ‫؟ آهي‬ ‫المثل‬ ‫س اآللية‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫هم بردو كان وبننادي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫ص‬ ‫وا أ‬ ‫ق معاه‬ ‫احبة ح‬ ‫م‬ ‫صحاب‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫‪itable‬‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫‪v‬‬ ‫م‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫‪e‬‬ ‫ظ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫‪n‬‬ ‫م‬ ‫‪i‬‬ ‫ي‬ ‫ة ‪):‬‬ ‫فتحوا ا‬ ‫‪ict is‬‬ ‫‪fl‬‬ ‫‪n‬‬ ‫هدف فع‬ ‫‪o‬‬ ‫لمترو‪ ‬‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫‪c‬‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫االلترا‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫توجيه‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ت‬ ‫ته‬ ‫نين ‪:‬‬ ‫ديد واال‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫حشد الت‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ط‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫الشعبي‬ ‫رة علي‬ ‫و‬ ‫اله‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫دف األ‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ضي‪ ‬‬ ‫المي بق‬ ‫شبه جدا‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ا‬ ‫عاصفة‬ ‫ل‬ ‫ضيتهم‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ة‬ ‫والشم‬ ‫ومخيفة‬ ‫س‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫من النف‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ري‬ ‫ن يقدر‬ ‫وده م‬ ‫تشبث ا‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫طبعا م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل البس‬ ‫(التعاط‬ ‫لقوي ا‬ ‫البسه ‪،‬‬ ‫ان‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ط‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ت طبع‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫)‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫له‬ ‫لعه‬ ‫لمخيف‬ ‫هيعيط‬ ‫حاول ت‬ ‫ا االخو‬ ‫ا‬ ‫غ‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫؟ الريح‬ ‫موقفلو‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫خ‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫في عز‬ ‫ن المو‬ ‫ق الشه‬ ‫الناس‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ظ‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫!‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫واضح ا‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫في‬ ‫جع‬ ‫ده كالم‬ ‫ين الش‬ ‫ن المس‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫راسها‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫وا‬ ‫‪ ،‬وكل‬ ‫قوي ال‬ ‫قاعد ق‬ ‫تعطل ‪،‬‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫لف‬ ‫ا‬ ‫العسكر‬ ‫لثورية‬ ‫زيون م‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫حا‬ ‫نت‬ ‫ة والقو‬ ‫ب الطري‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ث‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫لث بتت‬ ‫الحية ف‬ ‫ض‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ء‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ية‬ ‫وعلي‬ ‫صها سي‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫جدا‬


‫والبهدلة؟ أو أن القطر فات صديقتها ومن الصعب أن‬ ‫الحيل الدفاعية هى شىء يفعله اإلنسان بغير وعى‬ ‫ُ‬ ‫تتزوج وتنجب؟ وفى نفس الوقت تحاول أن تحلي ما‬ ‫لكى يقدر على المواكبة مع مشاكله وظروفه السيئة‬ ‫وصلت إليه فتقول أشياء من قبيل «ظل رجل وال ظل‬ ‫إذا عجز عن حلها‪.‬‬ ‫حائط»‪»...‬يكفى نظرة من عين ابنى»‪..‬‬ ‫من الحيل الدفاعية الشهيرة التى يلجأ إليها اإلنسان‬ ‫ضا تشعر بالنقص ﻷنها‬ ‫عندما يعجز عن تحقيق هدف ما‪ :‬تشويه هذا الهدف الصديقة التى تعمل هى أي ً‬ ‫ً‬ ‫لم تتزوج فتحاول أن تشوه صديقتها التى تزوجت‬ ‫فيه‪..‬فمثل إذا لعب‬ ‫وتشويه كل من قدر أن ينجح‬ ‫ً‬ ‫مجموعة أصدقاء كرة القدم وأحرز أحدهم هدفا ربما وأنجبت بكالم من قبيل‪« :‬كيف ترضى أن تنسى‬ ‫يقول اآلخر الذى لم يحرز هد ًفا أن هدف الصديق جاء كل ما تعلمته وتكون خادمة؟» ‪..‬وفى نفس الوقت‬ ‫تحاول أن تحسن ما حققته ربما بالتباهى بمرتبها‬ ‫بالصدفة أو أن الحكم متحيز له‪.‬‬ ‫كذلك من الحيل النفسية الشهيرة‪ :‬تحلية الشىء الذى وشراء ال ٌحلى الثمينة‪..‬وربما تحاول أن تبرز سطوتها‬ ‫كمديرة‪.‬‬ ‫نجح اإلنسان فى الوصول إليه حتى وإن لم كان أقل‬ ‫كل هذا كما قلنا يحدث بغير وعى من اإلنسان ولكنه‬ ‫بكثير من هدفه األصلى‪..‬فمثال يبالغ فى انجازاته‬ ‫بالتأكيد يكون كالسم الذى يسرى فى نفس صاحبه‬ ‫البسيطة ويحاول أن يظهر كم هى عظيمة‪...‬‬ ‫ً‬ ‫قبل أن يصل لغيره‪..‬وباستمرار األثنان فى هذا‬ ‫فمثل لو تخيلنا صديقتين أحدهما تزوجت وانجبت‬ ‫السلوك تصبح عالقتهما كالخنجر المسنون الذى‬ ‫ولم تعمل واآلخرى استمرت فى العمل وترقت فيه‬ ‫وأصبحت مديرة‪..‬الصديقة األم ربما تشعر فى داخلها تجرحان به بعضهما البعض طوال الوقت وتفسد‬ ‫بالدونية ﻷنها لم تعمل ولذلك فهى تحاول أن تشوه ما صداقتهما‪.‬‬ ‫وصلت إليه صديقتها وتقول باستمرار لها أو لغيرها الحل الوحيد حتى ال يجد اإلنسان نفسه يمارس هذه‬ ‫الحيل الدفاعية أن تتم معالجة أصل المشكلة فى‬ ‫أشياء من قبيل ماذا أخذت من العمل غير التوتر‬

‫داخله فال يشعر بالدونية لعجزه عن تحقيق شىء‬ ‫وأن يشعر بالرضا بما قدره هللا له وهذا امتثاال لقوله‬ ‫تعالى‬ ‫«وال تتمنوا ما فضل هللا به بعضكم على بعض‬ ‫للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما‬ ‫اكتسبن»‬ ‫لو امتآلت نفس المؤمن بالرضا والقناعة ‪-‬التى ال‬ ‫تتعارض مع الطموح ‪ -‬لما تسممت نفسه بالحقد‬ ‫والحسد ومحاولة إثبات طوال الوقت أنه أفضل من‬ ‫اآلخرين والقتنع ببساطة «أن كل ميسر لما ُخلق‬ ‫له»‪ .‬‬ ‫أما عن كيفية التعامل مع شخص يمارس أحدى هذه‬ ‫الحيل الدفاعية فيحاول أن يشوه ما تفعله ويجرحك‬ ‫بالكالم باستمرار فمبدئ ًيا ال يجب أن يترك اإلنسان‬ ‫نفسه لتتسمم بهذا السم فيبدأ بالثأر ويمارس نفس‬ ‫أسلوب اآلخر‪...‬عليه ً‬ ‫أول أن يدرك أن اآلخر مريض‬ ‫بالحسد والغل وال يجب أن يستمر فى اثارته بالتحدث‬ ‫باستمرار عن النعمة التى أعطاه هللا له و ُحرم اآلخر‬ ‫منها‪ ،‬ثان ًيا عليه أن يعذر اآلخر فكما قلنا هذه األشياء‬ ‫معظمها تتم فى الالوعى وخاصة إذا كان اإلنسان‬ ‫ليس على قدر من الثقافة واإليمان والنضج‪ ،‬ثال ًثا‪:‬‬ ‫عليه أن يدفع بالتى هى أحسن فكما أخبر القرآن‬ ‫الكريم أن نتيجة هذا أن ينقلب من بينك وبينه عداوة‬ ‫وكأنه ولى حميم وكان من تفسير الشيخ الشعراوى‬ ‫أنه لو قال إنسان أنه دفع بالتى هى أحسن ولم تتغير‬ ‫العداوة فعليه أن يعرف أنه لم يفعل كل ما عليه ليدفع‬ ‫بالتى هى أحسن فالقرآن صادق بال شك‪ ،‬راب ًعا‪ :‬قال‬ ‫اإلمام أحمد بن حنبل «تسعة أعشار حسن الخلق‬ ‫فى التغافل»‪..‬باللغة العامية كبر الجمجمة وطنش‪،‬‬ ‫سا‪ :‬إذا زاد األمر عن حده ربما احتجت لوقفة‬ ‫خام ً‬ ‫مصارحة مع اآلخر ‪..‬ليست من باب أنك قلت وعدت‬ ‫وسويت ونقطع شعور بعض‪..‬ولكن من باب إظهار‬ ‫الود والحرص على سالمة العالقة وربما استخدمت‬ ‫صدي ًقا مشتر ًكا ليوضح لآلخر كيف أن هذا الكالم‬ ‫يجرحك عندما تسمعه منه‬


‫ ‬

‫انطلق صوت مجفف الشعر كأزيز يزيد من صداع‬ ‫رأسها‪..‬أدارت المجفف فى سرعة لتتناثر خصالت شعرها‬ ‫حول وجهها الحزين‪..‬كان كل فى وجهها ينطق بالحزن‪..‬‬ ‫يكفى أن تنظر إلى عينيها المتورمة من أثر الدموع التى‬ ‫سكبتها فى ليلتها حتى غافلها النوم‪..‬حاولت أن تفتعل‬ ‫ابتسامة ‪،‬يقولون أن االبتسام له أثر على خداع العقل‬ ‫الباطن وإشعاره بالسعادة‪..‬لم تدم ابتسامتها ألكثر من‬ ‫ثانيتين لتعود‪ ‬مالمح الحزن تكسى وجهها وتزيد الكآبة‬ ‫بداخلها‪..‬حاولت أن تتحاشى النظر إلى وجهها فلم تفلح‪...‬‬ ‫عاودت افتعال االبتسام مرة واثنين وثالثة وعشرة‪...‬‬ ‫أخيرا جف شعرها‪...‬مشطته فى ُعجالة حتى تهرب من‬ ‫ً‬ ‫وجهها فى المرآة بأسرع وقت‪...‬‬ ‫انطلقت فى المنزل‪..‬أخرجت كل ما جعبتها من حيل لتشعر‬ ‫بالسعادة‪..‬أدت صالتها‪...‬ارتدت مالبس زاهية‪...‬تعطرت‬ ‫فطورا ملوك ًيا‬ ‫بعطر باريسى ناعم‪...‬رتبت سريرها‪..‬أعدت‬ ‫ً‬ ‫من البيض الشهى وعصير البرتقال‪..‬يقولون أن عصير‬ ‫البرتقال المثلج يجلب السعادة‪...‬انهت فطورها بالكامل‪..‬‬ ‫تحركت إلى المطبخ‪..‬شعرت بالضيق من الموقد الممتلىء‬ ‫بآثار الطعام‪..‬نظفته بالكامل‪..‬تحركت أصابعها على‬ ‫سطحه األبيض البارق وابتسمت‪...‬تركت المطبخ وفجأة‬ ‫اصطدمت بالمرأة‪...‬ما زال وجهها حزي ًنا وكأنه يطلع‬ ‫لسانه لها ويغيظها ويقول لها لم تفلحى فى مدارة حزنك‪.‬‬ ‫تحركت إلى حجرتها‪...‬وبدأت فى وضع مساحيق‬ ‫التجميل‪..‬كثرت من كريم األساس حول عينيها لتخفى‬ ‫زرقتها‪...‬أحمر الشفاه تكفل بشحوب شفتيها‪...‬وضعت‬ ‫الكحل وظالل العين بالطريقة المعروفة بالسكموى والتى‬ ‫تجعل العينين مثل عيون القطة‪...‬اآلن توارى الحزن‬ ‫تحت قناع األصباغ‪..‬شعرت بالشفقة على الرجال ﻷنهم ال‬ ‫يمتلكون مساحيق تجميل تساعدهم على إخفاء حزنهم‪..‬‬ ‫ابتسمت وقالت على أى حال هم ال يشعرون بالحزن‬ ‫مثلنا‪....‬دارت عيناها بين مساحيق التجميل والعطور‬ ‫والكريمات وال ٌحلى‪..‬حاولت أن تحسب بسرعة الثروة‬ ‫التى دفعتها فى كل هذه األشياء‪..‬هالها الرقم! كم هو‬ ‫أحمق من يعتقد أن هناك امرأة تدفع كل هذه النقود فقط‬ ‫لتبدو جميلة‪.....‬تركت ٌحليها من يديها لتتساقط فى العلبة‬ ‫ً‬ ‫مميزا‪...‬ألطقت من بينها عقدًا من‬ ‫المعدنية محدثة رني ًنا‬

‫استيقظت من نومها وهى تتأوه وتسعل ‬ ‫ ‬ ‫بشدة‪ ،‬سخونة الفراش من تحتها أنبأتها أن‪ ‬حرارتها ‬ ‫ ‬ ‫مرتفعة‪..‬كانت ترتجف من البرد…نظرت إلى زجاجة المياه‬ ‫على الطاولة البعيدة عنها‪..‬كان حلقها يتشقق من االنفلونزا‪..‬‬ ‫حاولت النهوض‪ ‬من فراشها لتشرب ولكن دوار الحمى ردها‬ ‫للفراش وكأنها تلقت لكمة فى وجهها…غمغمت “غال ًبا‬ ‫ضغطى منخفض”…كانت عقارب الساعة تقترب من ميعاد‬ ‫شروق الشمس…بدا لها الذهاب للوضوء وصالة الفجر در ًبا‬ ‫من الخيال‪.‬‬

‫اللؤلؤ ‪..‬وضعته حول عنقها وهى تتذكر عندما أهداها‬ ‫إياه حبيبها بعد شجار بينهما‪..‬يحيلون حياتنا لجحيم ثم‬ ‫يرضوننا بحلية أو عطر‪...‬ولسذاجتنا نسعد بتلك الهدية‬ ‫التى سوف نتزين لهم بها فى النهاية‪...‬مررت يديها فوق‬ ‫حبات اللؤلؤ وهى تقول‪ :‬كم من أرزاق تعتمد على شقاء‬ ‫النسوان‪.‬‬ ‫نظرت يسارها فرأت حقيبة السفر الموضوعة أسفل‬ ‫مالبسها‪..‬دارت عيينها ما بين المالبس والحقيبة‪...‬‬ ‫لماذا ال ترحل وتترك كل شىء؟ نظرت يمينها لترى‬ ‫علبة الدواء المسكن لآلآلم‪..‬جاءتها فكرة أكثر جنو ًنا‪..‬‬ ‫لم تليث أن طردتها من ذهنها وعاودت النظر لحقيبة‬ ‫السفر‪...‬تحركت فى بط نحو مالبسها ثم أمسكت بباب‬ ‫الدوالب الجرار وأغلقته وهى تقول‪ :‬ال يجب أن أنسى‬ ‫مقتوحا مرة آخرى‪...‬تحركت نحو علبة‬ ‫باب الدوالب‬ ‫ً‬ ‫الدواء ووضعتها فى الدرج الخاص باألدوية وهى تقول‪:‬‬ ‫وهذه ال يجب أن تظل أمامى هكذا‪...‬نظرت مرة آخرى‬ ‫فى المرأة ‪..‬وابتسمت لجمال زينتها ‪...‬ثم تحركت لتبدأ‬ ‫يومها ‪...‬ولكن من آن آلخر كانت تذرف دمعة تجعلها‬ ‫تحمد هللا أن زينتها من النوع الغالى المضاد للمياه‪..‬أنهت‬ ‫يومها وتطلعت لوجهها‪...‬من الجيد أن قناع األصباغ ما‬ ‫زال يؤدى دوره بمنتهى اإلخالص‪...‬ذهبت لفراشها وهنا‬ ‫انفجرت فى البكاء‬

‫تطلعت لزجاجة المياه مرة آخرى فى يأس ثم أدارت ظهرها‬ ‫لها …رغ ًما عنها انسابت دموعها وهى تلعن وحدتها…لو‬ ‫كانت وسط أسرتها لنادت على أى من أخواتها ليحضر لها‬ ‫المياه وغطاء إضافى‪..‬لسارع أحدهم بإعطائها الدواء وﻷعدت‬ ‫أمها لها حساء الخضروات المسلوقة…عضت على شفتيها‬ ‫عندما اكتشفت أن طعام األسبوع نفذ باألمس وبالتالى البد‬ ‫أن تتحامل على نفسها لتطبخ لنفسها شي ًئا مغذ ًيا يعينها على‬ ‫مقاومة المرض…ال تدرى كيف وهى ال تستطيع النهوض‬ ‫لشرب المياه‬ ‫قبل أن تستسلم للشعور باالكتئاب لحالها‪ ،‬جاءها خاطر عن‬ ‫ماذا لو كان لديها ً‬ ‫طفل اآلن؟ كم من أمهات تمرضن مثلها‬ ‫وتكونن وحيدات بسبب سفر الزوج أو االنفصال‪..‬إذا كانت هى‬ ‫أكبر مشاكلها فى خدمة نفسها‪..‬فماذا عليهن وربما يكون هناك‬ ‫رضي ًعا يصرخ ليتم تغيير مالبسه وآخر يريد الطعام وثالثة‬ ‫مريضة كأمها‪ .‬وبالطبع تنسى األم كل آالمها وتتحامل من أجل‬ ‫خدمة هوالء الصغار الذين ال حول لهم وال قوة‪..‬ثم إن مرضها‬ ‫خطيرا…انفلونزا شديدة…فماذا عن كبار السن الذين‬ ‫ليس‬ ‫ً‬ ‫يعيشون بمفردهم وقد تفاجئهم فى فراشهم أزمة قلبية أو‬ ‫نوبة سكر أو جلطة؟ كانت تتخيل أن مشكلة اآلباء واألمهات‬ ‫عند زواج اوالدهم أو هجرتهم فى الفراق ولكنها اكتشفت أنه‬ ‫بجانب الفراق هناك هلع شديد أن يكون اإلنسان بمفرده فى‬ ‫هذا العمر‪..‬أن يفاجئه المرض فال يجد من يستنجد به ‪..‬أن‬

‫ينسى أن يضع هاتفه الجوال بجوار فراشه فتصبح المسافة‬ ‫بينهما كما هى المسافة بينها وبين زجاجة المياه التى نسيت‬ ‫أن تضعها بجوارها قبل نومها‪.‬‬ ‫ًكانت أمامها صورتان فى منتهى التناقض…الصورة األولى‬ ‫ﻷم مريضة قامت من فراشها لترضع طفلها وتغير مالبسه‪..‬‬ ‫والصورة الثانية المرأة عجوز وحيدة فى فراشها تحتاج لمن‬ ‫يناولها شربة مياه فال تجد أوالدها بجوارها! وأمام الصورتين‬ ‫أخذ الدوار يلف رأسها حتى استسلمت للنوم وتحركت عقارب‬ ‫الساعة لتشير إلى موعد شروق الشمس‪.‬‬


‫شوية أمل‬ ‫ريهام نجيب‬

‫خرج من بيته ولم يستطع العودة‪..‬خرج من جامعته‬ ‫ولم يجد الطريق إليها حين أراد الرجوع‪..‬تفرق عن‬ ‫أهله بمتاريس و جنود‪..‬كان عزيزا مكتفيا راضيا مثله‬ ‫مثلى ومثلك‪..‬الستر يحفه و كانت له أحالم كأحالمي و‬ ‫أحالمك‪..‬التخرج‪..‬العمل‪..‬الزواج‪..‬األحالم العادية التى‬ ‫يستحقها كل إنسان!كل شاب على األقل‪!..‬‬ ‫تسرب إليه اليأس فال عمل وال مال يستند عليه‪..‬فلم يكن‬ ‫أحد يحسب حساب «اليوم األسود» و يقوم بجمع «قرش‬ ‫أبيض»! مثلهم مثلنا جميعا‪»..‬الجاى قد اللى رايح»‪..‬و‬ ‫يؤجل كل متعة للحلم!‬ ‫قالوا له ستكون نابغة‪..‬ستكون كاتب‪..‬ستكون شاعر‪..‬‬ ‫ستكون مهندس مثل ابن عمك فالن‪..‬ربما تستطيع حتى‬ ‫السفر إلى أوروبا كما فعل هو‪..‬و كان هو يصدق و يعمل‬ ‫جاهدا راسما الحلم فى األفق‪..‬مثلك تماما!‬ ‫ثم راح الجميع يطلب منه الصمود‪..‬وهو يحاول فال‬ ‫يستطيع أن يظهر قمة اليأس أمام أبويه واخوته‪..‬‬ ‫كل منهم محتفظ بيأس داخله ليكون سندا لآلخرين‪..‬‬ ‫له أب يلعن أنه لم يحتفظ بمال لذلك اليوم االسود‪..‬و أم‬ ‫تحاول أن تسترجع طرق جدتي فى حفظ الطعام نظرا ألن‬ ‫الكهرباء ضيف عزيز عليهم اليوم!له أخوة صغار يرهبهم‬ ‫صوت القذف و يفزعهم و عليه هو أن يصمد‪...‬‬ ‫يفتح «الفيس بوك» ليجد الجميع يهللون ويطلبون منه‬ ‫أن يصمد‪..‬شعارات وكلمات وال يعرف أحد حجم الشرخ‬ ‫الذى امتد فى قلبه وكاد يقسمه لوال أنه يسمكه بيديه‬ ‫ساندا إياه‪..‬حتى لو ال يعرف ما الذى يمكن أن يريحه‪..‬‬ ‫مجرد ذكريات من الماضى يتمناها و يلعن أنه لم يقدرها‪..‬‬ ‫القهوة‪..‬النور‪..‬عمله من الصباح إلى منتصف الليل!‬ ‫المشى فى ساحة المسجد!!‬ ‫يحاول أن يضحك‪..‬ولكنه ضحك أجوف‪..‬يحاول أن يمزح‬ ‫ألنه ال يدري ما عليه أن يفعل‪..‬هو مازال قليل الخبرة‪..‬‬ ‫ومن يملك الخبرة من األساس ليخبره ما عليه أن يفعله‪..‬‬

‫كيف يجبر هذا الصدع فى روحه‪..‬ال يعرف متى‬ ‫سينتهى ذلك‪..‬ال يعرف أى صورة لغده!‬ ‫أتعرف ذلك األمل البسيط‪..‬من شعاع النور الضعيف الذى‬ ‫يأتيني ويأتيك قائال إن غدا أفضل‪..‬هو ال يجده‪..‬الجميع‬ ‫يخبره أنه بطل ويجب أن يتحلى بالصبر واإليمام‪..‬يضايقه‬ ‫ذلك‪..‬هو ليس ضعيف اإليمان أو هكذا يحسب نفه‪..‬هو‬ ‫فقط ال طاقة له بذلك‪..‬ياسه ليسعن ضعف إيمان بقدر ما‬ ‫هو عن ضعف رؤية‪..‬عن تراب تراكم على عينيه فلم يعد‬ ‫يرى!‬ ‫وفى لحظة تفرق عن أهله‪..‬ال يريد التفكير فيهم‪...‬يبكيه‬ ‫ذلك اكثر! يتركهم فى مكان مستقر فى القلب ويحاول‬ ‫أن ينشغل بال أمل‪..‬يوم وراءه يوم تمر االيام دون أمل‪..‬‬ ‫حلمه اصبح أن يترك البلد‪..‬هو ال يكرهها ولكنه لم يعد‬ ‫قادرا على البقاء!روحه رهينة‪..‬الغربة ليست سهلة‪..‬‬ ‫خاصة إذا كنت تذهب من ال مكان إلى ال مكان‪..‬مجهول‬ ‫إلى مجهول‪..‬كل غريب يطمئن إلى وجود وطنه هناك فى‬ ‫مكان ما ليعود إليه وقتما يحلو له‪..‬إال هو ال يعرف اين‬ ‫الوطن ومتى يعود!كل ما يعرفه أن البالد لم تعد كالبالد‪!..‬‬ ‫اليوم‪..‬اسمه الجىء فى أحد المخيمات الباردة الغارقة‬ ‫على أطراف المدينة‪..‬اسمه الجىء وقد كان عزيزا كريما‬ ‫فى بلده‪..‬له حلم مثلى ومثلك‪..‬‬ ‫اليوم ال تقل الجىء‪..‬قل أسيرة أوطانه فحملها فى قلبه‬ ‫مثقال ورحل!!‬ ‫**عن الالجئين السوريين‪..‬ردهم هللا إلى بالدهم أعزاء‬ ‫مكرمين‪..‬‬


‫حتربة السياحة احلالل يف تركيا‬ ‫رواء مصطفى‬

‫بدأ االمر بمشاهدتنا العالن عن السياحة الحالل في‬ ‫تركيا على قناة الجزيرة و بعد ان قضينا الصيف قبل‬ ‫الماضي في شرم الشيخ و بعد قليل من التفكير قررنا‬ ‫ان نخوض التجربة و ان تكون وجهتنا لهذا العام الى‬ ‫تركيا في احد فنادقها الحالل كما يسمونها‬ ‫بدات رحلة البحث عن الفنادق الحالل في تركيا و‬ ‫الحقيقة انني وجدت العديد منها في اماكن متفرقة‬ ‫من تركيا و الحظت ان اعدادها تزداد عاما عن عام‬ ‫و بعد استشارة صديقتي التركية عن افضل االماكن‬ ‫مع االخذ في االعتبار ان اوالدي بحاجة الى بحر و‬ ‫شاطئ‪ ‬و حمامات سباحة استقر االختيار على فندق‬ ‫في منظقة تسمى‪ ‬كوناكلي تقع بالقرب من االنيا و‬ ‫على بعد ساعة و نصف من انتاليا‬ ‫الفندق ‪ 5‬نجوم يعتبر جديد ( ‪ ) 2007‬صوره و‬ ‫المعلومات عنه كانت مغرية في الحقيقة ‪,‬اتصلنا‬ ‫بالهاتف لنسأل عن االسعار و لنقوم بالحجز و عندما‬ ‫علم الموظف المسؤول اننا نتصل من المانيا كان‬ ‫اول تنبيه قاله هو ان الفندق ال يقدم الخمور و كانت‬ ‫اجابة زوجي ان هذا هو ما نبحث عنه‬ ‫السفر كان في اواخر شهر مايو ( ايام المرحلة‬ ‫االولى من انتخابات الرئاسة في مصر ) الرحلة كانت‬ ‫متعبة الى حد ما مع وجود اطفال حيث اننا سافرنا‬ ‫من ميونخ الى اسطنبول ثم من اسطنبول الى انتاليا‬

‫ثم بالسيارة الى‬ ‫كوناكلي ووصلنا الساعة الحادية عشر ليال‬ ‫ساحاول ان اكتب انطباعاتي عن الفندق ثم ساقوم‬ ‫بمقارنة سريعة بينه و بين شرم الشيخ‬ ‫في البداية و في مرحلة تجميع المعلومات عن الفندق‬ ‫قرات ان اسر المانية مسلمة سافرت اليه في عام‬ ‫‪ 2008‬و استمتعت كثيرا و لكن كانت مالحظتها‬ ‫الوحيدة ان ايا من الموظفين ال يتحدث حتى اللغة‬ ‫االنجليزية بل يتحدثون اللغة التركية فقط و هو ما‬ ‫اعتقد ان ادارة الفندق قد تداركته حيث وجدا موظفي‬ ‫االستقبال يتحدثون االنجليزية و بعضهم االلمانية ال‬ ‫استطيع ان اقول انهم يجيدونها و لكن يمكن التواصل‬ ‫من خالل ما يعلمونه‬ ‫كما ذكرت فقد وصلنا في الحادية عشر ليال و كان‬ ‫الفندق كله تقريبا مستيقظ ( المانيا تنام في حدود‬ ‫التاسعة مساءا في ايام العمل ) و المحالت مفتوحة‬ ‫مما اعطانا شعور باننا في مصر‬

‫المالحظة االولى و التي تخصني ان ‪ % 90‬من‬ ‫النساء في الفندق محجبات ( الحمد هلل لم اعد الكائن‬ ‫الفضائي الذي نزل من الكوكب المجهول ليزاحم اهل‬ ‫االرض في سياحتهم )‬ ‫استلمنا غرفتنا و الحظت وجود عالمة باتجاه قبلة‬ ‫الصالة مع توفر سجادة للصالة و مصحف مترجم‬ ‫للغة التركية ( بالطبع ال وجود لهذه االشياء في‬ ‫فنادق شرم الشيخ او الغردقة )‬ ‫في اليوم التالي بدات االجازة بشكل رسمي الفندق‬ ‫و النه حالل فهو يفصل بين النساء و الرجال في‬ ‫حمامات السباحة و الساونا و المساج و الجمنازيوم‬ ‫‪ ,‬االماكن اللتي تتجمع فيها االسرة هي المطعم و‬ ‫القهاوي ( هناك ‪ 3‬قهاوي في الفندق ) و المطعم‬ ‫المتصل بحمام السباحة الخارجي للرجال و الشاطئ‬ ‫مع التنبيه بعدم نزول النساء الى البحر ‪ ,‬يتواجد في‬ ‫الفندق مسجده الخاص للرجال و النساء و تقام فيه‬ ‫خطبة الجمعة من كل اسبوع ( باللغة التركية بالطبع)‬ ‫يمنع تماما تواجد النساء في حمام السباحة الخارجي‬ ‫الخاص للرجال و لو حتى لمجرد الجلوس على‬ ‫الكراسي مع تعويض ذلك بوجود حمام سباحة خاص‬ ‫بالنساء في اعلى الفندق لالستمتاع بالشمس و فيه‬ ‫جزء بمياه البحر لمن ارادته و للوصول اليه تستخدم‬ ‫النساء مصعد يمنع الرجال من استخدامه‬

‫بالتفصيل)‬ ‫ذهبنا في اليوم الثالث في رحلة لصيد السمك (‬ ‫بالطبع لم نصطد اي سمكة ) و لكني استمتعت‬ ‫بالطبيعة كثيرا ‪ ,‬مكان الصيد ان على الجانب اآلخر‬ ‫من الجبل و كانت الرحلة اليه بمفردها ممتعة ‪ ,‬الول‬ ‫مرة بالنسبة لي اشاهد نمو االزهار بشكل عشوائي‬ ‫على الجبال مع منظر النهر في اسفل الجبل‬ ‫في رحلة العودة اوقفنا صبي تركي يبلغ السادسة‬ ‫عشرة من عمره و سالنا ان يركب معنا ليقطع‬ ‫جزء من المسافة الى االنيا ‪ ,‬كانت رفقته ممتعه و‬ ‫رغم انه ال يجيد التحدث باللغة االنجليزية واال انه‬ ‫لم ‪ ‬يتوقف عن االسئلة سالنا عن اسمائنا و اعمارنا‬ ‫و دراستنا و من اين جئنا تحدث معنا عن الوضع في‬ ‫مصر و في ليبيا و ذكر انه يريد ان ياتي الى القاهرة‬ ‫للدراسة في االزهر ‪ ,‬تحدث معنا عن امنيته بزيارة‬ ‫قبر الرسول عليه الصالة و السالم و تحدث معنا عن‬ ‫الوضع في الشيشان ‪ ,‬بصراحة اعطاني دفعة امل‬ ‫كبيرة في وحدة االمة االسالمية و لو بعد حين‬

‫دهبنا ايضا الى االنيا هي تشبه االسكندرية الى حد‬ ‫كبير و احسست و انا اسير فيها باني اسير في‬ ‫شوارع االسكندرية ‪ ,‬شاهدت بشكل عملي عمال‬ ‫مواقف السيارات الذين تحدث عنهم الشقيري في‬ ‫برنامج خواطر ‪ ,‬العامل يترك لك ورقة على زجاج‬ ‫السيارة يوضح فيها الوقت الذي اوقفت فيه سيارتك‬ ‫من المالحظات الجميلة سماع االذان في مواعيده في‬ ‫ثم قبل مغادرتك تاخذ الورقة و تذهب الى اي‬ ‫مكبرات الصوت المنتشرة في جميع ارجاء الفندق‬ ‫عامل موقف و تدفع ما عليك تبعا للوقت مع وجود‬ ‫يغلب على نزالء الفندق الجنسية التركية مع تواجد‬ ‫التسعيرة تبعا للوقت في كل مكان و في نفس الوقت‬ ‫السر مسلمة من المانيا و بنجالديش و دول الخليج و توفر العمال بشكل كبير اي انك ال تستطيع ان تقول‬ ‫بريطانيا‬ ‫انك لم تجد احدا لتدفع له‬ ‫جميع اللوحات االرشادية في الفندق باللغة التركية‬ ‫و التركية فقط ( و سآتي على ذكر هذه النقطة‬

‫الشعب التركي شعب طيب جداااااا حريص جدا على‬ ‫المساعدة اذا طلبتها منه و حريص على التواصل‬


‫معك حتى لو لم يفهمك فربما يتحدث معك بالتركية‬ ‫بالكامل او كلمة تركية و اخرى انجليزية ‪,‬يشبه‬ ‫في طيبته الشعب المصري كثيرا بصراحة لم اشعر‬ ‫بالغربة طوال فترة اقامتي في تركيا‬ ‫بالنسبة الوجه المقارنة بين الفندق الحالل و فندق‬ ‫شرم الشيخ‬ ‫االثنان من فئة فنادق الخمس نجوم‪ ‬كاملة الخدمة‬ ‫في شرم الشيخ كانت جميع اللوحات االرشادية‬ ‫باللغات التالية و بالترتيب االنجليزية ثم الفرنسية ثم‬ ‫الروسية و يليها في بعضها االلمانية و ال تواجد للغة‬ ‫العربية على االطالق ( يعطيك ايحاء انك غريب حتى‬ ‫و ان كنت في بلدك فهذه االماكن لم تصنع لك انت بل‬ ‫للسائح االجنبي فهو مقدم عليك )‬ ‫في تركيا جميع اللوحات االرشادية باللغة التركية‬ ‫فقط ( رغم صعوبة االمر اال اني احترمت هذا النهم‬ ‫صنعوا هذه االماكن لهم فهم مقدمون على غيرهم‬ ‫بالطبع اتمنى ان يضيفوا اللغة االنجليزية على االقل‬ ‫و لكني اعجبت باالمر)‬ ‫في شرم الشيخ كنت ادخل المطعم و خاصة في وجبة‬ ‫العشاء الفاجئ بطاولة كبيرة ملئية بجميع انواع‬ ‫الخمور بالطبع في تركيا ال وجود للخمور في اي‬ ‫ركن في الفندق‬ ‫في شرم الشيخ اخبرنا عمال الفندق ان المدير امر‬ ‫باخراج اي امرأة تسبح بمايه شرعي و هم رفضوا‬ ‫االنصياع لالمر‬ ‫في تركيا الفندق منفصل بالكامل الرجال عن النساء‬ ‫في السباحة و االنشطة االخرى‬ ‫في تركيا كما ذكرت فهناك مسجد خاص بالفندق‬ ‫في شرم الشيخ كانت هناك غرفة صغيرة غير مكيفة‬

‫سقفها من االلمونيوم ال يصلي فيها اال العمال و قرر‬ ‫صاحب الفندق ان يحولها الى غرف لتوسعة الفندق‬ ‫من اكثر االشياء التي اثارت استيائي في شرم وجود‬ ‫اعالنات عن السياحة في تل ابيب و رغم اني في‬ ‫المانيا منذ اكثر من ‪ 10‬سنوات و لم اشاهد اعالنا‬ ‫واحدا للسياحة في تل ابيب اال مرة واحدة منذ‬ ‫شهرين و لم يتكرر االمر بعدها‬ ‫بالنسبة للشاطئ يتفوق شاطئ شرم الشيخ بصراحة‬ ‫على شواطئ االنيا ( عن نفسي افضل شاطئ‬ ‫االسكندرية عن جميع الشواطئ)‬ ‫هذه هي تجربتي في القيام بسياحة حالل في تركيا‬ ‫و كم اتمنى ان يكون هناك مثلها في مصر قريبا‬ ‫‪ ,‬بالنسبة الينا نفكر في المداومة عليها في الفترة‬ ‫القادمة الننا و الول مرة نقوم بسياحة تتميز بثقافتنا‬ ‫و عاداتنا ‪ ‬‬

‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫« أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ً «‬ ‫معنى المراء لغة‪ :‬‬ ‫المراء‪ :‬الجدال‪ .‬والتماري والمماراة‪ :‬المجادلة على مذهب الشك‬ ‫والريبة‪ ،‬ويقال للمناظرة مماراة ‪ ]1[ .‬وماريته أماريه مماراة‬ ‫ومراء‪ :‬جادلته [‪]2‬‬ ‫معنى المراء اصطالحاً‪:‬‬ ‫المراء‪ :‬هو كثرة المالحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه‪،‬‬ ‫والباعث على ذلك الترفع [‪.]3‬‬ ‫وقال الجرجاني‪( :‬المراء‪ :‬طعن في كالم الغير إلظهار خلل‬ ‫فيه‪ ،‬من غير أن َ يرتبط به غرض سوى تحقير الغير) [‪.]4‬‬ ‫وقال الهروي‪( :‬أن يسْ َت ْخرج الرج ُل من مُناظره َ‬ ‫كلما ومعاني‬ ‫ال ُخصومة َ‬ ‫وغيرها) [‪.]5‬‬ ‫ألجل ما سبق من سطور ‪ ،‬قررت ان أصمت كثيرا عن المشاركة في هذا السيل من األحاديث‬ ‫وتبادل اآلراء المنتشرة على المواقع اإلجتماعية واألخبارية ‪ ،‬بعد تأمل دقيق ‪ ،‬وجدت أن بعضا‬ ‫مما يحدث على هذه المواقع ‪ ،‬إن لم يكن معظمه ‪ ،‬يصل إلى مرتبة المراء ‪ ،‬مجرد طعن في كالم‬ ‫الغير ‪ ،‬وبحث عن نقط الضعف فيه ‪ ،‬ومهاجمته ‪ ،‬إلظهار خلله واضطرابه‪ ،‬لغير غرض سوى‬ ‫تحقير قائله وإظهار مزيته عليه !!‪.‬‬ ‫قد يصيح البعض ‪ ،‬كما صاحت نفسي حينها‪« :‬ما هذا الضعف ؟! ‪ ،‬أال ترى أنك تنسحب لمجرد‬ ‫أنك أقل حجة وأنك تتعلل بهذه األفكار لمجرد الهروب ؟! ‪ ،‬هذه هي السياسة ‪ ،‬وإن كنت صاحب‬ ‫حق فعليك أن تهاجم ‪ ،‬وتبحث عن نقط ضعف غيرك لتهاجمه ‪ ،‬وتستخدم ذات أساليبه لتنتصر‬ ‫عليه» ‪ ،‬كدت أصدقهم وكدت أعود إلى هذا المراء ‪ ،‬لوال نظرة أخرى للحديث الشريف ‪ ،‬وآلخر‬ ‫جملة فيه «وإن كان محقا» !!‪.‬‬ ‫هذا المراء ‪ ،‬هو ما جعل إحدى صديقاتي تسأل مستنكرة على صفحة الفيسبوك الخاصة بها ‪:‬‬ ‫أولئك الذين يدعون أنهم يحترمون رأي اآلخرين‪ ،‬لماذا يحاولون إقناعهم بنقيضه؟ ‪ ،‬جادلتها قليال‬ ‫‪ ،‬فلم أجد في محاولة إقناعهم بنقيضه هو الخطأ ‪ ،‬ولم أجد حتى في اقتناعهم بصواب آراءهم هو‬ ‫الخطأ ‪ ،‬ولكنني وجدت الخطأ ‪ ،‬أن يؤكد البعض ‪-‬وبكل ثقة‪ -‬أن آراء غيرهم هي الخطأ ؟؟!!‬ ‫دعني أبسط الفكرة كما بسطتها صديقة أخرى شاركتنا الحوار ‪ ،‬يمكنك أن ترى تفاحة حمراء‬ ‫اللون وتقسم وتؤكد أن التفاحة ذات لون أحمر ‪ ،‬فهذا ما تراه بعينك ‪ ،‬ويمكن لغيرك في مكان‬ ‫آخر أن يرى تفاحة خضراء اللون ‪ ،‬و يقسم أيضا أن التفاحة لونها أخضر ‪ ،‬ألن هذا أيضا ما‬ ‫يراه بعينه ‪ ،‬السؤال اآلن هل في أي منهما كاذب ؟ ‪ ،‬بالطبع ال ‪ ،‬هل أخطأ أي منهما في قسمه‬ ‫أو تأكيده للون التفاحة ؟ ‪ ،‬أيضا بالطبع ال ‪ ،‬ولكن الخطأ سيحدث إن تجاسر أحدهما فأكد وأقسم‬ ‫بأغلظ األيمان أن التفاحة التي عند غيره ‪ ،‬والتي ال يراها من األصل ‪ ،‬هي على ذات اللون الذي‬ ‫يراه !!!‪.‬‬ ‫مجرد التأكيد بأن غيرك على الخطأ ‪ ،‬هو دافع كاف للدخول في المراء ‪ ،‬ألنك ستعمل جاهدا في‬ ‫البحث عن أي عيب يظهر في كالمه ‪،‬أو في طريقة عرضه ‪ ،‬أو في تاريخه ‪ ،‬أو في شخصه‬ ‫لتثبت تأكيداتك المزعومة ‪ ،‬فلنقل مثال ‪ ،‬أن يعيب صاحب التفاحة الحمراء في عين صاحب‬ ‫التفاحة الخضراء (عنده عمى ألوان يعني) ‪ ،‬أو أن يبدأ صاحب التفاحة الخضراء في التشكيك في‬ ‫إيمان صاحب التفاحة الحمراء ‪ ،‬والدليل هو لون التفاحة الشيطاني الذي يراه !!‬ ‫ومن الدوافع إلى األسباب ‪ ،‬فما الذي يدخلنا في هذا المراء ؟! هل هي الديمقراطية ؟! ‪ ،‬أم أنها‬


‫الحرية التي صرنا نتمتع بها وبال أي خطوط حمراء كنتيجة لهذه الديمقراطية ؟! كنت أتساءل وأنا‬ ‫عاكف على كتاب تحضير امتحان التويفل ‪ ،‬فإذ بمقالة عن الديمقراطية تظهر أمامي (السياسة‬ ‫ورائي ورائي)‪ ،‬تتحدث عن دراسة تسمى «الديمقراطية في أمريكا» ‪ ،‬الدراسة لباحث فرنسي‬ ‫يسمى أليكسيس دي توكفيل ‪ ،‬المقالة تتبنى فكرة جديدة ‪ ،‬فكرة تشعرك أننا قد نكون في اإلتجاه‬ ‫الخطأ ‪ ،‬ليس على المستوى اإلجرائي ‪ ،‬ولكن على المستوى الفكري ! ‪ ،‬الدراسة تمت نشرها‬ ‫عام ‪، 1833‬أي بعد ما يقرب من ‪ 30‬عاما من نهاية الثورة الفرنسية ‪ ،‬الفكرة الرئيسية في هذه‬ ‫الدراسة ‪ ،‬هي تصور توكفيل للديمقراطية على أنها مصدرا للقوة وليس مصدرا للحرية !‪.‬‬ ‫يرى توكفيل أن اقتصار الديمقراطية على إطالق الحريات ‪ ،‬وافتراض أن هذا هو أصلها‬ ‫المؤسس ‪ ،‬هو الخدعة االمريكية التي نشرتها للجميع ‪ ،‬وهي البداية الخطأ التي يمكن أن‬ ‫تشوه بها شعب أي دولة تحاول أن تطبقها ‪ ،‬فالديمقراطية عند توكفيل هي مصدر للقوة ‪ ،‬فهو‬ ‫يرى أن الديمقراطية االمريكية قامت على تفتيت القوة المركزية الموحدة ‪ ،‬وهي سلطة الملك‬ ‫واإلرستقراطيات والطبقات الحاكمة ‪ ،‬وتوزيعها على الطبقات األقل ‪ ،‬فال ينفرد أحد بالسلطة‬ ‫‪ ،‬ومن ثم تتالشى النخب والطبقات المتسلطة فكريا و ماديا ‪ ،‬وهو ما ينتج عنه بعد ذلك إطالقا‬ ‫للحريات إطالقا منضبطا ‪ ،‬تحكمه توازنات للقوى ‪ ،‬وال يحتوي على ما نراه من مراء مضيع‬ ‫للوقت و مثير للفتن‪.‬‬ ‫ولكي ال نقع في المراء اآلن ‪ ،‬فما قاله توكفيل ال يمكن تأكيده أيضا ‪ ،‬فديمقراطيته أشبه بالتفاحة‬ ‫الحمراء ‪ ،‬ال يمكن أن أنكر عليه لونها ‪ ،‬وهي بالفعل تفسر وإلى حد كبير بعض مشاكل‬ ‫الحكم الديمقراطي وتوابع تطبيقه ‪ ،‬ولكنها في الوقت نفسه ال تستطيع أن تنكر القول القائل أن‬ ‫الديمقراطية مصدر الحريات ‪-‬وهي الديمقراطية الخضراء‪ ،-‬والتي أزالت و إلى حد كبير الكثير‬ ‫والكثير من آثار قهر الشعوب وكتم آراءها‪.‬‬ ‫األمر يشبه وإلى حد كبير ما حدث بين أينشتاين ونيوتن ‪ ،‬فنيوتن هو الشخص الذي رأي الجاذبية‬ ‫على أنها قوة تجذب األشياء إلى من يملك هذه الجاذبية ‪ ،‬أما أينشتاين فقد رأى في نظريته النسبية‬ ‫العامة (وليست الخاصة المعنية بسرعة الضوء) أن الجاذبية ما هي إال هندسة تجبر األجسام على‬ ‫التحرك في مسارت محددة ال يمكن الخروج عنها ‪ ،‬الطريف أن أيا من النظريتين لم يستطع نسخ‬ ‫اآلخر ‪ ،‬وال نفي نتائجها وآثارها ‪ ،‬فنظرية إينشتاين التي أذهلت العالم والتي فسرت ما فشلت‬ ‫نظرية نيوتن للجاذبية في تفسيره من تمدد في الكون ‪ ،‬لم تتمكن من إلغاء ما بُني على نظرية‬ ‫نيوتن من معادالت تنطلق على أساسها الصواريخ وإلى اآلن إلى الفضاء !!‪.‬‬ ‫وعليه ‪،‬فال زلنا نسبح في بحر الصواب أو الخطأ ‪ ،‬ومن ليس معي فهو ضدي ‪ ،‬ولكن هذا ليس‬ ‫ما يبني ‪ ،‬وإنما هو أصل الهدم ‪ ،‬وأصل عراك مستمر بين طرفين قد يكون كالهما على الصواب‬ ‫!!‪ .‬ال زلت أذكر ما قاله الشيخ الشعراوي يوما أن المعارك التي تطول هي معارك تكون بين‬ ‫الباطل والباطل ‪ ،‬ألن معارك الحق والباطل قد وعد هللا أن ينصر الحق فيها سريعا ‪ ،‬لم يذكر‬ ‫الشيخ رحمه هللا ‪-‬ولعله لم يتصور‪ -‬شيئا حينها عن معارك الحق والحق ‪ ،‬فهل للحق ضد الحق‬ ‫معارك ؟! ‪ ،‬أم أن لنا حينها أن نسميها الفتن !!‪.‬‬ ‫قد يكون من السيئ أن ال ترى إال ما تبصره عينك ‪ ،‬ولكن األسوء أن تطعن فيما ييبصره‬ ‫اآلخرون‪.‬‬ ‫المصادر‬ ‫[‪ ]1‬لسان العرب البن منظور‬ ‫[‪ ]2‬المصباح المنير للفيومي‬ ‫[‪ ]3‬التعريفات األعتقادية لسعد الدين آل عبد اللطيف‬ ‫[‪ ]4‬التعريفات للجرجاني‬ ‫[‪ ]5‬تهذيب اللغة ألبي منصور الهروي‬

‫الفهلوة‬ ‫ريهام نجيب‬

‫تذكر ذلك الحادث األليم الماضى الذى يصنف كأحد‬ ‫أسوأ الحوادث فى التاريخ‪..‬حادثة انفجار مفاعل‬ ‫تشيرنوبل‪..‬وتذكر أنك حين قرأت ما قالته الجهة‬ ‫المختصة بالتحقيق فى اسبابه وجدت أن السمة‬ ‫الغالبة أنها «أحداث كان يمكن تفاديها باتباع‬ ‫التعليمات)اتباع التعليمات‪..‬و أن الطاقم الذى كان‬ ‫يعمل مهمل‪..‬وليس على دراية كافية باألمر حتى‬ ‫أنه افترض أن الخطأ غير وارد فلم يتبع تعليمات‬ ‫األمان!‬ ‫كان «اإلهمال» و»الجهل» سبب أكبر حوادث‬ ‫التاريخ سوء و رعبا‪...‬عدم اتباع تعليمات كان‬ ‫السبب في حادث اثره مازال إلى اآلن (ألن‬ ‫المنطقة المحيطة بالحادث قيم أنها سوف تظل‬ ‫غير صالحة للسكنى آلالف األعوام القادمة)‪..‬‬ ‫المهم يعني‪..‬هذا الحادث حدث في أواخر عهد‬ ‫االتحاد السوفييتي وهو على طريق االنحدار‪..‬حيث‬ ‫انتشر الفساد حتى أعلى درجاته و»المحسوبية»‬ ‫على حساب الكفاءة!‬ ‫يعني‪ :‬أنت في مصر شمكلتك ليست فى السكة‬ ‫الحديد وال في النقل وال فى الطرق‪..‬مشكلتك في‬ ‫كل ذلك مجتمع‪..‬و في كل مؤسسة من اصغرهم‬ ‫إلى أكبرهم‪..‬مشكلتك فى غياب «التعليمات»‬ ‫وغياب «المعايير»‪..‬‬ ‫المعيار هو فى تعريفه ما اتفق عليه أهل الخبرة‬ ‫فى تقييم شىء معين‪..‬والمفروض إنه ثابت‪..‬‬ ‫يعني‪ :‬كل شىء فى مصر يسير على خطة‬ ‫«الفهلوة» أو طربنا يستر» في غياب تام ألى‬ ‫معايير لتقييم االشياء أو األفراد‪..‬مما يخرج لك‬ ‫منظومة «مخلخلة» هشة وغير متناسقة‪..‬وألنها‬ ‫كذلك فمن السهل تقويضها في أى لحظة وألتفه‬ ‫األسباب‪..‬و األنكى من ذلك أنك لن تجد مسئول‬ ‫ألنك ال تملك معيار وال خطوط إرشادية موحدة‬ ‫تملك بها التقييم‪..‬‬ ‫يعني‪ :‬ذلك هو فصل الخطاب‪...‬أن يكون لديك‬ ‫معايير موحدة يمكنك القياس عليها‪..‬فاألمر ال‬ ‫يقاس بكالم العامة وعديمي الخبرة‪..‬ولكن غياب‬ ‫تلك المعايير يجعل كالمهم هو الوحيد الذى يؤخذ‬ ‫به‪..‬إذ فى غيابها أنت ال تملك الرد!‬


‫يحكى لنا القرآن عن واقعة تحاكم رجلين إلى سيدنا داود فى خصومة بينهما فحكم سيدنا داود بحكم غير صحيح‪،‬‬ ‫ولكن سيدنا سليمان (ابن سيدنا داود) توصل للحكم الصحيح فى الفصل فى المتخاصمين‪ ،‬ويعبر القرآن عن ذلك بقوله‬ ‫“ففهمناها سليمان” أى علمناه القضية وألهمناه‪.‬‬ ‫(وكذلك أنت عندما تتوصل لحل مشكلة معقدة فى عملك أو عندما تنجح فى فض النزاع بين بعض المتخاصمين أو‬ ‫عندما تتوصل لفكرة جديدة أو تنجح فى الخروج من مأزق ما‪ ،‬ال تفرح بنفسك وال تفخر بعقلك فالحقيقة أن هللا ألهمك‬ ‫الحق‪..‬قل لنفسك ففهمناها أحمد أو محمد أو منى (أيا كان اسمك‬ ‫ربما تفكر أن هذا الفهم بسبب ذكائك‪..‬وح ًقا ربما تكون إنسا ًنا ذك ًيا أو حتى عبقر ًيا‪ ،‬ولكن ما السبب؟ هل لك فضل فى‬ ‫هذا؟ لقد ُولدت بهذا الذكاء (ربما بفعل الجينات الوراثية كما يقول العلماء ولكن هل أنت اخترت أهلك الذين ورثت‬ ‫عنهم الذكاء؟) وربما كان أهلك أذكياء ولكن حدثت مضاعفات لوالدتك أثناء الحمل أو حدث أى ظروف أثناء والدتك‬ ‫(كنقص األكسجين) مما جعلك ذكائك متوسط أو أقل من المتوسط ‪..‬هل تفهم اآلن أنه ال يجوز أن تسخر من أحد ألنه‬ ‫غبى أو تتكبر على أحد ألنك أذكى منه؟ هل أنت من اخترت أن تكون ذك ًيا؟ “ففهمناها سليمان”‬ ‫كثيرا ألعاب تنشيط الذاكرة والذكاء ‪..‬ربما تكون قد قرأت الكثير من الكتب‪..‬لذلك‬ ‫ربما تفكر أنك نميت ذكاءك فلعبت ً‬ ‫تشعر بالفخر ألنك بنيت ذكائك ومعرفتك ولكن هناك نقطة هامة أنه أصال من دون والدتك ذك ًيا لما استطعت أن تفهم‬ ‫أى من هذه الكتب التى قرأتها ولشعرت بالضآلة كلما قرأت مقالة ولم تفهمها وتوقفت بعدها عن اإلطالع‪ ..‬وكذلك لم‬ ‫تكن لتستطيع أن تلعب حتى الشطرنج من دون أن يكون لديك ذكا ًءا طبيع ًيا… هل علمت اآلن لماذا ال يقرأ البعض‬ ‫ولماذا يمل البعض من ألعاب الذكاء؟ ليس ألنهم ال يملكون الدافع بل ألنهم ال يفهمون؟ فهل تتكبر على الخلق بما‬ ‫عفوا أقصد وفهمك هللا أياه؟‬ ‫قرأته وفهمته ً‬ ‫ً‬ ‫وفضل عن ذلك فإن بعض ممن رزقهم هللا بالذكاء‪ ،‬كان نصيبهم أن تكون أسرهم فقيرة للغاية فتدفع بهم إلى العمل‬ ‫عفوا أقصد كما‬ ‫فى الصغر فال يتسير لهم حتى تعلم القراءة والكتابة وبالتالى ال يقرأون كما تقرأ وال يفهمون كما تقهم ً‬ ‫يفهمك هللا‪.‬‬ ‫وحتى مع كونك ذك ًيا ‪..‬ربما من هللا على غيرك بالفهم كما حدث مع سيدنا داود الذى من هللا على ابنه بفهم قضية‬ ‫لم يقدر سيدنا داود على حلها ‪..‬فهل سيدنا داود غبى؟ ال فاآلية تقول “ففهمناها سليمان و ُك ًل آتينا حك ًما وعل ًما”…‬ ‫فسيدنا داود أتاه هللا الحكم والعلم ولكن ليس معنى هذا أنه سينجح فى حل كل القضايا بل ربما سيعجز عن أحدها…‬ ‫فهل تعنف أحد مرؤوسينك أو أبنائك عندما يعجزون عن التوصل لحل مشكلة ما مع اجتهادهم فى ذلك؟ وهل تتكبر‬ ‫على زمالئك فى فريق العمل ألن هللا قد فهمك أحد المسائل ولم يفهمهم أياها؟‬ ‫أيها اإلنسان الضعيف‪ ،‬احذر أن تقول بقول قارون “إنما أوتيته على علم عندى” وتذكر “ففهمناها سليمان”‬

‫هل نسينا أم أغفلنا‬

‫ريهام جنيب‬

‫ربما لكثرة تلك األخبار والعتياد البعض «أو‬ ‫الكثير على األرجح» مشهد الدماء ومشهد الموتى‬ ‫(الشهداء) فى أكفانهم البيضاء‪..‬فيبدوا أننا غفلنا‬ ‫القصف الذى حدث فى الجامعة فى حلب‪..‬و اسفرا‬ ‫عن مقتل ‪ 82‬شخص‪..‬و غصابة عدد أكبر‪..‬‬ ‫من القتلى؟‬ ‫«شباب» طالب و نازحين اتجهوا للسكن الجامعي‪..‬‬ ‫تريد أن تشعر بهم أكثر؟؟‬ ‫اذهب أمام أى جامعة فى الساعة الواحدة ظهرا‬ ‫وتخيل كل من تراه هناك‪..‬كل من لديه حلم و أمل‬ ‫و ابتسامة و مشاريع‪..‬و حكاية ترسم صفحاتها‬ ‫األولى‪..‬و تخيل أنه فى لحظة سقط هؤالء‪...‬أنت‬ ‫تؤمن وأنا أؤمن أن كلما روى الدم األرض اقتربت‬ ‫من ابتالع الظلمة‪..‬وكل قطرة دم ترسم طريقا‬ ‫للحرية‪..‬لكن هل يؤمنون هم بذلك فى الموقف ذاته؟؟‬ ‫هل تتخيل ماذا سيكون حالى وحالك ونحن مرفهون‬ ‫نملك رفاهية االختيار و الرفض والقبول‪..‬و أنت‬ ‫تراهم أمامك يموتون؟؟؟و تنتظر دورك؟؟؟‬ ‫تذكر أنت في سوريا ولست فى الشيشان مثال!‬ ‫تذكر‪ :‬من السهل أن تطلب من الجميع الصمود‬ ‫والصدق و الشهادة‪..‬ولكن تخيل ما يتطلبه ذلك؟؟!‬ ‫إن الجهاد لم يكن فقط الحرب و االستشهاد و إنما‬ ‫الصبر واألمل جهاد‪..‬إنما المثل الذى يضربه هؤالء‬

‫جهاد‪..‬‬ ‫نحن لم نكن نفكر فيهم‪..‬فنحن منشغولن ليال نهارا‬ ‫بالجدل السياسي العقيم‪..‬كل محاوال أن يكون «صح‬ ‫جدا» ليباهى بقدرته على استشراف المستقبل و عدد‬ ‫الكتب العميقة التى قرأها‪..‬‬ ‫فلتعرف اآلن يا رفيقي العزيز أن الكتب لن تنفعك‬ ‫وقت «الجهاد»‪..‬و إنما ما ينجيك وقتها إيمانك‬ ‫بالفكرة‪...‬‬ ‫هؤالء «شباب» وكل شاب ُيقتل يقتل معه جزء من‬ ‫روح تلك األمة‪..‬كل شاب ُيقتل هو لبنة تسقط فى‬ ‫البناء المنتظر!‬ ‫الموقف فى سوريا ليس شيئا تذكره وتنساه‪..‬ليس‬ ‫مسلسل تتصعد أحداثه ثم تخفت فتفقد حماستك‬ ‫تجاهه‪..‬هو جرح عميق في القلب أعمق من أن‬ ‫ُينسى‪..‬فاعلم أن ذلك الجاد فرض عليك كما عليهم‪..‬‬ ‫فجاهد بما تملك من نفسك‪..‬‬


‫أنا رجل النفق الواحد ‪...‬‬ ‫وببطئ السلحفاة ‪...‬‬ ‫أوأبطأ قليال ‪..‬‬ ‫أسير فيه ‪...‬‬ ‫أرى النور في آخره ‪...‬‬ ‫ضو ًء عاديا ‪...‬‬ ‫أخافه أحيانا ‪...‬‬ ‫ال أجد فيه النجاة ‪ ..‬كما تجدون ‪...‬‬ ‫وال أرى فيه السوء ‪ ..‬كما ترون ‪...‬‬ ‫وال أجد مبررا إلى األسراع إليه ‪...‬‬ ‫وال للخروج من باطن األرض ‪..‬‬ ‫و أنا يوما عائد فيها !!‪...‬‬ ‫ولست من هواة التجارب العابرة ‪...‬‬ ‫وال من محبي الطرق المختصرة ‪...‬‬ ‫فكم أنا سعي ٌد بقدري ‪...‬‬ ‫متأقل ٌم معه ‪..‬‬ ‫ال شيء يثير الحقد في نظري ‪...‬‬ ‫سوى أن أرى من هو أبطأ مني ‪...‬‬ ‫ذاك الذي يعرف أكثر عن حقيقة الضوء ‪...‬‬ ‫ولم يخبرني ‪...‬‬ ‫ذاك الذي ال يهتدي بخريطة ‪...‬‬ ‫وحين سألته ‪ ...‬أجابني ‪...‬‬ ‫“هناك من يلهمني” ‪...‬‬ ‫نفق واحد يجمعنا ‪...‬‬ ‫لكنه في البطئ يسبقني ‪...‬‬ ‫لكنه في البطئ يسبقني ‪...‬‬ ‫******‬ ‫أنا رجل النفق الواحد ‪...‬‬ ‫ولن أغير رأيي ‪...‬‬ ‫إن تريدون األسراع ‪..‬‬ ‫فلتفعلوا ‪...‬‬ ‫فلست أستعجل رزقي ‪...‬‬ ‫أضيع الوقت‪...‬‬ ‫في البحث عن ذا الذي سوف يرشدني ‪...‬‬ ‫وإن وجدته ‪...‬‬ ‫فصدقوني ‪...‬‬ ‫قبل أن تصلوا إلى الضوء ‪...‬‬ ‫سيكون الضوء ‪...‬‬ ‫قد وصلني ‪...‬‬

‫ر‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫حد‬ ‫شري‬ ‫ف‬

‫زكر‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫سيد‬

‫أنت‪..‬نعم أنت المغترب‪..‬مازلت بعد كل تلك السنوات تشعر «بالغربة» في‬ ‫بلد صار سكنك و «أكل عيشك»‪..‬أنت أكثر شخص سوف تشعر بشعور‬ ‫«الالجىء»‪...‬المغترب إجبارا‪..‬لو تذكر فإن فى ايام اغترابك األولى كان‬ ‫ما يطمئنك أن لك فى بلدك سكن وأهل يمكنك الرجوع إليهم غذا ضاقت‬ ‫بك الحال‪..‬هو ال يملك تلك الرفاهية‪..‬ليس لديه مستقبل مواز فى بلده‬ ‫ليعود إليه‪..‬ال يملك رفاهية الحلم‪..‬‬ ‫اليوم و أنا أفكر في حال الالجئين السوريين ‪/‬الفلسطينيين‪..‬الخ‪..‬‬ ‫تذكرت هجرة المسلمين إلى المدينة كيف أنها لم تكن سهلة‪..‬كيف‬ ‫أننى حتى سنوات قريبة كنت أظن كيف لم يهاجر من لم يهاجر؟؟كيف‬ ‫لم يتبع الرسول؟؟! ‪..‬اليوم أعرف أن الهجرة لم تكن سهلة‪..‬أن تترك‬ ‫بلدك و مسكنك و حياتك إلى المجهول ال تملك إال اإليمان الذى هو من‬ ‫فضل هللا عليك شىء ليس ه ّين‪..‬ولذلك بورك الذين خرجوا من ديارهم‬ ‫مهاجرين‪...‬‬ ‫ثم استوقفني شىء آخر‪...‬أن الرسول لم يأمر أمرا بأن يقتسم‬ ‫المهاجرون واألنصار كل شىء‪..‬ولكنه أمهم «بالمؤاخاة»‪...‬المؤاخاة‪..‬‬ ‫حبيبي يا رسول هللا يا خبير بما فى قلوب البشر‪...‬فهو يعلم أن الغريب‬ ‫في بلد غريب ال يحتاج فقط إلى مساعدة «مادية» بل يحتاج للشعور‬ ‫بالمؤاخاة‪..‬أن هؤالء األهل كأهله‪..‬الشعور بذلك األمان الخفى الذى‬ ‫يشعره كل منا فى بلده‪..‬لم يقل أنها طشركة»‪..‬أنها «صدقة‪..‬أنها‬ ‫«واجب»‪..‬بل كانت «مؤاخاة»‪...‬‬ ‫بنى ديننا على أن المؤنين أخوة‪..‬أخوة ولم يقل حافاء ولم يقل أولياء‪..‬‬ ‫ولم يفصل درجة اإليمان‪..‬بل قال «أخوة»‪..‬قوام المجتمع اإلسالمي في‬ ‫أن من فيه «أخوة»‪...‬أخوة معناها رباط ال ينفصل‪..‬وال يقطع‪..‬أخوة‬ ‫معناها رباط ابدي! معناها أن ما يصيب «أخ» منهم هو ما يصيبنا‬ ‫جميعا!‬ ‫السوريون في بلدك يحتاجون مساعدة‪,..‬لكن قبل المساعدة يحتاجون‬ ‫بعض نفسك‪..‬يحتاجون أن يكون البذل من روحك قبل مالك‪...‬يحتاجون‬ ‫«األخوة»‬

‫املغرتب‬ ‫ريهام جنيب‬


‫خ الرتفع‬ ‫ف‬ ‫م جنيب‬ ‫ريها‬

‫سكن‬

‫أحد وسائل قتل إنسانيتك أن تترفع عن كل أمر «بسيط» وال تعاف نفسك األمور التافهة إن‬ ‫جاءت تحت غطاء معقد‪..‬أن تقع فى فخ الخلط بين المعقد و»القيم»‪..‬بين المعقد والنافع‪..‬وتعتقد‬ ‫أن في تعقيد األمور واألفكار عمق بذاته!‬

‫ريهام جنيب‬

‫بعد كل ما اسمعه وأراه عن آراء الناس في‬ ‫الزواج‪..‬كيف (ولو على سبيل المزاح) يتهمه‬ ‫الناس بضياع حياتهم وضياع الحب‪...‬ال أجد‬ ‫ما يعزيني في ذلك إال رؤيتي له‪..‬حين تتذكر‬ ‫أن النبى عليه الصالة والسالم‪..‬حين أهمه‬ ‫أمر فزع إلى زوجته رضى هللا عنها السيدة‬ ‫خديجة‪..‬ألنه علم أن عندها السكن‪..‬و أنها‬ ‫تعرف كيف تطمئن قلبه (السكن)‪..‬ثم اذكر‬ ‫كلمات السيدة خديجة‪..‬حين قالت له وهللا ال‬ ‫يخزيك هللا أبدا ‪..‬ثم عددت ما فيه من صفات‬ ‫حسنة فاطمئن قلبه وسكن خوفه‪..‬ومن ال‬ ‫يتمنى من زوجته أن تسكن من روعه تجاه‬ ‫مصاعب الحياة بكلمات رقيقة تعيد إليه ثقته‬ ‫في نفسه وثقته فى هللا المحسن»الكلمة‬ ‫الحسنة»‪...‬ثم كيف قال عنها الرسول عليه‬ ‫الصالة والسالم أنه « ُرزق حبها»‪..‬ويالها من‬ ‫كلمة حنون تأنس لها النفس و تصبو إليها‪...‬‬ ‫ليس الزواج ما يدعيه اآلخرون‪..‬وكل منهم‬

‫يتمنى أن يكون اآلخذ ال المعطي‪...‬الزوراج‬ ‫بناؤه الثقة‪..‬قام على «رباط» مقدس على‬ ‫األرض وفي السماء‪...‬فإذا انحلت عقدة هذا‬ ‫الرباط‪..‬رباط الثقة فما يبقى منه شىء‪..‬‬ ‫فال تصدق كل ما تسمع‪,..‬ال تعتقد أنه يصعب‬ ‫التغيير‪..‬كتب علينا هذا الرباط‪..‬و ُجعل وسيلة‬ ‫للبناء واإلعمار‪...‬فكيف تعتقد أنه بهذا السوء‬ ‫مثال؟؟أو أن الخطأ فيه غير قابل لإلصالح‪...‬؟‬ ‫تخيل أن حياتك هى بناية من عشرين طابق‬ ‫والزواج هو فقط الطابق الخامس‪...‬بقى لك‬ ‫عدة طوابق لتكتكل الحياة‪..‬جعل لك هللا فيها‬ ‫رفيق ارتبط اسمه باسمه وعمره بعمرك و‬ ‫اختلط منكم الدم بالدم‪..‬ليجعل الحياة أيسر‪..‬‬ ‫وليواجه مك كل عقبة‪..‬تكن إليه وتتكىء على‬ ‫روحه‪...‬فال تعتقد أنه غير ذلك‪..‬‬

‫أتذكر فيلم «راتاتوي»‪...‬حين اختار الفأر الطباخ أبسط أكلة‪...‬و كانت هى القادرة على انتزاع‬ ‫اإلنسانية المفقودة من الناقد الحازم السليط «إيجو» الذى ال يتهاون‪...‬‬ ‫أكلة واحدة أعادت لرجل له مكانة رونق الحياة ورضاها‪..‬فكرة واحدة دغدغت شىء ما‬ ‫بداخله‪...‬ألنها ذكرته بأبسط صور اإلنسانية‪..‬طفل جرح ركبتيه وهو يلعب ثم جاء ألمه لتداويها‬ ‫وتضحكه!‬ ‫أكلة واحدة‪..‬كلمة لطيفة من مدرسك القديم‪...‬كلمتان تعلمهما طفلك الذى بالكاد ينطق‬ ‫الحروف‪...‬و أقالمك الملونة الجديدة‪..‬و تلك المرأة التى تصر على أن تحدثك فى الشارع مذكرة‬ ‫غياك بكم كانت تعرفك و أنت مازلت طفل (قد كدة هو)‪...‬و جلسة طويلة مع اصدقاء قدامى‬ ‫ال تتحدثون فيها عن شىء سوى عن أنفسكم‪..‬و صدقة السر‪..‬و دعاء الجدة‪..‬و فيلم الرسوم‬ ‫المفضل في الطفولة‪..‬و غزل البنات‪..‬وحالوة المولد‪..‬و كلمة تقدير من والدك و ووالدتك وهي‬ ‫تخبرك كم تبدو أنيقا اليوم‪...‬‬ ‫ال تقع فى هذا الفخ يا رفيقي‪..‬فخ الترفع عما هو بطبعه «رفيع»!‬



‫اإلخآلص‬ ‫دينا سعيد‬ ‫منثورا ‪..‬تجتهد فيه فى‬ ‫اإلخالص‪..‬بدونه يصبح العمل هبا ًءا‬ ‫ً‬ ‫الدنيا وال تأجر عليه فى اآلخرة‪:‬‬

‫كانت سنوات على ضفاف اليأس ‪ ،‬أمام الماء الذي ليس‬ ‫يروينا ‪ ،‬الجميع كان يقاتل أمام هذه الضفاف ‪ ،‬البعض‬ ‫بدافع األلم والتعب لمجرد اغتراف غرفة منه علها قد‬ ‫ترويهم ‪ ،‬و آخرون بدافع اإليمان والصبر والقدرة على‬ ‫التحمل في محاولة اليقاظ التائهين من هذه السكرة ‪،‬‬ ‫كي يمنعوهم من النهل من ذلك النهر ‪ ،‬أو لمداواة من‬ ‫تسمموا من فساد مياهه العكرة ‪ ،‬كانت سنوات من‬ ‫المقاومة ‪ ،‬لم يصمد منا الكثير ‪ ،‬فالنهر كان بالؤنا ‪ ،‬كما‬ ‫كان مرور الوقت بهذه السرعة أمامه هو البالء األكبر‬ ‫‪ ،‬فمياه النهر كانت هي الوحيدة الجارية في بالدي ‪ ،‬وكان شق نهر ثان غيره ليشرب منه الناس ضربا من‬ ‫خيال ‪ ،‬ربما للجهد الذي يحتاجه ‪ ،‬وربما لصعوبة إقناع هؤالء الرابضين حول نهر اليأس بترك نصيبهم‬ ‫المضمون في اليد لينهلوا من نهر جديد كان بالنسبة لهم مجرد طير في السماء‪.‬‬ ‫كنا نبحث عن قمة تبعدنا عن تأثير هذا النهر ‪ ،‬تبعدنا عن فساد األجواء التي بدأنا نلتمس تأثيره في صدورنا‬ ‫على ضفافه ‪ ،‬و تآثيره الذي تسلل إلى عقولنا التي بدأت تستعذب التهاون والتكاسل وقلة التفكير ‪ ،‬كنا نريد‬ ‫إنقاذ أنفسنا بأنفسنا ‪ ،‬معضلة إنقاذ الغريق بالغريق ‪ ،‬ومداوتها بالتي كانت هي الداء‪ .‬كنا نبحث عن شئ نفخر‬ ‫به في حياتنا ‪ ،‬أي شيء يكتب في تاريخنا ‪ ،‬شيء كثورة يوليو التي نسأل عنها أجدادنا ‪ ،‬و حرب أكتوبر‬ ‫التي يحكيها لنا عنها آباؤنا ‪ ،‬شئ يسألنا عنه من بعدنا ‪ ،‬شئ غير انتصارنا في البطوالت الكروية األفريقية ‪،‬‬ ‫ومحاوالتنا المضنية ‪ -‬والفاشلة ‪ -‬للوصول إلى كأس العالم !!‪.‬‬ ‫ما كنا نريد أن نصبح أبطاال أو قادة أو حتى مؤثرين في هذه األحداث ‪ ،‬بقدر ما كنا نريد أن نعيشها ‪ ،‬أن‬ ‫تدخل آثارها في أعماقنا ‪ ،‬في قلوبنا ومشاعرنا ‪ ،‬في جيناتنا الوراثية ‪ ،‬كنا نريد أن نتغير كما نريد أن نغير‬ ‫‪ ،‬كنا نريد أن نكسر قيودنا دون أن نتكسر ‪ ،‬كنا نحتاج إلى القوة مجتمعة مع الحكمة والعقل والمهارة ‪ ،‬كنا‬ ‫نريد أن ننتفض انتفاضة واحدة ‪ ،‬بفكر واحد ورغبة واحدة في تغير مسار حياتنا الذاهبة نحو القبور دون أن‬ ‫تترك فوق تراب األرض أي أثر يذكر ‪ ،‬كنا ننتظر الفرصة ‪ ،‬وكان البد لنا من اقتناصها ‪ ،‬حتى نسجلها في‬ ‫تاريخنا ‪ ،‬أو يسجلها التاريخ على ألسنتنا ‪ ،‬أننا عشنا في عمرنا شيئا عظيما ‪ ،‬أننا عشنا في عمرنا ثورة !‬ ‫يتبع‬ ‫في عمرنا ثورة (‪ : )١‬نبش القبور‬

‫ض َر َب َّ‬ ‫للاُ َم َث ًل َر ُج ًل فِي ِه‬ ‫يقول هللا تعالى فى سورة الزمر‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ش َر َكا ُء ُم َت َ‬ ‫ُ‬ ‫ان َم َث ًل ا ْل َح ْم ُد‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫سونَ َو َر ُج ًل َ‬ ‫شا ِك ُ‬ ‫س َل ًما ل َِر ُ ٍ ْ َ ْ ِ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل َبلْ أ ْكث ُر ُه ْم ال َي ْعل ُمون‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫إذا رأيت أحد تلك المسلسالت التى تتدور فى عصور الجوارى‬ ‫والعبيد وليكن «حريم السلطان» وهذا من باب التشبيه‪...‬‬ ‫ستشاهد بعض العبيد والجوارى مشتتين ما بين السلطان‬ ‫وزوجته األولى وزجته الثانية والسلطانة األم‪...‬هذا يقول افعل‬ ‫كذا وهذه تقول افعل كذا وتلك تقول كذا‪..‬وأحيا ًنا تتضارب‬ ‫األوامر للجارية أو العبد فال تعرف من تطيع‪..‬ومن ترضى‬ ‫على حساب اآلخر‪..‬‬ ‫وهنا تتدخل بعض الحسابات الدونية‪..‬مثال السلطان يحب‬ ‫كثيرا وشبه منفصل عن زوجته األولى‪..‬إذن‬ ‫زوجته الثانية ً‬ ‫فالمستقبل للزوجة الثانية لذلك يتودد إليها العبد وينفذ أوامرها‬ ‫ويستهتر باآلخرى‪.‬‬ ‫أو أن هذه تغدق عليه باألموال أو أن السلطانة األم لها نفوذ‬ ‫أكبر إنسان آخر‪..‬والبد أن يمشى كالمها على الجميع حتى لو‬ ‫كانت زوجة السلطان المحببة إليه‪.‬‬ ‫لذا فقد تأمر السلطانة األم بأخذ أوالد زوجة السلطان منها‬ ‫لتأديبها وتضطر الجارية المخلصة لزوجة السلطان تنفيذ األمر‬ ‫رغ ًما عنها‪.‬‬ ‫ومن جهة آخرى قد تجد جارية آخرى ليست لها أسياد‬ ‫متشاكسون تختار بينهما‪..‬بل لها سيد واحد فقط‪..‬ال ترى‬ ‫سواه‪..‬إينما يوجهها تذهب‪...‬حيثما يريد تكون‪...‬ال توجد أى‬ ‫حسابات للمصلحة‪..‬هناك حساب واحد فقط ‪..‬أوامر ونواهى‬ ‫سيدها‪.‬‬ ‫فمن أفضل عند السيد األكبر؟ ومن نفسيتها مطمئنة وغير‬ ‫خائفة من أن يعاقبها أحد السادة ﻷنها فضلت اآلخر عليه؟‪ ‬‬ ‫األمر توضحه اآلية الكريمة‪ ‬‬ ‫ض َر َب َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ش َر َكا ُء ُم َت َ‬ ‫للاُ َم َث ًل َر ُج ًل فِي ِه ُ‬ ‫سل ًما‬ ‫سونَ َو َر ُجل َ‬ ‫شا ِك ُ‬ ‫« َ‬ ‫َ‬ ‫ل َبلْ أَ ْك َث ُر ُه ْم ال َي ْع َل ُمون»‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ان َم َث ًل ا ْل َح ْم ُد ِ َّ ِ‬ ‫ل َِر ُج ٍ ْ َ ْ ِ َ ِ‬

‫أسأل نفسك من هم سادتك الفعليون؟‬ ‫من الذين تجد نفسك فى حيرة لترضى هذا على حساب هذا؟‬ ‫ليس بالضرورة أشخاص فقط‬ ‫بل ربما كان المال سيدًا والوظيفة سيدًا والسيارة سيدًا والبالك‬ ‫بيرى سيدًا‪ ‬‬ ‫يريد هللا منا فى كل عمل أال نرى سواه سيدًا‪ ،‬نفعله ﻷنه أمرنا‬ ‫به‬ ‫أمرنا باالتقان فاتقن عملى‪...‬أمرنا ببر الوالدين فأبرهما‪...‬هكذا‬ ‫ولكن هذا يبدو غير طبيعى‪...‬أنا أرعى أهلى ﻷنى أحبهم فى‬ ‫المقام األول‬ ‫هذا أحسبه خطأ‪...‬‬ ‫البد أن تفعل كل شىء من أجل هللا ً‬ ‫أول والبد أن يطغى حبك‬ ‫هلل على كل من عداه‪.‬‬ ‫فال سيد سواه‪..‬وعندها فقط لو تعارضت أوامر من تحبهم مع‬ ‫اوامره‪ ،‬ستنفذ أوامر هللا بال تردد ﻷنك تدرك مقام العبودية‬ ‫وتعرف أنه هو السيد الذى أسلمت له بكل كيانك‪ .‬‬ ‫هل من الممكن أن تصل لهذه المنزلة؟‬ ‫نعم باالجتهاد والدعاء وتذكير نفسك دائ ًما أنك عبد وتحرى‬ ‫النية‪.‬‬ ‫ثم فى سلسلة حياتك ستمر عليك اختيارات كثيرة ما بين أوامر‬ ‫سيدك الحقيقى وبين أوامر اآلخرين‪...‬تأكد أنك تقترب من‬ ‫مرتبة اإلخالص هذه فى كل لحظة تختار فيها أوامر سيدك من‬ ‫أول نداء الصالة إلى التضيحة بحياتك فى سبيله‪ .‬وستشعر‬ ‫وقتها بمعنى لذة العبودية التى قال فيها بعض العارفين أنه لو‬ ‫علمها الملوك لقاتلونا عليها‪...‬لذة أن تكون له وحده‪.‬‬ ‫مهما كانت مشاكلك فى الحياة فصدقنى أنت ال تحتاج ﻷكثر من‬ ‫أن تكون عبد له وحده‪.‬‬ ‫‪ ‬‬


‫من هنا و‬ ‫هناك‬

‫هاني أبو العال | الصينيون و النمل‬

‫دينا سعيد | تعقيب‬

‫تعجبني أشياء كثيرة جداً في الصينيين‪ ،.‬أتحدث عن‬ ‫الصينيين في أمريكا على األقل‪..‬‬

‫ليس عندى اعتراض مبدئى على كالم هانى إال فى ناحية‬ ‫المرونة فما أراه أن الصينيين «مكينات» تنفذ العمل‬ ‫المطلوب منها بمنتهى الدقة والكفاءة ولكن بدون أى ابتكار‪..‬‬ ‫بمعنى آخر أنه يستطيع الوصول من نقطة أ إلى نقطة ب‬ ‫حسب المسار المحدد ولكنه إذا قابل صخرة فى الطريق‬ ‫فلن يستطيع أن يفعل أى شىء حيالها‪..‬وبالمثل لن يفكر أن‬ ‫الوصول لنقطة ج قد يكون أفيد من الوصول لنقطة ب‪..‬بمعنى‬ ‫آخر أنهم غال ًبا ال يستطيعون التفكير خارج الصندوق‪...‬‬

‫في العمل‪ ،‬جادون حداً‪ .‬فما إن توكل ألحدهم مهمة‪ ،‬حتى‬ ‫ينكبوا عليها حتى ينتهوا منها‪ .‬لديهم سرعة فائقة في‬ ‫اإلنجاز‪ .‬أحيانا ً كثيرة بدون إبتكار‪ ،‬و لكن المهمة تنتهي‪.‬‬ ‫في الجامعة‪ ،‬ليسوا بالضرورة أذكى الطلبة‪ ،‬مع أن منهم‬ ‫نوابغ بالطبع‪ ،‬و لكنهم أكثرهم إجتهاداً‪ .‬تمتلئ بهم فصول‬ ‫التعليم العالي‪ .‬في البيت ‪-‬جيراننا صينيون‪ -‬لديهم كم كبير‬ ‫من التكافل اإلجتماعي و التقارب العائلي بدون كم الدراما‬ ‫الموجود لدينا كعرب‪ ...‬و بدون كم اإلزعاج الذي يصدر من‬ ‫جيراننا اآلخرون من أصل التيني ‪-‬حيث السهرات و الرقص‬ ‫و الغناء ألوقات متأخرة‪.‬‬ ‫هم من أكثر الجاليات إندماجا ً في المجتمع األمريكي‪ ..‬و في‬ ‫نفس الوقت يحافظون على لغتهم‪ ..‬في نهاية األسبوع‪ ،‬لديهم‬ ‫جدول حافل لألوالد ‪ -‬درس موسيقى‪ ،‬غناء‪ ،‬لغة صينية‪،‬‬ ‫سباحة‪ ،‬مهارات قتالية‪ ،‬إلخ‪ .‬نجد صعوبة بالغة في لقاء‬ ‫أصدقائنا الصينيين في عطلة نهاية األسبوع بسبب إنشغالهم‬ ‫بأبنائهم‪ .‬يطلق على بعض األمهات الصينيات «األمهات‬ ‫النمور» أو‬ ‫‪Tiger Moms‬‬ ‫بسبب شدتهم بعض الشيء في تربية أوالدهم‪ .‬في الوقت‬ ‫الذي كنت أخرج فيه مع إبني ذو األعوام األربعة ليركب‬ ‫دراجته ذات السنادات‪ ،‬كان ابنهم ‪-‬في نفس العمر‪ -‬قد تعلم‬ ‫عام مضى!‬ ‫قيادة الدراجة بدون سنادات منذ ٍ‬ ‫الجد و اإلجتهاد‪ ،‬التكافل و التعاون‪ ،‬المرونة و التكيف مع‬ ‫البيئة‪ ..‬كلها خصائص ممتازة تذكرني بالنمل ‪ -‬ليس من قبيل‬ ‫السخرية أبداً ‪ -‬و لكن من سبيل اإلعجاب و دراسة أسباب‬ ‫نجاحهم الملحوظ‪..‬‬

‫ال أريد أن أدخل فى مقارنة بين الجنسيات المختلفة ولكن‬ ‫ظنى أن لكل شعب خصائصه التى خلقه هللا بها ﻷنه يؤدى‬ ‫وظيفة معينة فى الحياة‪..‬انه نفس معنى «كل ميسر لما‬ ‫ُخلق له»‪...‬فمثال الشعوب العربية أو الشرق أوسيطة تمتاز‬ ‫بالعاطفية الشديدة وبخاصة المصريين وهذا رغم أنه يظهر‬ ‫على أنه عيب ولكنه لو تم توجيه هذه العاطفة بشكل صحيح‬ ‫فإن هذا اإلنسان يستطيع أن يفعل المعجزات‪...‬وبالمثل أرى‬ ‫أن فهلوة المصريين المعروفة‪ ،‬عندما يتم استغاللها بشكل‬ ‫صحيح تتفجر الطاقة االبداعية واالبتكارية‪.‬‬ ‫لو كنت صاحبة شركة عالمية فسأعين بعض الصينيين‬ ‫لتأدية العمل المطلوب بجدية والتزام ولكنى لن أجعل شركتى‬ ‫كلها صينيون‪..‬فسأضع فى فريقى بعض الجنسيات اآلخرى‬ ‫المشهورة باالبتكار واإلبداع‪..‬ﻷنى سأحتاج دو ًما لمن يفكر‬ ‫خارج الصندوق ويفعل أشياء غير مطلوبة منه ليأخذ شركتى‬ ‫إلى مناطق ال يستطيع اآلخرون التفكير بها أو تخيلها‪.‬‬

‫الرأمسالية و القيمة‪ :‬نظرة فى اإلعالنات احلالية‬ ‫كمال سليم‬ ‫ ‬ ‫الرأسمالية لها تعريفات شتى‪ ،‬ولكنها‬ ‫بمفهومها الحديث هى جعل الربح غاية‬ ‫فى ذاته‪ ،‬بمعنى أننى أبيع أى شىء طالما‬ ‫سيعود على بالربح بغض النظر عن قيمة‬ ‫هذا الشىء‪ ،‬فالرأسمالية تغض الطرف عن‬ ‫بعض المفاهيم كالقيمة من وراء المنتج و‬ ‫أهميته للمستهلك كى تصل إلى المال القابع‬ ‫فى الجيوب‪ ،‬فالمال هو ترنيمتها المقدسة‬ ‫فحسب‪.‬‬ ‫وكانت النتيجة بالطبع وجود العديد من‬ ‫السلع‪ -‬و إن لم يكن أغلبها‪ -‬ليست بال‬ ‫قيمة فحسب بل و إنها لضارة كذلك‪.‬‬ ‫أضرب مثالً بالشركات العالمية للمشروبات‬ ‫الغازية كبيبسى وكوكاكوال و شركات‬ ‫الفاست فود كماكدونالدز و غيرهم‪ .‬وكان‬ ‫للعامل اإلعالمى أثر السحر مع غياب‬ ‫الكثير من األسس الهامة لدى األسرة‬ ‫كالترشيد فى االستهالك و اقتصار الشراء‬ ‫على االحتياجات األساسية ال تلك الرغبات‬ ‫الوهمية التى تروج لها منافذ إبليس المتمثلة‬ ‫فى اإلعالنات لمثل هذه المنتجات السابق‬ ‫ذكرها‪ ،‬و بذلك انتشرت تلك المنتجات انتشار‬ ‫النار فى الهشيم لتأكل من مال وصحة من‬ ‫يقترب منها‪.‬‬ ‫وفى اآلونة األخيرة‪ ،‬تيقظ بعض األفراد من‬ ‫هذا السبات و بدأت بعض حمالت التوعية‬ ‫من التحذير من خطورة المشروبات الغازية‬ ‫و الفاست فود لما لهما من تأثيرات سلبية‬ ‫على صحة الناس عامة و األطفال خاصة‪.‬‬ ‫و لذلك وجدت مبادرات – و إن لم تعبر‬ ‫عن الكثرة – تنادى بمقاطعة تلك المنتجات‬ ‫و ضرورة اإلقالع عنها نهائ ًيا‪ .‬و ما كاد‬ ‫ذلك أن ينتشر إال و قد علمت المقاتالت‬ ‫التسويقية لدى تلك الشركات الرأسمالية من‬ ‫خالل أبحاث التسويق و استطالع اآلراء و‬ ‫ما إلى ذلك من طرق‪ ،‬فماذا كان العمل إذن؟‬ ‫وكعادة الرأسمالية‪ ،‬استطاعت اجتياز تلك‬ ‫العقبة بإيجاد قيمة خارج المنتج‪ ،‬بمعنى أنه‬ ‫ال جدوى من محاولة إثبات أن المنتج غير‬

‫ضار‪ ،‬ألن هناك من األدلة العلمية ما يثبت‬ ‫يوؤد تلك المزاعم قبل وجودها‪ ،‬و لذلك‬ ‫لجأوا إلى إلصاق قيم خارجة عن المنتج‪.‬‬ ‫أضرب على ذلك مثالً بإحدى إعالنات‬ ‫ماكدونالدز‪ .‬قرأت ذات يوم على لوحة‬ ‫إعالنات ما نصه أن وجبة ماكدونالدز بقى‬ ‫فيها تفاحة خضراء و قد استبدلت العينان‬ ‫فى لوجو ماكدونالدز الشهير بتفاحتين‪ .‬و‬ ‫القصة واضحة‪ ،‬طالما أن الوجبة ضارة فهى‬ ‫اآلن بها تفاح أخضر‪ -‬ما عرفتكش أنا كده –‬ ‫و ذلك ألن التفاح األخضر هو أكثر األنواع‬ ‫فائدة‪.‬‬ ‫و من األمثلة الحالية أيضا حملة كوكاكوال‬ ‫اإلعالنية فى اآلونة األخيرة‪ ،‬فبعدما القت‬ ‫رواجا جماهير ًيا‪ ،‬طورت‬ ‫حملة كوكاوال إفرح‬ ‫ً‬ ‫الرأسمالية الكوكاكولية حملتها لتعطى‬ ‫الطبخة نكهة إضافية البعض‪ ،‬تعتمد الحملة‬ ‫الحالية على مفهوم مساعدة اآلخرين‪ ،‬مثالً‬ ‫«أنا بوزع باللين على الناس» «أنا بعلق‬ ‫مراجيح فى الشارع» و ينتهى اإلعالن ب‬ ‫«لو ده الجنان إتجنن»‪ .‬و من الواضح طب ًعا‬ ‫إعطاء المنتجات الكوكاكولية نكهة خيرية‬ ‫لتغطى طعمها الصدئ‪ .‬وذلك بالطبع أدهى‬ ‫ألنه يمكن تحقيقه على أرض الواقع بدالً من‬ ‫توريط أنفسهم فى مأزق فى محاولة إثبات‬ ‫أن المنتج غير ضار هذه الطريقة أسهل‪.‬‬ ‫و بالمثل لجئت الشركة المنافسة بيبسى إلى‬ ‫تصويب حملتها نحو الهدف‪« .‬دورى بيبسى‬ ‫للمدارس» حلم معظم أبناء هذا السن‪،‬‬ ‫أن يكونوا العبى كرة قدم تسلط عليهم‬ ‫األضواء و تكدس أرصدتهم بالمال»‪ .‬و كى‬ ‫يحبك السيناريو فى كلتا الحملتين‪ ،‬يستعين‬ ‫مسئولوها برموز معروفة لها جماهيرية‬ ‫واسعة ‪-‬و ال داعى لذكر األسماء‪ -‬وألن‬ ‫المال قبلة الكثيرين‪ ،‬يأخذ المال دورته من‬ ‫أصحاب الشركات الرأسمالية إلى مروجى‬ ‫إعالناتهم وصوالً إليهم مرة آخرى من خالل‬ ‫المستهلكين‪.‬‬

‫ال أحب التفسير بنظرية المؤامرة البحتة‬ ‫بأن اليهود هم وراء كل الشرور – و إن‬ ‫كان هناك بعض الصدق فى تلك المقولة –‬ ‫ولكن هذه هى ببساطة العقيدة الرأسمالية‪،‬‬ ‫ال تعترف إال بالمال إل ًها‪ .‬و بالمثل الشعبى‬ ‫«ماطرح ما تحط دقلها»‪ ،‬فهم يريدون‬ ‫تنظيف جيبك تحت أى ظرف‪ .‬و تكمن القدرة‬ ‫الرأسمالية على التكيف فى كونها ال مبدأ‬ ‫لها و مرونتها فى أن ترتدى أى مقاس و‬ ‫أى نوع من المالبس طالما سيؤدى الغرض‬ ‫المطلوب‪.‬‬ ‫و أخيرا تذكرت تلك األبيات ألمير الشعراء‬ ‫ألحمد شوقى و أنا أشاهد اإلعالنات التى‬ ‫أشرت إليها‪:‬‬ ‫برز الثــــعلب يوما في ثياب الواعظــــين‪ ‬‬ ‫يمشى في األرض يهدى ويسب الماكرين‪ ‬‬ ‫و يــــــقول الحمـــــد هلل إلــــه العالمــــين‬ ‫‪ ‬يا عبـــــاد هللا توبوا فـهو كهف التـــائبين‪ ‬‬ ‫وازهـــــدوا فإن العيش عيش الزاهـــدين‪ ‬‬ ‫و اطلبوا الديك يؤذن لصالة الصـــبح فينا‪ ‬‬ ‫فأتى الديك رسوال من إمـــــــام الناسكين‪ ‬‬ ‫عرض األمر عليه و هو يرجــوا أن يلينا‬ ‫‪ ‬فأجاب الديك عذرا يا أضـــل المــــــهتدين‪ ‬‬ ‫بلغ الثعلب عني عن جدودي الصــــالحين‬ ‫‪ ‬عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين‬ ‫‪ ‬أنهم قالوا و خير القـــول قول العارفيــــن‬ ‫‪ ‬مخطئ من ظـــن يومـــا أن للثــــعلب دينا‬ ‫وهللا أعلم‬


‫القلب الغاضب (‪ :)8‬والدتى مشكلة‪ ‬حياتى‬ ‫دينا سعيد‬

‫جلس “عصام” أمام دكتور “ياسر” وهو يفرك فى يديه كعادته عندما يكون عصب ًيا…‬ ‫دكتور ياسر‪ :‬خير يا عصام؟‬ ‫صريحا معك يا دكتور…لقد رجعت للمخدر مرة آخرى‬ ‫عصام‪ :‬وهو يضع عينيه فى األرض‪ :‬سأكون‬ ‫ً‬ ‫دكتور ياسر‪ :‬منذ متى؟‬ ‫عصام‪ :‬باألمس فقط يا دكتور ‪..‬اقسم أنها مرة واحدة فقط ولذلك جئت لحضرتك اليوم‬ ‫دكتور ياسر‪ :‬لو تتذكر يا عصام أننا قلنا من قبل أن االنتكاسة أحد المراحل األساسية لعالج اإلدمان ﻷنها تجعلك على‪ ‬نوع‪ ‬من‬ ‫الوعى باألشياء والظروف التى تجعلك أكثر عرضة لإلدمان وفى كل مرة تحاول أن تتجنبها‪..‬لذا فأنا سعيد أنك جئت لى فى اليوم‬ ‫التالى مباشرة كما اتفقنا من قبل ولم تكمل فى طريق اإلدمان…هذا أفضل بكثير‪.‬‬ ‫عصام‪ :‬ولكنى لم أكن أحب أن أصل لهذه النقطة‪..‬هذه ثانى انتكاسة تحدث لى‪..‬أريد أن أتخلص من هذا الكابوس لألبد‬ ‫د‪ .‬ياسر‪ :‬دعنا نرى ما الذى حدث هذه المرة…ما الذى تعتقد أنه جعلك تلجأ للمخدر؟ هل قابلت أحد من أصدقائك القدامى صدفة‬ ‫مثال‬ ‫عصام‪ :‬ال بل أنا من اتصلت بهم ليحضروا لى بالمخدر‪.‬‬

‫وجدك بجوارها يدمرك نفس ًيا‪..‬وانت اآلن فى مرحلة حرجة من التعافى من اإلدمان‪..‬البد أن تبتعد عن المثير الذى يجعلك كل‬ ‫مرة تنهار نفس ًيا‬ ‫عصام‪ :‬ولماذا ال أصبر عليها؟‬ ‫د‪ .‬ياسر‪ :‬ﻷن األمر فوق تحملك النفسى‪..‬لو كانت والدتك طوال عمرها أم رائعة وعندما كبرت ضاق خلقها‪ ،‬لكان من السهل‬ ‫الصبر عليها ﻷنها لديها رصيدًا جيدُا عندك‬ ‫ولكن األمر مختلف عنها ﻷن أى شىء تقوله يرجع لك كل ذكريات الطفولة األليمة التى تحاول أن تنساها وتتعايش معها‬ ‫لتواصل حياتك‪.‬‬ ‫تحتاج أن تكون تقوى نفسك نفس ًيا لكى تستطيع الصبر عليها‪..‬اآلن االمر صعب‪.‬‬ ‫عصام‪ :‬ولكنى أخشى من عقاب هللا؟‬ ‫د‪ .‬ياسر‪ :‬ساعطى لك مثال‪..‬لنتخيل ان هناك أب يتحرش بابنته ‪ ‬جسد ًيا وذهبت البنت لشيخ ‪..‬ماذا سيقول لها؟‬ ‫عصام‪ :‬ابعدى عن والدك‬ ‫د‪ .‬ياسر‪ :‬بالظبط ﻷن الضرورات تبيح المحظروات والحفاظ على النفس من اول مقاصد الشريعة‬ ‫وأنا طبيب نفسى أرى أن والدتك تتحرش بك نفس ًيا والبد أن تبتعد عنها لتحافظ على اتزانك النفسى‬ ‫عصام‪ :‬ولماذا لو أخبرت الناس بذلك وقالت أنى اتهرب منها؟ كيف ينظر إلى الناس كابن عاق؟‬ ‫د‪ .‬ياسر‪ :‬وكيف سينظرون إليك لو عرفوا أنك مدمن او لو وصل االكتئاب بك إلى مرحلة خطرة؟ إن لنفسك عليك ح ًقا‬

‫فى الواقع يا دكتور ‪..‬األمر بدأ بها…بأمى‬

‫سكت عصام ثم ترقرقرت عيناه بالدموع وهو يقول‪:‬‬

‫‪ ‬ذهبت لزيارتها مع زوجتى ‪ ‬من حوالى أسبوعين ‪ ‬وكان الحوار لطي ًفا ‪ ‬على غير العادة ‪ ‬ولكنى فجأة اكتشفت أنى نسيت‬ ‫محفظتى فى المنزل وقد انتبهت قبل طلوعى المنزل أن السيارة أوشك البنزين فيها على النفاذ‪..‬فسألتها بعشم إذا كان يمكن أن‬ ‫تسفلنى ‪ 100‬جنيه حتى أمأل الوقود فى طريق عودتى؟‬

‫رغم كل ما فعلته بى طوال حياتى أال إنى أحبها‪..‬كم كنت أتمنى أن تكون لى أ ًما ككل األمهات‪..‬اختبىء فى حضنها عندما أشعر‬ ‫بالضعف‪..‬أقول لها يا أمى ساعدنى لكى أشفى ‪..‬أحضننى لكى تمنحينى األمان…كم هو صعب أن يكون حضن أمك هو آخر‬ ‫مكان ‪ ‬تفكر فى اللجوء إليه ﻷنك على يقين أنه سيلفظك بال رحمة‪.‬‬

‫رفضت وأحرجتى أمام زوجتى وقالت ‪ ‬إنى كان يجب على االنتباه وعدم نسيان محفظتى وأنى سأظل طول عمرى مهمل ‪ ‬إلى‬ ‫آخره‬

‫كم كنت اود ان أخبرها أن معاملتها السيئة لى طوال عمرى هى من اوصلنى لكل هذا‪..‬إنى ال أريد أن ألومها او أعاتبها‪..‬أريدها‬ ‫فقط أن تتوقف…أن تتركنى أكون بجوارها بدون أن نؤذينى‪.‬‬

‫د‪ .‬ياسر‪ :‬ثم؟‬

‫د‪ .‬ياسر‪ :‬ولماذا ال تفعل هذا؟‬

‫عصام‪ :‬لمدة أسبوعين ‪..‬تذكرت كل شىء ‪..‬كأن ‪ ‬قد دفنت ذاكرتى فى مكان سحيق وفجأة استعدتها‪..‬كل ما كانت تفعله بى طوال‬ ‫حياتى‬

‫عصام‪ :‬ألنى أعرفها جيدًا‪..‬لن تعترف أنها مخطأة أب ًدا ولو كانت على فراش الموت‪..‬ستقول إنى انا الضعيف والفاشل ‪..‬لو‬ ‫عرفت أمى إنى مدمن فستكون هى من يقاطعنى ولن تفكر للحظة واحدة فى ان تساعدنى‪..‬بل سترمينى كما ترمى حذائها‬ ‫القديم‪ .‬حتى ال يوجد فى حياتها من يذكرها بفشلها‪..‬نفسها عندها أهم من أى شىء‪.‬‬

‫ضا موقف لوالدتك‪.‬‬ ‫د‪ .‬ياسر وهو يفر فى ملف عصام الذى أمامه‪ :‬اتذكر أن االنتكاسة األولى كان سببها أي ً‬

‫د‪ .‬ياسر‪ :‬إذن ال يوجد حل إال المقاطعة حتى تتعافى تما ًما وتمتلك األدوات الالزمة التى تجعلك أقوى على المواجهة ولحين أن‬ ‫يحدث ذلك أريدك أن تفكر فى كل معارفك وأصدقائك وأقاربك وتكتب قائمة بمن من الممكن أن يكون عو ًنا نفس ًيا لك‪.‬من ناحية‬ ‫ثقتك فيه وفى رجاحة عقله وقدرته على الحكم على األمور‪..‬وعندما تحضر المرة القادمة سننافش هذه القائمة لنختار منها‬ ‫شخص او أكثر ليكون داع ًما نفس ًيا لك فى مرحلة التعافى‪.‬‬

‫كل كلمة‪..‬كل موقف…وبالطبع دخلت فى دوامة اكتئاب…وباألمس وجدتنى أتصل بالعيال ليحضروا لى المخدر‪..‬‬ ‫عصام‪ :‬بالظبط…‪.‬كانت مكالمة تليفونية قالت لى خاللها أنها عملت أنى تركت العمل وأنى سأظل طول عمرى فاشل ‪ ‬ولن أنجح‬ ‫فى أى شىء‬ ‫ولكنى تركت العمل ﻷن حضرتك طلبت منى أن ابتعد عن عمل البورصة الذى كله توتر وشد أعصاب وأبحث عن عمل آخر‬ ‫يكون أكثر هدو ًءا‬ ‫د‪ .‬ياسر‪ :‬ولكنها ال تعلم هذا …‪..‬ال تعلم أنك كنت تتعالج من اإلدمان الناتج من اكتئاب حاد وأننا كنا نحاول أن نغير الظروف‬ ‫التى دفعتك لالكتئاب‬ ‫عصام‪ :‬سواء تعرف أو ال تعرف‪..‬فى الحالتين ستقول شي ًئا ما يجعلنى أتذكر كل معانتى معها ‪..‬االمرأصبح ال ٌيطاق‬ ‫‪ ‬د‪ .‬ياسر‪ :‬إذن فلماذا ال ‪ ‬تبتعد عنها؟ تتوقف عن زيارتها والكالم وإذا طلبتك فى التليفون ال ترد عليها‬ ‫عصام‪ :‬وأكون عاق لوالدتى؟‬ ‫سا ال وسعها…من خالل كل كالمك عن والدتك‪ ،‬أراها أم غير طبيعية وشخصية نرجسية كما تحدثنا من‬ ‫د‪ .‬ياسر‪ :‬ال يكلف هللا نف ً‬ ‫قبل‬

‫عصام‪ :‬إن شاء هللا‬ ‫د‪ .‬ياسر‪ :‬هناك شىء آخر‪..‬أريدك أن تكتب خطا ًبا إلى والدتك تقول فيه كل ما تود أن تخبرها إياه وال تقوى على ذلك‪..‬ال تخاف‬ ‫لن ترسل هذا الخطاب ولكنه نوع من تفريغ لمشاعرك على الورق…أكتب ما شئت من صفحات‪..‬وإذا وجدت نفسك تسرتسل فى‬ ‫الكتابة فاترك نفسك حتى لو وصلت لعشرات الصفحات‪.‬‬ ‫عصام‪ :‬ساحاول وإن كنت ال أعرف ما الذى سأقوله تحديدًا‪..‬ولكنى سأحاول‬ ‫د‪ .‬ياسر‪ :‬كما اتفقنا‪..‬اقطع أى صلة بينك وبين أمك فى الوقت الحاضر ولو حدث و تقابلتم حاول أال تطلب منها أى شىء وال‬ ‫عابرا ‪ ‬وال تتدخل فى أى مناقشات أو مجادالت من أى نوع‬ ‫تخبرها أال بأى اخبار عن حياتك الخاصة ‪ ‬وعملك‪..‬اجعل الكالم‬ ‫ً‬


‫العبد و احلر‬

‫ ‬

‫أحمد عبد الحميد‬

‫‪.1‬‬ ‫الفرق ما بين العبد و الحر ‪ ...‬فرق في الروح‪ .‬في الشخصية‪ ...‬مافيش فرق «جسدي» بيميز العبد‬ ‫عن الحر‪.‬‬ ‫في واحد بطبعه بيفرض وجوده بالمسئولية اللي بيشيلها وقت ما الباقي بيفك‪ .‬و في واحد بيفرض وجوده بعلمه في وسط من‬ ‫هم أقل علما‪ .‬وفي واحد بيفرض حضوره بالنسب‪ ...‬بالمال‪ ...‬بتمثيله لجماعة أو شلة‪ ...‬المهم كلها حاجات «معنوية» (بخالف‬ ‫المال‪ ،‬اللي وجوده المادي نفسه مش الزم‪ ،‬بس الشعور المعنوي حاضر‪ ،‬زي السلطة)‪ .‬‬ ‫أظن‪ ،‬قيمة المرء ك شخص «حر» تكمن في وعيه بروحه‪ ...‬بتيه اللي حواليه‪ ...‬أو ضعفهم‪ ...‬أو جهلهم‪ ...‬وعيه بالميزة‬ ‫النسبية اللي فيه ك «حر»‪ .‬و العبد‪ ،‬هو الغافل عن الميزة النسبية اللي فيه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫بسيرة العبودية‪ ،‬بقالي سنتين تقريبا‪ ،‬كل ما اعدي على مكاتب موظفين مشغولين و تايهين في شغلهم‪ ،‬أو كل ما اشوف ناس‬ ‫راجعة من شغلها تعبانة‪ ...‬احس بالشفقة على حالة «العبودية» اللي الكل فيها‪ .‬‬ ‫كان المفترض النظام الرأسمالي الليبرالي يحررنا كلنا‪ ...‬بس الحاصل انه خلق «مراتب» من العبيد‪ .‬في اآلخر كله عبد عمله‪،‬‬ ‫ألنه معتمد عليه كلية‪.‬‬ ‫ولو كل واحد مسك ورقة و قلم و ضرب مرتبة في السنة في ‪ 40‬سنة شغل‪ ...‬وجمع‪ ،‬حيالقي نفسه معاه ميزانية محدودة‪ ...‬ما‬ ‫تكفيش نص احالمه‪ ...‬من ساعتها تقريبا‪ ،‬بقيت باعتبر «المبادرة» زي وثيقة فك عقد العبودية مع النظام‪ .‬واقعيا انت بتشتري‬ ‫نفسك ب «مبادرة» عشان تخرج برة النظام و تبقى حر نفسك‪.‬‬ ‫عشان كدة مثال‪ ،‬تجار السوبر ماركت أو الجملة‪ ،‬مش بيفهموا الموظفين عايشين ازاي في خط طموح «مرسوم» من حد‬ ‫تاني‪ ...‬ازاي تقبل على نفسك حد يرسم لك طريق حياتك أو مستقبلك ‪ ،‬إزاي تسمح لحد يقولك انت بتفهم قد ايه‪ ،‬و عليه مرتبك‬ ‫كذا ؟ و في اآلخر يخطط لك مستقبلك لحد ما تخرج معاش‪ ...‬ايه اللي خالك «عبد» للنظام كدة‪ ...‬‬ ‫ممكن ما تبقاش واخد بالك‪ ،‬بس انا حبيت افكرك‪ ،‬ان الدنيا اصال خارج اطار النظام اللي حد تاني رسمهولك‪ .‬خارج اطار‬ ‫الوظيفة التقليدية‪ ،‬وقيودها‪ ...‬شخصيتك اصال في اإلطار اللي انت بتعرفه لناس تانية أو بتفرضه عليهم‪ ...‬ألنك حر‪...‬‬ ‫شخصيتك في حالة «االنتماء» اللي ممكن تخلقها لمشروع أو فكرة خرجت من دماغك انت‪ ...‬ده منتهى الحرية‪ ....‬انك تعمل‬ ‫انت نظام‪ .‬او تكسر الخط اللي غيرك رسمهولك‪ ...‬انت حر‪ ...‬انت اللي بترسم طريقك‪ ...‬‬ ‫انت فعال اسطورة حياتك‪ .‬ما تسمحش للعبد اللي جواك يخليك تعيد حياة حد تاني‪ ...‬عشان كدة «أضمن”‪.‬‬ ‫‪ .3‬‬ ‫األسطورة بتقول‪ :‬‬ ‫في يوم في عمرك بتفضل تتمناه‪ ،‬انك تشيل المسئولية‪ .‬او اخالصك ُيمتحن‪.‬‬ ‫األسطورة بتقول‪:‬‬ ‫إن اليوم ده دايما بييجي‪ ،‬و معاه امتحان صعب‪ ...‬لو ما كنتش وقتها مش بس جاهز‪ ،‬و كمان احسن واحد في كل‬ ‫الموجودين‪ ....‬مش ح تشيل المسئولية‪ .‬‬ ‫في واحد غيرك‪ ...‬في الكون‪ ...‬بيستعد من النهاردة لليوم ده‪ .‬يستحسن تبقى جاهز له انت كمان‪.‬‬ ‫الكالم يسري على األمم‪ ،‬على األفراد‪ ...‬المهم تفهم‪ ،‬ان األحالم في حد ذاتها جميلة‪ ،‬بس ما تتوقعش تبقى مثال‪ ،‬مدير لشركة‬ ‫فيها ‪ 100‬أو ‪ 100‬الف موظف‪ ...‬وانت ال تملك المهارات الكافية اصال لده‪ .‬و كذا الحال‪ ...‬في اي مسابقة في الدنيا‪ ....‬أو‬ ‫اآلخرة‪ .‬و ما تتوقعش ان بلدك يحصل فيها كذا و كذا وانت ما اهلتهاش اصال تشيل كل ده‪...‬‬ ‫الحلم جميل‪ ،‬بس الزم تبقى مستعد توصل له‪ ،‬تخلقه‪ ،‬و تشيله و تحافظ عليه لما تيجي الفرصة‪.‬‬ ‫**مصدر الصورة‪http://celsojunior.deviantart.com/art/Be-free-21002564 :‬‬


‫عقل‬ ‫و‬ ‫قلب‬ ‫ ‪ ‬كمال سليم‬ ‫احبنا شاف حاجة غلط في الشغل‪ ،‬قرر يكلم بنفسه المسئول‪.‬‬ ‫المشكلة انه مش مسئول واحد‪ ...‬دول كذا مسئول‪ .‬ألن المنتج النهائي اصال نتيجة‬ ‫عمل سلسلة طويلة من العاملين‪ .‬هل ينفع اوصله مثال بالشخص المعني يبلغه كل‬ ‫اللي شايفه يتصلح و خالص؟‬ ‫فكرته‪:‬‬ ‫اسمع يا سيدي‪،‬‬ ‫اخواتنا األوروبيين معنيين جدا بحاجة اسمها‬ ‫‪Procedures‬‬ ‫يعني كل ما حد يعمل حاجة‪ ،‬او يقر آلية ‪ ،‬الزم تتكتب في ملف‪ ،‬يشوفه الكل‪ ،‬اللي موجود و اللي جي‪ ...‬و يبقى اتكتب مرة‬ ‫واحدة‪ ،‬و ملزم للجميع‪( .‬كل اللي في المشروع)‬ ‫ف انك تكلم واحد عمل حاجة غلط‪ ،‬عشان ما يكررها‪ ،‬ممكن تكلمه و يقولك حاضر‪ ،‬و بعدين ينساه‬ ‫و ترجع تعيده ليه‪ ....‬بعد كام اسبوع‪ .‬و ترجع تعيده لكل الناس اللي زيه في المشروع‪ .‬ولو جمعتهم كلهم وقولتلهم‪ ...‬برضه‬ ‫كلهم ح ينسوا‪ ...‬و ترجع تعيد من أول وجديد‪ ...‬لو انت نفسك افتكرت!‬ ‫ولما ربنا يطلبك أو يطلب اللي بيشتغل معاك‪ ،‬او انتوا االتنين سوا‪ ،‬يجي ‪ 2‬من أول وجديد‪ ،‬يكتشفوا االكتشاف العظيم ‪ ,‬إن في‬ ‫مشكلة و إنها الزم تتحل‪ ،‬و يبتدوا من الصفر تاني‪ ...‬تاني‪ .‬و تستمر الحياة‪ .‬كل جيل يرجع يبني من «الصفر»‪ ،‬ألن الجيل اللي‬ ‫قبله‪ ...‬ماسابش ليه اي حاجة يبني عليها‪.‬‬ ‫لغاية ما يجي حد شاطر زي حضرتك من األول يكتب‬ ‫‪Procedure‬‬ ‫ولو ورقة واحدة مكتوب فيها‪ :‬نعمل ايه؟ ايه موجود فين؟ مين المسئول؟‬ ‫و يلزم بيها الناس كلها و يحمسهم يستخدموها بينهم‪.‬‬ ‫كده بس‪ ،‬ممكن كل جيل يسلم اللي بعده حاجة‪ ...‬اي حاجة يعرف يبني عليها‪.‬‬ ‫ابلغ مثل‪ ،‬البحث العلمي في مصر‪ ،‬شوف كام واحد كل ما ييجي يعمل ماجيستير أو حتى مشروع تخرج بياخد الخط من أوله‪ ...‬‬ ‫من الصفر‪ .‬ألن اللي قبليه ما سابش ليه اي حاجة يبني عليها‪ ...‬في المقابل نظرائهم الغربيين في ‪ 6‬شهور بيعملوا ‬ ‫ ‬ ‫قمر صناعي (في جامعة دلفت‪-‬هولندا ده مشروع التخرج بتاع طلبة الماجيستير)‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫الزم تسيب على األقل «طوبة» للجيل اللي بعدك‪ ...‬ولو كانت اللبنة اللي انت بتحطها‪ ،‬مقطع صغير مكتوب ‬ ‫فيه المشاكل اللي انت شوفتها و مش عايزها تتكرر‪ ...‬أو كل شغلك هديه ليهم‪...‬‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫انت عمرك كله بتقضيه بس عشان تحط «طوبة»‪ ...‬عشان غيرك يكمل البنا‬ ‫بس كدة !‬

‫أدار الملعقة الصدئة فى حركة نصف دائرية جهة‬ ‫ ‬ ‫اليمين ليفتح باب عالمه الخرب‪ .‬باب خشبى متهالك بال لون‬ ‫عار كروحه المصمتة‪ .‬تكالبت علي الباب الشروخ لتجسد‬ ‫ِ‬ ‫مرور الزمان‪ .‬السمة العامة فى المشهد هى عدم االكتراث و‬ ‫الالمباالة‪ .‬ال يتذكر ما الذى أودى به إلى هذا الحال‪ ،‬فما عاد‬ ‫العقل يعمل إال إلرسال اإلشارات العصبية إلى مناطق الجسد‬ ‫المختلفة الحية إكلينيكيا‪ .‬دفع الباب بقوة ليصدر صريراً ال يجد‬ ‫إال الخواء فى محيط السمع‪ .‬ارتد الصرير إلى أعماقه ليجد‬ ‫مستقراً فى نفس فارغة‪ .‬ترنح ناحية سريره القابع فى يسار‬ ‫الحجرة الضيقة‪ .‬استمد ضيق الغرفة أبعادا عدة‪ ‬بحلوله‪ ،‬فهى‬ ‫ضيقة بالمعنى اللفظى فال تكاد تتسع إال لهذا السرير المتهالك‬ ‫و ضيقة بالمعنى النفسى فال تكاد تتسع لتحوى تلك النفس‬ ‫الواهنة على الرغم من فراغه‬ ‫تلك النفس التى ظنت فى الهرب حرية ولكنها خرجت من‬ ‫رحاب الحب إلى غيابة الجب‪ ،‬خرجت من فضاء عالم كبير‬ ‫يضم امرأة‪ ‬‬ ‫أحبته و قبلت الزواج به برغم المعارضة الشديدة‪ .‬أصرت‬ ‫على التمسك بالسراب فى الوقت الذى قوبلت باللوم‪ ،‬ألن‬ ‫زوجها الهارب لم يكن ينتمى لنفس الطبقة االجتماعية‪ .‬هرب‬ ‫بعدما أصبح أبا بيولوجيا لطفلين‪ ،‬هرب عن البراءة المتمثلة‬ ‫فى انفراجة شفتى ابنه األكبر حينما يبتسم فى وجهه حاويا ما‬ ‫ال تحويه سماوات األرض من صفاء حينما تتراص السحب فى‬ ‫زيها األبيض ملتحفة غطاء الكون السماوى‪ .‬هرب إلى ضيق‬ ‫نفسه المظلمة محاوال فى البداية البحث عن عالم آخر‪ ،‬حقيقة‬ ‫أخرى غير التى هناك فى الشقة التى اشترتها زوجته فى‬ ‫أرقى مناطق مصر الجدبدة‪ .‬هرب إلى عالم وهمى تتحق فيه‬ ‫المعجزات بال أسباب باحثا عن عصا موسى أو خاتم سليمان‬ ‫دون أن يدرى أنه ليس بنبى أو مؤيد من السماء‪ .‬اجتذبته‬ ‫مخالب األرض ناهشة فى روحه و جسده إلى أن تركت ندوبا‬ ‫و بالدة فى هذا اإلنسان التائه‪.‬‬ ‫ارتمى بجسده المتعب بعد عمل شاق و يوم مضنى‪ .‬سلبته‬ ‫العتالة الطاقة المختزنة بأسرها حتى يرتمى جثة نائمة على‬ ‫السرير‪ .‬وخزته السوستة المنتصبة الناظرة برأسها وسط كوم‬ ‫من االسفنج العارى المشقق كرأس األفعى‪ .‬لم يكترث كثيرا‬ ‫فلن يقف عائق فى طريقه إلى موتته الصغرى و ال حتى لدغة‬ ‫أفعى حقيقية بعد الكد المهلك فى عمله طوال اليوم‪ .‬أُسدلت‬ ‫جفونه على عينيه‪ .‬أخذ يفرك فى شعره األشعث الطويل‬ ‫غير المهذب بأطراف أنامله فى حركة سريعة‪ ،‬مزيحا بعض‬ ‫الطبقات المتراكمة من غبار اليوم‪.‬‬ ‫طال االنتظار و لم تغفل عينيه برغم إحكام غلق بوابة الجفون‬ ‫الحديدية‪ .‬شعر بمن يلعب على أوتار قلبه الميت منذ أمد بعيد‬ ‫و فى الوقت ذاته أفزعه القرع المتصل على رأسه المستمر‬ ‫بال هوادة‪ .‬‬ ‫حاتم‪ :‬ياال يا محمد البداية فى التراك ده للجيتار بسرعة ما ‬ ‫فيش وقت عندنا كذا تراك عايزين نتدرب عليهم قبل ‬ ‫ ‬ ‫حفلة بكرة‬ ‫ ‬

‫أخذ محمد الجيتار بين أحضانه برقة‪ ،‬شرع فى ضبط ‬ ‫مؤثرات الصوت داخل غرفته التى تحتضن جدرانها لوحاته‬ ‫فى كل أركانها لتلغى حدودها المكانية من حوائط و جدران‪.‬‬ ‫بدأت أنامله فى الهمس للمحبوبة بلغة ال يستطيع فك شفراتها‬ ‫الغرامية سواهم‪ .‬انسابت برودة أنامله مع حراكاتها الرقيقة‬ ‫على أوتار جيتاره األحمر‪ .‬مع انسدال جفونه‪ ،‬دخال فى حالة‬ ‫من العشق المقدس ع ّبرت عنها اللغة الروحية لتلك اآللة‪ .‬و‬ ‫بمرور دقيقة ذابت روح محمد لتكتمل حالة ثالثية من الهيام‬ ‫مع األلحان و الجيتار‪.‬‬ ‫كم كنت صغيرا يا محمد حينما تركتك‪ .‬ال أعلم ماذا حدث‬ ‫لك‪ .‬و لكننى لطالما شعرت أنك مرهف الحس‪ .‬كنت أقرأ فى‬ ‫عينيك الحالمتين ‪ -‬حينما كنت أستطيع قراءة ‪ ‬ما ال تعبر عنه‬ ‫الكلمات‪ -‬نشيدا من اإللهام‪ .‬كانت النظرة فى عينيك و أنا‬ ‫أحملك تزيح ما بى من أوجاع‪ .‬تمنيت كثيرا أن أظل محتضنك‬ ‫حتى تكبر بين ذراعى لنحقق سويا أنشودة من الكمال‪ .‬أعلم‬ ‫أنك سامحتنى‪ .‬أعلم أنك ال تلعنى و هذا ما يخفف عنى تلك‬ ‫المأساة المتجسدة أمامى كل لحظة القابعة فى نفس خربة و‬ ‫جدران خرسانية قاتمة‪ .‬أشعر بأناملك تق ّبل قلبى بقبلة الحياة‬ ‫راجية إياه أن يتمسك بآخر أمل‪ .‬كيف أصبحت هيئتك اآلن‪ ،‬ال‬ ‫تتوقع منى التخمين فال خيال لدى وسط هذا الشعث و الضعف‪.‬‬ ‫أشار محمد ألخيه حاتم بسبابته معلنا له إشارة البدء بعدما‬ ‫أنهى هذا الحوار الصامت مع أبيه‪ .‬قرع حاتم بعنف على‬ ‫الدرامز منفردا فى هذا الجزء من التراك‪ .‬أخذ فى الضرب بكلتا‬ ‫عصواته على تلك الدوائر النحاسية على جانبى الدرامز بينما‬ ‫أخذت قدميه فى الضغط بقوة على‪ ‬بدالت البيز‪ .‬كانت عينيه‬ ‫تنم عن نظرة تشفى لشيء مجهول‪ .‬تبلور تلذذه المرضى فى‬ ‫قطرات العرق المسترسلة من جبينه العريض‪.‬‬ ‫ماذا حدث لماذا انقطع إرسال الهيام ليحل محله هذا اإليالم‪.‬‬ ‫ال أستطيع االحتمال‪.‬حاول جاهدا أن يستريح من هذا القرع‬ ‫المتصل على عقله‪ .‬قبض على رأسه بيديه االثنتين لم يستطع‬ ‫إحكام طرفى الكماشة بسبب طول شعره‪ .‬تقلب جسده سريعا‬ ‫يمينا و يسارا كميزان ال تستقر األحمال عليه فيتأرجح مؤشره‬ ‫بال استقرار‪ .‬تذكر أن زوجته كانت تحمل بذرته حينما ذهب بال‬ ‫عودة‪ .‬ال يعلم ما الذى آلت إليه تلك البذرة‪ ،‬أوضعتها ذكرا أم‬ ‫أنثى أم انتحرت حتى ال تحمل جينات هذا اإلنسان‪.‬‬ ‫أشار حاتم لمحمد أن يخفف بألحانه العذبة من حدة القرع الذى‬ ‫يحدثه‪ .‬و بإحساسه المعتاد مزج ألحانه مع طبول أخيه ليكمل‬ ‫اللوحة‪ ...‬اللوحة التى ال تتعدى طرفى التضاد فى تشكيلها‬ ‫من األبيض و األسود‪ ،‬النور و الظالم ‪ ،‬الرحمة و العذاب فى‬ ‫اللحظة التى أخذ يتقلب األب يمينا تارة معذبا بعصوات حاتم‬ ‫بقرعها فى عقله و يسارا تارة أخرى هاربا مع ألحان محمد‬ ‫فتسكن جوارحه بعض الشيء‪ .‬انتهى األخوان من عزف‬ ‫مقطوعة الحياة و مع إنهاء البروفة سكن العقل من عذابه‬ ‫و القلب من هيامه و عاد إلى سابق عهده من التبلد وعدم‬ ‫االكتراث‪ .‬لم يفكر فى هذا التواصل فعليه أن ينام ليواصل ‬ ‫حياة العدم التى زج بنفسه فى أشواكها‪.‬‬


‫مفكرة‬ ‫سنوية‬ ‫إجني فودة‬

‫الهوس فى اإلعالم الغربى ب”كيت ميدلتون”‪ ،‬زوجة األمير ويليام ابن ولى العهد البريطانى‬ ‫أصبح يفوق كل حد‪..‬منذ أيام شاهدت برنامج عن مالبس األميرة‪..‬تحدثوا فيه بشكل احصائى‬ ‫عن كل ما يخصها‬ ‫مثال‪ :‬ترتيب األلوان المفضلة لها‪..‬لبست األزرق بنسة كذا فى المائة واألبيض بنسة كذا‬ ‫واألحمر بنسبة كذا‬ ‫ثم بيوت األزياء التى تتعامل معها ونسبة نصيب كل ييت من مالبسها‬ ‫ثم انتلقوا لألحذية‪..‬نسبة كذا فى المائة تلبس كع ًبا طوله كذا بوصة وبنسبة كذا تلبس كعب طوله‬ ‫كذا‬ ‫ونصيب كل ماركة من أحذيتها‪.‬‬ ‫ثم انتقلوا إلى القبعات‪ :‬ترتدى القبعة دائ ًما على اليمين وتميل بزاوية ‪ 50‬درجة طوال الوقت‬ ‫(وهو الرقم الوحيد الذى اتذكره من البرنامج ألنه استفزنى ‪..‬لماذا ليست زاوية ‪ 45‬درجة؟)‬ ‫أما الشنط‪ :‬تفضل الشنط من حجم كذا بوصة فى كذا بوصة‪..‬وبنسبة كذا فى المائة مسكت‬ ‫الشنطة فى يديها اليسار وبنسبة كذا فى المائة فى يديها اليمين وبنسبة كذا فى المائة وصعت‬ ‫يديها اليمين على اليسار‪..‬‬ ‫ما هذا العبث؟‬ ‫لم يتبق أال أن يأخذ أحدهم رسالة الماجستير أو الدكتوراة فى مالبس األميرة‪.‬‬ ‫والسؤال الذى سألته لنفسى هل ستكون “كيت” سعيدة إذا شاهدت هذا البرنامج ووجدت أن هناك من فحص كل مناسبة‬ ‫اجتماعية وكل لقطة ظهرت فيها وقام بإحصاء كل شىء لبسته من القبعة إلى الحذاء؟‬ ‫هل ستشعر أنها مميزة أم مختنقة بالشهرة؟‬ ‫هل ستظل تضع قبعتها على زاوية ‪ 50‬درجة أم ستغير الزاوية ً‬ ‫قليل حتى ال ٌتتهم بالنمطية؟‬ ‫والمرة القادمة عندما تشترى فستا ًنا هل ستشتريه ألنه يعجبها أم لتوازن النسب بين بيوت االزياء العالمية التى تتعامل معها‬ ‫حتى ال تبدو متحيزة لشخص بعينه؟‬ ‫وعندما تضع يديها فى يد زوجها أو تلمس كتفه‪ ،‬هل ستفعل هذا ألنها تريد أن تفعله أو لتزيد من النسبة االحصائية التى بدوا‬ ‫فيها كأحباب أمام الكاميرات؟‬ ‫وعندما تلمسه‪ ،‬هل سيشعر أنها تفعل هذا ألنها تحبه أم من أجل الكاميرات؟‬ ‫هل أدركت اآلن‪ :‬ما الذى تعنيه لعنة الشهرة؟‬ ‫كيف ال ُيصاب هوالء الناس بكل األمراض النفسية فى العالم وال تتحول حياتهم لمأساة بطلها األوحد هو الكاميرات‪.‬‬

‫ثلة في نقاط‬ ‫وميا متم‬ ‫بكتب فيها عملت ايه ي وستن كلون‬ ‫كاتب اسمه أ‬ ‫ة‬ ‫ت أستخدم مفكرة سنوي عام ‪ 2011‬ل‬ ‫رر‬ ‫ت قرأته في‬ ‫في عام ‪ 2012‬ق ال بكتاب كن‬ ‫م‬ ‫ةع‬ ‫رت قول هللا‬ ‫صغيرة و سريع ها أقلب فيها‬ ‫دقائق!!فتذك‬ ‫مبارح مسكت‬ ‫مل ‪...‬في ‪5‬‬ ‫أول إ‬ ‫ق!!! عام كا‬ ‫من ‪ 5‬دقائ‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫ة‬ ‫ة‪ ،‬أبسطها‪:‬‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫كاملة في أقل‬ ‫جاتلي‬ ‫ن‬ ‫ها‬ ‫ت‬ ‫قد تصلح عنواين للس )) الحمد هلل‬ ‫ئ‬ ‫را‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ص‬ ‫ع الحساب”‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.1‬خل «إن هللا سري‬ ‫أشياء لم أرها من قبل جيدة منها‪ :‬كتب كتب ‪ :‬ال أحصاها”‬ ‫ي‪:‬‬ ‫ي‬ ‫و ال كبيرة إ‬ ‫تعال ما انتهيت أصبح جليا ل خ‪ ،‬و منها أشياء أخري غادر صغيرة‬ ‫بعد‬ ‫الكتاب ال ي‬ ‫ماضي”!!!‬ ‫مطبق‪... ،‬ال‬ ‫ذا‬ ‫‪ .2‬ت‪ ،‬علم غير‬ ‫ل هللا تعالي‪»:‬مال له وان‪« :‬مهام من العام ال حاسب نفسك‬ ‫التشت‬ ‫ة تذكرت قو‬ ‫عام قائمة بعن‬ ‫قرأت باب‪:‬‬ ‫حاجة جربها‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ثا‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫رة‬ ‫يخ الغزالي‬ ‫ي مفكرة هذا‬ ‫ملت‬ ‫و م دتني أكتب ف‬ ‫كتاب جدد حياتك للش الصراحة فرحت اني ع في األساس‬ ‫‪.3‬وج‬ ‫رأ‬ ‫‬‫و السيئات‬ ‫‪.4‬تصادف أني كنت أق ه مع مفكرته السنوية صاء الحسنات‬ ‫جربت‬ ‫ح‬ ‫فوجدته يتحدث عن ت ن هو كان يستخدمها إل ‪.‬فقط غريب‬ ‫محبط‪..‬‬ ‫))‪ -‬لك‬ ‫صورة أفضل‬ ‫الشيخ الغزالي ‪ ::‬ب‪ ،‬مش سعيد و مش ية أنفسكم ب‬ ‫كم علي رؤ‬ ‫‪.5‬كان إحساس غري يد ستساعد‬ ‫العادة بالتأك‬ ‫جربوا هذه‬


‫على احلدود‬ ‫ ‬

‫شريف زكريا سيد‬

‫هؤالء ‪...‬‬ ‫يظنون أني مع هؤالء ‪...‬‬ ‫وهؤالء ‪...‬‬ ‫يضعونني بكفة هؤالء ‪...‬‬ ‫وأنا على الحدود ‪...‬‬ ‫لست أعرف هؤالء ‪...‬‬ ‫ولست أفهم هؤالء ‪...‬‬ ‫كل منهم ‪...‬‬ ‫وفي وجهة نظر ٍ‬ ‫أنا رجل ٌ ‪...‬‬ ‫في منتهى الغباء ‪...‬‬ ‫*********‬ ‫على الحدود ‪...‬‬ ‫أنا ال أعرف لي أرضا ‪...‬‬ ‫أرض لآلخرين ‪...‬‬ ‫كل ما حولي هو‬ ‫ٌ‬ ‫الذين قد يرضون بك وسيطا بينهم ‪...‬‬ ‫ولكن من المستحيل ‪...‬‬ ‫أن يقبلوك وسطهم !! ‪...‬‬ ‫*********‬ ‫على الحدود ‪...‬‬ ‫أشعر بالضيق الشديد ‪...‬‬ ‫ال يوجد متسع ألي شيء ‪...‬‬ ‫وخاصة ‪...‬‬ ‫إذا كان شيئا في منتهى الخصوصية ‪...‬‬ ‫كل ه ّمي هنا ‪...‬‬ ‫على الحدود ‪...‬‬ ‫أن أربط بين أرضين ‪...‬‬ ‫فكرين ‪...‬‬ ‫قلبين ‪...‬‬ ‫وأن أعمل جاهدا ‪...‬‬ ‫أال أفرق شملهم ‪...‬‬ ‫*********‬ ‫على الحدود ‪...‬‬ ‫ال أعرف ماذا أريد ‪...‬‬ ‫أضحك ‪..‬‬ ‫أم أبكي ‪...‬‬ ‫أصمت ‪...‬‬ ‫أم أشكي ‪...‬‬ ‫أصلح ما هدمتُ ‪...‬‬ ‫أم أهدم ما أبني ‪...‬‬ ‫كيف أعرف ما أريد ‪....‬‬ ‫وأنا تائ ٌه عن أرضي ‪...‬‬

‫غريب أنا –رغم ما أفعل‪... -‬‬ ‫ٌ‬ ‫عن أرضهم ‪...‬‬ ‫*********‬ ‫على الحدود ‪...‬‬ ‫سأصبح أنا دائما ‪...‬‬ ‫ما دمتُ لست مع هؤالء ‪...‬‬ ‫وال هؤالء ‪...‬‬ ‫ما دمتُ أعلن دائما ‪...‬‬ ‫أني لست مهتما ‪...‬‬ ‫بأن ينزل عندي المطر ‪...‬‬ ‫بأن ال أبات مستقرا ‪...‬‬ ‫وأن أشعر دوما بالخطر ‪...‬‬ ‫وبأني رضيت بالحدود ‪...‬‬ ‫كي ال ينازعني عليها البشر ‪...‬‬ ‫*********‬ ‫هؤالء ‪...‬‬ ‫ال زلوا يتشككون في أمري ‪...‬‬ ‫ورغم ذلك ‪...‬‬ ‫يطلبون مني البقاء !!! ‪...‬‬ ‫وهؤالء ‪...‬‬ ‫يطمئنون لي ‪...‬‬ ‫ال مودة بيننا ‪...‬‬ ‫وال عداء ‪...‬‬ ‫ولكن ‪...‬‬ ‫إن نظرت في عيون الجميع ‪...‬‬ ‫هؤالء وهؤالء ‪...‬‬ ‫علي الحدود ‪...‬‬ ‫سترى كم يستكثرون‬ ‫ّ‬ ‫وستعرف كم أنا محسود ‪...‬‬ ‫حتى على هذا العناء ‪...‬‬


‫إبعد يدك عنى !‬

‫رواء مصطفى‬

‫‪ ‬ابعد يدك عني‪ ، ‬هو عنوان مطوية‬

‫البتزازهم او تهديدهم ‪ ،‬و غالبا ما يكون‬

‫حصل عليها ابني ذو السبعة اعوام من‬

‫هؤالء االشخاص ممكن يعرفهم االطفال‬

‫مدرسته لقراءتها‪ ،‬المطوية موجهة‬

‫و يحبونهم‬

‫لالطفال من سن السابعة و حتى الثانية‬ ‫عشر ‪ ،‬تتحدث عن االعتداء الجنسي‬ ‫على االطفال‪ ،‬انواعه ‪ ،‬كيفية المحافظة‬ ‫على نفسك‪ ،‬و معلومات يجب ان يعلمها‬ ‫الطفل‪.‬‬ ‫‪ ‬قام على اصدار هذه المطوية الرابطة‬

‫نعرض لكم هنا بعض النقاط‬

‫الصدر‪ ،‬منطقة العانة‪ ‬من تحت‬

‫تشعر بالقلق ‪ ،‬او الخوف ‪ ،‬عليك حينها‬

‫التوضيحية ‪ ‬لتعرف عن ما هو االعتداء‬

‫المالبس)‬

‫ان تشارك سرا مع احد الكبار الذين‬

‫الجنسي ‪ ،‬و متى تحتاج لطلب المساعدة‬ ‫عندما يتعرض لك شخص باي من‬ ‫الحاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬من يقوم بهذه التصرفات من البالغين‬ ‫او االطفال الكبار ‪ ،‬ربما يكونون ممن ال‬ ‫تعرفونهم‪ ،‬و لكن قد يكونون ايضا ممن‬ ‫احد افراد عائلتك ‪ ،‬او مدرسك‪ ،‬او احد‬

‫مؤسسة فيلدفاسر نورنبرج لرعياة‬

‫يكونوا سيئين اتجاههم‪ ،‬يحدثونا عن‬

‫اصدقائك والديك‪ ،‬او احد ابناء معارفكم‪.‬‬

‫الفتيات و الفتيان ضد االعتداءات‬

‫بعض االفعال التي يقومون بها مثل‪:‬‬

‫ما نذكره هنا يحدث لألسف لبعض‬

‫قمت بترجمتها لما لها من اهمية ‪،‬‬

‫‪ -1‬يرونهم صورهم العارية‬ ‫‪ -2‬يحاول بعضهم لمس اجسادهم‬

‫خاصة مع نقص الوعي الموجه لالطفال‬

‫‪ -3‬صور جنسية سئية قاموا بتريكبها‬

‫في بالدنا‪ ،‬ارجو ان تكون ذات فائدة لكم‬

‫عنهم ( عن الطفل )‪ ‬‬

‫جميعا‬

‫‪ -4‬في المحادثة على االنترنت يحدثونهم‬

‫ربما تكون قد سمعت مؤخرا عن‬

‫عن اجزاء معينة من الجسم او يعرضوا‬

‫االعتداء الجنسي في التلفاز‪ ،‬االنترنت‪،‬‬

‫عليهم صورها او صورهم الحية عن‬

‫او قرأت عنه في الصحف ‪ ،‬و ربما تكون طريق الويب كاميرا‬ ‫قد تحدثت عن االمر مع بعض اصدقائك ‪.‬‬ ‫نتحدث عن االعتداء الجنسي الذي قد‬ ‫تتعرض له الفتيات او الفتيان رغما عنهم‬ ‫من مشاهدة اجسادهم او التحدث عنها‬

‫قليال ‪ ،‬فاعلم ان هناك سببا لهذا الخوف‬

‫عن اجزاء جسمك‪،‬‬

‫في عيد ميالدك‪.‬عندما تمتلك سرا يجعلك‬

‫ليحدثونا ‪ ،‬ان بعض الكبار و او الشباب‬

‫توزيعها وزارة التعليم االلمانية ‪ ‬‬

‫مشاعر بالقلق و تجد ان معدتك تؤلمك‬

‫قام احدهم بالسؤال‬

‫اسرار جيدة كماذا تعد لك والدتك كمفاجأة‬

‫ياتي الينا العديد من الفتيات و الفتيان‬

‫الجنسية بلدية نورنبج ‪ ‬و عمل على‬

‫عندما تشعر بالخوف مثال‪ ،‬و ‪ ‬تنتابك‬

‫على االنترنت ‪ ،‬و‬

‫‪ ‬هناك اسرار جيدة و اسرار سيئة‪،‬‬

‫تعرفونهم معرفة جيدة جدا ‪ ،‬كان يكون‬

‫االلمانية لرعاية الطفل‬

‫هناك مشاعر جميلة و مشاعر سيئة ‪.‬‬

‫‪ ‬اثناء اي محادثة‬

‫‪ -5‬يكتبون مالحظات عن الجنس اثناء‬ ‫المحادثات عبر االنترنت‬ ‫‪ -6‬يحاولون تقبيلهم‬

‫او لمسها او محاولة تقبيلهم‪ ،‬يحاول‬

‫‪ -7‬يقومون بلمس اجزاء‬

‫المعتدون احيانا اصابة الطفل بالخوف‬

‫معينة من اجسادهم ( المؤخرة‪،‬‬

‫االطفال‬ ‫‪ ‬ليس من حق اي شخص ان يعمل على‬ ‫اخافتك‬ ‫مسموح لك بالدفاع عن نفسك‬ ‫ثق باحساسك‬ ‫ال يقع عليك اي لوم‬ ‫هذا ما يجب عليك ان تفعله ‪:‬‬ ‫جسمك هو ملكك‪ : ‬ان فقط من يسمح لك‬ ‫بلمس جسدك‪ ،‬و ال يسمح الي شخص‬

‫تثق فيهم ( والديك)‪ ، ‬في هذه الحالة‬ ‫انت لست بفاش لالسرار‪ ،‬افشاء السر‬ ‫مسموح به هنا‪ ،‬و يسمح به ايضا عندما‬ ‫يعمل شخص ما على تهديدك كان يخبرك‬ ‫مثال « اذا اخبرت‪ ‬احدا بهذا ‪ ،”.....‬ال‬

‫كريهة‪ ،‬عليك حينها ان تبلغ والديك‪ ،‬او‬ ‫احد الكبار‪.‬‬ ‫‪ ‬ماذا يجب عليك ان تعرف‪:‬‬

‫كاميرا‪ .‬عليك ان التعطي اي شخص‬ ‫كان على االنترنت ‪ ،‬عنوانك‪ ،‬تليفونك‪،‬‬ ‫اي صور لك‪ ،‬و عدم استخدام الويب‬

‫‪ ‬حتى لو بدوا مقنعين لك ‪ ،‬او حاولوا‬

‫كاميرا مع اي شخص‪ .‬ال تبقى في غرفة‬

‫اظهار ان هذا امر طبيعي ‪ ،‬او انك كنت‬

‫المحادثة‪ ،‬اذا شعرت ان الحديث سيء‬

‫تتخيل‪ ،‬فعليك ان تثق في نفسك و في‬

‫و تشعر معه بالسوء او الخوف‪ ،‬و ال‬

‫احاسيسك‪ ، ‬فبعض االشخص يحاولون‬

‫تتحدث مع اي شخص في غرفة المحادثة‬

‫تشكيكك في احساسك و مشاعرك‪.‬‬

‫عما انتابك من احاسيس‪.‬‬

‫احد لديه الحق الخافتك عن طريق‬

‫‪ ‬هناك العديد من االشياء التي تستطيع‬

‫‪ ‬ال يقع عليك اي لوم او خطأ‪ ، ‬اذا حاول‬

‫الكلمات او الضرب ‪.‬‬

‫بها ان تدافع عن نفسك مثل ‪ :‬الصراخ‪،‬‬

‫احدهم او استطاع ان يفعل معك اي‬

‫الضرب‪ ،‬الركل ‪ ،‬العض‪ ،‬الهرب‪،‬‬

‫شيء‪ .‬حتى ان اخذت نقودا‪ ،‬او هدايا‬

‫الصراخ طالبا لنجدة‪ ،‬انهاء الحديث‪،‬‬

‫‪ .‬انت ال تملك ان تفعل شيئا ضد ذلك‪،‬‬

‫الكذب ‪ ،‬و الكثير ايضا‪ .‬كل ما تستطيع‪ ‬‬

‫خاصة ان اصابك الخوف‪ ،‬الخطأ يقع‬

‫‪ ‬عندما يهديك احد ما هدية ‪ ،‬فليس عليك‬ ‫ان تفعل شيئا ما مقابلها‪ ،‬فالهدية ال يجب‬ ‫ان تدفع مقابلها‪ ،‬فاذا اهداك احدهم هدية‬ ‫و طلب منك مقابلها قبلة مثال ‪ ،‬فليس‬ ‫عليك ان تقبله مقابلها‪ ،‬و اذا لم تكن‬ ‫ترغب في الهدية‪ ،‬فلك الحق ان ترفضها‪.‬‬ ‫‪ ‬عندما يحاول احدهم ان يلمسك بشكل‬ ‫سخيف‪ ،‬او ان يقص عليك اشياء‬ ‫كريهة و سيئة‪ ،‬او ان ياخذ لك صورا‬ ‫فوتوغرافية‪ ،‬او يريك صورا سيئة‪ ،‬فلك‬ ‫الحق في ان تقول ال ‪ ،‬ال اريد‪.‬‬

‫آخر بفعل ذلك ‪ ،‬حتى و ان كان من‬

‫‪ ‬انت تستطيع ان تدافع عن نفسك اتجاه‬

‫العائلة ‪ ،‬او احد مدرسيك‪ ،‬او معارفك ‪،‬‬

‫اي مكالمة هاتفية غريبة‪ ،‬فاذا تحدث‬

‫و‪ ‬يحق لك عندها ان تدافع عن نفسك‬

‫معك احدهم بشكل مثير لالشمئزاز في‬

‫‪ ‬‬

‫او حدثك في امور‬

‫الهاتف‪ ،‬تستطيع ان تصده بعنف‬

‫استخدامه للدفاع عن نفسك هو مسموح‪ .‬دائما على الكبار‪ ،‬فهم من يعرفون انه‬ ‫اذا احسست انك في خطر ‪ ،‬دافع عن‬

‫ال يجوز االعتداء جنسيا على االطفال ‪.‬‬

‫نفسك ايا كانت الطريقة المستخدمة‬

‫اذا حدث لك شيء ما عليك ان تقص ذلك‬

‫‪ ،‬سواء بالكالم‪ ،‬او جسديا‪ ،‬او بطلب‬

‫على احد الكبار الذين تثق بهم‪ ،‬كاحد‬

‫النجدة‪.‬‬

‫والديك‪ ،‬او شخص من العائلة‪ ،‬او احد‬

‫‪ ‬قد يحدث ان تصاب بالخوف‪ ،‬او بعدم‬

‫مدرسيك ‪ ،‬او معارفك‪.‬‬

‫ثقتك في الدفاع عن نفسك‪ ،‬في هذه‬

‫‪ ‬امتلك شجاعتك كاملة و‪ ‬اطلب‬

‫الحالة‪ ‬عليك ان تطلب المساعدة ‪ ،‬و‬

‫المساعدة‪ .‬قد يحدث ان ل يصدقك احد‬

‫النجدة‪.‬‬

‫الكبار‪ ،‬فال تشعر باالحباط‪ ،‬و ابحث عن‬

‫‪ ‬قد يحاول البعض التعرف اليك عن‬ ‫طريق االنترنت‪ ،‬و يوثق عالقته بك‬

‫شخص آخر لتخبره‬ ‫انتبه ‪ :‬اذا حاول احدهم او استطاع‬

‫بحيث يستطيع مقابلتك بعدها‪ ،‬و االعتداء بالفعل ان يعتدي عليك جنسيا‪ ،‬فانت‬ ‫عليك جنسيا‪ ،‬او باستخدام الويب‬

‫لست المالم على ذلك‬


‫ابناؤنا ‪ /‬جدول املكافآت ‪ ....‬و‬ ‫العقوبات‬

‫رواء مصطفى‬

‫‪ ‬‬

‫سوبر ناني‪ .....‬هو برنامج بريطاني شاهدته لفتره اثناء اقامتي في مصر على احدى قنوات‬ ‫مجموعة ال ‪ ،‬تدور فكرته حول اللجوء الى من تسمى سوبر ناني عدم وجود مشاكل كثيرة‬ ‫مع االطفال‪ MBC.‬‬ ‫حيث يلجأ اليها الوالدين لتقيم فترة من الزمن معهم في المنزل‪ ،‬تنتهي باعطاء مجموعة من‬ ‫النصائح للوالدين و لالبناء‪ ،‬لمحاولة الوصول الى طريقة مناسبة لتربية االبناء‪.‬‬ ‫اعجبتني افكار كثيرة في البرنامج ‪ ،‬و عملت على تطبيق بعضها بالفعل ‪ ،‬و منها جدول‬ ‫المكافآت و العقوبات‪ ،‬مع ادخال بعض التعديالت عليه‪.‬‬ ‫كيف فعلناه‪ ‬‬ ‫كانت البداية منذ خمس سنوات عندما بدأت بتجربة االمر مع ابنائي‪ ،‬حيث كانت تبلغ اعمارهم‬ ‫حينها ‪ 6 ،‬و ‪ 3‬سنوات‪ ،‬حيث قمت بتخطيط ورقة كبيرة على هيئة جدول مقسم الى ‪3‬‬ ‫خانات راسية ‪ ،‬و ‪ 8‬افقية ‪ ،‬لكل يوم من ايام االسبوع‪ ،‬و اتفقت مع ابنائي ان كل سلوك‬ ‫طيب منهم‪ ،‬او قيامهم باي مساعدة في المنزل ( مع تحديد ما هو السلوك الطيب‪ ،‬و ما هي‬ ‫نوعية المساعدة المطلوبة‪ ،‬كترتيب االلعاب‪ ،‬المحافظة على نظافة غرفهم ‪ ...‬الخ) سيحصلون‬ ‫مقابلها على وجه مبتسم( سمايلي فيس) ‪ ،‬تحت اسم كل منهم ‪ ،‬و مع حصولهم على عدد ‪15‬‬ ‫وجها باسما‪ ،‬فيحصلون على مكافأة نقوم بتحديدها الحقا‪ ،‬هكذا كانت البداية‪.‬‬ ‫نجح االمر نجاحا كبيرا خاصة مع ابني االكبر( فذو الثالثة اعوام لم يكن مستوعبا لالمر بشكل‬ ‫جيد)‪ ،‬و لكن وجدنا بعد فترة انني انا شخصيا بدات امل من االمر‪ ،‬كما انه لم يعد ذو اثارة‬ ‫كافية حتى للكبير‪.‬‬ ‫و ظللنا ما بين محاولة تطبيقه‪ ،‬او نسيانه لفترة من الزمن ‪ ،‬طرأ على الجدول فيها تغييرات‬ ‫‪ ،‬فاضفنا اليه الوجه العابس‪ ،‬عند قيام الطفل بامر ما سيء‪ ،‬و يعاقب عند وصوله لعدد معين‬ ‫من الوجوه العابسة ‪ ،‬مع اختيارنا نحن كآباء لنوعية المكافآت و العقوبات‪ ،‬كان الجدول يأثر‬ ‫فيهم ايجابيا لفترة من الزمن‪ ،‬حتى اذا جاء وقت تنفيذ العقاب‪ ،‬يفتر الموضوع و ال يلتفتون‬ ‫اليه نهائيا‪ ،‬ظل االمر كذلك لتسعة اشهر مضت تقريبا‪.‬‬ ‫منذ ‪ 9‬اشهر تقريبا‪ ،‬و الول مرة يستمر استخدام الجدول لفترة طويلة من الزمن‪ ،‬كان‬ ‫عمر ابنائي حينها ‪ 9‬و ‪ 6‬اعوام‪ ،‬كان التغيير الذي اضفناه هذه المرة‪ ،‬انهم هم من اصبح‬ ‫بمقدورهم اختيار مكافآتهم و عقوباتهم بانفسهم‪ ،‬حيث نقوم بكتابة المكافآت على قصاصات‬ ‫ورقية صغيرة‪ ،‬و كذلك العقوبات‪ ،‬و نقوم بطيها طيات عديدة‪ ،‬ليختار كل منهم قصاصة‪،‬‬ ‫تحدد ما هو نوع مكافئته او عقابه‪ ،‬مع تغيير في اعداد الوجوه الباسمة تبعا لنوع المكافأة‬ ‫المقترحة‪ ،‬مع القيام بعمل مراجعة اسبوعية للجدول لمعرفة عدد الوجوه عندهم‪ ،‬و تحديد‬

‫المكافأة و العقاب لكل منهم ان استحقوا احدهم‪.‬‬ ‫المكافآت و العقوبات‬ ‫ما قام ابنائي باختياره كمكافآت كان كالتالي‪:‬‬ ‫عند حصوله على عدد ‪ 10‬وجوه باسمه يستطيع اختيار فيلم في السينما للذهاب لمشاهدته‬ ‫بمفرده مع احد الوالدين ‪ ،‬او الذهاب الى حمام السباحة‪ ،‬او القيام بجولة على الدراجات مع والده‪.‬‬ ‫عند الحصول على عدد ‪ 15‬وجه باسم يحق له اختيار مطعم يذهب اليه بمفرده مع احد الوالدين ‪،‬‬ ‫او يحصل على يوم راحة يقوم فيه جميع افراد المنزل على خدمته‪ ‬‬ ‫عند الحصول على عدد ‪ 20‬وجه باسم يستطيع الذهاب الى البولينج ( هذه المكافأة يجب ان‬ ‫يشترك فيها الطفالن سويا)‬ ‫مع بعض المكافآت التي يجب ان يشترك فيها االثنان على تجميع النقاط ليستطيعا الحصول عليها‬ ‫( بالطبع نحن نقوم معهم بهذه االنشطة كلها بعيدا عن المكافآت‪ ،‬و لكن المكافأة هنا تميز احدهم‬ ‫عن االخر في القيام بنفس النشاط بشكل اضافي)‬ ‫اما عن العقوبات فهي جميعها مرتبطه بحصول احدهم على ‪ 10‬وجوه عابسة و اختاروها‬ ‫كالتالي‪:‬‬ ‫الذهاب الى النوم عند السادسة مساءا ( يذهبون عادة للنوم عند السابعة و النصف)‬ ‫يومان يمنع فيهما من اللعب بااللعاب االلكترونية‬ ‫يمنع مرتين من مشاهدة كارتونه المفضل‪ ‬‬ ‫يمنع مرة من الخروج للعب مع اصدقائه خارج المنزل‪ ‬‬ ‫يقوم هو بخدمة افراد المنزل جميعهم ليوم كامل( خدمات بسيطة ‪ ،‬كاحضار الماءو خالفه)‬ ‫استفادة‬ ‫اذن كيف استفدت انا كأم من االمر ؟؟؟‬ ‫بدأت بادخال ما اجده من تصرفات معينة اريد تحسينها في اوالدي في الجدول‪ ،‬فمثال عندما بدا‬ ‫ابني االكبر في ادخال بعض السباب الى حديثه تاثرا باصدقائه ‪ ،‬اخبرته ان مكاقبل كل كلمة سباب‬ ‫سيحصل على وجه عابس‪ ،‬مع زيادة الوجوه العابسة ‪ ،‬و تبعا لها زيادة عقوباته‪ ،‬بدأ يراقب‬ ‫كلماته ( على االقل في المنزل) ‪ ،‬ووصلنا حاليا الختفاء تقريبي الي سباب من نوعه صادر منه و‬ ‫الحمد هلل‪.‬‬ ‫في المقابل سيحصل على وجه باسم مقابل كل درجة (‪ )1‬يحصل عليها في اي امتحان يجريه (‬ ‫النه في سنة حاسمة حاليا في مدرسته و درجاته ستحدد مسيره في المستقبل)‪ ‬‬ ‫اذن اعمل على اضافة اي سلوك اريد تقويمه‪ ،‬او اي سلوك او فعل اريد زيادته الى الجدول كلما‬ ‫استدعت الحاجة‪ ،‬حاليا ساضيف حديثا الصالة في وقتها‪ ،‬فمن ادى صالته طول اليوم في وقتها‬ ‫سيحث له الحصول على وجه باسم ‪ ،‬و ادعو هللا ان تحقق الهدق المرجو منه‪.‬‬


‫اجري في مدرسة ابني استطالع للراي لمعرفة ارائهم‬ ‫في المدرسة و في المدرسين‪ ،‬مشاعرهم في المنزل ‪،‬‬ ‫باسئلة من نوعية‪ ‬‬ ‫هل انت راض عن مدرستك؟‬ ‫هل تشعر ان احد والديك يفضلك او احد اخوتك عن‬ ‫اآلخرين؟ ‪....‬الخ‬ ‫و بعد امضائنا بالموافقة على ان يشارك ابني في االمر‪،‬‬ ‫حضر الينا بعدها باسبوعين‪ ،‬ليخبرنا ان استطالع الراي‬ ‫قد تم بالفعل‪ ،‬و جلس يحدثنا عن بعض االسئلة و اجابته‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫من ضمن االسئلة كان هناك سؤال يدور عن اهميتك‬ ‫هل تشعر انك غير مهم لمن حولك؟؟؟‬ ‫ليختار اجابة من االجابات التالية‬

‫رواء مصطفى‬

‫نعم احيانا قليال ال‪ ‬‬ ‫لتكون اجابته هو ‪ ....‬قليال‬ ‫و الني احب استغالل الفرص‪ ،‬فقد انتهزت فرصة جلستنا‬ ‫الصباحية ليوم االحد‪ ،‬و بعد حديث والدهم عن المالئكة‬ ‫و الجن‪ ،‬بدات اوجه حديثي لولداي سويا‪ ،‬شرحت االمر‬ ‫و ذكرت السؤال ‪ ،‬و بعض توضيح انهم مهمين دائما‬ ‫بالنسبة لي و البيهم ‪ ،‬و ان وجودهم دائما مهم ‪ ،‬بدات‬ ‫في انتهاز فرصتي‪.‬‬ ‫تحدثت عن اهمية الوجود‪ ،‬و لماذا خلقنا هللا؟؟ خلقنا‬ ‫لعبادته ‪ ،‬و العمار االرض‪ ،‬و بعد توضيح ما المقصود‬ ‫باعمار االرض‪ ،‬حاولت ان اوضح لهم بان المسلم في‬ ‫عقيدته‪ ،‬انه ال بلد ان يكون مهما لمن حوله‪ ،‬و ال بد ان‬ ‫يعشر من حوله باهميته‪ ،‬هو مأمور بالبحث عن مجال‬ ‫اهميته في هذا الكون‪ ،‬فلم يخلق هللا شيئا عبثا‪ ،‬و لم‬ ‫يخلقهم هللا هم انفسهم عبثا‪ ،‬انما خلقهم ليكون لهم دور‬ ‫في احياء هذه االرض‪ ،‬للعمل على تقدما‪ ،‬و رفاهية‬ ‫سكانها‪.‬‬ ‫ربما ال يكون االنسان مهما في صغره‪ ،‬انما عليه ان‬ ‫يبحث هو عن مدى اهميته في المستقبل‪ ،‬مع االخذ في‬ ‫االعتبار ان اعماره لالرض ال يختص به احد ما‪ ،‬انما‬ ‫هو يعمل على المساعدة في جعل حياة الناس في هذه‬ ‫الدنيا اسهل ‪ ،‬ايا كان نوعهم او ديانتهم و ايمانهم‪.‬‬ ‫قد تكون مصدر اهميته في علم يفيد به البشرية‪ ،‬او في‬ ‫نشر دعوة هللا على االرض‪ ،‬او في المساعدة في ازالة‬ ‫الظلم عن الناس‪.‬‬ ‫المهم في االمر انه ال بد ان يعلم ان هناك شخص ما‪ ،‬في‬ ‫مكان ما‪ ،‬في زمن ما سيكون هو من اهم االشخاص اليه‬ ‫‪.‬‬

‫مشاعر االمومة‪ ‬‬ ‫رواء مصطفى‬

‫هي مشاعر تنتاب المرأة ال يد لها فيها‪ ....‬مشاعر‬ ‫تتحكم فيها ال اراديا ‪ ....‬لتجعل قلبها احيانا يريد ان يخرج من‬ ‫مكانه عله يعبر بشكل اكبر عن مشاعرها‪...‬‬ ‫هي مشاعر تختبرينها مع اللحظة االولى التي تسمعين فيها صوت وليدك‪...‬‬ ‫مشاعر تتدفق لتمأل ذاك الحيز الذي مازال ينتظرها‪ ....‬مشاعر تمأل كيانك‪...‬و عقلك ‪....‬‬ ‫و قلبك ‪....‬‬ ‫بل هي مشاعر قد بدأت تتكون‪ ...‬لحظة علمت ان هناك َخلقا ما‪ ...‬قد نفخ هللا من روحه ‪ ...‬ينمو داخل‬ ‫احشائك‪ ...‬تعيشين معه كل يوم‪...‬كل ساعة‪ ...‬كل ثانية‪....‬‬ ‫كائن ال يعلم من الدنيا اياك‪ ....‬انت دنياه و عالمه‪ ...‬التي ال يستطيع ان يعيش بعيدا عنهما ‪...‬‬ ‫ال يجب بالضرورة ان تكوني أما لتختبريها‪ ....‬فقد تشعرين بها اتجاه احد اخوتك الصغار‪ ...‬او احد ابناء‬ ‫الجيران‪ ....‬طفل واحد مميز قد يحرك فيك مشاعر لم تختبريها من قبل‪...‬‬ ‫كأم ‪ ....‬انت قد تتحدين المستحيل‪ ....‬لتري ابتسامة سعادة‪ ...‬قد رسمت على شفاه صغيرك‪ ...‬ال تفكرين في‬ ‫نفسك حينها كثيرا‪ ....‬في تعبك‪ ...‬في قدر المشقات التي جابهتها‪ ....‬فسعادته كفيلة بان تمسح ذك كله‪...‬و‬ ‫كأن لم يكن ‪...‬‬ ‫كمية القلق التي تنتابك‪...‬إذا شعرت ان احدهم في مشكلة ما‪ ...‬سعيك الدائم لتجنبه المشكالت‪ ....‬محاوالتك‬ ‫المستمرة التي يعلمها هو و التي ال يعلمها‪ ....‬ليبيت ليلته خالي الوفاض‪ ...‬ال يحمل من قلق الدنيا هما‪...‬‬ ‫اصرارك على أن تمهدي له الطريق‪ ...‬على دعمك ‪...‬و تشجيعك‪....‬حتى ال يفقد األمل في قدراته‪ ....‬قدرات‬ ‫جاهدت لتكتشفينها فيه‪...‬لتعملي على تنميتها‪ ...‬و صقلها‪....‬‬ ‫بل قد يصل األمر لتعرض انت للمهانة ‪ ....‬في سبيل ان ترفعي من شأن ولدك أمام اآلخرين‪...‬‬ ‫هي ليست تضحيات منك‪ ...‬هي مشاعر افاضها هللا على قلبك‪ ...‬و اسعدك و انت تتذوقين حالوتها‪ ...‬و‬ ‫أرضاك و انت تتعبين في سبيلها ‪....‬‬ ‫هي هذه األم التي ال تدخر جهدا لتراك في يوم من األيام‪ ....‬في مكانة اعلى من مكانتها‪....‬في مستقبل أفضل‬ ‫من ماضيها‪...‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫بارك هللا في امهاتنا جميعا و اعاننا على برهم دائما و أبدا‪ ‬‬


‫كتب‬

‫ثالثية غرناطة‬ ‫ريهام جنيب‬

‫دور األدب الروائي الحقيقي من خالل القصة‬ ‫التاريخية‪ :‬‬ ‫كم واحد تعرفه اهتم حقا باألندلس وسقوطها‬ ‫بعد أن قرأ رواية رضوئ عاشور الرائعة‬ ‫«ثالثية غرناطة» ولم تكن الرواية سرد‬ ‫تاريخي مجرد لألحداث وانما هى صورة‬ ‫مجتمعية عما عاناه المسلمون وقت ضعفهم‬ ‫وكيف تحولت األندلس المسلمة من خالل ثالثة‬ ‫أجيال إلى مملكة قشتالية اجتذت منها‪ ‬جذور‬ ‫اإلسالم‪..‬‬ ‫هذا هو الدور الحقيقي للروايات التاريخية‬ ‫الراقية األسلوب ‪..‬ان توجه قلبك وفكرك إلى‬ ‫طريق االستزادة و دعم الشعور بالفكرة‪ ..‬‬ ‫مثلها كمثل رواية «قصة مدينتين» لتشارلز‬ ‫ديكنز‪..‬كم تعرف من بدأ اهتماممه بالثورة‬ ‫الفرنسية بعد تلك االرواية التئ لم تورد سوا‬ ‫بضعة أحداث تاريخية ولكنها صورت مجتمع‬ ‫غاضب انتقلت صورته إليك واضحة جلية‬ ‫فبدأت بحثك!!‬ ‫ال تغفلوا دور األدب الراقى دي الرؤية العميقة‬ ‫في صنع وعى مجتمعى بهويتنا ومن نحن‬ ‫وكيف يرانا اآلخرون‬


‫ابدأ شيئا له قيمة‬ ‫ ‬

‫إنجي فوده‬

‫هذه قصة شاب وعد نفسه برحلة إلي األرجنتين في وقت معين‪ ،‬و‬ ‫األرجنتين‬ ‫رغم أنه كان قد بدأ مشروع جديد إال أنه قرر السفر و ترك اإلدارة لشركائه‪ .‬في‬ ‫قابل صديقة تدير مؤسسة خيرية عن تجميع األحذية و توزيعها علي األطفال المعدمين‪ ،‬و لكن دائما ً ما‬ ‫كان يواجهها مشكالت في مقاسات األطفال حتي لو جائهها العديد من التبرعات و لم يتوافق المقاسات‬ ‫فينتهي األمر إلي أطفال ال يزالوا حفاة!!‬ ‫فقرر عمل مشروع إستثماري يحمل نموذج لمشروع تجاري جديد يعتمد علي مبدأ جديد‪ :‬واحد لواحد‪،‬‬ ‫أي لكل حذاء جديد يشتريه‪ ،‬سيعطي حذاء جديد مصنع علي مقاس طفل في األرجنتين‪.‬‬ ‫و هو في األرجنتين الحظ أنهم يلبسون نوع قماشي من األحذية و تعجب كيف لهذه األحذية لم تدخل‬ ‫السوق األمريكي‪ ،‬فقرر أن يبحث عن صانع أحذية محلي يقبل بتعديل التصميم التقليدي قليالً ليالئم‬ ‫السوق األمريكي‬ ‫علما ً أن هذا الشاب لم يكن عنده أي فكرة عن تصنيع األحذية و لكنه قرر أن يخوض التجربة من أجل‬ ‫هؤالء األطفال الحفاة‬ ‫بعد عدة سفريات و جوالت علي صناع األحذية المحليين و رفضهم فكرة مشروعه‪ ،‬وجد واحدا وافق‬ ‫و اضطر أن يسافر له بعيداً عن مكان فندقه في األرجنتين‬ ‫و بعد محاوالت عديدة و تجارب‪ ،‬صمموا الحذاء األرجنتيني المعدل و صنعوا منه يدويا ‪ ٢٥٠‬حذاء‬ ‫و أثناء ذلك‪ ،‬كان افتتح موقع الكتروني يحمل الفكرة و يعرض صور الحذاء ويقبل الشراء أونالين‬ ‫عاد ألمريكا ثم جمع بعض أصدقائه و هو يحنل تلك ال‪ ٢٥٠‬حذاء و عرض عليهم الفكرة ليقترحوا‬ ‫عليه ما يجب أن يفعل كخطوة تالية و من يجب أن يخاطب من شركات األحذية‬ ‫و اللطيف أن الجميع اشتري منه في نهاية اللقاء‬ ‫النموذج الذي يقدمه هو‪ ،For Profit :‬أي أنه مشروح ربحي و لكنه يقاسم األرباح مع مشروع‬ ‫خيري‪ ،‬فيكسب هو شخصيا ً و أيضا ً يصرف علي مشروع خيري و التصنيع كان يتم في األرحنتين‬ ‫اعتمد علي إعالن مجاني في قائمة حريج ألنه يحتاج من يساعده و اعتمد علي طلبة الجانع ة �‪in‬‬ ‫‪ terns‬و هو شئ مشابه لتدريب الصيفي في الجامعة و يكون بال مقابل مادي‬ ‫هذا الشاب هو بالم ميكومسي ‪ Blake Mycoksie‬صاحب مصانع تومس ‪ TOMS‬لالحذية‬ ‫و خالل الكتاب عرض المبادئ التي بني عليها الشركة و الكتب التي قرأها‪ ،‬و الخبرات التي كان قد‬ ‫اكتسبها من قراءة السير الذاتية لمليونيرات العالم و كيف طبقها في إنشاء شركته‬ ‫في كانت قصة والدته‪،‬‬ ‫و الكتاب استعرض فيه العديد من القصص‪ ،‬من أكثر القصص التي أثرت ّ‬ ‫التي تركت الجامعة و تزوجت من زميلها في المدرسة الثانوية لتظل بالبيت لمراعاة أوالدها الثالثة‪،‬‬ ‫و كيف عانت من اكتئاب السمنة فالتحقها زوجها بكوسات رياضية و بدأت تقرأ و تتعلم كيف تغير‬ ‫طريقة طبخها و بعدها و علي مدار عام ظلت تكتب كتاب به وصفات طبخ دون الحاجة للزبدة‪ .‬و‬

‫أصبح كل حلمها هو طباعة هذا الكتاب‪ ،‬و ألنها ليس عندها أي فكرة عن عملية النشر و ال كيف تتصل‬ ‫بدار نشر‪ ،‬قررت أن تتولها بنفسها‪ ،‬فأخذت قرض من البنك بقيمة ‪ ٣٠٠٠٠$‬و بحثت في الصفحات‬ ‫الصفراء (صفحات االعالنات) عن مطبعة قريبة منها و ذهبت و وجدتهم في حالة مزرية فقررت أو‬ ‫تعطيهم الكتاب و الفلوس أمالً منها في مساعدتهم للخروج من هذا البؤس‪.‬‬ ‫و لكنهم أغلقوا المطبعة بعد عدة أيام و بعد القضايا و المحكمة لم تستطع الحصول علي المال و لكن‬ ‫حصلت فقط علي النسخة األصلية التي كتبتها للكتاب‪ .‬و طبعا ً انهارت و شعرت انها دمرت أسرتها‬ ‫بعد سدادها القرض و خبرتها السيئة و لكن زوجها أخذ لها قرض آخر و أصر أن يجعلها تحاول مرة‬ ‫أخري مع مطبعة أخري‪ ،‬و كانت في منتهي الرعب من أن تفشل مرة أخري في اختيار المطبعة و‬ ‫لكنها ال تعرف طريقة أخري‪ ،‬و لكن المطبعة الجديدة قامت بعمل ممتاز و طبعت ‪ ٥٠٠٠‬نسخة من‬ ‫الكتاب في وقت قصير بل و شاركت في الدعاية للكتاب و بالفعل قام تلفزيون محلي و جريدة محلية‬ ‫بعمل حديثين مغها تسببا في بيع ال‪ ٥٠٠٠‬نسخة كلهم خالل ‪ ٣‬أسابيع فقط‪ ،‬كانت تقوم هي و زوجها‬ ‫و أوالدها بالتغليف و لصق الطوابع و كتابة األسماء و إرسال الكتب بالبريد العادي من بيتهم‪ ،‬و‬ ‫علمت عنها دار نشر في نيويورك فأرسلت لها رحلة طيران مجانية لتمضي معهم ليقوموا هم بالطباعة‬ ‫و الدعاية و اإلعالن فوافقت فبيع في أقل من سنة ما يزيد عن المليون نسخة و أصبح الكتاب متداول‬ ‫حتي مجانا في المكتبات العامة و سددت القرضين و حققت أرباح سمحت لها بافتتاح مكان العطاء‬ ‫دروس رياضية به!!‬ ‫قارنت خبرة هذه السيدة بخبرة طباعة نشر كتابي في مصر‪ ،‬يا اللهول !!!‬ ‫لجأت لدار نشر من البداية و لكن دورها لم يتعد دور المطبعة رغم محاوالت الدار في االتصال‬ ‫بالمكتبات الخاصة حيث أنه ال يوجد مكتبات عامة في مصر أصالً و أنه ظهر علي األرفف بعد شهور‬ ‫بسبب أن كل مكتبة لها «لجنة» تقرأ و تبحث الكتاب ثم تكتب تقرير عن رفض أو مولفقة المكتبة‬ ‫علي أن أحمل كتابي و أقوم بجوالت توقيع‬ ‫لتنزيل الكتاب!!!!!!!! و طبعا ً لتعويض ذلك التأخير يتعين‬ ‫ّ‬ ‫مكوكية في أنحاء البالد ألبيع الكتاب و هذا ما لم تسمح به ظروف سفري طبعا ً و قمت بعمل حفلة‬ ‫توقيع واحدة !! في حين أني هنا بأمريكا قمت فقط برفع الكتاب علي موقع أمازون ليصبح متاحا ً في‬ ‫علي أن أكتبها‬ ‫أمريكا و أوروبا دون كل هذا العناء!! و ال أنكر أني أفكر أال أطبع كتب ثانية في مصر و‬ ‫ّ‬ ‫باإلنجليزية و أنشرها بأمريكا‪ ...‬و شكراً للجان «الشنكل» المنتشرة بأنحاء مصر !!‬ ‫في النهاية أكد أنك لتبدأ مشروعك ال تحتاج أكثر من موقع إلكتروني و كروت عمل و مكان صغير‬ ‫تعمل به و ال يهم المكان ممكن أن يكون في مساحة حجرتك أو جراج بيتك‪ ،‬المهم أن تبدأ‬ ‫كعادتي السيئة طابقت ذلك علي مصر‪ ،‬فتذكرت خبرتي أنا و إخوتي و بعض أصدقائي حين حاولنا فتح‬ ‫شركة بعد تخرجنا مباشرة و كيفكانت العملية مجهولة و غير واضحة المعالم!!‬ ‫و فين حتي وجدنا محاسب قانوني ابن حالل شرح لنا خطوات فتح الشركة و أنواعاها�‪http://eja‬‬ ‫‪ pli=1&thread?tid=2aad3c446328685a/ejabat/bat.google.com‬و طبعا‬ ‫الضرائب تعتمد علي رأس المال و موقع الشركة و وجدنا أنه لو لشركتنا محاسب قانوني حمار‬ ‫سننتهي جميعا في السجن‪ ،‬هكذا ببساطة‬ ‫صحيح أن أخوتي لم يستسلموا و أصروا علي فتح شركاتهم و لكن تم ذلك بعد مرور حوالي عشر‬ ‫سنوات من العمل بأكثر من مكان في نفس الوقت و عدم نوم و السفر لبعض السنوات و دفع أالف‬ ‫الجنيهات للدراسة و غيره‬ ‫أما بليك فببساطة فتح الشركة وحده و هو في األرجنتين و ليس بأمريكا أصالً و لم يذكر كلمة هيئة‬ ‫الضرائب و لو لمرة أثناء الكتاب كله و لو بالغلط!! و خالل ‪ ٦‬سنوات فقط كان من أغنياء أمريكا !!‬ ‫شكراً وزارة اإلستثمار و المالية و هيئة الضرائب !!!!!‬ ‫يا ريت بقي يفهموا يعني ايه إعادة الهيكلة و تعديل القوانين؟؟‬ ‫في الكتاب استعرض بليك كيف أدار شركته منذ البداية حتي أصبحت واحدة من كبري الشركات في‬ ‫أمريكا‬ ‫تحدث عن القصة‪ :‬أن يكون لك قصة سيساعد ذلك علي انتشار و دعاية شركتك‬ ‫تحدث عن الثقة في الموظفين و العمالء‪ ‬‬ ‫عن البساطة سواء في الفكرة أو في الممتلكات و كيفية أن التحرر من الممتلكات و ما يحيطك يحرر‬ ‫عقلك‪ ...‬للعلم بعد نجاح شركته و شهرتها‪ ،‬تخلص من كل ممتلكاته حتي المالبس الزائدة و ذهب‬ ‫ليعيش في قارب‪ ..‬طبعا الشئ الوحيد الذي احتفظ به هو كتبه‬ ‫رجل أعمال يعني رجل مثقف‪ ،‬مش نصاب و فهلوي!! ‪ ):‬‬ ‫إقرأوا لتغتنوا و سافروا و اغتربوا لتعرفوا الدنيا‬ ‫ربنا يوسع رزق الجميع ‪):‬‬


‫دينا سعيد‬

‫أمري الظل‬

‫هذا الكتاب هو سيرة ذاتية لعبد هللا البرغوثى قائد كتائب القسام‬ ‫والذى يقضى عقوبة تزيد عن ‪ 5000‬عام فى سجون االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي‪...‬عبد هللا البرغوثى هو التجسيد الحى ألدهم صبرى أو‬ ‫رجل مستحيل من حيث المهارات القتالية وإجادة اللغات واإلصرار‬ ‫والعزيمة ويتفوق عليه فى إجادته الشديدة لتصنيع المتفجرات‬ ‫وااللكترونيات واختراق الشبكات‪...‬شخصية بهذه االمكانيات على‬ ‫أرض الواقع بالطبع مبهرة خاصة فى ظروف االحتالل‪..‬الكتاب فيه‬ ‫تفاصيل كثيرة عن كيفية عمل كتائب القسام وعن العمليات االستشهادية المختلفة‪...‬يعتبر نافذة على األرض المحتلة‬ ‫لست بمقام يسمح لى بأن أقيم أبطال المقاومة‪..‬لذا فلن اتعرض بالنقد ﻷى من ممارسات عبد هللا البرغوثى على أرض‬ ‫االحتالل‪..‬ولن أدخل فى جدال عن شرعية العمليات االستشهادية أو عن جدواها السياسية وهل أسأت للقضية الفلسطينة أو‬ ‫افادتها‪...‬سأحاول هنا أن أتبنى نفس فكر البرغوثى وألبس نظارته التى يرى بها أن مقاومة المحتل المسلحة هى الحق والحق‬ ‫وحده وأن كل من يتفق مع العدو هو خائن وعميل‪...‬وبذلك يكون البرغوثى فى فترة مع بعد فلسطين ً‬ ‫بطل عظي ًما ويمكن‬ ‫اعتباره بمثابة رئيس مخابرات المقاومة وبذلك يكون كل ما يفعله مشفو ًعا بما فى ذلك أحكامه بإعدام عمالء االحتالل‪.‬‬ ‫فترة ما قبل فلسطين هى ما تؤرقنى وخاصة أن البرغوثى ذكر فى نهاية كتابه أنه لم يندم على أى شىء فى حياته ال قبل دخول‬ ‫فلسطين وال بعدها‪..‬وهذا شىء استشفته ﻷنه كان يحكى عن كل أخطائه فى هذه الفترة بأسلوب ال يوحى بالندم بل كان التبرير‬ ‫الشديد‪..‬مثال عندما كان فى كوريا اخترق شبكات االتصاالت وكان يجرى مكالمات دولية منها مجا ًنا سنوات عدة‪...‬فى موضع‬ ‫آخر يذكر أنه كان يحب قيادة السيارات لذا زور رخصة قيادة وهو مراهق‪..‬وكذلك زور لنفسه جواز سفر فى كوريا ليخفى‬ ‫هويته األردنية التى كانت تسبب له الضيق بأعماله‪..‬يذكر كذلك أنه لجأ للتجسس على صاحب ورشة وهو ابن التاسعة عشر‬ ‫ضا ضربه لرجل أردنى يسب هللا‬ ‫عا ًما عن‪ ‬طريق‪ ‬دائرة السلكية ومنها عرف ثمن الورشة واشتراها‪...‬من األخطاء الشديدة أي ً‬ ‫وعندما تم نقل الرجل للمستشفى وأراد أن يقدم بال ًغا فى البرغوثى‪ ،‬ذهب إليه وهدده بمسدسه‪...‬كل هذه المصائب يقولها بكل‬ ‫بساطة ويبررها بأن الحاجة أم االختراع أو ضيق ذات الدين او التعصب للحق‪...‬والواقع أنى أنا من أصابنى الضيق أن أجد أحد‬ ‫أبطال المقاومة يقتنع بمبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» لهذا الحد واخاف أن يفتتن الشباب بسببه عندما يقراون قصة حياته‪.‬‬ ‫هذه‪...‬ناظرا إليها على أنها كانت مرحلة إعداد ربانى من هللا لما هو آت ولكن‬ ‫كم كنت أتمنى أن أجده ناد ًما على مرحلة الطيش‬ ‫ً‬ ‫لسبب ما شعرت أنه قد أصابه العجب بسبب ما قدمه للمقاومة مما جعله يتسامح مع كل تاريخه ويراه عادى (أرجو أن أكون‬ ‫مخطأة)‪ .‬أعلم أن هذا الراى لن يعجب الكثيرون مما يرون فى الرجل ً‬ ‫رمزا ولكننا تعودنا أنه يعرف الرجال بالحق وال يعرف‬ ‫الحق بالرجال ولقد أعطيت للرجل قدره فى مرحلة ما بعد فلسطين‪ ،‬أما أخطاؤه قبلها فال يوجد ما يبررها وأدعو هللا تعالى أن‬ ‫يرزقه توبة منها وأال يفتن غيره بها‪.‬‬ ‫الكتاب حوالى ‪ 148‬صفحة ورغم هذا قراءته على أيام عديدة ‪..‬كانت تضايقنى األخطاء األخالقية بشدة وكذلك ركاكة اللغة‬ ‫وأسلوب التعبير‪...‬كنت أتمنى لو أعطى «البرغوثى» قصة حياته ﻷحد األدباء فصاغها بأروع من ذلك بكثير‪ .‬ولكن يبقى الكتاب‬ ‫مرج ًعا مه ًما لمن يريد أن يتعرف أكثر على المقاومة الفلسطنية ويفهم كيف تكون نفسية االستشهادى وكيف يتم إعداده ويتعرف‬ ‫أكثر على دهاليز هذا العالم‪.‬‬

‫دولة‬ ‫الشباب‬ ‫ريهام جنيب‬ ‫س َعنْ ه َ​َذا َن ْسأَلُ َك ‪.‬‬ ‫اس أَ ْك َر ُم ؟ َقال َ ‪ :‬أَ ْك َر ُم ُه ْم عِ ْندَ للاَّ ِ أَ ْت َقا ُه ْم ‪َ .‬قالُوا ‪َ :‬ل ْي َ‬ ‫سول َ للاَّ ِ ‪ ،‬أَ ُّ‬ ‫َعنْ أَ ِبي ه َُر ْي َر َة ‪َ ،‬قال َ ‪ :‬قِيل َ ‪ « :‬يا َر ُ‬ ‫ي ال َّن ِ‬ ‫َ‬ ‫ِن ا ْل َع َر ِ‬ ‫الم إِ َذا َفقِ ُهوا «‬ ‫َقال َ ‪َ :‬ف َعنْ َم َعاد ِ‬ ‫ب َت ْسألُو َننِي ؟ َقالُوا ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ .‬قال َ ‪ِ :‬خ َيا ُر ُك ْم فِي ا ْل َجا ِهلِ َّي ِة ِخ َيا ُر ُك ْم فِي اإلِ ْس ِ‬ ‫دولة اإلسالم األولى قامت على شباب كانوا «أخيارا فى الجاهلية» ألنهم تربوا على ذلك‪...‬فلما اسلموا هذهبهم اإلسالم على‬ ‫اساس ر ّبوا عليه‪..‬لم يبن من الصفر‪..‬بنى على اساس‪..‬والرسول كان همه األكبر تربية رجال‪..‬شباب دولة اإلسالم لم تكن إال‬ ‫دولة شابة‪...‬‬ ‫أتذكر حينها‪...‬مقولة «دولة الشباب» التى من غرضها التجدد و أن تبقى دماء جديدة حية‪..‬فاألمم غذا شاخت ماتت اندثر‬ ‫ذكرها‪..‬الفكرة من هم «الشباب» الذين تقوم عليهم دولة الشباب‪...‬على اعتبار أن هذا ما ندعو إليه و ما تهدف إليه كل أمة‪..‬‬ ‫الفكرة من هم الشباب؟؟‬ ‫المفروض أن سن الشباب من ال ‪ 15‬إلى ال ‪ 40‬أو إلى ال ‪ 50‬في أقوال مختلفة‪...‬المهم إن سمة هذه المرحلة‪..‬الطاقة‪..‬‬ ‫الحماس و العطاء‪..‬بمعنى أنه من المفروض أن تلك هى المرحلة الفاعلة في كل أمة‪...‬‬ ‫يعني‪ :‬عامة عندنا الشباب من ‪ 15‬ل‪ 22‬أو ‪ 25‬فى األغلب تشغلهم الدراسة وهم معتمدون اعتماد يكاد يكون كلى على أهلهم‬ ‫في مسئولياتهم‪»...‬فعال مش هزار»‪..‬‬ ‫في خالل ‪ 60‬سنة‪..‬تم تدمير الطاقة الشبابية تماما‪..‬قصف تلك الطبقة من الشعب وتجريفهم‪..‬و نزع أى عمق يملكونه‪..‬تعليم‪..‬‬ ‫وظائف‪»..‬نتف ريش» إن صح القول‪..‬‬ ‫يعني ‪:‬‬ ‫حضرتك وحضرتي نندهش كثيرا أن نرى شابا فى ال‪ 25‬مثال مثقفا ثاقافة حقيقية أو مسئول مسئولية حقيقية‪..‬أو يملك رؤية‬ ‫واضحة‪..‬أو ُر ّبى على أن يصبح قائدا أو فاعال فى المجتمع‪...‬‬ ‫تذكر الواليات المتحدة حين مألها الغليان خوفا من المعسكر الشرقى حينها‪..‬وكيف أنها صبت اهتمامها على خطط طويلة المدى‬ ‫بعينها استثمارا لشبابها ليكونوا هم حاملي تلك الفكرة‬ ‫يعني‪ :‬إن أردنا دولة شباب فعلينا تنشئة هؤالء «الشباب»‪..‬تنشئة لتحمل مسئولية الدولة ‪..‬األمر يشبه رجل غني يملك مؤسسة‬ ‫اقتصادية كبيرة‪..‬ر ّبى أوالده منذ الصغر على أن يرثوه‪...‬في مقابل رجل آخر رأى أنهم يشغلونه‪..‬فسطح أفكارهم و ر ّبى لديهم‬ ‫كل اهتمام ال يطرح فائدة وال يؤتي ثمار !!!‬ ‫من تنتظر منه النجاح؟؟‬


‫‪ ‬‬

‫يوميات رحلة منتدى الشرق من الصومال‬


‫خاطرة مهمة عن التواجد االستراتيجي األمريكي‪-‬التركي‪-‬المصري في القرن‬ ‫األفريقي ‪ -‬الصومال و مستقبلها‪...‬‬

‫‪ .4‬اإلمارات و مصر و السعودية‪....‬‬ ‫للكل مصالح في الصومال‪ ،‬مصر ستاتي طوعا أو كرها ألن عالقات مصر بالصومال تساوي ضغطا ولو ناعما‬ ‫على أثيوبيا و آمانا لمصر في ملف منابع النيل‪ ،‬و اإلمارات تتواجد اينما تواجدت ضرتها ‪-‬قطر‪ -‬و ستأتيكم‬ ‫السعودية‪ ...‬ستكون حفلة كبيرة في بالدكم‪ ...‬حفلة أكبر من جيوش ال ‪ 26‬دولة على سواحل الصومال‬ ‫اليوم‪ ...‬صبرا!‬

‫عن العالقة األمريكية الصومالية و أشياء أخرى‪:‬‬ ‫جدير بالذكر‪ ،‬أن الصومال في عهد زياد بري كانت‬ ‫تابعة للمعسكر الشيوعي‪ ،‬حتى مالت اثيوبيا لروسيا‪ ،‬و‬ ‫بالتبعية لم يقبل الصوماليون تبعية «العدو» األثيوبي‬ ‫لنفس الصديق الروسي‪ ،‬فتحولت الصومال للمعسكر‬ ‫األمريكي‪ .‬أمريكا كعادتها ايدت النظام القمعي في البالد‪،‬‬ ‫بغض النظر عن ويالته على الشعب‪ ،‬حتى اتت لحظة‬ ‫الربيع الصومالي في أوائل التسعينات‪ ،‬و دخل لعشرين‬ ‫عاما في زوبعة الدماء و الحرب األهلية و الحركات‬ ‫التحررية و سحل و قتل جنود السفارة األمريكية في‬ ‫شوارع مقديشيو في ملحمة يذكرها التاريخ‪ .‬و خرجت‬ ‫امريكا‪ ...‬لبضعة أعوام من الصومال‪ ،‬و احتاجت ان تعود‬ ‫مع ارتفاع وتيرة حرب الخليج و تهديدات ايران‪ .‬تواجد‬ ‫استراتيجي الزم في خليج عدن و مياه المحيط الهندي‪.‬‬

‫تفكير بسيط‪ ،‬يخبرك أنه في كل األحوال‪:‬‬ ‫تغير الصومال قد آن اوانه‪.‬‬

‫أحمد عبد الحميد‬

‫عادت أمريكا مع العمل على «افشال» دولة الصومال‬ ‫أكثر‪ ،‬أو ابقائها على تلك الحالة‪ ،‬ولم تعترف ابدا بأي‬ ‫من الحكومات الفدرالية التي نشأت إلى ايام قليلة مضت‬ ‫(يناير ‪ .)2013‬كانت األموال األمريكية تنفق كالتالي‪:‬‬ ‫‪ 650‬مليون دوالر أمريكي للقوات األفريقية‪ ،‬‬ ‫و ‪ 130‬مليون دوالر للجيش الصومالي‬ ‫‪ 360‬مليون إغاثة إنسانية في سنتين عاجلة‬ ‫‪ 54‬مليون للتنمية و أكثر من ‪ 200‬مليون لكل الجئي الصومال‪.‬‬ ‫(المصدر خطبة هيالري كلينتون في مؤتمرها الصحفي لالعتراف بدولة الصومال)‬ ‫الحظ أوال أن أغلب األموال التي تم انفاقها على «جيوش»‪ .‬و أن الجيوش األفريقية من جهة كانت تفرض‬ ‫سيطرتها على الصومال برعاية أمريكية و تناطح حركة الشباب أو الحركات التحررية عموما داخل الصومال‪،‬‬ ‫إن لم تتسبب نفسها في سقوط احد هذه الحركات (المحاكم اإلسالمية)‪ .‬‬ ‫المهم‪ ،‬امريكا غير مهتمة بتاتا «بالتنمية»‪ ،‬أمريكا تريد الصومال دولة «فاشلة» يلجئ إليها كل صاحب‬ ‫فكر «أصولي» أو «إرهابي» وال تهتم مطلقا بطلبات الصوماليين‪ ،‬اللهم إال في أعمال إغاثية ال تصل ل ‪%5‬‬ ‫من اجمالي المدفوع للجيوش و اإلغاثة‪ ،‬وربما ميزانية اعمال التنمية تشمل مصاريف مكاتب السي آي ايه‬ ‫الموجودة بالقرب من سواحل مقديشيو وعلى مسافة نظر من مطار مقديشيو‪ .‬مكاتب و هناجر طائرات بدون‬ ‫طيار‪ ،‬وكذلك سجون إلخفاء اعداء الحرية‪ .‬‬ ‫فجأة وبال مقدمات‪ ،‬قررت أمريكا دعم الحكومة الصومالية الجديدة‪ .‬فجأة و خير اللهم اجعله خير‪ ،‬هيالري مع‬ ‫رئيس الصومال معترفة بالدولة الجديدة و بالرئيس المنتخب و برلمانه‪ .‬فجأة بعد اسبوع واحد من زيارتنا‬ ‫للصومال!‬ ‫حسنا‪ ،‬‬ ‫لدي بعض التوقعات‪ ،‬أسأل لم حدث ذلك‪ ،‬و ال استطيع أن اجزم ولكن اريد ان افندها امامكم‪:‬‬ ‫‪ .1‬التدخل التركي في الصومال‬ ‫تركيا انفقت حوالي ‪ 160‬مليون دوالر‪ ،‬أغلبها في اعمال «تنموية»‪ .‬و ما رأينا في الصومال أنها قلبت‬ ‫الطاولة راسا على عقب في الصومال‪ .‬فجأة تملك الصوماليون «حلم الدولة» بعد ان زارها أردوغان‪ ،‬و‬ ‫تملكوا «الثقة» في أنفسهم‪ ...‬و في نفس الوقت يمليلون ميال عظيما في اتجاه تركيا ولهم كل الحق‪ .‬‬ ‫‪ .2‬قطر‬ ‫فجأة أيضا تدخل قطر بالتعاون مع تركيا‪« ،‬لتنمية» الصومال‪ .‬حدث وال حرج‪ ،‬الصومال ستخرج في غضون‬ ‫سنوات من دائرة الدولة الفاشلة ل ربما دولة مثل «اإلمارات» بما فيها من خيرات ينام عليها الصوماليون‪.‬‬ ‫‪ .3‬أمريكا‬ ‫هل ستقف أمريكا متفرجة؟ أم هل تنسق اصال في ذلك مع اآلخرين؟‬

‫بفعل األتراك‪ ،‬بفعل غيرهم‪ ،‬ستتغير الصومال‪ .‬خالص‪.‬‬ ‫و النتيجة‪ ،‬أن الصومال قدر له أن يدخل دورة حضارية جديدة من الصفر‪ .‬سيدخل حالة االستضعاف‪ ،‬ثم‬ ‫معركة الوعي و محاربة االحتالل‪ ،‬ثم محاربة االستبداد حتى الحرية‪ .‬هو نفس الطريق الطويل الذي يسير‬ ‫فيه كل بالد الربيع العربي‪ ....‬دورة حضارية من بضعة عشرات من األعوام او أقل‪ ،‬وحدهم الصوماليون‬ ‫سيحددون‪ .‬و الفرق أن الصومال الزالت في المهد‪.‬‬ ‫اخلص من كل ذلك‪،‬‬ ‫على اخواني الصوماليين‪ ،‬أن يعواا أن للكل مصالح في بالدهم‪ .‬و أن معركة تحرير الصومال الزالت طويلة‪،‬‬ ‫بعيدة المنال‪ .‬هي معركة اجيال متواصلة‪.‬‬ ‫ستبدأ الصومال في تأسيس دولة‪ ،‬يتم اختراقها باالقتصاد كغيرها‪ ،‬ستسرق ثروات بالدكم اكثر و اكثر‪...‬‬ ‫أمامكم معارك وعي‪ ،‬و من ثم معارك استقالل حضاري و سيادي‪ .‬وفي كل األحوال عليكم سير الطريق‪...‬‬ ‫مع تركيا‪ ،‬مع أمريكا مع قطر‪ ...‬مع اخوانكم العرب‪ ...‬في كل األحوال‪:‬‬ ‫الصومال تتغير‪ .‬لالحسن‪ .‬لديكم معارك من نوع مختلف اآلن‪ .‬ربما تقعون تحت شكل مختلف من االحتالل‪.‬‬ ‫لديكم معارك من نوع آخر‪ .‬‬ ‫بإمكانكم تعجيل وتيرة التغيير‪.‬‬


‫أحمد عبد الحميد‪ ‬‬

‫يوميات أرض ُبنت || مع وضاح خنفر‬

‫الزواج مجبنة مبخلة‪ ،‬هكذا قيل في األثر!‪ ‬‬ ‫لقد مررت بضعة مرات على تركيا‪،‬‬ ‫متزوجا‪ .‬و عليه كنت اعد العدة كل مرة‬ ‫للفيزا و لدخول اسطنبول في الطريق‬ ‫من أو إلى أوروبا طلبا لصينية الكنافة‬ ‫من سراي آخر شارع االستقالل‪ ،‬و دعما‬ ‫القتصاد تركيا‪ .‬كغير متزوج ولو مسافرا‪،‬‬ ‫ستتخلص من عبئ البخل و الجبن!‬ ‫في الطريق للصومال‪ ،‬علمت بأنه تم‬ ‫ترتيب لقاء لنا مع السيد وضاح خنفر‬ ‫المدير العام السابق لشبكة قنوات الجزيرة‬ ‫و الرئيس الحالي لمنتدى الشرق في‬ ‫مطار اسطنبول على عجالة‪ .‬و ألن وقت‬ ‫تحديد السفر و اإلعداد له كان محدودا‬ ‫جدا‪ ،‬فلم اوفق في الحصول على فيزا‪.‬‬ ‫في داخل المطار تحايلت بالقدر الكافي ألحصل على فيزا دخول السطنبول لساعتين و نصف تكفي ألن أقابل‬ ‫الرجل‪ .‬كنت سأفعلها من أجل الكنافة على أي حال‪ ،‬و لكن ساعتين مع الرجل بعام مع غيره‪ .‬‬ ‫منتدى الشرق يضعم ‪ 31‬شخصية عربية فكرية‪ ،‬منهم بحسب تدشين المنتدى في تونس شخصيات مثل‬ ‫رئيس تونس منصف المرزوقي و الشيخ راشد و فهمي هويدي‪ ...‬هو تشكيلة من المفكرين و الساسة و‬ ‫رجال األعمال معنيين بعالم العالقات و األفكار العربي‪ ،‬دعما للقضايا االستراتيجية فيما بعد الربيع العربي‪.‬‬ ‫بحسب وصف وضاح خنفر‪« :‬مظلة جامعة لقوى وتيارات سياسية ولقوى المجتمع المدني ورجال أعمال‪...‬‬ ‫هو محاولة الستثمار روح الثورة وانطالقتها‪ ،‬ونقلها إلى بعد إستراتيجي وإلى أولويات عميقة يلتقي عليها‬ ‫الجميع‪ ،‬فال يفرق بين تيار وأيدولوجيا وال فكر وال حزب”‬ ‫علمت أننا من الشباب المرشح ألول زيارة للمنتدى الشبابي لمنتدى الشرق‪ .‬و أن الزيارة للصومال‪ .‬من ذا‬ ‫الذي يذهب للصومال على أي حال؟‬ ‫حسنا‪ ،‬أعرف أن البعض يحمل المسئولية ما فتح له الباب ليحملها‪ ،‬الجمع الشبابي كان خليطا من الكتاب و‬ ‫رجال األعمال الشباب و الساسة و الناشطين من مختلف البالد العربية‪ ،‬ثالثة من مصر‪ ،‬و ثالثة من سوريا‪،‬‬ ‫و ثالثة من فلسطين‪ ،‬و ثالثة من تركيا‪ ،‬وتونسي‪...‬‬ ‫أتوا من بالد متفرقة لينظروا في أمر الصومال‪ .‬المهم‬ ‫قبل الرحلة‪ ،‬كان هناك فرصة في المطار للقاء وضاح‬ ‫خنفر لساعتين أو ثالثة‪.‬‬ ‫اللقاء كان ببساطة في نصفه األول مركزا على‬ ‫الصومال و على تاريخها من أيام بلقيس و سيدنا‬ ‫سليمان‪ ،‬و األهمية االستراتيجية لموقع الصومال منذ‬ ‫إذ مرورا بكل حقب التاريخ‪ ...‬و نظرة متأنية للوضع‬ ‫الحالي‪.‬‬ ‫حتى تلك اللحظة‪ ،‬كنت قد ذاكرت جيدا الصومال و‬ ‫تاريخها خصوصا مع بداية الحرب العالمية األولى‬ ‫و كيف تم تقطيع الصومال على يد اإلنجليز ثم غزا‬ ‫اإليطاليون غزوا على غزو اإلنجليز ثم هزموا وعادت الصومال لإلنجليز‪ ،‬ثم اتفقوا فيما بينهم على تقطيعها‬ ‫لصومال إيطالي و آخر إنجليزي و جيبوتي الفرنسية‪ .‬تماما كما يتم تقطيع الكعكة بين حضور لحفل عيد‬

‫ميالد‪ .‬قتل الصومال الكبير‪ ،‬و اكلت منه كينيا و اثيوبيا ما أكلوا‪ ،‬و يمر الزمن و تتقلب الصومال ما بين‬ ‫المعسكرين الشيوعي و الرأسمالي‪ ،‬و تكون الحرب سجال بينهم و بين أثيوبيا‪ .‬سأكتب تفصيال في تاريخ‬ ‫الصومال‪.‬‬ ‫المهم‪ ،‬كنت أظن أني وألول مرة أجلس أمام الرجل و أنا مستعد له!‬ ‫كنت قد قابلته قبلها بعامين في مكتبه بالجزيرة‪ ،‬ضمن عدد من كتاب الجزيرة توك‪ ،‬و لمست فيه جهلي‪ .‬‬ ‫كان ينظر للخريطة على أنها أجزاء مقسمة بحسب اللغة و بحسب األهمية الجغرافية و االستراتيجية‪ .‬يتحدث‬ ‫عن حركات التحرر في شتى بقاع العالم‪ .‬عن البيساريو و األمازيغ‪ ،‬عن ذلك التاريخ العميق بيننا‪ .‬و أنا‬ ‫غارق في ملذات ما أعرف من العلوم التقنية‪ .‬يومها قررت أن أستعد للرجل جدا‪ ...‬في المرة التالية‪ .‬و قد‬ ‫كان‪ ،‬على مدار عامين ذاكرت بما يكفي‪ .‬و حضرت أمامه كأي طالب دحيح‪ ،‬سأذكر هنا واقعتين فقط‪ .‬‬ ‫في معرض الحديث عن حركة الشباب الصومالية و نشئتها و كيف التزمت الجهاد المسلح و مال لها جموع‬ ‫الشعب الصومالي‪ ،‬ثم مال عنها ألسباب مختلفة منها تركهم الدفاع عن مناطق خاضعة للمحاكم اإلسالمية‬ ‫تنهار أمام الغزو األثيوبي للصومال‪ ،‬و أمام أحد حوادث التفجيرات في كبرى األسواق الصومالية (سوق‬ ‫بكارة) و اختالف حركة الشباب مع التجار في السوق‪ ،‬بعد ان كانوا يدعموهم‪ ...‬إلخ‪ .‬إلى تلك النقطة في‬ ‫التاريخ التي بحسبه أن بن الدن رفض انضمام الشباب للقاعدة‪.‬‬ ‫قاطعته بأنه على حد علمي‪ ،‬الشباب تتبع القاعدة و أنه بن الدن قد بارك االنضمام‪ .‬و أني قرأت ذلك‪ .‬‬ ‫قال‪ :‬ليس كل ما تقرأ صحيحا‪.‬‬ ‫ثم أكمل‪ ،‬بن الدن لم يكن يريد أن يعطي ذريعة لألمريكان للتدخل في الصومال مرة أخرى‪ ،‬كان معارضا‬ ‫النضمام حركة الشباب للقاعدة‪ ،‬ولو تبعوه فكريا‪ .‬بعد وفاة بن الدن‪ .‬وافق الدكتور أيمن الظواهري على‬ ‫االنضمام‪ ،‬وهو ثابت و معلوم‪ .‬و ماذا كانت النتيجة؟ ما حذر منه بن الدن‪ ...‬اآلن جيوش اكثر من ‪26‬‬ ‫دولة على سواحل الصومال‪ ،‬و عدد من أجهزة المخابرات تعبث بالبلد و تفسدها دفاعا عن الدولة ضد‬ ‫«اإلرهابيين”‪ .‬‬ ‫و أتممنا الحديث بتحليل دور الشباب و تحيزات الصوماليين‪ .‬المهم‪ .‬الدرس البسيط‪ ،‬أن تقرأ شيء‪ ،‬و أن‬ ‫تذهب لتعاين بنفسك شيء‪ ،‬و أن تكون في واقع الحدث شيء آخر‪ .‬ولكن هناك حد أدنى من المعرفة يجب أن‬ ‫تملكه على األقل حتى تتمكن من لم خيوط المشكلة‪ ،‬أي مشكلة‪.‬‬ ‫في النصف اآلخر من نقاشنا‪ ،‬كان دردشة عاما في قضايا مختلفة‪ ،‬مرة أخرى كنت أظن اني تلميذا جيدا‪ .‬ذكر‬ ‫يوم ‪ 8.8.2008‬وهو يوم ال أنساه أنا ألنه اليوم الذي من هللا علي فيه بأول براءة اختراع اوروبية أمريكية‬ ‫و أول يوم أرى فيه النور في بحثي‪ ...‬يوم فعال تاريخي بالنسبة لي‪ .‬قال أنه في جلسة مع عدد من رؤساء‬ ‫العالم‪ ،‬منهم بوش و بوتين و رئيس الصين و رئيس شبكة البي بي سي و هو كرئيس لشبكة الجزيرة و‬ ‫آخرين كثر‪ .‬و أنه كاان يوم افتتاح األلعاب األوليمبية‪ ،‬و أنه شاهد بنفسه تلك اللحظات التي نظر فيها في‬ ‫هاتفه و هم جلوس‪ ،‬والعالم كله منتبه الفتتاح األلعاب األوليمبية‪ ،‬و أنا في معملي الصغير في بلجيكا ال أدري‬ ‫ما الذي يدور في العالم‪ ،‬و شريط أخبار الجزيرة يكتب‪ :‬القوات الروسية تدخل جورجيا‪ .‬و قال أنه تابع كيف‬ ‫سعد بوتين و ابتسم‪ ،‬بينما جهم وجه صاحبنا األمريكي‪.‬‬ ‫حتى تلك اللحظة‪ ،‬كان آخر كتاب تابعته عن جورجيا كان من اصدار ‪ ،2008‬كاي طالب «دحيح»‪ ،‬كنت قد‬ ‫تابعت كيف تحولت جورجيا من المعسكر الشيوعي للمعسكري الرأس مالي على يد أمريكا‪ ،‬كيف أصبح مسقط‬ ‫رأس ستالين أمريكيا خالصا‪ .‬أمريكا كانت تستغل جورجيا تمهيدا لتهديد روسيا‪ .‬روسيا قلبت الدنيا كلها على‬ ‫رأس أمريكا‪ ...‬هكذا تدار قواعد اللعبة االستراتيجية‪ .‬و أنا جالس في مكتبي الصغير في بلجيكا أناطع ‪100‬‬ ‫بيكو ثانية‪ ،‬و لما فتح هللا علي وقررت أن أتابع ‪ ...‬الزلت متأخرا‪.‬‬ ‫المهم‪ ،‬في معرض حديث وضاح خنفر‪ ،‬تحدث عن الشباب المصري خصوصا بأنه يحمل مسئولية كبرى‪ ،‬و‬ ‫الناس يحبونكم ‪-‬معشر المصريين‪ -‬و أنه في المقابل‪ ،‬الشباب المصري منكفئ على ذاته‪ ،‬محدود الرؤية ال‬ ‫ينظر للصورة األكبر للعالم العربي و للعالم كله‪ .‬و في المقابل‪ ،‬ترى الكثير من الشباب المغرور الغير عامل‬ ‫اصال و الغثر مدرك للواقع العالمي و ال حتى العربي‪.‬‬


‫الدرس المستفاد‪ :‬‬ ‫حتى بعد ان تذاكر‪ ،‬يجب أن تتابع أدق تفاصيل العالم و تحركاته‪ ،‬هذه سمات أولئك الذين قدر لهم أن يغيروا‬ ‫في األرض‪ .‬جميل أن تظل حبيس معملك‪ ،‬ولكن كخطوة أولى يجب أن تخرج من المعمل لوعي و إدراك‬ ‫بالحاصل حولك في الكون‪ .‬‬ ‫لن تكفي الكتب‪ ،‬ستحتاج آسفا ألن تمد يدك للدنيا‪ ،‬ألن تتابع آخر ما صدر في الدنيا‪.‬‬ ‫هم يريدوك في الدنيا عبدا‪ ،‬لألحداث العالمية ولو كانت األلعاب األوليمبية أو كأس العالم‪ ،‬بينما أولئك الذين‬ ‫يغيرون العالم ال ينامون‪ ،‬ال يهدأون يستغلون كل لحظة غفلة‪ .‬ونحن نعطيهم الغفلة‪ ،‬مضافا عليها الجهل‪،‬‬ ‫وقلة العمل‪.‬‬ ‫معشر أحبائي‪ ،‬لدينا معارك شتى‪ ،‬مع الوعي بالتاريخ‪ ،‬و مع ادراك الواقع‪ ،‬و من ثم العمل على تغييره‪.‬‬ ‫دمتم بعمل‪ ،‬و ووعي و أثر‪.‬‬

‫يوميات أرض ُبنت (الصومال‪ ،‬أرض اآللهة و البخور)‬

‫أحمد عبد الحميد‬

‫دي أول صورة ح تشوفها لما تدخل الصومال‪.‬‬ ‫المطار إهداء من «الشعب التركي»‪ .‬خلي بالك مش‬ ‫من «الحكومة» من «الشعب”‪.‬‬ ‫ألن اللي عمل المطار هي منظمة «تيكا» األهلية‪.‬‬ ‫في خالل أيام اشارك معكم صور من مشاريع التيكا‬ ‫«الوهمية» في الصومال‪ ،‬إن شاء هللا‪ .‬‬ ‫يكفي أن تعرف‪ ،‬انهم قاموا بإعداد المطار‪ ،‬و‬ ‫تجهيزه بالشكل الذي يكفي ألن تنظم التركية‬ ‫للطيران رحلتين في اإلسبوع لمقديشيو‪-‬الصومال‪.‬‬ ‫مضافا إلى ذلك فإنهم امنوا عملية البناء‪ ،‬ثم تركوا‬ ‫تأمينه للقوات األفريقية‪ ،‬و بدون أي تواجد أمني‬ ‫تركي‪ .‬ولكن موظفي الجوازات تجد منهم ممثلين‬ ‫لألتراك‪ ،‬ألن الطائرات هي طائرات التركية كما‬ ‫أسلفت‪ .‬‬ ‫تذكر‪ ،‬أن الشيخ الكويتي عبد الرحمن السميط‪ ،‬كان يأتي للصومال بأي شكل‪ ،‬كان يحاول الوصول للصومال‬ ‫و أهلها ولو في طائرة شحن محملة بالقات (من المخدرات)‪ .‬رحمه هللا و غفر له‪ ،‬أسس هناك جامعة‬ ‫«سيميد»‪ ،‬وربما هي الصرح العربي الوحيد الذي يشار له بالبنان في الصومال‪ .‬رحمه هللا حيا و غفر له بما‬ ‫بذل لوصل أرض الهجرة األولى (الصومال) ببقية الجسد العربي‪.‬‬ ‫ربما تذكر تلك الصورة للطائرة التي كانت مفرغة على جانب الطريق‪ ،‬تماما و كأنك تشاهد فيلم نيكوالس‬ ‫كيدج «لورد الحرب»‪ .‬اليوم أصبح في مقديشيو مطار‪ ،‬و أصبحت متصلة بالعالم بسبب الجهود األهلية‬ ‫التركية‪( .‬بدفع حكومي)‪ .‬و عليه فإن المطار نفسه كسر الكثير من عزلة الصومال‪ ،‬التي مع وجود سواحلها‪،‬‬ ‫فإنها حبيسة جيوش ‪ 26‬دولة‪ ،‬و قراصنة يعملون كخفر سواحل صومالي!‬

‫ ‬

‫يوميات أرض ُبنت (الصومال‪ ،‬أرض اآللهة و البخور) من مؤسسة يردم‪-‬‬ ‫إيلي (يرديميلي)‬ ‫أحمد عبد الحميد‬ ‫كانت خطبته في منتهى القصر و التركيز‪ ،‬قال ببساطة‪ :‬استلهمنا فكرة مؤسستنا من مفهوم الهجرة‪ ،‬و من‬ ‫«إنما المؤمنون إخوة»‪ ،‬قالها بصدق‪ .‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن مؤسستنا تعمل على مؤاخاة األسر الصومالية بنظرائها في تركيا‪ .‬لدينا اآلن أكثر من ‪ 6‬آالف‬ ‫اسرة تآخي اسرة نظيرة لها في الصومال‪ ،‬و لقد بدأنا في التوسع في أكثر من ‪ 10‬دول أخرى بنفس المبدأ‪.‬‬ ‫بموجب التآخي تعاون كل أسرة تركية‪ ،‬أختها في الصومال‪ .‬و يأتي فرد من األسرة لتسلم حقه من اخوته في‬ ‫تركيا‪.‬‬ ‫وقتها‪ ،‬ظننت أني سمعت اآلية كثيرا‪ ،‬وسمعت بها خطبا كثيرة مطولة بها كل ذلك الوصف لحال األنصار و‬ ‫المهاجرين‪ ...‬ولكن ربما لم أر الفكرة واضحة بهذا الشكل‪ .‬سمعت بمبادرات متقطعة من آن آلخر‪ ،‬ولكن لم أر‬ ‫عمال نظاميا بهذا الحجم‪ ...‬‬ ‫في مدخل مبنى المؤسسة بالصومال‪ ،‬رأينا بضعة مئات من الصوماليين‪ ،‬قد ملئوا مدخل المؤسسة و ساللمها‬ ‫و قيل أن الحال هكذا يوميا‪ ...‬‬ ‫يتبع‪....‬‬ ‫‪--------‬‬‫المؤسسة التركية المعنية بالفكرة‪ :‬يردميلي‪:‬‬ ‫تويتر‪ yardimeli@ :‬‬ ‫فيس‪-‬بوك‪Yardımeli Derneği :‬‬ ‫تفضل بزيارة صفحتهم على فيس بوك‪ ،‬وشاهد بنفسك مشاريعهم في الصومال‪.‬‬


‫يوميات‪ ،‬رحلة الصومال ‪-2013‬االنسانية‬ ‫في مخيمات األطباء في الصومال‪ ،‬الطبيبات األتراك‪ ...‬كانوا حلوين (بصراحة ‪ ):‬و مش تيار إسالمي خالص‪.‬‬ ‫تيار «أوه ال ال» جدا‪ .‬ايه اللي ودا دول هناك في الصومال؟‪ ‬‬ ‫يعني عموا أردوغان أقنعهم ازاي انهم يروحوا بلد الحالة األمنية فيها وقتها صفر‪ ،‬و يخدموا اهلها عشان‬ ‫مشروع تركي الردوغان؟ مع العلم انهم ممكن يبقوا مش بيطيقوا اسم اردوغان؟‬ ‫في السياسة كلمة «المصلحة» عابرة لأليديولوجيا‪ ...‬بس بين «الشركاء» في مشروع سياسي‪ .‬بين أبناء‬ ‫الوطن الواحد في كلمات تانية عابرة لأليديولوجيا زي «اإلنسانية»‪ .‬هي رايحة تخدم «اإلنسانية»‪ ...‬و في‬ ‫نفس الوقت عمو اردوغان مستغل الجميع في المشروع السياسي األكبر لتركيا‪ ،‬و من غير ما يسيب فرصة‬ ‫لتيارات تانية خارج تركيا تحتوي حتى أعداء مشروعه «الفكري”‪.‬‬ ‫القصد‪ :‬‬ ‫لو صدقنا إن فيه حاجة اسمها «تيار إسالمي» ‪ ،‬فإن عليه أن يخلق التيار المسمى ب «تيار أساسي» جامع‬ ‫لكل القوى و األطياف‪ ،‬و أن يتم إجبار الجميع عليه بتبني كلمات عابرة دائما لأليديولجيا مثل‪ :‬المصلحة أو‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫تلك المحددات االساسية إلطار «التيار االساسي أو الرئيسي»‪ ،‬و كل خارج عليها هو خارج على الدولة‬ ‫نفسها‪ .‬أما تسمية اإلطار «باإلسالمي» فإنه بالضرورة يخرج من اللعبة كل ما هو «غير إسالمي» و يجعله‬ ‫قوة تطرح من القوة الجامعة ال تضيف عليها‪ .‬‬ ‫حد فاهم حاجة؟‬ ‫(غير إن أهل تركيا حلوين حتى في الصومال) ‪)-:‬‬

‫من الخوف !‬ ‫اكتر مرة حسيت بيها في خوف‪ ،‬لما ركبت عربية مصفحة لشخص مهم‪ ،‬كان وقتها الراجل مهدد بالقتل من‬ ‫رئيس عربي‪ ،‬و حكمت الظروف و ركبت عربيته المصفحة‪ ،‬الزجاج بتخبط عليه مش بيطلع صوت‪ ،‬و مش‬ ‫باين مين اللي جوة‪ ...‬كنت رايح اجيب حاجة حلوة (شيكوالته و كوباية قهوة)‪ ،‬روحنا في عربيته انا و‬ ‫صديق‪ .‬كم «الوجل» اللي كنت فيه ما كانش طبيعي‪ ،‬مع إن المفروض العربية لو ضربها صاروخ ما فيش‬ ‫حاجة ح تأثر فيها!‪ ‬‬ ‫المهم فهمت‪ :‬إن مهما كنت «متأمن» إنت واقعيا من جوة «هش» و ضعيف‪ .‬العربيات المصفحة مش‬ ‫بتحمي‪ ،‬وال حتى الحراسة‪.‬‬ ‫لما روحت كينيا من سنة‪ ،‬اخدت شوية تطعيمات‪ ،‬اغلبها بتؤدي لكوابيس و هالوس‪ ...‬تطعيمات ضد قائمة‬ ‫طويلة من األمراض‪ ،‬المهم‪ ،‬يومها حسيت بالخوف حتى من األكل و الشرب و الهوا‪ .‬كان الزم تستخبى‬ ‫داخل ناموسية بتغطي السرير كله‪ ،‬و ترش جسمك بمضاد للناموس و الحشرات‪ ،‬و اقعييا الهوا نفسه ممكن‬ ‫يقتلك‪ ...‬الخوف ممكن يسيطر على عقلك بشكل مش طبيعي‪ .‬لغاية ما حسيت بلحظة «تحرر» من الخوف‪...‬‬ ‫و بقى كله عادي‪ ،‬مش خايف من الموت!‬ ‫في كينيا‪ ،‬قربنا من األسد يمكن ‪ 3‬متر‪ ،‬في عربية مكشوفة‪ ،‬و قربنا من الفهد ‪ 100‬متر و هو جعان في‬ ‫عربية سرعتها ما بتجيبش ‪ 80‬كم في الساعة في طريق ممهد‪ ،‬و مفتوحة من كل حتة‪ ،‬و ما ينفعش تتفاهم‬ ‫مع الفهد‪ ...‬ايامها حسيت ان ممكن تخسر عمرك في ثانية بسبب الخوف نفسه و إن أصغر كائن في األرض‬

‫ممكن يخلص عليك‪ ...‬في حاجز للخوف الزم تخطيه‪.‬‬ ‫في الصومال‪ ،‬ما خوفتش من األمراض‪ ،‬كنت خطيت حاجز خوف المرض‪ ،‬و ما كنتش بخاف من الحراسة‬ ‫بس كنت بخاف من «الرصاص»‪ .‬لما وصلت و ضاعت الشنطة في المطار‪ ،‬روحت مع كتيبة صغيرة في ‪3‬‬ ‫عربيات نشتري لبس ليا من وسط البلد‪ ،‬خوفهم ما كانش مفهوم‪ ،‬انا عادي‪ .‬بعد كدة عرفنا ان «الشباب»‬ ‫بياخدوا ثواب كبير في قتل األجنبي‪ ،‬بس ده لو كان اجنبي‪ ،‬انا مسلم و عربي‪ ...‬و يمكن شبه االتراك‪ .‬اخاف‬ ‫ليه؟ المهم‪ ،‬البلد طعلت اءمن من اللي كانوا بيحكوا عليه‪ ،‬حتى ولو كانت الشواطئ مليانة عساكر و الشوارع‬ ‫بالليل كلها كمائن و دبابات امم متحدة بتوقفك و مسدس في وشك‪ ...‬حاسس اني اجماال خطيت حاجز الخوف‬ ‫من اي حد‪.‬‬ ‫من رئيسي في العمل‪ ...‬اي عمل‪ ،‬و من اي واحد‪ ...‬احساس انك بتقرب من الموت ‪ ،‬و انك مستنيه اكتر ما‬ ‫هو مستنيك بيدي حالة طمأنينة غريبة‪ ...‬غير حالة «الوجل» و «الخوف» من المجهول أو تصيد اآلخرين‪.‬‬ ‫احساس «التجرد» من الدنيا بهمومها و بإن كل أمر انت مسئول عنه عامل حسابك و مخلي حد يكمل طريقه‬ ‫مكانك حتى لو انت اختفيت‪ ،‬بيدي شعور بالسكينة‪ .‬انك تكتب وصيتك قبل ما تمشي وانت مرتاح و سعيد‪ .‬‬ ‫في فرق ما بين طلب الموت وانت «هربان» من الدنيا‪ ،‬و بين انتظاره بأمر هللا و عدم الخوف منه وانت‬ ‫بتعمل اللي تقدر عليه‪ .‬‬ ‫في خوف واحد ما ينفعش يسيب قلبك‪ ،‬ما ينفعش تطمن لرحمة هللا و كرمه‪ ...‬وانت عارف ان ربنا «عادل»‪.‬‬ ‫الرحمة و الكرم و العدل الزم يتوفوا‪ .‬يعني ما تأمنش حالك مع ربنا‪ ...‬و تعمل غلط‪ ،‬و انت عارف ان ربنا‬ ‫زي ما هو كريم و رحيم‪ ...‬هو عادل‬

‫أول حديقة أطفال في الصومال منذ ‪ 21‬عاما‬ ‫اهداء من الشعب التركي للشعب الصومالي‪.‬‬ ‫‪First children park in Somalia since 21 years, a gift from Turk‬‬‫‪.ish people‬‬ ‫الحديقة عبارة عن سور‬ ‫صغير‪ ،‬و شوية رمل‪ ،‬و كام‬ ‫لعبة‪ .‬و المخيم كله طاير من‬ ‫الفرحة بالحديقة‪ .‬وكل األطفال‬ ‫هتفوا باسم اردوغان بسببها‪.‬‬ ‫تركيا صرفت اقل من ‪300‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬غيرت بيهم‬ ‫شكل الصومال تماما‪.‬‬ ‫‪Somalia Jan-2013‬‬


‫ان اجتماع القبائل و العشائر الصومالية «تيكا» هي المنظم‪( ... ،‬سأكتب المزيد في الملف التركي)‬

‫القوات األفريقية في الصومال‬

‫ ‬

‫أحمد عبد الحميد‬

‫كلمة سريعة عن القوات األفريقية في الصومال و قوة تركيا في‬ ‫الصومال‪:‬‬ ‫‪ -‬القوات األفريقية تحمي المنشآت الحيوية كلها‪ ،‬و بالتعاون مع‬‫قوات األمم المتحدة‪ ،‬اعترضنا بالمساء دوما كمائن في الظالم من‬ ‫قوات األمم المتحدة‪.‬‬ ‫‪ -‬ينظر للقوات‪ ‬األفريقية على انها قوات «شر البد منه»‬‫يحسب الصوماليين في حديثهم «سرا» أنهم (األفارقة) اقل منهم‬ ‫شأنا‪ ،‬و في نفس الوقت يلعنون تبدل الحال الذي جعل هؤالء‬ ‫يقومون بحمايتهم‬ ‫‪-‬البديل عن القوات األفريقية‪ ،‬هو ما عرف ب «امراء الحرب»‪،‬‬‫يفرضون الجباية على الناس‪ .‬تاريخ الصومال ثري جدا بتقلبات سياسية مختلفة حتى على المستوى الدولي‬ ‫و ميلها من المعكسر االشتراكي للرأس مالي و العكس في خالل الحرب الباردة‬ ‫‪-‬وصل الحال ب «الشباب» بوصف اهل مقديشيو‪ ،‬أن جعلوا شارعا للرجال و آخر للنساء‪ .‬في وقت من‬‫األوقات كانت الصومال كلها تدعم «الشباب» بحسب ما فهمنا‪ ،‬حت أن اكبر أسواق مقديشيو كان تجاره‬ ‫يدعمون «ماديا» حركة «الشباب»‪ .‬إلى أن تمت تفجيرات في سوق «بكارى» (بكارة) و انقلب الناس على‬ ‫«الشباب» ألنهم اضروهم في ارزاقهم‪.‬‬ ‫‪-‬تعداد مقديشيو ‪ 2‬مليون‪ ،‬المفترض‪ .‬ولكن ما رأينا في الواقع اقل من ‪ 500‬ألف نسمة‪ ،‬واضح جدا أن‬‫اآلالف تركوا المدينة خوفا من ويالت الحرب األهلية‪.‬‬ ‫‪-‬التيار السلفي و اإلخوان في الصومال‪ ،‬تم تقسيمهم لتيارين آخرين‪ .‬ما بين مدرسة جهادية و مدرسة تؤثر‬‫السالمة‪ ،‬و أخرى تؤثر التربية‪ ،‬و إخوانية اميل للعمل السياسي‪ .‬يلحق تفصيل‪.‬‬ ‫‪-‬الشعب الصومالي ذكي جدا‪ .‬يعرف مثال أن تواجد القوات األفريقية بحسب رئيس احد الدول المجاورة‪،‬‬‫متواجد «لتحرير الصومال من المسلمين العرب»‪ .‬أي هي في جوهرها حرب أخرى للدين‪ .‬ولكن ماذا عسانا‬ ‫أن نفعل؟ (هكذا يقول الصوماليين)‬ ‫‪-‬قابلنا وزير الداخلية و الخارجية الصومالي‪ .‬و عددا كبيرا من المنظمات التركية‪ .‬في ظل وجود جيوش‬‫اكثر من ‪ 26‬دولة‪ ،‬تبدو الحكومة ضعيفة‪ ،‬خاصة و انها ال تملك اصال ماال لتدفع اجور الجيش‪ .‬سمعنا عن‬ ‫مصطلح صومالي ألولئك الذين يعملون بدون اجر‪ .‬الجميع يعمل على «افشال» الحكومة‪ .‬اكاد اقطع ان رئيس‬ ‫مؤسسة «تيكا» التركية‪ ،‬و هي منظمة «اغاثية» يملك صالحيات اكبر من اي وزير في الصومال‪ .‬خذ مثال‪،‬‬

‫‪-‬مقديشيو بعد الساعة الثامنة مدينة اشباح مخيفة‪ ،‬و في الصباح اقرب لقرى مصر البدائية جدا جدا‬‫جدا‪ .‬البرلمان وكل ما يمت للدولة بصلة مليء بالثقوب من اثر الرصاص‪ .‬و المباني المحطمة على جانبي‬ ‫الطرقات‪ ،‬اثر الحرب األهلية في كل مكانز‬ ‫‪-‬الجميع ممن قابلنا من الشباب متفق على اهمية رحيل كل القوات‪ ،‬ولكن كيف؟؟ خاصة وأن الدعم‬‫«الشعبي» الذي كان يحصل عليه الشباب لفترة من الزمن قد انهار‪ .‬بسبب اشياء مختلفة‪ ،‬من اختطاف‬ ‫لالطفال‪ ،‬و ضغط على الناس في حياتهم العادية‪ ...‬و حرمانهم حتى في مخيماتهم من ابسط سبل األمن‪ .‬‬ ‫‪-‬في ظل هذا الوضع المعقد جدا جدا‪ ،‬وحدهم األتراك و بعدد قليل من الجنود يعملون في «الجوازات»‪ ،‬بعد‬‫ان انشأوا المطار‪ ،‬و بعدد مهول من المنظمات المدنية‪ ،‬يقومون ببناء الصومال‪ .‬سأشارك فيديو عما قريب‬ ‫في احد المخيمات و اهل المخيم يهتفون‪ ‬‬ ‫«ترك و صومال اخوات» ثم يهتف المخيم كله «اردوغان»‪ .‬لالتراك عشق بعملهم في الصومال يفوق‬ ‫التصور‪ .‬‬ ‫‪-‬الشارع الوحيد المرصوف و به إضاءه‪ ،‬رصفه األتراك‪ ،‬المستشفيات تركية‪ ،‬األطباء يذهبون في معسكرات‬‫كل ‪ 50‬يوم فوج‪ ،‬ليعالج ‪ 500‬مريض كل يوم‪ ،‬األتراك يقومون ببناء مصانع لتعينهم على البناء‪ ،‬ارسلوا‬ ‫فرن متنقل للمخيمات‪ ،‬اول حديقة اطفال وهي عبارة عن قطع العاب بالية‪ ،‬هي تركية‪ ،‬اول مدرسة لألطفال‬ ‫تركية‪ ،‬منذ ‪ 21‬سنة‪ ...‬تركيا تبني «أول» كل شيء‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫في الوقت الذي تتسابق فيه الدول على حشد قواتها داخل الصومال‪ ،‬تركيا تحشد منظمات العمل المدني و‬ ‫تعطي العديد من المنح للطلبة الصوماليين في تركيا‪ ،‬وال تستعين بالعسكر إال لتدريب الجيش الصومالي‪،‬‬ ‫هي «القوة الناعمة» في ابهى صورها‪ .‬في الوقت الذي اشتبك فيه الجميع بالسالح‪ ،‬او في سرقة خيرات‬ ‫الصومال‪ .‬‬ ‫طريقة تركيا في التغيير في الصومال مختلفة تماما عن طريقة تغيير بقية اطراف الملعب‪ .‬وجود القوات‬ ‫األفريقية واقع مؤلم‪ ،‬لن يغيره إال تعليم الصوماليين‪ ،‬و إعطاؤهم كافة اسباب «التحرير» الكامل‪ .‬ثم تبدأ‬ ‫معركة «السيادة»‪.‬‬ ‫ال يمكن الحديث عن «سيادة» ا لصومال‪ ،‬في وقت ال يملك فيه اصال مكونات مجلس محلي‪ ...‬وال أقول دولة‪.‬‬ ‫نحتاج لنقل الصورة لكم كما رأيناها‪ ،‬و مرة اخرى كما ذاكرناها و ما الذي تغير بين ما قرأنا في الكتب و‬ ‫التقارير و ما شاهدنا‪ .‬احتاج ان انقل انطباعات شخصية‪ ،‬و صور غريبة لشواطئ عليها حرس‪ ،‬و مدمنون‪،‬‬ ‫و اناس طيبون‪ ،‬و أمل و خوف‪ ...‬الصومال كنز مشاعر انسانية‪ ،‬و معلومات استخباراتية و كنوز طبيعية‪....‬‬ ‫سيتبع حوار طويل مني و من عماد الدين السيد عما قريب‪ .‬بس نرتاح بعد اذنكم!‬ ‫صدقا أخبركم‪ ،‬لقد تعلمنا الكثير في هذه الرحلة‪.‬‬


‫ثالثينيات || ُبنت – ‪1‬‬ ‫أحمد عبد الحميد‬ ‫المعلومات المبدئية عن ُبنت(بضم النون)‪:‬‬ ‫بلد به ‪ 14‬ألف «مجاهد» (بين قوسين)‪ ،‬ضد حكومة‬ ‫منتخبة‪ ،‬و ليدة‪ ،‬تملك جيشا مكونا من ‪ 17‬ألف جندي‪،‬‬ ‫لديهم مشاكل في تقاضي رواتبهم‪ ،‬و مشاكل إدارية‪ ،‬يحمي‬ ‫المنشئات الحيوية‪ ‬الجيش األوغندي‪ ،‬و يقاتل المجاهدين‬ ‫جيوش افريقية متحدة برعاية اجنبية في مناطق متفرقة‪.‬‬ ‫األخبار‪« ،‬قتل» ثم «قتل» ثم «قتل» ‪ ...‬واضح انه ال يتم‬ ‫سب أي شخص في تلك البالد‪ 18 .‬صحفي تم اغتيالهم‬ ‫العام الماضي‪ ،‬السماء بحسب المقاالت مسرح للــ‬ ‫‪drones‬‬ ‫طائرات أمريكية بدون طيار‪ ،‬تستخدمها مكاتب المخابرات األمريكية القائمة بالقرب من المطار في اصطياد‬ ‫اعداء «الحرية»‪ .‬موقع استراتيجي يجعلها تملك زمام ناقالت البترول العالمية من و إلى العالم القديم بكفتيه‬ ‫آسيا و أوروبا‪ ...‬حكومة جديدة‪ ،‬و رئيس شاب ‪ 55‬عاما‪ ..‬حركات و قبائل و نزاعات و انقسامات و أموال‬ ‫تبرعات يتم مصها في عاصمة الدولة المجاورة «نيروبي» (كينيا) قبل أن تصل ألصحابها‪ .‬في‪ ...‬‬ ‫الصومال‪.‬‬ ‫حديث عن العبين دوليين‪ ،‬في ساحة معركة‪ ،‬افشلت الدولة‪ .‬اشهر االعبين تركيا‪ ،‬و مصر و جنوب افريقيا‬ ‫في مرحلة اإلحماء‪ .‬بوارج اإلنجليز و األمريكان و مخاباراتهم في خضم الحدث‪ ...‬و دوال خليجية تنضم للعبة‪.‬‬ ‫أموال طائلة في بلد في الحالة «صفر»‪ ،‬مثال حي لكيف تجتمع الثروة و الفقر في بقعة واحدة‪.‬‬ ‫تاريخ مليء بأسماء غريبة‪ ،‬ك صومال إيطاليا‪ ،‬و صومال إنجلترا‪ ،‬و الصومال الكبرى‪ ،‬و الصومال‬ ‫الكنفيدرالية‪ ...‬‬ ‫المهم‪ ،‬بحسب األجداد‪ ،‬أسمها ارض «بنت» بضم النون‪ ،‬أي أرض اآلليهة‪ ...‬أرض العطر و البخور‪ .‬لطالما‬ ‫اعتبرها المصريون حجر زاوية في أمنهم و أمن بحارهم االستراتيجي‪ ،‬فاحتوتها رعايتهم‪ .‬حتى انهارت‬ ‫الحضارة المصرية‪ ،‬و تركت الصومال كالبكر في محفل ضباع جائعة‪.‬‬ ‫باألمس‪ ،‬ناطحني ذلك الشعور عند العودة للمنزل‪ ،‬سألت نفسي‪:‬‬ ‫مالك و مال الصومال؟‬ ‫أجبت‪ :‬و إن قال الجميع‪ ،‬مالنا و مال غيرها؟‪ ‬‬ ‫من يكون؟ من الذي يختار ؟‬ ‫سألني عزيز‪ :‬أي أحمق ذلك‪ ،‬الذي يذهب هناك‪ ،‬أهناك مال؟‬ ‫أجبت بابتسامة‪:‬‬ ‫ما عند هللا خير و أبقى‪ ...‬ما عند هللا خير و أبقى‪.‬‬ ‫‪ ...‬يتبع‪.‬‬

‫مقاالت عماد الدين السيد‪:‬‬

‫رحلة الصومال‬ ‫ ‬ ‫شعور غريب إنك «تتطعم» بعد ما كبرت ومكان الحقنة في دراعك يرجع يوجعك وجسمك يتعب‬ ‫شوية بسبب المعركة بين‬ ‫الميكروب والمناعة‬ ‫زمان‪ ،‬لما كنت طفل «ملو‬ ‫هدومه» كدة ‪ ...‬شاطر‬ ‫بقى وبيطلع من األوائل في‬ ‫الفصل وبيحب زميلته اللي‬ ‫في «التختة» اللي جنبه ‪...‬‬ ‫فيه واحدة كدة جت ومعاها‬ ‫حقن كتير وقطن ودخلت‬ ‫علينا الفصل ‪ ...‬وقالوا‬ ‫لنا عندنا تطعيم ‪ ...‬وكانوا‬ ‫بيندهوا علينا اسم اسم ‪...‬‬ ‫يروح الواحد ياخد حقنة في‬ ‫دراعه تحت الجلد ‪ ...‬ندهوا علينا واحد واحد من كشف األسماء ‪ ...‬وطبعا ً صاحبنا « ابراهيم‬ ‫« كان دايما ً أول واحد يتجرب فيه أي حاجة ‪ ...‬وإلننا فصل مشترك كان الوالد كانوا بيحاولوا‬ ‫يظهروا إنهم شجعان قدام البنات ويكتموا األلم بينما البنات بياخدوا راحتهم عادي في التعبير‬ ‫عن الوجع بشكل كان بيخلينا عاوزين نروح نخفف عنهم ونطبطب عليهم‬ ‫واليوم اللي بعده كان عدد كبير بيغيب بسبب ارتفاع حرارتهم ‪...‬‬ ‫وبيفضل مكان الحقنة سايب عالمة يمكن مراحتش لغاية دلوقتي‬ ‫النهاردة اتطعمت ضد الكوليرا والحمى الصفراء والحمى الشوكية تمهيداً لزيارة قريبة للصومال‬ ‫بإذن هللا ‪ ...‬ولما أخدت التطعيم افتكرت المدرسة زمان واللي حصل فيها‬ ‫يمكن الفرق دلوقتي إنك بقيت «كبير» ‪ ...‬مينفعش تقول لماما إنك تعبان ومش عاوز تروح‬ ‫المدرسة ‪ /‬الشغل ‪ ...‬وبقيت عايش لوحدك فمحدش هيدخل عليك بالليل وإنت نايم يتطمن‬ ‫حرارتك مرتفعة وال أل ‪ ...‬فيه حاجات كدة مبقتش بتحصل ‪ ...‬بس لما بتحن أوي بترجع‬ ‫اسكندرية للبيت علشان الدفا اللي فيه ‪ ...‬العيلة ‪ ...‬يومين بس وترجع للقاهرة تاني ‪ ...‬للغربة‬ ‫‪ ...‬للسفر ‪ ...‬للشارع الطويل اللي مبينتهيش‬


‫شعور غريب لما تنزل مطار آدم عبد هللا في الصومال وتركب عربيات كبار باعتها حزب السالم‬ ‫والتنمية السواق فيها بيقعد على اليمين ‪ ...‬ولما يطلع موكب العربيات تالقي قدامك عربية‬ ‫مفتوحة فيها أفراد مسلحين تقريبا من الجيش الصومالي بتقوم بحمايتك لحد ما توصل للفندق‬ ‫‪ ...‬اللي هو أساسا جنب المطار ‪ ...‬على اليمين المحيط الهندي وعلى الشمال جدران عليها آثار‬ ‫رصاص المعارك‬ ‫مع مرور الوقت هنا في الصومال‪ ،‬ومع كل الزيارات الميدانية التي نقوم بها ومع كل المقابالت‬ ‫التي أجريناها مع الشباب الصومالي والمسئولين الجدد‪ ،‬ومع ما نراه من دور تركي بالغ األثر‬ ‫لدرجة أن كل أبيض هنا يعتبرونه تركي‪ ،‬ومع كثرة البوارج الحربية األجنبية القابعة في المحيط‬ ‫الهندي بحجة محاربة عدة قراصنة بؤساء في حين أن البحر األحمر ُيغلق علينا من هنا حصارا‬ ‫‪ ...‬مع كل هذا ُتدرك أننا غرقنا في الذات حتى نسينا السر الحقيقي لقوتنا ‪ ...‬نسينا حتى أن‬ ‫نذكره عرضا ً ‪ ...‬هناك الكثير من الكالم ليقال وليعرف وليحفظ حتى نحمي العمق المصري في‬ ‫إفريقيا ‪...‬‬

‫نبتة رغم أنف العطش‬ ‫القاعدة الحالية في الصومال‪ :‬البلد اآلن ال تحتاج لمساعدات ‪ ...‬البلد تحتاج لمستثمرين ورجال أعمال‬ ‫يستثمرون في الموارد الضخمة التي يملكونها ‪...‬‬

‫أثيوبيا و الصومال‬ ‫أثيوبيا دولة « حبيسة « ال يوجد لها أي منفذ على البحر‪ ،‬ولهذا حاولت مرارا أن تحتل‬ ‫الصومال وتضمها لها حتى تأخذ‬ ‫أي منفذ على الماء ‪ ...‬وقد ساهمت‬ ‫أثيوبيا في إشعال الحرب األهلية في‬ ‫الصومال طوال السنوات الماضية‬ ‫وفي السبعينات كانت الجيوش‬ ‫الصومالية على بعد ثالثة كيلومترات‬ ‫فقط من العاصمة اإلثيوبية أديس‬ ‫أبابا‬ ‫يعني ‪ ...‬هناك توتر تاريخي كبير بين‬ ‫البلدين مازال مستمرا حتى اآلن‬ ‫من ناحية أخرى ‪ ...‬أثيوبيا هى‬ ‫المتحكم في مياة النيل ‪ ...‬هي التي‬ ‫تذل المصريين اآلن بمشاريع بناء‬ ‫سدود وبدعم إسرائيلي قد يؤدي‬ ‫لمأساة مصرية تتعلق بنقص رهيب‬ ‫في المياة‬ ‫هل نملك أي وسيلة ضغط على إثيوبيا؟!‬ ‫حتى وقت قليل لم نكن نملك شيئا ً ‪ ...‬لكن اآلن بعد أن هدأت الحرب األهلية في الصومال وصار‬ ‫لديهم حكومة منتخبة ورئيس منتخب ورغبة في االستقرار ‪ ...‬فإن تشجيع مصر ودعمها‬ ‫للصومال سيشكل ضغطا ً غير عاديا ً على إثيوبيا‬ ‫استثمار األموال وبناء المشاريع ودعم نهوض الصومال سيمثل ورقة ضغط قوية على إثيوبيا‬ ‫‪ ...‬سيكون لك تواجد بالقرب منها ‪ ...‬على حدودها ‪ ...‬وستدعم عدوتها ‪ ...‬وبالتالي فإن فكرت‬ ‫إثيوبيا في بناء السدود وتقليل حصتنا من المياة فإنها ستفكر ألف مرة قبل خطوة كهذه ألن‬ ‫الوضع صار مختلفا ً بعد أن دعمت مصر الصومال‬ ‫ليس مطلوبا ً من مصر وهي في هذا الوضع الكثير ‪ ...‬مطلوب من مرسي فقط زيارة واحدة‬ ‫للصومال ‪ ...‬ولو لدقائق يعلن فيها دعمه للصومال ولحكومتها ‪ ...‬فقط ‪ ...‬ومن المعروف أن‬


‫اثيوبيا نفسها أرسلت رسالة تهنئة للرئيس الصومالي الجديد بعد فوزه في االنتخابات ‪ ...‬يعني‬ ‫تصريح مرسي لن يستعدي إثيوبيا ألن الرئيس اإلثيوبي قام بالمثل ‪ ...‬ولكنه في نفس الوقت‬ ‫سينبه إثيوبيا للتواجد المصري الجديد في المنطقة‬ ‫مرسي في زيارته اإلفريقية لم يتوجه للصومال ‪ ...‬وهذا أمر ال يبدو جيدا ‪ ...‬لكن وزير‬ ‫الخارجية المصري قادم بعد عدة أيام إلى الصومال ‪ ...‬ونرجو أن يكون قد فطن ألهمية التواجد‬ ‫المصري هنا حماية لمياه النيل‪.‬‬ ‫وبالطبع دعما ً للعرب والمسلمين‬

‫القرصنة ‪ ..‬العدو الوهمي‬ ‫من كام سنة فاتوا ‪ ...‬سفن أوروبية‬ ‫ضخمة جت عند المحيط الهندي في‬ ‫المياه اإلقليمية الصومالية ‪ ...‬بدون إذن‬ ‫الصوماليين المشغولين بالحرب األهلية‬ ‫وقتها ‪ ...‬سفينة ضخمة من السفن دي‬ ‫وقفت وقدرت بطريقة ما إنها تصطاد‬ ‫تقريبا ً معظم السمك اللي في المنطقة‬ ‫باستخدام طريقة غير مشروعة من‬ ‫طرق الصيد زي التفجير وكدة ‪ ...‬المهم‬ ‫إن الصيادين الصومالين فجأة لقوا‬ ‫نفسهم مش القيين سمك يصطادوه ‪...‬‬ ‫مش كدة وبس ‪ ..‬لما راحوا الصيادين‬ ‫الصوماليين للسفينة يكلموها ويتفاهموا معاها راحت السفينة طردتهم وصممت على اللي بتعمله‬ ‫وإلنهم في مياههم اإلقليمية ‪ ...‬الصيادين ؤجعوا البر وجابوا سالح وأسروا السفينة ‪...‬‬ ‫الموقف اتكرر مع سفينة تانية وتالتة ‪ ...‬وفي كل مرة كان الصيادين الصوماليين بيمنعوا السفن‬ ‫من إنها تسرق قوتهم ‪...‬‬ ‫وفي لحظة ‪ ...‬انطلقت صفارات اإلنذار الدولية واتحرك العالم كله ناحية « القراصنة « ‪ ...‬اللي‬ ‫بيهاجموا السفن الغربية ‪...‬‬ ‫وبطريقة ما ‪ ...‬انتقل تمويل غريب لبعض الصيادين وبدأت عمليات قرصنة حقيقية على‬ ‫السفن وبأسلحة متطورة فعال ‪ ...‬لدرجة إن القراصنة أصبح لديهم فجآة أجهزة رؤية ليلية‬ ‫ومعدات متطورة ‪ ...‬و ُيقال إن فيه عملية قرصنة تكلفت تقريبا ‪ ٣٠‬ألف دوالر ‪ ...‬ومحدش بقى‬ ‫عارف الصيادين الصوماليين البؤساء تحولوا لقراصنة معاهم أسلحة وسفن بمئات اآلالف من‬ ‫الدوالرات فجأة إزاي‬ ‫ومع التطور المفاجيء للصيادين الصوماليين اللي تحولوا لقراصنة فجأة ‪ ...‬ضخم اإلعالم من‬ ‫الصورة وبدأت شركات النقل تتعاون مع شركات حراسة وتأمين ‪ ...‬وتدفع لهم فلوس كتير ‪...‬‬ ‫وشركات التأمين دي مكانتش بتأمن السفن من القراصنة لكنها كانت بتدفع فلوس للقراصنة‬ ‫علشان يسكتوا ‪ ...‬وبالتالي اصبحت شركات الحراسة مستفيدة بشكل كبير من عملية القرصنة‬ ‫وكل ما طالت مشكلة القرصنة كلما زادت الفلوس اللي بتدخل جيوبهم‬ ‫بس مش ده الخطر الحقيقي ‪ ...‬الخطر الحقيقي فعال هو إن بعد ما تم تمويل القراصنة تمويل‬


‫كبير ومجهول المصدر ‪ ...‬تم وضع تقريبا ً خمسين سفينة حربية وعشرات اآلالف من الجنود‬ ‫من ‪ ٢٦‬دولة بحجة حماية السفن من القراصنة ‪...‬‬ ‫وفي نفس الوقت تم تأسيس عشر مراكز استخبارات لدول عديدة أمريكية وأوروبية على‬ ‫السواحل الصومالية ‪ -‬صورناها في فيديو أنا وأحمد عبد الحميد وسنرفعها قريبا ً بإذن هللا ‪-‬‬ ‫بحجة حماية السفن من القرصنة ‪...‬‬ ‫خمسين سفينة حربية ‪ ...‬وعشرات اآلالف من الجنود ‪ ...‬ومراكز استخبارات ‪ ...‬كل ده علشان‬ ‫كام سفينة للقراصنة تم تمويلهم فجأة بشكل مريب؟!‬ ‫بقليل من التفكير ممكن نسنتنج إن المستفيد الحقيقي من وجود القراصنة هو اللي بيتظاهر‬ ‫بالضرر من وجودهم ‪ ...‬هو اللي قام بتمويلهم علشان ياخدهم حجة لبقاء كل القوات دي على‬ ‫سواحل الصومال‬ ‫ساحل الصومال مكان استراتيجي جدا ‪ ...‬التجارة العالمية كلها تقريبا ً بتمر من هنا ‪ ...‬وممكن‬ ‫نحاصر العرب وإيران من الخلف ونقفل عليهم البحر األحمر ‪ ...‬يعني لو قرر في لحظة وقف‬ ‫تجارة العرب وإيران كلها لفعل ‪ ...‬ويمكنه كذلك أن يضمن سيطرة على القرن اإلفريقي ‪...‬‬ ‫ناهيك عن أنه يصطاد في منطقة خصبة باألسماك بدون مقابل‬

‫لصومال‬ ‫يا‬ ‫كانت المرأة ف ى قبيلتها‬ ‫نوات‬ ‫عل‬ ‫قبل س ي السوق تنادي األسلحة‬ ‫رخ ف‬ ‫رتفع‬ ‫تص الرجال فور ًا وت ب معركة‬ ‫فيأتي‬ ‫ص وتنش‬ ‫م ويسيل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫يسيل الد‬ ‫ر‬ ‫و ُيطلق ال بيلتين و‬ ‫ية بين ق‬ ‫حام‬ ‫ن الحرب‬ ‫ات م‬ ‫مرارتها‬ ‫ا اآلن‪ ،‬بعد سنو يالتها و‬ ‫الناس و‬ ‫م‬ ‫ت المرأة‬ ‫أ هلية ذاق‬ ‫ع‪ ،‬صار‬ ‫األ‬ ‫جمي‬ ‫ى قبيلتها‬ ‫قسوتها على ال نادي عل‬ ‫لسوق ت‬ ‫و رخ في ا‬ ‫تص‬ ‫ما ينبغي‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ل أكثر م‬ ‫ح‬ ‫فال يت ل من قب‬ ‫فالدم سا‬ ‫ها منتنة‬ ‫عوها فإن‬ ‫د‬

‫القراصنة مش بيهاجموا أي سفينة عليها علم الصومال‪ ،‬القراصنة بيهاجموا السفن األوروبية‬ ‫اللي بيعتبروها بتسرق حقهم وبتستبيح أراضيهم‬ ‫القرصنة هي مجرد عدو وهمي ‪ ...‬صنعه الغرب كما صنع غيره وضخمه في اإلعالم ‪ ...‬حتى‬ ‫يكون له حجة يبسط بها نفوذه على العالم ‪ ...‬علينا‬

‫بوا‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫غ‬ ‫ر‬ ‫امل ب ا‬ ‫حل‬ ‫ر‬ ‫مال خيمات بية‬ ‫هي ا‬ ‫أل‬ ‫طفال‬ ‫هنا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫صو‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫!‬


‫إيه بقى المهم في الكالم مع النشطاء السياسيين األتراك؟!‬ ‫إنك تكتشف يا سيدي ‪ -‬وال تخرج قبل أن تقول سبحان هللا ‪ -‬إن العلمانيين حاجة والليبراليين‬ ‫حاجة تانية خالص ‪ ...‬أي وهللا ‪ ...‬ال واألدهى إنهم بيتخانقوا مع بعض هناك ‪ ...‬وإن الليبراليين‬ ‫مثالً وقفوا جنب أردوغان وساندوه ضد العلمانيين إلن أردوغان خلصهم من حكم العسكر ‪...‬‬ ‫إلن الليبراليين المفروض إنهم ضد العسكر تماما ً ونهائيا ً ‪ ...‬وكانوا شايفين إن تدخل الجيش في‬ ‫السياسة هو البالء الكبير على تركيا ‪ ...‬عكس العلمانيين‬ ‫مش كدة وبس ‪ ...‬ده الليبراليين ساندوا أردوغان في موضوع الحجاب ضد العلمانيين ‪ -‬قل‬ ‫سبحان هللا تاني ‪ -‬إلنهم متسقين مع أفكارهم إن الحجاب حرية شخصية قبل أي شيء ‪ ...‬بينما‬ ‫العلمانيين اعتبروا ده عودة لعصور الظالم‬ ‫األتراك بقى بيضحكوا علينا ليه؟‬ ‫علشان بيقولوا إننا عندنا ليبراليين بيطالبوا بالعدالة االجتماعية ‪ ...‬وإنهم بيتحالفوا مع‬ ‫االشتراكيين ‪ ...‬وإن االشتراكيين بينادوا ساعات باالنفتاح االقتصادي وتحرير السوق ‪ ...‬وإن‬ ‫الليبراليين كانوا بيطالبوا ببقاء الجيش في الحكم أو مد الفترة االنتقالية أو حتى كانوا بيطالبوه‬ ‫بالتدخل بعد اإلعالن الدستوري ‪...‬‬ ‫الخالصة ‪ ...‬إن الليبراليين في مصر طلعوا مش ليبراليين ‪ ...‬واالشتراكيين كمان طلعوا مش‬ ‫اشتراكيين ‪ ...‬وإن أفضل تقسيم سياسي لمصر هو‪:‬‬ ‫الناس اللي مع اإلخوان‬‫الناس اللي ضد اإلخوان‬‫‪-‬واإلخوان!‬

‫ا يكفي يا يمنى آن ُتلقي بآفكارك في الفيلم وتعودي‬ ‫لإلختباء في مساحتك اآلمنة‪ ،‬البد آن ُتخاطري بشيء‬ ‫من روحك‪ ،‬يجب أن أراكِ بوضوح في كل مشهد‪،‬‬ ‫في كل وجه يظهر على الشاشة‪ ،‬المايسترو ال ُيشير‬ ‫للجوقة من بعيد‪ ،‬ال ُيعطيهم ظهره حين يبكي‪ ،‬بل‬ ‫يتوجه ٌلهم بكل كيانه و ُيحرك ّهم بروحه‪ ،‬ستكونين حين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تهزنا مشاعرك إلى تلك الدرجة التي تخترقنا فيها‬ ‫الحكاية وتجعلنا نرى ما بداخلك واضحا آمامنا‪ ،‬كأننا‬ ‫آنتِ‪ ،‬ف ّكري جيدا يا يمنى‪ ،‬الفيلم مخاطرة شعورية تعني‬ ‫انكشاف الروح بجالء أمام العالم‪ ،‬فهل أن ِ‬ ‫ت مستعدة؟ “‬ ‫اتمنى اصحى بكرة الصبح ان شاء هللا‪ ،‬و انا باسأل ايه‬ ‫اللي اتبنى في مصر جديد النهاردة‪...‬‬ ‫مش زي كل يوم‪ :‬حرقوا ايه النهاردة جديد؟ قتلوا كام‬ ‫واحد زيادة؟ كام واحد مات؟‬ ‫في كام «بيان» جديد؟!‬ ‫ستصبحوا على أمل‬ ‫م حرفا كانت تملك لغته؟ بضع وعشرين حرفا؟ أقل؟‬ ‫أكثر؟ كم كلمة كانت تستخدمها اللغة‪ ...‬أي لغة؟ بضعة‬ ‫آالف أخرى؟ كل هؤالء لم يكن أي منهم يقدر على‬ ‫وصف شيء مما يموج في صدره‪ .‬أبدا‪ .‬ال شيء يصف‬ ‫حنجرته وهي تنازع للبقاء في جسده بينما يعصر‬ ‫أنفاسه الحزن‪ .‬يومها‪ ،‬وقفت الحروف عاجزة حتى عن‬ ‫الخروج من فيه‪ .‬ال شيء بإمكانه وصف األلم‪ ...‬ألمه‪.‬‬ ‫ال شيء بإمكانه وصف راحته بين دموعه‪ ...‬ال شيء‬ ‫يصف شعوره بتحجر عينيه عند الغضب‪ ،‬عند نفاذ‬ ‫الدموع وقت ان احتاجها و جفت‪ ،‬كما جفت من قبل‪...‬‬ ‫كأن عيونه رشاش مقاتل نضب منه الرصاص و خانه‬ ‫سالحه وقت حاجته إليه‪ .‬‬ ‫ماذا كانت تملك تلك اللغة العقيمة غير الحروف‪ ...‬لماذا‬ ‫تقف عاجزة بحرفين لتصف الــ «ذل»‪ ،‬الـ»حب»‪،‬‬ ‫الـ»أب»‪ ،‬الـ «أم»‪ ...‬الــــ»رب»! كيف تختزل كل‬ ‫تلك المعاني في حرفين‪ ...‬كيف تضعه هو في حرفين‬ ‫«هو» و تطلب أن تكون «هي» أيضا حرفين؟!‬ ‫أتعرف‪ ،‬كل حروف الدنيا و كلماتها‪ ،‬ال تكفي لوصف‬ ‫حرفين تشعر بهما حقا‪.‬‬ ‫سمع‪:‬‬ ‫كن مشروعا‪ ،‬كون مشروعا‪ ،‬انضم لمشروع‪ .‬‬ ‫كن فكرة نبيلة‪ ،‬كون جماعة حول فكرة نبيلة‪ ،‬انضم‬ ‫لفكرة قائمة‪.‬‬ ‫كن «عمال» خارج نطاق «الثرثرة»‪ ...‬اي عمل‪ .‬كن‬ ‫على ثغر‪ ...‬أي ثغر‪.‬‬ ‫إن لم تزد شيئا كنت أنت زائدا علينا‬

‫‪‎‬‬ ‫عارف المقولة الشهيرة‪« :‬ال تنتظر اللحظة المناسبة بل‬ ‫اختر لحظة واجعلها مناسبة»؟؟‬ ‫عارف بقى لما يدرسولك في المدرسة و في الصحف‬ ‫واالعالم وكل حاجة فكرة بتقولك «لن تعود فلسطين إال إذا‬ ‫أصبحنا متقدمين و بال بال بال بال‪..‬و لن تعود األندلس ألننا‬ ‫لم نعد متمسكين باإلسالم الحق أو متقدمين علميا بال بال‬ ‫بال بال»‪..‬‬ ‫عارف التدريس بالرسالة دي بيوصل معنى أيه؟؟‬ ‫بتربي أجيال عندها فكرة «مش هنتقدم إال في المشمش»‪..‬‬ ‫زي الفرق بين لمما تربى ابنك على «انت عشان تكسب‬ ‫مباراة مثال الزم تتدرب ‪ 300‬ساعة و ماتاكلش إال‬ ‫أكل معين و تذاكر في وقت التمرين‪»..‬وبين انك تربيه‬ ‫على «انت تقدر تكسب و في الطريق محتاج بعض‬ ‫التضحيات»‪..‬‬ ‫كأنك بتربي أجيال بتزرع في مخها منذ الصغر فكرة‬ ‫االستحالة!! وده ألن انت أصال تعتقده مستحيل‪..‬‬ ‫أزهى عصور الدولة اإلسالمية كان فيه من المجون ما ال‬ ‫تتضوره ولكن قابله من العلم ما ال قبل للفساد به!‬ ‫يعني علمهم يفكروا «إزائ» مش ينفع وال ماينفعش!!‬ ‫ال العرب إللى فتحوا فتوحات كانوا مالئكة وعندهم قدرات‬ ‫خارقة وال إحنا معدومي الفرصة!!‬ ‫نطلع بقى من السؤال الغلط بتاع‪ .‬مصمصة الشفايف و يا‬ ‫ريت وماينفعش للسؤال الصح «ينفع وازاى»‬ ‫ألن رسالة حضرتك وحضرتي و حضراتنا جميعا كمسلمين‬ ‫هي أننا نوصل ونبلغ تعاليم اإلسالم وروحه‪..‬يعني دي‬ ‫رسالتك مش اختيار!‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.